الكتاب: الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم المؤلف: محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحَمِيدي أبو عبد الله بن أبي نصر (المتوفى: 488هـ) المحقق: د. علي حسين البواب الناشر: دار ابن حزم - لبنان/ بيروت الطبعة: الثانية، 1423هـ - 2002م عدد الأجزاء: 2×4   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- الجمع بين الصحيحين الحَمِيدي، ابن أبي نصر الكتاب: الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم المؤلف: محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحَمِيدي أبو عبد الله بن أبي نصر (المتوفى: 488هـ) المحقق: د. علي حسين البواب الناشر: دار ابن حزم - لبنان/ بيروت الطبعة: الثانية، 1423هـ - 2002م عدد الأجزاء: 2×4   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْحَمد لله الَّذِي لَا تحصى نعمه، وَلَا يتناهى كرمه، وَصلى الله على مُحَمَّد نبيه، الَّذِي أنارت آيَاته، ووضحت بيناته، وعَلى آله الَّذين اهتدوا بمناره، وَاقْتَدوا بآثاره، وَسلم عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أَجْمَعِينَ، وعَلى التَّابِعين لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين، تَسْلِيمًا دَائِما أَبَد الآبدين. أما بعد: فَإِن الله تَعَالَى يَقُول فِي كِتَابه الْمنزل على نبيه الْمُرْسل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {كَانَ النَّاس أمة وَاحِدَة فَبعث الله النَّبِيين مبشرين ومنذرين وَأنزل مَعَهم الْكتاب بِالْحَقِّ ليحكم بَين النَّاس فِيمَا اخْتلفُوا فِيهِ وَمَا اخْتلف فِيهِ إِلَّا الَّذين أوتوه من بعد مَا جَاءَتْهُم الْبَينَات بغياً بَينهم فهدى الله الَّذين آمنُوا لما اخْتلفُوا فِيهِ من الْحق بِإِذْنِهِ وَالله يهدي من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم (213) } [سُورَة الْبَقَرَة] فَكَانَ كل من الْأَنْبِيَاء قبل نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبْعَث إِلَى قومه، أَو إِلَى طَائِفَة من النَّاس خَاصَّة، والنصوص شاهدةٌ بذلك، وَخص الله عز وَجل نَبينَا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعُمُوم الرسَالَة إِلَى النَّاس كَافَّة، قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا كَافَّة للنَّاس بشيرا وَنَذِيرا} [سُورَة سبأ: 28] ، وَأوجب عَلَيْهِ التَّبْلِيغ إِلَيْهِم، وَإِقَامَة الْحجَّة عَلَيْهِم، وأكرمه بالعصمة مِنْهُم. فَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك وَإِن لم تفعل فَمَا بلغت رسَالَته وَالله يَعْصِمك من النَّاس (67) } [سُورَة الْمَائِدَة] ، وَأوجب عَلَيْهِم طَاعَته فِي غير مَوضِع من كِتَابه، وَقَالَ تَعَالَى: {من يطع الرَّسُول فقد أطَاع الله (80) } [سُورَة النِّسَاء] وَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم ثمَّ لَا يَجدوا فِي أنفسهم حرجاً مِمَّا قضيت ويسلموا تَسْلِيمًا (65) } [سُورَة النِّسَاء] ثمَّ قَالَ تَعَالَى - وَقَوله الْحق، ووعده الصدْق: {إِنَّا نَحن نزلنَا الذّكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون} [سُورَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 الْحجر: 9] وَقَالَ تَعَالَى فِي وصف نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {وَمَا ينْطق عَن الْهوى إِن هُوَ إِلَّا وَحي يُوحى} [سُورَة النَّجْم: 3 - 4] فأمننا بذلك من وُقُوع التبديل فِي التَّبْلِيغ، وَزَاد ذَلِك توكيداً بقوله: {وَإنَّك لتهدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم صِرَاط الله} [سُورَة الشورى: 52، 53] ، وَقَالَ تَعَالَى: {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْض إِنَّه لحق مثل مَا أَنكُمْ تنطقون} [سُورَة الذاريات 23] وَسَائِر النُّصُوص فِي هَذَا الْمَعْنى، وَقَالَ تَعَالَى: {اتبعُوا مَا أنزل إِلَيْكُم من ربكُم} [سُورَة الْأَعْرَاف: 3] ، وَقَالَ تَعَالَى: {وأنزلنا إِلَيْك الذّكر لتبين للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم} [سُورَة النَّحْل: 44] ، وَقَالَ تَعَالَى فِي مثله: {وَمَا أنزلنَا عَلَيْك الْكتاب إِلَّا لتبين لَهُم الَّذِي اخْتلفُوا فِيهِ} [سُورَة النَّحْل: 64] . فامتثل عَلَيْهِ السَّلَام مَا أَمر بِهِ، وَبلغ إِلَيْهِم مَا أوحى إِلَيْهِ، وَبَين لكل مِنْهُم مَا أشكل عَلَيْهِ، ثمَّ امتن تَعَالَى على الْمُؤمنِينَ بِهِ حِين عرف أَدَاء رَسُوله إِلَيْهِم مَا أوجبه عَلَيْهِم، فَقَالَ عز وَجل: {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي ورضيت لكم الْإِسْلَام دينا} [سُورَة الْمَائِدَة: 3] . ثمَّ قرر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَاضِرين لَدَيْهِ على تبليغه إِلَيْهِم مَا أُوحِي إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُم فِي مشَاهد الْعُمُوم: " أَلا هَل بلغت " فَقَالُوا: اللَّهُمَّ نعم. فَلَمَّا أقرُّوا بذلك أَمرهم بالتبليغ عَنهُ، فَقَالَ: " ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب " تَنْبِيها على أَنه لَا تقوم الْحجَّة إِلَّا بالبلاغ، وَلذَلِك أَمر أَن يَقُول: {لأنذركم بِهِ وَمن بلغ (19) } [سُورَة الْأَنْعَام] ، فَتعين عَلَيْهِم النَّقْل والتبيلغ، والتزموه، وَتعين على من بعدهمْ السّمع وَالطَّاعَة للصحيح الَّذِي نقلوه. وَلم يزل الصَّحَابَة والتابعون وأئمة الْأَعْصَار المقدمون دائبين فِي نشر مَا علمُوا من شرائع الْإِسْلَام، وَتَعْلِيم مَا علمُوا من وَاجِبَات الْعِبَادَات وَالْأَحْكَام، حرصاً على إِيصَال ذَلِك إِلَى الْغَائِب وَالشَّاهِد، وتسوية فِيمَا بَين الْقَرِيب والمتباعد، وَهَكَذَا جيلاً بعد جيل. وَلما امْتَدَّ الزَّمَان، وَخيف اخْتِلَاط الصَّحِيح بالسقيم، واشتباه المرتاب بالسليم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 انتدب جماعةٌ من الْأَئِمَّة السالفين رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ إِلَى تَقْيِيد ذَلِك بالتأليف، وَحفظه بِالْجمعِ والتصنيف، كمالك بن أنس، وَابْن جريج، وسُفْيَان، وَمن بعدهمْ، فَبلغ كل من ذَلِك إِلَى حَيْثُ انْتهى وَسعه، وَأمكنهُ اسْتِيفَاؤهُ وَجمعه، واتصل ذَلِك إِلَى زمَان الْإِمَامَيْنِ أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ، وَأبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي رَضِي الله عَنْهُمَا وعنهم، فخصا من الِاجْتِهَاد فِي ذَلِك، وإنفاد الوسع فِيهِ، واعتباره فِي الْأَمْصَار والرحلة عَنهُ إِلَى متباعدات الأقطار، من وَرَاء النَّهر إِلَى فسطاط مصر، وانتقاده حرفا حرفا، واختياره سنداً سنداً، بِمَا وَقع اتِّفَاق النقاد من جهابذة الْإِسْنَاد عَلَيْهِ، وَالتَّسْلِيم مِنْهُم لَهُ، وَذَلِكَ نتيجة مَا رزقا من نِهَايَة الدِّرَايَة، وإحكام الْمعرفَة بالصناعة، وجودة التَّمْيِيز لانتقاد الرِّوَايَة، وَالْبُلُوغ إِلَى أَعلَى الْمَرَاتِب فِي الِاجْتِهَاد وَالْأَمَانَة فِي وقتهما، والتجرد لحفظ دين الله الَّذِي ضمن حفظه، وقيض لَهُ الحافظين لَهُ بالإخلاص لله فِيهِ. وَشَاهد ذَلِك مَا وضع الله لَهما وَلَهُم من الْقبُول فِي الأَرْض، على مَا ورد بِهِ النَّص فِيمَن أحبه الله تَعَالَى، وَأمر أهل السَّمَوَات العلى بحبه. وَلما انتهيا من ذَلِك إِلَى مَا قصداه، وقررا مِنْهُ مَا انتقداه، على تنائيهما فِي الِاسْتِقْرَار حِين الْجمع وَالِاعْتِبَار، أخرجَا ذَلِك فِي هذَيْن الْكِتَابَيْنِ المنسوبين إِلَيْهِمَا، ووسم كل واحدٍ مِنْهُمَا كِتَابه بِالصَّحِيحِ، وَلم يتقدمهما إِلَى ذَلِك أحدٌ قبلهمَا، وَلَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 أفْصح بِهَذِهِ التَّسْمِيَة فِي جَمِيع مَا جمعه أحدٌ سواهُمَا فِيمَا علمناه، إِذْ لم يسْتَمر لغَيْرِهِمَا فِي كل مَا أوردهُ، فتبادرت النيات الموفقة على تباعدها من الطوائف المحققة على اختلافها إِلَى الاستفادة مِنْهُمَا، وَالتَّسْلِيم لَهما فِي علمهما، وتمييزهما، وَقبُول مَا شَهدا بِتَصْحِيحِهِ فيهمَا، يَقِينا بصدقهما فِي النِّيَّة، وبراءتهما من الإقبال على جِهَة بحمية، أَو الِالْتِفَات إِلَى فِئَة بعصبية، سوى مَا صَحَّ عَمَّن أمرنَا بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِ، والتعويل فِي كل مَا أخبرنَا بِهِ عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَحين اسْتَقر ذَلِك وانتشر، وَسَار مسير الشَّمْس وَالْقَمَر، أردْت تَعْجِيل الْفَائِدَة لنَفْسي، وتسهيل سرعَة الْمَطْلُوب ذخيرة لمطالعتي وحفظي، وَالْأَخْذ بحظ من التَّقْرِيب فِي التَّبْلِيغ، ينْتَفع بِهِ من سواي، وأحظى بِهِ عِنْد مولَايَ، فاستخرته تَعَالَى وَجل، وَسَأَلته العون والتأييد على تَجْرِيد مَا فِي هذَيْن الْكِتَابَيْنِ من متون الْأَخْبَار ونصوص الْآثَار، إِذْ قد صَحَّ الانقياد للإسناد من جُمْهُور الْأَئِمَّة النقاد، وتلخيص ذَلِك فِي كتاب وَاحِد، مَعَ جمع مفترقها، وَحفظ تراجمها. وَلم أذكر من الْإِسْنَاد فِي الْأَكْثَر إِلَّا التَّابِع عَن الصاحب، أَو من روى عَنهُ مِمَّا يتَعَلَّق بالتراجم للمعرفة بِهِ، وَلَا من الْمعَاد إِلَّا مَا تَدْعُو الضَّرُورَة إِلَيْهِ لزِيَادَة بَيَان، أَو لِمَعْنى يتَّصل بِمَا لَا يَقع الْفَهم إِلَّا بإيراده، وَرُبمَا أضفنا إِلَى ذَلِك نبذاً مِمَّا تنبهنا عَلَيْهِ من كتب أبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ، وَأبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَأبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ وَأبي مَسْعُود الدِّمَشْقِي، وَغَيرهم من الْحفاظ الَّذين عنوا بِالصَّحِيحِ مِمَّا يتَعَلَّق بالكتابين، من تَنْبِيه على غرضٍ، أَو تتميم لمَحْذُوف، أَو زيادةٍ فِي شرحٍ، أَو بَيَان لاسمٍ أَو نسبٍ، أَو كلامٍ على إِسْنَاد، أَو تتبعٍ لوهم بعض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 أَصْحَاب التَّعَالِيق فِي الْحِكَايَة عَنْهُمَا، وَنَحْو ذَلِك من الغوامض الَّتِي يقف عَلَيْهَا من يَنْفَعهُ الله بمعرفتها إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وجمعنا حَدِيث كل صَاحب على حِدة، ورتبناهم على خمس مَرَاتِب: فبدأنا بِمُسْنَد الْعشْرَة، ثمَّ بالمقدمين بعد الْعشْرَة، ثمَّ بالمكثرين، ثمَّ بالمقلين، ثمَّ بِالنسَاء. وميزنا الْمُتَّفق من كل مُسْند على حِدة، وَمَا انْفَرد بِهِ كل وَاحِد مِنْهُمَا على حدةٍ، وَلم نراع الِانْفِرَاد بالرواة، وَإِنَّمَا قصدنا إِلَى الِانْفِرَاد بالمتون، وَإِن كَانَ الحَدِيث من رواةٍ مُخْتَلفين عَن ذَلِك الصاحب، أَو عَن الروَاة عَنهُ، لِأَن الْغَرَض معرفَة اتِّفَاق هذَيْن الْإِمَامَيْنِ على إِخْرَاج الْمَتْن الْمَقْصُود إِلَيْهِ فِي الصَّحِيح، أَو معرفَة من أخرجه مِنْهُمَا وَشهد بِتَصْحِيحِهِ، لتقوم الْحجَّة بِهِ. وتتبعنا مَعَ ذَلِك زِيَادَة كل راوٍ فِي كل متنٍ، وَلم نخل بِكَلِمَة فَمَا فَوْقهَا، تَقْتَضِي حكما أَو تفِيد فَائِدَة، ونسبناها إِلَى من رَوَاهَا، إِلَّا أَن يكون فِيمَا أوردنا مَعْنَاهَا أَو دلَالَة عَلَيْهَا، وجمعنا كل معني مَقْصُود من ذَلِك وَمن التراجم فِيهِ فِي مَكَان وَاحِد فِي كل مُسْند، وَرُبمَا أوردنا الْمَتْن من ذَلِك بِلَفْظ أَحدهمَا، فَإِن اخْتلفَا فِي اللَّفْظ واتفقا فِي المعني أوردناه بِاللَّفْظِ الأتم، وَإِن كَانَت عِنْد أَحدهمَا فِيهِ زِيَادَة وَإِن قلت - نبهنا عَلَيْهَا، وتوخينا الِاجْتِهَاد فِي ذَلِك، والمعصوم من عصم الله عز وَجل. وَهَذَا الَّذِي أحكمناه فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لَهما، والترجمة عَنْهُمَا يستبين للنَّاظِر المتيقظ، والعارف الْمنصف الَّذِي نور الله بالمعرفة قلبه، وهدي إِلَى الْإِقْرَار بهَا لِسَانه، تقدمهما فِي الِاحْتِيَاط وَالِاجْتِهَاد، واحتفالهما فِي الْجمع والإيراد، واقتصارهما على المهم الْمُسْتَفَاد. وَإِن جَمِيع مَا جمعاه من ذَلِك وانتقداه دَلِيل على أَن أَكْثَره عَن جمَاعَة لَا عَن وَاحِد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 وَهَذَانِ الكتابان يشتملان على فصولٍ من أصُول الدّين، لاغنى لمن أَرَادَ الِاخْتِصَاص بِعلم الشَّرِيعَة عَن مَعْرفَتهَا، وَهِي مَا فيهمَا من الِاعْتِبَار بأخبار الِابْتِدَاء، والأنبياء، وَمَا كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل من الأنباء، وَأَيَّام الْجَاهِلِيَّة الجهلاء، وَأَيَّام النُّبُوَّة وَمَا تَلَاهَا من السّير والمعجزات، وجمل الاعتقادات، ولوازم الطَّاعَات، وَالنَّهْي عَن الْمُنْكَرَات، وَذكر الْغَزَوَات، ونزول الْآيَات وثوابها، وأبواب الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالتَّعْبِير وبيانها، وفضائل الصَّحَابَة وخصائصها، ورغائب الزّهْد فِي الدُّنْيَا وَالْعَمَل لِلْأُخْرَى ومراتبها، وَمَا فِي ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض من قدرَة الله تَعَالَى وشواهدها، وَمَا يتَّصل بذلك من المواعظ ورقائقها، وَمَا يكون من الْفِتَن والأشراط إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وأنواعها، ثمَّ مَا يكون من الْبَعْث والنشور، وَبعد الْحساب من الثَّوَاب وَالْعِقَاب، والاستقرار فِي الْجنَّة أَو النَّار وصفاتهما، وحظوظ أهليهما مِنْهُمَا، وَمَا يتَعَلَّق بذلك. وتتمة ذَلِك تعديلهما لرواة هَذِه الْأُصُول المخرجة فِي الْكِتَابَيْنِ، وحكمهما بذلك فِيمَا أفصحا بِهِ فِي الترجمتين، لِأَن الصِّحَّة لَا يَسْتَحِقهَا الْمَتْن إِلَّا بعدالة الرَّاوِي، وَشَهَادَة هذَيْن الْإِمَامَيْنِ أَو أَحدهمَا بذلك، وتصحيحهما إِيَّاه حكمٌ يلْزم قبُوله، وتبليغٌ يتَعَيَّن الانقياد لَهُ، ونذارةٌ يخَاف عَاقِبَة عصيانها، قَالَ تَعَالَى: {فلولا نفر من كل فرقة مِنْهُم طَائِفَة ليتفقهوا فِي الدّين ولينذروا قَومهمْ إِذا رجعُوا إِلَيْهِم لَعَلَّهُم يحذرون} [سُورَة التَّوْبَة: 122] . وَهَذِه مناهج الباحث المتدين قد قربناها لَهُ، وسهلناها عَلَيْهِ، ونقلنا نصوصها مُقَيّدَة إِلَيْهِ، ووضعنا مَجْمُوع أشتاتها وتراجمها منتظمة بَين يَدَيْهِ، وزدنا عَلَيْهَا مَعَ جمع المتفرق وَحذف مَا يصعب حفظه من الطّرق تَمْيِيز مَا اتفقَا عَلَيْهِ، أَو انْفَرد بِهِ أَحدهمَا، والاقتصار من التّكْرَار على مَا لابد من الِاقْتِصَار عَلَيْهِ، وَعدد مَا لكل صَاحب من الْأَحَادِيث المخرجة فيهمَا، وقمنا لَهُ مقَام التَّرْجَمَة عَنْهُمَا فِي ذَلِك كُله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 واقتفينا فِي تَرْتِيب هذَيْن الْكِتَابَيْنِ على أَسمَاء الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم آثَار من تقدم قبلنَا من الْأَئِمَّة المخرجين على الصَّحِيح، وَأَصْحَاب التَّعَالِيق، كَأبي بكر البرقاني وَأبي مَسْعُود الدِّمَشْقِي، وَخلف الوَاسِطِيّ، وَغَيرهم من الْأَئِمَّة، وَإِنَّمَا فعلوا ذَلِك ليتعجل النَّاظر فِي الْأَحَادِيث معرفَة من رَوَاهَا من الصَّحَابَة، وَمن رَوَاهَا عَنْهُم، وَمَعْرِفَة مَا يلْحق بهَا مِمَّا هُوَ على شَرط إسنادها، أَو مَا يَقع إِلَى الباحث عَنْهَا مِمَّا يُرِيد اعْتِبَاره من الصَّحِيح، فيقصد بِمَا يَقع لَهُ إِلَى الْمَجْمُوع من حَدِيث ذَلِك الصاحب، فَيقرب عَلَيْهِ الْمطلب الَّذِي قَصده، وَالْمذهب الَّذِي ذهب إِلَيْهِ، وَيكون أخف عَلَيْهِ من طلبه لذَلِك فِي أبوابٍ، رُبمَا أخرجه أَحدهمَا فِي غَيره. وَبِمَا صدرنا بِهِ أَولا من النُّصُوص وبأمثالها، أيقنا أَن الْعلم الْمُقْتَدِي بِهِ فِي الدّين، والظهير المحتج بِهِ بَين المختصمين، هُوَ مَا صَحَّ عَمَّن صحت قَوَاعِد أَعْلَامه، وأنارت شَوَاهِد صدقه فِي إِعْلَامه، مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلم نجد من الْأَئِمَّة الماضين - رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ - من أفْصح لنا فِي جَمِيع مَا جمعه بِالصِّحَّةِ إِلَّا هذَيْن الْإِمَامَيْنِ، وَإِن كَانَ من سواهُمَا من الْأَئِمَّة قد أفْصح بالتصحيح فِي بعض، فقد علل فِي بعض، فَوَجَبَ البدار إِلَى الِاشْتِغَال بالمجموع الْمَشْهُور على صِحَة جَمِيعه. فَإِن اتَّسع لباحث محسنٍ زمانٌ، تتبع مَا لم يخرجَاهُ من الْمُتُون اللاحقة بِشَرْط الصَّحِيح فِي سَائِر المجموعات والمنثورات، وميز ذَلِك إِن وجده فِيهَا، وَكَانَت لَهُ منةٌ فِي انتقاد ذَلِك مِنْهَا. وَنَرْجُو أَن يكون مَا أتعبنا الخاطر فِيهِ، وأنفقنا الْعُمر عَلَيْهِ، وجمعنا أشتاته، وقربنا متباعده من ذَلِك، أخصر فِي المطالعة، وَأعجل للْحِفْظ وأسرع للتبيلغ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 وَأمكن للفهم والاستنباط، وأزيد فِي الاستبصار، وأنفع فِي الْعلم وَالْعَمَل، وأدعي إِلَى دعوةٍ نستفيدها من مستفيدٍ حصل على غنيمةٍ قصرت عَلَيْهِ الْمسَافَة فيهمَا، وَلم يتعب فِي تَحْصِيلهَا وتأتيها. وَبِاللَّهِ تَعَالَى نعتصم، وإياه نسْأَل نفعنا وَالِانْتِفَاع بِنَا، والزلفي لَدَيْهِ بِكُل مَا نتقرب بِهِ إِلَيْهِ، جعلنَا الله وَإِيَّاكُم من المعتصمين بكتابه، وَسنة نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الداعين إِلَيْهِمَا، الموفقين لفهمهما واستعمالهما، ورزقنا وَإِيَّاكُم الْإِخْلَاص وَالْيَقِين، وَصَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين، وَالْقَبُول المعلي إِلَى عليين، بمنه، آمين. وَغفر لنا وللأئمة السالفين، ولآبائنا أَجْمَعِينَ، وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين، وَالْحَمْد لله أَولا وآخراً، وعوداً وبدءاً، حمداً يَدُوم وَلَا يبيد، وَصلى الله على الْمُصْطَفى محمدٍ، وعَلى آله المقتدين بِهِ، وَسلم تَسْلِيمًا دَائِما أبدا، يتَكَرَّر وَيزِيد، وحسبنا الله وَحده وَنعم الْوَكِيل. وَهَذَا حِين نبدأ فِيمَا قصدنا لَهُ من الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ، على الرتب الْمَذْكُورَة فَأول ذَلِك مَا فيهمَا من مُسْند أبي بكر الصّديق رضوَان الله عَلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 الْقسم الأول مسانيد الْعشْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 صفحة فارغة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 مُسْند أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ الْمخْرج فِي الصَّحِيحَيْنِ البُخَارِيّ وَمُسلم أَو فِي أَحدهمَا الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ذَلِك سِتَّة أَحَادِيث: 1 - الأول: عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ عَنهُ أَنه قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عَلمنِي دُعَاء أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتي ". قَالَ: " قل: اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كثيرا، وَلَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، فَاغْفِر لي مغْفرَة من عنْدك، وارحمني، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم ". جعله بعض الروَاة من مُسْند عبد الله بن عَمْرو، لِأَنَّهُ قَالَ فِيهِ عَنهُ: إِن أَبَا بكر قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقد أَخْرجَاهُ أَيْضا كَذَلِك من طَرِيق عَمْرو بن الْحَارِث، عَن يزِيد بن أبي حبيب، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْند ابْن عَمْرو. 2 - الثَّانِي: عَن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ، عَنهُ، قَالَ: " نظرت إِلَى أَقْدَام الْمُشْركين وَنحن فِي الْغَار وهم على رؤوسنا، فَقلت: يَا رَسُول الله لَو أَن أحدهم نظر إِلَى قَدَمَيْهِ أبصرنا تَحت قَدَمَيْهِ. فَقَالَ: " يَا أَبَا بكر، مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما ". الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 3 - الثَّالِث: حَدِيث الرحل: عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: جَاءَ أَبُو بكر إِلَى أبي فِي منزله فَاشْترى مِنْهُ رحلاً، فَقَالَ لعازبٍ: ابْعَثْ معي ابْنك يحملهُ معي إِلَى منزلي، فَقَالَ لي أبي: احمله، فَحَملته، وَخرج أبي مَعَه ينْتَقد ثمنه، فَقَالَ لَهُ أبي: يَا أَبَا بكر، كَيفَ صنعتما لَيْلَة سريت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم، أسرينا ليلتنا كلهَا حَتَّى قَامَ قَائِم الظهيرة، وخلا الطَّرِيق فَلَا يمر فِيهِ أحد، حَتَّى رفعت لنا صخرةٌ طويلةٌ لَهَا ظلٌّ لم تأت عَلَيْهِ الشَّمْس بعد، فنزلنا عِنْدهَا، فَأتيت الصَّخْرَة، فسويت بيَدي مَكَانا ينَام فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ظلها، ثمَّ بسطت عَلَيْهِ فَرْوَة، ثمَّ قلت: نم يَا رَسُول الله وَأَنا أنفض لَك مَا حولك، فَنَامَ، وَخرجت أنفض مَا حوله، فَإِذا أَنا براعٍ مقبلٍ بغنمه إِلَى الصَّخْرَة يُرِيد مِنْهَا الَّذِي أردنَا، فَلَقِيته فَقلت: لمن أَنْت يَا غُلَام؟ فَقَالَ: لرجل من أهل الْمَدِينَة. فَقلت: أَفِي غنمك لبن؟ قَالَ: نعم. قلت: أفتحلب لي؟ قَالَ: نعم، فَأخذ شَاة، فَقلت: انفض الضَّرع من الشّعْر وَالتُّرَاب والقذى - قَالَ: فَرَأَيْت الْبَراء يضْرب بِيَدِهِ على الْأُخْرَى ينفض - فَحلبَ لي فِي قعبٍ مَعَه كثبةً من لبن، قَالَ: وَمَعِي إداوةٌ أرتوي فِيهَا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليشْرب مِنْهَا وَيتَوَضَّأ. قَالَ: فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكرهت أَن أوقظه من نَومه، فوقفت حَتَّى اسْتَيْقَظَ، وَفِي أُخْرَى: فوافقته حِين اسْتَيْقَظَ، فَصَبَبْت على اللَّبن من المَاء حَتَّى برد أَسْفَله، فَقلت: يَا رَسُول الله، اشرب من هَذَا اللَّبن، قَالَ: فَشرب حَتَّى رضيت، ثمَّ قَالَ: " ألم يَأن للرحيل؟ " قلت: بلَى. قَالَ: فارتحلنا بعد مَا زَالَت الشَّمْس، وَاتَّبَعنَا سراقَة بن مَالك وَنحن فِي جلدٍ من الأَرْض، فَقلت: يَا رَسُول الله أَتَيْنَا، فَقَالَ: " لَا تحزن، إِن الله مَعنا ". فَدَعَا عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فارتطمت فرسه إِلَى بَطنهَا - أرى - فَقَالَ: إِنِّي قد علمت أنكما قد دعوتما عَليّ، فَادعوا الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 لي، فَالله لَكمَا أَن أرد عنكما الطّلب. فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فنجا، لَا يلقى أحدا إِلَّا قَالَ: كفيتم مَا هَا هُنَا، وَلَا يلقى أحدا إِلَّا رده، ووفى لنا. زَاد فِي رِوَايَة إِسْرَائِيل: أَن سراقَة قَالَ: وَهَذِه كِنَانَتِي، فَخذ سَهْما مِنْهَا، فَإنَّك ستمر على إبلي وغلماني بمَكَان كَذَا وَكَذَا، فَخذ مِنْهَا حَاجَتك. قَالَ: " لَا حَاجَة لي فِي إبلك ". فقدمنا الْمَدِينَة لَيْلًا، فتنازعوا أَيهمْ ينزل عَلَيْهِ، فَقَالَ: " أنزل على بني النجار أخوال عبد الْمطلب، أكْرمهم بذلك " فَصَعدَ الرِّجَال وَالنِّسَاء فَوق الْبيُوت، وتفرق الغلمان والخدم فِي الطّرق ينادون: يَا مُحَمَّد، يَا رَسُول الله، يَا مُحَمَّد، يَا رَسُول الله. وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: جَاءَ مُحَمَّد، جَاءَ رَسُول الله. زَاد فِي أُخْرَى من رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن يُوسُف: وَقَالَ الْبَراء: فَدخلت مَعَ أبي بكر على أَهله، فَإِذا عَائِشَة ابْنَته مُضْطَجِعَة قد أصابتها حمى، فَرَأَيْت أَبَاهَا يقبل خدها، وَقَالَ: كَيفَ أَنْت يَا بنية. فِي حَدِيث شُعْبَة زِيَادَة لَفْظَة: أَن الْبَراء قَالَ: قَالَ أَبُو بكر - يَعْنِي لما خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة -: مَرَرْنَا براعٍ وَقد عَطش رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ أَبُو بكر الصّديق: فَأخذت قدحاً، فحلبت فِيهِ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثبة من لبنٍ، فَأَتَيْته بهَا، فَشرب حَتَّى رضيت. وَقع مَفْصُولًا من حَدِيث الرحل، وَكَذَا أَخْرجَاهُ. 4 - الرَّابِع: عَن أبي هُرَيْرَة من رِوَايَة حميد بن عبد الرَّحْمَن عَنهُ: أَن أَبَا بكر الصّديق بَعثه فِي الْحجَّة الَّتِي أمره عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 حجَّة الْوَدَاع فِي رهطٍ يُؤذن فِي النَّاس يَوْم النَّحْر: أَلا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك، وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان. وَفِي رِوَايَة عقيل: قَالَ حميد: ثمَّ أرْدف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعلي بن أبي طَالب، فَأمره أَن يُؤذن ب " بَرَاءَة " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَأذن مَعنا فِي أهل منى ب " بَرَاءَة ": أَلا يحجّ بعد الْعَام مشركٌ وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان. وَفِي رِوَايَة أبي الْيَمَان: وَيَوْم الْحَج الْأَكْبَر: يَوْم النَّحْر. وَالْحج الْأَكْبَر: الْحَج، وَإِنَّمَا قيل الْحَج الْأَكْبَر من أجل قَول النَّاس: الْحَج الْأَصْغَر. قَالَ: فنبذ أَبُو بكر إِلَى النَّاس فِي ذَلِك الْعَام، فَلم يحجّ فِي الْعَام الْقَابِل الَّذِي حج فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجَّة الْوَدَاع - مشركٌ، وَأنزل الله تَعَالَى فِي الْعَام الَّذِي نبذ فِيهِ أَبُو بكر إِلَى الْمُشْركين: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِنَّمَا الْمُشْركُونَ نجس فَلَا يقربُوا الْمَسْجِد الْحَرَام بعد عَامهمْ هَذَا وَإِن خِفْتُمْ عيلة فَسَوف يغنيكم الله من فَضله} [سُورَة التَّوْبَة: 28] وَكَانَ الْمُشْركُونَ يوافون بِالتِّجَارَة، فينتفع بهَا الْمُسلمُونَ، فَلَمَّا حرم الله على الْمُشْركين أَن يقربُوا الْمَسْجِد الْحَرَام وجد الْمُسلمُونَ فِي أنفسهم مِمَّا قطع عَلَيْهِم من التِّجَارَة الَّتِي كَانَ الْمُشْركُونَ يوافون بهَا، فَقَالَ الله عز وَجل: {وَإِن خِفْتُمْ عيلة فَسَوف يغنيكم الله من فَضله إِن شَاءَ} ثمَّ أحل فِي الْآيَة الَّتِي فِيهَا تتبعها الْجِزْيَة، وَلم تُؤْخَذ قبل ذَلِك، فَجَعلهَا عوضا مِمَّا مَنعهم من موافاة الْمُشْركين بتجاراتهم، فَقَالَ عز وَجل: {قَاتلُوا الَّذين لَا يُؤمنُونَ بِاللَّه وَلَا بِالْيَوْمِ الآخر} [سُورَة التَّوْبَة: 29] ، فَلَمَّا أحل الله عز وَجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 ذَلِك للْمُسلمين عرفُوا أَنه قد عاضهم بِأَفْضَل مِمَّا خافوه ووجدوا عَلَيْهِ مِمَّا كَانَ الْمُشْركُونَ يوافون بِهِ فِي التِّجَارَة. وَفِي رِوَايَة ابْن وهب: وَكَانَ حميد يَقُول: يَوْم النَّحْر: يَوْم الْحَج الْأَكْبَر، من أجل حَدِيث أبي هُرَيْرَة. 5 - الْخَامِس: عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا قَالَ: لما توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، واستخلف أَبُو بكر بعده، وَكفر من كفر من الْعَرَب. قَالَ عمر بن الْخطاب لأبي بكر: كَيفَ تقَاتل النَّاس وَقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله، فَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله عصم مني مَاله وَنَفسه إِلَّا بِحقِّهِ، وحسابه على الله " فَقَالَ أَبُو بكر: وَالله لأقاتلن من فرق بَين الصَّلَاة وَالزَّكَاة، فَإِن الزَّكَاة حق المَال، وَالله لَو مَنَعُونِي عنَاقًا كَانُوا يؤدونها إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقاتلتهم على منعهَا، فَقَالَ عمر: فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا أَن رَأَيْت أَن الله شرح صدر أبي بكر لِلْقِتَالِ، فَعرفت أَنه الْحق. وَفِي رِوَايَة: عقَالًا كَانُوا يؤدونه. وَيدخل أَيْضا هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند عمر، بقوله فِيهِ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس. . ". 6 - السَّادِس عَن عمر عَن أبي بكر، الْمسند مِنْهُ فَقَط وَهُوَ: " لَا نورث، مَا تركنَا صَدَقَة ". الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 لمُسلم من رِوَايَة جوَيْرِية بن أَسمَاء، عَن مَالك، وَعَن عَائِشَة بِطُولِهِ: أَن فَاطِمَة سَأَلت أَبَا بكر أَن يقسم لَهَا مِيرَاثهَا. وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: أَن فَاطِمَة وَالْعَبَّاس أَتَيَا أَبَا بكر يلتمسان ميراثهما من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم حينئذٍ يطلبان أرضه من فدك، وسهمه من خَيْبَر، فَقَالَ أَبُو بكر إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا نورث، مَا تركنَا صدقةٌ، إِنَّمَا يَأْكُل آل مُحَمَّد فِي هَذَا المَال " وَإِنِّي وَالله لَا أدع أمرا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنعه فِيهِ إِلَّا صَنعته. زَاد فِي رِوَايَة صَالح بن كيسَان: إِنِّي أخْشَى إِن تركت شَيْئا من أمره أَن أزيغ. قَالَ: وَأما صدقته بِالْمَدِينَةِ فَدَفعهَا عمر إِلَى عَليّ وعباس، فغلبه عَلَيْهَا عَليّ. وَأما خَيْبَر وفدك فَأَمْسَكَهُمَا عمر وَقَالَ: هما صَدَقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كَانَتَا لحقوقه الَّتِي تعروه ونوائبه، وَأَمرهمَا إِلَى من ولي الْأَمر. قَالَ: فهما على ذَلِك إِلَى الْيَوْم. قَالَ غير صَالح فِي رِوَايَته فِي حَدِيث أبي بكر: فَهجرَته فَاطِمَة، فَلم تكَلمه فِي ذَلِك حَتَّى مَاتَت، فدفنها عَليّ لَيْلًا، وَلم يُؤذن بهَا أَبَا بكر، قَالَ: فَكَانَ لعَلي وجهٌ من النَّاس حَيَاة فَاطِمَة، فَلَمَّا توفيت فَاطِمَة انصرفت وُجُوه النَّاس عَن عَليّ، وَمَكَثت فَاطِمَة بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِتَّة أشهر ثمَّ توفيت. فَقَالَ رجلٌ لِلزهْرِيِّ: فَلم يبايعه على سِتَّة أشهر. فَقَالَ: لَا وَالله، وَلَا أحدٌ من بني هَاشم حَتَّى بَايعه عَليّ وَفِي حَدِيث عُرْوَة: فَلَمَّا رأى عَليّ انصراف وُجُوه النَّاس عَنهُ فزع إِلَى مصالحة أبي بكر، فَأرْسل إِلَى أبي بكر: ائتنا، وَلَا يأتنا مَعَك أحدٌ، وَكره أَن يَأْتِيهِ عمر، لما علم من شدَّة عمر، فَقَالَ عمر: لَا تأتهم وَحدك. فَقَالَ أَبُو بكر: وَالله لآتينهم وحدي، مَا عَسى أَن يصنعوا بِي. فَانْطَلق أَبُو بكر، فَدخل على عَليّ وَقد جمع بني هَاشم عِنْده، وَقَامَ عَليّ، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: أما بعد، فَلم يمنعنا أَن نُبَايِعك يَا أَبَا بكر إنكاراً لفضلك، وَلَا نفاسة عَلَيْك لخيرٍ سَاقه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 الله إِلَيْك، وَلَكنَّا كُنَّا نرى أَنه لنا فِي هَذَا الْأَمر حَقًا فاستبددتم علينا، ثمَّ ذكر قرابتهم من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحقهم، فَلم يزل عَليّ يذكر حَتَّى بَكَى أَبُو بكر، وَصمت عَليّ. فَتشهد أَبُو بكر، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: فوَاللَّه لقرابة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحب إِلَيّ أَن أصل من قَرَابَتي، وَالله مَا ألوت فِي هَذِه الْأَمْوَال الَّتِي كَانَت بيني وَبَيْنكُم عَن الْخَيْر، وَلَكِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا نورث، مَا تركنَا صَدَقَة، إِنَّمَا يَأْكُل آل محمدٍ فِي هَذَا المَال " وَإِنِّي وَالله لَا أدع أمرا صنعه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا صَنعته إِن شَاءَ الله. وَقَالَ عَليّ: موعدك العشية لِلْبيعَةِ. فَلَمَّا صلى أَبُو بكر الظّهْر، أقبل على النَّاس يعْذر عليا بِبَعْض مَا اعتذر بِهِ، ثمَّ قَامَ عليٌّ فَعظم من حق أبي بكر وَذكر فضيلته وسابقته، ثمَّ قَامَ إِلَى أبي بكر فَبَايعهُ، فَأقبل النَّاس على عَليّ، فَقَالُوا: أصبت وأحسنت، وَكَانَ الْمُسلمُونَ إِلَى عَليّ قَرِيبا حِين رَاجع الْأَمر الْمَعْرُوف - رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 مَا انْفَرد البُخَارِيّ بِإِخْرَاجِهِ من ذَلِك 7 - الأول: عَن عمر، من رِوَايَة عبد الله بن عمر: أَن عمر حِين تأيمت حَفْصَة بنت عمر من خُنَيْس بن حذافة السَّهْمِي - وَكَانَ من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قد شهد بَدْرًا وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ - قَالَ عمر: فَلَقِيت عُثْمَان بن عَفَّان فعرضت عَلَيْهِ حَفْصَة فَقلت: إِن شِئْت أنكحتك حَفْصَة ابْنة عمر، فَقَالَ: سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي. فَلَبثت ليَالِي، ثمَّ لَقِيَنِي فَقَالَ: قد بدا لي أَلا أَتزوّج يومي هَذَا. قَالَ عمر: فَلَقِيت أَبَا بكر الصّديق فَقلت: إِن شِئْت أنكحتك حَفْصَة ابْنة عمر، فَصمت أَبُو بكر فَلم يرجع إِلَيّ شَيْئا، فَكنت مِنْهُ أوجد مني على عُثْمَان، فَلَبثت ليَالِي، ثمَّ خطبهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأنكحتها إِيَّاه، فلقيني أَبُو بكر فَقَالَ: لَعَلَّك وجدت عَليّ حِين عرضت عَليّ حَفْصَة فَلم أرجع إِلَيْك شَيْئا؟ فَقلت: نعم. قَالَ: فَإِنَّهُ لم يَمْنعنِي أَن أرجع إِلَيْك فِيمَا عرضت عَليّ إِلَّا أَنِّي قد كنت علمت أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ذكرهَا، فَلم أكن لأفشي سر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَو تَركهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقبلتها. يُقَال: انْفَرد معمر بقوله فِيهِ: إِلَّا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكرهَا، وَسَائِر الروَاة يَقُولُونَ: علمت. قَالَ فِيهِ الرَّاوِي عَن معمر: حُبَيْش بِالْحَاء الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة وَالْبَاء، وَهُوَ تَصْحِيف، لِأَنَّهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالنُّون وَالسِّين الْمُهْملَة. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 اختصر البُخَارِيّ حَدِيث معمر احْتِرَازًا مِمَّا وَقع للراوي فِيهِ، فَقَالَ: إِن عمر حِين تأيمت حَفْصَة من ابْن حذافة السَّهْمِي، وَلم يسمه، وقطعه عِنْد قَوْله: قَالَ عمر: فَلَقِيت أَبَا بكر فَقلت: إِن شِئْت أنكحتك حَفْصَة، لم يزدْ. وَهَذَا الحَدِيث أَيْضا يذكر فِي مُسْند عمر لقَوْله فِيهِ: ثمَّ خطبهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأنكحتها إِيَّاه. 8 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن عمر. عَن أبي بكر مَوْقُوفا أَنه قَالَ: ارقبوا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي أهل بَيته. 9 - الثَّالِث: فِي جمع الْقُرْآن: عَن زيد بن ثَابت قَالَ: أرسل إِلَيّ أَبُو بكر مقتل أهل الْيَمَامَة، فَإِذا عمر جالسٌ عِنْده، فَقَالَ أَبُو بكر: إِن عمر جَاءَنِي فَقَالَ: إِن الْقَتْل قد استحر يَوْم الْيَمَامَة بقراء الْقُرْآن، وَإِنِّي أخْشَى أَن يستحر الْقَتْل بالقراء فِي كل المواطن، فَيذْهب من الْقُرْآن كثير، وَإِنِّي أرى أَن تَأمر بِجمع الْقُرْآن. قَالَ: قلت لعمر: وَكَيف أفعل شَيْئا لم يَفْعَله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ عمر: هُوَ وَالله خيرٌ. فَلم يزل يراجعني فِي ذَلِك حَتَّى شرح الله صَدْرِي للَّذي شرح لَهُ صدر عمر، وَرَأَيْت فِي ذَلِك الَّذِي رأى عمر. قَالَ زيد - وَفِي رِوَايَة فَقَالَ لي أَبُو بكر: إِنَّك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لَا نتهمك، قد كنت تكْتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فتتبع الْقُرْآن فاجمعه. قَالَ زيدٌ: فوَاللَّه لَو كلفني نقل جبلٍ من الْجبَال مَا كَانَ أثقل عَليّ مِمَّا أَمرنِي بِهِ من جمع الْقُرْآن. قَالَ: الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 كَيفَ تفعلان شَيْئا لم يَفْعَله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ أَبُو بكر: هُوَ - وَالله - خيرٌ، قَالَ: فَلم يزل أَبُو بكر يراجعني. وَفِي أُخْرَى: فَلم يزل عمر يراجعني حَتَّى شرح الله صَدْرِي للَّذي شرح لَهُ صدر أبي بكر وَعمر. قَالَ: فتتبعت الْقُرْآن أجمعه من الرّقاع والعسب واللخاف وصدور الرِّجَال، حَتَّى وجدت آخر سُورَة التَّوْبَة مَعَ خُزَيْمَة، أَو مَعَ أبي خُزَيْمَة الْأنْصَارِيّ، لم أَجدهَا مَعَ أحد غَيره. {لقد جَاءَكُم رَسُول من أَنفسكُم (128) } [سُورَة التَّوْبَة] خَاتِمَة " بَرَاءَة ". قَالَ: فَكَانَت الصُّحُف عِنْد أبي بكر حَتَّى توفاه الله، ثمَّ عِنْد عمر حَتَّى توفاه الله، ثمَّ عِنْد حَفْصَة بنت عمر. قَالَ بعض الروَاة فِيهِ: اللخاف يَعْنِي الخزف. زَاد ابْن شهَاب عَن أنس: أَن حُذَيْفَة بن الْيَمَان قدم على عُثْمَان وَكَانَ يغازي أهل الشَّام فِي فتح أرمينية وأذربيجان مَعَ أهل الْعرَاق، فأفزع حُذَيْفَة اخْتلَافهمْ فِي الْقِرَاءَة، فَقَالَ حُذَيْفَة لعُثْمَان: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أدْرك هَذِه الْأمة قبل أَن يَخْتَلِفُوا فِي الْكتاب اخْتِلَاف الْيَهُود وَالنَّصَارَى، فَأرْسل عُثْمَان إِلَى حَفْصَة: أَن أرسلي إِلَيْنَا بالصحف ننسخها فِي الْمَصَاحِف ثمَّ نردها إِلَيْك، فَأرْسلت بهَا إِلَيْهِ، فَأمر زيد بن ثَابت وَعبد الله بن الزبير وَسَعِيد بن الْعَاصِ وَعبد الله بن الْحَارِث بن هِشَام، فنسخوها فِي الْمَصَاحِف، وَقَالَ عُثْمَان للرهط القرشيين: إِذا اختلفتم أَنْتُم وَزيد بن ثَابت فِي شَيْء من الْقُرْآن فاكتبوه بِلِسَان قُرَيْش، فَإِنَّمَا نزل بلسانهم، فَفَعَلُوا، حَتَّى إِذا نسخوا الصُّحُف فِي الْمَصَاحِف رد عُثْمَان الصُّحُف إِلَى حَفْصَة، فَأرْسل إِلَى كل أفق بمصحف مِمَّا نسخوا، وامر بِمَا سوى ذَلِك من الْقُرْآن فِي كل صحيفَة أَو مصحفٍ أَن يحرق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 قَالَ ابْن شهَاب: وَأَخْبرنِي خَارِجَة بن زيد بن ثَابت أَنه سمع زيد بن ثَابت يَقُول: فقدت آيَة من سُورَة الْأَحْزَاب - حَتَّى نسخت الصُّحُف - قد كنت أسمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقْرَأها، فالتمسناها، فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَة بن ثَابت الْأنْصَارِيّ: {من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله (23) } [سُورَة الْأَحْزَاب] فألحقناها فِي سورتها من الْمُصحف. قَالَ: وَفِي رِوَايَة أبي الْيَمَان: مَعَ خُزَيْمَة بن ثَابت الَّذِي جعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَهَادَته شَهَادَة رجلَيْنِ. زَاد فِي رِوَايَة أُخْرَى: قَالَ ابْن شهَاب: اخْتلفُوا يومئذٍ فِي " التابوت " فَقَالَ زيدٌ: " التابوه "، وَقَالَ ابْن الزبير وَسَعِيد بن الْعَاصِ " التابوت "، فَرفع اخْتلَافهمْ إِلَى عُثْمَان فَقَالَ: أكتبوه " التابوت " فَإِنَّهُ بِلِسَان قُرَيْش. الْمسند من هَذَا الحَدِيث قَول أبي بكر لزيد بن ثَابت: قد كنت تكْتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَول عُثْمَان: فَإِنَّمَا نزل بِلِسَان قُرَيْش. وَقَول زيد: قد كنت أسمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ بهَا. وَقَوله عَن خُزَيْمَة: الَّذِي جعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَهَادَته شَهَادَة رجلَيْنِ. 10 - الرَّابِع: حَدِيث الصَّدقَات: ذكره البُخَارِيّ فِي عشرَة مَوَاضِع من كِتَابه بِإِسْنَاد وَاحِد مقطعاً من رِوَايَة ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس، عَن أنس بن مَالك: أَن أَبَا بكر الصّديق لما اسْتخْلف كتب لَهُ حِين وَجهه إِلَى الْبَحْرين هَذَا الْكتاب، وَكَانَ نقش الْخَاتم ثَلَاثَة أسطر: مُحَمَّد سطر، وَرَسُول سطر، وَالله سطر. الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم هَذِه فَرِيضَة الصَّدَقَة الَّتِي فَرضهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمُسلمين، وَالَّتِي أَمر الله بهَا رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمن سئلها من الْمُسلمين على وَجههَا فليعطها، وَمن سُئِلَ فَوْقهَا فَلَا يُعْط. فِي أَربع وَعشْرين من الْإِبِل فَمَا دونهَا، من الْغنم فِي كل خمس شَاة، فَإِذا بلغت خمْسا وَعشْرين إِلَى خمس وَثَلَاثِينَ فَفِيهَا بنت مَخَاض أُنْثَى، فَإِن لم تكن ابْنة مَخَاض فَابْن لبونٍ ذكر. فَإِذا بلغت سِتا وَثَلَاثِينَ إِلَى خمس وَأَرْبَعين فَفِيهَا بنت لبون أُنْثَى، فَإِذا بلغت سِتا وَأَرْبَعين إِلَى سِتِّينَ فَفِيهَا حقةٌ طروقة الْجمل. فَإِذا بلغت وَاحِدَة وَسِتِّينَ إِلَى خمسٍ وَسبعين فَفِيهَا جَذَعَة، فَإِذا بلغت سِتا وَسبعين إِلَى تسعين فَفِيهَا بِنْتا لبونٍ. فَإِذا بلغت إِحْدَى وَتِسْعين إِلَى عشْرين وَمِائَة فَفِيهَا حقتان طروقتا الْجمل. فَإِذا زَادَت على عشْرين وَمِائَة فَفِي كل أَرْبَعِينَ ابْنة لبون، وَفِي كل خمسين حقة. وَمن لم يكن مَعَه إِلَّا أَربع من الْإِبِل فَلَيْسَتْ فِيهَا صدقةٌ إِلَّا أَن يَشَاء رَبهَا، فَإِذا بلغت خمْسا من الْإِبِل فَفِيهَا شَاة. وَصدقَة الْغنم فِي سائمتها إِذا كَانَت أَرْبَعِينَ إِلَى عشْرين وَمِائَة شاةٍ شاةٌ، فَإِذا زَادَت على عشْرين وَمِائَة إِلَى مِائَتَيْنِ فَفِيهَا شَاتَان. فَإِذا زَادَت على مِائَتَيْنِ إِلَى ثَلَاثمِائَة فَفِيهَا ثَلَاث شِيَاه. فَإِذا زَادَت على ثَلَاثمِائَة فَفِي كل مائةٍ شاةٌ. فَإِذا كَانَت سَائِمَة الرجل نَاقِصَة من أَرْبَعِينَ شاةٍ شَاة وَاحِدَة فَلَيْسَ فِيهَا صدقةٌ إِلَّا أَن يَشَاء رَبهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 وَلَا يجمع بَين متفرقٍ، وَلَا يفرق بَين مُجْتَمع خشيَة الصَّدَقَة. وَمَا كَانَ من خليطين فَإِنَّهُمَا يتراجعان بَينهمَا بِالسَّوِيَّةِ. وَلَا يخرج فِي الصَّدَقَة هرمةٌ وَلَا ذَات عوار وَلَا تَيْس إِلَّا أَن يَشَاء الْمُصدق. وَفِي الرقة ربع الْعشْر. فَإِن لم يكن إِلَّا تسعين وَمِائَة فَلَيْسَ فِيهَا صدقةٌ إِلَّا أَن يَشَاء رَبهَا. وَمن بلغت عِنْده من الْإِبِل صَدَقَة الْجَذعَة وَلَيْسَت عِنْده جذعةٌ وَعِنْده حقةٌ فَإِنَّهَا تقبل مِنْهُ الحقة وَيجْعَل مَعهَا شَاتين إِن استيسرتا لَهُ أَو عشْرين درهما. وَمن بلغت عِنْده صَدَقَة الحقة وَلَيْسَت عِنْده الحقة وَعِنْده الْجَذعَة فَإِنَّهَا تقبل مِنْهُ الْجَذعَة وَيُعْطِيه الْمُصدق عشْرين درهما أَو شَاتين. وَمن بلغت عِنْده صَدَقَة الحقة وَلَيْسَت عِنْده إِلَّا بنت لبون فَإِنَّهَا تقبل مِنْهُ بنت لبون وَيُعْطِي شَاتين أَو عشْرين درهما. وَمن بلغت صدقته بنت لبون وَعِنْده حقة فَإِنَّهَا تقبل مِنْهُ الحقة وَيُعْطِيه الْمُصدق عشْرين درهما أَو شَاتين. وَمن بلغت صدقته بنت لبون وَلَيْسَت عِنْده بنت لبونٍ وَعِنْده بنت مخاضٍ فَإِنَّهَا تقبل مِنْهُ بنت مخاضٍ وَيُعْطِي مَعهَا عشْرين درهما أَو شَاتين. وَمن بلغت صدقته بنت مخاضٍ وَلَيْسَت عِنْده وَعِنْده بنت لبون فَإِنَّهَا تقبل مِنْهُ، وَيُعْطِيه الْمُصدق عشْرين درهما أَو شَاتين. فَمن لم يكن عِنْده بنت مَخَاض على وَجههَا وَعِنْده ابْن لبون فَإِنَّهُ يقبل مِنْهُ وَلَيْسَ مَعَه شَيْء. قَالَ البُخَارِيّ: وزادتا أَحْمد - يَعْنِي ابْن حَنْبَل - عَن الْأنْصَارِيّ، وَذكر الْإِسْنَاد عَن أنس، قَالَ: كَانَ خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَده وَفِي يَد أبي بكر، وَفِي يَد عمر بعد أبي بكر، قَالَ: فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان، جلس على بِئْر أريس، وَأخرج الْخَاتم فَجعل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 يعبث بِهِ، فَسقط. قَالَ: فاختلفنا ثَلَاثَة أَيَّام مَعَ عُثْمَان ننزح الْبِئْر، فَلم نجده. وَهَذِه الزِّيَادَة الَّتِي زَادهَا أَحْمد يَنْبَغِي أَن تكون فِي مُسْند أنس. 11 - الْخَامِس: عَن عقبَة بن الْحَارِث بن عَامر بن نَوْفَل بن عبد منَاف، يكنى أَبَا سروعة، لَهُ صُحْبَة، قَالَ: صلى أَبُو بكر الْعَصْر ثمَّ خرج يمشي - يَعْنِي وَمَعَهُ عليٌّ - فَرَأى الْحسن يلْعَب مَعَ الصّبيان، فَحَمله على عَاتِقه وَقَالَ: بِأبي، شَبيه بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيها بعلي، وَعلي يضْحك. 12 - السَّادِس: عَن عَائِشَة قَالَت: لما اسْتخْلف أَبُو بكر قَالَ: لقد علم قومِي أَن حرفتي لم تكن تعجز عَن مُؤنَة أَهلِي، وشغلت بِأَمْر الْمُسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هَذَا المَال، ويحترف للْمُسلمين فِيهِ. 13 - السَّابِع: عَن عَائِشَة - مَوْقُوف - قَالَت: كَانَ لأبي بكر الصّديق غلامٌ يخرج لَهُ الْخراج، وَكَانَ أَبُو بكر يَأْكُل من خراجه، فجَاء يَوْمًا بِشَيْء فَأكل مِنْهُ أَبُو بكر، فَقَالَ لَهُ الْغُلَام: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بكر: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كنت تكهنت لإِنْسَان فِي الْجَاهِلِيَّة، وَمَا أحسن الكهانة، إِلَّا أَنِّي خدعته، فلقيني فَأَعْطَانِي بذلك، فَهَذَا الَّذِي أكلت مِنْهُ. فَأدْخل أَبُو بكرٍ يَده، فقاء كل شَيْء فِي بَطْنه. 14 - الثَّامِن: فِي ذكر وَفَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: عَن عَائِشَة، وَعَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَنْهُمَا، قَالَت عَائِشَة فِي حَدِيثهَا: أقبل أَبُو بكر على فرسٍ من مَسْكَنه بالسنح حَتَّى نزل، فَدخل الْمَسْجِد، فَلم يكلم النَّاس حَتَّى دخل الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 على عَائِشَة، فَبَصر برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مسجى بِبُرْدَةٍ، فكشف عَن وَجهه وأكب عَلَيْهِ، فَقبله ثمَّ بَكَى فَقَالَ: بِأبي أَنْت وَأمي يَا نَبِي الله، لَا يجمع الله عَلَيْك موتتين، أما الموتة الَّتِي كتبت عَلَيْك فقد متها. قَالَ أَبُو سَلمَة: فَأَخْبرنِي ابْن عَبَّاس أَن أَبَا بكر خرج وَعمر يكلم النَّاس، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأبى، فَقَالَ: اجْلِسْ، فَأبى. فَتشهد أَبُو بكر، فَمَال إِلَيْهِ النَّاس وَتركُوا عمر، فَقَالَ: أما بعد، فَمن كَانَ مِنْكُم يعبد مُحَمَّدًا فَإِن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد مَاتَ، وَمن كَانَ يعبد الله فَإِن الله حَيّ لَا يَمُوت، قَالَ الله: {وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل} إِلَى ... {الشَّاكِرِينَ (154) } [سُورَة آل عمرَان] قَالَ: وَالله لكأن النَّاس لم يَكُونُوا يعلمُونَ أَن الله أنزل هَذِه الْآيَة حَتَّى تَلَاهَا أَبُو بكر، فتلقاها مِنْهُ النَّاس، فَمَا يسمع بشرٌ إِلَّا يتلوها. 15 - التَّاسِع: أوردهُ أَبُو بكر البرقاني هَا هُنَا، وَأخرجه غَيره فِي مُسْند عَائِشَة من رِوَايَة هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَنْهَا: أَن أَبَا بكر لم يكن يَحْنَث قطّ فِي يَمِين حَتَّى أنزل الله عز وَجل كَفَّارَة الْيَمين، فَقَالَ: لَا أَحْلف على يَمِين فَرَأَيْت غَيرهَا خيرا مِنْهَا إِلَّا أتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ وكفرت عَن يَمِيني. 16 - الْعَاشِر: عَن قيس بن أبي حَازِم قَالَ: دخل أَبُو بكر الصّديق على امْرَأَة من أحمس يُقَال لَهَا زَيْنَب، فرآها لَا تَتَكَلَّم، فَقَالَ: مَا لَهَا لَا تكلم، قَالُوا: حجت مصمتةً فَقَالَ لَهَا: تكلمي، فَإِن هَذَا لَا يحل، هَذَا من عمل الْجَاهِلِيَّة، فتكلمت، فَقَالَت: من أَنْت؟ قَالَ: امْرُؤ من الْمُهَاجِرين. قَالَت: أَي الْمُهَاجِرين؟ قَالَ: من قُرَيْش. قَالَت: من أَي قُرَيْش؟ قَالَ: إِنَّك لسؤول، أَنا أَبُو بكر. قَالَت: مَا بقاؤنا على هَذَا الْأَمر الصَّالح الَّذِي جَاءَ الله بِهِ بعد الْجَاهِلِيَّة؟ قَالَ: بقاؤكم عَلَيْهِ الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 مَا استقامت بِهِ أئمتكم. قَالَت: وَمَا الْأَئِمَّة؟ قَالَ: أما كَانَ لقَوْمك رؤوسٌ وأشرافٌ يأمرونهم فيطيعونهم؟ قَالَت: بلَى، قَالَ: فهم أُولَئِكَ على النَّاس. 17 - الْحَادِي عشر: عَن طَارق بن شهَاب قَالَ: جَاءَ وَفد بزاخة من أسدٍ وغَطَفَان إِلَى أبي بكر يسألونه الصُّلْح، فَخَيرهمْ بَين الْحَرْب المجلية وَالسّلم المخزية، فَقَالُوا هَذِه المجلية قد عرفناها، فَمَا المخزية؟ قَالَ: ننزع مِنْكُم الْحلقَة والكراع، ونغنم مَا أصبْنَا مِنْكُم، وتردون علينا مَا أصبْتُم منا، وتدون لنا قَتْلَانَا، وَتَكون قَتْلَاكُمْ فِي النَّار، وتتركون أَقْوَامًا يتبعُون أَذْنَاب الْإِبِل حَتَّى يري الله خَليفَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمهاجرين أمرا يعذرونكم بِهِ. فَعرض أَبُو بكرٍ مَا قَالَ على الْقَوْم. فَقَامَ عمر بن الْخطاب فَقَالَ: قد رَأَيْت رَأيا وسنشير عَلَيْك. فَأَما مَا ذكرت من الْحَرْب المجلية وَالسّلم المخزية فَنعم مَا ذكرت، وَمَا ذكرت أَن نغنم مَا أصبْنَا مِنْكُم وتردون مَا أصبْتُم منا فَنعم مَا ذكرت. وَأما مَا ذكرت: تدون قَتْلَانَا وَتَكون قَتْلَاكُمْ فِي النَّار، فَإِن قَتْلَانَا قَاتَلت فقتلت على أَمر الله، أجورها على الله، لَيْسَ لَهَا دياتٌ، فتتابع الْقَوْم على مَا قَالَ عمر. اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ، وَأخرج طرفا مِنْهُ، وَهُوَ قَوْله لَهُم: تتبعون أَذْنَاب الْإِبِل حَتَّى يري الله خَليفَة نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمهاجرين أمرا يعذرونكم بِهِ. وَأخرجه بِطُولِهِ أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرج البُخَارِيّ ذَلِك الْقدر الَّذِي اخْتَصَرَهُ مِنْهُ كَمَا أوردناه، وَالله أعلم. الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 18 - وَلمُسلم وَحده حَدِيث وَاحِد: عَن أنس قَالَ: قَالَ أَبُو بكر لعمر رَضِي الله عَنْهُمَا بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: انْطلق بِنَا إِلَى أم أَيمن نزورها كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزورها. فَلَمَّا انتهينا إِلَيْهَا بَكت، فَقَالَا: مَا يبكيك؟ أما تعلمين أَن مَا عِنْد الله خير لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَت: إِنِّي لَا أبْكِي، إِنِّي لأعْلم أَن مَا عِنْد الله خير لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَكِن أبْكِي لِأَن الْوَحْي قد انْقَطع من السَّمَاء. فهيجتهما على الْبكاء، فَجعلَا يَبْكِيَانِ مَعهَا. الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 (2) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ 19 - الأول: عَن عبد الله بن عَمْرو، وَعَن أبي هُرَيْرَة بِمَعْنَاهُ أَن عمر بَيْنَمَا هُوَ يخْطب النَّاس يَوْم الْجُمُعَة، إِذْ دخل رجلٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة من رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ: إِذْ دخل عُثْمَان بن عَفَّان، فناداه عمر: أَيَّة ساعةٍ هَذِه؟ قَالَ: إِنِّي شغلت الْيَوْم فَلم أنقلب إِلَى أَهلِي حَتَّى سَمِعت التأذين، فَلم أَزْد على أَن تَوَضَّأت. فَقَالَ عمر: وَالْوُضُوء أَيْضا؟ وَقد علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْمر بِالْغسْلِ. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَنهُ أَنه قَالَ: ألم تسمعوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِذا جَاءَ أحدكُم إِلَى الْجُمُعَة فليغتسل ". 20 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن عمر - لمُسلم: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُعْطي عمر الْعَطاء. وَعَن عبد الله بن السَّعْدِيّ لَهما: أَن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعطيني الْعَطاء فَأَقُول: أعْطه من هُوَ أفقر إِلَيْهِ مني: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خُذْهُ، وَمَا جَاءَك من هَذَا المَال وَأَنت غير مشرفٍ وَلَا سائلٍ فَخذه، وَمَا لَا، فَلَا تتبعه نَفسك ". الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب: " خُذْهُ فتموله وَتصدق بِهِ ". وَفِي رِوَايَة عَمْرو، عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم: " أَو تصدق بِهِ "، زَاد فِي رِوَايَة عَمْرو: من أجل ذَلِك كَانَ ابْن عمر لَا يسْأَل أحدا شَيْئا، وَلَا يرد شَيْئا أعْطِيه. وَفِي حَدِيث بكير عَن بسر بن سعيد أَن ابْن السَّاعِدِيّ الْمَالِكِي قَالَ: استعملني عمر على الصَّدَقَة، فَلَمَّا فرغت مِنْهَا وأديتها إِلَيْهِ، أَمر لي بعمالة، فَقلت: إِنَّمَا عملت لله وَأجْرِي على الله. فَقَالَ: خُذ مَا أَعْطَيْت، فَإِنِّي عملت على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فعملني، فَقلت مثل قَوْلك، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أَعْطَيْت شَيْئا من غير أَن تسْأَل فَكل وَتصدق ". 21 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن عمر، من رِوَايَة سَالم عَنهُ، قَالَ: سَمِعت عمر يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله يَنْهَاكُم أَن تحلفُوا بِآبَائِكُمْ ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن ابْن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ. وَفِي رِوَايَة سَالم عَنهُ زِيَادَة، قَالَ: قَالَ عمر: فوَاللَّه مَا حَلَفت بهَا مُنْذُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَنْهَا، ذَاكِرًا وَلَا آثراً. 22 - الرَّابِع: عَن ابْن عمر، من رِوَايَة سَالم عَنهُ: دخلت على حَفْصَة ونوساتها تنطف فَقَالَت: أعلمت أَن أَبَاك غير مستخلفٍ؟ قلت: مَا كَانَ ليفعل. قَالَت: إِنَّه فَاعل. قَالَ: فَحَلَفت أَن ُأكَلِّمهُ فِي ذَلِك، فَسكت حَتَّى غَدَوْت، وَلم الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 ُأكَلِّمهُ، فَكنت كَأَنَّمَا احْمِلْ بيميني جبلا، حَتَّى رجعت، فَدخلت عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَن حَال النَّاس وَأَنا أخبرهُ، قَالَ: ثمَّ قلت: إِنِّي سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ مقَالَة، فآليت أَن أقولها لَك: زَعَمُوا أَنَّك غير مستخلف، وَإنَّهُ لَو كَانَ لَك راعي إبلٍ أَو راعي غنمٍ ثمَّ جَاءَك وَتركهَا لرأيت أَن قد ضيع، فرعاية النَّاس أَشد. قَالَ: فوافقه قولي، فَوضع رَأسه سَاعَة ثمَّ رَفعه إِلَيّ فَقَالَ: إِن الله عز وَجل يحفظ دينه، وَإِنِّي لَا أستخلف فَإِن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] لم يسْتَخْلف، فَإِن أستخلف فَإِن أَبَا بكر قد اسْتخْلف. قَالَ: فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر، فَعلمت أَنه لم يكن ليعدل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا، وَأَنه غير مستخلف. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة عُرْوَة بن الزبير عَن ابْن عمر بِمَعْنَاهُ فِي " الِاسْتِخْلَاف ". وَأَنه لما طعن عمر قيل لَهُ: لَو اسْتخْلفت. قَالَ: أتحمل أَمركُم حَيا وَمَيتًا، إِن أستخلف فقد اسْتخْلف من هُوَ خيرٌ مني: أَبُو بكر، وَإِن أترك فقد ترك من هُوَ خيرٌ مني: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وددت أَن حظي مِنْهَا الكفاف، لَا عَليّ وَلَا لي. قَالَ عبد الله: فَعلمت أَنه غير مستخلفٍ. فَقَالُوا: جَزَاك الله خيرا. فَقَالَ: راغبٌ، وراهب. 23 - الْخَامِس: عَن ابْن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ، عَن عمر قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت نذرت فِي الْجَاهِلِيَّة أَن أعتكف لَيْلَة. وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: يَوْمًا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام. قَالَ: " فأوف بِنَذْرِك " وَلم يذكر بعض الروَاة يَوْمًا وَلَا لَيْلَة وَجعله فِي مُسْند ابْن عمر. قَالُوا فِيهِ إِن عمر قَالَ: يَا رَسُول الله ... . 24 - السَّادِس: عَن ابْن عمر من رِوَايَة سعيد بن الْمسيب عَنهُ عَن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يعذب الْمَيِّت بِمَا نيح عَلَيْهِ "، وَفِي رِوَايَة: " مَا نيح عَلَيْهِ " قَالَ آدم عَن شُعْبَة فِيهِ: " يعذب الْمَيِّت ببكاء الْحَيّ عَلَيْهِ ". الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 وَرَوَاهُ عَن عمر أَيْضا ابْن عَبَّاس وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَأنس بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة الْمَعْنى. وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن عَائِشَة قَالَت: لَا وَالله، مَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الْمَيِّت يعذب ببكاء أحدٍ، وَلكنه قَالَ: " إِن الْكَافِر يزِيدهُ الله ببكاء أَهله عذَابا، وَإِن الله (هُوَ أضْحك وأبكى) {وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى} . وَلَكِن السّمع يُخطئ. وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن اابن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ: أَن حَفْصَة بَكت على عمر فَقَالَ - تَعْنِي مَا تقدم. وَفِي رِوَايَة ثَابت عَن أنس - من أَفْرَاد مُسلم أَيْضا - أَن عمر قَالَ نَحْو ذَلِك لما عولت حَفْصَة وصهيب عَلَيْهِ. فِي رِوَايَة ثَابت أبي صَالح ذكْوَان عَن ابْن عمر - من أَفْرَاد مُسلم -: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء الْحَيّ ". 25 - السَّابِع: عَن ابْن عمر من رِوَايَة الشّعبِيّ أَن عمر قَالَ على مِنْبَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما بعد، أَيهَا النَّاس، إِنَّه نزل تَحْرِيم الْخمر، وَهِي من خَمْسَة: من الْعِنَب، وَالتَّمْر، وَالْعَسَل، وَالْحِنْطَة، وَالشعِير. وَالْخمر مَا خامر الْعقل. ثلاثٌ وددت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عهد إِلَيْنَا عهدا انْتهى إِلَيْهِ: الْجد والكلالة وأبواب من أَبْوَاب الرِّبَا. 26 - الثَّامِن: حَدِيث السَّقِيفَة: عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود قَالَ: كنت أَقْْرِئ رجَالًا من الْمُهَاجِرين، مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 عَوْف، فَبينا أَنا فِي منزلي بمنى، وَهُوَ عِنْد عمر بن الْخطاب فِي آخر حجَّة حَجهَا، إِذْ رَجَعَ إِلَيّ عبد الرَّحْمَن فَقَالَ: لَو رَأَيْت رجلا أَتَى أَمِير الْمُؤمنِينَ الْيَوْم فَقَالَ: هَل لَك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي فلَان، يَقُول: لَو قد مَاتَ عمر لقد بَايَعت فلَانا، فوَاللَّه مَا كَانَت بيعَة أبي بكر إِلَّا فلتة، فَغَضب عمر ثمَّ قَالَ: إِنِّي إِن شَاءَ الله لقائم العشية فِي النَّاس فمحذرهم هَؤُلَاءِ الَّذين يُرِيدُونَ أَن يغصبوهم أَمرهم، قَالَ عبد الرَّحْمَن: فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، لَا تفعل؛ فَإِن الْمَوْسِم يجمع رعاع النَّاس وغوغائهم، وَإِنَّهُم هم الَّذين يغلبُونَ على قربك حِين تقوم فِي النَّاس، وَأَنا أخْشَى أَن تقوم فَتَقول مقَالَة يطيرها أُولَئِكَ عِنْد كل مطير، وَألا يعوها، وَألا يضعوها موَاضعهَا، فأمهل حَتَّى تقدم الْمَدِينَة، فَإِنَّهَا دَار الْهِجْرَة وَالسّنة، فتخلص بِأَهْل الْفِقْه وأشراف النَّاس فَتَقول مَا قلت مُتَمَكنًا، فيعي أهل الْعلم مَقَالَتك، ويضعوها على موَاضعهَا. قَالَ: فَقَالَ عمر: أما وَالله إِن شَاءَ الله لأقومن بذلك أول مقَام أقومه بِالْمَدِينَةِ. قَالَ ابْن عَبَّاس: فقدمنا الْمَدِينَة فِي عقب ذِي الْحجَّة، فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة عجلت بالرواح حَتَّى زاغت الشَّمْس، حَتَّى أجد سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل جَالِسا إِلَى ركن الْمِنْبَر، فَجَلَست حذوه تمس ركبتي رُكْبَتَيْهِ، فَلم أنشب أَن خرج عمر بن الْخطاب، فَلَمَّا رَأَيْته مُقبلا قلت لسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل: ليَقُولن العشية على هَذَا الْمِنْبَر مقَالَة لم يقلها مُنْذُ اسْتخْلف. فَأنْكر عَليّ وَقَالَ: مَا عَسى أَن يَقُول مَا لم يقل قبله { فَجَلَسَ عمر على الْمِنْبَر، فَلَمَّا سكت الْمُؤَذّن قَامَ، فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: أما بعد، إِنِّي قَائِل لكم مقَالَة قد قدر أَن أقولها، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَين يَدي أَجلي، فَمن عقلهَا ووعاها فليحدث بهَا حَيْثُ انْتَهَت بِهِ رَاحِلَته، وَمن خشِي أَلا يَعْقِلهَا فَلَا أحل لأحدٍ أَن يكذب عَليّ} الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 إِن الله عز وَجل بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ، وَأنزل عَلَيْهِ الْكتاب، فَكَانَ مِمَّا أنزل الله آيَة الرَّجْم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، ورجم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ورجمنا بعده، فأخشى إِن طَال بِالنَّاسِ زمانٌ أَن يَقُول قائلٌ: وَالله مَا نجد آيَة الرَّجْم فِي كتاب الله فيضلوا بترك فَرِيضَة أنزلهَا الله، فَالرَّجْم فِي كتاب الله حق على من زنى إِذا أحصن من الرِّجَال وَالنِّسَاء، إِذا قَامَت الْبَيِّنَة أَو كَانَ الْحَبل أَو الِاعْتِرَاف. ثمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأ فِيمَا نَقْرَأ فِي كتاب الله أَن لَا ترغبوا عَن آبائكم، فَإِنَّهُ كفر بكم أَن ترغبوا عَن آبائكم، أَلا وَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تطروني كَمَا أطري عِيسَى ابْن مَرْيَم، وَقُولُوا: عبد الله وَرَسُوله ". ثمَّ إِنَّه بَلغنِي أَن قَائِلا مِنْكُم يَقُول: وَالله لَو مَاتَ عمر بَايَعت فلَانا، فَلَا يغتر امْرُؤ أَن يَقُول: إِنَّمَا كَانَت بيعَة أبي بكر فلتةً وتمت، أَلا وَإِنَّهَا قد كَانَت كَذَلِك وَلَكِن الله وقى شَرها، وَلَيْسَ فِيكُم من تقطع فِيهِ الْأَعْنَاق مثل أبي بكر، وَإنَّهُ كَانَ من خيرنا حِين توفّي نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. إِن الْأَنْصَار خالفونا واجتمعوا بأسرهم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة، وَخَالف عَنَّا عليٌّ وَالزُّبَيْر وَمن مَعَهُمَا، وَاجْتمعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أبي بكر، فَقلت لأبي بكر: يَا أَبَا بكر، انْطلق بِنَا إِلَى إِخْوَاننَا هَؤُلَاءِ من الْأَنْصَار، فَانْطَلَقْنَا نريدهم، فَلَمَّا دنونا مِنْهُم لَقينَا مِنْهُم رجلَانِ صالحان، فذكرا مَا تمالأ عَلَيْهِ الْقَوْم، فَقَالَا: أَيْن تُرِيدُونَ يَا معشر الْمُهَاجِرين؟ فَقُلْنَا: نُرِيد إِخْوَاننَا هَؤُلَاءِ من الْأَنْصَار، فَقَالَا: لَا عَلَيْكُم، لَا تقربوهم اقضوا أَمركُم. فَقلت: وَالله لنأتينهم، وانطلقنا حَتَّى أتيناهم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة، فَإِذا رجلٌ مزملٌ بَين ظهرانيهم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 فَقلت: من هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا سعد بن عبَادَة. فَقلت: مَا لَهُ؟ قَالُوا: يوعك. فَلَمَّا جلسنا قَلِيلا، تشهد خطيبهم، فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: أما بعد، فَنحْن أنصار الله، وكتيبة الْإِسْلَام، وَأَنْتُم معشر الْمُهَاجِرين، رهطٌ منا، وَقد دفت دافة من قومكم، فَإِذا هم أَرَادوا أَن يختزلونا من أهلنا، وَأَن يحضنونا من الْأَمر. فَلَمَّا سكت، أردْت أَن أَتكَلّم، وَكنت زورت مقَالَة أعجبتني أُرِيد أَن أقدمها بَين يَدي أبي بكر، وَكنت أواري مِنْهُ بعض الْجد، فَلَمَّا أردْت أَن أَتكَلّم قَالَ أَبُو بكر: على رسلك، فَكرِهت أَن أغضبهُ، فَتكلم أَبُو بكر، وَكَانَ أحلم مني وأوقر، وَالله مَا ترك من كلمةٍ أعجبتني فِي تزويري إِلَّا قَالَ فِي بديهته مثلهَا أَو أفضل مِنْهَا، حَتَّى سكت، فَقَالَ: مَا ذكرْتُمْ فِيكُم من خير فَأنْتم لَهُ أهل، وَلنْ تعرف الْعَرَب هَذَا الْأَمر إِلَّا لهَذَا الْحَيّ من قُرَيْش، هم أَوسط الْعَرَب نسبا وداراً، وَقد رضيت لكم أحد هذَيْن الرجلَيْن، فَبَايعُوا أَيهمَا شِئْتُم - فَأخذ بيَدي وبيد أبي عُبَيْدَة بن الْجراح - وَهُوَ جَالس بَيْننَا، فَلم أكره مِمَّا قَالَ غَيرهَا. كَانَ - وَالله - أَن أقدم فَتضْرب عنقِي، لَا يقربنِي ذَلِك من إِثْم أحب إِلَيّ من أَن أتأمر على قوم فيهم أَبُو بكر، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تسول لي نَفسِي عِنْد الْمَوْت شَيْئا لَا أَجِدهُ الْآن. فَقَالَ قَائِل من الْأَنْصَار: أَنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب، منا أميرٌ ومنكم أَمِير يَا معشر قُرَيْش. فَكثر اللَّغط، وَارْتَفَعت الْأَصْوَات، حَتَّى فرقت من الِاخْتِلَاف، فَقلت: أبسط يدك يَا أَبَا بكر، فَبَايَعته، وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثمَّ بايعته الْأَنْصَار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 ونزونا على سعد بن عبَادَة، فَقَالَ قائلٌ مِنْهُم: قتلتم سعد بن عبَادَة. فَقلت: قتل الله سعد بن عبَادَة. قَالَ عمر: وَإِنَّا وَالله مَا وجدنَا فِيمَا حَضَرنَا من أمرنَا أقوى من مبايعة أبي بكر، خشينا إِن فارقنا الْقَوْم وَلم تكن بيعةٌ أَن يبايعوا رجلا مِنْهُم بَعدنَا، فإمَّا تابعناهم على مَا لَا نرضى، وَإِمَّا أَن نخالفهم فَيكون فسادٌ، فَمن بَايع رجلا على غير مشورةٍ من الْمُسلمين فَلَا يُتَابع هُوَ وَلَا الَّذِي بَايعه تغرة أَن يقتلا. وَزَاد فِي رِوَايَة البرقاني بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرجه بِهِ البُخَارِيّ: قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي عُرْوَة بن الزبير أَن الرجلَيْن اللَّذين لقوهما عويم بن سَاعِدَة، ومعن بن عدي، فَأَما عويم بن سَاعِدَة. فَهُوَ الَّذِي بلغنَا أَنه قيل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من الَّذين قَالَ الله فيهم: {فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَالله يحب المطهرين} [سُورَة التَّوْبَة] فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " نعم الْمَرْء عويم بن سَاعِدَة "، وَلم يبلغنَا أَنه ذكر غير عويم بن سَاعِدَة. واما معن بن عدي فَبَلغنَا أَن النَّاس بكوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين توفاه الله، وَقَالُوا: لَوَدِدْنَا أَنا متْنا قبله، نخشى أَن نفتن بعده، فَقَالَ معن بن عدي: لكني وَالله مَا أحب أَنِّي مت قبله حَتَّى أصدقه مَيتا كَمَا صدقته حياًّ، فَقتل معن بن عدي بِالْيَمَامَةِ يَوْم مُسَيْلمَة الْكذَّاب. هُوَ عِنْد مُسلم مُخْتَصر حَدِيث الرَّجْم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 وأفرد البُخَارِيّ مِنْهُ فِي مَوضِع آخر من كِتَابه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " وَلَا تطروني كَمَا أطرت النَّصَارَى عِيسَى ابْن مَرْيَم ". 27 - التَّاسِع: فِي اعتزال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِسَاءَهُ، عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عبيد الله بن عبيد الله بن أبي ثَوْر، وَعبيد بن حنين عَنهُ، وَهُوَ فِي مُسلم من رِوَايَة سماك الْحَنَفِيّ عَن ابْن عَبَّاس، وَفِي ألفاظهم اخْتِلَاف مُتَقَارب الْمَعْنى، وَزِيَادَة. فَفِي رِوَايَة عبيد الله عَنهُ أَنه قَالَ: لم أزل حَرِيصًا على أَن أسأَل عمر بن الْخطاب عَن الْمَرْأَتَيْنِ من أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّتَيْنِ قَالَ الله عز وَجل: {إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا} [سُورَة التَّحْرِيم] حَتَّى حج عمر وَحَجَجْت مَعَه، فَلَمَّا كَانَ بِبَعْض الطَّرِيق عدل عمر وَعدلت مَعَه بِالْإِدَاوَةِ فَتبرز، ثمَّ أَتَانِي فَسَكَبت على يَدَيْهِ فَتَوَضَّأ فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، من الْمَرْأَتَانِ من أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّتَان قَالَ الله عز وَجل: {إِن تَتُوبَا إِلَى الله فقد صغت قُلُوبكُمَا} فَقَالَ عمر: وَاعجَبا لَك يَا ابْن عَبَّاس، قَالَ الزُّهْرِيّ: كره - وَالله - مَا سَأَلَهُ عَنهُ، وَلم يَكْتُمهُ. قَالَ: هما عَائِشَة وَحَفْصَة، ثمَّ أَخذ يَسُوق الحَدِيث، قَالَ: كُنَّا - معشر قُرَيْش - قوما نغلب النِّسَاء، فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة وجدنَا قوما تغلبهم نِسَاؤُهُم، فَطَفِقَ نساؤنا يتعلمن من نِسَائِهِم، قَالَ: وَكَانَ منزلي فِي بني أُميَّة من زيدٍ بالعوالي، فَغضِبت يَوْمًا على امْرَأَتي، فَإِذا هِيَ تراجعني، فأنكرت أَن تراجعني، فَقَالَت: مَا تنكر أَن أراجعك؟ فوَاللَّه إِن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليراجعنه، وتهجره إِحْدَاهُنَّ الْيَوْم إِلَى اللَّيْل. فَانْطَلَقت فَدخلت على حَفْصَة، فَقلت: أتراجعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَت: نعم. فَقلت: أتهجره إحداكن الْيَوْم إِلَى اللَّيْل؟ قَالَت: نعم. قلت: قد خَابَ من فعل ذَلِك مِنْكُن وخسرت، أفتأمن إحداكن أَن يغْضب الله عَلَيْهَا لغضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا هِيَ قد هَلَكت، لَا تراجعي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا تسأليه شَيْئا، وسليني مَا بدا لَك، وَلَا يغرنك أَن كَانَت جارتك هِيَ أوسم وَأحب إِلَى رَسُول الله مِنْك - يُرِيد عَائِشَة -. الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وَكَانَ لي جَار من الْأَنْصَار، فَكُنَّا نتناوب النُّزُول إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَينزل يَوْمًا، وَأنزل يَوْمًا، ويأتيني بِخَبَر الْوَحْي وَغَيره، وآتيه بِمثل ذَلِك. وَكُنَّا نتحدث أَن غَسَّان تنعل الْخَيل لتغزونا، فَنزل صَاحِبي ثمَّ أَتَانِي عشَاء، فَضرب بَابي ثمَّ ناداني، فَخرجت إِلَيْهِ، فَقَالَ: حدث أمرٌ عَظِيم، فَقلت: مَاذَا، أجاءت غَسَّان؟ قَالَ: لَا، بل أعظم من ذَلِك وأهول، طلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِسَاءَهُ. قلت: قد خابت حَفْصَة وخسرت، قد كنت أَظن هَذَا يُوشك أَن يكون. حَتَّى إِذا صليت الصُّبْح، شددت عَليّ ثِيَابِي، ثمَّ نزلت، فَدخلت على حَفْصَة وَهِي تبْكي، فَقلت: أطلقكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَت: لَا أَدْرِي، هُوَ هَذَا معتزلٌ فِي هَذِه الْمشْربَة فَأتيت غُلَاما لَهُ أسود فَقلت: أتستأذن لعمر؟ فَدخل. ثمَّ خرج إِلَيّ، قَالَ: قد ذكرتك لَهُ فَصمت. فَانْطَلَقت حَتَّى إِذا أتيت الْمِنْبَر، فَإِذا عِنْده رهطٌ جلوسٌ يبكي بَعضهم، فَجَلَست قَلِيلا، ثمَّ غلبني مَا أجد، فَأتيت الْغُلَام فَقلت: اسْتَأْذن لعمر، فَدخل ثمَّ خرج إِلَيّ فَقَالَ: قد ذكرتك لَهُ فَصمت، فَخرجت فَجَلَست إِلَى الْمِنْبَر ثمَّ غلبني مَا أجد، فَأتيت الْغُلَام فَقلت: اسْتَأْذن لعمر، فَدخل ثمَّ خرج فَقَالَ: قد ذكرتك لَهُ فَصمت، فوليت مُدبرا، فَإِذا الْغُلَام قَالَ: ادخل، قد أذن لَك. فَدخلت، فَسلمت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا هُوَ متكئٌ على رمال حَصِير قد أثر فِي جنبه، فَقلت: أطلقت نِسَاءَك؟ فَرفع رَأسه إِلَيّ فَقَالَ: " لَا ". فَقلت: الله أكبر، لَو رَأَيْتنَا يَا رَسُول الله، وَكُنَّا - معشر قُرَيْش - نغلب النِّسَاء، فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة وجدنَا قوما تغلبهم نِسَاؤُهُم، فَطَفِقَ نساؤنا يتعلمن من نِسَائِهِم، فَغضِبت على امْرَأَتي يَوْمًا، فَإِذا هِيَ تراجعني، فأنكرت أَن تراجعني، فَقَالَت: مَا تنكر أَن أراجعك؟ فوَاللَّه إِن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليراجعنه، وتهجره إِحْدَاهُنَّ الْيَوْم إِلَى اللَّيْل، فَقلت: قد خَابَ من فعل ذَلِك مِنْهُنَّ وخسر، أفتأمن إِحْدَاهُنَّ أَن يغْضب الله عَلَيْهَا لغضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا هِيَ قد هَلَكت، فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: يَا رَسُول الله، قد دخلت على حَفْصَة فَقلت: لَا يغرنك أَن كَانَت جارتك هِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 أوسم وَأحب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْك، فَتَبَسَّمَ أُخْرَى. فَقلت: أستأنس يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: " نعم ". فَجَلَست، فَرفعت رَأْسِي فِي الْبَيْت، فوَاللَّه مَا رَأَيْت فِيهِ شَيْئا يرد الْبَصَر إِلَّا أهباً ثَلَاثَة، فَقلت: ادْع الله أَن يُوسع على أمتك، فقد وسع على فَارس وَالروم وهم لَا يعْبدُونَ الله، فَاسْتَوَى جَالِسا ثمَّ قَالَ: " أَفِي شكّ أَنْت يَا ابْن الْخطاب؟ أُولَئِكَ قومٌ عجلت لَهُم طَيِّبَاتهمْ هم فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا "، فَقلت: اسْتغْفر لي يَا رَسُول الله. قَالَ: وَكَانَ أقسم أَلا يدْخل عَلَيْهِنَّ شهرا من أجل ذَلِك الحَدِيث حِين أفشته حَفْصَة إِلَى عَائِشَة، من شدَّة موجدته عَلَيْهِنَّ، حَتَّى عاتبه الله تَعَالَى. قَالَ الزُّهْرِيّ: فَأَخْبرنِي عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: لما مَضَت تسع وَعِشْرُونَ لَيْلَة دخل عَليّ رَسُول الله بداري فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّك أَقْسَمت أَلا تدخل علينا شهرا، وَإنَّك دخلت من تسعٍ وَعشْرين أعدهن. فَقَالَ: " إِن الشَّهْر تسعٌ وَعِشْرُونَ ". زَاد فِي رِوَايَة: وَكَانَ ذَلِك الشَّهْر تسعا وَعشْرين لَيْلَة، ثمَّ قَالَ: " يَا عَائِشَة، إِنِّي ذاكرٌ لَك أمراٌ، فَلَا عَلَيْك أَلا تعجلِي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك، ثمَّ قَرَأَ: {يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك إِن كنتن تردن الحيا ة الدُّنْيَا وَزينتهَا} حَتَّى بلغ إِلَى قَوْله: {عَظِيما} [سُورَة الْأَحْزَاب] قَالَت عَائِشَة: قد علمت وَالله أَن أَبَوي لم يَكُونَا ليأمراني بِفِرَاقِهِ، فَقلت: أَو فِي هَذَا أَستَأْمر أَبَوي؟ فَإِنِّي أُرِيد الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة. وَفِيه. عَن معمر أَن أَيُّوب قَالَ لَهُ: إِن عَائِشَة قَالَت: لَا تخبر نِسَاءَك أنني اخْتَرْتُك، فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله أَرْسلنِي مبلغا وَلم يُرْسِلنِي مُتَعَنتًا ". قَالَ قَتَادَة: صغت قُلُوبكُمَا: مَالَتْ قُلُوبكُمَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وَفِي رِوَايَة سماك. وَذَلِكَ قبل أَن يؤمرن بالحجاب. وَفِيه دُخُول عمر على عَائِشَة وَحَفْصَة ولومه لَهما، وَقَوله لحفصة: وَالله لقد علمت أَن رَسُول الله لَا يحبك وَلَوْلَا أَنا لطلقك، وَفِيه قَول عمر عِنْد الاسْتِئْذَان فِي إِحْدَى المرات: يَا رَبَاح، اسْتَأْذن لي، فَإِنِّي أَظن أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظن أَنِّي جِئْت من أجل حَفْصَة، وَالله لَئِن أَمرنِي أَن أضْرب عُنُقهَا لَأَضرِبَن عُنُقهَا. قَالَ: وَرفعت صوتي، وَأَنه أذن لَهُ عِنْد ذَلِك، وَأَنه اسْتَأْذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَن يخبر النَّاس أَنه لم يُطلق نِسَاءَهُ، فَأذن لَهُ، وَأَنه قَامَ على بَاب الْمَسْجِد فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته: لم يُطلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِسَاءَهُ، وَإنَّهُ قَالَ وَهُوَ يرى الْغَضَب فِي وَجهه: يَا رَسُول الله، مَا يشق عَلَيْك فِي شَأْن النِّسَاء، فَإِن كنت طلقتهن فَإِن الله مَعَك وَمَلَائِكَته وَجِبْرِيل وَمِيكَائِيل، وَأَنا، وَأَبُو بكر، والمؤمنون مَعَك. قَالَ: وقلما تَكَلَّمت - وَأحمد الله - إِلَّا رَجَوْت أَن يكون الله يصدق قولي الَّذِي أَقُول، وَنزلت هَذِه الْآيَة: آيَة التَّخْيِير: {عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا} [سُورَة التَّحْرِيم] ، وَفِيه أَنه قَالَ: فَلم أزل أحدث حَتَّى تحسر الْغَضَب عَن وَجهه وَحَتَّى كشر فَضَحِك، وَكَانَ من أحسن النَّاس ثغراً وَقَالَ: وَنزلت أتشبث بالجذع، وَهُوَ جذع يرقى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّمَا يمشي على الأَرْض مَا يمسهُ بِيَدِهِ فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا كنت فِي الغرفة تسعا وَعشْرين، فَقَالَ: " إِن الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين ". قَالَ: وَنزلت هَذِه الْآيَة: {وَإِذا جَاءَهُم أَمر من الْأَمْن أَو الْخَوْف أذاعوا بِهِ وَلَو ردُّوهُ إِلَى الرَّسُول وَإِلَى أولي الْأَمر مِنْهُم لعلمه الَّذين يستنبطونه مِنْهُم} [سُورَة النِّسَاء الْآيَة] قَالَ: فَكنت أَنا الَّذِي استنبطت ذَلِك الْأَمر، فَأنْزل الله آيَة التَّخْيِير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 وَفِي حَدِيث ابْن حنين أَن عمر دخل على أم سَلمَة لِقَرَابَتِهِ مِنْهَا، فكلمها، وَأَنَّهَا قَالَت لَهُ: عجبا لَك يَا ابْن الْخطاب، قد دخلت فِي كل شَيْء حَتَّى تبتغي أَن تدخل بَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأزواجه، وَأَن ذَلِك كَسره عَن بعض مَا كَانَ يجد، وَأَنه لما قصّ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث أم سَلمَة تَبَسم. 28 - الْعَاشِر: عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة أبي الْعَالِيَة الريَاحي عَنهُ: شهد عِنْدِي رجالٌ مرضيون أرضاهم عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الصَّلَاة بعد الصُّبْح حَتَّى تشرق الشَّمْس، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب. 29 - الْحَادِي عشر: عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة طَاوس عَنهُ: بلغ عمر أَن فلَانا بَاعَ خمرًا، فَقَالَ: قَاتل الله فلَانا، ألم يعلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لعن الله الْيَهُود، حرمت عَلَيْهِم الشحوم فجملوها فَبَاعُوهَا ". 30 - الثَّانِي عشر: عَن عبد الله بن الزبير من رِوَايَة أبي ذبيان خَليفَة بن كَعْب عَنهُ: أَنه سَمعه يخْطب وَيَقُول: لَا تلبسوا نساءكم الْحَرِير، فَإِنِّي سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول: " لَا تلبسوا الْحَرِير، فَإِنَّهُ من لبسه فِي الدُّنْيَا لم يلْبسهُ فِي الْآخِرَة " وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ وَحده من رِوَايَة معَاذَة العدوية، عَن أم عَمْرو بنت عبد الله بن الزبير عَن أَبِيهَا، قَالَ فِيهِ: وَقَالَ أَبُو معمر الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ من رِوَايَة عمرَان بن حطَّان عَن ابْن عمر عَن عمر مُسْندًا: إِنَّمَا يلبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا من لَا خلاق لَهُ فِي الْآخِرَة ". وَهُوَ من أَفْرَاد مُسلم من رِوَايَة عبد الله مولى أَسمَاء، عَن ابْن عمر، قَالَ: سَمِعت عمر يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِنَّمَا يلبس الْحَرِير من لَا خلاق لَهُ ". 31 - الثَّالِث عشر: عَن الْمسور بن مخرمَة، وَعَن الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي أَن عمر قَالَ: سَمِعت هِشَام بن حَكِيم بن حزَام يقْرَأ سُورَة " الْفرْقَان " فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَاسْتَمَعْت لقرَاءَته، فَإِذا هُوَ يقْرَأ على حُرُوف كَثِيرَة لم يقرئنيها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فكدت أساوره فِي الصَّلَاة، فتربصت حَتَّى سلم، فلببته بردائه فَقلت: من أَقْرَأَك هَذِه السُّورَة الَّتِي سَمِعتك تقرأها؟ قَالَ: أَقْرَأَنيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقلت: كذبت؛ فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أَقْرَأَنيهَا على غير مَا قَرَأت. فَانْطَلَقت بِهِ أقوده إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: يَا رَسُول الله،. إِنِّي سَمِعت هَذَا يقْرَأ سُورَة " الْفرْقَان " على حروفٍ كَثِيرَة لم تقرئنيها. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أرْسلهُ، اقْرَأ يَا هِشَام ". فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقِرَاءَة الَّتِي سمعته يَقْرَأها، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَكَذَا أنزلت " ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقْرَأ يَا عمر " فَقَرَأت الْقِرَاءَة الَّتِي أَقْرَأَنِي، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَكَذَا أنزلت؛ إِن هَذَا الْقُرْآن أنزل على سَبْعَة أحرف، فاقرءوا مَا تيَسّر مِنْهُ ". 32 - الرَّابِع عشر: فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة حميد بن أنس عَن عمر، وَمُسلم من رِوَايَة نَافِع عَن ابْن عمر عَن عمر، أَنه قَالَ: الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 وَافَقت رَبِّي فِي ثَلَاث: قلت: يَا رَسُول الله لَو اتخذنا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى، فَنزلت: {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى} [سُورَة الْبَقَرَة] . وَقلت: يَا رَسُول الله، يدْخل على نِسَائِك الْبر والفاجر، فَلَو أمرتهن يحتجبن، فَنزل. وَاجْتمعَ نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْغيرَة، فَقلت: {عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن} فَنزلت كَذَلِك. فِي رِوَايَة نَافِع: فِي مقَام إِبْرَاهِيم، وَفِي الْحجاب، وَفِي أُسَارَى بدر. 33 - الْخَامِس عشر: من رِوَايَة عَاصِم بن عمر عَن عمر، قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أقبل اللَّيْل، وَأدبر النَّهَار، وَغَابَتْ الشَّمْس، فقد أفطر الصَّائِم ". 34 - السَّادِس عشر: من رِوَايَة عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ " - وَفِي رِوَايَة: بِالنِّيَّاتِ -، وَإِنَّمَا لكل امْرِئ مَا نوى، فَمن كَانَت هجرته إِلَى الله وَرَسُوله فَهجرَته إِلَى الله وَرَسُوله، وَمن كَانَت هجرته إِلَى دنيا يُصِيبهَا أَو امرأةٍ يَتَزَوَّجهَا فَهجرَته إِلَى مَا هَاجر إِلَيْهِ ". 35 - السَّابِع عشر: من رِوَايَة مَالك بن أَوْس بن الْحدثَان النصري، عَن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الذَّهَب بالورق رَبًّا إِلَّا هَاء وهاء. وَالْبر بِالْبرِّ رَبًّا إِلَّا هَاء وهاء، وَالشعِير بِالشَّعِيرِ رَبًّا إِلَّا هَاء وهاء، وَالتَّمْر بِالتَّمْرِ رَبًّا إِلَّا هَاء وهاء ". الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 فِي حَدِيث إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه من رِوَايَة أبي بكر البرقاني أَن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " الْوَرق بالورق رَبًّا إِلَّا هَاء وهاء، وَالذَّهَب بِالذَّهَب رَبًّا إِلَّا هَاء وهاء ". 36 - الثَّامِن عشر: من رِوَايَة مَالك بن أَوْس قَالَ: أرسل إِلَيّ عمر بن الْخطاب، فَجِئْته حِين تَعَالَى النَّهَار، قَالَ: فَوَجَدته فِي بَيته جَالِسا على سَرِير مفضياً إِلَى رماله، مُتكئا على وسَادَة من أَدَم، فَقَالَ لي: يَا مَال، إِنَّه قد دف أهل أَبْيَات من قَوْمك، وَقد أمرت فيهم برضخٍ، فَخذه فاقسمه بَينهم، قَالَ: قلت: لَو أمرت بِهَذَا غَيْرِي. قَالَ: خُذْهُ يَا مَال. قَالَ: فجَاء يرفا، فَقَالَ: هَل لَك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي عُثْمَان وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَالزُّبَيْر وَسعد؟ فَقَالَ عمر: نعم، فَأذن لَهُم، فَدَخَلُوا، ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: هَل لَك فِي عَبَّاس وَعلي؟ قَالَ: نعم، فَأذن لَهما. فَقَالَ الْعَبَّاس: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ اقْضِ بيني وَبَين هَذَا. فَقَالَ الْقَوْم: أجل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَاقْض بَينهم وأرحهم. قَالَ مَالك بن أَوْس: يخيل إِلَيّ أَنهم قد كَانُوا قدموهم لذَلِك. فَقَالَ عمر: اتئدا، أنْشدكُمْ بِاللَّه الَّذِي بِإِذْنِهِ تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض، أتعلمون أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا نورث، مَا تركنَا صَدَقَة "؟ قَالُوا: نعم، ثمَّ أقبل على الْعَبَّاس وَعلي فَقَالَ: أنشدكما بِاللَّه الَّذِي بِإِذْنِهِ تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض، أتعلمان أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا نورث، مَا تركنَا صدقةٌ "؟ قَالَا: نعم. قَالَ عمر: إِن الله تَعَالَى كَانَ خص نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَاصَّة لم يخصص بهَا أحدا غَيره، الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 فَقَالَ: {مَا أَفَاء الله على رَسُوله من أهل الْقرى فَللَّه وَلِلرَّسُولِ} [سُورَة الْحَشْر] ، وَفِي رِوَايَة، وَقَالَ: {وَمَا أَفَاء الله على رَسُوله مِنْهُم فَمَا أَوجَفْتُمْ عَلَيْهِ من خيل وَلَا ركاب} [سُورَة الْحَشْر] قَالَ: فقسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْنكُم أَمْوَال فَيْء النَّضِير، فوَاللَّه مَا اسْتَأْثر عَلَيْكُم، وَلَا أَخذهَا دونكم، حَتَّى بَقِي هَذَا المَال، فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْخُذ مِنْهُ نَفَقَة سنةٍ ثمَّ يَجْعَل مَا بَقِي أُسْوَة المَال. وَفِي رِوَايَة: ثمَّ يَجْعَل مَا بَقِي مجعل مَال الله. ثمَّ قَالَ: أنْشدكُمْ بِاللَّه الَّذِي بِإِذْنِهِ تقوم السَّمَاء وَالْأَرْض، أتعلمون ذَلِك؟ قَالُوا: نعم، ثمَّ نَشد عباساً وعلياً بِمثل مَا نَشد بِهِ الْقَوْم: أتعلمان ذَلِك؟ قَالَا: نعم. قَالَ: فَلَمَّا توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو بكر: أَنا ولي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. زَاد فِي رِوَايَة جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن مَالك: فجئتما تطلب ميراثك من ابْن أَخِيك، وَيطْلب هَذَا مِيرَاث امْرَأَته من أَبِيهَا. فَقَالَ أَبُو بكر: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لانورث، مَا تركنَا صَدَقَة " إِلَى هُنَا زَاد جوَيْرِية. ثمَّ توفّي أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ، وَأَنا ولي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَولي أبي بكر، فَوليتهَا، ثمَّ جئتني أَنْت وَهَذَا وأنتما جميعٌ، وأمركما وَاحِد، فقلتم: ادفعها إِلَيْنَا: فَقلت: إِن شِئْتُم دفعتها إِلَيْكُم على أَن عَلَيْكُمَا عهد الله، وان تعملا فِيهَا بِالَّذِي كَانَ يعْمل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأخذتماها بذلك، أَكَذَلِك؟ قَالَا: نعم. قَالَ: ثمَّ جئتما لأقضي بَيْنكُمَا، لَا وَالله لَا أَقْْضِي بَيْنكُمَا بِغَيْر ذَلِك حَتَّى تقوم السَّاعَة، فَإِن عجزتما عَنْهَا فرداها إِلَيّ. وَقد تركنَا من قَول عمر فِي معاتبتهما، وَمن قَوْلهمَا ألفاظاً لَيست فِي الْمسند. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 زَاد البرقاني فِي رِوَايَته من طَرِيق معمر قَالَ: فغلب عليٌّ عَلَيْهَا، فَكَانَت بيد عَليّ، ثمَّ كَانَت بيد حسن بن عَليّ، ثمَّ كَانَت بيد حُسَيْن، ثمَّ كَانَت بيد عَليّ بن الْحُسَيْن، ثمَّ كَانَت بيد الْحسن بن الْحسن، ثمَّ وَليهَا بَنو الْعَبَّاس. فِي حَدِيث سُفْيَان عَن عَمْرو: أَن عمر قَالَ: كَانَت أَمْوَال بني النَّضِير مِمَّا أَفَاء الله على رَسُوله مِمَّا لم يوجف عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ بخيل وَلَا ركاب، فَكَانَت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاصَّة، فَكَانَ ينْفق على أَهله نَفَقَة سنة. وَفِي رِوَايَة: وَيحبس لأَهله قوت سنتهمْ، وَمَا بَقِي جعله فِي الكراع أَو السِّلَاح عدَّة فِي سَبِيل الله. وَيخرج مِنْهُ أَيْضا فِي مُسْند أبي بكر من رِوَايَة عمر عَنهُ قَوْله: فَقَالَ أَبُو بكر: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : " لَا نورث، مَا تركنَا صدقةٌ " وَهُوَ من زِيَادَة جوَيْرِية عَن مَالك بِالْإِسْنَادِ. 37 - التَّاسِع عشر: من رِوَايَة أبي عُثْمَان عبد الرَّحْمَن بن مل النَّهْدِيّ، قَالَ: كتب إِلَيْنَا عمر بن الْخطاب وَنحن بِأَذربِيجَان مَعَ عتبَة بن فرقد: يَا عتبَة، إِنَّه لَيْسَ من كدك وَلَا كد أَبِيك وَلَا كد أمك، فأشبع الْمُسلمين فِي رحالهم مِمَّا تشبع مِنْهُ فِي رحلك، وَإِيَّاكُم والتنعم، وزي أهل الشّرك، ولبوس الْحَرِير، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن لبوس الْحَرِير، قَالَ: " إِلَّا هَكَذَا " وَرفع لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إصبعيه الْوُسْطَى والسبابة، وضمهما. وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان: كُنَّا مَعَ عتبَة، فجاءنا كتاب عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ : " لَا يلبس الْحَرِير إِلَّا من لَيْسَ لَهُ شَيْء فِي الْآخِرَة، إِلَّا هَكَذَا "، قَالَ أَبُو عُثْمَان بإصبعيه اللَّتَيْنِ تليان الْإِبْهَام. الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 وَفِي أَفْرَاد مُسلم من رِوَايَة سُوَيْد بن غَفلَة عَن عمر: أَن عمر خطب بالجابية فَقَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبس الْحَرِير إِلَّا مَوضِع إِصْبَعَيْنِ أَو ثَلَاث أَو أَربع. 38 - الْعشْرُونَ: من رِوَايَة أسلم مولى عمر، عَن عمر قَالَ: حملت على فرس فِي سَبِيل الله، فأضاعه الَّذِي كَانَ عِنْده، فَأَرَدْت أَن أشتريه وظننت أَنه يَبِيعهُ برخصٍ، فَسَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " لَا تشتره، وَلَا تعد فِي صدقتك وَإِن أعطاكه بدرهمٍ، فَإِن الْعَائِد فِي صدقته كالعائد فِي قيئه ". وَفِي حَدِيث مَالك: " فَإِن الَّذِي يعود فِي صدقته كَالْكَلْبِ يعود فِي قيئه ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن ابْن عمر، عَن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ بِنَحْوِهِ. 39 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: من رِوَايَة أسلم أَيْضا عَن عمر قَالَ: قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسبي، فَإِذا امْرَأَة من السَّبي تسْعَى، إِذا وجدت صَبيا فِي السَّبي أَخَذته فألزقته بِبَطْنِهَا فأرضعته، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتَرَوْنَ هَذِه الْمَرْأَة طارحةٌ وَلَدهَا فِي النَّار "؟ قُلْنَا: لَا وَالله، قَالَ: " لله أرْحم بعباده من هَذِه الْمَرْأَة بِوَلَدِهَا ". 40 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: من رِوَايَة طَارق بن شهَاب قَالَ: جَاءَ رجلٌ من الْيَهُود إِلَى عمر بن الْخطاب فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، آيةٌ فِي كتابكُمْ تقرءونها، لَو علينا نزلت - معشر الْيَهُود - لاتخذنا ذَلِك الْيَوْم عيداً. قَالَ: فَأَي آيَة؟ قَالَ: {الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي ورضيت لكم الْإِسْلَام دينا} [سُورَة الْمَائِدَة] الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 فَقَالَ عمر: إِنِّي لأعْلم الْيَوْم الَّذِي نزلت فِيهِ، وَالْمَكَان الَّذِي نزلت فِيهِ: نزلت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَوْم جُمُعَة. 41 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: من رِوَايَة أبي عبيد سعد بن عبيد، مولى ابْن أَزْهَر عَن عمر وَعلي مُسْندًا، وَعَن عُثْمَان مَوْقُوفا: أَنه شهد الْعِيد مَعَ عمر بن الْخطاب، فصلى قبل الْخطْبَة، ثمَّ خطب النَّاس فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهاكم عَن صِيَام هذَيْن الْعِيدَيْنِ، وَقَالَ بَعضهم: الْيَوْمَيْنِ: الْفطر والأضحى، أما أَحدهمَا فَيوم فطركم من صِيَامكُمْ، وَأما الآخر فَيوم تَأْكُلُونَ فِيهِ من نسككم. قَالَ أَبُو عبيد: ثمَّ شهدته مَعَ عُثْمَان بن عَفَّان فصلى قبل أَن يخْطب، وَكَانَ ذَلِك يَوْم جُمُعَة، فَقَالَ لأهل العوالي: من أحب أَن ينْتَظر الْجُمُعَة فَلْيفْعَل، وَمن أحب أَن يرجع إِلَى أَهله فقد أذنا لَهُ. ثمَّ شهدته مَعَ عَليّ فصلى قبل الْخطْبَة، ثمَّ خطب فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد نهاكم أَن تَأْكُلُوا من لُحُوم نسككم فَوق ثَلَاث. لَيْسَ فِي رِوَايَة مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن أكل لُحُوم النّسك فَوق ثَلَاث. 42 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: من رِوَايَة عَابس بن ربيعَة قَالَ: رَأَيْت عمر يقبل الْحجر وَيَقُول: إِنِّي أعلم أَنَّك حجرٌ مَا تَنْفَع وَلَا تضر، لَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبلك مَا قبلتك. وَقد أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة أسلم مولى عمر عَن عمر، وَأخرجه مسلمٌ فِي أَفْرَاده من رِوَايَة سَالم عَن أَبِيه عَن عمر، وَمن رِوَايَة نَافِع عَن ابْن عمر، وَمن رِوَايَة عبد الله بن سرجس عَن عَمْرو من رِوَايَة سُوَيْد بن غَفلَة عَن عمر، وَلم يذكر بعض الروَاة فِيهِ النَّفْع والضر. الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 زَاد سُوَيْد: وَلَكِن رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بك حفياً، وَلم يقل: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبلك. 43 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن عدي بن حاتمٍ - للْبُخَارِيّ من رِوَايَة عَمْرو بن حُرَيْث عَن عدي، وَهُوَ عِنْد مُسلم مُخْتَصر من رِوَايَة الشّعبِيّ عَن عدي - قَالَ: أتيت عمر بن الْخطاب فِي أناسٍ من قومِي، فَجعل يفْرض للرجل من طَيئ فِي أَلفَيْنِ، ويعرض عني، قَالَ: فاستقبلته فَأَعْرض عني، ثمَّ أَتَيْته من حِيَال وَجهه، فَأَعْرض عني. قَالَ: فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أتعرفني؟ قَالَ: فَضَحِك ثمَّ قَالَ: نعم وَالله، إِنِّي لأعرفك، آمَنت إِذْ كفرُوا، وَأَقْبَلت إِذْ أدبروا، ووفيت إِذْ غدروا، وَإِن أول صَدَقَة بيضت وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووجوه أَصْحَابه صَدَقَة طَيئ، جِئْت بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ أَخذ يعْتَذر، ثمَّ قَالَ: إِنَّمَا فرضت لقومٍ أجحفت بهم الْفَاقَة وهم سادة عَشَائِرهمْ لما ينوبهم من الْحُقُوق. فَقَالَ عدي: فَلَا أُبَالِي إِذا. 44 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: للْبُخَارِيّ عَن جوَيْرِية بن قدامَة عَن عمر مُخْتَصر، وَلمُسلم عَن معدان بن أبي طَلْحَة عَن عمر بِطُولِهِ: أَن عمر بن الْخطاب خطب يَوْم جُمُعَة، فَذكر نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذكر أَبَا بكر، ثمَّ قَالَ: إِنِّي رَأَيْت كَأَن ديكاً نقرني ثَلَاث نقرات، وَإِنِّي لَا أرَاهُ إِلَّا لحضور أَجلي. وَإِن أَقْوَامًا يأمرونني أَن أستخلف، وَإِن الله لم يكن لِيُضيع دينه وَلَا خِلَافَته، وَلَا الَّذِي بعث بِهِ رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِن عجل بِي أمرٌ فالخلافة شُورَى بَين هَؤُلَاءِ السِّتَّة الَّذين توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنْهُم راضٍ. وَإِنِّي قد علمت أَن أَقْوَامًا يطعنون فِي هَذَا الْأَمر، أَنا ضربتهم بيَدي هَذِه على الْإِسْلَام، فَإِن فعلوا ذَلِك فَأُولَئِك أَعدَاء الله، الْكَفَرَة الضلال. ثمَّ إِنِّي لَا أدع بعدِي شَيْئا أهم عِنْدِي من الْكَلَالَة، مَا راجعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 فِي شَيْء مَا راجعته فِي الْكَلَالَة، وَمَا أغْلظ لي فِي شَيْء مَا أغْلظ فِيهِ، حَتَّى طعن بإصبعه فِي صَدْرِي وَقَالَ: " يَا عمر، أَلا تكفيك آيَة الصَّيف الَّتِي فِي آخر سُورَة النِّسَاء " وَإِنِّي إِن أعش أقض فِيهَا بقضية يقْضِي بهَا من يقْرَأ الْقُرْآن وَمن لَا يقْرَأ الْقُرْآن. ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أشهدك على أُمَرَاء الْأَمْصَار، وَإِنِّي إِنَّمَا بعثتهم عَلَيْهِم ليعدلوا، وليعلموا النَّاس دينهم وَسنة نَبِيّهم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ويقسموا فيهم فيئهم، ويرفعوا إِلَيّ مَا أشكل عَلَيْهِم من أَمرهم. ثمَّ إِنَّكُم أَيهَا النَّاس تَأْكُلُونَ شجرتين، لَا أراهما إِلَّا خبيثتين: هَذَا البصل والثوم. وَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا وجد ريحهما من الرجل فِي الْمَسْجِد أَمر بِهِ فَأخْرج إِلَى البقيع، فَمن أكلهما فليمتهما طبخاً. فِي حَدِيث جوَيْرِية: فَمَا كَانَت إِلَّا الْجُمُعَة الْأُخْرَى حَتَّى طعن عمر، قَالَ: فَأذن للمهاجرين من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأذن للْأَنْصَار، ثمَّ أذن لأهل الْمَدِينَة، ثمَّ أذن لأهل الشَّام، ثمَّ أذن لأهل الْعرَاق، فَكُنَّا آخر من دخل عَلَيْهِ. قَالَ: فَإِذا هُوَ قد عصب جرحه بِبرد أسود، وَالدَّم يسيل عَلَيْهِ، قَالَ: فَقُلْنَا: أوصنا، وَلم يسْأَله الْوَصِيَّة أحدٌ غَيرنَا. فَقَالَ: أوصيكم بِكِتَاب الله؛ فَإِنَّكُم لن تضلوا مَا اتبعتموه. قَالَ: وأوصيكم بالمهاجرين؛ فَإِن النَّاس يكثرون ويقلون. وأوصيكم بالأنصار؛ فَإِنَّهُم شعب الْإِسْلَام الَّذِي لَجأ إِلَيْهِ. وأوصيكم بالأعراب؛ فَإِنَّهُم أصلكم ومادتكم. وَفِي رِوَايَة: فَإِنَّهُم إخْوَانكُمْ وعدو عَدوكُمْ. وأوصيكم بِأَهْل الذِّمَّة؛ فَإِنَّهُم ذمَّة نَبِيكُم، ورزق عيالكم. قومُوا عني. وَنَصّ هَذَا الْمَعْنى فِي الْوَصِيَّة، فِي حَدِيث مقتل عمر والشورى من رِوَايَة عَمْرو ابْن مَيْمُون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 أَفْرَاد البُخَارِيّ 45 - الأول: عَن ابْن عمر من رِوَايَة سَالم عَنهُ، وَمن رِوَايَة عمر بن مُحَمَّد بن زيد عَن عَم أَبِيه سَالم عَنهُ قَالَ: مَا سَمِعت عمر يَقُول لشيءٍ قطّ: أَنِّي لأظنه كَذَا إِلَّا كَانَ كَمَا يظنّ. بَيْنَمَا عمر جالسٌ، إِذْ مر بِهِ رجلٌ جميل، فَقَالَ: لقد أَخطَأ ظَنِّي أَو إِن هَذَا على دينه فِي الْجَاهِلِيَّة، أَو لقد كَانَ كاهنهم. عَليّ الرجل. فدعي لَهُ، فَقَالَ لَهُ عمر: لقد أَخطَأ ظَنِّي أَو إِنَّك على دينك فِي الْجَاهِلِيَّة، أَو لقد كنت كاهنهم. فَقَالَ مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ أستقبل بِهِ رجلٌ مسلمٌ. فَقَالَ: فَمَا إِنِّي أعزم عَلَيْك إِلَّا مَا أَخْبَرتنِي. قَالَ: كنت كاهنهم فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ: أعجب مَا جاءتك بِهِ جنيتك؟ قَالَ: بَيْنَمَا أَنا يَوْمًا فِي السُّوق، جَاءَتْنِي أعرف مِنْهَا الْفَزع. قَالَت: ألم تَرَ الْجِنّ وإبلاسها، ويأسها بعد إيناسها، ولحوقها بالقلاص وأحلاسها. قَالَ عمر: صدق، بَيْنَمَا أَنا قائمٌ عِنْد آلِهَتهم، إِذْ جَاءَ رجلٌ بعجلٍ فذبحه، فَصَرَخَ بِهِ صارخٌ لم أسمع صَارِخًا قطّ أَشد صَوتا مِنْهُ، يَقُول: يَا جليح، أَمر نجيح، رجلٌ فصيح، يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَوَثَبَ الْقَوْم، فَقلت: لَا أَبْرَح حَتَّى أعلم مَا وَرَاء هَذَا. ثمَّ نَادَى: يَا جليح، أمرٌ نجيح، رجلٌ فصيح، يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله. فَقُمْت، فَمَا نشبت أَن قيل: هَذَا نَبِي. 46 - الثَّانِي: عَن ابْن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ: أَنه لما فدع أهل خَيْبَر عبد الله ابْن عمر، قَامَ عمر خَطِيبًا فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عَامل يهود خَيْبَر على أَمْوَالهم، وَقَالَ: نقركم مَا أقركم الله، وَإِن عبد الله بن عمر خرج إِلَى مَاله فعدي عَلَيْهِ من اللَّيْل، ففدعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ، وَلَيْسَ لنا هُنَاكَ عدوٌّ غَيرهم، هم الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 عدونا وتهمتنا، وَقد رَأَيْت إجلاءهم. فَلَمَّا أجمع عمر على ذَلِك أَتَاهُ أحد بني الْحقيق فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أتخرجنا وَقد أقرنا محمدٌ، وعاملنا على الْأَمْوَال، وَشرط ذَلِك لنا؟ فَقَالَ عمر: أظننت إِنِّي نسيت قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَك: " كَيفَ بك إِذا أخرجت من خَيْبَر تعدو بك قلوصك لَيْلَة بعد لَيْلَة؟ " فَقَالَ: كَانَت هَذِه هزيلة من أبي الْقَاسِم. قَالَ: كذبت يَا عَدو الله. قَالَ: فأجلاهم عمر، وَأَعْطَاهُمْ قيمَة مَا كَانَ لَهُم من الثَّمر مَالا وإبلاً وعروضاً من أقتاب وحبالٍ وَغير ذَلِك. قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبيد الله - هُوَ ابْن عمر - أَحْسبهُ عَن نَافِع، شكّ أَبُو سَلمَة فِي نَافِع عَن ابْن عمر. قَالَ: أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل خَيْبَر، فَقَاتلهُمْ حَتَّى ألجأهم إِلَى قصرهم، وغلبهم على الأَرْض وَالزَّرْع وَالنَّخْل، فَصَالَحُوهُ على أَن يجلوا مِنْهَا، وَلَهُم مَا حملت رِكَابهمْ، ولرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّفْرَاء والبيضاء وَالْحَلقَة: وَهِي السِّلَاح، وَيخرجُونَ مِنْهَا، وَاشْترط عَلَيْهِم أَلا يكتموا وَلَا يغيبوا شَيْئا، فَإِن فعلوا فَلَا ذمَّة لَهُم وَلَا عهد، فغيبوا مسكاً فِيهِ مَال وحلي لحيي بن أَخطب كَانَ احتمله مَعَه إِلَى خَيْبَر حِين أجليت النَّضِير، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعم حييّ، واسْمه سَعْيه: " مَا فعل مسك حييّ الَّذِي جَاءَ بِهِ من النَّضِير؟ " قَالَ: أذهبته النَّفَقَات والحروب. فَقَالَ: " الْعَهْد قريبٌ، وَالْمَال أَكثر من ذَلِك " وَقد كَانَ حييّ قتل قبل ذَلِك، فَدفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَعْيه إِلَيّ الزبير، فمسه بعذابٍ، فَقَالَ: قد رَأَيْت حيياً يطوف فِي خربة هَا هُنَا، فَذَهَبُوا فطافوا فوجدوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 الْمسك فِي الخربة، فَقتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْني أبي الْحقيق، وَأَحَدهمَا زوج صَفِيَّة ابْنة حييّ بن أَخطب، وسبى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِسَاءَهُمْ وذراريهم، وَقسم أَمْوَالهم بالنكث الَّذِي نكثوا، وَأَرَادَ أَن يجليهم مِنْهَا، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّد، دَعْنَا نَكُون فِي هَذِه الأَرْض نُصْلِحهَا ونقوم عَلَيْهَا، وَلم يكن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا لأَصْحَابه غلْمَان يقومُونَ عَلَيْهَا، وَكَانُوا لَا يفرغون أَن يقومُوا عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهُمْ خَيْبَر على أَن لَهُم الشّطْر من كل زرع وَشَيْء مَا بدا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَكَانَ عبد الله بن رَوَاحَة يَأْتِيهم فِي كل عَام فيخرصها عَلَيْهِم، ثمَّ يضمنهم الشّطْر، فشكوا إِلَى رَسُول الله شدَّة خرصه، وَأَرَادُوا أَن يرشوه، فَقَالَ عبد الله: تطعموني السُّحت! وَالله لقد جِئتُكُمْ من عِنْد أحب النَّاس إِلَيّ، وَلَأَنْتُمْ أبْغض إِلَيّ من عدتكم من القردة والخنازير، لَا يحملني بغضي إيَّاكُمْ وحبي إِيَّاه على أَلا أعدل عَلَيْكُم. فَقَالُوا: بِهَذَا قَامَت السَّمَوَات وَالْأَرْض. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُعْطي كل امْرَأَة من نِسَائِهِ ثَمَانِينَ وسْقا من تمر فِي كل عَام، وَعشْرين وسْقا من شعير. فَلَمَّا كَانَ زمَان عمر غشوا الْمُسلمين وألقوا ابْن عمر من فَوق بيتٍ ففدعوا يَدَيْهِ، فَقَالَ عمر بن الْخطاب: من كَانَ لَهُم سهمٌ بِخَيْبَر فليحضر حَتَّى نقسمها بَينهم، فَقَسمهَا عمر بَينهم، فَقَالَ رئيسهم: لَا تخرجنا، دَعْنَا نَكُون فِيهَا كَمَا أقرنا رَسُول الله وَأَبُو بكر، فَقَالَ عمر لرئيسهم: أتراه سقط عَليّ قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَيفَ بك إِذا رقصت بك راحلتك نَحْو الشَّام يَوْمًا ثمَّ يَوْمًا " وَقسمهَا عمر بَين من كَانَ شهد خَيْبَر من أهل الْحُدَيْبِيَة. 47 - الثَّالِث: عَن ابْن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ: أَن غُلَاما قتل غيلَة، فَقَالَ عمر: لَو اشْترك فِيهَا أهل صنعاء لقتلتهم. مَوْقُوف. الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وَقَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ مُغيرَة بن حَكِيم عَن أَبِيه: إِن أَرْبَعَة قتلوا صَبيا، فَقَالَ عمر ... مثله. 48 - الرَّابِع: من رِوَايَة نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: لما فتح هَذَانِ المصران أَتَوا عمر بن الْخطاب فَقَالُوا: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حد لأهل نجدٍ قرنا، وَإنَّهُ جور عَن طريقنا، وَإِنَّا إِن أردنَا أَن نأتي قرنا شقّ علينا، قَالَ: فانظروا حذوها من طريقكم. قَالَ: فحد لَهُم ذَات عرق. 49 - الْخَامِس: من حَدِيث ربيعَة بن عبد الله بن الهدير: أَنه حضر عمر قَرَأَ يَوْم الْجُمُعَة على الْمِنْبَر بِسُورَة " النَّحْل " حَتَّى جَاءَ السَّجْدَة، فَنزل فَسجدَ وَسجد النَّاس، حَتَّى إِذا كَانَت الْجُمُعَة الْقَابِلَة قَرَأَ بهَا، حَتَّى إِذا جَاءَ السَّجْدَة قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، إِنَّمَا نمر بِالسُّجُود، فَمن سجد فقد أصَاب، وَمن لم يسْجد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ. وَلم يسْجد عمر. قَالَ البُخَارِيّ: زَاد نافعٌ عَن ابْن عمر: قَالَ - يَعْنِي عمر: إِن الله لم يفْرض علينا السُّجُود إِلَّا أَن نشَاء. 50 - السَّادِس: عَن ابْن عمر من رِوَايَة زيد ابْنه عَنهُ، فِي إِسْلَام عمر قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ - يَعْنِي أَبَاهُ عمر - فِي الدَّار خَائفًا، إِذْ جَاءَهُ الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي أَبُو عَمْرو، وَعَلِيهِ حلَّة حبرَة، وقميصٌ مكفوفٌ بحرير، وَهُوَ من بني سهم، وهم حلفاؤنا فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ: مَا بالك؟ قَالَ: زعم قَوْمك أَنهم سيقتلوني أَن أسلمت. قَالَ: لَا سَبِيل إِلَيْك، أمنت. فَخرج الْعَاصِ، فلقي النَّاس قد سَالَ بهم الْوَادي، الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 فَقَالَ: أَيْن تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: نُرِيد هَذَا ابْن الْخطاب الَّذِي صَبأ. قَالَ: لَا سَبِيل إِلَيْهِ، فكر النَّاس. 51 - السَّابِع: من رِوَايَة أبي بردة عَامر بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ لي عبد الله بن عمر: هَل تَدْرِي مَا قَالَ أبي لأَبِيك؟ قَالَ: قلت: لَا. قَالَ: فَإِن أبي قَالَ لأَبِيك: يَا أَبَا مُوسَى هَل يَسُرك إِن إسْلَامنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهجرتنا مَعَه، وجهادنا مَعَه، وعملنا كُله مَعَه برد لنا، وَأَن كل عملٍ عَملنَا بعده نجونا مِنْهُ كفافاً رَأْسا بِرَأْس؟ فَقَالَ أَبوك لأبي: لَا وَالله، قد جاهدنا بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وصلينا، وصمنا، وعملنا خيرا كثيرا، وَأسلم على أَيْدِينَا بشرٌ كثيرٌ، وَإِنَّا لنَرْجُو ذَاك. قَالَ أبي: لكني أَنا - وَالَّذِي نفس عمر بِيَدِهِ - لَوَدِدْت أَن ذَلِك برد لنا، وَأَن كل شَيْء عَمِلْنَاهُ بعده نجونا مِنْهُ كفافاً رَأْسا بِرَأْس. فَقلت: إِن أَبَاك - وَالله - كَانَ خيرا من أبي. 52 - الثَّامِن: عَن عبد الله بن عَبَّاس، من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَنهُ، عَن عمر أَنه قَالَ: لما مَاتَ عبد الله بن أبي بن سلول دعِي لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليُصَلِّي عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثَبت إِلَيْهِ فَقلت: يَا رَسُول الله، أَتُصَلِّي على ابْن أبي وَقد قَالَ يَوْم كَذَا وَكَذَا: كَذَا وَكَذَا، أعدد عَلَيْهِ قَوْله. فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " أخر عني يَا عمر "، فَلَمَّا أكثرت عَلَيْهِ، قَالَ: " إِنِّي خيرت فاخترت، لَو أَنِّي أعلم أَنِّي إِن زِدْت على السّبْعين يغْفر لَهُ لزدت عَلَيْهَا ". قَالَ: فصلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ انْصَرف فَلم يمْكث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى نزلت الْآيَتَانِ من " بَرَاءَة ": {وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا وَلَا تقم على قَبره} إِلَى قَوْله: (وهم الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 فَاسِقُونَ} [سُورَة التَّوْبَة] قَالَ: فعجبت بعد من جرأتي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ وَالله وَرَسُوله أعلم. 53 - التَّاسِع: من رِوَايَة ابْن عتبَة أَيْضا عَنهُ، قَالَ: لما قدم عُيَيْنَة بن حصن ابْن حُذَيْفَة بن بدر نزل على ابْن أَخِيه الحربن قيس بن حصن، وَكَانَ من النَّفر الَّذين يدنيهم عمر، وَكَانَ الْقُرَّاء أَصْحَاب مجْلِس عمر ومشاورته كهولاً كَانُوا أَو شباناً. فَقَالَ عُيَيْنَة: يَا ابْن أخي، هَل لَك وجهٌ عِنْد الْأَمِير، فَاسْتَأْذن لي عَلَيْهِ، قَالَ: سأستأذن لَك عَلَيْهِ. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَاسْتَأْذن الْحر لعيينة، فَأذن لَهُ عمر، فَلَمَّا دخل قَالَ: هِيَ يَا ابْن الْخطاب، فوَاللَّه مَا تُعْطِينَا الجزل، وَلَا تحكم بَيْننَا بِالْعَدْلِ، فَغَضب عمر حَتَّى هم أَن يُوقع بِهِ، فَقَالَ الْحر: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن الله عز وَجل قَالَ لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. {خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين} [سُورَة الْأَعْرَاف] ، وَإِن هَذَا من الْجَاهِلين، فوَاللَّه مَا جاوزها عمر حِين تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وقافاً عِنْد كتاب الله. 54 - الْعَاشِر: عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَنهُ، من حَدِيث أَخِيه أبي بكر بن أبي مليكَة عَن عبيد بن عُمَيْر، عَن عمر: قَالَ عمر يَوْمًا لأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فيمَ ترَوْنَ هَذِه الْآيَة نزلت: {أيود أحدكُم أَن تكون لَهُ جنةٌ من نخيلٌ} [سُورَة الْبَقَرَة] ، قَالُوا: الله أعلم، فَغَضب عمر وَقَالَ: قُولُوا نعلم أَو لَا نعلم. قَالَ ابْن عَبَّاس: فِي نَفسِي مِنْهَا شَيْء يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. فَقَالَ عمر: يَا ابْن أخي، قل وَلَا تحقر نَفسك. قَالَ ابْن عَبَّاس: ضربت الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 مثلا لعملٍ. قَالَ عمر: أَي عمل؟ قَالَ ابْن عَبَّاس: لعمل رجلٍ غنيٍّ يعْمل بِطَاعَة الله، ثمَّ بعث الله عز جلّ لَهُ الشَّيْطَان فَعمل بِالْمَعَاصِي حَتَّى أغرق أَعماله. وَقد ذكر فِي مُسْند ابْن عَبَّاس. 55 - الْحَادِي عشر: عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عِكْرِمَة مَوْلَاهُ عَنهُ: أَن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بوادي العقيق يَقُول: " أَتَانِي اللَّيْلَة آتٍ من رَبِّي فَقَالَ: صل فِي هَذَا الْوَادي الْمُبَارك، وَقل: عمرةٌ فِي حجَّة ". وَفِي رِوَايَة سعيد بن ربيع: " وَقل: عمرةٌ وَحجَّة ". وَفِي رِوَايَة شُعَيْب بن إِسْحَاق: " وَقَالَ عمْرَة فِي حجَّة ". 56 - الثَّانِي عشر: فِي مقتل عمر والشورى، من رِوَايَة الْمسور بن مخرمَة، مُخْتَصر فِي " الشورى " وَمن رِوَايَة عَمْرو بن مَيْمُون بِطُولِهِ، وَهَذَا حَدِيث عَمْرو، لِأَن حَدِيث الْمسور طرف مِنْهُ: قَالَ عَمْرو: رَأَيْت عمر بن الْخطاب قبل أَن يصاب بأيام بِالْمَدِينَةِ، وقف على حُذَيْفَة بن الْيَمَان، وَعُثْمَان بن حنيف، فَقَالَ: كَيفَ فعلتما؟ أتخافان أَن تَكُونَا حملتما الأَرْض مَا لَا تطِيق؟ قَالَا: حملناها أمرا هِيَ لَهُ مطيقة، وَمَا فِيهَا كَبِير فضل، فَقَالَ: انظرا أَن تَكُونَا حملتما الأَرْض مَا لَا تطِيق، فَقَالَا: لَا. فَقَالَ عمر: لَئِن سلمني الله عز وَجل لأدعن أرامل أهل الْعرَاق لَا يحتجن إِلَى أحدٍ بعدِي أبدا، فَمَا أَتَت عَلَيْهِ إِلَّا رابعةٌ حَتَّى أُصِيب رَحمَه الله الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون: وَإِنِّي لقائم، مَا بيني وبنيه إِلَّا عبد الله بن عَبَّاس غَدَاة أُصِيب، وَكَانَ إِذا مر بَين الصفين قَامَ بَينهمَا، فَإِذا رأى خللاً قَالَ: اسْتَووا، حَتَّى إِذا لم ير فيهم خللاً تقدم فَكبر، قَالَ: وَرُبمَا قَرَأَ سُورَة " يُوسُف " أَو " النَّحْل " أَو نَحْو ذَلِك فِي الرَّكْعَة الأولى حَتَّى يجْتَمع النَّاس، فَمَا هُوَ إِلَّا أَن كبر فَسَمعته يَقُول: قتلني - أَو أكلني - الْكَلْب، حِين طعنه، فطار العلج بسكين ذَات طرفين، لَا يمر على أحدٍ يَمِينا وَلَا شمالاً إِلَّا طعنه، حَتَّى طعن ثَلَاثَة عشر رجلا، فَمَاتَ مِنْهُم تِسْعَة، وَفِي رِوَايَة سَبْعَة، فَلَمَّا رأى ذَلِك رجلٌ من الْمُسلمين طرح عَلَيْهِ برنساً، فَلَمَّا ظن العلج أَنه مأخوذٌ نحر نَفسه. وَتَنَاول عمر عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فقدمه، فَأَما من كَانَ يَلِي عمر فقد رأى الَّذِي رَأَيْت، وَأما نواحي الْمَسْجِد فَإِنَّهُم لَا يَدْرُونَ مَا الْأَمر، غير أَنهم فقدوا صَوت عمر، وهم يَقُولُونَ: سُبْحَانَ الله، سُبْحَانَ الله، فصلى بهم عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف صَلَاة خَفِيفَة، فَلَمَّا انصرفوا قَالَ: يَا ابْن عَبَّاس: انْظُر من قتلني، قَالَ: فجال سَاعَة ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلَام الْمُغيرَة بن شُعْبَة. فَقَالَ: الصنع؟ قَالَ: نعم. قَالَ: قَاتله الله، لقد كنت أمرت بِهِ مَعْرُوفا، ثمَّ قَالَ: الْحَمد لله الَّذِي لم يَجْعَل ميتتي بيد رجل مُسلم، قد كنت أَنْت وَأَبُوك تحبان أَن تكْثر العلوج بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ الْعَبَّاس أَكْثَرهم رَقِيقا. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: إِن شِئْت فعلت. أَي: إِن شِئْت قتلنَا. قَالَ: بعد مَا تكلمُوا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حَجكُمْ. فَاحْتمل إِلَى بَيته، فَانْطَلَقْنَا مَعَه، قَالَ: وَكَأن النَّاس لم تصبهم مُصِيبَة قبل يومئذٍ، قَالَ: فَقَائِل يَقُول: أَخَاف عَلَيْهِ، وَقَائِل يَقُول: لَا بَأْس، فَأتي بنبيذٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 فَشرب مِنْهُ، فَخرج من جَوْفه، ثمَّ أُتِي بِلَبن شربه فَخرج من جرحه فعرفوا أَنه ميت، قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَجَاء النَّاس يثنون عَلَيْهِ، وَجَاء رجل شابٌّ فَقَالَ: أبشر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ببشرى الله عز وَجل، قد كَانَ لَك من صُحْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقدم فِي الْإِسْلَام مَا قد علمت، ثمَّ وليت فعدلت، ثمَّ شَهَادَة. فَقَالَ: وددت أَن ذَلِك كَانَ كفافاً لَا عَليّ وَلَا لي، فَلَمَّا أدبر الرجل إِذا إزَاره يمس الأَرْض، فَقَالَ: ردوا عَليّ الْغُلَام، فَقَالَ: يَا ابْن أخي، ارْفَعْ ثَوْبك، فَإِنَّهُ أنقى لثوبك، وَاتَّقَى لِرَبِّك. يَا عبد الله، انْظُر مَا عَليّ من الدّين، فحسبوه، فوجدوه سِتَّة وَثَمَانِينَ ألفا أَو نَحوه، فَقَالَ: إِن وفى بِهِ مَال آل عمر فأده من أَمْوَالهم، وَإِلَّا فسل فِي بني عدي ابْن كَعْب، فَإِذا لم تف أَمْوَالهم فسل فِي قريشٍ، وَلَا تعدهم إِلَى غَيرهم، وأد عني هَذَا المَال. انْطلق إِلَى أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة فَقل: يقْرَأ عَلَيْك عمر السَّلَام، وَلَا تقل: أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَإِنِّي لست الْيَوْم للْمُؤْمِنين أَمِيرا، وَقل: يسْتَأْذن عمر بن الْخطاب أَن يدْفن مَعَ صَاحِبيهِ، قَالَ: فَسلم، وَاسْتَأْذَنَ، ثمَّ دخل عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَة تبْكي، فَقَالَ: يقْرَأ عَلَيْك عمر بن الْخطاب السَّلَام ويستأذن أَن يدْفن مَعَ صَاحِبيهِ، فَقَالَت: كنت أريده لنَفْسي، ولأوثرنه الْيَوْم على نَفسِي، فَلَمَّا أقبل قيل: هَذَا عبد الله بن عمر قد جَاءَ، فَقَالَ: ارفعوني، فأسنده رجل إِلَيْهِ فَقَالَ: مَا لديك؟ قَالَ: الَّذِي تحب يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَذِنت، قَالَ: الْحَمد لله، مَا كَانَ شَيْء أهم إِلَيّ من ذَلِك، فَإِذا أَنا قبضت فاحملوني، ثمَّ سلم وَقل: يسْتَأْذن عمر، فَإِن أَذِنت لي فأدخلوني، وَإِن ردتني ردوني إِلَى مَقَابِر الْمُسلمين. فَجَاءَت أم الْمُؤمنِينَ حَفْصَة وَالنِّسَاء يسترنها، فَلَمَّا رأيناها قمنا، فولجت عَلَيْهِ، فَبَكَتْ عِنْده سَاعَة، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَال فولجت دَاخِلا، فسمعنا بكاءها من الدَّاخِل، فَقَالُوا: أوص يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، اسْتخْلف، قَالَ: مَا أرى أحدا أَحَق بِهَذَا الْأَمر من هَؤُلَاءِ النَّفر - أَو الرَّهْط - الَّذين توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ عَنْهُم راضٍ، فَسمى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 عليا وَعُثْمَان وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وسعداً وَعبد الرَّحْمَن، وَقَالَ: يشهدكم عبد الله بن عمر، وَلَيْسَ لَهُ من الْأَمر شَيْء - كَهَيئَةِ التَّعْزِيَة لَهُ، فَإِن أَصَابَت الْإِمَارَة سَعْدا فَذَاك، وَإِلَّا فليستعن بِهِ أَيّكُم مَا أَمر، فَإِنِّي لم أعزله عَن عجزٍ وَلَا خِيَانَة. وَقَالَ: أوصِي الْخَلِيفَة من بعدِي بالمهاجرين الْأَوَّلين أَن يعرف لَهُم حَقهم، ويحفظ لَهُم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيرا، الَّذين تبوءوا الدَّار وَالْإِيمَان من قبلهم أَن يقبل من محسنهم، وَأَن يُعْفَى عَن مسيئهم، وأوصيه بِأَهْل الْأَمْصَار خيرا، فَإِنَّهُم ردء الْإِسْلَام، وجباة المَال، وغيظ الْعَدو، وَألا يُؤْخَذ مِنْهُم إِلَّا فَضلهمْ عَن رضَا مِنْهُم. وأوصيه بالأعراب خيرا، فَإِنَّهُم أصل الْعَرَب ومادة الْإِسْلَام، أَن يُؤْخَذ من حَوَاشِي أَمْوَالهم، وَيرد على فقرائهم، وأوصيه بِذِمَّة الله وَذمَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَن يُوفى لَهُم بعهدهم، وَأَن يُقَاتل من ورائهم، وَلَا يكلفوا إِلَّا طاقتهم. قَالَ: فَلَمَّا قبض خرجنَا بِهِ، فَانْطَلَقْنَا نمشي، فَسلم عبد الله بن عمر وَقَالَ: يسْتَأْذن عمر بن الْخطاب، قَالَت: أدخلوه، فَأدْخل فَوضع هُنَالك مَعَ صَاحِبيهِ. قَالَ: فَلَمَّا فرغ من دَفنه اجْتمع هَؤُلَاءِ الرَّهْط، فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: اجعلوا أَمركُم إِلَى ثلاثةٍ مِنْكُم. فَقَالَ الزبير: قد جعلت أَمْرِي إِلَى عَليّ، وَقَالَ طَلْحَة: قد جعلت أَمْرِي إِلَى عُثْمَان، وَقَالَ سعد: قد جعلت أَمْرِي إِلَى عبد الرَّحْمَن. فَقَالَ عبد الرَّحْمَن أيكما يبرأ من هَذَا الْأَمر فنجعله إِلَيْهِ. وَالله عَلَيْهِ وَالْإِسْلَام، لينظرن أفضلهم فِي نَفسه، فأسكت الشَّيْخَانِ، فَقَالَ عبد الرَّحْمَن أفتجعلونه إِلَيّ؟ وَالله عَليّ أَلا آلو عَن أفضلكم. قَالَا: نعم، فَأخذ بيد أَحدهمَا، فَقَالَ: لَك من قرَابَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، والقدم فِي الْإِسْلَام، مَا قد علمت، فَالله عَلَيْك، إِن أَمرتك لتعدلن، وَلَئِن أمرت عُثْمَان لتسمعن، ثمَّ خلا بِالْآخرِ فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك. فَلَمَّا أَخذ الْمِيثَاق قَالَ: ارْفَعْ يدك يَا عُثْمَان، فَبَايعهُ، وَبَايع لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 عَليّ، وولج أهل الدَّار فَبَايعُوهُ. وَفِي حَدِيث الْمسور: أَن الرَّهْط الَّذين ولاّهم عمر اجْتَمعُوا، فتشاوروا، فَقَالَ لَهُم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: لست بِالَّذِي أنافسكم فِي هَذَا الْأَمر، وَلَكِنَّكُمْ إِن شِئْتُم اخْتَرْت لكم مِنْكُم، فَجعلُوا ذَلِك إِلَى عبد الرَّحْمَن. فَلَمَّا ولوه انثال النَّاس على عبد الرَّحْمَن ومالوا إِلَيْهِ، حَتَّى مَا أرى أحدا من النَّاس يتبع أحدا من أُولَئِكَ الرَّهْط وَلَا يطَأ عَقِبَيْهِ، وَمَال النَّاس على عبد الرَّحْمَن يشاورونه ويناجونه تِلْكَ اللَّيَالِي، حَتَّى إِذا كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي أَصْبَحْنَا فِيهَا، فَبَايعْنَا عُثْمَان. قَالَ الْمسور: طرقني عبد الرَّحْمَن بعد هجعٍ من اللَّيْل، فَضرب الْبَاب حَتَّى استيقظت فَقَالَ: أَلا أَرَاك نَائِما. فوَاللَّه مَا اكتحلت هَذِه الثَّلَاث بِكَثِير نوم، فَادع لي الزبير وسعدا، فدعوتهما لَهُ، فشاورهما، ثمَّ دَعَاني، فَقَالَ: ادْع لي عليا، فدعوته، فناجاه حَتَّى ابهار اللَّيْل، ثمَّ قَامَ عليٌّ من عِنْده وَهُوَ على طمع، وَكَانَ عبد الرَّحْمَن يخْشَى من عَليّ شَيْئا. ثمَّ قَالَ: ادْع لي عُثْمَان، فناجاه، حَتَّى فرق بَينهمَا الْمُؤَذّن للصبح، فَلَمَّا صلى النَّاس الصُّبْح اجْتمع أُولَئِكَ الرَّهْط عِنْد الْمِنْبَر، فَأرْسل عبد الرَّحْمَن إِلَى من كَانَ خَارِجا من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، وَأرْسل إِلَى أُمَرَاء الأجناد، وَكَانُوا قد وافوا تِلْكَ الْحجَّة مَعَ عمر، فَلَمَّا اجْتَمعُوا تشهد عبد الرَّحْمَن وَقَالَ: أما بعد يَا عَليّ، فَإِنِّي نظرت فِي أَمر النَّاس، فَلم أرهم يعدلُونَ بعثمان، فَلَا تجعلن على نَفسك سَبِيلا، وَأخذ بيد عُثْمَان فَقَالَ: أُبَايِعك على سنة الله وَرَسُوله والخليفتين من بعده، فَبَايعهُ عبد الرَّحْمَن، وَبَايَعَهُ النَّاس والمهاجرون وَالْأَنْصَار وأفراد الأجناد والمسلمون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 57 - الثَّالِث عشر: من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي، قَالَ: خرجت مَعَ عمر لَيْلَة فِي رَمَضَان إِلَى الْمَسْجِد، فَإِذا النَّاس أوزاعٌ متفرقون، يُصَلِّي الرجل لنَفسِهِ، وَيُصلي الرجل فَيصَلي بِصَلَاتِهِ الرَّهْط، فَقَالَ عمر: إِنِّي أرى لَو جمعت هَؤُلَاءِ على قَارِئ وَاحِد لَكَانَ أمثل، ثمَّ عزم، فَجَمعهُمْ على أبي بن كَعْب. قَالَ: ثمَّ خرجت مَعَه لَيْلَة أُخْرَى وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة قارئهم، فَقَالَ عمر بن الْخطاب: نعمت الْبِدْعَة هَذِه، وَالَّتِي تنامون عَنْهَا أفضل من الَّتِي تقومون. يُرِيد آخر اللَّيْل، وَكَانَ النَّاس يقومُونَ أَوله. 58 - الرَّابِع عشر: عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ عمر: كَانَ أَبُو بكر سيدنَا، وَأعْتق سيدنَا - يَعْنِي بِلَالًا. قَالَ لأبي بكر: إِن كنت إِنَّمَا اشتريتني لنَفسك فأمسكني، وَإِن كنت إِنَّمَا اشتريتني لله عز وَجل فَدَعْنِي وَعمل الله. 59 - الْخَامِس عشر: عَن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ، من رِوَايَة ثُمَامَة بن عبد الله عَنهُ، أَن عمر بن الْخطاب كَانَ إِذا قحطوا استسقى بِالْعَبَّاسِ بن عبد الْمطلب، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نتوسل إِلَيْك بنبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتسقينا، وَإِنَّا نتوسل إِلَيْك بعم نبيك، فاسقنا، قَالَ: فيسقون. 60 - السَّادِس عشر: عَن أنس، رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ: أَنه سمع خطْبَة عمر بن الْخطاب الْآخِرَة حِين جلس على مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذَلِكَ الْغَد من يَوْم توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَتشهد وَأَبُو بكر صامتٌ لَا يتَكَلَّم، ثمَّ قَالَ عمر: أما بعد، فَإِنِّي قلت لكم أمس مقَالَة، وَإِنَّهَا لم تكن كَمَا قلت، وَإِنِّي وَالله مَا وجدت الْمقَالة الَّتِي الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 قلت لكم فِي كتاب أنزلهُ الله، وَلَا فِي عهد عهد إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَكِن كنت أَرْجُو أَن يعِيش رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يدبرنا - يُرِيد: أَن يكون آخِرهم، فَإِن يكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد مَاتَ، فَإِن الله قد جعل بَين أظْهركُم نورا تهتدون بِهِ، بِهِ هدى الله مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَاعْتَصمُوا بِهِ تهتدوا بِمَا هدى الله بِهِ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن أَبَا بكرٍ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثَانِي اثْنَيْنِ، وَإنَّهُ أولى النَّاس بأموركم، فَقومُوا إِلَيْهِ فَبَايعُوهُ. وَكَانَت طَائِفَة مِنْهُم قد بَايعُوهُ قبل ذَلِك فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة، وَكَانَت بيعَة الْعَامَّة عِنْد الْمِنْبَر. فِي رِوَايَة أُخْرَى للْبُخَارِيّ أَيْضا، قَالَ الزُّهْرِيّ: قَالَ لي أنس بن مَالك: إِنَّه رأى عمر يزعج أَبَا بكر إِلَيّ الْمِنْبَر إزعاجاً. قَالَ الزُّهْرِيّ: وَأَخْبرنِي سعيد بن الْمسيب: أَن عمر بن الْخطاب قَالَ: وَالله مَا هُوَ إِلَّا أَن تَلَاهَا أَبُو بكر - يَعْنِي قَوْله: {وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل} [سُورَة آل عمرَان] عقرت وَأَنا قَائِم حَتَّى خَرَرْت إِلَى الأَرْض، وأيقنت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد مَاتَ. 61 - السَّابِع عشر: عَن أنس من رِوَايَة ثَابت عَنهُ قَالَ: كُنَّا عِنْد عمر فَقَالَ: نهينَا عَن التَّكَلُّف، وَفِي رِوَايَة عَن ثابتٍ عَنهُ: أَن عمر قَرَأَ: {وَفَاكِهَة وَأَبا} [سُورَة عبس] قَالَ: فَمَا الْأَب؟ ثمَّ قَالَ: مَا كلفنا، أَو قَالَ: مَا أمرنَا بِهَذَا. الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 62 - الثَّامِن عشر: عَن السَّائِب بن يزِيد قَالَ: كنت نَائِما فِي الْمَسْجِد، فحصبني رجلٌ، فَنَظَرت فَإِذا عمر بن الْخطاب، فَقَالَ: اذْهَبْ فأتني بِهَذَيْنِ، فَجِئْته بهما، فَقَالَ: من من أَنْتُمَا؟ أَو: من أَيْن أَنْتُمَا؟ قَالَا: من أهل الطَّائِف. قَالَ: لَو كنتما من أهل الْبَلَد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 63 - التَّاسِع عشر: عَن حَفْصَة بنت عمر، وَعَن أسلم مولى عمر قَالَا: قَالَ عمر: اللَّهُمَّ ارزقني شَهَادَة فِي سَبِيلك، وَاجعَل موتِي فِي بلد رَسُولك. وَفِي رِوَايَة عَن حَفْصَة: فَقلت: أَنى يكون هَذَا؟ فَقَالَ: يأتيني بِهِ الله إِن شَاءَ. 64 - الْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة، وَكَانَ من أكبر بني عدي، وَكَانَ أَبوهُ شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: اسْتعْمل عمر قدامَة بن مَظْعُون على الْبَحْرين، وَكَانَ شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ خَال ابْن عمر وَحَفْصَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. لم يزدْ. وَهُوَ طرف من حَدِيث طَوِيل فِي قصَّة لقدامة بن مَظْعُون. اقْتصر البُخَارِيّ على هَذَا الْقدر لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ فِيمَن شهد بَدْرًا، وَقد وَقع لنا بِتَمَامِهِ بِهَذَا الْإِسْنَاد مُتَّصِلا بقوله: وَكَانَ خَال ابْن عمر وَحَفْصَة، قَالَ: فَقدم الْجَارُود من الْبَحْرين فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن قدامَة بن مَظْعُون قد شرب مُسكرا، وَإِنِّي إِذا رَأَيْت حدا من حُدُود الله حق عَليّ أَن أرفعه إِلَيْك. فَقَالَ لَهُ عمر: من يشْهد على مَا تَقول؟ فَقَالَ: أَبُو هُرَيْرَة. فَدَعَا عمر أَبَا هُرَيْرَة، فَقَالَ: علام تشهد يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ فَقَالَ: لم أره حِين شرب، وَقد رَأَيْته سَكرَان يقيء. فَقَالَ عمر: لقد تنطعت - أَبَا هُرَيْرَة - فِي الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 الشَّهَادَة. ثمَّ كتب عمر إِلَى قدامَة وَهُوَ بِالْبَحْرَيْنِ يَأْمُرهُ بالقدوم عَلَيْهِ، فَلَمَّا قدم قدامَة والجارود بِالْمَدِينَةِ، كلم الْجَارُود عمر فَقَالَ: أقِم على هَذَا كتاب الله. فَقَالَ عمر للجارود: أشهيدٌ أَنْت أم خصم؟ فَقَالَ الْجَارُود: أَنا شَهِيد. فَقَالَ: قد كنت أدّيت شهادتك. فَسكت الْجَارُود ثمَّ قَالَ: لتعلمن أَنِّي أنْشدك الله. فَقَالَ عمر: أما وَالله لتملكن لسَانك أَو لأسوءنك. فَقَالَ الْجَارُود: أما وَالله، مَا ذَاك بِالْحَقِّ، أَن يشرب ابْن عمك وتسوءني، فأوعده عمر. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَهُوَ جالسٌ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن كنت تشك فِي شهادتنا فسل بنت الْوَلِيد امْرَأَة ابْن مَظْعُون. فَأرْسل عمر إِلَى هِنْد ينشدها بِاللَّه، فأقامت هِنْد على زَوجهَا قدامَة الشَّهَادَة، فَقَالَ عمر: إِنِّي يَا قدامَة جالدك، فَقَالَ قدامَة: وَالله لَو شربت كَمَا يَقُولُونَ مَا كَانَ لَك أَن تجلدني يَا عمر، قَالَ: وَلم يَا قدامَة؟ قَالَ: إِن الله عز وَجل قَالَ: {لَيْسَ على الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا إِذا مَا اتَّقوا وآمنوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات ثمَّ اتَّقوا وآمنوا ثمَّ اتَّقوا وأحسنوا وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ} [سُورَة الْمَائِدَة] فَقَالَ عمر: إِنَّك أَخْطَأت التَّأْوِيل يَا قدامَة، إِذا اتَّقَيْت اجْتنبت مَا حرم الله. ثمَّ أقبل عمر على الْقَوْم فَقَالَ: مَاذَا ترَوْنَ فِي جلد قدامَة؟ فَقَالَ الْقَوْم: لَا نرى أَن تجلده مَا دَامَ وجعاً. فَقَالَ عمر: إِنَّه وَالله لِأَن يلقِي الله تَحت السِّيَاط أحب إِلَيّ من أَن ألْقى الله وَهِي فِي عنقِي، إِي وَالله لأجلدنه، ايتوني بِالسَّوْطِ، فَجَاءَهُ مَوْلَاهُ أسلم بِسَوْط دقيقٍ صَغِير، فَأَخذه عمر، فمسحه بِيَدِهِ، ثمَّ قَالَ لأسلم: أخذتك دقرارة أهلك، ايتوني بِسَوْط غير هَذَا. قَالَ: فَجَاءَهُ أسلم بِسَوْط تَامّ، فَأمر عمر بِقُدَامَةَ فجلد. فغاضب قدامَة عمر وهجره، فحجا وَقُدَامَة مهَاجر لعمر، حَتَّى قَفَلُوا من حجهم، وَنزل عمر بالسقيا ونام بهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ قَالَ: عجلوا عَليّ بِقُدَامَةَ، انْطَلقُوا فائتوني بِهِ، فوَاللَّه إِنِّي لأرى فِي النّوم أَنه جَاءَنِي آتٍ فَقَالَ لي: سَالم قدامَة، فَإِنَّهُ أَخُوك، فَلَمَّا جَاءُوا قدامَة أَبى أَن يَأْتِيهِ، فَأمر عمر بِقُدَامَةَ فجر إِلَيْهِ جراً، حَتَّى كَلمه عمر، فَاسْتَغْفر لَهُ، فَكَانَ أول صلحهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 65 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن ثَعْلَبَة بن أبي مَالك الْقرظِيّ: أَن عمر قسم مروطاً. بَين نسَاء أهل الْمَدِينَة، فَبَقيَ مِنْهَا مرطٌ جيد، فَقَالَ لَهُ بعض من عِنْده: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أعْط هَذَا ابْنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - الَّتِي عنْدك - يُرِيدُونَ أم كُلْثُوم بنت عَليّ -. فَقَالَ: أم سليط أَحَق بِهِ، فَإِنَّهَا مِمَّن بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كَانَت تزفر لنا الْقرب يَوْم أحد. 66 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن أسلم مولى عمر - من التَّابِعين، قَالَ: قَالَ عمر: أما وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَن أترك آخر النَّاس بَيَانا لَيْسَ لَهُم من شَيْء، مَا فتحت عَليّ قريةٌ إِلَّا قسمتهَا كَمَا قسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر، وَلَكِن أتركها خزانَة لَهُم يقتسمونها. 67 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن أسلم أَيْضا: أَن عمر كَانَ يسير مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عمر عَن شيءٍ فَلم يجبهُ، ثمَّ سَأَلَهُ فَلم يجبهُ، ثمَّ سَأَلَهُ فَلم يجبهُ. فَقَالَ عمر: ثكلتك أمك عمر، نزرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث مَرَّات، كل ذَلِك لَا يجيبك. قَالَ عمر: فحركت بَعِيري حَتَّى تقدّمت أَمَام النَّاس، وخشيت أَن ينزل فِي قرآنٌ، فَمَا نشبت أَن سَمِعت صَارِخًا يصْرخ، فَقلت: لقد خشيت أَن يكون نزل فِي قرآنٌ، فَجئْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسلمت عَلَيْهِ فَقَالَ: " لقد أنزلت عَليّ اللَّيْلَة سورةٌ، لهي أحب إِلَيّ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس "، ثمَّ قَرَأَ {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} . [سُورَة الْفَتْح] . الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 68 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أسلم مَوْلَاهُ قَالَ: خرجت مَعَ عمر بن الْخطاب إِلَى السُّوق فلحقت بِهِ امرأةٌ شَابة فَقَالَت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، هلك زَوجي وَترك صبية صغَارًا، وَالله مَا ينضجون كُرَاعًا، وَلَا لَهُم زرعٌ وَلَا ضرع، وخشيت أَن تأكلهم الضبع. وَأَنا ابْنة خفاف بن إِيمَاء الْغِفَارِيّ، وَقد شهد أبي الْحُدَيْبِيَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوقف مَعهَا عمر وَلم يمض، وَقَالَ مرْحَبًا بنسبٍ قريب، ثمَّ انْصَرف إِلَى بعير ظهيرٍ كَانَ مربوطاً فِي الدَّار، فَحمل عَلَيْهِ غرارتين ملأهما طَعَاما، وَجعل بَينهمَا نفقةٌ وثياباً، ثمَّ ناولها خطامه، فَقَالَ: اقتاديه، فَلَنْ يفنى هَذَا حَتَّى يأتيكم الله بِخَير. فَقَالَ رجل: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أكثرت لَهَا، فَقَالَ عمر: ثكلتك أمك، وَالله إِنِّي لأرى أَبَا هَذِه وأخاها قد حاصرا حصنا زَمَانا فافتتحاه، وأصبحنا نستفيء سهماننا فِيهِ. 69 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أسلم: أَن عمر اسْتعْمل مولى لَهُ على الصَّدَقَة يدعى هنياً فَقَالَ: يَا هني، ضم جناحك عَن النَّاس، وَاتَّقِ دَعْوَة الْمَظْلُوم فَإِنَّهَا مجابةٌ، وَأدْخل رب الصريمة وَرب الْغَنِيمَة. وإياي وَنعم ابْن عَفَّان وَابْن عَوْف، فَإِنَّهُمَا إِن تهْلك مواشيهما يرجعان إِلَى زرع ونخلٍ، وَإِن رب الصريمة وَالْغنيمَة إِن تهْلك ماشيتهما يأتني ببنيه فَيَقُول: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أفتاركه أَنا - لَا أَبَا لَك - فالماء والكلأ أيسر من الذَّهَب وَالْفِضَّة. وَايْم الله، إِنَّهُم لَيرَوْنَ أَنا ظلمناهم؛ إِنَّهَا لبلادهم ومياههم، قَاتلُوا عَلَيْهَا فِي الْجَاهِلِيَّة، وَأَسْلمُوا عَلَيْهَا فِي الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الْإِسْلَام، وَالله لَوْلَا المَال الَّذِي أحمل عَلَيْهِ فِي سَبِيل الله مَا حميت على النَّاس من بِلَادهمْ شبْرًا. 70 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَنهُ عَن عمر: أَن رجلا على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ اسْمه عبد الله وَكَانَ يلقب حمارا، وَكَانَ يضْحك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد جلده فِي الشَّرَاب، فَأتي بِهِ يَوْمًا، فجلد، فَقَالَ رجلٌ من الْقَوْم: اللَّهُمَّ العنه، مَا أَكثر مَا يُؤْتى بِهِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تلعنه، فوَاللَّه مَا علمت، إِنَّه يحب الله وَرَسُوله ". 71 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن طَارق بن شهَاب قَالَ: سَمِعت عمر يَقُول: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقَاما فَأخْبرنَا عَن بَدْء الْخلق، حَتَّى دخل أهل الْجنَّة مَنَازِلهمْ، وَأهل النَّار مَنَازِلهمْ، حفظ ذَلِك من حفظه، ونسيه من نَسيَه. 72 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن مَيْمُون الأودي قَالَ: قَالَ عمر: كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة لَا يفيضون من جمع حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَيَقُولُونَ: أشرق ثبير، قَالَ: فخالفهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَفَاضَ قبل طُلُوع الشَّمْس. 73 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأسود، ظَالِم بن عَمْرو الدؤَلِي قَالَ: أتيت الْمَدِينَة وَقد وَقع بهَا مرضٌ، وَالنَّاس يموتون موتا ذريعاً، فَجَلَست إِلَى عمر بن الْخطاب، فَمروا بِجنَازَة فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا، فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: وَجَبت. قَالَ: ومروا بِأُخْرَى فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا فَقَالَ وَجَبت، ثمَّ مر بثالثةٍ فأثني على صَاحبهَا شرٌّ، فَقَالَ: وَجَبت. فَقَالَ أَبُو الْأسود فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، مَا وَجَبت؟ قَالَ: قلت كَمَا قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] " أَيّمَا مُسلم شهد لَهُ أَرْبَعَة نفر بِخَير الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 أدخلهُ الله الْجنَّة ". قَالَ: فَقُلْنَا: وَاثْنَانِ. قَالَ: " وَاثْنَانِ " قَالَ: ثمَّ لم نَسْأَلهُ عَن الْوَاحِد. 74 - الثَّلَاثُونَ: عَن قيس بن أبي حَازِم قَالَ: كَانَ عَطاء الْبَدْرِيِّينَ خَمْسَة آلَاف خَمْسَة آلَاف، وَقَالَ عمر: لأفضلنهم على من بعدهمْ. 75 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ قَالَ: سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول: إِن نَاسا كَانُوا يؤخذون بِالْوَحْي فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَإِن الْوَحْي قد انْقَطع، وَإِنَّمَا نأخذكم الْآن بِمَا ظهر لنا من أَعمالكُم، فَمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه، وَلَيْسَ لنا من سَرِيرَته شَيْء، الله يحاسبه فِي سَرِيرَته، وَمن أظهر لنا سوءا لم نَأْمَنهُ وَلم نصدقه، وَإِن قَالَ: إِن سَرِيرَته حَسَنَة. 76 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن نَافِع مولى ابْن عمر: أَن عمر كَانَ فرض للمهاجرين الْأَوَّلين أَرْبَعَة آلَاف، وَفرض لِابْنِ عمر ثَلَاثَة آلَاف وَخَمْسمِائة، فَقيل لَهُ: هُوَ من الْمُهَاجِرين، فَلم نقصته من أَرْبَعَة آلَاف؟ قَالَ: إِنَّمَا هَاجر بِهِ أَبوهُ يَقُول: لَيْسَ هُوَ كمن هَاجر بِنَفسِهِ. 77 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: فِي كتاب البُخَارِيّ قَالَ: قَالَ لي أَحْمد بن مُحَمَّد: حَدثنَا إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه عَن جده: أَن عمر أذن لِأَزْوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي آخر حجَّة حَجهَا - يَعْنِي فِي الْحَج -، وَبعث مَعَهُنَّ عبد الرَّحْمَن - يَعْنِي ابْن عَوْف - وَعُثْمَان الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 ابْن عَفَّان. قَالَ الشَّيْخ: قَالَ أَبُو بكر البرقاني: هُوَ إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَفِي هَذَا نظر، وَلم يذكرهُ أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف. 78 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن صَفِيَّة بنت أبي عبيد. أَن عبدا من رَقِيق الْإِمَارَة وَقع على وليدة من الْخمس، فاستكرهها حَتَّى اقتضها، فجلده عمر ونفاه، وَلم يجلد الوليدة من أجل أَنه استكرهها أَفْرَاد مُسلم 79 - الأول: عَن ابْن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ عَن عمر: أَنه رأى حلَّة سيراء تبَاع عِنْد بَاب الْمَسْجِد. قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله، لَو اشْتَرَيْتهَا ليَوْم الْجُمُعَة وللوفود إِذا قدمُوا عَلَيْك، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا يلبس هَذِه من لَا خلاق لَهُ فِي الْآخِرَة " قَالَ: فَأتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مِنْهَا حللٌ، فكساني حلةٌ، فَقلت: يَا رَسُول الله، كسوتنيها وَقد قلت فِيهِ مَا قلت؟ قَالَ: " إِنِّي لم أكسكها لتلبسها، إِنَّمَا كسوتكها لتكسوها أَو لتبيعها ". قَالَ بعض الروَاة فِيهِ: إِن عمر ... جعله من مُسْند ابْن عمر، وَهَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ. الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 80 - الثَّانِي: عَن ابْن عمر من رِوَايَة نَافِع عَنهُ عَن عمر: أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيَنَامُ أَحَدنَا وَهُوَ جنبٌ؟ قَالَ: " نعم، إِذا تَوَضَّأ " قَالَ فِيهِ بعض الروَاة: إِن عمر ... . 81 - الثَّالِث: عَن ابْن عمر من رِوَايَة نَافِع أَيْضا عَنهُ، عَن عمر أَنه قَالَ: أصبت أَرضًا من أَرض خَيْبَر، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: أصبت أَرضًا لم أصب مَالا أحب إِلَيّ وَلَا أنفس عِنْدِي مِنْهَا. فَقَالَ: " إِن شِئْت تَصَدَّقت بهَا " فَتصدق بهَا عمر على أَلا تبَاع، وَلَا توهب، فِي الْفُقَرَاء وَذَوي الْقُرْبَى وَفِي الرّقاب والضيف وَابْن السَّبِيل، وَلَا جنَاح على من وَليهَا أَن يَأْكُل بِالْمَعْرُوفِ، غير مُتَمَوّل مَالا، وَيطْعم. قَالَ فِيهِ بعض الروَاة: إِن عمر ... فَصَارَ من مُسْند ابْن عمر، وَقد أَخْرجَاهُ كَذَلِك. 82 - الرَّابِع: حَدِيث الْإِيمَان: عَن ابْن عمر من رِوَايَة يحيى بن يعمر عَنهُ: قَالَ يحيى بن يعمر: كَانَ أول من قَالَ فِي الْقدر بِالْبَصْرَةِ معبدٌ الْجُهَنِيّ، فَانْطَلَقت أَنا وَحميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي حاجين أَو معتمرين، فَقُلْنَا: لَو لَقينَا أحدا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُول هَؤُلَاءِ فِي الْقدر، فوفق لنا عبد الله بن الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 عمر بن الْخطاب دَاخِلا الْمَسْجِد، فاكتنفته أَنا وصاحبي، أَحَدنَا عَن يَمِينه وَالْآخر عَن شِمَاله، فَظَنَنْت أَن صَاحِبي سيكل الْكَلَام إِلَيّ، فَقلت: أَبَا عبد الرَّحْمَن، إِنَّه قد ظهر قبلنَا أنَاس يقرءُون الْقُرْآن، ويتقفرون الْعلم - وَذكر من شَأْنهمْ - وَإِنَّهُم يَزْعمُونَ أَن لَا قدر، وَأَن الْأَمر أنفٌ. فَقَالَ: إِذا لقِيت أُولَئِكَ فَأخْبرهُم أَنِّي بريءٌ مِنْهُم، وَأَنَّهُمْ بُرَآء مني، وَالَّذِي يحلف بِهِ عبد الله بن عمر لَو أَن لأَحَدهم مثل أحدٍ ذَهَبا فأنفقه مَا قبل الله مِنْهُ حَتَّى يُؤمن بِالْقدرِ. ثمَّ قَالَ: حَدثنِي أبي عمر بن الْخطاب، قَالَ: بَيْنَمَا نَحن جلوسٌ عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم، إِذْ طلع علينا رجلٌ شديدٌ بَيَاض الثِّيَاب، شَدِيد سَواد الشّعْر، لَا يرى عَلَيْهِ أثر السّفر، وَلَا يعرفهُ منا أحدٌ، حَتَّى جلس إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأسند رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوضع كفيه على فَخذيهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّد، أَخْبرنِي عَن الْإِسْلَام. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْإِسْلَام أَن تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، وتقيم الصَّلَاة، وتؤتي الزَّكَاة، وتصوم رَمَضَان، وتحج الْبَيْت إِن اسْتَطَعْت إِلَيْهِ سَبِيلا "، قَالَ: صدقت. فعجبنا لَهُ، يسْأَله ويصدقه. قَالَ: فَأَخْبرنِي عَن الْإِيمَان. قَالَ: أَن تؤمن بِاللَّه، وَمَلَائِكَته، وَكتبه، وَرُسُله، وَالْيَوْم الآخر، وتؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره " قَالَ: صدقت. قَالَ: فَأَخْبرنِي عَن الْإِحْسَان. قَالَ: " أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ، فَإِن لم تكن ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك ". قَالَ: فَأَخْبرنِي عَن السَّاعَة. قَالَ: " مَا الْمَسْئُول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل ". قَالَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 فَأَخْبرنِي عَن أماراتها. قَالَ: أَن تَلد الْأمة ربتها، وَأَن ترى الحفاة العراة العالة، رعاء الشَّاء يتطاولون فِي الْبُنيان ". قَالَ: ثمَّ انْطلق فَلبث مَلِيًّا، ثمَّ قَالَ: " يَا عمر، أَتَدْرِي من السَّائِل؟ " قلت: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " فَإِنَّهُ جِبْرِيل، أَتَاكُم يعلمكم أَمر دينكُمْ ". جمع فِيهِ مُسلم الروَاة، وَذكر مَا أوردنا من الْمَتْن، وَأَن فِي بعض الرِّوَايَات زِيَادَة ونقصاناً. وَزَاد أَبُو بكر البرقاني فِي حَدِيث أَحْمد بن عَبدة - وَهُوَ أحد الروَاة الَّذين روى عَنْهُم مُسلم هَذَا الحَدِيث - بِإِسْنَادِهِ: أَن ابْن عمر قَالَ: حَدثنِي عمر بن الْخطاب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " التقى آدم ومُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْت آدم الَّذِي أشقيت النَّاس، وأخرجتهم من الْجنَّة؟ فَقَالَ لَهُ آدم: أَنْت مُوسَى الَّذِي اصطفاك برسالته وَكَلَامه، وَأنزل عَلَيْك التَّوْرَاة؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَوَجَدته قدره لي قبل أَن يخلقني. قَالَ: نعم. قَالَ: فحج آدم مُوسَى، فحج آدم مُوسَى ". 83 - الْخَامِس: عَن ابْن عَبَّاس، من رِوَايَة سماك بن الْوَلِيد الْحَنَفِيّ عَنهُ قَالَ: حَدثنِي عمر بن الْخطاب قَالَ: لما كَانَ يَوْم خَيْبَر، أقبل نفرٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: فلَان شَهِيد، وَفُلَان شَهِيد، حَتَّى مروا على رجلٍ فَقَالُوا: فلَان شَهِيد، الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كلا، إِنِّي رَأَيْته فِي النَّار فِي بردة غلها. أَو عباءة " ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اذْهَبْ فَنَادِ فِي النَّاس: أَنه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ " قَالَ: فَخرجت وناديت: أَلا إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ. 84 - السَّادِس: عَن ابْن عَبَّاس، من رِوَايَة سماك عَنهُ، قَالَ: حَدثنِي عمر بن الْخطاب، قَالَ: لما كَانَ يَوْم بدرٍ، نظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمُشْركين وهم ألفٌ وَأَصْحَابه ثَلَاثمِائَة وَتِسْعَة عشر رجلا، فَاسْتقْبل رَسُول الله الْقبْلَة، ثمَّ مد يَدَيْهِ، فَجعل يَهْتِف بربه، يَقُول: " اللَّهُمَّ أنْجز لي مَا وَعَدتنِي، اللَّهُمَّ آتٍ مَا وَعَدتنِي، اللَّهُمَّ إِن تهْلك هَذِه الْعِصَابَة من أهل الْإِسْلَام لَا تعبد فِي الأَرْض ". فَمَا زَالَ يَهْتِف بربه مَادًّا يَدَيْهِ حَتَّى سقط رِدَاؤُهُ عَن مَنْكِبَيْه، فَأَتَاهُ أَبُو بكر فَأخذ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ على مَنْكِبَيْه، ثمَّ الْتَزمهُ من وَرَائه، وَقَالَ: يَا نَبِي الله، كَذَاك مُنَاشَدَتك رَبك، فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَك مَا وَعدك، فَأنْزل الله عز وَجل: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ربكُم فَاسْتَجَاب لكم أَنِّي مُمِدكُمْ بِأَلف من الْمَلَائِكَة مُردفِينَ} [سُورَة الْأَنْفَال] فأمده الله بِالْمَلَائِكَةِ. قَالَ سماك: فَحَدثني ابْن عَبَّاس قَالَ: بَيْنَمَا رجلٌ من الْمُسلمين يومئذٍ يشْتَد فِي أثر رجلٍ من الْمُشْركين أَمَامه، إِذْ سمع ضَرْبَة بِالسَّوْطِ فَوْقه، وَصَوت الْفَارِس يَقُول: أقدم حيزوم، إِذْ نطر إِلَى الْمُشرك أَمَامه خر مُسْتَلْقِيا، فَنظر إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ قد خطم أَنفه، وشق وَجهه، كَضَرْبَة السَّوْط، فاخضر ذَلِك أجمع. فجَاء الْأنْصَارِيّ، فَحدث بِذَاكَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " صدقت، ذَاك من مدد السَّمَاء الثَّالِثَة " فَقتلُوا يومئذٍ سبعين، وأسروا سبعين. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَلَمَّا أَسرُّوا الْأُسَارَى، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي بكر وَعمر: " مَاذَا ترَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى "؟ فَقَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله، هم بَنو الْعم الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 وَالْعشيرَة، أرى أَن تَأْخُذ مِنْهُم فديَة، فَتكون لنا قُوَّة على الْكفَّار، فَعَسَى الله أَن يهْدِيهم إِلَى الْإِسْلَام. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا ترى يَا ابْن الْخطاب "؟ قَالَ: قلت: لَا وَالله يَا رَسُول الله، مَا أرى الَّذِي رأى أَبُو بكر، وَلَكِنِّي أرى أَن تمَكنا فَنَضْرِب أَعْنَاقهم، فَتمكن عليا من عقيلٍ، وَتُمَكِّنِّي من فلَان - نسيباً لعمر - فَأَضْرب عُنُقه؛ فَإِن هَؤُلَاءِ أَئِمَّة الْكفْر وَصَنَادِيدهَا، فَهَوِيَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قَالَ أَبُو بكر وَلم يَهو مَا قلت. فَلَمَّا كَانَ من الْغَد جِئْت، فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر قَاعِدين يَبْكِيَانِ، فَقلت: يَا رَسُول الله، أَخْبرنِي من أَي شيءٍ تبْكي أَنْت وَصَاحِبك، فَإِن وجدت بكاء بَكَيْت، وَإِن لم أجد بكاء تَبَاكَيْت لِبُكَائِكُمَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبْكِي للَّذي عرض عَليّ أَصْحَابك من أَخذهم الْفِدَاء، لقد عرض عَليّ عَذَابهمْ أدنى من هَذِه الشَّجَرَة - لشَجَرَة قريبَة من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأنزل الله عز وَجل: {مَا كَانَ لنَبِيّ أَن يكون لَهُ أسرى حَتَّى يثخن فِي الأَرْض} إِلَى قَوْله {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُم} [سُورَة الْأَنْفَال] فأحل الله الْغَنِيمَة لَهُم. 85 - السَّابِع: عَن ابْن عَبَّاس، من رِوَايَة سماك عَنهُ قَالَ: قَالَ عمر: كتب حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى أهل مَكَّة، فَأطلع الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ذَلِك، فَبعث عليا وَالزُّبَيْر فِي أثر الْكتاب، فأدركا امْرَأَة على بعير، فاستخرجاه من قُرُونهَا، فَأتيَا بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأرْسل إِلَى حاطبٍ، فَقَالَ: " يَا حَاطِب، أَنْت كتبت هَذَا الْكتاب؟ " قَالَ: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَمَا حملك على ذَلِك؟ " قَالَ: يَا رَسُول الله، أما وَالله إِنِّي ناصحٌ لله وَلِرَسُولِهِ، وَلَكِنِّي كنت غَرِيبا فِي أهل مَكَّة، وَكَانَ أَهلِي بَين ظهرانيهم، وخشيت عَلَيْهِم، فَكتبت كتابا لَا يضر الله وَرَسُوله شَيْئا، وَعَسَى أَن يكون مَنْفَعَة لأهلي. قَالَ عمر: فاخترطت سَيفي، ثمَّ قلت: يَا رَسُول الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 الله، أمكني من حَاطِب، فَإِنَّهُ قد كفر، فَأَضْرب عُنُقه، فَقَالَ رَسُول الله: " يَا ابْن الْخطاب، مَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع على هَذِه الْعِصَابَة من أهل بدرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم، فقد غفرت لكم ". أخرجه البرقاني، وَحكى أَنه أخرج، وَلَيْسَ لَهُ عِنْد أبي مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف ذكر، وَلَا عِنْد خلف الوَاسِطِيّ. 86 - الثَّامِن: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي، قَالَ: سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من نَام عَن حزبه من اللَّيْل، أَو عَن شيءٍ مِنْهُ، فقرأه مَا بَين صَلَاة الْفجْر وَصَلَاة الظّهْر كتب لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ من اللَّيْل ". 87 - التَّاسِع: عَن جَابر بن عبد الله، من رِوَايَة أبي الزبير عَنهُ، أَنه سَمعه يَقُول: أَخْبرنِي عمر بن الْخطاب أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لأخْرجَن الْيَهُود وَالنَّصَارَى من جَزِيرَة الْعَرَب، حَتَّى لَا أدع فِيهَا إِلَّا مُسلما "، 88 - الْعَاشِر: من رِوَايَة أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أَخْبرنِي عمر بن الْخطاب أَن رجلا تَوَضَّأ، فَترك مَوضِع ظفرٍ على قدمه، فَأَبْصَرَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " ارْجع، فَأحْسن وضوءك " قَالَ: فَرجع، فَتَوَضَّأ ثمَّ صلى. 89 - الْحَادِي عشر: عَن أبي الزبير، عَن جَابر أَن عمر بن الْخطاب قَالَ فِي الضَّب: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يحرمه، وَإِن عمر قَالَ: إِن الله ينفع بِهِ غير وَاحِد، وَإِنَّمَا طَعَام عَامَّة الرعاء مِنْهُ، وَلَو كَانَ عِنْدِي طعمته. وَفِي رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن عمر قَالَ: إِنَّمَا عافه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَهَذَا أَيْضا من أَفْرَاد مُسلم، جمعناه من رِوَايَة أبي الزبير عَن جَابر هَا هُنَا، لاتِّفَاقهمَا فِي نفي التَّحْرِيم. الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 90 - الثَّانِي عشر: قَالَ أَبُو نَضرة: كَانَ ابْن عَبَّاس يَأْمر بِالْمُتْعَةِ، وَكَانَ ابْن الزبير ينْهَى عَنْهَا. قَالَ: فَذكرت ذَلِك لجَابِر بن عبد الله، فَقَالَ: على يَدي دَار الحَدِيث، تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا قَامَ عمر قَالَ: إِن الله كَانَ يحل لرَسُوله مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ، وَإِن الْقُرْآن قد نزل مَنَازِله، فَأتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله كَمَا أَمركُم الله، وأبتوا نِكَاح هَذِه النِّسَاء، فَلَنْ أُوتى برجلٍ نكح امْرَأَة إِلَى أجلٍ إِلَّا رَجَمْته بِالْحِجَارَةِ. فِي رِوَايَة ابْن عمر قَالَ فِيهِ: فَافْصِلُوا حَجكُمْ عَن عُمْرَتكُمْ، فَإِنَّهُ أتم لحجكم وَأتم لعمرتكم. 91 - الثَّالِث عشر: عَن أنس من رِوَايَة ثَابت الْبنانِيّ عَنهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ عمر رَضِي الله عَنهُ بَين مَكَّة وَالْمَدينَة، فتراءينا الْهلَال، وَكنت رجلا حَدِيد الْبَصَر، فرأيته وَلَيْسَ أحدٌ يزْعم أَنه رَآهُ غَيْرِي، فَجعلت أَقُول لعمر: أما ترَاهُ، فَجعل لَا يرَاهُ، قَالَ: يَقُول عمر: سأراه وَأَنا مستلقٍ على فِرَاشِي. قَالَ: ثمَّ أنشأ يحدثنا عَن أهل بدرٍ، فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يرينا، مصَارِع أهل بدر بالْأَمْس، يَقُول: هَذَا مصرع فلَان غَدا إِن شَاءَ الله، وَهَذَا مصرع فلَان إِن شَاءَ الله. قَالَ عمر: فوالذي بَعثه بِالْحَقِّ مَا أَخطَأ الْحُدُود الَّتِي حَدهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَجعلُوا فِي بِئْر بَعضهم على بعض، فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى انْتهى إِلَيْهِم، فَقَالَ: " يَا فلَان بن فلَان، وَيَا فلَان بن فلَان، هَل وجدْتُم مَا وَعدكُم الله وَرَسُوله حَقًا؟ فَإِنِّي قد وجدت مَا وَعَدَني الله حَقًا " فَقَالَ عمر: يَا رَسُول الله، كَيفَ تكلم أجساداً لَا أَرْوَاح فِيهَا؟ قَالَ: (مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم، غير أَنهم لَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يردوا عَليّ شَيْئا ". الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 92 - الرَّابِع عشر: من رِوَايَة النُّعْمَان بن بشير قَالَ: ذكر عمر مَا أصَاب النَّاس من الدُّنْيَا، فَقَالَ: لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يظل الْيَوْم يلتوي مَا يجد دقلاً يمْلَأ بِهِ بَطْنه. قَالَ فِيهِ بعض الروَاة: عَن النُّعْمَان بن بشير، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 93 - الْخَامِس عشر: عَن أبي الطُّفَيْل، عَامر بن وَاثِلَة: أَن نَافِع بن الْحَارِث لَقِي عمر بن الْخطاب بعسفان، وَكَانَ عمر بن الْخطاب يَسْتَعْمِلهُ على مَكَّة، فَقَالَ: من اسْتعْملت على أهل هَذَا الْوَادي؟ فَقَالَ: ابْن أَبْزَى. قَالَ: وَمن ابْن أَبْزَى؟ فَقَالَ: مولى من موالينا. فَقَالَ: اسْتخْلفت عَلَيْهِم مولى؟ قَالَ: إِنَّه قارئٌ لكتاب الله، عالمٌ بالفرائض. فَقَالَ عمر: أما إِن نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد قَالَ: " إِن الله يرفع بِهَذَا الْكتاب أَقْوَامًا، وَيَضَع بِهِ آخَرين ". 94 - السَّادِس عشر: عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ: كَانَت علينا رِعَايَة الْإِبِل، فَجَاءَت نوبتي أرعاها، فروحتها بعشيٍ، فأدركت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِما يحدث النَّاس، وَأدْركت من قَوْله: " مَا من مسلمٍ يتَوَضَّأ فَيحسن وضوءه، ثمَّ يقوم فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ يقبل عَلَيْهِمَا بِقَلْبِه وَوَجهه، إِلَّا وَجَبت لَهُ الْجنَّة " فَقلت: مَا أَجود هَذَا! فَإِذا قائلٌ بَين يَدي يَقُول: الَّتِي قبلهَا أَجود، فَنَظَرت فَإِذا عمر بن الْخطاب، فَقَالَ: إِنِّي قد رَأَيْتُك جِئْت آنِفا، قَالَ: " مَا مِنْكُم من أحدٍ يتَوَضَّأ فَيبلغ الْوضُوء، أَو فيسبغ الْوضُوء، ثمَّ يَقُول: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، إِلَّا فتحت لَهُ أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية، يدْخل من أَيهَا شَاءَ " 95 - السَّابِع عشر: عَن يعلى بن أُميَّة قَالَ: قلت لعمر بن الْخطاب: (فَلَيْسَ الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 عَلَيْكُم جناحٌ أَن تقصرُوا من الصَّلَاة إِن خِفْتُمْ أَن يَفْتِنكُم الَّذين كفرُوا} [سُورَة النِّسَاء] فقد أَمن النَّاس. فَقَالَ: عجبت مِمَّا عجبت مِنْهُ، فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك فَقَالَ: " صدقةٌ تصدق الله بهَا عَلَيْكُم، فاقبلوا صدقته ". 96 - الثَّامِن عشر: عَن شُرَحْبِيل بن السمط، من رِوَايَة جُبَير بن نفير قَالَ: خرجت مَعَ شُرَحْبِيل إِلَى قَرْيَة على رَأس سَبْعَة عشر أَو ثَمَانِيَة عشر ميلًا، فصلى رَكْعَتَيْنِ، فَقلت لَهُ، فَقَالَ: رَأَيْت عمر بن الْخطاب صلى بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ، فَقلت لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا أفعل كَمَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفعل. 97 - التَّاسِع عشر: عَن حَفْص بن عَاصِم بن عمر، عَن أَبِيه، عَن جده عمر بن الْخطاب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا قَالَ الْمُؤَذّن: الله أكبر، الله أكبر، فَقَالَ أحدكُم: الله أكبر، الله أكبر. ثمَّ قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. ثمَّ قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، قَالَ: أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. ثمَّ قَالَ: حَيّ على الصَّلَاة، قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا الله. ثمَّ قَالَ: حَيّ على الْفَلاح، قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. ثمَّ قَالَ: الله أكبر، الله أكبر، قَالَ الله أكبر، الله أكبر. ثمَّ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، من قلبه دخل الْجنَّة ". 98 - الْعشْرُونَ: عَن سلمَان بن ربيعَة قَالَ: قَالَ عمر: قسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قسما، فَقلت: يَا رَسُول الله، وَالله لغير هَؤُلَاءِ أَحَق بِهِ مِنْهُم. قَالَ: " إِنَّهُم خيروني بَين أَن يَسْأَلُونِي بالفحش أَو يبخلوني، وَلست بباخل ". 99 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: حَدِيث أويس الْقَرنِي، عَن أَسِير بن جَابر قَالَ: كَانَ عمر بن الْخطاب إِذا أَتَى عَلَيْهِ أَمْدَاد أهل الْيمن سَأَلَهُمْ: أفيكم أويس بن الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 عَامر؟ حَتَّى أَتَى عَليّ أويس فَقَالَ: أَنْت أويس بن عَامر؟ قَالَ نعم، قَالَ: من مُرَاد، ثمَّ من قرن؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فَكَانَ بك برصٌ فبرأت مِنْهُ إِلَّا مَوضِع دِرْهَم؟ قَالَ: نعم. قَالَ: لَك وَالِدَة؟ قَالَ: نعم. قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يَأْتِي عَلَيْكُم أويس بن عَامر مَعَ أَمْدَاد أهل الْيمن من مُرَاد ثمَّ من قرن، كَانَ بِهِ برصٌ فبرأ مِنْهُ إِلَّا مَوضِع دِرْهَم، لَهُ والدةٌ هُوَ بهَا برٌّ، لَو أقسم على الله لَأَبَره، قَالَ: فَإِن اسْتَطَعْت أَن يسْتَغْفر لَك فافعل " فَاسْتَغْفر لي، فَاسْتَغْفر لَهُ. فَقَالَ لَهُ عمر: أَيْن تُرِيدُ؟ قَالَ: الْكُوفَة. قَالَ: أَلا أكتب لَك إِلَى عاملها؟ قَالَ: أكون فِي غبراء النَّاس أحب إِلَيّ. قَالَ: فَلَمَّا كَانَ من الْعَام الْمقبل حج رجلٌ من أَشْرَافهم، فَوَافَقَ عمر، فَسَأَلَهُ عَن أويس قَالَ: تركته رث الْبَيْت، قَلِيل الْمَتَاع. قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يَأْتِي عَلَيْكُم أويس بن عَامر مَعَ أَمْدَاد من أهل الْيمن من مُرَاد ثمَّ من قرن، كَانَ بِهِ برص فبرأ مِنْهُ إِلَّا مَوضِع دِرْهَم، لَهُ والدةٌ هُوَ بهَا برٌّ، لَو أقسم على الله لَأَبَره، فَإِن اسْتَطَعْت أَن يسْتَغْفر لَك فافعل "، فَأتى أويساً فَقَالَ: اسْتغْفر لي. قَالَ: أَنْت أحدث عهدا بسفر صالحٍ، فَاسْتَغْفر لي. قَالَ: اسْتغْفر لي. قَالَ: أَنْت أحدث عهدا بسفرٍ صَالح فَاسْتَغْفر لي. قَالَ: لقِيت عمر؟ قَالَ: نعم، فَاسْتَغْفر لَهُ. فَفطن لَهُ النَّاس، فَانْطَلق على وَجهه. قَالَ أَسِير: وَكسوته بردة، فَكَانَ كلما رَآهُ إنسانٌ قَالَ: من أَيْن لأويس هَذِه الْبردَة؟ الْأَلْفَاظ مُخْتَلفَة فِي متون طرقه بِزِيَادَة ونقصان، وَالْمَقْصُود مِنْهُ وَمن غَيره الْمسند. وَقد أوردناه مَعَ تقَارب الْمعَانِي فِيمَا سوى ذَلِك. آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَعَن جَمِيع الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 (3) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ 100 - الأول: عَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ: أَنه سَأَلَ عُثْمَان بن عَفَّان فَقَالَ: أَرَأَيْت إِذا جَامع الرجل امْرَأَته وَلم يمن؟ فَقَالَ عُثْمَان: يتَوَضَّأ كَمَا يتَوَضَّأ للصَّلَاة، وَيغسل ذكره. وَقَالَ عُثْمَان: سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. زَاد فِي رِوَايَة البُخَارِيّ. فَسَأَلت عَن ذَلِك عَليّ بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وَطَلْحَة بن عبيد الله وَأبي بن كَعْب، فأمروه بذلك. وَفِي الْكِتَابَيْنِ من رِوَايَة عُرْوَة بن الزبير عَن أبي أَيُّوب: أَنه سمع ذَلِك من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَهُوَ فِي كتاب البُخَارِيّ أَيْضا عَن أبي أَيُّوب عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنَاهُ. 101 - الثَّانِي: عَن حمْرَان بن أبان مولى عُثْمَان - حَدِيث الْوضُوء: رَوَاهُ عَن حمْرَان عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ، وَعُرْوَة بن الزبير، ومعاذ بن عبد الرَّحْمَن، مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر، وَزيد بن أسلم، وَبُكَيْر بن عبد الله بن الْأَشَج، وجامع بن شَدَّاد - بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة: انْفَرد مُسلم من هَؤُلَاءِ الروَاة عَن حمْرَان بِمُحَمد بن الْمُنْكَدر وَزيد بن أسلم وَبُكَيْر وجامع، واتفقا فِي سَائِرهمْ. فَفِي رِوَايَة عَطاء: أَن عُثْمَان دَعَا بإناءٍ، فأفرغ على كفيه ثَلَاث مرار، فغسلهما، ثمَّ أَدخل يَمِينه فِي الْإِنَاء فَمَضْمض واستنثر، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاثًا، وَيَديه إِلَى الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 الْمرْفقين ثَلَاث مرار، ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ غسل رجلَيْهِ ثَلَاث مرار إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا ثمَّ قَالَ: " من تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ لَا يحدث فيهمَا نَفسه غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". وَعند مُسلم فِي هَذِه الرِّوَايَة: أَن عُثْمَان قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من تَوَضَّأ للصَّلَاة، فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ مَشى إِلَى الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة فَصلاهَا مَعَ النَّاس، أَو مَعَ الْجَمَاعَة أَو فِي الْمَسْجِد، غفر الله لَهُ ذنُوبه ". وَفِي رِوَايَة ابْن الْمُنْكَدر: أَن عُثْمَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء خرجت خطاياه من جسده، حَتَّى تخرج من تَحت أَظْفَاره ". وَفِي رِوَايَة زيد بن أسلم: أَن عُثْمَان تَوَضَّأ ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ مثل وضوئي هَذَا، ثمَّ قَالَ: " من تَوَضَّأ هَكَذَا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَكَانَت صلَاته ومشيه إِلَى الْمَسْجِد نَافِلَة ". وَفِي رِوَايَة بكير: أَن عُثْمَان تَوَضَّأ وضُوءًا حسنا ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء، ثمَّ قَالَ: " من تَوَضَّأ هَكَذَا ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد، لَا تنهزه إِلَّا الصَّلَاة، غفر لَهُ مَا خلا من ذَنبه ". وَفِي رِوَايَة أبي صَخْرَة جَامع بن شَدَّاد عَن حمْرَان قَالَ: كنت أصنع لعُثْمَان طهوره، فَمَا أَتَى عَلَيْهِ يومٌ إِلَّا وَهُوَ يفِيض عَلَيْهِ فِيهِ نطفةٍ - يَعْنِي مَاء - وَقَالَ: قَالَ عُثْمَان: حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد انصرافنا من صَلَاتنَا - أرَاهُ قَالَ: الْعَصْر - فَقَالَ: " مَا أَدْرِي أحدثكُم أَو أسكت "؟ فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِن كَانَ خيرا فحدثنا، وَإِن كَانَ غير ذَلِك فَالله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " مَا من مسلمٍ يتَطَهَّر فَيتم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 الطَّهَارَة الَّتِي كتب الله عَلَيْهِ، فَيصَلي هَذِه الصَّلَوَات الْخمس، إِلَّا كَانَت كفاراتٍ لما بَينهَا ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن أبي أنس مَالك بن أبي عَامر الأصبحي عَن عُثْمَان أَنه قَالَ: أَلا أريكم وضوء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَتَوَضَّأ ثَلَاثًا ثَلَاثًا. زَاد قُتَيْبَة عَن سُفْيَان فِيهِ: وَعِنْده رجال من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، زَاد أَبُو بكر البرقاني فِيهِ، فِي رِوَايَته من طَرِيق سُفْيَان أَن عُثْمَان قَالَ: أَلَيْسَ هَكَذَا رَأَيْتُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ؟ فَقَالُوا: نعم. وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ: أَن عُثْمَان دَعَا بِطهُور فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من امرئٍ مسلمٍ يحضرهُ صلاةٌ مَكْتُوبَة، فَيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها، إِلَّا كَانَت كفارةَ لما قبلهَا من الذُّنُوب، مَا لم يُؤْت كَبِيرَة، وَذَلِكَ الدَّهْر كُله ". 102 - الثَّالِث: عَن عبيد الله بن الْأسود عَنهُ أَنه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من بنى لله مَسْجِدا - قَالَ بكير: حسبت أَنه قَالَ - يَبْتَغِي بِهِ وَجه الله، بنى الله لَهُ مثله فِي الْجنَّة ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن مَحْمُود بن لبيد عَنهُ: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من بنى لله مَسْجِدا بنى الله لَهُ فِي الْجنَّة مثله ". الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 أَفْرَاد البُخَارِيّ 103 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن الزبير قَالَ: قلت لعُثْمَان: هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي " الْبَقَرَة ": {وَالَّذين يتوفون مِنْكُم ويذرون أَزْوَاجًا} إِلَى قَوْله: {غير إِخْرَاج} [سُورَة الْبَقَرَة] ، قد نسختها الْأُخْرَى، فَلم نكتبها؟ فَقَالَ: تدعها يَا ابْن أخي، لَا أغير شَيْئا مِنْهُ من مَكَانَهُ. 104 - الثَّانِي: عَن أنس بن مَالك فِي " جمع الْقُرْآن ": أَن حُذَيْفَة قدم على عُثْمَان. . وَقد تقدم فِي مُسْند أبي بكر مُتَّصِلا بِحَدِيث زيد بن ثَابت. 105 - الثَّالِث: عَن السَّائِب بن يزِيد: أَنه سمع عُثْمَان بن عَفَّان على مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لم يزدْ، أخرجه فِي كتاب " الِاعْتِصَام " فِي ذكر الْمِنْبَر. 106 - الرَّابِع: عَن عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار: أَن الْمسور بن مخرمَة وَعبد الرَّحْمَن بن الْأسود قَالَا لَهُ: مَا يمنعك أَن تكلم أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان فِي شَأْن أَخِيه الْوَلِيد بن عقبَة، فقد أَكثر النَّاس فِيهِ؟ فقصدت لعُثْمَان حِين خرج إِلَى الصَّلَاة، وَقلت: إِن لي حَاجَة وَهِي نصيحة. قَالَ: يَا أَيهَا الْمَرْء، أعوذ بِاللَّه مِنْك، فَانْصَرَفت، إِذْ جَاءَ رَسُول عُثْمَان فَأَتَيْته فَقَالَ: مَا نصيحتك؟ فَقلت: إِن الله عز وَجل بعث مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَقِّ، وَأنزل عَلَيْهِ الْكتاب، وَكنت مِمَّن اسْتَجَابَ لله وَرَسُوله، فهاجرت الهجرتين، وصحبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَرَأَيْت هَدْيه، وَقد أَكثر النَّاس فِي شَأْن الْوَلِيد. قَالَ: أدْركْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: فَقلت: لَا، وَلَكِن خلص إِلَيّ من علمه مَا يخلص إِلَى الْعَذْرَاء فِي سترهَا. قَالَ: فَقَالَ: أما بعد، فَإِن الله تبَارك وَتَعَالَى بعث مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَقِّ، فَكنت مِمَّن اسْتَجَابَ لله وَرَسُوله، وَآمَنت بِمَا بعث بِهِ، ثمَّ هَاجَرت الهجرتين - كَمَا قلت - وصحبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وَفِي رِوَايَة: ونلت صهر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبايعته، فوَاللَّه مَا عصيته وَلَا غششته حَتَّى توفاه الله عز وَجل، ثمَّ أَبُو بكر مثله، ثمَّ عمر مثله، ثمَّ اسْتخْلفت، أفليس لي من الْحق مثل الَّذِي لَهُم؟ قلت: بلَى. قَالَ: فَمَا هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي تبلغني عَنْكُم؟ أما مَا ذكرت فِي شَأْن الْوَلِيد فسنأخذ فِيهِ بِالْحَقِّ إِن شَاءَ الله. ثمَّ دَعَا عليا، فَأمره أَن يجلده. فجلده ثَمَانِينَ. وَفِي أَفْرَاد مُسلم فِي مُسْند عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام، من رِوَايَة حضين بن الْمُنْذر: أَن الْوَلِيد لما جلد أَرْبَعِينَ قَالَ عَليّ: أمسك، جلد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بكر أَرْبَعِينَ، وَعمر ثَمَانِينَ، وكلٌّ سنةٌ، وَهَذَا أحب إِلَيّ. 107 - الْخَامِس: عَن عبيد الله بن عدي أَيْضا أَنه دخل على عُثْمَان بن عَفَّان وَهُوَ مَحْصُور، فَقَالَ لَهُ: إِنَّك إِمَام الْعَامَّة، وَقد نزل بك مَا ترى، وَهُوَ يُصَلِّي لنا إِمَام فتْنَة، وَأَنا أتحرج من الصَّلَاة مَعَه. فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: إِن الصَّلَاة أحسن مَا يعْمل النَّاس، فَإِذا أحسن النَّاس فَأحْسن مَعَهم، وَإِذا أساءوا فاجتنب إساءتهم. 108 - السَّادِس: عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، عَن عُثْمَان: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه ". 109 - السَّابِع: عَن أبي عبد الرَّحْمَن أَيْضا: أَن عُثْمَان حِين حوصر أشرف عَلَيْهِم فَقَالَ: أنْشدكُمْ الله، وَلَا أنْشد إِلَّا أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ألستم تعلمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من جهز جَيش الْعسرَة فَلهُ الْجنَّة " فجهزتهم؟ ألستم تعلمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حفر بِئْر رومة فَلهُ الْجنَّة " فحفرتها؟ قَالَ فصدقوه بِمَا قَالَ. 110 - الثَّامِن: عَن مَرْوَان بن الحكم قَالَ: أصَاب عُثْمَان بن عَفَّان رعافٌ شَدِيد سنة الرعاف، حَتَّى حَبسه عَن الْحَج، وَأوصى، فَدخل عَلَيْهِ رجلٌ من قُرَيْش الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 فَقَالَ: اسْتخْلف يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. قَالَ: نعم. وَقَالَ: وَمن؟ فَسكت، قَالَ: ثمَّ دخل عَلَيْهِ رجلٌ آخر فَقَالَ: اسْتخْلف يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ. فَقَالَ عُثْمَان: أَو قَالُوهُ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: وَمن هُوَ؟ فَسكت. قَالَ: فلعلهم قَالُوا الزبير؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أما وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّه لخيرهم مَا علمت، وَإِن كَانَ أحبهم إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. أَفْرَاد مُسلم سوى مَا تقدم مِنْهَا 111 - الأول: عَن أبان بن عُثْمَان عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا ينْكح الْمحرم، وَلَا ينْكح، وَلَا يخْطب ". 112 - الثَّانِي: أَن عمر بن عبيد الله بن معمر اشْتَكَى عينه وَهُوَ محرم، فَأَرَادَ أَن يكحلها، فَنَهَاهُ أبان بن عُثْمَان، وَأمره أَن يضمدها بِالصبرِ، وحدثه عَن عُثْمَان، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه كَانَ يَفْعَله. 113 - الثَّالِث: عَن مَالك بن أبي مَالك الأصبحي، عَن عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تَبِيعُوا الدِّينَار بِالدِّينَارَيْنِ، وَلَا الدِّرْهَم بِالدِّرْهَمَيْنِ ". 114 - الرَّابِع: عَن سعيد بن الْعَاصِ: أَن عُثْمَان وَعَائِشَة حَدَّثَاهُ أَن أَبَا بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ اسْتَأْذن على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مضطجعٌ على فرَاشه، لابسٌ مرط عَائِشَة، فَأذن لأبي بكرٍ وَهُوَ كَذَلِك، فَقضى إِلَيْهِ حَاجته ثمَّ انْصَرف، الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 ثمَّ اسْتَأْذن عمر، فَأذن لَهُ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال، فَقضى إِلَيْهِ حَاجته ثمَّ انْصَرف. قَالَ عُثْمَان: ثمَّ اسْتَأْذَنت عَلَيْهِ، فَجَلَسَ وَقَالَ لعَائِشَة: اجمعي عَلَيْك ثِيَابك. قَالَ فَقضيت إِلَيْهِ حَاجَتي، ثمَّ انصرفت. قَالَ: فَقَالَت عَائِشَة: يَا رَسُول الله، مَالِي لم أرك فزعت لأبي بكر وَعمر كَمَا فزعت لعُثْمَان؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن عُثْمَان رجلٌ حييّ، وَإِنِّي خشيت إِن أَذِنت لَهُ على تِلْكَ الْحَال أَلا يبلغ إِلَيّ فِي حَاجته ". 115 - الْخَامِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة: أَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من صلى الْعشَاء فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا قَامَ نصف اللَّيْل، وَمن صلى الصُّبْح فِي جمَاعَة فَكَأَنَّمَا صلى اللَّيْل كُله ". الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 ) 4) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ 116 - الأول: عَن الْحُسَيْن بن عَليّ أَن عليا أخبرهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طرقه وَفَاطِمَة لَيْلًا، فَقَالَ: " أَلا تصليان؟ " قَالَ عَليّ: فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا أَنْفُسنَا بيد الله، فَإِذا شَاءَ أَن يبعثنا بعثنَا. فَانْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قلت لَهُ ذَلِك، وَلم يرجع إِلَيّ شَيْئا، ثمَّ سمعته وَهُوَ منصرفٌ يضْرب فَخذه وَيَقُول: (وَكَانَ الْإِنْسَان أَكثر شيءٍ جدلاً) . 117 - الثَّانِي: عَن الْحُسَيْن بن عَليّ أَيْضا أَن عليا رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَت لي شارفٌ من نَصِيبي من الْمغنم يَوْم بدر، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَعْطَانِي شارفاً من الْخمس يومئذٍ، فَلَمَّا أردْت أَن أبتني بفاطمة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاعَدت رجلا صواغاً من بني قينقاع يرتحل معي فَيَأْتِي بإذخر، أردْت أَن أبيعه من الصواغين فأستعين بِهِ فِي وَلِيمَة عرسي. فَبينا أَنا أجمع لشارفي مَتَاعا من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إِلَى جنب حجرَة رجلٍ من الْأَنْصَار، أَقبلت حِين جمعت، فَإِذا شارفاي قد جبت أسنمتهما، وبقرت خواصرهما، وَأخذ من أكبادهما. فَلم أملك عَيْني حِين رَأَيْت ذَلِك المنظر. فَقلت: من فعل هَذَا؟ قَالُوا: فعله حَمْزَة، وَهُوَ فِي هَذَا الْبَيْت فِي شرب من الْأَنْصَار، غنته قينةٌ وَأَصْحَابه، فَقَالَت فِي غنائها: أَلا يَا حمز للشرف النواء. فَوَثَبَ حَمْزَة إِلَى السَّيْف، فاجتب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وَأخذ من أكبادهما. الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 قَالَ عليٌّ: فَانْطَلَقت حَتَّى أَدخل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعِنْده زيد بن حَارِثَة. قَالَ: فَعرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَجْهي الَّذِي لقِيت، فَقَالَ: " مَا لَك؟ " قلت: يَا رَسُول الله، عدا حَمْزَة على نَاقَتي، فاجتب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وَهَا هُوَ ذَا فِي بَيت مَعَه شربٌ. قَالَ: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بردائه، فارتدى ثمَّ انْطلق يمشي، واتبعته أَنا وَزيد بن حَارِثَة حَتَّى جَاءَ الْبَيْت الَّذِي فِيهِ حَمْزَة، فَاسْتَأْذن فَأذن لَهُ، فَإِذا هم شربٌ، فَطَفِقَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلوم حَمْزَة فِيمَا فعل، فَإِذا حَمْزَة ثمل، محمرةٌ عَيناهُ، فَنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَصَعدَ النّظر إِلَى ركبته، ثمَّ صعد النّظر إِلَى سرته، ثمَّ صعد النّظر إِلَى وَجهه، ثمَّ قَالَ حَمْزَة: وَهل أَنْتُم إِلَّا عبيدٌ لأبي؟ فَعرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ثملٌ، فنكص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى، وَخرج وَخَرجْنَا مَعَه. فِي رِوَايَة: وَذَلِكَ قبل تَحْرِيم الْخمر. 118 - الثَّالِث: عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: وضع عمر على سَرِيره، فتكنفه النَّاس يدعونَ وَيصلونَ قبل أَن يرفع وَأَنا فيهم، فَلم يرعني إِلَّا رجلٌ قد أَخذ بمنكبي، فَالْتَفت فَإِذا هُوَ عَليّ بن أبي طَالب، فترحم عَليّ عمر وَقَالَ: مَا ظَنَنْت أحدا أحب إِلَيّ أَن ألْقى الله بِمثل عمله مِنْك، وَايْم الله إِن كنت لأَظُن ليجعلنك الله مَعَ صاحبيك، ذَلِك أَنِّي كنت كثيرا أسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ذهبت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَدخلت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَخرجت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر ". فَإِن كنت لأرجو أَو أَظن أَن يجعلك الله مَعَهُمَا ". 119 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب قَالَ: سَمِعت عليا يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " خير نسائها مَرْيَم بنت عمرَان، وَخير نسائها خَدِيجَة بنت خويلد ". الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 120 - الْخَامِس: عَن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن الْحَنَفِيَّة: أَن عليا رَضِي الله عَنهُ قَالَ لِابْنِ عَبَّاس: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن مُتْعَة النِّسَاء يَوْم خَيْبَر، وَعَن أكل لُحُوم الْحمر الإنسية. 121 - السَّادِس: عَن ابْن الْحَنَفِيَّة، عَن أَبِيه قَالَ: كنت رجلا مذاء، فَاسْتَحْيَيْت أَن أسأَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَكَان ابْنَته، فَأمرت الْمِقْدَاد بن الْأسود، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: " يغسل ذكره وَيتَوَضَّأ ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، إِلَّا أَنه قَالَ: فَأمرت رجلا يسْأَل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِيه قَالَ: " اغسل ذكرك وَتَوَضَّأ " كَذَا فِي الْأَطْرَاف. وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: قَالَ عَليّ بن أبي طَالب: أرسلنَا الْمِقْدَاد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلَهُ عَن الْمَذْي يخرج من الْإِنْسَان: كَيفَ يفعل؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تَوَضَّأ وانضح فرجك ". 122 - السَّابِع: عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: اجْتمع عَليّ وَعُثْمَان بعسفان، فَكَانَ عُثْمَان ينْهَى عَن الْمُتْعَة أَو الْعمرَة، فَقَالَ عليٌّ: مَا تُرِيدُ إِلَى أمرٍ فعله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تنْهى النَّاس عَنهُ؟ فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: دَعْنَا عَنْك. قَالَ: إِنِّي لَا أَسْتَطِيع أَن أدعك، فَلَمَّا رأى ذَلِك عليٌّ أهل بهما جَمِيعًا. وَهَذَا بِمَعْنَاهُ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ، عَن مَرْوَان بن الحكم من رِوَايَة عَليّ بن الْحُسَيْن عَنهُ: أَنه شهد عُثْمَان وعلياًّ بَين مَكَّة وَالْمَدينَة، وَعُثْمَان ينْهَى عَن الْمُتْعَة، وَأَن يجمع بَينهمَا، فَلَمَّا رأى ذَلِك عليٌّ أهل بهما: لبيْك بِعُمْرَة وَحجَّة، فَقَالَ عُثْمَان: تراني أنهى النَّاس وَأَنت تَفْعَلهُ. فَقَالَ: مَا كنت لأدع سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقَوْل أحد. الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 وَهَذَا الْمَعْنى فِي أَفْرَاد مُسلم أَيْضا عَن عبد الله بن حقيق: أَن علياًّ كَانَ يَأْمر بِالْمُتْعَةِ، وَعُثْمَان ينْهَى عَنْهَا. فَقَالَ عُثْمَان كلمةٌ، فَقَالَ عَليّ: لقد علمت أَنا تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَقَالَ عُثْمَان: أجل، وَلَكِن كُنَّا خَائِفين. 123 - الثَّامِن: عَن عبيد الله بن أبي رَافع - وَكَانَ كَاتبا لعَلي - وَعَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عَليّ: قَالَ عبيد الله: سَمِعت علياًّ رَضِي الله عَنهُ يَقُول: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَالزُّبَيْر والمقداد فَقَالَ: انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خاخٍ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب، فَخُذُوهُ مِنْهَا. فَانْطَلَقْنَا تَتَعَادَى بِنَا خَيْلنَا، حَتَّى أَتَيْنَا إِلَى الرَّوْضَة، فَإِذا نَحن بِالظَّعِينَةِ. فَقُلْنَا: أَخْرِجِي الْكتاب أَو لنلقين الثِّيَاب، فَأَخْرَجته من عقاصها، فأتينا بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا فِيهِ: من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى ناسٍ من الْمُشْركين من أهل مَكَّة، يُخْبِرهُمْ بِبَعْض أَمر رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا حَاطِب، مَا هَذَا؟ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَا تعجل عَليّ، إِنِّي كنت امْرأ مُلْصقًا فِي قُرَيْش، وَلم أكن من أنفسهم، وَكَانَ من مَعَك من الْمُهَاجِرين لَهُم قرابةٌ يحْمُونَ بهَا أَمْوَالهم وأهليهم بِمَكَّة، فَأَحْبَبْت إِذْ فَاتَنِي ذَلِك من النّسَب فيهم أَن أَتَّخِذ فيهم يدا يحْمُونَ بهَا قَرَابَتي، وَمَا فعلت كفرا وَلَا ارْتِدَادًا عَن ديني، وَلَا رضَا بالْكفْر بعد الْإِسْلَام. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّه قد صدقكُم ". فَقَالَ عمر: دَعْنِي يَا رَسُول الله أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّه قد شهد بَدْرًا، وَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع على أهل بدر، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُم، فقد غفرت لكم ". قَالَ: فَأنْزل الله عز وَجل: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء} [سُورَة الممتحنة] . وَفِي رِوَايَة أبي عبد الرَّحْمَن عَن عَليّ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالزُّبَيْر بن الْعَوام، وَأَبا مرْثَد، وكلنَا فارسٌ، ثمَّ سَاقه بِمَعْنَاهُ، وَلم يذكر نزُول الْآيَة، وَلَا ذكرهَا الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 فِي حَدِيث عبيد الله بعض الروَاة، وَجعلهَا بَعضهم من تِلَاوَة سُفْيَان. وَقَالَ سُفْيَان: لَا أَدْرِي الْآيَة فِي الحَدِيث، أَو من قَول عَمْرو - يَعْنِي ابْن دِينَار. 124 - التَّاسِع: عَن عُبَيْدَة بن عَمْرو السَّلمَانِي، عَن عَليّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم الْأَحْزَاب وَفِي رِوَايَة: يَوْم الخَنْدَق: " مَلأ الله قُبُورهم وَبُيُوتهمْ نَارا كَمَا شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن يحيى بن الجزار، وَعَن شُتَيْر بن شكل جَمِيعًا، عَن عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام عَنهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: " شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى: صَلَاة الْعَصْر " فَذكر نَحْو ذَلِك، وَزَاد شُتَيْر: ثمَّ صلاهَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء. وَفِي مُسْند ابْن مَسْعُود نَحوه. 125 - الْعَاشِر: عَن زيد بن وهب، عَن عَليّ قَالَ: كساني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلَّة سيراء، فَخرجت فِيهَا، فَرَأَيْت الْغَضَب فِي وَجهه، فشققتها بَين نسَائِي. وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن أبي صَالح ماهان - واسْمه عبد الرَّحْمَن بن قيس، عَن عَليّ: أَن أكيدر دومة أهْدى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثوب حَرِير، فَأعْطَاهُ علياًّ، وَقَالَ " شقَّه خمرًا بَين الفواطم ". وَفِي رِوَايَة عَن أبي صَالح أَنه قَالَ: أهديت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلةٌ سيراء، فَبعث الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 بهَا إِلَيّ، فلبستها، فَعرفت الْغَضَب فِي وَجهه، فَقَالَ: " إِنِّي لم أبْعث بهَا إِلَيْك لتلبسها، إِنَّمَا بعثت بهَا إِلَيْك لتشققها خمرًا بَين النِّسَاء ". 126 - الْحَادِي عشر: عَن عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد عَنهُ قَالَ: مَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمع أَبَوَيْهِ لأحد إِلَّا لسعد بن مَالك، فَإِنِّي سمعته يَقُول يَوْم أحد: " يَا سعد، ارْمِ، فدَاك أبي وَأمي ". 127 - الثَّانِي عشر: عَن ربعي بن خرَاش عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تكذبوا عَليّ، فَإِنَّهُ من يكذب عَليّ يلج النَّار ". 128 - الثَّالِث عشر: عَن الْحَارِث بن سُوَيْد عَن عَليّ: قَالَ: " نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينتبذ فِي الدُّبَّاء والمزفت ". 129 - الرَّابِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أَمرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أقوم على بدنه، وَأَن أَتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها، وَألا أعطي الجزار مِنْهَا، وَقَالَ: " وَنحن نُعْطِيه من عندنَا ". 130 - الْخَامِس عشر: عَن ابْن أبي ليلى عَنهُ: أَن فَاطِمَة أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسأله خَادِمًا، وَأَنه قَالَ: " أَلا أخْبرك مَا هُوَ خيرٌ لكم: تسبحين الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتحمدين الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتكبرين الله أَرْبعا وَثَلَاثِينَ ". وَفِي رِوَايَة أَن علياًّ قَالَ: فجَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْنَا، وَقد أَخذنَا مضاجعنا، فَقعدَ بَيْننَا حَتَّى وجدت برد قدمه على صَدْرِي، وَقَالَ: " أعلمكما خيرا مِمَّا سألتما: إِذا أخذتما مضاجعكما أَن تكبرا أَرْبعا وَثَلَاثِينَ. . " فَذكره، وَقَالَ: " فَهُوَ خيرٌ لَكمَا الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 من خَادِم " قَالَ سُفْيَان: إِحْدَاهُنَّ أَرْبعا وَثَلَاثِينَ. وَفِي رِوَايَة ابْن سِيرِين: التَّسْبِيح أَربع وَثَلَاثُونَ ". قَالَ عَليّ: فَمَا تركته مُنْذُ سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قيل لَهُ: وَلَا لَيْلَة صفّين؟ قَالَ: وَلَا لَيْلَة صفّين. 131 - السَّادِس عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ، عَن عَليّ قَالَ: كُنَّا فِي جَنَازَة فِي بَقِيع الْغَرْقَد، فَأَتَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقعدَ وقعدنا حوله، وَمَعَهُ مخصرة، فَنَكس وَجعل ينكت بمخصرته، ثمَّ قَالَ: " مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا قد كتب مَقْعَده من النَّار، ومقعده من الْجنَّة " فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أَفلا نَتَّكِل على كتَابنَا؟ فَقَالَ: " اعْمَلُوا، فكلٌّ ميسرٌ لما خلق لَهُ، أما من كَانَ من أهل السَّعَادَة فسيصير لعمل السَّعَادَة،، وَأما من كَانَ من أهل الشَّقَاء فسيصير لعمل الشَّقَاء ". ثمَّ قَرَأَ: {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى فسنيسره لليسرى} [سُورَة اللَّيْل] . 132 - السَّابِع عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ أَيْضا، عَن عَليّ قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة، فَاسْتعْمل عَلَيْهِم رجلا من الْأَنْصَار، وَأمرهمْ أَن يسمعوا لَهُ ويطيعوا، فأغضبوه فِي شَيْء، فَقَالَ: اجْمَعُوا لي حطباً، فَجمعُوا لَهُ، ثمَّ قَالَ: أوقدوا نَارا، فأوقدوا، ثمَّ قَالَ: ألم يَأْمُركُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تسمعوا وتطيعوا؟ قَالُوا: بلَى. قَالَ: فادخلوها. فَنظر بَعضهم إِلَى بعض، وَقَالُوا: إِنَّمَا فَرَرْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من النَّار، فَكَانُوا كَذَلِك حَتَّى سكن غَضَبه وطفئت النَّار، فَلَمَّا رجعُوا ذكرُوا ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " لَو دخلوها مَا خَرجُوا مِنْهَا أبدا " وَقَالَ: " لَا طَاعَة لمخلوقٍ فِي مَعْصِيّة الله، إِنَّمَا الطَّاعَة فِي الْمَعْرُوف ". الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 133 - الثَّامِن عشر: عَن يزِيد بن شريك بن طَارق التَّيْمِيّ قَالَ: رَأَيْت علياًّ على الْمِنْبَر يخْطب فَسَمعته يَقُول: لَا وَالله، مَا عندنَا من كتاب نقرأه إِلَّا كتاب الله، وَمَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة، فنشرها فَإِذا فِيهَا أَسْنَان الْإِبِل وَأَشْيَاء من الْجِرَاحَات، وفيهَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْمَدِينَة حرمٌ مَا بَين عيرٍ إِلَى ثورٍ، فَمن أحدث فِيهَا حَدثا، أَو آوى مُحدثا، فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ، لَا يقبل الله مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة عدلا وَلَا صرفا. ذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة يسْعَى بهَا أَدْنَاهُم، فَمن أَخْفَر مُسلما فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ، لَا يقبل الله مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة عدلا وَلَا صرفا. وَمن والى قوما بِغَيْر إِذن موَالِيه - وَفِي رِوَايَة: وَمن ادّعى إِلَى غير أَبِيه أَو انْتَمَى إِلَى غير موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ، لَا يقبل الله مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة صرفا وَلَا عدلا ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ مُخْتَصر عَن أبي جُحَيْفَة، وهب بن عبد الله السوَائِي قَالَ: قلت لعَلي: هَل عنْدكُمْ شَيْء من الْوَحْي مِمَّا لَيْسَ فِي الْقُرْآن؟ فَقَالَ: لَا وَالَّذِي فلق الْحبَّة وبرأ النَّسمَة، إِلَّا فهمٌ يُعْطِيهِ الله رجلا فِي الْقُرْآن، وَمَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة. قلت: وَمَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة قَالَ: الْعقل، وفكاك الْأَسير وَألا يعقل مسلمٌ بِكَافِر. 134 - التَّاسِع عشر: عَن سُوَيْد بن غَفلَة قَالَ: قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ: إِذا حدثتكم عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا فوَاللَّه لِأَن أخر من السَّمَاء أحب إِلَيّ من أَن أكذب عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة: من أَن أَقُول عَلَيْهِ مَا لم يقل، وَإِذا حدثتكم فِيمَا بيني الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 وَبَيْنكُم فَإِن الْحَرْب خدعة، وَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " سيخرج قومٌ فِي آخر الزَّمَان، حدثاء الْأَسْنَان، سُفَهَاء الأحلام، يَقُولُونَ من قَول خير الْبَريَّة، يقرءُون الْقُرْآن، لَا يُجَاوز إِيمَانهم حَنَاجِرهمْ، يَمْرُقُونَ من الدّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فَإِن فِي قَتلهمْ أجرا لمن قَتلهمْ عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة ". 135 - الْعشْرُونَ: عَن عُمَيْر بن سعد النَّخعِيّ، عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: مَا كنت لأقيم حدا على أحدٍ فَيَمُوت فأجد فِي نَفسِي مِنْهُ شَيْئا إِلَّا صَاحب الْخمر، فَإِنَّهُ لَو مَاتَ وديته، وَذَلِكَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يسنه. أَفْرَاد البُخَارِيّ 136 - الأول: عَن عبد الله بن عَبَّاس، من رِوَايَة عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَنهُ، أَن علياًّ خرج من عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ، فَقَالَ النَّاس: يَا أَبَا حسن، كَيفَ أصبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: أصبح بِحَمْد الله بارئاً. فَأخذ بِيَدِهِ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَقَالَ: أَنْت وَالله بعد ثلاثٍ عبد الْعَصَا. وَإِنِّي وَالله لأرى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سيتوفى فِي وَجَعه هَذَا، إِنِّي لأعرف وُجُوه بني عبد الْمطلب عِنْد الْمَوْت، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنسأله فِيمَن هَذَا الْأَمر، فَإِن كَانَ فِينَا علمنَا ذَلِك، وَإِن كَانَ فِي غَيرنَا كلمناه فأوصى بِنَا. فَقَالَ عَليّ: أما وَالله لَئِن سألناها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فمنعناها لَا يعطيناها النَّاس بعده، وَإِنِّي وَالله لَا أسألها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 137 - الثَّانِي: عَن النزال بن سُبْرَة قَالَ: أَتَى عليٌّ بَاب الرحبة. فَشرب قَائِما، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعل كَمَا رَأَيْتُمُونِي فعلت. 138 - الثَّالِث: عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قَالَ: سَمِعت علياًّ يَقُول: حدثوا النَّاس بِمَا يعْرفُونَ، أتحبون أَن يكذب الله وَرَسُوله. 139 - الرَّابِع: عَن مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحَنَفِيَّة قَالَ: لَو كَانَ عليٌّ ذَاكِرًا عُثْمَان بسوءٍ ذكره يَوْم جَاءَهُ ناسٌ يَشكونَ إِلَيْهِ سعاة عُثْمَان، فَقَالَ لي عليٍّ: اذْهَبْ بِهَذَا الْكتاب إِلَى عُثْمَان، وَأخْبرهُ أَن فِيهِ صَدَقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمر سعاتك يعْملُونَ بهَا، فَأَتَيْته بهَا فَقَالَ: أغنها عَنَّا، فَأتيت بهَا علياًّ فَقَالَ: لَا عَلَيْك، ضعها حَيْثُ وَجدتهَا. قَالَ بعض الروَاة عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة: لم يجد عليٌّ بداًّ حِين كَانَ عِنْده علمٌ مِنْهُ أَن ينهيه إِلَيْهِ. قَالَ: ونرى أَن عُثْمَان إِنَّمَا رده لِأَن عِنْده علما من ذَلِك، فاستغنى عَنهُ. حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي الْأَطْرَاف. 140 - الْخَامِس عَن ابْن الْحَنَفِيَّة قَالَ: قلت لأبي: أَي النَّاس خيرٌ بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: أَبُو بكر. قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: عمر. قَالَ: وخشيت أَن أَقُول: ثمَّ من؟ فَيَقُول عُثْمَان. قلت: ثمَّ أَنْت. قَالَ: مَا أَنا إِلَّا رجلٌ من الْمُسلمين. 141 - السَّادِس - عَن عُبَيْدَة بن عَمْرو السَّلمَانِي قَالَ: قَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ: اقضوا كَمَا كُنْتُم تقضون، فَإِنِّي أكره الْخلاف حَتَّى يكون النَّاس جمَاعَة، أَو أَمُوت كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي. فَكَانَ ابْن سِيرِين يرى عَامَّة مَا يروون عَن عَليّ كذبا. الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 142 - السَّابِع: عَن الشّعبِيّ - واسْمه عَامر بن شرَاحِيل - أَن علياًّ حِين رجم الْمَرْأَة ضربهَا يَوْم الْخَمِيس، ورجمها يَوْم الْجُمُعَة، وَقَالَ: جلدتها بِكِتَاب الله، ورجمتها بِسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 143 - الثَّامِن: عَن قيس بن عباد عَن عَليّ قَالَ: أَنا أول من يجثو للخصومة بَين يَدي الرَّحْمَن يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ قيس: فيهم نزلت: {هَذَانِ خصمان اخْتَصَمُوا فِي رَبهم} [سُورَة الْحَج] ، قَالَ: هم الَّذين تبارزوا يَوْم بدر: عَليّ وَحَمْزَة وَعبيدَة ابْن الْحَارِث، وَشَيْبَة بن ربيعَة وَعتبَة بن ربيعَة والوليد بن عتبَة. وَفِي رِوَايَة: أَن علياًّ قَالَ: فِينَا نزلت هَذِه الْآيَة فِي مبارزتنا يَوْم بدر: {هَذَانِ خصمان اخْتَصَمُوا فِي رَبهم} . وَفِي الصَّحِيح أَيْضا نزُول هَذِه الْآيَة فيهم، عَن قيس بن عباد، عَن أبي ذَر. 144 - التَّاسِع: عَن عبد الله بن معقل بن مقرن الْمُزنِيّ أَن علياًّ صلى على سهل ابْن حنيف فَكبر وَقَالَ: إِنَّه شهد بَدْرًا. قَالَ أَبُو بكر البرقاني: لم يبين البُخَارِيّ عدد التَّكْبِير، وَهُوَ عِنْد ابْن عُيَيْنَة بِإِسْنَادِهِ، وَفِيه: أَنه كبر ستاًّ. أَفْرَاد مُسلم 145 - الأول: عَن عبد الله بن الْعَبَّاس عَن عَليّ، وَعَن عبد الله بن حنين عَن الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 عَليّ - وَهُوَ أتم - قَالَ: نهاني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن التَّخَتُّم بِالذَّهَب، وَعَن لِبَاس القسي، وَعَن الْقِرَاءَة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود. وَفِي رِوَايَة عَن عبد الله بن حنين عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: نهيت أَن أَقرَأ وَأَنا رَاكِع. دون ذكر عَليّ فِي الْإِسْنَاد. وَفِي الْأَطْرَاف أَن فِي رِوَايَة ابْن عَبَّاس عَن عَليّ: النَّهْي عَن خَاتم الذَّهَب، وَعَن لبس القسي وَعَن المعصفر المفدم، وَعَن الْقِرَاءَة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود. وَلَيْسَ ذَلِك عندنَا فِي أصل كتاب مُسلم، وَلَعَلَّه قد وجد فِي نُسْخَة أُخْرَى من الْكتاب، وَالله أعلم. 146 - الثَّانِي: عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قَالَ: كنت عِنْد عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام، فَأَتَاهُ رجلٌ فَقَالَ: مَا كَانَ النَّبِي يسر إِلَيْك؟ قَالَ: فَغَضب ثمَّ قَالَ: مَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسر إِلَيّ شَيْئا يَكْتُمهُ من النَّاس، غير أَنه قد حَدثنِي بكلماتٍ أَربع، قَالَ: مَا هن يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؟ قَالَ: قَالَ: لعن الله من لعن وَالِديهِ، وَلعن الله من ذبح لغير الله، وَلعن الله من آوى مُحدثا، وَلعن الله من غير منار الأَرْض. 147 - الثَّالِث: عَن عبيد الله بن أبي رَافع عَن عَليّ قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة قَالَ: " وجهت وَجْهي للَّذي فطر السَّمَوَات وَالْأَرْض حَنِيفا وَمَا أَنا من الْمُشْركين، إِن صَلَاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب الْعَالمين، لَا شريك لَهُ، وَبِذَلِك أمرت وَأَنا أول الْمُسلمين. اللَّهُمَّ أَنْت الْملك، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، أَنْت رَبِّي الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 وَأَنا عَبدك، ظلمت نَفسِي، وَاعْتَرَفت بذنبي، فَاغْفِر لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، واهدني لأحسن الْأَخْلَاق، لَا يهدي لأحسنها إِلَّا أَنْت، واصرف عني سيئها، لَا يصرف عني سيئها إِلَّا أَنْت، لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر كُله فِي يَديك، وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك، أَنا بك وَإِلَيْك، تَبَارَكت وَتَعَالَيْت، أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك ". وَإِذا ركع قَالَ: اللَّهُمَّ لَك ركعت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت. خشع لَك سَمْعِي وبصري ومخي وعظمي وعصبي ". وَإِذا رفع رَأسه قَالَ: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا، وملء مَا شِئْت من شيءٍ بعد ". وَإِذا سجد قَالَ: اللَّهُمَّ لَك سجدت، وَبِك آمَنت، وَلَك أسلمت، سجد وَجْهي للَّذي خلقه وصوره وشق سَمعه وبصره، تبَارك الله أحسن الْخَالِقِينَ ". ثمَّ يكون من آخر مَا يَقُول بَين التَّشَهُّد وَالتَّسْلِيم: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت وَمَا أعلنت، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت ". 148 - الرَّابِع: عَن عبيد الله بن أبي رَافع: أَن الحرورية لما خرجت على عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ مَعَه، فَقَالُوا لَا حكم إِلَّا لله، قَالَ عَليّ: كلمة حق أُرِيد بهَا باطلٌ، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصف لنا نَاسا، إِنِّي لأعرف صفتهمْ فِي هَؤُلَاءِ، يَقُولُونَ الْحق بألسنتهم، لَا يُجَاوز هَذَا مِنْهُم، وَأَشَارَ إِلَى حلقه. من أبْغض خلق الله إِلَيْهِ، مِنْهُم أسود، إِحْدَى يَدَيْهِ طبي شَاة أَو حلمة ثدي، فَلَمَّا قَتلهمْ عَليّ بن الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 أبي طَالب قَالَ: انْظُرُوا، فنظروا فَلم يَجدوا شَيْئا، فَقَالَ: ارْجعُوا، فوَاللَّه مَا كذبت وَلَا كذبت، مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، ثمَّ وجدوه فِي خربةٍ، فَأتوا بِهِ حَتَّى وضعوه بَين يَدَيْهِ. قَالَ عبيد الله: وَأَنا حاضرٌ ذَلِك من أَمرهم، وَقَول عليٍّ فيهم. 149 - الْخَامِس: عَن عُبَيْدَة بن عَمْرو عَن عَليّ: أَنه ذكر الْخَوَارِج فَقَالَ: فيهم رجلٌ مُخْدج الْيَد، أَو مثدون الْيَد، أَو مودن الْيَد، لَوْلَا أَن تبطروا لحدثتكم بِمَا وعد الله الَّذين يَقْتُلُونَهُمْ على لِسَان مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَقلت: أَنْت سَمِعت هَذَا من مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: إِي وَرب الْكَعْبَة، قَالَهَا ثَلَاثًا. 150 - السَّادِس: عَن زيد بن وهب: أَنه كَانَ فِي الْجَيْش الَّذين كَانُوا مَعَ عَليّ، الَّذين سَارُوا إِلَى الْخَوَارِج، فَقَالَ عَليّ: أَيهَا النَّاس. إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: يخرج قومٌ من أمتِي يقرءُون الْقُرْآن لَيْسَ قراءتكم إِلَى قراءتهم بِشَيْء، وَلَا صَلَاتكُمْ إِلَى صلَاتهم بِشَيْء، وَلَا صِيَامكُمْ إِلَى صِيَامهمْ بِشَيْء، يقرءُون الْقُرْآن، يحسبون أَنه لَهُم وَهُوَ عَلَيْهِم، لَا تجَاوز صلَاتهم تراقيهم، يَمْرُقُونَ من الْإِسْلَام كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية، لَو يعلم الْجَيْش الَّذِي يصيبونهم مَا قضي لَهُم على لِسَان نَبِيّهم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنكلوا عَن الْعَمَل، وَآيَة ذَلِك أَن فيهم رجلا لَهُ عضدٌ لَيْسَ لَهُ ذِرَاع، على عضده مثل حلمة الثدي، عَلَيْهِ شَعرَات بيضٌ، فتذهبون إِلَى مُعَاوِيَة وَأهل الشَّام وتتركون هَؤُلَاءِ يخلفونكم فِي ذَرَارِيكُمْ وَأَمْوَالكُمْ، وَالله إِنِّي لأرجو أَن يَكُونُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْم، فَإِنَّهُم قد سَفَكُوا الدَّم الْحَرَام، وأغاروا فِي سرحٍ النَّاس، فسيروا على اسْم الله. الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 قَالَ سَلمَة بن كهيل فنزلني زيد بن وهب منزلا منزلا، حَتَّى قَالَ: مَرَرْنَا على قنطرة، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا، وعَلى الْخَوَارِج يومئذٍ عبد الله بن وهب الرَّاسِبِي، فَقَالَ لَهُم: ألقوا الرماح، وسلوا سُيُوفكُمْ من جفونها، فَإِنِّي أَخَاف أَن يناشدوكم كَمَا ناشدوكم يَوْم حروراء، فَرَجَعُوا فوحشوا برماحهم. وسلوا السيوف، وشجرهم النَّاس برماحهم، قَالَ: وَقتل بَعضهم على بعض، وَمَا أُصِيب من النَّاس يَوْمئِذٍ إِلَّا رجلَانِ. فَقَالَ عَليّ: التمسوا فيهم المخدج، فالتمسوه فَلم يجدوه، فَقَامَ عَليّ بِنَفسِهِ، حَتَّى أَتَى نَاسا قد قتل بَعضهم على بعض، قَالَ: أخروهم، فوجدوه مِمَّا يَلِي الأَرْض، فَكبر، ثمَّ قَالَ: صدق الله، وَبلغ رَسُوله. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ عُبَيْدَة السَّلمَانِي فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، الله الَّذِي لَا إِلَه هُوَ، أسمعت هَذَا الحَدِيث من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: إِي وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، حَتَّى استحلفه ثَلَاثًا وَهُوَ يحلف لَهُ. 151 - السَّابِع: عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ: قَالَ عَليّ: قلت: يَا رَسُول الله، مَا لَك تنوق فِي قُرَيْش وَتَدعنَا؟ قَالَ: " وعندكم شَيْء؟ " قلت: نعم، بنت حَمْزَة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّهَا لَا تحل لي، إِنَّهَا ابْنة أخي من الرضَاعَة ". 152 - الثَّامِن: عَن أبي عبد الرَّحْمَن: أَن علياًّ خطب فَقَالَ: أَيهَا النَّاس، أقِيمُوا الْحُدُود على أرقائكم، من أحصن مِنْهُم وَمن لم يحصن، فَإِن أمة لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زنت، فَأمرنِي أَن أجلدها، فأتيتها فَإِذا هِيَ حَدِيثَة عهد بنفاس، فَخَشِيت إِن أَنا الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 جلدتها أَن أقتلها، فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أَحْسَنت، اتركها حَتَّى تماثل ". 153 - التَّاسِع: عَن زر بن حُبَيْش قَالَ: قَالَ عَليّ: وَالَّذِي فلق الْحبَّة، وبرأ النَّسمَة، إِنَّه لعهد النَّبِي الْأُمِّي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أَن لَا يحبني إِلَّا مؤمنٌ، وَلَا يبغضني إِلَّا منافقٌ. 154 - الْعَاشِر: عَن شُرَيْح بن هَانِئ قَالَ: أتيت عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أسألها عَن الْمسْح على الْخُفَّيْنِ، فَقَالَت: عَلَيْك بِابْن أبي طَالب فَاسْأَلْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ يُسَافر مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: جعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة أيامٍ ولياليهن للْمُسَافِر، وَيَوْما وَلَيْلَة للمقيم. 155 - الْحَادِي عشر: عَن أبي بردة عَامر بن أبي مُوسَى، عبد الله بن قيس الْأَشْعَرِيّ، أَن عليا رَضِي الله عَنهُ قَالَ: نهاني - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أَن أجعَل خَاتمِي فِي هَذِه أَو الَّتِي تَلِيهَا. قَالَ بعض الروَاة: نهاني أَن أتختم فِي إصبعي هَذِه أَو هَذِه. قَالَ: وَأَوْمَأَ إِلَى الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا. ونهاني عَن لبس القسي وَعَن جُلُوس على المياثر. قَالَ: فَأَما القسي فثياب مضلعة يُؤْتى بهَا من مصر أَو الشَّام، وَأما المياثر فشيء كَانَت تَجْعَلهُ النِّسَاء لبعولتهن على الرحل كالقطائف الأرجوان. أخرج البُخَارِيّ مِنْهُ تَفْسِير القسية والميثرة فَقَط بِغَيْر إِسْنَاد. فَقَالَ: وَقَالَ عَاصِم عَن أبي بردة: قُلْنَا لعَلي: مَا القسية؟ قَالَ: ثِيَاب أتتنا من الشَّام أَو من مصر، مضلعة فِيهَا حريرٌ فِيهَا أَمْثَال الأترج. والميثرة: كَانَت النِّسَاء تَصنعهُ لبعولتهن مثل القطائف. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ جرير فِي حَدِيثه: القسية: ثِيَاب مضلعة يجاء بهَا من مصر. الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 والميثرة: جُلُود السبَاع. 156 - الثَّانِي عشر: عَن أبي بردة أَيْضا: أَن عليا قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قل اللَّهُمَّ اهدني وسددني ". وَفِي رِوَايَة: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْهدى والسداد. وَاذْكُر بِالْهدى هدايتك الطَّرِيق، وبالسداد سداد السهْم ". 157 - الثَّالِث عشر: عَن مَسْعُود بن الحكم الزرقي: أَن عليا رَضِي الله عَنهُ قَالَ: رَأينَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ فقمنا، وَقعد فَقَعَدْنَا. يَعْنِي فِي الْجِنَازَة. @ 158 - الرَّابِع عشر: عَن أبي الْهياج، حَيَّان بن حُصَيْن الْأَسدي قَالَ: قَالَ عَليّ: أَلا أَبْعَثك على مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا تدع تمثالاً إِلَّا طمسته، وَلَا قبراً مشرفا إِلَّا سويته. وَفِي رِوَايَة: وَلَا صُورَة إِلَّا طمستها. 159 - الْخَامِس عشر: عَن أبي ساسان، حضين بن الْمُنْذر قَالَ: شهِدت عُثْمَان ابْن عَفَّان أَتَى بالوليد وَقد صلى الصُّبْح رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ قَالَ: أَزِيدكُم؟ فَشهد عَلَيْهِ رجلَانِ أَحدهمَا حمْرَان أَنه شرب الْخمر وَشهد آخر أَنه رَآهُ يتقيأ. فَقَالَ عُثْمَان: إِنَّه لم يتقيأ حَتَّى شربهَا. فَقَالَ: يَا عَليّ، قُم فاجلده. فَقَالَ عَليّ: قُم يَا حسن فاجلده. فَقَالَ الْحسن: ول حارها من تولى قارها فَكَأَنَّهُ وجد عَلَيْهِ، فَقَالَ: يَا عبد الله بن جَعْفَر، قُم فاجلده، فجلده، وَعلي يعد حَتَّى بلغ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: أمسك، ثمَّ قَالَ: جلد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بكر أَرْبَعِينَ، وَعمر ثَمَانِينَ، وكلٌّ سنة، وَهَذَا أحب إِلَيّ. وَقد تقدم فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ من مُسْند عُثْمَان، من رِوَايَة عبيد الله بن الْخِيَار، فِي قصَّة الْوَلِيد أَنه جلد ثَمَانِينَ. الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 (5) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنهُ 160 - الأول: عَن عبد الله بن عَبَّاس بِطُولِهِ، وَعَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة مُخْتَصر، وَهَذَا حَدِيث ابْن عَبَّاس: أَن عمر بن الْخطاب خرج إِلَى الشَّام حَتَّى إِذا بسرغ. لقِيه أُمَرَاء الأجناد: أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح وَأَصْحَابه، فأخبروه أَن الوباء قد وَقع بِالشَّام، قَالَ ابْن عَبَّاس: فَقَالَ عمر: ادْع لي الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين، فدعوتهم فاستشارهم، وَأخْبرهمْ أَن الوباء قد وَقع بِالشَّام، فَاخْتَلَفُوا: فَقَالَ بَعضهم: خرجت لأمر لَا نرى أَن ترجع عَنهُ. وَقَالَ بَعضهم: مَعَك بَقِيَّة النَّاس وَأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا نرى أَن تقدمهم على هَذَا الوباء. فَقَالَ: ارتفعوا عني، ثمَّ قَالَ: ادْع الْأَنْصَار، فدعوتهم فاستشارهم، فسلكوا سَبِيل الْمُهَاجِرين، وَاخْتلفُوا كاختلافهم، فَقَالَ: ارتفعوا عني، ثمَّ قَالَ: ادْع لي من كَانَ هُنَا من مشيخة قُرَيْش من مهاجرة الْفَتْح. فدعوتهم، فَلم يخْتَلف عَلَيْهِ مِنْهُم رجلَانِ، فَقَالُوا: نرى أَن ترجع بِالنَّاسِ وَلَا تقدمهم على هَذَا الوباء. فَنَادَى عمر فِي النَّاس: إِنِّي مصبحٌ على ظهرٍ فَأَصْبحُوا عَلَيْهِ. فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة ابْن الْجراح: أفراراً من قدر الله؟ فَقَالَ عمر: لَو غَيْرك قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة، وَكَانَ عمر يكره خِلَافه، نعم، نفر من قدر الله إِلَى قدر الله، أَرَأَيْت لَو كَانَت لَك إبلٌ، فَهَبَطت وَاديا لَهُ عدوتان إِحْدَاهمَا خصبة وَالْأُخْرَى جدبة، أَلَيْسَ إِن رعيت الخصبة رعيتها بِقدر الله، وَإِن رعيت الجدبة رعيتها بِقدر الله؟ الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 قَالَ: فجَاء عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَكَانَ متغيباً فِي بعض حَاجته، فَقَالَ: إِن عِنْدِي من هَذَا علما: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بأرضٍ فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بأرضٍ وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ". قَالَ: فَحَمدَ الله عمر بن الْخطاب، ثمَّ انْصَرف. وَفِي حَدِيث معمر: فَسَار حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة فَقَالَ: هَذَا الْمحل، أَو قَالَ: هَذَا الْمنزل إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَأما حَدِيث عبد الله بن عامرٍ فَإِنَّهُ اقْتصر على الْمسند: أَن عمر خرج إِلَى الشَّام، فَلَمَّا جَاءَ سرغ بلغه أَن الوباء قد وَقع بهَا، فَأخْبرهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ... فَذكر نَحوه. وَفِي كتاب مُسلم عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم: أَن عمر إِنَّمَا انْصَرف بِالنَّاسِ عَن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف. 161 - الثَّانِي: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه قَالَ: إِنِّي لواقفٌ فِي الصَّفّ يَوْم بدر، فَنَظَرت عَن يَمِيني وَعَن شمَالي، فَإِذا أَنا بغلامين من الْأَنْصَار، حديثةٍ أسنانهما، فتمنيت أَن أكون بَين أضلع مِنْهُمَا، فغمزني أَحدهمَا فَقَالَ: أَي عَم، هَل تعر ف أَبَا جهل؟ قلت: نعم، فَمَا حَاجَتك إِلَيْهِ يَا ابْن أخي؟ قَالَ: أخْبرت أَنه يسب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَئِن رَأَيْته لَا يُفَارق سوَادِي حَتَّى يَمُوت الأعجل منا، قَالَ: فتعجبت لذَلِك. قَالَ: وغمزني الآخر فَقَالَ لي مثلهَا. الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 فَلم أنشب أَن نظرت إِلَى أبي جهل فِي النَّاس، فَقلت: أَلا تريان؟ هَذَا صاحبكما الَّذِي تسألاني عَنهُ. قَالَ: فابتدراه بسيفيهما، فضرباه حَتَّى قتلاه، ثمَّ انصرفا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرَاهُ، فَقَالَ: " أيكما قَتله "؟ فَقَالَ كل واحدٍ مِنْهُمَا: أَنا قتلته. فَقَالَ: " هَل مسحتما سيفيكما "؟ فَقَالَا: لَا. فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى السيفين، فَقَالَ: " كلاكما قَتله " وَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسلبه لِمعَاذ بن عَمْرو بن الجموح. وَالرجلَانِ: معَاذ بن عَمْرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء. أَفْرَاد البُخَارِيّ 162 - الأول: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه قَالَ: كاتبت أُميَّة ابْن خلف كتابا أَن يحفظني فِي صاغيتي بِمَكَّة، وأحفظه فِي صاغيته بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا ذكرت " الرَّحْمَن " قَالَ: لَا أعرف الرَّحْمَن، كابتني بني بِاسْمِك الَّذِي كَانَ لَك فِي الْجَاهِلِيَّة، فكاتبته: عبد عَمْرو. فَلَمَّا كَانَ يَوْم بدرٍ، خرجت لأحرزه، فَأَبْصَرَهُ بِلَال، فَخرج حَتَّى وقف على مجلسٍ من مجَالِس الْأَنْصَار، فَقَالَ: يَا معشر الْأَنْصَار، أُميَّة بن خلف، لَا نجوت إِن نجا أُميَّة، فَخرج مَعَه فريقٌ من الْأَنْصَار فِي آثارنا، فَلَمَّا خشيت أَن يلحقونا خلفت لَهُم ابْنه لأشغلهم بِهِ، فَقَتَلُوهُ ثمَّ أتونا حَتَّى لحقونا، وَكَانَ أُميَّة رجلا ثقيلاً، فَقلت: انْزِلْ، فَنزل، فألقيت عَلَيْهِ نَفسِي لأمنعه، فتخللوه بِالسُّيُوفِ من تحتي حَتَّى قَتَلُوهُ، وَأصَاب أحدهم رجْلي بِسَيْفِهِ. وَكَانَ عبد الرَّحْمَن يرينا ذَلِك الْأَثر فِي ظهر قدمه. الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 163 - الثَّانِي: عَن إِبْرَاهِيم أَيْضا عَن أَبِيه قَالَ: لما قدمنَا الْمَدِينَة آخى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيني وَبَين سعد بن الرّبيع، فَقَالَ سعد بن الرّبيع: إِنِّي أَكثر الْأَنْصَار مَالا، فأقسم لَك نصف مَالِي، وَانْظُر أَي زَوْجَتي هويت نزلت لَك عَنْهَا، فَإِذا حلت تَزَوَّجتهَا. فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن: لَا حَاجَة لي فِي ذَلِك، هَل من سوق فِيهِ تِجَارَة؟ قَالَ: سوق بني قينقاع. قَالَ: فغدا إِلَيْهِ عبد الرَّحْمَن، فَأتى بأقطٍ وَسمن، قَالَ: ثمَّ تَابع الغدو. فَمَا لبث إِن جَاءَ عبد الرَّحْمَن عَلَيْهِ أثر صفرةٍ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " تزوجت؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " وَمن؟ " قَالَ: امْرَأَة من الْأَنْصَار قَالَ: " فكم سقت؟ " قَالَ: زنة نواة من ذهب، أَو: نواة من ذهب. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أولم وَلَو بِشَاة ". 164 - الثَّالِث: عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: أُتِي عبد الرَّحْمَن بِطَعَام وَكَانَ صَائِما، فَقَالَ: قتل مُصعب بن عُمَيْر وَهُوَ خير مني، فَكفن فِي بردةٍ إِن غطي رَأسه بَدَت رِجْلَاهُ، وَإِن غطي رِجْلَاهُ بدا رَأسه. وَقتل حَمْزَة - أَو رجل آخر، شكّ إِبْرَاهِيم - وَفِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ: وَقتل حَمْزَة وَلم يشك، قَالَ: وَهُوَ خيرٌ مني، فَلم يُوجد مَا يُكفن فِيهِ إِلَّا بردة، ثمَّ بسط لنا من الدُّنْيَا مَا بسط، أَو قَالَ: أعطينا من الدُّنْيَا مَا أعطينا، وَقد خشيت أَن تكون قد عجلت لنا طيباتنا فِي حياتنا الدُّنْيَا، ثمَّ جعل يبكي حَتَّى ترك الطَّعَام. 165 - الرَّابِع: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَنه قَالَ لِصُهَيْب: اتَّقِ الله، وَلَا تدع إِلَى غير أَبِيك. فَقَالَ صُهَيْب: مَا يسرني أَن لي كَذَا وَكَذَا وَأَنِّي فعلت ذَلِك، وَلَكِنِّي سرقت وَأَنا صبي. الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 166 - الْخَامِس: عَن بجالة بن عبد، وَيُقَال ابْن عَبدة قَالَ: كنت كَاتبا لجزء بن مُعَاوِيَة عَم الْأَحْنَف، فجَاء كتاب عمر قبل مَوته بسنةٍ: أَن أقتلوا كل ساحرٍ وساحرةٍ، وَفرقُوا بَين كل ذِي محرم من الْمَجُوس، وانههم عَن الزمزمة. فَقَتَلْنَا ثَلَاث سواحر، وَجَعَلنَا نفرق بَين الْمَرْء وحريمه فِي كتاب الله وصنع لَهُم طَعَاما كثيرا، وَجعل السَّيْف على فَخذه، وَجعل يَدعُوهُم إِلَى الطَّعَام، فَألْقوا وقر بغلٍ أَو بغلين، وأكلوا بِغَيْر زمزمة. وَلم يكن عمر أَخذ الْجِزْيَة من الْمَجُوس حَتَّى شهد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذهَا من مجوس هجر. اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ فَأخْرج الْمسند مِنْهُ: والتفريق بَين كل ذِي محرم من الْمَجُوس فَقَط. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني بِطُولِهِ كَمَا أوردناه، وَهُوَ مَشْهُور من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة كَذَلِك. الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 (6) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ رَضِي الله عَنهُ 167 - الأول: عَن مَالك بن أبي عَامر من رِوَايَة ابْنه أبي سُهَيْل بن مَالك، عَن أَبِيه: أَنه سمع طَلْحَة بن عبيد الله يَقُول: جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهل نجد ثَائِر الرَّأْس، يسمع دوِي صَوته وَلَا يفقه مَا يَقُول، حَتَّى دنا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا هُوَ يسْأَل عَن الْإِسْلَام، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خمس صلوَات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة " فَقَالَ: هَل عَليّ غَيْرهنَّ؟ قَالَ " لَا، إِلَّا أَن تطوع ". وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَصِيَام شهر رَمَضَان " قَالَ: هَل عَليّ غَيره؟ قَالَ: " لَا، إِلَّا أَن تطوع " قَالَ: وَذكر لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الزَّكَاة، فَقَالَ: وَهل عَليّ غَيرهَا؟ قَالَ: " لَا، إِلَّا أَن تطوع ". قَالَ: فَأَدْبَرَ الرجل وَهُوَ يَقُول: وَالله لَا أَزِيد على هَذَا وَلَا أنقص مِنْهُ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَفْلح إِن صدق ". 168 - الثَّانِي: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ - واسْمه عبد الرَّحْمَن بن مل، قَالَ: لم يبْق مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي قَاتل فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير طَلْحَة وسعدٍ عَن حَدِيثهمَا. وَفِي رِوَايَة: فَقلت لأبي عُثْمَان: وَمَا علمك بذلك؟ فَقَالَ: عَن حَدِيثهمَا. الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 أَفْرَاد البُخَارِيّ 169 - الأول: عَن السَّائِب بن يزِيد - وَهُوَ من الصَّحَابَة - قَالَ: صَحِبت طَلْحَة ابْن عبيد الله وسعداً والمقداد وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف، فَمَا سَمِعت أحدا مِنْهُم يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِلَّا أَنِّي سَمِعت طَلْحَة يحدث عَن يَوْم أحدٍ. 170 - الثَّانِي: عَن قيس بن أبي خازم قَالَ: رَأَيْت يَد طَلْحَة بن عبيد الله شلاء، وقى بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد. وَالله أعلم. أَفْرَاد مُسلم 171 - الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان بن عبيد الله التَّيْمِيّ - صَحَابِيّ، وَهُوَ ابْن أخي طَلْحَة، قَالَ: كُنَّا مَعَ طَلْحَة وَنحن حرمٌ، فأهدي لنا. طيرٌ، وَطَلْحَة راقدٌ، فمنا من أكل وَمنا من تورع فَلم يَأْكُل. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَة وفْق من أكله وَقَالَ: أكلناه مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 172 - الثَّانِي: عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا وضع أحدكُم بَين يَدَيْهِ مثل مؤخرة الرحل. فَليصل وَلَا يبال من مر وَرَاء ذَلِك ". الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 173 - الثَّالِث: عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أَبِيه قَالَ: مَرَرْت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِقوم على رُؤُوس النّخل، فَقَالَ: " مَا يصنع هَؤُلَاءِ "؟ فَقَالُوا: يلقحونه، يجْعَلُونَ الذّكر فِي الْأُنْثَى فيلقح، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا أَظن يُغني ذَلِك شَيْئا " فَأخْبرُوا بذلك فَتَرَكُوهُ، فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك، فَقَالَ: " إِن كَانَ يَنْفَعهُمْ ذَلِك فليصنعوه، فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْت ظناًّ، فَلَا تؤاخذوني بِالظَّنِّ، وَلَكِن إِذا حدثتكم عَن الله بِشَيْء فَخُذُوا بِهِ، فَإِنِّي لن أكذب على الله تَعَالَى ". (7) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الزبير بن الْعَوام رَضِي الله عَنهُ 174 - الأول: عَن عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه من رِوَايَة عُرْوَة عَنهُ: أَن رجلا من الْأَنْصَار خَاصم الزبير عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شراج الْحرَّة الَّتِي يسقون بهَا النّخل، فَقَالَ الْأنْصَارِيّ: سرح المَاء يمر، فَأبى عَلَيْهِ، فاختصما عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للزبير: " اسْقِ يَا زبير ثمَّ أرسل إِلَى جَارك ". فَغَضب الْأنْصَارِيّ ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله، أَن كَانَ ابْن عَمَّتك! فَتَلَوَّنَ وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قَالَ للزبير: " اسْقِ يَا زبير، ثمَّ احْبِسْ المَاء حَتَّى يرجع إِلَى الْجدر ". فَقَالَ الزبير: وَالله إِنِّي لأحسب هَذِه الْآيَة نزلت فِي ذَلِك: {فَلَا وَرَبك لَا يُؤمنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوك فِيمَا شجر بَينهم} [سُورَة النِّسَاء] . وَهَذَا الحَدِيث أَيْضا فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ من رِوَايَة عُرْوَة دون ذكر عبد الله بن الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 الزبير، قَالَ عُرْوَة: خَاصم الزبير رجلا ... وَذكر نَحوه. وَزَاد: فاستوعى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حينئذٍ للزبير حَقه. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل ذَلِك أَشَارَ على الزبير بِرَأْي أَرَادَ فِيهِ سَعَة لَهُ وللأنصاري، فَلَمَّا أحفظ الْأنْصَارِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استوعى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للزبير حَقه فِي صَرِيح الحكم. قَالَ عُرْوَة: قَالَ الزبير: وَالله مَا أَحسب هَذِه الْآيَة نزلت إِلَّا فِي ذَلِك: {فَلَا وَرَبك} الْآيَة. 175 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن الزبير قَالَ: كنت يَوْم الْأَحْزَاب جعلت أَنا وَعمر ابْن أبي سَلمَة مَعَ النِّسَاء - يَعْنِي نسْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فِي أَطَم حسان بن ثَابت، فَنَظَرت فَإِذا أَنا بالزبير على فرسه يخْتَلف إِلَى بني قُرَيْظَة، فَلَمَّا رَجَعَ قلت: يَا أَبَت، رَأَيْتُك تخْتَلف. فَقَالَ: وَهل رَأَيْتنِي يَا بني؟ قلت: نعم. قَالَ: أما وَالله لقد جمع لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَوَيْهِ فَقَالَ: " فدَاك أبي وَأمي " قَالَ بعض الروَاة فِيهِ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من يَأْتِ بني قُرَيْظَة فيأتيني بخبرهم "؟ فَانْطَلَقت، فَلَمَّا رجعت جمع لي أَبَوَيْهِ. أَفْرَاد البُخَارِيّ 176 - الأول: وَصِيَّة الزبير: عَن عبد الله بن الزبير قَالَ: لما وقف الزبير يَوْم الْجمل دَعَاني فَقُمْت إِلَى جنبه فَقَالَ: يَا بني، إِنَّه لَا يقتل الْيَوْم إِلَّا ظالمٌ أَو مظلوم، وَإِنِّي لَا أَرَانِي إِلَّا سأقتل الْيَوْم مَظْلُوما، وَإِن من أكبر همي لديني، أفترى ديننَا يبقي من مالنا شَيْئا؟ ثمَّ قَالَ: يَا بني، بِعْ مالنا واقض ديني. وَأوصى بِالثُّلثِ الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 وَثلثه لِبَنِيهِ - يَعْنِي لبني عبد الله - قَالَ: فَإِن فضل من مالنا بعد قَضَاء الدّين شيءٌ فثلثٌ لولدك. قَالَ عبد الله بن الزبير: فَجعل يوصيني بِدِينِهِ وَيَقُول: يَا بني، إِن عجزت عَن شَيْء مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بمولاي. قَالَ: فوَاللَّه مَا دَريت مَا أَرَادَ حَتَّى قلت: يَا أَبَت، من مَوْلَاك؟ قَالَ: الله تَعَالَى. فوَاللَّه مَا وَقعت فِي كربةٍ من دينه إِلَّا قلت: يَا مولى الزبير، اقْضِ عَنهُ دينه، فيقضيه. قَالَ: فَقتل الزبير، فَلم يدع دِينَارا وَلَا درهما إِلَّا أَرضين، مِنْهَا الغابة وَإِحْدَى عشرَة دَارا بِالْمَدِينَةِ، ودارين بِالْبَصْرَةِ، وداراً بِالْكُوفَةِ، وداراً بِمصْر. قَالَ: وَإِنَّمَا كَانَ دينه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ أَن الرجل كَانَ يَأْتِيهِ بِالْمَالِ فيستودعه إِيَّاه، فَيَقُول الزبير: لَا، وَلَكِن هُوَ سلفٌ، إِنِّي أخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعَة. وَمَا ولي إِمَارَة قطّ وَلَا جبايةً وَلَا خراجاً وَلَا شَيْئا إِلَّا أَن يكون فِي غزوٍ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو مَعَ أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان. قَالَ عبد الله بن الزبير: فحسبت مَا كَانَ عَلَيْهِ من الدّين فَوَجَدته ألفي ألفٍ ومائتي ألف، قَالَ: فلقي حَكِيم بن حزَام عبد الله بن الزبير، فَقَالَ: يَا ابْن أخي، كم على أخي من الدّين؟ قَالَ: فكتمته وَقلت: مائَة ألف. فَقَالَ حَكِيم: وَالله مَا أَدْرِي، أَمْوَالكُم تسع هَذِه؟ فَقَالَ عبد الله: أرأيتك إِن كَانَت ألفي ألف ومائتي ألف. قَالَ: مَا أَرَاكُم تطيقون هَذَا، فَإِن عجزتم عَن شيءٍ مِنْهُ فاستعينوا بِي. قَالَ: وَكَانَ الزبير قد اشْترى الغابة بسبعين وَمِائَة ألف، فَبَاعَهَا عبد الله بِأَلف ألف وسِتمِائَة ألف، ثمَّ قَامَ فَقَالَ: من كَانَ لَهُ على الزبير شَيْء فليوافنا بِالْغَابَةِ. قَالَ: فَأَتَاهُ عبد الله بن جَعْفَر، وَكَانَ لَهُ على الزبير أَرْبَعمِائَة ألف، فَقَالَ لعبد الله: إِن شِئْتُم تركتهَا لكم، قَالَ عبد الله: لَا. قَالَ: فَإِن شِئْتُم جعلتموها فِيمَا تؤخرون إِن أخرتم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 فَقَالَ عبد الله: لَا. قَالَ: فَاقْطَعُوا لي قِطْعَة، قَالَ: فَقَالَ عبد الله: لَك من هَا هُنَا إِلَى هَا هُنَا. قَالَ: فَبَاعَ عبد الله مِنْهَا، فَقضى دينة، فأوفاه، وَبَقِي مِنْهَا أَرْبَعَة أسْهم وَنصف. قَالَ: فَقدم على مُعَاوِيَة وَعِنْده عَمْرو بن عُثْمَان، وَالْمُنْذر بن الزبير، وَابْن زَمعَة، قَالَ: فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة: كم قومت الغابة؟ قَالَ: كل سهمٍ مائةٍ ألف. قَالَ: كم بَقِي مِنْهَا؟ قَالَ: أَرْبَعَة أسْهم وَنصف. فَقَالَ الْمُنْذر بن الزبير: قد أخذت مِنْهَا سَهْما بِمِائَة ألف، وَقَالَ عَمْرو بن عُثْمَان: قد أخذت مِنْهَا سَهْما بِمِائَة ألف، وَقَالَ ابْن زَمعَة: قد أخذت مِنْهَا سَهْما بِمِائَة ألف. قَالَ: فَقَالَ مُعَاوِيَة: كم بَقِي؟ قَالَ: سهم وَنصف. قَالَ: أَخَذته بِخَمْسِينَ وَمِائَة ألف. قَالَ: فَبَاعَ عبد الله بن جَعْفَر نصِيبه من مُعَاوِيَة بستمائة ألف. قَالَ: فَلَمَّا فرغ ابْن الزبير من قَضَاء دينه قَالَ بَنو الزبير: اقْسمْ بَيْننَا ميراثنا. قَالَ: وَالله لَا أقسم بَيْنكُم حَتَّى أنادي بِالْمَوْسِمِ أَربع سِنِين: أَلا من كَانَ لَهُ على الزبير دينٌ فليأتنا فلنقضه. قَالَ: فَجعل كل سنة يُنَادي فِي الْمَوْسِم، فَلَمَّا مضى أَربع سِنِين قسم بَينهم، وَدفع الثُّلُث، قَالَ: وَكَانَ للزبير أَربع نسْوَة، فَأصَاب كل امرأةٍ ألف ألف ومائتي ألف. قَالَ: فَجَمِيع مَاله خَمْسُونَ ألف ألف وَمِائَتَا ألف. 177 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن الزبير أَيْضا قَالَ: قلت للزبير: مَا لي لَا أسمعك تحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا يحدث فلانٌ وفلانٌ. قَالَ: أما إِنِّي لم أفارقه مُنْذُ أسلمت، وَلَكِن سمعته يَقُول: " من كذب عَليّ فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ". الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 178 - الثَّالِث: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن الزبير قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لِأَن يَأْخُذ أحدكُم أحبله ثمَّ يَأْتِي الْجَبَل فَيَأْتِي بحزمة من حطب على ظَهره فيبيعها، فيكف الله بهَا وَجهه - وَفِي رِوَايَة: فيستعين بِثمنِهَا - خيرٌ من أَن يسْأَل النَّاس، أَعْطوهُ أَو منعُوهُ ". 179 - الرَّابِع: عَن عُرْوَة أَيْضا قَالَ: قَالَ الزبير بن الْعَوام: لقِيت يَوْم بدر عُبَيْدَة - وَيُقَال عَبدة بن سعيد بن الْعَاصِ وَهُوَ مدجج لَا يرى مِنْهُ إِلَّا عَيناهُ، وَكَانَ يكنى أَبَا ذَات الكرش، فَقَالَ: أَنا أَبُو ذَات الكرش، فَحملت عَلَيْهِ بالعنزة فطعنته فِي عينه فَمَاتَ. قَالَ هِشَام بن عُرْوَة: فَأخْبرت أَن الزبير قَالَ: لقد وضعت رجْلي عَلَيْهِ، ثمَّ تمطيت فَكَانَ الْجهد أَن نزعتها وَقد انثنى طرفها، قَالَ عُرْوَة: فَسَأَلَهُ إِيَّاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قبض أَخذهَا، ثمَّ طلبَهَا أَبُو بكرٍ فَأعْطَاهُ، فَلَمَّا قبض أَبُو بكر سَأَلَهَا عمر فَأعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قبض عمر أَخذهَا، ثمَّ طلبَهَا عُثْمَان مِنْهُ فَأعْطَاهُ إِيَّاهَا، فَلَمَّا قتل وَقعت إِلَى آل عَليّ، وطلبها عبد الله بن الزبير، فَكَانَت عِنْده حَتَّى قتل. 180 - الْخَامِس: عَن عُرْوَة: أَن أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا للزبير بن الْعَوام يَوْم اليرموك: أَلا تشد فنشد مَعَك؟ قَالَ: إِنِّي إِن شددت كَذبْتُمْ، قَالُوا: لَا نَفْعل. الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 فَحمل عَلَيْهِم حَتَّى شقّ صفوفهم، فجاوزهم وَمَا مَعَه أحد، ثمَّ رَجَعَ مُقبلا، فَأخذُوا بلجامه وضربوه ضربتين على عَاتِقه، بَينهمَا ضَرْبَة ضربهَا يَوْم بدر. قَالَ عُرْوَة: فَكنت أَدخل أصابعي فِي تِلْكَ الضربات أَلعَب بهَا وَأَنا صَغِير. قَالَ عُرْوَة: وَكَانَ مَعَه عبد الله وَهُوَ ابْن عشر سِنِين، فَحَمله على فرسٍ ووكل بِهِ. 181 - السَّادِس: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن أَبِيه، قَالَ: ضربت للمهاجرين يَوْم بدر بِمِائَة سهم. 182 - السَّابِع: عَن هِشَام بن عُرْوَة قَالَ: قَالَ عُرْوَة: كَانَ سيف الزبير محلى بِفِضَّة، قَالَ هِشَام: وَكَانَ سيف عُرْوَة محلى بِفِضَّة. (8) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سعد بن أبي وَقاص رَضِي الله عَنهُ 183 - الأول: عَن جَابر بن سَمُرَة السوَائِي عَنهُ - أَخْرجَاهُ مُخْتَصرا فِي ذكر الصَّلَاة مِنْهُ، وَأخرجه البُخَارِيّ وَحده بِطُولِهِ من حَدِيث جَابر بن سَمُرَة أَيْضا، الحديث: 181 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 قَالَ: شكا أهل الْكُوفَة سَعْدا إِلَى عمر - فَعَزله وَاسْتعْمل عَلَيْهِم عماراً - فشكوا حَتَّى ذكرُوا أَنه لَا يحسن يُصَلِّي، فَأرْسل إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا أَبَا إِسْحَاق، إِن هَؤُلَاءِ يَزْعمُونَ أَنَّك لَا تحسن تصلي. فَقَالَ: أما أَنا وَالله فَإِنِّي كنت أُصَلِّي بهم صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا أخرم عَنْهَا، أُصَلِّي صَلَاتي الْعشي فأركد فِي الْأَوليين وأخف فِي الْأُخْرَيَيْنِ. قَالَ: ذَلِك الظَّن بك يَا أَبَا إِسْحَاق. فَأرْسل مَعَه رجلا - أَو رجَالًا إِلَى الْكُوفَة - فَسَأَلَ عَنهُ أهل الْكُوفَة، فَلم يدع مَسْجِدا إِلَّا سَأَلَ عَنهُ، ويثنون مَعْرُوفا، حَتَّى دخل مَسْجِدا لبني عبسٍ، فَقَامَ رجلٌ مِنْهُم يُقَال لَهُ أُسَامَة بن قَتَادَة - يكنى أَبَا سعدة - فَقَالَ: أما إِذا نَشَدتنَا فَإِن سَعْدا كَانَ لَا يسير بالسرية. وَلَا يقسم بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يعدل فِي الْقَضِيَّة. فَقَالَ سعد: أما وَالله لأدعون بِثَلَاث: اللَّهُمَّ إِن كَانَ عَبدك هَذَا كَاذِبًا، قَامَ رِيَاء وَسُمْعَة فأطل عمره، وأطل فقره، وَعرضه للفتن. فَكَانَ بعد ذَلِك إِذا سُئِلَ يَقُول: شيخٌ كبيرٌ مفتونٌ، أصابتني دَعْوَة سعد. قَالَ عبد الْملك بن عُمَيْر، الرَّاوِي عَن جَابر بن سَمُرَة: فَأَنا رَأَيْته بعد قد سقط حاجباه على عَيْنَيْهِ من الْكبر، وَإنَّهُ ليتعرض للجواري فِي الطّرق فيغمزهن. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة، عَن أبي عونٍ مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ من كَلَام سعد، قَالَ: أما أَنا فأمد فِي الْأَوليين وأحذف فِي الْأُخْرَيَيْنِ. وَلَا آلو مَا اقتديت بِهِ من صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: صدقت، ذَلِك الظَّن بك، أَو ظَنِّي بك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ بِطُولِهِ بِنَحْوِ مَا أخرجه البُخَارِيّ، وَفِي آخِره قَالَ: قَالَ عبد الْملك بن عُمَيْر: فَأَنا رَأَيْته يتَعَرَّض للإماء فِي السكَك، فَإِذا قيل لَهُ: كَيفَ أَنْت يَا أَبَا سعدة؟ قَالَ: كبيرٌ مفتونٌ، أصابتني دَعْوَة سعد. 184 - الثَّانِي: عَن الزُّهْرِيّ، عَن عَامر بن سعد بن أبي وَقاص عَن أَبِيه قَالَ: أعْطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رهطاً وَأَنا جالسٌ، فَترك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُم رجلا هُوَ أعجبهم إِلَيّ، فَقُمْت فَقلت: مَا لَك عَن فلَان؟ وَالله إِنِّي لأراه مُؤمنا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَو مُسلما ". ذكر ذَلِك سعد ثَلَاثًا وأجابه بِمثل ذَلِك، ثمَّ قَالَ: " إِنِّي لأعطي الرجل وَغَيره أحب إِلَيّ مِنْهُ، خشيَة أَن يكب فِي النَّار على وَجهه ". فِي رِوَايَة: قَالَ الزُّهْرِيّ: فنرى أَن الْإِسْلَام: الْكَلِمَة، وَالْإِيمَان: الْعَمَل الصَّالح. وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن سعد عَن أَبِيه عَن جده: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قسم قسما وَترك رجلا ... وَذكر نَحْو حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عَامر ابْن سعد. 185 - الثَّالِث: عَن عَامر بن سعد عَن أَبِيه من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن عَامر، وَمن الحديث: 184 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 رِوَايَة سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن عَامر عَن أَبِيه. قَالَ: قَالَ سعد: جَاءَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي عَام حجَّة الْوَدَاع من وجع اشْتَدَّ بِي، فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي قد بلغ بِي من الوجع مَا ترى، وَأَنا ذُو مالٍ، وَلَا يَرِثنِي إِلَّا ابنةٌ لي، أفأتصدق بِثُلثي مَالِي؟ قَالَ: " لَا ". قَالَ: قلت: فَالشَّطْر يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " لَا ". قلت: فَالثُّلُث، قَالَ: " الثُّلُث، وَالثلث كثير أَو كَبِير، إِنَّك إِن تذر وَرثتك أَغْنِيَاء خيرٌ من أَن تَدعهُمْ عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس، وَإنَّك لن تنْفق نَفَقَة تبتغي بهَا وَجه الله إِلَّا أجرت بهَا، حَتَّى مَا تجْعَل فِي فِي امْرَأَتك " قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله، أخلف بعد أَصْحَابِي؟ قَالَ: " إِنَّك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي بِهِ وَجه الله إِلَّا ازددت بِهِ دَرَجَة ورفعةً، ولعلك تخلف حَتَّى ينْتَفع بك أقوامٌ ويضر بك آخَرُونَ. اللَّهُمَّ أمض لِأَصْحَابِي هجرتهم وَلَا تردهم على أَعْقَابهم، وَلَكِن البائس سعد بن خَوْلَة " يرثي لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن مَاتَ بِمَكَّة. وَرِوَايَة سعد بن إِبْرَاهِيم بِمَعْنَاهُ، وَلم يذكر قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي سعد بن خَوْلَة، غير أَنه قَالَ: وَكَانَ يكره أَن يَمُوت بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجر مِنْهَا. وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ عَن هَاشم بن هَاشم عَن عَامر بن سعد عَن أَبِيه قَالَ: مَرضت، فعادني ... مُخْتَصر. وَفِيه " الثُّلُث، وَالثلث كثير ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وَفِي أَفْرَاده أَيْضا عَن عَائِشَة بنت سعد عَن أَبِيهَا بِنَحْوِ ذَلِك. وَفِي أَفْرَاد مُسلم من رِوَايَة عبد الْملك بن عُمَيْر، عَن مُصعب بن سعد نَحوه. فِي أَفْرَاده من رِوَايَة سماك بن حَرْب عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه نَحوه. وَهُوَ فِي أَفْرَاده عَن ثَلَاثَة عَن ولد سعد عَنهُ نَحْو ذَلِك، وَأَن سَعْدا قَالَ: إِنِّي قد خفت أَن أَمُوت بِالْأَرْضِ الَّتِي هَاجَرت مِنْهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ اشف سَعْدا، اللَّهُمَّ اشف سَعْدا " وَفِيه ذكر الْوَصِيَّة، و " الثُّلُث وَالثلث كثير ". وَفِيه: " إِن صدقتك من مَالك صَدَقَة، وَإِن نَفَقَتك على عِيَالك صَدَقَة، وَإِن مَا تَأْكُل امْرَأَتك من مَالك صَدَقَة ". 186 - الرَّابِع: من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن عَامر عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أعظم الْمُسلمين فِي الْمُسلمين جرما من سَأَلَ عَن شيءٍ لم يحرم على النَّاس فَحرم من أجل مَسْأَلته ". 187 - الْخَامِس: عَن سَالم أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله بن عَامر بن سعد عَن أَبِيه قَالَ: مَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأحدٍ يمشي على الأَرْض إِنَّه من أهل الْجنَّة إِلَّا لعبد الله بن سَلام. وَفِيه نزلت هَذِه الْآيَة: {وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل} [سُورَة الْأَحْقَاف] ، قَالَ الرَّاوِي: لَا أَدْرِي قَالَ مَالك الْآيَة أَو فِي الحَدِيث. الحديث: 186 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 188 - السَّادِس: عَن هَاشم بن هَاشم بن عتبَة بن أبي وَقاص عَن عَامر قَالَ: سَمِعت سَعْدا يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من تصبح بسبعٍ تمراتٍ عَجْوَة لم يضرّهُ ذَلِك الْيَوْم سمٌّ وَلَا سحرٌ ". قَالَ أَبُو بكر البرقاني: فِي رِوَايَة مكي بن إِبْرَاهِيم: قَالَ هَاشم: لَا أعلم إِلَّا أَن عَامِرًا ذكر من عَجْوَة الْعَالِيَة. وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن معمر عَن عَامر ابْن سعد عَن أَبِيه: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أكل سبع تمرات مِمَّا بَين لابتيها حِين يصبح لم يضرّهُ سمٌّ حَتَّى يُمْسِي ". 189 - السَّابِع: عَن مُحَمَّد بن سعد بن أبي وَقاص من رِوَايَة عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب عَنهُ عَن أَبِيه قَالَ: اسْتَأْذن عمر على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده نسوةٌ من قُرَيْش، يكلمنه - وَفِي رِوَايَة يسألنه - ويستكثرنه، عاليةً أصواتهن على صَوته، فَلَمَّا اسْتَأْذن عمر قمن يبتدرن الْحجاب، فَأذن لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَدخل عمر وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يضْحك، فَقَالَ: أضْحك الله سنك يَا رَسُول الله، بِأبي وَأمي. زَاد عَن البرقاني: مَا أضْحكك؟ قَالَ: " عجبت من هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كن عِنْدِي، فَلَمَّا سمعن صَوْتك ابتدرن الْحجاب " قَالَ عمر: فَأَنت يَا رَسُول الله أَحَق أَن يهبن. ثمَّ قَالَ عمر: أَي عدوات أَنْفسهنَّ، أتهبنني وَلَا تهبن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم! قُلْنَ: نعم، أَنْت أفظ وَأَغْلظ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إيه يَا ابْن الْخطاب، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا لقيك الشَّيْطَان سالكاً فجاً قطّ إِلَّا سلك فجاً غير فجك ". الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 190 - الثَّامِن: عَن مُصعب بن سعد بن أبي وَقاص من رِوَايَة الحكم بن عُيَيْنَة عَنهُ عَن أَبِيه قَالَ: خلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَليّ بن أبي طَالب فِي غَزْوَة تَبُوك، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أتخلفني فِي النِّسَاء وَالصبيان؟ فَقَالَ: " أما ترْضى أَن تكون مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، غير أَنه لَا نَبِي بعدِي ". وَهُوَ فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ مِنْهُمَا من رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد بن أبي وَقاص عَن أَبِيه، وَلَيْسَ فِي حَدِيثه: " غير أَنه لَا نَبِي بعدِي ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم من رِوَايَة سعيد بن الْمسيب عَن عَامر بن سعد عَن سعد أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي: " أَنْت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي ". فِيهِ أَنه سَمعه سعيد بن الْمسيب أَيْضا من سعد. 191 - التَّاسِع: عَن مُصعب أَيْضا من رِوَايَة أبي يَعْفُور وقدان الْعَبْدي عَنهُ، عَن أَبِيه قَالَ: صليت إِلَى جنب أبي، فطبقت بَين كفي ثمَّ وضعتهما بَين فَخذي، فنهاني عَن ذَلِك وَقَالَ: كُنَّا نَفْعل هَذَا فنهينا عَنهُ، وأمرنا أَن نضع أَيْدِينَا على الركب. وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن الزبير بن عدي عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه نَحوه. 192 - الْعَاشِر: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن سعد قَالَ: رَأَيْت عَن يَمِين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن شِمَاله يَوْم أحدٍ رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا ثِيَاب بيضٌ، يقاتلان عَنهُ كأشد الْقِتَال، مَا رأيتهما قبل وَلَا بعد. يَعْنِي جِبْرِيل وَمِيكَائِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام. 193 - الْحَادِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن سعد قَالَ: رد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عُثْمَان بن مظعونٍ التبتل، وَلَو أذن لَهُ لاختصينا. الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 194 - الثَّانِي عشر: من رِوَايَة يحيى بن سعيد عَن ابْن الْمسيب، عَن سعد قَالَ: جمع لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَوَيْهِ يَوْم أحد. وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ من رِوَايَة هَاشم بن هَاشم السَّعْدِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن سعد، وَقَالَ فِيهِ: نثل لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كِنَانَته يَوْم أحد وَقَالَ: " ارْمِ، فدَاك أبي وَأمي ". وَهُوَ أَيْضا فِي أَفْرَاد مُسلم، عَن عَامر بن سعد بن أبي وَقاص من رِوَايَة بكير بن مِسْمَار عَنهُ عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمع لَهُ أَبَوَيْهِ يَوْم أحد، وَزَاد فِيهِ قَالَ: كَانَ رجلٌ من الْمُشْركين قد أحرق الْمُسلمين، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارْمِ، فدَاك أبي وَأمي " قَالَ: فنزعت لَهُ بِسَهْم لَيْسَ فِيهِ نصلٌ، فَأَصَبْت جنبه فَسقط وانكشفت عَوْرَته، فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى نظرت إِلَى نَوَاجِذه. 195 - الثَّالِث عشر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سعد وَأبي بكرَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من ادّعى إِلَى غير أَبِيه وَهُوَ يعلم أَنه غير أَبِيه فالجنة عَلَيْهِ حرامٌ ". 196 - الرَّابِع عشر: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن سعد قَالَ: وَالله إِنِّي لأوّل رجلٍ من الْعَرَب رمى بسهمٍ فِي سَبِيل الله، وَلَقَد كُنَّا نغزو مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا لنا طعامٌ إِلَّا ورقٌ الحبلة وَهَذَا السمر، حَتَّى إِن كَانَ أَحَدنَا ليضع كَمَا تضع الشَّاة، الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 مَاله خلط، ثمَّ أَصبَحت بَنو أسدٍ تعزرني على الْإِسْلَام، لقد خبت إِذا وضل عَمَلي، وَكَانُوا وشوا بِهِ إِلَى عمر وَقَالُوا: لَا يحسن يُصَلِّي. 197 - الْخَامِس عشر: فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: فَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ من رِوَايَة عَائِشَة بنت سعد عَن أَبِيهَا، قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يكيد أهل الْمَدِينَة أحدٌ إِلَّا انماع كَمَا ينماع الْملح فِي المَاء ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن عُثْمَان بن حَكِيم من رِوَايَة مَرْوَان عَن مُعَاوِيَة عَنهُ، عَن عَامر بن سعد عَن أَبِيه، فِي آخر حَدِيث تَحْرِيم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَين لابتي الْمَدِينَة، قَالَ: " وَلَا يُرِيد أحدٌ أهل الْمَدِينَة بِسوء إِلَّا أذابه الله فِي النَّار ذوب الرصاص، أَو ذوب الْملح فِي المَاء ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم أَيْضا عَن أبي عبد الله الْقَرَّاظ عَن سعد وَأبي هُرَيْرَة: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " اللَّهُمَّ بَارك لأهل الْمَدِينَة فِي مدهم " وَفِيه: " من أَرَادَ أَهلهَا بسوءٍ أذابه الله عز وَجل كَمَا يذوب الْملح فِي المَاء ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 198 - الأول: عَن عبد الله بن عمر: أَن سَعْدا حَدثهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه مسح على الْخُفَّيْنِ، وَأَن ابْن عمر سَأَلَ عَن ذَلِك عمر فَقَالَ: نعم، إِذا حَدثَك سعدٌ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا فَلَا تسْأَل عَنهُ غَيره. الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 199 - الثَّانِي: عَن هَاشم بن هَاشم، عَن عَامر بن سعد عَن سعدٍ قَالَ: لقد رَأَيْتنِي وَأَنا ثلث الْإِسْلَام. وَهُوَ فِي أَفْرَاده أَيْضا عَن هَاشم بن هَاشم عَن سعيد بن الْمسيب عَن سعدٍ قَالَ: مَا أسلم أحدٌ إِلَّا فِي الْيَوْم الَّذِي أسلمت فِيهِ. كَذَا فِي أصل البُخَارِيّ فِي موضِعين. قَالَ: وَلَقَد مكثت سَبْعَة أَيَّام وَإِنِّي لثلث الْإِسْلَام. 200 - الثَّالِث: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن مُصعب بن سعد: أَن أَبَاهُ سَعْدا كَانَ يَأْمر بهؤلاء الْخمس ويحدثهن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْبُخْل، وَأَعُوذ بك من الْجُبْن، وَأَعُوذ بك أَن أرد إِلَى أرذل الْعُمر، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الدَّجَّال، وَأَعُوذ بك من عَذَاب الْقَبْر ". وَهُوَ فِي أَفْرَاده أَيْضا عَن عَمْرو بن مَيْمُون الأودي، من رِوَايَة عبد الْملك بن عُمَيْر عَنهُ عَن سعد: أَنه كَانَ يعلم بنيه هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات، كَمَا يعلم الْمعلم الغلمان الْكِتَابَة، وَيَقُول: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يتَعَوَّذ بِهن دبر كل صَلَاة. وَذكر الْخمس، إِلَّا أَنه قَالَ: " أعوذ بك من فتْنَة الدُّنْيَا " بدل " الدَّجَّال ". قَالَ عبد الْملك: فَحدثت بِهِ مصعباً فَصدقهُ. 201 - الرَّابِع: عَن عَمْرو بن مرّة، عَن مُصعب بن سعد قَالَ: سَأَلت أبي - يَعْنِي عَن قَوْله: {قل هَل ننبئكم بالأخسرين أعمالا} [سُورَة الْكَهْف] ، أهم الحرورية؟ قَالَ: لَا، هم الْيَهُود وَالنَّصَارَى. أما الْيَهُود فكذبوا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالنَّصَارَى كذبُوا الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 بِالْجنَّةِ، قَالُوا: لَا طَعَام فِيهَا وَلَا شراب. والحرورية: الَّذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، وَكَانَ سعدٌ يسميهم الْفَاسِقين. 202 - الْخَامِس: عَن طَلْحَة بن مصرف عَن مُصعب بن سعد قَالَ: رأى سعدٌ أَن لَهُ فضلا على من دونه، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل تنْصرُونَ وترزقون إِلَّا بضعفائكم ". هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ مُنْقَطِعًا ومرسلاً من رِوَايَة سُلَيْمَان بن حَرْب، وجوده مسعر عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن أَبِيه فَقَالَ فِيهِ: عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه، وَأخرجه أَيْضا أَبُو بكر البرقاني عَن مسعر وَعَن غَيره مُسْندًا. أَفْرَاد مُسلم 203 - الأول: عَن الزُّهْرِيّ عَن عَامر بن سعد عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بقتل الوزغ، وَسَماهُ فويسقاً. 204 - الثَّانِي: عَن عَامر بن سعد من رِوَايَة ابْن أَخِيه إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن سعد عَنهُ عَن أَبِيه، قَالَ: كنت أرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسلم عَن يَمِينه وَعَن يسَاره، حَتَّى أرى بَيَاض خَدّه. 205 - الثَّالِث: عَن عَامر من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد عَنهُ قَالَ: قَالَ سعد: الحدوا لي لحداً، وانصبوا عَليّ اللَّبن نصبا كَمَا صنع برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 202 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 206 - الرَّابِع: عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد عَن عَمه عَامر بن سعد: أَن سَعْدا ركب إِلَى قصره بالعقيق، فَوجدَ عبدا يقطع شَجرا أَو يخبطه، فسلبه، فَلَمَّا رَجَعَ سعدٌ جَاءَ أهل العَبْد، وكلموه أَن يرد على غلامهم أَو عَلَيْهِم مَا أَخذ من غلامهم، فَقَالَ: معَاذ الله أَن أرد شَيْئا نفلنيه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وأبى أَن يرد عَلَيْهِم. 207 - الْخَامِس: عَن عَامر بن سعد من رِوَايَة حَكِيم بن عبد الله بن قيس بن مخرمَة المَخْزُومِي عَنهُ عَن سعد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قَالَ حِين يسمع الْمُؤَذّن: وَأَنا أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، رضيت بِاللَّه رَبًّا، وبمحمدٍ رَسُولا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، غفر لَهُ ذَنبه ". 208 - السَّادِس: عَن عَامر بن سعد من رِوَايَة بكير بن مِسْمَار عَنهُ قَالَ: أَمر مُعَاوِيَة ابْن أبي سُفْيَان سعد بن أبي وَقاص فَقَالَ: مَا مَنعك أَن تسب أَبَا تُرَاب؟ . فَقَالَ: أما مَا ذكرت ثَلَاثًا قالهن لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَنْ أسبه، لِأَن تكون لي واحدةٌ مِنْهُنَّ أحب إِلَيّ من حمر النعم: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لَهُ - وَخَلفه فِي بعض مغازيه، فَقَالَ لَهُ عَليّ: يَا رَسُول الله، خلفتني مَعَ النِّسَاء وَالصبيان؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما ترْضى أَن تكون مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى، إِلَّا أَنه لَا نبوة بعدِي ". وسمعته يَقُول لَهُ يَوْم خَيْبَر: " لَأُعْطيَن الرَّايَة رجلا يحب الله وَرَسُوله، وَيُحِبهُ الله وَرَسُوله ". قَالَ: فتطاولنا، فَقَالَ: " ادعوا لي علياًّ " فَأتي بِهِ أرمد، فبصق فِي عينه، وَدفع إِلَيْهِ الرَّايَة، فَفتح الله عَلَيْهِ. الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وَلما نزلت هَذِه الْآيَة: {نَدع أبناءنا وأبناءكم} [سُورَة آل عمرَان] ، دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علياًّ وَفَاطِمَة وحسناً وَحسَيْنا فَقَالَ: " اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهلِي ". 209 - السَّابِع: عَن عَامر بن سعد من رِوَايَة بكير أَيْضا قَالَ: كَانَ سعد بن أبي وَقاص فِي إبِله، فجَاء ابْنه عمر، فَلَمَّا رَآهُ سعد قَالَ: أعوذ بِاللَّه من شَرّ هَذَا الرَّاكِب، فَنزل، فَقَالَ لَهُ: أنزلت فِي إبلك وغنمك وَتركت النَّاس يتنازعون الْملك بَينهم؟ فَضرب سعدٌ فِي صَدره وَقَالَ: اسْكُتْ، سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله يحب العَبْد التقي الْغَنِيّ الْخَفي ". 210 - الثَّامِن: عَن عُثْمَان بن حَكِيم من رِوَايَة عبد الله بن نمير ومروان ابْن مُعَاوِيَة عَنهُ، عَن عَامر بن سعد عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنِّي أحرم مَا بَين لابتي الْمَدِينَة أَن يقطع عضاهها، أَو يقتل صيدها " وَقَالَ: " الْمَدِينَة خيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ، لَا يَدعهَا أحدٌ رَغْبَة عَنْهَا إِلَّا أبدل الله فِيهَا من هُوَ خيرٌ مِنْهُ، وَلَا يثبت أحدٌ على لأوائها وجهدها إِلَّا كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة ". 211 - التَّاسِع: عَن عُثْمَان أَيْضا عَن عَامر بن سعد عَن أَبِيه: أَنه أقبل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طَائِفَة من أَصْحَابه من الْعَالِيَة، حَتَّى إِذا مر بِمَسْجِد بني مُعَاوِيَة دخل فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ، وصلينا مَعَه، ودعا ربه طَويلا ثمَّ انْصَرف إِلَيْنَا فَقَالَ: " سَأَلت رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَة: سَأَلت رَبِّي أَلا يهْلك أمتِي بِالسنةِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلته أَلا يهْلك أمتِي بِالْغَرَقِ فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلته أَلا يَجْعَل بأسهم بَينهم فَمَنَعَنِيهَا ". الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 212 - الْعَاشِر: عَن يُونُس بن جبيرٍ عَن مُحَمَّد بن سعد عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه خيرٌ لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا ". 213 - الْحَادِي عشر: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن مُحَمَّد بن سعد أَن سَعْدا قَالَ: ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ على الْأُخْرَى ثمَّ قَالَ: " الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا: ثمَّ نقص فِي الثَّالِثَة إصبعاً ". 214 - الثَّانِي عشر: عَن مُوسَى الْجُهَنِيّ، عَن مُصعب بن سعد عَن سعد قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا نَبِي الله، عَلمنِي كلَاما أقوله، قَالَ: " قل: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، الله أكبر كَبِيرا، وَالْحَمْد لله كثيرا، وَسُبْحَان الله رب الْعَالمين، لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعَزِيز الْحَكِيم ". قَالَ: فَهَؤُلَاءِ لرَبي، فَمَا لي؟ قَالَ: " قل اللَّهُمَّ اغْفِر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وَعَافنِي "، شكّ الرَّاوِي فِي " عَافنِي ". 215 - الثَّالِث عشر: عَن مُوسَى الْجُهَنِيّ أَيْضا عَن مُصعب بن سعد عَن سعد قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَيعْجزُ أحدكُم أَن يكْسب فِي كل يَوْم ألف حَسَنَة؟ " فَسَأَلَهُ سَائل من جُلَسَائِهِ: كَيفَ يكْسب أَحَدنَا ألف حَسَنَة؟ قَالَ: " يسبح مائَة تَسْبِيحَة فَيكْتب لَهُ ألف حَسَنَة، أَو يحط عَنهُ ألف خَطِيئَة ". هَكَذَا هُوَ فِي كتاب مُسلم فِي جَمِيع الرِّوَايَات عَن مُوسَى: " أَو يحط عَنهُ ألف خَطِيئَة " قَالَ أَبُو بكر البرقاني: وَرَوَاهُ شُعْبَة وَأَبُو عوَانَة وَيحيى بن سعيد الْقطَّان، عَن مُوسَى فَقَالُوا " ويحط " بِغَيْر ألف. الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 216 - الرَّابِع عشر: عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه - من رِوَايَة سماك بن حَرْب، عَن مُصعب: أَن سَعْدا قَالَ: أنزلت فِي أَربع آيَات من الْقُرْآن. قَالَ: حَلَفت أم سعدٍ أَلا تكَلمه أبدا حَتَّى يكفر بِدِينِهِ، وَلَا تَأْكُل وَلَا تشرب، قَالَت: زعمت أَن الله وصاك بِوَالِدَيْك، فَأَنا أمك، وَأَنا آمُرك بِهَذَا. قَالَ: مكثت ثَلَاثًا حَتَّى غشي عَلَيْهَا من الْجهد، فَقَامَ ابْن لَهَا يُقَال لَهَا عمَارَة، فَسَقَاهَا، فَجعلت تَدْعُو على سعد، فَأنْزل الله عز وَجل فِي الْقُرْآن هَذِه الْآيَة: {وَوَصينَا الْإِنْسَان بِوَالِديهِ حسنا} ، {وَإِن جَاهَدَاك على أَن تشرك بِي مَا لَيْسَ لَك بِهِ علم فَلَا تطعهما وصاحبهما فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا} . قَالَ: وَأصَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غنيمَة عَظِيمَة، فَإِذا فِيهَا سيفٌ، فَأَخَذته، فَأتيت بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: نفلني هَذَا السَّيْف، فَأَنا من قد علمت حَاله. فَقَالَ: " رده حَيْثُ أَخَذته " فَانْطَلَقت حَتَّى أردْت أَن ألقيه فِي الْقَبْض لامتني نَفسِي، فَرَجَعت إِلَيْهِ فَقلت: أعطنيه. قَالَ: فَشد لي صَوته: " رده من حَيْثُ أَخَذته " قَالَ: فَأنْزل الله عز وَجل: {يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال} [سُورَة الْأَنْفَال] . ومرضت، فَأرْسلت إِلَيّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَتَانِي، فَقلت: دَعْنِي أقسم مَالِي حَيْثُ شِئْت. قَالَ: فَأبى. قلت: فالنصف. قَالَ فَأبى. قلت: فَالثُّلُث. فَسكت وَكَانَ بعد الثُّلُث جَائِزا. قَالَ: وأتيت على نفرٍ من الْأَنْصَار والمهاجرين، فَقَالُوا: تعال نُطْعِمك ونسقيك خمرًا، وَذَلِكَ قبل أَن تحرم الْخمر. قَالَ: فأتيتهم فِي حشٍّ - والحش: الْبُسْتَان - فَإِذا رَأس جزور مشويٌّ عِنْدهم، وزق من خمر، فَأكلت وشربت مَعَهم، قَالَ: فَذكرت الْأَنْصَار والمهاجرين عِنْدهم، فَقلت: الْمُهَاجِرُونَ خيرٌ من الْأَنْصَار. قَالَ: فَأخذ الحديث: 216 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 رجلٌ أحد لحيي الرَّأْس فضربني بِهِ، فجرح أنفي، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته، فَأنْزل الله عز وَجل فِي - يَعْنِي نَفسه -: {إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشَّيْطَان} [سُورَة الْمَائِدَة] . فِي حَدِيث شُعْبَة - فِي قصَّة أم سعد، قَالَ: فَكَانُوا إِذا أَرَادوا أَن يطعموها شجروا فاها بعصاً، ثمَّ أوجروها. وَقَالَ فِي آخِره: فَضرب بِهِ أنف سعدٍ ففزره، فَكَانَ أنف سعدٍ مفزوراً. 217 - الْخَامِس عشر: عَن إِبْرَاهِيم بن سعد بن مَالك من رِوَايَة حبيب بن ثَابت عَنهُ عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بِنَحْوِ حَدِيث أُسَامَة بن زيد فِي الطَّاعُون: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن هَذَا الوجع رجزٌ وَعَذَاب، أَو بَقِيَّة عَذَاب عذب بِهِ أناسٌ من قبلكُمْ، فَإِذا كَانَ بأرضٍ وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا، وَإِذا بَلغَكُمْ أَنه بأرضٍ فَلَا تدخلوها ". وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن حبيب، عَن إِبْرَاهِيم بن سعد أَنه قَالَ: كَانَ أُسَامَة وَسعد جالسين يتحدثان، فَقَالَا: قَالَ رَسُول الله. . بِنَحْوِ ذَلِك. 218 - السَّادِس عشر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يزَال أهل الغرب ظَاهِرين على الْحق حَتَّى تقوم السَّاعَة ". 219 - السَّابِع عشر: عَن غنيم بن قيس الْمَازِني قَالَ: سَأَلت سعد بن أبي وَقاص عَن الْمُتْعَة فِي الْحَج، قَالَ: فعلناها وَهَذَا يومئذٍ كافرٌ بالعرش. يَعْنِي بيُوت مَكَّة. وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد عَن التَّيْمِيّ: يَعْنِي مُعَاوِيَة. 220 - الثَّامِن عشر: عَن شُرَيْح بن هَانِئ عَن سعد قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِتَّة نفرٍ، فَقَالَ الْمُشْركُونَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اطرد هَؤُلَاءِ لَا يجترئون علينا. قَالَ: وَكنت أَنا، الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 وَابْن مَسْعُود، وَرجل من هُذَيْل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فَوَقع فِي نفس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا شَاءَ الله أَن يَقع، فَحدث نَفسه، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَلَا تطرد الَّذين يدعونَ رَبهم بِالْغَدَاةِ والعشي يُرِيدُونَ وَجهه} [سُورَة الْأَنْعَام] . وَالله أعلم. (9) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل الْقرشِي رَضِي الله عَنهُ 221 - الأول: عَن عَمْرو بن حُرَيْث قَالَ: سَمِعت سعيد بن زيد يَقُول: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الكمأة من الْمَنّ، وماؤها شفاءٌ للعين ". 222 - الثَّانِي: عَن عُرْوَة بن الزبير: أَن سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل خاصمته أروى بنت أَوْس - وَقيل أويس - إِلَى مَرْوَان بن الحكم، وَادعت أَنه أَخذ شَيْئا من أرْضهَا، فَقَالَ سعيد: أَنا آخذ من أرْضهَا شَيْئا بعد الَّذِي سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم! قَالَ: مَاذَا سَمِعت؟ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من أَخذ شبْرًا من الأَرْض ظلما طوقه إِلَى سبع أَرضين " فَقَالَ لَهُ مَرْوَان: لَا أَسأَلك بَيِّنَة بعد هَذَا. الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 فَقَالَ سعيد: اللَّهُمَّ إِن كَانَت كَاذِبَة فأعم بصرها، واقتلها فِي أرْضهَا. قَالَ: فَمَا مَاتَت حَتَّى ذهب بصرها. وبينما هِيَ تمشي فِي أرْضهَا إِذْ وَقعت فِي حُفْرَة فَمَاتَتْ. وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ، عَن عبد الرَّحْمَن بن سهل عَن سعيد بن زيد، الْمسند مِنْهُ: من ظلم من الأَرْض شبْرًا طوقه من سبع أَرضين ". وَكَذَلِكَ فِي أَفْرَاد مُسلم من رِوَايَة سهل بن سعد السَّاعِدِيّ عَن سعيد بن زيد، الْمسند مِنْهُ أَيْضا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من اقتطع شبْرًا من الأَرْض ظلما طوقه الله إِيَّاه يَوْم الْقِيَامَة من سبع أَرضين ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم أَيْضا من رِوَايَة مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن سعيد بن زيد نَحْو حَدِيث عُرْوَة بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنه قَالَ: إِن الْخُصُومَة كَانَت فِي دَار، وَذكر دُعَاء سعيد عَلَيْهَا، وَأَنه رَآهَا عمياء تلتمس الْجدر، تَقول: أصابتني دَعْوَة سعيد، وَأَنَّهَا مرت على بِئْر فِي الدَّار فَوَقَعت فِيهَا، وَكَانَت قبرها. 223 - وللبخاري وَحده: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن سعيد بن زيد قَالَ: لقد رَأَيْتنِي موثقي عمر على الْإِسْلَام أَنا وَأُخْته وَمَا أسلم، وَلَو أَن أحدا انقض وَقيل: أرفض - للَّذي صَنَعْتُم بعثمان لَكَانَ محقوقاً أَن ينْقض. الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 (10) حَدِيث وَاحِد عَن أبي عُبَيْدَة بن الْجراح رَضِي الله عَنهُ 224 - من أَفْرَاد مُسلم: عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأمر علينا أَبَا عُبَيْدَة نتلقى عيرًا لقريش، وزودنا جراباً من تمر لم يجد لنا غَيره، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يُعْطِينَا تَمْرَة تَمْرَة. قَالَ: فَقلت: كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ بهَا؟ قَالَ: نمصها كَمَا يمص الصَّبِي، ثمَّ نشرب عَلَيْهَا من المَاء، فتكفينا يَوْمنَا إِلَى اللَّيْل. وَكُنَّا نضرب بعصينا الْخبط ثمَّ نبله بِالْمَاءِ فنأكله. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا على سَاحل الْبَحْر، فَرفع لنا على سَاحل الْبَحْر كَهَيئَةِ الْكَثِيب الضخم، فأتيناه فَإِذا هِيَ دابةٌ تدعى العنبر. قَالَ: فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: ميتةٌ، ثمَّ قَالَ: لَا، بل نَحن رسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي سَبِيل الله، وَقد اضطررتم، فَكُلُوا. قَالَ: فَأَقَمْنَا عَلَيْهِ شهرا وَنحن ثَلَاثمِائَة حَتَّى سمنا، قَالَ: وَلَقَد رَأَيْتنَا نغترف من وَقب عَيْنَيْهِ بالقلال الدّهن، ونقتطع مِنْهُ الفدر كالثور أَو كَقدْر الثور، فَلَقَد أَخذ منا أَبُو عُبَيْدَة ثَلَاثَة عشر رجلا فَأَقْعَدَهُمْ فِي وَقب عينه، وَأخذ ضلعاً من أضلاعه فأقامها، ثمَّ رَحل أعظم بعيرٍ منا فَمر من تحتهَا، وتزودنا من لَحْمه وشائق، فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة أَتَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَكرنَا لَهُ ذَلِك فَقَالَ: " هُوَ رزقٌ أخرجه الله لكم، فَهَل مَعكُمْ من لحْمَة شيءٌ فتطعمونا؟ " قَالَ: فَأَرْسَلنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُ فَأَكله. الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 قَوْله: نَحن رسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هُوَ مُسْند أبي عُبَيْدَة من هَذَا الحَدِيث، وَإِلَّا فَهُوَ من مُسْند جَابر. وَيُقَال: انْفَرد بِهَذِهِ الزِّيَادَة من قَول أبي عُبَيْدَة أَبُو الزبير، وَسَائِر الروَاة عَن جَابر لَا يذكرونها، وَلَيْسَ لأبي عُبَيْدَة بن الْجراح فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الْفَصْل من هَذَا الحَدِيث. آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن الْعشْرَة رضوَان الله عَلَيْهِم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 صفحة فارغة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 الْقسم الثَّانِي مسانيد المقدمين بعد الْعشْرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 صفحة فارغة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 (11) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ 225 - الأول: عَن عَلْقَمَة بن قيس النَّخعِيّ عَنهُ قَالَ: لما نزلت: {الَّذين ءامنوا وَلم يلبسوا إيمنهم بظُلْم} [سُورَة الْأَنْعَام] شقّ ذَلِك على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أَيّنَا لم يظلم نَفسه؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيْسَ ذَاك، وَإِنَّمَا هُوَ الشّرك، ألم تسمعوا قَول لُقْمَان لِابْنِهِ: {يَا بني لَا تشرك بِاللَّه إِن الشّرك لظلم عَظِيم} [سُورَة لُقْمَان وَفِي رِوَايَة: " لَيْسَ هُوَ كَمَا تظنون، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ ... " وَفِي رِوَايَة: " ألم تسمعوا قَول العَبْد الصَّالح. . ". 226 - الثَّانِي: عَن عَلْقَمَة عَنهُ قَالَ: بَينا أَنا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يتَوَكَّأ على عسيب، مر بنفرٍ من الْيَهُود، فَقَالَ بَعضهم: سلوه عَن الرّوح، وَقَالَ بَعضهم: لَا تسألوه، لَا يسمعكم مَا تَكْرَهُونَ. فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِم، حَدثنَا عَن الرّوح، فَقَامَ سَاعَة ينظر، فَعرفت أَنه يُوحى إِلَيْهِ، فتأخرت عَنهُ حَتَّى صعد الْوَحْي، ثمَّ قَالَ: {ويسألونك عَن الرّوح قل الرّوح من أَمر رَبِّي} [سُورَة الْإِسْرَاء] . وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن مَسْرُوق، عَن عبد الله قَالَ: وَعرض لَهُ يَهُودِيّ، فَسَأَلَهُ فَذكر نَحوه ... وَقَالَ: {ويسألونك عَن الرّوح} الْآيَة. الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 227 - الثَّالِث: عَنهُ أَيْضا قَالَ: قَالَ عبد الله: كُنَّا نسلم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي الصَّلَاة، فَيرد علينا، فَلَمَّا رَجعْنَا من عِنْد النَّجَاشِيّ سلمنَا عَلَيْهِ فَلم يرد علينا، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، كُنَّا نسلم عَلَيْك فِي الصَّلَاة فَترد علينا. قَالَ: " إِن فِي الصَّلَاة شغلاً ". 228 - الرَّابِع: عَن عَلْقَمَة قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ عبد الله بمنى، فَلَقِيَهُ عُثْمَان، فَقَامَ مَعَه يحدثه، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أَلا أزَوجك جَارِيَة شَابة لَعَلَّهَا تذكرك بعض مَا مضى من زَمَانك. قَالَ: فَقَالَ عبد الله: لَئِن قلت ذَاك، لقد قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا معشر الشَّبَاب، من اسْتَطَاعَ مِنْكُم الْبَاءَة فليتزوج؛ فَإِنَّهُ أَغضّ لِلْبَصَرِ وَأحْصن لِلْفَرجِ، وَمن لم يسْتَطع فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاء ". وَلَهُمَا، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن ابْن مَسْعُود عَنهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام نَحوه، وأوله: " يَا معشر الشَّبَاب ... ". 229 - الْخَامِس: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: جَاءَ حبرٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِن الله يضع السَّمَاء على إِصْبَع، وَالْأَرْض على إِصْبَع، وَالْجِبَال على إِصْبَع، وَالشَّجر والأنهار على إِصْبَع، وَسَائِر الْخلق على إِصْبَع، ثمَّ يَقُول: أَنا الْملك. فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: {وَمَا قدرُوا الله حق قدره} [سُورَة الزمر] . وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا عَن عُبَيْدَة السَّلمَانِي بِنَحْوِهِ، قَالَ: وَالْمَاء وَالثَّرَى على إِصْبَع، الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 وَسَائِر الْخَلَائق على إِصْبَع، ثمَّ يَهُزهُنَّ. وَفِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه تَعَجبا وَتَصْدِيقًا. ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {وَمَا قدرُوا الله حق قدره} الْآيَة. وَفِي الرِّوَايَات تَقْدِيم وَتَأْخِير، وتقاربٌ فِي الْمَعْنى. 230 - السَّادِس: عَن عَلْقَمَة قَالَ: كُنَّا بحمصٍ، فَقَرَأَ ابْن مَسْعُود سُورَة يُوسُف، فَقَالَ رجلٌ: مَا هَكَذَا أنزلت؟ فَقَالَ عبد الله: وَالله لقرأتها على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَحْسَنت ". فَبينا هُوَ يكلمهُ إِذْ وجد مِنْهُ ريح الْخمر، فَقَالَ: أتشرب الْخمر وَتكذب بِالْكتاب، فَضَربهُ الْحَد. 231 - السَّابِع: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَزَاد أَو نقص - شكّ بعض الروَاة، وَالصَّحِيح أَنه زَاد. فَلَمَّا سلم قيل لَهُ: يَا رَسُول الله، أحدث فِي الصَّلَاة شَيْء؟ قَالَ: " وَمَا ذَاك؟ " قَالُوا: صليت كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَثنى رجلَيْهِ، واستقبل الْقبْلَة، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم، وَأَقْبل علينا بِوَجْهِهِ. فَقَالَ: " إِنَّه لَو حدث فِي الصَّلَاة شيءٌ أنبأتكم بِهِ، وَلَكِنِّي إِنَّمَا أَنا بشرٌ أنسى كَمَا تنسون، فَإِذا نسيت فذكروني، وَإِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فليتحر الصَّوَاب فليبن عَلَيْهِ، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ. وَفِي رِوَايَة: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سجد سَجْدَتي السَّهْو بعد السَّلَام وَالْكَلَام. وَفِي رِوَايَة: قَالُوا: فَإنَّك صليت خمْسا، فَانْفَتَلَ ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ ثمَّ سلم. الحديث: 230 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 وَفِي أَفْرَاد مُسلم نَحوه مُخْتَصرا عَن الْأسود عَن عبد الله، قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمْسا، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، أَزِيد فِي الصَّلَاة؟ قَالَ: " وَمَا ذَاك؟ " قَالُوا: صليت خمْسا. فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنا بشرٌ مثلكُمْ، أذكر كَمَا تذكرُونَ وأنسى كَمَا تنسون " ثمَّ سجد سَجْدَتي السَّهْو. 232 - الثَّامِن: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله: أَنه لعن الْوَاشِمَات. وَفِي رِوَايَة قَالَ: " لعن الله الْوَاشِمَات وَالْمُسْتَوْشِمَات، وَالْمُتَنَمِّصَات وَالْمُتَفَلِّجَات لِلْحسنِ، الْمُغيرَات خلق الله ". فَبلغ ذَلِك امْرَأَة من بني أَسد يُقَال لَهَا أم يَعْقُوب، وَكَانَت تقْرَأ الْقُرْآن، فَأَتَتْهُ فَقَالَت: مَا حديثٌ بَلغنِي عَنْك أَنَّك قلت كَذَا وَكَذَا؟ وذكرته فَقَالَ عبد الله. وَمَا لي لَا ألعن من لعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ فِي كتاب الله؟ فَقَالَت الْمَرْأَة: لقد قَرَأت مَا بَين لوحي الْمُصحف فَمَا وجدته. فَقَالَ: إِن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قَالَ الله عز وَجل: {وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ وَمَا نهاكم عَنهُ فَانْتَهوا} [سُورَة الْحَشْر] ، قَالَت: إِنِّي أرى شَيْئا من هَذَا على امْرَأَتك الْآن. قَالَ: اذهبي فانظري، فَذَهَبت فَلم تَرَ شَيْئا، فَجَاءَت فَقَالَت: مَا رَأَيْت شَيْئا. فَقَالَ: أما لَو كَانَ ذَلِك لم نجامعها. وَقد رُوِيَ عَن أم يَعْقُوب عَن عبد الله نَحوه، ذكره البُخَارِيّ وَحده. 233 - التَّاسِع: عَنهُ أَن الْأَشْعَث بن قيس دخل على عبد الله وَهُوَ يطعم يَوْم الحديث: 232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 عَاشُورَاء فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، إِن الْيَوْم يَوْم عَاشُورَاء. فَقَالَ: قد كَانَ يصام قبل أَن ينزل رَمَضَان، فَلَمَّا نزل رَمَضَان ترك، فَإِن كنت مُفطرا فاطعم. وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن عبد الله نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: كَانَ يَوْمًا يَصُومهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن ينزل رَمَضَان، فَلَمَّا نزل رَمَضَان تَركه. وَهُوَ فِي أَفْرَاده أَيْضا عَن قيس بن السكن مُخْتَصر: دخل الْأَشْعَث على عبد الله يَوْم عَاشُورَاء، فَقَالَ أدن فَكل، قَالَ: إِنِّي صَائِم، قَالَ: كُنَّا نصومه ثمَّ ترك. 234 - الْعَاشِر: عَن الْأسود بن يزِيد النَّخعِيّ عَن عبد الله قَالَ: بَينا نَحن مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَار بمنى، إِذْ نزلت عَلَيْهِ: {والمرسلات عرفا} [سُورَة المرسلات] ، وَإِنِّي لأتلقاها من فِيهِ، وَإِن فَاه لرطبٌ بهَا، إِذْ وَثَبت علينا حيةٌ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقتلوها " فابتدرناها لنقتلها فسبقتنا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وقيت شركم كَمَا وقيتم شَرها ". قَوْله " بمنى " للْبُخَارِيّ دون مُسلم فِي رِوَايَة الْأسود. قَالَ البُخَارِيّ: وَإِنَّمَا أردنَا بِهَذَا أَن منى من الْحرم، وَلم يرَوا بقتل الْحَيَّة بَأْسا. وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ، كُنَّا فِي غارٍ، فَنزلت: {والمرسلات عرفا} ، بِمَعْنَاهُ. 235 - الْحَادِي عشر: عَن الْأسود عَن عبد الله: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ: (والنجم إِذا الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 هوى} فَسجدَ فِيهَا وَسجد من كَانَ مَعَه، غير أَن شَيخا من قُرَيْش أَخذ كفاًّ من حَصى أَو ترابٍ فرفعه إِلَى جَبهته وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا. قَالَ عبد الله: فَلَقَد رَأَيْته بعد قتل كَافِرًا. 236 - الثَّانِي عشر: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول {مدكر} دَالا [سُورَة الْقَمَر] . 237 - الثَّالِث عشر: عَن الْأسود قَالَ: قَالَ عبد الله: لَا يجعلن أحدكُم للشَّيْطَان شَيْئا من صلَاته، يرى أَن حقاًّ عَلَيْهِ أَلا ينْصَرف إِلَّا عَن يَمِينه، لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثيرا ينْصَرف عَن يسَاره. 238 - الرَّابِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد - وَهُوَ أَخُو الْأسود - قَالَ: صلى بِنَا عُثْمَان بن عَفَّان بمنى أَربع رَكْعَات، فَقيل ذَلِك لعبد الله بن مَسْعُود، فَقَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمنى رَكْعَتَيْنِ، وَصليت مَعَ أبي بكر الصّديق بمنى رَكْعَتَيْنِ، وَصليت مَعَ عمر بن الْخطاب بمنى رَكْعَتَيْنِ. وليت حظي من أَربع ركعاتٍ رَكْعَتَانِ متقبلتان. 239 - الْخَامِس عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد من رِوَايَة عمَارَة بن عُمَيْر عَنهُ عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: مَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى صَلَاة لغير ميقاتها إِلَّا صَلَاتَيْنِ: جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء بجمعٍ، وَصلى الْفجْر يومئذٍ قبل ميقاتها. الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ هَذَا الْمَعْنى بِزِيَادَة شرح، أخرجه من رِوَايَة زُهَيْر وَإِسْرَائِيل: فَفِي رِوَايَة زُهَيْر عَن أبي إِسْحَاق، عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ: حج عبد الله بن مَسْعُود، فأتينا الْمزْدَلِفَة حِين الْأَذَان بالعتمة أَو قَرِيبا من ذَلِك، فَأمر رجلا فَأذن وَأقَام، ثمَّ صلى الْمغرب، وَصلى بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ دَعَا بعشاء فتعشى، ثمَّ أمره فَأذن وَأقَام ثمَّ صلى الْعشَاء رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا كَانَ حِين طلع الْفجْر قَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَا يُصَلِّي هَذِه السَّاعَة إِلَّا هَذِه الصَّلَاة فِي هَذَا الْمَكَان فِي هَذَا الْيَوْم. قَالَ عبد الله: هما صلاتان تحولان عَن وقتهما: صَلَاة الْمغرب بعد مَا يَأْتِي النَّاس، وَالْفَجْر حِين يبزغ الْفجْر. قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَفْعَله. وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق عَنهُ قَالَ: خرجت مَعَ عبد الله، ثمَّ قدمنَا جمعا، فصلى الصَّلَاتَيْنِ كل صَلَاة وَحدهَا بِأَذَان وَإِقَامَة، وتعشى بَينهمَا، ثمَّ صلى الْفجْر حِين طلع الْفجْر، قائلٌ يَقُول: طلع الْفجْر، وقائلٌ يَقُول: لم يطلع. ثمَّ قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن هَاتين الصَّلَاتَيْنِ حولتا عَن وقتهما فِي هَذَا الْمَكَان: الْمغرب وَالْعشَاء، وَلَا يقدم النَّاس جمعا حَتَّى يعتموا، وَصَلَاة الْفجْر هَذِه السَّاعَة ". ثمَّ وقف حَتَّى أَسْفر، ثمَّ قَالَ: لَو أَن أَمِير الْمُؤمنِينَ - يَعْنِي عُثْمَان - أَفَاضَ الْآن أصَاب السّنة. فَمَا أَدْرِي أقوله كَانَ أسْرع أم دفع عُثْمَان، فَلم يزل يُلَبِّي حَتَّى رمى جَمْرَة الْعقبَة. 240 - السَّادِس عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ: رمى عبد الله بن مَسْعُود جَمْرَة الْعقبَة من بطن الْوَادي بِسبع حصياتٍ، يكبر مَعَ كل حَصَاة. وَفِي رِوَايَة: فَجعل الْبَيْت عَن يسَاره، وَمنى عَن يَمِينه. قَالَ: فَقيل لَهُ: إِن أُنَاسًا الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 يَرْمُونَهَا من فَوْقهَا. فَقَالَ: هَذَا - وَالَّذِي لَا إِلَه غَيره - مقَام الَّذِي أنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْبَقَرَة. 241 - السَّابِع عشر: عَن مَسْرُوق بن الأجدع قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْد عبد الله وَهُوَ مُضْطَجع بَيْننَا، فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، إِن قَاصا عِنْد أَبْوَاب كِنْدَة يقص وَيَزْعُم أَن آيَة الدُّخان تَجِيء فتأخذ بِأَنْفَاسِ الْكفَّار، وَيَأْخُذ الْمُؤمنِينَ مِنْهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام. فَقَالَ عبد الله - وَجلسَ وَهُوَ غَضْبَان: يَا أَيهَا النَّاس، اتَّقوا الله، وَمن علم شَيْئا فَلْيقل بِمَا يعلم، وَمن لَا يعلم فَلْيقل: الله أعلم، فَإِنَّهُ أعلم لأحدكم أَن يَقُول لما لَا يعلم: الله أعلم، فَإِن الله تَعَالَى قَالَ لنَبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {قل مَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ من أجر وَمَا أَنا من المتكلفين} [سُورَة ص] إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما رأى من النَّاس إدباراً قَالَ: " اللَّهُمَّ سبعٌ كسبع يُوسُف " وَفِي رِوَايَة: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما دَعَا قُريْشًا كذبوه واستعصوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَعنِي عَلَيْهِم بِسبع كسبع يُوسُف "، فَأَخَذتهم سنةٌ حصت كل شَيْء، حَتَّى أكلُوا الْجُلُود وَالْميتَة من الْجُوع، وَينظر إِلَى السَّمَاء أحدهم فَيرى كَهَيئَةِ الدُّخان. فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَان فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِنَّك جِئْت تَأمر بِطَاعَة الله وَبِصِلَة الرَّحِم، وَإِن قَوْمك قد هَلَكُوا، فَادع الله عز وَجل لَهُم، قَالَ الله تَعَالَى: {فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين} إِلَى قَوْله {إِنَّكُم عائدون} [سُورَة الدُّخان] قَالَ عبد الله: أفيكشف عَذَاب الْآخِرَة: {يَوْم نبطش البطشة الْكُبْرَى إِنَّا منتقمون} [سُورَة الدُّخان] ، فالبطشة: يَوْم بدر. فِي رِوَايَة عِنْد البرقاني: {فَسَوف يكون لزاما} [سُورَة الْفرْقَان] ، يَوْم بدر. الحديث: 241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 فِي الْكِتَابَيْنِ عَن عبد الله، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خمسٌ قد مضين: الدُّخان، وَاللزَام، وَالروم، وَالْبَطْشَة، وَالْقَمَر ". 242 - الثَّامِن عشر: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ منا من ضرب الخدود، وشق الْجُيُوب، ودعا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى: " أَو، أَو ". 243 - التَّاسِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: سَأَلت مسروقاً: من آذن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالجن لَيْلَة اسْتَمعُوا الْقُرْآن؟ قَالَ: حَدثنِي أَبوك - يَعْنِي ابْن مَسْعُود: أَنه آذنته بهم شَجَرَة. 244 - الْعشْرُونَ: عَن مَسْرُوق عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ من نفس تقتل ظلما إِلَّا كَانَ على ابْن آدم الأول كفل مِنْهَا، لِأَنَّهُ سنّ الْقَتْل أَولا ". وَفِي رِوَايَة: " لِأَنَّهُ كَانَ أول من سنّ الْقَتْل ". 245 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن مَسْرُوق قَالَ: قَالَ عبد الله: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة المصورون ". وَفِي رِوَايَة لمسلمٍ: إِن من أَشد أهل النَّار يَوْم الْقِيَامَة عذَابا المصورون ". الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 وَعند البرقاني فِي حَدِيث ابْن أبي عُمَيْر عَن سُفْيَان: إِن أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة رجلٌ قَتله نَبِي، أَو مصورٌ يصور هَذِه التماثيل ". 246 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يحل دم امرئٍ مُسلم يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاث: الثّيّب الزَّانِي، وَالنَّفس بِالنَّفسِ، والتارك لدينِهِ المفارق للْجَمَاعَة ". 247 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَن عبد الله قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قبةٍ نَحوا من أَرْبَعِينَ فَقَالَ: أَتَرْضَوْنَ أَن تَكُونُوا ربع أهل الْجنَّة؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ أَن تَكُونُوا ثلث أهل الْجنَّة؟ " قُلْنَا: نعم. قَالَ: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِنِّي لأرجو أَن تَكُونُوا نصف أهل الْجنَّة، وَذَلِكَ أَن الْجنَّة لَا يدخلهَا إِلَّا نفسٌ مسلمة، وَمَا أَنْتُم فِي أهل الشّرك إِلَّا كالشعرة الْبَيْضَاء فِي جلد الثور الْأسود، أَو كالشعرة السَّوْدَاء فِي جلد الثور الْأَحْمَر ". 248 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَنهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي عِنْد الْبَيْت، وَأَبُو جهل وأصحابٌ لَهُ جلوسٌ، وَقد نحرت جزورٌ بالْأَمْس، فَقَالَ أَبُو جهل: أَيّكُم يقوم إِلَى سلى جزور بني فلَان فَيَأْخذهُ فيضعه فِي كَتِفي مُحَمَّد إِذا سجد، فانبعث أَشْقَى الْقَوْم فَأَخذه، فَلَمَّا سجد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَضعه بَين كَتفيهِ، فاستضحكوا، وَجعل بَعضهم يمِيل على بعض، وَأَنا قائمٌ أنظر، لَو كَانَت الحديث: 246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 لي منعةٌ طرحته عَن ظهر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ساجدٌ مَا يرفع رَأسه، حَتَّى انْطلق إِنْسَان فَأخْبر فَاطِمَة، فَجَاءَت وَهِي جويريةٌ، فَطَرَحته عَنهُ، ثمَّ أَقبلت عَلَيْهِم تسبهم. فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته رفع صَوته ثمَّ دَعَا عَلَيْهِم، وَكَانَ إِذا دَعَا دَعَا ثَلَاثًا، وَإِذا سَأَلَ سَأَلَ ثَلَاثًا، ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ عَلَيْك بِقُرَيْش " ثَلَاث مَرَّات، فَلَمَّا سمعُوا صَوته ذهب عَنْهُم الضحك، وخافوا دَعوته، ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ عَلَيْك بِأبي جهل بن هِشَام، وَعقبَة بن ربيعَة، وَشَيْبَة بن ربيعَة، والوليد بن عتبَة، وَأُميَّة بن خلف، وَعقبَة بن أبي معيط " وَذكر السَّابِع وَلم أحفظه، قَالَ: فوالذي بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ لقد رَأَيْت الَّذين سمى صرعى، ثمَّ سحبوا إِلَى القليب - قليب بدر. وَفِي رِوَايَة: فَأشْهد بِاللَّه لقد رَأَيْتهمْ صرعى، قد غيرتهم الشَّمْس، وَكَانَ يَوْمًا حاراً. وَفِي رِوَايَة أخرجهَا البرقاني ذكر السَّابِع وَهُوَ عمَارَة بن الْوَلِيد. وَقَالَ بعض الروَاة: الْوَلِيد بن عتبَة غلطٌ فِي هَذَا الحَدِيث. 249 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة يَوْم الْفَتْح، وحول الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ نصبا، فَجعل يطعنها بعودٍ كَانَ فِي يَده يَقُول: " جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقاً، جَاءَ الْحق، وَمَا يبدئ الْبَاطِل وَمَا يُعِيد ". 250 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَنهُ: قَوْله عز وَجل: (أُولَئِكَ الَّذين الحديث: 249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 يدعونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبهم الْوَسِيلَة} [سُورَة الْإِسْرَاء] ، قَالَ: كَانَ نفرٌ من الْإِنْس يعْبدُونَ نَفرا من الْجِنّ، فَأسلم النَّفر من الْجِنّ، واستمسك الْآخرُونَ بعبادتهم، فَنزلت: {أُولَئِكَ الَّذين يدعونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبهم الْوَسِيلَة} . وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن عَمه عبد الله نَحوه. 251 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَن عبد الله قَالَ: عَلمنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم التَّشَهُّد، كفي بَين كفيه، كَمَا يعلمني السُّورَة من الْقُرْآن: " التَّحِيَّات لله، والصلوات والطيبات، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قعد أحدكُم فِي الصَّلَاة فَلْيقل: التَّحِيَّات لله ... " وَذكره، وَزَاد عِنْد ذكر " عباد الله الصَّالِحين " " فَإِنَّكُم إِذا فَعلْتُمْ ذَلِك فقد سلمتم على كل عبدٍ لله صالحٍ فِي السَّمَاء وَالْأَرْض " وَفِي آخِره: " ثمَّ يتَخَيَّر من الْمَسْأَلَة مَا شَاءَ ". 252 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَن ابْن مَسْعُود، حَدِيث انْشِقَاق الْقَمَر، بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة الْمعَانِي، وَمِنْهَا أَنه قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشقتين، فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " اشْهَدُوا " وَفِي أُخْرَى: وَنحن مَعَه فَقَالَ: " اشْهَدُوا، اشْهَدُوا ". وَمِنْهَا أَنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحن مَعَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بمنى، إِذْ انْفَلق الْقَمَر فلقَتَيْنِ، فلقَة وَرَاء الْجَبَل، وَفلقَة دونه، فَقَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اشْهَدُوا ". الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن عبد الله: بِمَكَّة وَفِي الصَّحِيح أَيْضا الرِّوَايَات بانشقاق الْقَمَر عَن ابْن عمر، وَعَن ابْن عَبَّاس، وَعَن أنس بن مَالك. 253 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي معمر عَن عبد الله قَالَ: اجْتمع عِنْد الْبَيْت ثَلَاثَة نفرٍ: ثقفيان وقرشي، أَو قرشيان، وثقفي، كثيرٌ شَحم بطونهم، قليلٌ فقه قُلُوبهم، فَقَالَ أحدهم: أَتَرَوْنَ أَن الله يسمع مَا نقُول؟ فَقَالَ الآخر: يسمع إِن جهرنا وَلَا يسمع إِن أخفينا. وَقَالَ الآخر: إِن كَانَ يسمع إِذا جهرنا فَهُوَ يسمع إِذا أخفينا. فَأنْزل الله عز وَجل: {وَمَا كُنْتُم تستترون أَن يشْهد عَلَيْكُم سمعكم وَلَا أبصاركم} [سُورَة فصلت] . وَفِي أَفْرَاد مُسلم من رِوَايَة وهب بن ربيعَة عَن عبد الله نَحوه. 254 - الثَّلَاثُونَ: عَن الْحَارِث بن سُوَيْد عَن عبد الله قَالَ: دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يوعك، فمسسته بيَدي فَقلت: إِنَّك لتوعك وعكا شَدِيدا. قَالَ: " أجل، أوعك كَمَا يوعك رجلَانِ مِنْكُم ". فَقلت: ذَلِك أَن لَك أَجْرَيْنِ. قَالَ: " أجل، مَا من مُسلم يُصِيبهُ أَذَى من مرضٍ فَمَا سواهُ إِلَّا حط الله بِهِ سيئاته كَمَا تحط الشَّجَرَة وَرقهَا ". 255 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الْحَارِث بن سُوَيْد قَالَ: حَدثنَا عبد الله بن مَسْعُود حديثين: أَحدهمَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْآخر عَن نَفسه: قَالَ: إِن الْمُؤمن يرى ذنُوبه كَأَنَّهُ قاعدٌ تَحت جبلٍ يخَاف أَن يَقع عَلَيْهِ، وَإِن الْفَاجِر يرى ذنُوبه كذبابٍ مر على أَنفه، فَقَالَ بِهِ هَكَذَا - أَي بِيَدِهِ - فذبه عَنهُ. الحديث: 253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: لله أفرح بتوبة عَبده الْمُؤمن من رجلٍ نزل فِي أرضٍ دوية مهلكة، مَعَه رَاحِلَته عَلَيْهَا طَعَامه وَشَرَابه، فَوضع رَأسه فَنَامَ نومَة، فَاسْتَيْقَظَ وَقد ذهبت رَاحِلَته، فطلبها حَتَّى اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْحر والعطش أَو مَا شَاءَ الله، قَالَ: أرجع إِلَى مَكَاني الَّذِي كنت فِيهِ فأنام حَتَّى أَمُوت، فَوضع رَأسه على ساعده ليَمُوت، فَاسْتَيْقَظَ فَإِذا رَاحِلَته عِنْده عَلَيْهَا زَاده وَشَرَابه، فَالله أَشد فَرحا بتوبة العَبْد الْمُؤمن من هَذَا براحلته وزاده ". وَأخرج مُسلم مِنْهُ الْمسند فَقَط 256 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَيْنِ: رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ على هَلَكته فِي الْحق، وَرجل آتَاهُ الله حِكْمَة، فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا ". 257 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن قيس عَنهُ قَالَ: كُنَّا نغزو مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ مَعنا نساءٌ، فَقُلْنَا: أَلا نستخصي؟ فنهانا عَن ذَلِك، ثمَّ رخص لنا أَن ننكح الْمَرْأَة بِالثَّوْبِ إِلَى أجلٍ، ثمَّ قَرَأَ عبد الله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم} الْآيَة [سُورَة الْمَائِدَة] . 258 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن زر بن حُبَيْش فِي قَوْله عز وَجل: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى} [سُورَة النَّجْم] ، وَفِي قَوْله: {مَا كذب الفؤا د مَا رأى} [سُورَة النَّجْم] ، وَفِي قَوْله: {لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} [سُورَة النَّجْم] ، قَالَ عَنْهَا كلهَا: إِن ابْن مَسْعُود قَالَ: رأى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، لَهُ سِتّمائَة جناحٍ. زَاد فِي قَوْله تَعَالَى: {لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى} رأى جِبْرِيل فِي صورته. كَذَا عِنْد مُسلم. الحديث: 256 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 وَعند البُخَارِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} [سُورَة النَّجْم] ، أَن ابْن مَسْعُود قَالَ: رأى جِبْرِيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح. وَلم يذكر فِي سَائِر الْآيَات هَذَا، وَلَا ذكر فِيهَا غير مَا أوردنا. قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف فِي حَدِيث عبد الْوَاحِد: {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} [سُورَة النَّجْم] ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رَأَيْت جِبْرِيل فِي صورته، لَهُ سِتّمائَة جناحٍ ". وَلَيْسَ ذَلِك فِيمَا رَأَيْنَاهُ من النّسخ، وَلَا ذكره البرقاني فِيمَا أخرجه على الْكِتَابَيْنِ. وَالله أعلم. وَإِنَّمَا فِي حَدِيث عبد الْوَاحِد عِنْد البُخَارِيّ فِي قَوْله: {فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى فَأوحى إِلَى عَبده مَا أوحى} قَالَ: حَدثنَا ابْن مَسْعُود أَنه رأى جِبْرِيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح. 259 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن زيد بن وهب الْجُهَنِيّ عَن ابْن مَسْعُود: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّهَا سَتَكُون بعدِي أَثَرَة وأمورٌ تنكرونها " قَالُوا: يَا رَسُول الله، فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ: " تؤدون الْحق الَّذِي عَلَيْكُم، وتسألون الله الَّذِي لكم ". 260 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَهُوَ الصَّادِق المصدوق -: " إِن خلق أحدكُم يجمع فِي بطن أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثمَّ يكون علقَة مثل ذَلِك، ثمَّ يكون مُضْغَة مثل ذَلِك، ثمَّ يبْعَث الله إِلَيْهِ ملكا بِأَرْبَع كَلِمَات: يكْتب رزقه وأجله وَعَمله وشقيٌّ أَو سعيد، ثمَّ تنفخ فِيهِ الرّوح، فوالذي لَا إِلَه غَيره، إِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذراعٌ، الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار فيدخلها، وَإِن أحدكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل النا ر حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذراعٌ، فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب، فَيعْمل بِعَمَل أهل الْجنَّة فيدخلها ". 261 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عُبَيْدَة السَّلمَانِي عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خير النَّاس قَرْني، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ، ثمَّ يَجِيء قومٌ تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه، وَيَمِينه شَهَادَته ". 262 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن عُبَيْدَة عَنهُ قَالَ: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقْرَأ عَليّ الْقُرْآن " فَقلت: يَا رَسُول الله، أَقرَأ عَلَيْك وَعَلَيْك أنزل؟ قَالَ: " إِنِّي أحب أَن أسمعهُ من غَيْرِي ". قَالَ: فَقَرَأت عَلَيْهِ سُورَة النِّسَاء حَتَّى جِئْت إِلَى هَذِه الْآيَة: {فَكيف إِذا جِئْنَا من كل أمة بِشَهِيد وَجِئْنَا بك على هَؤُلَاءِ شَهِيدا} [سُورَة النِّسَاء] قَالَ: " حَسبك الْآن "، فَالْتَفت إِلَيْهِ، فَإِذا عَيناهُ تَذْرِفَانِ. زَاد فِي أَفْرَاد مُسلم عَن عَمْرو بن حُرَيْث عَن ابْن مَسْعُود: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " شهيدٌ مَا دمت فيهم - أَو مَا كنت فيهم " شكّ مسعر. 263 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأعْلم آخر أهل النَّار خُرُوجًا مِنْهَا، وَآخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة: رجلٌ يخرج من النَّار حبواً، فَيَقُول الله عز وَجل لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة، فيأتيها فيخيل إِلَيْهِ الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 أَنَّهَا ملأى، فَيرجع فَيَقُول: يَا رب، وَجدتهَا ملأى، فَيَقُول الله عز وَجل لَهُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة، قَالَ: فيأتيها فيخيل إِلَيْهِ أَنَّهَا ملأى، فَيرجع فَيَقُول: يَا رب، وَجدتهَا ملأى، فَيَقُول الله عز وَجل: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجنَّة، فَإِن لَك مثل الدُّنْيَا وَعشرَة أَمْثَالهَا، أَو إِن لَك عشرَة أَمْثَال الدُّنْيَا، فَيَقُول: أَتسخر بِي؟ أَو: أتضحك بِي، وَأَنت الْملك؟ " قَالَ: فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه. وَكَانَ يُقَال: " ذَلِك أدنى أهل الْجنَّة منزلَة ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم حَدِيث طَوِيل عَن أنس بن مَالك عَن ابْن مَسْعُود فِي آخر من يدْخل الْجنَّة، بِأَلْفَاظ متباعدة من أَلْفَاظ هَذَا الحَدِيث، أوردناه لذَلِك هُنَالك بِطُولِهِ. 264 - الْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو بن شُرَحْبِيل عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الذَّنب أعظم؟ قَالَ: " أَن تجْعَل لله ندا وَهُوَ خلقك " قَالَ: قلت: إِن ذَلِك لعَظيم. قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " أَن تقتل ولدك مَخَافَة أَن يطعم مَعَك ". قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " ثمَّ أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك ". 265 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ - واسْمه سعد بن إِيَاس - قَالَ: حَدثنِي صَاحب هَذَا الدَّار - وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى دَار عبد الله - قَالَ: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْعَمَل أحب إِلَى الله؟ قَالَ: " الصَّلَاة على وَقتهَا " قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " بر الْوَالِدين ". قلت: ثمَّ أَي؟ قَالَ: " الْجِهَاد فِي سَبِيل الله ". قَالَ: حَدثنِي بِهن، وَلَو استزدته لزادني. الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 266 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ: أَن رجلا أصَاب من امرأةٍ قبْلَة، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر لَهُ، فَنزلت: {وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل} [سُورَة هود] ، فَقَالَ الرجل: يَا رَسُول الله، أَلِي هَذِه؟ قَالَ: " لمن عمل بهَا من أمتِي ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم نَحوه، وَفِيه زِيَادَة أَلْفَاظ لَهَا معنى: وَهُوَ عَن عَلْقَمَة وَالْأسود عَن عبد االله قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي عَالَجت امْرَأَة فِي أقْصَى الْمَدِينَة، وَإِنِّي أصبت مِنْهَا مَا دون أَن أَمسهَا، فَأَنا هَذَا فَاقْض فِي مَا شِئْت. فَقَالَ لَهُ عمر: لقد سترك الله لَو سترت على نَفسك. قَالَ: وَلم يرد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا، فَقَامَ الرجل فَانْطَلق، فَأتبعهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا فَدَعَاهُ، وتلا عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة: {وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات ذَلِك ذكرى لِلذَّاكِرِينَ} فَقَالَ رجل من الْقَوْم: يَا نَبِي الله، هَذَا لَهُ خَاصَّة؟ قَالَ: " بل للنَّاس كَافَّة ". 267 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ، عَن ابْن مَسْعُود: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يمنعن أحدكُم أَذَان بلالٍ من سحوره، فَإِنَّهُ يُؤذن - أَو قَالَ يُنَادي - بلَيْل، ليرْجع قائمكم، ويوقظ نائمكم، وَلَيْسَ الْفجْر أَن يَقُول هَكَذَا " وَجمع بعض الروَاة كفيه - حَتَّى يَقُول هَكَذَا - وَمد إصبعيه السبابتين. وَفِي رِوَايَة جرير: هُوَ الْمُعْتَرض وَلَيْسَ بالمستطيل. 268 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان قَالَ: قَالَ عبد الله: من اشْترى الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 محفلة فَردهَا فليرد مَعهَا صَاعا. فِي بعض الرِّوَايَات عِنْد البرقاني: من تمر. وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ. قَالَ: وَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن تلقي الْبيُوع. اجْتمع فِي هَذَا الحَدِيث حكمان: فَحكم المحفلة من قَول عبد الله، والتلقي مُسْند، وَلم يخرج مِنْهُ مسلمٌ إِلَّا الْمسند فِي التلقي فَقَط. 269 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي وَائِل، شَقِيق بن سَلمَة عَن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون الآخر حَتَّى تختلطوا بِالنَّاسِ، من أجل أَن يحزنهُ. وَلَا تباشر الْمَرْأَة الْمَرْأَة فتصفها لزَوجهَا كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا ". 270 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سباب الْمُسلم فسوق، وقتاله كفر ". 271 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا أحدٌ أغير من الله، وَلذَلِك حرم الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن، وَلَا أحدٌ أحب إِلَيْهِ الْمَدْح من الله، وَلذَلِك مدح نَفسه ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد نَحوه عَن ابْن مَسْعُود، وَلم يذكر: الحديث: 269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن " وَزَاد: " وَلَيْسَ أحدٌ أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله، من أجل ذَلِك أنزل الْكتاب وَأرْسل الرُّسُل ". 272 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق بن سَلمَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ يُقَال لَهُ نهيك ابْن سِنَان إِلَى عبد الله فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، كَيفَ تقْرَأ هَذَا الْحَرْف: ألفا تَجدهُ أم يَاء؟ {من مَاء غير آسن} [سُورَة مُحَمَّد] ، أَو (من مَاء غير ياسنٍ) فَقَالَ لَهُ عبد الله: أَو كل الْقُرْآن قد أحصيت غير هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي لأقرأ الْمفصل فِي رَكْعَة. فَقَالَ عبد الله: هَذَا كهذ الشّعْر، إِن أَقْوَامًا يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم، وَلَكِن إِذا وَقع فِي الْقلب فَرسَخ فِيهِ نفع. إِن أفضل الصَّلَاة الرُّكُوع وَالسُّجُود. إِنِّي لأعْلم النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقرن بَينهُنَّ، سورتين فِي كل رَكْعَة. ثمَّ قَامَ عبد الله، فَدخل عَلْقَمَة فِي إثره، فَقُلْنَا لَهُ: سَله عَن النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ بهَا فِي كل رَكْعَة، فَدخل عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ، ثمَّ خرج علينا فَقَالَ: عشرُون سُورَة من أول الْمفصل على تأليف عبد الله، آخِرهنَّ من الحواميم (حم الدُّخان) و (عَم يتساءلون) . 273 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق قَالَ: خَطَبنَا عبد الله فَقَالَ: على قِرَاءَة من تأمروني أَن أَقرَأ؟ وَالله لقد أخذت من فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَعند مُسلم فِيهِ: فَلَقَد قَرَأت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بضعاً وَسبعين سُورَة. وَلَقَد علم أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنِّي من أعلمهم بِكِتَاب الله، وَمَا أَنا بخيرهم، وَلَو أعلم أَن أحدا أعلم مني لرحلت إِلَيْهِ. الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 قَالَ شَقِيق: فَجَلَست فِي حلق أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا سَمِعت أحدا يرد ذَلِك عَلَيْهِ وَلَا يعِيبهُ. وَفِي أول حَدِيث عَبدة: {وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة} [سُورَة آل عمرَان] . 274 - الْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بئْسَمَا لأَحَدهم أَن يَقُول: نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت، بل هُوَ نسي، واستذكروا الْقُرْآن؛ فَإِنَّهُ أَشد تفصياً من صُدُور الرِّجَال من النعم من عقله ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يقل أحدكُم نسيت آيَة كَذَا وَكَذَا بل هُوَ نسي ". 275 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي وَائِل عَن عبد الله قَالَ: ذكر عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلٌ نَام لَيْلَة حَتَّى أصبح، وَفِي رِوَايَة: مَا زَالَ نَائِما حَتَّى أصبح، فَقَالَ: " ذَاك رجلٌ بَال الشَّيْطَان فِي أُذُنَيْهِ ". أَو قَالَ: " فِي أُذُنه ". 276 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ": أَنا فَرَطكُمْ على الْحَوْض، وليرفعن إِلَيّ رجالٌ مِنْكُم حَتَّى إِذا أهويت إِلَيْهِم لأناولهم اختلجوا دوني، فَأَقُول: أَي رب، أَصْحَابِي، فَيُقَال: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك ". الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 277 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَنهُ قَالَ: قَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أنؤاخذ بِمَا عَملنَا فِي الْجَاهِلِيَّة؟ فَقَالَ: " أما من أحسن فِي الْإِسْلَام فَلَا يُؤَاخذ بِمَا عمل فِي الْجَاهِلِيَّة، وَمن أَسَاءَ فِي الْإِسْلَام أَخذ بِالْأولِ وَالْآخر ". 278 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق قَالَ: كَانَ عبد الله يذكر النَّاس فِي كل خَمِيس، فَقَالَ لَهُ رجل: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن لَوَدِدْت أَنَّك ذكرتنا كل يَوْم. قَالَ: أما إِنَّه ليمنعني من ذَلِك أَنِّي أكره أَن أَملكُم، وَإِنِّي أتخولكم بِالْمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَتَخَوَّلنَا بهَا مَخَافَة السَّآمَة علينا. 279 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: " لما كَانَ يَوْم حنينٍ آثر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَاسا فِي الْقِسْمَة، فَأعْطى الْأَقْرَع بن حَابِس مائَة من الْإِبِل، وَأعْطى عُيَيْنَة بن حصن مثل ذَلِك، وَأعْطى نَاسا من أَشْرَاف الْعَرَب وآثرهم يومئذٍ فِي الْقِسْمَة، فَقَالَ رجل: وَالله، إِن هَذِه لقسمةٌ مَا عدل فِيهَا، وَمَا أُرِيد فِيهَا وَجه الله. قَالَ: فَقلت: وَالله لأخبرن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَأَتَيْته فَأَخْبَرته بِمَا قَالَ، فَتغير وَجهه حَتَّى كَانَ كالصرف، ثمَّ قَالَ: " فَمن يعدل إِذا لم يعدل الله وَرَسُوله؟ " ثمَّ قَالَ: " يرحم الله مُوسَى، قد أوذي بِأَكْثَرَ من هَذَا فَصَبر " قَالَ: فَقلت: لَا جرم، لَا أرفع إِلَيْهِ بعْدهَا حَدِيثا. 280 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة فَأطَال حَتَّى هَمَمْت بِأَمْر سوءٍ. قيل: وَمَا هَمَمْت؟ قَالَ: هَمَمْت أَن أَجْلِس وأدعه. الحديث: 277 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 281 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من مَاتَ يُشْرك بِاللَّه دخل النَّار " وَقلت: وَمن مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه دخل الْجنَّة. وَفِي رِوَايَة وَكِيع وَابْن نمير لمُسلم بِالْعَكْسِ: أَن رَسُول الله قَالَ: " من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة " قَالَ: وَقلت أَنا: من مَاتَ يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل النَّار. وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد للْبُخَارِيّ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلمة وَقلت أُخْرَى، قَالَ: " من مَاتَ يَجْعَل لله ندا دخل النَّار " وَقلت: من مَاتَ لَا يَجْعَل لله ندا دخل الْجنَّة. 282 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن شَقِيق عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: كَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَحْكِي نَبيا من الْأَنْبِيَاء ضربه قومه فأدموه وَهُوَ يمسح الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول: " اللَّهُمَّ اغْفِر لقومي، فَإِنَّهُم لَا يعلمُونَ ". 283 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَقَالَ: كَيفَ ترى فِي رجل أحب قوما وَلما يلْحق بهم؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْمَرْء مَعَ من أحب ". 284 - السِّتُّونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أول مَا يقْضى بَين النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي الدِّمَاء ". الحديث: 281 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 285 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن أبي وَائِل عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لكل غادرٍ لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة، يُقَال: هَذِه غدرة فلَان ". وَعَن ثَابت عَن أنس نَحوه مُسْندًا. 286 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن أبي وَائِل قَالَ: كنت جَالِسا مَعَ ابْن مَسْعُود وَأبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ، فَقَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن بَين يَدي السَّاعَة أَيَّامًا ينزل فِيهَا الْجَهْل، وَيرْفَع فِيهَا الْعلم، وَيكثر فِيهَا الْهَرج، والهرج: الْقَتْل ". وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ عَن أبي وَائِل عَن الْأَشْعَرِيّ: أَنه قَالَ لعبد الله: أتعلم الْأَيَّام الَّتِي ذكر فِيهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيَّام الْهَرج؟ . فَذكر نَحوه. وَقَالَ ابْن مَسْعُود: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من شرار النَّاس من تُدْرِكهُمْ السَّاعَة وهم أَحيَاء ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم معنى هَذَا عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله، قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على شرار النَّاس ". 287 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الصدْق يهدي إِلَى الْبر، وَإِن الْبر يهدي إِلَى الْجنَّة، وَإِن الرجل ليصدق حَتَّى يكْتب صديقا. وَإِن الْبر يهدي إِلَى الْفُجُور، وَإِن الْفُجُور يهدي إِلَى النَّار، وَإِن الرجل ليكذب حَتَّى يكْتب عِنْد الله كذابا ". الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وَفِي أَفْرَاد مُسلم نَحوه عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله، فِي آخر حَدِيث أَوله: " أَلا أنبئكم مَا العضه؟ " ثمَّ قَالَ: وَإِن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الرجل يصدق حَتَّى يكْتب صديقا، ويكذب حَتَّى يكْتب كذابا ". 288 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي وَائِل عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حلف على مَال امرئٍ مسلمٍ بِغَيْر حَقه لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان. قَالَ عبد الله: ثمَّ قَرَأَ علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مصداقه من كتاب الله: {إِن الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله وَأَيْمَانهمْ ثمنا قَلِيلا} إِلَى آخر الْآيَة [سُورَة آل عمرَان] . وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود بِمَعْنَاهُ، وَزَاد فِيهِ: فَدخل الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ فَقَالَ: مَا يُحَدثكُمْ أَبُو عبد الرَّحْمَن؟ قُلْنَا: كَذَا وَكَذَا. قَالَ: صدق أَبُو عبد الرَّحْمَن، كَانَ بيني وَبَين رجلٍ خُصُومَة فِي بئرٍ، فَاخْتَصَمْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " شَاهِدَاك أَو يَمِينه " قلت: إِنَّه إِذا يحلف وَلَا يُبَالِي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من حلف على يَمِين صَبر يقتطع بهَا مَال امْرِئ مُسلم هُوَ فِيهَا فاجرٌ لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان " وَنزلت: {إِن الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله وَأَيْمَانهمْ ثمنا قَلِيلا} إِلَى آخر الْآيَة. وَلَيْسَت للأشعث بن قيس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. أَفْرَاد البُخَارِيّ 289 - الأول: من رِوَايَة النزال بن سُبْرَة الْهِلَالِي - وَهُوَ صَحَابِيّ - عَن عبد الله الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 قَالَ: سَمِعت رجلا قَرَأَ آيَة سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ خلَافهَا، فَأخذت بِيَدِهِ. فَانْطَلَقت بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَعرفت فِي وَجهه الْكَرَاهِيَة وَقَالَ: " كلاكما محسنٌ، وَلَا تختلفوا؛ فَإِن من كَانَ قبلكُمْ اخْتلفُوا فهلكوا ". 290 - الثَّانِي: عَن طَارق بن شهابٍ عَن عبد الله، قَالَ: شهِدت من الْمِقْدَاد بن الْأسود مشهداً، لِأَن أكون أَنا صَاحبه أحب إِلَيّ مِمَّا عدل بِهِ: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَدْعُو على الْمُشْركين يَوْم بدرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا لَا نقُول كَمَا قَالَت بَنو إِسْرَائِيل لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: (اذْهَبْ أَنْت وَرَبك فَقَاتلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ) وَلَكِن امْضِ وَنحن مَعَك. فَكَأَنَّهُ سري عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 291 - الثَّالِث: عَن طَارق وَعَن مرّة بن شرَاحِيل جَمِيعًا عَن عبد الله أَنه قَالَ: إِن أحسن الحَدِيث كتاب الله، وَأحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَشر الْأُمُور محدثاتها، وَإِن مَا توعدون لآتٍ وَمَا أَنْتُم بمعجزين. 292 - الرَّابِع: عَن عَلْقَمَة بن قيس عَن عبد الله: (لقد رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى [سُورَة النَّجْم] ، قَالَ: رأى رفرفاً أَخْضَر سد أفق السَّمَاء 293 - الْخَامِس: عَن عَلْقَمَة قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ ابْن مَسْعُود، فجَاء خبابٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أيستطيع هَؤُلَاءِ أَن يقرءوا كَمَا تقْرَأ؟ فَقَالَ: أما إِنَّك إِن شِئْت أمرت بَعضهم فَقَرَأَ عَلَيْك. قَالَ: أجل. قَالَ: اقْرَأ يَا عَلْقَمَة. فَقَالَ زيد بن حدير - أَخُو زِيَاد بن حدير: أتأمر عَلْقَمَة أَن يقْرَأ وَلَيْسَ بأقرأنا؟ قَالَ: أما إِنَّك الحديث: 290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 إِن شِئْت أَخْبَرتك بِمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْمك وَقَومه. فَقَرَأت خمسين آيَة من سُورَة مَرْيَم، فَقَالَ عبد الله: كَيفَ ترى؟ قَالَ: قد أحسن. قَالَ عبد الله: مَا أَقرَأ شَيْئا إِلَّا وَهُوَ يقرأه، ثمَّ الْتفت إِلَى خباب وَعَلِيهِ خاتمٌ من ذهب فَقَالَ: ألم يَأن لهَذَا الْخَاتم أَن يلقى؟ قَالَ: أما إِنَّك لن ترَاهُ عَليّ بعد الْيَوْم، فَأَلْقَاهُ. 294 - السَّادِس: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: كُنَّا نعد الْآيَات بركَة وَأَنْتُم تعدونها تخويفاً، كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر، فَقل المَاء، فَقَالَ: اطْلُبُوا لي فضلَة مَاء، فَجَاءُوا بِإِنَاء فِيهِ مَاء فَأدْخل يَده فِي الْإِنَاء ثمَّ قَالَ: " حَيّ على الطّهُور الْمُبَارك، وَالْبركَة من الله تَعَالَى "، فَلَقَد رَأَيْت المَاء يَنْبع من بَين أَصَابِع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَقَد كُنَّا نسْمع تَسْبِيح الطَّعَام وَهُوَ يُؤْكَل. فِي رِوَايَة البرقاني من حَدِيث أبي أَحْمد الزبيرِي: لقد كُنَّا نَأْكُل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نسْمع تَسْبِيح الطَّعَام. وَزَاد فِي فضل المَاء: حَتَّى توضأنا كلنا. 295 - السَّابِع: عَن عَلْقَمَة قَالَ: شَهِدنَا عِنْده - يَعْنِي عبد الله - وَعرض الْمَصَاحِف، فَأتى على هَذِه الْآيَة: {وَمن يُؤمن بِاللَّه يهد قلبه} [سُورَة التغابن] ، قَالَ: هِيَ المصيبات تصيب الرجل فَيعلم أَنَّهَا من عِنْد الله، فَيسلم لَهَا ويرضى. ذكر هَذَا الحَدِيث البرقاني، وَقَالَ: إِن البُخَارِيّ أخرجه فَقَالَ: وَقَالَ عَلْقَمَة، وأغفله صَاحب الْأَطْرَاف. 296 - الثَّامِن: عَن الْأسود بن يزِيد، سمع ابْن مَسْعُود يَقُول: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 294 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 الْغَائِط فَأمرنِي أَن آتيه بِثَلَاثَة أحجارٍ، قَالَ: فَوجدت حجرين، والتمست الثَّالِث فَلم أَجِدهُ، فَأخذت رَوْثَة، فَأَتَيْته بهَا، فَأخذ الحجرين، وَألقى الروثة، وَقَالَ: " هَذِه ركس ". 297 - التَّاسِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد قَالَ: سَمِعت ابْن مَسْعُود يَقُول فِي بني إِسْرَائِيل والكهف وَمَرْيَم وطه والأنبياء: إنَّهُنَّ من الْعتاق الأول، وَهن من تلادي. 298 - الْعَاشِر: عَن الْحَارِث بن سُوَيْد عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَيّكُم مَال وَارثه أحب إِلَيْهِ من مَاله؟ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا منا أحدٌ إِلَّا مَاله أحب إِلَيْهِ. قَالَ: " فَإِن مَاله مَا قدم، وَمَال وَارثه مَا أخر ". 299 - الْحَادِي عشر: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن عبد الله قَالَ: مَا زلنا أعزةً مُنْذُ أسلم عمر. 300 - الثَّانِي عشر: عَنهُ عَن عبد الله أَنه أَتَى أَبَا جهلٍ يَوْم بدرٍ وَبِه رمقٌ، فَقَالَ: هَل أعمد من رجل قَتَلْتُمُوهُ. فِي رِوَايَة البرقاني فِي أَوله: فَقَالَ: هَل أخزاك الله يَا عَدو الله؟ فَقَالَ: هَل أعمد. 301 - الثَّالِث عشر: عَن أبي وَائِل عَن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْجنَّة أقرب إِلَى أحدكُم من شِرَاك نَعله، وَالنَّار مثل ذَلِك ". الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 302 - الرَّابِع عشر: عَنهُ عَن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يَقُولَن أحدكُم: إِنِّي خيرٌ من يُونُس بن مَتى ". وَفِي رِوَايَة جرير عَن الْأَعْمَش: " مَا يَنْبَغِي لأحدٍ أَن يكون خيرا من يُونُس بن مَتى ". 303 - الْخَامِس عشر: عَن أبي وَائِل عَن عبد الله: {هيت لَك} [سُورَة يُوسُف] ، وَقَالَ: إِنَّمَا كُنَّا نقرأها كَمَا علمنَا. وَعَن عبد الله: {بل عجبت ويسخرون} [سُورَة الصافات] ، يَعْنِي بِالنّصب. 304 - السَّادِس عشر: عَن أبي وَائِل عَن عبد الله قَالَ: لقد أَتَانِي الْيَوْم رجلٌ فَسَأَلَنِي عَن أَمر، مَا دَريت مَا أرد عَلَيْهِ، قَالَ: أَرَأَيْت رجلا مُؤديا نشيطاً يخرج مَعَ أمرائنا فِي الْمَغَازِي، فيعزمون علينا فِي أَشْيَاء لَا نحصيها. فَقلت: وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُول لَك، إِلَّا أَنا كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَعَسَى أَلا يعزم علينا فِي الْأَمر إِلَّا مرّة حَتَّى نفعله، وَإِن أحدكُم لن يزَال بخيرٍ مَا اتَّقى الله، وَإِذا شكّ فِي شَيْء سَأَلَ رجلا فشفاه وأوشك أَلا تَجِدُوهُ، وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ مَا أذكر مَا غبر من الدُّنْيَا إِلَّا كالثغب شرب صَفوه وَبَقِي كدره. الحديث: 302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 305 - السَّابِع عشر: عَن أبي وَائِل عَن عبد الله قَالَ: كُنَّا نقُول للحي فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا كَثُرُوا: قد أَمر بَنو فلَان. 306 - الثَّامِن عشر: عَن الرّبيع بن خثيم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: خطّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطاًّ مربعًا، وَخط خطاًّ فِي الْوسط خَارِجا مِنْهُ، وَخط خططاً صغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوسط من جَانِبه الَّذِي فِي الْوسط، فَقَالَ: " هَذَا الْإِنْسَان، وَهَذَا أَجله محيطٌ بِهِ، أَو قد أحَاط بِهِ، وَهَذَا الَّذِي هُوَ خارجٌ أمله، وَهَذِه الخطط الصغار الْأَعْرَاض، فَإِن أخطأه هَذَا نهشه هَذَا، وَإِن أخطأه هَذَا نهشه هَذَا ". 307 - التَّاسِع عشر: عَن هزيل بن شُرَحْبِيل قَالَ: سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَن ابْنة وَابْنَة ابْن وَأُخْت، فَقَالَ: للابنة النّصْف، وَللْأُخْت النّصْف، وائت ابْن مَسْعُود. فَسئلَ ابْن مَسْعُود وَأخْبر بقول أبي مُوسَى، فَقَالَ: لقد ضللت إِذا وَمَا أَنا من المهتدين، ثمَّ قَالَ: أَقْْضِي فِيهَا بِمَا قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: للابنة النّصْف، ولابنة الابْن السُّدس تَكْمِلَة الثُّلثَيْنِ، وَمَا بَقِي فللأخت، فأتينا أَبَا مُوسَى، فَأَخْبَرنَاهُ بقول ابْن مَسْعُود، فَقَالَ: لَا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الحبر فِيكُم. 308 - الْعشْرُونَ: عَن هزيل عَن عبد الله قَالَ: " إِن أهل الْإِسْلَام لَا يسيبون، وَإِن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يسيبون. اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ وَلم يزدْ على هَذَا، وَأخرجه البرقاني بِطُولِهِ من تِلْكَ الطَّرِيق عَن هزيل قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى عبد الله فَقَالَ: إِنِّي أعتقت عبدا لي وَجَعَلته سائبة، فَمَاتَ وَترك مَالا وَلم يدع وَارِثا. فَقَالَ عبد الله: إِن أهل الْإِسْلَام لَا يسيبون، وَإِنَّمَا الحديث: 305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يسيبون، وَأَنت ولي نعْمَته، فلك مِيرَاثه، فَإِن تَأَثَّمت أَو تحرجت فِي شَيْء فَنحْن نقبله ونجعله فِي بَيت المَال. 309 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي عَطِيَّة مَالك بن عَامر عَن ابْن مَسْعُود - من رِوَايَة ابْن سِيرِين عَن أبي عَطِيَّة: قَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين: جَلَست إِلَى مجْلِس فِيهِ عظم من الْأَنْصَار، وَفِيه عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى، وَكَانَ أَصْحَابه يعظمونه، فَذكرت حَدِيث عبد الله بن عتبَة فِي شَأْن سبيعة بنت الْحَارِث فَقَالَ عبد الرَّحْمَن: لَكِن عَمه كَانَ لَا يَقُول ذَلِك، فَقلت: إِنِّي لجريء إِن كذبت على رجل فِي جَانب الْكُوفَة - يَعْنِي عبد الله بن عتبَة - وَرفع صَوته، قَالَ: ثمَّ خرجت فَلَقِيت مَالك بن عَامر، فَقلت: كَيفَ كَانَ قَول عبد الله بن مَسْعُود فِي الْمُتَوفَّى عَنْهَا زَوجهَا وَهِي حَامِل؟ فَقَالَ: قَالَ ابْن مَسْعُود: أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظ وَلَا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَة؟ لنزلت سُورَة النِّسَاء الْقصرى بعد الطُّولى: {وَأولَات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} [سُورَة الطَّلَاق] . أَفْرَاد مُسلم 310 - الأول: عَن أنس بن مَالك عَن ابْن مَسْعُود: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الحديث: 309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 " آخر من يدْخل الْجنَّة رجلٌ، فَهُوَ يمشي مرّة ويكبو مرّة، وتسفعه النَّار مرّة، فَإِذا مَا جاوزها الْتفت إِلَيْهَا فَقَالَ: تبَارك الَّذِي نجاني مِنْك، لقد أَعْطَانِي الله شَيْئا مَا أعطَاهُ أحدا من الْأَوَّلين والآخرين، فَترفع لَهُ شجرةٌ فَيَقُول: يَا رب، أدنني من هَذِه الشَّجَرَة فلأستظل بظلها، وأشرب من مَائِهَا، فَيَقُول الله عز وَجل لَهُ: يَا ابْن آدم، لعَلي إِن أعطيتكها سَأَلتنِي غَيرهَا، فَيَقُول: لَا يَا رب، ويعاهده أَلا يسْأَله غَيرهَا قَالَ: وربه عز وَجل يعذرهُ، لإنه يرى مَا لَا صَبر لَهُ عَلَيْهِ، فيدنيه مِنْهَا، فيستظل بظلها، وَيشْرب من مَائِهَا، ثمَّ ترفع لَهُ شجرةٌ هِيَ أحسن من الأولى فَيَقُول: أَي رب، أدنني من هَذِه الشَّجَرَة لأشرب من مَائِهَا وأستظل بظلها، لَا أَسأَلك غَيرهَا، فَيَقُول: يَا ابْن آدم، ألم تعاهدني أَلا تَسْأَلنِي غَيرهَا؟ فَيَقُول: لعَلي إِن أدنيتك مِنْهَا تَسْأَلنِي غَيرهَا، فيعاهده أَلا يس \ أَله غَيرهَا، وربه تَعَالَى يعذرهُ؛ لِأَنَّهُ يرى مَا لَا صَبر لَهُ عَلَيْهِ، فيدنيه مِنْهَا، فيستظل بظلها، وَيشْرب من مَائِهَا، ثمَّ ترفع لَهُ شجرةٌ عِنْد بَاب الْجنَّة هِيَ أحسن من الْأَوليين، فَيَقُول: أَي رب، أدنني من هَذِه لأستظل بظلها وأشرب من مَائِهَا، لَا أَسأَلك غَيرهَا. فَيَقُول: يَا ابْن آدم، ألم تعاهدني أَلا تَسْأَلنِي غَيرهَا؟ قَالَ: بلَى يَا رب، لَا أَسأَلك غَيرهَا، وربه عز وَجل يعذرهُ، لِأَنَّهُ يرى مَا لَا صَبر لَهُ عَلَيْهِ، فيدنيه مِنْهَا، فَإِذا أدناه مِنْهَا سمع أصوات الْجنَّة فَيَقُول: أَي رب، أدخلنيها، فَيَقُول: يَا ابْن آدم، مَا يصريني مِنْك؟ أيرضيك أَن أُعْطِيك الدُّنْيَا وَمثلهَا مَعهَا؟ قَالَ: يَا رب، أتستهزئ مني وَأَنت رب الْعَالمين؟ " فَضَحِك ابْن مَسْعُود فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُونِي مِم أضْحك؟ فَقَالُوا: مِم تضحك؟ فَقَالَ: هَكَذَا ضحك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالُوا: مِم تضحك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " من ضحك رب الْعَالمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 حِين قَالَ: أتستهزئ مني وَأَنت رب الْعَالمين؟ فَيَقُول: إِنِّي لَا أستهزئ مِنْك، وَلَكِنِّي على مَا أَشَاء قادرٌ ". 311 - الثَّانِي: عَن أبي رَافع مولى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ابْن مَسْعُود: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من نَبِي بَعثه الله فِي أمةٍ قبلي إِلَّا كَانَ لَهُ من أمته حواريون وأصحابٌ يَأْخُذُونَ بسنته ويقتدون بأَمْره، ثمَّ إِنَّهَا تخلف من بعدهمْ خلوف يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، ويفعلون مَا لَا يؤمرون، فَمن جاهدهم بِيَدِهِ فَهُوَ مؤمنٌ، وَمن جاهدهم بِلِسَانِهِ فَهُوَ مؤمنٌ، وَمن جاهدهم بِقَلْبِه فَهُوَ مؤمنٌ، لَيْسَ من وَرَاء ذَلِك من الْإِيمَان حَبَّة خَرْدَل ". قَالَ أَبُو رَافع: فَحدثت عبد الله بن عمر فَأنكرهُ عَليّ، فَقدم ابْن مَسْعُود، فَنزل بقناة فاستتبعني إِلَيْهِ ابْن عمر يعودهُ، فَانْطَلَقت مَعَه، فَلَمَّا جلسنا سَأَلت ابْن مَسْعُود عَن الحَدِيث فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حدثته ابْن عمر. 312 - الثَّالِث: عَن الْأَحْنَف بن قيس عَن ابْن مَسْعُود: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " هلك المتنطعون " قَالَهَا ثَلَاثًا. 313 - الرَّابِع: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يدْخل الْجنَّة من كَانَ فِي قلبه مِثْقَال ذرةٍ من كبر ". فَقَالَ رجل: إِن الرجل يحب أَن يكون ثَوْبه حسنا، وَنَعله حَسَنَة. قَالَ: " إِ ن الله جميلٌ يحب الْجمال، الْكبر بطر الْحق، وغمط النَّاس " الحديث: 311 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 فِي رِوَايَة الْأَعْمَش: لَا يدْخل النَّار أحدٌ فِي قلبه مِثْقَال حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ، وَلَا يدْخل الْجنَّة أحدٌ فِي قلبه مِثْقَال حبةٍ من خردلٍ من كبرياء ". 314 - الْخَامِس: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: إِنَّا لليلة جمعةٍ فِي الْمَسْجِد، إِذْ جَاءَ رجلٌ من الْأَنْصَار فَقَالَ: لَو أَن رجلا وجد مَعَ امْرَأَته رجلا فَتكلم جلدتموه، أَو قتل قَتَلْتُمُوهُ، وَإِن سكت سكت على غيظٍ، وَالله لأسألن عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: لَو أَن رجلا وجد مَعَ امْرَأَته رجلا فَتكلم جلدتموه، أَو قتل قَتَلْتُمُوهُ، أَو سكت سكت على غيظ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ افْتَحْ، وَجعل يَدْعُو، فَنزلت آيَة اللّعان: {وَالَّذين يرْمونَ أَزوَاجهم وَلم يكن لَهُم شُهَدَاء إِلَّا أنفسهم} [سُورَة النُّور] ، فابتلي بِهِ ذَلِك الرجل بَين النَّاس، فجَاء هُوَ وَامْرَأَته إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتَلَاعَنا، فَشهد الرجل أَربع شهاداتٍ بِاللَّه إِنَّه لمن الصَّادِقين، ثمَّ لعن الْخَامِسَة: أَن لعنة الله عَلَيْهِ إِن كَانَ من الْكَاذِبين. فَذَهَبت لتلتعن، فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَه " فَأَبت، فلعنت. فَلَمَّا أدبر قَالَ: " لَعَلَّهَا أَن تَجِيء بِهِ أسود جَعدًا "، فَجَاءَت بِهِ أسود جَعدًا. 315 - السَّادِس: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: لما نزلت: {لَيْسَ على الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا} [سُورَة الْمَائِدَة] ، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قيل لي: أَنْت مِنْهُم ". الحديث: 314 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 316 - السَّابِع: عَن عَلْقَمَة بن قيس عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: لعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، آكل الرِّبَا، ومؤكله قَالَ: قلت - يَعْنِي مُغيرَة لإِبْرَاهِيم: وشاهديه وكاتبه. فَقَالَ: إِنَّمَا نُحدث بِمَا سمعنَا. 317 - الثَّامِن: عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: لم أكن لَيْلَة الْجِنّ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ووددت أَنِّي كنت مَعَه. كَذَا فِي رِوَايَة أبي معشر عَن إِبْرَاهِيم، لم يزدْ. وَفِي حَدِيث الشّعبِيّ أَن عَلْقَمَة قَالَ: أَنا سَأَلت ابْن مَسْعُود فَقلت: هَل شهد أحدٌ مِنْكُم مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْجِنّ؟ قَالَ: لَا، وَلَكنَّا كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة، ففقدناه، فالتمسناه فِي الأودية والشعاب، فَقُلْنَا: استطير أَو اغتيل، فبتنا بشر لَيْلَة بَات بهَا قومٌ. فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذا هُوَ جاءٍ من قبل حراء، قَالَ فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، فقدناك فطلبناك فَلم نجدك، فبتنا بشر ليلةٍ بَات بهَا قومٌ. فَقَالَ: " أَتَانِي دَاعِي الْجِنّ فَذَهَبت مَعَه، فَقَرَأت عَلَيْهِ الْقُرْآن، قَالَ: فَانْطَلق بِنَا، فأرانا أثارهم وآثار نيرانهم، وسألوه الزَّاد، فَقَالَ: لَك كل عظمٍ ذكر اسْم الله عَلَيْهِ يَقع فِي أَيْدِيكُم، أوفر مَا يكون لَحْمًا، وكل بعرةٍ علفٌ لدوابكم. فَقَالَ رَسُول الله: " فَلَا تستنجوا بهَا، فَإِنَّهَا طَعَام إخْوَانكُمْ ". فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بعد قَوْله: " وآثار نيرانهم " قَالَ الشّعبِيّ وسألوه الزَّاد، وَكَانُوا من جن الجزيرة ... إِلَى آخر الحَدِيث، من قَول الشّعبِيّ مفصلا من حَدِيث عبد الله. 318 - التَّاسِع: عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الوسوسة، قَالَ: " تِلْكَ مَحْض الْإِيمَان ". الحديث: 316 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 319 - الْعَاشِر: عَن عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ليلني مِنْكُم أولو الأحلام والنهى، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ - ثَلَاثًا -، وَإِيَّاكُم وهيشات الْأَسْوَاق " ذكر أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث فِي أَفْرَاد مُسلم، فَحكى فِيهِ: " ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ - مرَّتَيْنِ - وَلَا تختلفوا فتختلف قُلُوبكُمْ ". وَلَيْسَ ذَلِك فِي كتاب مُسلم، وَهَذِه الزِّيَادَة من حَدِيث لأبي مَسْعُود قبله، فَلَعَلَّهُ اشْتبهَ عِنْد النَّقْل. وَالله أعلم. 320 - الْحَادِي عشر: عَن عَلْقَمَة وَالْأسود قَالَا: أَتَيْنَا ابْن مَسْعُود فِي دَاره فَقَالَ أصلى هَؤُلَاءِ خلفكم؟ فَقُلْنَا: لَا، فَقَالَ: فَقومُوا فصلوا. فَلم يَأْمُرنَا بأذانٍ وَلَا إِقَامَة. قَالَ: وذهبنا لنقوم خَلفه، فَأخذ بِأَيْدِينَا، فَجعل أَحَدنَا عَن يَمِينه، وَالْآخر عَن شِمَاله. قَالَ: فَلَمَّا ركع وَضعنَا أَيْدِينَا على ركبنَا. قَالَ: فَضرب أَيْدِينَا وطبق بَين كفيه ثمَّ أدخلهما بَين فَخذيهِ. قَالَ: فَلَمَّا صلى قَالَ: إِنَّه سَيكون عَلَيْكُم أُمَرَاء يؤخرون الصَّلَاة عَن ميقاتها، ويخنقونها إِلَى شَرق الْمَوْتَى، فَإِذا رأيتموهم قد فعلوا ذَلِك فصلوا الصَّلَاة لميقاتها، وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة، وَإِذا كُنْتُم ثَلَاثَة فصلوا جَمِيعًا، وَإِذا كُنْتُم أَكثر من ذَلِك فليؤمكم أحدكُم، وَإِذا ركع أحدكُم فليفرش ذِرَاعَيْهِ على فَخذيهِ، وليجنأ، وليطبق بَين كفيه، فَكَأَنِّي أنظر إِلَى اخْتِلَاف أَصَابِع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَرَاهُم. 321 - الثَّانِي عشر: عَن الْأسود عَن عبد الله: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر محرما بقتل حَيَّة بمنى: وَيُقَال إِنَّه طرف من حَدِيثه: كُنَّا فِي غارٍ فَخرجت حَيَّة، فابتدرناها الحديث: 319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 322 - الثَّالِث عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن عبد الله قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَمْسَى قَالَ: " أمسينا وَأمسى الْملك لله، وَالْحَمْد لله، لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قدير، رب أَسأَلك خير مَا فِي هَذِه اللَّيْلَة وَخير مَا بعْدهَا، وَأَعُوذ بك من شَرّ مَا فِي هَذِه اللَّيْلَة وَشر مَا بعْدهَا. رب أعوذ بك من الكسل وَسُوء الْكبر، رب أعوذ بك من عذابٍ فِي النَّار وعذابٍ فِي الْقَبْر ". وَإِذا أصبح قَالَ ذَلِك أَيْضا: " أَصْبَحْنَا وَأصْبح الْملك لله ... ". وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: " من الكسل والهرم، وَسُوء الْكبر، وفتنة الدُّنْيَا، وَعَذَاب الْقَبْر ". 323 - الرَّابِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إذنك عَليّ أَن يرفع الْحجاب، وَأَن تستمع سوَادِي حَتَّى أَنهَاك ". 324 - الْخَامِس عشر: عَنهُ قَالَ: قَالَ عبد الله وَنحن بجمعٍ: سَمِعت الَّذِي أنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْبَقَرَة يَقُول فِي هَذَا الْمقَام: " لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك ". 325 - السَّادِس عشر: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله قَالَ: وَالَّذِي لَا إِلَه غَيره، مَا من كتاب الله سورةٌ إِلَّا أَنا أعلم حَيْثُ نزلت، وَمَا من آيَة إِلَّا أَنا أعلم فِيمَا أنزلت، وَلَو أعلم أحدا هُوَ أعلم بِكِتَاب الله مني تبلغه الْإِبِل لركبت إِلَيْهِ. 326 - السَّابِع عشر: عَن مَسْرُوق قَالَ: سَأَلنَا عبد الله عَن هَذِه الْآيَة: {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ} [سُورَة آل عمرَان] ، فَقَالَ: الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 أما إِنَّا قد سَأَلنَا عَن ذَلِك. فَقَالَ: " أَرْوَاحهم فِي جَوف طيرٍ خضرٍ، لَهَا قناديل معلقةٌ بالعرش، تسرح من الْجنَّة حَيْثُ شَاءَت، ثمَّ تأوي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيل، فَاطلع إِلَيْهِم رَبهم اطلاعة فَقَالَ: هَل تشتهون شَيْئا؟ قَالُوا: أَي شَيْء نشتهي وَنحن نَسْرَح فِي الْجنَّة حَيْثُ شِئْنَا؟ فَفعل ذَلِك بهم ثَلَاث مَرَّات، فَلَمَّا رَأَوْا أَنهم لن يتْركُوا من أَن يسْأَلُوا، قَالُوا: يَا رب، نُرِيد أَن ترد أَرْوَاحنَا فِي أَجْسَادنَا حَتَّى نقْتل فِي سَبِيلك مرّة أُخْرَى، فَلَمَّا رأى أَن لَيْسَ لَهُم حاجةٌ تركُوا ". 327 - الثَّامِن عشر: عَن أبي معمر عبد الله بن أبي سَخْبَرَة: أَن أَمِيرا كَانَ بِمَكَّة يسلم تسليمتين، فَقَالَ عبد الله: انى علقها؟ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَفْعَله. 328 - التَّاسِع عشر: عَن الْحَارِث بن سُوَيْد عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا تَعدونَ الرقوب فِيكُم؟ " قَالَ: قُلْنَا: الَّذِي لَا يُولد لَهُ. قَالَ: " لَيْسَ ذَاك بالرقوب، وَلكنه الرجل الَّذِي لم يقدم من وَلَده شَيْئا ". قَالَ: " فَمَا تَعدونَ الصرعة فِيكُم؟ " قُلْنَا: الَّذِي لَا يصرعه الرِّجَال. قَالَ: " لَيْسَ كَذَلِك، وَلكنه الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب ". 329 - الْعشْرُونَ: عَن مرّة بن شرَاحِيل عَن عبد الله قَالَ: حبس الْمُشْركُونَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صَلَاة الْعَصْر حَتَّى احْمَرَّتْ الشَّمْس أَو اصْفَرَّتْ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " شغلونا عَن الصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر، مَلأ الله أَجْوَافهم وقبورهم نَارا ". أَو: " حَشا الله أَجْوَافهم وقبورهم نَارا ". الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 وَفِي مُسْند عَليّ بن أبي طَالب نَحوه. 330 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن مرّة قَالَ: قَالَ عبد الله: لما أسرِي برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انتهي بِهِ إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى، وَهِي فِي السَّمَاء السَّادِسَة، وإليها يَنْتَهِي مَا يعرج بِهِ من الأَرْض، فَيقبض مِنْهَا، وإليها يَنْتَهِي مَا يهْبط بِهِ من فَوْقهَا، فَيقبض مِنْهَا. قَالَ: {إِذْ يغشى السِّدْرَة مَا يغشى} [سُورَة النَّجْم] ، قَالَ: فراشٌ من ذهب. قَالَ: فَأعْطِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثًا: أعطي الصَّلَوَات الْخمس، وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة، وَغفر لمن لَا يُشْرك بِاللَّه من أمته شَيْئا، الْمُقْحمَات. 331 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يُؤْتى بجهنم يومئذٍ لَهَا سَبْعُونَ ألف زِمَام، مَعَ كل زمامٍ سَبْعُونَ ألف ملك يجرونها ". 332 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن أبي وَائِل عَن عبد الله قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فمررنا بصبيان فيهم ابْن صياد، ففر الصّبيان وَجلسَ ابْن صياد، وَكَأن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كره ذَلِك، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " تربت يداك، أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ " فَقَالَ: لَا، بل تشهد أَنِّي رَسُول الله. فَقَالَ عمر بن الْخطاب: ذَرْنِي يَا رَسُول الله حَتَّى أَقتلهُ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن يكن الَّذِي ترى فَلَنْ تَسْتَطِيع قَتله ". وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة: فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد خبأت لَك خبيئاً " فَقَالَ: دخٌّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اخْسَأْ، فَلَنْ تعدو قدرك ". الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 333 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن أَبِيه - واسْمه رَافع - عَن عبد الله، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا مِنْكُم من أحدٍ إِلَّا وَقد وكل بِهِ قرينه من الْجِنّ وقرينه من الْمَلَائِكَة " قَالُوا: وَإِيَّاك يَا رَسُول الله. قَالَ: " وإياي، وَلَكِن الله أعانني عَلَيْهِ، فَأسلم، فَلَا يَأْمُرنِي، إِلَّا بِخَير ". 334 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن الْمَعْرُور بن سويدٍ عَن عبد الله قَالَ: قَالَت أم حَبِيبَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ أمتعني بزوجي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وبأبي أبي سُفْيَان، وبأخي مُعَاوِيَة. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد سَأَلت الله لآجالٍ مَضْرُوبَة، وأيامٍ معدودةٍ، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شَيْئا قبل حلّه، أَو يُؤَخر شَيْئا عَن حلّه، وَلَو كنت سَأَلت الله أَن يعيذك من عذابٍ فِي النَّار، أَو عَذَاب فِي الْقَبْر كَانَ خيرا وَأفضل ". قَالَ: وَذكرت عِنْده القردة - قَالَ مسعر: وَأرَاهُ قَالَ: والخنازير من مسخٍ؟ فَقَالَ: " إِن الله لم يَجْعَل لمسخٍ نَسْلًا وَلَا عقباً، وَقد كَانَت القردة والخنازير قبل ذَلِك ". وَفِي رِوَايَة: فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله: القردة والخنازير هِيَ مِمَّا مسخ؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله لم يهْلك قوما، أَو يعذب قوما، فَيجْعَل لَهُم نَسْلًا ". 335 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص - واسْمه عَوْف بن مَالك بن نَضْلَة - عَن عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لقوم يتخلفون عَن الْجُمُعَة: " لقد هَمَمْت أَن آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أحرق على رجالٍ يتخلفون عَن الْجُمُعَة بُيُوتهم ". 336 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص قَالَ: قَالَ عبد الله: لقد رَأَيْتنَا وَمَا يتَخَلَّف عَن الصَّلَاة إِلَّا منافقٌ قد علم نفَاقه، أَو مريضٌ. إِن كَانَ الْمَرِيض ليمشي بَين رجلَيْنِ حَتَّى يَأْتِي الصَّلَاة. الحديث: 333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 وَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علمنَا سنَن الْهدى، وَإِن من سنَن الْهدى الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد الَّذِي يُؤذن فِيهِ. 337 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ: من سره أَن يلقى الله غَدا مُسلما فليحافظ على هَذِه الصَّلَوَات حَيْثُ يُنَادى بِهن، فَإِن الله شرع لنبيكم سنَن الْهدى، وإنهن من سنَن الْهدى، وَلَو أَنكُمْ صليتم فِي بُيُوتكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا المتخلف فِي بَيته لتركتم سنة نَبِيكُم، وَلَو تركْتُم سنة نَبِيكُم لَضَلَلْتُمْ، وَمَا من رجلٍ يتَطَهَّر فَيحسن الطّهُور، ثمَّ يعمد إِلَى مَسْجِد من هَذِه الْمَسَاجِد إِلَّا كتب الله لَهُ بِكُل خطوةٍ يخطوها حسنه، وَيَرْفَعهُ بهَا دَرَجَة، ويحط عَنهُ بهَا سَيِّئَة. وَلَقَد رَأَيْتنَا وَمَا يتَخَلَّف عَنْهَا إِلَّا منافقٌ مَعْلُوم النِّفَاق، وَلَقَد كَانَ الرجل يُؤْتى بِهِ يهادى بَين رجلَيْنِ حَتَّى يُقَام فِي الصَّفّ. وَهَذَا فِي معنى الَّذِي قبله، إِلَّا أَن فِيهِ زِيَادَة أوجبت إِيرَاده. 338 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " لَو كنت متخذاً خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكرٍ خَلِيلًا، وَلكنه أخي وصاحبي، وَقد اتخذ الله صَاحبكُم خَلِيلًا. زَاد بَعضهم فِي أَوله: أَلا إِنِّي أَبْرَأ إِلَى كل خلٍّ من خله ". وَفِي رِوَايَة: وَلَو كنت متخذاً من أهل الأَرْض خَلِيلًا لاتخذت ابْن أبي قُحَافَة خَلِيلًا، وَلَكِن صَاحبكُم خَلِيل الله عز وَجل ". 339 - الثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله: أَن مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَلا أنبئكم مَا العضه؟ هِيَ النميمة القالة بَين النَّاس ". الحديث: 337 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 زَاد البرقاني فِي رِوَايَته: وَإِن شَرّ القالة الْكَذِب، وَإِن الْكَذِب لَا يصلح مِنْهُ جدٌّ وَلَا هزلٌ، وَلَا يعد الرجل صَبِيه ثمَّ لَا يُنجزهُ ". وَكَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: إِن مُسلما أخرج هَذِه الزِّيَادَة فِي هَذَا الحَدِيث، وَلَيْسَ ذَلِك عندنَا فِي كتاب مُسلم، بل قد زَاد فِيهِ مُسلم فصلا قد قدمْنَاهُ إِلَى مَا فِي مَعْنَاهُ من حَدِيث أبي وَائِل عَن ابْن مَسْعُود، وَهُوَ فِي الثَّالِث وَالسِّتِّينَ من الْمُتَّفق عَلَيْهِ. 340 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْهدى، والتقى، والعفاف، والغنى ". 341 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على شرار النَّاس ". 342 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْأَحْوَص، عَن عبد الله قَالَ: " بِحَسب الْمَرْء من الْكَذِب أَن يحدث بِمَا سمع ". 343 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن يسير بن جَابر - وَقيل: أَسِير - قَالَ: هَاجَتْ ريحٌ حَمْرَاء بِالْكُوفَةِ، فجَاء رجلٌ لَيْسَ لَهُ هجيرى إِلَّا: يَا عبد الله بن مَسْعُود، جَاءَت السَّاعَة، قَالَ: فَقعدَ وَكَانَ مُتكئا فَقَالَ: إِن السَّاعَة لَا تقوم حَتَّى لَا يقسم ميراثٌ وَلَا يفرح بغنيمةٍ، ثمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، ونحا نَحْو الشَّام فَقَالَ: عدوٌّ يجمعُونَ لأهل الْإِسْلَام وَيجمع لَهُم أهل الْإِسْلَام. قلت: الرّوم؟ قَالَ: نعم. وَيكون عِنْد ذاكم الْقِتَال ردةٌ شديدةٌ، فَيشْتَرط الْمُسلمُونَ شرطة للْمَوْت لَا ترجع إِلَّا غالبةً، الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 فيقتتلون حَتَّى يحجز بَينهم اللَّيْل، فيفيء هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء كلٌّ غير غَالب، وتفنى الشرطة، ثمَّ يشْتَرط الْمُسلمُونَ شرطةً للْمَوْت لَا ترجع إِلَّا غالبةً، فيقتتلون حَتَّى يحجز بَينهم اللَّيْل، فيفيء هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء كلٌّ غير غَالب، وتفنى الشرطة، ثمَّ يشْتَرط الْمُسلمُونَ شرطة للْمَوْت لَا ترجع إِلَّا غالبة، فيقتتلون حَتَّى يمسوا، فيفيء هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء كل غير غَالب، وتفنى الشرطة، فَإِذا كَانَ الْيَوْم الرَّابِع نهد إِلَيْهِم بَقِيَّة أهل الْإِسْلَام، فَيجْعَل الله الدبرة عَلَيْهِم، فيقتتلون مقتلةً - إِمَّا قَالَ: لَا يرى مثلهَا - وَإِمَّا قَالَ: لم ير مثلهَا، حَتَّى إِن الطَّائِر ليمر بجنباتهم فَمَا يخلفهم حَتَّى يخر مَيتا، فيتعاد بَنو الْأُم كَانُوا مائَة فَلَا يجدونه بَقِي مِنْهُم إِلَّا الرجل الْوَاحِد، فَبِأَي غنيمةٍ يفرح، أَو أَي مِيرَاث يقاسم؟ . فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك، إِذْ سمعُوا ببأسٍ هُوَ أكبر من ذَلِك، فَجَاءَهُمْ الصَّرِيخ: إِن الدَّجَّال قد خَلفهم فِي ذَرَارِيهمْ، فيرفضون مَا فِي أَيْديهم، ويقبلون فيبعثون عشرَة فوارس طَلِيعَة، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأعرف أَسْمَاءَهُم وَأَسْمَاء آبَائِهِم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأَرْض يومئذٍ. 344 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن عون بن عبد الله بن عتبَة عَن أَبِيه عَن ابْن مَسْعُود قَالَ: مَا كَانَ بَين إسْلَامنَا وَبَين أَن عَاتَبَنَا الله بِهَذِهِ الْآيَة: {ألم يَئِن للَّذين آمنُوا أَن تخشع قُلُوبهم لذكر الله} [سُورَة الْحَدِيد] ، إِلَّا أَربع سِنِين. آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ الحديث: 344 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 (12) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عمار بن يَاسر رَضِي الله عَنهُ حديثان فِي التَّيَمُّم متقاربان: 345 - أَحدهمَا: عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَنهُ، قَالَ شَقِيق: كنت جَالِسا مَعَ عبد الله بن مَسْعُود وَأبي مُوسَى، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أَرَأَيْت لَو أَن رجلا أجنب فَلم يجد المَاء شهرا، كَيفَ يصنع بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ عبد الله: لَا يتَيَمَّم وَإِن لم يجد المَاء شهرا. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: وَكَيف بِهَذِهِ الْآيَة فِي سُورَة الْمَائِدَة: {فَلم تَجدوا مَاء فَتَيَمَّمُوا صَعِيدا طيبا} ، فَقَالَ عبد الله: لَو رخص لَهُم فِي هَذِه الْآيَة لَأَوْشَكَ إِذا برد عَلَيْهِم المَاء أَن يتيمموا بالصعيد. فَقَالَ أَبُو مُوسَى لعبد الله: ألم تسمع قَول عمار لعمر: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَاجَة، فأجنبت، فَلم أجد المَاء، فتمرغت فِي الصَّعِيد كَمَا تمرغ الدَّابَّة، ثمَّ أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكرت لَهُ ذَلِك، فَقَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول بيديك هَكَذَا " - ثمَّ ضرب بيدَيْهِ الأَرْض ضَرْبَة وَاحِدَة، ثمَّ مسح الشمَال على الْيَمين، وَظَاهر كفيه وَوَجهه - فَقَالَ عبد الله: أَو لم يقنع عمر بقول عمار؟ . فِي رِوَايَة: فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: فَدَعْنَا من قَول عمار، كَيفَ تصنع بِهَذِهِ الْآيَة؟ فَمَا درى عبد الله مَا يَقُول. وَفِي رِوَايَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيك أَن تَقول هَكَذَا " وَضرب بيدَيْهِ الأَرْض، فنفض يَدَيْهِ، فَمسح وَجهه وكفيه. الحديث: 345 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وَالْآخر فِي الْمَعْنى، عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى عَن عمار، وأوله: أَن رجلا أَتَى عمر فَقَالَ: إِنِّي أجنبت فَلم أجد مَاء، فَقَالَ لَا تصلِّ. فَقَالَ عمار: أَلا تذكر يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِذْ أَنا وَأَنت فِي سَرِيَّة، فأجنبنا فَلم نجد مَاء، فَأَما أَنْت فَلم تصل، وَأما أَنا فتمعكت فِي التُّرَاب وَصليت، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا يَكْفِيك أَن تضرب بيديك الأَرْض، ثمَّ تنفخ، ثمَّ تمسح بهما وَجهك وكفيك " فَقَالَ عمر: اتَّقِ الله يَا عمار، فَقَالَ: إِن شِئْت لم أحدث بِهِ. فَقَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: نوليك مَا توليت. وَمن أَفْرَاد البُخَارِيّ 346 - الأول: عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة قَالَ: لما بعث عليٌّ عماراً وَالْحسن ابْن عَليّ إِلَى الْكُوفَة ليستنفرهم، خطب عمارٌ فَقَالَ: إِنِّي لأعْلم أَنَّهَا زَوْجَة نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَلَكِن الله ابتلاكم بهَا لينْظر إِيَّاه تتبعون أَو إِيَّاهَا. وَفِي أَفْرَاده أَيْضا نَحْو هَذَا عَن أبي مَرْيَم عبد الله بن زِيَاد الْأَسدي عَن عمار. 347 - الثَّانِي: عَن أبي وَائِل قَالَ: دخل أَبُو مُوسَى وَأَبُو مَسْعُود على عمار حَيْثُ أَتَى الْكُوفَة ليستنفر النَّاس، فَقَالَ: مَا رَأينَا مِنْك أمرا مُنْذُ أسلمت أكره عندنَا من إسراعك فِي هَذَا الْأَمر، فَقَالَ: مَا رَأَيْت مِنْكُمَا مُنْذُ أسلمتما أكره عِنْدِي من إبطائكما عَن هَذَا الْأَمر. قَالَ: ثمَّ كساهما حلَّة - قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف: يَعْنِي أَبَا مُوسَى وَأَبا مَسْعُود حلَّة حلَّة - ثمَّ راحوا إِلَى الْمَسْجِد. وَلم يذكر الحديث: 346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 البُخَارِيّ: يَعْنِي أَبَا مُوسَى وَأَبا مَسْعُود. بلَى فِي رِوَايَته عَن عَبْدَانِ: فَقَالَ أَبُو مَسْعُود - وَكَانَ مُوسِرًا: يَا غُلَام، هَات حلتين، فَأعْطى إِحْدَاهمَا أَبَا مُوسَى وَالْأُخْرَى عماراً. وَقَالَ: روحا فيهمَا إِلَى الْجُمُعَة. 348 - الثَّالِث: عَن همام بن الْحَارِث النَّخعِيّ عَن عمار قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا مَعَه إِلَّا خَمْسَة أعبدٍ وَامْرَأَتَانِ. 349 - حَدِيث لمُسلم: عَن أبي وَائِل قَالَ: خَطَبنَا عمار فأوجز وأبلغ، فَلَمَّا نزل قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقظَان، لقد أبلغت وأوجزت، فَلَو كنت تنفست. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن طول صَلَاة الرجل وَقصر خطبَته مئنةٌ من فقهه، فأطيلوا الصَّلَاة وأقصروا الْخطْبَة، وَإِن من الْبَيَان سحرًا ". وَمن أَفْرَاد مُسلم فِي مُسْند حُذَيْفَة كَلَام لعمَّار قَالَ: مَا عهد إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا لم يعْهَد إِلَى النَّاس كَافَّة. رَوَاهُ عَن عمار قيس بن عباد. الحديث: 348 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 (13) مُسْند حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ [رَضِي الله عَنهُ] وَكله مُتَّفق عَلَيْهِ: 350 - الأول: عَن إِسْحَاق بن حَارِثَة قَالَ: صلى بِنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَنحن أَكثر مَا كُنَّا قطّ وآمنه - بمنى رَكْعَتَيْنِ. 351 - الثَّانِي: عَن معبد بن خَالِد عَنهُ: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " حَوْضه مَا بَين صنعاء وَالْمَدينَة ". فَقَالَ الْمُسْتَوْرد: ألم تسمعه قَالَ: الْأَوَانِي؟ قَالَ: لَا. فَقَالَ الْمُسْتَوْرد: " ترى فِيهِ الْآنِية مثل الْكَوَاكِب ". 352 - الثَّالِث: عَن معبدٍ عَن حَارِثَة بن وهب - وَهُوَ أَخُو عبيد الله بن عمر بن الْخطاب لأمه - قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تصدقوا، فيوشك الرجل يمشي بِصَدَقَتِهِ فَيَقُول الَّذِي أعطيها: لَو جئتنا بهَا بالْأَمْس قبلتها، وَأما الْآن فَلَا حَاجَة لي بهَا، فَلَا تَجِد من يقبلهَا ". 353 - الرَّابِع - عَن معبد عَن حَارِثَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أَلا الحديث: 350 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 أخْبركُم بِأَهْل الْجنَّة "؟ كل ضَعِيف متضعف، لَو يقسم على الله لَأَبَره، أَلا أخْبركُم بِأَهْل النَّار، كل عتل جواظ متكبرٍ ". آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث حَارِثَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 (14) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي ذَر جُنْدُب بن جُنَادَة الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ 354 - الأول: فِي إِسْلَام أبي ذَر بِطُولِهِ عَن عبد الله بن عَبَّاس فِي رِوَايَة سلم بن قُتَيْبَة قَالَ: أَلا أخْبركُم بِإِسْلَام أبي ذَر؟ قُلْنَا: بلَى. قَالَ: قَالَ أَبُو ذَر: كنت رجلا من غفار، فَبَلغنَا أَن رجلا خرج بِمَكَّة يزْعم أَنه نَبِي. فَقلت لأخي: انْطلق إِلَى هَذَا الرجل فَكَلمهُ وائتني بِخَبَرِهِ ... وَذكر الحَدِيث. وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي بِمَعْنَاهُ، وأوله: أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما بلغ أَبَا ذَر مبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة قَالَ لِأَخِيهِ: اركب إِلَى هَذَا الْوَادي فَاعْلَم لي علم هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نبيٌّ يَأْتِيهِ الْخَبَر من السَّمَاء، واسمع من قَوْله، ثمَّ ائْتِنِي. فَانْطَلق حَتَّى قدم مَكَّة وَسمع من قَوْله، ثمَّ رَجَعَ إِلَى أبي ذَر فَقَالَ: رَأَيْته يَأْمر بمكارم الْأَخْلَاق، وكلاماً مَا هُوَ بالشعر، فَقَالَ: مَا شفيتني فِيمَا أردْت. فتزود وَحمل شنةً لَهُ فِيهَا ماءٌ، حَتَّى قدم مَكَّة، فَأتى الْمَسْجِد، فالتمس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا يعرفهُ، وَكره أَن يسْأَل عَنهُ حَتَّى إِذا أدْركهُ اللَّيْل، فاضطجع، فَرَآهُ عليٌّ، فَعرف أَنه غريبٌ. فَلَمَّا رَآهُ تبعه، فَلم يسْأَل واحدٌ مِنْهُمَا صَاحبه عَن شَيْء حَتَّى أصبح، ثمَّ احْتمل قربته وزاده إِلَى الْمَسْجِد، فظل ذَلِك الْيَوْم وَلَا يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَمْسَى فَعَاد إِلَى مضجعه، فَمر بِهِ عليٌّ فَقَالَ: مَا آن للرجل أَن يعلم منزله؟ فأقامه، فَذهب مَعَه وَلَا يسْأَل واحدٌ مِنْهُمَا صَاحبه عَن شَيْء، حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الثَّالِثَة فعل مثل ذَلِك، فأقامه عليٌّ مَعَه، ثمَّ قَالَ لَهُ: أتحدثني مَا الَّذِي أقدمك إِلَى هَذَا الْبَلَد؟ الحديث: 354 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 قَالَ: إِن أَعْطَيْتنِي عهدا وميثاقاً لترشدني فعلت. فَفعل، فَقَالَ: فَإِنَّهُ حقٌّ، وَهُوَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا أَصبَحت فاتبعني، فَإِنِّي إِن رَأَيْت شَيْئا أخافه عَلَيْك قُمْت كَأَنِّي أريق المَاء، فَإِن مضيت فاتبعني حَتَّى تدخل مدخلي فَفعل، فَانْطَلق يقفوه حَتَّى دخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَدخل مَعَه، فَسمع من قَوْله وَأسلم مَكَانَهُ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارْجع إِلَى قَوْمك، فَأخْبرهُم حَتَّى يَأْتِيك أَمْرِي " فَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأصرخن بهَا بَين ظهرانيهم، فَخرج حَتَّى أَتَى الْمَسْجِد فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وثار الْقَوْم فضربوه حَتَّى أضجعوه، وأتى الْعَبَّاس فأكب عَلَيْهِ، قَالَ: وَيْلكُمْ، ألستم تعلمُونَ أَنه من غفار، وَأَن طَرِيق تجاركم إِلَى الشَّام عَلَيْهِم، فأنقذه مِنْهُم. ثمَّ عَاد من الْغَد بِمِثْلِهَا، وثاروا إِلَيْهِ فضربوه، فأكب عَلَيْهِ الْعَبَّاس فأنقذه. وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ لما أسلم: " يَا أَبَا ذَر، اكتم هَذَا وارجع إِلَى بلدك، فَإِذا بلغك ظُهُورنَا فَأقبل ". قَالَ: فَقلت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، لأصرخن بهَا بَين أظهرهم ... وَذكر نَحوه. وَقَالَ: وَكَانَ هَذَا أول إِسْلَام أبي ذَر. وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم على مساقٍ آخر يُوجب إِيرَاده: عَن عبد الله بن الصَّامِت قَالَ: قَالَ أَبُو ذَر: خرجنَا من قَومنَا غفار، وَكَانُوا يحلونَ الشَّهْر الْحَرَام، فَخرجت أَنا وَأخي أنيس وَأمنا، فنزلنا على خَال لنا، فَأَكْرَمَنَا خَالنَا وَأحسن إِلَيْنَا، فَحَسَدنَا قومه، فَقَالُوا: إِنَّك إِذا خرجت عَن أهلك خَالف إِلَيْهِم أنيس، فجَاء خَالنَا فَنَثَا علينا الَّذِي قيل لَهُ، فَقلت: أما مَا مضى من مَعْرُوفك فقد كدرته، وَلَا جماع لَك فِيمَا بعد، فَقَرَّبْنَا صِرْمَتنَا فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا، وتغطى خَالنَا بِثَوْبِهِ، فَجعل يبكي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نزلنَا بِحَضْرَة مَكَّة، فنافر أنيسٌ عَن صِرْمَتنَا وَعَن مثلهَا، فَأتيَا الكاهن، فَخير أنيساً، فَأَتَانَا أنيس بصرمتنا وَمثلهَا مَعهَا قَالَ: وَقد صليت يَا ابْن أخي قبل أَن ألْقى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاث سِنِين. قلت: لمن؟ قَالَ: لله؟ قلت: فَأَيْنَ توجه؟ قَالَ: أتوجه حَيْثُ يوجهني رَبِّي، أُصَلِّي عشَاء حَتَّى إِذا كَانَ من آخر اللَّيْل ألقيت كَأَنِّي خَفَاء حَتَّى تعلوني الشَّمْس. فَقَالَ أنيس: إِن لي حَاجَة بِمَكَّة فَاكْفِنِي. فَانْطَلق أنيس حَتَّى أَتَى مَكَّة، فَرَاثَ عَليّ، ثمَّ جَاءَ، فَقلت: مَا صنعت؟ قَالَ: لقِيت رجلا بِمَكَّة على دينك يزْعم أَن الله أرْسلهُ. قلت: فَمَا يَقُول النَّاس؟ قَالَ: يَقُولُونَ: شَاعِر، كَاهِن، سَاحر. وَكَانَ أنيسٌ أحد الشُّعَرَاء، قَالَ أنيس: لقد سَمِعت قَول الكهنة فَمَا هُوَ بقَوْلهمْ، وَلَقَد وضعت قَوْله على أَقراء الشّعْر فَمَا يلتئم على لِسَان أحدٍ بعدِي أَنه شعر، وَالله إِنَّه لصادقٌ، وَإِنَّهُم لَكَاذِبُونَ. قَالَ: قلت: فَاكْفِنِي حَتَّى أذهب فَأنْظر. قَالَ: فَأتيت مَكَّة، فَتَضَعَّفْت رجلا مِنْهُم، فَقلت: أَيْن هَذَا الَّذِي تَدعُونَهُ الصَّابِئ. فَأَشَارَ إِلَيّ فَقَالَ: الصابيء الصابيء، فَمَال عَليّ أهل الْوَادي بِكُل مدرةٍ وَعظم حَتَّى خَرَرْت مغشياً عَليّ. قَالَ: فارتفعت حِين ارْتَفَعت كَأَنِّي نصب أَحْمَر، قَالَ: فَأتيت زَمْزَم، فغسلت عني الدِّمَاء، وشربت من مَائِهَا، وَلَقَد لَبِثت يَا ابْن أخي ثَلَاثِينَ بَين لَيْلَة وَيَوْم، وَمَا كَانَ لي طَعَام إِلَّا مَاء زَمْزَم، فَسَمنت حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَن بَطْني، وَمَا وجدت على كَبِدِي سخْفَة جوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 قَالَ: فَبَيْنَمَا أهل مَكَّة فِي لَيْلَة قَمْرَاء إِضْحِيَان، إِذْ ضرب على أصمختهم، فَمَا يطوف بِالْبَيْتِ أحد، وَامْرَأَتَانِ مِنْهُم تدعوان أسافاً ونائلة. قَالَ: فَأَتَتَا عَليّ فِي طوافهما، فَقلت: أنكحا أَحدهمَا الْأُخْرَى. قَالَ: فَمَا تناهتا عَن قَوْلهمَا. قَالَ: فَأَتَتَا عَليّ فَقلت: هنٌ مثل الْخَشَبَة غير أَنِّي لَا أكني. فانطلقتا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَو كَانَ هَا هُنَا أحدٌ من أَنْفَارنَا. قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر وهما هَابِطَانِ، قَالَتَا: الصَّابِئ بَين الْكَعْبَة وَأَسْتَارهَا. قَالَ: " مَا قَالَ لَكمَا؟ " قَالَتَا: إِنَّه قَالَ كلمة تملا الْفَم. وَجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى اسْتَلم الْحجر، وَطَاف بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحبه، ثمَّ صلى، فَلَمَّا قضى صلَاته قَالَ أَبُو ذَر: فَكنت أول من حَيَّاهُ بِتَحِيَّة الْإِسْلَام: قَالَ: " وَعَلَيْك وَرَحْمَة الله ". ثمَّ قَالَ: " من أَنْت "؟ قلت: من غفار. قَالَ: فَأَهوى بِيَدِهِ فَوضع أَصَابِعه على جَبهته، فَقلت فِي نَفسِي: كره أَن انتميت إِلَى غفار، فَذَهَبت آخذ بِيَدِهِ، فقدعني صَاحبه، وَكَانَ أعلم بِهِ مني، ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ: " مَتى كنت هَا هُنَا؟ " قَالَ: قلت: قد كنت هَا هُنَا من ثَلَاثِينَ بَين لَيْلَة وَيَوْم. قَالَ: " فَمن كَانَ يطعمك؟ " قَالَ: قلت: مَا كَانَ لي طعامٌ إِلَّا مَاء زَمْزَم، فَسَمنت حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَن بَطْني، وَمَا أجد على كَبِدِي سخْفَة جوع. قَالَ: " إِنَّهَا مباركةٌ، إِنَّهَا طَعَام طعمٍ. فَقَالَ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ: يَا رَسُول الله، ائْذَنْ لي فِي طَعَامه اللَّيْلَة. فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر، وَانْطَلَقت مَعَهُمَا، فَفتح أَبُو بكر بَابا، فَجعل يقبض لنا من زبيب الطَّائِف، فَكَانَ ذَلِك أول طَعَام أَكلته بهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 ثمَّ غبرت مَا غبرت، ثمَّ أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنَّه قد وجهت لي أرضٌ ذَات نخلٍ، لَا أَرَاهَا إِلَّا يثرب، فَهَل أَنْت مبلغٌ عني قَوْمك، عَسى الله أَن يَنْفَعهُمْ بك ويأجرك فيهم ". فَأتيت أنيساً فَقَالَ: مَا صنعت؟ قلت: صنعت أَنِّي قد أسلمت وصدقت. قَالَ: مَا بِي رغبةٌ عَن دينك. فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَومنَا غفارًا، فَأسلم نصفهم، وَكَانَ يؤمهم إِيمَاء بن رحضة الْغِفَارِيّ - وَكَانَ سيدهم، وَقَالَ نصفهم: إِذا قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة أسلمنَا. فَقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأسلم نصفهم الْبَاقِي. وَجَاءَت أسلم فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إخوتنا، نسلم على الَّذِي أَسْلمُوا عَلَيْهِ، فأسلموا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " غفارٌ غفر الله لَهَا، وَأسلم سَالَمَهَا الله ". زَاد بعض الروَاة بعد قَول أبي ذَر لِأَخِيهِ: فَاكْفِنِي حَتَّى أذهب فَأنْظر: فَقَالَ: نعم، وَكن على حذرٍ من أهل مَكَّة، فَإِنَّهُم قد شنفوا لَهُ وتجهموا. وَفِي رِوَايَة قَالَ: فتنافرا إِلَى رجل من الْكُهَّان، فَلم يزل أخي يمدحه حَتَّى غَلبه، فأخذنا صرمته. أعَاد مُسلم فِي أَفْرَاده عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر طرفا من هَذَا الحَدِيث، وَهُوَ قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أسلم سَالَمَهَا الله، وغفارٌ غفر الله لَهَا ". جَمعنَا الْحَدِيثين على اخْتِلَافهمَا لاتِّفَاقهمَا فِي ذكر إِسْلَام أبي ذَر رَضِي الله عَنهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 355 - الثَّانِي: فِي ذكر الْمِعْرَاج: عَن أنس بن مَالك قَالَ: كَانَ أَبُو ذَر يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فرج سقف بَيْتِي وَأَنا بِمَكَّة، فَنزل جِبْرِيل صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَفرج صَدْرِي، ثمَّ غسله من مَاء زَمْزَم، ثمَّ جَاءَ بطست من ذهبٍ ممتلئٍ حِكْمَة وإيماناً، فأفرغها فِي صَدْرِي ثمَّ أطبقه، ثمَّ أَخذ بيَدي فعرج بِي إِلَى السَّمَاء، فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاء الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيل لخازن السَّمَاء الدُّنْيَا: افْتَحْ. قَالَ: من هَذَا؟ قَالَ: هَذَا جِبْرِيل. قَالَ: هَل مَعَك أحدٌ؟ قَالَ: نعم، معي مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَأرْسل إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم، فافتح. قَالَ: فَلَمَّا علونا السَّمَاء الدُّنْيَا، فَإِذا رجلٌ عَن يَمِينه أَسْوِدَة، وَعَن يسَاره أسودةٌ. قَالَ: فَإِذا نظر قبل يَمِينه ضحك، وَإِذا نظر قبل شِمَاله بَكَى. قَالَ: فَقَالَ: مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالِابْن الصَّالح. قَالَ: قلت: يَا جِبْرِيل، من هَذَا؟ قَالَ: هَذَا آدم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهَذِه الأسودة عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله نسم بنيه، فَأهل الْيَمين أهل الْجنَّة، والأسودة الَّتِي عَن شِمَاله أهل النَّار. فَإِذا نظر قبل يَمِينه ضحك، وَإِذا نظر قبل شِمَاله بَكَى. قَالَ: ثمَّ عرج بِي جِبْرِيل حَتَّى أَتَى السَّمَاء الثَّانِيَة، فَقَالَ لخازنها: افْتَحْ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ خازنها مثل مَا قَالَ لخازن السَّمَاء الدُّنْيَا، فَفتح ". فَقَالَ أنس بن مَالك: فَذكر أَنه وجد فِي السَّمَوَات آدم وَإِدْرِيس وَعِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم صلوَات الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم، وَلم يثبت كَيفَ مَنَازِلهمْ، غير أَنه ذكر أَنه وجد آدم عَلَيْهِ السَّلَام فِي السَّمَاء الدُّنْيَا، وَإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فِي السَّمَاء السَّادِسَة. قَالَ: فَلَمَّا مر جِبْرِيل وَرَسُول الله بِإِدْرِيس صلوَات الله عَلَيْهِم قَالَ: مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح. قَالَ: ثمَّ مر، فَقلت: من هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِدْرِيس. قَالَ: ثمَّ مَرَرْت بمُوسَى فَقَالَ: مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح. قَالَ: قلت: من الحديث: 355 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 هَذَا؟ قَالَ: هَذَا مُوسَى. قَالَ: ثمَّ مَرَرْت بِعِيسَى. فَقَالَ: مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح. قَالَ: قلت: من هَذَا؟ قَالَ: هَذَا عِيسَى ابْن مَرْيَم. قَالَ: ثمَّ مَرَرْت بإبراهيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالِابْن الصَّالح. قَالَ: قلت من هَذَا؟ قَالَ: هَذَا إِبْرَاهِيم ". قَالَ ابْن شهَاب: وَأَخْبرنِي ابْن حزمٍ أَن ابْن عَبَّاس وَأَبا حَيَّة الْأنْصَارِيّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ثمَّ عرج بِي حَتَّى ظَهرت لمستوى أسمع فِيهِ صريف الأقلام " قَالَ ابْن حزم وَأنس بن مَالك: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَفرض الله على أمتِي خمسين صَلَاة. قَالَ: فَرَجَعت بذلك حَتَّى أَمر بمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: مَاذَا فرض رَبك على أمتك؟ قَالَ: قلت: فرض عَلَيْهِم خمسين صَلَاة. قَالَ لي مُوسَى: فراجع رَبك، فَإِن أمتك لَا تطِيق ذَلِك. قَالَ: فراجعت رَبِّي، فَوضع شطرها، قَالَ: فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرته، قَالَ: رَاجع رَبك؛ فَإِن أمتك لَا تطِيق ذَلِك. قَالَ: فراجعت رَبِّي فَقَالَ: هِيَ خمسٌ، وَهِي خَمْسُونَ، لَا يُبدل القَوْل لدي. قَالَ: فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ: رَاجع رَبك. فَقلت: قد استحييت من رَبِّي. قَالَ: ثمَّ انْطلق بِي جِبْرِيل حَتَّى نأتي سِدْرَة الْمُنْتَهى، فغشيها ألوانٌ لَا أَدْرِي مَا هِيَ. قَالَ: ثمَّ أدخلت الْجنَّة، فَإذْ فِيهَا جنابذ اللُّؤْلُؤ، وَإِذا ترابها الْمسك ". 356 - الثَّالِث: عَن زيد بن وهب الْجُهَنِيّ عَن أبي ذَر من رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن زيد قَالَ: خرجت لَيْلَة من اللَّيَالِي، فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمشي وَحده، لَيْسَ مَعَه إِنْسَان، فَظَنَنْت أَنه يكره أَن يمشي مَعَه أحد. قَالَ: فَجعلت أَمْشِي فِي ظلّ الْقَمَر، فَالْتَفت فرآني، فَقَالَ: " من هَذَا؟ " فَقلت: أَبُو ذَر، جعلني الله فدَاك. الحديث: 356 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 قَالَ: " يَا أَبَا ذَر تعاله " قَالَ: فمشيت مَعَه سَاعَة، فَقَالَ: " إِن المكثرين هم المقلون يَوْم الْقِيَامَة، إِلَّا من أعطَاهُ الله خيرا، فنفح فِيهِ يَمِينه وشماله، وَبَين يَدَيْهِ ووراءه، وَعمل فِيهِ خيرا ". قَالَ: فمشيت مَعَه سَاعَة فَقَالَ: اجْلِسْ هَا هُنَا " قَالَ: فأجلسني فِي قاع حوله حجارةٌ، فَقَالَ لي: " اجْلِسْ هَا هُنَا حَتَّى أرجع إِلَيْك " قَالَ: فَانْطَلق فِي الْحرَّة حَتَّى لَا أرَاهُ، فَلبث عني، فَأطَال اللّّبْث، ثمَّ إِنِّي سمعته وَهُوَ مقبلٌ وَهُوَ يَقُول: " وَإِن سرق وَإِن زنى ". قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ لم أَصْبِر، فَقلت: يَا نَبِي الله، جعلني الله فدَاك، من تكلم فِي جَانب الْحرَّة، مَا سَمِعت أحدا يرجع إِلَيْك شَيْئا؟ قَالَ: " ذَلِك جِبْرِيل، عرض لي فِي جَانب الْحرَّة، فَقَالَ: بشر أمتك أَنه من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة. فَقلت: يَا جِبْرِيل، وَإِن سرق وغن زنى؟ قَالَ: نعم ". فَقلت: يَا رَسُول الله، وَإِن سرق وَإِن زنى؟ قَالَ: " نعم " قلت: وَإِن زنى؟ قَالَ: " نعم، وَإِن شرب الْخمر ". لَيْسَ عندنَا فِي رِوَايَة مُسلم " يَا رَسُول الله " وَصَحَّ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ، وبإسقاطه يحْتَمل أَن يكون ذَلِك من مُخَاطبَة جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام. وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش وَعبد الْعَزِيز بن رفيع وحبِيب بن أبي ثَابت نَحوه عَن أبي ذَر. وَفِي الْكِتَابَيْنِ من رِوَايَة الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيل فبشرني أَنه من مَاتَ من أمتك لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة. قلت: وَإِن زنى وَإِن سرق؟ قَالَ: وَإِن زنى وَإِن سرق ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وَمن رِوَايَة أبي الْأسود الدؤَلِي عَن أبي ذَر نَحْو هَذَا الْفَصْل: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من عبدٍ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ مَاتَ على ذَلِك إِلَّا دخل الْجنَّة " قلت: وَإِن زنى وَإِن سرق؟ قَالَ: " وَإِن زنى وَإِن سرق " ثَلَاثًا. ثمَّ فِي الرَّابِعَة: " على رغم أنف أبي ذَر ". وَفِيه: أَتَيْته وَعَلِيهِ ثوب أَبيض. وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ عَن حبيب وَحده عَن زيد بن وهب عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ لي جِبْرِيل: من مَاتَ من أمتك لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة، وَلم يدْخل النَّار. قلت: وَإِن زنى إِن سرق؟ قَالَ: نعم ". 357 - الرَّابِع: عَن زيد بن وهب عَنهُ - من رِوَايَة مهَاجر أبي الْحسن الصَّائِغ - عَن زيد قَالَ: أذن مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالظّهْرِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبرد، أبرد " أَو قَالَ: " انْتظر، انْتظر " وَقَالَ: إِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم، فَإِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا عَن الصَّلَاة "، قَالَ أَبُو ذَر: حَتَّى رَأينَا فَيْء التلول. 358 - الْخَامِس: عَن قيس بن عبَادَة قَالَ: سَمِعت أَبَا ذَر يقسم قسما أَن: {هَذَانِ خصمان اخْتَصَمُوا فِي رَبهم} [سُورَة الْحَج] ، أَنَّهَا نزلت فِي الَّذين برزوا يَوْم بدرٍ: حَمْزَة وَعلي وَعبيدَة بن الْحَارِث، وَعتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة والوليد بن عتبَة. وَهَذَا آخر حَدِيث فِي كتاب مُسلم بن الْحجَّاج رَحْمَة الله عَلَيْهِ. وَفِي مُسْند عَليّ نَحوه من رِوَايَة قيس بن عباد عَنهُ أَيْضا. @ 359 - السَّادِس: عَن يزِيد بن شريك بن طَارق التَّمِيمِي عَن أبي ذَر قَالَ: كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد عِنْد غرُوب الشَّمْس، فَقَالَ: " يَا أَبَا ذَر، أَتَدْرِي أَيْن الحديث: 357 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 تذْهب الشَّمْس؟ " فَقلت: الله وَرَسُوله أعلم. فَقَالَ: " تذْهب تسْجد تَحت الْعَرْش، فَتَسْتَأْذِن فَيُؤذن لَهَا، ويوشك أَن تسْجد فَلَا يقبل مِنْهَا، وتستأذن فَلَا يُؤذن لَهَا، فَيُقَال لَهَا: ارجعي من حَيْثُ جِئْت، فَتَطلع من مغْرِبهَا، فَذَلِك قَوْله عز وَجل: {وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر لَهَا ذَلِك تَقْدِير الْعَزِيز الْعَلِيم} [سُورَة يس] . فِي رِوَايَة: ثمَّ قَرَأَ (ذَلِك مستقرٌّ لَهَا) فِي قِرَاءَة عبد الله. وَفِي رِوَايَة: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تَدْرُونَ مَتى ذاكم؟ ذَاك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا. وَفِي رِوَايَة وَكِيع مختصرة: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قَوْله: {وَالشَّمْس تجْرِي لمستقر لَهَا} قَالَ: " مستقرها تَحت الْعَرْش ". 360 - السَّابِع: فِي أول مسجدٍ وضع فِي الأَرْض: عَن إِبْرَاهِيم بن يزِيد بن شريك التَّيْمِيّ قَالَ: كنت أَقرَأ على أبي الْقُرْآن فِي السدة، فَإِذا قَرَأت السَّجْدَة سجد، فَقلت: يَا أَبَت، أتسجد فِي الطَّرِيق؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت أَبَا ذَر يَقُول: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أول مسجدٍ وضع فِي الأَرْض. قَالَ: " الْمَسْجِد الْحَرَام ". قلت: ثمَّ إِي: قَالَ: " الْمَسْجِد الْأَقْصَى " قلت: كم بَينهمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ عَاما، ثمَّ الأَرْض لَك مَسْجِد، فَحَيْثُمَا أَدْرَكتك الصَّلَاة فصل ". زَاد فِي رِوَايَة البُخَارِيّ: " فَإِن الْفضل فِيهِ "، وَأول حَدِيثه: قلت: يَا رَسُول الله، أَي مسجدٍ وضع فِي الأَرْض أول؟ ... . الحديث: 360 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 361 - الثَّامِن: عَن الْأَحْنَف بن قيس قَالَ: قدمت الْمَدِينَة، فَبينا أَنا فِي حَلقَة فِيهَا ملأٌ من قُرَيْش، إِذْ جَاءَ رجلٌ اخشن الثِّيَاب، أخشن الْجَسَد، خشن الْوَجْه، فَقَامَ عَلَيْهِم فَقَالَ: بشر الكانزين برضف يحمى عَلَيْهِ فِي نَار جَهَنَّم، فَيُوضَع على حلمة أحدهم حَتَّى يخرج من نغض كَتفيهِ، وَيُوضَع على نغض كَتفيهِ حَتَّى يخرج من حلمة ثدييه، يتزلزل. قَالَ: فَوضع الْقَوْم رؤوسهم، فَمَا رَأَيْت أحدا مِنْهُم رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئا. قَالَ: فَأَدْبَرَ، فاتبعته حَتَّى جلس إِلَى سَارِيَة فَقلت: مَا رَأَيْت هَؤُلَاءِ إِلَّا كَرهُوا مَا قلت لَهُم. فَقَالَ: إِن هَؤُلَاءِ لَا يعْقلُونَ شَيْئا، إِن خليلي أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَاني فأجبته، فَقَالَ: " أَتَرَى أحدا؟ " فَنَظَرت مَا عَليّ من الشَّمْس، وَأَنا أَظن أَنه يَبْعَثنِي فِي حَاجَة، فَقلت: أرَاهُ. فَقَالَ: " مَا يسرني أَن لي مثله ذَهَبا أنفقهُ كُله إِلَّا ثَلَاثَة دَنَانِير، ثمَّ هَؤُلَاءِ يجمعُونَ الدُّنْيَا لَا يعْقلُونَ شَيْئا " قَالَ: قلت: مَا لَك ولإخوانك من قُرَيْش لَا تعتريهم وتصيب مِنْهُم؟ قَالَ: لَا وَرَبك لَا أسألهم عَن دنيا وَلَا أستفتيهم عَن دينٍ حَتَّى ألحق بِاللَّه وَرَسُوله. هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم، وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ. وَعند بعض الروَاة فِيهِ: أَن الْأَحْنَف قَالَ: كنت فِي نفرٍ من قُرَيْش، فَمر أَبُو ذرٍّ وَهُوَ يَقُول: بشر الكانزين بكي فِي ظُهُورهمْ يخرج من جنُوبهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم. ثمَّ تنحى فَقعدَ، فَقلت: من هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو ذَر. قَالَ: فَقُمْت إِلَيْهِ فَقلت: مَا الحديث: 361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 شيءٌ سَمِعتك تَقول قبيل؟ قَالَ: مَا قلت إِلَّا شَيْئا سمعته من نَبِيّهم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: قلت: مَا تَقول فِي هَذَا الْعَطاء؟ قَالَ: خُذْهُ، فَإِن فِيهِ الْيَوْم معونةٌ، فَإِذا كَانَ ثمنا لدينك فَدَعْهُ. وَبَعض هَذَا الْمَعْنى فِي رِوَايَة الْأَعْمَش وَعبد الْعَزِيز بن رفيع وحبِيب بن أبي ثَابت عَن زيد بن وهب عَن أبي ذَر قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ينظر إِلَى أحدٍ فَقَالَ: " مَا أحب أَن يكون لي ذَهَبا يُمْسِي عَلَيْهِ ثالثةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْء " وَفِي رِوَايَة: " وَعِنْدِي مِنْهُ دينارٌ إِلَّا دينارٌ أرصده لدينٍ، إِلَّا أَن أَقُول بِهِ فِي عباد الله هَكَذَا " حثا بَين يَدَيْهِ - وَهَكَذَا عَن يَمِينه، وَهَكَذَا عَن شِمَاله -. وَهَذَا طرف من حَدِيث قد تقدم طرفٌ مِنْهُ. 362 - التَّاسِع: عَن الْمَعْرُور بن سُوَيْد قَالَ: رَأَيْت أَبَا ذَر وَعَلِيهِ حلةٌ، وعَلى غلامة حلةٌ مثلهَا، فَسَأَلته عَن ذَلِك، فَذكر أَنه سَاب رجلا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَعَيَّرَهُ بِأُمِّهِ، فَأتى الرجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّك امرؤٌ فِيك جَاهِلِيَّة ". فِي رِوَايَة قلت: على سَاعَتِي هَذِه من كبر السن؟ قَالَ: " نعم، هم إخْوَانكُمْ وخولكم، جعلهم الله تَحت أَيْدِيكُم، فَمن كَانَ أَخُوهُ تَحت يَدَيْهِ فليطعمه مِمَّا يَأْكُل، وليلبسه مِمَّا يلبس وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبهُمْ، فَإِن كلفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ عَلَيْهِ ". فِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس: " فَإِن كلفه مَا يغلبه فليبعه " وَفِي حَدِيث زُهَيْر: " فليعنه عَلَيْهِ ". 363 - الْعَاشِر: عَن الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر قَالَ: انْتَهَيْت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ جالسٌ فِي ظلّ الْكَعْبَة، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: " هم الأخسرون وَرب الْكَعْبَة ". قَالَ: الحديث: 362 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 فَجئْت حَتَّى جَلَست، فَلم أتقار أَن قُمْت فَقلت: يَا رَسُول الله، فدَاك أبي وَأمي، من هم؟ قَالَ: " هم الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا، إِلَّا من قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، من بَين يَدَيْهِ وَمن خَلفه وَعَن يَمِينه وَعَن شِمَاله، وَقَلِيل مَا هم. مَا من صَاحب إبلٍ وَلَا بقرٍ وَلَا غنمٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتهَا إِلَّا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة أعظم مَا كَانَت وأسمنه، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما نفدت أخراها عَادَتْ إِلَيْهَا أولاها، حَتَّى يقْضى بَين النَّاس ". فرقه البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ فِي موضِعين. والفصل الأول مِنْهُ قد تقدم مَعْنَاهُ فِي حَدِيث زيد بن وهب، إِلَّا أَنه قَالَ هَا هُنَا: فِي ظلّ الْكَعْبَة، وَقَالَ هُنَاكَ: فَانْطَلق فِي الْحرَّة. 364 - الْحَادِي عشر: عَن أبي الْأسود الدؤَلِي عَن أبي ذَر: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَيْسَ من رجل ادّعى لغير أَبِيه وَهُوَ يُعلمهُ إِلَّا كفر، وَمن ادّعى مَا لَيْسَ لَهُ فَلَيْسَ منا، وليتبوأ مَقْعَده من النَّار. وَمن دَعَا رجلا بالْكفْر، أَو قَالَ: عَدو الله، وَلَيْسَ كَذَلِك، إِلَّا حَار عَلَيْهِ " كَذَا فِي مُسلم. وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: لَا يَرْمِي رجلٌ رجلا بالفسوق، وَلَا يرميه بالْكفْر إِلَّا ارْتَدَّت عَلَيْهِ إِن لم يكن صَاحبه كَذَلِك ". 365 - الثَّانِي عشر: عَن أبي مراوحٍ اللَّيْثِيّ عَن أبي ذَر قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أَي الْأَعْمَال أفضل؟ قَالَ: " الْإِيمَان بِاللَّه، وَالْجهَاد فِي سَبيله " قَالَ: قلت: فَأَي الرّقاب أفضل؟ قَالَ: " أَنْفسهَا عِنْد أَهلهَا، وأكثرها ثمنا ". قَالَ: قلت: فَإِن لم أفعل الحديث: 364 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 قَالَ: " تعين ضائعاً، أَو تصنع لأخرق " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إِن ضعفت عَن بعض الْعَمَل؟ قَالَ: " تكف شرك عَن النَّاس؛ فَإِنَّهَا صدقةٌ مِنْك على نَفسك ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 366 - الأول: عَن حُصَيْن، عَن زيد بن وهب قَالَ: مَرَرْت بالربذة، فَإِذا بِأبي ذَر، فَقلت لَهُ: مَا أنزلك مَنْزِلك هَذَا؟ قَالَ: كنت بِالشَّام، فاختلفت أَنا وَمُعَاوِيَة فِي هَذِه الْآيَة: {وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل الله} [سُورَة التَّوْبَة] ، فَقَالَ مُعَاوِيَة: نزلت فِي أهل الْكتاب. فَقلت: نزلت فِينَا وَفِيهِمْ فَكَانَ بيني وَبَينه فِي ذَلِك كلامٌ، فَكتب إِلَى عُثْمَان يشكوني، فَكتب إِلَيّ عُثْمَان: أَن اقدم الْمَدِينَة، فقدمتها، فَكثر عَليّ النَّاس كَأَنَّهُمْ لم يروني قبل ذَلِك. فَذكرت ذَلِك لعُثْمَان، فَقَالَ لي: إِن شِئْت تنحيت فَكنت قَرِيبا. فَذَاك الَّذِي أنزلني هَذَا الْمنزل، لَو أمروا عَليّ حبشياًّ لسمعت وأطعت. 367 - الثَّانِي: عَن خَرشَة بن الْحر الْفَزارِيّ عَن أبي ذَر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَخذ مضجعه من اللَّيْل قَالَ: " بِاسْمِك اللَّهُمَّ أَمُوت وَأَحْيَا " وَإِذا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي أَحْيَانًا بعد مَا أماتنا وَإِلَيْهِ النشور ". وَهُوَ فِي مُسْند حُذَيْفَة بن الْيَمَان أَيْضا. الحديث: 366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 أَفْرَاد مُسلم 368 - الأول: عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه عَن أبي ذَر قَالَ: كَانَت لنا رخصَة - يَعْنِي الْمُتْعَة فِي الْحَج. وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه عَن أبي ذَر قَالَ: كَانَت الْمُتْعَة فِي الْحَج لأَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاصَّة. وَفِي رِوَايَة زبيد عَن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ أَبُو ذَر: لَا تصلح المتعتان إِلَّا لنا خَاصَّة - يَعْنِي مُتْعَة النِّسَاء ومتعة الْحَج. وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أبي الشعْثَاء قَالَ: أتيت إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ فَقلت: إِنِّي أهم أَن أجمع الْعمرَة وَالْحج الْعَام. فَقَالَ: لَكِن أَبوك لم يكن ليهم بذلك. وَفِي رِوَايَة بَيَان عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي ذَر نَحْو الأول، قَالَ: إِنَّمَا كَانَت لنا رخصَة دونكم. 369 - الثَّانِي: عَن خَرشَة بن الْحر عَن أبي ذَر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ثلاثةٌ لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا ينظر إِلَيْهِم وَلَا يزكيهم وَلَهُم عذابٌ أَلِيم " قَالَ: فقرأها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث مرار. قَالَ أَبُو ذَر: خابوا وخسروا، من هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " المسبل، والمنان، والمنفق سلْعَته بِالْحلف الْكَاذِب ". 370 - الثَّالِث: عَن الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأعْلم آخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة، وَآخر أهل النَّار خُرُوجًا مِنْهَا، رجلٌ يُؤْتى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال: اعرضوا عَلَيْهِ صغَار ذنُوبه وَارْفَعُوا عَنهُ كِبَارهَا، فَيعرض عَلَيْهِ صغَار ذنُوبه، فَيُقَال: عملت يَوْم كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا، وعملت يَوْم كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا. فَيَقُول: نعم، لَا يَسْتَطِيع أَن يُنكر، وَهُوَ مشفقٌ من كبار ذنُوبه أَن تعرض الحديث: 368 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 عَلَيْهِ. فَيُقَال لَهُ: فَإِن لَك مَكَان كل سيئةٍ حَسَنَة. فَيَقُول: رب قد عملت أَشْيَاء لَا أَرَاهَا هَا هُنَا ". فَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه. 371 - الرَّابِع: عَن الْمَعْرُور بن سُوَيْد عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَقُول الله عز وَجل: من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشرٌ أَمْثَالهَا أَو أَزِيد، وَمن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فجزاء سيئةٍ مثلهَا أَو أَغفر لَهُ. وَمن تقرب مني شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا، وَمن تقرب مني ذِرَاعا تقربت مِنْهُ باعاً، وَمن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة، وَمن لَقِيَنِي بقراب الأَرْض خَطِيئَة لَا يُشْرك بِي شَيْئا لَقيته بِمِثْلِهَا مغْفرَة ". @ 372 - الْخَامِس: عَن أبي الْأسود الدؤَلِي، عَن أبي ذَر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يصبح على كل سلامى من أحدكُم صدقةٌ، فَكل تسبيحةٍ صدقةٌ، وكل تحميدةٍ صدقةٌ، وكل تهليلةٍ صدقةٌ، وكل تَكْبِيرَة صدقةٌ، وأمرٌ بِالْمَعْرُوفِ صدقةٌ، وَنهي عَن الْمُنكر صدقةٌ، وَيُجزئ من ذَلِك رَكْعَتَانِ يركعهما من الضُّحَى ". 373 - السَّادِس: عَن أبي الْأسود الدؤَلِي عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عرضت عَليّ أَعمال أمتِي حسنها وسيئها، فَوجدت من محَاسِن أَعمالهَا الْأَذَى يماط عَن الطَّرِيق، وَوجدت من مساوئ أَعمالهَا النخاعة تكون فِي الْمَسْجِد لَا تدفن ". الحديث: 371 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 374 - السَّابِع: عَن أبي الْأسود عَنهُ: أَن نَاسا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ، يصلونَ كَمَا نصلي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُول أَمْوَالهم. قَالَ: " أوليس قد جعل الله لكم مَا تصدقُونَ؟ إِن بِكُل تَسْبِيحَة صَدَقَة، وكل تكبيرةٍ صدقةٌ، وكل تَحْمِيدَة صدقةٌ، وكل تَهْلِيلَة صدقةٌ، وأمرٌ بِالْمَعْرُوفِ صدقةٌ، ونهيٌ عَن الْمُنكر صدقةٌ، وَفِي بضع أحدكُم صَدَقَة ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، أَيَأتِي أَحَدنَا شَهْوَته وَيكون لَهُ فِيهَا أجرٌ؟ قَالَ: " أَرَأَيْتُم لَو وَضعهَا فِي حرامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وزرٌ، فَكَذَلِك إِذا وَضعهَا فِي الْحَلَال كَانَ لَهُ أجرٌ ". 375 - الثَّامِن: عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي ذَر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا روى عَن الله عز وَجل أَنه قَالَ: " يَا عبَادي، إِنِّي حرمت الظُّلم على نَفسِي وَجَعَلته بَيْنكُم محرما، فَلَا تظالموا. يَا عبَادي، كلكُمْ جائعٌ إِلَّا من أطعمته، فاستطعموني أطْعمكُم. كلكُمْ عارٍ إِلَّا من كسوته، فاستكسوني أكسكم. يَا عبَادي، إِنَّكُم تخطئون بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار، وَأَنا أَغفر الذُّنُوب جَمِيعًا، فاستغفروني أَغفر لكم. يَا عبَادي، إِنَّكُم لن تبلغوا ضري فتضروني، وَلنْ تبلغوا نفعي فتنفعوني. يَا عبَادي، لَو أَن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كَانُوا على أتقى قلب رجلٍ واحدٍ مِنْكُم مَا زَاد ذَلِك فِي ملكي شَيْئا. يَا عبَادي، لَو أَن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كَانُوا على أفجر قلب رجلٍ واحدٍ مَا نقص ذَلِك من ملكي شَيْئا. يَا عبَادي، لَو أَن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قَامُوا فِي صعيدٍ واحدٍ، وسألوني فَأعْطيت كل إنسانٍ مَسْأَلته مَا نقص ذَلِك مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا ينقص الْمخيط إِذا أَدخل الْبَحْر. يَا عبَادي، إِنَّمَا هِيَ أَعمالكُم أحصيها لكم، ثمَّ أوفيكم إِيَّاهَا، فَمن وجد خيرا فليحمد الله، وَمن وجد غير ذَلِك فَلَا يَلُومن إِلَّا نَفسه ". الحديث: 374 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم أَيْضا من رِوَايَة أبي أَسمَاء عَمْرو بن مرْثَد عَن أبي ذَر نَحوه، وَحَدِيث أبي إِدْرِيس أتم. 376 - التَّاسِع: عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن بعدِي من أمتِي، أَو: سَيكون بعدِي من أمتِي قومٌ يقرأون الْقُرْآن لَا يُجَاوز حلاقيمهم، يخرجُون من الدّين كَمَا يخرج السهْم من الرَّمية، ثمَّ لَا يعودون فِيهِ. هم شَرّ الْخلق والخليقة ". قَالَ ابْن الصَّامِت: فَلَقِيت رَافع بن عَمْرو الْغِفَارِيّ، فَذكرت لَهُ هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: وَأَنا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لرافع بن عَمْرو الْغِفَارِيّ فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْمُشْتَرك، وَلَيْسَ فِي صَحِيح البُخَارِيّ لرافع شَيْء. 377 - الْعَاشِر: عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا قَامَ أحدكُم يُصَلِّي فَإِنَّهُ يستره إِذا كَانَ بَين يَدَيْهِ مثل آخِرَة الرحل، فَإِذا لم يكن بَين يَدَيْهِ مثل آخِرَة الرحل، فَإِنَّهُ يقطع صلَاته الْحمار وَالْمَرْأَة وَالْكَلب الْأسود ". قلت: مَا بَال الْكَلْب الْأسود من الْكَلْب الْأَحْمَر من الْكَلْب الْأَصْفَر؟ قَالَ: يَا ابْن أخي، سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا سَأَلتنِي. فَقَالَ: " الْكَلْب الْأسود شَيْطَان ". 378 - الْحَادِي عشر: عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَيفَ أَنْت إِذا كَانَت عَلَيْك أُمَرَاء يميتون الصَّلَاة، أَو قَالَ: يؤخرون الصَّلَاة عَن وَقتهَا؟ ". قلت: فَمَا تَأْمُرنِي؟ قَالَ: " صل الصَّلَاة لوَقْتهَا، فَإِن أدركتها مَعَهم فصل، فَإِنَّهَا لَك نَافِلَة ". الحديث: 376 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 فِي رِوَايَة: " فَإِن أُقِيمَت الصَّلَاة وَأَنت فِي الْمَسْجِد فصلٌ ". وَفِي أُخْرَى: " فَإِن أَدْرَكتك - يَعْنِي الصَّلَاة - فصلٌ، وَلَا تقل: إِنِّي قد صليت فَلَا أُصَلِّي ". وَفِي رِوَايَة عَن شُعْبَة فِيهِ مُتَّصِلا بِهِ أَن أَبَا ذَر قَالَ: إِن خليلي أَوْصَانِي أَن أسمع وَأطِيع وَإِن كَانَ عبدا مجدع الْأَطْرَاف، وَأَن أُصَلِّي الصَّلَاة لوَقْتهَا. وَذكر الحَدِيث بِمَعْنَاهُ. فصل مسلمٌ فصل السّمع وَالطَّاعَة مِنْهُ. وَأخرجه فِي " الْمَغَازِي ". 379 - الثَّانِي عشر: عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر قَالَ قلت: يَا رَسُول الله، مَا آنِية الْحَوْض؟ قَالَ: " وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ لآنيته أَكثر من عدد نُجُوم السَّمَاء وكواكبها فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة المصحية، آنِية الْجنَّة من شرب مِنْهَا لم يظمأ آخر مَا عَلَيْهِ، يشخب فِيهِ مِيزَابَانِ من الْجنَّة. من شرب مِنْهُ لم يظمأ. عرضه مثل طوله، مَا بَين عمان إِلَى أَيْلَة، مَاؤُهُ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن، وَأحلى من الْعَسَل ". 380 - الثَّالِث عشر: عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْكَلَام أفضل قَالَ: " مَا اصْطفى الله لملائكته أَو لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ ". وَفِي رِوَايَة شُعْبَة: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلا أخْبرك بِأحب الْكَلَام إِلَى الله؟ إِن أحب الْكَلَام إِلَى الله سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ ". الحديث: 379 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 381 - الرَّابِع عشر: عَن ابْن الصَّامِت عَنهُ قَالَ: قيل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَرَأَيْت الرجل يعْمل الْعَمَل من الْخَيْر وَيَحْمَدهُ النَّاس عَلَيْهِ. قَالَ: " تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن ". 382 - الخامش عشر: عَن ابْن الصَّامِت عَنهُ قَالَ: إِن خليلي أَوْصَانِي: " إِذا طبخت مرقاً فَأكْثر مَاءَهُ، ثمَّ انْظُر أهل بيتٍ من جيرتك فأصبهم مِنْهَا بِمَعْرُوف ". 383 - السَّادِس عشر: عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر قَالَ: " قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تحقرن من الْمَعْرُوف شَيْئا، وَلَو أَن تلقى أَخَاك بوجهٍ طليق ". 384 - السَّابِع عشر: عَن عبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ عَن أبي ذَر قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَل رَأَيْت رَبك؟ قَالَ: " نورٌ إِنِّي أرَاهُ ". 385 - الثَّامِن عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن حجيرة الْأَكْبَر عَن أبي ذَر قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أَلا تَسْتَعْمِلنِي؟ قَالَ: فَضرب بِيَدِهِ على مَنْكِبي، ثمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَر، إِنَّك ضَعِيف، وَإِنَّهَا أَمَانَة، وَإِنَّهَا يَوْم الْقِيَامَة خزيٌ وندامةٌ، إِلَّا من أَخذهَا بِحَقِّهَا وَأدّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا ". وَفِي تَرْجَمَة أبي سَالم سُفْيَان بن هَانِئ الجيشاني عَن أبي ذَر من أَفْرَاد مُسلم نَحوه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَا أَبَا ذَر، إِنِّي أَرَاك ضَعِيفا، وَإِنِّي أحب لَك مَا أحب لنَفْسي، لَا تأمرن على اثْنَيْنِ، وَلَا تولين مَال يَتِيم ". 386 - التَّاسِع عشر: عَن أبي بصرة وَعبد الرَّحْمَن بن شماسَة عَن أبي ذَر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّكُم ستفتحون أَرضًا يذكر فِيهَا القيراط " وَفِي الرِّوَايَة الحديث: 381 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 الْأُخْرَى: " ستفتحون مصر، وَهِي أَرض يُسمى فِيهَا القيراط، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خيرا، فَإِن لَهُم ذمَّة ورحماً ". وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: " فَإِذا فتحتموها فَأحْسنُوا إِلَى أَهلهَا، فَإِن لَهُم ذمَّة ورحماً " أَو قَالَ ": " ذمَّة وصهراً، فَإِذا رَأَيْت رجلَيْنِ يختصمان فِيهَا فِي مَوضِع لبنةٍ فَأخْرج مِنْهَا ". قَالَ: فَمر بربيعة وَعبد الرَّحْمَن بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة يتنازعان فِي مَوضِع لبنة، فَخرج مِنْهَا. وَفِي الْأُخْرَى: فَرَأَيْت ... فَخرجت ... آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند أبي ذَر الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 (15) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند حُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي رَضِي الله عَنهُ 387 - الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى: أَنهم كَانُوا عِنْد حُذَيْفَة بِالْمَدَائِنِ، فَاسْتَسْقَى فَسَقَاهُ مجوسيٌّ فِي إناءٍ من فضَّة - فِي رِوَايَة: فَرَمَاهُ بِهِ وَقَالَ: إِنِّي أَمرته أَلا يسقيني فِيهِ؛ إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تلبسوا الْحَرِير وَلَا الديباج، وَلَا تشْربُوا فِي آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة، وَلَا تَأْكُلُوا فِي صحافها، فَإِنَّهَا لَهُم فِي الدُّنْيَا " زَاد فِي رِوَايَة: " وَلكم فِي الْآخِرَة ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد مُسلم عَن عبد الله بن عكيم الْجُهَنِيّ بِنَحْوِهِ. وَلَيْسَ فِي رِوَايَة ابْن عكيم: " وَلَا تَأْكُلُوا فِي صحافها ". 388 - الثَّانِي: عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن حُذَيْفَة قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقَاما مَا ترك شَيْئا يكون من مقَامه ذَلِك إِلَى قيام السَّاعَة إِلَّا حدث بِهِ، حفظه من حفظه، ونسيه من نَسيَه، قد علمه أَصْحَابِي هَؤُلَاءِ، وَإنَّهُ ليَكُون مِنْهُ الشَّيْء قد نَسِيته، فَأرَاهُ فأذكره كَمَا يذكر الرجل وَجه الرجل إِذا غَابَ عَنهُ ثمَّ إِذا رَآهُ عرفه. 389 - الثَّالِث: عَن شَقِيق عَن حُذَيْفَة قَالَ: كُنَّا عِنْد عمر، فَقَالَ: أَيّكُم يحفظ حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْفِتْنَة كَمَا قَالَ؟ فَقلت: أَنا أحفظ كَمَا قَالَ. قَالَ: الحديث: 387 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 هَات، إِنَّك لجريءٌ، كَيفَ قَالَ؟ قلت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " فتْنَة الرجل فِي أَهله وَمَاله وَنَفسه وَولده وجاره يكفرهَا الصّيام، وَالصَّلَاة، وَالصَّدَََقَة، وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَن الْمُنكر ". فَقَالَ عمر: لَيْسَ هَذَا أُرِيد، وَإِنَّمَا أُرِيد " الَّتِي تموج كموج الْبَحْر ". فَقلت: مَالك وَلها يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِن بَيْنك وَبَينهَا بَابا مغلقاً. قَالَ: فيكسر الْبَاب أَو يفتح؟ قَالَ: قلت: لَا بل يكسر. قَالَ: ذَلِك أَحْرَى أَلا يغلق أبدا. قَالَ: فَقلت لِحُذَيْفَة: هَل كَانَ عمر يعلم من الْبَاب؟ قَالَ: نعم، كَمَا يعلم أَن دون غدٍ لَيْلَة. إِنِّي حدثته حَدِيثا لَيْسَ بالأغاليط. قَالَ: فهبنا أَن نسْأَل حُذَيْفَة: من الْبَاب؟ فَقُلْنَا لمسروقٍ: سَله، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: عمر. 390 - الرَّابِع: عَن شَقِيق عَن حُذَيْفَة قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أحصوا لي كم يلفظ الْإِسْلَام " قَالَ: فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، أتخاف علينا وَنحن بَين الستمائة إِلَى السبعمائة؟ قَالَ: " إِنَّكُم لَا تَدْرُونَ، لَعَلَّكُمْ أَن تبتلوا " قَالَ: فابتلينا حَتَّى جعل الرجل منا لَا يُصَلِّي إِلَّا سرا ". 391 - الْخَامِس: عَنهُ عَن حُذَيْفَة قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ قَامَ من اللَّيْل يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ. 392 - السَّادِس: عَن شَقِيق عَن حُذَيْفَة قَالَ: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَانْتهى إِلَى سباطة قوم، فَبَال قَائِما، فتنحيت فَقَالَ: " ادنه " فدنوت حَتَّى قُمْت عِنْد عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأ وَمسح على خفيه. الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 وَفِي حَدِيث جرير وَشعْبَة عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ يشدد فِي الْبَوْل، ويبول فِي قارورةٍ وَيَقُول: إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا أصَاب جلد أحدهم بولٌ قرضه بِالْمَقَارِيضِ. فَقَالَ حُذَيْفَة: لَوَدِدْت أَن صَاحبكُم لَا يشدد هَذَا التَّشْدِيد، فَلَقَد رَأَيْتنِي أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نتماشى، فَأتى سباطة قومٍ خلف حَائِط، فَقَامَ كَمَا يقوم أحدكُم، فَبَال، فانتبذت مِنْهُ، فَأَشَارَ إِلَيّ، فَجئْت، فَقُمْت عِنْد عَقِبَيْهِ حَتَّى فرغ. 393 - السَّابِع: عَن شَقِيق عَن حُذَيْفَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ليردن على حَوْضِي أقوامٌ، ثمَّ يختلجون من دوني، فَأَقُول: أَصْحَابِي، فَيُقَال: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك ". وَقد تقدم لِابْنِ مسعودٍ نَحوه. 394 - الثَّامِن: عَن زيد بن وهب عَن حُذَيْفَة قَالَ: حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حديثين، قد رَأَيْت أَحدهمَا وَأَنا أنْتَظر الآخر: حَدثنَا أَن الْأَمَانَة نزلت فِي جذر قُلُوب الرِّجَال، ثمَّ نزل الْقُرْآن، فَعَلمُوا من الْقُرْآن، وَعَلمُوا من السّنة. ثمَّ حَدثنَا عَن رفع الْأَمَانَة فَقَالَ: " ينَام الرجل النومة، فتقبض الْأَمَانَة من قلبه، فيظل أَثَرهَا مثل أثر الوكت، ثمَّ ينَام النومة فتقبض الْأَمَانَة من قلبه، فيظل أَثَرهَا مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وَلَيْسَ فِيهِ الحديث: 393 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 شَيْء - ثمَّ أَخذ حَصَاة فدحرجه على رجله - فَيُصْبِح النَّاس يتبايعون، فَلَا يكَاد أحدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَة، حَتَّى يُقَال: إِن فِي بني فلَان رجلا أَمينا، حَتَّى يُقَال للرجل: مَا أجلده، مَا أظرفه، مَا أعقله، وَمَا فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة من خردلٍ من إِيمَان ". وَلَقَد أَتَى عَليّ زمَان وَمَا أُبَالِي أَيّكُم بَايَعت، إِن كَانَ مُسلما ليردنه عَليّ دينه، وَإِن كَانَ نَصْرَانِيّا أَو يَهُودِيّا ليردنه عَليّ ساعيه، وَأما الْيَوْم فَمَا كنت أبايع مِنْكُم إِلَّا فلَانا وَفُلَانًا. 395 - التَّاسِع: عَن همام بن الْحَارِث عَن حُذَيْفَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات ". وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة مثله، إِلَّا أَنه قَالَ: " نمام ". 396 - الْعَاشِر: عَن صلَة بن زفر الْعَبْسِي عَن حُذَيْفَة قَالَ: جَاءَ أهل نَجْرَان إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أبْعث إِلَيْنَا رجلا أَمينا. قَالَ: " لَأَبْعَثَن إِلَيْكُم رجلا أَمينا حق أمينٍ ". قَالَ: فاستشرف النَّاس، قَالَ: فَبعث أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح. 397 - الْحَادِي عشر: يجمع أَحَادِيث قد فرقاها: عَن ربعي بن حِرَاش قَالَ: انْطَلَقت أَنا وَعقبَة بن عَمْرو إِلَى حُذَيْفَة فَقَالَ: حَدثنِي بِمَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الدَّجَّال. فَقَالَ: سمعته يَقُول: " إِن مَعَ الدَّجَّال إِذا خرج مَاء وَنَارًا، فَأَما الَّذِي يرى النَّاس أَنه ماءٌ فنارٌ تحرق. فَمن أدْرك ذَلِك مِنْكُم فليقع فِي الَّذِي يرى أَنه نارٌ، فَإِنَّهُ ماءٌ عذبٌ بَارِد ". الحديث: 395 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 قَالَ حُذَيْفَة: وسمعته يَقُول: " إِن رجلا مِمَّن كَانَ قبلكُمْ أَتَاهُ الْملك ليقْبض روحه، فَقَالَ: هَل عملت من خير؟ قَالَ: مَا أعلم. قيل لَهُ: انْظُر. قَالَ: مَا أعلم شَيْئا، غير أَنِّي كنت أبايع النَّاس فِي الدُّنْيَا، فَأنْظر الْمُوسر، وأتجاوز عَن الْمُعسر. فَأدْخلهُ الْجنَّة ". وسمعته يَقُول: إِن رجلا حَضَره الْمَوْت، فَلَمَّا يئس من الْحَيَاة أوصى أَهله: إِذا أَنا مت فاجمعوا إِلَيّ حطباً كثيرا جزلاً، ثمَّ أوقدوا فِيهِ نَارا، حَتَّى إِذا أكلت لحمي وخلصت إِلَى عظمي وامتحشت، فخذوها فاطحنوها، ثمَّ انْظُرُوا يَوْمًا رَاحا فاذروه فِي اليم، فَفَعَلُوا، فَجَمعه الله إِلَيْهِ، فَقَالَ: لم فعلت ذَلِك؟ قَالَ: من خشيتك. قَالَ: فغفر الله لَهُ ". فَقَالَ عتبَة: وَأَنا سمعته يَقُول ذَلِك، وَكَانَ نباشاً. فِي حَدِيث شُعْبَة - حَدِيث الدَّجَّال - مُخْتَصر عَن ربعي عَن حُذَيْفَة: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي الدَّجَّال: " إِن مَعَه مَاء وَنَارًا، فناره ماءٌ بَارِد، وماؤه نارٌ، فَلَا تهلكوا ". قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَأَنا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة شُعَيْب بن صَفْوَان عبد الْملك بن عُمَيْر نَحوه، وَفِي حَدِيث نعيم بن أبي هِنْد عَن ربعي مثله. وَفِي حَدِيث أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة لمُسلم: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لأَنا أعلم بِمَا مَعَ الدَّجَّال مِنْهُ: مَعَه نهران يجريان: أَحدهمَا رَأْي الْعين ماءٌ أَبيض، وَالْآخر رَأْي الْعين نارٌ تأجج، فإمَّا أدركن أحدٌ فليأت النَّهر الَّذِي يرَاهُ نَارا، وليغمض، ثمَّ ليطأطئ رَأسه فيشرب، فَإِنَّهُ مَاء بَارِد، وَإِن الدَّجَّال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 مَمْسُوح الْعين، عَلَيْهَا ظفرة غَلِيظَة، مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر، يقرأه كل مُؤمن كَاتب وَغير كَاتب. 398 - الثَّانِي عشر: عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ أَنه سمع حُذَيْفَة قَالَ: كَانَ النَّاس يسْأَلُون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخَيْر، وَكنت أسأله عَن الشَّرّ مَخَافَة أَن يدركني. فَقلت يَا رَسُول الله، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّة وشرٍّ، فجاءنا الله بِهَذَا الْخَيْر، فَهَل بعد هَذَا الْخَيْر من شَرّ؟ قَالَ: " نعم ". قلت: وَهل بعد ذَلِك الشَّرّ من خير؟ قَالَ: " نعم، وَفِيه دخنٌ " قلت: وَمَا دخنه؟ قَالَ: " قومٌ يستنون بِغَيْر سنتي، ويهتدون بِغَيْر هَدْيِي، تعرف مِنْهُم وتنكر " فَقلت: فَهَل بعد ذَلِك الْخَيْر من شَرّ؟ قَالَ: " نعم، دعاةٌ على أَبْوَاب جَهَنَّم، من أجابهم إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا ". فَقلت: يَا رَسُول الله، صفهم لنا. قَالَ: " نعم، هم قومٌ من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا " فَقلت: يَا رَسُول الله، فَمَا ترى؟ وَفِي رِوَايَة: فَمَا تَأْمُرنِي إِن أدركني ذَلِك؟ قَالَ: " تلْزم جمَاعَة الْمُسلمين وإمامهم ". قلت: فَإِن لم يكن لَهُم جماعةٌ وَلَا إِمَام؟ قَالَ: فاعتزل تِلْكَ الْفرق كلهَا، وَلَو أَن تعض بِأَصْل شَجَرَة حَتَّى يدركك الْمَوْت وَأَنت على ذَلِك ". وَهُوَ فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ مُخْتَصر عَن قيس بن أبي حَازِم عَن حُذَيْفَة قَالَ: تعلم أَصْحَابِي الْخَيْر وتعلمت الشَّرّ. وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن أبي سَلام عَن حُذَيْفَة نَحْو حَدِيث أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَنهُ، وَزَاد فِيهِ: " وسيقوم مِنْهُم رجالٌ، قُلُوبهم قُلُوب الشَّيَاطِين فِي جثمان إنس ". قَالَ: فَقلت: كَيفَ أصنع يَا رَسُول الله إِن أدْركْت ذَلِك؟ قَالَ: " تسمع وتطيع وَإِن ضرب ظهرك وَأخذ مَالك، فاسمع وأطع ". الحديث: 398 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 أَفْرَاد البُخَارِيّ 399 - الأول: عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة: {وأنفقوا فِي سَبِيل الله وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} [سُورَة الْبَقَرَة] ، قَالَ: نزلت فِي النَّفَقَة. 400 - الثَّانِي: عَن أبي وَائِل عَنهُ قَالَ: المُنَافِقُونَ الْيَوْم أَشد مِنْهُم على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: وَكَيف ذَلِك؟ قَالَ: إِنَّهُم كَانُوا يومئذٍ يسرون، وَالْيَوْم يجهرون. وَفِي أَفْرَاده أَيْضا بِمَعْنَاهُ عَن أبي الشعْثَاء سليم بن أسود عَن حُذَيْفَة قَالَ: إِنَّمَا النِّفَاق كَانَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَما الْيَوْم فَإِنَّمَا هُوَ الْكفْر أَو الْإِيمَان. وَفِي رِوَايَة: بعد الْإِيمَان. 401 - الثَّالِث: عَن أبي وَائِل وَعَن زيد بن وهب نَحوه: أَن حُذَيْفَة رأى رجلا لَا يتم رُكُوعه وَلَا سُجُوده، فَلَمَّا قضى صلَاته دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ حُذَيْفَة: مَا صليت، وَأَحْسبهُ قَالَ: وَلَو مت مت على غير سنة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة زيد بن وهب: مَا صليت، وَلَو مت مت على غير الْفطْرَة الَّتِي فطر الله عَلَيْهَا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 402 - الرَّابِع: عَن زيد بن وهب قَالَ: كُنَّا عِنْد حُذَيْفَة فَقَالَ: مَا بَقِي من أَصْحَاب هَذِه الْآيَة إِلَّا ثلاثةٌ، وَلَا من الْمُنَافِقين إِلَّا أَرْبَعَة - يَعْنِي بِالْآيَةِ قَوْله تَعَالَى: {فَقَاتلُوا أَئِمَّة الْكفْر} [سُورَة التَّوْبَة] ، فَقَالَ أَعْرَابِي: إِنَّكُم - أَصْحَاب محمدٍ - تخبروننا أَخْبَارًا مَا نَدْرِي مَا هِيَ، تَزْعُمُونَ أَن لَا مُنَافِق إِلَّا أَرْبَعَة، فَمَا بَال الحديث: 399 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 هَؤُلَاءِ الَّذين يبقرون بُيُوتنَا وَيَسْرِقُونَ أعلاقنا؟ قَالَ: أُولَئِكَ الْفُسَّاق، أجل لم يبْق مِنْهُم إِلَّا أَرْبَعَة، أحدهم شيخ كَبِير، لَو شرب المَاء الْبَارِد مَا وجد برده. 403 - الْخَامِس: عَن همام بن الْحَارِث عَن حُذَيْفَة قَالَ: يَا معشر الْقُرَّاء، اسْتَقِيمُوا، فقد سبقتم سبقاً بَعيدا، وَإِن أَخَذْتُم يَمِينا وَشمَالًا لقد ضللتم ضلالا بَعيدا. 404 - السَّادِس: عَن ربعي بن حِرَاش قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَوَى إِلَى فرَاشه قَالَ: " بِاسْمِك اللَّهُمَّ أَحْيَا وأموت ". وَإِذا أصبح. وَفِي رِوَايَة: وَإِذا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي أَحْيَانًا بعد مَا أماتنا، وَإِلَيْهِ النشور ". وَفِي أَفْرَاد البُخَارِيّ من مُسْند أبي ذَر نَحوه. 405 - السَّابِع: عَن الْأسود بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ قَالَ: كُنَّا فِي حَلقَة عبد الله، فجَاء حُذَيْفَة حَتَّى قَامَ علينا، فَسلم ثمَّ قَالَ: لقد أنزل النِّفَاق على قوم خير مِنْكُم، فَقُلْنَا: سُبْحَانَ الله، فَإِن الله عز وَجل يَقُول: {إِن الْمُنَافِقين فِي الدَّرك الْأَسْفَل} [سُورَة النِّسَاء] فَتَبَسَّمَ عبد الله، وَجلسَ حُذَيْفَة فِي نَاحيَة الْمَسْجِد، فَقَامَ عبد الله، فَتفرق أَصْحَابه، فَرَمَانِي بالحصا، فَأَتَيْته، فَقَالَ حُذَيْفَة: عجبت من ضحكه، وَقد عرف مَا قلت، لقد أنزل النِّفَاق على قومٍ كَانُوا خيرا مِنْكُم، ثمَّ تَابُوا فَتَابَ الله عَلَيْهِم. وَفِي رِوَايَة: فَقَالَ: إِنَّهُم لما تَابُوا كَانُوا خيرا مِنْكُم. الحديث: 403 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 406 - الثَّامِن: عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد النَّخعِيّ: قُلْنَا لِحُذَيْفَة: أخبرنَا برجلٍ قريب السمت والدل وَالْهَدْي من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَأْخُذ عَنهُ. قَالَ: مَا نعلم أقرب سمتاً ودلاً وهدياً برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ابْن أم عبد، حَتَّى يتَوَارَى بجدار بَيته، وَلَقَد علم المحفوظون من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن إِبْنِ أم عبدٍ أقربهم إِلَى الله وَسِيلَة. أَفْرَاد مُسلم 407 - الأول: عَن قيس بن عباد: قلت لعمَّار بن يَاسر: أَرَأَيْتُم صنيعكم هَذَا الَّذِي صَنَعْتُم فِي أَمر عَليّ، أرأياً رَأَيْتُمُوهُ أَو شيءٌ عَهده إِلَيْكُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: مَا عهد إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا لم يعهده إِلَى النَّاس كَافَّة، وَلَكِن حُذَيْفَة أَخْبرنِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فِي أَصْحَابِي اثْنَا عشر منافقاً، فيهم ثمانيةٌ لَا يدْخلُونَ الْجنَّة حَتَّى يلج الْجمل فِي سم الْخياط ". وَأَرْبَعَة لم أحفظ مَا قَالَ شُعْبَة فيهم. وَفِي رِوَايَة: " ثَمَانِيَة مِنْهُم تكفيهم الدُّبَيْلَة: سراجٌ من النَّار يظْهر فِي أكتافهم حَتَّى ينجم فِي صُدُورهمْ ". 408 - الثَّانِي: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن جُنْدُب قَالَ: جِئْت يَوْم الجرعة فَإِذا رجلٌ جالسٌ، فَقلت: ليهراقن الْيَوْم هَا هُنَا دماءٌ. فَقَالَ ذَاك الرجل: كلا وَالله. الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 قلت: بلَى وَالله. قَالَ: كلا وَالله. قلت: بلَى وَالله. قَالَ: كلا وَالله، إِنَّه لحَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدَّثَنِيهِ. قلت: بئس الجليس لي أَنْت مُنْذُ الْيَوْم، تسمعني أخالفك وَقد سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا تنهاني. ثمَّ قلت: مَا هَذَا الْغَضَب؟ فَأَقْبَلت عَلَيْهِ وأسأله، فَإِذا الرجل حُذَيْفَة. 409 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن يزِيد عَن حُذَيْفَة أَنه قَالَ: أَخْبرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا هُوَ كائنٌ إِلَى أَن تقوم السَّاعَة، فَمَا مِنْهُ شَيْء إِلَّا قد سَأَلته، إِلَّا أَنِّي لم أسأله: مَا يخرج أهل الْمَدِينَة من الْمَدِينَة. 410 - الرَّابِع: من حَدِيث أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة قَالَ: حَدثنَا حُذَيْفَة بن الْيَمَان قَالَ: مَا مَنَعَنِي أَن أشهد بَدْرًا إِلَّا أَنِّي خرجت أَنا وَأبي الحسيل، قَالَ: فأخذنا كفار قُرَيْش فَقَالُوا: إِنَّكُم تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقُلْنَا: مَا نريده، وَمَا نُرِيد إِلَّا الْمَدِينَة. قَالَ: فَأخذُوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إِلَى الْمَدِينَة، وَلَا نُقَاتِل مَعَه. فأتينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَخْبَرنَاهُ الْخَبَر فَقَالَ: " انصرفا، نفي لَهُم بعهدهم، ونستعين الله عَلَيْهِم ". 411 - الْخَامِس: عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: كَانَ بَين رجلٍ من أهل الْعقبَة وَبَين حُذَيْفَة بعض مَا يكون بَين النَّاس، فَقَالَ: أنْشدكُمْ الله، كم كَانَ أَصْحَاب الْعقبَة؟ قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْقَوْم: أخبرهُ إِذْ سَأَلَك، فَقَالَ: كُنَّا نخبر أَنهم أَرْبَعَة عشر، فَإِن كنت مِنْهُم فقد كَانَ الْقَوْم خَمْسَة عشر، وَأشْهد أَن اثْنَي عشر مِنْهُم حربٌ لله وَلِرَسُولِهِ الحديث: 409 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَيَوْم يقوم الأشهاد، وَعذر ثَلَاثَة قَالُوا: مَا سمعنَا مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا علمنَا بِمَا أَرَادَ الْقَوْم. وَقد كَانَ فِي حرةٍ فَمشى فَقَالَ: " إِن المَاء قَلِيل، فَلَا يسبقني إِلَيْهِ أحدٌ " فَوجدَ قوما قد سَبَقُوهُ، فلعنهم يومئذٍ. 412 - السَّادِس: عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقِيه وَهُوَ جنبٌ، فحاد عَنهُ، فاغتسل، ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: كنت جنبا. فَقَالَ: " إِن الْمُسلم لَا ينجس ". 413 - السَّابِع: عَن أبي وَائِل عَن حُذَيْفَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الدَّجَّال أَعور الْعين الْيُسْرَى، جفال الشّعْر، مَعَه جنَّة ونار، فناره جنَّة، وجنته نَار ". 414 - الثَّامِن: عَن جبلة بن زفر الْعَبْسِي عَن حُذَيْفَة قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات ليلةٍ، فَافْتتحَ " الْبَقَرَة ". فَقلت: يرْكَع عِنْد الْمِائَة، ثمَّ مضى فَقلت: يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَة، فَمضى، فَقلت: يرْكَع بهَا. ثمَّ افْتتح " النِّسَاء " فقرأها، ثمَّ افْتتح " آل عمرَان " فقرأها، يقْرَأ مترسلاً، إِذا مر بِآيَة فِيهَا تسبيحٌ سبح، وَإِذا مر بسؤالٍ سَأَلَ، وَإِذا مر بتعوذٍ تعوذ. ثمَّ ركع فَجعل يَقُول: " سُبْحَانَ رَبِّي الْعَظِيم "، فَكَانَ رُكُوعه نَحوا من قِيَامه. ثمَّ قَالَ: " سمع الله لمن حَمده " زَاد جرير: " رَبنَا لَك الْحَمد " ثمَّ قَامَ قيَاما طَويلا قَرِيبا مِمَّا ركع، ثمَّ سجد فَقَالَ: " سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى " فَكَانَ سُجُوده قَرِيبا من قِيَامه. 415 - التَّاسِع: عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل معروفٍ صَدَقَة ". الحديث: 412 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 416 - الْعَاشِر: عَن أبي مَالك سعد بن طارقٍ عَن ربعي عَن حُذَيْفَة قَالَ: كُنَّا عِنْد عمر فَقَالَ: أَيّكُم سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكر الْفِتَن؟ فَقَالَ قومٌ: نَحن سمعناه. فَقَالَ لَعَلَّكُمْ تعنون فتْنَة الرجل فِي أَهله وجاره؟ قَالُوا: أجل. قَالَ: تِلْكَ تكفرها الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالصَّدَََقَة. وَلَكِن أَيّكُم سمع النَّبِي يذكر الَّتِي تموج موج الْبَحْر؟ قَالَ حُذَيْفَة: فأسكت الْقَوْم، فَقلت: أَنا. قَالَ: أَنْت لله أَبوك { قَالَ حُذَيْفَة: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب كالحصير عوداً عوداً، فَأَي قلبٍ أشربها نكت فِيهِ نكتةٌ سَوْدَاء، وَأي قلب أنكرها نكت فِيهِ نُكْتَة بَيْضَاء، حَتَّى تصير على قلبين: على أَبيض مثل الصَّفَا، فَلَا تضره فتنةٌ مَا دَامَت السَّمَاوَات وَالْأَرْض، وَالْآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً، لَا يعرف مَعْرُوفا، وَلَا يُنكر مُنْكرا، إِلَّا مَا أشْرب من هَوَاهُ ". ذ قَالَ: وحدثته أَن بَيْنك وَبَينهَا بَابا مغلقاً يُوشك أَن يكسر. قَالَ عمر: أكسراً لَا أبالك} فَلَو أَنه فتح لَعَلَّه يُعَاد. قَالَ: لَا، بل يكسر. وحدثته أَن ذَلِك الْبَاب رجلٌ يقتل أَو يَمُوت، حَدِيثا لَيْسَ بالأغاليط. قَالَ: فَقلت: يَا أَبَا مَالك، مَا أسود مرباداً؟ قَالَ: شدَّة الْبيَاض فِي سَواد. قلت: فَمَا الْكوز مجخياً؟ قَالَ: منكوساً. قد تقدم فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ سُؤال عمر عَن الْفِتْنَة بِأَلْفَاظ أخر، لَا تتفق مَعَ هَذَا إِلَّا فِي يسير، فَلذَلِك أوردنا هَذَا الحديث: 416 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 417 - الْحَادِي عشر: عَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن حَوْضِي لأبعد من أَيْلَة من عدن، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأذود عَنهُ الرِّجَال كَمَا يذود الرجل الْإِبِل الغريبة عَن حَوْضه ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، وتعرفنا؟ قَالَ: " نعم، تردون عَليّ غراًّ محجلين من آثَار الْوضُوء، لَيْسَ لأحد غَيْركُمْ ". أوردهُ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي على غلط فِي الْمَتْن والإسناد. فَأَخْرَجته على مَا فِي نَص مُسلم عَن حُذَيْفَة. 418 - الثَّانِي عشر: عَن ربعي عَن حُذَيْفَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فضلنَا على النَّاس بِثَلَاث: جعلت صُفُوفنَا كَصُفُوف الْمَلَائِكَة، وَجعلت لنا الأَرْض كلهَا مَسْجِدا، وَجعلت تربَتهَا لنا طهُورا إِذا لم نجد المَاء " وَذكر خصْلَة أُخْرَى، كَذَا فِي الْكتاب. 419 - الثَّالِث عشر: عَن ربعي عَن حُذَيْفَة، وَعَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أضلّ الله عَن الْجُمُعَة من كَانَ قبلنَا، فَكَانَ للْيَهُود يَوْم السبت، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْم الْأَحَد، فجَاء الله بِنَا، فهدانا الله ليَوْم الْجُمُعَة، فَجعل الْجُمُعَة والسبت والأحد، وَكَذَلِكَ هم تبعٌ لنا يَوْم الْقِيَامَة، نَحن الْآخرُونَ من أهل الدُّنْيَا، والأولون يَوْم الْقِيَامَة، الْمقْضِي لَهُم يَوْم الْقِيَامَة قبل الْخَلَائق " وَفِي رِوَايَة وَاصل بن عبد الْأَعْلَى: " الْمقْضِي بَينهم ". 420 - الرَّابِع عشر: فِي الشَّفَاعَة: عَن ربعي عَن حُذَيْفَة، وَعَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يجمع الله تبَارك وَتَعَالَى النَّاس، فَيقوم الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تزلف لَهُم الْجنَّة، الحديث: 417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 فَيَأْتُونَ آدم فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا، استفتح لنا الْجنَّة، فَيَقُول وَهل أخرجكم من الْجنَّة إِلَّا خَطِيئَة أبيكم؟ لست بِصَاحِب ذَلِك. اذْهَبُوا إِلَى ابْني إِبْرَاهِيم خَلِيل الله، قَالَ: فَيَقُول إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: لست بِصَاحِب ذَلِك، إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء، اعمدوا إِلَى مُوسَى الَّذِي كَلمه الله تكليماً، فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُول: لست بِصَاحِب ذَلِك، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كلمة الله وروحه. فَيَقُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: لست بِصَاحِب ذَلِك. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيقوم، فَيُؤذن لَهُ، وَترسل الْأَمَانَة وَالرحم، فتقومان جنبتي الصِّرَاط يَمِينا وَشمَالًا، فيمر أولكم كالبرق ". قَالَ: قلت: بِأبي أَنْت وَأمي، أَي شَيْء كمر الْبَرْق؟ قَالَ: " ألم تروا إِلَى الْبَرْق كَيفَ يمر وَيرجع فِي طرفَة عين؟ ثمَّ كمر الرّيح، ثمَّ كمر الطير وَشد الرِّجَال، تجْرِي بهم أَعْمَالهم، ونبيكم قائمٌ على الصِّرَاط يَقُول: رب سلم سلم، حَتَّى تعجز أَعمال الْعباد، حَتَّى يَجِيء الرجل فَلَا يَسْتَطِيع السّير إِلَّا زحفاً، وَفِي حافتي الصِّرَاط كلاليب معلقَة مأمورة، تَأْخُذ من أمرت بِهِ، فمخدوش ناجٍ، ومكدوسٌ فِي النَّار " وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، إِن قَعْر جَهَنَّم لسَبْعين خَرِيفًا. 421 - الْخَامِس عشر: عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن حُذَيْفَة قَالَ: وَالله إِنِّي لأعْلم النَّاس بِكُل فتنةٍ كائنةٍ فِيمَا بيني وَبَين السَّاعَة، وَمَا بِي أَن يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسر إِلَيّ فِي ذَلِك شَيْئا لم يحدثه غَيْرِي، وَلَكِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ يحدث مَجْلِسا أَنا فِيهِ عَن الْفِتَن، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يعد الْفِتَن: " مِنْهُنَّ ثَلَاث لَا يكدن يذرن شَيْئا، ومنهن فتنٌ كرياح الصَّيف، مِنْهَا صغَار وَمِنْهَا كبار ". قَالَ حُذَيْفَة: فَذهب أُولَئِكَ الرَّهْط كلهم غَيْرِي. الحديث: 421 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 422 - السَّادِس عشر: عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أَبِيه يزِيد بن شريك قَالَ: كُنَّا عِنْد حُذَيْفَة فَقَالَ رجلٌ لَو أدْركْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَاتَلت مَعَه فأبليت. فَقَالَ حُذَيْفَة: أَنْت كنت تفعل ذَلِك؟ لقد رَأَيْتنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْأَحْزَاب، وأخذتنا ريحٌ شديدةٌ وقرٌّ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا رجلٌ يأتيني بِخَبَر الْقَوْم، جعله الله معي يَوْم الْقِيَامَة " فسكتنا فَلم يجبهُ منا أحد. ثمَّ قَالَ: " أَلا رجلٌ يأتينا بِخَبَر الْقَوْم، جعله الله معي يَوْم الْقِيَامَة " فسكتنا فَلم يجبهُ منا أحد. ثمَّ قَالَ: " أَلا رجلٌ يأتينا بِخَبَر الْقَوْم، جعله الله معي يَوْم الْقِيَامَة " فَلم يجبهُ منا أحد. فَقَالَ: " قُم يَا حُذَيْفَة " قَالَ: فَلم أجد بدا إِذْ دَعَاني باسمي إِلَّا أَن أقوم. قَالَ: " اذْهَبْ فأتني بِخَبَر الْقَوْم، وَلَا تذعرهم عَليّ " فَلَمَّا وليت من عِنْده جعلت كَأَنِّي أَمْشِي فِي حمام، حَتَّى أتيتهم، فَرَأَيْت أَبَا سُفْيَان يُصَلِّي ظَهره بالنَّار، فَوضعت سَهْما فِي كبد الْقوس، فَأَرَدْت أَن أرميه، فَذكرت قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تذعرهم عَليّ " وَلَو رميته لأصبته. وَرجعت وَأَنا أَمْشِي فِي مثل الْحمام، فَلَمَّا أَتَيْته فَأَخْبَرته خبر الْقَوْم وفرغت قررت، فألبسني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من فضل عباءة كَانَت عَلَيْهِ يُصَلِّي فِيهَا، فَلم أزل نَائِما حَتَّى أَصبَحت، فَلَمَّا أَصبَحت قَالَ: " قُم يَا نومان ". 423 - السَّابِع عشر: عَن أبي حُذَيْفَة، سَلمَة بن صهيبة أَو صهبة الأرحبي، عَن حُذَيْفَة قَالَ: كُنَّا إِذا حَضَرنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما لم نضع أَيْدِينَا حَتَّى يبْدَأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَضَع يَده، وَإِنَّا حَضَرنَا مَعَه مرةًّ طَعَاما، فَجَاءَت جَارِيَة كَأَنَّهَا تدفع، فَذَهَبت لتَضَع يَدهَا فِي الطَّعَام، فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهَا. ثمَّ جَاءَ أَعْرَابِي كَأَنَّمَا الحديث: 422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 يدْفع، فَأخذ بِيَدِهِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الشَّيْطَان يسْتَحل الطَّعَام أَلا يذكر اسْم الله عَلَيْهِ، وَإنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَة ليستحل بهَا، فَأخذت بِيَدِهَا، فجَاء بِهَذَا الْأَعرَابِي ليستحل بِهِ فَأخذت بِيَدِهِ، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِن يَده فِي يَدي مَعَ يَدهَا ". زَاد عِيسَى بن يُونُس: ثمَّ ذكر اسْم الله وَأكل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 (16) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي مُوسَى عبد الله بن قيس الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ 424 - الأول: عَن أنس بن مَالك عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل الْمُؤمن الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن مثل الأترجة، رِيحهَا طيب وطعمها طيب. وَمثل الْمُؤمن الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن مثل التمرة لَا ريح لَهَا وطعمها حلوٌ. وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن مثل الريحانة، رِيحهَا طيبٌ وطعمها مر. وَمثل الْمُنَافِق الَّذِي لَا يقْرَأ الْقُرْآن كَمثل الحنظلة، لَيْسَ لَهَا ريح وطعمها مر ". وَفِي رِوَايَة " وَمثل الْفَاجِر " فِي الْمَوْضِعَيْنِ بدل " الْمُنَافِق ". 425 - الثَّانِي: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من صلى البردين دخل الْجنَّة ". 426 - الثَّالِث: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " جنتان من فضَّة، آنيتهما وَمَا فيهمَا، وجنتان من ذهب، آنيتهما وَمَا فيهمَا، وَمَا بَين الْقَوْم وَبَين أَن ينْظرُوا إِلَى رَبهم إِلَّا رِدَاء الْكِبْرِيَاء على وَجهه، فِي جنَّة عدنٍ ". الحديث: 424 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 427 - الرَّابِع: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن لِلْمُؤمنِ فِي الْجنَّة لخيمة من لؤلؤةٍ وَاحِدَة مجوفةٍ، طولهَا فِي السَّمَاء -. وَفِي رِوَايَة: عرضهَا - سِتُّونَ ميلًا، لِلْمُؤمنِ فِيهَا أهلون، يطوف عَلَيْهِم الْمُؤمن، فَلَا يرى بَعضهم بَعْضًا ". 428 - الْخَامِس: من رِوَايَة الشّعبِيّ عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه قَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ثلاثةٌ لَهُم أَجْرَانِ: رجلٌ من أهل الْكتاب آمن بِنَبِيِّهِ وآمن بِمُحَمد. وَالْعَبْد الْمَمْلُوك إِذا أدّى حق الله وَحقّ موَالِيه. ورجلٌ كَانَت عِنْده أمةٌ يَطَؤُهَا، فأدبها فَأحْسن تأديبها، وَعلمهَا فَأحْسن تعليمها، ثمَّ أعْتقهَا فَتَزَوجهَا، فَلهُ أَجْرَانِ ". ثمَّ قَالَ عَامر - يَعْنِي الشّعبِيّ -: أعطيناكها بِغَيْر شيءٍ، وَقد كَانَ يركب فِيمَا دونهَا إِلَى الْمَدِينَة. وَفِي رِوَايَة أخرجهَا البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي بردة عَن أَبِيه: أعْتقهَا ثمَّ أصدقهَا ". يَعْنِي تزَوجهَا بِمهْر جَدِيد. 429 - السَّادِس: عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن جده أبي مُوسَى قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمعَاذًا إِلَى الْيمن، فَقَالَ: " ادعوا النَّاس، وبشرا وَلَا تنفرا، ويسرا وَلَا تعسرا، وتطاوعاً وَلَا تختلفا ". قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله أَفْتِنَا فِي شرابين كُنَّا نصنعهما بِالْيمن: البتع: وَهُوَ من الْعَسَل، ينْبذ حَتَّى يشْتَد، والمزر: وَهُوَ من الذّرة وَالشعِير، ينْبذ حَتَّى يشْتَد. قَالَ: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أعطي جَوَامِع الْكَلم بخواتمه، فَقَالَ: أنهى عَن عَن كل مسكرٍ أسكر عَن الصَّلَاة " وَفِي حَدِيث شُعْبَة: فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل مسكرٍ حرامٌ ". قَالَ: فقدمنا الْيمن، فَكَانَ لكل واحدٍ منا قبةٌ نزلها على حِدة، فَأتى معاذٌ أَبَا مُوسَى، وَكَانَا يتزاوران، فَإِذا هُوَ جالسٌ فِي فنَاء قُبَّته، وَإِذا يَهُودِيّ قَائِما عِنْده يُرِيد الحديث: 427 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 قَتله. فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَا هَذَا؟ قَالَ: كَانَ يَهُودِيّا فَأسلم، ثمَّ رَجَعَ إِلَى يَهُودِيَّته، فَقَالَ: مَا أَنا بجالس حَتَّى تقتله، فَقتله. ثمَّ جلسا يتحدثان، فَقَالَ معَاذ: يَا أَبَا مُوسَى، كَيفَ تقْرَأ الْقُرْآن؟ قَالَ: أتفوقه تفوقاً على فِرَاشِي وَفِي صَلَاتي وعَلى رَاحِلَتي. ثمَّ قَالَ لِمعَاذ: كَيفَ تقْرَأ أَنْت؟ قَالَ: سأنبئك بذلك. أما أَنا فأنام ثمَّ أقوم فأقرأ، فأحتسب فِي نومتي مَا أحتسب فِي قومتي. وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة حميد بن هِلَال عَن أبي بردة عَن أَبِيه، وَفِي أَوله: قَالَ أَبُو مُوسَى: أَقبلت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعِي رجلَانِ من الْأَشْعَرِيين، أَحدهمَا عَن يَمِيني وَالْآخر عَن شمَالي، فكلاهما سَأَلَ الْعَمَل، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستاك، فَقَالَ: " مَا تَقول يَا أَبَا مُوسَى، أَو يَا عبد الله بن قيس؟ " قَالَ: فَقلت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا أطلعاني على مَا فِي أَنفسهمَا، وَمَا شَعرت أَنَّهُمَا يطلبان الْعَمَل. قَالَ: فَكَأَنِّي أنظر إِلَى سواكه تَحت شفته وَقد قلصت، فَقَالَ: " لن - أَو لَا - نستعمل على عَملنَا من أَرَادَهُ، وَلَكِن اذْهَبْ أَنْت يَا أَبَا مُوسَى - أَو يَا عبد الله بن قيس " - فَبَعثه على الْيمن، ثمَّ أتبعه معَاذ بن جبل، ثمَّ ذكر قصَّة الْيَهُودِيّ الَّذِي أسلم ثمَّ ارْتَدَّ. وَزَاد فِيهِ، قَالَ: لَا أَجْلِس حَتَّى يقتل، قَضَاء الله وَرَسُوله. ثمَّ ذكر قَوْلهمَا فِي قيام اللَّيْل، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر الْأَشْرِبَة. وَأَخْرَجَاهُ مُخْتَصرا من رِوَايَة بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا ورجلان من بني عمي، فَقَالَ أَحدهمَا: يَا رَسُول الله، أمرنَا على بعض مَا ولآك الله عز وَجل، وَقَالَ الآخر مثل ذَلِك، فَقَالَ: " إِنَّا - وَالله - لَا نولي هَذَا الْعَمَل أحدا سَأَلَهُ، أَو أحدا حرص عَلَيْهِ " لم يزدْ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 وَأخرجه البُخَارِيّ وَحده من رِوَايَة عبد الْملك بن عُمَيْر عَن أبي بردة مُرْسلا، لم يذكر أَبَا مُوسَى، قَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث أَبَا مُوسَى وَمعَاذًا إِلَى الْيمن، وَبعث كل وَاحِد مِنْهُمَا على مخلاف - واليمن مخلافان. وَفِيه قصَّة الَّذِي ارْتَدَّ، وَذكر قيام اللَّيْل. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا وَحده تَعْلِيقا من رِوَايَة سُلَيْمَان بن فَيْرُوز الشَّيْبَانِيّ عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: لما بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْيمن، قلت: إِن لنا بهَا أشربة. وَفِي أَفْرَاد مُسلم عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا بعث أحدا من أَصْحَابه فِي بعض أمره قَالَ: بشروا وَلَا تنفرُوا، ويسروا وَلَا تُعَسِّرُوا ". وَهَذَا طرف من حَدِيث سعيد بن أبي بردة، وَقد مر فِي أَوله بِمَعْنَاهُ. 430 - السَّابِع: عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن جده عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " على كل مسلمٍ صدقةٌ " قيل: أَرَأَيْت إِن لم يجد؟ قَالَ: " يعتمل بيدَيْهِ فينفع نَفسه وَيتَصَدَّق ". قَالَ: أَرَأَيْت إِن لم يسْتَطع؟ قَالَ: " يعين ذَا الْحَاجة الملهوف " قَالَ: قيل لَهُ: أَرَأَيْت إِن لم يسْتَطع؟ قَالَ: " يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ أَو الْخَيْر " قَالَ: أَرَأَيْت إِن لم يفعل؟ قَالَ: " يمسك عَن الشَّرّ، فَإِنَّهَا صَدَقَة ". 431 - الثَّامِن: عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي - وَهُوَ عَمْرو بن عبد الله - عَن أبي بردة ابْن أبي مُوسَى عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي فِي أَمْرِي، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني: اللَّهُمَّ اغْفِر لي جدي وهزلي، وخطأي وعمدي، وكل ذَلِك عِنْدِي. اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت وَمَا أعلنت، وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني، أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، وَأَنت على كل شيءٍ قدير ". الحديث: 430 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 432 - التَّاسِع: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر بن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ: مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَاشْتَدَّ مَرضه، فَقَالَ: " مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ " فَقَالَت عَائِشَة: يَا رَسُول الله إِنَّه رجلٌ رقيقٌ، إِذا قَامَ مقامك لم يسْتَطع أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ. فَقَالَ: " مري أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ " فَعَادَت. فَقَالَ: " مري أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِب يُوسُف " فَأَتَاهُ الرَّسُول، فصلى بِالنَّاسِ فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 433 - الْعَاشِر: عَن الْقَاسِم بن مخيمرة عَن أبي بردة قَالَ: وجع أَبُو مُوسَى وجعاً، فَغشيَ عَلَيْهِ وَرَأسه فِي حجر امرأةٍ من أَهله، فصاحت امرأةٌ من أَهله، فَلم يسْتَطع أَن يرد عَلَيْهَا شَيْئا، فَلَمَّا أَفَاق قَالَ: أَنا بَرِيء مِمَّن برِئ مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم برِئ من الصالقة والحالقة والشاقة. وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم من حَدِيث أبي صَخْرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد وَأبي بردة قَالَ: أُغمي على أبي مُوسَى، فَأَقْبَلت امْرَأَته أم عبد الله تصيح برنة، ثمَّ أَفَاق فَقَالَ: ألم تعلمي - وَكَانَ يحدثها - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَنا بريءٌ مِمَّن حلق وصلق وخرق ". وَفِي رِوَايَة مُسلم نَحوه أَيْضا عَن عِيَاض الْأَشْعَرِيّ عَن أم عبد الله امْرَأَة أبي مُوسَى عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَن صَفْوَان بن مُحرز عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَن ربعي بن حراشٍ عَن أبي مُوسَى عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ مُسلم بن حجاج: غير أَن فِي حَدِيث عياضٍ الْأَشْعَرِيّ، قَالَ: " لَيْسَ منا " وَلم يقل: " برِئ ". 434 - الْحَادِي عشر: عَن غيلَان بن جرير عَن أبي بردة عَن أَبِيه قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رهطٍ من الْأَشْعَرِيين نستحمله، فَقَالَ: وَالله لَا أحملكم، وَمَا الحديث: 432 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 عِنْدِي مَا أحملكم عَلَيْهِ ". قَالَ: فلبثنا مَا شَاءَ الله، ثمَّ أُتِي بإبلٍ، فَأمر لنا بِثَلَاث ذودٍ، غر الذرى، فَلَمَّا انطلقنا قُلْنَا، أَو قَالَ بَعْضنَا لبعضٍ: لَا يُبَارك الله لنا، أَتَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نستحمله، فَحلف أَلا يحملنا، ثمَّ حملنَا. فَأتوهُ فأخبروه، فَقَالَ: " مَا أَنا حملتكم، وَلَكِن الله حملكم، إِنِّي وَالله - إِن شَاءَ الله - لَا أَحْلف على يَمِين ثمَّ أرى خيرا مِنْهَا إِلَّا كفرت وأتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ " زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْفضل مُتَّصِلا بِهِ: " أَو أتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ وكفرت عَن يَمِيني ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة بريد بن عبد الله بن أبي بردة عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: أَرْسلنِي أَصْحَابِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسأله لَهُم الحملان، إِذْ هم مَعَه فِي جَيش الْعسرَة: وَهِي غَزْوَة تَبُوك، فَقلت: يَا نَبِي الله، إِن أَصْحَابِي أرسلوني إِلَيْك لتحملهم، فَقَالَ: " وَالله لَا أحملكم على شَيْء " ووافقته وَهُوَ غضبانٌ وَلَا أشعر، فَرَجَعت حَزينًا من منع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمن مَخَافَة أَن يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد وجد فِي نَفسه عَليّ، فَرَجَعت إِلَى أَصْحَابِي، فَأَخْبَرتهمْ الَّذِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم ألبث إِلَّا سويعةً إِذْ سَمِعت بِلَالًا يُنَادي: أَيْن عبد الله بن قيس؟ فأجبته، فَقَالَ: أجب، رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُوك، فَلَمَّا أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خُذ هذَيْن القرينتين وهذين القرينتين، وهذين القرينتين - لسِتَّة أبعرةٍ ابتاعهن حينئذٍ من سعد - فَانْطَلق بِهن إِلَى أَصْحَابك فَقل: إِن الله - أَو قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يحملكم على هَؤُلَاءِ فاركبوهن ". قَالَ أَبُو مُوسَى: فَانْطَلَقت إِلَى أَصْحَابِي بِهن، فَقلت: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحملكم على هَؤُلَاءِ، وَلَكِن وَالله لَا أدعكم حَتَّى ينْطَلق معي بَعْضكُم إِلَى من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 سمع مقَالَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حِين سَأَلته لكم، وَمنعه فِي أول مرّة، ثمَّ إعطاءه إيَّايَ بعد ذَلِك، لَا تظنوا أَنِّي حدثتكم شَيْئا لم يقلهُ. فَقَالُوا لي: وَالله إِنَّك عندنَا لمصدق، ولنفعلن مَا أَحْبَبْت. فَانْطَلق أَبُو مُوسَى بنفرٍ مِنْهُم حَتَّى أَتَوا الَّذين سمعُوا قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمنعه إيَّاهُم، ثمَّ إعطاءهم بعد، فحدثوهم بِمَا حَدثهمْ أَبُو مُوسَى سَوَاء. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة زَهْدَم بن مضرب الْجرْمِي، قَالَ: كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ وَعَلَيْهَا لحم دَجَاج، فَدخل رجلٌ من بني تيم الله أَحْمَر شيبهٌ بِالْمَوَالِي، فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ، فَتَلَكَّأَ، فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ، فَإِنِّي قد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْكُل مِنْهُ. فَقَالَ الرجل: إِنِّي رَأَيْته يَأْكُل شَيْئا فقذرته، فَحَلَفت أَلا أطْعمهُ. فَقَالَ: هَلُمَّ أحَدثك عَن ذَلِك: إِنِّي أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رهطٍ من الْأَشْعَرِيين نستحمله فَقَالَ: " وَالله مَا أحملكم، وَمَا عِنْدِي مَا أحملكم عَلَيْهِ " فلبثنا مَا شَاءَ الله، فَأتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَهْب إبلٍ، فَدَعَا بِنَا، فَأمر لنا بِخمْس ذودٍ غر الذرى، قَالَ: فَلَمَّا انطلقنا قَالَ بَعْضنَا لبعضٍ " أَغْفَلنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَمِينه، لَا يُبَارك الله لنا، فرجعنا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِنَّا أَتَيْنَاك نستحملك، وَإنَّك حَلَفت الا تحملنا ثمَّ حملتنا، أفنسيت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " إِنِّي وَالله - أَن شَاءَ الله - لَا أَحْلف على يمينٍ فَأرى غَيرهَا خيرا مِنْهَا إِلَّا أتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ وتحللتها، فَانْطَلقُوا، فَإِنَّمَا حملكم الله عز وَجل ". 435 - الثَّانِي عشر: عَن غيلَان بن جرير عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَعْنِي وَهُوَ يستاك بسواك - قَالَ: وطرف السِّوَاك على لِسَانه. زَاد فِي رِوَايَة البُخَارِيّ: يَقُول: " أع. أع " والسواك فِي فِيهِ كَأَنَّهُ يتهوع. الحديث: 435 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 436 - الثَّالِث عشر: عَن أبي بردة بريد بن عبد الله عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله عز وَجل ليملي للظالم، فَإِذا أَخذه لم يفلته " ثمَّ قَرَأَ: {وَكَذَلِكَ أَخذ رَبك إِذا أَخذ الْقرى وَهِي ظالمةٌ إِن أَخذه أَلِيم شَدِيد} [سُورَة هود] . 437 - الرَّابِع عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَتَاهُ طَالب حَاجَة أقبل على جُلَسَائِهِ فَقَالَ: " اشفعوا تؤجروا، وَيَقْضِي الله على لِسَان نبيه مَا أحب " صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَسْلِيمًا. 438 - الْخَامِس عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قلت يَا رَسُول الله، أَي الْمُسلمين أفضل؟ قَالَ: " من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده ". 439 - السَّادِس عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من مر فِي شَيْء من مَسَاجِدنَا أَو أسواقنا وَمَعَهُ نبلٌ فليمسك، أَو ليقْبض على نصالها بكفه أَن يُصِيب أحدا من الْمُسلمين مِنْهَا بِشَيْء ". وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا مر أحدكُم فِي مجلسٍ أَو سوقٍ وَبِيَدِهِ نبلٌ فليأخذ بنصالها، ثمَّ ليَأْخُذ بنصالها، ثمَّ ليَأْخُذ بنصالها " قَالَ: فَقَالَ أَبُو مُوسَى: وَالله مَا متْنا حَتَّى سددنا بَعْضهَا فِي وُجُوه بعض. 440 - السَّابِع عشر: عَن بريد عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حمل علينا السِّلَاح فَلَيْسَ منا ". 441 - الثَّامِن عشر: عَن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عَن أبي بردة عَن أبي الحديث: 436 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 مُوسَى قَالَ: احْتَرَقَ بَيت بِالْمَدِينَةِ على أَهله من اللَّيْل، فَلَمَّا حدث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشأنهم قَالَ: إِن هَذِه النَّار عدوٌّ لكم، فَإِذا نمتم فأطفئوها عَنْكُم ". 442 - التَّاسِع عشر: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْمُؤمن لِلْمُؤمنِ كالبنيان يشد بعضه بَعْضًا " وَشَبك بَين أَصَابِعه. 443 - الْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي أُهَاجِر من مَكَّة إِلَى أرضٍ بهَا نخلٌ، فَذهب وهلي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَة، أَو هجر، فَإِذا هِيَ الْمَدِينَة يثرب. وَرَأَيْت فِي رُؤْيَايَ هَذِه أَنِّي هززت سَيْفا فَانْقَطع صَدره، فَإِذا هُوَ مَا أُصِيب بِهِ الْمُؤْمِنُونَ يَوْم أحد. ثمَّ هززته أُخْرَى فَعَاد أحسن مَا كَانَ، فَإِذا هُوَ مَا جَاءَ الله بِهِ من الْفَتْح واجتماع الْمُؤمنِينَ. وَرَأَيْت أَيْضا بقرًا، وَالله خيرٌ، فَإِذا هم النَّفر من الْمُؤمنِينَ يَوْم أحدٍ، وَإِذا الْخَيْر مَا جَاءَ الله بِهِ من الْخَيْر بعد، وثواب الصدْق الَّذِي أَتَانَا الله يَوْم بدر ". كَذَا عِنْد مُسلم عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي كتاب البُخَارِيّ عَن أبي مُوسَى - أرى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - بِالشَّكِّ. 444 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن بريدٍ أَيْضا كَذَلِك: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ليَأْتِيَن على النَّاس زمانٌ، يطوف الرجل فِيهِ بِالصَّدَقَةِ من الذَّهَب ثمَّ لَا يجد أحدا يَأْخُذهَا مِنْهُ، وَيرى الرجل الْوَاحِد تتبعه أَرْبَعُونَ امْرَأَة يلذن بِهِ، من قلَّة الرِّجَال وَكَثْرَة النِّسَاء ". الحديث: 442 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 445 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: كنت أَنا وأصحابي الَّذين قدمُوا معي فِي السَّفِينَة نزولاً فِي بَقِيع بطحان، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ، فَكَانَ يتناوب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد صَلَاة الْعشَاء كل لَيْلَة نفرٌ مِنْهُم. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَوَافَقنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وأصحابي وَله بعض الشّغل فِي أمره، حَتَّى أعتم بِالصَّلَاةِ حَتَّى ابهار اللَّيْل، ثمَّ خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلى بهم، فَلَمَّا قضى صلَاته قَالَ لمن حضر: " على رسلكُمْ، أعلمكُم وَأَبْشِرُوا، إِن من نعْمَة الله عَلَيْكُم أَنه لَيْسَ من النَّاس أحدٌ يُصَلِّي هَذِه السَّاعَة غَيْركُمْ " أَو قَالَ: " مَا صلى هَذِه السَّاعَة أحدٌ غَيْركُمْ " لَا نَدْرِي أَي الْكَلِمَتَيْنِ قَالَ. قَالَ أَبُو مُوسَى: فرجعنا فرحين بِمَا سمعنَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 446 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه ". 447 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: خسفت الشَّمْس فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَامَ فَزعًا يخْشَى أَن تكون السَّاعَة، حَتَّى أَتَى الْمَسْجِد، فَقَامَ يُصَلِّي بأطول قيامٍ وركوعٍ وسجودٍ، مَا رَأَيْته يَفْعَله فِي صلاةٍ قطّ. ثمَّ قَالَ: " إِن هَذِه الْآيَات الَّتِي يرسلها الله لَا تكون لمَوْت أحدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِن الله عز وَجل يرسلها يخوف بهَا عباده، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئا فافزعوا إِلَى ذكره ودعائه واستغفاره ". الحديث: 445 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 448 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَشْيَاء كرهها، فَلَمَّا أَكثر عَلَيْهِ غضب، ثمَّ قَالَ للنَّاس: " سلوني عَمَّا شِئْتُم " فَقَالَ رجلٌ: من أبي؟ قَالَ: " أَبوك حذافة " فَقَامَ آخر فَقَالَ: يَا رَسُول الله، من أبي؟ فَقَالَ: " أَبوك سالمٌ مولى شيبَة " فَلَمَّا رأى عمر بن الْخطاب مَا فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْغَضَب قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا نتوب إِلَى الله عز وَجل. 449 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة وَنحن سِتَّة نفرٍ، بَيْننَا بعيرٌ نعتقبه. قَالَ: فنقبت أقدامنا، ونقبت قدمي، وَسَقَطت أظفاري، فَكُنَّا نلف على أَرْجُلنَا الْخرق، فسميت غَزْوَة " ذَات الرّقاع "، لما كُنَّا نعصب على أَرْجُلنَا من الْخرق. قَالَ أَبُو بردة: فَحدث أَبُو مُوسَى بِهَذَا الحَدِيث، ثمَّ كره ذَاك وَقَالَ: مَا كنت أصنع بِأَن أذكرهُ. قَالَ: كَأَنَّهُ كره أَن يكون شَيْئا من عمله أفشاه فِيهِ. فِي كتاب مُسلم: قَالَ أَبُو أُسَامَة: وَزَادَنِي غير بريد: وَالله يَجْزِي بِهِ. 450 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآن، فوالذي نفس محمدٍ بِيَدِهِ لَهو أَشد تفلتاً من الْإِبِل فِي عقلهَا ". 451 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مثل الْبَيْت الَّذِي يذكر الله فِيهِ وَالْبَيْت الَّذِي لَا يذكر الله فِيهِ مثل الْحَيّ وَالْمَيِّت ". كَذَا عِنْد مُسلم. الحديث: 448 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: " مثل الَّذِي يذكر ربه وَالَّذِي لَا يذكر مثل الْحَيّ وَالْمَيِّت ". 452 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا مثل الجليس الصَّالح وجليس السوء كحامل الْمسك ونافخ الْكِير، فحامل الْمسك إِمَّا أَن يحذيك، وَإِمَّا أَن تبْتَاع مِنْهُ، وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا طيبَة. ونافخ الْكِير إِمَّا أَن يحرق ثِيَابك، وَإِمَّا أَن تَجِد ريحًا خبيثة ". 453 - الثَّلَاثُونَ: عَن بريد عَن جده أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن مثلي وَمثل مَا بَعَثَنِي الله عز وَجل بِهِ كَمثل رجلٍ أَتَى قومه فَقَالَ: يَا قوم، إِنِّي رَأَيْت الْجَيْش بعيني وَأَنا النذير الْعُرْيَان، فالنجاء. فأطاعه طائفةٌ من قومه فأدلجوا وَانْطَلَقُوا على مهلهم، فنجوا. وكذبت طَائِفَة مِنْهُم فَأَصْبحُوا مكانهم، فصبحهم الْجَيْش، فأهلكهم واجتاحهم. فَذَلِك مثل من أَطَاعَنِي وَاتبع مَا جِئْت بِهِ، وَمثل من عَصَانِي وَكذب مَا جِئْت بِهِ من الْحق ". 454 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن مثل مَا بَعَثَنِي الله بِهِ من الْهدى وَالْعلم كَمثل غيثٍ أصَاب أَرضًا، فَكَانَت مِنْهَا طائفةٌ طيبةٌ قبلت المَاء، فأنبتت الْكلأ والعشب الْكثير، وَكَانَ مِنْهَا أجادب أَمْسَكت المَاء فنفع الله بهَا النَّاس، فَشَرِبُوا مِنْهَا وَسقوا ورعوا، وَأصَاب طَائِفَة مِنْهَا أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قيعانٌ، لَا تمسك مَاء وَلَا تنْبت كلأ. فَذَلِك مثل من فقه فِي دين الله عز الحديث: 452 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 وَجل، ونفعه بِمَا بَعَثَنِي الله بِهِ، فَعلم وَعلم، وَمثل من لم يرفع بذلك رَأْسا وَلم يقبل هدى الله الَّذِي أرْسلت بِهِ ". 455 - الثَّانِي الثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: لما فرغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حنين بعث أَبَا عَامر على جيشٍ إِلَى أَوْطَاس، فلقي دُرَيْد بن الصمَّة، فَقتل دريدٌ، وَهزمَ الله أَصْحَابه. قَالَ أَبُو مُوسَى: وبعثني مَعَ أبي عَامر. قَالَ: فَرمي أَبُو عامرٍ فِي ركبته، رَمَاه رجلٌ من جشمٍ بسهمٍ فأثبته فِي ركبته، فانتهيت إِلَيْهِ فَقلت: يَا عَم، من رماك؟ فَأَشَارَ أَبُو عَامر إِلَى أبي مُوسَى فَقَالَ: إِن ذَاك قاتلي، ترَاهُ، ذَاك الَّذِي رماني. قَالَ أَبُو مُوسَى: فقصدت لَهُ فاعتمدته فلحقته، فَلَمَّا رَآنِي ولى عني ذَاهِبًا، فاتبعته، فَجعلت أَقُول لَهُ: أَلا تستحيي؟ أَلَسْت عَرَبيا؟ أَلا تثبت؟ فَكف، فالتقيت أَنا وَهُوَ، فاختلفنا ضربتين أَنا وَهُوَ، فضربته بِالسَّيْفِ فَقتلته. ثمَّ رجعت إِلَى أبي عَامر فَقلت: قد قتل الله صَاحبك. قَالَ: فانزع هَذَا السهْم، فنزا مِنْهُ المَاء، فَقَالَ: يَا ابْن أخي، انْطلق إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأقره مني السَّلَام، وَقل لَهُ: يَقُول لَك أَبُو عَامر: اسْتغْفر لي: قَالَ: واستخلفني أَبُو عَامر على النَّاس، فَمَكثَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ. فَلَمَّا رجعت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخلت عَلَيْهِ وَهُوَ فِي بَيت على سريرٍ مرمل، وَعَلِيهِ فرَاش، وَقد أثر رمال السرير بِظهْر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجنبتيه، فَأَخْبَرته خبرنَا وَخبر أبي عَامر، وَقلت لَهُ: قَالَ لي: قل لَهُ يسْتَغْفر لي. فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَاء، الحديث: 455 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 فَتَوَضَّأ مِنْهُ، ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِر لِعبيد أبي عَامر " حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إبطَيْهِ. ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ يَوْم الْقِيَامَة فَوق كثيرٍ من خلقك، أَو من النَّاس ". فَقلت: ولي يَا رَسُول الله فَاسْتَغْفر. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ اغْفِر لعبد الله بن قيسٍ ذَنبه، وَأدْخلهُ يَوْم الْقِيَامَة مدخلًا كَرِيمًا ". قَالَ أَبُو بردة: إِحْدَاهمَا لأبي عَامر، وَالْأُخْرَى لأبي مُوسَى. 456 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريد، عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ نازلٌ بالجعرانة - بَين مَكَّة وَالْمَدينَة - وَمَعَهُ بِلَال، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلٌ أعرابيٌّ فَقَالَ: أَلا تنجز لي يَا مُحَمَّد مَا وَعَدتنِي. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبشر " فَقَالَ الْأَعرَابِي: أكثرت عَليّ من " أبشر " فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أبي مُوسَى وبلال كَهَيئَةِ الغضبان فَقَالَ: " إِن هَذَا قد رد الْبُشْرَى، فاقبلا أَنْتُمَا " فَقُلْنَا: قبلنَا يَا رَسُول الله. ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقدحٍ فِيهِ مَاء، فَغسل يَدَيْهِ وَوَجهه فِيهِ، وَمَج فِيهِ، ثمَّ قَالَ: " اشربا مِنْهُ وأفرغا على وجوهكما ونحوركما ". فأخذا الْقدح، ففعلا مَا أَمرهمَا بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فنادتهما أم سَلمَة من وَرَاء السّتْر: أفضلا لأمكما فِي إنائكما. فأفضلا لَهَا مِنْهُ طَائِفَة. 457 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: ولد لي غلامٌ فَأتيت بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَماهُ إِبْرَاهِيم، وحنكه بتمرة، ودعا لَهُ بِالْبركَةِ، وَدفعه إِلَيّ. وَكَانَ أكبر ولد أبي مُوسَى. الحديث: 456 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 عِنْد مُسلم إِلَى قَوْله وحنكه بتمرة، وللبخاري إِلَى آخِره. 458 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: بلغنَا مخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن بِالْيمن، فخرجنا مُهَاجِرين إِلَيْهِ أَنا وَأَخَوَانِ لي، وَأَنا أَصْغَرهم، أَحدهمَا أَبُو بردة وَالْآخر أَبُو رهم، إِمَّا قَالَ: فِي بضعَة، وَإِمَّا قَالَ فِي ثَلَاثَة وَخمسين، أَو اثْنَيْنِ وَخمسين رجلا من قومِي. قَالَ: فَرَكبْنَا سفينة، فَأَلْقَتْنَا سَفِينَتنَا إِلَى النَّجَاشِيّ بِالْحَبَشَةِ، فَوَافَقنَا جَعْفَر بن أبي طالبٍ وَأَصْحَابه عِنْده، فَقَالَ جَعْفَر: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعثنَا هَا هُنَا، وأمرنا بِالْإِقَامَةِ. قَالَ: فَأَقَمْنَا مَعَه حَتَّى قدمنَا جَمِيعًا. قَالَ: فَوَافَقنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين افْتتح خَيْبَر، فَأَسْهم لنا - أَو قَالَ: فأعطانا مِنْهَا - وَمَا قسم لأحدٍ غَابَ عَن فتح خَيْبَر مِنْهَا شَيْئا إِلَّا لمن شهد مَعَه، إِلَّا لأَصْحَاب سَفِينَتنَا مَعَ جعفرٍ وَأَصْحَابه، قسم لَهُم مَعَهم. قَالَ: وَكَانَ ناسٌ من النَّاس يَقُولُونَ لنا - يَعْنِي لأهل السَّفِينَة - سبقناكم بِالْهِجْرَةِ. وَقَالَ: فَدخلت أَسمَاء بنت عُمَيْس، وَهِي مِمَّن قدم مَعنا، على حَفْصَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زائرةً، وَقد كَانَت هَاجَرت إِلَى النَّجَاشِيّ فِيمَن هَاجر إِلَيْهِ، فَدخل عمر على حَفْصَة وَأَسْمَاء عِنْدهَا، فَقَالَ عمر حِين رأى أَسمَاء: من هَذِه؟ قَالَت: أَسمَاء بنت عُمَيْس. فَقَالَ عمر: آلحبشية هَذِه؟ آلبحرية هَذِه؟ فَقَالَت أَسمَاء: نعم: فَقَالَ عمر: سبقناكم بِالْهِجْرَةِ، فَنحْن أَحَق برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْكُم. فَغضِبت وَقَالَت كلمة: يَا عمر، كلا وَالله، كُنْتُم مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وَكُنَّا فِي دَار - أَو فِي أَرض الْبعدَاء الْبغضَاء فِي الْحَبَشَة، وَذَلِكَ فِي الله وَفِي رَسُوله. وَايْم الله لَا أطْعم طَعَاما، وَلَا أشْرب شرابًا حَتَّى أذكر مَا قلت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَنحن كُنَّا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأسأله، وَوَاللَّه لَا أكذب وَلَا أزيغ وَلَا أَزِيد على ذَلِك. الحديث: 458 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 قَالَ: فَلَمَّا جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: يَا نَبِي الله، إِن عمر قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيْسَ بِأَحَق فِي مِنْكُم، وَله ولأصحابه هجرةٌ وَاحِدَة، وَلكم أَنْتُم أهل السَّفِينَة هجرتان ". قَالَت: فَلَقَد رَأَيْت أَبَا مُوسَى وَأَصْحَاب السَّفِينَة يأتوني أَرْسَالًا يَسْأَلُونِي عَن هَذَا الحَدِيث، مَا من الدُّنْيَا شيءٌّ هم أفرح وَلَا أعظم فِي أنفسهم مِمَّا قَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو بردة: فَقَالَت أَسمَاء: فَلَقَد رَأَيْت أَبَا مُوسَى، وَإنَّهُ ليستعيد مني هَذَا الحَدِيث. 459 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " الخازن الْمُسلم الْأمين، الَّذِي ينفذ - وَرُبمَا قَالَ: يُعْطي مَا أَمر بِهِ، فيعطيه كَامِلا موفراً طيبَة بِهِ نَفسه، فيدفعه إِلَى الَّذِي أَمر لَهُ بِهِ - أحد المتصدقين ". 460 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأعْلم أصوات رفْقَة الْأَشْعَرِيين بِالْقُرْآنِ حِين يدْخلُونَ بِاللَّيْلِ، وَأعرف مَنَازِلهمْ من أَصْوَاتهم بِالْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ، وَإِن كنت لم أر مَنَازِلهمْ حِين نزلُوا بِالنَّهَارِ. وَمِنْهُم حكيمٌ إِذا لَقِي الْخَيل - أَو قَالَ: الْعَدو - قَالَ لَهُم: إِن أَصْحَابِي يأمرونكم أَن تنظروهم ". 461 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن بريدٍ عَن أبي بردة عَن جده أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الحديث: 459 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الْأَشْعَرِيين إِذا أرملوا فِي الْغَزْو، أَو قل طَعَام عِيَالهمْ بِالْمَدِينَةِ، جمعُوا مَا كَانَ عِنْدهم فِي ثوبٍ واحدٍ ثمَّ اقتسموه بَينهم فِي إِنَاء واحدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فهم مني، وَأَنا مِنْهُم ". 462 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي مُوسَى قَالَ: سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا يثني على رجلٍ ويطريه فِي المدحة فَقَالَ: " أهلكتم أَو قطعْتُمْ ظهر الرجل ". 463 - الْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أَنه أخبرهُ أَنه تَوَضَّأ فِي بَيته، ثمَّ خرج فَقَالَ: لألزمن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ولأكونن مَعَه يومي هَذَا. قَالَ: فجَاء الْمَسْجِد، فَسَأَلَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالُوا: خرج، وَجه هَا هُنَا. قَالَ: فَخرجت على إثره أسأَل عَنهُ حَتَّى دخل بِئْر أريسٍ. قَالَ: فَجَلَست عِنْد الْبَاب وبابها من جريد حَتَّى قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَاجته، وَتَوَضَّأ، فَقُمْت إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ قد جلس على بِئْر أريس، وتوسط قفها، وكشف عَن سَاقيه ودلاهما فِي الْبِئْر. قَالَ: فَسلمت عَلَيْهِ، ثمَّ انصرفت، فَجَلَست عِنْد الْبَاب فَقلت: لأكونن بواب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْيَوْم، فجَاء أَبُو بكرٍ فَدفع الْبَاب، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بكر. فَقلت: على رسلك. قَالَ: ثمَّ ذهبت فَقلت: يَا رَسُول الله، هَذَا أَبُو بكر يسْتَأْذن. فَقَالَ: " ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ ". قَالَ: فَأَقْبَلت حَتَّى قلت لأبي بكر: ادخل، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبشرك بِالْجنَّةِ. قَالَ: فَدخل أَبُو بكر فَجَلَسَ عَن يَمِين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَه فِي القف، ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر كَمَا صنع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وكشف عَن سَاقيه. ثمَّ رجعت فَجَلَست، وَقد تركت أخي يتَوَضَّأ ويلحقني. فَقلت: إِن يرد الله الحديث: 462 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 بفلان - يُرِيد أَخَاهُ - خيرا يَأْتِ بِهِ. فَإِذا إنسانٌ يُحَرك الْبَاب، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: عمر بن الْخطاب. فَقلت: على رسلك، ثمَّ جِئْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت: هَذَا عمر يسْتَأْذن، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ وبشره بِالْجنَّةِ. فَقلت: ائْذَنْ، أَدخل، ويبشرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ، قَالَ: فَدخل فَجَلَسَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي القف عَن يسَاره، ودلى رجلَيْهِ فِي الْبِئْر. ثمَّ رجعت فَجَلَست فَقلت: إِن يرد الله بفلان خيرا - يَعْنِي أَخَاهُ - يَأْتِ بِهِ. فجَاء إنسانٌ فحرك الْبَاب، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَان بن عَفَّان. فَقلت: على رسلك. قَالَ: وَجئْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته، فَقَالَ: " ائْذَنْ لَهُ، وبشره بِالْجنَّةِ مَعَ بلوى تصيبه " قَالَ: فَجئْت فَقلت: أَدخل ويبشرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجنَّةِ مَعَ بلوى تصيبك. قَالَ: فَدخل فَوجدَ القف قد ملئ، فَجَلَسَ وجاههم فِي الشق الآخر. قَالَ سعيد بن الْمسيب: فأولت ذَلِك قُبُورهم، اجْتمعت، وَانْفَرَدَ عُثْمَان - رَضِي الله عَنْهُم. وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي مُوسَى بِمَعْنَاهُ مُخْتَصرا: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حائطٍ من حيطان الْمَدِينَة، فجَاء رجلٌ فَاسْتَفْتَحَ. وَفِي بعض طرقه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل حَائِطا وَأَمرَنِي بِحِفْظ الْبَاب، فجَاء رجل ... الحَدِيث، وَفِيه أَن عُثْمَان حِين بشره قَالَ: اللَّهُمَّ صبرا، وَالله الْمُسْتَعَان. وَفِي رِوَايَة يُوسُف بن مُوسَى، فَحَمدَ الله ثمَّ قَالَ: الله الْمُسْتَعَان. 464 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأسود بن يزِيد النَّخعِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ: قدمت أَنا وَأخي من الْيمن، فَكُنَّا حينا - وَفِي رِوَايَة: فَمَكثْنَا حينا - وَمَا نرى ابْن الحديث: 464 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 مَسْعُود وَأمه إِلَّا من أهل بَيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما نرى من كَثْرَة دُخُوله وَدخُول أمه على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ولزومه لَهُ. 465 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق بن سَلمَة عَن أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمَرْء مَعَ من أحب ". 466 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَن أبي مُوسَى قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الرجل يُقَاتل شجاعةً، وَيُقَاتل حميةً، وَيُقَاتل رِيَاء، أَي ذَلِك فِي سَبِيل الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من قَاتل لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا " فِي حَدِيث ابْن الْمثنى: " لتَكون كلمة الله أَعلَى فَهُوَ فِي سَبِيل الله ". 467 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَقِيق عَن عبد الله وَأبي مُوسَى قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن بَين يَدي السَّاعَة أَيَّامًا ينزل فِيهَا الْجَهْل، وَيرْفَع فِيهَا الْعلم، وَيكثر فِيهَا الْهَرج ". والهرج: الْقَتْل. وَقد تقدم فِي مُسْند ابْن مَسْعُود. 468 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر، فَجعل النَّاس يجهرون بِالتَّكْبِيرِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اربعوا على أَنفسكُم، إِنَّكُم لَيْسَ تدعون أَصمّ وَلَا غَائِبا، إِنَّكُم تدعون سمعياً قَرِيبا، وَهُوَ مَعكُمْ " قَالَ: وَأَنا خَلفه، وَأَنا أَقُول: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه. فَقَالَ: " يَا عبد الله بن قيس، أَلا أدلك على كنزٍ من كنوز الْجنَّة "؟ فَقلت: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: " لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه ". الحديث: 465 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 وَفِي رِوَايَة: " الَّذِي تَدعُونَهُ أقرب إِلَى أحدكُم من عنق رَاحِلَة أحدكُم ". 469 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن طَارق بن شهَاب عَن أبي مُوسَى قَالَ: قدمت على ر سَوَّلَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ منيخٌ بالبطحاء، فَقَالَ: " بِمَ أَهلَلْت؟ " قَالَ: قلت: أَهلَلْت بإهلال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " هَل سقت من هدي؟ " قلت: لَا. قَالَ: " فَطُفْ بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة، ثمَّ حل " فطفت بِالْبَيْتِ، وبالصفا والمروة، ثمَّ أتيت امْرَأَة من قومِي، فمشطتني وغسلت رَأْسِي، فَكنت أُفْتِي النَّاس بِذَاكَ فِي إِمَارَة أبي بكر وإمارة عمر. فَإِنِّي لقائم بِالْمَوْسِمِ، إِذْ جَاءَنِي رجلٌ قَالَ: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أحدث أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي شَأْن النّسك. فَقلت: أَيهَا النَّاس، من كُنَّا أفتيناه بشيءٍ فليتئد، فَهَذَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قادمٌ عَلَيْكُم، فبه فائتموا. فَلَمَّا قدم قلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، مَا هَذَا الَّذِي أحدثت فِي شَأْن النّسك؟ قَالَ: إِن نَأْخُذ بِكِتَاب الله، فَإِن الله عز وَجل قَالَ: {وَأَتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله} [سُورَة الْبَقَرَة] ، وَإِن نَأْخُذ بِسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يحل حَتَّى نحر الْهَدْي. وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم عَن إِبْرَاهِيم بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه: أَنه كَانَ يُفْتِي بِالْمُتْعَةِ، فَقَالَ لَهُ رجلٌ: رويدك بعض فتياك، فَإنَّك لَا تَدْرِي مَا أحدث أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي النّسك. فَلَقِيَهُ بعد، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ عمر: قد علمت أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد فعله وَأَصْحَابه، وَلَكِن كرهت أَن يظلوا معرسين بِهن فِي الْأَرَاك. ثمَّ يروحون فِي الْحَج تقطر رؤوسهم. الحديث: 469 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 470 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن طَارق بن شهَاب عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ يَوْم عَاشُورَاء يَوْمًا تعظمه الْيَهُود وتتخذه عيداً، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صوموه أَنْتُم ". وَعند مُسلم عَن أَحْمد بن الْمُنْذر فِي حَدِيث طَارق عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ أهل خَيْبَر يَصُومُونَ يَوْم عَاشُورَاء، ويتخذونه عيداً، وَيلبسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حليهم وشارتهم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فصوموه أَنْتُم ". 471 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مرّة الْهَمدَانِي عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كمل من الرِّجَال كثير، وَلم يكمل من النِّسَاء إِلَّا مَرْيَم بنت عمرَان، وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن. وَفضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام ". 472 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا أحد أَصْبِر على أَذَى " سَمعه من الله عز وَجل، إِنَّه يُشْرك بِهِ وَيجْعَل لَهُ الْوَلَد، ثمَّ هُوَ يعافيهم ويرزقهم ". 473 - الْخَمْسُونَ: // حَدِيث مُتَّفق على مَتنه //: أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة بريد بن عبد الله عَن أبي بردة عَن جده أبي بردة. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة طَلْحَة بن يحيى بن طَلْحَة بن عبيد الله عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو رَأَيْتنِي وَأَنا أستمع قراءتك البارحة، لقد أُوتيت مِزْمَارًا من مَزَامِير آل دَاوُد ". لَيْسَ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ: " لَو رَأَيْتنِي وَأَنا أستمع قراءتك ". الحديث: 470 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 زَاد أَبُو بكر البرقاني فِي حَدِيث يحيى بن سعيد، وَذكره أَبُو مَسْعُود فِي " الْأَطْرَاف " مُتَّصِلا بِهِ قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، لَو علمت أَنَّك تسمع قراءتي لحبرته لَك تحبيراً. وَحكى أَن مُسلما أخرجه. وَلم أجد هَذِه الزِّيَادَة فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. أَفْرَاد البُخَارِيّ 474 - الأول: عَن بريد بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن جده أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " للمملوك الَّذِي يحسن عبَادَة ربه، وَيُؤَدِّي إِلَى سَيّده الَّذِي عَلَيْهِ من الْحق والنصيحة وَالطَّاعَة، لَهُ أَجْرَانِ ". 475 - الثَّانِي: عَن بريد عَن جده عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مثل الْمُسلمين وَالْيَهُود وَالنَّصَارَى كَمثل رجلٍ اسْتَأْجر قوما يعْملُونَ لَهُ عملا إِلَى اللَّيْل على أجرٍ مَعْلُوم، فعملوا لَهُ إِلَى نصف النَّهَار، فَقَالُوا: لَا حَاجَة لنا إِلَى أجرك الَّذِي شرطت لنا، وَمَا عَملنَا بَاطِل. فَقَالَ: لَا تَفعلُوا، أكملوا بَقِيَّة عَمَلكُمْ وخذوا أجركُم كَامِلا. فَأَبَوا، وَتركُوا، واستأجر آخَرين بعدهمْ، فَقَالَ: أكملوا بَقِيَّة يومكم هَذَا وَلكم الَّذِي شرطت لَهُم من الْأجر، فعملوا حَتَّى إِذا كَانَ حِين صَلَاة الْعَصْر قَالُوا: لَك مَا عَملنَا باطلٌ وَلَك الْأجر الَّذِي جعلت لنا، فَقَالَ: أكملوا بَقِيَّة عَمَلكُمْ، فَإِنَّمَا بَقِي من النَّهَار شيءٌ يسير، فَأَبَوا. فاستأجر قوما أَن يعملوا لَهُ بَقِيَّة الحديث: 474 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 يومهم، فعملوا بَقِيَّة يومهم حَتَّى غَابَتْ الشَّمْس، فاستكملوا أجر الْفَرِيقَيْنِ كليهمَا. فَذَلِك مثلهم وَمثل مَا قبلوا من هَذَا النُّور ". 476 - الثَّالِث: عَن إِبْرَاهِيم السكْسكِي قَالَ: سَمِعت أَبَا بردة - واصطحب هُوَ وَيزِيد بن أبي كَبْشَة فِي سفرٍ، فَكَانَ يزِيد يَصُوم فِي السّفر - فَقَالَ لَهُ أَبُو بردة: سَمِعت أَبَا مُوسَى مرَارًا يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا مرض العَبْد أَو سَافر كتب لَهُ مثل مَا كَانَ يعْمل مُقيما صَحِيحا ". 477 - الرَّابِع: عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أطعموا الجائع، وعودوا الْمَرِيض، وفكوا العاني ". أَفْرَاد مُسلم 478 - الأول: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى قَالَ: سَمِعت أبي وَهُوَ بِحَضْرَة الْعَدو يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أَبْوَاب الْجنَّة تَحت ظلال السيوف ". قَالَ: فَقَامَ رجلٌ رث الْهَيْئَة فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، أَنْت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول هَذَا؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَرجع إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ: أَقرَأ عَلَيْكُم السَّلَام، ثمَّ كسر جفن سَيْفه فَأَلْقَاهُ، ثمَّ مَشى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدو، فَضرب بِهِ حَتَّى قتل. 479 - الثَّانِي: فِي الْأَوْقَات: عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ سائلٌ يسْأَله عَن مَوَاقِيت الصَّلَاة، فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا، قَالَ: وَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الْفجْر حِين انْشَقَّ الحديث: 476 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 الْفجْر وَالنَّاس لَا يكَاد يعرف بَعضهم بَعْضًا، ثمَّ أمره فَأَقَامَ بِالظّهْرِ حِين زَالَت الشَّمْس، وَالْقَائِل يَقُول: قد انتصف النَّهَار وَهُوَ كَانَ أعلم مِنْهُم، ثمَّ أمره فَأَقَامَ بالعصر وَالشَّمْس مُرْتَفعَة. ثمَّ أمره فَأَقَامَ بالمغرب حِين وَقعت الشَّمْس. ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْعشَاء حِين غَابَ الشَّفق. ثمَّ أخر الْفجْر من الْغَد حَتَّى انْصَرف مِنْهَا وَالْقَاتِل يَقُول: قد طلعت الشَّمْس أَو كَادَت. ثمَّ أخر الظّهْر حَتَّى كَانَ قَرِيبا من وَقت الْعَصْر بالْأَمْس. ثمَّ أخر الْعَصْر حَتَّى انْصَرف النَّاس مِنْهَا وَالْقَائِل يَقُول: قد احْمَرَّتْ. ثمَّ أخر الْمغرب حَتَّى كَانَ عِنْد سُقُوط الشَّفق. وَفِي رِوَايَة وَكِيع: فصلى الْمغرب قبل أَن يغيب الشَّفق فِي الْيَوْم الثَّانِي. ثمَّ أخر الْعشَاء حَتَّى كَانَ ثلث اللَّيْل الأول. ثمَّ أصبح فَدَعَا السَّائِل فَقَالَ: " الْوَقْت بَين هذَيْن ". 480 - الثَّالِث: عَن سعيد بن أبي بردة عَن أَبِيه عَن أبي مُوسَى قَالَ: صلينَا الْمغرب مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قُلْنَا: لَو جلسنا حَتَّى نصلي مَعَه الْعشَاء. قَالَ: فَجَلَسْنَا، فَخرج علينا فَقَالَ: " مَا زلتم هَا هُنَا؟ " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، صلينَا مَعَك الْمغرب ثمَّ قُلْنَا: نجلس حَتَّى نصلي مَعَك الْعشَاء. قَالَ: " أَحْسَنْتُم أَو أصبْتُم " قَالَ: فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء وَكَانَ كثيرا مِمَّا يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء، فَقَالَ: " النُّجُوم أمنةٌ للسماء، فَإِذا ذهبت النُّجُوم أَتَى السَّمَاء مَا توعد، وَأَنا أمنةٌ لِأَصْحَابِي، فَإِذا ذهبت أَتَى أَصْحَابِي مَا يوعدون، وأصحابي أمنةٌ، فَإِذا ذهب أَصْحَابِي أَتَى لأمتي مَا يوعدون ". 481 - الرَّابِع: عَن عون بن عتبَة وَسَعِيد بن أبي بردة: أَنَّهُمَا شَهدا أَبَا بردة يحدث عمر بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يَمُوت رجلٌ مسلمٌ إِلَّا الحديث: 480 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 أَدخل الله مَكَانَهُ النَّار يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا ". قَالَ: فاستحلفه عمر بن عبد الْعَزِيز بِاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ ثَلَاث مَرَّات: أَن أَبَاهُ حَدثهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَحلف لَهُ. فَلم يحدثني سعيد أَنه استحلفه وَلم يُنكر على عونٍ قَوْله. وَأخرجه مسلمٌ أَيْضا من رِوَايَة طَلْحَة بن يحيى عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى عَن أبي مُوسَى وَفِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة دفع الله إِلَى كل مسلمٍ يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا فَيَقُول: هَذَا فكاكك من النَّار ". وَرَوَاهُ مُسلم أَيْضا من حَدِيث غيلَان بن جرير عَن أبي بردة عَن مُوسَى قَالَ: يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة ناسٌ من الْمُسلمين بذنوب أَمْثَال الْجبَال يغفرها الله لَهُم ويضعها على الْيَهُود وَالنَّصَارَى " فِيمَا أَحسب. قَالَ أَبُو روح: لَا أَدْرِي مِمَّن الشَّك؟ قَالَ أَبُو بردة: فَحدثت بِهِ عمر بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ: أَبوك حَدثَك بِهَذَا الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قلت: نعم. 482 - الْخَامِس: عَن بريد عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْمُؤمن يَأْكُل فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء ". 483 - السَّادِس: عَن بريد عَن جده عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أَرَادَ الله رَحْمَة أمةٍ قبض نبيها قبلهَا، فَجعله لَهَا فرطا وسلفاً بَين يَديهَا. وَإِذا أَرَادَ الله هلكة أمةٍ عذبها ونبيها حيٌّ، فأهلكها وَهُوَ ينظر، فَأقر عينه بهلاكها حِين كذبوه وعصوا أمره ". 484 - السَّابِع: عَن عَاصِم بن كُلَيْب عَن أبي بردة قَالَ: دخلت على أبي مُوسَى وَهُوَ فِي بَيت بنت الْفضل بن عَبَّاس، فعطست وَلم يشمتني، وعطست فشمتها، الحديث: 482 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 فَرَجَعت إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرتهَا. فَلَمَّا جاءها قَالَت: عطس عنْدك ابْني فَلم تشمته، وعطست فشمتها. فَقَالَ: إِن ابْنك عطس فَلم يحمد الله فَلم أشمته، وعطست فحمدت الله فشمتها، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا عطس أحدكُم فَحَمدَ الله فشمتوه، فَإِن لم يحمد الله فَلَا تشمتوه ". 485 - الثَّامِن: عَن طَلْحَة بن يحيى عَن أبي بردة عَنهُ قَالَ: جَاءَ أَبُو مُوسَى إِلَى عمر فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، هَذَا عبد الله بن قيس، فَلم يَأْذَن لَهُ، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، هَذَا أَبُو مُوسَى، السَّلَام عَلَيْكُم، هَذَا الْأَشْعَرِيّ، ثمَّ انْصَرف. فَقَالَ: ردوا عَليّ، ردوا عَليّ، فجَاء، قَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَا ردك؟ كُنَّا فِي شغل. قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الاسْتِئْذَان ثَلَاث، فَإِن أذن لَك، وَإِلَّا فَارْجِع ". قَالَ: لتَأْتِيني على هَذَا بِبَيِّنَة وَإِلَّا فعلت وَفعلت. فَذهب أَبُو مُوسَى، فَقَالَ عمر: إِن وجد بَيِّنَة تَجِدُوهُ عِنْد الْمِنْبَر عَشِيَّة، وَإِن لم يجد بَيِّنَة فَلَنْ تَجِدُوهُ. فَلَمَّا أَن جَاءَ بالْعَشي وجده، قَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَا تَقول، أقد وجدت؟ قَالَ: نعم، أبي بن كَعْب، قَالَ: عدلٌ، قَالَ: يَا أَبَا الطُّفَيْل، مَا يَقُول هَذَا؟ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ذَلِك يَا ابْن الْخطاب، فَلَا تكونن عذَابا على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: سُبْحَانَ الله، إِنَّمَا سَمِعت شَيْئا فَأَحْبَبْت أَن أتثبت. وَفِي رِوَايَة عَليّ بن هَاشم: يَا أَبَا الْمُنْذر. 486 - التَّاسِع: عَن بكير بن عبد الله عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى قَالَ: قَالَ لي عبد الله بن عمر: أسمعت أَبَاك يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَأْن سَاعَة الْجُمُعَة؟ قَالَ: قلت: نعم، سمعته يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " هِيَ مَا بَين أَن يجلس الإِمَام إِلَى أَن تقضى الصَّلَاة ". الحديث: 485 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 487 - الْعَاشِر: عَن أبي عُبَيْدَة عَامر بن عبد الله بن مَسْعُود عَن أبي مُوسَى قَالَ: كَانَ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُسَمِّي لنا نَفسه أَسمَاء فَقَالَ: " أَنا محمدٌ، وَأحمد، والمقفي، وَنَبِي التَّوْبَة، وَنَبِي المرحمة " كَذَا فِي كتاب مُسلم: وَفِي أَطْرَاف أبي مَسْعُود: " وَنَبِي الرَّحْمَة، وَنَبِي الملحمة " وَلم يذكر " وَنَبِي التَّوْبَة ". 488 - الْحَادِي عشر: عَن أبي عُبَيْدَة أَيْضا عَن أبي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخمْس كَلِمَات، فَقَالَ: " إِن الله لَا ينَام، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينَام، يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ، يرفع إِلَيْهِ عمل اللَّيْل قبل عمل النَّهَار، وَعمل النَّهَار قبل عمل اللَّيْل، حجابه النُّور - وَفِي رِوَايَة: النَّار، لَو كشفه لأحرقت سبحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره من خلقه ". 489 - الثَّانِي عشر: عَن أبي بعيدَة عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله عز وَجل يبسط يَده بِاللَّيْلِ ليتوب مسيء النَّهَار، ويبسط يَده بِالنَّهَارِ ليتوب مسيء اللَّيْل، حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا ". 490 - الثَّالِث عشر: عَن أبي الْأسود ظَالِم بن عَمْرو قَالَ: بعث أَبُو مُوسَى إِلَى قراء أهل الْبَصْرَة، فَدخل عَلَيْهِ ثَلَاثمِائَة رجلٍ قد قرءوا الْقُرْآن، فَقَالَ: أَنْتُم خِيَار أهل الْبَصْرَة وقراؤهم، فاتلوه، وَلَا يطولن عَلَيْكُم الأمد فتقسو قُلُوبكُمْ كَمَا قست قُلُوب من كَانَ قبلكُمْ، وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأ سُورَة كُنَّا نشبهها فِي الطول والشدة ب " بَرَاءَة "، فأنسيتها، غير أَنِّي حفظت مِنْهَا: لَو كَانَ لِابْنِ آدم واديان من مَال لابتغى وَاديا ثَالِثا، وَلَا يمْلَأ جَوف ابْن آدم إِلَّا التُّرَاب. وَكُنَّا نَقْرَأ سُورَة كُنَّا نشبهها الحديث: 487 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 بِإِحْدَى المسبحات، فأنسيتها، غير أَنِّي حفظت مِنْهَا: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [سُورَة الصَّفّ] ، فَكتبت شَهَادَة فِي أَعْنَاقكُم، فتسألون عَنْهَا يَوْم الْقِيَامَة. 491 - الرَّابِع عشر: عَن أبي الْأَحْوَص عَوْف بن مَالك قَالَ: شهِدت أَبَا مُوسَى وَأَبا مَسْعُود حِين مَاتَ ابْن مَسْعُود، فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه: أتراه ترك بعده مثله؟ فَقَالَ: إِن قلت ذَاك، إِن كَانَ يُؤذن لَهُ إِذا حجبنا، وَيشْهد إِذا غبنا. وَفِي حَدِيث مَالك بن الْحَارِث، عَن أبي الْأَحْوَص قَالَ: كُنَّا فِي دَار أبي مُوسَى مَعَ نفرٍ من أَصْحَاب عبد الله وهم ينظرُونَ فِي مصحف، فَقَامَ عبد الله، فَقَالَ أَبُو مَسْعُود: مَا أعلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ترك بعده أعلم بِمَا أنزل الله من هَذَا الْقَائِم. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: لَئِن قلت ذَاك، لقد كَانَ يشْهد إِذا غبنا، وَيُؤذن لَهُ إِذا حجبنا. وَفِي حَدِيث زيد بن وهب الْجُهَنِيّ قَالَ: كنت جَالِسا مَعَ حُذَيْفَة وَأبي مُوسَى ... وسَاق الحَدِيث نَحْو حَدِيث مَالك بن الْحَارِث، وَحَدِيث مالكٍ أتم. 492 - الْخَامِس عشر: عَن حطَّان بن عبد الله الرقاشِي قَالَ: صليت مَعَ أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ صَلَاة، فَلَمَّا كَانَ عِنْد الْقعدَة قَالَ رجل من الْقَوْم: أقرَّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة. قَالَ: فَلَمَّا قضى أَبُو مُوسَى الصَّلَاة وَسلم، انْصَرف فَقَالَ: أَيّكُم الْقَائِل كلمة كَذَا وَكَذَا؟ فأرم الْقَوْم. فَقَالَ: لَعَلَّك يَا حطَّان قلتهَا؟ قَالَ: قلت: مَا قلتهَا، وَلَقَد رهبت أَن تبكعني بهَا. فَقَالَ رجل من الْقَوْم: أَنا قلتهَا، وَلم أرد بهَا إِلَّا الْخَيْر. فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أتعلمون كَيفَ تَقولُونَ فِي صَلَاتكُمْ؟ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطَبنَا فَبين لنا سنتنا، وَعلمنَا صَلَاتنَا، فَقَالَ: " إِذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثمَّ ليؤمكم أحدكُم، فَإِذا كبر فكبروا "، وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ: " وَإِذا قَرَأَ الحديث: 491 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 فأنصتوا وَإِذا قَالَ: {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} فَقولُوا: آمين، يجبكم الله. فَإِذا كبر وَركع فكبروا واركعوا، فَإِن الإِمَام يرْكَع قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ ". فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَتلك بِتِلْكَ. وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، يسمع الله لكم. قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى على لِسَان نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: سمع الله لمن حَمده. وَإِذا كبر وَسجد فكبروا واسجدوا، فَإِن الإِمَام يسْجد قبلكُمْ وَيرْفَع قبلكُمْ " فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَتلك بِتِلْكَ. وَإِذا كَانَ عِنْد الْقعدَة فَلْيَكُن من أول قَول أحدكُم: التَّحِيَّات الطَّيِّبَات والصلوات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ". آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند أبي مُوسَى رَضِي الله عَنهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 (17) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند جرير بن عبد الله البَجلِيّ رَضِي الله عَنهُ 493 - الأول: عَن أنس بن مَالك قَالَ: خرجت مَعَ جرير بن عبد الله البَجلِيّ فِي سفرٍ، فَكَانَ يخدمني فَقلت لَهُ: لَا تفعل. فَقَالَ: إِنِّي قد رَأَيْت الْأَنْصَار تصنع لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا، آلَيْت أَلا أصحب أحدا مِنْهُم إِلَّا خدمته. زَاد ابْن الْمثنى فِي حَدِيثه: وَكَانَ جريرٌ أكبر من أنس. 494 - الثَّانِي: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير قَالَ: بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على إِقَامَة الصَّلَاة، وإيتاء الزَّكَاة، والنصح لكل مُسلم. وَأَخْرَجَا فصل النصح لكل مُسلم عَن زِيَاد بن علاقَة قَالَ: سَمِعت جرير بن عبد الله يَقُول يَوْم مَاتَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة: قَامَ فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، وَقَالَ: عَلَيْكُم باتقاء الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَالْوَقار والسكينة حَتَّى يأتيكم أميرٌ، فَإِنَّمَا يأتيكم الْآن، ثمَّ قَالَ: استعفوا لأميركم، فَإِنَّهُ كَانَ يحب الْعَفو. ثمَّ قَالَ: أما بعد، فَإِنِّي أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: أُبَايِعك على الْإِسْلَام. فَشرط عَليّ النصح لكل مُسلم، فَبَايَعته على هَذَا، وَرب هَذَا الْمَسْجِد إِنِّي لكم لناصحٌ، ثمَّ اسْتغْفر وَنزل. وَلمُسلم مِنْهُ الْمسند فَقَط. وَقد أخرجَا نَحوه عَن عَامر الشّعبِيّ عَن جرير قَالَ: بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على السّمع وَالطَّاعَة، فلقنني: " فِيمَا اسْتَطَعْت، والنصح لكل مُسلم ". الحديث: 493 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 495 - الثَّالِث: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن جرير بن عبد الله قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا لَيْلًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَنظر إِلَى الْقَمَر لَيْلَة أَربع عشرَة فَقَالَ: " إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ هَذَا، لَا تضَامون فِي رُؤْيَته. فَإِن اسْتَطَعْتُم أَلا تغلبُوا على صَلَاة قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا فافعلوا. ثمَّ قَرَأَ: {فاصبر على مَا يَقُولُونَ وَسبح بِحَمْد رَبك قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل الْغُرُوب} [سُورَة: ق] . وَفِي رِوَايَة: " إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم عيَانًا ". 496 - الرَّابِع: عَن قيس بن جرير قَالَ: مَا حجبني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْذُ أسلمت، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسم فِي وَجْهي. وَفِي حَدِيث ابْن إِدْرِيس: وَلَقَد شَكَوْت إِلَيْهِ أَنِّي لَا أثبت على الْخَيل، فَضرب بِيَدِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ: " اللَّهُمَّ ثبته، واجعله هادياً مهدياً " وَهُوَ أَيْضا مَذْكُور فِي رِوَايَة إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بِمَعْنَاهُ. 497 - الْخَامِس: عَن زيد بن وهب وَأبي ظبْيَان عَن جرير قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لَا يرحم النَّاس لَا يرحمه الله ". وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم عَن قيس عَن جرير كَذَلِك. وَفِي رِوَايَته أَيْضا عَن نَافِع بن جُبَير عَن جرير قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... 498 - السَّادِس: عَن همام بن الْحَارِث قَالَ: بَال جرير، ثمَّ تَوَضَّأ، وَمسح على خفيه، فَقيل: تفعل هَذَا؟ فَقَالَ: نعم، رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَال، ثمَّ تَوَضَّأ وَمسح الحديث: 495 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 على خفيه. قَالَ الْأَعْمَش: قَالَ إِبْرَاهِيم: وَكَانَ أَصْحَاب عبد الله يعجبهم هَذَا الحَدِيث، لِأَن إِسْلَام جرير بعد نزُول الْمَائِدَة. 499 - السَّابِع: عَن أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن جده جرير قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع: " استنصت لي النَّاس "، ثمَّ قَالَ: " لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض ". 500 - الثَّامِن: عَن قيس عَن جرير قَالَ: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة بَيت لخثعم يُقَال لَهُ ذُو الخلصة، وَكَانَ يُقَال لَهُ الْكَعْبَة اليمانية، والكعبة الشامية. فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل أَنْت مريحي من ذِي الخلصة، والكعبة اليمانية، والكعبة الشامية " فَنَظَرت إِلَيْهِ فِي مائَة وَخمسين فارساٌ من أحمس، فكسرناه وقتلنا من وجدنَا عِنْده، فأتيناه فَأَخْبَرنَاهُ فَدَعَا لنا ولأحمس. وَفِي رِوَايَة قَالَ: انْطلق فحرقها بالنَّار ". ثمَّ بعث جرير إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا يبشره يكنى أَبَا أَرْطَأَة، منا، فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: مَا جئْتُك حَتَّى تركناها كَأَنَّهَا جملٌ أجرب، فبرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مَرَّات. وللبخاري وَحده حَدِيث وَاحِد: 501 - فِي ذهَاب جرير إِلَى الْيمن: عَن قيس عَن جرير قَالَ: كنت بِالْيمن، فَلَقِيت رجلَيْنِ من أهل الْيمن ذاكلاعٍ وَذَا عمروٍ، فَجعلت أحدثهم عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ ذُو عَمْرو: لَئِن كَانَ الَّذِي تذكر من أَمر صَاحبك، لقد مر على أَجله مُنْذُ ثَلَاث، فَأَقْبَلت وأقبلا معي، حَتَّى إِذا كُنَّا فِي بعض الطَّرِيق، رفع لنا ركبٌ من الحديث: 499 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 قبل الْمَدِينَة، فسألتهم فَقَالُوا: قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستخلف أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ، وَالنَّاس صَالِحُونَ. فَقَالَ: أخبر صَاحبك أَنا قد جِئْنَا، ولعلنا سنعود إِن شَاءَ الله. ورجعا إِلَى الْيمن، فَأخْبرت أَبَا بكرٍ بِحَدِيثِهِمْ. قَالَ: أَفلا جِئْت بهم. فَلَمَّا كَانَ بعد قَالَ لي ذُو عَمْرو: يَا جرير، إِن بك عَليّ كَرَامَة، وَإِنِّي مخبرك خَبرا، إِنَّكُم معشر الْعَرَب لن تزالوا بخيرٍ مَا كُنْتُم إِذا هلك أميرٌ تأمرتم آخر، فَإِذا كَانَت بِالسَّيْفِ كَانُوا ملوكاً، يغضبون غضب الْمُلُوك، ويرضون رضى الْمُلُوك. أَفْرَاد مُسلم 502 - الأول: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو عَن جرير بن عبد الله قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلوي نَاصِيَة فرس بإصبعه وَهُوَ يَقُول: " الْخَيل معقودٌ بنواصيها الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة: الْأجر وَالْغنيمَة وَهُوَ فِي مُسْند عُرْوَة الْبَارِقي. 503 - الثَّانِي: عَن أبي زرْعَة عَن جرير بن عبد الله قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نظرة الْفجأَة فَأمرنِي أَن أصرف بَصرِي. 504 - الثَّالِث: عَن الشّعبِيّ عَن جرير بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أَتَاكُم الْمُصدق فليصدر عَنْكُم وَهُوَ عَنْكُم راضٍ. وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن هِلَال الْعَبْسِي عَن جرير قَالَ: جَاءَ ناسٌ من الْأَعْرَاب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالُوا: إِن أُنَاسًا من المصدقين يأتوننا فيظلموننا. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرضوا مصدقيكم " قَالَ جرير: مَا صدر عني مصدقٌ مُنْذُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا وَهُوَ عني راضٍ. الحديث: 502 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 505 - الرَّابِع: عَن الشّعبِيّ عَن جرير عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي العَبْد الْآبِق، فِي رِوَايَة دَاوُد بن أبي هِنْد عَن الشّعبِيّ عَن جرير: أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ: " أَيّمَا عبدٍ أبق فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة ". وَفِي رِوَايَة مُغيرَة عَن الشّعبِيّ عَن جرير أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ: إِذا أبق لم تقبل لَهُ صَلَاة " وَفِي رِوَايَة مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَن الشّعبِيّ عَن جرير أَنه سَمعه يَقُول: " أَيّمَا عبد أبق من موَالِيه فقد كفر حَتَّى يرجع إِلَيْهِم " لم يسْندهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ قَالَ مَنْصُور: قد - وَالله - رَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ولكنني أكره أَن يرْوى عني هَا هُنَا بِالْبَصْرَةِ. 506 - الْخَامِس: عَن الْمُنْذر بن جرير عَن أَبِيه قَالَ: كُنَّا فِي صدر النَّهَار عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجَاءَهُ قوم عُرَاة مجتابي النمار أَو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مُضر، بل كلهم من مُضر، فتمعر وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما رأى بهم من الْفَاقَة، فَدخل ثمَّ خرج، فَأمر بِلَالًا فَأذن، وَأقَام فصلى. ثمَّ خطب فَقَالَ: {يَا أَيهَا النَّاس اتَّقوا ربكُم الَّذِي خَلقكُم من نفس وَاحِدَة وَخلق مِنْهَا زَوجهَا وَبث مِنْهُمَا رجَالًا كثيرا وَنسَاء وَاتَّقوا الله الَّذِي تساءلون بِهِ والأرحام إِن الله كَانَ عَلَيْكُم رقيبا} [سُورَة النِّسَاء] وَالْآيَة الَّتِي فِي الْحَشْر: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله ولتنظر نفس مَا قدمت لغد وَاتَّقوا الله إِن الله خَبِير بِمَا تَعْمَلُونَ} تصدق رجلٌ من ديناره، من درهمه، من ثَوْبه، من صَاع بره، من صَاع تمره ... " حَتَّى قَالَ: " وَلَو بشق تَمْرَة " قَالَ فَجَاءَهُ رجلٌ من الْأَنْصَار بصرةٍ كَادَت كَفه تعجز عَنْهَا، بل قد عجزت، قَالَ: ثمَّ الحديث: 505 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 تتَابع النَّاس حَتَّى رَأَيْت كومين من طعامٍ وَثيَاب حَتَّى رَأَيْت وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَتَهَلَّل كَأَنَّهُ مدهنة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من سنّ فِي الْإِسْلَام سنةٍ حَسَنَة فَلهُ أجرهَا وَأجر من عمل بهَا بعده، من غير أَن ينقص من أُجُورهم شيءٌ، وَمن سنّ سنة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وزرها ووزر من عمل بهَا بعده، من غير أَن ينقص من أوزارهم شيءٌ ". وَهُوَ أَيْضا فِي أَفْرَاده عَن عبد الرَّحْمَن بن هِلَال الْعَبْسِي عَن جرير قَالَ: جَاءَ نَاس من الْأَعْرَاب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِم الصُّوف، فَرَأى سوء حَالهم، فَذكر بِمَعْنَاهُ. 507 - السَّادِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن هِلَال عَن جرير قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من يحرم الرِّفْق يحرم الْخَيْر ". الحديث: 507 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 (18) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي جُحَيْفَة وهب بن عبد الله السوَائِي رَضِي الله عَنهُ 508 - الأول: عَن أبي إِسْحَاق عَن أبي جُحَيْفَة قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرَأَيْت بَيَاضًا تَحت شفته السُّفْلى العنفقة. فِي رِوَايَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي إِسْحَاق عَنهُ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هَذِه بَيْضَاء مِنْهُ. وَوضع بعض أَصَابِعه على عنفقته. قيل لَهُ: من أَنْت يومئذٍ؟ قَالَ: أبري النبل وأريشها. 509 - الثَّانِي: عَن عون بن أبي جُحَيْفَة عَن أَبِيه قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة وَهُوَ بِالْأَبْطح، فِي قبَّة لَهُ حَمْرَاء من أَدَم، قَالَ: فَخرج بِلَال بوضوئه، فَمن نَاضِح ونائل فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ حلَّة حَمْرَاء كَأَنِّي أنظر إِلَى بَيَاض سَاقيه، فَتَوَضَّأ. وَأذن بِلَال، قَالَ: فَجعلت أتتبع فَاه هَا هُنَا وَهَا هُنَا - يَقُول يَمِينا وَشمَالًا - يَقُول: حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الْفَلاح. قَالَ: ثمَّ ركزت لَهُ عنزة، فَتقدم فصلى الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، يمر بَين يَدَيْهِ الْحمار وَالْكَلب لَا يمْنَع، ثمَّ صلى الْعَصْر رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ لم يزل يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَة. وَفِي حَدِيث ابْن أبي زَائِدَة: رَأَيْت بِلَالًا أخرج وضُوءًا، فَرَأَيْت النَّاس يبتدرون ذَلِك الْوضُوء، فَمن أصَاب مِنْهُ شَيْئا تمسح بِهِ، وَمن لم يصب مِنْهُ أَخذ من بَلل يَد الحديث: 508 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 صَاحبه، ثمَّ رَأَيْت بِلَالًا أخرج عنزةً فركزها، وَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حلَّة حَمْرَاء مشمراً، فصلى إِلَى العنزة بِالنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ، وَرَأَيْت النَّاس وَالدَّوَاب يَمرونَ من بَين يَدي العنزة. وَفِي حَدِيث مَالك بن مغول: فَلَمَّا كَانَ بالهاجرة، خرج بِلَال فَنَادَى بِالصَّلَاةِ، وَقَالَ الحكم بن عقبَة عَن أبي جُحَيْفَة: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالهاجرة إِلَى الْبَطْحَاء، فَتَوَضَّأ، وَصلى الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، وَالْعصر رَكْعَتَيْنِ، وَبَين يدية عنزة، قَالَ شُعْبَة: زَاد فِيهِ عون عَن أَبِيه: يمر من وَرَائِهَا الْمَرْأَة وَالْحمار. وَفِي حَدِيث الحكم: فَجعل النَّاس يَأْخُذُونَ من فضل وضوئِهِ فيتمسحون بِهِ. وَفِي حَدِيث حجاج عَن شُعْبَة فِيهِ: وَقَامَ النَّاس فَجعلُوا يَأْخُذُونَ يَدَيْهِ، يمسحون بهَا وُجُوههم. قَالَ: فَأخذت بِيَدِهِ، فَوَضَعتهَا على وَجْهي، فَإِذا هِيَ أبرد من الثَّلج، وَأطيب رَائِحَة من الْمسك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَسْلِيمًا دَائِما أبدا. أفرد البُخَارِيّ من حَدِيث عون بن أبي جُحَيْفَة عَن أَبِيه فِي هَذَا طرفا مِنْهُ فِي كتاب " الصَّلَاة ": أَنه رأى بِلَالًا يُؤذن، فَجعل يتتبع فَاه هَا هُنَا وَهَا هُنَا بِالْأَذَانِ فَجعل أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه، فِي " الْأَطْرَاف " هَذَا الْفَصْل من أَفْرَاد البُخَارِيّ، ظنا مِنْهُ أَن مُسلما لم يُخرجهُ. وَقد أخرجه مسلمٌ فِي كتاب " الصَّلَاة " فِي أَحَادِيث ستْرَة الْمُصَلِّي فِي جملَة الحَدِيث الطَّوِيل، عَن عون بن أبي جُحَيْفَة عَن أَبِيه، الَّذِي أَوله: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِالْأَبْطح فِي قبَّة لَهُ حَمْرَاء من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 أَدَم، فَخرج بلالٌ بوضوئه، وَفِيه: وَأذن بلالٌ، فَجعلت أتتبع فَاه هَا هُنَا وَهَا هُنَا، يَقُول يَمِينا وَشمَالًا، يَقُول: حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الْفَلاح. فصح أَنه مِمَّا اتفقَا عَلَيْهِ، لَا مِمَّا انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ. 510 - الثَّالِث: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن أبي جُحَيْفَة قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ الْحسن بن عَليّ يُشبههُ. وَفِي حَدِيث ابْن فُضَيْل للْبُخَارِيّ وَحده: وَأمر لنا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاثَة عشر قلوصاً، فَقبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن نقبضها. زَاد البرقاني: وَذكره أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي حَدِيث ابْن فُضَيْل قَالَ: فَأَبَوا أَن يعطونا شَيْئا، فأتينا أَبَا بكر، فأعطاناها. وَلم أجد ذَلِك فِيمَا عندنَا من أصل كتاب البُخَارِيّ. وَعند البُخَارِيّ فِيهِ: فَقلت لأبي جُحَيْفَة: صفه لي. قَالَ: كَانَ أَبيض قد شمط. وَعند مُسلم فِيهِ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبيض قد شَاب. أَفْرَاد البُخَارِيّ 511 - الأول: عَن عون بن أبي جُحَيْفَة عَن أَبِيه قَالَ: آخى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين سلمَان وَأبي الدَّرْدَاء فزار سلمَان أَبَا الدَّرْدَاء، فَرَأى أم الدَّرْدَاء متبذلة، فَقَالَ لَهَا: مَا شَأْنك؟ قَالَت: أَخُوك أَبُو الدَّرْدَاء، لَيْسَ لَهُ حَاجَة فِي الدُّنْيَا. فجَاء أَبُو الدَّرْدَاء، فَصنعَ لَهُ طَعَاما، فَقَالَ لَهُ: كل، فَإِنِّي صَائِم. قَالَ: مَا أَنا بآكلٍ حَتَّى تَأْكُل، فَأكل. الحديث: 510 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل ذهب أَبُو الدَّرْدَاء يقوم، فَقَالَ: نم، فَنَامَ. ثمَّ ذهب يقوم فَقَالَ: نم. فَلَمَّا كَانَ من آخر اللَّيْل قَالَ سلمَان: الْآن، فَصَليَا. فَقَالَ لَهُ سلمَان: أَن لِرَبِّك عَلَيْك حَقًا، وَإِن لنَفسك عَلَيْك حَقًا، ولأهلك عَلَيْك حَقًا، فأعط كل ذِي حقٍّ حَقه. فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صدق سلمَان ". 512 - الثَّانِي: عَن عون بن أبي جُحَيْفَة عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن ثمن الدَّم، وَثمن الْكَلْب، وَكسب الْبَغي، وَلعن الواشمة والمستوشمة، وآكل الرِّبَا وموكله، وَلعن المصورين. 513 - الثَّالِث: عَن عَليّ بن الْأَقْمَر عَن أبي جُحَيْفَة قَالَ: كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لرجل عِنْده: " لَا آكل وَأَنا متكئٌ ". الحديث: 512 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 (19) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث عدي بن حَاتِم الطَّائِي رَضِي الله عَنهُ 514 - الأول: عَن همام بن الْحَارِث عَن عدي بن حَاتِم قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي أرسل الْكلاب المعلمة فيمسكن عَليّ، وأذكر اسْم الله. فَقَالَ: " إِذا أرْسلت كلبك الْمعلم وَذكرت اسْم الله فَكل مَا أمسك عَلَيْك " قلت: وَإِن قتلن؟ قَالَ: " وَإِن قتلن، مَا لم يشركها كلبٌ لَيْسَ مَعهَا ". قلت لَهُ: فَإِنِّي أرمي بالمعراض الصَّيْد، فأصيب. فَقَالَ: " إِذا رميت بالمعراض فخزق فكله، وَإِن أَصَابَهُ بعرضٍ فَلَا تَأْكُله ". وَفِي حَدِيث الشّعبِيّ عَن عدي نَحوه، وَفِيه: " إِلَّا أَن يَأْكُل الْكَلْب، فَإِن أكل فَلَا تَأْكُل، فَإِنِّي أَخَاف أَن يكون إِنَّمَا أمسك على نَفسه. وَإِن خالطها كلابٌ من غَيرهَا فَلَا تَأْكُل، فَإِنَّمَا سميت على كلبك وَلم تسم على غَيره. وَفِيه: " إِذا أرْسلت كلبك فاذكر اسْم الله، فَإِن أَمْسَكت عَلَيْك فَأَدْرَكته حَيا فاذبحه، وَإِن أَدْرَكته قد قتل وَلم يَأْكُل مِنْهُ فكله، فَإِن أَخذ الْكَلْب ذَكَاة ". وَفِيه أَيْضا: " إِذا رميت سهمك فاذكر اسْم الله " وَفِيه: " فَإِن غَابَ عَنْك يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ " وَفِي رِوَايَة: " الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة فَلم تَجِد فِيهِ إِلَّا أثر سهمك فَكل إِن شِئْت. وَإِن وجدته غريقاً فِي المَاء فَلَا تَأْكُل؛ فَإنَّك لَا تَدْرِي: المَاء قَتله أَو سهمك ". 515 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن معقل عَن عدي بن حَاتِم قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تمرةٍ "، وَفِي رِوَايَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة: " من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يسْتَتر من النَّار وَلَو بشق تَمْرَة فَلْيفْعَل ". الحديث: 514 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عدي بن حَاتِم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا مِنْكُم من أحدٍ إِلَّا سيكلمه ربه، لَيْسَ بَينه وَبَينه ترجمان، فَينْظر ايمن مِنْهُ فَلَا يرى إِلَّا مَا قدم، وَينظر أشأم مِنْهُ فَلَا يرى إِلَّا مَا قدم، وَينظر بَين يَدَيْهِ فَلَا يرى إِلَّا النَّار تِلْقَاء وَجهه، فَاتَّقُوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة ". وَفِي رِوَايَة: " فَمن لم يجد فبكلمة طيبَة ". وَفِي رِوَايَة: أَنه ذكر النَّار، فتعوذ مِنْهَا، وأشاح بِوَجْهِهِ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ قَالَ: " اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة، فَإِن لم تَجدوا فبكلمةٍ طيبَة ". وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ من حَدِيث مَحل بن خَليفَة عَن عدي بن حَاتِم قَالَ: بَينا أَنا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ أَتَاهُ رجلٌ، فَشَكا إِلَيْهِ الْفَاقَة، ثمَّ أَتَاهُ آخر فَشَكا إِلَيْهِ قطع السَّبِيل. فَقَالَ: " يَا عدي هَل رَأَيْت الْحيرَة؟ " قلت: لم أرها، وَقد أنبئت عَنْهَا. قَالَ: " فَإِن طَالَتْ بك حياةٌ لترين الظعينة ترتحل من الْحيرَة حَتَّى تَطوف بِالْكَعْبَةِ لَا تخَاف أحدا إِلَّا الله ". قلت فِيمَا بيني وَبَين نَفسِي: فَأَيْنَ دعار طييء الَّذين سعروا الْبِلَاد. " وَلَئِن طَالَتْ بك حياةٌ لتفتحن كنوز كسْرَى " قلت: كسْرَى بن هُرْمُز؟ قَالَ: " كسْرَى بن هُرْمُز. وَلَئِن طَالَتْ بك حياةٌ لترين الرجل يخرج ملْء كَفه من ذهبٍ أَو فضَّة يطْلب من يقبله مِنْهُ فَلَا يجد أحدا يقبله مِنْهُ. وليلقين الله أحدكُم يَوْم يلقاه وَلَيْسَ بَينه وَبَينه حجابٌ وَلَا ترجمانٌ يترجم لَهُ، فليقولن: ألم أبْعث إِلَيْك رَسُولا فيبلغك؟ فَيَقُول: بلَى يَا رب. فَيَقُول: ألم أعطك مَالا، وَأفضل عَلَيْك؟ فَيَقُول: بلَى. فَينْظر عَن يَمِينه فَلَا يرى إِلَّا جَهَنَّم، وَينظر عَن يسَاره فَلَا يرى إِلَّا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 جَهَنَّم " قَالَ عدي: فَسمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اتَّقوا النَّار وَلَو بشق تَمْرَة، فَمن لم يجد شقّ تَمْرَة فبكلمة طيبَة ". قَالَ عدي: فَرَأَيْت الظعينة ترتحل من الْحيرَة حَتَّى تَطوف بِالْكَعْبَةِ لَا تخَاف إِلَّا الله. وَكنت فِيمَن افْتتح كنوز كسْرَى بن هُرْمُز. وَلَئِن طَالَتْ بكم حياةٌ لترون مَا قَالَ النَّبِي أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخرج ملْء كَفه. 516 - الثَّالِث: عَن الشّعبِيّ عَن عدي بن حَاتِم قَالَ: لما نزلت: {حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود} [سُورَة الْبَقَرَة] ، عَمَدت إِلَى عقال أسود وَإِلَى عقال أَبيض، فَجَعَلتهمَا تَحت وِسَادَتِي، وَجعلت أنظر من اللَّيْل فَلَا يستبين لي. فَغَدَوْت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ: " إِنَّمَا ذَلِك سَواد اللَّيْل وَبَيَاض النَّهَار ". وَمن أَفْرَاد مُسلم 517 - الأول: عَن تَمِيم بن طرفَة الطَّائِي قَالَ: جَاءَ سائلٌ إِلَى عدي بن حاتمٍ يسْأَله نَفَقَة، أَو فِي ثمن خَادِم، أَو فِي بعض ثمن خَادِم فَقَالَ: لَيْسَ عِنْدِي مَا أُعْطِيك إِلَّا دِرْعِي ومغفري، فَاكْتُبْ إِلَى أَهلِي أَن يعطوكها. قَالَ: فَلم يرض. فَغَضب عديٌّ فَقَالَ: وَالله لَا أُعْطِيك شَيْئا. ثمَّ إِن الرجل رَضِي، فَقَالَ: أما وَالله لَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من حلف على يمينٍ ثمَّ رأى أتقى لله مِنْهَا، فليأت التَّقْوَى " مَا حنثت فِي يَمِيني. وَفِي رِوَايَة عَنهُ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام قَالَ: لَا إِذا حلف أحدكُم على الْيَمين فَرَأى خيرا مِنْهَا فليكفرها وليأت الَّذِي هُوَ خير ". الحديث: 516 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 518 - الثَّانِي: عَن تَمِيم بن طرفَة عَن عدي بن حَاتِم: أَن رجلا خطب عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: من يطع الله وَرَسُوله فقد رشد، وَمن يعصهما فقد غوى. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بئس الْخَطِيب أَنْت. قل: وَمن يعْص الله وَرَسُوله ". الحديث: 518 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 (20) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من جَابر بن سَمُرَة رَضِي الله عَنهُ 519 - الأول: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا هلك كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده، وَإِذا هلك قَيْصر فَلَا قَيْصر بعده. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله ". 520 - الثَّانِي: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يكون بعدِي اثْنَا عشر أَمِيرا " فَقَالَ كلمة لم أسمعها. فَقَالَ أبي: قَالَ: " كلهم من قُرَيْش " كَذَا فِي حَدِيث شُعْبَة. وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة قَالَ: " لَا يزَال أَمر النَّاس مَاضِيا مَا وليهم اثْنَا عشر رجلا " ثمَّ تكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكلمةٍ خفيت عَليّ، فَسَأَلت أبي: مَاذَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: قَالَ: " كلهم من قُرَيْش ". وَفِي رِوَايَة مُسلم من حَدِيث عَامر بن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: كتبت إِلَى جَابر ابْن سَمُرَة مَعَ غلامي نَافِع: أَن أَخْبرنِي بشيءٍ سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَكتب إِلَيّ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم جمعةٍ عَشِيَّة رجم الْأَسْلَمِيّ قَالَ: " لَا يزَال الدّين قَائِما حَتَّى تقوم السَّاعَة أَو يكون عَلَيْكُم اثْنَا عشر خَليفَة، كلهم من قُرَيْش ". وسمعته يَقُول: " عصبَة " من الْمُسلمين يفتتحون الْبَيْت الْأَبْيَض، بَيت كسْرَى وَآل كسْرَى ". الحديث: 519 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 وسمعته يَقُول: إِن بَين يَدي السَّاعَة كَذَّابين فاحذروهم ". وسمعته يَقُول: إِذا أعْطى الله أحدكُم خيرا فليبدأ بِنَفسِهِ وَأهل بَيته ". وسمعته يَقُول: أَنا الفرط على الْحَوْض ". وَفِي رِوَايَة مُسلم أَيْضا من حَدِيث سماك بن حربٍ عَن جَابر بن سَمُرَة، أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ: لتفتحن عصابةٌ من الْمُسلمين كنز آل كسْرَى الَّذِي فِي الْأَبْيَض ". وَنَحْو هَذَا الْمَعْنى فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ فِي مُسْند عدي بن حَاتِم. وَفِي رِوَايَة مُسلم أَيْضا عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن بَين يَدي السَّاعَة كَذَّابين ". وَفِي رِوَايَته أَيْضا عَن عَامر الشّعبِيّ عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: انْطَلَقت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعِي أبي، فَسَمعته يَقُول: " لَا يزَال هَذَا الدّين عَزِيزًا منيعاً إِلَى اثْنَي عشر خَليفَة " فَقَالَ كلمة، فَقلت لأبي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كلهم من قُرَيْش ". وَفِي رِوَايَة أَيْضا عَن حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: دخلت مَعَ أبي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَسَمعته يَقُول: إِن هَذَا الْأَمر لَا يَنْقَضِي حَتَّى يمْضِي فيهم اثْنَا عشر خَليفَة "، قَالَ: ثمَّ تكلم بكلامٍ خَفِي عَليّ، فَقلت لأبي: مَا قَالَ؟ قَالَ: " كلهم من قُرَيْش ". وَفِي حَدِيث سماك عَن جَابر بن سَمُرَة عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يزَال الْإِسْلَام عَزِيزًا إِلَى اثْنَي عشر خَليفَة " ثمَّ ذكر مثله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لن يبرح هَذَا الدّين قَائِما، يُقَاتل عَلَيْهِ عصابةٌ من الْمُسلمين حَتَّى تقوم السَّاعَة ". وَمن أَفْرَاد مُسلم 521 - الأول: عَن تَمِيم بن طرفَة عَن جَابر بن سَمُرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لينتهين أقوامٌ يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي الصَّلَاة، أَو لَا يرجع إِلَيْهِم ". 522 - الثَّانِي: عَن تَمِيم بن طرفَة عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: خرج علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فِي رِوَايَة البرقاني: وَنحن فِي الصَّلَاة - يَعْنِي نَدْعُو، فَقَالَ: " مَا لي أَرَاكُم رافعي أَيْدِيكُم كَأَنَّهَا أَذْنَاب خيلٍ شمس، اسكنوا فِي الصَّلَاة " قَالَ: ثمَّ خرج علينا فرآنا حلقا، فَقَالَ: " مَا لي أَرَاكُم عزين؟ " قَالَ: ثمَّ خرج علينا فَقَالَ: " أَلا تصفون كَمَا تصف الْمَلَائِكَة عِنْد رَبهَا؟ " فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَكَيف تصف الْمَلَائِكَة عِنْد رَبهَا؟ قَالَ: " يتمون الصُّفُوف الأول، ويتراصون فِي الصَّفّ ". 523 - الثَّالِث: عَن جَعْفَر بن أبي ثَوْر عَن جده جَابر بن سَمُرَة: أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أتوضأ من لُحُوم الْغنم؟ قَالَ: " إِن شِئْت فَتَوَضَّأ " قَالَ: أتوضأ من لُحُوم الْإِبِل؟ قَالَ: " نعم، فَتَوَضَّأ من لُحُوم الْإِبِل " قَالَ: أُصَلِّي فِي مرابض الْغنم؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: أُصَلِّي فِي مبارك الْإِبِل؟ قَالَ: " لَا ". 524 - الرَّابِع: عَن جَعْفَر بن أبي ثَوْر عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرنَا بصيام يَوْم عَاشُورَاء، ويحثنا عَلَيْهِ، ويتعاهدنا عِنْده. فَلَمَّا فرض الحديث: 521 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 رَمَضَان لم يَأْمُرنَا وَلم ينهنا عَنهُ، وَلم يتعاهدنا عِنْده. 525 - الْخَامِس: عَن عبيد الله ابْن الْقبْطِيَّة عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: صلينَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكُنَّا إِذا سلمنَا قُلْنَا بِأَيْدِينَا: السَّلَام عَلَيْكُم، السَّلَام عَلَيْكُم. فَنظر إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: مَا شَأْنكُمْ تشيرون بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَاب خيل شمسٍ، إِذا سلم احدكم فليلتفت إِلَى صَاحبه، وَلَا يُومِئ بِيَدِهِ ". وَفِي حَدِيث مسعر: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِي أحدكُم أَن يضع يَده على فَخذه، ثمَّ يسلم على أَخِيه من على يَمِينه وشماله ". 526 - السَّادِس: عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله سمى الْمَدِينَة طابة ". 527 - السَّابِع: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: رَأَيْت مَاعِز بن مَالك حِين جِيءَ بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ رجلٌ قصيرٌ أعضل، لَيْسَ عَلَيْهِ رِدَاء، فَشهد على نَفسه أَربع مَرَّات أَنه زنى. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فلعلك "؟ قَالَ: لَا وَالله، إِنَّه قد زنى الْأُخَر. قَالَ: فرجمه. ثمَّ خطب فَقَالَ: " أَلا كلما نفرنا سَبِيل الله خلف أحدهم، لَهُ نبيبٌ كنبيب التيس، يمنح أحدهم الكثبة، أما وَالله إِن يمكني من أحدهم لأنكلنه عَنْهُن ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة: فَرده مرَّتَيْنِ، ثمَّ أَمر بِهِ فرجم، قَالَ: فَحَدَّثته سعيد بن جُبَير فَقَالَ: إِنَّه رده أَربع مَرَّات. وَفِي رِوَايَة أبي عَامر الْعَقدي عَن شُعْبَة: فَرده مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. الحديث: 525 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 528 - الثَّامِن: عَن سماك بن حَرْب عَن جَابر بن سَمُرَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يمت حَتَّى صلى قَاعِدا. 529 - التَّاسِع: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: كَانَت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطبتان، يجلس بَينهمَا، يقْرَأ الْقُرْآن، وَيذكر النَّاس. وَفِي حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن سماك: كَانَ يخْطب قَائِما، ثمَّ يجلس، ثمَّ يقوم فيخطب قَائِما، فَمن نبأك أَنه يخْطب جَالِسا فقد كذب، فقد وَالله صليت مَعَه أَكثر من ألفي صَلَاة. 530 - الْعَاشِر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: كنت أُصَلِّي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَوَات، فَكَانَت صلَاته قصدا، وخطبته قصدا. 531 - الْحَادِي عشر: عَن زَائِدَة عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ فِي الْفجْر ب {ق وَالْقُرْآن الْمجِيد} وَنَحْوهَا. وَكَانَ صلَاته بعد إِلَى التَّخْفِيف. وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن سماك نَحوه. 532 - الثَّانِي عشر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الظّهْر ب {وَاللَّيْل إِذا يغشى} وَفِي الْعَصْر نَحْو ذَلِك، وَفِي الصُّبْح أطول من ذَلِك. وَفِي حَدِيث شُعْبَة: كَانَ يقْرَأ فِي الظّهْر ب {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} وَفِي الصُّبْح بأطول من ذَلِك. الحديث: 528 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 533 - الثَّالِث عشر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: كَانَ بلالٌ يُؤذن إِذا دحضت الشَّمْس، فَلَا يُقيم حَتَّى يخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا خرج أَقَامَ الصَّلَاة حِين يرَاهُ. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن سماك عَنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الظّهْر إِذا دحضت الشَّمْس. لم يزدْ. 534 - الرَّابِع عشر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الصَّلَوَات نَحوا من صَلَاتكُمْ، وَكَانَ يُؤَخر الْعَتَمَة بعد صَلَاتكُمْ شَيْئا، وَكَانَ يُخَفف الصَّلَاة. وَفِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُؤَخر الْعشَاء الْآخِرَة. لم يزدْ. 535 - الْخَامِس عشر: عَن سماك قَالَ: قلت لجَابِر بن سَمُرَة: أَكنت تجَالس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم، كثيرا. كَانَ لَا يقوم من مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْح أَو الْغَدَاة حَتَّى تطلع الشَّمْس، فَإِذا طلعت الشَّمْس قَامَ. وَكَانُوا يتحدثون فَيَأْخُذُونَ فِي أَمر الْجَاهِلِيَّة فيضحكون، ويبتسم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث سُفْيَان وَغَيره عَن سماك عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا صلى الْفجْر جلس فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تطلع الشَّمْس حسنا. 536 - السَّادِس عشر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعِيدَيْنِ غير مرةٍ وَلَا مرَّتَيْنِ بِغَيْر أَذَان وَلَا إِقَامَة. الحديث: 533 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 537 - السَّابِع عشر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ابْن الدحداح، ثمَّ أُتِي بفرسٍ عريٍ فعقله رجلٌ، فَرَكبهُ، فَجعل يتوقص بِهِ، وَنحن نسعى خَلفه. فَقَالَ رجل من الْقَوْم: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: كم من عذقٍ معلقٍ أَو مدلى فِي الْجنَّة لأبي الدحداح ". ويروا " مذلل " أَو قَالَ شُعْبَة لأبي الدحداح. وَفِي رِوَايَة مَالك بن مغول عَن سماك عَنهُ قَالَ: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بفرس معرورى، فَرَكبهُ حِين انْصَرف من جَنَازَة أبي الدحداح وَنحن نمشي حوله. 538 - الثَّامِن عشر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل قتل نَفسه بمشاقص، فَلم يصل عَلَيْهِ. 539 - التَّاسِع عشر: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأعرف حجرا بِمَكَّة كَانَ يسلم عَليّ قبل أبْعث، إِنِّي لأعرفه الْآن ". 540 - الْعشْرُونَ: عَن سماك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَلا إِنِّي فرطٌ على الْحَوْض، وَإِن بعد مَا بَين طَرفَيْهِ كَمَا بَين صنعاء وأيلة، كَأَن الأباريق فِيهِ النُّجُوم ". الحديث: 537 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 541 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن سماك عَن جَابر بن سَمُرَة قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الأولى، ثمَّ خرج إِلَى أَهله وَخرجت مَعَه، فَاسْتَقْبلهُ ولدانٌ، فَجعل يمسح خدي أحدهم وَاحِدًا وَاحِدًا. قَالَ: فَأَما أَنا فَمسح خدي، فَوجدت ليده بردا أَو ريحًا، كَأَنَّهَا أخرجهَا من جونة عطار. 542 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن سماك عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضليع الْفَم، أشكل الْعين، منهوس العقبين قَالَ: قلت لسماك: مَا ضليع الْفَم؟ قَالَ: عَظِيم الْفَم. قلت: مَا أشكل الْعين؟ قَالَ: طَوِيل شقّ الْعين. قَالَ: قلت: مَا منهوس الْعقب؟ قَالَ: قَلِيل لحم الْعقب. 543 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن سماك أَنه سمع جَابر بن سَمُرَة يَقُول: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد شمط مقدم رَأسه ولحيته. فَكَانَ إِذا ادهن لم يتَبَيَّن، وَإِذا شعث رَأسه تبين، وَكَانَ كثير شعر اللِّحْيَة. فَقَالَ رجل: وَجهه مثل السَّيْف؟ قَالَ: لَا، كَانَ مثل الشَّمْس وَالْقَمَر، وَكَانَ مستديراً، وَرَأَيْت الْخَاتم من عِنْد كتفه مثل بَيْضَة الْحَمَامَة يشبه جسده. الحديث: 541 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 (21) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سُلَيْمَان بن صردٍ رَضِي الله عَنهُ 544 - حَدِيث وَاحِد: عَن عدي بن ثَابت عَن سُلَيْمَان بن صرد قَالَ: كنت جَالِسا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ورجلان يستبان، وَأَحَدهمَا قد احمر وَجهه وَانْتَفَخَتْ أوداجه. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي لأعْلم كلمة لَو قَالَهَا لذهب عَنهُ مَا يجد. لَو قَالَ: أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم ذهب عَنهُ مَا يجد ". فَقَالُوا لَهُ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تعوذ من الشَّيْطَان الرَّجِيم. فَقَالَ: وَهل بِي من جُنُون. 545 - الثَّانِي للْبُخَارِيّ وَحده: من رِوَايَة أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن سُلَيْمَان بن صرد، قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول حِين أجلى الْأَحْزَاب عَنهُ: " الْآن نغزوهم وَلَا يغزوننا، نَحن نسير إِلَيْهِم ". الحديث: 544 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 (22) عُرْوَة بن الْجَعْد، وَقيل: ابْن أبي الْجَعْد الْبَارِقي رَضِي الله عَنهُ 546 - عِنْدهمَا لَهُ فِي الْكِتَابَيْنِ متن وَاحِد، أَخْرجَاهُ من رِوَايَة الشّعبِيّ عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْخَيل مَعْقُود بنواصيها الْخَيْر: الْأجر والمغنم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة شبيب بن غرقدة عَن عُرْوَة الْبَارِقي نَحوه. وَلَيْسَ فِيهِ " الْأجر والمغنم ". وَأخرجه مُسلم وَحده من رِوَايَة الْعيزَار بن حُرَيْث عَنهُ مثله، وَلم يذكر " الْأجر والمغنم ". زَاد البرقاني فِي حَدِيث الشّعبِيّ رِوَايَة عبد الله بن إِدْرِيس عَن حُصَيْن عَنهُ عَن عُرْوَة يرفعهُ فَقَالَ فِيهِ: الْإِبِل عزٌّ لأَهْلهَا، وَالْغنم بركَة، وَالْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل " وَلَيْسَ ذكر الْإِبِل وَالْغنم عِنْد مُسلم فِي حَدِيث ابْن إِدْرِيس. الحديث: 546 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 (23) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عمرَان بن حُصَيْن رَضِي الله عَنهُ 547 - الأول: عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن عمرَان قَالَ: كُنَّا فِي سفرٍ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِنَّا أسرينا حَتَّى إِذا كُنَّا فِي آخر اللَّيْل وقعنا وقْعَة، وَلَا وقْعَة عِنْد الْمُسَافِر أحلى مِنْهَا، فَمَا أيقظنا إِلَّا حر الشَّمْس، فَكَانَ أول من اسْتَيْقَظَ فلانٌ ثمَّ فلانٌ، يسميهم أَبُو رَجَاء. فنسي عوفٌ، ثمَّ عمر بن الْخطاب الرَّابِع. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نَام لم نوقظه حَتَّى يكون هُوَ يَسْتَيْقِظ، لأَنا لَا نَدْرِي مَا يحدث لَهُ فِي نَومه. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ عمر وَرَأى مَا أصَاب النَّاس - وَكَانَ رجلا جليداً - كبر وَرفع صَوته بِالتَّكْبِيرِ، فَمَا زَالَ يكبر وَيرْفَع صَوته بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ لصوته النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ شكوا إِلَيْهِ الَّذِي أَصَابَهُم، فَقَالَ: " لَا ضير، أَو لَا يضير، ارتحلوا ". فارتحل فَسَار غير بعيدٍ، ثمَّ نزل فَدَعَا بِالْوضُوءِ فَتَوَضَّأ، وَنُودِيَ بِالصَّلَاةِ فصلى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا انْفَتَلَ من صلَاته إِذا هُوَ برجلٍ منعزلٍ لم يصل مَعَ الْقَوْم. فَقَالَ: " مَا مَنعك يَا فلَان أَن تصلي مَعَ الْقَوْم؟ " قَالَ: أصابتني جنابةٌ وَلَا مَاء. قَالَ: " عَلَيْك بالصعيد، فَإِنَّهُ يَكْفِيك ". ثمَّ سَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاشتكى إِلَيْهِ النَّاس من الْعَطش، فَنزل، فَدَعَا فلَانا - كَانَ يُسَمِّيه أَبُو رَجَاء ونسيه عَوْف -، ودعا عليا فَقَالَ: اذْهَبَا فابغيا المَاء. فَانْطَلقَا، فلقيا الحديث: 547 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 امْرَأَة بَين مزادتين أَو سطيحتين من مَاء على بعيرٍ لَهَا. فَقَالَا لَهَا: أَيْن المَاء؟ فَقَالَت: عهدي بِالْمَاءِ أمس هَذِه السَّاعَة ونفرنا خلوف. قَالَا لَهَا: انطلقي إِذن. قَالَت: إِلَى أَيْن؟ قَالَا: إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَت: الَّذِي يُقَال لَهُ: الصَّابِئ؟ قَالَا: هُوَ الَّذِي تعنين، فانطلقي. فجاءا بهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وحدثاه الحَدِيث. قَالَ: " فاستنزلوها عَن بَعِيرهَا " ودعا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِنَاء فأفرغ فِيهِ من أَفْوَاه المزادتين أَو السطيحتين، وأوكأ أفواههما وَأطلق العزالى. وَنُودِيَ فِي النَّاس: اسقوا واستقوا. فسقى من شَاءَ، واستقى من شَاءَ. وَكَانَ آخر ذَلِك أَن أعْطى الَّذِي أَصَابَته الْجَنَابَة إِنَاء من مَاء فَقَالَ: " اذْهَبْ فأفرغه عَلَيْك؟ " وَهِي قَائِمَة تنظر إِلَى مَا يفعل بِمَائِهَا. وأيم الله، لقد أقلع مِنْهَا وَإنَّهُ ليُخَيل إِلَيْنَا أَنَّهَا أَشد ملأةً مِنْهَا حِين ابتدئ مِنْهَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اجْمَعُوا لَهَا " فَجمعُوا لَهَا من بَين عَجْوَة ودقيقةٍ وسويقة، حَتَّى جمعُوا لَهَا طَعَاما، فجعلوه فِي ثوبٍ، وَحملُوهَا على بَعِيرهَا، وَوضع الثَّوْب بَين يَديهَا. وَقَالَ لَهَا: " تعلمين مَا رزئنا من مائك شَيْئا، وَلَكِن الله هُوَ الَّذِي أسقانا ". فَأَتَت أَهلهَا، وَقد احْتبست عَنْهُم. قَالُوا: مَا حَبسك يَا فُلَانَة؟ قَالَت: الْعجب، لَقِيَنِي رجلَانِ، فذهبا بِي إِلَى هَذَا الصابىء، فَفعل كَذَا وَكَذَا، فوَاللَّه إِنَّه لأسحر النَّاس من بَين هَذِه وَهَذِه، وَقَالَت بإصبعها الْوُسْطَى والسبابة، فرفعتهما إِلَى السَّمَاء، تَعْنِي السَّمَاء وَالْأَرْض، أَو إِنَّه لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَقًا. فَكَانَ الْمُسلمُونَ بعد يغيرون على من حولهَا من الْمُشْركين وَلَا يصيبون الصرم الَّذِي هِيَ مِنْهُ. فَقَالَت يَوْمًا لقومها: مَا أرى إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ الْقَوْم يدعونكم عمدا. فَهَل لكم فِي الْإِسْلَام، فأطاعوها، فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 فِي حَدِيث سلم بن زريرٍ: أَن أول من اسْتَيْقَظَ أَبُو بكر، ثمَّ اسْتَيْقَظَ عمر، وَإنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ: " ارتحلوا " فَسَار حَتَّى إِذا ابْيَضَّتْ الشَّمْس نزل، فصلى الْغَدَاة. قَالَ عمرَان: ثمَّ عجلني فِي ركب بَين يَدَيْهِ، فَطلب المَاء. وَذكره إِلَى أَن قَالَ: فشربنا وَنحن أَرْبَعُونَ رجلا عطاشاً حَتَّى روينَا، وملأنا كل قربةٍ مَعنا وإداوةٍ، وغسلنا صاحبنا، غير أَنا لم نسق بَعِيرًا، وَهِي تكَاد تتضرج بِالْمَاءِ، يَعْنِي المزادتين. 548 - الثَّانِي: عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ: أنزلت آيَة الْمُتْعَة فِي كتاب الله، ففعلناها مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم ينزل قرآنٌ يحرمه، وَلم ينْه عَنْهَا حَتَّى مَاتَ. قَالَ رجلٌ بِرَأْيهِ مَا شَاءَ. قَالَ البُخَارِيّ: يُقَال: إِنَّه عمر. وَفِي رِوَايَة عَنهُ لمُسلم: نزلت آيَة الْمُتْعَة فِي كتاب الله - يَعْنِي مُتْعَة الْحَج - وَلم ينْه عَنْهَا حَتَّى مَاتَ. وَفِي رِوَايَة مطرف بن عبد الله بن الشخير عَن عمرَان بِمَعْنَاهُ لَهما، وَفِيه: تَمَتعنَا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَلمُسلم: مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَمِنْهُم من قَالَ فِي رِوَايَة مُسلم: جمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين حج وَعمرَة، وتمتع نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتمتعنا مَعَه، وَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أعمر طَائِفَة من أَهله فِي الْعشْر، فَلم تنزل آيةٌ تنسخ ذَلِك، وَلم ينْه عَنْهَا حَتَّى مضى لوجهه. وفيهَا: وَقد كَانَ يسلم عَليّ حَتَّى اكتويت، فَتركت، ثمَّ تركت الكي فَعَاد. الحديث: 548 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 549 - الثَّالِث: عَن مطرف بن عبد الله قَالَ: صليت خلف عَليّ بن أبي طَالب أَنا وَعمْرَان بن حُصَيْن، فَكَانَ إِذا سجد كبر، وَإِذا رفع رَأسه كبر، وَإِذا نَهَضَ من الرَّكْعَتَيْنِ كبر، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة أَخذ بيَدي عمرَان بن حُصَيْن فَقَالَ: قد ذَكرنِي هَذَا صَلَاة مُحَمَّد. أَو قَالَ: لقد صلى بِنَا صَلَاة محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 550 - الرَّابِع: عَن مطرف عَن عمرَان أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ أَو قَالَ لرجلٍ وَهُوَ يسمع: " أصمت من سرة هَذَا الشَّهْر؟ قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذا أفطرت فَصم يَوْمَيْنِ ". وَفِي رِوَايَة أبي النُّعْمَان عِنْد البخاي: " أما صمت سرر هَذَا الشَّهْر "؟ قَالَ: أَظُنهُ يَعْنِي رَمَضَان قَالَ: وَفِي رِوَايَة ثَابت: من سرر شعْبَان. قَالَ البُخَارِيّ: وَشَعْبَان أصح. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن هَانِئ ابْن أخي مطرف عَنهُ - عِنْد مُسلم -: " هَل صمت من سرر هَذَا الشَّهْر شَيْئا؟ " يَعْنِي شعْبَان. قَالَ: لَا. قَالَ: " فَإِذا أفطرت رَمَضَان فَصم يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ " -. شكّ شُعْبَة - قَالَ: أَظُنهُ قَالَ يَوْمَيْنِ. وَفِي رِوَايَة أبي الْعَلَاء عَن مطرف: " فَإِذا أفطرت من رَمَضَان فَصم يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ " وَلم يشك. 551 - الْخَامِس: عَن مطرف عَن عمرَان قَالَ: قَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أيعرف أهل الْجنَّة من أهل النَّار؟ قَالَ: " نعم ". قَالَ: فَلم يعْمل الْعَامِلُونَ؟ قَالَ: " كل الحديث: 549 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 يعْمل لما خلق لَهُ - أَو لما يسر لَهُ " وَفِي حَدِيث مُسلم قَالَ: " كلٌّ ميسرٌّ لما خلق لَهُ ". وَفِي رِوَايَة أبي الْأسود الدؤَلِي لمُسلم قَالَ: قَالَ لي عمرَان بن الْحصين: أَرَأَيْت مَا يعْمل النَّاس الْيَوْم ويكدحون فِيهِ، أَشَيْء قضي عَلَيْهِم وَمضى عَلَيْهِم من قدر قد سبق، أَو فِيمَا يستقبلون بِهِ مِمَّا أَتَاهُم بِهِ نَبِيّهم، وَثبتت الْحجَّة عَلَيْهِم؟ فَقلت: بل شَيْء قضي عَلَيْهِم وَمضى عَلَيْهِم. قَالَ: فَقَالَ: فَلَا يكون ظلما؟ قَالَ: فَفَزِعت من ذَلِك فَزعًا شَدِيدا، وَقلت: كل شيءٍ خلق الله وَملك يَده، فَلَا يسْأَل عَمَّا يفعل وهم يسْأَلُون. قَالَ لي: يَرْحَمك الله، إِنِّي لم أرد بِمَا سَأَلتك إِلَّا لأحرز عقلك، وَإِن رجلَيْنِ من مزينة أَتَيَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَا: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت مَا يفعل النَّاس الْيَوْم ويكدحون فِيهِ، أشيءٌ قضي عَلَيْهِم وَمضى فيهم من قدر قد سبق أَو فِيمَا يستقبلون بِهِ مِمَّا أَتَاهُم بِهِ نَبِيّهم وَثبتت الْحجَّة عَلَيْهِم؟ فَقَالَ: " لَا، بل شيءٌ قضي عَلَيْهِم وَمضى فيهم، وتصديق ذَلِك فِي كتاب الله: {وَنَفس وَمَا سواهَا فألهمها فجورها وتقواها} [سُورَة الشَّمْس] . 552 - السَّادِس: عَن زَهْدَم بن مضرب عَن عمرَان بن حُصَيْن: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خير أمتِي قَرْني، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ". قَالَ عمرَان: فَلَا أَدْرِي أذكر بعد قرنه قرنين أَو ثَلَاثَة " ثمَّ إِن بعدهمْ قوما يشْهدُونَ وَلَا يستشهدون، ويخونون وَلَا يؤتمنون، وينذرون وَلَا يفون، وَيظْهر فيهم السّمن ". وَعند مُسلم عَن زُرَارَة بن أوفى عَن عمرَان بن حُصَيْن نَحوه، زَاد فِي حَدِيث هِشَام عَن قَتَادَة: " ويحلفون وَلَا يستحلفون ". الحديث: 552 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 553 - السَّابِع: عَن زُرَارَة بن أوفى عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رجلا عض يَد رجلٍ، فَنزع يَده من فِيهِ، فَوَقَعت ثنيتاه، فاختصموا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " يعَض أحدكُم يَد أَخِيه كَمَا يعَض الْفَحْل، لَا دِيَة لَك ". وَفِي رِوَايَة هِشَام عَن قَتَادَة: فأبطله، وَقَالَ: " أردْت أَن تَأْكُل لَحْمه ". وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا من حَدِيث ابْن سِيرِين عَن عمرَان نَحوه، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا تَأْمُرنِي؟ تَأْمُرنِي أَن آمره أَن يدع يَده فِي فِيك تقضمها كَمَا يقضم الْفَحْل؟ ارْفَعْ يدك حَتَّى يعضها ثمَّ انتزعها ". وَفِي مُسْند يعلى بن أُميَّة نَحوه. 554 - الثَّامِن: عَن أبي السوار حسان بن حُرَيْث الْعَدوي عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْحيَاء لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير ". فَقَالَ بشير بن كَعْب: إِنَّه مَكْتُوب فِي الْحِكْمَة: إِن مِنْهُ وقاراً، وَمِنْه سكينَة. وَفِي رِوَايَة: وَمِنْه ضعف. فَقَالَ عمرَان: أحَدثك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتحدثني عَن صحفك. وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا من رِوَايَة أبي قَتَادَة تَمِيم بن نَذِير الْعَدوي عَن عمرَان. وَمن رِوَايَة حُجَيْر بن الرّبيع عَن عمرَان بِنَحْوِهِ، وَفِيه: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْحيَاء خيرٌ كُله " أَو قَالَ: " الْحيَاء كُله خير " شكّ الرَّاوِي. الحديث: 553 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 أَفْرَاد البُخَارِيّ 555 - الأول: عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن عمرَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اطَّلَعت فِي الْجنَّة، فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا الْفُقَرَاء، واطلعت فِي النَّار فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا النِّسَاء ". 556 - الثَّانِي: عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن عمرَان بن حُصَيْن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يخرج من النَّار قومٌ بشفاعة محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيدْخلُونَ الْجنَّة ويسمون الجهنميين ". 557 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن عمرَان أَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صَلَاة الرجل قَاعِدا، قَالَ: " إِن صلى قَائِما فَهُوَ أفضل، وَمن صلى قَاعِدا. فَلهُ نصف أجر الْقَائِم، وَمن صلى نَائِما فَلهُ نصف أجر الْقَاعِد ". وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان أَن عمرَان قَالَ: كَانَت بِي بواسير، فَسَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصَّلَاة، فَقَالَ: " صل قَائِما، فَإِن لم تستطع فقاعداً فَإِن لم تستطع فعلى جنب ". 558 - الرَّابِع: عَن صَفْوَان بن مُحرز عَن عمرَان قَالَ: دخلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وعقلت نَاقَتي بِالْبَابِ فَأتى ناسٌ من بني تَمِيم، فَقَالَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بني تَمِيم "، قَالُوا: بشرتنا فَأَعْطِنَا - مرَّتَيْنِ، فَتغير وَجهه، ثمَّ دخل عَلَيْهِ ناسٌ من أهل الْيمن فَقَالَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أهل الْيمن إِذْ لم يقبلهَا بَنو تَمِيم " قَالُوا: قبلنَا يَا رَسُول الله. ثمَّ قَالُوا: جِئْنَا لنتفقه فِي الدّين، ولنسألك عَن أول هَذَا الْأَمر مَا كَانَ. قَالَ: " كَانَ الله وَلم يكن شَيْء قبله، وَكَانَ عَرْشه على المَاء، ثمَّ خلق السَّمَوَات الحديث: 555 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 وَالْأَرْض، وَكتب فِي الذّكر كل شَيْء " ثمَّ أَتَانِي رجلٌ فَقَالَ: يَا عمرَان، أدْرك نَاقَتك، فقد ذهبت، فَانْطَلَقت أطلبها، فَإِذا السراب دونهَا، وَايْم الله لَوَدِدْت أَنَّهَا قد ذهبت وَلم أقِم. أَفْرَاد مُسلم 559 - الأول: عَن مطرف بن عبد الله: أَنه كَانَت لَهُ امْرَأَتَانِ، فجَاء من عِنْد إِحْدَاهمَا، فَقَالَت الْأُخْرَى: جِئْت من عِنْد فُلَانَة؟ فَقَالَ: جِئْت من عِنْد عمرَان بن حُصَيْن، فحدثنا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أقل سَاكِني الْجنَّة النِّسَاء ". 560 - الثَّانِي: عَن زُرَارَة بن أوفى عَن عمرَان بن حُصَيْن: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الظّهْر، فَجعل رجلٌ يقْرَأ خَلفه: {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} [سُورَة الْأَعْلَى] ، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: " أَيّكُم قَرَأَ؟ أَو: أَيّكُم الْقَارئ؟ " قَالَ رجل: أَنا. قَالَ: " قد ظَنَنْت أَن بَعْضكُم خالجنيها ". وَفِي رِوَايَة أبي عوَانَة: صَلَاة الظّهْر أَو الْعَصْر، بِالشَّكِّ. 561 - الثَّالِث: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن عمرَان قَالَ: قَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يدْخل الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب " قَالُوا: وَمن هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " هم الَّذين لَا يَكْتَوُونَ، وَلَا يسْتَرقونَ، وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ ". فَقَامَ عكاشة فَقَالَ: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " أَنْت مِنْهُم " فَقَامَ رجلٌ فَقَالَ: الحديث: 559 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 يَا نَبِي الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ " سَبَقَك بهَا عكاشة ". وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا من حَدِيث الحكم بن الْأَعْرَج عَن عمرَان نَحوه، فَزَاد: " وَلَا يَتَطَيَّرُونَ " وَلم يذكر فِي هَذِه الرِّوَايَة قَول عكاشة إِلَى آخِره. 562 - الرَّابِع: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين وَأبي الْمُهلب عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو عَن عمرَان: أَن رجلا أعتق سِتَّة مملوكين لَهُ عِنْد مَوته، لم يكن لَهُ مالٌ غَيرهم، فَدَعَا بهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجزأهم أَثلَاثًا، ثمَّ أَقرع بَينهم، وَأعْتق اثْنَيْنِ وأرق أَرْبَعَة، وَقَالَ لَهُ قولا شَدِيدا ". وَفِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ أَن رجلا من الْأَنْصَار أوصى عِنْد مَوته، فَأعتق سِتَّة مملوكين، وَذكره. 563 - الْخَامِس: عَن أبي الْمُهلب عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو - وَهُوَ عَم أبي قلَابَة - عَن عمرَان: أَن امْرَأَة من جُهَيْنَة أَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حُبْلَى من الزِّنَا، فَقَالَت: يَا نَبِي الله، أصبت حدا فاقمه عَليّ. فَدَعَا نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَليهَا فَقَالَ: " أحسن إِلَيْهَا، فَإِذا وضعت فأتني بهَا "، فَفعل، فَأمر بهَا نَبِي الله فشدت عَلَيْهَا ثِيَابهَا، ثمَّ أَمر بهَا فرجمت، ثمَّ صلى عَلَيْهَا. فَقَالَ لَهُ عمر: تصلي عَلَيْهَا يَا رَسُول الله وَقد زنت! قَالَ: " لقد تابت تَوْبَة لَو قسمت بَين سبعين من أهل الْمَدِينَة لوسعتهم. وَهل وجدت أفضل من أَن جَادَتْ بِنَفسِهَا لله عز وَجل ". 564 - السَّادِس: عَن أبي الْمُهلب عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ: كَانَت ثَقِيف حلفاء لبني عقيل، فأسرت ثَقِيف رجلَيْنِ من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأسر الحديث: 562 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا من بني عقيل، وَأَصَابُوا مَعَه العضباء. فَأتى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي الوثاق فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، فَأَتَاهُ فَقَالَ: " مَا شَأْنك؟ " فَقَالَ: بِمَ أخذتني وَأخذت سَابِقَة الْحَاج - يعْنى العضباء -؟ فَقَالَ: " أخذتك بجريرة حلفائك ثَقِيف ". ثمَّ انْصَرف عَنهُ، فناداه: يَا مُحَمَّد، يَا مُحَمَّد، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رحِيما رَفِيقًا، فَرجع إِلَيْهِ فَقَالَ: " مَا شَأْنك؟ " قَالَ: إِنِّي مُسلم، قَالَ: " لَو قلتهَا وَأَنت تملك أَمرك أفلحت كل الْفَلاح " ثمَّ انْصَرف، فناداه: يَا مُحَمَّد، يَا مُحَمَّد، فَأَتَاهُ فَقَالَ: " مَا شَأْنك؟ " قَالَ: إِنِّي جائعٌ فأطعمني، وظمآن فاسقني. قل: " هَذِه حَاجَتك ". ففدي بِالرجلَيْنِ. قَالَ وأسرت امْرَأَة من الْأَنْصَار، وَأُصِيبَتْ العضباء، فَكَانَت الْمَرْأَة فِي الوثاق، وَكَانَ الْقَوْم يريحون نعمهم بَين يَدي بُيُوتهم، فانفلتت ذَات ليلةٍ من الوثاق، فَأَتَت الْإِبِل، فَجعلت إِذا دنت من الْبَعِير رغا فتتركه، حَتَّى تَنْتَهِي إِلَى العضباء فَلم ترغ، قَالَ: وَهِي نَاقَة منوقة وَفِي حَدِيث الثَّقَفِيّ: وَهِي نَاقَة مدربة. فَقَعَدت فِي عجزها ثمَّ زجرتها فَانْطَلَقت، ونذروا بهَا فطلبوها فأعجزتهم. قَالَ: ونذرت لله إِن نجاها الله عَلَيْهَا لتنحرنها. فَلَمَّا قدمت الْمَدِينَة رَآهَا النَّاس فَقَالُوا: العضباء، نَاقَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَت: إِنَّهَا نذرت إِن نجاها الله عَلَيْهَا لتنحرنها، فَأتوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرُوا ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " سُبْحَانَ الله، بئْسَمَا جزتها، نذرت لله إِن نجاها الله عَلَيْهَا لتنحرنها، لَا وَفَاء لنذرٍ فِي معصيةٍ، وَلَا فِيمَا لَا يملك العَبْد ". 565 - السَّابِع: عَن أبي الْمُهلب عَن عمرَان بن الْحصين: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الْعَصْر فَسلم فِي ثَلَاث رَكْعَات، ثمَّ دخل منزله، فَقَامَ إِلَيْهِ رجل يُقَال لَهُ الحديث: 565 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 الْخِرْبَاق، وَكَانَ فِي يَده طول فَقَالَ: يَا رَسُول الله، فَذكر لَهُ صَنِيعه، وَخرج غَضْبَان يجر رِدَاءَهُ حَتَّى انْتهى إِلَى النَّاس فَقَالَ: " أصدق هَذَا؟ " قَالُوا: نعم، فصلى رَكْعَة، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم. 566 - الثَّامِن: عَن أبي الْمُهلب عَن عمرَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أَخا لكم قد مَاتَ، فصلوا عَلَيْهِ " يَعْنِي النَّجَاشِيّ. 567 - التَّاسِع: عَن أبي الْمُهلب عَن عمرَان قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره، وامرأةٌ من الْأَنْصَار على ناقةٍ، فضجرت فلعنتها، فَسمع ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " خُذُوا مَا عَلَيْهَا ودعوها؛ فَإِنَّهَا ملعونة " قَالَ عمرَان: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الْآن تمشي فِي النَّاس مَا يعرض لَهَا أحد. الحديث: 566 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 (24) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة رَضِي الله عَنهُ 568 - حَدِيث وَاحِد: عَن الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن سَمُرَة قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة، لَا تسْأَل الْإِمَارَة، فَإنَّك إِن أعطيتهَا من غير مَسْأَلَة أعنت عَلَيْهَا، وَإِن أعطيتهَا عَن مَسْأَلَة وكلت إِلَيْهَا. وَإِذا حَلَفت على يمينٍ فَرَأَيْت غَيرهَا خيرا مِنْهَا فأت الَّذِي هُوَ خيرٌ وَكفر عَن يَمِينك ". وَفِي رِوَايَة أبي النُّعْمَان وشيبان بن فروخٍ عَن جرير بن حَازِم: فَكفر عَن يَمِينك وأت الَّذِي هُوَ خير ". 569 - وَلمُسلم حديثان: أَحدهمَا: عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تحلفُوا بالطواغي وَلَا بِآبَائِكُمْ ". 570 - الثَّانِي: عَن حَيَّان بن عُمَيْر أبي الْعَلَاء عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة قَالَ: كنت أرتمي بأسهم لي بِالْمَدِينَةِ فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ كسفت الشَّمْس، فنبذتها، وَقلت: وَالله لأنظرن إِلَى مَا حدث لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كسوف الشَّمْس. قَالَ: فَأَتَيْته وَهُوَ قائمٌ فِي الصَّلَاة، رافعٌ يَدَيْهِ، فَجعل يسبح ويحمد ويهلل وَيكبر وَيَدْعُو حَتَّى حسر عَنْهَا، فَلَمَّا حسر عَنْهَا قَرَأَ سورتين، وَصلى رَكْعَتَيْنِ. الحديث: 568 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 (25) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ رَضِي الله عَنهُ 571 - الأول: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَنهُ. قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَين كل أذانين صلاةٌ " ثمَّ قَالَ فِي الثَّالِثَة: " لمن شَاءَ ". وَفِي حَدِيث عبد الْوَارِث بن سعيد عَن حُسَيْن الْمعلم: أَنه صلى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " صلوا قبل صَلَاة الْمغرب ". قَالَ فِي الثَّالِثَة: " لمن شَاءَ " كَرَاهِيَة أَن يتخذها النَّاس سنة. 572 - الثَّانِي: عَن حميد بن هِلَال عَن عبد الله بن مُغفل قَالَ: " كُنَّا محاصري قصر خَيْبَر، فَرمى إِنْسَان بجراب فِيهِ شَحم، فنزوت لآخذه، فَالْتَفت فَإِذا النَّبِي، فَاسْتَحْيَيْت مِنْهُ. وَعند مُسلم من رِوَايَة سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة: أَن عبد الله بن مُغفل قَالَ: أصبت جراباً من شَحم يَوْم خَيْبَر، قَالَ: فالتزمته وَقلت: لَا أعطي الْيَوْم أحدا من هَذَا شَيْئا. فَالْتَفت فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُبْتَسِمًا. 573 - الثَّالِث: عَن عقبَة بن صهْبَان الْأَزْدِيّ عَن عبد الله بن مُغفل قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخذف، وَقَالَ: " إِنَّه لَا يقتل الصَّيْد، وَلَا ينْكَأ الْعَدو، وَإنَّهُ يفقأ الْعين، وَيكسر السن ". الحديث: 571 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 وَفِي حَدِيث شَبابَة أَن عقبَة قَالَ عَن عبد الله بن مُغفل - وَكَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة - وَأَنه سمع ابْن مُغفل يَقُول فِي الْبَوْل فِي المغتسل. وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة عَن عبد الله بن مُغفل: أَنه رأى رجلا يخذف، فَقَالَ: لَا تخذف، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْخذف، أَو كَانَ يكره الْخذف، وَقَالَ: إِنَّه لَا يصاد بِهِ صيد، وَلَا ينْكَأ بِهِ عدوٌّ، وَلكنهَا قد تكسر السن، وتفقأ الْعين ". ثمَّ رَآهُ بعد ذَلِك يخذف، فَقَالَ لَهُ: أحَدثك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن الْخذف أَو كره الْخذف وَأَنت تخذف، لَا أُكَلِّمك كَذَا وَكَذَا. وَهَذَا أَيْضا عِنْد مُسلم من حَدِيث سعيد بن جُبَير، وَفِيه عَنهُ: أَن قَرِيبا لعبد الله ابْن مُغفل خذف، فَنَهَاهُ وَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْخذف وَقَالَ: " إِنَّهَا لَا تصيد صيدا وَلَا تنكأ عدوا، وَلكنهَا قد تكسر السن وتفقأ الْعين ". قَالَ: ثمَّ عَاد، فَقَالَ: أحَدثك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَنهُ، ثمَّ عدت تخذف، لَا أُكَلِّمك أبدا. 574 - الرَّابِع: عَن أبي إِيَاس مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن عبد الله بن مُغفل قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم فتح مَكَّة على نَاقَته يقْرَأ سُورَة الْفَتْح، فَرجع فِي قِرَاءَته قَالَ: فَقَرَأَ ابْن مُغفل وَرجع: وَقَالَ مُعَاوِيَة: لَوْلَا النَّاس لأخذت لكم بذلك الَّذِي ذكره ابْن مُغفل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 575 - وللبخاري وَحده: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن عبد الله بن مُغفل: أَن الحديث: 574 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ الْمغرب ". قَالَ: " والأعراب تَقول: هِيَ الْعشَاء ". 576 - وَلمُسلم وَحده: عَن مطرف بن عبد الله بن الشخير عَن ابْن الْمُغَفَّل قَالَ: أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتل الْكلاب، ثمَّ قَالَ: " مَا بالهم وبال الْكلاب " ثمَّ رخص فِي كلب الصَّيْد، وكلب الْغنم. وَقَالَ: " إِذا ولغَ الْكَلْب فِي الْإِنَاء فاغسلوه سبع مَرَّات، وعفروه الثَّامِنَة فِي التُّرَاب ". الحديث: 576 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 (26) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي بكرَة نفيع بن الْحَارِث رَضِي الله عَنهُ 577 - الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أبي بكرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْم خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض. السّنة اثْنَا عشر شهرا، مِنْهَا أربعةٌ حرمٌ، ثَلَاث مُتَوَالِيَات: ذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة وَالْمحرم، وَرَجَب مُضر الَّذِي بَين جُمَادَى وَشَعْبَان ". " أَي شهر هَذَا؟ " قُلْنَا: الله وَرَسُوله أعلم. فَسكت حَتَّى ظننا أَنه سيسميه بِغَيْر اسْمه. قَالَ: " أَلَيْسَ ذَا الْحجَّة؟ " قُلْنَا: بلَى. قَالَ: " أَي بلد هَذَا؟ " قُلْنَا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: فَسكت حَتَّى ظننا أَنه سيسميه بِغَيْر اسْمه. قَالَ: " أَلَيْسَ الْبَلدة؟ " قُلْنَا: بلَى. قَالَ: " فَأَي يومٍ هَذَا؟ " قُلْنَا: الله وَرَسُوله أعلم. فَسكت حَتَّى ظننا أَنه سيسميه بِغَيْر اسْمه. قَالَ: " أَلَيْسَ يَوْم النَّحْر؟ " قُلْنَا: بلَى. قَالَ: " فَإِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ عَلَيْكُم حرامٌ كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا فِي بلدكم هَذَا فِي شهركم هَذَا، وستلقون ربكُم، فيسألكم عَن أَعمالكُم. أَلا فَلَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعضٍ. أَلا ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب، لَعَلَّ بعض من يبلغهُ أَن يكون أوعى لَهُ من بعض من سَمعه ". ثمَّ قَالَ: " أَلا هَل بلغت؟ أَلا هَل بلغت؟ " قُلْنَا: نعم. قَالَ: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ ". وَفِي أول حَدِيث بشر بن الْمفضل عَن ابْن عون أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قعد على بعيره وَأمْسك إنسانٌ بخطامه أَو بزمامه، فَقَالَ: " أَي شهرٍ هَذَا " فَذكر نَحوه مُخْتَصرا. الحديث: 577 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 زَاد مُسلم فِي آخِره من رِوَايَة يزِيد بن زريعٍ وَحَمَّاد بن مسْعدَة عَن ابْن عون عَن ابْن سِيرِين. ثمَّ انكفأ إِلَى كبشين أملحين فذبحهما، وَإِلَى جزيعة من الْغنم فَقَسمهَا بَيْننَا. قَالَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ: وَهَذَا الْكَلَام - يَعْنِي هَذِه الزِّيَادَة - وهمٌ من ابْن عون فِيمَا يُقَال، وَإِنَّمَا رَوَاهُ ابْن سِيرِين عَن أنس، قَالَه أَيُّوب عَنهُ، وَلم يخرج البُخَارِيّ هَذِه الزِّيَادَة لذَلِك. وَالله أعلم. وَفِي حَدِيث مُسَدّد عَن يحيى الْقطَّان فِيهِ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْم حرق ابْن الْحَضْرَمِيّ، حِين حرقه جَارِيَة بن قدامَة، أشرفوا على أبي بكرَة فَقَالُوا: هَذَا أَبُو بكرَة يراك. قَالَ عبد الرَّحْمَن: فحدثتني أُمِّي عَن أبي بكرَة أَنه قَالَ: لَو دخلُوا عَليّ مَا بهشت لَهُم بقصبة. 578 - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " شهرا عيدٍ لَا ينقصان: رَمَضَان وَذُو الْحجَّة ". 579 - الثَّالِث: عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْفضة بِالْفِضَّةِ، وَالذَّهَب بِالذَّهَب إِلَّا سَوَاء بِسَوَاء. وأمرنا أَن نشتري الْفضة بِالذَّهَب كَيفَ شِئْنَا، ونشتري الذَّهَب بِالْفِضَّةِ كَيفَ شِئْنَا. قَالَ: فَسَأَلَهُ رجل فَقَالَ: يدا بيد؟ فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعت. الحديث: 578 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 580 - الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. أَلا أنبئكم بأكبر الْكَبَائِر؟ " ثَلَاثًا. قُلْنَا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: " الْإِشْرَاك بِاللَّه، وعقوق الْوَالِدين " وَكَانَ مُتكئا فَجَلَسَ فَقَالَ: " أَلا وَقَول الزُّور، وَشَهَادَة الزُّور "، فَمَا زَالَ يكررها حَتَّى قُلْنَا: ليته سكت. 581 - الْخَامِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه قَالَ: أثني رجلٌ على رجلٍ عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " وَيلك، قطعت عنق صَاحبك، قطعت عنق صَاحبك " ثَلَاثًا. ثمَّ قَالَ: " من كَانَ مِنْكُم مادحاً أَخَاهُ فَلْيقل: أَحسب فلَانا وَالله حسيبه، وَلَا أزكي على الله أحدا، أَحسب كَذَا وَكَذَا، إِن كَانَ يعلم ذَاك مِنْهُ ". وَعند مُسلم من حَدِيث شُعْبَة شرح ذَلِك الثَّنَاء الَّذِي أثنى بِهِ الرجل، فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُول الله، مَا من رجلٍ بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل مِنْهُ فِي كَذَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَيحك، قطعت عنق صَاحبك " مرَارًا يَقُول ذَلِك، ثمَّ ذكر بَاقِي الحَدِيث نَحوه. 582 - السَّادِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة قَالَ: كتب أبي وكتبت لَهُ إِلَى ابْنه عبيد الله بن أبي بكرَة وَهُوَ قاضٍ بسجستان: أَن لَا تحكم بَين اثْنَيْنِ وَأَنت غَضْبَان، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يحكم أحدٌ بَين اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَان ". وَفِي روايةٍ: " لَا يقضين حكمٌ بَين اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَان ". 583 - السَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة من رِوَايَة عبد الْملك بن عُمَيْر عَنهُ عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَرَأَيْتُم إِن كَانَ جُهَيْنَة وَمُزَيْنَة وَأسلم وغفار خيرا من بني تميمٍ وَبني أسدٍ وَبني عبد الله بن غطفان وَمن بني عَامر بن صعصعة ". الحديث: 580 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 فَقَالَ رجلٌ: خابوا وخسروا. فَقَالَ: " هم خيرٌ من بني تميمٍ وَمن بني أسدٍ وَمن بني غطفان وَمن بني عَامر بن صعصعة ". وَأول حَدِيث مُحَمَّد بن أبي يَعْقُوب: أَن الْأَقْرَع بن حابسٍ قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّمَا بَايَعَك سراق الحجيج من أسلم وغفار وَمُزَيْنَة - وَأَحْسبهُ: وجهينة - ابْن أبي يَعْقُوب شكّ - قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَرَأَيْت إِن كَانَ أسلم وغفار وَمُزَيْنَة - وَأَحْسبهُ: وجهينة - خيرا من بني تميمٍ وَبني عامرٍ وأسدٍ وغَطَفَان، خابوا وخسروا؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم لأخير مِنْهُم ". وَفِي حَدِيث عبد الصَّمد عَن شُعْبَة: حَدثنِي سيد بني تميمٍ مُحَمَّد بن عبد الله بن أبي يَعْقُوب الضَّبِّيّ، وَذكره ... . وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث عَليّ الْجَهْضَمِي مُخْتَصر عَن أبي بشر عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة عَن أَبِيه أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ: أسلم وغفار وَمُزَيْنَة وجهينة خيرٌ من بني تميمٍ وَمن بني عامرٍ والحليفين بني أَسد وغَطَفَان " بِغَيْر شكّ فِي " جُهَيْنَة ". 584 - الثَّامِن: عَن ربعي بن حِرَاش، وَعَن الْأَحْنَف بن قيس واسْمه الضَّحَّاك، وكنيته ابو بَحر بِمَعْنَاهُ عَن أبي بكرَة. فَفِي حَدِيث الْأَحْنَف عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا تواجه المسلمان " وَفِي رِوَايَة: " إِذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فِي النَّار " قلت: يَا رَسُول الله، هَذَا الْقَاتِل، فَمَا بَال الْمَقْتُول؟ قَالَ: " إِنَّه كَانَ حَرِيصًا على قتل صَاحبه ". الحديث: 584 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 وَفِي حَدِيث ربعي عَن أبي بكرَة عَنهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنه قَالَ: " إِذا المسلمان حمل أَحدهمَا على أَخِيه السِّلَاح فهما فِي جرف جَهَنَّم، فَإِذا قتل أَحدهمَا صَاحبه دخلاها جَمِيعًا ". وَحَدِيث ربعي عِنْد البُخَارِيّ بِغَيْر إِسْنَاد إِلَيْهِ، وَكَذَلِكَ رِوَايَة بكار بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه عَن أبي بكرَة نَحوه. أَفْرَاد البُخَارِيّ 585 - الأول: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي بكرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يدْخل الْمَدِينَة رعب الْمَسِيح الدَّجَّال، لَهَا يومئذٍ سَبْعَة أَبْوَاب، على كل بابٍ ملكان ". 586 - الثَّانِي: عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن أبي بكرَة: أَنه انْتهى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ راكعٌ، فَرَكَعَ قبل أَن يصل إِلَى الصَّفّ، فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " زادك الله حرصاً، وَلَا تعد ". 587 - الثَّالِث: عَن الْحسن عَن أبي بكرَة قَالَ: خسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج يجر رِدَاءَهُ حَتَّى انْتهى إِلَى الْمَسْجِد، وثاب النَّاس إِلَيْهِ، فصلى بهم رَكْعَتَيْنِ، فانجلت الشَّمْس، فَقَالَ: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، وإنهما لَا تخسفان لمَوْت أحدٍ، فَإِذا كَانَ ذَلِك فصلوا وَادعوا حَتَّى يكْشف مَا بكم " وَذَاكَ أَن ابْنا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ - يُقَال لَهُ إِبْرَاهِيم، فَقَالَ النَّاس فِي ذَلِك. وَحَدِيث شُعْبَة مُخْتَصر: انكسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فصلى رَكْعَتَيْنِ. الحديث: 585 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 588 - الرَّابِع: عَن الْحسن عَن أبي بكرَة قَالَ: لقد نَفَعَنِي الله بكلمةٍ سَمعتهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَيَّام الْجمل، بعد مَا كدت أَن ألحق بأصحاب الْجمل فأقاتل مَعَهم، قَالَ: لما بلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أهل فَارس ملكوا عَلَيْهِم بنت كسْرَى قَالَ: " لن يفلح قومٌ ولوا أَمرهم امْرَأَة ". 589 - الْخَامِس: عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ: اسْتقْبل - وَالله - الْحسن بن عَليّ مُعَاوِيَة بكتائب أَمْثَال الْجبَال، فَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ: إِنِّي لأرى كتائب لَا تولي حَتَّى تقتل أقرانها. فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة - وَكَانَ وَالله خير الرجلَيْن: أَي عَمْرو، إِن قتل هَؤُلَاءِ هَؤُلَاءِ، وَهَؤُلَاء هَؤُلَاءِ، من لي بِأُمُور النَّاس، من لي بنسائهم، من لي بضيعهم. فَبعث الله رجلَيْنِ من قُرَيْش من بني عبد شمس: عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة وَعبد الله بن عَامر، فَقَالَ: اذْهَبَا إِلَى هَذَا الرجل، فاعرضا عَلَيْهِ، وقولا لَهُ، واطلبا إِلَيْهِ، فَأتيَاهُ، فدخلا عَلَيْهِ، وتكلما، وَقَالا لَهُ، وطلبا إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُم الْحسن بن عَليّ: إِنَّا بَنو عبد الْمطلب قد أصبْنَا من هَذَا المَال، وَإِن هَذِه الْأمة قد عاثت فِي دمائها. قَالَا: قَالَا: فَإِنَّهُ يعرض عَلَيْك كَذَا وَكَذَا، وَيطْلب إِلَيْك، ويسألك. قَالَ: فَمن لي بِهَذَا؟ نَحن لَك بِهِ. فَمَا سَأَلَهُمَا شَيْئا إِلَّا قَالَا: نَحن لَك بِهِ. فَصَالحه. قَالَ الْحسن: وَلَقَد سَمِعت أَبَا بكرَة يَقُول: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر وَالْحسن ابْن عَليّ إِلَى جنبه، وَهُوَ يقبل على النَّاس مرّة وَعَلِيهِ أُخْرَى وَيَقُول: " إِن ابْني هَذَا سيدٌ، وَلَعَلَّ الله أَن يصلح بِهِ بَين فئتين عظيمتين من الْمُسلمين " قَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ: قَالَ لي عبد الله بن مُحَمَّد: إِنَّمَا ثَبت لنا سَماع الْحسن من أبي بكرَة هَذَا الحَدِيث. الحديث: 588 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 590 - حَدِيث لمُسلم: من رِوَايَة عُثْمَان الشحام: قَالَ: انْطَلَقت انا وفرقدٌ السبخي إِلَى مُسلم بن أبي بكرَة وَهُوَ فِي أَرض، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فَقُلْنَا: هَل سَمِعت أَبَاك يحدث فِي الْفِتَن حَدِيثا " فَقَالَ: نعم، سَمِعت أَبَا بكرَة يحدث قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّهَا سَتَكُون فتنٌ، أَلا ثمَّ تكون فتنةٌ، الْقَاعِد خيرٌ من الْمَاشِي فِيهَا، والماشي فِيهَا خيرٌ من السَّاعِي إِلَيْهَا. إِلَّا فَإِذا نزلت أَو وَقعت فَمن كَانَ لَهُ إبلٌ فليلحق بإبله، وَمن كَانَ لَهُ غنمٌ فليلحق بغنمه، وَمن كَانَت لَهُ أرضٌ فليلحق بأرضه " قَالَ: فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله: أَرَأَيْت من لم يكن لَهُ إبلٌ وَلَا غنمٌ وَلَا أرضٌ. قَالَ: " يعمد إِلَى سَيْفه، فَيدق على حَده بحجرٍ، ثمَّ لينج إِن اسْتَطَاعَ النَّجَاء. اللَّهُمَّ هَل بلغت، اللَّهُمَّ هَل بلغت ". قَالَ: فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إِن أكرهت حَتَّى ينْطَلق بِي إِلَى أحد الصفين أَو إِحْدَى الفئتين، فضربني رجلٌ بِسَيْفِهِ، أَو يَجِيء سهمٌ فَيَقْتُلنِي؟ قَالَ: يبوء بإثمه وإثمك، وَيكون من أَصْحَاب النَّار ". الحديث: 590 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 (27) مُسْند بُرَيْدَة بن الْحصيب رَضِي الله عَنهُ الْمُتَّفق عَلَيْهِ مِنْهُ حَدِيث وَاحِد: 591 - عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: غزا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِتّ عشرَة غَزْوَة. وَفِي رِوَايَة مُسلم: " أَنه غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِتّ عشرَة غَزْوَة. وَله فِي حَدِيث حُسَيْن بن وَاقد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غزا تسع عشرَة غَزْوَة، قَاتل فِي ثَمَان مِنْهُنَّ. قَالَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ: لم يخرج مُسلم من حَدِيث الْحُسَيْن ابْن وَاقد عَن ابْن بُرَيْدَة عَن أَبِيه غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَعِنْده بِهَذَا الْإِسْنَاد نُسْخَة يلْزمه إخْرَاجهَا. وللبخاري حديثان: 592 - أَحدهمَا: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علياًّ إِلَى خَالِد - يَعْنِي إِلَى الْيمن - ليقْبض الْخمس، فاصطفى عليٌّ مِنْهَا سبية، فَأصْبح وَقد اغْتسل، فَقلت لخالدٍ: أَلا ترى إِلَى هَذَا؟ . وَفِي رِوَايَة أبي بكر البرقاني: فَقَالَ خَالِد لبريدة: أَلا ترى مَا صنع هَذَا؟ وَهَكَذَا حكى أَبُو مَسْعُود عَن الْكتاب كَمَا روى البرقاني، وَلم أَجِدهُ فِيهِ. قَالَ بُرَيْدَة: وَكنت أبْغض علياًّ، فَلَمَّا قدمنَا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " يَا بُرَيْدَة، أتبغض علياًّ؟ " فَقلت: نعم. فَقَالَ: " لَا تبْغضهُ، فَإِن لَهُ فِي الْخمس أَكثر من ذَلِك ". الحديث: 591 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 593 - الثَّانِي: عَن أبي الْمليح عَامر بن أُسَامَة بن عُمَيْر قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَة فِي غَزْوَة، فِي يومٍ ذِي غيمٍ، فَقَالَ: بَكرُوا بِصَلَاة الْعَصْر، فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من ترك صَلَاة الْعَصْر حَبط عمله ". أَفْرَاد مُسلم 594 - الأول: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة من رِوَايَة محَارب بن دثار عَنهُ عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نَهَيْتُكُمْ عَن زِيَارَة الْقُبُور فزوروها، ونهيتكم عَن لُحُوم الْأَضَاحِي فَوق ثلاثٍ فأمسكوا مَا بدا لكم، ونهيتكم عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي سقاءٍ فَاشْرَبُوا فِي الأسقية كلهَا، وَلَا تشْربُوا مُسكرا ". وَفِي حَدِيث وَكِيع: " كنت نَهَيْتُكُمْ عَن الْأَشْرِبَة فِي ظروف الْأدم فَاشْرَبُوا فِي كل وعَاء، غير أَن لَا تشْربُوا مُسكرا ". وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة من رِوَايَة عَلْقَمَة بن مرْثَد عَنهُ عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " نَهَيْتُكُمْ عَن الظروف، وَإِن الظروف - أَو ظرفا - لَا يحل شَيْئا وَلَا يحرمه، وكل مسكرٍ حرامٌ ". 595 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن عبد الله بن قيس - أَو الْأَشْعَرِيّ - أعطي مِزْمَارًا من مَزَامِير آل دَاوُد ". وَقد تقدم فِي مُسْند أبي مُوسَى. الحديث: 593 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 596 - الثَّالِث: فِي قصَّة ماعزٍ والغامدية، من رِوَايَة عبد الله وَسليمَان ابْني بُرَيْدَة عَن أَبِيهِمَا: فَفِي حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة أَن مَاعِز بن مَالك الْأَسْلَمِيّ أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي قد ظلمت نَفسِي وزنيت، وَإِنِّي أُرِيد أَن تطهرني، فَرده. فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي قد زَنَيْت، فَرده الثَّانِيَة. فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قومه فَقَالَ: " تعلمُونَ بعقله بَأْسا؟ تنكرون مِنْهُ شَيْئا؟ " فَقَالُوا: مَا نعلمهُ إِلَّا وَفِي الْعقل، من صالحينا - فِيمَا نرى - فَأَتَاهُ الثَّالِثَة، فَأرْسل إِلَيْهِم أَيْضا، فَسَأَلَ عَنهُ، فأخبروه أَنه لَا بَأْس بِهِ وَلَا بعقله، فَلَمَّا كَانَ الرَّابِعَة حفر لَهُ حفرةٌ ثمَّ أَمر بِهِ فرجم. قَالَ: فَجَاءَت الغامدية فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي قد زَنَيْت فطهرني، وَإنَّهُ ردهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَد قَالَت: يَا رَسُول الله، لم تردني؟ لَعَلَّك أَن تردني كَمَا رددت ماعزاً، فوَاللَّه إِنِّي لحبلى. قَالَ: " إِمَّا لَا، فاذهبي حَتَّى تلدي " فَلَمَّا ولدت أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خرقةٍ، قَالَت: هَذَا قد وَلدته. قَالَ: " اذهبي فأرضعيه حَتَّى تفطميه " فَلَمَّا فَطَمته أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَده كسرة خبز، فَقَالَت: هَذَا يَا نَبِي الله قد فَطَمته، وَقد أكل الطَّعَام. فَدفع الصَّبِي إِلَى رجلٍ من الْمُسلمين، ثمَّ أَمر بهَا، فحفر لَهَا إِلَى صدرها، وَأمر النَّاس فرجموها. فَيقبل خَالِد بن الْوَلِيد بحجرٍ فَرمى رَأسهَا، فتنضح الدَّم على وَجه خَالِد، فسبها، فَسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبه إِيَّاهَا، فَقَالَ: " مهلا يَا خَالِد، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ، لقد تابت تَوْبَة لَو تابها صَاحب مكس لغفر لَهُ ". ثمَّ أَمر بهَا فصلى عَلَيْهَا، ودفنت. الحديث: 596 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان عَن أَبِيه قَالَ: جَاءَ مَاعِز بن مَالك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله طهرني. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَيحك، ارْجع فَاسْتَغْفر الله وَتب إِلَيْهِ ". قَالَ: فَرجع غير بعيد ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، طهرني. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل ذَلِك، حَتَّى إِذا كَانَت الرَّابِعَة، قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فيمَ أطهرك؟ " قَالَ: من الزِّنَا. فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبه جنونٌ؟ " فَأخْبر أَنه لَيْسَ بمجنون. فَقَالَ: " أشْرب خمرًا؟ " فَقَامَ رجلٌ فاستنكهه، فَلم يجد مِنْهُ ريح خمر. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أزنيت؟ " قَالَ: نعم. فَأمر بِهِ فرجم، فَكَانَ النَّاس فِيهِ فرْقَتَيْن: قَائِل يَقُول: لقد هلك، لقد أحاطت بِهِ خطيئته. وَقَائِل يَقُول: مَا توبةٌ أفضل من تَوْبَة مَاعِز: إِنَّه جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوضع يَده فِي يَده، ثمَّ قَالَ: اقتلني بِالْحِجَارَةِ. قَالَ: فلبثوا بذلك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة، ثمَّ جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم جلوسٌ، فَسلم ثمَّ جلس فَقَالَ: " اسْتَغْفرُوا لماعز بن مَالك " قَالَ: فَقَالُوا: غفر الله لماعز بن مَالك. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لقد تَابَ تَوْبَة لَو قسمت بَين أمةٍ لوسعتهم ". قَالَ: ثمَّ جَاءَتْهُ امْرَأَة من غامدٍ بن الأزد فَقَالَت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، طهرني، فَقَالَ: وَيحك، ارجعي فاستغفري الله، وتوبي إِلَيْهِ، فَقَالَت: أَرَاك تُرِيدُ أَن تردني كَمَا رددت مَاعِز بن مَالك. قَالَ: " وَمَا ذَاك؟ " قَالَت: إِنَّهَا حُبْلَى من الزِّنَا. قَالَ: " آنت؟ " قَالَت: نعم. قَالَ لَهَا: " حَتَّى تَضَعِي مَا فِي بَطْنك "، قَالَ: فكفلها رجلٌ من الْأَنْصَار حَتَّى وضعت. قَالَ: فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: قد وضعت الغامدية. فَقَالَ: " إِذا لَا نرجمها وَنَدع وَلَدهَا صَغِيرا لَيْسَ لَهُ من يرضعه " فَقَامَ رجلٌ من الْأَنْصَار فَقَالَ: إِلَيّ رضاعه يَا نَبِي الله. قَالَ: فرجمها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 597 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: بَينا أَنا جالسٌ عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ أَتَتْهُ امرأةٌ فَقَالَت: إِنِّي تَصَدَّقت على أُمِّي بجاريةٍ، وَإِنَّهَا مَاتَت. قَالَ: فَقَالَ لَهَا: " وَجب أجرك، وردهَا عَلَيْك الْمِيرَاث " قَالَت: يَا رَسُول الله، إِنَّه كَانَ عَلَيْهَا صَوْم شهرٍ، أفأصوم عَنْهَا؟ قَالَ: " صومي عَنْهَا ". قَالَت: إِنَّهَا لم تحج قطّ، أفأحج عَنْهَا؟ قَالَ: " حجي عَنْهَا " وَفِي رِوَايَة " صَوْم شَهْرَيْن ". 598 - الْخَامِس: عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى يَوْم الْفَتْح بِوضُوء واحدٍ وَمسح على خفيه. فَقَالَ لَهُ عمر: لقد صنعت الْيَوْم شَيْئا لم تكن تَصنعهُ. قَالَ: " عمدا صَنعته يَا عمر ". 599 - السَّادِس: عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه: أَن رجلا نَشد فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: من دَعَا إِلَى الْجمل الْأَحْمَر؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا وجدت، إِنَّمَا بنيت الْمَسَاجِد لما بنيت لَهُ ". 600 - السَّابِع: فِي الْأَوْقَات: عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه جَاءَهُ رجل سَأَلَهُ عَن وَقت الصَّلَاة. فَقَالَ لَهُ: " صل مَعنا هذَيْن " يَعْنِي الْيَوْمَيْنِ. فَلَمَّا زَالَت الشَّمْس أَمر بِلَالًا فَأذن، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الظّهْر، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْعَصْر وَالشَّمْس مرتفعةٌ بَيْضَاء نقية. ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْمغرب حِين غَابَتْ الشَّمْس، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْعشَاء حِين غَابَ الشَّفق، ثمَّ أمره فَأَقَامَ الْفجْر حِين طلع الْفجْر. فَلَمَّا أَن كَانَ الْيَوْم الثَّانِي أمره فأبرد بِالظّهْرِ، فأبرد بهَا، فأنعم أَن يبرد بهَا، وَصلى الْعَصْر وَالشَّمْس مرتفعةٌ، أَخّرهَا فَوق الَّذِي كَانَ، وَصلى الْمغرب قبل أَن يغيب الشَّفق، وَصلى الحديث: 597 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 الْعشَاء بعد مَا ذهب ثلث اللَّيْل، وَصلى الْفجْر فأسفر بهَا. ثمَّ قَالَ: أَيْن السَّائِل عَن وَقت الصَّلَاة؟ " فَقَالَ الرجل: أَنا يَا رَسُول الله. قَالَ: " وَقت صَلَاتكُمْ بَين مَا رَأَيْتُمْ ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة أَنه بَدَأَ بالصبح، ثمَّ ذكر نَحوه. 601 - الثَّامِن: عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعلمهُمْ إِذا خَرجُوا إِلَى الْمَقَابِر أَن يَقُول قَائِلهمْ: " السَّلَام عَلَيْكُم أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين، إِنَّا إِن شَاءَ الله بكم للاحقون، أسأَل الله لنا وَلكم الْعَافِيَة ". 602 - التَّاسِع: عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَمر أَمِيرا على جيشٍ أَو سريةٍ أوصاه فِي خاصته بتقوى الله، وَمن مَعَه من الْمُسلمين خيرا، ثمَّ قَالَ: " اغزوا باسم الله فِي سَبِيل الله، قَاتلُوا من كفر بِاللَّه، اغزوا فَلَا تغلوا وَلَا تغدروا وَلَا تمثلوا، وَلَا تقتلُوا وليداً، وَإِذا لقِيت عَدوك من الْمُشْركين فادعهم إِلَى ثَلَاث خِصَال - أَو خلال - فأيتهن مَا أجابوك فَأقبل مِنْهُم وكف عَنْهُم، ثمَّ ادعهم إِلَى التَّحَوُّل عَن دَارهم إِلَى دَار الْمُهَاجِرين، وَأخْبرهمْ أَنهم إِن فعلوا ذَلِك، فَلهم مَا للمهاجرين وَعَلَيْهِم مَا على الْمُهَاجِرين، فَإِن أَبَوا أَن يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا، فَأخْبرهُم أَنهم يكونُونَ كأعراب الْمُسلمين، يجْرِي عَلَيْهِم حكم الله الَّذِي يجْرِي على الْمُؤمنِينَ، وَلَا يكون لَهُم فِي الْغَنِيمَة والفيء شَيْء، إِلَّا أَن يجاهدوا مَعَ الْمُسلمين، فَإِن هم أَبَوا فسلهم الْجِزْيَة، فَإِن هم أجابوك فاقبل مِنْهُم، وكف عَنْهُم، فَإِن هم أَبَوا فَاسْتَعِنْ بِاللَّه عَلَيْهِم وَقَاتلهمْ. وَإِذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أَن تجْعَل لَهُم ذمَّة الله وَذمَّة نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَا تجْعَل لَهُم ذمَّة الله وَلَا ذمَّة نبيه، وَلَكِن اجْعَل لَهُم ذِمَّتك وَذمَّة أَصْحَابك، فَإِنَّكُم إِن تخفروا ذممكم وَذمَّة أصحابكم أَهْون من أَن الحديث: 601 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 تخفروا ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله. وَإِذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أَن تنزلهم على حكم الله فَلَا تنزلهم على حكم الله، وَلَكِن أنزلهم على حكمك، فَإنَّك لَا تَدْرِي أتصيب حكم الله فيهم أَو لَا ". 603 - الْعَاشِر: عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حُرْمَة نسَاء الْمُجَاهدين على القاعدين كَحُرْمَةِ أمهاتهم، وَمَا من رجلٍ من القاعدين يخلف رجلا من الْمُجَاهدين فِي أَهله فيخونه فيهم، إِلَّا وقف لَهُ يَوْم الْقِيَامَة فَيَأْخُذ من عمله مَا شَاءَ " ثمَّ الْتفت إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " فَمَا ظنكم؟ ". 604 - الْحَادِي عشر: عَن سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من لعب بالنردشير فَكَأَنَّمَا صبغ يَده فِي لحم خِنْزِير وَدَمه ". الحديث: 603 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 (28) مُسْند عَائِذ بن عَمْرو [رَضِي الله عَنهُ] 605 - للْبُخَارِيّ: حَدِيث وَاحِد مَوْقُوف: عَن أبي جَمْرَة نصر بن عمرَان الضبعِي قَالَ: سَأَلت عَائِذ بن عَمْرو وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، من أَصْحَاب الشَّجَرَة: هَل ينْقض الْوتر؟ قَالَ: إِذا أوترت من أَوله فَلَا توتر من آخِره. وَلمُسلم حديثان: 606 - أَحدهمَا: عَن الْحسن الْبَصْرِيّ: أَن عَائِذ بن عَمْرو - وَكَانَ من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على عبيد الله بن زِيَاد فَقَالَ: أَي بني، إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن شَرّ الرعاء الحطمة " فإياك أَن تكون مِنْهُم. فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، فَإِنَّمَا أَنْت من نخالة أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: وَهل كَانَت لَهُم نخالة؟ إِنَّمَا كَانَت النخالة بعدهمْ وَفِي غَيرهم. 607 - الثَّانِي: عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن عَائِذ بن عَمْرو: أَن أَبَا سُفْيَان أَتَى على سلمَان وصهيب وبلال فِي نفرٍ، فَقَالُوا: مَا أخذت سيوف الله من عنق عَدو الله مأخذها. فَقَالَ أَبُو بكر: أتقولون هَذَا لشيخ قريشٍ وسيدهم؟ فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ، فَقَالَ: " يَا أَبَا بكر لَعَلَّك أغضبتهم، لَئِن كنت أغضبتهم لقد أغضبت رَبك " فَأَتَاهُم فَقَالَ: يَا إخوتاه، أغضبتكم؟ قَالُوا: لَا، يغْفر الله لَك يَا أخي. الحديث: 605 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 (29) مُسْند سَمُرَة بن جُنْدُب [رَضِي الله عَنهُ] // الْمُتَّفق عَلَيْهِ حديثان //: 608 - أَحدهمَا: عَن عبد الله بن بُرَيْدَة قَالَ: قَالَ سَمُرَة بن جُنْدُب: لقد كنت على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُلَاما، فَكنت أحفظ عَنهُ، فَمَا يَمْنعنِي من القَوْل إِلَّا أَن هَا هُنَا رجَالًا هم أسن مني، وَقد صليت وَرَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على امرأةٍ مَاتَت فِي نفَاسهَا، فَقَامَ عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة وَسطهَا. 609 - الثَّانِي: عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن سَمُرَة بن جُنْدُب من رِوَايَة جرير بن حَازِم عَن أبي رَجَاء عَنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى الصُّبْح أقبل عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " هَل رأى أحدٌ مِنْكُم البارحة رُؤْيا؟ ". هَذَا الَّذِي أخرجه مُسلم فِي هَذَا الحَدِيث، لم يزدْ. وَأخرجه البُخَارِيّ بِطُولِهِ ومقطعاً فِي مَوَاضِع عدَّة، وَهَذَا نَصه بِطُولِهِ: من حَدِيث عَوْف الْأَعرَابِي عَن أبي رَجَاء عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِمَّا يكثر أَن يَقُول لأَصْحَابه: " هَل رأى أحدٌ مِنْكُم رُؤْيا؟ " فيقص عَلَيْهِ من شَاءَ الله أَن يقص، وَإنَّهُ قَالَ لنا ذَات غداةٍ: " إِنَّه أَتَانِي اللَّيْلَة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قَالَا لي: انْطلق، وَإِنِّي انْطَلَقت مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا على رجلٍ مُضْطَجع، وَإِذا آخر قائمٌ عَلَيْهِ بصخرةٍ، وَإِذا هُوَ يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رَأسه، فيتدهدأ الْحجر هَا الحديث: 608 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 هُنَا، فَيتبع الْحجر فَيَأْخذهُ، فَلَا يرجع إِلَيْهِ حَتَّى يَصح رَأسه كَمَا كَانَ، ثمَّ يعود عَلَيْهِ فيفعل بِهِ مثل مَا فعل الْمرة الأولى " قَالَ: " قلت لَهما: سُبْحَانَ الله، مَا هَذَا؟ قَالَ: قَالَا لي: انْطلق انْطلق. فَانْطَلَقْنَا فأتينا على رجلٍ مستلقٍ لقفاه، وَإِذا آخر قَائِم عَلَيْهِ بكلوب من حَدِيد، وَإِذا هُوَ يَأْتِي أحد شقي وَجهه فيشرشر شدقه إِلَى قَفاهُ ومنخره إِلَى قَفاهُ، وعينه إِلَى قَفاهُ " قَالَ: وَرُبمَا قَالَ: أَبُو رَجَاء: " فَيشق " قَالَ: " ثمَّ يتَحَوَّل إِلَى الْجَانِب الآخر فيفعل بِهِ مثل مَا فعل بالجانب الأول: قَالَ: فَمَا يفرغ من ذَلِك الْجَانِب حَتَّى يَصح ذَلِك الْجَانِب كَمَا كَانَ، ثمَّ يعود عَلَيْهِ فيفعل مثل مَا فعل فِي الْمرة الأولى ". قَالَ: " قلت: سُبْحَانَ الله، مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالَا لي: انْطلق انْطلق. فَانْطَلَقْنَا، فأتينا على مثل التَّنور ". قَالَ: فأحسب أَنه كَأَنَّهُ يَقُول: " فَإِذا فِيهِ لغطٌ وأصواتٌ ". قَالَ: " فاطلعنا فِيهِ، فَإِذا فِيهِ رجالٌ ونساءٌ عراةٌ، وَإِذا هم يَأْتِيهم لهبٌ من أَسْفَل مِنْهُم، فَإِذا أَتَاهُم ذَلِك اللهب ضوضوا ". قَالَ: " قلت: مَا هَؤُلَاءِ؟ قَالَ: قَالَ لي: انْطلق انْطلق. فَانْطَلَقْنَا، فأتينا على نهرٍ حسبت أَنه كَانَ يَقُول - " أَحْمَر مثل الدَّم، وَإِذا فِي النَّهر رجلٌ سابحٌ يسبح، وَإِذا على شط النَّهر رجلٌ قد جمع عِنْده حِجَارَة كَثِيرَة، وَإِذا ذَلِك السابح يسبح مَا سبح ثمَّ يَأْتِي ذَلِك الَّذِي قد جمع عِنْده الْحِجَارَة فيفغر فَاه، فيلقمه حجرا، فَينْطَلق فيسبح ثمَّ يرجع إِلَيْهِ، كلما رَجَعَ إِلَيْهِ فغر لَهُ فَاه فألقمه حجرا. قلت لَهما: مَا هَذَانِ؟ قَالَ: قَالَا لي: انْطلق انْطلق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 فأتينا على رجلٍ كريه الْمرْآة، أَو كأكره مَا أَنْت راءٍ رجلا مرأى، وَإِذا عِنْده نارٌ يحشها وَيسْعَى حولهَا ". قَالَ: " قلت لَهما: مَا هَذَا؟ " قَالَ: قَالَا لي: انْطلق انْطلق. فَانْطَلَقْنَا على رَوْضَة معتمة، فِيهَا من كل نور الرّبيع، وَإِذا بَين ظَهْري الرَّوْضَة رجلٌ طَوِيل لَا أكاد أرى رَأسه طولا فِي السَّمَاء، وَإِذا حول الرجل من أَكثر ولدانٍ رَأَيْتهمْ قطّ ". قَالَ: " قلت: مَا هَذَا؟ مَا هَؤُلَاءِ؟ " قَالَ: " قَالَا لي: انْطلق انْطلق. فَانْطَلَقْنَا فأتينا إِلَى دوحة عَظِيمَة، لم أر دوحة قطّ أعظم مِنْهَا وَلَا أحسن ". قَالَ: " قَالَا لي: ارق فِيهَا "، قَالَ: " فارتقينا فِيهَا إِلَى مَدِينَة مَبْنِيَّة بِلَبن ذهب، ولبنٍ فضَّة ". قَالَ: فأتينا بَاب الْمَدِينَة فاستفتحنا، فَفتح لنا فدخلناها، فتلقانا رجال: شطرٌ من خلقهمْ كأحسن مَا أَنْت راءٍ، وشطرٌ مِنْهُم كأقبح مَا أَنْت راءٍ. قَالَ لَهُم: اذْهَبُوا فقعوا فِي ذَلِك النَّهر ". قَالَ: " وَإِذا نهر معترض يجْرِي، كَأَن مَاءَهُ الْمَحْض فِي الْبيَاض، فَذَهَبُوا فوقعوا فِيهِ، ثمَّ رجعُوا إِلَيْنَا قد ذهب ذَلِك السوء عَنْهُم فصاروا فِي أحسن صُورَة ". قَالَ: " قَالَا لي: هَذِه جنَّة عدنٍ، وهذاك مَنْزِلك ". قَالَ: " فسما بَصرِي صعداً، فَإِذا قصرٌ مثل الربابة الْبَيْضَاء " قَالَ: " قَالَا لي: هذاك مَنْزِلك " قَالَ: " قلت لَهما: بَارك الله فيكما ذراني فَأدْخلهُ، قَالَا: أما الْآن فَلَا. وَأَنت دَاخله " قَالَ: " قلت لَهما: فَإِنِّي رَأَيْت مُنْذُ اللَّيْلَة عجبا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْت؟ " قَالَ: قَالَا لي: أما إِنَّا سنخبرك. أما الرجل الأول الَّذِي أتيت عَلَيْهِ يثلغ رَأسه بِالْحجرِ، فَإِنَّهُ الرجل يَأْخُذ الْقُرْآن، فيرفضه، وينام عَن الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 وَأما الرجل الَّذِي أتيت عَلَيْهِ يشرشر شدقه إِلَى قَفاهُ، ومنخره إِلَى قَفاهُ، وعينه إِلَى قَفاهُ، فَإِنَّهُ الرجل يَغْدُو من بَيته فيكذب الكذبة تبلغ الْآفَاق. واما الرِّجَال وَالنِّسَاء العراة الَّذين هم فِي مثل بِنَاء التَّنور فَإِنَّهُم الزناة والزواني. وَأما الرجل الَّذِي أتيت عَلَيْهِ يسبح فِي النَّهر ويلقم الْحِجَارَة، فَإِنَّهُ آكل الرِّبَا. وَأما الرجل الكريه الْمرْآة الَّذِي عِنْد النَّار يحشها وَيسْعَى حولهَا، فَإِنَّهُ مالكٌ، خَازِن النَّار. وَأما الرجل الطَّوِيل الَّذِي فِي الرَّوْضَة فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيم، وَأما الْولدَان الَّذين حوله، فَكل مَوْلُود مَاتَ على الْفطْرَة ". وَفِي رِوَايَة البرقاني: " ولد على الْفطْرَة " قَالَ: فَقَالَ بعض الْمُسلمين يَا رَسُول الله، وَأَوْلَاد الْمُشْركين فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَأَوْلَاد الْمُشْركين ". " وَأما الْقَوْم الَّذِي كَانُوا شطرٌ مِنْهُم حسنٌ، وشطرٌ مِنْهُم قبيحٌ، فَإِنَّهُم قومٌ خلطوا عملا صَالحا وَآخر سَيِّئًا، تجَاوز الله عَنْهُم ". وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث جرير بن حَازِم نَحْو مِنْهُ، وَفِيه: رَأَيْت اللَّيْلَة رجلَيْنِ أتياني فأخرجاني إِلَى أَرض مقدسةٍ ... " ثمَّ ذكره، وَقَالَ: " فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثقبٍ مثل التَّنور، أَعْلَاهُ ضيقٌ وأسفله واسعٌ، تتوقد تَحْتَهُ نارٌ، فَإِذا ارْتَفَعت ارتفعوا، حَتَّى كَاد أَن يخرجُوا، وَإِذا خمدت رجعُوا فِيهَا، وفيهَا رجالٌ ونساءٌ عُرَاة ". وَفِيه: " حَتَّى أَتَيْنَا على نهرٍ من دمٍ - وَلم يشك - فِيهِ رجلٌ قائمٌ على وسط النَّهر، وعَلى شط النَّهر رجلٌ، وَبَين يَدَيْهِ حجارةٌ، فَأقبل الرجل الَّذِي فِي النَّهر، فَإِذا أَرَادَ أَن يخرج رمى الرجل بحجرٍ فِي فِيهِ فَرده حَيْثُ كَانَ، فَجعل كلما جَاءَ ليخرج رمى فِي فِيهِ بحجرٍ فَرجع كَمَا كَانَ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 وَفِيه: " فصعدا بِي الشَّجَرَة، فادخلاني دَارا لم أر قطّ أحسن مِنْهَا، فِيهَا رجالٌ شُيُوخ وشباب ". وَفِيه: " الَّذِي رَأَيْته يشق شدقه فكذاب، يحدث بالكذبة فَتحمل عَنهُ حَتَّى تبلغ الْآفَاق، فيصنع بِهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَالَّذِي رَأَيْته يشدخ رَأسه فَرجل علمه الله الْقُرْآن فَنَامَ عَنهُ بِاللَّيْلِ، وَلم يعْمل فِيهِ بِالنَّهَارِ، يفعل بِهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَالدَّار الأولى الَّتِي دخلت دَار عَامَّة الْمُؤمنِينَ، وَأما هَذِه الدَّار فدار الشُّهَدَاء، وَأَنا جِبْرِيل وَهَذَا مِيكَائِيل، فارفع رَأسك، فَرفعت رَأْسِي، فَإِذا فَوقِي مثل السَّحَاب، قَالَا: ذَلِك مَنْزِلك. قلت: دَعَاني أَدخل منزلي. قَالَا: " إِنَّه بَقِي لَك عمر لم تستكمله، فَلَو استكملته أتيت مَنْزِلك ". 610 - وللبخاري: حَدِيث وَاحِد: عَن حبيب بن الشَّهِيد قَالَ: أَمرنِي ابْن سِيرِين أَن أسأَل الْحسن: مِمَّن سمع حَدِيث الْعَقِيقَة؟ فَسَأَلته فَقَالَ: بن سَمُرَة من جُنْدُب. أَفْرَاد مُسلم 611 - الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن سَمُرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " من روى عني حَدِيثا يرى أَنه كذب، فَهُوَ أحد الْكَاذِبين ". 612 - الثَّانِي: عَن سوَادَة بن حَنْظَلَة الْقشيرِي عَن سَمُرَة بن جُنْدُب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يَغُرنكُمْ من سحوركم أَذَان بلالٍ وَلَا بَيَاض الْأُفق المستطيل هَكَذَا، حَتَّى يستطير هَكَذَا " وَحَكَاهُ حَمَّاد بن زيد بيدَيْهِ، قَالَ: يَعْنِي مُعْتَرضًا. الحديث: 610 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 613 - الثَّالِث: عَن الرّبيع بن عميلة عَن سَمُرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أحب الْكَلَام إِلَى الله أَربع: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، وَالله أكبر. لَا يَضرك بأيهن بدأت وَلَا تسمين غلامك يساراً وَلَا رباحاً وَلَا نجيحاً وَلَا أَفْلح، فَإنَّك تَقول: أَثم هُوَ؟ فَلَا يكون،، فَيَقُول: لَا إِنَّمَا هن أربعٌ، فَلَا تزيدن عَليّ ". 614 - الرَّابِع: عَن أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة عَن سَمُرَة: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مِنْهُم من تَأْخُذهُ النَّار إِلَى كعبيه، وَمِنْهُم من تاخذه إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُم من تَأْخُذهُ إِلَى حجزته، وَمِنْهُم من تَأْخُذهُ النَّار إِلَى ترقوته ". الحديث: 613 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 (30) مُسْند معقل بن يسارٍ رَضِي الله عَنهُ الْمُتَّفق عَلَيْهِ حَدِيث وَاحِد: 615 - عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ: عَاد عبيد الله بن زِيَاد معقل بن يسَار الْمُزنِيّ فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ معقل: إِنِّي محدثك حَدِيثا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لَو علمت أَن لي حَيَاة مَا حدثتك: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من عبدٍ يسترعيه الله رعيةً، يَمُوت وَهُوَ غاش لرعيته إِلَّا حرم الله عَلَيْهِ الْجنَّة " وَفِي رِوَايَة أبي نعيم: " فَلم يحطهَا بنصحه، لم يجد رَائِحَة الْجنَّة ". وَعند مُسلم من حَدِيث أبي الْمليح عَامر بن أُسَامَة عَن معقل: أَن عبيد الله بن زِيَاد زار معقل بن يسَار فِي مَرضه، فَقَالَ معقلٌ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من أميرٍ يَلِي أُمُور الْمُسلمين ثمَّ لَا يجْهد لَهُم، وَينْصَح لَهُم إِلَّا لم يدْخل مَعَهم الْجنَّة ". وَقد رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي الْأسود مُسلم بن مِخْرَاق: أَن معقلاً مرض فَأَتَاهُ عبيد الله بن زِيَاد يعودهُ، بِنَحْوِ حَدِيث الْحسن بن معقل. للْبُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد: 616 - عَن الْحسن عَن معقل بن يسَار قَالَ: كَانَت لي أُخْت تخْطب إِلَيّ وأمنعها من النَّاس، فَأَتَانِي ابْن عَم لي فأنكحتها إِيَّاه، فاصطحبا مَا شَاءَ الله، ثمَّ طَلقهَا طَلَاقا لَهُ رَجْعَة، ثمَّ تَركهَا حَتَّى انْقَضتْ عدتهَا، فَلَمَّا خطبت إِلَيّ أَتَانِي يخطبها مَعَ الْخطاب، فَقلت لَهُ: خطبت إِلَيّ، فمنعتها النَّاس وآثرتك بهَا، فزوجتك، ثمَّ الحديث: 615 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 طَلقتهَا طَلَاقا لَك رَجْعَة، ثمَّ تركتهَا حَتَّى انْقَضتْ عدتهَا، فَلَمَّا خطبت إِلَيّ أتيتني تخطبها مَعَ الْخطاب، وَالله لَا أنكحتكها أبدا. قَالَ: فَفِي نزلت هَذِه الْآيَة: {وَإِذا طلّقْتُم النِّسَاء فبلغن أَجلهنَّ فَلَا تعضلوهن أَن ينكحن أَزوَاجهنَّ} [سُورَة الْبَقَرَة] ، فكفرت عَن يَمِين وأنكحتها إِيَّاه. وَلمُسلم حديثان: 617 - أَحدهمَا: عَن مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن معقل بن يسَار قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْعِبَادَة فِي الْهَرج كهجرة إِلَيّ ". 618 - الثَّانِي: عَن الحكم بن عبد الله الْأَعْرَج عَن معقل قَالَ: لقد رَأَيْتنِي يَوْم الشَّجَرَة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبَايع النَّاس، وانا رافعٌ غصناً من أَغْصَانهَا عَن رَأسه، وَنحن أَربع عشرَة مائَة. قَالَ: لم نُبَايِعهُ على الْمَوْت، وَلَكِن بَايعنَا على أَلا نفر. الحديث: 617 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 (31) مُسْند مَالك بن الْحُوَيْرِث رَضِي الله عَنهُ الْمُتَّفق عَلَيْهِ مِنْهُ حديثان: 619 - أَحدهمَا: عَن أبي قلَابَة: أَنه رأى مَالك بن الْحُوَيْرِث إِذا صلى كبر وَرفع يَدَيْهِ، وَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع رفع يَدَيْهِ، وَحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يفعل هَكَذَا. وَعند مُسلم من حَدِيث نصر بن عَاصِم عَن مَالك بن الْحُوَيْرِث: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا كبر رفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما أُذُنَيْهِ، فَإِذا ركع رفع يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِي بهما أُذُنَيْهِ، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع، فَقَالَ: " سمع الله لمن حَمده " فعل مثل ذَلِك. وَفِي رِوَايَة سعيد عَن قَتَادَة: حَتَّى يُحَاذِي بهما فروع أُذُنَيْهِ. 620 - الثَّانِي: عَن أبي قلَابَة عَن مَالك بن الْحُوَيْرِث قَالَ: أَتَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن شببةٌ متقاربون، فَأَقَمْنَا عِنْده عشْرين لَيْلَة، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رحِيما رَفِيقًا، فَظن أَنا قد اشتقنا أهلنا، فسألنا عَمَّن تركنَا من أهلنا، فَأَخْبَرنَاهُ، فَقَالَ: " ارْجعُوا إِلَى أهليكم فأقيموا فيهم، وعلموهم، ومروهم فليصلوا صَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا وَصَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا. وَإِذا حضرت الصَّلَاة فليؤذن أحدكُم، وليؤمكم أكبركم ". وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة: " وصلوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ". الحديث: 619 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 وَحَدِيث عبد الْوَهَّاب عَن خالدٍ الْحذاء عِنْد مُسلم مُخْتَصر قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وصاحبٌ لي، فَقَالَ لنا: " إِذا حضرت الصَّلَاة فأذنا، ثمَّ أقيما، وليؤمكما أكبركما ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن خَالِد نَحوه، وَقَالَ: أَتَاهُ رجلَانِ يُريدَان السّفر. زَاد فِي حَدِيث حَفْص بن غياث عَن خَالِد قَالَ: وَكَانَا متقاربين فِي الْقِرَاءَة. 621 - وللبخاري وَحده: من حَدِيث أبي قلَابَة عَن مَالك بن الْحُوَيْرِث أَنه قَالَ لأَصْحَابه: أَلا أنبئكم بِصَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَذَلِكَ فِي غير حِين صَلَاة؟ فَقَامَ ثمَّ ركع فَكبر، ثمَّ رفع رَأسه، فَقَامَ هنيَّة، ثمَّ سجد، ثمَّ رفع رَأسه هنيَّة فصلى صَلَاة عَمْرو ابْن سَلمَة شَيخنَا هَذَا. قَالَ أَيُّوب كَانَ يفعل شَيْئا لم أركم تفعلونه، كَانَ يقْعد فِي الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة كَذَا فِي الْكتاب. فِي حَدِيث حَمَّاد من رِوَايَة أبي النُّعْمَان عَنهُ عَن أَيُّوب، وَفِي رِوَايَة وهيب بن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة نَحوه، وَفِيه: فَقلت لأبي قلَابَة: كَيفَ كَانَت صلَاته؟ قَالَ: مثل صَلَاة شَيخنَا هَذَا - يَعْنِي عَمْرو بن سَلمَة. وَكَانَ ذَلِك الشَّيْخ يتم التَّكْبِير، وَإِذا رفع رَأسه فِي السَّجْدَة الثَّانِيَة جلس وَاعْتمد على الأَرْض ثمَّ قَامَ. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد من رِوَايَة سُلَيْمَان بن حَرْب نَحْوهَا وَفِيه: قَامَ فَأمكن الْقيام، ثمَّ ركع فَأمكن الرُّكُوع، ثمَّ رفع رَأسه وانتصب قَائِما هنيَّة. قَالَ أَبُو قلَابَة: الحديث: 621 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 صلى بِنَا صَلَاة شَيخنَا هَذَا أبي بريد، وَكَانَ أَبُو بريد إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة الْآخِرَة من الرَّكْعَة الأولى وَالثَّالِثَة اسْتَوَى قَاعِدا ثمَّ نَهَضَ. وَفِي رِوَايَة خَالِد الْحذاء عَن أبي قلَابَة قَالَ: أخبرنَا مَالك بن الْحُوَيْرِث اللَّيْثِيّ أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي، فَإِذا كَانَ فِي وترٍ من صلَاته لم ينْهض حَتَّى يَسْتَوِي قَائِما ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 (32) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ رَضِي الله عَنهُ 622 - الأول: عَن الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ: حَدثنَا جندبٌ بن عبد الله فِي هَذَا الْمَسْجِد، وَمَا نَسِينَا مُنْذُ حَدثنَا، وَمَا نخشى أَن يكون جندبٌ كذب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَانَ فِيمَن قبلكُمْ رجلٌ بِهِ جرحٌ، فجزع، وَأخذ سكيناً فحز بهَا يَده، فَمَا رقأ الدَّم حَتَّى مَاتَ. قَالَ. الله عز وَجل: بادرني عَبدِي بِنَفسِهِ، فَحرمت عَلَيْهِ الْجنَّة ". 623 - الثَّانِي: عَن سَلمَة بن كهيل قَالَ: سَمِعت جندباً يَقُول: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم أسمع أحدا يَقُول: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَيره، فدنوت مِنْهُ، فَسَمعته يَقُول: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من سمع سمع الله بِهِ، وَمن يرائي يرائي الله بِهِ ". وَفِيه عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث أبي تَمِيمَة طريف بن مجالدٍ قَالَ: شهِدت صَفْوَان وَأَصْحَابه وجندبٌ يوصيهم، فَقَالُوا: هَل سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: سمعته يَقُول: " من سمع سمع الله بِهِ يَوْم الْقِيَامَة، وَمن شاق شقّ الله عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة. " فَقَالُوا: أوصنا فَقَالَ: إِن أول مَا ينتن من الْإِنْسَان بَطْنه، فَمن اسْتَطَاعَ أَلا يَأْكُل إِلَّا طيبا فَلْيفْعَل، وَمن اسْتَطَاعَ أَلا يحول بَينه وَبَين الْجنَّة ملْء كفٍّ من دمٍ أهراقه فَلْيفْعَل ". الحديث: 622 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 624 - الثَّالِث: عَن أبي عمرَان الْجونِي - واسْمه عبد الْملك بن حبيب - عَن جُنْدُب قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقْرَءُوا الْقُرْآن مَا ائتلفت عَلَيْهِ قُلُوبكُمْ، فَإِذا اختلفتم فَقومُوا ". 625 - الرَّابِع: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر قَالَ: سَمِعت جندباً قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أَنا فَرَطكُمْ على الْحَوْض ". 626 - الْخَامِس: عَن الْأسود بن قيس عَن جُنْدُب بن سُفْيَان. أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ فِي بعض الْمشَاهد وَقد دميت إصبعه، فَقَالَ: " هَل أَنْت إِلَّا إصبعٌ دميت، وَفِي سَبِيل الله مَا لقِيت ". 627 - السَّادِس: عَن الْأسود عَنهُ قَالَ: اشْتَكَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم يقم لَيْلَة أَو لَيْلَتَيْنِ. وَفِي رِوَايَة زُهَيْر: لَيْلَتَيْنِ وَلَا ثَلَاثًا، فَجَاءَتْهُ امرأةٌ فَقَالَت: يَا مُحَمَّد: أَرْجُو أَن يكون شَيْطَانك قد تَركك، لم أره قربك مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاث، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِذا سجى مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى} [سُورَة الضُّحَى] . وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: أَبْطَأَ جِبْرِيل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ الْمُشْركُونَ: قد ودع محمدٌ، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَالضُّحَى وَاللَّيْل إِذا سجى مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى} . 628 - السَّابِع: عَن الْأسود عَنهُ قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم النَّحْر، ثمَّ خطب، ثمَّ ذبح، وَقَالَ: " من ذبح قبل أَن يُصَلِّي فليذبح أُخْرَى مَكَانهَا، وَمن لم يذبح فليذبح باسم الله ". الحديث: 624 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 وَفِي رِوَايَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن الْأسود عَن جُنْدُب قَالَ: شهِدت الْأَضْحَى مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَلم يعد أَن صلى وَفرغ من صلَاته وَسلم، فَإِذا هُوَ يرى لحم أضاح قد ذبحت قبل أَن يفزع من صلَاته، فَقَالَ: من كَانَ ذبح قبل أَن يُصَلِّي - أَو نصلي - فليذبح مَكَانهَا أُخْرَى ". أَفْرَاد مُسلم 629 - الأول: عَن الْحسن الْبَصْرِيّ، وَعَن أنس ابْن سِيرِين عَن جُنْدُب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من صلى الصُّبْح فَهُوَ فِي ذمَّة الله، فَلَا يطلبنكم الله من ذمَّته بشيءٍ، فَإِنَّهُ من يَطْلُبهُ من ذمَّته بِشَيْء يُدْرِكهُ، ثمَّ يكبه على وَجهه فِي نَار جَهَنَّم ". قَالَ مُسلم بعد أَن ذكر حَدِيث أنس بن سِيرِين: فِي حَدِيث الْحسن عَن جُنْدُب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا، وَلم يذكر: " يكبه فِي نَار جَهَنَّم ". وَقَالَ أَبُو مَسْعُود: فِي حَدِيث الْحسن عَن جُنْدُب: " فَانْظُر يَا ابْن آدم، لَا يطلبنك الله من ذمَّته بِشَيْء " وَلَيْسَ هَذَا فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم مَذْكُورا، وَقد ذكره البرقاني فِي رِوَايَته من طَرِيق الْحسن عَن جُنْدُب. 630 - الثَّانِي عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن جُنْدُب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَ رجلٌ: وَالله لَا يغْفر الله لفُلَان. فَقَالَ الله عز وَجل: {من ذَا الَّذِي يتألى عَليّ أَلا أَغفر لفُلَان؟ إِنِّي غفرت لَهُ، وأحبطت عَمَلك} . 631 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن الْحَارِث النجراني قَالَ: حَدثنِي جندبٌ قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن يَمُوت بخمسٍ وَهُوَ يَقُول: " إِنِّي أَبْرَأ إِلَى الله أَن يكون لي الحديث: 629 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 مِنْكُم خَلِيل فَإِن الله قد اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كَمَا اتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا، وَلَو كنت متخذاً من أمتى خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا. أَلا وَإِن من كَانَ قبلكُمْ كَانُوا يتخذون قُبُور أَنْبِيَائهمْ وصالحيهم مَسَاجِد، أَلا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُور مَسَاجِد، إِنِّي أنهاكم عَن ذَلِك ". 632 - الرَّابِع: عَن أبي مجلزٍ لَاحق بن حميد عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من قتل تَحت راية عميةٍ يَدْعُو عصبية أَو ينصر عصبيةً فقتلةٌ جَاهِلِيَّة ". 632 - الْخَامِس: عَن صَفْوَان بن مُحرز أَن جُنْدُب بن عبد الله بعث إِلَى عسعس ابْن سَلامَة زمن فتْنَة ابْن الزبير فَقَالَ: اجْمَعْ لي نَفرا من إخوانك حَتَّى أحدثهم. فَبعث رَسُولا إِلَيْهِم، فَلَمَّا اجْتَمعُوا جَاءَ جندبٌ عَلَيْهِ برنسٌ أصفر، فَقَالَ: تحدثُوا بِمَا كُنْتُم تتحدثون بِهِ، حَتَّى دَار الحَدِيث، فَلَمَّا دَار الحَدِيث إِلَيْهِ حسر الْبُرْنُس عَن رَأسه فَقَالَ: إِنِّي أتيتكم وَلَا أُرِيد أَن أحدثكُم عَن نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِن نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث بعثاً من الْمُسلمين إِلَى قوم من الْمُشْركين، وَإِنَّهُم الْتَقَوْا، فَكَانَ رجلٌ من الْمُشْركين إِذا شَاءَ أَن يقْصد إِلَى رجل من الْمُسلمين قصد لَهُ فَقتله، وَإِن رجلا من الْمُسلمين قصد غفلته. قَالَ: وَكُنَّا نُحدث أَنه أُسَامَة بن زيد، فَلَمَّا رفع عَلَيْهِ السَّيْف قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَقتله، فجَاء البشير إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ وَأخْبرهُ، حَتَّى أخبرهُ خبر الرجل كَيفَ صنع، فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ: " لم قتلته؟ " قَالَ: يَا رَسُول الله، أوجع فِي الْمُسلمين، وَقتل فلَانا وَفُلَانًا - وسمى لَهُ نَفرا، وَإِنِّي حملت عَلَيْهِ، فَلَمَّا رأى السَّيْف قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أقتلته؟ " " قَالَ: نعم. قَالَ: " فَكيف تصنع بِلَا إِلَه إِلَّا الله. إِذا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة؟ " قَالَ: يَا رَسُول الله، اسْتغْفر لي. قَالَ: " وَكَيف تصنع بِلَا إِلَه إِلَّا الله إِذا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة؟ " قَالَ: فَجعل لَا الحديث: 632 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 يزِيد على أَن يَقُول: " فَكيف تصنع بِلَا إِلَه إِلَّا الله إِذا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة ". فِي مُسْند أُسَامَة نَحْو من هَذَا، وَأَنه هُوَ الَّذِي قَتله، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أقتلته بعد مَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 (33) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن معيقيب بن أبي فَاطِمَة رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره. 634 - عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن معيقيب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرجل يُسَوِّي التُّرَاب حَيْثُ يسْجد، قَالَ: " إِن كنت فَاعِلا فَوَاحِدَة ". وَلمُسلم فِي حَدِيث وَكِيع عَن هِشَام قَالَ: ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمسْح فِي الْمَسْجِد - يَعْنِي الْحَصَى - قَالَ: " إِن كنت لابد فَاعِلا فَوَاحِدَة ". وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد: أَنهم سألو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمسْح فِي الصَّلَاة فَقَالَ: " واحدةٌ ". الحديث: 634 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 (34) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن مجاشع ومجالد ابْني مَسْعُود السّلمِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا حَدِيث وَاحِد وَلَيْسَ لَهما الصَّحِيحَيْنِ غَيره. 635 - عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن مجاشع: جَاءَ مجاشع بن مَسْعُود بأَخيه مجالدٍ بن مَسْعُود إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: هَذَا مجَالد يُبَايِعك على الْهِجْرَة، فَقَالَ: " لَا هِجْرَة بعد فتح مَكَّة وَلَكِن أُبَايِعهُ على الْإِسْلَام ". وَفِي حَدِيث زُهَيْر نَحوه، وَفِيه أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ: " أُبَايِعهُ على الْإِسْلَام وَالْإِيمَان وَالْجهَاد " قَالَ: فَلَقِيت معبدًا - وَكَانَ أكبرهما - فَقَالَ: صدق مجاشع. وللبخاري فِي حَدِيث عَاصِم عَن أبي عُثْمَان عَن مجاشع قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأخي فَقلت: بَايعنَا على الْهِجْرَة. فَقَالَ: " مَضَت الْهِجْرَة لأَهْلهَا " قلت: علام تبايعنا؟ قَالَ: " على الْإِسْلَام وَالْجهَاد ". وَفِي رِوَايَة فُضَيْل بن سُلَيْمَان عَن عَاصِم: فَلَقِيت أَبَا معبد فَسَأَلته، فَقَالَ: صدق. وَعند مُسلم من حَدِيث عَاصِم الْأَحول من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا عَنهُ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ: حَدثنِي مجاشع، قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُبَايِعهُ على الْهِجْرَة فَقَالَ: " إِن الْهِجْرَة قد مَضَت لأَهْلهَا، وَلَكِن على الْإِسْلَام وَالْجهَاد وَالْخَيْر ". الحديث: 635 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 (35) مُسْند يعلى بن أُميَّة رَضِي الله عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث مُتَّفق عَلَيْهَا، من رِوَايَة صَفْوَان ابْنه عَنهُ 636 - الأول: أَنه قَالَ غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، جَيش الْعسرَة، وَكَانَ من أوثق أعمالي فِي نَفسِي، فَكَانَ لي أجيرٌ، فقاتل إنْسَانا، فعض أَحدهمَا صَاحبه، فَانْتزع إصبعه فأندر ثنيته فَسَقَطت، فَانْطَلق إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأهدر ثنيته، وَقَالَ: " أيدع إصبعه فِي فِيك تقضمها كَمَا يقضم الْفَحْل " وَفِي رِوَايَة: فعض أَحدهمَا يَد الآخر. وَفِي رِوَايَة بديل عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن صَفْوَان: أَن أَجِيرا ليعلى عض رجلٌ ذراعه ... الحَدِيث بِمَعْنَاهُ. 637 - الثَّانِي: عَن صَفْوَان عَنهُ: أَنه كَانَ يَقُول لعمر رَضِي الله عَنهُ: لَيْتَني أرى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي. فَلَمَّا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالجعرانة وَعَلِيهِ ثوبٌ قد أظل عَلَيْهِ، وَمَعَهُ ناسٌ من أَصْحَابه فيهم، إِذْ جَاءَهُ رجلٌ متضمخٌ بطيبٍ. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ ترى فِي رجلٍ أحرم فِي جبةٍ بَعْدَمَا تضمخ بِطيب؟ فَنظر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَاعَة، فَجَاءَهُ الْوَحْي فَأَشَارَ عمر إِلَى يعلى: أَن تعال، فَجَاءَهُ يعلى، فَأدْخل رَأسه، فَإِذا هُوَ محمر الْوَجْه يغط كَذَلِك سَاعَة، ثمَّ سري عَنهُ فَقَالَ: " أَيْن الَّذِي سَأَلَني عَن الْعمرَة آنِفا؟ " فالتمس الرجل، فجيء بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أما الحديث: 636 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 الطّيب الَّذِي بك فاغسله ثَلَاث مراتٍ: وَأما الْجُبَّة فانزعها، ثمَّ اصْنَع فِي عمرتك كَمَا تصنع فِي حجك ". وَفِي حَدِيث أبي الْوَلِيد: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَتَاهُ رجلٌ عَلَيْهِ أثر صفرةٍ ... بِنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيث جرير بن حَازِم: أَن رجلا أَتَى النَّبِي وَهُوَ بالجعرانة قد أهل بِعُمْرَة وَهُوَ مصفرٌ لحيته وَرَأسه، وَعَلِيهِ جبةٌ. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَحرمت بِعُمْرَة وَأَنا كَمَا ترى، فَقَالَ: " انْزعْ عَنْك الْجُبَّة، واغسل عَنْك الصُّفْرَة ". وَفِي حَدِيث رَبَاح أبي مَعْرُوف: فَأَتَاهُ رجل عَلَيْهِ جبةٌ بهَا أثر خلوق، ثمَّ ذكر نَحوه. 638 - الثَّالِث: أَنه قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ على الْمِنْبَر: {وَنَادَوْا يَا مَالك ليَقْضِ علينا رَبك قَالَ إِنَّكُم مَاكِثُونَ} [سُورَة الزخرف] ، قَالَ سُفْيَان: فِي قِرَاءَة عبد الله (وَنَادَوْا يَا مَال) . الحديث: 638 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 (36) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن معَاذ بن جبلٍ رَضِي الله عَنهُ 639 - الأول: عَن أنس بن مَالك عَن معَاذ قَالَ: كنت ردف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لَيْسَ بيني وَبَينه إِلَّا مؤخرة الرحل، فَقَالَ: " يَا معَاذ بن جبل ". قلت: لبيْك يَا رَسُول الله وَسَعْديك. ثمَّ سَار سَاعَة ثمَّ قَالَ: " يَا معَاذ بن جبل " قلت: لبيْك يَا رَسُول الله وَسَعْديك. ثمَّ قَالَ: " هَل تَدْرِي مَا حق الله على الْعباد؟ " قَالَ: قلت: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " فَإِن حق الله على الْعباد أَن يعبدوه وَلَا يشركوا بِهِ شَيْئا " ثمَّ سَار سَاعَة ثمَّ قَالَ: " يَا معَاذ بن جبل " قلت لبيْك يَا رَسُول الله وَسَعْديك. قَالَ: " هَل تَدْرِي مَا حق الْعباد على الله إِذا فعلوا ذَلِك؟ " قلت: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " حق الْعباد على الله أَلا يعذبهم ". وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث عَمْرو بن مَيْمُون عَن معَاذ قَالَ: كنت ردف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على حمارٍ يُقَال لَهُ عفير، فَقَالَ: " يَا معَاذ، هَل تَدْرِي مَا حق الله على عباده، وَمَا حق الْعباد على الله؟ " قلت: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " فَإِن حق الله على الْعباد أَن يعبدوه وَلَا يشركوا بِهِ شَيْئا. وَحقّ الْعباد على الله أَلا يعذب من لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا " فَقلت: يَا رَسُول الله، أَفلا أبشر بِهِ النَّاس؟ قَالَ: " لَا تبشرهم فيتكلوا ". وَمن حَدِيث الْأسود بن هِلَال قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتَدْرِي مَا حق الله على الْعباد؟ " نَحْو حَدِيث أنس عَن معَاذ. وَفِي حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل قَالَ: " يَا معَاذ " قَالَ: لبيْك يَا رَسُول الله وَسَعْديك - ثَلَاثًا، الحديث: 639 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 ثمَّ قَالَ: مَا من عبد يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله إِلَّا حرمه الله على النَّار ". قَالَ: يَا رَسُول الله، أَفلا أخبر بهَا النَّاس فيستبشروا؟ قَالَ: " إِذن يتكلوا " فَأخْبر بهَا معاذٌ عِنْد مَوته تأثماً. جعله فِي مُسْند أنس. 640 - الثَّانِي: عَن أبي معبد مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس عَن معَاذ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنَّك تَأتي قوما من أهل الْكتاب، فادعهم إِلَى شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله، فَإِن هم أطاعوا لذَلِك فأعلمهم أَن الله افْترض عَلَيْهِم صدقةٌ تُؤْخَذ من أغنيائهم فَترد على فقرائهم. فَإِن هم أطاعوا لذَلِك فإياك وكرائم أَمْوَالهم، وَاتَّقِ دَعْوَة الْمَظْلُوم، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَينهَا وَبَين الله حجابٌ ". وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن ابْن صَيْفِي. وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن ابْن صَيْفِي، عَن أبي معبد عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث معَاذًا إِلَى الْيمن - الحَدِيث بِنَحْوِهِ. وَلم يذكر البُخَارِيّ من رِوَايَته من طَرِيق أبي عَاصِم وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة: " وَاتَّقِ دَعْوَة الْمَظْلُوم ... " إِلَى آخِره. وَهُوَ عِنْده فِي رِوَايَة حبَان عَن ابْن الْمُبَارك، وَفِي رِوَايَة يحيى بن مُوسَى عَن وَكِيع. أَفْرَاد البُخَارِيّ 641 - الحَدِيث الأول: عَن عَمْرو بن مَيْمُون: أَن معَاذًا لما قدم الْيمن صلى بهم الصُّبْح فَقَرَأَ: {وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا} [سُورَة النِّسَاء] ، فَقَالَ رجل من الْقَوْم: لقد قرت عين إِبْرَاهِيم. قَالَ معَاذ عَن شُعْبَة: إِن عمرا قَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث معَاذًا إِلَى الْيمن، فَقَرَأَ فِي صَلَاة الصُّبْح سُورَة النِّسَاء، فَلَمَّا قَالَ: {وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا} قَالَ رجلٌ من خَلفه: لقد قرت عين أم إِبْرَاهِيم. الحديث: 640 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 642 - الثَّانِي: عَن الْأسود بن يزِيد قَالَ: أَتَانَا معاذٌ بِالْيمن معلما وأميراً، فَسَأَلْنَاهُ عَن رجل توفّي وَترك ابْنَته وَأُخْته. فَأعْطى الِابْنَة النّصْف وَالْأُخْت النّصْف. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود قَالَ: قضى فِينَا معَاذ بن جبل على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النّصْف للابنة وَالنّصف للْأُخْت. ثمَّ قَالَ سُلَيْمَان بعد: قضى فِينَا، وَلم يذكر: على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعند البرقاني فِي حَدِيث الْأَشْعَث بن الْأسود أَنه قَالَ: أخْبرت ابْن الزبير فَقلت: إِن معَاذ بن جبل قضى فِينَا بِالْيمن فِي ابنةٍ وأختٍ بِالنِّصْفِ وَالنّصف، فَقَالَ لي ابْن الزبير: أَنْت رَسُولي إِلَى عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود، فمره فليقض بِهِ. قَالَ: وَكَانَ قَاضِي ابْن الزبير على الْكُوفَة. 643 - الثَّالِث: عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه وَمعَاذًا إِلَى الْيمن ... وَفِيه: إِن معَاذًا زَارَهُ فَرَأى رجلا أسلم ثمَّ تهود، فَقَالَ: مَا لهَذَا؟ فَأخْبر، فَقَالَ: لَا أَجْلِس حَتَّى تقتله، قَضَاء الله وَرَسُوله. وَقد تقدم فِي مُسْند أبي مُوسَى بِطُولِهِ. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 644 - عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة عَن معَاذ قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك، فَكَانَ يُصَلِّي الظّهْر وَالْعصر جَمِيعًا، وَالْمغْرب وَالْعشَاء جَمِيعًا. وَفِي حَدِيث قُرَّة بن خَالِد قَالَ: فَقلت: مَا حمله على ذَلِك؟ فَقَالَ: أَرَادَ أَلا يحرج أمته. الحديث: 642 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 (37) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي بن كَعْب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ 645 - الأول: حَدِيث الْخضر ومُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام. عَن ابْن عَبَّاس - من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَنهُ مُخْتَصرا: أَنه تمارى هُوَ وَالْحر بن قيس بن حصنٍ الْفَزارِيّ فِي صَاحب مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ الْخضر، فَمر بهما أبي بن كَعْب، فَدَعَاهُ ابْن عَبَّاس فَقَالَ: يَا أَبَا الطُّفَيْل، هَلُمَّ إِلَيْنَا، فَإِنِّي قد تماريت أَنا وصاحبي هَذَا فِي صَاحب مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيل إِلَى لقِيه، فَهَل سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكر شَأْنه؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " بَينا مُوسَى فِي مَلأ من بني إِسْرَائِيل، إِذْ جَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ لَهُ: هَل تعلم أحدا أعلم مِنْك؟ قَالَ مُوسَى: لَا، فَأوحى الله إِلَى مُوسَى: بل ". وَفِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره: " بلَى، عَبدنَا الْخضر. فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيل إِلَى لقيَاهُ، فَجعل الله لَهُ الْحُوت آيَة " وَقَالَ - وَفِي رِوَايَة صَالح: " وَقيل لَهُ: إِذا افتقدت الْحُوت فَارْجِع، فَإنَّك ستلقاه. فَسَار مُوسَى مَا شَاءَ الله أَن يسير، ثمَّ قَالَ لفتاه: آتنا غداءنا. فَقَالَ فَتى مُوسَى حِين سَأَلَهُ الْغَدَاء: أَرَأَيْت إِذْ أوينا إِلَى الصَّخْرَة، فَإِنِّي نسيت الْحُوت، وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان أَن أذكرهُ. فَقَالَ مُوسَى لفتاه: ذَلِك مَا كُنَّا نبغي، فارتدا على آثارها قصصاً، فوجدا خضرًا، فَكَانَ من شَأْنهمَا مَا قصّ الله عز وَجل فِي كِتَابه ". فِي رِوَايَة يُونُس وَصَالح وَالْأَوْزَاعِيّ: فَكَانَ مُوسَى يتبع أثر الْحُوت فِي الْبَحْر ". وَفِي رِوَايَة يُونُس: قَوْله: يَا أَبَا الطُّفَيْل، وَلَيْسَ ذَلِك عِنْد غَيره فِيهِ والألفاظ فِيمَا سوى ذَلِك مُتَقَارِبَة. الحديث: 645 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 وَهُوَ بِطُولِهِ لَهما فِي رِوَايَة سعيد بن جُبَير أَنه قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: إِن نَوْفًا الْبكالِي يزْعم أَن مُوسَى صَاحب بني إِسْرَائِيل لَيْسَ هُوَ مُوسَى صَاحب الْخضر، فَقَالَ: كذب عَدو الله. سَمِعت أبي بن كَعْب يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " قَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل فَسئلَ: أَي النَّاس أعلم؟ فَقَالَ: أَنا أعلم - قَالَ: فعتب الله عَلَيْهِ إِذْ لم يرد الْعلم إِلَيْهِ، فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن عبدا من عبَادي بمجمع الْبَحْرين هُوَ أعلم مِنْك. قَالَ مُوسَى: أَي رب، كَيفَ لي بِهِ؟ فَقيل لَهُ: احْمِلْ حوتاً فِي مكتلٍ، فَحَيْثُ يفقد الْحُوت فَهُوَ ثمَّ. فَانْطَلق، وَانْطَلق مَعَه فتاه وَهُوَ يُوشَع بن نون، فَحمل مُوسَى حوتاً فِي مكتلٍ وَانْطَلق هُوَ وفتاه يمشيان، حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَة، فرقد مُوسَى وفتاه، فاضطرب الْحُوت فِي المكتل حَتَّى خرج من المكتل، فَسقط فِي الْبَحْر. قَالَ: وَأمْسك الله عَنهُ جرية المَاء، حَتَّى كَانَ مثل الطاق، فَكَانَ للحوت سرباً، وَكَانَ لمُوسَى وفتاه عجبا. فَانْطَلقَا بَقِيَّة يومهما وليلتهما، وَنسي صَاحب مُوسَى أَن يُخبرهُ، فَلَمَّا أصبح مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا. قَالَ: وَلم ينصب حَتَّى جَاوز الْمَكَان الَّذِي أَمر بِهِ. قَالَ: أَرَأَيْت إِذْ أوينا إِلَى الصَّخْرَة؛ فَإِنِّي نسيت الْحُوت، وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان أَن أذكرهُ، وَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر عجبا. قَالَ مُوسَى: ذَلِك مَا كُنَّا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصاً. قَالَ: يقصان آثارهما، حَتَّى أَتَيَا الصَّخْرَة فَرَأى رجلا مسجى عَلَيْهِ بِثَوْب، فَسلم عَلَيْهِ مُوسَى، فَقَالَ لَهُ الْخضر: أَنى بأرضك السَّلَام؟ قَالَ: أَنا مُوسَى. قَالَ مُوسَى بني إِسْرَائِيل؟ قَالَ: نعم. قَالَ: إِنَّك على علمٍ من علم الله علمكه الله لَا أعلمهُ، وَأَنا على علمٍ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 علم الله علمنيه لَا تعلمه. قَالَ لَهُ مُوسَى: هَل أتبعك على أَن تعلمني مِمَّا علمت رشدا. قَالَ: إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا، وَكَيف تصبر على مَا لم تحط بِهِ خَبرا؟ قَالَ: ستجدني إِن شَاءَ الله صَابِرًا وَلَا أعصي لَك أمرا. قَالَ لَهُ الْخضر: فَإِن اتبعتني فَلَا تَسْأَلنِي عَن شيءٍ حَتَّى أحدث لَك مِنْهُ ذكرا. قَالَ: نعم. فَانْطَلق الْخضر ومُوسَى يمشيان على سَاحل الْبَحْر، فمرت بهما سفينة، فكلماهم أَن يحملوهما، فعرفوا الْخضر، فحملوهما بِغَيْر نول، فَعمد الْخضر إِلَى لوحٍ من أَلْوَاح السَّفِينَة فَنَزَعَهُ، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: قومٌ حملونا بِغَيْر نولٍ، عَمَدت إِلَى سفينتهم فخرقتها لتغرق أَهلهَا، لقد جِئْت شَيْئا إمراً. قَالَ: ألم أقل: إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا. قَالَ: لَا تؤاخذني بِمَا نسيت وَلَا ترهقني من أَمْرِي عسراً. ثمَّ خرجا من السَّفِينَة، فَبَيْنَمَا هما يمشيان على السَّاحِل إِذا غُلَام يلْعَب مَعَ الغلمان فَأخذ الْخضر بِرَأْسِهِ، بِغَيْر نفس، لقد. فاقتلعه بِيَدِهِ فَقتله، فَقَالَ مُوسَى: أقتلت نفسا زاكيةً بِغَيْر نفس، لقد جِئْت شَيْئا نكراً. قَالَ: ألم أقل لَك: إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا، قَالَ: وَهَذِه أَشد من الأولى. قَالَ: إِن سَأَلتك عَن شيءٍ بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي، قد بلغت من لدني عذرا. فَانْطَلقَا، حَتَّى إِذا أَتَيَا أهل قَرْيَة استطعما أَهلهَا، فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا، فوجدا فِيهَا جداراً يُرِيد أَن ينْقض - يَقُول: مائلٌ. قَالَ الْخضر بِيَدِهِ هَكَذَا، فأقامه. قَالَ لَهُ مُوسَى: قومٌ أتيناهم فَلم يضيفونا وَلم يطعمونا، لَو شِئْت لاتخذت عَلَيْهِ أجرا. قَالَ: هَذَا فِرَاق بيني وَبَيْنك، سأنبئك بِتَأْوِيل مَا لم تسطع عَلَيْهِ صبرا ". قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يرحم الله مُوسَى، لَوَدِدْت أَنه كَانَ صَبر حَتَّى يقص علينا من أخبارهما ". قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَانَت الأولى من مُوسَى نِسْيَانا. قَالَ: وَجَاء عصفورٌ حَتَّى وَقع على حرف السَّفِينَة، ثمَّ نقر فِي الْبَحْر، فَقَالَ لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 الْخضر: مَا نقص علمي وعلمك من علم الله إِلَّا مثل مَا نقص هَذَا العصفور من الْبَحْر ". زَاد فِي حَدِيث قُتَيْبَة " وَعلم الْخَلَائق " ثمَّ ذكر نَحوه. قَالَ سعيد بن جُبَير - وَكَانَ (وَكَانَ أمامهم ملكٌ يَأْخُذ كل سفينةٍ صالحةٍ غصبا) وَكَانَ يقْرَأ: (وَأما الْغُلَام فَكَانَ كَافِرًا) . وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ: " أَنه بَيْنَمَا كَانَ مُوسَى فِي قومه يذكرهم بأيام الله، وَأَيَّام الله نعماؤه وبلاؤه، إِذْ قَالَ: مَا أعلم فِي الأَرْض رجلا خيرا أَو أعلم مني. قَالَ: فَأوحى الله إِلَيْهِ: إِنِّي أعلم بِالْخَيرِ مِنْهُ، إِن فِي الأَرْض رجلا هُوَ أعلم مِنْك. قَالَ: يَا رب، فدلني عَلَيْهِ. قَالَ: فَقيل لَهُ: تزَود حوتاً مالحاً، فَإِنَّهُ حَيْثُ تفقد الْحُوت. قَالَ: فَانْطَلق هُوَ وفتاه حَتَّى انتهيا إِلَى الصَّخْرَة، فَعميَ عَلَيْهِ، فَانْطَلق وَترك فتاه، فاضطرب الْحُوت فِي المَاء، فَجعل لَا يلتئم عَلَيْهِ، صَار مثل الكوة. فَقَالَ فتاه: أَلا ألحق نَبِي الله فَأخْبرهُ؟ فنسي، فَلَمَّا تجَاوز قَالَ لفتاه: آتنا غداءنا، لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصبا. قَالَ: وَلم يصبهم نصبٌ حَتَّى تجاوزا. قَالَ: فَتذكر. قَالَ: أَرَأَيْت إِذْ أوينا إِلَى الصَّخْرَة، فَإِنِّي نسيت الْحُوت، وَمَا أنسانيه إِلَّا الشَّيْطَان أَن أذكرهُ ... إِلَى قَوْله: فارتدا على آثارهما قصصاً. فَأرَاهُ مَكَان الْحُوت، قَالَ: هَا هُنَا وصف لي، قَالَ: فَذهب يلْتَمس، فَإِذا هُوَ الْخضر مسجى ثوبا، مُسْتَلْقِيا على الْقَفَا أَو على حلاوة الْقَفَا قَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم. فكشف الثَّوْب عَن وَجهه، فَقَالَ: وَعَلَيْكُم السَّلَام، من أَنْت؟ قَالَ: أَنا مُوسَى. قَالَ: من مُوسَى؟ قَالَ: مُوسَى بني إِسْرَائِيل. قَالَ مجيءٌ مَا جَاءَ بك؟ قَالَ: جِئْت لتعلمتني مِمَّا علمت رشدا. قَالَ: إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا، وَكَيف تصبر على مَا لم تحط بِهِ خَبرا؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 شَيْء أمرت بِهِ أَن أَفعلهُ، إِذا رَأَيْته لم تصبر. قَالَ: ستجدني إِن شَاءَ الله صَابِرًا " ثمَّ ذكر نَحوه فِي ركُوب السَّفِينَة، وَقتل الْغُلَام. ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد هَذَا الْمَكَان: " رَحْمَة الله علينا وعَلى مُوسَى، لَوْلَا أَنه عجل لرَأى الْعجب، وَلكنه أَخَذته من صَاحبه ذمَامَة. قَالَ: إِن سَأَلتك عَن شيءٍ بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي، قد بلغت من لدني عذرا، وَلَو صَبر لرَأى الْعجب " قَالَ: وَكَانَ إِذا ذكر أحدا من الْأَنْبِيَاء بَدَأَ بِنَفسِهِ. ثمَّ قَالَ: " فَانْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا أهل قَرْيَة لئام، فَطَافَا فِي الْمجَالِس فَاسْتَطْعَمَا أَهلهَا، فَأَبَوا أَن يُضَيِّفُوهُمَا، إِلَى قَوْله: هَذَا فِرَاق بيني وَبَيْنك "، وَأخذ بِثَوْبِهِ ثمَّ تَلا إِلَى قَوْله: {أما السَّفِينَة فَكَانَت لمساكين يعْملُونَ فِي الْبَحْر} إِلَى آخر الْآيَة [سُورَة الْكَهْف] ، " فَإِذا جَاءَ الَّذِي يسخرها وجدهَا منخرقةً، فتجاوزها وأصلحوها بخشبة. وَأما الْغُلَام فطبع يَوْم طبع كَافِرًا، وَكَانَ أَبَوَاهُ قد عطفا عَلَيْهِ، فَلَو أَنه أدْرك أرهقهما طغياناً وَكفرا، فأردنا أَن يبدلهما ربهما خيرا مِنْهُ زَكَاة وَأقرب رحما ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ: " قَامَ مُوسَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا فِي بني إِسْرَائِيل، فَسئلَ: أَي النَّاس أعلم؟ قَالَ: أَنا أعلم، فعتب الله عَلَيْهِ إِذْ لم يرد الْعلم إِلَيْهِ، فَأوحى الله إِلَيْهِ أَن عبدا من عبَادي بمجمعٍ الْبَحْرين هُوَ أعلم مِنْك. قَالَ: يَا رب، وَكَيف بِهِ؟ فَقيل لَهُ: احْمِلْ حوتاً فِي مكتل، فَإِذا فقدته فَهُوَ ثمَّ. فَانْطَلق وَانْطَلق مَعَه بفتاه يُوشَع بن نون، وحملاً حوتاً فِي مكتلٍ، حَتَّى كَانَا عِنْد الصَّخْرَة وضعا رؤوسهما فَنَامَا، فانسل الْحُوت من المكتل، فَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر سرباً، وَكَانَ لمُوسَى وفتاه عجبا " ثمَّ ذكر نَحْو ذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ، والْحميدِي عَن سُفْيَان بِمَعْنَاهُ، قَالَ: " واضطرب الْحُوت فِي المكتل، فَخرج مِنْهُ، فَسقط فِي الْبَحْر، فَاتخذ سَبيله فِي الْبَحْر سرباً، وَأمْسك الله عَن الْحُوت جرية المَاء، فَصَارَ عَلَيْهِ مثل الطاق. قَالَ أَحدهمَا: هَكَذَا مثل الطاق. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نسي صَاحبه أَن يُخبرهُ بالحوت. فَانْطَلقَا بَقِيَّة يومهما وليلتهما، حَتَّى إِذا كَانَ من الْغَد قَالَ مُوسَى لفتاه آتنا غداءنا ... . . ثمَّ ذكر نَحوه. زَاد فِي حَدِيث قُتَيْبَة: قَالَ سُفْيَان: وَفِي حَدِيث غير عَمْرو قَالَ: " وَفِي أصل الصَّخْرَة عينٌ يُقَال لَهَا الْحَيَاة، لَا يُصِيب من مَائِهَا شَيْء إِلَّا حييّ، فَأصَاب الْحُوت من مَاء تِلْكَ الْعين، قَالَ: فَتحَرك وانسل من المكتل، فَدخل الْبَحْر. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى قَالَ لفتاه: آتنا غداءنا. . الْآيَة، وَلم يجد النصب حَتَّى جَاوز مَا أَمر بِهِ. قَالَ لَهُ فتاه: أَرَأَيْت إِذْ أوينا إِلَى الصَّخْرَة؛ فَإِنِّي نسيت الْحُوت، فَرَجَعَا يقصان فِي آثارهما، فوجدا فِي الْبَحْر كالطاق ممر الْحُوت، وَكَانَ لفتاه عجبا وللحوت سرباً " ثمَّ ذكر نَحوه ... . وَفِي آخِره: قَالَ: وَكَانَ ابْن عَبَّاس يقْرَأ: (أمامهم ملك يَأْخُذ كل سفينةٍ صالحةٍ غصبا) (وَأما الْغُلَام فَكَانَ كَافِرًا) . وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن يعلى بن مُسلم أَنه قيل لَهُ: خُذ نوناً مَيتا حَتَّى ينْفخ فِيهِ الرّوح، فَأخذ حوتاً، فَجعله فِي مكتل، وَقَالَ لفتاه: لَا أكلفك إِلَّا أَن تُخبرنِي بِحَيْثُ يفارقك الْحُوت، فَقَالَ: مَا كلفت كثيرا. وَفِيه أَن الْحُوت تضرب حَتَّى دخل الْبَحْر، فَأمْسك الله جرية المَاء، هَكَذَا كَانَ أَثَره فِي حجرٍ وأنهما رجعا فوجدا خضرًا - قَالَ عُثْمَان بن أبي سُلَيْمَان: عَن طنفسةٍ خضراء على كبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 الْبَحْر، وَأَن الْخضر قَالَ لمُوسَى: أما يَكْفِيك أَن التَّوْرَاة بيديك، وَأَن الْوَحْي يَأْتِيك يَا مُوسَى، إِن لي علما لَا يَنْبَغِي لَك أَن تعلمه، وَإِن لَك علما لَا يَنْبَغِي لي أَن أعلمهُ ". وَفِيه فِي صفة قتل الْغُلَام: " فأضجعه فذبحه بالسكين " وَفِيه: " كَانَ أَبَوَاهُ مُؤمنين وَكَانَ كَافِرًا، فَخَشِينَا أَن يرهقهما طغياناً وَكفرا: أَن يحملهما حبه على أَن يتابعاه على دينه. فأردنا أَن يبدلهما ربهما خيرا مِنْهُ زَكَاة، لقَوْله: قتلت نفسا زكية - وَأقرب رحما: أرْحم بهما من الأول الَّذِي قتل خضرٌ. وَزعم غير سعيد أَنَّهُمَا أبدلا جَارِيَة. وَعند البُخَارِيّ أَيْضا فِيهِ أَلْفَاظ غير مُسندَة، مِنْهَا: يَزْعمُونَ أَن الْملك كَانَ اسْمه هدد بن بدد. وَأَن الْغُلَام الْمَقْتُول كَانَ اسْمه - يَزْعمُونَ - حيسون. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن مُوسَى فِي قَوْله: {قَالَ ألم أقل إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا قَالَ لَا تؤاخذني بِمَا نسيت وَلَا ترهقني من أَمْرِي عسرا فَانْطَلقَا حَتَّى إِذا لقيا غُلَاما فَقتله قَالَ أقتلت نفسا زكية بِغَيْر نفس لقد جِئْت شَيْئا نكرا قَالَ ألم أقل لَك إِنَّك لن تَسْتَطِيع معي صبرا} [سُورَة الْكَهْف] ، قَالَ: كَانَت الأولى نِسْيَانا، وَالْوُسْطَى شرطا، وَالثَّالِثَة عمدا. وَعند مُسلم فِي حَدِيث عَمْرو النَّاقِد: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ: {لاتخذت عَلَيْهِ أجرا} [سُورَة الْكَهْف] . وَعِنْده فِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن رَقَبَة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْغُلَام الَّذِي قَتله الْخضر طبع كَافِرًا، وَلَو عَاشَ لأرهق أَبَوَيْهِ طغياناً وَكفرا ". 646 - الثَّانِي: عَن أبي أَيُّوب عَن أبي بن كَعْب أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، إِذا الحديث: 646 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 جَامع الرجل الْمَرْأَة، فَلم ينزل؟ قَالَ: " يغسل مَا مس الْمَرْأَة مِنْهُ ثمَّ يتَوَضَّأ وَيُصلي ". 647 - الثَّالِث: عَن سُوَيْد بن غَفلَة قَالَ: خرجت أَنا وَزيد بن صوحان وسلمان ابْن ربيعَة غازين، فَوجدت سَوْطًا فَأَخَذته، فَقَالَا لي: دَعه. فَقلت: لَا، وَلَكِنِّي أعرفهُ، فَإِن جَاءَ صَاحبه وَإِلَّا استمتعت بِهِ. فَلَمَّا رَجعْنَا من غزاتنا قضي لي أَنِّي حججْت، فَأتيت الْمَدِينَة، فَلَقِيت أبي بن كَعْب، فَأَخْبَرته بشأن السَّوْط وبقولهما، فَقَالَ: إِنِّي وجدت صرةً فِيهَا مائَة دِينَار على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأتيت بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " عرفهَا حولا " قَالَ: فعرفتها فَلم أجد من يعرفهَا، ثمَّ أَتَيْته فَقَالَ: " عرفهَا حولا " وَلم أجد من يعرفهَا. ثمَّ أَتَيْته فَقَالَ: " عرفهَا حولا " فَلم أجد من يعرفهَا. فَقَالَ " احفظ عَددهَا ووعاءها ووكاءها، فَإِن جَاءَ صَاحبهَا وَإِلَّا فاستمتع بهَا " فاستمتعت بهَا، فَلَقِيته بعد ذَلِك بِمَكَّة، فَقَالَ: لَا أَدْرِي بِثَلَاثَة أَحْوَال أَو حول وَاحِد. وَفِي رِوَايَة بهزٍ قَالَ شُعْبَة: فَسَمعته - يَعْنِي سَلمَة بن كهيل - بعد عشر سِنِين يَقُول: عرفهَا عَاما وَاحِدًا. وَعند مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش، وسُفْيَان، وَزيد بن أبي أنيسَة، وَحَمَّاد بن سَلمَة، عَن سَلمَة بن كهيل عَن سُوَيْد: ثَلَاثَة أَحْوَال، إِلَّا حَمَّاد بن سَلمَة فَإِنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثه: عَاميْنِ أَو ثَلَاثَة. وَفِي حَدِيث [سُفْيَان] وَابْن أبي أنيسَة وَحَمَّاد: فَإِن جَاءَ أحدٌ يُخْبِرك بعددها ووعائها ووكائها، فأعطها إِيَّاه. فِي رِوَايَة وَكِيع: وَإِلَّا فَهُوَ كسبيل مَالك. وَفِي رِوَايَة ابْن نمير: وَإِلَّا فاستمتع بهَا. الحديث: 647 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 أَفْرَاد البُخَارِيّ 648 - الأول: عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: أقرؤنا أبيٌّ، وأقضانا عليٌّ، وَإِنَّا لندع من قَول أبي، وَذَلِكَ أَن أبياًّ يَقُول: لَا أدع شَيْئا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {مَا ننسخ من آيَة أَو ننسها} [سُورَة الْبَقَرَة] . وَفِي حَدِيث صَدَقَة بن الْفضل: وَأبي يَقُول: أَخَذته من فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَا نتركه لشَيْء. 649 - الثَّانِي: من حَدِيث ابْن شهَاب عَن أنسٍ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو أَن لِابْنِ آدم وَاديا من ذهب، أحب أَن يكون لَهُ واديان، وَلنْ يمْلَأ فَاه إِلَّا التُّرَاب، وَيَتُوب الله على من تَابَ ". قَالَ أنس عَن أبي: قَالَ: كُنَّا نرى هَذَا من الْقُرْآن حَتَّى نزلت: {أَلْهَاكُم} [سُورَة التكاثر] . 650 - الثَّالِث: عَن أبي مَرْيَم زر بن حُبَيْش الْأَسدي قَالَ: سَأَلت أبي بن كعبٍ عَن المعوذتين قلت: أَبَا الْمُنْذر، إِن أَخَاك ابْن مَسْعُود يَقُول كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: قيل لي، فَقلت، فَنحْن نقُول كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 651 - الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْأسود بن عبد يَغُوث: أَن أبي بن كَعْب أخبرهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن من الشّعْر حِكْمَة ". الحديث: 648 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 أَفْرَاد مُسلم 652 - الأول: عَن زر بن حُبَيْش قَالَ: سَمِعت أبي بن كَعْب يَقُول - وَقيل لَهُ: إِن عبد الله بن مَسْعُود يَقُول: من قَامَ السّنة أصَاب لَيْلَة الْقدر. فَقَالَ أبي: وَالله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّهَا لفي رَمَضَان، يحلف مَا يَسْتَثْنِي. وَالله إِنِّي لأعْلم أَي ليلةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي أمرنَا بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقيامها، هِيَ لَيْلَة سبع وَعشْرين، وأمارتها أَن تطلع الشَّمْس فِي صَبِيحَة يَوْمهَا بَيْضَاء، لَا شُعَاع لَهَا. وَفِي حَدِيث سُفْيَان قَالَ: سَأَلت أبي بن كَعْب، فَقلت: إِن أَخَاك ابْن مسعودٍ يَقُول: من يقم الْحول يصب لَيْلَة الْقدر. فَقَالَ: رَحمَه الله أَرَادَ أَلا يتكل النَّاس، أما إِنَّه قد علم أَنَّهَا فِي رَمَضَان، وَأَنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر. ثمَّ حلف لَا يَسْتَثْنِي أَنَّهَا لَيْلَة سبعٍ وَعشْرين. فَقلت: بِأَيّ شَيْء تَقول ذَلِك يَا أَبَا الْمُنْذر؟ قَالَ: بالعلامة، أَو بِالْآيَةِ الَّتِي أخبرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنَّهَا تطلع يومئذٍ لَا شُعَاع لَهَا. 653 - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن أبي بن كَعْب فِي قَوْله عز وَجل: {ولنذيقنهم من الْعَذَاب الْأَدْنَى دون الْعَذَاب الْأَكْبَر} [سُورَة السَّجْدَة] ، قَالَ: مصائب الدُّنْيَا، وَالروم، وَالْبَطْشَة أَو الدُّخان. شُعْبَة الشاك فِي البطشة أَو الدُّخان. 654 - الثَّالِث: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن أبي بن كَعْب قَالَ: كنت فِي الْمَسْجِد، فَدخل رجلٌ يُصَلِّي، فَقَرَأَ قِرَاءَة أنكرتها، ثمَّ دخل آخر فَقَرَأَ قِرَاءَة سوى قِرَاءَة صَاحبه. فَلَمَّا قضينا الصَّلَاة دَخَلنَا جَمِيعًا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: إِن هَذَا قَرَأَ قِرَاءَة أنكرتها عَلَيْهِ، وَدخل آخر فَقَرَأَ سوى قِرَاءَة صَاحبه، فَأَمرهمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقرآ، فَحسن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَأْنهمَا، فَسقط فِي نَفسِي من التَّكْذِيب وَلَا إِذْ كنت فِي الْجَاهِلِيَّة، فَلَمَّا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قد غشيني ضرب فِي صَدْرِي، الحديث: 652 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 ففضت عرقاً، وكأنما أنظر إِلَى الله عز وَجل فرقا، فَقَالَ لي: " يَا أبي، أرسل إِلَيّ: أَن اقْرَأ الْقُرْآن على حرفٍ، فَرددت إِلَيْهِ: أَن هون على أمتِي، فَرد إِلَيّ الثَّانِيَة: اقرأه على حرفين، فَرددت إِلَيْهِ: أَن هونٍ على أمتِي، فَرد إِلَيّ الثَّالِثَة: اقرأه على سَبْعَة أحرف، وَلَك بِكُل ردة رددتكها مَسْأَلَة تسألنيها. فَقلت: اللَّهُمَّ اغْفِر لأمتي، اللَّهُمَّ اغْفِر لأمتي. وأخرت الثَّالِثَة ليومٍ يرغب إِلَيّ الْخلق كلهم، حَتَّى إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ". وَفِي حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن أبي ليلى عَن أبي قَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عِنْد أضاة بني غفار، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَقَالَ: إِن الله يَأْمُرك أَن تقْرَأ أمتك الْقُرْآن على حرفٍ. فَقَالَ: " أسأَل الله معافاته ومغفرته، وَإِن أمتِي لَا تطِيق ذَلِك " ثمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَة فَقَالَ: إِن الله يَأْمُرك أَن تقْرَأ أمتك الْقُرْآن على حرفين، فَقَالَ: " أسأَل الله معافاته ومغفرته، وَإِن أمتِي لَا تطِيق ذَلِك " ثمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَة فَقَالَ: إِن الله يَأْمُرك أَن تقْرَأ أمتك الْقُرْآن على ثَلَاثَة أحرف فَقَالَ: " أسأَل الله معافاته ومغفرته، وَإِن أمتِي لَا تطِيق ذَلِك " ثمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَة؟ فَقَالَ: إِن الله يَأْمُرك أَن تقْرَأ أمتك الْقُرْآن على سَبْعَة أحرفٍ، فأيما حرفٍ قرءوا عَلَيْهِ فقد أَصَابُوا ". 655 - الرَّابِع: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ: كَانَ رجلٌ لَا أعلم رجلا أبعد من الْمَسْجِد مِنْهُ، وَكَانَ لَا تخطئه صَلَاة، فَقيل لَهُ، أَو قلت لَهُ: لَو اشْتريت حمارا تركبه فِي الظلماء، وَفِي الرمضاء. قَالَ: مَا يسرني أَن منزلي إِلَى جنب الْمَسْجِد، إِنِّي أُرِيد أَن يكْتب لي ممشاي إِلَى الْمَسْجِد، ورجوعي إِذا رجعت إِلَى أَهلِي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد جمع الله لَك ذَلِك كُله ". الحديث: 655 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 وَفِي رِوَايَة عَاصِم عَن أبي عُثْمَان نَحوه، وَفِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: " إِن لَك مَا احتسبت ". 656 - الْخَامِس: عَن عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل قَالَ: كنت وَاقِفًا مَعَ أبي بن كَعْب فَقَالَ: لَا يزَال النَّاس أَعْنَاقهم مختلفةٌ فِي طلب الدُّنْيَا. قلت: أجل. فَقَالَ لي: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يُوشك الْفُرَات يحسر عَن جبلٍ من ذهب، وَإِذا سمع بِهِ النَّاس سَارُوا إِلَيْهِ، فَيَقُول من عِنْده: لَئِن تركنَا النَّاس يَأْخُذُونَ مِنْهُ ليذهبن بِهِ كُله. قَالَ: فيقتتلون عَلَيْهِ، فَيقْتل من كل مائَة تِسْعَة وَتسْعُونَ ". 657 - السَّادِس: عَن عبد الله بن رَبَاح الْأنْصَارِيّ عَن أبي بن كَعْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَبَا الْمُنْذر، أَتَدْرِي أَي آيةٍ فِي كتاب الله مَعَك أعظم؟ " قَالَ: قلت: {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} [سُورَة الْبَقَرَة] ، وَهِي آيَة الْكُرْسِيّ، فَضرب فِي صَدْرِي وَقَالَ: " لِيَهنك الْعلم يَا أَبَا الْمُنْذر ". . زَاد أَبُو مَسْعُود: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِن لهَذِهِ الْآيَة للساناً وشفتين، تقدس الْملك عِنْد سَاق الْعَرْش " وَلم أجد ذَلِك فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. 658 - السَّابِع: حَدِيث الاسْتِئْذَان، من رِوَايَة طَلْحَة بن يحيى عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى عَنهُ. تقدم فِي مُسْند أبي مُوسَى. الحديث: 656 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 (38) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي طَلْحَة زيد بن سهل الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 659 - أَحدهمَا: عَن ابْن عَبَّاس عَنهُ أَنه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلبٌ وَلَا صورةٌ ". وَفِي رِوَايَة: " وَلَا تماثيل ". وَفِي رِوَايَة: " وَلَا تصاوير ". زَاد بعض الروَاة بعد قَوْله: " وَلَا صُورَة " يُرِيد صور التماثيل الَّتِي فِيهَا الْأَرْوَاح. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث زيد بن خَالِد عَن أبي طَلْحَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ صورةٌ ". قَالَ بسر بن سعيد: ثمَّ اشْتَكَى زيدٌ فعدناه، فَإِذا على بَابه سترٌ فِيهِ صُورَة، قَالَ: فَقلت لِعبيد الله الْخَولَانِيّ، ربيب مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ألم يخبرنا زيدٌ عَن الصُّور يَوْم الأول؟ فَقَالَ عبيد الله: ألم تسمعه حِين قَالَ: " إِلَّا رقماً فِي ثوب ". وَعند مُسلم فِي حَدِيث زيد بن خَالِد من رِوَايَة سُهَيْل بن سعيد بن يسَار عَنهُ عَن أبي طَلْحَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلبٌ وَلَا تماثيل ". 660 - الثَّانِي: عَن أنس بن مَالك عَن أبي طَلْحَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ إِذا ظهر على قومٍ أَقَامَ بالعرصة ثَلَاث ليالٍ. الحديث: 659 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 وَعَن أبي طَلْحَة قَالَ: لما كَانَ يَوْم بدر وَظهر عَلَيْهِم نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر ببضعةٍ وَعشْرين رجلا. وَفِي حَدِيث روح: بأَرْبعَة وَعشْرين رجلا من صَنَادِيد قريشٍ، فَألْقوا فِي طوي من أطواء بدر. بِمَعْنى حَدِيث ثَابت عَن أنس، وَفِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ناداهم: يَا أَبَا جهل بن هِشَام، يَا أُميَّة بن خلف، يَا عتبَة بن ربيعَة، يَا شيبَة ابْن ربيعَة، أَلَيْسَ قد وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا، فَإِنِّي وجدت مَا وَعَدَني رَبِّي حقاًّ ". وَفِيه أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم " زَاد البرقاني فِي الحَدِيث قَالَ: قَالَ قَتَادَة أحياهم الله حَتَّى أسمعهم توبيخاً وتصغيراً ونقمة وحسرةً وتندماً. وللبخاري حَدِيث وَاحِد: 661 - عَن أنس عَن أبي طَلْحَة قَالَ: كنت فِيمَن تغشاه النعاس يَوْم أحدٍ، حَتَّى سقط سَيفي من يَدي مرَارًا، يسْقط وَآخذه، وَيسْقط وَآخذه. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 662 - عَن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أَبِيه قَالَ: كُنَّا قعُودا بالأفنية نتحدث، فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَامَ علينا، فَقَالَ: " مَا لكم ولمجالس الصعدات. اجتنبوا مجَالِس الصعدات " فَقُلْنَا. إِنَّمَا فعلنَا لغير مَا بَأْس، قعدنا نتذاكر ونتحدث. قَالَ: " إِمَّا لَا، فأدوا حَقّهَا: غض الْبَصَر، ورد السَّلَام، وَحسن الْكَلَام ". الحديث: 661 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 (39) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبَادَة بن الصَّامِت بن قيس الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا، وَبَايع لَيْلَة الْعقبَة، رَضِي الله عَنهُ 663 - الحَدِيث الأول: عَن أنس عَن عبَادَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه ". زَاد البُخَارِيّ فِي رِوَايَته من طَرِيق همام، عَن قَتَادَة: فَقَالَت عَائِشَة أَو بعض أَزوَاجه: إِنَّا لنكره الْمَوْت. قَالَ: " لَيْسَ ذَلِك، وَلَكِن الْمُؤمن إِذا حَضَره الْمَوْت بشر برضوان الله وكرامته، فَلَيْسَ شيءٌ أحب إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامه، فَأحب لِقَاء الله وَأحب الله لقاءه. وَإِن الْكَافِر إِذا حضر بشر بِعَذَاب الله وعقوبته، فَلَيْسَ شيءٌ أكره إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامه، كره لِقَاء الله، وَكره الله لقاءه ". 664 - الثَّانِي: عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك عَن عبَادَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رُؤْيا الْمُؤمن جُزْء من ستةٍ وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث ثَابت عَن أنس عَن عبَادَة مثل حَدِيث قَتَادَة. 665 - الثَّالِث: عَن مَحْمُود بن الرّبيع عَن عبَادَة بن الصَّامِت: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا صَلَاة لمن لم يقْرَأ بِفَاتِحَة الْكتاب ". 666 - الرَّابِع: عَن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت عَن أَبِيه قَالَ: بَايعنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على السّمع وَالطَّاعَة فِي الْعسر واليسر، والمنشط وَالْمكْره، وعَلى أثرةٍ علينا، وعَلى أَلا ننازع الْأَمر أَهله. وعَلى أَن نقُول بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَاف فِي الله لومة لائم. الحديث: 663 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 وَقد أخرجَا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث جُنَادَة عَن عبَادَة، وَزَاد مُتَّصِلا بقوله: وَلَا ننازع الْأَمر أَهله. قَالَ: " إِلَّا أَن تروا كفرا بواحاً عنْدكُمْ فِيهِ من الله برهَان ". 667 - الْخَامِس: عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ، عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مجلسٍ فَقَالَ: " تُبَايِعُونِي على أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّه شَيْئا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تقتلُوا النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ ". فِي رِوَايَة: " وَلَا تقتلُوا أَوْلَادكُم، وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَان تفترونه بَين أَيْدِيكُم وأرجلكم، وَلَا تعصوني فِي مَعْرُوف، فَمن وفى مِنْكُم فَأَجره على الله، وَمن أصَاب شَيْئا من ذَلِك فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَة لَهُ وطهورٌ، وَمن أصَاب شَيْئا من ذَلِك فستره الله عَلَيْهِ، فَأمره إِلَى الله، إِن شَاءَ عَفا عَنهُ وَإِن شَاءَ عذبه ". قَالَ: فَبَايَعْنَاهُ على ذَلِك. فِي حَدِيث معمر: فَتلا علينا آيَة النِّسَاء: {لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا} الْآيَة [سُورَة الممتحنة] . وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عسيلة الصنَابحِي عَن عبَادَة أَنه قَالَ: إِنِّي لمن النُّقَبَاء الَّذين بَايعُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بَايَعْنَاهُ على أَلا نشْرك بِاللَّه شَيْئا، وَذكر نَحوه. وَزَاد: وَلَا ننتهب، وَلَا نعصي، فالجنة إِن فعلنَا ذَلِك، فَإِن غشينا من ذَلِك شَيْئا كَانَ قَضَاء ذَلِك إِلَى الله عز وَجل. وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث أبي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ عَن عبَادَة: وَفِيه: أَخذ علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا أَخذ على النِّسَاء أَلا نشْرك بِاللَّه شَيْئا، وَلَا نَسْرِق، وَلَا نزني، وَلَا نقْتل أَوْلَادنَا، وَلَا يعضه بَعْضنَا بَعْضًا. ثمَّ ذكر نَحوه. الحديث: 667 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 668 - السَّادِس: عَن جُنَادَة بن أبي أُميَّة عَن عبَادَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وَأَن عِيسَى عبد الله وَرَسُوله وكلمةٌ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم وروحٌ مِنْهُ، وَالْجنَّة وَالنَّار حق، أدخلهُ الله الْجنَّة على مَا كَانَ من الْعَمَل ". فِي رِوَايَة ابْن جَابر: أدخلهُ الله من أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية أَيهَا شَاءَ ". وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث الصنَابحِي عَن عبَادَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، حرم الله عَلَيْهِ النَّار " لم يزدْ. وللبخاري حديثان: 669 - أَحدهمَا: عَن أنس قَالَ: حَدثنِي عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليخبر بليلة الْقدر، فتلاحى رجلَانِ من الْمُسلمين، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي خرجت لأخبركم بليلة الْقدر، فتلاحى فلَان وَفُلَان، فَرفعت، وَعَسَى أَن يكون خيرا لكم، فالتمسوها فِي التَّاسِعَة وَالسَّابِعَة وَالْخَامِسَة ". 670 - الثَّانِي: عَن جُنَادَة بن أبي أُميَّة قَالَ: حَدثنِي عبَادَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من تعار من اللَّيْل، فَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قديرٌ، الْحَمد لله، وَسُبْحَان الله، وَالله أكبر، وَلَا حول الحديث: 668 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لي، أَو دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِن تَوَضَّأ قبلت صلَاته ". وَلمُسلم حديثان: 671 - أَحدهمَا: عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن حطَّان عَن عبد الله الرقاشِي عَن عبَادَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خُذُوا عني، خُذُوا عني، قد جعل الله لَهُنَّ سَبِيلا ". الْبكر بالبكر جلد مائةٍ وَنفي سنةٍ، وَالثَّيِّب بِالثَّيِّبِ جلد مائةٍ وَالرَّجم ". 672 - الثَّانِي: عَن أبي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ - من صنعاء دمشق، واسْمه شرَاحِيل بن آدة، عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الذَّهَب بِالذَّهَب، وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ، وَالْبر بِالْبرِّ، وَالشعِير بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْر بِالتَّمْرِ، وَالْملح بالملح، مثلا بِمثل، سَوَاء بسواءٍ، يدا بيدٍ. فَإِذا اخْتلفت هَذِه الْأَصْنَاف فبيعوا كَيفَ شِئْتُم إِذا كَانَ يدا بيدٍ ". وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا بِطُولِهِ، وَفِيه قصَّة مُعَاوِيَة مَعَ عبَادَة، من حَدِيث أَيُّوب عَن أبي قلَابَة قَالَ: كنت بِالشَّام فِي حَلقَة فِيهَا مُسلم بن يسَار، فجَاء أَبُو الْأَشْعَث قَالَ: فَقَالُوا: أَبُو الْأَشْعَث، أَبُو الْأَشْعَث، فَجَلَسَ فَقلت: حدث أخانا حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت. قَالَ: نعم، غزونا غزَاة وعَلى النَّاس مُعَاوِيَة، فغنمنا غَنَائِم كَثِيرَة، فَكَانَ فِيمَا غنمنا آنيةٌ من فضَّة، فَأمر مُعَاوِيَة رجلا أَن يَبِيعهَا فِي أعطيات النَّاس، فَتسَارع النَّاس فِي ذَلِك، فَبلغ عبَادَة بن الصَّامِت، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَن بيع الذَّهَب بِالذَّهَب، وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ، وَالْبر بِالْبرِّ، الحديث: 671 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 وَالشعِير بِالشَّعِيرِ، وَالْملح بالملح إِلَّا سَوَاء بِسَوَاء عينا بعينٍ، فَمن زَاد أَو ازْدَادَ فقد أربى. فَرد النَّاس مَا أخذُوا. فَبلغ ذَلِك مُعَاوِيَة، فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: مَا بَال رجالٍ يتحدثون عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَادِيث قد كُنَّا نشهده ونصحبه فَلم نسمعها مِنْهُ. فَقَامَ عبَادَة فَأَعَادَ الْقِصَّة وَقَالَ: لنحدثن بِمَا سمعنَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن كره مُعَاوِيَة. أَو قَالَ: وَإِن رغم، مَا أُبَالِي أَلا أَصْحَبهُ فِي جنده لَيْلَة سَوْدَاء. قَالَ حَمَّاد هَذَا أَو نَحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 (40) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ واسْمه خَالِد بن زيد. 673 - الأول: عَن الْبَراء بن عَازِب عَن أبي أَيُّوب قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد مَا غربت الشَّمْس، فَسمع صَوتا فَقَالَ: " يهود تعذب فِي قبورها ". 674 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن يزِيد الخطمي - وَكَانَ أَمِيرا على الْكُوفَة على عهد ابْن الزبير، قَالَ: حَدثنِي أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمع فِي حجَّة الْوَدَاع الْمغرب وَالْعشَاء بِالْمُزْدَلِفَةِ. 675 - الثَّالِث: عَن عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي أَيُّوب: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يحل لمسلمٍ أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث ليالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيعرض هَذَا ويعرض هَذَا، وخيرهما الَّذِي يبْدَأ بِالسَّلَامِ ". 676 - الرَّابِع: عَن عَطاء بن يزِيد عَن أبي أَيُّوب أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أتيتم الْغَائِط فَلَا تستقبلوا الْقبْلَة وَلَا تستدبروها، وَلَكِن شرقوا أَو غربوا ". قَالَ أَبُو أَيُّوب: فقدمنا الشَّام، فَوَجَدنَا مراحيض بنيت قبل الْقبْلَة، فننحرف عَنْهَا ونستغفر الله عز وَجل. 677 - الْخَامِس: عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي أَيُّوب أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أَخْبرنِي بِعَمَل يدخلني الْجنَّة، وَيُبَاعِدنِي من النَّار. فَقَالَ الْقَوْم: مَاله مَاله. الحديث: 673 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أربٌ مَاله. تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة، وتؤتي الزَّكَاة، وَتصل الرَّحِم، ذرها " كَأَنَّهُ كَانَ على رَاحِلَته. زَاد أَبُو الْأَحْوَص: فَلَمَّا أدبر قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن تمسك بِمَا أَمر بِهِ دخل الْجنَّة ". وَفِي رِوَايَة ابْن نمير: أَن أَعْرَابِيًا عرض لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي سفرٍ، فَأخذ بِخِطَام نَاقَته أَو بزمامها، ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله، أَو: يَا مُحَمَّد، أَخْبرنِي بِمَا يقربنِي من الْجنَّة، وَمَا يباعدني من النَّار. قَالَ: فَكف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ نظر فِي أَصْحَابه، ثمَّ قَالَ: " لقد وفْق، أَو: لقد هدي ". قَالَ: " كَيفَ قلت؟ " قَالَ: فَأَعَادَ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تعبد الله ... " وَذكره. وَقَالَ فِي آخِره: " دع النَّاقة ". 678 - السَّادِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن أبي أَيُّوب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير، عشر مرار، كَانَ كمن أعتق أَرْبَعَة أنفسٍ من ولد إِسْمَاعِيل ". 679 - السَّابِع: عَن عبد الله بن حنين: أَن عبد الله بن عَبَّاس والمسور بن مخرمَة اخْتلفَا بالأبواء، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: يغسل الْمحرم رَأسه، وَقَالَ الْمسور: لَا يغسل الْمحرم رَأسه. قَالَ: فأرسلني ابْن عَبَّاس إِلَى أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ، فَوَجَدته يغْتَسل بَين القرنين وَهُوَ يستر بِثَوْب، فَسلمت عَلَيْهِ، فَقَالَ: من هَذَا؟ فَقلت: عبد الله بن حنين، أَرْسلنِي إِلَيْك ابْن عَبَّاس يَسْأَلك: كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يغسل رَأسه وَهُوَ محرمٌ؟ فَوضع أَبُو أَيُّوب يَده على الثَّوْب، فطأطأه حَتَّى بدا لي رَأسه، ثمَّ الحديث: 678 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 قَالَ لإِنْسَان يصب عَلَيْهِ: اصبب، فصب على رَأسه، ثمَّ حرك رَأسه بيدَيْهِ، فَأقبل بهما وَأدبر، فَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفعل. وَفِي رِوَايَة ابْن جريج: فَقَالَ الْمسور لِابْنِ عَبَّاس: لَا أماريك أبدا. وللبخاري حَدِيث وَاحِد: 680 - من حَدِيث أبي سَلمَة عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي أَيُّوب قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا بعث الله من نَبِي وَلَا كَانَ بعده من خَليفَة إِلَّا لَهُ بطانتان: بطانةٌ تَأمره بِالْمَعْرُوفِ وتنهاه عَن الْمُنكر، وبطانةٌ لَا تألوه خبالاً، فَمن وقِي بطانة السوء فقد وقِي ". أخرجه بِغَيْر إسنادٍ فَقَالَ: وَقَالَ عبيد الله بن أبي جَعْفَر بعد أَن أخرج مَعْنَاهُ بِإِسْنَاد من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ. والمتن هَكَذَا فِي " الْأَطْرَاف "، وَفِي كتاب البرقاني. أَفْرَاد مُسلم 681 - الأول: عَن جَابر بن سَمُرَة عَن أبي أَيُّوب قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أُتِي بطعامٍ اكل مِنْهُ، وَبعث بفضله إِلَيّ، وَإنَّهُ بعث إِلَيّ يَوْمًا بفضلةٍ لم يَأْكُلُوا مِنْهَا لِأَن فِيهَا ثوماً، فَسَأَلته: أحرامٌ هُوَ؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِنِّي أكرهه من أجل رِيحه ". قَالَ: فَإِنِّي أكره مَا كرهت ". وَرَوَاهُ مسلمٌ أَيْضا وَفِيه زيادةٌ من حَدِيث أَفْلح مولى أبي أَيُّوب عَن أبي أَيُّوب: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل عَلَيْهِ، فَنزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفل، وَأَبُو أَيُّوب فِي الْعُلُوّ، فانتبه الحديث: 680 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 أَبُو أَيُّوب لَيْلَة، فَقَالَ: نمشي فَوق رَأس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فتنحوا فَبَاتُوا فِي جَانب. ثمَّ قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " السّفل أرْفق " فَقَالَ: لَا أعلو سَقِيفَة أَنْت تحتهَا. فتحول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعُلُوّ، وَأَبُو أَيُّوب فِي السّفل، فَكَانَ يصنع للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما، فَإِذا جِيءَ بِهِ إِلَيْهِ سَأَلَ عَن مَوضِع أَصَابِعه فتتبع أَصَابِعه، فَصنعَ لَهُ طَعَاما فِيهِ ثومٌ فَلَمَّا رد إِلَيْهِ سَأَلَ عَن مَوضِع أَصَابِع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقيل لَهُ: لم يَأْكُل، فَفَزعَ وَصعد إِلَيْهِ، فَقَالَ: أحرامٌ؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا، وَلَكِنِّي أكرهه " فَقَالَ: فَإِنِّي أكره مَا تكره، أَو مَا كرهت. قَالَ: وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُؤْتى إِلَيْهِ. يَعْنِي: مَجِيء الْملك. 682 - الثَّانِي: عَن مُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي أَيُّوب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " الْأَنْصَار، وَمُزَيْنَة، وجهينة. وغفار، وَأَشْجَع، وَمن كَانَ من بني عبد الله، موَالِي دون النَّاس، وَالله وَرَسُوله مَوْلَاهُم ". وَهَكَذَا هَذَا الْمَتْن فِي كتاب مُسلم، وَقد ذكره أَبُو مَسْعُود بِخِلَاف ذَلِك، وَلم أَجِدهُ على ذَلِك فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. 683 - الثَّالِث: عَن أبي صرمة عَن أبي أَيُّوب أَنه قَالَ حِين حَضرته الْوَفَاة: كنت كتمت عَنْكُم شَيْئا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَوْلَا أَنكُمْ تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون، يغْفر لَهُم ". 684 - الرَّابِع: عَن عمر بن ثَابت الخزرجي عَن أبي أَيُّوب أَنه حَدثهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من صَامَ رَمَضَان وَأتبعهُ ستاًّ من شَوَّال كَانَ كصيام الدَّهْر ". الحديث: 682 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 685 - الْخَامِس: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي - واسْمه عبد الله بن يزِيد - قَالَ: سَمِعت أَبَا أَيُّوب يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " غدْوَة فِي سَبِيل الله أَو روحةٌ خيرٌ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس وغربت ". الحديث: 685 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 (41) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي بردة، هَانِئ بن نيار البلوي رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد، وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره: 686 - عَن جَابر بن عبد الله عَن أبي بردة. وَفِي حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب، عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر عَن أبي بردة: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يجلد فَوق عشرَة أسواطٍ إِلَّا فِي حدٍّ من حُدُود الله عز وَجل ". الحديث: 686 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 (42) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن زيد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ 687 - الأول: عَن عبد الله بن عمر من رِوَايَة سَالم عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَبِيعُوا الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه، وَلَا تَبِيعُوا الثَّمر بالثمر ". قَالَ سَالم: وَأَخْبرنِي عبد الله عَن زيد بن ثَابت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص بعد ذَلِك فِي بيع الْعرية بالرطب أَبُو بِالتَّمْرِ، وَلم يرخص فِي غير ذَلِك. وَفِي رِوَايَة مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن زيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص لصَاحب الْعرية أَن يَبِيعهَا بِخرْصِهَا من التَّمْر. وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن زيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص فِي الْعرية، يَأْخُذهَا أهل الْبَيْت بِخرْصِهَا تَمرا، يأكلونها رطبا. وَفِي رِوَايَة هشيم عَن يحيى بن سعيد: والعرية: النَّخْلَة تجْعَل للْقَوْم، فيبيعونها بِخرْصِهَا تَمرا. وَفِي رِوَايَة اللَّيْث عَن يحيى بِهَذَا الْإِسْنَاد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص فِي بيع الْعرية بِخرْصِهَا تَمرا. قَالَ يحيى: الْعرية: أَن يَشْتَرِي الرجل ثَمَر النخلات لطعام اهله رطبا، بِخرْصِهَا تَمرا. الحديث: 687 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 688 - الثَّانِي: عَن أنس بن مَالك عَن زيد بن ثَابت قَالَ: تسحرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قمنا إِلَى الصَّلَاة. قلت: كم كَانَ قدر مَا بَينهمَا؟ قَالَ: قدر خمسين آيَة. وَفِي حَدِيث سعيد عَن قَتَادَة: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَزيد بن ثَابت تسحرا. جعله فِي مُسْند أنس. 689 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن يزِيد عَن زيد بن ثابتٍ قَالَ: لما خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أحدٍ، رَجَعَ ناسٌ مِمَّن خرج مَعَه، فَكَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم فرْقَتَيْن، قَالَت فرقةٌ: نقتلهم، وَقَالَت فرقةٌ: لَا نقتلهم. فَنزلت: {فَمَا لكم فِي الْمُنَافِقين فئتين} [سُورَة النِّسَاء] ، وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّهَا طيبَة، تَنْفِي الرِّجَال كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد ". 690 - الرَّابِع: عَن عَطاء بن يسارٍ عَن زيد عَن ثابتٍ قَالَ: قَرَأت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (والنجم) فَلم يسْجد فِيهَا. 691 - الْخَامِس: عَن بسر بن سعيدٍ عَن زيد بن ثَابت قَالَ: احتجر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: حجيرة بخصفةٍ أَو حصيرٍ، قَالَ عَفَّان: فِي الْمَسْجِد، وَقَالَ عبد الْأَعْلَى: فِي رَمَضَان، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِيهَا: قَالَ: فتتبع إِلَيْهِ رجالٌ، وَجَاءُوا يصلونَ بِصَلَاتِهِ. قَالَ: ثمَّ جَاءُوا إِلَيْهِ فَحَضَرُوا، وَأَبْطَأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْهُم، قَالَ: فَلم يخرج إِلَيْهِم، فَرفعُوا أَصْوَاتهم وحصبوا الْبَاب، فَخرج إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مغضباً فَقَالَ لَهُم: " مَا زَالَ بكم صنيعكم حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيكتب عَلَيْكُم، فَعَلَيْكُم بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتكُمْ، فَإِن خير صَلَاة الْمَرْء فِي بَيته إِلَّا الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة ". الحديث: 688 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 وَفِي حَدِيث عَفَّان: وَلَو كتب عَلَيْكُم مَا قُمْتُم بِهِ ". وَفِيه: " فَإِن أفضل الصَّلَاة صَلَاة الْمَرْء فِي بَيته إِلَّا الْمَكْتُوبَة ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 692 - الأول: عَن سهل بن أبي حثْمَة الْأنْصَارِيّ عَن زيد بن ثَابت قَالَ: كَانَ النَّاس فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتبايعون الثِّمَار، فَإِذا جذ النَّاس، وَحضر تقاضيهم قَالَ الْمُبْتَاع: إِنَّه أصَاب الثَّمر الدمَان، أَصَابَهُ مراضٌ، أَصَابَهُ قشامٌ، عاهات يحتجون بهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما كثرت عِنْده الْخُصُومَة فِي ذَلِك: " إِمَّا لَا، فَلَا تتبايعوا حَتَّى يَبْدُو صَلَاح الثَّمر " كالمشورة يُشِير بهَا لِكَثْرَة خصومتهم. وَأخرجه بِغَيْر إِسْنَاد فَقَالَ: وروى عَليّ بن بَحر. وَقَالَ اللَّيْث: هَكَذَا حكى زيد. ثمَّ قد جَاءَ حَدِيث ابْن عمر وَأنس وَجَابِر بِالنَّهْي عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى يَبْدُو صَلَاحهَا. 693 - الثَّانِي: قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ خَارِجَة بن زيد عَن زيد بن ثَابت: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَهْ أَن يتَعَلَّم كتاب الْيَهُود. قَالَ: حَتَّى كتبت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأمرأته كتبهمْ. زَاد أَبُو مَسْعُود: فَلم يمر لي نصف شهرٍ حَتَّى حذقته. قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي وَالله مَا آمن يهود على كتابي ". الحديث: 692 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 694 - الثَّالِث: عَن مَرْوَان بن الحكم قَالَ: قَالَ لي زيد بن ثَابت: مَالك تقْرَأ فِي الْمغرب بقصار الْمفصل، وَقد سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ بطولى الطوليين. 695 - الرَّابِع: عَن مَرْوَان بن الحكم: أَن زيد بن ثَابت أخبرهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمْلى عَلَيْهِ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ غير أولي الضَّرَر وَالْمُجَاهِدُونَ} [سُورَة النِّسَاء] ، فَجَاءَهُ ابْن أم مَكْتُوم وَهُوَ يملها عَليّ، فَقَالَ: وَالله يَا رَسُول الله، لَو أَسْتَطِيع الْجِهَاد لَجَاهَدْت، وَكَانَ أعمى. فَأنْزل الله عز وَجل على رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفَخذه على فَخذي، فَثقلَتْ عَليّ حَتَّى خفت أَن ترض فَخذي. ثمَّ سري عَنهُ، فَأنْزل الله عز وَجل: {غير أولي الضَّرَر} . وَقد تقدم لَهُ فِي مُسْند أبي بكر حَدِيث جمع الْقُرْآن، وَقَوله: " فقدت آيَة من سُورَة الْأَحْزَاب، وَجدتهَا مَعَ خُزَيْمَة بن ثَابت ". 696 - وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن زيد بن ثَابت، قَالَ أَبُو سعيد: وَلم أشهده من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَكِن حَدَّثَنِيهِ زيد بن ثَابت، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حائطٍ لبني النجار على بغلة وَنحن مَعَه، إِذْ حادت بِهِ فَكَادَتْ تلقيه، وَإِذا أقبرٌ سِتَّة أَو خَمْسَة أَو أَرْبَعَة - كَذَا كَانَ يَقُول الْجريرِي - فَقَالَ: " من يعرف أَصْحَاب هَذِه الأقبر؟ " فَقَالَ رجل: أَنا. فَقَالَ: " فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ " قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاك. فَقَالَ: " إِن هَذِه الْأمة تبتلى فِي قبورها، فلولا أَلا تدافنوا، لَدَعَوْت الله أَن يسمعكم من عَذَاب الْقَبْر الَّذِي أسمع مِنْهُ "، ثمَّ أقبل علينا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " تعوذوا بِاللَّه من عَذَاب النَّار " الحديث: 694 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 فَقَالُوا: نَعُوذ بِاللَّه من عَذَاب النَّار. قَالَ: " تعوذوا بِاللَّه من عَذَاب الْقَبْر ". قَالُوا: نَعُوذ بِاللَّه من عَذَاب الْقَبْر. قَالَ: " تعوذوا بِاللَّه من الْفِتَن، مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن ". قَالُوا: نَعُوذ بِاللَّه من الْفِتَن، مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن. قَالَ: " تعوذوا من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ". قَالُوا: نَعُوذ بِاللَّه من فتْنَة الدَّجَّال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 (43) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عَمْرو بن عَوْف، حَلِيف بني عَامر بن لؤَي [رَضِي الله عَنهُ] شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. حَدِيث وَاحِد: وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث: 697 - عَن الْمسور بن مخرمَة أَن عَمْرو بن عَوْف أخبرهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح إِلَى الْبَحْرين يَأْتِي بجزيتها، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ صَالح أهل الْبَحْرين، وَأمر عَلَيْهِم الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ. فَقدم أَبُو عُبَيْدَة بِمَال من الْبَحْرين فَسمِعت الْأَنْصَار بقدوم أبي عُبَيْدَة، فوافوا صَلَاة الْفجْر مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْصَرف، فتعرضوا لَهُ. فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَآهُمْ، ثمَّ قَالَ: " أظنكم سَمِعْتُمْ أَن أَبَا عُبَيْدَة قدم بشيءٍ من الْبَحْرين؟ " فَقَالُوا: أجل يَا رَسُول الله. فَقَالَ: " أَبْشِرُوا وأملوا مَا يسركم. فوَاللَّه مَا الْفقر أخْشَى عَلَيْكُم، وَلَكِنِّي أخْشَى عَلَيْكُم أَن تبسط الدُّنْيَا عَلَيْكُم كَمَا بسطت على من كَانَ قبلكُمْ، فتنافسوها كَمَا تنافسوها، وتهلككم كَمَا أهلكتهم ". الحديث: 697 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 (44) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي لبَابَة، عَامر بن الْمُنْذر، وَقيل: بشير بن الْمُنْذر [رَضِي الله عَنهُ] بَدْرِي. حَدِيث وَاحِد، لَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره. 698 - عَن نَافِع عَنهُ، وَعَن سَالم وَنَافِع عَن ابْن عمر عَنهُ، وَفِي بعض الرِّوَايَات عَنهُ وَعَن زيد بن الْخطاب، وَفِي بَعْضهَا عَنهُ أَو عَن زيد بن الْخطاب. بِالشَّكِّ: فَفِي رِوَايَة هِشَام بن يُوسُف عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب على الْمِنْبَر، يَقُول: " اقْتُلُوا الْحَيَّات، واقتلوا ذَا الطفيتين والأبتر؛ فَإِنَّهُمَا يطمسان الْبَصَر، ويسقطان الْحَبل ". قَالَ عبد الله: فَبينا أَنا أطارد حَيَّة لأقتلها، ناداني أَبُو لبَابَة: لَا تقتلها، فَقلت: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بقتل الْحَيَّات، فَقَالَ: إِنَّه نهى بعد ذَلِك عَن ذَوَات الْبيُوت، وَهِي العوامر. وَفِي رِوَايَة عمر بن نَافِع عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ أَبُو لبَابَة الْأنْصَارِيّ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن قتل الْحَيَّات الَّتِي تكون فِي الْبيُوت، إِلَّا الأبتر وَذَا الطفيتين، فَإِنَّهُمَا اللَّذَان يخطفان الْبَصَر، ويتتبعان مَا فِي بطُون النِّسَاء. وَسَائِر الرِّوَايَات على مَا تقدم من اختلافها فِي الْإِسْنَاد مُتَقَارِبَة الْمَعْنى فِي الْمَتْن متفقة فِي النهى عَن ذَوَات الْبيُوت. الحديث: 698 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 (45) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عتْبَان بن مَالك [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: لَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره: 699 - عَن ابْن شهَاب قَالَ: أَخْبرنِي مَحْمُود بن الرّبيع: أَنه عقل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وعقل مجةً مجها فِي وَجهه من بِئْر كَانَت فِي دَارهم، وَزعم أَنه سمع عتْبَان ابْن مَالك الْأنْصَارِيّ - وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: كنت أُصَلِّي لقومي بني سَالم، وَكَانَ يحول بيني وَبينهمْ وادٍ، إِذا جَاءَت الأمطار يشق عَليّ اجتيازه قبل مَسْجِدهمْ، فَجئْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت لَهُ: إِنِّي أنْكرت بَصرِي، وَإِن الْوَادي الَّذِي بيني وَبَين قومِي يسيل إِذا جَاءَت الأمطار فَيشق عَليّ اجتيازه، فوددت أَنَّك تَأتي فَتُصَلِّي فِي بَيْتِي مَكَانا أتخذه مصلى. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سأفعل ". فغدا عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر بَعْدَمَا اشْتَدَّ النَّهَار، وَاسْتَأْذَنَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَذنت لَهُ، فَلم يجلس حَتَّى قَالَ: " أَيْن تحب أَن أُصَلِّي فِي بَيْتك؟ " فأشرت إِلَيْهِ إِلَى الْمَكَان الَّذِي أحب أَن يُصَلِّي فِيهِ، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكبر، وصففنا وَرَاءه، فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم وَسلمنَا حِين سلم. فحبسته على خزير يصنع لَهُ، فَسمع أهل الدَّار أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيْتِي، فَثَابَ رجالٌ مِنْهُم حَتَّى كثر الرِّجَال فِي الْبَيْت، فَقَالَ رجلٌ: مَا فعل مالكٌ؟ لَا أرَاهُ. فَقَالَ رجلٌ مِنْهُم: ذَلِك منافقٌ لَا يحب الله وَرَسُوله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تقل ذَلِك، أَلا ترَاهُ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يَبْتَغِي بذلك وَجه الله عز وَجل؟ " فَقَالَ: الله وَرَسُوله أعلم، أما نَحن، فوَاللَّه لَا نرى وده وَلَا حَدِيثه إِلَّا إِلَى الْمُنَافِقين. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِن الله قد حرم على النَّار من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يَبْتَغِي بذلك وَجه الله ". الحديث: 699 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 قَالَ مَحْمُود: فحدثتها قوما فيهم أَبُو أَيُّوب صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزوته الَّتِي توفّي فِيهَا - وَيزِيد بن مُعَاوِيَة عَلَيْهِم - بِأَرْض الرّوم، فأنكرها عَليّ أَبُو أَيُّوب وَقَالَ: وَالله مَا أَظن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا قلت قطّ. فَكبر ذَلِك عَليّ، فَجعلت الله عَليّ إِن سلمني الله حَتَّى أقفل من غزوتي، أَن أسَال عَن عتْبَان بن مَالك، إِن وجدته حياًّ فِي مَسْجِد قومه. فَفعلت، فَأَهْلَلْت بِحجَّة أَو عمْرَة، ثمَّ سرت حَتَّى قدمت من الْمَدِينَة، فَأتيت بني سَالم، فَإِذا عتْبَان شيخٌ أعمى يُصَلِّي لِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سلم سلمت عَلَيْهِ، وأخبرته من أَنا، ثمَّ سَأَلته عَن ذَلِك الحَدِيث، فَحَدَّثَنِيهِ كَمَا حَدَّثَنِيهِ أول مرّة. وَفِي حَدِيث يُونُس وَعقيل: قَالَ ابْن شهَاب: ثمَّ سَأَلت الْحصين بن مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ - وَهُوَ أحد بني سَالم، وَهُوَ من سراتهم - عَن حَدِيث مَحْمُود بن الرّبيع فَصدقهُ بذلك. وَفِي حَدِيث معمر: فَقَالَ رجل: أَيْن مَالك بن الدخشن أَو الدخيشن؟ قَالَ الزُّهْرِيّ: ثمَّ نزلت بعد ذَلِك فَرَائض وأمورٌ، نرى أَن الْأَمر انْتهى إِلَيْهَا، فَمن اسْتَطَاعَ أَن لَا يغتر فَلَا يغتر. وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك عَن مَحْمُود بن الرّبيع قَالَ: قدمت الْمَدِينَة، فَلَقِيت عتْبَان بن مَالك، حديثٌ بَلغنِي عَنْك. فَقَالَ: أصابني فِي بَصرِي بعض الشَّيْء، فَبعثت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي أحب أَن تَأتِينِي فَتُصَلِّي فِي منزلي فأتخذه مصلى. قَالَ: فَأَتَانِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن شَاءَ الله من أَصْحَابه، فَدخل، فَهُوَ يُصَلِّي فِي منزلي وَأَصْحَابه يتحدثون بَينهم. ثمَّ أسندوا عظم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 ذَلِك وَكبره إِلَى مَالك بن دخشم. قَالَ: ودوا أَنه دَعَا عَلَيْهِ فَهَلَك، ودوا أَنه أَصَابَهُ شرٌّ. فَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " أَلَيْسَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله؟ " قَالُوا: إِنَّه يَقُول ذَاك وَمَا هُوَ فِي قلبه. قَالَ: " لَا يشْهد أحدٌ أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله، فَيدْخل النَّار أَو تطعمه ". قَالَ أنسٌ: فَأَعْجَبَنِي هَذَا الحَدِيث، فَقلت لِابْني: اكتبه، فَكَتبهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 (46) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سهل بن حنيف [رَضِي الله عَنهُ] 700 - الأول: عَن أبي أُمَامَة أسعد بن سهل بن حنيف عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يَقُولَن أحدكُم: خبثت نَفسِي، وَلَكِن ليقل: لقست نَفسِي ". 701 - الثَّانِي: عَن أبي وَائِل، شَقِيق بن سَلمَة قَالَ: قَامَ سهل بن حنيف يَوْم صفّين فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، اتهموا أَنفسكُم، لقد كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْحُدَيْبِيَة، وَلَو نرى قتالاً لقاتلنا، وَذَلِكَ فِي الصُّلْح الَّذِي كَانَ بَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين الْمُشْركين، فجَاء عمر بن الْخطاب فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَلسنا على حق وهم على بَاطِل؟ قَالَ: " بلَى " قَالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجنَّة وقتلاهم فِي النَّار؟ قَالَ: " بلَى " قَالَ: فَفِيمَ نعطي الدنية فِي ديننَا، وَنَرْجِع وَلما يحكم الله بَيْننَا وَبينهمْ؟ فَقَالَ: " يَا ابْن الْخطاب إِنِّي رَسُول الله، وَلنْ يضيعني الله أبدا " فَانْطَلق عمر: فَلم يصبر متغيظا، فَأتى أَبَا بكر فَقَالَ: يَا أَبَا بكر، أَلسنا على حق " وهم على بَاطِل؟ قَالَ: بلَى، قَالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجنَّة وقتلاهم فِي النَّار؟ قَالَ: بلَى. قَالَ: فعلام نعطي الدنية فِي ديننَا، وَنَرْجِع وَلما يحكم الله بَيْننَا وَبينهمْ؟ فَقَالَ: يَا ابْن الْخطاب، إِنَّه رَسُول الله، وَلنْ يضيعه الله أبدا. قَالَ: فَنزل الْقُرْآن على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْفَتْح، فَأرْسل إِلَى عمر فَأَقْرَأهُ إِيَّاه، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَو فتحٌ هُوَ؟ قَالَ: " نعم ". فطابت نَفسه وَرجع. وَفِي حَدِيث يحيى بن آدم: فَنزلت سُورَة الْفَتْح، فقرأها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عمر. وَفِي حَدِيث الْأَعْمَش وحصين عَن أبي وَائِل: أَنه سمع سهل بن حنيف بصفين الحديث: 700 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 يَقُول: يَا أَيهَا النَّاس، اتهموا رَأْيكُمْ على دينكُمْ، لقد رَأَيْتنِي يَوْم أبي جندل لَو أَسْتَطِيع رد أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرددته، وَمَا وَضعنَا سُيُوفنَا على عواتقنا إِلَى أمرٍ يفظعنا إِلَّا أسهلن بِنَا إِلَى أمرٍ نعرفه غير هَذَا الْأَمر. زَاد أَبُو حُصَيْن: مَا نسد مِنْهُ خصما إِلَّا تفجر علينا مِنْهُ خصمٌ، مَا نَدْرِي كَيفَ نأتي لَهُ. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سَابق: لما قدم سهل بن حنيف من صفّين أتيناه نستخبره، فَقَالَ: اتهموا الرَّأْي، وَذكر نَحوه. 702 - الثَّالِث: عَن يسير بن عمر قَالَ: قلت لسهل بن حنيف: هَل سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي الْخَوَارِج شَيْئا؟ قَالَ: سمعته يَقُول - وأهوى بِيَدِهِ قبل الْعرَاق: " يخرج مِنْهُ قومٌ يقرأون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم، يَمْرُقُونَ من الْإِسْلَام مروق السهْم من الرَّمية ". وَفِي حَدِيث الْعَوام بن حَوْشَب: " يتيه قومٌ قبل الْمشرق، محلقةٌ رؤوسهم ". 703 - الرَّابِع: عَنهُ وَعَن قيس بن سعد من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ سهل بن حنيف، وَقيس بن سعد قَاعِدين بالقادسية، فَمروا عَلَيْهِم بِجنَازَة، فقاما، فَقيل لَهما: إِنَّهَا من أهل الأَرْض، من أهل الذِّمَّة، فَقَالَا: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرت بِهِ جنازةٌ فَقَامَ، فَقيل لَهُ: إِنَّهَا جَنَازَة يَهُودِيّ، فَقَالَ: " أليست نفسا؟ ". الحديث: 702 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 وَلمُسلم من مُسْند سهل بن حنيف حديثان: 704 - أَحدهمَا: عَن أبي أُمَامَة بن سهل عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من سَأَلَ الله الشَّهَادَة بصدقٍ بلغه الله منَازِل الشُّهَدَاء وَإِن مَاتَ على فرَاشه ". 705 - الثَّانِي: عَن يسير بن عَمْرو عَن سهل بن حنيف قَالَ: أَهْوى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ إِلَى الْمَدِينَة فَقَالَ: " إِنَّهَا حرمٌ آمنٌ ". الحديث: 704 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 (47) وَعَن قيس بن سعد الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] صَاحب لِوَاء لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حديثان: 706 - أَحدهمَا: قد تقدم آنِفا فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَنهُ وَعَن سهل بن حنيف، فِي الْقيام للجنازة. 707 - الثَّانِي: أخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ عَن ثَعْلَبَة بن أبي مَالك الْقرظِيّ: أَن قيس بن سعد الْأنْصَارِيّ - وَكَانَ صَاحب لِوَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أَرَادَ الْحَج، فَرجل. لم يزدْ على هَذَا. وَهُوَ بِتَمَامِهِ عِنْد البرقاني من حَدِيث اللَّيْث بن سعد بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرج البُخَارِيّ هَذَا الطّرف مِنْهُ: أَن قيسا أَرَادَ الْحَج، فَرجل أحد شقي رَأسه، فَقَامَ غلامٌ لَهُ، فقلد هَدْيه، فَنظر قيس وَقد رجل أحد شقي رَأسه، فَإِذا هَدْيه قد قلد، فَأهل بِالْحَجِّ وَلم يرجل شقّ رَأسه الآخر. الحديث: 706 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 (48) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أسيد بن حضير [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 708 - من رِوَايَة أنس عَنهُ: أَن رجلا من الْأَنْصَار قَالَ: يَا رَسُول الله، أَلا تَسْتَعْمِلنِي كَمَا اسْتعْملت فلَانا. فَقَالَ: " إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَليّ الْحَوْض ". 709 - وللبخاري حَدِيث وَاحِد، أخرجه تَعْلِيقا فَقَالَ: قَالَ ابْن الْهَاد: حَدثنِي هَذَا الحَدِيث عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أسيد بن الْحضير قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ يقْرَأ من اللَّيْل سُورَة الْبَقَرَة وفرسه مربوطةٌ عِنْده، إِذْ جالت الْفرس، فَسكت فسكنت، فَقَرَأَ فجالت، فَسكت فسكنت الْفرس، ثمَّ قَرَأَ فجالت الْفرس، فَانْصَرف. وَكَانَ ابْنه يحيى قَرِيبا مِنْهَا، فَلَمَّا أَخّرهُ رفع رَأسه إِلَى السَّمَاء، فَإِذا مثل الظلة، فِيهَا أَمْثَال المصابيح. فَلَمَّا أصبح حدث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " اقْرَأ يَا حضير. أَو: اقْرَأ يَا ابْن حضير " قَالَ: أشفقت يَا رَسُول الله أَن تطَأ يحيى، وَكَانَ مِنْهَا قَرِيبا فَانْصَرَفت إِلَيْهِ، وَرفعت رَأْسِي إِلَى السَّمَاء فَإِذا مثل الظلة فِيهَا أَمْثَال الحديث: 708 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 المصابيح، فَخرجت حَتَّى لَا أَرَاهَا. قَالَ: " وَتَدْرِي مَا ذَاك؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " تِلْكَ الْمَلَائِكَة دنت لصوتك، وَلَو قَرَأت لأصبحت ينظر النَّاس إِلَيْهَا، لَا تتوارى مِنْهُم ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 (49) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن كَعْب بن مَالك [رَضِي الله عَنهُ] 710 - الأول: عَن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن كَعْب: أَنه تقاضى ابْن حدردٍ دينا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ - فِي الْمَسْجِد، فارتفعت أصواتهما حَتَّى سمعهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي بَيته فَخرج إِلَيْهِمَا حَتَّى كشف سجف حجرته فَنَادَى: " يَا كَعْب " قَالَ: لبيْك يَا رَسُول الله. قَالَ: " ضع من دينك هَذَا " وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ - أَي الشّطْر. قَالَ: قد فعلت يَا رَسُول الله. قَالَ: " قُم فاقضه ". 711 - الثَّانِي: عَن ابْن كَعْب سَمَّاهُ بعض الروَاة عبد الله، وَبَعْضهمْ عبد الرَّحْمَن، عَن أَبِيه كَعْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل الْمُؤمن كَمثل الخامة من الزَّرْع، تفيئها الرّيح، تصرعها مرّة وتعدلها أُخْرَى حَتَّى تهيج. وَفِي رِوَايَة: حَتَّى يَأْتِيهِ أَجله. وَمثل الْمُنَافِق كالأرزة المجذية على أَصْلهَا، لَا يفيئها شَيْء حَتَّى يكون انجعافها مرّة وَاحِدَة ". 712 - الثَّالِث: فِي تَوْبَة كَعْب بن مَالك. عَن ابْن كَعْب - وَقد اخْتلف فِي اسْمه - عَن كَعْب بن مَالك - وَفِي حَدِيث عقيل عَن ابْن شهَاب أَن اسْمه عبد الله، وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ، قَالَ: ثمَّ الحديث: 710 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 غزا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَزْوَة تَبُوك وَهُوَ يُرِيد الرّوم ونصارى الْعَرَب بِالشَّام. قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب بن مَالك أَن عبد الله بن كَعْب كَانَ قَائِد كعبٍ - من بنيه - حِين عمي. قَالَ فِي حَدِيث معقل بن عبيد الله: وَكَانَ أعلم قومه وأوعاهم لأحاديث أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: سَمِعت كَعْب بن مَالك يحدث حَدِيثه حِين تخلف عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك، قَالَ كَعْب: لم أَتَخَلَّف عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة غَزَاهَا قطّ إِلَّا فِي غَزْوَة تَبُوك، غير أَنِّي قد تخلفت فِي غَزْوَة بدرٍ، وَلم يُعَاتب أحدا تخلف عَنهُ، إِنَّمَا خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمسلمون يُرِيدُونَ عير قريشٍ، حَتَّى جمع الله بَينهم وَبَين عدوهم على غير ميعاد. وَلَقَد شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْعقبَة حِين تواثقنا على الْإِسْلَام، وَمَا أحب أَن لي بهَا مشْهد بدرٍ، وَإِن كَانَت بدرٌ أذكر فِي النَّاس مِنْهَا. فَكَانَ من خبري حِين تخلفت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تبوكٍ أَنِّي لم أكن قطّ أقوى وَلَا أيسر مني حِين تخلفت عَنهُ فِي تِلْكَ الْغَزْوَة. وَالله مَا جمعت قبلهَا راحلتين قطّ حَتَّى جمعتهما فِي تِلْكَ الْغَزْوَة. زَاد فِي حَدِيث عقيل وَابْن أخي الزُّهْرِيّ، وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث يُونُس: وَلم يكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُرِيد غَزْوَة إِلَّا ورى بغَيْرهَا، حَتَّى كَانَت تِلْكَ الْغَزْوَة، فَغَزَاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حر شديدٍ، واستقبل سفرا بَعيدا وَمَفَازًا، واستقبل عدوا كثيرا، فجلا للْمُسلمين أَمرهم لِيَتَأَهَّبُوا أهبة غزوهم، فَأخْبرهُم بوجههم الَّذِي يُرِيد، والمسلمون مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثير، وَلَا يجمعهُمْ كتابٌ حَافظ، يُرِيد بذلك الدِّيوَان. قَالَ كعبٌ: فَقل رجل يُرِيد أَن يتغيب إِلَّا ظن أَن ذَلِك سيخفى مَا لم ينزل فِيهِ وَحي من الله عز وَجل. وغزا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ الْغَزْوَة حِين طابت الثِّمَار والظلال، فَأَنا إِلَيْهَا أصعر فتجهز رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمسلمون مَعَه، وطفقت أغدو لكَي أتجهز مَعَهم، فأرجع وَلم أقض شَيْئا، وَأَقُول فِي نَفسِي: أَنا قادرٌ على ذَلِك إِذا أردْت، فَلم يزل ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 يتمادى بِي حَتَّى اسْتمرّ بِالنَّاسِ الْجد، فَأصْبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غادياً والمسلمون مَعَه، وَلم أقض من جهازي شَيْئا. ثمَّ غَدَوْت وَرجعت وَلم أقض شَيْئا. فَلم يزل ذَلِك يتمادى بى حَتَّى أَسْرعُوا، وتفارط الْغَزْو، فهممت أَن أرتحل فأدركهم - فيا لَيْتَني فعلت - ثمَّ لم يقدر ذَلِك لي. فطفقت إِذا خرجت فِي النَّاس بعد خُرُوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحزنني ذَلِك، إِنِّي لَا أرى لي أُسْوَة إِلَّا رجلا مغموصاً عَلَيْهِ فِي النِّفَاق، أَو رجلا مِمَّن عذر الله من الضُّعَفَاء. وَلم يذكرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بلغ تَبُوك، فَقَالَ وَهُوَ جالسٌ فِي الْقَوْم بتبوك " مَا فعل كَعْب بن مَالك؟ " فَقَالَ رجلٌ من بني سَلمَة: يَا رَسُول الله، حَبسه برْدَاهُ وَالنَّظَر فِي عطفيه. فَقَالَ لَهُ معَاذ بن جبل: بئس مَا قلت، وَالله - يَا رَسُول الله - مَا علمنَا عَلَيْهِ إِلَّا خيرا. فَسكت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَبينا هُوَ على ذَلِك رأى رجلا مبيضاً يَزُول بِهِ السراب، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كن أَبَا خَيْثَمَة " فَإِذا هُوَ أَبُو خَيْثَمَة الْأنْصَارِيّ، الَّذِي تصدق بصاعٍ التَّمْر حِين لمزه المُنَافِقُونَ. قَالَ كَعْب: فَلَمَّا بَلغنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد توجه قَافِلًا من تَبُوك، حضرني بثي فطفقت أَتَذكر الْكَذِب وَأَقُول: بِمَ أخرج من سخطه غَدا؟ وأستعين على ذَلِك بِكُل ذِي رَأْي من أَهلِي: فَلَمَّا قيل: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أظل قادماً، زاح عني الْبَاطِل، حَتَّى عرفت أَنِّي لن أنجو مِنْهُ بشيءٍ أبدا، فأجمعت صدقه. وصبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قادماً، وَكَانَ إِذا قدم من سفرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ جلس للنَّاس، فَلَمَّا فعل ذَلِك جَاءَهُ الْمُخَلفُونَ، فطفقوا يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، ويحلفون لَهُ، وَكَانُوا بضعَة وَثَمَانِينَ رجلا، فَقبل مِنْهُم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لَهُم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 ووكل سرائرهم إِلَى الله حَتَّى جِئْت، فَلَمَّا سلمت تَبَسم تَبَسم الْمُغْضب. ثمَّ قَالَ: " تعال " فَجئْت أَمْشِي حَتَّى جَلَست بَين يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا خَلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي وَالله لَو جَلَست عِنْد غَيْرك من أهل الدُّنْيَا لرأيت أَنِّي سأخرج من سخطه بِعُذْر، لقد أَعْطَيْت جدلاً، وَلَكِنِّي - وَالله - لقد علمت، لَئِن حدثتك الْيَوْم حَدِيث كذبٍ ترْضى بِهِ عني ليوشكن الله أَن يسخطك عَليّ، وَلَئِن حدثتك حَدِيث صدق تَجِد عَليّ فِيهِ - إِنِّي لأرجو فِيهِ عُقبى الله عز وَجل - وَفِي رِوَايَة عقيل - عَفْو الله. وَالله مَا كَانَ لي من عذرٍ، وَالله مَا كنت قطٌّ أقوى وَلَا أيسر مني حِين تخلفت عَنْك، قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما هَذَا فقد صدق، فَقُمْ حَتَّى يقْضِي الله فِيك فَقُمْت. وثار رجالٌ من بن سلمى فَاتبعُوني، فَقَالُوا لي: وَالله مَا علمناك أذنبت ذَنبا قبل هَذَا، لقد عجزت فِي أَلا تكون اعتذرت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا أعْتَذر إِلَيْهِ الْمُخَلفُونَ، فقد كَانَ كافيك ذَنْبك اسْتِغْفَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَك. قَالَ: فوَاللَّه مَا زَالُوا يؤنبونني حَتَّى أردْت أَن أرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأكذب نَفسِي. قَالَ: ثمَّ قلت لَهُم: هَل لَقِي هَذَا معي من أحد؟ قالو: نعم، لقِيه رجلَانِ قَالَا مثل مَا قلت، وَقيل لَهما مثل مَا قيل لَك. قَالَ: قلت: من هما؟ قَالُوا: مرَارَة بن ربيعَة العامري وهلال بن أُميَّة الوَاقِفِي. قَالَ: فَذكرُوا لي رجلَيْنِ صالحين قد شَهدا بَدْرًا، فيهمَا أُسْوَة، قَالَ: فمضيت حِين ذكروهما لي. قَالَ: وَنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُسلمين عَن كلامنا - أَيهَا الثَّلَاثَة - من بَين من تخلف عَنهُ. قَالَ: فَاجْتَنَبَنَا النَّاس - أَو قَالَ: تغيرُوا لنا حَتَّى تنكرت لي فِي نَفسِي الأَرْض، فَمَا هِيَ بِالْأَرْضِ الَّتِي أعرف، فلبثنا على ذَلِك خمسين لَيْلَة. فَأَما صَاحِبَايَ فاستكانا وقعدا فِي بيوتهما يَبْكِيَانِ، واما أَنا فَكنت أشب الْقَوْم وأجلدهم. فَكنت أخرج، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 وَأشْهد الصَّلَاة، وأطوف فِي الْأَسْوَاق، فَلَا يكلمني أحدٌ، وَآتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأسلم عَلَيْهِ وَهُوَ فِي مَجْلِسه بعد الصَّلَاة، فَأَقُول فِي نَفسِي: هَل حرك شَفَتَيْه برد السَّلَام أم لَا؟ ثمَّ أُصَلِّي قَرِيبا مِنْهُ، وأسارقه النّظر، فَإِذا أَقبلت على صَلَاتي نظر إِلَيّ، وَإِذا الْتفت نَحوه أعرض عني، حَتَّى إِذا طَال عَليّ ذَلِك من جفوة الْمُسلمين، مشيت حَتَّى تسورت جِدَار حَائِط أبي قَتَادَة، وَهُوَ ابْن عمي واحب النَّاس إِلَيّ، فَسلمت عَلَيْهِ، فوَاللَّه مَا رد عَليّ السَّلَام، فَقلت لَهُ: يَا أَبَا قَتَادَة، أنْشدك بِاللَّه، هَل تعلمني أَنِّي أحب الله وَرَسُوله؟ قَالَ: فَسكت. فعدت فناشدته، فَقَالَ: الله وَرَسُوله أعلم. فَفَاضَتْ عيناني، وتوليت حَتَّى تسورت الْجِدَار. فَبينا أَنا أَمْشِي فِي سوق الْمَدِينَة، إِذا نبطي من نبط أهل الشَّام مِمَّن قدم بِالطَّعَامِ يَبِيعهُ بِالْمَدِينَةِ يَقُول: من يدل على كَعْب بن مَالك؟ قَالَ: فَطَفِقَ النَّاس يشيرون لَهُ إِلَيّ، حَتَّى جَاءَ فَدفع إِلَيّ كتابا من ملك غَسَّان، وَكنت كَاتبا، فَقَرَأته فَإِذا فِيهِ: أما بعد، فَإِنَّهُ قد بلغنَا أَن صَاحبك قد جفاك، وَلم يجعلك الله بدار هوانٍ وَلَا مضيعة، فَالْحق بِنَا نواسيك. قَالَ: فَقلت حِين قرأتها: وَهَذَا أَيْضا من الْبلَاء. فَتَيَمَّمت بهَا التَّنور فسجرتها. حَتَّى إِذا مَضَت أَرْبَعُونَ من الْخمسين، واستلبث الْوَحْي، إِذا رَسُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأتيني فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرك أَن تَعْتَزِل امْرَأَتك. قَالَ: قلت: أطلقها أم مَاذَا أفعل؟ قَالَ: لَا بل اعتزلها فَلَا تقربنها. قَالَ: وَأرْسل إِلَى صَاحِبي بِمثل ذَلِك. قَالَ: فَقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عِنْدهم حَتَّى يقْضِي الله فِي هَذَا الْأَمر. قَالَ: فَجَاءَت امرأةٍ هِلَال بن أُميَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت لَهُ: يَا رَسُول الله، إِن هِلَال بن أُميَّة شيخٌ ضائعٌ لَيْسَ لَهُ خادمٌ، فَهَل تكره أَن أخدمه؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِن لَا يقربنك ". فَقَالَت: إِنَّه - وَالله - مَا بِهِ حَرَكَة إِلَى شَيْء، وَوَاللَّه مَا زَالَ يبكي مُنْذُ كَانَ من أمره مَا كَانَ إِلَى يَوْمه هَذَا. قَالَ: فَقَالَ لي بعض أَهلِي: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 لَو اسْتَأْذَنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي امْرَأَتك، فقد أذن لامْرَأَة هِلَال بن أُميَّة أَن تخدمه. قَالَ: فَقلت: اسْتَأْذن فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَا يدريني مَاذَا يَقُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا استأذنته فِيهَا، وَأَنا رجلٌ شابٌّ. قَالَ: فَلَبثت بذلك عشر ليالٍ، فكمل لنا خَمْسُونَ لَيْلَة من حِين نهي عَن كلامنا. قَالَ: ثمَّ صليت صَلَاة الْفجْر صباح خمسين لَيْلَة على ظهر بيتٍ من بُيُوتنَا. فَبينا أَنا جالسٌ على الْحَال الَّتِي ذكر الله منا، قد ضَاقَتْ عَليّ نَفسِي، وَضَاقَتْ عَليّ الأَرْض بِمَا رَحبَتْ، سَمِعت صَوت صارخ أَو فى على سلعٍ يَقُول بِأَعْلَى صَوته: يَا كَعْب ابْن مَالك، أبشر. قَالَ: فَخَرَرْت سَاجِدا، وَعلمت أَن قد جَاءَ فرج. قَالَ: وآذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّاس بتوبة الله عز وَجل علينا حِين صلى صَلَاة الْفجْر، فَذهب النَّاس يبشروننا، فَذهب قبل صَاحِبي مبشرون، وركض رجلٌ إِلَيّ فرسا، وسعى ساعٍ من أسلم قبلي، وأوفى على الْجَبَل فَكَانَ الصَّوْت أسْرع من الْفرس، فَلَمَّا جَاءَنِي الَّذِي سَمِعت صَوته يبشرني نزعت لَهُ ثوبي فكسوتهما إِيَّاه ببشارته، وَوَاللَّه مَا أملك غَيرهمَا يومئذٍ، واستعرت ثَوْبَيْنِ فلبستهما، وَانْطَلَقت أتأمم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فتلقاني النَّاس فوجاً فوجاً يهنئوني بِالتَّوْبَةِ وَيَقُولُونَ: لتهنك تَوْبَة الله عَلَيْك، حَتَّى دخلت الْمَسْجِد، فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حوله النَّاس، فَقَامَ طَلْحَة بن عبيد الله يُهَرْوِل حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنأَنِي، وَالله مَا قَامَ رجلٌ من الْمُهَاجِرين غَيره. قَالَ: فَكَانَ كعبٌ لَا ينساها لطلْحَة. قَالَ كَعْب: فَلَمَّا سلمت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ يَبْرق وَجهه من السرُور: أبشر بِخَير يومٍ مر عَلَيْك مُنْذُ وَلدتك أمك " قَالَ: فَقلت: أَمن عنْدك يَا رَسُول الله أم من عِنْد الله؟ فَقَالَ: " لَا، بل من عِنْد الله " وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سر استنار وَجهه، كَأَن وَجهه قِطْعَة قمر. قَالَ: وَكُنَّا نَعْرِف ذَلِك، قَالَ: فَلَمَّا جَلَست بَين يَدَيْهِ قلت: يَا رَسُول الله، إِن من تَوْبَتِي أَن أَنْخَلِع من مَالِي صَدَقَة إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمسك بعض مَالك، فَهُوَ خيرٌ لَك " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 قَالَ: فَقلت: فَإِنِّي أمسك سهمي الَّذِي بِخَيْبَر. قَالَ: وَقلت: يَا رَسُول الله، إِن الله إِنَّمَا أنجاني بِالصّدقِ، وَإِن من تَوْبَتِي أَن لَا أحدث إِلَّا صدقا مَا حييت. قَالَ: فوَاللَّه مَا علمت أحدا من الْمُسلمين أبلاه الله فِي صدق الحَدِيث مُنْذُ ذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحسن مِمَّا أبلاني الله. وَالله مَا تَعَمّدت كذبةً مُنْذُ قلت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى يومي هَذَا، وَإِنِّي لأرجو أَن يحفظني الله فِيمَا بَقِي. يُقَال: فَأنْزل الله عز وَجل: {لقد تَابَ الله على النَّبِي والمهاجرين وَالْأَنْصَار الَّذين اتَّبعُوهُ فِي سَاعَة الْعسرَة} حَتَّى بلغ: {إِنَّه بهم رءوفٌ رَحِيم وعَلى الثَّلَاثَة الَّذين خلفوا حَتَّى إِذا ضَاقَتْ عَلَيْهِم ارْض بِمَا رَحبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِم أنفسهم وظنوا أَن لَا ملْجأ من الله إِلَّا إِلَيْهِ ثمَّ تَابَ عَلَيْهِم ليتوبوا إِن الله هُوَ التواب الرَّحِيم} حَتَّى بلغ: {اتَّقوا الله وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقين} [سُورَة التَّوْبَة] ، قَالَ كَعْب: وَالله مَا أنعم الله عَليّ من نعْمَة قطّ بعد إِذْ هَدَانِي الله لِلْإِسْلَامِ أعظم فِي نَفسِي من صدقي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا أكون كَذبته فَأهْلك كَمَا هلك الَّذين كذبُوا. إِن الله قَالَ للَّذين كذبُوا حِين أنزل الْوَحْي شَرّ مَا قَالَ لأحد، فَقَالَ الله: {سيحلفون بِاللَّه لكم إِذا انقلبتم إِلَيْهِم لتعرضوا عَنْهُم فأعرضوا عَنْهُم إِنَّهُم رجسٌ ومأواهم جَهَنَّم جَزَاء بِمَا كَانَ يَكْسِبُونَ يحلفُونَ لكم لترضوا عَنْهُم فَإِن ترضوا عَنْهُم فَإِن الله لَا يرضى عَن الْقَوْم الْفَاسِقين} [سُورَة التَّوْبَة] . قَالَ كَعْب: كُنَّا خلفنا - أَيهَا الثَّلَاثَة - عَن أَمر أُولَئِكَ الَّذين قبل مِنْهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين حلفوا لَهُ، فبايعهم واستغفر لَهُم، وأرجأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمرنَا حَتَّى قضى الله فِيهِ. فبذلك قَالَ الله عز وَجل: {وعَلى الثلثة الَّذين خلفوا} وَلَيْسَ الَّذِي ذكر مِمَّا خلفنا تخلفنا عَن الْغَزْو، وَإِنَّمَا هُوَ تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنَا عَمَّن حلف لَهُ وَاعْتذر إِلَيْهِ، فَقبل مِنْهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 وَفِي حَدِيث إِسْحَاق بن رَاشد: وَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كَلَامي وَكَلَام صَاحِبي، وَلم ينْه عَن كَلَام أحدٍ من المتخلفين غَيرنَا. فاجتنب النَّاس كلامنا، فَلَبثت كَذَلِك حَتَّى طَال عَليّ الْأَمر، وَمَا من شَيْء أهم إِلَيّ من أَن أَمُوت فَلَا يُصَلِّي عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو يَمُوت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَكُون من النَّاس بِتِلْكَ الْمنزلَة، فَلَا يكلمني أحدٌ مِنْهُم، وَلَا يسلم عَليّ، وَلَا يُصَلِّي عَليّ. قَالَ: وَأنزل الله تَعَالَى على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين بَقِي الثُّلُث الآخر من اللَّيْل، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد أم سَلمَة، وَكَانَت أم سَلمَة محسنةً فِي شأني، معنيةً بأَمْري. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أم سَلمَة، تيب على كَعْب " قَالَت: أَفلا أرسل إِلَيْهِ فأبشره؟ قَالَ: إِذا يحطمكم النَّاس فيمنعونكم النّوم سَائِر اللَّيْل " حَتَّى إِذا صلى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْفجْر، آذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتوبة الله علينا. وَفِي حَدِيث هِشَام بن يُوسُف عَن معمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج يَوْم الْخَمِيس فِي غَزْوَة تَبُوك وَكَانَ يحب أَن يخرج يَوْم الْخَمِيس. وَأَخْرَجَا موضعا مِنْهُ فِي مَوضِع آخر من حَدِيث عبد الله وَعبيد الله ابْني كَعْب عَن كَعْب بن مَالك وَفِيه زِيَادَة معنى: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَا يقدم من سفرٍ إِلَّا نَهَارا فِي الضُّحَى، فَإِذا قدم بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ، فصلى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ جلس فِيهِ. وللبخاري حَدِيث وَاحِد: 713 - عَن نَافِع أَنه سمع ابْن كَعْب بن مَالك يحدث عَن أَبِيه: أَنه كَانَت لَهُ غنمٌ ترعى بسلع فَأَبْصَرت جاريةٌ لنا بشاةٍ من غنمنا موتا، فَكسرت حجرا فذبحتها بِهِ، فَقَالَ لَهُم: لَا تَأْكُلُوا حَتَّى أسأَل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو أرسل من يسْأَله. وَأَنه سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 713 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 عَن ذَلِك، أَو أرسل إِلَيْهِ، فَأمره بأكلها. قَالَ عبيد الله: فَيُعْجِبنِي أَنَّهَا أمةٌ، وَأَنَّهَا ذبحت. وَفِي الْإِسْنَاد اخْتِلَاف على نَافِع قيل: عَن رجل من الْأَنْصَار، وَقيل: عَن معَاذ بن سعد، أَو سعد بن معَاذ: أَن جَارِيَة لكعب ... وَلمُسلم حديثان: 714 - أَحدهمَا: عَن ابْن كَعْب عَن كَعْب: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْكُل بِثَلَاث أَصَابِع، وَإِذا فرغ لعقها. 715 - الثَّانِي: عَن ابْن كَعْب عَن أَبِيه كَعْب بن مَالك أَنه حَدثهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه وَأَوْس بن الْحدثَان أَيَّام التَّشْرِيق، فناديا: أَنه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا مُؤمن، وَأَيَّام منى أَيَّام أكل وَشرب. الحديث: 714 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 (50) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي أسيد السَّاعِدِيّ، مَالك بن ربيعَة الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] شهد بَدْرًا. حَدِيث وَاحِد: 716 - عَن أنس عَن أبي أسيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خير دور الْأَنْصَار بَنو النجار، ثمَّ بَنو عبد الْأَشْهَل، ثمَّ بَنو عبد الْحَارِث بن الْخَزْرَج، ثمَّ بَنو سَاعِدَة. وَفِي كل دور الْأَنْصَار خيرٌ " فَقَالَ سعدٌ - هُوَ ابْن عبَادَة: مَا أرى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا وَقد فضل علينا. فَقيل: قد فَضلكُمْ على كثير. وَقد أَخْرجَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي سَلمَة عبد الرَّحْمَن عَن أبي أسيد. وَفِي رِوَايَة الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن: " خير الْأَنْصَار بَنو النجار، ثمَّ بَنو عبد الْأَشْهَل، ثمَّ بَنو الْحَارِث بن الْخَزْرَج، ثمَّ بَنو سَاعِدَة، وَفِي كل دور الْأَنْصَار خيرٌ " قَالَ أَبُو سَلمَة: قَالَ أَبُو أسيد: أتهم أَنا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ لَو كنت كَاذِبًا لبدأت بقومي بني سَاعِدَة. وَبلغ ذَلِك سعد بن عبَادَة، فَوجدَ فِي نَفسه وَقَالَ: خلفنا فَكُنَّا آخر الْأَرْبَع، أسرجوا لي حماري آتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكَلمهُ ابْن أَخِيه سهل بن سعد فَقَالَ: أتذهب لِترد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعلم، أَو لَيْسَ حَسبك أَن تكون رَابِع أَربع، فَرجع وَقَالَ: الله وَرَسُوله أعلم. وَأمر بحماره فَحل عَنهُ. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن طَلْحَة قَالَ: سَمِعت أَبَا أسيدٍ الحديث: 716 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 خَطَبنَا عِنْد ابْن عتبَة فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خير دور الْأَنْصَار دَار بني النجار، وَدَار بني عبد الْأَشْهَل، وَدَار بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج "، وَلَو كنت مؤثراً بهَا أحدا لآثرت بهَا عشيرتي. وللبخاري حديثان: 717 - أَحدهمَا: عَن حَمْزَة وَالْمُنْذر ابْني أبي أسيد، وَقيل: الزبير بن الْمُنْذر عَن أبي أسيد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدرٍ حِين صففنا لقريش: " إِذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم ". 718 - الثَّانِي: عَن حَمْزَة بن أبي أسيد عَن أَبِيه قَالَ: خرجنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى انطلقنا إِلَى حَائِط يُقَال لَهُ الشوط، حَتَّى انتهينا إِلَى حائطين جلسنا بَينهمَا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اجلسوا هَا هُنَا "، وَقد أُتِي بالجونية. فأنزلت فِي نخلٍ فِي بيتٍ وَمَعَهَا دايتها حاضنةٌ لَهَا. فَلَمَّا دخل عَلَيْهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " هبي نَفسك لي ". قَالَت: وَهل تهب الملكة نَفسهَا لسوقةٍ؟ . فَأَهوى بِيَدِهِ - يضع يَده عَلَيْهَا لتسكن، فَقَالَت: أعوذ بِاللَّه مِنْك. فَقَالَ: " قد عذت بمعاذٍ " ثمَّ خرج علينا فَقَالَ: " يَا أَبَا أسيدٍ، اكسها رازقيين، وألحقها بِأَهْلِهَا ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه وَعَن أبي أسيد الحديث: 717 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 قَالَا: تزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُمَيْمَة بنت شرَاحِيل، فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ بسط يَده إِلَيْهَا، فَكَأَنَّهَا كرهت ذَلِك، فَأمر أَبَا أسيد أَن يجهزها ويكسوها ثَوْبَيْنِ رازقيين. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 719 - عَن أبي حميد، أَو أبي أسيد - بِالشَّكِّ - من رِوَايَة عبد الْملك بن سعيد ابْن سُوَيْد الْأنْصَارِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلْيقل: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أَبْوَاب رحمتك، وَإِذا خرج فَلْيقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك من فضلك ". الحديث: 719 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 (51) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن مُسْند أبي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] 720 - الأول: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا شرب أحدكُم فَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء، وَإِذا أَتَى الْخَلَاء فَلَا يمس ذكره بِيَمِينِهِ، وَلَا يتمسح بِيَمِينِهِ ". وَفِي حَدِيث أَيُّوب ذكر النَّهْي عَن ذَلِك، وَعَن أَن يَسْتَطِيب بِيَمِينِهِ. وَمن الروَاة من قَالَ فِيهِ: إِذا بَال أحدكُم فَلَا يَأْخُذ ذكره بِيَمِينِهِ، وَلَا يسْتَنْج بِيَمِينِهِ ". 721 - الثَّانِي: فِي حمَار الْوَحْش: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة قَالَ: كنت يَوْمًا جَالِسا مَعَ رجال من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي منزلٍ فِي طَرِيق مَكَّة، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمامنا، وَالْقَوْم محرمون، وَأَنا غير محرمٍ عَام الْحُدَيْبِيَة، فَأَبْصرُوا حمارا وحشياًّ وَأَنا مشغولٌ أخصف نَعْلي، فَلم يؤذنوني، وأحبوا لَو أَنِّي أبصرته، فأبصرته، فَقُمْت إِلَى الْفرس فأسرجته، ثمَّ ركبت ونسيت السَّوْط وَالرمْح. فَقلت لَهُم: ناولوني السَّوْط وَالرمْح. قَالُوا: لَا، وَالله لانعينك عَلَيْهِ، فَغضِبت، فَنزلت وأخذتهما، ثمَّ ركبت فشدت على الْحمار فعقرته، ثمَّ جِئْت بِهِ وَقد مَاتَ، فوقعوا فِيهِ يَأْكُلُونَهُ، ثمَّ إِنَّهُم شكوا فِي أكلهم إِيَّاه وهم حرم، فرحنا، وخبأت الْعَضُد معي، فَأَدْرَكنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلْنَاهُ عَن ذَلِك، فَقَالَ: " هَل مَعكُمْ مِنْهُ شَيْء؟ " فَقلت: نعم. فناولته الْعَضُد فَأكلهَا وَهُوَ محرم. الحديث: 720 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث نَافِع مولى أبي قَتَادَة، وَعَن عَطاء بن يسَار عَن أبي قَتَادَة. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي صَالح مولى التَّوْأَمَة عَن أبي قَتَادَة مَقْرُونا بِنَافِع وَكلهمْ ذكر نَحوه، وَفِي حَدِيث أبي النَّضر: إِنَّمَا هِيَ طعمة أطعمكموها الله ". وَفِي حَدِيث صَالح بن كيسَان: " هُوَ حَلَال فكلوه ". 722 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة قَالَ: بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ سمع جلبة رجال، فَلَمَّا صلى قَالَ: " مَا شَأْنكُمْ؟ " قَالُوا: استعجلنا إِلَى الصَّلَاة. قَالَ: " فَلَا تَفعلُوا، إِذا أتيتم الصَّلَاة فَعَلَيْكُم السكينَة، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا ". 723 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا تقوموا حَتَّى تروني ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة بِمثلِهِ. وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم: حَتَّى تروني قد خرجت ". وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ فِي حَدِيث شَيبَان وَعلي بن الْمُبَارك: " وَعَلَيْكُم السكينَة ". جعل أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله حَدِيثا وَاحِدًا، وَلم يذكر هَذَا الثَّانِي أصلا، وَجعل أسانيدهما جَمِيعًا - على اخْتِلَافهمَا - فِي الأول، وَلَوْلَا أَنه قد ذكر أَسَانِيد الثَّانِي فِي الأول لقلنا: قد أغفله، وَمن وقف عَلَيْهِمَا علم أَنَّهُمَا حديثان فِي مَعْنيين مُخْتَلفين. الحديث: 722 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 724 - الْخَامِس: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ فِي الظّهْر فِي الْأَوليين بِأم الْكتاب وسورتين، وَفِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِأم الْكتاب، ويسمعنا الْآيَة أَحْيَانًا، وَيطول فِي الرَّكْعَة الأولى مَا لَا يُطِيل فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة، وَهَكَذَا فِي الْعَصْر، وَهَكَذَا فِي الصُّبْح. قَالَ فِي حَدِيث حجاج الصَّواف: وَعَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة كَذَلِك. 725 - السَّادِس: عَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة - وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفرسانه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الرُّؤْيَا من الله، والحلم من الشَّيْطَان. فَإِذا حلم أحدكُم الْحلم يكرههُ فليبصق عَن يسَاره وليستعذ بِاللَّه مِنْهُ، فَلَنْ يضرّهُ ". وَفِي حَدِيث عبد ربه بن سعيد: الرُّؤْيَا الصَّالِحَة من الله، والرؤيا السوء من الشَّيْطَان، وَإِذا رأى أحدكُم مَا يحب فَلَا يحدث بهَا إِلَّا من يحب، وَإِذا رأى مَا يكره فليتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا، ويتعوذ بِاللَّه من شَرّ الشَّيْطَان وشرها، وَلَا يحدث بهَا أحدا ". وَفِي أَوله عَن أبي سَلمَة قَالَ: إِن كنت لأرى الرُّؤْيَا تمرضني، قَالَ: فَلَقِيت أَبَا قَتَادَة فَقَالَ: وَأَنا كنت أرى الرُّؤْيَا فتمرضني حَتَّى سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... وَذكره. وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير، وَفِي رِوَايَة مُسَدّد عَن عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عَن أَبِيه عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه مَرْفُوعا نَحوه، زَاد فِي حَدِيث عبد الله بن أبي جَعْفَر عَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة: " وَإِن الشَّيْطَان لَا يتَرَاءَى بِي ". الحديث: 724 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 726 - السَّابِع: عَن أبي سَلمَة عَن أبي قَتَادَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من رَآنِي فقد رأى الْحق ". 727 - الثَّامِن: عَن معبد بن كَعْب بن مَالك عَن أبي قَتَادَة بن ربعي أَنه كَانَ يحدث: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر عَلَيْهِ بِجنَازَة، فَقَالَ: " مستريحٌ ومستراحٌ مِنْهُ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا المستريح والمستراح مِنْهُ؟ فَقَالَ: " العَبْد الْمُؤمن يستريح من نصب الدُّنْيَا، وَالْعَبْد الْفَاجِر يستريح مِنْهُ الْعباد والبلاد وَالشَّجر وَالدَّوَاب ". 728 - التَّاسِع: عَن عَمْرو بن سليم بن خلدَة الزرقي الْأنْصَارِيّ عَن أبي قَتَادَة قَالَ: دخلت الْمَسْجِد وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالس بَين ظهراني النَّاس، قَالَ: فَجَلَست، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا مَنعك أَن تصلي رَكْعَتَيْنِ قبل أَن تجْلِس ". قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، " رَأَيْتُك جَالِسا وَالنَّاس جلوسٌ. قَالَ: " فَإِذا دخل أحدكُم الْمَسْجِد فَلَا يجلس حَتَّى يرْكَع رَكْعَتَيْنِ " فِي حَدِيث مَالك: " فليركع رَكْعَتَيْنِ قبل أَن يجلس ". 729 - الْعَاشِر: عَن عَمْرو بن سليم عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حاملٌ أُمَامَة بنت زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلأبي الْعَاصِ بن ربيعَة بن عبد شمس، فَإِذا سجد وَضعهَا، وَإِذا قَامَ حملهَا. وَفِي حَدِيث ابْن عجلَان وَعُثْمَان بن أبي سُلَيْمَان وَبُكَيْر: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يؤم النَّاس وأمامة بنت أبي الْعَاصِ على عَاتِقه، فَإِذا ركع وَضعهَا، وَإِذا رفع من السَّجْدَة أَعَادَهَا. الْمَعْنى وَاحِد. 730 - الْحَادِي عشر: عَن أبي مُحَمَّد مولى أبي قَتَادَة - واسْمه نَافِع - عَن أبي قَتَادَة، قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام حنينٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَت للْمُسلمين الحديث: 726 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 جولةٌ، قَالَ: فَرَأَيْت رجلا من الْمُشْركين قد علا رجلا من الْمُسلمين، فاستدرت إِلَيْهِ حَتَّى أَتَيْته من وَرَائه، فضربته على حَبل عَاتِقه، وَأَقْبل عَليّ فضمني ضمةً وجدت مِنْهَا ريح الْمَوْت، ثمَّ أدْركهُ الْمَوْت فأرسلني، فَلَقِيت عمر بن الْخطاب فَقَالَ: مَا للنَّاس؟ فَقلت: أَمر الله. ثمَّ إِن النَّاس رجعُوا، وَجلسَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " من قتل قَتِيلا لَهُ عَلَيْهِ بينةٌ فَلهُ سلبه ". فَقُمْت فَقلت: من يشْهد لي؟ ثمَّ جَلَست، ثمَّ قَالَ بِمثل ذَلِك، فَقُمْت فَقلت: من يشْهد لي؟ ثمَّ جَلَست، ثمَّ قَالَ بِمثل ذَلِك الثَّالِثَة، فَقُمْت، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا لَك يَا أَبَا قَتَادَة؟ " فقصصت عَلَيْهِ الْقِصَّة، فَقَالَ رجلٌ من الْقَوْم: صدق يَا رَسُول الله، سلب ذَلِك الْقَتِيل عِنْدِي، فأرضه من حَقه. فَقَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ. لَاها الله، إِذا لَا يعمد إِلَى أَسد الله يُقَاتل عَن الله وَعَن رَسُوله فيعطيك سلبه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صدق، فأعطه إِيَّاه " فَأَعْطَانِي. قَالَ فَبِعْت الدرْع، فابتعت مخرفاً فِي بني سَلمَة، فَإِنَّهُ لأوّل مالٍ تأثلته فِي الْإِسْلَام. سَمِعت بعض أهل الْعلم فِيمَا مضى من الزَّمَان وَقد أجري ذكر هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ: لَو لم يكن من فَضِيلَة لأبي بكر الصّديق إِلَّا هَذَا، فَإِنَّهُ بثاقب علمه، وَشدَّة صرامته، وَقُوَّة إنصافه، وَصِحَّة توفيقه، وَصدق تَحْقِيقه بَادر إِلَى القَوْل بِالْحَقِّ، فزجر، وَأفْتى وَحكم وأمضى، وَأخْبر فِي الشَّرِيعَة عَن الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحَضْرَتِهِ وَبَين يَدَيْهِ بِمَا صدقه فِيهِ، وأجراه على قَوْله. وَهَذَا من خَصَائِصه الْكُبْرَى إِلَى مَا لَا يُحْصى من فضائله الْأُخْرَى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 وللبخاري حديثان: 731 - أَحدهمَا: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأَقوم إِلَى الصَّلَاة وَأَنا أُرِيد أَن أطول فِيهَا، فَأَسْمع بكاء الصَّبِي، فأتجوز فِي صَلَاتي كَرَاهِيَة أَن أشق على أمه ". 732 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه قَالَ: سرنا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة، فَقَالَ بعض الْقَوْم: لَو عرست بِنَا يَا رَسُول الله. قَالَ: " إِنِّي أَخَاف أَن تناموا عَن الصَّلَاة " فَقَالَ بلالٌ: أَنا أوقظكم، فاضطجعوا. وَأسْندَ بلالٌ ظَهره إِلَيّ رَاحِلَته فغلبته عَيناهُ، فَنَامَ، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد طلع حَاجِب الشَّمْس، قَالَ: " يَا بِلَال، أَيْن مَا قلت؟ " فَقَالَ: مَا ألقيت عَليّ نومةٌ مثلهَا قطّ. قَالَ: " إِن الله قبض أرواحكم حِين شَاءَ، وردهَا عَلَيْكُم حِين شَاءَ. يَا بِلَال، قُم فآذن النَّاس بِالصَّلَاةِ " فَتَوَضَّأ، فَلَمَّا ارْتَفَعت الشَّمْس وابياضت قَامَ فصلى بِالنَّاسِ جمَاعَة. أَفْرَاد مُسلم 733 - الأول: عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي من هُوَ خيرٌ مني - أَبُو قَتَادَة - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعمَّار حِين جعل يحْفر الخَنْدَق، جعل يمسح رَأسه وَيَقُول: " بؤس ابْن سميَّة، تقتلك فئةٌ باغية ". 734 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه - سَمعه يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَامَ فيهم، فَذكر لَهُم أَن الْجِهَاد فِي سَبِيل الله وَالْإِيمَان بِاللَّه أفضل الْأَعْمَال. فَقَامَ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إِن قتلت فِي سَبِيل الله تكفر الحديث: 731 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 عني خطاياي؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم، إِن قتلت فِي سَبِيل الله وَأَنت صابرٌ محتسبٌ مقبلٌ غير مُدبر ". ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَيفَ قلت؟ " قَالَ: أَرَأَيْت إِن قتلت فِي سَبِيل الله، أتكفر عني خطاياي؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم، وَأَنت صابرٌ محتسبٌ، مقبلٌ غير مُدبر، إِلَّا الدّين، فَإِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ لي ذَلِك ". 735 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة أَن أَبَا قَتَادَة طلب غريماً لَهُ، فتوارى عَنهُ، ثمَّ وجده فَقَالَ: إِنِّي معسرٌ. قَالَ: آللَّهُ؟ قَالَ: الله: قَالَ: فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من سره أَن ينجيه الله من كرب يَوْم الْقِيَامَة فلينفس عَن معسرٍ أَو يضع عَنهُ ". 736 - الرَّابِع: عَن أبي سَلمَة وَعبد الله بن أبي قَتَادَة، وَمِنْهُم من أَتَى بِهِ عَن أَحدهمَا، عَن أبي قَتَادَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تنتبذوا الزهو وَالرّطب جَمِيعًا، وَلَا تنتبذوا الرطب وَالزَّبِيب جَمِيعًا، وَلَكِن انتبذوا كل واحدٍ على حِدته ". وَفِي حَدِيث هِشَام الدستوَائي: وَلَا تنتبذوا الزَّبِيب وَالتَّمْر جَمِيعًا " وَفِي حَدِيث أبان الْعَطَّار: نهى عَن خليط الزهو والبسر. وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ. 737 - الْخَامِس: عَن معبد بن كَعْب بن مَالك عَن أبي قَتَادَة: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إيَّاكُمْ وَكَثْرَة الْحلف فِي البيع، فَإِنَّهُ ينْفق ثمَّ يمحق ". الحديث: 735 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 738 - السَّادِس: فِي الميضأة. عَن عبد الله بن رَبَاح عَن أبي قَتَادَة قَالَ: خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنَّكُم تسيرون عشيتكم وليلتكم وتأتون المَاء إِن شَاءَ الله غَدا ". فَانْطَلق النَّاس لَا يلوي أحدٌ على أحد. قَالَ أَبُو قَتَادَة: فَبَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسير حَتَّى ابهار اللَّيْل وَأَنا إِلَى جنبه. قَالَ: فنعس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَال عَن رَاحِلَته، فَأَتَيْته فدعمته من غير أَن أوقظه حَتَّى اعتدل رَاحِلَته. قَالَ: ثمَّ سَار حَتَّى تهور اللَّيْل مَال عَن رَاحِلَته، قَالَ: فدعمته من غير أَن أوقظه حَتَّى اعتدل على رَاحِلَته. قَالَ: ثمَّ سَار حَتَّى إِذا كَانَ من آخر السحر مَال مَيْلَة هِيَ أَشد من الميلتين الْأَوليين حَتَّى كَاد ينجفل، فَأَتَيْته فدعمته، فَقَالَ: " من هَذَا؟ " قَالَ: أَبُو قَتَادَة. قَالَ: " مَتى كَانَ هَذَا مسيرك مني؟ " قَالَ: مَا زَالَ هَذَا مسيري مُنْذُ اللَّيْلَة. قَالَ: " حفظك الله بِمَا حفظت بِهِ نبيه ". ثمَّ قَالَ: " هَل تَرَانَا نخفى على النَّاس؟ " ثمَّ قَالَ: " هَل ترى من أحدٍ؟ " قلت: هَذَا راكبٌ، ثمَّ قلت: هَذَا راكبٌ، حَتَّى اجْتَمَعنَا فَكُنَّا سَبْعَة ركبٍ. قَالَ: فَمَال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الطَّرِيق، فَوضع رَأسه ثمَّ قَالَ: " احْفَظُوا علينا صَلَاتنَا ". وَكَانَ أول من اسْتَيْقَظَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالشَّمْس فِي ظَهره. قَالَ: فقمنا فزعين، ثمَّ قَالَ: " اركبوا "، فَرَكبْنَا فسرنا، حَتَّى إِذا ارْتَفَعت الشَّمْس نزل، ثمَّ دَعَا بميضأةٍ كَانَت معي فِيهَا شَيْء من مَاء، قَالَ: فَتَوَضَّأ مِنْهَا وضُوءًا دون وضوءٍ، قَالَ: وَبَقِي فِيهَا شَيْء من مَاء، ثمَّ قَالَ لأبي قَتَادَة: " احفظ علينا ميضأتك، فسيكون لَهَا نبأ " ثمَّ أذن بِلَال بِالصَّلَاةِ، فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ صلى الْغَدَاة، فَصنعَ كَمَا يصنع كل يومٍ. قَالَ: وَركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وركبنا مَعَه، فَجعل بَعْضنَا الحديث: 738 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 يهمس إِلَيّ بعض: " مَا كَفَّارَة مَا صنعنَا بتفريطنا فِي صَلَاتنَا؟ ثمَّ قَالَ: " أما لكم فِي أُسْوَة؟ " ثمَّ قَالَ: " أما إِنَّه لَيْسَ فِي النّوم تفريطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيط على من لم يصل الصَّلَاة حَتَّى يَجِيء وَقت الْأُخْرَى، فَمن فعل ذَلِك فليصلها حِين ينتبه لَهَا. فَإِذا كَانَ الْغَد فليصلها عِنْد وَقتهَا ". ثمَّ قَالَ: " مَا ترَوْنَ النَّاس صَنَعُوا؟ ". قَالَ: ثمَّ قَالَ: " أصبح النَّاس فقدوا نَبِيّهم. فَقَالَ أَبُو بكر وَعمر: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعدكم لم يكن ليخلفكم. وَقَالَ النَّاس: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَيْدِيكُم، فَإِن يطيعوا أَبَا بكر وَعمر يرشدوا ". قَالَ: وانتهينا إِلَى النَّاس حِين امْتَدَّ النَّهَار وحمي كل شيءٍ، وهم يَقُولُونَ: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هلكنا عطشاً، فَقَالَ: " لَا هلك عَلَيْكُم " ثمَّ قَالَ: " أطْلقُوا لي غمري " قَالَ: ودعا بالميضأة، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصب، وَأَبُو قَتَادَة يسقيهم، فَلم يعد أَن رأى النَّاس مَاء فِي الميضأة تكابوا عَلَيْهَا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَحْسنُوا الْمَلأ، كلكُمْ سيروى ". قَالَ: فَفَعَلُوا، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصب وأسقيهم حَتَّى مَا بَقِي غَيْرِي وَغير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ صب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " اشرب " فَقلت: لَا أشْرب حَتَّى يشرب رَسُول الله. قَالَ: " إِن ساقي الْقَوْم آخِرهم ". قَالَ: فَشَرِبت وَشرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَأتى النَّاس المَاء جامين رواءً. قَالَ: فَقَالَ عبد الله بن رَبَاح: إِنِّي لأحدث النَّاس هَذَا الحَدِيث فِي مَسْجِد الْجَامِع، إِذْ قَالَ عمرَان بن حُصَيْن: انْظُر ايها الْفَتى كَيفَ تحدث، فَإِنِّي أحد الركب تِلْكَ اللَّيْلَة. قَالَ: قلت: فَأَنت أعلم بِالْحَدِيثِ. قَالَ: مِمَّن أَنْت؟ قلت: من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 الْأَنْصَار. قَالَ: فَحدث، فَأنْتم أعلم بحديثكم. قَالَ: فَحدثت الْقَوْم. فَقَالَ عمرَان: لقد شهِدت تِلْكَ اللَّيْلَة وَمَا شَعرت بِأَن أحدا حفظه كَمَا حفظته. 739 - السَّابِع: عَن عبد الله بن رَبَاح عَن أبي قَتَادَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ فِي سفر فعرس بلَيْل اضْطجع على يَمِينه، وَإِذا عرس قبيل الصُّبْح نصب ذراعه وَوضع رَأسه على كَفه. 740 - الثَّامِن: عَن عبد الله بن معبد الزماني عَن أبي قَتَادَة: أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: كَيفَ تَصُوم، فَغَضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَوْله، فَلَمَّا رأى عمر غَضَبه قَالَ: رَضِينَا بِاللَّه ر باً، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا - فِي حَدِيث شُعْبَة: وببيعتنا بيعَة. نَعُوذ بِاللَّه من غضب الله وَغَضب رَسُوله. فَجعل عمر رَضِي الله عَنهُ يردد هَذَا الكلا م حَتَّى سكن غَضَبه. فَقَالَ عمر: يَا رَسُول الله: كَيفَ بِمن يَصُوم الدَّهْر كُله؟ قَالَ: " لَا صَامَ وَلَا أفطر " أَو قَالَ: " لم يصم وَلم يفْطر " قَالَ: كَيفَ من يَصُوم يَوْمَيْنِ وَيفْطر يَوْمًا؟ قَالَ: " ويطيق ذَلِك أحد؟ " قَالَ: كَيفَ من يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا؟ قَالَ: " ذَلِك صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام ". قَالَ: كَيفَ من يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمَيْنِ؟ . قَالَ: " وددت أَنِّي طوقت ذَلِك " ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ثلاثٌ من كل شهرٍ، ورمضان إِلَى رَمضًا ن فَهَذَا صِيَام الدَّهْر كُله. صِيَام يَوْم عَرَفَة أحتسب على الله أَن يكفر السّنة الَّتِي قبله وَالسّنة الَّتِي بعده. وَصِيَام يَوْم عَاشُورَاء أحتسب على الله أَن يكفر السّنة الَّتِي قبله وَهَذَا حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن غيلَان، إِلَّا مَا زَاده شُعْبَة. وَفِي حَدِيث مهْدي بن مَيْمُون أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن صَوْم يَوْم الْإِثْنَيْنِ، فَقَالَ: " فِيهِ ولدت، وَفِيه أنزل عَليّ ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة: وَالْخَمِيس. وَقَالَ مُسلم: أرَاهُ وهما. الحديث: 739 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 (52) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أبي جهيم عبد الله بن الْحَارِث بن الصمَّة الخزرجي [رَضِي الله عَنهُ] حديثان، لَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيرهمَا: 741 - أَحدهمَا: عَن بسر بن سعيد: أَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ أرْسلهُ إِلَى أبي جهيم يسْأَله: مَاذَا سمع من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَار بَين يدى الْمُصَلِّي؟ قَالَ أَبُو جهيم: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو يعلم الْمَار بَين يَدي الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَن يقف أَرْبَعِينَ خيرٌ لَهُ من أَن يمر بَين يَدَيْهِ ". قَالَ أَبُو النَّضر الْأَزْدِيّ: لَا أَدْرِي قَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَو شهرا أَو سنة. 742 - الثَّانِي: عَن عُمَيْر مولى ابْن عَبَّاس قَالَ: دَخَلنَا على أبي جهيم بن الْحَارِث فَقَالَ أَبُو الْجُهَيْم: أقبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نَحْو بِئْر جملٍ، فَلَقِيَهُ رجلٌ فَسلم عَلَيْهِ، فَلم يرد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أقبل على الْجِدَار، فَمسح بِوَجْهِهِ وَيَديه، ثمَّ رد السَّلَام. الحديث: 741 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 (53) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي الدَّرْدَاء الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] وَهُوَ ابْن أُخْت عبد الله بن رَوَاحَة. حديثان: 743 - الحَدِيث الأول: عَن أم الدَّرْدَاء عَنهُ قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شهر رَمَضَان فِي حر شَدِيد، حَتَّى إِن كَانَ أَحَدنَا ليضع يَده على رَأسه من شدَّة الْحر، وَمَا فِينَا صائمٌ إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعبد الله بن رَوَاحَة. 744 - الثَّانِي: عَن عَلْقَمَة قَالَ: قدمت الشَّام فَصليت رَكْعَتَيْنِ ثمَّ قلت: اللَّهُمَّ يسر لي جَلِيسا صَالحا. فَأتيت قوما فَجَلَست إِلَيْهِم، فَإِذا شيخٌ قد جَاءَ حَتَّى جلس إِلَى جَنْبي، قلت: من هَذَا؟ قَالُوا: أَبُو الدَّرْدَاء، فَقلت إِنِّي دَعَوْت الله أَن ييسر لي جَلِيسا صَالحا فيسرك لي. قَالَ: مِمَّن أَنْت؟ قلت: من أهل الْكُوفَة. لي جَلِيسا صَالحا فيسرك لي. قَالَ: مِمَّن أَنْت؟ قلت: من أهل الْكُوفَة. قَالَ: أَو لَيْسَ فِيكُم ابْن أم عبد صَاحب النَّعْلَيْنِ والوسادة والمطهرة - يَعْنِي ابْن مَسْعُود؟ وَفِيكُمْ الَّذِي أجاره الله من الشَّيْطَان على لِسَان نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَعْنِي عماراً؟ أوليس فِيكُم صَاحب سر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي لَا يُعلمهُ أحدٌ غَيره - يَعْنِي حُذَيْفَة؟ . ثمَّ قَالَ: كَيفَ يقْرَأ عبد الله: {وَاللَّيْل إِذا يغشى} [فَاتِحَة اللَّيْل] ، فَقَرَأت: {وَاللَّيْل إِذا يغشى وَالنَّهَار إِذا تجلى وَمَا خلق الذّكر وَالْأُنْثَى} قَالَ: وَالله لقد أَقْرَأَنيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من فِيهِ إِلَى فِي. وَفِي حَدِيث حَفْص بن غياث: قدم أَصْحَاب عبد الله على أبي الدَّرْدَاء، فطلبهم الحديث: 743 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 فَوَجَدَهُمْ، فَقَالَ: أَيّكُم أَقرَأ على قِرَاءَة عبد الله؟ قَالُوا: كلنا. قَالَ: فَأَيكُمْ أحفظ؟ فأشاروا إِلَى عَلْقَمَة. قَالَ: كَيفَ سمعته يقْرَأ: {وَاللَّيْل إِذا يغشى} فَذكر نَحوه. وللبخاري ثَلَاثَة أَحَادِيث: 745 - أَحدهمَا: عَن أم الدَّرْدَاء قَالَت: دخل عَليّ أَبُو الدَّرْدَاء وَهُوَ مغضب فَقلت: مَا أغضبك؟ قَالَ: وَالله مَا أعرف من أَمر محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا إِلَّا أَنهم يصلونَ جَمِيعًا. 746 - الثَّانِي: عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ أقبل أَبُو بكر آخِذا بِطرف ثَوْبه حَتَّى أبدى عَن ركبته، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، " أما صَاحبكُم فقد غامر " فَسلم فَقَالَ: إِنِّي كَانَ بيني وَبَين ابْن الْخطاب شَيْء، فأسرعت إِلَيْهِ، ثمَّ نَدِمت، فَسَأَلته أَن يغْفر لي، فَأبى عَليّ، فَأَقْبَلت إِلَيْك. فَقَالَ: " يغْفر الله لَك يَا أَبَا بكر " ثَلَاثًا. ثمَّ إِن عمر نَدم، فَأتى منزل أبي بكر، قَالَ: أَثم أَبُو بكر؟ قَالُوا: لَا، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجعل وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتمعر، حَتَّى أشْفق أَبُو بكر، فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ، وَقَالَ: يَا رَسُول الله، وَالله أَنا كنت أظلم - مرَّتَيْنِ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله بَعَثَنِي إِلَيْكُم فقلتم: كذبت، وَقَالَ أَبُو بكر: صدق، وواساني بِنَفسِهِ وَمَاله، فَهَل أَنْتُم تاركون لي صَاحِبي؟ " فَمَا أوذي بعْدهَا. الحديث: 745 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 747 - الثَّالِث: ذكر أَبُو مَسْعُود أَن البُخَارِيّ أخرجه فِي " الدَّعْوَات " تَعْلِيقا من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي الدَّرْدَاء - يَعْنِي حَدِيث: " ذهب أهل الدُّثُور بِالْأَجْرِ " كَذَا قَالَ: والمتن مَذْكُور بِكَمَالِهِ فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة. أَفْرَاد مُسلم 748 - الأول: عَن أم الدَّرْدَاء قَالَت: سَمِعت أَبَا الدَّرْدَاء، يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يكون اللعانون شُفَعَاء وَلَا شُهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة ". 749 - الثَّانِي: من رِوَايَة صَفْوَان بن عبد الله بن صَفْوَان - وَكَانَ تَحْتَهُ الدَّرْدَاء. قَالَ: قدمت فَأتيت أَبَا الدَّرْدَاء فِي منزله فَلم أَجِدهُ، وجدت أم الدَّرْدَاء، فَقَالَت: أَتُرِيدُ الْحَج الْعَام؟ فَقلت: نعم. قَالَت: فَادع لنا بِخَير، فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: " دَعْوَة الْمَرْء الْمُسلم لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب مستجابةٌ، عِنْد رَأسه ملكٌ موكلٌ، كلما دَعَا لِأَخِيهِ بخيرٍ قَالَ الْملك: آمين، وَلَك بمثلٍ ". قَالَ: فَخرجت إِلَى السُّوق، فَلَقِيت أَبَا الدَّرْدَاء، فَقَالَ لي مثل ذَلِك، يرويهِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث طَلْحَة بن عبد الله بن كريز عَن أم الدَّرْدَاء عَن أبي الدَّرْدَاء: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من عبدٍ مسلمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب إِلَّا قَالَ الْملك: وَلَك بمثلٍ ". 750 - الثَّالِث: عَن أبي إِدْرِيس الخو لاني عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي، فسمعناه يَقُول: " أعوذ بِاللَّه مِنْك " ثمَّ قَالَ: " ألعنك بلعنة الله " الحديث: 747 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 ثَلَاثًا. وَبسط يَده كَأَنَّهُ يتَنَاوَل شَيْئا، فَلَمَّا فرغ من الصَّلَاة قُلْنَا: يَا رَسُول الله، قد سمعناك تَقول فِي الصَّلَاة شَيْئا لم نسمعك تَقوله قبل ذَلِك، ورأيناك بسطت يدك. فَقَالَ: " إِن عَدو الله إِبْلِيس جَاءَ بشهاب من نَار ليجعله فِي وَجْهي، فَقلت: أعوذ بِاللَّه مِنْك - ثَلَاث مَرَّات. ثمَّ قلت: ألعنك بلعنة الله التَّامَّة، فَلم يسْتَأْخر - ثَلَاث مَرَّات. ثمَّ أردْت أَن آخذه، وَالله لَوْلَا دَعْوَة أخينا سُلَيْمَان لأصبح موثقًا يلْعَب بِهِ ولدان أهل الْمَدِينَة ". 751 - الرَّابِع: عَن أبي مرّة مولى أم هَانِئ عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ: أَوْصَانِي حَبِيبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بثلاثٍ لن أدعهن مَا عِشْت: بصيام ثَلَاثَة أيامٍ من كل شهر، وَصَلَاة الضُّحَى، وَألا أَنَام إِلَّا على وتر. أغفل أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث، وَلم يذكرهُ فِي كِتَابه. 752 - الْخَامِس: عَن جُبَير بن نفير عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَنه أَتَى على امْرَأَة مجح على بَاب فسطاطٍ، فَقَالَ:: لَعَلَّه يُرِيد أَن يلم بهَا؟ ". فَقَالُوا: نعم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لقد هَمَمْت أَن ألعنه لعناً يدْخل مَعَه قَبره. كَيفَ يورثه وَهُوَ لَا يحل لَهُ؟ كَيفَ يستخدمه وَهُوَ لَا يحل لَهُ " 753 - السَّادِس: عَن معدان بن أبي طَلْحَة الْيَعْمرِي عَن أبي الدَّرْدَاء، أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حفظ عشر آيَات من أول سُورَة الْكَهْف عصم من الدَّجَّال " وَفِي حَدِيث شُعْبَة: " من آخر الْكَهْف ". الحديث: 752 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 754 - السَّابِع: عَن معدان بن أبي طَلْحَة عَن أبي الدَّرْدَاء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَيعْجزُ أحدكُم أَن يقْرَأ فِي لَيْلَة ثلث الْقُرْآن؟ " قَالُوا: وَكَيف يقْرَأ ثلث الْقُرْآن؟ قَالَ: " (قل هُوَ الله أحد) تعدل ثلث الْقُرْآن ". وَفِي حَدِيث ابْن أبي عرُوبَة وَأَبَان الْعَطَّار عَن قَتَادَة: أَن النَّبِي قَالَ: " إِن الله جزأ الْقُرْآن ثَلَاثَة أَجزَاء، فَجعل (قل هُوَ الله أحد) جُزْءا من أَجزَاء الْقُرْآن ". 755 - الثَّامِن: عَنهُ وَعَن ثَوْبَان من رِوَايَة معدان بن أبي طَلْحَة قَالَ: لقِيت ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: أَخْبرنِي بعملٍ أعمله يدخلني الْجنَّة، أَو قَالَ: قلت: بِأحب الْأَعْمَال إِلَى الله. فَسكت، ثمَّ سَأَلته فَسكت، ثمَّ سَأَلته الثَّالِثَة فَقَالَ: سَأَلت عَن ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " عَلَيْك بِكَثْرَة السُّجُود لله، فَإنَّك لن تسْجد لله سَجْدَة إِلَّا رفعك الله بهَا دَرَجَة، وَحط عَنْك بهَا خَطِيئَة ". قَالَ معدان: ثمَّ لقِيت أَبَا الدَّرْدَاء فَسَأَلته، فَقَالَ مثل مَا قَالَ لي ثَوْبَان. الحديث: 754 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 (54) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أبي حميد عبد الرَّحْمَن بن سعد بن الْمُنْذر السَّاعِدِيّ [رَضِي الله عَنهُ] 756 - الأول: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ قَالَ: اسْتعْمل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا من الأزد - يُقَال لَهُ ابْن اللتبية - على الصَّدَقَة، فَلَمَّا قدم قَالَ: هَذَا لكم وَهَذَا أهدي إِلَيّ. قَالَ: فَقَامَ رَسُول الله على الْمِنْبَر، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " أما بعد، فَإِنِّي اسْتعْمل الرجل مِنْكُم على الْعَمَل مِمَّا ولآني الله، فَيَأْتِي فَيَقُول: هَذَا مالكم وَهَذَا هديةٌ أهديت لي. أَفلا جلس فِي بَيت أَبِيه وَأمه حَتَّى تَأتيه هديته إِن كَانَ صَادِقا. وَالله لَا يَأْخُذ أحدٌ مِنْكُم شَيْئا بِغَيْر حَقه إِلَّا لَقِي الله يحملهُ يَوْم الْقِيَامَة. فلأعرفن أحدا مِنْكُم لَقِي الله يحمل بَعِيرًا لَهُ رغاءٌ، أَو بقرة لَهَا خوار، أَو شَاة تَيْعر ". ثمَّ رفع يَدَيْهِ حَتَّى رئي بَيَاض إبطَيْهِ، يَقُول: " اللَّهُمَّ هَل بلغت؟ ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان: وسلوا زيد بن ثَابت، فَإِنَّهُ كَانَ حَاضرا معي. وَفِيه: فَلَمَّا جَاءَ حَاسبه. وَمِنْهُم من قَالَ: ابْن الأتبية. وَقيل: على صدقَات بني سليم. 757 - الثَّانِي: عَن عَبَّاس بن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ عَن أبي حميد قَالَ: خرجت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَزْوَة تَبُوك، فأتينا وَادي الْقرى على حديقة لامرأةٍ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اخرصوها " فخرصناها، وخرصها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة أوسق، وَقَالَ: " أحصيها حَتَّى نرْجِع إِلَيْك إِن شَاءَ الله ". وانطلقنا حَتَّى قدمنَا الحديث: 756 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 تَبُوك، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ستهب عَلَيْكُم اللَّيْلَة ريحٌ شديدةٌ، فَلَا يقم فِيهَا أحدٌ، فَمن كَانَ لَهُ بعيرٌ فليشد عقاله " فَهبت ريحٌ شديدةٌ، فَقَامَ رجل، فَحَملته الرّيح حَتَّى ألقته بجبلي طَيئ وَجَاء رَسُول الله ابْن الْعلمَاء صَاحب أَيْلَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأهْدى لَهُ بغلة بَيْضَاء، فَكتب إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأهْدى لَهُ بردا. ثمَّ أَقبلنَا حَتَّى قدمنَا وَادي الْقرى، فَسَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَرْأَة عَن حديقتها: كم بلغ ثَمَرهَا؟ فَقَالَت: عشرَة أوسق. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي مسرعٌ، فَمن شَاءَ مِنْكُم فليسرع معي، وَمن شَاءَ فليمكث " فخرجنا حَتَّى أَشْرَفنَا على الْمَدِينَة، فَقَالَ: " هَذِه طابة، وَهَذَا أحدٌ وَهُوَ جبلٌ يحبنا ونحبه ". ثمَّ قَالَ: " إِن خير دور الْأَنْصَار دَار بني النجار، ثمَّ دَار بني عبد الْأَشْهَل، ثمَّ دَار بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج، ثمَّ دَار بني سَاعِدَة، وَفِي كل دور الْأَنْصَار خيرٌ " فلحقنا سعد بن عبَادَة، فَقَالَ أَبُو أسيد: ألم تَرَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خير دور الْأَنْصَار ... " فَجعلنَا آخرا. فَأدْرك سعد رَسُول الله فَقَالَ: يَا رَسُول الله خيرت دور الْأَنْصَار فجعلتنا آخرا. فَقَالَ: " أَو لَيْسَ بحسبكم أَن تَكُونُوا من الْخِيَار ". 858 - الثَّالِث: عَن عَمْرو بن سليم الزرقي قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو حميد السَّاعِدِيّ أَنهم قَالُوا: يَا رَسُول الله، كَيفَ نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صل على محمدٍ وعَلى أَزوَاجه وَذريته، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى أَزوَاجه وَذريته كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". 759 - وللبخاري حَدِيث وَاحِد: عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن عَطاء: أَنه كَانَ جَالِسا مَعَ نفرٍ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 قَالَ: فَذَكرنَا صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو حميد: أَنا كنت أحفظكم لصَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، رَأَيْته إِذا كبر جعل يَدَيْهِ حذاء مَنْكِبَيْه، وَإِذا ركع أمكن يَدَيْهِ من رُكْبَتَيْهِ ثمَّ هصر ظَهره، فَإِذا رفع رَأسه اسْتَوَى حَتَّى يعود كل فقارٍ مَكَانَهُ، فَإِذا سجد وضع يَدَيْهِ غير مفترشٍ وَلَا قابضهما، واستقبل بأطراف أَصَابِع رجلَيْهِ الْقبْلَة، فَإِذا جلس فِي الرَّكْعَتَيْنِ جلس على رجله الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى، فَإِذا جلس فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة قدم رجله الْيُسْرَى وَنصب الْأُخْرَى، وَقعد على مقعدته. 760 - وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو حميد السَّاعِدِيّ قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقدح لبنٍ من النقيع لَيْسَ مخمراً، فَقَالَ: " أَلا خمرته وَلَو تعرض عَلَيْهِ عوداً ". قَالَ أَبُو حميد: إِنَّمَا أَمر بالأسقية أَن توكأ لَيْلًا، وبالأبواب أَن تغلق لَيْلًا. الحديث: 760 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 (55) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن عبد الله بن سَلام بن الْحَارِث [رَضِي الله عَنهُ] 761 - حَدِيث وَاحِد: عَن قيس بن عباد قَالَ: كنت جَالِسا فِي مَسْجِد الْمَدِينَة فِي نَاس فيهم بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء رجلٌ فِي وَجهه أثرٌ من خشوعٍ، فَقَالَ بعض الْقَوْم: هَذَا رجلٌ من أهل الْجنَّة، هَذَا رجلٌ من أهل الْجنَّة، فصلى رَكْعَتَيْنِ تجوز فيهمَا، ثمَّ خرج فاتبعته، فَدخل منزله. وَدخلت، فتحدثنا، فَلَمَّا استأنس قلت: إِنَّك لما دخلت قبل قَالَ رجلٌ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: سُبْحَانَ الله! مَا يَنْبَغِي لأحدٍ أَن يَقُول مَا لَا يعلم، وسأحدثك لم ذَاك. رَأَيْت رُؤْيا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقصصتها عَلَيْهِ، رَأَيْتنِي فِي رَوْضَة، ذكر سعتها وعشبها وخضرتها، ووسط الرَّوْضَة عمودٌ من حَدِيد، أَسْفَله فِي الأَرْض وَأَعلاهُ فِي السَّمَاء، فِي أَعْلَاهُ عُرْوَة، فَقيل لي: ارقه. فَقلت: لَا أَسْتَطِيع. فَجَاءَنِي منصفٌ - قَالَ ابْن عون الْمنصف: الْخَادِم - فَقَالَ بثيابي من خَلْفي - وصف أَنه رَفعه من خَلفه بِيَدِهِ، فرقيت حَتَّى كنت فِي أَعلَى العمود، فَأخذت بالعروة، فَقيل لي: استمسك. فَلَقَد استيقظت وَإِنَّهَا لفي يَدي، فقصصتها على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " تِلْكَ الرَّوْضَة الْإِسْلَام، وَذَاكَ العمود عَمُود الْإِسْلَام، وَتلك العروة عُرْوَة الوثقى، وَأَنت على الْإِسْلَام حَتَّى تَمُوت "، وَالرجل عبد الله بن سَلام. وَفِي حَدِيث قُرَّة بن خَالِد: كنت فِي حلقةٍ فِيهَا سعد بن مَالك وَابْن عمر، فَمر عبد الله بن سَلام فَقَالُوا: هَذَا رجلٌ من أهل الْجنَّة. . فَذكر نَحوه. وَفِيه: وَالْمنصف: الوصيف. الحديث: 761 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 وَرَوَاهُ مسلمٌ أَيْضا من حَدِيث خَرشَة بن الْحر على مساقٍ آخر، وَفِيه زِيَادَة أَلْفَاظ، قَالَ: كنت جَالِسا فِي حلقةٍ فِي مَسْجِد الْمَدِينَة، قَالَ: وفيهَا شيخٌ حسن الْهَيْئَة، وَهُوَ عبد الله بن سَلام، فَجعل يُحَدِّثهُمْ حَدِيثا حسنا. قَالَ: فَلَمَّا قَامَ قَالَ الْقَوْم: من سره أَن ينظر إِلَى رجلٍ من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى هَذَا. قَالَ: فَقلت: وَالله لأتبعنه، فلأعلمن مَكَان بَيته. قَالَ: فتبعته، فَانْطَلق حَتَّى كَاد أَن يخرج من الْمَدِينَة، ثمَّ دخل منزله. قَالَ: فاستأذنت عَلَيْهِ فَأذن لي، قَالَ: مَا حَاجَتك يَا ابْن أخي؟ قَالَ: فَقلت لَهُ: سَمِعت الْقَوْم يَقُولُونَ لَك لما قُمْت: من سره أَن ينظر إِلَى رجلٍ من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى هَذَا، فَأَعْجَبَنِي أَن أكون مَعَك. قَالَ: الله أعلم بِأَهْل الْجنَّة، وسأحدثك مِم قَالُوا ذَاك. إِنِّي بَيْنَمَا أَنا نَائِم إِذْ أَتَانِي رجلٌ فَقَالَ: قُم، فَأخذ بيَدي، فَانْطَلَقت مَعَه، قَالَ: فَإِذا أَنا بجواد عَن شمَالي. قَالَ: فَأخذت لآخذ فِيهَا فَقَالَ لَا تَأْخُذ فِيهَا، فَإِنَّهَا طرق أَصْحَاب الشمَال. قَالَ: وَإِذا جواد منهجٌ على يَمِيني، فَقَالَ: خُذ هَا هُنَا. قَالَ: فَأتى بِهِ جبلا فَقَالَ لي: اصْعَدْ. قَالَ: فَجعلت إِذا أردْت أَن أصعد خَرَرْت. قَالَ: حَتَّى فعلت ذَلِك مرَارًا، قَالَ: ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى أَتَى عموداً رَأسه فِي السَّمَاء وأسفله فِي الأَرْض، فِي أَعْلَاهُ حلقةٌ. فَقَالَ لي: اصْعَدْ فَوق هَذَا، قَالَ: قلت: كَيفَ أصعد هَذَا وَرَأسه فِي السَّمَاء؟ قَالَ: فَأخذ بيَدي فزجل بِي قَالَ: فَإِذا أَنا مُتَعَلق بالحلقة. قَالَ: ثمَّ ضرب العمود فَخر. قَالَ وَبقيت مُتَعَلقا بالحلقة حَتَّى أَصبَحت. قَالَ: فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقصصتها عَلَيْهِ، فَقَالَ: " أما الطّرق الَّتِي رَأَيْت عَن يسارك فَهِيَ طرق أَصْحَاب الشمَال " قَالَ: " وَأما الطَّرِيق الَّذِي رَأَيْت عَن يَمِينك فَهِيَ طَرِيق أَصْحَاب الْيَمين. وَأما الْجَبَل فَهُوَ جبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 الشُّهَدَاء، وَلنْ تناله. وَأما العمود فَهُوَ عَمُود الْإِسْلَام، وَأما العروة فَهِيَ عُرْوَة الْإِسْلَام، وَلنْ تزَال متمسكاً بِهِ حَتَّى تَمُوت ". وللبخاري حَدِيث وَاحِد فرقه فِي موضِعين: 762 - عَن أبي بردة بن أبي مُوسَى. قَالَ: قدمت الْمَدِينَة فَلَقِيت عبد الله بن سَلام فَقَالَ: أَلا تَجِيء فأطعمك سويقاً وَتَمْرًا، وَتدْخل فِي بيتٍ - وَفِي رِوَايَة أُسَامَة: انْطلق إِلَى الْمنزل - فأسقيك فِي قدحٍ شرب فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَتصلي فِي مَسْجِد صلى فِيهِ النَّبِي. صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَانْطَلَقت مَعَه، فسقاني سويقاً وأطعمني تَمرا، وَصليت فِي مَسْجده. وَفِي حَدِيث شُعْبَة: ثمَّ قَالَ لي: إِنَّك بأرضٍ الرِّبَا فِيهَا فاشٍ، فَإِذا كَانَ لَك على رجل حقٌّ فأهدى إِلَيْك حمل تبنٍ أَو حمل شعيرٍ أَو حمل قتٍّ فَلَا تَأْخُذهُ، فَإِنَّهُ رَبًّا. الحديث: 762 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 (56) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن سهل بن أبي حثْمَة [رَضِي الله عَنهُ] 763 - الحَدِيث الأول: عَن بشير بن يسَار عَن سهل بن أبي حثْمَة قَالَ: انْطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مَسْعُود إِلَى خَيْبَر وَهِي يومئذٍ صلحٌ، فتفرقا، فَأتى محيصة إِلَى عبد الله بن سهل وَهُوَ يَتَشَحَّط فِي دَمه قَتِيلا، فدفنه، ثمَّ قدم الْمَدِينَة، فَانْطَلق عبد الرَّحْمَن بن سهل ومحيصة وحويصة ابْنا مَسْعُود إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذهب عبد الرَّحْمَن يتَكَلَّم فَقَالَ: " كبر كبر ". وَهُوَ أحدث الْقَوْم، فَسكت. فتكلما. فَقَالَ " أتحلفون وتستحقون قاتلكم أَو صَاحبكُم؟ " قَالُوا: وَكَيف نحلف وَلم نشْهد وَلم نر؟ . قَالَ: " فتبرئكم يهود بِخَمْسِينَ يَمِينا " فَقَالُوا: كَيفَ نَأْخُذ أَيْمَان قومٍ كفار؟ فعقله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عِنْده. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يقسم خَمْسُونَ مِنْكُم على رجلٍ مِنْهُم، فَيدْفَع برمتِهِ " قَالُوا: أمرٌ لم نشْهد، كَيفَ نحلف؟ قَالَ: " فتبرئكم يهود بأيمان خمسين مِنْهُم. " قَالُوا: يَا رَسُول الله، قوم كفار ... الحَدِيث نَحوه. وَفِي حَدِيث سعيد بن عبيد: فَقَالَ لَهُم: " تأتون بِالْبَيِّنَةِ على من قَتله ". قَالُوا: مَا لنا بَيِّنَة، قَالَ: فَيحلفُونَ. قَالُوا: لَا نرضى بأيمان الْيَهُود، فكره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يبطل دَمه، فوداه بِمِائَة من إبل الصَّدَقَة. الحديث: 763 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة فجَاء عبد الرَّحْمَن بن سهل وحويصة ومحيصة ابْنا مَسْعُود وهما عماه. وَفِي حَدِيث هشيم: أَن رجلا من الْأَنْصَار من بني حَارِثَة يُقَال لَهُ عبد الله بن سهل بن زيد انْطلق هُوَ وَابْن عمٍّ لَهُ يُقَال لَهُ محيصة بن مَسْعُود بن زيد. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بِإِسْنَادِهِ عَن سهل بن أبي حثْمَة وَرَافِع بن خديج الحَدِيث. وَفِيه قَالَ سهل فَدخلت مربداً لَهُم يَوْمًا، فركضتني ناقةٌ من تِلْكَ الْإِبِل ركضةٌ برجلها. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سهل عَن سهل بن أبي حثْمَة عَن رجال من كبراء قومه: أَن عبد الله ابْن سهل ومحيصة خرجا إِلَى خَيْبَر، ثمَّ ذكر نَحوه وَقتل عبد الله، وأتى رَسُول الله قَالَ: " إِمَّا أَن يدوا صَاحبكُم وَإِمَّا أَن يؤذنوا بحربٍ " فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب فِي ذَلِك، فَكَتَبُوا: إِنَّا وَالله مَا قَتَلْنَاهُ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أتحلفون وتستحقون دم صَاحبكُم؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فتحلف لكم يهود؟ " قَالُوا: لَيْسُوا بمسلمين، فوداه من عِنْده، فَبعث إِلَيْهِم مائَة نَاقَة. قَالَ سهل: فَلَقَد ركضتني مِنْهَا ناقةٌ حَمْرَاء. 764 - الثَّانِي: عَن بشير بن يسَار عَن سهل بن أبي حثْمَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع الثَّمر بِالتَّمْرِ، وَرخّص فِي الْعرية إِن تبَاع بِخرْصِهَا، يأكلها أَهلهَا رطبا. الحديث: 764 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 وَفِي حَدِيث الْوَلِيد بن كثير عَن بشير عَن رَافع وَسَهل: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُزَابَنَة: بيع الثَّمر بِالتَّمْرِ إِلَّا أَصْحَاب الْعَرَايَا، فَإِنَّهُ أذن لَهُم. وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن بشير عَن بعض أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهل دَارهم، مِنْهُم ابْن أبي حثْمَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع الثَّمر بِالتَّمْرِ، وَقَالَ: " ذَلِك الرِّبَا، تِلْكَ الْمُزَابَنَة " إِلَّا أَنه رخص فِي بيع الْعرية: النَّخْلَة والنخلتين يَأْخُذهَا أهل الْبَيْت بِخرْصِهَا تَمرا، يأكلونها رطبا. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن بشير عَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنهم قَالُوا: أرخص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيع الْعرية بِخرْصِهَا تَمرا. 765 - الثَّالِث: عَن صَالح بن خَوات بن جُبَير عَن سهل بن أبي حثْمَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْف، فصفهم خَلفه صفّين، فصلى بالذين يلونه رَكْعَة ثمَّ قَامَ، فَلم يزل قَائِما حَتَّى صلى الَّذين خَلفه رَكْعَة، ثمَّ تقدمُوا وَتَأَخر الَّذين كَانُوا قدامهم فصلى بهم رَكْعَة، ثمَّ قعد حَتَّى صلى الَّذين تخلفوا رَكْعَة ثمَّ سلم. هَكَذَا فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن صَالح مَرْفُوعا. وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ وَحده من رِوَايَة يحيى الْأنْصَارِيّ عَن الْقَاسِم عَن صَالح عَن سهل من قَوْله نَحوه. وَعِنْدَهُمَا من حَدِيث مَالك عَن يزِيد بن رُومَان عَن صَالح عَمَّن صلى مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم ذَات الرّقاع صَلَاة الْخَوْف: أَن طَائِفَة صفت مَعَه، وَطَائِفَة وجاه الْعَدو، فصلى بِالَّتِي مَعَه رَكْعَة ثمَّ ثَبت قَائِما، وَأَتمُّوا لأَنْفُسِهِمْ، ثمَّ انصرفوا وجاه الحديث: 765 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 الْعَدو، وَجَاءَت الطَّائِفَة الْأُخْرَى فصلى بهم الرَّكْعَة الَّتِي بقيت من صلَاته، ثمَّ ثَبت جَالِسا فَأتمُّوا لأَنْفُسِهِمْ، ثمَّ سلم بهم. ذكر أَبُو مَسْعُود الْمَتْن بِخِلَاف مَا ذكرنَا، فَقَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى بهم، فَصف صفاًّ خَلفه وصفاًّ مصَاف الْعَدو، فصلى بهم رَكْعَة، ثمَّ ذهب هَؤُلَاءِ وَجَاء أُولَئِكَ، فصلى بهم رَكْعَة، ثمَّ قَامُوا فصلوا رَكْعَة رَكْعَة. قَالَ أَبُو مَسْعُود: هَذَا لفظ حَدِيث الْقَاسِم. وَمن نظر فِي الْكِتَابَيْنِ علم أَن لفظ حَدِيث الْقَاسِم على غير مَا حكى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 (57) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن ظهير بن رَافع، عَم رَافع بن خديج [رَضِي الله عَنهُ] 766 - حَدِيث وَاحِد، لَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره: عَن رَافع بن خديج عَنهُ قَالَ: أَتَانِي ظهير فَقَالَ: لقد نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أمرٍ كَانَ بِنَا رافقاً. فَقلت: وَمَا ذَاك؟ مَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ حق. قَالَ: سَأَلَني: " كَيفَ تَصْنَعُونَ بمحاقلكم؟ " قلت: نؤاجرها يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الرّبيع أَو الأوسق من التَّمْر أَو الشّعير. قَالَ: " فَلَا تَفعلُوا، ازرعوها، أَو أزرعوها، أَو أمسكوها ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ رَافع: قلت: سمعا وَطَاعَة. وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث رَافع عَن عميه - وَكَانَا قد شَهدا بَدْرًا، أخبراه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن كِرَاء الْمزَارِع. قَالَ الزُّهْرِيّ: قلت لسالم: فتكرهها أَنْت؟ قَالَ: إِن نَافِعًا أَكثر على نَفسه. وَفِي حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي سَالم أَن عبد الله بن عمر كَانَ يكْرِي أرضه حَتَّى بلغه أَن رَافع بن خديج كَانَ ينْهَى عَن كِرَاء الأَرْض، فَلَقِيَهُ عبد الله فَقَالَ: يَا ابْن خديج، مَاذَا تحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كِرَاء الأَرْض؟ فَقَالَ رَافع لعبد الله: سَمِعت عمي - وَكَانَا قد شَهدا بَدْرًا - يحدثان أهل الدَّار: أَن الحديث: 766 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن كِرَاء الأَرْض. قَالَ عبد الله: لقد كنت أعلم فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الأَرْض تكرى، ثمَّ خشِي عبد الله أَن يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدث فِي ذَلِك شَيْئا لم يكن علمه، فَترك كِرَاء الأَرْض. وَرَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث حَنْظَلَة بن قيس عَن رَافع قَالَ: حَدثنِي عماي أَنَّهُمَا كَانَا يكريان الأَرْض على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا ينْبت على الْأَرْبَعَاء أَو بشيءٍ يستثنيه صَاحب الأَرْض. قَالَا: فنهانا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك. قَالَ: فَقلت لرافع: كَيفَ هِيَ بالدينار وَالدِّرْهَم؟ فَقَالَ رَافع: لَيْسَ بهَا بَأْس بالدينار وَالدِّرْهَم. وَكَانَ الَّذِي نهي عَنهُ من ذَلِك مَا لَو نظر فِيهِ ذُو الْفَهم بالحلال وَالْحرَام لم يجزه لما فِيهِ من المخاطرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 (58) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من رَافع بن خديج [رَضِي الله عَنهُ] 767 - الأول: عَن حَنْظَلَة بن قيس عَن رَافع قَالَ: كُنَّا أَكثر الْأَنْصَار حقلاً، فَكُنَّا نكرِي الأَرْض على أَن لنا هَذِه وَلَهُم هَذِه، فَرُبمَا أخرجت هَذِه وَلم تخرج هَذِه، فنهانا عَن ذَلِك، فَأَما الْوَرق فَلم ينهنا. وَفِي حَدِيث ابْن الْمُبَارك عَن يحيى نَحوه، وَفِي آخِره، فَأَما الذَّهَب وَالْوَرق فَلم يكن يَوْمئِذٍ. وَفِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ لمُسلم أَن حَنْظَلَة قَالَ: سَأَلت رَافع بن خديج عَن كِرَاء الأَرْض بِالذَّهَب وَالْوَرق. فَقَالَ: لَا بَأْس بِهِ، إِنَّمَا كَانَ النَّاس يؤاجرون على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا على الماذيانات وأقبال الجداول وَأَشْيَاء من الزَّرْع، فَيهْلك هَذَا وَيسلم هَذَا، وَيسلم هَذَا، وَيهْلك هَذَا، وَلم يكن للنَّاس كراءٌ إِلَّا هَذَا، فَلذَلِك زجر عَنهُ، فَأَما شيءٌ مَعْلُوم مَضْمُون فَلَا بَأْس بِهِ. وَقد أخرجَا النهى من كِرَاء الْمزَارِع عَن نَافِع عَن رَافع مَرْفُوعا. وَفِي رِوَايَة أَيُّوب عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ يكْرِي مزارعه على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي إِمَارَة أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وصدراً من خلَافَة مُعَاوِيَة، حَتَّى بلغه فِي آخر الحديث: 767 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 خلَافَة مُعَاوِيَة أَن رَافع بن خديج يحدث فِيهَا بنهي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَدخل عَلَيْهِ وَأَنا مَعَه فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَن كِرَاء الْمزَارِع، فَتَركهَا ابْن عمر، فَكَانَ إِذا سُئِلَ عَنْهَا بعد قَالَ: زعم ابْن خديج أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَنْهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن عمر عَن رَافع من رِوَايَة مُجَاهِد وَعَمْرو ابْن دِينَار: فَفِي الرِّوَايَة عَن عَمْرو قَالَ: سَمِعت ابْن عمر يَقُول: كُنَّا لَا نرى بالْخبر بَأْسا حَتَّى كَانَ عَام أول، فَزعم رافعٌ أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَنهُ، فتركناه من أَجله. وَفِي حَدِيث مُجَاهِد: لقد منعنَا رَافع نفع أرضينا. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي النَّجَاشِيّ عَن رَافع عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث ظهير بن رَافع، وَلم يذكر أَبُو النَّجَاشِيّ فِي رِوَايَته عَن رَافع ظهيراً. وَقد رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن يسَار عَن رَافع عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم يقل: عَن بعض عمومته. وَقد قَالَ بعض الروَاة: عَن سُلَيْمَان عَن رَافع عَن بعض عمومته. وَفِيه قَالَ نَهَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أمرٍ كَانَ لنا نَافِعًا، وطواعية الله وَرَسُوله أَنْفَع لنا: نَهَانَا أَن نحاقل الأَرْض فنكريها على الثُّلُث وَالرّبع وَالطَّعَام الْمُسَمّى، وَأمر رب الأَرْض أَن يَزْرَعهَا أَو يَزْرَعهَا، وَكره كراءها وَمَا سوى ذَلِك. 768 - الثَّانِي: عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة بن رَافع عَن جده، وَمِنْهُم من قَالَ: عَن أَبِيه عَن جده رَافع بن خديج قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِذِي الحليفة من تهَامَة، فَأصَاب النَّاس جوعٌ، فَأَصَابُوا إبِلا وَغنما، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أخريات الْقَوْم، الحديث: 768 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 فعجلوا وذبحوا، ونصبوا الْقُدُور. فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالقدور فأكفئت. ثمَّ قسم فَعدل عشرَة من الْغنم بِبَعِير. فند. مِنْهَا بعيرٌ، فطلبوه فأعياهم، وَكَانَ فِي الْقَوْم خيل يسيرةٌ، فَأَهوى رجلٌ مِنْهُم بسهمٍ فحبسه الله، فَقَالَ: " إِن لهَذِهِ الْبَهَائِم أوابد كأوابد الْوَحْش، فَمَا غَلَبَكُمْ مِنْهَا فَاصْنَعُوا بِهِ هَكَذَا ". قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّا لاقو الغدو غَدا، وَلَيْسَت مَعنا مدى، أفنذبح بالقصب؟ قَالَ: " مَا أنهر الدَّم. وَذكر اسْم الله عَلَيْهِ فكلوه، لَيْسَ السن وَالظفر، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَن ذَلِك: أما السن فَعظم، وَأما الظفر فمدى الْحَبَشَة ". 769 - الثَّالِث: عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن جده أبي رَافع قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْحمى من فَور جَهَنَّم، فَأَبْرِدُوهَا عَنْكُم بِالْمَاءِ. وَفِي رِوَايَة: " من فيح جَهَنَّم فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ ". 770 - الرَّابِع: عَن أبي النَّجَاشِيّ عَطاء بن صُهَيْب مولى رَافع بن خديج قَالَ: سَمِعت رَافع بن خديج يَقُول: كُنَّا نصلي الْمغرب مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيَنْصَرِف أَحَدنَا وَإنَّهُ ليبصر مواقع نبله. 771 - الْخَامِس: عَن أبي النَّجَاشِيّ عَن رَافع بن خديج قَالَ: كُنَّا نصلي الْعَصْر مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ تنحر الْجَزُور، فتقسم عشر قسمٍ، ثمَّ تطبخ، فنأكل لَحْمًا نضيجاً، قبل مغيب الشَّمْس. الحديث: 769 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 أَفْرَاد مُسلم 772 - الأول: عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن رَافع قَالَ: أعْطى رَسُول الله أَبَا سُفْيَان ابْن حَرْب، وَصَفوَان بن أُميَّة، وعيينة بن حصن، والأقرع بن حابسٍ، كل إنسانٍ، مائَة من الْإِبِل، وَأعْطى عَبَّاس بن مرداس دون ذَلِك، فَقَالَ: (أَتجْعَلُ نَهْبي وَنهب العبيد ... بَين عُيَيْنَة والأقرع؟) . (وَمَا كَانَ حصنٌ وَلَا حابسٌ ... يَفُوقَانِ مرداس فِي الْمجمع) (وَمَا كنت دون امْرِئ مِنْهُمَا ... وَمن تخْفض الْيَوْم لَا يرفع) قَالَ: فَأَتمَّ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة. وَفِي حَدِيث أَحْمد بن عَبدة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قسم غَنَائِم حنين، فَأعْطى أَبَا سُفْيَان ابْن حَرْب مائَة من الْإِبِل. . وَذكر نَحوه. وَزَاد: وَأعْطى عَلْقَمَة بن علاثة مائَة. 773 - الثَّانِي: عَن أبي النَّجَاشِيّ قَالَ: حَدثنِي رافعٌ قَالَ: قدم نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة، وهم يأبرون النّخل، فَقَالَ: " مَا تَصْنَعُونَ؟ " قَالُوا: كُنَّا نصنعه. قَالَ: " لَعَلَّكُمْ لَو لم تَفعلُوا كَانَ خيرا " فَتَرَكُوهُ. فنفضت أَو فنقصت. قَالَ: فَذكرُوا ذَلِك لَهُ فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنا بشرٌ، إِذا أَمرتكُم بشيءٍ من دينكُمْ فَخُذُوا بِهِ، وَإِذا أَمرتكُم بشيءٍ من رَأْي فَإِنَّمَا أَنا بشر ". قَالَ عِكْرِمَة بن عمار: أَو نَحْو هَذَا. وَقَالَ أَحْمد بن المعقري: فنفضت، وَلم يشك. 774 - الثَّالِث: عَن نَافِع بن جبر: أَن مَرْوَان بن الحكم خطب النَّاس، فَذكر مَكَّة وَأَهْلهَا وحرمتها، فناداه رَافع بن خديج فَقَالَ: مَا لي أسمعك ذكرت مَكَّة الحديث: 772 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 وَأَهْلهَا وحرمتها، وَلم تذكر الْمَدِينَة وَأَهْلهَا وحرمتها، وَقد حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَين لابتيها، وَذَلِكَ عندنَا فِي أَدِيم خولانيٍّ، إِن شِئْت أقرأتكه. قَالَ: فَسكت مَرْوَان ثمَّ قَالَ: قد سَمِعت بعض ذَلِك. فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن عُثْمَان عَن رَافع قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة، وَإِنِّي أحرم. مَا بَين لابتيها " يُرِيد الْمَدِينَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 (59) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] . 775 - الأول: عَن عباد بن تَمِيم عَن عَمه أَنه رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسْتَلْقِيا فِي الْمَسْجِد، وَاضِعا إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى. وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث القعْنبِي عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: كَانَ عمر وَعُثْمَان يفْعَلَانِ ذَلِك. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَإِن أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك. وَلم يخرج البُخَارِيّ قَول سعيد الْمَوْقُوف عَلَيْهِ إِلَّا من حَدِيث مَالك، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر أبي بكر، وَلَيْسَ هُوَ إِلَّا فِي كتاب " الصَّلَاة " للْبُخَارِيّ. وَقد أخرج البرقاني هَذَا الْفَصْل من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ مُتَّصِلا بِالْحَدِيثِ، وَلم يذكر سعيد بن الْمسيب. 776 - الثَّانِي: عَن عباد عَن عَمه قَالَ: شكي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرجل يخيل إِلَيْهِ أَنه يجد الشَّيْء فِي الصَّلَاة. قَالَ: " لَا ينْصَرف حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ". 777 - الثَّالِث: عَن عباد بن تَمِيم عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم قَالَ: لما أَفَاء الله على رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين، قسم فِي النَّاس وَفِي الْمُؤَلّفَة قُلُوبهم وَلم يُعْط الْأَنْصَار الحديث: 775 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 شَيْئا، فكأنهم - وجدوا إِذْ لم يصبهم مَا أصَاب النَّاس، فخطبهم قَالَ: " يَا معشر الْأَنْصَار، ألم أَجِدكُم ضلالا فَهدَاكُم الله بِي، وكنتم مُتَفَرّقين فألفكم الله بِي، وَعَالَة فَأَغْنَاكُمْ الله بِي؟ " كلما قَالَ شَيْئا قَالُوا: الله وَرَسُوله أَمن. قَالَ: " مَا يمنعكم أَن تجيبوا رَسُول الله؟ " قَالُوا: الله وَرَسُوله أَمن. قَالَ: " لَو شِئْتُم قُلْتُمْ: جئتنا كَذَا، وَكَذَا. أَلا ترْضونَ أَن يذهب النَّاس بِالشَّاة وَالْبَعِير، وَتَذْهَبُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى رحالكُمْ، لَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار، وَلَو سلك النَّاس وَاديا وشعباً لَسَلَكْت وَادي الْأَنْصَار وشعبها. الْأَنْصَار شعارٌ وَالنَّاس دثار. إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْض ". 778 - الرَّابِع: عَن عباد بن تَمِيم عَن عبد الله بن زيد قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى هَذَا الْمصلى يَسْتَسْقِي، فَدَعَا واستسقى، ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة، وقلب رِدَاءَهُ. زَاد فِي رِوَايَة يُونُس: ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ. قَالَ البُخَارِيّ: كَانَ ابْن عُيَيْنَة يَقُول: هُوَ صَاحب الْأَذَان، وَوهم، لِأَن هَذَا عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَازِني - مَازِن الْأَنْصَار. 779 - الْخَامِس: عَن عباد بن تَمِيم عَن عَمه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا بَين بَيْتِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة ". الحديث: 778 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 780 - السَّادِس: عَنهُ عَن عَمه قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة ودعا لَهَا " وَفِي حَدِيث الدَّرَاورْدِي: " ودعا لأَهْلهَا، وَإِنِّي حرمت الْمَدِينَة كَمَا حرم إِبْرَاهِيم مَكَّة، وَإِنِّي دَعَوْت فِي صاعها ومدها بِمثل مَا دَعَا بِهِ إِبْرَاهِيم لأهل مَكَّة ". 781 - السَّابِع: عَن عباد عَن عبد الله بن زيد قَالَ: لما كَانَ زمن الْحرَّة. أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ: إِن ابْن حَنْظَلَة يُبَايع النَّاس على الْمَوْت، فَقَالَ: لَا أبايع على هَذَا بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا. 782 - الثَّامِن: عَن يحيى بن عمَارَة بن أبي حُسَيْن عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ - وَكَانَت لَهُ صُحْبَة - قَالَ: قيل لَهُ: تَوَضَّأ لنا وضوء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَدَعَا بِإِنَاء فأكفأ مِنْهُ على يَدَيْهِ فغسلهما ثَلَاثًا، ثمَّ أَدخل يَده فاستخرجها، فَغسل وَجهه ثَلَاثًا ثمَّ أَدخل يَده فاستخرجها فَغسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين مرَّتَيْنِ، ثمَّ أَدخل يَده فاستخرجها فَمسح بِرَأْسِهِ، فَأقبل بيدَيْهِ وَأدبر، ثمَّ غسل رجلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وضوء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث مَالك: فَأقبل بهما وَأدبر بدءاً بِمقدم رَأسه، ثمَّ ذهب بهما إِلَى قَفاهُ، ثمَّ ردهما حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَان الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن عَمْرو بن يحيى عَن أَبِيه عَن عبد الله ابْن زيد قَالَ: أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأخرجنا لَهُ مَاء فِي تورٍ من صفر، فَتَوَضَّأ الحديث: 780 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 فَغسل وَجهه ثَلَاثًا وَيَديه مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ، وَمسح بِرَأْسِهِ، فَأقبل بِهِ وَأدبر، وَغسل رجلَيْهِ. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم عَن عباد بن تَمِيم عَن عَمه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَوَضَّأ مرَّتَيْنِ مرَّتَيْنِ. وَعند مُسلم من حَدِيث وَاسع بن حبَان عَن عبد الله بن زيد: أَنه رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَوَضَّأ فَمَضْمض، ثمَّ استنثر، ثمَّ غسل وَجهه ثَلَاثًا وَيَده الْيُمْنَى وَالْأُخْرَى ثَلَاثًا، وَمسح بماءٍ غير فضل يَده.، وَغسل رجلَيْهِ حَتَّى أنقاهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 (60) حديثان عَن عبد الله بن يزِيد الخطمي [رَضِي الله عَنهُ] . وَقد رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حديثان أخرجهُمَا البُخَارِيّ، وَلم يخرج لَهُ مُسلم شَيْئا. 783 - أَحدهمَا: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: خرج عبد الله بن يزِيد الْأنْصَارِيّ، وَخرج مَعَه الْبَراء بن عَازِب وَزيد بن أَرقم. زَاد أَبُو مَسْعُود: وَأَنا بَينهم يومئذٍ. فَاسْتَسْقَى فَقَامَ لَهُم على رجلَيْهِ على غير مِنْبَر، فَاسْتَغْفر ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ يجْهر بِالْقِرَاءَةِ، وَلم يُؤذن وَلم يقم. 784 - الثَّانِي: عَن عدي بن ثَابت عَن عبد الله بن يزِيد الْأنْصَارِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمثلَة والنهبى. وَقد رَوَاهُ عدي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 783 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 (61) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي مَسْعُود عقبَة بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] . 785 - الأول: عَن عبد الله بن يزِيد عَن أبي مَسْعُود البدري عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْمُسلم إِذا أنْفق على أَهله نَفَقَة وَهُوَ يحتسبها كَانَت لَهُ صَدَقَة ". 786 - الثَّانِي: عَن عَلْقَمَة بن قيس وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْآيَتَانِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة - من قرأهما فِي لَيْلَة كفتاه ". 787 - الثَّالِث: فِي مَوَاقِيت الصَّلَاة: من رِوَايَة الزُّهْرِيّ أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أخر الصَّلَاة يَوْمًا، فَدخل عَلَيْهِ عُرْوَة ابْن الزبير فَأخْبرهُ أَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة أخر الصَّلَاة يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ، فَدخل عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ فَقَالَ: مَا هَذَا يَا مُغيرَة؟ أَلَيْسَ قد علمت أَن جِبْرِيل نزل فصلى فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ صلى فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ صلى فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ صلى فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ صلى فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قَالَ: " بِهَذَا أمرت " فَقَالَ عمر لعروة: انْظُر مَاذَا تحدث يَا عُرْوَة، أَو إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ الَّذِي أَقَامَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقت الصَّلَاة؟ فَقَالَ عُرْوَة: كَذَلِك كَانَ بشير بن أبي مَسْعُود يحدث عَن أَبِيه. قَالَ: وَقَالَ عُرْوَة: وَلَقَد حَدَّثتنِي عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس فِي حُجْرَتهَا قبل أَن تظهر. الحديث: 785 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَنهُ: أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أخر الْعَصْر شَيْئا، فَقَالَ لَهُ عُرْوَة: أما إِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام قد نزل فصلى إِمَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهُ عمر: أعلم. مَا تَقول يَا عُرْوَة: قَالَ: سَمِعت بشير بن أبي مَسْعُود يَقُول: سَمِعت أَبَا مَسْعُود يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " نزل جِبْرِيل فأمني، فَصليت مَعَه، ثمَّ صليت مَعَه، ثمَّ صليت مَعَه، ثمَّ صليت مَعَه، ثمَّ صليت مَعَه " يحْسب بأصابعه خمس صلوَات. جود السماع مِنْهُ فأوردناه لذَلِك. 788 - الرَّابِع: عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن أبي مَسْعُود قَالَ: لما أنزلت آيَة الصَّدَقَة كُنَّا نحامل على ظُهُورنَا، فجَاء رجلٌ فَتصدق بِشَيْء كثير، فَقَالُوا: مراءٍ، وَجَاء رجل فَتصدق بصاعٍ، فَقَالُوا: إِن الله لغنيٌّ عَن صَاع هَذَا، فَنزلت: {الَّذين يَلْمِزُونَ الْمُطوِّعين من الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدقَات وَالَّذين لَا يَجدونَ إِلَّا جهدهمْ} . [سُورَة التَّوْبَة] . وَفِي حَدِيث يحيى عَن الْأَعْمَش: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أمرنَا بِالصَّدَقَةِ انْطلق أَحَدنَا إِلَى السُّوق، فيحامل فَيُصِيب الْمَدّ، وَإِن لبَعْضهِم الْيَوْم لمِائَة ألف، فِي حَدِيث زَائِدَة: كَأَنَّهُ يعرض بِنَفسِهِ. 789 - الْخَامِس: عَن شَقِيق عَن أبي مسعودٍ الْأنْصَارِيّ قَالَ: كَانَ رجلٌ من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو شُعَيْب، وَكَانَ لَهُ غلامٌ لحامٌ، فَرَأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَعرف الحديث: 788 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 فِي وَجهه الْجُوع، فَقَالَ لغلامه: وَيحك، اصْنَع لنا طَعَاما لخمسة نفرٍ، فَإِنِّي أُرِيد أَن أَدْعُو النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَامِس خمسةٍ. قَالَ: فَصنعَ، ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَاهُ خَامِس خمسةٍ. واتبعهم رجلٌ، فَلَمَّا بلغ الْبَاب قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن هَذَا اتَّبعنَا، فَإِن شِئْت أَن تَأذن لَهُ، وَإِن شِئْت رَجَعَ ". قَالَ: بل آذن لَهُ يَا رَسُول الله. 790 - السَّادِس: عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي مَسْعُود: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن ثمن الْكَلْب، وَمهر الْبَغي، وحلوان الكاهن. وَلَيْسَ لأبي بكر عَن أبي مَسْعُود فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 791 - السَّابِع: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي مَسْعُود قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: إِنِّي لأتأخر عَن صَلَاة الصُّبْح من أجل فلَان مِمَّا يُطِيل بِنَا، فَمَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غضب فِي موعظةٍ قطّ أَشد مِمَّا غضب يومئذٍ، فَقَالَ: " يَا أَيهَا النَّاس، إِن مِنْكُم منفرين، فَأَيكُمْ أم النَّاس فليوجز، فَإِن من وَرَائه الْكَبِير وَالصَّغِير وَذَا الْحَاجة ". وَفِي حَدِيث زُهَيْر قَالَ: فَإِن فيهم الضَّعِيف وَالْكَبِير وَذَا الْحَاجة ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان: فليخفف، فَإِن فيهم الْمَرِيض والضعيف وَذَا الْحَاجة ". 792 - الثَّامِن: عَن قيس عَن أبي مَسْعُود قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا ينكسفان لمَوْت أحدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، ولكنهما آيتان من آيَات الله عز وَجل، فَإِذا رأيتموهما فَقومُوا فصلوا ". الحديث: 790 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 793 - التَّاسِع: عَن قيس عَن أبي مَسْعُود قَالَ: أَشَارَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْو الْيمن فَقَالَ: " أَلا إِن الْإِيمَان هَا هُنَا، وَإِن الْقَسْوَة وَغلظ الْقلب فِي الْفَدادِين عِنْد أصُول أَذْنَاب الْإِبِل حَيْثُ يطلع قرنا الشَّيْطَان، فِي ربيعَة وَمُضر ". وللبخاري حَدِيث وَاحِد: 794 - عَن ربعي بن حِرَاش عَن أبي مَسْعُود قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن مِمَّا أدْرك النَّاس من كَلَام النُّبُوَّة الأولى: إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت ". أَفْرَاد مُسلم 795 - الأول: عَن أبي وَائِل عَن أبي مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حُوسِبَ رجلٌ مِمَّن كَانَ قبلكُمْ، فَلم يُوجد لَهُ من الْخَيْر شيءٌ إِلَّا أَنه كَانَ يخالط النَّاس، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمر غلمانه أَن يتجاوزوا عَن الْمُعسر. قَالَ: قَالَ الله عز وَجل: نَحن أَحَق بذلك مِنْهُ، تجاوزوا عَنهُ ". وَقد روى هَذَا الْمَعْنى عَن حُذَيْفَة مَوْقُوفا. وَعَن عقبَة بن عَامر مَرْفُوعا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَ: أُتِي الله عز وَجل بِعَبْد من عباده آتَاهُ الله مَالا، فَقَالَ لَهُ: مَا عملت فِي الدُّنْيَا؟ - قَالَ: وَلَا يكتمون الله حَدِيثا -. قَالَ: يَا رب آتيتني مَالك، فَكنت أبايع النَّاس، وَكَانَ من خلقي الْجَوَاز، فَكنت أتيسر على الْمُوسر، وَأنْظر الْمُعسر. فَقَالَ الله: أَنا أَحَق بذا مِنْك، تجاوزوا الحديث: 793 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 عَن عَبدِي ". فَقَالَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ: هَكَذَا سمعناه من فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 796 - الثَّانِي: عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن زيد الْأنْصَارِيّ - ووالده عبد الله بن زيد الْأنْصَارِيّ هُوَ الَّذِي كَانَ أرِي النداء بِالصَّلَاةِ. عَن أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ: أَتَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن فِي مجْلِس سعد بن عبَادَة، فَقَالَ لَهُ بشير بن سعد: أمرنَا الله أَن نصلي عَلَيْك يَا رَسُول الله، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ فَسكت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى تمنينا أَنه لم يسْأَله، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صل على محمدٍ وعَلى آل محمدٍ، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك على مُحَمَّد وعَلى آل محمدٍ، كَمَا باركت على آل إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميدٌ مجيد. وَالسَّلَام كَمَا قد علمْتُم ". 797 - الثَّالِث: عَن أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة عَن أبي مَسْعُود قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسح مناكبنا فِي الصَّلَاة وَيَقُول: " اسْتَووا، وَلَا تختلفوا فتختلف قُلُوبكُمْ، ليلني مِنْكُم أولو الأحلام والنهى، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ " قَالَ ابْن مَسْعُود: فَأنْتم الْيَوْم أَشد اخْتِلَافا. 798 - الرَّابِع: عَن يزِيد بن شريك التَّيْمِيّ عَن أبي مَسْعُود البدري قَالَ: كنت أضْرب غُلَاما لي بِالسَّوْطِ، فَسمِعت صَوتا من خَلْفي: " اعْلَم أَبَا مَسْعُود " فَلم أفهم الصَّوْت من الْغَضَب. قَالَ: فَلَمَّا دنا مني إِذا هُوَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا هُوَ يَقُول: " اعْلَم أَبَا مَسْعُود، اعْلَم أَبَا مَسْعُود " فألقيت السَّوْط من يَدي، فَقَالَ: " اعْلَم أَبَا مسعودٍ أَن الله أقدر عَلَيْك مِنْك على هَذَا الْغُلَام؟ " قَالَ: فَقلت: لَا أضْرب مَمْلُوكا بعده أبدا. الحديث: 796 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 وَفِي حَدِيث جرير: فَسقط من يَدي السَّوْط من هيبته. وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة: فَقلت: يَا رَسُول الله، هُوَ حرٌّ لوجه الله. فَقَالَ: " أما لَو لم تفعل لَلَفَحَتْك النَّار، أَو لمستك النَّار ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة: أَنه كَانَ يضْرب غُلَاما، فَجعل يَقُول: أعوذ بِاللَّه، فَجعل يضْربهُ فَقَالَ: أعوذ برَسُول الله، فَتَركه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالله لله أقدر عَلَيْك مِنْك عَلَيْهِ ". قَالَ: فَأعْتقهُ. 799 - الْخَامِس: عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ - واسْمه سعد بن إِيَاس - عَن أبي مَسْعُود قَالَ: جَاءَ رجلٌ بِنَاقَة مخطومة، فَقَالَ: هَذِه فِي سَبِيل الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَك بهَا يَوْم الْقِيَامَة سَبْعمِائة نَاقَة، كلهَا مخطومة ". 800 - السَّادِس: عَن أبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن أبي مَسْعُود قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنَّه أبدع بِي فَاحْمِلْنِي. فَقَالَ: " مَا عِنْدِي " فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أَنا أدله على من يحملهُ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من دلّ على خيرٍ فَلهُ مثل أجر فَاعله ". 801 - السَّابِع: عَن أَوْس بن ضمعج عَن أبي مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يؤم الْقَوْم أقرؤهم لكتاب الله، فَإِن كَانُوا فِي الْقِرَاءَة سَوَاء فأعلمهم بِالسنةِ، فَإِن كَانُوا فِي السّنة سَوَاء فأقدمهم هِجْرَة، فَإِن كَانُوا فِي الْهِجْرَة سَوَاء فأقدمهم سناًّ. وَلَا يُؤمن الرجل الرجل فِي أَهله وَلَا فِي سُلْطَانه.، وَلَا تقعد فِي بَيته على تكرمته. إِلَّا بِإِذْنِهِ ". الحديث: 799 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 وَفِي حَدِيث شُعْبَة: " يؤم الْقَوْم اقرؤهم لكتاب الله، وأقدمهم قِرَاءَة، وَلَا يُؤمن الرجل الرجل فِي أَهله وَلَا فِي سُلْطَانه ". وَالْبَاقِي بِمَعْنَاهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 (62) مُسْند شَدَّاد بن أَوْس [رَضِي الله عَنهُ] الْمخْرج لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ حديثان: 802 - أَحدهمَا: للْبُخَارِيّ: عَن بشير بن كَعْب الْعَدوي عَن شَدَّاد بن أَوْس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سيد الاسْتِغْفَار أَن يَقُول العَبْد: اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، خلقتني وَأَنا عَبدك، وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك مَا اسْتَطَعْت. أعوذ بك من شَرّ مَا صنعت، أَبُوء لَك بنعمتك عَليّ، وأبوء بذنبي، فَاغْفِر لي، فَإِنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت. من قَالَهَا من النَّهَار موقناً بهَا فَمَاتَ من يَوْمه قبل أَن يُمْسِي فَهُوَ من أهل الْجنَّة، وَمن قَالَهَا من اللَّيْل وَهُوَ موقنٌ بهَا فَمَاتَ قبل أَن يصبح فَهُوَ من أهل الْجنَّة ". 803 - الثَّانِي: لمُسلم: عَن أبي الْأَشْعَث الصَّنْعَانِيّ - واسْمه شرَاحِيل بن آدة، من صنعاء دمشق عَن شَدَّاد بن أَوْس قَالَ: ثِنْتَانِ حفظتهما عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " إِن الله كتب الْإِحْسَان على كل شيءٍ، فَإِذا قتلتم فَأحْسنُوا القتلة، وَإِذا ذبحتم فَأحْسنُوا الذّبْح، وليحد أحدكُم شفرته، وليرح ذَبِيحَته ". الحديث: 802 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 (63) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند النُّعْمَان بن بشير [رَضِي الله عَنهُ] . 804 - الأول: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن وَعَن مُحَمَّد بن النُّعْمَان بن بشير عَن النُّعْمَان بن بشير أَنه قَالَ: " إِن أَبَاهُ أَتَى بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي نحلت ابْني هَذَا غُلَاما كَانَ لي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أكل ولدك نحلته مثل هَذَا؟ " فَقَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فارجعه ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير، قَالَ: تصدق عَليّ أبي بِبَعْض مَاله، فَقَالَت أُمِّي عمْرَة بنت رَوَاحَة: لَا أرْضى حَتَّى يشْهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْطَلق أبي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليشهده على صدقتي، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أفعلت هَذَا بولدك كلهم؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " اتَّقوا الله واعدلوا فِي أَوْلَادكُم " فَرجع أبي فَرد تِلْكَ الصَّدَقَة. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن بشير: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا بشير، أَلَك ولدٌ سوى هَذَا؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " أكلهم وهبت لَهُ مثل هَذَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَلَا تشهدني إِذن، فَإِنِّي لَا أشهد على جور ". وَفِي حَدِيث عَاصِم الْأَحول: " لَا تشهدني على جور " وَفِي حَدِيث دَاوُد بن أبي هِنْد: " أشهد على هَذَا غَيْرِي ". ثمَّ قَالَ: " أَلَيْسَ يَسُرك أَن يَكُونُوا إِلَيْك فِي الْبر سَوَاء؟ " قَالَ: بلَى. قَالَ: " فَلَا، إِذا ". الحديث: 804 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عُرْوَة بن الزبير عَن النُّعْمَان: أَن أَبَاهُ أعطَاهُ غُلَاما فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا هَذَا؟ " قَالَ: أعطانيه أبي. قَالَ: " فَكل إخْوَتك أعطَاهُ كَمَا أَعْطَاك؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فاردده ". 805 - الثَّانِي: عَن الشّعبِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: سمعته يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول - وأهوى النُّعْمَان بإصبعيه إِلَى أُذُنَيْهِ: " إِن الْحَلَال بينٌ، وَإِن الْحَرَام بينٌ، وَبَينهمَا مشتبهاتٌ لَا يعلمهُنَّ كثيرٌ من النَّاس. فَمن اتَّقى الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه، وَمن وَقع فِي الشُّبُهَات وَقع فِي الْحَرَام، كَالرَّاعِي حول الْحمى يُوشك إِن يرتع فِيهِ، أَلا وَلكُل ملك حمى، أَلا وَإِن حمى الله مَحَارمه، أَلا وَإِن فِي الْجَسَد مُضْغَة إِذا صلحت صلح الْجَسَد كُله، وَإِذا فَسدتْ فسد الْجَسَد كُله، أَلا وَهِي الْقلب ". 806 - الثَّالِث: عَن الشّعبِيّ عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل الْمُؤمنِينَ فِي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الْجَسَد إِذا اشْتَكَى مِنْهُ عضوٌ تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد بالسهر والحمى ". وَفِي حَدِيث وَكِيع: الْمُؤْمِنُونَ كرجلٍ واحدٍ، إِن اشْتَكَى رَأسه تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد بالحمى والسهر ". وَفِي حَدِيث خَيْثَمَة عَن النُّعْمَان - لمُسلم: الْمُسلمُونَ كرجلٍ واحدٍ، إِن اشْتَكَى عينه اشْتَكَى كُله، وَإِن اشْتَكَى رَأسه اشْتَكَى كُله ". الحديث: 805 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 807 - الرَّابِع: عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي - واسْمه عَمْرو بن عبد الله - عَن النُّعْمَان قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن أَهْون أهل النَّار عذَابا يَوْم الْقِيَامَة لرجلٌ يوضع فِي أَخْمص قَدَمَيْهِ جمرتان، يغلي مِنْهُمَا دماغه ". وَفِي حَدِيث الْأَعْمَش: " ... من لَهُ نَعْلَانِ وشراكان من نَار، يغلي مِنْهُمَا دماغه كَمَا يغلي الْمرجل، مَا يرى أَن أحدا أَشد مِنْهُ عذَابا، وَإنَّهُ لأهونهم عذَابا ". 808 - الْخَامِس: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن النُّعْمَان قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لتسون صفوفكم، أَو ليخالفن الله بَين وُجُوهكُم ". وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا من رِوَايَة سماك بن حَرْب عَن النُّعْمَان بِطُولِهِ، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُسَوِّي صُفُوفنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بهَا القداح، حَتَّى رأى أَنا قد عقلنا عَنهُ. ثمَّ خرج يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَاد أَن يكبر، فَرَأى رجلا باديا صَدره فَقَالَ: " عباد الله، لتسون صفوفكم، أَو ليخالفن الله بَين وُجُوهكُم ". وللبخاري وَحده حَدِيث وَاحِد: 809 - عَن عَامر الشّعبِيّ عَن النُّعْمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مثل الْقَائِم فِي حُدُود الله وَالْوَاقِع فِيهَا كَمثل قدمٍ استهموا على سفينةٍ، فَأصَاب بَعضهم أَعْلَاهَا وَبَعْضهمْ أَسْفَلهَا، فَكَانَ الَّذين فِي أَسْفَلهَا إِذا استقوا من المَاء مروا على من الحديث: 807 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 فَوْقهم، فَقَالُوا: لَو أَنا خرقنا فِي نصيبنا خرقاً وَلم نؤذ من فَوْقنَا. فَإِن تركوهم وَمَا أَرَادوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِن أخذُوا على أَيْديهم نَجوا ونجوا جَمِيعًا ". أَفْرَاد مُسلم 810 - الأول: عَن سماك قَالَ: خطب النُّعْمَان بن بشير فَقَالَ: لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده من رجلٍ حمل زَاده ومزاده على بعيرٍ، ثمَّ سَار حَتَّى كَانَ بفلاةٍ من الأَرْض، فَأَدْرَكته القائلة، فَنزل، فَقَالَ تَحت شجرةٍ، فغلبته عينه، وانسل بعيره، فَاسْتَيْقَظَ فسعى شرفاً فَلم ير شَيْئا، ثمَّ سعى شرفاً ثَانِيًا فَلم ير شَيْئا، ثمَّ سعى شرفاً ثَالِثا فَلم ير شَيْئا. فَأقبل حَتَّى أَتَى مَكَانَهُ الَّذِي قَالَ فِيهِ. فَبَيْنَمَا هُوَ قاعدٌ إِذْ جَاءَهُ بعيره يمشي حَتَّى وضع خطامه فِي يَده. فَللَّه أَشد فَرحا بتوبة العَبْد من هَذَا حِين وجد بعيره على حَاله. قَالَ سماك: فَزعم أَن النُّعْمَان رفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، واما أَنا فَلم أسمعهُ. وَهُوَ فِي مُسْند ابْن مَسْعُود، والبراء بن عَازِب، وَأبي هُرَيْرَة، وَأنس بن مَالك بِمَعْنَاهُ. 811 - الثَّانِي: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة قَالَ: كتب الضَّحَّاك بن قيس إِلَى النُّعْمَان بن بشير يسْأَله: أَي شيءٍ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْجُمُعَة سوى سُورَة الْجُمُعَة؟ فَقَالَ: كَانَ يقْرَأ: {هَل أَتَاك} [سُورَة الغاشية] . الحديث: 810 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث حبيب بن سَالم عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَة ب {سبح اسْم رَبك} [سُورَة الْأَعْلَى] ، و {هَل أَتَاك حَدِيث الغاشية} [سُورَة الغاشية] ، قَالَ: وَإِذا اجْتمع الْعِيد وَالْجُمُعَة فِي يومٍ وَاحِد يقْرَأ بهما فِي الصَّلَاتَيْنِ. 812 - الثَّالِث: عَن مَمْطُور الحبشي أبي سَلام قَالَ: حَدثنِي النُّعْمَان بن بشير قَالَ: كنت عِنْد مِنْبَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رجل: مَا أُبَالِي أَلا أعمل عملا بعد الْإِسْلَام إِلَّا أَن أَسْقِي الْحَاج. وَقَالَ آخر: مَا أُبَالِي أَلا أعمل عملا بعد الْإِسْلَام إِلَّا أَن أعمر الْمَسْجِد الْحَرَام. وَقَالَ آخر: الْجِهَاد فِي سَبِيل الله أفضل مِمَّا قُلْتُمْ. فزجرهم عمر وَقَالَ: لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم عِنْد مِنْبَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَوْم الْجُمُعَة، وَلَكِن إِذا صليت الْجُمُعَة دخلت فاستفتيته فِيمَا اختلفتم فِيهِ، فَأنْزل الله عز وَجل عَلَيْهِ: {أجعلتم سِقَايَة الْحَاج وَعمارَة الْمَسْجِد الْحَرَام كمن آمن بِاللَّه} الْآيَة إِلَى آخرهَا [سُورَة التَّوْبَة] . 813 - الرَّابِع: عَن سماك قَالَ: سَمِعت النُّعْمَان بن بشير يَقُول: ألستم فِي طعامٍ وشراب مَا شِئْتُم؟ لقد رَأَيْت نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا يجد من الدقل مَا يمْلَأ بِهِ بَطْنه. الحديث: 812 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 (64) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن أبي أوفى رَضِي الله عَنهُ 814 - الأول: عَن أبي إِسْحَاق سُلَيْمَان بن فَيْرُوز الشَّيْبَانِيّ عَن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ فِي شهر رَمَضَان، فَلَمَّا غَابَتْ الشَّمْس قَالَ: " يَا فلَان، انْزِلْ فاجدح لنا " قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن عَلَيْك نَهَارا. قَالَ: " انْزِلْ فاجدح ". قَالَ: فَنزل فجدح، فَأَتَاهُ بِهِ، فَشرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قَالَ بِيَدِهِ: " إِذا غَابَتْ الشَّمْس من هَا هُنَا، وَجَاء اللَّيْل من هَا هُنَا فقد أفطر الصَّائِم ". 815 - الثَّانِي: عَن سُلَيْمَان الشَّيْبَانِيّ قَالَ: سَمِعت عبد الله بن أبي أوفى يَقُول: أصابتنا مجاعةٌ ليَالِي خَيْبَر، فَلَمَّا كَانَ يَوْم خَيْبَر وقعنا فِي الْحمر الْأَهْلِيَّة فانتحرناها، فَلَمَّا غلت بهَا الْقُدُور نَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن اكفئوا الْقُدُور، وَلَا تَأْكُلُوا من لُحُوم الْحمر شَيْئا. قَالَ: فَقَالَ ناسٌ: إِنَّمَا نهى عَنْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهَا لم تخمس. وَقَالَ آخَرُونَ: نهى عَنْهَا الْبَتَّةَ. 816 - الثَّالِث: عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ قَالَ: سَأَلت عبد الله بن أبي أوفى: هَل رجم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم. قلت: بَعْدَمَا أنزلت سُورَة " النُّور " أم قبلهَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. 817 - الرَّابِع: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خالدٍ قَالَ: قلت لعبد الله بن أبي أوفى: الحديث: 814 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 أَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشر خَدِيجَة ببيتٍ فِي الْجنَّة؟ قَالَ: نعم، بشرها ببيتٍ فِي الْجنَّة من قصبٍ، لَا صخب فِيهِ وَلَا نصب. 818 - الْخَامِس: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْأَحْزَاب، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ منزل الْكتاب، سريع الْحساب، اهزم الْأَحْزَاب، اللَّهُمَّ اهزمهم وزلزلهم ". زَاد فِي رِوَايَة ابْن أبي عمر: " مجري السَّحَاب ". وَقد أَخْرجَاهُ أَيْضا بأطول من هَذَا من رِوَايَة أبي النَّضر سَالم مولى عمر بن عبيد الله - وَكَانَ كَاتبا لَهُ، قَالَ: كتب إِلَيْهِ عبد الله بن أبي أوفى، فَقَرَأته لَهُ. هَكَذَا عِنْد البُخَارِيّ. وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن أبي النَّضر عَن كتاب رجلٍ من أسلم من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقَال لَهُ عبد الله بن أبي أوفى، كتب إِلَى عمر بن عبيد الله حِين سَار إِلَى الحرورية، يُخبرهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَيَّامه الَّتِي لَقِي فِيهَا الْعَدو انْتظر حَتَّى إِذا مَالَتْ الشَّمْس قَامَ فيهم فَقَالَ: " يأيها النَّاس، لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو، وسلوا الله الْعَافِيَة فَإِذا لقيتموهم فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَن الْجنَّة تَحت ظلال السيوف ". ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ منزل الْكتاب، ومجري السَّحَاب، وهازم الْأَحْزَاب، اهزمهم وَانْصُرْنَا عَلَيْهِم ". 819 - السَّادِس: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خالدٍ عَن عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: اعْتَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، واعتمرنا مَعَه، فَلَمَّا دخل مَكَّة طَاف فطفنا مَعَه، وأتى الصَّفَا والمروة فأتيناهما مَعَه، وَكُنَّا نستره من أهل مَكَّة أَن يرميه أحد. فَقَالَ لَهُ صاحبٌ لي: أَكَانَ دخل الْكَعْبَة؟ قَالَ: لَا. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ وَأخرج الحديث: 818 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 مُسلم طرفا مِنْهُ - وَهُوَ السُّؤَال عَن دُخُول الْكَعْبَة فَقَط. وَبَاقِيه للْبُخَارِيّ. وَفِيه عِنْده من رِوَايَته عَن مُسَدّد: اعْتَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وَصلى خلف الْمقَام رَكْعَتَيْنِ، وَمَعَهُ من يستره من النَّاس. 820 - السَّابِع: عَن عَمْرو بن مرّة قَالَ: سَمِعت عبد الله بن أبي أوفى - وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّجَرَة - قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَتَاهُ قومٌ بصدقةٍ قَالَ: " اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِم " فَأَتَاهُ أبي - أَبُو أوفى - بِصَدَقَتِهِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ صل على آل أبي أوفى ". 821 - الثَّامِن: عَن عَمْرو بن مرّة قَالَ: حَدثنِي عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: كَانَ أَصْحَاب الشَّجَرَة ألفا وثلاثمائة، وَكَانَت أسلم ثمن الْمُهَاجِرين " أَخْرجَاهُ جَمِيعًا فِي " الْمَغَازِي ". وأغفله أَبُو مَسْعُود فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة عَمْرو بن مرّة فِيمَا عندنَا من كِتَابه. 822 - التَّاسِع: عَن طَلْحَة بن مصرف قَالَ: سَأَلت عبد الله بن أبي أوفى: هَل كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوصى؟ . فَقَالَ: لَا. فَقلت: كَيفَ كتب على النَّاس الْوَصِيَّة، أَو أمروا بِالْوَصِيَّةِ؟ فَقَالَ: أوصى بِكِتَاب الله. فِي حَدِيث ابْن مهْدي زِيَادَة ذكرهَا أَبُو مَسْعُود وَأَبُو بكر البرقاني، وَلم يُخرجهَا البُخَارِيّ وَلَا مُسلم فِيمَا عندنَا من كِتَابَيْهِمَا، وَهِي: قَالَ: وَقَالَ هزيل بن شُرَحْبِيل: أَبُو بكر كَانَ يتأمر على وَصِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ود أَبُو بكر لَو وجد عهدا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فخزم أَنفه بخزامة. الحديث: 820 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 وَفِي حَدِيث وَكِيع: قلت: فَكيف أَمر النَّاس بِالْوَصِيَّةِ؟ وَفِي حَدِيث ابْن نمير: كَيفَ كتب على الْمُسلمين الْوَصِيَّة؟ وَلَيْسَ لطلْحَة بن مصرف عَن ابْن أبي أوفى فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد؟ . 823 - الْعَاشِر: عَن وقدان أبي يَعْفُور عَن ابْن أبي أوفى قَالَ: غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبع غزوات، نَأْكُل الْجَرَاد. وَفِي حَدِيث شُعْبَة: نَأْكُل مَعَه الْجَرَاد. وَقَالَ: ابْن أبي عمر: سِتّ أَو سبع. وَلَيْسَ لأبي يَعْفُور عَن ابْن أبي أوفى فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. أَفْرَاد البُخَارِيّ 824 - الأول: عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ قَالَ: سَمِعت عبد الله بن أبي أوفى قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نَبِيذ الْجَرّ الْأَخْضَر. قلت: أنشرب فِي الْأَبْيَض؟ قَالَ: لَا. 825 - الثَّانِي: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد قَالَ: رَأَيْت بيد ابْن أبي أوفى ضَرْبَة، قَالَ: ضربتها مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين. قلت: شهِدت حنيناً؟ قَالَ: قبل ذَلِك. 826 - الثَّالِث: عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد قَالَ: قلت لِابْنِ أبي أوفى: رَأَيْت الحديث: 823 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 إِبْرَاهِيم ابْن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم، مَاتَ صَغِيرا، وَلَو قضي أَن يكون بعد محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نبيٌّ عَاشَ ابْنه، وَلَكِن لَا نَبِي بعده. وَلَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ غير إِسْنَاد وَاحِد، وَلم يُخرجهُ إِلَّا فِي مَوضِع وَاحِد. 827 - الرَّابِع: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله السكْسكِي عَن ابْن أبي أوفى: أَن رجلا أَقَامَ سلْعَة فِي السُّوق فَحلف بِاللَّه لقد أعطي بهَا مَا لم يُعْط، ليوقع فِيهَا رجلا من الْمُسلمين. فَنزلت: {إِن الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله وَأَيْمَانهمْ ثمنا قَلِيلا} إِلَى آخر الْآيَة [سُورَة آل عمرَان] . وَلَيْسَ لإِبْرَاهِيم السكْسكِي عَن عبد الله بن أبي أوفى فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 828 - الْخَامِس: عَن مُحَمَّد بن أبي المجالد قَالَ: اخْتلف عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد وَأَبُو بردة فِي السّلف، فبعثوني إِلَى ابْن أبي أوفى، فَسَأَلته، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نُسلف على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأبي بكر، وَعمر، فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب وَالتَّمْر، وَسَأَلت ابْن أَبْزَى فَقَالَ مثل ذَلِك. وَفِي حَدِيث أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن ابْن أبي المجالد: فَقَالَ عبد الله بن أبي أوفى: كُنَّا نُسلف نبيط أهل الشَّام فِي الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب فِي كيلٍ مَعْلُوم إِلَى أجلٍ معلومٍ. قلت: إِلَى من كَانَ أَصله عِنْده؟ فَقَالَ: مَا كُنَّا نسألهم عَن ذَلِك. قَالَ: ثمَّ بعثاني إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى فَسَأَلته فَقَالَ: كَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسلفون على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا نسألهم: ألهم حرثٌ أم لَا. الحديث: 827 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 وَلَيْسَ لمُحَمد بن أبي المجالد عَن عبد الله بن أبي أوفى فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 829 - عَن مجزأَة بن زَاهِر وَعبيد بن الْحسن - ويكنى أَبَا الْحسن - عَن ابْن أبي أوفى، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي حَدِيث عبيد قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رفع ظَهره من الرُّكُوع قَالَ: " سمع الله لمن حَمده، اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَوَات وملء الأَرْض، وملء مَا شِئْت من شيءٍ بعد ". لم يزدْ. وَزَاد فِي حَدِيث مجزأَة بن زَاهِر: أَنه كَانَ يَقُول: " اللَّهُمَّ طهرني بالثلج وَالْبرد وَالْمَاء الْبَارِد، اللَّهُمَّ طهرني من الذُّنُوب والخطايا كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس ". وَلَيْسَ لمجزأة، وَلَا لِعبيد بن الْحسن عَن ابْن أبي أوفى فِي الصَّحِيح غير هَذَا ". الحديث: 829 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 (65) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند زيد بن أَرقم، ويكنى أَبَا عَمْرو [رَضِي الله عَنهُ] 830 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عَمْرو بن إِيَاس الشَّيْبَانِيّ عَن زيد بن أَرقم قَالَ: كُنَّا نتكلم فِي الصَّلَاة، يكلم الرجل صَاحبه وَهُوَ إِلَى جنبه فِي الصَّلَاة، حَتَّى نزلت: {وَقومُوا لله قَانِتِينَ} [الْبَقَرَة] فَأمرنَا بِالسُّكُوتِ، ونهينا عَن الْكَلَام. وَلَيْسَ لأبي عَمْرو الشَّيْبَانِيّ عَن زيد بن أَرقم فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. 831 - الثَّانِي: عَن أبي إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي أَن عبد الله بن يزِيد خرج يَسْتَسْقِي بِالنَّاسِ فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ استسقى. قَالَ: فَلَقِيت يومئذٍ زيد بن أَرقم. قَالَ: وَلَيْسَ بيني وَبَينه غير رجل، أَو بيني وَبَينه رجلٌ. فَقلت لَهُ: كم غزا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: تسع عشرَة. فَقلت: كم غزوت أَنْت مَعَه؟ قَالَ: سبع عشرَة غَزْوَة. قَالَ: قلت: فَمَا أول غزَاة غَزَاهَا؟ قَالَ: ذَات العشير أَو العسيرة. وَفِي حَدِيث وهب عَن شُعْبَة: فَذكرت ذَلِك لِقَتَادَة فَقَالَ: الْعَشِيرَة. وَفِي حَدِيث الْحسن بن مُوسَى: وَأَنه حج بَعْدَمَا هَاجر حجَّة وَاحِدَة: حجَّة الْوَدَاع. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: وبمكة أُخْرَى. 832 - الثَّالِث: عَن أبي إِسْحَق أَنه سمع زيد بن أَرقم يَقُول: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر أصَاب النَّاس فِيهِ شدةٌ، فَقَالَ عبد الله بن أبي: لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله حَتَّى يَنْفضوا من حوله. وَقَالَ: لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الحديث: 830 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل قَالَ: فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته بذلك، فَأرْسل إِلَى عبد الله بن أبي فَسَأَلَهُ، فاجتهد يَمِينه مَا فعل. فَقَالُوا: كذب زيدٌ رَسُول الله. قَالَ: فَوَقع فِي نَفسِي مِمَّا قَالُوهُ شدَّة، حَتَّى أنزل الله تصديقي: {إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ} [فَاتِحَة المُنَافِقُونَ] قَالَ: ثمَّ دعاهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَسْتَغْفِر لَهُم. قَالَ: فلووا رؤوسهم. وَقَوله: {كَأَنَّهُمْ خشب مُسندَة} [المُنَافِقُونَ 4] قَالَ: كَانُوا رجَالًا أجمل شَيْء. وَفِي حَدِيث إِسْرَائِيل: أَن زيدا قَالَ: كنت فِي غزَاة، فَسمِعت عبد الله يَقُول ... فَذكر قَوْله، قَالَ: فَذكرت ذَلِك لِعَمِّي أَو لعمر، فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فدعانى فَحَدَّثته، فَأرْسل إِلَى عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه، فَحَلَفُوا مَا قَالُوا، فَصَدَّقَهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَذبَنِي، فَأَصَابَنِي غمٌّ لم يُصِبْنِي مثله قطّ، فَجَلَست فِي بَيْتِي، فَقَالَ عمي: مَا أردْت إِلَى أَن كَذبك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومقتك. فَأنْزل الله عز وَجل {إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ} إِلَى قَوْله {ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل} [المُنَافِقُونَ 8] فَأرْسل إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقرأها عَليّ ثمَّ قَالَ: " إِن الله قد صدقك ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ، وَعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ: سَمِعت زيد بن أَرقم قَالَ: لما قَالَ عبد الله بن أبي: لَا تنفقوا على من عِنْد رَسُول الله. وَقَالَ أَيْضا لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة. . أخْبرت بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فلامني الْأَنْصَار، وَحلف عبد الله بن أبي مَا قَالَ ذَلِك، فَرَجَعت إِلَى الْمنزل فَنمت، فَأَتَانِي رَسُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَتَيْته فَقَالَ: " إِن الله قد صدقك "، وَنزلت: {هم الَّذين يَقُولُونَ لَا تنفقوا} الْآيَة [المُنَافِقُونَ] . 833 - الرَّابِع: عَن أبي الْمنْهَال عبد الرَّحْمَن بن مطعم قَالَ: سَأَلت زيد بن أَرقم الحديث: 833 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 والبراء بن عَازِب عَن الصّرْف، فَكل وَاحِد مِنْهُمَا يَقُول: هَذَا خيرٌ مني، وَكِلَاهُمَا يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الذَّهَب بالورق دينا. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن أبي الْمنْهَال قَالَ: بَاعَ شريك لي وَرقا بنسيئة إِلَى الْمَوْسِم أَو إِلَى الْحَج، فجَاء إِلَيّ فَأَخْبرنِي، فَقلت: هَذَا أمرٌ لَا يصلح. قَالَ: قد بِعته فِي السُّوق، فَلم يُنكر ذَلِك عَليّ أحدٌ. فَأتيت الْبَراء بن عَازِب فَسَأَلته، فَقَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نبيع هَذَا البيع فَقَالَ: " مَا كَانَ يدا بيدٍ فَلَا بَأْس بِهِ، وَمَا كَانَ نَسِيئَة فَهُوَ رَبًّا. " وأت زيد بن أَرقم، فَهُوَ أعظم تِجَارَة مني. فَأَتَيْته فَسَأَلته، فَقَالَ مثل ذَلِك. وللبخاري حديثان: 834 - أَحدهمَا: عَن عبد الله بن الْفضل أَنه سمع أنس بن مَالك يَقُول: حزنت على من أُصِيب من أَهلِي بِالْحرَّةِ، فَكتب إِلَيّ زيد بن أَرقم - وبلغه شدَّة حزني - يذكر أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اللَّهُمَّ اغْفِر للْأَنْصَار، ولأبناء الْأَنْصَار. " وَشك ابْن الْفضل فِي " أَبنَاء أَبنَاء الْأَنْصَار " فَسَأَلَ أنسا بعض من كَانَ عِنْده - عَن زيد - فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يَقُول لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا الَّذِي أوفى الله لَهُ بأذنه ". زَاد البرقاني مُتَّصِلا بِالْحَدِيثِ: وَقَالَ ابْن شهَاب: سمع زيد بن أَرقم رجلا من الْمُنَافِقين - وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَقُول: لَئِن كَانَ هَذَا حقاًّ فلنحن شرٌّ من الْحمير. فَقَالَ زيدٌ: قد، وَالله صدق، ولأنت شرٌّ من الْحمار. فَرفع ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجحد الْقَائِل، فَأنْزل الله عز وَجل على رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {يحلفُونَ بِاللَّه مَا قَالُوا وَلَقَد قَالُوا كلمة الْكفْر وَكَفرُوا بعد إسْلَامهمْ} [التَّوْبَة] فَكَانَ مِمَّا أنزل الله تَعَالَى هَذِه الْآيَة تَصْدِيقًا لزيد. الحديث: 834 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 وَقد أخرج مسلمٌ الطّرف الَّذِي فِي أَوله فِي " فضل الْأَنْصَار " من حَدِيث النَّضر عَن أنس عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اللَّهُمَّ اغْفِر للْأَنْصَار، ولأبناء الْأَنْصَار، ولأبناء أَبنَاء الْأَنْصَار ". هَكَذَا قَالَ وَلم يشك. فَهَذَا الطّرف مُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين. وَبَاقِي الْخَبَر فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَلم يُنَبه عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُود، وَلَا ذكره لمُسلم فِي تَرْجَمَة النَّضر عَن أنس عَن زيد بن أَرقم فِيمَا عندنَا من نسخ كِتَابه. 835 - الثَّانِي: عَن أبي حَمْزَة طَلْحَة بن يزِيد مولى قرظة بن كَعْب عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَت الْأَنْصَار: يَا رَسُول الله، لكل نبيٍّ أتباعٌ، وَإِنَّا قد اتَّبَعْنَاك، فَادع الله أَن يَجْعَل أتباعنا منا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ اجْعَل أتباعهم مِنْهُم " قَالَ عَمْرو بن مرّة: فَذَكرته لِابْنِ أبي ليلى، قَالَ: قد زعم ذَلِك زيد. أَفْرَاد مُسلم 836 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ: كَانَ زيدٌ يكبر على جنائزنا أَرْبعا، وَإنَّهُ كبر على جَنَازَة خمْسا، فَسَأَلته، فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكبرها. 837 - الثَّانِي: عَن طَاوس قَالَ: قدم زيد بن أَرقم فَقَالَ لَهُ عبد الله بن عَبَّاس يستذكره: كَيفَ أَخْبَرتنِي عَن لحم صيد أهدي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ حرَام؟ قَالَ: أهدي لَهُ عضوٌ من لحم صيدٍ، فَرده وَقَالَ: " إِنَّا لَا نأكله، إِنَّا حرم " وَفِي رِوَايَة البرقاني قَالَ طَاوس: سَمِعت ابْن عَبَّاس يسْأَل زيد بن أَرقم ... وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح لطاوسٍ عَن زيد بن أَرقم غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَلَا لمُسلم فِيهِ غير إِسْنَاد وَاحِد. الحديث: 835 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 838 - الثَّالِث: عَن الْقَاسِم بن عَوْف الشَّيْبَانِيّ: أَن زيد بن أَرقم رأى قوما يصلونَ من الضُّحَى فَقَالَ: لقد علمُوا أَن الصَّلَاة فِي غير هَذِه السَّاعَة أفضل، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن صَلَاة الْأَوَّابِينَ حِين ترمض الفصال ". وَفِي حَدِيث هِشَام بن أبي عبد الله: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج على أهل قباءٍ وهم يصلونَ فَقَالَ: " صَلَاة الْأَوَّابِينَ إِذا رمضت الفصال "، وَقَالَ أَبُو مَسْعُود فِيهِ: إِن زيدا رأى قوما يصلونَ فِي مَسْجِد قبَاء الضُّحَى، فَقَالَ: لقد علمُوا. . وَهَذَا خلاف مَا فِي كتاب مُسلم. وَلَيْسَ للقاسم بن عَوْف عَن زيد فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 839 - الرَّابِع: عَن نضر بن أنس عَن زيد بن أَرقم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اللَّهُمَّ اغْفِر للْأَنْصَار، ولأبناء أَبنَاء الْأَنْصَار، ولأبناء الْأَنْصَار ". ذكره مُسلم فِي " الْفَضَائِل " وأغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِيمَا عندنَا من كِتَابه. 840 - الْخَامِس: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ وَعبد الله بن الْحَارِث عَن زيد بن أَرقم قَالَ: لَا أَقُول لكم كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول. قَالَ: كَانَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْعَجز والكسل، والجبن، وَالْبخل، والهرم، وَعَذَاب الْقَبْر. اللَّهُمَّ آتٍ نَفسِي تقواها، وزكها أَنْت خير من زكاها، أَنْت وَليهَا ومولاها. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من علمٍ لَا ينفع، وَمن قلبٍ لَا يخشع، وَمن نفسٍ لَا تشبع، وَمن دَعْوَة لَا يُسْتَجَاب لَهَا ". وَلَيْسَ لَهما فِي الصَّحِيح عَن زيد غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 838 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 841 - السَّادِس: عَن يزِيد بن حَيَّان قَالَ: انْطَلَقت أَنا وحصين بن سُبْرَة وَعمر ابْن مُسلم إِلَى زيد بن أَرقم. فَلَمَّا جلسنا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْن: لقد لقِيت يَا زيد خيرا كثيرا: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَسمعت حَدِيثه، وغزوت مَعَه، وَصليت خَلفه، لقد لقِيت يَا زيد خيرا كثيرا. حَدثنَا يَا زيد مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: يَا ابْن أخي، وَالله لقد كَبرت سني، وَقدم عهدي، ونسيت بعض الَّذِي كنت أعي من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا حدثتكم فاقبلوا، ومالا فَلَا تكلفونيه. ثمَّ قَالَ: قَامَ رَسُول الله فِينَا خَطِيبًا بِمَاء يدعى فَمَا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَوعظ وَذكر، ثمَّ قَالَ: " أما بعد، أَلا أَيهَا النَّاس، فَإِنَّمَا أَنا بشرٌ، يُوشك أَن يأتى رَسُول رَبِّي فَأُجِيب، وَأَنا تاركٌ فِيكُم ثقلين: أولهماكتاب الله، فِيهِ الْهدى والنور، فَخُذُوا بِكِتَاب الله واستمسكوا بِهِ. " فَحَث على كتاب الله وَرغب فِيهِ، ثمَّ قَالَ: " وَأهل بَيْتِي، أذكركم الله فِي أهل بَيْتِي، أذكركم الله فِي أهل بَيْتِي. " فَقَالَ لَهُ حُصَيْن: وَمن أهل بَيته يَا زيد؟ أَلَيْسَ نساؤه من أهل بَيته؟ قَالَ: نساؤه من أهل بَيته، وَلَكِن أهل بَيته من حرم الصَّدَقَة بعده. قَالَ: وَمن هم؟ قَالَ: هم آل عَليّ، وَآل عقيل، وَآل جَعْفَر، وَآل عَبَّاس. قَالَ: كل هَؤُلَاءِ حرم الصَّدَقَة؟ قَالَ: نعم. زَاد فِي حَدِيث جرير: " كتاب الله، فِيهِ الْهدى والنور، من استمسك بِهِ وَأخذ بِهِ كَانَ على الْهدى، وَمن أخطأه ضل ". وَفِي حَدِيث سعيد بن مَسْرُوق عَن يزِيد بن حَيَّان نَحوه، غير أَنه قَالَ: أَلا وَإِنِّي تَارِك فِيكُم ثقلين، أَحدهمَا كتاب الله، هُوَ حبلٌ من اتبعهُ كَانَ على الْهدى، وَمن تَركه كَانَ على ضَلَالَة " وَفِيه: فَقُلْنَا: من أهل بَيته، نساؤه؟ قَالَ: لَا وَايْم الله إِن الْمَرْأَة تكون مَعَ الرجل الْعَصْر من الدَّهْر ثمَّ يطلقهَا فترجع إِلَى أَبِيهَا وقومها. أهل بَيته أَصله وعصبته، الَّذين حرمُوا الصَّدَقَة بعده. الحديث: 841 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 (66) مُسْند ثَابت بن الضَّحَّاك الْأنْصَارِيّ يكنى أَبَا زيد [رَضِي الله عَنهُ] . لَهُ حديثان: 842 - أَحدهمَا مُتَّفق عَلَيْهِ: عَن أبي قلَابَة أَن ثَابت بن الضَّحَّاك أخبرهُ: أَنه بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت الشَّجَرَة، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حلف على يَمِين بملةٍ غير الْإِسْلَام كَاذِبًا مُتَعَمدا فَهُوَ كَمَا قَالَ. وَمن قتل نَفسه بِشَيْء عذب بِهِ يَوْم الْقِيَامَة، وَلَيْسَ على رجل نذرٌ فِيمَا لَا يملكهُ ". وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن أبي قلَابَة: وَلعن الْمُؤمن كقتله، وَمن رمى مُؤمنا بكفرٍ فَهُوَ كقتله ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة: وَمن ذبح نَفسه بِشَيْء ذبح بِهِ يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي حَدِيث يحيى بن كثير عَن أبي قلَابَة: وَمن ادّعى دَعْوَى كَاذِبَة ليتكثر بهَا لم يزده الله إِلَّا قلَّة ". 843 - وَالثَّانِي لمُسلم: من رِوَايَة عبد الله بن معقل عَن ثَابت بن الضَّحَّاك: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُزَارعَة، وَأمر بالمؤاجرة، وَقَالَ: " لَا بَأْس بهَا ". الحديث: 842 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 (67) مُسْند أبي بشير الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] لَهُ حَدِيث وَاحِد مُتَّفق عَلَيْهِ: 844 - من رِوَايَة عباد بن تَمِيم عَنهُ: أَنه كَانَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره - قَالَ الرَّاوِي حسبت أَنه قَالَ: وَالنَّاس فِي مبيتهم، فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَسُولا: " لَا تبقين فِي رَقَبَة بعيرٍ قلادةٌ من وترٍ، أَو قلادةٌ إِلَّا قطعت ". (68) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الْبَراء بن عَازِب رَضِي الله عَنهُ 845 - الحَدِيث الأول: عَن أبي جُحَيْفَة عَن الْبَراء قَالَ: ذبح أَبُو بردة بن نيار قبل الصَّلَاة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، " أبدلها " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَيْسَ عِنْدِي إِلَّا جَذَعَة. قَالَ شُعْبَة: وَأَظنهُ قَالَ: وَهِي خيرٌ من مُسِنَّة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اجْعَلْهَا مَكَانهَا، وَلنْ تجزي عَن أحد بعْدك ". وَمِنْهُم من لم يذكر الشَّك فِي قَوْله: هِيَ خير من مُسِنَّة. وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ عَن الْبَراء، وَأول حَدِيثه: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أول مَا نبدأ بِهِ يَوْمنَا هَذَا نصلي، ثمَّ نرْجِع فننحر، فَمن فعل ذَلِك فقد أصَاب سنتنا، وَمن ذبح قبل فَإِنَّمَا هُوَ لحم قدمه لأَهله، لَيْسَ من النّسك فِي الحديث: 844 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 شيءٌ ". وَكَانَ أَبُو بردة بن نيار قد ذبح، فَقَالَ: عِنْدِي جذعةٌ خيرٌ من مُسِنَّة. فَقَالَ: " اذْبَحْهَا وَلنْ تجزي عَن أحدٍ بعْدك ". وَفِي حَدِيث مُسَدّد: أَن الْبَراء قَالَ: ضحى خالٌ لي يُقَال لَهُ أَبُو بردة قبل الصَّلَاة، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " شَاتك شَاة لحمٍ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن عِنْدِي داجناً جَذَعَة من الْمعز. قَالَ " اذْبَحْهَا، وَلَا تصلح لغيرك " ثمَّ قَالَ: " من ذبح قبل الصَّلَاة فَإِنَّمَا ذبح لنَفسِهِ، وَمن ذبح بعد الصَّلَاة فقد تمّ نُسكه، وَأصَاب سنة الْمُسلمين ". وَقَالَ عَاصِم وَدَاوُد عَن الشّعبِيّ: عنَاق لبن. وَقَالَ أَبُو الْأَحْوَص: حَدثنَا مَنْصُور: عنَاق جَذَعَة. وَفِي حَدِيث ابْن نمير أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام قَالَ: " من صلى صَلَاتنَا، ونسك نسكنا، فَلَا يذبح حَتَّى يُصَلِّي " فَقَالَ خَالِي: وَقد نسكت عَن ابْن لي. فَقَالَ: " ذَاك شيءٌ عجلته لأهْلك " قَالَ: إِن عِنْدِي شَاة خيرٌ من شَاتين. قَالَ: ضح بهَا، فَإِنَّهَا خير نسيكتيك ". وَفِي حَدِيث جُنْدُب بن سُفْيَان نَحوه. 846 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن يزِيد قَالَ: حَدثنَا الْبَراء - وَهُوَ غير كذوب - قَالَ " كُنَّا نصلي خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا قَالَ: " سمع الله لمن حَمده " لم يحن أحدٌ منا ظَهره حَتَّى يضع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَبهته على الأَرْض. الحديث: 846 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْبَراء قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يحني أحدٌ منا ظَهره حَتَّى نرَاهُ قد سجد. زَاد زُهَيْر: ثمَّ يخر من وَرَاءه سجدا. وسُفْيَان بِمَعْنَاهُ. 847 - الثَّالِث: عَن الشّعبِيّ عَن الْبَراء قَالَ: أمرنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة خَيْبَر أَن نلقي لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة نيئةً ونضيجة، ثمَّ لم يَأْمُرنَا بِأَكْلِهِ. وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث عدي بن ثَابت الْأنْصَارِيّ عَن الْبَراء قَالَ: غزونا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَصَابُوا حمراً، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أكفئوا الْقُدُور ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ثَابت بن عبيد قَالَ: سَمِعت الْبَراء قَالَ: نهينَا عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. وَمن حَدِيث أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: أصبْنَا يَوْم خَيْبَر حمراً، فَنَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن أكفئوا الْقُدُور. 848 - الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْبَراء قَالَ: كَانَ رُكُوع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَسُجُوده بَين السَّجْدَتَيْنِ، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع - مَا خلا الْقيام وَالْقعُود - قَرِيبا من السوَاء. كَذَا فِي حَدِيث بدل بن المحبر عَن شُعْبَة. وَفِي حَدِيث هِلَال بن أبي حميد عَن ابْن أبي ليلى عَن الْبَراء قَالَ: رمقت الصَّلَاة مَعَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوجدت قِيَامه، فركعته، فاعتداله بعد رُكُوعه، فسجدته، فجلسته بَين السَّجْدَتَيْنِ، فسجدته، فجلسته مَا بَين التَّسْلِيم والانصراف - قَرِيبا من السوَاء. وَفِي حَدِيث معَاذ الْعَنْبَري عَن شُعْبَة عَن الحكم قَالَ: غلب على الْكُوفَة رجل - قد سَمَّاهُ - زمن ابْن الْأَشْعَث وَسَماهُ غنْدر فِي رِوَايَته: مطر بن نَاجِية، فَأمر أَبَا الحديث: 847 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 عُبَيْدَة بن عبد الله أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَكَانَ يُصَلِّي، فَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَامَ قدر مَا أَقُول: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد وملء السَّمَوَات وملء الأَرْض وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد، أهل الثَّنَاء وَالْمجد، لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد. قَالَ الحكم: فَذكرت ذَلِك لعبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى فَقَالَ: سَمِعت الْبَراء بن عَازِب يَقُول: كَانَت صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قِيَامه، وركوعه، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع، وَسُجُوده، وَمَا بَين السَّجْدَتَيْنِ قَرِيبا من السوَاء. قَالَ شُعْبَة: فَذَكرته لعَمْرو بن مرّة فَقَالَ: قد رَأَيْت ابْن أبي ليلى، فَلم تكن صلَاته هَكَذَا. 849 - الْخَامِس: عَن مُعَاوِيَة بن سُوَيْد بن مقرن قَالَ: دخلت على الْبَراء بن عَازِب، فَسَمعته يَقُول: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسبعٍ، ونهانا عَن سبع أمرنَا بعيادة الْمَرِيض، وَاتِّبَاع الْجَنَائِز، وتشميت الْعَاطِس، وإبرار الْقسم أَو الْمقسم، وَنصر الْمَظْلُوم، وَإجَابَة الدَّاعِي، وإفشاء السَّلَام. ونهانا عَن خَوَاتِيم أَو عَن تختمٍ بِالذَّهَب، وَعَن شربٍ بِالْفِضَّةِ، وَعَن المياثر، وَعَن القسي، وَعَن لبس الْحَرِير والإستبرق والديباج. وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة عَن الْأَشْعَث: وإنشاد الضال: زَاد فِي حَدِيث الشَّيْبَانِيّ عَن الْأَشْعَث: وَعَن الشّرْب فِي الْفضة، فَإِنَّهُ من شرب فِيهَا فِي الدُّنْيَا لم يشرب فِيهَا فِي الْآخِرَة. وَقَالَ: إبرار الْقسم، من غير شكّ. وَفِي حَدِيث بهز وَغَيره عَن شُعْبَة: ورد السَّلَام. بدل: وإفشاء السَّلَام. وَقَالَ: نَهَانَا عَن خَاتم الذَّهَب أَو حَلقَة الذَّهَب. وَفِيه من حَدِيث سُلَيْمَان بن حَرْب عَن شُعْبَة: وإبرار الْقسم. الحديث: 849 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 وَفِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص عَن الْأَشْعَث: ونهانا عَن خَاتم الذَّهَب، وَعَن آنِية الْفضة. وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن الْأَشْعَث: وَعَن المياثر الْحمر ... 850 - السَّادِس: عَن أبي إِسْحَق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي قَالَ: سَمِعت الْبَراء ابْن عَازِب يَقُول: نزلت هَذِه الْآيَة فِينَا: كَانَت الْأَنْصَار إِذا حجُّوا فَجَاءُوا لم يدخلُوا من قبل أَبْوَاب الْبيُوت، فجَاء رجلٌ من الْأَنْصَار فَدخل من قبل بَابه، فَكَأَنَّهُ عير بذلك، فَنزلت: {وَلَيْسَ الْبر بِأَن تَأْتُوا الْبيُوت من ظُهُورهَا وَلَكِن الْبر من اتَّقى وَأتوا الْبيُوت من أَبْوَابهَا} [الْبَقَرَة] . 851 - السَّابِع: عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْبَراء قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا فلَان، إِذا أويت إِلَى فراشك فَقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أسلمت نَفسِي إِلَيْك، ووجهت وَجْهي إِلَيْك، وفوضت أَمْرِي إِلَيْك، وألجأت ظَهْري إِلَيْك، رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك، لَا ملْجأ وَلَا منجى مِنْك إِلَّا إِلَيْك، آمَنت بكتابك الَّذِي أنزلت، وبنبيك الَّذِي أرْسلت فَإنَّك إِن مت فِي ليلتك مت على الْفطْرَة، وَإِن أصبت أصبت خيرا ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعد بن عُبَيْدَة عَن الْبَراء قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أتيت مضجعك فَتَوَضَّأ وضوءك للصَّلَاة، ثمَّ اضْطجع على شقك الْأَيْمن، وَقل. . " وَذكر نَحوه. وَفِيه " واجعلهن آخر مَا تَقول " فَقلت استذكرهن: وبرسولك الَّذِي أرْسلت. فَقَالَ: " لَا، وبنبيك الَّذِي أرْسلت ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الْمسيب بن رَافع عَن الْبَراء، وَفِي آخِره: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من قَالَهَا ثمَّ مَاتَ مَاتَ على الْفطْرَة ". الحديث: 850 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 وَقد أخرج مُسلم عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن الْبَراء: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَخذ مضجعه قَالَ " اللَّهُمَّ بِاسْمِك أَحْيَا وباسمك أَمُوت " وَإِذا اسْتَيْقَظَ قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي أَحْيَانًا بعد مَا أماتنا وَإِلَيْهِ النشور " وَهَذَا عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث ربعي عَن حُذَيْفَة. 852 - الثَّامِن: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْقل مَعنا التُّرَاب وَهُوَ يَقُول: " وَالله لَوْلَا الله مَا اهتدينا. وَلَا صمنا وَلَا صلينَا. " وَمِنْهُم من قَالَ: " وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا. فأنزلن سكينَة علينا. وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا. وَالْمُشْرِكُونَ قد بغوا علينا. إِذا أَرَادوا فتْنَة أَبينَا ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة: وَيرْفَع بهَا صَوته. وَفِيه: وَلَقَد وارى التُّرَاب بَيَاض إبطَيْهِ 853 - التَّاسِع: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سَمِعت الْبَراء يَقُول: لما نزلت {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ} [النِّسَاء] دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيدا، فجَاء بكتف فكتبها. وشكا ابْن أم مَكْتُوم ضرارته فَنزلت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ غير أولي الضَّرَر} . 854 - الْعَاشِر: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء: أَن آخر سُورَة أنزلت تَامَّة سُورَة التَّوْبَة، وَأَن آخر آيَة نزلت آيَة الْكَلَالَة. وَفِي حَدِيث عمار بن زُرَيْق: آخر آيَة أنزلت كَامِلَة. الحديث: 852 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 وَقد أخرجه مُسلم من حَدِيث أبي السّفر سعيد بن مُحَمَّد - وَقيل - أَحْمد - عَن الْبَراء قَالَ: آخر آيَة أنزلت {يستفتونك} [النِّسَاء] . 855 - الْحَادِي عشر: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى الْبَراء فَقَالَ: أَكُنْتُم وليتم يَوْم حنين يَا أَبَا عمَارَة؟ فَقَالَ: أشهد على نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مَا ولى، وَلكنه انْطلق أخفاء من النَّاس وحسر إِلَى هَذَا الْحَيّ من هوَازن وهم قومٌ رماةٌ، فَرَمَوْهُمْ برشقٍ من نبل كَأَنَّهَا رجلٌ من جرادٍ فانكشفوا، فَأقبل الْقَوْم إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو سُفْيَان بن حَرْب يَقُود بِهِ بغلته، فَنزل ودعا واستنصر، وَهُوَ يَقُول: " أَنا النَّبِي لَا كذب. أَنا ابْن عبد الْمطلب. اللَّهُمَّ نزل نصرك " زَاد أَبُو خَيْثَمَة: ثمَّ صفهم. قَالَ الْبَراء: كُنَّا - وَالله - إِذا احمر الْبَأْس نتقي بِهِ، وَإِن الشجاع منا للَّذي يُحَاذِي بِهِ - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 856 - الثَّانِي عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أول مَا قدم الْمَدِينَة نزل على أجداده، أَو قَالَ: أَخْوَاله من الْأَنْصَار، وَأَنه صلى - قبل بَيت الْمُقَدّس سِتَّة عشر شهرا أَو سَبْعَة عشر شهرا، وَكَانَ يُعجبهُ أَن تكون قبلته قبل الْبَيْت، وَأَنه صلى أول صَلَاة صلاهَا الْعَصْر، وَصلى مَعَه قومٌ. فَخرج رجلٌ مِمَّن صلى مَعَه فَمر على أهل مَسْجِد وهم رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أشهد بِاللَّه، لقد صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل الْكَعْبَة، فَدَارُوا كَمَا هم قبل الْبَيْت. وَكَانَت الْيَهُود قد أعجبهم إِذْ كَانَ يُصَلِّي - قبل بَيت الْمُقَدّس - وَأهل الْكتاب، فَلَمَّا ولى وَجهه قبل الْبَيْت أَنْكَرُوا ذَلِك. الحديث: 855 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 قَالَ زُهَيْر فِي حَدِيثه عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء: إِنَّه مَاتَ على الْقبْلَة - قبل أَن تحول - رجالٌ، وَقتلُوا، فَلم ندر مَا نقُول فيهم، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَمَا كَانَ الله لِيُضيع إيمَانكُمْ} [الْبَقَرَة] . وَفِي حَدِيث إِسْرَائِيل: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحب أَن يُوَجه إِلَى الْكَعْبَة، فَأنْزل الله عز وَجل: {قد نرى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء} [الْبَقَرَة] فَتوجه نَحْو الْكَعْبَة. فَقَالَ السُّفَهَاء من النَّاس - وهم الْيَهُود: {مَا ولاهم عَن قبلتهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قل لله الْمشرق وَالْمغْرب يهدي من يَشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} [الْبَقَرَة] . 857 - الثَّالِث عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ: أهدي للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثوب حَرِير، فَجعلنَا نلمسه ونتعجب مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أتعجبون من هَذَا؟ " قُلْنَا: نعم. قَالَ: " مناديل سعد بن معاذٍ فِي الْجنَّة خيرٌ من هَذَا ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة: " أتعجبون من لين هَذِه؟ لمناديل سعد بن معاذٍ فِي الْجنَّة خيرٌ مِنْهَا وألين ". وَفِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص عَن أبي إِسْحَاق: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لمناديل سعد فِي الْجنَّة خيرٌ من هَذَا ". 858 - الرَّابِع عشر: فِي صلح أهل مَكَّة عَام الْحُدَيْبِيَة. عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ: اعْتَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذِي الْقعدَة، فَأبى أهل مَكَّة أَن يَدعُوهُ يدْخل مَكَّة، حَتَّى قاضاهم على أَن يدْخل - يَعْنِي من الْعَام الْمقبل، يُقيم بهَا ثَلَاثَة أَيَّام. فَلَمَّا كتبُوا الْكتاب كتبُوا: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ محمدٌ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالُوا: لَا نقر بهَا، فَلَو نعلم أَنَّك رَسُول الله مَا منعناك، وَلَكِن أَنْت مُحَمَّد بن عبد الله. ثمَّ قَالَ لعَلي: " امح: رَسُول الله. " قَالَ: لَا وَالله، لَا الحديث: 857 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 أمحوك أبدا. فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكتاب فَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله، لَا يدْخل مَكَّة بسلاح إِلَّا فِي القراب، وَألا يخرج من أَهلهَا بإحدٍ إِن أَرَادَ: أَن يتبعهُ، وَألا يمْنَع أحدا من أَصْحَابه أَرَادَ أَن يُقيم بهَا. فَلَمَّا دَخلهَا وَمضى الْأَجَل أَتَوا علياًّ فَقَالُوا: قل لصاحبك: أخرج عَنَّا، فقد مضى الْأَجَل. فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتبعتهم بنت حَمْزَة تنادي: يَا عَم يَا عَم، فَتَنَاولهَا عليٌّ فَأخذ بِيَدِهَا وَقَالَ لفاطمة: دُونك ابْنة عمك، فاحتمليها. فاختصم فِيهَا عليٌّ وَزيد وجعفر، فَقَالَ عَليّ: أَنا أَحَق بهَا، وَهِي ابْنة عمي. وَقَالَ جَعْفَر: بنت عمي، وخالتها تحتي. وَقَالَ زيدٌ: بنت أخي. فَقضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لخالتها، وَقَالَ: " الْخَالَة بِمَنْزِلَة الْأُم " وَقَالَ لعَلي: " أَنْت مني وَأَنا مِنْك " وَقَالَ لجَعْفَر: " أشبهت خلقي وَخلقِي ". وَقَالَ لزيد: " أَنْت أخونا ومولانا ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة: لما صَالح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل الْحُدَيْبِيَة، كتب عليٌّ بَينهم كتابا، كتب: مُحَمَّد رَسُول الله. فَقَالَ الْمُشْركُونَ: لَا تكْتب: مُحَمَّد رَسُول الله، لَو كنت رَسُول الله لم نقاتلك. ثمَّ قَالَ لعَلي " امحه " فَقَالَ عليٌّ: مَا أَنا بِالَّذِي أمحوه، فمحاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ. وصالحهم على أَن يدْخل هُوَ وَأَصْحَابه ثَلَاثَة أَيَّام، وَلَا يدخلوها إِلَّا بجلبان السِّلَاح. فَسَأَلُوهُ: مَا جلبان السِّلَاح؟ قَالَ: " القراب بِمَا فِيهِ ". والمسئول عَن جلبان السِّلَاح هُوَ أَبُو إِسْحَق - بَين ذَلِك معَاذ الْعَنْبَري فِي حَدِيثه، قَالَ: قَالَ شُعْبَة: قلت لأبي إِسْحَق: مَا جلبان السِّلَاح؟ قَالَ: القراب بِمَا فِيهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 وَقَالَ مُوسَى بن مَسْعُود فِي حَدِيثه: صَالح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمُشْركين يَوْم الْحُدَيْبِيَة على ثَلَاثَة أَشْيَاء: على أَن من أَتَاهُ من الْمُشْركين رده إِلَيْهِم، وَمن أَتَاهُم من الْمُسلمين لم يردوه، وعَلى أَن يدخلهَا من قابلٍ، وَيُقِيم بهَا ثَلَاثَة أَيَّام. وَلَا يدخلهَا إِلَّا بجلبان السِّلَاح: السَّيْف والقوس وَنَحْوه. فجَاء أَبُو جندلٍ يحجل فِي قيوده، فَرده إِلَيْهِم. وَفِي حَدِيث يُوسُف بن أبي إِسْحَاق: ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أَرَادَ أَن يعْتَمر أرسل إِلَى أهل مَكَّة يستأذنهم ليدْخل مَكَّة، فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِ أَلا يُقيم بهَا إِلَّا ثَلَاث لَيَال، وَلَا يدخلهَا إِلَّا بجلبان السِّلَاح، وَلَا يَدْعُو مِنْهُم أحدا. قَالَ: فَأخذ يكْتب الشَّرْط بَينهم عَليّ بن أبي طَالب فَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله. فَقَالُوا: لَو علمنَا أَنَّك رَسُول الله لم نَمْنَعك وبايعناك، وَلَكِن اكْتُبْ: مُحَمَّد بن عبد الله. فَقَالَ: " أَنا وَالله - مُحَمَّد بن عبد الله، وَأَنا رَسُول الله. " قَالَ: وَكَانَ لَا يكْتب، فَقَالَ لعَلي: " امح: رَسُول الله ". فَقَالَ: وَالله لَا أمحوه أبدا. قَالَ " فأرنيه " فَأرَاهُ إِيَّاه فمحاه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ. فَلَمَّا دخل وَقضى الْأَجَل أَتَوا علياًّ فَقَالُوا: مر صَاحبك فليرتحل. فَذكر ذَلِك عليٌّ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " نعم " ثمَّ ارتحل. وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق: ثمَّ قَالَ لعَلي: " امح: رَسُول الله " قَالَ: لَا، وَالله لَا أمحوك أبدا. فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكتاب - وَلَيْسَ يحسن يكْتب - فَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد بن عبد الله. . الحَدِيث نَحوه. وَفِيه ذكر بنت حَمْزَة، وَالْأَخْذ لَهَا، وَالْخُصُومَة فِيهَا. قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي " الْأَطْرَاف ": فَأخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكتاب، وَلَيْسَ يحسن أَن يكْتب فَكتب مَكَان رَسُول الله: مُحَمَّد. وَكتب: هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد. . فَذكره. . وَلَيْسَ هَذَا هَكَذَا فِيمَا عندنَا من الصَّحِيحَيْنِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 859 - الْخَامِس عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ: كَانَ رجل يقْرَأ سُورَة الْكَهْف، وَعِنْده فرس مربوطٌ بشطنين، فتغشته سحابةٌ، فَجعلت تَدْنُو، وَجعل فرسٌ ينفر مِنْهَا. فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر ذَلِك لَهُ. فَقَالَ: " تِلْكَ السكينَة تنزلت لِلْقُرْآنِ ". فِي حَدِيث شُعْبَة: " اقْرَأ، فلَان، فَإِنَّهَا السكينَة نزلت عِنْد الْقُرْآن أَو لِلْقُرْآنِ ". 860 - السَّادِس عشر: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سَمِعت الْبَراء يَقُول: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحسن النَّاس وَجها، وَأحسنه خلقا، لَيْسَ بالطويل الْبَائِن، وَلَا بالقصير. وَقد أخرجَا من رِوَايَة أبي إِسْحَاق أَيْضا عَن الْبَراء أَنه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مربوعاً، بعيد مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ، لَهُ شعرٌ يبلغ شحمة أُذُنَيْهِ، رَأَيْته فِي حلَّة حَمْرَاء لم أر شَيْئا قطّ أحسن مِنْهُ ". وَفِي حَدِيث مَالك بن إِسْمَاعِيل: مَا رَأَيْت أحدا أحسن فِي حلَّة حَمْرَاء من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ بعض أَصْحَابِي عَن مَالك بن إِسْمَاعِيل: إِن جمته لتضرب قَرِيبا من مَنْكِبَيْه. قَالَ أَبُو إِسْحَاق: سمعته يحدثه غير مرةٍ، مَا حَدثهُ بِهِ قطّ إِلَّا ضحك. وَفِي حَدِيث شُعْبَة: عَظِيم الجمة إِلَى شحمة أُذُنَيْهِ. الحديث: 859 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 861 - السَّابِع عشر: عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلٌ مقنع بالحديد فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أقَاتل أَو أسلم؟ قَالَ: " أسلم ثمَّ قَاتل " " ثمَّ قَاتل فَقتل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عمل قَلِيلا، وَأجر كثيرا ". وَلَفظ حَدِيث مُسلم: جَاءَ رجلٌ من بني النبيت - قَبيلَة من الْأَنْصَار - إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنَّك عَبده وَرَسُوله، ثمَّ تقدم فقاتل حَتَّى قتل. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " عمل هَذَا يَسِيرا، وَأجر كثيرا ". 862 - الثَّامِن عشر: عَن عدي بن ثَابت الْأنْصَارِيّ عَن الْبَراء عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي الْأَنْصَار: " لَا يُحِبهُمْ إِلَّا مؤمنٌ، وَلَا يبغضهم إِلَّا منافقٌ. من أحبهم أحبه الله، وَمن أبْغضهُم أبغضه الله ". فِي كتاب مُسلم بن الْحجَّاج، قَالَ شُعْبَة: قلت لعدي: أَنْت سمعته من الْبَراء؟ قَالَ: إيَّايَ حدث. 863 - التَّاسِع عشر: عَن عدي بن ثَابت قَالَ: حَدثنَا الْبَراء قَالَ: رَأَيْت الْحسن ابْن عَليّ على عاتق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أحبه فَأَحبهُ ". 864 - الْعشْرُونَ: عَن عدي بن ثَابت عَن الْبَراء: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي سفر، فصلى الْعشَاء الْآخِرَة، فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ (والتين وَالزَّيْتُون) . وَفِي حَدِيث مسعر: فَمَا سَمِعت أحدا أحسن صَوتا أَو قِرَاءَة مِنْهُ. 865 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عدي بن ثَابت عَن الْبَراء بن عَازِب: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لحسان: " أهجهم - أَو هاجهم - وَجِبْرِيل مَعَك ". قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ: " أهج الْمُشْركين ". الحديث: 861 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 866 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن سعد بن عُبَيْدَة عَن الْبَراء بن عَازِب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمُسلم إِذا سُئِلَ فِي الْقَبْر يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، فَذَلِك قَوْله: {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} [إِبْرَاهِيم] . فِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة: {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} نزلت فِي عَذَاب الْقَبْر، يُقَال لَهُ: من رَبك؟ فَيَقُول: رَبِّي الله. ونبيي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن الْبَراء، فِي قَوْله: {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} الْآيَة، نزلت فِي عَذَاب الْقَبْر. حكى أَبُو مَسْعُود حَدِيث سعد بن عُبَيْدَة بِلَفْظ آخر، وَلم أجد ذَلِك كَذَلِك فِي الْكِتَابَيْنِ. أَفْرَاد البُخَارِيّ 867 - الحَدِيث الأول: عَن أبي إِسْحَاق السبيعِي عَن الْبَراء قَالَ: كَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ الرجل صَائِما، فَحَضَرَ الْإِفْطَار، فَنَامَ قبل ان يفْطر، لم يَأْكُل ليلته وَلَا يَوْمه حَتَّى يُمْسِي. وَأَن قيس بن صرمة الْأنْصَارِيّ كَانَ صَائِما، فَلَمَّا حضر الْإِفْطَار أَتَى امْرَأَته فَقَالَ: أعندك طعامٌ؟ قَالَت: لَا، وَلَكِن أَنطلق فأطلب لَك، وَكَانَ يَوْمه يعْمل، فغلبته عينه، فَجَاءَت امْرَأَته، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَت: خيبة لَك، فَلَمَّا انتصف النَّهَار غشي عَلَيْهِ، فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَنزلت هَذِه الْآيَة: {أحل لكم لَيْلَة الصّيام الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم} [الْبَقَرَة] ففرجوا بهَا فَرحا شَدِيدا. وَنزلت: {وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود} [الْبَقَرَة] . الحديث: 866 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 868 - الثَّانِي: عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: سَمِعت الْبَراء يَقُول: لما نزل صَوْم رَمَضَان كَانُوا لَا يقربون النِّسَاء رَمَضَان كُله، وَكَانَ رجال يخونون أنفسهم، فَأنْزل الله تَعَالَى: {علم الله أَنكُمْ كُنْتُم تختانون أَنفسكُم فَتَابَ عَلَيْكُم وَعَفا عَنْكُم} الْآيَة [الْبَقَرَة] . 869 - الثَّالِث: فِي قتل أبي رَافع عبد الله - وَقيل سَلام - بن أبي الْحقيق: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أبي رَافع الْيَهُودِيّ رجَالًا من الْأَنْصَار، وَأمر عَلَيْهِم عبد الله بن عتِيك. وَكَانَ أَبُو رَافع يُؤْذِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويعين عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي حصن لَهُ بِأَرْض الْحجاز، فَلَمَّا دنوا مِنْهُ - وَقد غربت الشَّمْس، وَرَاح النَّاس بسرحهم قَالَ عبد الله لأَصْحَابه: اجلسوا مَكَانكُمْ، فَإِنِّي منطلقٌ ومتلطف للبواب، لعَلي أَدخل، فَأقبل حَتَّى دنا من الْبَاب، ثمَّ تقنع بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يقْضِي حَاجَة، وَقد دخل النَّاس، فَهَتَفَ بِهِ البواب: يَا عبد الله، إِن كنت تُرِيدُ أَن تدخل فَادْخُلْ، فَإِنِّي أُرِيد أَن أغلق الْبَاب. قَالَ: فَدخلت فَكَمَنْت، فَلَمَّا دخل النَّاس أغلق الْبَاب، ثمَّ علق الأغاليق على ود، قَالَ: فَقُمْت إِلَى الأغاليق فأخدتها، ففتحت الْبَاب، وَكَانَ أَبُو رَافع يسمر عِنْده، وَكَانَ فِي علالي لَهُ، فَلَمَّا ذهب عَنهُ أهل سمره صعدت إِلَيْهِ، فَجعلت كلما فتحت بَابا أغلقت عَليّ من دَاخل. قلت: إِن الْقَوْم نذروا بِي، لم يخلصوا إِلَيّ حَتَّى أَقتلهُ. فانتهيت إِلَيْهِ، فَإِذا هُوَ فِي بَيت مظلم وسط عِيَاله، لَا ادري أَيْن هُوَ من الْبَيْت فَقلت: أَبَا رَافع. قَالَ: من هَذَا؟ فَأَهْوَيْت نَحْو الصَّوْت فأضربه ضَرْبَة بِالسَّيْفِ وَأَنا دهشٌ، فَمَا أغنت شَيْئا، وَصَاح، فَخرجت من الْبَيْت، فأمكث غير بعيد، ثمَّ دخلت إِلَيْهِ الحديث: 868 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 فَقلت: مَا هَذَا الصَّوْت يَا أَبَا رَافع؟ قَالَ: لأمك الويل، إِن رجلا فِي الْبَيْت ضَرَبَنِي قبل بِالسَّيْفِ. فأضربه ضَرْبَة أثخنته وَلم تقتله، ثمَّ وضعت ظبة السَّيْف فِي بَطْنه، حَتَّى أَخذ فِي ظَهره، فَعرفت أَنِّي قتلته، فَجعلت أفتح الْأَبْوَاب بَابا بَابا، حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى دَرَجَة لَهُ، فَوضعت رجْلي وَأَنا أرى أَنِّي قد انْتَهَيْت إِلَى الأَرْض، فَوَقَعت فِي لَيْلَة مُقْمِرَة، وانكسرت ساقي، فعصبتها بعصابة، ثمَّ انْطَلَقت حَتَّى جَلَست على الْبَاب فَقلت: لَا أخرج اللَّيْلَة حَتَّى أعلم أقتلته. فَلَمَّا صَاح الديك قَامَ الناعي على السُّور فَقَالَ: أنعى أَبَا رَافع تَاجر أهل الْحجاز. فَانْطَلَقت إِلَى أَصْحَابِي فَقلت: النَّجَاء، قد قتل الله أَبَا رَافع. فانتهيت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَحَدَّثته، فَقَالَ: " ابْسُطْ رجلك " فبسطت رجْلي فمسحها، فَكَأَنَّمَا لم أشتكها قطّ. وَفِي رِوَايَة يُوسُف بن أبي إِسْحَق نَحوه. إِلَّا أَنه قَالَ: فَدخلت، ثمَّ اخْتَبَأْت فِي مربط حمارٍ عِنْد بَاب الْحصن، فَتَعَشَّوْا عِنْد أبي رَافع، وتحدثوا حَتَّى ذهب ساعةٌ من اللَّيْل، ثمَّ رجعُوا إِلَى بُيُوتهم، فَلَمَّا هدأت الْأَصْوَات وَلَا أسمع حَرَكَة خرجت، قَالَ: وَرَأَيْت صَاحب الْبَاب حَيْثُ وضع مِفْتَاح الْحصن فِي كوَّة، فَأَخَذته، ففتحت بِهِ بَاب الْحصن، ثمَّ عَمَدت إِلَى أَبْوَاب بُيُوتهم فغلقتها عَلَيْهِم من ظَاهر. قَالَ: قلت: إِن نذر بِي الْقَوْم انْطَلَقت على مهلٍ. قَالَ: ثمَّ عَمَدت إِلَى أبي رَافع، وَذكره نَحوه. وَفِي حَدِيث عَليّ بن مُسلم: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رهطاً من الْأَنْصَار إِلَى أبي رَافع ليقتلوه، فَانْطَلق رجل مِنْهُم فَدخل حصنهمْ، قَالَ: فَدخلت فِي مربط دَوَاب لَهُم، وَأَغْلقُوا الْحصن، ثمَّ إِنَّهُم فقدوا حمارا لَهُم، فَخَرجُوا يطلبونه، فَخرجت فِيمَن خرج أريهم أَنِّي أطلبه مَعَهم، فوجدوا الْحمار، فَدَخَلُوا، فَدخلت، فأغلقوا بَاب الْحصن لَيْلًا، وَوَضَعُوا المفاتيح فِي كوةٍ حَيْثُ أَرَاهَا، فَلَمَّا نَامُوا أخذت المفاتيح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 وَفتحت بَاب الْحصن، ثمَّ دخلت عَلَيْهِ. ثمَّ ذكر نَحوه فِي قتل أبي رَافع، ووقوعه من السّلم، قَالَ فوثئت رجْلي، فَخرجت إِلَى أَصْحَابِي فَقلت: مَا أَنا ببارح حَتَّى أسمع الواعية. فَمَا بَرحت حَتَّى سَمِعت نعايا أبي رَافع تَاجر أهل الْحجاز، فَقُمْت وَمَا بِي قلبة، حَتَّى أَتَيْنَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرنَاهُ. وَرِوَايَة يحيى بن آدم مختصرة: أَن الْبَراء قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رهطاً من الْأَنْصَار إِلَى أبي رَافع فَدخل عَلَيْهِ عبد الله بن عتِيك بَيته لَيْلًا، فَقتله وَهُوَ نَائِم، لم يزدْ. 870 - الرَّابِع: فِي الرُّمَاة يَوْم أحد: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: جعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الرجالة يَوْم أحد - وَكَانُوا خمسين رجلا وهم الرُّمَاة - عبد الله بن جُبَير، فَقَالَ: " إِن رَأَيْتُمُونَا تخطفنا الطير فَلَا تَبْرَحُوا حَتَّى أرسل إِلَيْكُم " فَهَزَمَهُمْ الله، فَأَنا وَالله - رَأَيْت النِّسَاء يشتددن وَقد بَدَت خلاخيلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن، فَقَالَ أَصْحَاب عبد الله بن جُبَير: الْغَنِيمَة أَي قوم، الْغَنِيمَة، ظهر أصحابكم، فَمَا تنتظرون؟ فَقَالَ عبد الله بن جُبَير: أنسيتم مَا قَالَ لكم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالُوا: وَالله لنأتين النَّاس فلنصيبن من الْغَنِيمَة. فَلَمَّا أتوهم صرفت وُجُوههم، فَأَقْبَلُوا منهزمين، فَذَلِك قَوْله. {وَالرَّسُول يدعوكم فِي أخراكم} [آل عمرَان] فَلم يبْق مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير اثْنَي عشر رجلا. فَأَصَابُوا منا سبعين، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أصَاب من الْمُشْركين يَوْم بدر أَرْبَعِينَ وَمِائَة: سبعين أَسِيرًا، وَسبعين قَتِيلا. فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: أَفِي الْقَوْم مُحَمَّد؟ الحديث: 870 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 ثَلَاث مَرَّات. فنهاهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُجِيبُوهُ ثمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْم ابْن أبي قُحَافَة ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْم ابْن الْخطاب؟ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ: أما هَؤُلَاءِ فقد قتلوا، فَمَا ملك عمر نَفسه، فَقَالَ: كذبت يَا عَدو الله، إِن الَّذين عددت لأحياء كلهم، وَقد بَقِي لَك مَا يسوءك، قَالَ: يومٌ بِيَوْم بدر، وَالْحَرب سِجَال، إِنَّكُم سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْم مثلَة لم آمُر بهَا، وَلم تسؤني، ثمَّ أَخذ يرتجز: أعل هُبل، أعل هُبل. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ": أَلا تجيبونه؟ ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا نقُول؟ قَالَ: " قُولُوا: الله أَعلَى وَأجل " قَالَ: إِن لنا الْعُزَّى وَلَا عزى لكم. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا تجيبونه؟ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا نقُول؟ قَالَ: " قُولُوا: الله مَوْلَانَا وَلَا مولى لكم ". 871 - الْخَامِس: عَن أبي إِسْحَق قَالَ: سُئِلَ الْبَراء: أَكَانَ وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل السَّيْف؟ قَالَ: لَا، بل مثل الْقَمَر. 872 - السَّادِس: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: تَعدونَ أَنْتُم الْفَتْح فتح مَكَّة، وَقد كَانَ فتح مَكَّة فتحا، وَنحن نعد الْفَتْح بيعَة الرضْوَان يَوْم الْحُدَيْبِيَة: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَربع عشر مائَة، وَالْحُدَيْبِيَة بِئْر، فنزحناها فَلم نَتْرُك فِيهَا قَطْرَة، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجَلَسَ على شفيرها، ثمَّ دَعَا بِإِنَاء من مَاء، فَتَوَضَّأ ثمَّ مضمض، ودعا، ثمَّ صبه فِيهَا، فتركناها غير بعيد، ثمَّ إِنَّهَا أصدرتنا مَا شِئْنَا نَحن وركابنا وَفِي حَدِيث زُهَيْر نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: " ائْتُونِي بِدَلْو من مَائِهَا " فَأتي بِهِ، فبصق ودعا، ثمَّ قَالَ: " دَعُوهَا سَاعَة " قَالَ: فأرووا أنفسهم ورحالهم حَتَّى ارتحلوا. الحديث: 871 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 873 - السَّابِع: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: إِن أول من قدم علينا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُصعب بن عُمَيْر، وَابْن أم مَكْتُوم، فَجعلَا يقرآننا الْقُرْآن، ثمَّ جَاءَ عمار وبلال وَسعد، ثمَّ جَاءَ عمر بن الْخطاب فِي عشْرين من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا رَأَيْت أهل الْمَدِينَة فرحوا بِشَيْء فَرَحهمْ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَتَّى رَأَيْت الولائد وَالصبيان يَقُولُونَ: هَذَا رَسُول الله قد جَاءَ. فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأت {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} [سُورَة الْأَعْلَى] فِي سورٍ مثلهَا من الْمفصل. 874 - الثَّامِن: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: غزوت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمس عشرَة غَزْوَة 875 - التَّاسِع: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: استصغرت أَنا وَابْن عمر يَوْم بدر، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْم بدر نيفاً على السِّتين، وَالْأَنْصَار نيفاً وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ. 876 - الْعَاشِر: عَن أبي إِسْحَق عَن الْبَراء قَالَ: كُنَّا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نتحدث أَن عدَّة أَصْحَاب بدر على عدَّة أَصْحَاب طالوت الَّذين جاوزوا مَعَه النَّهر، وَلم يُجَاوز مَعَه إِلَّا مُؤمن، بضعَة عشر وثلاثمائة. وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي إِسْحَق قَالَ الْبَراء: لَا وَالله، مَا جَاوز مَعَه النَّهر إِلَّا مُؤمن. 877 - الْحَادِي عشر: عَن أبي إِسْحَق قَالَ: سَأَلَ رجلٌ الْبَراء: أشهد عليٌّ بَدْرًا؟ قَالَ: بارز وَظَاهر. الحديث: 873 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 878 - الثَّانِي عشر: عَن أبي إِسْحَق قَالَ: سَمِعت الْبَراء يَقُول: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْيمن، ثمَّ بعث عليا بعد ذَلِك مَكَانَهُ، وَقَالَ: مر أَصْحَاب خالدٍ من شَاءَ مِنْهُم أَن يعقب مَعَك فليعقب. وَمن شَاءَ فليقبل، فَكنت فِيمَن عقب مَعَه. قَالَ: فَغنِمت أواقي ذَوَات عددٍ. 879 - الثَّالِث عشر: عَن عدي بن ثَابت عَن الْبَراء: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما مَاتَ إِبْرَاهِيم قَالَ: " إِن لَهُ مُرْضعًا فِي الْجنَّة ". 880 - الرَّابِع عشر: عَن سُلَيْمَان بن أبي مُسلم قَالَ: سَأَلت أَبَا الْمنْهَال عَن الصّرْف يدا بيد، فَقَالَ: اشْتريت أَنا وَشريك لي شَيْئا يدا بيد ونسيئة، فجاءنا الْبَراء ابْن عَازِب، فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ: فعلته أَنا وشريكي زيد بن أَرقم، فَسَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك فَقَالَ: " أما مَا كَانَ يدا بيد فَخُذُوهُ، وَمَا كَانَ نَسِيئَة فَردُّوهُ ". 881 - الْخَامِس عشر: عَن الْمسيب بن رَافع قَالَ: لقِيت الْبَراء فَقلت: طُوبَى لَك، صَحِبت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بايعته تَحت الشَّجَرَة. قَالَ: يَا ابْن أخي، إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أحدثنا بعده. أَفْرَاد مُسلم 882 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْبَراء: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقنت فِي الصُّبْح وَفِي الْمغرب. الحديث: 878 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 883 - الثَّانِي: عَن الرّبيع بن الْبَراء عَن الْبَراء قَالَ: كُنَّا إِذا صلينَا خلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحببنا أَن نَكُون عَن يَمِينه يقبل علينا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمعته يَقُول: " رب قني عذابك يَوْم تبْعَث - أَو تجمع - عِبَادك ". وَلَيْسَ للربيع بن الْبَراء عَن أَبِيه فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 884 - الثَّالِث: عَن شَقِيق بن عقبَة عَن الْبَراء: نزلت هَذِه الْآيَة: {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَصَلَاة الْعَصْر} فقرأنا مَا شَاءَ الله ثمَّ نسخهَا الله، فَنزلت: {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} [الْبَقَرَة] فَقَالَ رجل كَانَ جَالِسا عِنْد شَقِيق لَهُ: فَهِيَ إِذا صَلَاة الْعَصْر. فَقَالَ الْبَراء: فقد أَخْبَرتك كَيفَ نزلت وَكَيف نسخهَا الله تَعَالَى، وَالله أعلم. وَقَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: وَرَوَاهُ الْأَشْجَعِيّ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ: وَلَيْسَ لشقيق بن عقبَة عَن الْبَراء فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 885 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن مرّة عَن الْبَراء قَالَ: مر على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَهُودِيٍّ محممٍ مجلودٍ، فَدَعَاهُمْ فَقَالَ: " هَكَذَا تَجِدُونَ حد الزَّانِي فِي كتابكُمْ؟ " قَالُوا: نعم. فَدَعَا رجلا من عُلَمَائهمْ فَقَالَ: " أنْشدك بِاللَّه الَّذِي أنزل التَّوْرَاة على مُوسَى، أهكذا تَجِدُونَ حد الزَّانِي فِي كتابكُمْ؟ " قَالَ: لَا، وَلَوْلَا أَنَّك نشدتني بِهَذَا لم أخْبرك. نجده الرَّجْم، وَلكنه كثر فِي أشرافنا، فَكُنَّا إِذا أَخذنَا الشريف تَرَكْنَاهُ، وَإِذا أَخذنَا الضَّعِيف أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَد. فَقُلْنَا: تَعَالَوْا فلنجتمع على شيءٍ نقيمه على الشريف والوضيع، فَجعلنَا التحميم وَالْجَلد مَكَان الرَّجْم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ إِنِّي أول من أَحْيَا امرك إِذْ أماتوه ". فَأمر بِهِ فرجم. فَأنْزل الله عز وَجل: الحديث: 883 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 {يَا أَيهَا الرَّسُول لَا يحزنك الَّذين يُسَارِعُونَ فِي الْكفْر} إِلَى قَوْله: {إِن أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} [الْمَائِدَة] يَقُول: ائْتُوا مُحَمَّدًا، فَإِن أقركم بالتحميم وَالْجَلد فَخُذُوهُ، وَإِن أفتاكم بِالرَّجمِ فاحذروا. وَأنزل الله تبَارك وَتَعَالَى: {وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْكَافِرُونَ} [الْمَائِدَة] {وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الظَّالِمُونَ} [الْمَائِدَة] {وَمن لم يحكم بِمَا أنزل الله فَأُولَئِك هم الْفَاسِقُونَ} [الْمَائِدَة] فِي الْكفَّار كلهَا. وَلَيْسَ لعبد الله بن مرّة عَن الْبَراء فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 886 - الْخَامِس: عَن إياد بن لَقِيط عَن الْبَراء قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك. 887 - السَّادِس: عَن إياد بن لَقِيط عَن الْبَراء قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَيفَ تَقولُونَ بفرح رجلٍ انفلتت مِنْهُ رَاحِلَته تجر زمامها بأرضٍ قفر لَيْسَ بهَا طعامٌ وَلَا شرابٌ، وَعَلَيْهَا لَهُ طعامٌ وشراب، فطلبها حَتَّى شقّ عَلَيْهِ، ثمَّ مرت بجذل شَجَرَة فَتعلق زمامها، فَوَجَدَهَا مُتَعَلقَة بِهِ؟ " قُلْنَا: شَدِيدا يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما وَالله، لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده من الرجل براحلته ". وَلَيْسَ لإياد بن لَقِيط عَن الْبَراء فِي الصَّحِيح غير هذَيْن الْحَدِيثين الحديث: 886 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 851 - م - وَقد ذكرنَا آنِفا فِي الحَدِيث السَّابِع من الْمُتَّفق عَلَيْهِ: أَن مُسلما أخرج عَن أبي بكر بن أبي مُوسَى عَن الْبَراء: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَخذ مضجعه قَالَ: " اللَّهُمَّ بِاسْمِك أَحْيَا وباسمك أَمُوت. . " الحَدِيث. فَهُوَ من أَفْرَاد مُسلم فِي هَذَا الْمسند، وَإِن كَانَ هُوَ عِنْد البُخَارِيّ من غير حَدِيث الْبَراء على مَا قدمنَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 (69) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند زيد بن خَالِد بن جُهَيْنَة الْجُهَنِيّ [رَضِي الله عَنهُ] 888 - الحَدِيث الأول: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن أبي هُرَيْرَة وَزيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ أَنَّهُمَا قَالَا: إِن رجلا من الْأَعْرَاب أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أنْشدك إِلَّا قضيت لي بِكِتَاب الله. فَقَالَ الْخصم الآخر - وَهُوَ أفقه مِنْهُ: نعم، فَاقْض بِكِتَاب الله، وائذن لي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قل " قَالَ: إِن ابْني كَانَ عسيفاً على هَذَا، فزنى بامرأته، وَإِنِّي أخْبرت أَن على ابْني الرَّجْم، فَافْتَدَيْت مِنْهُ بِمِائَة شاةٍ ووليدة، فَسَأَلت أهل الْعلم، فَأَخْبرُونِي أَن مَا على ابْني إِلَّا جلد مائَة وتغريب عَام، وَأَن على امْرَأَة هَذَا الرَّجْم. فَقَالَ رَسُول الله الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله: الوليدة وَالْغنم ردٌّ، وعَلى ابْنك جلد مائَة وتغريب عَام. اعمد يَا أنيس - لرجل من أسلم - إِلَى امْرَأَة هَذَا، فَإِن اعْترفت فارجمها ". فغدا عَلَيْهَا، فَاعْترفت، فَأمر بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرجمت. وَفِي حَدِيث مَالك: والعسيف: الْأَجِير. فِي رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة زِيَادَة شبْل بن معبد مَعَ زيد وَأبي هُرَيْرَة، وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه - أسْقطه على عمد، لِأَن ذكره وهم. وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث الْأمة بعده. الحديث: 888 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 889 - الثَّانِي: عَن عبيد الله بن عبد الله عَن أبي هُرَيْرَة وَزيد قَالَا: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْأمة إِذا زنت وَلم تحصن. قَالَ: " إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ بيعوها وَلَو بضفيرٍ. " قَالَ ابْن شهَاب: لَا أَدْرِي: أبعد الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة. لم يذكر القعْنبِي وَيحيى بن يحيى فِي روايتهما عَن مَالك زيدا، وَذكره ابْن وهب وَعبد الله بن يُوسُف وَغَيرهمَا عَن مَالك. وَفِي حَدِيث القعْنبِي عَن مَالك: قَالَ ابْن شهَاب: والضفير: الْحَبل. حكى أَبُو مَسْعُود أَن البُخَارِيّ أخرج هَذَا الحَدِيث فِي " الْوكَالَة " وَهَذَا وهم مِنْهُ، وَإِنَّمَا أخرج فِي " الْوكَالَة " الحَدِيث الأول الَّذِي قبله، لَا هَذَا. 890 - الثَّالِث: عَن عبيد الله بن عبد الله عَن زيد بن خَالِد قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الصُّبْح بِالْحُدَيْبِية فِي إِثْر سَمَاء كَانَت من اللَّيْل، فَلَمَّا انْصَرف أقبل على النَّاس فَقَالَ: " هَل تَدْرُونَ مَاذَا قَالَ ربكُم؟ " قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم، قَالَ: " قَالَ: أصبح من عبَادي مؤمنٌ بِي وكافرٌ، فَأَما من قَالَ: مُطِرْنَا بِفضل الله وَرَحمته، فَذَلِك مؤمنٌ بِي كافرٌ بالكوكب، وَأما من قَالَ: مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا، فَذَلِك كافرٌ بِي مُؤمن بالكوكب ". 891 - الرَّابِع: عَن بسر بن سعيد عَن زيد بن خَالِد قَالَ: قَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من جهز غازياً فِي سَبِيل الله فقد غزا، وَمن خلف غازياً فِي أَهله بخيرٍ فقد غزا ". الحديث: 889 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 892 - الْخَامِس: عَن يزِيد مولى المنبعث أَنه سمع زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ يَقُول: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن اللّقطَة: الذَّهَب أَو الْوَرق. فَقَالَ: " أعرف وكاءها وعفاصها ثمَّ عرفهَا سنة، فَإِن لم تعرف فاستنفقها، ولتكن وَدِيعَة عنْدك، فَإِن جَاءَ طالبها يَوْمًا من الدَّهْر فأدها إِلَيْهِ ". وَسَأَلَهُ عَن ضَالَّة الْإِبِل، فَقَالَ: " مَالك وَلها، دعها، فَإِن مَعهَا حذاءها وسقاءها، ترد المَاء، وتأكل الشّجر، حَتَّى يجدهَا رَبهَا ". وَسَأَلَهُ عَن الشَّاة، فَقَالَ: " خُذْهَا، فَإِنَّمَا هِيَ لَك، أَو لأخيك، أَو للذئب ". وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن سُلَيْمَان بن بِلَال بعد قَوْله فِي اللّقطَة، وَكَانَت وَدِيعَة عِنْده، قَالَ يحيى بن سعيد: فَهَذَا الَّذِي لَا أَدْرِي أَفِي حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم شَيْء عِنْده. وَفِيه بعد قَوْله فِي الْغنم: " لَك، أَو لأخيك، أَو للذئب " قَالَ يزِيد: وَهِي تعرف أَيْضا. وَفِي حَدِيث مَالك عَن ربيعَة فِي اللّقطَة: " فَإِن جَاءَ صَاحبهَا وَإِلَّا فشأنك بهَا " وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَنهُ: " وَإِلَّا فاستنفقها ". وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن ربيعَة قَالَ: فضَالة الْإِبِل؟ فَغَضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى احْمَرَّتْ وجنتاه، أَو احمر وَجهه، ثمَّ قَالَ: " مَالك وَلها " وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن يحيى وَرَبِيعَة: فَإِن جَاءَ صَاحبهَا، فَعرف عفاصها وعددها ووكاءها، فأعطها إِيَّاه وَإِلَّا فَهِيَ لَك " لم يذكر سُفْيَان عَن ربيعَة " الْعدَد ". الحديث: 892 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 وروى مُسلم عَن بسر بن سعيد عَن زيد بن خَالِد طرفا مِنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن اللّقطَة، فَقَالَ: " عرفهَا سنة، فَإِن لم تعرف فاعرف عفاصها ووكاءها، ثمَّ كلهَا، فَإِن جَاءَ صَاحبهَا فأدها إِلَيْهِ. " وَفِي رِوَايَة أبي بكر الْحَنَفِيّ: " فَإِن اعْترفت فأدها، وَإِلَّا فاعرف عفاصها ووكاءها وعددها ". أَفْرَاد مُسلم 893 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ عَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَلا أخْبركُم بِخَير الشُّهَدَاء؟ الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قبل أَن يسْأَلهَا ". 894 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن قيس بن مخرمَة عَن زيد بن خَالِد أَنه قَالَ: قلت: لأرمقن صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّيْلَة، فصلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ طويلتين، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ وهما دون اللَّتَيْنِ قبلهمَا، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ وهما دون اللَّتَيْنِ قبلهمَا، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ وهما دون اللَّتَيْنِ قبلهمَا، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ وهما دون اللَّتَيْنِ قبلهمَا ثمَّ أوتر، فَذَلِك ثَلَاث عشرَة رَكْعَة. وَلَيْسَ لعبد الله بن قيس عَن زيد بن خَالِد فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 895 - الثَّالِث: عَن أبي سَالم سُفْيَان بن هَانِئ الجيشاني عَن زيد بن خَالِد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " من آوى ضَالَّة فَهُوَ ضالٌّ مَا لم يعرفهَا ". الحديث: 893 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 (70) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند سهل بن سعد السَّاعِدِيّ [رَضِي الله عَنهُ] . 896 - الحَدِيث الأول: عَن مُحَمَّد بن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن سهل بن سعد الْأنْصَارِيّ أَنه أخبرهُ: أَن رجلا اطلع من جُحر فِي بَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مدرى يرجل بِهِ رَأسه، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو أعلم أَنَّك تنظر طعنت بِهِ عَيْنك، إِنَّمَا جعل الله الْإِذْن من أجل النّظر ". وَهَذَا حَدِيث يُونُس ابْن يزِيد. وَفِي حَدِيث اللَّيْث وَابْن أبي ذِئْب: مدرى يحك بِهِ رَأسه. وَفِي حَدِيث سُفْيَان مثله، وَفِيه: " إِنَّمَا جعل الاسْتِئْذَان. . " 897 - الثَّانِي: فِي المتلاعنين: عَن ابْن شهَاب: أَن سهل بن سعدٍ أخبرهُ أَن عويمراً الْعجْلَاني جَاءَ إِلَى عَاصِم بن عدي الْأنْصَارِيّ، فَقَالَ: أَرَأَيْت يَا عَاصِم لَو أَن رجلا وجد مَعَ امْرَأَته رجلا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ، أم كَيفَ يفعل؟ فسل لي عَن ذَلِك يَا عَاصِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فكره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمسَائِل وعابها، حَتَّى كبر على عَاصِم مَا سمع من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا رَجَعَ عاصمٌ إِلَى أَهله جَاءَهُ عُوَيْمِر فَقَالَ: يَا عَاصِم،، مَاذَا قَالَ لَك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ عَاصِم لعويمر: لم تأتني بخيرٍ، قد كره رَسُول الله الْمَسْأَلَة الَّتِي سَأَلته عَنْهَا. قَالَ عُوَيْمِر: وَالله لَا أَنْتَهِي حَتَّى أسأله عَنْهَا. فَأقبل عويمرٌ حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسط الحديث: 896 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 النَّاس، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت رجلا وجد مَعَ امْرَأَته رجلا، أَيَقْتُلُهُ فَتَقْتُلُونَهُ. أم كَيفَ يفعل؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد نزل الله فِيك وَفِي صَاحبَتك. فَاذْهَبْ فأت بهَا. " قَالَ سهل: فَتَلَاعَنا - وَأَنا مَعَ النَّاس عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا فرغا قَالَ عُوَيْمِر: كذبت عَلَيْهَا يَا رَسُول الله إِن أَمْسَكتهَا، فَطلقهَا ثَلَاثًا قبل أَن يَأْمُرهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ ابْن شهَاب: فَكَانَت سنة المتلاعنين. وَفِي رِوَايَة يُونُس نَحوه، وأدرج فِي الحَدِيث قَوْله: وَكَانَ فِرَاقه إِيَّاهَا بعد سنة فِي المتلاعنين. وَلم يقل إِنَّه قَول الزُّهْرِيّ. وَزَاد: قَالَ سهل: وَكَانَت حَامِلا، وَكَانَ ابْنهَا ينْسب إِلَى أمه، ثمَّ جرت السّنة أَن يَرِثهَا وترث مِنْهُ مَا فرض الله لَهَا. وَفِي حَدِيث فليحٍ نَحْو هَذِه الزِّيَادَة. وَفِي رِوَايَة ابْن جريج نَحوه، وَقَالَ: فَتَلَاعَنا فِي الْمَسْجِد وَأَنا شاهدٌ، وَقَالَ بعد قَوْله: فَطلقهَا ثَلَاثًا قبل أَن يَأْمُرهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ذاكم التَّفْرِيق بَين كل متلاعنين ". وَفِيه من رِوَايَة ابْن ذئبٍ وَالْأَوْزَاعِيّ نَحوه، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " إِن جَاءَت بِهِ أَحْمَر قَصِيرا، كَأَنَّهُ وحرة فَلَا أَرَاهَا إِلَّا قد صدقت وَكذب عَلَيْهَا، وَإِن جَاءَت بِهِ أسود أعين ذَا أليتين، فَلَا أرَاهُ إِلَّا صدق عَلَيْهَا ". فَجَاءَت بِهِ على الْمَكْرُوه من ذَلِك. وَفِي رِوَايَة سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ أَن سهل بن سعد قَالَ: شهِدت المتلاعنين وَأَنا ابْن خمس عشرَة سنة، فرق بَينهمَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 898 - الثَّالِث: عَن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار عَن سعد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا كَانَ فِي شَيْء، فَفِي الْفرس وَالْمَرْأَة والمسكن " يَعْنِي الشؤم. 899 - الرَّابِع: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بلغه أَن بني عَمْرو بن عَوْف كَانَ بَينهم شرٌّ، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصلح بَينهم فِي أناسٍ مَعَه، فَجَلَسَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وحانت الصَّلَاة، فجَاء بلالٌ إِلَى أبي بكر فَقَالَ: يَا أَبَا بكر، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد حبس وحانت الصَّلَاة، فَهَل لَك أَن تؤم النَّاس؟ قَالَ: نعم إِن شِئْت. فَأَقَامَ بِلَال، وَتقدم أَبُو بكر، فَكبر وَكبر النَّاس. وَجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمشي فِي الصُّفُوف حَتَّى قَامَ فِي الصَّفّ، فَأخذ النَّاس فِي التصفيق وَكَانَ أَبُو بكر لَا يلْتَفت فِي صلَاته، فَلَمَّا أَكثر النَّاس الْتفت، فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرفع أَبُو بكر يَده، فَحَمدَ الله، وَرجع الْقَهْقَرَى وَرَاءه حَتَّى قَامَ فِي الصَّفّ، فَتقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلى للنَّاس، فَلَمَّا فرغ أقبل على النَّاس فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، مالكم حِين نابكم شيءٌ فِي الصَّلَاة أَخَذْتُم فِي التصفيق، إِنَّمَا التصفيق للنِّسَاء. من نابه شيءٌ فِي صلَاته فَلْيقل: سُبْحَانَ الله، فَإِنَّهُ لَا يسمعهُ أحدٌ حِين يَقُول: سُبْحَانَ الله إِلَّا الْتفت. يَا أَبَا بكر، مَا مَنعك أَن تصلي بِالنَّاسِ حِين أَشرت إِلَيْك؟ " فَقَالَ أَبُو بكر: مَا كَانَ يَنْبَغِي لِابْنِ أبي قُحَافَة أَن يُصَلِّي بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الظّهْر، ثمَّ أَتَاهُم يصلح بَينهم، وَأَن الصَّلَاة الَّتِي احْتبسَ عَنْهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتقدم فِيهَا أَبُو بكر هِيَ صَلَاة الْعَصْر. وَفِيه أَنه قَالَ للْقَوْم: " إِذا نابكم أمرٌ فليسبح الرِّجَال، وليصفح النِّسَاء ". الحديث: 898 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 وَحَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ مُخْتَصر، قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " التَّسْبِيح للرِّجَال، والتصفيق للنِّسَاء ". وَحَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير مُخْتَصر: أَن أهل قبَاء اقْتَتَلُوا حَتَّى تراموا بِالْحِجَارَةِ، فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " اذْهَبُوا بِنَا نصلح بَينهم " هَكَذَا هُوَ عِنْد البُخَارِيّ. لم يزدْ. وَلَيْسَ عِنْد مُسلم هَذَا القَوْل من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقد ظَنّه أَبُو مَسْعُود طرفا من حَدِيث الْإِصْلَاح بَين عَمْرو بن عَوْف فَذكره فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ، وَقد أفرده غَيره مِنْهُ وَجعله من أَفْرَاد البُخَارِيّ. 900 - الْخَامِس: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: جَاءَت امرأةٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يَا رَسُول الله، جِئْت أهب لَك نَفسِي، فَنظر إِلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَصَعدَ النّظر فِيهَا وَصَوَّبَهُ، ثمَّ طأطأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه. فَلَمَّا رَأَتْ الْمَرْأَة أَنه لم يقْض فِيهَا شَيْئا جَلَست، فَقَامَ رجلٌ من أَصْحَابه فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن لم يكن لَك بهَا حاجةٌ فزوجنيها. فَقَالَ: " هَل عنْدك من شَيْء؟ " فَقَالَ: لَا وَالله يَا رَسُول الله. فَقَالَ: " اذْهَبْ إِلَى أهلك فَانْظُر هَل تَجِد شَيْئا " فَذهب ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَالله مَا وجدت شَيْئا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " انْظُر وَلَو خَاتمًا من حَدِيد " فَذهب ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ: لَا وَالله يَا رَسُول الله، وَلَا خاتمٌ من حَدِيد، وَلَكِن هَذَا إزَارِي - قَالَ سهل: مَاله رِدَاء - فلهَا نصفه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا تصنع بإزارك؟ إِن لبسته لم يكن عَلَيْهَا مِنْهُ شيءٌ، وَإِن لبسته لم يكن عَلَيْك مِنْهُ شيءٌ. " فَجَلَسَ الرجل حَتَّى إِذا طَال مَجْلِسه قَامَ، فَرَآهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مولياًّ، فَأمر بِهِ، فدعي، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: مَاذَا مَعَك من الْقُرْآن؟ " قَالَ: معي سُورَة كَذَا، وَسورَة كَذَا. عَددهَا. قَالَ: " تقرأهن عَن ظهر قَلْبك؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " اذْهَبْ، فقد ملكتكها بِمَا مَعَك من الْقُرْآن ". الحديث: 900 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 هَكَذَا حَدِيث عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم عَن أَبِيه من رِوَايَة قُتَيْبَة عَنهُ. ويقاربه فِي اللَّفْظ حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي. وَفِي حَدِيث زَائِدَة: " انْطلق فقد زوجتكها، فعلمها من الْقُرْآن " وَفِي حَدِيث أبي غَسَّان: " فقد أنكحناكها بِمَا مَعَك من الْقُرْآن ". وَفِي حَدِيث فُضَيْل بن سُلَيْمَان: فخفض فِيهَا الْبَصَر وَرَفعه، فَلم يردهَا، فَقَالَ رجلٌ من أَصْحَابه زوجنيها. وَفِيه: وَلَكِن أشقق بردتي هَذِه فأعطيها النّصْف وآخذ النّصْف. قَالَ: " هَل مَعَك من الْقُرْآن من شَيْء؟ قَالَ: نعم. قَالَ: " اذْهَبْ فقد زوجتكها بِمَا مَعَك من الْقُرْآن ". وَفِي حَدِيث ابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان عَن أبي حَازِم عَن سهل قَالَ: إِنِّي لفي الْقَوْم عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذا أَقبلت امرأةٌ فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنَّهَا قد وهبت نَفسهَا لَك فرأ فِيهَا رَأْيك، فَلم يجبها شَيْئا. ثمَّ قَامَت الثَّانِيَة فَقَالَت: إِنَّهَا قد وهبت نَفسهَا لَك فرأ فِيهَا رَأْيك. فَقَامَ رجلٌ فَقَالَ: أنكحنيها. وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن سُفْيَان مُخْتَصر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لرجل: " تزوج وَلَو بِخَاتم من حَدِيد ". 901 - السَّادِس: عَن أبي حَازِم بن دِينَار عَن سهل بن سعد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بشرابٍ فَشرب مِنْهُ وَعَن يَمِينه غلامٌ - فِي رِوَايَة أبي غَسَّان: أَصْغَر الْقَوْم وَعَن يسَاره الْأَشْيَاخ. فَقَالَ للغلام: " أتأذن لي أَن أعطي هَؤُلَاءِ؟ " فَقَالَ الْغُلَام: وَالله يَا رَسُول الله لَا أوثر بنصيبي مِنْك أحدا. قَالَ: فتله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَده. الحديث: 901 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 902 - السَّابِع: عَن أبي حَازِم عَن سهل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يزَال النَّاس بِخَير مَا عجلوا الْفطر ". 903 - الثَّامِن: عَن أبي حَازِم: أَن نَفرا جَاءُوا إِلَى سهل بن سعد قد تماروا فِي الْمِنْبَر، من أَي عود هُوَ؟ فَقَالَ: أما وَالله إِنِّي لأعرف من أَي عود هُوَ، وَمن عمله، وَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم جلس عَلَيْهِ قَالَ: فَقلت لَهُ: يَا أَبَا عَبَّاس فحدثنا فَقَالَ: أرسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى امراةٍ، قَالَ أَبُو حَازِم إِنَّه ليسميها يومئذٍ: " انظري غلامك النجار يعْمل لي أعواداً أكلم النَّاس عَلَيْهَا " فَعمل هَذِه الثَّلَاث دَرَجَات، ثمَّ أَمر بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوضعت هَذَا الْموضع، فَهِيَ من طرفاء الغابة. وَلَقَد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ عَلَيْهِ فَكبر، وَكبر النَّاس وَرَاءه وَهُوَ على الْمِنْبَر، ثمَّ رفع فَنزل الْقَهْقَرَى حَتَّى سجد فِي أصل الْمِنْبَر، ثمَّ عَاد حَتَّى فرغ من آخر صلَاته، ثمَّ أقبل على النَّاس فَقَالَ: " يَا أَيهَا النَّاس، إِنَّمَا صنعت هَذَا لتأتموا بِي، ولتعلموا صَلَاتي ". وَفِي حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن: وَلَقَد رَأَيْته أول يَوْم وضع وَأول يَوْم جلس عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذكر نَحوه فِي أَعْوَاد الْمِنْبَر. قَالَ: ثمَّ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى عَلَيْهَا وَكبر وَهُوَ عَلَيْهَا، ثمَّ ركع وَهُوَ عَلَيْهَا، ثمَّ نزل الْقَهْقَرَى، وَسجد فِي أصل الْمِنْبَر، ثمَّ عَاد، فَلَمَّا فرغ أقبل على النَّاس فَقَالَ. . وَذكر مثله. وَفِي حَدِيث سُفْيَان نَحوه، وَفِي آخِره: قَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ: قَالَ عَليّ بن عبد الله: سَأَلَني أَحْمد بن حَنْبَل عَن هَذَا الحَدِيث، وَقَالَ: إِنَّمَا أردْت أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أَعلَى من النَّاس، فَلَا بَأْس أَن يكون الإِمَام أَعلَى من النَّاس بِهَذَا الحَدِيث. قَالَ: فَقلت لَهُ: إِن سُفْيَان بن عُيَيْنَة كَانَ يسْأَل عَن هَذَا كثيرا، فَلم تسمعه مِنْهُ؟ قَالَ: لَا. فَفِي هَذَا استفادة أَحْمد من ابْن الْمَدِينِيّ، وَرِوَايَة البُخَارِيّ عَن رجلٍ عَن أَحْمد. الحديث: 902 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 904 - التَّاسِع: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم التقى هُوَ وَالْمُشْرِكُونَ فَاقْتَتلُوا، فَلَمَّا مَال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى عسكره، وَمَال الْآخرُونَ إِلَى عَسْكَرهمْ، وَفِي أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلٌ لَا يدع لَهُ شَاذَّة وَلَا فاذة إِلَّا اتبعها يضْربهَا بِسَيْفِهِ، فَقَالُوا: مَا أَجْزَأَ منا الْيَوْم أحدٌ كَمَا أَجْزَأَ فلَان. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما إِنَّه من أهل النَّار ". فِي حَدِيث ابْن أبي حَازِم: فَقَالُوا: أَيّنَا من أهل الْجنَّة إِن كَانَ هَذَا من أهل النَّار؟ فَقَالَ رجلٌ من الْقَوْم: أَنا صَاحبه أبدا. قَالَ: فَخرج مَعَه، كلما وقف وقف مَعَه، وَإِذا أسْرع أسْرع مَعَه، قَالَ: فجرح الرجل جرحا شَدِيدا، فاستعجل الْمَوْت فَوضع سَيْفه بِالْأَرْضِ وذبابه بَين ثدييه، ثمَّ تحامل على سَيْفه فَقتل نَفسه - فَخرج الرجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أشهد أَنَّك رَسُول الله. قَالَ: " وَمَا ذَاك؟ " قَالَ: الرجل الَّذِي ذكرت آنِفا أَنه من أهل النَّار، فأعظم النَّاس ذَلِك، فَقلت: أَنا لكم بِهِ، فَخرجت فِي طلبه، حَتَّى جرح جرحا شَدِيدا، فاستعجل الْمَوْت فَوضع نصل سَيْفه بِالْأَرْضِ وذبابه بَين ثدييه، ثمَّ تحامل عَلَيْهِ فَقتل نَفسه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد ذَلِك: " إِن الرجل ليعْمَل عمل أهل الْجنَّة فِيمَا يَبْدُو للنَّاس وَهُوَ من أهل النَّار، وَإِن الرجل ليعْمَل عمل أهل النَّار فِيمَا يَبْدُو للنَّاس وَهُوَ من أهل الْجنَّة ". وَفِي حَدِيث أبي غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف نَحوه بِمَعْنَاهُ. وَفِي آخِره من قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: وَإِنَّمَا الْأَعْمَال بالخواتيم، أَو بخواتيمها " 905 - الْعَاشِر: عَن أبي حَازِم أَنه سمع سهل بن سعدٍ يسْأَل عَن جرح رَسُول الحديث: 904 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد، فَقَالَ: جرح وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكسرت رباعيته، وهشمت الْبَيْضَة على رَأسه، فَكَانَت فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تغسل الدَّم، وَكَانَ عليٌّ يسْكب عَلَيْهَا بالمجن. فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَة أَن المَاء لَا يزِيد الدَّم إِلَّا كَثْرَة أخذت قِطْعَة حصيرٍ، فَأَحْرَقتهُ حَتَّى صَار رَمَادا، فَأَلْصَقته بِالْجرْحِ، فَاسْتَمْسك الدَّم. 906 - الْحَادِي عشر: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم خَيْبَر: " لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يفتح الله على يَدَيْهِ، يحب الله وَرَسُوله، وَيُحِبهُ الله وَرَسُوله. قَالَ: فَبَاتَ النَّاس يدوكون ليلتهم أَيهمْ يعطاها، فَلَمَّا أصبح النَّاس غدوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كلهم يَرْجُو أَن يعطاها، فَقَالَ: " أَيْن عَليّ بن أبي طَالب؟ " فَقيل: هُوَ يَا رَسُول الله يشتكي عينه. قَالَ: " فأرسلوا إِلَيْهِ " فَأتي بِهِ، فبصق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عينه ودعا لَهُ، فبرأ كَأَن لم يكن بِهِ وجع. فَأعْطَاهُ الرَّايَة. فَقَالَ عليٌّ: يَا رَسُول الله، أقاتلهم حَتَّى يَكُونُوا مثلنَا؟ . قَالَ: انفذ على رسلك حَتَّى تنزل بِسَاحَتِهِمْ، ثمَّ ادعهم إِلَى الْإِسْلَام، وَأخْبرهمْ بِمَا يجب عَلَيْهِم من حق الله فِيهِ، فوَاللَّه لِأَن يهدي الله بك رجلا وَاحِدًا خير لَك من حمر النعم. " 907 - الثَّانِي عشر: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: دَعَا أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عرسه، فَكَانَت امْرَأَته يَوْمئِذٍ خادمتهم، وَهِي الْعَرُوس، قَالَ سهل: تَدْرُونَ مَا سقت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم،؟ أنقعت لَهُ تمراتٍ من اللَّيْل فِي تور، فَلَمَّا أكل سقته إِيَّاه. الحديث: 906 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 وَفِي حَدِيث أبي غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف: فِي تورٍ من حجارةٍ. وَفِيه: فَلَمَّا فرغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الطَّعَام أماثته فسقته تخصه بذلك 908 - الثَّالِث عشر: عَن أبي حَازِم عَن سهل قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بعثت أَنا والساعة كهاتين " وَيُشِير بإصبعيه يمدهما. وَفِي حَدِيث يَعْقُوب عَن عبد الرَّحْمَن بإصبعه الَّتِي تلِي الْإِبْهَام وَالْوُسْطَى. 909 - الرَّابِع عشر: عَن أبي حَازِم عَن سهل قَالَ: أُتِي بالمنذر بن أبي أسيد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين ولد، فَوَضعه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على فَخذه وَأَبُو أسيد جالسٌ، فلهي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشَيْء بَين يَدَيْهِ، فَأمر أَبُو أسيد بِابْنِهِ فَاحْتمل من على فَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأقلبوه، فاستفاق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَيْن الصَّبِي؟ " فَقَالَ أَبُو أسيد: أقلبناه يَا رَسُول الله قَالَ: " مَا اسْمه؟ " قَالَ: فلَان. قَالَ: " لَا، وَلَكِن اسْمه الْمُنْذر ". 910 - الْخَامِس عشر: عَن أبي حَازِم مسلمة بن دِينَار عَن سهل بن سعد قَالَ: ذكر لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، امرأةٌ من الْعَرَب، فَأمر أَبَا أسيد أَن يُرْسل إِلَيْهَا، فَأرْسل إِلَيْهَا، فَقدمت، فَنزلت فِي أجم بني سَاعِدَة، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى جاءها، فَدخل عَلَيْهَا فَإِذا امْرَأَة منكسة رَأسهَا، فَلَمَّا كلمها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: أعوذ بِاللَّه مِنْك. قَالَ: " قد أعذتك مني " فَقَالُوا: أَتَدْرِينَ من هَذَا؟ فَقَالَت: لَا. فَقَالُوا: هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَك ليخطبك. قَالَت: أَنا كنت أَشْقَى من ذَلِك قَالَ سهلٌ: فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ حَتَّى جلس فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة هُوَ وَأَصْحَابه، ثمَّ قَالَ: " اسقنا " لسهل. قَالَ: فأخرجت لَهُم هَذَا الْقدح فأسقيتهم فِيهِ. قَالَ أَبُو حَازِم: فَأخْرج لنا سهل ذَلِك الْقدح، فشربنا فِيهِ، ثمَّ استوهبه بعد ذَلِك عمر بن عبد الْعَزِيز فوهبه لَهُ. الحديث: 908 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 911 - السَّادِس عشر: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة على أَرض بَيْضَاء عفراء كقرصة النقي، لَيْسَ فِيهَا علم لأحد ". هَكَذَا فِي رِوَايَة خَالِد بن مخلد عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير. وَفِي رِوَايَة سعيد بن أبي مَرْيَم مثله إِلَى قَول: كقرصة النقي، ثمَّ قَالَ: قَالَ سعد " لَيْسَ فِيهَا معلمٌ لأحد ". 912 - السَّابِع عشر: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: جَاءَنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نحفر الخَنْدَق وننقل التُّرَاب على أكتادنا، وَفِي رِوَايَة القعْنبِي على أكتافنا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ لَا عَيْش إِلَّا عَيْش الْآخِرَة فَاغْفِر للمهاجرين وَالْأَنْصَار ". 913 - الثَّامِن عشر: عَن أبي حَازِم عَن سهلٍ بن سعد قَالَ: كُنَّا نفرح بِيَوْم الْجُمُعَة. قلت: وَلم؟ قَالَ: كَانَت لنا عَجُوز ترسل إِلَى بضَاعَة - قَالَ ابْن مسلمة: نخل بِالْمَدِينَةِ - فتأخذ من أصُول السلق فتطرحه فِي الْقدر، وتكركر عَلَيْهِ حباتٍ من شعير. فِي حَدِيث ابْن بكير: وَالله مَا فِيهِ شَحم وَلَا ودك. فِي حَدِيث قُتَيْبَة: لَا أعلم إِلَّا أَنه قَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَحم وَلَا ودك، فَإِذا صلينَا الْجُمُعَة انصرفنا نسلم عَلَيْهَا، فتقدمه إِلَيْنَا، فنفرح بِيَوْم الْجُمُعَة من أَجله. فِي حَدِيث يَعْقُوب بِمَعْنَاهُ، وَفِيه: كَانَت لنا عجوزٌ تَأْخُذ من أصُول سلق كُنَّا نغرسه على أربعائنا. الحديث: 911 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 فِي حَدِيث أبي غَسَّان: كَانَت فِينَا امْرَأَة تجْعَل على أربعاء مزرعتها سلقاً ... الحَدِيث بِمَعْنَاهُ. فِي حَدِيث القعْنبِي: وَمَا كُنَّا نقِيل وَلَا نتغدى إِلَّا بعد الْجُمُعَة. وَفِي حَدِيث أبي غَسَّان: قَالَ: كُنَّا نصلي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ تكون القائلة. وَرَوَاهُ مُسلم عَن القعْنبِي، وَيحيى بن يحيى، وَعلي بن حجر: جمع حَدِيثهمْ، وَفِيه: أَن سهلاً قَالَ: ماكنا نقِيل وَلَا نتغدى إِلَّا بعد الْجُمُعَة. زَاد ابْن حجر: فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلم يذكر سوى هَذَا. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن كثير سُفْيَان: كُنَّا نقِيل ونتغدى بعد الْجُمُعَة. لم يزدْ. 914 - التَّاسِع عشر: عَن أبي حَازِم بن دِينَار عَن سهل بن سعد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " رِبَاط يومٍ فِي سَبِيل الله خيرٌ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا. وَمَوْضِع سَوط أحدكُم من الْجنَّة خيرٌ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا. والروحة يروحها العَبْد فِي سَبِيل الله أَو الغدوة خيرٌ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا. ". وَفِي رِوَايَة سُفْيَان والقعنبي: " أَو مَا فِيهَا ". وَعند مُسلم من حَدِيث وَكِيع " غدوةٌ أَو روحةٌ فِي سَبِيل الله خيرٌ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " وَلَيْسَ عِنْده الفصلان فِي الرِّبَاط، وَمَوْضِع السَّوْط. 915 - الْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد أَنه قَالَ: مر رجلٌ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لرجل عِنْده جَالس: " مَا رَأْيك فِي هَذَا؟ " فَقَالَ: رجلٌ من أَشْرَاف النَّاس، هَذَا وَالله حري إِن خطب أَن ينْكح، وَإِن شفع أَن يشفع. قَالَ: فَسكت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ مر رجل، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا رَأْيك فِي هَذَا؟ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذَا رجلٌ من فُقَرَاء الْمُسلمين، هَذَا حريٌّ إِنَّه خطب أَلا الحديث: 914 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 ينْكح، وَإِن شفع أَلا يشفع، وَإِن قَالَ أَلا يسمع لقَوْله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا خيرٌ من ملْء الأَرْض مثل هَذَا " ذكره أَبُو مَسْعُود فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ. 916 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم أَن رجلا جَاءَ إِلَى سهل بن سعد فَقَالَ: هَذَا فلَان - لأمير الْمَدِينَة - يذكر علياًّ عِنْد الْمِنْبَر. قَالَ: فَيَقُول مَاذَا؟ قَالَ: يَقُول لَهُ أَبُو تُرَاب. فَضَحِك وَقَالَ: وَالله مَا سَمَّاهُ بِهِ إِلَّا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَا كَانَ لَهُ اسمٌ أحب إِلَيْهِ مِنْهُ. فاستطعمت الحَدِيث سهلاً وَقلت: يَا أَبَا عَبَّاس، كَيفَ؟ قَالَ: دخل عليٌّ على فَاطِمَة ثمَّ خرج فاضطجع فِي الْمَسْجِد؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَيْن ابْن عمك؟ " قَالَت: فِي الْمَسْجِد. فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوجدَ رِدَاءَهُ قد سقط عَن ظَهره وخلص التُّرَاب إِلَى ظَهره، فَجعل يمسح عَن ظَهره وَيَقُول: " اجْلِسْ أَبَا تُرَاب " مرَّتَيْنِ. فِي حَدِيث قُتَيْبَة: جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيت فَاطِمَة فَلم يجد عليا فِي الْبَيْت، فَقَالَ: " أَيْن ابْن عمك؟ " فَقَالَت: كَانَ بيني وَبَينه شَيْء، فغاضبني فَخرج، فل ميقل عِنْدِي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لإِنْسَان: " انْظُر أَيْن هُوَ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هُوَ فِي الْمَسْجِد راقدٌ. فَجَاءَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مُضْطَجع قد سقط رِدَاؤُهُ عَن شقَّه فَأَصَابَهُ ترابٌ، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " قُم أَبَا تُرَاب، قُم ابا تُرَاب ". 917 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: كَانَ بَين مصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين الْجِدَار ممر الشَّاة. 918 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَنهُ قَالَ: أنزلت: {وكلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يتَبَيَّن لكم الْخَيط الْأَبْيَض من الْخَيط الْأسود} [الْبَقَرَة] وَلم تنزل (من الْفجْر) فَكَانَ الحديث: 916 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 رجالٌ إِذا أَرَادوا الصَّوْم ربط أحدهم فِي رجلَيْهِ الْخَيط الْأَبْيَض وَالْخَيْط الْأسود وَلَا يزَال يَأْكُل حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ رُؤْيَتهمَا، فَأنْزل الله بعد (من الْفجْر) فَعَلمُوا أَنه إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْل وَالنَّهَار. 919 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَن سهل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن فِي الْجنَّة بَابا يُقَال لَهُ الريان، يدْخل مِنْهُ الصائمون يَوْم الْقِيَامَة، لَا يدْخل مِنْهُ أحدٌ غَيرهم، يُقَال: أَيْن الصائمون؟ فَيقومُونَ، لَا يدْخل مِنْهُ أحدٌ غَيرهم فَإِذا دخلُوا أغلق فَلم يدْخل مِنْهُ أحدٌ. " وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن مطرف: فِي الْجنَّة ثَمَانِيَة أَبْوَاب، مِنْهَا بَاب يُسمى الريان، لَا يدْخلهُ إِلَّا الصائمون " 920 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: كَانَ رجالٌ يصلونَ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عاقدي أزرهم على أَعْنَاقهم كَهَيئَةِ الصّبيان. وَيُقَال للنِّسَاء: لَا ترفعن رؤوسكن حَتَّى يَسْتَوِي الرِّجَال جُلُوسًا. 921 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِن أهل الْجنَّة ليتراءون الغرفة فِي الْجنَّة كَمَا تتراءون الْكَوْكَب فِي السَّمَاء ". " قَالَ: فَحدثت بذلك النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش فَقَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ يَقُول: " كَمَا تراءون الْكَوْكَب الدُّرِّي فِي الْأُفق الشَّرْقِي أَو الغربي ". وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه قَالَ: فَحدثت بِهِ النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش فَقَالَ. أشهد لسمعت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ يحدث بِهِ، وَيزِيد فِيهِ: " كَمَا تراءون الْكَوْكَب الغارب فِي الْأُفق الشَّرْقِي والغربي ". الحديث: 919 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 922 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة عامٍ لَا يقطعهَا. " قَالَ أَبُو حَازِم: فَحدثت بِهِ النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي فَقَالَ. حَدثنِي أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب الْجواد الْمُضمر السَّرِيع مائَة عامٍ لَا يقطعهَا. " 923 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أَنا فَرَطكُمْ على الْحَوْض، من ورد شرب، وَمن شرب لم يظمأ أبدا. وليردن عَليّ أقوامٌ أعرفهم ويعرفونني، ثمَّ يُحَال بيني وَبينهمْ " قَالَ أَبُو حَازِم: فَسمع النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش وانا أحدثهم هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعت سهلاً يَقُول؟ قَالَ: فَقلت: نعم. وَقَالَ: وَأَنا أشهد على أبي سعيد الْخُدْرِيّ لسمعته يزِيد فَيَقُول: " إِنَّهُم مني، فَيُقَال: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك، فَأَقُول سحقاً سحقاً لمن بدل بعدِي ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 924 - الحَدِيث الأول: عَن أبي حَازِم أَنه سمع سهل بن سعد يَقُول: كنت أتسحر، ثمَّ تكون بِي سرعةٌ أَن أدْرك صَلَاة الْفجْر مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 925 - الثَّانِي: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد: أَن امْرَأَة جَاءَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِبُرْدَةٍ منسوجة، فِيهَا حاشيتها. أَتَدْرُونَ مَا الْبردَة؟ قَالُوا: الشملة. قَالَ: نعم. قَالَت: نسجتها بيَدي، فَجئْت لأكسوكها. فَأَخذهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُحْتَاجا إِلَيْهَا، فَخرج إِلَيْنَا وَإِنَّهَا إزَاره، فحسنها فلَان فَقَالَ: أكسنيها، مَا أحْسنهَا! فِي رِوَايَة يَعْقُوب وَغَيره: قَالَ: " نعم " فَجَلَسَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمجْلس ثمَّ رَجَعَ فطواها ثمَّ أرسل بهَا إِلَيْهِ - ثمَّ اتَّفقُوا الحديث: 922 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 فِي الْمَعْنى: فَقَالَ لَهُ الْقَوْم: مَا أَحْسَنت، لبسهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُحْتَاجا إِلَيْهَا، ثمَّ سَأَلته وَقد علمت أَنه لَا يرد سَائِلًا. قَالَ: إِنِّي وَالله مَا سَأَلته لألبسها، إِنَّمَا سَأَلته لتَكون كفني. قَالَ سهل: فَكَانَت كَفنه. وَفِي رِوَايَة أبي غَسَّان: إِن الرجل قَالَ حِين لاموه: رَجَوْت بركتها حِين لبسهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لعَلي أكفن بهَا 926 - الثَّالِث: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. " ليدخلن الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا - أَو سَبْعمِائة ألف - سماطين، آخذٌ بَعضهم الْبَعْض، حَتَّى يدْخل أَوَّلهمْ وَآخرهمْ الْجنَّة، وُجُوههم على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر. " 927 - الرَّابِع: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَنا وكافل الْيَتِيم فِي الْجنَّة هَكَذَا " وَأَشَارَ بالسبابة وَالْوُسْطَى، وَفرج بَينهمَا شَيْئا. 928 - الْخَامِس: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من يضمن لي مَا بَين لحييْهِ وَمَا بَين رجلَيْهِ أضمن لَهُ الْجنَّة ". 929 - السَّادِس: عَن أبي حَازِم قَالَ: سَأَلت سهل بن سعد فَقلت: هَل أكل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النقي؟ قَالَ: مَا رأى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النقي من حِين ابتعثه الله حَتَّى قَبضه الله. فَقلت: هَل كَانَ لكم فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مناخل؟ قَالَ: مَا رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منخلاً من حِين ابتعثه الله حَتَّى قَبضه الله. قلت: كَيفَ كُنْتُم تَأْكُلُونَ الشّعير غير منخول؟ قَالَ: كُنَّا نطحنه وننفخه فيطير مَا طَار، وَمَا بقى ثريناه وَحَدِيث أبي غَسَّان مُخْتَصر: هَل رَأَيْتُمْ فِي زمَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النقي؟ قَالَ: لَا قلت: كُنْتُم تنخلون الشّعير؟ قَالَ: لَا، وَلَكِن كُنَّا ننفخه. الحديث: 926 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 930 - السَّابِع: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: كَانَ النَّاس يؤمرون أَن يضع الرجل الْيَد الْيُمْنَى على ذراعه الْيُسْرَى فِي الصَّلَاة. قَالَ أَبُو حَازِم لَا أعلمهُ إِلَّا ينمي ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن مَالك: ينمى ذَلِك، وَلم يقل ينمي. 931 - الثَّامِن: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: مَا عدوا من مبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا من وَفَاته، مَا عدوا إِلَّا من مقدمه الْمَدِينَة. 932 - التَّاسِع: عَن أبي حَازِم عَن سهل بن سعد قَالَ: شهِدت من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَجْلِسا وصف فِيهِ الْجنَّة حَتَّى انْتهى، ثمَّ قَالَ فِي آخر حَدِيثه: " فِيهَا مَا لَا عينٌ رَأَتْ، وَلَا أذنٌ سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر. " ثمَّ قَرَأَ: {تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع} {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} [السَّجْدَة] قَالَ أَبُو صَخْر حميد بن زِيَاد: فَأخْبرت بهَا مُحَمَّد كَعْب الْقرظِيّ، فَقَالَ: أَبُو حَازِم حَدثَك بِهَذَا؟ قلت: نعم. قَالَ: إِن ثمَّ لكيساً كثيرا، إِنَّهُم يَا هَذَا أخفوا لله عملا، فأخفى لَهُم ثَوابًا، فَلَو قدمُوا عَلَيْهِ أقرّ تِلْكَ الْأَعْين. 933 - الْعَاشِر: عَن عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه قَالَ: كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حائطنا فرسٌ يُقَال لَهُ اللحيف. قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ بَعضهم: اللخيف بِالْخَاءِ. 934 - الْحَادِي عشر: عَن عَبَّاس بن سهل عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أحدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه. الحديث: 930 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 (71) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند مَالك بن صعصعة [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد، وَهُوَ حَدِيث الْمِعْرَاج بِطُولِهِ: 935 - عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك بن صعصعة أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثهمْ عَن لَيْلَة أسرى بِهِ قَالَ: بَيْنَمَا أَنا فِي الْحطيم - وَرُبمَا قَالَ فِي الْحجر - مضطجعٌ، وَمِنْهُم من قَالَ: بَين النَّائِم وَالْيَقظَان، إِذا أَتَانِي آتٍ، قَالَ: فَسَمعهُ يَقُول: فشق مَا بَين هَذِه إِلَى هَذِه، فَقلت للجارود وَهُوَ إِلَى جَنْبي: مَا يَعْنِي بِهِ؟ قَالَ: من ثغرة نَحره إِلَى شعرته، وسمعته يَقُول: من قصه إِلَى شعرته " فاستخرج قلبِي، ثمَّ أتيت بطست من ذهب مَمْلُوءَة إِيمَانًا، فَغسل قلبِي، ثمَّ حشي، ثمَّ أُعِيد، ثمَّ أتيت بِدَابَّة دون الْبَغْل وَفَوق الْحمار، أَبيض. فَقَالَ لَهُ الْجَارُود: وَهُوَ الْبراق يَا أَبَا حَمْزَة، فَقَالَ أنس: نعم " يضع خطوه عِنْد أقْصَى طرفه، فَحملت عَلَيْهِ، فَانْطَلق بِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى أَتَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ فَقيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل: وَقد ارسل إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قيل: مرْحَبًا، فَنعم الْمَجِيء جَاءَ. فَلَمَّا خلصت فَإِذا فِيهَا آدم، فَقَالَ: هَذَا أَبوك آدم فَسلم عَلَيْهِ. وسلمت عَلَيْهِ، فَرد السَّلَام وَقَالَ: مرْحَبًا بالابن الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح. ثمَّ صعد حَتَّى أَتَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ، قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ. وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل. وَقد أرسل إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قيل: مرْحَبًا بِهِ، وَنعم الْمَجِيء جَاءَ. فَفتح، فَلَمَّا خلصت فَإِذا يحيى وَعِيسَى - وهما ابْنا خَالَة. قَالَ: هَذَا يحيى وَعِيسَى، فَسلم عَلَيْهِمَا، فَسلمت، فَردا ثمَّ قَالَا: مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح. ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة، فَاسْتَفْتَحَ، قيل: من هَذَا؟ قَالَ جِبْرِيل قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل: وَقد أرسل إِلَيْهِ. قَالَ نعم قيل: مرْحَبًا بِهِ، فَنعم الْمَجِيء الحديث: 935 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 جَاءَ. فَفتح، فَلَمَّا خلصت فَإِذا يُوسُف، قَالَ: هَذَا يُوسُف، فَسلم عَلَيْهِ، فَسلمت عَلَيْهِ، فَرد ثمَّ قَالَ: مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح، ثمَّ صعد بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ، قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: وَقد أرسل إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قيل: مرْحَبًا بِهِ، فَنعم الْمَجِيء جَاءَ. فَلَمَّا خلصت فَإِذا إِدْرِيس، قَالَ: هَذَا إِدْرِيس فَسلم عَلَيْهِ، فَسلمت عَلَيْهِ فَرد ثمَّ قَالَ: مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح. ثمَّ صعد بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاء الْخَامِسَة، فَاسْتَفْتَحَ، قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل: وَقد أرسل إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قيل: مرْحَبًا بِهِ، فَنعم الْمَجِيء جَاءَ. فَلَمَّا خلصت فَإِذا هَارُون، قَالَ: هَذَا هَارُون فَسلم عَلَيْهِ، فَسلمت عَلَيْهِ، فَرد ثمَّ قَالَ: مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح. ثمَّ صعد بِي حَتَّى أَتَى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ. قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد، قيل: وَقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ: نعم، قَالَ: مرْحَبًا بِهِ، فَنعم الْمَجِيء جَاءَ. فَلَمَّا خلصت فَإِذا مُوسَى، قَالَ: هَذَا مُوسَى فَسلم عَلَيْهِ، فَسلمت عَلَيْهِ، فَرد ثمَّ قَالَ: مرْحَبًا بالأخ الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح. فَلَمَّا جاوزته بَكَى، فَقيل: مَا يبكيك؟ قَالَ: أبْكِي لِأَن غُلَاما بعث بعدِي يدْخل الْجنَّة من أمته أَكثر مِمَّا يدخلهَا من أمتِي. ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل. قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد قيل: وَقد بعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: مرْحَبًا بِهِ، فَنعم الْمَجِيء جَاءَ. فَلَمَّا خلصت فَإِذا إِبْرَاهِيم، قَالَ: هَذَا أَبوك إِبْرَاهِيم فَسلم عَلَيْهِ، فَسلمت عَلَيْهِ، فَرد السَّلَام ثمَّ قَالَ: مرْحَبًا بالابن الصَّالح وَالنَّبِيّ الصَّالح. ثمَّ رفعت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى، فَإِذا نبقها مثل قلال هجر، وَإِذا وَرقهَا مثل آذان الفيلة. قَالَ هَذِه سِدْرَة الْمُنْتَهى، فَإِذا أَرْبَعَة أَنهَار: نهران باطنان ونهران ظاهران. فَقلت: مَا هَذَانِ يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: أما الباطنان فنهران فِي الْجنَّة، وَأما الظاهرون فالنيل والفرات. ثمَّ رفع لي الْبَيْت الْمَعْمُور، ثمَّ أتيت بإناءٍ من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل، فَأخذت اللَّبن، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 فَقَالَ: هِيَ الْفطْرَة الَّتِي أَنْت عَلَيْهَا وَأمتك، ثمَّ فرضت عَليّ الصَّلَاة خمسين صَلَاة كل يَوْم، فَرَجَعت فمررت على مُوسَى، فَقَالَ: بِمَ أمرت؟ قلت: أمرت بِخَمْسِينَ صَلَاة كل يَوْم. قَالَ إِن أمتك لَا تَسْتَطِيع خمسين صَلَاة كل يَوْم، وَإِنِّي وَالله قد جربت النَّاس قبلك، وعالجت بني إِسْرَائِيل أَشد المعالجة، فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك، فَرَجَعت، فَوضع عني عشرا، فَرَجَعت فَقَالَ مثله، فَرَجَعت فَوضع عني عشرا، فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ مثله، فَوضع عني عشرا، فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ مثله، فَرَجَعت فَأمرت بِعشر صلوَات كل يَوْم، فَقَالَ مثله، فَرَجَعت فَأمرت بِخمْس صلوَات يَوْم، فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أمرت؟ قلت: أمرت بِخمْس صلوَات كل يَوْم، قَالَ: إِن أمتك لَا تَسْتَطِيع خمس صلوَات كل يَوْم، وَإِنِّي قد جربت النَّاس قبلك، وعالجت بني إِسْرَائِيل أَشد المعالجة، فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف لأمتك. قَالَ: سَأَلت رَبِّي حَتَّى استحييت، وَلَكِن أرْضى وَأسلم. فَلَمَّا جَاوَزت نَادَى منادٍ: أمضيت فريضتي، وخففت عَن عبَادي ". وَفِي الرِّوَايَة المقروءة بِرِوَايَة خَليفَة بن خياط: بَينا أَنا عِنْد الْبَيْت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان. . وَفِيه: ثمَّ غسل الْبَطن بِمَاء زَمْزَم، ثمَّ ملئ حِكْمَة وإيماناً. وَفِيه فَرفع إِلَيّ الْبَيْت الْمَعْمُور، فَسَأَلت جِبْرِيل فَقَالَ: هَذَا الْبَيْت الْمَعْمُور يُصَلِّي فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك، إِذا خَرجُوا لم يعودوا آخر مَا عَلَيْهِم. وَفِي آخِره: وخففت عَن عبَادي، وأجزي بِالْحَسَنَة عشرا ". وَفِي حَدِيث ابْن عدي عَن سعيد: بَيْنَمَا أَنا عِنْد الْبَيْت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان، إِذْ سَمِعت قَائِلا يَقُول: أحد الثَّلَاثَة بَين الرجلَيْن، فَأتيت فَانْطَلق بِي، فَأتيت بطست الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 من ذهب فِيهَا من مَاء زَمْزَم، فشرح صَدْرِي إِلَى كَذَا وَكَذَا. يَعْنِي إِلَى أَسْفَل بَطْنه. وَفِي حَدِيث هِشَام نَحوه. فَأتيت بطشت من ذهب ممتلئ حِكْمَة وإيماناً، فشق من النَّحْر إِلَى مراق الْبَطن، فَغسل بِمَاء زَمْزَم. (72) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن كَعْب بن عجْرَة [رَضِي الله عَنهُ] 936 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن كَعْب بن عجْرَة قَالَ: أَتَى عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زمن الْحُدَيْبِيَة وَأَنا أوقد تَحت قدر لي، وَالْقمل يَتَنَاثَر على وَجْهي، فَقَالَ: " أتؤذيك هوَام رَأسك؟ " قَالَ: قلت: نعم. قَالَ: " فَاحْلِقْ وصم ثَلَاثَة أَيَّام، أَو أطْعم سِتَّة مَسَاكِين، أَو انسك نسيكةً " لَا أَدْرِي بِأَيّ ذَلِك بَدَأَ. وَفِي حَدِيث ابْن عون عَن مُجَاهِد قَالَ: فِي أنزلت هَذِه الْآيَة {فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو بِهِ أَذَى من رَأسه ففدية من صِيَام أَو صَدَقَة أَو نسك} [الْبَقَرَة] قَالَ: فَأَتَيْته، فَقَالَ: " ادنه " فدنوت. فَقَالَ: " ادنه " فدنوت، فَقَالَ: " أَيُؤْذِيك هوامك؟ " قَالَ ابْن عون: وَأَظنهُ قَالَ: نعم. قَالَ: فَأمرنِي بفدية من صِيَام أَو صَدَقَة أَو نسك، مَا تيَسّر. وَفِي حَدِيث سيف بن سُلَيْمَان عَن مُجَاهِد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقف عَلَيْهِ وَرَأسه يتهافت قملاً، فَقَالَ: " أَيُؤْذِيك هوامك "؟ قلت: نعم: قَالَ: فَاحْلِقْ رَأسك. قَالَ: فَفِي نزلت هَذِه الْآيَة {فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا} وَذكر الْآيَة. فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صم ثَلَاثَة أَيَّام أَو تصدق بفرقٍ بَين سِتَّة، أَو انسك مَا تيَسّر. " الحديث: 936 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 وَفِي حَدِيث ابْن أبي نجيح وَأَيوب وَغَيرهمَا: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِهِ وَهُوَ بِالْحُدَيْبِية قبل أَن يدْخل مَكَّة وَهُوَ محرم، وَهُوَ يُوقد تَحت قدرٍ، وَالْقمل يتهافت على وَجهه ... فِي رِوَايَة شبْل وَغَيره عَن ابْن أبي نجيح: وَلم يتَبَيَّن لَهُم أَنهم يحلونَ بهَا وهم على طمع أَن يدخلُوا مَكَّة، فَأنْزل الله الْفِدْيَة، وَذكر نَحوه. وَفِي حَدِيث أَيُّوب وَمن مَعَه: وَالْفرق ثَلَاثَة آصَع. وَفِيه: أَو انسك نسيكة. وَقَالَ ابْن أبي نجيح: أَو اذْبَحْ شَاة: وَمِنْهُم من قَالَ: فَدَعَا الحلاق، ثمَّ ذكر الْفِدَاء. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن معقل عَن كَعْب بِنَحْوِهِ، وَفِيه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: " مَا كنت أرى الوجع بلغ بك مَا أرى، وَمَا كنت أرى الْجهد بلغ بك مَا أرى. أتجد شَاة؟ " قلت: لَا. قَالَ " فَصم ثَلَاثَة أَيَّام، أَو أطْعم سِتَّة مَسَاكِين، كل مِسْكين نصف صَاع. " قَالَ: كَعْب: فَنزلت فِي خَاصَّة، وَهِي لكم عَامَّة. 937 - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْب بن عجْرَة فَقَالَ: أَلا أهدي لَك هَدِيَّة؟ إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج علينا فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، علمنَا كَيفَ نسلم عَلَيْك، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: قُولُوا: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد، كَمَا صليت على إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميدٌ مجيد. اللَّهُمَّ بَارك على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم، إِنَّك حميد مجيد ". الحديث: 937 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 وَلمُسلم حديثان: 938 - أَحدهمَا: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن كَعْب بن عجْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " معقباتٌ لَا يخيب قائلهن أَو فاعلهن دبرٌ كل صَلَاة، ثَلَاث وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَة، وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَة، وَأَرْبع وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَة. 939 - وَالثَّانِي: عَن أبي عُبَيْدَة عَامر بن عبد الله بن مَسْعُود عَن كَعْب عَن عجْرَة أَنه دخل الْمَسْجِد، وَعبد الرَّحْمَن بن أم الحكم يخْطب قَاعِدا، فَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الْخَبيث يخْطب قَاعِدا وَقَالَ الله عز وَجل: {وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوك قَائِما} [سُورَة الْجُمُعَة] . (73) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي بَرزَة نَضْلَة بن عبيد [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد 940 - عَن أبي الْمنْهَال سيار بن سَلامَة قَالَ: دخلت أَنا وَأبي على أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ، فَقَالَ لَهُ أبي: كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة؟ فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الهجير الَّتِي تدعونها الأولى حِين تدحض الشَّمْس، وَيُصلي الْعَصْر ثمَّ يرجع أَحَدنَا إِلَى رَحْله فِي أقْصَى الْمَدِينَة وَالشَّمْس حَيَّة، ونسيت مَا قَالَ فِي الْمغرب. وَكَانَ يسْتَحبّ أَن يوخر الْعشَاء الَّتِي تدعونها الْعَتَمَة وَكَانَ يكره النّوم قبلهَا والْحَدِيث بعْدهَا، وَكَانَ يَنْفَتِل من صَلَاة الْغَدَاة حِين يعرف الرجل جليسه وَيقْرَأ بالستين إِلَى الْمِائَة. الحديث: 938 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 وَفِي حَدِيث حَفْص بن عمر: وَلَا يُبَالِي بِتَأْخِير الْعشَاء إِلَى ثلث اللَّيْل. ثمَّ قَالَ: إِلَى شطر اللَّيْل. قَالَ معَاذ عَن شُعْبَة: ثمَّ لَقيته مرّة أُخْرَى فَقَالَ: أَو ثلث اللَّيْل. وَقد أخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ فِي بَاب آخر بِإِسْنَاد آخر عَن أبي الْمنْهَال عَن أبي بَرزَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ يكره النّوم قبل الْعشَاء، والْحَدِيث بعْدهَا. وَقد جعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ عِنْد مُسلم أَيْضا بِهَذَا اللَّفْظ فِي الحَدِيث الْمَذْكُور. وللبخاري حديثان: 941 - أَحدهمَا طرف من حَدِيث طَوِيل عَن أبي الْمنْهَال قَالَ: لما كَانَ ابْن زِيَاد بِالْبَصْرَةِ، ومروان بِالشَّام، وثب ابْن الزبير بِمَكَّة، ووثب الْقُرَّاء بِالْبَصْرَةِ، فَانْطَلَقت مَعَ أبي إِلَى أبي بَرزَة الْأَسْلَمِيّ حَتَّى دخلت عَلَيْهِ فِي دَاره وَهُوَ جَالس فِي ظلّ علية لَهُ من قصب، فَجَلَست إِلَيْهِ فَأَنْشَأَ أبي يستطعمه الحَدِيث، فَقَالَ: يَا أَبَا بَرزَة، أَلا ترى مَا وَقع فِيهِ النَّاس؟ فَأول شَيْء سمعته يتَكَلَّم بِهِ أَن قَالَ: إِنِّي أحتسب عِنْد الله أَنِّي أَصبَحت ساخطاً على أَحيَاء قُرَيْش، إِنَّكُم - يَا معشر الْعَرَب كُنْتُم على الْحَال الَّتِي علمْتُم من الْقلَّة والذلة والضلالة. إِن الله أنقذكم بِالْإِسْلَامِ، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. حَتَّى بلغ لكم مَا ترَوْنَ، وَهَذِه الدُّنْيَا الَّتِي أفسدت بَيْنكُم، إِن ذَاك الَّذِي بِالشَّام - وَالله - أَن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا. لم يزدْ على هَذَا. الحديث: 941 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 وَتَمَامه فِي رِوَايَة البرقاني من حَدِيث عَوْف بن أبي جميلَة عَن أبي الْمنْهَال: وَإِن ذَاك الَّذِي بِمَكَّة يَعْنِي ابْن الزبير - إِن يُقَاتل إِلَّا على الدُّنْيَا، وَإِن الَّذين حَوْلكُمْ تدعونهم قراءكم إِن يُقَاتلُون إِلَّا على الدُّنْيَا. فَلَمَّا لم يتْرك أحدا قَالَ لَهُ أبي: فَمَاذَا تَأْمُرنِي؟ فَمَا أَرَاك تركت أحدا. قَالَ: مَا أرى أحدا الْيَوْم خيرا من هَذِه الْعِصَابَة الملبدة - وَقَالَ بِيَدِهِ - خماص الْبُطُون من أَمْوَال النَّاس، خفاف الظُّهُور من دِمَائِهِمْ. ثمَّ ذكر سُؤَاله إِيَّاه عَن الْأَوْقَات الْمَذْكُورَة آنِفا، الَّذِي اتفقَا عَلَيْهِ. وَانْفَرَدَ البُخَارِيّ بِإِخْرَاج أَوله هَذَا لما فِيهِ من ذكر الْفِتَن، وكراهية أبي بَرزَة لَهَا. وَقَوله: إِن الله أنقذكم بِالْإِسْلَامِ، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأضرب عَمَّا بعد ذَلِك لما فِيهِ من ذكر ابْن الزبير وَمن مَعَه. 942 - الثَّانِي: عَن الْأَزْرَق بن قيس قَالَ: كُنَّا على شاطئ النَّهر بالأهواز وَقد نضب عَنهُ المَاء، فجَاء أَبُو بَرزَة على فرس، فصلى وخلى فرسه، فَانْطَلَقت الْفرس، فَترك صلَاته وتبعها حَتَّى أدْركهَا، فَأَخذهَا، ثمَّ جَاءَ فَقضى صلَاته، وَفينَا رجل لَهُ رأيٌ فَأقبل يَقُول: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخ، ترك صلَاته من أجل فرس. فَأقبل فَقَالَ: مَا عنفني أحدٌ مُنْذُ فَارَقت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ: إِن منزلي متراخٍ، فَلَو صليت وَتركته لم آتٍ أَهلِي إِلَى اللَّيْل، وَذكر أَنه صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَرَأى من تيسيره. وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن الْأَزْرَق قَالَ: كُنَّا بالأهوار نُقَاتِل الحرورية. فَبينا على أَنا جرف نهر، إِذا رجل يُصَلِّي، وَإِذا لجام دَابَّته بِيَدِهِ. فَجعلت تنازعه وَجعل يتبعهَا. قَالَ شُعْبَة: هُوَ أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ. فَجعل رجلٌ من الْخَوَارِج يَقُول: اللَّهُمَّ افْعَل الحديث: 942 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 بِهَذَا الشَّيْخ. فَلَمَّا انْصَرف الشَّيْخ قَالَ: إِنِّي سَمِعت قَوْلكُم، وَإِنِّي غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، سِتّ غزوات أَو سبع غزوات أَو ثَمَان، وَشهِدت تيسيره، وَإِنِّي إِن كنت أراجع مَعَ دَابَّتي أحب إِلَيّ من أَن أدعها ترجع إِلَى مألفها فَيشق عَليّ. وَعند البرقاني فِي حَدِيث شُعْبَة عَن الْأَزْرَق قَالَ: كُنَّا نُقَاتِل الْأزَارِقَة مَعَ الْمُهلب ابْن أبي صفرَة. قَالَ: فجَاء أَبُو بَرزَة، فَأخذ بمقود برذونه أَو دَابَّته. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُوَ يُصَلِّي إِذْ أفلت المقود من يَده. قَالَ: فمضت الدَّابَّة فِي قبلته، قَالَ: وَانْطَلق أَبُو بَرزَة حَتَّى أَخذهَا، ثمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى. فَقَالَ رجل - وَكَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخ - ونال مِنْهُ - ترك صلَاته وَانْطَلق إِلَى دَابَّته ... وَذكر الحَدِيث نَحوه. وَفِي آخِره: فَقُلْنَا للرجل: مَا نرى الله إِلَّا مخزيك، سببت رجلا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعِنْده فِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد قَالَ: فجَاء أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ، فَدخل فِي صَلَاة الْعَصْر ومقود الْفرس بِيَدِهِ، فانفلت الْفرس، فَذهب فاتبعها حَتَّى أدْركهَا، فَأخذ المقود، وَمضى فِي صلَاته. ثمَّ ذكر مَعْنَاهُ. أَفْرَاد مُسلم 943 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي بَرزَة قَالَ: بَيْنَمَا جَارِيَة على نَاقَة، عَلَيْهَا بعض متاعٍ الْقَوْم، إِذْ بصرت بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وتضايق الْجَبَل، فَقَالَت: حل. اللَّهُمَّ ألعنها. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا تصاحبنا ناقةٌ عَلَيْهَا لعنة ". وَفِي حَدِيث الْمُعْتَمِر: لَا ايم الله، لَا تصاحبنا راحلةٌ عَلَيْهَا لعنةٌ من الله " أَو كَمَا قَالَ. وَلَيْسَ لأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي بَرزَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. الحديث: 943 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 944 - الثَّانِي: عَن كنَانَة بن نعيم عَن أبي بَرزَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ فِي مغزى لَهُ، فأفاء الله عَلَيْهِ، فَقَالَ لأَصْحَابه: " هَل تَفْقِدُونَ من أحدٍ؟ " قَالُوا: نعم، فلَانا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا. ثمَّ قَالَ: " هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟ " قَالُوا: نعم، فلَانا، وَفُلَانًا. قَالَ: " هَل تَفْقِدُونَ أحدا؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " لكني أفقد جليبيبا فاطلبوه ". فَطلب فِي الْقَتْلَى فوجدوه إِلَى جنب سَبْعَة قد قَتلهمْ ثمَّ قَتَلُوهُ. فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوقف عَلَيْهِ فَقَالَ: " قتل سَبْعَة ثمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مني وَأَنا مِنْهُ، هَذَا مني وَأَنا مِنْهُ. " قَالَ: فَوَضعه على ساعديه، لَيْسَ لَهُ سَرِير إِلَّا ساعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم يذكر غسلا. وَهَذَا طرف من حَدِيث طَوِيل فِيهِ تَزْوِيج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِيَّاه امْرَأَة من الْأَنْصَار، وَفِي آخِره هَذَا الَّذِي أخرجه مُسلم مِنْهُ. أخرجه البرقاني بِطُولِهِ من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة بِإِسْنَادِهِ كَمَا أخرجه مُسلم، وأوله: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن كنَانَة عَن أبي بَرزَة: أَن جليبيباً كَانَ امْرأ من الْأَنْصَار، وَكَانَ يدْخل إِلَى النِّسَاء ويتحدث إلَيْهِنَّ، قَالَ أَبُو بَرزَة: فَقلت لامرأتي: لَا يدْخل عليكن جليبيب. وَكَانَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ لأَحَدهم أيمٌ لم يُزَوّجهَا حَتَّى يعلم ألرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا حَاجَة أم لَا؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم لرجل من الْأَنْصَار: " يَا فلَان، زَوجنِي ابْنَتك " قَالَ: نعم، وَنعم عين. قَالَ: " إِنِّي لست لنَفْسي أُرِيد ". قَالَ فَلِمَنْ؟ قَالَ: " لجليبيب " قَالَ: يَا رَسُول الله، حَتَّى أَستَأْمر أمهَا. فَأَتَاهَا فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب ابْنَتك، قَالَت: نعم، ونعمة عين، يُزَوّج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنَّه لَيْسَ لنَفسِهِ يريدها. قَالَت: فَلِمَنْ يريدها؟ قَالَ: لجليبيب. قَالَت حلقى، ألجليبيب الأبنة: لَا لعمر الله، لَا أزوج جليبيباً. فَلَمَّا قَامَ أَبوهَا ليَأْتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت الفتاة من الحديث: 944 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 خدرها لأبويها: من خطبني إلَيْكُمَا؟ قَالَا: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَت: أفتردون على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره، ادفعوني إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ لن يضيعني. فَذهب أَبوهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: شَأْنك بهَا، فَزَوجهَا جليبيبا. قَالَ حَمَّاد: قَالَ إِسْحَق ابْن عبد الله بن أبي طَلْحَة لِثَابِت: هَل تَدْرِي مَا دَعَا لَهما بِهِ؟ قَالَ: " اللَّهُمَّ صب الْخَيْر عَلَيْهِمَا صباًّ، وَلَا تجْعَل عيشهما كداً " قَالَ ثَابت " فَزَوجهَا إِيَّاه، فَبَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مغزى لَهُ، فأفاء الله عَلَيْهِ فَقَالَ: " هَل تَفْقِدُونَ من أحد؟ " ثمَّ ذكر نَحْو مَا فِي كتاب مُسلم. وَقَالَ فِي آخِره: قَالَ ثَابت: فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَار أيم أنْفق مِنْهَا. وَلَيْسَ لكنانة بن نعيم عَن أبي بَرزَة فِي كتاب مُسلم غير مَا أخرجه من هَذَا الحَدِيث. 945 - الثَّالِث: عَن أبي الْوَازِع جَابر بن عَمْرو الرَّاسِبِي عَن أبي بَرزَة قَالَ: قلت: يَا نَبِي الله، عَلمنِي شَيْئا أنتفع بِهِ. قَالَ: " اعزل الْأَذَى عَن طَرِيق الْمُسلمين ". وَفِي حَدِيث أبي بكر بن شُعَيْب بن الحبحاب عَن أبي الْوَازِع أَن أَبَا بَرزَة قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي لَا أَدْرِي لعسى أَن تمْضِي وَأبقى بعْدك، فزودني شَيْئا يَنْفَعنِي الله بِهِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: افْعَل كَذَا. افْعَل كَذَا. نَسيَه أَبُو بكر، وَأمر الْأَذَى عَن الطَّرِيق. 946 - الرَّابِع: عَن أبي الْوَازِع عَن أبي بَرزَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث رجلا إِلَى حيٍّ من أَحيَاء الْعَرَب فسبوه وضربوه، فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأخْبرهُ، فَقَالَ لَهُ: " لَو أَن أهل عمان أتيت ماسبوك وَلَا ضربوك ". الحديث: 945 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 (74) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند سَلمَة بن الْأَكْوَع [رَضِي الله عَنهُ] وَيُقَال: سَلمَة بن عَمْرو بن الْأَكْوَع، ويكنى أَبَا مُسلم، عَاشَ إِلَى زمن الْحجَّاج، وَمَات سنة أَربع وَسبعين. 947 - الحَدِيث الأول: عَن إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع عَن أَبِيه - وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّجَرَة قَالَ: كُنَّا نصلي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجُمُعَة، ثمَّ ننصرف وَلَيْسَ للحيطان ظلٌّ نستظل بِهِ. . وَفِي حَدِيث وَكِيع: كُنَّا نجمع مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا زَالَت الشَّمْس، ثمَّ نرْجِع نتتبع الْفَيْء. 948 - الثَّانِي: عَن إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع عَن أَبِيه قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عينٌ من الْمُشْركين وَهُوَ فِي سفر، فَجَلَسَ عِنْد أَصْحَابه يتحدث ثمَّ انْفَتَلَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اطلبوه واقتلوه " فَقتلته، فنفلني سلبه. هَذَا لفظ حَدِيث أبي العميس. وَفِي حَدِيث عِكْرِمَة بن عمار: أَن سَلمَة قَالَ: غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هوَازن فَبينا نَحن نتضحى مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ جَاءَ رجلٌ على جملٍ أَحْمَر، فأناخه، ثمَّ انتزع طلقاً من جعبته فقيد بِهِ الْجمل، ثمَّ تقدم فتغدى مَعَ الْقَوْم، وَجعل الحديث: 947 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 ينظر، وَفينَا ضعفةٌ ورقةٌ فِي الظّهْر، وبعضنا مشَاة، إِذْ خرج يشْتَد فَأتى جمله فَأطلق قَيده، ثمَّ أناخه، ثمَّ قعد عَلَيْهِ فأثاره، وَاشْتَدَّ بِهِ الْجمل، فَاتبعهُ رجل على نَاقَة وَرْقَاء. قَالَ سَلمَة: وَخرجت أَشْتَدّ، فَكنت عِنْد ورك النَّاقة، ثمَّ تقدّمت حَتَّى كنت عِنْد ورك الْجمل، ثمَّ تقدّمت حَتَّى أخذت بِخِطَام الْجمل فأنخته، فَلَمَّا وضع رُكْبَتَيْهِ فِي الأَرْض، اخترطت سَيفي، فَضربت رَأس الرجل، فندر، ثمَّ جِئْت بالجمل أقوده، عَلَيْهِ رَحْله وسلاحه، واستقبلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنَّاس مَعَه، فَقَالَ: " من قتل الرجل؟ " قَالُوا: ابْن الْأَكْوَع. قَالَ: " لَهُ سلبه أجمع ". 949 - الثَّالِث: عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه قَالَ: رخص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام أَوْطَاس فِي الْمُتْعَة ثَلَاثًا، ثمَّ نهى عَنْهَا. هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم. وَأخرج البُخَارِيّ مَعْنَاهُ تَعْلِيقا، فَقَالَ: وَقَالَ ابْن أبي ذِئْب: حَدثنِي إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَيّمَا رجل وأمرأة توافقاً فعشرة مَا بَينهمَا ثَلَاث لَيَال، فَإِن أحبا أَن يتزايدا أَو يتتاركا " فَمَا أَدْرِي أَشَيْء كَانَ لنا خَاصَّة أَو للنَّاس عَامَّة. قَالَ أَبُو عبد الله: وَقد بَينه عَليّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه مَنْسُوخ. 950 - الرَّابِع: عَن يزِيد بن أبي عبيد مولى سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: كَانَ جِدَار الْمَسْجِد عِنْد الْمِنْبَر، مَا كَادَت الشَّاة تجوزها. الحديث: 949 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 وَلمُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن مسْعدَة عَن يزِيد عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع: أَنه كَانَ يتحَرَّى مَوضِع الْمُصحف ويسبح فِيهِ، وَذكر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يتحَرَّى ذَلِك الْمَكَان، وَكَانَ بَين الْمِنْبَر والقبلة قدر ممر الشَّاة. 951 - الْخَامِس: عَن يزِيد بن أبي عبيد قَالَ: كَانَ سَلمَة يتحَرَّى الصَّلَاة عِنْد الأسطوانة الَّتِي عِنْد الْمُصحف، فَقلت: يَا أَبَا مُسلم، أَرَاك تتحرى الصَّلَاة عِنْد هَذِه الأسطوانة، قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتحَرَّى الصَّلَاة عِنْدهَا. هَكَذَا جعل أَبُو مَسْعُود هَذَا وَالَّذِي قبله حديثين. 952 - السَّادِس: عَن يزِيد بن أبي عبيد عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي الْمغرب إِذا غربت الشَّمْس وتوارت بالحجاب. 953 - السَّابِع: عَن يزِيد عَن سَلمَة قَالَ: أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا من أسلم: أَن أذن فِي النَّاس: من كَانَ أكل فليصم بَقِيَّة يَوْمه، وَمن لم يكن أكل فليصم، فَإِن الْيَوْم يَوْم عَاشُورَاء. وَفِي حَدِيث مُسَدّد عَن يحيى: قَالَ لرجلٍ من أسلم: أذن فِي قَوْمك، أَو فِي النَّاس - بِالشَّكِّ. 954 - الثَّامِن: عَن يزِيد بن أبي عبيد عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَيْبَر، فسرنا لَيْلًا، فَقَالَ رجلٌ من الْقَوْم لعامر بن الْأَكْوَع: أَلا تسمعنا من هنياتك. وَكَانَ عَامر رجلا شَاعِرًا، فَنزل يَحْدُو بالقوم، يَقُول: الحديث: 951 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 (اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْت مَا اهتدينا ... وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا) (فَاغْفِر فداءٌ لَك مَا اقتفينا ... وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا) (وألقين سكينَة علينا ... إِنَّا إِذا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا) (وبالصياح عولوا علينا ... ) فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من هَذَا السَّائِق؟ " فَقَالُوا: عَامر بن الْأَكْوَع. فَقَالَ: " يرحمه الله "، فَقَالَ رجل من الْقَوْم: وَجَبت يَا نَبِي الله، لَوْلَا أمتعتنا بِهِ. قَالَ: فأتينا خَيْبَر فحاصرناهم، فأصابتنا مَخْمَصَة شَدِيدَة. ثمَّ إِن الله فتحهَا عَلَيْهِم، فَلَمَّا أَمْسَى النَّاس الْيَوْم الَّذِي فتحت عَلَيْهِم أوقدوا نيراناً كَثِيرَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا هَذِه النيرَان؟ على أَي شَيْء توقدون؟ " قَالُوا على لحم. قَالَ: " أَي لحم؟ " قَالُوا: على لحم الْحمر الإنسية. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أهريقوها واكسروها " فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أَو نهريقها ونغلسها؟ فَقَالَ " أَو ذَاك ". فَلَمَّا تصاف الْقَوْم كَانَ سيف عامرٍ فِيهِ قصر، فَتَنَاول بِهِ يَهُودِيّا ليضربه، وَيرجع ذُبَاب سَيْفه، فَأصَاب ركبته فَمَاتَ مِنْهَا. فَلَمَّا قَفَلُوا قَالَ سَلمَة: رَآنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شاحباً سَاكِنا. قَالَ: " سَلمَة "، وَهُوَ آخذ بيَدي: فَقلت: فدى لَك أبي وَأمي، زَعَمُوا أَن عَامِرًا حَبط عمله. قَالَ: " من قَالَه؟ " قلت: فلَان وَفُلَان وَأسيد بن الْحضير. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كذب من قَالَه، إِن لَهُ لأجرين - وَجمع بَين أصبعيه - أَنه لجاهدٌ مُجَاهِد، قل عربيٌّ مَشى بهَا مثله. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن - لم ينْسبهُ ابْن وهب، وَنسبه غَيره، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 فَقَالَ: ابْن عبد الله بن كَعْب بن مَالك أَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: لما كَانَ يَوْم خَيْبَر قَاتل أخي قتالاً شَدِيدا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَارْتَد عَلَيْهِ سَيْفه فَقتله، فَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك، وَشَكوا فِيهِ: رجلٌ مَاتَ فِي سلاحه. قَالَ سَلمَة. فقفل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَيْبَر فَقلت: يَا رَسُول الله، ائْذَنْ لي أَن أرجز لَك. فَأذن لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ عمر: اعْلَم مَا تَقول قَالَ: فَقلت: (لَوْلَا الله مَا اهتدينا ... وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا) فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " صدقت " (فأنزلن سكينَة علينا ... وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا) (وَالْمُشْرِكُونَ قد بغوا علينا ... ) فَلَمَّا قضيت رجزي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من قَالَ هَذَا؟ " قلت: قَالَه أخي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يرحمه الله " قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله، وَالله إِن نَاسا ليهابون الصَّلَاة عَلَيْهِ، يَقُولُونَ: رجل مَاتَ بسلاحه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كذبُوا، مَاتَ جاهداً مُجَاهدًا ". قَالَ ابْن شهَاب: ثمَّ سَأَلت ابْنا لسَلمَة بن الْأَكْوَع، فَحَدثني عَن أَبِيه مثل ذَلِك، غير أَنه قَالَ حِين قلت: إِن نَاسا يهابون الصَّلَاة عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كذبُوا، مَاتَ جاهداً مُجَاهدًا، فَلهُ أجره مرَّتَيْنِ. ". 955 - التَّاسِع: عَن يزِيد بن أبي عبيد عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع: كَانَ عليٌّ قد تخلف عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خَيْبَر، وَكَانَ رمداً فَقَالَ: أَنا أَتَخَلَّف عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 955 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 فَخرج عليٌّ فلحق بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا كَانَ مسَاء اللَّيْلَة الَّتِي فتحهَا الله فِي صباحها، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَأُعْطيَن الرَّايَة - أَو ليأخذن الرَّايَة - غَدا رجلٌ يُحِبهُ الله وَرَسُوله أَو قَالَ يحب الله وَرَسُوله - يفتح الله عَلَيْهِ " فَإِذا نَحن بعليٍّ وَمَا نرجوه فَقَالُوا: هَذَا عَليّ، فَأعْطَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّايَة، فَفتح الله عَلَيْهِ. 956 - الْعَاشِر: عَن يزِيد بن أبي عبيد قَالَ: سَمِعت سَلمَة بن الْأَكْوَع يَقُول: خرجت قبل أَن يُؤذن بِالْأولَى، وَكَانَت لقاح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ترعى بِذِي قرد، قَالَ: فلقيني غلامٌ لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ: أخذت لقاح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقلت: من أَخذهَا؟ قَالَ: غطفان. قَالَ: فصرخت ثَلَاث صرخات: يَا صَبَاحَاه، قَالَ: فأسمعت مَا بَين لابتي الْمَدِينَة، ثمَّ اندفعت على وَجْهي حَتَّى أدركهم، وَقد أخذُوا يسقون من المَاء، فَجعلت أرميهم بنبلي، وَكنت رامياً، وَأَقُول: (انا ابْن الْأَكْوَع ... الْيَوْم يَوْم الرضع) وأرتجز، حَتَّى استنقذت اللقَاح مِنْهُم، واستبتب مِنْهُم ثَلَاثِينَ بردة. قَالَ: وَجَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنَّاس، فَقلت: يَا نَبِي الله، إِنِّي قد حميت الْقَوْم المَاء وهم عطاش فَابْعَثْ إِلَيْهِم السَّاعَة. فَقَالَ: " يَا ابْن الْأَكْوَع، ملكت فَأَسْجِحْ " قَالَ: ثمَّ رَجعْنَا ويردفني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نَاقَته حَتَّى دَخَلنَا الْمَدِينَة. وَفِي حَدِيث مكي أَن سَلمَة قَالَ: خرجت من الْمَدِينَة أُرِيد الغابة، حَتَّى إِذا كنت بثنية الغابة، لَقِيَنِي غُلَام لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف، فَقلت: وَيحك، مَا بك؟ قَالَ: أخذت لقاح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقلت: من أَخذهَا؟ قَالَ: غطفان وفزارة. فصرخت ثَلَاث صرخات. . ثمَّ ذكر نَحوه. وَفِي آخر هـ: " ملكت فَأَسْجِحْ، إِن الْقَوْم يقرونَ فِي قَومهمْ. " الحديث: 956 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 957 - الْحَادِي عشر: عَن يزِيد بن أبي عبيد قَالَ: قلت لسَلمَة: على أَي شَيْء بايعتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْحُدَيْبِيَة؟ قَالَ: على الْمَوْت. وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن يزِيد عَن سَلمَة قَالَ: بَايعنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت الشَّجَرَة، فَقَالَ لي: " يَا سَلمَة، إِلَّا تبَايع " قلت: يَا رَسُول الله، قد بَايَعت فِي الأول. قَالَ: " وَفِي الثَّانِي ". وَفِي حَدِيث مكي: بَايَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ عدلت إِلَى ظلّ شَجَرَة، فَلَمَّا خف النَّاس قَالَ: " يَا ابْن الْأَكْوَع، أَلا تبَايع؟ " قَالَ: قلت: قد بَايَعت. قَالَ: " وَأَيْضًا " قَالَ فَبَايَعته الثَّانِيَة، فَقلت: يَا أَبَا مُسلم، على أَي شَيْء كُنْتُم تُبَايِعُونَ يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: على الْمَوْت. 958 - الثَّانِي عشر: عَن يزِيد عَن سَلمَة قَالَ: سمعته يَقُول: غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبع غزوات، وَخرجت فِيمَا يبْعَث من الْبعُوث تسع غزوات، مرّة علينا أَبُو بكر، وَمرَّة علينا أُسَامَة. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن مسْعدَة عَن يزِيد عَن سَلمَة قَالَ: غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبع غزوات، فَذكر خَيْبَر، وَالْحُدَيْبِيَة، وَيَوْم حنين، وَيَوْم القرد. قَالَ يزِيد: ونيست بقيتها. 959 - الثَّالِث عشر: عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن يزِيد عَن سَلمَة قَالَ: لما نزلت هَذِه الْآيَة: {وعَلى الَّذين يطيقُونَهُ فديَة طَعَام مِسْكين} [الْبَقَرَة] كَانَ من أَرَادَ أَن يفْطر ويفتدي حَتَّى نزلت الَّتِي بعْدهَا فنسختها. الحديث: 957 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن بكير: حَتَّى أنزلت هَذِه الْآيَة: {فَمن شهد مِنْكُم الشَّهْر فليصمه} [الْبَقَرَة] قَالَ البُخَارِيّ: مَاتَ بكير قبل يزِيد. 960 - الرَّابِع عشر: عَن يزِيد بن أبي عبيد عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " من ضحى مِنْكُم فَلَا يصبحن بعد ثَالِثَة وَفِي بَيته مِنْهُ شَيْء. فَلَمَّا كَانَ الْعَام الْمقبل قَالُوا: نَفْعل يَا رَسُول الله كَمَا فعلنَا فِي الْعَام الْمَاضِي؟ قَالَ: " كلوا، وأطعموا، وَادخرُوا، فَإِن ذَلِك الْعَام كَانَ بِالنَّاسِ جهد، فَأَرَدْت أَن تعينُوا فيهم ". 961 - الْخَامِس عشر: عَن يزِيد عَن سَلمَة: أَنه دخل على الْحجَّاج فَقَالَ: يَا ابْن الْأَكْوَع، ارتددت على عقبيك، تعربت؟ قَالَ: لَا، وَلَكِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أذن لي فِي البدو. زَاد البُخَارِيّ فِي رِوَايَته عَن قُتَيْبَة من حَدِيث يزِيد بن أبي عبيد قَالَ: لما قتل عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ، خرج سَلمَة بن الْأَكْوَع إِلَى الربذَة، وَتزَوج هُنَاكَ امْرَأَة وَولدت لَهُ أَوْلَادًا، فَلم يزل بهَا حَتَّى قبل أَن يَمُوت بليالٍ فَنزل الْمَدِينَة. 962 - السَّادِس عشر: عَن الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ عَن سَلمَة وَجَابِر قَالَا: كُنَّا فِي جَيش، فَأَتَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنَّه قد أذن لكم أَن تستمتعوا فاستمتعوا " يَعْنِي مُتْعَة النِّسَاء. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن دِينَار: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَانَا، فَأذن لنا فِي الْمُتْعَة. الحديث: 960 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 أَفْرَاد البُخَارِيّ 963 - الحَدِيث الأول: عَن يزِيد بن أبي عبيد عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من تَقول عَليّ مَا لم أقل فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ". 964 - الثَّانِي عَن يزِيد عَن سَلمَة قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ أُتِي بِجنَازَة، فَقَالُوا: صل عَلَيْهَا. فَقَالَ: " هَل عَلَيْهِ دين؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَهَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: لَا. فصلى عَلَيْهِ. ثمَّ أُتِي بِجنَازَة أُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، صل عَلَيْهَا، قَالَ. " هَل ترك شَيْئا؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَهَل عَلَيْهِ دين؟ " قَالُوا: ثَلَاثَة دَنَانِير. قَالَ: " صلوا على صَاحبكُم " فَقَالَ أَبُو قَتَادَة: صل عَلَيْهِ يَا رَسُول الله وَعلي دينه. فصلى عَلَيْهِ. 965 - الثَّالِث: عَن يزِيد بن أبي عبيد عَن سَلمَة قَالَ: خفت أزواد الْقَوْم وأملقوا فَأتوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نحر إبلهم، فَأذن لَهُم، فَلَقِيَهُمْ عمر فأخبروه فَقَالَ: فَمَا بقاؤكم بعد إبلكم؟ فَدخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا بقاؤهم بعد إبلهم؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نَاد فِي النَّاس يَأْتُوا بِفضل أَزْوَادهم " فَبسط لذَلِك نطع وجعلوه عَليّ النطع، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدَعَا وبرك عَلَيْهِ، ثمَّ دعاهم بِأَوْعِيَتِهِمْ، فاحتثى النَّاس حَتَّى فرغوا، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله ". 966 - الرَّابِع: عَن يزِيد بن أبي عبيد قَالَ: سَمِعت سَلمَة بن الْأَكْوَع قَالَ: مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نفرٍ من أسلم ينتضلون بِالسوقِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارموا بني الحديث: 963 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 إِسْمَاعِيل، فَإِن أَبَاكُم كَانَ رامياً " أَو " ارموا وَأَنا مَعَ بني فلَان " فَأمْسك أحد الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " مَا لكم لَا ترمون؟ " فَقَالُوا: كَيفَ نرمي وَأَنت مَعَهم؟ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارموا وَأَنا مَعكُمْ كلكُمْ ". 967 - الْخَامِس: عَن يزِيد بن أبي عبيد قَالَ: رَأَيْت أثر ضربةٍ فِي سَاق سَلمَة، فَقلت: يَا أَبَا مُسلم، مَا هَذِه الضَّرْبَة؟ فَقَالَ: هَذِه ضَرْبَة أصابتني يَوْم خَيْبَر. فَقَالَ: النَّاس: أُصِيب سَلمَة، وَأتي بِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فنفث فِيهِ ثَلَاث نفثات، فَمَا اشتكيتها حَتَّى السَّاعَة. أَفْرَاد مُسلم 968 - الحَدِيث الأول: عَن إِيَاس بن أبي سَلمَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من سل علينا السَّيْف فَلَيْسَ منا ". 969 - الثَّانِي: عَن إِيَاس عَن أَبِيه قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة فأصابنا جهدٌ حَتَّى هممنا أَن نَنْحَر بعض ظهرنا، فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجمعنا تزوادنا، وبسطنا لَهُ نطعاً، فَاجْتمع زَاد الْقَوْم على النطع، قَالَ: فتطاولت لأحزر كم هُوَ، قَالَ: حزرته فَإِذا هُوَ كربضة العنز، وَنحن أَربع عشرَة مائَة، قَالَ: فأكلنا حَتَّى شبعنا جَمِيعًا، ثمَّ حشونا جربنَا. فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَهَل من وضوء؟ " قَالَ: فجَاء رجل بإداوة فِيهَا نُطْفَة، فأفرغها فِي قدح، فتوضأنا كلنا ندغفقه دغفقة، أَربع عشر مائَة. قَالَ: ثمَّ جَاءَ بعد ثَمَانِيَة فَقَالُوا: هَل من طهُور؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فرغ الْوضُوء " الحديث: 967 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 ذكر أَبُو مَسْعُود فِي أَفْرَاد مُسلم، وَفِيه زِيَادَة توجب لَهُ ذَلِك، وَإِن كَانَ مَا فِيهِ من ذكر الْأَفْرَاد بِمَعْنى الحَدِيث الثَّالِث من أَفْرَاد البُخَارِيّ. 970 - الثَّالِث: عَن إِيَاس بن سَلمَة قَالَ: غزونا فَزَارَة وعلينا أَبُو بكر، أمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علينا، فَلَمَّا كَانَ بَيْننَا وَبَين المَاء سَاعَة، أمرنَا أَبُو بكر فعرسنا، ثمَّ شن الْغَارة، فورد المَاء فَقتل من قتل عَلَيْهِ، وسبى، وَأنْظر إِلَى عنقٍ من النَّاس فيهم الذَّرَارِي، فَخَشِيت أَن يسبقوني إِلَى الْجَبَل، فرميت بِسَهْم بَينهم وَبَين الْجَبَل، فَلَمَّا رَأَوْا السهْم وقفُوا، فَجئْت بهم أسوقهم وَفِيهِمْ امْرَأَة من بني فَزَارَة عَلَيْهَا قشعٌ من أَدَم - قَالَ: القشع: النطع - مَعهَا ابْنة لَهَا من أحسن الْعَرَب، فسقتهم حَتَّى أتيت بهم أَبَا بكر، فنفلني أَبُو بكر ابْنَتهَا، فقدمنا الْمَدِينَة وَمَا كشفت لَهَا ثوبا، فلقيني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السُّوق فَقَالَ: " يَا سَلمَة، هَب لي الْمَرْأَة " فَقلت: يَا رَسُول الله، لقد أعجبتني، وَمَا كشفت لَهَا ثوبا. ثمَّ لَقِيَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْغَد فِي السُّوق فَقَالَ: " يَا سَلمَة، هَب لي الْمَرْأَة، لله أَبوك ". فَقلت: هِيَ لَك يَا رَسُول الله، فوَاللَّه مَا كشفت لَهَا ثوبا. فَبعث بهَا نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أهل مَكَّة، ففدى بهَا أُنَاسًا من الْمُسلمين كَانُوا أَسرُّوا بِمَكَّة. 971 - الرَّابِع: عَن إِيَاس بن سَلمَة قَالَ: حَدثنِي أبي قَالَ: غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حنيناً، فَلَمَّا وَاجَهنَا الْعَدو تقدّمت فأعلو ثنية، فاستقبلني رجل من الْعَدو، فأرميه بِسَهْم، فتوارى عني، فَمَا دَريت مَا صنع، وَنظرت إِلَى الْقَوْم فَإِذا هم قد طلعوا من ثنية أُخْرَى فَالْتَقوا هم وَأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فولى أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأرجع مُنْهَزِمًا، وَعلي بردتان متزرٌ بِإِحْدَاهُمَا مرتدٍ بِالْأُخْرَى، فاستطلق إزَارِي، فجمعتهما جَمِيعًا، ومررت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْهَزِمًا وَهُوَ على بغلته الشَّهْبَاء، الحديث: 970 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لقد رأى ابْن الْأَكْوَع فَزعًا ". فَلَمَّا غشوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل عَن البغلة، ثمَّ قبض قَبْضَة من تُرَاب الأَرْض، ثمَّ اسْتقْبل بِهِ وُجُوههم، فَقَالَ " شَاهَت الْوُجُوه " فَمَا خلق الله مِنْهُم إنْسَانا إِلَّا مَلأ عَيْنَيْهِ تُرَابا بِتِلْكَ القبضة، فَوَلوا مُدبرين، فَهَزَمَهُمْ الله، وَقسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غنائمهم بَين الْمُسلمين. 972 - الْخَامِس: عَن إِيَاس بن سَلمَة قَالَ: حَدثنِي أبي قَالَ: قدمنَا الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن أَربع عشرَة مائَة، عَلَيْهَا خَمْسُونَ شَاة لَا ترْوِيهَا. قَالَ: فَقعدَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على جبا الرَّكية فإمَّا دَعَا وَإِمَّا بَصق فِيهَا، قَالَ: فَجَاشَتْ، فسقينا وَاسْتَقَيْنَا. قَالَ: ثمَّ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَانَا لِلْبيعَةِ فِي أصل الشَّجَرَة. قَالَ: فَبَايَعته أول النَّاس، ثمَّ بَايع وَبَايع، حَتَّى إِذا كَانَ فِي وسطٍ من النَّاس قَالَ: " بَايع يَا سَلمَة " قَالَ: قلت: قد بَايَعْتُك يَا رَسُول الله فِي أول النَّاس. قَالَ: " وَأَيْضًا ". قَالَ: ورآني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعزل يَعْنِي لَيْسَ مَعَه سلاحٌ، قَالَ: فَأَعْطَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجفة أَو درقة ثمَّ بَايع حَتَّى إِذا كَانَ فِي آخر النَّاس قَالَ: " أَلا تبايعني يَا سَلمَة؟ " قَالَ: قلت: قد بَايَعْتُك يَا رَسُول الله فِي أول النَّاس وَفِي أَوسط النَّاس. قَالَ: " وَأَيْضًا " فَبَايَعته الثَّالِثَة ثمَّ قَالَ لي: " يَا سَلمَة، أَيْن حجفتك أَو درقتك الَّتِي أَعطيتك إِيَّاهَا؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، لَقِيَنِي عمي عَامر أعزل فأعطيته إِيَّاهَا. فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " إِنَّك كَالَّذي قَالَ الأول: اللَّهُمَّ أبغني حبيباً هُوَ أحب إِلَيّ من نَفسِي " ثمَّ إِن الْمُشْركين واسونا الصُّلْح، حَتَّى مَشى بَعْضنَا فِي بعض واصطلحنا. قَالَ: وَكنت تبيعاً لطلْحَة بن عبيد الله، أَسْقِي فرسه وأحسه، وأخدمه، وآكل من طَعَامه. وَتركت أَهلِي وَمَالِي مُهَاجرا إِلَى الله وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 972 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 فَلَمَّا اصطلحنا نَحن وَأهل مَكَّة، وَاخْتَلَطَ بَعْضنَا بِبَعْض أتيت شَجَرَة فكسحت شَوْكهَا، فاضطجعت فِي أَصْلهَا. قَالَ: فَأَتَانِي أَرْبَعَة من الْمُشْركين من أهل مَكَّة، فَجعلُوا يقعون فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأبغضتهم فتحولت إِلَى شَجَرَة أُخْرَى، وعلقوا سِلَاحهمْ واضطجعوا، فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ نَادَى منادٍ من أَسْفَل الْوَادي: يَا للمهاجرين، قتل ابْن زنيم. قَالَ: فاخترطت سَيفي، ثمَّ شددت على أُولَئِكَ الْأَرْبَعَة وهم رقود، فَأخذت سِلَاحهمْ، فَجَعَلته ضغثاً فِي يَدي، قَالَ: ثمَّ قلت: وَالَّذِي كرم وَجه محمدٍ، لَا يرفع أحدٌ مِنْكُم رَأسه إِلَّا ضربت الَّذِي فِيهِ عَيناهُ. قَالَ ثمَّ جِئْت بهم أسوقهم إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَجَاء عمي عَامر بِرَجُل من العبلات يُقَال لَهُ مكرز يَقُودهُ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على فرس مجفف فِي سبعين من الْمُشْركين، فَنظر إِلَيْهِم رَسُول الله فَقَالَ: " دعوهم يكن لَهُم بَدْء الْفُجُور وثناه " فَعَفَا عَنْهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأنزل عز وَجل: {وَهُوَ الَّذِي كف أَيْديهم عَنْكُم وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطن مَكَّة من بعد أَن أَظْفَرَكُم عَلَيْهِم} [الْفَتْح] قَالَ: ثمَّ خرجنَا رَاجِعين إِلَى الْمَدِينَة، فنزلنا منزلا، بَيْننَا وَبَين بني لحيان جبلٌ، وهم الْمُشْركُونَ، فَاسْتَغْفر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمن رقي هَذَا الْجَبَل اللَّيْلَة كَأَنَّهُ طليعةٌ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه. قَالَ سَلمَة: فرقيت تِلْكَ اللَّيْلَة مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، ثمَّ قدمنَا الْمَدِينَة، فَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بظهره مَعَ رباحٍ غُلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا مَعَه، وَخرجت مَعَه بفرس طَلْحَة أنديه مَعَ الظّهْر، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذا عبد الرَّحْمَن الْفَزارِيّ قد أغار على ظهر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستاقه أجمع، وَقتل راعيه، فَقلت: يَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 رَبَاح، خُذ هَذَا الْفرس فأبلغه طَلْحَة بن عبيد الله، وَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الْمُشْركين قد أَغَارُوا على سرحه. ثمَّ قُمْت على أكمة، فاستقبلت الْمَدِينَة فناديت ثَلَاثًا: يَا صَبَاحَاه، ثمَّ خرجت فِي آثَار الْقَوْم أرميهم بِالنَّبلِ وأرتجز، أَقُول: (أَنا ابْن الْأَكْوَع ... وَالْيَوْم يَوْم الرضع) فَألْحق رجلا مِنْهُم، فأصك سَهْما فِي رَحْله حَتَّى خلص نصل السهْم إِلَى كتفه. قَالَ: قلت: خُذْهَا وَأَنا ابْن الْأَكْوَع، وَالْيَوْم يَوْم الرضع. قَالَ: فوَاللَّه مَا زلت أرميهم وأعقر بهم فَإِذا رَجَعَ إِلَيّ فارسٌ أتيت شَجَرَة، فَجَلَست فِي أَصْلهَا ثمَّ رميته فعقرته، حَتَّى إِذا تضايق الْجَبَل، فَدَخَلُوا فِي تضايقه، عَلَوْت الْجَبَل، فَجعلت أرميهم بِالْحِجَارَةِ. قَالَ: فَمَا زلت كَذَلِك اتبعهم حَتَّى مَا خلق الله من بعير من ظهر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا خلفته وَرَاء ظَهْري، وخلوا بيني وَبَينه، ثمَّ اتبعتهم أرميهم حَتَّى ألقوا أَكثر من ثَلَاثِينَ بردة وَثَلَاثِينَ رمحاً، يستخفون، وَلَا يطرحون شَيْئا إِلَّا جعلت عَلَيْهِ آراماً من الْحِجَارَة يعرفهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه، حَتَّى أَتَوا متضايقاً من ثنية، فَإِذا هم قد أَتَاهُم فلَان بن بدر الْفَزارِيّ فَأخذُوا يتضحون، يَعْنِي يتغدون، وَجَلَست على رَأس قرن، قَالَ الْفَزارِيّ: مَا هَذَا الَّذِي أرى؟ قَالُوا: لَقينَا من هَذَا البرح، وَالله مَا فارقنا مُنْذُ غلس يرمينا، حَتَّى انتزع كل شَيْء فِي أَيْدِينَا. قَالَ: فَليقمْ إِلَيْهِ نفرٌ مِنْكُم أَرْبَعَة، قَالَ: فَصَعدَ إِلَيّ مِنْهُم أَرْبَعَة فِي الْجَبَل، فَلَمَّا أمكنوني من الْكَلَام قلت: هَل تعرفوني؟ قَالُوا: لَا، وَمن أَنْت؟ قَالَ: قلت: أَنا سَلمَة بن الْأَكْوَع، وَالَّذِي كرم وَجه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا أطلب رجلا مِنْكُم إِلَّا أَدْرَكته، وَلَا يطلبني رجلٌ مِنْكُم فيدركني. قَالَ أحدهم: أَنا أَظن: قَالَ: فَرَجَعُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 قَالَ: فَمَا بَرحت مَكَاني حَتَّى رَأَيْت فوارس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتخللون الشّجر. قَالَ: فَإِذا أَوَّلهمْ الأخرم الْأَسدي، على إثره أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ، وعَلى إثره الْمِقْدَاد بن الْأسود الْكِنْدِيّ. قَالَ: وَأخذت بعنان الأخرم، قَالَ: فَوَلوا مُدبرين: قلت يَا أخرم، احذرهم لَا يقتطعوك حَتَّى يلْحق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه. قَالَ: يَا سَلمَة إِن كنت تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر، وَتعلم أَن الْجنَّة حقٌّ وَالنَّار حقٍّ، فَلَا تحل بيني وَبَين الشَّهَادَة، قَالَ: فخليته، فَالتقى هُوَ وَعبد الرَّحْمَن، قَالَ: فعقر بِعَبْد الرَّحْمَن فرسه، وطعنه عبد الرَّحْمَن فَقتله، وتحول على فرسه، وَلحق أَبُو قَتَادَة فَارس رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَبْد الرَّحْمَن فطعنه فَقتله، فوالذي كرم وَجه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لتبعتهم أعدو على رجْلي حَتَّى مَا أرى ورائي من أَصْحَاب محمدٍ وَلَا غبارهم شَيْئا، حَتَّى يعدلُوا قبل غرُوب الشَّمْس إِلَى شعب فِيهِ مَاء، يُقَال لَهُ ذَا قردٍ ليشربوا مِنْهُ وهم عطاش، قَالَ: فنظروا إِلَيّ أعدو وَرَاءَهُمْ، فخليتهم عَنهُ - يَعْنِي أجليتهم مِنْهُ، فَمَا ذاقوا مِنْهُ قَطْرَة. قَالَ: وَيخرجُونَ فيشتدون فِي ثنية. قَالَ: فأعدو فَألْحق رجلا مِنْهُم فأصكه بِسَهْم فِي بعض كتفه. قَالَ: قلت: خُذْهَا وَأَنا ابْن الْأَكْوَع وَالْيَوْم يَوْم الرضع. قَالَ: يَا ثكلته أمه، أكوعه بكرَة؟ قَالَ: قلت: نعم يَا عَدو نَفسه، أكوعك بكرَة. قَالَ: وأردوا فرسين على ثنية، فَجئْت بهما أسوقهما إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: ولحقني عَامر بسطيحة فِيهَا مذقة من لبن، وسطيحة فِيهَا مَاء، فَتَوَضَّأت وشربت، ثمَّ أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على المَاء الَّذِي خليتهم عَنهُ، فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أَخذ تِلْكَ الْإِبِل وكل شَيْء استنقذته من الْمُشْركين، وكل رمح وبردة، وَإِذا بلالٌ نحر نَاقَة من الْإِبِل الَّتِي استنقذت من الْقَوْم، وَإِذا هُوَ يشوي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: قلت يَا رَسُول الله، خَلِّنِي فأنتخب من الْقَوْم مائَة رجل، فأتبع الْقَوْم فَلَا يبْقى مِنْهُم مخبر إِلَّا قتلته. قَالَ: فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه فِي ظلّ النَّار، فَقَالَ: " يَا سَلمَة، أتراك كنت فَاعِلا؟ " قلت: نعم، وَالَّذِي أكرمك. فَقَالَ: " إِنَّهُم الْآن ليفرون فِي أَرض غطفان ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 قَالَ: فجَاء رجل من غطفان فَقَالَ: نحر لَهُم فلانٌ جزوراً، فَلَمَّا كشفوا جلدهَا رَأَوْا غباراً، فَقَالُوا: أَتَاكُم الْقَوْم، فَخَرجُوا هاربين، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ خير فرساننا الْيَوْم أَبُو قَتَادَة، وَخير رجالتنا سَلمَة ". قَالَ: ثمَّ أَعْطَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَهْمَيْنِ: سهم الْفَارِس وَسَهْم الراجل، فجمعهما إِلَيّ جَمِيعًا، ثمَّ أردفني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على العضباء رَاجِعين إِلَى الْمَدِينَة. قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحن نسير، قَالَ: وَكَانَ رجلٌ الْأَنْصَار لَا يسْبق شداًّ، قَالَ: فَجعل يَقُول: أَلا مسابقٌ إِلَى الْمَدِينَة، هَل من مسابق؟ فَجعل يُعِيد ذَلِك قَالَ:، فَلَمَّا سَمِعت كَلَامه قلت: أما تكرم كَرِيمًا، وَلَا تهاب شريفاً، إِلَّا أَن يكون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، بِأبي وَأمي، ذَرْنِي فلأسبق الرجل. قَالَ: " إِن شِئْت ". . قَالَ: قلت: اذْهَبْ إِلَيْك. قَالَ: وثنيت رجْلي، فطفرت فعدوت وربطت عَلَيْهِ شرفاً أَو شرفين أستبقي نَفسِي، ثمَّ عدوت فِي أَثَره، فَربطت عَلَيْهِ شرفاً أَو شرفين، ثمَّ إِنِّي رفعت حَتَّى ألحقهُ، قَالَ: فأصكه بَين كَتفيهِ. قَالَ: قلت قد سبقت وَالله. قَالَ: أَنا أَظن. قَالَ: فسبقته إِلَى الْمَدِينَة. قَالَ: فوَاللَّه مَا لبثنا إِلَّا ثَلَاث ليالٍ حَتَّى خرجنَا إِلَى خَيْبَر مَعَ رَسُول الله، فَجعل عمي عامرٌ يرتجز بالقوم: (تالله لَوْلَا الله مَا اهتدينا ... وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا) (وَنحن عَن فضلك مَا استغنينا ... فَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا) (وأنزلن سكينَة علينا ... ) فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من هَذَا؟ " قَالَ: أَنا عَامر. قَالَ: " غفر لَك رَبك " قَالَ: وَمَا اسْتغْفر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لإِنْسَان يَخُصُّهُ إِلَّا اسْتشْهد. قَالَ: فَنَادَى عمر بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 الْخطاب وَهُوَ على جمل لَهُ: يَا نَبِي الله، لَوْلَا متعنَا بعامر. قَالَ: فَلَمَّا قدمنَا خَيْبَر قَالَ: خرج ملكهم مرحبٌ يخْطر بِسَيْفِهِ، يَقُول: (قد علمت خَيْبَر أَنِّي مرحب ... شاكي السِّلَاح بطلٌ مجرب) (إِذا الحروب أَقبلت تلهب ... ) قَالَ: وبرز لَهُ عمي عَامر فَقَالَ: (قد علمت خَيْبَر أَنى عَامر ... شاكي السِّلَاح بطلٌ مغامر) قَالَ: فاختلفا ضربتين، فَوَقع سيف مرحبٍ فِي ترس عامرٍ، وَذهب عَامر يسفل لَهُ، فَرجع سَيْفه على نَفسه، فَقطع أكحله وَكَانَت فِيهَا نَفسه. قَالَ سَلمَة: فَخرجت فَإِذا نفرٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُونَ: بَطل عمل عَامر، قتل نَفسه قَالَ: فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أبْكِي، فَقلت: يَا رَسُول الله، بَطل عمل عَامر. قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَالَ ذَلِك؟ " " قَالَ: قلت: ناسٌ من أَصْحَابك. قَالَ: " كذب من قَالَ ذَلِك، بل لَهُ أجره مرَّتَيْنِ " ثمَّ أَرْسلنِي إِلَى عليٍّ وَهُوَ أرمد، فَقَالَ: " لَأُعْطيَن الرَّايَة رجلا يحب الله وَرَسُوله، وَيُحِبهُ الله وَرَسُوله ". قَالَ: فَأتيت علياًّ، فَجئْت بِهِ أقوده وَهُوَ أرمد، حَتَّى أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فبصق فِي عَيْنَيْهِ فبرأ، وَخرج مرحب فَقَالَ: (قد علمت خَيْبَر أَنى مرحب ... شاكي السِّلَاح بطلٌ مجرب) (إِذا الحروب أَقبلت تلهب ... ) فَقَالَ عليٌّ رَضِي الله عَنهُ: (أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره) (أَو فيهم بالقاع كيل السندره ... ) قَالَ: فَضرب رَأس مرحب فَقتله، ثمَّ كَانَ الْفَتْح على يَده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 فِي هَذَا الحَدِيث من ذكر الإغارة على السَّرْح، وقصة عَامر وارتجازه، وَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَأُعْطيَن الرَّايَة ... " مَا قد اتّفق البُخَارِيّ مَعَه على مَعْنَاهُ وَلَكِن فِيهِ الزِّيَادَة وَالشَّرْح مَا يُوجب كَونه من أَفْرَاد مُسلم، كَمَا ذكره أَبُو مَسْعُود. 973 - السَّادِس: عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه: أَن رجلا أكل عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشمَالِهِ، فَقَالَ: " كل بيمينك " قَالَ: لَا أَسْتَطِيع: فَقَالَ: " لَا اسْتَطَعْت " مَا مَنعه إِلَّا الْكبر، فَمَا رَفعهَا إِلَى فِيهِ. 974 - السَّابِع: عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه قَالَ: لقد قدت بِنَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْحسن وَالْحُسَيْن بغلته الشَّهْبَاء حَتَّى أدخلتهم حجرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هَذَا قدامه، وَهَذَا خَلفه. 975 - الثَّامِن: عَن إِيَاس بن سَلمَة بن الْأَكْوَع عَن أَبِيه قَالَ: عدنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا موعوكاً قَالَ: فَوضعت يَدي عَلَيْهِ، فَقلت: وَالله مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ رجلا أَشد حرا. فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا أخْبركُم بأشد حراًّ مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة؟ هاذينك الرجلَيْن المقفيين " لِرجلَيْنِ حِينَئِذٍ من أَصْحَابه؟ 976 - التَّاسِع: عَن إِيَاس بن سَلمَة عَن أَبِيه: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وعطس عِنْده رجل فَقَالَ: " يَرْحَمك الله " ثمَّ عطس أُخْرَى فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الرجل مزكوم ". آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند سَلمَة بن الْأَكْوَع وَهُوَ آخر مسانيد المقدمين بعد الْعشْرَة رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ، وَعَن التَّابِعين لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين. الحديث: 973 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 (75) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي الْعَبَّاس عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنْهُمَا 977 - الأول: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَجود النَّاس، وَكَانَ أَجود مَا يكون فِي رَمَضَان حِين يلقاه جِبْرِيل، وَكَانَ جِبْرِيل يلقاه فِي كل ليلةٍ من رَمَضَان فيدارسه الْقُرْآن، فلرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين يلقاه جِبْرِيل أَجود بِالْخَيرِ من الرّيح الْمُرْسلَة. وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود نَحوه، قَالَ: وَكَانَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام يلقاه كل ليلةٍ فِي رَمَضَان حَتَّى يَنْسَلِخ، يعرض عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن. 978 - الثَّانِي: عَن عبيد الله من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج من الْمَدِينَة وَمَعَهُ عشرَة آلَاف، وَذَلِكَ على رَأس ثَمَان سِنِين وَنصف من مقدمه الْمَدِينَة، فَسَار بِمن مَعَه من الْمُسلمين إِلَى مَكَّة، يَصُوم وَيَصُومُونَ، حَتَّى بلغ الكديد - وَهُوَ مَاء بَين عسفان وقديد - أفطر وأفطروا. قَالَ الزُّهْرِيّ: وَإِنَّمَا يُؤْخَذ من أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الآخر فالآخر. هَذَا لفظ معمر عَن الزُّهْرِيّ عِنْد البُخَارِيّ، وَهُوَ أطول الْأَحَادِيث. وَحَدِيث اللَّيْث عَن عقيل عَن الزُّهْرِيّ عِنْد البُخَارِيّ مُخْتَصر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غزا غَزْوَة الْفَتْح فِي رَمَضَان. لم يزدْ: قَالَ: وَسمعت سعيد بن الْمسيب يَقُول مثل الحديث: 977 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 ذَلِك. وَقَالَ مُتَّصِلا بِهِ: وَعَن عبيد الله بن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: صَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِذا بلغ الكديد - المَاء الَّذِي بَين قديد وَعُسْفَان - أفطر، فَلم يزل مُفطرا حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْر. وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن ابْن شهَاب: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج عَام الْفَتْح، فَصَارَ حَتَّى بلغ الكديد أفطر. قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابه يتبعُون الأحدث فالأحدث من أمره. وَعِنْده عَن يحيى بن يحيى وَغَيره عَن سُفْيَان مثله. قَالَ يحيى: قَالَ سُفْيَان: لَا أَدْرِي من قَول من هُوَ؟ يَعْنِي: كَانَ يُؤْخَذ بِالْآخرِ من قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَهُوَ عِنْده من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر مثله. قَالَ الزُّهْرِيّ: فَكَانَ الْفطر آخر الْأَمريْنِ، وَإِنَّمَا يُؤْخَذ من أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْآخرِ فالآخر. قَالَ الزُّهْرِيّ: فَصبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة لثلاث عشرَة من رَمَضَان. وَكَذَا عِنْده من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: قَالَ ابْن شهَاب: فَكَانُوا يتبعُون الأحدث فالأحدث من أمره، ويرونه النَّاسِخ الْمُحكم. وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: سَافر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَمَضَان فصَام حَتَّى بلغ عسفان، ثمَّ دَعَا بِإِنَاء من ماءٍ فَشرب نَهَارا ليراه النَّاس، وَأفْطر حَتَّى قدم مَكَّة. قَالَ: وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: صَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفر وَأفْطر، فَمن شَاءَ صَامَ وَمن شَاءَ أفطر. وَلمُسلم من حَدِيث عبد الْكَرِيم بن مَالك الْجَزرِي عَن طَاوس أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا تَعب على من صَامَ وَلَا على من أفطر، قد صَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفر، وَأفْطر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 وللبخاري من حَدِيث خَالِد بن مهْرَان الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَمَضَان إِلَى حنين، وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ، فصائمٌ ومفطر، فَلَمَّا اسْتَوَى على رَاحِلَته دَعَا بِإِنَاء من لبن أَو مَاء فَوَضعه على رَاحِلَته أَو رَاحَته، ثمَّ نظر النَّاس فَقَالَ المفطرون للصوام: أفطروا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الرَّزَّاق: أخبرنَا معمر عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح - لم يزدْ. زَاد أَبُو مَسْعُود وَأَبُو بكر البرقاني، والمتن عِنْده بِتَمَامِهِ من حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَنهُ قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح فِي شهر رَمَضَان، فصَام حَتَّى مر بغدير فِي الطَّرِيق، وَذَلِكَ فِي نحر الظهيرة، قَالَ: فعطش النَّاس، وَجعلُوا يهزون أَعْنَاقهم، وتتوق إِلَيْهِ أنفسهم، قَالَ: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقدحٍ فِيهِ ماءٌ فأمسكه على يَده حَتَّى رَآهُ النَّاس، ثمَّ شرب وَشرب النَّاس فِي رَمَضَان. 979 - الثَّالِث: عَن عبيد الله بن عبد الله من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: استفتى سعد بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نذرٍ كَانَ على أمه توفيت قبل أَن تقضيه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقضه عَنْهَا " فِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: فَكَانَت سنة بعد. وَقد رَوَاهُ مُحَمَّد بن أبي عبد الرَّحْمَن الْمُقْرِئ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرجه بِهِ مُسلم فَقَالَ فِيهِ: عَن ابْن عَبَّاس عَن سعد بن عبَادَة، جعله فِي مُسْند سعد. ذكره أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ فِي " المعجم ". الحديث: 979 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 وَقد أخرجَا من حَدِيث الحكم بن عتيبة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: جَاءَت امْرَأَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن أُمِّي مَاتَت وَعَلَيْهَا صَوْم نذر، أفأصوم عَنْهَا؟ قَالَ: " أَرَأَيْت لَو أَن على أمك دينٌ فقضيته، أَكَانَ يُؤَدِّي ذَلِك عَنْهَا؟ " قَالَت: نعم: قَالَ: " فصومي عَن أمك ". وَفِي حَدِيث مُسلم البطين من رِوَايَة زَائِدَة عَن الْأَعْمَش عَنهُ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن أُمِّي مَاتَت وَعَلَيْهَا صَوْم شهرٍ، أفأقضيه عَنْهَا؟ فَقَالَ: " لَو كَانَ على أمك دينٌ أَكنت قاضيه عَنْهَا؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " فدين الله أَحَق أَن يقْضى ". قَالَ سُلَيْمَان الْأَعْمَش: فَقَالَ الحكم وَسَلَمَة بن كهيل: وَنحن جَمِيعًا جُلُوس حِين حدث مُسلم بِهَذَا الحَدِيث. سمعنَا مُجَاهدًا يذكر هَذَا الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس. وَمِنْهُم من قَالَ: عَنهُ: إِن امْرَأَة قَالَت: إِن أُخْتِي مَاتَت. . وللبخاري من حَدِيث أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَتَى رجلٌ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن أُخْتِي نذرت أَن تحج، وَإِنَّهَا مَاتَت، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو كَانَ عَلَيْهَا دينٌ أَكنت قاضيه؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " فَاقْض الله، فَهُوَ أَحَق بِالْقضَاءِ ". وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة عَن أبي بشر: أَن امْرَأَة من جُهَيْنَة جَاءَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَقَالَت: إِن أُمِّي نذرت أَن تحج فَلم تحج حَتَّى مَاتَت، أفأحج عَنْهَا؟ قَالَ " حجي عَنْهَا، أَرَأَيْت لَو كَانَ على أمك دين، أَكنت قاضيته؟ " قَالَت: نعم. قَالَ: " اقضوا الله، فَالله أَحَق بِالْوَفَاءِ " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن أُمِّي توفيت، أينفعها إِن تَصَدَّقت عَنْهَا؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: فَإِن لي مخرفاً، فَأَنا أشهدك أَنِّي قد تَصَدَّقت بِهِ عَنْهَا. وَفِي حَدِيث يعلى بن مُسلم عَن عِكْرِمَة نَحوه. وَفِي أَوله: أَن سعد بن عبَادَة أَخا بني سعد توفيت أمه وَهُوَ غَائِب عَنْهَا، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن أُمِّي توفيت وَأَنا غَائِب،، أفينفعها إِن تَصَدَّقت عَنْهَا؟ " قَالَ: " نعم " الحَدِيث. . 980 - الرَّابِع: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما حضر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي الْبَيْت رجالٌ فيهم عمر بن الْخطاب، قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هلموا أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده " فَقَالَ عمر - وَفِي رِوَايَة: فَقَالَ بَعضهم: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد غلب عَلَيْهَا الوجع وعندكم الْقُرْآن حسبكم كتاب الله. فَاخْتلف أهل الْبَيْت واختصموا: فَمنهمْ من يَقُول: قربوا يكْتب لكم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمِنْهُم من يَقُول مَا قَالَ عمر. وَفِي رِوَايَة: وَمِنْهُم من يَقُول غير ذَلِك. فَلَمَّا أَكْثرُوا اللَّغط وَالِاخْتِلَاف، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قومُوا عني " قَالَ عبيد الله: فَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: إِن الرزية مَا حَال بَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين أَن يكْتب لَهُم ذَلِك الْكتاب، لاختلافهم ولغطهم. وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: قومُوا عني، وَلَا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُع " فَخرج ابْن عَبَّاس وَهُوَ يَقُول: إِن الرزية كل الرزية مَا حَال بَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين كِتَابه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُلَيْمَان بن أبي مُسلم الْأَحول، وَفِيه زِيَادَة. قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: يَوْم الْخَمِيس وَمَا يَوْم الْخَمِيس: وَفِي رِوَايَة: ثمَّ بكا حَتَّى بل دمعه الحديث: 980 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 الْحَصَا. قلت: يَا ابْن عَبَّاس، وَمَا يَوْم الْخَمِيس قَالَ: اشْتَدَّ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجَعه فَقَالَ: " ائْتُونِي بكتف أكتب لكم كتابا لَا تضلوا بعده أبدا " فتنازعوا، وَلَا يَنْبَغِي عِنْد نَبِي تنَازع. فَقَالُوا. مَا شَأْنه، هجر؟ استفهموه، فَذَهَبُوا يردون عَلَيْهِ فَقَالَ: ذروني، دَعونِي، فَالَّذِي أَنا فِيهِ خير مِمَّا تدعونني إِلَيْهِ. فَأَمرهمْ - وَفِي رِوَايَة: فأوصاهم بِثَلَاث، فَقَالَ: " أخرجُوا الْمُشْركين من جَزِيرَة الْعَرَب، وأجيزوا الْوَفْد بِنَحْوِ مَا كنت أجيزهم بِهِ " وَسكت عَن الثَّالِثَة، أَو قَالَهَا فنسيتها. قَالَ سُفْيَان هَذَا من قَول سُلَيْمَان. وَفِي حَدِيث قبيصَة. ونسيت الثَّالِثَة. وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث طَلْحَة بن مصرف عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس. 981 - الْخَامِس: بِهَذَا الْإِسْنَاد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَقْرَأَنِي جِبْرِيل على حرف، فراجعته، فَلم أزل أستزيده ويزيدني حَتَّى انْتهى إِلَى سَبْعَة أحرف. زَاد فِي رِوَايَة حَرْمَلَة بن يحيى: قَالَ ابْن شهَاب: بَلغنِي أَن تِلْكَ السَّبْعَة الأحرف إِنَّمَا هِيَ فِي الْأَمر الَّذِي يكون وَاحِدًا لَا يخْتَلف فِي حَلَال وَلَا حرَام. 982 - السَّادِس: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَقبلت رَاكِبًا على أتانٍ وَأَنا يومئذٍ قد ناهزت الِاحْتِلَام، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ بمنى إِلَى غير جدارٍ، فمررت بَين يَدي بعض الصَّفّ، فَنزلت وَأرْسلت الأتان ترتع، وَدخلت فِي الحديث: 981 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 الصَّفّ، فَلم يُنكر عَليّ ذَلِك أحد. وَفِي حَدِيث يُونُس نَحوه، وَزَاد: بمنى فِي حجَّة الْوَدَاع 983 - السَّابِع: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِشَاة ميتَة فَقَالَ: " هلا انتفعتم بإهابها؟ " قَالُوا. إِنَّهَا ميتَة. قَالَ: " إِنَّمَا حرم أكلهَا ". وَفِي حَدِيث يحيى بن يحيى وَعَمْرو النَّاقِد عَن سُفْيَان أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: تصدق على مولاة لميمونة بشاةٍ فَمَاتَتْ، فَمر بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " هلا أَخَذْتُم إهابها فدبغتموه فانتفعتم بِهِ؟ " فَقَالُوا: إِنَّهَا ميتَة. قَالَ: " إِنَّمَا حرم أكلهَا ". وَلمُسلم من حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة وَابْن أبي عمر عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة، جعلاه فِي مُسْند مَيْمُونَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن عَمْرو عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس نَحْو مَا تقدم من حَدِيث ابْن جريج عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ: أَخْبرنِي عَطاء مُنْذُ حِين قَالَ: أَخْبرنِي ابْن عَبَّاس: أَن مَيْمُونَة أخْبرته أَن داجنةً كَانَت لبَعض نسَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَاتَتْ، فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا أَخَذْتُم إهابها فاستمتعتم بِهِ ". وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث ثَابت بن عجلَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعنزٍ ميتةٍ، فَقَالَ: " مَا على أَهلهَا لَو انتفعوا بإهابها ". الحديث: 983 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 984 - الثَّامِن: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ أهل الْكتاب يسدلون أشعارهم، وَكَانَ الْمُشْركُونَ يفرقون رؤوسهم، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحب مُوَافقَة أهل الْكتاب فِيمَا لم يُؤمر بِهِ، فسدل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ فرق بعد. 985 - التَّاسِع: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شرب لَبَنًا ثمَّ دَعَا بماءٍ فَمَضْمض، وَقَالَ: " إِن لَهُ دسماً ". 986 - الْعَاشِر: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: طَاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع على بعيرٍ، يسْتَلم الرُّكْن بالمحجن. 987 - الْحَادِي عشر: بِإِسْنَادِهِ أَن ابْن عَبَّاس كَانَ يحدث: أَن رجلا أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي رَأَيْت اللَّيْلَة فِي الْمَنَام ظلةً تنطف السّمن وَالْعَسَل، وَأرى النَّاس يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا بِأَيْدِيهِم، فالمستكثر والمستقل، وَإِذا بِسَبَب وَاصل من الأَرْض إِلَى السَّمَاء، فَأَرَاك أخذت بِهِ فعلوت، ثمَّ أَخذ بِهِ رجلٌ آخر فعلا بِهِ، ثمَّ أَخذ بِهِ رجلٌ آخر فعلا بِهِ، ثمَّ أَخذ بِهِ رجلٌ آخر فَانْقَطع بِهِ، ثمَّ وصل لَهُ فعلا. فَقَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله، بِأبي أَنْت، وَالله، لتدعني فأعبرها، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اعبر " قَالَ أَبُو بكر: أما الظلة فظلة الْإِسْلَام. وَأما الَّذِي ينطف من الْعَسَل وَالسمن فالقرآن: حلاوته وَلينه. وَأما مَا يَتَكَفَّف النَّاس من ذَلِك فالمستكثر من الْقُرْآن والمستقل. وَأما السَّبَب الْوَاصِل من السَّمَاء إِلَى الأَرْض فَالْحق الحديث: 984 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 الَّذِي أَنْت عَلَيْهِ، تَأْخُذ بِهِ فيعليك الله، ثمَّ يَأْخُذ بِهِ رجلٌ آخر بعْدك فيعلو بِهِ، ثمَّ يَأْخُذ رجلٌ فيعلو بِهِ، ثمَّ يَأْخُذ بِهِ رجلٌ آخر فَيَنْقَطِع بِهِ، ثمَّ يُوصل لَهُ فيعلو بِهِ. فَأَخْبرنِي يَا رَسُول الله - بِأبي أَنْت، أصبت أم أَخْطَأت؟ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أصبت بَعْضًا وأخطأت بَعْضًا " قَالَ: وَالله لتحدثني بالذى أَخْطَأت بِهِ. قَالَ: " لَا تقسم ". وَأول حَدِيث سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْصَرفه من أحد، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي رَأَيْت اللَّيْلَة ... الحَدِيث بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيث معمر عَن ابْن عَبَّاس أَو أبي هُرَيْرَة، وَكَانَ معمرٌ أَحْيَانًا يَقُول: عَن ابْن عَبَّاس، وَأَحْيَانا يَقُول: عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ شُعَيْب وَإِسْحَاق بن يحيى عَن الزُّهْرِيّ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدثه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ معمرٌ لَا يسْندهُ حَتَّى كَانَ بعد. وَفِي أول حَدِيث سُلَيْمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مِمَّا يَقُول لأَصْحَابه: " من رأى مِنْكُم فليقصها أعبرها " قَالَ: فجَاء رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله: رَأَيْت ظلة ... بِنَحْوِهِ. 988 - الثَّانِي عشر: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود - من رِوَايَة عرَاك بن مَالك عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَر فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لعراك بن مَالك عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 988 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 989 - الثَّالِث عشر: عَن سعيد بن الْمسيب عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة مُسلم بن إِبْرَاهِيم عَن هِشَام وَشعْبَة عَن قَتَادَة عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ لنا مثل السوء. الَّذِي يعود فِي هِبته كَالْكَلْبِ يعود فِي قيئه ". قَالَ: " مثل الَّذِي يرجع فِي صدقته كَمثل الْكَلْب يقيء، ثمَّ يعود فِي قيئه فيأكله ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة. وَفِي رِوَايَة سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة أَن النَّبِي، قَالَ: " الْعَائِد فِي هِبته كالعائد فِي قيئه ". وَلَيْسَ لسَعِيد بن الْمسيب عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَأَخْرَجَاهُ بِمَعْنى حَدِيث أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ من رِوَايَة عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس بِنَحْوِ حَدِيث ابْن أبي عرُوبَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْعَائِد فِي هِبته كَالْكَلْبِ يعود فِي قيئه، لَيْسَ لنا مثل السوء ". 990 - الرَّابِع عشر: عَن الْقَاسِم بن أبي بكر الصّديق عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُم قَالَ: ذكر التلاعن عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ عَاصِم بن عدي فِي ذَلِك قولا ثمَّ انْصَرف، فَأَتَاهُ رجلٌ من قومه يشكو إِلَيْهِ أَنه وجد مَعَ أَهله رجلا، فَقَالَ عاصمٌ: مَا ابْتليت بِهَذَا إِلَّا لقولي، فَذهب بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ بِالَّذِي وجد عَلَيْهِ امْرَأَته، وَكَانَ ذَلِك الرجل مصفراً قَلِيل اللَّحْم، سبط الشّعْر، وَكَانَ الَّذِي ادّعى عَلَيْهِ أَنه وجده عِنْد أَهله خدلاً، آدم، كثير اللَّحْم، فَقَالَ رَسُول الحديث: 989 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ بَين " فَوضعت شَبِيها بِالرجلِ الَّذِي ذكر زَوجهَا انه وجده عِنْدهَا. فلاعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينهمَا، فَقَالَ رجلٌ لِابْنِ عَبَّاس فِي الْمجْلس: أَهِي الَّتِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو رجمت أحدا بِغَيْر بينةٍ رجمت هَذِه "؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: لَا، تِلْكَ امْرَأَة كَانَت تظهر فِي الْإِسْلَام السوء. وَحَدِيث سُفْيَان مُخْتَصر، قَالَ: ذكر ابْن عَبَّاس المتلاعنين، فَقَالَ عبد الله بن شَدَّاد: هِيَ الَّتِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا: " لَو كنت راجماً أحدا بِغَيْر بينةٍ لرجمتها " فَقَالَ: لَا، تِلْكَ امرأةٌ أعلنت. لم يزدْ. 991 - الْخَامِس عشر: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَو أَن النَّاس غضوا من الثُّلُث إِلَى الرّبع، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الثُّلُث وَالثلث كثير " كَذَا فِي حَدِيث ابْن نمير، وَفِي حَدِيث سُفْيَان ووكيع " كثير أَو كَبِير ". 992 - السَّادِس عشر: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن أَن مَرْوَان قَالَ: اذْهَبْ يَا رَافع - لِبَوَّابِهِ - إِلَى ابْن عَبَّاس فَقل لَهُ: لَئِن كَانَ كل امرئٍ منا فَرح بِمَا أَتَى، وَأحب أَن يحمد بِمَا لم يفعل معذباً، لَنُعَذَّبَنَّ أَجْمَعُونَ. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: مَا لكم ولهذه الْآيَة؟ إِنَّمَا أنزلت هَذِه فِي أهل الْكتاب، ثمَّ تَلا ابْن عَبَّاس: {وَإِذ أَخذ الله مِيثَاق الَّذين أُوتُوا الْكتاب لتبيننه للنَّاس} [سُورَة آل عمرَان] وتلا ابْن عَبَّاس: {لَا تحسبن الَّذين يفرحون بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَن يحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا} [سُورَة آل عمرَان] وَقَالَ ابْن عَبَّاس: سَأَلَهُمْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن شيءٍ فَكَتَمُوهُ إِيَّاه، وَأَخْبرُوهُ بِغَيْرِهِ، فَخَرجُوا قد أروه أَن قد أَخْبرُوهُ بِمَا سَأَلَهُمْ عَنهُ، وَاسْتحْمدُوا بذلك إِلَيْهِ، وفرحوا بِمَا أَتَوا من كتمانهم إِيَّاه مَا سَأَلَهُمْ عَنهُ. الحديث: 991 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 وَقد أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عَلْقَمَة بن وَقاص: أَن مَرْوَان قَالَ لِبَوَّابِهِ هَذَا. 993 - السَّابِع عشر: عَن عَطاء بن يسَار مولى مَيْمُونَة، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: انخسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَامَ قيَاما طَويلا نَحوا من قِرَاءَة سُورَة الْبَقَرَة، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا، ثمَّ رفع فَقَامَ قيَاما طَويلا، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد، ثمَّ قَامَ قيَاما طَويلا، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ رفع فَقَامَ قيَاما طَويلا، وَهُوَ دون الْقيام الأول، ثمَّ ركع رُكُوعًا طَويلا، وَهُوَ دون الرُّكُوع الأول، ثمَّ سجد، ثمَّ انْصَرف وَقد تجلت الشَّمْس، فَقَالَ: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، لَا يخسفان لمَوْت أحدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فاذكروا الله " قَالُوا: يَا رَسُول الله، رَأَيْتُك تناولت شَيْئا فِي مقامك، ثمَّ رَأَيْنَاك تكعكعت. قَالَ: " إِنِّي رَأَيْت الْجنَّة فتناولت عنقوداً، وَلَو أصبته لأكلتم مِنْهُ مَا بقيت الدُّنْيَا، وأريت النَّار، فَلم أر منْظرًا كَالْيَوْمِ قطّ أفظع، وَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا النِّسَاء " قَالُوا: بِمَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " بكفرهن " قيل: أيكفرن بِاللَّه؟ قَالَ: " يكفرن العشير، ويكفرن الْإِحْسَان. لَو أَحْسَنت إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْر كُله ثمَّ رَأَتْ مِنْك شَيْئا قَالَت: مَا رَأَيْت مِنْك خيرا قطّ ". وَقد رَوَاهُ مُسلم مُخْتَصرا فِي " الصَّلَاة " فَقَط من حَدِيث كثير بن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه صلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبع سَجدَات. يَعْنِي فِي كسوف الشَّمْس. الحديث: 993 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 وَعَن عُرْوَة عَن عَائِشَة مثله وَلَيْسَ لكثير بن الْعَبَّاس عَن أَخِيه عبد الله فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. وَعند مُسلم من حَدِيث ابْن أبي ثَابت عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين كسفت الشَّمْس ثَمَان رَكْعَات فِي أَربع سَجدَات. وَعَن عَليّ مثل ذَلِك. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد الْقطَّان: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كسوف الشَّمْس قَرَأَ، ثمَّ ركع، ثمَّ قَرَأَ، ثمَّ ركع، ثمَّ قَرَأَ، ثمَّ ركع، ثمَّ قَرَأَ، ثمَّ ركع، ثمَّ سجد. وَالْأُخْرَى مثلهَا. 994 - الثَّامِن عشر: عَن عَطاء بن يسَار عَن عبد الله بن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكل كتف شَاة، ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. وَقد أخرجه مُسلم من حَدِيث عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس، وَمُحَمّد بن عمر بن عَطاء جَمِيعًا عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكل عرقاً أَو لَحْمًا، ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ، أَو: لم يمس مَاء. 995 - التَّاسِع عشر: عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن عبد الله بن عَبَّاس أَنه قَالَ: كَانَ الْفضل بن الْعَبَّاس رَدِيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجَاءَتْهُ امْرَأَة من خثعم تستفتيه، فَجعل الْفضل ينظر إِلَيْهَا وَتنظر إِلَيْهِ، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصرف وَجه الْفضل إِلَى الشق الآخر. قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن فَرِيضَة الله على عباده فِي الْحَج أدْركْت أبي شَيخا كَبِيرا لَا يَسْتَطِيع أَن يثبت على الرَّاحِلَة، أفأحج عَنهُ؟ قَالَ " نعم " وَذَلِكَ فِي حجَّة الْوَدَاع. الحديث: 994 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 وَفِي رِوَايَة ابْن جريج عَن ابْن عَبَّاس عَن الْفضل، جعله من مُسْند الْفضل. 996 - الْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة من رِوَايَة نَافِع بن عمر عَنهُ قَالَ: كتب ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى بِالْيَمِينِ على الْمُدعى عَلَيْهِ. كَذَا عِنْد البُخَارِيّ. وَقد أخرجه عَن ابْن جريج عَن ابْن أبي مليكَة بِطُولِهِ: أَن امْرَأتَيْنِ كَانَتَا تخرزان فِي بَيت أَو فِي الْحُجْرَة، فَخرجت إِحْدَاهمَا وَقد أنفذ بإشفى فِي كفها، فادعت على الْأُخْرَى، فَرفع ذَلِك إِلَى ابْن عَبَّاس، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو يعْطى النَّاس بدعواهم لذهبت دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ، ذكروها بِاللَّه، واقرءوا عَلَيْهَا {إِن الَّذين يشْتَرونَ بِعَهْد الله} [آل عمرَان] ، فذكروها فَاعْترفت. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْيَمين على الْمُدعى عَلَيْهِ ". وَعند مُسلم الْمسند مِنْهُ فَقَط من حَدِيث ابْن وهب عَن ابْن جريج بِهَذَا الْإِسْنَاد: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو يعْطى النَّاس بدعواهم لادعى ناسٌ دِمَاء رجالٍ وَأَمْوَالهمْ، وَلَكِن الْيَمين على الْمُدعى عَلَيْهِ ". وَعِنْده من رِوَايَة مُحَمَّد بن بشر عَن نَافِع بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى بِالْيَمِينِ على الْمُدعى عَلَيْهِ. 997 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس بن كيسَان من رِوَايَة مُجَاهِد عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم فتح مَكَّة: " لَا هِجْرَة، وَلَكِن جهادٌ ونيةٌ، وَإِذا استنفرتم فانفروا " وَقَالَ يَوْم فتح مَكَّة: " إِن هَذَا الْبَلَد حرمه الله يَوْم خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض، فَهُوَ حرامٌ بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، إِنَّه لم يحل الْقِتَال فِيهِ الحديث: 996 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 لأحد قبلي، وَلم يحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار، فَهُوَ حرامٍ بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، لَا يعضد شوكه، وَلَا ينفر صَيْده، وَلَا تلْتَقط لقطته إِلَّا من عرفهَا، وَلَا يخْتَلى خلاه " فَقَالَ الْعَبَّاس: يَا رَسُول الله، إِلَّا الْإِذْخر، فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم وَبُيُوتهمْ. قَالَ: " إِلَّا الْإِذْخر ". قَالَ أَبُو مَسْعُود: قَالَ فِيهِ الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس، وَلم يخرجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش. وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يعضد عضاهها، وَلَا ينفر صيدها، وَلَا تحل لقطتهَا إِلَّا لمنشدٍ، وَلَا يخْتَلى خَلاهَا ". قَالَ الْعَبَّاس: يَا رَسُول الله، إِلَّا الْإِذْخر، قَالَ: " إِلَّا الْإِذْخر " لم يزدْ. وَهَكَذَا فِي كتاب البُخَارِيّ على خلاف مَا ذكره أَبُو مَسْعُود. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن مهْرَان الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " حرم الله مَكَّة، فَلم تحل لأحدٍ قبلي، وَلَا تحل لأحد بعدِي، أحلّت لي سَاعَة من نَهَار، لَا يخْتَلى خَلاهَا، وَلَا يعضد شَجَرهَا، وَلَا ينفر صيدها وَلَا تحل لقطتهَا إِلَّا لمعرفٍ " فَقَالَ الْعَبَّاس: إِلَّا الْإِذْخر، لصاغتنا وَقُبُورنَا. وَفِي رِوَايَة خَالِد بن عبد الله عَن خَالِد الْحذاء: ولسقف بُيُوتنَا. فَقَالَ: " إِلَّا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 الْإِذْخر " فَقَالَ عِكْرِمَة: هَل تَدْرِي مَا ينفر صيدها؟ هُوَ أَن ينحيه من الظل وَينزل مَكَانَهُ. وَقد أخرجه من حَدِيث الْحسن بن مُسلم عَن مُجَاهِد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ... مُرْسلا، وَمن آخِره عَن ابْن جريج عَن عبد الْكَرِيم عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ، أَو مثله. 998 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس من رِوَايَة مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قبرين فَقَالَ: " أما إنَّهُمَا ليعذبان، وَمَا يعذبان فِي كَبِير ". فِي حَدِيث جرير عَن الْأَعْمَش: ثمَّ قَالَ: " بلَى، أما أَحدهمَا فَكَانَ يمشي بالنميمة، وَأما الآخر فَكَانَ لَا يسْتَتر من بَوْله ". قَالَ: فَدَعَا بعسيبٍ رطب فشقه بِاثْنَتَيْنِ، ثمَّ غرس على هَذَا وَاحِدًا وعَلى هَذَا وَاحِدًا، ثمَّ قَالَ: " لَعَلَّه أَن يُخَفف عَنْهُمَا مَا لم ييبسا ". وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش: " أما أَحدهمَا فَكَانَ لَا يسْتَتر من الْبَوْل ". وَفِي رِوَايَة عبد الْوَاحِد عَن الْأَعْمَش نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: " وَكَانَ الآخر لَا يستنزه عَن الْبَوْل. أَو من الْبَوْل ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا وَحده من حَدِيث مَنْصُور عَن مُجَاهِد بِنَحْوِهِ عَن ابْن عَبَّاس وَفِيه: " وَالْآخر لَا يسْتَتر من بَوْله ". الحديث: 998 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 999 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس من رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أمرنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نسجد على سَبْعَة أَعْضَاء، وَلَا نكف شعرًا وَلَا ثوبا: الْجَبْهَة وَالْيَدَيْنِ والركبتين وَالرّجلَيْنِ. وَفِي حَدِيث شُعْبَة وَأبي عوَانَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أمرنَا أَن نسجد. كَذَا قَالَ أَحدهمَا فِي رِوَايَته. وَقَالَ الآخر: إِنَّه قَالَ: أمرت أَن أَسجد. . وَذكره. وَمِنْهُم من قَالَ: على سَبْعَة أعظم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمرت أَن أَسجد على سَبْعَة أعظمٍ: على الْجَبْهَة - وَأَشَارَ بِيَدِهِ على أَنفه - وَالْيَدَيْنِ والركبتين وأطراف الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نكفت الثِّيَاب وَلَا الشّعْر. وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن طَاوس: أَمر النَّبِي أَن يسْجد مِنْهُ على سَبْعَة، وَنهي أَن يكفت الشّعْر وَالثيَاب. وَقد روى مسلمٌ نَحوه أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن زِيَاد عَن عَمْرو بن دِينَار. وروى أَيْضا من حَدِيث بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس: أَنه رأى عبد الله بن الْحَارِث يُصَلِّي وَرَأسه معقوص من وَرَائه، فَقَامَ فَجعل يحله، فَلَمَّا انْصَرف أقبل إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ: مَالك ولرأسي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّمَا مثل هَذَا مثل الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مكتوفٌ ". الحديث: 999 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 1000 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس من رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أما الَّذِي نهى عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهُوَ الطَّعَام أَن يُبَاع حَتَّى يقبض. قَالَ ابْن عَبَّاس: وَلَا أَحسب كل شَيْء إِلَّا مثله. وَلَفظ حَدِيث حَمَّاد بن زيد: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: " من ابْتَاعَ طَعَاما فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيه ". وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث ابْن طَاوس عَن أَبِيه بِنَحْوِهِ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يَبِيع الرجل طَعَاما حَتَّى يَسْتَوْفِيه. قلت لِابْنِ عَبَّاس: كَيفَ ذَاك؟ قَالَ: ذَاك دَرَاهِم بِدَرَاهِم، وَالطَّعَام مرجئاً. وَفِي حَدِيث معمر وَغَيره: " من ابْتَاعَ طَعَاما فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يقبضهُ ". وَمِنْهُم من قَالَ: " حَتَّى يكتاله ". 1001 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى أَرض تهتز زرعا، فَقَالَ: " لمن هَذِه؟ " فَقَالُوا: اكتراها فلَان فَقَالَ: " أما إِنَّه لَو منحها إِيَّاه كَانَ خيرا لَهُ من أَن يَأْخُذ عَلَيْهَا أجرا مَعْلُوما ". وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن عَمْرو: أَن مُجَاهدًا قَالَ لطاوس: انْطلق بِنَا إِلَى ابْن رَافع بن خديج فاستمع مِنْهُ الحَدِيث عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فانتهره وَقَالَ: إِنِّي وَالله لَو أعلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَنهُ مَا فعلته، وَلَكِن حَدثنِي من هُوَ أعلم بِهِ مِنْهُم - يَعْنِي ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لِأَن يمنح الرجل الحديث: 1000 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 أَخَاهُ أرضه خيرٌ لَهُ من أَن يَأْخُذ عَلَيْهَا خرجا مَعْلُوما ". وَقد أخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث ابْن طَاوس عَن أَبِيه بِنَحْوِهِ، قَالَ: وَقَالَ ابْن عَبَّاس: هُوَ الحقل، وَهُوَ بِلِسَان الْأَنْصَار: المحاقلة. وَفِي حَدِيث عبد الله بن ميسرَة عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من كَانَت لَهُ أرضٌ فَإِنَّهُ إِن يمنحها أَخَاهُ خيرٌ لَهُ ". لم يزدْ. 1002 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: فِي الْمَوَاقِيت: عَن عَمْرو عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " وَقت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل الْمَدِينَة ذَا الحليفة، وَلأَهل الشَّام الْجحْفَة، وَلأَهل نجد قرن الْمنَازل، وَلأَهل الْيمن يَلَمْلَم، قَالَ: " فهن لَهُنَّ وَلمن أَتَى عَلَيْهِنَّ من غير أهلهن لمن كَانَ يُرِيد الْحَج وَالْعمْرَة. فَمن كَانَ دونهن فمهله من أَهله، وكذاك حَتَّى أهل مَكَّة يهلون مِنْهَا. " وَفِي رِوَايَة: " وَمن كَانَ دون ذَاك فَمن حَيْثُ أنشأ، حَتَّى أهل مَكَّة من مَكَّة ". وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة عبد الله بن طَاوس عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقت ... وَذكره بِمَعْنَاهُ. 1003 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عَمْرو عَنْهُمَا عَنهُ قَالَ: احْتجم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ محرمٌ. الحديث: 1002 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 وَفِي رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان عَن عَمْرو قَالَ: أول مَا سمعته عَن عَطاء يَقُول: سَمِعت ابْن عَبَّاس، ثمَّ سمعته يَقُول: حَدثنِي طَاوس عَن ابْن عَبَّاس. فَقلت: لَعَلَّه سَمعه مِنْهُمَا. وَقد أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احْتجم وَهُوَ محرمٌ. وَاحْتَجَمَ وَهُوَ صائمٌ. وَمن حَدِيث هِشَام بن حسان القردوسي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: احْتجم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَأسه وَهُوَ محرمٌ، من وجعٍ كَانَ بِهِ - بماءٍ يُقَال لَهُ لحي جمل. وَقَالَ مُحَمَّد بن سَوَاء عَن هِشَام: من شَقِيقَة كَانَت بِهِ. @ 1004 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس من رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن ميسرَة عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس: أَنه ذكر قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة. قَالَ: فَقلت لِابْنِ عَبَّاس: أيمس طيبا أَو دهناً إِن كَانَ عِنْد أَهله؟ قَالَ: لَا أعلمهُ. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث الزُّهْرِيّ، قَالَ طَاوس: قلت لِابْنِ عَبَّاس: ذكرُوا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اغتسلوا يَوْم الْجُمُعَة واغسلوا رؤوسكم، وَإِن لم تَكُونُوا جنبا، وأصيبوا من الطّيب " قَالَ ابْن عَبَّاس: أما الْغسْل فَنعم، وَأما الطّيب فَلَا أَدْرِي. @ 1005 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن الْحسن بن مُسلم بن يناقٍ عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: شهِدت الصَّلَاة يَوْم الْفطر مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان. فكلهم يُصليهَا قبل الْخطْبَة ثمَّ يخْطب بعد، فَنزل نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ حِين يجلس الرِّجَال بِيَدِهِ، ثمَّ أقبل يشقهم حَتَّى أَتَى النِّسَاء مَعَ بِلَال، فَقَرَأَ: (يَا أَيهَا النَّبِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 إِذا جَاءَك الْمُؤْمِنَات يبايعنك على أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَلَا يَسْرِقن وَلَا يَزْنِين وَلَا يقتلن أَوْلَادهنَّ} حَتَّى فرغ من الْآيَة كلهَا [الممتحنة] ، ثمَّ قَالَ حِين فرغ: " أنتن على ذَلِك؟ " فَقَالَت امرأةٌ واحدةٌ، لم يجبهُ غَيرهَا: نعم يَا رَسُول الله. لَا يدْرِي الْحسن من هِيَ. قَالَ: فتصدقن، وَبسط بلالٌ ثَوْبه، فَجعلْنَ يلقين الفتخ وَالْخَوَاتِيم فِي ثوب بِلَال. وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم: شهِدت الْعِيد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... . وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عِنْد قَوْله: فَبسط بلالٌ ثَوْبه، وَقَالَ: هَلُمَّ، فدَاء لَكِن أبي وَأمي. فيلقين الفتخ وَالْخَوَاتِيم. قَالَ عبد الرَّزَّاق: الفتخ: الخواتيم الْعِظَام كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة. وَأَخْرَجَا من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: أشهد على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَقَالَ عَطاء: أشهد على ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج وَمَعَهُ بلالٌ، فَظن أَنه لم يسمع النِّسَاء، فوعظهن وأمرهن بِالصَّدَقَةِ، فَجعلت الْمَرْأَة تلقي القرط والخاتم وَالشَّيْء، وبلالٌ يَأْخُذ فِي طرف ثَوْبه. وَأَخْرَجَا من حَدِيث عدي بن ثَابت عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم عيدٍ فصلى رَكْعَتَيْنِ، لم يصل قبلهَا وَلَا بعْدهَا، ثمَّ أَتَى النِّسَاء وبلالٌ مَعَه، فأمرهن بِالصَّدَقَةِ، فَجعلت الْمَرْأَة تصدق بِخرْصِهَا وسخابها. وَفِي رِوَايَة معَاذ بن معَاذ عَن شُعْبَة: خرج فِي يَوْم أضحى أَو فطر. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان ابْن حَرْب عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى يَوْم الْفطر رَكْعَتَيْنِ. . الحَدِيث. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 وَأَخْرَجَا عَن عَطاء بن أبي رَبَاح أَن ابْن عَبَّاس أرسل إِلَى ابْن الزبير أول مَا بُويِعَ لَهُ: أَنه لم يكن يُؤذن للصَّلَاة يَوْم الْفطر، فَلَا تؤذن لَهَا. قَالَ: فَلم يُؤذن لَهَا ابْن الزبير يَوْمه. وَأرْسل إِلَيْهِ مَعَ ذَلِك: إِنَّمَا الْخطْبَة بعد الصَّلَاة، وَأَن ذَلِك قد كَانَ يفعل. قَالَ: فصلى ابْن الزبير قبل الْخطْبَة. وَعَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس، وَعَن جَابر بن عبد الله قَالَا: لم يكن يُؤذن يَوْم الْفطر وَلَا يَوْم الْأَضْحَى. جعل ابْن مَسْعُود هَذَا وَالَّذِي قبله فِي الْأَذَان طرفا من حَدِيث عَطاء فِي وعظ النِّسَاء، وَجمع أَسَانِيد ذَلِك فِي الأول، وَلم يذكر متن الْأَذَان، وَيحْتَمل أَن يفرد ذَلِك من حَدِيث الْأَذَان؛ لِأَنَّهُمَا مَعْنيانِ مُخْتَلِفَانِ، وَلِأَنَّهُمَا أفرداه عَن الأول فِي الْكِتَابَيْنِ. 1006 - الثَّلَاثُونَ: عَن سُلَيْمَان بن أبي مُسلم الْأَحول عَن طَاوس: أَنه سمع ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَامَ من اللَّيْل يتهجد قَالَ: " اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، أَنْت قيم السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ، وَلَك الْحَمد، أَنْت نور السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ، وَلَك الْحَمد، أَنْت ملك السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ، وَلَك الْحَمد، أَنْت الْحق، وَوَعدك الْحق، ولقاؤك حقٌّ، وقولك حقٌّ، وَالْجنَّة حقٌّ، وَالنَّار حقٌّ، والنبيون حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، والساعة حقٌّ. اللَّهُمَّ لَك أسلمت، وَبِك آمَنت، وَعَلَيْك توكلت، وَإِلَيْك أنبت، وَبِك خَاصَمت، وَإِلَيْك حاكمت، فَاغْفِر لي مَا قدمت وَمَا أخرت، وَمَا أسررت وَمَا أعلنت. وَفِي حَدِيث ثَابت بن مُحَمَّد: " وَمَا أَنْت أعلم بِهِ مني. أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت، أَو: لَا إِلَه غَيْرك ". الحديث: 1006 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 وَفِي حَدِيث قبيصَة: " اللَّهُمَّ لَك الْحَمد، أَنْت رب السَّمَوَات وَالْأَرْض " وَفِي رِوَايَة ثَابت بن مُحَمَّد، ومحمودٍ بن غيلَان: " وَلَك الْحَمد، أَنْت رب السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ ". وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة أبي الزبير عَن طَاوس، وَعَن قيس بن سعد عَنهُ بقريب مِمَّا تقدم. قَالَ أَبُو مَسْعُود: فِي حَدِيث قيس بن سعد: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل كبر، ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ لَك الْحَمد، أَنْت قيام السَّمَوَات وَالْأَرْض " قَالَ: ثمَّ ذكره. 1007 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ألْحقُوا الْفَرَائِض بِأَهْلِهَا، فَمَا بَقِي فَهُوَ لأولى رجل ذكر ". وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر: " اقسموا المَال بَين أهل الْفَرَائِض على كتاب الله، فَمَا تركت الْفَرَائِض فَلأولى رجلٍ ذكر ". 1008 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تلقوا الركْبَان، وَلَا يبع حاضرٌ لبادٍ " فَقلت لِابْنِ عَبَّاس: مَا قَوْله: " لَا يبع حاضرٌ لبادٍ "؟ قَالَ: لَا يكون لَهُ سمساراً. 1009 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم احْتجم وَأعْطى الْحجام أجره، واستعط. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: احْتجم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [وَأعْطى الْحجام أجره] وَلَو علم كَرَاهِيَة لم يُعْطه. الحديث: 1007 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من رِوَايَة عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: احْتجم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأعْطى الَّذِي حجمه، وَلَو كَانَ حَرَامًا لم يُعْطه. وَلمُسلم من رِوَايَة الشّعبِيّ عَامر بن شرَاحِيل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: حجم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبدٌ لبني بياضة، فَأعْطَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أجره، وكلم سَيّده فَخفف عَنهُ من ضريبته، وَلَو كَانَ سحتاً لم يُعْطه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1010 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ فِي الذّبْح وَالْحلق وَالرَّمْي والتقديم وَالتَّأْخِير، فَقَالَ: " لَا حرج ". وَأخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة خَالِد بن مهْرَان الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْأَل يَوْم النَّحْر بمنى فَيَقُول " لَا حرج ". فَسَأَلَهُ رجلٌ فَقَالَ: حلقت قبل أَن أذبح. قَالَ: " اذْبَحْ وَلَا حرج " قَالَ: رميت بَعْدَمَا أمسيت. فَقَالَ: " لَا حرج ". وَعند البُخَارِيّ من رِوَايَة عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَمَّن حلق قبل أَن يذبح، وَنَحْوه، فَقَالَ: " لَا حرج، لَا حرج ". وَفِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رجلٌ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: زرت قبل أَن أرمي. قَالَ: " لَا حرج ". قَالَ: حلقت قبل أَن أذبح. قَالَ: " لَا حرج " قَالَ: " ذبحت قبل أَن أرمي " قَالَ: " لَا حرج ". الحديث: 1010 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 وَعِنْده من حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ فِي حجَّته عَن الذّبْح قبل الرَّمْي، وَعَن الْحلق قبل الذّبْح، فَأَوْمأ بِيَدِهِ، قَالَ: " لَا حرج ". وَأخرج البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عبد الله بن خثيم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فِي الْحلق وَالرَّمْي، فَقَالَ: " لَا حرج ". 1011 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: رخص للحائض أَن تنفر إِذا حَاضَت. وَكَانَ ابْن عمر يَقُول فِي أول أمره: إِنَّهَا لَا تنفر، ثمَّ سمعته يَقُول: تنفر؛ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص لَهُنَّ. وَلَفظ حَدِيث سعيد بن مَنْصُور أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَمر النَّاس أَن يكون آخر عَهدهم بِالْبَيْتِ إِلَّا أَنه خفف عَن الْمَرْأَة الْحَائِض. وَعند مُسلم من رِوَايَة الْحسن بن مُسلم عَن طَاوس قَالَ: كنت مَعَ ابْن عَبَّاس وَقَالَ لَهُ زيد بن ثَابت: تُفْتِي أَن تصدر الْحَائِض قبل أَن يكون آخر عهدها بِالْبَيْتِ؟ فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس: إِمَّا لَا، فسل فُلَانَة الْأَنْصَارِيَّة، هَل أمرهَا بذلك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَرجع زيد إِلَى ابْن عَبَّاس يضْحك وَهُوَ يَقُول: مَا أَرَاك إِلَّا قد صدقت. وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث قَتَادَة وَأَيوب وخَالِد الْحذاء عَن عِكْرِمَة: أَن أهل الْمَدِينَة سَأَلُوا ابْن عَبَّاس عَن امْرَأَة طافت ثمَّ حَاضَت. قَالَ لَهُم: تنفر. قَالُوا: لَا نَأْخُذ بِقَوْلِك وَنَدع قَول زيد. قَالَ: إِذا قدمتم الْمَدِينَة فَسَلُوا. فقدموا الْمَدِينَة فسألوا، الحديث: 1011 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 فَكَانَ فِيمَن سَأَلُوا أم سليم، فَذكرت حَدِيث صَفِيَّة. يَعْنِي فِي الْإِذْن لَهَا بِأَن تنفر. @ 1012 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانُوا يرَوْنَ أَن الْعمرَة فِي أشهر الْحَج من أفجر الْفُجُور فِي الأَرْض، وَكَانُوا يسمون الْمحرم صفر. وَيَقُولُونَ: إِذا برأَ الدبر، وَعَفا الْأَثر، وانسلخ صفر، حلت الْعمرَة لمن اعْتَمر. قَالَ: فَقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه صَبِيحَة رابعةٍ مهلين بِالْحَجِّ، فَأَمرهمْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يجعلوها عمْرَة، فتعاظم ذَلِك عِنْدهم، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أَي الْحل؟ قَالَ: " الْحل كُله ". قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: قَالَ لنا سُفْيَان: كَانَ عَمْرو يَقُول: إِن هَذَا الحَدِيث لَهُ شَأْن. وَأَخْرَجَا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث أبي الْعَالِيَة الْبَراء، قيل: اسْمه زِيَاد، وَقيل: كُلْثُوم بن فَيْرُوز، عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه لصبح رابعةٍ يلبون بِالْحَجِّ، فَأَمرهمْ أَن يجعلوها عمْرَة، إِلَّا من مَعَه هدي. وَفِي حَدِيث نصر بن عَليّ: أهل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَجِّ فَقدم لأَرْبَع مضين من ذِي الْحجَّة، فصلى الصُّبْح، وَقَالَ حِين صلى الصُّبْح: " من شَاءَ أَن يَجْعَلهَا عمْرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 فليجعلها عمْرَة "، وَمِنْهُم من قَالَ: فصلى الصُّبْح بالبطحاء. . وَمِنْهُم من قَالَ: بِذِي طوى. وَعند مُسلم من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذِه عمرةٌ استمتعنا بهَا، فَمن لم يكن مَعَه الْهَدْي فليحل الْحل كُله، فَإِن الْعمرَة قد دخلت فِي الْحَج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". 1013 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله بن أبي يزِيد الْمَكِّيّ عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى الْخَلَاء، فَوضعت لَهُ وضُوءًا، فَلَمَّا خرج قَالَ: " من وضع هَذَا؟ " فَأخْبر. فِي كتاب مُسلم قَالَ: " اللَّهُمَّ فقهه " وَفِي كتاب البُخَارِيّ قَالَ: " اللَّهُمَّ فقهه فِي الدّين ". وَحكى أَبُو مَسْعُود قَالَ: اللَّهُمَّ فقهه فِي الدّين، وَعلمه التَّأْوِيل "، وَلم أَجِدهُ فِي الْكِتَابَيْنِ. وروى البُخَارِيّ من حَدِيث الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: ضمني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى صَدره وَقَالَ: اللَّهُمَّ علمه الْحِكْمَة " وَفِي رِوَايَة وهيب: " علمه الْكتاب ". 1014 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن أبي يزِيد أَنه سمع ابْن عَبَّاس وَسُئِلَ عَن صِيَام عَاشُورَاء، فَقَالَ مَا علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَامَ يَوْمًا يطْلب فَضله على الْأَيَّام إِلَّا هَذَا الْيَوْم، وَلَا شهرا إِلَّا هَذَا الشَّهْر، يَعْنِي رَمَضَان. الحديث: 1013 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 وَفِي حَدِيث عبيد الله بن مُوسَى: مَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتحَرَّى صِيَام يَوْم فَضله على غَيره إِلَّا هَذَا الْيَوْم - يَوْم عَاشُورَاء، وَهَذَا الشَّهْر يَعْنِي شهر رَمَضَان. 1015 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله بن أبي يزِيد أَنه سمع ابْن عَبَّاس يَقُول: أَنا مِمَّن قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْمزْدَلِفَة فِي ضعفة أَهله. قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي هَذِه التَّرْجَمَة: وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد: بعثنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الثّقل من جمع بليلٍ، ورمينا قبل أَن يأتينا النَّاس. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود: وَفِي حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد بن سُفْيَان: كنت أَنا وَأمي من الْمُسْتَضْعَفِينَ. ذكره مَعَ هَذَا الحَدِيث فِيمَن قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة الْمزْدَلِفَة. وَقَوله: كنت أَنا وَأمي من الْمُسْتَضْعَفِينَ. إِنَّمَا هُوَ فِي أَمر الْهِجْرَة، وكونهم بِمَكَّة ممنوعين من الْخُرُوج. وَإِنَّمَا ذكره البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء لذَلِك، وَقرن مَعَه مَا أخرجه من حَدِيث أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس: تَلا ابْن عَبَّاس: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الرِّجَال وَالنِّسَاء} [النِّسَاء] ، فَقَالَ: كنت أَنا وَأمي مِمَّن عذر الله. وَهُوَ فِي أَفْرَاده. وَقد رُوِيَ من حَدِيث سُفْيَان عَن عبيد الله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كنت أَنا وَأمي من الْمُسْتَضْعَفِينَ، أَنا من الْولدَان، وَأمي من النِّسَاء، وَلم يذكر البُخَارِيّ هَذَا اللَّفْظ فِي كتاب " الْحَج " أصلا. وَأما مُسلم فَلَيْسَ هَذَا اللَّفْظ فِيمَا أخرجه. والمستضعف غير الضَّعِيف. الحديث: 1015 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 1016 - الْأَرْبَعُونَ: عَن أبي معبد مولى ابْن عَبَّاس - واسْمه نَافِذ - عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما بعث معَاذًا إِلَى الْيمن قَالَ: " إِنَّك تقدم على قومٍ أهل كتاب، فَلْيَكُن أول مَا تدعوهم إِلَيْهِ عبَادَة الله عز وَجل، فَإِذا عرفُوا الله فَأخْبرهُم أَن الله قد فرض عَلَيْهِم خمس صلواتٍ فِي يومهم وليلتهم، فَإِذا فعلوا فَأخْبرهُم أَن الله قد فرض عَلَيْهِم زَكَاة تُؤْخَذ من أَمْوَالهم وَترد على فقرائهم، فَإِذا أطاعوا بهَا فَخذ مِنْهُم، وتوق كرائم أَمْوَالهم ". زَاد فِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك ووكيع: " وَاتَّقِ دَعْوَة الْمَظْلُوم، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَينه وَبَين الله حجابٌ ". رِوَايَات البُخَارِيّ كلهَا هَكَذَا على أَنه من مُسْند ابْن عَبَّاس، وَكَذَلِكَ عِنْد مُسلم فِي رِوَايَته عَن ابْن أبي عمر وَعبد بن حميد. وَأما فِي رِوَايَته عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَأبي كريب وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن وَكِيع، فَإِن هَؤُلَاءِ قَالُوا فِيهِ: عَن أبي معبد عَن ابْن عَبَّاس عَن معَاذ بن جبل قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنَّك تَأتي قوما من أهل الْكتاب، فادعهم إِلَى شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله ... . " وَذكر الحَدِيث بِنَحْوِهِ. وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يخرج فِي أَفْرَاد مُسلم لذكره إِيَّاه وَحده عَن ابْن عَبَّاس عَن معَاذ، وَلَكِن أوردناه كَمَا أوردهُ أَبُو مَسْعُود، وَنَبَّهنَا عَلَيْهِ. 1017 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي معبدٍ عَن ابْن عَبَّاس: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب، يَقُول: " لَا يخلون رجلٌ بامرأةٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو محرمٍ، وَلَا تُسَافِر الْمَرْأَة إِلَّا مَعَ ذِي محرم " فَقَامَ رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن امْرَأَتي خرجت حَاجَة، وَإِنِّي اكتتبت فِي غَزْوَة كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " انْطلق فحج مَعَ امْرَأَتك ". 1018 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي معبدٍ عَن ابْن عَبَّاس: أَن رفع الصَّوْت بِالذكر حِين ينْصَرف النَّاس من الْمَكْتُوبَة كَانَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: كنت أعلم إِذا انصرفوا بذلك إِذا سمعته. الحديث: 1016 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: مَا كُنَّا نَعْرِف انْقِضَاء صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا بِالتَّكْبِيرِ. قَالَ عَمْرو: وَأَخْبرنِي بِهِ أَبُو معبد، ثمَّ أنكرهُ بعد. 1019 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: فِي قيام اللَّيْل: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة لَيْلَة، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من اللَّيْل فَتَوَضَّأ من شن مُعَلّق وضُوءًا خَفِيفا، يخففه عَمْرو ويقلله - وَقَامَ يُصَلِّي، قَالَ: فَقُمْت فَتَوَضَّأت نَحوا مِمَّا تَوَضَّأ، ثمَّ جِئْت فَقُمْت عَن يسَاره، وَرُبمَا قَالَ سُفْيَان: عَن شِمَاله، فحولني فجعلني عَن يَمِينه، ثمَّ صلى مَا شَاءَ الله، ثمَّ اضْطجع فَنَامَ حَتَّى نفخ، ثمَّ أَتَاهُ الْمُنَادِي فآذنه بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ مَعَه إِلَى الصَّلَاة فصلى الصُّبْح وَلم يتَوَضَّأ. قَالَ سُفْيَان، وَهَذَا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاصَّة؛ لِأَنَّهُ بلغنَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تنام عَيناهُ وَلَا ينَام قلبه. وَفِي رِوَايَة ابْن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان قَالَ: قُلْنَا لعَمْرو: إِن نَاسا يَقُولُونَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تنام عينه وَلَا ينَام قلبه. فَقَالَ عَمْرو: سَمِعت عبيد بن عُمَيْر يَقُول: رُؤْيا الْأَنْبِيَاء وَحي، ثمَّ قَرَأَ: {إِنِّي أرى فِي الْمَنَام أَنِّي أذبحك} [سُورَة الصافات] . وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة شريك بن عبد الله بن أبي نمر الْقرشِي عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بت فِي بَيت مَيْمُونَة، فَتحدث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَهله سَاعَة ثمَّ رقد، فَلَمَّا كَانَ ثلث اللَّيْل الآخر قعد، فَنظر إِلَى السَّمَاء فَقَالَ: {إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار لآيَات لأولي الْأَلْبَاب} [سُورَة آل عمرَان] ، ثمَّ قَامَ فَتَوَضَّأ، واستن، فصلى إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، ثمَّ أذن فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ خرج. الحديث: 1019 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 وَفِي رِوَايَة أبي بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنه قَالَ: رقدت فِي بَيت مَيْمُونَة لَيْلَة كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْدهَا، لأنظر كَيفَ صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَتحدث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَهله سَاعَة، ثمَّ رقد ... الحَدِيث. وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة مخرمَة بن سُلَيْمَان الْأَسدي عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس أَنه أخبرهُ عَن ابْن عَبَّاس: أَنه بَات عِنْد مَيْمُونَة أم الْمُؤمنِينَ - وَهِي خَالَته - فِي رِوَايَة ابْن مهْدي عَن مَالك قَالَ: فَقلت: لأنظرن إِلَى صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فطرحت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسَادَة - وَفِي حَدِيث عبد الله بن يُوسُف قَالَ: فاضطجعت على عرض الوسادة. واضطجع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَهله فِي طولهَا فَنَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى انتصف اللَّيْل أَو قبله بِقَلِيل أَو بعده بِقَلِيل، ثمَّ اسْتَيْقَظَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَلَسَ يمسح النّوم عَن وَجهه بيدَيْهِ، ثمَّ قَرَأَ الْعشْر الْآيَات الْخَوَاتِم من سُورَة آل عمرَان، ثمَّ قَامَ إِلَى شن معلقةٍ، فَتَوَضَّأ مِنْهَا وَأحسن وضوءه، ثمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقَالَ عبد الله بن عَبَّاس: فَقُمْت فصنعت مثل مَا صنع، ثمَّ ذهب، فَقُمْت إِلَى جنبه، فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده الْيُمْنَى على رَأْسِي، وَأخذ بأذني الْيُمْنَى يفتلها، فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ أوتر، ثمَّ اضْطجع حَتَّى جَاءَ الْمُؤَذّن، فَقَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين، ثمَّ خرج فصلى الصُّبْح. وَفِي حَدِيث عبد ربه بن سعيد عَن مخرمَة عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: نمت عِنْد مَيْمُونَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْدهَا تِلْكَ اللَّيْلَة، فَتَوَضَّأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قَامَ فصلى، فَقُمْت عَن يسَاره، فأخذني فجعلني عَن يَمِينه، فصلى فِي تِلْكَ اللَّيْلَة ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، ثمَّ نَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى نفخ، وَكَانَ إِذا نَام نفخ، ثمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذّن، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 فَخرج فصلى وَلم يتَوَضَّأ قَالَ عَمْرو بن الْحَارِث: فَحدثت بِهِ بكير بن الْأَشَج فَقَالَ: حَدثنِي كريبٌ بذلك. وَفِي حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن مخرمَة قَالَ: بت لَيْلَة عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة بنت الْحَارِث، فَقلت لَهَا: إِذا قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأيقظيني، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقُمْت إِلَى جنبه الْأَيْسَر، فَأخذ بيَدي فجعلني من شقَّه الْأَيْمن، فَجعلت إِذا أغفيت يَأْخُذ بشحمة أُذُنِي، قَالَ: فصلى إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، ثمَّ احتبى حَتَّى إِنِّي لأسْمع نَفسه رَاقِدًا، فَلَمَّا تبين لَهُ الْفجْر صلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من رِوَايَة سَلمَة بن كهيل عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بت عِنْد مَيْمُونَة، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأتى حَاجته، ثمَّ غسل وَجهه وَيَديه، ثمَّ نَام، ثمَّ قَامَ فَأتى الْقرْبَة فَأطلق شناقها، ثمَّ تَوَضَّأ وضُوءًا بَين الوضوءين، لم يكثر، وَقد أبلغ، ثمَّ قَامَ فصلى، فَقُمْت كَرَاهِيَة أَن يرى أَنِّي كنت أتقيه، فَتَوَضَّأت، وَقَامَ يُصَلِّي فَقُمْت عَن يسَاره، فَأخذ بيَدي، فأدارني عَن يَمِينه، فتتامت صلَاته ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، ثمَّ اضْطجع، فَنَامَ حَتَّى نفخ، وَكَانَ إِذا نَام نفخ، فَأَتَاهُ بلالٌ فآذنه بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ فصلى وَلم يتَوَضَّأ، وَكَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ: " اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا، وَفِي بَصرِي نورا، وَفِي سَمْعِي نورا، وَعَن يَمِيني نورا، وَعَن يساري نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وأمامي نورا، وَخَلْفِي نورا، وَاجعَل لي نورا ". قَالَ كريب: وَسبع فِي التابوت، فَلَقِيت رجلا من ولد الْعَبَّاس، فَحَدثني بِهن، فَذكر عصبي، ولحمي، وَدمِي، وشعري، وبشري، وَذكر خَصْلَتَيْنِ. هَذَا لفظ حَدِيث الثَّوْريّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 وَفِي حَدِيث عبد الله بن هَاشم فِي آخِره: " وَعظم لي نورا " بدل قَوْله: " وَاجعَل لي نورا " وَفِيه: كَرَاهِيَة أَن يرى أَنِّي كنت أنتبه لَهُ. وَفِي رِوَايَة ابْن الْمَدِينِيّ: كَرَاهِيَة أَن يرى أَنِّي كنت أتقيه. وَقيل: مَعْنَاهُ أنتظره. وَعند البرقاني: كَرَاهِيَة أَن يرى أَنِّي كنت أرتقبه. وأظن أَن هَذَا هُوَ الصَّحِيح، وَالله أعلم. وَقد صَحَّ أَيْضا الأول فِي حَيْثُ اللُّغَة. وَأول حَدِيث شُعْبَة: بت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة، فَبَقيت - وَفِي رِوَايَة: فرقبت، وَفِي حَاشِيَة كتاب البرقاني بِخَطِّهِ: فرمقت كَيفَ يُصَلِّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَذكر نَحوه إِلَى أَن قَالَ: ثمَّ نَام حَتَّى نفخ، وَكُنَّا نعرفه إِذا نَام بنفخه، ثمَّ خرج إِلَى الصَّلَاة فصلى، فَجعل يَقُول فِي صلَاته، أَو فِي سُجُوده: " اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا، وَفِي سَمْعِي نورا، وَفِي بَصرِي نورا، وَعَن يَمِيني نورا، وَعَن شمَالي نورا، وأمامي نورا، وَخَلْفِي نورا، وفوقي نورا، وتحتي نورا، وَاجعَل لي نورا - أَو قَالَ: واجعلني نورا ". وَلم يذكر: فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس. وَفِي حَدِيث النَّضر بن شُمَيْل نَحوه، وَقَالَ: " اجْعَلنِي نورا " وَلم يشك. وَفِي حَدِيث عقيل: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليلتئذٍ تسع عشرَة كلمة، قَالَ سَلمَة حدثنيها كريب، فَحفِظت مِنْهَا اثْنَتَيْ عشرَة ونسيت مَا بَقِي، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اللَّهُمَّ اجْعَل لي فِي قلبِي نورا، وَفِي لساني نورا، وَفِي سَمْعِي نورا، وَفِي بَصرِي نورا، وَمن فَوقِي نورا، وَمن تحتي نورا، وَعَن يَمِيني نورا، وَعَن شمَالي نورا، وَمن بَين يَدي نورا، وَمن خَلْفي نورا، وَاجعَل لي فِي نَفسِي نورا، وَأعظم لي نورا ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 وَفِي رِوَايَة سعيد بن مَسْرُوق عَن سَلمَة قَالَ: " بت عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة ... " فاقتص الحَدِيث وَلم يذكر غسل الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ، غير أَنه قَالَ: أَتَى الْقرْبَة فَحل شناقها فَتَوَضَّأ وضُوءًا بَين الوضوءين، ثمَّ أَتَى فرَاشه فَنَامَ، ثمَّ قَامَ قومة أُخْرَى، فَأتى الْقرْبَة، فَحل شناقها، ثمَّ تَوَضَّأ وضُوءًا هُوَ الْوضُوء، وَقَالَ " ... أعظم لي نورا " وَلم يذ كرّ " واجعلني نورا ". وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث عبد الله بن سعيد بن جُبَير عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بت عِنْد خَالَتِي، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل، فَقُمْت أُصَلِّي مَعَه، فَقُمْت عَن يسَاره، فَأخذ برأسي فأقامني عَن يَمِينه. لم يزدْ. وَأخرجه من حَدِيث الحكم عَن سعيد بن جُبَير أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: بت فِي بَيت خَالَتِي مَيْمُونَة بنت الْحَارِث زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَتهَا، فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشَاء، ثمَّ جَاءَ إِلَى منزله فصلى أَربع رَكْعَات ثمَّ نَام، ثمَّ قَامَ، ثمَّ قَالَ: " نَام الغليم " أَو كلمة تشبهها، ثمَّ قَامَ فَقُمْت عَن يسَاره، فجعلني عَن يَمِينه، فصلى خمس رَكْعَات، ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ نَام حَتَّى سَمِعت غَطِيطه أَو خطيطه، ثمَّ خرج إِلَى الصَّلَاة. لم يزدْ. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بت عِنْد مَيْمُونَة بنت الْحَارِث خَالَتِي، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْدهَا فِي لَيْلَتهَا، قَالَ: فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل، فَقُمْت عَن يسَاره، قَالَ: فَأخذ بذؤابتي فجعلني من يَمِينه، وَفِي حَدِيث النَّاقِد: أَو برأسي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 وَأخرجه من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ قَالَ: قُمْت لَيْلَة أُصَلِّي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقُمْت عَن يسَاره، فَقَامَ بِيَدِهِ من وَرَائه فَأخذ بيَدي أَو بعضدي حَتَّى أقامني عَن يَمِينه. وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بت ذَات لَيْلَة عِنْد خَالَتِي مَيْمُونَة، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي مُتَطَوعا من اللَّيْل، فَقَامَ إِلَى الْقرْبَة فَتَوَضَّأ، وَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْت، فَلَمَّا رَأَيْته صنع ذَلِك، فَتَوَضَّأت من الْقرْبَة، ثمَّ قُمْت إِلَى شقَّه الْأَيْسَر، فَأخذ بيَدي من وَرَاء ظَهره يعدلني كَذَلِك من وَرَاء ظَهره إِلَى الشق الْأَيْمن. قلت: أَفِي تطوع كَانَ ذَلِك؟ قَالَ: نعم. وَفِي حَدِيث قيس بن سعد عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بَعَثَنِي الْعَبَّاس إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي بَيت خَالَتِي مَيْمُونَة، فَبت مَعَه فِي تِلْكَ اللَّيْلَة، فَقَامَ يُصَلِّي من اللَّيْل، فَقُمْت فِي يسَاره، فتناولني من خلف ظَهره فجعلني عَن يَمِينه. لم يزدْ. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه: أَنه رقد عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فَاسْتَيْقَظَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأ وَهُوَ يَقُول: {إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار لآيَات لأولي الْأَلْبَاب} فَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الْآيَات حَتَّى ختم السُّورَة، ثمَّ قَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ أَطَالَ فيهمَا الْقيام وَالرُّكُوع وَالسُّجُود، ثمَّ انْصَرف فَنَامَ حَتَّى نفخ، ثمَّ فعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات: سِتّ رَكْعَات، كل ذَلِك يستاك وَيتَوَضَّأ وَيقْرَأ هَؤُلَاءِ الْآيَات، ثمَّ أوتر بِثَلَاث. فَأذن الْمُؤَذّن، فَخرج إِلَى الصَّلَاة وَهُوَ يَقُول: " اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا، وَفِي لساني نورا، وَاجعَل فِي سَمْعِي نورا، وَاجعَل فِي بَصرِي نورا، وَاجعَل من خَلْفي نورا، وَمن أَمَامِي نورا، وَاجعَل من فَوقِي نورا، وَمن تحتي نورا، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي نورا ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي المتَوَكل عَليّ بن دَاوُد النَّاجِي: أَن ابْن عَبَّاس حَدثهُ أَنه بَات عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة، فَقَامَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من آخر اللَّيْل فَنظر إِلَى السَّمَاء، ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة فِي آل عمرَان: {إِن فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار لآيَات لأولي الْأَلْبَاب} حَتَّى بلغ: {فقنا عَذَاب النَّار} ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْت فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأ، ثمَّ قَامَ فصلى، ثمَّ اضْطجع، ثمَّ قَامَ فَخرج ينظر إِلَى السَّمَاء، ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة، ثمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ، فَتَوَضَّأ، ثمَّ قَامَ فصلى. 1020 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد - وَاسم أبي الْجَعْد رَافع، عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو أَن أحدهم إِذا أَرَادَ أَن يَأْتِي أَهله قَالَ: بِسم الله، اللَّهُمَّ جنبنا الشَّيْطَان، وجنب الشَّيْطَان مَا رزقتنا، فَإِنَّهُ إِن يقدر بَينهمَا ولدٌ فِي ذَلِك، لم يضرّهُ الشَّيْطَان أبدا ". وَمن الروَاة من قَالَ: لَو أَن أحدكُم إِذا أَتَى أَهله قَالَ: بِسم الله " وَمِنْهُم من قَالَ: " لَو أَن أحدهم يَقُول حِين يَأْتِي أَهله: بِسم الله ... " ثمَّ ذكر نَحوه. 1021 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُجَاهِد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نصرت بالصبا وأهلكت عادٌ بالدبور ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مَسْعُود بن مَالك عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس مُسْندًا. @ 1022 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُجَاهِد أَنه سمع ابْن عَبَّاس وَذكروا لَهُ الحديث: 1020 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 الدَّجَّال، بَين عَيْنَيْهِ كَافِر، أَو: ك ف ر - قَالَ: لم أسمعهُ قَالَ ذَلِك، وَلكنه قَالَ: " أما إِبْرَاهِيم فانظروا إِلَى صَاحبكُم، وَأما مُوسَى فجعد آدم، على جمل أَحْمَر مَخْطُوم بخلبة، كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ انحدر فِي الْوَادي " هَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن عون عَن مُجَاهِد لَهما. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي " أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء " عَن مُحَمَّد بن كثير عَن إِسْرَائِيل عَن عُثْمَان بن الْمُغيرَة عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر. وَمتْن هَذَا الحَدِيث فِي كتاب البُخَارِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " رَأَيْت عِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم، فَأَما عِيسَى فأحمر جعدٌ عريض الصَّدْر، وَأما مُوسَى فآدم جسيم سبط، كَأَنَّهُ من رجال الزط " زَاد البرقاني فِي رِوَايَته من حَدِيث إِسْرَائِيل: فَقيل لَهُ: وَإِبْرَاهِيم؟ قَالَ: " شَبيه صَاحبكُم " وَلَيْسَ ذَلِك عِنْد البُخَارِيّ فِيهِ. ثمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُود: هَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ فِي جَمِيع الرِّوَايَات عَن ابْن عمر. وَخَالف أَصْحَاب مُحَمَّد بن كثير وَأَصْحَاب إِسْرَائِيل لأَنهم قَالُوا كلهم: عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس. وَقد أَخْرجَاهُ جَمِيعًا من رِوَايَة أبي الْعَالِيَة الريَاحي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ فَقَالَ: " مُوسَى آدم طوال كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة ". وَقَالَ: " عِيسَى جعدٌ مَرْبُوع " وَذكر مَالِكًا خَازِن النَّار، وَذكر الدَّجَّال. زَاد فِي رِوَايَة شُعْبَة وَسَعِيد وشيبان عَن قَتَادَة: " وَرَأَيْت عِيسَى ابْن مَرْيَم مَرْبُوع الْخلق، إِلَى الْحمرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 وَالْبَيَاض، سبط الرَّأْس، وَرَأَيْت مَالِكًا خَازِن النَّار، والدجال فِي آياتٍ أراهن الله إِيَّاه {فَلَا تكن فِي مرية من لِقَائِه} [سُورَة السَّجْدَة] . وَفِي حَدِيث شَيبَان: وَكَانَ قَتَادَة يُفَسِّرهَا: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد لَقِي مُوسَى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث دَاوُد بن أبي هِنْد من رِوَايَة هشيم عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بوادي الْأَزْرَق فَقَالَ: " أَي وادٍ هَذَا؟ " قَالُوا: هَذَا وَادي الْأَزْرَق. قَالَ: " كَأَنِّي أنظر إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام هابطاً من الثَّنية وَله جؤار إِلَى الله بِالتَّلْبِيَةِ " ثمَّ أَتَى على ثنية هرشى فَقَالَ: " أَي ثنيةٍ هَذِه؟ " قَالُوا: ثنية هرشى، فِي حَدِيث ابْن أبي عدي: قَالَ: " كَأَنِّي أنظر إِلَى يُونُس بن مَتى عَلَيْهِ السَّلَام على ناقةٍ حَمْرَاء جعدةٍ، عَلَيْهِ جبةٌ من صوف، خطام نَاقَته خلبةٌ، وَهُوَ يُلَبِّي ". قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِي حَدِيثه: قَالَ هشيم: يَعْنِي لِيف. وَفِي حَدِيث ابْن أبي عدي عَن دَاوُد فِي ذكر مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام: " وَاضِعا إصبعيه فِي أُذُنَيْهِ "، وَفِي ذكر يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام: " خطام نَاقَته لِيف خلبةٍ، ماراً بِهَذَا الْوَادي ملبياً ". 1023 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَقِي ناسٌ من الْمُسلمين رجلا فِي غنيمَة لَهُ، فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ، وَأخذُوا تِلْكَ الْغَنِيمَة، فَنزلت: {وَلَا تَقولُوا لمن ألْقى إِلَيْكُم السّلم لست مُؤمنا} [سُورَة النِّسَاء] ، وَقرأَهَا ابْن عَبَّاس {السَّلَام} . الحديث: 1023 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 1024 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أكل احدكم طَعَاما فَلَا يمسح يَده حَتَّى يلعقها أَو يلعقها ". @ 1025 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِنَّمَا سعى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة ليري الْمُشْركين قوته. وَقد أخرجَا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث سعيد بن جُبَير من رِوَايَة أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قدم الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه مَكَّة وَقد وهنتهم حمى يثرب، فَقَالَ الْمُشْركُونَ: إِنَّه يقدم عَلَيْكُم غَدا قومٌ قد وهنتهم الْحمى، ولقوا مِنْهَا شدَّة، فجلسوا مِمَّا يَلِي الْحجر، وَأمرهمْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يرملوا ثَلَاثَة أَشْوَاط، ويمشوا مَا بَين الرُّكْنَيْنِ ليرى الْمُشْركُونَ جلدهمْ. فَقَالَ الْمُشْركُونَ: هَؤُلَاءِ الَّذين زعمتم أَن الْحمى قد وهنتهم، هَؤُلَاءِ أجلد من كَذَا وَكَذَا. قَالَ ابْن عَبَّاس: وَلم يمنعهُ أَن يَأْمُرهُم أَن يرملوا الأشواط كلهَا إِلَّا للإبقاء عَلَيْهِم. قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعامه الَّذِي استأمن فِيهِ قَالَ: " ارملوا " ليرى الْمُشْركُونَ قوتهم. وَالْمُشْرِكُونَ من قبل قعيقعان. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي الطُّفَيْل عَن ابْن عَبَّاس مَعَ حكمٍ آخر فِي الرّكُوب، يَجِيء فِي أَفْرَاد مُسلم. 1026 - الْخَمْسُونَ: عَن عَمْرو عَن عَطاء قَالَ: أعتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعشاء، فَخرج عمر فَقَالَ: الصَّلَاة يَا رَسُول الله، رقد النِّسَاء وَالصبيان. فَخرج وَرَأسه يقطر، الحديث: 1024 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 يَقُول: " لَوْلَا أَن أشق على أمتِي أَو على النَّاس - وَقَالَ سُفْيَان مرّة: على النَّاس - لأمرتهم بِالصَّلَاةِ هَذِه السَّاعَة " كَذَا فِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة. وَقَالَ: قَالَ ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أخر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الصَّلَاة، وَذكره. . وَفِيه: فَخرج وَهُوَ يمسح المَاء عَن شقَّه يَقُول: " إِنَّه للْوَقْت لَوْلَا أَن أشق على أمتِي ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر: قَالَ: حَدثنَا معنٌ عَن مُحَمَّد بن مُسلم عَن عَمْرو عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج قَالَ: حَدثنِي نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شغل عَنْهَا لَيْلَة فأخرها حَتَّى رقدنا فِي الْمَسْجِد، ثمَّ استيقظنا، ثمَّ رقدنا، ثمَّ استيقظنا، ثمَّ خرج علينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قَالَ: " لَيْسَ أحدٌ من أهل الأَرْض ينْتَظر الصَّلَاة غَيْركُمْ ". وَكَانَ ابْن عمر لَا يُبَالِي أقدمها أم أَخّرهَا إِذا كَانَ لَا يخْشَى أَن يغلبه النّوم عَن وَقتهَا، وَقل مَا كَانَ يرقد قبلهَا قَالَ ابْن جريج: قلت لعطاء. وَقَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: أعتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة بالعشاء حَتَّى رقد النَّاس واستيقظوا، ورقدوا واستيقظوا. فَقَامَ عمر فَقَالَ: الصَّلَاة. قَالَ عَطاء: قَالَ ابْن عَبَّاس: فَخرج نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ الْآن - يقطر رَأسه مَاء، وَاضِعا يَده على رَأسه، فَقَالَ " لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لأمرتهم أَن يصلوها هَكَذَا ". قَالَ: فاستثبت عَطاء: كَيفَ وضع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رَأسه يَده كَمَا أنبأه ابْن عَبَّاس؟ فبدد لي عطاءٌ بَين أَصَابِعه شَيْئا من تبديدٍ، ثمَّ وضع أَطْرَاف أَصَابِعه على قرن الرَّأْس، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 ثمَّ ضمهَا يمرها كَذَلِك على الرَّأْس، حَتَّى مست إبهامه طرف الْأذن مِمَّا يَلِي الْوَجْه على الصدغ وناحية اللِّحْيَة، لَا يقصر وَلَا يبطش إِلَّا كَذَلِك. وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس، وَلم يصله بِحَدِيث نَافِع عَن ابْن عمر، بل ذكره مُفردا مَفْصُولًا مِنْهُ. وَأول حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء عِنْد مُسلم: قَالَ: قلت لعطاء: أَي حِين أحب إِلَيْك أَن أُصَلِّي الْعشَاء الَّتِي يَقُول لَهَا النَّاس الْعَتَمَة إِمَامًا وخلواً؟ فَقَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: أعتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة الْعشَاء، ثمَّ ذكر نَحوا مِمَّا أوردناه من حَدِيث البُخَارِيّ، إِلَى قَوْله: لَا يقصر وَلَا يبطش بشيءٍ إِلَّا كَذَلِك. ثمَّ قَالَ: قلت لعطاء: كم ذكر لَك أَخّرهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليلتئذٍ؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. قَالَ عَطاء: فَأحب إِلَيّ أَن أصليها إِمَامًا وخلواً مؤخرةً كَمَا صلاهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليلتئذٍ، قَالَ: فَإِن شقّ عَلَيْك ذَلِك خلوا أَو على النَّاس فِي الْجَمَاعَة وَأَنت إمَامهمْ، فصلها وسطا لَا مُعجلَة وَلَا مؤخرة، وَلَيْسَت هَذِه الزِّيَادَة من قَول عَطاء عِنْد البُخَارِيّ فِيمَا أخرجه. وَلَفظ حَدِيث ابْن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر الَّذِي أفرده مُسلم بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي مَوضِع قبله: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شغل عَنْهَا لَيْلَة، فأخرها حَتَّى رقدنا فِي الْمَسْجِد ثمَّ استيقظنا، ثمَّ رقدنا ثمَّ استيقظنا، ثمَّ خرج علينا، ثمَّ قَالَ: " لَيْسَ أحدٌ من أهل الأَرْض اللَّيْلَة ينْتَظر الصَّلَاة غَيْركُمْ ". لم يزدْ. وَلَوْلَا أَن البُخَارِيّ قرن حَدِيث أَن عمر بِحَدِيث ابْن عَبَّاس مَا احتجنا إِلَى ذكره هَا هُنَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 1027 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ: قَالَ لي ابْن عَبَّاس: أَلا أريك امْرَأَة من أهل الْجنَّة؟ قلت: بلَى. قَالَ: هَذِه الْمَرْأَة السَّوْدَاء، أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إِنِّي أصرع، وَإِنِّي أتكشف، فَادع الله لي. قَالَ: " إِن شِئْت صبرت وَلَك الْجنَّة، وَإِن شِئْت دَعَوْت الله أَن يعافيك ". قَالَت: أَصْبِر. فَقَالَت: فَإِنِّي أتكشف، فَادع الله أَلا أتكشف. فَدَعَا لَهَا. وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء أَنه رأى أم زفرٍ تِلْكَ الْمَرْأَة الطَّوِيلَة سَوْدَاء على ستر الْكَعْبَة. 1028 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن عَطاء قَالَ: كَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: لَا يطوف بِالْبَيْتِ حاجٌّ وَلَا غير حاجٍّ إِلَّا حل. قلت لعطاء: من أَيْن يَقُول ذَلِك: قَالَ: من قَول الله تَعَالَى: {ثمَّ محلهَا إِلَى الْبَيْت الْعَتِيق} [سُورَة الْحَج] قلت: فَإِن ذَلِك بعد الْمُعَرّف. فَقَالَ: كَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: هُوَ بعد الْمُعَرّف وَقَبله، كَانَ يَأْخُذ ذَلِك من أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أَمرهم أَن يحلوا فِي حجَّة الْوَدَاع. وَعند مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي حسان الْأَعْرَج، وَيُقَال لَهُ الأجرد قَالَ: قَالَ رجلٌ من بني الهجيم لِابْنِ عَبَّاس: مَا هَذِه الْفتيا الَّتِي قد تشغفت أَو تشغبت بِالنَّاسِ: أَن من طَاف بِالْبَيْتِ فقد حل؟ فَقَالَ: سنة نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن رغمتم. وَفِي حَدِيث همام بن يحيى: قيل لِابْنِ عَبَّاس: إِن هَذَا الْأَمر قد تفشع بِالنَّاسِ، من طَاف بِالْبَيْتِ فقد حل الطّواف عمْرَة، فَقَالَ: سنة نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن رغمتم. 1029 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1027 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 قَالَ لامْرَأَة من الْأَنْصَار يُقَال لَهَا أم سِنَان: " مَا مَنعك أَن تَكُونِي حججْت مَعنا؟ " قَالَت: ناضحان كَانَا لأبي فلَان، زَوجهَا، حج وَابْنه على أَحدهمَا، وَكَانَ الآخر يسْقِي أَرضًا لنا. قَالَ: " فعمرةٌ فِي رَمَضَان تقضي حجَّة - أَو حجَّة معي ". وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد الْقطَّان: " فَإِذا جَاءَ رَمَضَان فاعتمري، فَإِن عمْرَة فِيهِ تعدل حجَّة ". 1030 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَو أَن لِابْنِ آدم مثل وادٍ مَالا لأحب أَن لَهُ إِلَيْهِ مثله، وَلَا يمْلَأ عين ابْن آدم إِلَّا التُّرَاب، وَيَتُوب الله على من تَابَ ". قَالَ ابْن عَبَّاس: فَلَا أَدْرِي من الْقُرْآن هُوَ أم لَا، قَالَ: وَسمعت ابْن الزبير يَقُول ذَلِك على الْمِنْبَر. وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم " لَو كَانَ لِابْنِ آدم واديان من مالٍ لَا بتغى ثَالِثا، وَلَا يمْلَأ جَوف ابْن آدم إِلَّا التُّرَاب، وَيَتُوب الله على من تَابَ ". 1031 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن عَطاء قَالَ: خرجنَا مَعَ ابْن عَبَّاس فِي جَنَازَة مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسرف، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هَذِه زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا رفعتم نعشها فَلَا تزعزعوا وَلَا تزلزلوا وارفقوا، فَإِنَّهُ كَانَ عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسع نسْوَة، فَكَانَ يقسم لثمانٍ وَلَا يقسم لوَاحِدَة. قَالَ عَطاء: وَالَّتِي لَا يقسم لَهَا - بلغنَا - أَنَّهَا صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب. قَالَ عَطاء: كَانَت آخِرهنَّ موتا، مَاتَت بِالْمَدِينَةِ. الحديث: 1031 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 1032 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَيْسَ التحصيب بِشَيْء، إِنَّمَا هُوَ منزلٌ نزله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1033 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل الْكَعْبَة وفيهَا سِتّ سوارٍ، فَقَامَ عِنْد كل سَارِيَة، فَدَعَا وَلم يصل. وَفِي حَدِيث إِسْحَاق بن نصر عَن عبد الرَّزَّاق: لما دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيْت دَعَا فِي نواحيه كلهَا، وَلم يصل حَتَّى خرج مِنْهُ، فَلَمَّا خرج ركع رَكْعَتَيْنِ فِي قبل الْكَعْبَة وَقَالَ: " هَذِه الْقبْلَة ". وَقد رَوَاهُ مُسلم بِنَحْوِهِ من حَدِيث إِسْحَاق بن رَاهْوَيْةِ وَعبد بن حميد عَن مُحَمَّد ابْن بكر، وَقَالَ فِيهِ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس عَن أُسَامَة. 1034 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: مكث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة ثَلَاث عشرَة، وَتُوفِّي وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث هِشَام بن حسان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أنزل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ، فَمَكثَ ثَلَاث عشرَة، ثمَّ أَمر بِالْهِجْرَةِ فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَة، فَمَكثَ بهَا عشر سِنِين، ثمَّ توفّي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي سَلمَة عَن ابْن عَبَّاس وَعَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبث بِمَكَّة عشر سِنِين ينزل عَلَيْهِ الْقُرْآن، وبالمدينة عشرا. وَأخرج مُسلم من حَدِيث عمار بن أبي عمار مولى بني هَاشم قَالَ: سَأَلت ابْن الحديث: 1032 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 عَبَّاس: كم أَتَى لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم مَاتَ؟ قَالَ: مَا كنت أَحسب مثلك من قومه يخفى عَلَيْهِ ذَلِك. قَالَ: قلت: إِنِّي قد سَأَلت النَّاس فَاخْتَلَفُوا عَليّ، فَأَحْبَبْت أَن أعلم قَوْلك فِيهِ. قَالَ: أتحسب؟ قلت: نعم. قَالَ: أمسك أَرْبَعِينَ، بعث لَهَا خمس عشرَة بِمَكَّة يَأْمَن وَيخَاف، وَعشرا مهاجره إِلَى الْمَدِينَة. وَحَدِيث خَالِد الْحذاء مُخْتَصر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي وَهُوَ ابْن خمس وَسِتِّينَ. لم يزدْ. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة: أَقَامَ رَسُول الله بِمَكَّة خمس عشرَة سنة، يسمع الصَّوْت وَيرى الضَّوْء سبع سِنِين، وَلَا يرى شَيْئا، وثمان سِنِين يُوحى إِلَيْهِ. وَأقَام بِالْمَدِينَةِ عشرا. وَلَيْسَ لعمَّار بن أبي عمار فِي مُسْند ابْن عَبَّاس من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار، قَالَ: قلت لعروة: كم لبث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة؟ قَالَ: عشرا. قَالَ: قلت: فَابْن عَبَّاس يَقُول: بضع عشرَة. قَالَ: فغفره وَقَالَ: إِنَّمَا أَخذه من قَول الشَّاعِر يعْنى قَوْله: (ثوى فِي قُرَيْش بضع عشرَة حجَّة ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... . ... ) وَلمُسلم من حَدِيث أبي جَمْرَة نصر بن عمرَان الضبعِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَقَامَ رَسُول الله بِمَكَّة ثَلَاث عشرَة سنة يُوحى إِلَيْهِ، وبالمدينة عشرا، وَمَات وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 1035 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سعيد بن جُبَير من رِوَايَة ابْنه عبد الله عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة، فَرَأى الْيَهُود تَصُوم عَاشُورَاء، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " قَالُوا: يومٌ صالحٌ، نجى الله فِيهِ مُوسَى وَبني إِسْرَائِيل من عدوهم، فصامه مُوسَى. فَقَالَ: " أَنا أَحَق بمُوسَى مِنْكُم " فصامه وَأمر بصيامه. وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن أَيُّوب: فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " مَا هَذَا الْيَوْم الَّذِي تصومونه " قَالُوا: هَذَا يومٌ عظيمٌ، أنجى الله فِيهِ مُوسَى وَقَومه، وغرق فِرْعَوْن وَقَومه، فصامه مُوسَى شكرا لله، فَنحْن نصومه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَنحْن أَحَق وَأولى بمُوسَى مِنْكُم " فصامه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمر بصيامه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي بشر جَعْفَر بن أبي إِيَاس بن أبي وحشية عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس مُسْندًا بِنَحْوِ ذَلِك، وَفِيه: " فَنحْن نصومه تَعْظِيمًا لَهُ ". 1036 - السِّتُّونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب على الْمِنْبَر يَقُول: " إِنَّكُم ملاقو الله حُفَاة عُرَاة غرلًا " زَاد فِي حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره عَن سُفْيَان " مشَاة " فِي أَوله. وَأَخْرَجَا من حَدِيث الْمُغيرَة بن النُّعْمَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بموعظة فَقَالَ: " يَا أَيهَا النَّاس، إِنَّكُم مَحْشُورُونَ إِلَى الله حُفَاة عُرَاة غرلًا {كَمَا بدأنا أول خلق نعيده وَعدا علينا إِنَّا كُنَّا فاعلين} [سُورَة الْأَنْبِيَاء] ، أَلا إِن أول الْخَلَائق يكسى يَوْم الْقِيَامَة إِبْرَاهِيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَلا وَإنَّهُ سيجاء برجالٍ من أمتِي، فَيُؤْخَذ بهم ذَات الشمَال، فَأَقُول: يَا رب، أَصْحَابِي فَيُقَال: إِنَّك الحديث: 1035 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك، فَأَقُول كَمَا قَالَ العَبْد الصَّالح: {وَكنت عَلَيْهِم شَهِيدا مَا دمت فيهم} إِلَى قَوْله: {الْعَزِيز الْحَكِيم} [سُورَة الْمَائِدَة: 117، 118] ، قَالَ: فَيُقَال لي: إِنَّهُم لم يزَالُوا مرتدين على أَعْقَابهم مُنْذُ فَارَقْتهمْ. 1037 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار وَأَيوب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بَيْنَمَا رجلٌ وَاقِف مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَرَفَة، إِذْ وَقع من رَاحِلَته. قَالَ أَيُّوب: فأوقصته، أَو قَالَ: فأقعصته. وَقَالَ عمر: فوقصته. فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " اغسلوه بِمَاء وسدرٍ، وكفنوه فِي ثَوْبَيْنِ، وَلَا تحنطوه، وَلَا تخمروا رَأسه "، قَالَ أَيُّوب: " فَإِن الله يَبْعَثهُ يَوْم الْقِيَامَة ملبياً " وَقَالَ عَمْرو: " يُلَبِّي ". وَمن الروَاة من قَالَ: " فِي ثوبيه ". وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب: نبئت عَن سعيد بن جُبَير ... وَقد روياه بِمَعْنَاهُ من حَدِيث مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر، فَقَالَ: جرير عَن الْمَنْصُور عَن الحكم عَن سعيد، وَقَالَ إِسْرَائِيل عَن مَنْصُور عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس مُسْندًا، وَفِيه: " وَلَا تغطوا وَجهه، وَلَا تقربوه طيبا؛ فَإِنَّهُ يبْعَث يُلَبِّي " وَفِي حَدِيث جرير: " يهل " وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي بشر جَعْفَر بن أبي وحشيه الْيَشْكُرِي عَن سعيد بن جُبَير بِنَحْوِهِ وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن أبي بشر: خارجٌ رَأسه وَوَجهه، فَإِنَّهُ يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة ملبياً. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي الزبير عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: قَالَ ابْن الحديث: 1037 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 عَبَّاس: وقصت رجلا نَاقَته وَهُوَ محرم مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَمرهمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يغسلوه بِمَاء وَسدر، ويكشفوا وَجهه. حسبته قَالَ: وَرَأسه، فَإِنَّهُ يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة وَهُوَ يُلَبِّي. 1038 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن الْقَاسِم بن أبي بزَّة، واسْمه أبي بزَّة نَافِع عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: أَلِمَنْ قتل مُؤمنا مُتَعَمدا من تَوْبَة؟ قَالَ: لَا. فتلوت عَلَيْهِ هَذِه الْآيَة الَّتِي فِي " الْفرْقَان " {وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر وَلَا يقتلُون النَّفس الَّتِي حرم الله} إِلَى آخر الْآيَة. قَالَ: هَذِه آيَة مَكِّيَّة. نسختها آيَة مَدَنِيَّة: {وَمن يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} [النِّسَاء] . وَفِي حَدِيث هِشَام بن يُوسُف أَن سعيد بن جُبَير قَالَ: اخْتلف أهل الْكُوفَة فِي قتل الْمُؤمن، فرحلت فِيهِ إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ: نزلت فِي آخر مَا نزل وَلم ينسخها شيءٌ وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نزلت هَذِه الْآيَة بِمَكَّة: {وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر} إِلَى وَقَوله {مهانا} فَقَالَ الْمُشْركُونَ: وَمَا يُغني عَنَّا الْإِسْلَام وَقد عدلنا بِاللَّه، وَقد قتلنَا النَّفس الَّتِي حرم الله، وأتينا الْفَوَاحِش، فَأنْزل الله تبَارك وَتَعَالَى: {إِلَّا من تَابَ وآمن وَعمل عملا صَالحا} إِلَى آخر الْآيَة [الْفرْقَان] . زَاد فِي حَدِيث أبي النَّصْر: فَأَما من دخل فِي الْإِسْلَام وعقله ثمَّ قتل فَلَا تَوْبَة لَهُ. وَفِي حَدِيث جرير عَن مَنْصُور نَحوه. وَفِي حَدِيث شُعْبَة من رِوَايَة غنْدر عَنهُ، وَمن رِوَايَة عَبْدَانِ بن عُثْمَان عَن أَبِيه عَنهُ عَن مَنْصُور عَن سعيد قَالَ: أَمرنِي عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى أَن أسأَل ابْن عَبَّاس عَن هَاتين الْآيَتَيْنِ: {وَمن يقتل مُؤمنا مُتَعَمدا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} فَسَأَلته فَقَالَ: لم ينسخها شَيْء. الحديث: 1038 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 وَعَن هَذِه الْآيَة: {وَالَّذين لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر وَلَا يقتلُون النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ} قَالَ: نزلت فِي أهل الشّرك. وَفِي رِوَايَة آدم ابْن سعيد قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن قَوْله: {فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّم} قَالَ: لَا تَوْبَة لَهُ. وَعَن قَوْله: {لَا يدعونَ مَعَ الله إِلَهًا آخر} قَالَ: كَانَت هَذِه فِي الْجَاهِلِيَّة. وَفِي حَدِيث جرير عَن مَنْصُور: حَدثنِي سعيد بن جُبَير - أَو قَالَ: حَدثنِي الحكم عَن سعيد. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث الْمُغيرَة بن النُّعْمَان عَن سعيد بن جُبَير بِنَحْوِ حَدِيث هِشَام بن يُوسُف عَن سعيد بن جُبَير. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يعلى بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس بِنَحْوِهِ. 1039 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن عَمْرو بن مرّة عَن سعيد بن جُبَير أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما نزلت {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء] صعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الصَّفَا، فَجعل يُنَادي: " يَا بني فهر، يَا بني عدي " لبطون قُرَيْش، حَتَّى اجْتَمعُوا، فَجعل الرجل إِذا لم يسْتَطع أَن يخرج أرسل رَسُولا لينْظر مَا هُوَ، فجَاء أَبُو لَهب وقريش، فَقَالَ: " أَرَأَيْتكُم لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلاً بالوادي تُرِيدُ أَن تغير عَلَيْكُم، كُنْتُم مصدقي؟ " قَالُوا: نعم، مَا جربنَا عَلَيْك إِلَّا صدقا. قَالَ: " فَإِنِّي نذيرٌ لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد " فَقَالَ أَبُو لَهب: تَبًّا لَك سَائِر الْيَوْم، أَلِهَذَا جمعتنَا؟ ! فَنزلت الحديث: 1039 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 {تبت يدا أبي لَهب وَتب مَا أغْنى عَنهُ مَاله وَمَا كسب} [سُورَة المسد] وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن الْأَعْمَش: (وَقد تب) كَذَا قَرَأَ الْأَعْمَش. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سَلام عَن أبي مُعَاوِيَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج إِلَى الْبَطْحَاء، فَصَعدَ الْجَبَل فَنَادَى: " يَا صَبَاحَاه " فاجتمعت إِلَيْهِ قُرَيْش فَقَالَ: " أَرَأَيْتُم إِن حدثتكم أَن الْعَدو مصبحكم أَو ممسيكم، أَكُنْتُم تصدقوني؟ " قَالُوا: نعم. قَالَ: " فَإِنِّي نَذِير لكم ... " وَذكر نَحوه. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا مُخْتَصرا من حَدِيث حبيب بن أبي ثَابت عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} جعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدعُوهُم قبائل قبائل. لم يزدْ. وَقد أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عُثْمَان بن عَاصِم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: {وجعلناكم شعوبا وقبائل} [سُورَة الحجرات] قَالَ: الشعوب: الْقَبَائِل الْعِظَام. والقبائل: الْبُطُون. 1040 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ قَالَ: كنت عِنْد سعيد بن جُبَير فَقَالَ: أَيّكُم رأى الْكَوْكَب الَّذِي انقض البارحة؟ قلت: أَنا. ثمَّ قلت: أما إِنِّي لم أكن فِي صَلَاة، وَلَكِن لدغت. قَالَ: فَمَاذَا صنعت؟ قلت: استرقيت. قَالَ: مَا حملك على ذَلِك؟ قلت: حَدِيث حَدَّثَنِيهِ الشّعبِيّ. فَقَالَ: وَمَا حَدثكُمْ الشّعبِيّ؟ قلت: حَدثنَا عَن بُرَيْدَة بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ أَنه قَالَ: لَا رقية إِلَّا من عينٍ أَو حمةٍ. فَقَالَ: قد أحسن من انْتهى إِلَى مَا سمع، وَلَكِن حَدثنَا ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عرضت عَليّ الْأُمَم، فَرَأَيْت النَّبِي الحديث: 1040 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 وَمَعَهُ الرهيط، وَالنَّبِيّ وَمَعَهُ الرجل وَالرجلَانِ، وَالنَّبِيّ وَلَيْسَ مَعَه أحدٌ، إِذْ رفع لي سوادٌ عَظِيم، فَظَنَنْت أَنهم أمتِي، فَقيل لي: هَذَا مُوسَى وَقَومه، وَلَكِن انْظُر إِلَى الْأُفق. فَنَظَرت فَإِذا سَواد عَظِيم، فَقيل لي: انْظُر إِلَى الْأُفق الآخر. فَإِذا سوادٌ عَظِيم. فَقيل لي: هَذِه أمتك وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ ألفا يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب وَلَا عَذَاب ". ثمَّ نَهَضَ فَدخل منزله، فَخَاضَ النَّاس فِي أُولَئِكَ الَّذين يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حسابٍ وَلَا عذابٍ، فَقَالَ بَعضهم: فلعلهم الَّذين صحبوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ بَعضهم: فلعلهم الَّذين ولدُوا فِي الْإِسْلَام فَلم يشركوا بِاللَّه، وَذكروا أَشْيَاء. فَخرج عَلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " مَا الَّذِي تخوضون فِيهِ؟ " فأخبروه فَقَالَ: " هم الَّذِي لَا يرقون، وَلَا يسْتَرقونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ " فَقَامَ عكاشة بن مُحصن فَقَالَ: أدع الله لي أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " أَنْت مِنْهُم " ثمَّ قَامَ رجل آخر فَقَالَ: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " سَبَقَك بهَا عكاشة " هَذَا حَدِيث سعيد بن مَنْصُور عَن هشيم. وَأول حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عرضت عَليّ الْأُمَم " وَلم يذكر مَا قبله هُوَ وَلَا غَيره مِمَّن سمينا. وَذكروا مَا سوى ذَلِك بِنَحْوِهِ، أَو طرفا مِنْهُ. 1041 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله عز وَجل: {لَا تحرّك بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ} [سُورَة الْقِيَامَة] ، قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعالج من التَّنْزِيل شدَّة، وَكَانَ مِمَّا يُحَرك شَفَتَيْه، فَقَالَ لي ابْن عَبَّاس: أَنا أحركهما كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحركهما، وَقَالَ سعيد: أَنا أحركهما كَمَا كَانَ ابْن عَبَّاس يحركهما، فحرك شَفَتَيْه، فَأنْزل الله: {لَا تحرّك بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ إِن علينا جمعه وقرآنه} [سُورَة الْقِيَامَة] قَالَ: جمعه فِي صدرك، ثمَّ تَقْرَأهُ: {فَإِذا قرأناه فَاتبع قرآنه} [سُورَة الْقِيَامَة] قَالَ: فاستمع وأنصت، ثمَّ إِن الحديث: 1041 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 علينا أَن نقرأه. قَالَ: فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بعد ذَلِك اسْتمع، فَإِذا انْطلق جِبْرِيل قَرَأَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا أقرأه. وَفِي رِوَايَة حَرِير: كَمَا وعده الله عز وَجل. 1042 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي بشر جَعْفَر بن إِيَاس - وَهُوَ ابْن أبي وحشية الْيَشْكُرِي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَهْدَت خَالَتِي أم حفيد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمناً وَأَقِطًا وأضباً، فَأكل من السّمن والأقط، وَترك الضَّب تقذراً. وَأكل على مائدة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَو كَانَ حَرَامًا مَا أكل على مائدة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث أبي النُّعْمَان وَغَيره: أَن أم حفيدٍ بنت الْحَارِث بن حزن خَالَة ابْن عَبَّاس أَهْدَت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمنا وَأَقِطًا وأضباً، فَدَعَا بِهن، فأكلن على مائدته وتركهن كالمتقذر لَهُنَّ، وَلَو كَانَ حَرَامًا مَا أكلن على مائدة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا أَمر بأكلهن. وَأَخْرَجَاهُ مَعْنَاهُ من حَدِيث أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف، وَاخْتلف فِيهِ عَنهُ، فَقيل: عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: دخلت أَنا وخَالِد بن الْوَلِيد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيت مَيْمُونَة، فَأتي بضب محنوذٍ، فَأَهوى إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ، فَقَالَ بعض النسْوَة اللَّاتِي فِي بَيت مَيْمُونَة: أخبروا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يُرِيد أَن يَأْكُل، فَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده، قلت: أحرامٌ هُوَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " لَا "، وَلكنه لم يكن بِأَرْض قومِي، فأجدني أعافه " قَالَ خَالِد: فاجتررته فأكلته وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينظر. الحديث: 1042 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 هَكَذَا فِي رِوَايَة يحيى عَن مَالك. وَفِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن معمرٍ، كِلَاهُمَا عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي أُمَامَة. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن أبي أُمَامَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي بَيت مَيْمُونَة - وَعِنْده خَالِد بن الْوَلِيد - بِلَحْم ضبٍّ، ثمَّ ذكر مَعْنَاهُ. وَمِنْهُم من قَالَ فِيهِ: عَن ابْن عَبَّاس عَن خَالِد بن الْوَلِيد: أَنه أخبرهُ أَنه دخل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي خَالَته وَخَالَة ابْن عَبَّاس، فَوجدَ عِنْدهَا ضباًّ محنوذاً قدمت بِهِ أُخْتهَا حفيدة بنت الْحَارِث من نجد. قَالَ بعض الروَاة: وَكَانَت تَحت رجل من بني جَعْفَر، فَقدمت الضَّب لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ قَلما يقدم يَدَيْهِ لطعام حَتَّى يحدث بِهِ وَيُسمى لَهُ، فَأَهوى رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ إِلَى الضَّب، فَقَالَت امْرَأَة من النسْوَة الْحُضُور: أخبرن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا قدمتن لَهُ، قُلْنَ: هُوَ الضَّب يَا رَسُول الله، فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده، فَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد: أحرامٌ الضَّب يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِن لم يكن بِأَرْض قومِي، فأجدني أعافه ". قَالَ خالدٌ: فاجتررته فأكلته وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينظر، فَلم ينهني. وَهَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك عَن يُونُس. وَفِي رِوَايَة هِشَام بن يُوسُف عَن معمر وَفِي رِوَايَة القعْنبِي عَن مَالك. وعَلى هَذِه الرِّوَايَات عول البُخَارِيّ فِي أَنه من مُسْند خَالِد بن الْوَلِيد. وَقد أخرج مُسلم الرِّوَايَات بِالْوَجْهَيْنِ فِي كِتَابه. وَقد أخرجه مُسلم أَيْضا حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم قَالَ: دَعَانَا عروسٌ بِالْمَدِينَةِ، فَقرب إِلَيْنَا ثَلَاثَة عشر ضباًّ، فآكلٌ وتاركٌ، فَلَقِيت ابْن عَبَّاس من الْغَد فَأَخْبَرته، فَأكْثر الْقَوْم حوله، حَتَّى قَالَ بَعضهم: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا آكله، وَلَا أنهى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 عَنهُ، وَلَا أحرمهُ " فَقَالَ ابْن عَبَّاس: بئس مَا قُلْتُمْ: مَا بعث نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا محلا ومحرماً، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْنَمَا هُوَ عِنْد مَيْمُونَة وَعِنْده الْفضل بن الْعَبَّاس وخَالِد ابْن الْوَلِيد وَامْرَأَة أُخْرَى إِذْ قرب إِلَيْهِم خوان عَلَيْهِ لحمٌ، فَلَمَّا أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَأْكُل قَالَت لَهُ مَيْمُونَة: إِنَّه لحم ضبٍّ، فَكف يَده وَقَالَ: " هَذَا لحمٌ لم آكله قطّ " وَقَالَ لَهُم: " كلوه "، فَأكل مِنْهُ الْفضل وخَالِد بن الْوَلِيد وَالْمَرْأَة. وَقَالَت مَيْمُونَة: لَا آكل من شيءٍ إِلَّا شَيْئا يَأْكُل مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1043 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن جَعْفَر بن أبي إِيَاس عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَوْلَاد الْمُشْركين. فَقَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين إِذْ خلقهمْ ". 1044 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: مَا صَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا كَامِلا قطّ غير رَمَضَان، وَكَانَ يَصُوم إِذا صَامَ حَتَّى يَقُول الْقَائِل: لَا وَالله، لَا يفْطر، وَيفْطر إِذا أفطر حَتَّى يَقُول الْقَائِل: لَا وَالله، لَا يَصُوم. وَفِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة نَحوه، وَقَالَ: شهرا مُتَتَابِعًا حَتَّى قدم الْمَدِينَة. وَأخرج مُسلم أَيْضا طرفا مِنْهُ عَن عُثْمَان بن حَكِيم عَن عباد بن حنيف الْأنْصَارِيّ قَالَ: سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن صَوْم رجبٍ وَنحن يومئذٍ فِي رَجَب، فَقَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُوم حَتَّى نقُول: لَا يفْطر، وَيفْطر حَتَّى نقُول: لَا يَصُوم. لم يزدْ. 1045 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي بشر جَعْفَر بن إِيَاس بن أبي وحشية عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: مَا قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْجِنّ، وَمَا رَآهُمْ. الحديث: 1044 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 انْطلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طائفةٍ من أَصْحَابه، عَامِدين إِلَى سوق عكاظ، وَقد حيل بَين الشَّيَاطِين وَبَين خبر السَّمَاء، وَأرْسل عَلَيْهِم الشهب، فَرَجَعت الشَّيَاطِين إِلَى قَومهمْ فَقَالُوا: مَا لكم؟ قَالُوا: حيل بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء، وَأرْسلت علينا الشهب. قَالُوا: مَا ذَاك إِلَّا من شيءٍ حدث، فاضربوا مَشَارِق الأَرْض وَمَغَارِبهَا، فَمر النَّفر الَّذِي أخذُوا نَحْو تهَامَة بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بنخلٍ عَامِدين إِلَى سوق عكاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاة الْفجْر، فَلَمَّا سمعُوا الْقُرْآن اسْتَمعُوا لَهُ وَقَالُوا: هَذَا الَّذِي حَال بَيْننَا وَبَين خبر السَّمَاء، فَرَجَعُوا إِلَى قَومهمْ، فَقَالُوا: {يَا قَومنَا إِنَّا سمعنَا قُرْآنًا عجبا يهدي إِلَى الرشد فَآمَنا بِهِ وَلنْ نشْرك بربنا أحدا} فَأنْزل الله عز وَجل على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: {أُوحِي إِلَيّ أَنه اسْتمع نفر من الْجِنّ} [سُورَة الْجِنّ] . فِي آخر حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل: وَإِنَّمَا أُوحِي إِلَيْهِ قَول الْجِنّ. 1046 - السبعون: عَن أبي بشر عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس: {وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا} [سُورَة الْإِسْرَاء] ، قَالَ: أنزلت وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متوارٍ بِمَكَّة، وَكَانَ إِذا رفع صَوته سَمعه الْمُشْركُونَ، فَسبوا الْقُرْآن وَمن أنزلهُ وَمن جَاءَ بِهِ، فَقَالَ الله تَعَالَى: {وَلَا تجْهر بصلاتك} ، أَي بِقِرَاءَتِك حَتَّى يسمع الْمُشْركُونَ، {وَلَا تخَافت بهَا} عَن أَصْحَابك فَلَا تسمعهم، {وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا} أسمعهم وَلَا تجْهر حَتَّى يَأْخُذُوا عَنْك الْقُرْآن. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الصَّباح وَعَمْرو الواقد: {وابتغ بَين ذَلِك سَبِيلا} [سُورَة الْإِسْرَاء] ، يَقُول: بَين الْجَهْر والمخافتة. 1047 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: سُورَة التَّوْبَة. فَقَالَ: هِيَ الفاضحة، مَا زَالَت تَقول: (وَمِنْهُم ... وَمِنْهُم) حَتَّى ظنُّوا أَن لن تبقي أحدا إِلَّا ذكر فِيهَا. الحديث: 1046 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 قَالَ: قلت: سُورَة الْأَنْفَال. قَالَ: نزلت فِي بدر. قَالَ: قلت: سُورَة الْحَشْر. قَالَ: نزلت فِي بني النَّضِير. وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة، قلت لِابْنِ عَبَّاس: سُورَة الْحَشْر، قَالَ: قل: سُورَة بني النَّضِير. 1048 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن يعلى بن حَكِيم: أَن سعيد بن جُبَير أخبرهُ أَنه سمع ابْن عَبَّاس قَالَ: إِذا حرم الرجل امْرَأَته فَهُوَ يمينٌ يكفرهَا وَقَالَ: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} [سُورَة الْأَحْزَاب] . وَفِي حَدِيث الرّبيع بن نَافِع: إِذا حرم الرجل امْرَأَته لَيْسَ بشيءٍ، وَقَالَ: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أسوةٌ حَسَنَة} . 1049 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن يعلى بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: {أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم} [سُورَة النِّسَاء] ، نزلت فِي عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي السَّهْمِي، إِذْ بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سَرِيَّة. 1050 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ من رِوَايَة عَاصِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: سقيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من زَمْزَم، فَشرب وَهُوَ قَائِم. وَفِي حَدِيث شُعْبَة: واستسقى وَهُوَ عِنْد الْبَيْت، فَأَتَيْته بِدَلْو. زَاد فِي رِوَايَة الْفَزارِيّ، قَالَ عَاصِم: فَحلف عِكْرِمَة: مَا كَانَ يومئذٍ إِلَّا على بعير. الحديث: 1048 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 1051 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن الشّعبِيّ قَالَ: أَخْبرنِي من مر مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قبر منبوذ، فَأمهمْ وَصفهم خَلفه. قَالَ الشَّيْبَانِيّ: قلت: من حَدثَك بِهَذَا يَا أَبَا عَمْرو؟ قَالَ: ابْن عَبَّاس. وَفِي حَدِيث يحيى بن أبي بكير عَن زَائِدَة: أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبراً فَقَالُوا: هَذَا دفن أَو دفنت البارحة. قَالَ ابْن عَبَّاس: فصفنا خَلفه، ثمَّ صلى عَلَيْهَا. وَمِنْهُم من قَالَ: إِنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَفلا آذنتموني " قَالُوا: دفناه فِي ظلمَة اللَّيْل وكرهنا أَن نوقظك. فَقَامَ فصففنا خَلفه. قَالَ ابْن عَبَّاس: وَأَنا فيهم، فصلى عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة ابْن نمير قَالَ: انْتهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى قبرٍ رطبٍ فصلى عَلَيْهِ، وصفوا خَلفه، وَكبر أَرْبعا. 1052 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن عَامر الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا أَدْرِي، أنهى عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أجل أَنه كَانَ حمولة النَّاس، فكره أَن تذْهب حمولتهم، أَو حرمه فِي يَوْم خَيْبَر. لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. 1053 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي رَجَاء العطاردي - واسْمه عمرَان بن ملْحَان - عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا روى عَن ربه عز وَجل: " إِن الله عز وَجل كتب الْحَسَنَات والسيئات، ثمَّ بَين ذَلِك، فَمن هم بحسنةٍ: فَلم يعملها كتبهَا الله عِنْده حَسَنَة كَامِلَة، وَإِن هم بهَا وعملها كتبهَا الله عِنْده عشر حسناتٍ إِلَى سَبْعمِائة ضعف، إِلَى أَضْعَاف كَثِيرَة. وَمن هم بسيئة فَلم يعملها كتبهَا الله عِنْده حَسَنَة كَامِلَة، فَإِن هُوَ هم بهَا فعملها كتبهَا الله لَهُ سَيِّئَة وَاحِدَة ". الحديث: 1051 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 زَاد أَبُو جَعْفَر بن سُلَيْمَان: " أَو محاها. وَلَا يهْلك على الله إِلَّا هَالك ". 1054 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي رَجَاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اطَّلَعت فِي الْجنَّة، فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا الْفُقَرَاء، واطلعت فِي النَّار، فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا النِّسَاء ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي رَجَاء عَن عمرَان بن حُصَيْن. وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْند عمرَان. 1055 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي رَجَاء عَن ابْن عَبَّاس يرويهِ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " من رأى من أميره شَيْئا يكرههُ فليصبر عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ من فَارق الْجَمَاعَة شبْرًا فَمَاتَ فميتةٌ جَاهِلِيَّة ". 1056 - الثَّمَانُونَ: عَن يحيى بن يعمر عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: " اللَّهُمَّ لَك أسلمت، وَبِك آمَنت، وَعَلَيْك توكلت، وَإِلَيْك أنبت، وَبِك خَاصَمت. اللَّهُمَّ أعوذ بعزتك، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت - أَن تضلني، أَنْت الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت، وَالْجِنّ وَالْإِنْس يموتون ". وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ مُخْتَصر: " أعوذ بعزتك لَا إِلَه إِلَّا أَنْت الَّذِي لَا يَمُوت، وَالْجِنّ وَالْإِنْس يموتون " لم يزدْ. 1057 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي الْعَالِيَة الريَاحي - واسْمه رفيع - عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول عِنْد الكرب: " لَا إِلَه إِلَّا الله الْعَظِيم الْحَلِيم، لَا إِلَه إِلَّا الله رب الْعَرْش الْعَظِيم، لَا إِلَه إِلَّا الله رب السَّمَوَات وَرب الأَرْض، لَا إِلَه إِلَّا الله رب الْعَرْش الْكَرِيم ". الحديث: 1054 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 1058 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي الْعَالِيَة الريَاحي عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لعبد أَن يَقُول: أَنا خيرٌ من يُونُس بن مَتى " وَنسبه إِلَى أَبِيه. 1059 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن جَابر بن زيد أبي الشعْثَاء عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من لم يجد إزاراً فليلبس سَرَاوِيل، وَمن لم يجد نَعْلَيْنِ فليلبس خُفَّيْنِ ". وَفِي حَدِيث حَفْص بن عمر عَن شُعْبَة: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب بِعَرَفَات. أفرد البُخَارِيّ هَذَا الْقدر مِنْهُ فِي بَاب " الْخطْبَة فِي أَيَّام منى " وَتَمَامه هَذَا الْمَتْن الَّذِي أوردنا فِي الْإِزَار والنعلين. 1060 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوج مَيْمُونَة وَهُوَ محرم. وَأخرج البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَطاء وَمُجاهد عَن ابْن عَبَّاس: تزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَيْمُونَة فِي عمْرَة الْقَضَاء. وَأخرج أَيْضا من حَدِيث عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: تزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَيْمُونَة وَهُوَ محرمٌ، وَبنى بهَا وَهُوَ حلالٌ، وَمَاتَتْ بسرف. وَمن رِوَايَة عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس مثل رِوَايَة جَابر بن زيد عَنهُ. 1061 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1058 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 صلى بِالْمَدِينَةِ سبعا وثمانياً، الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء. قَالَ أَيُّوب: لَعَلَّه فِي ليلةٍ مطيرة. قَالَ: عَسى. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة: صليت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمانياً جَمِيعًا، وَسبعا جَمِيعًا. قَالَ عَمْرو: قلت: يَا أَبَا الشعْثَاء: أَظُنهُ أخر الظّهْر وَعجل الْعَصْر، وَأخر الْمغرب وَعجل الْعشَاء. قَالَ: وَأَنا أَظن ذَاك. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي الزبير مُحَمَّد بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر وَالْعصر جَمِيعًا، وَالْمغْرب وَالْعشَاء جَمِيعًا، من غير خوف وَلَا سفر. زَاد فِي رِوَايَة زُهَيْر: بِالْمَدِينَةِ. وَقَالَ: قَالَ أَبُو الزبير: فَسَأَلت سعيداً: لم فعل ذَلِك؟ قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس كَمَا سَأَلتنِي، فَقَالَ: أَرَادَ أَلا يحرج أمته. وَفِي حَدِيث قُرَّة عَن أبي الزبير أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمع بَين الصَّلَاة فِي سفرةٍ سافرها فِي غَزْوَة تَبُوك، فَجمع بَين الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن أبي كثير الطَّائِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يجمع بَين صَلَاة الظّهْر وَالْعصر إِذا كَانَ على ظهر سيرٍ، وَيجمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء. وروى مُسلم أَيْضا من حَدِيث حبيب بن أبي ثَابت عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس نَحْو حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير. وَقَالَ: فِي غير خوف وَلَا مطر. وَفِي حَدِيث وَكِيع قَالَ: كي لَا يحرج أمته. وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة بِمَعْنَاهُ. وَأخرج مُسلم من حَدِيث عبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ قَالَ: خَطَبنَا ابْن عَبَّاس يَوْمًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 بعد الْعَصْر حَتَّى غربت الشَّمْس وبدت النُّجُوم، وَجعل النَّاس يَقُولُونَ: الصَّلَاة الصَّلَاة. قَالَ: فَجَاءَهُ رجلٌ من بني تَمِيم لَا يفتر وَلَا ينثني: الصَّلَاة الصَّلَاة. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أتعلمني بِالسنةِ - لَا أبالك. ثمَّ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جمع بَين الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء. قَالَ عبد الله بن شَقِيق: فحاك فِي صَدْرِي من ذَلِك شيءٌ فَأتيت أَبَا هُرَيْرَة فَسَأَلته، فَصدق مقَالَته. وَفِي حَدِيث عمرَان بن حدير عَن عبد الله بن شَقِيق قَالَ: قَالَ رجلا لِابْنِ عَبَّاس: الصَّلَاة، فَسكت. ثمَّ قَالَ: الصَّلَاة، فَسكت، ثمَّ قَالَ: الصَّلَاة، فَسكت. ثمَّ قَالَ: لَا أم لَك، تعلمنا بِالصَّلَاةِ، وَكُنَّا نجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1062 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُرِيد على ابْنة حَمْزَة، فَقَالَ: " إِنَّهَا لَا تحل لي، إِنَّهَا ابْنة أخي من الرضَاعَة، وَيحرم من الرضَاعَة مَا يحرم من الرَّحِم ". وَفِي حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة نَحوه، وَقَالَ: " مَا يحرم من النّسَب ". 1063 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن جَابر بن زيد أَيْضا عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومَيْمُونَة كَانَا يفتسلان من إِنَاء وَاحِد. قَالَ أَبُو عبد الله: كَانَ ابْن عُيَيْنَة أخيراً يَقُول عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة. وَالصَّحِيح مَا روى أَبُو نعيم. أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومَيْمُونَة كَانَا يغتسلان من إِنَاء وَاحِد. الحديث: 1062 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 وَقد أخرجه مُسلم بن الْحجَّاج على الْوَجْهَيْنِ: فَفِي رِوَايَة إِسْحَق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن حَاتِم عَن مُحَمَّد بن بكر: أَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ: أكبر علمي، وَالَّذِي يخْطر على بالي أَن أَبَا الشعْثَاء أَخْبرنِي أَن ابْن عَبَّاس أخبرهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يغْتَسل بِفضل مَيْمُونَة. وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة وَأبي بكر بن أبي شيبَة عَن ابْن عُيَيْنَة أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَخْبَرتنِي مَيْمُونَة أَنَّهَا كَانَت تَغْتَسِل هِيَ وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد. 1064 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الله بن الْحَارِث الْبَصْرِيّ - وَهُوَ ابْن عَم مُحَمَّد بن سِيرِين - قَالَ: خَطَبنَا ابْن عَبَّاس فِي يَوْم ذِي ردغٍ، فَأمر الْمُؤَذّن لما بلغ: حَيّ على الصَّلَاة، قَالَ: قل: الصَّلَاة فِي الرّحال. فَنظر بَعضهم إِلَى بعض كَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا. فَقَالَ: كأنكم أنكرتم هَذَا، إِن هَذَا فعله من هُوَ خيرٌ مني - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - إِنَّهَا عَزمَة وَإِنِّي كرهت أَن أحرجكم. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد عَن عَاصِم: كرهت أَن أؤثمكم فتجيئون فتدوسون الطين إِلَى ركبكم. وَفِي حَدِيث عبد الحميد صَاحب الزيَادي: أذن مُؤذن ابْن عَبَّاس يَوْم جُمُعَة فِي يَوْم مطير، فَذكر نَحوه. وَقَالَ: إِن الْجُمُعَة عَزمَة. وَقَالَ: كرهت أَن تَمْشُوا فِي الدحض والزلل. 1065 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: حَدِيث وَفد عبد الْقَيْس: عَن أبي جَمْرَة نصر بن عمرَان الضبعِي قَالَ: كنت أترجم بَين ابْن عَبَّاس وَبَين النَّاس. وَمِنْهُم من قَالَ: وَكَانَ يقعدني مَعَه على سَرِيره، فَأَتَتْهُ امْرَأَة تسأله عَن نَبِيذ الحديث: 1064 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 لجر، فَقَالَ: إِن وَفد عبد الْقَيْس أَتَوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من الْوَفْد؟ " أَو " من الْقَوْم؟ " قَالُوا: ربيعَة. قَالَ: " مرْحَبًا بالقوم أَو بالوفد - غير خزايا وَلَا الندامى " قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّا نَأْتِيك من شقةٍ بعيدَة، وَإِن بَيْننَا وَبَيْنك هَذَا الْحَيّ من كفار مُضر، وَإِنَّا لَا نستطيع أَن نَأْتِيك إِلَّا فِي الشَّهْر الْحَرَام، فمرنا بأمرٍ فصل نخبر بِهِ من وَرَاءَنَا، وندخل بِهِ الْجنَّة. قَالَ: فَأَمرهمْ بِأَرْبَع، ونهاهم عَن أَربع. قَالَ: أَمرهم بِالْإِيمَان بِاللَّه وَحده. قَالَ: " هَل تَدْرُونَ مَا الْإِيمَان بِاللَّه؟ " قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، وإقام الصَّلَاة، وإيتاء الزَّكَاة، وَصَوْم رَمَضَان، وَأَن تُؤَدُّوا خمْسا من الْمغنم. " ونهاهم عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير. قَالَ شُعْبَة: وَرُبمَا قَالَ: المقير. وَقَالَ: احْفَظُوا وأخبروا بِهِ من وراءكم ". وَفِي حَدِيث نصر بن عَليّ نَحوه وَقَالَ: أنهاكم عَمَّا ينْبذ فِي الدُّبَّاء والنقير والحنتم والمزفت. وَزَاد فِي حَدِيث عبيد الله بن معَاذ عَن أَبِيه قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للأشج - أشج عبد الْقَيْس. إِن فِيك خَصْلَتَيْنِ يحبهما الله: الْحلم والأناة. قَالَ سُلَيْمَان بن حَرْب وَخلف بن هِشَام فِي روايتهما عَن حَمَّاد بن زيد: شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَعقد وَاحِدَة. وَفِي حَدِيث النَّضر عَن شُعْبَة: وسألوه عَن الْأَشْرِبَة، وَفِيه: شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 وَحَدِيث عمرَان بن ميسرَة: مرْحَبًا بالوفد الَّذين جاؤوا غير خزايا وَلَا ندامى ... . وَفِي حَدِيث عَمْرو بن عَليّ: وَأَنا لَا نصل إِلَيْك إِلَّا فِي الْأَشْهر الْحرم، فمرنا بجملٍ من الْأَمر إِن عَملنَا بِهِ دَخَلنَا الْجنَّة، وندعو إِلَيْهِ من وَرَاءَنَا. وَفِي أول حَدِيث إِسْحَاق عَن أبي عَامر الْعَقدي أَن أَبَا جَمْرَة قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس إِن لي جرةً تنبذ لي فأشربه حلواً، فَإِذا أكثرت مِنْهُ فجالست الْقَوْم، فأطلت الْجُلُوس خشيت أَن أفتضح. فَقَالَ: قدم وَفد عبد الْقَيْس ... وَذكره. وَأخرج مُسلم نَحوا مِمَّا فِيهِ من الْأَشْرِبَة، من رِوَايَة ابْن عمر يحيى بن عبيد البهراني النَّخعِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدُّبَّاء والنقير والمزفت. وَمن رِوَايَة أبي يحيى حبيب بن أبي ثَابت - وَاسم أبي ثَابت قيس بن دِينَار - عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير. وَعَن أبي عبد الله حبيب بن أبي عمْرَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير، وَأَن يخلط البلح بالزهو. وَعَن مَنْصُور بن حَيَّان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر وَابْن عَبَّاس: أَنَّهُمَا شَهدا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود فِي الروَاة عَن سعيد بن جُبَير من هَذَا الْمسند مَنْصُور بن حَيَّان. 1066 - التِّسْعُونَ: عَن أبي جَمْرَة قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن الْمُتْعَة فَأمرنِي بهَا، وَسَأَلته عَن الْهَدْي، فَقَالَ فِيهَا جزورٌ أَو بقرةٌ أَو شركٌ فِي دمٍ. قَالَ: وَكَانَ النَّاس كرهوها، فَنمت، فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن إنْسَانا يُنَادي: حجٌّ مبرورٌ ومتعةٌ متقبلة. فَأتيت ابْن عَبَّاس فَحَدَّثته، فَقَالَ: الله أكبر، سنة أبي الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ آدم ووهب بن جرير عَن شُعْبَة: عمرةٌ متقبلةٌ، وحجٌّ مبرور. وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة قَالَ: سَمِعت أَبَا جَمْرَة قَالَ: تمتعت فنهاني ناسٌ عَن ذَلِك، فَأتيت ابْن عَبَّاس فَأمرنِي بهَا، قَالَ: ثمَّ انْطَلَقت إِلَى الْبَيْت فَنمت، فَأَتَانِي آتٍ فِي مَنَامِي، فَقَالَ: عمرةٌ متقبلة وحجٌّ مبرورٌ. فَأتيت ابْن عَبَّاس فَأَخْبَرته فَقَالَ: الله أكبر، الله أكبر، سنة أبي الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1067 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن أبي جَمْرَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَت صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث عشرَة رَكْعَة - يَعْنِي فِي اللَّيْل. 1068 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: فِي إِسْلَام أبي ذَر: عَن أبي جَمْرَة عَن ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي قَالَ: لما بلغ أَبَا ذرٍّ مبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة، قَالَ لِأَخِيهِ: اركب إِلَى هَذَا الْوَادي فَاعْلَم لي علم هَذَا الرجل الَّذِي زعم أَنه يَأْتِيهِ الْخَبَر من السَّمَاء، واسمع قَوْله، ثمَّ ائتنى. فَانْطَلق حَتَّى قدم مَكَّة، وَسمع من قَوْله، ثمَّ رَجَعَ إِلَى أبي ذرٍّ فَقَالَ: رَأَيْته يَأْمر بمكارم الْأَخْلَاق، وكلاماً مَا هُوَ بالشعر. فَقَالَ: مَا شفيتني فِيمَا أردْت. فتزود وَحمل شنةً لَهُ فِيهَا مَاء حَتَّى قدم مَكَّة، فَأتى الْمَسْجِد، فالتمس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يعرفهُ، وَكره أَن الحديث: 1066 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 يسْأَل عَنهُ، حَتَّى أدْركهُ اللَّيْل، فاضطجع، فَرَآهُ عَليّ بن أبي طَالب، فَعرف أَنه غريبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تبعه، وَلم يسْأَل واحدٌ مِنْهُمَا صَاحبه عَن شَيْء حَتَّى أصبح، ثمَّ احْتمل قربته وزاده إِلَى الْمَسْجِد، فظل ذَلِك الْيَوْم وَلَا يرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَمْسَى، فَعَاد إِلَى مضجعه، فَمر بِهِ عليٌّ، فَقَالَ: مَا أَنى للرجل أَن يعرف منزله؟ فأقامه فَذهب بِهِ مَعَه، وَلَا يسْأَل واحدٌ مِنْهُمَا صَاحبه عَن شَيْء، حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الثَّالِثَة فعل مثل ذَلِك، فأقامه عليٌّ مَعَه، ثمَّ قَالَ لَهُ: أَلا تُحَدِّثنِي مَا الَّذِي أقدمك هَذَا الْبَلَد؟ قَالَ: إِن أَعْطَيْتنِي عهدا وميثاقاً لترشدني فعلت. فَفعل، فَأخْبرهُ، فَقَالَ: فَإِنَّهُ حقٌّ، وَهُوَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا أَصبَحت فاتبعني، فَإِنِّي إِن رَأَيْت شَيْئا أَخَاف عَلَيْك قُمْت كَأَنِّي أريق المَاء، فَإِن مضيت فاتبعني حَتَّى تدخل مدخلي. فَفعل، فَانْطَلق يقفوه حَتَّى دخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدخل مَعَه، فَسمع من قَوْله، وَأسلم مَكَانَهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارْجع إِلَى قَوْمك، فَأخْبرهُم حَتَّى يَأْتِيك أَمْرِي " فَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأصرخن بهَا بَين ظهرانيهم. فَخرج حَتَّى أَتَى الْمَسْجِد، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. وثار الْقَوْم فضربوه حَتَّى أضجعوه، وأتى الْعَبَّاس فأكب عَلَيْهِ، فَقَالَ: وَيْلكُمْ، ألستم تعلمُونَ أَنه من غفار، وَأَن طَرِيق تجارتكم إِلَى الشَّام - يَعْنِي عَلَيْهِم - فأنقذه مِنْهُم، ثمَّ عَاد من الْغَد لمثلهَا، وثاروا إِلَيْهِ، فضربوه فأكب عَلَيْهِ الْعَبَّاس فأنقذه. 1069 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن سعيد بن أبي الْحسن قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى ابْن عَبَّاس فَقَالَ: إِنِّي رجل أصور هَذِه الصُّور، فأفتني فِيهَا. فَقَالَ لَهُ: ادن مني، فَدَنَا ثمَّ قَالَ: ادن مني، فَدَنَا حَتَّى وضع يَده على رَأسه وَقَالَ: أنبئك بِمَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " كل مُصَور فِي النَّار، يَجْعَل لَهُ بِكُل صُورَة صورها نفسا، فتعذبه فِي جَهَنَّم ". قَالَ: إِن كنت لابد فَاعِلا فَاصْنَعْ الشَّجَرَة وَمَا لَا نفس لَهُ ". وَعند البُخَارِيّ فِي حَدِيث عَوْف عَن سعيد بن أبي الْحسن قَالَ: كنت عِنْد ابْن الحديث: 1069 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 عَبَّاس إِذْ جَاءَ رجلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاس، إِنِّي رجلٌ إِنَّمَا معيشتي من صَنْعَة يَدي، وَإِنِّي أصنع هَذِه التصاوير. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: لَا أحَدثك إِلَّا مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمعته يَقُول: " من صور صُورَة فَإِن الله معذبه حَتَّى ينْفخ فِيهَا الرّوح وَلَيْسَ بنافخٍ فِيهَا أبدا ". فربا الرجل ربوةً شَدِيدَة، واصفر وَجهه، فَقَالَ: وَيحك، إِن أَبيت إِلَّا أَن تصنع فَعَلَيْك بِهَذَا الشّجر، كل شَيْء لَيْسَ فِيهِ روح. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث النَّضر بن أنس بن مَالك قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد ابْن عَبَّاس فَجعل يُفْتِي، وَلَا يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. حَتَّى سَأَلَهُ رجلٌ فَقَالَ: إِنِّي رجل أصور هَذِه الصُّور. فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس: ادن، فَدَنَا الرجل، فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من صور صُورَة فِي الدُّنْيَا كلف أَن ينْفخ فِيهَا الرّوح يَوْم الْقِيَامَة وَلَيْسَ بنافخ ". وَلَيْسَ للنضر بن أنس عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 1070 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن أبي البخْترِي سعيد بن فَيْرُوز أَنه سَأَلَ ابْن عَبَّاس عَن بيع النّخل. فَقَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع النّخل حَتَّى يَأْكُل مِنْهُ، أَو يُؤْكَل، وَحَتَّى يُوزن. قَالَ: فَقلت: مَا يُوزن؟ فَقَالَ رجلٌ عِنْده: حَتَّى يحرز. 1071 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن أبي الْمنْهَال عبد الرَّحْمَن بن مطعم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم يسلفون فِي الثِّمَار السّنة والسنتين. فَقَالَ: من أسلف فِي تمرٍ فليسلف فِي كيلٍ مَعْلُوم، ووزنٍ مَعْلُوم، إِلَى أجلٍ مَعْلُوم ". الحديث: 1070 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 أَفْرَاد البُخَارِيّ 1072 - الأول: عَن الْمسور بن مخرمَة بن نَوْفَل بن عبد منَاف قَالَ: لما طعن عمر رَضِي الله عَنهُ جعل يألم، فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس وَكَأَنَّهُ يجزعه: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، وَلَا كل ذَاك، لقد صَحِبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأحسنت صحبته، ثمَّ فارقك وَهُوَ عَنْك راضٍ، ثمَّ صَحِبت أَبَا بكر فأحسنت صحبته، ثمَّ فارقك وَهُوَ عَنْك راضٍ، ثمَّ صَحِبت الْمُسلمين فأحسنت صحبتهم، وَلَئِن فَارَقْتهمْ لتفارقنهم وهم عَنْك راضون. قَالَ: أما مَا ذكرت من صُحْبَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرضَاهُ فَإِنَّمَا ذَلِك منٌّ من الله بِهِ عَليّ. وَأما مَا ذكرت من صُحْبَة أبي بكر وَرضَاهُ عني فَإِنَّمَا ذَلِك منٌّ من الله بِهِ عَليّ. وَأما مَا ترَاهُ من جزعي فَهُوَ من أَجلك وَأجل أَصْحَابك. وَالله لَو أَن لي طلاع الأَرْض ذَهَبا لافتديت بِهِ من عَذَاب الله قبل أَن أرَاهُ. قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ حَمَّاد بن زيد، حَدثنَا أَيُّوب عَن أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: دخلت على عمر، بِهَذَا. لَيْسَ فِيهِ الْمسور. 1073 - الثَّانِي: فِي صَلَاة الْخَوْف: من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَامَ النَّاس مَعَه، فَكبر وَكَبرُوا مَعَه، وَركع وَركع ناسٌ مَعَه، ثمَّ سجد وسجدوا مَعَه. ثمَّ قَامَ للثَّانِيَة، فَقَامَ الَّذين سجدوا وحرسوا إخْوَانهمْ، وَأَتَتْ الطَّائِفَة الْأُخْرَى فركعوا وسجدوا مَعَه، وَالنَّاس كلهم فِي الصَّلَاة، وَلَكِن يحرس بَعضهم بَعْضًا. 1074 - الثَّالِث: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن عبد الله بن الحديث: 1072 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 عَبَّاس قَالَ: يَا معشر الْمُسلمين، كَيفَ تسْأَلُون أهل الْكتاب عَن شَيْء، وَكِتَابكُمْ الَّذِي أنزل الله على نَبِيكُم أحدث الْأَخْبَار بِاللَّه، تَقْرَءُونَهُ مَحْضا لم يشب، وَقد حَدثكُمْ الله أَن أهل الْكتاب بدلُوا مَا كتب الله وغيروه، وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِم الْكتاب، وَقَالُوا: هَذَا من عِنْد الله ليشتروا بِهِ ثمنا قَلِيلا، أَفلا يَنْهَاكُم مَا جَاءَكُم من الْعلم عَن مسألتهم. لَا وَالله، مَا رَأينَا مِنْهُم رجلا قطّ يسألكم عَن الَّذِي أنزل عَلَيْكُم. وَأخرجه أَيْضا مُخْتَصرا من حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَيفَ تسْأَلُون أهل الْكتاب عَن كتبهمْ وعندكم كتاب الله أقرب الْكتب عهدا بِاللَّه، تَقْرَءُونَهُ مَحْضا لم يشب. لم يزدْ على هَذَا. 1075 - الرَّابِع: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة أَن ابْن عَبَّاس أخبرهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب إِلَى قَيْصر فَقَالَ: " فَإِن توليت فَعَلَيْك إِثْم اليريسيين. لم يزدْ. 1076 - الْخَامِس: عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث بكتابه إِلَى كسْرَى، فَلَمَّا قَرَأَهُ كسْرَى مزقه، فحسبت أَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهِم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يمزقوا كل ممزق. لم يزدْ. 1077 - السَّادِس: عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق أَن عَائِشَة اشتكت، فجَاء ابْن عَبَّاس فَقَالَ: يَا أم الْمُؤمنِينَ، تقدمين على فرط صدقٍ، على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى أبي بكر. مُخْتَصر. الحديث: 1075 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 وَرَوَاهُ بِطُولِهِ من حَدِيث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة قَالَ: اسْتَأْذن ابْن عَبَّاس على عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا - قبل مَوتهَا - وَهِي مغلوبةٌ. قَالَت: أخْشَى أَن يثنى عَليّ. فَقيل: ابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمن وُجُوه الْمُسلمين. قَالَت: ائذنوا لَهُ. فَقَالَ: كَيفَ تجدينك؟ قَالَت: بِخَير إِن اتَّقَيْت. قَالَ: فَأَنت بِخَير إِن شَاءَ الله، زَوْجَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم ينْكح بكراًّ غَيْرك، وَنزل عذرك من السَّمَاء. وَدخل ابْن الزبير خِلَافه فَقَالَت: دخل ابْن عَبَّاس فَأثْنى عَلَيْهِ، ولوددت أَنِّي كنت نسياً منسياً. وَفِي رِوَايَة أبي مُوسَى من حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد: أَن ابْن عَبَّاس اسْتَأْذن على عَائِشَة. نَحوه، وَلم يذكر: نسياً منسياً. 1078 - السَّابِع: عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله تَعَالَى: " (كَذبَنِي ابْن آدم وَلم يكن لَهُ ذَلِك، وَشَتَمَنِي وَلم يكن لَهُ ذَلِك. فَأَما تَكْذِيبه إيَّايَ فَزعم أَنِّي لَا أقدر أَن أُعِيدهُ كَمَا كَانَ. وَأما شَتمه إيَّايَ فَقَوله: لي ولد، فسبحاني أَن أَتَّخِذ صَاحِبَة وَلَا ولدا ". 1079 - الثَّامِن: عَن نَافِع بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أبْغض النَّاس إِلَى الله ثَلَاثَة: ملحدٌ فِي الْحرم، ومبتغ فِي الْإِسْلَام سنة جَاهِلِيَّة، ومطلب دم امْرِئ بِغَيْر حقٍّ ليهريق دَمه ". 1080 - التَّاسِع: عَن عَطاء بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس أَنه تَوَضَّأ، فَغسل وَجهه، فَأخذ غرفَة من مَاء فَتَمَضْمَض، واستنشق، ثمَّ أَخذ غرفَة أُخْرَى فَجعل بهَا هَكَذَا - أضافها إِلَى يَده الْأُخْرَى فَغسل وَجهه، ثمَّ أَخذ غرفَة من مَاء فَغسل يَده الْيُمْنَى، ثمَّ أَخذ غرفَة من مَاء فَغسل بهَا يَده الْيُسْرَى، ثمَّ مسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ أَخذ غرفَة من مَاء فرش على رجله الْيُمْنَى حَتَّى غسلهَا، ثمَّ أَخذ غرفَة أُخْرَى فَغسل بهَا رجله الْيُسْرَى، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ. الحديث: 1078 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 وَفِي حَدِيث الثَّوْريّ عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء عَنهُ: تَوَضَّأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرّة مرّة. لم يزدْ. 1081 - الْعَاشِر: عَن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَأَنِّي بِهِ أسود أفحج، يقلعها حجرا حجرا " يَعْنِي الْكَعْبَة. 1082 - الْحَادِي عشر: عَن ابْن أبي مليكَة عَن عبد الله بن عَبَّاس: أَن نَفرا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مروا بِمَاء فيهم لديغٌ - أَو سليم فَعرض لَهُم رجلٌ من أهل المَاء فَقَالَ: هَل مِنْكُم من راقٍ؟ فَإِن فِي المَاء رجلا لديغاً أَو سليما. فَانْطَلق رجلٌ مِنْهُم فَقَرَأَ بِفَاتِحَة الْكتاب على شَاءَ، فبرأ، فجَاء بالشاء إِلَى أَصْحَابه، فكرهوا ذَلِك وَقَالُوا: أخذت على كتاب الله أجرا، حَتَّى قدمُوا الْمَدِينَة، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أَخذ على كتاب الله أجرا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أَحَق مَا أَخَذْتُم عَلَيْهِ أجرا كتاب الله ". 1083 - الثَّانِي عشر: عَن ابْن أبي مليكَة عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ حِين وَقع بَينه وَبَين ابْن الزبير. قلت: أَبوهُ الزبير، وَأمه أَسمَاء، وخالته عَائِشَة، وجده أَبُو بكر، وجدته صَفِيَّة. وَفِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَن عمر بن سعيد عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: دَخَلنَا على ابْن عَبَّاس فَقَالَ: أَلا تعْجبُونَ لِابْنِ الزبير قَامَ فِي أمره هَذَا. فَقلت: لأحاسبن نَفسِي لَهُ حسابا مَا حاسبته لأبي بكر وَلَا عمر، وَلَهُمَا كَانَا أولى بِكُل خير مِنْهُ. فَقلت: ابْن عمَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَابْن الزبير، وَابْن أبي بكر، وَابْن أخي خَدِيجَة، وَابْن أُخْت عَائِشَة، فَإِذا هُوَ يتعلى عَليّ، وَلَا يُرِيد ذَلِك، فَقلت: مَا كنت أَظن أَنِّي الحديث: 1081 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 أعرض هَذَا من نَفسِي، فيدعه، وَإِنَّمَا أرَاهُ يُرِيد خيرا، وَإِن كَانَ لابد، لِأَن يربنِي بَنو عمي أحب إِلَيّ من أَن يربنِي غَيرهم. وَفِي حَدِيث حجاج عَن ابْن جريج قَالَ: قَالَ ابْن مليكَة: وَكَانَ بَينهمَا شيءٌ فَغَدَوْت على ابْن عَبَّاس فَقلت: أَتُرِيدُ أَن تقَاتل ابْن الزبير فَتحل مَا حرم الله؟ فَقَالَ: معَاذ الله، إِن الله كتب ابْن الزبير وَبني أُميَّة محلين، وَإِنِّي لَا أحله أبدا. قَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ النَّاس: بَايع لِابْنِ الزبير. فَقلت: وَأَيْنَ بِهَذَا الْأَمر عَنهُ؟ أما أَبوهُ فحواري النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يُرِيد الزبير. وَأما جده فَصَاحب الْغَار - يُرِيد أَبَا بكرٍ. وَأمه فذات النطاقين - يُرِيد أَسمَاء. وَأما خَالَته فَأم الْمُؤمنِينَ - يُرِيد عَائِشَة. وَأما عمته فزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يُرِيد خَدِيجَة. وَأما عمَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجدته - يُرِيد صَفِيَّة، ثمَّ عفيفٌ فِي الْإِسْلَام، قَارِئ لِلْقُرْآنِ، وَالله إِن وصلوني وصلوني من قريب، وَإِن ربوني ربني أكفاء كرام، فآثر التويتات، والأسامات، والحميدات يَعْنِي أبطناً فِي بني أسدٍ: بَنو تويت، وَبَنُو أُسَامَة وَبَنُو أَسد. إِن ابْن أبي الْعَاصِ برز يمشي القدمية - يَعْنِي عبد الْملك بن مَرْوَان، وَإنَّهُ لوى بِذَنبِهِ يَعْنِي ابْن الزبير رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ. 1084 - الثَّالِث عشر: عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: أوتر مُعَاوِيَة بعد الْعشَاء بِرَكْعَة، وَعِنْدهم مولى لِابْنِ عَبَّاس، فَأتى ابْن عَبَّاس فَأخْبرهُ، فَقَالَ: دَعه، فَإِنَّهُ قد صحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 وَفِي حَدِيث نافعٍ بن عمر عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: قيل لِابْنِ عَبَّاس: هَل لَك فِي أَمِير الْمُؤمنِينَ مُعَاوِيَة، مَا أوتر إِلَّا بواحدةٍ. قَالَ: أصَاب، إِنَّه فَقِيه. 1085 - الرَّابِع عشر: عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: {حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا} [سُورَة يُوسُف] ، خَفِيفَة. زَاد فِي رِوَايَة البرقاني: كَانُوا بشرا ضعفوا أَو نسوا وظنوا أَنهم قد كذبُوا، ذهب بهَا هُنَاكَ، وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى السَّمَاء. وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: ذهب بهَا هُنَاكَ، وتلا: {حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَالَّذين آمنُوا مَعَه مَتى نصر الله أَلا إِن نصر الله قريب} [سُورَة الْبَقَرَة] . قَالَ ابْن أبي مليكَة: فَلَقِيت عُرْوَة بن الزبير، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: قَالَت عَائِشَة: معَاذ الله، مَا وعد الله وَرَسُوله من شيءٍ قطّ إِلَّا علم أَنه كائنٌ قبل أَن يَمُوت، وَلَكِن لم يزل الْبلَاء بالرسل حَتَّى خَافُوا أَن يكون من مَعَهم يكذبونهم. قَالَ: وَكَانَت تقرؤها: {وظنوا أَنهم قد كذبُوا} مثقلة. ذكرنَا هَذَا فِي مُسْند ابْن عَبَّاس على مَا ذكره أَبُو مَسْعُود، وَقد نَقله البرقاني إِلَى مُسْند عَائِشَة. 1086 - الْخَامِس عشر: عَن طَاوس من رِوَايَة مُجَاهِد عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس - وَبَعض الروَاة يَقُول فِيهِ: عَن مُجَاهِد، عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فِي الْعَسَل والحجم الشِّفَاء ". وَقد أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث سَالم بن عجلَان الْأَفْطَس عَن سعيد بن جُبَير الحديث: 1085 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: " الشِّفَاء فِي ثَلَاثَة: شربة عسل، وشرطة محجمٍ، وكية نَار. وَأَنا أنهى أمتِي عَن الكي ". . رفع الحَدِيث. وَلَيْسَ لسالم بن عجلَان عَن سعيد بن جُبَير فِي مُسْند ابْن عَبَّاس من الصَّحِيح غير حديثين، هَذَا أَحدهمَا. 1087 - السَّادِس عشر: عَن طَاوس من رِوَايَة سُلَيْمَان الْأَحول عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا يطوف بِالْكَعْبَةِ بزمامٍ أَو غَيره، فَقَطعه. وَفِي حَدِيث هِشَام: يَقُود إنْسَانا بخزامة فِي أَنفه، فقطعها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ، ثمَّ أمره أَن يَقُود بِيَدِهِ. 1088 - السَّابِع عشر: عَن طَاوس من رِوَايَة عبد الْملك بن ميسرَة عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس: أَنه سُئِلَ عَن قَوْله: {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا إِلَّا الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى} [سُورَة الشورى] ، فَقَالَ سعيد بن جُبَير: قربى آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: عجلت، إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن بطنٌ من قريشٍ إِلَّا كَانَ لَهُ فيهم قرَابَة. فَقَالَ: إِلَّا أَن تصلوا بيني وَبَيْنكُم من الْقَرَابَة. أوردهُ أَبُو مَسْعُود فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ كَمَا أوردناه. وَقَالَ أَبُو بكر الْبَيْهَقِيّ: إنَّهُمَا جَمِيعًا أَخْرجَاهُ من حَدِيث شُعْبَة، وَلم أَجِدهُ لمُسلم. 1089 - الثَّامِن عشر: عَن عبيد الله بن أبي يزِيد الْمَكِّيّ أَنه سمع ابْن عَبَّاس قَالَ: خلالٌ من خلال الْجَاهِلِيَّة: الطعْن فِي الْأَنْسَاب، والنياحة، وَنسي الثَّالِثَة. قَالَ سُفْيَان: وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا الاسْتِسْقَاء بالأنواء. الحديث: 1087 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 1090 - التَّاسِع عشر: عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس من رِوَايَة بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيْت، فَوجدَ فِيهِ صُورَة إِبْرَاهِيم وَصُورَة مَرْيَم. فَقَالَ: " أما هم فقد سمعُوا أَن الْمَلَائِكَة لَا تدخل بَيْتا فِيهِ صُورَة هَذَا إِبْرَاهِيم مُصَور. فَمَا لَهُ يستقسم ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عِكْرِمَة من رِوَايَة أَيُّوب عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما رأى الصُّور فِي الْبَيْت، لم يدْخل حَتَّى أَمر بهَا فمحيت، وَرَأى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل بأيديهما الأزلام فَقَالَ: " قَاتلهم الله، وَالله إِن استقسما بالأزلام قطّ ". وَفِي حَدِيث أبي معمرٍ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قدم أَبى أَن يدْخل الْبَيْت وَفِيه الْآلهَة، فَأمر بهَا فأخرجت، فأخرجوا صُورَة إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل، فِي أَيْدِيهِمَا الأزلام، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَاتلهم الله، أما وَالله قد علمُوا أَنَّهُمَا لم يستقسما بهما قطّ " فَدخل الْبَيْت فَكبر فِي نواحيه، وَلم يصل فِيهِ. 1091 - الْعشْرُونَ: عَن كريب من رِوَايَة عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَيْسَ السَّعْي بِبَطن الْوَادي بَين الصَّفَا والمروة سنة، إِنَّمَا كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يسعونها وَيَقُولُونَ: لَا نجيز الْبَطْحَاء إِلَّا شداًّ. 1092 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن كريب من رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: انْطلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمَدِينَة بَعْدَمَا ترجل وادهن وَلبس إزَاره ورداءه هُوَ وَأَصْحَابه، فَلم ينْه عَن شَيْء من الأردية والأزر تلبس، إِلَّا المزعفرة الَّتِي تردع الحديث: 1090 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 على الْجلد، فَأصْبح بِذِي الحليفة، ركب رَاحِلَته، حَتَّى اسْتَوَى على الْبَيْدَاء أهل هُوَ وَأَصْحَابه، وقلد بدنته، وَذَلِكَ لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة، فَقدم مَكَّة لأربعٍ خلون من ذِي الْحجَّة، فَطَافَ بِالْبَيْتِ، وسعى بَين الصَّفَا والمروة، وَلم يحل من أجل بدنه لِأَنَّهُ قلدها، ثمَّ نزل بِأَعْلَى مَكَّة عِنْد الْحجُون وَهُوَ مهلٌّ بِالْحَجِّ، وَلم يقرب الْكَعْبَة بعد طَوَافه بهَا حَتَّى رَجَعَ من عَرَفَة، وَأمر أَصْحَابه أَن يطوفوا بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة، ثمَّ يقصروا رؤوسهم، ثمَّ يحلوا وَذَلِكَ لمن لم يكن مَعَه بَدَنَة قلدها، وَمن كَانَت مَعَه امْرَأَته فَهِيَ لَهُ حلالٌ، وَالطّيب وَالثيَاب. أخرجه مُخْتَصرا فِي مَوضِع آخر من الْحَج فَقَالَ فِيهِ: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأمر أَصْحَابه أَن يطوفوا بِالْبَيْتِ، وبالصفا والمروة، ثمَّ يحلوا ويحلقوا أَو يقصروا. لم يزدْ. 1093 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن كريب من رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: يطوف الرجل بِالْبَيْتِ مَا كَانَ حَلَالا حَتَّى يهل بِالْحَجِّ، فَإِذا ركب إِلَى عَرَفَة فَمن تيَسّر لَهُ هَدْيه من الْإِبِل أَو الْبَقر أَو الْغنم، مَا تيَسّر لَهُ من ذَلِك، أَي ذَلِك شَاءَ، غير إِن لم يَتَيَسَّر لَهُ فَعَلَيهِ ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج، وَذَلِكَ قبل يَوْم عَرَفَة، فَإِن كَانَ آخر يومٍ مِنْهُ الْأَيَّام الثَّلَاثَة يَوْم عَرَفَة فَلَا جنَاح عَلَيْهِ، ثمَّ لينطلق حَتَّى يقف بِعَرَفَات إِذا أفاضوا حَتَّى يبلغُوا جمعا الَّذِي يبات فِيهِ، ثمَّ لِيذكرُوا الله كثيرا، ويكثروا من التَّكْبِير والتهليل قبل أَن يصبحوا (ثمَّ أفيضوا) فَإِن النَّاس كَانُوا يفيضون، وَقَالَ الله: {ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس وَاسْتَغْفرُوا الله إِن الله غَفُور رَحِيم} [سُورَة الْبَقَرَة] ، حَتَّى يرموا الْجَمْرَة. الحديث: 1093 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 1094 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن مُوسَى عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث أَبَا بكر على الْحَج يخبر النَّاس بمناسكهم، ويبلغهم عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَتَوا عَرَفَة من قبل ذِي الْمجَاز، فَلم يقرب الْكَعْبَة، وَلَكِن شمر إِلَى ذِي الْمجَاز، وَذَلِكَ أَنهم لم يَكُونُوا اسْتَمْتعُوا بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج. حُكيَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ: أَن البُخَارِيّ أخرجه عَن الْمقدمِي. 1095 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: أَسجد فِي " ص "؟ فَقَرَأَ: {وَمن ذُريَّته دَاوُد وَسليمَان} حَتَّى أَتَى: {فبهداهم اقتده} [سُورَة الْأَنْعَام 84 - 91] ، فَقَالَ: نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِمَّن أَمر أَن يقْتَدى بهم. وَلَقَد أخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَيْسَ " ص " من عزائم السُّجُود، وَقد رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْجد فِيهَا. 1096 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد بن جبر قَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: كَانَ فِي بني إِسْرَائِيل الْقصاص، وَلم تكن فيهم الدِّيَة، فَقَالَ الله لهَذِهِ الْأمة: {كتب عَلَيْكُم الْقصاص فِي الْقَتْلَى الْحر بِالْحرِّ وَالْعَبْد بِالْعَبدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمن عُفيَ لَهُ من أَخِيه شَيْء} [سُورَة الْبَقَرَة] ، فالعفو: أَن يقبل الرجل الدِّيَة فِي الْعمد {فاتباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وأداءٌ إِلَيْهِ بإحسن} أَن يطْلب هَذَا بِمَعْرُوف وَيُؤَدِّي هَذَا بِإِحْسَان {فَمن اعْتدى بعد ذَلِك} قيل: بعد قبُول الدِّيَة. 1097 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس: (فِيمَا عرضتم بِهِ من الحديث: 1094 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 خطْبَة النِّسَاء} [سُورَة الْبَقَرَة] ، يَقُول إِنِّي أُرِيد التَّزْوِيج، ولوددت أَنه يسر لي امْرَأَة صَالِحَة. 1098 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس: {عتلٍ بعد ذَلِك زنيمٍ} [سُورَة الْقَلَم] ، قَالَ: رجلٌ من قُرَيْش لَهُ زنمة مثل زنمة الشَّاة. 1099 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس: {لتركبن طبقًا عَن طبقٍ} [سُورَة الانشقاق] ، حَالا بعد حالٍ، قَالَ: هَذَا نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1100 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس: {إِن شَرّ الدَّوَابّ عِنْد الله الصم الْبكم الَّذين لَا يعْقلُونَ} [سُورَة الْأَنْفَال] ، قَالَ: هم نفرٌ من بني عبد الدَّار. 1101 - الثَّلَاثُونَ: عَن مُجَاهِد قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: أمره أَن يسبح فِي أدبار الصَّلَوَات كلهَا، يَعْنِي قَوْله: {وأدبار السُّجُود} [سُورَة ق] . 1102 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: {الَّذين بدلُوا نعمت الله كفرا} قَالَ: هم وَالله كفار قُرَيْش. قَالَ عَمْرو: هم قُرَيْش. وَمُحَمّد نعْمَة الله؟ {وَأَحلُّوا قَومهمْ دَار الْبَوَار} [سُورَة إِبْرَاهِيم] قَالَ: النَّار يَوْم بدر. وَعَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين بدلُوا نعمت الله كفرا} ، قَالَ: هم كفار مَكَّة. الحديث: 1098 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 1103 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُجَاهِد: {وَالَّذين يتوفون مِنْكُم ويذرون أَزْوَاجًا} [سُورَة الْبَقَرَة] ، قَالَ: كَانَت هَذِه الْعدة تَعْتَد عِنْد أهل زَوجهَا، وَاجِب، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَالَّذين يتوفون مِنْكُم ويذرون أَزْوَاجًا وَصِيَّة لأزواجهم مَتَاعا إِلَى الْحول غير إِخْرَاج فَإِن خرجن فَلَا جنَاح عَلَيْكُم فِي مَا فعلن فِي أَنْفسهنَّ من مَعْرُوف} ، قَالَ: فَجعل الله لَهَا تَمام السّنة وَصِيَّة، إِن شَاءَت سكنت فِي وصيتها، وَإِن شَاءَت خرجت، وَهُوَ قَول الله: {غير إِخْرَاج فَإِن خرجن فَلَا جنَاح عَلَيْكُم} ، وَالْعدة كَمَا هِيَ وَاجِب عَلَيْهَا، زعم ذَلِك ابْن أبي نجيحٍ عَن مُجَاهِد، قَالَ ابْن أبي نجيح قَالَ عَطاء: قَالَ ابْن عَبَّاس: نسخت هَذِه الْآيَة عدتهَا عِنْد أَهلهَا، فَتعْتَد حَيْثُ شَاءَت، وَهُوَ قَول الله عز وَجل: {غير إِخْرَاج} ، قَالَ عطاءٌ: إِن شَاءَت اعْتدت عِنْد أَهلهَا وسكنت فِي وصيتها، وَإِن شَاءَت خرجت، لقَوْل الله عز وَجل: {فَلَا جنَاح عَلَيْكُم فِي مَا فعلن} ، قَالَ عَطاء: ثمَّ جَاءَ الْمِيرَاث فنسخ السُّكْنَى، فَتعْتَد حَيْثُ شَاءَت وَلَا سُكْنى لَهَا. 1104 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَطاء، سمع ابْن عَبَّاس يقْرَأ: {وعَلى الَّذين يطوقونه فديةٌ طَعَام مِسْكين} [سُورَة الْبَقَرَة] ، قَالَ ابْن عَبَّاس: لَيست بمنسوخة، فَهِيَ للشَّيْخ الْكَبِير، وَالْمَرْأَة الْكَبِيرَة لَا يستطيعان أَن يصوما، فيطعمان مَكَان كل يومٍ مِسْكينا. 1105 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ المَال للْوَلَد، وَكَانَت الْوَصِيَّة للْوَالِدين، فنسخ الله من ذَلِك مَا أحب، فَجعل للذّكر مثل حَظّ الْأُنْثَيَيْنِ، وَجعل لِلْأَبَوَيْنِ لكل واحدٍ مِنْهُمَا السُّدس وَالثلث، وَجعل للْمَرْأَة الثّمن وَالرّبع، وَللزَّوْج الشّطْر وَالرّبع، وَللزَّوْج الشّطْر وَالرّبع. الحديث: 1103 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 1106 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: صَارَت الْأَوْثَان الَّتِي كَانَت فِي قوم نوح فِي الْعَرَب بعد: أما ودٌّ فَكَانَت لكَلْب بدومة الجندل. وَأما سواعٌ فَكَانَت لهذيل. وَأما يَغُوث فَكَانَت لمراد، ثمَّ لبني غطيف بالجرف عِنْد سبأ. وَأما يعوق فَكَانَت لهمدان. وَأما نسرٌ فَكَانَت لحمير، لآل ذِي الكلاع. أَسمَاء رجالٍ صالحين من قوم نوح، فَلَمَّا هَلَكُوا أوحى الشَّيْطَان إِلَى قَومهمْ أَن انصبوا إِلَى مجَالِسهمْ الَّتِي كَانُوا يَجْلِسُونَ أنصاباً وسموها بِأَسْمَائِهِمْ، فَلم تعبد حَتَّى إِذا هلك أُولَئِكَ وَنسخ الْعلم عبدت. أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة عَطاء بن أبي رَبَاح، ثمَّ قَالَ: إِن حجاج بن مُحَمَّد وَعبد الرَّزَّاق روياه عَن ابْن جريج فَقَالَا: عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي. وَقد ذكر أَبُو بكر البرقاني عَن الْإِسْمَاعِيلِيّ نَحْو ذَلِك، وَحَكَاهُ عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ. وَالله أعلم. 1107 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ الْمُشْركُونَ على منزلتين من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمُؤمنِينَ: كَانُوا مُشْركي أهل حَرْب يقاتلهم ويقاتلونه، ومشركي أهل عهد لَا يقاتلهم وَلَا يقاتلونه. وَكَانَ إِذا هَاجَرت امْرَأَة من أهل الْحَرْب لم تخْطب حَتَّى تحيض وتطهر، فَإِذا طهرت حل لَهَا النِّكَاح، فَإِن هَاجر زَوجهَا قبل أَن تنْكح ردَّتْ إِلَيْهِ، وَإِن هَاجر عبدٌ أَو أمةٌ فهما حران، وَلَهُمَا مَا للمهاجرين. ثمَّ ذكر من أهل الْعَهْد مثل حَدِيث مُجَاهِد. وَإِن هَاجر عبدٌ أَو أمةٌ للْمُشْرِكين أهل الْعَهْد لم يردوا وَردت أثمانهم. وَقَالَ عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: كَانَت قريبَة بنت أبي أُميَّة عِنْد عمر بن الْخطاب فَطلقهَا، فَتَزَوجهَا مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان. وَكَانَت أم الحكم بنت أبي سُفْيَان الحديث: 1106 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 تَحت عِيَاض بن غنم فَطلقهَا، فَتَزَوجهَا عبد الله بن عُثْمَان الثَّقَفِيّ. قَالَ أَبُو مَسْعُود أَيْضا عقب هَذَا الحَدِيث: وروى هَذَا حجاج عَن ابْن جريج: {إِذا جَاءَك الْمُؤْمِنَات} [الممتحنة: 10] قَالَ: كَانَ الْمُشْركُونَ ... وَذكره. وَقَالَ فِي آخِره: عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي عَن ابْن عَبَّاس. 1108 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ عكاظ ومجنة وَذُو الْمجَاز أسواقاً فِي الْجَاهِلِيَّة، فَلَمَّا كَانَ الْإِسْلَام كَأَنَّهُمْ تأثموا أَن يتجروا فِي المواسم، فَنزلت: {لَيْسَ عَلَيْكُم جنَاح أَن تَبْتَغُوا فضلا من ربكُم فِي مواسم الْحَج} قَرَأَهَا ابْن عَبَّاس. 1109 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَمْرو عَن ابْن عَبَّاس: لما نزلت: {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ} [الْأَنْفَال: 65] فَكتب عَلَيْهِم أَلا يفر واحدٌ من عشرَة. وَقَالَ سُفْيَان غير مرّة: أَلا يفر عشرُون من مِائَتَيْنِ. ثمَّ نزلت: {الْآن خفف الله عَنْكُم} الْآيَة [الْأَنْفَال: 66] فَكتب عَلَيْهِم أَلا تَفِر مائةٌ من مِائَتَيْنِ. زَاد سُفْيَان مرّة: نزلت: {حرض الْمُؤمنِينَ على الْقِتَال إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ} قَالَ سُفْيَان: وَقَالَ ابْن شبْرمَة: وَأرى الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر مثل هَذَا. وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث الزبير بن الخريت عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما نزلت: {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ} شقّ ذَلِك على الْمُسلمين حِين فرض عَلَيْهِم أَلا يفر واحدٌ من عشرَة؛ فجَاء التَّخْفِيف فَقَالَ: (الْآن خفف الله عَنْكُم وَعلم أَن فِيكُم ضعفا فَإِن يكن مِنْكُم مائةٌ صابرةً الحديث: 1108 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 يغلبوا مِائَتَيْنِ} ، فَلَمَّا خفف الله عَنْهُم من الْعدة نقص من الصَّبْر بِقدر مَا خفف عَنْهُم. 1110 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَمْرو قَالَ: قَرَأَ ابْن عَبَّاس: {أَلا إِنَّهُم يثنون صُدُورهمْ ليستخفوا مِنْهُ أَلا حِين يستغشون ثِيَابهمْ} ، قَالَ: وَقَالَ غَيره عَن ابْن عَبَّاس: يغطون رؤوسهم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر المَخْزُومِي: أَنه سمع ابْن عَبَّاس يقْرَأ: {أَلا إِنَّهُم يثنون صُدُورهمْ} [سُورَة هود،] ، قَالَ: فَسَأَلته عَنْهَا، فَقَالَ: أناسٌ كَانُوا يستحيون أَن يتخلوا، فيفضوا إِلَى السَّمَاء، وَأَن يجامعوا نِسَاءَهُمْ فيفضوا إِلَى السَّمَاء، فَنزل ذَلِك فيهم. وَلَيْسَ لمُحَمد بن عباد بن جَعْفَر فِي الصَّحِيح عَن ابْن عَبَّاس غير هَذَا. 1111 - الْأَرْبَعُونَ: حَدِيث إِبْرَاهِيم وَهَاجَر أم إِسْمَاعِيل: عَن أَيُّوب بن أبي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ وَكثير بن كثير بن عبد الْمطلب بن أبي ودَاعَة، يزِيد أَحدهمَا على الآخر، عَن سعيد بن جُبَير، قَالَ ابْن عَبَّاس: أول مَا اتخذ النَّاس الْمنطق من قبل أم إِسْمَاعِيل، اتَّخذت منطقاً. وَقَالَ الْأنْصَارِيّ عَن ابْن جريج قَالَ: وَأما كثير بن كثير فَحَدثني قَالَ: إِنِّي وَعُثْمَان بن سُلَيْمَان جُلُوس مَعَ سعيد بن جُبَير، فَقَالَ: مَا هَكَذَا حَدثنِي ابْن عَبَّاس، وَلكنه قَالَ: أقبل إِبْرَاهِيم بِإِسْمَاعِيل وَأمه وَهِي ترْضِعه، مَعهَا شنةٌ. لم يرفعهُ، وَلم يزدْ الْأنْصَارِيّ على هَذَا. الحديث: 1110 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 وَفِي أول هَذَا الحَدِيث عِنْد البرقاني من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن أَيُّوب وَكثير، وَلم يذكرهُ البُخَارِيّ: أَن سعيد بن جُبَير قَالَ: سلوني - معشر الشَّبَاب - فَإِنِّي قد أوشكت أَن أذهب من بَين أظْهركُم، فَأكْثر النَّاس مَسْأَلته، فَقَالَ رجل: أصلحك الله، أَرَأَيْت هَذَا الْمقَام، أهوَ كَمَا كُنَّا نتحدث؟ قَالَ: وَمَا كنت تَتَحَدَّث؟ قَالَ: كُنَّا نقُول: إِن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِين جَاءَ عرضت عَلَيْهِ امْرَأَة إِسْمَاعِيل النُّزُول فَأبى أَن ينزل، فَجَاءَت بِهَذَا الْحجر. فَقَالَ: لَيْسَ كَذَلِك. من هُنَا ذكر البُخَارِيّ بعد الْإِسْنَاد الْمُتَقَدّم فِي أول التَّرْجَمَة عَن أَيُّوب وَكثير عَن سعيد بن جُبَير، أول مَا اتَّخذت النِّسَاء الْمنطق من قبل أم إِسْمَاعِيل، اتَّخذت منطقاً لتعفي أَثَرهَا على سارة، ثمَّ جَاءَ بهَا إِبْرَاهِيم وبابنها إِسْمَاعِيل وَهِي ترْضِعه حَتَّى وَضعهَا عِنْد الْبَيْت، عِنْد دوحةٍ فَوق زَمْزَم فِي أَعلَى الْمَسْجِد، وَلَيْسَ بِمَكَّة يَوْمئِذٍ أحدٌ، وَلَيْسَ بهَا مَاء، فوضعهما هُنَاكَ، وَوضع عِنْدهَا جراباً فِيهِ تمر، وسقاءٌ فِيهِ مَاء، ثمَّ قفى إِبْرَاهِيم مُنْطَلقًا، فتبعته أم إِسْمَاعِيل، فَقَالَت: يَا إِبْرَاهِيم، أَيْن تذْهب وتتركنا بِهَذَا الْوَادي الَّذِي لَيْسَ فِيهِ أنيسٌ وَلَا شَيْء؟ فَقَالَت لَهُ ذَلِك مرَارًا، وَجعل لَا يلْتَفت إِلَيْهَا، فَقَالَت لَهُ: الله أَمرك بِهَذَا؟ قَالَ: نعم، قَالَت: إِذن لَا يضيعنا، ثمَّ رجعت. فَانْطَلق إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى إِذا كَانَ عِنْد الْبَيْت حَيْثُ لَا يرونه، اسْتقْبل بِوَجْهِهِ الْبَيْت، ثمَّ دَعَا بهؤلاء الدَّعْوَات؛ فَرفع يَدَيْهِ فَقَالَ: {رب إِنِّي أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذِي زرعٍ. .} حَتَّى بلغ: {يشكرون} . وَجعلت أم إِسْمَاعِيل ترْضع إِسْمَاعِيل وتشرب من ذَلِك المَاء، حَتَّى إِذا نفد مَا فِي السقاء عطشت وعطش ابْنهَا وَجعلت تنظر إِلَيْهِ يتلوى، أَو قَالَ يتلبط، فَانْطَلَقت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 كَرَاهِيَة أَن تنظر إِلَيْهِ، فَوجدت الصَّفَا أقرب جبل فِي الأَرْض يَليهَا، فَقَامَتْ عَلَيْهِ، ثمَّ اسْتقْبلت الْوَادي تنظر: هَل ترى أحدا، فَلم تَرَ أحدا، فَهَبَطت من الصَّفَا حَتَّى إِذا بلغت الْوَادي رفعت طرف درعها، ثمَّ سعت سعي الْإِنْسَان المجهود حَتَّى جَاوَزت الْوَادي، ثمَّ أَتَت الْمَرْوَة فَقَامَتْ عَلَيْهَا فَنَظَرت: هَل ترى أحدا، فَلم تَرَ أحدا، فَفعلت ذَلِك سبع مَرَّات. قَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَلذَلِك سعى النَّاس بَينهمَا " فَلَمَّا أشرفت على الْمَرْوَة سَمِعت صَوتا، فَقَالَت صه - تُرِيدُ نَفسهَا، ثمَّ تسمعت فَسمِعت أَيْضا، فَقَالَت: قد أسمعت إِن كَانَ عنْدك غواث، فَإِذا هِيَ بِالْملكِ عِنْد مَوضِع زَمْزَم، فبحث بعقبه، أَو قَالَ: بجناحه، حَتَّى ظهر المَاء، فَجعلت تحوضه، وَتقول بِيَدِهَا هَكَذَا، وَجعلت تغرف من المَاء فِي سقائها، وَهُوَ يفور بعد مَا تغرف، وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: بِقدر مَا تغرف. قَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يرحم الله أم إِسْمَاعِيل، لَو تركت زَمْزَم - أَو قَالَ: لَو لم تغرف من المَاء - لكَانَتْ زَمْزَم مَاء معينا ". قَالَ: فَشَرِبت وأرضعت وَلَدهَا، فَقَالَ لَهَا الْملك: لَا تخافوا الضَّيْعَة، فَإِن هَا هُنَا بَيْتا لله يبنيه هَذَا الْغُلَام وَأَبوهُ، وَإِن الله لَا يضيع أَهله. وَكَانَ الْبَيْت مرتفعاً من الأَرْض كالرابية، تَأتيه السُّيُول فتأخذ عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله، فَكَانَت كَذَلِك حَتَّى مرت بهم رفقةٌ من جرهم، أَو من أهل بَيت من جرهم، مُقْبِلين من طَرِيق كداء. فنزلوا فِي أَسْفَل مَكَّة، فَرَأَوْا طائراً عائفاً، فَقَالُوا: إِن هَذَا الطَّائِر ليدور على مَاء، فعهدنا بِهَذَا الْوَادي وَمَا فِيهِ مَاء، فأرسلوا جرياًّ أَو جريين، فَإِذا هم بِالْمَاءِ، فَرَجَعُوا فَأَخْبرُوهُمْ، فَأَقْبَلُوا وَأم إِسْمَاعِيل عِنْد المَاء، فَقَالُوا: أَتَأْذَنِينَ لنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 ان ننزل عنْدك؟ قَالَت: نعم، وَلَكِن لَا حق لكم فِي المَاء. قَالُوا: نعم. قَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فألفى ذَلِك أم إِسْمَاعِيل، وَهِي تحب الْأنس ". فأرسلوا إِلَى أَهْليهمْ، فنزلوا مَعَهم. حَتَّى إِذا كَانُوا بهَا أهل أَبْيَات، وشب الْغُلَام، وَتعلم الْعَرَبيَّة مِنْهُم، وأنفسهم وأعجبهم حِين شب، فَلَمَّا أدْرك زوجوه امْرَأَة مِنْهُم. وَمَاتَتْ أم إِسْمَاعِيل، فجَاء إِبْرَاهِيم بَعْدَمَا تزوج إِسْمَاعِيل يطالع تركته، فَلم يجد إِسْمَاعِيل، فَسَأَلَ امْرَأَته عَنهُ، فَقَالَت: خرج يَبْتَغِي لنا. وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن نَافِع: ذهب يصيد. ثمَّ سَأَلَهَا عَن عيشهم وهيئتهم، فَقَالَت: نَحن بشرٌ، نَحن فِي ضيق وَشدَّة، وَشَكتْ إِلَيْهِ. قَالَ: فَإِذا جَاءَ زَوجك اقرئي عَلَيْهِ السَّلَام، وَقَوْلِي لَهُ يُغير عتبَة بَابه، فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيل كَأَنَّهُ آنس شَيْئا، فَقَالَ: هَل جَاءَكُم من أحد؟ قَالَت: نعم، جَاءَنَا شيخٌ كَذَا وَكَذَا، فسألنا عَنْك، فَأَخْبَرته، فَسَأَلَنِي: كَيفَ عيشنا؟ فَأَخْبَرته أَنا فِي جهد وَشدَّة. قَالَ: فَهَل أَوْصَاك بِشَيْء؟ قَالَت: نعم، أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك السَّلَام، وَيَقُول: غير عتبَة بابك. قَالَ: ذَاك أبي، وَقد أَمرنِي أَن أُفَارِقك، الحقي بأهلك، فَطلقهَا، وَتزَوج مِنْهُم أُخْرَى. فَلبث عَنْهُم إِبْرَاهِيم مَا شَاءَ الله أَن يلبث ثمَّ أَتَاهُم بعد، فَلم يجده، فَدخل على امْرَأَته، فَسَأَلَ عَنهُ، قَالَت: خرج يَبْتَغِي لنا. قَالَ: كَيفَ أَنْت؟ وسألها عَن عيشهم وهيئتهم. فَقَالَت: نَحن بِخَير وسعة، وأثنت على الله عز وَجل. فَقَالَ: مَا طَعَامكُمْ؟ قَالَت: اللَّحْم. قَالَ: فَمَا شرابكم؟ قَالَت: المَاء. قَالَ: اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي اللَّحْم وَالْمَاء. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَلم يكن لَهُم يَوْمئِذٍ حبٌّ، وَلَو كَانَ لَهُم دَعَا لَهُم فِيهِ ". قَالَ: " فهما لَا يَخْلُو عَلَيْهِمَا أحدٌ بِغَيْر مَكَّة إِلَّا لم: رافقاه ". وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن نَافِع: فجَاء فَقَالَ: أَيْن إِسْمَاعِيل؟ فَقَالَت امْرَأَته: ذهب يصيد. فَقَالَت امْرَأَته: أَلا تنزل فتطعم وتشرب، قَالَ: وَمَا طَعَامكُمْ، وَمَا شرابكم؟ قَالَت: طعامنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 اللَّحْم، وشرابنا المَاء. قَالَ اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي طعامهم وشرابهم. قَالَ: فَقَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بركَة دَعْوَة إِبْرَاهِيم ". رَجَعَ إِلَى بَاقِي الْإِسْنَاد الأول: قَالَ: فَإِذا جَاءَ زَوجك فاقرئي عَلَيْهِ السَّلَام، ومريه يثبت عتبَة بَابه. فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيل قَالَ: هَل أَتَاكُم من أحد؟ قَالَت: نعم، أَتَانَا شيخٌ حسن الْهَيْئَة، وأثنت عَلَيْهِ، فَسَأَلَنِي عَنْك، فَأَخْبَرته، فَسَأَلَنِي: كَيفَ عيشنا؟ فَأَخْبَرته أَنا بِخَير. قَالَ: فأوصاك بِشَيْء؟ قَالَت: نعم، يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام، ويأمرك أَن تثبت عتبَة بابك. قَالَ: ذَاك أبي، وَأَنت العتبة، أَمرنِي أَن أمسكك. ثمَّ لبث عَنْهُم مَا شَاءَ الله، ثمَّ جَاءَ بعد ذَلِك وَإِسْمَاعِيل يبري نبْلًا لَهُ تَحت دوحةٍ قَرِيبا من زَمْزَم. فَلَمَّا رَآهُ قَامَ إِلَيْهِ، فصنعا كَمَا يصنع الْوَالِد بِالْوَلَدِ، وَالْولد بالوالد، ثمَّ قَالَ: يَا إِسْمَاعِيل، إِن الله أَمرنِي بأمرٍ، قَالَ: فَاصْنَعْ مَا أَمرك رَبك، قَالَ: وتعينني؟ قَالَ: وأعينك. قَالَ: فَإِن الله أَمرنِي أَن أبني بَيْتا هَا هُنَا. وَأَشَارَ إِلَى أكمةٍ مرتفعةٍ على مَا حولهَا. فَعِنْدَ ذَلِك رفع الْقَوَاعِد من الْبَيْت، فَجعل إِسْمَاعِيل يَأْتِي بِالْحِجَارَةِ وَإِبْرَاهِيم يَبْنِي، حَتَّى إِذا ارْتَفع الْبناء جَاءَ بِهَذَا الْحجر فَوَضعه لَهُ، فَقَامَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَبْنِي وَإِسْمَاعِيل يناوله الْحِجَارَة، وهما يَقُولَانِ: {رَبنَا تقبل منا إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم} قَالَ: فَجعلَا يبنيان حَتَّى يدورا حول الْبَيْت، وهما يَقُولَانِ: {رَبنَا تقبل منا إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم} . وَفِي حَدِيث أبي عَامر عبد الْملك بن عَمْرو الْعَقدي عَن إِبْرَاهِيم بن نَافِع عَن كثير بن كثير عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما كَانَ من أَمر إِبْرَاهِيم وَمن أَهله مَا كَانَ، خرج بِإِسْمَاعِيل وَأم إِسْمَاعِيل، مَعَهم شنةٌ فِيهَا مَاء، فَجعلت أم إِسْمَاعِيل تشرب من الشنة فيدر لَبنهَا على صبيها. حَتَّى قدم مَكَّة، فوضعها تَحت دوحةٍ، ثمَّ رَجَعَ إِبْرَاهِيم إِلَى أَهله، فاتبعته أم إِسْمَاعِيل، حَتَّى لما بلغُوا كداء نادته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 من وَرَائه: يَا إِبْرَاهِيم، إِلَى من تتركنا؟ قَالَ: إِلَى الله. قَالَت: رضيت بِاللَّه. قَالَ: فَرَجَعت، فَجعلت تشرب من الشنة، ويدر لَبنهَا على صبيها، حَتَّى لما فني المَاء قَالَت: لَو ذهبت فَنَظَرت لعَلي أحس أحدا، قَالَ: فَذَهَبت فَصَعدت الصَّفَا، فَنَظَرت وَنظرت: هَل تحس أحدا، فَلم تحس أحدا، فَلَمَّا بلغت الْوَادي سعت وَأَتَتْ الْمَرْوَة، وَفعلت ذَلِك أشواطاً، ثمَّ قَالَت: لَو ذهبت فَنَظَرت مَا فعل الصَّبِي، فَذَهَبت فَنَظَرت، فَإِذا هُوَ على حَاله، كَأَنَّهُ ينشغ للْمَوْت، فَلم تقرها نَفسهَا فَقَالَت: لَو ذهبت فَنَظَرت لعَلي أحس أحدا فَذَهَبت، فَصَعدت الصَّفَا، فَنَظَرت وَنظرت، فَلم تحس أحدا، حَتَّى أتمت سبعا، ثمَّ قَالَت: لَو ذهبت فَنَظَرت مَا فعل، فَإِذا هِيَ بصوتٍ، فَقَالَت: أغث إِن كَانَ عنْدك خيرٌ، فَإِذا جِبْرِيل، قَالَ: فَقَالَ بعقبه هَكَذَا، وغمز بعقبه على الأَرْض، فانبثق المَاء، فدهشت أم إِسْمَاعِيل، فَجعلت تحقن، وَفِي أُخْرَى تحفر ... وَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ نَحوه أَو قَرِيبا مِنْهُ، وَالْأول أتم، إِلَى قَوْله: فَوَافى إِسْمَاعِيل من وَرَاء زَمْزَم يصلح نبْلًا لَهُ، فَقَالَ: يَا إِسْمَاعِيل، إِن رَبك أَمرنِي أَن أبني لَهُ بَيْتا. قَالَ: أطع رَبك. قَالَ: إِنَّه قد أَمرنِي أَن تعينني عَلَيْهِ. قَالَ: إِذن أفعل. أَو كَمَا قَالَ. قَالَ: فقاما، فَجعل إِبْرَاهِيم يَبْنِي، وَإِسْمَاعِيل يناوله الْحِجَارَة، ويقولان: {رَبنَا تقبل منا إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم} ، حَتَّى ارْتَفع الْبناء، وَضعف الشَّيْخ عَن نقل الْحِجَارَة، فَقَامَ على حجر الْمقَام، فَجعل يناوله الْحِجَارَة ويقولان: {رَبنَا تقبل منا إِنَّك أَنْت السَّمِيع الْعَلِيم} . وَقد أخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ عَن عبد الله بن سعيد بن جُبَير عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " يرحم الله أم إِسْمَاعِيل، لَوْلَا أَنَّهَا عجلت لكَانَتْ زَمْزَم عينا معينا ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن نَافِع: فَقَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو تركته كَانَ المَاء ظَاهرا ". 1112 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُسلم بن عمرَان البطين عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا الْعَمَل فِي أَيَّام أفضل مِنْهَا فِي هَذِه " قَالُوا: وَلَا الْجِهَاد فِي سَبِيل الله؟ قَالَ: " وَلَا الْجِهَاد، إِلَّا رجلٌ خرج يخاطر بِنَفسِهِ وَمَاله فَلم يرجع بِشَيْء ". أخرجه البُخَارِيّ فِي " بَاب الْعَمَل فِي أَيَّام التَّشْرِيق " وَأخرجه أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن مُسلم بِمَعْنَاهُ، وَفِيه: " هَذِه الْأَيَّام الْعشْر ". 1113 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: أَن عمر سَأَلَهُمْ عَن قَوْله: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} [سُورَة النَّصْر] قَالُوا: فتح الْمَدَائِن والقصور. قَالَ: مَا تَقول يَا ابْن عَبَّاس؟ قَالَ: أجلٌ، ومثلٌ ضرب لمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعيت لَهُ نَفسه. وَقد أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي بشر جَعْفَر بن أبي وحشية بأطول من هَذَا عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ عمر يدخلني مَعَ أَشْيَاخ بدرٍ، فَكَأَن بَعضهم وجد فِي نَفسه فَقَالَ: لم تدخل هَذَا مَعنا وَلنَا أَبنَاء مثله. فَقَالَ عمر: إِنَّه من علمْتُم، فَدَعَاهُ ذَات يَوْم فَأدْخلهُ مَعَهم، قَالَ: فَمَا رئيت أَنه دَعَاني يَوْمئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ. قَالَ: مَا تَقولُونَ فِي قَول الله عز وَجل {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} فَقَالَ بَعضهم: أَمر بِأَن نحمد الله وَنَسْتَغْفِرهُ إِذا نصرنَا وَفتح علينا. وَسكت بَعضهم فَلم الحديث: 1112 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 يقل شَيْئا. فَقَالَ لي: أكداك تَقول يَا ابْن عَبَّاس؟ قلت: لَا. قَالَ: فَمَا تَقول: قلت: هُوَ أجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعلمهُ، فَقَالَ: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} فَذَلِك عَلامَة أَجلك، {فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا} فَقَالَ عمر: مَا أعلم مِنْهَا إِلَّا مَا تَقول. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عرْعرة عَن شُعْبَة: كَانَ ابْن الْخطاب يدني ابْن عَبَّاس، فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: إِن لنا أَبنَاء مثله. فَقَالَ: إِنَّه من حَيْثُ تعلم. فَسَأَلَ عمر ابْن عَبَّاس عَن هَذِه الْآيَة: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} قَالَ: أجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعلمهُ إِيَّاه. قَالَ: مَا أعلم مِنْهَا إِلَّا مَا تعلم. 1114 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: حرم من النّسَب سبع، وَمن الصهر سبعٌ. ثمَّ قَرَأَ: {حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم} [سُورَة النِّسَاء] . 1115 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن طَلْحَة بن مصرف اليامي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: {وَلكُل جعلنَا موَالِي} ، قَالَ: وَرَثَة. {وَالَّذين عاقدت أَيْمَانكُم} ، كَانَ الْمُهَاجِرُونَ لما قدمُوا الْمَدِينَة يَرث الْمُهَاجِرِي الْأنْصَارِيّ دون ذَوي رَحمَه للأخوة الَّتِي آخى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينهم. فَلَمَّا نزلت: {وَلكُل جعلنَا موَالِي} ، نسختها. ثمَّ قَالَ: {وَالَّذين عاقدت أَيْمَانكُم} [سُورَة النِّسَاء] ، إِلَّا النَّصْر والرفادة والنصيحة، وَقد ذهب الْمِيرَاث ويوصي إِلَيْهِ. 1116 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن طَلْحَة بن مصرف، وَعَن رَقَبَة عَن مصقلة جَمِيعًا عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: قَالَ لي ابْن عَبَّاس: هَل تزوجت؟ قلت: لَا. قَالَ: فَتزَوج، فَإِن خير هَذِه الْأمة أَكْثَرهَا نسَاء الحديث: 1114 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 1117 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: هم أهل الْكتاب جزءوه أَجزَاء، فآمنوا بِبَعْضِه وَكَفرُوا بِبَعْضِه، لم يزدْ. وَعَن أبي ظبْيَان عَن ابْن عَبَّاس: {كَمَا أنزلنَا على المقتسمين} [سُورَة الْحجر] قَالَ: آمنُوا بِبَعْض وَكَفرُوا ببعضٍ، الْيَهُود وَالنَّصَارَى. وَلَيْسَ لأبي ظبْيَان حُصَيْن بن جُنْدُب عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1118 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِذا سرك أَن تعلم جهل الْعَرَب فاقرأ مَا فَوق الثَّلَاثِينَ وَمِائَة من سُورَة الْأَنْعَام: {قد خسر الَّذين قتلوا أَوْلَادهم سفها بِغَيْر علم} إِلَى قَوْله: {قد ضلوا وَمَا كَانُوا مهتدين} [سُورَة الْأَنْعَام] . 1119 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: وَقَالَ ابْن عَبَّاس: توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد قَرَأت الْمُحكم. وَفِي حَدِيث هشيم: جمعت الْمُحكم فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَقلت لَهُ: وَمَا الْمُحكم؟ قَالَ: الْمفصل. 1120 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِن نَاسا يَزْعمُونَ أَن هَذِه الْآيَة نسخت، لَا وَالله مَا نسخت. وَلكنهَا مِمَّا تهاون النَّاس بهَا، هما واليان: والٍ يَرث، وَذَاكَ الَّذِي يرْزق، وووالٍ لَا يَرث، وَذَاكَ الَّذِي يَقُول بِالْمَعْرُوفِ، يَقُول: لَا املك لَك أَن أُعْطِيك. الحديث: 1117 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَهَذَا عِنْد النَّاس مُرْسل. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: {وَإِذا حضر الْقِسْمَة أولُوا الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَاكِين فارزقوهم مِنْهُ} [سُورَة النِّسَاء] ، قَالَ: هِيَ محكمَة وَلَيْسَت بمنسوخة. 1121 - الْخَمْسُونَ: عَن أبي بشر عَن سعيد بن جُبَير أَنه قَالَ فِي (الْكَوْثَر) إِنَّه الْخَيْر الْكثير الَّذِي أعطَاهُ الله إِيَّاه. قلت لسَعِيد بن جُبَير: فَإِن نَاسا يَزْعمُونَ أَنه نهرٌ فِي الْجنَّة. فَقَالَ سعيد: النَّهر الَّذِي فِي الْجنَّة من الْخَيْر الَّذِي أعطَاهُ الله إِيَّاه. وَفِي رِوَايَة عَمْرو بن مُحَمَّد النَّاقِد، عَن هشيم عَن أبي بشر، وَعَن عَطاء بن السَّائِب عَن سعيد بن جُبَير بِنَحْوِهِ. قَالَ أَبُو مَسْعُود: لم يخرج لعطاء بن السَّائِب غير هَذَا. 1122 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن يعلى بن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: {إِن كَانَ بكم أَذَى من مطر أَو كُنْتُم مرضى} [سُورَة النِّسَاء] ، قَالَ: عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَكَانَ جريحاً. 1123 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن حبيب بن أبي عمْرَة عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِلْمِقْدَادِ: " إِذا كَانَ رجلٌ مُؤمن يخفي إيمَانه مَعَ قومٍ كفار فأظهر إيمَانه فَقتلته، فَكَذَلِك كنت أَنْت تخفي إيمانك بِمَكَّة قبل ". 1124 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: سُئِلَ ابْن عَبَّاس: مثل من أَنْت حِين قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: أَنا يَوْمئِذٍ مختون. وَكَانُوا لَا يختنون الرجل حَتَّى يدْرك. الحديث: 1121 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 قَالَ ابْن إِدْرِيس عَن أَبِيه عَن أبي إِسْحَاق قَالَ قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ختين. 1125 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو مولى الْمطلب عَن سعيد بن جُبَير مولى والبة الْكُوفِي قَالَ: حَدثنِي ابْن عَبَّاس: أَنه دفع مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم عَرَفَة، فَسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَاءه زجرا شَدِيدا وَضَربا لِلْإِبِلِ وَرَاءه، فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِم. وَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، عَلَيْكُم بِالسَّكِينَةِ، فَإِن الْبر لَيْسَ بِالْإِيضَاعِ ". 1126 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الْمنْهَال بن عَمْرو الْأَسدي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعوذ الْحسن وَالْحُسَيْن: " أُعِيذكُمَا بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل شَيْطَان وَهَامة، وَمن كل عينٍ لامةٍ " وَيَقُول: " إِن أَبَاكُمَا كَانَ يعوذ بهَا إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق ". 1127 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن سعيد. قَالَ رجل لِابْنِ عَبَّاس: إِنِّي أجد فِي الْقُرْآن أَشْيَاء تخْتَلف عَليّ، قَالَ: {فَلَا أَنْسَاب بَينهم يَوْمئِذٍ وَلَا يتساءلون} [سُورَة الْمُؤْمِنُونَ] ، {وَأَقْبل بَعضهم على بعض يتساءلون} [سُورَة الصافات] ، {وَلَا يكتمون الله حَدِيثا} [سُورَة النِّسَاء] ، {رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين} [سُورَة الْأَنْعَام] ، فقد كتموا فِي هَذِه الْآيَة. وَقَالَ: {السَّمَاء بناها} إِلَى قَوْله: {دحاها} [سُورَة النازعات] ، فَذكر خلق السَّمَاء قبل خلق الأَرْض، ثمَّ قَالَ: {أئنكم لتكفرون بِالَّذِي خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ} إِلَى: {طائعين} [سُورَة فصلت] فَذكر فِي هَذِه خلق الأَرْض قبل خلق السَّمَاء. الحديث: 1125 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 وَقَالَ: {وَكَانَ الله غَفُورًا رحِيما} [سُورَة النِّسَاء] {عَزِيزًا حكيما} [سُورَة النِّسَاء] {سمعياً بَصيرًا} [سُورَة النِّسَاء] . فَكَأَنَّهُ كَانَ، ثمَّ مضى. فَقَالَ: {لَا أَنْسَاب} فِي النفخة الأولى، ثمَّ نفخ فِي الصُّور، فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله، فَلَا أَنْسَاب بَينهم عِنْد ذَلِك وَلَا يتساءلون. ثمَّ قَالَ فِي النفخة الْآخِرَة: (أقبل بَعضهم على بعض يتساءلون) . وَأما قَوْله: {مَا كُنَّا مُشْرِكين} ، {وَلَا يكتمون الله حَدِيثا} فَإِن الله يغْفر لأهل الْإِخْلَاص ذنوبهم وَقَالَ الْمُشْركُونَ: تَعَالَوْا نقُول لم نَكُنْ مُشْرِكين، فختم على أَفْوَاههم، وتنطق أَيْديهم، فَعِنْدَ ذَلِك عرف أَن الله لَا يكتم حَدِيثا. وَعِنْده {يود الَّذين كفرُوا} [سُورَة الْحجر: 2] . وَخلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ، ثمَّ خلق السَّمَاء، ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فسواهن فِي يَوْمَيْنِ آخَرين ثمَّ دحى الأَرْض، ودحيها أَن أخرج مِنْهَا المَاء والمرعى، وَخلق الْجبَال والآكام وَمَا بَينهمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرين، فخلقت الأَرْض وَمَا فِيهَا من شَيْء فِي أَرْبَعَة أيامٍ، وخلقت السَّمَوَات فِي يَوْمَيْنِ. و (كَانَ الله غَفُورًا رحِيما) سمى نَفسه ذَلِك، وَذَلِكَ قَوْله: أَي لم أزل كَذَلِك. فَإِن الله لم يرد شَيْئا إِلَّا أصَاب بِهِ الَّذِي أَرَادَ، فَلَا يخْتَلف عَلَيْك الْقُرْآن، فَإِن كلا من عِنْد الله عز وَجل. اخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ أَو بعض الروَاة. وَأخرجه البرقاني من حَدِيث يُوسُف بن عدي الَّذِي أخرجه البُخَارِيّ عَنهُ بأتم ألفاظاً: أَن ابْن عَبَّاس جَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبَّاس، إِنِّي أجد فِي الْقُرْآن أَشْيَاء تخْتَلف عَليّ، فقد وَقع ذَلِك فِي صَدْرِي، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أتكذيبٌ؟ فَقَالَ الرجل: مَا هُوَ بتكذيبٍ، وَلَكِن اخْتِلَاف. قَالَ: فَهَلُمَّ مَا وَقع فِي نَفسك. فَقَالَ لَهُ الرجل: أسمع الله يَقُول: {فَلَا أَنْسَاب بَينهم يَوْمئِذٍ وَلَا يتساءلون} وَقَالَ فِي آيَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 أُخْرَى {وَأَقْبل بَعضهم على بعض يتساءلون} وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى: {وَلَا يكتمون الله حَدِيثا} وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى: {وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين} فقد كتموا فِي هَذِه الْآيَة. وَفِي قَوْله: {أم السَّمَاء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش لَيْلهَا وَأخرج ضحاها وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها} فَذكر فِي هَذِه الْآيَة خلق السَّمَاء قبل الأَرْض، وَقَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى: {أئنكم لتكفرون بِالَّذِي خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ وتجعلون لَهُ أندادا ذَلِك رب الْعَالمين وَجعل فِيهَا رواسي من فَوْقهَا وَبَارك فِيهَا وَقدر فِيهَا أقواتها فِي أَرْبَعَة أَيَّام سَوَاء للسائلين ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِي دُخان فَقَالَ لَهَا وللأرض ائتيا طَوْعًا أَو كرها قَالَتَا أَتَيْنَا طائعين} . وَقَوله: {كَانَ الله غَفُورًا رحِيما} و {كَانَ الله سميعا بَصيرًا} فَكَأَنَّهُ كَانَ، ثمَّ مضى. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هَات مَا فِي نَفسك من هَذَا. فَقَالَ السَّائِل: إِن أنبأتني بِهَذَا فحسبي. قَالَ ابْن عَبَّاس: قَوْله: {فَلَا أَنْسَاب بَينهم يَوْمئِذٍ وَلَا يتساءلون} فَهَذَا فِي النفخة الأولى، ينْفخ فِي الصُّور، فيصعق من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله، فَلَا أَنْسَاب بَينهم يومئذٍ وَلَا يتساءلون. ثمَّ إِن كَانَ فِي النفخة الْأُخْرَى قَامُوا، فَأقبل بَعضهم على بعض يتساءلون. وَأما قَول الله تَعَالَى: {وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين} ، وَقَوله: {وَلَا يكتمون الله حَدِيثا} فَإِن الله تَعَالَى يغْفر يَوْم الْقِيَامَة لأهل الْإِخْلَاص ذنوبهم، لَا يتعاظم عَلَيْهِ ذَنْب أَن يغفره، وَلَا يغْفر شركا، فَلَمَّا رأى الْمُشْركُونَ ذَلِك قَالُوا: إِن رَبنَا يغْفر الذُّنُوب وَلَا يغْفر الشّرك، تَعَالَوْا نقُول: إِنَّا كُنَّا أهل ذنوبٍ، وَلم نَكُنْ مُشْرِكين. فَقَالَ الله تَعَالَى: {أما إِذا كتموا الشّرك فاختموا على أَفْوَاههم، فيختم على أَفْوَاههم فَتَنْطِق أَيْديهم وأرجلهم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} . فَعِنْدَ ذَلِك عرف الْمُشْركُونَ أَن الله لَا يكتم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 حَدِيثا. فَذَلِك قَوْله: {يَوْمئِذٍ يود الَّذين كفرُوا وعصوا الرَّسُول لَو تسوى بهم الأَرْض وَلَا يكتمون الله حَدِيثا} . وَأما قَوْله: {السَّمَاء بناها رفع سمكها فسواها وأغطش لَيْلهَا وَأخرج ضحاها وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها} ، فَإِنَّهُ خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ قبل خلق السَّمَاء، ثمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فسواهن فِي يَوْمَيْنِ آخَرين - يَعْنِي: ثمَّ دحى الأَرْض، ودحيها أَن أخرج مِنْهَا المَاء والمرعى، وشق فِيهَا الْأَنْهَار، وَجعل فِيهَا السبل، وَخلق الْجبَال والرمال والآكام وَمَا فِيهَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرين، فَذَلِك قَوْله: {وَالْأَرْض بعد ذَلِك دحاها} {وَقَوله} (أئنكم لتكفرون بِالَّذِي خلق الأَرْض فِي يَوْمَيْنِ وتجعلون لَهُ أنداداً ذَلِك رب الْعَالمين وَجعل فِيهَا رواسي من فَوْقهَا وَبَارك فِيهَا وَقدر فِيهَا أقواتها فِي أَرْبَعَة أيامٍ سَوَاء للسائلين} ، فَجعلت الأَرْض وَمَا فِيهَا من شئ فِي أَرْبَعَة أَيَّام، وَجعلت السَّمَوَات فِي يَوْمَيْنِ. وَأما قَوْله: {وَكَانَ الله غَفُورًا رحِيما} و {الله كَانَ عَزِيزًا حكيماً} و {الله كَانَ سمعياً بَصيرًا} ، فَإِن الله تَعَالَى جعل نَفسه ذَلِك، وسمى نَفسه ذَلِك، وَلم ينحله أحدا غَيره. وَكَانَ الله - أَي لم يزل كَذَلِك. ثمَّ قَالَ ابْن عَبَّاس: احفظ عني مَا حدثتك، وَاعْلَم أَن مَا اخْتلف عَلَيْك من الْقُرْآن أشباه مَا حدثتك، فَإِن الله تَعَالَى لم ينزل شَيْئا إِلَّا قد أصَاب بِهِ الَّذِي أَرَادَ وَلَكِن النَّاس لَا يعلمُونَ، فَلَا يختلفن عَلَيْك الْقُرْآن؛ فَإِن كلا من عِنْد الله عز وَجل. وَهَكَذَا رَوَاهُ يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي " تَارِيخه " عَن يُوسُف بن عدي كَمَا رَوَاهُ البرقاني وَإِنَّمَا يَخْتَلِفَانِ فِي يسير من الأحرف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 1128 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: {وَمن النَّاس من يعبد الله على حرف} [سُورَة الْحَج] ، كَانَ الرجل يقدم الْمَدِينَة، فَإِن ولدت امْرَأَته غُلَاما ونتجت خيله قَالَ: هَذَا دينٌ صالحٌ، وَإِن لم تَلد امْرَأَته وَلم تنْتج خيله قَالَ: هَذَا دين سوء. 1129 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الْملك بن سعيد بن جُبَير عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: خرج رجل من بني سهم مَعَ تَمِيم الدَّارِيّ وعدي بن بداء، فَمَاتَ السَّهْمِي بأرضٍ لَيْسَ بهَا مسلمٌ، فَلَمَّا قدمُوا بِتركَتِهِ فقدوا جَاما من فضةٍ مَخْتُومًا بِذَهَب، فَأَحْلفهُمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ وجد الْجَام بِمَكَّة، فَقَالُوا: ابتعناه من تَمِيم وعدي بن بداء، فَقَامَ رجلَانِ من أوليائه، فَحَلفا لَشَهَادَتنَا أَحَق من شَهَادَتهمَا، وَإِن الْجَام لصَاحِبِهِمْ، قَالَ: وَفِيهِمْ نزلت هَذِه الْآيَة: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا شَهَادَة بَيْنكُم} [سُورَة الْمَائِدَة] . وَلَيْسَ لعبد الله بن سعيد عَن أَبِيه سعيد بن جُبَير، وَلَا مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم عَن عبد الْملك فِي هَذَا الْمسند غير هَذَا الحَدِيث. 1130 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ذَر بن عبد الله المرهبي عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لجبريل: " مَا يمنعك أَن تَزُورنَا أَكثر مِمَّا تَزُورنَا؟ " فَنزلت {وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك لَهُ مَا بَين أَيْدِينَا وَمَا خلفنا} [سُورَة مَرْيَم] . 1131 - السِّتُّونَ: عَن سَالم الْأَفْطَس عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: سَأَلَني يَهُودِيّ من أهل الْحيرَة: أَي الْأَجَليْنِ قضى مُوسَى؟ قلت: لَا أَدْرِي حَتَّى أقدم على حبر الْعَرَب فأسأله، فَقدمت فَسَأَلت ابْن عَبَّاس فَقَالَ: قضى أكثرهما وأطيبهما، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ قَالَ فعل. صلى الله على نَبينَا وَعَلِيهِ وعَلى آله وَسلم. الحديث: 1128 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 1132 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: آخر آيةٍ نزلت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آيَة الرِّبَا. 1133 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن أبي رَجَاء العطاردي - واسْمه عمرَان بن ملْحَان - قَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ صياد: " قد خبأت لَهُ خبيئاً، فَمَا هُوَ؟ " قَالَ: الدخ. قَالَ: " اخْسَأْ ". 1134 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن أبي الشعْثَاء جَابر بن زيد أَنه قَالَ: وَمن يَتَّقِي شَيْئا من الْبَيْت؟ وَكَانَ مُعَاوِيَة يسْتَلم الْأَركان. فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس: إِنَّه لَا يسْتَلم هَذَانِ الركنان. فَقَالَ: لَيْسَ شَيْء من الْبَيْت مَهْجُورًا. وَكَانَ ابْن الزبير يستلمهن كُلهنَّ. وَأخرج مسلمٌ من حَدِيث أبي قَتَادَة عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة: أَنه سمع ابْن عَبَّاس يَقُول: لم أر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْتَلم غير الرُّكْنَيْنِ اليمانيين. 1135 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن عَمْرو قَالَ: قلت لجَابِر بن زيد: يَزْعمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. قَالَ: قد كَانَ يَقُول ذَاك الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ عندنَا بِالْبَصْرَةِ، وَلَكِن أَبى ذَلِك الْبَحْر ابْن عَبَّاس، وَقَرَأَ: {قل لَا أجد فِي مَا أُوحِي إِلَيّ محرما} [سُورَة الْأَنْعَام] ، وَيصْلح أَن يذكر فِي مُسْند الحكم بن عَمْرو. 1136 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي جَمْرَة الضبعِي قَالَ: كنت أجالس ابْن الحديث: 1132 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 عَبَّاس بِمَكَّة، فَأَخَذَتْنِي الْحمى، فَقَالَ: أبردها عَنْك بِمَاء زَمْزَم؛ فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الْحمى من فيح جَهَنَّم، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ " أَو قَالَ: " بِمَاء زَمْزَم ". 1137 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي جَمْرَة نصر بن عمرَان الضبعِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِن أول جمعةٍ جمعت بعد جمعةٍ فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي مَسْجِد عبد الْقَيْس بجواثى من الْبَحْرين. 1138 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الله بن كَعْب بن مَالك عَن ابْن عَبَّاس: أَن عليا خرج من عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ، فَقَالَ النَّاس: يَا أَبَا حسن، كَيفَ أصبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: أصبح بِحَمْد الله بارئاً. وَقد تقدم الْمَتْن بِطُولِهِ فِي مُسْند عَليّ رَضِي الله عَنهُ. 1139 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس، من رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: اشْتَدَّ غضب الله على من قَتله نبيٌّ فِي سَبِيل الله. اشْتَدَّ غضب الله على قومٍ دموا وَجه نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1140 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن عِكْرِمَة من رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار عَنهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ أهل الْيمن يحجون فَلَا يتزودون، وَيَقُولُونَ: نَحن المتوكلون، فَإِذا قدمُوا مَكَّة سَأَلُوا النَّاس، فَأنْزل الله عز وَجل: {وتزودوا فَإِن خير الزَّاد التَّقْوَى} [سُورَة الْبَقَرَة] ، كَذَا فِي رِوَايَة وَرْقَاء عَن عَمْرو. وَرَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو عَن عِكْرِمَة لم يذكر ابْن عَبَّاس. 1141 - السبعون: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله الحديث: 1137 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 تَعَالَى: {وَمَا جعلنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أريناك إِلَّا فتْنَة للنَّاس} ، قَالَ: هِيَ رُؤْيا عين أريها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ إِلَى بَيت الْمُقَدّس {والشجرة الملعونة فِي الْقُرْآن} [سُورَة الْإِسْرَاء] ، هِيَ شَجَرَة الزقوم. 1142 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن: قطع على أهل الْمَدِينَة بعثٌ فاكتتبت فِيهِ، فَلَقِيت عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس: فَأَخْبَرته فنهاني عَن ذَلِك أَشد النَّهْي، ثمَّ قَالَ: أَخْبرنِي ابْن عَبَّاس أَن نَاسا من الْمُسلمين كَانُوا مَعَ الْمُشْركين يكثرون سَواد الْمُشْركين على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَأْتِي السهْم يرْمى بِهِ فَيُصِيب أحدهم فيقتله، أَو يضْرب فَيقْتل، فَأنْزل الله: {إِن الَّذين تَوَفَّاهُم الْمَلَائِكَة ظالمي أنفسهم} [سُورَة النِّسَاء] . 1143 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن حَنْظَلَة ابْن الغسيل عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ بملحفةٍ وَقد عصب رَأسه بعصابةٍ دسماء، حَتَّى جلس على الْمِنْبَر، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " أما بعد، فَإِن النَّاس يكثرون ويقل الْأَنْصَار، حَتَّى يَكُونُوا فِي النَّاس بِمَنْزِلَة الْملح فِي الطَّعَام. فَمن ولي مِنْكُم شَيْئا يضر فِيهِ قوما وينفع فِيهِ آخَرين فليقبل من محسنهم ويتجاوز عَن مسيئهم "، فَكَانَ آخر مجْلِس جلس فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث أَحْمد بن يَعْقُوب وَعَلِيهِ ملحفةٌ متعطفاً بهَا على مَنْكِبَيْه. وَلم يذكر: فَكَانَ آخر مجْلِس. وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبان: فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " أَيهَا النَّاس، إِلَيّ " فثابوا إِلَيْهِ. ثمَّ قَالَ: " أما بعد، فَإِن هَذَا الْحَيّ من الْأَنْصَار يقلون وَيكثر النَّاس " ثمَّ ذكر نَحوه. الحديث: 1142 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 1144 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن قَتَادَة بن دعامة السدُوسِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " هَذِه وَهَذِه سواءٌ " يَعْنِي الْخِنْصر والإبهام. يَعْنِي فِي الدِّيَة. 1145 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن قَتَادَة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: رَأَيْته عبدا - يَعْنِي زوج بَرِيرَة - كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ يتبعهَا فِي سِكَك الْمَدِينَة يبكي عَلَيْهَا. وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ زوج بَرِيرَة عبدا أسود يُقَال لَهُ مغيثٌ، عبدا لبني فلانٍ، كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ يطوف وَرَاءَهَا فِي سِكَك الْمَدِينَة. وَفِي حَدِيث خَالِد بن مهْرَان الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن زوج بَرِيرَة كَانَ عبدا يُقَال لَهُ المغيث، كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ يطوف خلفهَا ودموعه تسيل على لحيته. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للْعَبَّاس: " يَا عَبَّاس، أَلا تعجب من حب مغيث بَرِيرَة، وَمن بغض بَرِيرَة مغيثاً. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو راجعتيه ". قَالَت: يَا رَسُول الله، تَأْمُرنِي؟ قَالَ: " إِنَّمَا أشفع ". قَالَت: لَا حَاجَة لي فِيهِ. 1146 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن قَتَادَة عَن عِكْرِمَة قَالَ: صليت خلف شيخ بِمَكَّة فَكبر ثِنْتَيْنِ وَعشْرين تَكْبِيرَة، فَقلت لِابْنِ عَبَّاس: إِنَّه أَحمَق. فَقَالَ: ثكلتك أمك، سنة أبي الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة أبي بشر عَن عِكْرِمَة قَالَ: رَأَيْت رجلا عِنْد الْمقَام يكبر فِي كل خفضٍ ورفعٍ، وَإِذا وضع، فَأخْبرت ابْن عَبَّاس فَقَالَ: أَو لَيْسَ تِلْكَ صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - لَا أم لَك؟ . الحديث: 1144 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 وَلَيْسَ لأبي بشر جَعْفَر بن أبي وحشية فِي تَرْجَمَة عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس غير هَذَا. 1147 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن قَتَادَة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لعن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المتشبهين من الرِّجَال بِالنسَاء، والمتشبهات من النِّسَاء بِالرِّجَالِ. وَفِي حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن عِكْرِمَة عَنهُ: لعن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المخنثين من الرِّجَال والمترجلات من النِّسَاء. قَالَ: " أخرجوهم من بُيُوتكُمْ " فَأخْرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فُلَانَة، وَأخرج عمر فلَانا. 1148 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن عِكْرِمَة قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: قد أحْصر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فحلق، وجامع نِسَاءَهُ، وَنحر هَدْيه، حَتَّى اعْتَمر عَاما قَابلا. 1149 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول وحصين بن عبد الرَّحْمَن عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَقَامَ النَّبِي تسع عشرَة يقصر الصَّلَاة، فَنحْن إِذا سافرنا فَأَقَمْنَا تسع عشرَة قَصرنَا، وَإِن زِدْنَا أتممنا. 1150 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن حُصَيْن عَن عِكْرِمَة: {وكأسا دهاقا} [سُورَة النبأ] ، قَالَ: ملأى متتابعة. قَالَ: وَقَالَ ابْن عَبَّاس: سَمِعت أبي فِي الْجَاهِلِيَّة يَقُول: اسقنا كأساً دهاقاً. الحديث: 1147 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 1151 - الثَّمَانُونَ: عَن عَاصِم الْأَحول عَن عِكْرِمَة وَأبي مجلزٍ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هِيَ فِي الْعشْر، فِي سبع يمضين، أَو فِي سبع يبْقين " يَعْنِي لَيْلَة الْقدر. وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " التمسوها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان - لَيْلَة الْقدر - فِي تاسعةٍ تبقى، فِي سابعةٍ تبقى، فِي خَامِسَة تبقى ". وَفِي حَدِيث خَالِد الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: " التمسوها فِي أَربع وَعشْرين ". مَوْقُوف. 1152 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي إِسْحَاق سُلَيْمَان بن فَيْرُوز الشَّيْبَانِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا يحل لكم أَن ترثوا النِّسَاء كرها وَلَا تعضلوهن لتذهبوا بِبَعْض مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} [سُورَة النِّسَاء] ، قَالَ: كَانُوا إِذا مَاتَ الرجل، كَانَ أولياؤه أَحَق بامرأته، إِن شَاءَ بَعضهم تزَوجهَا، وَإِن شاؤوا زوجوها، وَإِن شاؤوا لم يزوجوها، فهم أَحَق بهَا من أَهلهَا. فَنزلت هَذِه الْآيَة فِي ذَلِك. 1153 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المحاقلة والمزابنة. 1154 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن أَيُّوب بن أبي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ عَن عِكْرِمَة قَالَ: أُتِي عليٌّ رَضِي الله عَنهُ بزنادقة فأحرقهم. فَبلغ ذَلِك ابْن عَبَّاس فَقَالَ: لَو كنت أَنا لم أحرقهم لنهي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " لَا تعذبوا بِعَذَاب الله ". ولقتلتهم لقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من بدل دينه فَاقْتُلُوهُ ". الحديث: 1151 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 1155 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَرَأَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا أَمر، وَسكت فِيمَا أَمر، {وَمَا كَانَ رَبك نسيا} [سُورَة مَرْيَم] و {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} [سُورَة الْأَحْزَاب] . 1156 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو كنت متخذاً من أمتِي خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكرٍ، وَلَكِن أخي وصاحبي ". وَفِي رِوَايَة مُعلى بن أَسد عَن وهيب: وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام أفضل ". وَفِي رِوَايَة يعلى بن حَكِيم عَن عِكْرِمَة قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ عاصباً رَأسه بخرقةٍ، فَقعدَ على الْمِنْبَر، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " إِنَّه لَيْسَ من النَّاس أحدٌ أَمن عَليّ فِي نَفسه وَمَاله من أبي بكر بن أبي قُحَافَة. وَلَو كنت متخذاً من النَّاس خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا، وَلَكِن خلة الْإِسْلَام أفضل، سدوا عني كل خوخةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِد غير خوخة أبي بكر " وَفِي رِوَايَة عبد الْوَارِث عَن أَيُّوب: أما الَّذِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو كنت متخذاً من هَذِه الْأمة خَلِيلًا لاتخذته، وَلَكِن خلة الْإِسْلَام أفضل " أَو قَالَ " خيرٌ ". فَإِنَّهُ أنزلهُ أَبَا أَو قَالَ: " قَضَاهُ أَبَا " يَعْنِي الْجد. 1157 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: جَاءَت امْرَأَة ثَابت بن قيس بن شماس إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي مَا أَعتب عَلَيْهِ فِي خلقٍ وَلَا دينٍ، وَلَكِن أكره الْكفْر فِي الْإِسْلَام. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتردينَ عَلَيْهِ حديقته؟ " قَالَت: نعم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقبل الحديقة وَطَلقهَا تَطْلِيقَة ". وَفِي حَدِيث خَالِد الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس نَحوه بِمَعْنَاهُ. الحديث: 1155 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 وَمِنْهُم من رَوَاهُ عَن عِكْرِمَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُرْسلا. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب: أَن اسْمهَا جميلَة. 1158 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سجد بِالنَّجْمِ، وَسجد مَعَه الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنّ وَالْإِنْس. 1159 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن أَيُّوب عَن عَاصِم عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: انتشل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرقاً من قدر، فَأكل ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: تعرق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَتفًا، فصلى وَلم يتَوَضَّأ. وَلَيْسَ لمُحَمد بن سِيرِين عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1160 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب إِذا هُوَ بِرَجُل قَائِم، فَسَأَلَ عَنهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيل، نذر أَن يقوم فِي الشَّمْس وَلَا يقْعد، وَلَا يستظل، وَلَا يتَكَلَّم، ويصوم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مره، فَلْيَتَكَلَّمْ، وليستظل، وليقعد، وليتم صَوْمه ". قَالَ: وَقَالَ فِيهِ عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مُرْسل. 1161 - التِّسْعُونَ: عَن أَيُّوب قَالَ: ذكر عِنْد عِكْرِمَة شَرّ الثَّلَاثَة فَقَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد حمل قثم بَين يَدَيْهِ وَالْفضل خَلفه، أَو قثم خَلفه وَالْفضل بَين يَدَيْهِ، فَأَيهمْ أشر أَو أَيهمْ أخير. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن مهْرَان الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة استقبلته أغيلمة بني عبد الْمطلب، فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه. الحديث: 1158 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 1162 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من تحلم بحلم لم يره كلف أَن يعْقد بَين شعيرتين، وَلنْ يفعل. وَمن اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم وهم لَهُ كَارِهُون صب فِي أُذُنَيْهِ الآنك يَوْم الْقِيَامَة. وَمن صور صُورَة عذب، وكلف أَن ينْفخ فِيهَا الرّوح، وَلَيْسَ بنافخ. " قَالَ سُفْيَان: وَصله لنا أَيُّوب. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث خَالِد الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس، قَوْله نَحوه. قَالَ: وَتَابعه هِشَام - يَعْنِي ابْن حسان - عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس. . قَوْله. 1163 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن حسان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشريك بن سَحْمَاء. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْبَيِّنَة أَو حدٌّ فِي ظهرك " قَالَ: يَا رَسُول الله، إِذا رأى أَحَدنَا على امْرَأَته رجلا ينْطَلق يلْتَمس الْبَيِّنَة؟ فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْبَيِّنَة وَإِلَّا حدٌّ فِي ظهرك " فَقَالَ هِلَال. وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِنِّي لصَادِق، ولينزلن الله مَا يُبرئ ظَهْري من الْحَد. فَنزل جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَأنزل عَلَيْهِ: {وَالَّذين يرْمونَ أَزوَاجهم} فَقَرَأَ حَتَّى بلغ: {إِن كَانَ من الصَّادِقين} [النُّور] فَانْصَرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأرْسل إِلَيْهَا، فجَاء هِلَال فَشهد، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله يعلم أَن أَحَدكُمَا كَاذِب، فَهَل مِنْكُمَا تائب؟ " ثمَّ قَامَت فَشَهِدت، فَلَمَّا كَانَت عِنْد الْخَامِسَة وقفوها وَقَالُوا: إِنَّهَا مُوجبَة. قَالَ ابْن عَبَّاس: فتلكأت وَنَكَصت حَتَّى ظننا أَنَّهَا ترجع، ثمَّ قَالَت: لَا أفضح قومِي سَائِر الْيَوْم، فمضت. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبصروها، فَإِن جَاءَت بِهِ أكحل الْعَينَيْنِ، سابغ الأليتين، خَدلج السَّاقَيْن فَهُوَ لِشَرِيك بن سَحْمَاء ". فَجَاءَت بِهِ كَذَلِك. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَوْلَا مَا مضى من كتاب الله عز وَجل لَكَانَ لي وَلها شَأْن ". الحديث: 1162 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 1164 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن خَالِد بن مهْرَان الْحذاء عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ إِلَى السِّقَايَة فَاسْتَسْقَى، فَقَالَ الْعَبَّاس: يَا فضل، اذْهَبْ إِلَى أمك، فأت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشرابٍ من عِنْدهَا. فَقَالَ: " اسْقِنِي " قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّهُم يجْعَلُونَ أَيْديهم فِيهِ. قَالَ: " اسْقِنِي ". فَشرب مِنْهُ، ثمَّ أَتَى زَمْزَم وهم يسقون ويعملون فِيهَا فَقَالَ: " اعْمَلُوا، فَإِنَّكُم على عمل صَالح " ثمَّ قَالَ: " لَوْلَا أَن تغلبُوا لنزلت حَتَّى أَضَع الْحَبل على هَذِه " يَعْنِي عَاتِقه. 1165 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن خَالِد بن مهْرَان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يشرب من فَم السقاء. 1166 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن خَالِد بن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ فِي قبَّة يَوْم بدرٍ: " اللَّهُمَّ أنْشدك عَهْدك وَوَعدك. اللَّهُمَّ إِن تشأ لَا تعبد بعد الْيَوْم ". فَأخذ أَبُو بكر بِيَدِهِ فَقَالَ: حَسبك يَا رَسُول الله، ألححت على رَبك، فَخرج وَهُوَ فِي الدرْع وَهُوَ يَقُول: {سَيهْزمُ الْجمع وَيُوَلُّونَ الدبر بل السَّاعَة موعدهم والساعة أدهى وَأمر} [سُورَة الْقَمَر] 1167 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على أَعْرَابِي يعودهُ، فَقَالَ: " لَا بَأْس عَلَيْك، طهورٌ إِن شَاءَ الله " قَالَ الْأَعرَابِي: طهورٌ؟ بل حمى تَفُور، على شيخٍ كَبِير، تزيره الْقُبُور. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " فَنعم إِذن ". وَفِي حَدِيث مُعلى بن أَسد: دخل على أَعْرَابِي يعودهُ، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل على مريضٍ يعودهُ قَالَ: " لَا بَأْس، طهورٌ إِن شَاءَ الله " فَقَالَ لَهُ: " لَا بَأْس طهورٌ إِن شَاءَ الله " فَقَالَ: قلت: طهُور؟ بل حمى تَفُور - أَو تثور، على شيخٍ كَبِير، تزيره الْقُبُور ... الحديث: 1164 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 1168 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَاف بِالْبَيْتِ وَهُوَ على بعيرٍ، كلما أَتَى على الرُّكْن أَشَارَ إِلَيْهِ بشيءٍ فِي يَده وَكبر. 1169 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم بدر: " هَذَا جِبْرِيل آخذٌ بِرَأْس فرسه، عَلَيْهِ أَدَاة الْحَرْب ". 1170 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِذا أسلمت النَّصْرَانِيَّة قبل زَوجهَا بساعةٍ حرمت عَلَيْهِ. مَوْقُوف. 1171 - الْمِائَة: عَن الزبير بن الخريت عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: {وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف} [سُورَة الممتحنة] قَالَ: إِنَّمَا هُوَ شرطٌ شَرطه الله للنِّسَاء. 1172 - الحَدِيث الأول بعد الْمِائَة: عَن الزبير بن الخريت عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: حدث النَّاس كل جمعةٍ مرّة، فَإِن أَبيت فمرتين، فَإِن أكثرت فَثَلَاث مَرَّات، وَلَا تمل النَّاس هَذَا الْقُرْآن، وَلَا ألفينك تَأتي الْقَوْم وهم فِي حَدِيث من حَدِيثهمْ فتقص عَلَيْهِم، فتقطع عَلَيْهِم حَدِيثهمْ فتملهم، وَلَكِن أنصت، فَإِذا أمروك فَحَدثهُمْ وهم يشتهونه، وَانْظُر السجع من الدُّعَاء فاجتنبه، فَإِنِّي عهِدت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه لَا يَفْعَلُونَ ذَلِك. 1173 - الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن عُثْمَان بن غياث الرَّاسِبِي عَن عِكْرِمَة: أَن ابْن عَبَّاس سُئِلَ عَن مُتْعَة الْحَج فَقَالَ: أهل الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار وَأَزْوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع، وأهللنا، فَلَمَّا قدمنَا مَكَّة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اجعلوا إهلالكم الحديث: 1168 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 بِالْحَجِّ عمْرَة، إِلَّا من قلد الْهَدْي ". طفنا بِالْبَيْتِ، وبالصفا والمروة، وأتينا النِّسَاء، ولبسنا الثِّيَاب. وَقَالَ: " من قلد الْهَدْي فَإِنَّهُ لَا يحل حَتَّى يبلغ الْهَدْي مَحَله ". ثمَّ أمرنَا عَشِيَّة التَّرويَة أَن نهل بِالْحَجِّ، فَإِذا فَرغْنَا من الْمَنَاسِك جِئْنَا فطفنا بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة، وَقد تمّ حجنا، وعلينا الْهَدْي كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ من الْهَدْي} [سُورَة الْبَقَرَة] ، فَإِن لم تَجدوا فَصِيَام ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وَسَبْعَة إِذا رجعتم إِلَى أمصاركم، الشَّاة تجزي. " فَجمعُوا نسكين فِي عَام: بَين الْحَج وَالْعمْرَة، فَإِن الله أنزلهُ فِي كِتَابه وَسنة نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأباحه للنَّاس غير أهل مَكَّة. قَالَ الله: {ذَلِك لمن لم يكن أَهله حاضري الْمَسْجِد الْحَرَام} [سُورَة الْبَقَرَة] وَأشهر الْحَج الَّتِي ذكر الله: شَوَّال وَذُو الْقعدَة وَذُو الْحجَّة، فَمن تمتّع فِي هَذِه الْأَشْهر فَعَلَيهِ دمٌ أَو صَوْم. والرفث: الْجِمَاع. والفسوق: الْمعاصِي. والجدال: المراء. أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا. فَقَالَ: وَقَالَ أَبُو كَامِل عَن أبي معشر عَن عُثْمَان. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَهَذَا حَدِيث عزيزٌ لم أره إِلَّا عِنْد مُسلم بن الْحجَّاج. وَلم يُخرجهُ مُسلم فِي صَحِيحه من أجل عِكْرِمَة. وَعِنْدِي أَن البُخَارِيّ أَخذه عَن مُسلم. وَالله أعلم قَالَ البرقاني: حدث بِهِ ابْن أبي حَاتِم عَن مُسلم. 1174 - الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن عبد الْكَرِيم بن مَالك الْجَزرِي عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ أَبُو جهل: لَئِن رَأَيْت مُحَمَّدًا يُصَلِّي عِنْد الْكَعْبَة لَأَطَأَن على عُنُقه. فَبلغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " لَو فعله لَأَخَذته الْمَلَائِكَة ". زَاد أَبُو مَسْعُود: لَأَخَذته الْمَلَائِكَة عيَانًا ". قَالَ: وَقَالَ ابْن عَبَّاس: وَلَو تمنى الْيَهُود الْمَوْت لماتوا، وَلَو خرج الَّذين يباهلون النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لرجعوا لَا يَجدونَ أَهلا وَلَا مَالا. الحديث: 1174 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 1175 - الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن يعلى بن حَكِيم عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما أَتَى ماعزٌ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَعَلَّك قبلت أَو غمزت أَو نظرت " قَالَ لَا يَا رَسُول الله قَالَ: " أنكتها؟ " لَا يكني. فَعِنْدَ ذَلِك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر برجمه. وَقد أخرج مُسلم من حَدِيث سماك بن حَرْب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لماعز بن مَالك: أحقٌّ مَا بَلغنِي عَنْك؟ " قَالَ: وَمَا بلغك عني؟ قَالَ: " بَلغنِي أَنَّك وَقعت بِجَارِيَة آل فلَان " قَالَ: نعم. فَشهد أَربع شَهَادَات ثمَّ أَمر بِهِ فرجم. 1176 - الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن فُضَيْل بن غَزوَان قَالَ: حَدثنَا عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب النَّاس يَوْم النَّحْر فَقَالَ: " يَا أَيهَا النَّاس، أَي يَوْم هَذَا؟ " قَالُوا: يومٌ حرامٌ. قَالَ: " فَأَي بلد هَذَا؟ " قَالُوا: بلدٌ حرامٌ. قَالَ: " فَأَي شهر هَذَا؟ " قَالُوا: شهرٌ حرامٌ. قَالَ: " فَإِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ عَلَيْكُم حرامٌ كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا، فِي بلدكم هَذَا فِي شهركم هَذَا ". فَأَعَادَهَا مرَارًا ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ: " اللَّهُمَّ هَل بلغت؟ " قَالَ ابْن عَبَّاس: فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لوصيته إِلَى أمته، " فليبلغ الْغَائِب الشَّاهِد. لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض ". 1177 - السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن فُضَيْل بن غَزوَان عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مؤمنٌ " وَلَا يسرق حِين يسرق وَهُوَ مؤمنٌ " زَاد إِسْحَاق بن يُوسُف: " وَلَا يشرب الْخمر حِين يشرب وَهُوَ مؤمنٌ " قَالَ عِكْرِمَة: قلت لِابْنِ عَبَّاس: كَيفَ ينْزع الْإِيمَان مِنْهُ؟ قَالَ: هَكَذَا، وَشَبك بَين أَصَابِعه ثمَّ أخرجهَا، فَإِن تَابَ عَاد إِلَيْهِ هَكَذَا، وَشَبك بَين أَصَابِعه. 1178 - السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان بن دِينَار الْعُصْفُرِي التمار عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس: {لرادك إِلَى معاد} [سُورَة الْقَصَص] ، قَالَ: إِلَى مَكَّة. الحديث: 1175 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 1179 - الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن أبي بكر بن عَبَّاس عَن سُفْيَان التمار من قَوْله: أَنه رأى قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسنماً. 1180 - التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن أبي يزِيد الْمدنِي عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِن أول قسَامَة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة لفينا بني هَاشم، كَانَ رجلٌ من بني هَاشم اسْتَأْجر رجلا من قُرَيْش من فَخذ أُخْرَى، فَانْطَلق مَعَه فِي إبِله، فَمر رجلٌ من بني هَاشم قد انْقَطَعت عُرْوَة جوالقه فَقَالَ: أَغِثْنِي بعقال أَشد بِهِ عُرْوَة جوالقي، لَا تنفر الْإِبِل. فَأعْطَاهُ عقَالًا فَشد بِهِ عُرْوَة جوالقه، فَلَمَّا نزلُوا عقلت الْإِبِل إِلَّا بَعِيرًا وَاحِدًا، فَقَالَ الَّذِي اسْتَأْجرهُ: مَا بَال هَذَا الْبَعِير لم يعقل من بَين الْإِبِل؟ قَالَ: لَيْسَ لَهُ عقال. قَالَ: فَأَيْنَ عقاله؟ فَحَذفهُ بعصاً كَانَ فِيهَا أَجله، فَمر بِهِ رجلٌ من أهل الْيمن، فَقَالَ: أَتَشهد الْمَوْسِم؟ قَالَ: مَا أشهد، وَرُبمَا شهدته. قَالَ: هَل أَنْت مبلغٌ عني رِسَالَة مرّة من الدَّهْر قَالَ: نعم. قَالَ: فَإِذا أَنْت شهِدت الْمَوْسِم فَنَادِ: يَا آل قُرَيْش، فَإِذا أجابوك فَنَادِ: يَا بني هَاشم، فَإِن أجابوك فسل عَن أبي طالبٍ فَأخْبرهُ أَن فلَانا قتلني فِي عقال، وَمَات الْمُسْتَأْجر. فَلَمَّا قدم الَّذِي اسْتَأْجرهُ، أَتَاهُ أَبُو طَالب، قَالَ: مَا فعل صاحبنا؟ قَالَ: مرض فأحسنت الْقيام عَلَيْهِ، وَوليت دَفنه. قَالَ: قد كَانَ أهل ذَاك مِنْك، فَمَكثَ حينا، ثمَّ إِن الرجل الَّذِي أوصِي إِلَيْهِ أَن يبلغ عَنهُ وافى الْمَوْسِم، فَقَالَ: يَا آل قُرَيْش. قَالُوا: هَذِه قُرَيْش. قَالَ: يَا بني هَاشم. قَالُوا: هَذِه بَنو هَاشم. قَالَ: أَيْن أَبُو طَالب؟ قَالُوا: هَذَا أَبُو طَالب. قَالَ: أَمرنِي فلانٌ أَن أبلغك رِسَالَة: أَن فلَانا قَتله فِي عقال. فَأَتَاهُ أَبُو طَالب فَقَالَ: اختر منا إِحْدَى ثَلَاث: إِن شِئْت أَن تُؤدِّي مائَة من الْإِبِل، فَإنَّك قتلت صاحبنا، وَإِن شِئْت حلف خَمْسُونَ من قَوْمك أَنَّك لم تقتله، فَإِن أَبيت قتلناك بِهِ. فَأتى قومه، فَأخْبرهُم، فَقَالُوا: نحلف. فَأَتَتْهُ امرأةٌ من بني هَاشم كَانَت تَحت رجلٍ مِنْهُم قد ولدت مِنْهُم، فَقَالَت: يَا أَبَا طَالب، أحب أَن الحديث: 1179 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 تجير ابْني هَذَا برجلٍ من الْخمسين، وَلَا تصبر يَمِينه حَيْثُ تصبر الْأَيْمَان، فَفعل، فَأَتَاهُ رجلٌ مِنْهُم فَقَالَ: يَا أَبَا طَالب، أردْت خمسين رجلا أَن يحلفوا مَكَان مائَة من الْإِبِل، نصيب كل رجلٍ مِنْهُم بعيران، هَذَانِ البعيران، فأقبلهما مني، وَلَا تصبر يَمِيني حَيْثُ تصبر الْأَيْمَان، فقبلهما، وَجَاء ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ فَحَلَفُوا. قَالَ ابْن عَبَّاس: فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا حَال الْحول وَمن الثَّمَانِية وَأَرْبَعين عينٌ تطرف. @ 1181 - الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن طَلْحَة بن عبيد الله بن عَوْف قَالَ: صليت خلف ابْن عَبَّاس على جنازةٍ، فَقَرَأَ بِفَاتِحَة الْكتاب، وَقَالَ: لِتَعْلَمُوا أَنَّهَا سنة. 1182 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن أبي هِنْد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعمتان مغبون فيهمَا كثيرٌ من النَّاس: الصِّحَّة والفراغ ". وَلَيْسَ لسَعِيد بن أبي هِنْد عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 1183 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن مقسم بن يحيى مولى عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ} [سُورَة النِّسَاء] عَن بدر، والخارجون إِلَى بدر. وَلَيْسَ لمقسم بن يحيى فِي الصَّحِيح غير هَذَا ". 1184 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي الجوزاء أَوْس بن عبيد الله عَن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: (اللات والعزى) : كَانَ اللات رجلا يلت سويق الْحَاج. الحديث: 1182 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 1185 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي الضُّحَى مُسلم بن صبيح عَن ابْن عَبَّاس {حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل} قَالَهَا إِبْرَاهِيم حِين ألقِي فِي النَّار. وَقَالَهَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالُوا: {إِن النَّاس قد جمعُوا لكم فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل} [سُورَة آل عمرَان] . 1186 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي يَعْفُور الْعَبْدي قَالَ: تَذَاكرنَا عِنْد أبي الضُّحَى فَقَالَ: حَدثنَا ابْن عَبَّاس قَالَ: أَصْبَحْنَا يَوْمًا وَنسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبْكين، عِنْد كل امرأةٍ مِنْهَا أَهلهَا، فَخرجت إِلَى الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ ملآن من النَّاس، فجَاء عمر بن الْخطاب، فَصَعدَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي غرفَة لَهُ، فَسلم، فَلم يجبهُ أحد، ثمَّ سلم فَلم يجبهُ أحد، ثمَّ سلم فَلم يجبهُ أحد. فناداه، فَدخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أطلقت نِسَاءَك؟ قَالَ: " لَا، وَلَكِن آلَيْت مِنْهُنَّ شهرا " فَمَكثَ تسعا وَعشْرين ثمَّ دخل على نِسَائِهِ. 1187 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع قَالَ: دخلت أَنا وَشَدَّاد بن معقل على ابْن عَبَّاس، فَقَالَ لَهُ شَدَّاد بن معقل: أترك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من شَيْء؟ قَالَ: مَا ترك إِلَّا مَا بَين الدفتين. قَالَ: ودخلنا على ابْن الْحَنَفِيَّة فَسَأَلْنَاهُ، فَقَالَ: مَا ترك إِلَّا مَا بَين الدفتين. وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن رفيع عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1188 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن عبد الرَّحْمَن بن عَابس بن ربيعَة النَّخعِيّ عَن ابْن عَبَّاس: {إِنَّهَا ترمي بشرر كالقصر} [سُورَة المرسلات] ، قَالَ: كُنَّا نرفع الْخشب ثَلَاثَة أَذْرع أَو أقل للشتاء، فنسميه الْقصر. {كَأَنَّهُ جمالتٌ صفرٌ} الحديث: 1185 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 [سُورَة المرسلات] حبال السفن تجمع حَتَّى تكون كأوساط الرِّجَال. 1189 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي الجويرية حطَّان بن خفافٍ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ أقوامٌ يسْأَلُون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استهزاءً، فَيَقُول الرجل: من أبي؟ وَيَقُول الرجل تضل نَاقَته: أَيْن نَاقَتي؟ فَأنْزل الله فيهم هَذِه الْآيَة: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبدلكم تَسُؤْكُمْ} حَتَّى فرغ من الْآيَة كلهَا [سُورَة الْمَائِدَة] . 1190 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي الجويرية قَالَ: سَأَلنَا ابْن عَبَّاس عَن الباذق، فَقَالَ: سبق محمدٌ الباذق، فَمَا أسكر فَهُوَ حرامٌ. قَالَ: عَلَيْك الشَّرَاب الْحَلَال الطّيب، لَيْسَ بعد الْحَلَال الطّيب إِلَّا الْحَرَام الْخَبيث. 1191 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي السّفر سعيد بن محمدٍ قَالَ: سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول: يَا أَيهَا النَّاس، اسمعوا مني مَا أَقُول لكم، وأسمعوني مَا تَقولُونَ، وَلَا تذْهبُوا فتقولوا: قَالَ ابْن عَبَّاس، قَالَ ابْن عَبَّاس: من طَاف بِالْبَيْتِ فليطف من وَرَاء الْحجر، وَلَا تَقولُوا: الْحطيم، فَإِن الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ يحلف فيلقي سَوْطه أَو نَعله أَو قوسه. لم يزدْ. زَاد البرقاني فِي الحَدِيث بِالْإِسْنَادِ الْمخْرج بِهِ: وَأَيّمَا صبيٍّ حج بِهِ أَهله فقد قَضَت حجَّته عَنهُ مَا دَامَ صَغِيرا، فَإِذا بلغ فَعَلَيهِ حجةٌ أُخْرَى. وَأَيّمَا عبدٍ حج بِهِ أَهله فقد قَضَت حجَّته عَنهُ مَا دَامَ عبدا، فَإِذا عتق فَعَلَيهِ حجةٌ أُخْرَى. الحديث: 1189 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 أَفْرَاد مُسلم 1192 - الأول: عَن سعيد بن إِيَاس الْجريرِي عَن أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة اللَّيْثِيّ قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: أَرَأَيْت هَذَا الرمل بِالْبَيْتِ ثَلَاثَة أطواف، ومشي أَرْبَعَة أطواف، أسنة هُوَ؟ فَإِن قَوْمك يَزْعمُونَ أَنه سنة. قَالَ: فَقَالَ: صدقُوا وكذبوا. قَالَ: قلت: مَا قَوْلك صدقُوا وكذبوا " قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم مَكَّة، فَقَالَ الْمُشْركُونَ: إِن مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه لَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يطوفوا بِالْبَيْتِ من الْهزْل. وَكَانُوا يحسدونه. قَالَ: فَأَمرهمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يرملوا ثَلَاثًا ويمشوا أَرْبعا. قَالَ: قلت لَهُ: أَخْبرنِي عَن الطّواف بَين الصَّفَا والمروة رَاكِبًا، أسنة هُوَ؟ فَإِنَّهُ قَوْمك يَزْعمُونَ أَنه سنة. قَالَ: صدقُوا وكذبوا. قَالَ: قلت: مَا قَوْلك: صدقُوا وكذبوا؟ قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كثر عَلَيْهِ النَّاس يَقُولُونَ: هَذَا مُحَمَّد، هَذَا مُحَمَّد، حَتَّى خرج الْعَوَاتِق من الْبيُوت. قَالَ: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يضْرب النَّاس بَين يَدَيْهِ. فَلَمَّا كثر عَلَيْهِ ركب، وَالْمَشْي وَالسَّعْي أفضل. وَفِي حَدِيث ابْن أبي حُسَيْن عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: إِن قَوْمك يَزْعمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رمل بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة، وَهِي سنة. قَالَ: صدقُوا وكذبوا. لم يزدْ. وَفِي حَدِيث عبد الْملك بن سعيد بن الأبجر عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: أَرَانِي قد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فصفه لي. قَالَ: قلت: رَأَيْته عِنْد الْمَرْوَة على ناقةٍ وَقد كثر النَّاس عَلَيْهِ. قَالَ: فَقَالَ ابْن عَبَّاس: ذَاك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِنَّهُم كَانُوا لَا يدعونَ عَنهُ وَلَا يكْرهُونَ. الحديث: 1192 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 1193 - الثَّانِي: عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود قَالَ: قَالَ لي ابْن عَبَّاس: تَدْرِي آخر سُورَة من الْقُرْآن نزلت جَمِيعًا؟ قلت: نعم {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} [سُورَة النَّصْر] قَالَ: صدقت. وَلَيْسَ لعبد الْمجِيد بن سُهَيْل بن عبد الله فِي مُسْند ابْن عَبَّاس من الصَّحِيح غير هَذَا. 1194 - الثَّالِث: عَن نَافِع بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الأيم. أَحَق بِنَفسِهَا من وَليهَا، وَالْبكْر تستأذن فِي نَفسهَا، وإذنها صماتها ". وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان نَحوه، وَقَالَ: " وَالْبكْر يستأذنها أَبوهَا فِي نَفسهَا، وإذنها صماتها. " قَالَ: وَرُبمَا قَالَ: " وصمتها إِقْرَارهَا ". 1195 - الرَّابِع: عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة عَن طَاوس أَن أَبَا الصَّهْبَاء قَالَ لِابْنِ عَبَّاس: هَات من هناتك، ألم يكن طَلَاق الثَّلَاث على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَاحِدَة؟ فَقَالَ: قد كَانَ ذَاك. فَلَمَّا كَانَ فِي عهد عمر تتايع النَّاس فِي الطَّلَاق، فَأَجَازَهُ عَلَيْهِم. وَفِي حَدِيث عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه أَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ الطَّلَاق على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وسنتين من خلَافَة عمر طَلَاق الثَّلَاث وَاحِدَة. فَقَالَ عمر بن الْخطاب: إِن النَّاس قد استعجلوا فِي أمرٍ كَانَت لَهُم فِيهِ أناةٌ، فَلَو أمضينا عَلَيْهِم، فأمضاه عَلَيْهِم. الحديث: 1193 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 وَفِي حَدِيث ابْن جريج أَن أَبَا الصَّهْبَاء قَالَ لِابْنِ عَبَّاس: أتعلم أَنما كَانَت الثَّلَاث تجْعَل وَاحِدَة على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَثَلَاثًا من إِمَارَة عمر؟ فَقَالَ ابْن عَبَّاس: نعم. 1196 - الْخَامِس: عَن سُلَيْمَان بن أبي مُسلم الْأَحول عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ النَّاس يَنْصَرِفُونَ فِي كل وَجه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا ينفر أحدٌ حَتَّى يكون آخر عَهده بِالْبَيْتِ ". 1197 - السَّادِس: عَن عبد الله بن طَاوس عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْعين حقٌّ، وَلَو كَانَ شيءٌ سَابق الْقدر سبقته الْعين، وَإِذا استغسلتم فَاغْسِلُوا ". 1198 - السَّابِع: عَن أبي الزبير مُحَمَّد بن مُسلم بن تدرس عَن طَاوس وَسَعِيد ابْن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعلمنَا التَّشَهُّد كَمَا يعلمنَا السُّورَة من الْقُرْآن، فَكَانَ يَقُول: التَّحِيَّات المباركات، الصَّلَوَات الطَّيِّبَات لله، السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، السَّلَام علينا وعَلى عباد الله الصَّالِحين. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله ". وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن حميد الرُّؤَاسِي عَن أبي الزبير عَن طَاوس وَحده عَنهُ مُخْتَصر: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعلمنَا التَّشَهُّد كَمَا يعلمنَا السُّورَة من الْقُرْآن. 1199 - الثَّامِن: عَن أبي الزبير عَن طَاوس وَعِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس: أَن ضباعة بنت الزبير بن عبد الْمطلب أَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إِنِّي امرأةٌ ثَقيلَة، وَإِنِّي أُرِيد الْحَج، فَمَا تَأْمُرنِي؟ قَالَ: " أَهلِي بِالْحَجِّ، واشترطي أَن محلي حَيْثُ تحبسني " قَالَ: فأدركت. الحديث: 1196 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 وَفِي رِوَايَة عَمْرو بن هرم عَن سعيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة، عَن ابْن عَبَّاس: أَن ضباعة أَرَادَت الْحَج، فَأمرهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تشْتَرط. فَفعلت ذَلِك عَن أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة عَطاء بن أبي رَبَاح أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... بِمَعْنى حَدِيث طَاوس وَعِكْرِمَة فِي الِاشْتِرَاط. 1200 - التَّاسِع: عَن أبي الزبير عَن طَاوس قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس فِي الإقعاء على الْقَدَمَيْنِ. فَقَالَ: هُوَ سنة. قُلْنَا: فَإنَّا نرى ذَلِك من الْجفَاء إِذا فعله الرجل فَقَالَ: بل سنة نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1201 - الْعَاشِر عَن أبي الزبير عَن طَاوس عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يعلمهُمْ هَذَا الدُّعَاء كَمَا يعلمهُمْ السُّورَة من الْقُرْآن: " قُولُوا: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك من عَذَاب جَهَنَّم، وَأَعُوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات ". 1202 - الْحَادِي عشر: عَن شريك بن عبد الله بن أبي نمرٍ الْقرشِي عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس عَن عبد الله بن عَبَّاس. أَنه مَاتَ ابنٌ لَهُ بِقديد أَو بعسفان، فَقَالَ: يَا كريب، انْظُر مَا اجْتمع لَهُ من النَّاس. قَالَ: فَخرجت: فَإِذا ناسٌ قد اجْتَمعُوا لَهُ، فَأَخْبَرته. فَقَالَ: تَقول هم أَرْبَعُونَ. قَالَ: قلت: نعم: قَالَ: أَخْرجُوهُ، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من رجلٍ مُسلم يَمُوت فَيقوم على جنَازَته أَرْبَعُونَ لَا يشركُونَ بِاللَّه شَيْئا إِلَّا شفعهم الله فِيهِ ". 1203 - الثَّانِي عشر: عَن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ابْني عقبَة عَن كريب عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَقِي ركباً بِالرَّوْحَاءِ فَقَالَ: " من الْقَوْم؟ " قَالُوا: الْمُسلمُونَ. فَقَالُوا: الحديث: 1200 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 من أَنْت؟ قَالَ: " رَسُول الله ". فَرفعت إِلَيْهِ امرأةٌ صَبيا فَقَالَت: أَلِهَذَا حجٌّ؟ قَالَ: " نعم، وَلَك أجرٌ ". وَفِي حَدِيث ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن كريب: أَن امْرَأَة رفعت ... مُرْسل. 1204 - الثَّالِث عشر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى خَاتمًا من ذهب فِي يَد رجلٍ، فَنَزَعَهُ فطرحه وَقَالَ: " يعمد أحدكُم إِلَى جمرةٍ من نارٍ فيجعلها فِي يَده " فَقيل للرجل بَعْدَمَا ذهب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: خُذ خاتمك انْتفع بِهِ. قَالَ: وَالله لَا آخذه أبدا وَقد طَرحه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1205 - الرَّابِع عشر: عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن مولى آل طَلْحَة عَن كريب قَالَ: كَانَت جوَيْرِية اسْمهَا برة، فحول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمهَا جوَيْرِية، وَكَانَ يكره أَن يُقَال: خرج من عِنْد برة. 1206 - الْخَامِس عشر: عَن مُحَمَّد بن أبي حَرْمَلَة الْمدنِي عَن كريب: أَن أم الْفضل بعثته إِلَى مُعَاوِيَة بِالشَّام: فَقَالَ: فَقدمت الشَّام، فَقضيت حَاجَتهَا، واستهل عَليّ شهر رَمَضَان وَأَنا بِالشَّام، فَرَأَيْت الْهلَال يَوْم الْجُمُعَة، ثمَّ قدمت الْمَدِينَة فِي آخر الشَّهْر، فَسَأَلَنِي عبد الله بن عَبَّاس. ثمَّ ذكر الْهلَال فَقَالَ: مَتى رَأَيْتُمْ الْهلَال؟ فَقَالَت: رَأَيْنَاهُ لَيْلَة الْجُمُعَة. فَقَالَ: أَنْت رَأَيْته؟ فَقلت: نعم، وَرَآهُ النَّاس، وصاموا وَصَامَ مُعَاوِيَة. فَقَالَ: لَكنا رَأَيْنَاهُ لَيْلَة السبت، فَلَا نزال نَصُوم حَتَّى نكمل ثَلَاثِينَ أَو نرَاهُ. فَقلت: أَولا نكتفي بِرُؤْيَة مُعَاوِيَة وصيامه؟ فَقَالَ: لَا، هَكَذَا أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. شكّ يحيى فِي نكتفي أَو تكتفي. الحديث: 1204 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 1207 - السَّادِس عشر: عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: فرض الله الصَّلَاة على نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحَضَر أَرْبعا، وَفِي السّفر رَكْعَتَيْنِ، وَفِي الْخَوْف رَكْعَة. 1208 - السَّابِع عشر: عَن عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: رَآهُ بِقَلْبِه، يعْنى قَوْله {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} [سُورَة النَّجْم] . وَعَن أبي الجهمه زِيَاد بن الْحصين عَن أبي الْعَالِيَة الْبَراء عَن ابْن عَبَّاس: {مَا كذب الْفُؤَاد مَا رأى} [سُورَة النَّجْم] {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} [سُورَة النَّجْم] رَآهُ بفؤاده مرَّتَيْنِ. 1209 - الثَّامِن عشر: عَن قيس بن سعد عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَالَ: " اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَوَات وملء الأَرْض وَمَا بَينهمَا وملء مَا شِئْت من شَيْء بعد. أهل الثَّنَاء وَالْمجد. لَا مَانع لما أَعْطَيْت وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد ". 1210 - التَّاسِع عشر: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى بِيَمِين وشاهدٍ. 1211 - الْعشْرُونَ: عَن مَنْصُور عَن الحكم عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أهْدى الصعب بن جثامة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل حمارٍ وحشٍ. وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن الحكم: عجز حمَار وحشٍ يقطر دَمًا. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن سعيد بن جُبَير: شقّ حمارٍ وحشٍ فَرده. وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أهْدى الصعب بن جثامة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حمَار وحشٍ وَهُوَ محرم. قَالَ: فَرده عَلَيْهِ وَقَالَ: لَوْلَا أَنا محرمون لقبلناه مِنْك. الحديث: 1207 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 وَقد جعله بَعضهم فِي مُسْند الصعب بن جثامة. وَرَوَاهُ الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس عَنهُ. 1212 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن مُسلم البطين عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ فِي صَلَاة الْفجْر يَوْم الْجُمُعَة {الم تَنْزِيل الْكتاب} [سُورَة السَّجْدَة] و {هَل أَتَى على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر} [سُورَة الْإِنْسَان] . وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ فِي صَلَاة الْجُمُعَة سُورَة الْجُمُعَة وَالْمُنَافِقِينَ. 1213 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن مُسلم البطين عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من سمع سمع الله بِهِ، وَمن راءى راءى الله بِهِ ". 1214 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن مُسلم البطين عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَت الْمَرْأَة تَطوف بِالْبَيْتِ وَهِي عُرْيَانَة، فَتَقول: من يعيرني - تطوافاً، تَجْعَلهُ على فرجهَا، وَهِي تَقول: (الْيَوْم يَبْدُو بعضه أَو كُله ... وَمَا بدا مِنْهُ فَلَا أحله) فَنزلت هَذِه الْآيَة: {خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد} . [سُورَة الْأَعْرَاف] . 1215 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عدي بن ثَابت الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَتَّخِذُوا شَيْئا من الرّوح غَرضا ". 1216 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن عِيسَى الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: بَينا جِبْرِيل قَاعِدا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع نقيضاً. من الحديث: 1212 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 فَوْقه، فَرفع رَأسه " فَقَالَ: هَذَا بابٌ من السَّمَاء يفتح الْيَوْم لم يفتح قطّ إِلَّا الْيَوْم " فَنزل مِنْهُ ملكٌ فَقَالَ: " هَذَا ملكٌ نزل إِلَى الأَرْض، لم ينزل قطّ إِلَّا الْيَوْم "، فَسلم وَقَالَ: أبشر بنورين أُوتِيتهُمَا لم يؤتهما نبيٌّ قبلك: فَاتِحَة الْكتاب، وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة، لن تقْرَأ بحرفٍ مِنْهَا إِلَّا أَعْطيته ". وَلَيْسَ لعبد الله بن عِيسَى عَن سعيد عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 1217 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن آدم بن سُلَيْمَان عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لما نزلت هَذِه الْآيَة: {وَإِن تبدوا مَا فِي أَنفسكُم أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ الله} [سُورَة الْبَقَرَة] دخل قُلُوبهم مِنْهَا شيءٌ لم يدْخل قُلُوبهم من شيءٍ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قُولُوا: سمعنَا وأطعنا وَسلمنَا ". قَالَ: فَألْقى الله الْإِيمَان فِي قُلُوبهم، فَأنْزل الله عز وَجل: {لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت رَبنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا أَو أَخْطَأنَا} قَالَ: قد فعلت. {واغفر لنا وارحمنا أَنْت مَوْلَانَا} [سُورَة الْبَقَرَة] ، قَالَ: قد فعلت. وَلَيْسَ لآدَم بن سُلَيْمَان عَن سعيد بن جُبَير فِي مُسْند ابْن عَبَّاس من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 1218 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ رجلٌ من أَزْد شنُوءَة يُقَال لَهُ ضمادٌ، وَكَانَ يرقى ويداوي من الرّيح، فَقدم مَكَّة، فَسمع السُّفَهَاء يَقُولُونَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْمَجْنُون الحديث: 1217 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 الْمَجْنُون، ثمَّ قَالُوا لَهُ: لَو أتيت هَذَا الرجل فداويته، لَعَلَّ الله أَن يشفيه وينفعه على يَديك. فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِنِّي رجلٌ أداوي من الرّيح، فَإِن أَحْبَبْت داويتك. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الْحَمد لله، أَحْمَده وَأَسْتَعِينهُ، من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَأشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، أما بعد " فَقَالَ: أعد عَليّ، فَمَا سَمِعت بِمثل هَذَا الْكَلَام، لقد بلغ قَامُوس الْبَحْر، فهات فلأبايعنك على الْإِسْلَام. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وعَلى قَوْمك " قَالَ: وعَلى قومِي. فَبعث رَسُول الله جَيْشًا بعد مقدمه الْمَدِينَة، فَمروا بِتِلْكَ الْبِلَاد، فَقَالَ أَمِيرهمْ: هَل أصبْتُم شَيْئا؟ قَالَ رجلٌ مِنْهُم: إداوة. قَالَ: ردوهَا، هَؤُلَاءِ قوم ضماد. وَلَيْسَ لعَمْرو بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 1219 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن أبي البخْترِي سعد وَقيل سعيد بن فَيْرُوز قَالَ: خرجنَا للْعُمْرَة، فَلَمَّا نزلنَا بِبَطن نَخْلَة تراءينا الْهلَال، فَقَالَ بعض الْقَوْم: هُوَ ابْن ثَلَاث، وَقَالَ بعض الْقَوْم: هُوَ ابْن لَيْلَتَيْنِ. قَالَ: فلقينا ابْن عَبَّاس فَقُلْنَا: إِنَّا رَأينَا الْهلَال، فَقَالَ بعض الْقَوْم: هُوَ ابْن ثَلَاث، وَقَالَ بعض الْقَوْم: هُوَ ابْن لَيْلَتَيْنِ. فَقَالَ: أَي لَيْلَة رَأَيْتُمُوهُ؟ قَالَ: قُلْنَا لَيْلَة كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله مده للرؤية، فَهُوَ لليلة رَأَيْتُمُوهُ ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة مُخْتَصر: أَهْلَلْنَا من رَمَضَان وَنحن بِذَات عرقٍ، فَأَرْسَلنَا رجلا إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله قد مده لرُؤْيَته، فَإِن أُغمي عَلَيْكُم فأكملوا الْعدة ". الحديث: 1219 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 1220 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن أبي طَالب عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَخْبرنِي رجلٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَنْصَار: أَنهم بَيْنَمَا هم جلوسٌ لَيْلَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، رمي بِنَجْم فَاسْتَنَارَ، فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا رمي بِمثل هَذَا " قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم، كُنَّا نقُول: ولد اللَّيْلَة رجلٌ عَظِيم، وَمَات رجلٌ عَظِيم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِنَّهَا لَا يرْمى بهَا لمَوْت أحدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِن رَبنَا تبَارك اسْمه إِذا قضى أمرا سبح حَملَة الْعَرْش، ثمَّ سبح أهل السَّمَاء الَّذِي يَلُونَهُمْ، حَتَّى يبلغ التَّسْبِيح أهل هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا، ثمَّ قَالَ الَّذين يلون حَملَة الْعَرْش لحملة الْعَرْش: مَاذَا قَالَ ربكُم؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ مَا قَالَ، فيستخبر بعض أهل السَّمَوَات بَعْضًا، حَتَّى يبلغ الْخَبَر هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا، فتخطف الْجِنّ السّمع، فيقذفون إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ويرمون، فَمَا جَاءُوا بِهِ على وَجهه فَهُوَ حقٌّ، وَلَكنهُمْ يقرفون فِيهِ وَيزِيدُونَ ". وَفِي رِوَايَة يُونُس بن يزِيد: ... رجال من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَزَاد: " وَقَالَ الله: {حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم قَالُوا مَاذَا قَالَ ربكُم قَالُوا الْحق} [سُورَة سبأ] . وَلَيْسَ لعَلي بن الْحُسَيْن عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح إِلَّا هَذَا الحَدِيث. 1221 - الثَّلَاثُونَ: عَن سعيد بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ فِي رَكْعَتي الْفجْر، فِي الأولى مِنْهُمَا: {قُولُوا آمنا بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا} الْآيَة الَّتِي فِي " الْبَقَرَة " وَفِي الْآخِرَة: {آمنا بِاللَّه واشهد بِأَنا مُسلمُونَ} [سُورَة آل عمرَان] . وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي رَكْعَتي الْفجْر (قُولُوا الحديث: 1220 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 آمنا بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا} وَالَّتِي فِي " آل عمرَان " {تَعَالَوْا إِلَى كلمةٍ سواءٍ بَيْننَا وَبَيْنكُم} . 1222 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن يزِيد بن هُرْمُز أَن نجدة هُوَ ابْن عَامر الحروري. كتب إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله عَن خمس خصالٍ. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: لَوْلَا أَن أكتم علما مَا كتبت إِلَيْهِ. كتب إِلَيْهِ نجدة: أما بعد، فَأَخْبرنِي: هَل كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَغْزُو بِالنسَاء؟ وَهل كَانَ يضْرب لَهُنَّ بسهمٍ؟ وَهل كَانَ يقتل الصّبيان؟ وَمَتى يَنْقَضِي يتم الْيَتِيم؟ وَعَن الْخمس لمن هُوَ؟ فَكتب إِلَيْهِ ابْن عَبَّاس: كتبت تَسْأَلنِي: هَل كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَغْزُو بِالنسَاء؟ وَقد كَانَ يَغْزُو بِهن، فيداوين الْجَرْحى، ويحذين من الْغَنِيمَة، وَأما سهمٌ فَلم يضْرب لَهُنَّ. وَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يقتل الصّبيان، فَلَا تقتل الصّبيان. وكتبت تَسْأَلنِي: مَتى يَنْقَضِي يتم الْيَتِيم؟ فلعمري إِن الرجل لتنبت لحيته، وَإنَّهُ لضعيف الْأَخْذ لنَفسِهِ، ضَعِيف الْعَطاء مِنْهَا، فَإِذا أَخذ لنَفسِهِ من صَالح مَا يَأْخُذ النَّاس فقد ذهب عَنهُ الْيُتْم. وكتبت تَسْأَلنِي عَن الْخمس: لمن هُوَ؟ وَإِنَّا نقُول: هُوَ لنا، فَأبى علينا قَومنَا ذَاك. وَفِي حَدِيث حَاتِم بن إِسْمَاعِيل: فَلَا تقتل الصّبيان إِلَّا أَن تكون تعلم مَا علم الْخضر من الصَّبِي الَّذِي قتل. زَاد إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن حَاتِم: وتميز الْمُؤمن فَتقْتل الْكَافِر وَتَدَع الْمُؤمن. وَفِي حَدِيث سعيد المقبرى عَن يزِيد بن هُرْمُز قَالَ: كتب نجدة بن عَامر الحروري إِلَى ابْن عَبَّاس يسْأَله عَن العَبْد وَالْمَرْأَة يحْضرَانِ الْمغنم، هَل يقسم لَهما؟ وَذكر مَا فِي الْمسَائِل نَحوه. فَقَالَ ابْن عَبَّاس ليزِيد: اكْتُبْ إِلَيْهِ، فلولا أَن يَقع فِي أحموقة مَا كتبت إِلَيْهِ: وكتبت إِلَيّ تَسْأَلنِي عَن الْمَرْأَة وَالْعَبْد يحْضرَانِ الْمغنم، هَل يقسم لَهما الحديث: 1222 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 شيءٌ؟ وَإنَّهُ لَيْسَ لَهما شيءٌ إِلَّا أَن يحْذيَا. . وَقَالَ فِي الْيَتِيم: إِنَّه لَا يَنْقَطِع عَنهُ اسْم الْيُتْم حَتَّى يبلغ، وَيُؤْنس مِنْهُ رشدٌ. وَالْبَاقِي نَحوه. 1223 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي بكر بن حَفْص عَن عبد الله بن حنين عَن ابْن عَبَّاس أَنه قَالَ: " نهيت أَن أَقرَأ وَأَنا رَاكِع " لم يزدْ. كَذَا فِي هَذِه الرِّوَايَة. وَفِي حَدِيث عبد الله بن معبد بن عَبَّاس عَن عَمه عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: كشف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الستارة وَالنَّاس صفوفٌ خلف أبي بكر، فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، إِنَّه لم يبْق من مُبَشِّرَات النُّبُوَّة إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَة يَرَاهَا الْمُسلم أَو ترى لَهُ، أَلا وَإِنِّي نهيت أَن أَقرَأ الْقُرْآن رَاكِعا أَو سَاجِدا، فَأَما الرُّكُوع فَعَظمُوا فِيهِ الرب، وَأما السُّجُود فاجتهدوا فِي الدُّعَاء، فقمنٌ أَن يُسْتَجَاب لكم ". وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر: كشف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَاب السّتْر وَرَأسه معصوب فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ هَل بلغت؟ " ثَلَاث مَرَّات. " إِنَّه لم يبْق من مُبَشِّرَات النُّبُوَّة إِلَّا الرُّؤْيَا يَرَاهَا العَبْد الصَّالح أَو ترى لَهُ " ثمَّ ذكر مثله. وَقد رُوِيَ عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده. 1224 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن عُمَيْر عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَئِن بقيت إِلَى قابلٍ لأصومن التَّاسِع " يَعْنِي يَوْم عَاشُورَاء. وَفِي رِوَايَة أبي غطفان بن طريف المري عَن ابْن عَبَّاس قَالَ حِين صَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم عَاشُورَاء وَأمر بصيامه. قَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّه يومٌ يعظمه الْيَهُود وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِذا كَانَ الْعَام الْمقبل إِن شَاءَ الله صمت الْيَوْم التَّاسِع ". قَالَ: فَلم يَأْتِ الْعَام الْمقبل حَتَّى توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 1223 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 وَفِي حَدِيث الحكم بن الْأَعْرَج قَالَ: انْتَهَيْت إِلَى ابْن عَبَّاس وَهُوَ مُتَوَسِّد رِدَاءَهُ فِي زَمْزَم، فَقلت لَهُ: أَخْبرنِي عَن صَوْم عَاشُورَاء. فَقَالَ: إِذا رَأَيْت هِلَال الْمحرم فاعدد وَأصْبح يَوْم التَّاسِع صَائِما. قلت: هَكَذَا كَانَ محمدٌ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُومهُ؟ قَالَ: نعم. 1225 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ناعم بن أجيل مولى أم سَلمَة أَنه سمع ابْن عَبَّاس يَقُول: رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حمارا مَوْسُوم الْوَجْه، فَأنْكر ذَلِك، قَالَ: " فوَاللَّه لَا أُسَمِّهِ إِلَّا فِي أقْصَى شَيْء من الْوَجْه " وَأمر بحماره فكوي فِي جَاعِرَتَيْهِ. فَهُوَ أول من كوى الْجَاعِرَتَيْنِ. 1226 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْوَلِيد سماك بن الْوَلِيد الْحَنَفِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: مطر النَّاس على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أصبح من النَّاس شاكرٌ، وَمِنْهُم كافرٌ. " قَالُوا: هَذِه رَحْمَة الله. وَقَالَ بَعضهم: لقد صدق نوء كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَنزلت هَذِه الْآيَة: {فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم} حَتَّى بلغ: {وتجعلون رزقكم أَنكُمْ تكذبون} [سُورَة الْوَاقِعَة] . 1227 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي زميل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ الْمُسلمُونَ لَا ينظرُونَ إِلَى أبي سُفْيَان وَلَا يُقَاعِدُونَهُ، فَقَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا نَبِي الله، ثَلَاث أعطنيهن. قَالَ: " نعم " قَالَ: عِنْدِي أحسن الْعَرَب وأجمله: أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان، أزَوّجكَهَا. قَالَ: " نعم ". قَالَ: وَمُعَاوِيَة تَجْعَلهُ كَاتبا بَين يَديك. قَالَ: " نعم ". قَالَ: وَتُؤَمِّرنِي حَتَّى أقَاتل الْكفَّار كَمَا كنت أقَاتل الْمُسلمين. قَالَ: " نعم ". الحديث: 1225 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 قَالَ أَبُو زميل: لَوْلَا أَنه طلب ذَلِك من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أعطَاهُ ذَلِك، لِأَنَّهُ لم يكن يسْأَل شَيْئا إِلَّا قَالَ: " نعم ". قَالَ لنا بعض الْحفاظ: هَذَا الحَدِيث وهم فِيهِ بعض الروَاة، لِأَنَّهُ لَا خلاف بَين اثْنَيْنِ من أهل الْمعرفَة بالأخبار أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوج أم حَبِيبَة قبل الْفَتْح بدهرٍ وَهِي بِأَرْض الْحَبَشَة، وأبوها كافرٌ يومئذٍ، وَفِي هَذَا نظر. 1228 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي زميل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ الْمُشْركُونَ يَقُولُونَ: لبيْك لَا شريك لَك، فَيَقُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَيْلكُمْ قد قد " إِلَّا شَرِيكا هُوَ لَك، تملكه وَمَا ملك. يَقُولُونَ هَذَا وهم يطوفون بِالْبَيْتِ. 1229 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد بن الْحُوَيْرِث عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج من الْخَلَاء فَأتي بِطَعَام، فَذكر لَهُ الْوضُوء، فَقَالَ: " أُرِيد أَن أُصَلِّي فأتوضأ؟ ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لم؟ أأصلي فأتوضأ؟ ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي عَن عَمْرو بن دِينَار بِمَعْنَاهُ. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن سعيد بن الْحُوَيْرِث: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى حَاجته من الْخَلَاء، فَقرب إِلَيْهِ طَعَام فَأكل وَلم يمس مَاء. قَالَ: وَزَادَنِي عَمْرو عَن سعيد بن الْحُوَيْرِث، أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: إِنَّك لم تتوضأ. قَالَ: " مَا أردْت صَلَاة فأتوضأ ". 1230 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن وَعلة الْمصْرِيّ عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا دبغ الإهاب فقد طهر ". وَفِي حَدِيث أبي الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي أَنه قَالَ: رَأَيْت على ابْن وَعلة الحديث: 1228 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 السبئي فرواً، فمسسته، فَقَالَ: مَا لَك تسمه؟ قَالَ سَأَلت عبد الله بن عَبَّاس، قلت لَهُ: إِنَّا نَكُون بالمغرب ومعنا البربر وَالْمَجُوس، نؤتى بالكبش قد ذبحوه وَنحن لَا نَأْكُل ذَبَائِحهم، ويأتون بالسقاء يجْعَلُونَ فِيهِ الودك. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: قد سَأَلنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك، فَقَالَ: " دباغه طهوره ". 1231 - الْأَرْبَعُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن وَعلة الْمصْرِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن رجلا أهْدى لرَسُول الله راوية خمر، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل علمت أَن الله قد حرمهَا "؟ قَالَ: لَا. فَسَار إنْسَانا، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بِمَ ساررته "؟ فَقَالَ: أَمرته بِبَيْعِهَا، فَقَالَ: " إِن الَّذِي حرم شربهَا حرم بيعهَا " فَفتح المزادة حَتَّى ذهب مَا فِيهَا. 1232 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن ابْن عَبَّاس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَهْون أهل النَّار عذَابا أَبُو طَالب، وَهُوَ منتعلٌ بنعلين يغلي مِنْهُمَا دماغه ". وَلَيْسَ لأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1233 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُوسَى بن سَلمَة بن المحبق الْهُذلِيّ قَالَ: انْطَلَقت أَنا وَسنَان بن سَلمَة معتمرين، قَالَ: وَانْطَلق سِنَان مَعَه ببدنة يَسُوقهَا، فأزحفت عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق، فعي بشأنها إِن هِيَ أبدعت كَيفَ يَأْتِي بهَا. فَقَالَ: لَئِن قدمت الْبَلَد لأستحفين عَن ذَاك. قَالَ: فَأَصْبَحت، فَلَمَّا نزلنَا الْبَطْحَاء الحديث: 1231 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: انْطلق إِلَى ابْن عَبَّاس نتحدث إِلَيْهِ. قَالَ: فَذكر لَهُ شَأْن بدنته. فَقَالَ: على الْخَبِير سَقَطت: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِتّ عشرَة بَدَنَة مَعَ رجل وَأمره فِيهَا، قَالَ: فَمضى ثمَّ رَجَعَ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ أصنع بِمَا أبدع عَليّ مِنْهَا؟ قَالَ: " انحرها، ثمَّ اصبغ نعليها فِي دَمهَا، ثمَّ اجْعَلْهُ على صفحتها، وَلَا تَأْكُل مِنْهَا أَنْت وَلَا أحدٌ من أهل رفقتك ". 1234 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُوسَى بن سَلمَة قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس كَيفَ أُصَلِّي إِذا كنت بِمَكَّة إِذا لم أصل مَعَ الإِمَام؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ، سنة أبي الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1235 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي حسان الْأَعْرَج عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر بِذِي الحليفة، ثمَّ دَعَا بناقته فأشعرها فِي صفحة سنامها الْأَيْمن، وسلت الدَّم عَنْهَا وقلدها نَعْلَيْنِ، ثمَّ ركب رَاحِلَته، فَلَمَّا اسْتَوَت بِهِ على الْبَيْدَاء أهل بِالْحَجِّ. 1236 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ قَالَ: كنت جَالِسا مَعَ ابْن عَبَّاس عِنْد الْكَعْبَة، فَأَتَاهُ أَعْرَابِي فَقَالَ: مَا لي أرى بني عمكم يسقون الْعَسَل وَاللَّبن وَأَنْتُم تسقون النَّبِيذ، أَمن حَاجَة بكم، أم من بخلٍ؟ قَالَ ابْن عَبَّاس: الْحَمد لله، مَا بِنَا حاجةٌ وَلَا بخلٌ، قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رَاحِلَته، وَخَلفه أُسَامَة، فَاسْتَسْقَى، فأتيناه بإناءٍ من نبيدٍ فَشرب وَسَقَى فَضله أُسَامَة، وَقَالَ: " أَحْسَنْتُم وَأَجْمَلْتُمْ، كَذَا فَاصْنَعُوا " فَلَا نُرِيد نغير مَا أَمر بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 1234 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 1237 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَيْمُون بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كل ذِي نابٍ من السبَاع، وَعَن كل ذِي مخلبٍ من الطير. وَلَيْسَ لميمون بن مهْرَان عَن ابْن عَبَّاس فِي الصَّحِيح غَيره. 1238 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُسلم القري - وقر بطن من عبد الْقَيْس - عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أهل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعُمْرَة، وَأهل أَصْحَابه بِحَجّ، فَم يحل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا من سَاق الْهَدْي من أَصْحَابه، وَحل بَقِيَّتهمْ. وَكَانَ طَلْحَة بن عبيد الله فِيمَن سَاق الْهَدْي، فَلم يحل. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر عَن شُعْبَة: فَكَانَ مِمَّن لم يكن مَعَه الْهَدْي طَلْحَة بن عبيد الله، ورجلٌ آخر، فأحلا. 1239 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن يحيى بن عبيد البهراني النَّخعِيّ قَالَ: سَأَلَ قومٌ ابْن عَبَّاس عَن بيع الْخمر وشرائها وَالتِّجَارَة فِيهَا فَقَالَ: أمسلمون أَنْتُم؟ قَالُوا: نعم. قَالَ: فَإِنَّهُ لَا يصلح بيعهَا وَلَا شراؤها وَلَا التِّجَارَة فِيهَا. قَالَ: فَسَأَلُوهُ عَن النَّبِيذ فَقَالَ: خرج رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ، ثمَّ رَجَعَ وَقد نبذ ناسٌ من أَصْحَابه فِي حناتم ونقير ودباء، فَأمر بِهِ فأهريق، ثمَّ أَمر بسقاء فَجعل فِيهِ زبيبٌ وماءٌ، فَجعل من اللَّيْل، فَأصْبح فَشرب من يَوْمه ذَلِك وَلَيْلَته الْمُسْتَقْبلَة وَمن الْغَد حَتَّى أَمْسَى، فَشرب وَسَقَى، فَلَمَّا أصبح أمرنَا بِمَا بَقِي مِنْهُ فأهريق. وَفِي حَدِيث معَاذ الْعَنْبَري عَن شُعْبَة: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينتبذ لَهُ أول اللَّيْل فيشربه إِذا أصبح يَوْمه ذَلِك، وَاللَّيْلَة الَّتِي تَجِيء، والغد، وَاللَّيْلَة الْأُخْرَى، والغد إِلَى الْعَصْر، فَإِن بَقِي شيءٌ سقَاهُ الْخَادِم أَو أَمر بِهِ فصب. وَفِي حَدِيث غنْدر عَنهُ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينتبذ لَهُ فِي سقاءٍ، قَالَ شُعْبَة: من الحديث: 1237 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ، فيشربه يَوْم الْإِثْنَيْنِ، وَالثُّلَاثَاء إِلَى الْعَصْر، فَإِن فضل مِنْهُ شيءٌ سقَاهُ الْخَادِم أَو صبه. وَفِي حَدِيث الْأَعْمَش عَن يحيى بن عبيد: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينقع لَهُ الزَّبِيب، فيشربه الْيَوْم والغد وَبعد الْغَد إِلَى مسَاء الثَّالِثَة، ثمَّ يَأْمر بِهِ فيسقى أَو يهراق. 1240 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي حَمْزَة عمرَان بن أبي عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كنت أَلعَب مَعَ الصّبيان، فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتواريت خلف بَاب، قَالَ: فجَاء فحطأني حطأةً، وَقَالَ: " اذْهَبْ وادع لي مُعَاوِيَة ". قَالَ: فَجئْت: هُوَ يَأْكُل. قَالَ: ثمَّ قَالَ لي: " اذْهَبْ فَادع لي مُعَاوِيَة " قَالَ: فَجئْت فَقلت: هُوَ يَأْكُل. فَقَالَ: " لَا أشْبع الله بَطْنه " قَالَ مُحَمَّد بن الْمثنى: قلت لأمية بن خَالِد: مَا حطأني. قَالَ: قفدني قفدة. جعل مُسلم بن الْحجَّاج رَحْمَة الله عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث فِي مُعَاوِيَة رَحْمَة الله عَلَيْهِ من فضائله، لِأَنَّهُ أخرج مُتَّصِلا بِهِ الْأَحَادِيث فِي دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَام عَن سبه، من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَأنس، وَهَذَا لفظ حَدِيث أبي هُرَيْرَة، وَسَائِر الْأَحَادِيث مُتَقَارِبَة الْمَعْنى: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنَّمَا محمدٌ بشرٌ يغْضب كَمَا يغْضب الْبشر، وَإِنِّي قد اتَّخذت عهدا لن تخلفنيه، فأيما مُؤمن آذيته أَو سببته أَو جلدته، فاجعلها لَهُ كَفَّارَة وقربةً تقربه بهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ". آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من الْمُتُون المأثورة عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ. الحديث: 1240 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 (76) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن عمر بن الْخطاب [رَضِي الله عَنْهُمَا] 1241 - الحَدِيث الأول: عَن سَالم وَحَمْزَة ابْني عبد الله بن عمر، من رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا عدوى وَلَا طيرة، وَإِنَّمَا الشؤم فِي ثَلَاث: فِي الْفرس وَالْمَرْأَة وَالدَّار ". وَغير يُونُس بن يزِيد لَا يذكر عَن الزُّهْرِيّ فِيهِ: الْعَدْوى والطيرة، مِنْهُم مَالك ابْن أنس، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، وَإِبْرَاهِيم بن سعد، وَعقيل بن خَالِد، وَعبد الرَّحْمَن ابْن إِسْحَاق، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة. وَأَخْرَجَا من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن جده قَالَ: ذكر الشؤم عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِن كَانَ الشؤم فَفِي الدَّار وَالْمَرْأَة وَالْفرس ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عتبَة بن مُسلم عَن حَمْزَة وَحده عَن أَبِيه: " فِي الْمَرْأَة وَالْفرس والمسكن ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ قَالَ: كَانَ هَا هُنَا رجل اسْمه نواس، وَكَانَ عِنْده إبلٌ هيمٌ، فَذهب ابْن عمر فَاشْترى تِلْكَ الْإِبِل من شريكٍ لَهُ، فجَاء إِلَيْهِ شَرِيكه فَقَالَ: بعنا تِلْكَ الْإِبِل. قَالَ: مِمَّن؟ قَالَ: من شيخٍ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَيحك، ذَاك وَالله ابْن عمر، فَجَاءَهُ فَقَالَ: إِن شَرِيكي باعك إبِلا الحديث: 1241 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 هيماً وَلم يعرفك، قَالَ: فاستقها. فَلَمَّا ذهب ليستاقها قَالَ: دعها؛ رَضِينَا بِقَضَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا عدوى ". 1242 - الثَّانِي: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر، وَهُوَ عِنْد مُسلم عَن سَالم وَعبد الله عَن أَبِيهِمَا عبد الله بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من جَاءَ مِنْكُم الْجُمُعَة فليغتسل ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا جَاءَ أحدكُم الْجُمُعَة فليغتسل ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَأْتِي الْجُمُعَة فليغتسل ". 1243 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم وَأبي بكر بن سُلَيْمَان بن أبي حثْمَة عَن ابْن عمر: قَالَ: صلى لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشَاء فِي آخر حَيَاته، فَلَمَّا سلم قَامَ فَقَالَ: " أَرَأَيْتكُم هَذِه، فَإِن رَأس مائَة سنة مِنْهَا لَا يبْقى مِمَّن هُوَ على ظهر الأَرْض أحد ". 1244 - الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم، وَعند مُسلم عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم وَعَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَعَن عَمْرو عَن طَاوس بِمَعْنَاهُ، جَمِيعًا عَن ابْن عمر، قَالَ: قَامَ رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ صَلَاة اللَّيْل؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صَلَاة اللَّيْل مثنى مثنى، فَإِذا خفت الصُّبْح فأوتر بِوَاحِدَة ". الحديث: 1242 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِمَعْنى هَذَا. وَعند البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث أنس بن سِيرِين قَالَ: قلت لِابْنِ عمر: أَرَأَيْت الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْغَدَاة، أطيل فيهمَا الْقِرَاءَة؟ قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل مثنى مثنى، ويوتر بركعةٍ من آخر اللَّيْل، وَيُصلي الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْغَدَاة، وَكَانَ الْأَذَان بأذنيه. قَالَ حَمَّاد: أَي بِسُرْعَة وَعِنْدَهُمَا من حَدِيث عبد الله بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه بِمَعْنَاهُ. وَلَهُمَا من حَدِيث مَالك عَن نَافِع وَعبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر نَحوه بِمَعْنَاهُ. زَاد البُخَارِيّ فِيهِ عَن نَافِع: أَن عبد الله بن عمر كَانَ يسلم بَين الرَّكْعَتَيْنِ فِي الْوتر حَتَّى يَأْمر بِبَعْض حَاجته. وَلَهُمَا من حَدِيث عبد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اجعلوا آخر صَلَاتكُمْ بِاللَّيْلِ وترا ". وَمن حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عبد الله بن عمر، كَذَلِك، وَفِيه: " فَإِذا أردْت أَن تَنْصَرِف فاركع رَكْعَة توتر لَك مَا صليت ". قَالَ الْقَاسِم: ورأينا أُنَاسًا مُنْذُ أدركنا يوترون بِثَلَاث، وَإِن كلا لواسعٌ، أَرْجُو إِلَّا يكون بِشَيْء مِنْهُ بَأْس. وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع نَحْو حَدِيث مَالك عَنهُ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 وَلمُسلم من حَدِيث ابْن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر مُسْندًا: من صلى من اللَّيْل فليجعل آخر صلَاته وترا قبل الصُّبْح ". وأغفله ابْن مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة ابْن جريج فِيمَا عندنَا من كِتَابه. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع نَحوه. وَمن حَدِيث أبي مجلز لَاحق بن حميد قَالَ: سَأَلت ابْن عمر عَن الْوتر فَقَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ركعةٌ من آخر اللَّيْل ". قَالَ: وَسَأَلت ابْن عَبَّاس فَقَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ركعةٌ من آخر اللَّيْل ". وَمن حَدِيث عبد الله بن شَقِيق عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَادرُوا الصُّبْح بالوتر ". وَمن حَدِيث عقبَة بن حُرَيْث عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صَلَاة اللَّيْل مثنى مثنى، فَإِذا رَأَيْت الصُّبْح مدركك فأوتر بواحدةٍ " قيل لِابْنِ عمر: مَا مثنى مثنى؟ قَالَ: يسلم فِي كل رَكْعَتَيْنِ ". 1245 - الْخَامِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه عَن رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِن بِلَالًا يُؤذن بليلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تسمعوا أَذَان ابْن أم مَكْتُوم ". زَاد فِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَنهُ: وَكَانَ ابْن أم مَكْتُوم رجلا أعمى، لَا يُؤذن حَتَّى يَقُول لَهُ النَّاس: أَصبَحت. وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، وَفِيه: لَا يُنَادي حَتَّى يُقَال لَهُ: أَصبَحت، أَصبَحت. الحديث: 1245 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَنهُ قَالَ: كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مؤذنان. وَأَنه قَالَ: " إِن بِلَالًا يُؤذن بليلٍ "، وَذكر نَحوه. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْقَسْمَلِي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن بِلَالًا يُؤذن بليلٍ ... " نَحوه. وَمن حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار بِنَحْوِ ذَلِك. 1246 - السَّادِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة رفع يَدَيْهِ حَتَّى يَكُونَا بحذو مَنْكِبَيْه، ثمَّ يكبر، فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع فعل مثل ذَلِك، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع فعل مثل ذَلِك، وَلَا يَفْعَله حِين يرفع رَأسه من السُّجُود. وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ: وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع رَفعهَا كَذَلِك أَيْضا، وَقَالَ: " سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد ". وَفِي حَدِيث شُعَيْب نَحوه، وَقَالَ: وَلَا يفعل ذَلِك حِين يسْجد، وَلَا حِين يرفع من السُّجُود. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبيد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ إِذا دخل الصَّلَاة كبر وَرفع يَدَيْهِ، وَإِذا ركع رفع يَدَيْهِ، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده رفع يَدَيْهِ، وَإِذا قَامَ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ رفع يَدَيْهِ. وَرفع ذَلِك ابْن عمر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 1246 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَرَوَاهُ ابْن طهْمَان عَن أَيُّوب ومُوسَى بن عقبَة، مُخْتَصرا. 1247 - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " كلكُمْ راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عَن رَعيته، فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عَن رَعيته، وَالرجل فِي أَهله راعٍ وَهُوَ مسؤولٌ عَن رَعيته، وَالْمَرْأَة فِي بَيت زَوجهَا راعيةٌ وَهِي مسؤولةٌ عَن رعيتها، وَالْخَادِم فِي مَال سَيّده راعٍ وَهُوَ مسؤولٌ عَن رَعيته " قَالَ: فَسمِعت هَؤُلَاءِ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأحسب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَالرجل فِي مَال أَبِيه راعٍ ومسؤول عَن رَعيته، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عَن رَعيته ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ، إِلَّا قَوْله: الرجل راعٍ فِي مَال أَبِيه ومسؤولٌ عَن رَعيته " فَلَيْسَ إِلَّا عِنْد الزُّهْرِيّ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع بِنَحْوِهِ. وَفِي رِوَايَة أبي النُّعْمَان عَن حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب: " وَالْعَبْد راعٍ على مَال سَيّده، وَهُوَ مسؤول. . ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كلكُمْ راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عَن رَعيته، فالأمير راعٍ، وَالرجل راعٍ على أهل بَيته، وَالْمَرْأَة راعيةٌ على بَيت زَوجهَا وَولده، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عَن رَعيته " وَلَيْسَ فِيهِ " العَبْد على مَال سَيّده " وَقد ذكره أَبُو مَسْعُود. الحديث: 1247 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَلا كلكُمْ راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عَن رَعيته، الْأَمِير الَّذِي على النَّاس، وَالرجل على أهل بَيته، وَهُوَ مسؤول عَن رَعيته، الْمَرْأَة راعيةٌ على أهل بَيت زَوجهَا وَولده وَهِي مسؤولةٌ عَنْهُم، وَعبد الرجل راعٍ على مَال سَيّده وَهُوَ مسؤولٌ عَنهُ، أَلا كلكُمْ راعٍ وكلكم مسؤولٌ عَن رَعيته ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع، وَمن حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع، وَمن حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن نَافِع بِنَحْوِ حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع. وَمِنْهُم من قَالَ: " الْأَمِير على النَّاس راعٍ " وَمن حَدِيث بسر بن سعيد عَن ابْن عمر بِهَذَا الْمَعْنى، كَذَا قَالَ مُسلم. وَبَين أَبُو مَسْعُود لفظ حَدِيث بسر عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل مسترعى مسؤولٌ عَمَّن استرعي، حَتَّى إِن الرجل ليسأل عَن زَوجته وَولده وَعَبده " 1248 - الثَّامِن: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهل ملبداً يَقُول: " لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، لَا شريك لَك لبيْك، إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك، لَا شريك لَك " لَا يزِيد على هَذِه الْكَلِمَات. زَاد فِي حَدِيث حَرْمَلَة: وَإِن عبد الله بن عمر كَانَ يَقُول: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرْكَع بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ إِذا اسْتَوَت بِهِ النَّاقة قَائِمَة عِنْد مَسْجِد ذِي الحليفة أهل بهؤلاء الْكَلِمَات، وَكَانَ عبد الله بن عمر يَقُول: كَانَ عمر بن الْخطاب يهل الحديث: 1248 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 بإهلال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات، وَيَقُول: لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر فِي يَديك، لبيْك والرغبى إِلَيْك وَالْعَمَل. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مالكٍ عَن نَافِع عَن ابْن عمر مُسْندًا بِنَحْوِهِ مَعَ الزِّيَادَة. وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: تلقفت التَّلْبِيَة من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر نَحوه مَعَ الزِّيَادَة. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم وَنَافِع وَحَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن عبد الله بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته قَائِمَة عِنْد مَسْجِد ذِي الحليفة أهل فَقَالَ: " لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، لَا شريك لَك لبيْك، إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك، لَا شريك لَك " قَالُوا: وَكَانَ عبد الله يَقُول: تَلْبِيَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ نَافِع: كَانَ عبد الله يزِيد مَعَ هَذَا لبيْك لبيْك، لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر بيديك لبيْك، والرغبى إِلَيْك وَالْعَمَل. وَلم أجد فِيمَا عندنَا من كتاب أبي مَسْعُود حَدِيث مُوسَى بن عقبَة هَذَا عَن وَاحِد من الثَّلَاثَة أصلا، وَهُوَ فِي كتاب مُسلم، فِي أول " الْمَنَاسِك ". وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن سَالم من رِوَايَة أَحْمد بن عِيسَى عَن ابْن وهب أَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يركب رَاحِلَته بِذِي الحليفة، ثمَّ يهل حَتَّى تستوي بِهِ قَائِمَة، لم يزدْ. وَهُوَ طرف من الأول. 1249 - التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين يقدم مَكَّة إِذا اسْتَلم الرُّكْن الْأسود، أول مَا يطوف يخب ثَلَاثَة أطوافٍ من السَّبع. الحديث: 1249 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا طَاف بِالْبَيْتِ الطّواف الأول خب ثَلَاثًا، وَمَشى أَرْبعا. وَكَانَ يسْعَى بِبَطن المسيل إِذا طَاف بَين الصَّفَا والمروة. وَكَانَ ابْن عمر يفعل ذَلِك. وَفِي حَدِيث ابْن الْمُبَارك عَن عبيد الله: رمل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحجر إِلَى الْحجر ثَلَاثًا، وَمَشى أَرْبعا. وَفِي حَدِيث سليم بن أَخْضَر عَن عبيد الله نَحوه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. وَزَاد: ثمَّ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ - يَعْنِي بعد الطّواف بِالْبَيْتِ، ثمَّ يطوف بَين الصَّفَا والمروة. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث فليح بن سُلَيْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعى ثَلَاثَة أَشْوَاط وَمَشى أَرْبَعَة، فِي الْحَج وَالْعمْرَة. قَالَ: وَتَابعه اللَّيْث عَن كثير - يَعْنِي ابْن فرقد. 1250 - الْعَاشِر: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: لم أر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْتَلم من الْبَيْت إِلَّا الرُّكْنَيْنِ اليمانيين. وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة: يمسح من الْبَيْت - مَكَان يسْتَلم. وَعند مُسلم من حَدِيث يُونُس بن يزِيد: لم يكن يسْتَلم من أَرْكَان الْبَيْت إِلَّا الرُّكْن الْأسود وَالَّذِي يَلِيهِ من نَحْو دور الجمحيين. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: مَا تركت استلام هذَيْن الرُّكْنَيْنِ - الْيَمَانِيّ وَالْحجر - فِي شدةٍ وَلَا رخاء مُنْذُ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستلمهما. الحديث: 1250 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن عبيد الله عَن نَافِع قَالَ: رَأَيْت ابْن عمر يسْتَلم الْحجر بِيَدِهِ، ثمَّ قبل يَده وَقَالَ: مَا تركته مُنْذُ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَفْعَله. وَفِي رِوَايَة مُسَدّد عَن يحيى عَن عبيد الله قَالَ: قلت لنافع: أَكَانَ ابْن عمر يمشي بَين الرُّكْنَيْنِ؟ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ يمشي ليَكُون أيسر لاستلامه. 1251 - الْحَادِي عشر: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم أَن عبد الله بن عمر كَانَ يقدم ضعفة أَهله، فيقفون عِنْد الْمشعر الْحَرَام بِالْمُزْدَلِفَةِ بِاللَّيْلِ، فَيذكرُونَ الله مَا بدا لَهُم، ثمَّ يدْفَعُونَ قبل أَن يقف الإِمَام، وَقبل أَن يدْفع، فَمنهمْ من يقدم منى لصَلَاة الْفجْر، وَمِنْهُم من يقدم بعد ذَلِك، فَإِذا قدمُوا رموا الْجَمْرَة. وَكَانَ ابْن عمر يَقُول: أرخص فِي أُولَئِكَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1252 - الثَّانِي عشر: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَ: " يهل أهل الْمَدِينَة من ذِي الحليفة، ويهل أهل الشَّام من الْجحْفَة، ويهل أهل نجد من قرنٍ "، قَالَ ابْن عمر: وَذكر لي - وَلم أسمع - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ومهل أهل الْيمن من يَلَمْلَم ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي بِنَحْوِهِ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رجلا قَامَ فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: يَا رَسُول الله، من أَيْن تَأْمُرنَا أَن نهل؟ فَقَالَ: " يهل أهل الْمَدِينَة من ذِي الحليفة ". . ثمَّ ذكر نَحوه، وَمن حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عِنْد عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر. الحديث: 1251 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 وَمن حَدِيث زيد بن جُبَير بن حرملٍ الْجُشَمِي عَن ابْن عمر: أَنه سَأَلَهُ: من أَيْن يجوز لي أَن أعتمر؟ قَالَ: فَرضهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل نجد قرنا، وَلأَهل الْمَدِينَة ذَا الحليفة، وَلأَهل الشَّام الْجحْفَة، لم يزدْ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل الْمَدِينَة أَن يهلوا من ذِي الحليفة، وَأهل الشَّام من الْجحْفَة، وَأهل نجد من قرن. قَالَ ابْن عمر: وأخبرت أَنه قَالَ: " ويهل أهل الْيمن من يَلَمْلَم ". 1253 - الثَّالِث عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا يلبس الْمحرم؟ قَالَ: " لَا يلبس الْمحرم الْقَمِيص، وَلَا الْعِمَامَة، وَلَا الْبُرْنُس، وَلَا السَّرَاوِيل، وَلَا ثوبا مَسّه ورسٌ وَلَا زعفرانٌ، وَلَا الْخُفَّيْنِ، إِلَّا أَن لَا يجد نَعْلَيْنِ فليقطعهما حَتَّى يَكُونَا أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يلبس الْمحرم ثوبا مصبوغاً بزعفرانٍ أَو ورسٍ. وَقَالَ: " من لم يجد فليلبس خُفَّيْنِ، وليقطعهما أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَامَ رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَاذَا تَأْمُرنَا أَن نلبس من الثِّيَاب فِي الْإِحْرَام؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تلبسوا القمص، وَلَا السراويلات، وَلَا العمائم، وَلَا البرانس، وَلَا الْخفاف، إِلَّا أَن يكون أحدٌ لَيست لَهُ نَعْلَانِ فليلبس الْخُفَّيْنِ، وليقطعهما أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ، وَلَا تلبسوا شَيْئا مَسّه الزَّعْفَرَان أَو الورس، وَلَا تنتقب الْمَرْأَة الْمُحرمَة، وَلَا تلبس الحديث: 1253 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 القفازين ". قَالَ البُخَارِيّ: نابعه مُوسَى بن عقبَة، وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة، وَجُوَيْرِية، وَابْن إِسْحَاق فِي النقاب والقفازين، وَقَالَ عبيد الله: " وَلَا ورس ". وَكَانَ يَقُول: لَا تنتقب الْمُحرمَة، وَلَا تلبس القفازين. وَقَالَ مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: لَا تنتقب الْمُحرمَة. تَابعه لَيْث بن أبي سليم. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم، وَفِي أَوله: نَادَى رجلٌ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يخْطب: مَاذَا يلبس الْمحرم من الثِّيَاب؟ ثمَّ ذكر الْجَواب بِمَعْنَاهُ. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا مِنْهُ من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن ابْن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يلبس الْمحرم ثوبا مصبوغاً بورسٍ أَو زعفران. لم يزدْ. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ حَدِيث سَالم عَنهُ، وَزَاد فِيهِ: " وَلَا تنتقب الْمَرْأَة الْمُحرمَة ". 1254 - الرَّابِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه أَن ابْن عمر قَالَ: تمتّع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج، وَأهْدى فساق مَعَه الْهَدْي من ذِي الحليفة، وَبَدَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأهل بِالْعُمْرَةِ، ثمَّ أهل بِالْحَجِّ، وتمتع النَّاس مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج، فَكَانَ من النَّاس من أهْدى فساق الْهَدْي، وَمِنْهُم من لم يهد، فَلَمَّا قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة قَالَ للنَّاس: " من كَانَ مِنْكُم أهْدى فَإِنَّهُ لَا يحل من شَيْء حرم مِنْهُ حَتَّى يقْضِي حجه، وَمن لم يكن مِنْكُم أهْدى فليطف بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة، وليقصر وليحلل، ثمَّ ليهل بِالْحَجِّ، وليهد. فَمن لم يجد هَديا فليصم ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْحَج وَسَبْعَة إِذا رَجَعَ إِلَى أَهله " وَطَاف الحديث: 1254 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قدم مَكَّة، فاستلم الرُّكْن أول شَيْء، ثمَّ خب ثَلَاثَة أطواف من السَّبع وَمَشى أَرْبَعَة أطواف، ثمَّ ركع حِين قضى طَوَافه بِالْبَيْتِ عِنْد الْمقَام رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم فَانْصَرف، فَأتى الصَّفَا فَطَافَ بالصفا والمروة سَبْعَة أطواف، ثمَّ لم يحلل من شَيْء حرم مِنْهُ حَتَّى قضى حجه وَنحر هَدْيه يَوْم النَّحْر، وأفاض فَطَافَ بِالْبَيْتِ، ثمَّ حل من كل شَيْء حرم مِنْهُ، وَفعل مثل مَا فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهْدى فساق الْهَدْي من النَّاس. وَعَن عُرْوَة عَائِشَة بِمثل حَدِيث سَالم عَن أَبِيه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أنس قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعمْرَة جَمِيعًا. قَالَ بكر: فَحدثت بذلك ابْن عمر فَقَالَ: لبّى بِالْحَجِّ وَحده، فَلَقِيت أنسا فَحَدَّثته، فَقَالَ أنس: مَا تعدوننا إِلَّا صبياناً، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لبيْك عمْرَة وحجاً ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: أَهْلَلْنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَجِّ مُفردا. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن عون عَن عباد بن عباد عَن عبيد الله: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل بِالْحَجِّ مُفردا. 1255 - الْخَامِس عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْخَوْف بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَة، والطائفة الْأُخْرَى مُوَاجهَة الْعَدو، ثمَّ انصرفوا وَقَامُوا فِي مقَام أَصْحَابهم مُقْبِلين على الْعَدو، وَجَاء أُولَئِكَ، ثمَّ صلى بهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَة، ثمَّ قضى هَؤُلَاءِ رَكْعَة وَهَؤُلَاء رَكْعَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى: بن عقبَة عَن نَافِع - وَهُوَ عِنْد مُسلم أتم - عَن ابْن الحديث: 1255 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 عمر قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْخَوْف فِي بعض أَيَّامه، فَقَامَتْ طائفةٌ مَعَه وطائفةٌ بِإِزَاءِ الْعَدو، فصلى بالذين مَعَه رَكْعَة، وَجَاء الْآخرُونَ فصلى بهم رَكْعَة، ثمَّ قَضَت الطائفتان رَكْعَة رَكْعَة، قَالَ: وَقَالَ ابْن عمر: إِذا كَانَ خوفٌ أَكثر من ذَلِك صلى رَاكِبًا أَو قَائِما، يُومِئ إِيمَاء. وللبخاري طرف مِنْهُ من رِوَايَة ابْن جريج عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوا من قَول مُجَاهِد إِذا اختلطوا قيَاما، كَذَا قَالَ، وَزَاد ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَإِن كَانُوا أَكثر من ذَلِك صلوا قيَاما وركباناً. وَقد أخرجه البُخَارِيّ بِطُولِهِ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع أَن ابْن عمر كَانَ إِذا سُئِلَ عَن صَلَاة الْخَوْف قَالَ: يتَقَدَّم الإِمَام وطائفةٌ من النَّاس، فَيصَلي بهم الإِمَام رَكْعَة، وَتَكون طَائِفَة مِنْهُم بَينه وَبَين الْعَدو، وَلم يصلوا، فَإِذا صلى الَّذين مَعَه رَكْعَة استأخروا مَكَان الَّذين لم يصلوا، وَلَا يسلمُونَ، ويتقدم الَّذين لم يصلوا فيصلون مَعَه رَكْعَة، ثمَّ ينْصَرف الإِمَام وَمن صلى رَكْعَتَيْنِ، فَيقوم كل واحدٍ من الطَّائِفَتَيْنِ، فيصلون لأَنْفُسِهِمْ رَكْعَة بعد أَن ينْصَرف الإِمَام، فَيكون كل واحدٍ من الطَّائِفَتَيْنِ قد صلوا رَكْعَتَيْنِ، فَإِن كَانَ خوفٌ هُوَ أَشد من ذَلِك، صلوا رجَالًا قيَاما على أَقْدَامهم، وركباناً، مستقبلي الْقبْلَة، أَو غير مستقبليها. قَالَ مالكٌ: قَالَ نافعٌ: وَلَا أرى ابْن عمر ذكر ذَلِك إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1256 - السَّادِس عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يسبح على ظهر رَاحِلَته حَيْثُ كَانَ وَجهه، يُومِئ بِرَأْسِهِ، وَكَانَ ابْن عمر يَفْعَله. الحديث: 1256 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 وَلمُسلم فِيهِ عَن حَرْمَلَة: يسبح على الرَّاحِلَة قبل أَي وجهٍ توجه، ويوتر عَلَيْهَا، ويوتر غير أَنه لَا يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن يسارٍ قَالَ: كنت أَسِير مَعَ عبد الله بن عمر بطرِيق مَكَّة، فَلَمَّا خشيت الصُّبْح نزلت فأوترت، ثمَّ لحقته، فَقَالَ عبد الله بن عمر: أَيْن كنت؟ فَقلت: خشيت الصُّبْح، فَنزلت فأوترت. فَقَالَ: أَلَيْسَ لَك فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسوةٌ حَسَنَة؟ فَقلت: بلَى وَالله. فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُوتر على الْبَعِير. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْث: حَدثنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب: قَالَ سَالم: كَانَ عبد الله يُصَلِّي على دَابَّته من اللَّيْل وَهُوَ مسافرٌ، مَا يُبَالِي حَيْثُ كَانَ وَجهه. قَالَ ابْن عمر: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسبح على الرَّاحِلَة. وَذكر مثل حَدِيث حَرْمَلَة إِلَى آخِره. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ يُصَلِّي على رَاحِلَته ويوتر عَلَيْهَا، ويخبر أَن النَّبِي كَانَ يَفْعَله. وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْقَسْمَلِي عَن عبد الله بن دِينَار قَالَ: كَانَ ابْن عمر يُصَلِّي فِي السّفر على رَاحِلَته أَيْنَمَا تَوَجَّهت يُومِئ. وَذكر عبد الله أَن النَّبِي كَانَ يَفْعَله. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي السّفر على رَاحِلَته حَيْثُ تَوَجَّهت بِهِ، يُومِئ إِيمَاء، صَلَاة اللَّيْل إِلَّا الْفَرَائِض، ويوتر على رَاحِلَته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن يسارٍ عَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي على حمارٍ وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى خَيْبَر. لم يزدْ. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي على رَاحِلَته حَيْثُمَا تَوَجَّهت بِهِ. وَفِي حَدِيث ابْن نمير كَانَ يُصَلِّي سبحته حَيْثُمَا تَوَجَّهت بِهِ نَاقَته. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي على دَابَّته وَهُوَ مقبلٌ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة حَيْثُمَا تَوَجَّهت بِهِ، وَفِيه نزلت: {فأينما توَلّوا} . [سُورَة الْبَقَرَة] . وَمن حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي على رَاحِلَته حَيْثُ تَوَجَّهت بِهِ. قَالَ عبد الله بن دِينَار، وَكَانَ ابْن عمر يفعل ذَلِك. وَمن حَدِيث يزِيد بن عبد الله بن أُسَامَة بن الْهَاد عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُوتر على رَاحِلَته. 1257 - السَّابِع عشر: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ قبل الظّهْر، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الظّهْر، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْجُمُعَة، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن الزُّهْرِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي بعد الْجُمُعَة رَكْعَتَيْنِ. لم يزدْ. الحديث: 1257 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع بِمَعْنَاهُ، وَزَاد: فَأَما الْمغرب وَالْعشَاء وَالْجُمُعَة فَفِي بَيته. وَعند البُخَارِيّ: فَأَما الْمغرب وَالْعشَاء فَفِي بَيته، وَلم يذكر الْجُمُعَة. زَاد البُخَارِيّ عَن مُسَدّد لهَذَا الحَدِيث: أَن ابْن عمر قَالَ: وحدثتني حَفْصَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خفيفتين بَعْدَمَا يطلع الْفجْر. وَكَانَت سَاعَة لَا أَدخل على النَّبِي فِيهَا. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه كثير بن فرقد، وَأَيوب عَن نَافِع، وَقَالَ ابْن أبي الزِّنَاد: عَن مُوسَى عَن عقبَة عَن نَافِع: بعد الْعشَاء فِي أَهله. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع، وَفِيه: وَكَانَ لَا يُصَلِّي الْجُمُعَة حَتَّى ينْصَرف فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ فِي بَيته. أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: حفظت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ قبل الظّهْر، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الظّهْر، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْمغرب، وَرَكْعَتَيْنِ بعد الْعشَاء، وَرَكْعَتَيْنِ قبل الْغَدَاة. وَكَانَت سَاعَة لَا أَدخل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا، فحدثتني حَفْصَة: أَنه كَانَ إِذا طلع الْفجْر وَأذن الْمُؤَذّن صلى رَكْعَتَيْنِ. وَأخرج مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع: أَن عبد الله كَانَ إِذا صلى الْجُمُعَة انْصَرف فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ فِي بَيته، ثمَّ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع ذَلِك. 1258 - الثَّامِن عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا اسْتَأْذَنت أحدكُم امْرَأَته إِلَى الْمَسْجِد فَلَا يمْنَعهَا ". وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب قَالَ: فَقَالَ بِلَال بن عبد الله: وَالله لنمنعهن. الحديث: 1258 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 قَالَ: فَأقبل عَلَيْهِ عبد الله فَسَبهُ سباً سَيِّئًا، مَا سمعته سبه مثله قطّ، وَقَالَ: أخْبرك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَتقول: وَالله لنمنعهن. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان الجُمَحِي عَن سَالم عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا استأذنكم نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسْجِد فأذنوا لَهُنَّ ". كَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود. وَقَالَ: أَخْرجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تمنعوا إِمَاء الله مَسَاجِد الله ". وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن عبيد الله: كَانَت امرأةٌ لعمر تشهد صَلَاة الصُّبْح وَالْعشَاء فِي الْجَمَاعَة فِي الْمَسْجِد، فَقيل لَهَا: لم تخرجين وَقد تعلمين أَنه يكره ذَلِك ويغار؟ قَالَ: فَمَا يمنعهُ أَن ينهاني؟ قَالُوا يمنعهُ قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تمنعوا إِمَاء الله مَسَاجِد الله ". قَالَ: وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُجَاهِد بن جبر عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تمنعوا النِّسَاء من الْخُرُوج إِلَى الْمَسَاجِد بِاللَّيْلِ ". وَفِي حَدِيث شَبابَة عَن وَرْقَاء: ائذنوا للنِّسَاء بِاللَّيْلِ إِلَى الْمَسَاجِد " فَقَالَ ابنٌ لَهُ يُقَال لَهُ وَاقد: إِذا يتخذنه دغلاً. قَالَ: فَضرب فِي صَدره وَقَالَ: أحَدثك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَتقول: لَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث بِلَال بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تمنعوا النِّسَاء حظوظهن من الْمَسَاجِد إِذا استأذنكم " فَقَالَ بِلَال: وَالله لنمنعهن. فَقَالَ لَهُ عبد الله: أَقُول: قَالَ رَسُول الله: وَتقول أَنْت: نمنعهن. 1259 - التَّاسِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: لما مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحجرِ. قَالَ: " لَا تدْخلُوا مسَاكِن الَّذين ظلمُوا أنفسهم، أَن يُصِيبكُم مَا أَصَابَهُم، إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ " ثمَّ قنع رَأسه وأسرع السّير حَتَّى أجَاز الْوَادي ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأَصْحَاب الْحجر: " لَا تدْخلُوا على هَؤُلَاءِ الْقَوْم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ، فَإِن لم تَكُونُوا بَاكِينَ فَلَا تدْخلُوا عَلَيْهِم، أَن يُصِيبكُم مثل مَا أَصَابَهُم ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَاب الْحجر: " لَا تدْخلُوا على هَؤُلَاءِ الْمُعَذَّبين " ثمَّ ذكر مثل حَدِيث مَالك. 1260 - الْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمُسلم أَخُو الْمُسلم، لَا يَظْلمه، وَلَا يُسلمهُ، من كَانَ فِي حَاجَة أَخِيه كَانَ الله فِي حَاجته، وَمن فرج عَن مُسلم كربَة فرج الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة، وَمن ستر مُسلما ستره الله يَوْم الْقِيَامَة ". الحديث: 1259 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 1261 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: حَدِيث الْغَار: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " انْطلق ثَلَاثَة نفرٍ مِمَّن كَانَ قبلكُمْ حَتَّى أواهم الْمبيت إِلَى غارٍ فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الْجَبَل فَسدتْ عَلَيْهِم الْغَار، فَقَالُوا: إِنَّه لَا ينجيكم من هَذِه الصَّخْرَة إِلَّا أَن تدعوا الله بِصَالح أَعمالكُم. قَالَ رجلٌ مِنْهُم: اللَّهُمَّ كَانَ لي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كبيران، وَكنت لَا أغبق قبلهمَا أَهلا وَلَا مَالا، فنأى بِي طلب شجرٍ يَوْمًا، فَلم أرح عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فحلبت لَهما غبوقهما فوجدتهما نائمين، فَكرِهت أَن أغبق قبلهمَا أَهلا أَو مَالا، فَلَبثت والقدح على يَدي أنْتَظر استيقاظهما حَتَّى برق الْفجْر " زَاد بعض الروَاة: " والصبية يتضاغون عِنْد قدمي: فَاسْتَيْقَظَا، فشربا غبوقهما. اللَّهُمَّ إِن كنت فعلت ذَلِك ابْتِغَاء وَجهك، فَفرج عَنَّا مَا نَحن فِيهِ من هَذِه الصَّخْرَة، فانفرجت شَيْئا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوج ". قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَ الآخر: اللَّهُمَّ كَانَت لي ابْنة عَم، كَانَت أحب النَّاس إِلَيّ، فأردتها عَن نَفسهَا فامتنعت مني، حَتَّى ألمت بهَا سنةٌ من السنين، فجاءتني، فأعطيتها عشْرين وَمِائَة دِينَار على أَن تخلي بيني وَبَين نَفسهَا، فَفعلت، حَتَّى إِذا قدرت عَلَيْهَا قَالَت: لَا أحل لَك أَن تفض الْخَاتم إِلَّا بِحقِّهِ، فتحرجت من الْوُقُوع عَلَيْهَا، فَانْصَرَفت عَنْهَا وَهِي أحب النَّاس إِلَيّ، وَتركت الذَّهَب الَّذِي أعطيتهَا. اللَّهُمَّ إِن كنت فعلت ذَلِك ابْتِغَاء وَجهك فافرج عَنَّا مَا نَحن فِيهِ، فانفرجت الصَّخْرَة غير أَنهم لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوج مِنْهَا ". قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " وَقَالَ الثَّالِث: اللَّهُمَّ اسْتَأْجَرت أجراء وأعطيتهم أجرهم، غير رجل وَاحِد ترك الَّذِي لَهُ وَذهب، فثمرت أجره حَتَّى كثرت مِنْهُ الْأَمْوَال، فَجَاءَنِي الحديث: 1261 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 بعد حِين فَقَالَ: يَا عبد الله، أد لي أجري. فَقلت: كل مَا ترى من أجرك، من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم وَالرَّقِيق. فَقَالَ: يَا عبد الله، لَا تستهزئ بِي. فَقلت: إِنِّي لَا أستهزئ بك، فَأَخذه كُله فاستاقه، فَلم يتْرك مِنْهُ شَيْئا. اللَّهُمَّ فَإِن كنت فعلت ذَلِك ابْتِغَاء وَجهك فافرج عَنَّا مَا نَحن فِيهِ، فانفرجت الصَّخْرَة، فَخَرجُوا يَمْشُونَ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَيْنَمَا ثَلَاثَة نفرٍ من قبلكُمْ يَمْشُونَ، إِذا أَصَابَهُم مطرٌ فأووا إِلَى غارٍ فانطبق عَلَيْهِم. فَقَالَ بَعضهم لبَعض: إِنَّه وَالله يَا هَؤُلَاءِ، لَا ينجيكم إِلَّا الصدْق، فَليدع كل رجلٍ مِنْكُم بِمَا يعلم أَنه قد صدق فِيهِ. فَقَالَ أحدهم: اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم أَنه كَانَ لي أجيرٌ عمل لي على فرق من أرز، فَذهب وَتَركه، وَإِنِّي عَمَدت إِلَى ذَلِك الْفرق فزرعته، فَصَارَ من أمره اني اشْتريت مِنْهُ بقرًا، وَأَنه أَتَانِي يطْلب أجره، فَقلت لَهُ: اعمد إِلَى تِلْكَ الْبَقر فسقها، فَقَالَ: إِنَّمَا لي عنْدك فرقٌ من أرز. فَقلت لَهُ: اعمد إِلَى تِلْكَ الْبَقر، فَإِنَّهَا من ذَلِك الْفرق، فساقها. فَإِن كنت تعلم أَنِّي فعلت ذَلِك من خشيتك فَفرج عَنَّا. فانساخت عَنْهُم الصَّخْرَة ... " وَذكر بَاقِي الحَدِيث بقريبٍ من معنى حَدِيث سَالم. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع بِنَحْوِ ذَلِك. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة، ابْن أخي مُوسَى ابْن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَلَيْسَ لإسماعيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ من ذَلِك، وَمن حَدِيث فُضَيْل بن غَزوَان، ورقبة بن مصقلة عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وأحاديثهم وَإِن اخْتلفت فالمعاني مُتَقَارِبَة. 1262 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " كلوا من الْأَضَاحِي ثَلَاثًا ". فَكَانَ عبد الله يَأْكُل بالزيت حِين ينفر من منى من أجل لُحُوم الْهَدْي. وَفِي حَدِيث معمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن تُؤْكَل لُحُوم الْأَضَاحِي بعد ثَلَاث، قَالَ سَالم: فَكَانَ ابْن عمر لَا يَأْكُل لُحُوم الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاث. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يَأْكُل أحدٌ من أضحيته فَوق ثَلَاثَة أَيَّام " وَمن حَدِيث ابْن جريج وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان الْحزَامِي جَمِيعًا عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. زَاد أَبُو مَسْعُود فِي حَدِيث الضَّحَّاك عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ إِذا كَانَ بمنى فأمسى من الْيَوْم الثَّالِث من أَيَّام منى يسْأَل الَّذِي يصنع طَعَامه: من أَيْن لَحْمه الَّذِي قدمه؟ فَإِن أخبرهُ أَنه من هَدْيه لم يَأْكُلهُ. قَالَ أَبُو مَسْعُود: والْحَدِيث فِي " الْأَضَاحِي ". وَلم أجد أَنا هَذِه الزِّيَادَة هُنَاكَ، ولعلها كَانَت فِي الحَدِيث، فحذفها مُسلم حِين قصد الْمسند. 1263 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تَجِدُونَ النَّاس كإبلٍ مائةٍ، لَا يجد الرجل فِيهَا رَاحِلَة ". الحديث: 1262 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 1264 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن عمر حمل على فرسٍ فِي سَبِيل الله، ثمَّ رَآهَا تبَاع، فَأَرَادَ أَن يَشْتَرِيهَا، فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تعد فِي صدقتك يَا عمر ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نافعٍ أَن عمر ... بِنَحْوِهِ. 1265 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سالمٍ عَن أَبِيه قَالَ: وجد عمر حلَّة من إستبرق تبَاع بِالسوقِ، فَأَخذهَا، فَأتى بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ابتع هَذِه فتجمل بهَا للعيد والوفد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا هَذِه لِبَاس من لَا خلاق لَهُ " قَالَ: فَلبث عمر مَا شَاءَ الله ثمَّ أرسل إِلَيْهِ بجبة ديباج، فَأقبل بهَا عمر، حَتَّى أَتَى بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، قلت: " إِنَّمَا يلبس هَذِه من لَا خلاق لَهُ "، ثمَّ أرْسلت إِلَيّ بِهَذِهِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تبيعها وتصيب بهَا حَاجَتك ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي بكر عبد الله بن حَفْص بن عمر بن سعد بن أبي وَقاص عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن عمر رأى على رجلٍ من آل عُطَارِد قبَاء من ديباج أَو حَرِير، فَقَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو اشْتَرَيْته. فَقَالَ: " إِنَّمَا يلبس هَذَا من لَا خلاق لَهُ ". فأهدي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلةٌ سيراء، فَأرْسل بهَا إِلَيّ، قَالَ: قلت: أرْسلت بهَا إِلَيّ، وَقد سَمِعتك قلت فِيهَا مَا قلت. قَالَ: " إِنَّمَا بعثت بهَا إِلَيْك لتستمتع بهَا ". كَذَا هُوَ عِنْد مُسلم بِطُولِهِ. الحديث: 1264 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ مُخْتَصر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرسل إِلَى عمر بحلة حريرٍ أَو سيراء، فرآها عَلَيْهِ فَقَالَ: " إِنِّي لم أرسل بهَا إِلَيْك لتلبسها، إِنَّمَا يلبسهَا من لَا خلاق لَهُ، إِنَّمَا بعثت بهَا إِلَيْك لتستمتع بهَا ". يَعْنِي تبيعها. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يحيى بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ قَالَ: قَالَ لي سَالم فِي الإستبرق. قَالَ: قلت: مَا غلظ من الديباج وخشن مِنْهُ. فَقَالَ: سَمِعت عبد الله ابْن عمر قَالَ: رأى عمر على رجل حلَّة من إستبرق، فَأتى بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر نَحْو ذَلِك. وَفِي حَدِيث ابْن الْمثنى: فَقَالَ: إِنَّمَا بعثت بهَا إِلَيْك لتصيب بهَا مَالا ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: رأى حلَّة سيراء عِنْد بَاب الْمَسْجِد، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَو اشْتريت هَذِه فلبستها يَوْم الْجُمُعَة وللوفد. فَقَالَ: " إِنَّمَا يلبس هَذِه من لَا خلاق لَهُ فِي الْآخِرَة ". ثمَّ جَاءَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حللٌ فَأعْطى عمر مِنْهَا حلَّة. ثمَّ ذكر قَول عمر لَهُ وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنِّي لم أكسكها لتلبسها " فكساها عمر أَخا لَهُ مُشْركًا بِمَكَّة. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: رأى عمر حلَّة تبَاع فَقَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ابتع هَذِه الْحلَّة تلبسها يَوْم الْجُمُعَة، وَإِذا جَاءَك الْوَفْد. ثمَّ ذكر نَحْو ذَلِك. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر، ومُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ حَدِيث مَالك. وَمن حَدِيث جرير بن حَازِم عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: رأى عمر عطارداً التَّمِيمِي يُقيم بِالسوقِ حلَّة سيراء - وَكَانَ رجلا يغشى الْمُلُوك ويصيب مِنْهُم. فَقَالَ عمر: يَا رَسُول الله، إِنِّي رَأَيْت عطارداً يُقيم فِي السُّوق حلَّة سيراء، فَلَو اشْتَرَيْتهَا فلبستها لوفود الْعَرَب إِذا قدمُوا عَلَيْك، وَأَظنهُ قَالَ: ولبستها يَوْم الْجُمُعَة. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا يلبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا من لَا خلاق لَهُ فِي الْآخِرَة " فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بحللٍ سيراء، فَبعث إِلَى عمر بحلة، وَبعث إِلَى أُسَامَة بن زيد بحلة، وَأعْطى عَليّ بن أبي طَالب حلَّة، وَقَالَ: " شققها خمرًا بَين نِسَائِك " قَالَ: فجَاء عمر بحلته يحملهَا فَقَالَ: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بعثت إِلَيّ بِهَذِهِ وَقد قلت بالْأَمْس فِي حلَّة عُطَارِد مَا قلت. فَقَالَ: " إِنِّي لم أبْعث بهَا إِلَيْك لتلبسها، وَلَكِن بعثت بهَا إِلَيْك لتصيب بهَا " وَأما أُسَامَة فراح فِي حلته، فَنظر إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نظرا عرف أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أنكر مَا صنع، فَقَالَ: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا تنظر إِلَيّ؟ فَأَنت بعثت إِلَيّ بهَا. فَقَالَ: " إِنِّي لم أبْعث بهَا إِلَيْك لتلبسها، وَلَكِن بعثت بهَا لتشققها خمرًا بَين نِسَائِك ". وَحكى البرقاني أَن البُخَارِيّ أخرج من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر رأى حلَّة سيراء من حَرِير، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَو ابتعت هَذِه، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث إِلَى عمر بحلة سيراء كساها إِيَّاه. @ 1266 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجلٌ آتَاهُ الله الْقُرْآن، فَهُوَ يقوم بِهِ آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار، ورجلٌ آتَاهُ الله مَالا، فَهُوَ يُنْفِقهُ آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 1267 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب أَن سَالم بن عبد الله أخبرهُ أَن عبد الله بن عمر أخبرهُ: أَن عمر بن الْخطاب انْطلق مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رهطٍ من أَصْحَابه قبل ابْن صيادٍ، حَتَّى وجده يلْعَب مَعَ الصّبيان عِنْد أَطَم بني مغالة، وَقد قَارب ابْن صيادٍ يومئذٍ الْحلم، فَلم يشْعر حَتَّى ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظَهره بِيَدِهِ، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ صياد: " أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ " فَنظر إِلَيْهِ ابْن صياد فَقَالَ: أشهد أَنَّك رَسُول الْأُمِّيين. فَقَالَ ابْن صياد لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فرفصه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " آمَنت بِاللَّه وبرسله " ثمَّ قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَاذَا ترى؟ " قَالَ ابْن صياد: يأتيني صادقٌ وكاذب. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خلط عَلَيْك الْأَمر " ثمَّ قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي قد خبأت لَك خبيئاً " فَقَالَ ابْن صياد: هُوَ الدخ. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اخْسَأْ، فَلَنْ تعدو قدرك " فَقَالَ عمر بن الْخطاب: ذَرْنِي يَا رَسُول الله أضْرب عُنُقه. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن يكنه فَلَنْ تسلط عَلَيْهِ، وَإِن لم يكنه فَلَا خير لَك فِي قَتله ". وَقَالَ سَالم: سَمِعت ابْن عمر يَقُول: انْطلق بعد ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بن كَعْب إِلَى النّخل الَّتِي فِيهَا ابْن صياد، حَتَّى إِذا دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النّخل طفق يَتَّقِي بجذوع النّخل وَهُوَ يخْتل أَن يسمع من ابْن صياد شَيْئا قبل أَن يرَاهُ ابْن صياد، فَرَآهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مُضْطَجع على فرَاش فِي قطيفةٍ، لَهُ فِيهَا زمزمة، فرأت أم ابْن صيادٍ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَتَّقِي بجذوع النّخل، فَقَالَت لِابْنِ صياد: يَا صَاف - وَهُوَ اسْم ابْن صياد - هَذَا مُحَمَّد، فثار ابْن صياد. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو تركته بَين " قَالَ سَالم: قَالَ عبد الله بن عمر: فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فِي النَّاس، فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ لَهُ أهلٌ، ثمَّ ذكر الدَّجَّال فَقَالَ: " إِنِّي الحديث: 1267 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 لأنذركموه، مَا من نَبِي إِلَّا قد أنذره قومه، لقد أنذره نوحٌ قومه، وَلَكِن أَقُول لكم فِيهِ قولا لم يقلهُ نبيٌّ لِقَوْمِهِ: تعلمُوا أَنه أَعور، وَأَن الله تبَارك وَتَعَالَى لَيْسَ بأعور ". زَاد فِي كتاب مُسلم: قَالَ ابْن شهَاب: وَأَخْبرنِي عمر بن ثَابت أَنه أخبرهُ بعض أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم حذر النَّاس الدَّجَّال: " إِنَّه مكتوبٌ بَين عَيْنَيْهِ: كافرٌ، يَقْرَؤُهُ من كره عمله، أَو يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن " وَقَالَ: " تعلمُوا أَنه لن يرى أحدٌ ربه عز وَجل حَتَّى يَمُوت ". 1268 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر أَنه قَالَ: وَالله مَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعيسى: أَحْمَر، وَلَكِن قَالَ: " بَيْنَمَا أَنا نائمٌ أَطُوف بِالْبَيْتِ، فَإِذا رجلٌ آدم، سبط الشّعْر، يهادى بَين رجلَيْنِ، ينطف رَأسه مَاء، أَو يهراق رَأسه مَاء، فَقلت: من هَذَا؟ قَالُوا ابْن مَرْيَم، فَذَهَبت ألتقيه، فَإِذا رجلٌ أَحْمَر، جسيم، جعد الرَّأْس، أَعور عينه الْيُمْنَى، كَأَن عينه عنبةٌ طافية. قلت: من هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا الدَّجَّال، وَأقرب النَّاس بِهِ شبها ابْن قطن ". قَالَ الزُّهْرِيّ: رجلٌ من خُزَاعَة هلك فِي الْجَاهِلِيَّة. لَيْسَ عِنْد مُسلم فِيهِ قَول الزُّهْرِيّ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع، وَرِوَايَة البُخَارِيّ أتم. قَالَ: قَالَ عبد الله بن عمر: ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بَين ظهراني النَّاس الْمَسِيح الدَّجَّال، فَقَالَ: " إِن الله تبَارك وَتَعَالَى لَيْسَ بأعور، أَلا أَن الْمَسِيح الدَّجَّال أَعور عين الْيُمْنَى، كَأَن عينه عنبةٌ طافية ". الحديث: 1268 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَرَانِي اللَّيْلَة فِي الْمَنَام عِنْد الْكَعْبَة، فَإِذا رجلٌ آدم كأحسن مَا يرى من ادم الرِّجَال، تضرب لمته بَين مَنْكِبَيْه، رجل الشّعْر يقطر رَأسه ماءاً، وَاضِعا يَدَيْهِ على مَنْكِبي رجلَيْنِ هُوَ بَينهمَا، يطوف بِالْبَيْتِ، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالُوا: الْمَسِيح ابْن مَرْيَم، وَرَأَيْت وَرَاءه رجلا جَعدًا قططاً. أَعور عين الْيُمْنَى، كأشبه من رَأَيْت من النَّاس بِابْن قطن، وَاضِعا يَدَيْهِ على مَنْكِبي رجلَيْنِ، يطوف بِالْبَيْتِ، فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا الْمَسِيح الدَّجَّال ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَرَانِي اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة، فَرَأَيْت رجلا آدم كأحسن مَا أَنْت راءٍ من أَدَم الرِّجَال ". ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث مُوسَى بن عقبَة ... إِلَى آخر هَذِه الرُّؤْيَا. وَقد أخرجَا من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي صفة الدَّجَّال خَاصَّة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الدَّجَّال، فَقَالَ: " إِنَّه أَعور عين الْيُمْنَى، كَأَنَّهَا عنبةٌ طافية ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رَأَيْت عِيسَى ومُوسَى وَإِبْرَاهِيم عَلَيْهِم السَّلَام، فَأَما عِيسَى فاحمر جعدٌ عريض الصَّدْر، وَأما مُوسَى فآدم، جسيمٌ سليط، كَأَنَّهُ من رجال الزط ". قَالَ أَبُو مَسْعُود: كَذَا قَالَ البُخَارِيّ فِي سَائِر النّسخ عَن مجاهدٍ عَن ابْن عمر، وَإِنَّمَا رَوَاهُ النَّاس عَن مُحَمَّد بن كثير، فَقَالُوا: مجاهدٌ عَن ابْن عَبَّاس. وعَلى روايتهم اعْتمد أَبُو بكر البرقاني، فَأخْرجهُ فِي مُسْند ابْن عَبَّاس لَا هَا هُنَا. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 طرفا من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة: أَن الْمَسِيح ذكر بَين ظهراني النَّاس، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله لَيْسَ بأعور، أَلا إِن الْمَسِيح الدَّجَّال أَعور عين الْيُمْنَى، كَأَنَّهَا عنبةٌ طافية ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الدَّجَّال بَين ظهراني النَّاس، فَقَالَ: " إِن الله تبَارك وَتَعَالَى لَيْسَ بأعور، إِلَّا إِن الْمَسِيح الدَّجَّال أَعور الْعين الْيُمْنَى، كَأَن عينه عنبةٌ طافية ". وَمن حَدِيث حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " رَأَيْت عِنْد الْكَعْبَة رجلا آدم، سبط الرَّأْس، وَاضِعا يَدَيْهِ على رجلَيْنِ، يسْكب رَأسه أَو يقطر رَأسه، فَسَأَلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: عِيسَى ابْن مَرْيَم، أَو الْمَسِيح ابْن مَرْيَم " لَا يدْرِي أَي ذَلِك قَالَ: " وَرَأَيْت وَرَاءه رجلا أَحْمَر جعد الرَّأْس، أَعور الْعين الْيُمْنَى، أشبه من رَأَيْت بِهِ ابْن قطن. فَسَأَلت: من هَذَا؟ فَقَالُوا: الْمَسِيح الدَّجَّال ". 1269 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " تقاتلكم الْيَهُود، فتسلطون عَلَيْهِم حَتَّى يَقُول الْحجر: يَا مُسلم، هَذَا يهوديٌّ ورائي فاقتله ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عمر بن حَمْزَة عَن سَالم عَن أَبِيه بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِمَعْنَاهُ. وَفِي آخِره: " فتعال فاقتله ". 1270 - الثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1269 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 يَقُول وَهُوَ على الْمِنْبَر: أَلا إِن الْفِتْنَة هَا هُنَا - يُشِير إِلَى الْمشرق - من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان ". وَفِي حَدِيث يُونُس قَالَ: وَهُوَ مُسْتَقْبل الْمشرق: " هَا، إِن الْفِتْنَة هَا هُنَا " ثَلَاثًا ... وَذكره. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مُسْتَقْبل الْمشرق يَقُول: " أَلا إِن الْفِتْنَة هَا هُنَا، من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان ". لم يزدْ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا فَأَشَارَ نَحْو مسكن عَائِشَة فَقَالَ: " هَا هُنَا الْفِتْنَة - ثَلَاثًا - من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا بِلَفْظ آخر من حَدِيث عبد الله بن عون عَن نَافِع عَن ابْن عمر: ذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي شامنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي يمننا ". قَالُوا: وَفِي نجدنا. قَالَ: " اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي شامنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي يمننا " قَالُوا: يَا رَسُول الله: وَفِي نجدنا. فأظنه قَالَ فِي الثَّالِثَة: " هُنَالك الزلازل والفتن، وَمِنْهَا يطلع قرن الشَّيْطَان ". وَقد اخْتلف على ابْن عون فِيهِ: فَروِيَ عَنهُ مُسْندًا، وَرُوِيَ عَنهُ مَوْقُوفا على ابْن عمر من قَوْله. وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُشِير إِلَى الْمشرق وَيَقُول: " أَلا إِن الْفِتْنَة هَا هُنَا من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان " لم يزدْ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 وَكَذَلِكَ أخرجه من حَدِيث سُفْيَان عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْفِتْنَة من هَا هُنَا " وَأَشَارَ إِلَى الْمشرق. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان الجُمَحِي عَن سَالم عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ يُشِير نَحْو الْمشرق: " إِن الْفِتْنَة هَا هُنَا - ثَلَاثًا - من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان ". وَفِي حَدِيث عِكْرِمَة بن عمار عَن سَالم عَن أَبِيه: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بَيت عَائِشَة فَقَالَ: " رَأس الْكفْر من هَا هُنَا، من حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان ". وَمن حَدِيث فُضَيْل بن غَزوَان عَن سَالم أَنه قَالَ: يَا أهل الْعرَاق، مَا أَسأَلكُم عَن الصَّغِيرَة، وأركبكم للكبيرة! سَمِعت أبي عبد الله بن عمر يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الْفِتْنَة تَجِيء من هَا هُنَا - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْو الْمشرق - من حَيْثُ يطلع قرنا الشَّيْطَان، وَأَنْتُم يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض، وَإِنَّمَا قتل مُوسَى الَّذِي قتل من آل فِرْعَوْن خطأ، فَقَالَ الله لَهُ: {وَقتلت نفسا فنجيناك من الْغم وَفَتَنَّاك فُتُونًا} [سُورَة طه] . وَلَيْسَ لفضيل بن غَزوَان عَن سَالم فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَنَقله أَيْضا من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ عِنْد بَاب حَفْصَة، وَقَالَ بعض الروَاة: عِنْد بَاب عَائِشَة، فَقَالَ بِيَدِهِ نَحْو الْمشرق: " الْفِتْنَة هَا هُنَا من حَيْثُ قرن الشَّيْطَان " قَالَهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة عبيد الله عَن نَافِع فِيمَا عندنَا من كِتَابه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 1271 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: رأى رجلٌ أَن لَيْلَة الْقدر لَيْلَة سبع وَعشْرين، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرى رؤياكم فِي الْعشْر الْأَوَاخِر، فاطلبوها فِي الْوتر مِنْهَا ". وَفِي حَدِيث يُونُس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لليلة الْقدر: إِن نَاسا مِنْكُم قد أروا أَنَّهَا فِي السَّبع الأول، وأري ناسٌ مِنْكُم أَنَّهَا فِي السَّبع الغوابر. فالتمسوها فِي الْعشْر الغوابر ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رجَالًا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أروا لَيْلَة الْقدر فِي الْمَنَام فِي السَّبع الْأَوَاخِر، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت فِي السَّبع الْأَوَاخِر، فَمن كَانَ متحريها فليتحرها فِي السَّبع الْأَوَاخِر. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عقيل أَن ابْن عمر قَالَ: إِن نَاسا أروا لَيْلَة الْقدر فِي السَّبع الْأَوَاخِر، وَأَن أُنَاسًا أروا لَيْلَة الْقدر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " التمسوها فِي السَّبع الْأَوَاخِر ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تحروا لَيْلَة الْقدر فِي السَّبع الْأَوَاخِر ". وَمن حَدِيث عقبَة بن حُرَيْث عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " التمسوها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر - يَعْنِي لَيْلَة الْقدر - فَإِن ضعف أحدكُم أَو عجز فَلَا يغلبن على السَّبع الْبَوَاقِي ". الحديث: 1271 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 وَفِي رِوَايَة جبلة بن سحيم عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من كَانَ ملتمسها فليلتمسها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر ". وَفِي حَدِيث أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن جبلة ومحارب عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تَحَيَّنُوا لَيْلَة الْقدر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر ". أَو قَالَ: " فِي التسع الْأَوَاخِر ". 1272 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا رَأَيْتُمُوهُ فصوموا، وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فأفطروا، فَإِن غم عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ ". وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر رَمَضَان فَقَالَ: " لَا تَصُومُوا حَتَّى تروا الْهلَال، وَلَا تفطروا حَتَّى تروه، فَإِن غم عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ ". وَمن حَدِيث جبلة بن سحيم عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ لَيْلَة، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تروه، فَإِن غم عَلَيْكُم فأكملوا الْعدة ثَلَاثِينَ ". وَفِي حَدِيث معَاذ بن معَاذ: الشَّهْر كَذَا وَكَذَا وَكَذَا " وصفق بيدَيْهِ مرَّتَيْنِ بِكُل أصابعهما، وَنقص فِي الصَّفْقَة الثَّالِثَة إِبْهَام الْيُمْنَى، أَو الْيُسْرَى. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِنَّا أمة أميةٌ، لَا نكتب وَلَا نحسب، الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " يَعْنِي مرّة تِسْعَة وَعشْرين، وَمرَّة ثَلَاثِينَ. الحديث: 1272 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ لَيْلَة، فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تروه، فَإِن غم عَلَيْكُم فأكملوا الْعدة ثَلَاثِينَ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر رَمَضَان، فَضرب بيدَيْهِ فَقَالَ: " الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا - ثمَّ عقد إبهامه فِي الثَّالِثَة - صُومُوا لرُؤْيَته وأفطروا لرُؤْيَته، فَإِن غم عَلَيْكُم، فاقدروا ثَلَاثِينَ ". وَقَالَ يحيى الْقطَّان عَن عبيد الله: " فاقدروا لَهُ ". وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ: " فاقدروا لَهُ ". وَمن حَدِيث سَلمَة بن عَلْقَمَة عَن نَافِع كَذَلِك. وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر نَحوه. وَمن حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا " وَقبض إبهامه فِي الثَّالِثَة. لم يزدْ. وَمن حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الشَّهْر تسعٌ وَعِشْرُونَ " لم يزدْ. وَمن حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، عشرا وتسعاً ". وَمن حَدِيث عقبَة بن حُرَيْث عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الشَّهْر تسعٌ وَعِشْرُونَ " قَالَ عقبَة: وَأَحْسبهُ قَالَ: " الشَّهْر ثَلَاثُونَ " وطبق كفيه ثَلَاث مرار. وَمن حَدِيث سعد بن عُبَيْدَة عَن ابْن عمر أَنه سمع رجلا يَقُول: " اللَّيْلَة النّصْف، فَقَالَ لَهُ: مَا يدْريك أَن اللَّيْلَة النّصْف؟ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 " الشَّهْر هَكَذَا وَهَكَذَا " وَأَشَارَ بأصابعه الْعشْر مرَّتَيْنِ، وَهَكَذَا فِي الثَّالِثَة، وَأَشَارَ بأصابعه كلهَا، وخبس أَو خنس إبهامه. 1273 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر على رجل من الْأَنْصَار وَهُوَ يعظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعه، فَإِن الْحيَاء من الْإِيمَان ". وَفِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن الزُّهْرِيّ: مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رجل وَهُوَ يُعَاتب أَخَاهُ فِي الْحيَاء، يَقُول: إِنَّك لتستحيي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُول: قد أضرّ بك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعه؛ فَإِن الْحيَاء من الْإِيمَان ". 1274 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب على الْمِنْبَر يَقُول: " اقْتُلُوا الْحَيَّات، واقتلوا ذَا الطفيتين والأبتر، فَإِنَّهُمَا يطمسان الْبَصَر ويسقطان الْحَبل " قَالَ عبد الله: فَبينا أَنا أطارد حَيَّة أقتلها، ناداني أَبُو لبَابَة: لَا تقتلها. فَقلت: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بقتل الْحَيَّات. فَقَالَ: إِنَّه نهى بعد ذَلِك عَن ذَوَات الْبيُوت، وَهن العوامر. وَفِي حَدِيث صَالح وَغَيره: حَتَّى رَآنِي أَبُو لبَابَة وَزيد بن الْخطاب وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: أَبُو لبَابَة أَو زيد، بِالشَّكِّ. وَفِي حَدِيث الزبيدِيّ لمُسلم: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمر بقتل الْكلاب، يَقُول " اقْتُلُوا الْحَيَّات وَالْكلاب، واقتلوا ذَا الطفيتين والأبتر، فَإِنَّهُمَا يلتمسان الْبَصَر. ويستسقطان الحبالى ". قَالَ الزُّهْرِيّ: وَترى ذَلِك من سميهما، وَالله أعلم، ثمَّ ذكره نَحوه فِي النَّهْي عَن ذَوَات الْبيُوت، عَن زيد أَو أبي لبَابَة. الحديث: 1273 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 1275 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَبِيعُوا الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه، وَلَا تَبِيعُوا الثَّمر بِالتَّمْرِ ". قَالَ سَالم: وَأَخْبرنِي عبد الله بن زيد بن ثَابت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص بعد ذَلِك فِي بيع الْعرية بالرطب أَو بِالتَّمْرِ، وَلم يرخص فِي غَيره. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى يَبْدُو صَلَاحهَا، نهى البَائِع والمبتاع. وَمن حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى يَبْدُو صَلَاحهَا، وَكَانَ إِذا سُئِلَ عَن صَلَاحهَا قَالَ: حَتَّى تذْهب عاهته. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْث عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ: لَو أَن رجلا ابْتَاعَ ثمراً قبل أَن يَبْدُو صَلَاحه، ثمَّ أَصَابَته عاهةٌ، كَانَ مَا أَصَابَهُ على ربه. أَخْبرنِي سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تبتاعوا الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه، وَلَا تَبِيعُوا الثَّمر بِالتَّمْرِ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع نَحْو حَدِيث مَالك. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع النّخل حَتَّى يزهو، وَعَن السنبل حَتَّى يبيض ويأمن العاهة، نهى البَائِع وَالْمُشْتَرِي. وَمن حَدِيث يحيى بن سعيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الحديث: 1275 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 لَا تبتاعوا الثَّمَرَة حَتَّى يَبْدُو صَلَاحهَا وَتذهب عَنهُ الآفة ". قَالَ: يَبْدُو صَلَاحه: حمرته وصفرته. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع بِمثل حَدِيث مَالك وَعبيد الله عَن نَافِع. وَمن حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع، وَفِيه: " حَتَّى يَبْدُو صَلَاحهَا " لم يزدْ. وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَبِيعُوا الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه ". فَقيل لِابْنِ عمر: مَا صَلَاحه؟ قَالَ تذْهب عاهته. وَمن حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: نهى رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه. 1276 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: رَأَيْت النَّاس فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا ابتاعوا الطَّعَام جزَافا يضْربُونَ أَن يبيعوه فِي مَكَانَهُ حَتَّى يؤوه إِلَى رحالهم. وَفِي حَدِيث معمر: حَتَّى يحولوه. زَاد ابْن وهب عَن يُونُس: قَالَ ابْن شهَاب: وحَدثني عبيد الله بن عبد الله بن عمر أَن أَبَاهُ كَانَ يَشْتَرِي الطَّعَام جزَافا، فيحمله إِلَى أَهله. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من اشْترى طَعَاما فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيه " قَالَ: وَكُنَّا نشتري الطَّعَام من الركْبَان جزَافا، فنهانا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نبيعه حَتَّى ننقله من مَكَانَهُ. وَفِي حَدِيث مُسَدّد عَن يحيى عَن عبيد الله: كَانُوا يتبايعون الطَّعَام فِي أَعلَى الحديث: 1276 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 السُّوق، يبيعونه فِي مَكَانَهُ، فنهاهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يبيعوه فِي مَكَانَهُ حَتَّى ينقلوه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من اشْترى طَعَاما فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيه ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى عَن مَالك: كُنَّا فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نبتاع الطَّعَام، فيبعث علينا من يَأْمُرنَا بانتقاله من الْمَكَان الَّذِي ابتعناه فِيهِ إِلَى مكانٍ سواهُ قبل أَن نبيعه. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانُوا يشْتَرونَ الطَّعَام من الركْبَان على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فيبعث عَلَيْهِم من يمنعهُم أَن يبعوه حَيْثُ اشتروه حتث ينقلوه حَيْثُ يُبَاع الطَّعَام، قَالَ: وَحدثنَا ابْن عمر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُبَاع الطَّعَام إِذا اشْتَرَاهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيه. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا نتلقى الركْبَان، فنشتري مِنْهُم الطَّعَام، فَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نبيعه حَتَّى يبلغ بِهِ سوق الطَّعَام. وَمن حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من ابْتَاعَ طَعَاما فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يقبضهُ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عمر بن مُحَمَّد عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. 1277 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت الحديث: 1277 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول " من ابْتَاعَ نخلا بعد أَن يؤبر فثمرها للَّذي بَاعهَا إِلَّا أَن يشْتَرط الْمُبْتَاع. وَمن ابْتَاعَ عبدا فَمَاله للَّذي بَاعه إِلَّا أَن يشْتَرط الْمُبْتَاع " كَذَا عِنْد مُسلم. وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي النّخل خَاصَّة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك بن أنس عَن نَافِع عَن ابْن عمر، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من بَاعَ نخلا قد أبرت فثمرها للْبَائِع إِلَّا أَن يشْتَرط الْمُبْتَاع ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ هَذَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنَاهُ. 1278 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الْمغرب وَالْعشَاء بِالْمُزْدَلِفَةِ جَمِيعًا. زَاد البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ: كل واحدةٍ مِنْهُمَا بِإِقَامَة، وَلم يسبح بَينهمَا، وَلَا على إِثْر وَاحِدَة مِنْهُمَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ: جمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين الْمغرب وَالْعشَاء بجمعٍ، لَيْسَ بَينهمَا سجدةٌ، وَصلى الْمغرب ثَلَاث رَكْعَات، وَصلى الْعشَاء رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ عبد الله يُصَلِّي بجمعٍ كَذَلِك حَتَّى لحق بِاللَّه عز وَجل. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر قَالَ: جمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بن الْمغرب وَالْعشَاء بجمعٍ، صَلَاة الْمغرب ثَلَاثًا، وَالْعشَاء رَكْعَتَيْنِ، بِإِقَامَة وَاحِدَة. الحديث: 1278 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 وَفِي أَلْفَاظ الروَاة اخْتِلَاف، وَالْمعْنَى وَاحِد. 1279 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تتركوا النَّار فِي بُيُوتكُمْ حِين تنامون ". 1280 - الْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أعجله السّير فِي السّفر يُؤَخر الْمغرب حَتَّى يجمع بَينهَا وَبَين الْعشَاء. قَالَ سَالم: وَكَانَ عبد الله يَفْعَله إِذا أعجله السّير. قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد اللَّيْث: حَدثنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ سَالم: كَانَ ابْن عمر يجمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء بِالْمُزْدَلِفَةِ. قَالَ سَالم: وَأخر ابْن عمر الْمغرب، وَكَانَ استصرخ على امْرَأَته صَفِيَّة بنت أبي عبيد، فَقلت لَهُ: الصَّلَاة. فَقَالَ: سر، حَتَّى سَار ميلين أَو ثَلَاثَة ثمَّ نزل فصلى، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي إِذا أعجله السّير. وَقَالَ عبد الله: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أعجله السّير يُقيم الْمغرب فيصليها ثَلَاثًا ثمَّ يسلم، ثمَّ قَلما يلبث حَتَّى يُقيم الْعشَاء، فيصليها رَكْعَتَيْنِ ثمَّ يسلم، وَلَا يسبح بعد الْعشَاء حَتَّى يقوم من جَوف اللَّيْل. هَكَذَا فِي زِيَادَة اللَّيْث، وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أَن ذَلِك عَن فعل ابْن عمر من قَول الرَّاوِي، ثمَّ قل مَا يلبث - لم يسْندهُ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أسلم مولى عمر قَالَ: كنت مَعَ عبد الله بن عمر بطرِيق مَكَّة، فَبَلغهُ عَن صَفِيَّة بنت أبي عبيد شدَّة وجعٍ، فأسرع السّير حَتَّى كَانَ بعد غرُوب الشَّفق، ثمَّ نزل فصلى الْمغرب وَالْعَتَمَة، وَجمع بَينهمَا، وَقَالَ: إِنِّي رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا جد بِهِ السّير أخر الْمغرب وَجمع بَينهمَا. الحديث: 1279 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع أَن ابْن عمر إِذا جد بِهِ السّير جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء بعد أَن يغيب الشَّفق، وَيَقُول: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا جد بِهِ السّير جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء. وَمن حَدِيث مالكٍ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا عجل بِهِ السّير جمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء. 1281 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ينفل بعض من يبْعَث من السَّرَايَا لأَنْفُسِهِمْ خَاصَّة، سوى قسم عَامَّة الْجَيْش. زَاد فِي رِوَايَة شُعَيْب عَن اللَّيْث عَن أَبِيه: وَالْخمس فِي ذَلِك كُله وَاجِب. وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: نفلنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نفلا سوى نصيبنا من الْخمس، فَأَصَابَنِي شارفٌ، والشارف: المسن الْكَبِير. وَمن الروَاة من قَالَ: عَن يُونُس أَن ابْن شهَاب قَالَ: بَلغنِي عَن ابْن عمر ... وَذكره. وَقد أخرجَا من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة إِلَى نجدٍ، فَخرجت فِيهَا، فبلغت سهماننا اثْنَي عشر بَعِيرًا، ونفلنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعِيرًا بَعِيرًا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة فِيهَا عبد الله بن عمر - وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى: وَأَنا فيهم، قبل نجد، فغنموا إبِلا كَثِيرَة، فَكَانَت سهماننا اثْنَي عشر بَعِيرًا، أَو أحد عشر بَعِيرًا، ونفلوا بَعِيرًا بَعِيرًا. الحديث: 1281 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة إِلَى نجد، فَخرجت فِيهَا، فأصبنا إبِلا وَغنما، فبلغت سهماننا اثْنَي عشر بَعِيرًا، ونفلنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعِيرًا بَعِيرًا. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث سَرِيَّة قبل نجد وَفِيهِمْ ابْن عمر، وَأَن سُهْمَانهمْ بلغت اثْنَي عشر بَعِيرًا، ونفلوا بَعِيرًا بَعِيرًا، فَلم يُغَيِّرهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة، وَأُسَامَة بن زيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَمن حَدِيث ابْن عون قَالَ: كتبت إِلَى نافعٍ أسأله عَن النَّفْل، فَكتب إِلَيّ: أَن ابْن عمر كَانَ فِي سَرِيَّة ... بِنَحْوِ حَدِيث عبيد الله بن عمر. وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود هَذَا الْمَتْن فِي تَرْجَمَة عبد الله بن عون فِيمَا عندنَا من كِتَابه، وَذكر متْنا آخر، وَجعل إسنادي المتنين لأَحَدهمَا. وَلكُل واحدٍ مِنْهُمَا إِسْنَاد غير إِسْنَاد الآخر فِي كتاب مُسلم، وَأَحَدهمَا مُتَّفق عَلَيْهِ، وَالْآخر هَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ فِي أَفْرَاد مُسلم، وسننبه على الْمُتَّفق عَلَيْهِ بعد هَذَا. 1282 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَنه طلق امْرَأَة لَهُ وَهِي حَائِض، فَذكر ذَلِك عمر لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فتغيظ مِنْهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قَالَ: " ليراجعها، ثمَّ يمْسِكهَا حَتَّى تطهر ثمَّ تحيض فَتطهر، فَإِن بدا لَهُ أَن يطلقهَا فَلْيُطَلِّقهَا قبل أَن يَمَسهَا، فَتلك الْعدة كَمَا أَمر الله عز وَجل ". وَفِي حَدِيث ابْن أخي الزُّهْرِيّ نَحوه، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مره، فَلْيُرَاجِعهَا حَتَّى تحيض حَيْضَة مُسْتَقْبلَة سوى حَيْضَتهَا الَّتِي طَلقهَا فِيهَا، فَإِن بدا لَهُ أَن يطلقهَا فَلْيُطَلِّقهَا طَاهِرا من حَيْضَتهَا قبل أَن يَمَسهَا ". قَالَ: وَالطَّلَاق للعدة كَمَا أَمر الله عز وَجل، وَكَانَ عبد الله طَلقهَا تَطْلِيقَة، فحسبت من طَلاقهَا، وراجعها عبد الله كَمَا أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 1282 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 وَفِي حَدِيث الزبيدِيّ نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: قَالَ ابْن عمر: فَرَاجَعْتهَا وحسبت لَهَا التطليقة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن مولى آل طَلْحَة عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَنه طلق امْرَأَته وَهِي حائضٌ، فَذكر ذَلِك عمر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: مره، فَلْيُرَاجِعهَا ثمَّ ليُطَلِّقهَا طَاهِرا أَو حَامِلا ". وَمن حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: طلقت امْرَأَتي على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر ذَلِك عمر لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " مره، فَلْيُرَاجِعهَا، ثمَّ لِيَدَعْهَا حَتَّى تحيض حَيْضَة أُخْرَى، فَإِذا طهرت فَلْيُطَلِّقهَا قبل أَن يُجَامِعهَا أَو يمْسِكهَا، فَإِنَّهَا الْعدة الَّتِي أَمر الله عز وَجل أَن يُطلق لَهَا النِّسَاء ". قَالَ عبيد الله: قلت لنافع: مَا صنعت التطليقة؟ قَالَ: واحدةٌ اعْتد بهَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع بِنَحْوِهِ إِلَى قَوْله: " فَتلك الْعدة الَّتِي أَمر الله عز وَجل أَن يُطلق لَهَا النِّسَاء ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن عبد الله: أَنه طلق امْرَأَة لَهُ وَهِي حَائِض تَطْلِيقَة وَاحِدَة، فَأمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُرَاجِعهَا ... بِنَحْوِهِ. وَفِي آخر حَدِيث البُخَارِيّ: وَكَانَ عبد الله إِذا سُئِلَ عَن ذَلِك قَالَ لأَحَدهم: إِن كنت طَلقتهَا ثَلَاثًا فقد حرمت عَلَيْك حَتَّى تنْكح زوجا غَيْرك. قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد فِيهِ غَيره عَن اللَّيْث: حَدثنِي نافعٌ، قَالَ ابْن عمر: لَو طلقت مرّة أَو مرَّتَيْنِ، فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمرنِي بِهَذَا. وَلمُسلم فِي حَدِيث ابْن رمحٍ: وَكَانَ عبد الله إِذا سُئِلَ عَن ذَلِك قَالَ لأَحَدهم: أما طلقت امْرَأَتك مرّة أَو مرَّتَيْنِ، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمرنِي بِهَذَا، وَإِن كنت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 طَلقتهَا ثَلَاثًا فقد حرمت عَلَيْك حَتَّى تنْكح زوجا غَيْرك، وعصيت الله فِيمَا أَمرك بِهِ من طَلَاق امْرَأَتك. قَالَ مُسلم: جود اللَّيْث فِي قَوْله: تَطْلِيقَة وَاحِدَة. وَقد أخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع بِنَحْوِ حَدِيث ابْن رمح إِلَى آخِره. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر، الْمسند مِنْهُ فَقَط بِنَحْوِهِ، إِلَى قَوْله: فليطلق بعد أَو يمسك. وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث يُونُس بن جُبَير الْبَاهِلِيّ عَن ابْن عمر من رِوَايَة مُحَمَّد بن سِيرِين، قَالَ: مكثت عشْرين سنة يحدثني من لَا أتهم: أَن ابْن عمر طلق امْرَأَته ثَلَاثًا وَهِي حَائِض، فَأمر أَن يُرَاجِعهَا، فَجعلت لَا أتهمهم وَلَا أعرف الحَدِيث، حَتَّى لقِيت أَبَا غلاب يُونُس بن جُبَير - وَكَانَ ذَا ثَبت، فَحَدثني أَنه سَأَلَ ابْن عمر، فحدثه: أَنه طلق امْرَأَته تَطْلِيقَة وَهِي حَائِض، فَأمر أَن يُرَاجِعهَا. قلت: أفحسبت عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَمه؟ أَو إِن عجز واستحمق؟ وَهَذَا نَص حَدِيث مُسلم عَن عَليّ بن حجر. وَفِي حَدِيث عبد الْوَارِث: وَقَالَ: يطلقهَا فِي قبل عدتهَا. وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ عَن ابْن سِيرِين عَن يُونُس عَن ابْن عمر: أَنه طلق. . وَلم يذكر قَول مُحَمَّد بن سِيرِين فِي أَوله. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث أنس بن سِيرِين عَن ابْن عمر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن ابْن عمر مُخْتَصرا: أَنه طلق امْرَأَته حَائِضًا، فَذهب عمر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ الْخَبَر، فَأمره أَن يُرَاجِعهَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 وَمن حَدِيث أبي الزبير: أَنه سمع عبد الرَّحْمَن بن أَيمن - مولى عزة - يسْأَل ابْن عمر وَأَبُو الزبير يسمع: كَيفَ ترى فِي رجل طلق امْرَأَته حَائِضًا؟ فَقَالَ: طلق ابْن عمر امْرَأَته وَهِي حَائِض على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلَ عمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ليراجعها "، فَردهَا. وَقَالَ: " إِذا طهرت فليطلق أَو ليمسك ". قَالَ ابْن عمر: وَقَرَأَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (يَا أَيهَا النَّبِي إِذا طلّقْتُم النِّسَاء فطلقوهن فِي قبل عدتهن) . قَالَ مُسلم: فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير بِمثل حَدِيث حجاج، وَفِيه بعض الزِّيَادَة. وَلم يذكرهَا. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود فِي سِيَاق هَذَا الحَدِيث: فَردهَا عَليّ، وَلم يره شَيْئا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ أَبُو معمر: حَدثنَا عبد الْوَارِث قَالَ: حَدثنَا أَيُّوب عَن سعيد ابْن جُبَير عَن ابْن عمر حسبت عَليّ تَطْلِيقَة. لم يزدْ. 1283 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع عمر وَهُوَ يحلف بِأَبِيهِ، فَقَالَ: " إِن الله يَنْهَاكُم أَن تحلفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمن كَانَ حَالفا فليحلف بِاللَّه، أَو ليصمت ". كَذَا رَوَاهُ ابْن عُيَيْنَة وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ. جعله من مُسْند ابْن عمر. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 7 أدْرك عمر فِي ركبٍ يحلف بِأَبِيهِ، وَذكره. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك، وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع لَهما. وَفِي حَدِيث الْوَلِيد بن كثير عَن نَافِع لمُسلم وَحده. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. الحديث: 1283 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع عمر يَقُول: وَأبي وَأمي. فَقَالَ: " إِن الله يَنْهَاكُم أَن تحلفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمن كَانَ حَالفا فَلَا يحلف إِلَّا بِاللَّه أَو لِيَسْكُت ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: " أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أدْرك عمر فِي بعض أَسْفَاره ... وَذكر نَحوه. وَقد رَوَاهُ يُونُس وعقيلٌ وَغَيرهمَا عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن عمر. وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك. وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من كَانَ حَالفا فَلَا يحلف إِلَّا بِاللَّه " وَكَانَت قريشٌ تحلف بِآبَائِهَا فَقَالَ: " لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ " لم يذكر عمر. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من كَانَ حَالفا فليحلف بِاللَّه أَو ليصمت ". كَذَا فِي كتاب البُخَارِيّ، لم يزدْ وَقَالَ فِيهِ أَبُو مَسْعُود: قَالَ: سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عمر يحلف بِأَبِيهِ وَهُوَ فِي ركب، فناداهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله يَنْهَاكُم أَن تحلفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمن كَانَ حَالفا فليحلف بِاللَّه أَو ليصمت ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْقَسْمَلِي عَن عبد الله ابْن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ " وَكَانَت الْعَرَب تحلف بِآبَائِهَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 وَمن حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا تحلفُوا بِآبَائِكُمْ، فَمن كَانَ حَالفا فليحلف بِاللَّه ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب، وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله يَنْهَاكُم أَن تحلفُوا بِآبَائِكُمْ ". 1284 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سَالم - من رِوَايَة ابْنه أبي بكر عَنهُ عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أريت كَأَنِّي أنزع بِدَلْو بكرةٍ على قليب، فجَاء أَبُو بكر فَنزع ذنوباً أَو ذنوبين نزعاً ضَعِيفا - وَالله يغْفر لَهُ، ثمَّ جَاءَ عمر فاستقى، فاستحالت غرباً، فَلم أر عبقرياً من النَّاس يفري فريه، حَتَّى رُوِيَ النَّاس، وضربوا بعطنٍ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن أَبِيه، عَن رُؤْيا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أبي بكر وَعمر قَالَ: رَأَيْت النَّاس اجْتَمعُوا، فَقَامَ أَبُو بكرٍ، فَنزع ذنوباً أَو ذنوبين، وَفِي نَزعه ضعفٌ ... "، ثمَّ ذكره نَحوه. وَفِي رِوَايَة الْمُغيرَة عَن مُوسَى: رَأَيْت النَّاس مُجْتَمعين فِي صعيدٍ، فَقَامَ أَبُو بكر. ثمَّ ذكره. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي بكر بن سَالم عَن أَبِيه عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أريت كَأَنِّي أنزع بِدَلْو بكرَة على قليبٍ، فجَاء أَبُو بكر فَنزع ذنوباً أَو ذنوبيين نزعا ضَعِيفا ... " ثمَّ ذكره. الحديث: 1284 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بَينا أَنا على بئرٍ أنزع مِنْهَا، إِذْ جَاءَنِي أَبُو بكر وَعمر، فَأخذ أَبُو بكر الدَّلْو، فَنزع ذنوباً أَو ذنوبين، يغْفر الله لَهُ، ثمَّ أَخذهَا ابْن الْخطاب من يَد أبي بكر فاستحالت فِي يَده غرباً ". ثمَّ ذكره. 1285 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عمر بن مُحَمَّد بن زيد عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: ذكر عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم عَاشُورَاء فَقَالَ: " ذَاك يومٌ كَانَ يَصُومهُ أهل الْجَاهِلِيَّة، فَمن شَاءَ صَامَهُ، وَمن شَاءَ تَركه ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يَصُومُونَ يَوْم عَاشُورَاء، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَامَهُ والمسلمون قبل أَن يفترض رَمَضَان، فَلَمَّا افْترض رَمَضَان قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن عَاشُورَاء يومٌ من أَيَّام الله، فَمن شَاءَ صَامَهُ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: صَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاشُورَاء، وَأمر أَصْحَابه بصيامه، فَلَمَّا فرض رَمَضَان ترك. وَكَانَ عبد الله لَا يَصُومهُ إِلَّا أَن يُوَافق صَوْمه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه ذكر عِنْد رَسُول الله يَوْم عَاشُورَاء فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَانَ يَوْمًا يَصُومهُ أهل الْجَاهِلِيَّة، فَمن أحب مِنْكُم أَن يَصُومهُ فليصمه، وَمن كره فليدعه ". وَمن حَدِيث الْوَلِيد بن كثير عَن نَافِع عَن ابْن عمر، أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي يَوْم عَاشُورَاء ... بِمثلِهِ. وَقَالَ: وَكَانَ ابْن عمر لَا يَصُومهُ إِلَّا أَن يُوَافق صِيَامه. وَمن حَدِيث أبي مَالك عبيد الله بن الْأَخْنَس عَن نَافِع نَحْو حَدِيث اللَّيْث. الحديث: 1285 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 1286 - وَالسَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عمر بن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن عَمه سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يطوي الله عز وَجل السَّمَوَات يَوْم الْقِيَامَة، ثمَّ يأخذهن بِيَدِهِ الْيُمْنَى، ثمَّ يَقُول: أَنا الْملك، أَيْن الجبارون؟ أَيْن المتكبرون؟ " ثمَّ يطوي الْأَرْضين بِشمَالِهِ، ثمَّ يَقُول: أَنا الْملك، أَيْن الجبارون؟ أَيْن المتكبرون " كَذَا فِي رِوَايَة مُسلم، وَهِي أتم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله عز وَجل يقبض يَوْم الْقِيَامَة الْأَرْضين، وَتَكون السَّمَوَات بِيَمِينِهِ، ثمَّ يَقُول: أَنا الْملك ". ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عمر بن حَمْزَة: سَمِعت سالما، سَمِعت ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مَالك تَعْلِيقا فَقَالَ: وَرَوَاهُ سعيد عَن مَالك. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن مقسم: أَنه نظر إِلَى عبد الله بن عمر كَيفَ يَحْكِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَأْخُذ الله عز وَجل سماواته وأرضيه بيدَيْهِ، فَيَقُول: أَنا الله - وَيقبض أَصَابِعه ويبسطها - أَنا الْملك "، حَتَّى نظرت إِلَى الْمِنْبَر يَتَحَرَّك من أَسْفَل شيءٍ مِنْهُ، حَتَّى إِنِّي أَقُول: أساقطٌ هُوَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ . وَفِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم عَن ابْن عمر نَحوه، وَفِي أَوله: " يَأْخُذ الْجَبَّار عز وَجل سماواته وأرضيه بِيَدِهِ. . ". 1287 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه الحديث: 1286 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أعتق عبدا بَينه وَبَين آخر قوم عَلَيْهِ فِي مَاله قيمَة عدلٍ، لَا وكس وَلَا شطط، ثمَّ عتق عَلَيْهِ فِي مَاله إِن كَانَ مُوسِرًا ". وَفِي حَدِيث ابْن الْمَدِينِيّ " من أعتق عبدا بَين اثْنَيْنِ، فَإِن كَانَ مُوسِرًا قوم عَلَيْهِ يَوْم يعْتق ". وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أعتق شركا لَهُ فِي عبد فَكَانَ لَهُ مالٌ يبلغ ثمن العَبْد قوم العَبْد عَلَيْهِ قيمَة عدلٍ، فَأعْطى شركاءه حصصهم، وَعتق عَلَيْهِ العَبْد، وَإِلَّا فقد عتق مِنْهُ مَا عتق ". أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة مَالك عَن نَافِع لواحدٍ مِنْهُمَا فِيمَا عندنَا من كِتَابه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر، وَمن حَدِيث اللَّيْث، رِوَايَة وتعليقاً. وَمن حَدِيث أَيُّوب بن كيسَان السّخْتِيَانِيّ، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب تَعْلِيقا وَرِوَايَة. قد جعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَهُوَ لمُسلم أَيْضا فِي أول كتاب " الْعتْق ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة رِوَايَة وتعليقاً، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر، بِمَعْنى حَدِيث مَالك عَن نَافِع. وَمن حَدِيث يحيى بن سعيد عَن نَافِع رِوَايَة وتعليقاً. وللبخاري من حَدِيث أَيُّوب وَيحيى عِنْد قَوْله " وَإِلَّا فقد عتق مِنْهُ مَا عتق " قَالَ أَيُّوب وَيحيى: لَا أَدْرِي أشيءٌ قَالَ نَافِع أَو هُوَ شَيْء من الحَدِيث؟ . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث جرير بن حَازِم عَن نَافِع. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ يُفْتِي فِي العَبْد أَو الْأمة يكون بَين شُرَكَاء، فَيعتق أحدهم نصِيبه مِنْهُ، يَقُول: قد وَجب عَلَيْهِ عتقه كُله إِذا كَانَ للَّذي أعتق من المَال مَا يبلغ، يقوم من مَاله قيمَة الْعدْل، وَيدْفَع إِلَى الشُّرَكَاء أنصباؤهم، ويخلى سَبِيل الْمُعْتق، يخبر بذلك ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ اللَّيْث وَابْن أبي ذِئْب وَابْن إِسْحَق وَجُوَيْرِية وَيحيى بن سعيد وَإِسْمَاعِيل بن أُمِّيّه عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مُخْتَصرا. ذكره أَبُو مَسْعُود عَن ابْن أبي ذِئْب فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ تَعْلِيقا. وَقد أخرجه مُسلم فِي صحه ملك الْيَمين بِالْإِسْنَادِ فصح أَنه لَهما. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أعتق شركا فِي مَمْلُوك وَجب عَلَيْهِ أَن يعتقهُ كُله إِن كَانَ لَهُ مالٌ قدر ثمنه، يُقَام قيمَة عدلٍ، وَيُعْطى شركاؤه حصصهم، ويخلى سَبِيل الْمُعْتق. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن نَافِع، وَفِيه: " من أعتق شركا لَهُ فِي عبد أقيم عَلَيْهِ قيمَة الْعدْل، فَأعْطِي شركاؤه حصصهم، وَعتق العَبْد ". 1288 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن أَبِيه أَنه كَانَ يَقُول: مَا كُنَّا نَدْعُو زيد بن حَارِثَة، إِلَّا زيد بن مُحَمَّد، حَتَّى نزل فِي الْقُرْآن: {ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [سُورَة الْأَحْزَاب] . الحديث: 1288 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 1289 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: يبداؤكم هَذِه الَّتِي تكذبون على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا، مَا أهل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا من عِنْد الْمَسْجِد - يَعْنِي مَسْجِد ذِي الحليفة. وَعند البُخَارِيّ فِيهِ: مَا أهل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا من عِنْد الْمَسْجِد. وَلم يذكر مَا قبله. وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل عَن مُوسَى: مَا أهل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا من عِنْد الشَّجَرَة حِين قَامَ بِهِ بعيره. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عباد عَن حَاتِم عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم وَنَافِع وَحَمْزَة بن عبد الله عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته قَائِمَة عِنْد مَسْجِد ذِي الحليفة أهل فَقَالَ: " لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، لَا شريك لَك لبيْك، إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك، لَا شريك لَك "، قَالُوا: وَكَانَ عبد الله يَقُول: تَلْبِيَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ نَافِع: كَانَ عبد الله يزِيد مَعَ هَذَا: لبيْك لبيْك وَسَعْديك، وَالْخَيْر بيديك، لبيْك، والرغبى إِلَيْك وَالْعَمَل. وَعِنْدَهُمَا من حَدِيث عبيد الله بن عمر بن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا وضع رجله فِي الغرز واستوت بِهِ رَاحِلَته قَائِمَة، أهل من عِنْد مَسْجِد ذِي الحليفة. الحديث: 1289 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سَالم أَن عبد الله بن عمر قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يركب رَاحِلَته بِذِي الحليفة ثمَّ يهل حِين تستوي بِهِ قَائِمَة. وَلم أره لأبي مَسْعُود فِي تَرْجَمَة الزُّهْرِيّ عَن سَالم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل حِين اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته قَائِمَة. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث مَالك عَن سعيد المَقْبُري عَن عبيد بن جريج حَدِيثا، وَفِيه فصل فِي هَذَا الْمَعْنى أَنه قَالَ لعبد الله بن عمر: رَأَيْتُك تصنع أَرْبعا لم أر أحدا من أَصْحَابك يصنعها. قَالَ: مَا هِيَ يَا ابْن جريج؟ قَالَ: رَأَيْتُك لَا تمس من الْأَركان إِلَّا اليمانيين. ورأيتك تلبس النِّعَال السبتية. ورأيتك تصبغ بالصفرة. ورأيتك إِذا كنت بِمَكَّة أهل النَّاس إِذا رَأَوْا الْهلَال، وَلم تهلل أَنْت حَتَّى يكون يَوْم التَّرويَة. فَقَالَ عبد الله بن عمر: أما الْأَركان فَإِنِّي لم أر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمس إِلَّا اليمانيين. وَأما النِّعَال السبتية فَإِنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلبس النِّعَال الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شعر، وَيتَوَضَّأ فِيهَا، فَأَنا أحب أَن ألبسها. وَأما الصُّفْرَة فَإِنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصْبغ بهَا، فَأَنا أحب أَن أصبغ بهَا. وَأما الإهلال فَإِنِّي لم أر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهل حَتَّى تنبعث بِهِ رَاحِلَته. وَلَيْسَ لِعبيد الله بن جريج فِي الصَّحِيح عَن ابْن عمر غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 1290 - الْخَمْسُونَ: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي وَهُوَ فِي معرسه من ذِي الحليفة فِي بطن الْوَادي. فَقيل لَهُ: إِنَّك ببطحاء مباركة. قَالَ مُوسَى: وَقد أَنَاخَ بِنَا سَالم بالمناخ من الْمَسْجِد الَّذِي كَانَ عبد الله ينيخ بِهِ، يتحَرَّى معرس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ أَسْفَل من الْمَسْجِد الَّذِي بِبَطن الْوَادي بَينه وَبَين الْقبْلَة، وسطا من ذَلِك. 1291 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من اقتنى كَلْبا إِلَّا كلب صيدٍ أَو مَاشِيَة، فَإِنَّهُ ينقص من أجره كل يَوْم قيراطان ". قَالَ سَالم: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُول: أَو كلب حرث، وَكَانَ صَاحب حرث. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مالكٍ عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: كلب ماشيةٍ أَو ضارٍ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من اقتنى كَلْبا لَيْسَ كلب ماشيةٍ أَو صيدٍ، نقص كل يومٍ من عمله قيراطان ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الحديث: 1290 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 " من اقتنى كَلْبا إِلَّا كلب صيدٍ أَو ماشيةٍ نقص من أجره كل يَوْم قيراطان ". قَالَ فِيهِ يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة. وَيَجِيء هُنَالك إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من اقتنى كَلْبا إِلَّا كلب ضاريةٍ أَو ماشيةٍ نقص من عمله كل يومٍ قيراطان ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن أبي حَرْمَلَة عَن سَالم عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من اقتنى كَلْبا إِلَّا كلب ماشيةٍ أَو صيدٍ نقص من عمله كل يومٍ قيراطٌ " قَالَ عبد الله: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: " أَو كلب حرث ". وَمن حَدِيث عمر بن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَيّمَا أهل دارٍ اتَّخذُوا كَلْبا إِلَّا كلب مَاشِيَة أَو كَلْبا صائداً، نقص من عَمَلهم كل يَوْم قيراطان ". وَمن حَدِيث أبي الحكم عمرَان بن الْحَارِث عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من اتخذ كَلْبا، إِلَّا كلب زرع أَو غنم أَو صيدٍ نقص من أجره كل يَوْم قِيرَاط ". 1292 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا أَنا نائمٌ أتيت بقدح لبنٍ، فَشَرِبت مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لأرى الرّيّ الحديث: 1292 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 يخرج فِي أظفاري، ثمَّ أَعْطَيْت فضلي عمر بن الْخطاب ". قَالُوا: فَمَا أولته؟ قَالَ: " الْعلم ". 1293 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أنزل الله بقومٍ عذَابا أصَاب الْعَذَاب من كَانَ فيهم، ثمَّ بعثوا على أَعْمَالهم ". 1294 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن حَمْزَة بن عبد الله عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تزَال الْمَسْأَلَة بأحدكم حَتَّى يلقى الله وَلَيْسَ فِي وَجهه مزعة لحم ". وَفِي حَدِيث اللَّيْث: " حَتَّى يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة ... ". 1295 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن جده عبد الله بن عمر قَالَ: كُنَّا نتحدث عَن حجَّة الْوَدَاع، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أظهرنَا، وَلَا نَدْرِي مَا حجَّة الْوَدَاع، حَتَّى حمد الله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ ذكر الْمَسِيح الدَّجَّال، فأطنب فِي ذكره، وَقَالَ: " مَا بعث الله من نبٍّ ي إِلَّا أنذره أمته، أنذره نوحٌ والنبيون من بعده، وَأَنه يخرج فِيكُم، فَمَا خَفِي عَلَيْكُم من شَأْنه، فَلَيْسَ يخفى عَلَيْكُم أَن ربكُم لَيْسَ بأعور، وَإنَّهُ أَعور عين الْيُمْنَى، كَأَن عينة عنبةٌ طافيةٌ. أَلا إِن الله حرم عَلَيْكُم دماءكم وَأَمْوَالكُمْ كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا فِي بلدكم هَذَا. أَلا هَل بلغت "؟ قَالُوا: نعم، قَالَ: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ " ثَلَاثًا. " وَيْلكُمْ - أَو وَيحكم، انْظُرُوا، لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض " هَكَذَا عِنْد الحديث: 1293 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 البُخَارِيّ بِطُولِهِ. وَأخرج مسلمٌ طرفا مِنْهُ، وَهُوَ قَوْله: وَيحكم - أَو قَالَ: وَيْلكُمْ - لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعضٍ ". وَقد أخرج البُخَارِيّ هَذَا الطّرف مِنْهُ فِي مَوضِع آخر من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد أَيْضا عَن جده. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا الْفَصْل الَّذِي فِيهِ: " أَتَدْرُونَ أَي يومٍ هَذَا؟ " وَتَحْرِيم الدِّمَاء والأعراض فِي موضعٍ بعده، دون ذكر الدَّجَّال، و " لَا ترجعوا كفَّارًا ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ هِشَام بن الْغَاز عَن نَافِع عَن ابْن عمر: وقف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم النَّحْر بَين الجمرات فِي الْحجَّة الَّتِي حج فِيهَا وَقَالَ: " أَي يومٍ هَذَا؟ " نَحْو مَا فِي حَدِيث مُحَمَّد بن زيد، وَقَالَ: هَذَا يَوْم الْحَج الْأَكْبَر. وطفق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ " ثمَّ ودع النَّاس، فَقَالُوا: هَذِه حجَّة الْوَدَاع. 1296 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن زيدٍ عَن جده عبد الله بن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيورثه ". 1297 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن زيد عَن جده عبد الله بن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن الحديث: 1296 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 مُحَمَّدًا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ويقيموا الصَّلَاة، ويؤتوا الزَّكَاة، فَإِذا فعلوا ذَلِك عصموا مني دِمَاءَهُمْ إِلَّا بِحَق الْإِسْلَام، وحسابهم على الله "، كَذَا عِنْد البُخَارِيّ من رِوَايَة حرمي بن عمَارَة عَن شُعْبَة. وَقَوله: " إِلَّا بِحَق الْإِسْلَام " لَيْسَ عِنْد مُسلم فِي رِوَايَته من حَدِيث شُعْبَة. 1298 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن زيد عَن عبد الله بن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا صَار أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة، وَأهل النَّار إِلَى النَّار جِيءَ بِالْمَوْتِ، حَتَّى يَجْعَل بَين الْجنَّة وَالنَّار، ثمَّ يذبح، ثمَّ يُنَادي منادٍ: يَا أهل الْجنَّة، لَا موت، يَا أهل النَّار، لَا موت، فَيَزْدَاد أهل الْجنَّة فَرحا إِلَى فَرَحهمْ، ويزداد أهل النَّار حزنا إِلَى حزنهمْ ". وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَيدخل أهل الْجنَّة الْجنَّة، وَأهل النَّار النَّار، ثمَّ يقوم مؤذنٌ بَينهم، فَيَقُول: يَا أهل الْجنَّة، لَا موت، وَيَا أهل النَّار، لَا موت، كلٌّ خالدٌ فِيمَا هُوَ فِيهِ ". 1299 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن حَفْص بن عمر عَن عَمه عبد الله بن عمر قَالَ: صَحِبت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم أره يسبح فِي السّفر. وَقَالَ الله تَعَالَى: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} . [سُورَة الْأَحْزَاب] . وَفِي حَدِيث يزِيد بن زُرَيْع قَالَ: مَرضت فَجَاءَنِي ابْن عمر يعودنِي، فَسَأَلته عَن الحديث: 1298 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 السبحة فِي السّفر، فَقَالَ: صَحِبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفر، فَمَا رَأَيْته يسبح، وَلَو كنت مسبحاً لأتممت، الحَدِيث. وَلمُسلم فِي حَدِيث خبيب بن عبد الرَّحْمَن عَن حَفْص بن عَاصِم عَن ابْن عمر قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمنى صَلَاة الْمُسَافِر، وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان ثَمَانِي سِنِين، أَو قَالَ: سِتّ سِنِين، قَالَ حَفْص: وَكَانَ ابْن عمر يُصَلِّي بمنى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ يَأْتِي فرَاشه. فَقلت: أَي عَم، لَو صليت بعْدهَا رَكْعَتَيْنِ؛ قَالَ: لَو فعلت لأتممت الصَّلَاة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمنى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بكر بعده، وَعمر بعد أبي بكر، وَعُثْمَان صَدرا من خِلَافَته. ثمَّ إِن عُثْمَان صلى بعد أَرْبعا، فَكَانَ ابْن عمر إِذا صلى مَعَ الإِمَام صلى أَرْبعا، وَإِذا صلاهَا وَحده صلى رَكْعَتَيْنِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه صلى صَلَاة الْمُسَافِر بمنى وَغَيره رَكْعَتَيْنِ، وَأَبُو بكر وَعمر، وَعُثْمَان رَكْعَتَيْنِ صَدرا من خِلَافَته ثمَّ أتمهَا أَرْبعا. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه نَحوه، وَلم يقل: وَغَيره. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 وللبخاري فِي حَدِيث حَفْص بن عَاصِم عَن أَبِيه: أَنه سمع ابْن عمر يَقُول: صَحِبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكَانَ لَا يزِيد فِي السّفر على رَكْعَتَيْنِ، وَأَبا بكرٍ وَعمر وَعُثْمَان كَذَلِك. وَعند مُسلم فِيهِ قَالَ: صَحِبت ابْن عمر فِي طَرِيق مَكَّة، قَالَ: فصلى لنا الظّهْر رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أقبل وأقبلنا مَعَه، حَتَّى جَاءَ رَحْله، وَجلسَ وَجَلَسْنَا مَعَه. فحانت مِنْهُ التفاتةٌ نَحْو حَيْثُ صلى، فَرَأى نَاسا قيَاما، فَقَالَ: مَا يصنع هَؤُلَاءِ، قلت: يسبحون. قَالَ: لَو كنت مسبحاً لأتممت صَلَاتي يَا ابْن أخي، إِنِّي صَحِبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفر فَلم يزدْ على رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى قَبضه الله، ثمَّ صَحِبت عمر فَلم يزدْ على رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبضه الله، ثمَّ صَحِبت عُثْمَان فَلم يزدْ على رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبضه الله. وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} . 1300 - السِّتُّونَ: عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " قَالَ: إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا يخسفان لمَوْت أحدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، ولكنهما آيتان من آيَات الله، فَإِذا رأيتموهما فصلوا ". 1301 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا طلع حَاجِب الشَّمْس فدعوا الصَّلَاة حَتَّى تبرز، فَإِذا غَابَ حَاجِب الشَّمْس فدعوا الصَّلَاة حَتَّى تغيب، وَلَا تَحَيَّنُوا بصلاتكم طُلُوع الشَّمْس وَلَا غُرُوبهَا، فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شيطانٍ - أَو الشَّيْطَان " لَا أَدْرِي أَي ذَلِك قَالَ هِشَام. وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يتحَرَّى أحدكُم فَيصَلي عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَلَا عِنْد غُرُوبهَا ". الحديث: 1300 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع: أَن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَن الصَّلَاة عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَعند غُرُوبهَا ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أَيُّوب مَوْقُوفا من قَول ابْن عمر أَنه قَالَ: أُصَلِّي كَمَا رَأَيْت أَصْحَابِي يصلونَ، لَا أنهى أحدا يُصَلِّي بليلٍ أَو نهارٍ مَا شَاءَ، غير أَن لَا تتحروا طُلُوع الشَّمْس وَلَا غُرُوبهَا. وَهَذَا طرف من حَدِيث يَجِيء فِي ذكر قبَاء. 1302 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن ابْن عمر قَالَ: وقف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قليب بدرٍ فَقَالَ: " هَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا؟ " ثمَّ قَالَ: " إِنَّهُم الْآن يسمعُونَ مَا أَقُول ". وَذكر لعَائِشَة فَقَالَت: إِنَّمَا قَالَ: " إِنَّهُم ليعلمون أَن الَّذِي كنت أَقُول لَهُم هُوَ الْحق "، ثمَّ قَرَأت: {إِنَّك لَا تسمع الْمَوْتَى} [سُورَة النَّمْل] . وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد وَأبي أُسَامَة قَول ابْن عمر: الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ، وَقَول عَائِشَة فِي ذَلِك، وَلَيْسَ عِنْد مُسلم فِيهِ مَا يدل على أَن عُرْوَة سَمعه من ابْن عمر. وللبخاري من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب قَالَ: هَذِه مغازي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر الحَدِيث، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُلقيهِمْ: " هَل وجدْتُم مَا وَعدكُم ربكُم حَقًا؟ " قَالَ مُوسَى: قَالَ نَافِع: قَالَ عبد الله: قَالَ ناسٌ من أَصْحَابه: يَا رَسُول الله، تنادي نَاسا أَمْوَاتًا! قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا أَنْتُم بأسمع لما قلت مِنْهُم ". وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث صَالح عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: اطلع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1302 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 على أهل القليب فَقَالَ: هَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا؟ " فَقيل لَهُ: تَدْعُو أَمْوَاتًا! فَقَالَ: " مَا أَنْتُم بأسمع مِنْهُم، وَلَكِن لَا يجيبون ". 1303 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن عبيد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر ابْن الْخطاب عَن سَالم وَنَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. هَكَذَا فِي حَدِيث عَبدة بن سُلَيْمَان، وَمُحَمّد بن عبيد عَن عبيد الله بن عمر وَقَالَ فِي حَدِيث عبيد بن إِسْمَاعِيل عَن أبي أُسَامَة: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى يَوْم خَيْبَر عَن أكل الثوم، وَعَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. وَقَالَ فِي الحَدِيث: نهى عَن أكل الثوم، هُوَ عَن نَافِع وَحده. وَلُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة عَن سَالم. وَفِي حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى يَوْم خَيْبَر عَن أكل لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. وَهُوَ عِنْد مُسلم عَن ابْن نمير عَن عبيد الله عَن سَالم وَنَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن أكل لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. وَعِنْده من حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي غَزْوَة خَيْبَر: " من أكل هَذِه الشَّجَرَة - يَعْنِي الثوم - فَلَا يَأْتِين الْمَسَاجِد ". وَفِي حَدِيث ابْن نمير عَن عبيد الله: " من أكل من هَذِه البقلة فَلَا يقربن مَسْجِدنَا حَتَّى يذهب رِيحهَا " يَعْنِي الثوم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك وَابْن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: نهى الحديث: 1303 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أكل الْحمار الأهلي يَوْم خَيْبَر، وَكَانَ النَّاس احتاجوا إِلَيْهَا. 1304 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّاس نزلُوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْحجر أَرض ثَمُود، فاستقوا من آبارها، وعجنوا بِهِ الْعَجِين، فَأَمرهمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يهريقوا مَا استقوا، ويعلفوا الْإِبِل الْعَجِين، وَأمرهمْ أَن يَسْتَقُوا من الْبِئْر الَّتِي كَانَت تردها النَّاقة قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أُسَامَة عَن نَافِع. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما نزل الْحجر فِي غَزْوَة تَبُوك، أَمرهم أَلا يشْربُوا من بئارها، وَلَا يَسْتَقُوا مِنْهَا، فَقَالُوا: قد عَجنا مِنْهَا وَاسْتَقَيْنَا، فَأَمرهمْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يطْرَحُوا ذَلِك الْعَجِين وَيُهرِيقُوا ذَلِك المَاء. 1305 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: أعْطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر بِشَطْر مَا يخرج مِنْهَا من ثَمَر أَو زرع، فَكَانَ يُعْطي أَزوَاجه كل سنةٍ مائَة وسقٍ: ثَمَانِينَ وسْقا من تمرٍ، وَعشْرين وسْقا من شعير. فَلَمَّا ولي عمر قسم خَيْبَر، خير أَزوَاج النَّبِي أَن يقطع لَهُنَّ الأَرْض وَالْمَاء، أَو يضمن لَهُنَّ الأوساق فِي كل عامٍ، فاختلفن، فمنهن من اخْتَار الأَرْض ومنهن من اخْتَار الأوساق كل عامٍ، فَكَانَت عَائِشَة وَحَفْصَة مِمَّن اختارنا الأَرْض وَالْمَاء. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعْطى خَيْبَر الْيَهُود أَن يعلموها ويزرعوها، وَلَهُم شطر مَا يخرج مِنْهَا. الحديث: 1304 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 زَاد أَبُو مَسْعُود: وَأَن رَافعا حدث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن كِرَاء الْمزَارِع. وَلم أجد من رِوَايَة جوَيْرِية حَيْثُ ذكر. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر أجلى الْيَهُود وَالنَّصَارَى من أَرض الْحجاز، وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما ظهر على خَيْبَر أَرَادَ إِخْرَاج الْيَهُود مِنْهَا، وَكَانَت الأَرْض لما ظهر عَلَيْهَا لله وَلِرَسُولِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وللمسلمين، فَأَرَادَ إِخْرَاج الْيَهُود مِنْهَا، فَسَأَلت الْيَهُود رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يقرهم بهَا على أَن يكفوا الْعَمَل وَلَهُم نصف الثَّمر، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نقركم بهَا على ذَلِك مَا شِئْنَا " فقروا بهَا حَتَّى أجلاهم عمر فِي إمارته إِلَى تيماء وأريحاء. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: لما افتتحت خَيْبَر سَأَلت يهود رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يقرهم فِيهَا، على أَن يعلمُوا على نصف مَا خرج مِنْهَا من الثَّمر وَالزَّرْع، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أقركم فِيهَا على ذَلِك مَا شِئْنَا ". قَالَ وَكَانَ الثَّمر يقسم على السهْمَان من نصف خَيْبَر، فَيَأْخُذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخمس. وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن غنج عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه دفع إِلَى يهود خَيْبَر نخل خَيْبَر وأرضها، على أَن يعتملوها من أَمْوَالهم، ولرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شطر ثَمَرهَا. لم يزدْ. 1306 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أنهكوا الشَّوَارِب، وأعفوا اللحى ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد وَابْن نمير عَن عبد الله " أحفوا الشَّوَارِب ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن نَافِع عَن الحديث: 1306 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خالفوا الْمُشْركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشَّوَارِب ". وَكَانَ ابْن عمر إِذا حج أَو اعْتَمر قبض على لحيته، فَمَا فضل أَخذه. وروى البُخَارِيّ عَن مكي بن إِبْرَاهِيم عَن حَنْظَلَة عَن نَافِع مَوْقُوفا عَلَيْهِ. قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ أَصْحَابنَا عَن مكي عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من الْفطْرَة قصّ الشَّارِب ". وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بن سُلَيْمَان عَن حَنْظَلَة مُسْندًا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من الْفطْرَة حلق الْعَانَة، وتقليم الْأَظْفَار، وقص الشَّارِب ". وَحَكَاهُ أَبُو مَسْعُود من حَدِيث إِسْحَاق بن سُلَيْمَان مَوْقُوفا، ثمَّ قَالَ: وَقد أسْندهُ أَبُو سعيد الْأَشَج وَغَيره عَن إِسْحَاق بن سُلَيْمَان وَعَن مكي. وَهُوَ فِي كتاب البُخَارِيّ من رِوَايَة أَحْمد بن أبي رَجَاء عَن إِسْحَاق بن سُلَيْمَان مُسْند كَمَا قدمنَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي بكر بن نَافِع عَن أَبِيه عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أحفوا الشَّوَارِب، وأعفوا اللحى ". 1307 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر وَعمر يصلونَ الْعِيدَيْنِ قبل الْخطْبَة. 1308 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب يَوْم الْجُمُعَة قَائِما، ثمَّ يجلس، ثمَّ يقوم، كَمَا تَفْعَلُونَ الْيَوْم. الحديث: 1307 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 وَفِي حَدِيث مُسَدّد: وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب خطبتين يقْعد بَينهمَا. 1309 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يعرض رَاحِلَته فَيصَلي إِلَيْهَا. وَفِي حَدِيث ابْن نمير: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى إِلَى بعير. 1310 - السبعون: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا خرج يَوْم الْعِيد أَمر بالحربة فتوضع بَين يَدَيْهِ، فَيصَلي إِلَيْهَا وَالنَّاس وَرَاءه، وَكَانَ يفعل ذَلِك فِي السّفر، فَمن ثمَّ اتخذها الْأُمَرَاء. وَفِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب: كَانَت تركز الحربة قدامه يَوْم الْفطر والنحر، ثمَّ يُصَلِّي. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي عَمْرو عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَغْدُو إِلَى الْمصلى والعنزة بَين يَدَيْهِ تحمل وتنصب بالمصلى بَين يَدَيْهِ، فَيصَلي إِلَيْهَا. وَفِي هَذَا الحَدِيث اخْتِلَاف بَين الروَاة عَن الْأَوْزَاعِيّ، وَلَيْسَ للأوزاعي عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1311 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ الحديث: 1309 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 الْقُرْآن، فَيقْرَأ سُورَة فِيهَا سجدةٌ فَيسْجد، ونسجد مَعَه، حَتَّى مَا يجد بَعْضنَا موضعا لمَكَان جَبهته. زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بشرٍ عَن عبيد الله: فِي غير وَقت صَلَاة. 1312 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عمر: أَنه نَادَى بِالصَّلَاةِ فِي لَيْلَة ذَات بردٍ وريح ومطرٍ، فَقَالَ فِي آخر ندائه: أَلا صلوا فِي رحالكُمْ، أَلا صلوا فِي الرّحال. ثمَّ قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْمر الْمُؤَذّن إِذا كَانَت ليلةٌ باردةٌ أَو ذَات مطرٍ فِي السّفر أَن يَقُول: أَلا صلوا فِي رحالكُمْ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. 1313 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اجعلوا من صَلَاتكُمْ فِي بُيُوتكُمْ، وَلَا تتخذوها قبوراً " وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع كَذَلِك. 1314 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا وضع عشَاء أحدكُم وأقيمت الصَّلَاة فابدءوا بالعشاء، وَلَا يعجل حَتَّى يفرغ مِنْهُ " وَكَانَ ابْن عمر يوضع لَهُ الطَّعَام، وتقام الصَّلَاة، فَلَا يَأْتِيهَا حَتَّى يفرغ، وَإنَّهُ ليسمع قِرَاءَة الإِمَام. الحديث: 1312 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نافعٍ بِنَحْوِهِ، وَلَفظه عِنْد البُخَارِيّ: إِذا كَانَ أحدكُم على الطَّعَام فَلَا يعجل حَتَّى يقْضِي حَاجته مِنْهُ، وَإِن أُقِيمَت الصَّلَاة ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع بِنَحْوِ حَدِيث عبيد الله عَنهُ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر مُسْندًا بِنَحْوِهِ. 1315 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: فرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَكَاة الْفطر صَاعا من تمرٍ، أَو صَاعا من شعير، على كل عبدٍ أَو حرٍّ، صغيرٍ أَو كبيرٍ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع بِنَحْوِهِ، وَفِيه: على كل حرٍّ أَو عبدٍ، ذكرٍ أَو أُنْثَى من الْمُسلمين. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع بِنَحْوِهِ، وَزَاد: فَعدل النَّاس بِهِ نصف صَاع برٍّ. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيدٍ بن أَيُّوب: فَكَانَ ابْن عمر يُعْطي التَّمْر، فأعوز أهل الْمَدِينَة التَّمْر فَأعْطى شَعِيرًا، قَالَ: وَكَانَ ابْن عمر يُعْطي عَن الصَّغِير وَالْكَبِير، حَتَّى إِن كَانَ ليعطي عَن بني، وَكَانَ ابْن عمر يُعْطِيهَا الَّذين يقبلونها، وَكَانُوا يُعْطون قبل الْفطر بِيَوْم أَو يَوْمَيْنِ. قَالَ البُخَارِيّ: عَن بني: يَعْنِي بني نَافِع. وَيَعْنِي يُعْطون: ليجمعوا، فَإِذا كَانَ يَوْم الْفطر أَخْرجُوهُ حينئذٍ. الحديث: 1315 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن عبد الله قَالَ: أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِزَكَاة الْفطر صَاعا من تمر، أَو صَاعا من شعير. قَالَ عبد الله: فَجعل النَّاس عدله مَدين من حِنْطَة. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عمر بن نَافِع عَن أَبِيه عَن ابْن عمر قَالَ: فرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَكَاة الْفطر صَاعا من تمرٍ، أَو صَاعا من شعير، على العَبْد وَالْحر وَالذكر وَالْأُنْثَى وَالصَّغِير وَالْكَبِير من الْمُسلمين، وَأَن يُؤدى قبل خُرُوج النَّاس إِلَى الصَّلَاة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الضَّحَّاك بن عمر الحرامي عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرض زَكَاة الْفطر من رَمَضَان، على كل نفسٍ من الْمُسلمين، وَذكر نَحوه إِلَى آخِره. وَقد أخرجَا جَمِيعًا هَذَا الْفَصْل الْأَخير فِي إخْرَاجهَا قبل الْخُرُوج إِلَى الْمصلى من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بِزَكَاة الْفطر أَن تُؤَدّى قبل خُرُوج النَّاس إِلَى الصَّلَاة. 1316 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تُسَافِر الْمَرْأَة ثَلَاثًا إِلَّا وَمَعَهَا ذُو محرم ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر تُسَافِر مسيرَة ثَلَاث ليالٍ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو محرم ". الحديث: 1316 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 1317 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع: أَن عبد الله وَسَالم ابْني عبد الله كلما عبد الله حِين نزل الْحجَّاج لقِتَال ابْن الزبير، قَالَا: لَا يَضرك أَلا تحج الْعَام، فَإنَّا نخشى أَن يكون بَين النَّاس قتالٌ يُحَال بَيْنك وَبَين الْبَيْت. قَالَ: إِن حيل بيني وَبَينه فعلت كَمَا فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا مَعَه حِين حَالَتْ قريشٌ بَينه وَبَين الْبَيْت، أشهدكم أَنِّي قد أوجبت عمْرَة. فَانْطَلق حَتَّى أَتَى ذَا الحليفة، فلبي بِالْعُمْرَةِ، ثمَّ قَالَ: إِن خلي سبيلي قضيت عمرتي، وَإِن حيل بيني وَبَينه فعلت كَمَا فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ تَلا: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} [سُورَة الْأَحْزَاب] ، ثمَّ سَار حَتَّى إِذا كَانَ بِظهْر الْبَيْدَاء قَالَ: مَا أَمرهمَا إِلَّا واحدٌ، إِن حيل بيني وَبَين الْعمرَة حيل بيني وَبَين الْحَج، أشهدكم أَنِّي قد أوجبت حجَّة مَعَ عمرتي، فَانْطَلق حَتَّى ابْتَاعَ بقديدٍ هَديا، ثمَّ طَاف لَهما طَوافا وَاحِدًا. وَفِي آخر حَدِيث عبد الله بن نمير عَن عبيد الله عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ يَقُول: من جمع بَين الْحَج وَالْعمْرَة كَفاهُ طوافٌ وَاحِد، وَلم يحل حَتَّى يحل مِنْهُمَا جَمِيعًا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع قَالَ: قَالَ عبد الله بن عبد الله لِأَبِيهِ: أقِم، فَإِنِّي لَا آمن أَن ستصد عَن الْبَيْت. قَالَ: إِذن أفعل كَمَا فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} ، ثمَّ ذكر إِيجَاب الْعمرَة، ثمَّ الْحَج بعْدهَا. وَفِيه: ثمَّ قدم فَطَافَ لَهما طَوافا وَاحِدًا، وَلم يحل حَتَّى حل مِنْهُمَا جَمِيعًا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ ذَلِك، وَفِيه: وَأهْدى هَديا اشْتَرَاهُ بِقديد، ثمَّ انْطلق يهل بهما جَمِيعًا، حَتَّى قدم مَكَّة، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة، وَلم يزدْ على ذَلِك، وَلم ينْحَر، وَلم حلق، وَلم يقصر، الحديث: 1317 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 وَلم يحلل من شيءٍ حرم عَلَيْهِ حَتَّى كَانَ يَوْم النَّحْر، فَنحر، وَحلق، وَرَأى أَنه قد قضى طواف الْحَج وَالْعمْرَة بطوافه الأول. وَقَالَ ابْن عمر: كَذَلِك فعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك بن أنس عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه، وَقَالَ فِي آخِره: فَطَافَ لَهما طَوافا وَاحِدًا، وَرَأى أَن ذَلِك مجزئٌ عَنهُ، وَأهْدى. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم قَالَ: كَانَ عبد الله بن عمر يَقُول: الْيَسْ حسبكم سنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِن حبس أحدكُم عَن الْحَج طَاف بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة، ثمَّ حل من كل شَيْء حَتَّى يحجّ عَاما قَابلا، فيهدي أَو يَصُوم إِن لم يجد هَديا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع عَن عبيد الله وَسَالم ابْني عبد الله ابْن عمر بِنَحْوِهِ. وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن جوَيْرِية أَن ابْني عبد الله قَالَا لَهُ: لَو أَقمت، وَلم يسمهما. وَفِي روايةٍ أَن بعض بني عبد الله قَالَ لَهُ ... بِنَحْوِهِ. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع قَالَ: أَرَادَ ابْن عمر الْحَج عَام حجت الحرورية فِي عهد ابْن الزبير، فَقيل لَهُ: إِن النَّاس كائنٌ بَينهم، فَقَالَ: ونخاف أَن يصدوك. فَقَالَ: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} ، إِذن أصنع كَمَا صنع، أشهدكم أَنِّي قد أوجبت عمْرَة. حَتَّى كَانَ بِظَاهِر الْبَيْدَاء قَالَ: مَا شَأْن الْحَج وَالْعمْرَة إِلَّا واحدٌ، أشهدكم أَنِّي قد جمعت حجَّة مَعَ عمْرَة. وَأهْدى هَديا مُقَلدًا اشْتَرَاهُ، حَتَّى قدم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ وبالصفا، وَلم يزدْ على ذَلِك، وَلم يحلل من شَيْء حرم مِنْهُ حَتَّى يَوْم النَّحْر، فحلق وَنحر، وَرَأى أَن قد قضى طواف الْحَج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 وَالْعمْرَة بطوافه الأول، ثمَّ قَالَ: كَذَلِك صنع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عمر بن مُحَمَّد الْعمريّ عَن نَافِع: أَن عبد الله وسالماً كلما ابْن عمر، فَقَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معتمرين، فحال كفار قريشٍ دون الْبَيْت، فَنحر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَحلق رَأسه. لم يزدْ. 1318 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزور قبَاء رَاكِبًا وماشياً. زَاد ابْن نمير عَن عبيد الله عَن نَافِع: فَيصَلي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع: فَفِي رِوَايَة أَحْمد بن منيع عَن ابْن علية عَن أَيُّوب: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يزور قبَاء رَاكِبًا وماشياً. وللبخاري فِي رِوَايَة يَعْقُوب الدَّوْرَقِي عَن ابْن علية عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ لَا يُصَلِّي من الضُّحَى إِلَّا فِي يَوْمَيْنِ: يَوْم يقدم مَكَّة، فَإِنَّهُ كَانَ يقدمهَا ضحى، فيطوف الْبَيْت، ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خلف الْمقَام، وَيَوْم يَأْتِي مَسْجِد قبَاء، فَإِنَّهُ كَانَ يَأْتِيهِ كل سبت، فَإِذا دخل الْمَسْجِد كره أَن يخرج مِنْهُ حَتَّى يُصَلِّي فِيهِ. قَالَ: وَكَانَ يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يزوره رَاكِبًا وماشياً. قَالَ: وَكَانَ يَقُول لنا: إِنَّمَا أصنع كَمَا رَأَيْت أَصْحَابِي يصنعون، وَلَا أمنع أحدا صلى فِي أَي سَاعَة شَاءَ من ليلٍ أَو نَهَار، غير أَن لَا تتحروا طُلُوع الشَّمْس وَلَا غُرُوبهَا. فالمتفق عَلَيْهِ الْمسند مِنْهُ، وَهُوَ زِيَارَة قبَاء. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْتِي قبَاء رَاكِبًا وماشياً. الحديث: 1318 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي مَسْجِد قبَاء كل سبتٍ راكباٍ وماشياً، وَكَانَ عبد الله يَفْعَله. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن عجلَان عَن نَافِع عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْتِي مَسْجِد قبَاء رَاكِبًا وماشياً. وَمن حَدِيث مَالك، وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، وَمن حَدِيث ابْن عُيَيْنَة، كلهم قَالَ: عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي قبَاء رَاكِبًا وماشياً، إِلَّا ابْن عُيَيْنَة، فَإِنَّهُ قَالَ: عَنهُ أَن ابْن عمر كَانَ يَأْتِي قبَاء كل سبت، وَكَانَ يَقُول: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِيهِ كل سبت. زَاد فِي رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان: كَانَ يَأْتِيهِ رَاكِبًا وماشياً. قَالَ ابْن دِينَار: وَكَانَ ابْن عمر يَفْعَله. 1319 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب اسْتَأْذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يبيت بِمَكَّة ليَالِي منى من أجل سقايته، فَأذن لَهُ. 1320 - الثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخرج من طَرِيق الشَّجَرَة، وَيدخل من طَرِيق المعرس. زَاد البُخَارِيّ فِي رِوَايَته. وَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا خرج إِلَى مَكَّة يُصَلِّي فِي مَسْجِد الشَّجَرَة، فَإِذا رَجَعَ صلى بِذِي الحليفة بِبَطن الْوَادي، وَبَات حَتَّى يصبح. وَقد جعل بَعضهم هَذِه الزِّيَادَة فِي ذكر الصَّلَاة من أَفْرَاد البُخَارِيّ. الحديث: 1319 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 وَعند مُسلم فِي رِوَايَة ابْن نمير عَن أَبِيه عَن عبيد الله: وَإِذا دخل مَكَّة دخل من الثَّنية الْعليا. وَفِي رِوَايَة زُهَيْر: الَّتِي بالبطحاء. وَيخرج من الثَّنية السُّفْلى. وَكَذَا عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل مَكَّة من كداء من الثَّنية الْعليا الَّتِي عِنْد الْبَطْحَاء، وَخرج من الثَّنية السُّفْلى. وَعِنْده من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه. 1321 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الغادر ينصب لَهُ لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة، فَيُقَال: هَذِه غدرة فلَان بن فلَان ". وَفِي حَدِيث ابْن نمير: إِذا جمع الله الْأَوَّلين والآخرين يَوْم الْقِيَامَة يرفع لكل غادر لواءٌ " ثمَّ ذكر نَحوه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع قَالَ: لما خلع أهل الْمَدِينَة يزِيد ابْن مُعَاوِيَة، جمع ابْن عمر حشمه وَولده فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ينصب لكل غادر لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة " وَإِنَّا قد بَايعنَا هَذَا الرجل على بيع الله وَرَسُوله، وَإِنِّي لَا أعلم غدراً أعظم من أَن يُبَايع رجلٌ على بيع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ينصب لَهُ الْقِتَال، وَإِنِّي لَا أعلم أحدا مِنْكُم خلعه وَلَا بَايع فِي هَذَا الْأَمر إِلَّا كَانَت الفيصل بيني وَبَينه ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه الحديث: 1321 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 وَمن حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَنهُ عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لكل غادرٍ لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة يعرف بِهِ ". وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن سَالم وَحَمْزَة ابْني عبد الله عَن أَبِيهِمَا. وَمن رِوَايَة أَيُّوب عَن نَافِع. وَمن رِوَايَة صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع. وَمن رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ. 1322 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: عرضت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد وَأَنا ابْن أَربع عشرَة سنة، فَلم يجزني، وَعرضت عَلَيْهِ عَام الخَنْدَق وَأَنا ابْن خمس عشرَة فأجازني. 1323 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْخَيل فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع. وَمن حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِمثلِهِ. زَاد أَبُو مَسْعُود: " معقودٌ فِي نَوَاصِيهَا " وَفِي الْكِتَابَيْنِ كَمَا أوردنا عَن ابْن عمر دون هَذِه الزِّيَادَة. 1324 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن العَبْد إِذا نصح لسَيِّده، وَأحسن عبَادَة الله، فَلهُ أجره مرَّتَيْنِ ". الحديث: 1322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن نَافِع كَذَلِك. 1325 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " على الْمَرْء الْمُسلم السّمع وَالطَّاعَة فِيمَا أحب وَكره، إِلَّا أَن يُؤمر بمعصيةٍ، فَإِذا أَمر بمعصيةٍ فَلَا سمع وَلَا طَاعَة ". 1326 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: أجْرى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا ضمر من الْخَيل من الحفياء إِلَى ثنية الْوَدَاع، وأجرى مَا لم يضمر من الثَّنية إِلَى مَسْجِد بني زُرَيْق. قَالَ ابْن عمر: وَكنت فِيمَن أجْرى. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مالكٍ عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِمَعْنَاهُ وَمن حَدِيث مُوسَى ابْن عقبَة عَن نَافِع كَذَلِك. وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع: قَالَ أَبُو إِسْحَاق الْفَزارِيّ: قلت لمُوسَى: كم بَين ذَلِك، يَعْنِي بَين الحفياء إِلَى ثنية الْوَدَاع؟ قَالَ: سِتَّة أَمْيَال أَو سَبْعَة، وَمن ثنية الْوَدَاع إِلَى مَسْجِد بني زُرَيْق ميل. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: سَابق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين الْخَيل، فَأرْسلت الَّتِي ضمرت مِنْهَا، وأمدها الحفياء إِلَى ثنية الْوَدَاع، وَالَّتِي لم تضمر، أمدها ثنية الْوَدَاع إِلَى مَسْجِد بني زُرَيْق، وَإِن عبد الله كَانَ فِيمَن سَابق. الحديث: 1325 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة وَأُسَامَة بن زيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر. زَاد فِي حَدِيث أَيُّوب من رِوَايَة حَمَّاد بن زيد وَابْن علية: قَالَ عبد الله - هُوَ ابْن عمر: فَجئْت سَابِقًا، فطفف بِي الْفرس الْمَسْجِد. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة: أَن ابْن عمر أجْرى فرسا، فاقتحم بِهِ فِي جرفٍ، فصرعه. 1327 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قسم فِي النَّفْل للْفرس سَهْمَيْنِ، وللرجل سهم. وَلَيْسَ فِي رِوَايَة ابْن نمير عَن عبيد الله: فِي النَّفْل. 1328 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي غَزْوَة خَيْبَر: " من أكل من هَذِه الشَّجَرَة - يَعْنِي الثوم - فَلَا يقربن مَسْجِدنَا " وَفِي حَدِيث أبي مُوسَى وَزُهَيْر: " فَلَا يَأْتِين الْمَسَاجِد ". وَفِي حَدِيث ابْن نمير: من أكل من هَذِه البقلة فَلَا يقربن مَسْجِدنَا حَتَّى يذهب رِيحهَا " يَعْنِي الثوم. 1329 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يتبايعون لُحُوم الْجَزُور إِلَى حَبل الحبلة. وصل الحبلة: أَن تنْتج النَّاقة مَا فِي بَطنهَا، ثمَّ تحمل الَّتِي نتجت، فنهاهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مالكٍ عَن نافعٍ عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: ثمَّ تنْتج الَّتِي فِي بَطنهَا. الحديث: 1327 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانُوا يتبايعون الْجَزُور إِلَى حَبل الحبلة فَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ. ثمَّ فسره نَافِع أَن تنْتج النَّاقة مَا فِي بَطنهَا. وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث اللَّيْث عَن نافعٍ عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع حَبل الحبلة. لم يزدْ. 1330 - التِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الشّغَار. قلت لنافع مَا الشّغَار؟ قَالَ: ينْكح ابْنة الرجل، وينكحه ابْنَته بِغَيْر صداقٍ. وينكح أُخْت الرجل، وينكحه أُخْته بِغَيْر صدَاق. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الشّغَار، والشغار أَن يُزَوّج الرجل ابْنَته على أَن يُزَوجهُ ابْنَته، وَلَيْسَ بَينهمَا صدَاق. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا شغار فِي الْإِسْلَام ". وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن السراج عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الشّغَار. لم يزدْ. 1331 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رجلا رمى امْرَأَته، فَانْتفى من وَلَدهَا فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَمرهمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَتَلَاعَنا كَمَا قَالَ الله ثمَّ قضى بِالْوَلَدِ للْمَرْأَة، وَفرق بَين المتلاعنين. الحديث: 1330 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 وَهُوَ فِي رِوَايَة مُسلم مُخْتَصر: لَاعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين رجلٍ من الْأَنْصَار وَامْرَأَته، وَفرق بَينهمَا. لم يزدْ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مالكٍ عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَاعن بَين رجلٍ وَامْرَأَته، وانتفى من وَلَدهَا، فَفرق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينهمَا، وَألْحق الْوَلَد بِأُمِّهِ. وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة سعيد بن جُبَير، وَهُوَ عِنْد مُسلم أتم من رِوَايَة عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَنهُ، قَالَ: سُئِلت عَن المتلاعنين فِي إمرة مُصعب بن الزبير، أيفرق بَينهمَا؟ قَالَ: فَمَا دَريت مَا أَقُول، فمضيت إِلَى منزل ابْن عمر بِمَكَّة، فَقلت للغلام: اسْتَأْذن لي. قَالَ: إِنَّه قَائِل. فَسمع صوتي فَقَالَ: ابْن جُبَير؟ قلت: نعم، قَالَ: ادخل، فوَاللَّه مَا جَاءَ بك هَذِه السَّاعَة إِلَّا حاجةٌ. فَدخلت، فَإِذا هُوَ مفترشٌ برذعةً لَهُ، متوسدٌ وسَادَة حشوها لِيف. قلت: أَبَا عبد الرَّحْمَن، المتلاعنان أيفرق بَينهمَا؟ قَالَ: سُبْحَانَ الله، نعم، إِن أول من سَأَلَ عَن ذَلِك فلَان بن فلَان، قَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت أَن لَو وجد أَحَدنَا امْرَأَته على فاحشةٍ، كَيفَ يصنع؟ إِن تكلم تكلم بِأَمْر عَظِيم، وَإِن سكت سكت على مثل ذَلِك. قَالَ: فَسكت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم يجبهُ. فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك أَتَاهُ فَقَالَ: إِن الَّذِي سَأَلتك عَنهُ قد ابْتليت بِهِ، فَأنْزل الله عز وَجل هَؤُلَاءِ الْآيَات فِي سُورَة النُّور {وَالَّذين يرْمونَ أَزوَاجهم} [سُورَة النُّور 6 - 9] ، فتلاهن عَلَيْهِ، ووعظه، وَذكره، وَأخْبرهُ أَن عَذَاب الدُّنْيَا أَهْون من عَذَاب الْآخِرَة. فَقَالَ: لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا كذبت عَلَيْهَا، ثمَّ دَعَاهَا، فوعظها، وأخبرها أَن عَذَاب الدُّنْيَا أَهْون من عَذَاب الْآخِرَة. قَالَت: لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، إِنَّه لَكَاذِب. فَبَدَأَ بِالرجلِ، فَشهد أَربع شَهَادَات بِاللَّه إِنَّه لمن الصَّادِقين، وَالْخَامِسَة أَن لعنة الله عَلَيْهِ إِن كَانَ من الْكَاذِبين. ثمَّ ثنى بِالْمَرْأَةِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 فَشَهِدت أَربع شَهَادَات بِاللَّه إِنَّه لمن الْكَاذِبين، وَالْخَامِسَة أَن غضب الله عَلَيْهَا إِن كَانَ من الصَّادِقين، ثمَّ فرق بَينهمَا. وَفِي حَدِيث عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للمتلاعنين: " حسابكما على الله، أَحَدكُمَا كاذبٌ، لَا سَبِيل لَك عَلَيْهَا ". قَالَ: يَا رَسُول الله، مَالِي؟ قَالَ: " لَا مَال لَك، إِن كنت صدقت عَلَيْهَا فَهُوَ بِمَا استحللت من فرجهَا، وَإِن كنت كذبت عَلَيْهَا فَذَلِك أبعد لَك مِنْهَا ". وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عمر قَالَ: فرق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أخوي بني العجلان، وَقَالَ: " إِن الله يعلم إِن أَحَدكُمَا كَاذِب، فَهَل مِنْكُمَا تائب؟ ". وَفِي حَدِيث عُرْوَة عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: لم يفرق المصعب بَين المتلاعنين، قَالَ سعيد: فَذكر ذَلِك لعبد الله بن عمر فَقَالَ: فرق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أخوي بني العجلان. وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن سعيد قَالَ: قلت لِابْنِ عمر: رجلٌ قذف امْرَأَته. فَقَالَ: فرق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أخوي بني العجلان وَقَالَ: " الله يعلم أَن أَحَدكُمَا كَاذِب، فَهَل مِنْكُمَا تائب؟ " ثَلَاثًا، فأبيا، فَفرق بَينهمَا. وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رجلا من الْأَنْصَار قذف امْرَأَته، فَأَحْلفهُمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ فرق بَينهمَا. وَحكى البرقاني عَن أبي الْفَتْح بن أبي الفوارس أَن البُخَارِيّ أخرج من حَدِيث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرق بَين رجلٍ وَامْرَأَة قَذفهَا زَوجهَا. وَلم أَجِدهُ فِي الْكتاب، وَلَا ذكره أَبُو مَسْعُود. 1332 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْمُؤمن يَأْكُل فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث وَاقد بن مُحَمَّد بن زيد عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر لَا يَأْكُل حَتَّى يُؤْتى بمسكين يَأْكُل مَعَه، فَأخذت رجلا يَأْكُل مَعَه، فَأكل كثيرا، فَقَالَ: يَا رَافع، لَا تدخل عَليّ هَذَا، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: الْمُؤمن يَأْكُل فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء ". وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن وَاقد من حَدِيث غندرٍ عَنهُ أَن نَافِعًا قَالَ: رأى ابْن عمر مِسْكينا، فَجعل يضع بَين يَدَيْهِ، وَيَضَع بَين يَدَيْهِ، قَالَ: وَجعل يَأْكُل أكلا، فَقَالَ: لَا يدخلن هَذَا عَليّ. وَذكر هَذَا الحَدِيث. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع مثل حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار قَالَ: كَانَ أَبُو نهيك رجلا أكولاً، فَقَالَ لَهُ ابْن عمر: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاءٍ " قَالَ: فَأَنا أومن بِاللَّه وَرَسُوله. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَمن حَدِيث أبي الزبير عَن ابْن عمر، وَجَابِر بِمثل حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع. الحديث: 1332 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 1333 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اصْطنع خَاتمًا من ذهب، فَكَانَ يَجْعَل فصه فِي بَاطِن كَفه إِذا لبسه، فَصنعَ النَّاس، ثمَّ إِنَّه جلس على الْمِنْبَر فَنَزَعَهُ، وَقَالَ: " إِنِّي كنت ألبس هَذَا الْخَاتم وَأَجْعَل فصه من دَاخل " فَرمى بِهِ، ثمَّ قَالَ: " وَالله لَا ألبسهُ أبدا " فنبذ النَّاس خواتيمهم. زَاد فِي رِوَايَة عقبَة بن خَالِد عَن عبيد الله: وَجعله فِي يَده الْيُمْنَى. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع كَذَلِك وَفِي خَاتم الذَّهَب، وَلم يذكر الزِّيَادَة. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية عَن أَسمَاء عَن نَافِع بِنَحْوِهِ، وَقَالَ جوَيْرِية فِي آخِره: وَلَا أَحْسبهُ قَالَ إِلَّا: فِي يَده الْيُمْنَى. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَقد رُوِيَ عَن جوَيْرِية عَن نَافِع بِغَيْر شكّ. وَفِي رِوَايَة ابْن نمير عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: اتخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمًا من ورق، فَكَانَ فِي يَده، ثمَّ كَانَ فِي يَد أبي بكر، ثمَّ كَانَ فِي يَد عمر، ثمَّ كَانَ فِي يَد عُثْمَان، حَتَّى وَقع فِي بِئْر أريس، نقشه: مُحَمَّد رَسُول الله. وَفِي رِوَايَة أبي أُسَامَة عَن عبيد الله بِالْإِسْنَادِ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتخذ خَاتمًا من ذهب، وَجعل فصه مِمَّا يَلِي بَاطِن كَفه، وَنقش فِيهِ: محمدٌ رَسُول الله، فَاتخذ النَّاس مثله، فَلَمَّا رَآهُمْ قد اتَّخَذُوهَا رمى بِهِ وَقَالَ: " لَا ألبسهُ أبدا " ثمَّ اتخذ خَاتمًا من فضَّة، فَاتخذ النَّاس خَوَاتِيم الْفضة. قَالَ ابْن عمر: فَلبس الْخَاتم بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو بكر، ثمَّ عمر، ثمَّ عُثْمَان، حَتَّى وَقع من عُثْمَان فِي بِئْر أريس. الحديث: 1333 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث مَالك وسُفْيَان عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يلبس خَاتمًا من ذهب، فنبذه وَقَالَ: " لَا ألبسهُ " فنبذ النَّاس خواتيمهم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، ومُوسَى بن عقبَة، وَأُسَامَة بن زيد، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِمثل حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع فِي خَاتم الذَّهَب. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب بن مُوسَى عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَفِيه: اتخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمًا من ذهب، ثمَّ أَلْقَاهُ، ثمَّ اتخذ خَاتمًا من ورقٍ، وَنقش فِيهِ: محمدٌ رَسُول الله، وَقَالَ: " لَا ينقش أحدٌ على نقش خَاتمِي هَذَا " وَكَانَ إِذا لبسه جعل فصه مِمَّا يَلِي بطن كَفه، وَهُوَ الَّذِي سقط من معيقيب فِي بِئْر أريس. 1334 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه نهى أَن يُقَام الرجل من مَجْلِسه، وَيجْلس فِيهِ، وَلَكِن تَفَسَّحُوا وتوسعوا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يقيمن أحدكُم الرجل من مَجْلِسه، ثمَّ يجلس فِيهِ " قلت: فِي يَوْم الْجُمُعَة؟ قَالَ: فِي يَوْم الْجُمُعَة وَغَيرهَا. وَفِي حَدِيث مخلد بن يزِيد عَن ابْن جريج نَحوه، وَفِيه: قلت لنافع: الْجُمُعَة؟ قَالَ: الْجُمُعَة وَغَيرهَا. الحديث: 1334 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يُقيم الرجل الرجل من مَجْلِسه، ثمَّ يجلس فِيهِ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يقيمن أحدكُم أَخَاهُ، ثمَّ يجلس فِي مَجْلِسه ". وَكَانَ ابْن عمر إِذا قَامَ لَهُ رجل عَن مَجْلِسه لم يجلس فِيهِ. وَمن حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع. وَمن حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَنهُ. وَمن حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَنهُ عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. 1335 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: لما توفّي عبد الله - يَعْنِي ابْن أبي بن سلول - جَاءَ ابْنه عبد الله بن عبد الله إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلَهُ أَن يُعْطِيهِ قَمِيصه يُكفن فِيهِ أَبَاهُ، فَأعْطَاهُ، ثمَّ سَأَلَهُ أَن يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليُصَلِّي عَلَيْهِ، فَقَامَ عمر فاخذ بِثَوْب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، تصلي عَلَيْهِ وَقد نهاك رَبك أَن تصلي عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا خيرني الله، قَالَ: {اسْتغْفر لَهُم أَو لَا تستغفر لَهُم إِن تستغفر لَهُم سبعين مرّة} [سُورَة التَّوْبَة] ، وسأزيد عَليّ السّبْعين ". قَالَ: إِنَّه منافقٌ. فصلى عَلَيْهِ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَأنْزل الله عز وَجل {وَلَا تصل على أحد مِنْهُم مَاتَ أبدا وَلَا تقم على قَبره إِنَّهُم كفرُوا بِاللَّه وَرَسُوله وماتوا وهم فَاسِقُونَ} [سُورَة التَّوْبَة] . زَاد فِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن عبيد الله: فَترك الصَّلَاة عَلَيْهِم. 1336 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْحمى من فيح جَهَنَّم، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ ". الحديث: 1335 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 وَفِي حَدِيث ابْن نمير وَمُحَمّد بن بشر عَن عبيد الله عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن شدَّة الْحمى من فيح جَهَنَّم، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ ". وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث مَالك عَن نَافِع، وَزَاد فِي رِوَايَة ابْن وهب عَن مَالك: قَالَ نَافِع: وَكَانَ عبد الله يَقُول: اكشف عَنَّا الرجز. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن جده عبد الله. وَمن حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْحمى من فيح جَهَنَّم، فأطفئوها بِالْمَاءِ ". 1337 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطع سَارِقا فِي مجن قِيمَته ثَلَاثَة دَرَاهِم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع كَذَلِك. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، ومسلمٌ رِوَايَة من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع كَذَلِك. وَأَخْرَجَاهُ رِوَايَة من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، وَأَيوب بن مُوسَى، وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة، وحَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان، وَأُسَامَة بن زيد، كلهم عَن نَافِع كَذَلِك. وَمِنْهُم من قَالَ: ثمنه. الحديث: 1337 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 1338 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: دخلت امرأةٌ النَّار فِي هرةٍ ربطتها، فَلم تطعمها وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن نَافِع. وَمن حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " عذبت امرأةٌ فِي هرة سجنتها حَتَّى مَاتَت فَدخلت فِيهَا النَّار، لَا هِيَ أطعمتها وسقتها إِذْ هِيَ حبستها، وَلَا هِيَ تركتهَا تَأْكُل من خشَاش الأَرْض ". 1339 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع أَن عبد الله بن عمر أخبرهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الَّذين يصنعون هَذِه الصُّور يُعَذبُونَ يَوْم الْقِيَامَة، يُقَال لَهُم: أحيوا مَا خلقْتُمْ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب بن أبي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أَصْحَاب هَذِه الصُّورَة يُعَذبُونَ يَوْم الْقِيَامَة، يُقَال لَهُم: أحيوا مَا خلقْتُمْ. 1340 - الْمِائَة: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أخبروني بشجرة تشبه - أَو كَالرّجلِ الْمُسلم - لَا يتحات وَرقهَا، وَلَا، وَلَا، وَلَا، تؤتي أكلهَا كل حِين ". قَالَ ابْن عمر: فَوَقع فِي نَفسِي أَنَّهَا النَّخْلَة، وَرَأَيْت أَبَا بكر وَعمر لَا يتكلمان، فَكرِهت أَن أَتكَلّم، فَلَمَّا لم يَقُولُوا شَيْئا، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هِيَ النَّخْلَة " فَلَمَّا قمنا قلت لعمر: يَا أبتاه، وَالله لقد وَقع فِي نَفسِي أَنَّهَا النَّخْلَة. فَقَالَ: مَا مَنعك أَن تَتَكَلَّم؟ قَالَ: لم أركم تكَلمُون، فَكرِهت أَن أَتكَلّم وَأَقُول شَيْئا. فَقَالَ عمر: لِأَن تكون قلتهَا أحب إِلَيّ من كَذَا وَكَذَا. الحديث: 1338 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن من الشّجر شَجَرَة لَا يسْقط وَرقهَا وَإِنَّهَا مثل الْمُسلم، فحدثوني مَا هِيَ؟ " فَوَقع النَّاس فِي شجر الْبَوَادِي. قَالَ عبد الله: وَوَقع فِي نَفسِي أَنَّهَا النَّخْلَة، فَاسْتَحْيَيْت، ثمَّ قَالُوا: حَدثنَا مَا هِيَ يَا رَسُول الله قَالَ: " هِيَ النَّخْلَة ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُجَاهِد بن جبر عَن ابْن عمر قَالَ: بَينا نَحن عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جلوسٌ، إِذْ أُتِي بجمار نَخْلَة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن من الشّجر لما بركته كبركة الْمُسلم " فَظَنَنْت أَنه يَعْنِي النَّخْلَة، فَأَرَدْت أَن أَقُول: هِيَ النَّخْلَة، ثمَّ الْتفت حَولي فَإِذا أَنا عَاشر عشرَة أَنا أحدثهم فَسكت، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هِيَ النَّخْلَة ". وَفِي حَدِيث ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ: صَحِبت ابْن عمر إِلَى الْمَدِينَة فَمَا سمعته يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا، قَالَ: كُنَّا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأتي بجمار ... فَذكر نَحوه. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حَفْص بن عَاصِم، ومحارب بن دثار، عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل الْمُؤمن كَمثل شَجَرَة خضراء، لَا يسْقط وَرقهَا وَلَا يتحات " فَقَالَ الْقَوْم: هِيَ شَجَرَة كَذَا، هِيَ شَجَرَة كَذَا ... فَأَرَدْت أَن أَقُول: النَّخْلَة، وَأَنا غلامٌ شابٌّ فَاسْتَحْيَيْت، فَقَالَ: " هِيَ النَّخْلَة " زَاد فِي حَدِيث حَفْص بن عَاصِم: فَحدثت بِهِ عمر فَقَالَ: لَو كنت قلتهَا لَكَانَ أحب إِلَيّ من كَذَا وَكَذَا. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر كَذَلِك، وَذكر الزِّيَادَة بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ دون الزِّيَادَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 1341 - الأول بعد الْمِائَة: عَن عبيد الله بن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أمامكم حوضاً كَمَا بَين جرباء وأذرح " وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى: " إِن أمامكم حَوْضِي ". زَاد عِنْد مُسلم فِي رِوَايَة ابْن نمير وَمُحَمّد بن بشر: قَالَ عبيد الله: فَسَأَلته، فَقَالَ: قريتين بِالشَّام، بَينهمَا مسيرَة ثَلَاث ليالٍ. وَقَالَ ابْن بشر: ثَلَاثَة أَيَّام. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، ومُوسَى بن عقبَة، وَعمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر كَذَلِك. وَفِي حَدِيث أَيُّوب: مَا بَين ناحيتيه كَمَا بَين جرباء وأذرح " زَاد فِي حَدِيث عمر بن مُحَمَّد: " فِيهِ أَبَارِيق كنجوم السَّمَاء، من ورده فَشرب مِنْهُ لم يظمأ بعْدهَا أبدا ". 1342 - الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة، والواشمة والمستوشمة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. 1343 - الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي نذرت فِي الْجَاهِلِيَّة أَن أعتكف لَيْلَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام. قَالَ " فأوف بِنَذْرِك " وَمِنْهُم من قَالَ: يَوْمًا. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن غياث أَن ابْن عمر قَالَ: عَن عمر ... جعله من مُسْند عمر. الحديث: 1341 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بالجعرانة بعد أَن رَجَعَ من الطَّائِف، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي نذرت فِي الْجَاهِلِيَّة أَن أعتكف يَوْمًا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام، فَكيف ترى؟ قَالَ: " اذْهَبْ فاعتكف يَوْمًا " قَالَ: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أعطَاهُ جَارِيَة من الْخمس، فَلَمَّا أعتق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَايَا النَّاس سمع عمر بن الْخطاب أَصْوَاتهم يَقُولُونَ: أعتقنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: أعتق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَايَا النِّسَاء. فَقَالَ عمر: يَا عبد الله، اذْهَبْ إِلَى تِلْكَ الْجَارِيَة فَخَل سَبِيلهَا. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن نَافِع قَالَ: ذكر عِنْد ابْن عمر عمْرَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْجِعِرَّانَة فَقَالَ: لم يعْتَمر مِنْهَا، قَالَ: وَكَانَ عمر نذر اعْتِكَاف يومٍ فِي الْجَاهِلِيَّة، ثمَّ ذكر نَحوه. فِي رِوَايَة بَعضهم الْمسند مِنْهُ فِي النّذر. وَعند البُخَارِيّ فِي بعض أسانيده إرْسَال وَتَعْلِيق، وسائرها مُسْند. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن نَافِع عَن ابْن عمر ... الحَدِيث فِي النّذر، وَقَالَ: اعْتِكَاف يَوْم. قَالَ أَبُو مَسْعُود: أَنا أَشك هَل هُوَ عمر، أَو امْرَأَة - يَعْنِي السَّائِل عَن النّذر. وَقَالَ أَبُو بكر البرقاني: قد رُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ. وَلم يبين ذَلِك مُسلم، لِأَنَّهُ أدرجه على مَا قبله، ورواياته كلهَا فِي الحَدِيث مُتَّصِلَة. 1344 - الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَفَاضَ يَوْم النَّحْر، ثمَّ رَجَعَ فصلى الظّهْر بمنى، قَالَ نَافِع: وَكَانَ ابْن عمر يفِيض يَوْم النَّحْر، ثمَّ يرجع فَيصَلي الظّهْر بمنى، وَيذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعله. أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَمُسلم بِالْإِسْنَادِ. الحديث: 1344 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن أبي نعيم عَن سُفْيَان عَن عبيد الله مَوْقُوفا. 1345 - الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْمُتَبَايعين بِالْخِيَارِ فِي بيعهمَا مَا لم يَتَفَرَّقَا، أَو يكون البيع خياراً " قَالَ نَافِع: وَكَانَ ابْن عمر إِذا اشْترى شَيْئا يُعجبهُ فَارق صَاحبه. وَأخرجه من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا، أَو يَقُول أَحدهمَا لصَاحبه اختر " وَرُبمَا قَالَ: " أَو يكون بيع خِيَار ". وَفِي حَدِيث مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله قَالَ: " الْمُتَبَايعَانِ كل واحدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ على صَاحبه مَا لم يَتَفَرَّقَا، إِلَّا بيع الْخِيَار ". وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع كَذَلِك، وَفِيه: إِذا تبَايع الرّجلَانِ فَكل واحدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا، وَكَانَا جَمِيعًا، أَو يُخَيّر أَحدهمَا الآخر، فَإِن خير أَحدهمَا الآخر فتبايعا على ذَلِك فقد وَجب البيع، وَإِن تفَرقا بعد أَن تبَايعا وَلم يتْرك واحدٌ مِنْهُمَا البيع فقد وَجب البيع ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر، للْبُخَارِيّ من رِوَايَة سُفْيَان الثَّوْريّ عَن ابْن دِينَار، وَلمُسلم من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن أبي كثير عَنهُ عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل بيعين لَا بيع بَينهمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا إِلَّا بيع الْخِيَار ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ اللَّيْث: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن خَالِد عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: بِعْت من أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان مَالا بالوادي بمالٍ لَهُ بِخَيْبَر، الحديث: 1345 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 فَلَمَّا تبايعنا رجعت على عَقبي حَتَّى خرجت من بَيته خشيَة أَن يرادني البيع، وَكَانَت السّنة أَن البيعين بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَلَمَّا وَجب بيعي وَبيعه رَأَيْت أَنِّي قد غبنته، بِأَنِّي سقته إِلَى أَرض ثَمُود بِثَلَاث ليالٍ وساقني إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاث لَيَال. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع بِنَحْوِ حَدِيث مَالك بن أنس. وَمن حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا تبَايع الْمُتَبَايعَانِ بِالْبيعِ، فَكل واحدٍ مِنْهُمَا بِالْخِيَارِ من بَيْعه مَا لم يَتَفَرَّقَا، أَو يكون بيعهمَا عَن خيارٍ، فقد وَجب "، زَاد ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان عَن ابْن جريج: قَالَ نَافِع: فَكَانَ ابْن عمر إِذا بَايع رجلا، فَأَرَادَ أَن يقبله قَامَ فَمشى هنيهةً، ثمَّ رَجَعَ. وَمن حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع بِنَحْوِ حَدِيث مَالك عَن نَافِع. 1346 - السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى بصاقاً فِي جِدَار الْقبْلَة، فحكه، ثمَّ أقبل على النَّاس فَقَالَ: " إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي فَلَا يبصق قبل وَجهه، فَإِن الله قبل وَجهه إِذا صلى ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع، وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع، وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع تَعْلِيقا للْبُخَارِيّ، وَرِوَايَة لمُسلم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع عَن عبد الله قَالَ: بَينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي، رأى فِي قبْلَة الْمَسْجِد نخامة، فحكها بِيَدِهِ وتغيظ، ثمَّ قَالَ: " إِن أحدكُم إِذا كَانَ فِي الصَّلَاة فَإِن الله عز وَجل حِيَال وَجهه، فَلَا يتنخمن حِيَال وَجهه فِي الصَّلَاة ". الحديث: 1346 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع، وَمن حَدِيث الضَّحَّاك ابْن عُثْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر، بِمَعْنى حَدِيث مَالك عَن نَافِع. 1347 - السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " صَلَاة الْجَمَاعَة أفضل من صَلَاة الْفَذ بسبعٍ وَعشْرين دَرَجَة ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تفضل صَلَاة الْجَمِيع صَلَاة أحدكُم وَحده بخمسٍ وَعشْرين جُزْءا. " ثمَّ قَالَ: وَقَالَ شُعَيْب: وحَدثني نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: تفضلها بسبعٍ وَعشْرين دَرَجَة. مَوْقُوف. وَأخرجه مُسلم عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيث مَالك عَن نَافِع. وَمن حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر مُسْندًا، وَقَالَ: " ببضعٍ وَعشْرين " وَكَذَا فِي رِوَايَة ابْن نمير عَن عبيد الله. 1348 - الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر بِمَعْنى حَدِيث مَالك عَن نَافِع. 1349 - التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أحدكُم إِذا مَاتَ عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي، إِن كَانَ من أهل الْجنَّة فَمن أهل الْجنَّة، وَإِن كَانَ من أهل النَّار فَمن أهل النَّار. فَيُقَال: هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله يَوْم الْقِيَامَة ". الحديث: 1347 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. 1350 - الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ على الْمِنْبَر وَذكر الصَّدَقَة وَالتَّعَفُّف عَن الْمَسْأَلَة: " الْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى، وَالْيَد الْعليا هِيَ المنفقة، والسفلى هِيَ السائلة ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. 1351 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اناخ بالبطحاء الَّتِي بِذِي الحليفة فصلى بهَا. وَكَانَ ابْن عمر يفعل ذَلِك. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عبد الله كَانَ إِذا صدر من الْحَج وَالْعمْرَة أَنَاخَ بالبطحاء الَّتِي بِذِي الحليفة، الَّتِي كَانَ ينيخ بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ذكره أَبُو مَسْعُود فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَهُوَ عِنْده فِي آخر الحَدِيث الَّذِي أَوله: كَانَ يبيت بِذِي طوى بَين الثنيتين ". وَأخرج مُسلم هَذَا الْفَصْل فِي أَوَاخِر كتاب " الْحَج ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع. الحديث: 1350 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث. عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا خرج إِلَى مَكَّة صلى فِي مَسْجِد الشَّجَرَة، وَإِذا رَجَعَ صلى بِذِي الحليفة بِبَطن الْوَادي، وَبَات بهَا. أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ أَبُو مَسْعُود فِيمَا عندنَا من نُسْخَة كِتَابه، وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ فِي " الْحَج " فِي بَاب " الْقدوم بِالْغَدَاةِ ". 1352 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اللَّهُمَّ ارْحَمْ المحلقين " قَالُوا: والمقصرين يَا رَسُول الله. قَالَ: " اللَّهُمَّ ارْحَمْ المحلقين " قَالُوا: والمقصرين يَا رَسُول الله. قَالَ: " والمقصرين ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ اللَّيْث عَن نَافِع: " رحم الله المحلقين " مرّة أَو مرَّتَيْنِ. وَقَالَ عبيد الله: حَدثنِي نَافِع: قَالَ فِي الرَّابِعَة: " والمقصرين ". وَأخرجه مُسلم بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ عَن عبيد الله بن عمر. وَفِيه: قَالَهَا ثَلَاثًا، فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِعَة قَالَ: " والمقصرين ". قَالَ فِيهِ البُخَارِيّ: وَقَالَ: عبيد الله ... وَأخرج مُسلم بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع: أَن عبد الله قَالَ: حلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَحلق طائفةٌ من أَصْحَابه، وَقصر بَعضهم، قَالَ عبد الله: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رحم الله المحلقين " مرّة أَو مرَّتَيْنِ. ثمَّ قَالَ: " والمقصرين ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء بن عبيد بن مِخْرَاق عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: حلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطائفةٌ من أَصْحَابه وَقصر بَعضهم. لم يزدْ. الحديث: 1352 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة قَالَ: قَالَ نَافِع: كَانَ ابْن عمر يَقُول: حلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّته. لم يزدْ. وَأَخْرَجَا من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلق فِي حجَّة الْوَدَاع. قَالَ ابْن جريج فِي رِوَايَته عَن مُوسَى: واناسٌ من أَصْحَابه: وَقصر بَعضهم. قَالَ أَبُو مَسْعُود: زَاد ابْن جريج: وَزَعَمُوا أَن الَّذِي حلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معمر ابْن عبد الله بن عَوْف بن نَضْلَة. 1353 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا قفل من غزوٍ أَو حج أَو عمرةٍ يكبر على كل شرفٍ من الأَرْض ثَلَاث تَكْبِيرَات ثمَّ يَقُول: " لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قدير. آيبون، تائبون،، عَابِدُونَ، ساجدون، لربنا حامدون. صدق الله وعده، وَنصر عَبده، وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم وَنَافِع عَن ابْن عمر. وَمن حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن سَالم عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث جوَيْرِية عَنهُ. وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قفل من الجيوش أَو السَّرَايَا أَو الْحَج أَو الْعمرَة إِذا أَتَى على ثنيةٍ أَو فدفدٍ كبر ثَلَاثًا. الحديث: 1353 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 وَمن حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان الحرامي عَن نَافِع، إِلَّا أَن فِي حَدِيث أَيُّوب التَّكْبِير مرَّتَيْنِ. 1354 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا كَانُوا ثَلَاثَة فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان دون الثَّالِث " وَعند مُسلم: " دون وَاحِد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع. وَمن حَدِيث أَيُّوب بن مُوسَى عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. 1355 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خمسٌ من الدَّوَابّ، لَيْسَ على الْمحرم فِي قتلهن جناحٌ: الْغُرَاب، والحدأة، وَالْعَقْرَب، والفأرة، وَالْكَلب الْعَقُور ". وَقد أَخْرجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه عَن حَفْصَة مُسْندًا. وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث زيد بن جُبَير عَن ابْن عمر قَالَ: حَدَّثتنِي إِحْدَى نسْوَة النَّبِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة مُسلم فِي حَدِيث حَفْصَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: خمسٌ من الدَّوَابّ كلهَا فاسقٌ لَا حرج على من قتلهن ... " وَذكره. الحديث: 1354 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: خمسٌ لَا جنَاح على من قتلهن فِي الْحرم وَالْإِحْرَام. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع، وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن عبد الله بن دِينَار بِنَحْوِهِ. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن نَافِع، وَقَالَ: " لَا جنَاح على من قتلهن ". وَمن حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع. وَمن حَدِيث جرير بن حَازِم عَن نَافِع. زَاد أَبُو مَسْعُود: قَالَ جرير: قلت لنافع: فالحية؟ قَالَ: تِلْكَ لَا يخْتَلف فِيهَا. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع، وَزَاد أَبُو مَسْعُود أَيْضا فِي حَدِيث أَيُّوب قَول نَافِع فِي الْحَيَّة. وَمن حَدِيث يحيى بن سعيد عَن نَافِع، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن نَافِع، وَعبيد الله بن عبد الله. وَلم يذكر يحيى وَلَا ابْن إِسْحَاق قَول نَافِع فِي الْحَيَّة. 1356 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْوِصَال قَالُوا: إِنَّك تواصل. قَالَ: " إِنِّي لست كهيئتكم، إِنِّي أطْعم وأسقى " وَفِي رِوَايَة عبد الله عَن يُوسُف: " لست مثلكُمْ ". الحديث: 1356 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاصل، فواصل النَّاس، فشق عَلَيْهِم، فناهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يواصلوا، قَالُوا: إِنَّك تواصل. قَالَ: " لست كهيئتكم، إِنِّي أظل أطْعم وأسقى ". 1357 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حمل علينا السِّلَاح فَلَيْسَ منا ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بِنَحْوِهِ. وَقد رَوَاهُ أَبُو مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1358 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن نَافِع عَن مَالك عَن ابْن عمر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النجش. 1359 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يبع أحدكُم على بيع بعض ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَبِيع الرجل على بيع أَخِيه، أَو يخْطب. كَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يبع الرجل على بيع أَخِيه، وَلَا يخْطب على خطْبَة أَخِيه إِلَّا أَن يَأْذَن لَهُ ". الحديث: 1357 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب وَاللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض، وَلَا يخْطب بَعْضكُم على خطْبَة بعضٍ " لم يزدْ. كَذَا فِي حَدِيث اللَّيْث. وَفِي حَدِيث أَيُّوب بِمَعْنَاهُ. وَزَاد: " إِلَّا أَن يَأْذَن لَهُ ". 1360 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن تتلقى السّلع حَتَّى يبلغ بهَا الْأَسْوَاق، قَالَ فِيهِ عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك: " لَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض، وَلَا تلقوا السّلع حَتَّى يهْبط بهَا إِلَى السُّوق ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه فِي التلقي. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد وَابْن أبي زَائِدَة عَن عبيد الله: نهى عَن التلقي. وَقد تقدم للْبُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع عَن عبد الله، قَالَ: " كُنَّا نتلقى الركْبَان فنشتري مِنْهُم الطَّعَام، فَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نبيعه حَتَّى نبلغ بِهِ السُّوق ". 1361 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُزَابَنَة. والمزابنة: بيع الثَّمر بِالتَّمْرِ كَيْلا، وَبيع الْكَرم بالزبيب كَيْلا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمُزَابَنَة: أَن يَبِيع الرجل ثَمَر حَائِطه إِن كَانَ نخلا بتمرٍ كَيْلا، وَإِن كَانَ كرماً أَن يَبِيعهُ بزبيب كَيْلا، وَإِن كَانَ زرعا أَن يَبِيعهُ بكيل طعامٍ، نهى عَن ذَلِك كُله الحديث: 1360 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع بِنَحْوِ حَدِيث مَالك عَن نَافِع، وَزَاد فِيهِ: وَبيع الزَّرْع بِالْحِنْطَةِ كَيْلا. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن عبيد الله نَحوه، وَزَاد: عَن كل ثمرٍ بخرصه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُزَابَنَة. قَالَ: والمزابنة أَن يُبَاع مَا فِي رُؤُوس النّخل بتمرٍ مُسَمّى، إِن زَاد فلي، وَإِن نقص فعلي. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي عَن نَافِع: وَمن حَدِيث مُوسَى ابْن عقبَة عَن نَافِع، وَمن حَدِيث يُونُس بن يزِيد، وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان بِنَحْوِ حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع. 1362 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يحلبن أحدٌ مَاشِيَة أحدٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ، أَيُحِبُّ أحدكُم أَن تُؤْتى مشْربَته. فَينْتَقل طَعَامه، وَإِنَّمَا تخزن لَهُم ضروع مَوَاشِيهمْ أطعمتهم، فَلَا يحلبن أحدٌ مَاشِيَة أحدٍ إِلَّا بِإِذْنِهِ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر مُسْندًا. وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر كَذَلِك، وَكلهمْ قَالَ: " فينتثل طَعَامه "، إِلَّا اللَّيْث فَإِنَّهُ قَالَ: " فَينْتَقل " مثل حَدِيث مَالك. الحديث: 1362 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع عَن ابْن عمر مُسْندًا بِنَحْوِهِ. 1363 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُسَافر بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرض الْعَدو. زَاد أَبُو مَسْعُود: قَالَ مَالك: أرى ذَلِك مَخَافَة أَن يَنَالهُ الْعَدو. قَالَ البُخَارِيّ فِي هَذَا الْبَاب: وَكَذَلِكَ يرْوى عَن مُحَمَّد بن بشر عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر. وَتَابعه مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو بكر البرقاني فِي حَدِيث مُحَمَّد بن بشر: إِنَّه كره أَن يُسَافر بِالْقُرْآنِ. قَالَ البرقاني: وَلم يقل كره إِلَّا مُحَمَّد بن بشر. وَقد رَوَاهُ جمَاعَة عَن عبيد الله، فاتفقوا على لَفْظَة النَّهْي. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ حَدِيث مَالك، وَقَالَ: نَخَاف أَن يَنَالهُ الْعَدو. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تسافروا بِالْقُرْآنِ فَإِنِّي لَا آمن أَن يَنَالهُ الْعَدو ". وَفِي رِوَايَة ابْن علية والثقفي عَن أَيُّوب: " فَإِنِّي أَخَاف أَن يَنَالهُ الْعَدو ". قَالَ أَيُّوب: فقد ناله الْعَدو، وخاصموكم بِهِ. وَمن حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع، وَفِيه: مَخَافَة أَن يَنَالهُ الْعَدو. الحديث: 1363 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 1364 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بقتل الْكلاب. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتل الْكلاب، فَأرْسل فِي أقطار الْمَدِينَة أَن تقتل. زَاد أَبُو مَسْعُود: وَقَالَ: " من اقتنى كَلْبا نقص من أجره كل يَوْم قيراطان " وَلم أجد هَذِه الزِّيَادَة لمُسلم من حَدِيث عبيد الله. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله يَأْمر بقتل الْكلاب، فننبعث فِي الْمَدِينَة وأطرافها، فَلَا نَدع كَلْبا إِلَّا قَتَلْنَاهُ، حَتَّى إِنَّا لنقتل كلب المرية من أهل الْبَادِيَة يتبعهَا. وَمن حَدِيث حَمَّاد بن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بقتل الْكلاب إِلَّا كلب صيد أَو كلب غنمٍ أَو ماشيةٍ: فَقيل لِابْنِ عمر: إِن أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: أَو كلب زرعٍ. فَقَالَ ابْن عمر: إِن لأبي هُرَيْرَة زرعا. 1365 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ أَرَادَت أَن تشتري جَارِيَة فتعتقها، فَقَالَ أَهلهَا: نبيعكها على أَن ولاءها لنا، فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " لَا يمنعك ذَلِك، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق " ذكره أَبُو مَسْعُود فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي كتاب مُسلم عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن عَائِشَة، وَهَذَا مُخْتَلف فِيهِ لَا مُتَّفق عَلَيْهِ، وَلَعَلَّه قد وجد فِي نُسْخَة: أَن عَائِشَة - بدل: عَن عَائِشَة. وَالله أعلم. الحديث: 1364 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام بن يحيى بن دِينَار الْأَزْدِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عَائِشَة ساومت بَرِيرَة، فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الصَّلَاة، فَلَمَّا جَاءَ قَالَت: إِنَّهُم أَبَوا أَن يبيعوها إِلَّا أَن يشترطوا الْوَلَاء. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْوَلَاء لمن أعتق " قلت لنافع: حرا كَانَ زَوجهَا أَو عبدا؟ قَالَ: مَا يدريني. وَلَيْسَ لهمام بن يحيى فِي الصَّحِيح عَن نَافِع عَن ابْن عمر غير هَذَا الحَدِيث. 1366 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَنه قَالَ: إِن الْيَهُود جَاءُوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرُوا لَهُ أَن امْرَأَة مِنْهُم ورجلاً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاة فِي شَأْن الرَّجْم؟ " فَقَالُوا: نفضحهم، ويجلدون. فَقَالَ عبد الله بن سَلام: كَذبْتُمْ، إِن فِيهَا الرَّجْم. فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ، فنشروها، فَوضع أحدهم يَده على آيَة الرَّجْم، فَقَرَأَ مَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا. وفقال عبد الله بن سَلام: ارْفَعْ يدك، فَرفع يَده فَإِذا فِيهَا آيَة الرَّجْم. فَقَالُوا: صدق يَا مُحَمَّد، فِيهَا آيَة الرَّجْم، فَأمر بهما النَّبِي فَرُجِمَا. قَالَ: فَرَأَيْت الرجل يحني على الْمَرْأَة يَقِيهَا الْحِجَارَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم برجلٍ وَامْرَأَة من الْيَهُود، وَقد زَنَيَا، فَقَالَ للْيَهُود: " مَا تَصْنَعُونَ بهما؟ " قَالُوا: نسخم وُجُوههمَا ونخزيهما. قَالَ: " فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ فاتلوها إِن كُنْتُم صَادِقين ". فَجَاءُوا بهَا، فَقَالُوا لرجلٍ مِمَّن يرضون، أَعور: اقْرَأ، فَقَرَأَ. حَتَّى انْتهى إِلَى مَوضِع مِنْهَا، فَوضع يَده عَلَيْهِ، قَالَ: " ارْفَعْ يدك " فَرفع فَإِذا آيَة الرَّجْم تلوح، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِن فِيهَا آيَة الرَّجْم، وَلَكنَّا نتكاتمه بَيْننَا، فَأمر بهما فَرُجِمَا. فرأيته يجانئ. الحديث: 1366 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن الْيَهُود جَاءُوا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم برجلٍ وامرأةٍ زَنَيَا، فَرُجِمَا قَرِيبا من مَوضِع الْجَنَائِز قرب الْمَسْجِد. كَذَا فِي البُخَارِيّ. وَقَالَ مُسلم: نَحْو حَدِيث عبيد الله بن عمر. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّة قد أحدثا جَمِيعًا، فَقَالَ لَهُم: " مَا تَجِدُونَ فِي كتابكُمْ؟ " قَالُوا: إِن أحبارنا أَحْدَثُوا تحميم الْوَجْه وَالتَّجْبِيَة. قَالَ عبد الله بن سَلام: ادعهم يَا رَسُول الله بِالتَّوْرَاةِ، فَأتي بهَا، فَوضع أحدهم يَده على آيَة الرَّجْم، وَجعل يقْرَأ مَا قبلهَا وَمَا بعْدهَا. فَقَالَ لَهُ ابْن سَلام: ارْفَعْ يدك، فَإِذا آيَة الرَّجْم تَحت يَده، فَأمر بهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرُجِمَا. قَالَ ابْن عمر: فَرُجِمَا عِنْد البلاط، فَرَأَيْت الْيَهُودِيّ أجنأ عَلَيْهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّة قد زَنَيَا، فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى جَاءَ يهود، فَقَالَ: " مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاة على من زنى؟ " قَالُوا: نسود وُجُوههمَا ونحممها، وَنُخَالِف بَين وُجُوههمَا، وَيُطَاف بهما، قَالَ: " فَأتوا بِالتَّوْرَاةِ إِن كُنْتُم صَادِقين " فَجَاءُوا بهَا، فقرءوها حَتَّى إِذا مروا بِآيَة الرَّجْم وضع الْفَتى الَّذِي يقْرَأ يَده على آيَة الرَّجْم، وَقَرَأَ مَا بَين يَديهَا وَمَا وَرَاءَهَا. فَقَالَ عبد الله بن سَلام وَهُوَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مره فَليرْفَعْ يَده. فَرَفعهَا، فَإِذا تحتهَا آيَة الرَّجْم. فَأمر بهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرجمهما. قَالَ عبد الله بن عمر: كنت فِيمَن رجمهما، فَلَقَد رَأَيْته يَقِيهَا من الْحِجَارَة بِنَفسِهِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 1367 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يقوم النَّاس لرب الْعَالمين، حَتَّى يغيب أحدهم فِي رشحه إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الله بن عون عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة وَأَيوب السّخْتِيَانِيّ، وَصَالح بن كيسَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. 1368 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا مثل صَاحب الْقُرْآن كَمثل صَاحب الْإِبِل المعقلة، إِن عَاهَدَ عَلَيْهَا أمْسكهَا، وَإِن أطلقها ذهبت ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله، وَأَيوب، ومُوسَى بن عقبَة، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِمَعْنى حَدِيث مَالك، وَزَاد فِي حَدِيث مُوسَى بن عقبَة: " فَإِذا قَامَ صَاحب الْقُرْآن فقرأه بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار ذكره، وَإِذا لم يقم بِهِ نَسيَه. ". 1369 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا دعِي أحدكُم إِلَى الْوَلِيمَة فليأتها ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1367 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 قَالَ: أجِيبُوا هَذِه الدعْوَة إِذا دعيتم لَهَا " قَالَ: وَكَانَ عبد الله يَأْتِي الدعْوَة فِي الْعرس وَغير الْعرس، ويأتيها وَهُوَ صَائِم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: إِذا دعِي أحدكُم إِلَى وَلِيمَة عرس فليجب ". وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث عَن عبيد الله: إِذا دعِي أحدكُم إِلَى وليمةٍ فليجب. قَالَ خَالِد: فَإِذا عبيد الله ينزله على الْعرس. كَذَا فِي كتاب مُسلم. وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن ابْن عمر كَانَ يَضَعهُ على الْعرس. وَأخرجه مُسلم. أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ائْتُوا الدعْوَة إِذا دعيتم " وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع مثله. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن مُوسَى الدِّمَشْقِي عَن نَافِع عَن ابْن عمر: إِذا دعِي أحدكُم فليجب. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَمَا أَظن مُسلم بن الْحجَّاج أخرج لِسُلَيْمَان غير هَذَا الحَدِيث. وَفِي حَدِيث معمر عَن أَيُّوب عَن نَافِع أَن ابْن عمر كَانَ يَقُول عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا دَعَا أحدكُم أَخَاهُ، فليجب، عرساً كَانَ أَو نَحوه ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن الْوَلِيد الزبيدِيّ عَن نَافِع كَذَلِك، وَقَالَ فِيهِ: " من دعِي إِلَى عرسٍ أَو نَحوه فليجب ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 وَمن حَدِيث عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا دعيتم إِلَى كراعٍ فأجيبوا ". 1370 - الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من شرب الْخمر فِي الدُّنْيَا ثمَّ لم يتب مِنْهَا حرمهَا فِي الْآخِرَة " زَاد فِي رِوَايَة القعْنبِي عَنهُ: " فَلم يسقها ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَقَالَ فِيهِ: " من شرب الْخمر فِي الدُّنْيَا لم يشْربهَا فِي الْآخِرَة، إِلَّا أَن يَتُوب ". وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر مثله. وَمن حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَزَاد متْنا آخر فَقَالَ: كل مُسكر خمرٌ، وكل مسكرٍ حرامٌ، وَمن شرب الْخمر فِي الدُّنْيَا وَمَات وَهُوَ يدمنها لم يشْربهَا فِي الْآخِرَة ". وَقد أخرج مُسلم هَذَا الْمَتْن الزَّائِد من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل مسكرٍ خمرٌ، وكل خمرٍ حرامٌ ". وَمن حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: " كل مسكرٍ خمرٌ، وكل خمرٍ حرَام ". قَالَ: وَلَا أعلمهُ إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1371 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع، وَعبد الله بن دِينَار، وَزيد بن أسلم عَن ابْن عمر: ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا ينظر الله إِلَى من جر ثَوْبه خُيَلَاء ". الحديث: 1370 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع، وَمن حَدِيث أَيُّوب وَاللَّيْث بن سعد وَأُسَامَة بن زيد، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر، بِمثل حَدِيث مَالك، وَزَادُوا فِيهِ: " يَوْم الْقِيَامَة ". وَمن حَدِيث عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه، وَسَالم وَنَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الَّذِي يجر ثِيَابه من الْخُيَلَاء لَا ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة ". وَمن حَدِيث حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث محَارب بن دثار وجبلة بن سحيم عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. وَحَدِيث محَارب عِنْد البُخَارِيّ عَن شُعْبَة قَالَ: لقِيت محَارب بن دثار على فرسٍ وَهُوَ يَأْتِي مَكَانَهُ الَّذِي يقْضِي فِيهِ، فَسَأَلته عَن هَذَا الحَدِيث، فَحَدثني، قَالَ: سَمِعت ابْن عمر يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من جر ثَوْبه مخيلةً لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة " قلت لمحارب: أذكر إزَاره؟ قَالَ: مَا خص إزاراً وَلَا غَيره. ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه جبلة، وَزيد بن أسلم، وَزيد بن عبد الله بن عمر عَن ابْن عمر. قَالَ: وَقَالَ اللَّيْث عَن نَافِع مثله، وَتَابعه مُوسَى بن عقبَة، وَعمر بن مُحَمَّد، وَقُدَامَة بن مُوسَى عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " من جر ثَوْبه. . ". وَقد أخرج البُخَارِيّ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من جر ثَوْبه خُيَلَاء لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة " فَقَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله، أحد شقي إزَارِي يسترخي إِلَّا أَن أتعاهد ذَلِك مِنْهُ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لست مِمَّن يصنعه خُيَلَاء ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُسلم بن يناق عَن ابْن عمر: أَن رأى رجلا يجر إزَاره، فَقَالَ: مِمَّن أَنْت؟ فانتسب لَهُ، فَإِذا رجلٌ من بني لَيْث، فَعرفهُ ابْن عمر، فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأذني هَاتين يَقُول: " من جر إزَاره لَا يُرِيد بذلك إِلَّا المخيلة، فَإِن الله لَا ينظر إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة ". وَلَيْسَ لمُسلم بن يناق فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَأخرج مسلمٌ نَحْو ذَلِك من حَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عباد المَخْزُومِي عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا ينظر الله إِلَى من جر ثَوْبه خُيَلَاء ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَيْنَمَا رجلٌ يجر إزَاره من الْخُيَلَاء خسف بِهِ، فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة قدامَة بن مُوسَى عَن سَالم عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من جر ثَوْبه خُيَلَاء لم ينظر الله إِلَيْهِ ". وَلَيْسَ لقدامة عَن سَالم عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا. 1372 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن يهود بني النَّضِير وَقُرَيْظَة حَاربُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأجلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بني النَّضِير، وَأقر بني قُرَيْظَة وَمن عَلَيْهِم، حَتَّى حَارَبت قُرَيْظَة بعد ذَلِك، فَقتل رِجَالهمْ، وَقسم نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادهمْ وَأَمْوَالهمْ بَين الْمُسلمين إِلَّا بَعضهم لَحِقُوا برَسُول الحديث: 1372 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فآمنهم وَأَسْلمُوا. وَأجلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهود الْمَدِينَة كلهم: بني قينقاع، وَهُوَ قوم عبد الله بن سَلام، ويهود بني حَارِثَة، وكل يَهُودِيّ كَانَ بِالْمَدِينَةِ. زَاد أَبُو مَسْعُود: وَكَانَ الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَمن سواهُم من الْكفَّار لَا يقرونَ فِيهَا ثَلَاثَة أَيَّام على عهد عمر. وَلم أَجِدهُ فِي الْكِتَابَيْنِ. 1373 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطع نخل بني النَّضِير، وَحرق. زَاد ابْن الْمُبَارك عَن مُوسَى: وَلها يَقُول حسان: (وَهَان على سراة بني لؤيٍّ ... حريقٌ بالبويرة مستطير) . وَفِي ذَلِك نزلت: {مَا قطعْتُمْ من لينَة أَو تَرَكْتُمُوهَا} [سُورَة الْحَشْر] . وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حرق نخل بني النَّضِير، وَقطع، وَهِي البويرة، قَالَ: فَأنْزل الله عز وَجل: {مَا قطعْتُمْ من لينَة} ، وَذكر الْآيَة. وَأخرج مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: حرق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نخل بني النَّضِير. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه حرق نخل بني النَّضِير وَقطع، وَهِي البويرة، وَلها يَقُول حسان بن ثَابت: (وَهَان على سراة بني لؤيٍّ ... حريقٌ بالبويرة مستطير) الحديث: 1373 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 وَزَاد حبَان فِي رِوَايَته عَن جوَيْرِية قَالَ: فَأَجَابَهُ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب: (أدام الله ذَلِك من صنيعٍ ... وَحرق فِي نَوَاحِيهَا السعير) (ستعلم أَيّنَا فِيهَا بنزهٍ ... وَتعلم أَي أرضينا تضير) 1374 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ينزل بِذِي الحليفة حِين يعْتَمر، وَفِي حجَّته حِين يحجّ، تَحت سمرةٍ فِي مَوضِع الْمَسْجِد الَّذِي بِذِي الحليفة. وَكَانَ إِذا رَجَعَ من غزوٍ وَكَانَ فِي تِلْكَ الطَّرِيق، أَو حج أَو عمرةٍ، هَبَط بطن وادٍ، فَإِذا ظهر من بطن وادٍ أَنَاخَ بالبطحاء الَّتِي على شَفير الْوَادي الشرقية، فعرس ثمَّ حَتَّى يصبح، لَيْسَ عِنْد الْمَسْجِد الَّذِي بحجارةٍ، وَلَا على الأكمة الَّتِي عَلَيْهَا الْمَسْجِد، كَانَ ثمَّ خليج يُصَلِّي عبد الله عِنْده، فِي بطن كثب كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ يُصَلِّي، فدحا السَّيْل فِيهِ بالبطحاء حَتَّى دفن ذَلِك الْمَكَان الَّذِي كَانَ عبد الله يُصَلِّي فِيهِ. وَأَن عبد الله بن عمر حَدثهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى حَيْثُ الْمَسْجِد الصَّغِير الَّذِي دون الْمَسْجِد الَّذِي بشرف الروحاء. وَقد كَانَ عبد الله يعلم الْمَكَان الَّذِي صلى فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ينزل ثمَّ عَن يَمِينك حِين تقوم فِي الْمَسْجِد وَتصلي، وَذَلِكَ الْمَسْجِد على حافة الطَّرِيق الْيُمْنَى وَأَنت ذاهبٌ إِلَى مَكَّة، بَينه وَبَين الْمَسْجِد الْأَكْبَر رميةٌ بِحجر أَو نَحْو ذَلِك. وَأَن ابْن عمر كَانَ يُصَلِّي إِلَى الْعرق الَّذِي عِنْد منصرف الروحاء، وَذَلِكَ الْعرق انْتِهَاء طرفه على حافة الطَّرِيق دون الْمَسْجِد الَّذِي بَينه وَبَين المنصرف وَأَنت ذَاهِب إِلَى مَكَّة. وَقد ابتني ثمَّ مَسْجِد، فَلم يكن عبد الله يُصَلِّي فِي ذَلِك الْمَسْجِد، كَانَ يتْركهُ عَن يسَاره ووراءه وَيُصلي أَمَامه إِلَى الْعرق نَفسه، وَكَانَ عبد الله يروح من الروحاء فَلَا يُصَلِّي الظّهْر حَتَّى يَأْتِي ذَلِك الْمَكَان فَيصَلي فِيهِ الظّهْر، وَإِذا أقبل من مَكَّة، فَإِن مر بِهِ قبل الصُّبْح بساعةٍ أَو من آخر السحر، عرس حَتَّى يُصَلِّي بهَا الصُّبْح. الحديث: 1374 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 وَأَن عبد الله حَدثهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ينزل تَحت سرحة ضخمةٍ دون الرُّوَيْثَة عَن يَمِين الطَّرِيق، ووجاه الطَّرِيق فِي مَكَان بطح، حِين يُفْضِي فِي أكمة دوين بريد الرُّوَيْثَة بميلين، وَقد انْكَسَرَ أَعْلَاهَا فانثنى فِي جوفها، وَهِي قائمةٌ على سَاق، وَفِي سَاقهَا كثب كَثِيرَة. وَأَن عبد الله بن عمر حَدثهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي طرف تلعةٍ تمْضِي وَرَاء العرج، وَأَنت ذاهبٌ إِلَى هضبة عِنْد ذَلِك الْمَسْجِد قبران أَو ثَلَاثَة، على الْقُبُور رضم من حِجَارَة عَن يَمِين الطَّرِيق عِنْد سلمات الطَّرِيق، بَين أُولَئِكَ السلمات كَانَ عبد الله يروح من العرج بعد أَن تميل الشَّمْس بالهاجرة، فَيصَلي الظّهْر فِي ذَلِك الْمَسْجِد. وَأَن عبد الله بن عمر حَدثهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل عِنْد سرحاتٍ عَن يسَار الطَّرِيق فِي مسيل دون هرشى، ذَلِك المسيل لاصق بكراع هرشى، بَينه وَبَين الطَّرِيق قريب من غلوة، وَكَانَ عبد الله يُصَلِّي إِلَى سرحةٍ هِيَ أقرب السرحات إِلَى الطَّرِيق، وَهِي أَطْوَلهنَّ. وَإِن عبد الله بن عمر حَدثهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ينزل المسيل الَّذِي فِي أدنى مر الظهْرَان قبل الْمَدِينَة حِين ينزل من الصفراوات، ينزل فِي بطن ذَلِك المسيل عَن يسَار الطَّرِيق وَأَنت ذاهبٌ إِلَى مَكَّة، لَيْسَ بَين منزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين الطَّرِيق إِلَّا رميةٌ بِحجر. وَأَن عبد الله حَدثهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ينزل بِذِي طوى، ويبيت حَتَّى يصبح، يُصَلِّي الصُّبْح حِين يقدم مَكَّة، ومصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أكمةٍ غَلِيظَة، لَيْسَ فِي الْمَسْجِد الَّذِي بني ثمَّ، وَلَكِن أَسْفَل من ذَلِك على أكمةٍ غَلِيظَة. وَأَن عبد الله حَدثهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتقْبل فرضتي الْجَبَل الَّذِي بَينه وَبَين الْجَبَل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 الطَّوِيل نَحْو الْكَعْبَة، فَجعل الْمَسْجِد الَّذِي بني ثمَّ يسَار الْمَسْجِد بِطرف الأكمة، ومصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَسْفَل مِنْهُ على الأكمة السَّوْدَاء تدع من الأكمة عشرَة أَذْرع أَو نَحْوهَا، ثمَّ تصلي مُسْتَقْبل الفرضتين من الْجَبَل الَّذِي بَيْنك وَبَين الْكَعْبَة. وَلم يخرج مُسلم من هَذَا الحَدِيث غير الْفَصْلَيْنِ الآخرين فِي النُّزُول بِذِي طوى واستقبال الفرضتين. وَأخرجه البُخَارِيّ بِطُولِهِ. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة: رَأَيْت سَالم بن عبد الله يتحَرَّى أَمَاكِن من الطَّرِيق فَيصَلي فِيهَا، وَيحدث أَن أَبَاهُ كَانَ يُصَلِّي فِيهَا، وَأَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَمْكِنَة. قَالَ: وحَدثني نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ يُصَلِّي فِي تِلْكَ الْأَمْكِنَة. وَسَأَلت سالما فَلَا أعلمهُ إِلَّا وَافق نَافِعًا فِي الْأَمْكِنَة كلهَا، إِلَّا أَنَّهُمَا اخْتلفَا فِي مسجدٍ بشرف الروحاء. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا من ذَلِك من حَدِيث فليح بن سُلَيْمَان عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر إِذا أَرَادَ الْخُرُوج إِلَى مَكَّة ادهن بدهنٍ لَيْسَ لَهُ رَائِحَة طيبةٌ، ثمَّ يَأْتِي مَسْجِد ذِي الحليفة، فَيصَلي، ثمَّ يركب، فَإِذا اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته قَائِمَة أحرم، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفعل. وَأخرج أَيْضا طرفا مِنْهُ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر إِذا دخل أدنى الْحرم أمسك عَن التَّلْبِيَة، ثمَّ يبيت بِذِي طوى، ثمَّ يُصَلِّي بِهِ ويغتسل، وَيحدث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَفْعَله. وَقد أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أَيُّوب أَيْضا عَن نَافِع بأتم من هَذَا تَعْلِيقا، وَمُسلم بِالْإِسْنَادِ مُخْتَصرا. وَهَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ: أَن ابْن عمر كَانَ إِذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 صلى الْغَدَاة بِذِي الحليفة أَمر براحلته فرحلت، ثمَّ ركب حَتَّى إِذا اسْتَوَت بِهِ اسْتقْبل الْقبْلَة قَائِما، ثمَّ يُلَبِّي، حَتَّى إِذا بلغ الْحرم أمسك، حَتَّى إِذا أَتَى ذَا طوى بَات بِهِ، فَيصَلي بِهِ الْغَدَاة، ثمَّ يغْتَسل وَزعم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعل ذَلِك. وَالَّذِي عِنْد مُسلم من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ لَا يقدم إِلَّا بَات بِذِي طوى، حَتَّى يصبح ويغتسل، ثمَّ يدْخل مَكَّة نَهَارا، وَيذكر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَفْعَله. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَات بِذِي طوى حَتَّى أصبح، ثمَّ دخل مَكَّة، وَكَانَ ابْن عمر يَفْعَله. وَفِي رِوَايَة يحيى الْقطَّان عَن عبيد الله: حَتَّى صلى الصُّبْح. قَالَ يحيى: أَو قَالَ: حَتَّى أصبح. وَذكره أَبُو مَسْعُود فِي أَفْرَاد مُسلم، وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ أَيْضا فِي أَوَائِل كتاب " الْحَج " عَن مُسَدّد عَن يحيى. 1375 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شغل عَنْهَا لَيْلَة - يَعْنِي صَلَاة الْعَتَمَة - فأخرها حَتَّى رقدنا فِي الْمَسْجِد ثمَّ استيقظنا، ثمَّ رقدنا ثمَّ استيقظنا، ثمَّ خرج علينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ قَالَ: " لَيْسَ أحدٌ من أهل الأَرْض اللَّيْلَة ينْتَظر الصَّلَاة غَيْركُمْ ". زَاد البُخَارِيّ: وَكَانَ ابْن عمر لَا يُبَالِي قدمهَا أَو أَخّرهَا إِذا كَانَ لَا يخْشَى أَن يغلبه النّوم عَن وَقتهَا، وَقل مَا كَانَ يرقد قبلهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الحكم بن عتيبة عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: مكثنا الحديث: 1375 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 ذَات ليلةٍ نَنْتَظِر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لصَلَاة الْعشَاء الْآخِرَة، فَخرج إِلَيْنَا حِين ذهب ثلث اللَّيْل أَو بعده، فَلَا نَدْرِي أشيءٌ شغله فِي أَهله أَو غير ذَلِك، فَقَالَ حِين خرج: " إِنَّكُم لتنتظرون صَلَاة مَا ينتظرها أهل دينٍ غَيْركُمْ، وَلَوْلَا أَن يثقل على أمتِي لصليت بهم هَذِه السَّاعَة " ثمَّ أَمر الْمُؤَذّن فَأَقَامَ الصَّلَاة وَصلى. 1376 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن ابْن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ الْمُسلمُونَ حِين قدمُوا الْمَدِينَة يَجْتَمعُونَ فيتحينون الصَّلَوَات، وَلَيْسَ يُنَادي بهَا أحدٌ، فتكلموا فِي ذَلِك، فَقَالَ بَعضهم: اتَّخذُوا ناقوساً مثل ناقوس النَّصَارَى، وَقَالَ بَعضهم: قرنا مثل قرن الْيَهُود. فَقَالَ عمر: أَو لَا تبعثون رجلا يُنَادي بِالصَّلَاةِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا بِلَال، قُم فَنَادِ بِالصَّلَاةِ ". 1377 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن صَالح بن كيسَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ على الْمِنْبَر: " غفار غفر الله لَهَا، وَأسلم سَالَمَهَا الله، وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمن حَدِيث عبيد الله وَأُسَامَة بن زيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ فِي حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع، وَلَا فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن ابْن الحديث: 1376 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 دِينَار: على الْمِنْبَر. وَهُوَ فِي حَدِيث صَالح وَأُسَامَة. 1378 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عمر بن نَافِع عَن أَبِيه عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن القزع. وَفِي رِوَايَة عبيد الله بن عمر عَن عمر بن نَافِع، قلت: وَمَا القزع، فَأَشَارَ لنا عبيد الله، قَالَ: إِذا حلق الصَّبِي ترك هَا هُنَا وَهَا هُنَا. وَأَشَارَ عبيد الله إِلَى ناصيته وجانبي رَأسه. قيل لِعبيد الله: وَالْجَارِيَة؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد عَن عبيد الله: قلت لنافع: وَمَا القزع؟ قَالَ: يحلق بعض رَأس الصَّبِي وَيتْرك بعض. وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث عبد الله بن الْمثنى بن عبد الله بن أنس عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن القزع. لم يزدْ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع، وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن السراج عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذلك. هَكَذَا فِي كتاب مُسلم، أدرجه على مَا قبله. وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن فِي حَدِيث السراج: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن القزع فَقَط. وَأَن فِي حَدِيث أَيُّوب: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى غُلَاما قد حلق بعض رَأسه وَترك بعضه، فنهاهم عَن ذَلِك وَقَالَ: " احْلقُوا كُله، أَو ذَروا كُله ". الحديث: 1378 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 1379 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن يُونُس بن يزِيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَكف فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان. زَاد مُسلم فِي رِوَايَته عَن أبي الطَّاهِر: قَالَ نَافِع: وَقد أَرَانِي عبد الله الْمَكَان الَّذِي كَانَ يعكتف فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمَسْجِد. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر نَحوه، دون الزِّيَادَة. 1380 - الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن فِي يَدي قِطْعَة إستبرق، وَلَيْسَ مكانٌ أُرِيد من الْجنَّة إِلَّا طارت إِلَيْهِ، قَالَ: فقصصته على حَفْصَة، فقصته حَفْصَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرى عبد الله رجلا صَالحا ". وَفِي رِوَايَة وهيب عَن أَيُّوب نَحوه، وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن أَخَاك رجلٌ صَالح " أَو " إِن عبد الله رجلٌ صَالح ". وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَن بيَدي قِطْعَة إستبرق، فَكَأَنِّي لَا أُرِيد مَكَانا من الْجنَّة إِلَّا طارت إِلَيْهِ. وَرَأَيْت كَأَن اثْنَيْنِ أتياني أَرَادَا أَن يذهبا بِي إِلَى النَّار، فتلقاهما ملكٌ فَقَالَ: لم ترع. خليا عَنهُ. فقصت حَفْصَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِحْدَى رُؤْيَايَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم الرجل عبد الله، لَو كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل ". فَكَانَ عبد الله يُصَلِّي من اللَّيْل. قَالَ: وَكَانُوا لَا يزالون يقصون على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرُّؤْيَا، أَنَّهَا فِي اللَّيْلَة السَّابِعَة من الْعشْر الْأَوَاخِر - يعْنى لَيْلَة الْقدر، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت فِي الْعشْر الْأَوَاخِر، فَمن كَانَ متحريها فليتحرها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر ". الحديث: 1379 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 هَذَا الْفَصْل وَحده فِي لَيْلَة الْقدر من مُسْند ابْن عمر، وَمَا قبله يصلح أَن يكون فِي مُسْند حَفْصَة، وَقد خرج ذَلِك كُله أَبُو مَسْعُود هَا هُنَا. 1381 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن عون بن أرطبان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر بن الْخطاب أصَاب أَرضًا بِخَيْبَر، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستأمره فِيهَا، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أصبت أَرضًا بِخَيْبَر لم أصب مَالا قطّ أنفس عِنْدِي مِنْهُ، فَمَا تَأْمُرنِي فِيهِ؟ قَالَ: " إِن شِئْت حبست أَصْلهَا وتصدقت بهَا " قَالَ: فَتصدق بهَا عمر: أَنه لَا تبَاع، وَلَا توهب، وَلَا تورث. وَتصدق بهَا فِي الْفُقَرَاء، وَفِي الْقُرْبَى، وَفِي الرّقاب، وَفِي سَبِيل الله، وَابْن السَّبِيل، والضيف، لَا جنَاح على من وَليهَا أَن يَأْكُل مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ، وَيطْعم غير مُتَمَوّل، قَالَ ابْن عون: فَحَدَّثته ابْن سِيرِين فَقَالَ: غير متأثل مَالا. وَفِي رِوَايَة سليم بن أَخْضَر قَالَ ابْن عون: وأنبأني من قَرَأَ هَذَا الْكتاب أَن فِيهِ: غير متأثلٍ مَالا. وَمِنْهُم من جعله من مُسْند عمر، فَقَالَ فِيهِ: عَن ابْن عمر عَن عمر. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر تصدق بمالٍ لَهُ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ يُقَال لَهُ ثمغٍ، وَكَانَ نخلا. فَقَالَ عمر: يَا رَسُول الله، إِنِّي اسْتَفَدْت مَالا، وَهُوَ عِنْدِي نفيسٌ، فَأَرَدْت أَن أَتصدق بِهِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تصدق بِأَصْلِهِ، لَا يُبَاع، وَلَا يُوهب، وَلَا يُورث، وَلَكِن ينْفق ثمره ". فَتصدق بِهِ عمر، فصدقته تِلْكَ فِي سَبِيل الله عز وَجل، وَفِي الرّقاب، وَالْمَسَاكِين، والضيف، وَابْن السَّبِيل، وَلِذِي الْقُرْبَى، وَلَا جنَاح على من وليه أَن يَأْكُل بِالْمَعْرُوفِ ويؤكل غير متمولٍ بِهِ. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار قَالَ فِي صَدَقَة عمر: لَيْسَ على الحديث: 1381 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 الْوَالِي جنَاح أَن يَأْكُل ويؤكل صديقا غير متأثل. قَالَ: فَكَانَ ابْن عمر هُوَ يَلِي صَدَقَة عمر، يهدي لناسٍ من أهل مَكَّة كَانَ ينزل عَلَيْهِم. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود: أخرج البُخَارِيّ فِي كتاب " الْوَصَايَا " عَن قُتَيْبَة عَن حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر اشْترط فِي وَقفه أَن يَأْكُل من وليه، ويؤكل مِنْهُ غير متمولٍ. وَلم أَجِدهُ. 1382 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن ابْن عون قَالَ: كتبت إِلَى نَافِع أسأله عَن الدُّعَاء قبل الْقِتَال: فَكتب إِلَيّ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِك فِي أول الْإِسْلَام وَقد أغار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بني المصطلق وهم غَارونَ، وأنعامهم تسقى على المَاء، فَقتل مُقَاتلَتهمْ، وسبى ذَرَارِيهمْ، وَأصَاب يومئذٍ جوَيْرِية. وَفِي كتاب مُسلم قَالَ يحيى: أَحْسبهُ جوَيْرِية، أَو الْبَتَّةَ. حَدثنِي بِهِ عبد الله بن عمر، وَكَانَ فِي ذَلِك الْجَيْش. وَهَذَا هُوَ الْمَتْن الآخر الْمُتَّفق عَلَيْهِ الَّذِي جمعه أَبُو مَسْعُود مَعَ حَدِيث النَّفْل الَّذِي انْفَرد بِهِ مُسلم، وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا إِسْنَاد غير الآخر. 1383 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَرَانِي فِي الْمَنَام أتسوك بسواكٍ، فَجَاءَنِي رجلَانِ، أَحدهمَا أكبر من الآخر، فناولت الْأَصْغَر مِنْهُمَا، فَقيل لي: كبر، فَدَفَعته إِلَى الْأَكْبَر مِنْهُمَا ". أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَمُسلم بِالْإِسْنَادِ. قَالَ البُخَارِيّ: اخْتَصَرَهُ نعيم - يَعْنِي ابْن حَمَّاد، عَن ابْن الْمُبَارك عَن أُسَامَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر. قَالَ أَبُو مَسْعُود: قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستن. فَأعْطَاهُ أكبر الْقَوْم، وَقَالَ: " أَمرنِي جِبْرِيل أَن أكبر ". الحديث: 1382 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 1384 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لما رَجَعَ من " الْأَحْزَاب ": " لَا يصلين أحدٌ الْعَصْر إِلَّا فِي بني قُرَيْظَة " فَأدْرك بَعضهم الْعَصْر فِي الطَّرِيق، فَقَالَ بَعضهم: لَا نصلي حَتَّى نأتيها، وَقَالَ بَعضهم: بل نصلي، لم يرد ذَلِك منا. فَذكر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم يعنف وَاحِدًا مِنْهُم. 1385 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: ذكر عمر بن الْخطاب لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه تصيبه الْجَنَابَة من اللَّيْل، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تَوَضَّأ، واغسل ذكرك، ثمَّ نم ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: استفتى عمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَيَنَامُ أَحَدنَا وَهُوَ جنبٌ؟ قَالَ: " نعم، إِذا تَوَضَّأ ". وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن عمر سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أيرقد أَحَدنَا وَهُوَ جنبٌ؟ قَالَ: " نعم، إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليرقد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر. وَمن حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن نَافِع عَنهُ بِنَحْوِ ذَلِك. 1386 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: بَيْنَمَا النَّاس بقباء فِي صَلَاة الصُّبْح، إِذْ جَاءَهُم آتٍ فَقَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أنزل عَلَيْهِ اللَّيْلَة قرآنٌ، وَقد أَمر أَن يسْتَقْبل الْقبْلَة فاستقبلوها. وَكَانَت وُجُوههم إِلَى الشَّام، فاستداروا إِلَى الْكَعْبَة. الحديث: 1384 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْقَسْمَلِي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُفْيَان عَن عبد الله بن دِينَار، وَعَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَنهُ عَن ابْن عمر كَذَلِك. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع، وَعبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: " بَيْنَمَا النَّاس فِي صَلَاة الصُّبْح. . " وَذكر نَحوه. 1387 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الظُّلم ظلماتٌ يَوْم الْقِيَامَة ". 1388 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار أَنه سمع ابْن عمر يَقُول: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعثاً وَأمر عَلَيْهِم أُسَامَة بن زيد، فطعن النَّاس فِي إمرته، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِن تطعنوا فِي إمرته فقد كُنْتُم تطعنون فِي أمرة أَبِيه من قبل. وَايْم الله، إِن كَانَ لخليقاً للإمرة، وَإِن كَانَ لمن أحب النَّاس إِلَيّ، وَإِن هَذَا من أحب النَّاس إِلَيّ بعده ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر. وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر بِنَحْوِ ذَلِك. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن ابْن عمر، قَالَ: اسْتعْمل الحديث: 1387 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُسَامَة، فَقَالُوا فِيهِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد بَلغنِي أَنكُمْ قُلْتُمْ فِي أُسَامَة، وَإنَّهُ من أحب النَّاس إِلَيّ ". وَمن حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر بِنَحْوِ حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ، وَمن حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عمر بن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن عَمه سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ على الْمِنْبَر: " إِن تطعنوا فِي إمارته - يُرِيد أُسَامَة بن زيد - فقد طعنتم فِي إِمَارَة أَبِيه من قبله. وَايْم الله، إِن كَانَ لخليقاً لَهَا، وَايْم الله، إِن كَانَ لأحب النَّاس إِلَيّ من بعده، وأوصيكم بِهِ، فَإِنَّهُ من صالحيكم ". 1389 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ عَن عبد الله ابْن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: ذكر رجلٌ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه يخدع فِي الْبيُوع فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من بَايَعت فَقل: لَا خلابة ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر. وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز من مُسلم عَن عبد الله بن دِينَار بِنَحْوِهِ. وَزَاد عبد الْعَزِيز قَالَ: فَكَانَ إِذا بَاعَ قَالَ: لَا خلابة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُعْبَة، وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر كَذَلِك مَرْفُوعا وَزَاد إِسْمَاعِيل: فَكَانَ إِذا بَايع يَقُول: لَا خيابة. الحديث: 1389 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 1390 - الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة جَمِيعًا عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الْوَلَاء وَعَن هِبته. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر الْعمريّ، وَسليمَان بن بِلَال، وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان، كلهم عَن عبد الله ابْن دِينَار عَن ابْن عمر بِمثلِهِ، إِلَّا عبد الله فَلم يذكر " الْهِبَة " قَالَ أَبُو الْحُسَيْن مُسلم ابْن الْحجَّاج: النَّاس كلهم عِيَال على عبد الله بن دِينَار فِي هَذَا الحَدِيث. 1391 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن وَاسع بن حبَان عَن ابْن عمر قَالَ: ارتقيت فَوق بَيت حَفْصَة لبَعض حَاجَتي، فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْضِي حَاجته مُسْتَقْبل الشَّام مستدبر القبله. 1392 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكه قَالَ: توفيت بنت لعُثْمَان بن عَفَّان بِمَكَّة، قَالَ: فَجِئْنَا لنشهدها، قَالَ: فحضرها ابْن عمر وَابْن عَبَّاس، قَالَ: وَإِنِّي لجالسٌ بَينهمَا، قَالَ: جَلَست إِلَى أَحدهمَا، ثمَّ جَاءَ الآخر فَجَلَسَ إِلَى جَنْبي، فَقَالَ عبد الله بن عمر لعَمْرو بن عُثْمَان وَهُوَ مواجهه: أَلا تَنْتَهِي عَن الْبكاء؟ فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ " وَهُوَ بِطُولِهِ فِي مُسْند عمر. وَأخرج مُسلم من حَدِيث عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن عَم أَبِيه سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء الْحَيّ ". الحديث: 1390 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 1393 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي: أَن رجلا قَالَ لعبد الله بن عمر: أَلا تغزو؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الْإِسْلَام بني على خمس: شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وإقام الصَّلَاة، وإيتاء الزَّكَاة، وَصِيَام شهر رَمَضَان، وَحج الْبَيْت ". وَأخرجه البُخَارِيّ بِزِيَادَة من حَدِيث بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن نَافِع: أَن رجلا أَتَى ابْن عمر فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، مَا حملك على أَن تحج عَاما وتعتمر عَاما، وتترك الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، وَقد علمت مَا رغب الله فِيهِ؟ قَالَ: يَا ابْن أخي، بني الْإِسْلَام على خمس: إيمانٌ بِاللَّه وَرَسُوله، والصلوات الْخمس، وَصِيَام رَمَضَان، وَأَدَاء الزَّكَاة، وَحج الْبَيْت. . قَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أَلا تسمع مَا ذكر الله فِي كِتَابه {وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا إِلَى قَوْله: ( ... . . إِلَى أَمر الله} [الحجرات] وَقَالَ: {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة} [الْبَقَرَة] قَالَ: فعلنَا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ الْإِسْلَام قَلِيلا، فَكَانَ الرجل يفتن فِي دينه: إِمَّا قَتَلُوهُ وَإِمَّا عذبوه، حَتَّى كثر الْإِسْلَام فَلم تكن فتنةٌ. قَالَ: فَمَا قَوْلك فِي عَليّ وَعُثْمَان؟ قَالَ: أما عُثْمَان فَكَانَ الله عَفا عَنهُ، أما أَنْتُم فكرهتم أَن تعفوا عَنهُ. وَأما عليٌّ فَابْن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَخَتنه، وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَالَ: هَذَا بَيته حَيْثُ ترَوْنَ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد بن عبيد الله بن عمر جده عبد الله بن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بني الْإِسْلَام على خمس: شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله الحديث: 1393 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله، وإقام الصَّلَاة، وإيتاء الزَّكَاة، وَحج الْبَيْت، وَصَوْم رَمَضَان ". وَمن حَدِيث سعد بن عُبَيْدَة عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بني الْإِسْلَام على خمس: على أَن يوحد الله، وإقام الصَّلَاة، وإيتاء الزَّكَاة، وَصِيَام رَمَضَان، وَالْحج " فَقَالَ رجل: الْحَج وَصِيَام رَمَضَان. فَقَالَ: لَا، صِيَام رَمَضَان وَالْحج، هَكَذَا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث سعد بن طَارق عَن سعد بن عُبَيْدَة: " بني الْإِسْلَام على خمس: على أَن تعبد الله وتكفر بِمَا دونه، وإقام الصَّلَاة، وإيتاء الزَّكَاة، وَحج الْبَيْت، وَصَوْم رَمَضَان ". 1394 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ قَالَ: سَأَلنَا ابْن عمر: أيقع الرجل على امْرَأَته فِي الْعمرَة قبل أَن يطوف بَين الصَّفَا والمروة؟ فَقَالَ: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ سبعا، ثمَّ صلى خلف الْمقَام رَكْعَتَيْنِ، وَطَاف بَين الصَّفَا والمروة، وَقَالَ: {لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة} . وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة قَالَ: وَسَأَلت جَابر بن عبد الله فَقَالَ: لَا يقرب امْرَأَته حَتَّى يطوف بَين الصَّفَا والمروة. 1395 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن الْحَارِث بن الْمُعَلَّى الْأنْصَارِيّ عَن عبد الله بن عمر قَالَ: اشْتَكَى سعد بن عبَادَة شكوى لَهُ، فَأَتَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودهُ مَعَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد بن أبي وَقاص وَعبد الله بن مَسْعُود، فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ وجده فِي غشية، فَقَالَ: " قد قضى؟ " فَقَالُوا: لَا يَا رَسُول الله. فَبكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا رأى الْقَوْم بكاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكوا. قَالَ: " أَلا الحديث: 1394 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 تَسْمَعُونَ؟ إِن الله لَا يعذب بدمع الْعين، لَا بحزن الْقلب، وَلَكِن يعذب بِهَذَا - وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه - أَو يرحم ". وأوله عِنْد مُسلم من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن سعيد بن الْحَارِث عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ جَاءَهُ رجلٌ من الْأَنْصَار، فَسلم عَلَيْهِ، ثمَّ أدبر الْأنْصَارِيّ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَخا الْأَنْصَار، كَيفَ أخي سعد بن عبَادَة؟ " فَقَالَ: صالحٌ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من يعودهُ مِنْكُم؟ " فَقَامَ وقمنا مَعَه وَنحن بضعَة عشر، مَا علينا نعالٌ وَلَا خفافٌ وَلَا قلانس وَلَا قمصٌ، نمشي فِي تِلْكَ السباخ، حَتَّى جئناه، فاستأخر قومه من حوله، حَتَّى دنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه الَّذين مَعَه. لم يزدْ مُسلم فِي حَدِيث عمَارَة على هَذَا. 1396 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن السَّائِب بن فروخ الشَّاعِر عَن عبد الله بن عمر قَالَ: لما كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالطَّائِف قَالَ: " إِنَّا قافلون غَدا إِن شَاءَ الله ". فَقَالَ نَاس من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا نَبْرَح أَو نفتحها. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فاغدوا على الْقِتَال ". فَغَدوْا فقاتلوهم قتالاً شَدِيدا، وَكثر فيهم الْجِرَاحَات، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّا قافلون غَدا " فَسَكَتُوا، فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي " الْأَدَب " عَن قُتَيْبَة، وَقَالَ فِيهِ: عَن عبد الله بن عمر. وَأخرجه هُوَ وَمُسلم فِي " الْمَغَازِي "، وَفِيه عِنْدهمَا: عَن عبد الله بن عَمْرو، والْحَدِيث من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة، وَقد اخْتلف فِيهِ عَلَيْهِ، مِنْهُم من قَالَ عَنهُ هَكَذَا، وَمِنْهُم من قَالَ عَنهُ هَكَذَا، وَمِنْهُم من رَوَاهُ بِالشَّكِّ. الحديث: 1396 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 قَالَ أَبُو بكر البرقاني: وَعبد الله بن عمر أصح. وَهَكَذَا أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي مُسْند ابْن عمر. وَلَيْسَ للسائب فِي مُسْند ابْن عمر غير هَذَا الحَدِيث الْمُخْتَلف فِيهِ. 1397 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: مر ابْن عمر بفتيان من قُرَيْش قد نصبوا طائراً وهم يرمونه، وَقد جعلُوا لصَاحب الطير كل خاطئةٍ من نبلهم، فَلَمَّا رَأَوْا ابْن عمر تفَرقُوا، فَقَالَ ابْن عمر: من فعل هَذَا؟ لعن الله من فعل هَذَا. إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن من اتخذ شَيْئا فِيهِ الرّوح غَرضا. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن ابْن عمر: أَنه دخل على يحيى سعيد وَغُلَام من بني يحيى رابطٌ دجَاجَة يرميها، فَمشى إِلَيْهَا ابْن عمر حَتَّى حلهَا، ثمَّ أقبل بهَا والغلام مَعَه، فَقَالَ: ازجروا غِلْمَانكُمْ أَن يصبروا هَذَا الطير للْقَتْل، فَإِنِّي سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن تصبر بهيمةٌ أَو غَيرهَا للْقَتْل. 1398 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مَعَه ناسٌ فيهم سعدٌ وَأتوا بِلَحْم ضبٍّ فنادت امرأةٌ من نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه لحم ضبٍّ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كلوا، فَإِنَّهُ حَلَال، وَلكنه لَيْسَ من طَعَامي ". وَفِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة عَن تَوْبَة الْعَنْبَري قَالَ: قَالَ لي الشّعبِيّ: أَرَأَيْت حَدِيث الْحسن - يَعْنِي ابْن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ - عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وقاعدت ابْن عمر الحديث: 1397 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 قَرِيبا من سنتَيْن أَو سنة وَنصف فَلم أسمعهُ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير هَذَا، قَالَ: كَانَ نَاس من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم سعد، فَذَهَبُوا يَأْكُلُوا من لحم، فنادتهم امرأةٌ من بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّه لحم ضبٍّ فأمسكوا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كلوا واطعموا، فَإِنَّهُ حَلَال " أَو قَالَ: " لَا بَأْس بِهِ - شكّ تَوْبَة - وَلكنه لَيْسَ من طَعَامي ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم الْقَسْمَلِي عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن الضَّب، فَقَالَ: " لَا آكله، وَلَا أحرمهُ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ، وَقَالَ: " وَهُوَ على الْمِنْبَر "، وَمن حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر هَكَذَا، وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع كَذَلِك، إِلَّا أَنه لم يقل: على الْمِنْبَر. وَمن حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ، ومُوسَى بن عقبَة، وَابْن جريج، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِلَّا أَن فِي حَدِيث أَيُّوب: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بضبٍّ فَلم يَأْكُلهُ، وَلم يحرمه. وَمن حَدِيث مَالك بن مغول البَجلِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن الضَّب، فَقَالَ: " لَا آكله، وَلَا أنهى عَنهُ ". 1399 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن جبلة بن سحيم عَن ابْن عمر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يقرن الرجل بَين التمرتين حَتَّى يسْتَأْذن أَصْحَابه. الحديث: 1399 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن الْمثنى عَن غنْدر قَالَ شُعْبَة: لَا أرى هَذِه الْكَلِمَة إِلَّا من كَلَام ابْن عمر - يَعْنِي الاسْتِئْذَان. 1400 - السِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن مرّة عَن ابْن عمر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النّذر وَقَالَ: " إِنَّه لَا يرد شَيْئا، وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ". وَفِي حَدِيث غند ر عَن شُعْبَة: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام نهى عَن النّذر وَقَالَ: " إِنَّه لَا يَأْتِي بِخَير، وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن الْحَارِث بن الْمُعَلَّى الْأنْصَارِيّ: أَن سمع ابْن عمر يَقُول: أَو لم ينهوا عَن النّذر، إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن النّذر لَا يقدم شَيْئا وَلَا يُؤَخِّرهُ، وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِالنذرِ من الْبَخِيل ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يزِيد بن أبي حَكِيم عَن سُفْيَان عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَذكر نَحوه. 1401 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن صَفْوَان بن مُحرز الْمَازِني قَالَ: بَينا ابْن عمر يطوف إِذْ عرض رجلٌ فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أَو يَا ابْن عمر، كَيفَ سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي النَّجْوَى؟ قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يدنى الْمُؤمن من ربه حَتَّى يضع عَلَيْهِ كتفه، فيقرره بذنوبه: تعرف ذَنْب كَذَا؟ يَقُول: أعرف رب أعرف - مرَّتَيْنِ. فَيَقُول: سترتها فِي الدُّنْيَا وأغفرها لَك الْيَوْم. ثمَّ يعْطى صحيفَة حَسَنَاته. وَأما الْكفَّار والمنافقون فينادى بهم على رُؤُوس الْخَلَائق: هَؤُلَاءِ الَّذين كذبُوا على الله ". الحديث: 1400 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 وَفِي حَدِيث همام عَن قَتَادَة: " إِن الله يدني الْمُؤمن، فَيَضَع عَلَيْهِ كتفه ويستره، يَقُول: أتعرف ذَنْب كَذَا؟ أتعرف ذَنْب كَذَا؟ فَيَقُول: نعم. أَي رب، حَتَّى إِذا قَرَّرَهُ بذنوبه، وَرَأى فِي نَفسه أَنه هلك، قَالَ: سترتها عَلَيْك فِي الدُّنْيَا، وَأَنا أغفرها لَك الْيَوْم، فَيعْطى كتاب حَسَنَاته. وَأما الْكَافِر وَالْمُنَافِق فَيَقُول الأشهاد: هَؤُلَاءِ الَّذين كذبُوا على رَبهم، أَلا لعنة الله على الظَّالِمين ". 1402 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن زِيَاد بن جُبَير بن حَبَّة قَالَ: كنت مَعَ ابْن عمر، فَسَأَلَهُ رجل فَقَالَ: نذرت أَن أَصوم كل ثلاثاء أَو أربعاء مَا عِشْت، فَوَافَقَ هَذَا الْيَوْم يَوْم النَّحْر. قَالَ: أَمر الله بوفاء النّذر، ونهينا أَن نَصُوم يَوْم النَّحْر. فَأَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ مثله لَا يزِيد عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة معَاذ بن معَاذ عَن عبد الله بن عون عَن زِيَاد عَنهُ قَالَ: أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بوفاء النّذر، وَنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صَوْم هَذَا الْيَوْم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حَكِيم بن أبي حرَّة الْأَسْلَمِيّ أَنه سمع ابْن عمر [سُئِلَ] فِي رجل نذر أَلا يَأْتِي عَلَيْهِ يَوْم سَمَّاهُ - إِلَّا صَامَ، فَوَافَقَ يَوْم أضحى أَو فطر، فَقَالَ: لقد كَانَ لكم فِي رَسُول الله أُسْوَة حَسَنَة، لم يكن يَصُوم يَوْم الْأَضْحَى وَالْفطر، وَلَا يرى صيامهما. 1403 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن زِيَاد بن جُبَير قَالَ: رَأَيْت ابْن عمر أَتَى على رجل أَنَاخَ بدنته يَنْحَرهَا، فَقَالَ: ابعثها قيَاما مُقَيّدَة، سنة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1404 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث قَالَ: سُئِلَ عبيد الله عَن التحصيب، فحدثنا عَن نَافِع قَالَ: نزل بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1402 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 وَعمر وَابْن عمر. وَعَن نَافِع أَن ابْن عمر كَانَ يُصَلِّي بهَا - يَعْنِي بالمحصب - الظّهْر وَالْعصر، أَحْسبهُ قَالَ: وَالْمغْرب. قَالَ خَالِد: لَا أَشك فِي الْعشَاء، ويهجع هجعةً، وَيذكر ذَلِك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي وَأَبا بكر وَعمر كَانُوا ينزلون الأبطح. وَمن حَدِيث صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ يرى التحصيب سنة، وَكَانَ يُصَلِّي يَوْم النَّفر بالحصبة. وَقَالَ نَافِع: قد حصب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْخُلَفَاء بعده. وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم: أَن أَبَا بكر وَعمر وَابْن عمر كَانُوا ينزلون الأبطح. 1405 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِر، فقد بَاء بهَا أَحدهمَا " أخرجه البُخَارِيّ هَكَذَا بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه مُسلم عَن عبد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي قَالَ: " إِذا كفر الرجل أَخَاهُ فقد بَاء بهَا أَحدهمَا ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَيّمَا امرئٍ قَالَ لِأَخِيهِ كَافِر، فقد بَاء بهَا أَحدهمَا، إِن كَانَ كَمَا قَالَ، وَإِلَّا رجعت عَلَيْهِ ". 1406 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك وسُفْيَان عَن عبد الله بن دِينَار الحديث: 1405 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 أَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الْيَهُود إِذا سلمُوا على أحدكُم إِنَّمَا يَقُولُونَ: سامٌ عَلَيْك. فَقل: عَلَيْك " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه. وَمن حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْيَهُود إِذا سلمُوا عَلَيْكُم إِنَّمَا يَقُول أحدهم: السام عَلَيْك، فَقولُوا: وَعَلَيْكُم ". 1407 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا إِذا بَايعنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على السّمع وَالطَّاعَة يَقُول لنا: " فِيمَا اسْتَطَعْت " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر نَحوه، وَفِيه: فَيَقُول لنا: فِيمَا اسْتَطَعْتُم. 1408 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا حق امرئٍ مُسلم لَهُ شيءٌ يُوصي فِيهِ، يبيت لَيْلَتَيْنِ إِلَّا ووصيته مكتوبةٌ عِنْده. أخرجه البُخَارِيّ من هَذِه الطَّرِيق هَكَذَا، وَأخرجه تَعْلِيقا فَقَالَ: تَابعه مُحَمَّد بن مُسلم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ: " يبيت ثَلَاث ليالٍ "، قَالَ ابْن عمر: مَا مرت عَليّ لَيْلَة مُنْذُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ذَلِك إِلَّا وَعِنْدِي وصيتي. الحديث: 1407 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 وَأخرجه من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ، وَفِيه: " يبيت لَيْلَتَيْنِ وَله شيءٌ يُرِيد أَن يُوصي فِيهِ ". قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَفِي حَدِيث ابْن نمير - يَعْنِي عَن عبيد الله - لَيْلَة، وَلم أَجِدهُ فِي كتاب مُسلم. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِهِ، وَفِيه: " يبيت لَيْلَتَيْنِ " وَقَالَ: يُرِيد أَن يُوصي فِيهِ. وَأخرجه من حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن نَافِع. وَمن حَدِيث هِشَام بن سعد عَن نَافِع عَن ابْن عمر مُسْندًا. وَمن حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن نَافِع كَذَلِك، وَقَالُوا: " لَهُ شيءٌ يُوصي فِيهِ ". 1409 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله عَن جده عبد الله بن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يزَال هَذَا الْأَمر فِي قريشٍ مَا بَقِي مِنْهُم اثْنَان ". 1410 - السبعون بعد الْمِائَة: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: وجدت امْرَأَة مقتولة فِي بعض مغازي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قتل النِّسَاء وَالصبيان. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث اللَّيْث عَن نافعٍ عَن ابْن عمر: أَن امْرَأَة وجدت فِي بعض مغازي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقتولةً فَأنْكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قتل النِّسَاء وَالصبيان. الحديث: 1409 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 أَفْرَاد البُخَارِيّ 1411 - الأول: عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فِيمَا سقت السَّمَاء والعيون أَو كَانَ عثرياً الْعشْر، وَمَا سقِِي بالنضح نصف الْعشْر ". فِي كتاب أبي بكر البرقاني، وَفِي كتاب أبي مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِيهِ: فرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا سقت السَّمَاء والأنهار والعيون أَو مَا كَانَ عثرياً الْعشْر، وَفِيمَا سقِِي بالناضح نصف الْعشْر. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَذَلِك. قَالَ: وَقد روى عبيد الله بن عمر هَذَا الحَدِيث عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن عمر من قَوْله مَوْقُوفا، وَرَوَاهُ مُوسَى بن عقبَة وَأَيوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر من قَوْله مَوْقُوفا. 1412 - الثَّانِي: عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ قَائِم على الْمِنْبَر يَقُول: " إِنَّمَا بقاؤكم فِيمَا سلف قبلكُمْ من الْأُمَم كَمَا بَين صَلَاة الْعَصْر إِلَى غرُوب الشَّمْس، أُوتِيَ أهل التَّوْرَاة التَّوْرَاة فعملوا بهَا حَتَّى انتصف النَّهَار ثمَّ عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثمَّ أُوتِيَ أهل الْإِنْجِيل الْإِنْجِيل فعملوا بهَا إِلَى صَلَاة الْعَصْر ثمَّ عجزوا، فأعطوا قيراطاً قيراطاً، ثمَّ أوتينا الْقُرْآن فعملنا إِلَى غرُوب الشَّمْس، فأعطينا قيراطين قيراطين. فَقَالَ أهل الْكِتَابَيْنِ: أَي رَبنَا، أَعْطَيْت هَؤُلَاءِ قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطاً قيراطاً وَنحن أَكثر عملا. قَالَ الله عز وَجل: هَل ظلمتكم من أجركُم من شَيْء؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَهُوَ فضلي أوتيه من أَشَاء ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مثلكُمْ من أهل الْكِتَابَيْنِ كَمثل رجلٍ اسْتَأْجر أجراء، فَقَالَ: من يعْمل لي من غدْوَة إِلَى نصف النَّهَار على قِيرَاط؟ فَعمِلت الْيَهُود. ثمَّ قَالَ: من يعْمل لي من نصف النَّهَار إِلَى صَلَاة الْعَصْر على قِيرَاط؟ فَعمِلت النَّصَارَى. ثمَّ قَالَ: من يعْمل الحديث: 1411 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 لي من الْعَصْر إِلَى أَن تغيب الشَّمْس على قيراطين؟ فَأنْتم هم، فَغضِبت الْيَهُود وَالنَّصَارَى: فَقَالُوا. مَا لنا أَكثر عملا وَأَقل عَطاء؟ قَالَ: هَل نقصتكم من حقكم؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَذَلِك فضلي أوتيه من أَشَاء ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا أجلكم فِي أجل من خلا من الْأُمَم كَمَا بَين صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس، وَإِنَّمَا مثلكُمْ وَمثل الْيَهُود وَالنَّصَارَى كرجلٍ اسْتعْمل عمالاً، فَقَالَ: من يعْمل إِلَى نصف النَّهَار على قِيرَاط قِيرَاط؟ " ... ثمَّ ذكر نَحوه، وَفِي آخِره: " أَلا فَأنْتم الَّذين يعْملُونَ من صَلَاة الْعَصْر إِلَى مغرب الشَّمْس، أَلا لكم الْأجر مرَّتَيْنِ، فَغضِبت الْيَهُود وَالنَّصَارَى. . وَذكر نَحْو مَا قبله. وَأخرجه من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع وَمن حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا مثلكُمْ وَمثل الْيَهُود وَالنَّصَارَى كرجلٍ اسْتعْمل عمالاً. . " وَذكر نَحوه. وَقد أخرجه من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده. قَالَ أَبُو مَسْعُود: أغفل مسلمٌ هَذَا الأَصْل فَلم يُخرجهُ. 1413 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَالِد ابْن الْوَلِيد، إِلَى بني جذيمة، فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام، فَلم يحسنوا أَن يَقُولُوا: أسلمنَا، فَجعلُوا يَقُولُونَ: صبأنا صبأنا. فَجعل خالدٌ يقتل ويأسر، وَدفع إِلَى كل رجلٍ منا أسيره، فَقلت: وَالله لَا أقتل أسيري، وَلَا يقتل رجلٌ من أَصْحَابِي أسيره حَتَّى قدمنَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فذكرناه لَهُ، فَرفع يَدَيْهِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأ الحديث: 1413 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 إِلَيْك مِمَّا صنع خَالِد " مرَّتَيْنِ. 1414 - الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة من الْفجْر يَقُول: " اللَّهُمَّ الْعَن فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا " بَعْدَمَا يَقُول: " سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد " فَأنْزل الله: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء} إِلَى قَوْله: {فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ} [سُورَة آل عمرَان] . قَالَ: وَعَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن سَالم قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو على صَفْوَان بن أُميَّة، وَسُهيْل بن عَمْرو، والْحَارث بن هِشَام، فَنزلت: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء} إِلَى قَوْله: {فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ} . 1415 - الْخَامِس: عَن ابْن شهَاب عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَفَاتِيح الْغَيْب خمس: {إِن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث وَيعلم مَا فِي الْأَرْحَام وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت إِن الله عليم خَبِير} [سُورَة لُقْمَان] . أخرجه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَفَاتِيح الْغَيْب خمس، ثمَّ قَرَأَ: {إِن الله عِنْده علم السَّاعَة} . وَأخرجه من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَفَاتِيح الْغَيْب خمسٌ لَا يعلمهَا إِلَّا الله ... " نَحوه. وَمن حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الحديث: 1414 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَفَاتِيح الْغَيْب خمسٌ لَا يعلمهَا إِلَّا الله: لَا يعلم أحدٌ مَا يكون فِي غدٍ إِلَّا الله، وَلَا يعلم أحدٌ مَا يكون فِي الْأَرْحَام، وَلَا تعلم نفسٌ مَاذَا تكسب غَدا، وَمَا تَدْرِي نفسٌ بِأَيّ أَرض تَمُوت، وَمَا يدْرِي أحد مَتى يَجِيء الْمَطَر ". وَمن رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: " مَفَاتِيح الْغَيْب خمسٌ لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله: لَا يعلم مَا تغيض الْأَرْحَام إِلَّا الله، وَلَا يعلم مَا فِي غَد إِلَّا الله، وَلَا يعلم مَتى يَأْتِي الْمَطَر أحدٌ إِلَّا الله، وَلَا تَدْرِي نفسٌ بِأَيّ أرضٍ تَمُوت إِلَّا الله، وَلَا يعلم مَتى تقوم السَّاعَة إِلَّا الله ". وَأخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ وَالْبرْقَانِي من حَدِيث عمر بن مُحَمَّد عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَفَاتِيح الْغَيْب خمس ... " وَذكر الْآيَة، وَلم يذكرهُ أَبُو مَسْعُود فِي " الْأَطْرَاف ". 1416 - السَّادِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ يَرْمِي الْجَمْرَة الدُّنْيَا بِسبع حصياتٍ، يكبر مَعَ كل حَصَاة، ثمَّ يتَقَدَّم فيسهل، فَيقوم مُسْتَقْبل الْقبْلَة طَويلا، وَيَدْعُو، يرفع يَدَيْهِ، ثمَّ يَرْمِي الْوُسْطَى، ثمَّ يَأْخُذ ذَات الشمَال فيسهل، فَيقوم مُسْتَقْبل الْقبْلَة ثمَّ يَدْعُو وَيرْفَع يَدَيْهِ، وَيقوم طَويلا، ثمَّ يَرْمِي الْجَمْرَة ذَات الْعقبَة من بطن الْوَادي، وَلَا يقف عِنْدهَا، ثمَّ ينْصَرف وَيَقُول: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَفْعَله. وَأخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا رمى الْجَمْرَة الَّتِي تلِي مَسْجِد منى، يرميها بِسبع حَصَيَات. . ثمَّ ذكر نَحوه. وَفِي آخِره: قَالَ الزُّهْرِيّ: سَمِعت سَالم بن عبد الله يحدث بِمثل هَذَا عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: وَكَانَ ابْن عمر يَفْعَله. الحديث: 1416 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 1417 - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم قَالَ: كتب عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج أَلا يُخَالف ابْن عمر فِي الْحَج، فجَاء ابْن عمر وَأَنا مَعَه يَوْم عَرَفَة حِين مَالَتْ الشَّمْس، فصاح عِنْد سرادق الْحجَّاج، فَخرج وَعَلِيهِ ملحفة معصفرة، فَقَالَ: مَا لَك يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن؟ فَقَالَ: الرواح إِن كنت تُرِيدُ السّنة؟ قَالَ: هَذِه السَّاعَة؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فانتظرني حَتَّى أفيض على رَأْسِي ثمَّ أخرج، فَنزل حَتَّى خرج الْحجَّاج، فَسَار بيني وَبَين أبي، فَقلت: إِن كنت تُرِيدُ السّنة فاقصر الْخطْبَة، وَعجل الْوُقُوف، فَجعل ينظر إِلَى عبد الله، فَلَمَّا رأى ذَلِك عبد الله قَالَ: صدق. وَأخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث اللَّيْث عَن عقيل عَن ابْن شهَاب عَن سَالم: أَن الْحجَّاج عَام نزل بِابْن الزبير، سَأَلَ عبد الله: كَيفَ تصنع فِي الْموقف يَوْم عَرَفَة؟ فَقَالَ سَالم: إِن كنت تُرِيدُ السّنة فَهجر بِالصَّلَاةِ يَوْم عَرَفَة. فَقَالَ عبد الله بن عمر: صدق، إِنَّهُم كَانُوا يجمعُونَ بَين الظّهْر وَالْعصر فِي السّنة، فَقلت لسالم: أفعل ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ سَالم: وَهل يتبعُون فِي ذَلِك إِلَّا سنته! . 1418 - الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن ابْن عمر، وَعَن ابْن طَاوس عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن ابْن عمر قَالَ: دخلت على حَفْصَة، ونوساتها تنطف، قلت: قد كَانَ من أَمر النَّاس مَا تَرين، فَم يَجْعَل لي من الْأَمر شيءٌ. فَقَالَ: الْحق، فَإِنَّهُم ينتظرونك، وأخشى أَن يكون فِي احتباسك عَنْهُم فرقةٌ، فَلم تَدعه حَتَّى ذهب. فَلَمَّا تفرق النَّاس خطب مُعَاوِيَة فَقَالَ: من كَانَ يُرِيد أَن يتَكَلَّم فِي هَذَا الْأَمر فليطلع لنا قرنه، فلنحن أَحَق بِهِ مِنْهُ وَمن أَبِيه. قَالَ حبيب بن مسلمة: فَهَلا أَجَبْته؟ قَالَ عبد الله: فحللت حبوتي، وهممت أَن أَقُول: أَحَق بِهَذَا الْأَمر مِنْك من قَاتلك وأباك على الْإِسْلَام، فَخَشِيت أَن أَقُول كلمة تفرق بَين الْجَمِيع، وتسفك الحديث: 1417 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 الدَّم، وَتحمل على غير ذَلِك. فَذكرت مَا أعد الله فِي الْجنان. قَالَ حبيب: حفظت وعصمت. 1419 - التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن عبد الله بن عمر عَن ابْن عمر قَالَ: الصّيام لمن تمتّع بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَج إِلَى يَوْم عَرَفَة، فَإِن لم يجد هَديا وَلم يصم، صَامَ أَيَّام منى. وَعَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة مثله، وَقَالا: لم يرخص فِي أَيَّام التَّشْرِيق أَن يصمن إِلَّا لمن يجد الْهَدْي. 1420 - الْعَاشِر: عَن عمر بن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله عَن عَم أَبِيه سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ: وعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جِبْرِيل، فَرَاثَ عَلَيْهِ - أَي أَبْطَأَ، حَتَّى اشْتَدَّ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَقِيَهُ، فَشَكا إِلَيْهِ. فَقَالَ: إِنَّا لَا ندخل بَيْتا فِيهِ صورةٌ وَلَا كلب. 1421 - الْحَادِي عشر: أخرجه تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ عمر بن حَمْزَة عَن سَالم عَن أَبِيه قَالَ: رُبمَا ذكرت قَول الشَّاعِر وَأَنا أنظر إِلَى وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسْتَسْقِي، وَمَا ينزل حَتَّى يَجِيش كل ميزاب: (وأبيض يستسقى الْغَمَام بِوَجْهِهِ ... ثمال الْيَتَامَى عصمةٌ للأرامل) وَهُوَ قَول أبي طَالب. وَقد أخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن دِينَار عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت ابْن عمر يتَمَثَّل بِشعر أبي طَالب، وَذكر الْبَيْت. الحديث: 1419 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 1422 - الثَّانِي عشر: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن ابْن عمر فِي رُؤْيا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَدِينَة، قَالَ: " رَأَيْت امْرَأَة سَوْدَاء ثائرة الرَّأْس، خرجت من الْمَدِينَة حَتَّى نزلت مهيعة، فتأولتها أَن وباء الْمَدِينَة نقل إِلَى مهيعة، وَهِي الْجحْفَة ". 1423 - الثَّالِث عشر: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أَخذ من الأَرْض شبْرًا بِغَيْر حَقه خسف بِهِ يَوْم الْقِيَامَة إِلَى سبع أَرضين ". وَفِي مُسْند سعيد بن زيد وَعَائِشَة: طوقه من سبع أَرضين ". 1424 - الرَّابِع عشر: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن ابْن عمر أَنه كَانَ يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه لَقِي زيد بن عَمْرو بن نفَيْل بِأَسْفَل بلدح، وَذَاكَ قبل أَن ينزل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْوَحْي، فَقدم إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سفرة فِيهَا لحم، فَأبى أَن يَأْكُل مِنْهَا، ثمَّ قَالَ زيد: إِنِّي لَا آكل مِمَّا تذبحون على أنصابكم، وَلَا آكل إِلَّا مِمَّا ذكر اسْم الله عَلَيْهِ. زَاد فِي رِوَايَة فُضَيْل بن سُلَيْمَان عَن مُوسَى: وَإِن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل كَانَ يعيب على قُرَيْش ذَبَائِحهم وَيَقُول: الشَّاة خلقهَا الله، وَأنزل لَهَا من السَّمَاء المَاء، وَأنْبت لَهَا من الأَرْض، ثمَّ أَنْتُم تذبحونها على غير اسْم الله، إنكاراً لذَلِك وإعظاماً لَهُ. قَالَ مُوسَى وحَدثني سَالم - لَا أعلمهُ إِلَّا يحدث بِهِ عَن ابْن عمر: أَن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل خرج إِلَى الشَّام يسْأَل عَن الدّين ويبتغيه، فلقي عَالما من الْيَهُود، فَسَأَلَهُ عَن دينهم، فَقَالَ: إِنِّي لعَلي أَن أدين دينكُمْ فَأَخْبرُونِي. قَالَ: لَا تكون على ديننَا حَتَّى تَأْخُذ بنصيبك من غضب الله. قَالَ زيدٌ: مَا أفر إِلَّا من غضب الله، وَلَا الحديث: 1422 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 أحمل من غضب الله شَيْئا أبدا. وأنى أستطيعه؟ فَهَل تدلني على غَيره؟ قَالَ: مَا أعلمهُ إِلَّا أَن يكون حَنِيفا. قَالَ زيد: وَمَا الحنيف؟ قَالَ: دين إِبْرَاهِيم، لم يكن يَهُودِيّا وَلَا نَصْرَانِيّا، وَلَا يعبد إِلَّا الله. فَخرج زيدٌ فلقي عَالما من النَّصَارَى، فَذكر مثله، فَقَالَ: لن تكون على ديننَا حَتَّى تَأْخُذ بنصيبك من لعنة الله. قَالَ: مَا أفر إِلَّا من لعنة الله، وَلَا أحمل من لعنة الله وَلَا من غَضَبه شَيْئا أبدا، وأنى أَسْتَطِيع؟ فَهَل تدلني على غَيره؟ قَالَ: لَا أعلمهُ إِلَّا أَن يكون حَنِيفا. قَالَ: وَمَا الحنيف؟ قَالَ: دين إِبْرَاهِيم، لم يكن يَهُودِيّا وَلَا نَصْرَانِيّا، وَلَا يعبد إِلَّا الله. فَلَمَّا رأى زيدٌ قَوْلهم فِي إِبْرَاهِيم خرج، فَلَمَّا برز رفع يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّي على دين إِبْرَاهِيم. وَفِي مُسْند أَسمَاء بَقِيَّة من ذكر زيد بن عَمْرو. 1425 - الْخَامِس عشر: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سَالم عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ أَكثر مَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحلف: " لَا، ومقلب الْقُلُوب ". 1426 - السَّادِس عشر: عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن سَالم عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا خيرٌ لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا ". 1427 - السَّابِع عشر: عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن سَالم: أَن ابْن عمْرَة كره أَن تعلم الصُّورَة، وَقَالَ: نهى الني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تضرب. 1428 - الثَّامِن عشر: عَن حَمْزَة بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ: كَانَت الْكلاب تقبل وتدبر فِي الْمَسْجِد فِي زمن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم يَكُونُوا يرشون شَيْئا من ذَلِك. 1429 - التَّاسِع عشر: عَن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن عبد الله بن عمر قَالَ: لما اشْتَدَّ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجَعه قيل لَهُ فِي الصَّلَاة، فَقَالَ: " مروا أَبَا بكرٍ فَليصل الحديث: 1425 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 بِالنَّاسِ ". قَالَت عَائِشَة: إِن أَبَا بكر رجلٌ رَقِيق، إِذا قَرَأَ غَلبه الْبكاء. قَالَ:: مروه فَليصل " فعاودته، قَالَ: " مروه فَليصل، إنكن صَوَاحِب يُوسُف ". قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه الزبيدِيّ وَابْن أخي الزُّهْرِيّ وَإِسْحَاق بن يحيى عَن الزُّهْرِيّ. وَقَالَ عقيل ومعمرٌ عَن الزُّهْرِيّ عَن حَمْزَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن حَمْزَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1430 - الْعشْرُونَ: أخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث حَمْزَة عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن النَّاس يصيرون يَوْم الْقِيَامَة جثا، كل أمةٍ تتبع نبيها، يَقُولُونَ: اشفع يَا فلَان، اشفع، حَتَّى تَنْتَهِي الشَّفَاعَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذَلِك يَوْم يَبْعَثهُ الله الْمقَام الْمَحْمُود ". وَأخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث آدم بن عَليّ عَن ابْن عمر مَوْقُوف. وَلَيْسَ لآدَم بن عَليّ فِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن ابْن عمر غير هَذَا. 1431 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن عبد الله بن عمر: انه كَانَ يرى عبد الله بن عمر يتربع فِي الصَّلَاة إِذا جلس. ففعلته وَأَنا يومئذٍ حَدِيث السن، فنهاني عبد الله بن عمر، وَقَالَ: إِنَّمَا سنة الصَّلَاة أَن تنصب رجلك الْيُمْنَى، وَتثني الْيُسْرَى. فَقلت: إِنَّك تفعل ذَلِك. فَقَالَ: إِن رجْلي لَا تحملاني. 1432 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن جده عبد الله أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو يعلم النَّاس مَا فِي الْوحدَة مَا سَار رَاكب وَحده بليلٍ أبدا ". الحديث: 1430 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 1433 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن زيد عَن جده عبد الله أَن نَاسا قَالُوا لَهُ: إِنَّا ندخل على سلطاننا، فَنَقُول لَهُم بِخِلَاف مَا نتكلم إِذا خرجنَا من عِنْدهم. قَالَ: كُنَّا نعد هَذَا نفَاقًا فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 1434 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن زيد عَن ابْن عمر: أَنه ذكر الحرورية فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَمْرُقُونَ من الْإِسْلَام مروق السهْم من الرَّمية ". 1435 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن وَاقد بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن ابْن عمر، أَو ابْن عَمْرو - قَالَ: شَبكَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصَابِعه وَقَالَ: " كَيفَ أَنْت يَا عبد الله بن عَمْرو إِذا بقيت فِي حثالةٍ من النَّاس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، وَاخْتلفُوا فصاروا هَكَذَا؟ . " قَالَ: فيكف يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " تَأْخُذ مَا تعرف، وَتَدَع مَا تنكر، وَتقبل على خاصتك، وتدعهم وعوامهم ". هَكَذَا فِي حَدِيث بشر بن الْمفضل عَن وَاقد. وَفِي حَدِيث عَاصِم بن مُحَمَّد بن زيد قَالَ: سَمِعت هَذَا من أبي فَلم أحفظه، فقومه لي واقدٌ عَن أَبِيه. قَالَ: سَمِعت أبي وَهُوَ يَقُول: قَالَ عبد الله: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عبد الله بن عَمْرو كَيفَ أَنْت إِذا بقيت. . " وَذكره. وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث فِي أَكثر النّسخ، وَإِنَّمَا حكى أَبُو مَسْعُود أَنه رَآهُ فِي كتاب أبي رُمَيْح عَن الْفربرِي وَحَمَّاد بن شَاكر عَن البُخَارِيّ. 1436 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ (النَّجْم) فَسجدَ فِيهَا. قَالَ أَبُو مَسْعُود: رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي " سُجُود الْقُرْآن " وَلم أَجِدهُ فِيهِ فِيمَا عندنَا من النّسخ. الحديث: 1433 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 1437 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع قَالَ: أَخْبرنِي عبد الله أَنه كَانَ ينَام وَهُوَ شابٌّ أعزب لَا أهل لَهُ فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ذكره أَبُو مَسْعُود فِي أَفْرَاد البُخَارِيّ. وَحكى البرقاني أَن مُسلما أخرجه من حَدِيث أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن عبيد الله، وَلم أَجِدهُ لمُسلم فِيمَا عندنَا من كِتَابه. 1438 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الله عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ ينْحَر فِي المنحر. قَالَ عبيد الله: منحر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ يبْعَث بهديه من جمع من آخر اللَّيْل حَتَّى يدْخل بِهِ منحر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ حجاجٍ، فيهم الْحر والمملوك. 1439 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن عبدا لِابْنِ عمر أبق، فَلحقه بالروم، فَظهر عَلَيْهِم خالدٌ، فَرده إِلَى عبد الله. وَأَن فرسا لعبد الله عَار فظهروا عَلَيْهِ، فَردُّوهُ إِلَى عبد الله. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن نمير عَن عبيد الله فِي الْفرس: على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع أَن خَالِد بن الْوَلِيد حِين بَعثه أَبُو بكر أَخذ غُلَاما كَانَ فر من ابْن عمر إِلَى أَرض الرّوم، فَأَخذه خالدٌ فَرده عَلَيْهِ. 1440 - الثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: {فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} [سُورَة الْبَقَرَة] ، قَالَ: يَأْتِيهَا فِيهِ. وَأخرجه من حَدِيث عبد الله بن عون عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر إِذا قَرَأَ الحديث: 1437 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 الْقُرْآن لم يتَكَلَّم حَتَّى يفرغ مِنْهُ، فَأخذت عَلَيْهِ يَوْمًا، فَقَرَأَ سُورَة الْبَقَرَة حَتَّى انْتهى إِلَى مكانٍ، قَالَ: أَتَدْرِي فيمَ أنزلت؟ فَقلت: لَا. قَالَ: نزلت فِي كَذَا وَكَذَا ثمَّ مضى. وَفِي عقبَة من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: {فَأتوا حَرْثكُمْ أَنى شِئْتُم} ،: يَأْتِيهَا فِيهِ. يَعْنِي فِي الْفرج. وَإِلَى ذَلِك أَشَارَ البُخَارِيّ، لِأَنَّهُ أورد بعده فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة حَدِيث جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ، قَالَ: كَانَت الْيَهُود تَقول: إِذا جَامعهَا من وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَد أَحول، فَنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حرث لكم} . 1441 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه قَرَأَ {فديَة طَعَام مِسْكين} [سُورَة الْبَقَرَة] ، فَقَالَ: هِيَ مَنْسُوخَة. 1442 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه أَتَاهُ رجلَانِ فِي فتْنَة ابْن الزبير، فَقَالَا: إِن النَّاس صَنَعُوا مَا ترى، وَأَنت ابْن عمر وَصَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا يمنعك أَن تخرج؟ قَالَ: يَمْنعنِي أَن الله حرم عَليّ دم أخي الْمُسلم. فَقَالَا: ألم يقل الله تَعَالَى: {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة} [سُورَة الْبَقَرَة] قَالَ: قد قاتلنا حَتَّى لم تكن فتنةٌ، وَكَانَ الدّين لله، وَأَنْتُم تُرِيدُونَ أَن تقاتلوا حَتَّى تكون فتْنَة، وَيكون الدّين لغير الله. وَأخرجه من حَدِيث سعيد بن جُبَير قَالَ: خرج إِلَيْنَا ابْن عمر وَنحن نرجو أَن يحدثنا حَدِيثا حسنا، فبدأنا رجلٌ يُقَال لَهُ حَكِيم، فَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، كَيفَ ترى فِي الْقِتَال فِي الْفِتْنَة، وَالله تَعَالَى يَقُول: {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة} ؟ فَقَالَ: هَل تَدْرِي مَا الْفِتْنَة - ثكلتك أمك؟ إِنَّمَا كَانَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقَاتل الْمُشْركين، وَكَانَ الدُّخُول فِي دينهم فتْنَة، وَلَيْسَ بقتالكم على الْملك. الحديث: 1441 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 وَقد تقدم فِي حَدِيث: " بني الْإِسْلَام على خمس " مُتَّصِلا بِهِ، للْبُخَارِيّ فصل فِي هَذَا الْمَعْنى من الْفِتْنَة. 1443 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: لما قدم الْمُهَاجِرُونَ الْأَولونَ الْعصبَة - موضعا بقباء - قبل مقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كَانَ يؤمهم سالمٌ مولى أبي حُذَيْفَة، وَكَانَ أَكْثَرهم قُرْآنًا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ سالمٌ مولى أبي حُذَيْفَة يؤم الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين وَأَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسْجِد قبَاء، فيهم أَبُو بكر وَعمر وَأَبُو سَلمَة وزيدٌ وعامر بن ربيعَة. 1444 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا فِي زمَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نعدل بِأبي بكر أحدا، ثمَّ عمر، ثمَّ عُثْمَان، ثمَّ نَتْرُك أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نفاضل بَينهم. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا نخير بَين النَّاس فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنخير أَبَا بكرٍ، ثمَّ عمر بن الْخطاب، ثمَّ عُثْمَان بن عَفَّان. 1445 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن نَافِع: أَن ابْن عمر ذكر لَهُ أَن سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل - وَكَانَ بَدْرِيًّا - مرض فِي يَوْم جُمُعَة، فَركب إِلَيْهِ بعد أَن تَعَالَى النَّهَار واقتربت الْجُمُعَة، وَترك الْجُمُعَة. 1446 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن مَالك عَن نَافِع قَالَ: قَالَ ابْن عمر: إِذا مَضَت الحديث: 1443 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 أَرْبَعَة أشهرٍ يُوقف حَتَّى يُطلق، وَلَا يَقع عَلَيْهِ الطَّلَاق حَتَّى يُطلق. يَعْنِي المؤلي. قَالَ: وَيذكر ذَلِك عَن عُثْمَان وَعلي وَأبي الدَّرْدَاء وَعَائِشَة واثني عشر رجلا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرج أَيْضا من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ يَقُول فِي الْإِيلَاء الَّذِي سمى الله عز وَجل: لَا يحل لأحدٍ بعد الْأَجَل إِلَّا أَن يمسك بِالْمَعْرُوفِ، أَو يعزم الطَّلَاق، كَمَا أَمر الله تَعَالَى. 1447 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن مَالك عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر يُعْطي زَكَاة رَمَضَان بِمد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - الْمَدّ الأول، وَفِي كَفَّارَة الْيَمين بِمد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو قُتَيْبَة سلم بن قُتَيْبَة: قَالَ لنا مَالك: مدنا أعظم من مدكم، وَلَا نرى الْفضل إِلَّا فِي مد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: وَقَالَ لي مالكٌ: لَو جَاءَكُم أَمِير فَضرب مدا أَصْغَر من مد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بِأَيّ شَيْء كُنْتُم تعطون؟ قُلْنَا: كُنَّا نعطي بِمد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: أَفلا ترى أَن الْأَمر إِنَّمَا يعود إِلَى مد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1448 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ يبيت بِذِي طوى بَين الثنيتين، ثمَّ يدْخل من الثَّنية الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّة. وَكَانَ إِذا قدم حَاجا أَو مُعْتَمِرًا لم ينخ نَاقَته إِلَّا عِنْد بَاب الْمَسْجِد، ثمَّ يدْخل فَيَأْتِي الرُّكْن الْأسود، فَيبْدَأ بِهِ، ثمَّ يطوف سبعا: ثَلَاثًا سعياً، وأربعاً مشياً، ثمَّ ينْصَرف فَيصَلي سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يرجع إِلَى منزله، فيطوف بَين الصَّفَا والمروة. وَكَانَ إِذا صدر عَن الْحَج أَو الْعمرَة أَنَاخَ بالبطحاء الَّتِي بِذِي الحليفة، الَّتِي كَانَ رَسُول الله ينيخ بهَا. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ تَعْلِيقا، فَقَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن عِيسَى: حَدثنَا حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ إِذا أقبل بَات بِذِي طوى، حَتَّى إِذا أصبح دخل، وَإِذا نفر مر بِذِي طوى، وَبَات بهَا حَتَّى يصبح، وَكَانَ يذكر أَن النَّبِي الحديث: 1447 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يفعل ذَلِك. 1449 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عمر بن مُحَمَّد بن زيد الْعمريّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: إِن النَّاس كَانُوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْحُدَيْبِيَة تفَرقُوا فِي ظلال الشّجر، فَإِذا النَّاس، محدقون بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ - يَعْنِي عمر: يَا عبد الله، انْظُر مَا شَأْن النَّاس قد أَحدقُوا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوَجَدَهُمْ يبايعون، فَبَايع ثمَّ رَجَعَ إِلَى عمر، فَخرج فَبَايع. وَأخرجه من حَدِيث صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع قَالَ: إِن النَّاس يتحدثون أَن ابْن عمر أسلم قبل عمر، وَلَيْسَ كَذَلِك، وَلَكِن عمر يَوْم الْحُدَيْبِيَة أرسل عبد الله إِلَى فرس لَهُ عِنْد رجلٍ من الْأَنْصَار يَأْتِي بِهِ لِيُقَاتل عَلَيْهِ، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبَايع عِنْد الشَّجَرَة، وَعمر لَا يدْرِي بذلك، فَبَايعهُ عبد الله، ثمَّ ذهب إِلَى الْفرس، فجَاء بِهِ إِلَى عمر، وَعمر يستلئم لِلْقِتَالِ، فَأخْبرهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبَايع تَحت الشَّجَرَة قَالَ: فَانْطَلق فَذهب مَعَه حَتَّى بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَهُوَ الَّذِي يتحدث النَّاس أَن ابْن عمر بَايع قبل عمر. أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا. 1450 - الْأَرْبَعُونَ: عَن صَالح بن كيسَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن الْمَسْجِد كَانَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَبْنِيا بِاللَّبنِ، وسقفه بِالْجَرِيدِ، وعمده خشب النّخل، فَلم يزدْ فِيهِ أَبُو بكر شَيْئا، وَزَاد فِيهِ عمر، وبناه على بُنْيَانه فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - بِاللَّبنِ والجريد، وَأعَاد عمده خشباً، ثمَّ عمره عُثْمَان، فَزَاد فِيهِ زِيَادَة كَثِيرَة، وَبنى جِدَاره بِالْحِجَارَةِ المنقوشة والقصة، وَجعل عمده من حجارةٍ منقوشة، وسقفه بالساج. الحديث: 1449 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 1451 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن لَيْث عَن نَافِع: أَن ابْن عمر كَانَ إِذا سُئِلَ عَن نِكَاح النَّصْرَانِيَّة واليهودية قَالَ: إِن الله حرم المشركات على الْمُؤمنِينَ، وَلَا أعلم من الْإِشْرَاك شَيْئا أَكثر من أَن تَقول الْمَرْأَة: رَبهَا عِيسَى، وَهُوَ عبدٌ من عباد الله عز وَجل. 1452 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن يُونُس بن يزِيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقبل يَوْم الْفَتْح من أَعلَى مَكَّة على رَاحِلَته، مردفاً أُسَامَة، وَمَعَهُ بلالٌ، وَمَعَهُ عُثْمَان بن طَلْحَة، من الحجبة، حَتَّى أَنَاخَ فِي الْمَسْجِد، فَأمره أَن يَأْتِي بمفتاح الْبَيْت، فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَعَهُ أُسَامَة بن زيد وبلالٌ وَمَعَهُ عُثْمَان بن طَلْحَة، فَمَكثَ فِيهَا نَهَارا طَويلا ثمَّ خرج، فَاسْتَبق النَّاس، فَكَانَ عبد الله أول من دخل فَوجدَ بِلَالًا وَرَاء الْبَاب قَائِما، فَسَأَلَهُ: أَيْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَأَشَارَ لَهُ إِلَى الْمَكَان الَّذِي صلى فِيهِ. قَالَ عبد الله: فنسيت أَن أسأله: كم صلى من سَجْدَة. 1353 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا نصيب فِي مغازينا الْعَسَل وَالْعِنَب، فنأكله وَلَا نرفعه. 1454 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن جوَيْرِية بن أَسمَاء عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر يجمع بَين الْمغرب وَالْعشَاء بِجمع، غير أَنه يمر بِالشعبِ الَّذِي أَخذه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيدْخل، فينتفض وَيتَوَضَّأ، وَلَا يُصَلِّي حَتَّى يُصَلِّي بِجمع. 1455 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن جوَيْرِية عَن نَافِع قَالَ: قَالَ ابْن عمر: رَجعْنَا من الْعَام الْمقبل، فَمَا اجْتمع منا اثْنَان على الشَّجَرَة الَّتِي بَايعنَا تحتهَا، كَانَت رَحْمَة من الله فَسَأَلت نَافِعًا: على أَي شَيْء بايعهم - على الْمَوْت؟ قَالَ: لَا، بايعهم على الصَّبْر. الحديث: 1451 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 1456 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَالك بن مغول البَجلِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: لقد حرمت الْخمر، وَمَا بِالْمَدِينَةِ مِنْهَا شيءٌ. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: نزل تَحْرِيم الْخمر وَإِن بِالْمَدِينَةِ يومئذٍ لخمسة أشربةٍ، مَا مِنْهَا شراب الْعِنَب. وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1457 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن فُضَيْل بن غَزوَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا، فَلم يدْخل عَلَيْهَا، وَجَاء عليٌّ، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَذكره للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " إِنِّي رَأَيْت على بَابهَا سترا موشياً "، وَقَالَ: " مَا لي وللدنيا ". فَأَتَاهَا عليٌّ فَذكر ذَلِك لَهَا، فَقَالَت: ليأمرني فِيهِ بِمَا شَاءَ. قَالَ: ترسلي بِهِ إِلَى فلَان، أهل بَيت بهم حَاجَة. 1458 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن فليح بن سُلَيْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج مُعْتَمِرًا، فحال كفار قريشٍ بَينه وَبَين الْبَيْت، فَنحر هَدْيه، وَحلق رَأسه بِالْحُدَيْبِية، وَقَاضَاهُمْ على أَن يعْتَمر الْعَام الْمقبل، وَلَا يحمل سِلَاحا عَلَيْهِم إِلَّا سيوفاً، وَلَا يُقيم إِلَّا مَا أَحبُّوا. فَاعْتَمَرَ من الْعَام الْمقبل، فَدَخلَهَا كَمَا كَانَ صَالحهمْ، فَلَمَّا أَن أَقَامَ بهَا ثَلَاثًا، أَمرُوهُ أَن يخرج، فَخرج. 1459 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن فليح عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِفنَاء الْكَعْبَة مُحْتَبِيًا بِيَدِهِ هَكَذَا. 1460 - الْخَمْسُونَ: عَن عبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد عَن نَافِع عَن ابْن عمر الحديث: 1456 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 قَالَ: أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة مُؤْتَة زيد بن حَارِثَة فَقَالَ: " إِن قتل زيدٌ فجعفرٌ، فَإِن قتل جعفرٌ فعبد الله بن رَوَاحَة " قَالَ ابْن عمر: فَكنت مَعَهم فِي تِلْكَ الْغَزْوَة، فالتمسنا جعفراً فوجدناه فِي الْقَتْلَى، وَوجدنَا فِيمَا أقبل من جسده بضعاً وَسبعين: بَين طعنة ورمية. وَلَيْسَ لعبد الله بن سعيد بن أبي هِنْد عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث سعيد بن أبي هِلَال عَن نَافِع طرفا مِنْهُ عَن ابْن عمر: أَنه وقف على جَعْفَر يومئذٍ وَهُوَ قَتِيل، قَالَ: فعددت بِهِ خمسين طعنة وضربةً، لَيْسَ مِنْهَا شيءٌ فِي دبره. وَلَيْسَ لسَعِيد بن أبي هِلَال عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1461 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن عَليّ بن الحكم الْبنانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عسب الْفَحْل. 1462 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي حَفْص عمر بن الْعَلَاء - وَسَماهُ عُثْمَان بن عمر: معَاذ بن عمر، وَهُوَ أَخُو أبي عَمْرو بن الْعَلَاء - عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب إِلَى جذعٍ، فَلَمَّا اتخذ الْمِنْبَر تحول إِلَيْهِ، فحن الْجذع، فَأَتَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فمسحه. وَفِي حَدِيث عُثْمَان بن عمر: فَالْتَزمهُ. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الحميد: حَدثنَا عُثْمَان بن عمر. وَذكره. الحديث: 1461 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 وَعبد الحميد هُوَ عبد حميد الكسي، وَلم يذكر لَهُ البُخَارِيّ غير هَذَا، وَمَا سَمعه. وَأخرجه أَيْضا تَعْلِيقا فَقَالَ: وَرَوَاهُ أَبُو عَاصِم عَن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد يَعْنِي عَن نَافِع فِي حَدِيث الْجذع - أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أسن وَكبر قيل: أَلا تتَّخذ لَك منبراً. . الحَدِيث. وَفِيه: فَلَمَّا صعد حن الْجذع، فَنزل إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاحْتَضَنَهُ، وساره بِشَيْء. وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن أبي رواد فِي الصَّحِيح عَن نَافِع عَن ابْن عمر غير هَذَا الَّذِي أخرجه عَنهُ تَعْلِيقا. 1463 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن أسلم مولى عمر قَالَ: سَأَلَني ابْن عمر عَن بعض شَأْنه - يَعْنِي عمر، فَأَخْبَرته، فَقَالَ: مَا رَأَيْت قطّ بعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حِين قبض كَانَ أجد وأجود حَتَّى انْتهى، من عمر رَضِي الله عَنهُ. 1464 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن زيد بن أسلم عَن ابْن عمر قَالَ: قدم رجلَانِ من الْمشرق، فخطبا، فَعجب النَّاس لبيانهما، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن من الْبَيَان لسحراً " أَو " إِن من بعض الْبَيَان لسحراً ". 1465 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن مَالك عَن عبد الله بن دِينَار: أَن عبد الله بن عمر كتب إِلَى عبد الْملك بن مَرْوَان يبايعه: وَأقر لَك بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة على سنة الله وَسنة رَسُوله فِيمَا اسْتَطَعْت الحديث: 1463 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 وَأخرجه من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الله بن دِينَار قَالَ: شهِدت ابْن عمر حَيْثُ اجْتمع النَّاس على عبد الْملك، كتب: إِنِّي أقرّ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة لعبد الله عبد الْملك أَمِير الْمُؤمنِينَ على سنة الله وَسنة رَسُوله، مَا اسْتَطَعْت، وَإِن بني قد أقرُّوا بِمثل ذَلِك. 1466 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة الْمَاجشون: عَن عبد الله بن دِينَار قَالَ: نظر ابْن عمر إِلَى رجلٍ يسحب ثِيَابه فِي نَاحيَة الْمَسْجِد، فَقَالَ: انْظُرُوا من هَذَا؟ قَالَ إنسانٌ: هَذَا مُحَمَّد بن أُسَامَة. فطأطأ رَأسه وَقَالَ: لَو رَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَأحبهُ. 1467 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سُفْيَان بن سعيد عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: كُنَّا نتقي الْكَلَام والانبساط إِلَى نسائنا على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينزل فِينَا شيءٌ، فَلَمَّا توفّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تكلمنا وانبسطنا. 1468 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن دِينَار عَن أَبِيه عَن ابْن عمر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَبِيع حاضرٌ لبادٍ. 1469 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن دِينَار عَن أَبِيه عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم ابْن الْكَرِيم، يُوسُف بن يَعْقُوب بن إِسْحَق بن إِبْرَاهِيم، صلوَات الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ ". 1470 - السِّتُّونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله عَن أَبِيه عَن ابْن عمر قَالَ: مَا شبعنا حَتَّى فتحنا خَيْبَر. الحديث: 1466 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 1471 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أفرى الفرى أَن يري الرجل عَيْنَيْهِ مَا لم تريا. " 1472 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن ابْن عمر قَالَ: أول مشهدٍ شهدته الخَنْدَق. 1473 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لن يزَال الْمُؤمن فِي فسحة من دينه مَا لم يصب دَمًا حَرَامًا ". قَالَ: وَقَالَ ابْن عمر: إِن من ورطات الْأُمُور الَّتِي لَا مخرج لمن أوقع نَفسه فِيهَا، سفك الدَّم الْحَرَام بِغَيْر حلّه. 1474 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن سعيد بن عَمْرو عَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْتنِي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بنيت بيَدي بَيْتا يكتني من الْمَطَر، ويظلني من الشَّمْس، مَا أعانني عَلَيْهِ أحدٌ من خلق الله عز وَجل. وَقد أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ عَن ابْن عمر قَالَ: مَا وضعت لبنة مُنْذُ قبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1475 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن سعيد بن عَمْرو قَالَ: دخل الْحجَّاج على ابْن عمر وَأَنا عِنْده، فَقَالَ: كَيفَ هُوَ؟ قَالَ: صَالح. قَالَ: من أَصَابَك؟ قَالَ: أصابني من أَمر بِحمْل السِّلَاح فِي يومٍ لَا يحل فِيهِ حمله. يَعْنِي الْحجَّاج. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سعيد بن جُبَير قَالَ: كنت مَعَ ابْن عمر حِين أَصَابَهُ سِنَان الرمْح فِي أَخْمص قدمه، فلزقت قدمه بالركاب، فَنزلت فنزعتها وَذَلِكَ بمنى. فَبلغ الْحجَّاج، فَجَاءَهُ ويعوده، فَقَالَ الْحجَّاج: لَو نعلم من أَصَابَك؟ فَقَالَ ابْن الحديث: 1471 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 عمر: أَنْت أصبتني. قَالَ: وَكَيف؟ قَالَ: حملت السِّلَاح فِي يومٍ لم يكن يحمل فِيهِ، وأدخلت السِّلَاح الْحرم، وَلم يكن السِّلَاح يدْخل الْحرم. 1476 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن مُجَاهِد بن جبر الْمَكِّيّ قَالَ: قلت لِابْنِ عمر: أُرِيد أَن أُهَاجِر إِلَى الشَّام. قَالَ: لَا هِجْرَة، وَلَكِن جهادٌ، فَانْطَلق فاعرض نَفسك، فَإِن وجدت شَيْئا وَإِلَّا رجعت. وَفِي رِوَايَة عَبدة بن أبي لبَابَة قَالَ: لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح. 1477 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن مُجَاهِد عَن ابْن عمر قَالَ: أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمنكبي فَقَالَ: " كن فِي الدُّنْيَا كَأَنَّك غريبٌ، أَو عَابِر سَبِيل " وَكَانَ ابْن عمر يَقُول: إِذا أمسيت فَلَا تنْتَظر الصَّباح، وَإِذا أَصبَحت فَلَا تنْتَظر الْمسَاء، وَخذ من صحتك لمرضك، وَمن حياتك لموتك. 1478 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة أَن بني صُهَيْب مولى بني جدعَان ادعوا بَيْتَيْنِ وحجرةٌ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعْطى ذَلِك صهيباً، فَقَالَ مَرْوَان: من يشْهد لكم على ذَلِك؟ قَالُوا: ابْن عمر. فَدَعَاهُ، فَشهد لأعطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صهيباً بَيْتَيْنِ وحجرة، فَقضى مَرْوَان بِشَهَادَتِهِ لَهُم. 1479 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن عِكْرِمَة بن خَالِد المَخْزُومِي قَالَ: سَأَلت ابْن عمر عَن الْعمرَة قبل الْحَج، قَالَ: لَا بَأْس، اعْتَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل الْحَج. 1478 - السبعون: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر، فَكَانَ عَليّ بكرٍ لعمر صعبٍ، وَكَانَ يتَقَدَّم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيَقُول أَبوهُ: يَا عبد الله، لَا يتَقَدَّم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدٌ. فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بعنيه " قَالَ عمر: هُوَ لَك. فَاشْتَرَاهُ، ثمَّ قَالَ: " هُوَ لَك يَا عبد الله بن عمر، فَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْت ". الحديث: 1476 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 وَفِي رِوَايَة الْحميدِي عَن سُفْيَان عَنهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ، فَكنت على بكرٍ صعبٍ لعمر، فَكَانَ يغلبني، فيتقدم أَمَام الْقَوْم، فيزجره عمر وَيَردهُ، ثمَّ يتَقَدَّم فيزجره عمر وَيَردهُ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعمر: " بعنيه " قَالَ: هُوَ لَك يَا رَسُول الله. قَالَ: " بعنيه " فَبَاعَهُ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هُوَ لَك يَا عبد الله ابْن عمر، تصنع بِهِ مَا شِئْت ". 1481 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ قَالَ: قَالَ ابْن عمر: لما أسلم عمر اجْتمع النَّاس عِنْد دَاره وَقَالُوا: صَبأ عمر، وَأَنا غلامٌ فَوق ظهر بَيْتِي، فجَاء رجل عَلَيْهِ قبَاء ديباج فَقَالَ: صَبأ عمر، فَمَا ذَاك؟ فَأَنا لَهُ جارٌ. قَالَ: فَرَأَيْت النَّاس تصدعوا عَنهُ. فَقلت: من هَذَا؟ قَالَ: الْعَاصِ بن وَائِل. وَفِي مُسْند عمر نَحْو مِنْهُ. 1482 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ قَالَ: كَانَ ابْن عمر إِذا سلم على ابْن جعفرٍ - يَعْنِي عبد الله، قَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا ابْن ذِي الجناحين. 1483 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن سعد بن عُبَيْدَة عَن ابْن عمر قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى ابْن عمر فَسَأَلَهُ عَن عُثْمَان، فَذكر محَاسِن عمله. فَقَالَ: لَعَلَّ ذَاك يسوءك. قَالَ: نعم. قَالَ: فأرغم الله بأنفك. ثمَّ سَأَلَهُ عَن عَليّ، فَذكر محَاسِن عمله، قَالَ: هُوَ ذَاك بَيته أَوسط بيُوت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ قَالَ: لَعَلَّ ذَلِك يسوءك. قَالَ: أجل. قَالَ: فأرغم الله بأنفك، انْطلق فاجهد على جهدك. وَقد تقدم فِي حَدِيث: بني الْإِسْلَام على خمس " زيادةٌ فِيهِ للْبُخَارِيّ من هَذَا الْمَعْنى فِي عَليّ وَعُثْمَان. الحديث: 1481 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 وَقد أخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عُثْمَان بن عبد الله بن موهب قَالَ: جَاءَ رجلٌ من أهل مصر يُرِيد حج الْبَيْت، فَرَأى قوما جُلُوسًا، فَقَالَ: من هَؤُلَاءِ الْقَوْم؟ قَالُوا: هَؤُلَاءِ قريشٌ. قَالَ: فَمن الشَّيْخ فيهم؟ قَالُوا: عبد الله بن عمر. قَالَ: يَا ابْن عمر، إِنِّي سَائِلك عَن شَيْء، فَحَدثني: هَل تعلم أَن عُثْمَان فر يَوْم أحد؟ قَالَ: نعم. قَالَ: تعلم أَنه تغيب عَن بدر وَلم يشْهد؟ قَالَ: نعم. قَالَ: تعلم أَنه تغيب عَن بيعَة الرضْوَان فَلم يشهدها؟ قَالَ: نعم، قَالَ: الله أكبر. قَالَ ابْن عمر: تعال أبين لَك: أما فراره يَوْم أحدٍ فَأشْهد أَن الله عَفا عَنهُ. وَأما تغيبه عَن بدرٍ، فَإِنَّهُ كَانَت تَحْتَهُ رقية بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَت مريضةٌ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن لَك أجر رجل مِمَّن شهد بَدْرًا وسهمه ". وَأما عَن بيعَة الرضْوَان، فَلَو كَانَ أحدٌ أعز بِبَطن مَكَّة من عُثْمَان لبعثه، فَبعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عُثْمَان، وَكَانَت بيعَة الرضْوَان بَعْدَمَا ذهب عُثْمَان إِلَى مَكَّة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ الْيُمْنَى: " هَذِه يَد عُثْمَان " فَضرب بهَا على يَده وَقَالَ: " هَذِه لعُثْمَان " ثمَّ قَالَ ابْن عمر: اذْهَبْ بهَا الْآن مَعَك. 1484 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن وبرة بن عبد الرَّحْمَن الْمسلي قَالَ: سَأَلت ابْن عمر: مَتى أرمي الْجمار؟ قَالَ: إِذا رمى إمامك فارمه. فَأَعَدْت عَلَيْهِ الْمَسْأَلَة. قَالَ: كُنَّا نتحين، فَإِذا زَالَت الشَّمْس رمينَا. 1485 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن حَرْمَلَة مولى أُسَامَة: أَن الْحجَّاج بن أَيمن، ابْن أم أَيمن - وَكَانَ أَخا لأسامة لأمه، من الْأَنْصَار - رَآهُ ابْن عمر لَا يتم رُكُوعه. قَالَ: أعد. زَاد ابْن نمير: فَلَمَّا ولى قَالَ ابْن عمر: من هَذَا؟ قلت: الْحجَّاج بن أَيمن. الحديث: 1484 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 قَالَ لَو رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا لَأحبهُ. زَاد بعض الروَاة: وَكَانَت حاضنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لحرملة مولى أُسَامَة عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 1486 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن مل، أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ قَالَ: سَمِعت ابْن عمر يغْضب إِذا قيل لَهُ: إِنَّه هَاجر قبل أَبِيه. قَالَ ابْن عمر: قدمت أَنا وَعمر على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة، فوجدناه قَائِلا، فرجعنا إِلَى الْمنزل، فأرسلني عمر فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُر هَل اسْتَيْقَظَ؟ فَوَجَدته قد اسْتَيْقَظَ، فَبَايَعته ثمَّ انْطَلَقت إِلَى عمر، فَجِئْنَا نهرول، فَبَايعهُ ثمَّ بايعته. وَلَيْسَ لأبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 1487 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم البَجلِيّ قَالَ: كنت شَاهدا لِابْنِ عمر، وَسَأَلَهُ رجلٌ عَن دم البعوض، فَقَالَ: مِمَّن أَنْت؟ قَالَ: من أهل الْعرَاق. قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يسألني عَن دم البعوض وَقد قتلوا ابْن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَسمعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " هما ريحانتاي فِي الدُّنْيَا ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة قَالَ: وَأَحْسبهُ سَأَلَهُ عَن الْمحرم يقتل الذُّبَاب، قَالَ: يَا أهل الْعرَاق، تسألونا عَن قتل الذُّبَاب وَقد قتلتم ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... وَذكره. . وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن بن أبي نعم عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 1486 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 1488 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن خَالِد بن أسلم - وَهُوَ أَخُو زيد بن أسلم مولى ابْن عمر - قَالَ: خرجنَا مَعَ عبد الله بن عمر، فَقَالَ أَعْرَابِي: أَخْبرنِي عَن قَول الله عز وَجل: {وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة} [سُورَة التَّوْبَة] فَقَالَ ابْن عمر: من كنزها فَلم يؤد زَكَاتهَا فويلٌ لَهُ، إِنَّمَا كَانَ هَذَا قبل أَن تنزل الزَّكَاة، فَلَمَّا نزلت جعلهَا الله طهرا للأموال. وَلَيْسَ لخَالِد بن أسلم عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 1489 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن مَرْوَان الْأَصْفَر الْبَصْرِيّ عَن ابْن عمر: أَنَّهَا قد نسخت: {وَإِن تبدوا مَا فِي أَنفسكُم أَو تُخْفُوهُ} [سُورَة الْبَقَرَة] . وَلَيْسَ لمروان الْأَصْفَر عَن ابْن عمر فِي صَحِيح البُخَارِيّ غير هَذَا. 1490 - الثَّمَانُونَ: عَن مُورق الْعجلِيّ قَالَ: قلت لِابْنِ عمر: تصلي الضُّحَى؟ قَالَ: لَا. قلت: فعمر؟ قَالَ: لَا. قلت: فَأَبُو بكر؟ قَالَ: لَا. قلت: فالنبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا إخَاله. وَلَيْسَ لمورق الْعجلِيّ فِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن ابْن عمر غير هَذَا الحَدِيث. 1491 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن الزبير بن عدي قَالَ: سَأَلَ رجلٌ ابْن عمر عَن استلام الْحجر. فَقَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستلمه ويقبله: قَالَ: أَرَأَيْت إِن زحمت؟ أَرَأَيْت إِن غلبت؟ قَالَ: اجْعَل " أَرَأَيْت " بِالْيمن، رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستلمه ويقبله. وَلَيْسَ للزبير بن عدي عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 1488 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 أَفْرَاد مُسلم 1492 - الأول: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُعْطي عمر بن الْخطاب الْعَطاء، فَيَقُول لَهُ عمر: أعْطه يَا رَسُول الله أفقر إِلَيْهِ مني. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خُذْهُ فتموله، أَو تصدق بِهِ، وَمَا جَاءَك من هَذَا المَال وَأَنت غير مشرفٍ وَلَا سائلٍ فَخذه، وَمَا لَا فَلَا تتبعه نَفسك ". قَالَ سَالم: فَمن أجل ذَلِك كَانَ ابْن عمر لَا يسْأَل أحدا شَيْئا، وَلَا يرد شَيْئا أعْطِيه. جعله بعض الروَاة من مُسْند عمر، فَقَالَ فِيهِ: عَن ابْن عمر عَن عمر، وَهُوَ مَذْكُور هُنَاكَ. 1493 - الثَّانِي: عَن الْقَاسِم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن عَمه سَالم عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يأكلن أحدٌ مِنْكُم بِشمَالِهِ، وَلَا يشربن بهَا، فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بِشمَالِهِ وَيشْرب بهَا. قَالَ: وَكَانَ نافعٌ يزِيد فِيهَا: وَلَا يَأْخُذ بهَا، وَلَا يُعْطي بهَا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَخِيه أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن جده عبد الله بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أكل أحدكُم فَليَأْكُل بِيَمِينِهِ، وَإِذا شرب فليشرب بِيَمِينِهِ، فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بِشمَالِهِ وَيشْرب بِشمَالِهِ ". 1494 - الثَّالِث: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه أَنه قَالَ: بَات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِذِي الحليفة مبدأه، وَصلى فِي مَسْجِدهَا. 1495 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن عبيد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ: غدونا مَعَ رَسُول الحديث: 1492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من منى إِلَى عَرَفَات، منا الملبي، وَمنا المكبر. وَفِي رِوَايَة عمر بن حُسَيْن عَن عبد الله بن أبي سَلمَة: فمنا المكبر وَمنا المهلل، فَأَما نَحن فنكبر قَالَ: قلت: وَالله لعجباً مِنْكُم، كَيفَ لم تَقولُوا لَهُ: مَاذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع؟ . 1496 - الْخَامِس: عَن مُحَمَّد بن زيد بن عبد الله بن عمر عَن جده ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا، وَسَيَعُودُ غَرِيبا كَمَا بَدَأَ، وَهُوَ يأرز بَين المسجدين كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها ". 1497 - السَّادِس: عَن عبد الله بن وَاقد بن عبيد الله بن عمر عَن جده عبد الله قَالَ: مَرَرْت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي إزَارِي استرخاءٌ، فَقَالَ: " يَا عبد الله، ارْفَعْ إزارك " فَرَفَعته ثمَّ قَالَ: " زد " فزدت، فَمَا زلت أتحراها بعد. فَقَالَ بعض الْقَوْم: أَيْن؟ قَالَ: أَنْصَاف السَّاقَيْن. وَلَيْسَ لعبد الله بن وَاقد عَن جده فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1498 - السَّابِع: عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج، وَزيد بن مُحَمَّد جَمِيعًا عَن نَافِع قَالَ: جَاءَ عبد الله بن عمر إِلَى عبد الله بن مُطِيع حِين كَانَ من أَمر الْحرَّة مَا كَانَ زمن يزِيد بن مُعَاوِيَة، فَقَالَ: اطرحوا لأبي عبد الرَّحْمَن وسَادَة، فَقَالَ: إِنِّي لم آتِك لأجلس، أَتَيْتُك لأحدثك حَدِيثا: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من خلع يدا من طاعةٍ لَقِي الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا حجَّة لَهُ، وَمن مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقه بيعةٌ مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة ". حَدِيث أَحدهمَا نَحْو حَدِيث الآخر. الحديث: 1496 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عَاصِم بن مُحَمَّد عَن نَافِع كَذَلِك. وَمن حَدِيث أسلم مولى عمر عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من نزع يدا من طاعةٍ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة لَا حجَّة لَهُ: وَمن مَاتَ وَهُوَ مفارقٌ للْجَمَاعَة فَإِنَّهُ يَمُوت ميتَة جَاهِلِيَّة ". 1499 - الثَّامِن: عَن عبيد الله عَن نَافِع ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير اسْم عاصية، وَقَالَ: " أَنْت جميلَة ". وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن عبيد الله بِالْإِسْنَادِ: أَن ابْنة لعمر كَانَ يُقَال لَهَا عاصية، فسماها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جميلَة. 1500 - التَّاسِع: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا جلس فِي الصَّلَاة وضع يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ، وَرفع إصبعه الْيُمْنَى الَّتِي تلِي الْإِبْهَام، فَدَعَا بهَا وَيَده الْيُسْرَى على ركبته باسطها عَلَيْهَا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا قعد فِي التَّشَهُّد وضع يَده الْيُسْرَى على ركبته الْيُسْرَى، وَوضع يَده الْيُمْنَى على ركبته الْيُمْنَى، وَعقد ثَلَاثَة وَخمسين، وَأَشَارَ بالسبابة. وَمن حَدِيث عَليّ بن عبد الرَّحْمَن المعاوي: رَآنِي عبد الله بن عمر وَأَنا أعبث بالحصا فِي الصَّلَاة، فَلَمَّا انْصَرف نهاني فَقَالَ: اصْنَع كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع. قَالَ: كَانَ إِذا جلس فِي الصَّلَاة وضع كَفه الْيُمْنَى على فَخذه الْيُمْنَى، الحديث: 1499 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 وَقبض أَصَابِعه كلهَا، وَأَشَارَ بإصبعه الَّتِي تلِي الْإِبْهَام، وَوضع كَفه الْيُسْرَى على فَخذه الْيُسْرَى. 1501 - الْعَاشِر: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: خطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض مغازيه، قَالَ ابْن عمر: فَأَقْبَلت نَحوه، فَانْصَرف قبل أَن أبلغه، فَسَأَلت: مَاذَا قَالَ؟ فَقَالُوا: نهى أَن ينتبذ فِي الدُّبَّاء والمزفت. وَأخرجه من حَدِيث أَيُّوب، وَمَالك، وَاللَّيْث بن سعد، وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ، وَالضَّحَّاك بن عُثْمَان، وَأُسَامَة بن زيد اللَّيْثِيّ، كلهم عَن نَافِع عَن ابْن عمر بِنَحْوِ ذَلِك، وَلم يقل: فِي بعض مغازيه - إِلَّا مَالك وَأُسَامَة. وَمن حَدِيث ثَابت الْبنانِيّ قَالَ: قلت لِابْنِ عمر: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نَبِيذ الْجَرّ؟ قَالَ: فَقَالَ: قد زَعَمُوا ذَاك. قلت: أنهى عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: قد زَعَمُوا ذَاك. وَلَيْسَ لِثَابِت عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن ابْن عمر قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد ابْن عمر، فَجَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: أنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نَبِيذ الْجَرّ والدباء والمزفت؟ قَالَ: نعم. وَمن حَدِيث محَارب بن دثار قَالَ: سَمِعت ابْن عمر غير مرّة يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الحنتم والدباء، والمزفت. قَالَ: وَأرَاهُ قَالَ: والنقير. وَمن حَدِيث جبلة بن سحيم عَن ابْن عمر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الحنتمة. فَقلت: مَا الحنتمة: قَالَ: الجرة. الحديث: 1501 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 وَمن حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن زَاذَان قَالَ: قلت لِابْنِ عمر: حَدثنِي بِمَا نهى عَنهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَشْرِبَة بلغتك، وَفَسرهُ لي بلغتنا، فَإِن لكم لُغَة غير لغتنا. فَقَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الحنتم: وَهِي الجرة، وَعَن الدُّبَّاء: وَهِي الْقرعَة، وَعَن المزفت: وَهُوَ المقير، وَعَن النقير: وَهِي النَّخْلَة تنسج نسجاً، وتنقر نقراً، وَأمر أَن ينتبذ فِي الأسقية. وَمن حَدِيث عبد الْخَالِق بن سَلمَة عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: سَمِعت ابْن عمر عِنْد هَذَا الْمِنْبَر وَأَشَارَ إِلَى مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ: قدم وَفد عبد الْقَيْس على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلُوهُ عَن الْأَشْرِبَة، فنهاهم عَن الدُّبَّاء، والنقير، والحنتم. فَقلت: يَا أَبَا مُحَمَّد، والمزفت - وظننا أَنه نَسيَه - فَقَالَ: لم أسمعهُ يومئذٍ من ابْن عمر، وَقد كَانَ يكره هَذَا. وَلَيْسَ لعبد الْخَالِق الشَّيْبَانِيّ الْبَصْرِيّ فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. قَالَه أَبُو مَسْعُود. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي الزبير مُحَمَّد بن مُسلم بن تدرس الْمَكِّيّ عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَن الْجَرّ والدباء والمزفت. قَالَ أَبُو الزبير: وَسمعت جَابر بن عبد الله يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْجَرّ والمزفت والنقير. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا لم يجد شَيْئا ينْبذ لَهُ نبذ فِي تورٍ من حِجَارَة. وَمن حَدِيث سعيد بن جُبَير قَالَ: أشهد على ابْن عمر وَابْن عَبَّاس أَنَّهُمَا شَهدا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 وَفِي حَدِيث يعلى بن حَكِيم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: سَأَلت ابْن عمر عَن نَبِيذ الْجَرّ. قَالَ: حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبِيذ الْجَرّ فَأتيت ابْن عَبَّاس فَقلت: أَلا تسمع مَا يَقُول ابْن عمر. قَالَ: وَمَا يَقُول؟ قلت: قَالَ: حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبِيذ الْجَرّ. قَالَ: صدق ابْن عمر، حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبِيذ الْجَرّ. فَقلت: وَأي شَيْء نَبِيذ الْجَرّ قَالَ: كل شيءٍ يصنع من الْمدر. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عقبَة بن حُرَيْث عَن ابْن عمر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْجَرّ والدباء والمزفت. وَقَالَ: " انتبذوا فِي الأسقية ". 1502 - الْحَادِي عشر: عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سبعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه من حَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع قَالَ: حسبت ابْن عمر قَالَ: جُزْء من سبعين جُزْءا من النُّبُوَّة. وَلم أَجِدهُ فِي كتاب مُسلم. وَحكى أَبُو مَسْعُود أَيْضا أَن مُسلما أخرجه بِغَيْر شكٍّ من حَدِيث الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن ابْن عمر وَقَالَ: إِن فِيهِ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة من العَبْد الصَّالح ". وَقَالَ: إِن ذَلِك فِي كتاب " الرُّؤْيَا " لمُسلم. وَلم أَجِدهُ فِيهِ. 1503 - الثَّانِي عشر: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مثل الْمُنَافِق كَمثل الشَّاة العائرة بَين الْغَنَمَيْنِ، تعير إِلَيّ هَذِه مرّة، وَإِلَى هَذِه مرّة " زَاد أَبُو مَسْعُود: " لَا تَدْرِي أَيهَا تتبع ". وَلَيْسَ ذَلِك فِي الْكتاب. الحديث: 1502 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 وَأخرجه من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وأغفل أَبُو مَسْعُود حَدِيث مُوسَى بن عقبَة، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمته. 1504 - الثَّالِث عشر: عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " صلاةٌ فِي مَسْجِدي هَذَا أفضل من ألف صلاةٍ فِيمَا سواهُ إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث مُوسَى بن عبد الله الْجُهَنِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. وَلَيْسَ لمُوسَى الْجُهَنِيّ عَن نَافِع عَن ابْن عمر فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 1505 - الرَّابِع عشر: عَن عباد بن عباد عَن عبيد الله، وَعبد الله ابْني عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب، سَمعه مِنْهُمَا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَمِائَة عَن نَافِع عَن ابْن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أحب أسمائكم إِلَى الله عبد الله وَعبد الرَّحْمَن ". 1506 - الْخَامِس عشر: عَن بكير بن عبد الله بن الْأَشَج عَن نَافِع قَالَ: كَانَ ابْن عمر يستجمر بالألوة غير مطراة، وبكافور يطرحه مَعَ الألوة، وَيَقُول: هَكَذَا كَانَ يستجمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 1504 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 1507 - السَّادِس عشر: عَن عِيسَى بن حَفْص بن عَاصِم عَن نَافِع عَن ابْن عمر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من صَبر على لأوائها - يَعْنِي الْمَدِينَة - كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة ". وَأخرجه من حَدِيث يحنس مولى مُصعب بن الزبير بن الْعَوام: أَنه كَانَ جَالِسا عِنْد عبد الله بن عمر فِي الْفِتْنَة، فَأَتَتْهُ مولاةٌ لَهُ تسلم عَلَيْهِ، فَقَالَت: إِنِّي أردْت الْخُرُوج يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، اشْتَدَّ علينا الزَّمَان. فَقَالَ لَهَا عبد الله: اقعدي لكاع، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يصبر على لأوائها وشدتها أحدٌ إِلَّا كنت لَهُ شَهِيدا أَو شَفِيعًا يَوْم الْقِيَامَة. " يَعْنِي الْمَدِينَة. 1508 - السَّابِع عشر: عَن الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر: أَن رجلا مر وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَبُول، فَسلم، فَلم يرد عَلَيْهِ. 1509 - الثَّامِن عشر: عَن الضَّحَّاك بن عُثْمَان عَن نَافِع عَن عبد الله بن عمر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يحل لِلْمُؤمنِ أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاثَة أَيَّام ". 1510 - التَّاسِع عشر: عَن مُوسَى بن عقبَة عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر قَالَ: كَانَ من دُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من زَوَال نِعْمَتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وَجَمِيع سخطك ". 1511 - الْعشْرُونَ: عَن يزِيد بن عبد الله بن أُسَامَة بن الْهَاد عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَا معشر النِّسَاء، تصدقن وأكثرن من الاسْتِغْفَار، الحديث: 1507 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 فَإِنِّي رأيتكن أَكثر أهل النَّار ". قَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ جزلة: مَا لنا أَكثر أهل النَّار؟ قَالَ: " تكثرن اللَّعْن، وتكفرن العشير، مَا رَأَيْت من ناقصات عقلٍ ودينٍ إغلب لذِي لب مِنْكُن ". قَالَت: مَا نُقْصَان الْعقل وَالدّين؟ قَالَ: " شَهَادَة امْرَأتَيْنِ بِشَهَادَة رجل، وتمكث الْأَيَّام لَا تصلي ". 1512 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن الْوَلِيد بن أبي الْوَلِيد الْقرشِي، وَيزِيد بن عبد الله بن الْهَاد - وَاللَّفْظ ليزِيد على تقاربهما - عَن عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر: أَنه كَانَ إِذا خرج إِلَى مَكَّة كَانَ لَهُ حمَار يتروح عَلَيْهِ إِذا مل ركُوب الرَّاحِلَة، وعمامةٌ يشد بهَا رَأسه. فَبَيْنَمَا هُوَ يَوْمًا على ذَلِك الْحمار، إِذْ مر بِهِ أعرابيٌّ فَقَالَ: أَلَسْت ابْن فلَان بن فلَان؟ قَالَ: بلَى، فَأعْطَاهُ الْحمار، وَقَالَ: اركب هَذَا. والعمامة، وَقَالَ: اشْدُد بهَا رَأسك. فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه: غفرالله لَك، أَعْطَيْت هَذَا الْأَعرَابِي حمارا كنت تروح عَلَيْهِ، وعمامةً كنت تشد بهَا رَأسك. فَقَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن من أبر الْبر صلَة الرجل أهل ود أَبِيه بعد أَن يولي " وَإِن أَبَاهُ كَانَ صديقا لعمر. 1513 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن طَاوس بن كيسَان قَالَ: أدْركْت نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُونَ: كل شيءٍ بقدرٍ. قَالَ: وَسمعت عبد الله بن عمر يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل شَيْء بقدرٍ، حَتَّى الْعَجز والكيس - أَو الْكيس وَالْعجز " لم يُخرجهُ إِلَّا من حَدِيث مَالك بن أنس. 1514 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن مُجَاهِد بن جبر عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل حديثٍ قبله، قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلقَتَيْنِ، فَستر الحديث: 1512 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 الْجَبَل فلقَة، وَكَانَت فلقةٌ فَوق الْجَبَل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ ". 1515 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن وبرة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: كنت جَالِسا عِنْد ابْن عمر، فَجَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: أيصلح لي أَن أَطُوف بِالْبَيْتِ قبل أَن آتِي الْموقف؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ: فَإِن ابْن عَبَّاس يَقُول: لَا تطف بِالْبَيْتِ حَتَّى تَأتي الْموقف. فَقَالَ ابْن عمر فقد حج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَطَافَ بِالْبَيْتِ قبل أَن يَأْتِي الْموقف. فبقول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحَق أَن تَأْخُذ، أَو بقول ابْن عَبَّاس إِن كنت صَادِقا؟ وَفِي رِوَايَة بيانٍ عَن وبرة قَالَ: سَأَلَ رجلٌ ابْن عمر: أَطُوف بِالْبَيْتِ وَقد أَحرمت بِالْحَجِّ؟ فَقَالَ: وَمَا يمنعك؟ قَالَ: إِنِّي رَأَيْت ابْن فلَان يكرههُ، وَأَنت أحب إِلَيْنَا مِنْهُ، رَأَيْنَاهُ قد فتنته الدُّنْيَا. قَالَ: وأينا - أَو قَالَ: وَأَيكُمْ لم تفتنه الدُّنْيَا؟ ثمَّ قَالَ رَأينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحرم بِالْحَجِّ، وَطَاف بِالْبَيْتِ، وسعى بَين الصَّفَا والمروة، فَسنة الله وَرَسُوله أَحَق أَن تتبع من سنة فلانٍ إِن كنت صَادِقا. 1516 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن ابْن عمر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ، أَلا إِنَّهَا الْعشَاء، وهم يعتمون بِالْإِبِلِ ". وَفِي حَدِيث وَكِيع أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ الْعشَاء، فَإِنَّهَا فِي كتاب الله: الْعشَاء، فَإِنَّهَا تعتم بحلاب الْإِبِل ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ من مُسْند عبد الله بن مُغفل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، رِوَايَة ابْن بُرَيْدَة عَنهُ على وَجه آخر فَقَالَ: " لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ الْمغرب، فَإِن الْأَعْرَاب تَقول: هِيَ الْعشَاء " وَذَلِكَ مَذْكُور فِي مُسْنده. الحديث: 1515 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 1517 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن مُصعب بن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: دخل ابْن عمر على ابْن عَامر يعودهُ وَهُوَ مَرِيض، فَقَالَ: أَلا تَدْعُو الله لي يَا ابْن عمر؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تقبل صلاةٌ بِغَيْر طهُور، وَلَا صَدَقَة من غلُول " وَكنت على الْبَصْرَة. 1518 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن صَدَقَة بن يسَار عَن ابْن عمر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي فَلَا يدع أحدا يمر بَين يَدَيْهِ، فَإِن أَبى فليقاتله، فَإِن مَعَه القرين ". 1519 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عون بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن ابْن عمر قَالَ: بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ قَالَ رجل فِي الْقَوْم: الله أكبر كَبِيرا، وَالْحَمْد لله كثيرا، وَسُبْحَان الله بكرَة وَأَصِيلا. فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من الْقَائِل كلمة كَذَا وَكَذَا؟ " قَالَ رجل من الْقَوْم: أَنا يَا رَسُول الله. قَالَ: " عجبت لَهَا، فتحت لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء ". قَالَ ابْن عمر: فَمَا تركتهن مُنْذُ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ذَلِك. 1520 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَليّ بن عبد الله الْأَزْدِيّ الْبَارِقي: أَن ابْن عمر علمهمْ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا اسْتَوَى على بعيره خَارِجا إِلَى سفر كبر ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ: " سُبْحَانَ الَّذِي سخر لنا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنين، وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لمنقلبون. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلك فِي سفرنا هَذَا الْبر وَالتَّقوى، وَمن الْعَمَل مَا ترْضى. اللَّهُمَّ هون علينا سفرنا هَذَا، واطو عَنَّا بعده. اللَّهُمَّ أَنْت الصاحب فِي السّفر، والخليفة فِي الْأَهْل. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنظر، وَسُوء المنقلب فِي المَال والأهل "، وَإِذا رَجَعَ قالهن، وَزَاد فِيهِنَّ: " آيبون، تائبون، عَابِدُونَ، لربنا حامدون ". الحديث: 1517 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 1521 - الثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن ابْن عمر: أَنه أَمر رجلا إِذا أَخذ مضجعه قَالَ: اللَّهُمَّ أَنْت خلقت نَفسِي، وَأَنت توفاها، لَك مماتها ومحياها، إِن أحييتها فاحفظها، وَإِن أمتها فَاغْفِر لَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْعَافِيَة. " فَقَالَ لَهُ رجلٌ: أسمعت هَذَا من عمر. فَقَالَ: من خيرٍ من عمر، من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1522 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن زَاذَان أبي عمر، عَن ابْن عمر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من ضرب غُلَاما لَهُ حدا لم يَأْته، أَو لطمه، فَإِن كَفَّارَته أَن يعتقهُ ". وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة: " من لطم مَمْلُوكه، أَو ضربه فكفارته أَن يعتقهُ ". قد بَقِي حَدِيث، اتّفق البُخَارِيّ وَمُسلم على إِخْرَاج شَيْء من أَوله، فأخرجناه وَكَذَلِكَ فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ. وَفِي آخِره زِيَادَة لَيست عِنْد البُخَارِيّ. فَأخْرج الحَدِيث بِكَمَالِهِ أَبُو مَسْعُود فِيمَا انْفَرد بِهِ مُسلم، وَلم يُنَبه على مَا اتفقَا عَلَيْهِ من أَوله، لِأَنَّهُ رَاعى التراجم. وَهُوَ من رِوَايَة سَالم عَن أَبِيه أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الْفِتْنَة تَجِيء من هَا هُنَا " وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْو الْمشرق: " من حَيْثُ يطلع قرنا الشَّيْطَان ". وَهَذَا الْمَعْنى قد أخرجه البُخَارِيّ من طرقه عَن ابْن عمر، ثمَّ زَاد مُسلم بعد هَذَا فِي الحَدِيث نَفسه: وَأَنْتُم يضْرب بَعْضكُم رِقَاب بعض، وَإِنَّمَا قتل مُوسَى الَّذِي قتل من آل فِرْعَوْن خطأ، فَقَالَ الله لَهُ: {وَقتلت نفسا فنجيناك من الْغم وَفَتَنَّاك فُتُونًا} [سُورَة طه] ، فَهَذِهِ الزِّيَادَة لمُسلم وَحده من رِوَايَة سَالم عَن أَبِيه. آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند ابْن عمر رَضِي الله عَنهُ. الحديث: 1521 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 (77) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الله جَابر بن عبد الله بن عَمْرو بن حرَام الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] 1523 - الحَدِيث الأول: عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن جَابر بن عبد الله أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لما كَذبَنِي قريس قُمْت فِي الْحجر، فَجلى الله لي بَيت الْمُقَدّس، فطفقت أخْبرهُم عَن آيَاته وَأَنا أنظر إِلَيْهِ ". قَالَ البُخَارِيّ: زَاد يَعْقُوب عَن ابْن أخي ابْن شهَاب عَن عَمه: " لما كذبتني قريشٌ حِين أسرِي بِي إِلَى بَيت الْمُقَدّس. . " نَحوه. 1524 - الثَّانِي: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يحدث عَن فَتْرَة الْوَحْي فَقَالَ فِي حَدِيثه: " فَبَيْنَمَا أَنا أَمْشِي سَمِعت صَوتا من السَّمَاء، فَرفعت رَأْسِي، فَإِذا الْملك الَّذِي جَاءَنِي بحراء جالسٌ على كرْسِي بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، فحثثت مِنْهُ رعْبًا، فَرَجَعت فَقلت: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأنْزل الله عز وَجل: {يَا أَيهَا المدثر} إِلَى: {وَالرجز فاهجر} [سُورَة المدثر] قبل أَن تفترض الصَّلَاة ". وَهِي الْأَوْثَان. الحديث: 1523 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 وَفِي حَدِيث عقيل عَن ابْن شهَاب: فجثثت مِنْهُ حَتَّى هويت إِلَى الأَرْض، وَفِيه: قَالَ أَبُو سَلمَة: وَالرجز: الْأَوْثَان. ثمَّ قَالَ: " ثمَّ حمي الْوَحْي وتتابع " وَأول حَدِيث عقيل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ثمَّ فتر الْوَحْي عني فَتْرَة، فَبينا أَنا أَمْشِي ... " ثمَّ ذكر نَحوه. وَفِي رِوَايَة يحيى بن أبي كثير قَالَ: سَأَلت أَبَا سَلمَة: أَي الْقُرْآن أنزل قبل؟ قَالَ: {يَا أَيهَا المدثر} ، قلت: أَو {اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق} . فَقَالَ: سَأَلت جَابر بن عبد الله: أَي الْقُرْآن أنزل قبل؟ قَالَ: {يَا أَيهَا المدثر} ، فَقلت: أَو {اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق} ، قَالَ جَابر: أحدثكُم مَا حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " جَاوَرت بحراء شهرا، فَلَمَّا قضيت جواري نزلت، فَاسْتَبْطَنْت بطن الْوَادي فنوديت، فَنَظَرت أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَن يَمِيني وَعَن شمَالي، فَلم أر أحدا، ثمَّ نوديت، فَنَظَرت فَلم أر أحدا، ثمَّ نوديت، فَرفعت رَأْسِي، فَإِذا هُوَ قاعدٌ على عرشٍ فِي الْهَوَاء - يَعْنِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام - فَأَخَذَتْنِي رجفةٌ شَدِيدَة، فَأتيت خَدِيجَة فَقلت: دَثرُونِي، فَدَثَّرُونِي وَصبُّوا عَليّ مَاء، فَأنْزل الله عز وَجل {يَا أَيهَا المدثر قُم فَأَنْذر وَرَبك فَكبر وثيابك فطهر} ". وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمُبَارك عَن يحيى: فَإِذا هُوَ جَالس على الْعَرْش بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. 1525 - الثَّالِث: عَن أبي سَلمَة عَن جَابر قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمر الظهْرَان نجني الكباث. قَالَ: " عَلَيْكُم بالأسود مِنْهُ، فَإِنَّهُ أطيب " فَقلت: أَكنت ترعى الْغنم؟ قَالَ: " نعم، وَهل من نبيٍّ إِلَّا رعاها؟ ". الحديث: 1525 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 1526 - الرَّابِع: عَن سِنَان بن أبي سِنَان الدؤَلِي وَأبي سَلمَة عَن جَابر: أَنه غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل نجدٍ، فَلَمَّا قفل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قفل مَعَه، فأدركتهم الْقَافِلَة فِي وادٍ كثير الْعضَاة، فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وتفرق النَّاس يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت شجرةٍ، فعلق بهَا سَيْفه، وَنِمْنَا نومَة، فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُونَا وَإِذا عِنْده أعرابيٌّ، فَقَالَ: " إِن هَذَا اخْتَرَطَ عَليّ سَيفي وَأَنا نائمٌ، فَاسْتَيْقَظت وَهُوَ فِي يَده صَلتا، فَقَالَ: من يمنعك مني؟ فَقلت: الله " - ثَلَاثًا، وَلم يُعَاقِبهُ، وَجلسَ. وَقَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ أبان عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن جَابر: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِذَات الرّقاع، فَإِذا أَتَيْنَا على شجرةٍ ظليلة تركناها للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فجَاء رجلٌ من الْمُشْركين، وَسيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معلقٌ بِالشَّجَرَةِ، فاخترطه، فَقَالَ: تخافني؟ فَقَالَ: " لَا " فَقَالَ: من يمنعك مني؟ فَقَالَ: " الله ". فتهدده أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وأقيمت الصَّلَاة، فصلى بطَائفَة رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ تَأَخَّرُوا، وَصلى بالطائفة الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ، فَكَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أربعٌ، وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ. وَأول حَدِيث ابان فِي رِوَايَة عَفَّان عَنهُ: أَقبلنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِذا كُنَّا بِذَات الرّقاع ... . وَقَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ مُسَدّد عَن أبي عوَانَة عَن أبي بشر: اسْم الرجل غورث ابْن الْحَارِث، وَقَاتل فِيهَا محَارب خصفة. لم يزدْ البُخَارِيّ على هَذَا. وَقد ذكر أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ مَتنه من حَدِيث أبي عوَانَة عَن أبي بشر عَن سُلَيْمَان بن قيس - هُوَ الْيَشْكُرِي وَالِد فليح بن سُلَيْمَان - عَن جَابر قَالَ: قَاتل الحديث: 1526 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم محَارب خصفة بنخلٍ، فَرَأَوْا من الْمُسلمين غرَّة، فجَاء رجلٌ مِنْهُم يُقَال لَهُ غورث بن الْحَارِث حَتَّى قَامَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالسَّيْفِ، فَقَالَ: من يمنعك مني؟ قَالَ: " الله " فَسقط السَّيْف من يَده. قَالَ: فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّيْف فَقَالَ: " من يمنعك مني؟ " فَقَالَ: كن خير آخذٍ. فَقَالَ: " تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله؟ " قَالَ: لَا، وَلَكِن أعاهدك على أَلا أقاتلك، وَلَا أكون مَعَ قوم يقاتلونك. فخلى سَبيله، فَأتى أَصْحَابه، فَقَالَ: جِئتُكُمْ من عِنْد خير النَّاس. ثمَّ ذكر صَلَاة الْخَوْف، وَأَنه صلى أَربع رَكْعَات، بِكُل طَائِفَة رَكْعَتَيْنِ. قَالَ البُخَارِيّ فِي " التَّارِيخ الْكَبِير ": روى أَبُو بشر وَقَتَادَة والجعد أَبُو عُثْمَان عَن كتاب سُلَيْمَان: وَمَات سُلَيْمَان بن قيس قبل جَابر بن عبد الله. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ بكر بن سوَادَة: حَدثنِي زِيَاد بن نَافِع عَن أبي مُوسَى - وَهُوَ مُوسَى بن عَليّ: أَن جَابِرا حَدثهمْ قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم محَارب وثعلبة. لم يزدْ البُخَارِيّ على هَذَا. حذف الْمَتْن، وَهُوَ أَنه عَلَيْهِ السَّلَام صلى صَلَاة الْخَوْف يَوْم محاربٍ وثعلبة، لكل طَائِفَة رَكْعَة وسجدتين. كَذَا ذكر بَعضهم. قَالَه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي. وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبان تَعْلِيقا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة عَفَّان عَن أبان مدرجاً على أَحَادِيث الزُّهْرِيّ فِي ذَلِك قبله، وَذكر مِنْهُ أَوله، ثمَّ قَالَ: بِمَعْنى حَدِيث الزُّهْرِيّ. وَلَيْسَ فِي شَيْء مِمَّا قبله من الرِّوَايَات عَن الزُّهْرِيّ مَا فِي حَدِيث أبان من صَلَاة الْخَوْف. وَعلمنَا ذَلِك من أَفْرَاد البُخَارِيّ، ثمَّ وجدنَا مُسلما رَحمَه الله قد أخرجه بِعَيْنِه متْنا وإسناداً فِي " الصَّلَاة " وَلم يدرجه، فصح أَنه عَنى بِمَعْنَاهُ فِي الْبَعْض لَا فِي الْكل، وَإِن كَانَ قد أهمل الْبَيَان. وَقَالَ البُخَارِيّ فِي كِتَابه فِي " الْمَغَازِي ": وَقَالَ عبد الله بن أبي رَجَاء: أخبرنَا عمرَان الْقطَّان عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى بِأَصْحَابِهِ فِي الْخَوْف فِي غَزْوَة السَّابِعَة غَزْوَة ذَات الرّقاع لم يزدْ. وَأخرجه مُسلم بِطُولِهِ، وَفِيه كَيْفيَّة الصَّلَاة بِنَحْوِ مَا مر آنِفا فِي حَدِيث أبان عَن يحيى. وأفرد مُسلم مِنْهُ أَيْضا صَلَاة الْخَوْف من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن سَلام عَن يحيى. وَأخرج البُخَارِيّ مِنْهُ تَعْلِيقا ذكر صَلَاة الْخَوْف فَقَالَ: قَالَ ابْن إِسْحَاق: سَمِعت وهب بن كيسَان، سَمِعت جَابِرا قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ذَات الرّقاع من نخلٍ، فلقي جمعا من غطفان، فَلم يكن قتالٌ، فَأَخَاف النَّاس بَعضهم بَعْضًا، فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتي الْخَوْف. 1527 - الْخَامِس: عَن أبي سَلمَة عَن جَابر: أَن عمر جَاءَ يَوْم الخَنْدَق بعد مَا غربت الشَّمْس، فَجعل يسب كفار قريشٍ، وَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا كدت أُصَلِّي الْعَصْر حَتَّى كَادَت الشَّمْس تغرب. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالله مَا صليتها " قَالَ: فقمنا الحديث: 1527 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 إِلَى بطحان، فَتَوَضَّأ للصَّلَاة، وتوضأنا لَهَا، فصلى الْعَصْر بَعْدَمَا غربت الشَّمْس، ثمَّ صلى بعْدهَا الْمغرب. 1528 - السَّادِس: عَن أبي سَلمَة عَن جَابر قَالَ: قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعمرى لمن وهبت لَهُ ". وَفِي حَدِيث مَالك عَن ابْن شهَاب: أَيّمَا رجلٍ أعمر عمرى لَهُ ولعقبه، فَإِنَّهَا للَّذي أعطيها، لَا ترجع إِلَى الَّذِي أَعْطَاهَا، لِأَنَّهُ أعْطى عَطاء وَقعت فِيهِ الْمَوَارِيث. وَفِي رِوَايَة اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ: من أعمر رجلا عمرى لَهُ ولعقبه، فقد قطع قَوْله حَقه فِيهَا، وَهِي لمن أعمر ولعقبه ". وَفِي حَدِيث معمرٍ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن جَابر قَالَ: إِنَّمَا الْعُمْرَى الَّتِي أجَاز رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَقُول: هِيَ لَك ولعقبك، فَأَما إِذا قَالَ: هِيَ لَك مَا عِشْت فَإِنَّهَا ترجع إِلَى صَاحبهَا. قَالَ معمرٌ. وَكَانَ الزُّهْرِيّ يُفْتِي بِهِ. وَفِي رِوَايَة ابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى فِيمَن أعمر عمرى لَهُ ولعقبه فَهِيَ لَهُ بتلةً، لَا يجوز للمعطي فِيهَا شرطٌ وَلَا ثنياً. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْعُمْرَى جَائِزَة ". الحديث: 1528 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 وَعند مُسلم أَيْضا فِيهِ فِي رِوَايَته من طَرِيق خَالِد بن الْحَارِث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْعُمْرَى ميراثٌ لأَهْلهَا ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من رِوَايَة أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَمْسكُوا عَلَيْكُم أَمْوَالكُم وَلَا تفسدوها، فَإِنَّهُ من أعمر عمرى فَهِيَ للَّذي أعمرها حَيا وَمَيتًا، ولعقبه ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان وحجاج بن أبي عُثْمَان، وَأَيوب، كلهم عَن أبي الزبير عَن جَابر بِمَعْنى حَدِيث زُهَيْر. وَأول حَدِيث أَيُّوب: جعل الْأَنْصَار يعمرون الْمُهَاجِرين، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَمْسكُوا عَلَيْكُم أَمْوَالكُم ". وَفِي رِوَايَة ابْن جريج عَن أبي الزبير قَالَ: أعمرت امرأةٌ بِالْمَدِينَةِ حَائِطا لَهَا بِالْمَدِينَةِ ابْنا لَهَا، ثمَّ توفّي وَتوفيت بعده، وَتركت ولدا وَله إخْوَة بنُون للمعمرة، فَقَالَ ولد المعمرة: رَجَعَ الْحَائِط إِلَيْنَا. وَقَالَ بَنو المعمر: بل كَانَ لأبينا حَيَاته وَمَوته، فاختصموا إِلَى طَارق مولى عُثْمَان، فَدَعَا جَابِرا، فَشهد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعمرى لصَاحِبهَا، فَقضى بذلك طارقٌ، ثمَّ كتب إِلَى عبد الْملك فَأخْبرهُ بذلك، وَأخْبرهُ بِشَهَادَة جَابر. فَقَالَ عبد الْملك: صدق جَابر، فَأمْضى ذَلِك طارقٌ، وَكَانَ ذَلِك الْحَائِط لبني المعمر حَتَّى الْيَوْم. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَان بن يسَار أَن طَارِقًا قضى بالعمرى للْوَارِث لقَوْل جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لِسُلَيْمَان عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 1529 - السَّابِع: عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن جَابر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفرغ على رَأسه ثَلَاثًا. كَذَا فِي رِوَايَة مخول بن رَاشد عَن أبي جَعْفَر. وَفِي رِوَايَة ابْن إِسْحَاق عَن أبي جَعْفَر: أَنه كَانَ عِنْد جَابر بن عبد الله هُوَ وَأَبوهُ، وَعِنْده قومه، فَسَأَلُوهُ عَن الْغسْل، فَقَالَ: يَكْفِيك صاعٌ. فَقَالَ رجل: مَا يَكْفِينِي فَقَالَ جَابر: كَانَ يَكْفِي من هُوَ أوفى مِنْك شعرًا، وخيرٌ مِنْك. ثمَّ أمنا فِي ثوب. وَفِي حَدِيث معمر بن يحيى بن سامٍ عَن أبي جَعْفَر قَالَ: قَالَ لي جَابر: أَتَانِي ابْن عمك يعرض بالْحسنِ بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة، فَقَالَ: كَيفَ الْغسْل من الْجَنَابَة؟ فَقلت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْخُذ ثَلَاثَة أكفٍّ، فيفيضها على رَأسه، ثمَّ يفِيض على سَائِر جسده. فَقَالَ الْحسن: إِنِّي رجلٌ كثير الشّعْر. فَقلت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر مِنْك شعرًا. وَفِي حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه نَحْو حَدِيث معمر. 1530 - الثَّامِن: عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة وَأذن فِي لُحُوم الْخَيل. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أكلنَا زمن خَيْبَر الْخَيل وحمر الْوَحْش. وَنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْحمار الأهلي. 1531 - التَّاسِع: عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو قد جَاءَ مَال الْبَحْرين قد أَعطيتك هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا " فَلم يجِئ مَال الْبَحْرين حَتَّى قبض الحديث: 1529 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا جَاءَ مَال الْبَحْرين أَمر أَبُو بكر فَنَادَى: من كَانَ لَهُ عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عدةٌ أَو دينٌ فليأتنا. فَأَتَيْته، فَقلت: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لي كَذَا وَكَذَا، فَحَثَا لي حثيةً، فعددتها فَإِذا هِيَ خَمْسمِائَة، فَقَالَ: خُذ مثلهَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر بِنَحْوِهِ: زَاد ابْن الْمُنْكَدر فِي رِوَايَة عَليّ عَن سُفْيَان: أَن جَابِرا قَالَ مرّة: فَأتيت أَبَا بكر فَسَأَلته فَلم يُعْطِنِي، ثمَّ أَتَيْته فَلم يُعْطِنِي، ثمَّ أَتَيْته الثَّالِثَة فَقلت: سَأَلتك فَلم تعطني، ثمَّ سَأَلتك فَلم تعطني، فإمَّا أَن تُعْطِينِي وَإِمَّا أَن تبخل عني. قَالَ: قلت تبخل عني؟ مَا منعتك من مرةٍ إِلَّا وَأَنا أُرِيد أَن أُعْطِيك. وَقَالَ - يَعْنِي ابْن الْمُنْكَدر: وَأي داءٍ أدوى من الْبُخْل. 1532 - الْعَاشِر: عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب قَالَ: قدم الْحجَّاج - وَفِي حَدِيث معَاذ بن معَاذ - كَانَ الْحجَّاج يُؤَخر الصَّلَوَات، فسألنا جَابر بن عبد الله فَقَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الظّهْر بالهاجرة، وَالْعصر وَالشَّمْس نقيةٌ، وَالْمغْرب إِذا وَجَبت، وَالْعشَاء: أَحْيَانًا يؤخرها، وَأَحْيَانا يعجل، إِذا رَآهُمْ اجْتَمعُوا عجل، وَإِذا رَآهُمْ أبطأوا أخر. وَالصُّبْح كَانُوا - أَو كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصليهَا بعلس. 1533 - الْحَادِي عشر: عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن الْحسن عَن جَابر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ، فَرَأى رجلا قد اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ وَقد ظلل عَلَيْهِ، فَقَالَ: " مَا لَهُ "؟ قَالُوا: رجلٌ صَائِم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيْسَ الْبر أَن تَصُومُوا فِي السّفر " وَفِي رِوَايَة آدم عَن شُعْبَة: " لَيْسَ من الْبر الصَّوْم فِي السّفر ". الحديث: 1532 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 1534 - الثَّانِي عشر: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أكل ثوماً أَو بصلاً فليعتزلنا أَو ليعتزل مَسْجِدنَا ". وَفِي رِوَايَة أبي الطَّاهِر وحرملة: " وليقعد فِي بَيته " وَأَنه أُتِي بقدرٍ فِيهِ خضراتٌ من بقول: فَوجدَ لَهَا ريحًا فَسَأَلَ، فَأخْبر بِمَا فِيهَا من الْبُقُول، فَقَالَ: " قربوها " إِلَى بعض أَصْحَابه - فَمَا رَآهُ كره أكلهَا، قَالَ: " كل فَإِنِّي أُنَاجِي من لَا تناجي ". وَفِي رِوَايَة ابْن جريج عَن عَطاء عَن جَابر أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: " من أكل من هَذِه البقلة - الثوم " وَقَالَ مرّة: " من أكل البصل والثوم والكراث فَلَا يقربن مَسْجِدنَا، فَإِن الْمَلَائِكَة تتأذى مِمَّا يتَأَذَّى مِنْهُ بَنو آدم ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أكل البصل والكراث، فغلبتنا الْحَاجة، فأكلنا مِنْهَا، فَقَالَ: " من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة فَلَا يقربن مَسْجِدنَا، فَإِن الْمَلَائِكَة تتأذى مِمَّا يتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْس ". 1535 - الثَّالِث عشر: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبَعَثَنِي فِي حاجةٍ فَرَجَعت وَهُوَ يُصَلِّي على رَاحِلَته وَوَجهه على غير الْقبْلَة، فَسلمت عَلَيْهِ، فَلم يرد عَليّ، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: " أما إِنَّه لم يَمْنعنِي أَن أرد عَلَيْك إِلَّا أَنِّي كنت أُصَلِّي ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي التَّطَوُّع وَهُوَ راكبٌ فِي غير الْقبْلَة. الحديث: 1534 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 وَفِي رِوَايَة هِشَام عَن يحيى بن أبي كثير عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن: كَانَ يُصَلِّي على رَاحِلَته نَحْو الْمشرق فَإِذا أَرَادَ أَن يُصَلِّي الْمَكْتُوبَة نزل فَاسْتقْبل الْقبْلَة. وَلَيْسَ لمُحَمد بن عبد الرَّحْمَن فِي الصَّحِيح عَن جَابر غير هَذَا الحَدِيث. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عُثْمَان بن عبد الله بن سراقَة الْعَدوي عَن جَابر قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة أَنْمَار يُصَلِّي على رَاحِلَته متوجهاُ قبل الْمشرق، مُتَطَوعا. وَلَيْسَ لعُثْمَان بن عبد الله بن سراقَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن جَابر غير هَذَا الحَدِيث. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر أَنه قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعَثَنِي لحاجةٍ، ثمَّ أَدْرَكته وَهُوَ يُصَلِّي. وَفِي رِوَايَة أبي رمح - وَهُوَ يسير، فَسلمت عَلَيْهِ، فَأَشَارَ إِلَيّ، فَلَمَّا فرغ دَعَاني فَقَالَ: " إِنَّك سلمت آنِفا وَأَنا أُصَلِّي " وَهُوَ موجه حينئذٍ قبل الْمشرق. وَفِي حَدِيث زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَنهُ قَالَ: أَرْسلنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ منطلق إِلَى بني المصطلق، فَأَتَيْته وَهُوَ يُصَلِّي على بعيره، فكلمته، فَقَالَ لي بِيَدِهِ هَكَذَا - وَأَوْمَأَ زهيرٌ بِيَدِهِ، ثمَّ كَلمته، فَقَالَ لي هَكَذَا - وَأَوْمَأَ زُهَيْر بِيَدِهِ نَحْو الأَرْض، وَأَنا أسمعهُ يقْرَأ، يُومِئ بِرَأْسِهِ، فَلَمَّا فرغ قَالَ: " مَا فعلت فِي الَّذِي أرسلتك لَهُ؟ فَإِنَّهُ لم يَمْنعنِي أَن أُكَلِّمك إِلَّا أَنِّي كنت أُصَلِّي ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 1536 - الرَّابِع عشر: عَن عَطاء وَأبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المخابرة والمحاقلة وَعَن الْمُزَابَنَة، وَعَن بيع الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه. وَألا يُبَاع إِلَّا بالدينار وَالدِّرْهَم إِلَّا الْعَرَايَا. وَحَدِيث عَطاء أتم. وَفِي حَدِيث مخلد بن يزِيد الْجَزرِي عَن ابْن جريج: وَعَن بيع الثَّمَرَة حَتَّى تطعم. وَفِيه: قَالَ عَطاء: فسر لنا جابرٌ قَالَ: أما المخابرة: فالأرض الْبَيْضَاء يَدْفَعهَا الرجل إِلَى الرجل، فينفق فِيهَا، ثمَّ يَأْخُذ من الثَّمر. وَزعم أَن الْمُزَابَنَة بيع الرطب فِي النّخل بِالتَّمْرِ كَيْلا. والمحاقلة فِي الزَّرْع على نَحْو ذَلِك، يَبِيع الزَّرْع الْقَائِم بالحب كَيْلا. وَفِي رِوَايَة زيد بن أبي أنيسَة عَن عَطاء عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن المحاقلة والمزابنة وَالْمُخَابَرَة، وَأَن يَشْتَرِي النّخل حَتَّى يشقه. والإشقاه: أَن يحمر أَو يصفر أَو يُؤْكَل مِنْهُ شَيْء. والمحاقلة: أَن يُبَاع الحقل بكيلٍ من طَعَام معلومٍ. والمزابنة: أَن يُبَاع النّخل بأوساقٍ من التَّمْر. وَالْمُخَابَرَة: الثُّلُث وَالرّبع وَأَشْبَاه ذَلِك. قَالَ زيدٌ: قلت لعطاء: أسمعت جَابِرا يذكر هَذَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم. وَأخرج مسلمٌ من حَدِيث سُفْيَان عَن عَمْرو بن دينارٍ عَن جابرٍ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن المخابرة. وَمن حَدِيث زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه وَمن حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع الثَّمر حَتَّى يطيب. وَلمُسلم من حَدِيث أبي الْوَلِيد سعيد بن ميناء عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1536 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 عَن الْمُزَابَنَة والمحاقلة وَالْمُخَابَرَة، وَعَن بيع التمرة حَتَّى تشقح. قَالَ: قلت لسَعِيد: مَا تشقح قَالَ: تحمار، أَو تصفار، أَو يُؤْكَل مِنْهَا. وَقد أخرج البُخَارِيّ هَذَا الْفَصْل الْأَخير وَحده من رِوَايَة سليم بن حَيَّان عَن سعيد بن ميناء عَن جَابر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تبَاع الثَّمَرَة حَتَّى تشقح. قيل: وَمَا تشقح؟ قَالَ: تحمار، وتصفار، ويؤكل مِنْهَا. وَقد قَالَ أَبُو مَسْعُود: إِنَّه من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَأخرجه على ذَلِك. وَهَذَا الْفَصْل بِعَيْنِه عِنْد مُسلم من هَذِه التَّرْجَمَة مجموعاً مَعَ مَا قد ذكر مَعَه كَمَا أوردنا، فَهُوَ من الْمُتَّفق عَلَيْهِ. هَذَا، وَقد ذكر أَبُو مَسْعُود بعد سطرين من ذكر هَذَا عَن البُخَارِيّ أول الحَدِيث الَّذِي فِي هَذَا الْفَصْل وَجعله من أَفْرَاد مُسلم، وأوله: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمُزَابَنَة والمحاقلة. وَقَالَ: أخرجه عَن عبد الله بن هَاشم عَن بهز، وَهَذَا هُوَ الَّذِي فِي آخِره هَذَا الْفَصْل. وَفِي رِوَايَة أَيُّوب عَن أبي الزبير وَسَعِيد بن ميناء عَن جَابر: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المحاقلة والمزابنة والمعاومة وَالْمُخَابَرَة. قَالَ أَحدهمَا بيع السنين هِيَ المعاومة، وَعَن الثنيا، وَرخّص فِي الْعَرَايَا. وَأخرج مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن عَتيق عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيع السنين. 1537 - الْخَامِس عشر: عَن عَطاء عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى على النَّجَاشِيّ، فَكنت فِي الصَّفّ الثَّانِي أَو الثَّالِث. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 قَالَ: " قد توفّي الْيَوْم رجلٌ صالحٌ من الْحَبَش، فَهَلُمَّ، فصلوا عَلَيْهِ " قَالَ: فصففنا، فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن. وَقَالَ أَبُو الزبير عَن جَابر: كنت فِي الصَّفّ الثَّانِي. سَمَّاهُ فِي حَدِيث يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن ابْن جريج أَصْحَمَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن ميناء عَن جَابر بن عبد الله: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى على أَصْحَمَة النَّجَاشِيّ، فَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أَخا لكم قد مَاتَ، فَقومُوا فصلوا عَلَيْهِ " قَالَ جَابر: فقمنا فصففنا صفّين. 1358 - السَّادِس عشر: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: كَانَت لرجال منا فضول أَرضين، فَقَالُوا: نؤاجرها بِالثُّلثِ وَالرّبع وَالنّصف. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من كَانَت لَهُ أرضٌ فليزرعها أَو ليمنحها أَخَاهُ " زَاد فِي رِوَايَة عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَنهُ: " وَلَا يؤاجرها إِيَّاه " وَقَالَ سُلَيْمَان بن مُوسَى عَنهُ: وَلَا يكرها ". فِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ عَن عَطاء: " فَإِن أَبى فليمسك أرضه ". وَفِي رِوَايَة رَبَاح بن أبي مَعْرُوف عَن عَطاء عَنهُ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كِرَاء الأَرْض وَعَن بيعهَا السنين، وَعَن بيع الثَّمر حَتَّى يطيب. وَفِي رِوَايَة بكير بن الْأَخْنَس عَن عَطاء عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُؤْخَذ للْأَرْض أجرٌ أَو حظٌّ. وَفِي رِوَايَة مطر الْوراق عَن عَطاء عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن كِرَاء الأَرْض. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 وَقد أخرج مُسلم من رِوَايَة سليم بن حبَان عَن سعيد بن مينا عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من كَانَ لَهُ فضل أرضٍ فليزرعها أَو ليزرعها أَخَاهُ، وَلَا تَبِيعُوهَا ". فَقلت لسَعِيد: مَا: " لَا تَبِيعُوهَا "، يَعْنِي الْكِرَاء؟ قَالَ: نعم. وَمن رِوَايَة زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كُنَّا نخابر على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنصيب من القصري وَمن كَذَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من كَانَت لَهُ أرضٌ فليزرعها أَو فليحرثها أَخَاهُ، وَإِلَّا فليدعها ". وَفِي رِوَايَة هِشَام بن سعد عَن أبي الزبير نَحوه. وَلَيْسَ لهشام بن سعد عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر غير هَذَا. وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الأَرْض الْبَيْضَاء سنتَيْن أَو ثَلَاثًا. وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من كَانَت لَهُ أرضٌ فليهبها أَو ليعرها ". وَفِي رِوَايَة عمار بن زُرَيْق عَن الْأَعْمَش: فليزرعها أَو ليزرعها رجلا ". وَمن حَدِيث النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن كِرَاء الأَرْض. وَفِيه عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا نكرِي أَرْضنَا، ثمَّ تركنَا ذَلِك حِين سمعنَا حَدِيث رَافع بن خديج. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 وَلَيْسَ للنعمان بن أبي عَيَّاش عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر غير هَذَا. وَمن حَدِيث يزِيد بن نعيم بن هزال الْأَسْلَمِيّ عَن جَابر: أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُزَابَنَة والحقول. فَقَالَ جَابر: الْمُزَابَنَة: الثَّمر بالثمر، والحقول: كِرَاء الأَرْض. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن عَتيق عَن جَابر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع السنين. وَفِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة عَن سُلَيْمَان: عَن بيع الثَّمر سِنِين. 1539 - السَّابِع عشر: عَن عَطاء بن أبي ريَاح عَن جَابر قَالَ: كُنَّا نعزل على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْقُرْآن ينزل. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كُنَّا نعزل على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبلغ ذَلِك نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم ينهنا. وَفِي رِوَايَة زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رجلا أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن لي جَارِيَة هِيَ خادمتنا وساقيتنا فِي النّخل، وَأَنا أَطُوف عَلَيْهَا، وأكره أَن تحمل. فَقَالَ: " اعزل عَنْهَا إِن شِئْت، فَإِنَّهُ سيأتيها مَا قدر لَهَا " فَلبث الرجل، ثمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: إِن الْجَارِيَة قد حبلت فَقَالَ: " قد أَخْبَرتكُم أَنه سيأتيها مَا قدر لَهَا ". وَفِي رِوَايَة عُرْوَة بن عِيَاض الْمَكِّيّ عَن جَابر نَحوه، وَفِيه: أَن رَسُول الله قَالَ لما قَالَ: يَا رَسُول الله قد حملت: " أَنا عبد الله وَرَسُوله " وَلَيْسَ لعروة بن عِيَاض عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 1539 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 وَأخرجه مُسلم عَن معقل بن عبيد الله عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: لقد كُنَّا نعزل على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. لم يزدْ. حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر. وَلَيْسَ فِي كتاب مُسلم إِلَّا معقل عَن عَطاء عَن جَابر فِيمَا عندنَا من كِتَابَيْهِمَا. 1540 - الثَّامِن عشر: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: كُنَّا لَا نَأْكُل من لُحُوم بدننا فَوق ثَلَاث، فأرخص لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " كلوا وتزودوا ". قَالَ ابْن جريج: قلت لعطاء: قَالَ جَابر: حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَة؟ قَالَ: نعم. كَذَا عِنْد مُسلم فِي رِوَايَة مُحَمَّد ابْن حَاتِم عَن يحيى بن سعيد. وَعند البُخَارِيّ فِي رِوَايَته عَن مُسَدّد عَن يحيى عَن ابْن جريج قَالَ: قلت لعطاءٍ: قَالَ: حَتَّى جِئْنَا الْمَدِينَة؟ قَالَ: لَا. وَفِي رِوَايَة عَمْرو عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: كُنَّا نتزود لُحُوم الْهَدْي على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة. وَفِي رِوَايَة عَليّ بن عبد الله عَن سُفْيَان عَن عَمْرو: كُنَّا نتزود لُحُوم الأضافي إِلَى الْمَدِينَة، على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة زيد بن أبي أنيسَة عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: كُنَّا لَا نمسك لُحُوم الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاث، فَأمرنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نتزود مِنْهَا وَنَأْكُل مِنْهَا - يَعْنِي فَوق ثَلَاث. الحديث: 1540 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 وَلمُسلم فِي رِوَايَة مَالك عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن أكل لُحُوم الضَّحَايَا بعد ثَلَاث. ثمَّ قَالَ بعد: " كلوا وتزودوا وَادخرُوا ". 1541 - التَّاسِع عشر: عَن عَطاء عَن جَابر أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح وَهُوَ بِمَكَّة يَقُول: " إِن الله وَرَسُوله حرم بيع الْخمر وَالْميتَة وَالْخِنْزِير والأصنام ". فَقيل: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت شحوم الْميتَة، فَإِنَّهُ يطلى بهَا السفن، ويدهن بهَا الْجُلُود، ويستصبح بهَا النَّاس. فَقَالَ: " لَا، هُوَ حرَام ". ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد ذَلِك: " قَاتل الله الْيَهُود، إِن الله لما حرم عَلَيْهِم شحومها، أجملوه، ثمَّ باعوه فَأَكَلُوا ثمنه ". 1542 - الْعشْرُونَ: عَن عَطاء عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا استجنح اللَّيْل، أَو كَانَ جنح اللَّيْل، فكفوا صِبْيَانكُمْ؛ فَإِن الشَّيَاطِين تَنْتَشِر حينئذٍ، فَإِذا ذهب ساعةٌ من الْعشَاء فخلوهم، وأغلق بابك، وَاذْكُر اسْم الله، وأطفئ مصباحك، وَاذْكُر اسْم الله، وأوك سقاءك وَاذْكُر اسْم الله، وخمر إناءك وَاذْكُر اسْم الله وَلَو تعرض عَلَيْهِ شَيْئا. وَكَذَا فِي رِوَايَة يحيى بن جَعْفَر عَن الْأنْصَارِيّ. وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق عَن روح نَحوه، وَزَاد: فَإِن الشَّيْطَان لَا يفتح بَابا مغلقاً ". الحديث: 1541 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 وَفِيه قَالَ - يَعْنِي ابْن جريج: وَأَخْبرنِي عَمْرو بن دِينَار أَنه سمع جَابر بن عبد الله نَحْو مَا أخبر بِهِ عطاءٌ، وَلم يذكر التَّسْمِيَة. قَالَ فِي رِوَايَة قُتَيْبَة عَن حَمَّاد: وأطفئوا المصابيح؛ فَإِن الفويسقة رُبمَا جرت الفتيلة فأحرقت أهل الْبَيْت ". وَفِي رِوَايَة حسان بن أبي عباد: وخمروا الطَّعَام وَالشرَاب " قَالَ همام: وَأَحْسبهُ قَالَ: " وَلَو بِعُود ". وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة جمَاعَة عَن أبي الزبير، مِنْهُم مَالك وَاللَّيْث وَالثَّوْري وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة: فَفِي حَدِيث اللَّيْث عَنهُ: " غطوا الْإِنَاء، وأوكوا السقاء، واغلقوا الْبَاب، وأطفئوا السراج، فَإِن الشَّيْطَان لَا يحل سقاءً، وَلَا يفتح بَابا، وَلَا يكْشف إِنَاء، فَإِن لم يجد أحدكُم إِلَّا أَن يعرض على إنائه عوداً، أَو يذكر اسْم الله عَلَيْهِ فَلْيفْعَل، فَإِن الفويسقة تضرم على أهل الْبَيْت بَيتهمْ " وألفاظ سَائِر الروَاة عَن أبي الزبير مُتَقَارِبَة الْمَعْنى، وَفِي بَعْضهَا تقصيرٌ، وَقد اقتصرنا على أكملها. وَقَالَ فِي حَدِيث يحيى بن يحيى عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيكُمْ وَصِبْيَانكُمْ إِذا غَابَتْ الشَّمْس حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء، فَإِن الشَّيَاطِين تنبعث إِذا غَابَتْ الشَّمْس حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء. وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزبير عَنهُ بِنَحْوِ حَدِيث زُهَيْر. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْقَعْقَاع بن حَكِيم عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 " غطوا الْإِنَاء، وأوكوا السقاء، فَإِن فِي السّنة لَيْلَة ينزل فِيهَا وباءٌ، لَا يمر بِإِنَاء لَيْسَ عَلَيْهِ غطاء، أَو سقاء لَيْسَ عَلَيْهِ وعَاء إِلَّا نزل فِيهِ من ذَلِك الوباء ". زَاد فِي رِوَايَة عَليّ بن نصر الْجَهْضَمِي: قَالَ اللَّيْث: فالأعاجم عندنَا يَتَّقُونَ ذَلِك فِي كانون الأول. وَلَيْسَ للقعقاع بن حَكِيم عَن جَابر فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا طرفا مِنْهُ فِي تَغْطِيَة الْإِنَاء من رِوَايَة جرير عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان، وَأبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: جَاءَ أَبُو حميد بقدحٍ من لبن من النقيع، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا خمرته، وَلَو أَن تعرض عَلَيْهِ عوداً ". قَالَ فِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح وَحده عَن جَابر قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله، فَاسْتَسْقَى، فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُول الله، أَلا نسقيك نبيذاً؟ قَالَ: " بلَى " فَخرج الرجل يسْعَى، فجَاء بقدحٍ فِيهِ نبيذٌ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا خمرته وَلَو تعرض عَلَيْهِ عوداً " قَالَ: فَشرب. قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر: وَقد حكى الْمَتْن فَقَالَ: " خمروا الْآنِية، وأوكئوا الأسقية، وأجيفوا الْأَبْوَاب، واكفتوا صِبْيَانكُمْ عَن الْمسَاء ". قَالَ: وَفِي حَدِيث ابْن جريج: " إِذا استجنح اللَّيْل. . ". قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي " بَدْء الْخلق " عَن مُسَدّد عَن حَمَّاد. وَقد بحثت عَمَّا قَالَ فَلم أجد حَدِيث مُسَدّد حَيْثُ ذكر، وَلَا وجدت الْمَتْن على هَذَا النسق بِالَّذِي ذكر. وَوجدت حَدِيث ابْن جريج: " إِذا استجنح اللَّيْل. . " رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي " بَدْء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 الْخلق " عَن يحيى بن جَعْفَر عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن ابْن جريج. وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود هَذَا الْإِسْنَاد فِيمَا خرجه من أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث فِيمَا وَقع إِلَيّ من نسخ كِتَابه. 1543 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر: أَن رجلا أعتق غُلَاما لَهُ عَن دبر، فَاحْتَاجَ، فَأَخذه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " من يَشْتَرِيهِ مني؟ " فَاشْتَرَاهُ نعيم بن عبد الله بِكَذَا وَكَذَا، فَدفعهُ إِلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بشر: بلغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رجلا من أَصْحَابه أعتق غُلَاما عَن دبرٍ لم يكن لَهُ مالٌ غَيره، فَبَاعَهُ بثمانمائة دِرْهَم، ثمَّ أرسل بِثمنِهِ إِلَيْهِ. وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن عَمْرو بن دِينَار بِنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيث سُفْيَان قَالَ: دبر رجلٌ من الْأَنْصَار غُلَاما لَهُ، لم يكن لَهُ مالٌ غَيره، فَبَاعَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَاشْتَرَاهُ ابْن النحام - عبدا قبطياً، مَاتَ عَام الأول فِي إِمَارَة ابْن الزبير. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر: أَن رجلا أعتق عبدا لَهُ، لَيْسَ لَهُ مالٌ غَيره، فَرده النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فابتاعه مِنْهُ نعيم بن النحام. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي الزبير عَن جَابر من رِوَايَة اللَّيْث ومطر عَنهُ، ومعاني أَلْفَاظ الروَاة مُتَقَارِبَة: وَفِي حَدِيث اللَّيْث زِيَادَة، قَالَ: أعتق رجلٌ من بني عذرة عبدا لَهُ عَن دبر، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أَلَك مالٌ غَيره؟ " قَالَ: لَا. فَقَالَ: " من يَشْتَرِيهِ مني؟ " فَاشْتَرَاهُ نعيم بن عبد الله الْعَدوي بثمانمائة دِرْهَم. الحديث: 1543 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 فجَاء بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَدَفعهَا لَهُ، ثمَّ قَالَ: " ابدأ بِنَفْسِك فَتصدق عَلَيْهَا فَإِن فضل شيءٌ فلأهلك، فَإِن فضل عَن أهلك شيءٌ فلذي قرابتك، فَإِن فضل عَن ذِي قرابتك شَيْء فَهَكَذَا وَهَكَذَا " يَقُول: فَبين يَديك وَعَن يَمِينك، وَعَن شمالك. وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رجلا من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو مَذْكُور أعتق غُلَاما لَهُ عَن دبر، يُقَال لَهُ أَبُو يَعْقُوب. وسَاق الحَدِيث بِمَعْنى حَدِيث اللَّيْث بن سعد. 1544 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الزَّبِيب وَالتَّمْر، والبسر وَالرّطب. وَفِي حَدِيث جرير بن حَازِم عَن عَطاء عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن نخلط الزَّبِيب وَالتَّمْر، والبسر وَالتَّمْر. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن عَطاء عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: نهى أَن ينتبذ التَّمْر وَالزَّبِيب جَمِيعًا، وَنهى أَن ينتبذ الرطب والبسر جَمِيعًا. وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج بِمَعْنى هَذَا. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنَاهُ. 1545 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج يَوْم الْفطر، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قبل الْخطْبَة. وَعَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس وَجَابِر قَالَا: لم يكن يوذن يَوْم الْفطر. الحديث: 1544 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 زَاد فِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج: ثمَّ سَأَلته - يَعْنِي عَطاء - بعد حِين عَن ذَلِك، فَأَخْبرنِي عَن الْأَذَان، قَالَ: أَخْبرنِي جَابر أَن لَا أَذَان يَوْم الْفطر حِين يخرج الإِمَام، وَلَا بَعْدَمَا يخرج، وَلَا إِقَامَة وَلَا نِدَاء وَلَا شَيْء، لَا نِدَاء يومئذٍ وَلَا إِقَامَة. وَعَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ، ثمَّ خطب النَّاس، فَلَمَّا فرغ نزل فَأتى النِّسَاء، فَذَكرهنَّ وَهُوَ يتَوَكَّأ على يَد بِلَال، وبلالٌ باسطٌ ثَوْبه يلقِي فِيهِ النِّسَاء صَدَقَة. قلت لعطاء: أَتَرَى حَقًا على الإِمَام أَن يَأْتِي النِّسَاء فيذكرهن؟ قَالَ: إِن ذَلِك لحق عَلَيْهِم، وَمَا لَهُم أَلا يَفْعَلُوا! . وَفِي حَدِيث عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْعِيد، فَبَدَأَ بِالصَّلَاةِ قبل الْخطْبَة بِلَا أذانٍ وَلَا إِقَامَة، ثمَّ قَامَ متوكئاً على بِلَال، فَأمر بتقوى الله، وحث على طَاعَته، وَوعظ النَّاس وَذكرهمْ، ثمَّ مضى حَتَّى أَتَى النِّسَاء، فوعظهن، وذكرهن، فَقَالَ: " تصدقن، فَإِن أكثركن حطب جَهَنَّم ". فَقَامَتْ امْرَأَة من سطة النِّسَاء سفعاء الْخَدين فَقَالَت: لم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير ". قَالَ: فَجعلْنَ يتصدقن من حليهن، يلقين فِي ثوب بِلَال من أقرطهن وخواتيمهن. 1546 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن عَطاء وَغَيره، يزِيد بَعضهم على بعض، لم يبلغهُ كلهم. إِلَّا رجلٌ وَاحِد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ، وَكنت على جمل ثفالٍ. إِنَّمَا هُوَ فِي آخر الْقَوْم، فَمر بِي الحديث: 1546 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " من هَذَا؟ " قلت: جَابر بن عبد الله قَالَ: " مَالك؟ " قلت: إِنِّي على جمل ثفالٍ. قَالَ: " أَمَعَك قضيب؟ " قلت: نعم. قَالَ: " أعطنيه ". فأعطيته فَضَربهُ فزجره، فَكَانَ من ذَلِك الْمَكَان فِي أول الْقَوْم. قَالَ: " بعنيه " فَقلت: بل هُوَ لَك يَا رَسُول الله. قَالَ: " بعنيه، قد أَخَذته بأَرْبعَة دَنَانِير، وَلَك ظَهره إِلَى الْمَدِينَة ". فَلَمَّا دنونا من الْمَدِينَة أخذت أرتجل، قَالَ: أَيْن تُرِيدُ؟ " قلت: تزوجت امْرَأَة قد خلا مِنْهَا. قَالَ: " فَهَلا جَارِيَة تلاعبها وتلاعبك ". قلت: إِن أبي توفّي وَترك بناتٍ، فَأَرَدْت أَن أَتزوّج امْرَأَة قد جربت خلا مِنْهَا. قَالَ: " فَذَلِك ". فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة قَالَ: " يَا بِلَال، اقضه وزده " فَأعْطَاهُ أَرْبَعَة دَنَانِير وزاده قيراطاً. قَالَ جَابر لَا تُفَارِقنِي زِيَادَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلم يكن القيراط يُفَارق جَابر جَابر بن عبد الله. هَذَا نَص حَدِيث البُخَارِيّ عَن مكي بن إِبْرَاهِيم، وَهُوَ أتم. وَاخْتَصَرَهُ مُسلم، فَلم يخرج مِنْهُ إِلَّا طرفا من حَدِيث يحيى بن أبي زَائِدَة عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: " قد أخذت جملك بأَرْبعَة دَنَانِير، وَلَك ظَهره إِلَى الْمَدِينَة " لم يزدْ. وَأَخْرَجَا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن جَابر قَالَ: غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فتلاحق بِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا على ناضحٍ لنا قد أعيا، فَلَا يكَاد يسير، فَقَالَ لي: " مَا لبعيرك؟ " قَالَ: قلت: أعيا. قَالَ: فَتخلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فزجره ودعا لَهُ، فَمَا زَالَ بَين يَدي الْإِبِل قدامها يسير. فَقَالَ لي: " كَيفَ ترى بعيرك؟ ". فَقلت: بِخَير، قد أَصَابَته بركتك. قَالَ: " أفتبيعنيه؟ " قَالَ: فَاسْتَحْيَيْت وَلم يكن لنا ناضحٌ غَيره، قَالَ: فَقلت: نعم. قَالَ: فَبِعْته إِيَّاه على أَن لي فقار ظَهره حَتَّى أبلغ الْمَدِينَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي عروسٌ، واستأذنته، فَأذن لي، فتقدمت النَّاس إِلَى الْمَدِينَة حَتَّى أتيت الْمَدِينَة، فلقيني خَالِي يسألني عَن الْبَعِير، فَأَخْبَرته بِمَا صنعت فِيهِ، فلامني. قَالَ: وَقد كَانَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين استأذنته: " هَل تزوجت بكرا أم ثَيِّبًا؟ " قلت: تزوجت ثَيِّبًا. فَقَالَ: " هلا تزوجت بكرا تلاعبك وتلاعبها ". قلت: يَا رَسُول الله، توفّي وَالِدي - أَو اسْتشْهد - ولي اخواتٌ صغَار، فَكرِهت ان أَتزوّج مِثْلهنَّ، فَلَا تؤدبهن وَلَا تقوم عَلَيْهِنَّ. فَتزوّجت ثَيِّبًا لتقوم عَلَيْهِنَّ وتؤدبهن. قَالَ: فَلَمَّا قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَدَوْت عَلَيْهِ بالبعير، فَأَعْطَانِي ثمنه ورده عَليّ. وَفِي رِوَايَة زَكَرِيَّاء عَن عَامر عَن جَابر: أَنه كَانَ يسير على جمل لَهُ قد أعيا، فَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَضَربهُ ودعا لَهُ، فَسَار سيراً لَيْسَ يسير مثله. ثمَّ قَالَ: " بعنيه بأوقية " قلت: لَا. ثمَّ قَالَ: " بعنيه بأوقية " فَبِعْته واستثنيت حملانه إِلَى أَهلِي. فَلَمَّا قدمنَا أَتَيْته بالجمل، ونقدني ثمنه، ثمَّ انصرفت، فَأرْسل على أثري فَقَالَ: " مَا كنت لآخذ جملك، فَخذ جملك، فَهُوَ مَالك ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ شُعْبَة عَن مُغيرَة عَن عَامر عَن جَابر أفقرني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ظَهره إِلَى الْمَدِينَة. وَقَالَ إِسْحَاق: عَن جرير عَن مُغيرَة: فَبِعْته على أَن لي فقار ظَهره حَتَّى أبلغ الْمَدِينَة. وَقَالَ عَطاء وَغَيره: " لَك ظَهره إِلَى الْمَدِينَة ". وَقَالَ ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر: شَرط ظَهره إِلَى الْمَدِينَة. وَقَالَ زيد بن أسلم عَن جَابر: " وَلَك ظَهره حَتَّى ترجع ". قَالَ أَبُو الزبير عَن جَابر: " أفقرناك ظَهره إِلَى الْمَدِينَة " وَقَالَ الْأَعْمَش عَن سَالم عَن جَابر: " تبلغ عَلَيْهِ إِلَى أهلك ". وَقَالَ البُخَارِيّ: الِاشْتِرَاط أَكثر وَأَصَح عِنْدِي. قَالَ: وَقَالَ عبيد الله وَابْن إِسْحَاق عَن وهب بن جَابر: اشْتَرَاهُ النَّبِي بأوقية، وَتَابعه زيد بن أسلم عَن جَابر. وَقَالَ ابْن جريج عَن عَطاء وَغَيره عَن جَابر: أَخَذته بأَرْبعَة دَنَانِير. قَالَ البُخَارِيّ: وَهَذَا يكون أُوقِيَّة على حِسَاب الدِّينَار بِعشْرَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 وَلم يبين الثّمن مُغيرَة عَن الشّعبِيّ عَن جَابر، وَابْن الْمُنْكَدر وَأَبُو الزبير عَن جَابر. وَقَالَ الْأَعْمَش عَن سَالم عَن جَابر: أُوقِيَّة ذهب. وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق عَن إِسْحَاق عَن سَالم عَن جَابر: بِمِائَتي دِرْهَم. وَقَالَ دَاوُد بن قيس عَن عبيد الله بن مقسم عَن جَابر: اشْتَرَاهُ بطرِيق تَبُوك، أَحْسبهُ قَالَ: بِأَرْبَع أواقٍ. وَقَالَ أَبُو نَضرة عَن جَابر: اشْتَرَاهُ بِعشْرين دِينَارا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَول الشّعبِيّ بأوقية أَكثر. وَعند مُسلم فِي حَدِيثه ابْن نمير عَن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن عَامر عَن جَابر: أَنه كَانَ يسير على جمل لَهُ قد أعيا، فَأَرَادَ أَن يسيبه، قَالَ: فلحقني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضربه، فَسَار سيراً لم يسر مثله، فَقَالَ: " بعنيه بوقية " قلت: لَا. ثمَّ قَالَ: " بعنيه " فَبِعْته بوقية، واستثنيت حملانه إِلَى أَهلِي، ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم من حَدِيث زَكَرِيَّا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث وهب بن كيسَان عَن جَابر قَالَ: خرجت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزاةٍ فَأَبْطَأَ بِي جملي فَأتى عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " يَا جَابر " قلت: نعم. قَالَ: " مَا شَأْنك؟ " قلت: أَبْطَأَ بِي جملي وأعيا، فتخلفت. فَنزل يحجنه بِمِحْجَنِهِ ثمَّ قَالَ: " اركب " فركبت، فَلَقَد رَأَيْتنِي أكفه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " تزوجت؟ " فَقلت: نعم. ثمَّ ذكر نَحوه، وَفِيه: " أما إِنَّك قادمٌ، فَإِذا قدمت فالكيس الْكيس ". وَفِيه: فَاشْتَرَاهُ مني بأوقية. وَفِيه: وقدمت بِالْغَدَاةِ فَجئْت الْمَسْجِد فَوَجَدته على بَاب الْمَسْجِد، فَقَالَ: " الْآن قدمت؟ " قلت: نعم. قَالَ: " فدع جملك، وادخل فصل رَكْعَتَيْنِ " قَالَ: فَدخلت فَصليت، ثمَّ رجعت، فَأمر بِلَالًا أَن يزن لي أُوقِيَّة، فوزن لي بِلَال فأرجح فِي الْمِيزَان. قَالَ: فَانْطَلَقت، فَلَمَّا وليت قَالَ: " ادْع لي جَابِرا " فَدُعِيت فَقلت: الْآن يرد عَليّ الْجمل، وَلم يكن شَيْء أبْغض إِلَيّ مِنْهُ، فَقَالَ: " خُذ جملك، وَلَك ثمنه ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سيار عَن الشّعبِيّ عَن جَابر قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 فِي غزاةٍ، فَلَمَّا أَقبلنَا تعجلت على بعير لي قطوفٍ، فلحقني راكبٌ من خَلْفي، فَنَخَسَ بَعِيري بعنزةٍ كَانَت مَعَه، فَانْطَلق بَعِيري كأجود مَا أَنْت راءٍ من الْإِبِل، فَالْتَفت فَإِذا أَنا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " مَا يعجلك يَا جَابر؟ " قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي حَدِيث عهد بعرسٍ، قَالَ: " أبكراً تَزَوَّجتهَا أم ثَيِّبًا؟ " فَذكره. قَالَ: فَلَمَّا ذَهَبْنَا لنَدْخُل قَالَ: " أمهلوا حَتَّى ندخل لَيْلًا - أَي عشَاء - كي تمتشط الشعثة، وتستحد المغيبة ". زَاد فِي رِوَايَة مُسلم عَن يحيى بن يحيى قَالَ: " إِذا قدمت فالكيس ". وَعِنْدَهُمَا من حَدِيث عَاصِم الْأَحول عَن الشّعبِيّ عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أَطَالَ أحدكُم الْغَيْبَة فَلَا يطْرق أَهله لَيْلًا ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعْبَة عَن محَارب عَن جَابر: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يطْرق أَهله لَيْلًا. زَاد فِي رِوَايَة سُفْيَان عَن محَارب: " لِئَلَّا يتخونهم أَو يطْلب عثراتهم ". قَالَ عبد الله بن مهْدي عَن سُفْيَان: لَا أَدْرِي هَذَا فِي الحَدِيث أم لَا؟ يَعْنِي: " أَن يتخونهم وَيطْلب عثراتهم ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر قَالَ: أَقبلنَا من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأعيا جملي. قَالَ: وَذكر نَحْو حَدِيث قبله. وَفِيه: ثمَّ قَالَ لي: " بِعني جملك هَذَا " قلت: لَا، بل هُوَ لَك. قَالَ: " لَا، بل بعنيه " قلت: لَا، بل هُوَ لَك يَا رَسُول الله. قَالَ: " لَا، بل بعنيه ". قلت: فَإِن لرجلٍ عَليّ أُوقِيَّة ذهبٍ، فَهُوَ لَك بهَا. قَالَ: " قد أَخَذته، فتبلغ عَلَيْهِ إِلَى الْمَدِينَة " فَلَمَّا قدمت الْمَدِينَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبلالٍ: " أعْطه أُوقِيَّة من ذهب وزده " قَالَ: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 فَأَعْطَانِي أُوقِيَّة من ذهب وَزَادَنِي قيراطاً. قلت: لَا تُفَارِقنِي زِيَادَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَكَانَ فِي كيسٍ لي، فَأَخذه أهل الشَّام يَوْم الْحرَّة. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة عَن جَابر قَالَ: كُنَّا فِي مسيرٍ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا على ناضحٍ، إِنَّمَا هُوَ فِي أخريات النَّاس، فَضَربهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أَو قَالَ: نخسه - أرَاهُ قَالَ: بِشَيْء كَانَ مَعَه. قَالَ: فَجعل بعد ذَلِك يتَقَدَّم النَّاس يُنَازعنِي حَتَّى إِنِّي لأكفه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أتبيعنيه بِكَذَا وَكَذَا؛ وَالله يغْفر لَك؟ " قَالَ: قلت: هُوَ لَك يَا نَبِي الله، قَالَ: ذَلِك ثَلَاثًا. وَقَالَ لي: " أتزوجت بعد أَبِيك؟ " قلت: نعم. وَذكره. قَالَ أَبُو نَضرة: وَكَانَت كلمة يَقُولهَا الْمُسلمُونَ: افْعَل كَذَا وَكَذَا، وَالله يغْفر لَك. وَفِي رِوَايَة الْجريرِي عَن أبي نَضرة: فنخسه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ لي: " اركب باسم الله " وَفِيه: فَمَا زَالَ يزيدني وَيَقُول: " وَالله يغْفر لَك ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أَتَى عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أعيا بَعِيري، قَالَ فنخسه فَوَثَبَ، فَكنت بعد ذَلِك أحبس خطامه لأسْمع حَدِيثه، فَمَا أقدر عَلَيْهِ، فلحقني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " بعنيه " فَبِعْته بِخمْس أواقٍ. قَالَ: قلت: على أَن لي ظَهره إِلَى الْمَدِينَة. قَالَ: فَلَمَّا قدمت الْمَدِينَة أَتَيْته بِهِ، فزادني أُوقِيَّة، ثمَّ وهبه لي. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي المتَوَكل النَّاجِي - واسْمه عَليّ بن دَاوُد - قَالَ: أتيت جَابِرا فَقلت: أَخْبرنِي بِمَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: سَافَرت مَعَه فِي بعض أَسْفَاره. قَالَ أَبُو عقيل بشير بن عقبَة الدَّوْرَقِي عَن أبي المتَوَكل: لَا أَدْرِي غَزْوَة أَو عمْرَة، فَلَمَّا أَن أَقبلنَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أحب أَن يتعجل إِلَى أَهله فليعجل ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 قَالَ جَابر: فأقبلنا وَأَنا على جملٍ لي أرمك، لَيْسَ فِيهِ شيةٌ، وَالنَّاس خَلْفي، فَبَيْنَمَا أَنا كَذَلِك إِذْ قَامَ عَليّ، فَقَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا جَابر، استمسك "، فَضَربهُ بِسَوْطِهِ فَوَثَبَ الْبَعِير مَكَانَهُ. فَقَالَ: " أتبيع الْجمل؟ " قلت: نعم. فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة وَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَسْجِد فِي طوائف من أَصْحَابه دخلت عَلَيْهِ، وعقلت الْجمل فِي نَاحيَة البلاط فَقلت لَهُ: هَذَا جملك. فَخرج فَجعل يطِيف بالجمل وَيَقُول: " الْجمل جملنا " فَبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأواقٍ من ذهب فَقَالَ: " أعطوها جَابِرا " ثمَّ قَالَ: " استوفيت الثّمن؟ " قلت: نعم. قَالَ: " الثّمن والجمل لَك ". وَلَيْسَ لأبي المتَوَكل النَّاجِي عَن جَابر فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث محَارب بن دثارٍ عَن جَابر قَالَ: تزوجت، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا تزوجت؟ " فَقلت: تزوجت ثَيِّبًا. فَقَالَ: " مَا لَك وللعذارى ولعابها " وَفِي حَدِيث مُسلم: " فَأَيْنَ أَنْت من العذارى ولعابها ". قَالَ شُعْبَة: فَذَكرته لعَمْرو ابْن دِينَار فَقَالَ: قد سمعته من جابرٍ، وَإِنَّمَا قَالَ: " فَهَلا جَارِيَة تلاعبها وتلاعبك ". وَفِي حَدِيث خَلاد عَن مسعر عَن محَارب عَنهُ قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ مسعر: أرَاهُ قَالَ: ضحى. فَقَالَ: " صل رَكْعَتَيْنِ ". وَكَانَ لي عَلَيْهِ دينٌ وَزَادَنِي. وَفِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة: بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعِيرًا فِي سفرٍ، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمَدِينَة قَالَ: " ائْتِ الْمَسْجِد فصل رَكْعَتَيْنِ " فوزن، قَالَ شُعْبَة: أرَاهُ قَالَ: فوزن لي فأرجح، فَمَا زَالَ مِنْهَا شَيْء حَتَّى أَصَابَهَا أهل الشَّام يَوْم الْحرَّة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 زَاد فِي حَدِيث وَكِيع عَن شُعْبَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قدم الْمَدِينَة نحر جزوراً. قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد معَاذ - وَهُوَ عِنْد مُسلم بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث معَاذ عَن شُعْبَة عَن محَارب عَن جَابر قَالَ: اشْترى مني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعِيرًا بوقيتين ودرهمٍ أَو دِرْهَمَيْنِ، فَلَمَّا قدم صراراً أَمر ببقرة فذبحت فَأَكَلُوا مِنْهَا، فَلَمَّا قدمُوا الْمَدِينَة أَمرنِي أَن آتِي الْمَسْجِد فأصلي فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، وَوزن لي ثمن الْبَعِير. وَمن الروَاة من اختصر، وَاقْتصر على ذكر الرَّكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِد وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَمْرو عَن جَابر قَالَ: هلك أبي وَترك سبع - أَو تسع بناتٍ - فَتزوّجت امْرَأَة، قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تزوجت يَا جَابر؟ " قلت: نعم. وَذكر الحَدِيث، واعتذاره من نِكَاحه الثّيّب، قَالَ: " فَبَارك الله عَلَيْك ". قَالَ: لم يقل ابْن عُيَيْنَة وَمُحَمّد بن مُسلم عَن عَمْرو: " فَبَارك الله عَلَيْك ". وَعَن مُسلم من رِوَايَة قُتَيْبَة عَن سُفْيَان فِي آخِره قَالَ: " أصبت " وَلم يذكر الدُّعَاء. وَلمُسلم هَذَا الطّرف فِي " النِّكَاح " وَزِيَادَة معنى آخر فِيهِ من حَدِيث عَطاء عَن جَابر قَالَ: تزوجت امْرَأَة فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَقِيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا جَابر، " تزوجت؟ " قلت: نعم. قَالَ: " بكرٌ أم ثيب؟ " قلت: ثيبٌ قَالَ: " فَهَلا بكرا تلاعبها؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِن لي أخواتٍ، فَخَشِيت أَن تدخل بيني وبينهن فَقَالَ: " ذَاك إِذن. إِن الْمَرْأَة تنْكح على دينهَا وَمَالهَا وجمالها. فَعَلَيْك بِذَات الدّين - تربت يداك ". حكى أَبُو مَسْعُود أَنه رأى عَلَيْهِ أثر صفرَة. وَلَيْسَ ذَلِك فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 1547 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: أهل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه بِالْحَجِّ، وَلَيْسَ مَعَ أحدٍ مِنْهُم هديٌ غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَطَلْحَة. فَقدم عليٌّ من الْيمن مَعَه هديٌ فَقَالَ: أَهلَلْت بِمَا أهل بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه أَن يجعلوها عمْرَة، ويطوفوا ثمَّ يقصروا ويحلوا إِلَّا من كَانَ مَعَه الْهَدْي. فَقَالُوا: ننطلق إِلَى منى وَذكر أَحَدنَا يقطر، فَبلغ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا أهديت، وَلَوْلَا أَن معي الْهَدْي لأحللت " وحاضت عَائِشَة فنسكت الْمَنَاسِك كلهَا، غير أَن لم تطف بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا طهرت طافت بِالْبَيْتِ، وَقَالَت: يَا رَسُول الله، تنطلقون بحجةٍ وَعمرَة وأنطلق بحجٍّ، فَأمر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أَن يخرج مَعهَا إِلَى التَّنْعِيم، فاعتمرت بعد الْحَج. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر قَالَ: أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عليا أَن يُقيم على إِحْرَامه. وَذكر قَول سراقَة، زَاد مُحَمَّد بن بكر عَن ابْن جريج: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: " بِمَ أَهلَلْت يَا عَليّ؟ " قَالَ: بِمَا أهل بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " فأهد وامكث حَرَامًا ". وَفِي رِوَايَة أبي شهَاب مُوسَى بن نَافِع قَالَ: قدمت مَكَّة مُتَمَتِّعا بعمرةٍ فَدَخَلْنَا قبل التَّرويَة بِثَلَاثَة أَيَّام، فَقَالَ أنَاس من أهل مَكَّة: تصير الْآن حجتك مَكِّيَّة، فَدخلت على عطاءٍ أستفتيه فَقَالَ: حَدثنِي جَابر بن عبد الله أَنه حج مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم سَاق الْهَدْي مَعَه، وَقد أهلوا بِالْحَجِّ مُفردا، فَقَالَ لَهُم: " أحلُّوا من إحرامكم، وَاجْعَلُوا الَّذِي قدمتم بهَا مُتْعَة ". فَقَالُوا: كَيفَ نَجْعَلهَا مُتْعَة وَقد سمينا الْحَج؟ فَقَالَ: " افعلوا مَا أَقُول لكم، فلولا الحديث: 1547 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 أَنِّي سقت الْهَدْي لفَعَلت مثل الَّذِي أَمرتكُم، وَلَكِن لَا يحل مني حرامٌ حَتَّى يبلغ الْهَدْي مَحَله " فَفَعَلُوا. قَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ لَهُ مُسْند إِلَّا هَذَا. وَفِي حَدِيث الْحسن بن عمر بن شَقِيق عَن يزِيد بن زُرَيْع نَحوه، وَفِيه: وَقدمنَا مَكَّة لأَرْبَع خلون من ذِي الْحجَّة، فامرنا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نطوف بِالْبَيْتِ وبالصفا والمروة، ونجعلها عمْرَة، وَنحل إِلَّا من مَعَه هدي. . وَذكره. وَفِيه: قَالَ: ولقيه سراقَة بن مَالك وَهُوَ يَرْمِي الْجَمْرَة: قَالَ فِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب: بِالْعقبَةِ، فَقَالَ يَا رَسُول الله، ألنا هَذِه خَاصَّة؟ قَالَ: " بل لِلْأَبَد " وَذكر قصَّة عَائِشَة واعتمارها من التَّنْعِيم. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله فِي ناسٍ معي قَالَ: أَهْلَلْنَا - أَصْحَاب مُحَمَّد بِالْحَجِّ خَالِصا وَحده، قَالَ عَطاء: قَالَ جَابر: فَقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبح رابعةٍ مَضَت من ذِي الْحجَّة فَأمرنَا أَن نحل. . وَذكر نَحْو مَا تقدم، وَقَول سراقَة، وَلم يذكر قصَّة عَائِشَة. وَفِي حَدِيث عبد الْملك بن سُلَيْمَان عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: أَهْلَلْنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَجِّ فَلَمَّا قدمنَا مَكَّة أمرنَا أَن نحل ونجعلها عمْرَة، فَكبر ذَلِك علينا، وَضَاقَتْ بِهِ صدورنا، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا نَدْرِي: أشيءٌ بلغه من السَّمَاء، أم شَيْء من قبل النَّاس. فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، أحلُّوا فلولا الْهَدْي الَّذِي معي فعلت كَمَا فَعلْتُمْ ". قَالَ: فأحللنا حَتَّى وطئنا النِّسَاء، وَفعلنَا مَا يفعل الْحَلَال حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم التَّرويَة، وَجَعَلنَا مَكَّة بظهرٍ، أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ. وَأَخْرَجَا هَذَا الْمَعْنى مُخْتَصرا من حَدِيث مُجَاهِد بن جبر عَن جَابر قَالَ: قدمنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نقُول: لبيْك بِالْحَجِّ. فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجعلناها عمْرَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 وَأخرج مسلمٌ مُخْتَصرا من حَدِيث أبي نَضرة عَن جَابر وَأبي سعيد قَالَا: قدمنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نصرخ بِالْحَجِّ صراخاً. لم يزدْ. وَمن حَدِيث اللَّيْث بِطُولِهِ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أَقبلنَا مهلين مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِجمع مُفردا، وَأَقْبَلت عَائِشَة بعمرةٍ، حَتَّى إِذا كُنَّا بسرف عركت، حَتَّى إِذا قدمنَا طفنا بِالْكَعْبَةِ، والصفا والمروة، فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يحل منا من لم يكن مَعَه هديٌ. قَالَ: فَقُلْنَا: حل مَاذَا؟ قَالَ: " الْحل كُله " فواقعنا النِّسَاء، وتطيبنا بالطيب، ولبسنا ثيابًا، وَلَيْسَ بَيْننَا وَبَين عَرَفَة إِلَّا أَربع لَيَال، ثمَّ أَهْلَلْنَا يَوْم التَّرويَة، ثمَّ دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَائِشَة فَوَجَدَهَا تبْكي، فَقَالَ: " مَا شَأْنك؟ " قَالَت: شأني أَنِّي حِضْت، وَقد حل النَّاس وَلم أحلل، وَلم أطف بِالْبَيْتِ، وَالنَّاس يذهبون إِلَى الْحَج الان. فَقَالَ: " إِن هَذَا أمرٌ كتبه الله على بَنَات آدم، فاغتسلي، ثمَّ أَهلِي بِالْحَجِّ " فَفعلت ووقفت المواقف كلهَا، حَتَّى إِذا طهرت طافت بِالْكَعْبَةِ، والصفا والمروة، ثمَّ قَالَ: " قد حللت من حجك وعمرتك جَمِيعًا " فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي أجد فِي نَفسِي أَنِّي لم أطف بِالْبَيْتِ حَتَّى حججْت. قَالَ: " فَاذْهَبْ بهَا يَا عبد الرَّحْمَن، فأعمرها من التَّنْعِيم " وَذَلِكَ لَيْلَة الحصبة. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر: قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَائِشَة وَهِي تبْكي. فَذكر مثل حَدِيث اللَّيْث إِلَى آخِره. وَلم يذكر مَا قبل ذَلِك من حَدِيث اللَّيْث. وَفِي حَدِيث مطر عَن أبي الزبير عَن جَابر بِمَعْنى ذَلِك، وَزَاد: قَالَ: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا سهلاً، إِذا هويت الشَّيْء تابعها عَلَيْهِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهلين بِالْحَجِّ، مَعنا النِّسَاء والولدان، فَلَمَّا قدمنَا مَكَّة طفنا بِالْبَيْتِ، وبالصفا والمروة، فَقَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لم يكن مَعَه هديٌ فليحلل. . " وَذكره. ثمَّ قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ، وكفانا الطّواف الأول بَين الصَّفَا والمروة، وأمرنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نشترك فِي الْإِبِل وَالْبَقر، كل سبعةٍ منا فِي بَدَنَة. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أَحللنَا أَن نحرم إِذا توجهنا إِلَى منى، قَالَ: فأهللنا من الأبطح. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بكر عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: لم يطف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا أَصْحَابه بَين الصَّفَا والمروة إِلَّا طَوافا وَاحِدًا، طَوَافه الأول. وَفِي حَدِيث أبي نَضرة قَالَ: كَانَ ابْن عَبَّاس يَأْمر بِالْمُتْعَةِ، وَكَانَ ابْن الزبير ينْهَى عَنْهَا. قَالَ: فَذكرت ذَلِك لجَابِر بن عبد الله فَقَالَ: على يَدي دَار الحَدِيث، تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا قَامَ عمر قَالَ: إِن الله كَانَ يحل لرَسُوله مَا شَاءَ بِمَا شَاءَ، وَإِن الْقُرْآن قد نزل مَنَازِله، فَأتمُّوا الْحَج وَالْعمْرَة لله، كَمَا أَمركُم الله، وأبتوا نِكَاح هَذِه النِّسَاء، فَلَنْ أُوتى برجلٍ نكح امْرَأَة إِلَى أجل إِلَّا رَجَمْته بِالْحِجَارَةِ ". وَفِي حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أبي نَضرة: فَافْصِلُوا حَجكُمْ من عُمْرَتكُمْ، فَإِنَّهُ أتم لحجكم وَأتم لعمرتكم ". وَأخرج مُسلم فِي كتاب " النِّكَاح " من حَدِيث ابْن جريج عَن عَطاء قَالَ: قدم جَابر بن عبد الله، فجئناه فِي منزله، فَسَأَلَهُ الْقَوْم عَن أَشْيَاء، ثمَّ ذكرُوا الْمُتْعَة، فَقَالَ: استمتعنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 وَظَاهر هَذَا أَنه عَنى مُتْعَة الْحَج، وَقد تَأَول ذَلِك مُسلم على مُتْعَة النِّسَاء. 1548 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَايعهُ على الْإِسْلَام، فجَاء فِي الْغَد محموماً، فَقَالَ: أَقلنِي بيعتي، فَأبى، ثمَّ جَاءَهُ فَأبى، ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَقلنِي بيعتي، فَأبى فَخرج الْأَعرَابِي فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا الْمَدِينَة كالكير تَنْفِي خبثها، وينصع طيبها ". 1549 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا قطّ فَقَالَ لَا. 1550 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: ندب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّاس يَوْم الخَنْدَق فَانْتدبَ الزبير، ثمَّ ندبهم فَانْتدبَ الزبير، ثمَّ ندبهم فَانْتدبَ الزبير. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن لكل نبيٍّ حوارياً، وحواري الزبير " قَالَ سُفْيَان: الْحوَاري: النَّاصِر. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن كثير عَن سُفْيَان الثَّوْريّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم الْأَحْزَاب: من يأتينا بِخَبَر الْقَوْم؟ " فَقَالَ الزبير: أَنا. ثمَّ قَالَ: " من يأتينا بِخَبَر الْقَوْم؟ " فَقَالَ الزبير. أَنا. ثمَّ قَالَ: " من يأتينا بِخَبَر الْقَوْم؟ " فَقَالَ الزبير: أَنا - ثَلَاثًا، الحَدِيث ... . . وَفِي حَدِيث عَليّ بن عبد الله الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: ندب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْتدبَ الزبير ... الحَدِيث. قَالَ سُفْيَان: سمعته من ابْن الْمُنْكَدر قَالَ: قلت لِسُفْيَان: الثَّوْريّ يَقُول: يَوْم قُرَيْظَة، فَقَالَ: كَذَا الحديث: 1548 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 حفظته كَمَا أَنَّك جالسٌ: يَوْم الخَنْدَق. ثمَّ قَالَ سُفْيَان: هُوَ يَوْم أحد، وَتَبَسم سُفْيَان. 1551 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل لكم من أنماط؟ " قلت وَأَنِّي يكون لنا الأنماط؟ قَالَ: " أما إِنَّهَا سَتَكُون لكم الأنماط " قَالَ: فَأَنا أَقُول لَهَا - يَعْنِي امْرَأَته - أخري عَنَّا أنماطك، فَتَقول: ألم يقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سَتَكُون لكم الأنماط " فأدعها. 1552 - الثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: كَانَت الْيَهُود تَقول: إِذا جَامعهَا من وَرَائِهَا جَاءَ الْوَلَد أَحول، فَنزلت: {نِسَاؤُكُمْ حرث لكم} [سُورَة الْبَقَرَة] . 1553 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ: رَأَيْت جَابر بن عبد الله يحلف بِاللَّه: إِن ابْن صائدٍ الدَّجَّال. فَقلت أتحلف بِاللَّه؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعت عمر يحلف على ذَلِك عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم يُنكره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1554 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رَأَيْتنِي دخلت الْجنَّة، فَإِذا أَنا بالرميصاء امْرَأَة أبي طَلْحَة، وَسمعت خشفة فَقلت: من هَذَا؟ فَقَالَ: هَذَا بلالٌ. وَرَأَيْت قصراً بفنائه جاريةٌ، فَقلت: لمن هَذَا؟ فَقَالُوا: لعمر بن الْخطاب، فَأَرَدْت أَن أدخلهُ فَأنْظر إِلَيْهِ، فَذكرت غيرتك، فوليت مُدبرا " فَبكى عمر وَقَالَ: أعليك أغار يَا رَسُول الله؟ . الحديث: 1551 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 1555 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: أُصِيب أبي يَوْم أحد، فَجعلت أكشف الثَّوْب عَن وَجهه وأبكي، وَجعلُوا ينهونني، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا ينهاني، وَجعلت فَاطِمَة بنت عَمْرو تبكيه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " تبكين أَو لَا تبكين، مَا زَالَ الْمَلَائِكَة تظله بأجنحتها حَتَّى رفعتموه ". وَفِي حَدِيث عبيد الله بن عمر القواريري وَعَمْرو النَّاقِد: لما كَانَ يَوْم أحد، جِيءَ بِأبي مسجى وَقد مثل بِهِ. وَفِي حَدِيث عبد الْكَرِيم الْجَزرِي: جِيءَ بِأبي يَوْم أحدٍ مجدعاً، فَوضع بَين يَدي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... بِنَحْوِهِ. 1556 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: ولد لرجلٍ منا غلامٌ، فَسَماهُ الْقَاسِم، فَقُلْنَا: لَا نكنيك أَبَا الْقَاسِم، وَلَا ننعمك عينا. فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " اسْم ابْنك عبد الرَّحْمَن ". وَفِي رِوَايَة صَدَقَة بن الْفضل عَن سُفْيَان: لَا نكنيك أَبَا الْقَاسِم، وَلَا كَرَامَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد الْأَشْجَعِيّ عَن جَابر قَالَ: ولد لرجلٍ منا غلامٌ فَسَماهُ الْقَاسِم، فَقُلْنَا: لَا تكنيه حَتَّى تسْأَل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي ". الحديث: 1555 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن يُوسُف عَن سُفْيَان، وَرِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة نَحْو حَدِيث ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر، إِلَّا أَن فِي الرِّوَايَتَيْنِ: فَقَالَت الْأَنْصَار: لَا نكنيك أَبَا الْقَاسِم، وَلَا ننعمك عينا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَحْسَنت الْأَنْصَار، تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي " وَلَيْسَ فِي روايتي ابْن يُوسُف وَابْن جَعْفَر: " اسْم ابْنك عبد الرَّحْمَن ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش: ولد لرجلٍ من الْأَنْصَار غُلَام، فَأَرَادَ تَسْمِيَته مُحَمَّدًا. وَفِي رِوَايَة أبي الْوَلِيد عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة: أَرَادَ أَن يُسَمِّيه الْقَاسِم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي، فَإِنِّي إِنَّمَا جعلت قاسماً أقسم بَيْنكُم ". وَلمُسلم فِي حَدِيث جرير عَن مَنْصُور عَن سَالم عَنهُ قَالَ: ولد لرجلٍ منا غلامٌ، فَسَماهُ مُحَمَّدًا، فَقَالَ لَهُ قومه: لَا نَدعك تسمي باسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْطَلق بِابْنِهِ حامله على ظَهره، فَذكر أَنه ذكر لَهُ ذَلِك، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تسموا باسمي، وَلَا تكتنوا بكنيتي، فَإِنِّي أَنا قاسمٌ أقسم بَيْنكُم ". 1557 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دين كَانَ على أبي، فدققت الْبَاب فَقَالَ: " من ذَا؟ " فَقلت: أَنا. قَالَ: " أَنا أَنا "، كَأَنَّهُ كرهها. لفظ حَدِيث أبي الْوَلِيد هِشَام بن عبد الْملك عَن شُعْبَة. 1558 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: مَرضت فَأَتَانِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي وَأَبُو بكر، وهما ماشيان، فوجداني أُغمي عَليّ، فَتَوَضَّأ الحديث: 1557 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ صب وضوءه عَليّ فَأَفَقْت، فَإِذا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: يَا رَسُول الله، كَيفَ أصنع فِي مَالِي؟ كَيفَ أَقْْضِي فِي مَالِي؟ فَلم يجبني بِشَيْء حَتَّى نزلت آيَة الْمِيرَاث. وَفِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة فعقلت فَقلت: لَا يَرِثنِي إِلَّا كَلَالَة، فَكيف الْمِيرَاث؟ فَنزلت آيَة الْفَرَائِض. وَفِي حَدِيث هِشَام بن يُوسُف عَن ابْن جريج: فَنزلت: {يُوصِيكُم الله فِي أَوْلَادكُم} [سُورَة النِّسَاء] . وَفِي حَدِيث عَمْرو بن مُحَمَّد عَن سُفْيَان: فَلم يرد عَليّ شَيْئا حَتَّى نزلت آيَة الْمِيرَاث: {يستفتونك قل الله يفتيكم} [سُورَة النِّسَاء] . وَفِي رِوَايَة بهز بن أَسد عَن شُعْبَة فَقلت لمُحَمد بن الْمُنْكَدر: {يستفتونك قل الله يفتيكم} قَالَ: هَكَذَا أنزلت. وللبخاري وَحده من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان. جَاءَنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعودنِي، لَيْسَ بِرَاكِب بغلٍ وَلَا برذونٍ، لم يزدْ. 1559 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: رَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح وَأبي سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع جَمِيعًا عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اهتز الْعَرْش لمَوْت سعد بن معَاذ ". الحديث: 1559 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان وَحده عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. زَاد البُخَارِيّ فِي رِوَايَته مُتَّصِلا بِحَدِيث أبي صَالح، فَقَالَ رجل لجَابِر: فَإِن الْبَراء يَقُول: اهتز السرير. فَقَالَ: إِنَّه كَانَ بَين هذَيْن الْحَيَّيْنِ ضغائن، سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اهتز عرش الرَّحْمَن لمَوْت سعد بن معاذٍ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجنازة سعد بن معاذٍ بَين أَيْديهم: " اهتز لَهَا عرش الرَّحْمَن ". 1560 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار الْمَكِّيّ عَن جَابر قَالَ: لما بنيت الْكَعْبَة ذهب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْعَبَّاس ينقلان الْحِجَارَة. فَقَالَ الْعَبَّاس للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اجْعَل إزارك على رقبتك. فَخر إِلَى الأَرْض، وطمحت عَيناهُ إِلَى السَّمَاء. فَقَالَ: " أَرِنِي إزَارِي "، فشده عَلَيْهِ. وَفِي حَدِيث زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق: فَسقط مغشياً عَلَيْهِ، فَمَا رئي بعد ذَلِك عُريَانا. 1561 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر قَالَ: قَالَ رجلٌ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحد: أَرَأَيْت إِن قتلت، فَأَيْنَ أَنا؟ قَالَ: " فِي الْجنَّة " فَألْقى تمراتٍ كن فِي يَده، ثمَّ قَاتل حَتَّى قتل. الحديث: 1560 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 1562 - الْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: غزونا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد ثاب مَعَه ناسٌ من الْمُهَاجِرين حَتَّى كَثُرُوا، وَكَانَ من الْمُهَاجِرين رجلٌ لعابٌ، فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضب الْأنْصَارِيّ غَضبا شَدِيدا حَتَّى تداعوا، وَقَالَ الْأنْصَارِيّ: يَا للْأَنْصَار، وَقَالَ المُهَاجر: " يَا للمهاجرين. فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا بَال دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة؟ " ثمَّ قَالَ: " مَا شَأْنهمْ؟ " فَأخْبر بكسعة الْمُهَاجِرِي الْأنْصَارِيّ، قَالَ: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعُوهَا، فَإِنَّهَا خبيثة ". وَقَالَ عبد الله بن أبي سلول: قد تداعوا علينا، لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل. قَالَ عمر: أَلا نقْتل يَا نَبِي الله هَذَا الْخَبيث؟ لعبد الله. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يتحدث النَّاس: إِنَّه كَانَ يقتل أَصْحَابه ". وَفِي حَدِيث عبد الرازق عَن معمر نَحوه؛ إِلَّا أَنه قَالَ: فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ الْقود، فَقَالَ: " دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَة " الحَدِيث. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: اقتتل غلامان: غُلَام من الْمُهَاجِرين وغلامٌ من الْأَنْصَار، فَنَادَى المُهَاجر أَو الْمُهَاجِرُونَ: يَا للمهاجرين، ونادى الْأنْصَارِيّ: يَا للْأَنْصَار، فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا هَذَا، دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة؟ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، إِلَّا أَن غلامين اقتتلا، فَكَسَعَ أَحدهمَا الآخر. فَقَالَ: " لَا بَأْس، ولينصر الرجل أَخَاهُ ظَالِما أَو مَظْلُوما، إِن كَانَ ظَالِما فلينهه، فَإِنَّهُ لَهُ نصرٌ، وَإِن كَانَ مَظْلُوما فلينصره ". 1563 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْحَرْب خدعة ". الحديث: 1562 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 1564 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: دخل رجلٌ يَوْم الْجُمُعَة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب، فَقَالَ: " صليت؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فصل رَكْعَتَيْنِ ". فِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد وَأَيوب: " قُم فاركع " وَفِي حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن سُفْيَان: " قُم فصل الرَّكْعَتَيْنِ ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن عَمْرو عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا جَاءَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة وَقد خرج الإِمَام، فليركع رَكْعَتَيْنِ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير، وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان، كِلَاهُمَا عَن جَابر: فَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير قَالَ: جَاءَ سليك الْغَطَفَانِي يَوْم الْجُمُعَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قاعدٌ على الْمِنْبَر، فَقعدَ سليكٌ قبل أَن يُصَلِّي. وَفِي حَدِيث أبي سُفْيَان: جَاءَ سليك الْغَطَفَانِي يَوْم الْجُمُعَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب فَجَلَسَ. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: " أركعت رَكْعَتَيْنِ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " قُم فاركع ". وَفِي رِوَايَة أبي سُفْيَان: فَقَالَ لَهُ: " يَا سليك، قُم فاركع رَكْعَتَيْنِ تجوز فيهمَا ". زَاد فِي رِوَايَة أبي سُفْيَان، ثمَّ قَالَ: " إِذا جَاءَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة وَالْإِمَام يخْطب فليركع رَكْعَتَيْنِ، وليتجوز فيهمَا ". 1565 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد الله بن أبي بَعْدَمَا أَدخل حفرته، فَأمر بِهِ فَأخْرج، فَوَضعه على رُكْبَتَيْهِ، وَنَفث فِيهِ رِيقه، وَألبسهُ قَمِيصه: فَالله أعلم. قَالَ: وَكَانَ كسا عباساً قَمِيصًا. قَالَ سُفْيَان. وَقَالَ أَبُو هَارُون: وَكَانَ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَمِيصَانِ، فَقَالَ لَهُ ابْن الحديث: 1564 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 عبد الله: يَا رَسُول الله، ألبس عبد الله قَمِيصك الَّذِي يَلِي جِلْدك. قَالَ سُفْيَان: فيرون أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألبس عبد الله قَمِيصه مُكَافَأَة لما صنع. وَفِي حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد المسندي عَن سُفْيَان عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: لما كَانَ يَوْم بدر أُتِي بِأسَارَى وَأتي بِالْعَبَّاسِ وَلم يكن عَلَيْهِ ثوبٌ، فَنظر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ قَمِيصًا، فوجدوا قَمِيص عبد الله بن أبي يقدر عَلَيْهِ، فَكَسَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِيَّاه، فَلذَلِك نزع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَمِيصه الَّذِي ألبسهُ. 1566 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن ثَلَاثمِائَة رَاكب، وأميرنا أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح نرصد عيرًا لقريش، فَأَقَمْنَا بالسَّاحل نصف شهر، فأصابنا جوعٌ شَدِيد، حَتَّى أكلنَا الْخبط، فَسُمي جَيش الْخبط، فَألْقى لنا الْبَحْر دَابَّة يُقَال لَهَا العنبر، فأكلنا مِنْهَا نصف شهر. وادهنا من ودكها حَتَّى ثَابت أجسامنا. قَالَ: وَأخذ أَبُو عُبَيْدَة ضلعاً من أضلاعه فنصبه، ثمَّ نظر إِلَى أطول رجلٍ فِي الْجَيْش وأطول جمل، فَحَمله عَلَيْهِ، فَمر تَحْتَهُ. قَالَ: وَجلسَ فِي حجاج عينه نفرٌ، قَالَ: وأخرجنا من عينه كَذَا وَكَذَا قلَّة ودك. قَالَ: وَكَانَ مَعنا جرابٌ من تمر، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يُعْطي كل رجل منا قَبْضَة قَبْضَة، ثمَّ أَعْطَانَا تَمْرَة تَمْرَة. فَلَمَّا فني وجدنَا فَقده. اللَّفْظ لحَدِيث عبد الْجَبَّار بن الْعَلَاء عَن سُفْيَان، وَهُوَ أتم. الحديث: 1566 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 وَمن رِوَايَته وَرِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد عَن سُفْيَان: أَن جَابِرا قَالَ: وَكَانَ فِينَا رجلٌ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْجُوع نحر ثَلَاث جزائر، ثمَّ ثَلَاث جزائر، ثمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَة. وَفِي حَدِيث مُسَدّد عَن يحيى الْقطَّان: فَألْقى الْبَحْر حوتاً مَيتا لم نر مثله. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي نعيم وهب بن كيسَان عَن جَابر بِنَحْوِ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة وَمَالك بن أنس والوليد بن كثير عَن وهب: فَأكل مِنْهَا الْجَيْش ثَمَان عشرَة لَيْلَة. زَاد فِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة: وَنحن ثَلَاثمِائَة، نحمل زادنا على رقابنا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن مقسم عَن جَابر قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعثاً إِلَى أَرض جُهَيْنَة وَاسْتعْمل عَلَيْهِم رجلا. لم يذكر مُسلم من حَدِيث ابْن مقسم غير هَذَا، ثمَّ أدرجه على مَا قبله من الْأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا ذكر الدَّابَّة الَّتِي يُقَال لَهَا العنبر، فَقَالَ: بِنَحْوِ حَدِيثهمْ. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير بِطُولِهِ عَن جَابر قَالَ: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمر علينا أَبَا عُبَيْدَة نتلقى عيرًا لقريش، وزودنا جراباً من تمر لم يجد لنا غَيره، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يُعْطِينَا تَمْرَة تَمْرَة. والْحَدِيث مَذْكُور بِطُولِهِ فِي مُسْند أبي عُبَيْدَة، وَفِيه زِيَادَة لَفْظَة من قَول أبي عُبَيْدَة فِيهِ: نَحن رسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1567 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1567 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 يَوْم الْحُدَيْبِيَة: " أَنْتُم الْيَوْم خير أهل الأَرْض " وَكُنَّا ألفا وَأَرْبَعمِائَة. قَالَ جَابر: لَو كنت أبْصر الْيَوْم لَأَرَيْتُكُمْ مَكَان الشَّجَرَة ". 1568 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: مر رجلٌ بسهامٍ فِي الْمَسْجِد، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمسك بنصالها ". وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن عَمْرو عَنهُ قَالَ: مر رجلٌ بسهام فِي الْمَسْجِد، قد بدا نصولها، فَأمر أَن يَأْخُذ بنصولها لَا يخدش مُسلما ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه أَمر رجلا كَانَ ينْصَرف بِاللَّيْلِ فِي الْمَسْجِد أَلا يمر بهَا إِلَّا وَهُوَ آخذٌ بنصالها. 1569 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يخرج من النَّار قومٌ بالشفاعة كَأَنَّهُمْ الثعارير " قلت: مَا الثعارير؟ قَالَ: " الضغابيس ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن أبي النُّعْمَان. وَفِي حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة عَن سُفْيَان عَن عَمْرو عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله يخرج نَاسا من النَّار فيدخلهم الْجنَّة ". وَفِي حَدِيث أبي الرّبيع وَغَيره عَن حَمَّاد بن زيد: " إِن الله يخرج قوما من النَّار بالشفاعة ". 1570 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: كَانَ معَاذ يُصَلِّي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ يَأْتِي فيؤم قومه، فصلى لَيْلَة مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشَاء، ثمَّ أَتَى قومه فَأمهمْ، فَافْتتحَ بِسُورَة الْبَقَرَة، فانحرف رجلٌ مُسلم ثمَّ صلى وَحده، وَانْصَرف. فَقَالُوا لَهُ: الحديث: 1568 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 أَنا فقت يَا فلَان؟ قَالَ: لَا وَالله، ولآتين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلأخبرنه. فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا أَصْحَاب نواضح، نعمل بِالنَّهَارِ، وَإِن معَاذًا صلى مَعَك الْعشَاء، ثمَّ أَتَى فَافْتتحَ بِسُورَة الْبَقَرَة، فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على معَاذ فَقَالَ: " يَا معَاذ، أفتانٌ أَنْت؟ اقْرَأ بِكَذَا، أَو اقْرَأ كَذَا " قَالَ سُفْيَان: فَقلت لعَمْرو: إِن أَبَا الزبير حَدثنَا عَن جَابر أَنه قَالَ: اقْرَأ {وَالشَّمْس وَضُحَاهَا} ، {وَالضُّحَى} ، {وَاللَّيْل إِذا يغشى} ، {سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى} ، فَقَالَ عَمْرو: بِنَحْوِ هَذَا. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث محَارب بن دثار عَن جَابر قَالَ: أقبل رجلٌ بناضحين وَقد جنح اللَّيْل، فَوَافَقَ معَاذًا يُصَلِّي ... وَذكر نَحوه. وَقَالَ فِي آخِره: " فلولا صليت ب {سبح اسْم رَبك} ، {الشَّمْس وَضُحَاهَا} ، {وَاللَّيْل إِذا يغشى} ، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَك الْكَبِير والضعيف وَذُو الْحَاجة " أَحسب فِي الحَدِيث. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عَمْرو وَعبيد الله بن مقسم وَأَبُو الزبير عَن جَابر: قَرَأَ معَاذ فِي الْعشَاء بالبقرة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جابرٍ بِطُولِهِ بِنَحْوِ مَا تقدم، وَفِيه ذكر السُّور الَّتِي تقدّمت. وَمِنْهُم من رَوَاهُ عَن عَمْرو عَن جَابر مُخْتَصرا: أَن معَاذًا كَانَ يُصَلِّي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشَاء الْآخِرَة، ثمَّ يرجع إِلَى قومه، فَيصَلي بهم تِلْكَ الصَّلَاة ". 1571 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: نزلت هَذِه الْآيَة فِينَا: {إِذْ هَمت طَائِفَتَانِ مِنْكُم أَن تَفْشَلَا} ، بني سَلمَة وَبني حَارِثَة، وَمَا أحب أَنَّهَا لم تنزل، وَالله عز وَجل يَقُول: {وَالله وليهما} [سُورَة آل عمرَان] الحديث: 1571 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 1572 - الْخَمْسُونَ: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لكعب ابْن الْأَشْرَف؟ فَإِنَّهُ قد آذَى الله وَرَسُوله " قَالَ مُحَمَّد بن مسلمة: أَتُحِبُّ أَن أَقتلهُ؟ قَالَ: " نعم ". قَالَ: ائْذَنْ لي فلأقل. قَالَ: " قل ". فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ، وَذكر مَا بَينهم، وَقَالَ: إِن هَذَا الرجل قد أَرَادَ الصَّدَقَة، وَقد عنانا. فَلَمَّا سَمعه قَالَ: وَأَيْضًا وَالله لتملنه. قَالَ: إِنَّا قد اتبعناه الْآن، ونكره أَن ندعه حَتَّى نَنْظُر إِلَى أَي شَيْء يصير أمره. قَالَ: وَقد أردْت أَن تسلفني سلفا. قَالَ: فَمَا ترهنني؟ ترهنني نساءكم؟ قَالَ: أَنْت أجمل الْعَرَب، أنرهنك نِسَاءَنَا؟ قَالَ لَهُ: ترهنوني أَوْلَادكُم؟ قَالَ: يسب ابْن أَحَدنَا فَيُقَال: رهن فِي وسقين من تمرٍ، وَلَكِن نرهنك اللأمة - يَعْنِي السِّلَاح. قَالَ: فَنعم. وواعده أَن يَأْتِيهِ بِالْحَارِثِ وَأبي عِيسَى بن جبر وَعباد بن بشر، قَالَ: فَجَاءُوا فَدَعوهُ لَيْلًا، فَنزل إِلَيْهِم. قَالَ سُفْيَان: قَالَ غير عَمْرو: وَقَالَت لَهُ امْرَأَته: إِنِّي لأسْمع صَوتا كَأَنَّهُ صَوت دم. قَالَ: إِنَّمَا هَذَا مُحَمَّد ورضيعه أَبُو نائلة، إِن الْكَرِيم لَو دعِي إِلَى طعنه لَيْلًا لأجاب. قَالَ مُحَمَّد: إِنِّي إِذا جَاءَ فَسَوف أمد يَدي إِلَى رَأسه، فَإِذا اسْتَمْكَنت مِنْهُ فدونكم، قَالَ: فَلَمَّا نزل وَهُوَ متوشحٌ فَقَالُوا: نجد مِنْك ريح الطّيب؟ قَالَ: نعم، تحتي فلانةٌ، أعطر نسَاء الْعَرَب. قَالَ: فتأذن لي أَن أَشمّ مِنْهُ؟ قَالَ: نعم، فشم، فَتَنَاول فشم ثمَّ قَالَ: أتأذن لي أَن أَعُود قَالَ: فاستمكن مِنْهُ، ثمَّ قَالَ: دونكم فَقَتَلُوهُ. وَفِي حَدِيث عَليّ بن عبد الله عَن سُفْيَان نَحوه. وَفِيه: إِنَّمَا هُوَ مُحَمَّد بن مسلمة، ورضيعي أَبُو نائلة. وَقَالَ فِي آخِره: فَقَتَلُوهُ، ثمَّ أَتَوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخبروه. قَالَ: وَقد جَاءَ مُحَمَّد بن مسلمة مَعَه برجلَيْن. قيل لِسُفْيَان: سماهم عَمْرو؟ قَالَ: سمى بَعضهم، قَالَ عَمْرو: جَاءَ مَعَهم برجلَيْن، وَقَالَ غير عَمْرو: أَبُو عِيسَى بن حبر، والْحَارث بن أَوْس، وَعباد بن بشر. الحديث: 1572 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 1573 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر قَالَ: سَأَلت جَابر ابْن عبد الله وَهُوَ يطوف بِالْبَيْتِ: أنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صِيَام يَوْم الْجُمُعَة؟ قَالَ: نعم، وَرب هَذَا الْبَيْت، قَالَ البُخَارِيّ: زَاد غير أبي عَاصِم: أَن ينْفَرد بصومه. وَلَيْسَ لمُحَمد بن عباد بن جَعْفَر عَن جَابر فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. 1574 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة بن النُّعْمَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن كَانَ فِي شَيْء من أدويتكم شفاءٌ، فَفِي شرطة محجمٍ، أَو لذعةٍ بِنَار، وَمَا أحب أَن أكتوي ". وَفِي حَدِيث نصر بن عَليّ عَن أَبِيه: " إِن كَانَ فِي شَيْء من أدويتكم خيرٌ فَفِي شرطة محجمٍ، أَو شربةٍ من عسل، أَو لذعةٍ بِنَار " وَذكره. وَفِي حَدِيث ابْن وهب: أَن جَابر بن عبد الله عَاد الْمقنع بن سِنَان فَقَالَ: لَا أَبْرَح حَتَّى تحتجم، فَإِنِّي سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن فِيهِ شِفَاء ". وَلَيْسَ لعاصم بن عمر بن قَتَادَة عَن جَابر فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره. وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أبي بن كَعْب طَبِيبا، فَقطع مِنْهُ عرقا، ثمَّ كواه عَلَيْهِ. وَمن حَدِيث أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: رمي سعد بن عبَادَة فِي أكحله، فحسمه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ بمشقص، ثمَّ ورمت فحسمه الثَّانِيَة. الحديث: 1573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 1575 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن عبيد الله بن مقسم عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: مرت جنازةٌ، فَقَامَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وقمنا مَعَه، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِنَّهَا يهوديةٌ. فَقَالَ: " إِن الْمَوْت فزعٌ، فَإِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه لجنازة يَهُودِيّ حَتَّى تَوَارَتْ. 1576 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر قَالَ: بَيْنَمَا نَحن نصلي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ أَقبلت عيرٌ تحمل طَعَاما، فالتفتوا إِلَيْهَا حَتَّى مَا بَقِي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِلَّا اثْنَا عشر رجلا، فَنزلت هَذِه الْآيَة: {وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوك قَائِما} [سُورَة الْجُمُعَة] . وَفِي حَدِيث جرير عَن حُصَيْن: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخْطب قَائِما، فَجَاءَت عيرٌ من الشَّام، فَانْفَتَلَ النَّاس إِلَيْهَا، وَذكر نَحوه. وَفِي حَدِيث هشيم عَن حُصَيْن عَن سَالم وَأبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: بَينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قائمٌ يَوْم الْجُمُعَة، إِذْ قدمت عيرٌ إِلَى الْمَدِينَة، فَابْتَدَرَهَا أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى لم يبْق مَعَه إِلَّا اثْنَا عشر رجلا، فيهم أَبُو بكر وَعمر. قَالَ: وَنزلت هَذِه الْآيَة: {وَإِذا رَأَوْا تِجَارَة أَو لهوا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} . زَاد أَبُو مَسْعُود فِيهِ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو تبايعتم حَتَّى لم يبْق مِنْكُم أحدٌ لَسَالَ بكم الْوَادي نَارا " وَلم أجد هَذِه الزِّيَادَة فِيمَا عندنَا من الْكِتَابَيْنِ، وَلَا فِيمَا أخرجه أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَلَا فِيمَا أخرجه أَبُو بكر البرقاني، وَهِي فَائِدَة من الحديث: 1575 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 أبي مَسْعُود، ولعلها تقع إِلَيْنَا بِالْإِسْنَادِ إِن شَاءَ الله. وَفِي حَدِيث رِفَاعَة بن الْهَيْثَم عَن خَالِد الطَّحَّان: فَلم يبْق إِلَّا اثْنَا عشر رجلا أَنا فيهم. 1577 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: عَطش النَّاس يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين يَدَيْهِ ركوة، فَتَوَضَّأ مِنْهَا، ثمَّ أقبل النَّاس نَحوه. وَفِي رِوَايَة: جهش. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا لكم؟ قَالُوا: يَا رَسُول الله، لَيْسَ عندنَا مَا نَتَوَضَّأ بِهِ، وَلَا نشرب إِلَّا مَا فِي ركوتك. قَالَ: فَوضع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده فِي الركوة، فَجعل المَاء يفور من بَين أَصَابِعه كأمثال الْعُيُون، قَالَ: فشربنا وتوضأنا، فَقلت لجَابِر: كم كُنْتُم يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: لَو كُنَّا مائَة ألفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خمس عشرَة مائَة. حَدِيث البُخَارِيّ أتم. وَلم يخرج مُسلم مِنْهُ إِلَّا قَوْله: لَو كُنَّا مائَة ألف لَكَفَانَا، كُنَّا خمس عشرَة مائَة. وَلمُسلم أَيْضا من رِوَايَة الْأَعْمَش عَن سَالم بن أبي الْجَعْد قَالَ: قلت لجَابِر: كم كُنْتُم يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: ألفا وَأَرْبَعمِائَة. لم يزدْ. وللبخاري من رِوَايَة قُتَيْبَة أَن جَابِرا قَالَ: قد رَأَيْتنِي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد حضرت الْعَصْر، وَلَيْسَ مَعنا مَاء غير فضلةٍ، فَجعل فِي إِنَاء، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأدْخل يَده فِيهِ، وَفرج بَين أَصَابِعه، وَقَالَ: حَيّ على أهل الْوضُوء وَالْبركَة من الله. فَلَقَد الحديث: 1577 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 رَأَيْت المَاء يتفجر من بَين أَصَابِعه، فَتَوَضَّأ النَّاس وَشَرِبُوا، فَجعلت لَا آلو مَا جعلت فِي بَطْني مِنْهُ، وَعلمت أَنه بركةٌ. قلت لجَابِر: كم كُنْتُم يومئذٍ؟ قَالَ: ألف وَأَرْبَعمِائَة. قَالَ البُخَارِيّ. وَقَالَ حُصَيْن وَعَمْرو بن مرّة عَن سَالم عَن جَابر: خمس عشرَة مائَة، وَتَابعه سعيد بن الْمسيب عَن جَابر. وَأخرج مُسلم من رِوَايَة حُصَيْن وَعَمْرو بن مرّة بِالْإِسْنَادِ. وَأخرجه البُخَارِيّ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث سعيد بن الْمسيب: أَن قَتَادَة قَالَ لَهُ: بَلغنِي أَن جَابر بن عبد الله كَانَ يَقُول: كَانُوا أَربع عشرَة مائَة. فَقَالَ سعيد: حَدثنِي جَابر بن عبد الله قَالَ: كَانُوا خمس عشرَة مائَة الَّذين بَايعُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْحُدَيْبِيَة. قَالَ البُخَارِيّ: وَتَابعه أَبُو دَاوُد عَن قُرَّة عَن قَتَادَة. وَلَيْسَ لسَعِيد بن الْمسيب عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَقد قَالَ بعض الروَاة عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة: أَن ابْن الْمسيب قَالَ: نسي جَابر، كَانُوا خمس عشرَة مائَة، وَلم يقل حَدثنِي جَابر. 1578 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن يزِيد بن صُهَيْب الْفَقِير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَعْطَيْت خمْسا لم يُعْطهنَّ أحدٌ من الْأَنْبِيَاء قبلي: نصرت بِالرُّعْبِ مسيرَة شهرٍ، وَجعلت لي الأَرْض مَسْجِدا وَطهُورًا، فأيما رجل من أمتِي أَدْرَكته الصَّلَاة فَليصل، وَأحلت لي الْغَنَائِم وَلم تحل لأحدٍ قبلي، وَأعْطيت الشَّفَاعَة، وَكَانَ النَّبِي يبْعَث إِلَى قومه خَاصَّة، وَبعثت إِلَى النَّاس عَامَّة ". 1579 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سعيد بن ميناء عَن جَابر قَالَ: لما حفر الخَنْدَق الحديث: 1578 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 رَأَيْت بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمصاً، فَانْكَفَأت إِلَى امْرَأَتي فَقلت: هَل عنْدك شيءٌ، فَإِنِّي رَأَيْت برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خمصاً شَدِيدا؟ فأخرجت إِلَيّ جراباً فِيهِ صَاع من شعير، وَلنَا بَهِيمَة داجنٌ، فذبحتها، وطحنت، ففرغت إِلَى فراغي، وقطعتها فِي برمتها، ثمَّ وليت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: لَا تفضحني برَسُول الله وَمن مَعَه. فَجِئْته فساررته، فَقلت: يَا رَسُول الله، ذبحنا بَهِيمَة لنا، وطحنت صَاعا من شعير كَانَ عندنَا، فتعال أَنْت ونفرٌ مَعَك. فصاح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " يَا أهل الخَنْدَق، إِن جَابِرا قد صنع سوراً، فحي هلا بكم ". فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تنزلن برمتكم، وَلَا تخبرن عجينكم حَتَّى أجيء " فَجئْت، وَجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقدم النَّاس، حَتَّى جِئْت امْرَأَتي، فَقَالَت: بك، وَبِك. . فَقلت: قد فعلت الَّذِي قلت. فأخرجت لَهُ عجيناً فبصق فِيهِ وَبَارك، ثمَّ عمد إِلَى برمتنا فبصق فِيهَا وَبَارك، ثمَّ قَالَ: " ادْع خابزةً فلتخبز مَعَك، واقدحي من برمتكم، وَلَا تنزلوها ". وهم ألف، فأقسم بِاللَّه لأكلوا حَتَّى تَرَكُوهُ، وانحرفوا وَإِن برمتنا لتغط كَمَا هِيَ، وَإِن عجيننا ليخبز كَمَا هُوَ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْوَاحِد بن أَيمن عَن أَبِيه قَالَ: أتيت جَابِرا فَقَالَ: " إِنَّا يَوْم الخَنْدَق نحفر، فعرضت كدية شديدةٌ، فَجَاءُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: هَذِه كديةٌ عرضت فِي الخَنْدَق. فَقَالَ: " أَنا نازلٌ "، ثمَّ قَامَ وبطنه معصوب، ولبثنا ثَلَاثَة أَيَّام لَا نذوق ذواقاً، فَأخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمعول، فَضرب، فَعَاد كثيباً أهيل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 أَو أهيم فَقلت: يَا رَسُول الله، ائْذَنْ لي إِلَى الْبَيْت، فَقلت لامرأتي: رَأَيْت بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا مَا كَانَ فِي ذَلِك صَبر، فعندك شيءٌ؟ قَالَت: عِنْدِي شعيرٌ وعناقٌ، فذبحت العناق، وطحنت الشّعير، حَتَّى جعلنَا اللَّحْم فِي البرمة، ثمَّ جِئْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والعجين قد انْكَسَرَ، والبرمة بَين الأثافي قد كَادَت أَن تنضج. فَقلت: طعيمٌ لي، فَقُمْ أَنْت يَا رَسُول الله، وَرجل أَو رجلَانِ. قَالَ: " كم هُوَ؟ " فَذكرت لَهُ. قَالَ: " كثيرٌ طيب ". قَالَ: " قل لَهَا لَا تنْزع البرمة، وَلَا الْخبز من التَّنور حَتَّى آتِي ". فَقَالَ: " قومُوا " فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار، فَلَمَّا دخل على امْرَأَته قَالَ: وَيحك، جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالمهاجرين وَالْأَنْصَار وَمن مَعَهم. قَالَت: هَل سَأَلَك؟ قلت: نعم. فَقَالَ: " ادخُلُوا وَلَا تضاغطوا، فَجعل يكسر الْخبز، وَيجْعَل عَلَيْهِ اللَّحْم، ويخمر البرمة والتنور إِذا أَخذ مِنْهُ، وَيقرب إِلَى أَصْحَابه ثمَّ ينْزع، فَلم يزل يكسر ويغرف حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِي مِنْهُ، فَقَالَ: " كلي هَذَا وأهدي، فَإِن النَّاس أَصَابَتْهُم مجاعَة ". 1580 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن سعيد بن ميناء عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثلي وَمثل الْأَنْبِيَاء كرجلٍ بنى دَارا، فأكملها وأحسنها إِلَّا مَوضِع لبنةٍ، وَجعل النَّاس يدْخلُونَهَا ويعجبون وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوضِع اللبنة " هَذَا آخر حَدِيث البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن سِنَان. وَزَاد مُسلم فِي حَدِيثه عَن أبي بكر بن أبي شيبَة. قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَأَنا مَوضِع اللبنة، جِئْت فختمت الْأَنْبِيَاء ". 1581 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: أخرجه البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ: رَأَيْت جَابِرا يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد، وَقَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي ثوب. الحديث: 1580 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن عبد الله: أَن ابْن الْمُنْكَدر قَالَ: دخلت على جَابر بن عبد الله وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثوب ملتحفاً بِهِ، وَرِدَاؤُهُ موضوعٌ، فَلَمَّا انْصَرف قُلْنَا: يَا أَبَا عبد الله، تصلي ورداؤك مَوْضُوع؟ قَالَ: نعم، أَحْبَبْت أَن يراني الْجُهَّال مثلكُمْ، رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي كَذَلِك. وَفِي حَدِيث وَاقد بن مُحَمَّد عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ: صلى جَابر فِي إزارٍ قد عقده من قبل قَفاهُ، وثيابه موضوعةٌ على المشجب، فَقَالَ لَهُ قَائِل: تصلي فِي إِزَار واحدٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا صنعت ذَلِك ليراني أَحمَق مثلك، وأينا كَانَ لَهُ ثَوْبَان على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود حَدِيث وَاقد، وَلَا إِسْنَاده، وَلَعَلَّه لم يره مُسْندًا، فَتَركه لذَلِك. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن الْحَارِث بن الْمُعَلَّى قَالَ: سَأَلت جَابر بن عبد الله عَن الصَّلَاة فِي الثَّوْب الْوَاحِد، فَقَالَ: خرجت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره، فَجئْت مرّة لبَعض أَمْرِي، فَوَجَدته يُصَلِّي، وَعلي ثوبٌ وَاحِد، فاشتملت بِهِ وَصليت إِلَى جَانِبه، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: " مَا السرى يَا جَابر؟ " فَأَخْبَرته بحاجتي، فَلَمَّا فرغت قَالَ: " مَا هَذَا الاشتمال الَّذِي رَأَيْت " قلت: كَانَ ثوبٌ قَالَ: " فَإِن كَانَ وَاسِعًا فالتحف بِهِ، وَإِن كَانَ ضيقا فاتزر بِهِ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مشرعةٍ فَقَالَ: " أَلا تشرع يَا جَار؟ " قلت: بلَى. قَالَ: فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأشرعت، قَالَ: ثمَّ ذهب لِحَاجَتِهِ، وَوضعت لَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 وضُوءًا، قَالَ: فجَاء فَتَوَضَّأ، ثمَّ قَامَ فصلى فِي ثوب وَاحِد خَالف بَين طَرفَيْهِ، فَقُمْت خَلفه، فَأخذ بأذني فجعلني عَن يَمِينه. وَمن حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير: أَنه رأى جَابِرا قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد متوحشا بِهِ. وَمن حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير: أَنه رأى جَابِرا يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد متوشحاً بِهِ وَعِنْده ثِيَابه. وَقَالَ جَابر: إِنَّه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع ذَلِك. 1582 - السِّتُّونَ: من ترجمتين أَيْضا. أخرجه البُخَارِيّ عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقسم غنيمَة بالجعرانة، إِذْ قَالَ لَهُ رجلٌ: اعْدِلْ. فَقَالَ: " لقد شقيت إِن لم أعدل ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أَتَى رجل بالجعرانة مُنْصَرفه من حنين، وَفِي ثوب بِلَال فضةٌ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبض مِنْهُ وَيُعْطِي النَّاس، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد اعْدِلْ فَقَالَ: " وَيلك، وَمن يعدل إِذا لم أعدل، لقد خبت وخسرت إِن لم أكن أعدل " فَقَالَ عمر بن الْخطاب: دَعْنِي يَا رَسُول الله فأقتل هَذَا الْمُنَافِق. فَقَالَ: " معَاذ الله أَن يتحدث النَّاس أَنِّي أقتل أَصْحَابِي، إِن هَذَا وَأَصْحَابه يقرأون الْقُرْآن لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ، يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية ". وَمن حَدِيث قُرَّة بن خَالِد عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يقسم مَغَانِم. . بِنَحْوِهِ. وَلَيْسَ ليحيى بن سعيد عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَفِي حَدِيث مُسلم زِيَادَة على معنى الْمُتَّفق عَلَيْهِ، قد انْفَرد بهَا. الحديث: 1582 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 أَفْرَاد البُخَارِيّ 1583 - الأول: عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر قَالَ: قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالشُّفْعَة فِي كل مالٍ لم يقسم، فَإِذا وَقعت الْحُدُود وصرفت الطّرق فَلَا شُفْعَة. 1584 - الثَّانِي: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن جَابر: أَن إهلال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ذِي الحليفة حِين اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته. 1585 - الثَّالِث: عَن عَطاء بن جَابر قَالَ: لما حضر أحدٌ دَعَاني أبي من اللَّيْل، فَقَالَ: مَا أَرَانِي إِلَّا مقتولاً فِي أول من يقتل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِنِّي لَا أترك بعدِي أعز عَليّ مِنْك غير نفس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِن عَليّ دينا فَاقْض، واستوص بأخواتك خيرا، فأصبحنا، فَكَانَ أول قَتِيل، ودفنت مَعَه آخر فِي قَبره، ثمَّ لم تطب نَفسِي أَن أتركه مَعَ آخر فاستخرجته بعد سِتَّة أشهر، فَإِذا هُوَ كَيَوْم وَضعته غير أُذُنه. وَفِي حَدِيث ابْن أبي نجيح عَن عَطاء: فَجَعَلته فِي قبر على حدةٍ. 1586 - الرَّابِع: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَمَّن حلق قبل أَن يذبح، وَنَحْوه، فَقَالَ: لَا حرج، لَا حرج " أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا بعد حَدِيث ابْن عَبَّاس فِي ذَلِك. 1587 - الْخَامِس: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: لما رَجَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حجَّته، قَالَ لأم سِنَان الْأَنْصَارِيَّة: " مَا مَنعك من الْحَج؟ " قَالَت: أَبُو فلَان - تَعْنِي زَوجهَا - حج على أَحدهمَا، وَالْآخر يسْقِي أَرضًا. قَالَ: " فَإِن عمْرَة فِي رَمَضَان تقضي حجَّة، الحديث: 1583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 أَو حجَّة معي " أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا بعد حَدِيث عَطاء عَن ابْن عَبَّاس بذلك. 1588 - السَّادِس: عَن ابْن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل معروفٍ صدقةٌ " وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث حُذَيْفَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1589 - السَّابِع: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " رحم الله رجلا سَمحا إِذا بَاعَ، وَإِذا اشْترى، وَإِذا اقْتضى ". 1590 - الثَّامِن: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من قَالَ حِين يسمع النداء: اللَّهُمَّ رب هَذِه الدعْوَة التَّامَّة، وَالصَّلَاة الْقَائِمَة، آتٍ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَة والفضيلة، وابعثه مقَاما مَحْمُودًا الَّذِي وعدته - حلت لَهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة ". 1591 - التَّاسِع: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعلمنَا الاستخارة فِي الْأُمُور كلهَا كَمَا يعلمنَا السُّورَة من الْقُرْآن، يَقُول: " إِذا هم أحدكُم بِالْأَمر فليركع رَكْعَتَيْنِ من غير الْفَرِيضَة، ثمَّ ليقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أستخيرك بعلمك، واستقدرك بقدرتك، وَأَسْأَلك من فضلك الْعَظِيم، فَإنَّك تقدر وَلَا أقدر، وَتعلم وَلَا أعلم، وَأَنت علام الغيوب. اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم أَن الْأَمر خيرٌ لي فِي ديني ومعاشي وعاقبة أَمْرِي - أَو قَالَ: فِي عَاجل أَمْرِي وآجله، فاقدره لي، ويسره لي، ثمَّ بَارك لي فِيهِ، وَإِن كنت تعلم أَن هَذَا الْأَمر شرٌّ لي فِي ديني ومعاشي وعاقبة أَمْرِي أَو قَالَ فِي فِي عَاجل أَمْرِي وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عَنهُ، واقدر لي الْخَيْر حَيْثُ كَانَ، ثمَّ رضني بِهِ ". قَالَ: " ويسمي حَاجته ". 1592 - الْعَاشِر: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: اصطبح الْخمر يَوْم أحدٍ ناسٌ قتلوا شُهَدَاء. الحديث: 1588 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 1593 - الْحَادِي عشر: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: لما نزل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {قل هُوَ الْقَادِر على أَن يبْعَث عَلَيْكُم عذَابا من فَوْقكُم} قَالَ: " أعوذ بِوَجْهِك " {أَو من تَحت أَرْجُلكُم} . قَالَ: " أعوذ بِوَجْهِك " قَالَ فَلَمَّا نزلت: {أَو يلْبِسكُمْ شيعًا وَيُذِيق بَعْضكُم بَأْس بعض} [سُورَة الْأَنْعَام] ، قَالَ: " هَاتَانِ أَهْون أَو أيسر ". 1594 - الثَّانِي عشر: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: الَّذِي قتل خبيباً هُوَ أَبُو سروعة. 1595 - الثَّالِث عشر: عَن عَمْرو عَن جَابر قَالَ: شهد خالاي الْعقبَة. قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد قَالَ ابْن عُيَيْنَة: أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور. وَمن حَدِيث عَطاء عَن جَابر قَالَ: أَنا وَأبي وخالي من أَصْحَاب الْعقبَة. 1596 - الرَّابِع عشر: عَن وهب بن كيسَان عَن جَابر: أَن أَبَاهُ توفّي، وَترك عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ وسْقا لرجل من الْيَهُود، فاستنظره جابرٌ، فَأبى أَن ينظره، فَكلم جابرٌ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليشفع إِلَيْهِ، فَجَاءَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وكلم الْيَهُودِيّ ليَأْخُذ ثَمَر نخله بِالَّذِي لَهُ، فَأبى. فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النّخل فَمشى فِيهَا، ثمَّ قَالَ لجَابِر: " جد لَهُ فأوف الَّذِي لَهُ، فجده بَعْدَمَا رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأوفاه ثَلَاثِينَ وسْقا، وفضلت لَهُ سَبْعَة عشر وسْقا، فجَاء جابرٌ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليخبره بِالَّذِي كَانَ، فَوَجَدَهُ يُصَلِّي الْعَصْر، فَلَمَّا انْصَرف أخبرهُ بِالْفَضْلِ، فَقَالَ: " أخبر بذلك ابْن الْخطاب " فَذهب الحديث: 1593 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 جَابر إِلَى عمر فَأخْبرهُ، فَقَالَ عمر: لقد علمت حِين مَشى فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليباركن فِيهَا. وَفِي حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن وهب عَن جَابر قَالَ: توفّي أبي وَعَلِيهِ دين، فعرضت على غُرَمَائه أَن يَأْخُذُوا التَّمْر بِمَا عَلَيْهِ فَأَبَوا، وَلم يرَوا أَن فِيهِ وَفَاء، فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ. فَقَالَ: " إِذا جددته فَوَضَعته فِي المربد فَأَعْلمنِي " فجددته، فَلَمَّا وَضعته فِي المربد آذَنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فجَاء وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ودعا بِالْبركَةِ فِيهِ، ثمَّ قَالَ: " ادْع غرماءك فأوفهم " فَمَا تركت أحدا لَهُ دينٌ على أبي إِلَّا قَضيته، وَفضل ثَلَاثَة عشر وسْقا: سَبْعَة عَجْوَة، وَسنة لون، أَو وَسِتَّة وَسَبْعَة. فوافيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمغرب، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَضَحِك وَقَالَ: " ائْتِ أَبَا بكر وَعمر فَأَخْبرهُمَا " فَقَالَا: قد علمنَا إِذْ صنع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا صنع أَن سَيكون. وَقَالَ هِشَام بن عُرْوَة عَن وهب: صَلَاة الْعَصْر. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق عَن وهب عَن جَابر: صَلَاة الظّهْر. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الشّعبِيّ عَن جَابر قَالَ: توفّي عبد الله بن عَمْرو بن حرَام وَعَلِيهِ دين، فاستعنت بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على غُرَمَائه أَن يضعوا من دينه، فَطلب إِلَيْهِم فَلم يَفْعَلُوا، فَقَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اذْهَبْ فصنف تمرك أصنافاً: الْعَجْوَة على حِدة، وعذق ابْن زيد على حِدة، ثمَّ أرسل إِلَيّ " فَفعلت، ثمَّ أرْسلت إِلَيْهِ، فَجَلَسَ أَعْلَاهُ أَو فِي وَسطه، ثمَّ قَالَ: " كل للْقَوْم " فكلت لَهُم حَتَّى أوفيتهم الَّذِي لَهُم، وَبَقِي تمري كَأَنَّهُ لم ينقص مِنْهُ شَيْء. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ فراس عَن الشّعبِيّ عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَمَا زَالَ يَكِيل لَهُم حَتَّى أدّى. وَفِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن مُغيرَة عَن الشّعبِيّ نَحْو، وَفِيه زِيَادَة: قَالَ جَابر: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 أُصِيب عبد الله وَترك عيالاً وديناً، فطلبت إِلَى أَصْحَاب الدّين أَن يضعوا بَعْضًا، فَأَبَوا، فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستشفعت بِهِ عَلَيْهِم، فَأَبَوا. فَقَالَ: " صنف تمرك، كل شَيْء على حِدة، ثمَّ أحضرهم حَتَّى آتِيك " فَفعلت، ثمَّ جَاءَهُ فَقعدَ عَلَيْهِ، وكال لكل رجلٍ حَتَّى استوفى، وَبَقِي التَّمْر كَمَا هُوَ كَأَنَّهُ لم يمس. وغزوت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نَاضِح لنا، فأزحف الْجمل، فَتخلف عَليّ، فوكزه. ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم من أَمر الْجمل وَبيعه، وسؤاله عَمَّا تزوج، وإتيانه أَهله، ولوم خَاله لَهُ. وَفِي آخِره: فَلَمَّا قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَدَوْت إِلَيْهِ بالجمل، فَأَعْطَانِي ثمن الْجمل والجمل وسهمي مَعَ الْقَوْم. وَفِي رِوَايَة فراس عَن الشّعبِيّ قَالَ: حَدثنِي جَابر أَن أَبَاهُ اسْتشْهد يَوْم أحد وَترك سِتّ بَنَات، وَترك عَلَيْهِ دينا، فَلَمَّا حضر جذاد النّخل أتيت فَقلت: يَا رَسُول الله، قد علمت أَن وَالِدي اسْتشْهد يَوْم أحد وَترك دينا كثيرا، وَأحب أَن يراك الْغُرَمَاء. قَالَ: " اذْهَبْ، فبيدر كل تمرٍ على نَاحيَة "، فَفعلت، ثمَّ دَعوته، فَلَمَّا رَأَوْهُ أغروا بِي تِلْكَ السَّاعَة، فَلَمَّا رأى مَا يصنعون طَاف حول أعظمها بيدراً ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ جلس عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " ادْع أَصْحَابك ". فَمَا زَالَ يَكِيل لَهُم حَتَّى أدّى الله أَمَانَة وَالِدي، وَأَنا وَالله راضٍ أَن يُؤَدِّي الله أَمَانَة وَالِدي وَلَا أرجع إِلَيّ أخواتي بتمرة، فَسلم الله البيادر كلهَا، حَتَّى إِنِّي أنظر إِلَى البيدر الَّذِي عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَأَنَّهُ لم ينقص تَمْرَة وَاحِدَة. وَفِي حَدِيث زَكَرِيَّا عَن عَامر عَن جَابر اخْتِصَار: أَن أَبَاهُ توفّي وَعَلِيهِ دين، قَالَ: فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: إِن أبي ترك عَلَيْهِ دينا، وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا مَا يخرج نخله، وَلَا يبلغ مَا يخرج سِنِين مَا عَلَيْهِ. فَانْطَلق معي لكيلا يفحش عَليّ الْغُرَمَاء، فَمشى حول بيدرٍ من بيادر التَّمْر، فَدَعَا، ثمَّ أخر، ثمَّ جلس عَلَيْهِ، فَقَالَ: " انزعوه "، فأوفاهم الَّذِي لَهُم، وَبَقِي مثل مَا أَعْطَاهُم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 وَأخرجه من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك عَن جَابر: أَن أَبَاهُ قتل يَوْم أحد شَهِيدا، فَاشْتَدَّ الْغُرَمَاء فِي حُقُوقهم، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فكلمته، فَسَأَلَهُمْ أَن يقبلُوا تمر حائطي، ويحللوا أبي، فَأَبَوا، فَلم يعطهم رَسُول الله حائطي، وَلم يكسرهُ لَهُم، وَلَكِن قَالَ: " سأغدو عَلَيْك " فغدا علينا حِين أصبح، فَطَافَ فِي النّخل، ودعا فِي تمرها بِالْبركَةِ، فجددتها، فقضيتهم حُقُوقهم وَبَقِي لنا من تمرها نَفَقَة، ثمَّ جِئْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته بذلك، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعمر وَهُوَ جَالس: اسْمَع يَا عمر " فَقَالَ عمر: أَلا تكون قد علمنَا أَنَّك رَسُول الله؟ وَالله إِنَّك لرَسُول الله. 1597 - الْخَامِس عشر: عَن عَاصِم عَن الشّعبِيّ عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا وخالتها. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ دَاوُد وَابْن عون عَن الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة. 1598 - السَّادِس عشر: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الظروف. فَقَالَ الْأَنْصَار: إِنَّه لابد لنا مِنْهَا. قَالَ: " فَلَا إِذن ". 1599 - السَّابِع عشر: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن جَابر قَالَ: كُنَّا إِذا صعدنا كبرنا، وَإِذا نزلنَا سبحنا. 1600 - الثَّامِن عشر: عَن سعيد بن ميناء عَن جَابر قَالَ: جَاءَت ملائكةٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ نائمٌ، فَقَالَ بَعضهم إِنَّه نَائِم. وَقَالَ بَعضهم. الْعين نَائِمَة وَالْقلب يقظان. فَقَالُوا: إِن لصاحبكم هَذَا مثلا فاضربوا لَهُ مثلا. فَقَالُوا: مثله كَمثل رجلٍ بنى دَارا وَجعل فِيهَا مائدة وَبعث دَاعيا، فَمن أجَاب الدَّاعِي دخل الدَّار وَأكل من الحديث: 1597 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 الْمَائِدَة، وَمن لم يجب الدَّاعِي لم يدْخل الدَّار وَلم يَأْكُل من الْمَائِدَة، فَقَالُوا: أولوها يفقهها. فَقَالَ بَعضهم: إِن الْعين نَائِمَة وَالْقلب يقظان. فالدار الْجنَّة. والداعي مُحَمَّد، فَمن أطَاع مُحَمَّدًا فقد أطَاع الله، وَمن عصى مُحَمَّدًا فقد عصى الله، وَمُحَمّد فرق بَين النَّاس. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه قُتَيْبَة عَن لَيْث عَن خَالِد عَن سعيد بن أبي هِلَال عَن جَابر قَالَ: خرج علينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... لم يزدْ. وَذكر أَبُو مَسْعُود أَوله فَقَالَ: خرج علينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن جِبْرِيل عِنْد رَأْسِي، وَمِيكَائِيل عِنْد رجْلي، يَقُول أَحدهمَا لصَاحبه: اضْرِب لَهُ مثلا ... " الحَدِيث. 1601 - التَّاسِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يجمع بَين الرجلَيْن من قَتْلَى أحدٍ فِي ثوبٍ وَاحِد، ثمَّ يَقُول: " أَيهمْ أَكثر أخذا لِلْقُرْآنِ؟ " فَإِذا أُشير إِلَى أَحدهمَا قدمه فِي اللَّحْد، وَقَالَ: " أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ يَوْم الْقِيَامَة " وَأمر بدفنهم فِي دِمَائِهِمْ، وَلم يغسلوا، وَلم يصل عَلَيْهِم. وَلَيْسَ عِنْد مُسلم لعبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك فِي مُسْند جَابر شَيْء. 1602 - الْعشْرُونَ: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي عَن جَابر قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ يهوديٌّ، وَكَانَ يسلفني فِي ثمري إِلَى الْجذاذ، وَكَانَت لجَابِر الأَرْض الَّتِي بطرِيق مَكَّة، فَجَلَست، فَخَلا عَاما، فَجَاءَنِي الْيَهُودِيّ عِنْد الْجذاذ وَلم أجد مِنْهَا شَيْئا، فَجعلت أستنظره إِلَى قَابل فيأبى، فَأخْبر بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لأَصْحَابه. " امشوا أستنظر لجَابِر من الْيَهُودِيّ " فجاءوني فِي الحديث: 1601 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 نخلي، فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكلم الْيَهُودِيّ، فَيَقُول: يَا أَبَا الْقَاسِم، لَا أنظرهُ. فَلَمَّا رَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ فَطَافَ فِي النّخل، ثمَّ جَاءَهُ فَكَلمهُ، فَأبى، فَقُمْت، فَجئْت بِقَلِيل رطبٍ، فَوَضَعته بَين يَدي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأكل ثمَّ قَالَ: " أَيْن عريشك يَا جَابر؟ " فَأَخْبَرته. فَقَالَ: " افرش لي " ففرشته، فَدخل فرقد، ثمَّ اسْتَيْقَظَ، فَجِئْته بقبضةٍ أُخْرَى، ثمَّ قَامَ فَكلم الْيَهُودِيّ فَأبى عَلَيْهِ، فَقَامَ فِي الرطاب وَالنَّخْل الثَّانِيَة، ثمَّ قَالَ: " يَا جَابر، جذ واقض " فوقفت فِي الْجذاذ، فجذذت مِنْهَا مَا قَضيته، وَفضل مثله، فَخرجت حَتَّى جِئْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فبشرته، فَقَالَ: " أشهد أَنِّي رَسُول الله ". 1603 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن أنس عَن جَابر قَالَ: كَانَ جذعٌ يقوم إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا وضع الْمِنْبَر سمعنَا للجذع مثل أصوات العشار، حَتَّى نزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوضع يَده عَلَيْهِ. اخْتلف الروَاة فِي اسْم ابْن أنس، فَقيل: حَفْص بن عبيد الله بن انس. وَقيل: عبيد الله بن حَفْص بن أنس. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال: كَانَ الْمَسْجِد مسقوفاً على جُذُوع من نخل، فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خطب يقوم إِلَى جذعٍ مِنْهَا، فَلَمَّا صنع لَهُ الْمِنْبَر فَكَانَ عَلَيْهِ، سمعنَا لذَلِك الْجذع صَوتا كصوت العشار، حَتَّى جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوضع يَده عَلَيْهِ فسكن. الحديث: 1603 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 وَأخرجه من حَدِيث عبد الْوَاحِد بن أَيمن عَن أَبِيه عَن جَابر: أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار قَالَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا رَسُول الله، أَلا أجعَل لَك شَيْئا تقعد عَلَيْهِ، فَإِن لي غُلَاما نجاراً؟ قَالَ: " إِن شِئْت ". فَعمِلت لَهُ الْمِنْبَر، فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة قعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر الَّذِي صنع، فصاحت النَّخْلَة الَّتِي كَانَ يخْطب عِنْدهَا حَتَّى كَادَت أَن تَنْشَق. وَفِي رِوَايَة أبي نعيم فصاحت النَّخْلَة صياح الصَّبِي، فَنزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَخذهَا فَضمهَا إِلَيْهِ، فَجعلت تَئِنُّ أَنِين الصَّبِي الَّذِي يسكت، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ. قَالَ: " بَكت على مَا كَانَت تسمع من الذّكر ". وَلَيْسَ لِابْنِ أنس عَن جَابر فِي الصَّحِيح إِلَّا هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَلَا لأيمن عَن جَابر فِي الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا هَذَا الحَدِيث، وَحَدِيث حفر الخَنْدَق، وَهُوَ فِي السَّابِع وَالْخمسين من الْمُتَّفق عَلَيْهِ فِي هَذَا الْمسند. 1604 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن سعيد بن الْحَارِث بن الْمُعَلَّى عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على رجلٍ من الْأَنْصَار وَمَعَهُ صاحبٌ لَهُ، فَسلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَصَاحبه، فَرد الرجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بِأبي أَنْت وَأمي، وَهِي ساعةٌ حارةٌ، وَهُوَ يحول فِي حَائِط لَهُ، يَعْنِي المَاء - فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن كَانَ عنْدك ماءٌ بَات فِي شنةٍ وَإِلَّا كرعنا ". فَقَالَ الرجل: يَا رَسُول الله، كَانَ عِنْدِي ماءٌ باردٌ. فَانْطَلق إِلَى الْعَريش، فسكب فِي قدحٍ مَاء، ثمَّ حلب عَلَيْهِ من داجنٍ لَهُ، فَشرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ أعَاد فَشرب الرجل الَّذِي جَاءَ مَعَه. وَلم يخرج مُسلم لسَعِيد بن الْحَارِث عَن جَابر شَيْئا. 1605 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن سعيد بن الْحَارِث عَن جَابر قَالَ: كَانَ النَّبِي إِذا الحديث: 1604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 كَانَ يَوْم عيدٍ خَالف الطَّرِيق. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ مُحَمَّد بن الصَّلْت عَن فليح عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة، وَحَدِيث جَابر أصح. 1606 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن سعيد بن الْحَارِث أَنه سَأَلَ جَابِرا عَن الْوضُوء مِمَّا مست النَّار، فَقَالَ: لَا، قد كُنَّا زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نجد مثل ذَلِك الطَّعَام إِلَّا قَلِيلا، فَإِذا نَحن وَجَدْنَاهُ لم يكن لنا مناديل إِلَّا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا، ثمَّ نصلي وَلَا نَتَوَضَّأ. الحديث: 1606 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 أَفْرَاد مُسلم 1607 - الأول عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحُسَيْن عَن جَابر أَنه سَأَلَهُ: مَتى كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الْجُمُعَة؟ قَالَ: كَانَ يُصَلِّي ثمَّ نَذْهَب إِلَى جمالنا فنريحها حِين تَزُول الشَّمْس، يَعْنِي النَّوَاضِح. 1608 - الثَّانِي: عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خطب احْمَرَّتْ عَيناهُ وَعلا صَوته وَاشْتَدَّ غَضَبه، حَتَّى كَأَنَّمَا مُنْذر جيشٍ، يَقُول: صبحكم ومساكم. وَيَقُول: " بعثت أَنا والساعة كهاتين ". وَيقرب بَين إصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى. وَيَقُول: " أما بعد، فَإِن خير الحَدِيث كتاب الله، وَخير الْهدى هدى مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَشر الْأُمُور محدثاتها، وكل بدعةٍ ضَلَالَة، ثمَّ يَقُول: " أَنا أولى بِكُل مؤمنٍ من نَفسه، من ترك مَالا فلأهله، وَمن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَإِلَيَّ وَعلي " هَذَا حَدِيث عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ. وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال: كَانَت خطْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْجُمُعَة يحمد الله، ويثني عَلَيْهِ ثمَّ يَقُول على إِثْر ذَلِك وَقد علا صَوته ... ثمَّ ذكر نَحوه. وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن سُفْيَان: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب النَّاس، يحمد الله، ويثني عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ يَقُول: " من يهده الله فَلَا مضل لَهُ، وَمن يضلل فَلَا هادي لَهُ، وَخير الحَدِيث كتاب الله ... " ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث عبد الْوَهَّاب. 1609 - الثَّالِث: عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج عَام الْفَتْح إِلَى مَكَّة فِي رَمَضَان، فصَام حَتَّى بلغ كرَاع الغميم، فصَام النَّاس، ثمَّ دَعَا الحديث: 1607 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 بقدحٍ من ماءٍ، فرفعه حَتَّى نظر النَّاس، ثمَّ شرب، فَقيل لَهُ بعد ذَلِك: إِن بعض النَّاس قد صَامَ، فَقَالَ: " أُولَئِكَ العصاة، أُولَئِكَ العصاة ". زَاد فِي حَدِيث عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي: فَقيل لَهُ: إِن النَّاس قد شقّ عَلَيْهِم الصّيام، وَإِنَّمَا ينظرُونَ فِيمَا فعلت، فَدَعَا بقدحٍ من ماءٍ بعد الْعَصْر. 1610 - الرَّابِع: عَن مُحَمَّد بن عَليّ عَن جَابر فِي أَسمَاء بنت عُمَيْس حِين نفست بِذِي الحليفة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر أَبَا بكرٍ، فَأمرهَا أَن تَغْتَسِل وتهل. 1611 - الْخَامِس: عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن عَليّ عَن أَبِيه قَالَ: دَخَلنَا على جَابر، فَسَأَلَ عَن الْقَوْم حَتَّى انْتهى إِلَيّ، فَقلت: أَنا مُحَمَّد بن عَليّ بن حُسَيْن، فَأَهوى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي، فَنزع زري الْأَعْلَى، ثمَّ نزع زري الْأَسْفَل، ثمَّ وضع يَده بَين ثديي وَأَنا يومئذٍ غلامٌ شابٌّ، فَقَالَ: مرْحَبًا بك يَا ابْن أخي، سل عَمَّا شِئْت. فَسَأَلته - وَهُوَ أعمى. وَحضر وَقت الصَّلَاة، فَقَامَ فِي نساجةٍ ملتحفاً بهَا، كلما وَضعهَا على مَنْكِبه رَجَعَ طرفاها إِلَيْهِ من صغرها، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جنبه على المشجب، فصلى بِنَا. فَقلت: أَخْبرنِي عَن حجَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فعقد بِيَدِهِ تسعا فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مكث تسع سِنِين لم يحجّ، ثمَّ إِذن فِي النَّاس فِي الْعَاشِرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حاجٌّ، فَقدم الْمَدِينَة بشرٌ كثيرٌ، كلهم يلْتَمس أَن يأتم برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيعْمل مثل عمله. فخرجنا مَعَه حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الحليفة، فَولدت أَسمَاء بنت عُمَيْس مُحَمَّد بن أبي بكر، فَأرْسلت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَيفَ أصنع؟ فَقَالَ: " اغْتَسِلِي، واستثفري بِثَوْب، وأحرمي ". فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد، ثمَّ ركب الْقَصْوَاء، حَتَّى إِذا اسْتَوَت بِهِ نَاقَته على الْبَيْدَاء نظرت إِلَيّ مد بَصرِي بَين يَدَيْهِ من راكبٍ وماشٍ، وَعَن يَمِينه مثل ذَلِك، وَعَن يسَاره مثل ذَلِك، وَمن خَلفه مثل الحديث: 1610 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 ذَلِك. وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أظهرنَا، وَعَلِيهِ ينزل الْقُرْآن، وَهُوَ يعرف تَأْوِيله، وَمَا عمل بِهِ من شيءٍ عَملنَا بِهِ، وَأهل بِالتَّوْحِيدِ: " لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، لَا شريك لَك لبيْك، إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك وَالْملك، لَا شريك لَك " وَأهل النَّاس بِهَذَا الَّذِي يهلون بِهِ، فَلم يرد عَلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا مِنْهُ، وَلزِمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتلبيته. قَالَ جَابر: لسنا ننوي إِلَّا الْحَج، لسنا نَعْرِف الْعمرَة، حَتَّى إِذا أَتَيْنَا الْبَيْت مَعَه اسْتَلم الرُّكْن فَرمَلَ ثَلَاثًا، وَمَشى أَرْبعا، ثمَّ نفذ إِلَى مقَام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَرَأَ: {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى} [سُورَة الْبَقَرَة] ، فَجعل الْمقَام بَينه وَبَين الْبَيْت، فَكَانَ يَقُول - وَلَا أعلمهُ ذكره إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ يقْرَأ فِي الرَّكْعَتَيْنِ {قل هُوَ الله أحد} ، {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} ، ثمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْن فاستلمه، ثمَّ خرج من الْبَاب إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دنا من الصَّفَا قَرَأَ: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [سُورَة الْبَقَرَة] ، " أبدأ بِمَا بَدَأَ بِهِ الله " فَبَدَأَ بالصفا فرقي عَلَيْهِ حَتَّى رأى الْبَيْت، فَاسْتقْبل الْقبْلَة، فَوحد الله وَكبره، وَقَالَ: " لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شَيْء قدير، لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده، أنْجز وعده، وَنصر عَبده، وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده ". ثمَّ دَعَا بَين ذَلِك. قَالَ هَذَا ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ نزل إِلَى الْمَرْوَة حَتَّى انصبت قدماه فِي بطن الْوَادي رمل، حَتَّى إِذا صعدنا مَشى حَتَّى أَتَى الْمَرْوَة، فَفعل على الْمَرْوَة كَمَا فعل على الصَّفَا، حَتَّى إِذا كَانَ آخر طواف على الْمَرْوَة قَالَ: " لَو أَنِّي اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت لم أسق الْهَدْي، وجعلتها عمْرَة، فَمن كَانَ مِنْكُم لَيْسَ مَعَه هدي فليحل وليجعلها عمْرَة ". فَقَامَ سراقَة بن جعْشم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ألعامنا هَذَا أم لأبد؟ فشبك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصَابِعه وَاحِدَة فِي الْأُخْرَى وَقَالَ: " دخلت الْعمرَة فِي الْحَج " مرَّتَيْنِ. " لَا بل لأبدٍ أبدٍ ". وَقدم عليٌّ من الْيمن ببدن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوجدَ فَاطِمَة مِمَّن حل، ولبست ثيابًا صبيغاً، واكتحلت، فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَت: أبي أَمرنِي بِهَذَا. قَالَ: وَكَانَ عليٌّ رَضِي الله عَنهُ وعنها يَقُول بالعراق: فَذَهَبت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم محرشاً على فَاطِمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 للَّذي صنعت، مستفتياً لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا ذكرت عَنهُ، فَأَخْبَرته أَنِّي أنْكرت ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَ: " صدقت صدقت. مَاذَا قلت حِين فرضت الْحَج؟ " قَالَ: قلت: اللَّهُمَّ إِنِّي أهل بِمَا أهل بِهِ رَسُولك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " فَإِن معي الْهَدْي، فَلَا تحل ". قَالَ: فَكَانَ جمَاعَة الْهَدْي الَّذِي قدم بِهِ عليٌّ من الْيمن، وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مائَة. قَالَ: فَحل النَّاس كلهم وَقصرُوا إِلَّا النَّبِي وَمن كَانَ مَعَه الْهَدْي. فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة توجهوا إِلَى منى، فأهلوا بِالْحَجِّ، وَركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فصلى بهَا الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء، وَالْفَجْر. ثمَّ مكث قَلِيلا حَتَّى طلعت الشَّمْس، وَأمر بقبةٍ من شعر تضرب لَهُ بنمرة. فَسَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا تشك قريشٌ إِلَّا أَنه واقفٌ عِنْد الْمشعر الْحَرَام كَمَا كَانَت قريشٌ تصنع فِي الْجَاهِلِيَّة. فَأجَاز رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَتَى عَرَفَة، فَوجدَ الْقبَّة قد ضربت لَهُ بنمرة، فَنزل بهَا، حَتَّى إِذا زاغت الشَّمْس أَمر بالقصواء فرحلت لَهُ، فَأتى بطن الْوَادي فَخَطب النَّاس، وَقَالَ: إِن دماءكم وَأَمْوَالكُمْ حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا، فِي شهركم هَذَا، فِي بلدكم هَذَا. أَلا إِن كل شيءٍ من أَمر الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي موضوعٌ، وَدِمَاء الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوعَة، وَإِن أول دمٍ أَضَع من دمائنا دم ابْن ربيعَة بن الْحَارِث، كَانَ مسترضعاً فِي بني سعد، فَقتلته هذيلٌ. وَربا الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع. وَأول رَبًّا أَضَع ربانا، رَبًّا عَبَّاس بن عبد الْمطلب، فَإِنَّهُ موضوعٌ كُله. فَاتَّقُوا الله فِي النِّسَاء، فَإِنَّكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَان الله، واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله. وَلكم عَلَيْهِنَّ أَلا يوطئن فرشكم أحدا تَكْرَهُونَ، فَإِن فعلن ذَلِك فاضربوهن ضربا غير مبرحٍ، ولهن عَلَيْكُم رزقهن وكسوتهن بِالْمَعْرُوفِ. وَقد تركت فِيكُم مَا لن تضلوا بعده إِن اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كتاب الله. وَأَنْتُم تسْأَلُون عني، فَمَا أَنْتُم قَائِلُونَ؟ " قَالُوا: نشْهد أَنَّك قد بلغت، وَأديت وَنَصَحْت. " وَقَالَ بإصبعه السبابَة يرفعها إِلَى السَّمَاء وينكتها إِلَى النَّاس: " اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ " ثَلَاث مَرَّات. ثمَّ أذن ثمَّ أَقَامَ فصلى الظّهْر، ثمَّ أَقَامَ فصلى الْعَصْر، وَلم يصل بَينهمَا شَيْئا، ثمَّ ركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أَتَى الْموقف، فَجعل بطن نَاقَته الْقَصْوَاء إِلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 الصخرات، وَجعل حَبل المشاة بَين يَدَيْهِ، واستقبل الْقبْلَة. فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى غربت الشَّمْس وَذَهَبت الصُّفْرَة قَلِيلا حَتَّى غَابَ القرص، وَأَرْدَفَ أُسَامَة خَلفه، وَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد شنف للقصواء الزِّمَام، حَتَّى إِن رَأسهَا ليصيب مورك رَحْله، وَيَقُول بِيَدِهِ: " أَيهَا النَّاس، السكينَة السكينَة " كلما أَتَى جبلا من الْجبَال أرْخى لَهَا قَلِيلا، حَتَّى تصعد. حَتَّى أَتَى الْمزْدَلِفَة، فصلى بهَا الْمغرب وَالْعشَاء بِأَذَان وَاحِد وَإِقَامَتَيْنِ وَلم يسبح بَينهمَا شَيْئا. ثمَّ اضْطجع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى طلع الْفجْر، فصلى الْفجْر حِين تبين لَهُ الصُّبْح - بِأَذَان وَإِقَامَة، ثمَّ ركب الْقَصْوَاء حَتَّى أَتَى الْمشعر الْحَرَام، فَاسْتقْبل الْقبْلَة، فَدَعَاهُ وَكبره وَهَلله وَوَحدهُ، فَلم يزل وَاقِفًا حَتَّى أَسْفر جدا. فَدفع قبل أَن تطلع الشَّمْس، وَأَرْدَفَ الْفضل بن عَبَّاس، وَكَانَ رجلا حسن الشّعْر، أَبيض، وسيماً، فَلَمَّا دفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرت بِهِ ظعنٌ يجرين، فَطَفِقَ الْفضل ينظر إلَيْهِنَّ، فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده على وَجه الْفضل، فحول الْفضل وَجهه إِلَى الشق الآخر ينظر، فحول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده من الشق الآخر على وَجه الْفضل، فصرف وَجهه من الشق الآخر ينظر حَتَّى أَتَى بطن محسر فحرك قَلِيلا، ثمَّ سلك الطَّرِيق الْوُسْطَى الَّتِي تخرج على الْجَمْرَة الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَة الَّتِي عِنْد الشَّجَرَة، فَرَمَاهَا بِسبع حَصَيَات، يكبر مَعَ كل حَصَاة مِنْهَا، حَصى الْخذف، رمى من بطن الْوَادي. ثمَّ انْصَرف إِلَى المنحر، فَنحر ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثمَّ أعْطى عليا فَنحر مَا غبر، وأشركه فِي هَدْيه، ثمَّ أَمر من كل بدنةٍ ببضعةٍ، فَجعلت فِي قدرٍ فطبخت، فأكلا من لَحمهَا، وشربا من مرقها. ثمَّ ركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْت، فصلى بِمَكَّة الظّهْر، فَأتى بني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 عبد الْمطلب يسقون على زَمْزَم، فَقَالَ: " انزعوا بني عبد الْمطلب، فلولا أَن يغلبكم النَّاس على سِقَايَتكُمْ لنزعت مَعكُمْ " فناولوه دلواً فَشرب مِنْهُ ". وَفِي حَدِيث حَفْص بن غياث عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد بِنَحْوِ هَذَا، وَزَاد: وَكَانَت الْعَرَب يدْفع بهم أَبُو سيارة، على حمارٍ عري، فَلَمَّا أجَاز رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمزْدَلِفَة بالمشعر الْحَرَام لم تشك قريشٌ أَنه سيقتصر عَلَيْهِ، وَيكون منزله ثمَّ. فَأجَاز وَلم يعرض لَهُ حَتَّى أَتَى عَرَفَات فَنزل. وَفِي حَدِيث حَفْص أَيْضا عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نحرت هَا هُنَا، وَمنى كلهَا منحر، فَانْحَرُوا فِي رحالكُمْ. ووقفت هَا هُنَا، وعرفة كلهَا موقف. ووقفت هَا هُنَا، وجمعٌ كلهَا موقف ". وَأخرج مُسلم طرفا مِنْهُ من حَدِيث سُفْيَان عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما قدم مَكَّة أَتَى الْحجر فاستلمه، ثمَّ مَشى على يَمِينه، فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا. وَفِي حَدِيث مَالك وَابْن جريج عَن جَعْفَر عَن أَبِيه عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رمل الثَّلَاثَة الأطواف من الْحجر إِلَى الْحجر. وَفِي حَدِيث مَالك وَحده عَن جَعْفَر: رمل من الْحجر الْأسود حَتَّى انْتهى إِلَيْهِ، ثَلَاثَة أطوافٍ. 1612 - السَّادِس: عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِالسوقِ دَاخِلا من بعض الْعَالِيَة وَالنَّاس كنفتيه، فَمر بجدي أصك ميت، فتناوله، فَأخذ بأذنه ثمَّ قَالَ: " أَيّكُم يحب أَن هَذَا لَهُ بدرهم؟ " فَقَالُوا: مَا نحب أَنه لنا بِشَيْء. وَمَا نصْنَع بِهِ؟ قَالَ: " تحبون أَنه لكم؟ " قَالُوا " وَالله لَو كَانَ حَيا كَانَ الحديث: 1612 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 عَيْبا فِيهِ أَنه أصك فَكيف وَهُوَ ميت. فَقَالَ: " فوَاللَّه للدنيا أَهْون على الله من هَذَا عَلَيْكُم ". 1613 - السَّابِع: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: كُنَّا نتمتع مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْعُمْرَةِ، فنذبح الْبَقَرَة عَن سَبْعَة، نشترك فِيهَا. وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نحرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْحُدَيْبِيَة الْبَدنَة عَن سعبة، وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة. وَمن حَدِيث أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهلين بِالْحَجِّ، فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نشترك فِي الْإِبِل وَالْبَقر، كل سَبْعَة منا فِي بَدَنَة. وَمن حَدِيث عزْرَة بن ثَابت عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: حجَجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فنحرنا الْبَعِير عَن سَبْعَة، وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة. وأغفل أَبُو مَسْعُود تَرْجَمَة عزْرَة عَن أبي الزبير فَلم يذكرهَا. وَلم نجد لَهُ عَنهُ غير هَذَا. وَمن حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَنهُ قَالَ: اشتركنا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحَج وَالْعمْرَة، كل سَبْعَة فِي بَدَنَة. فَقَالَ رجلٌ لجَابِر: أيشترك فِي الْبَدنَة مَا يشْتَرك فِي الْجَزُور؟ قَالَ: مَا هِيَ إِلَّا بَدَنَة. وَحضر جَابر الْحُدَيْبِيَة فَقَالَ: نحرنا يومئذٍ سبعين بَدَنَة، اشتركنا كل سَبْعَة فِي بَدَنَة. 1614 - الثَّامِن: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من مسلمٍ الحديث: 1613 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 يغْرس غرساً إِلَّا كَانَ مَا أكل مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَمَا سرق مِنْهُ لَهُ صَدَقَة، وَلَا يرزؤه أحدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَة ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أم معبد حَائِطا فَقَالَ: " يَا أم معبد، من غرس هَذَا النّخل، أمسلم أم كَافِر؟ " فَقَالَت: مُسلم. قَالَ: " فَلَا يغْرس الْمُسلم غرساً فيأكل مِنْهُ إنسانٌ وَلَا دابةٌ وَلَا طيرٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَمن حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على أم معبد، أَو أم مُبشر الْأَنْصَارِيَّة فِي نخل لَهَا فَقَالَ: من غرس هَذَا النّخل، أمسلمٌ أم كَافِر؟ " فَقَالَت: بل مُسلم. فَقَالَ: " لَا يغْرس مسلمٌ غرساً، وَلَا يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إنسانٌ وَلَا دابةٌ وَلَا شيءٌ إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة ". وَمن حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا يغْرس رجلٌ مسلمٌ غراساً وَلَا زرعا، فيأكل مِنْهُ سبع أَو طَائِر أَو شَيْء إِلَّا كَانَ لَهُ فِيهِ أجر ". وَمن حَدِيث أبي سُفْيَان عَن جَابر بِنَحْوِ ذَلِك. وَفِي حَدِيثه عَن أم مُبشر. وَمن الروَاة عَنهُ من قَالَ: عَن امْرَأَة زيد بن حَارِثَة. وَكلهمْ قَالُوا: عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1615 - التَّاسِع: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: انكسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم، ابْن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ النَّاس: إِنَّمَا انكسفت لمَوْت إِبْرَاهِيم، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلى بِالنَّاسِ سِتّ رَكْعَات بِأَرْبَع سَجدَات، ثمَّ بَدَأَ فَكبر، ثمَّ قَرَأَ فَأطَال الْقِرَاءَة، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع فَقَرَأَ قِرَاءَة دون الْقِرَاءَة الأولى، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع، فَقَرَأَ الحديث: 1615 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 قِرَاءَة دون الْقِرَاءَة الثَّانِيَة، ثمَّ ركع نَحوا مِمَّا قَامَ، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ أَيْضا فَرَكَعَ ثَلَاث رَكْعَات، لَيْسَ مِنْهَا رَكْعَة إِلَّا الَّتِي قبلهَا أطول من الَّتِي بعْدهَا، وركوعه نحوٌ من سُجُوده. ثمَّ تَأَخّر وتأخرت الصُّفُوف خَلفه، حَتَّى انتهينا إِلَى النِّسَاء، ثمَّ تقدم وَتقدم النَّاس مَعَه، حَتَّى قَامَ فِي مقَامه فَانْصَرف حِين انْصَرف وَقد آضت الشَّمْس فَقَالَ: " يأيها النَّاس، إِنَّمَا الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، وإنهما لَا ينكسفان لمَوْت أحدٍ من النَّاس، فَإِذا رَأَيْتُمْ شَيْئا من ذَلِك فصلوا حَتَّى تنجلي. مَا من شَيْء توعدونه إِلَّا قد رَأَيْته فِي صَلَاتي هَذِه. لقد جِيءَ بالنَّار، وَذَلِكَ حِين رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرت مَخَافَة أَن تصيبني من لفحها، وَحَتَّى رَأَيْت فِيهَا صَاحب المحجن يجر قصبه فِي النَّار، كَانَ يسرق الْحَاج بِمِحْجَنِهِ، فَإِن فطن لَهُ قَالَ: إِنَّمَا تعلق بمحجني، وَإِن غفل عَنهُ ذهب بِهِ. وَحَتَّى رَأَيْت فِيهَا صَاحِبَة الْهِرَّة الَّتِي ربطتها فَلم تطعمها وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض حَتَّى مَاتَت جوعا. ثمَّ جِيءَ بِالْجنَّةِ، وَذَلِكَ حِين رَأَيْتُمُونِي تقدّمت، حَتَّى قُمْت فِي مقَامي، وَلَقَد مددت يَدي وَأَنا أُرِيد أَن أتناول من ثَمَرهَا لتنظروا إِلَيْهِ، ثمَّ بدا لي أَلا أفعل، فَمَا من شَيْء توعدونه إِلَّا قد رَأَيْته فِي صَلَاتي هَذِه ". وَأخرجه من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يومٍ شَدِيد الْحر، فصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَصْحَابِهِ فَأطَال الْقيام حَتَّى جعلُوا يخرون، ثمَّ ركع فَأطَال، ثمَّ رفع فَأطَال، ثمَّ ركع فَأطَال، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ فَصنعَ نَحوا من ذَلِك، فَكَانَت أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات، ثمَّ قَالَ: " إِنَّه عرض عَليّ كل شَيْء ترتجونه، فعرضت عَليّ الْجنَّة حَتَّى لَو تناولت مِنْهَا قطفاً أَخَذته - أَو قَالَ: تناولت مِنْهَا قطفاً - فقصرت يَدي عَنهُ، وَعرضت عَليّ النَّار، فَرَأَيْت فِيهَا امْرَأَة من بني إِسْرَائِيل تعذب فِي هرةٍ لَهَا، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 ربطتها فَلم تطعمها وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض: وَرَأَيْت فِيهَا أَبَا ثُمَامَة عَمْرو بن مَالك يجر قَصَبَة فِي النَّار. وَإِنَّهُم كَانُوا يَقُولُونَ: إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا يخسفان إِلَّا لمَوْت عَظِيم. وإنهما آيتان من آيَات الله يريكموهما، فَإِذا خسفا فصلوا حَتَّى تنجلي ". وَفِي رِوَايَة عبد الْملك بن الصَّباح عَن همام نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: " رَأَيْت فِي النَّار امْرَأَة حميرية سَوْدَاء طَوِيلَة. . " وَلم يقل: من بني إِسْرَائِيل. 1616 - الْعَاشِر: عَن عَطاء عَن جَابر قَالَ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْخَوْف، فصفنا صفّين خلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، والعدو بَيْننَا وَبَين الْقبْلَة، فَكبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا، ثمَّ ثمَّ ركع وركعنا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع ورفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحر الْعَدو، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السُّجُود وَقَامَ الصَّفّ الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر بِالسُّجُود، وَقَامُوا، ثمَّ تقدم الصَّفّ الْمُؤخر، وَتَأَخر الصَّفّ الْمُقدم، ثمَّ ركع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وركعنا جَمِيعًا، ثمَّ رفع رَأسه من الرُّكُوع فرفعنا جَمِيعًا، ثمَّ انحدر بِالسُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ كَانَ مُؤَخرا فِي الرَّكْعَة الأولى، فَقَامَ الصَّفّ الْمُؤخر فِي نحور الْعَدو، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السُّجُود والصف الَّذِي يَلِيهِ، انحدر الصَّفّ الْمُؤخر بِالسُّجُود فسجدوا ثمَّ سلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسلمنَا جَمِيعًا. قَالَ جَابر: كَمَا يفعل حرسكم هَؤُلَاءِ بأمرائهم. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قوما من جُهَيْنَة، فقاتلونا قتالاً شَدِيدا، فَلَمَّا صلينَا الظّهْر قَالُوا: لَو ملنا عَلَيْهِم مَيْلَة لَاقْتَطَعْنَاهُمْ، فَأخْبر جِبْرِيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر ذَلِك لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: وَقَالُوا: إِنَّه سيأتيهم صلاةٌ هِيَ أحب إِلَيْهِم من الْأَوْلَاد. فَلَمَّا حضرت الْعَصْر صفنا صفّين، وَالْمُشْرِكُونَ بَيْننَا وَبَين الْقبْلَة ... ثمَّ ذكره إِلَى أَن قَالَ: الحديث: 1616 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 كَمَا يُصَلِّي أمراؤكم هَؤُلَاءِ. 1617 - الْحَادِي عشر: عَن أبي صَالح ذكْوَان، وَأبي سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع عَن جَابر قَالَ: قَالَ النُّعْمَان بن قوقلٍ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إِن صليت الْمَكْتُوبَة، وَحرمت الْحَرَام، وأحللت الْحَلَال، وَلم أَزْد على ذَلِك شَيْئا، أَأدْخل الْجنَّة؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم ". وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان وَحده عَن جَابر نَحوه، وَلم يقل: وَلم أَزْد على ذَلِك شَيْئا. وَفِي حَدِيث معقل بن عبيد الله الْجَزرِي عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أَرَأَيْت إِذا صليت الْمَكْتُوبَة، وَصمت رَمَضَان، وأحللت الْحَلَال، وَحرمت الْحَرَام، وَلم أَزْد على ذَلِك شَيْئا، أَأدْخل الْجنَّة؟ قَالَ: " نعم ". قَالَ: وَالله لَا أَزِيد على ذَلِك شَيْئا. 1618 - الثَّانِي عشر: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بلعق الْأَصَابِع والصحفة، وَقَالَ: إِنَّكُم لَا تَدْرُونَ فِي أيه الْبركَة ". وَفِي حَدِيث ابْن نمير عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزبير: " إِذا وَقعت لقْمَة أحدكُم فليأخذها، فليمط مَا كَانَ بهَا من أَذَى وليأكلها، وَلَا يَدعهَا للشَّيْطَان، وَلَا يمسح يَده بالمنديل حَتَّى يلعق أَصَابِعه، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فِي أَي طَعَامه الْبركَة ". وَفِي حَدِيث أبي دَاوُد الْجفْرِي، وَعبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ مثله، إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا: وَلَا يمسح يَده بالمنديل حَتَّى يلعقها أَو يلعقها ". وَفِي حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الشَّيْطَان يحضر أحدكُم عِنْد كل شَيْء من شَأْنه، حَتَّى يحضرهُ عِنْد طَعَامه، فَإِذا الحديث: 1617 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 سَقَطت من أحدكُم اللُّقْمَة فليمط مَا كَانَ بهَا من أَذَى فيأكلها، وَلَا يَدعهَا للشَّيْطَان، فَإِذا فرغ فليلعق أَصَابِعه، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فِي أَي طَعَامه الْبركَة ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح وَأبي سُفْيَان ذكر اللعق، نَحوه. 1619 - الثَّالِث عشر: عَن عبيد الله بن مقسم عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اتَّقوا الظُّلم؛ فَإِن الظُّلم ظلماتٌ يَوْم الْقِيَامَة، وَاتَّقوا الشُّح، فَإِن الشُّح أهلك من كَانَ قبلكُمْ، حملهمْ على أَن سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمهمْ. 1620 - الرَّابِع عشر: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من نفسٍ منفوسةٍ تبلغ مائَة سنةٍ " فَقَالَ سَالم: وتذاكرنا ذَلِك عِنْده، إِنَّمَا هِيَ: كل نفسٍ مخلوقةٍ يومئذٍ. وَمن حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول قبل أَن يَمُوت بِشَهْر: " تَسْأَلُونِي عَن السَّاعَة، وَإِنَّمَا علمهَا عِنْد الله، وَأقسم بِاللَّه مَا من نفسٍ منفوسةٍ يَأْتِي عَلَيْهَا مائَة سنةٍ ". وَمن حَدِيث أبي نَضرة عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ ذَلِك قبل مَوته بِشَهْر: " مَا من نفسٍ منفوسةٍ يَأْتِي عَلَيْهَا مائَة سنةٍ وَهِي حَيَّة يومئذٍ ". وَعَن عبد الرَّحْمَن صَاحب السِّقَايَة عَن جَابر بن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل ذَلِك، وَفَسرهُ لنا عبد الرَّحْمَن فَقَالَ: نقص الْعُمر. الحديث: 1619 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن صَاحب السِّقَايَة عَن جَابر فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الْقدر. 1621 - الْخَامِس عشر: عَن يزِيد بن صُهَيْب الْفَقِير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن قوما يخرجُون من النَّار يحترقون فِيهَا، إِلَّا دارات وُجُوههم حَتَّى يدخلُوا الْجنَّة. . " كَذَا فِي حَدِيث قيس بن سليم عَن يزِيد الْفَقِير، مُخْتَصر. وَحَدِيث أبي عَاصِم مُحَمَّد بن أَيُّوب عَن يزِيد الْفَقِير أتم، قَالَ: كنت قد شغفني رأيٌ من رَأْي الْخَوَارِج؛ فخرجنا فِي عصابةٍ ذَوي عدد نُرِيد أَن نحج ثمَّ نخرج على النَّاس، قَالَ: فمررنا على الْمَدِينَة، فَإِذا جَابر بن عبد الله يحدث الْقَوْم عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، جالسٌ إِلَى سَارِيَة. قَالَ: فَإِذا هُوَ قد ذكر الجهنميين، قَالَ: فَقلت لَهُ: يَا صَاحب رَسُول الله، مَا هَذَا الَّذِي تحدثون؟ وَالله يَقُول: {إِنَّك من تدخل النَّار فقد أخزيته} [سُورَة آل عمرَان] ، و {كلما أَرَادوا أَن يخرجُوا مِنْهَا أعيدوا فِيهَا} [سُورَة السَّجْدَة] ، فَمَا هَذَا الَّذِي تَقولُونَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآن؟ قلت: نعم. قَالَ: فَهَل سَمِعت بمقام مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثهُ الله فِيهِ؟ قلت: نعم. قَالَ: فَإِنَّهُ مقَام محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَحْمُود الَّذِي يخرج الله بِهِ من يخرج. قَالَ: ثمَّ نعت وضع الصِّرَاط، وَمر النَّاس عَلَيْهِ. قَالَ: وأخاف أَلا أكون أحفظ ذَاك، قَالَ: غير أَنه زعم أَن قوما يخرجُون من النَّار بعد أَن يَكُونُوا فِيهَا. قَالَ: يَعْنِي فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ عيدَان السماسم. قَالَ: فَيدْخلُونَ نَهرا من أَنهَار الْجنَّة، فيغتسلون فِيهِ، فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس، فرجعنا، قُلْنَا: وَيحكم، أَتَرَوْنَ هَذَا الشَّيْخ يكذب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فرجعنا، فَلَا وَالله مَا خرج منا غير رجل وَاحِد، أَو كَمَا قَالَ. الحديث: 1621 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 1622 - السَّادِس عشر: عَن سعيد بن ميناء عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثلي ومثلكم كَمثل رجلٍ أوقد نَارا، فَجعلت الجنادب والفراش يقعن فِيهَا، وَهُوَ يذبهن عَنْهَا، وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ عَن النَّار، وَأَنْتُم تفلتون من يَدي ". 1623 - السَّابِع عشر: عَن سُلَيْمَان بن عَتيق عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بِوَضْع الجوائح. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن بِعْت من أَخِيك ثمراً فأصابته جَائِحَة، فَلَا يحل لَك أَن تَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا، بِمَ تَأْخُذ مَال أَخِيك بِغَيْر حق؟ ". 1624 - الثَّامِن عشر: عَن أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة عَن جَابر قَالَ: خلت الْبِقَاع حول الْمَسْجِد، فَأَرَادَ بَنو سَلمَة أَن يَنْتَقِلُوا قرب الْمَسْجِد، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهُم: " إِنَّه بَلغنِي أَنكُمْ تُرِيدُونَ أَن تنتقلوا قرب الْمَسْجِد " قَالُوا: نعم يَا رَسُول الله، قد أردنَا ذَلِك. فَقَالَ: " بني سَلمَة، دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم، دِيَاركُمْ تكْتب آثَاركُم ". زَاد فِي رِوَايَة الْجريرِي عَن أبي نَضرة: فَقَالَ وَا: مَا كَانَ يسرنَا أَنا كُنَّا تَحَوَّلْنَا. وَقد أخرج أَيْضا نَحوه بِمَعْنَاهُ من حَدِيث زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله قَالَ: كَانَت دِيَارنَا نائيةً من الْمَسْجِد، فأردنا أَن نبيع بُيُوتنَا فنقترب من الْمَسْجِد فنهانا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " إِن لكم بِكُل خطوةٍ دَرَجَة ". الحديث: 1622 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 1625 - التَّاسِع عشر: عَن أبي نَضرة قَالَ: كُنَّا عِنْد جَابر بن عبد الله فَقَالَ: يُوشك أهل الْعرَاق أَن لَا يجبى إِلَيْهِم قفيزٌ وَلَا درهمٌ ". قُلْنَا: من أَيْن ذَاك؟ قَالَ: من قبل الْعَجم يمْنَعُونَ ذَاك. ثمَّ قَالَ: يُوشك أهل الشَّام أَن لَا يجبى إِلَيْهِم دينارٌ وَلَا مديٌ. قُلْنَا: من أَيْن ذَاك؟ قَالَ من قبل الرّوم. ثمَّ أسكت هنيَّة، ثمَّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يكون فِي آخر أمتِي خليفةٌ يحثي المَال حثياً، لَا يعده عددا ". قَالَ: قلت لأبي نَضرة وَأبي الْعَلَاء: أتريان أَنه عمر بن عبد الْعَزِيز.؟ فَقَالَا: لَا. 1626 - الْعشْرُونَ: عَن أبي نَضرة عَن جَابر قَالَ: لَقِي نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْن صيادٍ وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر، وَابْن صيادٍ مَعَ الغلمان. نَحْو حَدِيث قبله، فِيهِ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ " فَقَالَ هُوَ: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " آمَنت بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله. مَا ترى؟ " قَالَ: أرى عرشاً على المَاء. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ترى عرش إِبْلِيس على الْبَحْر " قَالَ: " وَمَا ترى؟ " قَالَ: أرى صَادِقين وكاذباً، وكاذبين وصادقاً. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لبس عَلَيْهِ، دَعوه ". 1627 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عبد ربه بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لكل داءٍ دواءٌ، فَإِذا أُصِيب دَوَاء الدَّاء برأَ بِإِذن الله عز وَجل ". وَلَيْسَ لعبد ربه بن سعيد عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 1625 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 1628 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن عمَارَة بن غزيَّة الْمَازِني عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رجلا قدم من جيشان - وجيشان من الْيمن - فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن شرابٍ يشربونه بأرضهم من الذّرة يُقَال لَهُ المزر، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَو مسكرٌ هُوَ؟ " قَالَ: نعم. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل مسكرٍ حرَام، إِن على الله عهدا لمن يشرب الْمُسكر أَن يسْقِيه من طِينَة الخبال ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا طِينَة الخبال؟ قَالَ: " عرق أهل النَّار. أَو عصارة أهل النَّار ". 1629 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن مَالك بن أنس عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يَأْكُل الرجل بِشمَالِهِ، أَو يمشي فِي نعل واحدةٍ، وَأَن يشْتَمل الصماء، وَأَن يحتبي فِي ثوب واحدٍ كاشفاً فرجه. وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا انْقَطع شسع أحدكُم، أَو انْقَطع شسع نَعله فَلَا يمش فِي نعلٍ واحدةٍ حَتَّى يصلح شسعه، وَلَا يمش فِي خفٍّ وَاحِد، وَلَا يَأْكُل بِشمَالِهِ، وَلَا يحتب بِالثَّوْبِ الْوَاحِد، وَلَا يلتحف الصماء ". وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن اشْتِمَال الصماء، والاحتباء فِي ثوب وَاحِد، وَأَن يرفع الرجل إِحْدَى رجلَيْهِ وَهُوَ مستلقٍ على ظَهره. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تمش فِي نعلٍ وَاحِدَة، وَلَا تحتب فِي إزارٍ واحدٍ، وَلَا تَأْكُل بشمالك، وَلَا تشْتَمل الصماء، وَلَا تضع إِحْدَى رجليك على الْأُخْرَى إِذا استلقيت ". الحديث: 1628 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبيد الله بن الْأَخْنَس طرفا مِنْهُ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: لَا يستلق أحدكُم ثمَّ يضع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى. وَلَيْسَ لِعبيد الله بن الْأَخْنَس عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر غير هَذَا الْقدر. 1630 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير: عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فِيمَا سقت الْأَنْهَار والغيم العشور، وَفِيمَا سقِِي بالسانية نصف العشور ". 1631 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن عِيَاض بن عبد الله البهراني عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دون خمس أواقٍ من الْوَرق صدقةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس ذودٍ من الْإِبِل صدقةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسقٍ من التَّمْر صَدَقَة ". 1632 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام بِنَحْوِهِ. 1633 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده ". الحديث: 1630 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 1634 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " بَين الرجل وَبَين الشّرك ترك الصَّلَاة ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. 1635 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: طَاف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبَيْتِ فِي حجَّة الْوَدَاع على رَاحِلَته، يسْتَلم الْحجر بِمِحْجَنِهِ، لِأَن يرَاهُ النَّاس، وليشرف، وليسألوه، فَإِن النَّاس غشوه. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بكر عَن ابْن جريج نَحوه، وَقَالَ: بِالْبَيْتِ والصفا والمروة. 1636 - الثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج وَمَعْقِل بن عبيد الله الْجَزرِي عَن ابي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أسلم سَالَمَهَا الله، وغفار غفر الله لَهَا ". 1637 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّمَا أَنا بشرٌ، وَإِنِّي اشْترطت على رَبِّي أَي عبدٍ من الْمُسلمين سببته أَو شتمته أَن يكون ذَلِك لَهُ زَكَاة وَأَجرا ". 1638 - وَالثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بضبٍّ، فَأبى أَن يَأْكُل مِنْهُ وَقَالَ: " لَا أَدْرِي، لَعَلَّه من الْقُرُون الَّتِي مسخت ". الحديث: 1634 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 1639 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: رمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجَمْرَة يَوْم النَّحْر ضحى، وَأما بعد فَإِذا زَالَت الشَّمْس. 1640 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَرْمِي على رَاحِلَته يَوْم النَّحْر، وَيَقُول: " لِتَأْخُذُوا عني مَنَاسِككُم، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لعَلي لَا أحج بعد حجتي هَذِه ". 1641 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رمى الْجَمْرَة بِمثل حَصى الْخذف. 1642 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن ابْن الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لكل نبيٍّ دعوةٌ قد دَعَا بهَا فِي أمته، وخبأت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ". 1643 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينْهَى أَن يُسمى بيعلى، وببركة، وبأفلح، وبيسارٍ، وبنافع، وَبِنَحْوِ ذَلِك، ثمَّ رَأَيْته سكت بعد عَنْهَا. وَلم يقل شَيْئا، ثمَّ قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم ينْه عَنْهَا. 1644 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتل الْكلاب، حَتَّى إِن الْمَرْأَة تقدم من الْبَادِيَة بكلبها فتقتله. ثمَّ نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قَتلهَا وَقَالَ: " عَلَيْكُم بالأسود البهيم ذِي الطفيتين؛ فَإِنَّهُ شَيْطَان ". الحديث: 1639 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 1645 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " طَعَام الْوَاحِد يَكْفِي الْإِثْنَيْنِ، وَطَعَام الْإِثْنَيْنِ يَكْفِي الْأَرْبَعَة، وَطَعَام الْأَرْبَعَة يَكْفِي الثَّمَانِية ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزبير عَن جَابر بِمثلِهِ. وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر كَذَلِك. 1646 - الْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: أرخص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رقية الْحَيَّة لبني عَمْرو بن حزم. قَالَ أَبُو الزبير: فَسمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول: لدغت رجلا منا عقربٌ وَنحن جُلُوس مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أرقي؟ قَالَ: " من اسْتَطَاعَ أَن ينفع أَخَاهُ فَلْيفْعَل ". وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن ابْن جريج: رخص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لآل حزمٍ فِي رقية الْحَيَّة، وَقَالَ لأسماء بنت عُمَيْس: " مَا لي أرى أجسام بني أخي ضارعة تصيبهم الْحَاجة ". قَالَت: لَا، وَلَكِن الْعين تسرع إِلَيْهِم. قَالَ: " ارقيهم " قَالَت: فعرضت عَلَيْهِم، فَقَالَ: " ارقيهم ". وَأخرج أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: كَانَ لي خالٌ يرقي من الْعَقْرَب، فَنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الرقى، قَالَ: فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّك نهيت عَن الرقى، وَأَنا أرقي من الْعَقْرَب، فَقَالَ: " من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن ينفع أَخَاهُ فَلْيفْعَل ". وَعَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الرقى، فجَاء آل عَمْرو ابْن حزم إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّه كَانَت عندنَا رقيةٌ نرقي بهَا من الْعَقْرَب، وَإنَّك نهيت عَن الرقى، قَالَ: فعرضوها عَلَيْهِ فَقَالَ: " مَا أرى بَأْسا، من اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن ينفع أَخَاهُ فلينفعه ". الحديث: 1645 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 1647 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب يَوْمًا، فَذكر رجلا من أَصْحَابه قبض فَكفن فِي كفنٍ غير طائل وقبر لَيْلًا، فزجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يقبر الرجل بِاللَّيْلِ حَتَّى يصلى عَلَيْهِ، إِلَّا أَن يضْطَر إِنْسَان إِلَى ذَلِك. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا كفن أحدكُم أَخَاهُ فليحسن كَفنه ". 1648 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا دخل الرجل بَيته، فَذكر الله عِنْد دُخُوله، وَعند طَعَامه، قَالَ الشَّيْطَان: لَا مبيت لكم وَلَا عشَاء. وَإِذا دخل فَلم يذكر الله عِنْد دُخُوله، قَالَ الشَّيْطَان: أدركتم الْمبيت. وَإِذا لم يذكر الله عِنْد طَعَامه قَالَ: أدركتم الْمبيت وَالْعشَاء ". وَفِي حَدِيث روح بن عبَادَة عَن ابْن جريج بِمثل بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنه قَالَ: لم يذكر اسْم الله " فِي الْمَوْضِعَيْنِ. 1649 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي الزبير، أَنه سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: لبس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا قبَاء من ديباج أهدي لَهُ، ثمَّ أوشك أَن يَنْزعهُ، فَأرْسل بِهِ إِلَى عمر بن الْخطاب، فَقيل: قد أوشك مَا نَزَعته يَا رَسُول الله. قَالَ: " نهاني عَنهُ جِبْرِيل " فَجَاءَهُ عمر يبكي فَقَالَ: يَا رَسُول الله كرهت أمرا وأعطيتنيه، فَمَا لي؟ فَقَالَ: " إِنِّي لم أعطكه لتلبسه، وَإِنَّمَا أعطيتكه تبيعه " فَبَاعَهُ بألفي دِرْهَم. 1650 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الصُّبْرَة من التَّمْر لَا يعلم مكيلتها، بِالْكَيْلِ الْمُسَمّى من التَّمْر. وَفِي حَدِيث روح عَن ابْن جريج مثله، إِلَّا أَنه لم يذكر التَّمْر فِي آخر الحَدِيث. الحديث: 1647 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 1651 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا ابتعت طَعَاما فَلَا تبعه حَتَّى تستوفيه ". 1652 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالشُّفْعَة فِي كل شركَة لم تقسم: ربعةٍ أَو حائطٍ، لَا يحل لَهُ أَن يَبِيع حَتَّى يُؤذن شَرِيكه، فَإِن شَاءَ أَخذ، وَإِن شَاءَ ترك، فَإِذا بَاعَ وَلم يُؤذنهُ فَهُوَ أَحَق بِهِ. وَفِي حَدِيث ابْن وهب عَن ابْن جريج: " الشُّفْعَة فِي كل شركٍ من أَرض أَو ربع أَو حَائِط، لَا يصلح أَن يَبِيع حَتَّى يعرض على شَرِيكه، فَيَأْخُذ أَو يدع، فَإِن أَبى فشريكه أَحَق بِهِ حَتَّى يُؤذنهُ ". وَمن حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ هَذَا الْمَعْنى. 1653 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: أُتِي بِأبي قُحَافَة يَوْم فتح مَكَّة وَرَأسه ولحيته كالثغامة بَيَاضًا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " غيروا هَذَا بشيءٍ، وَاجْتَنبُوا السوَاد ". وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه، وَقَالَ: " غيروا هَذَا بشيءٍ " وَلم يقل: " وَاجْتَنبُوا السوَاد ". 1654 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " غلظ الْقُلُوب والجفاء فِي الْمشرق، وَالْإِيمَان فِي أهل الْحجاز ". الحديث: 1651 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 1655 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: نحر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عَائِشَة بقرة يَوْم النَّحْر. وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد عَن ابْن جريج: نحر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نِسَائِهِ بقرة فِي حجَّته. 1656 - الْخَمْسُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يقتل شيءٌ من الدَّوَابّ صبرا. 1657 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: رجم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا من أسلم، ورجلاً من الْيَهُود، وَامْرَأَة. 1658 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يسْأَل عَن الْوُرُود، فَقَالَ: نجيء نَحن يَوْم الْقِيَامَة عَن كَذَا وَكَذَا، انْظُر أَي ذَلِك فَوق النَّاس. قَالَ: فَتُدْعَى الْأُمَم بأوثانها وَمَا كَانَت تعبد، الأول فَالْأول، ثمَّ يأتينا رَبنَا بعد ذَلِك، فَيَقُول: من تنْظرُون؟ فَيَقُولُونَ: نَنْظُر رَبنَا، فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُر إِلَيْك، فيتجلى لَهُم يضْحك. قَالَ: فَينْطَلق بهم ويتبعونه، وَيُعْطى كل إنسانٍ مِنْهُم منافقٌ أَو مؤمنٌ نورا، ثمَّ يتبعونه، وعَلى جسر جَهَنَّم كلاليب وحسكٌ تَأْخُذ من شَاءَ الله، ثمَّ يطفأ نور الْمُنَافِقين، ثمَّ ينجو الْمُؤْمِنُونَ، فتنجو أول زمرة، وُجُوههم كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر، سَبْعُونَ ألفا لَا يحاسبون، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ كأضوأ نجمٍ فِي السَّمَاء، ثمَّ كَذَلِك، ثمَّ تحل الشَّفَاعَة، ويشفعون حَتَّى يخرج من النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر مَا يزن شعيرَة، الحديث: 1655 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 فيجعلون بِفنَاء الْجنَّة، وَيجْعَل أهل الْجنَّة يرشون عَلَيْهِم المَاء، حَتَّى ينبتوا نَبَات الشَّيْء فِي السَّيْل، وَيذْهب حراقه، ثمَّ يسْأَل حَتَّى تجْعَل لَهُ الدُّنْيَا وَعشرَة أَمْثَالهَا. قَالَ أَبُو مَسْعُود: مَوْقُوف. 1659 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: طلقت خَالَتِي، فَأَرَادَتْ أَن تَجِد نخلها، فزجرها رجلٌ أَن تخرج، فَأَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " بلَى، فجدي نخلك، فَإنَّك عَسى أَن تصدقي أَو تفعلي مَعْرُوفا ". 1660 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع ضراب الْجمل، وَعَن بيع المَاء وَالْأَرْض لتحرث. فَعَن ذَلِك نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة وَكِيع وَيحيى بن سعيد عَن ابْن جريج: نهى عَن بيع فضل المَاء. لم يزدْ. 1661 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الضَّرْب فِي الْوَجْه، وَعَن الوسم فِي الْوَجْه. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث معقل بن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر عَلَيْهِ حمارٌ قد وسم وَجهه، فَقَالَ: " لعن الله الَّذِي وسمه ". 1662 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يجصص الْقَبْر، وَأَن يقْعد عَلَيْهِ، وَأَن يبْنى عَلَيْهِ. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَيُّوب عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى عَن تقصيص الْقُبُور. الحديث: 1659 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 1663 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الشّغَار. 1664 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من صَاحب إبلٍ لَا يفعل فِيهَا حَقّهَا إِلَّا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة أَكثر مَا كَانَت، وَقعد لَهَا بقاعٍ قرقرٍ تستن عَلَيْهِ بقوائمها وأخفافها. وَلَا صَاحب بقرٍ لَا يفعل فِيهَا حَقّهَا إِلَّا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة أَكثر مَا كَانَت، وَقعد لَهَا بقاع قرقرٍ تنطحه بقرونها، وتطؤه بقوائمها. وَلَا صَاحب غنمٍ لَا يفعل فِيهَا حَقّهَا إِلَّا جَاءَت يَوْم الْقِيَامَة أَكثر مَا كَانَت، وَقعد لَهَا بقاعٍ قرقرٍ تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، لَيْسَ فِيهَا جماءٌ وَلَا منكسرٌ قرنها. وَلَا صَاحب كنزٍ لَا يفعل فِيهِ حَقه إِلَّا جَاءَ كنزه يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع يتبعهُ فاتحاً فَاه، فَإِذا أَتَاهُ فر مِنْهُ، فيناديه: خُذ كَنْزك الَّذِي خبأته، فَأَنا عَنهُ غَنِي، فَإِذا رأى أَن لابد لَهُ مِنْهُ سلك يَده فِي فِيهِ، فيقضمها قضم الْفَحْل ". قَالَ أَبُو الزبير: سَمِعت عبيد بن عُمَيْر يَقُول هَذَا القَوْل، ثمَّ سَأَلنَا جَابر بن عبد الله عَن ذَلِك، فَقَالَ مثل قَول عبيد. وَقَالَ أَبُو الزبير: سَمِعت عبيد بن عُمَيْر يَقُول: قَالَ رجل: يَا رَسُول الله، مَا حق الْإِبِل؟ قَالَ: " حلبها على المَاء، وإعارة دلوها، وإعارة فَحلهَا، ومنيحتها، وحملٌ عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله ". الحديث: 1663 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان الْعَرْزَمِي عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من صَاحب إبلٍ وَلَا بقرٍ وَلَا غنمٍ لَا يُؤَدِّي حَقّهَا إِلَّا أقعد لَهَا يَوْم الْقِيَامَة بقاعٍ قرقرٍ، تطؤه ذَات الظلْف بظلفها، وتنطحه ذَات الْقرن بقرنها، لَيْسَ فِيهَا يومئذٍ جماء وَلَا مَكْسُورَة الْقرن " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَمَا حَقّهَا؟ قَالَ: " إطراق فَحلهَا، وإعارة دلوها، ومنيحتها، وحلبها على المَاء، وحملٌ عَلَيْهَا فِي سَبِيل الله. وَلَا من صَاحب مَال لَا يُؤَدِّي زَكَاته إِلَّا تحول يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع يتبع صَاحبه حَيْثُمَا ذهب وَهُوَ يفر مِنْهُ، وَيُقَال: هَذَا مَالك الَّذِي كنت تبخل بِهِ. فَإِذا رأى أَنه لَا بُد لَهُ مِنْهُ أَدخل يَده فِي فِيهِ، فَجعل يقضمها كَمَا يقضم الْفَحْل ". وَلَيْسَ لعبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر من الصَّحِيح غير هَذَا. 1665 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تزَال طائفةٌ من أمتِي يُقَاتلُون على الْحق ظَاهِرين إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". قَالَ: " فَينزل عِيسَى ابْن مَرْيَم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَقُول أَمِيرهمْ: تعال صل بِنَا، فَيَقُول: لَا، إِن بَعْضكُم على بعضٍ أُمَرَاء، تكرمة الله هَذِه الْأمة ". 1666 - السِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كتب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على كل بطنٍ عقوله، ثمَّ كتب بِأَنَّهُ لَا يحل أَن يتوالى مولى رجلٍ مسلمٍ بِغَيْر إِذْنه. ثمَّ أخْبرت أَنه لعن فِي صحيفةٍ من فعل ذَلِك. الحديث: 1665 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 1667 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن كَانَ فِي شيءٍ فَفِي الرّبع وَالْخَادِم وَالْفرس " يَعْنِي الشؤم. 1668 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا استجمر أحدكُم فليوتر ". 1669 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَنه سُئِلَ عَن الْمهل، فَقَالَ: سَمِعت - أَحْسبهُ رفع إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَقَالَ: " مهل أهل الْمَدِينَة من ذِي الحليفة، وَالطَّرِيق الآخر الْجحْفَة، ومهل أهل الْعرَاق ذَات عرق. ومهل أهل نجدٍ من قرنٍ، ومهل أهل الْيمن من يَلَمْلَم ". 1670 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: اعتزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِسَاءَهُ شهرا، فَخرج إِلَيْنَا صباح تسعٍ وَعشْرين فَقَالَ بعض الْقَوْم: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا أَصْبَحْنَا لتسْع وَعشْرين. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين " ثمَّ طبق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيدَيْهِ ثَلَاثًا، مرَّتَيْنِ بأصابع يَدَيْهِ كلهَا، وَالثَّالِثَة بتسع مِنْهَا. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير نَحوه. 1671 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَنه سُئِلَ عَن ركُوب الْهَدْي، فَقَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اركبها بِالْمَعْرُوفِ إِذا ألجئت إِلَيْهَا حَتَّى تَجِد ظهرا ". وَفِي حَدِيث معقل عَن أبي الزبير مثله، وَلم يقل: " إِذا ألجئت إِلَيْهَا ". 1672 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كُنَّا الحديث: 1667 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 نستمتع بالقبضة من التَّمْر والدقيق الْأَيَّام، على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر، حَتَّى نهى عَنهُ عمر فِي شَأْن عَمْرو بن حُرَيْث. 1673 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام فليجب، فَإِن شائ طعم وَإِن شَاءَ ترك ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزبير عَنهُ مثله. 1674 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: صلى بِنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم النَّحْر بِالْمَدِينَةِ، فَتقدم رجالٌ، فنحروا، وظنوا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد نحر، فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كَانَ نحر قبله أَن يُعِيد بنحرٍ آخر، وَلَا ينحروا حَتَّى ينْحَر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1675 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: زجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تصل الْمَرْأَة برأسها شَيْئا. 1676 - السبعون: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سلم ناسٌ من الْيَهُود على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: السام عَلَيْك يَا أَبَا الْقَاسِم. فَقَالَ: " وَعَلَيْكُم ". فَقَالَت عَائِشَة وغضبت: ألم تسمع مَا قَالُوا؟ قَالَ: " بلَى قد سَمِعت، فَرددت عَلَيْهِم، وَإِنَّا نجاب عَلَيْهِم وَلَا يجابون علينا ". 1677 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا عدوى، وَلَا صفر، وَلَا غول ". الحديث: 1673 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 قَالَ: وَسمعت أَبَا الزبير يذكر أَن جَابِرا فسر لَهُم قَوْله: " وَلَا صفر " فَقَالَ أَبُو الزبير: الصفر: الْبَطن. وَقيل لجَابِر: كَيفَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُقَال دَوَاب الْبَطن. وَلم يُفَسر الغول. قَالَ أَبُو الزبير: هَذِه الغول الَّتِي تغول. وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن أبي الزبير: " لَا عدوى، وَلَا طيرة، وَلَا غول ". 1678 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَأْكُل أهل الْجنَّة فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، وَلَا يَمْتَخِطُونَ، وَلَا يَبُولُونَ، وَلَكِن طعامهم ذَاك جشاءٌ كَرَشْحِ الْمسك، يُلْهمُون التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير كَمَا تلهمون النَّفس ". وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد الْأمَوِي عَن ابْن جريج مثله، إِلَّا أَنه قَالَ: " ويلهمون التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير كَمَا تلهمون النَّفس ". وَفِي رِوَايَة أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ، وَزَاد: " وَلَا يَتْفلُونَ ". قَالُوا: فَمَا بَال الطَّعَام؟ قَالَ: " جشاء ورشحٌ كَرَشْحِ الْمسك، يُلْهمُون التَّسْبِيح والتحميد كَمَا تلهمون النَّفس ". 1679 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " النَّاس تبعٌ لقريشٍ فِي الْخَيْر وَالشَّر ". 1680 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر أَنه سُئِلَ: هَل بَايع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِذِي الحليفة؟ فَقَالَ: لَا، وَلَكِن صلى بهَا، وَلم يُبَايع عِنْد شجرةٍ إِلَّا الشَّجَرَة الَّتِي بِالْحُدَيْبِية. قَالَ ابْن جريج: وَأَخْبرنِي أَبُو الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول: دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بِئْر الْحُدَيْبِيَة. الحديث: 1678 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 1681 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن جريج عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يسْأَل: كم كَانُوا يَوْم الْحُدَيْبِيَة؟ قَالَ: كُنَّا أَربع عشرَة مائَة، فَبَايَعْنَاهُ وَعمر آخذٌ بِيَدِهِ تَحت الشَّجَرَة، وَهِي سمرةٌ، فَبَايَعْنَاهُ غير جد بن قيس الْأنْصَارِيّ اختفى تَحت بطن بعيره. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه، وَزَاد: وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ على أَلا نفر، وَلم نُبَايِعهُ على الْمَوْت. وَهَذِه الزِّيَادَة وَحدهَا أَيْضا لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزبير. وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن هَذِه الزِّيَادَة أَيْضا لِابْنِ جريج عَن أبي الزبير من حَدِيث مُحَمَّد بن حَاتِم عَن حجاج عَنهُ، وَلم أجد ذَلِك فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. 1682 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يبع حاضرٌ لبادٍ، دعوا النَّاس يرْزق الله بَعضهم من بعض ". 1683 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن اللَّيْث بن سعد عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يبال فِي المَاء الراكد. 1684 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " عرض عَليّ الْأَنْبِيَاء، فَإِذا مُوسَى [عَلَيْهِ السَّلَام] ضربٌ من الرجل كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة، وَرَأَيْت عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذا أقرب من رَأَيْت بِهِ شبها صَاحبكُم - يَعْنِي نَفسه - وَرَأَيْت جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، فَإِذا أقرب من رَأَيْت بِهِ شبها دحْيَة بن خَليفَة ". الحديث: 1681 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 1685 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: اشْتَكَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلينا وَرَاءه وَهُوَ قاعدٌ، وَأَبُو بكر يسمع النَّاس تكبيره. قَالَ: فَالْتَفت إِلَيْنَا فرآنا قيَاما، فَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقَعَدْنَا، فصلينا بِصَلَاتِهِ قعُودا. فَلَمَّا سلم قَالَ: " إِن كدتم آنِفا تَفْعَلُونَ فعل فَارس وَالروم، يقومُونَ على مُلُوكهمْ وهم قعودٌ، فَلَا تَفعلُوا، ائتموا بأئمتكم، إِن صلاهَا قَائِما فصلوا قيَاما، وَإِن صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن حميد الرُّؤَاسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر خَلفه، فَإِذا كبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كبر أَبُو بكر يسمعنا. قَالَ: ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث اللَّيْث. وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن الرُّؤَاسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1686 - الثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: جَاءَ عبدٌ فَبَايع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْهِجْرَة، وَلم يشْعر أَنه عبدٌ، فجَاء سَيّده يُريدهُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بعنيه " فَاشْتَرَاهُ بعبدين أسودين، ثمَّ لم يُبَايع أحدا بعد حَتَّى يسْأَله: أعبدٌ هُوَ؟ . 1687 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَأْكُلُوا بالشمال، فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بالشمال ". 1688 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن أم سَلمَة اسْتَأْذَنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحجامَة، فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا طيبَة أَن يحجمها. حسبت أَنه قَالَ: كَانَ أخاها من الرضَاعَة، أَو غُلَام لم يَحْتَلِم. 1689 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي اللَّيْث. عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن الحديث: 1685 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِذا رأى أحدكُم الرُّؤْيَة يكرهها فليبصق عَن يسَاره ثَلَاثًا، وليستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان ثَلَاثًا، وليتحول عَن جنبه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ". 1690 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من رَآنِي فِي النّوم فقد رَآنِي، إِنَّه لَا يَنْبَغِي للشَّيْطَان أَن يتَمَثَّل فِي صُورَتي " وَقَالَ: " إِذا حلم أحدكُم فَلَا يخبر أحدا بتلعب الشَّيْطَان بِهِ فِي الْمَنَام ". وَفِي حَدِيث زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من رَآنِي فِي النّوم فقد رَآنِي، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي للشَّيْطَان أَن يتشبه بِي " لم يزدْ. وَعِنْده فِي معنى الْفَصْل من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لأعرابي جَاءَهُ، فَقَالَ: إِنِّي حلمت أَن رَأْسِي قطع، فَأَنا أتبعه. فزجره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " لَا تخبر بتلعب الشَّيْطَان بك فِي الْمَنَام ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر: أَن أَعْرَابِيًا قَالَ: يَا رَسُول الله، رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن رَأْسِي ضرب فتدحرج، فاشتددت فِي أَثَره. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تحدث النَّاس بتلعب الشَّيْطَان بك فِي مَنَامك ". وَقَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد يخْطب فَقَالَ: " لَا يحدثن أحدكُم بتلعب الشَّيْطَان بِهِ فِي مَنَامه "، وَفِي رِوَايَة وَكِيع عَن الْأَعْمَش نَحوه، وَزَاد فَضَحِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1691 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن عبدا لحاطب جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يشكو حَاطِبًا، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ليدخلن حاطبٌ النَّار. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كذبت، لَا يدخلهَا، فَإِنَّهُ شهد بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَة ". الحديث: 1690 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 زَاد فِيهِ أَبُو مَسْعُود: وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يدْخل النَّار أحدٌ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة " وَلم أَجِدهُ فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. 1692 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَإِذا قَالُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وحسابهم على الله " ثمَّ قَرَأَ: {إِنَّمَا أَنْت مُذَكّر لست عَلَيْهِم بمسيطرٍ} [سُورَة الغاشية] . وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر، وَعَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه بِمَعْنَاهُ، وَلم يذكر قِرَاءَة الْآيَة. 1693 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عمار الذهْنِي وَابْنه مُعَاوِيَة بن عمار عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل يَوْم فتح مَكَّة وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء. زَاد فِي رِوَايَة مُعَاوِيَة بن عمار: بِغَيْر إِحْرَام. وَلَيْسَ لعمَّار وَابْنه مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْمُشْتَرك. 1694 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر، فمطرنا، فَقَالَ: " فَليصل من شَاءَ مِنْكُم فِي رَحْله ". 1695 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: جَاءَ سراقَة بن مَالك بن جعْشم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بَين لنا ديننَا كأنا خلقنَا الْآن، فيمَ الْعَمَل الْيَوْم: فِيمَا جَفتْ بِهِ الأقلام، وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير، أم فِيمَا نستقبل؟ قَالَ: الحديث: 1692 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 " بل فِيمَا جَفتْ بِهِ الأقلام، وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير " قَالَ: فيمَ الْعَمَل؟ قَالَ زُهَيْر: ثمَّ تكلم أَبُو الزبير بِشَيْء لم أفهمهُ، فَسَأَلت مَا قَالَ؟ فَقَالَ: " فكلٌّ ميسرٌ ". وَأخرجه من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الزبير عَن جَابر فِي عقب حَدِيث أبي خَيْثَمَة وَقَالَ: عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا الْمَعْنى. وَفِيه: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل عاملٍ ميسرٌ لعمله " كَذَا قَالَ مُسلم، أدرجه على مَا قبله، وَلم يذكر لَفظه. وَحكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي انه قَالَ: يَا رَسُول الله، أنعمل فِي أمرٍ قد فرغ مِنْهُ أم نستأنف؟ فَقَالَ: " لأمر قد فرغ مِنْهُ " فَقَالَ سراقَة: فَفِيمَ الْعَمَل؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل عَامل ميسرٌ لعمله ". وَهَكَذَا أخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور من حَدِيث أبي وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث كَمَا حكى أَبُو مَسْعُود من لفظ الحَدِيث. زَاد أَبُو مَسْعُود فِي أول حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: جَاءَ سراقَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بَين لنا ديننَا كأننا خلقنَا الْآن، أَرَأَيْت عُمْرَتنَا هَذِه: ألعامنا هَذَا أَو لِلْأَبَد؟ قَالَ: " بل لِلْأَبَد ". قَالَ: يَا رَسُول الله، فَبين لنا ديننَا كأننا خلقنَا الْآن، فيمَ الْعَمَل الْيَوْم؟ قَالَ: وَذكر الحَدِيث. ثمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُود: رَوَاهُ مُسلم فِي " الْقدر " عَن أَحْمد وَيحيى - يعْنى أَحْمد بن يُونُس وَيحيى بن يحيى النَّيْسَابُورِي. والْحَدِيث فِي كتاب مُسلم فِي أَحَادِيث " الْقدر " عَن أَحْمد وَيحيى كَمَا قَالَ، وَلَيْسَ فِيهِ هَذِه الزِّيَادَة، فِي الْعمرَة، والْحَدِيث أطول من هَذَا، وَإِنَّمَا أخرج مُسلم مَا أَرَادَ فِي أَبْوَاب " الْقدر ". وَأخرج مِنْهُ أَيْضا طرفا فِي آخر " الْحَج " وَقد أوردهُ بِطُولِهِ أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهلين بِالْحَجِّ، ومعنا النِّسَاء والولدان، فَلَمَّا قدمنَا مَكَّة طفنا بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لم يكن مَعَه هديٌ فليحلل " فَقُلْنَا: أَي الْحل؟ فَقَالَ: " الْحل كُله ". فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ، وكفانا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 الطّواف بَين الصَّفَا والمروة، فَقَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اشْتَركُوا فِي الْإِبِل وَالْبَقر، كل سَبْعَة فِي بَدَنَة " قَالَ: فجَاء سراقَة بن مَالك بن جعْشم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت عُمْرَتنَا هَذِه، ألعامنا أم لِلْأَبَد؟ فَقَالَ: " بل لِلْأَبَد " فَقَالَ: يارسول الله، بَين لنا ديننَا كَأَنَّمَا خلقنَا الْآن، أَرَأَيْت الْعَمَل الَّذِي نعمل الْآن، أفيما جَفتْ بِهِ الأقلام وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير. . ثمَّ ذكر الحَدِيث إِلَى آخِره بِنَحْوِ مَا قدمنَا. وَقد فرقه بعض الروَاة ثَلَاثَة أَحَادِيث، وأفرد لكل واحدٍ مِنْهَا إِسْنَادًا. 1696 - التِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر. قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تذبحوا إِلَّا مُسِنَّة، إِلَّا أَن يعسر عَلَيْكُم فتذبحوا جَذَعَة من الضَّأْن ". 1697 - الْحَادِي التِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: كَانَ ينْبذ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سقاء فَإِذا لم يَجدوا سقاءً نبذ لَهُ فِي تورٍ من حجارةٍ. فَقَالَ بعض الْقَوْم وَأَنا أسمع لأبي الزبير: من برام. قَالَ: من برام. وَعَن ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن جَابر نَحوه. 1698 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لم يجد نَعْلَيْنِ فليلبس خُفَّيْنِ، وَمن لم يجد إزاراً فليلبس سَرَاوِيل ". 1699 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَت امْرَأَة بشير:: انحل بني غلامك، وَأشْهد لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: إِن ابْنة فلَان سَأَلتنِي أَن أنحل ابْنهَا غلامي، وَقَالَت: أشهد لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَقَالَ: " أَله إخْوَة؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " أفكلهم أَعْطَيْت مثل مَا أَعْطيته؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَلَيْسَ يصلح هَذَا، وَإِنِّي لَا أشهد إِلَّا على حق ". الحديث: 1696 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 1700 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن وَاصل مولى أبي عُيَيْنَة عَن أبي الزبير عَن جَابر: سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل مَوته بِثَلَاثَة أَيَّام يَقُول: " لَا يموتن أحدكُم إِلَّا وَهُوَ يحسن الظَّن بِاللَّه عز وَجل ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَلَيْسَ لواصل عَن أبي الزبير فِي مُسْند جَابر من الصَّحِيح غير هَذَا. 1701 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن أبي عبد الله الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى امْرَأَة، فَأتى امْرَأَته زَيْنَب وَهِي تمعس منيئة لَهَا، فَقضى حَاجته، ثمَّ خرج إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ: " إِن الْمَرْأَة تقبل فِي صُورَة شيطانٍ، فَإِذا أبْصر أحدكُم امْرَأَة فليأت أَهله، فَإِن ذَلِك يرد مَا فِي نَفسه ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حَرْب بن أبي الْعَالِيَة عَن أبي الزبير عَن جَابر بِمثلِهِ، وَلم يذكر: " وتدبر فِي صُورَة شَيْطَان ". وَمن حَدِيث معقل بن عبيد الله الْجَزرِي عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا أحدكُم أَعْجَبته الْمَرْأَة فَوَقَعت فِي قلبه، فليعمد إِلَى امْرَأَته فليواقعها، فَإِن ذَلِك يرد مَا فِي نَفسه ". 1702 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: " من لَقِي الله عز وَجل لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا دخل الْجنَّة، وَمن لقِيه يُشْرك بِهِ دخل النَّار ". وَأخرجه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إِلَى الحديث: 1700 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الموجبتان؟ قَالَ: " من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة، وَمن مَاتَ يُشْرك بِهِ دخل النَّار ". وَمن حَدِيث قُرَّة بن خَالِد السدُوسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيث هِشَام الدستوَائي. لم يزدْ مُسلم على هَذَا. وَزَاد أَبُو مَسْعُود قَالَ: ودعا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِصَحِيفَة عِنْد مَوته، فَأَرَادَ أَن يكْتب لَهُم كتابا لَا يضلوا بعده، فَكثر اللغظ، وَتكلم عمر، فرفضها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَالَّذِي ذكره أَبُو مَسْعُود كَذَلِك هُوَ فِي الحَدِيث أخرجه أَبُو بكر البرقاني بِطُولِهِ من حَدِيث قُرَّة عَن أبي الزبير عَن جَابر، وَلَكِن مُسلما اقْتصر على مَا أَرَادَ مِنْهُ. 1703 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن قُرَّة بن خَالِد السدُوسِي عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من يصعد الثَّنية ثنية المرار، فَإِنَّهُ يحط عَنهُ مَا حط عَن بني إِسْرَائِيل " قَالَ: فَكَانَ أول من صعدها خَيْلنَا - خيل بني الْخَزْرَج، ثمَّ تتام النَّاس، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وكلكم مغفورٌ لَهُ إِلَّا صَاحب الْجمل الْأَحْمَر ". فأتيناه فَقُلْنَا: تعال يسْتَغْفر لَك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: وَالله لَئِن أجد ضالتي أحب إِلَيّ من أَن يسْتَغْفر لي صَاحبكُم. قَالَ: وَكَانَ رجلا ينشد ضَالَّة لَهُ. وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث عَن قُرَّة: " من يصعد ثنية المرار أَو المرار " ثمَّ ذكر مثله، وَفِي آخِره: وَإِذا هُوَ أَعْرَابِي جَاءَ ينشد ضَالَّة لَهُ. 1704 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن حجاج بن أبي عُثْمَان الصَّواف عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن الطُّفَيْل بن عَمْرو الدوسي أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَل لَك فِي حصن حُصَيْن ومنعة؟ " قَالَ: حصن كَانَ لدوس فِي الْجَاهِلِيَّة - فَأبى ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للَّذي ذخر الله للْأَنْصَار، فَلَمَّا هَاجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة هَاجر إِلَيْهِ الحديث: 1703 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 الطُّفَيْل بن عَمْرو، وَهَاجَر مَعَه رجلٌ من قومه، فاجتووا الْمَدِينَة فَمَرض فجزع، فاخذ مشاقص لَهُ فَقطع بهَا براجمه، فشخبت يَدَاهُ حَتَّى مَاتَ، فَرَآهُ الطُّفَيْل فِي مَنَامه، فَرَآهُ وهيئته حَسَنَة، وَرَآهُ مغطياً يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا صنع بك رَبك؟ قَالَ: غفر لي لهجرتي إِلَى نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: مَالِي أَرَاك مغطياً يَديك؟ قَالَ: قيل لي: لن نصلح مِنْك مَا أفسدت. فَقَصَّهَا الطُّفَيْل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اللَّهُمَّ وليديه فَاغْفِر ". 1705 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن حجاج الصَّواف عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على أم السَّائِب أَو الْمسيب، فَقَالَ: " مَالك يَا أم السَّائِب - أَو يَا أم الْمسيب - تزفزفين؟ " قَالَت: الْحمى - لَا بَارك الله فِيهَا. فَقَالَ: " لَا تسبي الْحمى، فَإِنَّهَا تذْهب خَطَايَا بني آدم كَمَا يذهب الْكِير خبث الْحَدِيد ". 1706 - الْمِائَة: عَن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يتمسح بعظمٍ أَو ببعر. 1707 - الأول بعد الْمِائَة: عَن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: دخل أَبُو بكر يسْتَأْذن على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوجدَ النَّاس جُلُوسًا بِبَابِهِ لم يُؤذن لأحدٍ مِنْهُم، قَالَ: فَأذن لأبي بكر، فَدخل، ثمَّ أقبل عمر فَاسْتَأْذن، فَأذن لَهُ، فَوجدَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا حوله نساؤه، واجماً ساكتاً. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بكر: لأقولن شَيْئا أضْحك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَو رَأَيْت بنت خَارِجَة، سَأَلتنِي الحديث: 1705 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 النَّفَقَة، فَقُمْت إِلَيْهَا، فوطأت عُنُقهَا. فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " هن حَولي - كَمَا ترى - سألنني " فَقَامَ أَبُو بكر إِلَى عَائِشَة يجَأ عُنُقهَا، وَقَامَ عمر إِلَى حَفْصَة يجَأ عُنُقهَا، كِلَاهُمَا يَقُول: تسألن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لَيْسَ عِنْده. قُلْنَ: وَالله لَا نسْأَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا أبدا لَيْسَ عِنْده. ثمَّ اعتزلهن شهرا أَو تسعا وَعشْرين، ثمَّ نزلت هَذِه الْآيَة {يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك} حَتَّى بلغ: {للمحسنات مِنْكُن أجرا عَظِيما} [سُورَة الْأَحْزَاب] ، قَالَ: فَبَدَأَ بعائشة، فَقَالَ: " يَا عَائِشَة، إِنِّي أُرِيد أعرض عَلَيْك أمرا أحب أَلا تعجلِي فِيهِ حَتَّى تستشيري أَبَوَيْك ". قَالَت: وَمَا هُوَ يَا رَسُول الله؟ فَتلا عَلَيْهَا الْآيَة. قَالَت: أفيك يَا رَسُول الله أستشير أَبَوي؟ بل أخْتَار الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة، وَأَسْأَلك أَلا تخبر امْرَأَة من نِسَائِك بِالَّذِي قلت. قَالَ: " لن تَسْأَلنِي امْرَأَة مِنْهُنَّ إِلَّا أخْبرتهَا، لم يَبْعَثنِي مُعنتًا وَلَا مُتَعَنتًا، وَلكنه بَعَثَنِي معلما ميسرًا ". 1708 - الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق عَن أبي الزبير أَنه سمع جَابِرا يَقُول: غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسع عشرَة غَزْوَة. قَالَ جَابر: لم أشهد بَدْرًا وَلَا أحدا، مَنَعَنِي أبي، فَلَمَّا قتل عبد الله يَوْم أحدٍ لم أَتَخَلَّف عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1709 - الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن هشيم بن بشير الوَاسِطِيّ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: لعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آكل الرِّبَا وموكله. قَالَ: قلت وكاتبه وشاهديه. قَالَ: إِنَّمَا نُحدث بِمَا سمعنَا. 1710 - الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن هشيم عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أَلا لَا يبيتن رجلٌ عِنْد امرأةٍ ثيبٍ إِلَّا أَن يكون ناكحاً أَو ذَا محرمٍ ". 1711 - الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن معقل بن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَيّكُم خَافَ أَلا يقوم من آخر اللَّيْل فليوتر ثمَّ ليرقد. وَمن وثق الحديث: 1708 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 بِقِيَام من اللَّيْل فليوتر من آخِره فَإِن قِرَاءَة آخر اللَّيْل محضورة، وَذَلِكَ أفضل ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر بِمَعْنَاهُ ". 1712 - السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن من اللَّيْل سَاعَة لَا يُوَافِقهَا عبدٌ مسلمٌ يسْأَل الله خيرا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. . نَحوه. وَقَالَ: " يسْأَل الله خيرا من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " وَزَاد: " وَذَلِكَ كل لَيْلَة ". 1713 - السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن معقل بن عبيد الله عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " الِاسْتِجْمَار توٌّ، وَرمي الْجمار توٌّ، وَالسَّعْي بَين الصَّفَا والمروة توٌّ، وَإِذا استجمر أحدكُم فليستجمربتوٍّ " يَعْنِي الْوتر. زَاد أَبُو بكر البرقاني فِي رِوَايَته عَن البَجلِيّ: " والكحل توٌّ " يَعْنِي ثَلَاثًا ثَلَاثًا. 1714 - الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن معقل بن عبيد عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يحل أَن يحمل السِّلَاح بِمَكَّة ". 1715 - التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير قَالَ: سَأَلت جَابِرا عَن ثمن الْكَلْب، والسنور فَقَالَ: زجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك. 1716 - الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن امْرَأَة من بني مَخْزُوم سرقت، فَأتي بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فعاذت بِأم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالله لَو كَانَت فَاطِمَة لَقطعت يَدهَا " فَقطعت. الحديث: 1712 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 1717 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي غَزْوَة غزوناها: " استكثروا من النِّعَال، فَإِن الرجل لَا يزَال رَاكِبًا مَا انتعل ". 1718 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يقيمن أحدكُم أَخَاهُ يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ ليخالف إِلَى مَقْعَده فيقعد فِيهِ، وَلَكِن يَقُول: افسحوا ". 1719 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير: أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستطعمه فأطعمه شطر وسق شعير، فَمَا زَالَ الرجل يَأْكُل مِنْهُ وَامْرَأَته وضيفهما حَتَّى كاله، فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " لَو لم تكله لأكلتم مِنْهُ ولقام لكم ". 1720 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر: أَن أم مَالك كَانَت تهدي للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عكة لَهَا سمناً، فيأتيها بنوها فَيسْأَلُونَ الْأدم وَلَيْسَ عِنْدهم شيءٌ، فتعمد إِلَى الَّذِي كَانَت تهدي فِيهِ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتجد فِيهِ سمناً، فَمَا زَالَ يُقيم لَهَا أَدَم بَيتهَا حَتَّى عصرته. فَأَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " عصرتيها " قَالَت: نعم. قَالَ: " لَو تركتيها مَا زَالَ قَائِما ". 1721 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر أَن سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يبْعَث الشَّيْطَان سراياه، فيفتنون النَّاس، فأعظمهم عِنْده منزلَة أعظمهم فتْنَة ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر بِنَحْوِهِ، وَقَالَ فِيهِ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن إِبْلِيس يضع عَرْشه على المَاء، ثمَّ يبْعَث سراياه، فأدناهم مِنْهُم منزلَة الحديث: 1717 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 أعظمهم فتْنَة، يَجِيء أحدهم فَيَقُول: فعلت كَذَا وَكَذَا. فَيَقُول: مَا صنعت شَيْئا. قَالَ: ثمَّ يَجِيء أحدهم فَيَقُول: مَا تركته حَتَّى فرقت بَينه وَبَين امْرَأَته. قَالَ: فيدنيه مِنْهُ وَيَقُول: نعم أَنْت ". قَالَ: أرَاهُ قَالَ: " فيلتزمه ". 1722 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن معقل عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يدْخل أحدا مِنْكُم عمله الْجنَّة، وَلَا يجيره من النَّار، وَلَا أَنا، إِلَّا برحمة الله عز وَجل ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قاربوا وسددوا، وَاعْلَمُوا أَنه لن ينجو مِنْكُم أحدٌ بِعَمَلِهِ ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَلَا أَنْت؟ قَالَ: " وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمةٍ مِنْهُ وفضلٍ ". 1723 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع عَن جَابر قَالَ: كَانَ عبد الله بن أبي بن سلول يَقُول لجارية لَهُ: اذهبي فابغينا شَيْئا. قَالَ: فَأنْزل الله عز وَجل: {وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء} [سُورَة النُّور] . وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة عَن الْأَعْمَش أَن جَارِيَة لعبد الله بن أبي يُقَال لَهَا مُسَيْكَة وَأُخْرَى يُقَال لَهَا أُمَيْمَة كَانَ يُرِيدهُمَا على الزِّنَا، فَشَكَتَا ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَلَا تكْرهُوا فَتَيَاتكُم على الْبغاء} ، إِلَى قَوْله: {غَفُور رَحِيم} أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي هَذِه التَّرْجَمَة. 1724 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يبْعَث كل عبدٍ على مَا مَاتَ عَلَيْهِ ". الحديث: 1722 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 1725 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الشَّيْطَان إِذا سمع النداء بِالصَّلَاةِ ذهب حَتَّى يكون مَكَان الروحاء " قَالَ الْأَعْمَش: فَسَأَلته عَن الروحاء، فَقَالَ: هِيَ من الْمَدِينَة على سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا. 1726 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزاةٍ فَقَالَ: " إِن بِالْمَدِينَةِ لَرِجَالًا مَا سِرْتُمْ مسيرًا، وَلَا قطعْتُمْ وَاديا إِلَّا كَانُوا مَعكُمْ، حَبسهم الْمَرَض ". وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن الْأَعْمَش: " إِلَّا شَركُوكُمْ فِي الْأجر ". 1727 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " مثل الصَّلَوَات الْخمس كَمثل نهرٍ جارٍ غمرٍ على بَاب أحدكُم، يغْتَسل مِنْهُ كل يَوْم خمس مَرَّات "، قَالَ: قَالَ الْحسن: وَمَا يبقي ذَلِك من الدَّرن؟ . 1728 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الشَّيْطَان قد يئس أَن يعبده المصلون فِي جَزِيرَة الْعَرَب، وَلَكِن فِي التحريش بَينهم ". أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي هَذِه التَّرْجَمَة. 1729 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: " إِذا قضى أحدكُم الصَّلَاة فِي مَسْجده فليجعل لبيته نَصِيبا من صلَاته، فَإِن الله جاعلٌ فِي بَيته من صلَاته خيرا ". الحديث: 1725 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 1730 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم من سفرٍ، فَلَمَّا كَانَ قرب الْمَدِينَة هَاجَتْ ريحٌ تكَاد أَن تدفن الرَّاكِب. فَزعم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بعثت هَذِه الرّيح لمَوْت مُنَافِق " فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة، فَإِذا منافقٌ عظيمٌ من الْمُنَافِقين قد مَاتَ. 1731 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بشرٍ جَعْفَر بن أبي وحشية عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر: أَن وَفد ثَقِيف سَأَلُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالُوا: إِن أَرْضنَا بَارِدَة، فَكيف بِالْغسْلِ؟ فَقَالَ: " أما أَنا فأفرغ على رَأْسِي ثَلَاثًا ". 1732 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بشر جَعْفَر بن أبي وحشية عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ أَهله الْأدم، فَقَالُوا: مَا عندنَا إِلَّا خلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجعل يَأْكُل بِهِ وَيَقُول: " نعم الإدام الْخلّ، نعم الإدام الْخلّ ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْمثنى بن سعيد عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ: أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي ذَات يَوْم إِلَى منزله، فَأخْرج إِلَيْهِ فلقٌ من خبز، فَقَالَ: " مَا من أَدَم؟ " فَقَالُوا: لَا، إِلَّا شيءٌ من خلٍّ. قَالَ: " فَإِن الْخلّ نعم الْأدم ". قَالَ جَابر: فَمَا زلت أحب الْخلّ مُنْذُ سَمعتهَا من بني الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَبُو سُفْيَان طَلْحَة بن نَافِع: مَا زلت أحب الْخلّ مُنْذُ سَمعتهَا من جَابر. وَمن حَدِيث أبي يُوسُف الْحجَّاج بن أبي زَيْنَب الوَاسِطِيّ عَن أبي سُفْيَان قَالَ: سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقُول: كنت جَالِسا فِي دارٍ، فَمر بِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَشَارَ إِلَيّ، فَقُمْت إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَى بعض حجر نِسَائِهِ، فَدخل، ثمَّ أذن لي فَدخلت الْحجاب، فَقَالَ: " هَل من غداء؟ " فَقَالُوا: نعم، فَأتي بِثَلَاثَة قرصةٍ، فوضعن على نَبِي فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قرصاً فَوَضعه بَين يَدَيْهِ وَأخذ قرصاً آخر الحديث: 1730 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 فَوَضعه بَين يَدي، ثمَّ أَخذ الثَّالِث فَكَسرهُ اثْنَيْنِ، فَجعل نصفه بَين يَدَيْهِ وَنصفه بَين يَدي، ثمَّ قَالَ: " هَل من أَدَم؟ " فَقَالُوا: لَا، إِلَّا شيءٌ من خلٍّ. قَالَ: " هاتوه، فَنعم الْأدم هُوَ ". آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند جَابر بن عبد الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 (78) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي سعيد، سعد بن مَالك بن سنانٍ الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ 1733 - الحَدِيث الأول: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر بن عبد الله عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَأْتِي على النَّاس زمانٌ فيغزو فِئَام من النَّاس فَيَقُولُونَ: هَل فِيكُم من صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَيَقُولُونَ: نعم، فَيفتح لَهُم. ثمَّ يَأْتِي على النَّاس زمانٌ فيغزو فئامٌ من النَّاس، فَيُقَال: هَل فِيكُم من صَاحب أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَيَقُولُونَ: نعم، فَيفتح لَهُم. ثمَّ يَأْتِي عَليّ النَّاس زمانٌ فيغزو فئامٌ من النَّاس فَيُقَال لَهُم: هَل فِيكُم من صَاحب من صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَيَقُولُونَ: نعم. فَيفتح لَهُم ". وَفِي روايه زُهَيْر وَأحمد بن عَبدة عَن سُفْيَان: " فِيكُم من رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ " وَفِي الثَّانِي: " فِيكُم من رأى من صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ " وَفِي الثَّالِث: " فِيكُم من رأى من صحب من صحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ". وَلمُسلم فِي رِوَايَة أبي الزبير عَن جَابر قَالَ: زعم أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَأْتِي على النَّاس زمانٌ يبْعَث مِنْهُم الْبَعْث فَيَقُولُونَ: انْظُرُوا، هَل تَجِدُونَ فِيكُم أحدا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فيوجد الرجل، فَيفتح لَهُم بِهِ، ثمَّ يبْعَث الْبَعْث الثَّانِي، فَيَقُولُونَ: هَل فيهم من رأى أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيفتح لَهُم، ثمَّ يبْعَث الْبَعْث الثَّالِث، فَيُقَال: انْظُرُوا، هَل ترَوْنَ فيهم من رأى من رأى أَصْحَاب الحديث: 1733 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ يكون بعث الرَّابِع فَيُقَال: انْظُرُوا هَل ترَوْنَ فيهم أحدا رأى من رأى أحدا رأى أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فيوجد فَيفتح لَهُم ". 1734 - الثَّانِي: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن أبي سعيد قَالَ: حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا طَويلا عَن الدَّجَّال، فَكَانَ فِيمَا حَدثنَا بِهِ أَن قَالَ: " يَأْتِي الدَّجَّال وَهُوَ محرمٌ عَلَيْهِ أَن يدْخل نقاب الْمَدِينَة، فينتهي إِلَى بعض السباخ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ، فَيخرج إِلَيْهِ يومئذٍ رجلٌ هُوَ خير النَّاس - أَو من خير النَّاس - فَيَقُول: أشهد أَنَّك الدَّجَّال الَّذِي حَدثنَا عَنْك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثه، فَيَقُول الدَّجَّال: أَرَأَيْت إِن قتلت هَذَا ثمَّ أحييته، هَل تشكون فِي الْأَمر؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فيقتله ثمَّ يحييه، فَيَقُول حِين يحييه: وَالله مَا كنت قطّ أَشد بَصِيرَة مني الْيَوْم. فَيَقُول الدَّجَّال: أَقتلهُ، وَلَا يُسَلط عَلَيْهِ ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا بِنَحْوِ مَعْنَاهُ، وَفِيه زِيَادَة أَلْفَاظ من حَدِيث أبي الوداك عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يخرج الدَّجَّال، فَيتَوَجَّه قبله رجلٌ من الْمُؤمنِينَ، فَتَلقاهُ المسالح مسالح الدَّجَّال، فَيَقُولُونَ: أَيْن تعمد؟ فَيَقُول: أعمد إِلَى هَذَا الَّذِي خرج. فَيَقُولُونَ لَهُ: أَو مَا تؤمن بربنا؟ فَقَالَ: مَا بربنا خَفَاء. فَيَقُولُونَ: اقْتُلُوهُ. فَيَقُول بَعضهم لبَعض: أَلَيْسَ يَنْهَاكُم ربكُم أَن تقتلُوا أحدا دونه. قَالَ: فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّال، فَإِذا رَآهُ الْمُؤمن قَالَ: يأيها النَّاس، هَذَا الدَّجَّال الَّذِي ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فيأمر الدَّجَّال فيشبح، فَيَقُول: خذوه وشجوه، فيوسع ظَهره وبطنه ضربا. فَيَقُول: أما تؤمن بِي؟ قَالَ: فَيَقُول: أَنْت الْمَسِيح الْكذَّاب. قَالَ: فَيُؤْمَر بِهِ فيؤشر بالمئشار من مفرقه حَتَّى يفرق بَين رجلَيْهِ. قَالَ: ثمَّ يمشي الدَّجَّال بَين القطعتين. قَالَ: ثمَّ يَقُول لَهُ: قُم، فيستوي قَائِما. قَالَ: ثمَّ الحديث: 1734 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 يَقُول لَهُ: أتؤمن بِي؟ فَيَقُول: مَا ازددت فِيك إِلَّا بَصِيرَة. قَالَ: ثمَّ يَقُول: يأيها النَّاس، إِنَّه لَا يفعل بعدِي بأحدٍ من النَّاس. قَالَ: فَيَأْخذهُ الدَّجَّال ليذبحه، فَيجْعَل مَا بَين رقبته إِلَى ترقوته نُحَاسا، فَلَا يَسْتَطِيع إِلَيْهِ سَبِيلا. قَالَ: فَيَأْخُذ بيدَيْهِ وَرجلَيْهِ فيقذف بِهِ، فيحسب النَّاس أَنما قذفه إِلَى النَّار، وَإِنَّمَا ألقِي فِي الْجنَّة ". فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا أعظم النَّاس شَهَادَة عِنْد رب الْعَالمين ". 1735 - الثَّالِث: عَن عبيد الله بن عبد الله عَن أبي سعيد أَنه قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن اختناث الأسقية، أَن يشرب من أفواهها. قَالَ فِي رِوَايَة معمر: واختناثها أَن يقلب رَأسهَا فيشرب مِنْهُ. 1736 - الرَّابِع: عَن أبي سَلمَة وَعَطَاء بن يسَار أَنَّهُمَا أَتَيَا أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ فَسَأَلَاهُ عَن الحرورية: هَل سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكرهَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي من الحرورية، وَلَكِن سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يخرج فِي هَذِه الْأمة - وَلم يقل مِنْهَا - قومٌ تحقرون صَلَاتكُمْ مَعَ صلَاتهم، يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز حُلُوقهمْ - أَو قَالَ حَنَاجِرهمْ، يَمْرُقُونَ من الدّين مروق السهْم من الرَّمية، فَينْظر الرَّامِي إِلَى سَهْمه، إِلَى نصله، إِلَى رصافه، فيتمارى فِي الفوقة، هَل علق بهَا من الدَّم شيءٌ ". هَكَذَا فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة وَعَطَاء. وللبخاري فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي مسلمة وَحده عَن أبي سعيد أَنه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يخرج فِيكُم قوم تحقرون صَلَاتكُمْ مَعَ صلَاتهم، وَصِيَامكُمْ مَعَ صِيَامهمْ، وعملكم مَعَ عَمَلهم، يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ، يَمْرُقُونَ من الدّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية، ينظر فِي النصل فَلَا يرى الحديث: 1735 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 شَيْئا، وَينظر فِي الْقدح فَلَا يرى شَيْئا، وَينظر فِي الريش فَلَا يرى شَيْئا، ويتمارى فِي الفوق ". وَلَهُمَا فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَالضَّحَّاك الْهَمدَانِي أَن أَبَا سعيد قَالَ: بَيْنَمَا نَحن عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يقسم قسما، أَتَاهُ ذُو الْخوَيْصِرَة، وَهُوَ رجل من بني تَمِيم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، اعْدِلْ. فَقَالَ: " وَيلك، وَمن يعدل إِذا لم أعدل؟ " زَاد فِي رِوَايَة يُونُس وَشُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: " قد خبت وخسرت إِن لم أعدل؟ " فَقَالَ عمر بن الْخطاب: ائْذَنْ لي فِيهِ أضْرب عُنُقه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعه، فَإِن لَهُ أصحاباً يحقر أحدكُم صلَاته مَعَ صلَاتهم، وصيامه مَعَ صِيَامهمْ ". زَاد يُونُس وَشُعَيْب: " يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم، يَمْرُقُونَ من الْإِسْلَام - وَفِي رِوَايَة من الدّين - كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية، ينظر إِلَى نصله فَلَا يُوجد فِيهِ شَيْء، ثمَّ ينظر إِلَى رصافه فَلَا يُوجد فِيهِ شيءٌ، ثمَّ ينظر إِلَى نضيه فَلَا يُوجد فِيهِ شيئ - وَهُوَ الْقدح - ثمَّ ينظر إِلَى قذذه فَلَا يُوجد فِيهِ شيءٌ، سبق الفرث وَالدَّم، آيَتهم رجلٌ أسود، إِحْدَى عضديه - وَفِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ إِحْدَى يَدَيْهِ - مثل الْبضْعَة تدَرْدر، يخرجُون على حِين فرقةٍ من النَّاس " قَالَ أَبُو سعيد: فَأشْهد أَنِّي سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، واشهد أَن عَليّ بن أبي طَالب قَاتلهم وَأَنا مَعَه، فَأمر بذلك الرجل فالتمس، فَوجدَ، فَأتي بِهِ، حَتَّى نظرت إِلَيْهِ على نعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي نعت. أَلْفَاظ الروَاة عَن الزُّهْرِيّ مُتَقَارِبَة، إِلَّا فِيمَا بَينا من الزِّيَادَة، وَرِوَايَة معمر وَشُعَيْب إِنَّمَا هِيَ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَحده عَن أبي سعيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 وَأَخْرَجَاهُ على نَحْو من هَذَا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم عَن أبي سعيد قَالَ: بعث عليٌّ رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ بِالْيمن إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذهيبة فِي تربَتهَا، فَقَسمهَا بَين أَرْبَعَة: الْأَقْرَع بن حَابِس الْحَنْظَلِي ثمَّ أحد بني مجاشع، وَبَين عُيَيْنَة بن بدر الْفَزارِيّ، وَبَين عَلْقَمَة بن علائة العامري ثمَّ أحد بني كلاب، وَبَين زيد الْخَيل الطَّائِي ثمَّ أحد بني نَبهَان، فَغضِبت قريشٌ وَالْأَنْصَار، فَقَالُوا: يُعْطِيهِ صَنَادِيد أهل نجد ويدعنا. قَالَ: " إِنَّمَا أتألفهم " فَأقبل رجلٌ غائر الْعَينَيْنِ، ناتئ الجبين، كث اللِّحْيَة، مشرق الوجنتين، محلوق الرَّأْس، فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، اتَّقِ الله، فَقَالَ: " فَمن يُطِيع الله إِذا عصيته، فيأمنني على أهل الأَرْض، وَلَا تأمنوني؟ " فَسَأَلَ رجلٌ من الْقَوْم قَتله - أرَاهُ خَالِد بن الْوَلِيد، فَمَنعه، فَلَمَّا ولى قَالَ: " إِن من ضئضئ هَذَا قوما يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ، يَمْرُقُونَ من الْإِسْلَام مروق السهْم من الرَّمية، يقتلُون أهل الْإِسْلَام وَيدعونَ أهل الْأَوْثَان، لَئِن أدركتهم لأقتلنهم قتل عَاد ". وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن قُتَيْبَة نَحوه وَزِيَادَة أَلْفَاظ، وفيهَا: وَالرَّابِع إِمَّا عَلْقَمَة بن علائة، وَإِمَّا عَامر بن الطُّفَيْل. وفيهَا: " أَلا تأمنوني وَأَنا أَمِين من فِي السَّمَاء، يأتيني خبر السَّمَاء صباحاً وَمَسَاء؟ " وفيهَا: فَقَالَ: يَا رَسُول الله، اتَّقِ الله. فَقَالَ: " وَيلك، أَو لست أَحَق أهل الأَرْض أَن يَتَّقِي الله ". قَالَ ثمَّ ولى الرجل. فَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد: يَا رَسُول الله، أَلا أضْرب عُنُقه؟ فَقَالَ: لَا، لَعَلَّه أَن يكون يُصَلِّي ". قَالَ خَالِد: وَكم من مصل يَقُول بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قلبه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لم أُؤمر أَن أنقب عَن قُلُوب النَّاس، وَلَا أشق بطونهم ": قَالَ: ثمَّ نظر إِلَيْهِ وَهُوَ مقفٍّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 فَقَالَ لَهُ: " يخرج من ضئضئ هَؤُلَاءِ قومٌ يَتلون كتاب الله رطبا، لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ، يَمْرُقُونَ من الدّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية " قَالَ: أَظُنهُ قَالَ: " لَئِن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثَمُود ". وَفِي حَدِيث جرير عَن عمَارَة: فَقَامَ إِلَيْهِ عمر بن الْخطاب فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَلا أضْرب عُنُقه؟ قَالَ: " لَا " فَقَامَ إِلَيْهِ خَالِد سيف الله فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَلا أضْرب عُنُقه؟ قَالَ: " لَا ". وَأخرج البُخَارِيّ مِنْهُ طرفا مُخْتَصرا من حَدِيث معبد بن سِيرِين عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: سيخرج ناسٌ من قبل الْمشرق، يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم، يَمْرُقُونَ من الدّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية، لَا يعودون فِيهِ حَتَّى يعود السهْم إِلَى فَوْقه ". قيل: مَا سِيمَاهُمْ؟ قَالَ: " سِيمَاهُمْ التحليق " أَو قَالَ: " التسبيد ". وَأخرجه مُسلم على مساقٍ آخر، وَفِيه زِيَادَة من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر قوما يكونُونَ فِي أمته، يخرجُون فِي فرقة من النَّاس سِيمَاهُمْ التحاليق. قَالَ: هم شَرّ الْخلق أَو من أشر الْخلق، يقتلهُمْ أدنى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحق ". قَالَ: فَضرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم مثلا أَو قَالَ قولا: " الرجل يَرْمِي الرَّمية - أَو قَالَ الْغَرَض، فَينْظر فِي النصل فَلَا يرى بَصِيرَة، وَينظر فِي الفوق فَلَا يرى بَصِيرَة " قَالَ أَبُو سعيد: وَأَنْتُم قَتَلْتُمُوهُمْ يَا أهل الْعرَاق. وَفِي رِوَايَة الْقَاسِم بن الْفضل الْحدانِي عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَمْرُق مارقةٌ عِنْد فرقة من الْمُسلمين، يَقْتُلهَا أولى الطَّائِفَتَيْنِ بِالْحَقِّ " مُخْتَصر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 وَفِي رِوَايَة قَتَادَة، وَدَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي نَضرة كَذَلِك بِمَعْنَاهُ. وَأخرج مُسلم هَذَا الطّرف مِنْهُ من حَدِيث الضَّحَّاك المشرفي عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذكر فِيهِ قوما يخرجُون على فرقة مُخْتَلفَة، يقتلهُمْ أقرب الطَّائِفَتَيْنِ من الْحق. هَكَذَا قَالَ، وَلم يزدْ. 1737 - الْخَامِس: عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد قَالَ: كُنَّا نرْزق تمر الْجمع على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَهُوَ الْخَلْط من التَّمْر - فَكُنَّا نبيع صَاعَيْنِ بصاعٍ. فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " لَا صَاعَيْنِ تَمرا بِصَاع، وَلَا صَاعَيْنِ حِنْطَة بِصَاع، وَلَا دِرْهَم بِدِرْهَمَيْنِ ". وَفِي رِوَايَة أبي نعيم عَن شَيبَان فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَلَا دِرْهَمَيْنِ بدرهم ". وَعِنْدَهُمَا من حَدِيث عقبَة بن عبد الغافر العوذي عَن أبي سعيد قَالَ: جَاءَ بلالٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتمرٍ برنيٍّ فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أَيْن هَذَا؟ " فَقَالَ بِلَال: كَانَ عندنَا تمرٌ رديءٌ، فَبِعْت مِنْهُ صَاعَيْنِ بِصَاع لمطعم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد ذَلِك: " أوه، عين الرِّبَا، عين الرِّبَا، لَا تفعل، وَلَكِن إِذا أردْت أَن تشتري فبع التَّمْر ببيعٍ آخر، ثمَّ اشْتَرِ بِهِ ". وَلمُسلم من حَدِيث أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة الْعَبْدي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتمرٍ، فَقَالَ: " مَا هَذَا التَّمْر من تمرنا " فَقَالَ الرجل: يَا رَسُول الله، بعنا تمرنا صَاعَيْنِ بصاعٍ من هَذَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا الرِّبَا، فَردُّوهُ، ثمَّ بيعوا تمرنا واشتروا لنا من هَذَا ". الحديث: 1737 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 وَمن حَدِيث أبي نَضرة أَيْضا قَالَ: سَأَلت ابْن عمر وَابْن عَبَّاس عَن الصّرْف، فَلم يريَا بِهِ بَأْسا، فَإِنِّي لقاعدٌ عِنْد أبي سعيد الْخُدْرِيّ، فَسَأَلته عَن الصّرْف فَقَالَ: مَا زَاد فَهُوَ رَبًّا. فأنكرت ذَلِك لقولهما. فَقَالَ: لَا أحَدثك إِلَّا مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: جَاءَهُ صَاحب نخلةٍ بصاعٍ من تمرٍ طيب، وَكَانَ تمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا اللَّوْن، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَنى لَك هَذَا؟ " قَالَ: انْطَلَقت بصاعين فاشتريت بِهِ هَذَا الصَّاع، فَإِن سعر هَذَا فِي السُّوق كَذَا، وسعر هَذَا كَذَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أربيت، إِذا أردْت ذَلِك، فبع تمرك بسلعةٍ، ثمَّ اشْتَرِ بسلعتك أَي تمرٍ شِئْت ". قَالَ أَبُو سعيد: فالتمر بِالتَّمْرِ أَحَق أَن يكون رَبًّا أم الْفضة بِالْفِضَّةِ؟ قَالَ: فَأتيت ابْن عمر بعد فنهاني، وَلم آتٍ ابْن عَبَّاس. قَالَ: فَحَدثني أَبُو الصَّهْبَاء أَنه سَأَلَ ابْن عَبَّاس عَنهُ بِمَكَّة فكرهه. وَفِي رِوَايَة سعيد الْجريرِي عَن أبي نَضرة قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن الصّرْف فَقَالَ: أيداً بيدٍ؟ فَقلت: نعم. قَالَ: لَا بَأْس. فَأخْبرت أَبَا سعيد فَقلت: إِنِّي سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن الصّرْف، فَقَالَ: أيداً بيدٍ؟ قلت: نعم، قَالَ: فَلَا بَأْس بِهِ. قَالَ: أَو قَالَ ذَلِك؟ إِنَّا سنكتب إِلَيْهِ فَلَا يفتكموه. قَالَ: فوَاللَّه لقد جَاءَ بعض فتيَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بتمرٍ فَأنكرهُ، قَالَ: " كَأَن هَذَا لَيْسَ من تمر أَرْضنَا " قَالَ: كَانَ فِي تمر أَرْضنَا - أَو فِي تمرنا - الْعَام بعض الشَّيْء، فَأخذت هَذَا وزدت بعض الزِّيَادَة. فَقَالَ: " أضعفت، أربيت، لَا تقربن هَذَا، إِذا رَابَك من تمرك شَيْء فبعه، ثمَّ اشْتَرِ الَّذِي تُرِيدُ من التَّمْر ". وَهُوَ فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ هَذَا الْمَعْنى، عَنهُ وَعَن أبي سعيد من رِوَايَة سعيد ابْن الْمسيب عَنْهُمَا، وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 وَقد أخرجَا من حَدِيث أبي صَالح السمان قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ يَقُول: " الدِّينَار بالدينار، وَالدِّرْهَم بالدرهم " كَذَا فِي رِوَايَة ابْن جريج عَن عَمْرو، لم يزدْ. وَفِي رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة عَن عَمْرو: " الدِّينَار بالدينار، وَالدِّرْهَم بالدرهم مثلا بِمثل، من زَاد أَو ازْدَادَ فقد أربى " وَمن الرِّوَايَتَيْنِ بعد هَذَا القَوْل: فَقلت لَهُ: فَإِن ابْن عَبَّاس لَا يَقُوله. فَقَالَ: أَبُو سعيد: سَأَلته فَقلت: سمعته من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو وجدته فِي كتاب الله؟ قَالَ: كل ذَلِك لَا أَقُول، وَأَنْتُم أعلم برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مني، وَلَكِن أَخْبرنِي أُسَامَة بن زيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا رَبًّا إِلَّا فِي النَّسِيئَة ". أخرجه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي مُسْند أبي سعيد، وَلَيْسَ لأبي سعيد فِيهِ إِلَّا متن مَوْقُوف عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا هُوَ من مُسْند أُسَامَة. وَقد أَخْرجَاهُ جَمِيعًا كَمَا ذَكرْنَاهُ أَو بِمَعْنَاهُ، فَكَانَ يلْزمه إِخْرَاجه فِي مُسْند أُسَامَة كَمَا أخرج هُنَاكَ حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي سعيد: إِذْ لَقِي ابْن عَبَّاس فَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْت قَوْلك فِي الصّرْف، أشيئاً سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... الحَدِيث بِنَحْوِ حَدِيث أبي صَالح. وَقد أخرج مُسلم بن الْحجَّاج قَول أبي سعيد مُسْندًا من حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تَبِيعُوا الذَّهَب بِالذَّهَب، وَلَا الْوَرق بالورق إِلَّا وزنا بِوَزْن، مثلا بِمثل، سَوَاء بِسَوَاء ". وَقد انْفَرد مُسلم بِإِخْرَاج هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي سعيد. وَلَيْسَ هَذَا الْمَتْن أصلا عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي سعيد، بل هُوَ عِنْده وَعند مُسلم من غير حَدِيث أبي صَالح، أَخْرجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث نَافِع مولى ابْن عمر عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَبِيعُوا الذَّهَب بِالذَّهَب إِلَّا مثلا بِمثل، وَلَا تشفوا بَعْضهَا على بعض، وَلَا تَبِيعُوا الْوَرق بالورق إِلَّا مثلا بِمثل، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 وَلَا تشفوا بَعْضهَا على بعض، وَلَا تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبا بناجزٍ " زَاد فِي رِوَايَة اللَّيْث عَن نَافِع " إِلَّا يدا بيد ". وَلَيْسَ لنافع عَن أبي سعيد فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث سَالم عَن ابْن عمر أَن ابْن عمر لَقِي أَبَا سعيد، فَقَالَ: أَبَا سعيد، مَا هَذَا الَّذِي تحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ أَبُو سعيد: فِي الصّرْف سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الذَّهَب بِالذَّهَب مثلا بِمثل، وَالْوَرق بالورق مثلا بِمثل ". وَأخرجه مُسلم بأكمل من هَذَا من حَدِيث أبي المتَوَكل عَليّ بن دَاوُد النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الذَّهَب بِالذَّهَب، وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ، وَالْبر بِالْبرِّ، وَالشعِير بِالشَّعِيرِ، وَالتَّمْر بِالتَّمْرِ، وَالْملح بالملح، مثلا بِمثل، يدا بيدٍ، فَمن زَاد أَو اسْتَزَادَ فقد أربى، الْآخِذ والمعطي فِيهِ سَوَاء ". 1738 - السَّادِس: عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا، فَمن تبعها فَلَا يقْعد حَتَّى تُوضَع ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي صَالح السمان عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا اتبعتم جَنَازَة فَلَا تجلسوا حَتَّى تُوضَع ". الحديث: 1738 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث أبي سعيد المَقْبُري - واسْمه كيسَان - قَالَ: كُنَّا فِي جنازةٍ، فَأخذ أَبُو هُرَيْرَة بيد مَرْوَان فَجَلَسَ قبل أَن تُوضَع، فجَاء أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ فَأخذ بيد مَرْوَان فَقَالَ: قُم، فوَاللَّه لقد علم هَذَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن ذَلِك. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: صدق. 1739 - السَّابِع: عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي سعيد قَالَ: اعتكفنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشْر الْأَوْسَط، فَلَمَّا كَانَ صَبِيحَة عشْرين نقلنا متاعنا، فَأَتَانَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " من كَانَ اعْتكف فَليرْجع إِلَى معكتفه، فَإِنِّي رَأَيْت هَذِه اللَّيْلَة، ورأيتني أَسجد فِي مَاء وطين ". فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مُعْتَكفه هَاجَتْ السَّمَاء فمرطنا، فوالذي بَعثه بِالْحَقِّ لقد هَاجَتْ السَّمَاء فِي آخر ذَلِك الْيَوْم، وَكَانَ الْمَسْجِد على عريشٍ، فَلَقَد رَأَيْت على أَنفه وأرنبته أثر المَاء والطين. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة من رِوَايَة مَالك عَن يزِيد بن عبد الله بن الْهَاد عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: حَتَّى إِذا كَانَ لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين - وَهِي اللَّيْلَة الَّتِي يخرج من صبيحتها من اعْتِكَافه قَالَ: " من كَانَ اعْتكف معي فليعتكف الْعشْر الْأَوَاخِر ". وَفِي حَدِيث الدَّرَاورْدِي وَابْن أبي حَازِم عَن يزِيد عَن مُحَمَّد نَحوه أَيْضا، إِلَّا أَنه قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يجاور فِي رَمَضَان الْعشْر الَّتِي فِي وسط الشَّهْر، فَإِذا كَانَ حِين يُمْسِي من عشْرين لَيْلَة تمْضِي وَيسْتَقْبل إِحْدَى وَعشْرين رَجَعَ إِلَى مَسْكَنه، وَرجع من كَانَ يجاور مَعَه. وَأَنه أَقَامَ فِي شهر جاور فِيهِ اللَّيْلَة الَّتِي كَانَ يرجع فِيهَا، فَخَطب النَّاس، وَأمرهمْ بِمَا شَاءَ الله، ثمَّ قَالَ: " كنت أجاور هَذِه الْعشْر، ثمَّ قد بدا لي أَن أجاور هَذِه الْعشْر الْأَوَاخِر، فَمن كَانَ اعْتكف معي فليثبت فِي مُعْتَكفه. " ثمَّ الحديث: 1739 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 ذكره، وَفِيه: فوكف الْمَسْجِد فِي مصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين. الحَدِيث. وَفِي رِوَايَة يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ: انْطَلَقت إِلَى أبي سعيد فَقلت: أَلا تخرج بِنَا إِلَى النّخل فنتحدث، فَخرج، فَقلت: حَدثنِي مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة الْقدر. قَالَ: اعْتكف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشر الأول من رَمَضَان واعتكفنا مَعَه، فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: إِن الَّذِي تطلب أمامك، فاعتكف الْعشْر الْأَوْسَط واعتكفنا مَعَه، فَأَتَاهُ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: إِن الَّذِي تطلب أمامك، ثمَّ قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا صَبِيحَة عشْرين من رَمَضَان فَقَالَ: " من كَانَ اعْتكف مَعَ النَّبِي فَليرْجع، فَإِنِّي رَأَيْت كَأَنِّي أَسجد فِي طين وَمَاء " وَكَانَ سقف الْمَسْجِد جريد النّخل، وَمَا نرى فِي السَّمَاء شَيْئا، فَجَاءَت قزعة فمطرنا، فصلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى رَأَيْت أثر الطين وَالْمَاء على جبهة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأرنبته، تَصْدِيق رُؤْيَاهُ. قَالَ البُخَارِيّ: كَانَ الْحميدِي يحْتَج بِهَذَا الحَدِيث، يَقُول: لَا تمسح الْجَبْهَة فِي الصَّلَاة، بل تمسح بعد الصَّلَاة، لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رئي المَاء والطين فِي أرنبته وجبهته بَعْدَمَا صلى. أعَاد البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ فِي الصَّلَاة من رِوَايَة يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سجد فِي المَاء والطين، حَتَّى رَأَيْت أثر الطين فِي جَبهته. لم يزدْ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 وَهَذَا عِنْد مُسلم بِأَلْفَاظ فِيهَا زِيَادَة بَيَان من حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اعْتكف فِي الْعشْر الأول من رَمَضَان، ثمَّ اعْتكف الْعشْر الْأَوْسَط فِي قبَّة تركية على سدتها حصيرٌ، فَأخذ الْحَصِير بِيَدِهِ فنحاها من نَاحيَة الْقبَّة، ثمَّ أطلع رَأسه فَكلم النَّاس، فدنوا مِنْهُ فَقَالَ: " إِنِّي اعتكفت الْعشْر الأول ألتمس هَذِه اللَّيْلَة، ثمَّ إِنِّي اعتكفت الْعشْر الْأَوْسَط، ثمَّ أتيت فَقيل لي: إِنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر، فَمن أحب مِنْكُم أَن يعْتَكف فليعتكف " فاعتكف النَّاس مَعَه، فَقَالَ: " وَإِنِّي أريتها لَيْلَة وترٍ، وَإِنِّي أَسجد فِي صبيحتها فِي طين وَمَاء. " فَأصْبح من لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين وَقد قَامَ إِلَى الصُّبْح، فمطرت السَّمَاء، فوكف الْمَسْجِد، فَأَبْصَرت الطين وَالْمَاء، فَخرج حِين فرغ من صَلَاة الصُّبْح، وجبينه وروثة أَنفه فِيهَا الطين وَالْمَاء، وَإِذا هِيَ لَيْلَة إِحْدَى وَعشْرين، من الْعشْر الْأَوَاخِر. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: اعْتكف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشْر الْأَوْسَط من رَمَضَان يلْتَمس لَيْلَة الْقدر، قبل أَن تبان لَهُ، فَلَمَّا انقضين أَمر بِالْبِنَاءِ فقوض، ثمَّ أبينت لَهُ أَنَّهَا فِي الْعشْر الْأَوَاخِر، فَأمر بِالْبِنَاءِ فأعيد، ثمَّ خرج على النَّاس فَقَالَ: " يأيها النَّاس، إِنَّهَا كَانَت أبينت لي لَيْلَة الْقدر، وَإِنِّي خرجت لأخبركم بهَا، فجَاء رجلَانِ يحتقان مَعَهُمَا الشَّيْطَان فنسيتها، فالتمسوها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان، التموسها فِي التَّاسِعَة وَالسَّابِعَة وَالْخَامِسَة ". قَالَ: قلت: يَا أَبَا سعيد، إِنَّكُم بِالْعدَدِ أعلم منا. قَالَ: أجل، نَحن أَحَق بِذَاكَ مِنْكُم. قَالَ: قلت: مَا التَّاسِعَة وَالسَّابِعَة وَالْخَامِسَة؟ قَالَ: إِذا مَضَت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 وَاحِدَة وَعِشْرُونَ فالتي تَلِيهَا ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ، فهى التَّاسِعَة، وَإِذا مَضَت ثَلَاث وَعِشْرُونَ فالتي تَلِيهَا السَّابِعَة، فَإِذا مَضَت خمس وَعِشْرُونَ فالتي تَلِيهَا الْخَامِسَة. قَالَ ابْن خَلاد مَكَان يحتقان: يختمصان. 1740 - الثَّامِن عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى نخامةً فِي جِدَار الْمَسْجِد - وَفِي رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة: فِي قبْلَة الْمَسْجِد - فَتَنَاول حَصَاة فحتها، وَقَالَ: " إِذا تنخم أحدكُم فَلَا يتنخمن قبل وَجهه وَلَا عَن يَمِينه، وليبصق عَن يسَاره أَو تَحت قدمه الْيُسْرَى ". لَيْسَ فِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة ذكر أبي هُرَيْرَة، وَهُوَ عِنْده عَن أبي سعيد وَحده، وَقَالَ: فحكها بحصاة، ثمَّ نهى أَن يبصق الرجل بَين يَدَيْهِ أَو عَن يَمِينه وَلَكِن عَن يسَاره أَو تَحت قدمه الْيُسْرَى. 1741 - التَّاسِع: عَن عَامر بن سعد بن أبي وَقاص عَن أبي سعيد قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبستين وَعَن بيعَتَيْنِ: نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة فِي البيع. وَالْمُلَامَسَة: لمس الرجل ثوب الآخر بِيَدِهِ بِاللَّيْلِ أَو بِالنَّهَارِ وَلَا يقلبه. والمنابذة: أَن ينْبذ الرجل بِثَوْبِهِ، وينبذ الآخر بِثَوْبِهِ، وَيكون ذَلِك بيعهمَا عَن غير نظرٍ وَلَا تراضٍ. واللبستين: اشْتِمَال الصماء، والصماء: أَن يَجْعَل ثَوْبه على أحد عَاتِقيهِ، فيبدو أحد شقيه لَيْسَ عَلَيْهِ ثوب. واللبسة الْأُخْرَى احتباؤه بِثَوْبِهِ وَهُوَ جَالس لَيْسَ على فرجه مِنْهُ شيءٌ. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ، وَهُوَ أتم. وَلَيْسَ لعامر بن سعد فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 1740 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي سعيد قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبستين، وَعَن بيعَتَيْنِ: اشْتِمَال الصماء، والاحتباء فِي ثوب وَاحِد لَيْسَ على فرج الْإِنْسَان مِنْهُ شَيْء. وَمن حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن أبي سعيد: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن اشْتِمَال الصماء، وَأَن يحتبي الرجل فِي ثوبٍ لَيْسَ على فرجه مِنْهُ شيءٌ. لم يزدْ. 1742 - الْعَاشِر: عَن أبي أُمَامَة أسعد بن سهل بن حنيف عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَينا أَنا نَائِم، رَأَيْت النَّاس يعرضون عَليّ وَعَلَيْهِم قمص، مِنْهَا مَا يبلغ الثدي، وَمِنْهَا مَا يبلغ دون ذَلِك، وَعرض عَليّ عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ قميصٌ يجره ". قَالُوا: فَمَا أولت ذَلِك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الدّين ". 1743 - الْحَادِي عشر: عَن أبي أُمَامَة عَن أبي سعيد: أَن أهل قُرَيْظَة نزلُوا على حكم سعد، فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى سعد - هُوَ ابْن معَاذ - فَأَتَاهُ على حِمَاره، فَلَمَّا دنا قَرِيبا من الْمَسْجِد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قومُوا إِلَى سيدكم " أَو قَالَ " خَيركُمْ ". فَقعدَ عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " إِن هَؤُلَاءِ نزلُوا على حكمك " قَالَ: فَإِنِّي أحكم أَن تقتل مُقَاتلَتهمْ، وتسبى ذَرَارِيهمْ. فَقَالَ: " لقد حكمت بِمَا حكم بِهِ الْملك ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة نَحوه، وَقَالَ: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قضيت بِحكم الله ". الحديث: 1742 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 1744 - الثَّانِي عشر: عَن عَطاء بن يزِيد عَن أبي سعيد قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ عَن الْهِجْرَة، فَقَالَ: " وَيحك، إِن الْهِجْرَة شَأْنهَا شديدٌ، فَهَل لَك من إبل؟ ". قَالَ: نعم. قَالَ: " فتعطي صدقتها؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " فَهَل تمنح مِنْهَا ". قَالَ: نعم. قَالَ: " فتحلبها يَوْم وردهَا؟ " قَالَ: نعم، قَالَ: فاعمل من وَرَاء الْبحار، فَإِن الله لن يتْرك من عَمَلك شَيْئا ". 1745 - الثَّالِث عشر: عَن عَطاء بن يزِيد عَن أبي سعيد: أَن نَاسا من الْأَنْصَار سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَاهُمْ، ثمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نفد مَا عِنْده، فَقَالَ لَهُم حِين أنْفق كل شيءٍ بِيَدِهِ: " مَا يكن عِنْدِي من خير فَلَنْ أدخره عَنْكُم، وَمن يستعفف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله، وَمن يتصبر يصبره الله، وَمَا أعطي أحدٌ عطاءٌ خيرا وأوسع من الصَّبْر ". 1746 - الرَّابِع عشر: عَن عَطاء بن يزِيد عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رجل: أَي النَّاس أفضل يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " مؤمنٌ يُجَاهد بِنَفسِهِ وَمَاله فِي سَبِيل الله ". قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: " ثمَّ رجلٌ معتزلٌ فِي شعبٍ من الشعاب، يعبد ربه " وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: " يَتَّقِي الله ويدع النَّاس من شَره ". 1747 - الْخَامِس عشر: عَن عَطاء بن يزِيد عَن أبي سعيد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا سَمِعْتُمْ النداء فَقولُوا مثل مَا يَقُول الْمُؤَذّن ". 1748 - السَّادِس عشر: عَن عَطاء بن يزِيد عَن أبي سعيد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا صَلَاة بعد الصُّبْح حَتَّى ترْتَفع الشَّمْس، وَلَا صَلَاة بعد الْعَصْر حَتَّى تغيب الشَّمْس ". الحديث: 1744 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: " لَا صَلَاة بعد صَلَاة الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس، وَلَا صَلَاة بعد صَلَاة الْفجْر حَتَّى تطلع الشَّمْس ". وَقد أخرج البُخَارِيّ هَذَا الْفَصْل مَعَ فُصُول أخر من حَدِيث قزعة بن يحيى مولى زِيَاد عَن أبي سعيد، وَأخرج مُسلم بَعْضهَا وَلم يذكر بَاقِيهَا. والْحَدِيث بِكَمَالِهِ الْمُشْتَمل على الْفُصُول الَّتِي هَذَا الْفَصْل مِنْهَا عِنْد البُخَارِيّ فِي غير مَوضِع من كِتَابه، وَهَذَا نَصه: عَن قزعة قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ يحدث بأربعٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأعجبتني وآنقتني قَالَ: " لَا تُسَافِر الْمَرْأَة يَوْمَيْنِ إِلَّا مَعهَا زَوجهَا أَو ذُو محرم. وَلَا صَوْم فِي يَوْمَيْنِ: الْفطر والأضحى. وَلَا صَلَاة بعد صَلَاتَيْنِ: بعد الصُّبْح حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس. وَلَا تشد الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد: مَسْجِد الْحَرَام، وَمَسْجِد الْأَقْصَى، ومسجدي ". وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن حَرْب عَن شُعْبَة: أَن قزعة مولى زِيَاد قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيدٍ وَقد غزا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثِنْتَيْ عشرَة غَزْوَة، قَالَ: أَربع سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو قَالَ: يحدثهن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأعجبتني وآنقتني، وَذكر نَحوه. وَالَّذِي أخرج مُسلم مِنْهُ من حَدِيث قزعة عَن أبي سعيد فِي كتاب " الْحَج " قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تشدوا الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد: مَسْجِدي هَذَا، وَالْمَسْجِد الْحَرَام، وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى ". قَالَ: وسمعته يَقُول: " لَا تُسَافِر الْمَرْأَة يَوْمَيْنِ من الدَّهْر إِلَّا وَمَعَهَا ذُو محرمٍ مِنْهَا أَو زَوجهَا ". وَعِنْده من رِوَايَة سهم بن منْجَاب عَن قزعة عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 قَالَ: لَا تُسَافِر امرأةٌ ثَلَاثًا إِلَّا مَعَ ذِي محرم ". وَمن رِوَايَة قَتَادَة عَن قزعة عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تُسَافِر امرأةٌ فَوق ثلاثٍ إِلَّا مَعَ ذِي محرم ". وَفِي كتاب " الصّيام " عَن قزعة قَالَ: سَمِعت مِنْهُ - يَعْنِي أَبَا سعيد - حَدِيثا فَأَعْجَبَنِي. قلت لَهُ: آنت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: فَأَقُول على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لم أسمع؟ قَالَ: سمعته يَقُول: " لَا يصلح الصّيام فِي يَوْمَيْنِ: يَوْم الْأَضْحَى، وَيَوْم الْفطر فِي رَمَضَان ". هَذَا الَّذِي أخرج مُسلم من الْفُصُول الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث البُخَارِيّ فَقَط، وَقد أهمل أَبُو مَسْعُود بَيَان ذَلِك فِي الْأَطْرَاف، فيوهم ذَلِك أَنَّهُمَا قد أخرجَا جَمِيعه، لِأَنَّهُ ذكره فِيمَا اتفقَا عَلَيْهِ. وَقد أهمل أَبُو مَسْعُود مثل هَذَا الإهمال فِي تَرْجَمَة أُخْرَى متن هَذَا الحَدِيث: فَإِن البُخَارِيّ أخرج من حَدِيث يحيى بن عمَارَة عَن أبي سعيد قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صَوْم يَوْمَيْنِ: الْفطر والنحر، وَعَن الصماء، وَأَن يحتبي الرجل فِي ثوب وَاحِد، وَعَن الصَّلَاة بعد الصُّبْح. وَأخرج مِنْهُ مُسلم من حَدِيث يحيى بن عمَارَة عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن صِيَام يَوْمَيْنِ: يَوْم الْفطر، وَيَوْم النَّحْر. لم يزدْ شَيْئا. فقد انْفَرد البُخَارِيّ بالفصول الثَّلَاثَة الْبَاقِيَة من هَذِه التَّرْجَمَة، وَذكر ذَلِك أَبُو مَسْعُود فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ، وَلم يبين هَذَا. وَقد أخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث قزعة فِي مَوضِع من كِتَابه طرفا من أَوله مُنْقَطِعًا، قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد أَرْبعا. قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَكَانَ غزا مَعَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثِنْتَيْ عشرَة غَزْوَة - لم يزدْ. فأهمل وَلم يبين، وأوقع السَّامع فِي حيرة، لِأَنَّهُ أَتَى بِهِ هَا هُنَا مُنْقَطِعًا مِمَّا يتم بِهِ. وَقد أخرجه فِي مَوضِع آخر من كِتَابه فِي " الصَّوْم " وَفِي " الْحَج " فِي التَّرْجَمَة بِعَينهَا، من حَدِيث قزعة قَالَ: سَمِعت أَبَا سعيد - وَقد غزا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ: أربعٌ سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو قَالَ: يحدثهن عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأعجبتني وآنقتني: أَن لَا تُسَافِر الْمَرْأَة مسيرَة يَوْمَيْنِ لَيْسَ مَعهَا زَوجهَا أَو ذُو محرمٍ، وَلَا صَوْم يَوْمَيْنِ: الْفطر والأضحى، وَلَا صَلَاة بعد صَلَاتَيْنِ: بعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس، وَبعد الصُّبْح حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَلَا تشد الرّحال إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد: مَسْجِد الْحَرَام، ومسجدي، وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى. وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي صَالح عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تُسَافِر سفرا يكون ثَلَاثَة أَيَّام فَصَاعِدا إِلَّا وَمَعَهَا أَبوهَا أَو ابْنهَا أَو زَوجهَا أَو أَخُوهَا أَو ذُو محرم مِنْهَا ". 1749 - السَّابِع عشر: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إيَّاكُمْ وَالْجُلُوس فِي الطرقات " فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، مَا لنا من مجالسنا بدٌّ، نتحدث فِيهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِذا أَبَيْتُم إِلَّا الْمجْلس فأعطوا الطَّرِيق حَقه " قَالُوا: وَمَا حق الطَّرِيق يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " غض الْبَصَر، وكف الْأَذَى، ورد السَّلَام، وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْي عَن الْمُنكر ". 1750 - الثَّامِن عشر: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " غسل الْجُمُعَة واجبٌ على كل محتلم ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى: " الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة واجبٌ على كل مُسلم ". الحديث: 1749 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَمْرو بن سليم الزرقي عَن أبي سعيد قَالَ: " الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة واجبٌ على كل محتلم، وَأَن يستن، وان يمس طيبا إِن وجد " قَالَ عَمْرو: أما الْغسْل فَأشْهد انه وَاجِب، وَأما الاستنان وَالطّيب - فَالله أعلم - أواجبٌ هُوَ أم لَا، وَلَكِن هَكَذَا فِي الحَدِيث. كَذَا عِنْد البُخَارِيّ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَمْرو بن سليم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " غسل الْجُمُعَة على كل محتلمٍ، وسواكٌ، ويمس من الطّيب مَا قدر عَلَيْهِ " إِلَّا أَن بعض الروَاة لم يذكر عبد الرَّحْمَن، وَقَالَ فِي الطّيب: " وَلَو من طيب الْمَرْأَة ". 1751 - التَّاسِع عشر: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خبْزَة وَاحِدَة، يتكفأها الْجَبَّار بِيَدِهِ كَمَا يَتَكَفَّأ أحدكُم خبزته فِي السّفر، نزلا لأهل الْجنَّة " فَأتى رجل من الْيَهُود فَقَالَ: بَارك الرَّحْمَن عَلَيْك يَا أَبَا الْقَاسِم، أَلا أخْبرك بِنزل أهل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة؟ " قَالَ: " بلَى ". قَالَ: تكون الأَرْض خبْزَة وَاحِدَة. كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَنظر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْنَا ثمَّ ضحك حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه، ثمَّ قَالَ: أَلا أخْبرك بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: بلَى. قَالَ: إدَامهمْ بَالَام وَنون قَالُوا وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْر وَنون. يَأْكُل من زَائِدَة كبدهما سَبْعُونَ ألفا. 1752 - الْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رجَالًا من الْمُنَافِقين على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْغَزْو تخلفوا عَنهُ، وفرحوا بِمَقْعَدِهِمْ خلاف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اعتذروا إِلَيْهِ وحلفوا وأحبوا أَن يحْمَدُوا بِمَا لم يَفْعَلُوا، فَنزلت: {لَا تحسبن الَّذين يفرحون بِمَا أَتَوا} , الْآيَة [سُورَة آل عمرَان] . الحديث: 1751 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 1753 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لتتبعن سنَن من قبلكُمْ، شبْرًا بشبرٍ، وذراعاً بِذِرَاع، حَتَّى لَو دخلُوا جُحر ضَب لتبعتموهم " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، الْيَهُود وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: " فَمن؟ ". 1754 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله، هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم، فَهَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس بالظهيرة ضحواً لَيْسَ مَعهَا سَحَاب؟ وَهل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر ضحواً لَيْسَ فِيهَا سَحَاب؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله. قَالَ: " مَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة الله تبَارك وَتَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا كَمَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة أَحدهمَا. إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أذن مُؤذن: لتتبع كل أمةٍ مَا كَانَت تعبد، فَلَا يبْقى أحدٌ كَانَ يعبد غير الله من الْأَصْنَام والأنصاب إِلَّا يتساقطون فِي النَّار، حَتَّى إِذا لم يبْق إِلَّا من كَانَ يعبد الله من برٍّ وفاجرٍ وَغير أهل الْكتاب، فيدعى الْيَهُود فَيُقَال لَهُم: مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نعْبد عُزَيْر، ابْن الله. فَيُقَال: كَذبْتُمْ، مَا اتخذ الله من صاحبةٍ وَلَا ولدٍ، فَمَاذَا تبغون؟ قَالُوا: عطشنا يَا رب فاسقنا، فيشار إِلَيْهِم: أَلا تردون؟ فيحشرون إِلَى النَّار كَأَنَّهَا سرابٌ يحطم بَعْضهَا بَعْضًا، فيتساقطون فِي النَّار، ثمَّ يدعى النَّصَارَى، فَيُقَال لَهُم: مَا كُنْتُم تَعْبدُونَ؟ قَالُوا: كُنَّا نعْبد الْمَسِيح، ابْن الله. فَيُقَال لَهُم: كَذبْتُمْ، مَا اتخذ الله من صاحبةٍ وَلَا ولدٍ، فَمَاذَا تبغون؟ فَيَقُولُونَ: عطشنا يَا رَبنَا فاسقنا. قَالَ: فيشار إِلَيْهِم: أَلا تردون؟ فيحشرون إِلَى جَهَنَّم كَأَنَّهُمْ سرابٌ يحطم بَعْضهَا بَعْضًا، فيتساقطون فِي النَّار، حَتَّى إِذا لم يبْق إِلَّا من كتاب يعبد الله من برٍّ وفاجرٍ، أَتَاهُم الله فِي أدنى صورةٍ من الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا، قَالَ: فَمَا تنْظرُون؟ تتبع كل أمةٍ مَا كَانَت تعبد. قَالُوا: يَا رَبنَا، فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا أفقر مَا كُنَّا إِلَيْهِم، وَلم نصاحبهم. فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ: نَعُوذ بِاللَّه مِنْك، لَا نشْرك بِاللَّه شَيْئا - مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، حَتَّى إِن بَعضهم ليكاد أَن يَنْقَلِب. فَيَقُول: هَل بَيْنكُم وَبَينه آيةٌ فتعرفونه بهَا؟ فَيَقُولُونَ نعم. فَيكْشف عَن سَاقه، فَلَا الحديث: 1753 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 يبْقى من كَانَ يسْجد لله من تِلْقَاء نَفسه إِلَّا أذن الله لَهُ بِالسُّجُود، وَلَا يبْقى من كَانَ يسْجد اتقاء ورياءً إِلَّا جعل الله ظَهره طبقَة وَاحِدَة، كلما أَرَادَ أَن يسْجد خر على قَفاهُ، ثمَّ يرفعون رؤوسهم وَقد تحول فِي صورته الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أول مرّة، فَقَالَ: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ: أَنْت رَبنَا. ثمَّ يضْرب الجسر على جَهَنَّم، وَتحل الشَّفَاعَة، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سلم سلم ". قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا الجسر؟ قَالَ: " دحضٌ مزلة، فِيهِ خطاطيف وكلاليب وحسكٌ يكون بنجدٍ، فِيهَا شويكة يُقَال لَهَا سَعْدَان، فيمر الْمُؤْمِنُونَ كطرف الْعين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الْخَيل والركاب، فناجٍ مُسلم، ومخدوش مرسلٌ، ومكدوسٌ فِي نَار جَهَنَّم، حَتَّى إِذا خلص الْمُؤْمِنُونَ من النَّار، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ مَا من أحد مِنْكُم بأشد مناشدةً لله فِي استقصاء الْحق من الْمُؤمنِينَ لله يَوْم الْقِيَامَة لإخوانهم الَّذين فِي النَّار " وَفِي رِوَايَة يحيى بن بكير عَن اللَّيْث: " فَمَا أَنْتُم بأشد مناشدةً فِي الْحق، قد تبين لكم من الْمُؤمنِينَ يؤمئذٍ للجبار إِذا رَأَوْا أَنهم قد نَجوا فِي إخْوَانهمْ، يَقُولُونَ: رَبنَا، كَانُوا يَصُومُونَ مَعنا وَيصلونَ ويحجون، فَيُقَال لَهُم: أخرجُوا من عَرَفْتُمْ، فَتحرم صورهم على النَّار، فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا قد أخذت النَّار إِلَى نصف سَاقه، وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ، ثمَّ يَقُولُونَ: رَبنَا مَا بَقِي أحدٌ مِمَّن أمرتنا بِهِ. فَيَقُول: ارْجعُوا فَمن وجدْتُم فِي قلبه مِثْقَال دينارٍ من خير فأخرجوه، فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا، ثمَّ يَقُولُونَ: رَبنَا لم نذر فِيهَا مِمَّن أمرتنا أحدا. ارْجعُوا، فَمن وجدْتُم فِي قلبه مِثْقَال نصف دِينَار من خيرٍ فأخرجوه، فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا، ثمَّ يَقُولُونَ: رَبنَا لم نذر فِيهَا مِمَّن أمرتنا أحدا، ثمَّ يَقُول: ارْجعُوا، فَمن وجدْتُم فِي قلبه مِثْقَال ذرةٍ من خيرٍ فأخرجوه، فَيخْرجُونَ خلقا كثيرا ثمَّ يَقُولُونَ: لم نذر فِيهَا خيرا " وَكَانَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ يَقُول: إِن لم تصدقوني بِهَذَا الحَدِيث فاقرءوا إِن شِئْتُم: {إِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَإِن تَكُ حَسَنَة يُضَاعِفهَا وَيُؤْت من لَدنه أجرا عَظِيما} [سُورَة النِّسَاء] ، فَيَقُول الله عز وَجل: شفعت الْمَلَائِكَة، وشفع النَّبِيُّونَ، وَلم يبْق إِلَّا أرْحم الرَّاحِمِينَ، فَيقبض قَبْضَة من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 النَّار، فَيخرج مِنْهَا قوما من النَّار لم يعملوا خيرا قطّ، قد عَادوا حمماً، فيلقيهم فِي نهر فِي أَفْوَاه الْجنَّة يُقَال لَهُ نهر الْحَيَاة، فَيخْرجُونَ كَمَا تخرج الْحبَّة من حميل السَّيْل أَلا ترونها تكون إِلَى الْحجر، أَو إِلَى الشّجر، مَا يكون إِلَى الشَّمْس أصيفر وأخيضر، وَمَا يكون مِنْهَا إِلَى الظل يكون أَبيض " فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، كَأَنَّك كنت ترعى بالبادية. قَالَ: " فَيخْرجُونَ كَاللُّؤْلُؤِ، فِي رقابهم الخواتيم، يعرفهُمْ أهل الْجنَّة، هَؤُلَاءِ عُتَقَاء الله الَّذين أدخلهم الْجنَّة بِغَيْر عمل عملوه، وَلَا خيرٍ قدموه، ثمَّ يَقُول: ادخُلُوا الْجنَّة، فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لكم، فَيَقُولُونَ: رَبنَا أَعطيتنَا مَا لم تعط أحدا من الْعَالمين. فَيَقُول: لكم عِنْدِي أفضل من هَذَا. فَيَقُولُونَ. يَا رَبنَا، وَأي شيءٍ افضل من هَذَا؟ فَيَقُول: رضاي فَلَا أَسخط عَلَيْكُم أبدا ". وَقد أخرجَا جَمِيعًا فِي هَذَا الْمَعْنى الْمَخْصُوص أَنه يَقُول تَعَالَى أَيْضا لعامة أهل الْجنَّة، من رِوَايَة عَطاء بن يسَار بأسانيد أخر عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله عز وَجل يَقُول لأهل الْجنَّة: أهل الْجنَّة. فَيَقُولُونَ: لبيْك رَبنَا وَسَعْديك، وَالْخَيْر فِي يَديك. فَيَقُول: هَل رَضِيتُمْ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لنا لَا نرضى يَا رب وَقد أَعطيتنَا مَا لم تعط أحدا من خلقك؟ فَيَقُول: أَلا أُعْطِيكُم أفضل من ذَلِك؟ فَيَقُولُونَ: يَا رب، وَأي شيءٍ أفضل من ذَلِك؟ أحل عَلَيْكُم رضاي، فَلَا أَسخط عَلَيْكُم بعده أبدا ". وَفِي حَدِيث زيد بن أسلم عَن عَطاء فِي الحَدِيث الَّذِي بدأنا بِهِ بعد قَوْله: بِغَيْر عمل عملوه، وَلَا قدم قدموه " فَيُقَال لَهُم: " لكم مَا رَأَيْتُمْ وَمثله مَعَه " قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ: بَلغنِي أَن الجسر أدق من الشعرة، وَأحد من السَّيْف. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا طرفا مِنْهُ من حَدِيث يحيى بن عمَارَة بن أَبى حسن الْمَازِني عَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يدْخل الله أهل الْجنَّة الْجنَّة، وَيدخل أهل النَّار النَّار، ثمَّ يَقُول: " انْظُرُوا، من وجدْتُم فِي قلبه مِثْقَال حبةٍ من خردلٍ من إِيمَان فأخرجوه، فَيخْرجُونَ مِنْهَا حمماً قد امتحشوا، فيلقون فِي نهر الْحَيَاة أَو الحيا، فينبتون فِيهِ كَمَا تنْبت الْحبَّة إِلَى جَانب السَّيْل، ألم تَرَوْهَا كَيفَ تخرج صفراء ملتوية ". وَفِي رِوَايَة وهيب وخَالِد نَحوه، وَقَالا: فيلقون فِي نهرٍ يُقَال لَهُ الْحَيَاة - وَلم يشكا - لفظ حَدِيث مُسلم. وَفِي حَدِيث مَالك للْبُخَارِيّ " فَيخْرجُونَ مِنْهَا قد اسودوا ". وَقَالَ البُخَارِيّ: قَالَ وهيب: حَدثنَا عَمْرو - يَعْنِي ابْن يحيى: الْحَيَاة. وَقَالَ: " خَرْدَل من خير ". وَأخرج مُسلم طرفا مِنْهُ بِمَعْنَاهُ وَفِيه أَلْفَاظ أخر وزوائد من حَدِيث الْمُنْذر بن مَالك ابْن قِطْعَة الْعَبْدي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما أهل النَّار الَّذين هم أَهلهَا، فَإِنَّهُم لَا يموتون فِيهَا وَلَا يحيون، وَلَكِن ناسٌ أَصَابَتْهُم النَّار بِذُنُوبِهِمْ - أَو قَالَ: بخطاياهم - وأماتتهم إماتةً، حَتَّى إِذا كَانُوا فحماً أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أَنهَار الْجنَّة، ثمَّ قيل: يَا أهل الْجنَّة، أفيضوا عَلَيْهِم، فينبتون نَبَات الْحبَّة فِي حميل السَّيْل " فَقَالَ رجل من الْقَوْم: كَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد كَانَ بالبادية. وَفِي رِوَايَة يحيى بن بكير عَن اللَّيْث أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله هَل نرى رَبنَا؟ قَالَ: " هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس إِذا كَانَ صحوٌ؟ " قُلْنَا: لَا. قَالَ: " فَإِنَّكُم لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة ربكُم يومئذٍ إِلَّا كَمَا تضَارونَ فِي رؤيتها ". ثمَّ قَالَ: " يُنَادي منادٍ: ليذْهب كل قومٍ إِلَى مَا كَانُوا يعْبدُونَ " فَذكر نَحْو معنى حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد بِطُولِهِ. وَفِيه: قُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَمَا الجسر؟ قَالَ: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 " مدحضةٌ مزلة، عَلَيْهِ خطاطيف وكلاليب وحسكٌ مفلطحة، لَهُ شَوْكَة عقيفاء، تكون بِنَجْد يُقَال لَهَا السعدان " وَفِيه: " فناجٍ مُسلم، وناج مخدوش، ومكدوسٌ فِي نَار جَهَنَّم، حَتَّى يمر آخِرهم يسحب سحباً. . " ثمَّ ذكره إِلَى آخِره كَذَلِك. 1755 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أهل الْجنَّة ليتراءون أهل الغرف من فَوْقهم كَمَا تتراءون الْكَوْكَب الدُّرِّي الغابر فِي الْأُفق من الْمشرق أَو الْمغرب، لتفاضل مَا بَينهم ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، تِلْكَ منَازِل الْأَنْبِيَاء لَا يبلغهَا غَيرهم. قَالَ: " بلَى، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، رجالٌ آمنُوا بِاللَّه، وَصَدقُوا الْمُرْسلين ". 1756 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء عَن يسَار عَن أبي سعيد قَالَ: جلس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر، وَجَلَسْنَا حوله، فَقَالَ: " إِن مِمَّا أَخَاف عَلَيْكُم بعدِي مَا يفتح عَلَيْكُم من زهرَة الدُّنْيَا وَزينتهَا " فَقَالَ رجل: أَو يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: فَسكت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقيل: مَا شَأْنك تكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يكلمك؟ قَالَ: ورأينا أَنه ينزل عَلَيْهِ، فأفاق يمسح عَنهُ الرحضاء. وَقَالَ: " أَيْن هَذَا السَّائِل؟ " وَكَأَنَّهُ حَمده، فَقَالَ: " إِنَّه لَا يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ ". وَفِي رِوَايَة: فَقَالَ: " أَيْن السَّائِل آنِفا؟ أَو خير هُوَ " ثَلَاثًا. " إِن الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيرِ، وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع يقتل حَبطًا أَو يلم، إِلَّا آكِلَة الْخضر، فَإِنَّهَا أكلت حَتَّى إِذا امتدت خاصرتاها اسْتقْبلت عين الشَّمْس، فثلطت وبالت، ثمَّ رتعت، وَإِن هَذَا المَال خضرٌ حلوٌ، وَنعم صَاحب الْمُسلم هُوَ لمن أعْطى مِنْهُ الْمِسْكِين واليتيم وَابْن السَّبِيل " أَو كَمَا قَالَ الحديث: 1755 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، " وَإنَّهُ من يَأْخُذهُ بِغَيْر حَقه كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع، وَيكون عَلَيْهِ شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة ". وأوله عِنْد ابْن وهبٍ عَن مَالك: " أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم مَا يخرج الله لكم من زهرَة الدُّنْيَا " قَالُوا: وَمَا زهرَة الدُّنْيَا يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " بَرَكَات الأَرْض. . " وَذكره. وَفِي آخِره: " فَمن أَخذه بِحقِّهِ، وَوَضعه فِي حَقه، فَنعم المعونة هُوَ، وَمن أَخذه بِغَيْر حَقه كَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عِيَاض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ بِنَحْوِهِ. 1757 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي محيريز عبد الله بن محيريز الجُمَحِي قَالَ: دخلت الْمَسْجِد فَرَأَيْت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ، فَجَلَست إِلَيْهِ فَسَأَلته عَن الْعَزْل، فَقَالَ أَبُو سعيد: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة بني المصطلق، فأصبنا سبياً من سبي الْعَرَب، فاشتهينا النِّسَاء، واشتدت علينا الْعزبَة، وأحببنا الْعَزْل، فأردنا أَن نعزل، وَقُلْنَا: نعزل وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أظهرنَا قبل أَن نَسْأَلهُ، فَسَأَلْنَاهُ عَن ذَلِك، فَقَالَ: " مَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا، مَا من نسمَة كائنة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا وَهِي كائنة ". وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، وَفِيه أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: " لَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا، فَأَنَّهُ لَيست نسمةٌ كتب الله أَن تَجِيء إِلَّا وَهِي كائنة ". وَفِي رِوَايَة عبد الله عَن يُوسُف عَن مَالك: " إِلَّا وَهِي خَارِجَة. وَفِي رِوَايَة وهيب، وَمُحَمّد بن الزبْرِقَان عَن مُوسَى بن عقبَة: " مَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا، فَإِن الله قد كتب من هُوَ خَالق إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَلمُسلم من حَدِيث عَليّ بن حجر وَيحيى بن أَيُّوب عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر: " لَا الحديث: 1757 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا، مَا كتب الله خلق نسمةٍ هِيَ كائنةٌ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا سَتَكُون ". وَلَيْسَ لِابْنِ محيريز عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَأخرجه مُسلم بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث مُجَاهِد عَن قزعة عَن أبي سعيد قَالَ: ذكر الْعَزْل لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " وَلم يفعل ذَلِك أحدكُم؟ " وَلم يقل: " فَلَا يفعل ذَلِك أحدكُم " " فَإِنَّهُ لَيست نفسٌ مخلوقة إِلَّا الله خَالِقهَا " وَقد جعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد مُسلم. وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ مُجَاهِد عَن قزعة قَالَ: سَأَلت أَبَا سعيد فَقَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيست نفسٌ مخلوقةٌ إِلَّا الله خَالِقهَا " وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود إِخْرَاج البُخَارِيّ لَهُ تَعْلِيقا، وَقد جرت عَادَته بِإِخْرَاج التَّعَالِيق. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث معبد بن سِيرِين عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا ذَلِكُم، فَإِنَّمَا هُوَ الْقدر ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن عبد الرَّحْمَن بن بشر بن مَسْعُود الْأنْصَارِيّ عَن أبي سعيد قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْعَزْل، فَقَالَ: " لَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا ذاكم، فَإِنَّمَا هُوَ الْقدر " قَالَ ابْن سِيرِين: وَقَوله: " لَا عَلَيْكُم " أقرب إِلَى النَّهْي. وَقَالَ فِي رِوَايَة ابْن عون عَن ابْن سِيرِين عَن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا سعيد قَالَ: ذكر الْعَزْل عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " وَمَا ذاكم؟ " قَالُوا: الرجل تكون لَهُ الْمَرْأَة ترْضع، فَيُصِيب مِنْهَا وَيكرهُ أَن تحمل مِنْهُ، وَالرجل تكون لَهُ الْأمة فَيُصِيب مِنْهَا وَيكرهُ أَن تحمل مِنْهُ. قَالَ: " فَلَا عَلَيْكُم أَلا تَفعلُوا ذاكم، فَإِنَّمَا هُوَ الْقدر ". قَالَ ابْن عون: فَحدثت بِهِ الْحسن فَقَالَ: وَالله لكأن هَذَا زجر. وَلَيْسَ لأبي بشر عبد الرَّحْمَن بن بشر عَن أبي سعيد فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي الوداك جبر بن نوف عَن أبي سعيد، قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْعَزْل، فَقَالَ: " مَا من كل المَاء يكون الْوَلَد، وَإِذا أَرَادَ الله خلق شيءٍ لم يمنعهُ شيءٌ ". 1758 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن يحيى بن عمَارَة بن أبي حسن الْمَازِني عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: جَاءَ رجلٌ من الْيَهُود إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد لطم وَجهه، وَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِن رجلا من الْأَنْصَار من أَصْحَابك لطم فِي وَجْهي. فَقَالَ: " ادعوهُ " فَدَعوهُ. قَالَ: " لم لطمت وَجهه؟ قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي مَرَرْت باليهودي، فَسَمعته يَقُول: وَالَّذِي اصْطفى مُوسَى على الْبشر. فَقلت: وعَلى مُحَمَّد؟ فَأَخَذَتْنِي غضبةٌ فلطمته. فَقَالَ: " لَا تخيروني من بَين الْأَنْبِيَاء، فَإِن النَّاس يصعقون يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أول من يفِيق، فَإِذا أَنا بمُوسَى آخذٌ بقائمةٍ من قَوَائِم الْعَرْش، فَلَا أَدْرِي أَفَاق قبلي أَو جزي بصعقة الطّور ". وَفِي حَدِيث وهيب: فَأَكُون أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض، فَإِذا أَنا بمُوسَى آخذٌ بقائمة من قَوَائِم الْعَرْش ... " وَذكر نَحوه. 1759 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن يحيى بن عمَارَة عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دون خمس أواقٍ صدقةٌ، وَلَا فِيمَا دون خمس ذود صَدَقَة، وَلَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسقٍ صَدَقَة ". وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن سُفْيَان أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوساق من تمرٍ وَلَا حب صدقةٌ " لم يزدْ. وَفِي حَدِيث ابْن مهْدي عَن سُفْيَان أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ فِي حبٍّ وَلَا تمرٍ صدقةٌ حَتَّى يبلغ خَمْسَة أوسق، وَلَا فِيمَا دون خمس ذودٍ، وَلَا فِيمَا دون خمس أواقٍ صَدَقَة ". الحديث: 1758 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ ومعمرٍ مثل حَدِيث ابْن مهْدي، غير أَنه قَالَ بدل التَّمْر: ثَمَر، هَكَذَا فِي كتاب مُسلم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله، قَالَ: " لَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسقٍ من التَّمْر صدقةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس أواقٍ من الْوَرق صدقةٌ، وَلَيْسَ فِيمَا دون خمس ذودٍ من الْإِبِل صَدَقَة ". ذكره البُخَارِيّ فِي كِتَابه بعد حَدِيث ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فِيمَا سقت السَّمَاء أَو الْعُيُون أَو كَانَ عثرياً الْعشْر، وَمَا سقِِي بالنضح نصف الْعشْر " ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ: هَذَا تَفْسِير الأول، لِأَنَّهُ لم يُوَقت فِي الأول - يَعْنِي حَدِيث ابْن عمر: " فِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر " وَبَين فِي هَذَا وَوقت. وَالزِّيَادَة مَقْبُولَة، والمفسر يقْضِي على الْمُبْهم إِذا رَوَاهُ أهل الثبت، كَمَا روى الْفضل بن الْعَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يصل فِي الْكَعْبَة، وَقَالَ بلالٌ: قد صلى، فَأخذ بقول بلالٍ، وَترك قَول الْفضل. هَذَا آخر كَلَام البُخَارِيّ فِي هَذَا. 1760 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن بسر بن سعيد من رِوَايَة يزِيد بن خصيفَة عَنهُ عَن أبي سعيد قَالَ: كنت فِي مجْلِس من مجَالِس الْأَنْصَار، إِذْ جَاءَ أَبُو مُوسَى كَأَنَّهُ مذعور فَقَالَ: اسْتَأْذَنت على عمر ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لي، فَرَجَعت، قَالَ: مَا مَنعك؟ قلت: اسْتَأْذَنت ثَلَاثًا فَلم يُؤذن فَرَجَعت، وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا اسْتَأْذن أحدكُم ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لَهُ فَليرْجع " فَقَالَ: وَالله لتقيمن عَلَيْهِ بَيِّنَة. أمنكم أحدٌ سَمعه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ أبي بن كَعْب: فوَاللَّه لَا يقوم مَعَك إِلَّا أَصْغَر الْقَوْم، فَكنت أَصْغَر الْقَوْم، فَقُمْت مَعَه، فَأخْبرت عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ذَلِك. أَلْفَاظ الروَاة فِي الْحِكَايَة عَن عمر وَأبي مُوسَى فِي هَذَا الحَدِيث مُخْتَلفَة، الحديث: 1760 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 والمعاني مُتَقَارِبَة، وَلَفظ الْمَتْن فِيهِ واحدٌ كَمَا قدمنَا، إِلَّا أَن فِي رِوَايَة ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث أَن أَبَا مُوسَى قَالَ: أنْشدكُمْ بِاللَّه، هَل سمع أحدٌ مِنْكُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الاسْتِئْذَان ثَلَاث، فَإِن أذن لَك وَإِلَّا فَارْجِع " قَالَ أَبُو سعيد: فَقُمْت حَتَّى أتيت عمر، فَقلت: قد سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول هَذَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر بن قَتَادَة اللَّيْثِيّ: أَن أَبَا مُوسَى اسْتَأْذن على عمر ثَلَاثًا، فَكَأَنَّهُ وجده مَشْغُولًا، فَرجع، فَقَالَ عمر: ألم أسمع صَوت عبد الله بن قيس؟ ائذنوا لَهُ، فدعي، فَقَالَ: مَا حملك على مَا صنعت؟ قَالَ: إِنَّا كُنَّا نؤمر بِهَذَا. قَالَ: لتقيمن على هَذَا بَيِّنَة، أَو لَأَفْعَلَنَّ. فَخرج، فَانْطَلق إِلَى مجلسٍ من الْأَنْصَار، فَقَالُوا: لَا يشْهد لَك على هَذَا إِلَّا أصغرنا، فَقَامَ أَبُو سعيد فَقَالَ: كُنَّا نؤمر بِهَذَا. فَقَالَ عمر: خَفِي عَليّ هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ألهاني عَنهُ الصفق بالأسواق. وَلَيْسَ لأبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ عَن أبي سعيد فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد: أَن أَبَا مُوسَى أَتَى بَاب عمر، فَاسْتَأْذن، فَقَالَ عمر: وَاحِدَة، ثمَّ اسْتَأْذن الثَّانِيَة، فَقَالَ عمر: ثِنْتَانِ، ثمَّ اسْتَأْذن الثَّالِثَة، فَقَالَ عمر: ثَلَاث، ثمَّ انْصَرف، فَأتبعهُ فَرده، فَقَالَ: إِن كَانَ هَذَا شَيْئا حفظته من رَسُول الله، فها، وَإِلَّا لأجعلنك عظةً. فَقَالَ: أَبُو سعيد: فَأَتَانَا فَقَالَ: ألم تعلمُوا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الاسْتِئْذَان ثَلَاث "؟ قَالَ: فَجعلُوا يَضْحَكُونَ، قَالَ: فَقلت: أَتَاكُم أخوكم الْمُسلم قد أفزع، تضحكون؟ قَالَ: انْطلق، فَأَنا شريكك فِي هَذِه الْعقُوبَة، فَأَتَاهُ فَقَالَ: هَذَا أَبُو سعيد. 1761 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن بسر بن سعيد عَن أبي سعيد قَالَ: خطب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّاس وَقَالَ: " إِن الله عز وَجل خير عبدا بَين الدُّنْيَا وَبَين مَا عِنْده، الحديث: 1761 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 فَاخْتَارَ ذَلِك العَبْد مَا عِنْد الله "، قَالَ: فَبكى أَبُو بكر، فعجبنا لبكائه، أَن يخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عبد خير فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الْمُخَير، وَكَانَ أَبُو بكر أعلمنَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أَمن النَّاس عَليّ فِي صحبته وَمَاله أَبُو بكر، وَلَو كنت متخذاً غير رَبِّي لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا، وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام ومودته، لَا يبْقين فِي الْمَسْجِد بابٌ إِلَّا سد إِلَّا بَاب أبي بكر ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث عبيد بن حنين عَن أبي سعيد بِنَحْوِهِ. 1762 - الثَّلَاثُونَ: عَن أبي صَالح السمان - واسْمه ذكْوَان - عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ النِّسَاء للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: غلبنا عَلَيْك الرِّجَال، فَاجْعَلْ لنا يَوْمًا من نَفسك. فوعدهن يَوْمًا لقيهن فِيهِ، فوعظهن وأمرهن، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ: " مَا مِنْكُن امرأةٌ تقدم ثَلَاثَة من وَلَدهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابا من النَّار " فَقَالَت امْرَأَة: واثنين؟ قَالَ: " واثنين ". وَفِي رِوَايَة مُسَدّد عَن أبي عوَانَة: جَاءَت امرأةٌ إِلَى رَسُول الله، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، ذهب الرِّجَال بحديثك، فَاجْعَلْ لنا من نَفسك يَوْمًا نأتي فِيهِ تعلمنا مِمَّا علمك الله، فَقَالَ: " اجْتَمعْنَ فِي يَوْم كَذَا وَكَذَا، فِي مَكَان كَذَا وَكَذَا " فاجتمعن، فأتاهن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعلمهن مِمَّا علمه الله، ثمَّ قَالَ: " مَا مِنْكُن امرأةٌ تقدم بَين يَديهَا ثَلَاثَة إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابا من النَّار " فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ: يَا رَسُول الله: اثْنَيْنِ. فأعادتها مرَّتَيْنِ قَالَ: " واثنين واثنين واثنين ". قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ شريك عَن ابْن الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ: حَدثنِي أَبُو صَالح عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ أَبُو هُرَيْرَة " لم يبلغُوا الْحِنْث ". 1763 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي صَالح السمان قَالَ: رَأَيْت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ الحديث: 1762 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 فِي يَوْم جُمُعَة يُصَلِّي إِلَى شيءٍ يستره من النَّاس، فَأَرَادَ شابٌّ من بني أبي معيط أَن يجتاز بَين يَدَيْهِ. فَدفع بِهِ أَبُو سعيد فِي صَدره، فَنظر الشَّاب، فَلم يجد مساغاً إِلَّا بَين يَدَيْهِ، فَعَاد ليجتاز، فَدفعهُ أَبُو سعيد أَشد من الأولى، فنال من أبي سعيد، ثمَّ دخل على مَرْوَان فَشَكا إِلَيْهِ مَا لَقِي من أبي سعيد، وَدخل أَبُو سعيد خَلفه على مَرْوَان، فَقَالَ: مَا لَك وَلابْن أَخِيك يَا أَبَا سعيد؟ قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا صلى أحدكُم إِلَى شيءٍ يستره من النَّاس، فَأَرَادَ أحدٌ أَن يجتاز بَين يَدَيْهِ فليدفعه، فَإِن أَبى فليقاتله، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان ". وَأخرج مُسلم الْمسند مِنْهُ من حَدِيث أبي حَفْص عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا كَانَ أحدكُم يُصَلِّي فَلَا يدع أحدا يمر بَين يَدَيْهِ، وليدرأه مَا اسْتَطَاعَ، فَإِن أَبى فليقاتله، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان ". 1764 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرسل إِلَى رجل من الْأَنْصَار، فجَاء وَرَأسه يقطر، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَعَلَّنَا أعجلناك " فَقَالَ: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: " إِذا أعجلت أَو قحطت فَلَا غسل عَلَيْك، وَعَلَيْك الْوضُوء " وَلَفظ حَدِيث مُسلم أتم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أَبِيه قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْإِثْنَيْنِ إِلَى قبَاء، حَتَّى إِذا كُنَّا فِي بني سَالم، وقف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بَاب عتْبَان، فَصَرَخَ بِهِ، فَخرج يجر إزَاره، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أعجلنا الرجل " فَقَالَ عتْبَان: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت الرجل يعجل عَن امْرَأَته وَلم يمن، مَاذَا عَلَيْهِ؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا المَاء من المَاء ". وَمن حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِنَّمَا المَاء من المَاء ". الحديث: 1764 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 1765 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يُؤْتى بِالْمَوْتِ كَهَيئَةِ كبشٍ أَمْلَح، فينادي منادٍ " يَا أهل الْجنَّة، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُول: هَل تعرفُون هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نعم، هَذَا الْمَوْت، وَكلهمْ قد رَآهُ. ثمَّ يُنَادي: يَا أهل النَّار، فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ، فَيَقُول: هَل تعرفُون هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نعم، هَذَا الْمَوْت، وَكلهمْ قد رَآهُ، فَيذْبَح، ثمَّ يَقُول: يَا أهل الْجنَّة، خلودٌ فَلَا موت، وَيَا أهل النَّار، خلودٌ فَلَا موت، ثمَّ قَرَأَ: {وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة إِذْ قضي الْأَمر وهم فِي غَفلَة} - أهل الدُّنْيَا -[وهم لَا يُؤمنُونَ} [سُورَة مَرْيَم] . 1766 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يَقُول الله يَوْم الْقِيَامَة: يَا آدم. يَقُول: لبيْك وَسَعْديك " زَاد فِي رِوَايَة جريج عَن الْأَعْمَش: " وَالْخَيْر فِي يَديك. فينادي بِصَوْت: إِن الله يَأْمُرك أَن تخرج من ذريتك بعثاً إِلَى النَّار. قَالَ: يَا رب، وَمَا بعث النَّار؟ أرَاهُ قَالَ: من كل ألفٍ تِسْعمائَة وَتِسْعَة وَتِسْعين، فحينئذٍ تضع الْحَامِل حملهَا، ويشيب الْوَلِيد، وَترى النَّاس سكارى وَمَا هم بسكارى وَلَكِن عَذَاب الله شَدِيد " فشق ذَلِك على النَّاس حَتَّى تَغَيَّرت وُجُوههم زَاد بعض الروَاة: قَالُوا: يَا رَسُول الله، أَيّنَا ذَلِك الرجل؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من يَأْجُوج وَمَأْجُوج تِسْعمائَة وَتِسْعَة وَتسْعُونَ، ومنكم وَاحِد. ثمَّ أَنْتُم فِي النَّاس كالشعرة السَّوْدَاء فِي جنب الثور الْأَبْيَض، أَو كالشعرة الْبَيْضَاء فِي جنب الثور الْأسود " وَفِي رِوَايَة جرير: " أَو كالرقمة فِي ذِرَاع الْحمار، وَإِنِّي لأرجو أَن تَكُونُوا ربع أهل الْجنَّة فكبرنا، قَالَ: " ثلث أهل الْجنَّة " فكبرنا. قَالَ: " شطر أهل الْجنَّة " فكبرنا. اللَّفْظ للْبُخَارِيّ من حَدِيث حَفْص بن غياث عَن الْأَعْمَش، إِلَّا مَا بيّنت من رِوَايَة جرير عَن الْأَعْمَش. الحديث: 1765 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 1767 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تسبوا أَصْحَابِي، فَلَو أَن أحدكُم أنْفق مثل أحدٍ ذَهَبا مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه ". وَفِي حَدِيث جرير عَن الْأَعْمَش: كَانَ بَين خَالِد بن الْوَلِيد وَبَين عبد الرَّحْمَن بن عَوْف شيءٌ فَسَبهُ خالدٌ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تسبوا أَصْحَابِي، فَإِن أحدكُم لَو أنْفق ملْء أحدٍ ذَهَبا مَا أدْرك مد أحدهم وَلَا نصيفه ". رَوَاهُ أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيح، من حَدِيث أبي بكر بن عَيَّاش عَن الْأَعْمَش، وَفِيه: " لَا تسبوا أَصْحَابِي، دعوا أَصْحَابِي، فَإِن أحدكُم لَو أنْفق كل يومٍ مثل أحدٍ ذَهَبا لم يبلغ مد أحدهم ". ثمَّ قَالَ أَبُو بكر البرقاني: " كل يَوْم " حسن مليح. 1768 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن عِيَاض بن عبد الله بن أبي سرح عَن أبي سعيد قَالَ: " كُنَّا نخرج زَكَاة الْفطر صَاعا من طعامٍ، أَو صَاعا من شعير، أَو صَاعا من تمرٍ، أَو صَاعا من أقطٍ، أَو صَاعا من زبيب " زَاد فِي رِوَايَة سُفْيَان عَن زيد ابْن أسلم عَن عِيَاض عَنهُ: فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَة، وَجَاءَت السمراء، قَالَ: أرى مدا من هَذَا يعدل مَدين. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن ميسرَة عَن زيد: كُنَّا نخرج فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفطر صَاعا من طَعَام. قَالَ أَبُو سعيد: وَكَانَ طعامنا الشّعير وَالزَّبِيب والأقط وَالتَّمْر. الحديث: 1767 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 قَالَ قبيصَة فِي رِوَايَته عَن سُفْيَان عَن زيد عَن عِيَاض عَن أبي سعيد: كُنَّا نطعم الصَّدَقَة صَاعا من شعير، لم يزدْ. وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن عِيَاض عَنهُ: كُنَّا نخرج زَكَاة الْفطر وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِينَا، عَن كل صَغِير وكبير، حرٍّ ومملوك، من ثَلَاثَة أَصْنَاف، صَاعا من تمرٍ، صَاعا من أقط، صَاعا من شعير. فَلم نزل نخرجهُ حَتَّى كَانَ مُعَاوِيَة، فَرَأى أَن مَدين من برٍّ تعدل صَاعا من تمر. قَالَ أَبُو سعيد: أما أَنا فَلَا أَزَال أخرجه كَذَلِك. وَفِي رِوَايَة دَاوُد بن قيس عَن عِيَاض عَنهُ قَالَ: فَأَما أَنا فَلَا أَزَال أخرجه كَمَا كنت أخرجه، مَا عِشْت. 1769 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن عِيَاض بن عبد الله من رِوَايَة زيد بن أسلم عَنهُ عَن أبي سعيد قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخرج يَوْم الْفطر والأضحى إِلَى الْمصلى، وَأول شيءٍ يبْدَأ بِهِ الصَّلَاة، ثمَّ ينْصَرف فَيقوم مُقَابل النَّاس، وَالنَّاس جلوسٌ على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم وَيَأْمُرهُمْ، وَإِن كَانَ يُرِيد أَن يقطع بعثاً، أَو يَأْمر بشيءٍ أَمر بِهِ، ثمَّ ينْصَرف. قَالَ أَبُو سعيد: فَلم يزل النَّاس على ذَلِك، حَتَّى خرجت مَعَ مَرْوَان - وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة - فِي أضحى أَو فطر، فَلَمَّا أَتَيْنَا الْمصلى، إِذا منبرٌ قد بناه كثير بن الصَّلْت، فَإِذا مَرْوَان يُرِيد أَن يرتقيه قبل أَن يُصَلِّي، فجبذت بِثَوْبِهِ، فجبذني وارتفع، فَخَطب قبل الصَّلَاة. فَقلت لَهُ: غيرتم وَالله، فَقَالَ: أَبَا سعيد، ذهب مَا تعلم. فَقلت: مَا أعلم - وَالله - خيرٌ مِمَّا لَا أعلم. فَقَالَ لي: إِن النَّاس لم يَكُونُوا يَجْلِسُونَ لنا بعد الصَّلَاة، فجعلتها قبل الصَّلَاة. وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث دَاوُد بن قيس عَن عِيَاض عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يخرج يَوْم الْأَضْحَى وَيَوْم الْفطر، فَيبْدَأ بِالصَّلَاةِ، فَإِذا صلى صلَاته قَامَ فَأقبل على النَّاس وهم جلوسٌ فِي مصلاهم، فَإِن كَانَت لَهُ حَاجَة ببعثٍ ذكره الحديث: 1769 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 للنَّاس، أَو حَاجَة بِغَيْر ذَلِك أَمرهم بهَا. وَكَانَ يَقُول: " تصدقوا، تصدقوا، تصدقوا " فَكَانَ أَكثر من يتَصَدَّق النِّسَاء، ثمَّ ينْصَرف، فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى كَانَ مَرْوَان بن الحكم، فَخرجت مخاصراً مَرْوَان حَتَّى أَتَيْنَا الْمصلى، فَإِذا كثير بن الصَّلْت قد بنى منبراً من طينٍ ولبنٍ، وَإِذا مَرْوَان يُنَازعنِي بِيَدِهِ كَأَنَّهُ يجْرِي نَحْو الْمِنْبَر وَأَنا أجره نَحْو الصَّلَاة. فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك قلت: أَيْن الِابْتِدَاء بِالصَّلَاةِ؟ قَالَ: لَا يَا أَبَا سعيد، قد ترك مَا تعلم. قلت: كلا، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تأتون بِخَير مِمَّا أعلم - ثَلَاث مَرَّات - ثمَّ انْصَرف. وَأَخْرَجَا طرفا مِنْهُ من رِوَايَة زيد بن أسلم عَن عِيَاض، إِلَّا أَن مُسلما لم يذكر لَفظه، وأدرجه على مَا قبله، وَذكر البُخَارِيّ لَفظه: أَن أَبَا سعيد قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أضحى أَو فطر إِلَى الْمصلى، فَمر على النِّسَاء فَقَالَ: " يَا معشر النِّسَاء تصدقن، فَإِنِّي أريتكن أَكثر أهل النَّار " فَقُلْنَ: لم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " تكثرن اللَّعْن، وتكفرن العشير، مَا رَأَيْت من ناقصات عقلٍ ودينٍ أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن " قُلْنَ: وَمَا نُقْصَان عقلنا وَدِيننَا يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " أَلَيْسَ شَهَادَة الْمَرْأَة مثل نصف شَهَادَة الرجل؟ " قُلْنَ: بلَى. قَالَ: " أَلَيْسَ إِذا حَاضَت لم تصل وَلم تصم؟ " قُلْنَ: بلَى. قَالَ: " فَذَلِك من نُقْصَان دينهَا ". وَقد أعَاد البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ، وَهُوَ: أَلَيْسَ إِذا حَاضَت لم تصل وَلم تصم؟ فَذَلِك من نُقْصَان دينهَا ". هَذَا هُوَ الَّذِي اتفقَا عَلَيْهِ عَن عِيَاض من الرِّوَايَتَيْنِ عَنهُ، إِلَّا مَا يتَكَرَّر بعض مَعْنَاهُ فِيمَا يَأْتِي الْآن، وكل مَا أخرجه البُخَارِيّ من هَذَا الحَدِيث فِيمَا تقدم، وَفِيمَا يَأْتِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 الْآن مِنْهُ فَهُوَ عِنْده كُله بِإِسْنَاد وَاحِد إِلَى زيد بن أسلم عَن عِيَاض، فرقه فِي مَوَاضِع من كِتَابه. وَمن ذَلِك فِي كتاب " الزَّكَاة " أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أضحى أَو فطر إِلَى الْمصلى، ثمَّ انْصَرف فوعظ النَّاس، فَأَمرهمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ: أَيهَا النَّاس، تصدقوا " ثمَّ ذكر قَوْله للنِّسَاء بِنَحْوِ مَا تقدم، وَزَاد: قَالَ: فَلَمَّا صَار إِلَى منزله جَاءَت زَيْنَب امْرَأَة ابْن مَسْعُود تستأذن عَلَيْهِ، فَقيل لَهُ: يَا رَسُول الله، هَذِه زَيْنَب. قَالَ: " أَي الزيانب؟ " فَقيل: امْرَأَة ابْن مَسْعُود. فَقَالَ: " نعم، ائذنوا لَهَا، فَأذن لَهَا، فَقَالَت: يَا نَبِي الله، إِنَّك أمرت الْيَوْم بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حليٌّ لي، فَأَرَدْت أَن أَتصدق بِهِ، فَزعم ابْن مَسْعُود أَنه وَولده أَحَق من تَصَدَّقت بِهِ عَلَيْهِم. فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صدق ابْن مَسْعُود، زَوجك وولدك أَحَق من تَصَدَّقت بِهِ عَلَيْهِم ". وَهَذِه الزِّيَادَة فِي أَمر زَيْنَب لَيست عِنْد مُسلم أصلا فِي حَدِيث عِيَاض من الطَّرِيقَيْنِ، وَلَا فِيمَا أدرجه عَلَيْهِ، وَهُوَ مِمَّا انْفَرد بِهِ البُخَارِيّ، وَلم يبين ذَلِك أَبُو مَسْعُود، وَهُوَ حكم قَائِم بِنَفسِهِ، كاملٌ منفصلٌ مِمَّا قبله. 1770 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر عِنْده عَمه، فَقَالَ: " لَعَلَّه تَنْفَعهُ شَفَاعَتِي يَوْم الْقِيَامَة، فَيجْعَل فِي ضحضاحٍ من النَّار يبلغ كعبيه، يغلي مِنْهُ دماغه ". وَفِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم وَعبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي: يغلي مِنْهُ أم دماغه ". 1771 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " من صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيل الله بعد الله وَجهه عَن النَّار سبعين خَرِيفًا ". الحديث: 1770 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 1772 - الْأَرْبَعُونَ: عَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب الْجواد الْمُضمر السَّرِيع مائَة عامٍ، مَا يقطعهَا ". أخرجه جَمِيعًا مُتَّصِلا بحديثٍ لسهل بن سعد السَّاعِدِيّ فِي هَذَا الْمَعْنى، هُوَ مَذْكُور هُنَالك. 1773 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد عَن أبي سعيد قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمُزَابَنَة والمحاقلة. والمزابنة: اشْتِرَاء التَّمْر فِي رُؤُوس النّخل. زَاد ابْن وهب فِي رِوَايَته: والمحاقلة: كِرَاء الأَرْض. وَلم يخرجَاهُ إِلَّا من حَدِيث مَالك عَن دَاوُد بن الْحصين عَن أبي سُفْيَان. وَلَيْسَ لأبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد عَن أبي سعيد فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 1774 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ من رِوَايَة معبد بن سِيرِين عَنهُ قَالَ: كُنَّا فِي مسيرٍ لنا، فنزلنا منزلا، فَجَاءَت جاريةٌ فَقَالَت: إِن سيد الْحَيّ سليمٌ، وَإِن نفرنا غيبٌ، فَهَل مِنْكُم راقٍ؟ فَقَامَ مَعهَا رجلٌ، مَا كُنَّا نأبنه برقيةٍ، فرقاه فبرأ، فَأمر لَهُ بِثَلَاثِينَ شَاة وَسَقَانَا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ: أَكنت تحسن رقية، أَو كنت ترقي؟ قَالَ: لَا، مَا رقيت إِلَّا بِأم الْكتاب. قُلْنَا: لَا تحدثُوا شَيْئا حَتَّى نأتي - أَو نسْأَل - رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة ذَكرْنَاهُ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: " وَمَا كَانَ يدريه أَنَّهَا رقية؟ اقسموا واضربوا لي بِسَهْم ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي المتَوَكل عَليّ بن دَاوُد النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: انْطلق نفرٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرة سافروها، حَتَّى نزلُوا على حيٍّ من الحديث: 1772 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 أَحيَاء الْعَرَب، فاستضافوهم، فَأَبَوا أَن يضيفوهم، فلدغ سيد ذَلِك الْحَيّ، فسعوا لَهُ بِكُل شيءٍ، لَا يَنْفَعهُ شيءٌ، فَقَالَ بَعضهم: لَو أتيتم هَؤُلَاءِ الرَّهْط الَّذين نزلُوا، لَعَلَّهُم أَن يكون عِنْدهم بعض شيءٍ، فأتوهم، قَالُوا: " يأيها الرَّهْط، إِن سيدنَا لدغ، وسعينا لَهُ بِكُل شيءٍ لَا يَنْفَعهُ، فَهَل عِنْد أحدٍ مِنْكُم من شيءٍ؟ قَالَ بَعضهم: إِنِّي وَالله لأرقي، وَلَكِن وَالله لقد استضفناكم فَلم تضيفونا، فَمَا أَنا براق لكم حَتَّى تجْعَلُوا لنا جعلا. فصالحوهم على قطيع من الْغنم، فَانْطَلق يتفل عَلَيْهِ وَيقْرَأ {الْحَمد لله رب الْعَالمين} [سُورَة الْفَاتِحَة] ، فَكَأَنَّمَا نشط من عقالٍ، فَانْطَلق يمشي وَمَا بِهِ قلبةٌ. قَالَ: فأوفوهم جعلهم الَّذِي صالحوهم عَلَيْهِ. وَقَالَ بَعضهم: اقتسموا. فَقَالَ الَّذِي رقى: لَا تَفعلُوا حَتَّى نأتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَذْكُر لَهُ الَّذِي كَانَ، فَنَنْظُر الَّذِي يَأْمُرنَا. فقدموا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكرُوا لَهُ، فَقَالَ: " وَمَا يدْريك أَنَّهَا رقية؟ " ثمَّ قَالَ: " قد أصبْتُم، اقسموا واضربوا لي مَعكُمْ سَهْما " وَضحك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن أبي النُّعْمَان وَهُوَ أتم. وَفِي حَدِيث شُعْبَة: فَجعل يقْرَأ بِأم الْقُرْآن، وَيجمع بزاقه ويتفل، فبرأ الرجل. 1775 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَهَار عقبَة بن عبد الغافر العوذي عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن رجلا كَانَ قبلكُمْ، رغسه الله مَالا، فَقَالَ لِبَنِيهِ لما حضر: أَي أبٍ كنت لكم؟ قَالُوا: خير أَب، قَالَ: فَإِنِّي لم أعمل خيرا قطّ، فَإِذا مت فأحرقوني، ثمَّ اسحقوني، ثمَّ ذروني فِي يَوْم عاصفٍ. فَفَعَلُوا، فَجَمعه الله فَقَالَ: مَا حملك؟ فَقَالَ: مخافتك. فَتَلقاهُ برحمته ". الحديث: 1775 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 وَفِي حَدِيث عبد الله بن أبي الْأسود عَن مُعْتَمر نَحوه، وَفِيه: فَإِنَّهُ لم يبتئر عِنْد الله خيرا، وَإِن يقدر الله عَلَيْهِ يعذبه. فسر قَتَادَة قَوْله: لم يبتئر: لم يدّخر. قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة: مَا امتأر عِنْد الله خيرا، بِالْمِيم. 1776 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عبد الله بن عتبَة، وَمِنْهُم من يَقُول: عبد الله بن أبي عتبَة، مولى أنس عَن أبي سعيد قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَشد حَيَاء من الْعَذْرَاء فِي خدرها، وَإِذا كره شَيْئا عرف فِي وَجهه. 1777 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي الصّديق، بكر بن عَمْرو النَّاجِي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَانَ فِيمَن كَانَ قبلكُمْ رجلٌ قتل تِسْعَة وَتِسْعين نفسا، فَسَأَلَ عَن أعلم أهل الأَرْض، فَدلَّ على رَاهِب، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّه قتل تِسْعَة وَتِسْعين نفسا، فَهَل لَهُ من تَوْبَة؟ فَقَالَ: لَا،. فَقتله، فكمل بِهِ مائَة. ثمَّ سَأَلَ عَن أعلم أهل الأَرْض، فَدلَّ على عالمٍ، فَقَالَ: إِنَّه قتل مائَة نفسٍ، فَهَل لَهُ من تَوْبَة؟ فَقَالَ: نعم، وَمن يحول بَينه وَبَين التَّوْبَة؟ انْطلق إِلَى أَرض كَذَا وَكَذَا، فَإِن بهَا أُنَاسًا يعْبدُونَ الله، فاعبد الله مَعَهم، وَلَا ترجع إِلَى أَرْضك، فَإِنَّهَا أَرض سوء. فَانْطَلق حَتَّى إِذا نصف الطَّرِيق أَتَاهُ الْمَوْت، فاختصمت فِيهِ مَلَائِكَة الرَّحْمَة وملائكة الْعَذَاب: فَقَالَت مَلَائِكَة الرَّحْمَة: جَاءَ تَائِبًا مُقبلا بِقَلْبِه إِلَى الله. وَقَالَت مَلَائِكَة الْعَذَاب: إِنَّه لم يعْمل خيرا قطّ. فَأَتَاهُم ملكٌ فِي صُورَة آدَمِيّ، فجعلوه بَينهم، فَقَالَ: " قيسوا مَا بَين الْأَرْضين، فَإلَى أَيَّتهمَا كَانَ أدنى فَهُوَ لَهُ، فقاسوا، فوجدوه أدنى إِلَى الأَرْض الَّتِي أَرَادَ، فقبضته مَلَائِكَة الرَّحْمَة " لفظ حَدِيث هِشَام الدستوَائي، وَهُوَ أتم. الحديث: 1776 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة نَحوه، وَفِيه: " فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الطَّرِيق أدْركهُ الْمَوْت، فنَاء بصدره نَحْوهَا. وَفِيه: فَكَانَ إِلَى الْقرْيَة الصَّالِحَة أقرب مِنْهَا بشبر، فَجعل من أَهلهَا ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن أبي عدي عَن شُعْبَة نَحوه، وَزَاد: " فَأوحى الله إِلَى هَذِه أَن تباعدي وَإِلَى هَذِه أَن تقربي، وَقَالَ: قيسوا مَا بَينهمَا، فَوجدَ: إِلَى هَذِه أقرب بشبر، فغفر لَهُ ". 1778 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي المتَوَكل النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن أخي اسْتطْلقَ بَطْنه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اسْقِهِ عسلاً " فَسَقَاهُ، ثمَّ جَاءَهُ فَقَالَ: إِنِّي سقيته عسلاً وَلم يزده إِلَّا اسْتِطْلَاقًا. فَقَالَ لَهُ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ جَاءَ الرَّابِعَة فَقَالَ: " اسْقِهِ عسلاً " فَقَالَ: لقد سقيته فَلم يزده إِلَّا اسْتِطْلَاقًا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " صدق الله، وَكذب بطن أَخِيك " فَسَقَاهُ فبرأ. وَفِي حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة: أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِن أخي عرب. قَالَ: اسْقِهِ عسلاً، ثمَّ ذكر نَحوه وَمَعْنَاهُ. الحديث: 1778 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 457 أَفْرَاد البُخَارِيّ 1779 - الأول: عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا اسْتخْلف من خَليفَة " - قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: زَاد بَعضهم: " مَا بعث الله من نبيٍّ " - إِلَّا لَهُ بطانتان: بطانة تَأمره بِالْخَيرِ وتحضه عَلَيْهِ، وبطانةٌ تَأمره بِالشَّرِّ وتحضه عَلَيْهِ، والمعصوم من عصم الله عز وَجل ". 1780 - الثَّانِي: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبردوا بِالظّهْرِ؛ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم ". 1781 - الثَّالِث: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَجِيء نوحٌ وَأمته فَيَقُول الله تَعَالَى: هَل بلغت؟ فَيَقُول: نعم، أَي وَرب، فَيَقُول لأمته: " هَل بَلغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: لَا، مَا جَاءَنَا من نَبِي، فَيَقُول لنوح: من يشْهد لَك؟ فَيَقُول: مُحَمَّد وَأمته. فَيشْهد أَنه قد بلغ وَهُوَ قَوْله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمة وسطا لِتَكُونُوا شُهَدَاء على النَّاس} [سُورَة الْبَقَرَة] . 1782 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " صَلَاة الْجَمَاعَة تفضل صَلَاة الْفَذ بخمسٍ وَعشْرين دَرَجَة ". 1783 - الْخَامِس: عَن عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله، هَذَا السَّلَام عَلَيْك، فَكيف نصلي عَلَيْك؟ قَالَ: " قُولُوا: اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك، كَمَا صليت على آل إِبْرَاهِيم، وَبَارك على محمدٍ وَآل محمدٍ، كَمَا باركت على إِبْرَاهِيم وَآل إِبْرَاهِيم ". 1784 - السَّادِس: عَن عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الحديث: 1779 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 " إِذا رأى أحدكُم الرُّؤْيَا يُحِبهَا فَإِنَّهَا من الله، فليحمد الله عَلَيْهَا، وليحدث بهَا، وَإِذا رأى غير ذَلِك مِمَّا يكره فَإِنَّمَا هِيَ من الشَّيْطَان، فليستعذ بِاللَّه من شَرها، وَلَا يذكرهَا لأحدٍ، فَإِنَّهَا لن تضره ". 1785 - السَّابِع: عَن عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد أَن سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جزءٌ من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". 1786 - الثَّامِن: عَن عبد الله خباب عَن أبي سعيد أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من رَآنِي فقد رأى الْحق، فَإِن الشَّيْطَان لَا يتكونني ". 1787 - التَّاسِع: عَن عبد الله بن أبي عتبَة مولى أنس عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ليحجن الْبَيْت، وليعتمرن بعد خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج " قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أبان وَعمْرَان عَن قَتَادَة، وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن شُعْبَة: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا يحجّ الْبَيْت ". قَالَ البُخَارِيّ: وَالْأول أَكثر. 1788 - الْعَاشِر: عَن أبي المتَوَكل النَّاجِي عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يخلص الْمُؤْمِنُونَ من النَّار، فيحبسون على قنطرة بَين الْجنَّة وَالنَّار، فيقتص لبَعْضهِم من بعضٍ، مظالم كَانَت بَينهم فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذا هذبوا ونقوا أذن لَهُم فِي دُخُول الْجنَّة، فوالذي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لأَحَدهم أهْدى بمنزله فِي الْجنَّة بمنزله كَانَ فِي الدُّنْيَا ". 1789 - الْحَادِي عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة عَن أَبِيه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رجلا سمع رجلا يقْرَأ: {قل هُوَ الله أحد} ، يُرَدِّدهَا، فَلَمَّا أصبح جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر ذَلِك لَهُ - وَكَأن الرجل يتقللها - فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لتعدل ثلث الْقُرْآن ". الحديث: 1785 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 قَالَ البُخَارِيّ: زَاد إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن مَالك عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي سعيد قَالَ: أَخْبرنِي أخي قَتَادَة بن النُّعْمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. . وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث إِبْرَاهِيم، وَالضَّحَّاك المشرقي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه: " أَيعْجزُ أحدكُم أَن يقْرَأ بِثلث الْقُرْآن فِي لَيْلَة؟ " فشق ذَلِك عَلَيْهِم وَقَالُوا: أَيّنَا يُطيق ذَلِك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: " الله أحد الله الصَّمد) ، ثلث الْقُرْآن ". كَذَا وَقع فِي كتاب البُخَارِيّ: إِبْرَاهِيم وَالضَّحَّاك عَن أبي سعيد. وَإِبْرَاهِيم عَن أبي سعيد مرسلٌ، لِأَنَّهُ لم يلقه، وَالضَّحَّاك المشرقي عَنهُ مُسْند. وَهَذَا الْمَعْنى مَذْكُور عِنْد البُخَارِيّ فِي بعض النّسخ. 1790 - الثَّانِي عشر: عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي صعصعة أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ لَهُ: " إِنِّي أَرَاك تحب الْغنم والبادية، فَإِذا كنت فِي غنمك أَو باديتك، فَأَذنت بِالصَّلَاةِ فارفع صَوْتك بالنداء، فَإِنَّهُ لَا يسمع مدى صَوت الْمُؤَذّن جنٌّ وَلَا إنسٌ وَلَا شيءٌ إِلَّا شهد لَهُ يَوْم الْقِيَامَة ". قَالَ أَبُو سعيد: سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلم يُخرجهُ فِي هَذِه التَّرْجَمَة إِلَّا من حَدِيث مَالك بن أنس. 1791 - الثَّالِث عشر: عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يُوشك أَن يكون خير مَال الْمُسلم غنمٌ يتبع بهَا شعف الْجبَال ومواقع الْقطر، يفر بِدِينِهِ من الْفِتَن ". 1792 - الرَّابِع عشر: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا وضعت الْجِنَازَة واحتملها الرِّجَال على أَعْنَاقهم، فَإِن كَانَت الحديث: 1790 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 صَالِحَة قَالَت: قدموني، وَإِن كَانَت غير صالحةٍ قَالَت: يَا وَيْلَهَا، أَيْن يذهبون بهَا، يسمع صَوتهَا كل شيءٍ إِلَّا الْإِنْسَان، وَلَو سَمعه صعق ". 1793 - الْخَامِس عشر: عَن فليح عَن سعيد بن الْحَارِث بن الْمُعَلَّى قَالَ: صلى لنا أَبُو سعيد فجهر بِالتَّكْبِيرِ حِين رفع رَأسه من السُّجُود، وَحين سجد، وَحين رفع، وَحين قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. لم يزدْ. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني بأكمل من هَذَا من حَدِيث فليح عَن سعيد بن الْحَارِث قَالَ: اشْتَكَى أَبُو هُرَيْرَة أَو غَابَ، فصلى لنا أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ، فجهر بِالتَّكْبِيرِ حِين افْتتح، وَحين ركع، وَحين قَالَ: سمع الله لمن حَمده، وَحين رفع رَأسه من السُّجُود، وَحين سجد، وَحين رفع، وَحين قَامَ من الرَّكْعَتَيْنِ، حَتَّى قضى صلَاته على ذَلِك. فَقيل لَهُ: إِن النَّاس قد اخْتلفُوا فِي صَلَاتك، فَخرج فَقَامَ على الْمِنْبَر فَقَالَ: وَالله مَا أُبَالِي اخْتلفت صَلَاتكُمْ أَو لم تخْتَلف، هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي. وَقد أخرجه أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ على ذَلِك. وَهُوَ فِي مُسْند أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل على هَذَا. 1794 - السَّادِس عشر: عَن عِكْرِمَة من رِوَايَة خَالِد الْحذاء عَنهُ: قَالَ لي ابْن عَبَّاس ولابنه عليٍّ: انْطَلقَا إِلَى أبي سعيد فاسمعا من حَدِيثه. فَانْطَلَقْنَا، فَإِذا هُوَ فِي حائطٍ يصلحه، فَأخذ رِدَاءَهُ فاحتبى، ثمَّ أنشأ يحدثنا حَتَّى أَتَى على ذكر بِنَاء الْمَسْجِد فَقَالَ: كُنَّا نحمل لبنةً لبنةً، وعمارٌ لبنتين لبنتين، فَرَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجعل ينفض التُّرَاب عَنهُ وَيَقُول: " وَيْح عمارٍ، يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة ويدعونه إِلَى النَّار " قَالَ: يَقُول عمار: أعوذ بِاللَّه من الْفِتَن. وَفِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب عَن خَالِد عَن عِكْرِمَة: أَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَهُ ولعلي بن الحديث: 1793 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 عبد الله: ائتيا أَبَا سعيدٍ فاسمعا من حَدِيثه. قَالَ: فأتيناه وَهُوَ وَأَخُوهُ فِي حَائِط لَهما، فَلَمَّا رآنا جَاءَنَا، فاحتبى وَجلسَ. وَقَالَ: كُنَّا ننقل لبن الْمَسْجِد لبنةً لبنةً، وَكَانَ عمار ينْقل لبنتين لبنتين فَمر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمسح عَن رَأسه الْغُبَار وَقَالَ: وَيْح عمارٍ، يَدعُوهُم إِلَى الله ويدعونه إِلَى النَّار " أعوذ بِاللَّه من الْفِتَن. فِي هَذَا الحَدِيث زِيَادَة مَشْهُورَة لم يذكرهَا البُخَارِيّ أصلا فِي طريقي هَذَا الحَدِيث، ولعلها لم تقع إِلَيْهِ فيهمَا، أَو وَقعت فحذفها لغرضٍ قَصده فِي ذَلِك. وأخرجها أَبُو بكر البرقاني، وَأَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ قبله، وَفِي هَذَا الحَدِيث عِنْدهمَا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَيْح عمارٍ، تقتله الفئة الباغية، يَدعُوهُم إِلَى الْجنَّة ويدعونه إِلَى النَّار ". قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي من كِتَابه: لم يذكر البُخَارِيّ هَذِه الزِّيَادَة، وَهِي فِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار، وخَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ، وَيزِيد بن زُرَيْع، ومحبوب بن الْحسن، وَشعْبَة، كلهم عَن خَالِد الْحذاء. وَرَوَاهُ إِسْحَاق بن عبد الْوَهَّاب هَكَذَا. وَأما حَدِيث عبد الْوَهَّاب الَّذِي أخرجه البُخَارِيّ دون هَذِه الزِّيَادَة فَلم يَقع إِلَيْنَا من غير حَدِيث البُخَارِيّ. هَذَا آخر معنى مَا قَالَه أَبُو مَسْعُود. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 أَفْرَاد مُسلم 1795 - الحَدِيث الأول: عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه دخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فرأيته يُصَلِّي على حصيرٍ يسْجد عَلَيْهِ، قَالَ: ورأيته يصلى فِي ثوب واحدٍ متوشحاً بِهِ. 1796 - الثَّانِي: عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أبي سعيد: قَالَ: دخلت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت بعض نِسَائِهِ، فَقلت: يَا رَسُول الله، أَي المسجدين الَّذِي أسس على التَّقْوَى؟ قَالَ: فَأخذ كفا من حَصْبَاء، فَضرب بِهِ الأَرْض ثمَّ قَالَ: " هُوَ مَسْجِدكُمْ هَذَا " الْمَدِينَة. 1797 - الثَّالِث: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد قَالَ: " إِذا شكّ أحدكُم فِي صلَاته فَلم يدر كم صلى: ثَلَاثًا أم أَرْبعا، فليطرح الشَّك وليبن على مَا استيقن، ثمَّ يسْجد سَجْدَتَيْنِ قبل أَن يسلم، فَإِن كَانَ صلى جَمِيعًا شفعن لَهُ صلَاته، وَإِن كَانَ صلى إتماماً لأَرْبَع كَانَتَا ترغيماً للشَّيْطَان. 1798 - الرَّابِع: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تكْتبُوا عني، وَمن كتب عني غير الْقُرْآن فليمحه. وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج - وَمن كذب عَليّ - قَالَ همام: أَحْسبهُ قَالَ: مُتَعَمدا - فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ". 1799 - الْخَامِس: عَن يحيى بن عمَارَة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لقنوا مَوْتَاكُم: لَا إِلَه إِلَّا الله ". 1800 - السَّادِس: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يبغض الحديث: 1795 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 463 الْأَنْصَار رجلٌ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ". 1801 - السَّابِع: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " مثلي وَمثل النَّبِيين كَمثل رجلٍ بنى دَارا وأتمها إِلَّا لبنةً فَجئْت أَنا فأتتمت تِلْكَ اللبنة ". أدرجه مُسلم على حَدِيث قبله عَن أبي هُرَيْرَة فِي هَذَا الْمَعْنى، وَلم يذكر من حَدِيث أبي سعيد بعد الْإِسْنَاد إِلَّا قَوْله: " مثلي وَمثل النَّبِيين. . " ثمَّ قَالَ: فَذكر نَحوه. وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة أتم من هَذَا وأزيد لفظا وَمعنى. وَالَّذِي ذكرنَا هُوَ متن حَدِيث أبي سعيد، بَين ذَلِك أَبُو بكر البرقاني وَأَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي. 1802 - الثَّامِن: عَن أبي صَالح عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " احتجت الْجنَّة وَالنَّار، فَقَالَت النَّار: فِي الجبارون والمتكبرون. وَقَالَت الْجنَّة: فِي ضعفاء النَّاس ومساكينهم. فَقضى بَينهمَا: أَنَّك الْجنَّة رَحْمَتي، أرْحم بك من أَشَاء، وَأَنَّك النَّار عَذَابي، أعذب بك من أَشَاء، ولكليكما عَليّ ملؤُهَا " لم يزدْ. أدرجه أَيْضا مسلمٌ على حَدِيث قبله لأبي هُرَيْرَة فِي نَحْو مَعْنَاهُ، وَلم يذكر من أَوله إِلَّا قَوْله: احتجت الْجنَّة وَالنَّار " فَقَط. وَهَذَا الَّذِي أوردنا هُوَ لفظ حَدِيث أبي سعيد على مَا بَينه أَبُو بكر البرقاني وَأَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي. 1803 - التَّاسِع: عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَو عَن أبي سعيد - شكٍّ الْأَعْمَش الرَّاوِي عَن أبي صَالح - قَالَ: لما كَانَ يَوْم غَزْوَة تَبُوك، أصَاب النَّاس مجاعةٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، لَو أَذِنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " افعلوا ". فجَاء عمر فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن فعلت قل الظّهْر، وَلَكِن ادعهم بِفضل أَزْوَادهم، ثمَّ ادْع الله لَهُم عَلَيْهَا بِالْبركَةِ، لَعَلَّ الله أَن يَجْعَل فِي ذَلِك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم ". قَالَ: فَدَعَا بنطع فبسطه، ثمَّ دَعَا بِفضل الحديث: 1801 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 464 أَزْوَادهم، قَالَ: فَجعل الرجل يَجِيء بكف ذرةٍ، قَالَ: وَيَجِيء الآخر بكف تمرٍ، وَيَجِيء الآخر بكسرةٍ، حَتَّى اجْتمع على النطع من ذَلِك شَيْء يسير، قَالَ: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبركَةِ، ثمَّ قَالَ: " خُذُوا فِي أوعيتكم " قَالَ: فَأخذُوا فِي أوعيتهم حَتَّى مَا تركُوا فِي الْعَسْكَر وعَاء إِلَّا ملأوه. قَالَ: وأكلوا حَتَّى شَبِعُوا، وفضلت فضلَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله، لَا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاكٍّ فيحجب عَن الْجنَّة ". 1804 - الْعَاشِر: عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن الله يَقُول: إِن الصَّوْم لي وَأَنا أجزي بِهِ، إِن للصَّائِم فرحتين: إِذا أفطر فَرح، وَإِذا لَقِي الله عز وَجل فجزاه فَرح. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ". 1805 - الْحَادِي عشر: عَن عِيَاض بن عبد الله عَن أبي سعيد قَالَ: أُصِيب رجلٌ فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثمارٍ ابتاعها، فَكثر دينه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تصدقوا عَلَيْهِ " فَلم يبلغ ذَلِك وَفَاء دينه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لغرمائه: " خُذُوا مَا وجدْتُم، وَلَيْسَ لكم إِلَّا ذَلِك ". 1806 - الثَّانِي عشر: عَن عبد الله بن خباب أَن أَبَا سعيد حَدثهُ: أَن أسيد بن حضير بَيْنَمَا هُوَ لَيْلَة يقْرَأ فِي مربده، إِذْ جالت فرسه، فَقَرَأَ، ثمَّ جالت أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثمَّ جالت أَيْضا. قَالَ أسيدٌ: فَخَشِيت أَن تطَأ يحيى، فَقُمْت إِلَيْهَا، فَإِذا مثل الظلة فَوق رَأْسِي، فِيهَا أَمْثَال السرج، عرجت فِي الجو حَتَّى مَا أَرَاهَا. قَالَ: فَغَدَوْت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: يَا رَسُول الله، بَيْنَمَا أَنا البارحة من جَوف اللَّيْل اقْرَأ فِي مربدي، إِذْ جالت فرسي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقْرَأ ابْن حضير " الحديث: 1804 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 قَالَ: فَقَرَأت ثمَّ جالت أُخْرَى. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اقْرَأ ابْن حضير " قَالَ: فَقَرَأت ثمَّ جالت أَيْضا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " " اقْرَأ ابْن حضير " قَالَ: فَانْصَرَفت وَكَانَ يحيى قَرِيبا مِنْهَا، خشيت أَن تطأه، فَرَأَيْت مثل الظلة فِيهَا أَمْثَال السرج، عرجت فِي الجو حَتَّى مَا أَرَاهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تِلْكَ الْمَلَائِكَة كَانَت تستمع لَك، وَلَو قَرَأت لأصبحت يَرَاهَا النَّاس، مَا تستتر مِنْهُم ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْث. . فَذكر بِإِسْنَادِهِ إِلَى أسيد بن حضير. قَالَ: وَقَالَ ابْن الْهَاد: حَدثنِي بِهَذَا عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد عَن أسيد. وَأخرج أَبُو مَسْعُود حَدِيث مُسلم فِي أَفْرَاده من هَذَا الْمسند، وَأخرجه أَيْضا فِي مُسْند أسيد، وَهُوَ عِنْدِي أَحَق بِمُسْنَد أسيد بن حضير، وَأَن يكون مُتَّفقا عَلَيْهِ فِي ذَلِك الْمسند. 1807 - الثَّالِث عشر: عَن عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر على زراعة بصلٍ هُوَ وَأَصْحَابه، فَنزل ناسٌ مِنْهُم فَأَكَلُوا مِنْهُ وَلم يَأْكُل آخَرُونَ، فرحنا إِلَيْهِ، فَدَعَا الَّذين لم يَأْكُلُوا البصل، وَأخر الآخرين حَتَّى ذهب رِيحهَا. هَكَذَا فِي كتاب مُسلم. وَحَكَاهُ أَبُو مَسْعُود بِلَفْظ آخر فِي هَذِه التَّرْجَمَة فَقَالَ: غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر، فمررنا بمبقلةٍ، وَكُنَّا نخرج إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيمسح رؤوسنا وَيَدْعُو لنا، فَلَمَّا رحنا إِلَيْهِ وجد ريح البصل، فَقَالَ: " من أكل من هَذِه الشَّجَرَة فَلَا يقربنا " ثمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُود: رَوَاهُ مُسلم فِي كتاب " الصَّلَاة "، وَذكر الْإِسْنَاد بِعَيْنِه، وَمن كتاب " الصَّلَاة " كتبناه على اللَّفْظ الأول الَّذِي ذَكرْنَاهُ. الحديث: 1807 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة الْعَبْدي عَن أبي سعيد قَالَ: لم نعد أَن فتحت خَيْبَر، فوقعنا أَصْحَاب محمدٍ - فِي تِلْكَ البقلة - الثوم - وَالنَّاس جياعٌ فأكلنا مِنْهَا آكلاً شَدِيدا، ثمَّ رحنا إِلَى الْمَسْجِد، فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرّيح، فَقَالَ: " من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة فَلَا يقربنا فِي الْمَسْجِد " فَقَالَ النَّاس: حرمت، حرمت، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، لَيْسَ بِي تَحْرِيم مَا أحل الله لي، وَلكنهَا شجرةٌ أكره رِيحهَا ". 1808 - الرَّابِع عشر: عَن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الزرقي عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أدنى أهل النَّار عذَابا ينتعل بنعلين من نارٍ، يغلي دماغه من حرارة نَعْلَيْه ". وَهَذَا الْفَصْل مقرون من فصل آخر بِإِسْنَاد وَاحِد، فرقهما مسلمٌ فِي موضِعين، وَأخرج الآخر مدرجاً لم يذكر مِنْهُ إِلَّا طرفا، ثمَّ قَالَ: وسَاق الحَدِيث نَحْو حَدِيث ذكره قبل، وَهُوَ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أدنى أهل الْجنَّة منزلَة رجلٌ صرف الله وَجهه عَن النَّار قبل الْجنَّة، وَمثل لَهُ شَجَرَة ذَات ظلّ فَقَالَ: أَي رب، قدمني إِلَى هَذِه الشَّجَرَة لأَكُون فِي ظلها " إِلَى هُنَا ذكر مُسلم مِنْهُ فَقَط. وَتَمَامه فِي كتاب أبي بكر البرقاني بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور قَالَ: " فَقَالَ الله عز وَجل: هَل عَسَيْت إِن فعلت أَن تَسْأَلنِي غَيره؟ قَالَ: لَا وَعزَّتك، فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، ويمثل لَهُ شَجَرَة ذَات ظلٍّ وثمرٍ أُخْرَى، فَقَالَ: أَي رب، قدمني إِلَى هَذِه الشَّجَرَة أستظل بظلها وآكل من ثَمَرهَا، فَقَالَ لَهُ: هَل عَسَيْت إِن أَعطيتك ذَلِك أَن تَسْأَلنِي غَيره، قَالَ: لَا وَعزَّتك، فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، فيمثل لَهُ شَجَرَة أُخْرَى ذَات ظلٍّ وثمر وَمَاء، فَيَقُول: أَي رب، قدمني إِلَى هَذِه الشَّجَرَة فَأَكُون فِي ظلها وآكل من ثَمَرهَا وأشرب الحديث: 1808 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 من مَائِهَا. فَيَقُول: هَل عَسَيْت إِن فعلت ذَلِك أَن تَسْأَلنِي غَيره؟ قَالَ: لَا وَعزَّتك لَا أَسأَلك غَيره. فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، فَتبرز لَهُ الْجنَّة، فَيَقُول: أَي رب، قدمني إِلَى بَاب الْجنَّة فَأَكُون نجاف الْجنَّة ". وَفِي رِوَايَة ابْن حَنْبَل " فَأَكُون تَحت نجاف الْجنَّة أنظر إِلَى أَهلهَا، فَيقدمهُ الله إِلَيْهَا، فَيرى أهل الْجنَّة وَمَا فِيهَا فَيَقُول: أَي رب، أدخلني الْجنَّة، فيدخله الْجنَّة، فَإِذا أَدخل الْجنَّة قَالَ: هَذَا لي؟ فَيَقُول الله لَهُ: تمن. قَالَ: فيتمنى - ويذكره الله: سل كَذَا وَكَذَا، فَإِذا انْقَطَعت لَهُ الْأَمَانِي قَالَ الله: هُوَ لَك وَعشرَة أَمْثَاله. قَالَ: ثمَّ يدْخل بَيته، فَيدْخل عَلَيْهِ زوجتاه من الْحور الْعين، فَيَقُولَانِ: الْحَمد لله الَّذِي أحياك لنا، وَأَحْيَانا لَك، فَيَقُول: مَا أعطي أحدٌ مثل مَا أَعْطَيْت ". هَذَا آخر هَذَا الْفَصْل، ويتصل بِهِ هَا هُنَا فِي الرِّوَايَة عِنْد أبي بكر البرقاني الْفَصْل الْأَخير فِي أدنى أهل النَّار عذَابا بِنَحْوِ مَا قدمنَا. 1809 - الْخَامِس عشر: عَن قزعة بن يحيى عَن أبي سعيد قَالَ: لقد كَانَت صَلَاة الظّهْر تُقَام، فَيذْهب الذَّاهِب إِلَى البقيع فَيَقْضِي حَاجته، ثمَّ يتَوَضَّأ، ثمَّ يَأْتِي وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرَّكْعَة الأولى، مِمَّا يطولها. هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم فِي كِتَابه. 1810 - السَّادِس عشر: عَن قزعة عَن أبي سعيد قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَالَ: " اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ملْء السَّمَوَات وَالْأَرْض، وملء مَا شِئْت من شيءٍ بعد، أهل الثَّنَاء وَالْمجد، أَحَق مَا قَالَ العَبْد، وكلنَا لَك عبد. اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد ". الحديث: 1809 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 1811 - السَّابِع عشر: عَن قزعة قَالَ: أتيت أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ وَهُوَ مكثورٌ عَلَيْهِ، فَلَمَّا تفرق النَّاس عَنهُ قلت: إِنِّي لَا أَسأَلك عَمَّا يَسْأَلك هَؤُلَاءِ عَنهُ، فَسَأَلته عَن الصَّوْم فِي السّفر فَقَالَ: سافرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى مَكَّة وَنحن صِيَام، قَالَ: فنزلنا منزلا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّكُم قد دنوتم من عَدوكُمْ، وَالْفطر أقوى لكم " فَكَانَت رخصَة، فمنا من صَامَ، وَمنا من أفطر. ثمَّ نزلنَا منزلا آخر فَقَالَ: " إِنَّكُم مصبحو عَدوكُمْ، وَالْفطر أقوى لكم فأفطروا " وَكَانَت عَزمَة، فأفطرنا، ثمَّ لقد رَأَيْتنَا نَصُوم مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك فِي السّفر. وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لسِتَّة عشرَة مَضَت من رَمَضَان، فمنا من صَامَ وَمنا من أفطر، فَلم يعب الصَّائِم على الْمُفطر وَلَا الْمُفطر على الصَّائِم. 1812 - الثَّامِن عشر: عَن أبي الصّديق النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: كُنَّا نحزر قيام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الظّهْر وَالْعصر، فحزرنا قِيَامه فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من الظّهْر قدر {الم} [سُورَة السَّجْدَة] ، وحزرنا قِيَامه فِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر النّصْف من ذَلِك، وحزرنا قِيَامه فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين من الْعَصْر على قدر قِيَامه فِي الْأُخْرَيَيْنِ من الظّهْر وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ من الْعَصْر على النّصْف من ذَلِك. وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة: قدر ثَلَاثِينَ آيَة، بدل قَوْله: {الم تَنْزِيل} وَكَذَا فِي رِوَايَة شَيبَان بن فروخ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقْرَأ فِي صَلَاة الظّهْر فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين، فِي كل رَكْعَة قدر ثَلَاثِينَ آيَة، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر قِرَاءَة خمس عشرَة آيَة، أَو قَالَ: نصف ذَلِك. وَفِي الْعَصْر: فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَوليين فِي كل رَكْعَة قدر قِرَاءَة خمس عشرَة آيَة، وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ قدر نصف ذَلِك. الحديث: 1811 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 1813 - التَّاسِع عشر: عَن أبي المتَوَكل عَليّ بن دَاوُد النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِذا أَتَى أحدكُم أَهله ثمَّ اراد أَن يعود فَليَتَوَضَّأ " قَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي رِوَايَته: " فَليَتَوَضَّأ بَينهمَا وضُوءًا " هَكَذَا فِي كتاب مُسلم زَاد أَبُو مَسْعُود: وَقَالَ مَرْوَان، يَعْنِي ابْن مُعَاوِيَة: " فَليَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة ". 1814 - الْعشْرُونَ: عَن أبي المتَوَكل عَن أبي سعيد قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الشّرْب من الحنتمة والدباء والنقير. وَقد أخرج مُسلم من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْجَرّ أَن ينْبذ فِيهِ. وَعَن أبي نَضرة عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزفت. وَبَعض الروَاة قَالَ: نهى أَن ينتبذ. 1815 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي المتَوَكل النَّاجِي عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " من شرب النَّبِيذ مِنْكُم فليشربه زبيباً فَردا أَو تَمرا فَردا ". وَفِي حَدِيث روح بن عبَادَة: نَهَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نخلط بسراً بِتَمْر، أَو زبيباً بِتَمْر، أَو زبيباً ببسرٍ، وَقَالَ: من شربه مِنْكُم فليشربه زبيباً فَردا. . الحَدِيث. وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي نَضرة عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن التَّمْر وَالزَّبِيب أَن يخلط بَينهمَا، وَعَن التَّمْر والبسر أَن يخلط بَينهمَا، وَعَن التَّمْر والبسر أَن يخلط بَينهمَا. يَعْنِي فِي الانتباذ. 1816 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي حَفْص عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا تثاءب أحدكُم فليمسك بِيَدِهِ على فَمه، الحديث: 1813 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 فَإِن الشَّيْطَان يدْخل ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن سُهَيْل عَن ابْن أبي سعيد عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا تثاءب أحدكُم فليكظم مَا اسْتَطَاعَ؛ فَإِن الشَّيْطَان يدْخل ". وَفِي الْإِسْنَاد بَين الروَاة اخْتِلَاف. 1817 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي سعيد عَن أَبِيه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنِّي حرمت مَا بَين لابتي الْمَدِينَة كَمَا حرم إِبْرَاهِيم مَكَّة ". قَالَ: ثمَّ كَانَ أَبُو سعيد يَأْخُذ - أَو قَالَ: يجد - أَحَدنَا فِي يَده الطير، فيفكه من يَده ثمَّ يُرْسِلهُ. 1818 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا ينظر الرجل إِلَى عَورَة الرجل، وَلَا الْمَرْأَة إِلَى عَورَة الْمَرْأَة، وَلَا يُفْضِي الرجل إِلَى الرجل فِي ثوب وَاحِد، وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَة إِلَى الْمَرْأَة فِي الثَّوْب الْوَاحِد ". وَفِي حَدِيث ابْن أبي فديك مَكَان " عَورَة ": " عرية ". 1819 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن طَارق بن شهَاب قَالَ: أول من بَدَأَ بِالْخطْبَةِ يَوْم الْعِيد قبل الصَّلَاة مَرْوَان. فَقَامَ إِلَيْهِ رجلٌ فَقَالَ: الصَّلَاة قبل الْخطْبَة. قَالَ: قد ترك مَا هُنَالك. فَقَالَ أَبُو سعيد: أما هَذَا فقد قضى مَا عَلَيْهِ، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من رأى مِنْكُم مُنْكرا فليغيره بِيَدِهِ، فَإِن لم يسْتَطع فبلسانه، فَإِن لم يسْتَطع فبقلبه، وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان ". الحديث: 1817 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن رَجَاء بن ربيعَة عَن أَبِيه عَن أبي سعيد بِمثلِهِ. وَلَيْسَ لطارق بن شهَاب، وَلَا لِابْنِ رَجَاء عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 1820 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن سعيد مولى آل أبي سُفْيَان عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن من أشر النَّاس عِنْد الله منزلَة يَوْم الْقِيَامَة الرجل يُفْضِي إِلَى الْمَرْأَة وتفضي إِلَيْهِ، ثمَّ ينشر سرها ". وَفِي رِوَايَة أبي أُسَامَة: " إِن من أعظم الْأَمَانَة عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة الرجل يُفْضِي إِلَى امْرَأَته وتفضي إِلَيْهِ، ثمَّ ينشر سرها ". 1821 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي السَّائِب مولى هِشَام بن زهرَة - وَقيل فِي اسْمه: السَّائِب، وَأَبُو السَّائِب أصح: أَنه دخل على أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي بَيته، قَالَ: فَوَجَدته يُصَلِّي، فَجَلَست أنتظره حَتَّى يقْضِي صلَاته، فَسمِعت تحريكاً فِي عراجين فِي نَاحيَة الْبَيْت، فَالْتَفت، فَإِذا حيةٌ، فَوَثَبت لأقتلها، فَأَشَارَ إِلَيّ: أَن أَجْلِس فَجَلَست، فَلَمَّا انْصَرف أَشَارَ إِلَى بَيت فِي الدَّار فَقَالَ: أَتَرَى هَذَا الْبَيْت؟ فَقلت: نعم. فَقَالَ: كَانَ فِيهِ فَتى منا حَدِيث عهد بعرس، قَالَ: فخرجنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الخَنْدَق، فَكَانَ ذَلِك الْفَتى يسْتَأْذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأنصاف النَّهَار، فَيرجع إِلَى أَهله، فَاسْتَأْذن يَوْمًا، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خُذ عَلَيْك سِلَاحك، فَإِنِّي أخْشَى عَلَيْك قُرَيْظَة " فَأخذ الرجل سلاحه ثمَّ رَجَعَ، فَإِذا امْرَأَته بَين النَّاس قَائِمَة، فَأَهوى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ ليطعنها بِهِ - وأصابته غيرةٌ، فَقَالَت لَهُ: اكفف عَلَيْك رمحك وادخل الْبَيْت حَتَّى تنظر مَا الَّذِي أخرجني، فَدخل، فَإِذا بحيةٍ عظيمةٍ الحديث: 1820 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 472 منطويةٍ على الْفراش، فَأَهوى إِلَيْهَا بِالرُّمْحِ، فانتظمها بِهِ، ثمَّ خرج فركزه فِي الدَّار، فاضطربت عَلَيْهِ، فَمَا يدْرِي أَيهمَا كَانَ أسْرع موتا: الْحَيَّة أم الْفَتى. قَالَ: فَجِئْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذَكرنَا ذَلِك لَهُ، وَقُلْنَا: ادْع الله يحييه لنا. فَقَالَ: " اسْتَغْفرُوا لصاحبكم ". ثمَّ قَالَ: " إِن بِالْمَدِينَةِ جناً قد أَسْلمُوا، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهُم شَيْئا فآذنوه ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن بدا لكم بعد ذَلِك فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان ". وَفِي حَدِيث أَسمَاء بن عبيد عَن السَّائِب نَحوه. وَقَالَ فِيهِ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن لهَذِهِ الْبيُوت عوامر، فَإِذا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئا فحرجوا عَلَيْهَا ثَلَاثًا، فَإِن ذهبت وَإِلَّا فَاقْتُلُوهُ، فَإِنَّهُ كَافِر ". وَقَالَ لَهُم: " اذْهَبُوا فادفنوا صَاحبكُم ". 1822 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن يحنس بن أبي مُوسَى مولى مُصعب بن الزبير عَن أبي سعيد قَالَ: " بَينا نَحن نسير مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعرج، إِذْ عرض شاعرٌ ينشد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خُذُوا الشَّيْطَان " أَو " أَمْسكُوا الشَّيْطَان، لَئِن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا خيرٌ لَهُ من أَن يمتلئ شعرًا ". 1823 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن قَتَادَة بن دعامة السدُوسِي قَالَ: حَدثنِي من لَقِي الْوَفْد الَّذين قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عبد الْقَيْس، وَذكر قَتَادَة أَبَا نَضرة عَن أبي سعيد فِي حَدِيثه هَذَا: أَن أُنَاسًا من عبد الْقَيْس قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا: يَا نَبِي الله، إِنَّا حيٌّ من ربيعَة، وبيننا وَبَيْنك كفار مُضر، وَلَا نقدر عَلَيْك إِلَّا فِي أشهر الْحرم، فمرنا بأمرٍ نأمر بِهِ من وَرَاءَنَا، وندخل بِهِ الْجنَّة إِذا نَحن أَخذنَا بِهِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " آمركُم بِأَرْبَع وأنهاكم عَن أَربع: اعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، وَأقِيمُوا الصَّلَاة، وَآتوا الزَّكَاة، وصوموا رَمَضَان، وأعطوا الْخمس من الْغَنَائِم. وأنهاكم عَن أَربع: عَن الدُّبَّاء والحنتم والمزفت والنقير ". قَالُوا: يَا نَبِي الله، مَا علمك بالنقير؟ قَالَ: " بلَى، جذع تنقرونه، فتقذفون فِيهِ من القطيعاء. أَو قَالَ من التَّمْر، ثمَّ تصبون فِيهِ من المَاء، حَتَّى إِذا سكن غليانه الحديث: 1822 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 473 شربتموه، حَتَّى إِن أحدكُم - أَو إِن أحدهم - ليضْرب ابْن عَمه بِالسَّيْفِ ". قَالَ: وَفِي الْقَوْم رجل أَصَابَته جراحةٌ كَذَلِك، قَالَ: وَكنت أخبأها حَيَاء من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: فيمَ نشرب يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " فِي أسقية الْأدم الَّتِي يلاث على أفواهها " قَالُوا: يَا نَبِي الله، أَن أَرْضنَا كَثِيرَة الجرذان، لَا تبقى بهَا أسقية الْأدم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَإِن أكلتها الجرذان، وَإِن أكلتها الجرذان، وَأَن أكلتها الجرذان ". قَالَ: وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن فِيك خَصْلَتَيْنِ يحبهما الله: الْحلم والأناة ". وَفِي حَدِيث ابْن أبي عدي نَحوه، وَقَالَ فِيهِ: " وتذيفون فِيهِ من القطيعاء وَالتَّمْر ". وَفِي حَدِيث أبي قزعة عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن وَفد عبد الْقَيْس قَالُوا: يَا نَبِي الله، جعلنَا الله فداءك، مَاذَا يصلح لنا من الْأَشْرِبَة؟ قَالَ: " لَا تشْربُوا فِي النقير " فَقَالُوا: يَا نَبِي الله - جعلنَا الله فداءك - أَو تَدْرِي مَا النقير؟ قَالَ: " نعم، الْجذع ينقر وَسطه. وَلَا فِي الدُّبَّاء، وَلَا فِي الحنتمة، وَعَلَيْكُم بالموكى ". 1824 - الثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة الْمُنْذر بن مَالك بن قِطْعَة الْعَبْدي عَن أبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى فِي أَصْحَابه تأخراً - وَفِي رِوَايَة الْجريرِي: رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قوما فِي مُؤخر الْمَسْجِد، فَقَالَ لَهُم: " تقدمُوا فأئتموا بِي، وليأتم بكم من بعدكم، وَلَا يزَال قومٌ يتأخرون حَتَّى يؤخرهم الله ". 1825 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا كَانُوا ثَلَاثَة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بِالْإِمَامَةِ أقرؤهم ". الحديث: 1824 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 1826 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أوتروا قبل أَن تصبحوا " وَفِي حَدِيث شَيبَان " أوتروا قبل الصُّبْح ". 1827 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول لله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نصرخ بِالْحَجِّ صراخاً، فَلَمَّا كَانَ يَوْم التَّرويَة ورحنا إِلَى منى أَهْلَلْنَا بِالْحَجِّ. وَفِي رِوَايَة وهيب بن خَالِد عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي نَضرة عَن جَابر وَأبي سعيد قَالَا: قدمنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن نصرخ بِالْحَجِّ صراخاً. 1828 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يأيها النَّاس، إِن الله يعرض بِالْخمرِ، وَلَعَلَّ الله سينزل فِيهَا أمرا، فَمن كَانَ عِنْده مِنْهَا شيءٌ فليبعه ولينتفع بِهِ ". قَالَ: فَمَا لبثنا إِلَّا يَسِيرا حَتَّى قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله حرم الْخمر، فَمن أَدْرَكته هَذِه الْآيَة وَعِنْده مِنْهَا شيءٌ فَلَا يشرب وَلَا يبع " قَالَ: فَاسْتقْبل النَّاس بِمَا كَانَ عِنْدهم مِنْهَا طرق الْمَدِينَة فسفكوها. 1829 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد: أَن رجلا من أسلم يُقَال لَهُ مَاعِز بن مَالك أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي أصبت فَاحِشَة فأقمه عَليّ، فَرده النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَارًا، قَالَ: ثمَّ سَأَلَ قومه فَقَالُوا: مَا نعلم بِهِ بَأْسا، إِلَّا أَنه أصَاب شَيْئا يرى أَنه لَا يُخرجهُ مِنْهُ إِلَّا أَن يُقَام فِيهِ الْحَد. قَالَ: فَرجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمرنَا أَن نرجمه. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا بِهِ إِلَى بَقِيع الْغَرْقَد، قَالَ: فَمَا أوثقناه وَلَا حفرنا لَهُ، فرميناه بالعظام والمدر والخزف. قَالَ: فَاشْتَدَّ واشتددنا خَلفه حَتَّى أَتَى عرض الْحرَّة، فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الْحرَّة - يَعْنِي الْحِجَارَة - حَتَّى سكت. قَالَ: ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا فِي الْعشي، قَالَ: " أَو كلما انطلقنا غزَاة فِي سَبِيل الله تخلف رجلٌ فِي عيالنا، لَهُ نبيبٌ كنبيب التيس، على أَن لَا أُوتى برجلٍ فعل الحديث: 1826 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 475 ذَلِك إِلَّا نكلت بِهِ ". قَالَ: فَمَا اسْتغْفر لَهُ وَلَا سبه. وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ: فاعترف بِالزِّنَا ثَلَاث مَرَّات. 1830 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: بَينا نَحن فِي سفرٍ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ جَاءَ رجلٌ على رَاحِلَة لَهُ، قَالَ: فَجعل يصرف بَصَره يَمِينا وَشمَالًا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من كَانَ مَعَه فضل ظهرٍ فليعد بِهِ على من لَا ظهر لَهُ، وَمن كَانَ لَهُ فضل زادٍ فليعد بِهِ على من لَا زَاد لَهُ " قَالَ: فَذكر من أَصْنَاف المَال مَا ذكر، حَتَّى رَأينَا أَنه لَا حق لأحدٍ منا فِي فضل. 1831 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لكل غادرٍ لواءٌ عِنْد استه يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة المستمر بن الريان عَن أبي نَضرة: " لكل غادرٍ لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة يرفع لَهُ بِقدر غدره، أَلا وَلَا غادر أعظم غدراً من أَمِير عامةٍ ". 1832 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِذا بُويِعَ لخليفتين فَاقْتُلُوا الْأَخير مِنْهُمَا ". 1833 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد: أَن أَعْرَابِيًا أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنِّي فِي غائطٍ مضبةٍ، وَإنَّهُ عَامَّة طَعَام أَهلِي. قَالَ: فَلم يجبهُ. فَقُلْنَا: عاوده، فعاوده فَلم يجبهُ، ثَلَاثًا، ثمَّ ناداه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الثَّالِثَة فَقَالَ: " يَا أَعْرَابِي، إِن الله لعن أَو غضب على سبط من بني إِسْرَائِيل، فمسخهم دَوَاب يدبون فِي الأَرْض، فَلَا أَدْرِي لَعَلَّ هَذَا مِنْهَا، فلست آكلها، وَلَا أنهى عَنْهَا. الحديث: 1830 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 وَفِي رِوَايَة دَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي نَضرة قَالَ أَبُو سعيد: فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك قَالَ عمر: إِن الله عز وَجل لينفع بِهِ غير واحدٍ، وَإِنَّمَا عافه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1834 - الْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أهل الْمَدِينَة، لَا تَأْكُلُوا لحم الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاث " فشكوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَهُم عيالاً وحشماً وخدماً، فَقَالَ: " كلوا، وأطعموا، واحبسوا - أَو ادخروا " شكّ الرَّاوِي. 1835 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد أَن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، اشتكيت؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: باسم الله أرقيك من كل شَيْء يُؤْذِيك، من شَرّ كل نفسٍ أَو عين حَاسِد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك. 1836 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الدُّنْيَا حلوةٌ خضرةٌ، وَإِن الله مستخلفكم فِيهَا فَينْظر كَيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الله، وَاتَّقوا النِّسَاء، فَإِن أول فتْنَة بني إِسْرَائِيل كَانَت فِي النِّسَاء ". 1837 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كَانَت امرأةٌ من بني إِسْرَائِيل قصيرةٌ تمشي بَين امْرَأتَيْنِ طويلتين، فاتخذت رجلَيْنِ من خشب وخاتماً من ذهب مطبق، ثمَّ حشته مسكاً، والمسك أطيب الطّيب. 1738 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد وَجَابِر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يكون خليفةٌ من خلفائم فِي آخر الزَّمَان، يحثو المَال حثوا وَلَا يعده ". وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة: " يُعْطي النَّاس بِغَيْر عدٍّ ". الحديث: 1834 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 1839 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: صَحِبت ابْن صياد إِلَى مَكَّة، فَقَالَ لي: مَا قد لقِيت من النَّاس، يَزْعمُونَ أَنِّي الدَّجَّال، أَلَسْت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّه لَا يُولد لَهُ "؟ قلت: بلَى. قَالَ: فقد ولد لي. أوليس سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يدْخل الْمَدِينَة وَلَا مَكَّة "؟ قلت: بلَى. قَالَ: فقد ولدت بِالْمَدِينَةِ، وَهَذَا أَنا أُرِيد مَكَّة. قَالَ: ثمَّ قَالَ لي فِي آخر قَوْله: أما وَالله، إِنِّي لأعْلم مولده ومكانه، وَأَيْنَ هُوَ. قَالَ: فلبسني. وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي نَضرة عَنهُ قَالَ: قَالَ لي ابْن صائدٍ وأخذتني مِنْهُ ذمَامَة: هَذَا عذرت النَّاس، مَالِي وَلكم يَا أَصْحَاب مُحَمَّد، ألم يقل نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّه يَهُودِيّ " وَقد أسلمت. وَقَالَ: " وَلَا يُولد لَهُ " وَقد ولد لي. وَقَالَ: " إِن الله حرم عَلَيْهِ مَكَّة ". وَقد حججْت. قَالَ: فَمَا زَالَ حَتَّى كَاد أَن يَأْخُذ فِي قَوْله. قَالَ: ثمَّ قَالَ: أما وَالله، إِنِّي لأعْلم الْآن حَيْثُ هُوَ، وَأعرف أَبَاهُ وَأمه. قَالَ: وَقيل لَهُ: أَيَسُرُّك أَنَّك ذَاك الرجل؟ قَالَ: فَقَالَ: لَو عرض عَليّ مَا كرهت. 1840 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِابْنِ صائد: " مَا تربة الْجنَّة؟ " قَالَ: درمكةٌ بَيْضَاء، مسكٌ، يَا أَبَا الْقَاسِم. قَالَ " صدقت ". وَفِي حَدِيث الْجريرِي أَن ابْن صياد سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن تربة الْجنَّة فَقَالَ: " درمكةٌ، بَيْضَاء، مسكٌ خالصٌ ". 1841 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد قَالَ: لقِيه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر وَعمر - يَعْنِي ابْن صياد - فِي بعض طرق الْمَدِينَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ " فَقَالَ هُوَ: أَتَشهد أَنِّي رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله الحديث: 1839 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 478 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " آمَنت بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه. مَا ترى؟ " قَالَ: أرى عرشاً على المَاء. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ترى عرش إِبْلِيس على الْبَحْر. وَمَا ترى؟ " قَالَ: أرى صَادِقين وكاذباً، أَو كاذبين وصادقاً. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لبس عَلَيْهِ، دَعوه ". وَقَالَ فِيهِ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي نَضرة عَن جَابر، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده. 1842 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي سعيد مولى الْمهرِي: أَنه أَصَابَهُم بِالْمَدِينَةِ جهدٌ وشدةٌ، وَأَنه أَتَى أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ فَقَالَ لَهُ: إِنِّي كثير الْعِيَال، وَقد أصابتنا شدةٌ، فَأَرَدْت أَن أنقل عيالي إِلَى بعض الرِّيف. فَقَالَ أَبُو سعيد: لَا تفعل، الزم الْمَدِينَة، فَإنَّا خرجنَا مَعَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أَظن أَنه قَالَ: حَتَّى قدمنَا عسفان - فَأَقَمْنَا بهَا ليَالِي، فَقَالَ النَّاس: وَالله مَا نَحن هَا هُنَا فِي شَيْء، وَإِن عيالنا لخلوف، مَا نَأْمَن عَلَيْهِم، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " مَا هَذَا الَّذِي يبلغنِي من حديثكم، لقد هَمَمْت - أَو إِن شِئْتُم، لَا أَدْرِي أَيَّتهمَا قَالَ - لآمرن بناقتي ترحل، ثمَّ لَا أحل لَهَا عقدَة حَتَّى أقدم الْمَدِينَة ". وَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِن إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة فَجَعلهَا حَرَامًا، وَإِنِّي حرمت الْمَدِينَة حَرَامًا مَا بَين مأزميها، أَن لَا يهراق فِيهَا دمٌ، وَلَا يحمل فِيهَا سلاحٌ لقتالٍ، وَلَا يخبط فِيهَا شجرةٌ إِلَّا لعلفٍ. اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدينتنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي صاعنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي صاعنا، اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدينتنا، اللَّهُمَّ اجْعَل مَعَ الْبركَة بركتين. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا من الْمَدِينَة شعبٌ وَلَا نقبٌ إِلَّا عَلَيْهِ ملكان يحرسانها حَتَّى تقدمُوا إِلَيْهَا " ثمَّ قَالَ للنَّاس: " ارتحلوا " فارتحلنا، فأقبلنا إِلَى الْمَدِينَة. فوالذي نحلف بِهِ أَو يحلف بِهِ، مَا وَضعنَا رحالنا حِين دَخَلنَا الْمَدِينَة حَتَّى أغار علينا بَنو عبد الله بن غطفان، وَمَا يهيجهم قبل ذَلِك شَيْء. الحديث: 1842 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 وَفِي حَدِيث يحيى بن أبي كثير أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدنا وصاعنا، وَاجعَل مَعَ الْبركَة بركتين ". وَفِي حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي سعيد مولى الْمهرِي: أَنه جَاءَ إِلَى أبي سعيد الْخُدْرِيّ ليَالِي الْحرَّة، فَاسْتَشَارَهُ فِي الْجلاء عَن الْمَدِينَة وشكا إِلَيْهِ أسعارها وَكَثْرَة عِيَاله، وَأخْبرهُ أَن لَا صَبر لَهُ على جهد الْمَدِينَة ولأوائها، فَقَالَ لَهُ: وَيحك، لَا آمُرك بذلك، إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يصبر أحدٌ على لأوائها فَيَمُوت إِلَّا كنت لَهُ شَفِيعًا يَوْم الْقِيَامَة، إِذا كَانَ مُسلما ". 1843 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي سعيد مولى الْمهرِي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث بعثاً إِلَى بني لحيان من هذيلٍ، فَقَالَ: " لينبعث من كل رجلَيْنِ أَحدهمَا، وَالْأَجْر بَينهمَا " وَفِي حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب: " ليخرج من كل رجلَيْنِ رجلٌ " ثمَّ قَالَ للقاعد: " أَيّكُم خلف الْخَارِج فِي أَهله وَمَاله بِخَير كَانَ لَهُ مثل نصف أجر الْخَارِج ". 1844 - الْخَمْسُونَ: عَن أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين بعث جَيْشًا إِلَى أَوْطَاس، فلقي عدوا فقاتلوهم، فظهروا عَلَيْهِم، وَأَصَابُوا لَهُم سَبَايَا، فَكَأَن نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أَزوَاجهنَّ من الْمُشْركين، فَأنْزل الله عز وَجل فِي ذَلِك: {وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} [سُورَة النِّسَاء] أَي فهن لَهُم حلالٌ إِذا انْقَضتْ عدتهن. وَفِي حَدِيث عبد الْأَعْلَى عَن سعيد بِمَعْنَاهُ، غير أَنه قَالَ: إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم مِنْهُنَّ فحلالٌ لكم. إِذا انْقَضتْ عدتهن. الحديث: 1843 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 480 أخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث صَالح أبي الْخَلِيل عَن أبي سعيد مُخْتَصرا قَالَ: أَصَابُوا سبياً يَوْم أَوْطَاس لَهُنَّ أَزوَاج، فتحرجوا فأنزلت هَذِه الْآيَة {وَالْمُحصنَات من النِّسَاء إِلَّا مَا ملكت أَيْمَانكُم} . 1845 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي واسْمه عبد الله بن يزِيد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَا أَبَا سعيد، من رَضِي بِاللَّه رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا وَجَبت لَهُ الْجنَّة " فَعجب لَهَا أَبُو سعيد فَقَالَ: أعدهَا عَليّ، فَفعل، ثمَّ قَالَ: " وَأُخْرَى يرفع بهَا العَبْد مائَة دَرَجَة فِي الْجنَّة، مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض " قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، الْجِهَاد فِي سَبِيل الله ". وَلَيْسَ لأبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1846 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عِيسَى الأسواري عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زجر عَن الشّرْب قَائِما. وَفِي حَدِيث همام: نهى عَن الشّرْب قَائِما. وَلَيْسَ لأبي عِيسَى الأسواري عَن أبي سعيد فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَلأبي مُسلم الْأَغَر عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَحَادِيث هِيَ مُسْند أبي هُرَيْرَة لاشْتِرَاكهمَا فِيهَا. آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ وَعَن جَمِيع الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وأئمة الْمُسلمين. الحديث: 1845 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 (79) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي حَمْزَة، أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] 1847 - الحَدِيث الأول: عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من سره أَن يبسط عَلَيْهِ رزقه، أَو ينسأ فِي أَثَره، فَليصل رَحمَه ". 1848 - الثَّانِي: عَن الزُّهْرِيّ عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَل بِالْمَدِينَةِ ضعْفي مَا جعلت بِمَكَّة من الْبركَة ". وَأَخْرَجَا من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَعْنِي الْمَدِينَة: " وَبَارك لَهُم فِي صاعهم، وَبَارك لَهُم فِي مدهم ". وَعِنْدَهُمَا فِي طرق من حَدِيث عَمْرو بن أبي عَمْرو - مولى الْمطلب - عَن أنس، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه، من الْبركَة فِي الْمَدّ والصاع. 1849 - الثَّالِث: عَن ابْن شهَاب عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قدم الْعشَاء فابدءوا بِهِ قبل أَن تصلوا صَلَاة الْمغرب، وَلَا تعجلوا عَن عشائكم ". 1850 - الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تباغضوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تدابروا، وَكُونُوا - عباد الله - إخْوَانًا " زَاد ابْن عُيَيْنَة وَغَيره: " وَلَا تقاطعوا ". الحديث: 1847 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 482 وَفِي حَدِيث مَالك وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ: " وَلَا يحل لمسلمٍ أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث " وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تقاطعوا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ". 1851 - الْخَامِس: عَن ابْن شهَاب عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل مَكَّة عَام الْفَتْح وعَلى رَأسه مغفر، فَلَمَّا نَزعه جَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: ابْن خطل مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة، فَقَالَ: " اقْتُلُوهُ ". 1852 - السَّادِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَأَنا ابْن عشر وَمَات وَأَنا ابْن عشْرين، وَكن أمهاتي يحثثني على خدمته، فَدخل علينا دَارنَا، فحلبنا لَهُ من شاةٍ داجنٍ، وشيب لَهُ من بئرٍ فِي الدَّار، فَشرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهُ عمر - وَأَبُو بكر عَن شِمَاله: يَا رَسُول الله، أعْط أَبَا بكر، فَأعْطَاهُ أَعْرَابِيًا عَن يَمِينه، وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْأَيْمن فالأيمن " كَذَا فِي حَدِيث سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ. وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَنه رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شرب لَبَنًا وأتى دَاره فحلبت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاة، فشبت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْبِئْر، فَتَنَاول الْقدح، فَشرب وَعَن يسَاره أَبُو بكر وَعَن يَمِينه أَعْرَابِي، فَأعْطى الْأَعرَابِي فَضله ثمَّ قَالَ: " الْأَيْمن فالأيمن ". الحديث: 1851 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 وَفِي حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ نَحْو هَذَا. وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ مُخْتَصر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِلَبن، فشيب بماءٍ، وَعَن يَمِينه أَعْرَابِي، وَعَن يسَاره أَبُو بكر، فَشرب ثمَّ أعْطى الْأَعرَابِي وَقَالَ " الْأَيْمن فالأيمن ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي طواله عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن معمر بن حزم الْأنْصَارِيّ عَن أنس قَالَ: أَتَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دَارنَا هَذِه، فحلبنا لَهُ شَاة لنا، ثمَّ شبت من مَاء بئرنا هَذِه، فأعطيته وَأَبُو بكر عَن يسَاره وَعمر تجاهه، وأعرابيٌّ عَن يَمِينه، فَلَمَّا فرغ قَالَ عمر: هَذَا أَبُو بكر، فَأعْطى الْأَعرَابِي وَقَالَ: " الأيمنون الأيمنون " قَالَ أنس: فَهِيَ سنة، فَهِيَ سنة، فَهِيَ سنة. 1853 - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَنه كَانَ ابْن عشر سِنِين مقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: وَكَانَ أمهاتي يواظبنني على خدمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فخدمته عشر سِنِين، وَتُوفِّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ابْن عشْرين سنة، وَكنت أعلم النَّاس بشأن الْحجاب حِين أنزل، وَكَانَ أول مَا أنزل فِي مبتنى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِزَيْنَب بنت جحش: أصبح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بهَا عروساً، فَدَعَا الْقَوْم، فَأَصَابُوا من الطَّعَام ثمَّ خَرجُوا، وَبَقِي رهطٌ مِنْهُم عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَطَالُوا الْمكْث، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَخرج وَخرجت مَعَه لكَي يخرجُوا، فَمشى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومشيت، حَتَّى جَاءَ عتبَة حجرَة عَائِشَة، ثمَّ ظن أَنهم خَرجُوا، فَرجع وَرجعت مَعَه، حَتَّى إِذا دخل على زَيْنَب فَإِذا هم جُلُوس لم يقومُوا، فَرجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرجعت مَعَه حَتَّى إِذا بلغ عتبَة حجرَة عَائِشَة وَظن أَنهم الحديث: 1853 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 خَرجُوا، فَرجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرجعت مَعَه، فَإِذا هم قد خَرجُوا، فَضرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيني وَبَينه بالستر، وَأنزل الْحجاب. كَذَا فِي رِوَايَة عقيل عَن الزُّهْرِيّ. وَفِي رِوَايَة يُونُس بن يزِيد وَصَالح بن كيسَان نَحوه، وَعِنْدَهُمَا عَن أنس أَنه قَالَ: أَنا أعلم النَّاس بالحجاب، كَانَ أبي بن كَعْب يسألني عَنهُ. وَفِي حَدِيث صَالح: قَالَ أنس: وَكَانَ تزَوجهَا بِالْمَدِينَةِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي مجلز لَاحق بن حميد عَن أنس قَالَ: لما تزوج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب بنت جحش، دَعَا الْقَوْم فطعموا، ثمَّ جَلَسُوا يتحدثون. قَالَ: فَأخذ كَأَنَّهُ يتهيأ للْقِيَام فَلم يقومُوا، فَلَمَّا رأى ذَلِك قَامَ، فَلَمَّا قَامَ قَامَ من قَامَ وَقعد ثَلَاثَة نفرٍ، ثمَّ إِنَّهُم قَامُوا، فَأخْبرت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ ذكر فِي رُجُوعه، وإرخاء السّتْر ونزول الْآيَة نَحْو مَا تقدم. وَأَخْرَجَاهُ مُخْتَصرا فِي " الْوَلِيمَة " من حَدِيث حَمَّاد بن ثَابت عَن أنس قَالَ: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أولم على امْرَأَة من نِسَائِهِ مَا أولم على زَيْنَب، فَإِنَّهُ ذبح شَاة. وَأخرجه مُسلم كَذَلِك من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: مَا أولم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على امْرَأَة من نِسَائِهِ أَكثر أَو أفضل مِمَّا أولم على زَيْنَب. فَقَالَ ثَابت الْبنانِيّ؟ بِمَ أولم؟ قَالَ: أطْعمهُم خبْزًا وَلَحْمًا حَتَّى تَرَكُوهُ. وَأَخْرَجَاهُ بأطول من هَذَا من حَدِيث الْجَعْد أبي عُثْمَان عَن أنس، أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَمُسلم بِالْإِسْنَادِ: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 وَأول متن حَدِيث البُخَارِيّ: مر بِنَا أنسٌ فِي مَسْجِد بني رِفَاعَة، فَسَمعته يَقُول: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا مر بجنبات أم سليم دخل فَسلم عَلَيْهَا، ثمَّ قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عروساً بِزَيْنَب، فَقَالَت لي أم سليم: لَو أهدينا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَدِيَّة. فَقلت لَهَا: افعلي. فعمدت إِلَى تمرٍ وَسمن وأقط، فاتخذت حَيْسًا فِي برمة، فَأرْسلت بهَا معي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقت بهَا إِلَيْهِ فَقَالَ لي: " ضعها " ثمَّ أَمرنِي فَقَالَ: " ادْع لي رجَالًا - سماهم - وادع لي من لقِيت ". فَفعلت الَّذِي أَمرنِي. فَرَجَعت فَإِذا الْبَيْت غاص بأَهْله، وَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضع يَده على تِلْكَ الحيسة، وَتكلم بِمَا شَاءَ الله، ثمَّ جعل يَدْعُو عشرَة عشرَة يَأْكُلُون مِنْهُ، وَيَقُول لَهُم " اذْكروا اسْم الله، وليأكل كل رجل مِمَّا يَلِيهِ " حَتَّى تصدعوا كلهم عَنْهَا، فَخرج من خرج، وَبَقِي نفرٌ يتحدثون. ثمَّ خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْو الحجرات، وَخرجت فِي أَثَره، فَقلت: إِنَّهُم قد ذَهَبُوا، فَرجع فَدخل الْبَيْت، وأرخى السّتْر، وَإِنِّي لفي الْحُجْرَة، وَهُوَ يَقُول: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تدْخلُوا بيُوت النَّبِي} إِلَى قَوْله: {وَالله لَا يستحيي من الْحق} [الْأَحْزَاب] وَقَالَ أَبُو عُثْمَان: قَالَ أنس: إِنَّه خدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشر سِنِين. وَفِي حَدِيث مُسلم زِيَادَة، وَهَذَا أَوله، قَالَ: تزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَدخل بأَهْله، قَالَ: فصنعت أُمِّي أم سليم حيسةً، فَجَعَلته فِي تورٍ فَقَالَت: يَا أنس، اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقل: بعثت بِهَذَا إِلَيْك أُمِّي، وَهِي تقرئك السَّلَام، وَتقول: إِن هَذَا لَك منا قَلِيل يَا رَسُول الله. قَالَ: فَذَهَبت بِهِ إِلَى رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: إِن أُمِّي تقرئك السَّلَام وَتقول: إِن هَذَا لَك منا قَلِيل. فَقَالَ: " ضَعْهُ " ثمَّ قَالَ: " اذْهَبْ فَادع لي فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا وَمن لقِيت ". قَالَ: فدعوت لَهُ من سمى وَمن لقِيت. قَالَ: قلت لأنس: عدد كم كَانُوا؟ قَالَ: زهاء ثَلَاثمِائَة. وَقَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا أنس، هَات التور " قَالَ: فَدَخَلُوا حَتَّى امْتَلَأت الصّفة والحجرة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ليتحلق عشرَة عشرَة. وليأكل كل إِنْسَان مِمَّا يَلِيهِ " فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا. قَالَ: فَخرجت طَائِفَة، وَدخلت طَائِفَة حَتَّى أكلُوا كلهم. قَالَ لي: " يَا أنس، ارْفَعْ ". قَالَ: فَرفعت، فَمَا أَدْرِي حِين وضعت كَانَ أَكثر أم حِين رفعت. قَالَ: وَجلسَ طوائف مِنْهُم يتحدثون فِي بَيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جالسٌ وَزَوجته موليةٌ وَجههَا إِلَى الْحَائِط، فثقلوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسلم على نِسَائِهِ ثمَّ رَجَعَ، فَلَمَّا رَأَوْا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد رَجَعَ ظنُّوا أَنهم قد ثقلوا، قَالَ: فابتدروا الْبَاب، فَخَرجُوا كلهم، وَجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أرْخى السّتْر، وَدخل وَأَنا جالسٌ فِي الْحُجْرَة، فَلم يلبث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى خرج عَليّ، وأنزلت هَذِه الْآيَة، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقرأهن على النَّاس {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تدْخلُوا بيُوت النَّبِي إِلَّا أَن يُؤذن لكم} [الْأَحْزَاب] إِلَى آخر الْآيَة. قَالَ الْجَعْد: قَالَ أنس: أَنا أحدث النَّاس عهدا بِهَذِهِ الْآيَات، وحجبن نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي قلَابَة عَن أنس مُخْتَصرا قَالَ: أَنا أعلم النَّاس بِهَذِهِ الْآيَة - آيَة الْحجاب: لما أهديت زَيْنَب إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت مَعَه فِي الْبَيْت، صنع طَعَاما ودعا الْقَوْم. فقعدوا يتحدثون، وَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج ثمَّ رَجَعَ وهم قعودٌ يتحدثون، فَأنْزل الله عز وَجل: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تدْخلُوا بيُوت النَّبِي إِلَّا أَن يُؤذن لكم} [الْأَحْزَاب] إِلَى قَوْله: {من وَرَاء حجاب} ، فَضرب الْحجاب، وَقَامَ الْقَوْم. وَمن حَدِيث عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: بنى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِزَيْنَب فأولم بِخبْز ولحمٍ، فَأرْسلت على الطَّعَام دَاعيا، فَيَجِيء قومٌ فَيَأْكُلُونَ وَيخرجُونَ، ثمَّ يَجِيء قومٌ فَيَأْكُلُونَ وَيخرجُونَ، فدعوت حَتَّى مَا أجد أحدا أَدْعُو، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 فَقلت: يَا نَبِي الله، مَا أجد أحدا أَدْعُو. قَالَ: " ارْفَعُوا طَعَامكُمْ ". وَبَقِي ثَلَاثَة رَهْط يتحدثون فِي الْبَيْت، فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَانْطَلق إِلَى حجرَة عَائِشَة فَقَالَ: " السَّلَام عَلَيْكُم أهل الْبَيْت وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته " فَقَالَت: وَعَلَيْك السَّلَام وَرَحْمَة الله، كَيفَ وجدت أهلك بَارك الله لَك. فتقرى حجر نِسَائِهِ كُلهنَّ يَقُول لَهُنَّ كَمَا يَقُول لعَائِشَة، وَيَقُلْنَ لَهُ كَمَا قَالَت عَائِشَة. ثمَّ رَجَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا رهطٌ ثَلَاثَة فِي الْبَيْت يتحدثون، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَدِيد الْحيَاء، فَخرج مُنْطَلقًا نَحْو حجرَة عَائِشَة، فَمَا أَدْرِي آخبرته أم أخبر أَن الْقَوْم قد رجعُوا، فَرجع حَتَّى وضع رجله فِي أُسْكُفَّة الْبَاب. دَاخله وَأُخْرَى خَارجه، أرْخى السّتْر بيني وَبَينه، وَأنزل الْحجاب. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: أولم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين بنى بِزَيْنَب بنت جحش، فأشبع النَّاس خبْزًا وَلَحْمًا، وَخرج إِلَى حجر أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ كَمَا كَانَ يصنع صَبِيحَة بنائِهِ، فَيسلم عَلَيْهِنَّ وَيَدْعُو لَهُنَّ، ويسلمن عَلَيْهِ وَيدعونَ لَهُ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَيته رأى رجلَيْنِ جرى بَينهمَا الحَدِيث، فَلَمَّا رآهما رَجَعَ عَن بَيته، فَلَمَّا رأى الرّجلَانِ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَجَعَ عَن بَيته وثبا مُسْرِعين، فَمَا أَدْرِي أَنا أخْبرته بخروجهما أَو أخبر، فَرجع حَتَّى دخل الْبَيْت، فَأرْخى السّتْر بيني وَبَينه، وأنزلت آيَة الْحجاب. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا مِنْهُ وَزِيَادَة من حَدِيث عِيسَى بن طهْمَان عَن أنس قَالَ: نزلت آيَة الْحجاب فِي زَيْنَب بنت جحش، وَأطْعم عَلَيْهَا يومئذٍ خبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَت تَفْخَر على نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتقول: إِن الله أنكحني من السَّمَاء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا من هَذَا وَزِيَادَة من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: جَاءَ زيد بن حَارِثَة يشكو، فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اتَّقِ الله وَأمْسك عَلَيْك زَوجك " قَالَ: لَو كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَاتِما شَيْئا لكَتم هَذِه الْآيَة، قَالَ: وَكَانَت تَفْخَر على أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، تَقول: زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فَوق سبع سموات. وَعَن ثَابت عَن أنس: {وتخفي فِي نَفسك مَا الله مبديه} [الْأَحْزَاب] نزلت فِي شَأْن زَيْنَب بنت جحش وَزيد بن حَارِثَة. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث بَيَان بن بشر عَن أنس قَالَ: بنى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِامْرَأَة، فأرسلني فدعوت رجَالًا إِلَى الطَّعَام، لم يزدْ، وَلم يسمهَا. وَأخرج مُسلم حَدِيث نِكَاح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب مُتَّصِلا بالوليمة عَلَيْهَا، من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: لما انْقَضتْ عدَّة زَيْنَب قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لزيد: " اذْهَبْ فاذكرها عَليّ ". قَالَ: فَانْطَلق زيدٌ حَتَّى أَتَاهَا وَهِي تخمر عَجِينهَا. قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْتهَا عظمت فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَسْتَطِيع أَن أنظر إِلَيْهَا - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكرهَا، فَوليتهَا ظَهْري، وَنَكَصت على عَقبي فَقلت: يَا زَيْنَب، أَرْسلنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكرك، قَالَت: مَا أَنا بصانعةٍ شَيْئا حَتَّى أؤامر رَبِّي. فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدهَا، وَنزل الْقُرْآن، وَجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدخل عَلَيْهَا بِغَيْر إِذن، قَالَ: فَلَقَد رَأَيْتنَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أطعمنَا الْخبز وَاللَّحم حَتَّى امْتَدَّ النَّهَار. فَخرج النَّاس، وَبَقِي رجال يتحدثون فِي الْبَيْت بعد الطَّعَام، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واتبعته، فَجعل يتتبع حجر نِسَائِهِ وَيسلم عَلَيْهِنَّ وَيَقُلْنَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ وجدت أهلك؟ قَالَ: فَمَا أَدْرِي: أَنا أخْبرته أَن الْقَوْم خَرجُوا أَو غَيْرِي. قَالَ: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 فَانْطَلق حَتَّى دخل الْبَيْت، فَذَهَبت أَدخل مَعَه، فَألْقى السّتْر بيني وَبَينه، وَنزل الْحجاب، قَالَ وَوعظ الْقَوْم بِمَا وعظوا بِهِ. زَاد فِي حَدِيث هَاشم بن الْقَاسِم عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة ذكر الاية: {لَا تدْخلُوا بيُوت النَّبِي} [الْأَحْزَاب] إِلَى قَوْله: {لَا يستحيي من الْحق} . 1854 - الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ: سقط النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن فرس فجحش شقَّه الْأَيْمن، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نعوده، فَحَضَرت الصَّلَاة، فصلى بِنَا قَاعِدا، فصلينا وَرَاءه قعُودا، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة قَالَ: " إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا سجد فاسجدوا، وَإِذا رفع فارفعوا، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده فَقولُوا: رَبنَا وَلَك الْحَمد، وَإِذا صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا أَجْمَعِينَ ". زَاد بعض الروَاة: " إِذا صلى قَائِما فصلوا قيَاما " ومعاني سَائِر الرِّوَايَات مُتَقَارِبَة زَاد فِي كتاب البُخَارِيّ: قَالَ الْحميدِي: قَوْله: " إِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا ". هُوَ فِي مَرضه الْقَدِيم، وَقد صلى فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ جَالِسا وَالنَّاس خَلفه قيَاما لم يَأْمُرهُم بالقعود، وَإِنَّمَا يُؤْخَذ بِالْآخرِ فالآخر من أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1855 - التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج حِين زاغت الشَّمْس، فصلى الظّهْر، فَقَامَ على الْمِنْبَر، فَذكر السَّاعَة، فَذكر أَن فِيهَا أموراً عظاماً، ثمَّ قَالَ: " من أحب أَن يسْأَل عَن شَيْء فليسأل، فَلَا تَسْأَلُونِي عَن شَيْء إِلَّا أَخْبَرتكُم مَا دمت فِي مقَامي " فَأكْثر النَّاس الْبكاء، وَأكْثر أَن يَقُول: " سلوا " فَقَامَ عبد الله بن حذافة السَّهْمِي فَقَالَ: من أبي؟ فَقَالَ: " أَبوك حذافة " ثمَّ أَكثر أَن يَقُول: " سلوني " " فبرك عمر على رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّه رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، الحديث: 1854 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا. فَسكت. ثمَّ قَالَ: " عرضت عَليّ الْجنَّة وَالنَّار آنِفا فِي عرض هَذَا الْحَائِط لم أر كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْر وَالشَّر ". قَالَ ابْن شهَاب: وَأَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة قَالَ: قَالَت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة: مَا سَمِعت قطّ أعق مِنْك، أأمنت أَن تكون أمك قارفت بعض مَا يقارف أهل الْجَاهِلِيَّة فتفضحها على أعين النَّاس. قَالَ عبد الله بن حذافة: وَالله لَو ألحقني بعبدٍ أسود للحقته. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُوسَى بن أنس عَن أنس قَالَ: خطب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطْبَة مَا سَمِعت مثلهَا قطّ فَقَالَ: " لَو تعلمُونَ مَا أعلم لضحكتم قَلِيلا ولبكيتم كثيرا ". قَالَ: فَغطّى أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وُجُوههم لَهُم حنينٌ، فَقَالَ رجل: من أبي؟ قَالَ: " فلَان " فَنزلت هَذِه الْآيَة: {لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ} [الْمَائِدَة] . وَفِي حَدِيث النَّضر بن شُمَيْل: أَن أنس بن مَالك قَالَ بلغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَصْحَابه شَيْء، فَخَطب فَقَالَ: " عرضت عَليّ الْجنَّة وَالنَّار، فَلم أر كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْر وَالشَّر، وَلَو تعلمُونَ مَا أعلم لضحكتم قَلِيلا ولبكيتم كثيرا " قَالَ: فَمَا أَتَى على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومٌ أَشد مِنْهُ. قَالَ: غطوا رؤوسهم وَلَهُم حنين. ثمَّ ذكر قيام عمر وَقَوله، وَقَول الرجل: من أبي، ونزول الْآيَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: سَأَلُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أشْفق فِي الْمَسْأَلَة، فَصَعدَ ذَات يَوْم الْمِنْبَر فَقَالَ: " لَا تَسْأَلُونِي عَن شيءٍ إِلَّا بيّنت لكم. " الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 فَجعلت أنظر يَمِينا وَشمَالًا، فَأرى كل رجل رَأسه فِي ثَوْبه يبكي، فَأَنْشَأَ رجل كَانَ إِذا لاحى دعِي إِلَى غير أَبِيه، فَقَالَ: يَا نَبِي الله، من أبي؟ قَالَ: " أَبوك حذافة " ثمَّ أنشأ عمر فَقَالَ: رَضِينَا بِاللَّه رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا، نَعُوذ بِاللَّه من الْفِتَن. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا رَأَيْت الْخَيْر وَالشَّر كَالْيَوْمِ قطّ، صورت لي الْجنَّة وَالنَّار، حَتَّى رأيتهما دون الْحَائِط. " قَالَ قَتَادَة: يذكر هَذَا الحَدِيث عِنْد هَذِه الْآيَة: {لَا تسألوا عَن أَشْيَاء إِن تبد لكم تَسُؤْكُمْ} [الْمَائِدَة] . وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِهِ، وَمن حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِهِ أَيْضا. 1856 - الْعَاشِر: عَن ابْن شهَاب عَن انس بن مَالك قَالَ: لما قدم الْمُهَاجِرُونَ من مَكَّة الْمَدِينَة قدمُوا وَلَيْسَ بِأَيْدِيهِم شَيْء، وَكَانَت الْأَنْصَار أهل الأَرْض وَالْعَقار، فقاسمهم الْأَنْصَار على أَن أعطوهم أَنْصَاف ثمار أَمْوَالهم كل عَام، ويكفونهم الْعَمَل والمؤنة، وَكَانَت أم أنس بن مَالك - وَهِي تدعى أم سليم، وَكَانَت أم عبد الله ابْن أبي طَلْحَة - كَانَ أَخا لأنس لأمه، وَكَانَت أَعْطَتْ أم أنسٍ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، عذاقاً لَهَا، فَأَعْطَاهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم أَيمن مولاته، أم أُسَامَة بن زيد. فَلَمَّا فرغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قتال أهل خَيْبَر وَانْصَرف إِلَى الْمَدِينَة، رد الْمُهَاجِرُونَ إِلَى الْأَنْصَار منائحهم الَّتِي كَانُوا منحوهم من ثمارهم. قَالَ: فَرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أُمِّي عذاقها، وَأعْطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم أَيمن مكانهن من حَائِطه. وَفِي رِوَايَة أَحْمد ابْن شبيب: من خالصه. زَاد مُسلم: وَقَالَ ابْن شهَاب، وَكَانَ من شَأْن أم أَيمن، أم أُسَامَة بن زيد - أَنَّهَا كَانَت وصيفةً لعبد الله عبد الْمطلب، وَكَانَت من الْحَبَشَة، فَلَمَّا ولدت آمِنَة رَسُول الحديث: 1856 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعْدَمَا توفّي أَبوهُ كَانَت أم أَيمن تحضنه، حَتَّى كبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأعْتقهَا، ثمَّ أنْكحهَا زيد بن حَارِثَة، ثمَّ توفيت بَعْدَمَا توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَمْسَة أشهر. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: كَانَ الرجل يَجْعَل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النخلات من أرضه حَتَّى افْتتح قُرَيْظَة وَالنضير، فَجعل بعد ذَلِك يرد عَلَيْهِم، وَإِن أَهلِي أمروني أَن آتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأسأله مَا كَانَ أَهلِي أَعْطوهُ أَو بعضه، وَكَانَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أعطَاهُ أم أَيمن، فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأعطانيهن، فَجَاءَت أم أَيمن فَجعلت الثَّوْب فِي عنقِي وَقَالَت: وَالله لَا يعطيكهن وَقد أعطانيهن. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أم أَيمن، " اتركيه وَلَك كَذَا وَكَذَا " وَتقول: كلا، وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ. فَجعل يَقُول: " كَذَا " حَتَّى أَعْطَاهَا عشرَة أَمْثَاله أَو قَرِيبا من عشرَة أَمْثَاله. 1857 - الْحَادِي عشر: عَن ابْن شهَاب عَن أنس بن مَالك: أَن نَاسا من الْأَنْصَار قَالُوا يَوْم حنين حِين أَفَاء الله على رَسُوله من أَمْوَال هوَازن مَا أَفَاء، فَطَفِقَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُعْطي رجَالًا من قُرَيْش الْمِائَة من الْإِبِل، فَقَالُوا: يغْفر الله لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يُعْطي قُريْشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دِمَائِهِمْ. قَالَ أنس: فَحدث ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَوْلهم، فَأرْسل إِلَى الْأَنْصَار، فَجَمعهُمْ فِي قبَّة من أَدَم، وَلم يدع مَعَهم غَيرهم، فَلَمَّا اجْتَمعُوا جَاءَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا حديثٌ بَلغنِي عَنْكُم؟ ". فَقَالَ لَهُ فُقَهَاء الْأَنْصَار: أما ذَوُو رَأينَا يَا رَسُول الله فَلم يَقُولُوا شَيْئا، وَأما أناسٌ منا حديثةٌ أسنانهم فَقَالُوا: يغْفر الله لرَسُوله، يُعْطي قُريْشًا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دِمَائِهِمْ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِنِّي أعطي رجَالًا حَدِيثي عهد بكفرٍ أتألفهم. أَفلا ترْضونَ أَن يذهب النَّاس بالأموال وترجعوا إِلَى رحالكُمْ برَسُول الله؟ فوَاللَّه لما تنقلبون بِهِ خيرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُون بِهِ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله، قد رَضِينَا. قَالَ: " فَإِنَّكُم سَتَجِدُونَ بعدِي أَثَرَة شَدِيدَة، فَاصْبِرُوا حَتَّى تلقوا الله الحديث: 1857 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 وَرَسُوله على الْحَوْض " قَالُوا: سنصبر. وَفِي رِوَايَة شُعَيْب وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ: قَالَ أنس: فَلم نصبر. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: جمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَنْصَار فَقَالَ: " أفيكم أحدٌ غَيْركُمْ؟ " قَالُوا: لَا، إِلَّا ابْن أختٍ لنا. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ابْن أُخْت الْقَوْم مِنْهُم " فَقَالَ: " إِن قُريْشًا حَدِيثَة عهدٍ بجاهلية، ومصيبة، وَإِنِّي أردْت أَن أجبرهم وأتألفهم، أما ترْضونَ أَن يرجع النَّاس بالدنيا، وترجعون برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بُيُوتكُمْ؟ . " قَالُوا: بلَى. قَالَ: " لَو سلك النَّاس وَاديا، وسلك الْأَنْصَار شعبًا لَسَلَكْت شعب الْأَنْصَار ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي التياح يزِيد بن حميد عَن أنس قَالَ: لما فتحت مَكَّة قسم الْغَنَائِم فِي قُرَيْش، فَقَالَت الْأَنْصَار: إِن هَذَا لَهو الْعجب، إِن سُيُوفنَا تقطر من دِمَائِهِمْ، وَإِن غنائمنا ترد عَلَيْهِم، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجَمعهُمْ، فَقَالَ: " مَا الَّذِي بَلغنِي عَنْكُم؟ " قَالُوا: هُوَ الَّذِي بلغك، وَكَانُوا لَا يكذبُون، فَقَالَ: " أما ترْضونَ أَن يرجع النَّاس بالدنيا إِلَى بُيُوتهم وترجعون برَسُول الله إِلَى بُيُوتكُمْ؟ " قَالُوا: بلَى. فَقَالَ: " لَو سلك النَّاس وَاديا أَو شعبًا، وسلكت الْأَنْصَار وَاديا أَو شعبًا لَسَلَكْت وَادي الْأَنْصَار وَشعب الْأَنْصَار ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن زيد عَن أنس قَالَ: لما كَانَ يَوْم حنين أَقبلت هوَازن وغَطَفَان وَغَيرهم بذراريهم ونعمهم، وَمَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ عشرَة آلَاف وَمَعَهُ الطُّلَقَاء، فأدبروا عَنهُ حَتَّى بَقِي وَحده. قَالَ: فَنَادَى يومئذٍ نداءين لم يخلط بَينهمَا شَيْئا، قَالَ: الْتفت عَن يَمِينه فَقَالَ: " يَا معشر الْأَنْصَار " قَالُوا: لبيْك يَا رَسُول الله، نَحن مَعَك، أبشر. قَالَ: ثمَّ الْتفت عَن يسَاره فَقَالَ: " يَا معشر الْأَنْصَار " قَالُوا: لبيْك يَا رَسُول الله، أبشر نَحن مَعَك، قَالَ: وَهُوَ على بغلة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 بَيْضَاء، فَنزل فَقَالَ: " أَنا عبد الله وَرَسُوله " فَانْهَزَمَ الْمُشْركُونَ، وَأصَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَنَائِم كَثِيرَة، فقسم فِي الْمُهَاجِرين والطلقاء، وَلم يُعْط الْأَنْصَار شَيْئا. فَقَالَت الْأَنْصَار: إِذا كَانَت الشدَّة فَنحْن ندعى، وتعطى الْغَنَائِم غَيرنَا، فَبَلغهُ ذَلِك، فَجَمعهُمْ فِي قبَّة فَقَالَ: " يَا معشر الْأَنْصَار، مَا حديثٌ بَلغنِي عَنْكُم؟ " فَسَكَتُوا. فَقَالَ: " يَا معشر الْأَنْصَار، أما ترْضونَ أَن يذهب النَّاس بالدنيا وَتَذْهَبُونَ بِمُحَمد تحوزونه إِلَى بُيُوتكُمْ؟ " قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: فَقَالَ: " لَو سلك النَّاس وَاديا، وسلكت الْأَنْصَار شعبًا لأخذت شعب الْأَنْصَار ". قَالَ هِشَام: فَقلت: يَا أَبَا حَمْزَة، أَنْت شاهدٌ ذَاك؟ قَالَ: وَأَيْنَ أغيب عَنهُ؟ وَهَذَا حَدِيث معَاذ بن معَاذ عَن ابْن عون، وَهُوَ أتم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث السميط عَن أنس قَالَ: افتتحنا مَكَّة، ثمَّ إِنَّا غزونا حنيناً، قَالَ: فجَاء الْمُشْركُونَ بِأَحْسَن صُفُوف رَأَيْت. قَالَ: فصفت الْخَيل، ثمَّ صفت الْمُقَاتلَة، ثمَّ صفت النِّسَاء من وَرَاء ذَلِك، ثمَّ صفت الْغنم، ثمَّ صفت النعم. قَالَ: فونحن بشر كثير وَقد بلغنَا سِتَّة آلَاف، وعَلى مجنبة خَيْلنَا خَالِد بن، الْوَلِيد. قَالَ: فَجعلت الْخَيل تلوي خلف ظُهُورنَا، فَلم نَلْبَث أَن انكشفت خَيْلنَا، وفرت الْأَعْرَاب وَمن نعلم من النَّاس، قَالَ: فَنَادَى رَسُول الله وَمُسلم: يَا للمهاجرين، يَا للمهاجرين " ثمَّ قَالَ: " يَا للْأَنْصَار، يَا للْأَنْصَار ". قَالَ أنس: هَذَا حَدِيث عميه. قَالَ: قُلْنَا لبيْك يَا رَسُول الله. قَالَ: فَتقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقَالَ: وَايْم الله، مَا أتيناهم حَتَّى هَزَمَهُمْ الله تَعَالَى. قَالَ: فقبضنا ذَلِك المَال، ثمَّ انطلقنا إِلَى الطَّائِف، فحاصرناهم أَرْبَعِينَ لَيْلَة، ثمَّ رَجعْنَا إِلَى مَكَّة، فنزلنا. قَالَ: فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُعْطي الرجل الْمِائَة، ثمَّ ذكر بَاقِي الحَدِيث كنحو حَدِيث قَتَادَة وَأبي التياح وَهِشَام بن زيد. وَلَيْسَ للسميط عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 1858 - الثَّانِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ: إِن الله عز وَجل تَابع الْوَحْي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل وَفَاته حَتَّى توفّي أَكثر مَا كَانَ الْوَحْي، ثمَّ توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد. 1859 - الثَّالِث عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا ارتحل قبل أَن تزِيغ الشَّمْس أخر الظّهْر إِلَى وَقت الْعَصْر، ثمَّ نزل فَجمع بَينهمَا، فَإِن زاغت الشَّمْس قبل أَن يرتحل صلى الظّهْر ثمَّ ركب. وَفِي حَدِيث اللَّيْث: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ أَن يجمع بَين الصَّلَاتَيْنِ فِي السّفر أخر الظّهْر حَتَّى يدْخل أول وَقت الْعَصْر. وَفِي حَدِيث جَابر بن إِسْمَاعِيل: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا عجل عَلَيْهِ السّير يُؤَخر الظّهْر إِلَى أول وَقت الْعَصْر فَيجمع بَينهمَا، وَيُؤَخر الْمغرب حَتَّى يجمع بَينهَا وَبَين الْعشَاء. 1860 - الرَّابِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس مُرْتَفعَة حيةٌ، فَيذْهب الذَّاهِب إِلَى العوالي، فيأتيهم وَالشَّمْس مُرْتَفعَة، وَبَعض العوالي من الْمَدِينَة على أَرْبَعَة أَمْيَال أَو نَحوه. وَفِي رِوَايَة مَالك وَحده عَن الزُّهْرِيّ: يذهب الذَّاهِب منا إِلَى قبَاء. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: كُنَّا نصلي الْعَصْر، ثمَّ يخرج الْإِنْسَان إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف فيجدهم يصلونَ الْعَصْر. الحديث: 1858 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي أُمَامَة أسعد بن سهل بن حنيف قَالَ: صلينَا مَعَ عمر ابْن عبد الْعَزِيز الظّهْر، ثمَّ خرجنَا حَتَّى دَخَلنَا على أنس بن مَالك، فوجدناه يُصَلِّي الْعَصْر، فَقلت: يَا عَم، مَا هَذِه الصَّلَاة الَّتِي صليت؟ قَالَ: الْعَصْر، وَهَذِه صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّتِي كُنَّا نصلي مَعَه. وَلمُسلم وَحده من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن أَنه دخل على أنس بن مَالك فِي دَاره بِالْبَصْرَةِ حِين انْصَرف من الظّهْر، وداره بِجنب الْمَسْجِد. قَالَ: فَلَمَّا دَخَلنَا عَلَيْهِ قَالَ: أصليتم الْعَصْر؟ فَقُلْنَا لَهُ: إِنَّمَا انصرفنا السَّاعَة من الظّهْر. قَالَ: فصلوا الْعَصْر. قَالَ: فقمنا فصلينا، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تِلْكَ صَلَاة الْمُنَافِق، يجلس يرقب الشَّمْس، حَتَّى إِذا كَانَت بَين قَرْني الشَّيْطَان قَامَ فنقرها أَرْبعا، لَا يذكر الله فِيهَا إِلَّا قَلِيلا ". وَلَيْسَ للعلاء عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَلمُسلم وَحده أَيْضا من حَدِيث حَفْص بن عبيد الله عَن أنس بن مَالك أَنه قَالَ: صلى لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَصْر، فَلَمَّا انْصَرف أَتَاهُ رجلٌ من بني سَلمَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّا نُرِيد أَن نَنْحَر جزوراً لنا، ونحب أَن تحضرها. قَالَ: " نعم " فَانْطَلق وانطلقنا مَعَه، فَوَجَدنَا الْجَزُور لم تنحر فنحرت، ثمَّ قطعت ثمَّ طبخ مِنْهَا، ثمَّ أكلنَا قبل أَن تغيب الشَّمْس. 1861 - الْخَامِس عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تنتبذوا فِي الدُّبَّاء، وَلَا فِي المزفت " كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يلْحق مَعهَا الحنتم والنقير. الحديث: 1861 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 1862 - السَّادِس عشر: عَن ابْن شهَاب عَن أنس: أَنه رأى فِي يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمًا من ورق يَوْمًا وَاحِدًا، ثمَّ إِن النَّاس اصطنعوا الخواتيم من الْوَرق ولبسوها، فَطرح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمه، فَطرح النَّاس خواتيمهم. وَفِي حَدِيث طَلْحَة بن يحيى وَسليمَان بن بِلَال عَن يُونُس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبس خَاتم خضة فِي يَمِينه، فِيهِ فصٌّ حبشِي، كَانَ يَجْعَل فصه مِمَّا يَلِي كَفه. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث حميد بن تيرويه الطَّوِيل فِي رِوَايَة يزِيد بن زُرَيْع عَنهُ قَالَ: سُئِلَ أنس: أَتَّخِذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمًا؟ قَالَ: أخر لَيْلَة الْعشَاء إِلَى شطر اللَّيْل، ثمَّ أقبل علينا بِوَجْهِهِ، فَكَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص خَاتمه. وَقَالَ: " إِن النَّاس قد صلوا وناموا، وَإِنَّكُمْ لن تزالوا فِي صَلَاة مَا انتظرتموها ". وَفِي حَدِيث الْمُعْتَمِر عَن حميد عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ خَاتمه من فضةٍ وَكَانَ فصه مِنْهُ. وَأخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة قُرَّة بن خَالِد عَن الْحسن عَن أنس، وَمُسلم من رِوَايَة قُرَّة عَن قَتَادَة عَن أنس: فَعِنْدَ البُخَارِيّ من رِوَايَة قُرَّة قَالَ: انتظرنا الْحسن، وراث علينا حَتَّى قربنا من وَقت قِيَامه، فجَاء فَقَالَ: دَعَانَا جيراننا هَؤُلَاءِ، ثمَّ قَالَ: قَالَ أنس: نَظرنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة حَتَّى كَانَ شطر اللَّيْل، فجَاء فصلى بِنَا، ثمَّ خَطَبنَا فَقَالَ: " أَلا إِن النَّاس قد صلوا ثمَّ رقدوا، وَإِنَّكُمْ لن تزالوا فِي صَلَاة مَا انتظرتم الصَّلَاة ". قَالَ الْحسن: وَإِن الْقَوْم لَا يزالون فِي خير مَا انتظروا الْخَيْر. الحديث: 1862 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 498 وَفِي حَدِيث حميد عَن أنس نَحوه بِمَعْنَاهُ، قَالَ البُخَارِيّ: زَاد ابْن أبي مَرْيَم: كَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص خَاتمه ليلتئذٍ. وَعند مُسلم من حَدِيث قُرَّة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: نَظرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة حَتَّى كَانَ قَرِيبا من نصف اللَّيْل، ثمَّ جَاءَ فصلى، ثمَّ أقبل علينا بِوَجْهِهِ، فَكَأَنَّمَا أنظر إِلَى وبيص خَاتمه فِي يَده. لم يزدْ. وَأخرج مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذِه. وَأَشَارَ إِلَى الْخِنْصر فِي يَده الْيُسْرَى. لم يزدْ. وَذكره فِي مَوضِع آخر بِطُولِهِ من حَدِيث حَمَّاد أَيْضا عَن ثَابت: أَنهم سَأَلُوا أنسا عَن خَاتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: أخر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشَاء ذَات لَيْلَة إِلَى شطر اللَّيْل أَو كَاد يذهب شطر اللَّيْل، ثمَّ جَاءَ فَقَالَ: " إِن النَّاس قد صلوا وناموا، وَإِنَّكُمْ لن تزالوا فِي صَلَاة مَا انتظرتم الصَّلَاة " قَالَ أنس: كَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص خَاتمه من فضَّة - وَرفع إصبعه الْيُسْرَى - بالخنصر. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كتب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتابا، أَو أَرَادَ أَن يكْتب، فَقيل لَهُ: إِنَّهُم لَا يقرءُون كتابا إِلَّا مَخْتُومًا، فَاتخذ خَاتمًا من فضَّة ونقشة: مُحَمَّد رَسُول الله، كَأَنِّي أنظر إِلَى بياضه فِي يَده، فَقلت لِقَتَادَة: من قَالَ: نقشه مُحَمَّد رَسُول الله؟ قَالَ: أنس. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس ابْن مَالك: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتخذ خَاتمًا من فضَّة، وَنقش فِيهِ: مُحَمَّد رَسُول الله، وَقَالَ للنَّاس: " إِنِّي اتَّخذت خَاتمًا من فضَّة، ونقشت فِيهِ: مُحَمَّد رَسُول الله، فَلَا ينقشن أحدٌ على نقشه ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: اصْطنع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمًا، فَقَالَ: " إِنَّا اتخذنا خَاتمًا، ونقشنا فِيهِ نقشاً، فَلَا ينقش عَلَيْهِ أحد " قَالَ: فَإِنِّي لأرى بريقه فِي خِنْصره. وَمن حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ أَن يكْتب إِلَى رَهْط - أَو أنَاس - من الْعَجم، فَقيل: إِنَّهُم لَا يقبلُونَ كتابا إِلَّا عَلَيْهِ خَاتم، فَاتخذ خَاتمًا من فضه، نقشه: مُحَمَّد رَسُول الله، كَأَنِّي بوبيص أَو بصيص الْخَاتم فِي إِصْبَع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو كَفه. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث ثُمَامَة عَن أنس: أَن أَبَا بكر لما اسْتخْلف كتب لَهُ، وَكَانَ نقش الْخَاتم ثَلَاثَة أسطر: محمدٌ سطرٌ، وَرَسُول سطرٌ، وَالله سطرٌ. وَمن حَدِيث ثُمَامَة أَيْضا عَن أنس قَالَ: كَانَ خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَده، وَفِي يَد أبي بكر بعده، وَفِي يَد عمر بعد أبي بكر. فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان جلس على بِئْر أريس، أخرج الْخَاتم فَجعل يعبث بِهِ، فَسقط، فاختلفنا ثَلَاثَة ايام مَعَ عُثْمَان فننزح الْبِئْر، فَلم نجده. وَأخرج مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس حَدِيث اتِّخَاذ الْخَاتم، والنقش عَلَيْهِ، وَالنَّهْي عَن النقش على نقشه، مثل حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن عبد الْعَزِيز عَن صُهَيْب، وَلم يذكر فِي الحَدِيث: مُحَمَّد رَسُول الله. وَأخرج أَيْضا من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: أَرَادَ أَن يكْتب إِلَى الْعَجم ... ، بِنَحْوِ حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 وَمن حَدِيث خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ ان يكْتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَالنَّجَاشِي، فَقيل: إِنَّهُم لَا يقبلُونَ كتابا إِلَّا بِخَاتم، فصاغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمًا حلقته فضَّة، وَنقش فِيهِ: مُحَمَّد رَسُول الله. 1863 - السَّابِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَن الْمُسلمين بَيْنَمَا هم فِي صَلَاة الْفجْر يَوْم الْإِثْنَيْنِ، وَأَبُو بكر يُصَلِّي بهم، لم يفجأهم إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد كشف ستر حجرَة عَائِشَة، فَنظر إِلَيْهِم وهم فِي صُفُوف الصَّلَاة، ثمَّ تَبَسم يضْحك، فنكص أَبُو بكر على عَقِبَيْهِ ليصل الصَّفّ، وَظن أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُرِيد أَن يخرج إِلَى الصَّلَاة. قَالَ أنس: وهم الْمُسلمُونَ أَن يفتتنوا فِي صلَاتهم فَرحا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِم بِيَدِهِ: ان أَتموا صَلَاتكُمْ، ثمَّ وصل إِلَى الْحُجْرَة وأرخى السّتْر. وَفِي حَدِيث شُعَيْب نَحوه، وَفِيه: فكشف ستر الْحُجْرَة ينظر إِلَيْنَا وَهُوَ قَائِم، كَأَن وَجهه ورقةٌ مصحف، وَفِيه: فَتوفي من يَوْمه. وَفِي حَدِيث صَالح نَحوه. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة: آخر نظرة نظرتها إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كشف الستارة يَوْم الْإِثْنَيْنِ ... وَذكر نَحوه. وَالَّذِي قبله أتم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الْوَارِث بن سعيد عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: لم يخرج إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثًا. فأقيمت الصَّلَاة، فَذهب أَبُو بكر يتَقَدَّم، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالحجاب فرفعه، فَلَمَّا وضح لنا وَجه نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا نَظرنَا منْظرًا قطّ كَانَ أعجب إِلَيْنَا من وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين وضح لنا. قَالَ: فَأَوْمأ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ إِلَى أبي بكر أَن يتَقَدَّم، وأرخى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحجاب، فَلم نقدر عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 1863 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 1864 - الثَّامِن عشر: عَن ابْن شهَاب عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو أَن لِابْنِ آدم وَاديا من ذهب أحب أَن يكون لَهُ واديان، وَلنْ يمْلَأ فَاه إِلَّا التُّرَاب، وَيَتُوب الله على من تَابَ ". وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ، وَمن رِوَايَة أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِهِ. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة: فَلَا أَدْرِي أشيءٌ أنزل أم شَيْء كَانَ يَقُوله. وَقَالَ ثَابت عَن أنس عَن أبي: كُنَّا نرى هَذَا من الْقُرْآن حَتَّى نزلت: {أَلْهَاكُم التكاثر} . 1865 - التَّاسِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قدر حَوْضِي كَمَا بَين أَيْلَة وَصَنْعَاء من الْيمن، وَإِن فِيهِ من الأباريق كعدد نُجُوم السَّمَاء ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا بَين ناحيتى حَوْضِي كَمَا بَين صنعاء وَالْمَدينَة ". وَفِي حَدِيث هِشَام الدستوَائي وَأبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس بِمثلِهِ، غير أَنَّهُمَا شكا، فَقَالَا: " أَو مثل مَا بَين الْمَدِينَة وعمان ". وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة: " مَا بَين لابتي حَوْضِي ". وَفِي حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: قَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ترى فِيهِ أَبَارِيق الذَّهَب وَالْفِضَّة كعدد نُجُوم السَّمَاء ". وَمن حَدِيث شَيبَان عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مثله، وَزَاد: أَو أَكثر من عدد نُجُوم السَّمَاء ". الحديث: 1864 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 502 1866 - الْعشْرُونَ: عَن النَّضر بن أنس عَن أنس قَالَ: لَوْلَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يتمنين أحدكُم الْمَوْت " لتمنيته. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعْبَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يتمنين أحدكُم الْمَوْت من ضرٍّ أَصَابَهُ، فَإِن كَانَ لابد فَاعِلا فَلْيقل: اللَّهُمَّ أحيني مَا كَانَت الْحَيَاة خيرا لي، وتوفني إِذا كَانَت الْوَفَاة خيرا لي ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث ابْن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. 1867 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله قد وكل بالرحم ملكا، يَقُول: أَي رب، نطفةٌ، أَي رب، علقةٌ، أَي رب، مضغةٌ، فَإِذا أَرَادَ أَن يقْضِي خلقا قَالَ الْملك: أَي رب، ذكر أَو أُنْثَى، شقيٌّ أَو سعيد؟ فَمَا الرزق؟ فَمَا الْأَجَل؟ فَيكْتب كَذَلِك فِي بطن أمه ". 1868 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن عبيد الله بن أبي بكر قَالَ: سَمِعت أنس بن مالكٍ قَالَ: ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَبَائِر - أَو: سُئِلَ عَن الْكَبَائِر، فَقَالَ: " الشّرك بِاللَّه، وَقتل النَّفس، وعقوق الْوَالِدين ". وَقَالَ: " أَلا أنبئكم بأكبر الْكَبَائِر؟ قَول الزُّور " أَو قَالَ: " شَهَادَة الزُّور " قَالَ شُعْبَة: وأكبر ظَنِّي أَنه قَالَ: " شَهَادَة الزُّور. الحديث: 1866 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 1869 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عبيد الله بن أبي بكر عَن أنس: أَن رجلا اطلع من بعض حجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمشقص - أَو بمشاقص، فَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ يخْتل الرجل ليطعنه. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس: أَن رجلا اطلع فِي بَيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فسدد إِلَيْهِ مشقصاً. لم يزدْ. زَاد فِي مُسْند سهل بن سعد مِنْهُ: " إِنَّمَا جعل الاسْتِئْذَان من أجل الْبَصَر ". 1870 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عبيد الله بن أبي بكر عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا سلم عَلَيْكُم أهل الْكتاب فَقولُوا: وَعَلَيْكُم ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أهل الْكتاب يسلمُونَ علينا، فَكيف نرد عَلَيْهِم؟ " فَقَالَ: " قُولُوا: وَعَلَيْكُم ". 1871 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء ثَلَاثًا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عِصَام عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتنفس فِي الشَّرَاب ثَلَاثًا، وَيَقُول: " إِنَّه أروى وَأَبْرَأ وأمرأ ". قَالَ أنس: وَأَنا أتنفس فِي الشَّرَاب ثَلَاثًا. الحديث: 1869 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 504 1872 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن زيد بن أنس عَن أنس قَالَ: أنفجنا أرنباً بمر الظهْرَان فسعى الْقَوْم، فلغبوا، وأدركتها فأخذتها، فَأتيت بهَا أَبَا طَلْحَة فذبحها وَبعث إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بوركها وفخذيها، فَقبله. 1873 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن زيد قَالَ: دخلت مَعَ جدي أنس بن مَالك دَار الحكم بن أَيُّوب، فَإِذا قومٌ نصبوا دجَاجَة يَرْمُونَهَا، فَقَالَ أنس: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تصبر الْبَهَائِم. 1874 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن زيد عَن أنس: أَن امْرَأَة يَهُودِيَّة أَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشَاة مَسْمُومَة، فَأكل مِنْهَا، فجيء بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك فَقَالَت: أردْت لأقتلك. قَالَ: " مَا كَانَ الله لِيُسَلِّطك على ذَلِك. " أَو قَالَ " على " قَالُوا: أَلا نقتلها؟ قَالَ: " لَا " قَالَ: فَمَا زلت أعرفهَا فِي لَهَوَات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1875 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن زيد عَن أنس: أَن يَهُودِيّا قتل جَارِيَة على أوضاحٍ لَهَا. فَقَتلهَا بِحجر، فجيء بهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبهَا رمقٌ، فَقَالَ لَهَا: " أَقْتلك فلَان؟ " فَأَشَارَتْ برأسها: أَن لَا. ثمَّ قَالَ لَهَا الثَّانِيَة، فَأَشَارَتْ برأسها: أَن لَا. ثمَّ سَأَلَهَا الثَّالِثَة فَقَالَت: نعم، وأشارت برأسها، فَقتله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بحجرين. وَفِي حَدِيث ابْن إِدْرِيس: فرضخ رَأسه بَين حجرين. الحديث: 1872 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 505 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن يحيى عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِهِ، وَفِيه: أَن يَهُودِيّا رض رَأس جَارِيَة بَين حجرين، فَأخذ الْيَهُودِيّ، فَأقر، فَأمر بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يرض رَأسه بِالْحِجَارَةِ. وَقد قَالَ همام: بحجرين. وَقد أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قتل يَهُودِيّا بِجَارِيَة، قَتلهَا على أوضاح لَهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي قلَابَة عَن أنس: أَن رجلا من الْيَهُود قتل جَارِيَة على حليٍّ لَهَا، ثمَّ أَلْقَاهَا فِي القليب، ورضخ رَأسهَا بِالْحِجَارَةِ، فَأخذ، فَأتي بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأمر أَن يرْجم حَتَّى يَمُوت، فرجم حَتَّى مَاتَ. 1876 - الثَّلَاثُونَ: عَن هِشَام بن زيد قَالَ: سَمِعت أنس بن مَالك يحدث أَن أمه حِين ولدت انْطَلقُوا بِالصَّبِيِّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحنكه، فَإِذا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مربد يسم غنما. قَالَ شُعْبَة: وأكبر علمي أَنه قَالَ: فِي آذانها. وَهَذَا طرف من حَدِيث أَخْرجَاهُ بِطُولِهِ من أَوله، من حَدِيث أنس بن سِيرِين عَن أنس بن مَالك قَالَ: كَانَ ابْن لأبي طَلْحَة يشتكي، فَخرج أَبُو طَلْحَة، فَقبض الصَّبِي، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَة قَالَ: مَا فعل ابْني؟ قَالَت أم سليم: هُوَ أسكن مَا كَانَ، فقربت لَهُ الْعشَاء فتعشى، ثمَّ أصَاب مِنْهَا، فَلَمَّا فرغ قَالَت: واروا الصَّبِي. فَلَمَّا أصبح أَبُو طَلْحَة أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ، فَقَالَ: " أعرستم اللَّيْلَة؟ " قَالَ: نعم. " قَالَ: اللَّهُمَّ بَارك لَهما ". فَولدت غُلَاما، فَقَالَ لي أَبُو طَلْحَة: احمله حَتَّى تَأتي بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَبعثت مَعَه بتمرات، فَقَالَ: " أمعه شَيْء؟ " قَالَ. نعم، تمرات، فَأَخذهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فمضغها ثمَّ أَخذهَا من فِيهِ، فَجَعلهَا فِي فِي الصَّبِي، ثمَّ حنكه وَسَماهُ عبد الله. الحديث: 1876 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 506 وَقد رَوَاهُ حَمَّاد بن مسْعدَة، وَابْن أبي عدي عَن أبي عون عَن مُحَمَّد عَن أنس نَحوه. وَأَخْرَجَاهُ مُخْتَصرا من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: غَدَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَبْد الله بن أبي طَلْحَة ليحنكه، فوافيته فِي يَده الميسم يسم إبل الصَّدَقَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس فِي الْمَوْلُود فَقَط، قَالَ: لما ولدت أم سليم قَالَت: يَا أنس، انْظُر إِلَى هَذَا الْغُلَام، فَلَا يصيبن شَيْئا حَتَّى تغدوا بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحنكه، فَغَدَوْت فَإِذا هُوَ على الْحَائِط، عَلَيْهِ خميصة حونية، وَهُوَ يسم الظّهْر الَّذِي قدم فِي الْفَتْح. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله عَن أنس قَالَ: اشْتَكَى ابْن لأبي طَلْحَة، قَالَ: فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَة خارجٌ، فَلَمَّا رَأَتْ امْرَأَته أَنه قد مَاتَ، هيأت شَيْئا، ونحته فِي جَانب الْبَيْت، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَة قَالَ: كَيفَ الْغُلَام؟ قَالَت: قد هدأت نَفسه، وَأَرْجُو أَن يكون قد استراح. وَظن أَبُو طَلْحَة أَنَّهَا صادقةٌ. قَالَ: فَبَاتَ، فَلَمَّا أصبح اغْتسل، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يخرج أعلمته أَنه قد مَاتَ، فصلى مَعَ النَّبِي، ثمَّ أخبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا كَانَ مِنْهُمَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَعَلَّه أَن يُبَارك لَهما فِي ليلتهما ". قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار: فَرَأَيْت تِسْعَة أَوْلَاد كلهم قد قَرَأَ الْقُرْآن. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: مَاتَ ابنٌ لأبي طَلْحَة من أم سليم، فَقَالَت لأَهْلهَا: لَا تحدثُوا أَبَا طَلْحَة بِابْنِهِ حَتَّى أكون أَنا أحدثه. قَالَ: فجَاء فقربت إِلَيْهِ عشَاء، فَأكل وَشرب، وَقَالَ: ثمَّ تصنعت لَهُ أحسن مَا كَانَ تصنع قبل ذَلِك، فَوَقع بهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنه قد شبع وَأصَاب مِنْهَا قَالَت: يَا أَبَا طَلْحَة أَرَأَيْت لَو أَن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيتٍ فطلبوا عاريتهم، ألهم أَن يمنعوهم؟ قَالَ: لَا. قَالَت: فاحتسب ابْنك. قَالَ: فَغَضب وَقَالَ: تَرَكتنِي حَتَّى إِذا تلطخت ثمَّ أَخْبَرتنِي بِابْني. فَانْطَلق حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأخْبرهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَارك الله لَكمَا فِي ليلتكما " فَحملت. قَالَ: فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر وَهِي مَعَه، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَتَى الْمَدِينَة من سفرٍ لَا يطرقها طروقاً، فدنوا من الْمَدِينَة، فضربها الْمَخَاض، فاحتبس عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَة، فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: يَقُول أَبُو طَلْحَة: إِنَّك لتعلم يَا رب أَنه يُعجبنِي أَن أخرج مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خرج، وَأدْخل مَعَه إِذا دخل، وَقد احْتبست بِمَا ترى. قَالَ: تَقول أم سليم: يَا أَبَا طَلْحَة، مَا أجد الَّتِي كنت أجد، انْطلق فَانْطَلَقْنَا، وضربها الْمَخَاض حِين قدما، فَولدت غُلَاما، فَقَالَت لي أُمِّي: يَا أنس، لَا يرضعه أحدٌ حَتَّى تَغْدُو بِهِ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا أصبح احتملته فَانْطَلَقت بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: فصادفته وَمَعَهُ ميسم، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: " لَعَلَّ أم سليم ولدت؟ " قلت: نعم. فَوضع الميسم: قَالَ: وَجئْت بِهِ فَوَضَعته فِي حجره، ودعا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعجوةٍ من عَجْوَة الْمَدِينَة فلاكها فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ ثمَّ قَذفهَا فِي فِي الصَّبِي، فَجعل الصَّبِي يتلمظها. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " انْظُرُوا إِلَى حب الْأَنْصَار التَّمْر " قَالَ: فَمسح وَجهه، وَسَماهُ عبد الله. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس مُخْتَصرا قَالَ: ذهبت بِعَبْد الله بن أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 ولد، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عباءة يهنأ بَعِيرًا لَهُ. فَقَالَ: " هَل مَعَك تمرٌ؟ " فَقلت: نعم. فناولته تمرات فألقاهن فِي فِيهِ، فلاكهن، ثمَّ فغرفا الصَّبِي فمجه فِي فِيهِ، فَجعل الصَّبِي يتلمظه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حب الْأَنْصَار التَّمْر " وَسَماهُ عبد الله. 1877 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن هِشَام بن زيد قَالَ: سَمِعت أنس بن مَالك قَالَ: جَاءَت امْرَأَة من الْأَنْصَار إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهَا صبيٌّ لَهَا، فكلمها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُم لأحب النَّاس إِلَيّ " مرَّتَيْنِ. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر ووهب بن جرير: ثَلَاث مَرَّات. 1878 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس أَنه قَالَ: كنت أَسْقِي أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح وَأَبا طَلْحَة وَأبي بن كَعْب شرابًا من فضيخ زهرٍ وتمر، فَأَتَاهُم آتٍ فَقَالَ: إِن الْخمر قد حرمت. فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: يَا أنس، قُم إِلَى هَذِه الجرة فاكسرها. فَقُمْت إِلَى مهراس لنا فضربتها بأسفله حَتَّى تَكَسَّرَتْ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كنت ساقي الْقَوْم فِي منزل أبي طَلْحَة فَكَانَ خمرهم يومئذٍ الفضيخ، فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منادياً يُنَادي: أَلا إِن الْخمر قد حرمت. قَالَ: فجرت فِي سِكَك الْمَدِينَة، فَقَالَ لي أَبُو طَلْحَة: اخْرُج فَأَهْرقهَا، فَخرجت فَهَرَقْتهَا، فجرت فِي سِكَك الْمَدِينَة فَقَالَ بعض الْقَوْم: قد قتل قومٌ وَهِي فِي بطونهم، فَأنْزل الله عز وَجل: {لَيْسَ على الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات جنَاح فِيمَا طعموا} [الْمَائِدَة] . الحديث: 1877 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 509 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب قَالَ: سَأَلُوا أنس بن مَالك عَن الفضيخ، فَقَالَ: مَا كَانَت لنا خمرٌ غير فضيخكم هَذَا الَّذِي تسمونه الفضيخ، إِنِّي لقائمٌ أسقيها أَبَا طَلْحَة وَأَبا أَيُّوب ورجالاً من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيتنا، إِذْ جَاءَ رجلٌ فَقَالَ: هَل بَلغَكُمْ الْخَبَر؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِن الْخمر قد حرمت. فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: يَا أنس، أرق هَذِه القلال. قَالَ: فَمَا راجعوها وَلَا سَأَلُوا عَنْهَا بعد خبر الرجل. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: كنت أَسْقِي عمومتي من فضيخ لَهُم وَأَنا أَصْغَرهم سنا، فجَاء رجلٌ فَقَالَ: إِنَّمَا حرمت الْخمر، فَقَالُوا: اكفأها يَا أنس فكفأتها. قَالَ: قلت لأنس: مَا هُوَ؟ قَالَ: بسرٌ وَرطب. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: إِنِّي لأسقي أَبَا طَلْحَة وَأَبا دُجَانَة وَسُهيْل بن بَيْضَاء من مزادة فِيهَا خليط بسر وتمر، فَدخل دَاخل فَقَالَ: حدث خبرٌ، نزل تَحْرِيم الْخمر، فأكفأناها يومئذٍ. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا قَالَ: وَقَالَ عَمْرو - يَعْنِي ابْن الْحَارِث عَن قَتَادَة: سَمِعت أنسا ... . وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن أبي عروية عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِهِ، وَزَاد: معَاذ بن جبل فِي رَهْط من الْأَنْصَار. وَأخرج البُخَارِيّ وَحده من حَدِيث يُونُس بن عبيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: حرمت علينا الْخمر حِين حرمت وَمَا نجد خمر الأعناب إِلَّا قَلِيلا، وَعَامة خمرنا الْبُسْر وَالتَّمْر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أنس قَالَ: إِن الْخمر حرمت وَالْخمر يومئذٍ الْبُسْر وَالتَّمْر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جَعْفَر بن عبد الله بن الحكم عَن أنس قَالَ: لقد أنزل الله هَذَا الْآيَة الَّتِي حرم فِيهَا الْخمر وَمَا بِالْمَدِينَةِ شرابٌ إِلَّا من تمر. 1879 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس: أَن جدته مليكَة دعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لطعامٍ صَنعته، فَأكل ثمَّ قَالَ: " قومُوا فأصلي لكم " قَالَ أنس بن مَالك: فَقُمْت إِلَى حَصِير لنا قد اسود من طول مَا لبس، فنضحته بِمَاء، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فصففت أَنا واليتيم وَرَاءه، والعجوز وَرَاءَنَا، فصلى لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ ثمَّ انْصَرف. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن أنس عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى بِهِ وبأمه أَو خَالَته. قَالَ: فأقامني عَن يَمِينه، وَأقَام الْمَرْأَة خلفنا. وَمن حَدِيث أبي التياح يزِيد بن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحسن النَّاس خلقا، فَرُبمَا تحضر الصَّلَاة وَهُوَ فِي بيتنا، قَالَ: فيأمر بالبساط الَّذِي تَحْتَهُ فيكنس ثمَّ ينضح، ثمَّ يؤم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونقوم خَلفه، فَيصَلي بِنَا. قَالَ: وَكَانَ بساطهم من جريد النّخل. 1880 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَق بن عبد الله عَن أنس قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله، وحانت صَلَاة الْعَصْر، فالتمس النَّاس الْوضُوء فَلم يجدوه، فَأتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1879 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 بِوضُوء، فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك الْإِنَاء يَده، وَأمر النَّاس أَن يتوضأوا مِنْهُ. قَالَ: فَرَأَيْت المَاء يَنْبع من تَحت أَصَابِعه، فَتَوَضَّأ النَّاس، حَتَّى توضأوا من عِنْد آخِرهم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا بِمَاء، فَأتي بقدح رحراح، فَجعل الْقَوْم يتوضأون، فحزرت مَا بَين السّبْعين إِلَى الثَّمَانِينَ، فَجعلت أنظر إِلَى المَاء يَنْبع من بَين أَصَابِعه. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: حضرت الصَّلَاة، فَقَامَ من كَانَ قَرِيبا من الدَّار وَبَقِي قوم، فَأتي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمخضب من حِجَارَة فِيهِ مَاء، فصغر المخضب عَن أَن يبسط فِيهِ كَفه، فَتَوَضَّأ الْقَوْم كلهم، فَقُلْنَا: كم كُنْتُم؟ قَالَ: ثَمَانِينَ وَزِيَادَة. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث الْحسن بن أبي الْحسن عَن أنس بن مَالك قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض مخارجه، وَمَعَهُ أناسٌ من أَصْحَابه، فَانْطَلقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرت الصَّلَاة فَلم يَجدوا مَاء يتوضأون بِهِ، فَانْطَلق رجلٌ من الْقَوْم، فجَاء بقدح من مَاء يسير، فَأَخذه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتَوَضَّأ، ثمَّ مد أَصَابِعه الْأَرْبَع على الْقدح، ثمَّ قَالَ: " قومُوا توضأوا " فَتَوَضَّأ الْقَوْم حَتَّى بلغُوا فِيمَا يُرِيدُونَ من الْوضُوء، وَكَانُوا سبعين أَو نَحوه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِنَاء وَهُوَ بالزوراء، فَوضع يَده فِي الْإِنَاء، فَجعل يَنْبع من بَين أَصَابِعه. فَتَوَضَّأ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 الْقَوْم. قَالَ قَتَادَة: قلت لأنس: كم كُنْتُم يَوْمئِذٍ؟ قَالَ: ثَلَاثمِائَة، أوزهاء ثَلَاثمِائَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ وَأَصْحَابه بالزوراء - قَالَ: والزوراء بِالْمَدِينَةِ عِنْد السُّوق وَالْمَسْجِد فِيمَا ثمَّة - دَعَا بقدح فِيهِ مَاء، فَوضع كَفه فِيهِ، فَجعل يَنْبع من بَين أَصَابِعه، فَتَوَضَّأ جَمِيع أَصْحَابه. قَالَ: قلت: كم كَانُوا يَا أَبَا حَمْزَة؟ قَالَ كَانُوا زهاء ثَلَاثمِائَة. 1881 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَة لأم سليم: قد سَمِعت صَوت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضَعِيفا أعرف فِيهِ الْجُوع، فَهَل عنْدك من شَيْء؟ فَقَالَت: نعم، فأخرجت أقراصاً من شعير، ثمَّ أخذت خماراً لَهَا فلفت الْخبز بِبَعْضِه، ثمَّ دسته تَحت ثوبي، وردتني بِبَعْضِه، وأرسلتني إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَذَهَبت فَوجدت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَالِسا فِي الْمَسْجِد وَمَعَهُ النَّاس، فَقُمْت عَلَيْهِم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرسلك أَبُو طَلْحَة؟ " فَقلت: نعم. فَقَالَ: " ألطعام؟ " فَقلت: نعم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمن مَعَه: " قومُوا ". قَالَ: فَانْطَلقُوا وَانْطَلَقت بَين أَيْديهم حَتَّى جِئْت أَبَا طَلْحَة، فَأَخْبَرته، فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: يَا أم سليم، قد جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالنَّاسِ وَلَيْسَ عندنَا مَا نطعمهم. فَقَالَت: الله وَرَسُوله أعلم. وَقَالَ: فَانْطَلق أَبُو طَلْحَة حَتَّى لَقِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَه حَتَّى دخلا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا عنْدك يَا أم سليم؟ " فَأَتَت بذلك الْخبز، فَأمر بِهِ ففت، وعصرت عَلَيْهِ أم سليم عكةً لَهَا فأدمته، ثمَّ قَالَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا شَاءَ الله أَن يَقُول، ثمَّ قَالَ: " ائْذَنْ لعشرة " فَأذن لَهُم فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثمَّ خَرجُوا، ثمَّ قَالَ: " ائْذَنْ لعشرة " فَأذن لَهُم فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا، ثمَّ خَرجُوا ثمَّ قَالَ: " ائْذَنْ لعشرة " حَتَّى أكل الْقَوْم كلهم وشبعوا، وَالْقَوْم سَبْعُونَ رجلا أَو ثَمَانُون ". الحديث: 1881 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 وَأخرج البُخَارِيّ نَحوه من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين والجعد أبي عُثْمَان وَسنَان ابْن أبي ربيعَة، جَمِيعًا عَن أنس: أَن أم سليم عَمَدت إِلَى مدٍّ من شعير، جشته وَجعلت مِنْهُ خطيفة، وعصرت عَلَيْهِ عكة لَهَا، ثمَّ بعثتني إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَتَيْته وَهُوَ فِي أَصْحَابه، فدعوته، فَقَالَ: " وَمن معي " فَجئْت فَقلت: إِنَّه يَقُول " وَمن معي "، فَخرج إِلَيْهِ أَبُو طَلْحَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله إِنَّمَا هُوَ شَيْء صَنعته لَك أم سليم، فَدخل، فجيء بِهِ، وَقَالَ: " أَدخل عَليّ عشرَة " ... حَتَّى عد أَرْبَعِينَ، ثمَّ أكل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجعلت أنظر: هَل نقص مِنْهَا شَيْء. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعد بن سعيد عَن أنس قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو طَلْحَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأدعوه وَقد جعل طَعَاما، قَالَ: فَأَقْبَلت وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ النَّاس، فَنظر إِلَيّ، فَاسْتَحْيَيْت، فَقلت: أجب أَبَا طَلْحَة، فَقَالَ للنَّاس: " قومُوا " فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا صنعت لَك شَيْئا. قَالَ: فمسها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعا فِيهَا بِالْبركَةِ، ثمَّ قَالَ: " أَدخل نَفرا من أَصْحَابِي، عشرَة " وَقَالَ: " كلوا " وَأخرج لَهُم شَيْئا من بَين أَصَابِعه، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا فَخَرجُوا، فَقَالَ: " أَدخل عشرَة "، فَأَكَلُوا حَتَّى خَرجُوا، فَمَا زَالَ يدْخل عشرَة وَيخرج عشرَة، حَتَّى لم يبْق مِنْهُم أحدٌ إِلَّا دخل، فَأكل حَتَّى شبع، ثمَّ هيأها فَإِذا هِيَ مثلهَا حِين أكلُوا مِنْهَا. وَفِي حَدِيث يحيى الْأمَوِي عَن سعد بن سعيد نَحوه، وَفِي آخِره: ثمَّ أَخذ مَا بَقِي فَجَمعه، ثمَّ دَعَا فِيهِ بِالْبركَةِ، قَالَ: فَعَاد كَمَا كَانَ فَقَالَ: " دونكم هَذَا ". وَلَيْسَ لسعد بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 514 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن أنس قَالَ: أَمر أَبُو طَلْحَة أم سليم أَن تصنع للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما لنَفسِهِ خَاصَّة، ثمَّ أَرْسلنِي إِلَيْهِ. وَقَالَ فِيهِ، فَوضع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده، وسمى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " ائْذَنْ لعشرة " فَأذن لَهُم فَدَخَلُوا، فَقَالَ: " كلوا وَسموا الله، فَأَكَلُوا حَتَّى فعل ذَلِك بِثَمَانِينَ رجلا، ثمَّ أكل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك وَأهل الْبَيْت، وَتركُوا سؤراً. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث يحيى بن عمَارَة بن أبي حُسَيْن عَن أنس بِهَذِهِ الْقِصَّة، وَفِيه: فَقَامَ أَبُو طَلْحَة على الْبَاب حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا كَانَ شَيْئا يَسِيرا. فَقَالَ: " هلمه، فَإِن الله سَيجْعَلُ فِيهِ الْبركَة ". وَمن حَدِيث عبد الله بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس بِنَحْوِ هَذَا، وَفِيه: ثمَّ أكل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأكل أهل الْبَيْت، ثمَّ أفضلوا مَا بلغُوا جيرانهم. وَمن حَدِيث عَمْرو بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُضْطَجعا فِي الْمَسْجِد يتقلب ظهرا لبطنٍ، وظنه جائعاً، وسَاق الحَدِيث، وَقَالَ فِيهِ: ثمَّ أكل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو طَلْحَة وَأم سليم وَأنس، وفضلت فضلةٌ، فأهدينا لجيراننا. وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الله بن أبي طَلْحَة أَنه سمع أنس بن مَالك يَقُول: جِئْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوَجَدته جَالِسا مَعَ أَصْحَابه وَقد عصب بَطْنه بعصابة، قَالَ أُسَامَة بن زيد: وَأَنا أَشك - على حجر، قَالَ: فَقلت لبَعض أَصْحَابه: لم عصب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَطْنه؟ فَقَالَ: من الْجُوع. فَذَهَبت إِلَى أبي طَلْحَة، وَهُوَ زوج أم سليم بنت ملْحَان فَقلت: يَا أبتاه قد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عصب بَطْنه بعصابة، فَسَأَلت بعض أَصْحَابه فَقَالُوا: من الْجُوع. وَدخل أَبُو طَلْحَة على أُمِّي فَقَالَ: هَل من شَيْء؟ قَالَت: نعم، عِنْدِي كسرٌ من خبز وتمرات، فَإِن جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 وَحده أشبعناه، وَإِن جَاءَ آخر مَعَه قل عَنْهُم، ثمَّ ذكر سَائِر الحَدِيث. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث النَّضر بن أنس عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طَعَام أبي طَلْحَة بِنَحْوِ حَدِيثهمْ فِي إشباع الْقَوْم كلهم جَمِيعًا. فِي هَذَا الحَدِيث وَفِي الَّذِي قبله مَا فِي مَعْنَاهُمَا من المعجزة. 1882 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَق عَن أنس قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَة أَكثر الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ مَالا من نخل، وَكَانَ أحب أَمْوَاله إِلَيْهِ بيرحاء، وَكَانَت مُسْتَقْبلَة الْمَسْجِد، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدخلهَا وَيشْرب من مَاء فِيهَا طيب، قَالَ أنس: فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة {لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون} [آل عمرَان] قَامَ أَبُو طَلْحَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن الله تبَارك وَتَعَالَى يَقُول: {لن تنالوا الْبر حَتَّى تنفقوا مِمَّا تحبون} وَإِن أحب مَالِي إِلَيّ بيرحاء، وَإِنَّهَا صَدَقَة لله أَرْجُو برهَا وَذُخْرهَا عِنْد الله، فضعها يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْثُ أَرَاك الله. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ذَلِك مالٌ رابحٌ، ذَلِك مَال رابح. وَقد سَمِعت مَا قلت، وَإِنِّي أرِي أَن تجعلها فِي الْأَقْرَبين ". فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: أفعل يَا رَسُول الله. فَقَسمهَا أَبُو طَلْحَة فِي أَقَاربه وَبني عَمه. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ثَابت عَن أنس: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي طَلْحَة: " اجْعَلْهُ لفقراء أقاربك " فَجَعلهَا لحسان وَأبي بن كَعْب. قَالَ: وَقَالَ الْأنْصَارِيّ. حَدثنِي أبي عَن ثُمَامَة عَن أنس بِمثل حَدِيث ثَابت، وَقَالَ: " اجْعَلْهَا لفقراء قرابتك " قَالَ أنس: فَجَعلهَا لحسان وَأبي بن كَعْب، وَكَانَ أقرب إِلَيْهِ مني، وَكَانَت قرَابَة حسان وَأبي من أبي طلحه - واسْمه زيدين سهل بن الْأسود بن حرَام بن عَمْرو بن زيد مَنَاة بن عدي بن عَمْرو بن مَالك بن النجار. وَحسان بن ثَابت بن الْمُنْذر بن حرَام، يَجْتَمِعَانِ إِلَى حرَام، وَهُوَ الْأَب الثَّالِث. الحديث: 1882 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 516 وَقَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ إِسْمَاعِيل: أَخْبرنِي عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة - لَا أعلمهُ إِلَّا عَن أنس قَالَ: لما نزلت: {لن تنالوا الْبر} جَاءَ أَبُو طَلْحَة، ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم ... إِلَى أَن قَالَ: فَهِيَ إِلَى الله عز وَجل وَإِلَى رَسُوله، أَرْجُو بره وذخره فضعها - أَي رَسُول الله - حَيْثُ أَرَاك الله. فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بخ يَا أَبَا طَلْحَة، ذَلِك مَال رابحٌ، قبلناه مِنْك، ورددناه عَلَيْك، فاجعله فِي الْأَقْرَبين " فَتصدق بِهِ أَبُو طَلْحَة على ذَوي رَحمَه. قَالَ: وَكَانَ مِنْهُم أبي وَحسان، قَالَ: فَبَاعَ حسان حِصَّته مِنْهُ من مُعَاوِيَة، فَقيل لَهُ: تبيع صَدَقَة أبي طَلْحَة؟ فَقَالَ: أَلا أبيع صَاعا من تمر بِصَاع من دَرَاهِم؟ قَالَ: وَكَانَت تِلْكَ الحديقة فِي مَوضِع قصر بني حديلة الَّذِي بناه مُعَاوِيَة. وَهَذَا الحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ تَعْلِيقا هُوَ من رِوَايَة أبي الْهَيْثَم وَحده دون الْحميدِي وَأبي إِسْحَق. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: لما نزلت هَذِه الْآيَة {لن تنالوا الْبر} قَالَ أَبُو طَلْحَة: أرى رَبنَا يسألنا من أَمْوَالنَا، فأشهدك أَنِّي قد جعلت أرضي بيرحى لله، فَقَالَ: " اجْعَلْهَا فِي قرابتك " قَالَ: فَجَعلهَا فِي حسان بن ثَابت وَأبي بن كَعْب. 1883 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَق عَن أنس قَالَ: كنت أَمْشِي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ برد نجراني غليظ الْحَاشِيَة، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جبذةً شَدِيدَة، قَالَ أنس فَنَظَرت إِلَى صفحة عاتق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أثرت بهَا حَاشِيَة الرِّدَاء من شدَّة جبذته ثمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّد، مر لي من مَال الله الَّذِي عنْدك، فَالْتَفت إِلَيْهِ فَضَحِك، ثمَّ أَمر لَهُ بعطاء. وَفِي حَدِيث عِكْرِمَة بن عمار عَن إِسْحَق بن عبد الله قَالَ: ثمَّ جبذه إِلَيْهِ جبذةً رَجَعَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي نحر الْأَعرَابِي. وَفِي حَدِيث همام: فجاذبه حَتَّى انْشَقَّ الْبرد، حَتَّى بقيت حَاشِيَته فِي عنق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1883 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 517 1884 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَق أَيْضا عَن أنس: أَن خياطاً دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لطعام صنعه، قَالَ أنس: فَذَهَبت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى ذَلِك الطَّعَام، فَقرب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خبْزًا من شعير ومرقاً فِيهِ دباء وقديدٌ. قَالَ أنس: فَرَأَيْت رَسُول الله يتتبع الدُّبَّاء من حوالي الصحفة، فَلم أزل أحب الدُّبَّاء من يَوْمئِذٍ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس قَالَ: دخلت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على غُلَام خياط، فَقدم إِلَيْهِ قَصْعَة فِيهَا ثريد وَعَلِيهِ دباء، قَالَ: وَأَقْبل على عمله - يَعْنِي الْغُلَام - قَالَ فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتتبع الدُّبَّاء. قَالَ أنس: فَجعلت أتتبعه وأضعه بَين يَدَيْهِ، قَالَ: وَمَا زلت بعد أحب الدُّبَّاء. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلٌ فَانْطَلَقت مَعَه، فجيء بمرقة فِيهَا دباء، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْكُل من ذَلِك الدُّبَّاء وَيُعْجِبهُ، قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك جعلت ألقيه إِلَيْهِ وَلَا أطْعمهُ، قَالَ انس: فَمَا زلت بعد يُعجبنِي الدُّبَّاء وَعَن حَدِيث معمر عَن ثَابت وَعَاصِم الْأَحول عَن أنس: أَن رجلا خياطاً دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر نَحوه، وَزَاد: قَالَ ثَابت: فَسمِعت أنسا يَقُول: فَمَا صنع لي طَعَام بعد أقدر على أَن يصنع لي فِيهِ دباء إِلَّا صنع. 1885 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن إِسْحَق عَن أنس قَالَ: دَعَا رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الَّذين قتلوا أَصْحَاب بِئْر مَعُونَة ثَلَاثِينَ صباحاً، يَدْعُو على رعل ولحيان وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله. قَالَ أنس: وَأنزل الله عز وَجل فِي الَّذين قتلوا ببئر مَعُونَة قُرْآنًا قرأناه حَتَّى نسخ بعد: أَن بلغُوا قَومنَا أَن قد لَقينَا رَبنَا فَرضِي عَنَّا ورضينا عَنهُ. كَذَا فِي حَدِيث مَالك عَن إِسْحَق مُخْتَصرا. الحديث: 1884 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 518 وَفِي رِوَايَة همام عَن إِسْحَق قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَقْوَامًا من بني سليم إِلَى بني عَامر فِي سبعين. وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن همام عَن إِسْحَق عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث خَاله أَخا لأم سليم، واسْمه حرَام فِي سبعين رَاكِبًا. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن عمر عَن همام: فَلَمَّا قدمُوا قَالَ لَهُم خَالِي: أتقدمكم، فَإِن أمنوني حَتَّى أبلغهم عَن رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِلَّا كُنْتُم مني قَرِيبا. فَتقدم فأمنوه، فَبَيْنَمَا يُحَدِّثهُمْ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أومأوا إِلَى رجل مِنْهُم فطعنه، فأنفذه، فَقَالَ: الله أكبر، فزت وَرب الْكَعْبَة. ثمَّ مالوا على بَقِيَّة أَصْحَابه، فَقَتَلُوهُمْ إِلَّا رجلا أعرج صعد الْجَبَل. قَالَ همام: وَأرَاهُ أخر مَعَه، فَأخْبر جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنهم قد لقوا رَبهم، فَرضِي عَنْهُم وأرضاهم، قَالَ: فَكُنَّا نَقْرَأ: أَن بلغُوا قَومنَا أَنا لَقينَا رَبنَا، فَرضِي عَنْهُم وأرضانا، ثمَّ نسخ بعد. فَدَعَا عَلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعِينَ صباحاً، على رعل وذكوان وَبني عصيه، الَّذين عصوا الله وَرَسُوله. وللبخاري من حَدِيث ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس قَالَ: لما طعن حرَام بن ملْحَان - وَكَانَ خَاله - يَوْم بِئْر مَعُونَة قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا، فنضحه على وَجهه وَرَأسه، ثمَّ قَالَ: فزت وَرب الْكَعْبَة. وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبعين رجلا لحَاجَة - يُقَال لَهُم الْقُرَّاء، فَعرض لَهُم حَيَّان من سليم: رعل وذكوان، عِنْد بِئْر يُقَال لَهَا مَعُونَة، فَقَالَ الْقَوْم: وَالله مَا إيَّاكُمْ أردنَا، وَإِنَّمَا نَحن مجتازون فِي حاجةٍ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَتَلُوهُمْ، فَدَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِم شهرا فِي صَلَاة الْغَدَاة، وَذَلِكَ بَدْء الْقُنُوت، وَمَا كُنَّا نقنت. قَالَ عبد الْعَزِيز: فَسَأَلَ رجلٌ أنسا عَن الْقُنُوت: أبعد الرُّكُوع أَو عِنْد فرَاغ الْقِرَاءَة؟ فَقَالَ: لَا، بل عِنْد فرَاغ الْقِرَاءَة. وَأَخْرَجَا من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا بعد الرُّكُوع يَدْعُو على أَحيَاء من الْعَرَب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 519 وَمن حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رعلاً وذكوان [وَعصيَّة] وَبني لحيان استمدوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عدوٍّ، فَأَمَدَّهُمْ بسبعين من الْأَنْصَار، كُنَّا نسميهم الْقُرَّاء فِي زمانهم، كَانُوا يحتطبون بِالنَّهَارِ، وَيصلونَ بِاللَّيْلِ، حَتَّى إِذا كَانُوا ببئر مَعُونَة قتلوهم وغدروا بهم، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقنت شهرا يَدْعُو فِي الصُّبْح على أَحيَاء من الْعَرَب: على رعلٍ وذكوان وَعصيَّة وَبني لحيان. قَالَ أنس: فقرأنا فيهم قُرْآنًا، ثمَّ إِن ذَلِك رفع: بلغُوا قَومنَا ... وَذكره. وَأَخْرَجَا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: قلت لأنس: هَل قنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صَلَاة؟ قَالَ: نعم بعد الرُّكُوع يَسِيرا. وَمن حَدِيث أبي مجلز لَاحق بن حميد عَن أنس قَالَ: قنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا بعد الرُّكُوع فِي صَلَاة الصُّبْح يَدْعُو على رعل وذكوان وَيَقُول: " عصية عَصَتْ الله وَرَسُوله ". وَلمُسلم من حَدِيث أنس بن سِيرِين عَن أنس بن مَالك: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قنت شهرا بعد الرُّكُوع فِي صَلَاة الْفجْر يَدْعُو على بني عصية. وَأَخْرَجَا من حَدِيث عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول عَن أنس قَالَ: سَأَلته عَن الْقُنُوت: قبل الرُّكُوع أَو بعد الرُّكُوع؟ فَقَالَ: قبل الرُّكُوع. قلت: فَإِن نَاسا يَزْعمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قنت بعد الرُّكُوع. فَقَالَ: إِنَّمَا قنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شهرا يَدْعُو على أنَاس قتلوا أُنَاسًا من أَصْحَابه يُقَال لَهُم الْقُرَّاء، زهاء سبعين رجلا. زَاد فِي رِوَايَة ثَابت بن يزِيد عَن عَاصِم: وَكَانَ بَينهم وَبَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عهد. وَفِي رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة: أصيبوا يَوْم بِئْر مَعُونَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 520 وَفِي رِوَايَة أبي الْأَحْوَص عَن عَاصِم عَن أنس قَالَ: بعث نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَرِيَّة يُقَال لَهُم الْقُرَّاء فأصيبوا، فَمَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجد على شَيْء مَا وجد عَلَيْهِم، فقنت شهرا فِي صَلَاة الْفجْر وَيَقُول: " إِن عصية عَصَتْ الله وَرَسُوله ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ: كَانَ الْقُنُوت فِي الْمغرب وَالْفَجْر. وَأخرج مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن أنس عَن أنس، وَمن حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قنت شهرا يلعن رعلاً وذكوان وَعصيَّة، عصوا الله وَرَسُوله، وَلَيْسَ فِيهِ ذكر للعرنيين. وَحكى أَبُو مَسْعُود فِي أَفْرَاد مُسلم، فِي تَرْجَمَة مُوسَى بن أنس عَن أنس: أَن فِيهِ ذكر العرنيين. وَلَيْسَ لذَلِك فِي كتاب مُسلم ذكر. ثمَّ جمع أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بَين هَذَا الحَدِيث الَّذِي ذكر أَنه من أَفْرَاد مُسلم وَبَين حَدِيث البُخَارِيّ فِي العرنيين من هَذِه الطَّرِيق. وَلَيْسَ فِي حَدِيث البُخَارِيّ فِي العرنيين أصلا ذكر الدُّعَاء على بني لحيان وَعصيَّة، وَجعله من الْمُتَّفق عَلَيْهِ، فَلْيتَأَمَّل. وَحَدِيث البُخَارِيّ فِي آخر، " الزَّكَاة "، وَحَدِيث مُسلم فِي " الصَّلَاة " فِي ذكر الْقُنُوت. وَلمُسلم من حَدِيث حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: جَاءَ نَاس إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسألوا: أَن ابْعَثْ مَعنا رجَالًا يعلمونا الْقُرْآن وَالسّنة، فَبعث إِلَيْهِم سبعين رجلا من الْأَنْصَار يُقَال لَهُم الْقُرَّاء، فيهم خَالِي حرَام، يقرءُون الْقُرْآن، ويتدارسون بِاللَّيْلِ يتعلمونه، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يجيئون بِالْمَاءِ فيضعونه فِي الْمَسْجِد، ويحتطبون فيبيعونه ويشترون بِهِ الطَّعَام لأهل الصّفة والفقراء، فبعثهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِم فعرضوا لَهُم، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 فَقَتَلُوهُمْ قبل أَن يبلغُوا الْمَكَان، فَقَالُوا: " اللَّهُمَّ أبلغ عَنَّا نَبينَا أَنا قد لقيناك فرضينا عَنْك ورضيت عَنَّا. قَالَ: وأتى رجلٌ حَرَامًا خَال أنس من خَلفه فطعنه بِرُمْح حَتَّى أنفذه، فَقَالَ حرَام: فزت وَرب الْكَعْبَة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه: " إِن إخْوَانكُمْ قد قتلوا، وَإِنَّهُم قَالُوا: اللَّهُمَّ بلغ عَنَّا نَبينَا أَنا قد لقيناك فرضيت عَنَّا ورضينا عَنْك ". 1886 - الْأَرْبَعُونَ: عَن إِسْحَق بن عبد الله عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَا يطْرق أَهله لَيْلًا، وَكَانَ يَأْتِيهم غدْوَة أَو عَشِيَّة. 1887 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن إِسْحَق عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يدْخل على أحدٍ من النِّسَاء إِلَّا على أَزوَاجه، إِلَّا أم سليم، فَإِنَّهُ كَانَ يدْخل عَلَيْهَا، فَقيل لَهُ فِي ذَلِك، فَقَالَ: " إِنِّي أرحمها، قتل أَخُوهَا معي " وَأم سليم هِيَ أم أنس بن مَالك، وَلَعَلَّه أَرَادَ: على الدَّوَام، فَإِنَّهُ كَانَ يدْخل على أم حرَام، وَهِي خَالَة أنس. 1888 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن إِسْحَق أَيْضا عَن أنس قَالَ: أصَاب النَّاس سنة على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب يَوْم الْجُمُعَة، قَامَ أعرابيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هلك المَال، وجاع الْعِيَال، فَادع الله لنا. فَرفع يَدَيْهِ وَمَا نرى فِي السَّمَاء قزعة، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ مَا وضعهما حَتَّى ثار السَّحَاب أَمْثَال الْجبَال، ثمَّ لم ينزل عَن منبره حَتَّى رَأَيْت السَّحَاب يتحادر على لحيته، فمطرنا يَوْمنَا ذَلِك، وَمن الْغَد، وَمن بعد الْغَد، وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَة الْأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِك الحديث: 1886 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 الْأَعرَابِي - أَو قَالَ غَيره - فَقَالَ: يَا رَسُول الله، تهدم الْبناء، وغرق المَال، فَادع الله لنا. فَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا " فَمَا يُشِير بِيَدِهِ إِلَى نَاحيَة من السَّحَاب إِلَّا انفرجت، وَصَارَت الْمَدِينَة مثل الجوبة، وسال وَادي قناة شهرا، وَلم يَأْتِ أحدٌ من نَاحيَة إِلَّا حدث بالجود. وَأَخْرَجَاهُ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث شريك بن عبد الله بن أبي نمر عَن أنس: أَن رجلا دخل الْمَسْجِد يَوْم جُمُعَة من بابٍ كَانَ نَحْو دَار الْقَضَاء، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قائمٌ يخْطب، فَاسْتقْبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِما ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْأَمْوَال، وانقطعت السبل، فَادع الله يغثنا. قَالَ فَرفع رَسُول الله يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا، اللَّهُمَّ أغثنا ". قَالَ أنس: وَالله مَا نرى فِي السَّمَاء من سَحَاب وَلَا قزعة، وَمَا بَيْننَا وَبَين سلع من بَيت وَلَا دارٍ، قَالَ: فطلعت من وَرَائه سحابةٌ مثل الترس، فَلَمَّا توسطت السَّمَاء انتشرت ثمَّ أمْطرت، قَالَ: فَلَا وَالله مَا رَأينَا الشَّمْس سِتا. قَالَ: ثمَّ دخل رجل من ذَلِك الْبَاب فِي الْجُمُعَة الْمُقبلَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم يخْطب، فَاسْتَقْبلهُ قَائِما فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت الْأَمْوَال، وانقطعت السبل، فَادع الله يمْسِكهَا عَنَّا. قَالَ: فَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدَيْهِ ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا، اللَّهُمَّ على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشَّجَرَة " قَالَ: فانقلعت، وَخَرجْنَا نمشي فِي الشَّمْس. قَالَ شريك: فَسَأَلت أنس بن مَالك: أهوَ الرجل الأول؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن ثَابت عَن أنس بِنَحْوِهِ، قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب يَوْم الْجُمُعَة، فَقَامَ النَّاس فصاحوا، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، قحط الجزء: 2 ¦ الصفحة: 523 الْمَطَر، واحمرت الشّجر، وَهَلَكت الْبَهَائِم، فَادع الله أَن يسقينا فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اسقنا " مرَّتَيْنِ، وَايْم الله، مَا نرى فِي السَّمَاء من قزعة من سَحَاب، فَنَشَأَتْ سَحَابَة وأمطرت، وَنزل عَن الْمِنْبَر، فصلى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرف لم تزل تمطر إِلَى الْجُمُعَة الَّتِي تَلِيهَا. فَلَمَّا قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب صاحوا إِلَيْهِ: تهدمت الْبيُوت، وانقطعت السبل، فَادع الله يحبسها عَنَّا. فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا " وتكشطت الْمَدِينَة، فَجعلت تمطر حولهَا وَلَا تمطر الْمَدِينَة قَطْرَة، فَنَظَرت إِلَى الْمَدِينَة وَإِنَّهَا لفي مثل الإكليل. وَلَيْسَ لِعبيد الله بن عمر عَن ثَابت عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ، وطرفاً من حَدِيث يحيى وَشريك عَن أنس تَعْلِيقا، وَفِيه: رفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْت بَيَاض إبطَيْهِ. كَذَا ذكر أَبُو مَسْعُود. وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب يَوْم الْجُمُعَة إِذْ جَاءَ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، قحط الْمَطَر، فَادع الله أَن يسقينا، فَدَعَا، فمطرنا، فَمَا كدنا أَن نصل إِلَى مَنَازلنَا، وَمَا زلنا نمطر إِلَى الْجُمُعَة الْمُقبلَة. قَالَ: فَقَامَ ذَلِك الرجل أَو غَيره فَقَالَ " يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يصرفهُ عَنَّا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ حوالينا وَلَا علينا " قَالَ: فَلَقَد رَأَيْت السَّحَاب يتقطع يَمِينا وَشمَالًا، يمطرون وَلَا يمطر أهل الْمَدِينَة. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا مُخْتَصرا من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، وَمن حَدِيث يُونُس بن عبيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب يَوْم الْجُمُعَة إِذْ قَامَ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هلك الكراع، هلك الشَّاء، فَادع الله أَن يسقينا، فَمد يَدَيْهِ ودعا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَفْص بن عبيد الله بن أنس عَن أنس قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ الْمِنْبَر، وَذكر نَحوه، وَقَالَ: وَرَأَيْت السَّحَاب يتمزق، فَكَأَنَّهُ الملاء حِين تطوى. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب، وَذكر نَحْو حَدِيث عبيد الله بن عمر بن ثَابت. وَقَالَ: فألف الله السَّحَاب، ومكثنا حَتَّى رَأَيْت الرجل الشَّديد تهمه نَفسه أَن يَأْتِي أَهله. 1889 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن إِسْحَق عَن أنس قَالَ: كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أصبت حدا. فأقمه على، وَلم يسْأَله، قَالَ: وَحَضَرت الصَّلَاة، فصلى مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَاة قَامَ إِلَيْهِ الرجل فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أصبت حدا، فأقم فِي كتاب الله. قَالَ: " أَلَيْسَ قد صليت مَعنا؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " فَإِن الله قد غفر لَك ذَنْبك أَو حدك ". 1890 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن إِسْحَق بن عبد الله عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ من بلدٍ إِلَّا سيطؤه الدَّجَّال إِلَّا مَكَّة وَالْمَدينَة، لَيْسَ نقبٌ من نقابها إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة صافين يحرسونها، فَينزل السبخة، ثمَّ ترجف الْمَدِينَة بِأَهْلِهَا ثَلَاث رجفات، فَيخرج إِلَيْهِ كل كافرٍ ومنافق ". وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة عَن إِسْحَق نَحوه، وَقَالَ: " فَيَأْتِي سبخَة الجرف، فَيضْرب رواقه ". وَقَالَ: " فَيخرج إِلَيْهِ كل مُنَافِق وَمُنَافِقَة ". 1891 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن إِسْحَق عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى أَعْرَابِيًا يَبُول فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: " دَعوه " حَتَّى إِذا فرغ دَعَا بماءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ. الحديث: 1889 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 وَفِي رِوَايَة عِكْرِمَة بن عمار عَن إِسْحَق عَن أنس - وَهُوَ عَم إِسْحَق - قَالَ بَيْنَمَا نَحن فِي الْمَسْجِد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ جَاءَ أعرابيٌّ فَقَامَ يَبُول فِي الْمَسْجِد، فَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَه، مَه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تزرموه، دَعوه " فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَال. ثمَّ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: " إِن هَذِه الْمَسَاجِد لَا تصلح لشَيْء من هَذَا الْبَوْل والقذر، إِنَّمَا هِيَ لذكر الله وَالصَّلَاة وَقِرَاءَة الْقُرْآن " أَو كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: وَأمر رجلا من الْقَوْم، فجَاء بدلوٍ من مَاء فشنه عَلَيْهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أنس: أَن أَعْرَابِيًا قَامَ إِلَى نَاحيَة فِي الْمَسْجِد فَبَال فِيهَا، فصاح بِهِ النَّاس، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعوه " فَلَمَّا فرغ أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذنوبٍ، فصب على بَوْله. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن يحيى: فَبَال فِي طائفه الْمَسْجِد، فزجره النَّاس فنهاهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا قضى بَوْله أَمر بذنوبٍ من مَاء فأهريق عَلَيْهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس بِنَحْوِ هَذَا. 1892 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر وَإِبْرَاهِيم بن ميسرَة - سمعا أنس بن مَالك يَقُول: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر بِالْمَدِينَةِ أَرْبعا، وَصليت مَعَه الْعَصْر بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ. كَذَا فِي حَدِيث سُفْيَان عَنْهُمَا. وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن جريج عَن ابْن الْمُنْكَدر وجده عَن أنس قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ أَرْبعا، وبذي الحليفة رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ بَات حَتَّى أصبح بِذِي الحليفة، فَلَمَّا ركب رَاحِلَته واستوت بِهِ أهل. الحديث: 1892 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي قلَابَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... مثل حَدِيث مُحَمَّد وَإِبْرَاهِيم. وَفِي رِوَايَة عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة، وَأَحْسبهُ بَات بهَا حَتَّى أصبح. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب، وسمعتهم يصرخون بهما جَمِيعًا. 1893 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خير دور الْأَنْصَار بَنو النجار، ثمَّ بَنو عبد الْأَشْهَل، ثمَّ بَنو الْحَارِث بن الْخَزْرَج، ثمَّ بَنو سَاعِدَة. وَفِي كل دور الْأَنْصَار خيرٌ ". 1894 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عَن أنس قَالَ: مَا صليت وَرَاء إِمَام قطّ أخف صَلَاة وَلَا أتم صَلَاة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. زَاد فِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن شريك عَن أنس قَالَ: وَإِن كَانَ ليسمع بكاء الصَّبِي، فيخفف مَخَافَة أَن تفتتن أمه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الْعَزِيز صُهَيْب عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يوجز الصَّلَاة ويكملها. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يوجز الصَّلَاة وَيتم. الحديث: 1893 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 وَأخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة عبد الْوَارِث بن سعيد عَن عبد الْعَزِيز. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة حَمَّاد عَنهُ. وَمن حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ من أخف النَّاس صَلَاة فِي تَمام. وَأَخْرَجَا من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنِّي لأدخل فِي الصَّلَاة وَأَنا أُرِيد إطالتها، فَأَسْمع بكاء الصَّبِي، فأتجوز فِي صَلَاتي مِمَّا أعلم من شدَّة وجد أمه من بكائه ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ بعقب حَدِيث سعيد: وَقَالَ مُوسَى: حَدثنَا أبان عَن قَتَادَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَعْنِي بِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسمع بكاء الصَّبِي مَعَ أمه وَهُوَ فِي الصَّلَاة، فَيقْرَأ بالسورة الْخَفِيفَة أَو بالسورة القصيرة. وَمن حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: مَا صليت خلف أحدٍ أوجز صَلَاة، وَلَا أتم من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَت صلَاته مقاربةً، وَصَلَاة أبي بكر مقاربة، فَلَمَّا كَانَ عمر مد فِي صَلَاة الصُّبْح. 1895 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شريك بن عبد الله بن أبي نمر: أَنه سمع أنس ابْن مَالك يَقُول لَيْلَة أسرِي برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَسْجِد الْكَعْبَة: إِنَّه جَاءَهُ ثَلَاثَة نفرٍ قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ - وَهُوَ نائمٌ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام، فَقَالَ أَوَّلهمْ: أَيهمْ هُوَ؟ فَقَالَ: أوسطهم: هُوَ خَيرهمْ. فَقَالَ أحدهم: خُذُوا خَيرهمْ. فَكَانَت تِلْكَ اللَّيْلَة، فَلم الحديث: 1895 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 يرهم حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَة أُخْرَى فِيمَا يرى قلبه، وتنام عينه وَلَا ينَام قلبه، وَكَذَلِكَ الْأَنْبِيَاء، تنام أَعينهم وَلَا تنام قُلُوبهم، فَلم يكلموه حَتَّى احتملوه، فوضعوه عِنْد بِئْر زَمْزَم، فتولاه مِنْهُم جِبْرِيل، فشق جِبْرِيل مَا بَين نَحره إِلَيّ لبته حَتَّى فرغ من صَدره وجوفه، وغسله من مَاء زَمْزَم بِيَدِهِ حَتَّى أنقى جَوْفه، ثمَّ أَتَى بطست من ذهب فِيهِ تور من ذهب محشوٌّ إِيمَانًا وَحِكْمَة، فحشا بِهِ صَدره ولغاديده - يَعْنِي عروق حلقه - ثمَّ أطبقه، ثمَّ خرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا، فَضرب بَابا من أَبْوَابهَا، فناداه أهل السَّمَاء: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالُوا: وَمن مَعَك؟ قَالَ معي مُحَمَّد قَالُوا: وَقد بعث؟ قَالَ: نعم قَالَ: فمرحباً بِهِ وَأهلا، يستبشر بِهِ أهل السَّمَاء، لَا يعلم أهل السَّمَاء مَا يُرِيد الله بِهِ فِي الأَرْض حَتَّى يعلمهُمْ، فَوجدَ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا آدم، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل: هَذَا أَبوك آدم، فَسلم عَلَيْهِ، فَرد عَلَيْهِ آدم وَقَالَ: مرْحَبًا وَأهلا يَا بني، نعم الابْن أَنْت. فَإِذا هُوَ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا بنهرين يطردان، فَقَالَ: مَا هَذَانِ النهران يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَذَا النّيل والفرات عنصرهما. ثمَّ مضى بِهِ فِي السَّمَاء فَإِذا هُوَ بنهر آخر، عَلَيْهِ قصر من لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد، فَضرب يَده، فَإِذا هُوَ مسك أذفر، قَالَ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي خبأ لَك رَبك. ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة، فَقَالَت الْمَلَائِكَة لَهُ مثل مَا قَالَت الأولى: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالُوا: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالُوا: وَقد بعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: نعم. قَالُوا: مرْحَبًا بِهِ وَأهلا. ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة، وَقَالُوا لَهُ مثل مَا قَالَت الأولى وَالثَّانيَِة، ثمَّ عرج بِهِ إِلَى الرَّابِعَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك، ثمَّ عرج بِهِ إِلَى الْخَامِسَة، فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك، ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّادِسَة، فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك، ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّابِعَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك. كل سماءٍ فِيهَا أَنْبيَاء قد سماهم، فأوعيت مِنْهُم إِدْرِيس فِي الثَّانِيَة، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 وَهَارُون فِي الرَّابِعَة، وَآخر فِي الْخَامِسَة لم أحفظ اسْمه، وَإِبْرَاهِيم فِي السَّادِسَة، ومُوسَى فِي السَّابِعَة بتفضيل كَلَام الله. فَقَالَ مُوسَى: رب، لم أَظن أَن ترفع عَليّ أحدا، ثمَّ علا بِهِ فَوق ذَلِك بِمَا لَا يُعلمهُ أحد إِلَّا الله، حَتَّى جَاءَ سِدْرَة الْمُنْتَهى، ودنا الْجَبَّار رب الْعِزَّة فَتَدَلَّى، حَتَّى كَانَ مِنْهُ قاب قوسين أَو أدنى، فَأوحى الله إِلَيْهِ فِيمَا يُوحى إِلَيْهِ خمسين صَلَاة على أمتك كل يَوْم وَلَيْلَة، ثمَّ هَبَط حَتَّى بلغ مُوسَى، فاحتبسه مُوسَى فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، مَاذَا عهد إِلَيْك رَبك؟ قَالَ: " عهد إِلَيّ خمسين صَلَاة كل يَوْم وَلَيْلَة ". قَالَ: إِن أمتك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك، فَارْجِع فليخفف عَنْك رَبك وعنهم، فَالْتَفت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جِبْرِيل كَأَنَّهُ يستشيره فِي ذَلِك، فَأَشَارَ إِلَيْهِ جِبْرِيل: أَن نعم إِن شِئْت، فعلا بِهِ إِلَى الْجَبَّار تَعَالَى، فَقَالَ وَهُوَ مَكَانَهُ: خفف عَنَّا، فَإِن أمتِي لَا تَسْتَطِيع هَذَا، فَوضع عَنهُ عشر صلوَات، ثمَّ رَجَعَ إِلَى مُوسَى، فاحتبسه، فَلم يزل يردده مُوسَى إِلَى ربه حَتَّى صَارَت إِلَى خمس صلوَات، ثمَّ احتبسه مُوسَى عِنْد الْخمس فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، وَالله لقد راودت بني إِسْرَائِيل قومِي على أدنى من هَذَا، فضعفوا وتركوه، فأمتك أَضْعَف أجساداً وَقُلُوبًا وأبصاراً وأسماعاً، فَارْجِع فليخفف عَنْك رَبك. كل ذَلِك يلْتَفت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جِبْرِيل ليشير عَلَيْهِ، فَلَا يكره ذَلِك جِبْرِيل، فرفعه عِنْد الْخَامِسَة، فَقَالَ: " يَا رب، إِن أمتِي ضعفاء أَجْسَادهم وَقُلُوبهمْ وأسماعهم وأبدانهم، فَخفف عَنَّا ". فَقَالَ الْجَبَّار: " يَا مُحَمَّد "، قَالَ: " لبيْك وَسَعْديك ". قَالَ: " إِنَّه لَا يُبدل القَوْل لدي كَمَا فرضت عَلَيْك فِي أم الْكتاب، فَكل حَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ بِأم الْكتاب، وَهِي خمسٌ عَلَيْك " فَرجع إِلَى مُوسَى فَقَالَ: كَيفَ فعلت؟ فَقَالَ: " خفف عَنَّا، أَعْطَانَا بِكُل حسنةٍ عشر أَمْثَالهَا ". فَقَالَ مُوسَى: قد وَالله راودت بني إِسْرَائِيل على أدنى من ذَلِك فَتَرَكُوهُ فَارْجِع إِلَى رَبك فليخفف عَنْك أَيْضا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا مُوسَى، قد وَالله استحييت من رَبِّي مِمَّا أختلف إِلَيْهِ ". قَالَ: فاهبط باسم الله. فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 وأدرج مسلمٌ حَدِيث شريك عَن أنس الْمَوْقُوف عَلَيْهِ على حَدِيث ثَابت الْبنانِيّ الْمسند، وَذكر من أول حَدِيث شريك طرفا، ثمَّ قَالَ: وسَاق الحَدِيث نَحْو حَدِيث ثَابت. قَالَ مُسلم: وَقدم وَأخر، وَزَاد وَنقص، وَلَيْسَ فِي حَدِيث ثَابت من هَذِه الْأَلْفَاظ إِلَّا مَا نورده على نَصه. أخرجه مُسلم وَحده من رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أتيت بِالْبُرَاقِ - وَهُوَ دَابَّة أَبيض طَوِيل، فَوق الْحمار وَدون الْبَغْل، يضع حَافره عِنْد مُنْتَهى طرفه. قَالَ: فركبته حَتَّى أتيت بَيت الْمُقَدّس. قَالَ: فربطته بالحلقة الَّتِي يرْبط بهَا الْأَنْبِيَاء. قَالَ: ثمَّ دخلت الْمَسْجِد فَصليت فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ خرجت فَجَاءَنِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام بِإِنَاء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللَّبن، فَقَالَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام: اخْتَرْت الْفطْرَة. قَالَ: ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل، فَقيل: من أَنْت؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل: وَقد بعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: قد بعث إِلَيْهِ. فَفتح لنا، فَإِذا أَنا بِآدَم، فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير. ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل، فَقيل لَهُ: من أَنْت؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل: وَقد بعث إِلَيْهِ. قَالَ: قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا، فَإِذا أَنا بِابْني الْخَالَة عِيسَى بن مَرْيَم وَيحيى بن زَكَرِيَّا صلوَات الله عَلَيْهِمَا، فرحبا ودعوا لي بِخَير، ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل فَقيل: من أَنْت؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: قيل: وَقد بعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: قد بعث إِلَيْهِ، فَفتح لنا، فَإِذا أَنا بِيُوسُف، إِذا هُوَ قد أعطي شطر الْحسن. قَالَ: فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير، ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل، قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. وَقيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ مُحَمَّد. قيل: وَقد بعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: قد بعث إِلَيْهِ. فَفتح لنا، فَإِذا أَنا بِإِدْرِيس عَلَيْهِ السَّلَام فَرَحَّبَ ودعا لي بِخَير، قَالَ الله عز وَجل: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانا عليا} [مَرْيَم] ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل، قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 مُحَمَّد. قيل: قد بعث إِلَيْهِ. قَالَ: وَقد بعث إِلَيْهِ. فَإِذا أَنا بهَارُون عَلَيْهِ السَّلَام، فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير. ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل، قيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل: وَقد بعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: قد بعث إِلَيْهِ، فَفتح لنا، فَإِذا أَنا بمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير، ثمَّ عرج، إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيل. فَقيل: من هَذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قيل: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قيل: وَقد بعث إِلَيْهِ؟ قَالَ: قد بعث إِلَيْهِ. فَفتح لنا، فَإِذا أَنا بإبراهيم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُسْندًا ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور، وَإِذا هُوَ يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون إِلَيْهِ. ثمَّ ذهب إِلَى السِّدْرَة الْمُنْتَهى، وَإِذا وَرقهَا كآذان الفيلة، وَإِذا ثَمَرهَا كالقلال. قَالَ: فَلَمَّا غشيها من أَمر الله عز وَجل مَا غشي، تَغَيَّرت، فَمَا أحدٌ من خلق الله يَسْتَطِيع أَن ينعتها من حسنها، فَأوحى إِلَيّ مَا أوحى، فَفرض عَليّ خمسين صَلَاة فِي كل يومٍّ وَلَيْلَة، فَنزلت إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: مَا فرض رَبك على أمتك؟ قلت: خمسين صَلَاة. قَالَ: ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف، فَإِن أمتك لَا تطِيق ذَلِك، فَإِنِّي قد بلوت بني إسرئيل أَو خبرتهم. قَالَ: " فَرَجَعت إِلَى رَبِّي فَقلت: يَا رب خفف على أمتِي، فحط عني خمْسا، فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت: حط عني خمْسا. فَقَالَ: إِن أمتك لَا يُطِيقُونَ ذَلِك، فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف. قَالَ: فَلم أزل أرجع بَين رَبِّي تبَارك وَتَعَالَى وَبَين مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّد، إنَّهُنَّ خمس صلوَات كل يَوْم وَلَيْلَة، لكل صَلَاة عشر. فَذَلِك خَمْسُونَ صَلَاة، وَمن هم بحسنة وَلم يعملها كتبت لَهُ حَسَنَة، فَإِن عَملهَا كتبت عشرا. وَمن هم بسيئة فَلم يعملها لم تكْتب شَيْئا، فَإِن عَملهَا كتبت سَيِّئَة وَاحِدَة. قَالَ: فَنزلت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى مُوسَى، فَأَخْبَرته فَقَالَ: ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَقلت: قد رجعت إِلَى رَبِّي حَتَّى استحييت مِنْهُ ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 532 وَأخرج مُسلم أَيْضا طرفا مِنْهُ من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أتيت فَانْطَلقُوا بِي إِلَى زَمْزَم، فشرح عَن صَدْرِي، ثمَّ غسل بِمَاء زَمْزَم، ثمَّ أنزلت " لم يزدْ مُسلم على هَذَا فِيمَا رَأينَا من نسخ كِتَابه. وَتَمَامه فِي كتاب أبي بكر البرقاني بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: " ثمَّ أنزلت طستاً من ذهب ممتلئةً إِيمَانًا وَحِكْمَة، فحشا بهَا صَدْرِي، ثمَّ عرج بِي الْملك إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ الْملك فَقَالَ: من ذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: وَقد بعث؟ قَالَ: نعم فَفتح فَإِذا آدم. فَقَالَ: مرْحَبًا بك من ولد، ومرحباً بك من رَسُول. ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة، واستفتح فَقَالَ: من ذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: وَقد بعث؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَفتح، فَإِذا عِيسَى وَيحيى. فَقَالَا: مرْحَبًا بك من أخٍ، ومرحباً بك من رَسُول. قَالَ: ثمَّ عرج بِي الْملك إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة، ثمَّ استفتح قَالَ: من ذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: وَقد بعث إِلَيْهِ. قَالَ: نعم، فَفتح، فَإِذا يُوسُف، قَالَ مرْحَبًا بك من أخٍ، ومرحباً بك من رَسُول. قَالَ: ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة، ثمَّ استفتح فَقَالَ: من ذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ وَقد بعث؟ قَالَ: نعم. فَإِذا إِدْرِيس فِي الرَّابِعَة، فَقَالَ: مرْحَبًا بك من أخٍ، ومرحباً بك من رَسُول. قَالَ: ثمَّ عرج إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة، ثمَّ استفتح فَقَالَ: من ذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: وَقد بعث؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَفتح فَإِذا هَارُون. فَقَالَ: مرْحَبًا بك من أخٍ. ومرحباً بك من رَسُول. ثمَّ عرج بِي الْملك إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة، ثمَّ استفتح فَقَالَ: من ذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: وَقد بعث؟ قَالَ: نعم. فَفتح فَإِذا مُوسَى فَقَالَ: مرْحَبًا بك من أَخ، ومرحباً بك من رَسُول. ثمَّ عرج إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة ثمَّ استفتح. فَقَالَ: من ذَا؟ قَالَ: جِبْرِيل. قَالَ: وَمن مَعَك؟ قَالَ: مُحَمَّد. قَالَ: وَقد بعث؟ قَالَ نعم. فَفتح فَإِذا إِبْرَاهِيم فَقَالَ: مرْحَبًا بك من ولد، ومرحباً بك من رَسُول. فانتهيت إِلَى بناءٍ فَقلت للْملك: مَا هَذَا؟ قَالَ: هَذَا بناءٌ بناه الله عز وَجل للْمَلَائكَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 يدْخل فِيهِ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك، يقدسون الله ويسبحونه وَلَا يعودون فِيهِ. قَالَ: ثمَّ انْتَهَيْت إِلَى السِّدْرَة، وَأَنا أعرف أَنَّهَا سِدْرَة، أعرف وَرقهَا وَثَمَرهَا، قَالَ: فَلَمَّا غشيها من أَمر الله مَا غشيها تحركت حَتَّى مَا يَسْتَطِيع أحدٌ نعتها. قَالَ: وَفرض عَليّ خَمْسُونَ صَلَاة، فَأتيت على مُوسَى، قَالَ: بكم أمرت؟ قلت: أمرت بِخَمْسِينَ صَلَاة. قَالَ: فَإِن أمتك لَا تطِيق هَذَا، فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف. فَرَجَعت إِلَى رَبِّي، فَوضع عني عشرا. قَالَ: فَمَا زلت بَين رَبِّي ومُوسَى حَتَّى جعلهَا خمس صلوَات، فَأتيت على مُوسَى، فَقَالَ: ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف. قَالَ: لَا بل أسلم لرَبي، فنوديت: إِنِّي قد كملت فريضتي، وخففت عَن عبَادي بِكُل صَلَاة عشر صلوَات ". 1896 - الْخَمْسُونَ: عَن أبي طواله عبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " فضل عَائِشَة على النِّسَاء كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام ". 1897 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي طواله عَن أنس قَالَ: دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أم حرَام بنت ملْحَان. قَالَ بعض الروَاة: وَهِي خَالَة أنس - فاتكأ عِنْدهَا، ثمَّ ضحك فَقَالَت: مِم تضحك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: " ناسٌ من أمتِي يركبون الْبَحْر الْأَخْضَر فِي سَبِيل الله، مثلهم مثل الْمُلُوك على الأسرة " " قَالَت: يَا رَسُول الله أدع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. قَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُم " ثمَّ عَاد فَضَحِك فَقَالَت لَهُ مثل ذَلِك، فَقَالَ لَهَا مثل ذَلِك، فَقَالَت: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " أَنْت من الْأَوَّلين، وَلست من الآخرين " قَالَ أنس: تزوجت عبَادَة بن الصَّامِت، فركبت الْبَحْر مَعَ بنت قُرَيْظَة، فَلَمَّا قفلت ركبت دابتها، فَوَقَعت بهَا فَسَقَطت بهَا فَمَاتَتْ. وَعند مُسلم من رِوَايَة مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن أنس عَن أم حرَام - ذكر الرُّؤْيَا، جعله فِي مُسْند أم حرَام. وَسَيَجِيءُ فِي مسندها إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الحديث: 1896 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 1898 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أنس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يتبع الْمَيِّت ثلاثةٌ: أَهله وَمَاله وَعَمله، فَيرجع اثْنَان وَيبقى واحدٌ، يرجع أَهله وَمَاله، وَيبقى عمله ". وَلَيْسَ لعبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 1899 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن عَن أنس أَنه وصف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: كَانَ ربعَة من الْقَوْم، لَيْسَ بالطويل الْبَائِن، وَلَا بالقصير، أَزْهَر اللَّوْن، لَيْسَ بأبيض وَلَا آدم، لَيْسَ بجعدٍ قططٍ وَلَا سبطٍ، رجلٌ، أنزل عَلَيْهِ وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ، فَلبث بِمَكَّة عشر سِنِين ينزل عَلَيْهِ، وبالمدينة عشر سِنِين، وتوفاه الله على رَأس سِتِّينَ، وَلَيْسَ فِي رَأسه ولحيته عشرُون شَعْرَة بَيْضَاء. قَالَ ربيعَة: فَرَأَيْت شعرًا من شعره عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذا هُوَ أَحْمَر، فَسَأَلت، فَقيل: أَحْمَر من الطّيب. وَلَيْسَ لِرَبِيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن فِي مُسْند أنس عَنهُ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس، أَو عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضخم الْقَدَمَيْنِ، حسن الْوَجْه، لم أر بعده مثله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث جرير بن حَازِم عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضخم الْيَدَيْنِ، لم أر بعده مثله، وَكَانَ شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا، لَا جعد وَلَا سبط. الحديث: 1898 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 وَفِي رِوَايَة أبي النُّعْمَان عَن جرير بن حَازِم عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضخم الرَّأْس والقدمين، لم أر قبله وَلَا بعده مثله. وَكَانَ سبط الْكَفَّيْنِ. قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ هِشَام بن يُوسُف عَن معمر عَن قَتَادَة عَن أنس: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شثن الْكَفَّيْنِ والقدمين. وَقَالَ أَبُو هِلَال عَن قَتَادَة عَن أنس أَو جَابر بن عبد الله قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضخم الْكَفَّيْنِ والقدمين، لم أر بعده شَبِيها لَهُ. وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: مَا مسست حَرِيرًا وَلَا ديباجاً أَلين من كف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا شممت ريحًا قطّ وَلَا عرقاً أطيب من ريح أَو عرق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعند مُسلم من رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَزْهَر اللَّوْن، كَأَن عرقه اللُّؤْلُؤ، إِذا مَشى تكفأ، وَلَا مسست ديباجة وَلَا حريرة أَلين من كف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا شممت مسكةً وَلَا عنبرةً أطيب من رَائِحَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان وَسليمَان بن الْمُغيرَة جَمِيعًا عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: مَا شممت عنبراً قطّ، وَلَا مسكاً، وَلَا شَيْئا أطيب من ريح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا مسست شَيْئا قطّ: ديباجاً وَلَا حَرِيرًا أَلين مساً من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1900 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو مولى الْمطلب بن عبد الله ابْن حنْطَب عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي طَلْحَة: " التمس لنا غُلَاما من غِلْمَانكُمْ يخدمني " يَعْنِي عِنْد خُرُوجه إِلَى خَيْبَر. فَخرج بِي أَبُو طَلْحَة يردفني وَرَاءه الحديث: 1900 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 فَكنت أخدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلما نزل، فَكنت أسمعهُ يكثر أَن يَقُول. " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْهم والحزن، وَالْعجز والكسل، وَالْبخل، والجبن، وضلع الدّين، وَغَلَبَة الرِّجَال " فَلم أزل أخدمه حَتَّى أَقبلنَا من خَيْبَر، وَأَقْبل بصفيه بنت حييّ قد حازها، فَكنت أرَاهُ يحوي وَرَاءه بعباءة أَو بكساء، ثمَّ يردفها وَرَاءه، حَتَّى إِذا كُنَّا بالصهباء صنع حَيْسًا فِي نطع، ثمَّ أَرْسلنِي فدعوت رجَالًا فَأَكَلُوا، وَكَانَ ذَلِك بناءه بهَا، ثمَّ أقبل حَتَّى إِذا بدا لَهُ أحد قَالَ: " هَذَا جبلٌ يحبنا ونحبه ". فَلَمَّا أشرف على الْمَدِينَة قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أحرم مَا بَين جبليها مثل مَا حرم إِبْرَاهِيم مَكَّة، اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي مدهم وصاعهم ". وَفِي حَدِيث عبد الْغفار بن دَاوُد وَابْن وهب أَن أنسا قَالَ: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر. فَلَمَّا فتح الله عَلَيْهِ الْحصن ذكر لَهُ جمال صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب، وَقد قتل زَوجهَا وَكَانَت عروساً، فاصطفاها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنَفسِهِ، فَخرج بهَا حَتَّى بلغنَا سد الروحاء، فَحلت فَبنى بهَا، ثمَّ صنع حَيْسًا فِي نطع صَغِير، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " آذن من حولك " فَكَانَت تِلْكَ وَلِيمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على صَفِيَّة ثمَّ خرجنَا إِلَى الْمَدِينَة قَالَ: فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحوي لَهَا وَرَاءه بعباءة، ثمَّ يجلس عِنْد بعيره، فَيَضَع ركبته، فتضع صَفِيَّة رجلهَا على ركبته حَتَّى تركب. وَقد أخرجَا هَذَا الطّرف الْمَذْكُور فِيهِ من الدُّعَاء بأتم من هَذَا من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْعَجز والكسل، والجبن، والهرم، وَالْبخل. وَأَعُوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث شُعَيْب بن الحبحاب عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعْوَات: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْبُخْل، والكسل، وأرذل الْعُمر، وَعَذَاب الْقَبْر، وفتنة الْمحيا وَالْمَمَات ". وَعند البُخَارِيّ هَذَا الطّرف مِنْهُ فِي الدُّعَاء مُخْتَصرا من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الكسل، وَأَعُوذ بك من الْجُبْن، وَأَعُوذ بك من الْهَرم، وَأَعُوذ بك من الْبُخْل ". وَعِنْدَهُمَا طرف مِنْهُ فِي تَحْرِيم الْمَدِينَة، وَزِيَادَة فِيهِ من حَدِيث عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول قَالَ: قلت لأنس: أحرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة؟ قَالَ: نعم، مَا بَين كَذَا إِلَى كَذَا، فَمن أحدث فِيهَا حَدثا، ثمَّ قَالَ لي: هَذِه شَدِيدَة: " من أحدث فِيهَا حَدثا فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ، لَا يقبل الله مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة صرفا وَلَا عدلا ". وَفِي رِوَايَة يزِيد بن هَارُون عَن عَاصِم قَالَ: سَأَلت أنسا: أحرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة؟ قَالَ: نعم، هِيَ حرَام، لَا يخْتَلى خَلاهَا، فَمن فعل ذَلِك فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا فِي أَمر صَفِيَّة وخيبر من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت وَعبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الصُّبْح بِغَلَس، ثمَّ ركب فَقَالَ: " الله أكبر، خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بساحه قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين " فَخَرجُوا يسعون فِي السكَك وَيَقُولُونَ: مُحَمَّد وَالْخَمِيس - وَالْخَمِيس الْجَيْش - فَظهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقتل الْمُقَاتلَة وسبى الذَّرَارِي، فَصَارَت صَفِيَّة لدحية الْكَلْبِيّ وَصَارَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ تزَوجهَا وَجعل صَدَاقهَا عتقهَا. فَقَالَ عبد الْعَزِيز لِثَابِت: يَا أَبَا مُحَمَّد، أَنْت سَأَلت أنسا: مَا مهرهَا، قَالَ: أمهرها نَفسهَا؟ فَتَبَسَّمَ. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حَمَّاد: فحرك ثَابت رَأسه تَصْدِيقًا لَهُ. وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة عَن حَمَّاد عَن ثَابت، وَشُعَيْب بن الحبحاب عَن أنس: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام أعتق صَفِيَّة وَجعل عتقهَا صَدَاقهَا. لم يزدْ. وَفِي حَدِيث يُونُس بن عبيد عَن أنس مثل ذَلِك - من رِوَايَة سُفْيَان عَنهُ عَن شُعَيْب. وللبخاري نَحْو هَذَا من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: سبى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَفِيَّة، فَأعْتقهَا وَتَزَوجهَا. فَقَالَ ثَابت لأنس: مَا أصدقهَا؟ قَالَ: نَفسهَا، فَأعْتقهَا. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا من ذكر صَفِيَّة من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس: أَن صَفِيَّة كَانَت فِي السَّبي، فَصَارَت إِلَى دحْيَة، ثمَّ صَارَت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرج مُسلم مِنْهُ طرفا فِي " الْعتْق " من حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة، وَعبد الْعَزِيز عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعتق صَفِيَّة وَجعل عتقهَا صَدَاقهَا. وَفِي " النِّكَاح " من حَدِيث الْجَعْد أبي عُثْمَان عَن أنس مثله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 وَأَخْرَجَاهُ بِطُولِهِ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غزا خَيْبَر، قَالَ: فصلينا عِنْدهَا صَلَاة الْغَدَاة بِغَلَس، فَركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَركب أَبُو طَلْحَة وَأَنا رَدِيف أبي طَلْحَة، فَأجرى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي زقاق خَيْبَر، وَإِن ركبتي لتمس فَخذ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وانحسر الْإِزَار عَن فَخذ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِنِّي لأرى بَيَاض فَخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَفِي رِوَايَة يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم عَن ابْن علية: ثمَّ حسر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْإِزَار عَن فَخذه، حَتَّى إِنِّي لأنظر إِلَى بَيَاض فَخدَّ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَلَمَّا دخل الْقرْيَة قَالَ: " الله أكبر، خربَتْ خَيْبَر، إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين " قَالَهَا ثَلَاث مَرَّات. قَالَ: وَقد خرج الْقَوْم إِلَى أَعْمَالهم، فَقَالُوا: مُحَمَّد. قَالَ عبد الْعَزِيز: وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا: وَالْخَمِيس. قَالَ: فأصبناها عنْوَة، وَجمع السَّبي، فجَاء دحْيَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَعْطِنِي جَارِيَة من السَّبي. فَقَالَ اذْهَبْ فَخذ جَارِيَة. فَأخذ صَفِيَّة بنت حييّ. فجَاء رجلٌ إِلَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا نَبِي الله، أَعْطَيْت دحْيَة صَفِيَّة بنت حييٍّ سيد قُرَيْظَة وَالنضير، مَا تصلح إِلَّا لَك. قَالَ: " ادعوهُ بهَا " قَالَ: فجَاء بهَا، فَلَمَّا نظر إِلَيْهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خُذ جَارِيَة من السَّبي غَيرهَا " وأعتقها وَتَزَوجهَا. فَقَالَ لَهُ ثَابت: يَا أَبَا حَمْزَة، مَا أصدقهَا؟ قَالَ: نَفسهَا، أعْتقهَا وَتَزَوجهَا، حَتَّى إِذا كَانَ بِالطَّرِيقِ جهزتها لَهُ أم سليم فأهدتها لَهُ من اللَّيْل، فَأصْبح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عروساً. فَقَالَ: " من كَانَ عِنْده شَيْء فليجئني بِهِ " قَالَ: وَبسط نطعاً. قَالَ: فَجعل الرجل يَجِيء بالأقط، وَجعل الرجل يَجِيء بِالتَّمْرِ، وَجعل الرجل يَجِيء بالسمن، فحاسوا حَيْسًا، فَكَانَت وَلِيمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 وَأخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ من حَدِيث مَالك عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس بن مَالك: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى خَيْبَر لَيْلًا، وَكَانَ إِذا أَتَى قوما بلَيْل لم يغز حَتَّى يصبح، فَلَمَّا أصبح خرجت الْيَهُود بِمساحِيهِمْ وَمَكَاتِلهمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّد وَالْخَمِيس. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خربَتْ خَيْبَر، إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين ". وَفِي رِوَايَة يحيى عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَقَامَ على صَفِيَّة بنت حييّ بطرِيق خَيْبَر ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى أعرس بهَا، وَكَانَت فِيمَن ضرب عَلَيْهَا الْحجاب. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس نَحْو حَدِيث مَالك عَن حميد عَن أنس، وَزَاد: فأصبنا من لُحُوم الْحمر، فَنَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله وَرَسُوله ينهيانكم عَن لُحُوم الْحمر، فَإِنَّهَا رجسٌ. وَمِنْهُم من قَالَ عَنهُ: فَإِنَّهَا رجسٌ أَو نجس، وَإِن الْمُنَادِي كَانَ أَبَا طَلْحَة. وَفِي وَفِي رِوَايَة عبد التواب عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد: إِن الله وَرَسُوله ينهيانكم عَن لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة فأكفيت الْقُدُور، وَإِنَّهَا لتفور بِاللَّحْمِ. وَقد أخرجَا هَذَا الْمَعْنى فِي الْحمر من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس مُفردا. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن حميد عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ بَين خَيْبَر وَالْمَدينَة ثَلَاث لَيَال يَبْنِي بصفية، فدعوت الْمُسلمين إِلَى وليمته، وَمَا كَانَ فِيهَا من خبز وَلَا لحم، وَمَا كَانَ فِيهَا أَلا أَن أَمر بالأنطاع فبسطت، فألقي عَلَيْهَا التَّمْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 والأقط وَالسمن، فَقَالَ الْمُسلمُونَ: إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ أَو مَا ملكت يَمِينه؟ فَقَالُوا: إِن حجبها فَهِيَ إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ، وَإِن لم يحجبها فَهِيَ مِمَّا ملكت يَمِينه. فَلَمَّا ارتحل وطأ لَهَا خَلفه وَمد الْحجاب ". وَأخرج مسلمٌ طرفا يَسِيرا مِنْهُ فِي خَيْبَر من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: لما أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر قَالَ: " إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين ". وَأخرج مُسلم أَيْضا حَدِيث خَيْبَر وَصفِيَّة بِطُولِهِ ومختصراً من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كنت ردف أبي طَلْحَة يَوْم خَيْبَر، وَقدمي تمس قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: فأتينا حِين بزغت الشَّمْس، وَقد أخرجُوا مَوَاشِيهمْ، وَخَرجُوا بفؤوسهم وَمَكَاتِلهمْ ومرورهم، فَقَالُوا: هَذَا مُحَمَّد وَالْخَمِيس. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خربَتْ خَيْبَر، إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين " قَالَ: وَهَزَمَهُمْ الله، وَوَقعت فِي سهم دحْيَة جاريةٌ جميلَة، فاشتراها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسبعة أرؤس، ثمَّ دَفعهَا إِلَى أم سليم تصنعها وتهيئها. قَالَ: وَأَحْسبهُ قَالَ: وَتعْتَد فِي بَيتهَا، وَهِي صَفِيَّة بنت حييّ، قَالَ: فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وليمتها التَّمْر والأقط وَالسمن، فحصت الأَرْض أفاحيص، وَجِيء بالأنطاع، فَوضعت فِيهَا، وَجِيء بالأقط وَالسمن، فشبع النَّاس. قَالَ: وَقَالَ النَّاس: لَا نَدْرِي، أَتَزَوَّجهَا أم اتخذها أم ولد؟ قَالُوا: إِن حجبها فَهِيَ امْرَأَته، وَإِن لم يحجبها فَهِيَ أم ولد. فَلَمَّا أَرَادَ أَن يركب حجبها، فَقَعَدت على عجز الْبَعِير، فعرفوا أَنه قد تزَوجهَا. فَلَمَّا دنوا من الْمَدِينَة دفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودفعنا. قَالَ: فَعَثَرَتْ النَّاقة العضباء، وندر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وندرت، فَقَامَ فسترها وَقد أشرفت النِّسَاء، فَقُلْنَ: أبعد الله الْيَهُودِيَّة. قَالَ: قلت: يَا أَبَا حَمْزَة، أوقع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: إِي وَالله، لقد وَقع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 542 قَالَ أنس: وَقد شهِدت وَلِيمَة زَيْنَب، فأشبع النَّاس خبْزًا وَلَحْمًا، وَكَانَ يَبْعَثنِي فأدعو النَّاس، فَلَمَّا فرغ قَامَ وتبعته، فَتخلف رجلَانِ استأنس بهما الحَدِيث لم يخرجَا، فَجعل يمرعلى نِسَائِهِ يسلم على كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ: " سَلام عَلَيْكُم، كَيفَ أَنْتُم يَا أهل الْبَيْت؟ " فَيَقُولُونَ: بِخَير يَا رَسُول الله، كَيفَ وجدت أهلك؟ فَيَقُول: " بِخَير " فَلَمَّا فرغ رَجَعَ وَرجعت مَعَه، فَلَمَّا بلغ الْبَاب إِذا هُوَ بِالرجلَيْنِ قد استأنس بهما الحَدِيث، فَلَمَّا رأياه قد رَجَعَ قاما فَخَرَجَا، فوَاللَّه مَا أَدْرِي أَنا أخْبرته أم أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي بِأَنَّهُمَا قد خرجا، فَرجع وَرجعت مَعَه، فَلَمَّا وضع رجله فِي أُسْكُفَّة الْبَاب أرْخى الْحجاب بيني وَبَينه، وَأنزل الله عز وَجل هَذِه الْآيَة: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تدْخلُوا بيُوت النَّبِي إِلَّا أَن يُؤذن لكم} [الْأَحْزَاب] . وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: صَارَت صَفِيَّة لدحية فِي مقسمه وَجعلُوا يمدحونها عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيَقُولُونَ: مَا رَأينَا فِي السَّبي مثلهَا. قَالَ: فَبعث إِلَى دحْيَة فَأعْطَاهُ بهَا مَا أَرَادَ، ثمَّ دَفعهَا إِلَى أُمِّي فَقَالَ: " أصلحيها " ثمَّ خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من خَيْبَر، حَتَّى إِذا جعلهَا فِي ظَهره نزل ثمَّ ضرب عَلَيْهَا الْقبَّة، فَلَمَّا أصبح قَالَ: " من كَانَ عِنْده فضل زادٍ فليأتنا " قَالَ: فَجعل الرجل يَجِيء بِفضل التَّمْر، وَفضل السويق، حَتَّى جعلُوا من ذَلِك سواداً حَيْسًا، فَجعلُوا يَأْكُلُون من ذَلِك الحيس وَيَشْرَبُونَ من حِيَاض إِلَى جنبهم من مَاء السَّمَاء. قَالَ: فَقَالَ أنس: فَكَانَت تِلْكَ وَلِيمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذا رَأينَا جدر الْمَدِينَة هششنا إِلَيْهَا فرفعنا مطيناً وَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مطيته، قَالَ: وَصفِيَّة خَلفه قد أردفها. قَالَ: فَعَثَرَتْ مَطِيَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصرع وصرعت. قَالَ: فَلَيْسَ أحدٌ من النَّاس ينظر إِلَيْهِ وَلَا إِلَيْهَا حَتَّى قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسترها، قَالَ: فأتيناه فَقَالَ: " لم نضر " قَالَ: فَدَخَلْنَا الْمَدِينَة، فَخرج جواري نِسَائِهِ يتراءينها ويشمتن بصرعتها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 543 وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن أبي إِسْحَاق عَن أنس فِي عثار النَّاقة قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقفله من عسفان، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رَاحِلَته، وَقد أرْدف صَفِيَّة بنت حييّ، فَعَثَرَتْ نَاقَته، فصرعا جَمِيعًا، فاقتحم أَبُو طَلْحَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، جعلني الله فداءك، هَل أَصَابَك شَيْء. قَالَ: " لَا، وَلَكِن عَلَيْك بِالْمَرْأَةِ " فَقلب أَبُو طَلْحَة ثوبا على وَجهه وَقصد قَصدهَا، فَألْقى ثَوْبه عَلَيْهَا، فَقَامَتْ الْمَرْأَة، وَأصْلح لَهَا مركبها فركبا، واكتنفنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا أَشْرَفنَا على الْمَدِينَة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " آيبون تائبون عَابِدُونَ، لربنا حامدون " قَالَ: فَلم يزل يَقُول ذَلِك حَتَّى دخل الْمَدِينَة. كَذَا عِنْد البُخَارِيّ. وَدخل بعض حَدِيث رُوَاته فِي بعض. وَأخرج مُسلم مِنْهُ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام حِين أشرف على الْمَدِينَة، وَلم يذكر عثار النَّاقة. 1901 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَوْف الثَّقَفِيّ قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك وَنحن غاديان من منى إِلَى عَرَفَات عَن التَّلْبِيَة: كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: كَانَ يُلَبِّي الملبي فَلَا يُنكر عَلَيْهِ، وَيكبر المكبر فَلَا يُنكر عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة عَن مُحَمَّد بن أبي بكر قَالَ: قلت لأنس غَدَاة عَرَفَة: مَا تَقول فِي التَّلْبِيَة - هَذَا الْيَوْم؟ قَالَ: سرت هَذَا الْمسير مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه، فمنا المكبر وَمنا المهلل، وَلَا يعيب أَحَدنَا على صَاحبه. وَلَيْسَ لمُحَمد بن أبي بكر الثَّقَفِيّ عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 1901 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 1902 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن معبد بن هِلَال الْعَنزي قَالَ: انطلقنا إِلَى أنس ابْن مَالك. وتشفعنا بِثَابِت، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي الضُّحَى، فَاسْتَأْذن لنا ثابتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وأجلس ثَابتا مَعَه على سَرِيره، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا حَمْزَة. إِن إخوانك من أهل الْبَصْرَة يَسْأَلُونَك أَن تحدثهم حَدِيث الشَّفَاعَة، فَقَالَ: حَدثنَا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة ماج النَّاس بَعضهم إِلَى بعض، فَيَأْتُونَ آدم فَيَقُولُونَ لَهُ: اشفع لذريتك، فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بإبراهيم، فَإِنَّهُ خَلِيل الله. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عليكمبموسى، فَإِنَّهُ كليم الله، فَيُؤتى مُوسَى فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بِعِيسَى، فَإِنَّهُ روح الله وكلمته، فَيُؤتى عِيسَى فَيَقُول: لست لَهَا، وَلَكِن عَلَيْكُم بِمُحَمد، فأوتى فَأَقُول: أَنا لَهَا، وأنطلق فَاسْتَأْذن على رَبِّي فَيُؤذن لي، فأقوم بَين يَدَيْهِ، فأحمده بِمَحَامِد لَا أقدر عَلَيْهِ الْآن يلهمنيه الله، ثمَّ أخر لَهُ سَاجِدا، فَيُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، وَقل يسمع لَك، وسل تعطه، وَاشْفَعْ تشفع. فَأَقُول: يَا رب، أمتِي أمتِي. فَيُقَال: انْطلق، فَمن كَانَ فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة من برة أَو شعيرَة من إِيمَان فَأخْرجهُ مِنْهَا. فأنطلق فأفعل، ثمَّ ارْجع إِلَى رَبِّي فأحمده بِتِلْكَ المحامد، ثمَّ أخر لَهُ سَاجِدا، فَيُقَال لي: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك وَقل يسمع لَك، وسل تعطه، وَاشْفَعْ تشفع. فَأَقُول: رب، أمتِي أمتِي، فَيُقَال لي: انْطلق، فَمن كَانَ فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل من إِيمَان فَأخْرجهُ مِنْهَا. فأنطلق فأفعل، ثمَّ أَعُود إِلَى رَبِّي فأحمده بِتِلْكَ المحامد، ثمَّ أخر لَهُ سَاجِدا، فَيُقَال لي: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، وَقل يسمع لَك، وسل تعطه، وَاشْفَعْ تشفع. فَأَقُول: يَا رب أمتِي أمتِي، فَيُقَال لي: انْطلق، فَمن كَانَ فِي قلبه أدنى أدنى أدنى من مِثْقَال حَبَّة من خردلٍ من إِيمَان فَأخْرجهُ من النَّار، فأنطلق فأفعل ". هَذَا حَدِيث أنس الَّذِي أَنبأَنَا بِهِ، فخرجنا من عِنْده، فَلَمَّا كُنَّا بِظهْر الجبان قُلْنَا: لَو ملنا إِلَى الْحسن فسلمنا عَلَيْهِ وَهُوَ مستخفٍ فِي دَار أبي خَليفَة، قَالَ: الحديث: 1902 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 545 فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، فسلمنا عَلَيْهِ، قُلْنَا: يَا أَبَا سعيدٍ، جِئْنَا من عِنْد أَخِيك أبي حَمْزَة، فَلم نسْمع بِمثل حَدِيث حدّثنَاهُ فِي الشَّفَاعَة. قَالَ: هيه. فَحَدَّثنَاهُ الحَدِيث. فَقَالَ: هيه. قُلْنَا: مَا زادنا. قَالَ: قد حَدثنَا بِهِ مُنْذُ عشْرين سنة وَهُوَ يومئذٍ جَمِيع، وَلَقَد ترك شَيْئا مَا أَدْرِي أنسي الشَّيْخ أم كره أَن يُحَدثكُمْ فتتكلوا. قُلْنَا لَهُ: حَدثنَا، فَضَحِك وَقَالَ: خلق الْإِنْسَان من عجل، مَا ذكرت لكم هَذَا إِلَّا وَأَنا أُرِيد أَن أحدثكموه، قَالَ: " ثمَّ أرجع إِلَى رَبِّي فِي الرَّابِعَة فأحمده بِتِلْكَ المحامد، ثمَّ أخر لَهُ سَاجِدا فَيُقَال لي: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، وَقل يسمع لَك، وسل تعطه، وَاشْفَعْ تشفع، فَأَقُول: يَا رب، ائْذَنْ لي فِي من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ: لَيْسَ ذَلِك لَك، أَو قَالَ: لَيْسَ ذَلِك إِلَيْك، وَلَكِن وَعِزَّتِي وكبريائي وعظمتي لأخْرجَن مِنْهَا من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله " قَالَ: فَأشْهد على الْحسن أَنه حَدثنَا بِهِ أَنه سمع أنس بن مَالك - أرَاهُ قَالَ: قبل عشْرين سنة وَهُوَ يَوْمئِذٍ جَمِيع. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة وَهِشَام الدستوَائي وَأبي عوَانَة وَأَلْفَاظهمْ مُتَقَارِبَة، وَهَذَا لفظ حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يجمع الله النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، فَيَهْتَمُّونَ لذَلِك فَيَقُولُونَ: لَو اسْتَشْفَعْنَا على رَبنَا حَتَّى يُرِيحنَا من مَكَاننَا هَذَا. قَالَ: فَيَأْتُونَ آدم فَيَقُولُونَ: أَنْت آدم أَبُو الْخلق، خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وَأمر الْمَلَائِكَة فسجدوا لَك، اشفع لنا عِنْد رَبك حَتَّى يُرِيحنَا من مَكَاننَا هَذَا. فَيَقُول: لست هُنَاكُم، فيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب، فيستحيي ربه مِنْهَا، وَلَكِن ائْتُوا نوحًا أول رَسُول بَعثه الله إِلَى أهل الأَرْض، قَالَ: فَيَأْتُونَ نوحًا فَيَقُول: لست هُنَاكُم، فيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب، فيستحيي ربه مِنْهَا، وَلَكِن ائْتُوا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي اتَّخذهُ الله خَلِيلًا، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم، فَيَقُول: لست هُنَاكُم، وَيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب فيستحيي ربه مِنْهَا، وَلَكِن ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلمه الله وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاة. قَالَ: فَيَأْتُونَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 مُوسَى فَيَقُول: لست هُنَاكُم، وَيذكر خطيئته الَّتِي أصَاب، فيستحيي ربه مِنْهَا، وَلَكِن ائْتُوا عِيسَى روح الله وكلمته، فَيَأْتُونَ عِيسَى روح الله وكلمته فَيَقُول: لست هُنَاكُم، وَلَكِن ائْتُوا مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، عبدا قد غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر " قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فيأتونني، فَأَسْتَأْذِن على رَبِّي فَيُؤذن لي، فَإِذا أَنا رَأَيْته وَقعت سَاجِدا، فيدعني مَا شَاءَ الله، فَيُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، قل تسمع، سل تعطه، اشفع تشفع. فأرفع رَأْسِي، فَأَحْمَد رَبِّي بتحميد يعلمنيه رَبِّي، ثمَّ أشفع، فَيحد لي حدا فَأخْرجهُمْ من النَّار وأدخلهم الْجنَّة، ثمَّ أَعُود فأقع سَاجِدا، فيدعني مَا شَاءَ الله أَن يدعني، ثمَّ يُقَال لي: ارْفَعْ يَا مُحَمَّد، قل تسمع، وسل تعطه، اشفع تشفع، فأرفع رَأْسِي، فَأَحْمَد رَبِّي بتحميد يعلمنيه، ثمَّ أشفع فَيحد لي حدا، فَأخْرجهُمْ من النَّار وأدخلهم الْجنَّة. قَالَ: فَلَا أَدْرِي فِي الثَّالِثَة أَو فِي الرَّابِعَة فَأَقُول: يَا رب، مَا بَقِي فِي النَّار إِلَّا من حَبسه الْقُرْآن أَو وَجب عَلَيْهِ الخلود ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا بِلَا إِسْنَاد فَقَالَ: وَقَالَ حجاج بن منهال عَن همام بن يحيى عَن قَتَادَة عَن أنس: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يحبس الْمُؤْمِنُونَ يَوْم الْقِيَامَة. . " وَذكر نَحْو حَدِيث هِشَام، وَفِي آخِره: " مَا بقى فِي النَّار إِلَّا من حَبسه الْقُرْآن " أَي وَجب عَلَيْهِ الخلود. ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة: {عَسى أَن يَبْعَثك رَبك مقَاما مَحْمُودًا} [الْإِسْرَاء] قَالَ: وَهَذَا الْمقَام الْمَحْمُود الَّذِي وعده نَبِيكُم. زَاد فِي حَدِيث هِشَام: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يخرج من النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر مَا يزن شعيرَة، ثمَّ يخرج من النَّار من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر مَا يزن برةً، ثمَّ يخرج من النَّار من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَكَانَ فِي قلبه من الْخَيْر مَا يزن ذرة. " قَالَ يزِيد بن زُرَيْع: فَلَقِيت شُعْبَة، فَحَدَّثته بِهَذَا الحَدِيث، فَقَالَ شُعْبَة: حَدثنَا بِهِ قَتَادَة عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 بِالْحَدِيثِ، إِلَّا أَن شُعْبَة جعل مَكَان " الذّرة ": " ذرة ". قَالَ يزِيد: صحف فِيهَا أَبُو يسطام. كَذَا فِي كتاب مُسلم وَلم أره لأبي مَسْعُود فِي تَرْجَمَة شُعْبَة عَن قَتَادَة. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ أبانٌ عَن قَتَادَة بِنَحْوِهِ، وَفِيه: " من إِيمَان " مَكَان " خير ". زَاد فِي حَدِيث حجاج بن منهال عَن همام بن يحيى: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي حَدِيث سُؤال الْمُؤمنِينَ الشَّفَاعَة: " فيأتونني فَأَسْتَأْذِن على رَبِّي فِي دَاره، فَيُؤذن لي عَلَيْهِ " قَالَ الْخطابِيّ أَبُو سُلَيْمَان رَحمَه الله: " قَوْله فِي دَاره " يُوهم مَكَانا، وَالْمَكَان للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمعْنَى: فِي دَاره الَّتِي دورها لأوليائه: وَهِي الْجنَّة، وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث أنس فِي الشَّفَاعَة " وَهُوَ مَكَانَهُ " وَالْمَكَان لَا يُضَاف إِلَى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَقَوْلِه عز وَجل {لَهُم دَار السَّلَام عِنْد رَبهم} [الْأَنْعَام] وكما يُقَال: بَيت الله، وَحرم الله، يُرِيدُونَ: الْبَيْت الَّذِي جعله الله مثابة للنَّاس، وَالْحرم الَّذِي جعله الله أمنا لَهُم، وَمثله: روح الله، على سَبِيل التَّفْضِيل لَهُ على سَائِر الْأَرْوَاح. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة شفعت فَقلت: يَا رب، أَدخل الْجنَّة من كَانَ فِي قلبه خردلة فَيدْخلُونَ ثمَّ أَقُول: أَدخل الْجنَّة من كَانَ فِي قلبه أدنى شيءٍ ". فَقَالَ أنس: كَأَنِّي أنظر إِلَى أَصَابِع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1903 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم النَّحْر: " من كَانَ ذبح قبل الصَّلَاة فليعد " فَقَامَ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذَا يَوْم يشتهى فِيهِ اللَّحْم. وَذكر هنةً من جِيرَانه - يَعْنِي فقرا وحاجةً، وَأَنه ذبح قبل الصَّلَاة، كَأَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدقه، قَالَ: وَعِنْدِي جَذَعَة هِيَ أحب إِلَيّ الحديث: 1903 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 من شاتي لحم، أفأذبحها؟ قَالَ: فَرخص لَهُ. فَقَالَ: لَا أَدْرِي: أبلغت رخصته من سواهُ أم لَا؟ وانكفأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى كبشين فذبحهما، فَقَامَ النَّاس إِلَى غنيمةٍ فتوزعوها، أَو قَالَ: فتجزعوها. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا طرفا مِنْهُ فِي الكبشين من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: ضحى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكبشين أملحين، فرأيته وَاضِعا قدمه على صفاحهما يُسَمِّي وَيكبر، فذبحهما بِيَدِهِ. زَاد وَكِيع عَن شُعْبَة أقرنين. وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس مثل حَدِيث وَكِيع. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُضحي بكبشين أقرنين، وَيَضَع رجله على صفحتهما، ويذبحهما بِيَدِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة بِنَحْوِ حَدِيث وَكِيع، غير أَنه قَالَ: وَيَقُول: " بِسم الله، وَالله أكبر ". وللبخاري من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب أَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُضحي بكبشين، وَأَنا أضحي بكبشين. من حَدِيث أبي قلَابَة عبد الله بن زيد عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انكفأ إِلَى كبشين أملحين أقرنين، فذبحهما بِيَدِهِ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 549 1904 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس قَالَ: نهينَا أَن يَبِيع حاضرٌ لبادٍ. وَزَاد يُونُس عَن ابْن سِيرِين: وَإِن كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأمه. 1905 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما حلق رَأسه كَانَ أَبُو طَلْحَة أول من أَخذ من شعره. كَذَا فِي رِوَايَة ابْن عون عَن مُحَمَّد، لم يزدْ. وَفِي رِوَايَة هِشَام بن حسان عَن مُحَمَّد عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى منى فَأتى الْجَمْرَة فَرَمَاهَا، ثمَّ أَتَى منزله بمنى، وَنحر، ثمَّ قَالَ للحلاق: " خُذ " وَأَشَارَ إِلَى جَانِبه الْأَيْمن، ثمَّ الْأَيْسَر، ثمَّ جعل يُعْطِيهِ النَّاس. وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة عَن حَفْص بن غياث عَن هِشَام: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ للحلاق: " هَا " وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن فقسم شعره بَين من يَلِيهِ، ثمَّ أَشَارَ إِلَى الحلاق إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر فحلقه، فَأعْطَاهُ أم سليم. وَفِي رِوَايَة أبي كريب عَن حَفْص أَنه قَالَ: فَبَدَأَ بالشق الْأَيْمن فوزعه الشعرة والشعرتين بَين النَّاس، ثمَّ قَالَ: " الْأَيْسَر " فَصنعَ مثل ذَلِك، ثمَّ قَالَ: " هَا هُنَا أَبُو طَلْحَة " فَدفعهُ إِلَى أبي طَلْحَة. وَفِي رِوَايَة عبد الْأَعْلَى عَن هِشَام: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام رمى جَمْرَة الْعقبَة ثمَّ انْصَرف إِلَى الْبدن فنحرها، والحجام جَالس، وَقَالَ بِيَدِهِ عَن رَأسه، فحلق شقَّه الْأَيْمن، فَقَسمهُ بَين من يَلِيهِ، ثمَّ قَالَ: " احْلق الشق الآخر " فَقَالَ: " أَيْن أَبُو طَلْحَة "؟ فَأعْطَاهُ إِيَّاه. الحديث: 1904 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 550 وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن هِشَام بن حسان أَنه عَلَيْهِ السَّلَام لما رمى الْجَمْرَة، وَنحر نُسكه، وَحلق، ناول الحلاق شقَّه الْأَيْمن فحلقه، ثمَّ دَعَا أَبَا طَلْحَة الْأنْصَارِيّ فَأعْطَاهُ إِيَّاه، ثمَّ نَاوَلَهُ شقَّه الْأَيْسَر فَقَالَ: " احْلق " فحلقه، فَأعْطَاهُ أَبَا طَلْحَة وَقَالَ: " اقسمه بَين النَّاس ". 1906 - السِّتُّونَ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: سَأَلت أنسا: أخضب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: لم يبلغ من الشيب إِلَّا قَلِيلا. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن إِدْرِيس عَن ابْن سِيرِين قَالَ: وَقد خضب أَبُو بكر وَعمر بِالْحِنَّاءِ والكتم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت قَالَ: سُئِلَ أنس عَن خضاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: لَو شِئْت أَن أعد شمطاتٍ كن فِي رَأسه فعلت. قَالَ: وَلم يختضب. زَاد فِي رِوَايَة أبي الرّبيع الْعَتكِي عَن حَمَّاد: وَقد اختضب أَبُو بكر بِالْحِنَّاءِ والكتم، واختضب عمر بِالْحِنَّاءِ بحتاً. وَقد تقدم من رِوَايَة ربيعَة عَن أنس: أَنه عَلَيْهِ السَّلَام توفّي وَلَيْسَ فِي رَأسه ولحيته عشرُون شَعْرَة بَيْضَاء. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن قَتَادَة قَالَ: سَأَلت أنسا: هَل خضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: لم يبلغ ذَلِك، إِنَّمَا كَانَ شَيْئا يَسِيرا فِي صدغيه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمثنى بن سعيدٍ عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: يكره أَن ينتف الرجل الشعرة الْبَيْضَاء من رَأسه ولحيته. قَالَ: وَلم يخضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِنَّمَا كَانَ الْبيَاض فِي عنفقته، وَفِي الصدغين، وَفِي الرَّأْس نبذٌ. الحديث: 1906 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 وَمن حَدِيث أبي إِيَاس مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن أنس: أَنه سُئِلَ عَن شيب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: مَا شانه الله ببيضاء. 1907 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن أنس بن سِيرِين قَالَ: استقبلنا أنسا حِين قدم من الشَّام، فلقيناه بِعَين التَّمْر، فرأيته يُصَلِّي على حمَار وَوَجهه من ذَا الْجَانِب - يَعْنِي عَن يسَار الْقبْلَة. فَقلت: رَأَيْتُك تصلي لغير الْقبْلَة. فَقَالَ: لَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَفْعَله لم أَفعلهُ. 1908 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن حَفْصَة بنت سِيرِين قَالَت: قَالَ لي أنس بن مَالك: بِمَ مَاتَ يحيى بن أبي عمْرَة؟ قلت: بالطاعون. فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " الطَّاعُون شَهَادَة لكل مُسلم ". وَلَيْسَ لحفصة بنت سِيرِين فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أنس غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 1909 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن أَبى قلَابَة عبد الله بن زيد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ثلاثٌ من كن فِيهِ وجد بِهن حلاوة الْإِيمَان: من كَانَ الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا، وَأَن يحب الْمَرْء لَا يُحِبهُ إِلَّا لله، وَإِن يكره أَن يعود فِي الْكفْر بعد أَن أنقذه الله كَمَا يكره أَن يقذف فِي النَّار ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنسٍ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَعند مُسلم فِيهِ: " ثلاثٌ من كن فِيهِ وجد طعم الْإِيمَان. . " ثمَّ ذكر نَحوه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: وَمن كَانَ أَن يلقى فِي النَّار أحب إِلَيْهِ من أَن يرجع يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا ". الحديث: 1907 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 552 1910 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن لكل أمةٍ أَمينا، وَإِن أميننا - أيتها الْأمة - أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن أهل الْيمن قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعنا رجلا يعلمنَا السّنة وَالْإِسْلَام. قَالَ: فَأخذ بيد أبي عُبَيْدَة فَقَالَ: " هَذَا أَمِين هَذِه الْأمة ". 1911 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ: لما كثر النَّاس ذكرُوا أَن يعلمُوا وَقت الصَّلَاة بِشَيْء يعرفونه، فَذكرُوا أَن ينوروا نَارا، أَو يضْربُوا ناقوساً. فَأمر بلالٌ أَن يشفع الْأَذَان ويوتر الْإِقَامَة. وَفِي رِوَايَة أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن أبي قلَابَة: وَأَن يُوتر الْإِقَامَة إِلَّا الْإِقَامَة. 1912 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره، وغلامٌ أسود يُقَال لَهُ أَنْجَشَة يَحْدُو، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَيحك يَا أَنْجَشَة، رويدك سوقك بِالْقَوَارِيرِ " قَالَ أَبُو قلَابَة: يَعْنِي النِّسَاء. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث همام بن يحيى عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حادٍ يُقَال لَهُ أَنْجَشَة، وَكَانَ حسن الصَّوْت، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رويدك يَا أَنْجَشَة، لَا تكسر الْقَوَارِير " قَالَ قَتَادَة: يَعْنِي ضعفة النِّسَاء. الحديث: 1910 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 553 وَعند البُخَارِيّ من رِوَايَة وهيب عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ: كَانَت أم سليم فِي الثّقل، وأنجشة غُلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسُوق بِهن فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَنْجَشَة، رويدك سوقك بِالْقَوَارِيرِ ". زَاد مُسلم فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب: قَالَ أَبُو قلَابَة: تكلم رَسُول الله بكلمةٍ لَو تكلم بهَا بَعْضكُم لعبتموها عَلَيْهِ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مسيرٍ، فحدا الْحَادِي، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارْفُقْ يَا أَنْجَشَة، وَيحك بِالْقَوَارِيرِ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث همام عَن قَتَادَة، وَلم يذكر: حسن الصَّوْت. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: كَانَت أم سَلمَة مَعَ نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهن يَسُوق بِهن سواق، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَنْجَشَة، رويداً سوقك بِالْقَوَارِيرِ ". 1913 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن أَيُّوب وخَالِد عَن أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ: من السّنة إِذا تزوج الْبكر على الثّيّب أَقَامَ عِنْدهَا سبعا وَقسم، وَإِذا تزوج الثّيّب أَقَامَ عِنْدهَا ثَلَاثًا ثمَّ قسم. قَالَ أَبُو قلَابَة: وَلَو شِئْت لَقلت: إِن أنسا رَفعه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة سُفْيَان أَن خَالِدا قَالَ هَذَا القَوْل الْمَنْسُوب إِلَى أبي قلَابَة. 1914 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن أبي قلَابَة أَن عمر بن عبد الْعَزِيز أبرز سَرِيره يَوْمًا للنَّاس ثمَّ أذن لَهُم فَدَخَلُوا، فَقَالَ لَهُم: مَا تَقولُونَ فِي الْقسَامَة؟ قَالُوا: نقُول فِي الحديث: 1914 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 الْقسَامَة: الْقود بهَا حقٌّ، وَقد أقادت بهَا الْخُلَفَاء. فَقَالَ لي: مَا تَقول يَا أَبَا قلَابَة؟ ونصبني للنَّاس، فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، عنْدك رُؤُوس الأجناد وأشراف الْعَرَب. أَرَأَيْت لَو أَن خمسين مِنْهُم شهدُوا على رجل مُحصن بِدِمَشْق أَنه قد زنى وَلم يرَوا أَكنت تَرْجمهُ؟ قَالَ: لَا. قلت: أَرَأَيْت لَو أَن خمسين مِنْهُم شهدُوا على رجلٍ بحمص أَنه قد سرق، أَكنت تقطعه وَلم يروه؟ قَالَ: لَا. قلت: فوَاللَّه مَا قتل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا قطّ إِلَّا فِي إِحْدَى ثَلَاث خِصَال: رجلٌ قتل بجريرة نَفسه فَقتل، أَو رجل زنى بعد إحصانٍ، أَو رجلٌ حَارب الله وَرَسُوله وارتد عَن الْإِسْلَام. فَقَالَ الْقَوْم: أَو لَيْسَ قد حدث أنس بن مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطع فِي السرق، وَسمر الْأَعْين ونبذهم فِي الشَّمْس؟ فَقلت: أَنا أحدثكُم حَدِيث انس: حَدثنِي أنس أَن نَفرا من عكل ثَمَانِيَة قدمُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبَايعُوهُ على الْإِسْلَام، فاستوخموا الْمَدِينَة، فسقمت أجسامهم، فشكوا ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ " أَلا تخرجُونَ مَعَ راعينا فِي إبِله فتصيبون من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا؟ " قَالُوا: بلَى، فَخَرجُوا فَشَرِبُوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا فصحوا، فَقتلُوا راعي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأطردوا النعم، فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأرْسل فِي آثَارهم فأدركوا، فجيء بهم، فَأمر بهم فَقطعت أَيْديهم، وَسمر أَعينهم، ثمَّ نبذهم فِي الشَّمْس حَتَّى مَاتُوا. قلت: وَأي شيءٍ أَشد مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ؟ ارْتَدُّوا عَن الْإِسْلَام، وَقتلُوا، وسرقوا. فَقَالَ عَنْبَسَة بن سعيد: وَالله إِن سَمِعت كَالْيَوْمِ قطّ. قلت: أترد عَليّ حَدِيثي يَا عَنْبَسَة؟ فَقَالَ لَا، وَلَكِن جِئْت بِالْحَدِيثِ على وَجهه، وَالله لَا يزَال هَذَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 555 الْخَبَر بخيرٍ مَا عَاشَ هَذَا الشَّيْخ بَين أظهرهم. قلت: وَقد كَانَ فِي هَذَا سنةٌ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: دخل عَلَيْهِ نفر من الْأَنْصَار، فتحدثوا عِنْده، فَخرج رجلٌ مِنْهُم بَين أَيْديهم فَقتل، فَخَرجُوا بعده، فَإِذا هم بِصَاحِبِهِمْ يَتَشَحَّط فِي الدَّم، فَرَجَعُوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، صاحبنا كَانَ تحدث مَعنا، فَخرج بَين أَيْدِينَا، فَإِذا نَحن بِهِ يَتَشَحَّط فِي الدَّم. فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " من تظنون، أَو من ترَوْنَ قَتله "؟ قَالُوا: نرى أَن الْيَهُود قتلته. فَأرْسل إِلَى الْيَهُود فَدَعَاهُمْ، فَقَالَ: " آنتم قتلتم هَذَا؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " أَتَرْضَوْنَ نفل خمسين من الْيَهُود مَا قَتَلُوهُ؟ " قَالُوا: مَا يبالون أَن يقتلونا أَجْمَعِينَ ثمَّ ينفلون. قَالَ: " أفتستحقون الدِّيَة بأيمان خمسين مِنْكُم؟ " قَالُوا: مَا كُنَّا لنحلف. فوداه من عِنْده. قلت: وَقد كَانَت هُذَيْل خلعوا خليعاً لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة، فطرق أهل بَيت بالبطحاء، فانتبه لَهُ رجلٌ مِنْهُم، فَحَذفهُ بِالسَّيْفِ فَقتله، فَجَاءَت هُذَيْل، وَأخذُوا الْيَمَانِيّ، فَرَفَعُوهُ إِلَى عمر بِالْمَوْسِمِ، وَقَالُوا: قتل صاحبنا. فَقَالَ: إِنَّهُم قد خلعوه. فَقَالَ: يقسم خَمْسُونَ من هذيلٍ مَا خلعوه. قَالَ: فأقسم مِنْهُم تسعةٌ وَأَرْبَعُونَ رجلا، وَقدم رجلٌ مِنْهُم من الشَّام، فَسَأَلُوهُ أَن يقسم، فَافْتدى يَمِينه مِنْهُم بِأَلف دِرْهَم، فأدخلوا مَكَانَهُ رجلا آخر، فَدفعهُ إِلَى أخي الْمَقْتُول، فقرنت يَده بِيَدِهِ. قَالَ: فَانْطَلقَا وَالْخَمْسُونَ الَّذين أَقْسمُوا، حَتَّى إِذا كَانُوا بنخلة أخذتهم السَّمَاء، فَدَخَلُوا فِي غَار فِي الْجَبَل، فانهجم الْغَار على الْخمسين الَّذين أَقْسمُوا، فماتوا جَمِيعًا. وأفلت القرينان واتبعهما حجرٌ، فَكسر رجل أخي الْمَقْتُول، فَعَاشَ حولا ثمَّ مَاتَ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 قلت: وَقد كَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان أقاد رجلا بالقسامة، ثمَّ نَدم بَعْدَمَا صنع، فَأمر بالخمسين الَّذين أَقْسمُوا، فمحوا من الدِّيوَان، وسيرهم إِلَى الشَّام. هَكَذَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ من حَدِيث أبي بشر - إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْأَسدي، وَهُوَ ابْن علية - عَن حجاج الصَّواف بِطُولِهِ. وَفِي رِوَايَته عَن سُلَيْمَان بن حَرْب من حَدِيث أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أنس، الْمسند مِنْهُ قصَّة العرنيين فَقَط. وَكَذَا فِي رِوَايَته عَن عَليّ بن عبد الله الْمَدِينِيّ عَن الْوَلِيد بن مُسلم. وَفِي بعض الرِّوَايَات: لم يحسمهم. وَكَذَا فِي رِوَايَته عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم، وَفِيه طرفٌ من كَلَام أبي قلَابَة عِنْد عمر بن عبد الْعَزِيز. وَفِي حَدِيث عَن عَليّ بن عبد الله عَن الْأنْصَارِيّ نَحوه مُخْتَصر، وَفِيه: فَقَالَ عَنْبَسَة: حَدثنَا أنس بِكَذَا. فَقَالَ: إيَّايَ حدث أنس، وَذكر حَدِيث العرنيين. وَكَذَا عِنْد مُسلم الْمسند فِي حَدِيث العرنيين فَقَط، وَاخْتصرَ مَا عدا ذَلِك فَلم يذكرهُ. وَأَخْرَجَا هَذَا الطّرف مِنْهُ من حَدِيث سعيدٍ عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَاسا من عكل وعرينة قدمُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَتَكَلَّمُوا بِالْإِسْلَامِ، فَقَالُوا يَا نَبِي الله، إِنَّا كُنَّا أهل ضرعٍ وَلم نَكُنْ أهل ريفٍ، واستوخموا الْمَدِينَة، فَأمر لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بذود وراعٍ، وَأمرهمْ أَن يخرجُوا فِيهِ، فيشربوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا، فَانْطَلقُوا حَتَّى إِذا كَانُوا نَاحيَة الْحرَّة كفرُوا بعد إسْلَامهمْ، وَقتلُوا راعي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَاسْتَاقُوا الذود. فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبعث الطّلب فِي آثَارهم، فَأمر بهم، فسمروا أَعينهم، وَقَطعُوا أَيْديهم، وَتركُوا فِي نَاحيَة الْحرَّة حَتَّى مَاتُوا على حَالهم. قَالَ قَتَادَة: بلغنَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك كَانَ يحث على الصَّدَقَة، وَينْهى عَن الْمثلَة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 557 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن يحيى بِنَحْوِهِ. وَزَاد مُوسَى عَن همام: قَالَ قَتَادَة: فَحَدثني ابْن سِيرِين أَن ذَلِك قبل أَن تنزل الْحُدُود. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَاسا من عرينة اجتووا الْمَدِينَة، فَرخص لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَأْتُوا إبل الصَّدَقَة، فيشربوا من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا، فَقتلُوا الرَّاعِي، وَاسْتَاقُوا الذود، فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأتى بهم، فَقطع أَيْديهم، وأرجلهم، وَسمر أَعينهم، وتركهم بِالْحرَّةِ يعضون الْحِجَارَة. لم يزدْ. وَقد جمع أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بَين هَذَا الحَدِيث الَّذِي للْبُخَارِيّ، وَبَين حَدِيث أبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج فِي الدُّعَاء على رعل وذكوان وعصيه، فَجعل الْفَصْلَيْنِ بِظَاهِر كَلَامه مُتَّفقا عَلَيْهِمَا من هَذِه التَّرْجَمَة. وَلَيْسَ حَدِيث مُسلم هَذَا ذكر لأمر العرنيين، وَالْحكم فيهم أصلا، وَلَا فِي حَدِيث البُخَارِيّ الْمَذْكُور ذكر للدُّعَاء على رعل وذكوان. وأضاف أَيْضا أَبُو مَسْعُود إِلَى هَذِه التَّرْجَمَة حَدِيث شُعْبَة عَن مُوسَى بن أنس، وَإِنَّمَا هُوَ فِي الدُّعَاء على رعل وذكوان، وَلَيْسَ فِيهِ: إِن نَاسا من عرينة اجتووا الْمَدِينَة. وَقد قَالَ فِي تَرْجَمَة مُوسَى بن أنس عَن أنس: إِنَّه من أَفْرَاد مُسلم. وَحَدِيث البُخَارِيّ بِمَا قُلْنَا فِي آخر كتاب " الزَّكَاة " وَحَدِيث مُسلم بِمَا ذكرنَا فِي " الصَّلَاة " فِي أَحَادِيث الْقُنُوت، فَلْيتَأَمَّل ذَلِك من أَرَادَ تَحْقِيق النّظر فِيهِ. وَقد أفرد ذَلِك خلف الوَاسِطِيّ فِي كِتَابه على الصَّوَاب، فَجعل ذكر الَّذين اجتووا الْمَدِينَة من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَجعل ذكر الدُّعَاء على رعل وذكوان من أَفْرَاد مُسلم. وَحَدِيث مُوسَى بن أنس من أَفْرَاد مُسلم أَيْضا كَمَا ذكره أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة مُوسَى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 وللبخاري وَحده من حَدِيث سَلام بن مِسْكين عَن ثَابت عَن أنس: أَن نَاسا كَانَ بهم سقمٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله آونا وأطعمنا. فَلَمَّا صحوا قَالُوا: إِن الْمَدِينَة وخمة، فأنزلهم الْحرَّة فِي ذودٍ لَهُ، فَقَالَ: " اشربوا من أَلْبَانهَا ". فَلَمَّا صحوا قتلوا راعي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسْتَاقُوا ذوده، فَبعث فِي آثَارهم، وَقطع أَيْديهم وأرجلهم، وَسمر أَعينهم، فَرَأَيْت الرجل مِنْهُم يكدم الأَرْض بِلِسَانِهِ حَتَّى يَمُوت. قَالَ سَلام: فبلغني أَن الْحجَّاج قَالَ لأنس: حَدثنِي بأشد عُقُوبَة عاقب بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فحدثه بهَا. فَبلغ الْحسن فَقَالَ: وددت انه لم يحدثه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هشيم بن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، وَحميد بن تيرويه الطَّوِيل عَن أنس، وَفِيه: ثمَّ مالوا على الرعاء فَقَتَلُوهُمْ، وَذكر نَحْو حَدِيث العرنيين فَقَط وَمن حَدِيث مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن أنس بِنَحْوِهِ، وَفِيه: كَانَ قد وَقع بِالْمَدِينَةِ الموم وَهُوَ البرسام، وَذكره. وَزَاد: وَكَانَ عِنْده شبابٌ من الْأَنْصَار قريب من عشْرين فأرسلهم إِلَيْهِم، وَبعث قائفاً يقْتَصّ آثَارهم. وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن طرخان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: إِنَّمَا سمل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعين أُولَئِكَ لأَنهم سلمُوا أعين الرعاء. 1915 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى أكون أحب إِلَيْهِ من وَالِده وَولده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية عَن عبد الْعَزِيز صُهَيْب عَن أنس كَذَلِك. الحديث: 1915 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 559 1916 - السبعون: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ " كَذَا عِنْد البُخَارِيّ. وَقَالَ مُسلم فِي رِوَايَة لَهُ من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة: حَتَّى يحب لِأَخِيهِ - أَو قَالَ - لجاره مَا يحب لنَفسِهِ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حُسَيْن الْمعلم عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يُؤمن عبدٌ حَتَّى يحب لجاره - أَو لِأَخِيهِ - مَا يحب لنَفسِهِ " كَذَا فِي رِوَايَة مُسلم. وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ كَمَا فِي حَدِيث شُعْبَة عِنْده، إِلَّا أَنه أدرجه عَلَيْهِ. 1917 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: أَلا أحدثكُم حَدِيثا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُحَدثكُمْ أحدٌ بعدِي سَمعه مِنْهُ: " إِن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يرفع الْعلم، وَيظْهر الْجَهْل، ويفشو الزِّنَا، وَيشْرب الْخمر، وَيذْهب الرِّجَال وَيبقى النِّسَاء، حَتَّى يبْقى لخمسين امْرَأَة قيمٌ وَاحِد ". وَعَن أبي التياح يزِيد بن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ، وَفِيه: " ويقل الرِّجَال وَيكثر النِّسَاء ". وَمن حَدِيث همام عَن قَتَادَة بِنَحْوِهِ عَن أنس. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. الحديث: 1916 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 1918 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الْمُؤمن إِذا كَانَ فِي الصَّلَاة فَإِنَّمَا يُنَاجِي ربه، فَلَا يبزقن بَين يَدَيْهِ وَلَا عَن يَمِينه، وَلَكِن عَن يسَاره تَحت قدمه ". وَفِي رِوَايَة حَفْص بن عمر عَن شُعْبَة: " وَلَكِن عَن يسَاره أَو تَحت رجله ". قَالَ فِي رِوَايَة مُسلم: " وَلَكِن عَن شِمَاله تَحت قدمه ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى نخامة فِي الْقبْلَة، فشق ذَلِك عَلَيْهِ حَتَّى رئي فِي وَجهه، فَقَامَ فحكه بِيَدِهِ وَقَالَ: " إِن أحدكُم إِذا قَامَ فِي صلَاته فَإِنَّمَا يُنَاجِي ربه، وَإِن ربه بَينه وَبَين الْقبْلَة، فَلَا يبزق أحدكُم قبل قبلته، وَلَكِن عَن يسَاره أَو تَحت قدمه " ثمَّ أَخذ طرف رِدَائه فبصق فِيهِ، ورد بعضه على بعض فَقَالَ: " أَو يفعل هَكَذَا ". وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا فِي مَوضِع آخر من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: بزق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ثَوْبه: لم يزدْ. ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ: طوله ابْن أبي مَرْيَم قَالَ: أخبرنَا يحيى عَن أَيُّوب عَن حميد قَالَ: سَمِعت أنسا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أحدكُم إِذا صلى يُنَاجِي ربه، فَلَا يتفلن عَن يَمِينه، وَلَكِن تَحت قدمه الْيُسْرَى ". وَمن حَدِيث يزِيد بن إِبْرَاهِيم عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اعتدلوا فِي السُّجُود، وَلَا يبسط أحدكُم ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ، وَإِذا بزق فَلَا يبزق بَين يَدَيْهِ وَلَا عَن يَمِينه، فَإِنَّمَا يُنَاجِي ربه ". الحديث: 1918 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 وَلَيْسَ ليزِيد بن إِبْرَاهِيم عَن قَتَادَة عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 1919 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " البزاق فِي الْمَسْجِد خَطِيئَة، وكفارتها دَفنهَا ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 1920 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سووا صفوفكم، فَإِن تَسْوِيَة الصَّفّ من تَمام الصَّلَاة ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث عبد الْوَارِث بن سعيد عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتموا الصُّفُوف، فَإِنِّي أَرَاكُم خلف ظَهْري " وَمِنْهُم من قَالَ فِيهِ: " أقِيمُوا الصُّفُوف ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: أُقِيمَت الصَّلَاة، فَأقبل علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أقِيمُوا صفوفكم وتراصوا، فَإِنِّي أَرَاكُم من وَرَاء ظَهْري " زَاد فِي حَدِيث زُهَيْر عَن حميد عَن أنس: وَكَانَ أَحَدنَا يلزق مَنْكِبه بمنكب صَاحبه، وَقدمه بقدمه. الحديث: 1919 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 562 1921 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أقِيمُوا الرُّكُوع وَالسُّجُود، فوَاللَّه أَنِّي لأَرَاكُمْ من بعدِي " وَرُبمَا قَالَ: " من بعد ظَهْري إِذا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أَتموا الرُّكُوع وَالسُّجُود، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَرَاكُمْ من بعد ظَهْري إِذا مَا رَكَعْتُمْ وَإِذا مَا سجدتم ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام الدستوَائي وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَتموا الرُّكُوع وَالسُّجُود فَإِنِّي أَرَاكُم. . " ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة 1922 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اعتدلوا فِي السُّجُود، وَلَا يبسط أحدكُم ذِرَاعَيْهِ انبساط الْكَلْب ". 1923 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس، وَعَن شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس، وَلمُسلم من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة وَحميد عَن أنس: أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف تزوج امْرَأَة على وزن نواةٍ من ذهب، وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أولم وَلَو بِشَاة " كَذَا عِنْد مُسلم. وَكَذَا عِنْده من حَدِيث أبي عوانه عَن قَتَادَة عَن أنس. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حميد وَحده عَن أنس قَالَ: قدم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فآخى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينه وَبَين سعيد بن الرّبيع الْأنْصَارِيّ، وَعند الْأنْصَارِيّ امْرَأَتَانِ الحديث: 1921 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 563 فَعرض عَلَيْهِ أَن يناصفه أَهله وَمَاله، فَقَالَ: بَارك الله لَك فِي أهلك وَمَالك، دلوني على السُّوق. فَأتى السُّوق فربح شَيْئا من أقط، وشيئاً من سمن، فَرَآهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد أَيَّام وَعَلِيهِ وضرٌ من صفرَة، فَقَالَ: " مَهيم يَا عبد الرَّحْمَن؟ " فَقَالَ: تزوجت أنصارية. قَالَ: " فَمَا سقت؟ " قَالَ: وزن نواةٍ من ذهب. فَقَالَ: " أولم وَلَو بِشَاة ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى على عبد الرَّحْمَن أثر صفرةٍ، قَالَ: " مَا هَذَا؟ " قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي تزوجت امْرَأَة على وزن نواة من ذهب. قَالَ: " فَبَارك الله لَك، أولم وَلَو بِشَاة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُعْبَة عَن أبي حَمْزَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عبد الله عَن أنس أَن عبد الرَّحْمَن تزوج امْرَأَة على وزن نواة من ذهب لم يزدْ. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود: وَذكر الحَدِيث، فأوهم السَّامع أَن فِي الحَدِيث زِيَادَة. 1924 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَالزُّبَيْر فِي لبس الْحَرِير لحكة بهما. وَأَخْرَجَا من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَالزُّبَيْر ابْن الْعَوام شكوا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقمل، فَرخص لَهما فِي قمص الْحَرِير فِي غزَاة لَهما. الحديث: 1924 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 564 وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن سِنَان عَن همام: أَنَّهُمَا شكيا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقمل، فَرخص لَهما فِي الْحَرِير، فرأيته عَلَيْهِمَا فِي غزَاة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فِي القمص الْحَرِير فِي السّفر من حكةٍ كَانَت بهما، أَو وجعٍ كَانَ بهما ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بسر عَن سعيد نَحوه، وَلم يذكر: فِي السّفر. 1925 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِلَحْم تصدق بِهِ على بَرِيرَة، فَقَالَ: " هُوَ عَلَيْهَا صدقةٌ، وَهُوَ لنا هَدِيَّة ". وَفِي رِوَايَة معَاذ بن معَاذ الْعَنْبَري عَن شُعْبَة: أَهْدَت بَرِيرَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَحْمًا تصدق بِهِ عَلَيْهَا، فَقَالَ: " هُوَ لَهَا صدقةٌ، وَلنَا هَدْيه ". 1926 - الثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر وَعمر كَانُوا يفتتحون الصَّلَاة ب (الْحَمد لله رب الْعَالمين) . وَفِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة: صليت مَعَ أبي بكر وَعمر وَعُثْمَان، فَلم أسمع أحدا مِنْهُم يقْرَأ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) . وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد عَن شُعْبَة: فَقلت لِقَتَادَة: أَنْت سمعته من أنس؟ قَالَ: نعم، نَحن سألناه عَنهُ. الحديث: 1925 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 وَلمُسلم وَحده من حَدِيث الْوَلِيد بن مُسلم عَن عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ عَن عَبدة: أَن عمر بن الْخطاب كَانَ يجْهر بهؤلاء الْكَلِمَات، يَقُول: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، وتبارك اسْمك وَتَعَالَى جدك، وَلَا إِلَه غَيْرك " قَالَ الْأَوْزَاعِيّ عَن قَتَادَة: إِنَّه كتب إِلَيْهِ يُخبرهُ عَن أنس بن مَالك أَنه حَدثهُ أَنه قَالَ: صليت خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان، فَكَانُوا يستفتحون ب (الْحَمد لله رب الْعَالمين) لَا يذكرُونَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) فِي أول قِرَاءَة وَلَا فِي آخرهَا. وَعَن الْأَوْزَاعِيّ عَن إِسْحَاق بن أبي طَلْحَة أَنه سمع أنس بن مَالك يذكر ذَلِك. وَلَيْسَ للأوزاعي عَن قَتَادَة عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 1927 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ فزعٌ بِالْمَدِينَةِ، فاستعار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرسا من أبي طَلْحَة يُقَال لَهُ الْمَنْدُوب فَرَكبهُ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: " مَا رَأينَا من شَيْء، وَإِن وَجَدْنَاهُ لبحراً ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَمَّاد عَن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحسن النَّاس، وَكَانَ أَجود النَّاس، وَكَانَ أَشْجَع النَّاس، وَلَقَد فزع أهل الْمَدِينَة ذَات لَيْلَة، فَانْطَلق ناسٌ قبل الصَّوْت، فلتقاهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَاجعا وَقد سبقهمْ إِلَى الصَّوْت. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حَمَّاد: وَقد اسْتَبْرَأَ الْخَبَر، وَهُوَ على فرس لأبي طَلْحَة عري، فِي عُنُقه السَّيْف، وَهُوَ يَقُول: " لم تراعوا، لم تراعوا " فَقَالَ: " وَجَدْنَاهُ بحراً " أَو " إِنَّه لبحرٌ " وَكَانَ فرسا يبطأ الحديث: 1927 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 وَحَدِيث عَمْرو بن عون عَن حَمَّاد مُخْتَصر: اسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على فرس عري مَا عَلَيْهِ سرج، فِي عُنُقه سيف. لم يزدْ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أهل الْمَدِينَة فزعوا مرّة، فَركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرسا لأبي طَلْحَة كَانَ يقطف " أَو كَانَ بِهِ قطاف، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: " وجدنَا فرسكم هَذَا بحراً " فَكَانَ بعد ذَلِك لَا يجارى. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس قَالَ: فزع النَّاس، فَركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرسا لأبي طَلْحَة بطيئاً، ثمَّ خرج يرْكض وَحده، فَركب النَّاس يركضون خَلفه، فَقَالَ: " لم تراعوا، إِنَّه لبحر " فَمَا سبق بعد ذَلِك الْيَوْم. 1928 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: " مَا أحدٌ يدْخل الْجنَّة يحب أَن يرجع إِلَى الدُّنْيَا وَله مَا على الأَرْض من شَيْء إِلَّا الشَّهِيد، يتَمَنَّى أَن يرجع إِلَى الدُّنْيَا فَيقْتل عشر مَرَّات، لما يرى من الْكَرَامَة ". وَفِي رِوَايَة أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن شُعْبَة: لما يرى من فضل الشَّهَادَة ". وَأخرجه مُسلم من حميد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَذكر نَحوه. 1929 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْأَنْصَار كرشي وعيبتي، وَإِن النَّاس سيكثرون ويقلون، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عَن مسيئهم ". الحديث: 1928 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام بن زيد عَن أنس قَالَ: مر أَبُو بكر وَالْعَبَّاس بِمَجْلِس من مجَالِس الْأَنْصَار وهم يَبْكُونَ، فَقَالَ: مَا يبكيكم؟ قَالُوا: ذكرنَا مجْلِس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منا. فَدخل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ بذلك، قَالَ: فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد عصب على رَأسه حَاشِيَة برد. قَالَ: فَصَعدَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمِنْبَر، وَلم يَصْعَدهُ بعد ذَلِك الْيَوْم، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " أوصيكم بالأنصار، فَإِنَّهُم كرشي وعيبتي، وَقد قضوا الَّذِي عَلَيْهِم، وَبَقِي الَّذِي لَهُم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عَن مسيئهم ". 1930 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس، وَعَن شُعْبَة عَن أبي إِيَاس مُعَاوِيَة بن قُرَّة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اللَّهُمَّ لَا عَيْش إِلَّا عَيْش الْآخِرَة، فَاغْفِر للْأَنْصَار والمهاجرة " وَمِنْهُم من قَالَ: " فَأصْلح الْأَنْصَار والمهاجرة " وَكَذَا فِي رِوَايَة مُعَاوِيَة بن قُرَّة. وَمِنْهُم من قَالَ: " فَأكْرم ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد بن تيرويه الطَّوِيل عَن أنس قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الخَنْدَق، فَإِذا الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار يحفرون فِي غَدَاة بَارِدَة، وَلم يكن لَهُم عبيدٌ يعْملُونَ ذَلِك لَهُم، فَلَمَّا رأى مَا بهم من النصب والجوع قَالَ: " اللَّهُمَّ إِن الْعَيْش عَيْش الْآخِرَة، فَاغْفِر للْأَنْصَار والمهاجرة " قَالُوا مجيبين لَهُ: (نَحن الَّذين بَايعُوا مُحَمَّدًا ... على الْجِهَاد مَا بَقينَا أبدا) . وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت الْأَنْصَار يَوْم الخَنْدَق تَقول: (نَحن الَّذين بَايعُوا مُحَمَّدًا ... على الْجِهَاد مَا بَقينَا أبدا) فأجابهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ لَا عَيْش إِلَّا عَيْش الْآخِرَة، فَأكْرم الْأَنْصَار والمهاجرة ". الحديث: 1930 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 568 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: جعل الْمُهَاجِرُونَ يحفرون الخَنْدَق حول الْمَدِينَة، وينقلون التُّرَاب على متونهم وهم يَقُولُونَ: (نَحن الَّذين بَايعُوا مُحَمَّدًا ... على الْإِسْلَام مَا بَقينَا أبدا) قَالَ: يَقُول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُجِيبهُمْ: " اللَّهُمَّ لَا خير إِلَّا خير الْآخِرَة، فَبَارك فِي الْأَنْصَار والمهاجرة " قَالَ: فيؤتون بملء كف من الشّعير، فيصنع لَهُم بإهالة سنخةٍ تُوضَع بَين يَدي الْقَوْم وَالْقَوْم جِيَاع، وَهِي بشعة فِي الْحلق، وَلها ريحٌ مُنكرَة. 1931 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة كلهم من الْأَنْصَار: أبي، ومعاذ بن جبل، وَأَبُو زيد، وَزيد - يَعْنِي ابْن ثَابت. قلت لأنس: من أَبُو زيد؟ قَالَ: أحد عمومتي. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام عَن قَتَادَة بِنَحْوِهِ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن الْمثنى عَن ثَابت وثمامة عَن أنس قَالَ: مَاتَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يجمع الْقُرْآن غير أَرْبَعَة: أَبُو الدَّرْدَاء، ومعاذ بن جبل، وَزيد ابْن ثَابت، وَأَبُو زيد، وَنحن ورثناه. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: مَاتَ أَبُو زيد وَلم يتْرك عقباً، وَكَانَ بَدْرِيًّا، لم يزدْ. اسْم أبي زيد: سعيد بن عبيد. الحديث: 1931 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 1932 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي: " إِن الله عز وَجل أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك: {لم يكن الَّذين كفرُوا} [فَاتِحَة الْبَيِّنَة] " قَالَ: وسماني؟ قَالَ: " نعم " فَبكى. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن يحيى عَن قَتَادَة عَن أنس. وَلم يسم سُورَة، وَفِيه: قَالَ: آللَّهُ سماني لَك؟ قَالَ: " الله سماك لي " قَالَ: فَجعل أبيٌّ يبكي. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لأبي بن كَعْب: إِن الله أَمرنِي أَن أقرئك الْقُرْآن ". قَالَ: آللَّهُ سماني لَك؟ قَالَ: " نعم ". قَالَ: وَقد ذكرت عِنْد رب الْعَالمين؟ قَالَ: " نعم " فذرفت عَيناهُ. 1933 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَر فرْقَتَيْن. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: سَأَلَ أهل مَكَّة أَن يُرِيهم آيَة. فَأَرَاهُم انْشِقَاق الْقَمَر. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِ حَدِيث شَيبَان. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث معمر عَن قَتَادَة عَن أنس. 1934 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا عدوى، وَلَا طيرة، ويعجبني الفأل " قَالُوا: وَمَا الفأل؟ قَالَ: " كلمة طيبَة ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس بِمثلِهِ، وَقَالَ: " ويعجبني الفأل الصَّالح: الْكَلِمَة الْحَسَنَة ". الحديث: 1932 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام عَن قَتَادَة مثله، وَقَالَ: " الْكَلِمَة الْحَسَنَة، الْكَلِمَة الطّيبَة ". 1935 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَت أم سليم: يَا رَسُول الله، خادمك أنس، ادْع الله لَهُ. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَكثر مَاله وَولده، وَبَارك لَهُ فِيمَا أَعْطيته ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن أم سليم - جعله فِي مسندها وَسَيَأْتِي هُنَالك. وللبخاري من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أم سليم فَأَتَتْهُ بِتَمْر وَسمن، فَقَالَ: " أعيدوا سمنكم فِي سقائه وتمركم فِي وعائه " ثمَّ قَامَ إِلَى نَاحيَة فصلى غير الْمَكْتُوبَة، فَدَعَا لأم سليم وَأهل بَيتهَا، فَقَالَت أم سليم: يَا رَسُول الله، إِن لي خويصة قَالَ: " وَمَا هِيَ؟ " قَالَت: خادمك أنسٌ. فَمَا ترك خير آخِرَة وَلَا دنيا إِلَّا دَعَا بِهِ: " اللَّهُمَّ ارزقه مَالا وَولدا، وَبَارك لَهُ " فَإِنِّي لمن أَكثر الْأَنْصَار مَالا. وحدثتني ابْنَتي أمينة أَنه دفن لصلبي إِلَى مقدم الْحجَّاج الْبَصْرَة بضع وَعِشْرُونَ وَمِائَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام بن زيد بن أنس عَن أنس: أَن أم سليم قَالَت: يَا رَسُول الله خادمك أنس، ادْع الله لَهُ، وَذكر نَحْو حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس. وَلم يذكرهُ أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة هِشَام بن زيد. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علينا وَمَا هُوَ إِلَّا أَنا وَأمي وَأم حرامٍ خَالَتِي، فَقَالَ: " قومُوا فلأصلي لكم " فِي غير وَقت صَلَاة، فصلى بِنَا. فَقَالَ رجلٌ لِثَابِت: أَيْن جعل أنسا مِنْهُ؟ الحديث: 1935 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 571 قَالَ: جعله على يَمِينه ثمَّ دَعَا لنا - أهل الْبَيْت بِكُل خير من خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. فَقَالَت أُمِّي: يَا رَسُول الله، خويدمك، ادْع الله لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لي بِكُل خير. وَكَانَ فِي آخر مَا دَعَا لي أَن قَالَ: " اللَّهُمَّ أَكثر مَاله وَولده، وَبَارك لَهُ فِيهِ ". وَمن حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: جَاءَت بِي أُمِّي أم سليم إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أزرتني بِنصْف خمارها وردتني بِنصفِهِ، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، هَذَا أنسٌ ابْني، أَتَيْتُك بِهِ يخدمك، فَادع الله لَهُ. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَكثر مَاله وَولده ". قَالَ: فوَاللَّه إِن مَالِي لكثيرٌ، وَإِن وَلَدي وَولد وَلَدي ليتعادون على نَحْو الْمِائَة الْيَوْم. وَمن حَدِيث الْجَعْد أبي عُثْمَان عَن أنس قَالَ: مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسمِعت أم سليم صَوته فَقَالَت: بِأبي وَأمي يَا رَسُول الله، أنيسٌ. فَدَعَا لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاث دعوات، قد رَأَيْت مِنْهَا اثْنَتَيْنِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنا أَرْجُو الثَّالِثَة فِي الْآخِرَة. 1936 - التِّسْعُونَ عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَأبي التياح عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بعثت أَنا والساعة كهاتين " يَعْنِي إصبعيه. وَفِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة قَالَ: وَسمعت قَتَادَة يَقُول فِي قصصه: كفضل إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى، فَلَا أَدْرِي أذكرهُ عَن أنس أَو قَالَه قَتَادَة. وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة وَأبي التياح عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بعثت أَنا والساعة هَكَذَا " وَقرن شُعْبَة بَين إصبعيه: المسبحة وَالْوُسْطَى يحكيه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن معبد بن هِلَال عَن أنس قَالَ: لضعف اللُّغَة عِنْد الشُّعَرَاء أنفسهم، ولأسباب طارئة على لغتنا وَلَيْسَ وسطى. الحديث: 1936 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 572 وَفِي حَدِيث أبي حَمْزَة عبد الرَّحْمَن بن أبي عبد الله عَن أنس بِنَحْوِ حَدِيث أبي التياح. 1937 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن شُعْبَة وَعَن هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضرب فِي الْخمر والجريد وَالنعال، وَجلد أَبُو بكر أَرْبَعِينَ. وَفِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِرَجُل قد شرب الْخمر، فجلده بجريد نَحْو أَرْبَعِينَ. قَالَ: وَفعله أَبُو بكر. فَلَمَّا كَانَ عمر اسْتَشَارَ النَّاس، فَقَالَ عبد الرَّحْمَن: أخف الْحُدُود ثَمَانِينَ. فَأمر بِهِ عمر. 1938 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة، وَعَن شُعْبَة عَن قَتَادَة بِنَحْوِهِ عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يهرم ابْن آدم وتشب مَعَه اثْنَتَانِ: الْحِرْص على المَال، والحرص على الْعُمر ". وَفِي حَدِيث هِشَام: " يكبر ابْن آدم وتكبر مَعَه اثْنَتَانِ: حب المَال، وَطول الْعُمر ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس كَذَلِك. 1939 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من نَبِي إِلَّا وَقد أنذر أمته الْأَعْوَر الْكذَّاب، أَلا إِنَّه أَعور، وَإِن ربكُم عز وَجل لَيْسَ بأعور. مكتوبٌ بَين عَيْنَيْهِ: ك ف ر ". الحديث: 1937 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 573 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الدَّجَّال مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ: ك ف ر، أَي كَافِر " لم يزدْ. وَمن حَدِيث شُعَيْب بن الحبحاب عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين، مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ: كَافِر - ثمَّ تهجاها: ك ف ر، يقْرؤهَا كل مُسلم ". 1940 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: " يجاء بالكافر يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال لَهُ: أَرَأَيْت لَو كَانَ لَك ملْء الأَرْض ذَهَبا، أَكنت تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُول: نعم، فَيُقَال لَهُ: قد كنت سُئِلت مَا هُوَ أيسر من ذَلِك ". وَلمُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي عرُوبَة: " فَيُقَال لَهُ: كذبت، قد سُئِلت مَا هُوَ أيسر من ذَلِك ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي عمرَان عبد الْملك بن حبيب الْجونِي عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى لأهون أهل الأَرْض عذَابا: لَو كَانَ لَك الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا - كنت مفتدياً؟ فَيَقُول: نعم. فَيَقُول: قد أردْت مِنْك أَهْون من هَذَا وَأَنت فِي صلب آدم: أَلا تشرك، فأبيت إِلَّا الشّرك ". 1941 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام وَهَمَّام عَن قَتَادَة عَن أنس، فِي رِوَايَة هِشَام: كَانَ أحب الثِّيَاب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يلبسهَا الْحبرَة. الحديث: 1940 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 وَفِي رِوَايَة همام: قُلْنَا لأنس: أَي اللبَاس كَانَ أحب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو أعجب لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: الْحبرَة. 1942 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومعاذٌ رديفه على الرحل قَالَ: " يَا معَاذ " قَالَ: لبيْك رَسُول الله وَسَعْديك قَالَ: " يَا معَاذ " قَالَ: لبيْك رَسُول الله وَسَعْديك. ثَلَاثًا. قَالَ: " مَا من أحد يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله - صدقا من قلبه، إِلَّا حرمه الله على النَّار " قَالَ: يَا رَسُول الله، أَفلا أخبر بِهِ النَّاس فيستبشروا؟ قَالَ: " إِذن يتكلوا " فَأخْبر بهَا معاذٌ عِنْد مَوته تأثماً ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: ذكر لي أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِمعَاذ: " من لَقِي الله لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا دخل الْجنَّة ". قَالَ: أَلا أبشر النَّاس؟ قَالَ: " لَا، أَخَاف أَن يتكلوا ". 1943 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يرفع يَدَيْهِ فِي شَيْء من دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء، فَإِنَّهُ كَانَ يرفع حَتَّى يرى بَيَاض إبطَيْهِ. وَأخرج مُسلم من حَدِيث شُعْبَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء حَتَّى يرى بَيَاض إبطَيْهِ. وَمن حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استسقى، فَأَشَارَ بِظهْر كفيه إِلَى السَّمَاء. الحديث: 1942 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 1944 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن العَبْد إِذا وضع فِي قَبره وَتَوَلَّى وَذهب عَنهُ أَصْحَابه حَتَّى إِنَّه ليسمع قرع نعَالهمْ " وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن منهال. " إِنَّه ليسمع خَفق نعَالهمْ إِذا انصرفوا، أَتَاهُ ملكان فأقعداه، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل مُحَمَّد؟ فَأَما الْمُؤمن فَيَقُول أشهد أَنه عبد الله وَرَسُوله. فَيُقَال لَهُ: انْظُر إِلَى مَقْعَدك من النَّار، أبدلك الله بِهِ مقْعدا من الْجنَّة " قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا ". قَالَ قَتَادَة: وَذكر لنا أَنه يفسح لَهُ فِي قَبره، ثمَّ رَجَعَ إِلَى حَدِيث أنس: " وَأما الْكَافِر أَو الْمُنَافِق " وَفِي رِوَايَة عبد الْأَعْلَى عَن سعيد: وَأما الْكَافِر وَالْمُنَافِق فَيَقُول: لَا أَدْرِي، كنت أَقُول مَا يَقُول النَّاس فِيهِ. فَيُقَال: لَا دَريت وَلَا تليت. ثمَّ يضْرب بِمِطْرَقَةٍ من حَدِيد ضَرْبَة بَين أُذُنَيْهِ، فَيَصِيح صَيْحَة يسْمعهَا من يَلِيهِ إِلَّا الثقلَيْن " وَلَفظ حَدِيث البُخَارِيّ أتم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن العَبْد إِذا وضع فِي قَبره. . " ثمَّ ذكر نَحْو مَا ذكرنَا فِي حَدِيث سعيد عَن قَتَادَة، إِلَى أَن قَالَ: قَالَ قَتَادَة: وَذكر لنا أَنه يفسح فِي قَبره سَبْعُونَ ذِرَاعا، ويملأ عَلَيْهِ خضرًا إِلَيّ يَوْم يبعثون. لم يزدْ فِيهِ وَلَا فِي حَدِيث سعيد على هَذَا. 1945 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تزَال جَهَنَّم يلقى فِيهَا وَتقول: هَل من مزِيد، حَتَّى يضع رب الْعَرْش - وَفِي رِوَايَة - رب الْعِزَّة فِيهَا قدمه فينزوي بَعْضهَا إِلَى بعض وَتقول قطّ قطّ بعزتك وكرمك. وَلَا يزَال فِي الْجنَّة فضلٌ حَتَّى ينشئ الله لَهَا خلقا فيسكنهم فضل الْجنَّة ". الحديث: 1944 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تزَال جَهَنَّم تَقول: هَل من مزِيد حَتَّى يضع فِيهَا رب الْعِزَّة قدمه فَتَقول: قطّ قطّ، وَعزَّتك، ويزوى بَعْضهَا على بعض " لم يزدْ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وَشعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِ حَدِيث سعيد. وَأخرج مُسلم طرفا مِنْهُ من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " يبْقى من الْجنَّة مَا شَاءَ الله أَن يبْقى، ثمَّ ينشئ الله لَهَا خلقا مِمَّا يَشَاء ". وَمن حَدِيث أبان بن يزِيد الْعَطَّار عَن قَتَادَة عَن أنس بِمَعْنى حَدِيث شَيبَان. 1946 - الْمِائَة: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من نسي صَلَاة فَليصل إِذا ذكر، لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك ". وَفِي رِوَايَة هدبة عَن همام نَحْو وَذَلِكَ، إِلَى قَوْله: لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك " ثمَّ قَالَ: قَالَ قَتَادَة: {وأقم الصَّلَاة لذكري} [طه] وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من نسي صَلَاة أَو نَام عَنْهَا فكفارتها أَن يُصليهَا إِذا ذكرهَا ". وَمن حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة بِنَحْوِ حَدِيث هدبة، وَلم يذكر: " لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك ". وَمن حَدِيث الْمثنى بن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا رقد أحدكُم عَن الصَّلَاة أَو غفل عَنْهَا فليصلها إِذا ذكرهَا، فَإِن الله يَقُول: {أقِم الصَّلَاة لذكري} . الحديث: 1946 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 1947 - الأول بعد الْمِائَة: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اعْتَمر أَربع عمرٍ، كلهَا فِي ذِي الْقعدَة إِلَّا الَّتِي مَعَ حجَّته: عمْرَة من الْحُدَيْبِيَة أَو زمن الْحُدَيْبِيَة فِي ذِي الْقعدَة، وَعمرَة من الْعَام الْمقبل فِي ذِي الْقعدَة، وَعمرَة من جعرانة حَيْثُ قسم غَنَائِم حنين فِي ذِي الْقعدَة، وَعمرَة فِي حجَّته. وَفِي حَدِيث عبد الصَّمد عَن همام عَن قَتَادَة قَالَ: سَأَلت أنسا: كم حج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: حج حجَّة وَاحِدَة، وَاعْتمر أَربع عمر، ثمَّ ذكر نَحوه. 1948 - الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يضْرب شعره مَنْكِبَيْه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث جرير بن حَازِم عَن قَتَادَة قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك: كَيفَ كَانَ شعر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: كَانَ شعرًا رجلا، لَيْسَ بالجعد وَلَا السبط، بَين أُذُنَيْهِ وعاتقه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: كَانَ شعر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أَنْصَاف أُذُنَيْهِ. 1949 - الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الله أفرح بتوبة عَبده من أحدكُم سقط على بعيره وَقد أضلّهُ فِي أرضٍ فلاة ". الحديث: 1947 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْحَاق بن أبي طَلْحَة عَن أنس - وَهُوَ عَمه - قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لله أَشد فَرحا بتوبة عَبده حِين يَتُوب إِلَيْهِ من أحدكُم كَانَ على رَاحِلَته بِأَرْض فلاة، فانفلتت مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامه وَشَرَابه، فأيس مِنْهَا، فَأتى شَجَرَة فاضطجع فِي ظلها قد أيس من رَاحِلَته، فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذا هُوَ بهَا قَائِمَة عِنْده، فَأخذ بخطامها، ثمَّ قَالَ من شدَّة الْفَرح: اللَّهُمَّ أَنْت عَبدِي وَأَنا رَبك، أَخطَأ من شدَّة الْفَرح ". 1950 - الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله، يحْشر الْكَافِر على وَجهه يَوْم الْقِيَامَة. قَالَ: " أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ على رجلَيْهِ فِي الدُّنْيَا قَادِرًا على أَن يمْشِيه على وَجهه يَوْم الْقِيَامَة؟ " قَالَ قَتَادَة: بلَى وَعزة رَبنَا. 1951 - الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن شَيبَان عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: أهدي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جبةٌ من سندس، وَكَانَ ينْهَى عَن الْحَرِير، فَعجب النَّاس مِنْهَا، فَقَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِن مناديل سعد بن معَاذ فِي الْجنَّة أحسن من هَذَا ". وَقَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس: إِن أكيدر دومة أهْدى. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عمر بن عَامر عَن قَتَادَة عَن أنس أَن أكيدر دومة الجندل أهْدى ... بِنَحْوِ حَدِيث شَيبَان وَلم يذكر فِيهِ: وَكَانَ ينْهَى عَن الْحَرِير. وَمن حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِ حَدِيث شَيبَان. الحديث: 1950 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 1952 - السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن أبي عوَانَة وَأَبَان بن يزِيد عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من مُسلم يغْرس غرساً، أَو يزرع زرعا، فيأكل مِنْهُ طيرٌ أَو إِنْسَان أَو بَهِيمَة، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَة ". 1953 - السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن قُرَّة بن خَالِد عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أحدا جبلٌ يحبنا ونحبه ". 1954 - الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن حميد عَن ثَابت عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى شَيخا يهادى بَين ابنيه، فَقَالَ: " مَا بَال هَذَا؟ " قَالُوا: نذر أَن يمشي. قَالَ: " إِن الله عَن تَعْذِيب هَذَا نَفسه لغنيٌّ " وَأمره أَن يركب. 1955 - التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن حميد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: وَاصل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي آخر شهر رَمَضَان فواصل ناسٌ من الْمُسلمين، فَبَلغهُ ذَلِك فَقَالَ: " لَو مد لنا الشَّهْر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم. إِنَّكُم لَسْتُم مثلي - أَو قَالَ: لست مثلكُمْ. إِنِّي أظل يطعمني رَبِّي ويسقيني ". وَقَالَ البُخَارِيّ: وَتَابعه سُلَيْمَان بن ثَابت. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تواصلوا " قَالُوا: إِنَّك تواصل. قَالَ: " لست كأحدٍ مِنْكُم، إِنِّي أطْعم وأسقى " أَو: " إِنِّي أَبيت أطْعم وأسقى ". وأخرحه مُسلم بِزِيَادَة، من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي رَمَضَان، فَجئْت فَقُمْت إِلَى جنبه، وَجَاء رجل فَقَامَ أَيْضا، حَتَّى كُنَّا رهطاً، فَلَمَّا أحس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا خَلفه جعل يتجوز فِي الصَّلَاة، ثمَّ دخل رَحْله يُصَلِّي صَلَاة لَا يُصليهَا عندنَا. قَالَ: فَقُلْنَا حِين أَصْبَحْنَا: أفطنت لنا اللَّيْلَة؟ قَالَ: فَقَالَ: " نعم، ذَاك الَّذِي حَملَنِي على الَّذِي صنعت ". الحديث: 1952 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 قَالَ: فَأخذ يواصل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذَاكَ فِي آخر الشَّهْر، فَأخذ رجال من أَصْحَابه يواصلون. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا بَال رجال يواصلون. إِنَّكُم لَسْتُم مثلي، أما وَالله لَو تَمَادى لي الشَّهْر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم ". 1956 - الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن سيار بن ثَابت قَالَ: مر أنسٌ على صبيانٍ، فَسلم عَلَيْهِم، وَقَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَفْعَله. 1957 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن شُعْبَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لكل غادرٍ لواءٌ يَوْم الْقِيَامَة ". 1958 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن شُعْبَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى ". وَفِي حَدِيث عُثْمَان بن عمر عَن شُعْبَة أَنه عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى على امْرَأَة تبْكي على صبي لَهَا، فَقَالَ: اتقِي الله واصبري " فَقَالَت: وَمَا تبالي بمصيبتي. فَلَمَّا ذهب قيل لَهَا: إِنَّه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَأَخذهَا مثل الْمَوْت، فَأَتَت بَابه، فَلم تَجِد على بَابه بوابين، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، لم أعرفك. فَقَالَ: " إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد أول صدمةٍ " أَو قَالَ: " عِنْد أول الصدمة ". وَفِي حَدِيث آدم عَن شُعْبَة نَحوه، وَأَنَّهَا قَالَت: إِلَيْك عني، فَإنَّك لم تصب بمصيبتي، وَلم تعرفه، وَأَنه قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لما جَاءَتْهُ وَقَالَت: لم أعرفك: " إِنَّمَا الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى ". الحديث: 1956 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 1959 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: إِنِّي لَا آلو أَن أُصَلِّي بكم كَمَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي بِنَا. قَالَ ثَابت: فَكَانَ أنسٌ يصنع شَيْئا لَا أَرَاكُم تصنعونه. كَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع انتصب قَائِما حَتَّى يَقُول الْقَائِل: قد نسي، وَإِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة مكث حَتَّى يَقُول الْقَائِل: قد نسي. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حَمَّاد نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: وَإِذا رفع رَأسه بَين السَّجْدَتَيْنِ. وللبخاري من حَدِيث شُعْبَة عَن ثَابت قَالَ: كَانَ أنس ينعَت لنا صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكَانَ يُصَلِّي، وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع قَامَ حَتَّى نقُول: قد نسي. 1960 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن حَمَّاد بن زيد بن ثَابت عَن أنس قَالَ: مر على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِجنَازَة، فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا، فَقَالَ: " وَجَبت " ثمَّ مر بِأُخْرَى، فَأَثْنوا عَلَيْهَا شرا أَو قَالَ غير ذَلِك، فَقَالَ: " وَجَبت " فَقيل: يَا رَسُول الله، قلت لهَذَا وَجَبت وَلِهَذَا وَجَبت. قَالَ: " شَهَادَة الْقَوْم، الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاء الله فِي الأَرْض " هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا مُخْتَصرا من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: مروا بِجنَازَة، فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا. . فَذكر نَحْو حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت وَفِيه. فَقَالَ عمر: مَا وَجَبت؟ فَقَالَ: " هَذَا أثنيتم عَلَيْهِ خيرا فَوَجَبت لَهُ الْجنَّة، وَهَذَا أثنيتم عَلَيْهِ شرا فَوَجَبت لَهُ النَّار. أَنْتُم شُهَدَاء الله فِي الأَرْض ". الحديث: 1959 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 582 وأدرج مُسلم حَدِيث حَمَّاد بن ثَابت على حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: مر على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِجنَازَة، ثمَّ قَالَ مُسلم بعد ذكره لإسناد حَدِيث حَمَّاد بن زيد وجعفر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت: فَذكر بِمَعْنى حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، غير أَن حَدِيث عبد الْعَزِيز أتم. وَهَذَا حَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب بِتَمَامِهِ، أخرجه مُسلم وَحده من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: مر بِجنَازَة، فأثني عَلَيْهَا خيرٌ، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَجَبت، وَجَبت، وَجَبت ". وَمر بِجنَازَة، فأثني عَلَيْهَا شرٌّ، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَجَبت، وَجَبت، وَجَبت " فَقَالَ عمر: فدى لَك أبي وَأمي، مر بِجنَازَة فأثني عَلَيْهَا خيرٌ فَقلت " وَجَبت، وَجَبت، وَجَبت ". وَمر بِجنَازَة فأثني عَلَيْهَا شَرّ فَقلت: " وَجَبت، وَجَبت، وَجَبت " فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أثنيتم عَلَيْهِ خيرا وَجَبت لَهُ الْجنَّة، وَمن أثنيتم عَلَيْهِ شرا وَجَبت لَهُ النَّار. أَنْتُم شُهَدَاء الله فِي الأَرْض أَنْتُم شُهَدَاء الله فِي الأَرْض ". 1961 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن السَّاعَة، فَقَالَ: مَتى السَّاعَة؟ فَقَالَ: " وَمَا أَعدَدْت لَهَا؟ قَالَ: لَا شَيْء، إِلَّا أَنِّي أحب الله وَرَسُوله. فَقَالَ: " أَنْت مَعَ من أَحْبَبْت " قَالَ أنس: فَمَا فرحنا بشيءٍ فرحنا بقول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَنْت مَعَ من أجببت " قَالَ أنس: فَأَنا أحب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر وَعمر، وَأَرْجُو أَن أكون مَعَهم بحبي إيَّاهُم، وَإِن لم أعمل أَعْمَالهم. وَفِي رِوَايَة أبي الرّبيع عَن حَمَّاد عَن أنس: فَأَنا أحب الله وَرَسُوله، وَذكره. الحديث: 1961 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنهُ بِنَحْوِهِ، غير أَنه قَالَ: مَا أَعدَدْت لَهَا من كَبِير، أَحْمد عَلَيْهِ نَفسِي، وَلم يذكر قَول أنس. وَمن حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس: أَن أَعْرَابِيًا قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَتى السَّاعَة؟ قَالَ لَهُ: مَا أَعدَدْت لَهَا؟ قَالَ: حب الله وَرَسُوله. قَالَ: " أَنْت مَعَ من أَحْبَبْت ". وَفِي حَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ، وَلم يذكر قَول أنس عَن نَفسه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سَالم بن أبي الْجَعْد عَن أنس قَالَ: بَيْنَمَا أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خارجان من الْمَسْجِد، فلقينا رجلٌ عِنْد سدة الْمَسْجِد، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَتى السَّاعَة "؟ فَقَالَ: " مَا أَعدَدْت لَهَا؟ "، فَكَأَن الرجل استكان، ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله، مَا أَعدَدْت لَهَا كَبِير صِيَام وَلَا صَلَاة وَلَا صَدَقَة، وَلَكِنِّي أحب الله وَرَسُوله. قَالَ: " أَنْت مَعَ من أَحْبَبْت ". وَأخرجه البُخَارِيّ بِزِيَادَة من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس أَن رجلا من أهل الْبَادِيَة أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَتى السَّاعَة قائمةٌ؟ قَالَ: " وَيلك، وَمَا أَعدَدْت لَهَا؟ " قَالَ: مَا أَعدَدْت لَهَا، إِلَّا أَنِّي أحب الله وَرَسُوله. قَالَ: " إِنَّك مَعَ من أَحْبَبْت ". قَالَ: وَنحن كَذَلِك؟ قَالَ: " نعم ". ففرحنا يومئذٍ فَرحا شَدِيدا، فَمر غُلَام للْمُغِيرَة - وَكَانَ من أقراني فَقَالَ: إِن أخر هَذَا لم يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم السَّاعَة ". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 وَهَذِه الزِّيَادَة الَّتِي أَولهَا: فَمر غُلَام للْمُغِيرَة " إِلَى آخر الحَدِيث، قد أخرجهَا مُسلم فِي " الْفِتَن " من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس. وَجعلهَا أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد مُسلم. وَقد أخرجهَا البُخَارِيّ فِي كتاب " الْأَدَب " مُتَّصِلا بِالْحَدِيثِ الَّذِي أوردنا. وَقَالَ البُخَارِيّ: اخْتَصَرَهُ شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَعْنِي أَنه لم يذكر إِلَّا حَدِيث. " الْمَرْء مَعَ من أحب " دون الزِّيَادَة. وَقد أخرجه مُسلم كَذَلِك بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس. وَمن حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة عَن أنس. وَمن حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس، عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقد وهم أَيْضا خلف الوَاسِطِيّ، فَجعل الزِّيَادَة الَّتِي أَولهَا: فَمر غلامٌ للْمُغِيرَة إِلَى آخِره من أَفْرَاد مُسلم، وَكَأن أَبَا مَسْعُود وخلفاً لما يتأملا مَا فِي آخر حَدِيث البُخَارِيّ الَّذِي أَوله سُؤال البدوي لَهُ: مَتى السَّاعَة، وَفِيه هَذَا الْفَصْل الَّذِي أخرجه مُسلم سَوَاء بِسَوَاء من التَّرْجَمَة بِعَينهَا، من رِوَايَة همام عَن قَتَادَة عَن أنس. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَتى تقوم السَّاعَة؟ وَعِنْده غُلَام من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ مُحَمَّد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن يَعش هَذَا الْغُلَام فَعَسَى أَلا يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم السَّاعَة ". وَمن حَدِيث معبد بن هِلَال عَن أنس: أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَتى السَّاعَة؟ قَالَ: فَسكت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هنيهةً ثمَّ نظر إِلَى غُلَام بَين يَدَيْهِ من أَزْد شنُوءَة فَقَالَ " إِن عمر هَذَا لم يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم السَّاعَة " قَالَ أنس: ذَلِك الْغُلَام من أقراني يومئذٍ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 1962 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن سَلام بن مِسْكين عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس قَالَ: خدمت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشر سِنِين، وَالله مَا قَالَ لي أُفٍّ قطّ، وَلَا قَالَ لي لشَيْء: لم فعلت كَذَا، وهلا فعلت كَذَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس بِنَحْوِهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: لما قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة، أَخذ أَبُو طَلْحَة بيَدي فَانْطَلق إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن أنسا غُلَام كيسٌ فليخدمك. قَالَ: فخدمته فِي السّفر والحضر، وَالله مَا قَالَ لي لشَيْء صَنعته: لم صنعت هَذَا هَكَذَا؟ وَلَا لشَيْء لم أصنعه. لم لم تصنع هَذَا هَكَذَا؟ . وَأول حَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم عَن ابْن عَلَيْهِ: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة لَيْسَ لَهُ خادمٌ، فاخذ أَبُو طَلْحَة بيَدي، فَانْطَلق بِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ ذكره. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن أبي بردة عَن أنس قَالَ: خدمت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسع سِنِين، فَمَا أعلمهُ قَالَ لي قطّ: لم فعلت كَذَا وَكَذَا؟ وَلَا عَابَ عَليّ شَيْئا قطّ. وَمن حَدِيث إِسْحَق أبي طَلْحَة عَن أنس، وَفِيه زِيَادَة، قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحسن النَّاس خلقا، فأرسلني يَوْمًا لحَاجَة، فَقلت: وَالله لَا أذهب - وَفِي نَفسِي أَن أذهب لما أَمرنِي بِهِ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَخرجت حَتَّى أَمر على صبيانٍ وهم يَلْعَبُونَ فِي السُّوق، فَإِذا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد قبض بقفاي من ورائي، قَالَ: فَنَظَرت الحديث: 1962 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 إِلَيْهِ وَهُوَ يضْحك، فَقَالَ: " يَا أنس، ذهبت حَيْثُ أَمرتك؟ " قَالَ: قلت: نعم، أَنا أذهب يَا رَسُول الله قَالَ أنس: وَالله لقد خدمته تسع سِنِين، مَا عَلمته قَالَ لشَيْء صَنعته: لم فعلت كَذَا وَكَذَا، أَو شَيْء تركته: هلا فعلت كَذَا وَكَذَا. 1963 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس: أَنه سُئِلَ عَن أجر الْحجام، فَقَالَ: احْتجم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حجمه أَبُو طيبَة، وَأَعْطَاهُ صَاعَيْنِ من طَعَام، وكلم موَالِيه فخففوا عَنهُ. وَقَالَ: " إِن أمثل مَا تداويتم بِهِ الْحجامَة والقسط البحري ". " وَقَالَ: " لَا تعذبوا صِبْيَانكُمْ بالغمز من الْعذرَة، وَعَلَيْكُم بِالْقِسْطِ ". وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن حميد عَن أنس: دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُلَاما فحجمه، وَأمر لَهُ بصاعٍ أَو صَاعَيْنِ، أَو مد أَو مَدين، وكلم فِيهِ فَخفف من ضريبته. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَمْرو بن عَامر عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحتجم، وَلم يكن يظلم أحدا أجره. 1964 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن حميد بن تيرويه الطَّوِيل عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه نهى عَن بيع التَّمْر حَتَّى يزهو. فَقُلْنَا لأنسٍ: مَا زهوها؟ قَالَ: تحمر وَتَصْفَر. قَالَ: " أَرَأَيْت إِن منع الله الثَّمَرَة، بِمَ تستحل مَال أَخِيك؟ ". الحديث: 1963 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عباد عَن الدَّرَاورْدِي عَن حميد عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن لم يثمرها الله، فَبِمَ تستحل مَال أَخِيك؟ " لم يزدْ. 1965 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كُنَّا نسافر مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يعب الصَّائِم على الْمُفطر، وَلَا الْمُفطر على الصَّائِم. وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن حميد قَالَ: خرجت فَصمت، فَقَالُوا لي: أعد، فَقلت: إِن أنسا أَخْبرنِي أَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا يسافرون، فَلَا يعيب الصَّائِم على الْمُفطر، وَلَا الْمُفطر على الصَّائِم. فَلَقِيت ابْن أبي مليكَة فَأَخْبرنِي عَن عَائِشَة بِمثلِهِ. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث مُورق الْعجلِيّ عَن أنس قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السّفر، فمنا الصَّائِم وَمنا الْمُفطر. قَالَ: فَنزل منزلا فِي يَوْم حارٍّ، أكثرنا ظلا صَاحب الكساء، فمنا من يَتَّقِي الشَّمْس بِيَدِهِ. قَالَ: فَسقط الصوام وَقَامَ المفطرون، فَضربُوا الْأَبْنِيَة، وَسقوا الركاب، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " ذهب المفطرون الْيَوْم بِالْأَجْرِ ". 1966 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن حميد عَن أنس قَالَ: نَادَى رجلٌ رجلا بِالبَقِيعِ: يَا أَبَا الْقَاسِم. فَالْتَفت إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي لم أعنك، أَنا دَعَوْت فلَانا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تسموا باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي ". 1967 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان بن طرخان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو أتيت عبد الله بن أبي. فَانْطَلق إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَركب حمارا، وَانْطَلق الْمُسلمُونَ يَمْشُونَ مَعَه - وَهِي أرضٌ سبخةٌ، فَلَمَّا أَتَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1965 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 قَالَ: إِلَيْك عني، وَالله لقد آذَانِي حِمَارك. فَقَالَ رجلٌ من الْأَنْصَار مِنْهُم: وَالله لحِمَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أطيب ريحًا مِنْك، فَغَضب لعبد الله رجلٌ من قومه، فَغَضب لكل وَاحِد مِنْهُمَا أَصْحَابه، فَكَانَ بَينهمَا ضربٌ بِالْجَرِيدِ وَالْأَيْدِي وَالنعال، فَبَلغنَا أَنَّهَا نزلت فيهم: {وَإِن طَائِفَتَانِ من الْمُؤمنِينَ اقْتَتَلُوا فأصلحوا بَينهمَا} [الحجرات] . 1968 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم بدر: " من ينظر لنا مَا صنع أَبُو جهل؟ " فَانْطَلق ابْن مَسْعُود فَوَجَدَهُ قد ضربه ابْنا عفراء حَتَّى برد، قَالَ: فَأخذ بلحيته فَقَالَ: أَنْت أَبُو جهل؟ فِي كتاب البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن علية: أَنْت أَبَا جهل قَالَ سُلَيْمَان: هَكَذَا قَالَهَا أنس: أَنْت أَبَا جهل. فَقَالَ: وَهل فَوق رجل قَتَلْتُمُوهُ، أَو قَالَ: قَتله قومه. قَالَ فِي آخر حَدِيث ابْن علية ومعتمر عَن سُلَيْمَان، قَالَ: وَقَالَ أَبُو مجلز: قَالَ أَبُو جهل: وَلَو غير أكار قتلني. 1969 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: عطس رجلَانِ عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فشمت أَحدهمَا وَلم يشمت الآخر، فَقَالَ الَّذِي لم يشمت: عطس فلَان فشمته، وعطست فَلم تشمتني. فَقَالَ: " إِن هَذَا حمد الله، وَإنَّك لم تحمد الله ". 1970 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس قَالَ: أسر إِلَيّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سرا، فَمَا أخْبرت بِهِ أحدا بعده، وَلَقَد سَأَلتنِي عَنهُ أم سليم فَمَا أخْبرتهَا بِهِ. الحديث: 1968 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 وَأخرج مُسلم حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: أَرْسلنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أَلعَب مَعَ الغلمان، قَالَ: فَسلم علينا، فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَة فأبطأت على أُمِّي، فَلَمَّا جِئْت قَالَت: مَا حَبسك؟ قلت: بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحَاجَة. قَالَت مَا حَاجته؟ قلت: إِنَّهَا سرٌّ. قَالَت: لَا تخبرن بسر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحدا. قَالَ أنسٌ: وَالله لَو حدثت بِهِ أحدا لحدثتك بِهِ يَا ثَابت. 1971 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لكل نَبِي دعوةٌ دَعَاهَا لأمته، وَإِنِّي اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُعْبَة وَهِشَام الدستوَائي ومسعر، كلهم عَن قَتَادَة عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لكل نبيٍّ دعوةٌ " وَذكر نَحوه. أغفل أَبُو مَسْعُود ذكر مسعر، فَلم يذكر لَهُ تَرْجَمَة فِي الروَاة عَن قَتَادَة، وَهُوَ لمُسلم فِي كتاب " الْإِيمَان ". وَلمُسلم من حَدِيث الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَنا أول النَّاس يشفع فِي الْجنَّة، وَأَنا أَكثر الْأَنْبِيَاء تبعا " زَاد سُفْيَان عَن الْمُخْتَار فِي رِوَايَته " يَوْم الْقِيَامَة " وَزَاد: " أَنا أول من يقرع بَاب الْجنَّة ". وَفِي رِوَايَة زَائِدَة عَن الْمُخْتَار عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَنا أول شَفِيع فِي الْجنَّة، لم يصدق نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء مَا صدقت، وَإِن من الْأَنْبِيَاء نَبيا مَا يصدقهُ من أمته إِلَّا رجل وَاحِد ". الحديث: 1971 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 590 1972 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أنس قَالَ: كُنَّا نصلي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شدَّة الْحر، فَإِذا لم يسْتَطع أَحَدنَا أَن يُمكن جَبهته من الأَرْض بسط ثَوْبه فَسجدَ عَلَيْهِ. 1973 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن بكر بن عبد الله بن أنس قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُلَبِّي بِالْحَجِّ وَالْعمْرَة جَمِيعًا. قَالَ بكر: فَحدثت بذلك ابْن عمر فَقَالَ: لبّى بِالْحَجِّ وَحده. فَلَقِيت أنسا فَحَدَّثته بقول ابْن عمر، فَقَالَ أنس: مَا تعدونا إِلَّا صبياناً، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لبيْك عمْرَة وحجاً ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حميد الطَّوِيل، وَعبد الْعَزِيز بن صُهَيْب، وَيحيى بن أبي إِسْحَق كلهم عَن أنس قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهل بهما جَمِيعًا: " لبيْك عمْرَة وحجاً، لبيْك عمْرَة وحجاً ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية عَن يحيى بن أبي إِسْحَاق وَحميد، قَالَ يحيى: سَمِعت أنسا يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول. " لبيْك عمْرَة وحجاً " وَقَالَ حميد عَن أنس: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول " لبيْك بعمرةٍ وَحج ". 1974 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: أُقِيمَت الصَّلَاة ورجلٌ يُنَاجِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا زَالَ يناجيه حَتَّى نَام أَصْحَابه، ثمَّ قَامَ فصلى، وَفِي حَدِيث عبد الْوَارِث: فَمَا قَامَ إِلَى الصَّلَاة حَتَّى نَام الْقَوْم. وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز فَلم يزل يناجيه حَتَّى نَام أَصْحَابه، فصلى بهم. الحديث: 1972 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد بن تيرويه قَالَ: سَأَلت ثَابتا عَن الرجل يكلم الرجل بَعْدَمَا تُقَام الصَّلَاة، فَحَدثني عَن أنس قَالَ: أُقِيمَت الصَّلَاة فَعرض للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلٌ، فحبسه بَعْدَمَا أُقِيمَت. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: أُقِيمَت الصَّلَاة وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نجي رجل، وَذكره. وَلمُسلم من رِوَايَة شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصلونَ وَلَا يَتَوَضَّئُونَ. قَالَ: قلت: سمعته من أنس؟ قَالَ: إِي وَالله. وَمن حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس أَنه قَالَ: أُقِيمَت صَلَاة الْعشَاء، فَقَالَ رجل: لي حاجةٌ، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يناجيه حَتَّى نَام الْقَوْم - أَو بعض الْقَوْم، ثمَّ صلوا. 1975 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْوَارِث بن سعيد عَن عبد الْعَزِيز قَالَ: قيل لأنس: مَا سَمِعت من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الثوم؟ قَالَ: " من أكل من هَذِه الشَّجَرَة فَلَا يقربن مَسْجِدنَا ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن إِبْرَاهِيم بن علية عَن الْعَزِيز بن صُهَيْب أَيْضا. 1976 - الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: لما كَانَ يَوْم أحد انهزم النَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَبُو طَلْحَة بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 1975 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 مجوبٌ بِهِ عَلَيْهِ بحجفة. وَكَانَ أَبُو طَلْحَة رجلا رامياً شَدِيد النزع، لقد كسر يومئذٍ قوسين أَو ثَلَاثًا، وَكَانَ الرجل يمر مَعَه الجعبة من النبل فَيَقُول: " انثرها لأبي طَلْحَة " قَالَ: ويشرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينظر إِلَى الْقَوْم، فَيَقُول أَبُو طَلْحَة: يَا نَبِي الله، بِأبي أَنْت وَأمي، لَا تشرف يصبك سهمٌ من سِهَام الْقَوْم، نحري دون نحرك. وَلَقَد رَأَيْت عَائِشَة وَأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما، تنقلان الْقرب على متونهما، تفرغانه فِي أَفْوَاه الْقَوْم، ثمَّ تَرْجِعَانِ تملآنها ثمَّ تجيئان فتفرغانه فِي أَفْوَاه الْقَوْم، وَلَقَد وَقع السَّيْف من يَد أبي طَلْحَة إِمَّا مرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا. وللبخاري من حَدِيث إِسْحَاق بن عبد الله عَن أنس قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَة يتترس مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بترس وَاحِد، وَكَانَ أَبُو طَلْحَة حسن الرَّمْي، فَكَانَ إِذا رمى يشرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَينْظر إِلَى مَوضِع نبله. 1977 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن وهيب بن خَالِد عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ليردن على الْحَوْض رجال مِمَّن صاحبني، حَتَّى إِذا رَأَيْتهمْ وَرفعُوا لي اختلجوا دوني، فلأقولن: أَي رب، أصيحابي أصيحابي، فليقالن لي: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك ". وَلَيْسَ لوهيب بن خَالِد عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب فِي مُسْند أنس من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 1977 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 وَهُوَ مُخْتَصر من حَدِيث أخرجه مُسلم بِطُولِهِ من رِوَايَة الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قَالَ: بَينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم بَين أظهرنَا فِي الْمَسْجِد، إِذْ أغفى إغْفَاءَة ثمَّ رفع رَأسه مُبْتَسِمًا، فَقُلْنَا: مَا أضْحكك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " نزلت عَليّ آنِفا سورةٌ فَقَرَأَ: {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر فصل لِرَبِّك وانحر إِن شانئك هُوَ الأبتر} [سُورَة الْكَوْثَر] ثمَّ قَالَ: " تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر؟ " فَقُلْنَا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " فَإِنَّهُ نهرٌ وعدنيه رَبِّي عز وَجل عَلَيْهِ خير كثيرٌ، هُوَ حوضٌ ترد عَلَيْهِ أمتِي يَوْم الْقِيَامَة، آنيته عدد النُّجُوم، فيختلج العَبْد مِنْهُم فَأَقُول: رب، إِنَّه من أمتِي. فَيَقُول: مَا تَدْرِي مَا أحدث بعْدك ". وَفِي حَدِيث ابْن فُضَيْل نَحوه، غير أَنه قَالَ: " نهرٌ وعدنيه رَبِّي فِي الْجنَّة، عَلَيْهِ حَوْضِي " وَلم يذكر: " آنيته عدد النُّجُوم ". 1978 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا دَعَا أحدكُم فليعزم الْمَسْأَلَة، وَلَا يَقُولَن: " اللَّهُمَّ إِن شِئْت فَأعْطِنِي، فَإِنَّهُ لَا مستكره لَهُ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دعوتم فاعزموا فِي الدُّعَاء. " وَذكر نَحوه. 1979 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي التياح يزِيد بن حميد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا، وبشروا وَلَا تنفرُوا " وَفِي رِوَايَة: " وَسَكنُوا وَلَا تنفرُوا ". الحديث: 1978 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 1980 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي التياح عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي مرابض الْغنم، ثمَّ سمعته بعد يَقُول: كَانَ يُصَلِّي فِي مرابض الْغنم قبل أَن يبْنى الْمَسْجِد. هَكَذَا أَخْرجَاهُ مُخْتَصرا من حَدِيث أبي التياح. وَأخرجه مُسلم بِطُولِهِ من حَدِيث شُعْبَة عَن أبي التياح. وَأَخْرَجَاهُ بِطُولِهِ من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن أبي التياح عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدم الْمَدِينَة، فَنزل فِي علو الْمَدِينَة فِي حيٍّ يُقَال لَهُم بَنو عَمْرو بن عَوْف، فَأَقَامَ فيهم أَربع عشرَة لَيْلَة. ثمَّ إِنَّه أرسل إِلَى مَلأ بني النجار، فَجَاءُوا متقلدين بسيوفهم، قَالَ: فَكَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رَاحِلَته وَأَبُو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حَتَّى ألْقى بِفنَاء أبي أَيُّوب. قَالَ: فَكَانَ يُصَلِّي حَيْثُ أَدْرَكته الصَّلَاة، وَيُصلي فِي مرابض الْغنم. ثمَّ إِنَّه أَمر بِالْمَسْجِدِ فَبنِي، فَأرْسل إِلَى بني النجار فَجَاءُوا، فَقَالَ: " يَا بني النجار، ثامنوني بحائطكم هَذَا " قَالُوا: لَا وَالله، مَا نطلب ثمنه إِلَّا إِلَى الله. قَالَ أنس: فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُول: كَانَ فِيهِ نخلٌ، وقبور الْمُشْركين، وَخرب. فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالنَّخْلِ فَقطع، وبقبور الْمُشْركين فنبشت، وبالخرب فسويت. قَالَ: فصفوا النّخل قبْلَة لَهُ، وَجعلُوا عضادتيه حِجَارَة. قَالَ: فَكَانُوا يرتجزون وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَهم وهم يَقُولُونَ: (اللَّهُمَّ إِنَّه لَا خير إِلَّا خير الْآخِرَه ... فانصر الْأَنْصَار والمهاجره) وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن مُسَدّد نَحوه، وَفِيه وَجعلُوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَهم وَهُوَ يَقُول: اللَّهُمَّ إِن الْخَيْر خير الْآخِرَة، فَاغْفِر للْأَنْصَار والمهاجرة ". وَقد تقدم رجزهم بِمثل ذَلِك فِي حفر الخَنْدَق. الحديث: 1980 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 1981 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي التياح عَن أنس بن مَالك قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحسن النَّاس خلقا، وَكَانَ لي أَخ يُقَال لَهُ أَبُو عُمَيْر - أَحْسبهُ قَالَ: فطيماً، قَالَ: فَكَانَ إِذا جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَآهُ قَالَ: " أَبَا عُمَيْر، مَا فعل النغير " نغرٌ كَانَ يلْعَب بِهِ. زَاد فِيهِ فِي رِوَايَة مُسَدّد عَن عبد الْوَارِث عَنهُ: فَرُبمَا حضرت الصَّلَاة وَهُوَ فِي بيتنا، فيأمر بالبساط الَّذِي تَحْتَهُ فيكنس وينضح، ثمَّ يقوم ونقوم خَلفه، فَيصَلي بِنَا. 1982 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي التياح عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْبركَة فِي نواصي الْخَيل ". وَعند البُخَارِيّ من رِوَايَة خَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة: الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر ". 1983 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن يحيى بن أبي إِسْحَاق عَن أنس قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة، فصلى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة " قلت. أقمتم بهَا شَيْئا؟ قَالَ: أَقَمْنَا بهَا عشرا. وَفِي رِوَايَة أبي نعيم وَقبيصَة عَن الثَّوْريّ: أَقَمْنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة نقصر الصَّلَاة لم يزدْ. 1984 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول قَالَ: قلت لأنس: أَكُنْتُم تَكْرَهُونَ السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة؟ فَقَالَ: نعم، لِأَنَّهَا كَانَت من شَعَائِر الْجَاهِلِيَّة حَتَّى أنزل الله تَعَالَى: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله فَمن حج الْبَيْت أَو اعْتَمر فَلَا جنَاح عَلَيْهِ أَن يطوف بهما} [الْبَقَرَة] . الحديث: 1981 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 وَفِي رِوَايَة سُفْيَان عَن عَاصِم: كُنَّا نرى ذَلِك من أَمر الْجَاهِلِيَّة، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أمسكنا عَنْهَا، فَأنْزل الله عز وَجل ... وَذكر الْآيَة. وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة عَن عَاصِم عَن أنس قَالَ: كَانَت الْأَنْصَار يكْرهُونَ أَن يطوفوا بَين الصَّفَا والمروة، حَتَّى نزلت: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} . 1985 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَاصِم بن سُلَيْمَان قَالَ: قلت لأنس: أبلغك أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " لَا حلف فِي الْإِسْلَام " قَالَ: قد حَالف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين قُرَيْش وَالْأَنْصَار فِي دَاري. 1986 - الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَرْوَان الْأَصْفَر عَن أنس قَالَ: قدم عليٌّ رَضِي الله عَنهُ على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْيمن، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بِمَ أَهلَلْت يَا عليٌّ؟ " فَقَالَ: أَهلَلْت كإهلال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " لَوْلَا أَنِّي معي الْهَدْي لأحللت ". وَلَيْسَ لمروان الْأَصْفَر عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 1987 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي مسلمة سعد بن يزِيد، قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك: أَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي نَعْلَيْه؟ قَالَ: نعم. 1988 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي معَاذ عَطاء بن أبي مَيْمُون عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خرج لحَاجَة تَبعته أَنا وغلامٌ منا، مَعنا إداوة من مَاء، يَعْنِي يستنجي بِهِ. الحديث: 1985 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 وَفِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدْخل الْخَلَاء، فأحمل أَنا وَغُلَام إداوة من مَاء وعنزة، يستنجي بِالْمَاءِ. وَفِي رِوَايَة خَالِد عَن عَطاء عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل حَائِطا، وَتَبعهُ غُلَام وَمَعَهُ ميضأة - وَهُوَ أصغرنا - فوضعها عِنْد سِدْرَة، فَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَاجته، فَخرج علينا وَقد استنجى بِالْمَاءِ. 1989 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الحميد صَاحب الزيَادي عَن أنس قَالَ: قَالَ أَبُو جهل: اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحق من عنْدك فَأمْطر علينا حِجَارَة من السَّمَاء أَو ائتنا بِعَذَاب أَلِيم. فَنزلت: {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم وَمَا كَانَ الله معذبهم وهم يَسْتَغْفِرُونَ وَمَا لَهُم أَلا يعذبهم الله وهم يصدون عَن الْمَسْجِد الْحَرَام} إِلَى الآخر الْآيَة [الْأَنْفَال] . 1990 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَلْحَة بن مصرف عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجد تَمْرَة فَقَالَ: " لَوْلَا أَن تكون من الصَّدَقَة لأكلتها " وَمِنْهُم من قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بتمرة فِي الطَّرِيق فَقَالَ: " لَوْلَا أَنِّي أَخَاف أَن تكون من الصَّدَقَة لأكلتها ". وَلَيْسَ لطلْحَة بن مصرف عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه مسلمٌ أَيْضا من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه. الحديث: 1989 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 1991 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك قلت: أَخْبرنِي عَن شَيْء عقلته عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَيْن صلى الظّهْر وَالْعصر يَوْم التَّرويَة؟ قَالَ: بمنى. قلت: فَأَيْنَ صلى الْعَصْر يَوْم النَّفر؟ قَالَ: بِالْأَبْطح. ثمَّ قَالَ: افْعَل كمل يفعل أمراؤك. هَكَذَا فِي رِوَايَة سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز. وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن عَيَّاش عَن عبد الْعَزِيز قَالَ: خرجت إِلَى منى يَوْم التَّرويَة، فَلَقِيت أنسا ذَاهِبًا على حمَار، فَقلت لَهُ: أَيْن صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر هَذَا الْيَوْم؟ . قَالَ: انْظُر حَيْثُ يُصَلِّي أمراؤك. وَلم يخرج مُسلم رِوَايَة أبي بكر بن عَيَّاش، وعول على رِوَايَة الثَّوْريّ. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه: جوده سُفْيَان وَلم يجوده أَبُو بكر. وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن رفيع عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. 1992 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن عبد الله بن جبر عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " آيَة الْإِيمَان حب الْأَنْصَار، وَآيَة النِّفَاق بغض الْأَنْصَار ". وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن شُعْبَة عَن ابْن جبر: آيَة الْمُنَافِق بغض الْأَنْصَار، وَآيَة الْمُؤمن حب الْأَنْصَار ". 1993 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن عبد الله بن جبر عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يغْتَسل بالصاع إِلَى خَمْسَة أَمْدَاد، وَيتَوَضَّأ بِالْمدِّ ". الحديث: 1991 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 وَفِي رِوَايَة معَاذ عَن شُعْبَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يغْتَسل بِخمْس مكاكيك، وَيتَوَضَّأ بمكوك، وَفِي رِوَايَة ابْن مهْدي: بِخمْس مكاكي. 1994 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: من الْمُتَّفق على مَتنه من ترجمتين. أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْوَارِث بن سعيد التنوري عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: كَانَ رجلٌ نَصْرَانِيّا فَأسلم، وَقَرَأَ " الْبَقَرَة " و " آل عمرَان "، وَكَانَ يكْتب للنَّبِي، فَعَاد نَصْرَانِيّا، وَكَانَ يَقُول: مَا يدْرِي مُحَمَّد إِلَّا مَا كتبت لَهُ، فأماته الله، فدفنوه، فَأصْبح وَقد لفظته الأَرْض. فَقَالُوا: هَذَا فعل مُحَمَّد وَأَصْحَابه، نبشوا عَن صاحبنا فألقوه، فَحَفَرُوا لَهُ فأعمقوا، فَأصْبح وَقد لفظته الأَرْض. فَقَالُوا: هَذَا فعل مُحَمَّد وَأَصْحَابه، نبشوا عَن صاحبنا فألقوه، فَحَفَرُوا لَهُ وأعمقوا فِي الأَرْض مَا اسْتَطَاعُوا، فَأصْبح وَقد لفظته الأَرْض، فَعَلمُوا أَنه لَيْسَ من النَّاس، فألقوه. وَأخرجه مُسلم بِمَعْنَاهُ من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ منا رجلٌ من بني النجار قد قَرَأَ " الْبَقَرَة " و " آل عمرَان "، وَكَانَ يكْتب لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْطَلق هَارِبا حَتَّى لحق بِأَهْل الْكتاب، قَالَ: فَرَفَعُوهُ، قَالُوا: هَذَا كَانَ يكْتب لمُحَمد، فَأُعْجِبُوا بِهِ، فَمَا لبث أَن قضم الله عُنُقه فيهم، فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحت الأَرْض قد نَبَذته على وَجههَا، ثمَّ عَادوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحت الأَرْض قد نَبَذته على وَجههَا، ثمَّ عَادوا فَحَفَرُوا لَهُ فَوَارَوْهُ، فَأَصْبَحت الأَرْض قد نَبَذته على وَجههَا، فَتَرَكُوهُ مَنْبُوذًا. الحديث: 1994 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 1995 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: من هَذَا الْبَاب. أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اللَّهُمَّ آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وقنا عَذَاب النَّار ". وَفِي رِوَايَة مُسَدّد عَن عبد الْوَارِث: كَانَ أَكثر دُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وقنا عَذَاب النَّار ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن علية عَن عبد الْعَزِيز قَالَ: سَأَلَ قَتَادَة أنسا: أَي دَعْوَة كَانَ يَدْعُو بهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَكثر؟ قَالَ: كَانَ أَكثر دَعْوَة يَدْعُو بهَا يَقُول: " اللَّهُمَّ آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وقنا عَذَاب النَّار " قَالَ: وَكَانَ أنسٌ إِذا أَرَادَ أَن يَدْعُو بدعوة دَعَا بهَا، وَإِذا أَرَادَ أَن يَدْعُو بِدُعَاء دَعَا فِيهِ. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث شُعْبَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " رَبنَا آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة. . " وَذكر الْآيَة. 1996 - الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي طوالة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لن يبرح النَّاس يسْأَلُون حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا الله خَالق كل شيءٍ، فَمن خلق الله؟ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وَجل: إِن أمتك لَا يزالون يَقُولُونَ: مَا كَذَا؟ مَا كَذَا؟ حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا الله خلق الْخلق، فَمن خلق الله؟ ". 1997 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام الدستوَائي وَشعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا يَسُوق بَدَنَة، قَالَ: " اركبها ". قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة. قَالَ: " اركبها " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة. قَالَ: " اركبها " ثَلَاثًا. الحديث: 1995 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 أغفل أَبُو مَسْعُود حَدِيث الدستوَائي فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمته. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس نَحوه، وَقَالَ فِي الثَّالِثَة: " اركبها وَيلك ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة بِنَحْوِهِ، وَفِي آخِره قَالَ: فَقَالَ فِي الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة: " اركبها، وَيلك أَو وَيحك ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث حميد عَن ثَابت عَن أنس، قَالَ حميد: وأظنني قد سمعته من أنس قَالَ: مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَجُل يَسُوق بَدَنَة فَقَالَ: " اركبها " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة. قَالَ: " اركبها " مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث بكير بن الْأَخْنَس عَن أنس قَالَ: مر على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ببدنة أَو هَدِيَّة، فَقَالَ: " اركبها " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة أَو هَدِيَّة قَالَ: " وَإِن ". 1998 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد الطَّوِيل عَن أنس قَالَ: جَاءَ ثَلَاثَة رَهْط إِلَى بيُوت أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْأَلُون عَن عبَادَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا أخبروا كَأَنَّهُمْ تقالوها وَقَالُوا: فَأَيْنَ نَحن من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقد غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر. قَالَ أحدهم: أما أَنا فأصلي اللَّيْل أبدا، وَقَالَ الآخر: وَأَنا أَصوم الدَّهْر وَلَا أفطر. وَقَالَ آخر: وَأَنا أعتزل النِّسَاء وَلَا أَتزوّج أبدا. فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِم فَقَالَ: " أَنْتُم الَّذين قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أما وَالله إِنِّي لأخشاكم لله وأتقاكم لَهُ، لكني أَصوم وَأفْطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النِّسَاء، فَمن رغب عَن سنتي فَلَيْسَ مني ". وَقد أخرجه مُسلم بِمَعْنَاهُ من حَدِيث حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس. الحديث: 1998 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 1999 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس أَن الرّبيع عمته كسرت ثنية جَارِيَة، فطلبوا إِلَيْهَا الْعَفو، فَأَبَوا، فعرضوا الْأَرْش فَأتوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأبوا إِلَّا الْقصاص، فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْقصاصِ. فَقَالَ أنس بن النَّضر: يَا رَسُول الله، أتكسر ثنية الرّبيع {لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، لَا تكسر ثنيتها. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يَا أنس، كتاب الله الْقصاص " فَرضِي الْقَوْم فعفوا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن من عباد الله من لَو أقسم على الله لَأَبَره ". وَأخرج مُسلم عَن ثَابت عَن أنس: أَن أُخْت الرّبيع أم حَارِثَة جرحت إنْسَانا فاختصموا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " الْقصاص الْقصاص " فَقَالَت أم الرّبيع: يَا رَسُول الله " أيقتص من فُلَانَة؟ وَالله لَا يقْتَصّ مِنْهَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " سُبْحَانَ الله يَا أم الرّبيع} الْقصاص كتاب الله " فَذكره، وَفِيه أَنهم قبلوا الدِّيَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن من عباد الله من لَو أقسم على الله لَأَبَره ". 2000 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد الطَّوِيل عَن أنس قَالَ: غَابَ عمي أنس بن النَّضر عَن قتال بدر فَقَالَ: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، غبت عَن أول قتالٍ قَاتَلت الْمُشْركين، لَئِن الله أشهدني قتال الْمُشْركين ليرين الله مَا أصنع. فَلَمَّا كَانَ يَوْم أحد انْكَشَفَ الْمُسلمُونَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أعْتَذر إِلَيْك مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ - يَعْنِي أَصْحَابه، وَأَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا صنع هَؤُلَاءِ - يَعْنِي الْمُشْركين. ثمَّ تقدم، واستقبله سعد بن معَاذ، فَقَالَ: يَا سعد بن معَاذ، الْجنَّة، وَرب النَّضر، إِنِّي لأجد رِيحهَا من دون أحد. فَقَالَ سعد: فَمَا اسْتَطَعْت يَا رَسُول الله مَا صنع. قَالَ أنس: فَوَجَدنَا بِهِ بضعاً وَثَمَانِينَ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ، أَو طعنة بِرُمْح، أَو رمية بِسَهْم، ووجدناه قد قتل وَمثل بِهِ الْمُشْركُونَ، فَمَا عرفه أحدٌ إِلَّا أُخْته ببنانه. قَالَ أنس: كُنَّا نرى الحديث: 1999 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 ونظن أَن هَذِه الْآيَة نزلت فِيهِ وَفِي أشباهه: {من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} إِلَى آخر الْآيَة [الْأَحْزَاب] . وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس: قَالَ أنس: عمي سميت بِهِ، لم يشْهد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَدْرًا، فشق عَلَيْهِ وَقَالَ: أول مشْهد شهده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غبت عَنهُ، وَلَئِن أَرَانِي الله مشهداً فِيمَا بعد مَعَ رَسُول الله ليرين الله مَا أصنع. قَالَ: وهاب أَن يَقُول غَيرهَا قَالَ: فَشهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم أحدٍ. قَالَ: فَاسْتقْبل سعد بن معَاذ، فَقَالَ لَهُ أنس: يَا أَبَا عَمْرو، أَيْن؟ ثمَّ قَالَ: واها لريح الْجنَّة أَجِدهُ دون أحد. قَالَ: فَقَاتلهُمْ حَتَّى قتل. قَالَ: فَوجدَ فِي جسده بضعٌ وَثَمَانُونَ من بَين ضَرْبَة ورمية وطعنة، ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم. 2001 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لغدوةٌ فِي سَبِيل الله أَو رَوْحَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَذكر مثله. 2002 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حميد عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفْطر من الشَّهْر حَتَّى نظن أَنه لَا يَصُوم مِنْهُ، ويصوم حَتَّى نظن أَنه لَا يفْطر مِنْهُ شَيْئا. وَكَانَ لانشاء أَن نرَاهُ من اللَّيْل مُصَليا إِلَّا الحديث: 2001 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 رَأَيْته، وَلَا نَائِما إِلَّا رَأَيْته. وَفِي رِوَايَة أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن حميد قَالَ: سَأَلت أنسا عَن صِيَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ مَا كنت أحب أَن أرَاهُ من الشَّهْر صَائِما إِلَّا رَأَيْته، وَلَا مُفطرا إِلَّا رَأَيْته، وَلَا من اللَّيْل قَائِما إِلَّا رَأَيْته، وَلَا نَائِما إِلَّا رَأَيْته، وَلَا مسست خزةً وَلَا حريرةً أَلين من كف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا شممت مسكةً وَلَا عنبرةً أطيب رَائِحَة من رَائِحَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَصُوم حَتَّى يُقَال: قد صَامَ صَامَ، وَيفْطر حَتَّى يُقَال: أفطر أفطر. 2003 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تسحرُوا، فَإِن فِي السّحُور بركَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هشيم عَن عبد الْعَزِيز، وَمن حَدِيث أبي عوَانَة عَن قَتَادَة وَعبد الْعَزِيز عَن أنس. وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس. 2004 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل الْخَلَاء قَالَ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْخبث والخبائث ". وَأخرجه أَيْضا تَعْلِيقا من حَدِيث حَمَّاد عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس بِنَحْوِهِ. قَالَ: قَالَ الحديث: 2003 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 سعيد بن زيد: حَدثنَا عبد الْعَزِيز: إِذا أَرَادَ أَن يدْخل الْخَلَاء ... . وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن زيد وهشيم عَن عبد الْعَزِيز بن عِيسَى عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا دخل الكنيف قَالَ: ... وَذكر مثله. وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز بِنَحْوِهِ وَقَالَ: أعوذ بِاللَّه من الْخبث والخبائث ". 2005 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب قَالَ: سَمِعت أنس بن مَالك: قَالَ شُعْبَة: فَقلت: أعن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: شَدِيدا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " من لبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا فَلَنْ يلْبسهُ فِي الْآخِرَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... وَذكر نَحوه. 2006 - السِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: أبْصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبياناً مُقْبِلين من عرس، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْتُم من أحب النَّاس إِلَيّ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبياناً وَنسَاء مُقْبِلين من عرس، فَقَامَ عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ: " اللَّهُمَّ إِنَّهُم من أحب النَّاس إِلَيّ. اللَّهُمَّ إِنَّهُم من أحب النَّاس إِلَيّ. اللَّهُمَّ إِنَّهُم من أحب النَّاس إِلَيّ " يعْنى الْأَنْصَار. 2007 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن الحديث: 2005 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يتزعفر الرجل. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. وَمن حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن التزعفر. قَالَ أنس: يَعْنِي للرِّجَال. 2008 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عَمْرو بن عَامر الْأنْصَارِيّ عَن أنس قَالَ: كَانَ الْمُؤَذّن إِذا أذن قَامَ ناسٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبتدرون السَّوَارِي حَتَّى يخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم كَذَلِك، يصلونَ رَكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب. وَلم يكن بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة شَيْء. وَقَالَ عُثْمَان بن جبلة وَأَبُو دَاوُد عَن شُعْبَة: لم يكن بَينهمَا إِلَّا قَلِيل. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ، فَإِذا أذن الْمُؤَذّن لصَلَاة الْمغرب ابتدروا السَّوَارِي فركعوا رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إِن الرجل الْغَرِيب ليدْخل الْمَسْجِد فيحسب أَن الصَّلَاة قد صليت من كَثْرَة من يُصَلِّيهمَا. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث الْمُخْتَار بن فلفل قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك عَن التَّطَوُّع بعد الْعَصْر. فَقَالَ: كَانَ عمر يضْرب الْأَيْدِي على صَلَاة بعد الْعَصْر، وَكُنَّا نصلي على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ بعد غرُوب الشَّمْس قبل صَلَاة الْمغرب. فَقلت لَهُ: أَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلاهما؟ قَالَ: كَانَ يَرَانَا نصليهما، فَلم يَأْمُرنَا وَلم ينهنا. 2009 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة الحديث: 2008 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 607 عَن أنس {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} [فَاتِحَة الْفَتْح] قَالَ: الْحُدَيْبِيَة: فَقَالَ أَصْحَابه هَنِيئًا مريئاً فَمَا لنا؟ فَأنْزل الله عز وَجل: {ليدْخل الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات جنَّات} [الْفَتْح] قَالَ شُعْبَة: فَقدمت الْكُوفَة، فَحدثت بِهَذَا كُله عَن قَتَادَة، ثمَّ رجعت فَذكرت لَهُ، فَقَالَ: أما: {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} فَعَن أنس، وَأما هَنِيئًا مريئاً فَعَن عِكْرِمَة. وَأخرج مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة وَهَمَّام بن يحيى وشيبان بن عبد الرَّحْمَن، جَمِيعًا عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: لما نزلت: {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا ليغفر لَك الله} إِلَى قَوْله: {فوزا عَظِيما} [الْفَتْح] مرجعه من الْحُدَيْبِيَة وهم يخالطهم الْحزن والكآبة، وَقد نحر الْهَدْي بِالْحُدَيْبِية. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أنزلت عَليّ آيَة هِيَ أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا جَمِيعًا ". 2010 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن أنس عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم افْتقدَ ثَابت بن قيس، فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أَنا أعلم لَك علمه، فَأَتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسا فِي بَيته، مُنَكسًا رَأسه، فَقَالَ: مَا شَأْنك؟ قَالَ: شرٌّ، كَانَ يرفع صَوته فَوق صَوت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقد حَبط عمله، وَهُوَ من أهل النَّار، فَأتى الرجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأخْبرهُ أَنه قَالَ كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ مُوسَى بن أنس: فَرجع إِلَيْهِ الْمرة الْآخِرَة بِبِشَارَة عَظِيمَة، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقل لَهُ: " إِنَّك لست من أهل النَّار، وَلَكِنَّك من أهل الْجنَّة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وَحَمَّاد بن سَلمَة وجعفر بن سُلَيْمَان وَسليمَان بن الْمُغيرَة جَمِيعًا عَن ثَابت عَن أنس، وَاللَّفْظ لحَدِيث حَمَّاد: أَنه لما نزلت هَذِه الْآيَة: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي} الْآيَة [الحجرات] جلس ثَابت فِي بَيته وَقَالَ: أَنا من أهل النَّار، وَاحْتبسَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الحديث: 2010 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 فَسَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعد بن معَاذ فَقَالَ: يَا أَبَا عَمْرو، مَا شَأْن ثَابت؟ اشْتَكَى؟ " فَقَالَ سعد: إِنَّه لجاري، وَمَا علمت لَهُ بشكوى. قَالَ: فَأَتَاهُ سعد، فَذكر لَهُ قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ ثَابت: أنزلت هَذِه الْآيَة وَقد علم أَنِّي من أرفعكم صَوتا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَنا من أهل النَّار، فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " بل هُوَ من أهل الْجنَّة ". وَأَحَادِيث البَاقِينَ بِنَحْوِ حَدِيث حَمَّاد، وَلَيْسَ عِنْدهم فِيهِ ذكر سعد بن معَاذ. وَأول حَدِيث جَعْفَر بن سُلَيْمَان: كَانَ ثَابت بن قيس بن شماس خطيب الْأَنْصَار، فَلَمَّا نزلت هَذِه الْآيَة ... وَذكر قَول ثَابت. زَاد فِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ، فَكُنَّا نرَاهُ يمشي بَين أظهرنَا، رجلٌ من أهل الْجنَّة. وَلَيْسَ لِسُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن ثَابت عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2011 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ عَن ثُمَامَة عَن أنس أَن أم سليم كَانَت تبسط للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نطعاً، فيقيل عِنْدهَا على ذَلِك النطع، فَإِذا قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخذت من عرقه وشعره، فجمعته فِي قَارُورَة، ثمَّ جعلته فِي سك قَالَ: فَلَمَّا حضر أنس بن مَالك الْوَفَاة أوصى أَن يَجْعَل فِي حنوطه من ذَلِك السك. قَالَ: فَجعل فِي حنوطه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يدْخل بَيت أم سليم، فينام على فراشها - وَلَيْسَت فِيهِ، قَالَ: فجَاء ذَات يَوْم فَنَامَ على فراشها، فَأتيت فَقيل لَهَا: هَذَا النَّبِي نَائِم فِي بَيْتك على فراشك. قَالَ: فَجَاءَت وَقد عرق واستنقع عرقه على قِطْعَة أَدِيم على الْفراش، الحديث: 2011 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 ففتحت عتيدتها، فَجعلت تنشف ذَلِك الْعرق فتعصره فِي قواريرها، فَفَزعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا تصنعين يَا أم سليم؟ " فَقَالَت: يَا رَسُول الله، نرجو بركته لصبياننا، قَالَ: " أصبت ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: دخل علينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَامَ عندنَا، فعرق، وَجَاءَت أُمِّي بقارورة، فَجعلت تسلت الْعرق فِيهَا، فَاسْتَيْقَظَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " يَا أم سليم، مَا هَذَا الَّذِي تصنعين؟ " قَالَت هَذَا عرقك نجعله فِي طيبنَا، وَهُوَ أطيب الطّيب. وَقد رُوِيَ هَكَذَا عَن أنس عَن أم سليم، وَهُوَ مَذْكُور فِي مسندها إِن شَاءَ الله. 2012 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن قُرَيْش بن حبَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: دَخَلنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أبي سيف الْقَيْن - وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيم، فَأخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِبْرَاهِيم فَقبله وَشمه، ثمَّ دَخَلنَا عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَإِبْرَاهِيم يجود بِنَفسِهِ، فَجعلت عينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَذْرِفَانِ. فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: وَأَنت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " يَا ابْن عَوْف، إِنَّهَا رَحْمَة " ثمَّ أتبعهَا بِأُخْرَى فَقَالَ: " إِن الْعين تَدْمَع، وَالْقلب يحزن، وَلَا نقُول إِلَّا مَا يُرْضِي رَبنَا، وَإِنَّا بك يَا إِبْرَاهِيم لَمَحْزُونُونَ " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. الحديث: 2012 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 وَلَيْسَ لقريش بن حَيَّان فِي الصَّحِيح عَن ثَابت عَن أنس غير هَذَا. قَالَ البُخَارِيّ فِي عقب هَذَا الْخَبَر: رَوَاهُ مُوسَى بن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقد أخرج مُسلم بِالْإِسْنَادِ حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " ولد لي اللَّيْلَة غلامٌ، فسميته باسم أبي إِبْرَاهِيم " ثمَّ دَفعه إِلَى أم سيف امْرَأَة قين يُقَال لَهُ أَبُو سيف، فَانْطَلق يَأْتِيهِ، فاتبعته، فَانْتَهَيْنَا إِلَى أبي سيف وَهُوَ ينْفخ بكيره وَقد امْتَلَأَ الْبَيْت دخاناً، فأسرعت الْمَشْي بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: يَا أَبَا سيف، أمسك، جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأمْسك فَدَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فضمه إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ الله أَن يَقُول: فَقَالَ أنس: لقد رَأَيْته وَهُوَ يكيد بِنَفسِهِ بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَدَمَعَتْ عينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " تَدْمَع الْعين، ويحزن الْقلب، وَلَا نقُول إِلَّا مَا يُرْضِي رَبنَا، وَالله يَا إِبْرَاهِيم إِنَّا بك لَمَحْزُونُونَ ". 2013 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الرُّؤْيَا الْحَسَنَة من الرجل الصَّالح جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". وَأخرجه أَيْضا وَفِيه زِيَادَة من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي، فَإِن الشَّيْطَان لَا يتخيل بِي، ورؤيا الْمُؤمن جزءٌ من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". الحديث: 2013 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ ثَابت وَحميد وَإِسْحَق وَشُعَيْب عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَعْنِي قَوْله " رُؤْيا الْمُؤمن ... ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُعْبَة عَن ثَابت عَن انس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " رُؤْيا الْمُؤمن جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جَزَاء من النُّبُوَّة ". 2014 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شريك بن عبد الله بن أبي نمر عَن أنس بن مَالك قَالَ: بَيْنَمَا نَحن جُلُوس مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد، إِذْ دخل رجلٌ على جمل، ثمَّ أناخه فِي الْمَسْجِد، ثمَّ عقله، ثمَّ قَالَ: أَيّكُم مُحَمَّد؟ وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متكئ بَين ظهرانيهم. فَقُلْنَا: هَذَا الرجل الْأَبْيَض المتكئ. فَقَالَ لَهُ: ابْن عبد الْمطلب. فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد أَجَبْتُك " فَقَالَ الرجل: إِنِّي سَائِلك فمشدد عَلَيْك فِي الْمَسْأَلَة، فَلَا تَجِد عَليّ فِي نَفسك. فَقَالَ: " سل مَا بدا لَك " فَقَالَ: أَسأَلك بِرَبِّك وَرب من قبلك، آللَّهُ أرسلك إِلَى النَّاس كلهم؟ قَالَ: " اللَّهُمَّ نعم " قَالَ أنْشدك بِاللَّه، آللَّهُ أَمرك أَن تصلي الصَّلَوَات الْخمس فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة؟ قَالَ " اللَّهُمَّ نعم " قَالَ: أنْشدك بِاللَّه، آللَّهُ أَمرك أَن تَصُوم هَذَا الشَّهْر من السّنة؟ قَالَ: " اللَّهُمَّ نعم ". قَالَ: أنْشدك بِاللَّه، آللَّهُ آمُرك أَن تَأْخُذ هَذِه الصَّدَقَة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ نعم " فَقَالَ الرجل: آمَنت بِمَا جِئْت بِهِ، وَأَنا رَسُول من ورائي من قومِي، وَأَنا همام بن ثَعْلَبَة، أَخُو بني سعدبن بكر. قَالَ البُخَارِيّ فِي عقبَة: رَوَاهُ مُوسَى وَعلي بن عبد الحميد عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس. هَكَذَا ذكره البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة، وَلم يذكر لَهُ إِسْنَادًا إِلَى مُوسَى وَعلي عَنهُ الحديث: 2014 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن أنس - وَهُوَ أتم، قَالَ: نهينَا فِي الْقُرْآن أَن نسْأَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن شَيْء، فَكَانَ يعجبنا أَن يَجِيء الرجل من أهل الْبَادِيَة، الْعَاقِل، فيسأله وَنحن نسْمع، فجَاء رجلٌ من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، أَتَانَا رَسُولك فَزعم لنا أَنَّك تزْعم أَن الله أرسلك. قَالَ: " صدق " قَالَ: فَمن خلق السَّمَاء؟ قَالَ: " الله " قَالَ: فَمن خلق الأَرْض؟ قَالَ: " الله " قَالَ: فَمن نصب هَذِه الْجبَال وَجعل فِيهَا مَا جعل؟ قَالَ: " الله ". قَالَ: فبالذي خلق السَّمَاء وَخلق الأَرْض وَنصب هَذِه الْجبَال، آللَّهُ أرسلك؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: وَزعم رَسُولك أَن علينا خمس صلوَات فِي يَوْمنَا وليلتنا. قَالَ: " صدق " قَالَ: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أَمرك بِهَذَا؟ قَالَ: " نعم ". قَالَ: وَزعم رَسُولك أَن علينا زَكَاة فِي أَمْوَالنَا. قَالَ: " صدق ": قَالَ: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أَمرك بِهَذَا؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: وَزعم رَسُولك أَن علينا صَوْم شهر رَمَضَان فِي سنتنا. قَالَ: " صدق " قَالَ: فبالذي أرسلك، آللَّهُ أَمرك بِهَذَا؟ قَالَ: " نعم ". قَالَ. وَزعم رَسُولك أَن علينا حج الْبَيْت من اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا. قَالَ: " صدق " قَالَ: ثمَّ ولى، وَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَا أَزِيد عَلَيْهِنَّ وَلَا أنقص مِنْهُنَّ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَئِن صدق ليدخلن الْجنَّة ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 2015 - الحَدِيث الأول: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: دخلت على أنس بن مَالك بِدِمَشْق وَهُوَ يبكي فَقلت: مَا يبكيك؟ فَقَالَ: لَا أعرف شَيْئا مِمَّا أدْركْت إِلَّا هَذِه الصَّلَاة، وَهَذِه الصَّلَاة قد ضيعت. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث غيلَان بن جرير عَن أنس قَالَ: مَا أعرف شَيْئا مِمَّا كَانَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قيل: الصَّلَاة. قَالَ: أَلَيْسَ صَنَعْتُم مَا صَنَعْتُم فِيهَا؟ . الحديث: 2015 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 613 وللبخاري أَيْضا من حَدِيث بشير بن يسَار عَن أنس: أَنه قدم الْمَدِينَة، فَقيل لَهُ: مَا أنْكرت منا مُنْذُ يَوْم عهِدت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: مَا أنْكرت شَيْئا إِلَّا أَنكُمْ لَا تقيمون الصُّفُوف. 2016 - الثَّانِي: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ: لم يكن أحدٌ أشبه بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْحسن بن عَليّ. وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْحُسَيْن نَحْو هَذَا أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: أُتِي عبيد الله بن زِيَاد بِرَأْس الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ، فَجعل فِي طست، فَجعل ينكت، وَقَالَ فِي حسنه شَيْئا. فَقَالَ أنس: كَانَ أشبههم برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ مخضوباً بالوسمة. 2017 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَن رجَالًا من الْأَنْصَار اسْتَأْذنُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: ائْذَنْ لنا فلنترك لِابْنِ أُخْتنَا عَبَّاس فداءه. فَقَالَ: " لَا تدعون مِنْهُ درهما ". 2018 - الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس: أَنه رأى على أم كُلْثُوم بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم برد حريرٍ سيراء. 2019 - الْخَامِس: عَن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " انصر أَخَاك ظَالِما أَو مَظْلُوما " فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُول الله، أنصره إِذا كَانَ الحديث: 2016 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 614 مَظْلُوما، أَفَرَأَيْت إِن كَانَ ظَالِما، كَيفَ أنصره؟ قَالَ: " تحجزه - أَو تَمنعهُ - الظُّلم، فَإِن ذَلِك نَصره ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حميد عَن أنس بِنَحْوِهِ، وَفِيه: قَالُوا: كَيفَ ننصره ظَالِما؟ قَالَ: " تَأْخُذ فَوق يَدَيْهِ ". 2020 - السَّادِس: عَن عبيد الله بن أبي بكر عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يَغْدُو يَوْم الْفطر حَتَّى يَأْكُل تمرات. زَاد فِي رِوَايَة مرجأ بن رَجَاء عَن عبيد الله عَنهُ: ويأكلهن وترا. 2021 - السَّابِع: عَن ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَانَ إِذا تكلم بِكَلِمَة أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تفهم عَنهُ، وَإِذا أَتَى على قومٍ فَسلم عَلَيْهِم سلم عَلَيْهِم ثَلَاثًا. 2022 - الثَّامِن: عَن ثُمَامَة عَن أنس قَالَ: نرى هَذِه الْآيَة نزلت فِي أنس بن النَّضر {من الْمُؤمنِينَ رجال صدقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} [الْأَحْزَاب] . وَقد تقدم نَحْو هَذَا الْمَعْنى من رِوَايَة حميد عَن أنس. 2023 - التَّاسِع: عَن ثُمَامَة قَالَ: حج أنسٌ على رحلٍ - وَلم يكن شحيحاً، وَحدث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حج على رحلٍ، وَكَانَت زاملته. 2024 - الْعَاشِر: عَن ثُمَامَة عَن أنس: أَن قيس بن سعد بن عبَادَة كَانَ يكون بَين يَدي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَنْزِلَة صَاحب الشَّرْط من الْأَمِير. الحديث: 2020 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 2025 - الْحَادِي عشر: عَن ثُمَامَة قَالَ: كَانَ أنسٌ لَا يرد الطّيب. قَالَ: وَزعم أنسٌ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَا يرد الطّيب. 2026 - الثَّانِي عشر: عَن هِشَام بن زيد عَن أنس قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي على الْحَوْض ". وَأخرج أَيْضا من حَدِيث يحيى بن سعيد عَن أنس قَالَ: دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَنْصَار إِلَى أَن يقطع لَهُم الْبَحْرين، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَن تقطع لإِخْوَانِنَا من الْمُهَاجِرين مثلهَا. فَقَالَ: " إِمَّا لَا، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي، فَإِنَّهُ سيصيبكم أثرةٌ بعدِي ". 2027 - الثَّالِث عشر: عَن هِشَام بن زيد بن أنس عَن أنس قَالَ: مر يَهُودِيّ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: السام عَلَيْكُم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَعَلَيْك. أَتَدْرُونَ مَا يَقُول؟ قَالَ: السام عَلَيْك ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، أَلا نَقْتُلهُ؟ قَالَ: " لَا. إِذا سلم عَلَيْكُم أهل الْكتاب فَقولُوا: وَعَلَيْكُم ". 2028 - الرَّابِع عشر: عَن حَفْص بن عبيد الله بن أنس عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يجمع بَين هَاتين الصَّلَاتَيْنِ فِي السّفر - يَعْنِي الْمغرب وَالْعشَاء. 2029 - الْخَامِس عشر: عَن إِسْحَاق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسرف، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: هَذِه زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا رفعتم جَاءَ الْخط الْأَقْرَب ". 2030 - السَّادِس عشر: عَن إِسْحَاق بن عبد الله عَن أنس بن مَالك قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المحاقلة والمخاضرة وَالْمُلَامَسَة والمنابذة ". الحديث: 2025 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 2031 - السَّابِع عشر: عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو مولى الْمطلب - عَن أنس بن مَالك عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله عز وَجل قَالَ: إِذا ابْتليت عَبدِي بحبيبتيه ثمَّ صَبر عوضته مِنْهُمَا الْجنَّة " يُرِيد عَيْنَيْهِ. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أَشْعَث بن جَابر وَأَبُو هِلَال عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2032 - الثَّامِن عشر: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: قلت لعبيدة: عندنَا من شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصبناه من قبل أنس وَمن قبل أهل أنس. قَالَ: لِأَن تكون عِنْدِي شَعْرَة مِنْهُ أحب إِلَيْنَا من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا. 2033 - التَّاسِع عشر: عَن أنس بن سِيرِين عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رجل من الْأَنْصَار - وَكَانَ ضخماً - للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي لَا أَسْتَطِيع الصَّلَاة مَعَك. فَصنعَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما فَدَعَاهُ إِلَى بَيته، ونضح لَهُ طرف حَصِير بِمَاء فصلى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ، فَقَالَ فلَان بن فلَان بن الْجَارُود لأنس: أَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْته غير ذَلِك الْيَوْم. كَذَا فِي رِوَايَة شُعْبَة. وَقَالَ خَالِد الْحذاء فِي رِوَايَته عَن أنس بن سِيرِين عَن أنس: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زار أهل بَيت من الْأَنْصَار، فَطَعِمَ عِنْدهم طَعَاما، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يخرج أَمر بمكانٍ من الْبَيْت، فنضح لَهُ على بساطٍ، فصلى عَلَيْهِ ودعا لَهُم. 2034 - الْعشْرُونَ عَن أبي قلَابَة عَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا نعس أحدكُم فِي الصَّلَاة فلينم حَتَّى يعلم مَا يقْرَأ ". الحديث: 2031 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 2035 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي قلَابَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا وضع الْعشَاء وأقيمت الصَّلَاة، فابدءوا بالعشاء ". 2036 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن أبي قلَابَة فِيمَا قرئَ على أَيُّوب عَنهُ عَن أنس أَن أَبَا طَلْحَة وَأنس بن النَّضر كوياه، وكواه أَبُو طَلْحَة بِيَدِهِ. وَقَالَ عباد بن مَنْصُور عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن أنس قَالَ: أذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل بَيت من الْأَنْصَار أَن يرقوا من الْحمة وَالْأُذن. قَالَ أنس: كويت من ذَات الْجنب وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حيٌّ، وشهدني أَبُو طَلْحَة وَأنس بن النَّضر وَزيد بن ثَابت، وَأَبُو طَلْحَة كواني. 2037 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمَدِينَة يَأْتِيهَا الدَّجَّال، فيجد الْمَلَائِكَة يحرسونها، فَلَا يقربهَا الدَّجَّال وَلَا الطَّاعُون إِن شَاءَ الله تَعَالَى ". 2038 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن شُعْبَة - تَعْلِيقا - عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رفعت لي السِّدْرَة، فَإِذا أَرْبَعَة أَنهَار: نهران ظاهران ونهران باطنان. فَأَما الظاهران فالنيل والفرات، وَأما الباطنان، فنهران فِي الْجنَّة، وأتيت بِثَلَاثَة أقداح: قدح فِيهِ لبن، وقدح فِيهِ عسل، وقدح فِيهِ خمر، فَأخذت الَّذِي فِيهِ اللَّبن، فَقيل لي: أصبت الْفطْرَة ". 2039 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرويهِ عَن ربه عز وَجل قَالَ: " إِذا تقرب العَبْد إِلَيّ شبْرًا تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا، وَإِذا تقرب إِلَيّ ذِرَاعا تقربت مِنْهُ باعاً، وَإِذا أَتَانِي مشياً أَتَيْته هرولة ". الحديث: 2035 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 2040 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدُور على نِسَائِهِ فِي السَّاعَة الْوَاحِدَة من اللَّيْل وَالنَّهَار وَهن إِحْدَى عشرَة. قلت لأنس: وَكَانَ يطيقه؟ قَالَ: كُنَّا نتحدث أَنه أعطي قُوَّة ثَلَاثِينَ. وَأخرجه من حَدِيث سعيد عَن قَتَادَة أَن أنس بن مَالك حَدثهمْ: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يطوف على نِسَائِهِ فِي اللَّيْلَة الْوَاحِدَة، وَله يومئذٍ تسع نسْوَة. وَأخرج مُسلم طرفا من هَذَا من حَدِيث هِشَام بن زيد بن أنس عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يطوف على نِسَائِهِ بِغسْل وَاحِد. 2041 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن رجلَيْنِ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرجا من عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلَة مظْلمَة، ومعهما مثل المصباحين بَين أَيْدِيهِمَا، فَلَمَّا افْتَرقَا صَار مَعَ كل واحدٍ مِنْهُمَا واحدٌ حَتَّى أَتَى أَهله. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا بِنَحْوِهِ من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ معمر عَن ثَابت: إِن أسيد بن حضير ورجلاً من الْأَنْصَار. قَالَ: وَقَالَ حَمَّاد. وَأخْبرنَا ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ أسيد بن حضير وَعباد بن بشر عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2042 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: وَلَقَد رهن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم درعة بشعير، ومشيت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخبْز شعير وإهالة سنخة، وَلَقَد سمعته يَقُول: " مَا أصبح لآل مُحَمَّد إِلَّا صَاع وَلَا أَمْسَى، وَإِنَّهُم لتسعة أَبْيَات ". الحديث: 2040 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 2043 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ليصيبن أَقْوَامًا سفعٌ من النَّار بذنوب أصابوها، عُقُوبَة، ثمَّ يدخلهم الله الْجنَّة بِفضل رَحمته، فَيُقَال لَهُم الجهنميون ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث همام عَن قَتَادَة عَن أنس بِنَحْوِ ذَلِك. 2044 - الثَّلَاثُونَ: عَن هِشَام عَن قَتَادَة قَالَ: مَا نعلم حَيا من أَحيَاء الْعَرَب أَكثر شُهَدَاء من الْأَنْصَار. قَالَ قَتَادَة: وَحدثنَا أنس بن مَالك أَنه قتل مِنْهُم يَوْم أحد سَبْعُونَ، وَيَوْم بِئْر مَعُونَة سَبْعُونَ، وَيَوْم الْيَمَامَة سَبْعُونَ. 2045 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الظّهْر وَالْعصر، وَالْمغْرب وَالْعشَاء، ثمَّ رقد رقدة بالمحصب، ثمَّ ركب إِلَى الْبَيْت، فَطَافَ بِهِ. قَالَ البُخَارِيّ: وَتَابعه اللَّيْث عَن خَالِد عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... 2046 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَزيد بن ثَابت تسحرا، فَلَمَّا فرغا من سحورهما قَامَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الصَّلَاة، فصلى. قُلْنَا لأنس: كم كَانَ بَين فراغهما من سحورهما ودخولهما فِي الصَّلَاة؟ قَالَ: قدر مَا يقْرَأ الرجل خمسين آيَة. وَقد روى همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن زيد بن ثَابت حَدثهُ قَالَ: تسحرنا ... وَذكره، جعله فِي مُسْند زيد. وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك. الحديث: 2043 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 620 2047 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة: عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا بَال أَقوام يرفعون أَبْصَارهم إِلَى السَّمَاء فِي صلَاتهم؟ " فَاشْتَدَّ قَوْله فِي ذَلِك حَتَّى قَالَ " لينتهن أَو لتخطفن أَبْصَارهم ". 2048 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة قَالَ: حَدثنَا أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة عَام لَا يقطعهَا ". 2049 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صعد أحدا وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان، فَرَجَفَ بهم، فَقَالَ: " أثبت أحد، فَإِنَّمَا عَلَيْك نبيٌّ وصديق وشهيدان ". وَفِي رِوَايَة يزِيد بن عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس مثله، وَقَالَ: اثْبتْ، فَمَا عَلَيْك إِلَّا نبيٌّ أَو صديق أَو شَهِيد ". 2050 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: لم يَأْكُل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على خوان حَتَّى مَاتَ، وَمَا أكل خبْزًا مرققاً حَتَّى مَاتَ. وَأخرجه من حَدِيث همام بن يحيى عَن قَتَادَة قَالَ: كُنَّا نأتي أنسا وخبازه قائمٌ فَيَقُول: كلوا، فَمَا أعلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى لَهُ رغيفاً مرققاً حَتَّى لحق بِاللَّه عز وَجل، وَلَا رأى شَاة سميطاً بِعَيْنِه قطّ. وَأخرجه من حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن يُونُس الإسكاف عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: مَا علمت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكل على سكرجة قطّ، وَلَا خبز لَهُ مرقق قطّ، وَلَا أكل على خوان قطّ. قيل لِقَتَادَة: فعلام كَانُوا يَأْكُلُون؟ قَالَ: على السّفر. الحديث: 2047 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 2051 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة سُئِلَ أنس: كَيفَ كَانَت قِرَاءَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: كَانَت مدا. ثمَّ قَرَأَ (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) يمد (بِسم الله) ويمد ب (الرَّحْمَن) ويمد ب (الرَّحِيم) . وَأخرجه من حَدِيث جرير بن حَازِم عَن قَتَادَة قَالَ: سَأَلت أنسا عَن قِرَاءَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: كَانَ يمد مدا. 2052 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَهَا قبالان. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عِيسَى بن طهْمَان قَالَ: أخرج إِلَيْنَا أنس نَعْلَيْنِ جرداوين. لَهما قبالان. فَحَدثني ثَابت الْبنانِيّ بعد عَن أنس: أَنَّهُمَا نعلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2053 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة قَالَ: قلت لأنس: أَكَانَت المصافحة فِي أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم. 2054 - الْأَرْبَعُونَ: عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَينا أَنا أَسِير فِي الْجنَّة إِذا بنهر حافتاه قباب الدّرّ المجوف قلت: مَا هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك رَبك، فَإِذا طينه أَو طينته مسك أذفر " شكّ الرَّاوِي. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: لما عرج بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى السَّمَاء قَالَ: أتيت على نهر حافتاه قباب اللُّؤْلُؤ المجوف، فَقلت: مَا هَذَا يَا جِبْرِيل؟ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَر ". الحديث: 2051 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 2055 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أم الرّبيع بنت الْبَراء وَهِي أم حَارِثَة بن سراقَة أَتَت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يَا نَبِي الله، أَلا تُحَدِّثنِي عَن حَارِثَة - وَكَانَ قتل يَوْم بدر أَصَابَهُ سهمٌ غربٌ - فَإِن كَانَ فِي الْجنَّة صبرت، وَإِن غير ذَلِك اجتهدت عَلَيْهِ فِي الْبكاء، قَالَ: " يَا أم حَارِثَة، إِنَّهَا جنانٌ فِي الْجنَّة، وَإِن ابْنك أصَاب الفردوس الْأَعْلَى ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حميد عَن أنس بِمَعْنَاهُ. 2056 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، قَالَ: وَقَالَ عبيد الله - يَعْنِي ابْن عمر - عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رجلٌ من الْأَنْصَار يؤمهم فِي مَسْجِد قبَاء، وَكَانَ كلما افْتتح سُورَة يقْرَأ بهَا لَهُم فِي الصَّلَاة مِمَّا يقْرَأ بِهِ افْتتح ب (قل هُوَ الله أحد) حَتَّى يفرغ مِنْهَا، ثمَّ يقْرَأ سُورَة أُخْرَى مَعهَا، فَكَانَ يصنع ذَلِك فِي كل رَكْعَة، فَكَلمهُ أَصْحَابه، فَقَالُوا: إِنَّك تفتتح بِهَذِهِ السُّورَة ثمَّ لَا ترى أَنَّهَا تجزئك حَتَّى تقْرَأ بِأُخْرَى، فإمَّا أَن تقْرَأ بهَا وَإِمَّا أَن تدعها وتقرأ بِأُخْرَى. فَقَالَ: مَا أَنا بتاركها، إِن أَحْبَبْتُم أَن أؤمكم بذلك فعلت، وَإِن كرهتم تركتكم، وَكَانُوا يرَوْنَ أَنه أفضلهم، فكرهوا أَن يؤمهم غَيره، فَلَمَّا أَتَاهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخْبرُوهُ الْخَبَر، فَقَالَ: " يَا فلَان، مَا يمنعك أَن تفعل مَا يَأْمُرك بِهِ أَصْحَابك وَمَا يحملك على لُزُوم هَذِه السُّورَة كل رَكْعَة؟ " قَالَ: إِنِّي أحبها. قَالَ: " حبك إِيَّاهَا أدْخلك الْجنَّة ". 2057 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شُعْبَة عَن ثَابت قَالَ: سَمِعت أنسا قَالَ: كَانَ أَبُو طَلْحَة قل مَا يَصُوم على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا رَأَيْته مُفطرا إِلَّا يَوْم فطر أَو أضحى. 2058 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن شُعْبَة عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ: سُئِلَ أنس بن الحديث: 2055 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 مَالك: كُنْتُم تَكْرَهُونَ الْحجامَة للصَّائِم؟ فَقَالَ: لَا، إِلَّا من أجل الضعْف. قَالَ البُخَارِيّ: زَاد شَبابَة عَن شُعْبَة: على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2059 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ غُلَام يَهُودِيّ يخْدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَرض، فَأَتَاهُ يعودهُ، فَقعدَ عِنْد رَأسه، فَقَالَ لَهُ: " أسلم "، فَنظر إِلَى أَبِيه وَهُوَ عِنْده، فَقَالَ: أطع أَبَا الْقَاسِم. فَأسلم، فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول " الْحَمد لله الَّذِي أنقذه من النَّار ". 2060 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد بن زيد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: لما ثقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جعل يتغشاه الكرب، فَقَالَت فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا: واكرب أبتاه. فَقَالَ: " لَيْسَ على أَبِيك كربٌ بعد الْيَوْم " فَلَمَّا مَاتَ قَالَت: يَا أبتاه، أجَاب رَبًّا دَعَاهُ، يَا أبتاه، جنَّة الفردوس مَأْوَاه، يَا أبتاه، إِلَى جِبْرِيل ننعاه. فَلَمَّا دفن قَالَت فَاطِمَة: أطابت أَنفسكُم أَن تحثوا على رَسُول الله التُّرَاب! . 2061 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَرْحُوم بن عبد الْعَزِيز عَن ثَابت قَالَ: كنت عِنْد أنس وَعِنْده بنتٌ لَهُ، فَقَالَ أنس: جَاءَت امرأةٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تعرض عَلَيْهِ نَفسهَا فَقَالَت: يَا رَسُول الله، أَلَك بِي حَاجَة؟ . فَقَالَت بنت أنس: مَا أقل حياءها، واسوءتاه، واسوءتاه. فَقَالَ أنس: فَهِيَ خير مِنْك، رغبت فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعرضت عَلَيْهِ نَفسهَا. 2062 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: رَجعْنَا من غَزْوَة تَبُوك مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " إِن أَقْوَامًا خلفنا بِالْمَدِينَةِ، مَا سلكنا شعبًا وَلَا وَاديا إِلَّا وهم مَعنا، حَبسهم الْعذر ". وَمِنْهُم من قَالَ: عَن حميد عَن مُوسَى بن أنس عَن أنس. قَالَ البُخَارِيّ: وَالْأول عِنْدِي أصح وَفِي حَدِيث نصر عَن حميد: أَن أنسا حَدثهمْ بذلك. الحديث: 2059 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 2063 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت نَاقَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقَال لَهَا العضباء. زَاد فِي رِوَايَة زُهَيْر عَن حميد: لَا تسبق، فجَاء أعرابيٌّ على قعُود لَهُ فسبقها، فشق ذَلِك على الْمُسلمين حَتَّى عرفه، فَقَالَ: " حقٌّ على الله أَن لَا يرْتَفع شيءٌ من الدُّنْيَا إِلَّا وَضعه ". 2064 - الْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا قدم من سفر فَنظر إِلَى جدرات الْمَدِينَة أوضع رَاحِلَته، وَإِن كَانَ على دَابَّة حركها، من حبها. 2065 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: آلى رَسُول الله من نِسَائِهِ شهرا، وَكَانَت انفكت قدمه، فَجَلَسَ فِي علية لَهُ، فجَاء عمر فَقَالَ: أطلقت نِسَاءَك؟ قَالَ: " لَا وَلَكِن آلَيْت مِنْهُنَّ شهرا " فَمَكثَ تسعا وَعشْرين، ثمَّ نزل فَدخل على نِسَائِهِ. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن حميد نَحوه، وَلم يذكر عمر. وَفِيه: فَقَالُوا يَا رَسُول الله، آلَيْت شهرا. فَقَالَ: " إِن الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين ". وَفِي رِوَايَة يزِيد بن هَارُون عَن حميد عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صرع من فرسه، فجحش شقَّه أَو كتفه، وآلى من نِسَائِهِ شهرا، فَجَلَسَ فِي مشربةٍ لَهُ، درجتها من جُذُوع، فَأَتَاهُ أَصْحَابه يعودونه، فصلى بهم جَالِسا وهم قيام، فَلَمَّا سلم قَالَ: " إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِن صلى قَائِما فصلوا قيَاما، وَإِن صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا، وَلَا تركعوا حَتَّى يرْكَع، وَلَا تَرفعُوا حَتَّى يرفع " قَالَ وَنزل لتسْع وَعشْرين، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّك آلَيْت شهرا. فَقَالَ: " إِن الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ ". 2066 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: أَرَادَ بَنو سَلمَة أَن يَتَحَوَّلُوا إِلَى قرب الْمَسْجِد، فكره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تعرى الْمَدِينَة، وَقَالَ: " يَا بني سَلمَة، أَلا تحتسبون آثَاركُم فأقاموا. الحديث: 2063 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 2067 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كُنَّا نبكر إِلَى الْجُمُعَة، ثمَّ نقِيل - يَعْنِي بعْدهَا. وَفِي رِوَايَة عَبْدَانِ عَن عبد الله: كُنَّا نبكر بِالْجمعَةِ، ونقيل بعد الْجُمُعَة. 2068 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت الرّيح إِذا هبت عرف ذَلِك فِي وَجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2069 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد بعض نِسَائِهِ، فَأرْسلت إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ بصحفة فِيهَا طَعَام، فَضربت الَّتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيتهَا يَد الْخَادِم، فَسَقَطت الصحفة فانفلقت، فَجمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فلق الصحفة، ثمَّ جعل يجمع فِيهَا الطَّعَام الَّذِي كَانَ فِي الصحفة، وَيَقُول: " غارت أمكُم " ثمَّ حبس الْخَادِم حَتَّى أَتَى بصحفةٍ من عِنْد الَّتِي هُوَ فِي بَيتهَا، فَدفع الصحفة الصَّحِيحَة إِلَى الَّتِي كسرت صحفتها، وَأمْسك الْمَكْسُورَة فِي بَيت الَّتِي كسرت. 2070 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: بلغ عبد الله بن سلا م مقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة، قَالَ عبد الله بن بكر عَن حميد: وَهُوَ فِي أَرض يخْتَرف، فَأَتَاهُ وَقَالَ: إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهُنَّ إِلَّا نَبِي: مَا أول أَشْرَاط السَّاعَة؟ وَمَا أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة؟ وَمن أَي شَيْء ينْزع الْوَلَد إِلَى أَبِيه؟ وَمن أَي شَيْء ينْزع إِلَى أَخْوَاله؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خبرني بِهن آنِفا جِبْرِيل " قَالَ: فَقَالَ عبد الله: ذَاك عَدو الْيَهُود من الْمَلَائِكَة. زَاد فِي رِوَايَة عبد الله بن بكر عَن حميد: فَقَرَأَ هَذِه الْآيَة: {من كَانَ عدوا لجبريل فَإِنَّهُ نزله على قَلْبك} [الْبَقَرَة] فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما أول أَشْرَاط السَّاعَة فنارٌ تحْشر النَّاس من الْمشرق الحديث: 2067 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 إِلَى الْمغرب. وَأما أول طَعَام يَأْكُل أهل الْجنَّة فَزِيَادَة كبد حوت. وَأما الشّبَه فِي الْوَلَد فَإِن الرجل إِذا غشي الْمَرْأَة فسبقها مَاؤُهُ كَانَ الشّبَه لَهُ، وَإِذا سبقت كَانَ الشّبَه لَهَا ". قَالَ: أشهد أَنَّك رَسُول الله. ثمَّ قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن الْيَهُود قوم بهت، إِن علمُوا بِإِسْلَامِي قبل أَن تَسْأَلهُمْ بَهَتُونِي عنْدك. فَجَاءَت الْيَهُود، وَدخل عبد الله الْبَيْت، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَي رجل فِيكُم عبد الله بن سَلام؟ " قَالُوا: أعلمنَا وَابْن أعلمنَا، وَأخْبرنَا وَابْن أخبرنَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم عبد الله؟ " قَالُوا: أَعَاذَهُ الله من ذَلِك. زَاد فِي رِوَايَة بشر بن الْمفضل عَن حميد: فَأَعَادَ عَلَيْهِم، فَقَالُوا مثل ذَلِك. قَالَ: فَخرج عبد الله إِلَيْهِم فَقَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. فَقَالُوا: شَرنَا وَابْن شَرنَا، ووقعوا فِيهِ. زَاد فِي رِوَايَة بشر بن بكر: قَالَ يَعْنِي ابْن سَلام: هَذَا الَّذِي كنت أَخَاف يَا رَسُول الله. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا بأتم من هَذَا فِي حَدِيث أَوله ذكر الْهِجْرَة، ومقدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة - من حَدِيث عبد الْوَارِث بن سعيد عَن عبد الْعِزّ يز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: أقبل نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة وَهُوَ مردفٌ أَبَا بكر، وَأَبُو بكر يعرف وَنَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شابٌّ لَا يعرف. فَيلقى الرجل أَبَا بكر فَيَقُول: يَا أَبَا بكر، من هَذَا الرجل الَّذِي بَين يَديك؟ فَيَقُول: هَذَا الرجل يهديني السَّبِيل. فيحسب الحاسب أَنه إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيق، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيل الْخَيْر. فَالْتَفت أَبُو بكر فَإِذا هُوَ بِفَارِس قد لحقهم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذَا فارسٌ قد لحق بِنَا، فَالْتَفت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اصرعه "، فصرعه فرسه، ثمَّ قَامَت تحمحم فَقَالَ: يَا نَبِي الله، مرني بِمَا شِئْت. فَقَالَ: " فقف مَكَانك، لَا تتركن أحدا يلْحق بِنَا ". قَالَ فَكَانَ أول النَّهَار جاهداً على نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ آخر النَّهَار مسلحة لَهُ. فَنزل نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَانب الْحرَّة، ثمَّ بعث إِلَى الْأَنْصَار، فَجَاءُوا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 وَأبي بكر، فَسَلمُوا عَلَيْهِمَا وَقَالُوا: اركبا آمِنين مطاعين. فَركب نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر وحفوا دونهمَا بِالسِّلَاحِ، فَقيل فِي الْمَدِينَة: جَاءَ نَبِي الله، جَاءَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَأقبل يسير حَتَّى نزل جَانب دَار أبي أَيُّوب، فَإِنَّهُ ليتحدث أَهله، إِذْ سمع بِهِ عبد الله بن سَلام وَهُوَ فِي نخل لَهُ يخْتَرف لَهُم فِيهَا، فَعجل أَن يضع الَّذِي يخْتَرف لَهُم فِيهَا فجَاء وَهِي مَعَه، فَسمع من نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَهله، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَي بيُوت أَهْلينَا أقرب؟ " فَقَالَ أَبُو أَيُّوب: أَنا يَا نَبِي الله، هَذِه دَاري، وَهَذَا بَابي. قَالَ: " فَانْطَلق فهيئ لنا مقيلاً ". قَالَ: قوما على بركَة الله. فَلَمَّا جَاءَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ عبد الله بن سَلام فَقَالَ: أشهد أَنَّك رَسُول الله وَأَنَّك جِئْت بِحَق، وَقد علمت يهود أَنِّي سيدهم وَابْن سيدهم، وأعلمهم وَابْن أعلمهم، فادعهم فاسألهم عني قبل أَن يعلمُوا أَنِّي قد أسلمت، فَإِنَّهُم إِن يعلمُوا أَنِّي قد أسلمت قَالُوا فِي مَا لَيْسَ فِي. فَأرْسل نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِم فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا معشر الْيَهُود، وَيْلكُمْ، اتَّقوا الله، فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِنَّكُم لتعلمون أَنِّي رَسُول الله حَقًا، وَأَنِّي جِئتُكُمْ بحقٍّ، فأسلموا " فَقَالُوا: مَا نعلمهُ. قَالُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَهَا ثَلَاث مَرَّات قَالَ: " فَأَي رجلٍ فِيكُم عبد الله بن سَلام؟ " قَالُوا: ذَلِك سيدنَا وَابْن سيدنَا، وَأَعْلَمنَا وَابْن أعلمنَا. قَالَ: " أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ: " أَفَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ: " أَرَأَيْتُم إِن أسلم؟ " قَالُوا: حاشا لله، مَا كَانَ ليسلم. قَالَ " يَا ابْن سَلام، اخْرُج عَلَيْهِم " فَخرج فَقَالَ: يَا معشر الْيَهُود، اتَّقوا الله، فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، إِنَّكُم لتعلمون أَنه رَسُول الله، وَأَنه جَاءَ بِالْحَقِّ، قَالُوا: كذبت. فَأخْرجهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2071 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس قَالَ: كَانَت الْأمة من إِمَاء الْمَدِينَة لتأْخذ بيد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتنطلق بِهِ حَيْثُ شَاءَت. الحديث: 2071 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 2072 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن حميد عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، فَإِذا شهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا، وصلوا صَلَاتنَا، حرمت علينا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا " وَفِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك عَن حميد: " وحسابهم على الله ". وَفِي رِوَايَة خَالِد عَن حميد: سَأَلَ مَيْمُون بن سياه أنسا: مَا يحرم دم العَبْد وَمَاله؟ فَقَالَ: من شهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، واستقبل قبلتنا وَصلى صَلَاتنَا، وَأكل ذبيحتنا، فَهُوَ الْمُسلم، لَهُ مَا للْمُسلمِ، وَعَلِيهِ مَا على الْمُسلم. مَوْقُوف. 2073 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن طرخان التَّيْمِيّ عَن أنس: لم يبْق مِمَّن صلى الْقبْلَتَيْنِ غَيْرِي. 2074 - السِّتُّونَ: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ قَالَ: رَأَيْت على أنس برنساً أصفر من خَز. 2075 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: كَانَ قرام لعَائِشَة سترت بِهِ جَانب بَيتهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أميطي عَنهُ، فَإِنَّهُ لَا تزَال تصاويره تعرض لي فِي صَلَاتي ". 2076 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز قَالَ: دخلت انا وثابت على أنس بن مَالك، فَقَالَ ثَابت: يَا أَبَا حَمْزَة، اشتكيت. فَقَالَ أنس: أَلا الحديث: 2072 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 629 أرقيك برقية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: بلَى. قَالَ: " اللَّهُمَّ رب النَّاس، مَذْهَب الباس، اشف أَنْت الشافي، لَا شافي إِلَّا أَنْت، شِفَاء لَا يُغَادر سقماً ". 2077 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْوَارِث عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا حبلٌ مَمْدُود بَين الساريتين، فَقَالَ: " مَا هَذَا الْحَبل؟ " قَالُوا: هَذَا حبلٌ لِزَيْنَب، فَإِذا فترت تعلّقت. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حلوه، ليصل أحدكُم نشاطه، فَإِذا فتر فليقعد ". 2078 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ عَن عبد الْوَارِث وَإِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من النَّاس مُسلم يَمُوت لَهُ ثلاثةٌ من الْوَلَد لم يبلغُوا الْحِنْث إِلَّا أدخلهُ الله الْجنَّة بِفضل رَحمته إيَّاهُم ". 2079 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان تَعْلِيقا عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس قَالَ: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَال من الْبَحْرين، فَقَالَ: " انثروه فِي الْمَسْجِد " وَكَانَ أَكثر مالٍ أُتِي بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الصَّلَاة وَلم يلْتَفت إِلَيْهِ، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَمَا كَانَ يرى أحدا إِلَّا أعطَاهُ، إِذْ جَاءَهُ الْعَبَّاس فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَعْطِنِي، فَإِنِّي فاديت نَفسِي وفاديت عقيلاً. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خُذ " فَحَثَا فِي ثَوْبه، ثمَّ ذهب يقلهُ فَلم يسْتَطع، فَقَالَ يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. مر بَعضهم يرفعهُ إِلَيّ. قَالَ: " لَا ". قَالَ: فارفعه أَنْت عَليّ. قَالَ: " لَا " الحديث: 2077 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 630 فنثر مِنْهُ ثمَّ ذهب يقلهُ فَلم يسْتَطع، فَقَالَ: يَا رَسُول الله مر بَعضهم يرفعهُ عَليّ فَقَالَ: " لَا " قَالَ. فارفعه أَنْت عَليّ قَالَ: " لَا " قَالَ: فنثر مِنْهُ، ثمَّ احتمله فَأَلْقَاهُ على كَاهِله، ثمَّ انْطلق، فَمَا زَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتبعهُ بَصَره حَتَّى خَفِي علينا، عجبا من حرصه، فَمَا قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثمّ مِنْهَا دِرْهَم. 2080 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي التياح يزِيد بن حميد عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اسمعوا وَأَطيعُوا وَإِن اسْتعْمل عَلَيْكُم عبدٌ حبشيٌّ، كَأَن رَأسه زبيبة ". وَفِي حَدِيث غنْدر قَالَ لأبي ذَر: اسْمَع وأطع وَلَو لحبشي كَأَن رَأسه زبيبة ". 2081 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول قَالَ: رَأَيْت قدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد أنس بن مَالك، وَكَانَ قد انصدع، فسلسله بِفِضَّة. قَالَ: وَهُوَ قدح جيد عريض من نضار. قَالَ أنس: لقد سقيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذَا الْقدح أَكثر من كَذَا وَكَذَا. قَالَ: وَقَالَ ابْن سِيرِين: إِنَّه كَانَ فِيهِ حَلقَة من حَدِيد، فَأَرَادَ أنس أَن يَجْعَل مَكَانهَا حَلقَة من ذهب أَو فضَّة، فَقَالَ لَهُ أَبُو طَلْحَة: لَا تغير شَيْئا صنعه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَتَركه. هَكَذَا فِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن عَاصِم. وَقَالَ فِي رِوَايَة عَبْدَانِ عَن أبي حَمْزَة عَن عَاصِم عَن ابْن سِيرِين عَن أنس أَن قدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْكَسَرَ، فَاتخذ مَكَان الشّعب سلسلة من فضَّة. قَالَ عَاصِم: رَأَيْت الْقدح، وشربت فِيهِ. الحديث: 2080 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 631 ذكر أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي، فِي " الْأَطْرَاف " هذَيْن الْحَدِيثين فِي تَرْجَمَة أنس، وجعلهما حَدِيثا وَاحِدًا، وَذكر لَهما الطَّرِيقَيْنِ الْمَذْكُورين دون بَيَان، واللفظان والإسنادان مُخْتَلِفَانِ كَمَا ترى، وَقد بَين ذَلِك خلفٌ الوَاسِطِيّ، فَجعل رِوَايَة عَبْدَانِ عَن أبي حَمْزَة فِي تَرْجَمَة ابْن سِيرِين عَن أنس، وَالْأُخْرَى فِي تَرْجَمَة عَاصِم عَن أنس، على الصَّوَاب، وَمن تَأمل فِي التعليقين وَمَا فِي كتاب البُخَارِيّ استبان لَهُ مَا بَينا. وَعند مُسلم طرف من ذَلِك، من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: لقد سقيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقدحي هَذَا الشَّرَاب كُله: الْعَسَل والنبيذ وَالْمَاء وَاللَّبن. 2082 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن شُعَيْب بن الحبحاب عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أكثرت عَلَيْكُم فِي السِّوَاك ". 2083 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي عمرَان الْجونِي - وَهُوَ عبد الْملك بن حبيب قَالَ: نظر أنس إِلَى النَّاس يَوْم الْجُمُعَة، فَرَأى طيالسة فَقَالَ: كَأَنَّهُمْ السَّاعَة يهود خَيْبَر. 2084 - السبعون: عَن عبد الله بن عبد الله بن جبر عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمَرْأَة من نِسَائِهِ يغتسلان فِي إِنَاء وَاحِد. زَاد وهب وَغَيره عَن شُعْبَة من الْجَنَابَة. 2085 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن عَمْرو بن عَامر عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله الحديث: 2082 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 632 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ عِنْد كل صَلَاة. قلت: كَيفَ كُنْتُم تَصْنَعُونَ فِي ذَلِك. قَالَ: يُجزئ أَحَدنَا الْوضُوء مَا لم يحدث. 2086 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن الزبير بن عدي قَالَ: أَتَيْنَا أنس بن مَالك فشكونا إِلَيْهِ مَا يلقون من الْحجَّاج. فَقَالَ: " اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لَا يَأْتِي عَلَيْكُم زمانٌ إِلَّا وَالَّذِي بعده شرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تلقوا ربكُم " سمعته من نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2087 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان التَّيْمِيّ الْمدنِي عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي الْجُمُعَة حِين تميل الشَّمْس. وَلَيْسَ لعُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن عَن أنس فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وهم فِيهِ أَبُو مَسْعُود - أَو من كتبه عَنهُ - فَقَالَ فِي التَّرْجَمَة: عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان عَن أنس - وَالصَّوَاب: عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن. كَذَا فِي أصل البُخَارِيّ، وَهَكَذَا ذكره خلف الوَاسِطِيّ فِي كِتَابه. 2088 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن هِلَال بن عَليّ عَن أنس قَالَ: شَهِدنَا بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تدفن، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جالسٌ فِي الْقَبْر، فَرَأَيْت عَيْنَيْهِ تدمعان، فَقَالَ: " هَل فِيكُم من أحد لم يقارف اللَّيْلَة؟ " فَقَالَ أَبُو طَلْحَة: أَنا. قَالَ: " فَانْزِل فِي قبرها " قَالَ فليح: أرَاهُ يَعْنِي الذَّنب. قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: هِلَال بن عَليّ هُوَ ابْن أبي مَيْمُونَة، وَابْن أُسَامَة. وَقيل: ابْن أبي هِلَال. 2089 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن هِلَال بن عَليّ عَن أنس قَالَ: لم يكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاحِشا وَلَا لعاناً وَلَا سباباً. كَانَ يَقُول عِنْد المعتبة: " مَاله تربت يَمِينه ". الحديث: 2086 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 633 2090 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن هِلَال بن عَليّ عَن أنس بن مَالك قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى بِنَا يَوْمًا الصَّلَاة ثمَّ رقي الْمِنْبَر، وَأَشَارَ بِيَدِهِ قبل قبْلَة الْمَسْجِد فَقَالَ: " قد رَأَيْت الْآن مُنْذُ صليت لكم الصَّلَاة الْجنَّة وَالنَّار ممتلئتين فِي قبل هَذَا الْجِدَار، فَلم أر كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْر وَالشَّر ". 2091 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن حميد بن هِلَال عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أَخذ الرَّايَة زيدٌ فأصيب، ثمَّ أَخذهَا جعفرٌ فأصيب، ثمَّ أَخذهَا عبد الله ابْن رَوَاحَة فأصيب - وَإِن عَيْني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لتذرفان - ثمَّ أَخذهَا خَالِد بن الْوَلِيد من غير إمرةٍ فَفتح لَهُ ". قَالَ فِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب: خطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَخذ الرَّايَة زيدٌ فأصيب " وَذكره نَحوه. وَقَالَ فِي آخِره: " مَا نسر أَنهم عندنَا " قَالَ أَيُّوب أَو قَالَ: " مَا يسرهم أَنهم عندنَا " وَعَيناهُ تَذْرِفَانِ. وَفِي حَدِيث حَمَّاد عَن زيد عَن أَيُّوب عَن حميد عَنهُ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعى زيدا وجعفراً وَابْن رَوَاحَة للنَّاس قبل أَن يَأْتِيهم خبرهم، فَقَالَ: " أَخذ الرَّايَة زيد ... . " فَذكرهمْ، وَقَالَ فِي آخِره: " حَتَّى أَخذ الرَّايَة سيفٌ من سيوف الله، حَتَّى فتح الله عَلَيْهِم ". 2092 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن حميد بن هِلَال عَن أنس قَالَ: كَأَنِّي أنظر إِلَى غُبَار سَاطِع فِي سكَّة بني غنم، موكب جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام حِين سَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بني قُرَيْظَة. الحديث: 2090 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 2093 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن غيلَان بن جرير عَن أنس قَالَ: إِنَّكُم لتعملون أعمالاً هِيَ أدق فِي أعينكُم من الشّعْر، كُنَّا نعدها على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الموبقات. قَالَ البُخَارِيّ: يَعْنِي المهلكات. 2094 - الثَّمَانُونَ: عَن غيلَان بن جرير قَالَ: قلت لأنس: أَرَأَيْتُم اسْم الْأَنْصَار أَكُنْتُم تسمون بِهِ أم سَمَّاكُم الله تبَارك وَتَعَالَى؟ قَالَ: بل سمانا الله عز وَجل. قَالَ غيلَان: كُنَّا ندخل على أنس فيحدثنا بمناقب الْأَنْصَار ومشاهدهم، وَيقبل عَليّ أَو على رجل من الأزد فَيَقُول: فعل قَوْمك يَوْم كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا. 2095 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن أبي خلدَة خَالِد بن دِينَار عَن أنس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اشْتَدَّ الْبرد بكر بِالصَّلَاةِ، وَإِذا اشْتَدَّ الْحر أبرد بِالصَّلَاةِ. يَعْنِي الْجُمُعَة. قَالَ: وَقَالَ بشر بن ثَابت: قَالَ: حَدثنَا أَبُو خلدَة قَالَ: صلى بِنَا أميرٌ الْجُمُعَة ثمَّ قَالَ لأنس: كَيفَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الظّهْر فِيكُم؟ فَذكره. 2096 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن عقبَة بن وساج عَن أنس قَالَ: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَيْسَ فِي أَصْحَابه أشمط غير أبي بكر، فغلفها بِالْحِنَّاءِ والكتم. الحديث: 2093 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 635 أَفْرَاد مُسلم 2097 - الحَدِيث الأول: عَن مُوسَى بن أنس عَن أنس قَالَ: مَا سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْإِسْلَام شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ. قَالَ: فجَاء رجلٌ فَأعْطَاهُ غنما بَين جبلين فَرجع إِلَى قومه فَقَالَ: يَا قوم، أَسْلمُوا، فَإِن مُحَمَّدًا يُعْطي عَطاء لَا يخْشَى الْفَاقَة. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غنما بَين جبلين فَأعْطَاهُ إِيَّاه، فَأتى قومه فَقَالَ: يَا قوم، أَسْلمُوا، فوَاللَّه إِن مُحَمَّدًا يُعْطي عَطاء مَا يخَاف الْفقر. فَقَالَ أنس: إِن كَانَ الرجل ليسلم مَا يُرِيد إِلَّا الدُّنْيَا، فَمَا يسلم حَتَّى يكون الْإِسْلَام أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا. 2098 - الثَّانِي: عَن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من عَال جاريتين حَتَّى تبلغا، جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَهُوَ " وَضم أَصَابِعه. 2099 - الثَّالِث: عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: كَانَت عِنْد أم سليم يتيمةٌ، وَهِي أم أنس فَرَأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْيَتِيمَة، فَقَالَ: " آنت هيه؟ . لقد كَبرت لَا كبر سنك " فَرَجَعت الْيَتِيمَة إِلَى أم سليم تبكى. فَقَالَت أم سليم: مَالك يَا بنية؟ قَالَت الْجَارِيَة: دَعَا عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن لَا يكبر سني أبدا، فَالْآن لَا يكبر سني أبدا، أَو قَالَت: قَرْني - فَخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها، حَتَّى لقِيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَالك يَا أم سليم؟ " فَقَالَت: يَا نَبِي الله، أدعوت على يتيمتي؟ قَالَ: " وَمَا ذَاك يَا أم سليم؟ " قَالَت: زعمت أَنَّك دَعَوْت أَن لَا يكبر سنّهَا وَلَا يكبر قرنها. قَالَ: فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ قَالَ: " يَا أم سليم، أما تعلمين أَن شرطي على رَبِّي، أَنِّي اشْترطت على رَبِّي فَقلت: إِنَّمَا أَنا بشر، أرْضى كَمَا يرضى الْبشر، وأغضب كَمَا يغْضب الْبشر، الحديث: 2097 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 636 فأيما أحدٍ دَعَوْت عَلَيْهِ من أمتِي بدعوة لَيْسَ لَهَا بأهلٍ أَن تجعلها لَهُ طهُورا وَزَكَاة وقربةً يقربهُ بهَا مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة ". 2100 - الرَّابِع: عَن إِسْحَق بن عبد الله عَن أنس قَالَ: جَاءَت أم سليم - وَهِي جدة إِسْحَق إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَت لَهُ وَعَائِشَة عِنْده: يَا رَسُول الله، الْمَرْأَة ترى مَا يرى الرجل فِي الْمَنَام فترى من نَفسهَا مَا يرى الرجل من نَفسه. فَقَالَت عَائِشَة: يَا أم سليم، فضحت النِّسَاء، تربت يَمِينك، فَقَالَ لعَائِشَة: " بل أَنْت فتربت يَمِينك. نعم فلتغتسل يَا أم سليم إِذا رَأَتْ ذَلِك " زَاد الرَّاوِي فِي نفس الحَدِيث قَوْلهَا: تربت يَمِينك خيرٌ. كَذَا فِي كتاب مُسلم. وَلَعَلَّه من قَول الرَّاوِي فِي أَنه لَا يُرَاد بِهَذِهِ اللَّفْظَة إِلَّا الْخَيْر. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أم سليم حدثت أَنَّهَا سَأَلت نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمَرْأَة، ترى فِي منامها مَا يرى الرجل ... الحَدِيث. هَكَذَا فِيمَا عندنَا من كتاب " مُسلم " أَن أم سليم حدثت أَنَّهَا سَأَلت. وَهُوَ على هَذَا يَقع فِي مُسْند أم سليم. وَلَكِن قد أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس فِي مُسْند أنس، وَقَالَ فِيهِ: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أم سليم سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَهَكَذَا أخرجه البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ، عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أم سليم سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل. فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أم سليم، إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة ذَلِك فلتغتسل " فَقَالَت أم سليم - وَاسْتَحْيَيْت من ذَلِك: وَهل يكون هَذَا؟ فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم، فَمن أَيْن يكون الشّبَه؟ إِن مَاء الرجل غليظٌ أَبيض، وَمَاء الْمَرْأَة رقيقٌ أصفر، فَمن أَيهمَا علا أَو سبق يكون مِنْهُ الشّبَه ". الحديث: 2100 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 وَأخرجه مسلمٌ أَيْضا من حَدِيث أبي مَالك سعد بن طَارق الْأَشْجَعِيّ عَن أنس قَالَ: سَأَلت امْرَأَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل فِي مَنَامه فَقَالَ: " إِذا كَانَ مِنْهَا مَا يكون من الرجل فلتغتسل ". 2101 - الْخَامِس: عَن إِسْحَق عَن أنس، وَعَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن أم سليم اتَّخذت يَوْم خَيْبَر خنجراً، فَكَانَ مَعهَا، فرآها أَبُو طَلْحَة فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذِه أم سليم مَعهَا خنجر. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا هَذَا الخنجر؟ " قَالَت: اتخذته إِن دنا مني أحدٌ من الْمُشْركين بقرت بَطْنه. فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يضْحك. قَالَت: يَا رَسُول الله، اقْتُل من بَعدنَا من الطُّلَقَاء انْهَزمُوا بك يَعْنِي يَوْم هوَازن - فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أم سليم، إِن الله قد كفى وَأحسن ". 2102 - السَّادِس: عَن إِسْحَق بن عبد الله عَن عَمه أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يتبع الدَّجَّال من يهود أَصْبَهَان سَبْعُونَ ألفا، عَلَيْهِم الطيالسة ". 2103 - السَّابِع: عَن إِسْحَق أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتغْفر للْأَنْصَار، قَالَ: وَأَحْسبهُ قَالَ: ولذراري الْأَنْصَار، ولموالي الْأَنْصَار، لَا أَشك فِيهِ. 2104 - الثَّامِن: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك - وَأَنا أرى أَن عِنْده مِنْهُ علما فَقَالَ: إِن هِلَال بن أُميَّة قذف امْرَأَته بِشريك بن سَحْمَاء، وَكَانَ أَخا الْبَراء بن مَالك لأمه، فَكَانَ أول رجل لَاعن فِي الْإِسْلَام. قَالَ: فلاعنها. فَقَالَ الحديث: 2101 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 638 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبصروها فَإِن جَاءَت بِهِ أَبيض سبطاً، قضيء الْعَينَيْنِ، فَهُوَ لهِلَال بن أُميَّة، وان جَاءَت بِهِ أكحل جَعدًا، حمش السَّاقَيْن فَهُوَ لِشَرِيك بن سَحْمَاء " قَالَ: فأنبئت أَنَّهَا جَاءَت بِهِ أكحل جَعدًا حمش السَّاقَيْن. 2105 - التَّاسِع: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن قَتَادَة عَن أنس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْكَافِر إِذا عمل حَسَنَة أطْعم بهَا طعمةً من الدُّنْيَا. وَأما الْمُؤمن فَإِن الله يدّخر لَهُ حَسَنَاته فِي الْآخِرَة، ويعقبه رزقا فِي الدُّنْيَا على طَاعَته. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن يحيى عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله لَا يظلم مُؤمنا حَسَنَة يُعْطي بهَا فِي الدُّنْيَا، وَيجْزِي بهَا فِي الْآخِرَة. وَأما الْكَافِر فيطعم بحسنات مَا عمل بهَا لله فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذا أفْضى إِلَى الْآخِرَة لم يكن لَهُ بهَا حَسَنَة يجزى بهَا ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنى حَدِيث سُلَيْمَان وَهَمَّام. 2106 - الْعَاشِر: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَوْلَا أَلا تدافنوا لَدَعَوْت الله أَن يسمعكم عَذَاب الْقَبْر ". 2107 - الْحَادِي عشر: عَن هِشَام الدستوَائي وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة وَهَمَّام عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زجر عَن الشّرْب قَائِما. زَاد فِي حَدِيث سعيد: قَالَ قَتَادَة: فَقُلْنَا: فالأكل. فَقَالَ: " ذَاك أشر وأخبث ". الحديث: 2105 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 2108 - الثَّانِي عشر: عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب إِلَى كسْرَى وَإِلَى قَيْصر، وَإِلَى النَّجَاشِيّ، وَإِلَى كل جَبَّار، يَدعُوهُم إِلَى الله. وَلَيْسَ بالنجاشي الَّذِي صلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلم يذكر فِيهِ، وَلَا فِي رِوَايَة عبد الْوَهَّاب بن عَطاء عَن سعيد بن أبي عرُوبَة قَوْله: وَلَيْسَ بالنجاشي الَّذِي صلى عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لخَالِد بن قيس عَن قَتَادَة فِي مُسْند أنس من صَحِيح مُسلم إِلَّا حديثان، هَذَا أَحدهمَا: أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَالنَّجَاشِي وَإِلَى كل جَبَّار. . الحَدِيث. والْحَدِيث الثَّانِي: أَنه أَرَادَ أَن يكْتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَالنَّجَاشِي، فَقيل: إِنَّهُم لَا يقبلُونَ كتابا إِلَّا بِخَاتم وَأَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صاغ خَاتمًا. . الحَدِيث. وَقد ذَكرْنَاهُ قبل هَذَا فِي السَّادِس عشر من الْمُتَّفق عَلَيْهِ. وَقد وهم فِي أَحدهمَا خلفٌ الوَاسِطِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي كِتَابه، فَأخْرج الَّذِي فِيهِ: أَنه كتب إِلَى كسْرَى وَقَيْصَر وَالنَّجَاشِي من رِوَايَة حَنْظَلَة بن قيس عَن قَتَادَة. وَأخرج الثَّانِي فِي اتِّخَاذ الْخَاتم من رِوَايَة خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة. وَالْحَدِيثَانِ جَمِيعًا من رِوَايَة خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة. وَكتاب مُسلم شاهدٌ بذلك، فَإِنَّهُ أخرج الأول فِي أَوَائِل " الْمَغَازِي " وَأخرج الثَّانِي فِي اتِّخَاذ الْخَاتم من كتاب " اللبَاس ". وَقد أخرجهُمَا أَبُو مَسْعُود على الصَّوَاب فِي تَرْجَمَة خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة، إِلَّا أَنه قَالَ فِي حَدِيث اتِّخَاذ الْخَاتم: رَوَاهُ مُسلم فِي " اللبَاس " عَن نصر بن عَليّ عَن أَبِيه عَن خَالِد. كَذَا فِيمَا عندنَا من كتاب أبي مَسْعُود، وَإِنَّمَا هُوَ فِي أصل كتاب مُسلم فِي " اللبَاس " عَن نصر بن عَليّ الْجَهْضَمِي عَن نوح بن قيس عَن أَخِيه خَالِد بن قيس عَن قَتَادَة. وَهَكَذَا أخرجه فِي كِتَابه على الصَّوَاب الْمَوْجُود فِي كتاب مُسلم. الحديث: 2108 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 640 وَرَأَيْت بِخَط أبي عبد الله الصُّورِي الْحَافِظ فِي ذكر خلف الوَاسِطِيّ حَنْظَلَة بن قيس فِي أحد هذَيْن الْحَدِيثين، فَقَالَ: هَذَا خطأ فَاحش من خلف رَحمَه الله، وَالصَّوَاب خَالِد بن قيس. وكلا الْحَدِيثين عِنْده، وَقد جَعلهمَا ترجمتين. وَلَيْسَ لحنظلة بن قيس هَا هُنَا عملٌ أصلا، ذَلِك تابعيٌّ يروي عَن أبي هُرَيْرَة، وَرَافِع بن خديج روى عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَرَبِيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن، وَحَدِيثه فِي الصَّحِيحَيْنِ، وَهُوَ حَنْظَلَة بن قيس الْأنْصَارِيّ الزرقي. وَلَا أعلم فِي الروَاة مِمَّن اسْمه حَنْظَلَة أحدا يُشَارِكهُ فِي اسْم أَبِيه. هَذَا آخر كَلَام الصُّورِي. 2109 - الثَّالِث عشر: عَن سعيد عَن قَتَادَة عَن أنس أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وجنازته مَوْضُوعَة " اهتز لَهَا عرش الرَّحْمَن " يَعْنِي سعد بن معَاذ. وَذكره فِي حَدِيث قبله. 2110 - الرَّابِع عشر: عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس، وَمن حَدِيث حميد الطَّوِيل وَحَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَاد رجلا من الْمُسلمين قد خفت فَصَارَ مثل الفرخ، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل كنت تَدْعُو بِشَيْء، أَو تسأله إِيَّاه؟ " قَالَ: نعم. كنت أَقُول: اللَّهُمَّ مَا كنت معاقبي فِي الْآخِرَة فعجله لي فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سُبْحَانَ الله! لَا تُطِيقهُ اَوْ لَا تستطيعه. أَلا قلت: اللَّهُمَّ آتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة، وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة، وقنا عَذَاب النَّار. " قَالَ: فَدَعَا الله لَهُ فشفاه. هَكَذَا فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن أبي عدي عَن حميد. وَفِي حَدِيث حَمَّاد عَن ثَابت بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ، غير أَنه قَالَ " لَا طَاقَة لَك بِعَذَاب الله ". وَلم يذكر: فَدَعَا الله لَهُ فشفاه. وَحَدِيث ابْن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة بِهَذَا. الحديث: 2109 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 641 2111 - الْخَامِس عشر: عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن قَتَادَة بن دعامة السدُوسِي عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يخلط التَّمْر والزهو ثمَّ يشرب، وَإِن ذَلِك كَانَ عَامَّة خمورهم يَوْم حرمت الْخمر. 2112 - السَّادِس عشر: عَن معمر عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة على أحدٍ يَقُول: الله الله " وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى لَا يُقَال فِي الأَرْض: الله الله ". 2113 - السَّابِع عشر: عَن حبيب بن الشَّهِيد بن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى على قبر. وَلَيْسَ لحبيب عَن ثَابت عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2114 - الثَّامِن عشر: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَاهُ جِبْرِيل وَهُوَ يلْعَب مَعَ الغلمان، فَأَخذه فصرعه، فشق عَن قلبه، فاستخرج الْقلب، فاستخرج مِنْهُ علقَة، فَقَالَ: هَذَا حطظ الشَّيْطَان مِنْك، ثمَّ غسله فِي طست من ذهب بِمَاء زَمْزَم، ثمَّ لأمه ثمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانَهُ. وَجَاء الغلمان يسعون إِلَى أمه يَعْنِي ظئره فَقَالُوا: إِن مُحَمَّدًا قد قتل، فاستقبلوه وَهُوَ منتقع اللَّوْن. قَالَ أنس: وَقد كنت أرى أثر الْمخيط فِي صَدره. 2115 - التَّاسِع عشر: عَن حَمَّاد عَن أبي عمرَان وثابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يخرج من النَّار أربعةٌ، فيعرضون على الله - زَاد فِي رِوَايَة أبي بكر البرقاني - ثمَّ يرمونهم إِلَى النَّار، فيلتفت أحدهم فَيَقُول: أَي رب، إِذْ أخرجتني مِنْهَا فَلَا تعيدني فِيهَا، فينجيه الله مِنْهَا ". الحديث: 2111 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 2116 - الْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله أَيْن أبي؟ قَالَ: " فِي النَّار " فَلَمَّا قفى دَعَاهُ فَقَالَ: " إِن أبي وأباك فِي النَّار ". 2117 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن الْيَهُود كَانُوا إِذا حَاضَت الْمَرْأَة فيهم لم يؤاكلوها، وَلم يجامعوهن فِي الْبيُوت. فَسَأَلَ أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأنْزل الله عز وَجل {ويسألونك عَن الْمَحِيض قل هُوَ أَذَى فاعتزلوا النِّسَاء فِي الْمَحِيض} إِلَى آخر الْآيَة [الْبَقَرَة] فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اصنعوا كل شيءْ إِلَّا النِّكَاح " فَبلغ ذَلِك الْيَهُود، فَقَالُوا: مَا يُرِيد هَذَا الرجل أَن يدع من أمرنَا شَيْئا إِلَّا خَالَفنَا فِيهِ. فجَاء أسيد بن حضير وَعباد بن بشر فَقَالَا: يَا رَسُول الله، إِن الْيَهُود تَقول كَذَا وَكَذَا، فَلَا نجامعهن؟ فَتغير وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى ظننا أَن قد وجد عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَهُمَا هَدِيَّة من لبن إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأرْسل فِي آثارهما فَسَقَاهُمَا، فعرفا أَنه لم يجد عَلَيْهِمَا. 2118 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُغير إِذا طلع الْفجْر. وَكَانَ يستمع الْأَذَان، فَإِن سمع أذاناً أمسك، وَإِلَّا أغار. فَسمع رجلا يَقُول: الله أكبر الله أكبر، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " على الْفطْرَة " ثمَّ قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. فَقَالَ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " خرجت من النَّار " فَنظر فَإِذا هُوَ راعي معزى. 2119 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي نَحْو بَيت الْمُقَدّس، فَنزلت: {قد نرى تقلب وَجهك فِي السَّمَاء فلنولينك قبْلَة ترضاها فول وَجهك شطر الْمَسْجِد الْحَرَام} [الْبَقَرَة] فَمر رجل من بني سَلمَة وهم ركوعٌ فِي صَلَاة الْفجْر، وَقد صلوا رَكْعَة، فَنَادَى: أَلا إِن الْقبْلَة حولت، فمالوا كَمَا هم نَحْو الْقبْلَة. الحديث: 2116 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 643 2120 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت، وَقَتَادَة وَحميد عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي، إِذْ جَاءَ رجل وَقد حفزه النَّفس فَقَالَ: الله أكبر، الْحَمد لله كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته قَالَ: " أَيّكُم الْمُتَكَلّم بالكلمات؟ " فأرم الْقَوْم. فَقَالَ: " إِنَّه لم يقل بَأْسا " فَقَالَ الرجل: أَنا يَا رَسُول الله قلتهَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لقد رَأَيْت اثْنَي عشر ملكا يبتدرونها، أَيهمْ يرفعها ". 2121 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول يَوْم أحد: " اللَّهُمَّ إِنَّك إِن تشأ لَا تعبد فِي الأَرْض ". 2122 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شاور حِين بلغه إقبال أبي سُفْيَان. قَالَ: فَتكلم أَبُو بكر فَأَعْرض عَنهُ، ثمَّ تكلم عمر فَأَعْرض عَنهُ، فَقَامَ سعد بن عبَادَة فَقَالَ: إيانا تُرِيدُ يَا رَسُول الله. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أمرتنا أَن نخيضها الْبَحْر لأخضناها، وَلَو أمرتنا أَن نضرب أكبادها إِلَى برك الغماد لفعلنَا. قَالَ: فندب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّاس، فَانْطَلقُوا حَتَّى نزلُوا بَدْرًا، ووردت عَلَيْهِم رواياً قُرَيْش وَفِيهِمْ غلامٌ أسود لبني الْحجَّاج، فَكَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسألونه عَن أبي سُفْيَان وَأَصْحَابه، فَيَقُول: مَا لي علمٌ بِأبي سُفْيَان، وَلَكِن هَذَا أَبُو جهل وَعقبَة وَشَيْبَة وَأُميَّة بن خلف. فَإِذا قَالَ ذَلِك ضربوه، فَقَالَ: نعم، أَنا أخْبركُم، هَذَا أَبُو سُفْيَان، فَإِذا الحديث: 2120 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 644 تَرَكُوهُ فَسَأَلُوهُ قَالَ: مَالِي بِأبي سُفْيَان علمٌ، وَلَكِن هَذَا أَبُو جهل وَعتبَة وَشَيْبَة وَأُميَّة ابْن خلف فِي النَّاس. فَإِذا قَالَ هَذَا أَيْضا ضربوه. وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِم يُصَلِّي، فَلَمَّا رأى ذَلِك انْصَرف، وَقَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتضربونه إِذا صدقكُم وتتركونه إِذا كذبكم " قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا مصرع فلَان " وَيَضَع يَده على الأَرْض هَهُنَا وَهَهُنَا. قَالَ فَمَا مَاطَ أحدهم عَن مَوضِع يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2123 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن قُريْشًا صَالحُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم سُهَيْل بن عَمْرو، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَلي: " اكْتُبْ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم " قَالَ سُهَيْل: أما بِسم الله فَمَا نَدْرِي مَا بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، وَلَكِن اكْتُبْ مَا نَعْرِف: بِاسْمِك اللَّهُمَّ. فَقَالَ " اكْتُبْ: من مُحَمَّد رَسُول الله " قَالَ: لَو علمنَا أَنَّك رَسُول الله لأتبعناك، وَلَكِن اكْتُبْ اسْمك وَاسم أَبِيك. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اكْتُبْ: من مُحَمَّد بن عبد الله ". فَاشْتَرَطُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن من جَاءَ مِنْكُم لم نرده عَلَيْكُم، وَمن جَاءَ منا رددتموه علينا. فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، أنكتب هَذَا قَالَ: " نعم، إِنَّه من ذهب منا إِلَيْهِم فَأَبْعَده الله تَعَالَى، وَمن جَاءَنَا مِنْهُم سَيجْعَلُ الله لَهُ فرجا ومخرجاً ". 2124 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَليّ بن زيد وثابت الْبنانِيّ عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفرد يَوْم أحد فِي سَبْعَة من الْأَنْصَار وَرجلَيْنِ من قُرَيْش، فَلَمَّا رهقوه قَالَ: " من يردهم عَنَّا وَله الْجنَّة. أَو: هُوَ رفيقي فِي الْجنَّة؟ " فَتقدم رجلٌ من الْأَنْصَار، فقاتل حَتَّى قتل، ثمَّ رهقوه أَيْضا فَقَالَ: " من يردهم عَنَّا وَله الْجنَّة. أَو: هُوَ رفيقي فِي الْجنَّة؟ " فَتقدم رجلٌ من الْأَنْصَار فقاتل حَتَّى قتل سَبْعَة، فَلم يزل كَذَلِك حَتَّى قتل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لصاحبيه: " مَا أنصفنا أَصْحَابنَا " الحديث: 2123 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 2125 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كسرت رباعيته يَوْم أحد، وشج فِي رَأسه، فَجعل يَسْلت الدَّم عَنهُ وَيَقُول: " كَيفَ يفلح قومٌ شجوا نَبِيّهم وكسروا رباعيته وَهُوَ يَدعُوهُم إِلَى الله " فَأنْزل الله عز وَجل: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شيءٌ} [آل عمرَان] . 2126 - الثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن فَتى من أسلم قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أُرِيد الْغَزْو، وَلَيْسَ معي مَا أتجهز بِهِ. قَالَ: " ائْتِ فلَانا، فَإِنَّهُ قد كَانَ تجهز فَمَرض. " فَأَتَاهُ فَقَالَ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقْرِئك السَّلَام وَيَقُول: أَعْطِنِي الَّذِي تجهزت بِهِ قَالَ: يَا فُلَانَة أعْطِيه الَّذِي تجهزت بِهِ، وَلَا تحبسي عَنهُ شَيْئا، فوَاللَّه لَا تحبسي مِنْهُ شَيْئا فيبارك لَك فِيهِ. 2127 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من طلب الشَّهَادَة صاقا أعطيها وَلَو لم تصبه ". 2128 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أكل طَعَاما لعق أَصَابِعه الثَّلَاث، قَالَ: وَقَالَ: " إِذا سَقَطت لقْمَة أحدكُم فليمط عَنْهَا الْأَذَى، وليأكلها وَلَا يَدعهَا للشَّيْطَان " وأمرنا أَن نسلت الْقَصعَة، قَالَ: " فَإِنَّكُم لَا تَدْرُونَ فِي أَي طَعَامكُمْ الْبركَة ". 2129 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن جاراً لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فارسياً كَانَ طيب المرق، فَصنعَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما، ثمَّ جَاءَ يَدعُوهُ فَقَالَ: " وَهَذِه "؟ لعَائِشَة فَقَالَ: لَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا " ثمَّ عَاد يَدعُوهُ، فَقَالَ الحديث: 2125 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَهَذِه؟ " قَالَ: لَا. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا " ثمَّ عَاد يَدعُوهُ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَهَذِه؟ " قَالَ: نعم فِي الثَّالِثَة. فقاما يتدافعان حَتَّى أَتَيَا منزله. 2130 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ، فَمر بِهِ رجلٌ، فَدَعَاهُ فجَاء، فَقَالَ: " يَا فلَان، هَذِه زَوْجَتي ". فَقَالَ يَا رَسُول الله، من كنت أَظن بِهِ، فَلم اكن أَظن بك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم ". 2131 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رَأَيْت ذَات لَيْلَة فِيمَا يرى النَّائِم كأنا فِي دَار عقبَة بن رَافع. فأتينا برطب من رطب ابْن طَابَ، فأولت الرّفْعَة لنا فِي الدُّنْيَا، والعافية فِي الْآخِرَة، وَأَن ديننَا قد طَابَ ". 2132 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس أَن امْرَأَة كَانَ فِي عقلهَا شَيْء فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن لي إِلَيْك حَاجَة. فَقَالَ: " يَا أم فلَان، انظري أَي السكَك شِئْت حَتَّى أَقْْضِي لَك حَاجَتك " فَخَلا مَعهَا فِي بعض الطّرق حَتَّى فرغت من حَاجَتهَا. 2133 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: وَعَن حَمَّاد عَن هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِقوم يُلَقِّحُونَ، فَقَالَ: " لَو لم تفلعوا لصلح " قَالَ: فَخرج شيصاً، فَمر بهم فَقَالَ: " مَا لنخلكم؟ قَالُوا: قلت كَذَا وَكَذَا. قَالَ: " أَنْتُم أعلم بِأَمْر دنياكم ". الحديث: 2130 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 2134 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت الْبنانِيّ، وَسليمَان التَّيْمِيّ عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَرَرْت على مُوسَى لَيْلَة أسرِي بِي عِنْد الْكَثِيب الْأَحْمَر وَهُوَ قائمٌ يُصَلِّي فِي قَبره ". 2135 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " دخلت الْجنَّة فَسمِعت خشفةً. قلت: من هَذَا؟ قَالُوا: هَذِه الغميصاء بنت ملْحَان، أم أنس بن مَالك ". 2136 - الْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخذ سَيْفا يَوْم أحد، فَقَالَ: " من يَأْخُذ مني هَذَا؟ " فبسطوا أَيْديهم كل إِنْسَان مِنْهُم يَقُول: أَنا أَنا. قَالَ: " فَمن يَأْخُذهُ بِحقِّهِ؟ " فأحجم الْقَوْم. فَقَالَ سماك أَبُو دُجَانَة: أَنا آخذه بِحقِّهِ. قَالَ: فَأَخذه ففلق بِهِ هام الْمُشْركين. 2137 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخى بَين طَلْحَة وَأبي عُبَيْدَة. 2138 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لما صور الله آدم فِي الْجنَّة تَركه مَا شَاءَ أَن يتْركهُ، فَجعل إِبْلِيس يطِيف بِهِ وَينظر إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أجوف عرف أَنه خلقٌ لَا يَتَمَالَك ". 2139 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس: أَن ثَمَانِينَ رجلا من أَهله مَكَّة هَبَطُوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من جبل التَّنْعِيم مسلحين يُرِيدُونَ الحديث: 2134 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 648 غرَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاخذهم سلما فاستحياهم، وَأنزل الله عز وَجل {وَهُوَ الَّذِي كف أَيْديهم عَنْكُم وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم بِبَطن مَكَّة من بعد أَن أَظْفَرَكُم عَلَيْهِم} [الْفَتْح] . 2140 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَوَى إِلَى فرَاشه قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وآوانا، فكم من لَا كَافِي لَهُ وَلَا مؤوي ". 2141 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رجلا كَانَ يتهم بِأم ولد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَلي: " اذْهَبْ فَاضْرب عُنُقه " فَأَتَاهُ عليٌّ، فَإِذا هُوَ فِي ركي يتبرد، فَقَالَ لَهُ عليٌّ: اخْرُج، فَنَاوَلَهُ يَده، فَأخْرجهُ، فَإِذا هُوَ مجبوبٌ لَيْسَ لَهُ ذكرٌ، فَكف عليٌّ عَنهُ، ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّه لمجبوب مَا لَهُ ذكرٌ. 2142 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يُؤْتى بأنعم أهل الدُّنْيَا من أهل النَّار يَوْم الْقِيَامَة، فيصبغ فِي النَّار صبغةً ثمَّ يُقَال: يَا ابْن آدم، هَل رَأَيْت خيرا قطّ؟ هَل مر بك نعيمٌ قطّ؟ فَيَقُول: لَا وَالله يَا رب. وَيُؤْتى بأشد النَّاس بؤساً فِي الدُّنْيَا من أهل الْجنَّة، فَيُقَال لَهُ: يَا ابْن آدم، هَل رَأَيْت بؤساً قطّ؟ هَل مر بك شدةٌ قطّ؟ فَيَقُول: لَا وَالله، مَا مر بِي بؤسٌ قطّ، وَلَا رَأَيْت شدَّة قطّ ". 2143 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت وَحميد عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حفت الْجنَّة بالمكاره، وحفت النَّار بالشهوات ". الحديث: 2140 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 2144 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " إِن فِي الْجنَّة لسوقاً يأتونها كل جُمُعَة، فتهب ريح الشمَال فتحثو فِي وُجُوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالاً، فيرجعون إِلَى أَهْليهمْ وَقد ازدادوا حسنا وجمالاً، فَيَقُول لَهُم أهلوهم: وَالله، لقد ازددتم بَعدنَا حسنا وجمالاً. فَيَقُولُونَ: وَأَنْتُم وَالله لقد ازددتم بَعدنَا حسنا وجمالاً ". 2145 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من يدْخل الْجنَّة ينعم لَا يبأس، وَلَا تبلى ثِيَابه، وَلَا يفنى شبابه ". كَذَا حكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي وخلفٌ الوَاسِطِيّ فِي الْإِسْنَاد، وَهُوَ فِيمَا رَأينَا من كتاب مُسلم من رِوَايَة زُهَيْر بن حَرْب عَن ابْن مهْدي عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة. وَالله أعلم. 2146 - الْخَمْسُونَ: عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أنس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ترك قَتْلَى بدر ثَلَاثًا ثمَّ أَتَاهُم، فَقَامَ عَلَيْهِم فناداهم، فَقَالَ: " يَا أَبَا جهل بن هِشَام، يَا أُميَّة بن خلف، يَا عتبَة بن ربيعَة، يَا شيبَة بن ربيعَة، أَلَيْسَ قد وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا؟ فَإِنِّي قد وجدت مَا وَعَدَني رَبِّي حَقًا " فَسمع عمر قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ يسمعُونَ، أَو أَنى يجيبون وَقد جيفوا؟ قَالَ " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم، وَلَكِن لَا يقدرُونَ أَن يجيبوا " ثمَّ أَمر بهم فسحبوا، فَألْقوا فِي قليب بدر. الحديث: 2144 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 2147 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " آتِي بَاب الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة فأستفتح، فَيَقُول الخازن: من أَنْت؟ فَأَقُول: مُحَمَّد. فَيَقُول: بك أمرت لَا أفتح لأحدٍ قبلك ". 2148 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسع نسْوَة، فَكَانَ إِذا قسم بَينهُنَّ لَا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَة الأولى فِي تسع، فَكُن يجتمعن كل لَيْلَة فِي بَيت الَّتِي يَأْتِيهَا، فَكَانَ فِي بَيت عَائِشَة، فَجَاءَت زَيْنَب فَمد يَده إِلَيْهَا، فَقَالَت: هَذِه زَيْنَب، فَكف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده، فتقاولتا حَتَّى استخبتا، وأقيمت الصَّلَاة، فَمر أَبُو بكر على ذَلِك، فَسمع أصواتهما فَقَالَ: أخرج يَا رَسُول الله إِلَى الصَّلَاة، واحث فِي أفواههن التُّرَاب. فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَت عَائِشَة: الْآن يقْضِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته، فَيَجِيء أَبُو بكر فيفعل بِي وَيفْعل، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته، أَتَاهَا أَبُو بكر فَقَالَ لَهَا قولا شَدِيدا. وَقَالَ: أتصنعين هَذَا! . 2149 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسيسة عينا ينظر مَا صنعت عير أبي سُفْيَان، فَجَاءُوا مَا فِي الْبَيْت غير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وغيري. قَالَ: لَا أَدْرِي مَا اسْتثْنى بعض نسائة قَالَ: فحدثه الحَدِيث فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَتكلم فَقَالَ: " إِن لنا طلبة، فَمن كَانَ ظَهره حَاضرا فليركب مَعنا " فَجعل رجال يستأذنونه فِي ظهْرهمْ فِي علو الْمَدِينَة. فَقَالَ: " لَا، إِلَّا من كَانَ ظَهره حَاضرا ". فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه حَتَّى سبقوا الْمُشْركين إِلَى بدر، وَجَاء الْمُشْركُونَ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يقدمن أحد مِنْكُم إِلَى شَيْء حَتَّى أكون أَنا أوذنه " فَدَنَا الْمُشْركُونَ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 2147 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 " قومُوا إِلَى جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض " قَالَ: يَقُول عُمَيْر بن الْحمام الْأنْصَارِيّ: يَا رَسُول الله جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: بخ بخ يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا يحملك على قَوْلك بخ بخ؟ " قَالَ: لَا، وَالله يَا رَسُول الله إِلَّا رَجَاء أَن أكون من أَهلهَا. قَالَ: " فَإنَّك من أَهلهَا " فاخترج تمراتٍ من قرنه، فَجعل يَأْكُل مِنْهُنَّ ثمَّ قَالَ: لَئِن أَنا حييت حَتَّى آكل تمراتي هَذِه إِنَّهَا لحياة طَوِيلَة. قَالَ: فَرمى بِمَا كَانَ مَعَه من التَّمْر، ثمَّ قَاتلهم حَتَّى قتل. 2150 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى الْغَدَاة جَاءَ خدم الْمَدِينَة بآنيتهم فِيهَا المَاء، فَمَا يُؤْتى بإناءٍ إِلَّا غمس يَده فِيهِ، فَرُبمَا جَاءُوهُ فِي الْغَدَاة الْبَارِدَة، فيغمس يَده فِيهَا. 2152 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والحلاق يحلقه، وأطاف بِهِ أَصْحَابه، فَمَا يُرِيدُونَ أَن تقع شعرةٌ إِلَّا فِي يَد رجل. 2152 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: انْطلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أم أَيمن، فَانْطَلَقت مَعَه، فناولته إِنَاء فِيهِ شراب قَالَ: فَلَا أَدْرِي أصادفته صَائِما أَو لم يردهُ " فَجعلت تصخب عَلَيْهِ وتذمر عَلَيْهِ. وَذكر من حَدِيث سُلَيْمَان عَن ثَابت عَن أنس زِيَارَة أبي بكر وَعمر لأم أَيمن بعد وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقد تقدم ذَلِك فِي مُسْند أبي بكر. 2153 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن إِسْمَاعِيل بن علية عَن عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب عَن أنس قَالَ: إِنَّه ليمنعني أَن أحدثكُم حَدِيثا كثيرا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من تعمد عَليّ كذبا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ". الحديث: 2150 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 2154 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عمرَان الْجونِي واسْمه عبد الْملك بن حبيب عَن أنس قَالَ: وَقت لنا - وَحكى أَبُو مَسْعُود - وَقت لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قصّ الشَّارِب، وتقليم الْأَظْفَار، ونتف الْإِبِط، وَحلق الْعَانَة، أَن لَا نَتْرُك أَكثر من أَرْبَعِينَ لَيْلَة. 2155 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الْجَعْد أبي عُثْمَان عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا بني ". 2156 - السِّتُّونَ: عَن الزبير بن عدي عَن أنس قَالَ: قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَأَبُو بكر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَعمر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ. 2157 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عَامر الشّعبِيّ عَن أنس قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَضَحِك، فَقَالَ: " هَل تَدْرُونَ مِم أضْحك؟ " قَالَ: قلت: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " من مُخَاطبَة العَبْد ربه، يَقُول: يَا رب، ألم تجزني من الظُّلم؟ قَالَ: يَقُول: بلَى. قَالَ: فَيَقُول: فَإِنِّي لَا أُجِيز على نَفسِي إِلَّا شَاهدا مني. قَالَ: فَيَقُول: كفى بِنَفْسِك الْيَوْم عَلَيْك شَهِيدا، والكرام الْكَاتِبين شَهِيدا. قَالَ: فيختم عَليّ فِيهِ، فَيُقَال لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي. قَالَ: فَتَنْطِق بِأَعْمَالِهِ، قَالَ: ثمَّ يخلى بَينه وَبَين الْكَلَام، فَيَقُول: بعدا وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كنت أُنَاضِل ". وَلَيْسَ لعامر الشّعبِيّ عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 2158 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن يحيى بن عباد عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن الْخمر تتَّخذ خلا. فَقَالَ: " لَا ". وَلَيْسَ ليحيى بن عباد عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2154 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 2159 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الرَّحْمَن السّديّ قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك: كَيفَ أنصرف إِذا سلمت: عَن يَمِيني أَو عَن يساري؟ فَقَالَ: أما أَنا فَأكْثر مَا رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْصَرف عَن يَمِينه. وَلَيْسَ لإسماعيل السّديّ عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2160 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن سعيد بن أبي بردة عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِ " ن الله ليرضى عَن العَبْد يَأْكُل الْأكلَة فيحمده عَلَيْهَا، وَيشْرب الشربة فيحمده عَلَيْهَا ". 2161 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن الْمُخْتَار بن فلفل مولى عَمْرو بن حُرَيْث عَن أنس قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا خير الْبَريَّة. فَقَالَ: " ذَاك إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ". 2162 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة أقبل علينا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: " إِنِّي إمامكم، فَلَا تسبقوني بِالرُّكُوعِ، وَلَا بِالْقيامِ، وَلَا بالانصراف، فَإِنِّي أَرَاكُم من أَمَامِي، وَمن خَلْفي " ثمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، لَو رَأَيْتُمْ مَا رَأَيْت لضحكتم قَلِيلا، ولبكيتم كثيرا " قَالُوا: وَمَا رَأَيْت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْجنَّة وَالنَّار ". 2163 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن مُصعب بن سليم عَن أنس قَالَ: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِتَمْر، فَجعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقسمهُ وَهُوَ محتفزٌ، يَأْكُل مِنْهُ أكلا ذريعاً. وَفِي رِوَايَة زُهَيْر: أكلا حثيثاً. الحديث: 2159 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 654 وَفِي رِوَايَة حَفْص بن غياث عَن مُصعب عَن أنس: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقعياً يَأْكُل تَمرا. وَلَيْسَ لمصعب بن سليم فِي الصَّحِيح عَن أنس غير هَذَا. وَقد جعله أَبُو مَسْعُود حَدِيثا وَاحِدًا. 2164 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن يُوسُف بن عبد الله بن الْحَارِث عَن أنس - فِي الرقى قَالَ: رخص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرّقية من الْعين والحمة والنملة. وَلَيْسَ ليوسف بن عبد الله عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2165 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ. عَن عَمْرو بن سعيد عَن أنس قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أرْحم بالعيال من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. كَانَ إِبْرَاهِيم مسترضعاً لَهُ فِي عوالي الْمَدِينَة، وَكَانَ ينْطَلق وَنحن مَعَه، فَيدْخل الْبَيْت، وَإنَّهُ ليدخن، وَكَانَ ظئره قينا، فَيَأْخذهُ فيقبله، ثمَّ يرجع. قَالَ عَمْرو: فَلَمَّا توفّي إِبْرَاهِيم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن إِبْرَاهِيم ابْني، وَإنَّهُ مَاتَ فِي الثدي، وَإِن لَهُ لظئرين تكملان رضاعه فِي الْجنَّة ". وَلَيْسَ لعَمْرو بن سعيد عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 2166 - السبعون: عَن يحيى بن يزِيد الْهنائِي قَالَ: سَأَلت أنس بن مَالك عَن الحديث: 2164 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 قصر الصَّلَاة فَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا خرج مسيرَة ثَلَاثَة أَمْيَال، أَو ثَلَاثَة فراسخ - شُعْبَة الشاك - صلى رَكْعَتَيْنِ. وَلَيْسَ ليحيى بن يزِيد الْهنائِي عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2167 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن الْأَصَم عَن أنس قَالَ: بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيّ عمر بجبة سندسٍ، فَقَالَ عمر: بعثت بهَا إِلَيّ وَقد قلت فِيهَا مَا قلت؟ " قَالَ: " إِنِّي لم أبْعث بهَا إِلَيْك لتلبسها، وَإِنَّمَا بعثت بهَا إِلَيْك لتنتفع بِثمنِهَا ". وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن بن الْأَصَم عَن أنس فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 2167 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 (80) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي هُرَيْرَة الدوسي رَضِي الله عَنهُ 2168 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن عَبَّاس قَالَ: مَا رَأَيْت شَيْئا أشبه باللمم مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله كتب على ابْن آدم حَظه من الزِّنَا، أدْرك ذَلِك لَا محَالة: فزنا الْعَينَيْنِ النّظر، وزنا اللِّسَان النُّطْق، وَالنَّفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذَلِك أَو يكذبهُ ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كتب على ابْن آدم نصِيبه من الزِّنَا، مدركٌ ذَلِك لَا محَالة: العينان زناهما النّظر، والأذنان زناهما الِاسْتِمَاع، وَاللِّسَان زِنَاهُ الْكَلَام، وَالْيَد زنَاهَا الْبَطْش، وَالرجل زنَاهَا الخطا، وَالْقلب يهوى ويتمنى، وَيصدق ذَلِك الْفرج، ويكذبه ". 2169 - الثَّانِي: عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: قدم مُسَيْلمَة الْكذَّاب على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة فَجعل يَقُول: إِن جعل لي محمدٌ الْأَمر من بعده تَبعته. قَالَ: وقدمها فِي بشر كثير من قومه. فَأقبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ ثَابت بن قيس بن شماس. زَاد فِي رِوَايَة عبيد الله بن عتبَة: وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ خطيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي يَد الحديث: 2168 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطعةٌ من جريد، حَتَّى وقف على مُسَيْلمَة فِي أَصْحَابه فَقَالَ: " لَو سَأَلتنِي هَذِه الْقطعَة مَا أعطيتكها، وَلَئِن أَدْبَرت ليَعْقِرنك الله، وَإِنِّي لأرَاك الَّذِي أريت فِيك مَا أريت، وَهَذَا ثَابت يجيبك عني " ثمَّ انْصَرف. قَالَ ابْن عَبَّاس: سَأَلت عَن قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّك الَّذِي أريت فِيك مَا أريت " فَأَخْبرنِي أَبُو هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَينا أَنا نَائِم، رَأَيْت فِي يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب، فَأَهَمَّنِي شَأْنهمَا، فَأُوحي إِلَيّ فِي الْمَنَام أَن انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتهمَا فطَارَا، فَأَوَّلْتهمَا كَذَّابين يخرجَانِ بعدِي، فَكَانَ أَحدهمَا الْعَنسِي صَاحب صنعاء، وَالْآخر مُسَيْلمَة صَاحب الْيَمَامَة ". وَأَخْرَجَا حَدِيث السوارين من رِوَايَة همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فِي حَدِيث البُخَارِيّ قَالَ: " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " ثمَّ اتفقَا، وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَينا أَنا نائمٌ، إِذْ أُوتيت خَزَائِن الأَرْض، فَوضع بَين يَدي سِوَارَيْنِ من ذهب، فَكَبرَا عَليّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحي إِلَيّ أَن انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتهمَا فطَارَا، فَأَوَّلْتهمَا الْكَذَّابين اللَّذين أَنا بَينهمَا: صَاحب صنعاء وَصَاحب الْيَمَامَة ". 2170 - الثَّالِث: عَن أنس بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وَجل: إِذا تقرب عَبدِي مني شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا، وَإِذا تقرب مني ذِرَاعا تقربت مها باعاً - أَو بوعاً - وَإِذا أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولةً " لفظ حَدِيث مُسلم. زَاد أَبُو مَسْعُود: " وَإِن هرول سعيت إِلَيْهِ، وَالله أسْرع بالمغفرة ". أَو كَمَا قَالَ. وَلم أر هَذَا فِي الْكِتَابَيْنِ. الحديث: 2170 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 وَأَخْرَجَاهُ بِزِيَادَة من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَقُول الله عز وَجل: أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي، وَأَنا مَعَه حِين يذكرنِي، فَإِن ذَكرنِي فِي نَفسه ذكرته فِي نَفسِي، وَإِن ذَكرنِي فِي مَلأ ذكرته فِي مَلأ هم خيرٌ مِنْهُم، وَإِن اقْترب إِلَيّ شبْرًا تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا، وَإِن تقرب إِلَيّ ذِرَاعا اقْتَرَبت إِلَيْهِ باعاً، وَإِن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة ". وَأخرج البُخَارِيّ الزِّيَادَة الَّتِي فِي أَوله من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وَجل: أَنا عِنْد حسن ظن عَبدِي بِي " لم يزدْ. وأخرجها مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن الله يَقُول: أَنا عِنْد حسن ظن عَبدِي بِي، وَأَنا مَعَه إِذا دَعَاني ". وَأخرجه مُسلم بِطُولِهِ وَبِزِيَادَة أُخْرَى من حَدِيث زيد بن أسلم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وَجل: أَنا عِنْد حسن ظن عَبدِي، وانا مَعَه حَيْثُ يذكرنِي. وَالله، لله أفرح بتوبة عَبده من أحدكُم يجد ضالته بالفلاة. وَمن تقرب إِلَيّ شبْرًا تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا، وَمن تقرب إِلَيّ ذِرَاعا تقربت إِلَيْهِ باعاً، وَإِذا أقبل إِلَيّ يمشى أَقبلت إِلَيْهِ أهرول ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الله قَالَ: إِذا تَلقانِي عَبدِي بشبر تلقيته بِذِرَاع، وَإِذا تَلقانِي بِذِرَاع تلقيته بباع، وَإِذا تَلقانِي بباعٍ أَتَيْته بأسرع ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 2171 - الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب: أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، فَمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله، فقد عصم مني نَفسه وَمَاله إِلَّا بِحقِّهِ، وحسابه على الله ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر، وَعَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أمرت أَن أقَاتل النَّاس. . " بِمثل حَدِيث ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث روح بن الْقَاسِم، وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الداروردي جَمِيعًا عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، ويؤمنوا بِي وَبِمَا جِئْت بِهِ، فَإِذا فعلوا ذَلِك عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وحسابهم على الله ". 2172 - الْخَامِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَقُول: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تضطرب أليات نسَاء دوس على ذِي الخلصة " وَذُو الخلصة: طاغية دوس الَّتِي كَانَ يعْبدُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة. زَاد معمر: بتبالة. 2173 - السَّادِس: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: قَالَ سعيد بن الْمسيب: أَخْبرنِي أَبُو هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تخرج نارٌ من أَرض الْحجاز تضيء أَعْنَاق الْإِبِل ببصرى ". 2174 - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله الحديث: 2171 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " إِذا هلك كسْرَى فَلَا كسْرَى بعده، وَإِذا هلك قَيْصر فَلَا قَيْصر بعده. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن منبة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: هلك كسْرَى ثمَّ لَا يكون كسْرَى بعده، وَقَيْصَر ليهلكن ثمَّ لَا يكون قَيْصر بعده، ولتنفقن كنوزهما فِي سَبِيل الله ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنى حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد. 2175 - الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من مَوْلُود إِلَّا والشيطان يمسهُ حِين يُولد، فَيَسْتَهِل صَارِخًا من مس الشَّيْطَان إِيَّاه، إِلَّا مَرْيَم " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {وَإِنِّي أُعِيذهَا بك وذريتها من الشَّيْطَان الرَّجِيم} [آل عمرَان] . وَفِي رِوَايَة عبد الْأَعْلَى وَغَيره عَن عبد الرَّزَّاق نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا نخسه الشَّيْطَان، فَيَسْتَهِل صَارِخًا من نخسة الشَّيْطَان إِلَّا ابْن مَرْيَم وَأمه ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل بني آدم يطعن الشَّيْطَان فِي جَنْبَيْهِ بإصبعه حِين يُولد غير عِيسَى بن مَرْيَم ذهب يطعن فطعن فِي الْحجاب ". الحديث: 2175 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 وَأخرجه مُسلم فِي حَدِيث أبي يُونُس مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي وليد عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل بني آدم يمسهُ الشَّيْطَان يَوْم وَلدته أمه، إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا ". وَمن حَدِيث أبي عوَانَة عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " صياح الْمَوْلُود حِين يَقع نزغةٌ من الشَّيْطَان ". 2176 - التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ليوشكن أَن ينزل فِيكُم ابْن مَرْيَم حكما مقسطاً، فيكسر الصَّلِيب، وَيقتل الْخِنْزِير، وَيَضَع الْجِزْيَة، وَيفِيض المَال حَتَّى لَا يقبله أحدٌ " زَاد فِي حَدِيث صَالح عَن الزُّهْرِيّ: " وَحَتَّى تكون السَّجْدَة الْوَاحِدَة خيرا من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {وَإِن من أهل الْكتاب إِلَّا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته} الْآيَة [النِّسَاء] . وَأَخْرَجَا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن نَافِع مولى أبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " كَيفَ أَنْتُم إِذا نزل ابْن مَرْيَم فِيكُم وإمامكم مِنْكُم " وَفِي رِوَايَة ابْن أخي ابْن شهَاب " فأمكم " وَفِي رِوَايَة ابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ " فأمكم مِنْكُم " وَقَالَ ابْن أبي ذِئْب: تَدْرِي مَا أمكُم مِنْكُم؟ قلت: تُخبرنِي. قَالَ: فأمكم بِكِتَاب ربكُم تبَارك وَتَعَالَى، وَسنة نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عقيل وَالْأَوْزَاعِيّ. وَلَيْسَ لنافع مولى أبي قَتَادَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 2176 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالله لينزلن ابْن مَرْيَم حكما عادلاً، فليكسرن الصَّلِيب، وليقتلن الْخِنْزِير، وليضعن الْجِزْيَة، ولتتركن القلاص فَلَا يستقى عَلَيْهَا، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعون إِلَى المَال فَلَا يقبله أحد ". 2177 - الْعَاشِر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يتقارب الزَّمَان، وينقض الْعلم، ويلقى الشُّح، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: " الْقَتْل الْقَتْل ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يتقارب الزَّمَان، وَينْقص الْعلم. . " وَذكر مثله. وَفِيه قَالُوا: وَمَا الْهَرج؟ قَالَ: " الْقَتْل ". وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن حميد: يتقارب الزَّمَان، وَيقبض الْعلم. . " ثمَّ ذكره. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يقبض الْعلم، وتكثر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج ". قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا الْهَرج؟ قَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ فحرفها، كَأَنَّهُ يُرِيد الْقَتْل. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد عَن أبي هُرَيْرَة، وَلم يذكر: " يلقى الشُّح " الحديث: 2177 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر زِيَادَة على حَدِيث حميد لم يذكرهَا مُسلم، وَقد ذكرهَا أَبُو بكر البرقاني وَأَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي، وَهِي: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج ثَلَاثُونَ دجالون، كلهم يزْعم أَنه رَسُول الله، وَحَتَّى يقبض الْعلم، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا الْهَرج؟ قَالَ: " الْقَتْل الْقَتْل " وَقد حكى أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر أَن مُسلما أخرجه كُله كَذَلِك وَذكر الطَّرفَيْنِ جَمِيعًا، وَلم يخرج مُسلم مِنْهُ أَوله، وَإِنَّمَا أخرج فصل قبض الْعلم إِلَى آخِره. وَقد أخرج مُسلم فِي مَوضِع آخر من كِتَابه ذكر الدجالين، من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة. وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا، وَلم يُخرجهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن الْعَلَاء. وَأخرج مُسلم أَيْضا حَدِيث الْهَرج مُفردا من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر الْهَرج " قَالُوا: وَمَا الْهَرج يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْقَتْل الْقَتْل ". وَقد أخرج مُسلم أَيْضا حَدِيث قبض الْعلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقَالَ: مثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد، وَلم يذكر " يلقى الشُّح ". وَفِي الحَدِيث زِيَادَة على حَدِيث حميد ذكرهَا أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بذلك الْإِسْنَاد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر المَال وَيفِيض حَتَّى يهم رب المَال من يقبض مِنْهُ صدقته " وَقَالَ: " يقبض الْعلم، ويقترب الزَّمن، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج. . " وَذكره. وَأخرج مُسلم أَيْضا حَدِيث قبض الْعلم من حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقَالَ: مثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد. قَالَ: وَلم يذكر " يلقى الشُّح ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 وَذكر أَبُو مَسْعُود أَن أَوله: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر فِيكُم المَال فيفيض حَتَّى يهم رب الْملك من يقبله مِنْهُ، ويدعى إِلَيْهِ الرجل فَيَقُول: لَا أرب لي فِيهِ. " وَهَذَا الْفَصْل قد فَصله مُسلم مِنْهُ. وَأخرجه فِي " الزَّكَاة ". وَأخرجه أَيْضا هُنَاكَ من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر المَال وَيفِيض حَتَّى يخرج الرجل بِزَكَاة مَاله فَلَا يجد أحدا يقبلهَا مِنْهُ، وَحَتَّى تعود أَرض الْعَرَب مروجاً وأنهاراً ". قَالَ مُسلم فِي أَحَادِيث قبض الْعلم: إِنَّه لَيْسَ فِي حَدِيث سَالم عَن أبي هُرَيْرَة، وَلَا فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء، وَلَا فِي حَدِيث همام وَأبي يُونُس سليم عَن أبي هُرَيْرَة " يلقى الشُّح ". 2178 - الْحَادِي عشر: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يقبض الله الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة ويطوي السَّمَاء بِيَمِينِهِ، ثمَّ يَقُول: " أَنا الْملك، أَيْن مُلُوك الأَرْض؟ ". 2179 - الثَّانِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما نعَالهمْ الشّعْر. لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة " قَالَ سُفْيَان: وَزَاد فِيهِ أَبُو الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رِوَايَة: " صغَار الْأَعْين، ذلف الأنوف، كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة ". اللَّفْظ للْبُخَارِيّ. الحديث: 2178 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 وَلمُسلم نَحوه إِلَّا أَنه لَيْسَ لمُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد: كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة " وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ فِيهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تقاتلون بَين يَدي السَّاعَة قوما نعَالهمْ الشّعْر، كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة، حمر الْوُجُوه، صغَار لأعين " وَهَذَا لفظ حَدِيث مُسلم عَن أبي كريب. وللبخاري فِي حَدِيثَة عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَن قيس بن أبي حَازِم قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ: صَحِبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث سِنِين، لم أكن فِي سني أحرص على أَن أعي الحَدِيث مني فِيهِنَّ، سمعته يَقُول - وَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ: " بَين يَدي السَّاعَة تقاتلون قوما نعَالهمْ الشّعْر، وَهُوَ هَذَا البارز " وَقَالَ سُفْيَان مرّة: وهم أهل البارز. وَأخرجه البُخَارِيّ، وَزَاد فِي أَوله زِيَادَة من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا قوما نعَالهمْ الشّعْر، وَحَتَّى تقاتلوا التّرْك صغَار الْأَعْين، حمر الْوُجُوه، ذلف الأنوف، كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة، وتجدون خير النَّاس أَشَّدهم كَرَاهِيَة لهَذَا الْأَمر حَتَّى يَقع فِيهِ، وَالنَّاس معادن، خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا. وليأتين على أحدكُم زمانٌ لَئِن يراني أحب إِلَيْهِ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَاله ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيث شُعَيْب دون الزِّيَادَة، مَعَ تَقْدِيم وَتَأْخِير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا حوزاً وكرمان من الْأَعَاجِم، حمر الْوُجُوه، فطس الأنوف، صغَار الْأَعْين، وُجُوههم المجان المطرقة، نعَالهمْ الشّعْر ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يُقَاتل الْمُسلمُونَ التّرْك، قوما وُجُوههم كالمجان المطرقة، يلبسُونَ الشّعْر، ويمشون فِي الشّعْر ". 2180 - الثَّالِث عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يلْدغ الْمُؤمن من جحرٍ واحدٍ مرَّتَيْنِ ". 2181 - الرَّابِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَقُول: " اللَّهُمَّ فأيما عبد سببته فَاجْعَلْ ذَلِك لَهُ قربَة إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة ابْن أخي ابْن شهَاب عَن عَمه: " اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخذت عنْدك عهدا لن تخلفينه، فأيما مسلمٍ سببته أَبُو جلدته فَاجْعَلْ ذَلِك كَفَّارَة لَهُ يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة ابْن أخي ابْن شهَاب عَن عَمه: اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخذت عنْدك عهدا لن وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشر، فأيما رجلٍ من الْمُسلمين سببته أَو لعنته أَو جلدته فاجعلها لَهُ زَكَاة وَرَحْمَة ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: زَكَاة وَأَجرا ". الحديث: 2180 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي اتَّخذت عنْدك عهدا لن تخلفنيه، فَأَي الْمُؤمنِينَ آذيته، شتمته، لعنته جلدته، فاجعلها لَهُ صَلَاة وَزَكَاة وقربة تقربه بهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ". وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ: " أَو جلده " وَهِي لُغَة أبي هُرَيْرَة. وَمن حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَلَيْسَ لأيوب عَن الْأَعْرَج فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه من حَدِيث سَالم مولى النصريين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّمَا مُحَمَّد بشرٌ، يغْضب كَمَا يغْضب الْبشر، وَإِنِّي قد اتَّخذت عنْدك عهدا لن تخلفنيه، فأيما مُؤمن آذيته أَو سببته، أَو جلدته، فاجعلها لَهُ كَفَّارَة وقربة تقربه بهَا إِلَيْك يَوْم الْقِيَامَة ". وَلَيْسَ لسالم مولى النصريين عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 2182 - الْخَامِس عشر: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يدْخل من أمتِي زمرة هم سَبْعُونَ ألفا، تضيء وُجُوههم إضاءة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر ". وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقَامَ عكاشة بن مُحصن الْأَسدي، فَرفع نمرة عَلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم " ثمَّ قَامَ رجلٌ من الْأَنْصَار فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " سَبَقَك بهَا عكاشة ". الحديث: 2182 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يدْخل من أمتِي الْجنَّة سَبْعُونَ ألفا بِغَيْر حِسَاب " فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُم " ثمَّ قَامَ آخر فَقَالَ: يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَقَالَ: " سَبَقَك بهَا عكاشة ". وَمن حَدِيث حَيْوَة عَن أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يدْخل الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا زمرةً وَاحِدَة، فهم على صُورَة الْقَمَر ". 2183 - السَّادِس عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " جعل الله الرَّحْمَة مائَة جزءٍ، فَأمْسك عِنْده تِسْعَة وَتِسْعين وَأنزل فِي الأَرْض جُزْءا وَاحِدًا، فَمن ذَلِك الْجُزْء تتراحم الْخَلَائق حَتَّى ترفع الدَّابَّة حافرها عَن وَلَدهَا خشيَة أَن تصيبه ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن لله مائَة رحمةٍ، أنزل مِنْهَا رَحْمَة وَاحِدَة بَين الْجِنّ وَالْإِنْس والبهائم والهوام، فِيهَا يتعاطفون وَبهَا يتراحمون، وَبهَا تعطف الْوَحْش على وَلَدهَا، وَأخر الله تسعا وَتِسْعين رَحْمَة يرحم بهَا عباده يَوْم الْقِيَامَة ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر بن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: خلق الله مائَة رحمةٍ، فَوضع وَاحِدَة بَين خلقه، وخبأ عِنْده مائَة إِلَّا وَاحِدَة ". الحديث: 2183 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 وللبخاري من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الله خلق الرَّحْمَة يَوْم خلقهَا مائَة رحمةٍ، فَأمْسك عِنْده تِسْعَة وَتِسْعين رَحْمَة، وَأرْسل فِي خلقه كلهم رَحْمَة وَاحِدَة، فَلَو يعلم الْكَافِر بِكُل الَّذِي عِنْد الله من الرَّحْمَة لم ييأس من الْجنَّة، وَلَو يعلم الْمُؤمن بِكُل الَّذِي عِنْد الله من الْعَذَاب لم يَأْمَن من النَّار ". 2184 - السَّابِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب قَالَ: الْبحيرَة: الَّتِي يمْنَع درها للطواغيت، فَلَا يحلبها أحدٌ من النَّاس. والسائبة: كَانُوا يسيبونها لآلهتهم، لَا يحمل عَلَيْهَا شَيْء. وَقَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رَأَيْت عَمْرو بن عامرٍ الْخُزَاعِيّ يجر قصبه فِي النَّار، كَانَ أول من سيب السوائب ". وَأخرج مُسلم مِنْهُ الْمسند فَقَط من حَدِيث جرير عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رَأَيْت عَمْرو بن لحي بن قمعة بن خندف أَخا بني كَعْب هَؤُلَاءِ يجر قصبه فِي النَّار ". وللبخاري من حَدِيث أبي حُصَيْن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " عَمْرو بن لحي بن قمعة بن خندف أَبُو خُزَاعَة ". 2185 - الثَّامِن عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قلب الشَّيْخ شابٌّ على حب اثْنَتَيْنِ: طول الْحَيَاة، وَحب المَال ". الحديث: 2184 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قلب الشَّيْخ شابٌّ على حب اثْنَتَيْنِ: حب الْعَيْش وَالْمَال ". 2186 - التَّاسِع عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر، فَقَالَ لرجلٍ مِمَّن يدعى بِالْإِسْلَامِ: " هَذَا من أهل النَّار " فَلَمَّا حضر الْقِتَال قَاتل الرجل قتالاً شَدِيدا، فأصابته جِرَاحَة، فَقيل: يَا رَسُول الله، الرجل الَّذِي قلت لَهُ آنِفا " إِنَّه من أهل النَّار " فَإِنَّهُ قَاتل الْيَوْم قتالاً شَدِيدا، وَقد مَاتَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِلَى النَّار " فكاد بعض الْمُسلمين أَن يرتاب. فَبَيْنَمَا هم على ذَلِك إِذْ قيل: إِنَّه لم يمت، وَلَكِن بِهِ جراحاً شَدِيدَة، فَلَمَّا كَانَ من اللَّيْل لم يصبر على الْجراح فَقتل نَفسه، فَأخْبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " الله أكبر، أشهد أَنِّي عبد الله وَرَسُوله ". ثمَّ أَمر بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاس: " إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا نفسٌ مسلمة، وَإِن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر. . وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب عَن عبد الله بن كَعْب قَالَ أَخْبرنِي من شهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَيْبَر. 2187 - الْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: سَمِعت سعيد بن الْمسيب يَقُول: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " للْعَبد الْمَمْلُوك المصلح أَجْرَانِ " وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، لَوْلَا الْجِهَاد فِي سَبِيل الله، وَالْحج، وبر أُمِّي، لأحببت أَن أَمُوت وَأَنا الحديث: 2186 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 مَمْلُوك. زَاد فِي رِوَايَة حَرْمَلَة وَأبي الطَّاهِر قَالَ: وبلغنا أَن أَبَا هُرَيْرَة لم يكن يحجّ حَتَّى مَاتَت أمه لصحبتها. وَفِي رِوَايَة بشر بن مُحَمَّد: للْعَبد الْمَمْلُوك الصَّالح ". وَأَخْرَجَا نَحوه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعما لأَحَدهم يحسن عبَادَة ربه، وَينْصَح لسَيِّده ". وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِالْإِسْنَادِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا أدّى العَبْد حق الله وَحقّ موَالِيه، كَانَ لَهُ أَجْرَانِ " قَالَ: فَحدثت بهَا كَعْبًا فَقَالَ كَعْب: لَيْسَ عَلَيْهِ حسابٌ وَلَا على مُؤمن مزهدٍ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نعما للمملوك الَّذِي يتوفى يحسن عبَادَة الله، وصحابة سَيّده، نعما لَهُ ". 2188 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: حق الْمُسلم على الْمُسلم خمسٌ: رد السَّلَام، وعيادة الْمَرِيض، وَاتِّبَاع الْجَنَائِز، وَإجَابَة الدعْوَة، وتشميت الْعَاطِس ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله] 7] : " حق الْمُسلم على الْمُسلم سِتّ " قيل: مَا هن يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " إِذا لَقيته فَسلم عَلَيْهِ. وَإِذا دعَاك فأجبه. وَإِذا استنصحك فانصح لَهُ. وَإِذا عطس فَحَمدَ الله فشمته. وَإِذا مَاتَ فَاتبعهُ ". الحديث: 2188 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 2189 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيْلَة أسرِي بِي لقِيت مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام " قَالَ: فنعته النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِذا هُوَ رجلٌ حسبته قَالَ - مُضْطَرب، رجل الرَّأْس، كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة " قَالَ: " وَلَقِيت عِيسَى " فنعته النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " ربعةٌ، أَحْمَر، كَأَنَّمَا خرج من ديماس - يعْنى الْحمام. وَرَأَيْت إِبْرَاهِيم، وَأَنا أشبه وَلَده بِهِ ". قَالَ: " وأتيت بإناءين: فِي أَحدهمَا لبن وَالْآخر فِيهِ خمر، فَقيل لي: خُذ أَيهمَا شِئْت، فَأخذت اللَّبن فَشَربته. فَقيل: هديت الْفطْرَة، أَو أصبت الْفطْرَة، أما إِنَّك لَو أخذت الْخمر غوت أمتك ". وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر نَحوه، وَفِيه " رَأَيْت مُوسَى، فَإِذا ضرب رجل كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة ". 2190 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَاتل الله الْيَهُود، حرم الله عَلَيْهِم الشحوم فَبَاعُوهَا وأكلوا أثمانها ". 2191 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَاتل الله الْيَهُود، اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لعن الْيَهُود وَالنَّصَارَى، اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد ". 2192 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يخرب الْكَعْبَة ذُو السويقتين من الْحَبَشَة ". الحديث: 2189 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سَالم أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ذُو السويقتين من الْحَبَشَة يخرب بَيت الله ". 2193 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْحلف منفقةٌ، للسلعة، ممحقةٌ للكسب ". 2194 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تشد، الرّحال إِلَّا ثَلَاثَة مَسَاجِد: الْمَسْجِد الْحَرَام، وَمَسْجِد الرَّسُول، وَمَسْجِد الْأَقْصَى ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سلمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنَّمَا يُسَافر إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد: الْكَعْبَة، ومسجدي، وَمَسْجِد إيلياء ". 2195 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصّيام هُوَ لي، وَأَنا أجزي بِهِ. ولخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ". فِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب: فوالذي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لخلوف فَم الصَّائِم. . " وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لخلفة فَم الصَّائِم. . ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كل عمل ابْن آدم لَهُ، يُضَاعف الْحَسَنَة عشرَة أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة الحديث: 2193 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 ضعف، قَالَ الله عز وَجل: إِلَّا الصَّوْم فَإِنَّهُ لي، وَأَنا أجزى بِهِ، يدع شَهْوَته وَطَعَامه من أَجلي. للصَّائِم فرحتان: فرحةٌ عِنْد فطره، وفرحةٌ عِنْد لِقَاء ربه. ولخلوف فِيهِ أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك " لفظ حَدِيث وَكِيع عَن الْأَعْمَش، وَهُوَ أتم. وَأَخْرَجَاهُ بِزِيَادَة من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي صَالح الزيات عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل عمل ابْن آدم لَهُ إِلَّا الصّيام فَإِنَّهُ لي، وَأَنا أجزي بِهِ. وَالصِّيَام جنَّة. وَإِذا كَانَ يَوْم صَوْم أحدكُم فَلَا يرْفث يومئذٍ وَلَا يصخب، فَإِن شاتمه أحدٌ أَو قَاتله فَلْيقل: إِنِّي امْرُؤ صَائِم، إِنِّي صَائِم. وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من ريح الْمسك. وللصائم فرحتان يفرحهما: إِذا أفطر فَرح بفطره، وَإِذا لَقِي ربه فَرح بصومه ". وَلَيْسَ لعطاء عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرويهِ عَن ربكُم قَالَ: لكل عملٍ كَفَّارَة، وَالصَّوْم لي، وَأَنا أجزي بِهِ، ولخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ". وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الصّيام جنَّة، فَلَا يرْفث وَلَا يجهل، فَإِن امْرُؤ قَاتله أَو شاتمه فَلْيقل: إِنِّي صَائِم - مرَّتَيْنِ. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك، يتْرك طَعَامه وَشَرَابه وشهوته من أَجلي. الصّيام لي وَأَنا أجزي بِهِ. والحسنة بِعشر أَمْثَالهَا ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 وَأخرج مُسلم بعض هَذَا من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رِوَايَة قَالَ: إِذا أصبح أحدكُم صَائِما فَلَا يرْفث وَلَا يجهل. فَإِن امرؤٌ شاتمه أَو قَاتله فَلْيقل: إِنِّي صائمٌ إِنِّي صَائِم ". وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الصّيام جنةٌ، فَإِذا كَانَ أحدكُم صَائِما. . " الحَدِيث. كَذَا حكى أَبُو مَسْعُود. وَمن حَدِيث أبي سِنَان ضرار بن مرّة عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.: إِن الله يَقُول: إِن الصَّوْم لي، وَأَنا أجزي بِهِ، إِن للصَّائِم فرحتين. إِذا أفطر فَرح، وَإِذا لَقِي الله عز وَجل فَرح. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ لخلوف فَم الصَّائِم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك ". وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُسلم عَن أبي سِنَان: " وَإِذا لَقِي الله فجزاه فَرح ". 2196 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ الشَّديد بالصرعة، إِنَّمَا الشَّديد الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. 2197 - الثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة: أَن سَائِلًا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصَّلَاة فِي ثوب وَاحِد، فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أَو لكلكم ثَوْبَان؟ ". الحديث: 2196 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نَادَى رجلٌ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أيصلي أَحَدنَا فِي ثوب واحدٍ؟ فَقَالَ: " أَو كلكُمْ يجد ثَوْبَيْنِ ". زَاد فِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد قَالَ: ثمَّ سَأَلَ رجلٌ عمر، فَقَالَ: إِذا وسع الله فأوسعوا، جمع رجلٌ عَلَيْهِ ثِيَابه، صلى رجلٌ فِي إزارٍ ورداءٍ، فِي إزارٍ وقميص، فِي إزارٍ وقباء، فِي سَرَاوِيل ورداء، فِي سَرَاوِيل وقميص، فِي سَرَاوِيل وقباء، فِي تبان وقباء، فِي تبان وقميص. قَالَ: وَأَحْسبهُ قَالَ: فِي تبان ورداء. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل مَا تقدم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَحده. 2198 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي على قليب عَلَيْهَا دلوٌ، فنزعت مِنْهَا مَا شَاءَ الله، ثمَّ أَخذهَا ابْن أبي قُحَافَة، فَنزع بهَا ذنوباً أَو ذنوبين، وَفِي نَزعه ضعف - وَالله يغْفر لَهُ، ثمَّ استحالت غرباً، فَأَخذهَا ابْن الْخطاب فَلم أر عبقرياً من النَّاس ينْزع نزع عمر، حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وبينما أَنا نائمٌ رَأَيْت أَنِّي على حوضٍ أَسْقِي النَّاس، فَأَتَانِي أَبُو بكر، فَأخذ الدَّلْو من يَدي ليريحني، فَنزع ذنوبين. وَفِي نَزعه ضعف - وَالله يغْفر لَهُ، فَأتى ابْن الْخطاب، فَأخذ مِنْهُ، فَلم ينْزع حَتَّى تولى النَّاس والحوض يتفجر ". الحديث: 2198 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رَأَيْت ابْن أبي قُحَافَة ينْزع. " بِنَحْوِ حَدِيث الزُّهْرِيّ. وَفِي حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت أَنِّي أنزع على حَوْضِي، أَسْقِي النَّاس، فَجَاءَنِي أَبُو بكر، فَأخذ الدَّلْو من يَدي ليروحني فَنزع دلوين، وَفِي نَزعه ضعف وَالله يغْفر لَهُ، فجَاء ابْن الْخطاب فَأَخذه مِنْهُ، فَلم أر نزع رجلٍ قطّ أقوى حَتَّى تولى النَّاس، والحوض ملآن يتفجر ". 2199 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَيْنَمَا أَنا نائمٌ، رَأَيْتنِي فِي الْجنَّة فَإِذا امرأةٌ تتوضأ إِلَى جَانب قصرٍ فَقلت: لمن هَذَا الْقصر؟ فَقَالُوا: لعمر. فَذكرت غيرته، فوليت مُدبرا " فَبكى عمر وَقَالَ: أعليك أغار يَا رَسُول الله {. وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب: فَذكرت غيرَة عمر، فوليت مُدبرا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَبكى عمر وَنحن جَمِيعًا فِي ذَلِك الْمجْلس مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ عمر: يأبي أَنْت يَا رَسُول الله، أعليك أغار} . 2200 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن رُؤْيا الْمُؤمن جُزْء من ستٍّ وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث عَوْف عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا اقْترب الزَّمَان لم تكد رُؤْيا الْمُؤمن تكذب. وَمِنْهُم من قَالَ لم الحديث: 2199 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 تكذب رُؤْيا الْمُؤمن. ورؤيا الْمُؤمن جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". زَاد بَعضهم: فَإِنَّهُ لَا يكذب. قَالَ مُحَمَّد: وَأَنا أَقُول هَذِه. قَالَ: وَكَانَ يُقَال: الرُّؤْيَا ثَلَاثَة: حَدِيث النَّفس، وتخويف الشَّيْطَان، وبشرى من الله، فَمن رَأْي مِنْكُم شَيْئا يكرههُ فَلَا يقصه على أحد، وليقم فَليصل. قَالَ: وَكَانَ يكره الغل فِي النّوم، وَكَانَ يعجبهم الْقَيْد. وَيُقَال: الْقَيْد ثبات فِي الدّين. قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ قَتَادَة وَيُونُس وَهِشَام وَأَبُو هِلَال عَن ابْن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وأدرجه بَعضهم كُله فِي الحَدِيث. وَحَدِيث عَوْف أبين. وَقَالَ يُونُس: لَا أَحْسبهُ إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْقَيْد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رُؤْيا الرجل الصَّالح جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة. وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رُؤْيا الْمُسلم أَو ترى لَهُ - وَفِي رِوَايَة على بن مسْهر عَن الْأَعْمَش: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة ". وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا اقْترب الزَّمَان لم تكد رُؤْيا الْمُسلم تكذب، وأصدقكم رُؤْيا أصدقكم حَدِيثا، ورؤيا الْمُسلم جزءٌ من خمس وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة. والرؤيا ثَلَاث: فرؤيا الصَّالِحَة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشَّيْطَان، ورؤيا مِمَّا تحدث الْمَرْء نَفسه. فَإِن رأى أحدكُم مَا يكره فَليصل وَلَا يحدث بهَا النَّاس ". قَالَ: " وَأحب الْقَيْد وأكره الغل، والقيد ثَابت فِي الدّين. " فَلَا أَدْرِي هُوَ فِي الحَدِيث أَو قَالَه ابْن سِيرِين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 وَفِي حَدِيث معمر عَن أَيُّوب نَحوه، وَقَالَ فِيهِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَيُعْجِبنِي الْقَيْد وأكره الغل، والقيد ثباتٌ فِي الدّين. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب وَهِشَام عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: إِذا اقْترب الزَّمَان. . وسَاق الحَدِيث، وَلم يذكر فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث قَتَادَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه، وأدرج فِي الحَدِيث قَوْله: وأكره الغل ... إِلَى تَمام الْكَلَام. وَلم يذكر: رُؤْيا الْمُؤمن جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة. وَذكره فِي آخر حَدِيث معمر عَن أَيُّوب مُسْندًا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2201 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا فرع وَلَا عتيرة " وَالْفرع: أول النِّتَاج، كَانُوا يذبحونه لطواغيتهم. وَالْعَتِيرَة فِي رَجَب. 2202 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تتركون الْمَدِينَة على خير مَا كَانَت لَا يَغْشَاهَا إِلَّا العوافي - يُرِيد عوافي السبَاع وَالطير. وَآخر من يحْشر راعيان من مزينة يُريدَان الْمَدِينَة، ينعقان بغنمهما، فيجدانها وحوشاً، حَتَّى إِذا بلغا ثنية الْوَدَاع خرا على وُجُوههمَا ". وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب: الْمَدِينَة ليتركنها أَهلهَا على خير مَا كَانَت مذللة للعوافي " يعْنى السبَاع وَالطير. 2203 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يَقُول: لَو رَأَيْت الظباء بِالْمَدِينَةِ ترتع مَا ذعرتها. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا بَين لابتيها حرَام ". الحديث: 2201 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَنهُ قَالَ: حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَين لابتي الْمَدِينَة. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَلَو وجدت الظباء مَا بَين لابتيها مَا ذعرتها. قَالَ: وَجعل اثْنَي عشر ميلًا حول الْمَدِينَة حمى. 2204 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي جَنِين امْرَأَة بالغرة، توفيت، فَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَن مِيرَاثهَا لبنيها وَزوجهَا، وَأَن الْعقل على عصبتها. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: اقْتتلَتْ امْرَأَتَانِ من هُذَيْل، فرمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بِحجر فقتلتها وَمَا فِي بَطنهَا، فاختصموا إِلَى رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، فَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن دِيَة جَنِينهَا غرةٌ: عبدٌ أَو وليدة. وَقضى بدية الْمَرْأَة على عاقلتها. زَاد فِي رِوَايَة حَرْمَلَة عَن يحيى عَن ابْن وهب قَالَ: وورثها وَلَدهَا وَمن مَعَهم. فَقَالَ حمل بن النَّابِغَة الْهُذلِيّ: يَا رَسُول الله، كَيفَ أغرم من لَا شرب وَلَا أكل، وَلَا نطق وَلَا اسْتهلّ، فَمثل ذَلِك يطلّ؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا هَذَا كُله من إخْوَان الْكُهَّان " من أجل سجعه الَّذِي سجع. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي سَلمَة وَحده عَن أبي هُرَيْرَة: أَن امْرَأتَيْنِ من هُذَيْل رمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى، فطرحت جَنِينهَا، فَقضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بغرة: عبد أَو أمة. لم يزدْ. 2205 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قلت لصاحبك: أنصت، يَوْم الْجُمُعَة - وَالْإِمَام يخْطب - فقد لغوت ". الحديث: 2204 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز عَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ وَابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة بِمثلِهِ. قَالَ فِي حَدِيث ابْن جريج: إِبْرَاهِيم بن عبد الله ابْن قارظ. 2206 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْعَمَل أفضل؟ قَالَ: " إِيمَان بِاللَّه وَرَسُوله ". قيل: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْجِهَاد فِي سَبِيل الله "، قيل: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " حج مبرور ". 2207 - الْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يَمُوت لأحدٍ من الْمُسلمين ثلاثةٌ من الْوَلَد فَتَمَسهُ النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة: " فيلج النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم ". وَأخرج مسلمٌ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه أَن رَسُول الله قَالَ لنسوةٍ من الْأَنْصَار: " لَا يَمُوت لإحداكن ثلاثةٌ من الْوَلَد فتحتسبه إِلَّا دخلت الْجنَّة " فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ: أَو اثْنَان يَا رَسُول الله قَالَ: " أَو اثْنَان ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ شريك عَن ابْن الْأَصْبَهَانِيّ، حَدثنَا أَبُو صَالح عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة: لم يبلغُوا الْحِنْث. وَلمُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْأَصْبَهَانِيّ عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ ثَلَاثَة لم يبلغُوا الْحِنْث ". الحديث: 2206 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَتَت امرأةٌ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصبي لَهَا فَقَالَت: يَا نَبِي الله، ادْع الله لي، فَلَقَد دفنت ثَلَاثَة. فَقَالَ: " دفنت ثَلَاثَة؟ " قَالَت: نعم. فَقَالَ: " لقد احتظرت بحظارٍ شَدِيد من النَّار ". وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي حسان قَالَ: قلت لأبي هُرَيْرَة: إِنَّه قد مَاتَ لي ابْنَانِ فَمَا أَنْت محدثي عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحَدِيث يطيب أَنْفُسنَا عَن مَوتَانا؟ قَالَ: نعم صغارهم دعاميص الْجنَّة، يتلَقَّى أحدهم أَبَاهُ - أَو قَالَ أَبَوَيْهِ - فَيَأْخُذ بِثَوْبِهِ كَمَا آخذ أَنا بصنفة ثَوْبك هَذَا، فَلَا يتناهى - أَو قَالَ يَنْتَهِي - حَتَّى يدْخلهُ ار وأباه الْجنَّة. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ: فَهَل سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا تطيب بِهِ أَنْفُسنَا عَن مَوتَانا؟ قَالَ: نعم. وَذكره. وَلَيْسَ لأبي حسان عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 2208 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجل من بني فَزَارَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن امْرَأَتي ولدت غُلَاما أسود. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل لَك من إبل؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " فَمَا ألوانها؟ " قَالَ: حمر. قَالَ: " هَل فِيهَا من أَوْرَق؟ " قَالَ: إِن فِيهَا لورقاً. قَالَ: " فَأنى أَتَاهَا ذَلِك؟ " فَقَالَ: عَسى أَن يكون نَزعه عرقٌ. قَالَ: " وَهَذَا عِيسَى أَن يكون نَزعه عرق ". وَفِي حَدِيث معمر وَابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، إِلَّا أَن فِي حَدِيث معمر: فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ولدت امْرَأَتي غُلَاما أسود، وَهُوَ حينئذٍ يعرض بِأَن يَنْفِيه. وَزَاد فِي آخر الحَدِيث قَالَ: وَلم يرخص لَهُ فِي الانتفاء مِنْهُ. الحديث: 2208 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن أَعْرَابِيًا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن امْرَأَتي ولدت غُلَاما أسود، وإنى أنكرته ثمَّ ذكر نَحْو ذَلِك. 2209 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَيَقُولُونَ الْكَرم، وَإِنَّمَا الْكَرم قلب الْمُؤمن ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تسموا الْعِنَب الْكَرم، فَإِن الْكَرم الْمُسلم ". وَمن حَدِيث وَرْقَاء بن عَمْرو عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يَقُولَن أحدكُم الْكَرم، فَإِنَّمَا الْكَرم قلب الْمُؤمن ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يَقُولَن أحدكُم للعنب الْكَرم، إِنَّمَا الْكَرم الرجل الْمُسلم ". 2210 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ: مر عمر فِي الْمَسْجِد وَحسان ينشد الشّعْر، فلحظ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كنت أنْشد فِيهِ وَفِيه من هُوَ خيرٌ مِنْكُم، ثمَّ الْتفت إِلَى أبي هُرَيْرَة فَقَالَ: أنْشدك بِاللَّه، أسمعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أجب عني، اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس؟ " قَالَ نعم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: أَنه سمع حسان بن ثَابت يستشهد أَبَا هُرَيْرَة: أنْشدك الله، هَل سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يَا حسان، أجب عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. اللَّهُمَّ أيده بِروح الْقُدس؟ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: نعم. الحديث: 2209 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 2211 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بَينا الْحَبَشَة يَلْعَبُونَ عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِرَابِهِمْ، إِذْ دخل عمر فَأَهوى إِلَى الْحَصْبَاء فحصبهم فِيهَا، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دعهم يَا عمر ". قَالَ البُخَارِيّ: زَاد عليٌّ: حَدثنَا عبد الرَّزَّاق: حَدثنَا معمر: فِي الْمَسْجِد. 2212 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله: يُؤْذِينِي ابْن آدم، يسب الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر، بيَدي الْأَمر، أقلب اللَّيْل وَالنَّهَار ". وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر: قَالَ الله عز وَجل: يُؤْذِينِي ابْن آدم يَقُول: يَا خيبة الدَّهْر. فَلَا يَقُولَن أحدكُم: يَا خيبة الدَّهْر فَإِنِّي أَنا الدَّهْر، أقلب ليله ونهاره، فَإِذا شِئْت قبضتهما ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " قَالَ الله عز وَجل: يسب ابْن آدم الدَّهْر وَأَنا الدَّهْر، بيَدي اللَّيْل وَالنَّهَار ". أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة أبي سَلمَة لوَاحِد مِنْهُمَا. وَقد أخرج البُخَارِيّ بِإِسْنَاد آخر من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تسموا الْعِنَب الْكَرم، وَلَا تَقولُوا: يَا خيبة الدَّهْر، فَإِن الله هُوَ الدَّهْر ". وَأخرجه أَيْضا مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يَقُولَن أحدكُم: يَا خيبة الدَّهْر، فَإِن الله هُوَ الدَّهْر ". الحديث: 2211 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 وَأخرج مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تسبوا الدَّهْر، فَإِن الله هُوَ الدَّهْر " زَاد فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر " وَلَا يَقُولَن أحدكُم للعنب الْكَرم، فَإِن الْكَرم الرجل الْمُسلم ". 2213 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَسْرعُوا بالجنازة، فَإِن تَكُ صَالِحَة فخيرٌ تقدمونها إِلَيْهِ، وَإِن يَك غير ذَلِك فشرٌّ تضعونه عَن رِقَابكُمْ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَسْرعُوا بالجنازة، فَإِن كَانَت صَالِحَة قربتموها إِلَى الْخَيْر، وَإِن كَانَت غير ذَلِك كَانَ شرا تضعونه عَن رِقَابكُمْ ". وَلَيْسَ لأبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 2214 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْفطْرَة خمسٌ: الْخِتَان، والاستحداد، وقص الشَّارِب، وتقليم الْأَظْفَار، ونتق الآباط ". وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة: الْفطْرَة خمس، أَو خمسٌ من الْفطْرَة. . " وَذكر نَحوه. 2215 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بعثت بجوامع الْكَلم، ونصرت بِالرُّعْبِ. وَبينا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض، فَوضعت فِي يَدي " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فقد ذهب رَسُول الله الحديث: 2213 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنْتُم تنتثلونها. قَالَ البُخَارِيّ: بَلغنِي أَن جَوَامِع الْكَلم: أَن الله يجمع لَهُ الْأُمُور الْكَثِيرَة الَّتِي كَانَت تكْتب فِي الْكتب قبله فِي الْأَمر الْوَاحِد أَو الِاثْنَيْنِ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أَعْطَيْت مَفَاتِيح الْكَلم، ونصرت بِالرُّعْبِ. وببينا أَنا نائمٌ البارحة إِذْ أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض حَتَّى وضعت فِي يَدي " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَذهب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنْتُم تنتقلونها. وَأخرج مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَحده. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَنهُ عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فضلت على الْأَنْبِيَاء بست: أَعْطَيْت جَوَامِع الْكَلم، ونصرت بِالرُّعْبِ، وَأحلت لي الْغَنَائِم، وَجعلت لي الأَرْض طهُورا ومسجداً، وَأرْسلت إِلَى الْخلق كَافَّة، وَختم بِي النَّبِيُّونَ ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ. نصرت بِالرُّعْبِ، وَأُوتِيت جَوَامِع الْكَلم ". وَمن حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله أَنه قَالَ: نصرت بِالرُّعْبِ على الْعَدو، وَأُوتِيت جَوَامِع الْكَلم. وَبينا أَنا نائمٌ أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض، فَوضعت فِي يَدي ". 2216 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " نسَاء قُرَيْش خير نسَاء ركبن الْإِبِل، أحناه على طفلٍ، وأرعاه على زوجٍ الحديث: 2216 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 فِي ذَات يَده " قَالَ: يَقُول أَبُو هُرَيْرَة على إِثْر ذَلِك: وَلم تركب مَرْيَم بنت عمرَان بَعِيرًا قطّ. كَذَا فِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ. وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب أم هَانِئ بنت أبي طَالب فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي قد كَبرت، ولي عِيَال. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خير نساءٍ ركبن الْإِبِل ... " ثمَّ ذكر مثل حَدِيث يُونُس، غير أَنه قَالَ: " أحناه على ولد فِي صغره ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُفْيَان بن عيينه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة. وَعَن ابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " خير نساءٍ ركبن الْإِبِل " قَالَ أَحدهمَا: " صَالح نسَاء قُرَيْش " وَقَالَ الآخر: " نسَاء قُرَيْش. أحناه على يَتِيم فِي صغره، وأرعاه على زوج فِي ذَات يَده ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: خير نسَاء ركبن الْإِبِل صَالح نسَاء قُرَيْش، أحناه على ولد فِي صغره، وأرعاه على زوج فِي ذَات يَد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث طَاوس وَهَمَّام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير نسَاء ركبن الْإِبِل صَالح نسَاء قُرَيْش، أحناه على ولد فِي صغره. . " وَبَاقِيه بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 2217 - الْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَبِيع حاضرٌ لبادٍ " وَلَا تناجشوا، وَلَا يَبِيع الرجل على بيع أَخِيه، وَلَا يخْطب على خطْبَة أَخِيه، وَلَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكفأ مَا فِي إنائها ". وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ: وَلَا يزيدن على بيع أَخِيه ". وَفِي رِوَايَة عَمْرو النَّاقِد عَن سُفْيَان: وَلَا يسم الرجل على سوم أَخِيه ". وَأَخْرَجَاهُ بِزِيَادَة من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن التلقي، وَأَن يبْتَاع المُهَاجر للأعرابي، وَأَن تشْتَرط الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا، وَأَن يستام الرجل على سوم أَخِيه، وَنهى عَن النجش والتصرية. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن عرْعرة. وَلَفظ حَدِيث مُسلم مثله، إِلَّا أَنه قَالَ: نهى عَن التلقي، وَأَن يَبِيع حَاضر لبادٍ. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه معَاذ وَعبد الصَّمد عَن شُعْبَة. وَقَالَ غنْدر وَعبد الرَّحْمَن: نهي. وَقَالَ آدم: نهينَا. وَقَالَ النَّضر وحجاج: نهى. وَأخرج البُخَارِيّ بعضه من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن التلقي، وَأَن يَبِيع حاضرٌ لبادٍ. الحديث: 2217 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 وَأخرج أَيْضا طرفا آخر مِنْهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يحل لامْرَأَة تسْأَل طَلَاق أُخْتهَا لتستفرغ صحفتها، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قدر لَهَا. وَمن حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتستفرغ صحفتها، ولتنكح، فَإِنَّمَا لَهَا مَا قدر لَهَا ". وَأخرج مسلمٌ أَيْضا بَعْضًا من ذَلِك من حَدِيث شُعْبَة عَن الْعَلَاء - هُوَ ابْن عبد الرَّحْمَن - وَسُهيْل - هُوَ ابْن أبي صَالح - عَن أَبِيهِمَا عَن أبي هُرَيْرَة. كَذَا قَالَ. وَعَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يسم الْمُسلم على سوم أَخِيه الْمُسلم، وَلَا يخْطب على خطْبَة أَخِيه. وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ حَدِيث الْعَلَاء. وَأخرج مُسلم أَيْضا فِي التلقي من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يتلَقَّى الجلب. وَفِي حَدِيث ابْن جريج: فَمن تلقى فَاشْتَرَاهُ مِنْهُ، فَإِذا أَتَى سَيّده السُّوق فَهُوَ بِالْخِيَارِ. 2218 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نعى النَّجَاشِيّ الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَخرج بهم إِلَى الْمصلى، فَصف بهم، وَكبر عَلَيْهِ أَربع تَكْبِيرَات. الحديث: 2218 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 وَلَهُمَا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نعى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّجَاشِيّ صَاحب الْحَبَشَة يَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ. قَالَ: " اسْتَغْفرُوا لأخيكم " لم يزدْ 2219 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما رفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه من الرَّكْعَة الثَّانِيَة قَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد، وَسَلَمَة ابْن هِشَام، وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ بِمَكَّة. اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر. اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف. " وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد وَيُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة: وَكَانَ يَقُول فِي بعض صلَاته فِي صَلَاة الْفجْر. قَالَ يُونُس: حِين يفرغ من صَلَاة الْفجْر من الْقِرَاءَة، يكبر وَيرْفَع رَأسه: " سمع الله لمن حَمده، رَبنَا لَك الْحَمد " ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: " اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد " وَذكره إِلَى قَوْله: " ... كَسِنِي يُوسُف " اللَّهُمَّ الْعَن فلَانا وَفُلَانًا - لأحياء من الْعَرَب، حَتَّى أنزل الله عز وَجل: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء} الْآيَة [آل عمرَان] . سماهم فِي رِوَايَة يُونُس فَقَالَ: اللَّهُمَّ الْعَن لحيان وَرِعْلًا وذكوان، وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله " قَالَ: ثمَّ بلغنَا أَنه ترك ذَلِك لما أنزل: {لَيْسَ لَك من الْأَمر شيءٌ أَو يَتُوب عَلَيْهِم أَو يعذبهم فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ} . وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بَينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الْعشَاء، إِذْ قَالَ: " سمع الله لمن حَمده " ثمَّ قَالَ قبل أَن يسْجد: " اللَّهُمَّ نج عَيَّاش بن أبي ربيعَة. اللَّهُمَّ نج سَلمَة بن هِشَام. اللَّهُمَّ نج الْوَلِيد ابْن الْوَلِيد. اللَّهُمَّ نج الْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ. اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر. اللَّهُمَّ اجعلهما سِنِين كَسِنِي يُوسُف ". الحديث: 2219 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 وللبخاري من حَدِيث هِلَال بن أُسَامَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاة: " اللَّهُمَّ أَنْج عَيَّاش بن أبي ربيعَة. . " ثمَّ ذكر الدُّعَاء نَحْو حَدِيث يحيى عَن أبي سَلمَة إِلَى قَوْله: ". . كَسِنِي يُوسُف ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ هَذَا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا رفع رَأسه من الرَّكْعَة الْآخِرَة قَالَ:. . وَذكر الدُّعَاء بِنَحْوِهِ إِلَى قَوْله: " كَسِنِي يُوسُف ". ثمَّ قَالَ: وَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " غفار غفر الله لَهَا، وَأسلم سَالَمَهَا الله ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن أبي الزِّنَاد: هَذَا كُله فِي الصُّبْح. وَلَهُمَا جَمِيعًا أَيْضا فصل من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: لأقربن بكم صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يقنت فِي الرَّكْعَة الْآخِرَة من صَلَاة الظّهْر، وَالْعشَاء الْآخِرَة، وَصَلَاة الصُّبْح، بَعْدَمَا يَقُول: سمع الله عَن حَمده، فيدعو للْمُؤْمِنين ويلعن الْكفَّار. 2220 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أَمن الإِمَام فَأمنُوا، فَإِن من وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه. " قَالَ ابْن شهَاب: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول " آمين ". وللبخاري من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا أَمن الْقَارئ فَأمنُوا فَأمنُوا، فَإِن الْمَلَائِكَة تؤمن، فَمن وَافق تأمينه تَأْمِين الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". الحديث: 2220 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا قَالَ أحدكُم: آمين، وَقَالَت الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء: آمين، فَوَافَقت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى، غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا مثله. وللبخاري من حَدِيث مَالك عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قَالَ الإِمَام: {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} فَقولُوا: آمين. فَإِنَّهُ من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ونعيمٌ المجمر عَن أبي هُرَيْرَة. وَلمُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن بن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا قَالَ الْقَارئ. {غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} وَقَالَ من خَلفه: آمين، فَوَافَقَ قَوْله قَول أهل السَّمَاء غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ. 2221 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا سَمِعْتُمْ الْإِقَامَة فامشوا إِلَى الصَّلَاة وَعَلَيْكُم السكينَة وَالْوَقار، وَلَا تسرعوا، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا ". الحديث: 2221 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعَيْب وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَحده عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي قَالَ: إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا تأتوها تسعون وائتوها تمشون وَعَلَيْكُم السكينَة، فَمَا أدركتم فصلوا، وَمَا فاتكم فَأتمُّوا ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن عَيْنِيَّة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَحده عَن أبي هُرَيْرَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا ثوب بِالصَّلَاةِ فَلَا يسع إِلَيْهَا أحدكُم، وَلَكِن ليمش وَعَلِيهِ السكينَة وَالْوَقار، فصل مَا أدْركْت، واقض مَا سَبَقَك ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ ". وَمن حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ ذَلِك. وَزَاد الْعَلَاء فِي آخر حَدِيثه: فَإِن أحدكُم إِذا كَانَ يعمد إِلَى الصَّلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة ". 2222 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أنزل الله عز وَجل: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء] . قَالَ: يَا معشر قُرَيْش - أَو كلمة نَحْوهَا - اشْتَروا أَنفسكُم، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا. يَا بني عبد منافٍ، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا. يَا عَبَّاس بن عبد الْمطلب، لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا. يَا صَفِيَّة عمَّة رَسُول الله، لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا. يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد، سليني مَا شِئْت من مَالِي، لَا أُغني عَنْك من الله شَيْئا ". الحديث: 2222 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 وَفِي رِوَايَة يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ: يَا معشر قُرَيْش، اشْتَروا أَنفسكُم من الله، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا. يَا بني عبد الْمطلب، لَا أُغني عَنْكُم من الله شَيْئا ... " ثمَّ ذكر نَحوه، وَلم يذكر بني عبد منَاف. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَا نَبِي عبد منَاف، اشْتَروا أَنفسكُم من الله. يَا بني عبد الْمطلب، اشْتَروا أَنفسكُم من الله. يَا أم الزبير عمَّة رَسُول الله، يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد، اشتريا أنفسكما من الله، لَا أملك لَكمَا من الله شَيْئا، سلاني من مَالِي مَا شئتما ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث زَائِدَة عَن عبد الله بن ذكْوَان أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث يُونُس. وَمن حَدِيث مُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما نزلت هَذِه الْآيَة: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قُريْشًا، فَاجْتمعُوا، فَعم وَخص، فَقَالَ: يَا بني كَعْب بن لؤَي، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّهَار، يَا بني مرّة بن كَعْب، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار، يَا بني عبد شمس، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار. يابني هَاشم، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار. يَا بني عبد الْمطلب، أَنْقِذُوا أَنفسكُم من النَّار، يَا فَاطِمَة، أَنْقِذِي نَفسك من النَّار، فَإِنِّي لَا أملك لكم من الله شَيْئا، غير أَن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا ". وَلَيْسَ لمُوسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 2223 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تفضل صَلَاة الْجَمِيع صَلَاة أحدكُم وَحده الحديث: 2223 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 بِخمْس وَعشْرين جُزْءا. وتجتمع مَلَائِكَة اللَّيْل وملائكة النَّهَار فِي صَلَاة الْفجْر " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: اقْرَءُوا إِن شِئْتُم {وَقُرْآن الْفجْر إِن قُرْآن الْفجْر كَانَ مشهودا} [الْإِسْرَاء] . قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ شُعَيْب: وحَدثني نَافِع عَن ابْن عمر: تفضلها بِسبع وَعشْرين. وَمن الروَاة من قَالَ: عَن سعيد وَحده. وَهِي رِوَايَة مَالك وَمعمر عَن الزُّهْرِيّ. وَحَدِيث مَالك مُخْتَصر فِي فضل الْجَمَاعَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي " فضل صَلَاة الْجَمَاعَة " بِنَحْوِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عبد الله سلمَان الْأَغَر مولى جُهَيْنَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " صَلَاة الْجَمَاعَة تعدل خمْسا وَعشْرين صَلَاة من صَلَاة الْفَذ ". وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن عمر بن عَطاء بن أبي الخوار: أَنه بَيْنَمَا هُوَ جالسٌ مَعَ نَافِع بن جُبَير بن مطعم، إِذْ مر بهم أَبُو عبد الله ختن زيد بن زبان - مولى الجهنيين، فَدَعَاهُ نَافِع فَقَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " صلاةٌ مَعَ الإِمَام أفضل من خمس وَعشْرين صَلَاة يُصليهَا وَحده ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 44 2224 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " العجماء جرحها جَبَّار، والبئر جَبَّار، والمعدن جَبَّار، وَفِي الرِّكَاز الْخمس " وَفِي رِوَايَة مَالك " العجماء جَبَّار ". وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن ابْن الْمسيب وَعبيد الله بن عبد الله عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: العجماء عقلهَا جَبَّار ... " وَذكر الحَدِيث. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " الْمَعْدن جَبَّار، والبئر جَبَّار، والعجماء جَبَّار وَفِي الرِّكَاز الْخمس ". وَلمُسلم من حَدِيث الْأسود بن الْعَلَاء عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن: الْبِئْر جَبَّار، والمعدن جرحه جَبَّار، والعجماء جرحها جَبَّار، وَفِي الرِّكَاز الْخمس " وَلَيْسَ للأسود بن الْعَلَاء عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة غَيره. 2225 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ: {رب أَرِنِي كَيفَ تحيي الْمَوْتَى قَالَ أولم تؤمن قَالَ بلَى وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي} [الْبَقَرَة] وَيرْحَم الله لوطاً، لقد كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد. وَلَو لَبِثت فِي السجْن طول لبث يُوسُف لَأَجَبْت الدَّاعِي ". الحديث: 2224 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 وَفِي حَدِيث أَحْمد بن صَالح عَن ابْن وهب نَحوه، وَقَالَ فِي أَوله " نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ: {رب أَرِنِي} " وَكَذَا فِي رِوَايَة عَمْرو بن الْحَارِث عَن يُونُس. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: رحم الله لوطاً، لقد كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد، وَلَو لَبِثت فِي السجْن مَا لبث يُوسُف ثمَّ أَتَانِي الدَّاعِي لَأَجَبْت ". قَالَ مُسلم: فِي رِوَايَة جوَيْرِية عَن مَالك عَن سعيد وَأبي عبيد بِمثل حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَفِيه ذكر إِبْرَاهِيم. قَالَ: وَفِي حَدِيث مَالك: {وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي} ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة حَتَّى جازها. وَفِي حَدِيث أبي أويس عَن الزُّهْرِيّ كَرِوَايَة مَالك بِإِسْنَادِهِ، وَقَالَ: ثمَّ قَرَأَ هَذِه الْآيَة حَتَّى أنجزها. وَأخرج البُخَارِيّ مِنْهُ طرفا من حَدِيث شُعَيْب عَن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يغْفر الله للوطٍ، إِن كَانَ ليأوي إِلَى ركن شَدِيد " لم يزدْ. وَأخرج هَذَا أَيْضا مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد بِنَحْوِهِ، لم يزدْ. 2226 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: " إِنَّكُم تَقولُونَ: إِن أَبَا هُرَيْرَة يكثر الحَدِيث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وتقولون: مَا بَال الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار لَا يحدثُونَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيث أبي هُرَيْرَة؟ وَإِن إخوتي من الْمُهَاجِرين كَانَ يشغلهم الصفق بالأسواق، وَكنت ألزم رَسُول الله الحديث: 2226 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ملْء بَطْني، فَأشْهد إِذا غَابُوا، وأحفظ إِذا نسوا. وَكَانَ يشغل إخْوَانِي من الْأَنْصَار عمل أَمْوَالهم، وَكنت امْرأ مِسْكينا من مَسَاكِين الصّفة، أعي حِين ينسون. وَقد قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث يحدثه: إِنَّه لن يبسط أحدٌ ثَوْبه حَتَّى أَقْْضِي مَقَالَتي ثمَّ يجمع إِلَيْهِ ثَوْبه إِلَّا وعى مَا أَقُول. " فبسطت نمرةً عَليّ، حَتَّى إِذا قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقَالَته جمعتها إِلَى صَدْرِي، فَمَا نسيت من مقَالَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تِلْكَ من شَيْء. وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة. . وَذكر نَحوه، وَفِي آخِره: وَلَوْلَا آيتان أنزلهما الله فِي كِتَابه مَا حدثت شَيْئا أبدا: {إِن الَّذين يكتمون مَا أنزلنَا من الْبَينَات وَالْهدى} إِلَى آخر الْآيَتَيْنِ [الْبَقَرَة] . وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَفِيه ذكر الْآيَتَيْنِ. وَفِي آخِره فِي حَدِيث سُفْيَان: فَمَا نسيت شَيْئا سَمِعت مِنْهُ. وللبخاري من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قلت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي أسمع مِنْك حَدِيثا كثيرا أنساه. قَالَ: " أبسط رداءك " فبسطت، فغرف بيدَيْهِ ثمَّ قَالَ: " ضمه " فضممته، فَمَا نسيت شَيْئا بعد. 2227 - السِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي سعيد بن الْمسيب وَعَطَاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ أَن أَبَا هُرَيْرَة أخبرهما أَن النَّاس قَالُوا: يَا رَسُول الله، هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ: " هَل تمارون فِي الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لَيْسَ دونه سحابٌ؟ " قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَهَل تمارون فِي الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سحابٌ؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: فَإِنَّكُم تَرَوْنَهُ كَذَلِك، يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، فَيَقُول: من كَانَ يعبد شَيْئا فَليتبعْ، فَمنهمْ من يتبع الشَّمْس، وَمِنْهُم من يتبع الْقَمَر، وَمِنْهُم من يتبع الطواغيت، وَتبقى هَذِه الْأمة فِيهَا منافقوها، فيأتيهم الله فَيَقُولُونَ: أَنا ربكُم. الحديث: 2227 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 فَيَقُولُونَ: هَذَا مَكَاننَا حَتَّى يأتينا رَبنَا، فَإِذا جَاءَ رَبنَا عَرفْنَاهُ، فيأتيهم الله فَيَقُول: أَنا ربكُم. فَيَقُولُونَ أَنْت رَبنَا. فيدعوهم، وَيضْرب الصِّرَاط بَين ظهراني جَهَنَّم، فَأَكُون أول من يجوز من الرُّسُل بأمته، وَلَا يتَكَلَّم يومئذٍ أحدٌ إِلَّا الرُّسُل، وَكَلَام الرُّسُل يومئذٍ: اللَّهُمَّ سلم سلم، وَفِي جَهَنَّم كلاليب مثل شوك السعدان، هَل رَأَيْتُمْ شوك السعدان؟ " قَالُوا: نعم. قَالَ: " فَإِنَّهَا مثل شوك السعدان، غير أَنه لَا يعلم قدر عظمها إِلَّا الله، تخطف النَّاس بأعمالهم، فَمنهمْ من يوبق بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُم من يخردل ثمَّ ينجو، حَتَّى إِذا أَرَادَ الله رَحْمَة من أَرَادَ من أهل النَّار أَمر الْمَلَائِكَة أَن يخرجُوا من كَانَ يعبد الله، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السُّجُود، وَحرم الله على النَّار أَن تَأْكُل أثر السُّجُود، فَيخْرجُونَ من النَّار وَقد امتحشوا، فَيصب عَلَيْهِم مَاء الْحَيَاة فينبتون كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل السَّيْل، ثمَّ يفرغ الله مِنْهُ الْقصاص بَين الْعباد، وَيبقى رجلٌ بَين الْجنَّة وَالنَّار، وَهُوَ آخر أهل النَّار دُخُولا الْجنَّة، مقبلٌ بِوَجْهِهِ قبل النَّار فَيَقُول: يَا رب، اصرف وَجْهي عَن النَّار، قد قشبني رِيحهَا، وأحرقني ذكاؤها. فَيَقُول: هَل عَسَيْت إِن فعل ذَلِك أَن تسْأَل غير ذَلِك؟ فَيَقُول: لَا، وَعزَّتك، فيعطي الله مَا شَاءَ من عهدٍ وميثاقٍ، فَيصْرف الله وَجهه عَن النَّار، فَإِذا أقبل بِهِ على الْجنَّة رأى بهجتها سكت مَا شَاءَ الله أَن يسكت ثمَّ قَالَ: يَا رب، قدمني عِنْد بَاب الْجنَّة. فَيَقُول الله لَهُ: أَلَيْسَ قد أَعْطَيْت العهود والميثاق أَلا تسْأَل غير الَّذِي سَأَلت؟ فَيَقُول: يَا رب، لَا أكون أَشْقَى خلقك. فَيَقُول: فَمَا عَسَيْت أَن أَعْطَيْت ذَلِك أَن تسْأَل غَيره؟ فَيَقُول: لَا، وَعزَّتك لَا أَسأَلك غير هَذَا، فيعطي ربه مَا شَاءَ من عهدٍ وميثاق، فَيقدمهُ إِلَى بَاب الْجنَّة، فَإِذا بلغ بَابهَا، فَرَأى زهرتها وَمَا فِيهَا من النضرة وَالسُّرُور " وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد: " فَإِذا قَامَ إِلَى بَاب الْجنَّة انفقهت لَهُ الْجنَّة، فَرَأى مَا فِيهَا من الْحبرَة وَالسُّرُور، فَسكت مَا شَاءَ الله أَن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 يسكت، فَيَقُول: يَا رب، أدخلني الْجنَّة، فَيَقُول الله: وَيحك يَا ابْن آدم، مَا أغدرك، أَلَيْسَ قد أَعْطَيْت العهود أَلا تسْأَل غير الَّذِي أَعْطَيْت. فَيَقُول: يَا رب، لَا تجعلني أَشْقَى خلقك. فيضحك الله مِنْهُ، ثمَّ يَأْذَن الله فِي دُخُول الْجنَّة. فَيَقُول تمن، فيتمنى حَتَّى إِذا انْقَطع أمْنِيته قَالَ الله: تمن من كَذَا وَكَذَا - يذكرهُ ربه، حَتَّى إِذا انْتَهَت بِهِ الْأَمَانِي، قَالَ الله: لَك ذَلِك وَمثله مَعَه ". قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ لأبي هُرَيْرَة: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله: لَك ذَلِك وَعشرَة أَمْثَاله " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: لم أحفظ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا قَوْله " لَك ذَلِك وَمثله مَعَه " قَالَ أَبُو سعيد إِنِّي سمعته يَقُول: " لَك ذَلِك وَعشرَة أَمْثَاله ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ عَن عَطاء بن يزِيد وَحده عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِ مَا تقدم عَنْهُمَا. وَذكر أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه فِي كتاب " الْإِيمَان " من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا أَيْضا. 2228 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: استب رجلٌ من الْمُسلمين ورجلٌ من الْيَهُود، فَقَالَ الْمُسلم: وَالَّذِي اصْطفى مُحَمَّدًا على الْعَالمين - فِي قسم يقسم بِهِ. فَقَالَ الْيَهُودِيّ: وَالَّذِي اصْطفى مُوسَى على الْعَالمين. فَرفع الْمُسلم عِنْد ذَلِك يَده فلطم الْيَهُودِيّ، فَذهب الْيَهُودِيّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ الَّذِي كَانَ من أمره وَأمر الْمُسلم. فَقَالَ: " لَا تخيروني على مُوسَى، فَإِن النَّاس يصعقون، فَأَكُون أول من يفِيق، فَإِذا مُوسَى باطشٌ بِجَانِب الْعَرْش، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَن صعق فأفاق، أَو كَانَ مِمَّن اسْتثْنى الله عز وَجل ". الحديث: 2228 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث أبي شهَاب عَن أبي سَلمَة وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الله بن الْفضل عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بَيْنَمَا يهوديٌّ يعرض سلْعَته، أعطي بهَا شَيْئا كرهه، فَقَالَ: لَا، وَالَّذِي اصْطفى مُوسَى على الْبشر. فَسَمعهُ رجل من الْأَنْصَار، فَقَامَ فلطم وَجهه وَقَالَ: تَقول: وَالَّذِي اصْطفى مُوسَى على الْبشر وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أظهرنَا؟ فَذهب إِلَيْهِ فَقَالَ: أَبَا الْقَاسِم، إِن لي ذمَّة وعهداً، فَمَا بَال فلانٍ لطم وَجْهي؟ فَقَالَ: " لم لطمت وَجهه؟ " فَذكره، فَغَضب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى رئي فِي وَجهه، ثمَّ قَالَ: " لَا تفضلوا بَين أَنْبيَاء الله، فَإِنَّهُ ينْفخ فِي الصُّور فيصعق من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله، ثمَّ ينْفخ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُون أول من بعث، فَإِذا مُوسَى آخذٌ بالعرش، فَلَا أَدْرِي أحوسب بصعقة يَوْم الطّور، أم بعث قبلي. وَلَا أَقُول إِن أحدا أفضل من يُونُس ابْن مَتى ". وَلَيْسَ لعبد الله بن الْفضل عَن الْأَعْرَج فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ تَعْلِيقا من حَدِيث عبد الله بن الْفضل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: فَأَكُون أول من بعث، فَإِذا مُوسَى آخذٌ بالعرش. . " لم يزدْ. وَلَيْسَ لعبد الله بن الْفضل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وَعند البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنِّي لأوّل من يرفع رَأسه بعد النفخة، فَإِذا مُوسَى متعلقٌ بالعرش ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 2229 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْف وَسَعِيد بن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: أَتَى رجلٌ من أسلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِد، فناداه فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن الْأُخَر قد زنا - يَعْنِي نَفسه، فَأَعْرض عَنهُ، فَتنحّى بشق وَجهه الَّذِي أعرض قبله فَقَالَ لَهُ ذَلِك، فَأَعْرض عَنهُ، فَتنحّى الرَّابِعَة، فَلَمَّا شهد على نَفسه أَربع مَرَّات دَعَاهُ فَقَالَ: " هَل بك جُنُون؟ " قَالَ: لَا. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اذْهَبُوا بِهِ فارجموه " وَكَانَ قد أحصن. قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي من سمع جَابر بن عبد الله يَقُول: فرجمناه بالمصلى بِالْمَدِينَةِ، فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة جمز، حَتَّى أدركناه بِالْحرَّةِ، فرجمناه حَتَّى مَاتَ. 2230 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سَتَكُون فتنٌ الْقَاعِد فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهَا خيرٌ من الْمَاشِي، والماشي خير من السَّاعِي، من تشرف لَهَا تستشرفه، وَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليعذ بِهِ ". قَالَ ابْن شهَاب: وحَدثني أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الرَّحْمَن بن مُطِيع عَن نَوْفَل بن مُعَاوِيَة بِمثل حَدِيث أبي هُرَيْرَة، إِلَّا أَن أَبَا بكر زَاد: " من الصَّلَاة صَلَاة من فَاتَتْهُ فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: فَأَما البُخَارِيّ فَأخْرجهُ من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ إِبْرَاهِيم: وحَدثني صَالح بن كيسَان عَن ابْن شهَاب عَن سعيد عَن أبي الحديث: 2229 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 هُرَيْرَة، وَلَفظه عَنْهُمَا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سَتَكُون فتنةٌ الْقَاعِد فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهَا خيرٌ من الْمَاشِي، والماشي خيرٌ من السَّاعِي، من تشرف لَهَا تستشرفه، فَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليعذ بِهِ ". وَهُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد وَحده عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " تكون فتنةٌ النَّائِم فِيهَا خيرٌ من الْيَقظَان، وَالْيَقظَان فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهِ خير من السَّاعِي، فَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليستعذ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: سَتَكُون فتْنَة الْقَاعِد فِيهَا خيرٌ من الْقَائِم، والقائم فِيهَا خير من الْمَاشِي، والماشي خيرٌ من السَّاعِي، من تشرف لَهَا تستشرفه، فَمن وجد ملْجأ أَو معَاذًا فليعذ بِهِ ". 2231 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَأبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مؤمنٌ، وَلَا يسرق السَّارِق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن ". قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي عبد الْملك بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا بكر كَانَ يُحَدِّثهُمْ بهؤلاء عَن أبي هُرَيْرَة ثمَّ يَقُول: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يلْحق مَعَهُنَّ: وَلَا ينتهب نهبةً ذَات شرف يرفع النَّاس إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارهم حِين ينتهبها وَهُوَ مُؤمن " هَكَذَا فِي حَدِيث عقيل وَيُونُس بن يزِيد. وَفِي حَدِيث اللَّيْث وَالْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة مثل حَدِيث أبي بكر. وَفِيه ذكر النهبة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم يَقُولَا: ذَات شرفٍ ". الحديث: 2231 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث صَفْوَان بن سليم عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَعَطَاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة. غير أَن الْعَلَاء وَصَفوَان لَيْسَ فِي حَدِيثهمَا: يرفع النَّاس إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارهم ". وَفِي حَدِيث همام: " يرفع إِلَيْهِ الْمُؤْمِنُونَ أَعينهم فِيهَا، وَهُوَ حِين ينتهبها مؤمنٌ " وَزَاد: " وَلَا يغل أحدكُم حِين يغل وَهُوَ مُؤمن، فإياكم إيَّاكُمْ ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سلميان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: لَا يَزْنِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن، وَلَا يسرق حِين يسرق وَهُوَ مُؤمن، لَا يشرب الْخمر حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن، وَالتَّوْبَة معروضة بعد ". 2232 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " بَيْنَمَا راعٍ فِي غنمه عدا الذِّئْب فَأخذ مِنْهَا شَاة، فطلبها حَتَّى استنقذها مِنْهُ، فَالْتَفت إِلَيْهِ الذِّئْب فَقَالَ: من لَهَا يَوْم السَّبع، لَيْسَ لَهَا راعٍ غَيْرِي. " فَقَالَ النَّاس: سُبْحَانَ الله {فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِنِّي أومن بِهِ وَأَبُو بكر وَعمر، وَمَا ثمَّ أَبُو بكر وَعمر ". كَذَا عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا. وَعند مُسلم من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَيْنَمَا رجلٌ يَسُوق بقرة قد حمل عَلَيْهَا، التفتت إِلَيْهِ فَقَالَت: إِنِّي لم أخلق لهَذَا، وَلَكِنِّي إِنَّمَا خلقت للحرث " فَقَالَ النَّاس: سُبْحَانَ الله - تَعَجبا وفزعاً - أبقرةٌ تَتَكَلَّم} فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِنِّي أُؤْمِن بِهِ، وَأَبُو بكر وَعمر ". الحديث: 2232 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَيْنَمَا راعٍ فِي غنمه عدا عَلَيْهِ الذِّئْب فَأخذ مِنْهُ شَاة، فَطَلَبه الرَّاعِي حَتَّى استنقذها مِنْهُ. . " وَذكر الحَدِيث بِنَحْوِ مَا تقدم. وَلَيْسَ فِيهِ عِنْده: " وَمَا ثمَّ أَبُو بكر وَعمر ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: صلى الرَّسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الصُّبْح، ثمَّ أقبل على النَّاس فَقَالَ: " بَينا رجلٌ يَسُوق بقرة إِذْ ركبهَا فضربها، فَقَالَت: إِنَّا لم نخلق لهَذَا، إِنَّمَا خلقنَا للحرث " فَقَالَ النَّاس: سُبْحَانَ الله، بقرة تَتَكَلَّم! فَقَالَ: " فَإِنِّي أُؤْمِن بِهَذَا أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَمَا هما ثمَّ " ذكر بَاقِي الحَدِيث فِي الشاه وَالذِّئْب بِنَحْوِ مَا تقدم إِلَى قَوْله: " فَإِنِّي أُؤْمِن بِهَذَا أَنا وَأَبُو بكر وَعمر، وَمَا هما ثمَّ " لفظ الحَدِيث للْبُخَارِيّ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا فِي قصَّة الشَّاة وَالْبَقَرَة بِمثل حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - الحديثان جَمِيعًا فِي الشَّاة وَالْبَقَرَة بِنَحْوِ حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ. 2233 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " قرصت نملةٌ نَبيا من الْأَنْبِيَاء، فَأمر بقرية النَّمْل فاحرقت، فَأوحى الله إِلَيْهِ: أَن قرصتك نملةٌ أحرقت أمة من الْأُمَم تسبح ". الحديث: 2233 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نزل نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء تَحت شَجَرَة، فلدغته نملةٌ، فَأمر بجهازه فَأخْرج من تحتهَا، ثمَّ أَمر ببيتها فَأحرق بالنَّار، فَأوحى الله عز وَجل إِلَيْهِ: فَهَلا نملةً وَاحِدَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نزل نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء تَحت شَجَرَة. . " بِنَحْوِ حَدِيث مَالك. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ ذَلِك. 2234 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَسَعِيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فِي الْحبَّة السَّوْدَاء شِفَاء من كل دَاء إِلَّا السام " قَالَ ابْن شهَاب: والسام: الْمَوْت. والحبة السَّوْدَاء الشونيز. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد وَحده عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا. وَمن حَدِيث ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة وَحده عَن أبي هُرَيْرَة. وَلَيْسَ ذكر الشونيز فِي رِوَايَة سُفْيَان وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ. وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من داءٍ إِلَّا فِي الْحبَّة السَّوْدَاء مِنْهُ شِفَاء، إِلَّا السام ". 2235 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَسَعِيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تمنعوا فضل المَاء لتمنعوا بِهِ الْكلأ ". الحديث: 2234 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع الْكلأ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك. وَمن حَدِيث هِلَال بن أُسَامَة عَن أبي سَلمَة وَأبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يُبَاع فضل المَاء ليباع بِهِ الْكلأ ". وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه بِهَذَا الْإِسْنَاد فَقَالَ: لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ الْكلأ ". 2236 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتعْمل رجلا على خَيْبَر، فجَاء بِتَمْر جنيب، فَقَالَ " أكل تمر خَيْبَر هَكَذَا؟ " قَالَ: أَنا لنأخذ الصَّاع بالصاعين، والصاعين بِالثَّلَاثَةِ. فَقَالَ " لَا تفعل، بِعْ الْجمع بِالدَّرَاهِمِ، ثمَّ ابتع بِالدَّرَاهِمِ جنيباً " وَقَالَ فِي الْمِيزَان مثل ذَلِك. قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن عبد الْمجِيد عَن سعيد: أَن أَبَا سعيد وَأَبا هُرَيْرَة حَدَّثَاهُ بِهَذَا، وَعَن عبد الْمجِيد بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة بِهَذَا. وألفاظ الروَاة مُتَقَارِبَة فِي الْمَعْنى. 2237 - السبعون: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أُقِيمَت الصَّلَاة، وَعدلت الصُّفُوف قيَاما. قَالَ فِي رِوَايَة هَارُون بن مَعْرُوف وحرملة بن يحيى: فعدلنا الصُّفُوف قبل أَن يخرج إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَخرج إِلَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا قَامَ فِي مصلاة ذكر أَنه جنب، فَقَالَ لنا: " مَكَانكُمْ ". الحديث: 2236 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 فِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف عَن الْأَوْزَاعِيّ: فَمَكثْنَا على هيئتنا - يَعْنِي قيَاما - ثمَّ رَجَعَ فاغتسل ثمَّ خرج إِلَيْنَا وَرَأسه يقطر، فَكبر فصلينا مَعَه. وَأخرج مُسلم بعض هَذَا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: إِن الصَّلَاة كَانَت تُقَام لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيَأْخُذ النَّاس مَصَافهمْ قبل أَن يقوم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقَامه. 2238 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة فقد أدْرك الصَّلَاة ". قَالَ فِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب: من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة مَعَ الإِمَام ". وَفِي حَدِيث عبيد الله عَن الزُّهْرِيّ: " فقد أدْرك الصَّلَاة كلهَا ". وللبخاري من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا أدْرك أحدكُم سَجْدَة من صَلَاة الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس فليتم صلَاته، وَإِذا أدْرك سَجْدَة من صَلَاة الصُّبْح قبل أَن تطلع الشَّمْس فليتم صلَاته ". 2239 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لكل نبيٍّ دعوةٌ يدعوها، فَأُرِيد - إِن شَاءَ الله - أَن أختبئ دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ ". الحديث: 2238 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عَمْرو - مِنْهُم من يَقُول: عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا. وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن عمر بن أبي سُفْيَان أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ لكعب الْأَحْبَار: إِن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لكل نبيٍّ دعوةٌ يدعوها، فَأُرِيد - إِن شَاءَ الله - أَن أختبئ دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ". فَقَالَ كَعْب لأبي هُرَيْرَة: أَنْت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم. وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لكل نبيٍّ دعوةٌ مستجابةٌ، فتعجل كل نبيٍّ دَعوته، وَإِنِّي اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة، فَهِيَ نائلة إِن شَاءَ الله من مَاتَ من أمتِي لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا ". وَمن حَدِيث أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكل نبيٍّ دَعْوَة مستجابة يَدْعُو بهَا، فيستجاب لَهُ فيؤتاها، وَإِنِّي اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لكل نبيٍّ دعوةٌ دَعَا بهَا فِي أمته فاستجيب لَهُ، وَإِنِّي أُرِيد أَن أدخر دَعْوَتِي شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة ". 2240 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْوِصَال فِي الصَّوْم. فَقَالَ لَهُ رجلٌ من الْمُسلمين: إِنَّك تواصل يَا رَسُول الله. قَالَ: " وَأَيكُمْ مثلي؟ إِنِّي أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني ". فَلَمَّا أَبَوا أَن ينْتَهوا عَن الْوِصَال وَاصل بهم يَوْمًا ثمَّ يَوْمًا، ثمَّ رَأَوْا الْهلَال فَقَالَ: " لَو تَأَخّر لزدتكم " كالتنكيل لَهُم حِين أَبَوا أَن ينْتَهوا. الحديث: 2240 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن خَالِد عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَإِنَّمَا هُوَ عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إيَّاكُمْ والوصال " مرَّتَيْنِ. فَقيل: إِنَّك تواصل. قَالَ: " أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني، فاكلفوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إيَّاكُمْ والوصال " قَالُوا: فَإنَّك تواصل يَا رَسُول الله. قَالَ: " إِنَّكُم لَسْتُم فِي ذَلِك مثلي، إِنِّي أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني، فاكلفوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون ". وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله، غير أَنه قَالَ: فاكلفوا مَا لكم بِهِ طَاقَة ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيث أبي زرْعَة. 2241 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَنه كَانَ يُصَلِّي بهم، فيكبر كلما خفض وَرفع، فَإِذا انْصَرف قَالَ: إِنِّي لأشبهكم صَلَاة برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة يكبر حِين يقوم، ثمَّ الحديث: 2241 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 يكبر حِين يرْكَع، ثمَّ يَقُول: سمع الله لمن حَمده " حِين يرفع صلبه من الرَّكْعَة، ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم: " رَبنَا لَك الْحَمد " ثمَّ يكبر حِين يهوي سَاجِدا، ثمَّ يكبر حِين يسْجد، ثمَّ يكبر حِين يرفع رَأسه، ثمَّ يفعل ذَلِك فِي الصَّلَاة كلهَا حَتَّى يَقْضِيهَا، وَيكبر حِين يقوم من الثِّنْتَيْنِ بعد الْجُلُوس. زَاد فِي حَدِيث ابْن جريج: ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: إِنِّي لأشبهكم صَلَاة برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. زَاد هُوَ وَغَيره الْوَاو فِي قَوْله: " وَلَك الْحَمد ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر وَأبي سَلمَة: أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يكبر فِي كل صَلَاة من الْمَكْتُوبَة وَغَيرهَا فِي رَمَضَان وَغَيره، فيكبر حِين يقوم، وَيكبر حِين يرْكَع ثمَّ يَقُول: سمع الله لمن حَمده، ثمَّ يَقُول: رَبنَا وَلَك الْحَمد، وَذكر نَحوه. وَقَالَ فِي آخِره وَيفْعل ذَلِك فِي كل رَكْعَة حَتَّى يفرغ من الصَّلَاة، ثمَّ يَقُول حِين ينْصَرف: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأقربكم شبها بِصَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِن كَانَت هَذِه لصلاته حَتَّى فَارق الدُّنْيَا. قَالَ: وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين يرفع رَأسه يَقُول: " سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد "، يَدْعُو لرجال فيسميهم بِأَسْمَائِهِمْ، فَيَقُول: " اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيد بن الْوَلِيد، وَسَلَمَة بن هِشَام، وَعَيَّاش بن أبي ربيعَة، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ من الْمُؤمنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك على مُضر، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم سِنِين كَسِنِي يُوسُف وَأهل الْمشرق يومئذٍ من مُضر مخالفون لَهُ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة: أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يكبر فِي الصَّلَاة كلما رفع وَوضع. فَقُلْنَا: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا هَذَا التَّكْبِير؟ فَقَالَ: إِنَّهَا لصَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَنه كَانَ يكبر كلما خفض وَرفع، وَيحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يفعل ذَلِك. 2242 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن لنَبِيّ بِأَن يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ " قَالَ سُفْيَان: تَفْسِيره: أَن يَسْتَغْنِي بِهِ. وَفِي حَدِيث عقيل بن خَالِد. يُرِيد: يجْهر بِهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: وَمَا أذن الله لشيءٍ مَا أذن لنبيٍّ حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ، يجْهر بِهِ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا أذن الله لشيءٍ كَإِذْنِهِ لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ، يجْهر بِهِ ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. وَأخرجه البُخَارِيّ وَحده بلفظٍ آخر من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ " زَاد غَيره " يجْهر بِهِ " كَذَا فِي كتاب البُخَارِيّ. 2243 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ. " ننزل غَدا - إِن شَاءَ الله - بخيف بني كنَانَة حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر " يُرِيد المحصب. الحديث: 2242 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حِين أَرَادَ قدوم مَكَّة: منزلنا غَدا إِن شَاءَ الله - بخيف بني كنَانَة حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر ". وَفِي رِوَايَة الْوَلِيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْغَد يَوْم النَّحْر وَهُوَ بمنى: نَحن نازلون غَدا بخيف بني كنَانَة حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر " يَعْنِي بذلك المحصب. وَذَلِكَ أَن قُريْشًا وكنانة تحالفت على بني هَاشم وَبني عبد الْمطلب - أَو بني الْمطلب - أَلا يناكحوهم وَلَا يبايعوهم حَتَّى يسلمُوا إِلَيْهِم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ سَلامَة عَن عقيل، وَيحيى عَن الضَّحَّاك عَن الْأَوْزَاعِيّ، أَخْبرنِي ابْن شهَاب وَقَالا: بني هَاشم وَبني الْمطلب. قَالَ البُخَارِيّ: وَبني الْمطلب أشبه. وَفِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حِين أَرَادَ حنيناً: منزلنا غَدا - إِن شَاءَ الله - بخيف بني كنَانَة، حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: منزلنا إِن شَاءَ الله - إِذا فتح الله - الْخيف، حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: ... وَذكر مثله. 2244 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: حَدثنِي أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اشتكت النَّار إِلَى رَبهَا فَقَالَت: رب الحديث: 2244 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 أكل بَعْضِي بَعْضًا، فَأذن لَهَا بنفسين: نفسٍ فِي الشتَاء وَنَفس فِي الصَّيف، فَهُوَ أَشد مَا تَجِدُونَ من الْحر، وَأَشد مَا تَجِدُونَ من الزَّمْهَرِير ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم. واشتكت النَّار إِلَى رَبهَا فَقَالَت: رب أكل بَعْضِي بَعْضًا، فَأذن لَهَا بنفسين: نفس فِي الشتَاء، وَنَفس فِي الصَّيف، فَهُوَ أَشد مَا تَجِدُونَ من الْحر، وَأَشد مَا تَجِدُونَ من الزَّمْهَرِير. وَأخرج فصل الْإِبْرَاد من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وحدثناه نَافِع مولى ابْن عمر عَن ابْن عمر أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا اشْتَدَّ الْحر فأبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ... مثله. وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَت النَّار: رب، أكل بَعْضِي بَعْضًا، فَأذن لي أَن أتنفس، فَأذن لَهَا بنفسين: نفسٍ فِي الشتَاء وَنَفس فِي الصَّيف، فَمَا وجدْتُم من بردٍ أَو زمهرير فَمن نفس جَهَنَّم، وَمَا وجدْتُم من حر أَو حرور فَمن نفس جَهَنَّم ". وَمن حَدِيث مَالك بن أنس عَن عبد الله بن يزِيد مولى الْأسود بن سُفْيَان عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا كَانَ الْحر فأبردوا عَن الصَّلَاة، فَإِن شدَّة الْحر من فيح الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 جَهَنَّم " وَذكر أَن النَّار اشتكت إِلَى رَبهَا فَأذن لَهَا فِي كل عامٍ بنفسين: نفسٍ فِي الشتَاء، وَنَفس فِي الصَّيف. وَفِي فصل الْإِبْرَاد وَحده من حَدِيث سلمَان الْأَغَر وَبسر بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا كَانَ الْيَوْم الْحَار فأبردوا بِالصَّلَاةِ، فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أبردوا عَن الْحر فِي الصَّلَاة؛ فَإِن شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم ". وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن هَذَا الْحر من فيح جَهَنَّم، فأبردوا بِالصَّلَاةِ ". وَمن حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ... بِنَحْوِ ذَلِك. 2245 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول " الفخار وَالْخُيَلَاء فِي الْفَدادِين أهل الْوَبر، والسكينة فِي أهل الْغنم " زَاد شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: " وَالْإِيمَان يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية " قَالَ أَبُو عبد الله البُخَارِيّ: وَسميت الْيمن لِأَنَّهَا عَن يَمِين الْكَعْبَة، وَالشَّام عَن يسَار الْكَعْبَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: رَأس الْكفْر نَحْو الْمشرق، وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء فِي أهل الْخَيل وَالْإِبِل، الْفَدادِين أهل الْوَبر، والسكينة فِي أهل الْغنم ". الحديث: 2245 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَتَاكُم أهل الْيمن، هم أَلين قلوباً وأرق أَفْئِدَة، الْإِيمَان يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية، وَرَأس الْكفْر قبل الْمشرق " زَاد شُعْبَة عَن الْأَعْمَش: " وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء فِي أَصْحَاب الْإِبِل، والسكينة وَالْوَقار فِي أَصْحَاب الْغنم ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الْغَيْث سَالم عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْإِيمَان يمانٍ والفتنة هَا هُنَا، حَيْثُ يطلع قرن الشَّيْطَان ". وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَتَاكُم أهل الْيمن، أَضْعَف قلوباً، وأرق أَفْئِدَة، الْفِقْه يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: جَاءَ أهل الْيمن، هم أرق أَفْئِدَة، وأضعف قلوباً، الْإِيمَان يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية. السكينَة فِي أهل الْغنم، وَالْفَخْر وَالْخُيَلَاء فِي الْفَدادِين، أهل الْوَبر قبل مطلع الشَّمْس ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: جَاءَ أهل الْيمن، هم أرق أَفْئِدَة، الْإِيمَان يمانٍ، وَالْفِقْه يمانٍ، وَالْحكمَة يَمَانِية ". وَمن حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْإِيمَان يمانٍ، وَالْكفْر قبل الْمشرق، والسكينة فِي أهل الْغنم، وَالْفَخْر والرياء فِي الْفَدادِين أهل الْخَيل والوبر ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 2246 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: التَّسْبِيح للرِّجَال والتصفيق للنِّسَاء ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك مُسْندًا. زَاد حَرْمَلَة: قَالَ ابْن شهَاب: وَقد رَأَيْت رجَالًا من أهل الْعلم يسبحون ويشيرون. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. وَلم أره لأبي مَسْعُود فِي تَرْجَمَة الْأَعْمَش عَن أبي صَالح. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. 2247 - الثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليصل رَحمَه، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت " زَاد فِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ " وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم جَاره ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يؤذ جَاره، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه، وَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو لِيَسْكُت ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي بِمثل حَدِيث أبي حُصَيْن، غير أَنه قَالَ: فليحسن إِلَى جَاره ". الحديث: 2246 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 2248 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله، وَمن عَصَانِي فقد عصى الله، وَمن أطَاع أَمِيري فقد أَطَاعَنِي، وَمن عصى أَمِيري فقد عَصَانِي ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " وَقَالَ: " من أَطَاعَنِي فقد أطَاع الله وَمن عَصَانِي فقد عصى الله، وَمن يطع الْأَمِير فقد أَطَاعَنِي، وَمن يعْص الْأَمِير فقد عَصَانِي " وَزَاد: " وَالْإِمَام جنَّة يُقَاتل من وَرَائه، ويتقى بِهِ، فَإِن أَمر بتقوى وَعدل، فَإِن لَهُ بذلك أجرا، وَإِن قَالَ بِغَيْرِهِ فَإِن عَلَيْهِ مِنْهُ ". وَأخرج مُسلم فصل " الْجنَّة " من حَدِيث وَرْقَاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنَّمَا الإِمَام جنةٌ، يُقَاتل من وَرَائه، ويتقى بِهِ، فَإِن أَمر بتقوى الله، وَعدل، كَانَ لَهُ بذلك أجرٌ، وَإِن يَأْمر بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ ". وَأخرج الْفَصْل الأول من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد دون الزِّيَادَة، وَلم يذكر فِي أَوله: " نَحن الاخرون السَّابِقُونَ ". وَأخرج أَيْضا هَذَا الْفَصْل الأول وَحده من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلم يذكر: وَمن يعْص الْأَمِير فقد عَصَانِي ". وَمن حَدِيث أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ هَذَا الحديث: 2248 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا، وَقَالَ: من أطَاع الْأَمِير ". 2249 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحسن بن عَليّ وَعِنْده الْأَقْرَع بن حَابِس التَّمِيمِي جالسٌ، فَقَالَ الْأَقْرَع بن حَابِس: إِن لي عشرَة من الْوَلَد مَا قبلت مِنْهُم أحدا. فَنظر إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ قَالَ: من لَا يرحم لَا يرحم ". 2250 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " إِن أحدكُم إِذا قَامَ يُصَلِّي جَاءَهُ الشَّيْطَان فَلبس عَلَيْهِ حَتَّى لَا يدْرِي كم صلى، فَإِذا وجد ذَلِك أحدكُم فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس ". وَلَهُمَا من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع الْأَذَان، فَإِذا قضي الْأَذَان أقبل، فَإِذا ثوب بهَا أدبر، فَإِذا قضي التثويب أقبل حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه، يَقُول: اذكر كَذَا، اذكر كَذَا - لما لم يذكر. حَتَّى يظل الرجل إِن يدْرِي كم صلى، فَإِذا لم يدر أحدكُم ثَلَاثًا صلى أم أَرْبعا فليسجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا نُودي للصَّلَاة أدبر الشَّيْطَان. . " ثمَّ ذكر نَحوه إِلَى قَوْله: " حَتَّى يظل الرجل لَا يدْرِي كم صلى ". الحديث: 2249 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 وَمن حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان وَله ضراط ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ أدبر الشَّيْطَان لَهُ ضراط حَتَّى لَا يسمع التأذين، حَتَّى إِذا قضي التثويب أقبل حَتَّى يخْطر بَين الْمَرْء وَنَفسه. يَقُول اذكر كَذَا، وَاذْكُر كَذَا - لما لم يكن يذكر من قبل - حَتَّى يظل رجلٌ مَا يدْرِي كم صلى ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة بِمثل حَدِيث الْمُغيرَة، غير أَنه قَالَ: حَتَّى يظل الرجل ... ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الشَّيْطَان إِذا سمع النداء بِالصَّلَاةِ أحَال لَهُ ضراط، حَتَّى لَا يسمع صَوته، فَإِذا انْتَهَت رَجَعَ فوسوس ". وَمن حَدِيث خَالِد بن عبد الله عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا أذن الْمُؤَذّن أدبر الشَّيْطَان وَله حصاصٌ ". وَمن حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح قَالَ: أَرْسلنِي أبي إِلَى بني حَارِثَة. قَالَ وَمَعِي غلامٌ لنا - أَو صاحبٌ لنا - فناداه منادٍ من حَائِط باسمه، قَالَ: وأشرف الَّذِي معي على الْحَائِط فَلم ير شَيْئا، قَالَ: فَذكرت ذَلِك لأبي، فَقَالَ: لَو شَعرت أَنَّك تلقى هَذَا لم أرسلك، وَلَكِن إِذا سَمِعت صَوتا فنادٍ بِالصَّلَاةِ، فَإِنِّي سَمِعت أبي هُرَيْرَة يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِن الشَّيْطَان إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ ولى وَله حصاصٌ ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 2251 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد على الْفطْرَة " ثمَّ يَقُول: {فطرت الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدّين الْقيم} " [الرّوم] كَذَا عِنْد مُسلم. زَاد فِي حَدِيث البُخَارِيّ عَن عَبْدَانِ: فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء، هَل تُحِسُّونَ فِيهَا من جَدْعَاء " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: {فطرت الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله ذَلِك الدّين الْقيم} ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من يُولد يُولد على هَذِه الْفطْرَة فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ، كَمَا تنتجون الْإِبِل، فَهَل تَجِدُونَ فِيهَا جَدْعَاء حَتَّى تَكُونُوا أَنْتُم تجدعونها " قَالُوا: يَا رَسُول الله، أَفَرَأَيْت من يَمُوت صَغِيرا؟ قَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ". وَأخرجه البُخَارِيّ مُنْقَطِعًا من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: يصلى على كل مَوْلُود متوفى وَإِن كَانَ لغية من أجل أَنه ولد على فطْرَة الْإِسْلَام، يَدعِي أَبَوَاهُ الْإِسْلَام، وَأَبوهُ خَاصَّة، وَإِن كَانَت أمه على غير الْإِسْلَام إِذا اسْتهلّ صَارِخًا، وَلَا يصلى على من لم يستهل، من أجل أَنه سقط، فَإِن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يحدث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد على الْفطْرَة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تنْتج الْبَهِيمَة بَهِيمَة جَمْعَاء، هَل تُحِسُّونَ فِيهَا من جَدْعَاء " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: {فطرت الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا} الْآيَة: أخرجه البُخَارِيّ - وَإِن كَانَ مُنْقَطِعًا - لما فِيهِ من كَلَام الزُّهْرِيّ فِي فقهه، وَلِأَنَّهُ عِنْد الزهرى مُسْند. وَالْبُخَارِيّ قد أخرجه مُتَّصِلا من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. الحديث: 2251 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ وَزَاد فِيهِ زِيَادَة عَبْدَانِ، وَفِي آخِره: ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة اقْرَءُوا إِن شِئْتُم {فطرت الله. .} الْآيَة. وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا من مولودٍ إِلَّا يُولد على الْفطْرَة، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ ويشركانه " فَقَالَ رجل: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت لَو مَاتَ قبل ذَلِك؟ قَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ". وَفِي رِوَايَة عبد الله بن نمير عَن الْأَعْمَش: مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا وَهُوَ على الْملَّة ... ". وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة عَن أبي مُعَاوِيَة: ". . إِلَّا على هَذِه الْملَّة، حَتَّى يبين عَنهُ لِسَانه ". وَفِي رِوَايَة أبي كريب عَن أبي مُعَاوِيَة: لَيْسَ من مَوْلُود يُولد إِلَّا على الْفطْرَة، حَتَّى يعبر عَنهُ لِسَانه ". وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز الدراودي عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كل إِنْسَان تلده أمه على الْفطْرَة، وَأَبَوَاهُ بعد يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ أَو يُمَجِّسَانِهِ، فَإِن كَانَا مُسلمين فمسلمٌ. كل إِنْسَان تلده أمه يلكزه الشَّيْطَان فِي حضنيه إِلَّا مَرْيَم وَابْنهَا ". وَقد أخرجَا جَمِيعًا فِي " من مَاتَ مِنْهُم صَغِيرا " من حَدِيث عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَرَارِي الْمُشْركين فَقَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَطْفَال الْمُشْركين، عَمَّن يَمُوت مِنْهُم صَغِيرا، فَقَالَ: " الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين ". 2252 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُؤْتى بِالرجلِ الْمُتَوفَّى عَلَيْهِ الدّين، فَيسْأَل: " هَل ترك لدينِهِ قَضَاء؟ " فَإِن حدث أَنه ترك وَفَاء صلى، وَإِلَّا قَالَ للْمُسلمين: " صلوا على صَاحبكُم ". فَلَمَّا فتح الله الْفتُوح قَالَ: " أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم، فَمن توفّي من الْمُؤمنِينَ فَترك دينا فعلي قَضَاؤُهُ، وَمن ترك مَالا فلورثته ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي حَازِم سُلَيْمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: من ترك مَالا فلورثته، وَمن ترك كلا فإلينا " وَفِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة: وَمن ترك كلا وليته ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا من مُؤمن إِلَّا وَأَنا أولى بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، واقرءوا إِن شِئْتُم: {النَّبِي أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم} [الْأَحْزَاب] فأيما مُؤمن مَاتَ وَترك مَالا فليرثه عصبته من كَانُوا، وَمن ترك دينا أَو ضيَاعًا فَليَأْتِنِي، فَأَنا مَوْلَاهُ ". وَأخرجه أَيْضا من رِوَايَة أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم، فَمن مَاتَ وَترك مَالا فَمَاله لموَالِي الْعصبَة، وَمن ترك كلا أَو ضيَاعًا فَأَنا وليه فلأدعى لَهُ ". الحديث: 2252 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، إِن على الأَرْض من مُؤمن إِلَّا أَنا أولى النَّاس بِهِ، فَأَيكُمْ ترك دينا أَو ضيَاعًا فَأَنا مَوْلَاهُ، وَأَيكُمْ ترك مَالا فَإلَى الْعصبَة من كَانَ ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنا أولى النَّاس بِالْمُؤْمِنِينَ فِي كتاب الله، فَأَيكُمْ مَا ترك دينا أَو ضَيْعَة فادعوني فَأَنا وليه، وَأَيكُمْ مَا ترك مَالا فليؤثر بِمَالِه عصبته من كَانَ ". 2253 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أَنا أولى النَّاس بِابْن مَرْيَم، الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد علاتٍ، وَلَيْسَ بيني وَبَينه نبيٌّ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنا أول النَّاس بِعِيسَى بن مَرْيَم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. الْأَنْبِيَاء أخوة لعَلَّات، أمهاتهم شَتَّى وَدينهمْ وَاحِد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَنا أولى النَّاس بِعِيسَى بن مَرْيَم فِي الأولى وَالْآخِرَة ". قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْأَنْبِيَاء إخوةٌ من علاتٍ، وأمهاتهم شَتَّى، وَدينهمْ واحدٌ، فَلَيْسَ بَيْننَا نَبِي " الحديث: 2253 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 2254 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من رَآنِي فِي الْمَنَام فسيراني فِي الْيَقَظَة، أَو لكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَة، لَا يتَمَثَّل الشَّيْطَان بِي " زَاد فِي حَدِيث يُونُس وَابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: وَقَالَ أَبُو سَلمَة: قَالَ أَبُو قَتَادَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من رَآنِي فقد رأى الْحق ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي، فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي ". 2255 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرغب فِي قيام رَمَضَان من غير أَن يَأْمُرهُم فِيهِ بعزيمة، فَيَقُول: " من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". فَتوفي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْأَمر على ذَلِك، ثمَّ كَانَ الْأَمر على ذَلِك فِي خلَافَة أبي بكر، وصدراً من خلَافَة عمر رَضِي الله عَنهُ. كَذَا فِي رِوَايَة معمرٍ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة. وَقَالَ فِي رِوَايَة عقيل عَنهُ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لرمضان: " من قامه إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". لم يزدْ. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه. وَمن قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه سُلَيْمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ. الحديث: 2254 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من قَامَ لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه، وَمن صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". زَاد فِي رِوَايَة عبد الله بن يُوسُف عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ: فَتوفي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم و [النَّاس على ذَلِك، ثمَّ كَانَ] الْأَمر على ذَلِك فِي خلَافَة أبي بكر وصدراً من خلَافَة عمر وَعَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي أَنه قَالَ: خرجت مَعَ عمر بن الْخطاب لَيْلَة فِي رَمَضَان إِلَى الْمَسْجِد، فَإِذا النَّاس أوزاعٌ متفرقون، يُصَلِّي الرجل لنَفسِهِ، وَيُصلي الرجل فَيصَلي بِصَلَاتِهِ الرَّهْط، فَقَالَ عمر: إِنِّي أرى لَو جمعت هَؤُلَاءِ على قَارِئ واحدٍ لَكَانَ أمثل. ثمَّ عزم فَجَمعهُمْ على أبي بن كَعْب. ثمَّ خرجت مَعَه لَيْلَة أُخْرَى وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة قارئهم. قَالَ عمر: نعمت الْبِدْعَة هَذِه، وَالَّتِي ينامون عَنْهَا أفضل من الَّتِي يقومُونَ - يُرِيد آخر اللَّيْل، وَكَانَ النَّاس يقومُونَ أَوله. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا من ذَلِك من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 وَلَيْسَ ليحيى الْأنْصَارِيّ عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا من ذَلِك من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من يقم لَيْلَة الْقدر إِيمَانًا واحتساباً غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". وَأخرج مُسلم طرفا آخر من ذَلِك من حَدِيث وَرْقَاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من يقم لَيْلَة الْقدر فيوافقها - أرَاهُ إِيمَانًا واحتساباً - غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". 2256 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَغَيره أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا عدوى، وَلَا صفر، وَلَا هَامة " فَقَالَ أعرابيٌّ: يَا رَسُول الله، فَمَا بَال إبلٍ تكون فِي الرمل كَأَنَّهَا الظباء، فَيَأْتِي الْبَعِير الأجرب فَيدْخل فِيهَا فيجربها؟ فَقَالَ: " فَمن أعدى الأول؟ ". قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة، وَسنَان بن أبي سِنَان. وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان بن أبي سِنَان وَحده من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ بِنَحْوِ ذَلِك. وَعَن أبي سَلمَة أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة بعد يَقُول: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يُورد ممرضٌ على مصح " وَأنكر أَبُو هُرَيْرَة حَدِيثه الأول. قُلْنَا: ألم تحدث أَنه: " لَا عدوى " فرطن بالحبشية. قَالَ أَبُو سَلمَة: فَمَا رَأَيْته نسي حَدِيثا غَيره. الحديث: 2256 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 وَفِي حَدِيث أبي الطَّاهِر وحرملة عَن ابْن وهب عَن يُونُس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا عدوى " وَيحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يُورد ممرضٌ على مصح " قَالَ الزُّهْرِيّ: قَالَ أَبُو سَلمَة: كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدث بهما كليهمَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ صمت أَبُو هُرَيْرَة بعد ذَلِك عَن قَوْله: " لَا عدوى " وَأقَام على أَن " لَا يُورد ممرضٌ عَليّ مصحٍّ " قَالَ: فَقَالَ الْحَارِث بن أبي ذياب وَهُوَ ابْن عَم أبي هُرَيْرَة: قد كنت أسمعك يَا أَبَا هُرَيْرَة تحدثنا مَعَ هَذَا الحَدِيث حَدِيثا آخر قد سكت عَنهُ، كنت تَقول. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا عدوى " فَأبى أَبُو هُرَيْرَة أَن يعرف ذَلِك، فَقَالَ: " لَا يُورد ممرضٌ على مصح " فَمَا رَآهُ الْحَارِث فِي ذَلِك حَتَّى غضب أَبُو هُرَيْرَة فرطن بالحبشية. فَقَالَ لِلْحَارِثِ: أَتَدْرِي مَاذَا قلت؟ قَالَ: لَا. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِنِّي قلت: أَبيت. قَالَ أَبُو سَلمَة: ولعمري، لقد كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدثنا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا عدوى " فَلَا أَدْرِي، أنسي أَبُو هُرَيْرَة، أَو نسخ أحد الْقَوْلَيْنِ الآخر. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا طيرة، وَخَيرهَا الفأل " قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا الفأل؟ قَالَ: " الْكَلِمَة الصَّالِحَة يسْمعهَا أحدكُم ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا عدوى وَلَا طيرة وَلَا هَامة وَلَا صفر "، زَاد أَبُو مَسْعُود: " والمعدن جَبَّار. . " الحَدِيث. وَزَاد أَبُو بكر البرقاني مَعَ " الْمَعْدن " " والبئر جَبَّار، وَفِي الرِّكَاز الْخمس " قَالَ: وَزَاد مكي بن إِبْرَاهِيم: " والعجماء جَبَّار ". قَالَ: وَحَدِيث ابْن نَاجِية إِلَى قَوْله " وَلَا هَامة ". وَلَيْسَ فِي كتاب البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَّا مَا ذكرنَا فِيمَا رَأينَا من النّسخ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا تَعْلِيقا من حَدِيث سعيد بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ. لَا عدوى، وَلَا طيرة، وَلَا هَامة، وَلَا صفر، وفر من المجذوم كَمَا تَفِر من الْأسد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا عدوى، وَلَا هَامة، وَلَا نوء، وَلَا صفر ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا عدوى، وَلَا هَامة، وَلَا طيرة، وَأحب الفأل الصَّالح ". 2257 - التِّسْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَأبي عبد الله الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " ينزل رَبنَا كل لَيْلَة إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الآخر، يَقُول من يدعوني فأستجيب لَهُ، من يسألني فَأعْطِيه من يستغفرني فَأغْفِر لَهُ ". وَقد أخرجه مُسلم من حَدِيث سلمَان الْأَغَر وَحده عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة أَيْضا، وَفِيه: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله يُمْهل حَتَّى إِذا ذهب ثلث اللَّيْل الأول نزل إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول: هَل من مستغفرٍ، هَل من تائب، هَل من سائلٍ، هَل من داعٍ، حَتَّى ينفجر الْفجْر ". وَمن حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا مضى شطر اللَّيْل أَو ثُلُثَاهُ ينزل الله تبَارك وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا الحديث: 2257 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 فَيَقُول: هَل من سائلٍ فَيعْطى، هَل من داعٍ فيستجاب لَهُ، هَل من مستغفرٍ فَيغْفر لَهُ، حَتَّى ينفجر الصُّبْح ". من حَدِيث سعيد بن يسَار، وَهُوَ سعيد بن أبي مرْجَانَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينزل الله فِي السَّمَاء الدُّنْيَا لشطر اللَّيْل أَو ثلث اللَّيْل الآخر، فَيَقُول: من يدعوني فأستجيب لَهُ، أَو يسألني فَأعْطِيه " ثمَّ يَقُول: " من يقْرض غير عديم وَلَا ظلوم " زَاد فِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال بعد قَوْله: " فَأعْطِيه " ثمَّ يبسط يَدَيْهِ تبَارك وَتَعَالَى، يَقُول: " من يقْرض ... " وَذكره. وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ينزل الله إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا كل لَيْلَة حِين يمْضِي ثلث اللَّيْل الأول فَيَقُول أَنا الْملك، أَنا الْملك، من ذَا الَّذِي يدعوني فأستجيب لَهُ، من ذَا الَّذِي يسألني فَأعْطِيه، من ذَا الَّذِي يستغفرني فَأغْفِر لَهُ، فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى يضيء الْفجْر ". 2258 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَسليمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون، فخالفوهم ". 2259 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة، والأغر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة كَانَ على كل بَاب من أَبْوَاب الْمَسْجِد ملائكةٌ يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول، فَإِذا جلس الإِمَام طَوَوْا الصُّحُف، وَجَاءُوا يسمعُونَ الذّكر " لم يزدْ. كَذَا فِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ. وَقَالَ: عَن أبي سَلمَة والأغر ". الحديث: 2258 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 وَفِي حَدِيث ابْن أبي ذِئْب وَيُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن الْأَغَر وَحده عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة وقفت الْمَلَائِكَة على بَاب الْمَسْجِد يَكْتُبُونَ الأول فَالْأول، وَمثل المهجر كَمثل الَّذِي يهدي بَدَنَة، ثمَّ كَالَّذي يهدي بقرة، ثمَّ كَبْشًا، ثمَّ دجَاجَة، ثمَّ بَيْضَة، وَإِذا خرج الإِمَام طَوَوْا صُحُفهمْ ويسمعون الذّكر ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن سمي مولى أبي بكر عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة غسل الْجَنَابَة ثمَّ رَاح فَكَأَنَّمَا قرب بَدَنَة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّانِيَة فَكَأَنَّمَا قرب بقرة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّالِثَة فَكَأَنَّمَا قرب كَبْشًا أقرن، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الرَّابِعَة فَكَأَنَّمَا قرب دجَاجَة، وَمن رَاح فِي السَّاعَة الْخَامِسَة فَكَأَنَّمَا قرب بَيْضَة، فَإِذا خرج الإِمَام حضرت الْمَلَائِكَة يَسْتَمِعُون الذّكر ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث ابْن أبي ذِئْب وَيُونُس. وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: على كل بَاب من أَبْوَاب الْمَسْجِد ملكٌ يكْتب الأول فَالْأول مثل الْجَزُور " ثمَّ نزلهم حَتَّى صغر إِلَى مثل الْبَيْضَة " فَإِذا جلس الإِمَام طويت الصُّحُف، وحضروا للذّكر " هَكَذَا لفظ الحَدِيث فِي كتاب مُسلم. 2260 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَرَأَيْتُم لَو أَن نَهرا بِبَاب أحدكُم يغْتَسل مِنْهُ كل يَوْم خمس مراتٍ، هَل يبْقى من درنه شيءٌ؟ " قَالُوا: لَا يبْقى من درنه شيءٌ. قَالَ: " فَذَلِك مثل الصَّلَوَات الْخمس، يمحو الله بِهن الْخَطَايَا ". الحديث: 2260 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 2261 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لقد كَانَ فِيمَا قبلكُمْ من الْأُمَم ناسٌ محدثون، فَإِن يكن فِي أمتِي أحدٌ فَإِنَّهُ عمر ". قَالَ البُخَارِيّ: زَاد زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن سعد عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قد كَانَ قبلكُمْ فِي بني إِسْرَائِيل محدثون من غير أَن يَكُونُوا أَنْبيَاء، فَإِن يكن فِي أمتِي أحدٌ فعمر ". أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ. وَلم يُخرجهُ مُسلم من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة، وَإِنَّمَا أخرجه من حَدِيث ابْن وهب عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أَبِيه عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة. وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عجلَان عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة بِنَحْوِهِ. قَالَ أَبُو مَسْعُود: حَدِيث ابْن عجلَان مَشْهُور بِأَنَّهُ من عَائِشَة، وَأما حَدِيث ابْن وهب عَن إِبْرَاهِيم فعندي أَنه خطأ وَالله أعلم، قَالَ ابْن وهب: محدثون: ملهمون. 2262 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " حَاج آدم مُوسَى فَقَالَ: أَنْت الَّذِي أخرجت النَّاس من الْجنَّة بذنبك وأشقيتهم. قَالَ: قَالَ آدم لمُوسَى: أَنْت الَّذِي اصطفاك الله بِرِسَالَاتِهِ وَكَلَامه، أتلومني على أَمر كتبه الله عَليّ قبل أَن يخلقني أَو قدره عَليّ قبل أَن يخلقني؟ " قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " فحج آدم مُوسَى ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: احْتج آدم ومُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدم، أَنْت أَبونَا، خيبتنا وأخرجتنا من الْجنَّة؟ فَقَالَ لَهُ آدم: أَنْت مُوسَى، اصطفاك الله بِكَلَامِهِ، وَخط لَك بِيَدِهِ، أتلومني على الحديث: 2261 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 أَمر قدره الله عَليّ قبل أَن يخلقني بِأَرْبَعِينَ عَاما؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فحج آدم مُوسَى ". قَالَ البُخَارِيّ عقب حَدِيث طَاوس: وَقَالَ سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... يَعْنِي بِنَحْوِهِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: احْتج آدم ومُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْت آدم، أخرجتك خطيئتك من الْجنَّة؟ ... ". وَفِي حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ: أَنْت آدم، أخرجتنا وذريتك من الْجنَّة؟ قَالَ: أَنْت مُوسَى الَّذِي اصطفاك الله بِرِسَالَاتِهِ وبكلامه، ثمَّ تلومني على أمرٍ قد قدر عَليّ قبل أَن أخلق؟ فحج آدم مُوسَى ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: التقى آدم مُوسَى، قَالَ مُوسَى: أَنْت الَّذِي أشقيت النَّاس وأخرجتهم من الْجنَّة؟ قَالَ آدم: أَنْت الَّذِي اصطفاك الله برسالته واصطنعك لنَفسِهِ، وَأنزل عَلَيْك التَّوْرَاة؟ قَالَ: نعم قَالَ: فَوَجَدتهَا كتب عَليّ قبل أَن يخلقني؟ قَالَ نعم. فحج آدم مُوسَى ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تحاج آدم ومُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام، فحج آدم مُوسَى فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْت آدم الَّذِي أغويت النَّاس وأخرجتهم من الْجنَّة؟ فَقَالَ آدم: أَنْت الَّذِي أَعْطَاك الله علم كل شيءٍ واصطفاك على النَّاس برسالته؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فتلومني على أمرٍ قدر عَليّ قبل أَن أخلق؟ ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 وَمن حَدِيث الْحَارِث بن أبي ذُبَاب عَن يزِيد بن هُرْمُز وَعبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: احْتج آدم ومُوسَى عِنْد ربهما، فحج آدم مُوسَى. قَالَ مُوسَى: أَنْت الَّذِي خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وأسجد لَك مَلَائكَته، وأسكنك فِي جنته، ثمَّ أهبطت النَّاس بخطيئتك إِلَى الأَرْض؟ . قَالَ آدم: أَنْت مُوسَى الَّذِي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأعطاك الألواح فِيهَا تبيان كل شيءٍ، وقربك نجياً، فبكم وجدت الله كتب التَّوْرَاة قبل أَن أخلق؟ قَالَ مُوسَى بِأَرْبَعِينَ عَاما. قَالَ آدم: فَهَل وجدت فِيهَا: وَعصى آدم ربه فغوى؟ قَالَ نعم. قَالَ: فتلومني على أَن أعمل عملا كتبه الله عَليّ أَن أعمله قبل أَن يخلقني بِأَرْبَعِينَ سنة ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنى حَدِيثه. 2263 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما فتح الله عز وَجل على رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة، قَامَ فِي النَّاس، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " إِن الله حبس عَن مَكَّة الْفِيل، وسلط عَلَيْهَا رَسُوله وَالْمُسْلِمين، وَإِنَّهَا لَا تحل لأحدٍ قبلي، وَإِنَّهَا أحلّت لي سَاعَة من نَهَار، وَإِنَّهَا لَا تحل لأحدٍ بعدِي، فَلَا ينفر صيدها، وَلَا يخْتَلى شَوْكهَا، وَلَا تحل ساقطتها إِلَّا لمنشدٍ، وَمن قتل لَهُ قتيلٌ فَهُوَ بِخَير النظرين، إِمَّا أَن يفدى وَإِمَّا أَن يقتل " فَقَالَ الْعَبَّاس: إِلَّا الْإِذْخر، فَإنَّا نجعله لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اكتبوا لأبي شاه " قلت للأوزاعي: مَا قَوْله: اكتبوا لي يَا رَسُول الله؟ قَالَ: هَذِه الْخطْبَة الَّتِي شَهِدَهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 2263 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 وَفِي رِوَايَة أبي نعيم عَن شَيبَان: أَن خُزَاعَة قتلوا رجلا من بني لَيْث عَام فتح مَكَّة بقتيل مِنْهُم قَتَلُوهُ، فَأخْبر بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَركب رَاحِلَته، فَخَطب فَقَالَ: " إِن الله حبس عَن مَكَّة الْقَتْل، أَو الْفِيل - شكّ الرَّاوِي - وسلط عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمُؤمنِينَ. أَلا وَإِنَّهَا لم تحل لأحدٍ قبلي، وَلَا تحل لأحد بعدِي: أَلا. وَإِنَّهَا حلت لي سَاعَة من نَهَار، أَلا وَإِنَّهَا سَاعَتِي هَذِه حرَام، لَا يخْتَلى شَوْكهَا، وَلَا يعضد شَجَرهَا، وَلَا تلْتَقط ساقطتها إِلَّا لِمُنْشِد، فَمن قتل فَهُوَ بِخَير النظرين، إِمَّا أَن يعقل، وَإِمَّا أَن يُقَاد أهل الْقَتِيل " فجَاء رجلٌ من أهل الْيمن فَقَالَ: اكْتُبْ لي يَا رَسُول الله: فَقَالَ: " اكتبوا لأبي فلَان " فَقَالَ رجل من قُرَيْش: إِلَّا الْإِذْخر يَا رَسُول الله، فَإنَّا نجعله فِي بُيُوتنَا وَقُبُورنَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِلَّا الْإِذْخر ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء: حَدثنَا حَرْب عَن يحيى. . وَذكر نَحوه. وَقَالَ: تَابعه عبيد الله عَن شَيبَان. وَقَالَ بَعضهم: عَن أبي نعيم: " الْقَتْل ". وَقَالَ عبيد الله: إِمَّا أَن يفادى أهل الْقَتِيل. 2264 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أمسك كَلْبا فَإِنَّهُ ينقص كل يَوْم من عمله قِيرَاط، إِلَّا كلب حرث أَو مَاشِيَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَمن اقتنى كَلْبا - لَيْسَ بكلب صيدٍ وَلَا ماشيةٍ وَلَا أَرض - فَإِنَّهُ ينقص من أجره قيراطان كل يَوْم ". الحديث: 2264 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من اتخذ كَلْبا إِلَّا كلب مَاشِيَة أَو صيد أَو زرع انْتقصَ من أجره كل يومٍ قيراطٌ ". قَالَ الزُّهْرِيّ: فَذكر لِابْنِ عمر قَول أبي هُرَيْرَة فَقَالَ: يرحم الله أَبَا هُرَيْرَة، فَإِنَّهُ كَانَ صَاحب زرع. وَمن حَدِيث أبي رزين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من اتخذ كَلْبا لَيْسَ بكلب صيدٍ وَلَا غنم نقص من عمله كل يَوْم قِيرَاط ". وَيُقَال: إِن اسْم أبي رزين: مَسْعُود بن مَالك. 2265 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو ليمنحها أَخَاهُ، فَإِن أَبى فليمسك أرضه " هُوَ عِنْد مُسلم بِالْإِسْنَادِ، وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ الرّبيع بن نَافِع ... 2266 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تنْكح الأيم حَتَّى تستأمر، وَلَا تنْكح الْبكر حَتَّى تستأذن ". قَالُوا: يَا رَسُول الله وَكَيف إِذْنهَا؟ قَالَ: " أَن تسكت ". 2267 - الْمِائَة: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، وَمن عَذَاب النَّار، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حسان بن عَطِيَّة عَن مُحَمَّد بن أبي عَائِشَة عَن أبي هُرَيْرَة، وَعَن يحيى أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله الحديث: 2265 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا تشهد أحدكُم فليستعذ بِاللَّه من أَربع: يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب جَهَنَّم، وَمن عَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات، وَمن شَرّ فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال ". وَلَيْسَ لمُحَمد بن أبي عَائِشَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث طَاوُوس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: عوذوا بِاللَّه من عَذَاب الله، عوذوا بِاللَّه من عَذَاب الْقَبْر، عوذا بِاللَّه من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال، عوذوا بِاللَّه من فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات ". وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مثله. وَمن حَدِيث عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يتَعَوَّذ من عَذَاب جَهَنَّم، وفتنة الدَّجَّال. وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستعيذ من عَذَاب الْقَبْر. 2268 - الأول بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِن الله يغار، وغيرة الله أَن يَأْتِي الْمَرْء مَا حرم الله عَلَيْهِ ". وَفِي حَدِيث الْحجَّاج بن أبي عُثْمَان عَن يحيى أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الله يغار، وَإِن الْمُؤمن يغار، وغيرة الله أَن يَأْتِي الْمُؤمن مَا حرمه عَلَيْهِ ". الحديث: 2268 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْمُؤمن يغار، وَالله أَشد غيراً ". 2269 - الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة قَالَ: رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة قَرَأَ {إِذا السَّمَاء انشقت} فَسجدَ بهَا. فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة ألم أرك تسْجد؟ فَقَالَ: لَو لم أر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْجد لم أَسجد. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ قَالَ: صليت مَعَ أبي هُرَيْرَة الْعَتَمَة، فَقَرَأَ: {إِذا السَّمَاء انشقت} فَسجدَ، فَقلت: مَا هَذِه؟ قَالَ: سجدت بهَا خلف أبي الْقَاسِم، فَلَا أَزَال أَسجد بهَا حَتَّى أَلْقَاهُ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن يزِيد مولى الْأسود بن سُفْيَان عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَنه قَالَ لَهُم: {إِذا السَّمَاء انشقت} فَسجدَ فِيهَا، فَلَمَّا انْصَرف أخْبرهُم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سجد فِيهَا. وَمن حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سجدنا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي {إِذا السَّمَاء انشقت} و {اقْرَأ باسم رَبك} . وَمن حَدِيث عبيد الله بن أبي جَعْفَر عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سجد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي {إِذا السَّمَاء انشقت} ، و {اقْرَأ باسم رَبك} . وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سعد الْأَعْرَج مولى بني مَخْزُوم عَن أبي هُرَيْرَة مثله. 2270 - الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يتقدمن أحدكُم رَمَضَان بِصَوْم يومٍ أَو يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَن يكون رجلا كَانَ يَصُوم صوما فليصمه ". الحديث: 2269 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 2271 - الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله دَعَاهُ خَزَنَة الْجنَّة كل خَزَنَة بَاب: أَي فل هَلُمَّ " فَقَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله، ذَاك الَّذِي لَا توى عَلَيْهِ. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأرجو أَن تكون مِنْهُم ". وَأَخْرَجَاهُ على وَجه آخر من حَدِيث ابْن شهَاب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله نُودي من أَبْوَاب الْجنَّة " وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن ابْن شهَاب: " نُودي فِي الْجنَّة: يَا عبد الله، هَذَا خيرٌ، فَمن كَانَ من أهل الصَّلَاة دعِي من بَاب الصَّلَاة، وَمن كَانَ من أهل الْجِهَاد دعِي من بَاب الْجِهَاد، وَمن كَانَ من أهل الصَّدَقَة دعِي من بَاب الصَّدَقَة، وَمن كَانَ من أهل الصّيام دعِي من بَاب الريان " قَالَ أَبُو بكر الصّديق: يَا رَسُول الله، مَا على أحد يدعى من تِلْكَ الْأَبْوَاب من ضَرُورَة، فَهَل يدعى أحدٌ من تِلْكَ الْأَبْوَاب كلهَا؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم، وَأَرْجُو أَن تكون مِنْهُم يَا أَبَا بكر ". وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: من أنْفق زَوْجَيْنِ من شَيْء من الْأَشْيَاء فِي سَبِيل الله دعِي من أَبْوَاب الْجنَّة ... " وَذكر نَحوه. 2272 - الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن يحيى عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَلا أحدثكُم حَدِيثا عَن الدَّجَّال مَا حدث بِهِ نَبِي قومه؟ إِنَّه أَعور، وَإنَّهُ يَجِيء بمثال الْجنَّة وَالنَّار، فالتي يَقُول إِنَّهَا الْجنَّة هِيَ النَّار، وَإِنِّي لأنذركم كَمَا أنذر نوحٌ قومه ". الحديث: 2271 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 2273 - السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أشعر كلمةٍ تَكَلَّمت بهَا الْعَرَب كلمة لبيد: أَلا كل شيءٍ مَا خلا الله بَاطِل ". وَفِي رِوَايَة ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَنهُ " أصدق كلمة قَالَهَا شاعرٌ كلمة لبيد ... " وَذكره، وَزَاد: " وَكَاد ابْن أبي الصَّلْت يسلم ". وَلَيْسَ لعبد الْملك بن عُمَيْر عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 2274 - السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن سَلمَة بن كهيل عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتقاضاه، فَأَغْلَظ لَهُ، فهم بِهِ أَصْحَابه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعوه، فَإِن لصَاحب الْحق مقَالا. " ثمَّ قَالَ: " أَعْطوهُ سنا مثل سنه " قَالُوا: يَا رَسُول الله، لَا نجد إِلَّا أمثل من سنه. قَالَ: " أَعْطوهُ، فَإِن من خَيركُمْ أحسنكم قَضَاء ". وَفِي حَدِيث أبي نعيم عَن سُفْيَان: كَانَ لرجل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سنٌّ من الْإِبِل، فجَاء يتقاضاه فَقَالَ: " أَعْطوهُ "، فطلبوا سنه فَلم يَجدوا إِلَّا سنا فَوْقهَا، فَقَالَ: " أَعْطوهُ " فَقَالَ أوفيتني، أوفاك الله. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن خَيركُمْ أحسنكم قَضَاء ". وَلَيْسَ لسَلمَة بن كهيل عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد الحديث: 2273 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 2275 - الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " بَيْنَمَا نَحن جُلُوس عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ جَاءَهُ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَلَكت. فَقَالَ: " مَالك؟ " قَالَ: وَقعت على امْرَأَتي وَأَنا صائمٌ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل نجد رَقَبَة تعتقها؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَهَل تَسْتَطِيع صِيَام شَهْرَيْن مُتَتَابعين؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَهَل تَجِد إطْعَام سِتِّينَ مِسْكينا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " اجْلِسْ " قَالَ: فَمَكثَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبينا نَحن على ذَلِك أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعرقٍ فِيهِ تمرٌ - والعرق: المكتل الضخم. قَالَ: " أَيْن السَّائِل؟ " قَالَ: أَنا. قَالَ: " خُذ هَذَا فَتصدق بِهِ " فَقَالَ الرجل: أَعلَى أفقر مني يَا رَسُول الله؟ فوَاللَّه مَا بَين لابتيها - يُرِيد الحرتين - أهل بَيت أفقر من أهل بَيْتِي. فَضَحِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت أنيابه، ثمَّ قَالَ: " أطْعمهُ أهلك ". وَفِي رِوَايَة جرير عَن مَنْصُور عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، وَقَالَ: بعرق فِيهِ تمرٌ، وَهُوَ الزبيل، وَلم يذكر: فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه. وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ: أَن رجلا أفطر فِي رَمَضَان، فَأمره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يكفر بِعِتْق رَقَبَة ... وَذكره نَحوه. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن ابْن شهَاب: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر رجلا أفطر فِي رَمَضَان أَن يعْتق رَقَبَة أَو يَصُوم شَهْرَيْن مُتَتَابعين، أَو يطعم سِتِّينَ مِسْكينا. لم يزدْ. كَذَا فِي رِوَايَة مَالك وَابْن جريج عَن الزُّهْرِيّ فِيهِ بِلَفْظ الْإِفْطَار: وَأخرجه مُسلم من حَدِيثهمَا كَذَلِك. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة، وَاللَّيْث، وَمعمر، وَإِبْرَاهِيم بن سعد، وَمَنْصُور، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ بِنَحْوِ حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: أَن رجلا قَالَ: وَقعت على امْرَأَتي فِي رَمَضَان بِمَعْنى الْجِمَاع. الحديث: 2275 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 2276 - التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَانَ رجلٌ يسرف على نَفسه، فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت قَالَ لِبَنِيهِ: إِذا أَنا مت فأحرقوني، ثمَّ اطحنوني ثمَّ ذروني فِي الرّيح. فوَاللَّه لَئِن قدر عَليّ رَبِّي ليعذبني عذَابا مَا عذبه أحدا. فَلَمَّا مَاتَ فعل بِهِ ذَلِك، فَأمر الله الأَرْض فَقَالَ: اجمعي مَا فِيك مِنْهُ، فَإِذا هُوَ قائمٌ فَقَالَ: مَا حملك على مَا صنعت؟ فَقَالَ: يَا رب - وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ: خشيتك يَا رب. أَو قَالَ: مخافتك يَا رب. فغفر لَهُ بذلك ". وَفِي حَدِيث هِشَام بن يُوسُف عَن معمر: فغفر لَهُ. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ غَيره: خشيتك. وَفِي حَدِيث الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: فَقَالَ الله لكل شَيْء أَخذ مِنْهُ شَيْئا: أد مَا أخذت مِنْهُ ". وَعند مُسلم من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر قَالَ: قَالَ لي الزُّهْرِيّ: أَلا أحَدثك بحديثين عجيبين: قَالَ الزُّهْرِيّ: أَخْبرنِي حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أسرف رجل على نَفسه، فَلَمَّا حَضَره الْمَوْت أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا أَنا مت فأحرقوني، ثمَّ اسحقوني، ثمَّ اذروني فِي الرّيح فِي الْبَحْر، فوَاللَّه لَئِن قدر عَليّ رَبِّي ليعذبني عذَابا مَا عذبه أحدا. قَالَ: " فَفَعَلُوا ذَلِك، فَقَالَ للْأَرْض: أُدي مَا أخذت، فَإِذا هُوَ قَائِم، فَقَالَ لَهُ. مَا حملك على مَا صنعت؟ قَالَ: خشيتك يَا رب. أَو قَالَ: مخافتك. قَالَ: فغفر لَهُ بذلك ". قَالَ الزُّهْرِيّ: وحَدثني حميد عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: دخلت امْرَأَة النَّار فِي هرةٍ ربطتها، فَلَا هِيَ أطعمتها، وَلَا هِيَ أرسلتها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض، حَتَّى مَاتَت ". قَالَ الزُّهْرِيّ: ذَلِك لِئَلَّا يتكل رجلٌ، وَلَا ييأس رجل. الحديث: 2276 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ رجلٌ لم يعْمل حَسَنَة قطّ لأَهله: إِذا مَاتَ فحرقوه، ثمَّ اذروا نصفه فِي الْبر، وَنصفه فِي الْبَحْر، فوَاللَّه لَئِن قدر الله عَلَيْهِ ليعذبنه عذَابا لَا يعذبه أحدا من الْعَالمين. فَلَمَّا مَاتَ الرجل فعلوا مَا أَمرهم، فَأمر الله الْبر فَجمع مَا فِيهِ، وَأمر الْبَحْر فَجمع مَا فِيهِ، ثمَّ قَالَ: لم فعلت هَذَا؟ قَالَ: من خشيتك يَا رب - وَأَنت تعلم، فغفر الله لَهُ ". 2277 - الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حلف مِنْكُم فَقَالَ فِي حلفه: بِاللات والعزى، فَلْيقل: لَا إِلَه إِلَّا الله. وَمن قَالَ لصَاحبه: تعال أقامرك فليتصدق ". قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: هَذَا الْحَرْف يَعْنِي قَوْله: " أقامرك، فليتصدق ". لَا يرويهِ أحدٌ غير الزُّهْرِيّ. وَقَالَ: وللزهري نَحْو تسعين حرفا يرويهِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يُشَارِكهُ فِيهِ أحد، بأسانيد جِيَاد. 2278 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن ابْن شهَاب، عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى نخامةً فِي جِدَار الْمَسْجِد، فَتَنَاول حَصَاة فحتها، ثمَّ قَالَ: " إِذا تنخم أحدٌ فَلَا يتنخمن قبل وَجهه وَلَا عَن يَمِينه، وليبصق عَن يسَاره أَو تَحت قدمه الْيُسْرَى ". ذكره أَبُو مَسْعُود فِي آخر أَفْرَاد مُسلم، وَقَالَ: هُوَ فِي مُسْند أبي سعيد، فأوهم بِهَذَا أَنه من الْأَفْرَاد لمُسلم. وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة، وَذكره أَبُو مَسْعُود فِي مُسْند أبي سعيد فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ. وللبخاري من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا قَامَ أحدكُم إِلَى الصَّلَاة فَلَا يبصق أَمَامه، فَإِنَّمَا يُنَاجِي الله مَا دَامَ فِي الحديث: 2277 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 مُصَلَّاهُ، وَلَا عَن يَمِينه، فَإِن عَن يَمِينه ملكا، وليبصق عَن يسَاره أَو تَحت قَدَمَيْهِ فيدفنها ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة: أَنه رأى نخامة فِي قبْلَة الْمَسْجِد فَأقبل على النَّاس فَقَالَ: مَا " بَال أحدكُم يقوم مُسْتَقْبل ربه فيتنخع أَمَامه؟ أَيُحِبُّ أَن يسْتَقْبل فيتنخع فِي وَجهه؟ فَإِذا تنخع أحدكُم فليتنخع عَن يسَاره تَحت قدمه، فَإِن لم يجد فَلْيقل هَكَذَا " وَوصف الْقَاسِم بن مهْرَان - وَهُوَ الرَّاوِي عَن أبي رَافع: فتفل فِي ثَوْبه ثمَّ مسح بعضه على بعض. وَفِي حَدِيث هشيم: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: كَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرد ثَوْبه بعضه على بعض. وَفِي حَدِيث هشيم: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: كَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرد ثَوْبه بعضه على بعض. 2279 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن عَمه حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " مَا يَنْبَغِي لعبدٍ أَن يَقُول: أَنا خيرٌ من يُونُس بن مَتى ". وَعند مُسلم فِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة أَنه قَالَ: قَالَ - يَعْنِي الله عز وَجل: " لَا يَنْبَغِي لعبدٍ لي - وَقَالَ ابْن الْمثنى عَن غنْدر: لعبدي - أَن يَقُول: أَنا خيرٌ من يُونُس ابْن متَّي ". 2280 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَأْتِي الشَّيْطَان أحدكُم فَيَقُول: من خلق كَذَا؟ من خلق كَذَا؟ حَتَّى يَقُول: من خلق رَبك؟ فَإِذا بلغه فليستعذ بِاللَّه ولينته ". الحديث: 2279 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يزَال النَّاس يتساءلون حَتَّى يُقَال: هَذَا، خلق الله الْخلق، فَمن خلق الله؟ فَمن وجد شَيْئا فَلْيقل: آمَنت بِاللَّه وَرَسُوله ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يزَال النَّاس يسألونكم عَن الْعلم، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا الله خلقنَا، فَمن خلق الله؟ " قَالَ: وَهُوَ آخذٌ بيد رجل - يَعْنِي قد سَأَلَهُ - فَقَالَ صدق الله وَرَسُوله، قد سَأَلَني اثْنَان وَهَذَا الثَّالِث، أَو: قد سَأَلَني وَاحِد وَهَذَا الثَّانِي. وَلم يذكر فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب فِي الْإِسْنَاد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلكنه قَالَ فِي آخر الحَدِيث: صدق الله وَرَسُوله. وَأخرجه من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يزالون يَسْأَلُونَك يَا أَبَا هُرَيْرَة، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا الله خلقنَا، فَمن خلق الله؟ " قَالَ: فَبينا أَنا فِي الْمَسْجِد إِذْ جَاءَنِي ناسٌ من الْأَعْرَاب فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَة، هَذَا الله خلقنَا، فَمن خلق الله؟ قَالَ: فَأخذ حَصى بكفه فَرَمَاهُمْ. ثمَّ قَالَ: قومُوا قومُوا. وَمن حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ليسألنكم النَّاس حَتَّى يَقُولُوا: الله خلق كل شيءٍ، فَمن خلقه؟ ". 2281 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَانَ رجلٌ يداين النَّاس، فَكَانَ يَقُول لفتاه إِذا أتيت مُعسرا فَتَجَاوز عَنهُ لَعَلَّ الله أَن يتَجَاوَز عَنَّا " " قَالَ: " فلقي الله عز وَجل فَتَجَاوز عَنهُ ". الحديث: 2281 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 2282 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أدْرك مَاله بِعَيْنِه عِنْد رجل قد أفلس - أَو إِنْسَان قد أفلس - فَهُوَ أَحَق بِهِ من غَيره ". وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم فِي الرجل الَّذِي يعْدم إِذا وجد عِنْده الْمَتَاع وَلم يفرقه أَنه لصَاحبه الَّذِي بَاعه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث بشير بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا أفلس الرجل فَوجدَ الرجل مَتَاعه بِعَيْنِه فَهُوَ أَحَق بِهِ من الْغُرَمَاء ". وَمن حَدِيث عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا أفلس الرجل فَوجدَ الرجل عِنْده سلْعَته بِعَينهَا فَهُوَ أَحَق بهَا ". 2283 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين، وَإِن من المجاهرة - وَفِي حَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد - وَإِن من الإجهاز أَن يعْمل الرجل بِاللَّيْلِ عملا ثمَّ يصبح وَقد ستره الله عَلَيْهِ، فَيَقُول: يَا فلَان، عملت البارحة كَذَا وَكَذَا، وَقد بَات يستره ربه، وَيُصْبِح يكْشف ستر الله عَلَيْهِ ". 2284 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا بَين بَيْتِي ومنبري رَوْضَة من رياض الْجنَّة، ومنبري على حَوْضِي ". 2285 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سَبْعَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ الحديث: 2282 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 نَشأ فِي عبَادَة الله، ورجلٌ قلبه مُعَلّق فِي الْمَسَاجِد، ورجلان تحابا فِي الله، اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ، ورجلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذَات منصب وجمال فَقَالَ: إِنِّي أَخَاف الله، وَرجل تصدق بِصَدقَة فأخفاها حَتَّى لَا تعلم شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه، ورجلٌ ذكر الله خَالِيا فَفَاضَتْ عَيناهُ ". وَفِي حَدِيث مَالك بن أنس عَن خبيب بن عبد الرَّحْمَن عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ - أَو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... وَذكر نَحوه، وَقَالَ: " ورجلٌ مُعَلّق بِالْمَسْجِدِ إِذا خرج مِنْهُ حَتَّى يعود إِلَيْهِ ". 2286 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الْإِيمَان ليأرز إِلَى الْمَدِينَة كَمَا تأرز الْحَيَّة إِلَى جحرها ". 2287 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن بيعَتَيْنِ، وَعَن لبستين، وَعَن صَلَاتَيْنِ. نهى عَن الصَّلَاة بعد الْفجْر حَتَّى تطلع الشَّمْس، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس. وَعَن اشْتِمَال الصماء، وَعَن الاحتباء فِي ثوب وَاحِد، يُفْضِي بفرجه إِلَى السَّمَاء، وَالْمُلَامَسَة والمنابذة. وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث حَفْص عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة. لم يزدْ. وأدرجه على مَا قبله. وَأَخْرَجَا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبستين: أَن يحتبي الرجل فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ على فرجه مِنْهُ شيءٌ، وَأَن يشْتَمل بِالثَّوْبِ الْوَاحِد لَيْسَ على أحد شقيه مِنْهُ شَيْء، وَعَن الْمُلَامسَة والمنابذة. الحديث: 2286 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل عَن مَالك عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج مُخْتَصر، وَعَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهي عَن صيامين وبيعتين: الْفطر والنحر، وَالْمُلَامَسَة والمنابذة. كَذَا عِنْد البُخَارِيّ. وَفِي كتاب مُسلم عَن عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: نهي عَن بيعَتَيْنِ: الْمُلَامسَة والمنابذة. أما الْمُلَامسَة فَأن يلمس كل وَاحِد مِنْهُمَا ثوب صَاحبه بِغَيْر تَأمل. والمنابذة: أَن ينْبذ كل واحدٍ مِنْهُمَا ثَوْبه إِلَى الآخر، وَلم ينظر واحدٌ مِنْهُمَا إِلَى ثوب صَاحبه. وَعند أبي مَسْعُود فِي الْحِكَايَة عَنْهُمَا أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: نهى عَن صِيَام يَوْمَيْنِ، وَعَن بيعَتَيْنِ، وَعَن لبستين ... الحَدِيث. وَقد ذكره أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ على خلاف مَا ذكره أَبُو مَسْعُود بِهَذَا الْإِسْنَاد: أَنه نهى - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذكره فِي الْيَوْمَيْنِ، والبيعتين، واللبستين. وروى عَن بعض الروَاة فِيهِ أَنه فَسرهَا، فَأَما الَّذِي فِي الْكِتَابَيْنِ للْبُخَارِيّ وَمُسلم فَهُوَ الَّذِي قدمنَا. وَأَخْرَجَا أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة. لم يزدْ وَكِيع عَنهُ. وَفِي حَدِيث قبيصَة: نهى عَن بيعَتَيْنِ، وَأَن يشْتَمل الصماء، وَأَن يحتبى. . كَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى - وَفِي بعض النّسخ - نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - عَن لبستين: أَن يحتبي الرجل فِي الثَّوْب الْوَاحِد ثمَّ يرفعهُ على مَنْكِبه، وَعَن بيعَتَيْنِ اللماس والنباذ. وَأخرج مُسلم مِنْهُ من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن الْقَاسِم أَنه نهى عَن الْمُلَامسَة والمنابذة. لم يزدْ. وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن صِيَام يَوْمَيْنِ: الْأَضْحَى وَالْفطر. 2288 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة: قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يُوشك الْفُرَات أَن يحسر عَن كنز من ذهب، فَمن حَضَره فَلَا يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ: عَن جبل من ذهب ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يحسر الْفُرَات عَن جبل من ذهب يقتتل النَّاس عَلَيْهِ، فَيقْتل من كل مائَة تسعةٌ وَتسْعُونَ، وَيَقُول كل رجل مِنْهُم: لعَلي أكون أَنا الَّذِي أنجو ". وَمن حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل كَذَلِك بِنَحْوِهِ، وَزَاد: فَقَالَ: " إِن رَأَيْته فَلَا تقربنه ". الحديث: 2288 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 2289 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عِيسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يتَبَيَّن فِيهَا، يزل بهَا فِي النَّار أبعد مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من رضوَان الله لَا يلقِي لَهَا بَالا يرفعهُ الله بهَا دَرَجَات، وَإِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط الله لَا يلقِي لَهَا بَالا يهوي بهَا فِي نَار جَهَنَّم ". 2290 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عِيسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فليستنثر ثَلَاث مَرَّات؛ فَإِن الشَّيْطَان يبيت على خياشيمه ". وَلَيْسَ لعيسى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله. 2291 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن قبيصَة بن ذُؤَيْب الكعبي - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا، وَالْمَرْأَة على خَالَتهَا، فنرى خَالَة أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمنزلَة، لِأَن عُرْوَة حَدثنِي عَن عَائِشَة قَالَت: حرمُوا من الرضَاعَة مَا تحرمون من النّسَب. هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن عبد الله. وَفِي حَدِيث مُسلم عَن القعْنبِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تنْكح الْعمة على بنت الْأَخ، وَلَا ابْنة الْأُخْت على الْخَالَة ". الحديث: 2289 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة بن يحيى: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يجمع الرجل بَين المراة وعمتها، وَبَين الْمَرْأَة وخالتها. قَالَ الزُّهْرِيّ: فنرى خَالَة أَبِيهَا، وعمة أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمنزلَة. وَلَيْسَ لقبيصة بن ذُؤَيْب عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يجمع بَين الْمَرْأَة وعمتها، وَلَا بَين الْمَرْأَة وخالتها ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَامر الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا وخالتها. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا، وَلَا على خَالَتهَا ". وَمن حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه. وَمن حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن أَربع نسْوَة أَن يجمع بَينهُنَّ: الْمَرْأَة وعمتها، وَالْمَرْأَة وخالتها. وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه نهى أَن تنْكح الْمَرْأَة على عَمَّتهَا وخالتها، أَو تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكتفي مَا فِي صحفتها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 وَفِي حَدِيث هِشَام عَن مُحَمَّد بن سِيرِين فِي أَوله: لَا يخْطب الرجل على خطْبَة أَخِيه، وَلَا يسوم على سوم أَخِيه. . " وَذكر الحَدِيث فِي الْعمة وَالْخَالَة. 2292 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبيد مولى ابْن أَزْهَر - وَيُقَال: مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف - وَهُوَ أصح، وَكَانَ من الْقُرَّاء وَأهل الْفِقْه - عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يُسْتَجَاب لأحدكم مَا لم يعجل، يَقُول: قد دَعَوْت رَبِّي فَلم يستجب لي ". وَأخرجه مسلمٌ بِزِيَادَة من حَدِيث أبي إِدْرِيس عَائِذ الله الْخَولَانِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: لَا يزَال يُسْتَجَاب للْعَبد مَا لم يدع بإثم أَو قطيعة رحم، مَا لم يستعجل ". قيل: يَا رَسُول الله، مَا الاستعجال؟ قَالَ: " يَقُول: قد دَعَوْت، قد دَعَوْت، فَلم أر يستجيب لي، فيستحسر عِنْد ذَلِك ويدع الدُّعَاء ". 2293 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لِأَن يحتطب أحدكُم حزمةً على ظَهره خيرٌ من أَن يسْأَل أحدا، فيعطيه أَو يمنعهُ ". وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث: لِأَن يحتزم أحدكُم حزمةً من حطب فيحملها على ظَهره فيبيعها، خيرٌ لَهُ من أَن يسْأَل رجلا، يُعْطِيهِ أَو يمنعهُ ". الحديث: 2292 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لِأَن يَأْخُذ أحدكُم حبله فيحتطب على ظَهره خيرٌ من أَن يَأْتِي رجلا، أعطَاهُ أَو مَنعه ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لِأَن يَأْخُذ أحدكُم أحبله ثمَّ يَغْدُو - وَأَحْسبهُ قَالَ: إِلَى الْجَبَل - فيحتطب وَيبِيع وَيتَصَدَّق، خيرٌ لَهُ من أَن يسْأَل النَّاس ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لِأَن يَغْدُو أحدكُم فيحتطب على ظَهره فَيتَصَدَّق بِهِ ويستغني بِهِ عَن النَّاس، خيرٌ من أَن يسْأَل رجلا أعطَاهُ أَو مَنعه، ذَلِك بِأَن الْيَد الْعليا خيرٌ من الْيَد السُّفْلى، وابدأ بِمن تعول ". 2294 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لن يدْخل أحدا مِنْكُم عمله الْجنَّة " قَالُوا: وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله مِنْهُ بِفضل وَرَحْمَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث بسر بن سعيد نَحوه. وَزَاد فِي رِوَايَة قُتَيْبَة بن سعيد فِي آخِره: " وَلَكِن سددوا ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا. وَمن حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا، وَلَيْسَ فِي روايتهما: " وَلَكِن سددوا ". وَقَالَ فِي رِوَايَة سُهَيْل: " إِلَّا أَن يتداركني الله مِنْهُ برحمة ". الحديث: 2294 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قاربوا وسددوا وَاعْلَمُوا أَنه لن ينجو أحدٌ مِنْكُم بِعَمَلِهِ " قَالُوا: وَلَا أَنْت؟ قَالَ: " وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمة مِنْهُ وَفضل ". قَالَ ابْن نمير: وَحدثنَا الْأَعْمَش عَن أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. 2295 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من قذف مَمْلُوكه وَهُوَ بَرِيء مِمَّا قَالَ جلد يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا أَن يكون كَمَا قَالَ ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن نمير: من قذف مَمْلُوكَة بِالزِّنَا يُقَام عَلَيْهِ الْحَد يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا أَن يكون كَمَا قَالَ ". 2296 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من غَدا إِلَى الْمَسْجِد أَو رَاح أعد الله لَهُ فِي الْجنَّة نزلا كلما غَدا أَو رَاح ". 2297 - الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَطاء بن يسَار - مولى مَيْمُونَة، وَعبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده التمرة وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَا اللُّقْمَة وَلَا اللقمتان، إِنَّمَا الْمِسْكِين الَّذِي يتعفف. اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {لَا يسْأَلُون النَّاس إلحافا} " [الْبَقَرَة] . وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي ترده الْأكلَة وَالْأكْلَتَان، وَلَكِن الْمِسْكِين الَّذِي لَيْسَ لَهُ غنى، ويستحيي، أَو لَا يسْأَل النَّاس إلحافاً ". الحديث: 2295 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَيْسَ الْمِسْكِين الَّذِي يطوف على النَّاس، ترده اللُّقْمَة وَاللُّقْمَتَانِ، وَالتَّمْرَة وَالتَّمْرَتَانِ، وَلَكِن الْمِسْكِين الَّذِي لَا يجد غنى يُغْنِيه، وَلَا يفْطن بِهِ فَيتَصَدَّق عَلَيْهِ، وَلَا يقوم فَيسْأَل النَّاس ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَيْسَ الْمِسْكِين بِهَذَا الطّواف الَّذِي يطوف على النَّاس ... " وَذكر نَحوه. 2298 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة أَنَّهُمَا سمعا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا يُصِيب الْمُؤمن من وصب لَا نصب وَلَا سقم وَلَا حزن، حَتَّى الْهم يهمه إِلَّا كفر بِهِ من سيئاته ". 2299 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْحباب سعيد بن يسَار - وَيُقَال لَهُ: ابْن مرْجَانَة، وَهِي أمه - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى. يَقُولُونَ: يثرب، وَهِي الْمَدِينَة، تَنْفِي النَّاس كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد ". 2300 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله خلق الْخلق حَتَّى إِذا فرغ مِنْهُم قَامَت الرَّحِم فَقَالَت: هَذَا مقَام العائذ بك من القطيعة، قَالَ: نعم، أما ترْضينَ أَن أصل من وصلك، وأقطع من قَطعك؟ قَالَت: بلَى. قَالَ: فَذَاك لَك " ثمَّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " اقْرَءُوا إِن الحديث: 2298 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 شِئْتُم: {إِن توليتم أَن تفسدوا فِي الأَرْض وتقطعوا أَرْحَامكُم أُولَئِكَ الَّذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أَبْصَارهم} [مُحَمَّد] . وَأخرجه البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: إِن الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن، فَقَالَ الله: من وصلك وصلته، وَمن قَطعك قطعته ". 2301 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من يَوْم يصبح الْعباد فِيهِ إِلَّا ملكان، فَيَقُول أَحدهمَا: اللَّهُمَّ أعْط منفقاً خلفا، وَيَقُول الآخر: اللَّهُمَّ أعْط ممسكاً تلفاً. 2302 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا تصدق أحدٌ بِصَدقَة من طيب - وَلَا يقبل الله إِلَّا الطّيب إِلَّا أَخذهَا الرَّحْمَن بِيَمِينِهِ وَإِن كَانَت تَمْرَة، فتربو فِي كف الرَّحْمَن حَتَّى تكون أعظم من الْجَبَل، كَمَا يُربي أحدكُم فلوه أَو فَصِيله ". لفظ حَدِيث مُسلم عَن قُتَيْبَة. وَأخرجه البُخَارِيّ بِالْإِسْنَادِ وتعليقاً من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من تصدق بِعدْل تَمْرَة من كسبٍ طيب - وَلَا يصعد إِلَى الله، وَفِي الْإِسْنَاد: وَلَا يقبل الله - إِلَّا الطّيب، فَإِن الله يقبلهَا بِيَمِينِهِ ثمَّ يُرَبِّيهَا لصَاحبه كَمَا يُربي أحدكُم فلوه، حَتَّى تكون مثل الْجَبَل ". قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه سُلَيْمَان عَن ابْن دِينَار. قَالَ: وَرَوَاهُ مُسلم بن أبي مَرْيَم، وَزيد بن أسلم وَسُهيْل بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ البُخَارِيّ: الحديث: 2301 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 وَرَوَاهُ وَرْقَاء عَن عبد الله بن دِينَار عَن سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَلَا يصعد إِلَى الله إِلَّا الطّيب ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث زيد بن أسلم عَن أبي صَالح. وَمن حَدِيث يَعْقُوب ابْن عبد الرَّحْمَن، وَسليمَان بن بِلَال وروح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يتَصَدَّق أحدٌ بتمرة من كسب طيب إِلَّا أَخذهَا الله بِيَمِينِهِ، يُرَبِّيهَا كَمَا يُربي أحدكُم فلوه أَو قلوصه، حَتَّى تكون مثل الْجَبَل ". وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال: من الْكسْب الطّيب فَيَضَعهَا فِي حَقّهَا " وَفِي رِوَايَة روح: " فَيَضَعهَا فِي موضعهَا ". 2303 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن مرْجَانَة صَاحب عَليّ بن الْحُسَيْن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أَيّمَا رجلٍ أعتق امْرأ مُسلما استنقذ الله بِكُل عضوٍ مِنْهُ عضوا مِنْهُ من النَّار، قَالَ ابْن مرْجَانَة: فَانْطَلَقت بِهِ إِلَى عَليّ بن الْحُسَيْن، فَعمد عَليّ بن الْحُسَيْن إِلَى عبدٍ لَهُ قد أعطَاهُ بِهِ عبد الله بن جَعْفَر عشرَة آلَاف دِرْهَم أَو ألف دِينَار، فَأعْتقهُ. هَذَا لفظ حَدِيث وَاقد بن مُحَمَّد عَن سعيد. وَفِي حَدِيث عَليّ بن حُسَيْن عَن سعيد بن مرْجَانَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من أعتق رَقَبَة مسلمة أعتق الله بِكُل عُضْو مِنْهُ عضوا من النَّار، حَتَّى فرجه بفرجه ". الحديث: 2303 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي حَكِيم عَن سعيد: من أعتق رَقَبَة مُؤمنَة أعتق الله بِكُل إربٍ مِنْهُ إرباً مِنْهُ من النَّار ". 2304 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا يَحْكِي عَن ربه عز وَجل قَالَ: " أذْنب عبدٌ ذَنبا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي، فَقَالَ تبَارك وَتَعَالَى: أذْنب عَبدِي ذَنبا فَعلم أَن لَهُ رَبًّا يغْفر الذُّنُوب وَيَأْخُذ بالذنب. ثمَّ عَاد فأذنب، فَقَالَ: أَي رب، اغْفِر لي ذَنبي، فَقَالَ تبَارك وَتَعَالَى: عَبدِي أذْنب ذَنبا فَعلم أَن لَهُ رَبًّا يغْفر الذَّنب وَيَأْخُذ بالذنب. ثمَّ عَاد فأذنب فَقَالَ: أَي رب، اغْفِر لي ذَنبي، فَقَالَ تبَارك وَتَعَالَى: أذْنب عَبدِي ذَنبا، فَعلم أَن لَهُ رَبًّا يغْفر الذَّنب وَيَأْخُذ بالذنب ". فِي حَدِيث عبد الْأَعْلَى عَن حَمَّاد عَن سَلمَة: اعْمَلْ مَا شِئْت فقد غفرت لَك " قَالَ عبد الْأَعْلَى: لَا أَدْرِي قَالَ فِي الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة: " اعْمَلْ بِمَا شِئْت ". وَفِي حَدِيث عبد بن حميد بِمَعْنَاهُ، وَذكر ثَلَاث مَرَّات، وَفِي الثَّالِثَة: فقد غفرت لعبدي، فَلْيفْعَل مَا شَاءَ ". 2305 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عمْرَة أَن أَبَا هُرَيْرَة حَدثهُ أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن ثَلَاثَة من بني إِسْرَائِيل: أبرص وأقرع وأعمى، فَأَرَادَ الله أَن يبتليهم، فَبعث إِلَيْهِم ملكا، فَأتى الأبرص فَقَالَ. أَي شَيْء أحب إِلَيْك؟ قَالَ: لونٌ حسنٌ وَجلد حسن، وَيذْهب الحديث: 2304 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 عني الَّذِي قد قذرني النَّاس. قَالَ: فمسحه فَذهب عَنهُ قذره، وَأعْطِي لوناً حسنا وجلداً حسنا. قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْإِبِل - أَو قَالَ: الْبَقر، شكّ إِسْحَق، إِلَّا أَن الأبرص أَو الْأَقْرَع، قَالَ أَحدهمَا الْإِبِل وَقَالَ الآخر: الْبَقر - قَالَ: فَأعْطِي نَاقَة عشراء، فَقَالَ: بَارك الله لَك فِيهَا. قَالَ: فَأتى الْأَقْرَع فَقَالَ: أَي شيءٍ أحب إِلَيْك؟ قَالَ: شعر حسن، وَيذْهب عني هَذَا الَّذِي قد قذرني النَّاس. قَالَ: فمسحه فَذهب عَنهُ. قَالَ: وَأعْطِي شعرًا حسنا. قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْبَقر. قَالَ فَأعْطِي بقرة حَامِلا. قَالَ: بَارك الله لَك فِيهَا. قَالَ: فَأتى الْأَعْمَى فَقَالَ: أَي شيءٍ أحب إِلَيْك؟ قَالَ: أَن يرد الله إِلَيّ بَصرِي فأبصر بِهِ النَّاس. قَالَ: فمسحه فَرد الله إِلَيْهِ بَصَره. قَالَ: فَأَي المَال أحب إِلَيْك؟ قَالَ: الْغنم، فَأعْطِي شَاة والداً. فأنتج هَذَانِ، وَولد هَذَا، فَكَانَ لهَذَا وادٍ من الْإِبِل، وَلِهَذَا وادٍ من الْبَقر، وَلِهَذَا وادٍ من الْغنم. قَالَ: ثمَّ إِنَّه أَتَى الأبرص فِي صورته وهيئته، فَقَالَ: رجلٌ مِسْكين، قد انْقَطَعت بِي الحبال فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغ لي الْيَوْم إِلَّا بِاللَّه ثمَّ بك، أَسأَلك بِالَّذِي أَعْطَاك اللَّوْن الْحسن، وَالْجَلد الْحسن، وَالْمَال، بَعِيرًا أتبلغ بِهِ فِي سَفَرِي. فَقَالَ: الْحُقُوق كثيرةٌ. فَقَالَ: كَأَنِّي أعرفك، ألم تكن أبرص يقذرك النَّاس، فَقِيرا، فأعطاك الله؟ فَقَالَ: إِنَّمَا ورثت هَذَا المَال كَابِرًا عَن كَابر. فَقَالَ: إِن كنت كَاذِبًا فصيرك الله إِلَى مَا كنت. قَالَ: وأتى الْأَقْرَع فِي صورته، فَقَالَ لَهُ مثل مَا قَالَ لهَذَا، ورد عَلَيْهِ مثل مَا رد على هَذَا، فَقَالَ: إِن كنت كَاذِبًا فصيرك الله إِلَى مَا كنت. قَالَ: وأتى الْأَعْمَى فِي صورته وهيئته فَقَالَ: رجلٌ مِسْكين، وَابْن سَبِيل انْقَطَعت بِي الحبال فِي سَفَرِي، فَلَا بَلَاغ لي الْيَوْم إِلَّا بِاللَّه ثمَّ بك، أَسأَلك بِالَّذِي رد عَلَيْك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 بَصرك شَاة أتبلغ بهَا فِي سَفَرِي. فَقَالَ: قد كنت أعمى فَرد الله إِلَيّ بَصرِي، فَخذ مَا شِئْت ودع مَا شِئْت، فوَاللَّه لَا أجهدك الْيَوْم بشيءٍ أَخَذته لله. فَقَالَ: أمسك مَالك، فَإِنَّمَا ابتليتم، فقد رَضِي عَنْك وَسخط على صاحبيك ". 2306 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي أنس مَالك بن أبي عَامر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث: إِذا حدث كذب، وَإِذا وعد أخلف، وَإِذا ائْتمن خَان ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث دَاوُد بن أبي هِنْد عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكره نَحوه. وَقَالَ فِيهِ: وَإِن صَامَ وَصلى وَزعم أَنه مُسلم ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب مولى الحرقة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من عَلَامَات الْمُنَافِق ثَلَاث: إِذا حدث كذب، وَإِذا وعد أخلف، وَإِذا ائْتمن خَان ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن أبي زُكَيْرٍ - وَاسم أبي زُكَيْرٍ مُحَمَّد بن قيس، عَن الْعَلَاء بِالْإِسْنَادِ نَحوه، وَقَالَ فِيهِ: آيَة الْمُنَافِق ثَلَاث، وَإِن صلى وَصَامَ، وَزعم أَنه مُسلم ". 2307 - الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي أنس مَالك بن أبي عَامر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِذا دخل رَمَضَان فتحت أَبْوَاب السَّمَاء، وأغلقت أَبْوَاب جَهَنَّم، وسلسلت الشَّيَاطِين ". الحديث: 2306 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر: إِذا جَاءَ رَمَضَان فتحت أَبْوَاب الْجنَّة ". وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب: إِذا دخل رَمَضَان فتحت أَبْوَاب الرَّحْمَة ... . ". 2308 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث سَالم - مولى عبد الله بن مُطِيع - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى خَيْبَر، فَفتح الله علينا، فَلم نغنم ذَهَبا وَلَا وَرقا، غنمنا الْمَتَاع وَالطَّعَام وَالثيَاب، ثمَّ انطلقنا إِلَى الْوَادي يَعْنِي وَادي الْقرى - وَمَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبد لَهُ وهبه لَهُ رجلٌ من جذام يدعى رِفَاعَة بن زيد، من بني الضبيب، فَلَمَّا نزلنَا الْوَادي قَامَ عبد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحل رَحْله، فَرمي بسهمٍ، فَكَانَ فِيهِ حتفه، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَة يَا رَسُول الله. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كلا، وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، إِن الشملة لتلتهب نَارا، أَخذهَا من الْغَنَائِم يَوْم خَيْبَر، لم تصبها المقاسم " قَالَ: فَفَزعَ النَّاس. قَالَ: فجَاء رجلٌ بِشِرَاك أَو شراكين، فَقَالَ: أصبته يَوْم خَيْبَر. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " شِرَاك من نَار، أَو شراكان من نَار ". وَحَدِيث مَالك بن أنس نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: وَمَعَهُ عبدٌ لَهُ يُقَال مدعم، أهداه لَهُ أحد بني الضباب " وَقَالَ: إِذْ جَاءَهُ سهم عائر. 2309 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث مولى ابْن مُطِيع عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " السَّاعِي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فِي سَبِيل الله " وَأَحْسبهُ قَالَ: " وكالقائم لَا يفتر، وكالصائم لَا يفْطر " كَذَا فِي رِوَايَة القعْنبِي عَن مَالك عَن ثَوْر بن يزِيد، شكّ القعْنبِي فَإِنَّهُ قَالَ: " وكالقائم لَا يفتر ... " وَمَا بعده. الحديث: 2308 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 وَفِي رِوَايَة مَالك عَن صَفْوَان بن سليم يرفعهُ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " السَّاعِي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فِي سَبِيل الله، أَو كَالَّذي يَصُوم النَّهَار وَيقوم اللَّيْل ". وَفِي عقب هَذَا من رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن عبد الله عَن مَالك عَن ثَوْر عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. 2310 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اجتنبوا السَّبع الموبقات ". قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَمَا هن؟ قَالَ: " الشّرك بِاللَّه، وَالسحر، وَقتل النَّفس الَّتِي حرم الله إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأكل الرِّبَا وَأكل مَال الْيَتِيم، والتولي يَوْم الزَّحْف، وَقذف الْمُحْصنَات الْمُؤْمِنَات الْغَافِلَات ". 2311 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يقوم رجلٌ من قحطان، يَسُوق النَّاس بعصاه ". 2312 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يعرق النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يذهب عرقهم فِي الأَرْض سبعين ذِرَاعا، ويلجمهم حَتَّى يبلغ آذانهم ". وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد: إِن الْعرق يَوْم الْقِيَامَة ليذْهب فِي الأَرْض سبعين باعاً ". 2313 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأنزلت عَلَيْهِ سُورَة الْجُمُعَة: {وَآخَرين مِنْهُم لما يلْحقُوا بهم} [الْجُمُعَة] ، قَالَ قَائِل: من هم: يَا رَسُول الله؟ فَلم يُرَاجِعهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا، الحديث: 2310 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 وَفينَا سلمَان الْفَارِسِي، فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده على سلمَان ثمَّ قَالَ: لَو كَانَ الْإِيمَان عِنْد الثريا لَنَالَهُ رجالٌ، أَو رجلٌ _ من هَؤُلَاءِ " وَفِي رِوَايَة عبد الله عبد الْوَهَّاب وقتيبة: " لنا لَهُ رجال من هَؤُلَاءِ " وَلم يشك الرَّاوِي. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو كَانَ الدّين عِنْد الثريا لذهب بِهِ رجلٌ من فَارس _ أَو قَالَ: من أَبنَاء فَارس - حَتَّى يتَنَاوَلهُ ". 2314 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا نسَاء المسلمات، لَا تحقرن جارةٌ لجارتها وَلَو فرسن شاةٍ ". 2315 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من الْأَنْبِيَاء نبيٌّ إِلَّا أعطي من الْآيَات مَا مثله آمن عَلَيْهِ الْبشر، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتيت وَحيا أوحاه الله إِلَيّ، فأرجو أَن أكون أَكْثَرهم تَابعا يَوْم الْقِيَامَة ". 2316 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: بَينا نَحن فِي الْمَسْجِد إِذْ خرج إِلَيْنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " انْطَلقُوا إِلَى يهود " فخرجنا مَعَه حَتَّى جِئْنَا بَيت الْمدَارِس، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فناداهم فَقَالَ: " يَا معشر يهود، أَسْلمُوا تسلموا " فقالو لَهُ قد بلغت يَا أَبَا الْقَاسِم. فَقَالَ لَهُم رَسُول الله الحديث: 2314 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ذَلِك أُرِيد " ثمَّ قَالَهَا، الثَّالِثَة، فَقَالَ: " اعلموا أَن الأَرْض لله وَلِرَسُولِهِ، وَإِنِّي أُرِيد أَن أجليكم من هَذِه الأَرْض، فَمن وجد مِنْكُم بِمَالِه شَيْئا فليبعه، وَإِلَّا فاعلموا أَنما الأَرْض لله وَلِرَسُولِهِ ". 2317 - الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تُسَافِر مسيرَة يومٍ وليلةٍ وَلَيْسَ مَعهَا حُرْمَة ". قَالَ البُخَارِيّ تَابعه مَالك وَيحيى بن أبي كثير وَسُهيْل عَن سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه. وَعند مُسلم من رِوَايَة مَالك عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة - وَقيل عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة - عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يحل لامرأةٍ تُسَافِر مسيرَة يَوْم وَلَيْلَة إِلَّا مَعَ ذِي محرمٍ عَلَيْهَا ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن ابْن أبي ذِئْب: لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر تُسَافِر مسيرَة يومٍ، إِلَّا مَعَ ذِي محرم ". وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة عَن اللَّيْث: لَا يحل لامرأةٍ مسلمةٍ تُسَافِر مسيرَة لَيْلَة إِلَّا وَمَعَهَا رجلٌ ذُو حُرْمَة مِنْهَا ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث بشر بن الْمفضل عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يحل لامرأةٍ تُسَافِر ثَلَاثًا إِلَّا وَمَعَهَا ذُو محرم مِنْهَا ". 2318 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده، أعز جنده، وَنصر عَبده، وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده، فَلَا شَيْء بعده ". الحديث: 2317 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 2319 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة: قيل: يَا رَسُول الله، من أكْرم النَّاس؟ قَالَ: " أَتْقَاهُم " فَقَالُوا: لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك. قَالَ: " فيوسف نَبِي الله، ابْن نَبِي الله، ابْن خَلِيل الله " قَالُوا: لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك، قَالَ: " فَعَن معادن الْعَرَب تَسْأَلُونِي؟ خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا ". وَأخرجه البُخَارِيّ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ وَقَالَ البُخَارِيّ: قَالَ أَبُو أُسَامَة ومعتمر عَن عبيد الله عَن سعيد ابْن أبي سعيد عَن أبي سعيد هُرَيْرَة. 2320 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " تنْكح الْمَرْأَة لأَرْبَع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بِذَات الدّين، تربت يداك ". 2321 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل الْمَسْجِد، فَدخل رجلٌ فصلى، فَسلم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرد وَقَالَ: " ارْجع فصل؛ فَإنَّك لم تصل " فَرجع فصلى كَمَا صلى، ثمَّ جَاءَ فَسلم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرد وَقَالَ: " ارْجع فصل؛ فَإنَّك لم تصل " ثَلَاثًا. فَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا أحسن غَيره فعلمني، فَقَالَ: " إِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فَكبر، ثمَّ اقْرَأ مَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن، ثمَّ اركع حَتَّى تطمئِن رَاكِعا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تعتدل قَائِما، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا، وَافْعل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا ". الحديث: 2319 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَفِيه: وَعَلَيْك السَّلَام، ارْجع " وَفِيه: " فَإِذا قُمْت إِلَى الصَّلَاة فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ اسْتقْبل الْقبْلَة فَكبر، ثمَّ اقْرَأ بِمَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن. . " وَذكر نَحوه، وَزَاد فِي آخِره بعد قَوْله: " حَتَّى تطمئِن جَالِسا، ثمَّ اسجد حَتَّى تطمئِن سَاجِدا، ثمَّ ارْفَعْ حَتَّى تطمئِن جَالِسا، ثمَّ افْعَل ذَلِك فِي صَلَاتك كلهَا ". 2322 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا زنت الْأمة فَتبين زنَاهَا، فليجلدها الْحَد وَلَا يثرب عَلَيْهَا، ثمَّ إِن زنت فليجلدها الْحَد وَلَا يثرب عَلَيْهَا، ثمَّ إِذا زنت الثَّالِثَة فليبعها وَلَو بِحَبل من شعر ". وَمن الروَاة من قَالَ: عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة. وَأخرجه كَذَلِك مُسلم. وَأَخْرَجَا أَيْضا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله عَن أبي هُرَيْرَة، وَزيد ابْن خَالِد الْجُهَنِيّ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سُئِلَ عَن الْأمة إِذا زنت وَلم تحصن. قَالَ: إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ إِن زنت فاجلدوها، ثمَّ بيعوها وَلَو بضفير " قَالَ ابْن شهَاب: لَا أَدْرِي بعد الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة. قَالَ ابْن شهَاب: والضفير: الْحَبل. 2323 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أَوَى أحدكُم إِلَى فرَاشه فلينفض فرَاشه بداخلة إزَاره، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خلف عَلَيْهِ، ثمَّ يَقُول: بِاسْمِك رَبِّي وضعت جَنْبي وَبِك أرفعه، إِن أَمْسَكت نَفسِي فارحمها، وَإِن أرسلتها فاحفظها بِمَا تحفظ بِهِ عِبَادك الصَّالِحين ". الحديث: 2322 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أَبُو ضَمرَة، وَإِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا. قَالَ: وَرَوَاهُ مَالك وَابْن عجلَان عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا. وَقَالَ يحيى الْقطَّان وَبشر بن الْمفضل عَن عبيد الله عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة. وَعند مُسلم فِي حَدِيث أبي ضَمرَة، أنس بن عِيَاض عَن عبيد الله: فليأخذ دَاخِلَة إزَاره فلينفض بهَا فرَاشه، وليسم الله، فَإِنَّهُ لَا يعلم مَا خَلفه بعده على فرَاشه، فَإِذا أَرَادَ أَن يضطجع فليضطجع على شقَّه الْأَيْمن، وَليقل: سُبْحَانَكَ رَبِّي، لَك وضعت جَنْبي، وَبِك أرفعه ... " ثمَّ ذكر نَحوه. 2324 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعيد بن أبي سعيد أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيلاً قبل نجدٍ، فَجَاءَت برجلٍ من بني حنيفَة يُقَال لَهُ ثُمَامَة بن أثالٍ، سيد أهل الْيَمَامَة، فربطوه بِسَارِيَة من سواري الْمَسْجِد، فَخرج إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَاذَا عنْدك يَا ثُمَامَة؟ " فَقَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّد خيرٌ، إِن تقتل تقتل ذَا دم، وَإِن تنعم تنعم على شاكرٍ، وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت. فَتَركه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد قَالَ: " مَا عنْدك يَا ثُمَامَة "؟ قَالَ: مَا قلت لَك، إِن تنعم تنعم على شاكرٍ، وَإِن تقتل تقتل ذَا دم، وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت. فَتَركه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِذا كَانَ بعد الْغَد، قَالَ: مَاذَا عنْدك يَا ثُمَامَة؟ " " قَالَ: عِنْدِي مَا قلت لَك، إِن تنعم تنعم على شاكرٍ، وَإِن تقتل تقتل ذَا دم، وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أطْلقُوا ثُمَامَة " فَانْطَلق إِلَى نخلٍ قريب من الْمَسْجِد، فاغتسل، ثمَّ دخل الْمَسْجِد فَقَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. الحديث: 2324 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 وَالله مَا كَانَ على الأَرْض أبْغض إِلَيّ من وَجهك، فقد أصبح وَجهك أحب الْوُجُوه كلهَا إِلَيّ. وَالله مَا كَانَ من دين أبْغض إِلَيّ من دينك، فَأصْبح دينك أحب الدّين كُله إِلَيّ. وَالله مَا كَانَ من بلدٍ أبْغض إِلَيّ من بلدك، فَأصْبح بلدك أحب الْبِلَاد كلهَا إِلَيّ. وَإِن خيلك أخذتني وَأَنا أُرِيد الْعمرَة، فَمَاذَا ترى؟ فبشره رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأمره أَن يعْتَمر، فَلَمَّا قدم مَكَّة قَالَ لَهُ قَائِل: أَصَبَوْت؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أسلمت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَا وَالله لَا يأتيكم من الْيَمَامَة حَبَّة حِنْطَة حَتَّى يَأْذَن فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. لفظ حَدِيث مُسلم عَن قُتَيْبَة بِطُولِهِ. وَاخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ. 2325 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن ابْن شهَاب عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يمْنَع جارٌ جَاره أَن يغرز خَشَبَة فِي جِدَاره " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: مَالِي أَرَاكُم عَنْهَا معرضين؟ وَالله لأرمين بهَا بَين أكتافكم. وَأخرجه البُخَارِيّ مَعَ طرف آخر من حَدِيث عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس قَالَ: أَلا أخْبركُم بأَشْيَاء قصارٍ؟ حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الشّرْب من فَم الْقرْبَة والسقاء، وَأَن يمْنَع جارٌ جَاره أَن يغرز خَشَبَة فِي جِدَاره. 2326 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يَقُول: " بئس الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة، يدعى إِلَيْهَا الْأَغْنِيَاء وَيتْرك الْفُقَرَاء، وَمن ترك الدعْوَة فقد عصى الله وَرَسُوله ". وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب وَعَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: شَرّ الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة ... " وَذكر نَحوه. الحديث: 2325 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ: قلت لِلزهْرِيِّ: يَا أَبَا بكر، كَيفَ هَذَا الحَدِيث: شَرّ الطَّعَام طَعَام الْأَغْنِيَاء؟ فَضَحِك وَقَالَ: لَيْسَ هُوَ: شَرّ الطَّعَام طَعَام الْأَغْنِيَاء. قَالَ سُفْيَان: وَكَانَ أبي غَنِيا، فأفزعني هَذَا الحَدِيث حِين سَمِعت بِهِ، فَسَأَلت عَنهُ الزُّهْرِيّ فَقَالَ: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: " شَرّ الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة، يمْنَعهَا من يَأْتِيهَا، ويدعى إِلَيْهَا من يأباها، وَمن لم يجب الدعْوَة فقد عصى الله وَرَسُوله ". 2327 - السِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من شهد الْجِنَازَة حَتَّى يصلى عَلَيْهَا فَلهُ قِيرَاط، وَمن شَهِدَهَا حَتَّى تدفن فَلهُ قيراطان، " قيل: وَمَا القيراطان؟ قَالَ: " مثل الجبلين العظيمين ". زَاد فِي رِوَايَة حَرْمَلَة وَهَارُون بن سعيد عَن ابْن وهب: قَالَ ابْن شهَاب: قَالَ سَالم بن عبد الله: وَكَانَ ابْن عمر يُصَلِّي عَلَيْهَا ثمَّ ينْصَرف، فَلَمَّا بلغه حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ: لقد ضيعنا قراريط كَثِيرَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث نَافِع مولى ابْن عمر قَالَ: قيل لِابْنِ عمر: إِن أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من تبع جَنَازَة فَلهُ قِيرَاط من الْأجر. " فَقَالَ ابْن عمر: أَكثر علينا أَبُو هُرَيْرَة. فَبعث إِلَى عَائِشَة فَسَأَلَهَا، فصدقت أَبَا هُرَيْرَة، فَقَالَ ابْن عمر: لقد فرطنا فِي قراريط كَثِيرَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج إِلَى قَوْله: " الجبلين العظيمين ". وَفِي حَدِيث عبد الْأَعْلَى: حَتَّى يفرغ مِنْهَا ". الحديث: 2327 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر: حَتَّى تُوضَع فِي اللَّحْد ". وَفِي حَدِيث عقيل عَن ابْن شهَاب: حَدثنِي رجالٌ عَن أبي هُرَيْرَة بِمثلِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ: وَمن اتبعها حَتَّى تدفن ". وَلم أجد حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد فِي كتاب أبي مَسْعُود فِي هَذِه التَّرْجَمَة. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِمثل حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج إِلَى قَوْله: الجبلين العظيمين ". وَمن حَدِيث الْحسن بن أبي الْحسن وَمُحَمّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: من اتبع جَنَازَة مسلمٍ إِيمَانًا واحتساباً، وَكَانَ مَعهَا حَتَّى يصلى عَلَيْهَا ويفرغ من دَفنهَا، فَإِنَّهُ يرجع من الْأجر بقيراطين، كل قيراطٍ مثل أحدٍ، وَمن صلى عَلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ قبل أَن تدفن فَإِنَّهُ يرجع بقيراط ". وَقَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عُثْمَان الْمُؤَذّن، وَقَالَ: حَدثنَا عَوْف عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من صلى على جَنَازَة وَلم يتبعهَا فَلهُ قِيرَاط، وَمن تبعها فَلهُ قيراطان ". قيل: وَمَا القيراط؟ قَالَ: " أصغرها مثل أحد ". وَمن حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من صلى على جَنَازَة فَلهُ قِيرَاط، وَمن اتبعها حَتَّى تُوضَع فِي الْقَبْر فقيراطان " قَالَ: قلت لأبي هُرَيْرَة: وَمَا القيراط؟ قَالَ: مثل أحد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 وَمن حَدِيث عَامر بن سعد بن أبي وَقاص: أَنه كَانَ قَاعِدا عِنْد عبد الله بن عمر، فطلع خبابٌ صَاحب الْمَقْصُورَة فَقَالَ: يَا عبد الله بن عمر، أَلا تسمع مَا يَقُول أَبُو هُرَيْرَة؟ يَقُول: إِنَّه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من خرج مَعَ جَنَازَة من بَيتهَا وَصلى عَلَيْهَا، ثمَّ تبعها حَتَّى تدفن كَانَ لَهُ قيراطان من أجر، كل قِيرَاط مثل أحد، وَمن صلى عَلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ كَانَ لَهُ من الْأجر مثل أحد ". فَأرْسل ابْن عمر خباباً إِلَى عَائِشَة فَسَأَلَهَا عَن قَول أبي هُرَيْرَة، ثمَّ يرجع إِلَيْهِ فيخبره بِمَ قَالَت. وَأخذ ابْن عمر قَبْضَة من حَصى الْمَسْجِد يقلبها فِي يَده حَتَّى رَجَعَ فَقَالَ: قَالَت عَائِشَة: صدق أَبُو هُرَيْرَة، فَضرب ابْن عمر بالحصى الَّذِي كَانَ فِي يَده الأَرْض ثمَّ قَالَ: لقد فرطنا فِي قراريط كَثِيرَة. وَلَيْسَ لخباب صَاحب الْمَقْصُورَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. 2328 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْفجْر من الْجُمُعَة {الم تَنْزِيل} [السَّجْدَة] و {هَل أَتَى على الْإِنْسَان} [سُورَة الْإِنْسَان] . 2329 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " قريشٌ وَالْأَنْصَار وجهينة وَمُزَيْنَة وَأَشْجَع وَأسلم وغفار موَالِي، لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله " كَذَا رَوَاهُ سُفْيَان الثَّوْريّ عَن سعد ابْن إِبْرَاهِيم، وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث سُفْيَان عَن سعد بن إِبْرَاهِيم. الحديث: 2328 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 وَقَالَ البُخَارِيّ فِي مَوضِع آخر من كِتَابه: حَدثنَا أَبُو نعيم قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان عَن سعد، ثمَّ قَالَ: وَقَالَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم: حَدثنَا أبي عَن أَبِيه، قَالَ: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قُرَيْش وَالْأَنْصَار وجهينة وَمُزَيْنَة وَأسلم وَأَشْجَع وغفار موَالِي، لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله ". وَقد حكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي وَغَيره أَن البُخَارِيّ حمل حَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم على حَدِيث أبي نعيم عَن سُفْيَان، وَيَعْقُوب فِي حَدِيثه إِنَّمَا يَقُول: عَن أَبِيه عَن صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لغفار وَأسلم وَمُزَيْنَة وَمن كَانَ من جُهَيْنَة - أَو قَالَ: " جُهَيْنَة وَمن كَانَ من مزينة - خيرٌ عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من أَسد وطيء وغَطَفَان ". وَهَكَذَا أخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن صَالح عَن الْأَعْرَج. فَذكره بِإِسْنَادِهِ كَمَا أوردناه، هَذَا خلاف فِي الْمَتْن والإسناد. وَأخرجه أَيْضا نَحْو هَذَا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة، إِلَّا أَنه قَالَ فِي رِوَايَة مُسلم: من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي، مُسْند. وَهُوَ للْبُخَارِيّ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب عَنهُ من قَول أبي هُرَيْرَة. لم يسْندهُ. وَهَذَا لفظ حَدِيث مُسلم الْمسند: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لأسلم وغفار وشيءٌ من مزينة أَو شَيْء من جُهَيْنَة. وَمُزَيْنَة خيرٌ عِنْد الله - قَالَ حَمَّاد: أَحْسبهُ قَالَ: يَوْم الْقِيَامَة - من أَسد وغَطَفَان وهوازن وغفار ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 وَلمُسلم من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: أسلم وغفار وَمُزَيْنَة وَمن كَانَ من جُهَيْنَة أَو جُهَيْنَة خيرٌ من بني تَمِيم وَبني عامرٍ والحليفتين أسدٍ وغَطَفَان ". وَلمُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ ... بِنَحْوِ حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا. 2330 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار وَبسر ابْن سعيد والأعرج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أدْرك من الصُّبْح رَكْعَة قبل أَن تطلع الشَّمْس فقد أدْرك الصُّبْح، وَمن أدْرك رَكْعَة من الْعَصْر قبل أَن تغرب الشَّمْس فقد أدْرك الْعَصْر. " وَلَيْسَ لزيد بن أسلم فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غَيره. 2331 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا سَمِعْتُمْ نهاق الْحمير فتعوذوا بِاللَّه من الشَّيْطَان، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانا، فَإِذا سَمِعْتُمْ صياح الديكة فاسألوا الله من فَضله، فَإِنَّهَا رَأَتْ ملكا ". 2332 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا يَسُوق بَدَنَة، فَقَالَ: " اركبها ". فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة قَالَ: " اركبها " فَقَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة. فَقَالَ: " اركبها، وَيلك " فِي الثَّانِيَة أَو فِي الثَّالِثَة. الحديث: 2330 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا يَسُوق بَدَنَة، قَالَ: " اركبها " قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَة. قَالَ: " اركبها ". قَالَ: فَلَقَد رَأَيْته راكبها يُسَايِر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والنعل فِي عُنُقهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ فِيهِ: بَينا رجلٌ يَسُوق بَدَنَة مقلدة. . وَذكره. وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ، وَقَالَ أَيْضا: بَدَنَة مقلدة، وَفِيه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَيلك اركبها " فَقَالَ: بدنةٌ يَا رَسُول الله. قَالَ: " وَيلك اركبها، وَيلك اركبها ". 2333 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يمش أحدكُم فِي نعلٍ وَاحِدَة، ولينعلهما جَمِيعًا أَو ليخلعهما جَمِيعًا " وَفِي رِوَايَة القعْنبِي: " ليحفهما جَمِيعًا، أَو لينعلهما جَمِيعًا ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي رزين قَالَ: خرج إِلَيْنَا أَبُو هُرَيْرَة، فَضرب بِيَدِهِ على جَبهته فَقَالَ: أَلا إِنَّكُم تحدثون أَنِّي أكذب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لتهتدوا وأضل، أَلا وَإِنِّي أشهد لسمعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا انْقَطع شسع أحدكُم فَلَا يمش فِي الْأُخْرَى حَتَّى يصلحها. " وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي رزين وَأبي صَالح جَمِيعًا عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا الْمَعْنى. الحديث: 2333 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا انتعل أحدكُم فليبدأ باليمنى، وَإِذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جَمِيعًا، أَو ليحفهما جَمِيعًا ". 2334 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يمر الرجل بِقَبْر الرجل ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تذْهب الدُّنْيَا حَتَّى يمر الرجل على الْقَبْر، فيتمرغ عَلَيْهِ فَيَقُول: يَا لَيْتَني كنت مَكَان صَاحب هَذَا الْقَبْر وَلَيْسَ بِهِ الدّين، إِلَّا الْبلَاء ". 2335 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِذا شرب الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليغسله سبع مراتٍ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي رزين وَأبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِذا ولغَ الْكَلْب فِي إِنَاء أحدكُم فليرقه ثمَّ ليغسله سبع مَرَّات ". وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا عَن الْأَعْمَش بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله، وَلم يذكر: " فليرقه ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " طهُور إِنَاء أحدكُم إِذا ولغَ فِيهِ الْكَلْب أَن يغسلهُ سبع مَرَّات، أولَاهُنَّ بِالتُّرَابِ ". الحديث: 2334 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: طهُور إناءٍ أحدكُم إِذا ولغَ الْكَلْب فِيهِ أَن يغسلهُ سبع مَرَّات ". وَفِي حَدِيث ابْن الْمُغَفَّل: وعفروه الثَّامِنَة بِالتُّرَابِ " وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك. 2336 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " لَا يتلَقَّى الركْبَان للْبيع، وَلَا يبع بَعْضكُم على بيع بعضٍ، وَلَا تناجشوا، وَلَا يبع حاضرٌ لبادٍ، وَلَا تصروا الْإِبِل وَالْغنم، فَمن ابتاعها بعد ذَلِك فَهُوَ بِخَير النظرين بعد أَن يحلبها، فَإِن رضيها أمْسكهَا، وَإِن سخطها ردهَا وصاعاً من تمر ". وَأخرج البُخَارِيّ فِي التصرية نَحوه من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تصروا الْإِبِل وَالْغنم، فَمن ابتاعها فَإِنَّهُ بِخَير النظرين بعد أَن يحلبها، إِن شَاءَ أمسك، وَإِن شَاءَ ردهَا وصاعاً من تمر ". وَمن حَدِيث ثَابت من عِيَاض عَن الْأَعْرَج مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من اشْترى غنما مصراة فاحتلبها، فَإِن رضيها أمْسكهَا، وَإِن سخطها فَفِي حلبتها صاعٌ من تمر ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من اشْترى شَاة مصراة فلينقلب بهَا فليحلبها، فَإِن رَضِي حلابها أمْسكهَا وَإِلَّا ردهَا وَمَعَهَا صاعٌ من تمر ". وَمن حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سهل بن أبي صَالح عَن أَبِيه الحديث: 2336 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من ابْتَاعَ شَاة مصراة فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَة أَيَّام، إِن شَاءَ أمْسكهَا، وَإِن شَاءَ ردهَا ورد مَعهَا صَاعا من تمر ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من اشْترى شَاة مصراة فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن ردهَا رد مَعهَا صَاعا من طَعَام لَا سمراء ". وَفِي رِوَايَة أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين: وَإِن شَاءَ ردهَا ورد مَعهَا صَاعا من تمر لَا سمراء ". وَفِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب: من اشْترى من الْغنم - يعْنى مصراة - فَهُوَ بِالْخِيَارِ ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا مَا أحدكُم اشْترى لقحةً مصراة أَو شَاة مصراة فَهُوَ بِخَير النظرين بعد أَن يحلبها، إِمَّا هِيَ وَإِلَّا فليردها وصاعاً من تمر ". 2337 - السبعون بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر يَوْم الْجُمُعَة، فَقَالَ: " فِيهِ ساعةٌ لَا يُوَافِقهَا عبدٌ مسلمٌ وَهُوَ قائمٌ يُصَلِّي، يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه " وَأَشَارَ بِيَدِهِ يقللها. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن فِي الْجُمُعَة سَاعَة " وَذكر نَحوه. وَقَالَ بِيَدِهِ. قُلْنَا: يقللها، يزهدها. الحديث: 2337 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 وَفِي رِوَايَة مُسَدّد نَحوه، وَفِي آخِره: قَالَ بِيَدِهِ: وَوضع أنملته على بطن الْوُسْطَى والخنصر. قُلْنَا: يزهدها. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن فِي الْجُمُعَة لساعةً ... " وَذكر نَحوه. وَفِيه فِي آخِره: " وَهِي سَاعَة خَفِيفَة ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه نَحوه، وَلم يقل " وَهِي سَاعَة خَفِيفَة ". 2338 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " هَل ترَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا؟ وَالله مَا يخفى عَليّ ركوعهم وَلَا خُشُوعكُمْ، وَإِنِّي لأَرَاكُمْ من وَرَاء ظَهْري ". 2339 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يتعاقبون فِيكُم ملائكةٌ بِاللَّيْلِ وملائكة بِالنَّهَارِ، ويجتمعون فِي صَلَاة الْعَصْر وَصَلَاة الْفجْر، ثمَّ يعرج الَّذين باتوا فِيكُم، فيسألهم - وَهُوَ أعلم بكم: كَيفَ تركْتُم عبَادي؟ فَيَقُولُونَ: تركناهم وهم يصلونَ، وأتيناهم وهم يصلونَ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة نَحوه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالْمَلَائِكَة يتعاقبون فِيكُم. . " بِمثل حَدِيث أبي الزِّنَاد. الحديث: 2338 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 2340 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مطل الْغَنِيّ ظلمٌ، وَإِذا أتبع أحدكُم على مَلِيء فَليتبعْ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مطل الْغَنِيّ ظلم ". كَذَا فِي حَدِيث البُخَارِيّ، لم يزدْ. وَحمل مُسلم حَدِيث همام على حَدِيث مَالك وَقَالَ: بِمثلِهِ. وَفِيه: " إِذا أتبع أحدكُم على مَلِيء فَليتبعْ ". وَكَذَلِكَ أخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث إِسْحَاق بن مَالك بن أنس. 2341 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " طَعَام الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَة، وَطَعَام الثَّلَاثَة كَافِي الْأَرْبَعَة ". 2342 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا يقتسم ورثتي دِينَارا، مَا تركت بعد نَفَقَة نسَائِي ومؤونة عَامِلِي فَهُوَ صَدَقَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله. وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا نورث، مَا تركنَا صَدَقَة ". 2343 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اختتن إِبْرَاهِيم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالقدوم " قَالَ أَبُو الزِّنَاد " بالقدوم " مُخَفّفَة: وَهُوَ مَوضِع. الحديث: 2340 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَق عَن أبي الزِّنَاد، وَتَابعه عجلَان عَن أبي هُرَيْرَة، وَرَوَاهُ مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة - وَاسم أبي حَمْزَة دِينَار - عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا، وَقَالَ: " بالقدوم " مُخَفّفَة. 2344 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تمنوا لِقَاء الْعَدو، وَإِذا لقيتموهم فَاصْبِرُوا ". 2345 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّه ليَأْتِي الرجل الْعَظِيم السمين يَوْم الْقِيَامَة لَا يزن عِنْد الله جنَاح بعوضة " قَالَ: " واقرءوا إِن شتم: {فَلَا نُقِيم لَهُم يَوْم الْقِيَامَة وزنا} [الْكَهْف] . 2346 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْمُغيرَة الْحزَامِي الْقرشِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لما قضى الله الْخلق - وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن قُتَيْبَة: لما خلق الْخلق، كتب فِي كِتَابه، فَهُوَ عِنْده فَوق الْعَرْش: إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي " وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: " غلبت غَضَبي ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الله لما قضى الْخلق كتب عِنْده فَوق عَرْشه: إِن رَحْمَتي سبقت غَضَبي ". الحديث: 2344 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 وَمن حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لما قضى الله الْخلق كتب عِنْده ... " وَذكر نَحوه. وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لما خلق الله الْخلق كتب فِي كتاب كتبه على نَفسه، فَهُوَ مَوْضُوع عِنْده على الْعَرْش: إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي ". وَمن حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه بِمَعْنَاهُ. وَفِي رِوَايَة أُخْرَى عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الله كتب كتابا قبل أَن يخلق الْخلق: إِن رَحْمَتي سبقت غَضَبي، فَهُوَ مكتوبٌ عِنْده فَوق الْعَرْش ". وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ الله عز وَجل: سبقت رَحْمَتي غَضَبي ". وَمن حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لما قضى الله الْخلق كتب فِي كِتَابه على نَفسه - فَهُوَ موضوعٌ عِنْده: إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي ". 2347 - الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: وَهُوَ حَدِيث يجمع أَحَادِيث: عَن الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: النَّاس تبعٌ لقريش فِي هَذَا الشَّأْن، مسلمهم تبعٌ لمسلمهم، وكافرهم تبعٌ لكافرهم. النَّاس معادن، خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا، الحديث: 2347 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 تَجِدُونَ من خير النَّاس أَشد النَّاس كَرَاهِيَة لهَذَا الْأَمر حَتَّى يَقع فِيهِ " اللَّفْظ للْبُخَارِيّ، وَهُوَ عِنْده أتم بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه من حَدِيث أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَجِدُونَ النَّاس معادن، خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا. تَجِدُونَ خير النَّاس فِي هَذَا الشَّأْن أَشَّدهم لَهُ كَرَاهِيَة، وتجدون شَرّ النَّاس ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. وَأَخْرَجَا أَيْضا طرفا من حَدِيث عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن شَرّ النَّاس ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ". وَأخرج البُخَارِيّ هَذَا الطّرف مِنْهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تَجِدُونَ من أشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عِنْد الله ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تَجِدُونَ النَّاس معادن ... " ثمَّ ذكر نَحْو مَا ذكرنَا من حَدِيث أبي زرْعَة فِي الْفُصُول الثَّلَاثَة، إِلَّا أَن فِي حَدِيث سعيد " وتجدون من خير النَّاس فِي الْأَمر أكرههم لَهُ قبل أَن يَقع فِيهِ ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، قَالَ فِي حَدِيث زُهَيْر: عَن سُفْيَان يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي رِوَايَة عَمْرو بن النَّاقِد عَن سُفْيَان رِوَايَة: النَّاس تبعٌ لقريش فِي هَذَا الشَّأْن، مسلمهم لمسلمهم، وكافرهم لكافرهم ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: النَّاس تبعٌ لقريش " بِنَحْوِ حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة. وَمن حَدِيث مَالك بن أنس طرفٌ مِنْهُ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن من شَرّ النَّاس ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه ". 2348 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو أَن رجلا اطلع عَلَيْك بِغَيْر إذنٍ فخذفته بحصاةٍ ففقأت عينه مَا كَانَ عَلَيْك جناحٌ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " وَقَالَ: " لَو اطلع فِي بَيْتك أحدٌ وَلم تَأذن لَهُ فخذفته بحصاة ففقأت عينه، مَا كَانَ عَلَيْك من جنَاح ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من اطلع فِي بَيت قومٍ بِغَيْر إذْنهمْ فقد حل لَهُم أَن يفقأوا عينه ". 2349 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أخنع اسْم عِنْد الله رجلٌ تسمى ملك الْأَمْلَاك " زَاد أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي رِوَايَته: " لَا مَالك إِلَّا الله ". وَقَالَ الأشعثي: الحديث: 2348 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 قَالَ سُفْيَان: مثل شاهان شاه: وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل: سَأَلت أَبَا عَمْرو عَن " أخنع " فَقَالَ: أوضع. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أخنى الْأَسْمَاء يَوْم الْقِيَامَة رجلٌ تسمى ملك الْأَمْلَاك ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَغيظ رجلٍ على الله يَوْم الْقِيَامَة وأخبثه رجلٌ كَانَ يُسمى ملك الْأَمْلَاك، لَا ملك إِلَّا الله ". 2350 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَ الله عز وَجل: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَالا عينٌ رَأَتْ، وَلَا أذنٌ سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشرٍ " واقرءوا إِن شِئْتُم: {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} [السَّجْدَة] . وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: اقْرَءُوا إِن شِئْتُم: {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} . وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَقُول الله عز وَجل: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عينٌ رَأَتْ، وَلَا أذنٌ سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر، ذخْرا، بله مَا أطْلعكُم عَلَيْهِ، ثمَّ قَرَأَ: {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} . وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة: {من قرات أعينٍ} . الحديث: 2350 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ الله: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَا لَا عينٌ رَأَتْ، وَلَا أذنٌ سَمِعت، وَلَا خطر على قلب بشر " لم يزدْ. . وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين ... " نَحْو حَدِيث أبي صَالح، وَلم يذكر الْآيَة، وَقَالَ: " بله، مَا أطْلعكُم الله عَلَيْهِ ". 2351 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رِوَايَة قَالَ: " لله تِسْعَة وَتسْعُونَ اسْما، مائَة إِلَّا وَاحِدًا، لَا يحفظها واحدٌ إِلَّا دخل الْجنَّة. وَهُوَ وترٌ يحب الْوتر ". وَفِي رِوَايَة زُهَيْر وَعَمْرو النَّاقِد عَن سُفْيَان أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما من حفظهَا دخل الْجنَّة، وَالله وترٌ يجب الْوتر ". وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان: " من أحصاها ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما - مائَة إِلَّا وَاحِدًا، من أحصاها دخل الْجنَّة. " قَالَ البُخَارِيّ أحصاها: حفظهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ مُسْندًا، وَلَيْسَ عِنْده فِيهِ: وتر يحب الْوتر. " وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَزَاد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِنَّه وترٌ يحب الْوتر ". الحديث: 2351 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 2352 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن أبي هُرَيْرَة الدوسي قَالَ: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طَائِفَة من النَّهَار، لَا يكلمني وَلَا ُأكَلِّمهُ حَتَّى أَتَى سوق بني قينقاع، فَجَلَسَ بِفنَاء بَيت فَاطِمَة فَقَالَ " أَثم لكع؟ " فحبسته شَيْئا، فَظَنَنْت أَنَّهَا تلبسه سخاباً أَو تغسله، فجَاء يشْتَد حَتَّى عانقه وَقَبله وَقَالَ: " اللَّهُمَّ أحبه، وَأحب من يُحِبهُ ". وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي أحبه، فَأَحبهُ، وَأحب من يُحِبهُ ". وَفِي حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن عبيد الله بن أبي يزِيد عَن نَافِع أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: كنت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سوقٍ من أسواق الْمَدِينَة فَانْصَرف وانصرفت، فَقَالَ: " أَي لكع - ثَلَاثًا، أدع الْحسن بن عَليّ " فَقَامَ الْحسن يمشي وَفِي عُنُقه السخاب فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ هَكَذَا، وَقَالَ الْحسن بِيَدِهِ هَكَذَا، فَالْتَزمهُ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أحبه، فأحببه وَأحب من يُحِبهُ ". قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَمَا كَانَ أحدٌ أحب إِلَيّ من الْحسن بن عَليّ بَعْدَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قَالَ. وَلَيْسَ لنافع بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 2353 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبد الرَّحْمَن طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا، وأتيناه من بعدهمْ، فَهَذَا الْيَوْم الَّذِي اخْتلفُوا فِيهِ، فهدانا الله، فغداً للْيَهُود، وَبعد غدٍ لِلنَّصَارَى "، فَسكت ثمَّ قَالَ: " حقٌّ على كل مُسلم أَن الحديث: 2352 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 يغْتَسل فِي كل سَبْعَة أَيَّام يَوْمًا، يغسل فِيهِ رَأسه وَجَسَده " وَلَيْسَ فِيهِ عِنْد مُسلم ذكر الْغسْل. وَفِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن وهيب نَحوه، وَفِيه ذكر الْغسْل، وَفِيه: بيد كل أمة أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا ... ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُجَاهِد عَن طَاوس تَعْلِيقا فِي الْغسْل فَقَط. وَأخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا، ثمَّ هَذَا يومهم الَّذِي فرض عَلَيْهِم فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فهدانا الله، فَالنَّاس لنا فِيهِ تبعٌ، الْيَهُود غَدا وَالنَّصَارَى بعد غَد ". وَقد أخرج البُخَارِيّ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة " لم يزدْ. من حَدِيث همام وَغَيره مُسْندًا ". وَلمُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عيينه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، وَابْن طَاوس عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نَحن الْآخرُونَ وَنحن السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيد أَن كل أمة أُوتيت الْكتاب من قبلنَا وأوتيناه من بعدهمْ، ثمَّ هَذَا الْيَوْم الَّذِي كتبه الله علينا، هدَانَا الله لَهُ، فَالنَّاس لنا فِيهِ تبعٌ، الْيَهُود غَدا، وَالنَّصَارَى بعد غَد. " وَلم يذكر الْغسْل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: نَحن الْآخرُونَ الْأَولونَ يَوْم الْقِيَامَة، وَنحن أول من يدْخل الْجنَّة، بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا ... " ثمَّ ذكر نَحوه. وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة، بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب من قبلنَا وأوتيناه من بعدهمْ، هَذَا يومهم الَّذِي فرض عَلَيْهِم وَاخْتلفُوا فِيهِ، فهدانا الله لَهُ، فهم لنا تبعٌ، فاليهود غَدا وَالنَّصَارَى بعد غدٍ " أغفله أَبُو مَسْعُود وَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة همام. وَمن حَدِيث أبي حَازِم وسلمان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة، وَعَن ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أضلّ الله عَن الْجُمُعَة من كَانَ قبلنَا، فَكَانَ للْيَهُود يَوْم السبت، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْم الْأَحَد، فجَاء الله بِنَا، فهدانا الله ليَوْم الْجُمُعَة، فَجعل الْجُمُعَة والسبت والأحد، وَكَذَلِكَ هم تبعٌ لنا يَوْم الْقِيَامَة، نَحن الْآخرُونَ من أهل الدُّنْيَا، والأولون يَوْم الْقِيَامَة، الْمقْضِي لَهُم قبل الْخَلَائق، وَفِي رِوَايَة وَاصل بن عبد الْأَعْلَى: " الْمقْضِي بَينهم ". 2354 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمثل رجلَيْنِ عَلَيْهِمَا جنتان من حَدِيد، قد اضطرت أَيْدِيهِمَا إِلَى ثديهما وتراقيهما، فَجعل الْمُتَصَدّق كلما تصدق انبسطت عَلَيْهِ حَتَّى تغشي أنامله، وَتَعْفُو أَثَره، وَجعل الْبَخِيل كلما هم بِصَدقَة قلصت، وَأخذت كل حَلقَة بمكانها ". قَالَ: فَأَنا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول بإصبعه فِي جيبه، فَلَو رَأَيْته يوسعها وَلَا توسع. الحديث: 2354 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 وَفِي حَدِيث ابْن طَاوس عَن أَبِيه نَحوه، فِي آخِره قَالَ: فَسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: فَيجْهد أَن يوسعها وَلَا تتسع ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَأخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث اللَّيْث عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمثل رجل عَلَيْهِ جنتان أَو جبتان. . " ثمَّ ذكر مَعْنَاهُ. 2355 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يحْشر النَّاس على ثَلَاث طرائق: راغبين وراهبين، وَاثْنَانِ على بعير وَثَلَاثَة على بعير، وَأَرْبَعَة على بعير، وَعشرَة على بعير، وتحشر بَقِيَّتهمْ النَّار، تقيل مَعَهم حَيْثُ قَالُوا: وتبيت حَيْثُ باتوا، وتصبح مَعَهم حَيْثُ أَصْبحُوا، وتمسي مَعَهم حَيْثُ أَمْسوا ". 2356 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " أرسل ملك الْمَوْت إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكه ففقأ عينه فَرجع إِلَى ربه قَالَ: أرسلتني إِلَى عبدٍ لَا يُرِيد الْمَوْت، فَرد الله إِلَيْهِ عينه، وَقَالَ: ارْجع إِلَيْهِ فَقل لَهُ يضع يَده على متن ثورٍ، وَله بِكُل مَا غطت يَده بِكُل شَعْرَة سنةٌ. قَالَ: أَي رب، ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ ثمَّ الْمَوْت. قَالَ: فَالْآن، فَسَأَلَ الله أَن يُدْنِيه من الأَرْض المقدسه رميةً الحديث: 2355 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 بِحجر " فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَلَو كنت ثمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبره إِلَى جَانب الطَّرِيق تَحت الْكَثِيب الْأَحْمَر ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: جَاءَ ملك الْمَوْت إِلَى مُوسَى فَقَالَ: أجب رَبك. قَالَ: فلطم مُوسَى عين ملك الْمَوْت ففقأها ... " ثمَّ ذكره بِمَعْنَاهُ. 2357 - التِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس من رِوَايَة ابْنه عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد لأطوفن اللَّيْلَة بِمِائَة امْرَأَة، تَلد كل امْرَأَة مِنْهُنَّ غُلَاما يُقَاتل فِي سَبِيل الله، فَقَالَ لَهُ الْملك: قل: إِن شَاءَ الله. فَلم يقل وَنسي، فأطاف بِهن وَلم تَلد مِنْهُنَّ إِلَّا امرأةٌ نصف إِنْسَان. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو قَالَ: إِن شَاءَ الله، لم يَحْنَث، وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ ". وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان نَحوه وَقَالَ: تسعين امْرَأَة " وَقَالَ: " وَلَو قَالَ: إِن شَاءَ الله لم يَحْنَث، وَكَانَ دركاً لَهُ فِي حَاجته " قَالَ: وَقَالَ مرّة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو اسْتثْنى ". وَفِي رِوَايَة ابْن أبي عمر: " سبعين امْرَأَة ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُفْيَان عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله أَو نَحوه. اللَّفْظ لمُسلم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ لِسُلَيْمَان سِتُّونَ امْرَأَة، فَقَالَ: لأطوفن عَلَيْهِنَّ اللَّيْلَة ... " وَذكر نَحوه، وَفِي آخِره: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَلَو كَانَ اسْتثْنى لولدت كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ غُلَاما فَارِسًا يُقَاتل فِي سَبِيل الله ". الحديث: 2357 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد: لأطوفن اللَّيْلَة على مائَة امْرَأَة - أَو تسع وَتِسْعين كُلهنَّ يَأْتِي بفارسٍ يُجَاهد فِي سَبِيل الله. فَقَالَ لَهُ صَاحبه: قل: إِن شَاءَ الله، فَلم يقل: إِن شَاءَ الله، فَلم تحمل مِنْهُنَّ إِلَّا امرأةٌ وَاحِدَة، جَاءَت بشق رجل، وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَو قَالَ: إِن شَاءَ الله، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ ". وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان بن دَاوُد: لأطوفن اللَّيْلَة على سبعين امْرَأَة، تحمل كل امراة فَارِسًا يُجَاهد فِي سَبِيل الله، فَقَالَ لَهُ صَاحبه: إِن شَاءَ الله، فَلم يقل، فَلم تحمل شَيْئا، إِلَّا وَاحِدًا سَاقِطا أحد شقيه ". فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَو قَالَهَا لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله " قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ شُعَيْب وَابْن أبي الزِّنَاد: تسعين، وَهُوَ أصح. وَأخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام: لأطوفن اللَّيْلَة على تسعين امْرَأَة، كل امْرَأَة تَأتي بِفَارِس يُجَاهد فِي سَبِيل الله. . " فَذكره، وَفِيه: " وَايْم الَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو قَالَ: إِن شَاءَ الله، لَجَاهَدُوا فِي سَبِيل الله فُرْسَانًا أَجْمَعُونَ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة وورقاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان. . " بِنَحْوِهِ، وَكِلَاهُمَا قَالَ: تسعين امْرَأَة. وَفِي حَدِيث مُوسَى: " كلهَا تحمل غُلَاما يُجَاهد فِي سَبِيل الله ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 2358 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه " وَعقد وهيب بِيَدِهِ تسعين. وَفِي حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم عَن وهيب أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فتح الله من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذَا " وَعقد بِيَدِهِ تسعين. 2359 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن نعيم بن عبد الله المجمر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أمتِي يدعونَ يَوْم الْقِيَامَة غراً محجلين من آثَار الْوضُوء، فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل ". وَفِي رِوَايَة عمَارَة بن غزيَّة الْأنْصَارِيّ عَن نعيم قَالَ: رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ، فَغسل وَجهه، فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ غسل يَده الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ يَده الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي الْعَضُد، ثمَّ مسح رَأسه، ثمَّ غسل رجله الْيُمْنَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ غسل رجله الْيُسْرَى حَتَّى أشرع فِي السَّاق، ثمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَوَضَّأ، وَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَنْتُم الغر المحجلون يَوْم الْقِيَامَة من إسباغ الْوضُوء، فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم فليطل غرته وتحجيله ". وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن سعيد بن أبي هِلَال عَن نعيم: أَنه رأى أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ، فَغسل وَجهه وَيَديه حَتَّى كَاد يبلغ الْمَنْكِبَيْنِ، ثمَّ غسل رجلَيْهِ حَتَّى رفع إِلَى السَّاقَيْن، ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن أمتِي يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة غراً محجلين من أثر الْوضُوء، فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل. ". الحديث: 2358 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة، وَفِي الْأَلْفَاظ اخْتِلَاف بَين الروَاة: فَفِي رِوَايَة خلف بن خَليفَة عَن أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن أبي حَازِم أَنه قَالَ: كنت خلف أبي هُرَيْرَة وَهُوَ يتَوَضَّأ للصَّلَاة، فَكَانَ يمد يَده يَده حَتَّى يبلغ إبطه، فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا هَذَا الْوضُوء؟ فَقَالَ: يَا بني فروخ، أَنْتُم هَا هُنَا؟ لَو علمت أَنكُمْ هَا هُنَا مَا تَوَضَّأت هَذَا الْوضُوء، سَمِعت خليلي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تبلغ الْحِلْية من الْمُؤمن حَيْثُ يبلغ الْوضُوء " لم يزدْ. وَفِي رِوَايَة ابْن فُضَيْل عَن أبي مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ترد عَليّ أمتِي الْحَوْض وَأَنا أذود النَّاس عَنهُ كَمَا يذود الرجل إبل الرجل عَن إبِله " قَالُوا: يَا نَبِي الله، تعرفنا؟ قَالَ: " نعم، لكم سِيمَا لَيست لأحد غَيْركُمْ، تردون عَليّ غراً محجلين من آثَار الْوضُوء، وليصدن عني طائفةٌ مِنْكُم فَلَا يصلونَ، فَأَقُول: يَا رب، هَؤُلَاءِ من أَصْحَابِي، فيجيبني ملكٌ فَيَقُول: وَهل تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك ". وَفِي رِوَايَة مَرْوَان الْفَزارِيّ عَن أبي مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن حَوْضِي أبعد من أَيْلَة من عدن، فَهُوَ أَشد بَيَاضًا من الثَّلج، وَأحلى من الْعَسَل بِاللَّبنِ، ولآنيته أَكثر من عدد النُّجُوم، وَإِنِّي لأصد النَّاس عَنهُ كَمَا يصد الرجل إبل النَّاس عَن حَوْضه " قَالُوا: يَا رَسُول الله، أتعرفنا يومئذٍ؟ قَالَ: " نعم، لكم سِيمَا لَيست لأحد من الْأُمَم، تردون عَليّ غراً محجلين من أثر الْوضُوء ". وَمن حَدِيث مَالك وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى الْمقْبرَة فَقَالَ: " السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم للاحقون، وددت أَنا قد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 رَأينَا إِخْوَاننَا " قَالُوا: أولسنا إخوانك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " أَنْتُم أَصْحَابِي، وإخواننا الَّذين لم يَأْتُوا بعد " قَالُوا: كَيفَ تعرف من لم يَأْتِ بعد من أمتك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: أَرَأَيْت لَو أَن رجلا لَهُ خيلٌ غرٌّ محجلةٌ بَين ظَهْري خيلٍ دهم بهم، أَلا يعرف خيله؟ قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإِنَّهُم يأْتونَ غراً محجلين من الْوضُوء، وَأَنا فرطهم على الْحَوْض. أَلا ليزادن رجالٌ عَن حَوْضِي كَمَا يُزَاد الْبَعِير الضال، أناديهم: أَلا هَلُمَّ، فَيُقَال: إِنَّهُم قد بدلُوا بعْدك. فَأَقُول: سحقاً سحقاً ". وَفِي حَدِيث مَالك: فليزدان رجالٌ عَن حَوْضِي ". 2360 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن نعيم المجمر من رِوَايَة مَالك عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " على أنقاب الْمَدِينَة ملائكةٌ لَا يدخلهَا الطَّاعُون وَلَا الدَّجَّال ". وَأخرجه مُسلم فِي الدَّجَّال بِمَعْنَاهُ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَأْتِي الْمَسِيح من قبل الْمشرق، وهمته الْمَدِينَة حَتَّى ينزل دبر أحدٍ، ثمَّ تصرف الْمَلَائِكَة وَجهه قبل الشَّام، وهنالك يهْلك ". 2361 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي إِدْرِيس عَائِذ بن عبد الله الْخَولَانِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من تَوَضَّأ فليستنثر، وَمن استجمر فليوتر ". الحديث: 2360 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 وَفِي رِوَايَة حَرْمَلَة عَن ابْن وهب أَن أَبَا أدريس الْخَولَانِيّ قَالَ: إِنَّه سمع أَبَا هُرَيْرَة وَأَبا سعيد الْخُدْرِيّ يَقُولَانِ: قَالَ رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... بِمثلِهِ. وَأخرجه البُخَارِيّ بِزِيَادَة من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليجعل فِي أَنفه، ثمَّ لينثر. وَمن استجمر فليوتر " وَإِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فليغسل يَده قبل أَن يدخلهَا فِي وضوئِهِ، فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده ". وَهَذَا الْفَصْل فِي غسل الْيَد عِنْد الاستيقاظ من النّوم قد أخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج. وَمن رِوَايَة جمَاعَة عَن أبي هُرَيْرَة. وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي أول أَفْرَاد مُسلم، فَهَذَا الْفَصْل وَحده من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من هَذَا الْوَجْه. وَأخرج مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عيينه عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا استجمر أحدكُم فليستجمر وترا، وَإِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليجعل فِي أَنفه مَاء ثمَّ لينتثر ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِذا تَوَضَّأ أحدكُم فليستنشق بمنخريه من المَاء ثمَّ لينتثر ". 2362 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ على الْمُسلم صدقه فِي عَبده وَلَا فرسه " وَفِي حَدِيث مخرمَة بن بكير عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَيْسَ فِي العَبْد صدقةٌ إِلَّا صَدَقَة الْفطر ". الحديث: 2362 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 2363 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عرَاك بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا ترغبوا عَن آبائكم، فَمن رغب عَن أَبِيه فَهُوَ كفرٌ ". 2364 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد - عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: رخص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بيع الْعَرَايَا بِخرْصِهَا من الثَّمر، مَا دون خَمْسَة أوسق، أَو فِي خَمْسَة أَو سَبْعَة " شكّ دَاوُد بن الْحصين الرَّاوِي عَن أبي سُفْيَان. 2365 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن ثَابت بن عِيَاض الْأَعْرَج مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يسلم الرَّاكِب على الْمَاشِي، والماشي على الْقَاعِد، والقليل على الْكثير ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يسلم الصَّغِير على الْكَبِير، والمار على الْقَاعِد، والقليل على الْكثير ". وَبِالْإِسْنَادِ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ. 2366 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأَعْمَش، سُلَيْمَان بن مهْرَان عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صَلَاة الرجل فِي الْجَمَاعَة تضعف على صلَاته فِي بَيته وَفِي سوقه خمْسا وَعشْرين ضعفا، وَذَلِكَ أَنه إِذا تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء، ثمَّ خرج إِلَى الْمَسْجِد لَا يُخرجهُ إِلَّا الصَّلَاة، لم يخط خطْوَة إِلَّا رفعت لَهُ بهَا درجةٌ وَحط عَنهُ بهَا خَطِيئَة، فَإِذا صلى لم نزل الْمَلَائِكَة الحديث: 2363 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 تصلي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مصلاة: اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ ارحمه، فَلَا يزَال أحدكُم فِي مصلاة مَا انْتظر الصَّلَاة ". وَفِي حَدِيث أبي كريب وَغَيره عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ فِيهِ فَإِذا دخل الْمَسْجِد كَانَ فِي صَلَاة مَا كَانَت الصَّلَاة تحبسه ". وَزَاد فِي دُعَاء الْمَلَائِكَة: " اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ تب عَلَيْهِ، مَا لم يؤذ فِيهِ، مَا لم يحدث فِيهِ ". وَأَخْرَجَا جَمِيعًا فصلا مِنْهُ فِي انْتِظَار الصَّلَاة من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يزَال أحدكُم فِي صَلَاة مَا دَامَت الصَّلَاة تحبسه، لَا يمنعهُ أَن يَنْقَلِب إِلَى أَهله إِلَّا الصَّلَاة ". وَفِي أول حَدِيث البُخَارِيّ زِيَادَة لَيست عِنْد مُسلم بِهَذَا الْإِسْنَاد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَالَ: الْمَلَائِكَة تصلي على أحدكُم مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ مَا لم يحدث: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه " ثمَّ قَالَ مُتَّصِلا بِهِ: " لَا يزَال أحدكُم فِي صَلَاة " وَذكر الْفَصْل الآخر إِلَى آخِره. وَجعل هَذَا أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد مُسلم وهما مِنْهُ، وَلم يتَأَمَّل مَا بعد الزِّيَادَة الَّتِي فِي أول حَدِيث البُخَارِيّ، وَهُوَ الَّذِي أخرج مسلمٌ بِعَيْنِه، فصح أَنه لَهما، وَالزِّيَادَة من أَفْرَاد البُخَارِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أحدكُم فِي صَلَاة مَا دَامَت الصَّلَاة تحبسه، وَالْمَلَائِكَة تَقول: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه، مَا لم يقم من مُصَلَّاهُ أَو يحدث ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 وَمن حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يزَال العَبْد فِي صَلَاة مَا كَانَ فِي الْمَسْجِد ينْتَظر الصَّلَاة مَا لم يحدث " فَقَالَ رجلٌ أعجمي: مَا الْحَدث يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قَالَ: الصَّوْت، يَعْنِي الضرطة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْمَلَائِكَة تصلي على أحدكُم مَا دَامَ فِي مَجْلِسه، تَقول: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه، مَا لم يحدث، وأحدكم فِي صَلَاة مَا كَانَت الصَّلَاة تحبسه ". وَمن حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يزَال العَبْد فِي صَلَاة مَا كَانَ فِي مُصَلَّاهُ ينْتَظر الصَّلَاة، فَتَقول الْمَلَائِكَة: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه، حَتَّى ينْصَرف أَو يحدث. " قلت: مَا يحدث؟ قَالَ: يفسو أَو يضرط. وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أحدكُم مَا قعد ينْتَظر الصَّلَاة فِي صَلَاة مَا لم يحدث، تَدْعُو لَهُ الْمَلَائِكَة: اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ، اللَّهُمَّ ارحمه ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَحكى أَبُو مَسْعُود أَن فِيهِ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْمَلَائِكَة تصلي على أحدكُم مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ. " 2367 - المائتان: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لعن الله السَّارِق يسرق البيضه فتقطع يَده، وَيسْرق الْحَبل فتقطع يَده " الحديث: 2367 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 زَاد فِي رِوَايَة حَفْص بن غياث: قَالَ الْأَعْمَش: كَانُوا يرَوْنَ أَنه بيض الْحَدِيد، وَالْحَبل كَانُوا يرَوْنَ أَنه مِنْهَا مَا يُسَاوِي دَرَاهِم. 2368 - الأول بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن ذكْوَان بن صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من تردى من حَبل فَقتل نَفسه فَهُوَ فِي نَار جَهَنَّم يتردى فِيهَا خَالِدا مخلداً فِيهَا أبدا، وَمن تحسى سما فَقتل نَفسه فسمه فِي يَده يتحساه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا مخلداً فِيهَا أبدا، وَمن قتل نَفسه بحديدة فحديدته فِي يَده يتوجأ بهَا فِي بَطْنه فِي نَار جَهَنَّم خَالِدا مخلداً فِيهَا أبدا ". 2369 - الثَّانِي بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ثلاثةٌ لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة، وَلَا ينظر إِلَيْهِم، وَلَا يزكيهم، وَلَهُم عذابٌ أَلِيم: رجلٌ على فضل ماءٍ بالفلاة يمنعهُ من ابْن السَّبِيل. ورجلٌ بَايع رجلا بسلعة بعد الْعَصْر فَحلف لَهُ بِاللَّه لأخذها بِكَذَا وَكَذَا، فَصدقهُ، وَهُوَ على غير ذَلِك. ورجلٌ بَايع إِمَامًا، لَا يبايعه إِلَّا لدُنْيَا، فَإِن أعطَاهُ مِنْهَا وفى، وَإِن لم يُعْطه مِنْهَا لم يَفِ " وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الحميد:: وَرجل ساوم رجلا بسلعة ". وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد: " وَإِن أعطَاهُ مِنْهَا رَضِي، وَإِن لم يُعْطه مِنْهَا سخط ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ثلاثةٌ لَا يكلمهم الله وَلَا ينظر إِلَيْهِم: رجل حلف على سلْعَة: لقد أعطي بهَا أَكثر مِمَّا أعطي وَهُوَ كَاذِب، وَرجل حلف على يَمِين كَاذِبَة بعد الْعَصْر ليقتطع بهَا مَال امرئٍ مُسلم، ورجلٌ منع فضل ماءٍ، فَيَقُول الله لَهُ: الْيَوْم أمنعك فضلي كَمَا منعت فضل مَا لم تعْمل يداك " لفظ حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد عَن الحديث: 2368 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 سُفْيَان. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عليٌّ: حَدثنَا سُفْيَان غير مرّة عَن عَمْرو سمع أَبَا صَالح يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ عَمْرو النَّاقِد عَنهُ: أرَاهُ مَرْفُوعا. وَلَيْسَ لعَمْرو بن دِينَار عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 2370 - الثَّالِث بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَين النفختين أَرْبَعُونَ " قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَة، أَرْبَعِينَ يَوْمًا؟ قَالَ: أَبيت. قَالُوا: أَرْبَعُونَ سنة؟ قَالَ أَبيت. قَالُوا: أَرْبَعُونَ شهرا؟ قَالَ: أَبيت. " ويبلى كل شيءٍ من الْإِنْسَان إِلَّا عجب ذَنبه، فِيهِ يركب الْخلق ". زَاد فِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش قَالَ: ثمَّ ينزل الله من السَّمَاء مَاء، فينبتون كَمَا ينْبت البقل، لَيْسَ من الْإِنْسَان شيءٌ إِلَّا يبْلى، إِلَّا عظما وَاحِدًا وَهُوَ عجب الذَّنب، وَمِنْه يركب الْخلق يَوْم الْقِيَامَة ". وَأخرج مُسلم مِنْهُ طرفا من حَدِيث الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: كل ابْن آدم يَأْكُلهُ التُّرَاب إِلَّا عجب الذَّنب، مِنْهُ خلق وَفِيه يركب ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن فِي الْإِنْسَان عظما لَا تَأْكُله إلأرض أبدا، فِيهِ يركب يَوْم الْقِيَامَة ". قَالُوا: أَي عظم هُوَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " عجب الذَّنب ". الحديث: 2370 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 2371 - الرَّابِع بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أثقل صَلَاة على الْمُنَافِقين صَلَاة الْعشَاء وَصَلَاة الْفجْر، لَو يعلمُونَ مَا فيهمَا لأتوهما وَلَو حبواً، وَلَقَد هَمَمْت أَن آمُر بِالصَّلَاةِ فتقام، ثمَّ آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أَنطلق معي بِرِجَال مَعَهم حزمٌ من حطبٍ إِلَى قوم لَا يشْهدُونَ الصَّلَاة، فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم بالنَّار " وَفِي حَدِيث حَفْص بن غياث عَن الْأَعْمَش نَحوه، وَقَالَ فِي آخِره: " فَأحرق على من لَا يخرج إِلَى الصَّلَاة وَيقدر ". وَأخرج البُخَارِيّ الْفَصْل الثَّانِي من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لقد هَمَمْت أَن آمُر بحطبٍ فيحطب، ثمَّ آمُر بِالصَّلَاةِ فَيُؤذن لَهَا، ثمَّ آمُر رجلا يؤم النَّاس، ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجالٍ فَأحرق عَلَيْهِم بُيُوتهم. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَو يعلم أحدهم أَنه يجد عرقاً سميناً، أَو مرماتين لشهد الْعشَاء ". وَمن حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لقد هَمَمْت أَن آمُر بِالصَّلَاةِ فتقام، ثمَّ أُخَالِف إِلَى منَازِل قوم لَا يشْهدُونَ الصَّلَاة فَأحرق عَلَيْهِم لم يزدْ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقد نَاسا فِي بعض الصَّلَوَات فَقَالَ: " لقد هَمَمْت أَن آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ أُخَالِف إِلَى رجال يتخلفون عَنْهَا فآمر بهم فيحرقوا عَلَيْهِم بحزم الْحَطب بُيُوتهم، وَلَو علم أحدهم أَنه يجد عظما سميناً لشهدها " يَعْنِي صَلَاة الْعشَاء. الحديث: 2371 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لقد هَمَمْت أَن آمُر فتياني أَن يستعدوا لي بحزم من حطبٍ، ثمَّ آمُر رجلا يُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثمَّ تحرق بيوتٌ على من فِيهَا ". وَمن حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. 2372 - الْخَامِس بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يَصُومُونَ أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا يَوْمًا قبله أَو بعده ". وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش: لَا يصم أحدكُم يَوْم الْجُمُعَة إِلَّا أَن يَصُوم قبله أَو بعده ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بقيامٍ من بَين اللَّيَالِي، وَلَا تختصوا يَوْم الْجُمُعَة بصيامٍ من بَين الْأَيَّام، إِلَّا أَن يكون فِي صومٍ يَصُوم أحدكُم ". 2373 - السَّادِس بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لِأَن يمتلئ جَوف أحدكُم قَيْحا يرِيه خيرٌ من أَن يمتلئ شعرًا ". 2374 - السَّابِع بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْإِيمَان بضعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَة، وَالْحيَاء شعبةٌ من الْإِيمَان ". وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبد الله بن دِينَار: بضع وَسَبْعُونَ ". وَفِي رِوَايَة سُهَيْل عَن عبد الله بن دِينَار: " الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ الحديث: 2372 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 شُعْبَة، فأفضلها قَول لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَدْنَاهَا إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وَالْحيَاء شعبةٌ من الْإِيمَان ". 2375 - الثَّامِن بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن مثلي وَمثل الْأَنْبِيَاء من قبلي كَمثل رجل بنى بَيْتا فأحسنه وأجمله، إِلَّا مَوضِع لبنةٍ من زَاوِيَة من زواياه، فَجعل النَّاس يطوفون ويعجبون لَهُ ويقولن: هلا وضعت هَذِه اللبنة؟ قَالَ: فَأَنا اللبنة، وَأَنا خَاتم النبين ". وَقد رَوَاهُ أَبُو صَالح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ إِلَى قَوْله: فَكنت أَنا اللبنة ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مثلي وَمثل الْأَنْبِيَاء من قبلي كَمثل رجل ابتنى بُيُوتًا فأحسنها وأجملها وأكملها، إِلَّا مَوضِع لبنة من زَاوِيَة من زواياها، فَجعل النَّاس يطوفون ويعجبهم الْبُنيان، فَيَقُولُونَ: أَلا وضعت هَا هُنَا لبنة فَيتم بنيانك ". فَقَالَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَكنت أَنا اللبنة ". 2376 - التَّاسِع بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " السّفر قطعةٌ من الْعَذَاب، يمْنَع أحدكُم نَومه وَطَعَامه، فَإِذا قضى نهمته من وَجهه فليعجل إِلَى أَهله ". الحديث: 2375 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 2377 - الْعَاشِر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تعوذوا بِاللَّه من جهد الْبلَاء، ودرك الشَّقَاء، وَسُوء الْقَضَاء، وشماتة الْأَعْدَاء " لفظ حَدِيث مُسَدّد عَن سُفْيَان لم يزدْ. وَفِي رِوَايَة عَليّ بن عبد الله قَالَ: قَالَ سُفْيَان: الحَدِيث ثَلَاث، وزدت أَنا وَاحِدَة لَا أَدْرِي أيتهن. وَقَالَ عَمْرو النَّاقِد: قَالَ سُفْيَان: أَشك أَنِّي زِدْت وَاحِدَة مِنْهَا. 2378 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْعمرَة إِلَى الْعمرَة كفارةٌ لما بَينهمَا، وَالْحج المبرور لَيْسَ لَهُ جزاءٌ إِلَّا الْجنَّة ". وَأَخْرَجَاهُ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث أبي حَازِم مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من حج لله عز وَجل فَلم يرْفث وَلم يفسق رَجَعَ كَيَوْم وَلدته أمه ". 2379 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي مولي أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجلٌ يمشي بطرِيق اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطش، فَوجدَ بِئْرا، فَنزل فِيهَا فَشرب، ثمَّ خرج، فَإِذا كلبٌ يَلْهَث يَأْكُل الثرى من الْعَطش، فَقَالَ الرجل: لقد بلغ هَذَا الْكَلْب من الْعَطش مثل الَّذِي كَانَ بلغ مني، فَنزل الْبِئْر فَمَلَأ خفه مَاء، ثمَّ أمْسكهُ بِفِيهِ حَتَّى رقي، فسقى الْكَلْب فَشكر الله لَهُ فغفر لَهُ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَإِن لنا فِي الْبَهَائِم أجرا "؟ فَقَالَ: " فِي كل كبدٍ رطبَة أجرٌ ". الحديث: 2377 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن امْرَأَة بغياً رَأَتْ كَلْبا فِي يَوْم حارٍّ يطِيف ببئر، قد أدلع لِسَانه من الْعَطش، فنزعت لَهُ موقها، فغفر لَهَا ". وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين، " بَيْنَمَا كلب يطِيف بركيةٍ قد كَاد يقْتله الْعَطش، إِذْ رَأَتْهُ بغيٌّ من بَغَايَا بني إِسْرَائِيل، فنزعت موقها فاستقت لَهُ بِهِ، فسقته إِيَّاه، فغفر لَهَا بِهِ ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن رجلا رأى كَلْبا يَأْكُل الثرى من الْعَطش، فَأخذ الرجل خفه، فَجعل يغْرف لَهُ بِهِ حَتَّى أرواه، فَشكر الله لَهُ فَأدْخلهُ الْجنَّة ". 2380 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول ثمَّ لم يَجدوا إِلَّا أَن يستهموا عَلَيْهِ لاستهموا. وَلَو يعْملُونَ مَا فِي التهجير لاستبقوا إِلَيْهِ. وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة وَالصُّبْح لأتوهما وَلَو حبواً ". وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة عَن مَالك عَن سمي بأطول من هَذَا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجلٌ يمشي بطرِيق وجد غُصْن شوكٍ على الطَّرِيق فَأَخَّرَهُ، فَشكر الله لَهُ فغفر لَهُ ". ثمَّ قَالَ: " الشُّهَدَاء خَمْسَة: المطعون، والمبطون، والغريق، وَصَاحب الْهدم، الحديث: 2380 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 والشهيد فِي سَبِيل الله " قَالَ: وَلَو يعلم النَّاس مَا فِي النداء والصف الأول " ثمَّ ذكر مثل مَا تقدم فِي هذَيْن، وَفِي التهجير وَالْعَتَمَة وَالصُّبْح. وَهُوَ أَيْضا عَن يحيى بن يحيى عَن مَالك بِطُولِهِ فِي الْخَمْسَة فُصُول، وَلَكِن فرقه مُسلم. وَأخرج مسلمٌ حَدِيث الصَّفّ من رِوَايَة أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَو تعلمُونَ - أَو يعلمُونَ - مَا فِي الصَّفّ الْمُقدم لكَانَتْ قرعَة " وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَرْب الوَاسِطِيّ: " مَا فِي الصَّفّ الأول مَا كَانَت إِلَّا قرعةٌ ". وَلَيْسَ لمُحَمد بن حَرْب فِي صَحِيح مُسلم غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد، وَهُوَ شَيْخه. وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد وَجَرِير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل ابْن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: خير صُفُوف الرِّجَال أَولهَا، وشرها آخرهَا، وَخير صُفُوف النِّسَاء آخرهَا، وشرها أَولهَا ". 2381 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " من قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قدير، فِي يَوْم مائَة مرةٍ كَانَت لَهُ عدل عشر رقابٍ، وكتبت لَهُ مائَة حسنةٍ، ومحيت عَنهُ مائَة سيئةٍ، وَكَانَت لَهُ حرْزا من الشَّيْطَان يَوْمه ذَاك حَتَّى يُمْسِي، وَلم الحديث: 2381 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 يَأْتِ أحدٌ بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا رجلٌ عمل أَكثر مِنْهُ. وَمن قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، فِي يومٍ مائَة مرّة، حطت خطاياه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر ". وَفِي حَدِيث سُهَيْل عَن سمي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من قَالَ حِين يصبح وَحين يُمْسِي: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ - مائَة مرّة، لم يَأْتِ أحدٌ يَوْم الْقِيَامَة بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أحدٌ قَالَ مثل مَا قَالَ أَو زَاد عَلَيْهِ ". 2382 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا قَالَ الإِمَام: سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، فَإِنَّهُ من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة غفر مَا تقدم من ذَنبه ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنى حَدِيث سمي. 2383 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة: أَن فُقَرَاء الْمُهَاجِرين أَتَوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى وَالنَّعِيم الْمُقِيم، فَقَالَ: " وَمَا ذَاك؟ " قَالُوا: يصلونَ كَمَا نصلي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم، وَيَتَصَدَّقُونَ وَلَا نتصدق، ويعتقون وَلَا نعتق. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَفلا أعلمكُم شَيْئا تدركون بِهِ من سبقكم، وتسبقون بِهِ من بعدكم، وَلَا يكون أحدٌ أفضل مِنْكُم، إِلَّا من صنع مثل مَا صَنَعْتُم؟ " قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مرّة ". الحديث: 2382 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 قَالَ أَبُو صَالح: فَرجع فُقَرَاء الْمُهَاجِرين إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: سمع إِخْوَاننَا أهل الْأَمْوَال بِمَا فعلنَا فَفَعَلُوا مثله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء ". قَالَ سمي: فَحدثت بعض أهل هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: وهمت؛ إِنَّمَا قَالَ لَك: تسبح الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتحمد الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتكبر الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ". فَرَجَعت إِلَى أبي صَالح فَقلت ذَلِك. فَأخذ بيَدي فَقَالَ: الله أكبر، وَسُبْحَان الله، وَالْحَمْد لله، وَالله أكبر، وَسُبْحَان الله، وَالْحَمْد لله، حَتَّى تبلغ من جَمِيعهم ثَلَاثَة وَثَلَاثِينَ. قَالَ ابْن عجلَان: فَحدثت بِهَذَا الحَدِيث رَجَاء بن حَيْوَة، فَحَدثني بِمثلِهِ عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. لفظ حَدِيث مُسلم. وَلَيْسَ عِنْد البُخَارِيّ قَول أبي صَالح: فَرجع فُقَرَاء الْمُهَاجِرين، وَمَا قَالُوا، وَمَا قَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعِنْده بعد قَوْله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ " فاختلفنا بَيْننَا، فَقَالَ بَعْضنَا: نُسَبِّح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَنَحْمَد ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ونكبر أَرْبعا وَثَلَاثِينَ. فَرَجَعت إِلَيْهِ فَقَالَ: تَقول سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَالله أكبر، حَتَّى يكون مِنْهُنَّ كُلهنَّ ثلاثٌ وَثَلَاثُونَ. وللبخاري من حَدِيث وَرْقَاء عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُول الله، ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات وَالنَّعِيم الْمُقِيم. . وَذكر نَحوه إِلَى قَوْله: " أَفلا أخْبركُم بأمرٍ تدركون بِهِ من كَانَ قبلكُمْ، وتسبقون من جَاءَ بعدكم، وَلَا يَأْتِي أحدٌ مثل مَا جئْتُمْ بِهِ إِلَّا من جَاءَ بِمثلِهِ؟ تسبحون فِي دبر كل صَلَاة عشرا، وتحمدون عشرا. وتكبرون عشرا ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عبيد الله بن عمر عَن سمي، وَرَوَاهُ ابْن عجلَان عَن سمي، ورجاء بن حَيْوَة، وَرَوَاهُ جرير بن عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن أبي صَالح عَن أبي الدَّرْدَاء. وَرَوَاهُ سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. انْتهى كَلَام البُخَارِيّ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَنهم قَالُوا: يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى وَالنَّعِيم الْمُقِيم - ثمَّ ذكر مثل مَا فِي الحَدِيث الأول، وأدرج فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَول أبي صَالح: ثمَّ رَجَعَ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين - وَلم يَجعله من قَول أبي صَالح، وَذكره، وَزَاد فِي آخِره: يَقُول سُهَيْل: إِحْدَى عشرَة، إِحْدَى عشرَة، إِحْدَى عشرَة. وَمن حَدِيث عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من سبح لله فِي دبر كل صلاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحمد الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكبر الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِك تِسْعَة وَتسْعُونَ، وَقَالَ تَمام الْمِائَة: لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قدير، غفرت لَهُ خطاياه وَإِن كَانَت مثل زبد الْبَحْر ". 2384 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ قَالَ: حَدثنِي أَبُو صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَوْلَا أَن أشق على الْمُسلمين مَا تخلفت عَن سريةٍ، وَلَكِن لَا أجد حمولة وَلَا أجد مَا أحملهم عَلَيْهِ، ويشق عَليّ أَن يتخلفوا عني، ولوددت أَنِّي قَاتَلت فِي سَبِيل الله فقتلت ثمَّ أَحييت، ثمَّ قتلت ثمَّ أَحييت. " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. وَقد أدرجه مُسلم على مَا قبله. وَلَيْسَ ليحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي هُرَيْرَة غير هَذَا. الحديث: 2384 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن الْمسيب وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا أَن رجَالًا من الْمُؤمنِينَ لَا تطيب أنفسهم بِأَن يتخلفوا عني، وَلَا أجد مَا أحملهم عَلَيْهِ، مَا تخلفت عَن سريةٍ تغزو فِي سَبِيل الله. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْت أَنِّي أقتل فِي سَبِيل الله ثمَّ أَحْيَا، ثمَّ أقتل ثمَّ أَحْيَا، ثمَّ أقتل ثمَّ أَحْيَا، ثمَّ أقتل ". وَقد أخرج البُخَارِيّ مِنْهُ طرفا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْت أَنِّي أقَاتل فِي سَبِيل الله فأقتل ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل، ثمَّ أَحْيَا ثمَّ أقتل " فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَقُوله ثَلَاثًا أشهد بِاللَّه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة: فَأَما البُخَارِيّ فَأخْرجهُ فِي " الْإِيمَان " مُتَّصِلا بِحَدِيث آخر، أَوله: انتدب الله لمن خرج فِي سَبيله ". وَأما مُسلم فَأخْرجهُ فِي أول " الْجِهَاد " مَعَ حديثين متصلين بِهِ فِي أَوله من حَدِيث أبي زرْعَة أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ قَالَ: وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لَوْلَا أَن يشق على الْمُسلمين مَا قعدت خلاف سريةٍ تغزو فِي سَبِيل الله أبدا، وَلَكِن لَا أجد سَعَة فأحملهم، وَلَا تَجِدُونَ سَعَة ويشق عَلَيْهِم أَن يتخلفوا عني. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لَوَدِدْت أَنِّي أغزو فِي سَبِيل الله فأقتل، ثمَّ أغزو فأقتل، ثمَّ أغزو فأقتل " لفظ حَدِيث مُسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالَّذِي نفس مُحَمَّد فِي يَده، لَوْلَا أَن أشق على الْمُؤمنِينَ، مَا قعدت خلف سَرِيَّة تغزو فِي سَبِيل الله، وَلَكِن لَا أجد سَعَة فأحملهم، وَلَا يَجدونَ سَعَة فيتبعوني، وَلَا تطيب أنفسهم أَن يقعدوا بعدِي ". 2385 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن زيد بن أسلم عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْخَيل لثلاثةٍ: لرجلٍ أجرٌ، ولرجلٍ سترٌ، وعَلى رجل وزرٌ. فَأَما الَّذِي لَهُ أجرٌ فرجلٌ ربطها فِي سَبِيل الله " زَاد حَفْص بن ميسرَة: " لأهل الْإِسْلَام، فَأطَال لَهَا فِي مرجٍ أَو رَوْضَة، فَمَا أَصَابَت فِي طيلها ذَلِك من المرج أَو الرَّوْضَة كَانَت لَهُ حسناتٍ، وَلَو أَنه انْقَطع طيلها فأسنتت شرفاً أَو شرفين كَانَت لَهُ آثارها وأوراثها حسناتٍ، وَلَو أَنَّهَا مرت بنهر فَشَرِبت مِنْهُ وَلم يرد أَن يسقيها كَانَ ذَلِك حسناتٍ لَهُ، فهى لذَلِك الرجل أجر. ورجلٌ ربطها تغَنِّيا وَتَعَفُّفًا، ثمَّ لم ينس حق الله فِي رقابها وَلَا ظُهُورهَا، فَهِيَ لذَلِك ستر. ورجلٌ ربطها فخراً ورياءً ونواء لأهل الْإِسْلَام - وَقَالَ حَفْص الصَّنْعَانِيّ: " على أهل الْإِسْلَام - فَهِيَ على ذَلِك وزرٌ ". وَسُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْحمر فَقَالَ: مَا أنزل عَليّ فِيهَا شيءٌ إِلَّا هَذِه الْآيَة الجامعة الفاذة: {فَمن يعْمل مِثْقَال ذرة خيرا يره وَمن يعْمل مِثْقَال ذرة شرا يره} [الزلزلة] . وَفِي حَدِيث حَفْص بن ميسرَة: فَمَا أكلت من ذَلِك المرج أَو الرَّوْضَة من شيءٍ إِلَّا كتب لَهُ عدد مَا أكلت حسناتٍ، وَكتب لَهُ عدد أرواثها وَأَبْوَالهَا حَسَنَات، الحديث: 2385 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 وَلَا تقطع طولهَا فأسنتت شرفاً أَو شرفين إِلَّا كتب لَهُ عدد آثارها وأرواثها حسناتٍ، وَلَا مر بهَا صَاحبهَا على نهرٍ فَشَرِبت مِنْهُ، وَلَا يُرِيد أَن يسقيها إِلَّا كتب لَهُ عدد مَا شربت حسناتٍ " ثمَّ ذكر نَحوه ... وَفِي أول هَذَا الحَدِيث لمُسلم زِيَادَة فِي مَانع الزَّكَاة يتَّصل بِهِ، لم يذكرهَا أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة زيد بن أسلم عَن أبي صَالح، وَلَا نبه عَلَيْهَا. وأولها: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا من صَاحب ذهبٍ وَلَا فضةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة صفحت لَهُ صَفَائِح من نارٍ فأحمي عَلَيْهَا فِي نَار جَهَنَّم، فيكوى بهَا جنبه وجبينه وظهره، كلما ردَّتْ أُعِيدَت لَهُ، فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنةٍ، حَتَّى يقْضى بَين الْعباد، فَيرى سَبيله: إِمَّا إِلَى الْجنَّة، وَإِمَّا إِلَى النَّار " قيل: يَا رَسُول الله، فالإبل؟ قَالَ: " وَلَا صَاحب إبل لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقّهَا، وَمن حَقّهَا حلبها يَوْم وردهَا، إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة بطح لَهَا بقاعٍ قرقرٍ أوفر مَا كَانَت، لَا يفقد مِنْهَا فصيلاً وَاحِدًا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عَلَيْهِ أولاها رد عَلَيْهِ أخراها فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة حَتَّى يقْضى بَين الْعباد، فَيرى سَبيله إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار ". قبل: يَا رَسُول الله، فالبقر وَالْغنم؟ قَالَ: " وَلَا صَاحب بقرٍ وَلَا غنم لَا يُؤَدِّي حَقّهَا إِلَّا إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة بطح لَهَا بقاعٍ قرقرٍ لَا يفقد مِنْهَا شَيْئا، لَيْسَ فِيهَا عقصاء وَلَا جلحاء وَلَا عضباء " تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما مرت عَلَيْهِ أولاها رد عَلَيْهِ أخراها فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خمسين ألف سنة، حَتَّى يقْضى بَين الْعباد، فَيرى سَبيله، إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار " قيل: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فالخيل؟ قَالَ: " الْخَيل ثَلَاثَة: هِيَ لرجلٍ وزرٌ، ولرجلٍ سترٌ، ولرجل أجر. . " ثمَّ ذكر الْفَصْل الَّذِي قدمْنَاهُ إِلَى آخِره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 وَهَذَا الْفَصْل هُوَ الَّذِي ذكر أَبُو مَسْعُود فَقَط، فَصله مِمَّا قبله وَلم يُنَبه عَلَيْهِ. وَقد أخرج البُخَارِيّ طرفا من هَذَا الْفَصْل الَّذِي أخرجه مسلمٌ فِي مَانع الزَّكَاة، من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تَأتي الْإِبِل على صَاحبهَا على خير مَا كَانَت إِذا لم يُعْط فِيهَا حَقّهَا، تطؤه بأخفافها. وَتَأْتِي الْغنم على صَاحبهَا على خير مَا كَانَت إِذا لم يُعْط فِيهَا حَقّهَا، تطؤه بأظلافها، وتنطحه بقرونها " قَالَ: " وَمن حَقّهَا أَن تحلب على المَاء " قَالَ: " وَلَا يَأْتِي أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة بشاةٍ يحملهَا على رقبته، لَهَا يعارٌ، فَيَقُول: يَا مُحَمَّد، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد بلغت. وَلَا يَأْتِي بِبَعِير يحملهُ على رقبته لَهُ رغاءٌ، فَيَقُول يَا مُحَمَّد، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد بلغت ". وَهَذَا الْمَعْنى الْأَخير هُوَ فِي حَدِيث أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة أتم. وللبخاري أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من حق الْإِبِل أَن تحلب على المَاء ". وَقد تقدم لمُسلم مثل هَذَا الْمَعْنى. وللبخاري طرفٌ فِي مَانع الزَّكَاة أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من آتَاهُ الله مَالا فَلم يؤد زَكَاته مثل لَهُ يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع لَهُ زَبِيبَتَانِ يطوقه يَوْم الْقِيَامَة بِلِهْزِمَتَيْهِ -، يعْنى شدقيه - ثمَّ يَقُول: أَنا مَالك، أَنا كَنْزك ثمَّ تَلا: {وَلَا يَحسبن الَّذين يَبْخلُونَ بِمَا آتَاهُم الله من فَضله هُوَ خيرا لَهُم} . الْآيَة [آل عمرَان] . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 وللبخاري أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: يكون كنز أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة شجاعاً أَقرع ". لم يزدْ. وَأخرج مُسلم الْفَصْلَيْنِ الْأَوَّلين فِي مَانع الزَّكَاة وَفِي الْحِيَل من حَدِيث عبد الْعَزِيز ابْن الْمُخْتَار عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا من صَاحب كنز لَا يُؤَدِّي زَكَاته إِلَّا أحمي عَلَيْهِ فِي نَار جَهَنَّم " ثمَّ ذكر نَحوه. وَقَالَ فِي ذكر الْغنم: " لَيْسَ فِيهَا عقصاء وَلَا جلحاء " قَالَ سُهَيْل: فَلَا أَدْرِي أذكر الْبَقر أم لَا؟ . قَالُوا: فالخيل يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الْخَيل فِي نَوَاصِيهَا - أَو قَالَ: الْخَيل معقودٌ فِي نَوَاصِيهَا - قَالَ سُهَيْل: أَشك - الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. الْخَيل ثلاثةٌ: فَهِيَ لرجلٍ أجرٌ، ولرجلٍ سترٌ، ولرجل وزر " وَذكر هَذَا الْفَصْل إِلَى آخِره بِنَحْوِ مَا تقدم. وَفِيه: " فَأَما الَّذِي هِيَ لَهُ سترٌ فالرجل يَتَّخِذهُ تكرماً وتجملاً، وَلَا ينسى حق ظُهُورهَا وبطونها فِي عسرها ويسرها. وَأما الَّذِي عَلَيْهِ وزرٌ فَالَّذِي يتخذها أشراً وبطراً وبذخاً ورئاء النَّاس، وَذَلِكَ الَّذِي عَلَيْهِ وزر ... " ثمَّ ذكره. وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وأخرجهما أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الداروردي عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل كَذَلِك بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث بكير بن عبد الله عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِذا لم يؤد الْمَرْء حق الله أَو الصَّدَقَة فِي الثلَّة بطح لَهَا ... " بِنَحْوِ حَدِيث عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عَن سُهَيْل بِطُولِهِ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 وَلَيْسَ لبكير عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 2386 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي، وَمن رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي؛ فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل فِي صُورَتي. وَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار. " وَأَخْرَجَا طرفا مِنْهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة: تسموا باسمي، وَلَا تكنوا بكنيتي ". 2387 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبلالٍ صَلَاة الْغَدَاة: يَا بِلَال، حَدثنِي بأرجى عملٍ عملته عنْدك فِي الْإِسْلَام مَنْفَعَة، فَإِنِّي سَمِعت اللَّيْلَة خشفة نعليك بَين يَدي فِي الْجنَّة ". قَالَ بِلَال: مَا عملت عملا فِي الْإِسْلَام أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَة من أَنِّي لم أتطهر طهُورا تَاما فِي سَاعَة من ليلٍ أَو نهارٍ إِلَّا صليت بذلك الطّهُور مَا كتب الله لي أَن أُصَلِّي ". وَفِي حَدِيث إِسْحَق بن مَنْصُور: فَإِنِّي سَمِعت دف نعليك " الدُّف: التحريك. 2388 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي دَعْوَة، فَرفع إِلَيْهِ الذِّرَاع وَكَانَت تعجبه، فنهش مِنْهَا نهشة وَقَالَ: " أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة، هَل تَدْرُونَ مِم؟ يجمع الله الْأَوَّلين والآخرين فِي صَعِيد الحديث: 2386 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 وَاحِد فينظرهم النَّاظر وَيسْمعهُمْ الدَّاعِي، وتدنو الشَّمْس فَيبلغ النَّاس من الْغم وَالْكرب مَالا يُطِيقُونَ وَلَا يحْتَملُونَ، فَيَقُول بعض النَّاس: أَلا ترَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُم فِيهِ، إِلَى مَا بَلغَكُمْ، أَلا تنْظرُون من يشفع لكم إِلَى ربكُم؟ فَيَقُول بعض النَّاس لبَعض: أبوكم آدم، فيأتونه فَيَقُولُونَ: يَا آدم، أَنْت أَبُو الْبشر، خلقك الله بِيَدِهِ، وَنفخ فِيك من روحه، وَأمر الْمَلَائِكَة فسجدوا لَك، وأسكنك الْجنَّة، أَلا تشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى مَا نَحن فِيهِ وَمَا بلغنَا؟ فَقَالَ: إِن رَبِّي غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلَا يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ نهاني عَن الشَّجَرَة فعصيت. نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نوح. فَيَأْتُونَ نوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نوح، أَنْت أول الرُّسُل إِلَى أهل الأَرْض، وَقد سماك الله عبدا شكُورًا، أما ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ، أَلا ترى إِلَى مَا بلغنَا، أَلا تشفع لنا إِلَى رَبك؟ فَيَقُول: إِن رَبِّي غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإنَّهُ قد كَانَت لي دعوةٌ دَعَوْت بهَا على قومِي، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيم. فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيم فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيم، أَنْت نَبِي الله وخليله من أهل الأَرْض، اشفع لنا إِلَى رَبك، أما ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ؟ فَيَقُول لَهُم: إِن رَبِّي قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي كنت كذبت ثَلَاث كذبات - فَذكرهَا أَبُو حَيَّان يحيى بن سعيد بن حَيَّان فِي الحَدِيث - نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْت رَسُول الله، فضلك الله بِرِسَالَاتِهِ وبكلامه على النَّاس، اشفع لنا إِلَى رَبك، أما ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ؟ فَيَقُول لَهُم: إِن رَبِّي قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله، وَإِنِّي قد قتلت نفسا لم أُؤمر بقتلها، نَفسِي نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى. فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْت رَسُول الله وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم، وروح مِنْهُ، وَكلمت النَّاس فِي المهد، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ؟ فَيَقُول عِيسَى: إِن رَبِّي قد غضب الْيَوْم غَضبا لم يغْضب قبله مثله، وَلنْ يغْضب بعده مثله - وَلم يذكر ذَنبا - الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 نَفسِي نَفسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّد. فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا - وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بشر فيأتونني - فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّد، أَنْت رَسُول الله، وَخَاتم الْأَنْبِيَاء، وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر، اشفع لنا إِلَى رَبك، أَلا ترى إِلَى مَا نَحن فِيهِ. فأنطلق فَآتي تَحت الْعَرْش، فأقع سَاجِدا لرَبي، ثمَّ يفتح الله عَليّ من محامده وَحسن الثَّنَاء عَلَيْهِ شَيْئا لم يَفْتَحهُ على أحدٍ قبلي، ثمَّ يُقَال: يَا مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأسك، سل تعطه، وَاشْفَعْ تشفع، فأرفع رَأْسِي فَأَقُول: أمتِي يَا رب، أمتِي يَا رب، أمتِي يَا رب. فَيُقَال: يَا مُحَمَّد أَدخل من أمتك من لَا حِسَاب عَلَيْهِم من الْبَاب الْأَيْمن من أَبْوَاب الْجنَّة، وهم شُرَكَاء النَّاس فِيمَا سوى ذَلِك من الْأَبْوَاب. " ثمَّ قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِن مَا بَين المصراعين من مصاريع الْجنَّة كَمَا بَين مَكَّة وهجر، أَو كَمَا بَين مَكَّة وَبصرى ". فِي كتاب البُخَارِيّ: " كَمَا بَين مَكَّة وحمير ". وَفِي حَدِيث عمَارَة بن الْقَعْقَاع عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وضعت بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَصْعَة من ثريدٍ وَلحم، فَتَنَاول الذِّرَاع - وَكَانَت أحب الشَّاة إِلَيْهِ - فنهس نهسة فَقَالَ: " أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة " ثمَّ نهس أُخْرَى فَقَالَ: " أَنا سيد النَّاس يَوْم الْقِيَامَة " فَلَمَّا رأى أَصْحَابه لَا يسألونه قَالَ: " أَلا تَقولُونَ: كيفه؟ " قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " يقوم النَّاس لرب الْعَالمين. . " وسَاق الحَدِيث بِمَعْنى مَا تقدم، وَزَاد فِي قصَّة إِبْرَاهِيم فَقَالَ: " وَذكر قَوْله فِي الْكَوْكَب: هَذَا رَبِّي، وَقَوله لآلهتهم: بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا. وَقَوله: إِنِّي سقيم " وَقَالَ: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، إِن مَا بَين المصراعين من مصاريع الْجنَّة إِلَى عضادتي الْبَاب لَكمَا بَين مَكَّة وهجرٍ - أَو هجر وَمَكَّة " لَا أَدْرِي أَي ذَلِك قَالَ. وَأخرج مُسلم نَحوه من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث ربعي بن حِرَاش عَن حُذَيْفَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يجمع الله تبَارك وَتَعَالَى النَّاس، فَيقوم النَّاس حَتَّى تزلف لَهُم الْجنَّة، فَيَأْتُونَ آدم فَيَقُولُونَ: يَا أَبَانَا، استفتح لنا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 الْجنَّة، فَيَقُول: وَهل أخرجكم من الْجنَّة إِلَّا خَطِيئَة أبيكم، لست بِصَاحِب ذَلِك، اذْهَبُوا إِلَى ابْني إِبْرَاهِيم خَلِيل الله، قَالَ: فَيَقُول إِبْرَاهِيم: لست بِصَاحِب ذَلِك، إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء، اعمدوا إِلَى مُوسَى، اعمدوا إِلَى مُوسَى، إِلَى الَّذِي كَلمه الله تكليماً. فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُول: لست بِصَاحِب ذَلِك، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى كلمة الله وروحه، فَيَقُول عِيسَى: لست بِصَاحِب ذَلِك، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا، فَيُؤذن لَهُ، وَترسل الْأَمَانَة وَالرحم، فيقومان جَنْبي الصِّرَاط يَمِينا وَشمَالًا، فيمر أولكم كالبرق " قَالَ: قلت: بِأبي وَأمي، أَي شَيْء كمر الْبَرْق؟ . قَالَ: " ألم تروا إِلَى الْبَرْق كَيفَ يمر وَيرجع فِي طرفَة عين، ثمَّ كمر الرّيح، ثمَّ كمر الطير وَشد الرِّجَال، تجْرِي بهم أَعْمَالهم، ونبيكم قائمٌ على الصِّرَاط يَقُول: رب سلم سلم، حَتَّى تعجز أَعمال الْعباد، حَتَّى يَجِيء الرجل فلايستطيع السّير إِلَّا زحفاً، قَالَ: وَفِي حافتي الصِّرَاط كلاليب معلقَة مأمورةٌ بِأخذ من أمرت بِهِ، فمخدوش ناجٍ، ومكدوسٌ فِي النَّار " وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، إِن قَعْر جَهَنَّم لسَبْعين خَرِيفًا. 2389 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بارزاً للنَّاس، فَأَتَاهُ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِيمَان؟ قَالَ: " أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتابه ولقائه وَرُسُله، وتؤمن بِالْبَعْثِ الآخر " قَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِسْلَام؟ قَالَ: " أَن تعبد الله وَلَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، وَتُؤَدِّي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة، وتصوم رَمَضَان " قَالَ: يَا رَسُول الله، وَمَا الْإِحْسَان؟ قَالَ: " أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ، فَإنَّك إِلَّا ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك " قَالَ: يَا رَسُول الله، مَتى السَّاعَة؟ قَالَ: " مَا الْمَسْئُول عَنْهَا بِأَعْلَم من السَّائِل، وَلَكِن سأحدثك عَن أشراطها: إِذا ولدت الْأمة رَبهَا، فَذَاك من أشراطها. وَإِذا كَانَت العراة الحفاة رُؤُوس النَّاس، فَذَاك من أشراطها، وَإِذا تطاول رعاء البهم فِي الْبُنيان، فَذَاك من أشراطها، فِي خمس لَا يعلمهُنَّ إِلَّا الله، ثمَّ تَلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 2389 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 {ن الله عِنْده علم السَّاعَة وَينزل الْغَيْث وَيعلم مَا فِي الْأَرْحَام} إِلَى قَوْله: {عليم خَبِير} [لُقْمَان] . قَالَ: ثمَّ أدبر، الرجل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ردوا عَليّ الرجل " فَأخذُوا ليردوه فَلم يرَوا شَيْئا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا جِبْرِيل جَاءَ ليعلم النَّاس دينهم ". لفظ حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب، وَأبي بكر بن أبي شيبَة، وَهُوَ أتم. وَفِي حَدِيث ابْن نمير مثله، غير أَنه قَالَ: إِذْ ولدت الْأمة ربتها " يَعْنِي السراري. وَفِي حَدِيث زُهَيْر وَحده نَحوه، وَفِي أَوله: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سلوني " فهابوه أَن يسألوه. فجَاء رجلٌ، فَجَلَسَ عِنْد ركبته، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا الْإِسْلَام؟ ثمَّ ذكر نَحْو مَا فِي الَّذِي قبله من السُّؤَال، وَزَاد أَنه قَالَ لَهُ فِي آخر كل سُؤال مِنْهَا: " صدقت " وَقَالَ فِي الْإِحْسَان: " أَن تخشى الله كَأَنَّك ترَاهُ " ثمَّ اقْتصّ الحَدِيث إِلَى آخِره، قَالَ: ثمَّ قَامَ الرجل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ردُّوهُ عَليّ " فالتمس فَلم يجدوه. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " هَذَا جِبْرِيل أَرَادَ أَن تعلمُوا إِذْ لم تسألوا ". قَالَ البُخَارِيّ: جعل ذَلِك كُله من الْإِيمَان. 2390 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن أَعْرَابِيًا جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، دلَّنِي على عملٍ إِذا عملته دخلت الْجنَّة: قَالَ: " تعبد الله لَا تشرك بِهِ شَيْئا، وتقيم الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة، وَتُؤَدِّي الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة، وتصوم رَمَضَان " قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا أَزِيد على هَذَا شَيْئا وَلَا أنقص مِنْهُ، فَلَمَّا ولى قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من سره أَن ينظر إِلَى رجل من أهل الْجنَّة فَلْينْظر إِلَى هَذَا ". الحديث: 2390 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 جعل أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث مجموعاً مَعَ الَّذِي قبله، وَجعله مُخْتَصرا مِنْهُ، وَلَا يقوى هَذَا عِنْدِي. وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حَيَّان يحيى بن سعيدٍ عَن ابي زرْعَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُرْسلا، بعد أَن رَوَاهُ من حَدِيثه مُسْندًا. 2391 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم فَذكر الْغلُول فَعَظمهُ وَعظم أمره، ثمَّ قَالَ: " لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته بعيرٌ لَهُ رُغَاء، يَقُول: يَا رَسُول الله، أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته فرسٌ لَهُ حمحمةٌ فَيَقُول: يَا رَسُول الله أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته شاةٌ لَهَا ثُغَاء، يَقُول: يَا رَسُول الله أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته نفسٌ لَهَا صياح، فَيَقُول: يَا رَسُول الله، أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته رقاعٌ تخفق، فَيَقُول: يَا رَسُول الله، أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك. لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء يَوْم الْقِيَامَة على رقبته صامتٌ فَيَقُول: يَا رَسُول الله أَغِثْنِي، فَأَقُول: لَا أملك لَك شَيْئا، قد أبلغتك ". لفظ حَدِيث مُسلم عَن زُهَيْر، وَهُوَ أتم. الحديث: 2391 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 2392 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يهْلك النَّاس هَذَا الْحَيّ من قُرَيْش. " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ: " لَو أَن النَّاس اعتزلوهم ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ قَالَ: كنت مَعَ مَرْوَان وَأبي هُرَيْرَة فِي مَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: سَمِعت الصَّادِق المصدوق يَقُول: " هَلَاك أمتِي على يَدي أغيلمةٍ من قُرَيْش ". فَقَالَ مَرْوَان: غلمة؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِن شِئْت أَن أسميهم بني فلَان وَبني فلَان. 2393 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن أول زمرة يدْخلُونَ الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ على أَشد كَوْكَب دريٍّ من السَّمَاء إضاءة، لَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَتْفلُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ، أمشاطهم الذَّهَب، ورشحهم الْمسك، ومجامرهم الألوة، الألنجوج: عود الطّيب، أَزوَاجهم الْحور الْعين، على خلق رجلٍ واحدٍ، على صُورَة أَبِيهِم آدم سِتُّونَ ذِرَاعا فِي السَّمَاء ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : أول زمرة تلج الْجنَّة صورهم على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، لَا يبصقون فِيهَا وَلَا يَمْتَخِطُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ، آنيتهم فِيهَا الذَّهَب، أمشاطهم من الذَّهَب وَالْفِضَّة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم الْمسك، وَلكُل واحدٍ مِنْهُم زوجتان يرى مخ سوقهما من وَرَاء اللَّحْم من الْحسن، لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض، قُلُوبهم قلبٌ وَاحِد، يسبحون الله بكرَة وعشياً ". الحديث: 2392 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أول زمرة تدخل الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر. . " ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيثهمَا وَفِيه: " قُلُوبهم على قلب رجل وَاحِد ". وَفِيه: " لَا يسقمون وَلَا يَمْتَخِطُونَ " وَفِي آخِره: " وقود مجامرهم الألوة ". قَالَ أَبُو الْيَمَان: يَعْنِي الْعود. وَمن حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أول زمرة تدخل الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، وَالَّذين على آثَارهم كأحسن كوكبٍ دريٍّ فِي السَّمَاء إضاءةً، على قلب رجل واحدٍ، لَا تباغض بَينهم وَلَا تحاسد، لكل امرئٍ زوجتان من الْحور الْعين، يرى مخ سوقهن من وَرَاء الْعظم وَاللَّحم ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أول زمرة تدخل الْجنَّة من أمتِي على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ على أَشد نجمٍ فِي السَّمَاء إضاءة، ثمَّ هم من بعد ذَلِك منَازِل ... " ثمَّ ذكر نَحوه حَدِيث أبي زرْعَة. قَالَ ابْن أبي شيبَة: " على خلق رجلٍ " وَقَالَ أَبُو كريب: " على خلق رجلٍ ". وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: إِمَّا تفاخروا وَإِمَّا تَذَاكَرُوا، الرِّجَال أَكثر فِي الْجنَّة أم النِّسَاء؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أَو لم يقل أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أول زمرة تدخل الْجنَّة على صُورَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر، وَالَّتِي تَلِيهَا على أكبر كوكبٍ دري فِي السَّمَاء، لكل امْرِئ مِنْهُم زوجتان اثْنَتَانِ، يرى مخ سوقهما من وَرَاء اللَّحْم، وَمَا فِي الْجنَّة أعزب ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: اخْتصم الرِّجَال وَالنِّسَاء: أَيهمْ فِي الْجنَّة أَكثر؟ فسألوا أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَذكر مثل ذَلِك. 2394 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، من أَحَق النَّاس بِحسن صَحَابَتِي؟ قَالَ: " أمك ". قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ " أمك " قَالَ: ثمَّ من؟ قَالَ: " أمك " قَالَ: ثمَّ من قَالَ: " أَبوك ". وَفِي حَدِيث ابْن فُضَيْل عَن أَبِيه: يَا رَسُول الله، من أَحَق النَّاس بِحسن الصُّحْبَة؟ قَالَ: " أمك ثمَّ أمك ثمَّ أَبَاك، ثمَّ أدناك أدناك ". 2395 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " انتدب الله - وَلمُسلم فِي حَدِيث جرير عَن عمَارَة تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله، لَا يُخرجهُ إِلَّا جهادٌ فِي سبيلي، وإيمانٌ بِي، وتصديقٌ برسولي، فَهُوَ عَليّ ضَامِن أَن أدخلهُ الْجنَّة أَو أرجعه إِلَى مَسْكَنه الَّذِي خرج مِنْهُ نائلاً مَا نَالَ من أجرٍ أَو غنيمَة " هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم عَن زُهَيْر بن حَرْب، وَهُوَ أتم. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تكفل الله لمن جَاهد فِي سَبيله، لَا يُخرجهُ من بَيته إِلَّا الْجِهَاد فِي سَبيله، وتصديق كَلِمَاته، أَن يدْخلهُ الْجنَّة أَو يردهُ إِلَى مَسْكَنه بِمَا نَالَ من أجرٍ أَو غنيمَة ". الحديث: 2394 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 وَأخرجه أَيْضا مَعَ زِيَادَة فِي فضل الْمُجَاهِد من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: مثل الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله - وَالله أعلم بِمن يُجَاهد فِي سَبيله - كَمثل الصَّائِم الْقَائِم، وتوكل الله للمجاهد فِي سَبيله بِأَن يتوفاه أَن يدْخلهُ الْجنَّة، أَو يرجعه سالما مَعَ أجر وغنيمة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث مَالك. وَمن حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله. . " وَذكره مَعَ الْفَصْل الَّذِي أَوله: " لَوْلَا أَن يشق على الْمُسلمين مَا تخلفت خلاف سَرِيَّة " بِنَحْوِ مَا تقدم. 2396 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " مَا من مكلوم يكلم فِي سَبِيل الله إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة وَكَلمه يدمى، اللَّوْن لون دمٍ، وَالرِّيح ريح مسك ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. جعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَنسي وَلم يتَأَمَّل أَن مُسلما أخرجه فِي أول كتاب " الْجِهَاد " مَعَ متنين آخَرين، وَكلهَا مُتَّفق عَلَيْهَا. فَالْأول مِنْهَا عِنْد مُسلم هُنَالك قَوْله عَلَيْهِ اسلام: تضمن الله لمن خرج فِي سَبيله. . " وَقد ذكر آنِفا. وَبعده عِنْده مُتَّصِلا بقوله: " نائلاً مَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة. وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، مَا من كلمٍ يكلم فِي سَبِيل الله إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة كَهَيْئَته حِين كلم، لَونه لون دم، وريحه ريح مَسْلَك ". وَهَذَا أَيْضا مُتَّفق عَلَيْهِ كَمَا بَينا. الحديث: 2396 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 ويتصل بِهَذَا عِنْده فِي أول كتاب " الْجِهَاد " الْمَتْن الثَّالِث، وَهُوَ قَوْله: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، لَوْلَا أَن يشق على الْمُسلمين مَا قعدت خلاف سريةٍ تغزو فِي سَبِيل الله أبدا، وَلَكِن لَا أجد نَفَقَة فأحملهم، وَلَا يَجدونَ سَعَة، ويشق عَلَيْهِم أَن يتخلفوا عني " وَهَذَا أَيْضا مُتَّفق عَلَيْهِ؛ لِأَن البُخَارِيّ أخرجه فِي كتاب " الْإِيمَان " مَعَ متنٍ آخر قد ذَكرْنَاهُ، إِلَّا أَن لفظ حَدِيث مُسلم فِي هَذَا أتم. وَأَخْرَجَا أَيْضا حَدِيث المكلوم فِي سَبِيل الله من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: كل كلمٍ يكلمهُ الْمُسلم فِي سَبِيل الله، يكون يَوْم الْقِيَامَة كهيئتها إِذْ طعنت تفجر دَمًا، اللَّوْن لون دم، وَالْعرْف عرف مسك ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يكلم أحدٌ فِي سَبِيل الله، وَالله أعلم بِمن يكلم فِي سَبيله - إِلَّا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة، واللون لون دمٍ، وَالرِّيح ريح الْمسك ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حَدِيث مَالك بن أنس. 2397 - الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كبر فِي الصَّلَاة سكت هنيَّة قبل أَن يقْرَأ. فَقلت: يَا رَسُول الله، بِأبي أَنْت وَأمي، أَرَأَيْت سكوتك بَين التَّكْبِير وَالْقِرَاءَة، مَا تَقول؟ قَالَ: " أَقُول: اللَّهُمَّ نقني من خطاياي كَمَا ينقى الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، اللَّهُمَّ اغسلني من خطاياي بالثلج وَالْمَاء الْبَارِد ". الحديث: 2397 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 2398 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَي الصَّدَقَة أعظم أجرا؟ ، قَالَ: " أَن تصدق وَأَنت صحيحٌ شحيحٌ تخشى الْفقر وَتَأمل الْغنى " - وَفِي حَدِيث ابْن فُضَيْل: " وَتَأمل الْبَقَاء. وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت: لفلانٍ كَذَا، وَقد كَانَ لفُلَان ". وَفِي أول حَدِيث ابْن فُضَيْل: أما وَأَبِيك لَتُنَبَّأَنَّهُ: أَن تصدق وَأَنت صَحِيح شحيح. وَفِي أول حَدِيث أبي كَامِل الجحدري: أَي الصَّدَقَة أفضل؟ " ثمَّ ذكره. 2399 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين " قَالُوا: يَا رَسُول الله، والمقصرين. قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين " قَالُوا: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والمقصرين. قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِر للمحلقين " قَالُوا: يَا رَسُول الله وللمقصرين. قَالَ: " وللمقصرين ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث روح عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ. 2400 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لَا أَزَال أحب بني تَمِيم بعد ثلاثٍ سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولهَا فيهم: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " هم أَشد أمتِي على الدَّجَّال ". قَالَ: وَجَاءَت صَدَقَاتهمْ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذِه صدقَات قَومنَا ": قَالَ: وَكَانَت سبيةٌ مِنْهُم عِنْد عَائِشَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أعتقيها، فَإِنَّهَا من ولد إِسْمَاعِيل ". الحديث: 2398 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الشّعبِيّ أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: ثَلَاث خِصَال سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بني تَمِيم، لَا أَزَال أحبهم بعده قَالَ: كَانَ عِنْد عَائِشَة مُحَرر، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أعتقي من هَؤُلَاءِ " وَجَاءَت صَدَقَاتهمْ فَقَالَ: " هَذِه صدقَات قومِي ". قَالَ: " وهم أَشد النَّاس قتالاً فِي الْمَلَاحِم " وَلم يذكر الدَّجَّال. 2401 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَتَى جِبْرِيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، هَذِه خَدِيجَة قد أَتَت مَعهَا إِنَاء فِيهِ إدام أَو طَعَام أَو شراب، فَإِذا أتتك فاقرأ عَلَيْهَا السَّلَام من رَبهَا، وبشرها ببيتٍ من الْجنَّة من قصبٍ، لَا صخب فِيهِ وَلَا نصب. 2402 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، فَإِذا رَآهَا النَّاس آمن من عَلَيْهَا، فَذَاك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل ". وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، فَإِذا طلعت من مغْرِبهَا آمن النَّاس كلهم أَجْمَعُونَ، فيومئذٍ لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا ". الحديث: 2401 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 وَأخرجه أَيْضا بِزِيَادَة من حَدِيث أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ثلاثٌ إِذا خرجن لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا: طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، والدجال، ودابة الأَرْض ". وَأخرجه أَيْضا مَعَ أَطْرَاف أخر من حَدِيث زَائِدَة بن قدامَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يخرج قريبٌ من ثَلَاثِينَ كَذَّابين دجالين، كلهم يَقُول: إِنِّي نبيٌّ. وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، ويؤمن النَّاس أَجْمَعُونَ، فيومئذٍ لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا، وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا الْيَهُود، فيفر الْيَهُودِيّ وَرَاء الْحجر فَيَقُول الْحجر: يَا عبد الله، يَا مُسلم، هَذَا يهوديٌّ وراءي. وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتلُوا أَقْوَامًا نعَالهمْ الشّعْر ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا: طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، أَو الدُّخان، أَو الدَّجَّال، أَو الدَّابَّة، أَو خَاصَّة أحدكُم، أَو أَمر الْعَامَّة ". وَمن حَدِيث أبي قيس زِيَاد بن ريَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَادرُوا بِالْعَمَلِ سِتا: الدَّجَّال، وَالدُّخَان، ودابة الأَرْض، وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، وَأمر الْعَامَّة، وَخُوَيصة أحدكُم ". وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من تَابَ قبل أَن تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا تَابَ الله عَلَيْهِ ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 2403 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة قَالَ: دخلت أَنا وَأَبُو هُرَيْرَة دَار مَرْوَان، فَرَأى فِيهَا تصاوير. وَفِي حَدِيث جرير، دَارا تبنى بِالْمَدِينَةِ لسَعِيد أَو لمروان - فَرَأى مصوراً يصور فِي الدَّار، فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَ الله عز وَجل: وَمن أظلم مِمَّن ذهب يخلق خلقا كخلقي، فليخلقوا ذرة، أَو ليخلقوا حَبَّة، أَو ليخلقوا شعيرَة ". وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد نَحوه، وَزَاد: ثمَّ دَعَا بتور من مَاء فَغسل يَدَيْهِ حَتَّى بلغ إبطه، فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، أشيٌ سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: مُنْتَهى الْحِلْية. كَذَا عِنْد البُخَارِيّ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل. هَذِه الزِّيَادَة فِي غسل الْيَدَيْنِ إِلَى الإبطين لَيست عِنْد مُسلم. 2404 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كلمتان خفيفتان على اللِّسَان، ثقيلتان فِي الْمِيزَان، حبيبتان إِلَى الرَّحْمَن: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الله الْعَظِيم. " وَهَذَا آخر حَدِيث فِي كتاب البُخَارِيّ. 2405 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل محمدٍ قوتاً ". وَقَالَ فِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن الْأَعْمَش: " كفافاً ". 2406 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا دَعَا الرجل امْرَأَته إِلَى فرَاشه فَأَبت أَن تَجِيء، فَبَاتَ غَضْبَان، لعنتها الْمَلَائِكَة حَتَّى تصبح ". الحديث: 2403 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 وَفِي رِوَايَة يزِيد بن كيسَان عَن أبي حَازِم عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا من رجل يَدْعُو امْرَأَته إِلَى فراشها فتأبى عَلَيْهِ إِلَّا كَانَ الَّذِي فِي السَّمَاء ساخطاً عَلَيْهَا حَتَّى يرضى عَنْهَا ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث زُرَارَة بن أبي أوفى عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا باتت الْمَرْأَة هاجرةً فرَاش زَوجهَا لعنتها الْمَلَائِكَة حَتَّى تصبح ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عرْعرة وخَالِد بن الْحَارِث عَن شُعْبَة: " حَتَّى ترجع ". 2407 - الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا، فَإِن الْمَرْأَة خلقت من ضلع، وَإِن أَعْوَج مَا فِي الضلع أَعْلَاهُ، فَإِن ذهبت تُقِيمهُ كَسرته، وَإِن تركته لم يزل أَعْوَج، فَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء ". وَأول حَدِيث البُخَارِيّ: من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يُؤْذِي جَاره، وَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ من ضلع ... " الحَدِيث بِنَحْوِهِ. وَأول حَدِيث مُسلم عَن أبي بكر بن أبي شيبَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر؛ فَإِذا شهد أمرا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَير أَو لِيَسْكُت. وَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء، فَإِن الْمَرْأَة خلقت من ضلع ... " الحَدِيث. وللبخاري من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْمَرْأَة كالضلع إِن أقمتها كسرتها، وَإِن استمتعت بهَا استمتعت بهَا وفيهَا عوج ". الحديث: 2407 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الْمَرْأَة كالضلع، إِذا ذهبت تقيمها كسرتها، وَإِن تركتهَا استمتعت بهَا وفيهَا عوج ". وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الْمَرْأَة خلقت من ضلعٍ، لن تستقيم لَك على طريقةٍ، فَإِن استمتعت بهَا استمتعت بهَا وَبهَا عوجٌ، وَإِن ذهبت تقيمها كسرتها، وَكسرهَا طَلاقهَا ". 2408 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم قَالَ: قاعدت أَبَا هُرَيْرَة خمس سِنِين، فَسَمعته يحدث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَانَت بَنو إِسْرَائِيل تسوسهم الْأَنْبِيَاء، كلما هلك نبيٌّ خَلفه نبيٌّ، وَإنَّهُ لَا نَبِي بعدِي، وسيكون خلفاء فيكثرون. " قَالُوا: فَمَا تَأْمُرنَا؟ قَالَ: " أَوْفوا ببيعة الأول فَالْأول، أعطوهم حَقهم، فَإِن الله سائلهم عَمَّا استرعاهم ". 2409 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي مجهودٌ، فَأرْسل إِلَى بعض نِسَائِهِ، فَقَالَت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا ماءٌ. ثمَّ أرسل إِلَى أُخْرَى فَقَالَت مثل ذَلِك، حَتَّى قُلْنَ كُلهنَّ مثل ذَلِك: لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا ماءٌ. فَقَالَ " من يضيف هَذَا اللَّيْلَة؟ " فَقَامَ رجلٌ من الْأَنْصَار فَقَالَ: أَنا يَا رَسُول الله، فَانْطَلق بِهِ إِلَى رَحْله، فَقَالَ لامْرَأَته: أكرمي ضيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الحميد: هَل عنْدك شَيْء؟ فَقَالَت: إِلَّا قوت صبياني، فَقَالَ: فعلليهم بِشَيْء. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة: وَإِذا أَرَادَ الصبية الْعشَاء فنوميهم، فَإِذا دخل ضيفنا فأطفئي السراج وأريه أَنا نَأْكُل، فَإِذا أَهْوى ليَأْكُل فقومي إِلَى السراج حَتَّى تطفئيه. قَالَ: فقعدوا وَأكل الضَّيْف. وَفِي حَدِيث عبد الله بن دَاوُد فباتا طاويين، الحديث: 2408 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 فَلَمَّا أصبح غَدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: قد عجب الله من صنيعكما بضيفكما اللَّيْلَة. " قَالَ فِي رِوَايَة فُضَيْل: فَقَامَ رجلٌ من الْأَنْصَار يُقَال لَهُ أَبُو طَلْحَة، فَانْطَلق بِهِ إِلَى رَحْله، ثمَّ ذكر نَحوه. وألفاظ الروَاة فِيمَا عدا مَا بَينا - مُتَقَارِبَة. 2410 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: مَا عَابَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما قطّ، كَانَ إِذا اشْتهى شَيْئا أكله، وَإِن كرهه تَركه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي يحيى مولى آل جعدة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عاف طَعَاما قطّ، كَانَ إِذا اشتهاه أكله، وَإِذا لم يشتهه سكت. 2411 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: مَا شبع آل محمدٍ من طعامٍ ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى قبض. وَفِي حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن يزِيد بن كيسَان عَن أبي حَازِم قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُشِير بإصبعه مرَارًا يَقُول: وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، مَا شبع نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَهله ثَلَاثَة أيامٍ تباعا من خبز حنطةٍ حَتَّى فَارق الدُّنْيَا. وَفِي حَدِيث مَرْوَان الْفَزارِيّ عَن يزِيد عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ ... وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عباد: وَالَّذِي نفس أبي هُرَيْرَة بِيَدِهِ، مَا أشْبع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَهله ثَلَاثَة أَيَّام تباعا من خبز حِنْطَة حَتَّى فَارق الدِّينَا. وللبخاري من حَدِيث سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة: أَنه مر بِقوم بَين أَيْديهم شاةٌ مصلية، فَدَعوهُ فَأبى أَن يَأْكُل، وَقَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الدُّنْيَا وَلم يشْبع من خيز الشّعير. الحديث: 2410 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 2412 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انْصَرف من اثْنَتَيْنِ فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: أقصرت الصَّلَاة أم نسيت يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أصدق ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالَ النَّاس: نعم، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فصلى اثْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ كبر، ثمَّ سجد مثل سُجُوده أَو أطول، ثمَّ رفع، ثمَّ كبر، فَسجدَ مثل سُجُوده ثمَّ رفع. وَفِي حَدِيث سَلمَة بن عَلْقَمَة: قلت لمُحَمد بن سِيرِين فِي سَجْدَتي السَّهْو تشهد؟ قَالَ: لَيْسَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة. وَفِي حَدِيث يزِيد بن إِبْرَاهِيم عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِحْدَى صَلَاتي الْعشي، قَالَ مُحَمَّد: وأكبر ظَنِّي الْعَصْر - رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَة فِي مقدم الْمَسْجِد، فَوضع يَده عَلَيْهَا، وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَعمر، فَهَابَا أَن يُكَلِّمَاهُ، وَخرج سرعَان النَّاس فَقَالُوا: قصرت الصَّلَاة. وَرجل يَدعُوهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَا الْيَدَيْنِ، فَقَالَ: يَا نَبِي الله، أنسيت أم قصرت الصَّلَاة؟ فَقَالَ: " لم أنس وَلم تقصر " قَالَ: بلَى، قد نسيت. قَالَ: " صدق ذُو الْيَدَيْنِ ". فَقَامَ فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سلم، ثمَّ كبر، فَسجدَ مثل سُجُوده أَو أطول، ثمَّ رفع رَأسه فَكبر، ثمَّ وضع رَأسه فَكبر فَسجدَ مثل سُجُوده أَو أطول، ثمَّ رفع رَأسه وَكبر. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أَيُّوب نَحوه، وَفِيه: ثمَّ أَتَى جذعاً فِي قبْلَة الْمَسْجِد، فاستند إِلَيْهِ مغضباً، وَفِيه: فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أقصرت الصَّلَاة أم نسيت؟ فَنظر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَمِينا وَشمَالًا، فَقَالَ: " مَا يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ؟ " قَالُوا: صدق، لم تصل إِلَّا رَكْعَتَيْنِ، فصلى رَكْعَتَيْنِ، وَسلم، ثمَّ كبر ثمَّ سجد، ثمَّ كبر وَرفع، ثمَّ كبر وَسجد، ثمَّ كبر وَرفع. وَقَالَ: وأخبرت عَن عمرَان بن حُصَيْن أَنه قَالَ: وَسلم. الحديث: 2412 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر رَكْعَتَيْنِ، فَقيل: صليت رَكْعَتَيْنِ. فصلى رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ سلم، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ. وَفِي رِوَايَة آدم عَن شُعْبَة عَن سعد: صلى بِنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر أَو الْعَصْر، فَسلم، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: الصَّلَاة يَا رَسُول الله، أنقصت؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه: " أحقٌّ مَا يَقُول؟ " قَالُوا: نعم. فصلى رَكْعَتَيْنِ أخراوين، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ. قَالَ سعد: وَرَأَيْت عُرْوَة بن الزبير صلى من الْمغرب رَكْعَتَيْنِ، فَسلم وَتكلم، ثمَّ صلى مَا بَقِي وَسجد سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ: هَكَذَا فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي سُفْيَان مولى ابْن أبي أَحْمد قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: صلى لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْعَصْر فَسلم فِي رَكْعَتَيْنِ، فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: أقصرت الصَّلَاة يَا رَسُول الله؟ فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على النَّاس فَقَالَ: " أصدق ذُو الْيَدَيْنِ؟ " فَقَالُوا: نعم يَا رَسُول الله. فَأَتمَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا بَقِي من الصَّلَاة، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس بعد التَّسْلِيم. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى رَكْعَتَيْنِ من صَلَاة الظّهْر ثمَّ سلم، فَأَتَاهُ رجل من بني سليمٍ فَقَالَ: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أقصرت الصَّلَاة أم نسيت؟ ... وسَاق الحَدِيث. 2413 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهي عَن الخصر فِي الصَّلَاة. وَفِي حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن هِشَام الدستوَائي: نهي أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا. الحديث: 2413 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ هِشَام وَأَبُو هِلَال ... عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة ابْن الْمُبَارك وَأبي خَالِد وَأبي أُسَامَة عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2414 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أسلم سَالَمَهَا الله، وغفارٌ غفر الله لَهَا ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث وَرْقَاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِمثلِهِ. وَمن حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أسلم سَالَمَهَا الله، وغفارٌ غفر الله لَهَا. أما إِنِّي لم أقلهَا، وَلَكِن الله قَالَهَا ". 2415 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لم يكذب إِبْرَاهِيم النَّبِي قطّ إِلَّا ثَلَاث كذباتٍ، ثِنْتَيْنِ فِي ذَات الله، قَوْله: {إِنِّي سقيم} وَقَوله: {بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا} . وَوَاحِدَة فِي شَأْن سارة، فَإِنَّهُ قدم أَرض جبارٍ وَمَعَهُ سارة، وَكَانَت أحسن النَّاس، فَقَالَ لَهَا: إِن هَذَا الْجَبَّار إِن علم أَنَّك امْرَأَتي يغلبني عَلَيْك، فَإِن سَأَلَك فأخبريه أَنَّك أُخْتِي، فَإنَّك أُخْتِي فِي الْإِسْلَام، فَإِنِّي لَا أعلم فِي الأَرْض مُسلما غَيْرِي وَغَيْرك. فَلَمَّا دخل أرضه رَآهَا بعض أهل الْجَبَّار أَتَاهُ فَقَالَ: لقد قدم أَرْضك امرأةٌ لَا يَنْبَغِي لَهَا أَن تكون إِلَّا لَك، فَأرْسل إِلَيْهَا، فَأتي بهَا، فَقَامَ إِبْرَاهِيم إِلَى الصَّلَاة، فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ لم يَتَمَالَك أَن بسط يَده إِلَيْهَا، فقبضت يَده قَبْضَة شَدِيدَة، فَقَالَ لَهَا: ادعِي الله أَن يُطلق يَدي وَلَا أَضرّك، فَفعلت، فَعَاد، فقبضت أَشد من القبضة الأولى، فَقَالَ لَهَا مثل ذَلِك، فَفعلت، فَعَاد، فقبضت أَشد من القبضتين الْأَوليين، فَقَالَ: ادعِي الله أَن يُطلق الحديث: 2414 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 يَدي، فلك الله أَلا أَضرّك، فَفعلت وأطلقت يَده، ودعا الَّذِي جَاءَ بهَا فَقَالَ لَهُ: إِنَّك إِنَّمَا جئتني بشيطانٍ وَلم تأتني بإنسانٍ، فأخرجها من أرضي، وأعطيها هَاجر. قَالَ: فَأَقْبَلت تمشي، فَلَمَّا رَآهَا إِبْرَاهِيم انْصَرف، فَقَالَ لَهَا: مَهيم؟ فَقَالَت: خيرا، كف الله يَد الْفَاجِر، وَأَخْدَم خَادِمًا. " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة. فَتلك أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء. هُوَ عِنْدهمَا من حَدِيث جرير بن حَازِم عَن أَيُّوب مُسْند. وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث حَمَّاد عَن أَيُّوب مَوْقُوف عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ، وَفِيه: بَينا هُوَ ذَات يَوْم وَسَارة، أَتَى على جَبَّار من الْجَبَابِرَة، فَقيل لَهُ: إِن هَا هُنَا رجلا مَعَه امْرَأَة من أحسن النَّاس، فَأرْسل إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا، فَقَالَ: من هَذِه؟ قَالَ: أُخْتِي. فَأتى سارةً فَقَالَ: يَا سارة، لَيْسَ على وَجه الأَرْض مؤمنٌ غَيْرِي وَغَيْرك، وَإِن هَذَا سَأَلَني فاخبرته أَنَّك أُخْتِي فَلَا تكذبِينِي، فَأرْسل إِلَيْهَا، فَلَمَّا دخلت عَلَيْهِ ذهبت يَتَنَاوَلهَا بِيَدِهِ. . ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم فِي مَنعه ودعائها إِلَى آخِره وَفِيه: فَأَخْدَمَهَا هَاجر، وَقَول أَبُو هُرَيْرَة: تِلْكَ أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَاجر إِبْرَاهِيم بسارة، فَدخل بهَا قَرْيَة فِيهَا ملكٌ من الْمُلُوك، أَو جبارٌ، فَقيل: دخل إِبْرَاهِيم بِامْرَأَة هِيَ من أحسن النِّسَاء، وَأرْسل إِلَيْهِ: أَن يَا إِبْرَاهِيم، من هَذِه الَّتِي مَعَك؟ قَالَ: أُخْتِي. ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا قَالَ: لَا تكذبِينِي حَدِيثي، فَإِنِّي أَخْبَرتهم أَنَّك أُخْتِي، وَالله إِن على الأَرْض مؤمنٌ غَيْرِي وَغَيْرك، فَأرْسل بهَا إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهَا، فَقَامَتْ تَوَضَّأ وَتصلي، فَقَالَت: " اللَّهُمَّ إِن كنت آمَنت بك وبرسولك، وأحصنت فَرجي إِلَّا على زَوجي فَلَا تسلط عَليّ هَذَا الْكَافِر. فغط حَتَّى ركض بِرجلِهِ. . " وَفِيه: أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَت: اللَّهُمَّ إِن يمت يُقَال: هِيَ قتلته، فَأرْسل إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأ وَتصلي وَتقول: اللَّهُمَّ إِن كنت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 آمَنت بك وبرسولك، وأحصنت فَرجي، فَلَا تسلط عَليّ هَذَا الْكَافِر، فغط حَتَّى ركض بِرجلِهِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقَالَت: اللَّهُمَّ إِن يمت يُقَال هِيَ قتلته، فَأرْسل فِي الثَّانِيَة أَو الثَّالِثَة فَقَالَ: وَالله مَا أرسلتم إِلَيّ إِلَّا شَيْطَانا، ارجعوها إِلَى إِبْرَاهِيم، وَأَعْطوهُ هَاجر. فَرَجَعت إِلَى إِبْرَاهِيم فَقَالَت: أشعرت أَن الله كبت الْكَافِر وَأَخْدَم وليدة ". 2416 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لم يتَكَلَّم فِي المهد إِلَّا ثلاثةٌ: عِيسَى بن مَرْيَم، وَصَاحب جريج - وَكَانَ جريج رجلا عابداً، فَاتخذ صومعةً، فَكَانَ فِيهَا فَأَتَتْهُ أمه وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَت: يَا جريج، فَقَالَ: يَا رب، أُمِّي وصلاتي، فَأقبل على صلَاته فَانْصَرَفت، فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَت: يَا جريج، فَقَالَ:: يَا رب، أُمِّي وصلاتي، فَأقبل على صلَاته. فَلَمَّا كَانَ من الْغَد أَتَتْهُ فَقَالَت: يَا جريج، فَقَالَ: أَي رب، أُمِّي وصلاتي، فَأقبل على صلَاته. فَقَالَت: اللَّهُمَّ لَا تمته حَتَّى ينظر إِلَى وُجُوه المومسات. فَتَذَاكَرَ بَنو إِسْرَائِيل جريجاً وعبادته، وَكَانَت امرأةٌ بغيٌّ يتَمَثَّل بحسنها، فَقَالَت: إِن شِئْتُم لأفتننه، قَالَ فتعرضت لَهُ، فَلم يلْتَفت إِلَيْهَا، فَأَتَت رَاعيا كَانَ يأوي إِلَى صومعته فأمكنته من نَفسهَا، فَوَقع عَلَيْهَا، فَحملت، فَلَمَّا ولدت قَالَت: هُوَ من جريج، فَأتوهُ فاستنزلوه، وهدموا صومعته وَجعلُوا يضربونه فَقَالَ: مَا شَأْنكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْت بِهَذِهِ الْبَغي فَولدت مِنْك. فَقَالَ: أَيْن الصَّبِي؟ فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ: دَعونِي حَتَّى أُصَلِّي، فصلى، فَلَمَّا انْصَرف أَتَى الصَّبِي فطعن فِي بَطْنه وَقَالَ: يَا غُلَام، من أَبوك؟ قَالَ: فلانٌ الرَّاعِي، فَأَقْبَلُوا على جريج يقبلونه ويتمسحون بِهِ، وَقَالُوا، من نَبْنِي لَك صومعتك من ذهب. قَالَ: لَا، أعيدوها من طين كَمَا كَانَت، فَفَعَلُوا. وَبينا صبيٌّ يرضع من أمه، فَمر بِهِ رجلٌ راكبٌ على دَابَّة فارهة وشارة حَسَنَة، فَقَالَت أمه: اللَّهُمَّ اجْعَل ابْني مثل هَذَا، فَترك الثدي وَأَقْبل إِلَيْهِ، فَنظر إِلَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، ثمَّ أقبل على ثديه فَجعل يرتضع " قَالَ: فَكَأَنِّي الحديث: 2416 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَحْكِي ارتضاعه بإصبعه السبابَة فِي فِيهِ، فَجعل يمصها وَقَالَ " ومروا بِجَارِيَة وهم يضربوها وَيَقُولُونَ: زَنَيْت، سرقت، وَهِي تَقول: حسبي الله وَنعم الْوَكِيل، فَقَالَت أمه: اللَّهُمَّ لَا تجْعَل ابْني مثلهَا، فَترك الرَّضَاع، ونظل إِلَيْهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. فهنالك تراجعاً الحَدِيث، فَقَالَت: مر رجلٌ حسن الْهَيْئَة، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَل ابْني مثله، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، ومروا بِهَذِهِ الْأمة وهم يضربونها وَيَقُولُونَ: زَنَيْت، سرقت، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجْعَل ابْني مثلهَا، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. قَالَ: إِن ذَلِك الرجل كَانَ جباراً، فَقلت: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، وَإِن هَذِه يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْت وَلم تزن، وسرقت وَلم تسرق، فَقلت: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. " لفظ حَدِيث مُسلم عَن زُهَيْر بن حَرْب، وَهُوَ أتم. وَأخرجه البُخَارِيّ مُخْتَصرا ". وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث الْمَرْأَة وَابْنهَا خَاصَّة من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا امْرَأَة ترْضع ابْنا لَهَا، إِذْ مر بهَا راكبٌ وَهِي ترْضِعه، فَقَالَت: اللَّهُمَّ لَا تمت ابْني حَتَّى يكون مثل هَذَا. فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تجعلني مثله، ثمَّ رَجَعَ فِي الثدي. وَمر بِامْرَأَة تجرر ويلعب بهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلنِي مثلهَا. فَقَالَ: أما الرَّاكِب فَإِنَّهُ كَافِر، وَأما الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يُقَال لَهَا: تَزني، وَتقول: حسبي الله، وَيَقُولُونَ: تسرق، وَتقول حسبي الله. " وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا حَدِيث جريج وَأمه تَعْلِيقا من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: نادت امرأةٌ ابْنهَا وَهُوَ فِي صومعة لَهُ قَالَت: يَا جريج: قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي. فَقَالَت: يَا جريج، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي. قَالَت: يَا جريج، قَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي. قَالَت: اللَّهُمَّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 لَا يَمُوت جريجٌ حَتَّى ينظر فِي وُجُوه الميامسٍ. وَكَانَت تأوي إِلَى صومعته راعيةٌ ترعى الْغنم، فَولدت، فَقيل لَهَا: مِمَّن هَذَا الْوَلَد؟ قَالَت: من جريج، نزل من صومعته، قَالَ جريج: أَيْن هَذِه الَّتِي تزْعم أَن وَلَدهَا لي. قَالَ: يَا بابوس، من أَبوك؟ قَالَ: راعي الْغنم ". وَأخرج مُسلم مِنْهُ طرفا فِي جريج خَاصَّة من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: كَانَ جريج يتعبد فِي صومعة فَجَاءَت أمه - قَالَ حميد بن هِلَال: فوصف لنا أَبُو رَافع صفة أبي هُرَيْرَة لصفة رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أمه حِين دَعَتْهُ، كَيفَ جعلت كفها فَوق حاجبها، ثمَّ رفعت رَأسهَا إِلَيْهِ تَدعُوهُ فَقَالَت: يَا جريج، أَنا أمك، كلمني، فصادفته يُصَلِّي، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أُمِّي وصلاتي، فَاخْتَارَ صلَاته، فَقَالَت: اللَّهُمَّ إِن هَذَا جريجٌ وَهُوَ ابْني، وَإِنِّي كَلمته فَأبى أَن يكلمني، فَلَا تمته حَتَّى تريه المومسات. قَالَ: وَلَو دعت عَلَيْهِ أَن يفتن لفتن. قَالَ: وَكَانَ راعي ضَأْن يأوي إِلَى ديره، قَالَ: فَخرجت امْرَأَة من الْقرْيَة فَوَقع عَلَيْهَا الرَّاعِي، فَحملت فَولدت غُلَاما، فَقيل لَهَا: مَا هَذَا؟ قَالَت: من صَاحب هَذَا الدَّيْر. قَالَ فَجَاءُوا بفؤوسهم ومساحيهم. فَنَادوا، فصادفوه يُصَلِّي فَلم يكلمهم. قَالَ: فَأخذُوا يهدمون ديره، فَلَمَّا رأى ذَلِك نزل إِلَيْهِم، فَقَالُوا لَهُ: سل هَذِه. قَالَ: فَتَبَسَّمَ، ثمَّ مسح رَأس الصَّبِي، وَقَالَ: من أَبوك؟ قَالَ: راعي الضَّأْن. فَلَمَّا سمعُوا ذَلِك قَالُوا: نَبْنِي لَك مَا هدمنا من ديرك بِالذَّهَب وَالْفِضَّة، قَالَ: لَا، وَلَكِن أعيدوه تُرَابا كَمَا كَانَ، ثمَّ علاهُ ". 2417 - الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من نسي وَهُوَ صائمٌ فَأكل أَو شرب فليتم صَوْمه، فَإِنَّمَا أطْعمهُ الله وسقاه ". الحديث: 2417 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 وللبخاري من حَدِيث عَوْف عَن خلاس، وَمُحَمّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَلم يخرج البُخَارِيّ فِي كِتَابه عَن خلاس إِلَّا مَقْرُونا بِغَيْرِهِ، وَقد أخرج مُسلم عَنهُ وَحده عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ الْحسن وَمُجاهد: إِن جَامع نَاسِيا فَلَا شَيْء عَلَيْهِ. 2418 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فقدت أمهٌ من بني إِسْرَائِيل لَا يدْرِي مَا فعلت، وَإِنِّي لَا أَرَاهَا إِلَّا الفأر، إِذا وضع لَهَا ألبان الْإِبِل لم تشرب، وَإِذا وضع لَهَا ألبان الشَّاء شربت " فَحدثت كَعْبًا بذلك، فَقَالَ: أَنْت سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُوله؟ قلت: نعم. فَقَالَ لي مرَارًا، فَقلت: أفأقرأ التَّوْرَاة؟ . وَفِي حَدِيث هِشَام بن حسان عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: الْفَأْرَة مسخٌ، وَآيَة ذَلِك أَنه يوضع بَين يَديهَا لبن الْغنم فتشربه، وَيُوضَع بَين يَديهَا لبن الْإِبِل فَلَا تذوقه. " فَقَالَ لَهُ كَعْب: أسمعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: أفأنزلت عَليّ التَّوْرَاة. 2419 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو آمن بِي عشرَة من الْيَهُود لآمن بِي الْيَهُود ". وَفِي رِوَايَة خَالِد بن الْحَارِث: لَو تابعني عشرَة من الْيَهُود لم يبْق على ظهرهَا يَهُودِيّ إِلَّا أسلم ". الحديث: 2418 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 2420 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَوْصَانِي خليلي بِثَلَاث: صِيَام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهرٍ، وركعتي الضُّحَى، وَأَن أوتر قبل أَن أَنَام. وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ قَالَ: أَوْصَانِي خليلي أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاث "، وَذكر نَحْو حَدِيث أبي عُثْمَان. 2421 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة، أَن امْرَأَة سَوْدَاء كَانَت تقم الْمَسْجِد - أَو شَابًّا - ففقدها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلَ عَنْهَا أَو عَنهُ، فَقَالُوا: مَاتَت. فَقَالَ: " أَفلا كُنْتُم أذنتموني ". فكأنهم صغروا أمرهَا أَو أمره، فَقَالَ: " دلوني على قَبره " فدلوه فصلى عَلَيْهَا. ثمَّ قَالَ: " إِن هَذِه الْقُبُور مملوءةٌ ظلمَة على أَهلهَا، وَإِن الله ينورها لَهُم بصلاتي عَلَيْهِم ". هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم عَن أبي الرّبيع وَأبي كَامِل، وَهُوَ أتم. 2422 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة، أَنه لقِيه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي طَرِيق من طرق الْمَدِينَة وَهُوَ جنبٌ، فانسل، فَذهب فاغتسل، فتفقده النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: " أَيْن كنت يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لقيتني وَأَنا جنبٌ، فَكرِهت أَن أجالسك حَتَّى أَغْتَسِل. فَقَالَ: " سُبْحَانَ الله، إِن الْمُؤمن لَا ينجس ". 2423 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع ثمَّ جهدها فقد وَجب الْغسْل ". وَفِي حَدِيث مطر عَن الْحسن عَن أبي رَافع: " وَإِن لم ينزل " وَقَالَ زُهَيْر بن حَرْب: " بَين أشعبها الْأَرْبَع ". الحديث: 2420 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 2424 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة: أَن زَيْنَب كَانَ اسْمهَا برة فَقيل: تزكي نَفسهَا، فسماها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب. 2425 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن بشير بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أعتق شقيصاً فِي مَمْلُوك فَعَلَيهِ خلاصه فِي مَاله، فَإِن لم يكن لَهُ قوم الْمَمْلُوك قيمَة عدل ثمَّ أستسعي غير مشقوق عَلَيْهِ " وَفِي حَدِيث عِيسَى ابْن يُونُس: " ثمَّ يستسعى فِي نصيب الَّذِي لم يعْتق غير مشقوق عَلَيْهِ ". 2426 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن بشير بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْعمريّ جائزةٌ ". وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث عَن سعيد بن أبي عرُوبَة: الْعمريّ مِيرَاث لأَهْلهَا " أَو قَالَ: " جَائِزَة ". 2427 - السِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن بشير بن نهيك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه نهى عَن خَاتم الذَّهَب. 2428 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن زُرَارَة بن أوفى عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله عز وَجل تجَاوز لأمتي عَمَّا حدثت بِهِ أَنْفسهَا مَا لم تعْمل أَو تكلم بِهِ " قَالَ: قَالَ قَتَادَة: إِذا طلق فِي نَفسه فَلَيْسَ بِشَيْء. الحديث: 2424 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن مسعر: إِن الله تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست بِهِ صدورها مَا لم تعْمل أَو تَتَكَلَّم ". وَفِي حَدِيث خَلاد عَن مسعر، " إِن الله تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست أَو حدثت بهَا أَنْفسهَا مَا لم تعْمل بِهِ أَو تكلم ". 2429 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن عفريتاً من الْجِنّ تفلت عَليّ البارحة ليقطع عَليّ صَلَاتي، فأمكنني الله مِنْهُ فَأَخَذته، فَأَرَدْت أَن أربطه على سَارِيَة من سواري الْمَسْجِد حَتَّى تنظروا إِلَيْهِ كلكُمْ، فَذكرت دَعْوَة أخي سُلَيْمَان: " رب هَب لي ملكا لَا يَنْبَغِي لأحدٍ من بعدِي فرددته خاسئاً ". 2430 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أما يخْشَى أحدكُم إِذا رفع رَأسه قبل الإِمَام أَن يَجْعَل الله رَأسه رَأس حمَار، أَو يَجْعَل الله صورته صُورَة حمَار ". 2431 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا لم يغسل عقبه، فَقَالَ: " ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ". وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن شُعْبَة عَن مُحَمَّد عَن أبي هُرَيْرَة أَنه رأى قوما يَتَوَضَّئُونَ من المطهرة، فَقَالَ: أَسْبغُوا الْوضُوء، فَإِنِّي سَمِعت أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ". الحديث: 2429 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ". 2432 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَخذ الْحسن بن عَليّ تَمْرَة من تمر الصَّدَقَة فَجَعلهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كخ كخ " ارْمِ بهَا، أما علمت أَنا لَا نَأْكُل الصَّدَقَة ". وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن شُعْبَة: أَنا لَا تحل لنا الصَّدَقَة ". وَأَخْرَجَاهُ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِنِّي لأنقلب إِلَى أَهلِي، فأجد التمرة سَاقِطَة على فِرَاشِي أَو فِي بَيْتِي، فأرفعها لآكلها، ثمَّ أخْشَى أَن تكون صَدَقَة، فألقيها ". وَأخرجه مسلمٌ من حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث همام. 2433 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صُومُوا لرُؤْيَته وأفطروا لرُؤْيَته، فَإِن غمي عَلَيْكُم فأكملوا عدَّة شعْبَان " كَذَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن آدم. وَفِي رِوَايَة الرّبيع بن مُسلم - لمُسلم: " وَإِن غمي عَلَيْكُم فأكملوا الْعدة " وَفِي رِوَايَة شُعْبَة: " فَإِن غمي عَلَيْكُم الشَّهْر فعدوا ثَلَاثِينَ ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا رَأَيْتُمْ الْهلَال فصوموا، وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فأفطروا، فَإِن غم عَلَيْكُم فصوموا ثَلَاثِينَ يَوْمًا ". الحديث: 2432 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 وَمن حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْهلَال فَقَالَ: " إِذا رَأَيْتُمُوهُ فصوموا، وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ فأفطروا، وَإِن غمي عَلَيْكُم فعدوا ثَلَاثِينَ ". 2434 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لأذودن رجَالًا عَن حَوْضِي، كَمَا تذاد الغريبة من الْإِبِل عَن الْحَوْض ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَنه كَانَ يحدث عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يرد على الْحَوْض رجالٌ من أَصْحَابِي، فيحلئون عَنهُ، فَأَقُول: يَا رب، أَصْحَابِي، فَيَقُول: إِنَّك لَا علم لَك بِمَا أَحْدَثُوا بعْدك، إِنَّهُم ارْتَدُّوا على أثارهم الْقَهْقَرَى ". وَأخرجه أَيْضا تَعْلِيقا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يرد عَليّ يَوْم الْقِيَامَة رهطٌ من أَصْحَابِي، فيجلون عَن الْحَوْض، فَأَقُول يَا رب، أَصْحَابِي، فَيَقُول: إِنَّه لَا علم لَك بِمَا أَحْدَثُوا بعْدك، إِنَّهُم ارْتَدُّوا على آثَارهم الْقَهْقَرِي ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فيجلون " قَالَ عقيل " فيحلئون ". وَقَالَ الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن عَليّ ابْن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَحَدِيث عقيل مُرْسل، هُوَ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي هُرَيْرَة، وَلم يُبينهُ. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَينا أَنا قَائِم إِذا زمرة، حَتَّى إِذا عرفتهم خرج رجل بيني وَبَيْنكُم، فَقَالَ: الحديث: 2434 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 هَلُمَّ، فَقلت: أَيْن؟ قَالَ إِلَى النَّار، وَالله. قلت: مَا شَأْنهمْ؟ قَالَ: إِنَّهُم ارْتَدُّوا بعْدك على أدبارهم الْقَهْقَرَى. ثمَّ إِذا زمرة حَتَّى إِذا عرفتهم خرج رجلٌ بيني وَبينهمْ فَقَالَ: هَلُمَّ. قلت: إِلَى أَيْن؟ قَالَ: إِلَى النَّار، قلت: مَا شَأْنهمْ! قَالَ: إِنَّهُم ارْتَدُّوا على أدبارهم، فَلَا أرَاهُ يخلص إِلَّا مثل همل النعم ". 2435 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَيْنَمَا رجلٌ يمشي فِي حلةٍ تعجبه نَفسه، مرجلٌ جمته، إِذْ خسف الله بِهِ فَهُوَ يتجلجل بِهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِمثلِهِ. " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن آدم. وَفِي حَدِيث الرّبيع بن مُسلم: بَيْنَمَا رجلٌ يمشي قد أَعْجَبته جمته وبرداه، إِذْ خسفت بِهِ الأَرْض، فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض حَتَّى تقوم السَّاعَة ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... نَحْو حَدِيث قبله. وَرَوَاهُ سَالم عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجل يجر إزَاره، إِذْ خسف بِهِ، فَهُوَ يتجلجل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجلٌ يتبختر، يمشي فِي برديه، قد أَعْجَبته نَفسه، فَخسفَ الله بِهِ، فَهُوَ يتجلجل فِيهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". الحديث: 2435 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 وَمن حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن رجلا مِمَّن كَانَ قبلكُمْ تبختر فِي حلَّة ... " ثمَّ ذكر نَحوه. 2436 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أُتِي بِطَعَام سَأَلَ عَنهُ: أهدية أم صَدَقَة؟ " فَإِن قيل: صَدَقَة، قَالَ لأَصْحَابه: " كلوا " وَلم يَأْكُل، وَإِن قيل هَدِيَّة، ضرب بِيَدِهِ وَأكل مَعَهم. 2437 - السبعون بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سمى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَرْب خدعة. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن سهم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْحَرْب خدعة ". وللبخاري فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: هلك كسْرَى ثمَّ لَا يكون كسْرَى بعده، وَقَيْصَر ليهلكن ثمَّ لَا يكون قَيْصر بعده، ولتقسمن كنوزها فِي سَبِيل الله، وسمى الْحَرْب خدعة. وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث جَابر بن عبد الله: الْحَرْب خدعة " وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده. 2438 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " غزا نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء، فَقَالَ لقومة: لَا يَتبعني رجلٌ ملك بضع امرأةٍ وَهُوَ يُرِيد أَن يَبْنِي بهَا وَلما يبن بهَا، وَلَا أحدٌ بني بُيُوتًا وَلم يرفع سقوفها، وَلَا أحد اشْترى غنما أَو خلفات وَهُوَ ينْتَظر ولادها، فغزا، فَدَنَا من الْقرْيَة صَلَاة الْعَصْر الحديث: 2436 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 أَو قَرِيبا من ذَلِك، فَقَالَ للشمس: إِنَّك مأمورة وَأَنا مَأْمُور، اللَّهُمَّ احبسها علينا، فحبست حَتَّى فتح الله عَلَيْهِ، فَجمع الْغَنَائِم، فَجَاءَت - يَعْنِي النَّار - لتأكلها فَلم تطعمها، فَقَالَ: إِن فِيكُم غلولاً، فليبايعني من كل قَبيلَة رجل، فلزقت يَد رجل بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُم الْغلُول، فلتبايعني قبيلتك. فلزقت يَد رجلَيْنِ أَو ثَلَاثَة بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُم الْغلُول، فَجَاءُوا بِرَأْس مثل رَأس بقرة من الذَّهَب، فوضعها فَجَاءَت النَّار فَأَكَلتهَا " زَاد فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق: " فَلم تحل الْغَنَائِم لأحد قبلنَا ثمَّ أحل الله لنا الْغَنَائِم، رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا ". 2439 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قيل لبني إِسْرَائِيل: ادخُلُوا الْبَاب سجدا وَقُولُوا حطةٌ نغفر لكم، فبدلوا، فَدَخَلُوا الْبَاب يزحفون على أستاهم، وَقَالُوا: حَبَّة فِي شعره ". 2440 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَانَت بَنو إِسْرَائِيل يغتسلون عُرَاة، وَينظر بَعضهم إِلَى سواة بعض، وَكَانَ مُوسَى يغْتَسل وَحده، فَقَالُوا: وَالله مَا يمْنَع مُوسَى أَن يغْتَسل مَعنا إِلَّا أَنه آدر، قَالَ: فَذهب مرّة يغْتَسل، فَوضع ثَوْبه على حجر، ففر الْحجر بِثَوْبِهِ، قَالَ: فَجمع مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام بإثره يَقُول: ثوبي حجرٌ، ثوبي حجرٌ، حَتَّى نظرت بَنو إِسْرَائِيل إِلَى سوأة مُوسَى فَقَالُوا: وَالله مَا بمُوسَى من بأسٍ، فَقَامَ الْحجر حَتَّى نظر إِلَيْهِ، قَالَ: فَأخذ ثَوْبه، فَطَفِقَ بِالْحجرِ ضربا " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَالله إِن بِالْحجرِ سِتَّة أَو سَبْعَة، ضرب مُوسَى بِالْحجرِ. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين وَالْحسن وخلاس بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن مُوسَى كَانَ رجلا حيياً ستيراً، لَا يرى من الحديث: 2439 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 جلده شيءٌ استحياء مِنْهُ، فآذاه من آذاه من بني إِسْرَائِيل، فَقَالُوا: مَا يسْتَتر هَذَا التستر إِلَّا من عيب بجلده: إِمَّا برصٌ، وَإِمَّا أدرة، وَإِمَّا آفَة، وَإِن الله أَرَادَ أَن يُبرئهُ مِمَّا قَالُوا لمُوسَى، فَخَلا يَوْمًا وَحده، فَوضع ثِيَابه على الْحجر ثمَّ اغْتسل، فَلَمَّا فرغ أقبل إِلَى ثِيَابه ليأخذها، وَإِن الْحجر عدا بِثَوْبِهِ، فَأخذ مُوسَى عَصَاهُ وَطلب الْحجر، فَجعل يَقُول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حَتَّى انْتهى إِلَى مَلأ من بني إِسْرَائِيل، فرأوه عُريَانا أحسن مَا خلق الله، وأبرأه الله مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ الْحجر، فَأخذ بِثَوْبِهِ فلبسه، فَطَفِقَ بِالْحجرِ ضربا بعصاه، فوَاللَّه إِن بِالْحجرِ لندباً من أثر ضربه ثَلَاثًا أَو أَرْبعا أَو خمْسا، فَذَلِك قَوْله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى فبرأه الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْد الله وجيها} [الْأَحْزَاب] . وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام رجلا حيياً قَالَ: فَكَانَ لَا يرى متجرداً، قَالَ: فَقَالَت بَنو إِسْرَائِيل: إِنَّه آدر، قَالَ: فاغتسل عِنْد مويهٍ، فَوضع ثَوْبه على حجر، فَانْطَلق الْحجر يسْعَى، وَاتبعهُ بعصاه يضْربهُ: ثوبي حجرٌ، ثوبي حجرٌ، حَتَّى وقف على مَلأ من بني إِسْرَائِيل، وَنزلت: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى فبرأه الله مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْد الله وجيها} . وَقَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه: وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الْأَشْعَث عَن بزيد بن زُرَيْع، وَرَوَاهُ أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي عَن يزِيد بِطُولِهِ إِلَى قَوْله: حَتَّى وقف على مَلأ من بني إِسْرَائِيل " ثمَّ قَالَ يزِيد: وَحدثنَا الْكَلْبِيّ قَالَ: فَنزلت: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِين آذوا مُوسَى} الْآيَة. فَبين أَن ذكر الْآيَة من قَول الْكَلْبِيّ لَا من الحَدِيث. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 2441 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَلَا تختلفوا عَلَيْهِ، فَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: رَبنَا لَك لحمد، وَإِذا سجد. فاسجدوا، وَإِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ، وَأقِيمُوا الصَّفّ فِي الصَّلَاة، فَإِن إِقَامَة الصَّفّ من حسن الصَّلَاة. " هَذَا لفظ البُخَارِيّ، وانْتهى حَدِيث مُسلم إِلَى قَوْله: " فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ: وَلم يذكر مَا بعده. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَلَا تختلفوا عَلَيْهِ، فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، وَإِذا صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا أَجْمَعُونَ ". وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوه، وَزَاد " وَإِذا سجد فاسجدوا ". وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث فِي تَرْجَمَة شُعَيْب بن أبي حَمْزَة فِيمَا عندنَا من كِتَابه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَلَا تختلفوا عَلَيْهِ، فَإِذا كبر فكبروا. . " فَذكر نَحوه إِلَّا قَوْله: " فصلوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " وَفِيه: " فَقولُوا اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ". وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعلمنَا يَقُول: لَا تبَادرُوا الإِمَام، إِذا كبر فكبروا، وَإِذا قَالَ {وَلَا الضَّالّين} الحديث: 2441 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 فَقولُوا: آمين، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد ". وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ وَلم يذكر قَوْله: " وَإِذا قَالَ {وَلَا الضَّالّين} فَقولُوا آمين " وَزَاد: " وَلَا تَرفعُوا قبله ". وَمن حَدِيث حَيْوَة بن شُرَيْح عَن أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِذا كبر فكبروا، وَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا قَالَ: سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، وَإِذا صلى قَائِما فصلوا قيَاما، وَإِن صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا أَجْمَعُونَ ". وَمن حَدِيث أبي عَلْقَمَة الْهَاشِمِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّمَا الإِمَام جنَّة، فَإِذا صلى قَاعِدا فصلوا قعُودا، وَإِذا قَالَ سمع الله لمن حَمده، فَقولُوا: اللَّهُمَّ رَبنَا لَك الْحَمد، فَإِذا وَافق قَول أهل الأَرْض قَول أهل السَّمَاء غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه ". 2442 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أنفقت الْمَرْأَة من كسب زَوجهَا من غير أمره فَلهُ نصف أجره ". وَأول حَدِيث مُسلم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا لَا تصم الْمَرْأَة وبعلها شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأذن فِي بَيته وَهُوَ شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أنفقت من كَسبه من غير أمره فَإِن نصف أجره لَهُ ". الحديث: 2442 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يحل للْمَرْأَة أَن تَصُوم وَزوجهَا شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَلَا تَأذن فِي بَيته إِلَّا بِإِذْنِهِ، وَمَا أنفقت من نَفَقَة من غير إِذْنه فَإِنَّهُ يُؤدى إِلَيْهِ شطره " قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَاد أَيْضا عَن مُوسَى بن أبي عُثْمَان عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّوْم. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود: وَلَيْسَ بالهندي: يَعْنِي أَن أَبَا عُثْمَان وَالِد مُوسَى هَذَا لَيْسَ بِأبي عُثْمَان الْهِنْدِيّ. وَقد أخرج البُخَارِيّ طرفا من زِيَادَة مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تصم الْمَرْأَة وبعلها شاهدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ لم يزدْ. وَجعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ، وَنسي حَدِيث مُسلم الَّذِي ذَكرْنَاهُ: هَذَا الحَدِيث - وَالله أعلم - كَقَوْلِه عَلَيْهِ السَّلَام فِي الحَدِيث الآخر: إِذا أنفقت الْمَرْأَة عَن طَعَام بَيتهَا غير مفسدةٍ كَانَ لَهَا أجرهَا بِمَا أنفقت ولزوجها بِمَا كسب " وللبخاري مثل ذَلِك. وَفِي حَدِيث عُمَيْر مولى آبي اللَّحْم فِي صدقته من مَال مَوْلَاهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْأجر بَيْنكُمَا نِصْفَانِ ". 2443 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كل سلامى من النَّاس عَلَيْهِ صَدَقَة فِي كل يَوْم تطلع فِيهِ الشَّمْس ". قَالَ: " تعدل بَين الْإِثْنَيْنِ صَدَقَة، وَتعين الرجل فِي دَابَّته فتحمله عَلَيْهَا أَو ترفع لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعه صَدَقَة، والكلمة الطّيبَة صَدَقَة، وَبِكُل خطْوَة تمشيها إِلَى الصَّلَاة صَدَقَة، وتميط الْأَذَى عَن الطَّرِيق صَدَقَة ". الحديث: 2443 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 2444 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خلق الله آدم وَطوله سِتُّونَ ذِرَاعا، ثمَّ قَالَ: اذْهَبْ فَسلم على أُولَئِكَ الْمَلَائِكَة فاستمع مَا يحيونك فَإِنَّهَا تحيتك وتحية ذريتك. فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْكُم، فَقَالُوا: السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله، فَزَاد هُوَ وَرَحْمَة الله، فَكل من يدْخل الْجنَّة على صُورَة آدم، فَسلم يزل الْخلق ينقص حَتَّى الْآن " قَالَ فِي رِوَايَة يحيى بن جَعْفَر وَمُحَمّد بن رَافع: على صورته ". 2445 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رأى عِيسَى بن مَرْيَم رجلا يسرق، فَقَالَ: أسرقت؟ فَقَالَ: كلا، وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ. فَقَالَ: " آمَنت بِاللَّه وكذبت عَيْني " وَفِي حَدِيث معمر: " وكذبت نَفسِي ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2446 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اشْترى رجلٌ من رجلٍ عقارا، فَوجدَ الَّذِي اشْترى الْعقار فِي عقاره جرةً فِيهَا ذهبٌ، فَقَالَ لَهُ الَّذِي اشْترى الْعقار: خُذ ذهبك مني، إِنَّمَا اشْتريت مِنْك الأَرْض وَلم أشتر الذَّهَب. وَقَالَ الَّذِي لَهُ الأَرْض: إِنَّمَا بِعْتُك الأَرْض وَمَا فِيهَا. فتحاكما إِلَى رجل، فَقَالَ الَّذِي تحاكما إِلَيْهِ: ألكما ولدٌ؟ فَقَالَ أَحدهمَا: لي غُلَام، وَقَالَ الآخر: لي جَارِيَة. قَالَ: أنكحا الْغُلَام الْجَارِيَة، وأنفقوا على أَنفسهمَا مِنْهُ وتصدقا ". الحديث: 2444 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 2447 - الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان، فَيكون بَينهمَا مقتلةٌ عَظِيمَة دعواهما وَاحِدَة، وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يبْعَث دجالون كذابون قَرِيبا من ثَلَاثِينَ، كلهم يزْعم أَنه رَسُول الله. " فِي حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع نَحوه، غير أَنه قَالَ: " حَتَّى ينبعث ". وَأخرجه البُخَارِيّ فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان دعواهما وَاحِدَة ". وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان دعواهما وَاحِدَة ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي جملَة أَطْرَاف كَثِيرَة من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بَينهمَا مفتلةٌ عَظِيمَة، دعواهما وَاحِدَة، وَحَتَّى يبْعَث دجالون كذابون قريبٌ من ثَلَاثِينَ، كلهم يزْعم أَنه رَسُول الله، وَحَتَّى يقبض الْعلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزَّمَان، وَتظهر الْفِتَن، وَيكثر الْهَرج: وَهُوَ الْقَتْل، وَحَتَّى يكثر فِيكُم المَال فيفيض حَتَّى يهم رب المَال من يقبض صدقته، وَحَتَّى يعرضه، فَيَقُول الَّذِي يعرض عَلَيْهِ: لَا أرب لي فِيهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَل النَّاس فِي الْبُنيان، وَحَتَّى يمر الرجل بِقَبْر الرجل فَيَقُول: يَا لَيْتَني مَكَانَهُ، وَحَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا، فَإِذا طلعت من مغْرِبهَا وَرَآهَا النَّاس آمنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِك حِين لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد نشر الرّجلَانِ ثوبهما بَينهمَا فَلَا يتبايعانه وَلَا يطويانه. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد انْصَرف الرجل بِلَبن لقحته فَلَا تطعمه. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَهُوَ يليط حَوْضه فَلَا يسْقِي فِيهِ. وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَة وَقد رفع الحديث: 2447 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 أَكلته إِلَى فِيهِ فَلَا يطْعمهَا ". وَقد أخرج طرفا مِنْهُ فِي " الاسْتِسْقَاء " و " الزَّكَاة " و " الرقَاق ". وَأخرج مُسلم أَيْضا بَعْضًا من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ قَالَ: تقوم السَّاعَة وَالرجل يحلب اللقحة فَلَا يصل الْإِنَاء إِلَى فِيهِ، حَتَّى تقوم وَالرجلَانِ يتبايعان الثَّوْب، فَمَا يتبايعانه حَتَّى يقوم الرجل يلوط حَوْضه، فَمَا يصدر حَتَّى تقوم ". 2448 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اشْتَدَّ غضب الله على قومٍ فعلوا بِنَبِيِّهِ - يُشِير إِلَى رباعيته - اشْتَدَّ غضب الله على رجلٍ يقْتله رَسُول الله فِي سَبِيل الله ". 2449 - الثَّانِي الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تَحَاجَّتْ الْجنَّة وَالنَّار، فَقَالَت النَّار: أُوثِرت بالمتجبرين والمتكبرين، وَقَالَت الْجنَّة: فَمَا لي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ " زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد ابْن رَافع: " وغرتهم. فَقَالَ الله عز وَجل للجنة: أَنْت رَحْمَتي أرْحم بك من أَشَاء من عبَادي. وَقَالَ للنار: إِنَّمَا أَنْت عَذَابي أعذب بك من أَشَاء من عبَادي، وَلكُل واحدةٍ مِنْهُمَا ملؤُهَا. فَأَما النَّار فَلَا تمتلئ حَتَّى يضع رجله - وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن رَافع: حَتَّى يضع الله تبَارك وَتَعَالَى رجله - فَتَقول: قطّ قطّ قطّ، فهنالك تمتلئ، ويزوى بَعْضهَا إِلَى بعض، وَلَا يظلم الله من خلقَة أحدا، وَأما الْجنَّة فَإِن الله ينشئ لَهَا خلقا ". الحديث: 2448 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اختصمت الْجنَّة وَالنَّار، فَقَالَت الْجنَّة: يَا رب، مَالهَا لَا يدخلهَا إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ. وَقَالَت النَّار ... . فَقَالَ للجنة: أَنْت رَحْمَتي، وَقَالَ للنار: أَنْت عَذَابي أُصِيب بك من أَشَاء، وَلكُل وَاحِدَة مِنْهُمَا ملؤُهَا. قَالَ: فَأَما الْجنَّة فَإِن الله لَا يظلم من خلقه أحدا، وَإنَّهُ ينشئ للنار من يَشَاء، فيلقون فِيهَا فَتَقول: هَل من مزِيد؟ حَتَّى يضع قدمه فِيهَا، فتمتلئ ويزوى بَعْضهَا إِلَى بعض وَتقول: قطّ قطّ قطّ ". وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا مِنْهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة وَرَفعه وَكَانَ كثيرا مَا يقفه أَبُو سُفْيَان الْحِمْيَرِي أحد رُوَاته قَالَ: يُقَال لِجَهَنَّم: هَل امْتَلَأت؟ وَتقول: هَل من مزِيد؟ فَيَضَع الرب قدمه عَلَيْهَا فَتَقول: قطّ قطّ ". وَأخرجه مُسلم بِنَحْوِ حَدِيث همام من حَدِيث سُفْيَان وورقاء عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة. وانْتهى حَدِيث سُفْيَان إِلَى قَوْله: وَلكُل واحدةٍ مِنْهُمَا ملؤُهَا " وَقَالَ فِي رِوَايَة وَرْقَاء: " فَمَالِي لَا يدخلني إِلَّا ضعفاء النَّاس وَسَقَطهمْ وعجزهم " وَفِي آخِره: " وَأما النَّار فَلَا تمتلئ، فَيَضَع قدمه عَلَيْهَا، فهنالك تمتلئ ويزوى بَعْضهَا إِلَى بعض " لم يزدْ. وَأخرجه مُسلم أَيْضا بعد حَدِيث وَرْقَاء من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: احتجت الْجنَّة وَالنَّار " ثمَّ قَالَ مُسلم: واقتص الحَدِيث بِمَعْنى حَدِيث أبي الزِّنَاد. 2450 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْعين حقٌّ " وَنهى عَن الوشم، كَذَا فِي حَدِيث البُخَارِيّ. وَلَيْسَ عِنْد مُسلم فِيهِ ذكر النَّهْي عَن الوشم، وَقد انْفَرد البُخَارِيّ بِهِ من هَذَا الْوَجْه. الحديث: 2450 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 وَأخرجه أَيْضا البُخَارِيّ من حَدِيث أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَتَى عمر بِامْرَأَة تشم، فَقَالَ أنْشدكُمْ بِاللَّه، من سمع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الوشم؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقُمْت فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أَنا سَمِعت. قَالَ: مَا سَمِعت؟ قلت: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تشمن وَلَا تستوشمن ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لعن الله الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة، والواشمة والمستوشمة ". 2451 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة " وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " وَالله لَئِن يلج أحدكُم بِيَمِينِهِ فِي أَهله آثم لَهُ عِنْد الله من أَن يُعْطي كَفَّارَته الَّتِي افْترض الله عَلَيْهِ ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من استلج فِي أَهله بِيَمِين فَهُوَ أعظم لَهُ، ليبر " يَعْنِي الْكَفَّارَة. 2452 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يشر أحدكُم إِلَى أَخِيه بِالسِّلَاحِ، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَان ينزغ فِي يَده فَيَقَع فِي حُفْرَة من النَّار ". وَقد أخرج مُسلم فِي تَعْظِيم الْإِشَارَة بالحديدة من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أَشَارَ إِلَى أَخِيه بحديدة فَإِن الْمَلَائِكَة تلعنه حَتَّى وَإِن كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأمه ". الحديث: 2451 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 2453 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: لَا يقل أحدكُم: أطْعم رَبك، وضئ رَبك، اسْقِ رَبك، وَليقل: سَيِّدي، مولَايَ. وَلَا يقل أحدكُم عَبدِي، أمتِي، وَليقل: فَتَاي وَفَتَاتِي وَغُلَامِي ". وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن مُحَمَّد بن رَافع: " وَلَا يقل أحدكُم رَبِّي، وَليقل: سَيِّدي ومولاي ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يَقُولَن أحدكُم عَبدِي، فكلكم عبيدٌ، وَلَا يقل العَبْد رَبِّي، وَلَكِن ليقل: سَيِّدي " زَاد فِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة: " فَإِن مولاكم الله ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يَقُولَن أحدكُم: عَبدِي وَأمتِي، كلكُمْ عبيد الله، وكل نِسَائِكُم إِمَاء الله، وَلَكِن ليقل غلامي وجاريتي، وفتاي وَفَتَاتِي ". 2454 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل لم يخنز اللَّحْم، وَلَوْلَا حَوَّاء لم تخن أُنْثَى زَوجهَا ". جعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد البُخَارِيّ وهما مِنْهُ، لِأَن مُسلما أخرجه فِي كتاب " النِّكَاح " من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل لم يخْبث الطَّعَام، وَلم يخنز اللَّحْم، وَلَوْلَا حَوَّاء لم تخن أُنْثَى زَوجهَا الدَّهْر ". الحديث: 2453 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي يُونُس مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَوْلَا حَوَّاء لم تخن أُنْثَى زَوجهَا الدَّهْر ". 2455 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا ينظر الله يَوْم الْقِيَامَة إِلَى من جر إزَاره بطراً ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة أَنه رأى رجلا يجر إزَاره، فَجعل يضْرب بِرجلِهِ الأَرْض وَهُوَ يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله لَا ينظر إِلَى من يجر إزَاره بطراً ". 2456 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من ذَلِك عَن أبي عبيد سعد بن عبيد مولى ابْن أَزْهَر. وَيُقَال مولى عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يتَمَنَّى أحدكُم الْمَوْت، إِمَّا محسناً فَلَعَلَّهُ يزْدَاد، وَإِمَّا مسيئاً فَلَعَلَّهُ يستعتب " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي عبيد عَن أبي هُرَيْرَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله قَالَ: لَا يتَمَنَّى أحدكُم الْمَوْت، وَلَا يدع بِهِ من قبل أَن يَأْتِيهِ: إِنَّه إِذا مَاتَ انْقَطع أمله، وَإنَّهُ لَا يزِيد الْمُؤمن عمره إِلَّا خيرا ". 2457 - التِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من ذَلِك عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة سنةٍ، واقرءوا إِن شِئْتُم: {وظل مَمْدُود} [الْوَاقِعَة]- وَلَقَاب قَوس أحدكُم فِي الْجنَّة خيرٌ مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس أَو تغرب ". الحديث: 2455 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن فليح عَن أَبِيه عَن هِلَال بن عَليّ عَن ابْن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَقَاب قوسٍ فِي الْجنَّة خيرٌ مِمَّا تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس وتغرب. " وَقَالَ: " لغدوةٌ أَو رَوْحَة فِي سَبِيل الله خير مِمَّا تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس أَو تغرب " لم يزدْ. كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة. وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن فِي الْجنَّة شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة عامٍ لَا يقطعهَا، واقرءوا إِنَّه شِئْتُم: {وظل مَمْدُود} ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن فِي الْجنَّة لشَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها مائَة سنة ". وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ، وَزَاد: " لَا يقطعهَا ". وَقد أخرج مُسلم ذكر الغدوة والروحة فِي حَدِيث ليحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن ذكْوَان أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَفِي آخِره: ولروحة فِي سَبِيل الله أَو غدْوَة خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ". 2458 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: من ذَلِك: " أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قَاتل أحدكُم فليتجنب الْوَجْه ". وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. الحديث: 2458 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا قَاتل أحدكُم أَخَاهُ فليجتنب الْوَجْه ". وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد وَقَالَ: إِذا ضرب أحدكُم ". وَمن حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا قَاتل أحدكُم فليتق الْوَجْه ". وَمن حَدِيث أبي أَيُّوب يحيى بن مَالك المراغي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا قَاتل أحدكُم أَخَاهُ فَلَا يلطمن الْوَجْه " وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن حَاتِم فِيهِ قَالَ: " إِذا قَاتل أحدكُم أَخَاهُ فليجتنب الْوَجْه، فَإِن الله خلق آدم على صورته ". وَلَيْسَ ليحيى بن مَالك عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره. 2459 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْل بن عَمْرو إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن دوساً قد هَلَكت، عَصَتْ وأبت، فَادع الله عَلَيْهَا. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اهد دوساً وأت بهم ". وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد بِنَحْوِهِ، وَفِيه: فَظن النَّاس أَنه يَدْعُو عَلَيْهِم، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اهد دوساً، وأت بهم ". وَمن حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ: قدم الطُّفَيْل وَأَصْحَابه. . فَذكر نَحوه، وَفِيه: فَقيل: هَلَكت دوسٌ، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اهد دوساً وأت بهم ". الحديث: 2459 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قدم الطُّفَيْل وَأَصْحَابه فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِن دوساً كفرت وأبت، فَادع الله عَلَيْهَا. فَقيل: هَلَكت دوس، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ اهد دوساً، وأت بهم ". 2460 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يضْحك الله إِلَى رجلَيْنِ يقتل أَحدهمَا الآخر يدخلَانِ الْجنَّة، يُقَاتل هَذَا فِي سَبِيل الله فَيقْتل، ثمَّ يَتُوب الله على الْقَاتِل فيستشهد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يضْحك الله إِلَى رجلَيْنِ يقتل أَحدهمَا الآخر، كِلَاهُمَا يدْخل الْجنَّة " قَالَ: يُقَاتل هَذَا فِي سَبِيل الله فيستشهد، ثمَّ يَتُوب الله على الْقَاتِل فَيسلم، فَيُقَاتل فِي سَبِيل الله فيستشهد ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يضْحك الله لِرجلَيْنِ يقتل أَحدهمَا الآخر، كِلَاهُمَا يدْخل الْجنَّة " قَالُوا: كَيفَ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " يقتل هَذَا فيلج الْجنَّة، ثمَّ يَتُوب الله على الآخر فيهديه إِلَى الْإِسْلَام، ثمَّ يُجَاهد فِي سَبِيل الله فيستشهد ". 2461 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْمُسلم يَأْكُل فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء " أخرجه البُخَارِيّ هَكَذَا، من حَدِيث مَالك مُخْتَصرا. الحديث: 2460 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رجلا كَانَ يَأْكُل أكلا كثيرا، فَأسلم، فَكَانَ يَأْكُل أكلا قَلِيلا، فَذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِن الْمُؤمن يَأْكُل فِي معى وَاحِد، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضافه ضيف وَهُوَ كَافِر، فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشَاة فحلبت، فَشرب حلابها، ثمَّ أُخْرَى فشربه، ثمَّ أُخْرَى فشربه، حَتَّى شرب حلاب سبع شياهٍ، ثمَّ إِنَّه أصبح فَأسلم، فَأمر لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِشَاة فَشرب حلابها، ثمَّ بِأُخْرَى فَلم يستتمها، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْمُؤمن يشرب فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يشرب فِي سَبْعَة أمعاء ". وَمن حَدِيث الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل أَحَادِيث قبله: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمُؤمن يَأْكُل فِي معى واحدٍ، وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء ". 2462 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يَقُولَن أحدكُم: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِن شِئْت، ليعزم الْمَسْأَلَة، فَإِنَّهُ لَا مكره لَهُ " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يقل أحدكُم: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، ارْحَمْنِي إِن شِئْت، ارزقني إِن شِئْت، وليعزم مَسْأَلته، إِنَّه يفعل مَا يَشَاء، لَا مكره لَهُ ". الحديث: 2462 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء بن ميناء عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا يَقُولَن أحدكُم: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِن شِئْت، ليعزم فِي الدُّعَاء، فَإِن الله صانع مَا شَاءَ، لَا مكره لَهُ ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن دَعَا أحدكُم فَلَا يقل: اللَّهُمَّ اغْفِر لي إِن شِئْت، وَلَكِن ليعزم وليعظم الرَّغْبَة، فَإِن الله لَا يتعاظمه شَيْء أعطَاهُ ". 2463 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا صلى أحدكُم للنَّاس فليخفف، فَإِن فيهم الضَّعِيف والسقيم وَالْكَبِير. وَإِذا صلى أحدكُم لنَفسِهِ فليطول مَا شَاءَ " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا صلى أحدكُم للنَّاس فليخفف، فَإِن فِي النَّاس الضَّعِيف والسقيم وَذَا الْحَاجة ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث عَن هِشَام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ، غير أَنه قَالَ بدل " السقيم ": " الْكَبِير ". وَمن حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا أم أحدكُم النَّاس فليخفف، فَإِن فيهم الصَّغِير وَالْكَبِير والضعيف وَالْمَرِيض، وَإِذا صلى أحدكُم وَحده فَليصل كَيفَ شَاءَ ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا قَامَ أحدكُم للنَّاس فليخفف الصَّلَاة، فَإِن فيهم الْكَبِير، وَفِيهِمْ الضَّعِيف، وَإِذا قَامَ وَحده فليطل صلَاته مَا شَاءَ ". الحديث: 2463 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 2464 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " نَاركُمْ جُزْء من سبعين جُزْءا من نَار جَهَنَّم " قيل: يَا رَسُول الله إِن كَانَت لكَافِيَة. قَالَ: " فضلت عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَة وَسِتِّينَ جُزْءا، كُلهنَّ مثل حرهَا " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نَاركُمْ الَّتِي يُوقد ابْن آدم جُزْء من سبعين جُزْءا من حر جَهَنَّم " قَالُوا: وَالله، إِن كَانَت لكَافِيَة يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإِنَّهَا فضلت عَلَيْهَا بِتِسْعَة وَسِتِّينَ جُزْءا، كلهَا مثل حرهَا ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِ حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد. 2465 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَوْلَا أَن أشق على أمتِي لامرتهم بِالسِّوَاكِ " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَوْلَا أَن أشق على أمتِي - أَو قَالَ على النَّاس - لأمرتهم بِالسِّوَاكِ مَعَ كل صَلَاة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَوْلَا أَن أشق على الْمُؤمنِينَ - وَفِي رِوَايَة زُهَيْر بن حَرْب: على أمتِي - لأمرتهم بِالسِّوَاكِ عِنْد كل صَلَاة ". الحديث: 2464 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 2466 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْمِائَتَيْنِ: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " حجبت النَّار بالشهوات، وحجبت الْجنَّة بالمكاره "، هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: حفت الْجنَّة بالمكاره، وحفت النَّار بالشهوات ". 2467 - الثلاثمائة: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ الْغنى عَن كَثْرَة الْعرض، وَلَكِن الْغنى غنى النَّفس " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن كَمَا ذكرنَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. 2468 - الأول بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يصل أحدكُم فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ على عَاتِقه مِنْهُ شَيْء " أخرجه البُخَارِيّ هَكَذَا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ غير أَنه قَالَ: " على عَاتِقيهِ ". 2469 - الثَّانِي بعد الثلاثمائة: أخرجَا جَمِيعًا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أحسن أحدكُم إِسْلَامه، فَكل حسنةٍ يعملها الحديث: 2466 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 تكْتب بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة ضعف، وكل سَيِّئَة يعملها تكْتب بِمِثْلِهَا حَتَّى يلقى الله ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَقُول الله عز وَجل: إِذا أَرَادَ عَبدِي أَن يعْمل سَيِّئَة فَلَا تكتبوها عَلَيْهِ حَتَّى يعملها فَإِن عَملهَا فاكتبوها بِمِثْلِهَا، وَإِن تَركهَا من أَجلي فاكتبوها لَهُ حَسَنَة. وَإِذا أَرَادَ أَن يعْمل حَسَنَة فَلم يعملها فاكتبوها لَهُ حَسَنَة، فَإِن عَملهَا فاكتبوها لَهُ بِعشر أَمْثَالهَا إِلَى سَبْعمِائة " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا هم عَبدِي بسيئة فَلَا تكتبوها عَلَيْهِ، فَإِن عَملهَا فاكتبوها سَيِّئَة، وَإِذا هم بحسنة فَلم يعملها فاكتبوها حَسَنَة، فَإِن عَملهَا فاكتبوها عشرا ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من هم بحسنة فَلم يعملها كتبت لَهُ حَسَنَة، وَمن هم بحسنة فعملها كتبت إِلَى سَبْعمِائة ضعفٍ، وَمن هم بسيئة فَلم يعملها لم تكْتب، وَإِن عَملهَا كتبت ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ الله عز وَجل: إِذا تحدث عَبدِي بِأَن يعْمل حَسَنَة فَأَنا أَكتبهَا لَهُ حَسَنَة مَا لم يعْمل، فَإِذا عَملهَا فَأَنا أَكتبهَا بِعشر أَمْثَالهَا، وَإِذا تحدث بِأَن يعْمل سَيِّئَة فَأَنا أغفرها لَهُ مَا لم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 يعملها، فَإِذا عَملهَا فَأَنا أَكتبهَا لَهُ بِمِثْلِهَا " وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَت الْمَلَائِكَة: رب، ذَاك عَبدك يُرِيد أَن يعْمل سَيِّئَة، وَهُوَ أبْصر بِهِ. فَقَالَ: ارقبوه، فَإِن عَملهَا فاكتبوها لَهُ بِمِثْلِهَا، وَإِن تَركهَا فاكتبوها لَهُ حَسَنَة، إِنَّمَا تَركهَا من جراي ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الْوَاحِد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ الله عز وَجل: إِذا هم عَبدِي بحسنةٍ فَلم يعملها كتبتها لَهُ حَسَنَة، وَإِن عَملهَا كتبتها عشر حَسَنَات إِلَى سَبْعمِائة ضعفٍ، وَإِن هم بسيئة وَلم يعملها لم أَكتبهَا عَلَيْهِ، فَإِن عَملهَا كتبتها سَيِّئَة وَاحِدَة ". 2470 - الثَّالِث بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " دَعونِي مَا تركتكم، إِنَّمَا أهلك من كَانَ قبلكُمْ سُؤَالهمْ وَاخْتِلَافهمْ على أَنْبِيَائهمْ، فَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَاجْتَنبُوهُ، وَإِذا أَمرتكُم بأمرٍ فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد. وَأخرجه مُسلم مُخْتَصرا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن سعيد وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَمعه يَقُول: مَا نَهَيْتُكُمْ عَنهُ فَاجْتَنبُوهُ، وَمَا أَمرتكُم بِهِ فافعلوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم، فَإِنَّمَا أهلك الَّذين من قبلكُمْ كَثْرَة مسائلهم وَاخْتِلَافهمْ على أَنْبِيَائهمْ ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث الْمُغيرَة الْحزَامِي وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، كِلَاهُمَا عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة، كلهم قَالَ: عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ذروني مَا تركتكم. . " وَفِي حَدِيث همام: " مَا تركْتُم فَإِنَّمَا هلك من قبلكُمْ. . " ثمَّ ذكرُوا نَحْو حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد، وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. كَذَا قَالَ مُسلم. الحديث: 2470 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 ثمَّ أخرج أَيْضا حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد بِطُولِهِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: خَطَبنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، قد فرض عَلَيْكُم الْحَج فحجوا " فَقَالَ رجل: كل عَام يَا رَسُول الله؟ فَسكت، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو قلت: نعم، لَوَجَبَتْ، وَلما اسْتَطَعْتُم " ثمَّ قَالَ: " ذروني مَا تركتكم، فَإِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ بِكَثْرَة سُؤَالهمْ وَاخْتِلَافهمْ على أَنْبِيَائهمْ، فَإِذا أَمرتكُم بشيءٍ فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم، وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَدَعوهُ ". 2471 - الرَّابِع عبد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يَأْتِي ابْن آدم النّذر بِشَيْء لم أكن قدرته، وَلَكِن يلقيه النّذر إِلَى الْقدر قد قدر لَهُ، فيستخرج الله بِهِ من الْبَخِيل، فيؤتي عَلَيْهِ مَا لم يكن يُؤْتِي من قبل " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من هَذَا الْوَجْه. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة مُخْتَصرا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يَأْتِي ابْن آدم النّذر بشيءٍ لم يكن قدرته لَهُ، وَلَكِن يلقيه النّذر وَقد قدرته لَهُ، يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي قَالَ: إِن النّذر لَا يقرب ابْن آدم شَيْئا لم يكن الله قدره لَهُ، وَلَكِن النّذر يُوَافق الْقدر، فَيخرج بذلك من الْبَخِيل مَا لم يكن الْبَخِيل يُرِيد أَن يخرج ". وَمن حَدِيث شُعْبَة عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه نهى عَن النّذر، وَقَالَ: " إِنَّه لَا يرد من الْقدر، وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ". الحديث: 2471 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تنذروا، فَإِن النّذر لَا يُغني من الْقدر شَيْئا، وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِهِ من الْبَخِيل ". 2472 - الْخَامِس بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ رجلٌ: لأتصدقن بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد سَارِق، فَأَصْبحُوا يتحدثون، تصدق على سَارِق، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد، لَا تصدقن بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد زانيةٍ، فَأَصْبحُوا يتحدثون: تصدق اللَّيْلَة على زَانِيَة، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَك الْحَمد على زَانِيَة. لأتصدقن بِصَدقَة، فَخرج بِصَدَقَتِهِ فوضعها فِي يَد غَنِي، فَأَصْبحُوا يتحدثون: تصدق على غَنِي، فَقَالَ اللَّهُمَّ لَك الْحَمد، على سَارِق، وعَلى زَانِيَة، وعَلى غَنِي. فَأتي فَقيل لَهُ: أما صدقتك على سَارِق فَلَعَلَّهُ أَن يستعف عَن سَرقته، وَأما الزَّانِيَة فلعلها تستعف عَن زنَاهَا، وَأما الْغَنِيّ فَلَعَلَّهُ يعْتَبر فينفق مِمَّا آتَاهُ الله " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من هَذَا الْوَجْه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ وَبِمَعْنَاهُ مَعَ تَقْدِيم وَتَأْخِير، وَفِي أَوله: لأتصدقن اللَّيْلَة بِصَدقَة. . " وَذكره. 2473 - السَّادِس بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله، يَقُول: " إِنَّمَا مثلي وَمثل النَّاس كَمثل رجل استوقد نَارا، فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حوله جعل الْفراش وهذي الدَّوَابّ الَّتِي تقع فِي النَّار تقع فِيهَا، فَجعل ينزعهن ويغلبنه، فيقتحمن فِيهَا وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ عَن النَّار وهم يقتحمون فِيهَا " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي كِتَابه. الحديث: 2472 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّمَا مثلي وَمثل أمتِي كَمثل رجلٍ استوقد نَارا، فَجعلت الدَّوَابّ والفراش يقعن فِيهِ، وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ وَأَنْتُم تقحمون فِيهِ ". وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد بِنَحْوِهِ. وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مثلي كَمثل رجلٍ استوقد نَارا، فَلَمَّا أَضَاءَت مَا حوله جعل الْفراش وَهَذِه الدَّوَابّ الَّتِي فِي النَّار يقعن فِيهَا، وَجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتمحن فِيهَا. قَالَ: فَذَلِك مثلي ومثلكم، وَأَنا آخذ بِحُجزِكُمْ عَن النَّار: هَلُمَّ عَن النَّار، هَلُمَّ عَن النَّار، فتغلبونني وتقحمون فِيهَا ". 2474 - السَّابِع بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " كَانَت امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابناهما، جَاءَ الذِّئْب فَذهب بِابْن إِحْدَاهمَا، فَقَالَت لصاحبتها: إِنَّمَا ذهب بابنك، وَقَالَت الْأُخْرَى: إِنَّمَا ذهب بابنك، فتحاكمتا إِلَى دَاوُد، فَقضى بِهِ للكبرى، فخرجتا على سُلَيْمَان بن دَاوُد فأخبرتاه، فَقَالَ: ائْتُونِي بالسكين أشقه بَينهمَا، فَقَالَت الصُّغْرَى: لَا تفعل رَحِمك الله - هُوَ ابْنهَا، فَقضى بِهِ للصغرى " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَالله إِن سَمِعت بالسكين إِلَّا يومئذٍ، مَا كُنَّا نقُول إِلَّا المدية. وَهَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من هَذِه الطَّرِيق. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُوسَى عَن عقبَة وورقاء وَمُحَمّد بن عجلَان - جَمِيعًا عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَلَيْسَ لمُحَمد بن عجلَان عَن أبي الزِّنَاد بِهَذَا الْإِسْنَاد غير هَذَا. الحديث: 2474 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 2475 - الثَّامِن بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله: أنْفق ينْفق عَلَيْك " " لم يزدْ. وَهَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ، وَزَاد فِي أَوله: نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة " وَفِيه وَقَالَ: " يَد الله ملأى، لَا يغيضها نَفَقَة، سحاء، اللَّيْل وَالنَّهَار ". وَقَالَ " أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَاء وَالْأَرْض، فَإِنَّهُ لم يغض مَا فِي يَده، وَكَانَ عَرْشه على المَاء، وَبِيَدِهِ الْمِيزَان يخْفض وَيرْفَع ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يَمِين الله ملأى لَا يغيضها نفقةٌ، سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض، فَإِنَّهُ لم ينقص مَا فِي يَمِينه، وعرشه على المَاء، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْفَيْض - أَو الْقَبْض - يرفع ويخفض ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: يَا ابْن آدم، أنْفق ينْفق عَلَيْك. . " وَقَالَ: " يَمِين الله سحاء، لَا يغيضها شَيْء اللَّيْل وَالنَّهَار ". وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الله قَالَ لي: أنْفق أنْفق عَلَيْك " وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَمِين الله ملأى، لَا يغيضها، سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَاء وَالْأَرْض، فَإِنَّهُ لم يغض مَا فِي يَمِينه " قَالَ: " وعرشه على المَاء، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْض، يرفع ويخفض ". الحديث: 2475 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 2476 - التَّاسِع بعد الثلاثمائة: عَن أبي عبد الله سلمَان الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا خير من ألف صَلَاة فِيمَا سواهُ إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ - رِوَايَة معمر عَنهُ - عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هرير ة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا خير من ألف صَلَاة فِي غَيره من الْمَسَاجِد إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة ببلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا أفضل من لِأَلف صلاةٍ فِيمَا سواهُ من الْمَسَاجِد إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام ". وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَأبي عبد الله الْأَغَر مولى الجهنيين وَكَانَ: أَصْحَاب أبي هُرَيْرَة - أَنَّهُمَا سمعا أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: صَلَاة فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل من ألف صَلَاة فِيمَا سواهُ من الْمَسَاجِد إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخر الْأَنْبِيَاء، وَإِن مَسْجده آخر الْمَسَاجِد. قَالَ أَبُو سَلمَة وَأَبُو عبد الله الْأَغَر: لم نشك أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يَقُول: عَن حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فمنعنا ذَلِك أَن نستثبت أَبَا هُرَيْرَة عَن ذَلِك الحَدِيث، حَتَّى إِذا توفّي أَبُو هُرَيْرَة تَذَاكرنَا ذَلِك، وتلاومنا أَلا نَكُون كلمنا أَبَا هُرَيْرَة فِي ذَلِك حَتَّى يسْندهُ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَانَ سَمعه مِنْهُ، فَبينا نَحن على ذَلِك جالسنا عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ، فَذَكرنَا ذَلِك الحَدِيث، وَالَّذِي فرطنا فِيهِ من نَص أبي هُرَيْرَة عَنهُ، فَقَالَ لنا عبد الله بن إِبْرَاهِيم: أشهد أَنِّي سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " فَإِنِّي آخر الْأَنْبِيَاء، وَإِن مَسْجِدي آخر الْمَسَاجِد ". وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد، هُوَ الْأنْصَارِيّ قَالَ: سَأَلت أَبَا صَالح: هَل سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يذكر فضل الصَّلَاة فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: لَا، وَلَكِن الحديث: 2476 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 أَخْبرنِي عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا خير من ألف صَلَاة - أَو كألف صَلَاة فِيمَا سواهُ من الْمَسَاجِد، إِلَّا أَن يكون الْمَسْجِد الْحَرَام ". 2477 - الْعَاشِر بعد الثلاثمائة: عَن نَافِع مولى ابْن عمر عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أحب الله العَبْد نَادَى جِبْرِيل: إِن الله يحب فلَانا فأحببه، فَيُحِبهُ جِبْرِيل، فينادي جِبْرِيل فِي أهل السَّمَاء: إِن الله يحب فلَانا فَأَحبُّوهُ، فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء، ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع مولى ابْن عمر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مَالك بن أنس وَيَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي وَعبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي والْعَلَاء بن الْمسيب وَجَرِير بن عبد الحميد، كلهم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله إِذا أحب عبدا دَعَا جِبْرِيل فَقَالَ: إِنِّي أحب فلَانا فَأَحبهُ، قَالَ: فَيُحِبهُ جِبْرِيل، ثمَّ يُنَادي فِي السَّمَاء فَيَقُول: إِن الله يحب فلَانا فَأَحبُّوهُ، فَيُحِبهُ أهل السَّمَاء. قَالَ: ثمَّ يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض. وَإِذا أبْغض عبدا دَعَا جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَيَقُول: إِنِّي أبْغض فلَانا فَأَبْغضهُ، قَالَ فَيبْغضهُ جِبْرِيل، ثمَّ يُنَادي فِي أهل السَّمَاء: إِن الله يبغض فلَانا فَأَبْغضُوهُ، ثمَّ تُوضَع لَهُ الْبغضَاء فِي الأَرْض " اللَّفْظ لجرير بن عبد الحميد، وَلم يذكر مُسلم بَينهم خلافًا، قَالَ: غير أَن حَدِيث الْعَلَاء بن الْمسيب لَيْسَ فِيهِ ذكر البغض. وَلَيْسَ للعلاء بن الْمسيب عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2477 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن أبي سَلمَة عَن سُهَيْل ابْن أبي صَالح قَالَ: كُنَّا بِعَرَفَة، فَمر عمر بن عبد الْعَزِيز وَهُوَ على الْمَوْسِم، فَقَامَ النَّاس ينظرُونَ إِلَيْهِ، فَقلت لأبي: يَا أَبَت، إِنِّي أرى الله يحب عمر بن عبد الْعَزِيز. قَالَ: وَمَا ذَاك؟ قلت: لما لَهُ من الْحبّ فِي قُلُوب النَّاس. قَالَ: بأبيك، إِنِّي سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ ذكر مثل حَدِيث جرير عَن سُهَيْل. وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. 2478 - الْحَادِي عشر بعد الثلاثمائة: عَن سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن لله مَلَائِكَة يطوفون فِي الطَّرِيق يَلْتَمِسُونَ أهل الذّكر، فَإِن وجدوا قوما يذكرُونَ الله تنادوا: هلموا إِلَى حَاجَتكُمْ، فيحفونهم بأجنحتهم إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا. قَالَ: فيسألهم رَبهم - وهم أعلم بهم: مَا يَقُول عبَادي؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. قَالَ: فَيَقُول: هَل رأوني؟ قَالَ: فَيَقُولُونَ: لَا، وَالله مَا رأوك، قَالَ: فَيَقُول: فَكيف لَو رأوني. قَالَ: يَقُولُونَ: لَو رأوك كَانُوا أَشد لَك عبَادَة، وَأَشد لَك تمجيداً، وَأكْثر لَك تسبيحاً. قَالَ: فَيَقُول: فَمَا يسْأَلُون؟ قَالَ: يَقُولُونَ: يَسْأَلُونَك الْجنَّة. قَالَ: يَقُول: وَهل رأوها. قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَالله يَا رب مَا رأوها. قَالَ: يَقُول: فَكيف لَو رأوها؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَو أَنهم رأوها كَانُوا أَشد عَلَيْهَا حرصاً، وَأَشد لَهَا طلبا، وَأعظم فِيهَا رَغْبَة. قَالَ: فمم يتعوذون؟ قَالَ: يتعوذون من النَّار. قَالَ: يَقُول: وَهل رأوها؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَا وَالله مَا رأوها. قَالَ: يَقُول: فَكيف لَو رأوها؟ قَالَ: يَقُولُونَ: لَو رأوها كَانُوا أَشد مِنْهَا فِرَارًا، وَأَشد لَهَا مَخَافَة. قَالَ: فَيَقُول: فأشهدكم أَنِّي قد غفرت لَهُم. قَالَ: يَقُول ملكٌ من الْمَلَائِكَة: فيهم فلَان، لَيْسَ مِنْهُم، إِنَّمَا جَاءَ لحَاجَة. قَالَ: هم الجلساء لَا يشقى جليسهم ". قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ الحديث: 2478 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 شُعْبَة عَن الْأَعْمَش وَلم يرفعهُ، وَرَفعه سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن لله تبَارك وَتَعَالَى مَلَائِكَة سيارة فضلا يتبعُون مجَالِس الذّكر، فَإِذا وجدوا مَجْلِسا فِيهِ ذكر قعدوا مَعَهم، وحف بَعضهم بَعْضًا بأجنحتهم حَتَّى كَانُوا بَينهم وَبَين السَّمَاء الدُّنْيَا، فَإِذا تفَرقُوا عرجوا وصعدوا إِلَى السَّمَاء. قَالَ: فيسألهم الله عز وَجل - وَهُوَ أعلم: من أَيْن جئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ جِئْنَا من عِنْد عبادٍ لَك فِي الأَرْض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك. قَالَ: وماذا يَسْأَلُونِي؟ قَالُوا: يَسْأَلُونَك جنتك. قَالَ: وَهل رَأَوْا جنتي؟ . قَالُوا: لَا، أَي رب. قَالَ: فَكيف لَو رَأَوْا جنتي؟ قَالُوا: ويستجيرونك. قَالَ: ومم يستجيرونني؟ قَالُوا: من نارك؟ قَالَ: وَهل رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: فَكيف لَو رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا: يستغفرونك. قَالَ: فَيَقُول: قد غفرت لَهُم، وأعطيتهم مَا سَأَلُوا، وأجرتهم مِمَّا استجاروا. قَالَ: يَقُولُونَ: رب فيهم فلَان، عبدٌ خطاء، إِنَّمَا مر فَجَلَسَ مَعَهم. قَالَ: فَيَقُول: وَله غفرت، هم الْقَوْم لَا يشقى بهم جليسهم ". 2479 - الثَّانِي عشر بعد الثلاثمائة: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْوَلَد للْفراش وللعاهر الْحجر " وَفِي حَدِيث مُسَدّد عَن يحيى: " الْوَلَد لصَاحب الْفراش " لم يزدْ. هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن ابْن الْمسيب، وَأبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْوَلَد للْفراش، وللعاهر الْحجر " هَكَذَا فِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن معمر. وَمن الروَاة من قَالَ: عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة. وَمِنْهُم من قَالَ: عَن سعيد أَو أبي سَلمَة، أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا عَن أبي هُرَيْرَة. الحديث: 2479 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 2480 - الثَّالِث عشر بعد الثلاثمائة: عَن عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا تشاجروا فِي الطَّرِيق بسبعة أَذْرع. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن الْحَارِث عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا اخْتلفت الطّرق جعل عرضه سَبْعَة أَذْرع ". وَعند أبي بكر البرقاني فِيهِ من هَذِه الرِّوَايَة: إِذا اخْتلف النَّاس فِي الطَّرِيق فَاجْعَلُوهُ على سَبْعَة أَذْرع ". وَلَيْسَ لعبد الله بن الْحَارِث عَن أبي هُرَيْرَة فِي صَحِيح مُسلم غَيره. وَلَيْسَ فِي كتاب البُخَارِيّ لَهُ عَن أبي هُرَيْرَة شَيْء. 2481 - الرَّابِع عشر بعد الثلاثمائة: عَن يحيى بن سعيد الأنصارى عَن سعيد ابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يعْقد الشَّيْطَان على رَأس قافية أحدكُم إِذا هُوَ نَام ثَلَاث عقد، يضْرب كل عقدَة مَكَانهَا: عَلَيْك ليلٌ طَوِيل فارقد، فَإِن اسْتَيْقَظَ فَذكر الله انْحَلَّت عقدَة، فَإِن تَوَضَّأ انْحَلَّت عقدَة، فَإِن صلى انْحَلَّت عقده كلهَا، فَأصْبح نشيطاً طيب النَّفس، وَإِلَّا أصبح خَبِيث النَّفس كسلان " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن سعيد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يعْقد الشَّيْطَان على قافية رَأس أحدكُم ثَلَاث عقد إِذا نَام، فَكل عقدَة يضْرب: عَلَيْك ليل طَوِيل، فَإِذا اسْتَيْقَظَ فَذكر الله انْحَلَّت عقدَة " وَذكر نَحوه. الحديث: 2480 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 وَلَيْسَ ليحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سعيد بن الْمسيب فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة عَن الصَّحِيح غير هَذَا. 2482 - الْخَامِس عشر بعد الثلاثمائة: عَن مَالك بن أنس عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا نظر أحدكُم إِلَى من فضل عَلَيْهِ فِي المَال والخلق فَلْينْظر إِلَى من هُوَ أَسْفَل مِنْهُ " هَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك. وَأخرجه مُسلم عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: انْظُرُوا إِلَى من أَسْفَل مِنْكُم، وَلَا تنظروا إِلَى من هُوَ فَوْقكُم، فَهُوَ أَجْدَر الا تَزْدَرُوا نعْمَة الله عَلَيْكُم ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا نظر أحدكُم إِلَى من فضل عَلَيْهِ فِي المَال والخلق، فَلْينْظر إِلَى من هُوَ أَسْفَل مِنْهُ مِمَّن فضل عَلَيْهِ ". 2483 - السَّادِس عشر بعد الثلاثمائة: عَن عبيد الله بن عتبَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو كَانَ لي مثل أحدٍ ذَهَبا لسرني أَلا تمر عَليّ ثَلَاث ليالٍ وَعِنْدِي مِنْهُ شَيْء، إِلَّا شيءٌ أرصده لدين ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَو كَانَ عِنْدِي أحدٌ ذَهَبا لأحببت أَلا تَأتي ثلاثٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار، لَيْسَ شَيْئا أرصده فِي دين عَليّ أجد من يقبله " كَذَا هُوَ عِنْد البُخَارِيّ فِي هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ. الحديث: 2482 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا يسرني أَن لي أحدا ذَهَبا، يَأْتِي عَليّ ثالثةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَار، إِلَّا دِينَار أرصده لدين عَليّ ". 2484 - السَّابِع عشر بعد الثلاثمائة: جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَة يأثر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا وَلَا تباغضوا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا، وَلَا يخْطب الرجل على خطْبَة أَخِيه حَتَّى ينْكح أَو يتْرك " كَذَا هُوَ عَن البُخَارِيّ من هَذَا الْوَجْه. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ". أغفله أَبُو مَسْعُود، وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي كتاب " الْأَدَب ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ. وَذكره أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه أَن البُخَارِيّ أخرجه فِي " الْأَدَب " من حَدِيث شُعَيْب ابْن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: إيَّاكُمْ وَالظَّن، وَلَا تَحَاسَدُوا. . " الحَدِيث، وَلم أجد ذَلِك فِي " الْأَدَب " إِلَّا من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ". الحديث: 2484 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 وَقد أخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إيَّاكُمْ وَالظَّن، فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث، وَلَا تحسسوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تنافسوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَكُونُوا - عباد الله إخْوَانًا " فَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَة مَالك، لَا من الْأَفْرَاد. وَأخرج بعضه أَيْضا من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تجسسوا، وَلَا تناجشوا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ". وَفِي حَدِيث شعبه عَن الْأَعْمَش: لَا تقاطعوا، وَلَا تدابروا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَكُونُوا إخْوَانًا كَمَا أَمركُم الله ". وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تهاجروا، وَلَا تدابروا، وَلَا تجسسوا، وَلَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ". وَمن حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَلَا تنافسوا، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا ". وَمن حَدِيث أبي سعيد مولى عبد الله بن عَامر بن كريز عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تناجشوا، وَلَا تباغضوا، وَلَا تدابروا، وَلَا يبع بَعْضكُم على بيع بعض، وَكُونُوا عباد الله إخْوَانًا، الْمُسلم أَخُو الْمُسلم، لَا يَظْلمه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 وَلَا يَخْذُلهُ، وَلَا يحقره، التَّقْوَى هَا هُنَا - وَيُشِير إِلَى صَدره ثَلَاث مَرَّات - بِحَسب امْرِئ من الشَّرّ أَن يحقر أَخَاهُ الْمُسلم، كل الْمُسلم على الْمُسلم حرَام: دَمه وَمَاله وَعرضه ". وَفِي حَدِيث أُسَامَة بن زيد عَن أبي سعيد نَحوه، وَزَاد وَنقص، وَمِمَّا زَاد فِيهِ: إِن الله لَا ينظر إِلَى أجسادكم وَلَا إِلَى صوركُمْ، وَلَكِن ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ " وَأَشَارَ بإصبعه إِلَى صَدره. وَقد أخرج مُسلم أَيْضا هَذَا الْفَصْل الْأَخير وَحده من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله لَا ينظر إِلَى صوركُمْ وَأَمْوَالكُمْ، وَلَكِن ينظر إِلَى قُلُوبكُمْ وَأَعْمَالكُمْ ". 2485 - الثَّامِن عشر بعد الثلاثمائة: أَخْرجَاهُ جَمِيعًا: فَأَما البُخَارِيّ فَأخْرجهُ تَعْلِيقا من حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة فِي عقب حَدِيث قبله: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَالله لَا يُؤمن، وَالله لَا يُؤمن، وَالله لَا يُؤمن " قيل: وَمن يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَأْمَن جَاره بوائقه ". وَأخرجه مُسلم بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يدْخل الْجنَّة من لَا يَأْمَن جَاره بوائقه ". 2486 - التَّاسِع عشر بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله عز وَجل: إِذا أحب عَبدِي لقائي أَحْبَبْت لقاءه، وَإِذا كره لقائي كرهت لقاءه وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك ابْن أنس. الحديث: 2485 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه ". وَلمُسلم فِيهِ زِيَادَة من حَدِيث شُرَيْح، هِيَ فِي مُسْند عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا. 2487 - الْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نعم المنيحة اللقحة منيحة وَالشَّاة الصفي تَغْدُو بِإِنَاء وَتَروح بِإِنَاء ". وَفِي أول حَدِيث عبد الله بن يُوسُف وَإِسْمَاعِيل: نعم الصَّدَقَة. . ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: نعم الصَّدَقَة اللقحة الصفي منحة، وَالشَّاة الصفي منحة تَغْدُو بِإِنَاء، وَتَروح بآخر " كَذَا عِنْد البُخَارِيّ فِي حَدِيث مَالك، وَفِي حَدِيث شُعَيْب كَمَا أوردنا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة يبلغ بِهِ قَالَ: أَلا رجل يمنح أهل بَيت نَاقَة تَغْدُو بعشاء وَتَروح بعشاء، إِن أجرهَا لعَظيم ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه نهى ... فَذكر خِصَالًا وَقَالَ: " من منح منحة غَدَتْ بِصَدقَة وراحت بِصَدقَة، صبوحها وغبوقها ". الحديث: 2487 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 حذف مُسلم من الحَدِيث خِصَال النهى. وَقد وَقع لنا الحَدِيث بِطُولِهِ، وَفِيه خِصَال النهى. وَأخرجه الإِمَام أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث عدي بن ثَابت عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى أَن يساوم الرجل على سوم أَخِيه، وَنهى أَن تتلقى الجلب، وَنهى أَن تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا، وَنهى أَن يمْنَع المَاء مَخَافَة أَن يرْعَى الكلا، وَنهى أَن يَبِيع حاضرٌ لباد. وَمن منح منحة غَدَتْ بِصَدقَة وراحت بِصَدقَة، صبوحها وغبوقها. زَاد بعض رُوَاته فِيهِ: وَنهى عَن التصرية، وَنهى عَن النجش. 2488 - الْحَادِي الْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِصَدقَة، فَقيل: منع ابْن جميل وخَالِد بن الْوَلِيد وعباس بن عبد الْمطلب، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا ينقم ابْن جميل إِلَّا أَنه كَانَ فَقِيرا فأغناه الله وَرَسُوله، وَأما خالدٌ فَإِنَّكُم تظْلمُونَ خَالِدا، قد احْتبسَ أدراعه وأعتده فِي سَبِيل الله، وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَهِيَ عَلَيْهِ صَدَقَة وَمثلهَا مَعهَا " قَالَ البُخَارِيّ: وَتَابعه ابْن أبي الزِّنَاد. يَعْنِي بِهَذَا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: " هِيَ عَليّ وَمثلهَا مَعهَا ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن جريج: حدثت عَن أبي الزِّنَاد يَعْنِي بِهَذَا الحَدِيث. كَذَا هُوَ عِنْد البُخَارِيّ، وَهَذَا آخر كَلَامه فِيهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي بشر وَرْقَاء بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عبد الله بن ذكْوَان عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 2488 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 عمر على الصَّدَقَة فَقيل: منع ابْن جميل وخَالِد بن الْوَلِيد وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا ينقم ابْن جميل إِلَّا أَنه كَانَ فَقِيرا فأغناه الله، وَأما خالدٌ فَإِنَّكُم تظْلمُونَ خَالِدا، قد احْتبسَ أدراعه وأعتاده فِي سَبِيل الله، وَأما الْعَبَّاس فَهِيَ عَليّ وَمثلهَا مَعهَا ". ثمَّ قَالَ: " يَا عمر، أما شَعرت أَن عَم الرجل صنو أَبِيه " قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لعمر زِيَادَة لمُسلم فِي فضل الْعَبَّاس حَسَنَة. 2489 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " نَحن الْآخرُونَ السَّابِقُونَ " وَقَالَ: " لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ يغْتَسل فِيهِ " كَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي كِتَابه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يبولن أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم، ثمَّ يغْتَسل مِنْهُ ". وَمن حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تبل فِي المَاء الَّذِي لَا يجْرِي ثمَّ تَغْتَسِل فِيهِ ". 2490 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تقاتلوا الْيَهُود، حَتَّى يَقُول الْحجر وَرَاءه الْيَهُودِيّ: يَا مُسلم، هَذَا يَهُودِيّ وراءي فاقتله " هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يُقَاتل الْمُسلمُونَ الْيَهُود، فيقتلهم الْمُسلمُونَ، حَتَّى يختبئ الْيَهُودِيّ من وَرَاء الْحجر وَالشَّجر، فَيَقُول الحديث: 2489 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 الْحجر أَو الشّجر: يَا عبد الله، هَذَا يهوديٌّ خَلْفي فاقتله، إِلَّا الْغَرْقَد، فَإِنَّهُ من شجر الْيَهُود ". وَأخرجه مُسلم مَعَ أَطْرَاف أخر من حَدِيث زَائِدَة بن قدامَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة - وَهُوَ مَذْكُور قبل هَذَا مَعَ حَدِيث " طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا ". 2491 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " دلَّنِي على عمل يعدل الْجِهَاد. قَالَ: " لَا أَجِدهُ " قَالَ: " هَل تَسْتَطِيع إِذا خرج الْمُجَاهِد أَن تدخل مسجدك فتقوم وَلَا تفتر، وتصوم وَلَا تفطر؟ " قَالَ: وَمن يَسْتَطِيع ذَلِك؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِن فرس الْمُجَاهِد ليستن فِي طوله، فتكتب لَهُ حسناتٍ. كَذَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي حُصَيْن. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة وَأبي عوَانَة وخَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ، كلهم عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا يعدل الْجِهَاد فِي سَبِيل الله؟ قَالَ: " لَا تستطيعونه " قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، كل ذَلِك يَقُول: " لَا تستطيعونه " قَالَ فِي الثَّالِثَة: " مثل الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله كَمثل الْقَائِم القانت بآيَات الله، لَا يفتر من صِيَام وَلَا صَلَاة حَتَّى يرجع الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله تَعَالَى ". قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَأخرجه مُسلم من حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك. وَلَيْسَ لأبي مُعَاوِيَة عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2491 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 2492 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الثلاثمائة: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وليأتين على أحدكُم زمانٌ، لِأَن يراني أحب لَهُ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَاله " أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يجمع أَحَادِيث، قد تقدم فِي الأول. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ. ليَأْتِيَن على أحدكُم يومٌ وَلَا يراني، ثمَّ لِأَن يراني أحب إِلَيْهِ من أَهله وَمَاله مَعَهم " تأولوه على أَنه نعى نَفسه إِلَيْهِم، وعرفهم، بِمَا يحدث لَهُم بعده من تمني لِقَائِه عِنْد فقدهم مَا كَانُوا يشاهدون من بركاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 2492 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 أَفْرَاد البُخَارِيّ 2493 - الحَدِيث الأول: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لم يبْق من النُّبُوَّة إِلَّا الْمُبَشِّرَات " قَالُوا: وَمَا الْمُبَشِّرَات؟ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَة ". 2494 - الثَّانِي: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى فِيمَن زنى وَلم يحصن بِنَفْي عامٍ وَإِقَامَة الْحَد عَلَيْهِ. 2495 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو تعلمُونَ مَا أعلم لضحكتم قَلِيلا ولبكيتم كثيرا ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَو تعلمُونَ مَا أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قَلِيلا ". 2496 - الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى، وابدأ بِمن تعول ". وَأخرجه أَيْضا بِزِيَادَة من حَدِيث عُرْوَة بن الزبير عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الْيَد الْعليا خيرٌ من الْيَد السُّفْلى، وابدأ بِمن تعول، وَخير الصَّدَقَة عَن ظهر غنى، وَمن يستعفف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله ". وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا مَعَ زِيَادَة أُخْرَى من حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي صَالح قَالَ: حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أفضل الصَّدَقَة مَا ترك غنى، وَالْيَد الْعليا خيرٌ من الْيَد السُّفْلى، وابدأ بِمن تعول " تَقول الْمَرْأَة: إِمَّا تطعمني وَإِمَّا تُطَلِّقنِي. وَيَقُول العَبْد: أَطْعمنِي واستعملني. وَيَقُول الابْن: أَطْعمنِي، إِلَى من الحديث: 2493 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 تَكِلنِي. قَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَة، سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: لَا، هَذَا من كيس أبي هُرَيْرَة. 2497 - الْخَامِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي رجلٌ شابٌّ، وَأَنا أَخَاف على نَفسِي الْعَنَت، وَلَا أجد مَا أَتزوّج بِهِ النِّسَاء - كَأَنَّهُ يَسْتَأْذِنهُ فِي الاختصاء - قَالَ: فَسكت عني. ثمَّ قلت مثل ذَلِك فَسكت عني. ثمَّ قلت مثل ذَلِك فَسكت عني. ثمَّ قلت مثل ذَلِك، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَبَا هُرَيْرَة، جف الْقَلَم بِمَا هُوَ كائنٌ فاختص على ذَلِك أَو ذَر ". 2498 - السَّادِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " وَالله إِنِّي لأستغفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ فِي الْيَوْم أَكثر من سبعين مرّة ". 2499 - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّلَاة وقمنا مَعَه، فَقَالَ أَعْرَابِي: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي ومحمداً، وَلَا ترحم مَعنا أحدا. فَلَمَّا سلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لقد تحجرت وَاسِعًا " يُرِيد رَحْمَة الله. 2500 - الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ تَعْلِيقا عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا بعث الله من نَبِي وَلَا اسْتخْلف من خليفةٍ إِلَّا كَانَت لَهُ بطانتان: بطانةٌ تَأمره بِالْمَعْرُوفِ وتحضه عَلَيْهِ، وبطانةٌ تَأمره بِالشَّرِّ وتحضه عَلَيْهِ، والمعصوم من عصم الله ". وَمِنْهُم من رَوَاهُ عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده. وَعَن أبي سَلمَة عَن أبي أَيُّوب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 2497 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 2501 - التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يقبض الله الأَرْض، ويطوي السَّمَوَات بِيَمِينِهِ، ثمَّ يَقُول: أَنا الْملك، أَيْن مُلُوك الأَرْض؟ ". 2502 - الْعَاشِر: عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَجُل قد شرب، قَالَ " اضْرِبُوهُ " قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فمنا الضَّارِب بِيَدِهِ، والضارب بنعله، والضارب بِثَوْبِهِ. فَلَمَّا انْصَرف قَالَ بعض الْقَوْم: أخزاك الله. قَالَ: " لَا تَقولُوا هَكَذَا، لَا تعينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَان ". 2503 - الْحَادِي عشر: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ أهل الْكتاب يقرءُون التَّوْرَاة بالعبرانية ويفسرونها بِالْعَرَبِيَّةِ لأهل الْإِسْلَام، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تصدقوا أهل الْكتاب وَلَا تكذبوهم، وَقُولُوا: {آمنا بِاللَّه وَمَا أنزل إِلَيْنَا} الْآيَة [الْبَقَرَة] . 2504 - الثَّانِي عشر: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قَالَ الرجل لِأَخِيهِ: يَا كَافِر، فقد بَاء بِهِ أَحدهمَا " قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عِكْرِمَة بن عمار عَن يحيى يَعْنِي ابْن أبي كثير عَن عبد الله بن يزِيد: سمع أَبَا سَلمَة سمع أَبَا هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2505 - الثَّالِث عشر: عَن عبد الله بن فَيْرُوز الداناج عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الشَّمْس وَالْقَمَر يكوران يَوْم الْقِيَامَة ". وَلَيْسَ لعبد الله بن فَيْرُوز عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2501 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 2506 - الرَّابِع عشر: عَن عمر بن أبي سَلمَة تَعْلِيقا، عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نجر خَشَبَة وَجعل المَال فِي جوفها، وَكتب إِلَيْهِ صحيفَة: من فلَان إِلَى فلَان ". وَهَذَا طرفٌ من حَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا بِطُولِهِ تَعْلِيقا من حَدِيث جَعْفَر بن ربيعَة عَن عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه ذكر رجلا من بني إِسْرَائِيل سَأَلَ بعض بني إِسْرَائِيل أَن يسلفه ألف دِينَار، فَقَالَ: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أشهدهم. فَقَالَ: كفى بِاللَّه شَهِيدا. قَالَ: فائتني بالكفيل. قَالَ: كفى بِاللَّه كَفِيلا. قَالَ: صدقت، فَدَفعهَا إِلَيْهِ إِلَى أجل مُسَمّى، فَخرج فِي الْبَحْر فَقضى حَاجته، ثمَّ التمس مركبا يركبه يقدم عَلَيْهِ للأجل الَّذِي أَجله، فَلم يجد مركبا، فَاتخذ خَشَبَة فنقرها، فَأدْخل فِيهَا ألف دِينَار وصحيفةً مِنْهُ إِلَى صَاحبه، ثمَّ زجج موضعهَا، ثمَّ أَتَى بهَا إِلَى الْبَحْر فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي تسلفت فلَانا ألف دِينَار، فَسَأَلَنِي كَفِيلا فَقلت: كفى بِاللَّه كَفِيلا، فَرضِي بك، وسألني شَهِيدا فَقلت: كفى بِاللَّه شَهِيدا، فَرضِي بك، وَإِنِّي جهدت أَن أجد مركبا أبْعث إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلم أقدر، وَإِنِّي استودعتكها، فَرمى بهَا فِي الْبَحْر حَتَّى ولجت، ثمَّ انْصَرف وَهُوَ فِي ذَلِك يلْتَمس مركبا يخرج إِلَى بَلَده، فَخرج الرجل الَّذِي أسلفه ينظر لَعَلَّ مركبا قد جَاءَ بِمَالِه، فَإِذا بالخشبة الَّتِي فِيهَا المَال، فَأَخذه لأَهله حطباً، فَلَمَّا نشرها وجد المَال والصحيفة، ثمَّ قدم الَّذِي كَانَ أسلفه وأتى بِالْألف الدِّينَار، فَقَالَ: وَالله مَا زلت جاداً فِي طلب مركب لآتيك بِمَالك فَمَا وجدت مركبا قبل الَّذِي أتيت فِيهِ، فَقَالَ: هَل كنت بعثت إِلَى بشيءٍ؟ قَالَ: أخْبرك أَنِّي لم أجد مركبا قبل الَّذِي جِئْت فِيهِ. قَالَ: فَإِن الله قد أدّى عَنْك الَّذِي بعثته فِي الْخَشَبَة. فَانْصَرف بِالْألف الدِّينَار راشداً ". الحديث: 2506 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 2507 - الْخَامِس عشر: عَن عبيد الله بن عبد الله بن عَتبه بن مَسْعُود عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَامَ أعرابيٌّ فَبَال فِي الْمَسْجِد، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّاس ليقعوا بِهِ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعوه، وأريقوا على بَوْله سجلاً من ماءٍ، أَو ذنوباً من مَاء، فَإِنَّمَا بعثتم ميسرين وَلم تبعثوا معسرين ". 2508 - السَّادِس عشر: عَن عَطاء يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله قَالَ: من عادى لي وليا فقد آذنته بِالْحَرْبِ، وَمَا تقرب إِلَى عَبدِي بشئ أحب إِلَى مِمَّا افترضته عَلَيْهِ، وَمَا يزَال عَبدِي يتَقرَّب إِلَيّ بالنوافل حَتَّى أحبه فَإِذا أحببته كنت سَمعه الَّذِي يسمع بِهِ، وبصره الَّذِي يبصر بِهِ، وَيَده الَّتِي يبطش بهَا، وَرجله الَّتِي يمشي بهَا، وَلَئِن سَأَلَني لأعطينه، وَلَئِن استعاذني لأعيذنه وَمَا ترددت عَن شَيْء أَنا فَاعله ترددي عَن نفس الْمُؤمن يكره الْمَوْت، وَأَنا أكره مساءته ". 2509 - السَّابِع عشر: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قَالَ: أَنا خيرٌ من يُونُس مَتى فقد كذب ". 2510 - الثَّامِن عشر: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل الْمُؤمن كَمثل خامة الزَّرْع، من حَيْثُ أتتها الرّيح تفيئها، فَإِذا اعتدلت تكفأ بالبلاء. والفاجر كالأرزة صماء معتدلة حَتَّى يقصمها الله إِذا شَاءَ ". وَأخرج أَيْضا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مثل الْمُؤمن كَمثل الزَّرْع، لَا تزَال الرّيح تميله، وَلَا يزَال الْمُؤمن الحديث: 2507 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 يُصِيبهُ الْبلَاء. وَمثل الْمُنَافِق كَمثل شَجَرَة الْأرز، لَا تهتز حَتَّى تستحصد "، وَمِنْهُم من قَالَ مَكَان قَوْله " تميله ": " تفيئه ". 2511 - التَّاسِع عشر: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مجلسٍ يحدث الْقَوْم، جَاءَهُ أَعْرَابِي فَقَالَ: مَتى السَّاعَة؟ فَمضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحدث، فَقَالَ بعض الْقَوْم: سمع مَا قَالَ فكره مَا قَالَ. وَقَالَ بَعضهم: بل لم يسمع حَتَّى إِذا قضى حَدِيثه قَالَ: " أَيْن السَّائِل عَن السَّاعَة؟ " قَالَ: هَا أَنا يَا رَسُول الله. قَالَ: " إِذا ضيعت الْأَمَانَة فانتظر السَّاعَة " قَالَ: كَيفَ إضاعتها؟ قَالَ: إِذا وسد الْأَمر إِلَى غير أَهله فانتظر السَّاعَة ". 2512 - الْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يصلونَ لكم، فَإِن أَصَابُوا فلكم، وَإِن أخطأوا فلكم وَعَلَيْهِم ". 2513 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل أمتِي يدْخلُونَ الْجنَّة إِلَّا من أبي. قيل: وَمن يَأْبَى؟ قَالَ: " من أَطَاعَنِي دخل الْجنَّة، وَمن عَصَانِي فقد أَبى ". 2514 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يتحدث وَعِنْده رجلٌ من أهل الْبَادِيَة: " أَن رجلا اسْتَأْذن ربه فِي الزَّرْع، فَقَالَ لَهُ: أَلَسْت فِيمَا شِئْت؟ قَالَ: بلَى، وَلَكِن أحب أَن أزرع. فبذر، فبادر الطّرف نَبَاته واستواؤه واستحصاده، فَكَانَ أَمْثَال الْجبَال، فَيَقُول الله: دُونك يَا ابْن آدم، فَإِنَّهُ لَا يشبعك شيءٌ " فَقَالَ الْأَعرَابِي: وَالله لَا تَجدهُ إِلَّا قرشياً أَو أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُم أَصْحَاب زرع، أما نَحن فلسنا بأصحاب زرع. فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 2511 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 2515 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار تَعْلِيقا عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بَينا أَيُّوب يغْتَسل عُريَانا. " لم يزدْ على هَذَا من رِوَايَة عَطاء. وَقد أخرجه بِطُولِهِ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَينا أَيُّوب يغْتَسل عُريَانا فَخر عَلَيْهِ رجل جرادٍ من ذهبٍ، فَجعل أَيُّوب يحثي فِي ثَوْبه، فَقَالَ لَهُ ربه: يَا أَيُّوب، ألم أكن أغنيتك عَمَّا ترى؟ قَالَ: بلَى وَعزَّتك، وَلَكِن لَا غنى بِي عَن بركتك ". 2516 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن يسَار تَعْلِيقا عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَعْنِي حَدِيث: " خفف على دَاوُد الْقُرْآن ". وَرَوَاهُ بِطُولِهِ من حَدِيث همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: خفف على دَاوُد الْقُرْآن، فَكَانَ يَأْمر بدوابه فتسرج، فَيقْرَأ الْقُرْآن قبل أَن تسرج دوابه،، وَلَا يَأْكُل إِلَّا من عمل يَدَيْهِ ". 2517 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْحباب سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من يرد الله بِهِ خيرا يصب مِنْهُ ". 2518 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة أَنه بَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعثٍ فَقَالَ: " إِن وجدْتُم فلَانا وَفُلَانًا - لِرجلَيْنِ من قُرَيْش سماهما - فأحرقوهما بالنَّار " ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أردنَا الْخُرُوج: " إِنِّي كنت أَمرتكُم أَن تحرقوا فلَانا وَفُلَانًا، وَإِن النَّار لَا يعذب بهَا إِلَّا الله، فَإِن وجدتموهما فاقتلوهما ". 2519 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا أنزل الله من داءٍ إِلَّا أنزل لَهُ شِفَاء ". الحديث: 2515 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 2520 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي عمْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " مَا أُعْطِيكُم وَلَا أمنعكم، أَنا قَاسم، أَضَع حَيْثُ أمرت ". 2521 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْغَيْث سَالم مولى ابْن مُطِيع عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " من أَخذ أَمْوَال النَّاس يُرِيد أداءها أَدَّاهَا الله عَنهُ، وَمن أَخذهَا يُرِيد إتلافها أتْلفه الله ". 2522 - الثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْغَيْث عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أول من يدعى يَوْم الْقِيَامَة آدم. فَيَقُول: فتراءى ذُريَّته فَيُقَال: هَذَا أبوكم آدم. فَيَقُول: لبيْك وَسَعْديك. فَيَقُول: أخرج بعث جَهَنَّم من ذريتك. فَيَقُول: يَا رب، كم أخرج؟ فَيَقُول: أخرج من كل مائَة تِسْعَة وَتِسْعين " فَقَالُوا: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَخذ منا من كل مائَة تسعةٌ وَتسْعُونَ فَمَاذَا يبْقى منا؟ فَقَالَ: " إِن أمتِي فِي الْأُمَم كالشعرة الْبَيْضَاء فِي الثور الْأسود ". 2523 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي سعيد المَقْبُري كيسَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لم يدع قَول الزُّور وَالْعَمَل بِهِ فَلَيْسَ لله حاجةٌ فِي أَن يدع طَعَامه وَشَرَابه ". وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث أَحْمد بن يُونُس عَن ابْن أبي ذِئْب، وَهُوَ الَّذِي أخرجه البُخَارِيّ عَنهُ، فَزَاد فِيهِ: " وَالْجهل " بعد قَوْله: " وَالْعَمَل بِهِ ". 2524 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي سعيد المَقْبُري تَعْلِيقا عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن إِبْرَاهِيم يرى أَبَاهُ يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِ الغبرة والقترة " لم يزدْ. الحديث: 2520 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 وَأخرجه بِطُولِهِ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يلقى إِبْرَاهِيم أَبَاهُ آزر يَوْم الْقِيَامَة وعَلى وَجه آزر قترةٌ وغبرة، فَيَقُول لَهُ إِبْرَاهِيم: ألم أقل لَك: لَا تعصني، فَيَقُول أَبوهُ: فاليوم لَا أعصيك. فَيَقُول إِبْرَاهِيم: يَا رب، إِنَّك وَعَدتنِي أَلا تخزيني يَوْم يبعثون، فَأَي خزي أخزى من أبي الْأَبْعَد. فَيَقُول الله: إِنِّي حرمت الْجنَّة على الْكَافرين. ثمَّ يُقَال: يَا إِبْرَاهِيم، مَا تَحت رجليك، فَنظر فَإِذا هُوَ بذيخ متلطخٍ، فَيُؤْخَذ بقوائمه فَيلقى فِي النَّار ". 2525 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله يحب العطاس وَيكرهُ التثاؤب، فَإِذا عطس فَحَمدَ الله فحقٌّ على كل مُسلم سَمعه أَن يشمته ". وَفِي رِوَايَة عَاصِم بن عَليّ: " أَن يَقُول لَهُ: رَحِمك الله. فَأَما التثاؤب فَإِنَّمَا هُوَ من الشَّيْطَان فليرده مَا اسْتَطَاعَ، فَإِذا قَالَ: هَا، ضحك مِنْهُ الشَّيْطَان ". وللبخاري أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل: الْحَمد لله، وَليقل لَهُ أَخُوهُ أَو صَاحبه: يَرْحَمك الله، فَإِذا قَالَ لَهُ يَرْحَمك الله، فَلْيقل: يهديكم الله وَيصْلح بالكم ". وَلمُسلم بن الْحجَّاج طرفٌ من هَذَا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: التثاؤب من الشَّيْطَان، فَإِذا تثاءب أحدكُم فليكظم مَا اسْتَطَاعَ " وَهَذَا الْمَعْنى مُتَّفق عَلَيْهِ من هَذَا الحَدِيث. 2526 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الدّين يسرٌ، وَلنْ يشاد الدّين أحدٌ إِلَّا غَلبه، فسددوا وقاربوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة ". الحديث: 2525 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 وَفِي حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لن يُنجي أحدا مِنْكُم عمله. . " قَالُوا: وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله برحمةٍ. سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيءٌ من الدلجة، الْقَصْد الْقَصْد تبلغوا ". 2527 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من سره أَن يبسط لَهُ فِي رزقه، وَأَن ينسأ لَهُ فِي أَثَره فَليصل رَحمَه ". وَقد أَخْرجَاهُ من مُسْند أنس بن مَالك. 78 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أعذر الله إِلَى امْرِئ أخر أَجله حَتَّى بلغ سِتِّينَ سنة ". 2529 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، من أسعد النَّاس بشفاعتك يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ: " لقد ظَنَنْت يَا أَبَا هُرَيْرَة أَلا يسألني عَن هَذَا الحَدِيث أحدٌ أول مِنْك لما رَأَيْت من حرصك على الحَدِيث. أسعد النَّاس بشفاعتي يَوْم الْقِيَامَة من قَالَ: لَا إِلَّا الله خَالِصا من قبل نَفسه ". 2530 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بعثت من خير قُرُون بني آدم قرنا فقرناً، حَتَّى كنت من الْقرن الَّذِي كنت مِنْهُ ". الحديث: 2527 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 2531 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَقُول الله: مَا لعبدي الْمُؤمن عِنْدِي جَزَاء إِذا قبضت صَفيه من أهل الدُّنْيَا ثمَّ احتسبه إِلَّا الْجنَّة ". 2532 - الْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قَالَ الله تَعَالَى: " ثلاثةٌ أَنا خصمهم يَوْم الْقِيَامَة: رجلٌ أعْطى بِي ثمَّ غدر، ورجلٌ بَاعَ حرا فَأكل ثمنه، ورجلٌ اسْتَأْجر أَجِيرا فاستوفى مِنْهُ وَلم يُعْطه أجره ". 2533 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ من الْإِزَار فَفِي النَّار ". 2534 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: حفظت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعاءين: فَأَما أَحدهمَا فبثثته، وَأما الآخر فَلَو بثتته قطع هَذَا البلعوم " قَالَ البُخَارِيّ: البلعوم: مجْرى الطَّعَام. 2535 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: يَقُول النَّاس: أَكثر أَبُو هُرَيْرَة، فَلَقِيت رجلا فَقلت: بِمَ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم البارحة فِي الْعَتَمَة؟ فَقَالَ لَا أَدْرِي. فَقلت: لم تشهدها؟ فَقَالَ: بلَى. قلت: لَكِن أَنا أَدْرِي، قَرَأَ سُورَة كَذَا وَكَذَا. 2536 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد بن أبي سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: إِن النَّاس كَانُوا يَقُولُونَ: أَكثر أَبُو هُرَيْرَة، وَإِنِّي كنت ألزم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لشبع بَطْني حِين لَا آكل الخمير، وَلَا ألبس الْحَرِير، وَلَا يخدمني فلانٌ وَلَا فُلَانَة، وَكنت ألصق بَطْني بالحصباء من الْجُوع، وَإِنِّي كنت أستقرئ الرجل الْآيَة هِيَ معي كي يَنْقَلِب بِي فيطعمني، وَكَانَ خير النَّاس للمسكين جَعْفَر بن أبي طَالب كَانَ يَنْقَلِب مَعنا فيطعمنا الحديث: 2531 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 مَا كَانَ فِي بَيته، حَتَّى إِن كَانَ ليخرج إِلَيْنَا العكة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شيءٌ فيشقها فنلعق مَا فِيهَا. 2537 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّكُم ستحرصون على الْإِمَارَة، وَإِنَّهَا سَتَكُون ندامة يَوْم الْقِيَامَة، فَنعم الْمُرضعَة وبئست الفاطمة ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عمر بن الحكم عَن أبي هُرَيْرَة، قَوْله مَوْقُوف. 2538 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَالَ: " سمع الله لمن حَمده "، قَالَ: " اللَّهُمَّ رَبنَا وَلَك الْحَمد ". وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا ركع، وَإِذا رفع رَأسه يكبر، وَإِذا قَامَ من السَّجْدَتَيْنِ قَالَ: " الله أكبر ". 2539 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وليأتين على النَّاس زمانٌ لَا يُبَالِي الْمَرْء مِمَّا أَخذ المَال: أَمن حلالٍ أم من حرَام ". 2540 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من كَانَت عِنْد مظلمةٌ لِأَخِيهِ من عرضه أَو شيءٌ فليتحلله مِنْهُ الْيَوْم، من قبل أَلا يكون دِينَار وَلَا دِرْهَم، إِن كَانَ لَهُ عمل صَالح أَخذ مِنْهُ بِقدر مظلمته، وَإِن لم يكن لَهُ حَسَنَات أَخذ من سيئات صَاحبه فَحمل عَلَيْهِ ". قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ إِسْمَاعِيل بن أبي أويس: إِنَّمَا سمي المَقْبُري لِأَنَّهُ كَانَ ينزل نَاحيَة الْمَقَابِر. قَالَ البُخَارِيّ: وَسَعِيد المَقْبُري هُوَ مولى بني لَيْث، وَهُوَ سعيد بن أبي سعيد، وَأَبُو سعيد اسْمه كيسَان. الحديث: 2537 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 2541 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تَأْخُذ أمتِي مَأْخَذ الْقُرُون شبْرًا بشبر، وذراعاً بِذِرَاع ". فَقيل: يَا رَسُول الله، كفارس وَالروم. قَالَ: " وَمن النَّاس إِلَّا أُولَئِكَ ". 2542 - الْخَمْسُونَ: عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما فتحت خَيْبَر أهديت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شاةٌ فِيهَا سمٌّ، فَقَالَ: " اجْمَعُوا لي من كَانَ هَا هُنَا من الْيَهُود " فَجمعُوا لَهُ، فَقَالَ: " إِنِّي سَائِلكُمْ عَن شيءٍ، فَهَل أَنْتُم صادقي عَنهُ؟ " قَالُوا: نعم. فَقَالَ لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أبوكم؟ " قَالُوا: فلَان. قَالَ: " كَذبْتُمْ، بل أبوكم فلَان " قَالُوا: صدقت. قَالَ: " فَهَل أَنْتُم صادقي عَن شيءٍ إِن سألتكم عَنهُ؟ " فَقَالُوا: نعم يَا أَبَا الْقَاسِم، وَإِن كذبنَا عرفت كذبنَا كَمَا عَرفته فِي أَبينَا. فَقَالَ: " من أهل النَّار؟ " قَالُوا: نَكُون فِيهَا يَسِيرا ثمَّ تخلفونا فِيهَا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اخسأوا فِيهَا، وَالله لَا نخلفكم فِيهَا أبدا " ثمَّ قَالَ: " هَل أَنْتُم صادقي عَن شيءٍ إِن سألتكم عَنهُ؟ " فَقَالُوا " نعم يَا أَبَا الْقَاسِم. قَالَ: " هَل جعلتم فِي هَذِه الشَّاة سما؟ " قَالُوا: نعم. قَالَ: " مَا حملكم على ذَلِك؟ " قَالُوا: أردنَا إِن كنت كَاذِبًا أَن تستريح، وَإِن كنت نَبيا لم يَضرك. 2543 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " حرم مَا بَين لابتي الْمَدِينَة على لساني " قَالَ: وأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بني حَارِثَة فَقَالَ: " أَرَاكُم قد خَرجْتُمْ من الْحرم " ثمَّ الْتفت فَقَالَ: " بل أَنْتُم فِيهِ ". 2544 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من احْتبسَ فرسا فِي سَبِيل الله إِيمَانًا بِاللَّه وَتَصْدِيقًا بوعده، فَإِن شبعه وريه وروثه وبوله فِي مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة " يَعْنِي حَسَنَات. 2545 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز عَن أبي هُرَيْرَة يَعْنِي قَوْله: " إِن أَخا لكم لَا يَقُول الرَّفَث ". الحديث: 2541 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 وَأخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث ابْن شهَاب عَن الْهَيْثَم بن أبي سِنَان أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة فِي قصصه يذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن أَخا لكم لَا يَقُول الرَّفَث " يَعْنِي بذلك ابْن رَوَاحه، قَالَ: (أَتَانَا رَسُول الله يَتْلُو كِتَابه ... إِذا انْشَقَّ معروفٌ من الْفجْر سَاطِع) (أرانا الْهدى بعد الْعَمى، فَقُلُوبنَا ... بِهِ مُوقِنَات أَن مَا قَالَ وَاقع) (يبيت يُجَافِي جنبه عَن فرَاشه ... إِذا استثقلت بالكافرين الْمضَاجِع) قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عقيل عَن الزُّهْرِيّ. وَلَيْسَ للهيثم بن أبي سِنَان عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. 2546 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يَقُول الله عز وَجل: يَشْتمنِي ابْن آدم وَمَا يَنْبَغِي أَن يَشْتمنِي، ويكذبني وَمَا يَنْبَغِي لَهُ. أما شَتمه إيَّايَ فَقَوله: إِن لي ولدا. وَأما تَكْذِيبه فَقَوله: لَيْسَ يُعِيدنِي كَمَا بَدَأَنِي ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قَالَ الله: كَذبَنِي ابْن آدم وَلم يكن لَهُ ذَلِك، وَشَتَمَنِي وَلم يكن لَهُ ذَلِك، فَأَما تَكْذِيبه إيَّايَ فَقَوله: لن يُعِيدنِي كَمَا بَدَأَنِي، وَلَيْسَ أول الْخلق بِأَهْوَن عَليّ من إِعَادَته، وَأما شَتمه إيَّايَ فَقَوله: اتخذ الله ولدا، وَأَنا الْأَحَد الصَّمد، الَّذِي لم يلد وَلم يُولد، وَلم يكن لي كفوا أحد ". قَالَ البُخَارِيّ: الْعَرَب تسمي أَشْرَافهَا الصَّمد، وَقَالَ أَبُو وَائِل: السَّيِّد: الَّذِي انْتهى سؤدده. الحديث: 2546 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كَذبَنِي ابْن آدم وَلم يكن لَهُ ذَلِك. أما تَكْذِيبه إيَّايَ أَن يَقُول: لن أُعِيدهُ كَمَا بَدأته، وَأما شَتمه إيَّايَ أَن يَقُول: اتخذ الله ولدا، وَأَنا الصَّمد الَّذِي لم أَلد وَلم أولد، وَلم يكن لي كفوا أحد ". 2547 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن مُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَت الْأَنْصَار: اقْسمْ بَينا وَبينهمْ النّخل. قَالَ: " لَا، تكفونا الْعَمَل وتشركونا فِي الثَّمر ". هَكَذَا قَالَ، وَلم يذكر فِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ المُرَاد بِلَا شكّ. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَت الْأَنْصَار للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اقْسمْ بَيْننَا وَبَين إِخْوَاننَا النخيل. قَالَ: " لَا ". فَقَالُوا: تكفونا المؤونة ونشرككم فِي الثَّمَرَة، فَقَالُوا: سمعنَا وأطعنا. 2548 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا تعْجبُونَ كَيفَ يصرف الله عني شتم قريشٍ ولعنهم؟ يشتمون مذمماً، ويلعنون مذمماً، وَأَنا مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ". 2549 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ:: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى أكون أحب إِلَيْهِ من وَلَده ووالده ". الحديث: 2547 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 2550 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الَّذِي يخنق نَفسه يخنقها فِي النَّار، وَالَّذِي يطعنها يطعنها فِي النَّار ". 2551 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يُقَال لأهل الْجنَّة: خلودٌ لَا موت، وَلأَهل النَّار: خلودٌ لَا موت ". 2552 - السِّتُّونَ: عَن شُعَيْب عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يدْخل أحدٌ الْجنَّة إِلَّا أرِي مَقْعَده من النَّار - لَو أَسَاءَ، لِيَزْدَادَ شكرا، وَلَا يدْخل النَّار أحدٌ إِلَّا أرِي مَقْعَده من الْجنَّة - لَو أحسن، ليَكُون عَلَيْهِ حسرةً ". 2553 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن أبي الْحجَّاج مُجَاهِد بن جبر الْمَكِّيّ أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يَقُول: الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ إِن كنت لأعتمد بكبدي على الأَرْض من الْجُوع، وَإِن كنت لأشد الْحجر على بَطْني من الْجُوع، وَلَقَد قعدت يَوْمًا على طريقهم الَّذِي يخرجُون مِنْهُ، فَمر أَبُو بكر فَسَأَلته عَن آيَة من كتاب الله، مَا سَأَلته إِلَّا ليستتبعني، فَلم يفعل، ثمَّ مر عمر فَسَأَلته عَن آيَة من كتاب الله، مَا سَأَلته إِلَّا ليستتبعني، فَلم يفعل، ثمَّ مر بِي أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَتَبَسَّمَ حِين رَآنِي، وَعرف مَا فِي وَجْهي وَمَا فِي نَفسِي، ثمَّ قَالَ: " يَا أَبَا هر " قلت: لبيْك يَا رَسُول الله، قَالَ: " الْحق " وَمضى فاتبعته، فَدخل فَاسْتَأْذن، فَأذن لي، فَدخل فَوجدَ لَبَنًا فِي قدح فَقَالَ: " من أَيْن هَذَا اللَّبن؟ " قَالُوا: أهداه لَك فلانٌ - أَو فُلَانَة - قَالَ: " يَا أَبَا هر " قلت: لبيْك يَا رَسُول الله. قَالَ: " الْحق إِلَى أهل الصّفة فادعهم لي " قَالَ: وَأهل الصّفة أضياف الْإِسْلَام، لَا يأوون على أهل وَلَا مَال وَلَا على أحد، إِذا أَتَتْهُ صدقةٌ بعث بهَا إِلَيْهِم وَلم يتَنَاوَل مِنْهَا شَيْئا، وَإِذا أَتَتْهُ هَدِيَّة أرسل إِلَيْهِم وَأصَاب مِنْهَا وأشركهم الحديث: 2550 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 فِيهَا. فساءني ذَلِك، فَقلت: وَمَا هَذَا اللَّبن فِي أهل الصّفة؟ كنت أَحَق أَن أُصِيب من هَذَا اللَّبن شربة أتقوى بهَا، فَإِذا جَاءُوا أَمرنِي فَكنت أَنا أعطيهم، وَمَا عَسى أَن يبلغنِي من هَذَا اللَّبن. وَلم يكن من طَاعَة الله وَطَاعَة رَسُوله بدٌّ، فأتيتهم فدعوتهم، فَأَقْبَلُوا وَاسْتَأْذَنُوا فَأذن لَهُم، وَأخذُوا مجَالِسهمْ من الْبَيْت فَقَالَ: " يَا أَبَا هر " قلت: لبيْك يَا رَسُول الله، قَالَ: " فأعطهم " قَالَ: فَأخذت الْقدح، فَجعلت أعْطِيه الرجل فيشرب حَتَّى يرْوى ثمَّ يرد عَليّ الْقدح، فَأعْطِيه الآخر فيشرب حَتَّى يرْوى، ثمَّ يرد عَليّ الْقدح، فَأعْطِيه الآخر فيشرب حَتَّى يرْوى، ثمَّ يرد عَليّ الْقدح، حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد رُوِيَ الْقَوْم كلهم، فَأخذ الْقدح فَوَضعه على يَده، فَنظر إِلَيّ فبتسم فَقَالَ: " يَا أَبَا هر " قلت: لبيْك يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " بقيت أَنا وَأَنت " قلت: صدقت يَا رَسُول الله. قَالَ: " اقعد فَاشْرَبْ " فَقَعَدت فَشَرِبت. فَقَالَ: " اشرب " فَشَرِبت، فَمَا زَالَ يَقُول: " اشرب " حَتَّى قلت: لَا، وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لَا أجد لَهُ مسلكاً قَالَ: " فأرني " فأعطيته الْقدح فَحَمدَ الله وسمى، وَشرب الفضلة. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا نَحوا من هَذَا مُخْتَصرا من حَدِيث أبي حَازِم سلمَان مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أصابني جهدٌ شديدٌ، فَلَقِيت عمر بن الْخطاب، فاستقرأته آيَة من كتاب الله، فَدخل دَاره وَفتحهَا عَليّ، فمشيت غير بعيد، فَخَرَرْت لوجهي من الْجُوع، وَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قائمٌ على رَأْسِي، فَقَالَ: " يَا أَبَا هرٍّ " قلت: لبيْك يَا رَسُول الله وَسَعْديك. فَأخذ بيَدي فأقامني، وَعرف الَّذِي بِي، فَانْطَلق بِي إِلَى رَحْله، فَأمر لي بعسٍّ من لبن فَشَرِبت مِنْهُ، ثمَّ قَالَ: " عد يَا أَبَا هرٍّ " فعدت فَشَرِبت، ثمَّ قَالَ: " عد " فعدت فَشَرِبت حَتَّى اسْتَوَى بَطْني فَصَارَ كالقدح. قَالَ: فَلَقِيت عمر، وَذكرت الَّذِي كَانَ من أَمْرِي، وَقلت لَهُ: فولى الله ذَلِك من كَانَ أَحَق بِهِ مِنْك يَا عمر، وَالله لقد استقرأتك الْآيَة ولأنا أَقرَأ لَهَا مِنْك. فَقَالَ عمر: وَالله لِأَن أكون أدخلتك أحب إِلَيّ من أَن يكون لي مثل حمر النعم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 2554 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن عمر، وَقيل: عَمْرو بن أبي سُفْيَان بن أسيد بن جَارِيَة الثَّقَفِيّ حَلِيف بني زهرَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشرَة رَهْط عينا، وَأمر عَلَيْهِم عَاصِم بن ثَابت الْأنْصَارِيّ - جد عَاصِم بن عمر بن الْخطاب، فَانْطَلقُوا حَتَّى إِذا كَانُوا بالهدأة بَين عسفان وَمَكَّة، ذكرُوا لحيٍّ من هُذَيْل يُقَال لَهُم بَنو لحيان، فنفروا لَهُم بقريب من مائَة رجل رامٍ - فِي رِوَايَة شُعَيْب من مِائَتي رجل. فَاقْتَصُّوا أَثَرهم حَتَّى وجدوا مَأْكَلهمْ التَّمْر فِي منزل نزلوه، فَقَالُوا: تمر يثرب. فَلَمَّا أحس بهم عاصمٌ وَأَصْحَابه لجأوا إِلَى مَوضِع - وَفِي رِوَايَة شُعَيْب - إِلَى فدفدٍ، فأحاط بهم الْقَوْم، فَقَالُوا لَهُم: انزلوا فأعطوا بِأَيْدِيكُمْ وَلكم الْعَهْد والميثاق. وَألا نقْتل مِنْكُم أحدا، فَقَالَ عَاصِم بن ثَابت: أَيهَا الْقَوْم، أما أَنا فَلَا أنزل على ذمَّة كافرٍ، اللَّهُمَّ أخبر عَنَّا نبيك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَرَمَوْهُمْ بِالنَّبلِ، فَقتلُوا عَاصِمًا. زَاد فِي رِوَايَة شُعَيْب: فِي سَبْعَة. وَنزل إِلَيْهِم ثَلَاثَة نفر على الْعَهْد والميثاق، مِنْهُم خبيب وَزيد بن الدثنة وَرجل آخر، فَلَمَّا استمنكوا مِنْهُم أطْلقُوا أوتار قسيهم فربطوهم بهَا، فَقَالَ الرجل الثَّالِث: هَذَا أول الْغدر، وَالله لَا أصحبكم، إِن لي بهؤلاء أُسْوَة - يُرِيد الْقَتْلَى - فجردوه وعالجوه، فَأبى أَن يصحبهم فَقَتَلُوهُ، وَانْطَلق بخبيب وَزيد بن الدثنة حَتَّى باعوهما بِمَكَّة بعد وقْعَة بدر، فَابْتَاعَ بَنو الْحَارِث بن عَامر بن نَوْفَل بن عبد منَاف خبيباً، وَكَانَ خبيبٌ هُوَ قتل الْحَارِث بن عَمْرو يَوْم بدر، فَلبث خبيب عِنْدهم أَسِيرًا، حَتَّى أَجمعُوا على قَتله، فاستعار من بعض بَنَات الْحَارِث مُوسَى يستحد بهَا، فأعارته، فدرج بنيٌّ لَهَا وَهِي غافلة حَتَّى أَتَاهُ، فَوَجَدته مَجْلِسه على فَخذه والموسى بِيَدِهِ، قَالَت: فَفَزِعت فزعة عرفهَا خبيب، فَقَالَ: أتخشين أَن أَقتلهُ؟ مَا كنت لأَفْعَل ذَلِك. قَالَت: وَالله مَا رَأَيْت أَسِيرًا خيرا من خبيب، فوَاللَّه لقد وجدته يَوْمًا يَأْكُل قطفاً من عِنَب فِي يَده، وَإنَّهُ لموثق فِي الْحَدِيد، وَمَا بِمَكَّة من ثَمَرَة، وَكَانَت تَقول: إِنَّه لرزقٌ رزقه الله خبيباً. الحديث: 2554 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 فَلَمَّا خَرجُوا بِهِ من الْحرم ليقتلوه فِي الْحل قَالَ لَهُم خبيب: دَعونِي أصل رَكْعَتَيْنِ. فَتَرَكُوهُ، فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ وَقَالَ: وَالله لَوْلَا أَن تحسبوا أَن مَا بِي جزعٌ لزدت، اللَّهُمَّ أحصهم عددا، واقتلهم بدداً، وَلَا تبْق مِنْهُم أحدا. وَقَالَ: (فلست أُبَالِي حِين أقتل مُسلما ... على أَي جنب كَانَ لله مصرعي) (وَذَلِكَ فِي ذَات الْإِلَه، فَإِن يَشَأْ ... يُبَارك فِي أوصال شلوٍ ممزع) ثمَّ قَامَ إِلَيْهِ أَبُو سروعة عقبَة بن الْحَارِث. وَكَانَ خبيباً هُوَ سنّ لكل مُسلم قتل صبرا الصَّلَاة، وَأخْبر - يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أَصْحَابه بِهِ يَوْم أصيبوا خبرهم، وَيبْعَث نَاس من قُرَيْش إِلَى عَاصِم بن ثَابت حِين حدثوا أَنه قتل أَن يؤتوا بشيءٍ مِنْهُ يعرف، وَكَانَ قتل رجلا من عظمائهم، فَبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسلهم، فَلم يقدروا أَن يقطعوا مِنْهُ شَيْئا. وَفِي حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة نَحوه، وَفِيه بعد قَوْله: فَلبث خبيب عِنْدهم أَسِيرًا: فَأَخْبرنِي عبيد الله بن عِيَاض أَن بنت الْحَارِث حدثته أَنهم حِين اجْتَمعُوا اسْتعَار مِنْهَا مُوسَى يستحد بهَا، ثمَّ ذكر مَا بعد ذَلِك عَن ابْن عِيَاض عَنْهَا، إِلَى قَوْله: فَلَمَّا خَرجُوا بِهِ من الْحرم قَالَ: فَقتله ابْن الْحَارِث، وَفِيه: فَاسْتَجَاب الله لعاصم بن ثَابت يَوْم أُصِيب، فَأخْبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه خبرهم يَوْم أصيبوا. 2555 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تحاسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجل آتَاهُ الله الْقُرْآن فَهُوَ يتلوه آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار، فَهُوَ يَقُول: لَو أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ هَذَا لفَعَلت كَمَا يفعل، وَرجل آتَاهُ الله مَالا فَهُوَ يُنْفِقهُ فِي حَقه فَيَقُول: لَو أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ لفَعَلت كَمَا يفعل ". الحديث: 2555 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 وَفِي حَدِيث شُعْبَة: لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجل علمه الله الْقُرْآن فَهُوَ يتلوه آنَاء اللَّيْل وآناء النَّهَار فَسَمعهُ جارٌ لَهُ. . " ثمَّ ذكر نَحوه. هُوَ عِنْد مُسلم من حَدِيث عبد الله بن عمر، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده. 2556 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي حُصَيْن عُثْمَان بن عَاصِم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " تعس عبد الدِّينَار وَالدِّرْهَم والقطيفه والخميصة، إِن أعطي رَضِي، وَإِن لم يُعْط لم يرض ". قَالَ البُخَارِيّ وَزَاد عَمْرو - هُوَ ابْن مَرْزُوق - عَن عبد الرَّحْمَن بن دِينَار عَن أَبِيه عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تعس عبد الدِّينَار وَعبد الدِّرْهَم وَعبد الخميصة، إِن أعطي رَضِي، وَإِن لم يُعْط سخط، تعس وانتكس، وَإِذا شيك فَلَا انتقش، طُوبَى لعبد أَخذ بعنان فرسه فِي سَبِيل الله، أَشْعَث رَأسه، مغبرةٍ قدماه، إِن كَانَ فِي الحراسة كَانَ فِي الحراسة، وَإِن كَانَ فِي السَّاقَة كَانَ فِي السَّاقَة، وَإِن اسْتَأْذن لم يُؤذن، وَإِن شفع لم يشفع ". 2557 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي حُصَيْن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أوصني. قَالَ: " لَا تغْضب " فردد مرَارًا: " لَا تغْضب ". 2558 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن أبي حُصَيْن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بعثت أَنا والساعة كهاتين " يَعْنِي إِصْبَعَيْنِ. 2559 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي حُصَيْن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَكف كل رَمَضَان عشرَة أَيَّام، فَلَمَّا كَانَ الْعَام الَّذِي قبض فِيهِ اعْتكف عشْرين ". الحديث: 2556 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 وَفِي رِوَايَة خَالِد بن يزِيد عَن أبي بكر بن عَيَّاش عَن أبي حُصَيْن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ يعرض على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن فِي كل عَام مرّة، فَعرض عَلَيْهِ مرَّتَيْنِ فِي الْعَام الَّذِي قبض فِيهِ وَكَانَ يعْتَكف كل عَام عشرا، فاعتكف عشْرين فِي الْعَام الَّذِي قبض فِيهِ. 2560 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كسب الْإِمَاء. 2561 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَو دعيت إِلَى كرَاع أَو ذِرَاع لَأَجَبْت، وَلَو أهدي إِلَيّ ذِرَاع أَو كرَاع لقبلت ". 2562 - السبعون: عَن أبي حَازِم سلمَان مولى عزه عَن أبي هُرَيْرَة: {كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس} [آل عمرَان] قَالَ: خير النَّاس للنَّاس، يأْتونَ بهم فِي السلَاسِل فِي أَعْنَاقهم حَتَّى يدخلُوا فِي الْإِسْلَام. وَعند البُخَارِيّ أَيْضا فِي هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: عجب الله من قوم يدْخلُونَ الْجنَّة فِي السلَاسِل ". 2563 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لقد رَأَيْت سبعين من أَصْحَاب الصّفة، مَا مِنْهُم رجلٌ عَلَيْهِ رِدَاء، إِمَّا إِزَار وَإِمَّا كسَاء، قد ربطوا فِي أَعْنَاقهم، فَمِنْهَا مَا يبلغ نصف السَّاقَيْن، وَمِنْهَا مَا يبلغ الْكَعْبَيْنِ فيجمعه بِيَدِهِ كَرَاهِيَة أَن ترى عَوْرَته. 2564 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن عبد الرَّحْمَن الْأَصْبَهَانِيّ عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: ثَلَاثَة لم يبلغُوا الْحِنْث. ذكره البُخَارِيّ بعقب حَدِيث أبي سعيد الحديث: 2560 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 الْخُدْرِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للنِّسَاء: " مَا مِنْكُن امْرَأَة تقدم ثَلَاثَة من الْوَلَد إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَابا من النَّار " أخرجه فِي كتاب " الْعلم " وَلم يُنَبه عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُود. 2565 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: لما أقبل يُرِيد الْإِسْلَام وَمَعَهُ غُلَامه، ضل كل واحدٍ مِنْهُمَا من صَاحبه، فَأقبل بعد ذَلِك وَأَبُو هُرَيْرَة جَالس مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَبَا هُرَيْرَة، هَذَا غلامك قد أَتَاك " قَالَ: أما إِنِّي أشهدك أَنه حر، قَالَ: وَهُوَ حِين يَقُول: (يَا لَيْلَة من طولهَا وعنائها ... على أَنَّهَا من دارة الْكفْر نجت) وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: لما قدمت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت فِي الطَّرِيق: (يَا لَيْلَة من طولهَا وعنائها ... على أَنَّهَا من دارة الْكفْر نجت) قَالَ: وأبق مني غُلَام فِي الطَّرِيق، فَلَمَّا قدمت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبَايَعته، فَبينا أَنا عِنْده إِذْ طلع الْغُلَام، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا أَبَا هُرَيْرَة، هَذَا غلامك؟ " فَقلت: هُوَ حرٌّ لوجه الله، فأعتقته. قَالَ البُخَارِيّ: لم يقل أَبُو كريب عَن أبي أُسَامَة: حرٌّ. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن حميد الرُّؤَاسِي عَن إِسْمَاعِيل بن قيس: لما أقبل أَبُو هُرَيْرَة وَمَعَهُ غُلَامه وَهُوَ يطْلب الْإِسْلَام، فضل أَحدهمَا صَاحبه، يَعْنِي ... وَذكره، وَقَالَ: أما إِنِّي أشهدك أَنه لله. 2566 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَقُول: " الرَّهْن يركب بِنَفَقَتِهِ، وَيشْرب لبن الدّرّ إِذا كَانَ مَرْهُونا " زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن مقَاتل: " وعَلى الَّذِي يركب وَيشْرب النَّفَقَة ". 2567 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: كُنَّا عِنْد أبي هُرَيْرَة وَعَلِيهِ ثَوْبَان ممشقان من كتَّان، فتمخط فَقَالَ: بخ بح، أَبُو هُرَيْرَة يتمخط فِي الْكَتَّان، لقد رأتني وَإِنِّي لأخر فِيمَا بَين مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى حجرَة عَائِشَة مغشياً الحديث: 2565 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 عَليّ، فَيَجِيء الجائي فَيَضَع رجله على عنقِي، وَيرى أَنِّي مَجْنُون وَمَا بِي من جُنُون، مَا بِي إِلَّا الْجُوع. 2568 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: وكلني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِفْظ زَكَاة رَمَضَان، فَأَتَانِي آتٍ فَجعل يحثو الطَّعَام، فَأَخَذته وَقلت: لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاج وَعلي عِيَال وَبِي حَاجَة شَدِيدَة. قَالَ: فخليت عَنهُ، فَأَصْبَحت، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا أَبَا هُرَيْرَة، مَا فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يَا رَسُول الله، شكا حَاجَة شَدِيدَة وعيالاً، فرحمته فخليت سَبيله، فَقَالَ: " أما إِنَّه قد كَذبك وَسَيَعُودُ " فَعرفت أَنه سيعود لقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فرصدته، فجَاء يحثو من الطَّعَام، فَأَخَذته فَقلت: لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: دَعْنِي، فَإِنِّي محتاجٌ وَعلي عِيَال، لَا أَعُود، فرحمته فخليت سَبيله، فَأَصْبَحت، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَبَا هر، مَا فعل أسيرك؟ " قلت: يَا رَسُول الله، شكا حَاجَة وعيالاً فرحمته فخليت سَبيله. فَقَالَ: " أما إِنَّه قد كَذبك وَسَيَعُودُ " فرصدته الثَّالِثَة، فجَاء يحثو من الطَّعَام، فَأَخَذته فَقلت: لأرفعنك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، هَذَا آخر ثَلَاث مَرَّات، إِنَّك تزْعم أَنَّك لَا تعود ثمَّ تعود، فَقَالَ دَعْنِي، فَإِنِّي أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بهَا. قلت: مَا هيه؟ قَالَ: إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة الْكُرْسِيّ: {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ} حَتَّى ختم الْآيَة [الْبَقَرَة] فَإِنَّهُ لَا يزَال عَلَيْك من الله حَافظ، وَلَا يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح. فخليت سَبيله، فَأَصْبَحت، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يَا رَسُول الله، زعم أَنه يعلمني كَلِمَات يَنْفَعنِي الله بهَا، فخليت سَبيله، قَالَ: " مَا هِيَ؟ " قلت: قَالَ: إِذا أويت إِلَى فراشك فاقرأ آيَة الْكُرْسِيّ من أَولهَا حَتَّى تختم الْآيَة: {الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم} [الْبَقَرَة] وَقَالَ لي: لَا يزَال عَلَيْك من الله حَافظ، وَلنْ يقربك شَيْطَان حَتَّى تصبح، وَكَانَ أحرص شيءٍ على الْخَيْر. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما إِنَّه قد صدقك وَهُوَ كذوب. تعلم من تخاطب مُنْذُ ثَلَاث يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " ذَاك الشَّيْطَان ". الحديث: 2568 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 2569 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا بَين أَصْحَابه تَمرا، فَأعْطى كل إِنْسَان سبع تمراتٍ، فَأَعْطَانِي سبع تمرات إِحْدَاهُنَّ حَشَفَة، فَلم يكن فِيهِنَّ تَمْرَة أعجب إِلَيّ مِنْهَا، شدت فِي مضاغي. وَفِي حَدِيث مُسَدّد أَن أَبَا عُثْمَان قَالَ: تضيفت أَبَا هُرَيْرَة سبعا، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَته وخادمه يعتقبون اللَّيْل أَثلَاثًا: يُصَلِّي هَذَا ثمَّ يوقظ هَذَا، وسمعته يَقُول: قسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَصْحَابه تَمرا، فَأَصَابَنِي سبع تمرات إِحْدَاهُنَّ حَشَفَة. وَفِي حَدِيث عَاصِم عَن أبي عُثْمَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْننَا تَمرا، فَأَصَابَنِي مِنْهُ خمس: أَربع تمرات وحشفة، ثمَّ رَأَيْت الْحَشَفَة أشدهن لضرسي. 2570 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْقرشِي عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أَتَى أحدكُم خادمه بطعامه، فَإِن لم يجلسه مَعَه فليناوله لقْمَة أَو لقمتين، أَو أَكلَة أَو أكلتين، فَإِنَّهُ ولي علاجه ". وَفِي حَدِيث حَفْص بن عمر: فَإِنَّهُ ولي حره وعلاجه ". 2571 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو أَن الْأَنْصَار سلكوا وَاديا أوشعباً لَسَلَكْت وَادي الْأَنْصَار، وَلَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار " فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: مَا ظلم - بِأبي وَأمي - آووه ونصروه، وَكلمَة أُخْرَى. 2572 - الثَّمَانُونَ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن دَاوُد النَّبِي كَانَ لَا يَأْكُل إِلَّا من عمل يَده ". الحديث: 2569 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 2573 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عرض على قوم الْيَمين، فَأَسْرعُوا، فَأمر أَن يُسهم بَينهم بِالْيَمِينِ، أَيهمْ يحلف. 2574 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا سمي الْخضر لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة بَيْضَاء، فَإِذا هِيَ تهتز من خَلفه خضراء ". 2575 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن وهب بن مُنَبّه عَن أَخِيه همام قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: مَا من أَصْحَاب النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أحدٌ أَكثر حَدِيثا مني عَنهُ إِلَّا مَا كَانَ من عبد الله بن عَمْرو، فَإِنَّهُ كَانَ يكْتب وَلَا أكتب. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه معمر عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة. 2576 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عَنْبَسَة بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَتَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِخَيْبَر بَعْدَمَا افتتحوها فَقلت: يَا رَسُول الله، أسْهم لي، فَقَالَ بعض بني سعيد بن الْعَاصِ: لَا تسهم لَهُ يَا رَسُول الله. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: هَذَا قَاتل ابْن قوقل. فَقَالَ ابْن سعيد بن الْعَاصِ: وَاعجَبا لوبرٍ تدلى علينا من قدوم ضَأْن تنعى عَليّ قتل رجلٍ مُسلم أكْرمه الله على يَدي وَلم يهني على يَدَيْهِ. قَالَ: فَلَا أَدْرِي أسْهم لَهُ أَو لم يُسهم لَهُ. قَالَ البُخَارِيّ: وَيذكر عَن الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن عَنْبَسَة أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يخبر سعيد بن الْعَاصِ قَالَ: بعث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَانَا على سَرِيَّة من الْمَدِينَة قبل نجد، قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَقدم أبان وَأَصْحَابه على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَيْبَر بَعْدَمَا افتتحها وَإِن حزم خيلهم الليف. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: قلت: يَا رَسُول الله، لَا تقسم لَهُم. فَقَالَ أبان: وَأَنت بِهَذَا يَا وبر تحدر من رَأس ضَأْن. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أبان، اجْلِسْ " فَلم يقسم لَهُم. وَلَيْسَ لعنبسة بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2573 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 وَفِي حَدِيث عَمْرو بن يحيى عَن جده سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ أَن أبان بن سعيد أقبل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - زَاد أَبُو مَسْعُود: فَسلم عَلَيْهِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: هَذَا قَاتل ابْن قوقل. فَقَالَ أبان لأبي هُرَيْرَة: وَاعجَبا لَك، وبرٌ تدأدأ من قدوم ضَأْن، تنعى عَليّ امْرأ أكْرمه الله بيَدي، وَمنعه أَن يهينني بِيَدِهِ. 2577 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا بعث الله نَبيا إِلَّا رعى الْغنم " فَقَالَ أَصْحَابه: وَأَنت؟ فَقَالَ: " نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مَكَّة ". 2578 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن سعيد بن عَمْرو الْمَكِّيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: اتبعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَخرج لِحَاجَتِهِ، فَكَانَ لَا يلْتَفت، فدنوت مِنْهُ فَقَالَ: " ابغني أحجاراً أستنفض بهَا - أَو نَحوه - وَلَا تأتني بِعظم وَلَا رَوْث " فَأَتَيْته بأحجار بِطرف ثِيَابِي، فوضعها إِلَى جنبه وأعرضت عَنهُ، فَلَمَّا قضى أتبعه بِهن. 2579 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث سعيد بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَيفَ أَنْتُم إِذا لم تجبوا دِينَارا وَلَا درهما؟ فَقيل: وَكَيف ترى ذَلِك كَائِنا؟ قَالَ: إِي وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، عَن قَول الصَّادِق المصدوق. قَالُوا: عَم ذَاك؟ قَالَ: تنتهك ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله، فيشد الله قُلُوب أهل الذِّمَّة فيمنعون مَا فِي أَيْديهم. وَقد أخرج مُسلم معنى هَذَا الحَدِيث بِلَفْظ آخر أوجب تفريقه، وَإِلَّا فَهُوَ فِي الْمَعْنى // مُتَّفق عَلَيْهِ //، وَهُوَ الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ من أَفْرَاد مُسلم، وأوله: " منعت الْعرَاق درهمها وقفيزها. . ". الحديث: 2577 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 261 2580 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث سعيد بن الْحَارِث عَن أبي هُرَيْرَة، يَعْنِي مثل حَدِيث قبله من رِوَايَة سعيد عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ يَوْم عيدٍ خَالف الطَّرِيق. قَالَ البُخَارِيّ: وَحَدِيث جَابر أصح. وَلَيْسَ لسَعِيد بن الْحَارِث عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 2581 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عبيد بن حنين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا وَقع الذُّبَاب فِي شراب أحدكُم فليغمسه ثمَّ لينزعه، فَإِن فِي أحد جناحيه دَاء، وَفِي الآخر شِفَاء ". وَلَيْسَ لِعبيد بن حنين عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 2582 - التِّسْعُونَ: عَن عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قضى الله الْأَمر فِي السَّمَاء ضربت الْمَلَائِكَة بأجنحتها خضعاناً لقَوْله، كَأَنَّهُ سلسلة على صَفْوَان، فَإِذا فزع عَن قُلُوبهم قَالُوا: مَاذَا قَالَ ربكُم؟ قَالُوا للَّذي قَالَ: الْحق وَهُوَ الْعلي الْكَبِير، فَسَمعَهَا مسترق السّمع، ومسترقو السّمع هَكَذَا بعضه فَوق بعض، وَوصف سُفْيَان بكفه فحرفها وبدد بَين أَصَابِعه - فَيسمع الْكَلِمَة فيلقيها إِلَى من تَحْتَهُ حَتَّى يلقيها الآخر إِلَى من تَحْتَهُ، حَتَّى يلقيها على لِسَان السَّاحر أَو الكاهن، فَرُبمَا أدْرك الشهَاب قبل أَن يلقيها، وَرُبمَا أَلْقَاهَا قبل أَن يُدْرِكهُ فيكذب مَعهَا مائَة كذبة، فَيُقَال: أَلَيْسَ قد قَالَ لنا يَوْم كَذَا وَكَذَا وَكَذَا وَكَذَا، فَيصدق بِتِلْكَ الْكَلِمَة الَّتِي سَمِعت من السَّمَاء. " وَذكر فِي رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيّ قِرَاءَة من قَرَأَ: (فزع) وَقَالَ سُفْيَان عَن عَمْرو (فزع) وَهِي قراءتنا. الحديث: 2580 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 2583 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أشهد أَنِّي سَمِعت رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من صلى فِي ثوبٍ فليخالف بَين طَرفَيْهِ ". 2584 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَوْله: " من صور صُورَة ... وَمن تحلم. . وَمن اسْتمع. . " بعقب حَدِيث ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من تحلم بحلم لم يره كلف أَن يعْقد بَين شعرتين وَلنْ يفعل، وَمن اسْتمع إِلَى حَدِيث قومٍ وهم لَهُ كَارِهُون أَو يفرون مِنْهُ صب فِي أُذُنه الآنك يَوْم الْقِيَامَة، وَمن صور صُورَة عذب وكلف أَن ينْفخ فِيهَا الرّوح وَلَيْسَ بنافخ ". 2585 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ من حَدِيث قَتَادَة عَن الْحسن عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه رأى الْبَيْت الْمَعْمُور يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك. وَالْحسن عَن أبي هُرَيْرَة مُنْقَطع، لِأَنَّهُ لم يسمع مِنْهُ. أَفْرَاد مُسلم 2586 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عبد الله جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ:: " إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم فليفرغ على يَده ثَلَاث مَرَّات قبل أَن يدْخل يَده فِي إنائه، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فيمَ باتت يَده ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن كِلَاهُمَا عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من نَومه فَلَا يغمس يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يغسلهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده ". الحديث: 2583 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 وَمن حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي رزين وَأبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمثله. وَاتفقَ هَؤُلَاءِ الروَاة الثَّلَاثَة كلهم عَن أبي هُرَيْرَة على ذكر قَوْله: " حَتَّى يغسلهَا ثَلَاثًا ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْمُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة، وَمن حَدِيث همام بن مُنَبّه، وَمن حَدِيث ثَابت بن عِيَاض الْأَعْرَج مولى عبد الرَّحْمَن بن زيد بن الْخطاب عَن أبي هُرَيْرَة، فِي روايتهم جَمِيعًا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا الحَدِيث، وَكلهمْ يَقُول: حَتَّى يغسلهَا " وَلم يقل " ثَلَاثًا " إِلَّا من قدمنَا أَولا. وأدرج مسلمٌ هَذِه الْأَحَادِيث على مَا قبلهَا، وَلم يبين من اخْتِلَاف ألفاظها إِلَّا مَا أوردنا. وَقد أخرج أَبُو بكر البرقاني الْأَحَادِيث فِي كِتَابه، وَبَين بعض ذَلِك: فَفِي حَدِيث ثَابت بن عِيَاض عِنْده: إِذا كَانَ أحدكُم نَائِما فَاسْتَيْقَظَ فَأَرَادَ الْوضُوء، فَلَا يضع يَده فِي الْإِنَاء حَتَّى يصب على يَده، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي أَيْن باتت يَده ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين: إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم فَلَا يغمس يَده فِي طهوره حَتَّى يفرغ عَلَيْهَا فيغسلها، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فيمَ باتت يَده ". وَفِي حَدِيث همام: إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم فَلَا يغمس يَده فِي وضوئِهِ حَتَّى يغسلهَا، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فيمَ باتت يَده ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ مقترناً بِالْحَدِيثِ الَّذِي فِيهِ: وَمن استجمر فليوتر " من حَدِيث مَالك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة، نَحْو حَدِيث هَؤُلَاءِ، وَلم يذكر " ثَلَاثًا " وَهُوَ مَذْكُور مَعَ الْخَبَر الآخر فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ فِي الرَّابِع وَالتسْعين بعد الْمِائَة، فصح أَن الْمَتْن الَّذِي فِيهِ غسل الْيَد عِنْد الاستيقاظ من النّوم مُتَّفق عَلَيْهِ، دون ذكر عدده. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 2587 - عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قفل من غَزْوَة خَيْبَر سَار لَيْلَة، حَتَّى إِذا أدْركهُ الكري عرس وَقَالَ لِبلَال: " اكلأ لنا اللَّيْل " فصلى بلالٌ مَا قدر لَهُ، ونام رَسُول الله 7 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه، فَلَمَّا تقَارب الْفجْر اسْتندَ بلالٌ إِلَى رَاحِلَته مواجه الْفجْر، فَغلبَتْ بِلَالًا عَيناهُ وَهُوَ مُسْتَند إِلَى رَاحِلَته، فَلم يَسْتَيْقِظ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا بلالٌ وَلَا أحدٌ من أَصْحَابه حَتَّى ضربتهم الشَّمْس، فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَوَّلهمْ استيقاظاً، فَفَزعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَي بِلَال " فَقَالَ بِلَال: أَخذ بنفسي الَّذِي أَخذ بِنَفْسِك. قَالَ: " اقتادوا " فاقتادوا رواحلهم شَيْئا، ثمَّ تَوَضَّأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأمر بِلَالًا فَأَقَامَ الصَّلَاة فصلى بهم الصُّبْح، فَلَمَّا قضى الصَّلَاة قَالَ: " من نسي الصَّلَاة فليصلها إِذا ذكرهَا، فَإِن الله قَالَ: {وأقم الصَّلَاة لذكري} [طه] وَكَانَ ابْن شهَاب يَقْرَأها (للذِّكْرَى) . وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: عرسنا مَعَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم نستيقظ حَتَّى طلعت الشَّمْس، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ليَأْخُذ كل رجلٍ بِرَأْس رَاحِلَته، فَإِن هَذَا منزلٌ حَضَرنَا فِيهِ الشَّيْطَان " قَالَ: فَفَعَلْنَا، ثمَّ دَعَا بِالْمَاءِ فَتَوَضَّأ، ثمَّ سجد سَجْدَتَيْنِ، وَقَالَ بعض الروَاة: ثمَّ صلى سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فصلى الْغَدَاة. 2588 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أكل من هَذِه الشَّجَرَة فَلَا يقربن مَسْجِدنَا، وَلَا يؤذينا برِيح الثوم ". 2589 - الرَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تبتاعوا الثَّمر حَتَّى يَبْدُو صَلَاحه، وَلَا تبتاعوا الثَّمر بِالتَّمْرِ ". الحديث: 2587 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 وَعَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تبتاعوا الثِّمَار حَتَّى يَبْدُو صَلَاحهَا ". 2590 - الْخَامِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أريت لَيْلَة الْقدر، ثمَّ أيقظني بعض أَهلِي فنسيتها، فالتمسوها فِي الْعشْر الغوابر " وَقَالَ حَرْمَلَة: " فنسيتها ". 2591 - السَّادِس: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تنتبذوا فِي الدُّبَّاء وَلَا فِي المزفت " ثمَّ يَقُول أَبُو هُرَيْرَة: وَاجْتَنبُوا الحناتم. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه نهى عَن المزفت والحنتم والنقير. قَالَ: قيل لأبي هُرَيْرَة: مَا الحنتم؟ قَالَ: الجرار الْخضر. وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لوفد عبد الْقَيْس: أنهاكم عَن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمقير: المزادة المجبوبة، وَلَكِن اشرب فِي سقائك وأوكه ". 2592 - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي مجْلِس عَظِيم من الْمُسلمين: " أحدثكُم بِخَير دور الْأَنْصَار؟ " قَالُوا: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَنو عبد الْأَشْهَل " قَالُوا: ثمَّ من يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " بَنو النجار " قَالُوا: ثمَّ الحديث: 2590 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 من يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: " ثمَّ بَنو الْحَارِث بن الْخَزْرَج " قَالُوا: ثمَّ من يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " ثمَّ بَنو سَاعِدَة " قَالُوا: ثمَّ من يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " ثمَّ فِي كل دور الْأَنْصَار خيرٌ " فَقَامَ سعد بن عبَادَة مغضباً، فَقَالَ: أَنَحْنُ آخر الْأَرْبَع؟ حِين سمى رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَارهم، فَأَرَادَ كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهُ رجال من قومه: اجْلِسْ، أَلا ترْضى أَن سمى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] داركم فِي الْأَرْبَع الدّور الَّتِي سمى؟ فَمن ترك فَلم يسم أَكثر مِمَّن سمى. فَانْتهى سعد بن عبَادَة عَن كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2593 - الثَّامِن: عَن سعيد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يدْخل الْجنَّة أقوامٌ أفئدتهم مثل أَفْئِدَة الطير ". 2594 - التَّاسِع: عَن عبد الله بن الْفضل عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لقد رَأَيْتنِي فِي الْحجر وقريشٌ تَسْأَلنِي عَن مسراي، فسألتني عَن أَشْيَاء فِي بَيت الْمُقَدّس لم أثبتها، فكربت كربَة مَا كربت مثله قطّ. قَالَ: فرفعه الله لي أنظر إِلَيْهِ، مَا يَسْأَلُونِي عَن شيءٍ إِلَّا أنبأتهم بِهِ، وَلَقَد رَأَيْتنِي فِي جمَاعَة من الْأَنْبِيَاء، فَإِذا مُوسَى قَائِم يُصَلِّي، فَإِذا رجلٌ ضرب جعدٌ كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة، وَإِذا عِيسَى بن مَرْيَم قائمٌ يُصَلِّي، أقرب النَّاس بِهِ شبها عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ، وَإِذا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام قَائِم يُصَلِّي، أشبه النَّاس بِهِ صَاحبكُم - يَعْنِي نَفسه. فحانت الصَّلَاة، فأممتهم فَلَمَّا فرغت من الصَّلَاة قَالَ قَائِل: يَا مُحَمَّد، هَذَا مَالك خَازِن النَّار فَسلم عَلَيْهِ، فَالْتَفت فبدأني بِالسَّلَامِ ". وَقد أخرج البُخَارِيّ الْفَصْل الأول فِي كِتَابه بِمَعْنَاهُ من حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن جَابر بن عبد الله عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لما كذبتني قُرَيْش قُمْت فِي الْحجر، فَجلى الله لي بَيت الْمُقَدّس، فطفقت أخْبرهُم عَن آيَاته وَأَنا أنظر إِلَيْهِ. . ". الحديث: 2593 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 2595 - الْعَاشِر: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن وَعُرْوَة بن الزبير وَهَمَّام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " عذبت امْرَأَة فِي هرةٍ، ربطتها، فَلم تطعمها وَلم تسقها وَلم تتركها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض " وَمِنْهُم من قَالَ: " من حشرات الأَرْض ". لفظ حَدِيث عُرْوَة، والآخران بِنَحْوِهِ. وَفِي حَدِيث همام: دخلت امْرَأَة النَّار من جراء هرة لَهَا - أوهر - ربطتها فَلَا هِيَ أطعمتها. وَلَا هِيَ أرسلتها ترمرم من خشَاش الأَرْض، حَتَّى مَاتَت هزلا ". 2596 - الْحَادِي عشر: عَن أبي عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ألم تروا إِلَى مَا قَالَ ربكُم، قَالَ: مَا أَنْعَمت على عبَادي من نعمةٍ إِلَّا أصبح فريق مِنْهُم بهَا كَافِرين، يَقُولُونَ: الْكَوْكَب، وَبِالْكَوْكَبِ ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي يُونُس سليم بن جُبَير مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا أنزل الله من السَّمَاء من بركةٍ إِلَّا أصبح فريق من النَّاس بهَا كَافِرين، ينزل الله الْغَيْث فَيَقُولُونَ: الْكَوْكَب كَذَا وَكَذَا " وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن سَلمَة: " بكوكب كَذَا وَكَذَا ". وَقد أخرج البُخَارِيّ وَمُسلم حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة من رِوَايَة صَالح ابْن كيسَان عَنهُ عَن زيد بن خَالِد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِنَحْوِهِ، وَهُوَ مَذْكُور هُنَاكَ، وَهَذَا الحَدِيث الَّذِي فِيهِ: " يَا رَسُول الله، اقْضِ بَيْننَا بِكِتَاب الله. . " هُوَ مَذْكُور فِي مُسْند زيد بن خَالِد أَيْضا. 2597 - الثَّانِي عشر: عَن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سيحان وجيحان والفرات والنيل، كلٌّ من أَنهَار الْجنَّة ". الحديث: 2595 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 2598 - الثَّالِث عشر: عَن حَفْص بن عَاصِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كفى بِالْمَرْءِ كذبا أَن يحدث بِكُل مَا سمع "، وَمِنْهُم من رَوَاهُ مُرْسلا. 2599 - الرَّابِع عشر: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الذَّهَب بِالذَّهَب وزنا بِوَزْن، مثلا بِمثل، وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ وزنا بِوَزْن مثلا بِمثل، فَمن زَاد أَو اسْتَزَادَ فَهُوَ رَبًّا ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سعيد بن يسَار، عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الدِّينَار بالدينار لَا فضل بَينهمَا، وَالدِّرْهَم بالدرهم لَا فضل بَينهمَا " وَأخرجه مُسلم أَيْضا زِيَادَة من حَدِيث أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: التَّمْر بِالتَّمْرِ، وَالْحِنْطَة بِالْحِنْطَةِ، وَالشعِير بِالشَّعِيرِ، وَالْملح بالملح، مثلا بِمثل، يدا بيد، فَمن زَاد أَو اسْتَزَادَ فقد أربى، إِلَّا مَا اخْتلفت ألوانه ". 2600 - الْخَامِس عشر: عَن بسر بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَيّمَا امْرَأَة أَصَابَت بخوراً فَلَا تشهد مَعنا الْعشَاء الْآخِرَة ". وَفِي حَدِيث زَيْنَب امْرَأَة عبد الله قَالَت: قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا شهِدت إحداكن الْمَسْجِد فَلَا تمس طيبا " وَهُوَ مَذْكُور فِي مسندها ". 2601 - السَّادِس عشر: عَن عَطاء بن يسَار وَأبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة فَلَا صَلَاة إِلَّا الْمَكْتُوبَة ". أخرجه مُسلم من حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وزَكَرِيا بن إِسْحَق، وورقاء بن عمر كلهم قَالَ: عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ حَمَّاد بن زيد: لقِيت عَمْرو بن دِينَار فَحَدثني بِهِ وَلم يرفعهُ. الحديث: 2598 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 2602 - السَّابِع عشر: عَن أبي الْحباب سعيد بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن الله يَقُول يَوْم الْقِيَامَة: أَيْن المتحابون بجلالي؟ الْيَوْم أظلهم فِي ظِلِّي يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظِلِّي ". 2603 - الثَّامِن عشر: عَن أبي أَيُّوب سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من اشْترى طَعَاما فَلَا يَبِعْهُ حَتَّى يكتاله ". وَفِي رِوَايَة عبد الله بن الْحَارِث أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ لمروان: أحللت بيع الرِّبَا. فَقَالَ مَرْوَان: مَا فعلت؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أحللت بيع الصكاك وَقد نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الطَّعَام حَتَّى يسْتَوْفى. فَخَطب مَرْوَان فَنهى عَن بَيْعه. قَالَ سُلَيْمَان بن يسَار: فَنَظَرت إِلَى حرس يأخذونها من أَيدي النَّاس. 2604 - التَّاسِع عشر: عَن سُلَيْمَان بن يسَار قَالَ: تفرق النَّاس عَن أبي هُرَيْرَة فَقَالَ ناتل أَخُو أهل الشَّام: أَيهَا الشَّيْخ، حَدثنِي حَدِيثا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: نعم، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن أول النَّاس يقْضِي يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِ رجلٌ اسْتشْهد فَأتي بِهِ، فَعرفهُ نعمه فعرفها، فَقَالَ: فَمَا عملت فِيهَا؟ قَالَ: قَاتَلت فِيك حَتَّى استشهدت. فَقَالَ: كذبت، وَلَكِنَّك قَاتَلت لِأَن يُقَال جريء، فقد قيل، ثمَّ أَمر بِهِ فسحب على وَجهه حَتَّى ألقِي فِي النَّار. ورجلٌ تعلم الْعلم وَعلمه وَقَرَأَ الْقُرْآن، فَأتي بِهِ فَعرفهُ نعمه فعرفها، قَالَ: فَمَا عملت فِيهَا؟ قَالَ: تعلمت الْعلم وعلمته، وقرأت فِيك الْقُرْآن. قَالَ: كذبت، وَلَكِنَّك تعلمت ليقال عَالم، وقرأت الْقُرْآن ليقال هُوَ قَارِئ، فقد قيل، ثمَّ أَمر بِهِ فسحب على وَجهه حَتَّى ألقِي فِي النَّار. ورجلٌ وسع الله عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ من أَصْنَاف المَال، فَأتي بِهِ فَعرفهُ نعمه فعرفها، ثمَّ قَالَ: فَمَا عملت فِيهَا؟ الحديث: 2602 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 قَالَ: مَا تركت من سَبِيل تحب أَن ينْفق فِيهَا إِلَّا أنفقت فِيهَا لَك. قَالَ: كذبت، وَلَكِنَّك فعلت ليقال هُوَ جواد، فقد قيل، ثمَّ أَمر بِهِ فسحب على وَجهه ثمَّ ألقِي فِي النَّار ". وَهُوَ فِي رِوَايَة حجاج بن مُحَمَّد نَحوه وَقَالَ فِي أَوله: تفرج النَّاس عَن أبي هُرَيْرَة، فَقَالَ لَهُ ناتلٌ الشَّامي. . وَذكر الحَدِيث. 2605 - الْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي هُرَيْرَة: {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} [النَّجْم] قَالَ: جِبْرِيل. وَعَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: رأى جِبْرِيل فِي صورته وَله سِتّمائَة جنَاح. 2606 - الْحَادِي الْعشْرُونَ: عَن أبي الْغَيْث سَالم مولى ابْن مُطِيع عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " كافل الْيُتْم لَهُ أَو لغيره، أَنا وَهُوَ كهاتين فِي الْجنَّة " وَأَشَارَ الرَّاوِي وَهُوَ مَالك بن أنس بالسبابة وَالْوُسْطَى. 2607 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن ثَوْر بن يزِيد عَن أبي الْغَيْث مولى عبد الله بن مُطِيع عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سَمِعْتُمْ بمدينةٍ جَانب مِنْهَا فِي الْبر وجانب مِنْهَا فِي الْبَحْر؟ " قَالُوا: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يغزوها سَبْعُونَ ألفا من بني إِسْحَق، فَإِذا جاءوها نزلُوا فَلم يقاتلوا بسلاح وَلم يرموا بِسَهْم، قَالُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله. فَيسْقط أحد جانبيها " قَالَ ثَوْر بن يزِيد: لَا أعلمهُ إِلَّا قَالَ: الَّذِي فِي الْبَحْر. ثمَّ يَقُول الثَّانِيَة: لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر، فَيسْقط جَانبهَا الآخر. ثمَّ يَقُول الثَّالِثَة لَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر، فيفرج لَهُم، فيدخلونها. فَبَيْنَمَا هم يقتسمون الْمَغَانِم إِذْ جَاءَهُم الصَّرِيخ فَقَالَ: إِن الدَّجَّال قد خرج، فَيتْركُوا كل شَيْء ويرجعوا ". الحديث: 2605 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 2608 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا ثمَّ انْصَرف فَقَالَ: " يَا فلَان، أَلا تحسن صَلَاتك؟ أَلا ينظر الْمُصَلِّي إِذا صلى كَيفَ يُصَلِّي؟ فَإِنَّمَا يُصَلِّي لنَفسِهِ، إِنِّي لَأبْصر من ورائي كَمَا أبْصر من بَين يَدي ". 2609 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل معنى حَدِيث قبله: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَا معشر النِّسَاء، تصدقن وأكثرن الاسْتِغْفَار، فَإِنِّي رأيتكن أَكثر أهل النَّار " فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ جزلة: ومالنا يَا رَسُول الله أَكثر أهل النَّار؟ قَالَ: " تكثرن اللَّعْنَة وتكفرن العشير، مَا رَأَيْت من ناقصات عقل وَدين أغلب لذِي لب مِنْكُن " قَالَت: يَا رَسُول الله، مَا نُقْصَان الْعقل وَالدّين؟ قَالَ: " أما نُقْصَان الْعقل فشهادة امْرَأتَيْنِ تعدل شَهَادَة رجل، فَهَذَا نُقْصَان الْعقل: وتمكث اللَّيَالِي مَا تصلي، وتفطر رَمَضَان، فَهَذَا نُقْصَان الدّين ". 2610 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب قَالَ: أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " خير يَوْم طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة، فِيهِ خلق آدم، وَفِيه أَدخل الْجنَّة، وَفِيه أخرج مِنْهَا ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث الْمُغيرَة الْحزَامِي عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ، وَزَاد: وَلَا تقوم السَّاعَة إِلَّا فِي يَوْم الْجُمُعَة ". 2611 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الصَّلَاة بعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس، وَعَن الصَّلَاة بعد الصُّبْح حَتَّى تطلع الشَّمْس. الحديث: 2608 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 2612 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْمُؤمن الْقوي خيرٌ وَأحب إِلَى الله من الْمُؤمن الضَّعِيف، وَفِي كل خير، احرص على مَا ينفعك، واستعن بِاللَّه وَلَا تعجز، وَإِن أَصَابَك شيءٌ فَلَا تقل: لَو أَنِّي فعلت كَذَا كَانَ وَكَذَا، وَلَكِن قل: قدر الله وَمَا شَاءَ فعل؛ فَإِن لَو تفتح عمل الشَّيْطَان ". 2613 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن جَعْفَر بن ربيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لينتهين أقوامٌ عَن رفعهم أَبْصَارهم عِنْد الدُّعَاء فِي الصَّلَاة إِلَى السَّمَاء، أَو لتخطفن أَبْصَارهم ". 2614 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أدْرك شَيخا يمشي بَين ابنيه يتَوَكَّأ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا شَأْن هَذَا؟ " قَالُوا: ابناه يَا رَسُول الله، كَانَ عَلَيْهِ نذر. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اركب أَيهَا الشَّيْخ، فَإِن الله غنيٌّ عَنْك وَعَن نذرك ". 2615 - الثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله بن أبي جَعْفَر عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من عرض عَلَيْهِ ريحانٌ فَلَا يردهُ، فَإِنَّهُ خَفِيف الْمحمل، طيب الرّيح ". قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة: من عرض عَلَيْهِ طيب ... " وَهُوَ أشهر. 2616 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الشّغَار. زَاد ابْن نمير: والشغار: أَن يَقُول الرجل للرجل: زَوجنِي ابْنَتك وأزوجك ابْنَتي، وزوجني أختك وأزوجك أُخْتِي. الحديث: 2612 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 2617 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله بن عمر عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بيع الْحَصَاة، وَعَن بيع الْغرَر. 2618 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن سُفْيَان بن عقبَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا دعِي أحدكُم إِلَى طَعَام وَهُوَ صائمٌ فَلْيقل: إِنِّي صَائِم ". وَقد أخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا دعِي أحدكُم فليجب، فَإِن كَانَ صَائِما فَليصل، وَإِن كَانَ مُفطرا فليطعم ". 2619 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن سلمَان الْأَغَر مولى جُهَيْنَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله يبْعَث ريحًا من الْيمن أَلين من الْحَرِير، فَلَا تدع أحدا فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة من إِيمَان إِلَّا قَبضته " قَالَ بعض الروَاة: " مِثْقَال ذرة ". 2620 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن الْأَغَر أبي مُسلم أَنه قَالَ: أشهد على أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد أَنَّهُمَا شَهدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " لَا يقْعد قومٌ يذكرُونَ الله إِلَّا حفتهم الْمَلَائِكَة، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة، وَنزلت عَلَيْهِم السكينَة، وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا مَعَ زِيَادَة فِي أَوله وَآخره من حَدِيث سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من نفس عَن مولى كربَة من كرب الدُّنْيَا، نفس الله عَنهُ كربَة من كرب يَوْم الْقِيَامَة، وَمن يسر عَليّ مُعسر يسر الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، وَمن ستر مُسلما ستره الله فِي الدُّنْيَا الحديث: 2617 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 وَالْآخِرَة، وَالله فِي عون العَبْد مَا كَانَ العَبْد فِي عون أَخِيه، وَمن سلك طَرِيقا يلْتَمس فِيهِ علما سهل الله لَهُ طَرِيقا إِلَى الْجنَّة، وَمَا اجْتمع قومٌ فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ بَينهم إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة، وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَة، وَذكرهمْ الله فِيمَن عِنْده، وَمن بطأ بِهِ عمله لم يسْرع بِهِ نسبه ". وَقد أخرج مُسلم أَيْضا طرفا مِنْهُ من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يستر عبدٌ عبدا فِي الدُّنْيَا إِلَّا ستره الله يَوْم الْقِيَامَة ". وَمن حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لَا يستر الله على عبدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا ستره الله يَوْم الْقِيَامَة ". وَهَذَا أَيْضا معنى آخر يَنْبَغِي أَن يفرد إِن كَانَ صَحَّ ضبط الراوية. 2621 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن الْأَغَر أبي مُسلم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي هُرَيْرَة قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْعِزّ إزَاره، والكبرياء رِدَاؤُهُ، فَمن يُنَازعنِي عَذبته ". كَذَا فِيمَا رَأينَا من نسخ كتاب مُسلم. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث عمر بن حَفْص بن غياث الَّذِي أخرجه مُسلم من حَدِيثه وَبِذَلِك الْإِسْنَاد إِلَى أبي مُسلم الْأَغَر عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد أَنَّهُمَا قَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَقُول الله عز وَجل: " الْعِزّ إزَارِي، والكبرياء رِدَائي، فَمن نَازَعَنِي شَيْئا مِنْهُمَا عَذبته " وَهَكَذَا أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه. 2622 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن سلمَان الْأَغَر أبي مُسلم عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " نَادَى منادٍ: إِن لكم أَن تصحوا فَلَا تسقموا أبدا، وَإِن لكم أَن تحيوا فَلَا تَمُوتُوا أبدا، وَإِن لكم أَن تشبوا فَلَا تهرموا أبدا، وَإِن لكم أَن الحديث: 2621 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 تنعموا فَلَا تبتئسوا أبدا، فَذَلِك قَوْله عز وَجل: {ونودوا أَن تلكم الْجنَّة أورثتموها بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} [الْأَعْرَاف] . قَالَ أَبُو مَسْعُود: أَبُو عبد الله سلمَان الْأَغَر مولى جُهَيْنَة، وَقيل: مولى عزة، عَن أبي هُرَيْرَة، وَأهل الْعرَاق يكنونه أَبَا مُسلم. قَالَ الْخَطِيب: الْأَغَر أَبُو مُسلم والأغر ابْن مُسلم رجلٌ وَاحِد، من أهل الْمَدِينَة، حدث عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد، وَيُقَال. كَانَ عبدا مَمْلُوكا، اشْترك أَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو سعيد فِي عتقه. وَقَالَ البُخَارِيّ سلمَان أَبُو عبد الله الْأَغَر، مولى جُهَيْنَة، الْمدنِي، سمع أَبَا هُرَيْرَة، ثمَّ قَالَ: سلمَان أَبُو حَازِم مولى عزة الْأَشْجَعِيّ، سمع عزة، سمع مِنْهُ الْأَعْمَش وَمَنْصُور، وَذكر جمَاعَة. وَأخرج مُسلم بعض هَذَا من حَدِيث أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من يدْخل الْجنَّة ينعم وَلَا يبأس، لَا تبلى ثِيَابه وَلَا يفنى شبابه " وأغفله أَبُو مَسْعُود فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة أبي رَافع. 2623 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن عبيد الله بن أبي رَافع قَالَ: اسْتخْلف مَرْوَان أَبَا هُرَيْرَة على الْمَدِينَة وَخرج إِلَى مَكَّة، فصلى لنا أَبُو هُرَيْرَة يَوْم الْجُمُعَة، فَقَرَأَ بعد سُورَة الْجُمُعَة فِي الرَّكْعَة الْأَخِيرَة: {إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ} [سُورَة المُنَافِقُونَ] . قَالَ: فأدركت أَبَا هُرَيْرَة حِين انْصَرف فَقلت: إِنَّك قَرَأت بسورتين كَانَ عَليّ بن أبي طَالب يقْرَأ بهما فِي الْكُوفَة. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ بهما فِي الْجُمُعَة. وَفِي رِوَايَة حَاتِم بن إِسْمَاعِيل: فَقَرَأَ سُورَة الْجُمُعَة فِي السَّجْدَة الأولى، وَفِي الْآخِرَة: {إِذا جَاءَك المُنَافِقُونَ} . 2624 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْحجَّاج مُجَاهِد بن جبر الْمَكِّيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دِينَار أنفقته فِي سَبِيل الله، ودينار أنفقته فِي رَقَبَة، ودينار تَصَدَّقت بِهِ على مِسْكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الَّذِي أنفقته على أهلك ". الحديث: 2623 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 2625 - الْأَرْبَعُونَ: عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَو عَن أبي سعيد - شكّ الْأَعْمَش - قَالَ: لما كَانَ يَوْم غَزْوَة تَبُوك أصَاب النَّاس مجاعةٌ، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، لَو أَذِنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " افعلوا ". فجَاء عمر فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن فعلت قل الظّهْر، وَلَكِن ادعهم بِفضل أَزْوَادهم ثمَّ ادْع الله لَهُم عَلَيْهَا بِالْبركَةِ، لَعَلَّ الله أَن يَجْعَل فِي ذَلِك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم ". قَالَ: فَدَعَا بنطع فبسطه، ثمَّ دَعَا بِفضل أَزْوَادهم، قَالَ: فَجعل الرجل يَجِيء بكف ذرة، قَالَ: وَيَجِيء الآخر بكف تمرٍ، قَالَ: وَيَجِيء الآخر بكسرةٍ، حَتَّى اجْتمع على النطع من ذَلِك شَيْء يسير. قَالَ: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبركَةِ، ثمَّ قَالَ: " خُذُوا فِي أوعيتكم. " قَالَ: فَأخذُوا فِي أوعيتهم حَتَّى مَا تركُوا فِي الْعَسْكَر وعَاء إِلَّا ملئوه. قَالَ وأكلوا حَتَّى شَبِعُوا وفضلت فضلةٌ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله، لَا يلقى الله بهَا عبدٌ غير شاكٍّ فيحجب عَن الْجنَّة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث طَلْحَة بن مصرف عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مسير فَقَالَ: فنفدت أزواد الْقَوْم حَتَّى هم بنحر بعض حمائلهم، قَالَ: فَقَالَ عمر: يَا رَسُول الله، لَو جمعت مَا بَقِي من أزواد الْقَوْم فدعوت الله عَلَيْهَا، قَالَ: فَفعل. فجَاء ذُو الْبر ببره، وَذُو التَّمْر بتمره، قَالَ: وَقَالَ مُجَاهِد: وَذُو النواة بنواه. قلت: وَمَا كَانُوا يصنعون بالنوى؟ قَالَ: يمصونه وَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ المَاء. قَالَ: فَدَعَا عَلَيْهَا حَتَّى مَلأ الْقَوْم أزودتهم. قَالَ: فَقَالَ عِنْد ذَلِك: " أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَنِّي رَسُول الله، لَا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاكٍّ فيهمَا إِلَّا دخل الْجنَّة ". وَلَيْسَ لطلْحَة بن مصرف عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. الحديث: 2625 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 2626 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لقد رَأَيْت رجلا يتقلب فِي الْجنَّة، فِي شَجَرَة قطعهَا من ظهر الطَّرِيق كَانَت تؤذي النَّاس ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن شَجَرَة كَانَت تؤذي الْمُسلمين، فجَاء رجلٌ فقطعها فَدخل الْجنَّة ". وَمن حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مر رجلٌ بِغُصْن شجرةٍ على ظهر طَرِيق فَقَالَ: وَالله لَا لأنحين هَذَا عَن الْمُسلمين لَا يؤذيهم، فَأدْخل الْجنَّة ". وَقد تقدم فِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث سمي مولى أبي بكر عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَيْنَمَا رجلٌ يمشي بطرِيق وجد غُصْن شوكٍ على الطَّرِيق فَأَخَّرَهُ، فَشكر الله لَهُ فغفر لَهُ ". 2627 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لِأَن أَقُول: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، وَالله أكبر، أحب إِلَى مِمَّا طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس ". 2628 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَا تدخلون الْجنَّة حَتَّى تؤمنوا، وَلَا تؤمنون حَتَّى تحَابوا، أَولا أدلكم على شَيْء إِذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السَّلَام بَيْنكُم ". 2629 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء، ثمَّ أَنى الْجُمُعَة فاستمع الحديث: 2626 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 وأنصت، غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام، وَمن مس الْحَصَا فقد لَغَا ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من اغْتسل ثمَّ أَتَى الْجُمُعَة فصلى مَا قدر لَهُ ثمَّ انتصت حَتَّى يفرغ من خطبَته، ثمَّ يُصَلِّي مَعَه، غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة الْأُخْرَى وَفضل ثَلَاثَة أَيَّام ". 2630 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة. وَعَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ نَاس من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نجد فِي أَنْفُسنَا مَا يتعاظم أَحَدنَا أَن يتَكَلَّم بِهِ. قَالَ: " وَقد وجدتموه؟ " قَالُوا: نعم. قَالَ: " ذَاك صَرِيح الْإِيمَان ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ ناسٌ. . وَذكر نَحوه. 2631 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اثْنَتَانِ فِي النَّاس هما بهم كفرٌ: الطعْن فِي النّسَب، والنياحة على الْمَيِّت ". 2632 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَيُحِبُّ أحدكُم إِذا رَجَعَ إِلَى أَهله أَن يجد فِيهِ ثَلَاث خلفات عِظَام سمان؟ " قُلْنَا: نعم. قَالَ: " فَثَلَاث آيَات يقْرَأ بِهن أحدكُم فِي صلَاته خيرٌ لَهُ من ثَلَاث خلفات عظامٍ سمان ". الحديث: 2630 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 2633 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمَدِينَة حرمٌ، فَمن أحدث فِيهَا حَدثا أَو آوى مُحدثا فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ، لَا يقبل مِنْهُ مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة عدلٌ وَلَا صرفٌ ". زَاد فِي حَدِيث سُفْيَان عَن الْأَعْمَش: وَذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة، يسْعَى بهَا أَدْنَاهُم، فَمن أَخْفَر مُسلما فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ، لَا يقبل مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة عدلٌ وَلَا صرف ". وَفِي حَدِيث زَائِدَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: وَمن تولى قوما بِغَيْر إِذن موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ، لَا يقبل مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة عدلٌ وَلَا صرف ". وَفِي رِوَايَة شَيبَان عَن الْأَعْمَش نَحوه، وَقَالَ: وَمن والى غير موَالِيه بِغَيْر إِذْنه. . ". وَأخرج مُسلم أَيْضا هَذَا الطّرف الآخر من حَدِيث يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من تولى قوما بِغَيْر إِذن موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله، وَالْمَلَائِكَة، لَا يقبل مِنْهُ صرفٌ وَلَا عدل ". 2634 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح، وَعَن سُهَيْل ابْن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة، وَأول حَدِيث الْأَعْمَش قَالَ: " أَتَت فَاطِمَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسأله خَادِمًا، فَقَالَ لَهَا: " قولي: " اللَّهُمَّ رب السَّمَوَات السَّبع ... " وَأول حَدِيث سُهَيْل قَالَ: كَانَ أَبُو صَالح يَأْمُرنَا إِذا أَرَادَ أَحَدنَا أَن ينَام، أَن يضطجع على شقَّه الْأَيْمن ثمَّ يَقُول: " اللَّهُمَّ رب السَّمَوَات وَرب الأَرْض وَرب الْعَرْش الْعَظِيم، رَبنَا وَرب كل شَيْء، فالق الْحبّ والنوى، ومنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْفرْقَان، أعوذ بك من شَرّ كل شيءٍ أَنْت آخذٌ بناصيته. اللَّهُمَّ أَنْت الأول فَلَيْسَ قبلك شيءٌ، وَأَنت الآخر فَلَيْسَ بعْدك شَيْء، وَأَنت الظَّاهِر فَلَيْسَ فَوْقك شَيْء، وَأَنت الْبَاطِن فَلَيْسَ دُونك شَيْء، اقْضِ عَنَّا الدّين، وأغننا من الْفقر. " وَكَانَ يروي ذَلِك عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 2633 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 وَفِي حَدِيث خَالِد الطَّحَّان عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرنَا إِذا أَخذنَا مضجعنا أَن نقُول: ... وَذكر مثله، إِلَّا أَنه قَالَ: أعوذ بك من شَرّ كل دابةٍ أَنْت آخذٌ بناصيتها ". وَقد أخرج مُسلم أَيْضا فِي الذّكر عِنْد الِاضْطِجَاع وَجها آخر من حَدِيث روح ابْن الْقَاسِم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن فَاطِمَة أَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسأله خَادِمًا، وَشَكتْ الْعَمَل، فَقَالَ: " مَا ألفيتيه عندنَا " وَقَالَ: " أَلا أدلك على مَا هُوَ خير لَك من خَادِم: تسبحين ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتحمدين ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وتكبرين أَرْبعا وَثَلَاثِينَ حِين تأخذين مضجعك ". وَفِي حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل عَن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ. 2635 - الْخَمْسُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا قَرَأَ ابْن آدم السَّجْدَة اعتزل الشَّيْطَان يبكي، يَقُول: يَا ويلي، أَمر ابْن آدم بِالسُّجُود فَسجدَ، فَلهُ الْجنَّة، وَأمرت بِالسُّجُود فأبيت، فلي النَّار ". 2636 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن الْأَعْمَش عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تسبوا أَصْحَابِي، لَا تسبوا أَصْحَابِي، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لَو أَن أحدكُم أنْفق مثل أحدٍ ذَهَبا مَا أدْرك مد أحدهم وَلَا نصيفه " كَذَا عِنْد مُسلم. وَمِنْهُم من يَقُول: عَن أبي سعيد. 2637 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أقرب مَا يكون العَبْد من ربه وَهُوَ ساجد، فَأَكْثرُوا الدُّعَاء ". الحديث: 2635 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 2638 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول فِي سُجُوده: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي كُله، دقه وجله. وأوله وَآخره، وعلانيته وسره ". 2639 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن سمي عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من مَاتَ وَلم يغز وَلم يحدث نَفسه بغزوٍ مَاتَ على شعبةٍ من نفاق ". قَالَ مُسلم: قَالَ عبد الله بن الْمُبَارك: فنرى أَن ذَلِك كَانَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2640 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن مُسلم بن أبي مَرْيَم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه مرّة قَالَ: " تعرض الْأَعْمَال فِي كل يَوْم خَمِيس وإثنين، فَيغْفر الله عز وَجل فِي ذَلِك الْيَوْم لكل امْرِئ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا، إِلَّا امْرأ كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء، فَيَقُول: اتْرُكُوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا ". وَفِي حَدِيث مَالك بن أنس عَن مُسلم بن مَرْيَم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تعرض أَعمال النَّاس فِي كل جُمُعَة مرَّتَيْنِ. . " ثمَّ ذكر نَحوه. وَفِي آخِره: " اتْرُكُوا أَو أركوا هذَيْن حَتَّى يفيئا ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تفتح أَبْوَاب الْجنَّة يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس، فَيغْفر لكل عبدٍ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا إِلَّا رجل كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء، فَيُقَال انْظُرُوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا، أنظروا هذَيْن حَتَّى يصطلحا ". الحديث: 2638 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي، وَمن حَدِيث جرير بن عبد الحميد، كِلَاهُمَا عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة نَحْو حَدِيث مَالك، غير أَنه فِي حَدِيث الدَّرَاورْدِي: إِلَّا المتهاجرين " وَمن رِوَايَة أَحْمد بن عَبده الضَّبِّيّ عَنهُ، وَمن رِوَايَة قُتَيْبَة " إِلَّا المهجرين " هَذَا لفظ مُسلم، لِأَنَّهُ أدرج حَدِيثهمَا على حَدِيث مَالك. وَحكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي أَن أول حَدِيثهمَا: " تفتح أَبْوَاب السَّمَاء كل إثنين وخميس. . " 2641 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار الْأَعْرَج عَن أبي صَالح السمان عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عَلَيْك السّمع وَالطَّاعَة فِي عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عَلَيْك ". وَلَيْسَ لأبي حَازِم الْأَعْرَج عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 2642 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الْقَعْقَاع بن حَكِيم عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا لقِيت من عقرب لدغتني البارحة؟ فَقَالَ: " أما لَو قلت حِين أمسيت: أعوذ بِكَلِمَات الله التامات من شَرّ مَا خلق، لم تَضُرك ". 2643 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن الْقَعْقَاع عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا جلس أحدكُم على حَاجته فَلَا يسْتَقْبل الْقبْلَة وَلَا يستدبرها أغفل أَبُو مَسْعُود هَذَا الحَدِيث فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة الْقَعْقَاع عَن أبي صَالح. 2644 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن قدامَة بن مُوسَى عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اللَّهُمَّ أصلح لي ديني الَّذِي هُوَ عصمَة أَمْرِي، الحديث: 2641 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 وَأصْلح لي دنياي الَّتِي فِيهَا معاشي، وَأصْلح لي آخرتي الَّتِي فِيهَا معادي، وَاجعَل الْحَيَاة زِيَادَة لي فِي كل خير، وَاجعَل الْمَوْت رَاحَة من كل شَرّ ". وَلَيْسَ لقدامة عَن مُوسَى عَن أبي صَالح فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 2645 - السِّتُّونَ: عَن صَالح عَن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يصبر على لأواء الْمَدِينَة وشدتها أحدٌ من أمتِي إِلَّا كنت لَهُ شَفِيعًا يَوْم الْقِيَامَة أَو شَهِيدا ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي عبد الله دِينَار الْقَرَّاظ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَنهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يصبر على لأواء الْمَدِينَة. . " وَذكره. وَلَيْسَ لصالح بن أبي صَالح عَن أَبِيه فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 2646 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الله بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يَمِينك على مَا يصدقك بِهِ صَاحبك " وَفِي رِوَايَة عَنهُ: " على مَا يصدقك عَلَيْهِ صَاحبك ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عباد بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْيَمين على نِيَّة المستحلف ". 2647 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ على جبل حراء، فَتحَرك فَقَالَ: " اسكن حراء، فَمَا عَلَيْك إِلَّا نبيٌّ أَو صديق أَو شَهِيد " وَعَلِيهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَسعد بن أبي قاص. كَذَا عِنْد مُسلم فِيمَا الحديث: 2645 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 رَأينَا من نسخ كِتَابه فِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ، لم يذكر عليا، وَزَاد سَعْدا، وَهَكَذَا أخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن يحيى كَمَا أخرجه مُسلم. وَأخرجه البرقاني أَيْضا من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن صَالح عَن يحيى بن سعيد بِهَذَا الْإِسْنَاد: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ على حراء وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر بن الْخطاب وَعُثْمَان ابْن عَفَّان وَعلي بن أبي طَالب وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وَطَلْحَة ابْن عبيد الله وَسعد بن أبي وَقاص وَسَعِيد بن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل، فَتحَرك الْجَبَل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اسكن حراء، فَلَيْسَ عَلَيْك إِلَّا نبيٌّ أَو صديقٌ أَو شَهِيد " فسكن الْجَبَل. وَإِسْنَاده على شَرط مُسلم. وَفِي هَذَا الحَدِيث زِيَادَة فَوَائِد حَسَنَة. وَأخرج مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ على حراء هُوَ وَأَبُو بكر وَعمر وَعلي وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر، فتحركت الصَّخْرَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اهدأ، فَمَا عَلَيْك إِلَّا نبيٌّ أَو صديقٌ أَو شَهِيد ". 2648 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن مَالك عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن سعد ابْن عبَادَة قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن وجدت مَعَ امْرَأَتي رجلا، أمهله حَتَّى آتِي بأَرْبعَة شُهَدَاء؟ قَالَ: " نعم ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن سعد بن عبَادَة الْأنْصَارِيّ قَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت الرجل يجد مَعَ امْرَأَته رجلا، أَيَقْتُلُهُ؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا ". قَالَ سعد: بلَى وَالَّذِي أكرمك بِالْحَقِّ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اسمعوا إِلَى مَا يَقُول سيدكم ". وَمن حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ سعد ابْن عبَادَة: يَا رَسُول الله، لَو وجدت مَعَ أَهلِي رجلا، لم أمسه حَتَّى آتِي بأَرْبعَة الحديث: 2648 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 شُهَدَاء؟ ، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم " قَالَ: كلا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، إِن كنت لأعالجه بِالسَّيْفِ قبل ذَلِك. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اسمعوا مَا يَقُول سيدكم، إِنَّه لغيور، وَأَنا أغير مِنْهُ، وَالله أغير مني " كَذَا عندنَا فِي كتاب مُسلم: لأعالجه، وَفِي رِوَايَة الجوزقي لأعاجله بِالسَّيْفِ، وَفِي رِوَايَة أبي بكر البرقاني: لمعالجه. 2649 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن مَالك عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حلف على يمينٍ فَرَأى خيرا مِنْهَا فليكفر عَن يَمِينه، وليفعل ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنَاهُ وَقَالَ: فليكفر عَن يَمِينه وليفعل الَّذِي هُوَ خير ". وَمن حَدِيث عبد الْعَزِيز بن الْمطلب عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من حلف على يَمِين فَرَأى غَيرهَا خيرا مِنْهَا فليأت الَّذِي هُوَ خير وليكفر عَن يَمِينه ". وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن الْمطلب عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي حَازِم مولى عزة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أعتم رجلٌ عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَهله فَوجدَ الصبية قد نَامُوا، فَأَتَاهُ أَهله بِطَعَام، فَحلف لَا يَأْكُل من أجل صبيته، ثمَّ بدا لَهُ فَأكل، فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكر ذَلِك لَهُ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من حلف على يمينٍ فَرَأى غَيرهَا خيرا مِنْهَا فليأتها وليكفر عَن يَمِينه ". 2650 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن مَالك بن أنس فِيمَا قرئَ عَلَيْهِ عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: كَانَ النَّاس إِذا رَأَوْا أول الثَّمر جَاءُوا بِهِ إِلَى الحديث: 2649 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِذا أَخذه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي ثمرنا، وَبَارك لنا فِي مدينتنا، وَبَارك لنا فِي صاعنا، وَبَارك لنا فِي مدنا. اللَّهُمَّ إِن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام عَبدك وخليلك وَنَبِيك، وَإِنِّي عَبدك وَنَبِيك، وَإنَّهُ دعَاك لمَكَّة، وَإِنِّي أَدْعُوك للمدينة بِمثل مَا دعَاك لمَكَّة وَمثله مَعَه " قَالَ: ثمَّ يَدْعُو أَصْغَر وليد لَهُ فيعطيه ذَلِك الثَّمر. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن حمد الدَّرَاورْدِي الْمدنِي عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُؤْتى بِأول الثَّمر فَيَقُول: اللَّهُمَّ بَارك لنا فِي مدينتنا، وَفِي ثمارنا، وَفِي مدنا، وَفِي صاعنا، بركَة مَعَ بركَة " ثمَّ يُعْطِيهِ أَصْغَر من يحضرهُ من الْولدَان. 2651 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن مَالك عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا تَوَضَّأ العَبْد الْمُسلم - أَو الْمُؤمن - فَغسل وَجهه خرج من وَجهه كل خَطِيئَة نظر إِلَيْهَا بِعَيْنِه مَعَ المَاء - أَو مَعَ آخر قطر المَاء، فَإِذا غسل يَدَيْهِ خرج من يَدَيْهِ كل خطيئةٍ كَانَ بطشتها يَدَاهُ مَعَ المَاء أَو مَعَ آخر قطر المَاء، فَإِذا غسل رجلَيْهِ خرجت كل خَطِيئَة مشتها رِجْلَاهُ مَعَ المَاء أَو مَعَ آخر قطر المَاء حَتَّى يخرج نقياً من الذُّنُوب ". 2652 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن مَالك عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قَالَ الرجل: هلك النَّاس، فَهُوَ أهلكهم " قَالَ بعض الروَاة: لَا أَدْرِي أهلكهم بِالنّصب، أَو أهلكهم بِالرَّفْع. كَذَا قَالَ، وَالرَّفْع أشهر، أَي أَشَّدهم هَلَاكًا، وَذَلِكَ إِذا قَالَ على سَبِيل الإزراء عَلَيْهِم بالاحتقار لَهُم وتفضيل نَفسه عَلَيْهِم، لِأَنَّهُ لَا يدْرِي سرائر الله فِي خلقه. وَهَكَذَا كَانَ بعض عُلَمَائِنَا يَقُول، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال، وروح بن الْقَاسِم، وَحَمَّاد ابْن سَلمَة، جَمِيعًا عَن سُهَيْل بِالْإِسْنَادِ نَفسه. الحديث: 2651 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 2653 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا كَانَ فِي سفر وأسحر يَقُول " سمع سامعٌ بِحَمْد الله وَحسن بلائه علينا، رَبنَا صاحبنا وَأفضل علينا، عائذاً بِاللَّه من النَّار ". 2654 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ تماثيل أَو تصاوير ". 2655 - السبعون: عَن سُلَيْمَان بن بِلَال وَجَرِير بن عبد الحميد وَأبي عوَانَة كلهم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " رغم أنف، ثمَّ رغم أنف، ثمَّ رغم أنف من أدْرك أَبَوَيْهِ عِنْد الْكبر، أَحدهمَا أَو كِلَاهُمَا فَلم يدْخل الْجنَّة " اللَّفْظ لأبي عوَانَة على تقاربهم. 2656 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن سُلَيْمَان بن بِلَال قَالَ: حَدثنِي سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَرَادَت عَائِشَة أَن تشتري جَارِيَة تعتقها، فَأبى أَهلهَا إِلَّا أَن يكون لَهُم الْوَلَاء، فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " لَا يمنعك ذَلِك، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". 2657 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تنزل الرّوم بالأعماق أَو بدابق، فَيخرج إِلَيْهِم جَيش من الْمَدِينَة من خِيَار أهل الأَرْض يومئذٍ، فَإِذا تصافوا قَالَت الرّوم: خلوا بَيْننَا وَبَين الَّذين سبوا منا نقاتلهم، فَيَقُول الْمُسلمُونَ: لَا وَالله، لَا نخلي بَيْنكُم وَبَين إِخْوَاننَا تقاتلونهم، فينهزم ثلثٌ لَا يَتُوب الله عَلَيْهِم أبدا، وَيقتل ثلثهم أفضل الشُّهَدَاء عِنْد الله، وَيفتح الثُّلُث لَا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فَبَيْنَمَا هم يقتسمون الْغَنَائِم قد عَلقُوا سيوفهم بالزيتون، إِذْ صَاح فيهم الشَّيْطَان: إِن الْمَسِيح قد خلفكم فِي أهليكم، فَيخْرجُونَ وَذَلِكَ بَاطِل، فَإِذا جَاءُوا الشَّام خرج، فَبَيْنَمَا يعدون لِلْقِتَالِ يسوون الصُّفُوف إِذْ أُقِيمَت الصَّلَاة، فَينزل عِيسَى الحديث: 2653 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 ابْن مَرْيَم، فَأمهمْ، فَإِذا رَآهُ عَدو الله ذاب كَمَا يذوب الْملح فِي المَاء، فَلَو تَركه لانذاب حَتَّى يهْلك، وَلَكِن يقْتله الله بِيَدِهِ، فيريهم دَمه فِي حربته ". 2658 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم، وَيَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حمل علينا السِّلَاح فَلَيْسَ منا، وَمن غَشنَا فَلَيْسَ منا ". وَلَيْسَ لعبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. وَأخرج مُسلم أَيْضا ذكر الْغِشّ من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر على صبرَة طَعَام فَأدْخل يَده فِيهِ، فنالت أَصَابِعه بللاً، فقلا: " مَا هَذَا يَا صَاحب الطَّعَام؟ " قَالَ: أَصَابَته السَّمَاء يَا رَسُول الله. قَالَ: " أَفلا جعلته فَوق الطَّعَام حَتَّى يرَاهُ النَّاس " وَقَالَ: من غَشنَا فَلَيْسَ منا ". 2659 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُول الله، هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة؟ قَالَ: " هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس فِي الظهيرة لَيست فِي سَحَابَة؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَهَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لَيْسَ فِي سَحَابَة؟ " قَالُوا: لَا. قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة ربكُم إِلَّا كَمَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة أَحدهمَا " قَالَ: " فَيلقى العَبْد فَيَقُول: أَي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لَك الْخَيل وَالْإِبِل، وأذرك ترأس وترتع؟ فَيَقُول: بلَى. فَيَقُول: أفظننت أَنَّك ملاقي؟ فَيَقُول: لَا. فَيَقُول: فَإِنِّي أنساك كَمَا نسيتني، ثمَّ يلقى الثَّانِي فَيَقُول: أَي فل، ألم أكرمك وأسودك وأزوجك وأسخر لَك الْخَيل وَالْإِبِل وأذرك ترأس وتربع؟ فَيَقُول: بلَى، الحديث: 2658 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 أَي وربي، فَيَقُول: أظننت أَنَّك ملاقي؟ قَالَ: فَيَقُول: لَا. فَيَقُول: فَإِنِّي أنساك كَمَا نسيتني. ثمَّ قَالَ: ثمَّ يلقى الثَّالِث فَيَقُول لَهُ مثل ذَلِك، فَيَقُول يَا رب، آمَنت بك وبكتابك ورسلك، وَصليت وَصمت وتصدقت، ويثني بِخَير مَا اسْتَطَاعَ، فَيَقُول: هَا هُنَا إِذا. قَالَ: ثمَّ يُقَال: الْآن نبعث شاهدنا عَلَيْك، ويتفكر فِي نَفسه: من ذَا الَّذِي يشْهد عَليّ؟ فيختم على فِيهِ، وَيُقَال لفخذه: انْطِقِي، فَتَنْطِق فَخذه ولحمه وعظامه بِعَمَلِهِ، وَذَلِكَ ليعذر من نَفسه، وَذَلِكَ الْمُنَافِق، وَذَلِكَ الَّذِي يسْخط الله عَلَيْهِ ". وَلَيْسَ لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح إِلَّا هَذَا. كَذَا فِي الأَصْل: " ترتع " بنقطتين من فَوْقهَا، وَأما أَصْحَاب الْعَرَبيَّة وَأهل اللُّغَة فَإِنَّمَا ذكرُوا فِي الحَدِيث: تربع بِالْبَاء: أَي تَأْخُذ المرباع، والمرباع: مَا كَانَ يَأْخُذهُ الرئيس من الْغَنِيمَة. وترتع أَيْضا مُمكن، أَي تتنعم وتنبسط فِيمَا شِئْت. 2660 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يبغض الْأَنْصَار رجلٌ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ". 2661 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن الْقَارِي عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تجْعَلُوا بُيُوتكُمْ مَقَابِر، إِن الشَّيْطَان ينفر من الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة ". 2662 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سيهل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن المحاقلة والمزابنة. لم يزدْ. وَقد فسر ذَلِك فِي حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ فَقَالَ: والمزابنة: اشْتِرَاء التَّمْر فِي رُؤُوس النّخل، يَعْنِي بِالتَّمْرِ: والمحاقلة: كِرَاء الأَرْض. وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْنده. الحديث: 2660 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 2663 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يَوْم خَيْبَر: " لَأُعْطيَن هَذِه الرَّايَة رجلا يحب الله وَرَسُوله، يفتح الله على يَدَيْهِ " قَالَ عمر بن الْخطاب: مَا أَحْبَبْت الْإِمَارَة إِلَّا يومئذٍ. قَالَ: فتساورت لَهَا رَجَاء أَن أدعى لَهَا، قَالَ: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَليّ بن أبي طَالب فَأعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: " امش وَلَا تلْتَفت حَتَّى يفتح الله عَلَيْك " قَالَ: فَسَار عليٌّ شَيْئا ثمَّ وقف وَلم يلْتَفت، فَصَرَخَ: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: على مَاذَا أقَاتل النَّاس؟ قَالَ: " قَاتلهم حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، فَإِذا فعلوا ذَلِك فقد منعُوا مِنْك دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وحسابهم على الله ". 2664 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن يَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن عَن سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أَشد أمتِي لي حبا ناسٌ يكونُونَ بعدِي، يود أحدهم لَو رَآنِي بأَهْله وَمَاله ". 2665 - الثَّمَانُونَ: عَن يَعْقُوب عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيست السّنة أَلا تمطروا، وَلَكِن السّنة أَن تمطروا وتمطروا وَلَا تنْبت الأَرْض شَيْئا ". 2666 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد وسُفْيَان الثَّوْريّ وَجَرِير بن عبد الحميد جَمِيعًا عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لِأَن يجلس أحدكُم على جَمْرَة فتحرق ثِيَابه فتخلص إِلَى جلده خير من أَن يجلس على قبر ". 2667 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد وَجَرِير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الْإِبِل حظها من الأَرْض، وَإِذا سافرتم فِي السّنة فبادروا بهَا نقيها، وَإِذا عرستم الحديث: 2663 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 فَاجْتَنبُوا الطَّرِيق، فَإِنَّهَا طرق الدَّوَابّ ومأوى الْهَوَام فِي اللَّيْل. وَفِي حَدِيث جرير: وَإِذا سافرتم فِي السّنة فَأَسْرعُوا عَلَيْهَا السّير ". 2668 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد وَجَرِير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تصْحَب الْمَلَائِكَة رفْقَة فِيهَا كلب وَلَا جرس ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث بشر بن الْمفضل عَن سُهَيْل بِالْإِسْنَادِ مثله. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الجرس مَزَامِير الشَّيْطَان ". 2669 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تبدءوا الْيَهُود وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، وَإِذا لَقِيتُم أحدهم فِي طَرِيق فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أضيقه ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة وَجَرِير كلهم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه كَذَلِك. وَفِي حَدِيث سُفْيَان: إِذا لَقِيتُم الْيَهُود. . " وَفِي حَدِيث شُعْبَة: " أهل الْكتاب " وَفِي حَدِيث جرير: " إِذا لقيتموهم. . " وَلم يسم أحدا من الْمُشْركين. 2670 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْأَرْوَاح جنودٌ مجنده، فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف، وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف ". الحديث: 2668 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 وَأخرجه أَيْضا مَعَ طرف آخر من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة يرفعهُ قَالَ: النَّاس معادن كمعادن الذَّهَب وَالْفِضَّة، خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، مَا تعارف مِنْهَا ائتلف، وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف ". 2671 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي وَأبي عوَانَة كِلَاهُمَا عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا قَامَ أحدكُم. . " وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة: " من قَامَ من مَجْلِسه ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَق بِهِ ". 2672 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن عمر بن الْخطاب جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده نسْوَة قد رفعن أصواتهن على رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، فَلَمَّا اسْتَأْذن عمر ابتدرن الْحجاب. .، ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث قبله، وَفِيه: فَأذن لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَعْنِي فَدخل، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يضْحك، فَقَالَ عمر: أضْحك الله سنك يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عجبت من هَؤُلَاءِ اللَّاتِي كن عِنْدِي، فَلَمَّا سمعن صَوْتك ابتدرن الْحجاب " قَالَ عمر: فَأَنت يَا رَسُول الله أَحَق أَن يهبن. ثمَّ قَالَ عمر: أَي عدوات أَنْفسهنَّ، أتهبنني وَلَا تهبن رَسُول الله! قُلْنَ: نعم، فَأَنت أفظ وَأَغْلظ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا لقيك الشَّيْطَان قطّ سالكاً فجاً إِلَّا سلك فجاً غير فجك ". 2673 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَجَرِير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من كَانَ مُصَليا بعد الْجُمُعَة فَليصل أَرْبعا " وَلَيْسَ فِي حَدِيث جرير " مِنْكُم ". الحديث: 2671 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن عبد الله عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا صلى أحدكُم الْجُمُعَة فَليصل بعْدهَا أَرْبعا ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن إِدْرِيس عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا صليتم بعد الْجُمُعَة فصلوا أَرْبعا " زَاد عَمْرو النَّاقِد عَن ابْن إِدْرِيس: قَالَ سُهَيْل: فَإِن عجل بك فصل رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِد وَرَكْعَتَيْنِ إِذا رجعت ". وَلَيْسَ لعبد الله بن إِدْرِيس عَن سُهَيْل فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة من الصَّحِيح إِلَّا هَذَا. 2674 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَجَرِير بن عبد الحميد وَأبي عوَانَة وخَالِد بن عبد الله وَإِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا كلهم عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من قتل وزغة فِي أول ضَرْبَة فَلهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَة، وَمن قَتلهَا فِي الضَّرْبَة الثَّانِيَة فَلهُ كَذَا وَكَذَا حسنه لدوّنَ الأولى، وَإِن قَتلهَا فِي الضَّرْبَة الثَّالِثَة فَلهُ كَذَا وَكَذَا حَسَنَة لدوّنَ الثَّانِيَة " وَهَذَا لفظ حَدِيث خَالِد بن عبد الله، وَالْبَاقُونَ بِمَعْنَاهُ، إِلَّا جَرِيرًا فَإِن فِي حَدِيثه: " من قتل وزغاً فِي أول ضَرْبَة كتب لَهُ مائَة حَسَنَة، وَفِي الثَّانِيَة دون ذَلِك، وَفِي الثَّالِثَة دون ذَلِك ". زَاد إِسْمَاعِيل ابْن زَكَرِيَّا عَن سُهَيْل أَنه قَالَ: ". . فِي أول ضَرْبَة سبعين حَسَنَة. . ". 2675 - التِّسْعُونَ: عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَجَرِير بن عبد الحميد جَمِيعًا، عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يَجْزِي ولدٌ وَالِده إِلَّا أَن يجده مَمْلُوكا فيشتريه فيعتقه " وَكَذَا فِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة عَن جرير. وَفِي رِوَايَة زُهَيْر بن حَرْب: " ولدٌ ولدا ... ". 2676 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي الحديث: 2674 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " منعت الْعرَاق درهمها وقفيزها، ومنعت الشَّام مدها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حَيْثُ بدأتم. وعدتم من حَيْثُ بدأتم، وعدتم من حَيْثُ بدأتم " شهد على ذَلِك لحم أبي هُرَيْرَة وَدَمه. وَقد أخرج البُخَارِيّ مَعْنَاهُ من حَدِيث سعيد بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة تَعْلِيقا، وَإِنَّمَا فرقناهما لِأَن اللَّفْظَيْنِ مُخْتَلِفَانِ جدا، وَإِن كَانَ الْمَعْنى وَاحِدًا، وَلَو جمعا لجَاز. وَقد ذَكرْنَاهُ فِي أَفْرَاد البخار ي، وَهُوَ السَّابِع وَالثَّمَانُونَ من أَفْرَاده، وأوله: " وَكَيف أَنْتُم إِذا لم تجبوا دِينَارا وَلَا درهما. . " الحَدِيث. 2677 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تبلغ المساكن إهَاب أَو يهاب ". قَالَ زُهَيْر: قلت لسهيل: وَكم ذَلِك من الْمَدِينَة قَالَ: كَذَا وَكَذَا ميلًا. 2678 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِذا وجد أحدكُم فِي بَطْنه شَيْئا فأشكل عَلَيْهِ: أخرج مِنْهُ شيءٌ أم لَا، فَلَا يخْرجن من الْمَسْجِد حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا ". 2679 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن جرير بن عبد الحميد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أَخذ شبْرًا من أَرض طوقه إِلَى سبع أَرضين " وَحكى أَبُو مَسْعُود: " لَا يَأْخُذ أحدكُم شبْرًا من الأَرْض بِغَيْر حَقه ... ". 2680 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن جرير بن عبد الحميد وَأبي عوَانَة كِلَاهُمَا عَن أبي سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله يرضى لكم الحديث: 2677 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 ثَلَاثًا، وَيكرهُ لكم ثَلَاثًا: فيرضي لكم أَن تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، وَأَن تعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا وَلَا تفَرقُوا، وَيكرهُ لَهُ قيل وَقَالَ، وَكَثْرَة السُّؤَال، وإضاعة المَال. " لفظ حَدِيث جرير. وَحَدِيث أبي عوَانَة مثله، غير أَنه قَالَ: " ويسخط لكم ثَلَاثًا " وَلم يذكر " وَلَا تفَرقُوا ". 2681 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن جرير عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا تَعدونَ الشَّهِيد فِيكُم؟ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، من قتل فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد. فَقَالَ: " إِن شُهَدَاء أمتِي إِذا لقَلِيل " قَالُوا: فَمن هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: من قتل فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد، وَمن مَاتَ فِي سَبِيل الله فَهُوَ شَهِيد، وَمن مَاتَ فِي الطَّاعُون فَهُوَ شَهِيد، وَمن مَاتَ فِي الْبَطن فَهُوَ شَهِيد " قَالَ ابْن مقسم: أشهد على أَبِيك فِي الحَدِيث أَنه قَالَ: " والغريق شَهِيد ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث خَالِد بن عبد الله الوَاسِطِيّ عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة مُسْندًا، غير أَنه فِي حَدِيثه قَالَ سُهَيْل: قَالَ عبيد الله بن مقسم: أشهد على أَخِيك: زَاد فِي هَذَا الحَدِيث: " وَمن غرق فَهُوَ شَهِيد ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل كَذَلِك. وَفِي حَدِيثه قَالَ: أَخْبرنِي عبد الله بن مقسم عَن أبي صَالح، وَزَاد فِيهِ: " والغريق شَهِيد ". 2682 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن جرير عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: صنفان من أهل النَّار لم أرهما: قوم مَعَهم سياطٌ كأذناب الْبَقر يضْربُونَ النَّاس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ، مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لَا يدخلن الْجنَّة وَلَا يجدن رِيحهَا، وَإِن رِيحهَا لتوجد من مسيرَة كَذَا وَكَذَا ". الحديث: 2681 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن رَافع مولى أم سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يُوشك إِن طَالَتْ بك مُدَّة أَن ترى قوما فِي أَيْديهم مثل أَذْنَاب الْبَقر، يَغْدُونَ فِي غضب الله، وَيَرُوحُونَ فِي سخط الله ". 2683 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن وهيب بن خَالِد عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أكل أحدكُم فليلعق أَصَابِعه، فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فِي أيهن الْبركَة ". 2684 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم من مُحَمَّد الْفَزارِيّ عَن سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يَجْتَمِعَانِ فِي النَّار - يَعْنِي اثْنَان - اجتماعاً يضر أَحدهمَا الآخر " قيل: من هم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " مُؤمن من قتل كَافِرًا ثمَّ سدد ". وَمن حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يجْتَمع كافرٌ وقاتله فِي النَّار أبدا ". 2685 - الْمِائَة: عَن أبي زرْعَة بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نَهَضَ من الرَّكْعَة الثَّانِيَة استفتح الْقِرَاءَة ب {الْحَمد لله رب الْعَالمين} وَلم يسكت. 2686 - الأول بعد الْمِائَة: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من سَأَلَ النَّاس أَمْوَالهم تكثراً فَإِنَّمَا يسْأَل جمراً، فليستقل أَو ليستكثر ". 2687 - الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله الحديث: 2683 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكره الشكال من الْخَيل. زَاد فِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن سُفْيَان: الشكال أَن يكون الْفرس فِي رجله الْيُمْنَى بَيَاض وَفِي يَده الْيُسْرَى، أَو يَده الْيُمْنَى وَرجله الْيُسْرَى. 2688 - الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم سلمَان مولى عزة الأشجعية عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم أَو لَيْلَة، فَإِذا هُوَ بِأبي بكر وَعمر، فَقَالَ: " مَا أخرجكما من بيوتكما هَذِه السَّاعَة؟ " قَالَا: الْجُوع يَا رَسُول الله. قَالَ: " وَأَنا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأخرجني الَّذِي أخرجكما. قومُوا ". فَقَامُوا مَعَه، فَأتى رجلا من الْأَنْصَار فَإِذا هُوَ لَيْسَ فِي بَيته، فَلَمَّا رَأَتْهُ الْمَرْأَة قَالَت: مرْحَبًا وَأهلا. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَيْن فلَان؟ " قَالَت: ذهب يستعذب لنا من المَاء، إِذْ جَاءَ الْأنْصَارِيّ، فَنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وصاحبيه، ثمَّ قَالَ: " الْحَمد لله، مَا أحدٌ الْيَوْم أكْرم أضيافاً مني. قَالَ: فَانْطَلق فَجَاءَهُمْ بعذق فِيهِ بسرٌ وتمرٌ وَرطب. فَقَالَ: كلوا، وَأخذ المدية، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إياك والحلوب " فذبح لَهُم، فَأَكَلُوا من الشَّاة وَمن ذَلِك العذق، وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَن شَبِعُوا وَرووا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لأبي بكر وَعمر: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتسألن عَن هَذَا النَّعيم يَوْم الْقِيَامَة. أخرجكم من بُيُوتكُمْ الْجُوع، ثمَّ لم ترجعوا حَتَّى أَصَابَكُم هَذَا النَّعيم ". 2689 - الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: تقيء الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا أَمْثَال الأسطوان من الذَّهَب وَالْفِضَّة، فَيَجِيء الْقَاتِل فَيَقُول: فِي هَذَا قتلت، وَيَجِيء الْقَاطِع فَيَقُول: فِي هَذَا قطعت رحمي، وَيَجِيء السَّارِق فَيَقُول: فِي هَذَا قطعت يَدي، ثمَّ يَدعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئا ". 2690 - الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ثلاثةٌ لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يزكيهم وَلَا ينظر إِلَيْهِم وَلَهُم عَذَاب أَلِيم: شيخ زَان، وَملك كَذَّاب، وعائل مستكبر ". الحديث: 2688 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 2691 - السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَيهَا النَّاس، إِن الله طيبٌ لَا يقبل إِلَّا طيبا، وَإِن الله أَمر الْمُؤمنِينَ بِمَا أَمر بِهِ الْمُرْسلين، قَالَ: {يَا أَيهَا الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالحا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عليم} [الْمُؤْمِنُونَ] وَقَالَ: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم} [الْبَقَرَة] ثمَّ ذكر الرجل يُطِيل السّفر أَشْعَث أغبر، يمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء: يَا رب، يَا رب، ومطعمه حرَام، ومشربه حرَام، وغذي بالحرام، فَأنى يُسْتَجَاب لَهُ ". 2692 - السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ أَبُو جهل: هَل يعفر محمدٌ وَجهه بَين أظْهركُم قَالَ: فَقيل: نعم. فَقَالَ: وَاللات والعزى لَئِن رَأَيْته يفعل ذَلِك لَأَطَأَن على رقبته أَو لأُعَفِّرَنَّ وَجهه فِي التُّرَاب. قَالَ: فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُصَلِّي، زعم ليَطَأ على رقبته. قَالَ: فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكص على عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بيدَيْهِ. قَالَ: فَقيل لَهُ: مَالك؟ قَالَ: إِن بيني وَبَينه لَخَنْدَقًا من نَار وَهولا وَأَجْنِحَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو دنا مني لتخطفته الْمَلَائِكَة عضوا عضوا ". قَالَ: فَأنْزل الله عز وَجل لَا نَدْرِي أَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أم شَيْء بلغه: {كلا إِن الْإِنْسَان ليطْغى أَن رَآهُ اسْتغنى إِن إِلَى رَبك الرجعى أَرَأَيْت الَّذِي ينْهَى} عبدا إِلَى صلى أَرَأَيْت إِن كَانَ على الْهدى أَو أَمر بالتقوى أَرَأَيْت إِن كذب وَتَوَلَّى ألم يعلم بِأَن الله يرى كلا لَئِن لم ينْتَه لنسفعاً بالناصية ناصيةٍ كَاذِبَة خاطئة فَليدع نَادِيه سَنَدع الزَّبَانِيَة كلا لَا تطعه} [العلق] وَأمره بِمَا أمره بِهِ. زَاد مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى عَن الْمُعْتَمِر: {فَليدع نَادِيه} يَعْنِي قومه. 2693 - الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ضرس الْكَافِر أَو نَاب الْكَافِر مثل أحدٍ، وَغلظ جلده مسيرَة ثَلَاث ". الحديث: 2691 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 2694 - التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من تطهر فِي بَيته ثمَّ مضى إِلَى بيتٍ من بيُوت الله يقْضِي فَرِيضَة من فَرَائض الله، كَانَت خطوتاه: إِحْدَاهمَا تحط خَطِيئَة، وَالْأُخْرَى ترفع دَرَجَة ". 2695 - الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِعَمِّهِ عِنْد الْمَوْت: " قل لَا إِلَه إِلَّا الله أشهد لَك بهَا يَوْم الْقِيَامَة " فَأبى، فَأنْزل الله عز وَجل: {إِ نك لَا تهدي من أَحْبَبْت} الْآيَة [الْقَصَص] . وَفِي رِوَايَة يحيى بن سعيد أَنه قَالَ لِعَمِّهِ: قل لَا إِلَه إِلَّا الله أشهد لَك يَوْم الْقِيَامَة " قَالَ: لَوْلَا تعيرني قُرَيْش، يَقُولُونَ: إِنَّمَا حمله على ذَلِك الْجزع لأقررت بهَا عَيْنك فَأنْزل الله عز وَجل: {إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء} . 2696 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا، وَسَيَعُودُ غَرِيبا، فطوبى للغرباء ". 2697 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لقنوا مَوْتَاكُم: لَا إِلَه إِلَّا الله ". 2698 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: " يَا عَائِشَة، ناوليني الثَّوْب " فَقَالَت: إِنِّي حائضٌ، فَقَالَ: " إِن حيضتك لَيست فِي يدك ". 2699 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ فِي رَكْعَتي الْفجْر: {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} و {قل هُوَ الله أحد} . 2700 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: خرج إِلَيْنَا الحديث: 2694 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " اقْرَأ عَلَيْكُم ثلث الْقُرْآن؟ " فَقَرَأَ: {قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد} حَتَّى خَتمهَا. وَفِي رِوَايَة يزِيد بن كيسَان عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: احشدوا؛ فَإِنِّي سأقرأ عَلَيْك ثلث الْقُرْآن " فحشد من حشد، ثمَّ خرج نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَرَأَ: {قل هُوَ الله أحد} ثمَّ دخل فَقَالَ بَعْضنَا لبَعض: إِنِّي أرى هَذَا خَبرا جَاءَ من السَّمَاء، فَذَاك الَّذِي أدخلهُ، ثمَّ خرج نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنِّي قلت: سأقرأ عَلَيْكُم ثلث الْقُرْآن، إِنَّهَا تعدل ثلث الْقُرْآن ". 2701 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: اسْتَأْذَنت رَبِّي أَن أسْتَغْفر لأمي فَلم يَأْذَن لي، واستأذنته أَن أزورها فَأذن لي ". 2702 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم الْأَشْجَعِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أصبح مِنْكُم الْيَوْم صَائِما؟ " فَقَالَ أَبُو بكر: أَنا. قَالَ: " فَمن تبع مِنْكُم الْيَوْم جَنَازَة؟ " فَقَالَ أَبُو بكر: أَنا. قَالَ: " فَمن أطْعم مِنْكُم الْيَوْم مِسْكينا؟ " فَقَالَ أَبُو بكر: أَنا. قَالَ: " فَمن عَاد مِنْكُم الْيَوْم مَرِيضا؟ " قَالَ أَبُو بكر: أَنا. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا اجْتَمعْنَ فِي امْرِئ إِلَّا دخل الْجنَّة ". 2703 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: تَذَاكرنَا لَيْلَة الْقدر عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أَيّكُم يذكر حِين طلع الْقَمَر وَهُوَ مثل شقٍّ جفنةٍ؟ ". 2704 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَاهُ رجلٌ فَأخْبرهُ أَنه تزوج امْرَأَة من الْأَنْصَار، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أنظرت إِلَيْهَا؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فَاذْهَبْ فَانْظُر إِلَيْهَا، فَإِن فِي أعين الْأَنْصَار شَيْئا " لم يزدْ. الحديث: 2701 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 وَفِي رِوَايَة مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ: أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي تزوجت امْرَأَة من الْأَنْصَار. فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل نظرت إِلَيْهَا؟ فَإِن فِي أعين الْأَنْصَار شَيْئا " قَالَ: قد نظرت إِلَيْهَا. قَالَ: " على كم تَزَوَّجتهَا؟ " قَالَ: على أَربع أَوَاقٍ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " على أَربع أَوَاقٍ؟ كَأَنَّمَا تنحتون من عرض هَذَا الْجَبَل. مَا عندنَا مَا نعطيك، وَلَكِن عَسى أَن نبعثك فِي بعثٍ تصيب مِنْهُ " قَالَ: فَبعث بعثاً إِلَى بني عبس، فَبعث ذَلِك الرجل فيهم. 2705 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: " قيل: يَا رَسُول الله، أدع الله على الْمُشْركين. قَالَ: " إِنِّي لم أبْعث لعاناً، وَإِنَّمَا بعثت رَحْمَة ". 2706 - الْحَادِي والشعرون بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ سمع وجبةً فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تَدْرُونَ مَا هَذَا؟ " قَالَ: قُلْنَا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " هَذَا حجرٌ يرْمى بِهِ فِي النَّار مُنْذُ سبعين خَرِيفًا، فَهُوَ يهوي فِي النَّار، الْآن حَتَّى انْتهى إِلَى قعرها " زَاد فِي رِوَايَة مَرْوَان الْفَزارِيّ: " فسمعتم وجبتها ". 2707 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ليَأْتِيَن على النَّاس زمَان لَا يدْرِي الْقَاتِل فِي أَي شَيْء قتل، وَلَا يدْرِي الْمَقْتُول على أَي شَيْء قتل " وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن فُضَيْل: فَقيل: كَيفَ يكون ذَلِك؟ قَالَ: " الْهَرج، الْقَاتِل والمقتول فِي النَّار ". 2708 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا قَامَ أحدكُم من اللَّيْل فليفتح الصَّلَاة بِرَكْعَتَيْنِ خفيفتين ". الحديث: 2705 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 2709 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الصَّلَوَات الْخمس، وَالْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة كَفَّارَات لما بَينهُنَّ ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب مولى الحرقة عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينحوه، وَزَاد: مَا لم تغش الْكَبَائِر ". وَمن حَدِيث إِسْحَاق مولى زَائِدَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: الصَّلَوَات الْخمس، وَالْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة، ورمضان إِلَى رَمَضَان مكفرات مَا بَينهُنَّ إِذا اجْتنبت الْكَبَائِر ". وَلَيْسَ لإسحق مولى زَائِدَة عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2710 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن رجلا زار أَخا لَهُ فِي قَرْيَة أُخْرَى، فأرصد الله على مدرجته ملكا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ: أَيْن تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيد أَخا لي فِي هَذِه الْقرْيَة؟ قَالَ: هَل لَك من نعمةٍ تربها؟ قَالَ: لَا، غير أَنِّي أحببته فِي الله. قَالَ: فَإِنِّي رَسُول الله إِلَيْك: بِأَن الله قد أحبك كَمَا أحببته ". 2711 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله عز وَجل يَقُول يَوْم الْقِيَامَة: يَا ابْن آدم، مَرضت فَلم تعدني. قَالَ: يَا رب، كَيفَ أعودك وَأَنت رب الْعَالمين؟ قَالَ: أما علمت أَن عَبدِي فلَانا مرض فَلم تعده، أما علمت أَنَّك لَو عدته لَوَجَدْتنِي عِنْده. يَا ابْن آدم، استطعمتك فَلم تطعمني. قَالَ: يَا رب، وَكَيف أطعمك وَأَنت رب الْعَالمين. قَالَ: أما علمت أَنه استطعمك عَبدِي فلَان فَلم تطعمه، أما علمت أَنَّك لَو أطعمته لوجدت ذَلِك عِنْدِي. يَا ابْن آدم، استسقيتك فَلم تَسْقِنِي. قَالَ: يَا رب، الحديث: 2709 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 كَيفَ أسقيك وَأَنت رب الْعَالمين قَالَ: استسقاك عَبدِي فلانٌ فَلم تسقه، أما إِنَّك لَو سقيته وجدت ذَلِك عِنْدِي ". 2712 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي رَافع الصَّائِغ عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَانَ زَكَرِيَّا نجاراً ". 2713 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن همام بن مُنَبّه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أدنى مقْعد أحدكُم من الْجنَّة من يَقُول لَهُ: تمن؛ فيتمنى ويتمنى، فَيَقُول لَهُ: هَل تمنيت، فَيَقُول: نعم. فَيَقُول لَهُ: فَإِن لَك مَا تمنيت وَمثله مَعَه ". 2714 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " أقِيمُوا الصَّفّ فِي الصَّلَاة، فَإِن إِقَامَة الصَّفّ من حسن الصَّلَاة ". 2715 - الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا قَامَ أحدكُم من اللَّيْل فاستعجم الْقُرْآن على لِسَانه فَلم يدر مَا يَقُول فليضطجع ". 2716 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن همام عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " أَيّمَا قريةٍ أتيتموها وأقمتم فِيهَا فسهمكم فِيهَا، وَأَيّمَا قريةٍ عَصَتْ الله وَرَسُوله فَإِن خمسها لله وَلِرَسُولِهِ ثمَّ هِيَ لكم ". 2717 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن رَافع مولى أم سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي فَقَالَ: " خلق الله عز وَجل التربة يَوْم السبت، وَخلق فِيهَا الْجبَال يَوْم الْأَحَد، وَخلق الشّجر يَوْم الْإِثْنَيْنِ، وَخلق الْمَكْرُوه يَوْم الثُّلَاثَاء، وَخلق النُّور يَوْم الْأَرْبَعَاء، وَبث فِيهَا الدَّوَابّ يَوْم الْخَمِيس، وَخلق الحديث: 2712 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 آدم بعد الْعَصْر من يَوْم الْجُمُعَة فِي آخر الْخلق فِي آخر سَاعَة من النَّهَار فِيمَا بَين الْعَصْر إِلَى اللَّيْل ". 2718 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ أَنه وجد أَبَا هُرَيْرَة يتَوَضَّأ على الْمَسْجِد، قَالَ: إِنَّمَا أتوضأ من أثوار أقط أكلتها، لِأَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " توضأوا مِمَّا مست النَّار ". 2719 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن حَنْظَلَة بن عَليّ الْأَسْقَع الْأَسْلَمِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ليهلن ابْن مَرْيَم بفج الروحاء حَاجا أَو مُعْتَمِرًا أَو ليثنيهما ". وَلَيْسَ لحنظلة بن عَليّ عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2720 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: بَينا رجل بفلاة من الأَرْض، فَسمع صَوتا فِي سَحَابَة: اسْقِ حديقة فلَان، فَتنحّى ذَلِك السَّحَاب فأفرغ مَاء فِي حرَّة، فَإِذا شرجة من تِلْكَ الشراج قد استوعبت ذَلِك المَاء كُله. فتتبع المَاء، فَإِذا الرجل قائمٌ فِي حديقة يحول المَاء بمسحاته، فَقَالَ لَهُ: يَا عبد الله مَا اسْمك؟ قَالَ: فلَان، للاسم الَّذِي سمع فِي السحابة. فَقَالَ لَهُ: يَا عبد الله: لم سَأَلتنِي عَن اسْمِي؟ قَالَ: سَمِعت السَّحَاب الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُول: اسْقِ حديقة فلَان - لاسمك، فَمَا تصنع فِيهَا؟ قَالَ: إِمَّا إِذا قلت هَذَا، فَإِنِّي أنظر إِلَى مَا يخرج مِنْهَا فأتصدق بِثُلثِهِ، وآكل أَنا وعيالي ثلثه. وأرد فِيهَا ثلثه " وَفِي حَدِيث أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ: " وَأَجْعَل ثلثه فِي الْمَسَاكِين والسائلين وَابْن السَّبِيل ". وَلَيْسَ لِعبيد بن عُمَيْر فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. الحديث: 2718 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 2721 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْرَان مولى أبي هُرَيْرَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أحب الْبِلَاد إِلَى الله مساجدها، وَأبْغض الْبِلَاد إِلَى الله أسواقها ". وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن مهْرَان فِي الصَّحِيح عَن أبي هُرَيْرَة غير هَذَا. 2722 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي السَّائِب مولى عبد الله بن هِشَام بن زهرَة، وَعبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب مولى الحرقة وَالِد الْعَلَاء - وَكَانَ جليس أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من صلى صَلَاة لم يقْرَأ فِيهَا بِفَاتِحَة الْكتاب فَهِيَ خداج - ثَلَاثًا - غير تَامّ ". فَقيل لأبي هُرَيْرَة إِنَّا نَكُون وَرَاء الإِمَام، فَقَالَ: اقرأها فِي نَفسك، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " قَالَ الله عز وَجل: قسمت الصَّلَاة بيني وَبَين عَبدِي نِصْفَيْنِ، ولعبدي مَا سَأَلَ ". وَفِي حَدِيث مَالك وَابْن جريج " فنصفها لي وَنِصْفهَا لعبدي: فَإِذا قَالَ العَبْد: {الْحَمد لله رب الْعَالمين} قَالَ الله: حمدني عَبدِي. وَإِذا قَالَ: {الرَّحْمَن الرَّحِيم} قَالَ الله: أثنى عَليّ عَبدِي: وَإِذا قَالَ: {مَالك يَوْم الدّين} قَالَ الله: مجدني عَبدِي، وَقَالَ مرّة: فوض إِلَيّ عَبدِي. وَإِذا قَالَ: {إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين} قَالَ: هَذَا بيني وَبَين عَبدِي، ولعبدي مَا سَأَلَ. فَإِن قَالَ: {اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم غير المغضوب عَلَيْهِم وَلَا الضَّالّين} قَالَ: هَذَا بيني وَبَين عَبدِي، ولعبدي مَا سَأَلَ ". 2723 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي السَّائِب مولى هِشَام بن زهرَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يغْتَسل أحدكُم فِي المَاء الدَّائِم وَهُوَ جنب " فَقَالَ: كَيفَ نَفْعل يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قَالَ تنَاوله تناولاً. الحديث: 2721 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 2724 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَالك وَشعْبَة وَإِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن بن يَعْقُوب عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا أدلكم على مَا يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيرْفَع بِهِ الدَّرَجَات؟ " قَالُوا: بلَى يَا رَسُول الله: قَالَ: " إسباغ الْوضُوء على المكاره، وَكَثْرَة الخطا إِلَى الْمَسَاجِد، وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة، فذلكم الرِّبَاط، فذلكم الرِّبَاط " مرَّتَيْنِ. 2725 - الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان بن بِلَال وَمُحَمّد بن جَعْفَر بن أبي كثير، كِلَاهُمَا عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يَنْبَغِي لصديق أَن يكون كذابا ". 2726 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت إِن جَاءَ رجلٌ يُرِيد أَخذ مَالِي؟ قَالَ: " فَلَا تعطه مَالك " قَالَ أَرَأَيْت إِن قاتلني. قَالَ: " قَاتله ". قَالَ: أَرَأَيْت إِن قتلني. قَالَ: " فَأَنت شَهِيد ". قَالَ: أَرَأَيْت إِن قتلته. قَالَ: " هُوَ فِي النَّار ". 2727 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " جزوا الشَّوَارِب وأرخوا اللحى، خالفوا الْمَجُوس ". 2728 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير وَحَفْص ابْن ميسرَة، جَمِيعًا عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَقُول العَبْد: مَالِي مَالِي، وَإِنَّمَا لَهُ من مَاله ثَلَاث: مَا أكل فأفنى، أَو مَا لبس فأبلى، أَو أعْطى فاقتنى، وَمَا سوى ذَلِك فَهُوَ ذاهبٌ وتاركه للنَّاس ". وَلَيْسَ لحفص بن ميسرَة عَن الْعَلَاء بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الصَّحِيح إِلَّا حديثان، هَذَا أَحدهمَا. الحديث: 2724 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 2729 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن ابْن جريج وَعبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ألم تروا الْإِنْسَان إِذا مَاتَ شخص بَصَره؟ " قَالُوا: بلَى. قَالَ: " فَذَلِك حِين يتبع بَصَره نَفسه ". 2730 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ فتنا كَقطع اللَّيْل المظلم، يصبح الرجل مُؤمنا ويمسي كَافِرًا، ويمسي مُؤمنا وَيُصْبِح كَافِرًا، يَبِيع دينه بعرضٍ من الدُّنْيَا ". 2731 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اتَّقوا اللاعنين " قَالُوا: وَمَا اللاعنان؟ قَالَ: " الَّذِي يتخلى فِي طَرِيق النَّاس أوفي ظلهم ". 2732 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من صلى عَليّ وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا ". 2733 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاثَة: صَدَقَة جَارِيَة، أَو علم ينْتَفع بِهِ، أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ ". 2734 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أبي مَاتَ وَلم يوص، أفينفعه أَن أَتصدق عَنهُ؟ قَالَ: " نعم ". الحديث: 2729 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 2735 - الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لتؤدن الْحُقُوق إِلَى أَهلهَا يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يُقَاد للشاه الجلحاء من الشَّاة القرناء ". 2736 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا نقصت صدقةٌ من مالٍ، وَمَا زَاد الله عبدا بعفوٍ إِلَّا عزا، وَمَا تواضع أحدٌ لله إِلَّا رَفعه الله ". 2737 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " المستبان مَا قَالَا فعلى البادئ، مَا لم يعْتد الْمَظْلُوم ". 2738 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اتدرون مَا الْغَيْبَة؟ " قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " ذكرك أَخَاك بِمَا يكره " قيل: أَفَرَأَيْت ان كَانَ فِي أخي مَا أَقُول. قَالَ: " إِن كَانَ فِيهِ مَا تَقول فقد اغْتَبْته، وَإِن لم يكن فِيهِ مَا تَقول فقد بَهته ". 2739 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من دَعَا إِلَى هدى كَانَ لَهُ من الْأجر مثل أجور من تبعه، لَا ينقص من أُجُورهم شَيْئا، وَمن دَعَا إِلَى ضَلَالَة كَانَ عَلَيْهِ من الْإِثْم مثل آثام من تبعه لَا ينقص ذَلِك من آثامهم شَيْئا ". 2740 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أَتَدْرُونَ مَا الْمُفلس؟ " قَالُوا: الْمُفلس فِينَا من لَيْسَ لَهُ دِرْهَم وَلَا مَتَاع. فَقَالَ: " إِن الْمُفلس من أمتِي يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة الحديث: 2735 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 بِصَلَاة وَصِيَام وَزَكَاة، وَيَأْتِي قد شتم هَذَا وَقذف هَذَا، وَأكل مَال هَذَا، وَسَفك دم هَذَا، وَضرب هَذَا، فَيعْطى هَذَا من حَسَنَاته، وَهَذَا من حَسَنَاته، فَإِن فنيت حَسَنَاته قبل أَن يقْضى مَا عَلَيْهِ أَخذ من خطاياهم فطرحت عَلَيْهِ ثمَّ طرح فِي النَّار ". 2741 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَأْتِي على النَّاس زمانٌ يَدْعُو الرجل ابْن عَمه وقريبه: هَلُمَّ إِلَى الرخَاء، هَلُمَّ إِلَى الرخَاء، وَالْمَدينَة خيرٌ لَهُم لَو كَانَ يعلمُونَ، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يخرج أحدٌ مِنْهُم رَغْبَة عَنْهَا إِلَّا أخلف الله فِيهَا خيرا مِنْهُ. أَلا إِن الْمَدِينَة كالكير تخرج الْخَبيث، لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تَنْفِي الْمَدِينَة شِرَارهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد ". 2742 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الرجل ليعْمَل الزَّمن الطَّوِيل بِعَمَل أهل الْجنَّة، ثمَّ يخْتم لَهُ عمله بِعَمَل أهل النَّار. وَإِن الرجل ليعْمَل الزَّمن الطَّوِيل بِعَمَل أهل النَّار ثمَّ يخْتم لَهُ عمله بِعَمَل أهل الْجنَّة ". 2743 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الْعَزِيز الدَّرَاورْدِي عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر " 2744 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن روح بن الْقَاسِم عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما نزلت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {لله مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْض وَإِن تبدوا مَا فِي أَنفسكُم أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبكُمْ بِهِ الله} الْآيَة [الْبَقَرَة] اشْتَدَّ ذَلِك على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأتوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ بركوا على الركب فَقَالُوا: أَي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كلفنا من الْأَعْمَال مَا نطيق: الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْجهَاد الحديث: 2741 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 وَالصَّدَََقَة، وَقد أنزلت عَلَيْك هَذِه الْآيَة وَلَا نطيقها. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أتريدون أَن تَقولُوا كَمَا قَالَ أهل الْكِتَابَيْنِ من قبلكُمْ: سمعنَا وعصينا، بل قُولُوا: سمعنَا وأطعنا، غفرانك رَبنَا وَإِلَيْك الْمصير، فَلَمَّا اقترأها الْقَوْم ذلت بهَا ألسنتهم، وَأنزل الله {آمن الرَّسُول بِمَا أنزل إِلَيْهِ من ربه والمؤمنون كل آمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله لَا نفرق بَين أحد من رسله وَقَالُوا سمعنَا وأطعنا غفرانك رَبنَا وَإِلَيْك الْمصير} [الْبَقَرَة] فَلَمَّا فعلوا ذَلِك نسخهَا الله فَأنْزل الله عز وَجل {لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت رَبنَا لَا تُؤَاخِذنَا إِن نَسِينَا أَو أَخْطَأنَا} قَالَ: نعم {رَبنَا وَلَا تحمل علينا إصرا كَمَا حَملته على الَّذين من قبلنَا} قَالَ: نعم {وَلَا تحملنا مَا لَا طَاقَة لنا بِهِ} قَالَ: نعم {واعف عَنَّا واغفر لنا وارحمنا أَنْت مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا على الْقَوْم الْكَافرين} قَالَ: نعم. 2745 - السِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن روح بن الْقَاسِم عَن الْعَلَاء عَن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: أَنا أغْنى الشُّرَكَاء عَن الشّرك، من عمل عملا أشرك معي فِيهِ غَيْرِي تركته وشركه ". 2746 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن روح عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله يسير فِي طَرِيق مَكَّة، فَمر على جبل يُقَال لَهُ جمدان، فَقَالَ:: سِيرُوا هَذَا جمدان، سبق المفردون " قَالُوا: وَمَا المفردون يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: " الذاكرون الله كثيرا وَالذَّاكِرَات ". 2647 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن شُعْبَة بن الْحجَّاج عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة: أَن رجلا قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن لي قرَابَة أصلهم ويقطعوني، وَأحسن الحديث: 2745 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 إِلَيْهِم ويسيئون إِلَيّ، وأحلم عَنْهُم ويحملون عَليّ. فَقَالَ: " لَئِن كَانَ كَمَا قلت فَكَأَنَّمَا تسفهم المل، وَلَا يزَال مَعَك من الله ظهيرٌ عَلَيْهِم مَا دمت مَعَهم على ذَلِك ". 2748 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن حَفْص بن ميسرَة عَن الْعَلَاء عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رب أَشْعَث أغبر مدفوعٍ بالأبواب، لَو أقسم على الله لَأَبَره ". 2749 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن عُبَيْدَة بن سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل ذِي نابٍ من السبَاع فَأَكله حرَام ". وَلَيْسَ لعبيدة بن سُفْيَان عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2750 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن بعجة بن عبد الله بن بدر عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " من خير معاش النَّاس لَهُم رجل مُمْسك عنان فرسه فِي سَبِيل الله يطير على مَتنه، كلما سمع هيعه أَو فزعةً طَار عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْل وَالْمَوْت مظانه، أَو رجل فِي غنيمَة فِي رَأس شعفة من هَذِه الشعف، أَو بطن وادٍ من هَذِه الأودية، يُقيم الصَّلَاة ويؤتي الزَّكَاة، ويعبد ربه حَتَّى يَأْتِيهِ الْيَقِين، لَيْسَ من النَّاس إِلَّا فِي خير " وَفِي رِوَايَة قُتَيْبَة " فِي شُعْبَة من هَذِه الشعاب ". وَلَيْسَ لبعجة بن عبد الله فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة عَنهُ من الصَّحِيح إِلَّا هَذَا. 2751 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رجل أعمى فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لَيْسَ لي قَائِد يقودني إِلَى الحديث: 2748 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 الْمَسْجِد، فَسَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يرخص لَهُ فَيصَلي فِي بَيته، فَرخص لَهُ، فَلَمَّا ولى دَعَاهُ، قَالَ: " هَل تسمع النداء بِالصَّلَاةِ؟ " قَالَ: نعم قَالَ: " فأجب ". 2752 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بِقوم يذنبون فيستغفرون الله فَيغْفر لَهُم ". 2753 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يقطع الصَّلَاة الْكَلْب وَالْمَرْأَة وَالْحمار، ويقي من ذَلِك مثل مؤخرة الرحل ". 2754 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عبد الله مولى شَدَّاد عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من سمع رجلا ينشد ضَالَّة فِي الْمَسْجِد فَلْيقل: لَا أَدَّاهَا الله إِلَيْك، فَإِن الْمَسَاجِد لم تبن لهَذَا ". وَلَيْسَ لأبي عبد الله مولى شَدَّاد فِي الصَّحِيح عَن أبي هُرَيْرَة غير هَذَا. 2755 - السبعون بعد الْمِائَة: عَن عجلَان مولى فَاطِمَة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " للمملوك طَعَامه وَكسوته، وَلَا يُكَلف من الْعَمَل إِلَّا مَا يُطيق ". 2756 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عمر بن عبد الحكم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يفرك مؤمنٌ مُؤمنَة، إِن كره مِنْهَا خلقا رَضِي آخر ". الحديث: 2752 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 2757 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عمر بن الحكم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تذْهب الْأَيَّام والليالي حَتَّى يملك رجلٌ من الموَالِي يُقَال لَهُ جَهْجَاه ". 2758 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عمر بن الْحَارِث عَن أبي يُونُس عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ، لَا يسمع بِي أحد من هَذِه الْأمة يهوديٌّ وَلَا نصرانيٌّ يَمُوت وَلم يُؤمن بِالَّذِي أرْسلت بِهِ إِلَّا كَانَ من أَصْحَاب النَّار ". 2759 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر المَخْزُومِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: جَاءَ مشركو قُرَيْش يُخَاصِمُونَ فِي الْقدر، فَنزلت {يَوْم يسْحَبُونَ فِي النَّار على وُجُوههم ذوقوا مس سقر. إِنَّا كل شيءٍ خلقناه بقدرٍ} [الْقَمَر] . وَلَيْسَ لمُحَمد بن عباد بن جَعْفَر عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غَيره قَالَ على بن عبد الله الْمَدِينِيّ: سمع مُحَمَّد بن عباد بن جَعْفَر من أبي هُرَيْرَة وروى عَنهُ. 2760 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن قيس بن مخرمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: لما أنزلت {من يعْمل سوءا يجز بِهِ} [النِّسَاء] بلغت من الْمُسلمين مبلغا شَدِيدا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قاربوا وسددوا، فَفِي كل مَا يصاب بِهِ الْمُسلم كفارةٌ حَتَّى النكبة ينكبها، أَو الشَّوْكَة يشاكها ". وَلَيْسَ لمُحَمد بن قيس بن مخرمَة عَن أبي هُرَيْرَة غَيره. الحديث: 2757 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 2761 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي غطفان المري عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يشربن أحدٌ مِنْكُم قَائِما، من نسي فليستقئ ". وَلَيْسَ لأبي غطفان المري عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غَيره. 2762 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن ابْن عُثْمَان مُسلم بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سَيكون فِي آخر أمتِي أناسٌ يحدثونكم بِمَا لم تسمعوا أَنْتُم وَلَا آباؤكم، فإياكم وإياهم ". وَفِي حَدِيث شرَاحِيل بن يزِيد عَن مُسلم أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يكون فِي آخر الزَّمَان دجالون كذابون، يأتونكم من الْأَحَادِيث بِمَا لم تسمعوا أَنْتُم وَلَا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لَا يضلونكم وَلَا يفتنونكم ". وَلَيْسَ لمُسلم بن يسَار عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2763 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن فروخ قَالَ: حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة، وَأول من ينشق عَنهُ الْقَبْر، وَأول شَافِع، وَأول مُشَفع ". وَلَيْسَ لعبد الله بن فروخ عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غَيره. 2764 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي كثير يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أذينة الغبري السحيمي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: كُنَّا قعُودا حول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومعنا أَبُو بكر وَعمر فِي نفرٍ، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بَين أظهرنَا فَأَبْطَأَ علينا، وخشينا أَن يقتطع دُوننَا، وفزعنا فقمنا، فَكنت أول من فزع، فَخرجت أَبْتَغِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 2761 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 315 حَتَّى أتيت حَائِطا للْأَنْصَار لبني النجار، فَدرت بِهِ هَل أجد لَهُ بَابا فَلم أجد، فَإِذا ربيعٌ يدْخل فِي جَوف حَائِط من بِئْر خَارِجَة - وَالربيع: الْجَدْوَل. قَالَ: فاحتفزت فَقَالَ: " أَبُو هُرَيْرَة؟ ". فَقلت: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ " مَا شَأْنك؟ " قلت: كنت بَين أظهرنَا، فَقُمْت فأبطأت عَنَّا، فَخَشِينَا أَن تقتطع دُوننَا ففزعنا، فَكنت أول من فزع، فَأتيت هَذَا الْحَائِط، فاحتفزت كَمَا يحتفز الثَّعْلَب، وَهَؤُلَاء النَّاس ورائي. فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَة " وَأَعْطَانِي نَعله فَقَالَ: " اذْهَبْ بنعلى هَاتين فَمن لقِيت من وَرَاء هَذَا الْحَائِط يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله مُسْتَيْقنًا بهَا قلبه فبشره بِالْجنَّةِ " فَكَانَ أول من لقِيت عمر فَقَالَ: مَا هَاتَانِ النَّعْلَانِ يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قلت: هَاتَانِ نعلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بَعَثَنِي بهما: من لقِيت يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله مُسْتَيْقنًا بهَا قلبه بَشرته بِالْجنَّةِ. فَضرب عمر بَين ثديي فَخَرَرْت لاستي، فَقَالَ: ارْجع يَا أَبَا هُرَيْرَة، فَرَجَعت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأجهشت بالبكاء، وركبني عمر فَإِذا هُوَ على أثري، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَالك يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ " قلت: لقِيت عمر فَأَخْبَرته بِالَّذِي بعثتني بِهِ، فَضرب بَين ثديي ضَرْبَة خَرَرْت لاستي، فَقَالَ: ارْجع. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عمر، مَا حملك على مَا فعلت؟ " قَالَ: يَا رَسُول الله، بِأبي أَنْت وَأمي، أبعثت يَا أَبَا هُرَيْرَة بنعليك: من لَقِي يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله مُسْتَيْقنًا بهَا قلبه بشره بِالْجنَّةِ؟ قَالَ: " نعم " قَالَ: فَلَا تفعل، فَإِنِّي أخْشَى أَن يتكل النَّاس عَلَيْهَا، فخلهم يعْملُونَ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فخلهم ". 2765 - الثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي كثير الغنوي عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْخمر من هَاتين الشجرتين: النّخل والعنبة " وَفِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب: " الكرمة والنخلة " وَفِي رِوَايَة أبي كريب: " الْكَرم ". الحديث: 2765 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 2766 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي كثير قَالَ: حَدثنِي أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: كنت أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَام وَهِي مُشركَة، فدعوتها يَوْمًا، فأسمعتني فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أكره، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أبْكِي، قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَام فتأبى، فدعوتها فأسمعتني فِيك مَا أكره، فَادع الله أَن يهدي أم أبي هُرَيْرَة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ اهد أم أبي هُرَيْرَة " فَخرجت مُسْتَبْشِرًا بدعوة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا جِئْت فصرت إِلَى الْبَاب، فَإِذا هُوَ مجافٌ، فَسمِعت أُمِّي خشفة قدمي فَقَالَت: مَكَانك يَا أَبَا هُرَيْرَة، وَسمعت خضخضة المَاء، فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عَن خمارها، ففتحت الْبَاب ثمَّ قَالَت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله. قَالَ: فَرَجَعت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَيْته وَأَنا أبْكِي من الْفَرح، قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أبشر، قد اسْتَجَابَ الله دعوتك وَهدى أم أبي هُرَيْرَة. فَحَمدَ الله وَقَالَ خيرا. قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يحببني أَنا وَأمي إِلَى عباده الْمُؤمنِينَ ويحببهم إِلَيْنَا. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ حبب عبيدك هَذَا - يعْنى أَبَا هُرَيْرَة - وَأمه إِلَى عِبَادك الْمُؤمنِينَ، وحبب إِلَيْهِمَا الْمُؤمنِينَ " فَمَا خلق مؤمنٌ يسمع بِي وَلَا يراني إِلَّا أَحبَّنِي. وَقد ذكره الإِمَام أَبُو بكر البرقاني، وَأَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابَيْهِمَا، وأوله عِنْدهمَا: عَن أبي كثير قَالَ: حَدثنَا أَبُو هُرَيْرَة قَالَ: وَالله مَا خلق الله مُؤمنا يسمع بِي وَلَا يراني إِلَّا أَحبَّنِي. قلت: وَمَا علمك بذلك يَا أَبَا هُرَيْرَة؟ قَالَ: إِن أُمِّي كَانَت امْرَأَة مُشركَة، وَكنت أدعوها إِلَى الْإِسْلَام فتأبى على ... . وَذكر الحَدِيث. 2767 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن الحكم بن مينا عَن عبد الله بن عَمْرو وَأبي هُرَيْرَة أَنَّهُمَا سمعا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول على أَعْوَاد منبره: " لينتهين أَقوام عَن ودعهم الْجُمُعَات أَو ليختمن الله على قُلُوبهم وليكونن من الغافلين ". الحديث: 2766 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 وَلَيْسَ للْحكم عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2768 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الشعْثَاء سليم بن أسود الْمحَاربي قَالَ: كُنَّا قعُودا فِي الْمَسْجِد مَعَ أبي هُرَيْرَة، فَأذن الْمُؤَذّن، فَقَامَ رجل يمشي، فَأتبعهُ أَبُو هُرَيْرَة بَصَره حَتَّى خرج من الْمَسْجِد، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أما هَذَا فقد عصى أَبَا الْقَاسِم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 2769 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: فِي فتح مَكَّة: عَن عبد الله بن رَبَاح قَالَ: وفدت وُفُود إِلَى مُعَاوِيَة، وَذَلِكَ فِي رَمَضَان، فَكَانَ يصنع بَعْضنَا لبَعض الطَّعَام، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة مِمَّا يكثر أَن يَدْعُونَا إِلَى رَحْله، فَقلت: أَلا أصنع طَعَاما فَأَدْعُوهُمْ إِلَى رحلي. فَأمرت بِطَعَام يصنع، ثمَّ لقِيت أَبَا هُرَيْرَة من الْعشي فَقلت: الدعْوَة عِنْدِي اللَّيْلَة. فَقَالَ: سبقتني؟ فَقلت: نعم، فدعوتهم، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أَلا أعلمكُم بِحَدِيث من حديثكم يَا معشر الْأَنْصَار؟ ثمَّ ذكر فتح مَكَّة، فَقَالَ: أقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى قدم مَكَّة، فَبعث الزبير على إِحْدَى المجنبتين، وَبعث خَالِدا على المجنبة الْأُخْرَى، وَبعث أَبَا عُبَيْدَة على الحسر، فَأخذُوا بطن الْوَادي وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَنظر فرآني، فَقَالَ: " أَبُو هُرَيْرَة؟ " فَقلت: لبيْك يَا رَسُول الله. قَالَ: " لَا يأتيني إِلَّا أنصاريٌّ " وَمن الروَاة من قَالَ: " اهتف لي بالأنصار " قَالَ: فأطافوا بِهِ، ووبشت قُرَيْش من أوباشٍ لَهَا وَأَتْبَاع، فَقَالُوا: نقدم هَؤُلَاءِ، فَإِن كَانَ لَهُم شَيْء كُنَّا مَعَهم، فَإِن أصيبوا أعطينا الَّذِي سئلنا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ترَوْنَ إِلَى أوباش قُرَيْش وأتباعهم؟ " ثمَّ قَالَ بيدَيْهِ إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى، ثمَّ قَالَ: " حَتَّى توافوني بالصفا " قَالَ: فَانْطَلَقْنَا، فَمَا شَاءَ أحدٌ منا أَن يقتل أحدا إِلَّا الحديث: 2768 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 قَتله، وَمَا أحدٌ مِنْهُم يُوَجه إِلَيْنَا شَيْئا، قَالَ: فجَاء أَبُو سُفْيَان فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أبيدت خضراء قُرَيْش، لَا قُرَيْش يعد الْيَوْم. قَالَ: من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ". فَقَالَت الْأَنْصَار بَعضهم لبَعض: أما الرجل فَأَدْرَكته رغبةٌ فِي قريته ورأفة بعشيرته. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَجَاء الْوَحْي، وَكَانَ إِذا جَاءَ لَا يخفى علينا، فَلَيْسَ أحدٌ يرفع طرفه إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يَنْقَضِي الْوَحْي، فَلَمَّا قضى الْوَحْي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا معشر الْأَنْصَار " قَالُوا: لبيْك يَا رَسُول الله قَالَ: " قُلْتُمْ: أما الرجل فَأَدْرَكته رغبةٌ فِي قريته " قَالُوا: قد كَانَ ذَاك. قَالَ: كلا، إِنِّي عبد الله وَرَسُوله، هَاجَرت إِلَى الله وإليكم، الْمحيا محياكم، وَالْمَمَات مماتكم " فَأَقْبَلُوا يَبْكُونَ وَيَقُولُونَ: وَالله مَا قُلْنَا الَّذِي قُلْنَا إِلَّا الضن بِاللَّه وَرَسُوله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله وَرَسُوله يصدقانكم ويعذرانكم ". قَالَ: فَأقبل النَّاس إِلَى دَار أبي سُفْيَان، وأغلق النَّاس أَبْوَابهم. قَالَ: فَأقبل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أقبل إِلَى الْحجر فاستلمه، ثمَّ طَاف بِالْبَيْتِ قَالَ: فَأتى على صنم إِلَى جَانب الْبَيْت كَانُوا يعبدونه. قَالَ: وَفِي يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَوس وَهُوَ آخذ بِسِيَةِ الْقوس، فَلَمَّا أَتَى على الصَّنَم جعل يطعن فِي عينه وَيَقُول: " جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل " فَلَمَّا فرغ من طَوَافه أَتَى الصَّفَا فعلا عَلَيْهِ حَتَّى نظر إِلَى الْبَيْت وَرفع يَده، فَجعل يحمد الله وَيَدْعُو مَا شَاءَ الله أَن يَدْعُو. وَفِي حَدِيث بهز بن أَسد نَحوه، وَزَاد: ثمَّ قَالَ بيدَيْهِ إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى: " احصدوهم حصداً ". وَفِيه: قَالُوا: قُلْنَا ذَلِك يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَمَا اسْمِي إِذا، كلا إِنِّي عبد الله وَرَسُوله ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت أَن عبد الله بن رَبَاح قَالَ: وفدنا إِلَى مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَفينَا أَبُو هُرَيْرَة، فَكَانَ كل رجل منا يصنع طَعَاما يَوْمًا لأَصْحَابه، فَكَانَت نوبتي، فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، الْيَوْم يومي، فَجَاءُوا إِلَى الْمنزل وَلم يدْرك طعامنا، فَقلت: يَا أَبَا هُرَيْرَة، لَو حَدَّثتنَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يدْرك طعامنا. فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح، فَجعل خَالِد بن الْوَلِيد على المجنبة الْيُمْنَى، وَجعل الزبير على المجنبة الْيُسْرَى، وَجعل أَبَا عُبَيْدَة على البياذقة وبطن الْوَادي، فَقَالَ: " يَا أَبَا هُرَيْرَة، ادْع لي الْأَنْصَار " فدعوتهم، فَجعلُوا يهرولون، فَقَالَ: " يَا معشر الْأَنْصَار، هَل ترَوْنَ أوباش قُرَيْش؟ " قَالُوا: نعم. قَالَ: انْظُرُوا إِذا لقيتموهم غَدا أَن تحصدوهم حصداً " وأحفى بِيَدِهِ، وَوضع يَمِينه على شِمَاله، وَقَالَ: " مَوْعدكُمْ الصَّفَا ". قَالَ: فَمَا أشرف يَوْمئِذٍ لَهُم أحد إِلَّا أناموه. قَالَ: وَصعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّفَا، وَجَاءَت الْأَنْصَار فأطافوا بالصفا، فجَاء أَبُو سُفْيَان فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أبيدت خضراء قُرَيْش، لَا قُرَيْش بعد الْيَوْم. قَالَ أَبُو سُفْيَان: من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن، وَمن ألْقى السِّلَاح فَهُوَ آمن، وَمن أغلق بَابه فَهُوَ آمن، فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن، وَمن ألْقى السِّلَاح فَهُوَ آمن، وَمن أغلق بَابه فَهُوَ آمن ". فَقَالَت الْأَنْصَار، أما الرجل، فقد أَخَذته رأفةٌ بعشيرته ورغبة فِي قريته. وَنزل الْوَحْي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " قُلْتُمْ: أما الرجل فقد أَخَذته رأفةٌ بعشيرته ورغبه فِي قريته. أَلا فَمَا اسْمِي إِذا - ثَلَاث مَرَّات - أَنا مُحَمَّد عبد الله وَرَسُوله، هَاجَرت إِلَى الله وإليكم، فالمحيا محياكم، وَالْمَمَات مماتكم " قَالُوا: وَالله قُلْنَا إِلَّا ضناً بِاللَّه وبرسوله. قَالَ: " فَإِن الله وَرَسُوله يصدقانكم ويعذرانكم ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 320 2770 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي قيس زِيَاد بن ريَاح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " من خرج من الطَّاعَة وَفَارق الْجَمَاعَة فَمَاتَ مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة، وَمن قَاتل تَحت راية عمية، يغْضب لعصبية أَو يَدْعُو إِلَى عصيبة أَو ينصر عصبَة فَقتل فقتلة جَاهِلِيَّة، وَمن خرج على أمتِي يضْرب برهَا وفاجرها وَلَا يتحاشى من مؤمنها، وَلَا يَفِي لذِي عهدها فَلَيْسَ مني وَلست مِنْهُ ". 2771 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " خير أمتِي الْقرن الَّذِي بعثت فِيهِ، ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ " وَالله أعلم، أذكر الثَّالِث أم لَا " ثمَّ يخلف قوم يحبونَ الشَّهَادَة، يشْهدُونَ قبل أَن يستشهدوا ". 2772 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن شَقِيق عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: إِذا خرجت روح الْمُؤمن تلقاها ملكان يصعدانها. قَالَ حَمَّاد بن زيد: فَذكر من ريح طيبها وَذكر الْمسك. قَالَ: وَيَقُول أهل السَّمَاء: ريح طيبَة جَاءَت من قبل الأَرْض، صلى عَلَيْك وعَلى جَسَد كنت تعمرينه، فَينْطَلق بِهِ إِلَى ربه، ثمَّ يَقُول: انْطَلقُوا بِهِ إِلَى آخر الْأَجَل. قَالَ: وَإِن الْكَافِر إِذا خرجت روحه - قَالَ حَمَّاد: وَذكر من نتنها، وَذكر لعناً، فَيَقُول أهل السَّمَاء: روح خبيثة جَاءَت من قبل الأَرْض. قَالَ: فَيُقَال: انْطَلقُوا بِهِ إِلَى آخر الْأَجَل. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: فَرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ريطةً كَانَت على أَنفه، هَكَذَا. 2773 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أفضل الصّيام بعد رَمَضَان شهر الله الْمحرم، وَأفضل الصَّلَاة بعد الْفَرِيضَة صَلَاة اللَّيْل ". الحديث: 2770 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر عَن حميد عَن أبي هُرَيْرَة يرفعهُ قَالَ: سُئِلَ: أَي الصَّلَاة أفضل بعد الْمَكْتُوبَة، وَأي الصّيام أفضل بعد شهر رَمَضَان؟ فَقَالَ: " افضل الصَّلَاة بعد الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة الصَّلَاة جَوف اللَّيْل، وَأفضل الصّيام بعد شهر رَمَضَان صِيَام شهر الله الْمحرم ". وَلَيْسَ لحميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي عَن أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث، وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَن أبي هُرَيْرَة شَيْء. 2774 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج مولى بني مَخْزُوم عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: سجد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي: {إِذا السَّمَاء انشقت} و {اقْرَأ باسم رَبك} . والأعرج هَذَا مولى بني مَخْزُوم، واسْمه عبد الرَّحْمَن بِهِ سعد المقعد، وكنيته أَبُو حميد، وَذكره البُخَارِيّ فِي الكنى الْمُجَرَّدَة، وَهُوَ قَلِيل الحَدِيث. وَأما عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج الآخر فَهُوَ ابْن هُرْمُز، يكنى أَبَا دَاوُد، مولى ربيعَة بن الْحَارِث، وَهُوَ كثير الْأَحَادِيث، وروى عَنهُ جماعات من الْأَئِمَّة. وَقد أخرج مُسلم عَنْهُمَا فِي الصَّلَاة - فِي سُجُود الْقُرْآن، فَرُبمَا أشكل ذَلِك. وَمولى بني مَخْزُوم يروي عَنهُ ذَلِك صَفْوَان بن سليم، وَأما ابْن هُرْمُز فيروي ذَلِك عَنهُ عبيد الله بن أبي جَعْفَر. أخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من مُسْند أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخر مُسْند المكثرين، وَأول مُسْند المقلين الحديث: 2774 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 الْقسم الرَّابِع مسانيد المقلين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 صفحة فارغة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 (81) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي الْفضل، الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ 2775 - حَدِيث وَاحِد: من رِوَايَة عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي عَنهُ قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا طَالب كَانَ يحوطك وينصرك، فَهَل يَنْفَعهُ ذَلِك؟ قَالَ: " نعم، وجدته فِي غمراتٍ من النَّار فَأَخْرَجته إِلَى ضحضاح ". وَفِي حَدِيث مُسَدّد وَغَيره أَنه قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا أغنيت عَن عمك، فَإِنَّهُ كَانَ يحوطك ويغضب لَك. قَالَ: " هُوَ فِي ضحضاحٍ من نارٍ، وَلَوْلَا أَنا لَكَانَ فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار ". 2776 - وللبخاري حَدِيث وَاحِد: من رِوَايَة نَافِع بن جُبَير بن مطعم قَالَ: سَمِعت الْعَبَّاس يَقُول للزبير: هَا هُنَا أَمرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تركز الرَّايَة؟ . وَهُوَ طرفٌ من حَدِيث طَوِيل أخرجه من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: لما سَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح فَبلغ ذَلِك قُريْشًا، خرج أَبُو سُفْيَان بن حَرْب وَحَكِيم بن حزامٍ وَبُدَيْل بن وَرْقَاء يَلْتَمِسُونَ الْخَبَر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَقْبَلُوا يَسِيرُونَ حَتَّى أَتَوا مر الظهْرَان، فَإِذا هم بنيرانٍ كَأَنَّهَا نيران عَرَفَة، فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: مَا هَذِه؟ لكأنها نيران عَرَفَة. فَقَالَ بديل بن وَرْقَاء: نيران بني عَمْرو، الحديث: 2775 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: عَمْرو أقل من ذَلِك. فَرَآهُمْ ناسٌ من حرس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأدركوهم فَأَخَذُوهُمْ فَأتوا بهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأسلم أَبُو سُفْيَان، فَلَمَّا سَار قَالَ الْعَبَّاس: " احْبِسْ أَبَا سُفْيَان عِنْد خطم الْجَبَل حَتَّى ينظر إِلَى الْمُسلمين "، فحبسه الْعَبَّاس، فَجعلت الْقَبَائِل تمر مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَتِيبَة كَتِيبَة على أبي سُفْيَان، فمرت كتيبةٌ فَقَالَ: يَا عَبَّاس، من هَذِه؟ قَالَ: هَذِه غفار، قَالَ: مَا لي وَمَا لغفار. ثمَّ مرت جُهَيْنَة، فَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ مرت سعد بن هذيم فَقَالَ مثل ذَلِك، وَمَرَّتْ سليم فَقَالَ مثل ذَلِك، ثمَّ مرت كتيبةٌ لم ير مثلهَا، قَالَ: من هَذِه؟ قَالَ: هَؤُلَاءِ الْأَنْصَار عَلَيْهِم سعد بن عبَادَة مَعَه الرَّايَة، فَقَالَ سعد بن عبَادَة: يَا أَبَا سُفْيَان، الْيَوْم يَوْم الملحمة، الْيَوْم تستحل الْكَعْبَة. فَقَالَ أَبُو سُفْيَان: حبذا يَوْم الذمار. ثمَّ جَاءَت كتيبةٌ وَهِي أجل الْكَتَائِب فيهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه، وَرَايَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ الزبير. فَلَمَّا مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأبي سُفْيَان قَالَ: ألم تعلم مَا قَالَ سعد بن عبَادَة؟ قَالَ: " مَا قَالَ "؟ قَالَ: كَذَا كَذَا. فَقَالَ: " كذب سعدٌ، وَلَكِن هَذَا يَوْم يعظم الله فِيهِ الْكَعْبَة " قَالَ: وَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تركز رايته بالحجون. قَالَ عُرْوَة: فَأَخْبرنِي نَافِع بن جُبَير بن مطعم قَالَ: سَمِعت الْعَبَّاس يَقُول للزبير بن الْعَوام: يَا أَبَا عبد الله، هَا هُنَا أَمرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تركز الرَّايَة؟ قَالَ: نعم. قَالَ: وَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ خَالِد بن الْوَلِيد أَن يدْخل من أَعلَى مَكَّة، من كداء. وَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كدى، فَقتل من خيل خَالِد بن الْوَلِيد رجلَانِ، حُبَيْش بن الْأَشْعر وكرز ابْن جَابر الفِهري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي مُسْند الْعَبَّاس، وَلَا وَجه لذَلِك، وَالْأولَى أَن يكون فِي مُسْند الزبير الَّذِي أخبر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا أمره بِهِ. وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث: 2777 - أَحدهَا: من رِوَايَة كثير بن الْعَبَّاس عَن أَبِيه قَالَ: شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم حنين، فلزمت أَنا وَأَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم نفارقه، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بغلةٍ لَهُ بَيْضَاء أهداها لَهُ فَرْوَة ابْن نفاثة الجذامي، فَلَمَّا التقى الْمُسلمُونَ وَالْكفَّار ولى الْمُسلمُونَ مُدبرين، فَطَفِقَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرْكض بغلته قبل الْكفَّار، قَالَ عَبَّاس: وَأَنا آخذٌ بلجام بغلة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكفها إِرَادَة إِلَّا تسرع، وَأَبُو سُفْيَان آخذ بركاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَي عَبَّاس، نَاد أَصْحَاب السمرَة ". فَقَالَ عَبَّاس - وَكَانَ رجلا صيتًا: فَقلت بِأَعْلَى صوتي: أَيْن أَصْحَاب السمرَة؟ قَالَ: فوَاللَّه لكأن عطفتهم حِين سمعُوا صوتي عطفة الْبَقر على أَوْلَادهَا، فَقَالُوا: يَا لبيْك، يَا لبيْك، قَالَ: فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار والدعوة فِي الْأَنْصَار، يَقُولُونَ: يَا معشر الْأَنْصَار، يَا معشر الْأَنْصَار، ثمَّ قصرت الدعْوَة على بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج، فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على بغلته كالمتطاول عَلَيْهَا إِلَى قِتَالهمْ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا حِين حمي الْوَطِيس " قَالَ ثمَّ أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَصَيَات فَرمى بِهن وُجُوه الْكفَّار، ثمَّ قَالَ: " انْهَزمُوا وَرب مُحَمَّد " قَالَ: فَذَهَبت أنظر فَإِذا الْقِتَال على هَيئته فِيمَا أرى. قَالَ: فوَاللَّه مَا هُوَ إِلَّا أَن رماهم بحصيات، فَمَا زلت أرى حَدهمْ كليلاً وَأمرهمْ مُدبرا. الحديث: 2777 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، غير أَنه قَالَ: فَرْوَة بن نعَامَة. وَقَالَ: انْهَزمُوا وَرب الْكَعْبَة، انْهَزمُوا وَرب الْكَعْبَة " وَزَاد فِي الحَدِيث: حَتَّى هَزَمَهُمْ الله قَالَ: وَكَأَنِّي أنظر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرْكض خَلفهم على بغلته. 2778 - الثَّانِي: من رِوَايَة عَامر بن سعد بن أبي وَقاص عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ذاق طعم الْإِيمَان من رَضِي بِاللَّه رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دينا، وبمحمدٍ رَسُولا ". 2779 - الثَّالِث: من رِوَايَة عَامر بن سعد أَيْضا عَن الْعَبَّاس أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول " إِذا سجد العَبْد سجد مَعَه سَبْعَة آرَاب: وَجهه وَكَفاهُ وَركبَتَاهُ وَقَدمَاهُ ". (82) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الْفضل بن الْعَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا حديثان: 2780 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن أبي الْعَبَّاس عبد الله بن الْعَبَّاس: أَن أُسَامَة كَانَ ردف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عَرَفَة إِلَى الْمزْدَلِفَة، ثمَّ أرْدف الْفضل من الْمزْدَلِفَة إِلَى منى، وَكِلَاهُمَا قَالَ: لم يزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُلَبِّي حَتَّى رمى جَمْرَة الْعقبَة. الحديث: 2778 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 وللبخاري من رِوَايَة ابْن جريج عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس: ان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرْدف الْفضل، فَأخْبر الْفضل أَنه لم يزل يُلَبِّي حَتَّى رمى الْجَمْرَة. وَمن رِوَايَة كريب بن أبي مُسلم قَول ابْن عَبَّاس فِي حَدِيث لأسامة بن زيد، فِي آخِره: قَالَ كريب: فَأَخْبرنِي عبد الله بن عَبَّاس عَن الْفضل أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يزل يُلَبِّي حَتَّى بلغ الْجَمْرَة. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة أبي معبد مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس عَن الْفضل ابْن عَبَّاس وَكَانَ ردف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، انه قَالَ فِي عَشِيَّة عَرَفَة وغداة جمع للنَّاس حِين دفعُوا: " عَلَيْكُم بِالسَّكِينَةِ " وَهُوَ كافٌّ نَاقَته حَتَّى دخل محسراً - وَهُوَ من منى. قَالَ: " عَلَيْكُم بحصى الْخذف الَّذِي يرْمى بِهِ الْجَمْرَة " قَالَ: وَلم يزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُلَبِّي حَتَّى رمى الْجَمْرَة. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن أبي الزبير عَن أبي معبد بعد قَوْله: فِي حَصى الْخذف، قَالَ: وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُشِير بِيَدِهِ كَمَا يخذف الْإِنْسَان. 2781 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي أَيُّوب سُلَيْمَان بن يسَار عَن ابْن عَبَّاس عَن الْفضل بن عَبَّاس: أَن امْرَأَة من خثعم قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن أبي شيخٌ كبيرٌ، عَلَيْهِ فَرِيضَة الله فِي الْحَج، وَهُوَ لَا يَسْتَطِيع أَن يَسْتَوِي على ظهر بعيره: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فحجي عَنهُ ". وَمن الروَاة من لم يذكر فِيهِ الْفضل، جعله من مُسْند ابْن عَبَّاس، وَهُوَ هُنَالك. الحديث: 2781 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 (83) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي جَعْفَر عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ حديثان: 2782 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي إِبْرَاهِيم سعد بن إِبْرَاهِيم عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْكُل القثاء بالرطب. 2783 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة قَالَ: قَالَ الزبير لِابْنِ جَعْفَر: أَتَذكر إِذا تلقينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأَنت وَابْن عَبَّاس؟ قَالَ: نعم، فحملنا وتركك. وَلمُسلم من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن علية وَأبي أُسَامَة عَن حبيب بن الشَّهِيد: قَالَ عبد الله بن جَعْفَر لِابْنِ الزبير: أَتَذكر إِذْ تلقينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأَنت وَابْن عَبَّاس؟ قَالَ: نعم، فحملنا وتركك. وَمن حَدِيث مُورق الْعجلِيّ عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قدم من سفرٍ تلقي بصبيان أهل بَيته. قَالَ: وَإنَّهُ قدم من سفرٍ فَسبق بِي إِلَيْهِ، فَحَمَلَنِي بَين يَدَيْهِ، ثمَّ جِيءَ بِأحد ابْني فَاطِمَة فأردفه خَلفه، قَالَ: فأدخلنا الْمَدِينَة ثَلَاثَة على دَابَّة. وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحِيم بن سُلَيْمَان عَن عَاصِم: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قدم من سفر تلقي بِنَا. قَالَ فتلقي بِي وبالحسن أَو بالحسين، قَالَ فَحمل أَحَدنَا بَين يَدَيْهِ وَالْآخر خَلفه، حَتَّى دَخَلنَا الْمَدِينَة. الحديث: 2782 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث الْحسن بن سعد مولى الْحسن بن عَليّ عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ: أردفني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم خَلفه، فَأسر إِلَيّ حَدِيثا لَا أحدث بِهِ أحدا من النَّاس. وَكَانَ أحب مَا استتر بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِحَاجَتِهِ هدفٌ أَو حائش نخلٍ. قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء فِي حَدِيثه: يَعْنِي حَائِط نخل. لم يزدْ. وَفِي هَذَا الحَدِيث زِيَادَة حذفهَا مسلمٌ، وأخرجها أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه مَعَ الحَدِيث من رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد بن أَسمَاء، وَرَوَاهَا أَبُو الْقَاسِم عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْبَغَوِيّ عَن شَيبَان بن أبي شيبَة بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرجه مسلمٌ، مُتَّصِلَة بقوله: وَكَانَ أحب مَا استتر بِهِ لِحَاجَتِهِ هدفٌ أَو حائش نخلٍ. قَالَ: فَدخل حَائِطا لرجل من الْأَنْصَار، فَإِذا فِيهِ جمل، فَلَمَّا رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جرجر وذرفت عَيناهُ. قَالَ فَأَتَاهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح سراته إِلَى سنامه وذفراه، فسكن، فَقَالَ: " من رب هَذَا الْجمل؟ لمن هَذَا الْجمل؟ " فجَاء فَتى من الْأَنْصَار فَقَالَ: هَذَا لي يَا رَسُول الله. قَالَ: " أَفلا تتقي الله فِي هَذِه الْبَهِيمَة الَّتِي ملكك الله إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ يشكو لي أَنَّك تجيعه وتدئبه ". (84) مُسْند أبي بكر، وَيُقَال: أَبُو خبيب عبد الله بن الزبير رَضِي الله عَنهُ 2784 - : قد تقدم فِي مُسْند عبد الله بن جَعْفَر الحَدِيث الْمُشْتَرك الَّذِي فِيهِ: تلقينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأَنت. // وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ فِي مسندهما //. الحديث: 2784 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 وللبخاري سِتَّة أَحَادِيث: 2785 - أَحدهَا: من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عبد الله بن الزبير فِي قَوْله: {خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ} [الْأَعْرَاف] قَالَ: مَا أنزل الله هَذِه إِلَّا فِي أَخْلَاق النَّاس. وَأخرجه أَيْضا تَعْلِيقا من حَدِيث عُرْوَة عَن أَخِيه عبد الله قَالَ: أَمر الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَأْخُذ الْعَفو من أَقْوَال النَّاس. أَو كَمَا قَالَ. 2786 - الثَّانِي: من حَدِيث ابْن أبي مليكَة: أَن عبد الله بن الزبير أخْبرهُم أَنه قدم ركبٌ من بني تَمِيم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ أَبُو بكر: أَمر الْقَعْقَاع بن معبد بن زُرَارَة. وَقَالَ عمر: أَمر الْأَقْرَع بن حَابِس، فَقَالَ أَبُو بكر: مَا أردْت إِلَّا خلافي. قَالَ عمر: مَا أردْت خِلافك. فتماريا حَتَّى ارْتَفَعت أصواتهما، فَنزل فِي ذَلِك: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله وَاتَّقوا الله إِن الله سميع عليم} حَتَّى انْقَضتْ [الحجرات] . وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن نَافِع بن عمر: قَالَ ابْن أبي مليكَة: كَاد الخيران أَن يهلكا، أَبُو بكر وَعمر: لما قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفد بني تَمِيم، أَشَارَ أَحدهمَا بالأقرع بن حابسٍ الْحَنْظَلِي، وَأَشَارَ الآخر بِغَيْرِهِ. . ثمَّ ذكر نَحوه، ونزول الْآيَة. ثمَّ قَالَ، قَالَ ابْن أبي مليكَة: قَالَ ابْن الزبير: فَكَانَ عمر بعد إِذا حدث بحديثٍ يحدثه كآخي السرَار، لم يسمعهُ حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ. وَفِي حَدِيث يسرة بن صَفْوَان نَحوه، وَفِيه: قَالَ ابْن الزبير: فَمَا كَانَ عمر يسمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد هَذِه الْآيَة حَتَّى يَسْتَفْهِمهُ. الحديث: 2785 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 2787 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن أبي مليكَة قَالَ: كتب أهل الْكُوفَة إِلَى ابْن الزبير فِي " الْجد " فَقَالَ: أما الَّذِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. " لَو كنت متخذاً من هَذِه الْأمة خَلِيلًا لاتخذته " أنزلهُ أَبَا. يَعْنِي أَبَا بكر. 2788 - الرَّابِع: عَن عَبَّاس بن سهل بن سعد قَالَ: سَمِعت ابْن الزبير على مِنْبَر مَكَّة فِي خطبَته يَقُول: أَيهَا النَّاس، إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: ": لَو أَن ابْن آدم أعطي وَاديا من ذهبٍ كَانَ أحب إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَو أعطي ثَانِيًا أحب إِلَيْهِ ثَالِثا، وَلَا يسد جَوف ابْن آدم إِلَّا التُّرَاب، وَيَتُوب الله على من تَابَ ". 2789 - الْخَامِس: عَن أبي عقيل زهرَة بن معبد أَنه كَانَ يخرج بِهِ جده عبد الله ابْن هِشَام من السُّوق أَو إِلَى السُّوق، فيشتري الطَّعَام، فليقاه ابْن الزبير وَابْن عمر فَيَقُولَانِ: أشركنا؛ فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد دَعَا لَك بِالْبركَةِ، فيشركهم، فَرُبمَا أصَاب الرَّاحِلَة كَمَا هِيَ، فيبعث بهَا إِلَى الْمنزل. وَفِيه زِيَادَة فِي مُسْند عبد الله بن هِشَام. 2790 - السَّادِس: عَن ثَابت بن أسلم الْبنانِيّ قَالَ: سَمِعت ابْن الزبير يخْطب، يَقُول: قَالَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من لبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا لم يلْبسهُ فِي الْآخِرَة ". وَلمُسلم حديثان: 2791 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عَامر بن عبد الله بن الزبير عَن أَبِيه قَالَ كَانَ النَّبِي الحديث: 2787 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قعد فِي الصَّلَاة جعل قدمه الْيُسْرَى بَين فَخذه وَسَاقه، وفرش قدمه وَوضع يَده الْيُسْرَى على ركبته الْيُسْرَى، وَوضع يَده الْيُمْنَى على فَخذه الْيُمْنَى، وَأَشَارَ بإصبعه. كَذَا حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود عَن كتاب مُسلم. وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عِنْد أبي بكر البرقاني: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا جلس فِي الرَّكْعَتَيْنِ افترش الْيُسْرَى وَنصب الْيُمْنَى، وَوضع إبهامه على الْوُسْطَى، وَأَشَارَ بالسبابة، وَوضع كَفه الْيُسْرَى على فَخذه الْيُسْرَى، وألقم كَفه الْيُسْرَى ركبته. 2792 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي الزبير مُحَمَّد بن مُسلم بن تدرس قَالَ: كَانَ ابْن الزبير يَقُول فِي دبر كل صَلَاة حِين يسلم: " لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد وَهُوَ على كل شيءٍ قدير، وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه، وَلَا نعْبد إِلَّا إِيَّاه، لَهُ النِّعْمَة وَله الْفضل وَله الثَّنَاء الْحسن، لَا إِلَه إِلَّا الله مُخلصين لَهُ الدّين وَلَو كره الْكَافِرُونَ ". وَقَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهلل بِهن دبر كل صَلَاة ". وَفِي حَدِيث الْحجَّاج بن أبي عُثْمَان عَن أبي الزبير قَالَ: سَمِعت عبد الله بن الزبير يخْطب على هَذَا الْمِنْبَر وَهُوَ يَقُول: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِذا أسلم فِي دبر الصَّلَاة - أَو الصَّلَوَات، ثمَّ ذكر مثله. الحديث: 2792 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 (85) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي زيد أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة بن شرَاحِيل بن عبد الْعُزَّى الْكَلْبِيّ مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقيل: كنيته أَبُو مُحَمَّد [رَضِي الله عَنهُ] . 2793 - الحَدِيث الأول: عَن ابْن عَبَّاس عَن أُسَامَة بن زيد أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " الرِّبَا فِي النَّسِيئَة ". وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبيد الله بن أبي يزِيد: إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَة ". وَفِي رِوَايَة طَاوُوس عَن ابْن عَبَّاس أُسَامَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا رَبًّا فِيمَا كَانَ يدا بيد ". 2794 - الثَّانِي: عَن ابْن جريج قَالَ: قلت لعطاء: أسمعت ابْن عَبَّاس يَقُول: إِنَّمَا أمرْتُم بِالطّوافِ وَلم تؤمروا بِدُخُولِهِ؟ قَالَ: لم يكن ينْهَى عَن دُخُوله، وَلَكِن سمعته يَقُول: أَخْبرنِي أُسَامَة بن زيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما دخل الْبَيْت دَعَا فِي نواحيه كلهَا، وَلم يصل فِيهِ حَتَّى خرج، فَلَمَّا خرج ركع فِي قبل الْبَيْت رَكْعَتَيْنِ، وَقَالَ: " هَذِه الْقبْلَة ". قلت لَهُ: مَا نَوَاحِيهَا؟ أَي زواياها قَالَ: بل فِي كل قبْلَة من هَذَا الْبَيْت. هَذَا لفظ حَدِيث مُسلم. الحديث: 2793 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 قَالَ أَبُو مَسْعُود: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: لما دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيْت ... وَذكر الحَدِيث، وَلم يقل: عَن أُسَامَة. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَقد رَوَاهُ أَيْضا عبد الرَّزَّاق، وَقَالَ فِيهِ: عَن أُسَامَة. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيره من حَدِيث عبد الرَّزَّاق. هَكَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود، فَقَالَ فِيهِ: عَن أُسَامَة. 2795 - الثَّالِث: عَن عَمْرو بن عُثْمَان عَن أُسَامَة أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، أَيْن تنزل غَدا، فِي دَارك بِمَكَّة؟ فَقَالَ: " وَهل ترك لنا عقيلٌ من رباع أَو دور؟ " وَكَانَ عقيلٌ ورث أَبَا طَالب، وَلم يَرِثهُ جعفرٌ وَلَا عليٌّ شَيْئا، لِأَنَّهُمَا كَانَا مُسلمين. وَكَانَ عقيل وطالب كَافِرين. فَكَانَ عمر بن الْخطاب يَقُول: لَا يَرث الْمُؤمن الْكَافِر. قَالَ ابْن شهَاب: وَكَانُوا يتأولون قَول الله {إِن الَّذين آمنُوا وَهَاجرُوا وَجَاهدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم فِي سَبِيل الله} إِلَى. {أُولَئِكَ بَعضهم أَوْلِيَاء بعض} الْآيَة [الْأَنْفَال] . فِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق أَن أُسَامَة قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، أَيْن تنزل غَدا؟ وَذَلِكَ فِي حجَّته حِين دنونا من مَكَّة. فَقَالَ: وَهل ترك لنا عقيلٌ منزلا ". زَاد فِي رِوَايَة مَحْمُود بن غيلَان: ثمَّ قَالَ: نَحن نازلون غَدا بخيف بني كنَانَة المحصب، حَيْثُ قاسمت قُرَيْش على الْكفْر " وَذَلِكَ أَن بني كنَانَة حالفت قُريْشًا على بني هَاشم: أَلا يبايعوهم، وَلَا يؤوهم. قَالَ الزُّهْرِيّ: والخيف: الْوَادي. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة وَزَمعَة بن صَالح عَن الزُّهْرِيّ: أَن أُسَامَة قَالَ: يَا رَسُول الله، أَيْن تنزل غَدا؟ وَذَلِكَ زمن الْفَتْح. قَالَ: " وَهل ترك لنا عقيل من منزل؟ ". الحديث: 2795 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 2796 - الرَّابِع: عَن عَمْرو بن عُثْمَان عَن أُسَامَة بن زيد أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يَرث الْمُسلم الْكَافِر، وَلَا الْكَافِر الْمُسلم ". 2797 - الْخَامِس: عَن إِبْرَاهِيم بن سعد بن أبي وَقاص قَالَ: سَمِعت أُسَامَة يحدث سَعْدا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِذا سَمِعْتُمْ بالطاعون بأرضٍ فَلَا تدخلوها، وَإِذا وَقع بأرضٍ وَأَنْتُم فِيهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا ". وَفِي حَدِيث ابْن أبي عدي عَن شُعْبَة عَن حبيب بن أبي ثَابت قَالَ: كُنَّا بِالْمَدِينَةِ، فبلغني أَن الطَّاعُون قد وَقع بِالْكُوفَةِ، فَقَالَ عَطاء بن يسَار وَغَيره: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا كنت بأرضٍ فَوَقع بهَا فَلَا تخرج مِنْهَا، وَإِذا بلغك أَنه بِأَرْض فَلَا تدْخلهَا ". قَالَ: قلت: عَمَّن؟ قَالَ: عَن عَامر بن سعد يحدث بِهِ. قَالَ فَأَتَيْته فَقَالُوا: غائبٌ. قَالَ: فَلَقِيت أَخَاهُ إِبْرَاهِيم بن سعد فَسَأَلته، فَقَالَ: شهِدت أُسَامَة يحدث سَعْدا فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن هَذَا الوجع رجزٌ اَوْ عذابٌ أَو بَقِيَّة عذابٍ عذب بِهِ أناسٌ من قبلكُمْ، فَإِذا كَانَ بأرضٍ وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا مِنْهَا، وَإِذا بَلغَكُمْ أَنه بأرضٍ فَلَا تدخلوها ". قَالَ حبيبٌ: فَقلت لإِبْرَاهِيم: أَنْت سَمِعت أُسَامَة يحدث سَعْدا وَهُوَ لَا يُنكر؟ قَالَ: نعم. وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ لمُسلم عَن حبيب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن سعد بن مَالك وَخُزَيْمَة بن ثَابت وَأُسَامَة بن زيد قَالُوا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: بِمَعْنى حَدِيث شُعْبَة. وَهَذَا يصلح أَن يكون فِي مُسْند كل واحدٍ من الْمَذْكُورين. وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن حبيب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد قَالَ: كَانَ أُسَامَة وَسعد جالسين يتحدثان، فَقَالَا: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... بِنَحْوِ ذَلِك. الحديث: 2796 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَامر بن سعد بن أبي وَقاص أَنه سمع أُسَامَة بن زيد يحدث سَعْدا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر الوجع، فَقَالَ: " رجزٌ أَو عذابٌ عذب بِهِ بعض الْأُمَم ثمَّ بَقِي مِنْهُ بَقِيَّة، فَيذْهب الْمرة، وَيَأْتِي الْأُخْرَى، فَمن سمع بأرضٍ فَلَا يقدمن عَلَيْهِ، وَمن كَانَ بأرضٍ وَقع فِيهَا فَلَا يخرج فِرَارًا مِنْهُ ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر أَن أُسَامَة بن زيد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّاعُون رجزٌ أرسل على طَائِفَة من بني إِسْرَائِيل، أَو على من كَانَ قبلكُمْ. فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلَا تقدمُوا عَلَيْهِ، وَإِذا وَقع بِأَرْض وَأَنْتُم بهَا فَلَا تخْرجُوا فِرَارًا مِنْهُ ". 2798 - السَّادِس: عَن أبي عبد الله عُرْوَة بن الزبير قَالَ: سُئِلَ أُسَامَة وَأَنا جالسٌ: كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسير فِي حجَّة الْوَدَاع حِين دفع؟ قَالَ: كَانَ يسير الْعُنُق فَإِذا وجد فجوةً نَص. قَالَ هِشَام بن عُرْوَة: وَالنَّص فَوق الْعُنُق. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد: سُئِلَ أُسَامَة وَأَنا شاهدٌ، أَو قَالَ: سَأَلت أُسَامَة بن زيد وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أردفه من عَرَفَات: كَيفَ كَانَ يسير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أَفَاضَ من عَرَفَة؟ قَالَ: كَانَ يسير الْعُنُق، فَإِذا وجد فجوةً نَص. 2799 - السَّابِع: عَن عُرْوَة عَن أُسَامَة قَالَ: أشرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أطمٍ من آطام الْمَدِينَة فَقَالَ: " هَل ترَوْنَ مَا أرى " قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَإِنِّي لأرى مواقع الْفِتَن خلال بُيُوتكُمْ كمواقع الْقطر ". 2800 - الثَّامِن عَن عُرْوَة أَن أُسَامَة أخبرهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ركب على الحديث: 2798 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 حمارٍ عَلَيْهِ إكاف تَحْتَهُ قطيفةٌ فَدَكِيَّة، وَأَرْدَفَ أُسَامَة بن زيد وَرَاءه، يعود سعد بن عبَادَة فِي بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج، قبل وقْعَة بدرٍ، قَالَ: فسارا حَتَّى مرا بِمَجْلِس فِيهِ عبد الله بن أبي بن سلول، وَذَلِكَ قبل أَن يسلم عبد الله بن أبي، وَإِذا فِي الْمجْلس أخلاطٌ من الْمُسلمين وَالْمُشْرِكين عَبدة الْأَوْثَان وَالْيَهُود، وَفِي الْمُسلمين عبد الله بن رَوَاحَة، فَلَمَّا غشيت الْمجْلس عجاجة الدَّابَّة خمر عبد الله بن أبي أَنفه بردائه، ثمَّ قَالَ: لَا تغبروا علينا، فَسلم رَسُول الله عَلَيْهِم ثمَّ وقف فَنزل، فَدَعَاهُمْ إِلَى الله، وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْقُرْآن، فَقَالَ لَهُ عبد الله بن أبي بن سلول: أَيهَا الْمَرْء، إِنَّه لَا أحسن مِمَّا تَقول إِن كَانَ حَقًا، فَلَا تؤذنا بِهِ فِي مجالسنا وارجع إِلَى رحلك، فَمن جَاءَك فاقصص عَلَيْهِ. فَقَالَ عبد الله بن رَوَاحَة: بلَى يَا رَسُول الله، فاغشنا بِهِ فِي مجالسنا، فَإنَّا نحب ذَلِك. فاستب الْمُسلمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُود حَتَّى كَادُوا يتثاورون، فَلم يزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخفضهم حَتَّى سكنوا. ثمَّ ركب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَابَّته، فَسَار حَتَّى دخل إِلَى سعد بن عبَادَة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أَي سعد، ألم تسمع إِلَى مَا قَالَ أَبُو حباب؟ - يُرِيد عبد الله بن أبي - قَالَ كَذَا وَكَذَا. " فَقَالَ سعد بن عبَادَة: يَا رَسُول الله، اعْفُ عَنهُ وَاصْفَحْ، فوالذي أنزل عَلَيْك الْكتاب، لقد جَاءَ الله بِالْحَقِّ الَّذِي أنزل عَلَيْك، وَلَقَد اجْتمع أهل هَذِه الْبحيرَة على أَن يُتَوِّجُوهُ، فيعصبوه بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا أَبى الله ذَلِك بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاك الله شَرق بذلك، فَذَلِك الَّذِي فعل بِهِ مَا رَأَيْت، فَعَفَا عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه يعفون عَن الْمُشْركين وَأهل الْكتاب كَمَا أَمرهم الله، ويصبرون على الْأَذَى، قَالَ الله تَعَالَى: {ولتسمعن من الَّذين أُوتُوا الْكتاب من قبلكُمْ وَمن الَّذين أشركوا أَذَى كثيرا وَإِن تصبروا وتتقوا فَإِن ذَلِك من عزم الْأُمُور} [آل عمرَان] . وَقَالَ الله تَعَالَى: {ود كثيرٌ من أهل الْكتاب لَو يردونكم من بعد إيمَانكُمْ كفَّارًا حسداً من عِنْد أنفسهم من بعد مَا تبين لَهُم الْحق فاعفوا واصفحوا حَتَّى يَأْتِي الله بأَمْره إِن الله على كل شيءٍ قدير} [الْبَقَرَة] . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَأَوَّل فِي الْعَفو مَا أمره الله بِهِ حَتَّى أذن الله لَهُ فيهم، فَلَمَّا غزا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَدْرًا، فَقتل الله فِيهَا من قتل من صَنَادِيد كفار قُرَيْش، وقفل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه منصورين سَالِمين، مَعَهم أُسَارَى من صَنَادِيد الْكفَّار وسَادَة قُرَيْش، قَالَ ابْن أبي سلول وَمن مَعَه من الْمُشْركين عَبدة الْأَوْثَان: هَذَا أمرٌ قد توجه، فَبَايعُوا لرَسُول الله على الْإِسْلَام، فأسلموا. اللَّفْظ لحَدِيث البُخَارِيّ وَهُوَ أتم. 2801 - التَّاسِع: عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن أُسَامَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: يُؤْتى بِالرجلِ يَوْم الْقِيَامَة، فَيلقى فِي النَّار، فتندلق أقتاب بَطْنه، فيدور بهَا كَمَا يَدُور الْحمار فِي الرَّحَى، فيجتمع إِلَيْهِ أهل النَّار فَيَقُولُونَ: يَا فلَان، مَا لَك؟ الم ألم تكن تَأمر بِالْمَعْرُوفِ وتنهى عَن الْمُنكر؟ فَيَقُول: بلَى، كنت آمُر بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتيه، وأنهى عَن الْمُنكر وآتيه ". زَاد أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ من رِوَايَة ابْن أبي عمر عَن سُفْيَان بن عَيْنِيَّة فِي أَوله: يُؤْتى برجلٍ كَانَ والياً فَيلقى فِي النَّار ... الحَدِيث. وَحكى ذَلِك أَبُو مَسْعُود عَن الْكِتَابَيْنِ. وَلَيْسَ قَوْله " كَانَ والياً " فِي واحدٍ من الْكِتَابَيْنِ فِيمَا رَأينَا من النّسخ. 2802 - الْعَاشِر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة قَالَ: أرْسلت بنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِ: أَن ابْنا لي قبض فائتنا. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن عمر عَن شُعْبَة: أَن ابْني قد احْتضرَ فاشهدنا. وَفِي رِوَايَة حجاج: أَن ابْنَتي قد حضرت. فَأرْسل يقرئ السَّلَام وَيَقُول: " إِن لله مَا أَخذ وَله مَا أعْطى، وكلٌّ عِنْده بأجلٍ مُسَمّى، فَلتَصْبِر ولتحتسب " فَأرْسلت إِلَيْهِ تقسم عَلَيْهِ ليأتينها، فَقَامَ وَمَعَهُ سعد بن عبَادَة ومعاذ بن جبل وَأبي بن كَعْب وَزيد بن ثَابت وَرِجَال، فَرفع إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّبِي. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن عمر: فأقعده فِي حجرَة وَنَفسه تتقعقع، قَالَ: حسبت أَنه قَالَ: كَأَنَّهَا شن. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد: تقَعْقع كَأَنَّهَا فِي شن. وَقَالَ أَبُو كَامِل عَنهُ الحديث: 2801 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 كَأَنَّهَا فِي شنة. فَفَاضَتْ عَيناهُ، فَقَالَ سعد: يَا رَسُول الله، مَا هَذَا؟ فَقَالَ: " هَذِه رَحْمَة جعلهَا الله فِي قُلُوب عباده " قَالَ فِي رِوَايَة حجاج بن منهال عَن شُعْبَة: " فِي قُلُوب من شَاءَ من عباده، وَإِنَّمَا يرحم الله من عبَادَة الرُّحَمَاء ". 2803 - الْحَادِي عشر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قُمْت على بَاب الْجنَّة فَكَانَ عَامَّة من دَخلهَا الْمَسَاكِين، وَأَصْحَاب الْجد محبوسون، غير أَن أَصْحَاب النَّار قد أَمر بهم إِلَى النَّار، وَقمت على بَاب النَّار، فَإِذا عَامَّة من دَخلهَا النِّسَاء ". 2804 - الثَّانِي عشر: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا تركت بعدِي فتْنَة هِيَ أضرّ على الرِّجَال من النِّسَاء ". 2805 - الثَّالِث عشر: عَن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان قَالَ: " لَا تكونن إِن اسْتَطَعْت أول من يدْخل السُّوق وَلَا آخر من يخرج مِنْهَا، فَإِنَّهَا معركة للشَّيْطَان، وَبهَا ينصب رايته ". قَالَ النَّهْدِيّ: وأنبئت أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَتَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْده أم سَلمَة قَالَ: فَجعل يتحدث ثمَّ قَامَ، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأم سَلمَة: " من هَذَا؟ " أَو كَمَا قَالَ: قَالَت: هَذَا دحيه. قَالَ: فَقَالَت أم سَلمَة: ايم الله مَا حسبته إِلَّا إِيَّاه حَتَّى سَمِعت خطْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخبر جِبْرِيل، أَو كَمَا قَالَ. فَقلت لأبي عُثْمَان: مِمَّن سَمِعت هَذَا؟ قَالَ: من أُسَامَة بن زيد. لَيْسَ عِنْد البُخَارِيّ فِي أَوله قَول سلمَان، واتفقا فِيمَا سوى ذَلِك. ذكره أَبُو مَسْعُود فِي مُسْند أُسَامَة، وَيصْلح أَن يكون فِي مُسْند أم سَلمَة وَمِنْهُم من ذكره هُنَالك. الحديث: 2803 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 2806 - الرَّابِع عشر: عَن أبي ظبْيَان حُصَيْن بن جُنْدُب الْجَنبي عَن أُسَامَة قَالَ: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الحرقة من جُهَيْنَة، فصبحنا الْقَوْم فهزمناهم. قَالَ: وَلَحِقت أَنا ورجلٌ من الْأَنْصَار رجلا مِنْهُم، فَلَمَّا غشيناه قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله، قَالَ: فَكف عَنهُ الْأنْصَارِيّ، وطعنته برمحي حَتَّى قتلته، فَلَمَّا قدمنَا بلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لي: " يَا أُسَامَة، أقتلته بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا. قَالَ: فَقَالَ " أقتلته بَعْدَمَا قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله؟ " قَالَ: فَمَا زَالَ يكررها عَليّ حَتَّى تمنيت أَنِّي لم أكن أسلمت قبل ذَلِك الْيَوْم. وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن الْأَعْمَش: بعثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سريةٍ، فصبحنا الحرقات من جُهَيْنَة، فأدركت رجلا فَقَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. فطعنته، فَوَقع فِي نَفسِي من ذَلِك، فَذَكرته للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أقَال: لَا إِلَه إِلَّا الله وقتلته؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا قَالَهَا خوفًا من السِّلَاح. قَالَ " أَفلا شققت عَن قلبه حَتَّى تعلم أقالها أم لَا؟ " فَمَا زَالَ يكررها عَليّ حَتَّى تمنيت اني أسلمت يومئذٍ. قَالَ: فَقَالَ سعد: وَأَنا وَالله لَا أقتل مُسلما حَتَّى يقْتله ذُو البطين - يَعْنِي أُسَامَة. قَالَ: فَقَالَ رجل: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حَتَّى لَا تكون فتْنَة وَيكون الدّين كُله لله} [الْأَنْفَال] فَقَالَ سعد: قد قاتلنا حَتَّى لَا تكون فتْنَة، وَأَنت وَأَصْحَابك تُرِيدُونَ أَن تقاتلوا حَتَّى تكون فتْنَة. 2807 - الْخَامِس عشر: عَن أبي رشدين كريب بن أبي مُسلم عَن أُسَامَة قَالَ: دفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عَرَفَة، حَتَّى إِذا كَانَ بِالشعبِ نزل فَبَال، ثمَّ تَوَضَّأ وَلم يسبغ الْوضُوء، فَقلت: الصَّلَاة يَا رَسُول الله. فَقَالَ: " الصَّلَاة أمامك " فَركب، فَلَمَّا جَاءَ الْمزْدَلِفَة نزل فَتَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء، ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة، فصلى الْمغرب ثمَّ أَنَاخَ كل إِنْسَان بعيره فِي منزله، ثمَّ أُقِيمَت الْعشَاء فصلى، وَلم يصل بَينهَا. الحديث: 2806 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر أَن أُسَامَة قَالَ: ردفت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من عَرَفَات فَلَمَّا بلغ الشّعب الْأَيْسَر الَّذِي دون الْمزْدَلِفَة أَنَاخَ فَبَال، ثمَّ جَاءَ فَصَبَبْت عَلَيْهِ الْوضُوء، فَتَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا، فَقلت: الصَّلَاة يَا رَسُول الله. قَالَ: " الصَّلَاة أمامك " فَركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى نأتي الْمزْدَلِفَة، فصلى، ثمَّ ردف الْفضل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَدَاة جمع. وَفِي رِوَايَة زُهَيْر عَن إِبْرَاهِيم بن عقبَة نَحوه. وَفِيه: فَركب حَتَّى جِئْنَا الْمزْدَلِفَة فَأَقَامَ الْمغرب، ثمَّ أَنَاخَ النَّاس فِي مَنَازِلهمْ، وَلم يحلوا حَتَّى أَقَامَ الْعشَاء الْآخِرَة، فصلى، ثمَّ حلوا. قلت: وَكَيف فَعلْتُمْ حِين أَصْبَحْتُم؟ قَالَ: ردف الْفضل بن عَبَّاس، وَانْطَلَقت أَنا فِي سباق قُرَيْش على رجْلي. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عقبَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أَتَى النقب الَّذِي ينزله الْأُمَرَاء نزل فَبَال - وَلم يقل أهراق - ثمَّ دَعَا بِوضُوء فَتَوَضَّأ وضُوءًا خَفِيفا، فَقلت: يَا رَسُول الله، الصَّلَاة. قَالَ: " الصَّلَاة أمامك ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء مولى بني سِبَاع، قيل ابْن يَعْقُوب، وَقيل ابْن نَافِع الكنجاراني، عَن أُسَامَة، أَنه كَانَ رَدِيف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين أَفَاضَ من عَرَفَة، فَلَمَّا جَاءَ النقب أَنَاخَ رَاحِلَته، ثمَّ ذهب إِلَى الْغَائِط، فَلَمَّا رَجَعَ صببت عَلَيْهِ من الْإِدَاوَة فَتَوَضَّأ، ثمَّ ركب حَتَّى أَتَى الْمزْدَلِفَة، فَجمع بهَا بَين الْمغرب وَالْعشَاء. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 وللبخاري حديثان: 2808 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن أُسَامَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَنه كَانَ يَأْخُذهُ وَالْحسن وَيَقُول " اللَّهُمَّ إِنِّي أحبهما فأحبهما ". اَوْ كَمَا قَالَ. وَفِي حَدِيث عَاصِم عَن مُعْتَمر: أَن أُسَامَة قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأخذني فيقعدني على فَخذه، وَيقْعد الْحسن على فَخذه الْأُخْرَى، ثمَّ يضمهما ثمَّ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أرحمهما فارحمهما ". 2809 - الثَّانِي: من رِوَايَة حَرْمَلَة مولى أُسَامَة قَالَ: أَرْسلنِي أُسَامَة إِلَى عَليّ وَقَالَ: إِنَّه سيسألك الْآن فَيَقُول: مَا خلف صَاحبك؟ فَقل لَهُ: يَقُول لَك: لَو كنت فِي شدق الْأسد لأحببت أَن أكون مَعَك فِيهِ، وَلَكِن هَذَا أَمر لم أره يَعْنِي، قَالَ: فَأتيت عليا فَلم يُعْطِنِي شَيْئا، فَذَهَبت إِلَى حسن وحسين وَابْن جَعْفَر فأوقروا لي رَاحِلَتي. وَلمُسلم حديثان: 2810 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عَطاء عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَفَاضَ من عَرَفَة وَأُسَامَة ردفه، قَالَ أُسَامَة: فَمَا زَالَ يسير على هَيئته حَتَّى أَتَى جمعا. 2811 - الثَّانِي: من رِوَايَة عَامر بن سعد بن أبي وَقاص: أَن أُسَامَة أخبر وَالِده سعد بن أبي وَقاص: أَن رجلا جَاءَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنِّي أعزل عَن امْرَأَتي. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لم تفعل ذَلِك؟ " فَقَالَ الرجل: أشْفق على وَلَدهَا، أَو على أَوْلَادهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو كَانَ ذَلِك ضاراً ضرّ فَارس وَالروم ". وَقَالَ زُهَيْر بن حَرْب فِي رِوَايَته: إِن كَانَ كَذَلِك فَلَا، مَا ضار ذَلِك فَارس وَالروم ". الحديث: 2808 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 (86) أَبُو سُلَيْمَان خَالِد بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة، سيف الله رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد // مُتَّفق عَلَيْهِ //: 2812 - من رِوَايَة عبد الله عَبَّاس عَن خَالِد بن الْوَلِيد سيف الله أَنه أخبرهُ: أَنه دخل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَهِي خَالَته، وَخَالَة ابْن عَبَّاس - فَوجدَ عِنْدهَا ضباً محنوذاً قدمت بِهِ حفيدة بنت الْحَارِث من نجد، فَقدمت الضَّب لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ قَلما يقدم يَدَيْهِ لطعام حَتَّى يحدث عَنهُ وَيُسمى لَهُ، فَأَهوى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ إِلَى الضَّب، فَقَالَت امْرَأَة من النسْوَة الْحُضُور: أخبرن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا قدمتن لَهُ. قُلْنَ: هُوَ الضَّب يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده، فَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد: أحرامٌ الضَّب يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " لَا، وَلكنه لم يكن بِأَرْض قومى، فأجدني أعافه ". قَالَ خَالِد: فاجتررته فأكلته وَرَسُول الله ينظر، فَلم ينهني. وَمن الروَاة من لم يقل فِيهِ: عَن خَالِد، جعله من مُسْند ابْن عَبَّاس. وللبخاري حَدِيث وَاحِد مَوْقُوف: 2813 - من رِوَايَة أبي عبد الله قيس بن أبي حَازِم قَالَ: سَمِعت خَالِد بن الْوَلِيد يَقُول: لقد انْقَطَعت فِي يَدي يَوْم مُؤْتَة تِسْعَة أسياف، فَمَا بَقِي فِي يَدي إِلَّا صفيحة يَمَانِية. الحديث: 2812 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 (87) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث: 2814 - أَحدهَا: من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ: أَن أَصْحَاب الصّفة كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاء، وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مرّة: " من كَانَ عِنْده طَعَام اثْنَيْنِ فليذهب بثالث، وَمن كَانَ عِنْده طَعَام أَرْبَعَة فليذهب بخامس، بسادس " أَو كَمَا قَالَ. وَإِن أَبَا بكر جَاءَ بِثَلَاثَة، وَانْطَلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعشْرَة، فَقَالَ: فَهُوَ أَنا وأبى وَأمي وَلَا أَدْرِي هَل قَالَ: وامرأتي، وخادم بَيْننَا وَبَين بَيت أبي بكر، وَإِن أَبَا بكر تعشى عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ لبث حَتَّى صلى الْعشَاء، ثمَّ رَجَعَ فَلبث حَتَّى تعشى رَسُول الله، وَفِي رِوَايَة ابْن معَاذ: حَتَّى نعس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فجَاء بَعْدَمَا مضى من اللَّيْل مَا شَاءَ الله. قَالَت لَهُ امْرَأَته: مَا حَبسك عَن أضيافك؟ أَو قَالَت: ضيفك؟ قَالَ أَو مَا عشيتهم؟ قَالَت: أَبُو حَتَّى تَجِيء، وَقد عرضوا عَلَيْهِم. قَالَ: فَذَهَبت أَنا فاختبأت. فَقَالَ: يَا غنثر، فجدع وَسَب وَقَالَ: كلوا، لَا هَنِيئًا. وَقَالَ: وَالله لَا أطْعمهُ أبدا. قَالَ: وَايْم الله مَا كُنَّا نَأْخُذ من لقْمَة إِلَّا رَبًّا من أَسْفَلهَا أَكثر مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَت أَكثر مِمَّا كَانَت قبل ذَلِك. فَنظر إِلَيْهَا أَبُو بكر فَإِذا هِيَ كَمَا هِيَ أَو أَكثر، فَقَالَ لامْرَأَته: يَا أُخْت بني فراس، مَا هَذَا؟ قَالَ: لَا، وقره عَيْني، لهي الْآن أَكثر مِنْهَا قبل ذَلِك بِثَلَاث مَرَّات. فَأكل مِنْهَا أَبُو بكر وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِك من الشَّيْطَان - يَعْنِي يَمِينه - ثمَّ أكل مِنْهَا لقْمَة، ثمَّ حملهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَصْبَحت عِنْده، قَالَ: وَكَانَ بَيْننَا وَبَين قوم عهدٌ، فَمضى الْأَجَل، فتفرقنا اثْنَي عشر رجلا، مَعَ كل رجل مِنْهُم أنَاس، الله أعلم كم مَعَ كل رجل، فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ. أَو كَمَا قَالَ. الحديث: 2814 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 وَهُوَ من رِوَايَة سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي عُثْمَان مُخْتَصر، قَالَ: قَالَ عبد الرَّحْمَن: جَاءَ أَبُو بكر بضيف لَهُ أَو أضياف لَهُ - فأمسى عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا جَاءَ قَالَت لَهُ أُمِّي: احْتبست عَن ضيفك - أَو أضيافك - اللَّيْلَة. قَالَ: أما عشيتهم؟ قَالَت: عرضنَا عَلَيْهِ - أَو عَلَيْهِم - فَأَبَوا - أَو أَبى. فَغَضب أَبُو بكر، فسب وجدع، وَحلف لَا يطعمهُ، فأختبأت أَنا، فَقَالَ: يَا غنثر، فَحَلَفت الْمَرْأَة لَا تطعمه، فَحلف الضَّيْف أَو الأضياف أَلا يطعمهُ أَو يطعموه حَتَّى يطعمهُ، فَقَالَ أَبُو بكر: هَذِه من الشَّيْطَان، فَدَعَا بِالطَّعَامِ، فَأكل وأكلوا، فَجعلُوا لَا يرفعون لقْمَة إِلَّا ربت من أَسْفَلهَا أَكثر مِنْهَا، فَقَالَ: يَا أُخْت بني فراس، مَا هَذَا؟ فَقَالَت: وقرة عَيْني، إِنَّهَا الْآن لأكْثر قبل أَن نَأْكُل، فَأَكَلُوا، وَبعث بهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر أَنه أكل مِنْهَا. وَفِي رِوَايَة سعيد الْجريرِي عَن أبي عُثْمَان عَن عبد الرَّحْمَن: أَن أَبَا بكر تضيف رهطاً، فَقَالَ عبد الرَّحْمَن: دُونك أضيافك فَإِنِّي منطلق إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فافرغ من قراهم قبل أَن أجيء، فَانْطَلق عبد الرَّحْمَن، فَأَتَاهُم بِمَا عِنْده فَقَالَ: اطعموا، فَقَالُوا: أَيْن رب منزلنا؟ قَالَ: اطعموا. قَالُوا: مَا نَحن بآكلين حَتَّى يَجِيء رب منزلنا. قَالَ: اقْبَلُوا عَنَّا قراكم، فَإِنَّهُ إِن جَاءَ وَلم تطعموا لنلقين مِنْهُ، فَأَبَوا، فَعرفت أَنه يجد عَليّ، فَلَمَّا جَاءَ تنحيت عَنهُ، قَالَ: مَا صَنَعْتُم؟ فأخبروه، قَالَ: يَا عبد الرَّحْمَن، فَسكت، ثمَّ قَالَ: يَا عبد الرَّحْمَن، فَسكت، فَقَالَ: يَا غنثر، أَقْسَمت عَلَيْك إِن كنت تسمع صوتي لما جِئْت، فَخرجت. فَقلت: سل أضيافك، فَقَالُوا: صدق، أَتَانَا بِهِ. قَالَ: فَإِنَّمَا انتظرتموني، وَالله لَا أطْعمهُ اللَّيْلَة. قَالَ الْآخرُونَ: وَالله لَا نطعمه حَتَّى تطعمه. قَالَ: لم أر فِي الشَّرّ كالليلة، وَيْلكُمْ، مَا لكم لَا تقبلون عَنَّا قراكم؟ هَات طَعَامك. فجَاء بِهِ، فَوضع يَده فَقَالَ: باسم الله، الأولى للشَّيْطَان، فَأكل وأكلوا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 وَفِي حَدِيث سَالم بن نوح عَن الْجريرِي نَحوه، وَزَاد: قَالَ: فَلَمَّا أصبح غَدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، بروا وحنثت. قَالَ وَأخْبرهُ فَقَالَ: " بل أَنْت أبرهم وأخيرهم ". قَالَ: وَلم تبلغني كَفَّارَة. 2815 - الثَّانِي: عَن أبي عُثْمَان عَن عبد الرَّحْمَن قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثِينَ وَمِائَة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل مَعَ أحد مِنْكُم طَعَام؟ " فَإِذا مَعَ رجل صاعٌ من طَعَام أَو نَحوه، فعجن، ثمَّ جَاءَ رجل مشعان طَوِيل بِغنم يَسُوقهُ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبيعا أم عَطِيَّة؟ " أَو قَالَ: " هبة؟ " فَقَالَ: بل بيع. فَاشْترى مِنْهُ شَاة، فصنعت، وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بسواد الْبَطن أَن يشوى. وَايْم الله، مَا فِي الثَّلَاثِينَ وَالْمِائَة إِلَّا قد حز النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ حزةً من سَواد بَطنهَا، إِن كَانَ شَاهدا أَعْطَاهَا إِيَّاه، وَإِن كَانَ غَائِبا خبأ لَهُ، فَجعل مِنْهَا قصعتين، فَأَكَلُوا أَجْمَعُونَ وشبعنا، ففضلت القصعتان، فحملناه على الْبَعِير. وَفِي حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل وَعبيد الله بن معَاذ: ففضل من القصعتين، فَحَملته على الْبَعِير، أَو كَمَا قَالَ. 2816 - الثَّالِث: عَن عمر بن أَوْس الثَّقَفِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق قَالَ: أَمرنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أرْدف عَائِشَة وأعمرها من التَّنْعِيم. الحديث: 2815 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 (88) الْمُتَّفق عَلَيْهِ عَن أبي حَفْص عمر بن أبي سَلمَة رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ ربيب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَاسم أبي سَلمَة: عبد الله بن عبد الْأسد بن هِلَال بن عبد الله عَمْرو بن مَخْزُوم. حديثان: 2817 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عُرْوَة بن الزبير عَن عمر بن أبي سَلمَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي ثوب وَاحِد خَالف بَين طَرفَيْهِ. وَفِي رِوَايَة يحيى الْقطَّان: أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد فِي بَيت أم سَلمَة، قد ألْقى طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ. وَفِي رِوَايَة أبي أُسَامَة: رَأَيْت رَسُول الله يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد مُشْتَمِلًا بِهِ فِي بَيت أم سَلمَة، وَاضِعا طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ. وَفِي رِوَايَة وَكِيع عَن هِشَام بن عُرْوَة: متوشحاً. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي أُمَامَة أسعد بن سهل بن حنيف عَن عمر بن أبي سَلمَة قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد، ملتحفاً مُخَالفا بَين طَرفَيْهِ. زَاد عِيسَى بن حَمَّاد فِي رِوَايَته عَن اللَّيْث قَالَ: على مَنْكِبَيْه. 2818 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي نعيم وهب بن كيسَان عَن عمر بن أبي سَلمَة قَالَ: كنت غُلَاما فِي حجر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَت يَدي تطيش فِي الصحفة، فَقَالَ الحديث: 2817 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا غُلَام، سم الله، وكل بيمينك، وكل مِمَّا يليك ". فَمَا زَالَت تِلْكَ طعمتي بعد. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عَمْرو بن طَلْحَة الديلِي عَن وهب عَنهُ قَالَ: أكلت يَوْمًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما، فَجعلت آكل من نواحي الصحفة، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كل مِمَّا يليك ". وللبخاري من رِوَايَة مَالك عَن وهب بن كيسَان قَالَ: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بطعامٍ وَمَعَهُ ربيعَة عمر بن أبي سَلمَة، فَقَالَ: " سم الله، وكل مِمَّا يليك " مُرْسل. (89) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عَامر بن ربيعَة بن ثُمَامَة بن مَالك الْعَدوي رَضِي الله عَنهُ حديثان: 2819 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عبد الله بن عمر بن الْخطاب عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا حَتَّى تخلفكم " قَالَ البُخَارِيّ: زَاد الْحميدِي: " حَتَّى تخلفكم أَو تُوضَع ". الحديث: 2819 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 وَفِي رِوَايَة اللَّيْث عَن نَافِع: إِذا رأى أحدكُم الْجِنَازَة، فَإِن لم يكن مَاشِيا مَعهَا فَليقمْ حَتَّى يخلفها أَو تخلفه، أَو تُوضَع من قبل أَن تخلفه ". وَفِي رِوَايَة زُهَيْر بن حَرْب وَغَيره عَن سُفْيَان: إِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا لَهَا تخلفكم أَو تُوضَع ". وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن نَافِع: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا رأى أحدكُم الْجِنَازَة فَليقمْ حِين يَرَاهَا حَتَّى تخلفه، إِذا كَانَ غير متبعها ". 2820 - الثَّانِي: من رِوَايَة عبد الله بن عَامر بن ربيعَة - وَهُوَ صَحَابِيّ أَيْضا - عَن أَبِيه عَامر بن ربيعَة قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي على رَاحِلَته حَيْثُ تَوَجَّهت بِهِ. وَفِي رِوَايَة عقيل عَن الزُّهْرِيّ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الرَّاحِلَة، يسبح يُومِئ بِرَأْسِهِ، قبل أَي وجهٍ، وَلم يكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع ذَلِك فِي الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة. (90) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي معبد الْمِقْدَاد بن الْأسود نسب إِلَى الْأسود، لِأَنَّهُ كَانَ فِي حجره، وَقيل: لِأَن كَانَ حليفه. وَهُوَ ابْن عَمْرو بن ثَعْلَبَة الْكِنْدِيّ رَضِي الله عَنهُ. حَدِيث وَاحِد: 2821 - من رِوَايَة عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار: أَن الْمِقْدَاد بن عَمْرو الْكِنْدِيّ - وَكَانَ حليفاً لبني زهرَة، وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبرهُ أَنه قَالَ الحديث: 2820 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَرَأَيْت إِن لقِيت رجلا من الْكفَّار فاقتتلنا، فَضرب إِحْدَى يَدي بِالسَّيْفِ فقطعها، ثمَّ لَاذَ مني بشجرة فَقَالَ: أسلمت لله، أأقتله يَا رَسُول الله بعد أَن قَالَهَا؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تقتله ". فَقَالَ: يَا رَسُول الله، قطع إِحْدَى يَدي ثمَّ قَالَ ذَلِك بعد مَا قطعهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. " لَا تقتله، فَإِن قتلته فَإِنَّهُ بمنزلتك قبل أَن تقتله، وَإنَّك بِمَنْزِلَتِهِ قبل أَن يَقُول كَلمته الَّتِي قَالَ ". وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ: فَلَمَّا أهويت لأقتله قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله. وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث: 2822 - أَحدهَا: من رِوَايَة همام بن الْحَارِث عَن الْمِقْدَاد: أَن رجلا جعل يمدح عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ، فَعمد الْمِقْدَاد فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ - وَكَانَ رجلا ضخماً، فَجعل يحثو فِي وَجهه الْحَصْبَاء، فَقَالَ لَهُ عُثْمَان: مَا شَأْنك؟ فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا رَأَيْتُمْ المداحين فاحثوا فِي وُجُوههم التُّرَاب ". وَفِي حَدِيث أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة عَن الْمِقْدَاد نَحوه، وَقَالَ: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نحثو فِي وُجُوه المداحين التُّرَاب. وَلم يسم من قَالَ ذَلِك عِنْده. 2823 - الثَّانِي: من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن الْمِقْدَاد قَالَ: أَقبلت أَنا وصاحبان لي وَقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الْجهد، فَجعلنَا نعرض أَنْفُسنَا على أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَيْسَ أحد مِنْهُم يقبلنا، فأتينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَانْطَلق بِنَا إِلَى أَهله، فَإِذا ثَلَاثَة أعنزٍ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " احتلبوا هَذَا اللَّبن بَيْننَا ". قَالَ: فَكُنَّا الحديث: 2822 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 نحتلب فيشرب كل إِنْسَان منا نصِيبه، ونرفع للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: فَيَجِيء من اللَّيْل، فَيسلم تَسْلِيمًا لَا يوقظ نَائِما، وَيسمع الْيَقظَان، قَالَ: ثمَّ يَأْتِي الْمَسْجِد فَيصَلي، ثمَّ يَأْتِي شرابه فيشرب. فَأَتَانِي الشَّيْطَان ذَات لَيْلَة، وَقد شربت نَصِيبي فَقَالَ: مُحَمَّد يَأْتِي الْأَنْصَار فيتحفونه ويصيب عِنْدهم، مَا بِهِ حَاجَة إِلَى هَذِه الجرعة، فأتيتها فشربتها، فَلَمَّا أَن وغلت فِي بَطْني، وَعلمت أَنه لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيل قَالَ: ندمني الشَّيْطَان فَقَالَ: وَيحك، مَا صنعت؟ أشربت شراب مُحَمَّد فَيَجِيء فَلَا يجده، فيدعو عَلَيْك فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك؟ وَعلي شملةٌ، إِذا وَضَعتهَا على قدمي ظهر رَأْسِي، وَإِذا وَضَعتهَا على رَأْسِي خرج قَدَمَايَ، وَجعل لَا يجيئني النّوم، وَأما صَاحِبَايَ فَنَامَا وَلم يصنعا مَا صنعت. قَالَ: فجَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسلم كَمَا كَانَ يسلم، ثمَّ أَتَى الْمَسْجِد فصلى، ثمَّ أَتَى شرابه فكشف عَنهُ فَلم يجد فِيهِ شَيْئا، فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء، فَقلت: الْآن يَدْعُو عَليّ فَأهْلك. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أطْعم من أَطْعمنِي، واسق من سقاني " قَالَ: فعمدت إِلَى الشملة فشددتها عَليّ، وَأخذت الشَّفْرَة فَانْطَلَقت إِلَى الأعنز، ايها أسمن فأذبحها لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا هِيَ حافل، وَإِذا هن حفل كُلهنَّ، فعمدت إِلَى إِنَاء لآل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كَانُوا يطمعون أَن يحتلبوا فِيهِ، قَالَ: فحلبت فِيهِ حَتَّى علته رغوةٌ، فَجئْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أشربتم شرابكم اللَّيْلَة؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، اشرب، فَشرب ثمَّ ناولني، فَلَمَّا عرفت أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد رُوِيَ وأصبت دَعوته ضحِكت حَتَّى ألقيت إِلَى الأَرْض. قَالَ: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِحْدَى سوآتك يَا مقداد " فَقلت: يَا رَسُول الله، كَانَ من أَمْرِي كَذَا وَكَذَا، وَفعلت كَذَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 وَكَذَا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا هَذِه إِلَّا رَحْمَة من الله، أَفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان مِنْهَا " قَالَ: فَقلت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، مَا أُبَالِي إِذا أصبتها وأصبتها مَعَك من أَصَابَهَا من النَّاس. هَكَذَا فِي كتاب مُسلم فِيمَا وجدت من النّسخ. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني رَحمَه الله بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرجه بِهِ مُسلم، وَفِيه: مَا أُبَالِي إِذا أصبت مِنْهَا أَلا يُصِيب أحدٌ من النَّاس مِنْهَا. 2824 - الثَّالِث: عَن أبي يحيى سليم بن عَامر عَن الْمِقْدَاد قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تدنى الشَّمْس يَوْم الْقِيَامَة من الْخلق حَتَّى تكون مِنْهُم كمقدار ميل " قَالَ سليم بن عَامر: فوَاللَّه مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بالميل: أمسافة الأَرْض، أَو الْميل الَّذِي تكتحل بِهِ الْعين. قَالَ: " فَيكون النَّاس على قدر أَعْمَالهم من الْعرق، فَمنهمْ من يكون إِلَى كعبيه، وَمِنْهُم من يكون إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمن يكون إِلَى حقْوَيْهِ، وَمِنْهُم من يلجمه الْعرق إلجاماً " قَالَ: وَأَشَارَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ. (91) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند بِلَال بن رَبَاح مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمولى أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا حَدِيث وَاحِد: 2825 - من رِوَايَة سَالم بن عبد الله بن عمر عَن أَبِيه قَالَ: دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيْت هُوَ وَأُسَامَة بن زيد وبلال وَعُثْمَان بن طَلْحَة، فأغلقوا عَلَيْهِم، فَلَمَّا الحديث: 2824 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 فتحُوا كنت أول من ولج، فَلَقِيت بِلَالًا، فَسَأَلته: هَل صلى فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم، بَين العمودين اليمانيين. وَفِي حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع: قَالَ ابْن عمر: فَذهب عَليّ أَن أسأله: كم صلى؟ . وَفِي حَدِيث جوَيْرِية عَن نَافِع: فَسَأَلت بِلَالًا: أَيْن صلى؟ قَالَ: بَين العمودين المقدمين. وَفِي حَدِيث مَالك عَن نَافِع: فَسَأَلت بِلَالًا حِين خرج: مَا صنع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: جعل عموداً عَن يَمِينه وعموداً عَن يسَاره، وَثَلَاثَة أعمدة وَرَاءه، وَكَانَ الْبَيْت يَوْمئِذٍ على سِتَّة أعمدة، ثمَّ صلى. وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل عَن مَالك: جعل عمودين عَن يَمِينه. وَفِي حَدِيث مُجَاهِد: قَالَ: أُتِي ابْن عمر، فَقيل لَهُ: هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل الْكَعْبَة. قَالَ ابْن عمر: فَأَقْبَلت وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد خرج، وَأَجد بِلَالًا قَائِما بَين الْبَابَيْنِ، فَسَأَلته، فَقلت: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْكَعْبَة؟ قَالَ: نعم، رَكْعَتَيْنِ بَين الساريتين اللَّتَيْنِ عَن يسارك إِذا دخلت، ثمَّ خرج فصلى فِي وَجه الْكَعْبَة رَكْعَتَيْنِ. وَفِي حَدِيث فليح عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ: أقبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح وَهُوَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 مردف أُسَامَة على الْقَصْوَاء، وَمَعَهُ بِلَال وَعُثْمَان، حَتَّى أَنَاخَ عِنْد الْكَعْبَة، ثمَّ قَالَ لعُثْمَان: " ائتنا بالمفتاح " فجَاء بالمفتاح، فَفتح لَهُ الْبَاب، وَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأُسَامَة وبلال وَعُثْمَان، ثمَّ أغلقوا عَلَيْهِم الْبَاب، فَمَكثَ نَهَارا طَويلا ثمَّ خرج، فابتدر النَّاس الدُّخُول، فسبقتهم، فَوجدت بِلَالًا قَائِما من وَرَاء الْبَاب، فَقلت لَهُ: أَيْن صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ: صلى بَين ذَيْنك العمودين المقدمين. وَكَانَ الْبَيْت على سِتَّة أعمدة سطرين، صلى بَين العمودين من السطر الْمُقدم، وَجعل بَاب الْبَيْت خلف ظَهره، واستقبل بِوَجْهِهِ الَّذِي يستقبلك حِين تلج الْبَيْت، بَينه وَبَين الْجِدَار. قَالَ: ونسيت أَن أسأله: كم صلى. وَعند الْمَكَان الَّذِي صلى فِيهِ مرمرةٌ حَمْرَاء. وَفِي حَدِيث عبد الله بن عون عَن نَافِع عَن ابْن عمر: أَنه انْتهى إِلَى الْكَعْبَة وَقد دَخلهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبلال وَأُسَامَة، وأجاف عَلَيْهِم عُثْمَان بن طَلْحَة الْبَاب. قَالَ: فَمَكَثُوا فِيهِ مَلِيًّا، ثمَّ فتح الْبَاب، فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ورقيت الدرجَة، فَدخلت الْبَيْت فَقلت: أَيْن صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالُوا: هَا هُنَا. ونسيت أَن أسألهم: كم صلى. وَفِي حَدِيث يُونُس: قَالَ ابْن عمر: فَأَخْبرنِي بِلَال أَو عُثْمَان بن طَلْحَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي جَوف الْكَعْبَة بَين العمودين اليمانيين. وَعند مُسلم فِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن أَيُّوب: أقبل رَسُول الله، عَام الْفَتْح على ناقةٍ لأسامة، حَتَّى أَنَاخَ بِفنَاء الْكَعْبَة، ثمَّ دُعَاء عُثْمَان بن طَلْحَة فَقَالَ: " ائْتِنِي بالمفتاح ". فَذهب إِلَى أمه فَأَبت أَن تعطيه، فَقَالَ: وَالله لتعطينيه أَو ليخرجن هَذَا السَّيْف من صلبي. قَالَ: فَأَعْطَتْهُ إِيَّاه. فجَاء بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَفتح الْبَاب، ثمَّ ذكر نَحوه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 وللبخاري حديثان غير مسندين: 2826 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي الْخَيْر عَن أبي عبد الله عبد الرَّحْمَن بن عُبَيْدَة الصنَابحِي قَالَ: خرجنَا من الْيمن مُهَاجِرين، فقدمنا الْجحْفَة ضحى، فَأقبل رَاكب، فَقلت: مَا الْخَبَر؟ فَقَالَ: دفنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْذُ خمس. قلت: مَا سَبَقَك إِلَّا بِخمْس، هَل سَمِعت فِي لَيْلَة الْقدر شَيْئا؟ قَالَ: أَخْبرنِي بِلَال مُؤذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّهَا أول السَّبع من الْعشْر الْأَوَاخِر. 2827 - الثَّانِي:: من رِوَايَة أبي عبد الله قيس بن أبي حَازِم أَن بِلَالًا قَالَ لأبي بكر: إِن كنت إِنَّمَا اشتريتني لنَفسك فأمسكني، وَإِن كنت إِنَّمَا اشتريتني لله فَدَعْنِي وَعمل الله. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد مُسْند: 2828 - من رِوَايَة كَعْب بن عجْرَة السالمي عَن بِلَال: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسح على الْخُفَّيْنِ والخمار. (92) مُسْند أبي رَافع [رَضِي الله عَنهُ] مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل: اسْمه إِبْرَاهِيم. وَقيل: أسلم. وَقيل: ثَابت. وَقيل: هُرْمُز. للْبُخَارِيّ: حَدِيث وَاحِد: 2829 - من رِوَايَة عَمْرو بن الشريد قَالَ: وقفت على سعد بن أبي وَقاص، الحديث: 2826 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 فجَاء الْمسور بن مخرمَة، فَوضع يَده على إِحْدَى مَنْكِبي، إِذْ جَاءَ أَبُو رَافع مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا سعد، ابتع مني بَيْتِي فِي دَارك. فَقَالَ سعد: وَالله مَا أبتاعها. فَقَالَ الْمسور: وَالله لتبتاعنها. فَقَالَ سعد: وَالله لَا أزيدك على أَرْبَعَة آلَاف منجمة أَو مقطعَة. قَالَ أَبُو رَافع لقد أَعْطَيْت بهَا خَمْسمِائَة دِينَار، وَلَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْجَار أَحَق بصقبه " مَا أعطيتكما بأَرْبعَة آلَاف وَأَنا أعْطى بهَا خَمْسمِائَة دِينَار. فَأَعْطَاهَا إِيَّاه. وَمِنْهُم من قَالَ: بَيْتا. وَفِي حَدِيث أبي نعيم عَن سُفْيَان مُخْتَصر، الْمسند مِنْهُ فَقَط عَن أبي رَافع قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْجَار أَحَق بصقبه ". وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث: 2830 - أَحدهَا: من رِوَايَة أبي مُحَمَّد عَطاء بن يسَار عَن أبي رَافع قَالَ: استسلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكرا فَجَاءَتْهُ إبل الصَّدَقَة، فَأمرنِي أَن أَقْْضِي الرجل بكره. قلت: إِنِّي لم أجد فِي الْإِبِل إِلَّا جملا خياراً رباعياً. فَقَالَ: " أعْطه إِيَّاه، فَإِن خير النَّاس أحْسنهم قَضَاء ". 2831 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي أَيُّوب سُلَيْمَان بن يسَار عَن أبي رَافع فِي رِوَايَة قُتَيْبَة - وَكَانَ على ثقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لم يَأْمُرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أنزل الأبطح حِين خرج من منى، وَلَكِن جِئْت فَضربت قُبَّته، فجَاء فَنزل. الحديث: 2830 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 2832 - الثَّالِث: من رِوَايَة أبي غطفان، وَقيل: اسْمه عبد الله بن ظريف، عَن أبي رَافع قَالَ: أشهد، لقد كنت أشوي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بطن الشَّاة، ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. (93) مُسْند أبي عبد الله سلمَان الْخَيْر الْفَارِسِي وَمن كَلَامه رَضِي الله عَنهُ أَفْرَاد البُخَارِيّ: 2833 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي: أَنه تداوله بضعَة عشر من ربٍّ إِلَى ربٍّ. 2834 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَيْضا عَنهُ قَالَ: فَتْرَة مَا بَين عِيسَى وَمُحَمّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِتّمائَة سنة. 2835 - الثَّالِث: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَيْضا قَالَ: سَمِعت سلمَان الْفَارِسِي يَقُول: أَنا من رام هُرْمُز. 2836 - الرَّابِع: وَهُوَ مُسْند: من رِوَايَة عبد الله بن وَدِيعَة بن خدام الْأنْصَارِيّ عَن سلمَان الْفَارِسِي قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يغْتَسل رجل يَوْم الْجُمُعَة ويتطهر مَا اسْتَطَاعَ من طهر، ويدهن من دهنه أَو يمس من طيب بَيته، ثمَّ يخرج فَلَا يفرق بَين الحديث: 2832 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 اثْنَيْنِ، ثمَّ يُصَلِّي مَا كتب لَهُ، ثمَّ ينصت إِذا تكلم الإِمَام، إِلَّا غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة الْأُخْرَى ". وَفِي رِوَايَة عبد الله الْمُبَارك عَن ابْن أبي ذِئْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة وتطهر بِمَا اسْتَطَاعَ من طهر، ثمَّ ادهن وَمَسّ من طيب، ثمَّ رَاح، فَلم يفرق بَين اثْنَيْنِ، فصلى مَا كتب لَهُ، ثمَّ إِذا خرج الإِمَام أنصت، غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة الْأُخْرَى ". وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث مُسندَة ورابع غير مُسْند: 2837 - أَحدهَا: من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن لله مائَة رَحْمَة، فَمِنْهَا رحمةٌ يتراحم بهَا الْخلق بَينهم، وَتِسْعَة وَتسْعُونَ ليَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة دَاوُد بن أبي هِنْد عَن النَّهْدِيّ: إِن الله خلق يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض مائَة رَحْمَة، كل رَحْمَة طباق مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض، فَجعل مِنْهَا فِي الأَرْض رَحْمَة، فِيهَا تعطف الوالدة على وَلَدهَا، والوحش وَالطير بَعْضهَا على بعض، فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أكملها بِهَذِهِ الرَّحْمَة ". وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني من رِوَايَة عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن أبي مُعَاوِيَة بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ، وَفِي آخِره: فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أكملها بِهَذِهِ مائَة، ففضها على الْمُتَّقِينَ ". 2838 - الثَّانِي: من رِوَايَة شُرَحْبِيل بن السمط الْكِنْدِيّ - وَله صُحْبَة - عَن سلمَان قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " رِبَاط يَوْم وَلَيْلَة خير من صِيَام شهر وقيامه. وَإِن مَاتَ جرى عَلَيْهِ عمله الَّذِي كَانَ يعمله، وَأجْرِي عَلَيْهِ رزقه، وَأمن الفتان ". الحديث: 2837 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 2839 - الثَّالِث: من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ عَن سلمَان قَالَ: قيل لَهُ: قد علمكُم نَبِيكُم كل شَيْء حَتَّى الخراءة. قَالَ: فَقَالَ: أجل، لقد نَهَانَا أَن نستقبل الْقبْلَة بغائطٍ أَو بَوْل، أَو أَن نستنجي بِالْيَمِينِ، أَو أَن نستنجي بِأَقَلّ من ثَلَاثَة أَحْجَار، أَو أَن نستنجي برجيعٍ أَو بِعظم. وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن الْأَعْمَش وَمَنْصُور أَن سلمَان قَالَ: قَالَ لَهُ الْمُشْركُونَ: إِنَّا نرى صَاحبكُم يعلمكم، حَتَّى يعلمكم الخراءة. قَالَ: أجل، لقد نَهَانَا أَن يستنجي أَحَدنَا بِيَمِينِهِ، أَو يسْتَقْبل الْقبْلَة. وَنهى عَن الروث وَالْعِظَام وَقَالَ: " لَا يستنجي أحدكُم بِدُونِ ثَلَاثَة أَحْجَار ". 2840 - الرَّابِع: أخرجه مُسلم من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ مَوْقُوفا عَلَيْهِ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان: لَا تكونن - إِن اسْتَطَعْت - أول من يدْخل السُّوق وَلَا آخر من يخرج مِنْهَا، فَإِنَّهَا معركة الشَّيْطَان، وَبهَا ينصب رايته. وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْند أُسَامَة، فِي أول حَدِيث من أَحَادِيثه هَكَذَا. وَأخرجه الإِمَام أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه مُسْندًا، رَوَاهُ عَن أبي مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد الْحَافِظ، من رِوَايَة عَاصِم عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن سلمَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا تكن أول من يدْخل السُّوق وَلَا آخر من يخرج مِنْهَا، فِيهَا باض الشَّيْطَان وفرخ ". وَلم يُخرجهُ أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة سلمَان وَلَا نبه عَلَيْهِ فِيهِ، على عَادَته فِي مثل ذَلِك. الحديث: 2839 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 (94) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الله خباب بن الْأَرَت بن جندلة بن سعد رَضِي الله عَنهُ 2841 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عَائِشَة مَسْرُوق بن الأجدع عَن خباب قَالَ: كنت قينا فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَ لي عَليّ الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي دين، فَأَتَيْته أَتَقَاضَاهُ - وَمِنْهُم من قَالَ: فَعمِلت للعاص بن وَائِل سَيْفا، فَجِئْته أَتَقَاضَاهُ، فَقَالَ: لَا أُعْطِيك حَتَّى تكفر بِمُحَمد، فَقلت: وَالله لَا أكفر حَتَّى يُمِيتك الله ثمَّ تبْعَث. فَقَالَ: وَإِنِّي لمَيت ثمَّ مَبْعُوث؟ قلت: بلَى. قَالَ: دَعْنِي حَتَّى أَمُوت وأبعث، فسأوتي مَالا وَولدا فَأَقْضِيك، فَنزلت: {أفرءيت الَّذِي كفر بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالا وَولدا} إِلَى قَوْله {فَردا} [سُورَة مَرْيَم] . 2842 - الثَّانِي: عَن أبي عبد الله قيس بن أبي حَازِم قَالَ: دَخَلنَا على خباب نعوده وَقد اكتوى سبع كيات. زَاد بعض الروَاة: فِي بَطْنه. فَقَالَ: إِن أَصْحَابنَا الَّذين سلفوا مضوا، وَلم تنقصهم الدُّنْيَا، وَإِنَّا أصبْنَا مَا لَا نجد لَهُ موضعا إِلَّا التُّرَاب، وَلَوْلَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَهَانَا أَن نَدْعُو بِالْمَوْتِ لَدَعَوْت بِهِ. ثمَّ أتيناه مرّة أُخْرَى وَهُوَ يَبْنِي حَائِطا لَهُ فَقَالَ: إِن الْمُسلم يُؤجر فِي كل شَيْء يُنْفِقهُ، إِلَّا فِي شَيْء يَجعله فِي هَذَا التُّرَاب. لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. 2843 - الثَّالِث: عَن أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة عَن خباب قَالَ: هاجرنا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نلتمس وَجه الله، فَوَقع أجرنا على الله، فمنا من مَاتَ لم يَأْكُل من أجره الحديث: 2841 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 شَيْئا، مِنْهُم مُصعب بن عُمَيْر، قتل يَوْم أحد وَترك نمرةً، فَكُنَّا إِذا غطينا رَأسه بَدَت رِجْلَاهُ، وَإِذا غطينا رجلَيْهِ بدا رَأسه، فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نغطي رَأسه وَأَن نجْعَل على رجلَيْهِ شَيْئا من الْإِذْخر، وَمنا من أينعت لَهُ ثَمَرَته، فَهُوَ يهدبها. قَالَ البُخَارِيّ: كَانَ الْحميدِي يحْتَج بِهَذَا الحَدِيث فِي الْكَفَن أَنه من جَمِيع المَال. وللبخاري حديثان: 2844 - أَحدهمَا: من رِوَايَة قيس بن أبي حَازِم عَن خباب بن الْأَرَت قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ متوسدٌ بردة لَهُ فِي ظلّ الْكَعْبَة، فَقُلْنَا: أَلا تَسْتَنْصِر لنا، أَلا تَدْعُو لنا. فَقَالَ: " قد كَانَ من قبلكُمْ يُؤْخَذ الرجل فيحفر لَهُ فِي الأَرْض فَيجْعَل فِيهَا، ثمَّ يُؤْتى بالمئشار فَيُوضَع على رَأسه فَيجْعَل نِصْفَيْنِ، وَيُمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد مَا دون لَحْمه وعظمه مَا يصده ذَلِك عَن دينه. وَالله لَيتِمَّن الله هَذَا الْأَمر حَتَّى يسير الرَّاكِب من صنعاء إِلَى حضر موت لَا يخَاف إِلَّا الله، وَالذِّئْب على غنمه، لكنكم تَسْتَعْجِلُون ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان عَن بَيَان وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد: أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ متوسدٌ بردة لَهُ فِي ظلّ الْكَعْبَة وَقد لَقينَا من الْمُشْركين شدَّة، فَقلت: أَلا تَدْعُو الله. فَقعدَ وَهُوَ محمرٌّ وَجهه فَقَالَ: " لقد كَانَ من قبلكُمْ ليمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد ... " ثمَّ ذكر بِمَعْنَاهُ. 2845 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي معمر عبد الله بن سَخْبَرَة قَالَ: سَأَلنَا خباباً: أَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الظّهْر وَالْعصر؟ قَالَ: نعم. قلت: بِأَيّ شَيْء كُنْتُم تعرفُون ذَلِك؟ قَالَ: باضطراب لحيته. الحديث: 2844 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 2846 - من رِوَايَة سعيد بن وهب الْهَمدَانِي عَن خباب قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَاة فِي الرمضاء، فَلم يشكنا. وَفِي حَدِيث زُهَيْر قَالَ: أَتَيْنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشكونا إِلَيْهِ حر الرمضاء، فَلم يشكنا. قَالَ زُهَيْر: قلت: لأبي إِسْحَاق: فِي الظّهْر؟ قَالَ: نعم. قلت: أَفِي تَعْجِيلهَا؟ قَالَ: نعم. (95) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن زَمعَة بن الْأسود بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ 2847 - حَدِيث وَاحِد يجمع ثَلَاثَة معَان، فرقها البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع من كِتَابه، وَجَمعهَا هُوَ وَمُسلم فِي مَوضِع وَاحِد: وَأَخْرَجَاهُ مفرقاً ومجموعاً من رِوَايَة عُرْوَة بن الزبير عَن عبد الله بن زَمعَة أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب، وَذكر النَّاقة وَالَّذِي عقرهَا، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذْ انْبَعَثَ أشقاها: انْبَعَثَ لَهَا رجلٌ عَزِيز عارمٌ، منيعٌ فِي رهطه، مثل أبي زَمعَة ". وَذكر النِّسَاء - وَفِي رِوَايَة ابْن نمير عَن هِشَام بن عُرْوَة: ثمَّ ذكر النِّسَاء، فوعظ فِيهِنَّ فَقَالَ: يعمد أحدكُم فيجلد امْرَأَته جلد العَبْد، فَلَعَلَّهُ يضاجعها من آخر يَوْمه ". الحديث: 2846 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 ثمَّ وعظهم فِي ضحكهم من الضرطة وَقَالَ: لم يضْحك أحدكُم مِمَّا يفعل؟ " وَأخرج البُخَارِيّ مِنْهُ تَعْلِيقا قَالَ فِيهِ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مثل أبي زَمعَة عَم الزبير ابْن الْعَوام. " وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن يُوسُف عَن سُفْيَان أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا يجلد أحدكُم امْرَأَته جلد العَبْد ثمَّ يُجَامِعهَا فِي آخر الْيَوْم " لم يزدْ. وَفِي حَدِيث عَليّ بن عبد الله عَن سُفْيَان: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يضْحك الرجل مِمَّا يخرج من الْأَنْفس وَقَالَ: " لم يضْرب أحدكُم امْرَأَته ضرب العَبْد، ثمَّ لَعَلَّه يعانقها ". (96) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث جُبَير بن مطعم بن عدي بن نَوْفَل بن عبد منَاف رَضِي الله عَنهُ سِتَّة أَحَادِيث: 2848 - الحَدِيث الأول: عَن أبي مطرف سُلَيْمَان بن صرد قَالَ: حَدثنِي جُبَير بن مطعم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما أَنا فأفيض على رَأْسِي ثَلَاثًا " وَأَشَارَ بيدَيْهِ كلتيهما. وَفِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص عَن أبي إِسْحَق قَالَ: تماروا فِي الْغسْل عِنْد رَسُول الحديث: 2848 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ بعض الْقَوْم: أما أَنا فَإِنِّي أغسل رَأْسِي كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما أَنا فَإِنِّي أفيض على رَأْسِي ثَلَاث أكفٍّ ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن أبي إِسْحَق: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر عِنْده الْغسْل من الْجَنَابَة، فَقَالَ: " أما أَنا فأفرغ على رَأْسِي ثَلَاثًا ". 2849 - الثَّانِي: عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يدْخل الْجنَّة قاطعٌ ". زَاد فِي رِوَايَة ابْن أبي عمر، قَالَ سُفْيَان: يَعْنِي: قَاطع رحم. 2850 - الثَّالِث: عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لي خَمْسَة أَسمَاء، أَنا مُحَمَّد، وَأَنا أَحْمد، وَأَنا الماحي الَّذِي يمحو الله بِي الْكفْر، وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي، وَأَنا العاقب ". وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: أَنا مُحَمَّد، وَأَنا أَحْمد، وَأَنا الماحي الَّذِي يمحي بِي الْكفْر، وَأَنا الحاشر الَّذِي يحْشر النَّاس على عَقبي، وَأَنا العاقب الَّذِي لَيْسَ بعده نبيٌّ ". وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: إِن لي خَمْسَة أَسمَاء ... " وَذكر نَحوه، قَالَ: " وَأَنا العاقب، الَّذِي لَيْسَ بعده أحد " وَقد سَمَّاهُ الله (رؤوفاً رحِيما) . وَفِي حَدِيث معمر قَالَ: قلت لِلزهْرِيِّ: وَمَا العاقب؟ قَالَ: الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي. وَفِي حَدِيث عقيل وَمعمر: الْكَفَرَة. الحديث: 2849 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 2851 - الرَّابِع: عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْمغرب ب " الطّور ". وَفِي رِوَايَة مَحْمُود بن غيلَان عَن عبد الرازق: أَن جُبَير بن مطعم - وَكَانَ جَاءَ فِي أُسَارَى بدر - قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْمغرب ب " الطّور ". وَزَاد فِي رِوَايَة إِسْحَق بن مَنْصُور عَن عبد الرَّزَّاق، وَذَلِكَ أول مَا وقر الْإِيمَان فِي قلبِي. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن الزبير الْحميدِي عَن سُفْيَان أَن جبيراً قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْمغرب ب " الطّور "، فَلَمَّا بلغ هَذِه الْآيَة: {أم خلقُوا من غير شيءٍ أم هم الْخَالِقُونَ أم خلقُوا السَّمَوَات وَالْأَرْض بل لَا يوقنون أم عِنْدهم خَزَائِن رَبك أم هم المسيطرون} [الطّور] كَاد قلبِي أَن يطير. قَالَ سُفْيَان: أما أَنا فَإِنَّمَا سَمِعت الزُّهْرِيّ يحدث عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْمغرب ب " الطّور "، وَلم أسمعهُ زَاد الَّذِي قَالُوا لي. زَاد أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي رِوَايَته، وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه أَيْضا من رِوَايَة مُحَمَّد بن رَافع وَغَيره عَن عبد الرَّزَّاق قَالَ فِي حَدِيثه: وَكَانَ جَاءَ فِي فدَاء الْأُسَارَى يَوْم بدر. وَفِي آخِره من رِوَايَة عَبَّاس الْعَنْبَري عَن عبد الرَّزَّاق: وَذَلِكَ أول مَا وقر الْإِيمَان فِي قلبِي، وَهُوَ يومئذٍ مُشْرك. 2852 - الْخَامِس: عَن مُحَمَّد بن جُبَير عَن أَبِيه قَالَ: أضللت بَعِيرًا لي، فَذَهَبت أطلبه يَوْم عَرَفَة، فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاقِفًا مَعَ النَّاس بِعَرَفَة، فَقلت: هَذَا وَالله من الحمس، فَمَا شَأْنه هَا هُنَا؟ وَكَانَت قُرَيْش تعد من الحمس. لفظ الحَدِيث لمُسلم عَن عَمْرو النَّاقِد وَغَيره عَن ابْن عُيَيْنَة. الحديث: 2851 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث مُحَمَّد بن أبي عَمْرو عَن سُفْيَان، وَزَاد فِيهِ بعد قَوْله: هَذَا من الحمس: فَمَاله خرج من الْحرم؟ قَالَ سُفْيَان: يَعْنِي قُريْشًا. وَكَانَت تسمى الحمس، وَكَانَت قُرَيْش لَا تجَاوز الْحرم، وَيَقُولُونَ: نَحن أهل الله، لَا نخرج من الْحرم. وَكَانَ سَائِر النَّاس تقف بِعَرَفَة، وَذَلِكَ قَول الله عز وَجل: {ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} [سُورَة الْبَقَرَة] قَالَ سُفْيَان: الأحمس: الشَّديد فِي دينه. آخر حَدِيث ابْن أبي عمر عِنْد البرقاني. 2853 - السَّادِس: عَن مُحَمَّد بن جُبَير عَن أَبِيه قَالَ: أَتَت امرأةٌ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأمرهَا أَن ترجع إِلَيْهِ، قَالَت: أَرَأَيْت إِن جِئْت وَلم أجدك؟ كَأَنَّهَا تَقول الْمَوْت. قَالَ: " فَإِن لم تجديني فأت أَبَا بكر ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 2854 - الحَدِيث الأول: عَن مُحَمَّد جُبَير عَن أَبِيه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي أُسَارَى بدر: " لَو كَانَ الْمطعم بن عديٍّ حياًّ ثمَّ كلمني فِي هَؤُلَاءِ النتنى لتركتهم لَهُ ". 2855 - الثَّانِي: عَن مُحَمَّد بن جُبَير عَن أَبِيه: أَنه بَيْنَمَا هُوَ يسير مَعَ النَّبِي وَمَعَهُ النَّاس مقفله من حنين، فعلقت الْأَعْرَاب يسألونه، حَتَّى اضطروه إِلَى سَمُرَة، فخطفت رِدَاءَهُ، فَوقف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أعطوني رِدَائي، فَلَو كَانَ لي عدد هَذِه الْعضَاة نعما لقسمته بَيْنكُم، ثمَّ لَا تجدوني بَخِيلًا وَلَا كذابا وَلَا جَبَانًا ". الحديث: 2853 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 2856 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن جُبَير بن مطعم قَالَ: مشيت أَنا وَعُثْمَان بن عَفَّان إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: يَا رَسُول الله، أَعْطَيْت بني الْمطلب وَتَرَكتنَا، وَنحن وهم مِنْك بِمَنْزِلَة وَاحِدَة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا بَنو الْمطلب وَبَنُو هَاشم شَيْء وَاحِد ". وَفِي رِوَايَة ابْن بكير عَن اللَّيْث عَن عقيل: مشيت أَنا وَعُثْمَان، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أَعْطَيْت بني الْمطلب - وَفِي رِوَايَة عَن يُونُس: مشينا أَنا وَعُثْمَان إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقُلْنَا: أَعْطَيْت بني الْمطلب من خمس خَيْبَر وَتَرَكتنَا. وَقَالَ البُخَارِيّ: قَالَ اللَّيْث: حَدثنِي يُونُس، وَزَاد: قَالَ جُبَير: وَلم يقسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبني عبد شمس وَلَا لبني نَوْفَل شَيْئا. وَقَالَ ابْن إِسْحَاق: عبد شمس وهَاشِم وَالْمطلب إخْوَة لأم، وأمهم عَاتِكَة بنت مرّة، وَكَانَ نَوْفَل أَخَاهُم لأبيهم. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيره من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ، وَفِيه: أَنه جَاءَ هُوَ وَعُثْمَان إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكلمانه فِيمَا قسم من خمس خَيْبَر بَين بني هَاشم وَبني عبد الْمطلب، فَقَالَا: يَا رَسُول الله، قسمت لإِخْوَانِنَا بني الْمطلب بن عبد منَاف وَلم تُعْطِنَا شَيْئا، وقرابتنا مِنْك قرابتهم، فَقَالَ لَهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا أرى هاشماً وَالْمطلب شَيْئا وَاحِدًا ". قَالَ جُبَير: وَلم يقسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبني عبد شمس وَلَا لبني نَوْفَل من ذَلِك الْخمس شَيْئا. زَاد حَرْمَلَة عَن ابْن وهب عَن يُونُس: قَالَ ابْن شهَاب: وَكَانَ أَبُو بكر الصّديق يقسم الْخمس نَحْو قسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، غير أَنه لم يكن يُعْطي قرَابَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا الحديث: 2856 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعطيهم - أَظُنهُ كَانَ يزيدهم - قَالَ ابْن شهَاب: وَكَانَ عمر يعطيهم مِنْهُ، وَعُثْمَان بعده. زَاد غير الْإِسْمَاعِيلِيّ: بلغنَا أَن الْخمس كَانَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كل مغنم غنمه الْمُسلمُونَ، شهده النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو غَابَ عَنهُ. وَعند البرقاني أَيْضا من رِوَايَة مُحَمَّد بن إِسْحَق عَن الزُّهْرِيّ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: لما قسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سهم ذِي الْقُرْبَى من خَيْبَر على بني هَاشم وَبني الْمطلب، أَتَيْته أَنا وَعُثْمَان فَقلت لَهُ: يَا نَبِي الله، هَؤُلَاءِ إِخْوَاننَا من بني هَاشم لَا ننكر فَضلهمْ لِمَكَانِك الَّذِي جعلك الله بِهِ مِنْهُم، أَرَأَيْت إِخْوَاننَا من بني الْمطلب، علام أَعطيتهم وَتَرَكتنَا؟ وَإِنَّمَا نَحن وهم مِنْك بِمَنْزِلَة وَاحِدَة. فَقَالَ: " إِنَّهُم لم يُفَارِقُونِي فِي جَاهِلِيَّة وَلَا إِسْلَام، إِنَّمَا بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب نفسٌ واحدةٌ " ثمَّ ضرب إِحْدَى يَدَيْهِ على الْأُخْرَى. وَمُحَمّد بن إِسْحَاق من شَرط مُسلم، وَقد أخرج عَنهُ فِي كِتَابه. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 2857 - من رِوَايَة أبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن جُبَير بن مطعم قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا حلف فِي الْإِسْلَام، وَأَيّمَا حلفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة لم يزده الْإِسْلَام إِلَّا شدَّة ". الحديث: 2857 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 (97) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الرَّحْمَن الْمسور ابْن مخرمَة بن نَوْفَل بن عبد منَاف بن زهرَة رَضِي الله عَنهُ حديثان: 2858 - أَحدهمَا: من رِوَايَة ابْن شهَاب عَن أبي الْحُسَيْن عَليّ بن الْحُسَيْن أَنه حَدثهمْ: أَنهم حِين قدمُوا الْمَدِينَة من عِنْد يزِيد بن مُعَاوِيَة مقتل الْحُسَيْن بن عَليّ، لقِيه الْمسور فَقَالَ لَهُ: هَل لَك إِلَيّ حَاجَة تَأْمُرنِي بهَا؟ قَالَ: فَقلت لَهُ: لَا، فَقَالَ: هَل أَنْت معطي سيف رَسُول الله، فَإِنِّي أَخَاف أَن يَغْلِبك الْقَوْم عَلَيْهِ؟ وَايْم الله، لَئِن أعطتيتنه لَا يخلص إِلَيْهِم أبدا حَتَّى تبلغ نَفسِي. إِن عَليّ بن أبي طَالب خطب بنت أبي جهل على فَاطِمَة، فَسمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب النَّاس فِي ذَلِك على منبره هَذَا، وَأَنا يومئذٍ محتلم، فَقَالَ: " إِن فَاطِمَة مني، وَأَنا أَتَخَوَّف أَن تفتن فِي دينهَا ". ثمَّ ذكر صهراً لَهُ من عبد شمس فَأثْنى عَلَيْهِ فِي مصاهرته إِيَّاه. قَالَ: " حَدثنِي فصدقني، ووعدني فوفى لي. وَإِنِّي لست أحرم حَلَالا، وَلَا أحل حَرَامًا، وَلَكِن، وَالله لَا تَجْتَمِع بنت رَسُول الله وَبنت عَدو الله مَكَانا وَاحِدًا أبدا ". وَفِي حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن عَليّ بن الْحُسَيْن أَن الْمسور بن مخرمَة قَالَ: إِن عليا خطب بنت أبي جهل وَعِنْده فَاطِمَة ابْنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسمِعت بذلك فَاطِمَة، فَأَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يزْعم قَوْمك أَنَّك لَا تغْضب لبناتك، وَهَذَا الحديث: 2858 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 عليٌّ ناكحاً ابْنة أبي جهل. فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَمعته حِين تشهد يَقُول: " أما بعد، فَإِنِّي أنكحت أَبَا الْعَاصِ بن الرّبيع، فَحَدثني فصدقني، وَإِن فَاطِمَة بضعَة مني، وَأَنا أكره أَن يسوءها " وَفِي رِوَايَة الدَّارمِيّ: " أَن يفتنوها ". " وَالله لَا تَجْتَمِع بنت رَسُول الله وَبنت عَدو الله عِنْد رجل وَاحِد أبدا " فَترك عَليّ الْخطْبَة. وَأَخْرَجَاهُ بِلَفْظ آخر فِي الْمَنْع من ذَلِك من حَدِيث أبي مُحَمَّد عبد الله بن أبي مليكَة عَن الْمسور بن مخرمَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول وَهُوَ على الْمِنْبَر: إِن بني هِشَام بن الْمُغيرَة استأذنوني فِي أَن ينكحوا ابنتهم عَليّ بن أبي طَالب، فَلَا آذن لَهُم، ثمَّ لَا آذن لَهُم، إِلَّا أَن يُرِيد ابْن أبي طَالب أَن يُطلق ابْنَتي وينكح ابنتهم، فَإِنَّمَا هِيَ بضعَة مني، يريبني مَا رابها، وَيُؤْذِينِي مَا آذاها. " هَكَذَا قَالَ. وَحَدِيث أبي الْوَلِيد عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة مُخْتَصر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فَاطِمَة بضعَة مني، فَمن أغضبها أَغْضَبَنِي ". وَفِي رِوَايَة أبي معمر إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْهُذلِيّ عَن سُفْيَان: إِن فَاطِمَة بضعَة مني، يُؤْذِينِي مَا آذاها " لم يزدْ. 2859 - الثَّانِي: عَن ابْن أبي مليكَة عَن الْمسور قَالَ: قسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقبية وَلم يُعْط مخرمَة مِنْهَا شَيْئا. فَقَالَ مخرمَة: يَا بني، انْطلق بِنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْطَلَقت مَعَه، فَقَالَ: ادخل فَادعه لي، قَالَ: فدعوته لَهُ، فَخرج إِلَيْهِ وَعَلِيهِ قباءٌ مِنْهَا، فَقَالَ: " خبأنا هَذَا لَك ". فَنظر إِلَيْهِ فَقَالَ: " رَضِي مخرمَة ". الحديث: 2859 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 وَفِي رِوَايَة أبي صَالح حَاتِم بن وردان عَن أَيُّوب: قدمت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقبيةٌ، فَقَالَ أبي مخرمَة: انْطلق بِنَا إِلَيْهِ عَسى أَن يُعْطِينَا مِنْهَا شَيْئا. فَقَامَ أبي على الْبَاب، فَتكلم، فَعرف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَوته، فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ قبَاء، وَهُوَ يرِيه محاسنه، وَهُوَ يَقُول: " خبأت هَذَا لَك، خبأت هَذَا لَك ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 2860 - الحَدِيث الأول: فِي عمْرَة الْحُدَيْبِيَة وَالصُّلْح: عَن عُرْوَة بن الزبير عَن الْمسور ومروان، يصدق كل وَاحِد مِنْهُمَا حَدِيث صَاحبه قَالَا: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زمن الْحُدَيْبِيَة، حَتَّى إِذا كَانُوا بِبَعْض الطَّرِيق قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن خَالِد بن الْوَلِيد بالغميم فِي خيل لقريش طَلِيعَة، فَخُذُوا ذَات الْيَمين " فوَاللَّه مَا شعر بهم خَالِد حَتَّى إِذا هم بقترة الْجَيْش، فَانْطَلق يرْكض نذيراً لقريش، وَسَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَتَّى إِذا كَانُوا بالثنية الَّتِي يهْبط عَلَيْهِم مِنْهَا بَركت رَاحِلَته، فَقَالَ النَّاس: حل، حل. فألحت، فَقَالُوا: خلأت الْقَصْوَاء، خلأت الْقَصْوَاء. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا خلأت الْقَصْوَاء، وَمَا ذَاك لَهَا بِخلق، وَلَكِن حَبسهَا حَابِس الْفِيل. وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يَسْأَلُونِي خطة يعظمون فِيهَا حرمات الله إِلَّا أَعطيتهم إِيَّاهَا ". ثمَّ زجرها فَوَثَبت. قَالَ: فَعدل عَنْهُم حَتَّى نزل بأقصى الْحُدَيْبِيَة، على ثمدٍ قَلِيل المَاء، يتبرضه النَّاس تبرضاً. فَلم يلبث النَّاس حَتَّى نَزَحُوهُ، وشكي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَطش، فَانْتزع سَهْما من كِنَانَته، ثمَّ أَمرهم أَن يَجْعَلُوهُ فِيهِ، فوَاللَّه مَا زَالَ يَجِيش لَهُم بِالريِّ حَتَّى صدرُوا عَنهُ. فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك، إِذْ جَاءَ بديل بن وَرْقَاء الْخُزَاعِيّ فِي نفر من قومه من خُزَاعَة، الحديث: 2860 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 وَكَانُوا عَيْبَة نصح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أهل تهَامَة، فَقَالَ: إِنِّي تركت كَعْب بن لؤَي وعامر بن لؤَي نزلُوا أعداد مياه الْحُدَيْبِيَة، مَعَهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عَن الْبَيْت. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّا لم نجئ لقِتَال أحد، وَلَكِن جِئْنَا معتمرين، وَإِن قُريْشًا قد نهكتهم الْحَرْب وأضرت بهم، فَإِن شَاءُوا ماددتهم مُدَّة ويخلوا بيني وَبَين النَّاس، فَإِن أظهر فَإِن شَاءُوا أَن يدخلُوا فِيمَا دخل فِيهِ النَّاس فعلوا، وَإِلَّا فقد جموا، وَإِن هم أَبَوا فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لأقاتلنهم على أَمْرِي هَذَا حَتَّى تنفرد سالفتي، ولينفذن الله أمره " فَقَالَ بديل: سأبلغهم مَا تَقول. فَقَالَ: إِنَّا قد جئناكم من هَذَا الرجل، وَقد سمعناه يَقُول قولا، فَإِن شِئْتُم أَن أعرضه عَلَيْكُم فعلت: فَقَالَ سفهاؤهم: لَا حَاجَة لنا أَن تخبرنا عَنهُ بِشَيْء. وَقَالَ ذَوُو الرَّأْي مِنْهُم: هَات مَا سمعته يَقُول قَالَ: سمعته يَقُول كَذَا وَكَذَا. فَحَدثهُمْ بِمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَامَ عُرْوَة بن مَسْعُود فَقَالَ: أَي قوم، ألستم بالوالد؟ قَالُوا: بلَى. قَالَ: أَو لست بِالْوَلَدِ؟ قَالُوا: بلَى. قَالَ: فَهَل تتهموني؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: ألستم تعلمُونَ أَنِّي استنفرت أهل عكاظ، فَلَمَّا بلحوا عَليّ جِئتُكُمْ بأهلي وَوَلَدي وَمن أَطَاعَنِي؟ قَالُوا: بلَى. قَالَ: فَإِن هَذَا قد عرض عَلَيْكُم خطة رشد، اقبلوها ودعوني آته. قَالُوا: ائته. فَأَتَاهُ، فَجعل يكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحوا من قَوْله لبديل، فَقَالَ عُرْوَة عِنْد ذَلِك: أَي مُحَمَّد، أَرَأَيْت إِن استأصلت أَمر قَوْمك، هَل سَمِعت بأحدٍ من الْعَرَب اجتاح أَهله قبلك؟ وَإِن تكن الْأُخْرَى فَإِنِّي وَالله لَا أرى وُجُوهًا، وَإِنِّي لأرى أشواباً من النَّاس خليفاً أَن يَفروا ويدعوك، فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 امصص بظر اللات، أَنَحْنُ نفر عَنهُ وندعه؟ . فَقَالَ: من ذَا؟ قَالُوا: أَبُو بكر. فَقَالَ: أما وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا يدٌ كَانَت لَك عِنْدِي وَلم أجزك بهَا لأجبتك. قَالَ: وَجعل يكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكلما كَلمه كلمة أَخذ بلحيته، والمغيرة بن شُعْبَة قَائِم على رَأس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ السَّيْف، وَعلي المغفر فَكلما أَهْوى عُرْوَة بِيَدِهِ إِلَى لحية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضرب يَده بنعل السَّيْف وَقَالَ: أخر يدك عَن لحية رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرفع عُرْوَة رَأسه، فَقَالَ: من هَذَا؟ قَالُوا: الْمُغيرَة بن شُعْبَة. فَقَالَ: أَي غدر، أَلَسْت أسعى فِي غدرتك؟ وَكَانَ الْمُغيرَة صحب قوما فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَتلهُمْ وَأخذ أَمْوَالهم، ثمَّ جَاءَ فَأسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما الْإِسْلَام فَأقبل وَأما المَال فلست مِنْهُ فِي شَيْء ". ثمَّ إِن عُرْوَة جعل يرمق أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِعَيْنِه. قَالَ: فوَاللَّه مَا تنخم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نخامةً إِلَّا وَقعت فِي كف رجل مِنْهُم فدلك بهَا وَجهه وَجلده، وَإِذا أَمرهم ابتدروا أمره، وَإِذا تَوَضَّأ كَادُوا يقتتلون على وضوئِهِ، وَإِذا تكلم خفضوا أَصْوَاتهم عِنْده، وَمَا يحدون إِلَيْهِ النّظر تَعْظِيمًا. فَرجع عُرْوَة إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ: أَي قوم، وَالله لقد وفدت على الْمُلُوك، ووفدت على قَيْصر وكسرى وَالنَّجَاشِي، وَالله إِن رَأَيْت ملكا قطّ يعظمه أَصْحَابه مَا يعظم أَصْحَاب مُحَمَّد مُحَمَّدًا، وَالله إِن تنخم نخامةً إِلَّا وَقعت فِي كف رجل مِنْهُم فدلك بهَا وَجهه وَجلده، وَإِذا أَمرهم ابتدروا أمره، وَإِذا تَوَضَّأ كَادُوا يقتتلون على وضوئِهِ، وَإِذا تكلم خفضوا أَصْوَاتهم عِنْده، وَمَا يحدون إِلَيْهِ النّظر تَعْظِيمًا لَهُ، وَإنَّهُ قد عرض عَلَيْكُم خطة رشدٍ فاقبلوها. فَقَالَ رجل من بني كنَانَة: دَعونِي آته. فَقَالُوا: ائته. فَلَمَّا أشرف على النَّبِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا فلَان، وَهُوَ من قوم يعظمون الْبدن، فابعثوها لَهُ " فَبعثت لَهُ، واستقبله النَّاس يلبون. فَلَمَّا رأى ذَلِك قَالَ: سُبْحَانَ الله، مَا يَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن يصدوا عَن الْبَيْت، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى أَصْحَابه قَالَ: رَأَيْت الْبدن قد قلدت وأشعرت، فَمَا أرى أَن يصدوا عَن الْبَيْت. فَقَامَ رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ مكرز بن حَفْص فَقَالَ: دَعونِي آته: فَقَالُوا: ائته. فَلَمَّا أشرف عَلَيْهِم قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَذَا مكرز، وَهُوَ رجلٌ فاجرٌ " فَجعل يكلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبَيْنَمَا هُوَ يكلمهُ جَاءَ سُهَيْل بن عَمْرو. قَالَ معمر: فَأَخْبرنِي أَيُّوب عَن عِكْرِمَة: أَنه لما جَاءَ سُهَيْل بن عَمْرو قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد سهل لكم من أَمركُم ". قَالَ معمر: قَالَ الزُّهْرِيّ فِي حَدِيثه: فجَاء سُهَيْل بن عَمْرو فَقَالَ: هَات اكْتُبْ بَيْننَا وَبَيْنكُم كتابا، فَدَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْكَاتِب، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اكْتُبْ: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم " فَقَالَ سُهَيْل: أما الرَّحْمَن فوَاللَّه مَا أَدْرِي مَا هِيَ، وَلَكِن اكْتُبْ: بِاسْمِك اللَّهُمَّ كَمَا كنت تكْتب. فَقَالَ الْمُسلمُونَ: وَالله لَا نكتبها إِلَّا: بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اكْتُبْ: بِاسْمِك اللَّهُمَّ ". ثمَّ قَالَ: " هَذَا مَا قاضى عَلَيْهِ مُحَمَّد رَسُول الله " فَقَالَ سُهَيْل: وَالله لَو كُنَّا نعلم أَنَّك رَسُول الله مَا صَدَدْنَاك عَن الْبَيْت، وَلَا قَاتَلْنَاك، وَلَكِن اكْتُبْ: مُحَمَّد بن عبد الله. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالله إِنِّي لرَسُول الله وَإِن كذبتموني. اكْتُبْ: مُحَمَّد بن عبد الله " قَالَ الزُّهْرِيّ: وَذَلِكَ لقَوْله: " لَا يَسْأَلُونِي خطةً يعظمون فِيهَا حرمات الله إِلَّا أَعطيتهم إِيَّاهَا " قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " على أَن تخلوا بَيْننَا وَبَين الْبَيْت فنطوف بِهِ " قَالَ سُهَيْل: وَالله لَا تَتَحَدَّث الْعَرَب أَنا أَخذنَا ضغطةً، وَلَكِن ذَلِك من الْعَام الْمقبل. فَكتب. فَقَالَ سُهَيْل: وعَلى أَلا يَأْتِيك منا رجل - وَإِن كَانَ على دينك - إِلَّا رَددته إِلَيْنَا. قَالَ الْمُسلمُونَ: سُبْحَانَ الله! كَيفَ يرد إِلَى الْمُشْركين وَقد جَاءَ مُسلما؟ . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك، إِذْ دخل أَبُو جندل بن سُهَيْل بن عَمْرو يرسف فِي قيوده، وَقد خرج من أَسْفَل مَكَّة حَتَّى رمى بِنَفسِهِ بَين أظهر الْمُسلمين، فَقَالَ سُهَيْل: هَذَا يَا مُحَمَّد أول من أقاضيك عَلَيْهِ أَن ترده إِلَيّ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّا لم نقض الْكتاب بعد " قَالَ: فوَاللَّه إِذا لم أصالحك على شيءٍ أبدا. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَأَجره لي " قَالَ: مَا أَنا بمجيره لَك. قَالَ: " بلَى فافعل " قَالَ: مَا أَنا بفاعل. قَالَ مكرزٌ. بل قد أجرناه لَك. قَالَ أَبُو جندل: أَي معشر الْمُسلمين، أرد إِلَى الْمُشْركين وَقد جِئْت مُسلما؟ أَلا ترَوْنَ مَا قد لقِيت؟ وَكَانَ قد عذب عذَابا شَدِيدا فِي الله. قَالَ: فَقَالَ عمر بن الْخطاب: فَأتيت نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: السِّت نَبِي الله حَقًا؟ قَالَ: " بلَى " قلت: أَلسنا على الْحق وعدونا على الْبَاطِل؟ قَالَ: " بلَى ". قلت: فَلم نعطى الدنية فِي ديننَا إِذا؟ قَالَ: " إِنِّي رَسُول الله، وَلست أعصيه، وَهُوَ ناصري " قلت: أَو لَيْسَ كنت تحدثنا أَنا سنأتي الْبَيْت فنطوف بِهِ؟ قَالَ: " بلَى. فأخبرتك أَنا نأتيه الْعَام؟ " قلت: لَا. قَالَ " فَإنَّك آتيه ومطوفٌ بِهِ " قَالَ: فَأتيت أَبَا بكر فَقلت: يَا أَبَا بكر، أَلَيْسَ هَذَا نَبِي الله حَقًا؟ قَالَ: بلَى. قلت: أَلسنا على الْحق وعدونا على الْبَاطِل؟ قَالَ: بلَى. قلت: فَلم نعطى الدنية فِي ديننَا إِذا؟ قَالَ: أَيهَا الرجل، إِنَّه لرَسُول الله، وَلَيْسَ يَعْصِي ربه، وَهُوَ ناصره، فَاسْتَمْسك بغرزه، فوَاللَّه إِنَّه على الْحق. قلت: أَلَيْسَ كَانَ يحدثنا أَنا سنأتي الْبَيْت ونطوف بِهِ؟ قَالَ: بلَى، أفأخبرك أَنَّك تَأتيه الْعَام؟ قلت: لَا. قَالَ: فَإنَّك آتيه ومطوفٌ بِهِ: قَالَ الزُّهْرِيّ: قَالَ عمر: فَعمِلت لذَلِك أعمالاً. قَالَ: فَلَمَّا فرغ من قَضِيَّة الْكتاب، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأَصْحَابه: قومُوا، فَانْحَرُوا ثمَّ احْلقُوا " قَالَ: فوَاللَّه مَا قَامَ مِنْهُم رجلٌ، حَتَّى قَالَ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات. فَلَمَّا لم يقم مِنْهُم أحدٌ، دخل على أم سَلمَة، فَذكر لَهَا مَا لَقِي من النَّاس، فَقَالَت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 أم سَلمَة: يَا نَبِي الله، أَتُحِبُّ ذَلِك؟ اخْرُج، ثمَّ لَا تكلم أحدا مِنْهُم كلمة حَتَّى تنحر بدنك، وَتَدْعُو حالقك فيحلقك. فَخرج فَلم يكلم أحدا مِنْهُم حَتَّى فعل ذَلِك: نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِك قَامُوا فنحروا، وَجعل بَعضهم يحلق بَعْضًا، حَتَّى كَاد بَعضهم يقتل بَعْضًا غماً. ثمَّ جَاءَهُ نسَاء مؤمناتٌ، فَأنْزل الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا جَاءَكُم الْمُؤْمِنَات مهاجرات} حَتَّى بلغ: {بعصم الكوافر} [الممتحنة] فَطلق عمر يومئذٍ امْرَأتَيْنِ كَانَتَا لَهُ فِي الشّرك، فَتزَوج إِحْدَاهمَا مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، وَالْأُخْرَى صَفْوَان بن أُميَّة. ثمَّ رَجَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة، فجَاء أَبُو بَصِير - رجل من قُرَيْش - وَهُوَ مُسلم، فأرسلوا فِي طلبه رجلَيْنِ فَقَالُوا: الْعَهْد الَّذِي جعلت لنا. فَدفعهُ إِلَى الرجلَيْن، فَخَرَجَا بِهِ حَتَّى بلغا ذَا الحليفة، فنزلوا يَأْكُلُون من تمر لَهُم. فَقَالَ أَبُو بَصِير لأحد الرجلَيْن: وَالله إِنِّي لأرى سَيْفك هَذَا يَا فلَان جيدا، فاستله الآخر فَقَالَ: أجل، وَالله إِنَّه لجيد، لقد جربت بِهِ ثمَّ جربت بِهِ، ثمَّ جربت. فَقَالَ: أَبُو بَصِير: أَرِنِي أنظر إِلَيْهِ، فأمكنه مِنْهُ، فَضَربهُ حَتَّى برد، وفر الآخر حَتَّى أَتَى الْمَدِينَة، فَدخل الْمَسْجِد يعدو. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَآهُ: " لقد رأى هَذَا ذعراً " فَلَمَّا انْتهى إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: قتل - وَالله - صَاحِبي، وَإِنِّي لمقتول، فجَاء أَبُو بَصِير فَقَالَ: يَا نَبِي الله، قد أوفى الله ذِمَّتك، قد رددتني إِلَيْهِم، ثمَّ أنجاني الله مِنْهُم. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ويل أمه، مسعر حربٍ، لَو كَانَ لَهُ أحدٌ " فَلَمَّا سمع ذَلِك عرف أَنه سيرده إِلَيْهِم. فَخرج حَتَّى أَتَى سيف الْبَحْر، ويفلت مِنْهُم أَبُو جندل بن سُهَيْل، فلحق بِأبي بَصِير، فَجعل لَا يخرج من قُرَيْش رجل قد أسلم إِلَّا لحق بِأبي بَصِير، حَتَّى اجْتمعت مِنْهُم عِصَابَة، فوَاللَّه مَا يسمعُونَ بعيرٍ خرجت لقريش إِلَى الشَّام إِلَّا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 اعْترضُوا لَهُم، فقتولهم وَأخذُوا أَمْوَالهم. فَأرْسلت قُرَيْش إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تناشده الله وَالرحم لما أرسل، فَمن أَتَاهُ فَهُوَ آمن، فَأرْسل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَيْهِم، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَهُوَ الَّذِي كف أَيْديهم عَنْكُم وَأَيْدِيكُمْ عَنْهُم} حَتَّى بلغ: {حمية الْجَاهِلِيَّة} [سُورَة الْفَتْح] وَكَانَت حميتهم أَنهم لم يقرُّوا أَنه نَبِي الله، وَلم يقرُّوا ب (بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم) وحالوا بَينهم وَبَين الْبَيْت. وَقَالَ عقيل عَن الزُّهْرِيّ: قَالَ عُرْوَة: فأخبرتني عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يمتحنهن. وبلغنا أَنه لما أنزل الله تَعَالَى أَن يردوا إِلَى الْمُشْركين مَا أَنْفقُوا على من هَاجر من أَزوَاجهم، وَحكم على الْمُسلمين أَلا يمسكوا بعصم الكوافر، أَن عمر طلق امْرَأتَيْنِ: قريبَة بنت أبي أُميَّة، وَابْنَة جَرْوَل الْخُزَاعِيّ، فَتزَوج قريبَة مُعَاوِيَة، وَتزَوج الْأُخْرَى أَبُو جهم. فَلَمَّا أَبى الْكفَّار أَن يقرُّوا بأَدَاء مَا أنْفق الْمُسلمُونَ على أَزوَاجهم، أنزل الله تَعَالَى: {وَإِن فاتكم شيءٌ من أزواجكم إِلَيّ الْكفَّار فعاقبتم} [الممتحنة] وَالْعِقَاب: مَا يُؤَدِّي الْمُسلمُونَ إِلَى من هَاجَرت امْرَأَته من الْكفَّار. فَأمر أَن يعْطى من ذهب لَهُ زوجٌ من الْمُسلمين مَا أنْفق من صدَاق النِّسَاء الْكفَّار اللائي هَاجَرْنَ، وَمَا نعلم أحدا من الْمُهَاجِرَات ارْتَدَّت بعد إيمَانهَا. وبلغنا أَن أَبَا بَصِير بن أسيد الثَّقَفِيّ قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُؤمنا مُهَاجرا فِي الْمدَّة، فَكتب الْأَخْنَس بن شريق إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْأَله أَبَا بَصِير ... فَذكر الحَدِيث. وَفِي حَدِيث يحيى بن بكير: أَن عُرْوَة سمع مَرْوَان والمسور يخبران عَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَا: لما كَاتب سُهَيْل بن عَمْرو يومئذٍ، كَانَ فِيمَا اشْترط سُهَيْل على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن لَا يَأْتِيك منا أحد - وَإِن كَانَ على دينك - إِلَّا رَددته إِلَيْنَا، وخليت بَيْننَا وَبَينه، فكره الْمُؤْمِنُونَ ذَلِك، وامتعضوا مِنْهُ، وأبى سهيلٌ إِلَّا ذَلِك، فكاتبه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ذَلِك، فَرد يومئذٍ أَبَا جندل إِلَى أَبِيه سُهَيْل. وَلم يَأْته أحدٌ من الرِّجَال إِلَّا رده فِي تِلْكَ الْمدَّة وَإِن كَانَ مُسلما. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 وَجَاءَت الْمُؤْمِنَات مهاجرات، وَكَانَت أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط مِمَّن خرج إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ وَهِي عاتقٌ، فجَاء أَهلهَا يسْأَلُون النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يرجعها إِلَيْهِم، فَلم يرجعها إِلَيْهِم لما أنزل الله فِيهَا: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا جَاءَكُم الْمُؤْمِنَات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن ... . . وَلَا هم يحلونَ لَهُنَّ} . قَالَ عُرْوَة: فأخبرتني عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يمتحنهن بِهَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا جَاءَكُم الْمُؤْمِنَات مهاجرات فامتحنوهن} إِلَى: {غَفُور رَحِيم} . قَالَ عُرْوَة: قَالَت عَائِشَة: فَمن أقرّ بِهَذَا الشَّرْط مِنْهُنَّ قَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد بَايَعْتُك " كلَاما يكلمها بِهِ. وَالله مَا مست يَده يَد امرأةٍ قطّ فِي الْمُبَايعَة، وَمَا بايعهن إِلَّا بقوله. وَحَدِيث مَحْمُود بن غيلَان مُخْتَصر من حَدِيث الْمسور وَحده: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نحر قبل أَن يحلق، وَأمر بذلك أَصْحَابه. وَفِي حَدِيث ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن عَمه: أَنه سمع مَرْوَان والمسور يخبران خَبرا من خبر الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة الْحُدَيْبِيَة، فَذكر نَحْو حَدِيث ابْن بكير، وَلم يقل: عَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث سُفْيَان الَّذِي ثبته فِيهِ معمر، عَن الزُّهْرِيّ: أَن الْمسور بن مخرمَة ومروان - يزِيد أَحدهمَا على صَاحبه قَالَا: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بضع عشرَة مائَة من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا أَتَى ذَا الحليفة قلد الْهَدْي وَأَشْعرهُ، وَأحرم مِنْهَا بِعُمْرَة، وَبعث عينا لَهُ من خُزَاعَة، وَسَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَتَّى كَانَ بغدير الأشطاط تَلقاهُ عينه فَقَالَ: إِن قُريْشًا جمعُوا لَك جموعاً، وَقد جمعُوا لَك الْأَحَابِيش، هم مقاتلوك وصادوك عَن الْبَيْت ومانعوك. فَقَالَ: " أَشِيرُوا أَيهَا النَّاس عَليّ. أَتَرَوْنَ أَن أميل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 على عِيَالهمْ وذراري هَؤُلَاءِ الَّذين يُرِيدُونَ أَن يصدونا عَن الْبَيْت، فَإِن يَأْتُونَا كَانَ الله قد قطع جنبا من الْمُشْركين، وَإِلَّا تركناهم محروبين ". قَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله، خرجت عَامِدًا لهَذَا الْبَيْت، وَلَا تُرِيدُ قتال أحد وَلَا خوف أحد فَتوجه لَهُ، فَمن صدنَا عَنهُ قَاتَلْنَاهُ. قَالَ: " امضوا على اسْم الله ". ولعَبْد لله بن الْمُبَارك عَن معمر طرفٌ مُخْتَصر من أَوله: قَالَا: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْمَدِينَة فِي بضع عشرَة مائَة من أَصْحَابه، حَتَّى إِذا كَانُوا بِذِي الحليفة قلد الْهَدْي، وأشعر، وَأحرم بِالْعُمْرَةِ. لم يزدْ. وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان: أَن مَرْوَان والمسور قَالَا: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْحُدَيْبِيَة فِي بضع عشرَة مائَة من أَصْحَابه، فَلَمَّا كَانَ بِذِي الحليفة قلد الْهَدْي وأشعر، وَأحرم مِنْهَا، لَا أحصي كم سمعته من سُفْيَان، حَتَّى سمعته يَقُول: لَا أحفظ من الزُّهْرِيّ الْإِشْعَار والتقليد، فَلَا أَدْرِي يَعْنِي مَوضِع الْإِشْعَار والتقليد، أَو الحَدِيث كُله. قلت: ذكر أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه طرف هَذَا الحَدِيث الْمَذْكُور فِي أَمر الْحُدَيْبِيَة، وَذكر أسانيده، وخلط مَعهَا أَسَانِيد الحَدِيث الَّذِي بعده فِي وَفد هوَازن، وَهُوَ لم يذكرهُ أصلا مَعَه، وَلَا أَشَارَ إِلَيْهِ، وَلَو ذكره مَعَه مَا كَانَ لذَلِك وَجه، لِأَنَّهُ لَا مشابهة بَينه وَبَينه فِي وَجه من الْوُجُوه. وَعمرَة الْحُدَيْبِيَة قبل الْفَتْح، فِي أَمر الْعمرَة والمصالحة، ووفد هوَازن فِي عقب غَزْوَة حنين وَذكر السَّبي. ثمَّ أحَال على أَن ذَلِك من أصل البُخَارِيّ فِي كتب لَيْسَ هُوَ فِيهَا، وَهَذَا من أعجب مَا رَأَيْت فِي كِتَابه من وهمه، وَذَلِكَ مَوْجُود فِيمَا ظهر من خطه كَمَا حكينا عَنهُ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 2861 - الثَّانِي: فِي وَفد هوَازن؛ من رِوَايَة عُرْوَة عَن الْمسور ومروان: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ حِين جَاءَهُ وَفد هوَازن مُسلمين، فَسَأَلُوهُ أَن يرد إِلَيْهِم أَمْوَالهم وَسَبْيهمْ. فَقَالَ لَهُم: " إِن معي من ترَوْنَ، وَأحب الحَدِيث إِلَيّ أصدقه، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا المَال، وَإِمَّا السَّبي. وَقد كنت اسْتَأْنَيْت بكم " وَفِي رِوَايَة: " بهم ". قد كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انتظرهم بضع عشرَة لَيْلَة حِين قفل من الطَّائِف، فَلَمَّا تبين لَهُم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير رادٍّ إِلَيْهِم إِلَّا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، قَالُوا: فإننا نَخْتَار سبينَا، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمُسلمين، فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: " أما بعد، فَإِن إخْوَانكُمْ هَؤُلَاءِ جَاءُونَا تَائِبين، وَإِنِّي قد رَأَيْت أَن أرد إِلَيْهِم سَبْيهمْ، فَمن أحب مِنْكُم أَن يطيب ذَلِك فَلْيفْعَل، وَمن أحب مِنْكُم أَن يكون على حَظه حَتَّى نُعْطِيه إِيَّاه من أول مَا يفِيء الله علينا فَلْيفْعَل " فَقَالَ النَّاس: طيبنَا ذَلِك يَا رَسُول الله. فَقَالَ لَهُم فِي ذَلِك. " إِنَّا لَا نَدْرِي من أذن مِنْكُم مِمَّن لم يَأْذَن، فَارْجِعُوا حَتَّى يرفع إِلَيْنَا عُرَفَاؤُكُمْ أَمركُم " فَرجع النَّاس،، فَكَلَّمَهُمْ عُرَفَاؤُهُمْ، ثمَّ رجعُوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأخبروه أَنهم قد طيبُوا وأذنوا. فَهَذَا الَّذِي بلغنَا فِي شَأْن سبي هوَازن. 2862 - الثَّالِث: عَن عُرْوَة عَن الْمسور بن مخرمَة: أَن سبيعة الأسْلَمِيَّة نفست بعد وَفَاة زَوجهَا بليالٍ، فَجَاءَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستأذنته أَن تنْكح، فَأذن لَهَا. الحديث: 2861 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 2863 - الرَّابِع: فِي النَّهْي عَن الهجران: من حَدِيث الزُّهْرِيّ قَالَ: حَدثنِي عَوْف ابْن مَالك بن الطُّفَيْل - وَهُوَ ابْن أخي عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأمها: أَن عَائِشَة حدثت: أَن عبد الله بن الزبير قَالَ فِي بيع أَو عَطاء أَعطَتْهُ عَائِشَة: وَالله لتنتهين عَائِشَة أَو لأحجرن عَلَيْهَا. قَالَت: أهوَ قَالَ هَذَا؟ قَالُوا: نعم. قَالَت: هُوَ لله عَليّ نذرٌ أَلا أكلم ابْن الزبير أبدا. فاستشفع ابْن الزبير إِلَيْهَا حِين طَالَتْ الْهِجْرَة، فَقَالَت: لَا وَالله، لَا أشفع فِيهِ أبدا، وَلَا أتحنت إِلَى نذري. فَلَمَّا طَال ذَلِك على ابْن الزبير، كلم الْمسور بن مخرمَة وَعبد الرَّحْمَن بن الْأسود بن عبد يَغُوث - وهما من بني زهرَة، وَقَالَ لَهما: أنشدكما الله لما أدخلتماني على عَائِشَة، فَإنَّا لَا يحل لَهَا أَن تنذر قطيعتي. فَأقبل بِهِ الْمسور وَعبد الرَّحْمَن مشتملين بأرديتهما، حَتَّى استأذنا على عَائِشَة: فَقَالَا: السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، أندخل؟ قَالَت عَائِشَة: ادخُلُوا. قَالُوا: كلنا. قَالَت: نعم، ادخُلُوا كلكُمْ، وَلَا تعلم أَن مَعَهُمَا ابْن الزبير. فَلَمَّا دخلُوا دخل ابْن الزبير الْحجاب، فاعتنق عَائِشَة وطفق يناشدها ويبكي، وطفق الْمسور وَعبد الرَّحْمَن يناشدانها إِلَّا كَلمته وَقبلت مِنْهُ، ويقولان: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَمَّا قد علمت من الْهِجْرَة، وَلَا يحل لمسلمٍ أَن يهجر أَخَاهُ فَوق ثَلَاث لَيَال. فَلَمَّا أَكْثرُوا على عَائِشَة من التَّذْكِرَة والتحريج، طفقت تذكرهما وتبكي وَتقول: إِنِّي نذرت وَالنّذر شَدِيد، فَلم يَزَالَا بهَا حَتَّى كلمت ابْن الزبير، وأعتقت فِي نذرها ذَلِك أَرْبَعِينَ رَقَبَة، وَكَانَت تذكر نذرها بعد ذَلِك فتبكي حَتَّى تبل دموعها خمارها. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 2864 - من حَدِيث أبي أُمَامَة أسعد بن سهل بن حنيف عَن الْمسور قَالَ: أَقبلت بحجرٍ ثقيل أحملهُ، وَعلي إِزَار خَفِيف، قَالَ: فانحل إزَارِي وَمَعِي الْحجر، فَلم أستطع أَن أَضَعهُ حَتَّى بلغت بِهِ إِلَى مَوْضِعه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارْجع إِلَى ثَوْبك فَخذه وَلَا تَمْشُوا عُرَاة ". الحديث: 2863 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 (98) مُسْند أبي خَالِد حَكِيم بن حزَام بن خويلد بن أَسد [رَضِي الله عَنهُ] 2865 - الحَدِيث الأول: من الْمُتَّفق عَلَيْهِ: عَن سعيد بن الْمسيب وَعُرْوَة بن الزبير عَن حَكِيم بن حزَام قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَعْطَانِي، ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي، ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي: زَاد فِي رِوَايَة ابْن عُيَيْنَة وَيُونُس بن يزِيد: ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي كرة ثَالِثَة، ثمَّ قَالَ: " يَا حَكِيم، إِن هَذَا المَال خضرٌ حلوٌ " وَفِي روايتهما: " خضرةٌ حلوةٌ، فَمن أَخذه بسخاوة نفسٍ بورك لَهُ فِيهِ، وَمن أَخذه بإشراف نفسٍ لم يُبَارك لَهُ فِيهِ، وَكَانَ كَالَّذي يَأْكُل لَا يشْبع، وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى " قَالَ حَكِيم: فَقلت: يَا رَسُول الله، وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، لَا أرزأ أحدا بعْدك شَيْئا حَتَّى أُفَارِق الدُّنْيَا. فَكَانَ أَبُو بكر يَدْعُو حكيماً ليعطيه الْعَطاء فيأبى أَن يقبل مِنْهُ شَيْئا. ثمَّ إِن عمر دَعَاهُ ليعطيه فَأبى أَن يقبله، فَقَالَ: يَا معشر الْمُسلمين، وَفِي رِوَايَة يُونُس: إِنِّي أشهدكم يَا معشر الْمُسلمين على حَكِيم، أَنِّي أعرض عَلَيْهِ حَقه الَّذِي قسم الله لَهُ فِي هَذَا الْفَيْء فيأبى أَن يَأْخُذهُ. فَلم يرزأ حَكِيم أحدا من النَّاس بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى توفّي. 2866 - الثَّانِي: من رِوَايَة عُرْوَة بن الزبير: أَن حَكِيم بن حزَام أخبرهُ أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، أَرَأَيْت أموراً كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة من صلاةٍ وعتاقةٍ وصدقةٍ، هَل لي فِيهَا أجر؟ قَالَ حَكِيم: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أسلمت على مَا سلف لَك من خيرٍ " قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن إِسْحَق: التحنث: التبرر. الحديث: 2865 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه: أَن حَكِيم بن حزَام أعتق فِي الْجَاهِلِيَّة مائَة رَقَبَة وَحمل على مائَة بعير. قَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قلت: يَا رَسُول الله، أَشْيَاء كنت أصنعها فِي الْجَاهِلِيَّة، كنت أتحنث بهَا - يَعْنِي أتبرر بهَا - قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أسلمت على مَا سلف لَك من خير ". وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة: قَالَ هِشَام: يَعْنِي أتبرر بهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. أسلمت على مَا سلف لَك من الْخَيْر. " قلت: فوَاللَّه لَا أدع شَيْئا صَنعته فِي الْجَاهِلِيَّة إِلَّا فعلت فِي الْإِسْلَام مثله. وَفِيمَا أخرجه أَبُو بكر البرقاني: قَالَ الزُّهْرِيّ: التحنث: التَّعَبُّد. 2867 - الثَّالِث: من رِوَايَة عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل عَن حَكِيم بن حزَام قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا " أَو قَالَ: " حَتَّى يَتَفَرَّقَا، فَإِن صدقا وَبينا بورك لَهما فِي بيعهمَا، وَإِن كتما وكذبا محقت بركَة بيعهمَا ". وللبخاري فِي حَدِيث حبَان عَن همام عَن قَتَادَة: البيعان بِالْخِيَارِ مَا لم يَتَفَرَّقَا " قَالَ همام: وجدت فِي كتابي: يخْتَار ثَلَاث مرار، وَفِيه: " وَإِن كذبا وكتما فَعَسَى أَن يربحا ربحا ويمحقاً بركَة بيعهمَا ". قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: ولد حَكِيم بن حزَام فِي جَوف الْكَعْبَة، وعاش مائَة وَعشْرين سنة. 2868 - الرَّابِع: من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة عُرْوَة عَن حَكِيم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْيَد الْعليا خيرٌ الحديث: 2867 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 من الْيَد السُّفْلى، وابدأ بِمن تعول، وَخير الصَّدَقَة مَا كَانَ عَن ظهر غنى، وَمن يستعفف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله. " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة أبي عِيسَى مُوسَى بن طَلْحَة عَن حَكِيم بن حزَام أَنه حَدثهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أفضل الصَّدَقَة - أَو: خير الصَّدَقَة عَن ظهر غنى، وَالْيَد الْعليا خيرٌ من السُّفْلى، وابدأ بِمن تعول ". انْفَرد البُخَارِيّ فِيهِ بقوله عَلَيْهِ السَّلَام: وَمن يستعفف يعفه الله، وَمن يسْتَغْن يغنه الله ". (99) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عبد الله بن مَالك، ابْن بُحَيْنَة الْأَسدي [رَضِي الله عَنهُ] حَلِيف بني عبد الْمطلب 2869 - الحَدِيث الأول: من رِوَايَة أبي دَاوُد عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن عبد الله بن بُحَيْنَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ من اثْنَتَيْنِ من الظّهْر لم يجلس بَينهمَا، فَلَمَّا قضى صلَاته سجد سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ سلم بعد ذَلِك. كَذَا فِي حَدِيث مَالك عَن يحيى بن سعيد. وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ: صلى لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ من بعض الصَّلَوَات ثمَّ قَامَ وَلم يجلس، فَقَامَ النَّاس، فَلَمَّا قضى صلَاته ونظرنا الحديث: 2869 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 تَسْلِيمه كبر قبل التَّسْلِيم، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالس. وَفِي حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، وَفِيه. فَلَمَّا قضى صلَاته، وانتظر النَّاس تَسْلِيمه كبر فَسجدَ قبل أَن يسلم ثمَّ رفع رَأسه، ثمَّ كبر فَسجدَ ثمَّ رفع رَأسه وَسلم. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ: قَامَ فِي صَلَاة الظّهْر وَعَلِيهِ جُلُوس، فَلَمَّا أتم صلَاته سجد سَجْدَتَيْنِ، يكبر فِي كل سَجْدَة وَهُوَ جَالس قبل أَن يسلم، وسجدهما النَّاس مَعَه مَكَان مَا نسي من الْجُلُوس. 2870 - الثَّانِي: من رِوَايَة الْأَعْرَج عَن ابْن بُحَيْنَة قَالَ: احْتجم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ محرم بِلحي جملٍ من طَرِيق مَكَّة، فِي وسط رَأسه. 2871 - الثَّالِث: من رِوَايَة الْأَعْرَج عَن ابْن بُحَيْنَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرج بَين يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُو بَيَاض إبطَيْهِ. وَفِي رِوَايَة عَمْرو بن الْحَارِث: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سجد يجنح فِي سُجُوده، حَتَّى يرى وضح إبطَيْهِ. وَفِي رِوَايَة اللَّيْث بن سعد: كَانَ إِذا سجد فرج يَدَيْهِ عَن إبطَيْهِ، حَتَّى إِنِّي لأرى بَيَاض إبطَيْهِ. 2872 - الرَّابِع: من رِوَايَة حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب عَن عبد الله بن مَالك، ابْن بُحَيْنَة قَالَ: مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِرَجُل - كَذَا فِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن عبد الله الأويسي عَن إِبْرَاهِيم بن سعد. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن سعد بن إِبْرَاهِيم: أَن ابْن الحديث: 2870 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 عَاصِم قَالَ: سَمِعت رجلا من الأزد يُقَال لَهُ مَالك بن بُحَيْنَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى رجلا وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لاث بِهِ النَّاس، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " آلصبح أَرْبعا؟ آلصبح أَرْبعا؟ " قَالَ البُخَارِيّ: تَابِعَة غنْدر ومعاذ عَن شُعْبَة فِي حَدِيث مَالك. وَقَالَ ابْن إِسْحَق عَن سعيد عَن حَفْص عَن عبد الله بن بُحَيْنَة. وَقَالَ حَمَّاد: أخبرنَا سعد عَن حَفْص عَن مَالك. وَلمُسلم من حَدِيث أبي عوَانَة عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن حَفْص بن عَاصِم عَن ابْن بُحَيْنَة قَالَ: أُقِيمَت صَلَاة الصُّبْح، فَرَأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا يُصَلِّي والمؤذن يُقيم فَقَالَ: " أَتُصَلِّي الصُّبْح أَرْبعا؟ ". وَقَالَ فِي رِوَايَة القعْنبِي عَن عبد الله بن مَالك، بن بُحَيْنَة عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِرَجُل يُصَلِّي وَقد أُقِيمَت صَلَاة الصُّبْح، فَكَلمهُ بِشَيْء لَا نَدْرِي مَا هُوَ، فَمَا انصرفنا أحطنا بِهِ نقُول: مَاذَا قَالَ لَك رَسُول الله؟ قَالَ: قَالَ لي: " يُوشك أَن يُصَلِّي أحدكُم الصُّبْح أَرْبعا. " قَالَ مُسلم: قَوْله فِيهِ: عَن أَبِيه فِي هَذَا الحَدِيث خطأ. (100) مُسْند أبي وَاقد اللَّيْثِيّ [رَضِي الله عَنهُ] واسْمه الْحَارِث بن عَوْف. وَقيل: الْحَارِث بن مَالك، شهد بَدْرًا، مدنِي، جاور بِمَكَّة. حَدِيث وَاحِد مُتَّفق عَلَيْهِ //. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 2873 - من رِوَايَة أبي مرّة مولى عقيل بن أبي طَالب عَن أبي وَاقد اللَّيْثِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْنَمَا هُوَ جَالس فِي الْمَسْجِد وَالنَّاس مَعَه، إِذا أقبل ثلاثةٌ، فَأقبل اثْنَان إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذهب وَاحِد فَوقف على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَما أَحدهمَا فَرَأى فُرْجَة فِي الْحلقَة فَجَلَسَ فِيهَا، وَأما الآخر فَجَلَسَ خَلفهم، وَأما الثَّالِث فَأَدْبَرَ ذَاهِبًا. فَلَمَّا فرغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَلا أخْبركُم عَن النَّفر الثَّلَاثَة؟ أما أحدهم فأوى إِلَى الله فآواه الله، وَأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله مِنْهُ، وَأما الآخر فَأَعْرض فَأَعْرض الله عَنهُ ". وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 2874 - من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن أبي وَاقد قَالَ: سَأَلَني عمر بن الْخطاب عَمَّا قَرَأَ بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَوْم الْعِيد. فَقلت: ب (اقْتَرَبت السَّاعَة) و (ق وَالْقُرْآن الْمجِيد) . وَفِي حَدِيث مَالك بن أنس عَن ضَمرَة بن سعيد عَن عبيد الله: أَن عمر بن الْخطاب سَأَلَ أَبَا واقدٍ اللَّيْثِيّ: مَا كَانَ يقْرَأ بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْأَضْحَى وَالْفطر؟ فَقَالَ: كَانَ يقْرَأ فيهمَا ب (ق وَالْقُرْآن الْمجِيد) و (اقْتَرَبت السَّاعَة وَانْشَقَّ الْقَمَر) . (101) مُسْند الْمسيب بن حزن بن أبي وهب بن عَمْرو بن عَائِذ [رَضِي الله عَنهُ] حديثان مُتَّفق عَلَيْهِمَا: 2875 - أَحدهمَا: من رِوَايَة سعيد بن الْمسيب عَن الْمسيب قَالَ: لما حضرت أَبَا طَالب الْوَفَاة، جَاءَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوجدَ عِنْده أَبَا جهل وَعبد الله بن أبي أُميَّة بن الحديث: 2873 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 الْمُغيرَة، فَقَالَ: " أَي عَم، قل: لَا إِلَه إِلَّا الله، كلمة أُحَاج لَك بهَا عِنْد الله ". فَقَالَ أَبُو جهل وَعبد الله بن أُميَّة: أترغب عَن مِلَّة عبد الْمطلب؟ فَلم يزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرضهَا عَلَيْهِ، ويعودان لتِلْك الْمقَالة، حَتَّى قَالَ أَبُو طَالب آخر مَا كَلمهمْ: أَنا على مِلَّة عبد الْمطلب، وأبى أَن يَقُول: لَا إِلَه إِلَّا الله. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالله لأَسْتَغْفِرَن لَك مَا لم أَنه عَنْك ". فَأنْزل الله عز وَجل: {مَا كَانَ للنَّبِي وَالَّذين آمنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا للْمُشْرِكين وَلَو كَانُوا أولي قربى من بعد مَا تبين لَهُم} [التَّوْبَة] . وَأنزل الله فِي أبي طَالب، فَقَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء وَهُوَ أعلم بالمهتدين} [الْقَصَص] . 2876 - الثَّانِي: من رِوَايَة قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه قَالَ: لقد رَأَيْت الشَّجَرَة، ثمَّ أتيتها بعد فَلم أعرفهَا ". وَفِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن طَارق عَن سعيد عَن أَبِيه: أَنه كَانَ مِمَّن بَايع تَحت الشَّجَرَة، قَالَ: فرجعنا إِلَيْهَا الْعَام الْمقبل فعميت علينا. وَفِي رِوَايَة إِسْرَائِيل عَن طَارق بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: انْطَلَقت حَاجا، فمررت بِقوم يصلونَ، فَقلت: مَا هَذَا الْمَسْجِد؟ قَالُوا: هَذِه الشَّجَرَة حَيْثُ بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيعَة الرضْوَان. فَأتيت سعيد بن الْمسيب فَأَخْبَرته، فَقَالَ سعيد: حَدثنِي أبي أَنه كَانَ مِمَّن بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَحت الشَّجَرَة، قَالَ: فَلَمَّا خرجنَا من الْعَام الْمقبل نسيناها فَلم نقدر عَلَيْهَا. فَقَالَ سعيد: إِن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يعلموها وعلمتموها أَنْتُم، فَأنْتم أعلم! . وَحَدِيث سُفْيَان عَن طَارق مُخْتَصر: ذكرنَا عِنْد سعيد بن الْمسيب الشَّجَرَة فَضَحِك وَقَالَ: أَخْبرنِي أبي - وَكَانَ شَهِدَهَا. لم يزدْ. الحديث: 2876 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 وللبخاري حَدِيث وَاحِد: 2877 - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن سعيد عَن أَبِيه: أَن أَبَاهُ جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا اسْمك؟ " قَالَ: حزنٌ قَالَ: " بل أَنْت سهلٌ " قَالَ: قلت: لَا أغير اسْما سمانيه أبي. وَفِي رِوَايَة عبد الحميد بن جُبَير بن شيبَة قَالَ: جَلَست إِلَى سعيد بن الْمسيب، فَحَدثني أَن جده حزنا قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا اسْمك؟ " قَالَ: اسْمِي حزن. قَالَ: " بل أَنْت سهل ". قَالَ: مَا أَنا بمغيرٍ اسْما سمانيه أبي. قَالَ ابْن الْمسيب: فَمَا زَالَت فِينَا الحزونة بعد. هَا هُنَا أوردهُ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي. (102) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند سُفْيَان بن أبي زُهَيْر الْأَزْدِيّ [رَضِي الله عَنهُ] " من أَزْد شنُوءَة " حديثان: 2878 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عُرْوَة عَن أَخِيه عبد الله بن الزبير عَن سُفْيَان بن أبي زُهَيْر قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: تفتح الْيمن، فَيَأْتِي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم، وَالْمَدينَة خيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ. وتفتح الشَّام فَيَأْتِي قومٌ يبسون فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم، وَالْمَدينَة خيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ. وتفتح الْعرَاق، فَيَأْتِي قوم يبسون، فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم، وَالْمَدينَة خيرٌ لَهُم لَو كَانُوا يعلمُونَ ". الحديث: 2877 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 2879 - الثَّانِي: من رِوَايَة السَّائِب بن يزِيد عَن سُفْيَان بن أبي زُهَيْر - رجلٌ من أَزْد شنُوءَة وَكَانَ من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من اقتنى كَلْبا لَا يُغني عَنهُ زرعا وَلَا ضرعاً، نقص من عمله كل يَوْم قيراطٌ " قَالَ السَّائِب: قلت: أَنْت سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: إِي وَرب هَذَا الْمَسْجِد. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال عَن يزِيد بن خصيفَة: إِي وَرب هَذِه الْقبْلَة. (103) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 2880 - من رِوَايَة السَّائِب بن يزِيد ابْن أُخْت نمر: أَن عمر بن الْعَزِيز سَأَلَهُ: مَا سَمِعت فِي سُكْنى مَكَّة؟ فَقَالَ: سَمِعت الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ثَلَاث للمهاجرين بعد الصَّدْر ". وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لِلْمُهَاجِرِ إِقَامَة ثلاثٍ بعد الصَّدْر " كَأَنَّهُ لَا يزِيد عَنْهَا. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عبد الرَّحْمَن بن حميد قَالَ: سَمِعت عمر بن عبد الْعَزِيز يَقُول لجلسائه: مَا سَمِعْتُمْ فِي سُكْنى مَكَّة؟ فَقَالَ السَّائِب بن يزِيد: سَمِعت الْعَلَاء، أَو: قَالَ الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يُقيم المُهَاجر بِمَكَّة بعد قَضَاء نُسكه ثَلَاثًا ". الحديث: 2879 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 (104) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الصعب بن جثامة اللَّيْثِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 2881 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عبد الله بن عَبَّاس عَنهُ: أَنه أهْدى إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حمارا وحشياً وَهُوَ بالأبواء - أَو بودان - فَرده عَلَيْهِ، فَلَمَّا رأى مَا فِي وَجهه قَالَ: " إِنَّا لم نرده عَلَيْك، إِلَّا أَنا حرمٌ ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى عَن مَالك قَالَ: فَلَمَّا أَن رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا فِي وَجْهي قَالَ: " إِنَّا لم نرده عَلَيْك، إِلَّا أَنا حرمٌ ". وَفِي حَدِيث اللَّيْث وَمعمر وَصَالح عَن الزُّهْرِيّ: أهديت لَهُ حمَار وَحش، وَفِي حَدِيث اللَّيْث وَصَالح: أَن الصعب بن جثامة أخبرهُ. وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ: أهديت لَهُ من لحم حمَار وَحش. وَمن الروَاة من قَالَ: أهْدى الصعب بن جثامة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حمَار وَحش وَهُوَ محرم. جعله فِي مُسْند ابْن عَبَّاس. وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك. 2882 - الثَّانِي: يجمع حديثين جَمعهمَا البُخَارِيّ فِي مَوضِع، وَأخرج أَحدهمَا فِي مَوضِع آخر: وهما من رِوَايَة ابْن عَبَّاس عَن العصب بن جثامة قَالَ: مر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالأبواء - أَو بودان وَسُئِلَ عَن أهل الدَّار من الْمُشْركين يبيتُونَ فيصاب من نِسَائِهِم وذراريهم، قَالَ: " هم مِنْهُم " وسمعته يَقُول: " لَا حمى إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ ". الحديث: 2881 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 وَعَن الزُّهْرِيّ أَنه سمع عبيد الله بن عبد الله عَن عَبَّاس قَالَ: حَدثنَا الصعب فِي الذرادي. قَالَ سُفْيَان: وَكَانَ عَمْرو يحدثنا عَن ابْن شهَاب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسمعناه من الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس عَن الصعب قَالَ: " هم مِنْهُم "، وَلم يقل كَمَا قَالَ عَمْرو: " من آبَائِهِم ". هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ. وَله من حَدِيث يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن عبيد الله عَن ابْن عَبَّاس أَن الصعب ابْن جثامة قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا حمى إِلَّا الله وَلِرَسُولِهِ ". وَقَالَ: بلغنَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حمى النقيع، وَأَن عمر حمى سرف والربذة. وَأخرج مُسلم أحد الْفَصْلَيْنِ - وَهُوَ فصل البيات وإصابة الذَّرَارِي، وَلم يخرج قَوْله: " لَا حمى إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ ". وَلم يبن ذَلِك أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه، بل حكى بِظَاهِر إهماله: أَنَّهُمَا قد أخرجاهما. وَكتاب مُسلم شَاهد بِمَا قُلْنَا، فَبَان أَن أَحدهمَا مُتَّفق عَلَيْهِ، وَقَوله: " لَا حمى ... " من أَفْرَاد البُخَارِيّ. (105) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي يزِيد السَّائِب بن يزِيد [رَضِي الله عَنهُ] ابْن أُخْت نمر الْكِنْدِيّ، وَقيل: الْهُذلِيّ. حَدِيث وَاحِد: 2883 - من رِوَايَة الجعيد بن عبد الرَّحْمَن، وَقيل: الْجَعْد، قَالَ: سَمِعت الحديث: 2883 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 السَّائِب بن يزِيد يَقُول: ذهبت بِي خَالَتِي إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن ابْن أُخْتِي وجعٌ، فَمسح رَأْسِي، ودعا لي بِالْبركَةِ، وَتَوَضَّأ فَشَرِبت من وضوئِهِ، ثمَّ قُمْت خلف ظَهره، فَنَظَرت إِلَى خَاتمه بَين كَتفيهِ مثل زر الحجلة. وَمن الروَاة من قَالَ: إِن ابْن أُخْتِي وَقع. وَقَالَ: فَنَظَرت إِلَى خَاتم النُّبُوَّة. وَفِي حَدِيث إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَن الْفضل بن مُوسَى أَن الجعيد قَالَ: رَأَيْت السَّائِب بن يزِيد سنة أَربع وَتِسْعين جلدا معتدلاً، فَقَالَ: قد علمت مَا متعت بِهِ - سَمْعِي وبصري - إِلَّا بِدُعَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِن خَالَتِي ذهبت بِي إِلَيْهِ فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن ابْن أُخْتِي شاكٍ، فَادع الله لَهُ. قَالَ: فَدَعَا لي. وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة وَإِبْرَاهِيم بن حَمْزَة وَمُحَمّد بن عباد نَحوه، وَفِيه: فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن ابْن أُخْتِي وجعٌ. وَقَالَ قُتَيْبَة وَمُحَمّد بن عباد وَغَيرهمَا: الْجَعْد بن عبد الرَّحْمَن. أَفْرَاد البُخَارِيّ 2884 - الحَدِيث الأول: عَن الجعيد بن عبد الرَّحْمَن عَن السَّائِب بن يزِيد قَالَ: كَانَ الصَّاع على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مدا وَثلثا بمدكم الْيَوْم، فزيد فِيهِ فِي زمن عمر بن عبد الْعَزِيز. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن زُرَارَة عَن الْقَاسِم بن مَالك نَحوه، وَزَاد: وَكَانَ السَّائِب قد حج بِهِ فِي ثقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فرقه البُخَارِيّ فِي موضِعين. الحديث: 2884 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف ابْن أُخْت نمر عَن السَّائِب قَالَ: حج بِي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا ابْن سبع سِنِين. 2885 - الثَّانِي: من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب قَالَ: كَانَ النداء يَوْم الْجُمُعَة أَوله إِذا جلس الإِمَام على الْمِنْبَر على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان، وَكثر النَّاس زَاد النداء الثَّالِث على الزَّوْرَاء. وَزَاد يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: فَثَبت الْأَمر على ذَلِك. وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة الْمَاجشون عَن الزُّهْرِيّ عَنهُ قَالَ: وَلم يكن للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم موذنٌ غير وَاحِد 2886 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب قَالَ: أذكر أَنِّي خرجت مَعَ الغلمان إِلَى ثنية الْوَدَاع لتلقي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ سُفْيَان مرّة: مَعَ الصّبيان. زَاد فِي حَدِيث عبد الله بن مُحَمَّد: مقدمه من غَزْوَة تَبُوك. 2887 - الرَّابِع: عَن يزِيد بن خصيفَة عَن السَّائِب قَالَ: كُنَّا نؤتى بالشارب على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وإمرة أبي بكر وصدراً من خلَافَة عمر، فنقوم إِلَيْهِ بِأَيْدِينَا ونعالنا وأرديتنا، حَتَّى كَانَ آخر إمرة عمر، فجلد أَرْبَعِينَ، حَتَّى إِذا عتوا وفسقوا جلد ثَمَانِينَ. الحديث: 2885 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 (106) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 2888 - من رِوَايَة جَعْفَر بن عَمْرو عَن أَبِيه عَمْرو بن أُميَّة: أَنه رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحتز من كتف شاةٍ فِي يَده، فدعي إِلَى الصَّلَاة، فَألْقى السكين، وَصلى وَلم يتَوَضَّأ. وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: فألقاها والسكين الَّتِي يحتز بهَا، ثمَّ قَامَ فصلى وَلم يتَوَضَّأ. وَفِي رِوَايَة صَالح بن كيسَان: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْكُل ذِرَاعا يحتز مِنْهَا ... وَذكر الحَدِيث. وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد وَعَمْرو بن الْحَارِث فِيهِ: قَالَ أَحدهمَا: يحتز من كتفٍ يَأْكُل مِنْهَا، ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ. وَقَالَ الآخر فِي رِوَايَته: يحتز من كتف شَاة فَأكل مِنْهَا، فدعي إِلَى الصَّلَاة، فَقَامَ وَطرح السكين، وَصلى وَلم يتَوَضَّأ. وللبخاري وَحده حَدِيث وَاحِد: 2889 - من رِوَايَة جَعْفَر بن عَمْرو عَن أَبِيه عَمْرو بن أُميَّة: أَنه رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسح على الْخُفَّيْنِ. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه حَرْب بن شَدَّاد وَأَبَان عَن يحيى. الحديث: 2888 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 وَفِي رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسح على عمَامَته وخفيه. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه معمر عَن يحيى. (107) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من أبي شُرَيْح خويلد بن عَمْرو الْخُزَاعِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 2890 - أَحدهمَا: من رِوَايَة سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَنهُ أَنه قَالَ لعَمْرو بن سعيد وَهُوَ يبْعَث الْبعُوث إِلَى مَكَّة: ائْذَنْ لي أَيهَا الْأَمِير أحَدثك قولا قَامَ بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْغَد من يَوْم الْفَتْح، سمعته أذناي، ووعاه قلبِي، وأبصرته عَيْنَايَ حِين تكلم بِهِ: حمد الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " إِن مَكَّة حرمهَا الله وَلم يحرمها النَّاس، فَلَا يحل لامرئٍ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن يسفك بهَا دَمًا، وَلَا يعضد بهَا شَجَرَة، فَإِن أحدٌ ترخص لقِتَال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا، فَقولُوا لَهُ: إِن الله قد أذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يَأْذَن لكم، وَإِنَّمَا أذن لي فِيهَا سَاعَة من نَهَار، ثمَّ عَادَتْ حرمتهَا الْيَوْم كحرمتها بالْأَمْس، وليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب " فَقيل لأبي شُرَيْح: مَاذَا قَالَ لَك عَمْرو؟ قَالَ: قَالَ: أَنا أعلم بذلك مِنْك يَا أَبَا شُرَيْح، إِن الْحرم لَا يعيذ عَاصِيا، وَلَا فَارًّا بدمٍ، وَلَا فَارًّا بخربةٍ. الحديث: 2890 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 2891 - الثَّانِي: من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد أَيْضا عَن أبي شُرَيْح قَالَ: سَمِعت أذناي، وأبصرت عَيْنَايَ، ووعاه قلبِي حِين تكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه جائزته ". قَالُوا: وَمَا جائزته يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " يَوْمه وَلَيْلَته، والضيافة ثَلَاثَة أَيَّام، فَمَا كَانَ وَرَاء ذَلِك فَهُوَ صَدَقَة عَلَيْهِ ". وَقَالَ: " من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت ". زَاد عبد الحميد بن جَعْفَر: وَلَا يحل لرجلٍ مُسلم أَن يُقيم عِنْد أَخِيه حَتَّى يؤثمه " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَكَيف يؤثمه؟ قَالَ: يُقيم عِنْده وَلَا شَيْء لَهُ يقريه بِهِ ". وَقد أخرج مُسلم من رِوَايَة نَافِع بن جُبَير عَن ابْن شُرَيْح أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو لِيَسْكُت ". وللبخاري وَحده حَدِيث وَاحِد 2892 - من رِوَايَة سعيد بن أبي سعيد عَن أبي شُرَيْح أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَالله لَا يُؤمن، وَالله لَا يُؤمن، وَالله لَا يُؤمن " قيل: من يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " الَّذِي لَا يَأْمَن جَاره بوائقه " قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه شَبابَة وَأسد بن مُوسَى. وَمِنْهُم من رَوَاهُ عَن ابْن أبي ذِئْب عَن المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة. الحديث: 2891 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 (108) مُسْند خفاف بن إِيمَاء بن رحضة الْغِفَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] بَدْرِي. ذكر أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي هَذَا الْمسند قَول عمر رَضِي الله عَنهُ لما جَاءَتْهُ ابْنة خفاف: وَالله إِنِّي لأرى أَبَا هَذِه وأخاها قد حاصرا حصناً زَمَانا، فافتتحاه، ثمَّ أَصْبَحْنَا نستفيء سهمانهما فِيهِ. أخرجه البُخَارِيّ وَحده، وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْند عمر، وَلَا مدْخل لَهُ هَا هُنَا، إِذْ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا ذكر عمر لَهُ، وَقَول ابْنَته: أَنا بنت خفاف، شهد أبي الْحُدَيْبِيَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم تقل إِن أَبَاهَا أخْبرهَا بذلك، وَلَو صحت لَهَا صُحْبَة لَكَانَ ذَلِك فِي مسندها، لَا من روايتهما عَن أَبِيهِمَا كَمَا ترْجم أَبُو مَسْعُود. وَالصَّوَاب أَن يُقَال: إِن خفافاً من الصَّحَابَة الَّذين انْفَرد مُسلم بِالْإِخْرَاجِ عَنْهُم، كَمَا قَالَ أَبُو الْفَتْح بن أبي الفوارس. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 2893 - من رِوَايَة حَنْظَلَة بن الْأَسْقَع والْحَارث بن خفاف عَن خفاف، وَقَالَ الْحَارِث بن خفاف: قَالَ خفاف بن إِيمَاء: ركع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ: " غفار غفر الله لَهَا، وَأسلم سَالَمَهَا الله، وَعصيَّة عَصَتْ الله وَرَسُوله. اللَّهُمَّ الْعَن بني لحيان، والعن رعلاً وذكوان " ثمَّ وَقع سَاجِدا. قَالَ خفاف: فَجعلت لعنة الْكَفَرَة من أجل ذَلِك. الحديث: 2893 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 (109) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس [رَضِي الله عَنهُ] 2894 - حَدِيث وَاحِد لَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ غَيره، فرقه البُخَارِيّ فِي مَوَاضِع عدَّة من كِتَابه، وَهُوَ عِنْدهمَا من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: حَدثنِي أَبُو سُفْيَان من فِيهِ إِلَى فِي قَالَ: انْطَلَقت فِي الْمدَّة الَّتِي كَانَت بيني وَبَين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: فَبينا أَنا بِالشَّام، إِذْ جِيءَ بِكِتَاب من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى هِرقل، قَالَ: وَكَانَ دحْيَة الْكَلْبِيّ جَاءَ بِهِ، فَدفعهُ إِلَى عَظِيم بصرى، فَدفعهُ عَظِيم بصرى إِلَى هِرقل قَالَ: فَقَالَ هِرقل: هَل هَا هُنَا أحدٌ من قوم هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي؟ قَالُوا: نعم. فَدُعِيت فِي نفرٍ من قُرَيْش، فَدَخَلْنَا على هِرقل، فأجلسنا بَين يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَيّكُم أقرب نسبا من هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نبيٌّ؟ قَالَ أَبُو سُفْيَان: فَقلت: أَنا. فأجلسوني بَين يَدَيْهِ، وأجلسوا أَصْحَابِي خَلْفي، ثمَّ دَعَا بترجمانه، فَقَالَ: قل لَهُم: إِنِّي سَائل هَذَا عَن هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نبيٌّ، فَإِن كَذبَنِي فَكَذبُوهُ. قَالَ أَبُو سُفْيَان: وَايْم الله، لَوْلَا أَن يؤثروا عَليّ الْكَذِب لكذبته. ثمَّ قَالَ لِترْجُمَانِهِ: سَله: كَيفَ حَسبه فِيكُم؟ قَالَ: قلت: هُوَ فِينَا ذُو حسب. قَالَ: فَهَل كَانَ من آبَائِهِ من ملك؟ قلت: لَا. قَالَ: فَهَل كُنْتُم تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قبل أَن يَقُول مَا قَالَ؟ قَالَ: قلت: لَا. قَالَ: فَهَل يتبعهُ أَشْرَاف النَّاس أم ضُعَفَاؤُهُمْ؟ قَالَ: قلت: بل ضُعَفَاؤُهُمْ. قَالَ: أيزيدون أم ينقصُونَ؟ قلت: لَا، بل يزِيدُونَ. قَالَ: هَل يرْتَد احدٌ مِنْهُم عَن دينه بعد أَن يدْخل فِيهِ سخطَة لَهُ؟ قَالَ: قلت: لَا. قَالَ: فَهَل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قَالَ: فَكيف كَانَ قتالكم إِيَّاه؟ قَالَ: قلت: تكون الْحَرْب بَيْننَا وَبَينه سجالاً، يُصِيب منا وَنصِيب مِنْهُ. قَالَ: فَهَل يغدر؟ الحديث: 2894 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 قلت: لَا، وَنحن مِنْهُ فِي هَذِه الْمدَّة لَا نَدْرِي مَا هُوَ صانع فِيهَا. قَالَ: وَالله مَا أمكنني من كلمة أَدخل فِيهَا شَيْئا غير هَذِه. قَالَ: فَهَل قَالَ هَذَا القَوْل أحدٌ قبله؟ قلت: لَا. ثمَّ قَالَ لِترْجُمَانِهِ: قل لَهُ: إِنِّي سَأَلتك عَن حَسبه فِيكُم، فَزَعَمت أَنه فِيكُم ذُو حسب، وَكَذَلِكَ الرُّسُل تبْعَث فِي أَحْسَاب قَومهَا. وَسَأَلْتُك هَل كَانَ فِي آبَائِهِ ملك، فَزَعَمت أَن لَا، فَقلت: لَو كَانَ من آبَائِهِ ملك قلت: رجلٌ يطْلب ملك آبَائِهِ. وَسَأَلْتُك عَن أَتْبَاعه: أضعفاؤهم أم أَشْرَافهم؟ فَقلت: بل ضُعَفَاؤُهُمْ، وهم أَتبَاع الرُّسُل. وَسَأَلْتُك: هَل تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قبل أَن يَقُول مَا قَالَ؟ فَزَعَمت أَن لَا، فَعرفت أَنه لم يكن ليَدع الْكَذِب على النَّاس ثمَّ يذهب فيكذب على الله. وَسَأَلْتُك: هَل يرْتَد أحدٌ مِنْهُم عَن دينه بعد أَن يدْخل فِيهِ سخطَة لَهُ؟ فَزَعَمت أَن لَا، وَكَذَلِكَ الْإِيمَان إِذا خالط بشاشة الْقُلُوب. وَسَأَلْتُك: هَل يزِيدُونَ أَو ينقصُونَ؟ فَزَعَمت أَنهم يزِيدُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِيمَان حَتَّى يتم. وَسَأَلْتُك: هَل قاتلتموه؟ فَزَعَمت انكم قاتلتموه فَتكون الْحَرْب بَيْنكُم وَبَينه سجالاً، ينَال مِنْكُم وتنالون مِنْهُ، وَكَذَلِكَ الرُّسُل تبتلى ثمَّ تكون لَهَا الْعَاقِبَة. وَسَأَلْتُك: هَل يغدر؟ فَزَعَمت أَنه لَا يغدر، وَكَذَلِكَ الرُّسُل لَا تغدر. وَسَأَلْتُك: هَل قَالَ هَذَا القَوْل أحدٌ قبله؟ فَزَعَمت أَن لَا. فَقلت: لَو كَانَ قَالَ هَذَا القَوْل أحدٌ قبله، قلت: رجلٌ ائتم بقولٍ قيل قبله. قَالَ: ثمَّ قَالَ: بِمَ يَأْمُركُمْ؟ قُلْنَا: يَأْمُرنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة والصلة والعفاف. قَالَ: إِن يَك مَا تَقول حَقًا فَإِنَّهُ نَبِي، وَقد كنت أعلم أَنه خَارج، وَلم أك أَظُنهُ مِنْكُم، وَلَو أَنِّي أعلم أَنِّي أخْلص إِلَيْهِ لأحببت لقاءه، وَلَو كنت عِنْده لغسلت عَن قَدَمَيْهِ، وليبغلن ملكه مَا تَحت قدمي. ثمَّ دَعَا بِكِتَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقرأه، فَإِذا فِيهِ: " بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى هِرقل عَظِيم الرّوم، سَلام على من اتبع الْهدى. أما بعد، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 فَإِنِّي أَدْعُوك بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام، أسلم تسلم، وَأسلم يؤتك الله أجرك مرَّتَيْنِ، فَإِن توليت فَإِن عَلَيْك إِثْم الأريسيين. وَيَا أهل الْكتاب تَعَالَوْا إِلَى كلمة سَوَاء بَيْننَا وَبَيْنكُم أَلا نعْبد إِلَّا الله وَلَا نشْرك بِهِ شَيْئا، وَلَا يتَّخذ بَعْضنَا بَعْضًا أَرْبَابًا من دون الله، فَإِن توَلّوا فَقولُوا اشْهَدُوا بِأَنا مُسلمُونَ " فَلَمَّا فرغ من قِرَاءَة الْكتاب ارْتَفَعت الْأَصْوَات عِنْده، وَكثر اللَّغط، وَأمر بِنَا فأخرجنا، فَقلت لِأَصْحَابِي حِين خرجنَا: لقد أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة أَن يخافه ملك بني الْأَصْفَر، فَمَا زلت موقناً بِأَمْر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سَيظْهر، حَتَّى أَدخل الله عَليّ الْإِسْلَام. قَالَ الزُّهْرِيّ: فَدَعَا هِرقل عُظَمَاء الرّوم فَجَمعهُمْ فِي دَار لَهُ فَقَالَ: يَا معشر الرّوم، هَل لكم فِي الْفَلاح والرشد آخر الْأَبَد، وَأَن يثبت لكم ملككم. قَالَ: فحاصوا حَيْصَة حمر الْوَحْش إِلَى الْأَبْوَاب، فوجدوها قد غلقت. قَالَ: عَليّ بهم، فَدَعَا بهم فَقَالَ: إِنِّي اختبرت شدتكم على دينكُمْ، فقد رَأَيْت مِنْكُم الَّذِي أَحْبَبْت، فسجدوا لَهُ وَرَضوا عَنهُ. لفظ حَدِيث البُخَارِيّ فِي رِوَايَة هِشَام بن يُوسُف وَعبد الرَّزَّاق عَن معمر. وَعند مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن رَافع وَغَيره عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر نَحوه، من أَوله إِلَى قَوْله: حَتَّى أَدخل الله عَليّ الْإِسْلَام. وطرف من حَدِيث صَالح عَن ابْن شهَاب بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَ فِيهِ: وَزَاد فِي الحَدِيث: وَكَانَ قَيْصر لما كشف الله عَنهُ جنود فَارس مَشى من حمص إِلَى إيلياء، شكرا لما أبلاه الله، قَالَ مُسلم: وَقَالَ فِي الحَدِيث: " من مُحَمَّد بن عبد الله وَرَسُوله ". وَقَالَ: " إِثْم اليريسيين ". وَقَالَ: " بداعية الْإِسْلَام ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 اختصر مُسلم زِيَادَة أبي صَالح وَلم يذكر مِنْهَا غير هَذَا الْقدر، وتمامها فِي كتاب أبي بكر البرقاني مُتَّصِلا بقوله: شكرا لما أبلاه الله: فَلَمَّا جَاءَ قَيْصر كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ حِين قَرَأَهُ: التمسوا هَا هُنَا أحدا من قومه نسألهم عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ ابْن عَبَّاس: فَأَخْبرنِي أَبُو سُفْيَان بن حَرْب أَنه كَانَ بِالشَّام، قدمُوا تجارًا فِي الْمدَّة الَّتِي كَانَت بَين رَسُول الله وَبَين كفار قُرَيْش. قَالَ أَبُو سُفْيَان: فَوَجَدنَا رَسُول قَيْصر بِبَعْض الشَّام، فَانْطَلق بِي وبأصحابي حَتَّى قدمنَا إيلياء، فأدخلنا عَلَيْهِ، فَإِذا هُوَ جَالس فِي مجْلِس ملكه، عَلَيْهِ التَّاج، وَإِذا حوله عُظَمَاء الرّوم، فَقَالَ لِترْجُمَانِهِ: سلهم: أَيهمْ أقرب نسبا من هَذَا الرجل الَّذِي يزْعم أَنه نَبِي. وَذكر نَحْو مَا تقدم من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ. وَفِي رِوَايَة أبي بكر البرقاني عَن أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان النَّيْسَابُورِي من حَدِيث صَالح عَن الزُّهْرِيّ: فَإِن عَلَيْكُم إِثْم اليريسيين " يَعْنِي الحراثين. وَفِي رِوَايَة عَن أبي بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن أبي يعلى حمد بن عَليّ بن الْمثنى " إِثْم الركوسيين ". وللبخاري من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ نَحْو حَدِيث معمر، وَفِيه: قَالَ: مَاذَا يَأْمُركُمْ؟ قلت: يَقُول: اعبدوا الله وَحده وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ أحدا، واتركوا مَا يَقُول آباؤكم، وَيَأْمُر بِالصَّلَاةِ والصدق والعفاف والصلة. وَفِي آخِره بعد قَوْله: حَتَّى أَدخل الله عَليّ الْإِسْلَام: وَكَانَ ابْن الناطور صَاحبه وهرقل أسقفه على نَصَارَى الشَّام يحدث: أَن هِرقل حِين قدم إيليا، أصبح يَوْمًا خَبِيث النَّفس، فَقَالَ بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك. قَالَ ابْن الناطور: وَكَانَ هِرقل حزاء، ينظر فِي النُّجُوم، فَقَالَ لَهُم حِين سَأَلُوهُ: إِنِّي رَأَيْت اللَّيْلَة حِين نظرت فِي النُّجُوم ملك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 الْخِتَان قد ظهر، فَمن يختتن من هَذِه الْأمة؟ قَالُوا: لَيْسَ يختتن إِلَّا الْيَهُود، فَلَا يهمنك شَأْنهمْ، فَاكْتُبْ إِلَى مَدَائِن ملكك فليقتلوا من فِيهَا من الْيَهُود، فَبينا هم على أَمرهم، أُتِي هِرقل برجلٍ أرسل بِهِ ملك غَسَّان يخبر عَن خبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا استخبره هِرقل قَالَ: اذْهَبُوا فانظروا: أمختتنٌ هُوَ؟ . فنظروا إِلَيْهِ، فحدثوه أَنه مختتن، وَسَأَلَهُ عَن الْعَرَب فَقَالَ: هم مختتنون. فَقَالَ هِرقل: هَذَا ملك هَذِه الْأمة قد ظهر، ثمَّ كتب هِرقل إِلَى صاحبٍ لَهُ بروما - وَكَانَ نَظِيره فِي الْعلم، وَسَار هِرقل إِلَى حمص، فَلم يرم حمص حَتَّى أَتَاهُ كتابٌ من صَاحبه يُوَافق رَأْي هِرقل على خُرُوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَنه نبيٌّ. فَأذن هِرقل لعظماء الرّوم فِي دسكرة لَهُ بحمص، ثمَّ أَمر بأبوابها فأغلقت، ثمَّ قَالَ: يَا معشر الرّوم، هَل لكم فِي الصّلاح والرشد - وَإِن كنت ملككم فتتابعوا هَذَا النَّبِي؟ فحاصوا حَيْصَة حمر الْوَحْش إِلَى الْأَبْوَاب، فوجدوها قد غلقت، ثمَّ ذكر نَحْو مَا فِي حَدِيث معمر إِلَى آخر هَذَا الْفَصْل، ثمَّ قَالَ: فَكَانَ ذَلِك آخر شَأْن هِرقل. قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ صَالح وَيُونُس وَمعمر عَن الزُّهْرِيّ. (110) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الرَّحْمَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان [رَضِي الله عَنهُ] 2895 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن عَبَّاس عَن مُعَاوِيَة قَالَ: قصرت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمشقص. الحديث: 2895 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 وَأوردهُ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي كِتَابه. وَأخرجه أَيْضا عَنهُ أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني فِي كِتَابه، من رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى عَن يحيى الْقطَّان عَن ابْن جريج وَفِيه: أَنه قصر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمشقص. أَو: رَأَيْته يقصر عِنْد الْمَرْوَة. 2896 - الثَّانِي: عَن أبي مُحَمَّد سعيد بن الْمسيب قَالَ: قدم مُعَاوِيَة الْمَدِينَة، فَخَطَبنَا، وَأخرج كبةً من شعر فَقَالَ: مَا كنت أرى أَن أحدا يَفْعَله إِلَّا الْيَهُود، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بلغه فَسَماهُ الزُّور. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: يَعْنِي: الْوِصَال. وَفِي حَدِيث قَتَادَة عَن سعيد بن الْمسيب أَن مُعَاوِيَة قَالَ ذَات يَوْم: إِنَّكُم قد أحدثتم زِيّ سوء، وَإِن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الزُّور. قَالَ: وَجَاء رجلٌ بعصاً على رَأسهَا خرقَة، قَالَ مُعَاوِيَة: أَلا وَهَذَا الزُّور. قَالَ قَتَادَة: يَعْنِي مَا يكثر بِهِ النِّسَاء أشعارهن من الْخرق. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: أَنه سمع مُعَاوِيَة - عَام حج - على الْمِنْبَر -، وَتَنَاول قصَّة من شعرٍ كَانَت فِي يَد حرسيٍّ، فَقَالَ: يَا أهل الْمَدِينَة، أَيْن عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَن مثل هَذِه وَيَقُول: " إِنَّمَا هَلَكت بَنو إِسْرَائِيل حِين اتخذها نِسَاؤُهُم ". وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ: إِنَّمَا عذب بَنو إِسْرَائِيل ... " 2897 - الثَّالِث: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: سَمِعت مُعَاوِيَة خَطِيبًا يَقُول: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين، وَإِنَّمَا الحديث: 2896 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 أَنا قاسمٌ، وَالله يُعْطي، وَلَا تزَال هَذِه الْأمة قَائِمَة على أَمر الله، لَا يضرهم من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله ". وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن ابْن وهب نَحوه، وَقَالَ: " وَلَا يزَال أَمر هَذِه الْأمة مُسْتَقِيمًا حَتَّى تقوم السَّاعَة، أَو حَتَّى يَأْتِي أَمر الله ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك عَن يُونُس بن يزِيد نَحوه، وَقَالَ: " وَالله الْمُعْطِي، وَأَنا الْقَاسِم، وَلَا تزَال هَذِه الْأمة ظَاهِرين على من خالفهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون ". هَذِه أَلْفَاظ أَحَادِيث البُخَارِيّ فِي الرِّوَايَة عَن حميد. وَلَيْسَ عِنْد مُسلم من حَدِيث حميد إِلَّا قَوْله: وَمن يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين، وَإِنَّمَا أَنا قاسمٌ وَيُعْطِي الله ". والفصل الثَّالِث هُوَ عِنْد مُسلم وَعند البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث عُمَيْر بن هَانِئ أَنه سمع مُعَاوِيَة على الْمِنْبَر يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تزَال طائفةٌ من أمتِي قَائِمَة بِأَمْر الله، لَا يضرهم من خذلهم أَو خالفهم، حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم ظاهرون على النَّاس " لفظ حَدِيث مُسلم. وَلَفظ حَدِيث البُخَارِيّ نَحوه، وَفِيه: لَا تزَال من أمتِي أمةٌ قائمةٌ بِأَمْر الله " وَزَاد: فَقَالَ مَالك بن يخَامر: سَمِعت معَاذًا يَقُول: وهم بِالشَّام، فَقَالَ مُعَاوِيَة: هَذَا مَالك يزْعم أَنه سمع معَاذًا يَقُول: وهم بِالشَّام. وَأخرج مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم قَالَ: سَمِعت مُعَاوِيَة ذكر حَدِيثا رَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم أسمعهُ روى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على منبره حَدِيثا غَيره، قَالَ: قَالَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين، وَلَا تزَال عصابةٌ من الْمُسلمين يُقَاتلُون على الْحق ظَاهِرين على من ناوأهم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". 2898 - الرَّابِع: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن أَنه سمع مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان خَطِيبًا بِالْمَدِينَةِ - يَعْنِي فِي قدمة قدمهَا - خطبهم يَوْم عَاشُورَاء، وَفِي حَدِيث البُخَارِيّ: عَام حج، على الْمِنْبَر يَقُول: يَا أهل الْمَدِينَة، أَيْن عُلَمَاؤُكُمْ؟ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " هَذَا يَوْم عَاشُورَاء، وَلم يكْتب الله عَلَيْكُم صِيَامه، وَأَنا صَائِم، فَمن شَاءَ صَامَهُ، وَمن شَاءَ فليفطر ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 2899 - الحَدِيث الأول: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن: أَنه سمع مُعَاوِيَة يحدث رهطاً من قُرَيْش بِالْمَدِينَةِ، وَذكر كَعْب الْأَحْبَار فَقَالَ: إِن كَانَ من أصدق هَؤُلَاءِ المخبرين الَّذين يحدثُونَ عَن أهل الْكتاب، وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك لنبلو عَلَيْهِ الْكَذِب. 2900 - الثَّانِي: عَن عِيسَى بن طَلْحَة: أَنه سمع مُعَاوِيَة يَوْمًا - وَسمع الْمُؤَذّن - فَقَالَ مثله إِلَى قَوْله: وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. وَفِي حَدِيث هِشَام صَاحب الدستوَائي عَن يحيى نَحوه - قَالَ يحيى بن أبي كثير: وحَدثني إِخْوَاننَا أَنه لما قَالَ: حَيّ على الصَّلَاة، قَالَ: لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا الله. ثمَّ قَالَ: هَكَذَا سمعنَا نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي أُمَامَة أسعد بن سهل قَالَ: سَمِعت مُعَاوِيَة وَهُوَ جَالس على الْمِنْبَر أذن الْمُؤَذّن قَالَ: الله أكبر الله أكبر، فَقَالَ مُعَاوِيَة الحديث: 2898 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 الله أكبر الله أكبر. قَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، فَقَالَ مُعَاوِيَة: وَأَنا أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، فَلَمَّا قضى التأذين قَالَ: يَا أَيهَا النَّاس، إِنِّي سَمِعت رَسُول الله على هَذَا الْمجْلس من الْمِنْبَر حِين أذن الْمُؤَذّن يَقُول مَا سَمِعْتُمْ من مَقَالَتي. 2901 - الثَّالِث: عَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم أَنه كَانَ يحدث: أَنه بلغ مُعَاوِيَة وَهُوَ عِنْده فِي وفدٍ من قُرَيْش أَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ يحدث: أَنه سَيكون ملكٌ من قحطان، فَغَضب مُعَاوِيَة، فَقَامَ فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: أما بعد، فَإِنَّهُ بَلغنِي أَن رجَالًا مِنْكُم يتحدثون أَحَادِيث لَيست فِي كتاب الله، وَلَا تُؤثر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأُولَئِكَ جهالكم، فإياكم والأماني الَّتِي تضل أَهلهَا، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن هَذَا الْأَمر فِي قُرَيْش، لَا يعاديهم أحدٌ إِلَّا كَبه الله على وَجهه، مَا أَقَامُوا الدّين ". 2902 - الرَّابِع: عَن أبي سعيد جمران بن أبان عَن مُعَاوِيَة قَالَ: إِنَّكُم لتصلون صَلَاة، لقد صَحِبنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا رَأَيْنَاهُ يُصليهَا، وَلَقَد نهى عَنْهُمَا. يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر. أَفْرَاد مُسلم 2903 - الحَدِيث الأول: عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: خرج مُعَاوِيَة على حَلقَة فِي الْمَسْجِد فَقَالَ: مَا أجلسكم؟ قَالُوا: جلسنا نذْكر الله. قَالَ الله مَا أجلسكم إِلَّا ذَاك؟ قَالُوا: مَا أجلسنا إِلَّا ذَاك. قَالَ: أما إِنِّي لم أستحلفكم تُهْمَة لكم، وَمَا كَانَ بمنزلتي من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقل عَنهُ حَدِيثا مني، وَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج على حَلقَة من أَصْحَابه فَقَالَ: " مَا أجلسكم؟ " قَالُوا جلسنا نذْكر الله ونحمده على مَا هدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمن بِهِ علينا. قَالَ: " آللَّهُ مَا أجلسكم إِلَّا ذَاك؟ " قَالُوا: وَالله مَا الحديث: 2901 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 أجلسنا إِلَّا ذَاك. قَالَ: " أما إِنِّي لم أستحلفكم تُهْمَة لكم، وَلكنه إِنَّمَا أَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام، فَأَخْبرنِي أَن الله يباهي بكم الْمَلَائِكَة ". وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة الَّذِي أخرجه عَنهُ مُسلم، وَفِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج على حلقةٍ من أَصْحَابه، وَذكر نَحوه إِلَى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " قَالَ: آللَّهُ، مَا أجلسكم إِلَّا ذَاك؟ " فَقَالُوا: تالله مَا أجلسنا إِلَّا ذَاك. قَالَ: " أما إِن لم أستحلفكم تُهْمَة لكم ... " ثمَّ ذكر الحَدِيث، وَفِيه: وَمن علينا بك. 2904 - الثَّانِي: عَن أبي عَمْرو جرير بن عبد الله البَجلِيّ قَالَ: كُنَّا قعُودا عِنْد مُعَاوِيَة، فَذكرُوا سني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ مُعَاوِيَة: قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَمَات أَبُو بكر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَقتل عمر وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ. وَفِي حَدِيث شُعْبَة أَن جَرِيرًا قَالَ: إِنَّه سمع مُعَاوِيَة يخْطب فَقَالَ: مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ، وَأَبُو بكر وَعمر، وَأَنا ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ. 2905 - الثَّالِث: من حَدِيث عمر بن عَطاء بن أبي الخوار: أَن نَافِع بن جُبَير أرْسلهُ إِلَى السَّائِب، ابْن أُخْت نمر يسْأَله عَن شيءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَة فِي الصَّلَاة. فَقَالَ: نعم، صليت مَعَه الْجُمُعَة فِي الْمَقْصُورَة، فَلَمَّا سلم الإِمَام قُمْت فِي مقَامي فَصليت، فَلَمَّا د خل أرسل إِلَيّ فَقَالَ: لَا تعد لما فعلت، إِذا صليت الْجُمُعَة فَلَا تصلها بِصَلَاة حَتَّى تَتَكَلَّم أَو تخرج، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمرنَا بذلك: أَن لَا توصل صلاةٌ حَتَّى نتكلم أَو نخرج. وَفِي حَدِيث حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريج: فَلَمَّا سلم قُمْت فِي مقَامي، وَلم يذكر الإِمَام. الحديث: 2904 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 2906 - الرَّابِع: عَن همام بن مُنَبّه عَن مُعَاوِيَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تلحفوا فِي الْمَسْأَلَة، فوَاللَّه لَا يسألني أحدٌ مِنْكُم شَيْئا فَتخرج لَهُ مَسْأَلته مني شَيْئا وَأَنا لَهُ كَارِه فيبارك لَهُ فِيمَا أَعْطيته ". 2907 - الْخَامِس: عَن عبد الله بن عَامر الْيحصبِي قَالَ: سَمِعت مُعَاوِيَة يقو ل: إيَّاكُمْ وَالْأَحَادِيث إِلَّا حَدِيثا كَانَ فِي عهد عمر، فَإِن عمر كَانَ يخيف النَّاس فِي الله، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول: " من يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين " وَسمعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أَنا خازنٌ، فَمن أَعْطيته عَن طيب نفس فيبارك لَهُ فِيهِ، وَمن أَعْطيته عَن مسألةٍ وشرهٍ كَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع ". (111) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الله الْمُغيرَة بن شُعْبَة [رَضِي الله عَنهُ] وَيُقَال: كنيته أَبُو عِيسَى. 2908 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عَائِشَة مَسْرُوق بن الأجدع عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ فَقَالَ: " يَا مغير، خُذ الْإِدَاوَة " فأخذتها. فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى توارى عني فَقضى حَاجته، وَعَلِيهِ جبةٌ شامية، فَذهب ليخرج يَده من كمها فضاقت، فَأخْرج يَده من أَسْفَلهَا، فَصَبَبْت عَلَيْهِ فَتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، وَمسح على خفيه، ثمَّ صلى. وَحَدِيث أبي أُسَامَة عَن الْأَعْمَش: وضأت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فسمح على خفيه، وَصلى. الحديث: 2906 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد عَن الْأَعْمَش: انْطلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِحَاجَتِهِ، ثمَّ أقبل فتلقيته بِمَاء، فَتَوَضَّأ، وَعَلِيهِ جُبَّة شامية، فَمَضْمض واستنشق وَغسل وَجهه، فَذهب يخرج يَدَيْهِ من كميه فَكَانَا ضيقين، فأخرجهما من تَحْتَهُ، فغسلهما، وَمسح بِرَأْسِهِ وعَلى خفيه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه الْمُغيرَة بن شُعْبَة: أَنه كَانَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرٍ، وانه ذهب لحاجةٍ لَهُ، وَأَن الْمُغيرَة جعل يصب عَلَيْهِ وَيتَوَضَّأ، فَغسل وَجهه وَيَديه، وَمسح بِرَأْسِهِ، وَمسح على الْخُفَّيْنِ. وَفِي حَدِيث يحيى بن بكير عَن اللَّيْث: ذهب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبَعض حَاجته، فَقُمْت أسكب عَلَيْهِ المَاء - لَا أعلمهُ إِلَّا قَالَ: فِي غَزْوَة تَبُوك - فَغسل وَجهه، وَذهب يغسل ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ عَلَيْهِ كم الْجُبَّة، فأخرجهما من تَحت جبته، فغسلهما ثمَّ مسح على خفيه. وَفِي حَدِيث أبي نعيم عَن زَكَرِيَّا: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر، فَأَهْوَيْت لأنزع خفيه، فَقَالَ: " دعهما؛ فَإِنِّي أدخلتهما طاهرتين " فَمسح عَلَيْهِمَا. وَفِي حَدِيث عبد الله بن نمير عَن زَكَرِيَّا: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة فِي مسير فَقَالَ لي: " أَمَعَك ماءٌ؟ " قلت: نعم، فَنزل عَن رَاحِلَته، فَمشى حَتَّى توارى فِي سَواد اللَّيْل، ثمَّ جَاءَ فأفرغت عَلَيْهِ من الْإِدَاوَة، فَغسل وَجهه، وَعَلِيهِ جُبَّة من صوف، فَلم يسْتَطع أَن يخرج ذِرَاعَيْهِ مِنْهَا، حَتَّى أخرجهُمَا من أَسْفَل الْجُبَّة، فَغسل ذِرَاعَيْهِ، وَمسح بِرَأْسِهِ، ثمَّ أهويت لأنزع خفيه فَقَالَ: " دعهما، فَإِنِّي أدخلتهما طاهرتين " وَمسح عَلَيْهِمَا. وَلمُسلم فِي حَدِيث سلمَان التَّيْمِيّ عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن ابْن الْمُغيرَة، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 وَعَن الْحسن عَن ابْن الْمُغيرَة: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مسح على الْخُفَّيْنِ ومقدم رَأسه، وعَلى عمَامَته. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن التَّيْمِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَوَضَّأ فَمسح بناصيته وعَلى الْعِمَامَة وعَلى الْخُفَّيْنِ. وَلمُسلم أَيْضا فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عباد بن زِيَاد عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن الْمُغيرَة: أَنه غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَبُوك، قَالَ الْمُغيرَة: فَتبرز رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل الْغَائِط، فَحملت مَعَه إداوةً قبل صَلَاة الْفجْر، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخذت أهريق على يَدَيْهِ من الْإِدَاوَة، وَغسل يَدَيْهِ ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل وَجهه، ثمَّ ذكر ضيق كمي الْجُبَّة، وَأَنه غسل ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمرْفقين، ثمَّ تَوَضَّأ على خفيه. قَالَ الْمُغيرَة: فَأَقْبَلت مَعَه حَتَّى نجد النَّاس قد قدمُوا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف يُصَلِّي لَهُم، فَأدْرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ، فصلى مَعَ النَّاس الرَّكْعَة الْأَخِيرَة، فَلَمَّا سلم عبد الرَّحْمَن قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتم صلَاته، فأفزع ذَلِك الْمُسلمين، فَأَكْثرُوا التَّسْبِيح، فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته أقبل عَلَيْهِم، ثمَّ قَالَ: " أَحْسَنْتُم " أَو قَالَ: " أصبْتُم " يَغْبِطهُمْ أَن صلوا الصَّلَاة لوَقْتهَا. وَلمُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن سعد عَن حَمْزَة بن الْمُغيرَة نَحْو حَدِيث عباد عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة، وَفِيه: قَالَ الْمُغيرَة: فَأَرَدْت تَأْخِير عبد الرَّحْمَن، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دَعه ". وَمن رِوَايَة عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيع عَن يزِيد بن زُرَيْع فِي حَدِيث بكر ابْن عبد الله عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة عَن أَبِيه قَالَ: تخلف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَخَلَّفت مَعَه، فَلَمَّا قضى حَاجته قَالَ: " أَمَعَك مَاء؟ " فَأَتَيْته بمطهرة، فَغسل كفيه وَوَجهه، ثمَّ ذهب يحسر عَن ذِرَاعَيْهِ فَضَاقَ كم الْجُبَّة، فَأخْرج يَده من تَحت الْجُبَّة، وَألقى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 الْجُبَّة على مَنْكِبَيْه، وَغسل ذِرَاعَيْهِ، وَمسح بناصيته وعَلى الْعِمَامَة وعَلى خفيه، ثمَّ ركب وَركبت مَعَه، فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَوْم وَقد قَامُوا فِي الصَّلَاة، يُصَلِّي بهم عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقد ركع بهم رَكْعَة، فَلَمَّا أحس بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذهب يتَأَخَّر، فَأَوْمأ إِلَيْهِ، فصلى بهم، فَلَمَّا سلم قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقمت، فَرَكَعْنَا الرَّكْعَة الَّتِي سبقتنا. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه: كَذَا قَالَ مُسلم فِي حَدِيث ابْن بزيع عَن يزِيد عَن عُرْوَة، وَخَالفهُ النَّاس عَن يزِيد، فَقَالُوا: حَمْزَة بدل عُرْوَة. وَلمُسلم من حَدِيث الْأسود بن هِلَال الْحَارِثِيّ عَن الْمُغيرَة قَالَ: بَينا أَنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة، إِذْ نزل فَقضى حَاجته، ثمَّ جَاءَ فَصَبَبْت عَلَيْهِ من إداوةٍ كَانَت معي، فَتَوَضَّأ وَمسح على خفيه. لم يزدْ. 2909 - الثَّانِي: عَن أبي عبد الله قيس بن أبي حَازِم عَن الْمُغيرَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يزَال أناسٌ من أمتِي ظَاهِرين حَتَّى يَأْتِيهم امْر الله وهم ظاهرون ". وَفِي حَدِيث عبيد الله بن مُوسَى: لَا تزَال طائفةٌ من أمتِي ظَاهِرين ... " وَذكره. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن حميد، ومروان الْفَزارِيّ وَغَيرهمَا عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد: لن يزَال قومٌ من أمتِي ظَاهِرين على النَّاس ... " وَذكره. 2910 - الثَّالِث: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن الْمُغيرَة قَالَ: مَا سَأَلَ أحدٌ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدَّجَّال أَكثر مِمَّا سَأَلته، وَإنَّهُ قَالَ لي: " مَا يَضرك؟ " قلت: إِنَّهُم يَقُولُونَ: إِن مَعَه جبل خبزٍ ونهر مَاء. قَالَ: " هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك ". الحديث: 2909 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 وَفِي حَدِيث يزِيد بن هَارُون عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد: فَقَالَ لي: " أَي بني، وَمَا ينصبك مِنْهُ؟ إِنَّه لن يَضرك " قَالَ: قلت: إِنَّهُم يَزْعمُونَ أَن مَعَه أَنهَار المَاء وجبال الْخبز. قَالَ: " هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك ". وَفِي حَدِيث هشيم عَن إِسْمَاعِيل: إِنَّهُم يَقُولُونَ: مَعَه جبالٌ من خبز ونهرٌ من مَاء، قَالَ: " هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك ". 2911 - الرَّابِع: يجمع أَحَادِيث: عَن وراد مولى الْمُغيرَة قَالَ: أمْلى عَليّ الْمُغيرَة بن شُعْبَة فِي كتاب إِلَى مُعَاوِيَة: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة: " لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ، لَهُ الْملك وَله الْحَمد، وَهُوَ على كل شَيْء قدير. اللَّهُمَّ لَا مَانع لما أَعْطَيْت، وَلَا معطي لما منعت، وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد ". زَاد أَبُو عوَانَة فِي عقب حَدِيثه بِهَذَا عَن عبد الْملك بن عُمَيْر قَالَ: وَكتب إِلَيْهِ: إِنَّه كَانَ ينْهَى عَن قيل وَقَالَ، وإضاعة المَال، وَكَثْرَة السُّؤَال. وَكَانَ ينْهَى عَن عقوق الْأُمَّهَات، ووأد الْبَنَات، وَمنع وهات. وَفِي حَدِيث غير وَاحِد عَن الشّعبِيّ عَن وراد بِنَحْوِ حَدِيث أبي عوَانَة مَعَ الزِّيَادَة. وَفِي رِوَايَة عَبدة بن أبي لبَابَة عَن وراد قَوْله الَّذِي كَانَ يَقُول خلف الصَّلَاة فَقَط، إِلَى قَوْله: وَلَا ينفع ذَا الْجد مِنْك الْجد " وَفِي آخِره أَن وراداً قَالَ: ثمَّ وفدت بعد على مُعَاوِيَة، فَسَمعته يَأْمر النَّاس بذلك. لفظ أَحَادِيث البُخَارِيّ. الحديث: 2911 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 وَلم يخرج مُسلم مِنْهُ فِي الصَّلَاة إِلَّا مَا يُقَال فِي أعقاب الصَّلَوَات. وللبخاري فِي مَوضِع آخر طرفٌ مِنْهُ من رِوَايَة ابْن أَشوع عَن الشّعبِيّ قَالَ: حَدثنِي كَاتب الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: كتب مُعَاوِيَة إِلَى الْمُغيرَة: أَن أكتب إِلَيّ بشيءٍ سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَكتب إِلَيْهِ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله كره لكم ثَلَاثًا. قيل وَقَالَ، وإضاعة المَال، وَكَثْرَة السُّؤَال: ". وَمن حَدِيث مَنْصُور عَن الشّعبِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله حرم عَلَيْكُم عقوق الْأُمَّهَات، ووأد الْبَنَات، ومنعاً وهات. وَكره لكم: قيل وَقَالَ، وَكَثْرَة السُّؤَال، وإضاعة المَال ". وَمن حَدِيث مَنْصُور عَن الْمسيب بن رَافع عَن وراد بِنَحْوِ هَذَا. وَلمُسلم فِي غير " الصَّلَاة " من حَدِيث جرير عَن مَنْصُور بِنَحْوِ هَذَا أَيْضا. وَمن حَدِيث شَيبَان عَن مَنْصُور بِنَحْوِهِ، إِلَّا أَنه قَالَ: وَحرم عَلَيْكُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يقل: " إِن الله حرم عَلَيْكُم. وَمن حَدِيث مُحَمَّد بن عبيد الله الثَّقَفِيّ عَن وراد قَالَ: كتب الْمُغيرَة إِلَى مُعَاوِيَة: سلامٌ عَلَيْك، أما بعد، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله حرم ثَلَاثًا، وَنهى عَن ثَلَاث، حرم عقوق الْوَالِد، ووأد الْبَنَات، وَلَا وهات. وَنهى عَن ثَلَاث: عَن قيل وَقَالَ، وَكَثْرَة السُّؤَال، وإضاعة المَال ". 2912 - الْخَامِس: عَن وراد كَاتب الْمُغيرَة عَن الْمُغيرَة قَالَ: قَالَ سعد بن عبَادَة: لَو رَأَيْت رجلا مَعَ امْرَأَتي لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح. فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 2912 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 فَقَالَ: " تعْجبُونَ من غيرَة سعد، وَالله لأَنا أغير مِنْهُ، وَالله أغير مني، وَمن أجل غيرَة الله حرم الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن، وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله، وَمن أجل ذَلِك بعث الْمُنْذرين والمبشرين. وَلَا أحد أحب إِلَيْهِ المدحة من الله، وَمن أجل ذَلِك وعد الْجنَّة ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل فِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر. ثمَّ قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الله بن عَمْرو عَن ابْن عُمَيْر: " وَلَا شخص أغير من الله ". وَلمُسلم من حَدِيث أبي عوَانَة عَن عبد الْملك بن وراد نَحوه، وَفِيه: " وَلَا شخص أغير من الله، وَلَا شخص أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله، وَمن أجل ذَلِك بعث الله الْمُرْسلين مبشرين ومنذرين، وَلَا شخص أحب إِلَيْهِ المدحة من الله، من أجل ذَلِك وعد الله الْجنَّة " وَفِيه: لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح عَنهُ. قَالَ مُسلم: وَفِي حَدِيث زَائِدَة عَن عبد الْملك بن عُمَيْر بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله وَقَالَ: غير مصفح، وَلم يقل: عَنهُ. قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه: فِي حَدِيث القواريري وَأبي كَامِل وَأبي الْوَلِيد الطياسي والمقدمي، كلهم عَن أبي عوَانَة: " وَلَا شخص " قَالَ أَبُو مَسْعُود: وأظن مُوسَى اخْتَصَرَهُ للْبُخَارِيّ. قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث زَائِدَة عَن عبد الْملك " وَلَا شخص ". وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث أبي مَنْصُور الْأَزْهَرِي الأديب، وَقَالَ فِي آخِره: قولي غير مصفح: أَي غير ضَارب بصفح السَّيْف: وَهُوَ وَجهه، وَلَكِنِّي ضاربه بِحَدّ السَّيْف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 وَفِي حَدِيث أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن الْحسن بن سُفْيَان مثل حَدِيث الْأَزْهَرِي أَو قريب مِنْهُ. 2913 - السَّادِس: عَن أبي مَالك زِيَاد بن علاقَة الغطفائي عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: انكسفت الشَّمْس على عهد النَّبِي يَوْم مَاتَ إِبْرَاهِيم، فَقَالَ النَّاس: انكسفت لمَوْت إِبْرَاهِيم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِن رأيتموها فَادعوا الله وصلوا حَتَّى تنجلي ". 2914 - السَّابِع: عَن زِيَاد بن علاقَة أَنه سمع الْمُغيرَة يَقُول: قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى تورمت قدماه، فَقيل لَهُ: قد غفر الله لَك مَا تقدم مِنْهُ ذَنْبك وَمَا تَأَخّر. فَقَالَ: " أَفلا أكون عبدا شكُورًا؟ ". وَفِي حَدِيث أبي نعيم عَن مسعر: إِن كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليقوم أَو ليُصَلِّي حَتَّى ترم قدماه أَو ساقاه، فَيُقَال لَهُ، فَيَقُول: " أَفلا أكون عبدا شكُورًا ". وَفِي حَدِيث خَلاد بن يحيى عَن مسعر: حَتَّى ترم أَو تنتفخ. وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة: صلى حَتَّى انتفخت قدماه، فَقيل لَهُ: أتكلف هَذَا وَقد غفر لَك؟ فَقَالَ: ... وَذكره. 2915 - الثَّامِن: يشْتَمل على معانٍ: من رِوَايَة عَليّ بن ربيعَة عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن كذبا عَليّ لَيْسَ ككذب على أحد، من كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار " وَسمعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من نيح عَلَيْهِ يعذب بِمَا نيح عَلَيْهِ " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ من رِوَايَة سعيد بن عبيد. الحديث: 2913 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 وَلمُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن قيس وَسَعِيد بن عبيد عَن عَليّ بن ربيعَة قَالَ: أول من نيح عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ قرظة بن كَعْب، فَقَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من نيح عَلَيْهِ يعذب بِمَا نيح عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة " وَلم يزدْ على هَذَا فِي أَبْوَاب " الْجَنَائِز ". وَأخرج الطّرف الأول فِي أول كِتَابه من حَدِيث سعيد بن عبيد عَن عَليّ بن ربيعَة قَالَ: أتيت الْمَسْجِد والمغيرة أَمِير الْكُوفَة، فَقَالَ الْمُغيرَة: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن كذبا عَليّ لَيْسَ ككذبٍ على أحد، فَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ". جعل أَبُو مَسْعُود هَذَا الطّرف الْأَخير من أَفْرَاد مُسلم، وَذهب عَنهُ مَا فِي كتاب " الْجَنَائِز " للْبُخَارِيّ مِمَّا ذَكرْنَاهُ أَولا. وَقد أخرج مُسلم فِي معنى الْكَذِب من رِوَايَة مَيْمُون بن أبي شبيب عَن الْمُغيرَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حدث عني بحديثٍ يرى أَنه كذبٌ فَهُوَ أحد الْكَاذِبين " وَهُوَ عِنْده أَيْضا من مُسْند سَمُرَة بن جُنْدُب. 2916 - التَّاسِع: من ترجمتين، وَفِيه مَعَ الْمُغيرَة مُحَمَّد بن مسلمة: رَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث أبي عبد الله عُرْوَة بن الزبير عَن الْمُغيرَة: أَن عمر اسشارهم فِي إملاص الْمَرْأَة، فَقَالَ الْمُغيرَة: قضى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالغرة: عبدٍ أَو أمة. وَشهد مُحَمَّد بن مسلمة أَنه شهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى بِهِ. وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن الْمُغيرَة قَالَ: سَأَلَ عمر ابْن الْخطاب عَن إملاص الْمَرْأَة: وَهِي الَّتِي يضْرب بَطنهَا فتلقي جَنِينا. فَقَالَ: أَيّكُم سمع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ شَيْئا؟ قَالَ: فَقلت: أَنا. قَالَ: مَا هُوَ؟ قلت سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول " فِيهِ غرةٌ: عبدٌ أَو أمةٌ " فَقَالَ: لَا تَبْرَح حَتَّى تجيئني بالمخرج مِمَّا الحديث: 2916 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 قلت: فَخرجت فَوجدت مُحَمَّد بن مسلمة، فَجئْت بِهِ فَشهد معي أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " فِيهِ غرةٌ: عبدٌ أَو أمة ". وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث الْمسور بن مخرمَة قَالَ: اسْتَشَارَ عمر بن الْخطاب النَّاس فِي إملاص الْمَرْأَة. فَقَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة: شهِدت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى فِيهِ بغرةٍ: عبدٍ أَو أمة. فَقَالَ عمر: ائْتِنِي بِمن يشْهد مَعَك. قَالَ: فَشهد لَهُ مُحَمَّد بن مسلمة. أخرج أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه مُحَمَّد بن مسلمة من جملَة الصَّحَابَة الَّذين انْفَرد البُخَارِيّ بِالْإِخْرَاجِ عَنْهُم، وَقد أخرج مُسلم لمُحَمد بن مسلمة هَذَا الحَدِيث الْمُشْتَرك مَعَ الْمُغيرَة فِي كتاب " الْحُدُود " فصح أَنه مِمَّن اتفقَا على الْإِخْرَاج عَنهُ. وَأخرج مُسلم هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث عبيد بن نضيلة الْخُزَاعِيّ عَن الْمُغيرَة قَالَ: ضربت امرأةٌ ضَرَّتهَا بعمود فسطاطٍ وَهِي حُبْلَى فقتلتها، قَالَ: وإحداهما لحيانية. قَالَ: فَجعل رَسُول الله دِيَة المقتولة على عصبَة القاتلة، وغرة لما فِي بَطنهَا. فَقَالَ رجل من عصبَة القاتلة: أنغرم دِيَة من لَا أكل وَلَا شرب، وَلَا اسْتهلّ، فَمثل ذَلِك يطلّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أسجعٌ كسجع الْأَعْرَاب؟ " قَالَ: وَجعل عَلَيْهِم الدِّيَة. وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن مَنْصُور نَحوه، غير أَن فِيهِ: فَأسْقطت، فَرفع ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقضى فِيهِ بغرة، وَجعله على أَوْلِيَاء الْمَرْأَة. وَلم يذكر فِي حَدِيثه دِيَة الْمَرْأَة. وللبخاري حَدِيث: 2917 - من رِوَايَة جُبَير بن حَيَّة عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة، وَعَن النُّعْمَان بن مقرن، حديثان: الحديث: 2917 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 قَالَ جُبَير: بعث عمر - رَضِي الله عَنهُ - النَّاس فِي أفناء الْأَمْصَار يُقَاتلُون الْمُشْركين، فَأسلم الهرمزان، فَقَالَ: إِنِّي مستشيرك فِي مغازي هَذِه. قَالَ: نعم، مثلهَا وَمثل من فِيهَا من عَدو الْمُسلمين مثل طَائِر لَهُ رَأس وَله جَنَاحَانِ، وَله رجلَانِ، فَإِن كسر أحد الجناحين نهضت الرّجلَانِ بجناح وَالرَّأْس، وَإِن كسر الْجنَاح الآخر نهضت الرّجلَانِ وَالرَّأْس، وَإِن شدخ الرَّأْس ذهبت الرّجلَانِ والجناحان وَالرَّأْس. فالرأس كسْرَى، والجناح قَيْصر، والجناح الآخر فَارس، فَمر الْمُسلمين أَن ينفروا إِلَى كسْرَى. قَالَ جُبَير: فندبنا عمر، وَاسْتعْمل علينا النُّعْمَان بن مقرن، حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَرْض الْعَدو، وَخرج علينا عَامل كسْرَى فِي أَرْبَعِينَ ألفاٍ، فَقَامَ ترجمان فَقَالَ: ليكلمني رجلٌ مِنْكُم، فَقَالَ الْمُغيرَة: سل عَمَّا شِئْت. فَقَالَ: مَا أَنْتُم؟ قَالَ: نَحن أناسٌ من الْعَرَب، كُنَّا فِي شقاء شَدِيد، وبلاء شَدِيد، نمص الْجلد والنوى من الْجُوع، ونلبس الْوَبر وَالشعر، ونعبد الشّجر وَالْحجر، فَبينا نَحن كَذَلِك، إِذْ بعث رب السَّمَوَات وَرب الْأَرْضين إِلَيْنَا نَبيا من أَنْفُسنَا، نَعْرِف إباه وَأمه، فَأمرنَا نَبينَا رَسُول رَبنَا أَن نقاتلكم حَتَّى تعبدوا الله وَحده أَو تُؤَدُّوا الْجِزْيَة، وَأخْبرنَا نَبينَا عَن رِسَالَة رَبنَا: أَنه من قتل منا صَار إِلَى الْجنَّة فِي نعيم لم ير مثله، وَمن بَقِي منا ملك رِقَابكُمْ. فَقَالَ النُّعْمَان: رُبمَا أشهدك الله مثلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم يندمك وَلم يخزك، وَلَكِن شهِدت الْقِتَال مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كَانَ إِذا لم يُقَاتل فِي أول النَّهَار انْتظر حَتَّى تهب الْأَرْوَاح، وتحضر الصَّلَاة. وَلمُسلم حديثان: 2918 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عَلْقَمَة بن وَائِل عَن الْمُغيرَة عَن شُعْبَة قَالَ: لما قدمت نَجْرَان سَأَلُونِي فَقَالُوا: إِنَّكُم تقرءون: {يَا أُخْت هَارُون} [مَرْيَم] ومُوسَى قبل عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا. فَلَمَّا قدمت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلته عَن ذَلِك، فَقَالَ: " إِنَّهُم كَانُوا يسمون بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قبلهم ". الحديث: 2918 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 2919 - الثَّانِي: من حَدِيث أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة قَالَ: سمعته على الْمِنْبَر يرفعهُ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " سَأَلَ مُوسَى ربه: مَا أدنى أهل الْجنَّة منزلَة؟ قَالَ هُوَ رجل يَجِيء بعد مَا أَدخل أهل الْجنَّة الْجنَّة فَيُقَال لَهُ: ادخل الْجنَّة. فَيَقُول: أَي رب، كَيفَ وَقد نزل النَّاس مَنَازِلهمْ، وَأخذُوا أخذاتهم؟ فَيُقَال لَهُ: أترضى أَن يكون لَك مثل ملك ملك من مُلُوك الدُّنْيَا؟ فَيَقُول: رضيت رب. فَيَقُول: لَك ذَلِك وَمثله، وَمثله، وَمثله، وَمثله، فَقَالَ فِي الْخَامِسَة: رضيت رب. فَيَقُول: هَذَا لَك وَعشرَة أَمْثَاله، وَلَك مَا اشتهت نَفسك، ولذت عَيْنك فَيَقُول: رضيت رب. قَالَ: رب، فأعلاهم منزلَة؟ قَالَ: أُولَئِكَ الَّذين أردْت، غرست كرامتهم بيَدي، وختمت عَلَيْهَا، فَلم تَرَ عينٌ، وَلم تسمع أذنٌ، وَلم يخْطر على قلب بشر. قَالَ: ومصداقه فِي كتاب الله عز وَجل: {فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين} [الْآيَة السَّجْدَة] . وَمن الروَاة من قَالَ: عَن الْمُغيرَة: أَن مُوسَى ... لم يسْندهُ. (112) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي عبد الله عَمْرو بن الْعَاصِ بن وَائِل [رَضِي الله عَنهُ] 2920 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه على جَيش ذَات السلَاسِل. قَالَ: فَأَتَيْته فَقلت: أَي النَّاس أحب إِلَيْك؟ قَالَ: " عَائِشَة " فَقلت: من الرِّجَال؟ فَقَالَ: " أَبوهَا ". قلت: ثمَّ من؟ قَالَ: ثمَّ " عمر بن الْخطاب ". فعد رجَالًا. الحديث: 2919 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 زَاد فِي حَدِيث إِسْحَاق بن شاهين بعد قَوْله: فعد رجَالًا: قَالَ: فَسكت مَخَافَة أَن يَجْعَلنِي فِي آخِرهم. 2921 - الثَّانِي: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جهاراً غير سرٍّ: " إِن آل أبي ... " فِي كتاب مُحَمَّد بن جَعْفَر عَن شُعْبَة بياضٌ " لَيْسُوا بأوليائي، إِنَّمَا وليي الله وَصَالح الْمُؤمنِينَ ". وفبي رِوَايَة أَحْمد بن حَنْبَل عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر: " إِن آل أبي فلَان ". قَالَ البُخَارِيّ: زَاد عَنْبَسَة بن عبد الْوَاحِد عَن بَيَان: وَلَكِن لَهُم رحمٌ أبلها بِبلَالِهَا ". أخرجه أَبُو بكر البرقاني عَن أبي بكر بن سلم من رِوَايَة يحيى بن معِين عَن غنْدر عَن شُعْبَة وَفِيه: أَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّمَا وليي الله وَصَالح الْمُؤمنِينَ " لم يزدْ. 2922 - الثَّالِث: عَن أبي قيس مولى عَمْرو عَن عَمْرو بن الْعَاصِ: أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا حكم الْحَاكِم فاجتهد ثمَّ أصَاب فَلهُ أَجْرَانِ، وَإِذا حكم واجتهد وَأَخْطَأ فَلهُ أجرٌ وَاحِد ". وَمن الروَاة من أوقفهُ على أبي هُرَيْرَة، وَمن أوقفهُ على أبي سَلمَة أَيْضا من قَوْله. وللبخاري طرفٌ من حديثٍ أخرجه تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة: حَدثنِي عَمْرو بن الْعَاصِ. وَقَالَ: وَقَالَ عَبدة: عَن هِشَام عَن أَبِيه: قيل لعَمْرو بن الْعَاصِ، بِهَذَا. وَذكر البُخَارِيّ هذَيْن الإسنادين عَن عَمْرو فِي عقب الحديث: 2921 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 حَدِيث لعروة بن الزبير، قَالَ: سَأَلت ابْن عَمْرو بن الْعَاصِ: أَخْبرنِي بأشد شيءٍ صنعه الْمُشْركُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: بَينا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِي حجر الْكَعْبَة، إِذا أقبل عقبَة بن أبي معيط فَوضع ثَوْبه فِي عُنُقه فخنقه خنقاً شَدِيدا، فَأقبل أَبُو بكر حَتَّى أَخذ بمنكبه وَدفعه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله. وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْند عبد الله بن عَمْرو، وَتَمَامه هُنَاكَ. وَلمُسلم حديثان: 2923 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي قيس مولى عَمْرو عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فصل مَا بَين صيامنا وَصِيَام أهل الْكتاب أَكلَة السحر ". 2924 - الثَّانِي: من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن شماسَة الْمهرِي قَالَ: حَضَرنَا عَمْرو ابْن الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَة الْمَوْت يبكي طَويلا، وحول وَجهه إِلَى الْجِدَار، فَجعل ابْنه يَقُول لَهُ: مَا يبكيك يَا أبتاه، أما بشرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَذَا؟ أما بشرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَذَا؟ قَالَ: فَأقبل بِوَجْهِهِ فَقَالَ: إِن أفضل مَا نعد شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. إِنِّي كنت على أطباق ثَلَاث، لقد رَأَيْتنِي وَمَا أحدٌ أَشد بغضاً لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مني، وَلَا أحب إِلَيّ أَن أكون قد اسْتَمْكَنت مِنْهُ فَقتلته، فَلَو مت على تِلْكَ الْحَال لَكُنْت من أهل النَّار، فَلَمَّا جعل الله الْإِسْلَام فِي قلبِي، أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: ابْسُطْ يدك فلأبايعك، فَبسط يَمِينه، قَالَ: فقبضت يَدي، فَقَالَ: " مَالك يَا عَمْرو؟ " قَالَ: قلت: أردْت أَن أشْتَرط. قَالَ: " تشْتَرط مَاذَا؟ " قلت: أَن يغْفر لي. قَالَ: " أما علمت أَن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله، وَأَن الْهِجْرَة تهدم مَا كَانَ قبلهَا، وَأَن الْحَج يهدم مَا كَانَ قبله ". وَمَا كَانَ أحدٌ أحب إِلَيّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا أحلى فِي عَيْني مِنْهُ، وَلَو مت على تِلْكَ الْحَال لرجوت الحديث: 2923 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 أَن أكون من أهل الْجنَّة. ثمَّ ولينا أَشْيَاء مَا أَدْرِي مَا حَالي فِيهَا، فَإِذا أَنا مت فَلَا تصحبني نائحة وَلَا نارٌ، فَإِذا دفنتموني فسنوا عَليّ التُّرَاب سنا، ثمَّ أقِيمُوا حول قَبْرِي قدر مَا تنحر جزور وَيقسم لَحمهَا حَتَّى أستأنس بكم، وَأنْظر مَاذَا أراجع بِهِ رسل رَبِّي. (113) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي مُحَمَّد عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ [رَضِي الله عَنهُ] 2925 - الحَدِيث الأول: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أربعٌ من كن فِيهِ كَانَ منافقاً خَالِصا، وَمن كَانَت فِيهِ خصلةٌ مِنْهُنَّ كَانَت فِيهِ خصْلَة من النِّفَاق حَتَّى يَدعهَا: إِذا أؤتمن خَان، وَإِذا حدث كذب، وَإِذا عَاهَدَ غدر، وَإِذا خَاصم فجر ". وَفِي رِوَايَة غنْدر عَن شُعْبَة: إِذا حدث كذب، وَإِذا وعد أخلف، وَإِذا عَاهَدَ غدر، وَإِذا خَاصم فجر ". 2926 - الثَّانِي: عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: لم يكن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاحِشا وَلَا متفحشاً، وَكَانَ يَقُول: " إِن من خياركم أحسنكم أَخْلَاقًا ". وَفِي حَدِيث حَفْص بن عمر عَن شُعْبَة وَفِي حَدِيث جرير عَن الْأَعْمَش: أَن مسروقاً قَالَ: دخلت على عبد الله بن عَمْرو حِين قدم مُعَاوِيَة إِلَى الْكُوفَة فَذكر الحديث: 2925 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: لم يكن فَاحِشا وَلَا متفحشاً " وَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن من خياركم أحسنكم أَخْلَاقًا ". 2927 - الثَّالِث: عَن مَسْرُوق قَالَ: ذكر عبد الله بن عَمْرو عبد الله بن مَسْعُود فَقَالَ: لَا أَزَال أحبه: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة: من عبد الله وَسَالم ومعاذٍ وَأبي بن كَعْب ". وَفِي حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة: استقرءوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة: من ابْن مَسْعُود وَسَالم مولى أبي حُذَيْفَة وَأبي ومعاذ بن جبل ". وَفِي حَدِيث أبي الْوَلِيد عَن شُعْبَة: خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة: من عبد الله بن مَسْعُود ... " فَبَدَأَ بِهِ، كَذَا فِي الحَدِيث، ثمَّ ذكرهم. 2928 - الرَّابِع: عَن سعيد وَأبي سَلمَة أَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: أخبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي أَقُول: وَالله لأصومن النَّهَار ولأقومن اللَّيْل مَا عِشْت. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " أَنْت الَّذِي تَقول ذَلِك؟ " فَقلت لَهُ: قد قلته بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإنَّك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك، فَصم وَأفْطر، ونم وقم، وصم من الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا، وَذَلِكَ مثل صِيَام الدَّهْر ". قَالَ: قلت: إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك. قَالَ: " فَصم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمَيْنِ ". قَالَ: قلت: فَإِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك. قَالَ: " فَصم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمًا،، فَذَلِك صِيَام دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، وَهُوَ أعدل الصّيام " وَفِي رِوَايَة شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: " فَهُوَ أفضل الصّيام " قَالَ: فَإِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك. فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا أفضل من ذَلِك ". وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: عبد الله بن عَمْرو: لِأَن أكون قبلت الثَّلَاثَة الْأَيَّام الَّتِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحب إِلَيّ من أَهلِي وَمَالِي. الحديث: 2927 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 وَفِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة وَحده: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ألم أخبر أَنَّك تَصُوم النَّهَار. وَتقوم اللَّيْل؟ " قَالَ: قلت: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَلَا تفعل، صم وَأفْطر، ونم وقم، فَإِن لجسدك عَلَيْك حَقًا، وَإِن لعينيك عَلَيْك حَقًا، وَإِن لزوجك عَلَيْك حَقًا، وَإِن لزورك عَلَيْك حَقًا، وَإِن بحسبك أَن تَصُوم من كل شهرٍ ثَلَاثَة أَيَّام، فَإِن لَك بِكُل حَسَنَة عشر أَمْثَالهَا، فَإِن ذَلِك صِيَام الدَّهْر " فشددت فَشدد عَليّ، قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي أجد قُوَّة، قَالَ: " فَصم صِيَام نَبِي الله دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، لَا تزد عَلَيْهِ " قلت يَا رَسُول الله، وَمَا كَانَ صِيَام دَاوُد؟ قَالَ: " نصف الدَّهْر " فَكَانَ عبد الله يَقُول بعد مَا كبر: يَا لَيْتَني قبلت رخصَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة عِكْرِمَة بن عمار عَن يحيى بن أبي كثير: ألم أخبر أَنَّك تَصُوم الدَّهْر وتقرأ الْقُرْآن كل لَيْلَة؟ " فَقلت: بلَى يَا نَبِي الله، وَلم أرد بذلك إِلَّا الْخَيْر. وَفِيه: قَالَ: " فَصم صَوْم دَاوُد، فَإِنَّهُ كَانَ أعبد النَّاس. " وَفِيه قَالَ: " واقرأ الْقُرْآن فِي كل شهر " قَالَ: قلت: يَا نَبِي الله، إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك قَالَ: " فاقرأه فِي كل عشْرين " قَالَ قلت: يَا نَبِي الله، إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك قَالَ: " أقرأه فِي عشر " قَالَ: قلت: يَا بني الله، إِنِّي أُطِيق أفضل من ذَلِك قَالَ: " فاقرأه فِي سبع، لَا تزد على ذَلِك " قَالَ: فشددت فَشدد عَليّ، وَقَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّك لَا تَدْرِي لَعَلَّك يطول بك عمرٌ " قَالَ: فصرت إِلَى الَّذِي قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا كَبرت وددت أَنِّي كنت قبلت رخصَة نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَزَاد عِنْد مُسلم من رِوَايَة حُسَيْن الْمعلم عَن يحيى: " وَإِن لولدك عَلَيْك حَقًا ". وللبخاري من حَدِيث حُسَيْن قَالَ: فَصم من كل جُمُعَة ثَلَاثَة أَيَّام ". وَفِي حَدِيث أبي الْعَبَّاس السَّائِب بن فروخ الْمَكِّيّ عَن عبد الله بن عَمْرو، قَالَ فِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 رِوَايَة آدم عَن شُعْبَة وَكَانَ شَاعِرًا، وَكَانَ لَا يتهم فِي حَدِيثه: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّك لتصوم الدَّهْر وَتقوم اللَّيْل؟ " قلت: نعم. قَالَ: إِنَّك إِذا فعلت ذَلِك هجمت لَك الْعين، ونفهت النَّفس، لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد. صم ثَلَاثَة أَيَّام، صَوْم الدَّهْر كُله " قلت: فَإِنِّي أُطِيق اكثر من ذَلِك قَالَ: " فَصم صَوْم دَاوُد، كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا، وَلَا يفر إِذا لَاقَى ". وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن ابْن جريج: فِيهِ بعد قَوْله: وَلَا يفر إِذا لَاقَى ": من لي بِهَذِهِ يَا نَبِي الله؟ لَا أَدْرِي كَيفَ ذكر صِيَام الْأَبَد. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد " مرَّتَيْنِ. وَفِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج: ألم أخبر أَنَّك تَصُوم وَلَا تفطر، وَتصلي اللَّيْل؟ فَلَا تفعل، فَإِن لعينيك عَلَيْك حظاً، وَلِنَفْسِك حظاً، ولأهلك حظاً. فَصم وَأفْطر، وصل ونم، وصم من كل عشرَة أَيَّام يَوْمًا وَلَك أجرٍ تِسْعَة " وَفِيه: فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد، لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد " ثَلَاثًا. قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: أَبُو الْعَبَّاس السَّائِب بن فروخ من أهل مَكَّة، ثِقَة عدل. وَفِي حَدِيث معَاذ عَن شُعْبَة: هجت لَهُ الْعين ونهكت ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي الْمليح - عَامر، وَيُقَال زيد بن أُسَامَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر لَهُ صومي، فَدخل عَليّ فألقيت لَهُ وسَادَة من أَدَم حشوها ليفٌ، فَجَلَسَ على الأَرْض، وَصَارَت الوسادة بيني وَبَينه، فَقَالَ: " أما الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 يَكْفِيك من كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام؟ " قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله. قَالَ: " خمْسا " قلت: يَا رَسُول الله، قَالَ: " سبعا " قلت: يَا رَسُول الله. قَالَ: " تسعا ". قلت: يَا رَسُول الله. قَالَ: " أحد عشر ". ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا صَوْم فَوق صَوْم دَاوُد، شطر الدَّهْر، صم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمًا ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الْحجَّاج مُجَاهِد بن جبر عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: أنكحني أبي امْرَأَة ذَات حسب، فَكَانَ يتَعَاهَد كنته فيسألها عَن بَعْلهَا فَتَقول لَهُ: نعم الرجل من رجل، لم يطَأ لنا فراشا، وَلم يفتش لنا كنفاً مُنْذُ أتيناه، فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلَيْهِ ذكر ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " القني بِهِ " فَلَقِيته بعد، فَقَالَ: " كَيفَ تَصُوم؟ " قلت: كل يَوْم. قَالَ: " وَكَيف تختم؟ " قلت: كل لَيْلَة. فَقَالَ: " صم فِي كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام، واقرأ الْقُرْآن فِي كل شهر ". قَالَ: قلت: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْجُمُعَة ". قلت: اطيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " أفطر يَوْمَيْنِ وصم يَوْمًا ". قَالَ: قلت: أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم أفضل الصَّوْم، صَوْم دَاوُد، صِيَام يومٍ وإفطار يومٍ، واقرأ فِي كل سبع لَيَال مرّة ". قَالَ: فليتني قبلت رخصَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذَلِكَ أَنِّي كَبرت وضعفت، وَكَانَ يقْرَأ على بعض أَهله السَّبع من الْقُرْآن بِالنَّهَارِ، وَالَّذِي يقرأه يعرضه من النَّهَار ليَكُون أخف عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ، وَإِذا أَرَادَ أَن يتقوى أفطر أَيَّامًا وأحصى، وَصَامَ مِثْلهنَّ، كَرَاهِيَة أَن يتْرك شَيْئا فَارق عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. لفظ حَدِيث أبي عوَانَة عَن مُغيرَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عِيَاض عَمْرو بن الْأسود عَن عبد الله بن عَمْرو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: " صم يَوْمًا وَلَك أجر مَا بَقِي " قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم يَوْمَيْنِ وَلَك أجر مَا بَقِي ". قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم ثَلَاثَة أَيَّام وَلَك أجر مَا بَقِي " قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم أَرْبَعَة أَيَّام وَلَك أجر مَا بَقِي ". قَالَ: إِنِّي أُطِيق أَكثر من ذَلِك. قَالَ: " صم أفضل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 الصّيام عِنْد الله: صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، كَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا. " وَمن حَدِيث أبي الْوَلِيد سعيد بن مينا عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله: " يَا عبد الله بن عَمْرو، بَلغنِي أَنَّك تَصُوم النَّهَار وَتقوم اللَّيْل. فَلَا تفعل، فَإِن لجسدك عَلَيْك حظاً، ولعينيك عَلَيْك حظاً، وَإِن لزوجك عَلَيْك حظاً، صم وَأفْطر، صم من كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام، فَذَلِك صَوْم الدَّهْر " قلت: يَا رَسُول الله، إِن بِي قُوَّة. قَالَ: " فَصم صَوْم دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، صم يَوْمًا وَأفْطر يَوْمًا " وَكَانَ يَقُول: يَا لَيْتَني أخذت بِالرُّخْصَةِ. وَأَخْرَجَاهُ مُخْتَصرا جَامعا من رِوَايَة عَمْرو بن أَوْس الثَّقَفِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أحب الصّيام إِلَى الله صِيَام دَاوُد، وَأحب الصَّلَاة إِلَى الله صَلَاة دَاوُد، كَانَ ينَام نصف اللَّيْل، وَيقوم ثلثه، وينام سدسه. وَكَانَ يَصُوم يَوْمًا وَيفْطر يَوْمًا ". 2929 - الْخَامِس: عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عبد الله، لَا تكن مثل فلانٍ، كَانَ يقوم اللَّيْل، فَترك قيام اللَّيْل ". 2930 - السَّادِس: عَن أبي سَلمَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: لما كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نُودي بِالصَّلَاةِ جَامِعَة. لم يزدْ فِي رِوَايَة يحيى بن صَالح عَن مُعَاوِيَة بن سَلام. وَزَاد فِي رِوَايَة ابي نعيم وَأبي النَّضر عَن شَيبَان، وَهُوَ أَبُو مُعَاوِيَة النَّحْوِيّ، وَفِي رِوَايَة يحيى بن حسان عَن مُعَاوِيَة بن سَلام قَالَ: لما كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نُودي: إِن الصَّلَاة جَامِعَة، فَرَكَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة، ثمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة، ثمَّ جلس، ثمَّ جلي عَن الشَّمْس. فَقَالَت عَائِشَة: مَا الحديث: 2929 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 ركعت رُكُوعًا قطّ، وَلَا سجدت سجوداً قطّ كَانَ أطول مِنْهُ. 2931 - السَّابِع: عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من الْكَبَائِر شتم الرجل وَالِديهِ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، وَهل يشْتم الرجل وَالِديهِ؟ قَالَ: " نعم، يسب أَبَا الرجل فيسب الرجل إباه، ويسب أم الرجل فيسب أمه ". وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد مُسْندًا: إِن من أكبر الْكَبَائِر أَن يلعن الرجل وَالِديهِ ". قيل: يَا رَسُول الله، كَيفَ يلعن الرجل وَالِديهِ؟ قَالَ: " يسب أَبَا الرجل فيسب أَبَاهُ، ويسب أمه فيسب أمه ". 2932 - الثَّامِن: عَن عُرْوَة بن الزبير من رِوَايَة ابْنه هِشَام عَنهُ عَن عبد الله عَمْرو وَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله لَا يقبض الْعلم انتزاعاً ينتزعه من النَّاس ". وَفِي رِوَايَة إِسْمَاعِيل بن إِدْرِيس: " من الْعباد، وَلكنه يقبض الْعلم بِقَبض الْعلمَاء، حَتَّى إِذا لم يبْق عالمٌ اتخذ النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا، فسئلوا فأفتوا بِغَيْر علم، فضلوا فأضلوا ". زَاد فِي رِوَايَة عمر بن عَليّ الْمقدمِي عَن هِشَام: ثمَّ لقِيت عبد الله بن عَمْرو على رَأس الْحول فَسَأَلته، فَرد عَليّ الحَدِيث كَمَا حدث وَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول ... وللبخاري من رِوَايَة أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة قَالَ: حج علينا عبد الله بن عَمْرو، فَسَمعته يَقُول: " إِن الله لَا ينْزع الْعلم بعد أَن أعطاهموه، وَلَكِن ينتزعه مِنْهُم مَعَ قبض الْعلمَاء بعلمهم، فَيبقى ناسٌ جهال، يستفتون فيفتون برأيهم، فيضلون ويضلون ". الحديث: 2931 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 فَحدثت عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ إِن عبد الله بن عَمْرو حج بعد، فَقَالَت: يَا ابْن أُخْتِي، انْطلق إِلَى عبد الله بن عَمْرو، فاستثبت لي مِنْهُ الَّذِي حَدَّثتنِي عَنهُ، فَجِئْته فَسَأَلته، فَحَدثني بِهِ بِنَحْوِ مَا حَدثنِي، فَأتيت عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا، فعجبت وَقَالَت: وَالله، لقد حفظ عبد الله بن عَمْرو. وَلمُسلم من رِوَايَة أبي الْأسود عَن عُرْوَة قَالَ: قَالَت لي عَائِشَة: يَا ابْن أُخْتِي، بَلغنِي ان عبد الله بن عَمْرو مارٌّ بِنَا إِلَى الْحَج، فالقه فسائله؛ فَإِنَّهُ قد حمل عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علما كثيرا. قَالَ: فَلَقِيته فساءلته عَن أَشْيَاء يذكرهَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ عُرْوَة: فَكَانَ فِيمَا ذكر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله لَا ينتزع الْعلم من النَّاس انتزاعاً، وَلَكِن يقبض الْعلمَاء فيرفع الْعلم مَعَهم، ويبقي فِي النَّاس رُؤَسَاء جُهَّالًا ". وَفِي رِوَايَة: وَيبقى فِي النَّاس رُؤَسَاء جهال، يفتونهم بِغَيْر علم، فيضلون ويضلون ". قَالَ عُرْوَة: فَلَمَّا حدثت عَائِشَة بذلك أعظمت ذَلِك وأنكرته، وَقَالَت: أحَدثك أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول هَذَا؟ قَالَ عُرْوَة: حَتَّى إِذا كَانَ قابلٌ قَالَت لَهُ: إِن ابْن عَمْرو قد قدم فالقه ثمَّ فاتحه حَتَّى تسأله عَن الحَدِيث الَّذِي ذكره لَك فِي الْعلم، قَالَ: فَلَقِيته فساءلته، فَذكره لي نَحْو مَا حَدثنِي بِهِ فِي مرته الأولى. قَالَ عُرْوَة: فَلَمَّا أخْبرتهَا بذلك قَالَت: مَا أَحْسبهُ إِلَّا قد صدق، أرَاهُ لم يزدْ فِيهِ شَيْئا وَلم ينقص. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عمر بن الحكم عَن عبد الله بن عَمْرو بِنَحْوِ حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه. وَلَيْسَ لعمر بن الحكم عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2933 - التَّاسِع: عَن عِيسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن الحديث: 2933 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقف فِي حجَّة الْوَدَاع بمنى للنَّاس يسألونه، فَجَاءَهُ رجل فَقَالَ: لم أشعر، فحلقت قبل أَن أذبح. قَالَ: " اذْبَحْ، وَلَا حرج " فجَاء آخر " فَقَالَ: لم أشعر، فنحرت قبل أَن أرمي. قَالَ: ارْمِ، وَلَا حرج " فَمَا سُئِلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ عَن شيءٍ قدم أَو أخر إِلَّا قَالَ: " افْعَل، وَلَا حرج ". وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن ابْن جريج: أَن عبد الله بن عَمْرو شهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب يَوْم النَّحْر، فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ: كنت أَحسب أَن كَذَا قبل كَذَا، ثمَّ قَامَ آخر فَقَالَ: كنت أَحسب أَن كَذَا قبل كَذَا، حلقت قبل أَن أنحر، نحرت قبل أَن أرمي. . وأشبه ذَلِك. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " افْعَل وَلَا حرج " لَهُنَّ كُلهنَّ، فَمَا سُئِلَ يَوْمئِذٍ عَن شيءٍ إِلَّا قَالَ: " افْعَل وَلَا حرج " وَفِي حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: وقف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على نَاقَته. . ثمَّ ذكر نَحوه. وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: فَمَا سمعته سُئِلَ يومئذٍ عَن أَمر مَا ينسى الْمَرْء أَو يجهل من تَقْدِيم بعض الْأُمُور على بعض وأشباهها، إِلَّا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " افعلوا ذَلِك، وَلَا حرج ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة أَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وَأَتَاهُ رجلٌ يَوْم النَّحْر وَهُوَ وَاقِف عِنْد الْجَمْرَة، فَقَالَ: يَا رَسُول الله: إِنِّي حلقت قبل أَن أرمي، قَالَ: " ارْمِ وَلَا حرج " وَأَتَاهُ آخر فَقَالَ: " إِنِّي أفضت إِلَى الْبَيْت قبل أَن أرمي. قَالَ: ارْمِ وَلَا حرج ". 2934 - الْعَاشِر: عَن أبي الْعَبَّاس السَّائِب بن فروخ عَن عبد الله بن الحديث: 2934 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 عَمْرو قَالَ: جَاءَ رجلٌ فاستأذنه فِي الْجِهَاد. فَقَالَ: " أحيٌّ والداك؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " ففيهما فَجَاهد ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ناعمٍ مولى أم سَلمَة أَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: أقبل رجلٌ إِلَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: أُبَايِعك على الْهِجْرَة وَالْجهَاد أَبْتَغِي الْأجر من الله. قَالَ: " فَهَل من والديك أحدٌ حيٌّ؟ " قَالَ: نعم، بل كِلَاهُمَا. قَالَ: " فتبتغي الْأجر من الله؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: فَارْجِع إِلَى والديك فَأحْسن صبحتهما. 2935 - الْحَادِي عشر: عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن ابْن عَمْرو قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حَوْضِي مسيرَة شهر، مَاؤُهُ أَبيض من اللَّبن، وريحه أطيب من الْمسك، وكيزانه كنجوم السَّمَاء، من شرب مِنْهُ فَلَا يظمأ أبدا ". وَفِي حَدِيث دَاوُد بن عَمْرو الضَّبِّيّ عَن نَافِع بن عمر: حَوْضِي مسيرَة شهر، وزواياه سَوَاء، وماؤه أَبيض من الْوَرق " وَذكر نَحوه إِلَى قَوْله: " فَلَا يظمأ بعده أبدا ". 2936 - الثَّانِي عشر: عَن يُوسُف بن مَاهك عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: تخلف عَنَّا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفرةٍ سافرها، فَأَدْرَكنَا وَقد أرهقتنا الصَّلَاة وَنحن نَتَوَضَّأ، فَجعلنَا نمسح على أَرْجُلنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوته: " ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار " مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن مُوسَى: وَقد أرهقتنا الْعَصْر. الحديث: 2935 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 وَفِي حَدِيث شَيبَان بن فروخ وَأبي كَامِل: وَقد حضرت الصَّلَاة الْعَصْر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِلَال بن يسَاف عَن مصدع أبي يحيى الْأَعْرَج عَن ابْن عَمْرو قَالَ: رَجعْنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة، حَتَّى إِذا كُنَّا بِمَاء بِالطَّرِيقِ تعجل قومٌ عِنْد الْعَصْر، فَتَوضئُوا وهم عجالٌ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِم وَأَعْقَابهمْ تلوح لم يَمَسهَا المَاء. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار، أَسْبغُوا الْوضُوء ". 2937 - الثَّالِث عشر: عَن أبي الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي عَن عبد الله ابْن عَمْرو: أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْإِسْلَام خير؟ قَالَ: " تطعم الطَّعَام، وتقرأ السَّلَام على من عرفت وَمن لم تعرف ". 2938 - الرَّابِع عشر: عَن أبي الْخَيْر: أَن أَبَا بكر الصّديق قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَا رَسُول الله، عَلمنِي دُعَاء ادعو بِهِ فِي صَلَاتي. قَالَ: " قل: اللَّهُمَّ إِنِّي ظلمت نَفسِي ظلما كَبِيرا، وَلَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت، فَاغْفِر لي من عنْدك مغْفرَة، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم ". وَفِي حَدِيث أبي الطَّاهِر أَحْمد بن عَمْرو بن السَّرْح عَن ابْن وهب: أَن أَبَا بكر الصّديق قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: عَلمنِي يَا رَسُول الله دُعَاء أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتي، وَفِي بَيْتِي ... وَذكر الحَدِيث، غير أَنه قَالَ: " ظلما كَبِيرا " وَفِيه: " فَاغْفِر لي مغْفرَة من عنْدك، وارحمني، إِنَّك أَنْت الغفور الرَّحِيم ". وَمن الروَاة من قَالَ فِيهِ: عَن عبد الله بن عَمْرو عَن أبي بكر: أَنه قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلمنِي دُعَاء ... جعله فِي مُسْند أبي بكر رَضِي الله عَنهُ، وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك. الحديث: 2937 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 2939 - الْخَامِس عشر: عَن أبي عِيَاض عَمْرو بن الْأسود عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: لما نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الأسقية، قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَيْسَ كل النَّاس يجد سقاء، فَرخص لَهُم فِي الْجَرّ غير المزفت. كَذَا فِي رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان. وَلَعَلَّه نقص: " عَن النَّبِيذ إِلَّا فِي الأسقية ". وَفِي رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد وَأبي بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن أبي عمر الْعَدنِي عَن سُفْيَان: لما نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النَّبِيذ فِي الأوعية قَالُوا: لَيْسَ كل النَّاس يجد - يَعْنِي سقاء. فأرخص لَهُم فِي الْجَرّ غير المزفت. 2940 - السَّادِس عشر: أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث الشّعبِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده، وَالْمُهَاجِر من هجر مَا نَهَاهُ الله عَنهُ ". وَأخرج مُسلم طرفا من حَدِيث أبي الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن رجلا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي الْمُسلمين خيرٌ؟ قَالَ: " من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده ". 2941 - السَّابِع عشر: من ترجمتين أَيْضا: أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة عِكْرِمَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من قتل دون مَاله فَهُوَ شهيدٌ ". وَلَيْسَ لأبي عبد الله عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن ابْن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2939 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ثَابت مولى عمر بن عبد الرَّحْمَن: أَنه لما كَانَ بَين عبد الله بن عَمْرو وَبَين عَنْبَسَة بن أبي سُفْيَان مَا كَانَ، تيسروا لِلْقِتَالِ، وَركب خَالِد ابْن الْعَاصِ إِلَى عبد الله بن عَمْرو، فوعظه خَالِد، فَقَالَ عبد الله بن عَمْرو: أما علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قتل دون مَاله فَهُوَ شهيدٌ ". وَلَيْسَ لِثَابِت مولى عمر بن عبد الرَّحْمَن عَن ابْن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. أَفْرَاد البُخَارِيّ 2942 - الحَدِيث الأول: عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ: سَأَلت عبد الله بن عَمْرو عَن أَشد مَا صنع الْمُشْركُونَ برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: رَأَيْت عقبَة بن أبي معيط جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَوضع رِدَاءَهُ فِي عُنُقه فخنقه بِهِ خنقاً شَدِيدا، فجَاء أَبُو بكر حَتَّى دَفعه عَنهُ وَقَالَ: أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله، وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم. وَفِي رِوَايَة عَليّ بن عبد الله عَن الْوَلِيد - بن مُسلم نَحوه، وَفِيه: جلس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِفنَاء الْكَعْبَة، إِذْ أقبل عقبَة بن أبي معيط فَأخذ بمنكب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فلف ثَوْبه فِي عُنُقه، فخنقه خنقاً شَدِيدا، فجَاء أَبُو بكر، فَأخذ بمنكبه وَدفعه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... وَذكر قَول أبي بكر. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: تَابعه ابْن إِسْحَاق فَقَالَ: حَدثنِي يحيى بن عُرْوَة عَن عُرْوَة قَالَ: قلت لعبد الله بن عَمْرو ... لم يزدْ. الحديث: 2942 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 وَحَدِيث إِسْحَاق أتم، وَقد وَقع لنا متنة بِطُولِهِ من حَدِيث ابْن إِسْحَاق وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِالْإِسْنَادِ من رِوَايَة ابْن إِسْحَق عَن يحيى بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قلت لَهُ: مَا أَكثر مَا رَأَيْت قُريْشًا نَالَتْ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا كَانَت تظهر من عداوته؟ قَالَ: حَضرتهمْ وَقد اجْتمع أَشْرَافهم يَوْمًا فِي الْحجر، فَذكرُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: مَا رَأينَا مثل مَا صَبرنَا على هَذَا الرجل، سفه أَحْلَامنَا، وَشتم آبَاءَنَا، وَعَابَ ديننَا، وَفرق جماعتنا، وَسَب آلِهَتنَا، وَلَقَد صَبرنَا مِنْهُ على أمرٍ عَظِيم - أَو كَمَا قَالُوا. فَبَيْنَمَا هم فِي ذَلِك إِذا طلع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأقبل يمشي حَتَّى اسْتَلم الرُّكْن، ثمَّ مر بهم طَائِفًا بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا مر بهم غَمَزُوهُ بِبَعْض القَوْل. قَالَ: فَعرفت ذَلِك فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ مضى، فَلَمَّا مر بهم الثَّانِيَة غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعرفت ذَلِك فِي وَجهه، ثمَّ مضى، فَمر بهم الثَّالِثَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، حَتَّى وقف ثمَّ قَالَ: " أتسمعون يَا معشر قُرَيْش، أما وَالَّذِي نفس محمدٍ بِيَدِهِ، لقد جِئتُكُمْ بِالذبْحِ " قَالَ: فَأَطْرَقَ الْقَوْم حَتَّى مَا مِنْهُم رجلٌ إِلَّا كَأَنَّمَا على رَأسه طائرٌ وَاقع، حَتَّى إِن أَشَّدهم فِيهِ وصاةً قبل ذَلِك ليرفأه بِأَحْسَن مَا يجد من القَوْل، حَتَّى إِنَّه ليقول: انْصَرف يَا أَبَا الْقَاسِم راشداً، فوَاللَّه مَا كنت جهولاً. قَالَ: فَانْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد، اجْتَمعُوا فِي الْحجر وَأَنا مَعَهم، فَقَالَ بَعضهم لبَعض: ذكرْتُمْ مَا بلغ مِنْكُم وَمَا بَلغَكُمْ عَنهُ، حَتَّى إِذا بادأكم بِمَا كُنْتُم تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ. فَبَيْنَمَا هم فِي ذَلِك طلع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَوَثَبُوا عَلَيْهِ وثبة رجل وَاحِد فأحاطوا بِهِ، يَقُولُونَ: أَنْت الَّذِي تَقول كَذَا وَكَذَا؟ لما كَانَ بَلغهُمْ من عيب آلِهَتهم وَدينهمْ، قَالَ: فَيَقُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم، أَنا الَّذِي أَقُول ذَلِك " قَالَ: فقد رَأَيْت مِنْهُم رجلا أَخذ بمجمع رِدَائه. قَالَ: وَقَامَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ دونه يَقُول وَهُوَ يبكي: وَيْلكُمْ، أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول: رَبِّي الله. قَالَ: ثمَّ انصرفوا عَنهُ. فَإِن ذَلِك لأشد مَا رَأَيْت قُريْشًا بلغت مِنْهُ قطّ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 2943 - الثَّانِي: عَن أبي مُحَمَّد عَطاء بن يسَار قَالَ: لقِيت عبد الله بن عَمْرو فَقلت: أَخْبرنِي عَن صفة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي التَّوْرَاة. قَالَ: أجل، إِنَّه لموصوف فِي التَّوْرَاة بِبَعْض صفته فِي الْقُرْآن: {يَا أَيهَا النَّبِي إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا وَمُبشرا وَنَذِيرا} [الْأَحْزَاب] وحرزاً للأميين. أَنْت عَبدِي ورسولي، سميتك المتَوَكل، لَيْسَ بفظٍّ وَلَا غليظ، وَلَا سخابٍ فِي الْأَسْوَاق، وَلَا يدْفع بِالسَّيِّئَةِ السَّيئَة، وَلَكِن يعْفُو وَيغْفر، وَلنْ يقبضهُ الله حَتَّى يُقيم بِهِ الْملَّة العوجاء، بِأَن يَقُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا الله، وَيفتح بهَا أعيناً عمياء، وآذاناً صماء، وَقُلُوبًا غلفًا. 2944 - الثَّالِث: عَن مُجَاهِد بن جبر عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من قتل معاهداً لم يرح رَائِحَة الْجنَّة، وَإِن رِيحهَا يُوجد من مسيرَة أَرْبَعِينَ عَاما ". أخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث الْحسن بن عَمْرو الْفُقيْمِي عَن مُجَاهِد، وَقَالَ فِيهِ: من قتل معاهداً بِغَيْر حق لم يرح رَائِحَة الْجنَّة ... " وَذكر الحَدِيث. 2945 - الرَّابِع: عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَيْسَ الْوَاصِل بالمكافئ، وَلَكِن الْوَاصِل الَّذِي إِذا قطعت رَحمَه وَصلهَا " قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ: رَفعه الْحسن وفطرٌ، وَلم يرفعهُ الْأَعْمَش. 2946 - الْخَامِس: عَن أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْكَبَائِر: الْإِشْرَاك بِاللَّه، وعقوق الْوَالِدين، وَقتل النَّفس، وَالْيَمِين الْغمُوس ". وَفِي رِوَايَة شَيبَان عَن فراس بن يحيى: أَن أَعْرَابِيًا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا الحديث: 2943 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 رَسُول الله، مَا الْكَبَائِر؟ قَالَ: " الْإِشْرَاك بِاللَّه ". قَالَ: ثمَّ مَاذَا؟ قَالَ: " الْيَمين الْغمُوس ". قلت: وَمَا الْيَمين الْغمُوس؟ قَالَ: " الَّذِي يقتطع مَال امرئٍ مُسلم " يَعْنِي بِيَمِين هُوَ فِيهَا كَاذِب. 2947 - السَّادِس: عَن أبي كَبْشَة السَّلُولي عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَرْبَعُونَ خصْلَة، أَعْلَاهَا منيحة العنز، مَا من عَامل بخصلة مِنْهَا رَجَاء ثَوَابهَا وتصديق موعودها، إِلَّا أدخلهُ الله بهَا الْجنَّة ". قَالَ حسان بن عَطِيَّة الرَّاوِي عَن أبي كَبْشَة: فعددنا مَا دون منيحة العنز من رد السَّلَام، وتشميت الْعَاطِس، وإماطة الْأَذَى عَن الطَّرِيق، وَنَحْوه، فَمَا استطعنا أَن نبلغ خمس عشرَة خصْلَة. 2948 - السَّابِع: عَن أبي كَبْشَة عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " بلغُوا عني وَلَو آيَة، وَحَدثُوا عَن بني إِسْرَائِيل وَلَا حرج، وَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار ". 2949 - الثَّامِن: عَن سَالم بن أبي الْجَعْد، وَاسم أبي الْجَعْد سَالم، عَن عبد الله ابْن عَمْرو قَالَ: كَانَ على ثقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلٌ يُقَال لَهُ كركرة، فَمَاتَ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هُوَ فِي النَّار " فَذَهَبُوا ينظرُونَ إِلَيْهِ، فوجدوا ينظرُونَ إِلَيْهِ فوجدوا عباءة قد غلها. قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ ابْن سَلام: كركرة. وَلَيْسَ لسالم بن أبي الْجَعْد عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2947 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 أَفْرَاد مُسلم 2950 - الحَدِيث الأول: عَن عَمْرو بن أَوْس عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن المقسطين عِنْد الله على مَنَابِر من نور، عَن يَمِين الرَّحْمَن، وكلتا يَدَيْهِ يَمِين، الَّذين يعدلُونَ فِي حكمهم وأهليهم وَمَا ولوا ". 2951 - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد رب الْكَعْبَة الصائدي قَالَ: دخلت الْمَسْجِد، فَإِذا عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ جَالِسا فِي ظلّ الْكَعْبَة وَالنَّاس مجتمعون عَلَيْهِ، فأتيتهم فَجَلَست إِلَيْهِ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سفر فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، وَمنا من ينتضل، وَمنا من فِي جشره، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الصَّلَاة جَامِعَة، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " إِنَّه لم يكن نبيٌّ قبل إِلَّا كَانَ حَقًا عَلَيْهِ أَن يدل أمته على خير مَا يُعلمهُ لَهُم، وَيُنْذرهُمْ شَرّ مَا يُعلمهُ لَهُم، وَإِن أمتكُم هَذِه جعل عَافِيَتهَا فِي أَولهَا، وسيصيب آخرهَا بلاءٌ وأمورٌ تنكرونها، وتجيء الْفِتْنَة فيزلق بَعْضهَا بَعْضًا، وتجيء الْفِتْنَة، فَيَقُول الْمُؤمن: هَذِه مهلكتي ثمَّ تنكشف، وتجيء الْفِتْنَة فَيَقُول الْمُؤمن: هَذِه هَذِه، فَمن أحب أَن يزحزح عَن النَّار وَيدخل الْجنَّة فلتأته منيته وَهُوَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر، وليأت إِلَى النَّاس الَّذِي يحب أَن يُؤْتى إِلَيْهِ. وَمن بَايع إِمَامًا فَأعْطَاهُ صَفْقَة يَده وَثَمَرَة قلبه، فليعطه إِن اسْتَطَاعَ، فَإِن جَاءَ آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ". فدنوت مِنْهُ فَقلت: أنْشدك الله، أَنْت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَأَهوى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلبه بِيَدِهِ وَقَالَ: سمعته أذناي، ووعاه قلبِي. فَقلت: هَذَا ابْن عمك يَأْمُرنَا أَن نَأْكُل أَمْوَالنَا بِالْبَاطِلِ، ونقتل أَنْفُسنَا، وَالله تَعَالَى يَقُول: (يَا أَيهَا الحديث: 2950 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 الَّذين آمنُوا لَا تاكلوا أَمْوَالكُم بَيْنكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تكون تِجَارَة عَن تراضٍ مِنْكُم وَلَا تقتلُوا أَنفسكُم إِن الله كَانَ بكم رحِيما} [النِّسَاء] قَالَ: فَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ: أطعه فِي طَاعَة الله، واعصه فِي مَعْصِيّة الله. وَفِيه عِنْد أبي بكر البرقاني من حَدِيث عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن جرير: فليطعه مَا اسْتَطَاعَ ". وَفِيه " وتجيء فتنٌ يزهق بَعْضهَا بَعْضًا ". وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن بن عبد رب الْكَعْبَة عَن عبد الله فِي عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2952 - الثَّالِث: عَن خَيْثَمَة بن عبد الرَّحْمَن بن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عبد الله بن عَمْرو، إِذْ جَاءَهُ قهرمانٌ لَهُ، فَدخل فَقَالَ: أَعْطَيْت الرَّقِيق قوتهم؟ فَقَالَ: لَا. قَالَ: فَانْطَلق فأعطهم، فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ " كفى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَن يحبس عَمَّن يملك قوته ". وَلَيْسَ لخيثمة بن عبد الرَّحْمَن عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2953 - الرَّابِع: عَن أبي زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: حفظت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا لم أنسه بعد، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن أول الْآيَات خُرُوجًا طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، وَخُرُوج الدَّابَّة على النَّاس ضحى، وَأيهمَا مَا كَانَت قبل صاحبتها فالأخرى على إثْرهَا قَرِيبا ". وَأول حَدِيث عبد الله بن نمير عَن أبي حَيَّان التَّيْمِيّ: جلس إِلَى مَرْوَان بن الحكم ثَلَاثَة نفر من الْمُسلمين، فسمعوه وَهُوَ يحدث عَن الْآيَات: أَن أَولهَا خُرُوجًا الحديث: 2952 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 442 الدَّجَّال: فَقَالَ عبد الله بن عَمْرو: لم يقل مَرْوَان شَيْئا، قد حفظت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا لم أنسه بعد. . وَذكر الحَدِيث. وَلَيْسَ لأبي زرْعَة عَن عبد الله فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وأغفله أَبُو مَسْعُود فَلم يُخرجهُ فيمَ وَقع إِلَيْنَا من نسخ كِتَابه. 2954 - الْخَامِس: عَن أبي عبد الرَّحْمَن طَاوس بن كيسَان عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَليّ ثَوْبَيْنِ معصفرين، فَقَالَ: " أمك أَمرتك بِهَذَا؟ " قلت: أغسلهما؟ قَالَ: " بل أحرقهما ". وَلَيْسَ لطاوس عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث جُبَير بن نفير عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَوْبَيْنِ معصفرين فَقَالَ: " إِن هَذِه من ثِيَاب الْكفَّار، فَلَا تلبسهما ". وَلَيْسَ لجبير بن نفير عَن ابْن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2955 - السَّادِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير مولى نَافِع بن عَمْرو بن عبد الله ابْن نَضْلَة الْقرشِي العامري الْمصْرِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِذا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذّن فَقولُوا مثل مَا يَقُول، ثمَّ صلوا عَليّ، فَإِن من صلى عَليّ صلاةٌ صلى الله عَلَيْهِ بهَا عشرا، ثمَّ سلوا لي الله الْوَسِيلَة، فَإِنَّهَا منزلةٌ فِي الْجنَّة لَا تنبغي إِلَّا لعبدٍ من عباد الله، وَأَرْجُو أَن أكون أَنا هُوَ، فَمن سَأَلَ الله لي الْوَسِيلَة حلت عَلَيْهِ الشَّفَاعَة ". كَذَا نِسْبَة أَبُو سعيد بن يُونُس فَقَالَ: مولى نَافِع بن عبد عَمْرو الْقرشِي الْمصْرِيّ، وَقد جَاءَت الرِّوَايَة فِيهِ: مولى نَافِع بن عَمْرو. الحديث: 2954 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 443 وَقَالَ أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة هَذَا الحَدِيث: عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير - يَعْنِي الْحَضْرَمِيّ الشَّامي. وَهَذَا الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ عَن الْقرشِي لَا عَن الْحَضْرَمِيّ، وَقد أوضح ذَلِك النَّسَائِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن، أَحْمد بن شُعَيْب بن سِنَان فِي كتاب " الصَّلَاة " فِي " المُصَنّف " فِي رِوَايَته لهَذَا الحَدِيث فَقَالَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير مولى نَافِع بن عَمْرو الْقرشِي. وَكَذَلِكَ أوردهُ ابْن الْمُبَارك فِي رِوَايَته عَن حَيْوَة. وَكَذَلِكَ ذكره خلف الوَاسِطِيّ صَاحب التَّعْلِيق. وَلَيْسَ لَهُ على قَوْلهم فِي صَحِيح مُسلم غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد عَن عبد الله بن عَمْرو. وَأما الَّذِي بعده فِي الْحَدِيثين الْمَذْكُورين فِي عقب هَذَا الحَدِيث فَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير الْحَضْرَمِيّ الشَّامي. 2956 - السَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَلا قَول الله عز وَجل فِي إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {رب إنَّهُنَّ أضللن كثيرا من النَّاس فَمن تَبِعنِي فَإِنَّهُ مني} [إِبْرَاهِيم] . وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام: {إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك وَإِن تغْفر لَهُم فَإنَّك أَنْت الْعَزِيز الْحَكِيم} [الْمَائِدَة] فَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ: " اللَّهُمَّ أمتِي أمتِي وَبكى. فَقَالَ الله عز وَجل: يَا جِبْرِيل، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّد - وَرَبك أعلم - فسله مَا يبكيك؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيل فَسَأَلَهُ، فَأخْبرهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا قَالَ - وَهُوَ أعلم - فَقَالَ الله: يَا جِبْرِيل، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّد فَقل: إِنَّا سنرضيك فِي أمتك وَلَا نسوءك ". 2957 - الثَّامِن: عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن نَفرا من الحديث: 2956 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 بني هَاشم دخلُوا على أَسمَاء بنت عُمَيْس، فَدخل أَبُو بكر الصّديق - وَهِي تَحْتَهُ يومئذٍ - فَرَآهُمْ، فكره ذَلِك، فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: لم أر إِلَّا خيرا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَإِن الله قد برأها من ذَلِك ". ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر فَقَالَ: " لَا يدخلن رجلٌ بعد يومي هَذَا على مغيبة إِلَّا وَمَعَهُ رجلٌ أَو اثْنَان ". 2958 - التَّاسِع: عَن يَعْقُوب بن عَاصِم بن عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ قَالَ: سَمِعت عبد الله بن عَمْرو وجاءه رجلٌ فَقَالَ: مَا هَذَا الحَدِيث الَّذِي تحدث النَّاس؟ تَقول: إِن السَّاعَة تقوم إِلَى كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ: سُبْحَانَ الله! أَو: لَا إِلَه إِلَّا الله، أَو كلمة نَحْوهمَا، لقد هَمَمْت أَلا أحدث أحدا شَيْئا أبدا، إِنَّمَا قلت: إِنَّكُم سَتَرَوْنَ بعد قَلِيل أمرا عَظِيما، يحرق الْبَيْت، وَيكون وَيكون. ثمَّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يخرج الدَّجَّال فِي أمتِي فيمكث أَرْبَعِينَ - لَا أَدْرِي: أَرْبَعِينَ يَوْمًا، أَو أَرْبَعِينَ شهرا، أَو أَرْبَعِينَ عَاما - فيبعث الله عِيسَى بن مَرْيَم كَأَنَّهُ عُرْوَة بن مَسْعُود، فيطلبه فيهلكه ثمَّ يمْكث النَّاس سبع سِنِين لَيْسَ بَين اثْنَيْنِ عَدَاوَة، ثمَّ يُرْسل الله ريحًا بَارِدَة من قبل الشَّام، فَلَا يبْقى على وَجه الأَرْض أحدٌ فِي قلبه ذرةٌ من خير أَو إِيمَان إِلَّا قَبضته، حَتَّى لَو أَن أحدكُم دخل كبد جبلٍ لدخلته عَلَيْهِ حَتَّى تقبضه " قَالَ: سَمعتهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: " فَيبقى شرار النَّاس فِي خفَّة الطير وأحلام السبَاع، لَا يعْرفُونَ مَعْرُوفا وَلَا يُنكرُونَ مُنْكرا، فيتمثل لَهُم الشَّيْطَان فَيَقُول: أَلا تستجيبون؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأْمُرنَا؟ فيأمرهم بِعبَادة الْأَوْثَان، وهم فِي ذَلِك دارٌّ رزقهم، حسنٌ عيشهم، ثمَّ ينْفخ فِي الصُّور فَلَا يسمعهُ أحدٌ إِلَّا أصغى ليتاً. قَالَ: وَأول من الحديث: 2958 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 سَمعه رجلٌ يلوط حَوْض إبِله، قَالَ: فيصعق ويصعق النَّاس، ثمَّ يُرْسل الله - أَو قَالَ: ينزل الله مَطَرا كَأَنَّهُ الطل، أَو الظل - شكّ الرَّاوِي، فتنبت مِنْهُ أجساد النَّاس، ثمَّ ينْفخ فِيهِ أُخْرَى فَإِذا هم قيامٌ ينظرُونَ، ثمَّ يُقَال: يَا أَيهَا النَّاس، هَلُمَّ إِلَى ربكُم، وقفوهم إِنَّهُم مسئولون. ثمَّ يُقَال: أخرجُوا بعث النَّار. فَيُقَال: من كم؟ فَيُقَال: من كل ألف تِسْعمائَة وَتِسْعَة وَتِسْعين. قَالَ: فَذَلِك يَوْم يَجْعَل الْولدَان شيباً، وَيَوْم يكْشف عَن سَاق ". وَلَيْسَ ليعقوب بن عَاصِم عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2959 - الْعَاشِر: عَن عبد الله بن رَبَاح الْأنْصَارِيّ: أَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: هجرت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا، قَالَ: فَسمع أصوات رجلَيْنِ اخْتلفَا فِي آيَة، فَخرج علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعرف فِي وَجهه الْغَضَب فَقَالَ: " إِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ باختلافهم فِي الْكتاب ". وَلَيْسَ لعبد الله بن رَبَاح عَن عبد الله بن عَمْرو فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 2960 - الْحَادِي عشر: عَن أبي فراس يزِيد بن رَبَاح عَن عبد الله بن عَمْرو عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا فتحت عَلَيْكُم خَزَائِن فَارس وَالروم، أَي قوم أَنْتُم؟ " قَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف: نَكُون كَمَا أمرنَا الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تتنافسون ثمَّ تحاسدون ثمَّ تدابرون أَو ثمَّ تباغضون أَو غير ذَلِك، ثمَّ الحديث: 2959 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 تنطلقون إِلَى مَسَاكِين الْمُهَاجِرين فتحملون بَعضهم على رِقَاب بعض ". 2961 - الثَّانِي عشر: عَن أبي أَيُّوب يحيى بن مَالك الْأَزْدِيّ المراغي - والمراغ: حيٌّ من الأزد - عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا صليتم الْفجْر فَإِنَّهُ وقتٌ إِلَى أَن يطلع قرن الشَّمْس الأول، ثمَّ إِذا صليتم الظّهْر فَإِنَّهُ وقتٌ إِلَى أَن يحضر الْعَصْر، فَإِذا صليتم الْعَصْر فَإِنَّهُ وقتٌ إِلَى أَن تصفر الشَّمْس، فَإِذا صليتم الْمغرب فَإِنَّهُ وقتٌ إِلَى أَن يسْقط الشَّفق - وَفِي رِوَايَة شُعْبَة: وَوقت الْمغرب مَا لم يسْقط ثَوْر الشَّفق - فَإِذا صليتم الْعشَاء فَإِنَّهُ وقتٌ إِلَى نصف اللَّيْل ". وَفِي حَدِيث همام عَن قَتَادَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَقت الظّهْر إِذا زَالَت الشَّمْس وَكَانَ ظلّ الرجل كَطُولِهِ، مَا لم يحضر الْعَصْر، وَوقت الْعَصْر مَا لم تصفر الشَّمْس، وَوقت صَلَاة الْمغرب مَا لم يغب الشَّفق، وَوقت صَلَاة الْعشَاء إِلَى منتصف اللَّيْل الْأَوْسَط، وَوقت صَلَاة الصُّبْح من طُلُوع الْفجْر مَا لم تطلع الشَّمْس، فَإِذا طلعت الشَّمْس فَأمْسك عَن الصَّلَاة، فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شَيْطَان ". 2962 - الثَّالِث عشر: عَن مصدع، أبي يحيى الْأَعْرَج عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: حدثت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " صَلَاة الرجل قَاعِدا نصف الصَّلَاة " قَالَ: فَأَتَيْته فَوَجَدته يُصَلِّي جَالِسا، فَوضعت يَدي على رَأسه. وَفِيمَا روينَا من حَدِيث سعيد بن مَنْصُور عَن جرير بن عبد الحميد: فَوضعت يَدي على رَأْسِي، فَقَالَ: " مَالك يَا عبد الله بن عَمْرو؟ " قلت: حدثت يَا رَسُول الله أَنَّك قلت: " صَلَاة الرجل قَاعِدا على نصف الصَّلَاة " وَأَنت تصلي قَاعِدا. وَفِي رِوَايَة سعيد بن مَنْصُور: " على النّصْف من صَلَاة الْقَائِم. " قَالَ: " أجل، وَلَكِنِّي لست كأحدٍ مِنْكُم ". الحديث: 2961 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 2963 - الرَّابِع عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن عبد الله بن يزِيد الحبلي عَن عبد الله ابْن عَمْرو: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يغْفر للشهيد كل ذنبٍ إِلَّا الدّين ". 2964 - الْخَامِس عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " قد أَفْلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه الله بِمَا آتَاهُ ". 2965 - السَّادِس عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من غَازِيَة أَو سَرِيَّة تغزو فتغنم وتسلم إِلَّا كَانُوا قد تعجلوا ثُلثي أُجُورهم. وَمَا من غَازِيَة أَو سَرِيَّة تخفق وتصاب إِلَّا تمّ أُجُورهم ". وَفِي حَدِيث عبد بن حميد: مَا من غَازِيَة تغزو فِي سَبِيل الله فيصيبون الْغَنِيمَة إِلَّا تعجلوا ثُلثي أجرهم من الْآخِرَة وَيبقى لَهُم الثُّلُث، وَإِن لم يُصِيبُوا غنيمَة تمّ لَهُم أجرهم ". 2966 - السَّابِع عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الدُّنْيَا متاعٌ، وَخير مَتَاع الدُّنْيَا الْمَرْأَة الصَّالِحَة ". 2967 - الثَّامِن عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " كتب الله مقادير الْخَلَائق قبل أَن يخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض بِخَمْسِينَ ألف سنة ". قَالَ: " وعرشه على المَاء ". 2968 - التَّاسِع عشر: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله بن عَمْرو أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن قُلُوب بني آدم بَين إِصْبَعَيْنِ من أَصَابِع الرَّحْمَن، الحديث: 2963 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 كقلب واحدٍ يصرفهُ كَيفَ يَشَاء " ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ مصرف الْقُلُوب، صرف قُلُوبنَا على طَاعَتك ". 2969 - الْعشْرُونَ: عَن أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي قَالَ: سَمِعت عبد الله بن عَمْرو وَسَأَلَهُ رجلٌ فَقَالَ: أَلسنا من فُقَرَاء الْمُهَاجِرين؟ فَقَالَ لَهُ عبد الله: أَلَك امرأةٌ تأوي إِلَيْهَا؟ قَالَ: نعم. قَالَ: أَلَك مسكنٌ تسكنه؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَأَنت من الْأَغْنِيَاء. قَالَ: فَإِن لي خَادِمًا. قَالَ: فَأَنت من الْمُلُوك. قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن: وَجَاء ثَلَاثَة نفرٍ إِلَى عبد الله بن عَمْرو وَأَنا عِنْده فَقَالَ لَهُم: يَا أَبَا مُحَمَّد، وَالله مَا نقدر على شَيْء، لَا نَفَقَة وَلَا دَابَّة وَلَا مَتَاع. فَقَالَ لَهُم: مَا شِئْتُم؟ إِن شِئْتُم رجعتم إِلَيْنَا فأعطيناكم مَا يسر الله لكم، وَإِن شِئْتُم ذكرنَا أَمركُم للسُّلْطَان، وَإِن شِئْتُم صَبَرْتُمْ؛ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الْمُهَاجِرين يسبقون الْأَغْنِيَاء يَوْم الْقِيَامَة إِلَى الْجنَّة بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا " قَالُوا: فَإنَّا نصبر لَا نسْأَل شَيْئا. 2970 - حَدِيث ذكره أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة أبي عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن عبد الله ابْن عَمْرو فِي أَفْرَاد مُسلم: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " فراشٌ للرجل، وفراش لامْرَأَته، وَالثَّالِث للضيف، وَالرَّابِع للشَّيْطَان ". وَقَالَ أَبُو مَسْعُود فِيمَا نقل لنا من خطه: رَوَاهُ مسلمٌ فِي " اللبَاس " عَن أبي الطَّاهِر عَن وهب عَن أبي هَانِئ عَن الحبلي عَن ابْن عَمْرو بِهَذَا. وَلَيْسَ هَذَا فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم فِي " اللبَاس " إِلَّا عَن عبد الرَّحْمَن الحبلي عَن جَابر بن عبد الله. وَأخرجه الإِمَام أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَحْمد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ فِي كِتَابَة الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث جَابر بن عبد الله على الصِّحَّة، من الطَّرِيق الَّتِي أخرجهَا بِهِ مُسلم من حَدِيث أبي هَانِئ عَن أبي الحديث: 2969 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 عبد الرَّحْمَن الحبلي، وَفِيه زِيَادَة: أَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ برك بِهِ بعيره قد أزحف بِهِ، فَمر عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَالك يَا جَابر؟ " فَأخْبرهُ، فَنزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْبَعِير، ثمَّ قَالَ: " اركب يَا جَابر " فَقَالَ: إِنَّه لَا يقوم. فَقَالَ لَهُ: " اركب " فَركب جَابر الْبَعِير، ثمَّ ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَعِير بِرجلِهِ، فَوَثَبَ الْبَعِير وثبةً - لَوْلَا أَن جَابِرا تعلق بالبعير لسقط من فَوْقه، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تقدم يَا جَابر الْآن على أهلك إِن شَاءَ الله، فتجدهم قد يسروا لَك كَذَا وَكَذَا " حَتَّى ذكر الْفرش، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فراشٌ للرجل، وفراشٌ لامْرَأَته، وَالثَّالِث للضيف، وَالرَّابِع للشَّيْطَان " وَهُوَ فِي مُسْند أَحْمد بن حَنْبَل كَمَا ذكر أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ. (114) مُسْند عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ [رَضِي الله عَنهُ] يكنى أَبَا حَمَّاد - وَقيل: أَبُو عبد الرَّحْمَن: وَقيل: أَبُو عمر. وَقَالَ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ: يكنى أَبَا عبد الله، سكن مصر. للْبُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد: 2971 - من رِوَايَة أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: أَتَيْنَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك وَهُوَ فِي قبةٍ من أدمٍ، فَقَالَ: " أعدد سِتا بَين يَدي السَّاعَة: موتى، ثمَّ فتح بَيت الْمُقَدّس، ثمَّ موتانٌ يَأْخُذ بكم كعقاص الْغنم، ثمَّ استفاضة المَال حَتَّى يعْطى الرجل مائَة دِينَار فيظل ساخطاً، ثمَّ فتنةٌ لَا يبْقى بَيت من الْعَرَب إِلَّا دَخلته، ثمَّ هدنةٌ تكون بَيْنكُم وَبَين بنى الْأَصْفَر فيغدرون، فيأتونكم تَحت ثَمَانِينَ غَايَة، تَحت كل غَايَة اثْنَا عشر ألفا ". الحديث: 2971 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 أَفْرَاد مُسلم 2972 - الحَدِيث الأول: عَن أبي مُسلم عبد الله بن ثوب الْخَولَانِيّ قَالَ: حَدثنِي الحبيب الْأمين: أما هُوَ عِنْدِي فحبيبٌ إِلَيّ، وَأما هُوَ عِنْدِي فأمينٌ - عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسعةٌ أَو ثمانيةٌ أَو سبعةٌ، فَقَالَ: " أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ " وَكُنَّا حَدِيث عهدٍ ببيعةٍ، فَقُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله. ثمَّ قَالَ: " أَلا تُبَايِعُونَ رَسُول الله؟ ". قَالَ: فبسطنا أَيْدِينَا وَقُلْنَا: قد بايعناك يَا رَسُول الله، فعلام نُبَايِعك؟ قَالَ: " أَن تعبدوا الله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا، والصلوات الْخمس، وتطيعوا - وَأسر كلمة خُفْيَة - وَلَا تسألوا النَّاس شَيْئا " فَلَقَد رَأَيْت بعض أُولَئِكَ النَّفر يسْقط سَوط أحدهم فَمَا يسْأَل أحدا يناوله إِيَّاه. 2973 - الثَّانِي: عَن جُبَير بن نفير عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على جَنَازَة، فَحفِظت من دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُول: " اللَّهُمَّ اغْفِر لَهُ وارحمه، وعافه واعف عَنهُ، وَأكْرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بِالْمَاءِ والثلج وَالْبرد، ونقه من الْخَطَايَا كَمَا نقيت الثَّوْب الْأَبْيَض من الدنس، وأبدله دَارا خيرا من دَاره، وَأهلا خيرا من أَهله، وزوجاً خيرا من زوجه، وَأدْخلهُ الْجنَّة، وأعذه من عَذَاب الْقَبْر - أَو من عَذَاب النَّار " قَالَ: فتمنيت أَن أكون أَنا ذَلِك الْمَيِّت. وَفِي حَدِيث أبي حَمْزَة بن سليم الْحِمصِي نَحوه، وَفِيه: وقه فتْنَة الْقَبْر وَعَذَاب النَّار ". قَالَ عَوْف: فتمنيت أَن لَو كنت أَنا الْمَيِّت، لدعاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ذَلِك الْمَيِّت. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن جُبَير بن نفير عَن أَبِيه عَن عَوْف ابْن مَالك كَذَلِك. وَمن الروَاة من قَالَ فِيهِ: عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير: سَمِعت عوفاً، لم يقل: الحديث: 2972 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 عَن أَبِيه، حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه. 2974 - الثَّالِث: عَن جُبَير بن نفير عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: كُنَّا نرقي فِي الْجَاهِلِيَّة، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، كَيفَ ترى فِي ذَلِك؟ فَقَالَ: " اعرضوا عَليّ رقاكم، لَا بَأْس بالرقى مَا لم يكن فِيهِ شرك ". 2975 - الرَّابِع: عَن جُبَير عَن عَوْف بن مَالك قَالَ: قتل رجلٌ من حمير رجلا من الْعَدو، فَأَرَادَ سلبه، فَمَنعه خَالِد بن الْوَلِيد - وَكَانَ والياً عَلَيْهِم، فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَوْف بن مَالك، فَأخْبرهُ، فَقَالَ لخَالِد: " مَا مَنعك أَن تعطيه سلبه؟ ". قَالَ استكثرته يَا رَسُول الله. قَالَ: " ادفعه إِلَيْهِ ". فَمر خالدٌ بعوف، فجر بردائه ثمَّ قَالَ: هَل أنجزت لَك مَا ذكرت لَك من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَسَمعهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاستغضب وَقَالَ: " لَا تعطه يَا خَالِد. هَل أَنْتُم تاركو لي أمرائي؟ إِنَّمَا مثلكُمْ وَمثلهمْ كَمثل رجلٍ استرعي إبِلا وَغنما، فرعاها، ثمَّ تحين سقيها، فأوردها حوضاً، فشرعت فِيهِ، فَشَرِبت صَفوه وَتركت كدره، فصفوه لكم، وكدره عَلَيْهِم ". وَفِي حَدِيث صَفْوَان بن عَمْرو عَن عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن أَبِيه عَن عَوْف قَالَ: خرجت مَعَ من خرج مَعَ زيد بن حَارِثَة فِي غَزْوَة مُؤْتَة، ورافقني من الْيمن مددي ... وسَاق الحَدِيث. وَفِيه: قَالَ عَوْف: فَقلت: يَا خَالِد، أما علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قضى بالسلب للْقَاتِل؟ فَقَالَ: بلَى، وَلَكِن استكثرته. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث إِسْحَق بن رَاهَوَيْه عَن الْوَلِيد بن مُسلم بِإِسْنَادِهِ الَّذِي أخرجه بِهِ مُسلم، وَذكره بِطُولِهِ، وَزَاد فِيهِ بَيَانا: أَن عَوْف بن مَالك قَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يُخَمّس السَّلب، وَأَن مددياً كَانَ رَفِيقًا لَهُم الحديث: 2974 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 فِي غَزْوَة مُؤْتَة فِي طرف من الشَّام، قَالَ: فَجعل روميٌّ مِنْهُم يشْتَد على الْمُسلمين وَهُوَ على فرسٍ أشقر، وسرج مَذْهَب، ومنطقة ملطفة، وَسيف محلى بِذَهَب. قَالَ: فيغري بهم. قَالَ: فتلطف لَهُ المددي حَتَّى مر بِهِ. قَالَ: فَضرب عرقوب فرسه فَوَقع، وعلاه بِالسَّيْفِ فَقتله وَأخذ سلاحه، قَالَ: فَأعْطَاهُ خَالِد بن الْوَلِيد وَحبس مِنْهُ. قَالَ عَوْف: فَقلت لَهُ: أعْطه كُله، أَلَيْسَ قد سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " السَّلب للْقَاتِل "؟ فَقَالَ: بلَى، ولكنني قد استكثرته. قَالَ عوفٌ: فَكَانَ بيني وَبَينه فِي ذَلِك كَلَام، فَقلت لَهُ: لأخبرن بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ عَوْف: فَلَمَّا اجْتَمَعنَا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر عَوْف ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لخَالِد: " لم لم تعطه؟ " فَقَالَ: قد استكثرته. قَالَ: " فادفعه إِلَيْهِ. " قَالَ عوفٌ: فَقلت لَهُ: ألم أنْجز لَك مَا وعدتك؟ قَالَ: فَغَضب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " يَا خَالِد، لَا تَدْفَعهُ إِلَيْهِ، هَل أَنْتُم تاركوا لي أمرائي ". 2976 - الْخَامِس: عَن مُسلم بن قرظة ابْن عَم عَوْف بن مَالك قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " خِيَار أئمتكم الَّذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عَلَيْهِم وَيصلونَ عَلَيْكُم. وشرار أئمتكم الَّذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم؟ " قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُول الله، أَفلا ننابذهم؟ قَالَ: " لَا مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة، لَا مَا أَقَامُوا فِيكُم الصَّلَاة، إِلَّا من ولي عَلَيْهِ والٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئا من مَعْصِيّة الله، فليكره مَا يَأْتِي من مَعْصِيّة الله، وَلَا ينزعن يدا من طَاعَة " قَالَ مُسلم: وَرَوَاهُ مُعَاوِيَة بن صَالح عَن ربيعَة - هُوَ ابْن يزِيد - عَن مُسلم بن قرظة عَن عَوْف عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 2976 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 (115) مُسْند وَاثِلَة بن الْأَسْقَع بن كَعْب [رَضِي الله عَنهُ] يكني أَبَا الْأَسْقَع، وَقيل أَبُو قرفاصة لَهُ فِي الصَّحِيح حديثان: 2977 - أَحدهمَا للْبُخَارِيّ: من رِوَايَة عبد الْوَاحِد بن عبد الله النصري عَن وَاثِلَة ابْن الْأَسْقَع قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن من أعظم الفرى أَن يَدعِي الرجل إِلَى غير أَبِيه، أَو يري عَيْنَيْهِ مَا لم تَرَ، وَيَقُول على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لم يقل ". 2978 - الثَّانِي لمُسلم: من رِوَايَة أبي عمار شَدَّاد بن عبد الله عَن وَاثِلَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله اصْطفى كنَانَة من ولد إِسْمَاعِيل، وَاصْطفى قُريْشًا من كنَانَة، وَاصْطفى من قريشٍ بني هَاشم، وَاصْطَفَانِي من بني هَاشم ". (116) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند عقبَة بن عَامر بن عبس الْجُهَنِيّ [رَضِي الله عَنهُ] نزل مصر. 2979 - الحَدِيث الأول: عَن أبي الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله عَن عقبَة الْجُهَنِيّ: أَن الحديث: 2977 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج يَوْمًا فصلى على أهل أحد صلَاته على الْمَيِّت، ثمَّ انْصَرف إِلَى الْمِنْبَر فَقَالَ: إِنِّي فرطٌ لكم، وَأَنا شَهِيد عَلَيْكُم، وَإِنِّي وَالله لأنظر إِلَى حَوْضِي الْآن، وَإِنِّي أَعْطَيْت مَفَاتِيح خَزَائِن الأَرْض، أَو مَفَاتِيح الأَرْض، وَإِنِّي وَالله مَا أَخَاف عَلَيْكُم أَن تُشْرِكُوا بعدِي، وَلَكِن أَخَاف عَلَيْكُم أَن تنافسوا فِيهَا ". وَفِي حَدِيث ابْن الْمُبَارك عَن حَيْوَة بن شُرَيْح: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قَتْلَى أحد بعد ثَمَان سِنِين، كَالْمُودعِ للأحياء والأموات، ثمَّ طلع الْمِنْبَر فَقَالَ: " إِنِّي بَين أَيْدِيكُم فرطٌ، وَأَنا شهيدٌ عَلَيْكُم، وَإِن مَوْعدكُمْ الْحَوْض. وَإِنِّي لأنظر إِلَيْهِ من مقَامي هَذَا، وَإِنِّي لست أخْشَى عَلَيْكُم أَن تُشْرِكُوا، وَلَكِن أخْشَى عَلَيْكُم الدُّنْيَا أَن تنافسوها ". قَالَ: فَكَانَت آخر نظرة نظرتها إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث يحيى بن أَيُّوب عَن يزِيد بن أبي حبيب: إِنِّي فَرَطكُمْ على الْحَوْض، وَإِن عرضه كَمَا بَين أَيْلَة إِلَى الْجحْفَة " وَفِيه: وَلَكِنِّي أخْشَى عَلَيْكُم الدُّنْيَا أَن تنافسوا فِيهَا، وتقتتلوا فَتَهْلكُوا كَمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ ". قَالَ عقبَة: فَكَانَت آخر مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر. 2980 - الثَّانِي: عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة قَالَ: أهدي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فروج حَرِير، فلبسه ثمَّ صلى فِيهِ، ثمَّ انْصَرف فَنَزَعَهُ نزعاً شَدِيدا كالكاره لَهُ ثمَّ قَالَ: " لَا يَنْبَغِي هَذَا لِلْمُتقين ". 2981 - الثَّالِث: عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعطَاهُ غنما يقسمها على صحابته ضحايا، فَبَقيَ عتودٌ، فَذكره للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " ضح بِهِ أَنْت ". الحديث: 2980 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث بعجة بن عبد الله بن بدر عَن عقبَة قَالَ: قسم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَصْحَابه ضحايا، فَصَارَت لعقبة جَذَعَة، فَقلت: يَا رَسُول الله، أصابني جذع. فَقَالَ: " ضح بِهِ ". 2982 - الرَّابِع: عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنَّك تبعثنا فَنَنْزِل بقومٍ لَا يقروننا، فَمَا ترى؟ فَقَالَ لنا: " إِن نزلتم بقومٍ فَأمروا لكم بِمَا يَنْبَغِي للضيف فاقبلوا، فَإِن لم يَفْعَلُوا فَخُذُوا مِنْهُم حق الضَّيْف الَّذِي يَنْبَغِي لَهُم ". 2983 - الْخَامِس: عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَحَق الشُّرُوط أَن توفوا بهَا مَا استحللتم بِهِ الْفروج ". 2984 - السَّادِس: عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إيَّاكُمْ وَالدُّخُول على النِّسَاء " فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار: أَفَرَأَيْت الحمو؟ قَالَ: " الحمو الْمَوْت ". زَاد عِنْد مُسلم عَن أبي الطَّاهِر عَن ابْن وهب قَالَ: سَمِعت اللَّيْث يَقُول: الحمو: أَخُو الزَّوْج وَمَا أشبهه من أقَارِب الزَّوْج: ابْن الْعم وَنَحْوه. 2985 - السَّابِع: عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: نذرت أُخْتِي أَن تمشي إِلَى بَيت الله، وأمرتني أَن أستفتي لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ: " لتمش ولتركب " قَالَ: وَكَانَ أَبُو الْخَيْر لَا يُفَارق عقبَة. لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. زَاد فِي رِوَايَة الْمفضل بن فضَالة: نذرت أُخْتِي أَن تمشي إِلَى بَيت الله حافيةً ... ثمَّ ذكره. الحديث: 2982 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 وللبخاري حَدِيث وَاحِد: 2986 - عَن أبي الْخَيْر قَالَ: أتيت عقبَة بن عَامر فَقلت: أَلا أعْجبك من أبي تَمِيم: يرْكَع رَكْعَتَيْنِ قبل صَلَاة الْمغرب. فَقَالَ عقبَة: إِنَّا كُنَّا نفعله على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قلت: فَمَا يمنعك الْآن؟ قَالَ: الشّغل. أَبُو تَمِيم هُوَ الجيشاني، حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود. أَفْرَاد مُسلم 2987 - الحَدِيث الأول: عَن أبي الْخَيْر عَن عقبَة بن عَامر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَفَّارَة النّذر كَفَّارَة الْيَمين ". 2988 - الثَّانِي: عَن قيس بن أبي حَازِم عَن عقبَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ألم تَرَ آيَات أنزلت هَذِه اللَّيْلَة لم ير مِثْلهنَّ قطّ: {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} و {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} . وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن قيس عَن عقبَة قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أنزلت عَليّ آياتٌ لم ير مِثْلهنَّ قطّ: المعوذتين ". قَالَ فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن رَافع عِنْد ذكر عقبَة بن عَامر: وَكَانَ من رفعاء أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لقيس بن أبي حَازِم عَن عقبَة بن عَامر الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 2986 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 2989 - الثَّالِث: عَن عبد الرَّحْمَن بن شماسَة أَنه سمع عقبَة بن عَامر على الْمِنْبَر يَقُول: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْمُؤمن أَخُو الْمُؤمن، فَلَا يحل لِلْمُؤمنِ أَن يبْتَاع على بيع أَخِيه، وَلَا يخْطب على خطْبَة أَخِيه حَتَّى يذر ". 2990 - الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن شماسَة الْمهرِي: أَن فقيماً اللَّخْمِيّ قَالَ لعقبة بن عَامر: تخْتَلف بَين هذَيْن الغرضين وَأَنت كبيرٌ يشق عَلَيْك. قَالَ عقبَة: لَوْلَا كَلَام سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم أَعَانَهُ. قَالَ الْحَارِث بن يَعْقُوب: فَقلت لِابْنِ شماسَة: وَمَا ذَاك؟ قَالَ: إِنَّه قَالَ: " من علم الرَّمْي ثمَّ تَركه فَلَيْسَ منا " أَو " قد عصى ". 2991 - الْخَامِس: عبد الرَّحْمَن بن شماسَة قَالَ: كنت عِنْد مُسلم بن مخلد وَعِنْده عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، فَقَالَ عبد الله: لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا على شرار الْخلق، هم شرٌّ من أهل الْجَاهِلِيَّة، لَا يدعونَ الله بِشَيْء إِلَّا رده عَلَيْهِم. فَبينا هم عَليّ ذَلِك أقبل عقبَة بن عَامر، فَقَالَ لَهُ مسلمة: يَا عقبَة: اسْمَع مَا يَقُول عبد الله. فَقَالَ عقبَة: هُوَ أعلم، واما أَنا فَسمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تزَال عصابةٌ من أمتِي يُقَاتلُون على أَمر الله، قاهرين لعدوهم، لَا يضرهم من خالفهم حَتَّى تأتيهم السَّاعَة وهم على ذَلِك ". قَالَ عبد الله: أجل، ثمَّ يبْعَث الله ريحًا، ريح الْمسك، مَسهَا مس الْحَرِير، فَلَا تتْرك نفسا فِي قلبه مِثْقَال حبةٍ من إِيمَان إِلَّا قَبضته، ثمَّ يبْقى شرار النَّاس، عَلَيْهِم تقوم السَّاعَة ". 2992 - السَّادِس: عَن عَليّ بن رَبَاح اللَّخْمِيّ وَالِد مُوسَى، عَن عقبَة بن عَامر قَالَ: خرج علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنحن فِي الصّفة فَقَالَ: أَيّكُم يحب أَن يَغْدُو كل الحديث: 2989 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 يَوْم إِلَى بطحان أَو العقيق، فَيَأْتِي بناقتين كوماوين من غير إِثْم وَلَا قطيعة رحم؟ " فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، نحب ذَلِك. وَعند أبي بكر البرقاني من رِوَايَة مُوسَى ابْن عَليّ عَن أَبِيه: كلنا يَا رَسُول الله يحب ذَلِك. قَالَ: " أَفلا يَغْدُو أحدكُم إِلَى الْمَسْجِد فَيعلم أَو يقْرَأ آيَتَيْنِ من كتاب الله خيرٌ من ناقتين، وَثَلَاث، وَأَرْبع خير من أَربع، وَمن أعدادهن من الْإِبِل ". وللبرقاني من رِوَايَة إِسْحَق بن رَاهَوَيْه نَحوه، وَفِيه: خيرٌ لَهُ من ناقتين، وَثَلَاث خيرٌ من ثَلَاث، وَأَرْبع خيرٌ من أَربع، وَمن أعدادهن من الْإِبِل ". وَلَيْسَ لعَلي بن رَبَاح اللَّخْمِيّ عَن عقبَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث، والْحَدِيث الَّذِي بعده. 2993 - السَّابِع: عَن عَليّ بن رَبَاح عَن عقبَة قَالَ: ثَلَاث سَاعَات كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينهانا أَن نصلي فِيهِنَّ أَو أَن نقبر فِيهِنَّ مَوتَانا: حِين تطلع الشَّمْس بازغةً حَتَّى ترْتَفع، وَحين يقوم قَائِم الظهيرة حَتَّى تميل الشَّمْس، وَحين تضيف الشَّمْس للغروب حَتَّى تغرب. 2994 - الثَّامِن: عَن أبي عَليّ ثُمَامَة بن شفي الْهَمدَانِي أَنه سمع عقبَة بن عَامر يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الْمِنْبَر يَقُول: {وَأَعدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم من قُوَّة} [الْأَنْفَال] " أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي، أَلا إِن الْقُوَّة الرَّمْي ". 2995 - التَّاسِع: عَن ثُمَامَة بن شفيٍّ عَن عقبَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ستفتح عَلَيْكُم أرضون، ويكفيكم الله، فَلَا يعجز أحدكُم أَن يلهو بأسهمه ". وَلَيْسَ لثمامة بن شفي عَن عقبَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله. الحديث: 2993 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 (117) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي [رَضِي الله عَنهُ] يُقَال: اسْمه جرثوم بن ناشبٍ. وَقيل: جرهم، حَكَاهُ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ. 2996 - الحَدِيث الأول: من رِوَايَة أبي إِدْرِيس عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي قَالَ: أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّا بِأَرْض قوم أهل كتاب، أفنأكل فِي آنيتهم؟ وبأرض صيد، أصيد بقوسي وبكلبي الَّذِي لَيْسَ بمعلم، وبكلبي الْمعلم، فَمَا يصلح لي؟ . قَالَ: أما مَا ذكرت - يَعْنِي من آنِية أهل الْكتاب، فَإِن وجدْتُم غَيرهَا فَلَا تَأْكُلُوا فِيهَا، فَإِن لم تَجدوا فاغسلوها وكلوا فِيهَا. وَمَا صدت بقوسك وَذكرت اسْم الله عَلَيْهِ فَكل. وَمَا صدت بكلبك الْمعلم فَذكرت اسْم الله عَلَيْهِ فَكل، وَمَا صدت بكلبك غير معلم فأدركت ذَكَاته فَكل ". وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم وَغَيره عَن حَيْوَة: " فَمَا صدت بقوسك فاذكر اسْم الله ثمَّ كل، وَمَا صدت بكلبك الْمعلم فاذكر اسْم الله ثمَّ كل ". 2997 - الثَّانِي: عَن أبي إِدْرِيس عَائِذ بن عبد الله الْخَولَانِيّ عَن أبي ثَعْلَبَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن أكل كل ذِي نابٍ من السبَاع. وَفِي رِوَايَة ابْن وهب عَن يُونُس: قَالَ ابْن شهَاب: وَلم أسمع ذَلِك من عُلَمَائِنَا بالحجاز، حَتَّى حَدثنِي أَبُو إِدْرِيس، وَكَانَ من فُقَهَاء أهل الشَّام. الحديث: 2996 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة وَمن مَعَه عَن سُفْيَان الزُّهْرِيّ بِالْإِسْنَادِ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كل ذِي نابٍ من السَّبع. وَكَذَا فِي رِوَايَة صَالح بن كيسَان ويوسف ابْن الْمَاجشون عَن الزُّهْرِيّ: نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن كل ذِي نَاب من السَّبع. وَلم يذكرَا الْأكل. قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد اللَّيْث: حَدثنِي يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ: وَسَأَلته: هَل نَتَوَضَّأ أَو نشرب ألبان الأتن، اَوْ مرَارَة السَّبع، أَو أَبْوَال الْإِبِل؟ قَالَ: قد كَانَ الْمُسلمُونَ يتداوون بهَا، فَلَا يرَوْنَ بذلك بَأْسا. فَأَما ألبان الأتن فقد بلغنَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن لحومها، وَلم يبلغنَا عَن أَلْبَانهَا أمرٌ وَلَا نهي. وَأما مرَارَة السَّبع، فَقَالَ ابْن شهَاب: أَخْبرنِي أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ أَن أَبَا ثَعْلَبَة الْخُشَنِي حَدثهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن كل ذِي نابٍ من السبَاع. 2998 - الثَّالِث: عَن أبي إِدْرِيس عَن أبي ثَعْلَبَة قَالَ: حرم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة. أَخْرجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث صَالح عَن ابْن شهَاب. وَحكى أَبُو مَسْعُود إسناديهما فِي هَذَا الْمَتْن مَعَ أَسَانِيد الْمَتْن الَّذِي قبله فِي السبَاع، وَلم يذكر هَذَا الْمَتْن فِي الْحمر مَعَ ذَلِك الْمَتْن، وَلَا نبه عَلَيْهِ، فأوهم أَن إسنادي هَذَا الْمَتْن للمتن الَّذِي قبله، وَلَيْسَ كَذَلِك، إِنَّمَا هما لهَذَا، والكتابان يَشْهَدَانِ بذلك. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 2999 - من رِوَايَة جُبَير بن نفير عَن أبي ثَعْلَبَة الْخُشَنِي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا رميت بسهمك فَغَاب عَنْك فَأَدْرَكته فكله، مَا لم ينتن ". الحديث: 2998 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 461 وَفِي حَدِيث معن بن عِيسَى عَن مُعَاوِيَة بن صَالح فِي الَّذِي يدْرك صَيْده بعد ثَلَاث: فكله مَا لم ينتن ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مَكْحُول عَن أبي ثَعْلَبَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... حَدِيثه فِي الصَّيْد. كَذَا قَالَ مُسلم. وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن جُبَير وَأبي الزَّاهِرِيَّة عَن جُبَير عَن أبي ثَعْلَبَة قَالَ: وَقَالَ فِي الْكَلْب: كُله بعد ثلاثٍ إِلَّا أَن ينتن، فَدَعْهُ ". (118) مُسْند أبي أُمَامَة صدي بن عجلَان الْبَاهِلِيّ [رَضِي الله عَنهُ] أَفْرَاد البُخَارِيّ: 3000 - الحَدِيث الأول: عَن خَالِد بن معدان عَن أبي أُمَامَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا رفع مائدته قَالَ: " الْحَمد لله حمداً كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ، غير مكفيٍّ وَلَا مودعٍ، وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ، رَبنَا ". وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن ثَوْر بن يزِيد: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا فرغ من طَعَامه وَقَالَ مرّة: إِذا رفع مائدته قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي كفانا وأروانا، غير مكفيٍّ وَلَا مكفور " وَقَالَ مرّة:: لَك الْحَمد رَبنَا غير مكفيٍّ وَلَا مودعٍ، وَلَا مُسْتَغْنى، رَبنَا ". وَلَيْسَ لخَالِد بن معدان عَن صدي بن عجلَان فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 3000 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 3001 - الثَّانِي: عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي عَن أبي أُمَامَة قَالَ - ورأي سكَّة وشيئاً من آلَة الْحَرْث، قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يدْخل هَذَا بَيت قومٍ، إِلَّا أدخلهُ الذل ". 3002 - الثَّالِث: عَن سُلَيْمَان بن حبيب الْمحَاربي عَن أبي أُمَامَة قَالَ: لقد فتح الْفتُوح قومٌ مَا كَانَت حلية سيوفهم الذَّهَب وَلَا الْفضة، إِنَّمَا كَانَت حليتهم العلابي والآنك وَالْحَدِيد. وَلَيْسَ لِسُلَيْمَان بن حبيب عَن أبي أُمَامَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. أَفْرَاد مُسلم 3003 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عمار شَدَّاد بن عبد الله عَن أبي أُمَامَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا ابْن آدم، إِنَّك أَن تبذل الْفضل خيرٌ لَك، وَأَن تمسكه شرٌّ لَك، وَلَا تلام على كفافٍ، وابدأ بِمن تعول، وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى ". 3004 - الثَّانِي: عَن أبي عمار عَن أبي أُمَامَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من لبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا لم يلْبسهُ فِي الْآخِرَة ". 3005 - الثَّالِث: عَن شَدَّاد أبي عمار عَن أبي أُمَامَة قَالَ: بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد وَنحن قعودٌ مَعَه، إِذْ جَاءَ رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أصبت حدا الحديث: 3001 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 فأقمه عَليّ، فَسكت عَنهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ أعَاد فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أصبت حدا، فأقمه عَليّ، فَسكت عَنهُ، وأقيمت الصَّلَاة، فَلَمَّا انْصَرف نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو أُمَامَة: فَاتبع الرجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين انْصَرف، وَاتَّبَعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أنظر مَا يرد على الرجل، فلحق الرجل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أصبت حدا فأقمه عَليّ. فَقَالَ أَبُو أُمَامَة: فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَرَأَيْت حِين خرجت من بَيْتك، أَلَيْسَ قد تَوَضَّأت فأحسنت الْوضُوء؟ " قَالَ: بلَى يَا رَسُول الله. قَالَ: " ثمَّ شهِدت الصَّلَاة مَعنا؟ " قَالَ: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِن الله قد غفر لَك حدك " أَو قَالَ: " ذَنْبك ". 3006 - الرَّابِع: عَن مَمْطُور أبي سَلام عَن أبي أُمَامَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " اقْرَءُوا الْقُرْآن، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة شَفِيعًا لأَصْحَابه. اقْرَءُوا الزهراوين: الْبَقَرَة وَسورَة آل عمرَان، فَإِنَّهُمَا تأتيان يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غمامتان، أَو كَأَنَّهُمَا غيايتان، أَو كَأَنَّهُمَا فرقان من طير صواف، يحاجان عَن أصحابهما. اقْرَءُوا سُورَة الْبَقَرَة؛ فَإِن أَخذهَا بركةٌ، وَتركهَا حسرة، وَلَا تستطيعها البطلة " قَالَ مُعَاوِيَة بن سَلام أحد الروَاة لهَذَا الحَدِيث: بَلغنِي أَن البطلة: السَّحَرَة. وَلَيْسَ للمطورٍ أبي سَلام عَن أبي أُمَامَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 3006 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 (119) مُسْند عبد الله بن بسر السكونِي ثمَّ الْمَازِني [رَضِي الله عَنهُ] يكنى أَبَا صَفْوَان. حديثان: 3007 - أَحدهمَا للْبُخَارِيّ: من رِوَايَة جرير بن عُثْمَان: أَنه سَأَلَ عبد الله بن بسرٍ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهُ: أَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ شَيخا؟ قَالَ: كَانَ فِي عنفقته شعراتٌ بيض. 3008 - الثَّانِي لمُسلم: من حَدِيث يزِيد بن خمير عَن عبد الله بن بسر قَالَ: نزل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أبي، فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَاما ورطبة، فَأكل مِنْهَا، ثمَّ أُتِي بتمرٍ فَكَانَ يَأْكُلهُ ويلقي النَّوَى بَين أصبعيه، وَيجمع السبابَة وَالْوُسْطَى - قَالَ شُعْبَة: هُوَ ظَنِّي، وَهُوَ فِيهِ إِن شَاءَ الله: إِلْقَاء النَّوَى بَين الإصبعين - ثمَّ أُتِي بشراب فشربه، ثمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَن يَمِينه: قَالَ: فَقَالَ أبي - وَأخذ بلجام دَابَّته: أدع الله لنا. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِيمَا رزقتهم، واغفر لَهُم، وارحمهم ". وَفِي حَدِيث يحيى بن حَمَّاد وَابْن أبي عدي عَن شُعْبَة نَحوه، وَلم يشكا فِي إِلْقَاء النَّوَى بَين الإصبعين. كَذَا فِيمَا رَأينَا من نسخ كتاب مُسلم: فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَاما ورطبة بالراء، وَهُوَ تَصْحِيف من الرَّاوِي. وَقد ذكره أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي كِتَابه بِالْوَاو. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَن النَّضر بن شُمَيْل عَن شُعْبَة فَقَالَ: وجاءه بوطبة - بِالْوَاو. وَفِي آخِره: قَالَ النَّضر: الوطبة: الحيس يجمع بَين التَّمْر البرني والأقط المدقوق وَالسمن الْجيد. فَلم يتْرك النَّضر إشْكَالًا، الحديث: 3007 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 وَبَين غَايَة الْبَيَان، وَنَقله عَن شُعْبَة على الصِّحَّة، وَكَانَ من أهل اللُّغَة. رَحْمَة الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. (120) مُسْند أبي مَالك أَو أبي عَامر الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنْهُمَا كَذَا فِي الحَدِيث بِالشَّكِّ. حَدِيث واحدٌ للْبُخَارِيّ: 3009 - أخرجه تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ هِشَام بن عمار: حَدثنَا صَدَقَة بن خَالِد. وَأخرجه أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبُو بكر البرقاني بِالْإِسْنَادِ، وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ وَعِنْدَهُمَا من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن غنم الْأَشْعَرِيّ قَالَ: حَدثنِي أَبُو عَامر أَو أَبُو مَالك الْأَشْعَرِيّ - وَالله مَا كَذبَنِي - سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَيَكُونن من أمتِي أقوامٌ يسْتَحلُّونَ الْخَزّ وَالْحَرِير وَالْخمر وَالْمَعَازِف، ولينزلن أقوامٌ إِلَى جنب علم، يروح عَلَيْهِم بسارحةٍ لَهُم، يَأْتِيهم لحَاجَة ". كَذَا فِي الْكتاب للبرقاني عَن الْإِسْمَاعِيلِيّ. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد الباغندي عَن هِشَام بن عمار: " ويأتيهم رجلٌ لحَاجَة ". وَفِي رِوَايَة الْحسن بن سُفْيَان عَن هِشَام: " فيأتيهم طَالب حَاجَة ". ثمَّ اتَّفقُوا: " فَيَقُولُونَ: ارْجع إِلَيْنَا غَدا، فيبيتهم الله، وَيَضَع الْعلم، ويمسخ آخَرين قردةً وَخَنَازِير إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". الحديث: 3009 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 466 وَقد رَوَاهُ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن مُحَمَّد الباغندي عَن هِشَام ابْن عمار بِالْإِسْنَادِ، وَفِيه: حَدثنَا أَبُو عَامر الْأَشْعَرِيّ - وَالله مَا كَذبَنِي، وَذكر الحَدِيث - وَلم يشك. وَكَذَلِكَ أخرجه أَبُو دَاوُد، سُلَيْمَان بن الْأَشْعَث السجسْتانِي فِي " السّنَن " من كتاب " اللبَاس " فِي ذكر الْخَزّ ولباسه، من حَدِيث عبد الرَّحِيم بن غنم عَن أبي مَالك أَو أبي عَامر بِنَحْوِهِ. وَالَّذِي ذكره أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق الْحَرْبِيّ فِي بَاب الْحَاء وَالرَّاء، لَيْسَ فِي هَذَا من شيءٍ، إِنَّمَا هُوَ حَدِيث آخر، من رِوَايَة مَكْحُول عَن أبي ثَعْلَبَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أول دينكُمْ نبوةٌ وَرَحْمَة، ثمَّ ملك ورحمةٌ، ثمَّ ملكٌ وَجَبْرِيَّة، ثمَّ ملك عض، يسْتَحل فِيهِ الْحر وَالْحَرِير " يُرِيد استحلال الْحَرَام من الْفروج. وَهَذَا لَا يتَّفق مَعَ الَّذِي أخرجه البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد فِي متنٍ وَلَا إِسْنَاد. وَإِنَّمَا ذكرنَا ذَلِك لِأَن من النَّاس من توهم فِي ذَلِك شَيْئا فبيناه. وَحَدِيث مَكْحُول أَيْضا لَيْسَ من شَرط الصَّحِيح. (121) مُسْند أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ [رَضِي الله عَنهُ] بِغَيْر شكٍّ. يُقَال: اسْمه عَمْرو. وَقيل: عبيد. وَقيل: كَعْب. حديثان وَكِلَاهُمَا لمُسلم: 3010 - أَحدهمَا: من حَدِيث أبي سَلام مَمْطُور عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ قَالَ: الحديث: 3010 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الطّهُور شطر الْإِيمَان، وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان، وَسُبْحَان الله وَالْحَمْد لله تملآن أَو تملأ مَا بَين السَّمَوَات وَالْأَرْض. وَالصَّلَاة نورٌ، وَالصَّدَََقَة برهانٌ، وَالصَّبْر ضِيَاء، وَالْقُرْآن حجةٌ لَك أَو عَلَيْك. كل النَّاس يَغْدُو: فبائعٌ نَفسه فمعتقها أَو موبقها " وَهَذَا أول حَدِيث فِي كتاب " الْوضُوء " لمُسلم. 3011 - الثَّانِي: من حَدِيث أبي سَلام أَيْضا عَن أبي مَالك الْأَشْعَرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أربعٌ فِي أمتِي من أَمر الْجَاهِلِيَّة لَا يتركونهن: الْفَخر بِالْأَحْسَابِ، والطعن فِي الْأَنْسَاب، وَالِاسْتِسْقَاء بالنجوم، والنياحة ". وَقَالَ: النائحة إِذا لم تتب قبل مَوتهَا، تُقَام يَوْم الْقِيَامَة وَعَلَيْهَا سربالٌ من قطران، ودرعٌ من جرب ". مُسْند من شهد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَزْوَة ذَات الرّقاع قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَهُوَ سهل بن أبي حثْمَة. وَقد تقدم فِي مُسْنده من رِوَايَة صَالح بن خَوات عَنهُ فِي " صَلَاة الْخَوْف ". الحديث: 3011 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 أَفْرَاد البُخَارِيّ من الصَّحَابَة الَّذين أخرج عَنْهُم فِي كِتَابه الصَّحِيح دون مُسلم مِنْهُم: (122) أَبُو عَمْرو سعد بن معَاذ بن النُّعْمَان الأشْهَلِي [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3012 - من رِوَايَة عَمْرو بن مَيْمُون عَن عبد الله بن مَسْعُود أَنه حدث عَن سعد ابْن معَاذ أَنه قَالَ: كَانَ صديقا لأمية بن خلف، وَكَانَ أُميَّة إِذا مر بِالْمَدِينَةِ نزل على سعد، وَكَانَ سعدٌ إِذا مر بِمَكَّة نزل على أُميَّة. فَلَمَّا قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وَانْطَلق سعدٌ مُعْتَمِرًا، فَنزل على أُميَّة بِمَكَّة، فَقَالَ لأمية: انْظُر لي سَاعَة لعَلي أَطُوف بِالْبَيْتِ. فَخرج بِهِ قَرِيبا من نصف النَّهَار، فلقيهما أَبُو جهل فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَان، من هَذَا مَعَك؟ فَقَالَ: هَذَا سعد. فَقَالَ لَهُ أَبُو جهل: أَلا أَرَاك تَطوف بِمَكَّة آمنا وَقد آويتم الصباة، وزعمتم أَنكُمْ تنصرونهم وتعينوهم، أما وَالله، لَوْلَا أَنَّك مَعَ أبي صَفْوَان مَا رجعت إِلَى أهلك سالما. فَقَالَ لَهُ سعدٌ وَرفع صَوته عَلَيْهِ: أما وَالله، لَئِن منعتني هَذَا لأمنعنك مَا هُوَ أَشد عَلَيْك مِنْهُ: طريقك على الْمَدِينَة. فَقَالَ لَهُ أُميَّة: لَا ترفع صَوْتك يَا سعد على أبي الحكم سيد أهل الْوَادي. فَقَالَ سعد: دَعْنَا عَنْك يَا أُميَّة، لقد سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّه قَاتلك " قَالَ: بِمَكَّة؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَفَزعَ لذَلِك أُميَّة فَزعًا شَدِيدا، فَلَمَّا رَجَعَ أُميَّة إِلَى أَهله قَالَ: يَا أم صَفْوَان، ألم تري مَا قَالَ لي سعدٌ؟ قَالَت: وَمَا قَالَ لَك؟ قَالَ: زعم أَن مُحَمَّدًا أخْبرهُم أَنه قاتلي. فَقلت: بِمَكَّة؟ قَالَ: لَا أَدْرِي. فَقَالَ أُميَّة: وَالله لَا أخرج من مَكَّة. الحديث: 3012 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 469 قَالَ: فَلَمَّا كَانَ يَوْم بدر، اسْتنْفرَ أَبُو جهل، قَالَ: أدركوا عِيركُمْ. قَالَ: فكره أُميَّة أَن يخرج، فَأَتَاهُ أَبُو جهل فَقَالَ: يَا أَبَا صَفْوَان، إِنَّك مَتى مَا يراك النَّاس قد تخلفت وَأَنت سيد أهل الْوَادي تخلفوا مَعَك، فَلم يزل بِهِ أَو جهل حَتَّى قَالَ: أما إِذْ غلبتني فوَاللَّه لأشترين أَجود بعيرٍ بِمَكَّة. ثمَّ قَالَ أُميَّة: يَا أم صَفْوَان: جهزيني. فَقَالَت لَهُ: يَا أَبَا صَفْوَان، وَقد نسيت مَا قَالَ لَك أَخُوك اليثربي؟ قَالَ: لَا، مَا أُرِيد أَن أكون مَعَهم إِلَّا قَرِيبا. فَلَمَّا خرج أُميَّة أَخذ لَا ينزل منزلا إِلَّا عقل بعيره، فَلم يزل بذلك حَتَّى قَتله الله ببدر. وَفِي حَدِيث إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَق نَحوه، إِلَّا أَن فِيهِ: فَجعل أُميَّة يَقُول لسعد: لَا ترفع صَوْتك، وَجعل يمسِكهُ، فَغَضب سعد فَقَالَ: دَعْنَا مِنْك؛ فَإِنِّي سَمِعت مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزْعم أَنه قَاتلك. قَالَ: إيَّايَ؟ قَالَ: نعم. قَالَ: وَالله مَا يكذب مُحَمَّد إِذا حدث، فَرجع إِلَى امْرَأَته فَقَالَ: أتعلمين مَا قَالَ أخي اليثربي؟ قَالَت: وَمَا قَالَ؟ قَالَ: زعم أَنه سمع مُحَمَّدًا يزْعم أَنه قاتلي. قَالَت: فوَاللَّه مَا يكذب مُحَمَّد. قَالَ: فَلَمَّا خَرجُوا إِلَى بدرٍ وَجَاء الصَّرِيخ، قَالَت لَهُ امْرَأَته: أما ذكرت مَا قَالَ لَهُ أَخُوك اليثربي؟ فَأَرَادَ أَلا يخرج، فَقَالَ لَهُ أَبُو جهل: إِنَّك من أَشْرَاف الْوَادي: فسر يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ، فَسَار مَعَهم، فَقتله الله. (123) أَبُو عقبَة سُوَيْد بن النُّعْمَان بن مَالك بن عَامر الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّجَرَة. حَدِيث وَاحِد: 3013 - من رِوَايَة بشير بن يسَار عَن سُوَيْد قَالَ: خرجنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام خَيْبَر، حَتَّى إِذا كُنَّا بالصهباء - وَهِي من أدنى خَيْبَر - صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَصْر، الحديث: 3013 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 فَلَمَّا صلى دَعَا بالأطعمة، فَلم يُؤْت إِلَّا بالسويق، فَأمر بِهِ فثري، وَأكل وأكلنا. ثمَّ قَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمغرب، فَمَضْمض ومضمضنا، ثمَّ صلى الْمغرب وَلم يتَوَضَّأ. وَمن الروَاة من قَالَ: فدعي بِطَعَام، فَلم يجده إِلَّا سويقاً، فلاك مِنْهُ، وأكلنا مَعَه، ثمَّ دَعَا بماءٍ فَمَضْمض، ثمَّ صلى وصلينا، وَلم يتَوَضَّأ. (124) أَبُو مُحَمَّد، ثَابت بن قيس بن شماس [رَضِي الله عَنهُ] وَيُقَال: أَبُو عبد الرَّحْمَن. حَدِيث وَاحِد: 3014 - من رِوَايَة مُوسَى بن أنس قَالَ - وَذكر يَوْم الْيَمَامَة - قَالَ: أَتَى أنسٌ ثَابت بن قيس وَقد حسر عَن فَخذيهِ وَهُوَ يتحنط فَقَالَ: يَا عَم، مَا يحبسك أَلا تَجِيء؟ قَالَ: الْآن يَا ابْن أخي، وَجعل يتحنط من الحنوط، ثمَّ جَاءَ فَجَلَسَ - يَعْنِي فِي الصَّفّ. فَذكر فِي الحَدِيث انكشافاً من النَّاس، فَقَالَ: هَكَذَا عَن وُجُوهنَا حَتَّى نضارب الْقَوْم، مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، بئس مَا عودتم عَلَيْهِ أَقْرَانكُم. كَذَا فِيمَا عندنَا من كتاب البُخَارِيّ: أَن مُوسَى بن أنس قَالَ: أَتَى أنس ثَابت بن قيس، وَلم يقل: عَن أنس. الحديث: 3014 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 وَأخرجه أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ من حَدِيث مُوسَى عَن أنس بن مَالك عَن أَبِيه قَالَ: أتيت ثَابت بن قيس يَوْم الْيَمَامَة قد حسر عَن ذِرَاعَيْهِ. . وَذكر الحَدِيث. وَفِيه: " وَالله، مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: رَوَاهُ حَمَّاد عَن ثَابت أنس. لم يزدْ، وَلم يذكر لفظ الحَدِيث. وَقد أخرجه أَبُو بكر البرقاني عَن أبي الْعَبَّاس بن حمدَان بِالْإِسْنَادِ، من حَدِيث قبيصَة بن عقبَة عَن حَمَّاد بن سَلمَة عَن ثَابت عَن أنس قَالَ: انكشفنا يَوْم الْيَمَامَة، فجَاء ثَابت بن قيس بن الشماس فَقَالَ: بئس مَا عودتم أَقْرَانكُم مُنْذُ الْيَوْم، وَإِنِّي أَبْرَأ إِلَيْك مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ، وَأَعُوذ بك مِمَّا يصنع هَؤُلَاءِ، خلوا بَيْننَا وَبَين أقراننا سَاعَة، وَقد كَانَ تكفن وتحنط، فقاتل حَتَّى قتل، قَالَ: وَقتل يومئذٍ سَبْعُونَ من الْأَنْصَار. فَكَانَ أنس يَقُول: يَا رب، سبعين من الْأَنْصَار، وَسبعين يَوْم أحد، وَسبعين يَوْم مُؤْتَة، وَسبعين يَوْم بِئْر مَعُونَة، وَسبعين يَوْم الْيَمَامَة. وَلم يذكر فِي حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 (125) رِفَاعَة بن رَافع بن مَالك بن العجلان بن عَمْرو الزرقي [رَضِي الله عَنهُ] شهد بَدْرًا. ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3015 - أَحدهَا: من رِوَايَة ابْنه معَاذ بن رِفَاعَة عَن أَبِيه، وَكَانَ أَبوهُ من أهل بدر - قَالَ: جَاءَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: مَا تَعدونَ أهل بدر فِيكُم؟ قَالَ: من أفضل الْمُسلمين، أَو كلمة نَحْوهَا. قَالَ: فَكَذَلِك من شهد بَدْرًا من الْمَلَائِكَة. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد: وَكَانَ رِفَاعَة من أهل بدر، وَكَانَ رافعٌ من أهل الْعقبَة، وَكَانَ يَقُول لِابْنِهِ: مَا يسرني أَنِّي شهِدت بَدْرًا بِالْعقبَةِ. قَالَ: سَأَلَ جِبْرِيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يَعْنِي فَقَالَ: مَا تَعدونَ أهل بدر فِيكُم؟ وَذكر بَاقِي الحَدِيث نَحوه. وَفِي حَدِيث يزِيد بن هَارُون عَن يحيى بن سعيد: سمع معَاذًا أَن ملكا سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعَن يحيى بن يزِيد بن الْهَاد أخبرهُ: أَنه كَانَ مَعَه يَوْم حَدثهُ معَاذًا هَذَا الحَدِيث، فَقَالَ يزِيد: قَالَ معاذٌ: إِن السَّائِل هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام هَكَذَا أخرجه. 3016 - الثَّانِي: من رِوَايَة يحيى بن خَلاد الزرقي عَن رِفَاعَة بن رَافع قَالَ: كُنَّا نصلي وَرَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا رفع رَأسه من الرَّكْعَة قَالَ: " سمع الله لمن حَمده " الحديث: 3015 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 وَقَالَ رجل وَرَاءه رَبنَا وَلَك الْحَمد حمداً كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ. فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: من الْمُتَكَلّم؟ " قَالَ: أَنا. قَالَ: " رَأَيْت بضعَة وَثَلَاثِينَ ملكا يبتدرونها، أَيهمْ يَكْتُبهَا أول ". 3017 - الثَّالِث: من رِوَايَة عبد الله بن شَدَّاد بن الْهَاد اللَّيْثِيّ قَالَ: رَأَيْت رِفَاعَة ابْن رَافع الْأنْصَارِيّ، وَكَانَ شهد بَدْرًا. وَلم يزدْ البُخَارِيّ فِي كِتَابه على هَذَا. وَتَمَامه فِي كتاب أبي بكر البرقاني من حَدِيث شُعْبَة عَن حُصَيْن عَن عبد الله بن شَدَّاد: أَنه سمع رِفَاعَة بن رَافع رجلا من أهل بدر، كبر فِي صلَاته فَقَالَ: الله أكبر، اللَّهُمَّ لَك الْحَمد كُله، وَلَك الْملك كُله، وَإِلَيْك يرجع الْأَمر كُله، وَأَسْأَلك من الْخَيْر كُله، وَأَعُوذ بك من الشَّرّ كُله. (126) قَتَادَة بن النُّعْمَان بن يزِيد [رَضِي الله عَنهُ] أَخُو أبي سعيد الْخُدْرِيّ لأمه. حديثان: 3018 - أَحدهمَا: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: وَزَاد أَبُو معمر - وَهُوَ إِسْمَاعِيل ابْن إِبْرَاهِيم. وَأخرجه أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن قَتَادَة ابْن النُّعْمَان: أَن رجلا قَامَ فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي السحر: {قل هُوَ الله أحد الله الصَّمد} لَا يزِيد عَلَيْهَا، فَلَمَّا أصبح أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... نَحْو حديثٍ قبله. الحديث: 3017 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 474 فَذكر ذَلِك لَهُ، وَكَأن الرجل يتقالها، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِنَّهَا لتعدل ثلث الْقُرْآن ". وَمن الروَاة من قَالَ: عَن أبي سعيد، لم يذكر قَتَادَة بن النُّعْمَان، جعله فِي مُسْند أبي سعيد، وَكِلَاهُمَا من حَدِيث مَالك بن أنس. 3019 - الثَّانِي: من حَدِيث عبد الله بن خباب عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ: أَنه سَمعه يحدث: أَنه كَانَ غَائِبا، فَقدم إِلَيْهِ لحم وَقيل: هَذَا لحم ضحايانا. فَقَالَ: أخروه، لَا أذوقه. قَالَ: ثمَّ قُمْت فَخرجت حَتَّى آتِي أخي قَتَادَة بن النُّعْمَان - وَكَانَ أَخَاهُ لأمه، وَكَانَ بَدْرِيًّا - فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّه قد حدث بعْدك أَمر وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن يحيى بن سعيد: وَقد حدث بعْدك أمرٌ، نقضا لما كَانُوا ينهون عَنهُ من أكل لُحُوم الْأَضَاحِي بعد ثَلَاثَة أَيَّام. (127) عبد الله بن رَوَاحَة [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد مَوْقُوف: 3020 - من رِوَايَة النُّعْمَان بن بشير قَالَ: أُغمي على عبد الله بن رَوَاحَة، فَجعلت أُخْته عمْرَة تبْكي: واجبلاه، واكذا، واكذا، تعدد عَلَيْهِ، فَقَالَ حِين أَفَاق: مَا قلت شَيْئا إِلَّا قيل لي: أَنْت كَذَاك؟ . زَاد فِي رِوَايَة عَبْثَر: فَلَمَّا مَاتَ لم تبك عَلَيْهِ. الحديث: 3019 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 (128) أَبُو سعيد بن الْمُعَلَّى [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3021 - من رِوَايَة حَفْص بن عَاصِم عَن أبي سعيد بن الْمُعَلَّى قَالَ: كنت أُصَلِّي فِي الْمَسْجِد، فدعاني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم أجبه، ثمَّ أَتَيْته فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي كنت أُصَلِّي. فَقَالَ: " ألم يقل الله {اسْتجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذا دعَاكُمْ} [الْأَنْفَال] ثمَّ قَالَ لي: " لأعلمنك سُورَة هِيَ أعظم السُّور فِي الْقُرْآن قبل أَن تخرج من الْمَسْجِد " ثمَّ أَخذ بيَدي، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يخرج قلت: ألم تقل: " لأعلمنك سُورَة هِيَ أعظم سُورَة فِي الْقُرْآن "؟ قَالَ: {الْحَمد لله رب الْعَالمين} [الْفَاتِحَة] . قَالَ: " هِيَ السَّبع المثاني وَالْقُرْآن الْعَظِيم الذى أُوتِيتهُ ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ معَاذ: حَدثنَا شُعْبَة، وَذكر الْإِسْنَاد، وَقَالَ: هِيَ {الْحَمد لله رب الْعَالمين} السَّبع المثاني ". الحديث: 3021 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 (129) أَبُو عبس، عبد الرَّحْمَن بن جبر الْحَارِثِيّ [رَضِي الله عَنهُ] شهد بَدْرًا. حَدِيث وَاحِد: 3022 - من رِوَايَة عَبَايَة بن رِفَاعَة بن رَافع قَالَ: أدركني أَبُو عبس وَأَنا أذهب إِلَى الْجُمُعَة فَقَالَ: أسمعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من اغبرت قدماه فِي سَبِيل الله حرمه الله على النَّار ". وَفِي حَدِيث يحيى بن حَمْزَة: مَا اغبرت قدما عبدٍ فِي سَبِيل الله فَتَمَسهُ النَّار ". الحديث: 3022 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 (130) معن بن يزِيد [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3023 - من رِوَايَة أبي الجويرية عَن معن قَالَ: بَايَعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنا وَأبي وجدي، وخطب عَليّ، فأنكحني، وخاصمت إِلَيْهِ: كَانَ أبي يزِيد أخرج دَنَانِير يتَصَدَّق بهَا، فوضعها عِنْد رجل فِي الْمَسْجِد، فَجئْت فأخذتها، فَأَتَيْته بهَا فَقَالَ: وَالله مَا إياك أردْت. فَخَاصَمته إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ " لَك مَا نَوَيْت يَا يزِيد، وَلَك مَا أخذت يَا معن ". (131) مَحْمُود بن الرّبيع بن الْحَارِث بن الْخَزْرَج الْأنْصَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3024 - من رِوَايَة الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَنهُ قَالَ: عقلت من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مجةً مجها فِي وَجْهي وَأَنا ابْن خمس سِنِين من دلو. جوده الزبيدِيّ من رِوَايَة مُحَمَّد ابْن حَرْب عَنهُ. وَفِي رِوَايَة صَالح عَن الزُّهْرِيّ عَن مَحْمُود: وَهُوَ الَّذِي مج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَجهه وَهُوَ غُلَام من بئرهم. الحديث: 3023 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 (132) أَبُو سروعة، عقبَة بن الْحَارِث بن عَامر المَخْزُومِي [رَضِي الله عَنهُ] ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3025 - أَحدهَا: من رِوَايَة عبد الله بن أبي مليكَة عَن عقبَة بن الْحَارِث: أَنه تزوج بِنْتا لأبي إهَاب بن عَزِيز، فَأَتَتْهُ امرأةٌ فَقَالَت: إِنِّي قد أرضعت عقبَة وَالَّتِي تزوج. فَقَالَ لَهَا عقبَة: مَا أعلم أَنَّك أرضعتني، وَلَا أَخْبَرتنِي. فَركب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ. قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " كَيفَ وَقد قيل؟ ". ففارقها عقبَة، ونكحت زوجا غَيره. وَفِي حَدِيث ابْن جريج: أَنه تزوج أم يحيى بنت أبي إهَاب، فَجَاءَت أمةٌ سَوْدَاء فَقَالَت: قد أرضعتكما. قَالَ: فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَعْرض عني. قَالَ: فتنحيت، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " وَكَيف، وَقد زعمت أَن قد أرضعتكما؟ " فَنَهَاهُ عَنْهَا. وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن عمر بن سعد: كَيفَ وَقد قيل؟ دعها عَنْك " أَو نَحوه. وَفِي حَدِيث عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن: فَأَعْرض عَنهُ، وَتَبَسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " وَكَيف وَقد قيل؟ " وَكَانَت تَحْتَهُ بنت أبي إهَاب التَّمِيمِي. وَفِي حَدِيث أَيُّوب بن أبي تَمِيمَة نَحوه، وَفِيه: فَأَعْرض عَنهُ. قَالَ: فَأَتَيْته من الحديث: 3025 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 قبل وَجهه. قلت: إِنَّهَا كَاذِبَة. قَالَ: كَيفَ بهَا وَقد زعمت أَنَّهَا قد أرضعتكما؟ دعها عَنْك ". 3026 - الثَّانِي: من رِوَايَة ابْن أبي مليكَة عَن عقبَة قَالَ: صليت وَرَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْر، فَسلم ثمَّ قَامَ مسرعاً، فتخطى رِقَاب النَّاس إِلَى بعض حجر نِسَائِهِ، فَفَزعَ النَّاس من سرعته، فَخرج عَلَيْهِم، فَرَأى أَنهم قد عجبوا من سرعته. قَالَ: " ذكرت شَيْئا من تبرٍ عندنَا، فَكرِهت أَن يحبسني، فَأمرت بقسمته ". وَفِي رِوَايَة عمر بن سعيد عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: كنت خلفت فِي الْبَيْت تبراً، فَكرِهت أَن أبيته، فقسمته ". 3027 - الثَّالِث: من رِوَايَة ابْن أبي مليكَة: عَن عقبَة بن الْحَارِث قَالَ: جِيءَ بالنعمان، أَو ابْن النُّعْمَان - شارباً، فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من كَانَ فِي الْبَيْت أَن يضربوه، قَالَ: فَكنت أَنا فِيمَن ضربه، فضربناه بالنعال والجريد. وَفِي رِوَايَة وهيب عَن أَيُّوب: أَنه جِيءَ بِهِ وَهُوَ سَكرَان، فشق عَلَيْهِ، وَأمر من فِي الْبَيْت أَن يضربوه، فضربوه بِالْجَرِيدِ وَالنعال، وَكنت فِيمَن ضربه. الحديث: 3026 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 (133) عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد مَوْقُوف: 3028 - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ قَالَ: أَخْبرنِي عبد الله بن ثَعْلَبَة - وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد مسح عَنهُ: أَنه رأى سعد بن أبي وَقاص يُوتر بِرَكْعَة. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ اللَّيْث عَن يُونُس: وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد مسح وَجهه عَام الْفَتْح. (134) مرداس الْأَسْلَمِيّ [رَضِي الله عَنهُ] وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّجَرَة، لَهُ حَدِيث وَاحِد: 3029 - من رِوَايَة قيس بن أبي حَازِم عَن مرداس الْأَسْلَمِيّ قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " يدعى الصالحون الأول فَالْأول، وَيبقى حثالةٌ كحثالة الشّعير أَو التَّمْر، لَا يباليهم الله بالةً ". قَالَ البُخَارِيّ: يُقَال: حفالة وحثالة. وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن قيس: أَنه سمع مرداساً يَقُول - وَكَانَ من أَصْحَاب الشَّجَرَة: يقبض الصالحون. . وَذكره إِلَى قَوْله: " لَا يعبأ الله بهم شَيْئا " مَوْقُوف. الحديث: 3028 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 (135) الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3030 - من رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار قَالَ: قلت لجَابِر بن زيد: يَزْعمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْحمر الْأَهْلِيَّة. فَقَالَ: قد كَانَ يَقُول ذَلِك الحكم بن عَمْرو الْغِفَارِيّ عندنَا بِالْبَصْرَةِ، وَلَكِن أَبى ذَلِك الْبَحْر ابْن عَبَّاس. وَقَرَأَ: {قل لَا أجد فِيمَا أُوحِي إِلَيّ محرما} [الْأَنْعَام] . (136) عَمْرو بن سَلمَة الْجرْمِي [رَضِي الله عَنهُ] عَن أَبِيه، حَدِيث وَاحِد: 3031 - من رِوَايَة أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن أبي قلَابَة عَن عَمْرو بن سَلمَة، قَالَ أَيُّوب: فَقَالَ لي ابو قلَابَة: أَلا تَلقاهُ فتسأله؟ قَالَ: فَلَقِيته فَسَأَلته فَقَالَ: كُنَّا بماءٍ ممر النَّاس، يمر بِنَا الركْبَان فنسألهم: مَا للنَّاس؟ مَا للنَّاس؟ مَا هَذَا الرجل؟ فَيَقُولُونَ: يزْعم أَن الله أرْسلهُ، أُوحِي إِلَيْهِ، أُوحِي إِلَيْهِ كَذَا. فَكنت أحفظ ذَلِك الْكَلَام، فَكَأَنَّمَا يغرى فِي صَدْرِي. وَكَانَت الْعَرَب تلوم بِإِسْلَامِهِمْ الْفَتْح، فَيَقُولُونَ: اتركوه وَقَومه، فَإِنَّهُ إِن ظهر عَلَيْهِم فَهُوَ نبيٌّ صَادِق، فَلَمَّا كَانَت وقْعَة الْفَتْح بَادر كل قوم بِإِسْلَامِهِمْ، وَبدر أبي قومِي بِإِسْلَامِهِمْ، فَلَمَّا قدم قَالَ: جِئتُكُمْ الحديث: 3030 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 وَالله من عِنْد النَّبِي حَقًا. فَقَالَ: صلوا صَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا. وَصَلَاة كَذَا فِي حِين كَذَا. فَإِذا حضرت الصَّلَاة فليؤذن أحدكُم، وليؤمكم أَكْثَرَكُم قُرْآنًا " فنظروا فَلم يكن أحدٌ أَكثر قُرْآنًا مني، لما كنت أتلقى من الركْبَان، فقدموني بَين أَيْديهم وَأَنا ابْن سِتّ أَو سبع سِنِين. وَكَانَ عَليّ بردةٌ، كنت إِذا سجدت تقلصت عني. فَقَالَت امْرَأَة من الْحَيّ: أَلا تغطوا عَنَّا است قارئكم، فاشتروا، فَقطعُوا لي قَمِيصًا، فَمَا فرحت بِشَيْء فرحي بذلك الْقَمِيص. (137) زَاهِر الْأَسْلَمِيّ [رَضِي الله عَنهُ] 3032 - من رِوَايَة ابْنه مجزأَة بن زَاهِر عَن زَاهِر وَكَانَ مِمَّن شهد الشَّجَرَة قَالَ: إِنِّي لأوقد تَحت الْقُدُور بلحوم الْحمر، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَنْهَاكُم عَن لُحُوم الْحمر. (138) أهبان بن أَوْس الْأَسْلَمِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد مَوْقُوف: 3033 - من رِوَايَة مجزأَة بن زَاهِر عَن رجل مِنْهُم من أَصْحَاب الشَّجَرَة اسْمه أهبان بن أَوْس، وَكَانَ اشْتَكَى رُكْبَتَيْهِ، فَكَانَ إِذا سجد جعل تَحت ركبته وسَادَة ". الحديث: 3032 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 (139) عَمْرو بن الْحَارِث الْخُزَاعِيّ [رَضِي الله عَنهُ] ختن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخُو جوَيْرِية. حَدِيث وَاحِد 3034 - من رِوَايَة أبي إِسْحَق السبيعِي عَنهُ قَالَ: مَا ترك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد مَوته درهما وَلَا دِينَارا وَلَا عبدا وَلَا أمة وَلَا شَيْئا، إِلَّا بغلته الْبَيْضَاء الَّتِي كَانَ يركبهَا، وسلاحه، وأرضاً جعلهَا لِابْنِ السَّبِيل صَدَقَة. (140) عبد الله بن هِشَام الْقرشِي [رَضِي الله عَنهُ] جد زهرَة بن معبد حديثان: 3035 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي عقيل زهرَة بن معبد أَنه سمع جده عبد الله ابْن هِشَام قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ آخذٌ بيد عمر بن الْخطاب، فَقَالَ لَهُ عمر: يَا رَسُول الله، لأَنْت أحب إِلَيّ من كل شَيْء إِلَّا نَفسِي. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أكون أحب إِلَيْك من نَفسك " فَقَالَ لَهُ عمر: فَإِنَّهُ الْآن - لأَنْت أحب إِلَيّ من نَفسِي. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْآن يَا عمر ". الحديث: 3034 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 3036 - الثَّانِي: من رِوَايَة سعيد بن أبي أَيُّوب عَن زهرَة بن معبد عَن جده عبد الله بن هِشَام - وَكَانَ قد أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَذَهَبت بِهِ أمه زَيْنَب بنت حميد إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: بَايعه يَا رَسُول الله، فَقَالَ: " هُوَ صغيرٌ " فَمسح رَأسه، ودعا لَهُ بِالْبركَةِ. وَعَن زهرَة بن معبد: أَنه كَانَ يخرج بِهِ جده عبد الله بن هِشَام إِلَى السُّوق، فيشتري الطَّعَام، فيلقاه ابْن عمر وَابْن الزبير، فَيَقُولَانِ لَهُ: أشركنا؛ فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد دَعَا لَك بِالْبركَةِ، فيشركهم، فَرُبمَا أصَاب الرَّاحِلَة كَمَا هِيَ، فيبعث بهَا إِلَى الْمنزل. زَاد فِي حَدِيث عبد الله بن يزِيد الْمقري عَن سعيد بن أبي أَيُّوب: وَكَانَ يُضحي بِالشَّاة الْوَاحِدَة عَن جَمِيع أَهله. (141) شيبَة بن عُثْمَان الحَجبي [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3037 - من رِوَايَة أبي وَائِل شَقِيق بن سَلمَة قَالَ: جَلَست مَعَ شيبَة على الْكُرْسِيّ فِي الْكَعْبَة، فَقَالَ: لقد جلس هَذَا الْمجْلس عمر، فَقَالَ: لقد هَمَمْت أَلا أدع فِيهَا صفراء وَلَا بَيْضَاء إِلَّا قسمته. فَقلت: إِن صاحبيك لم يفعلا. قَالَ: هما المرآن أقتدي بهما. وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن الثَّوْريّ: هَمَمْت أَلا أدع فِيهَا صفراء وَلَا بَيْضَاء إِلَّا قسمتهَا بَين الْمُسلمين. فَقلت: مَا أَنْت بفاعل. قَالَ: لم؟ قَالَ: لم يَفْعَله صاحباك. قَالَ: هما المرآن يقْتَدى بهما. الحديث: 3036 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 (142) عَمْرو بن تغلب [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 3038 - أَحدهمَا: عَن الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ قَالَ: حَدثنَا عَمْرو بن تغلب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِمَال أَو شَيْء فَقَسمهُ، فَأعْطى رجَالًا وَترك رجَالًا، فَبَلغهُ أَن الَّذين ترك عتبوا. فَحَمدَ الله ثمَّ أثنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " أما بعد، فوَاللَّه إِنِّي لأعطي الرجل وأدع الرجل، وَالَّذِي أدع أحب إِلَيْهِ من الَّذِي أعطي، وَلَكِنِّي أعطي أَقْوَامًا لما أرى فِي قُلُوبهم من الْجزع والهلع، وَأكل أَقْوَامًا إِلَيّ مَا جعل الله فِي قُلُوبهم من الْغنى وَالْخَيْر، فيهم عَمْرو بن تغلب " فوَاللَّه مَا أحب أَن لي بِكَلِمَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حمر النعم. 3039 - الثَّانِي: من حَدِيث الْحسن بن أبي الْحسن أَيْضا عَن عَمْرو قَالَ: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تقاتلوا أَقْوَامًا ينتعلون نعال الشّعْر. وَإِن من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تقاتلوا قوما عراض الْوُجُوه، كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة ". (143) سلمَان بن عَامر الضَّبِّيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3040 - من رِوَايَة مُحَمَّد بن سِيرِين عَن سلمَان بن عَامر قَالَ: سَمِعت رَسُول الحديث: 3038 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَعَ الْغُلَام عقيقته، فأهريقوا عَنهُ دَمًا، وأميطوا عَنهُ الْأَذَى ". وَفِي حَدِيث أبي النُّعْمَان عَن حَمَّاد بن زيد مَوْقُوف: أَن سلمَان قَالَ: مَعَ الْغُلَام عقيقته. لم يزدْ. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ حجاج: حَدثنَا حمادٌ عَن أَيُّوب وَقَتَادَة وَهِشَام وحبِيب عَن ابْن سِيرِين عَن سلمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَرَوَاهُ يزِيد بن إِبْرَاهِيم عَن ابْن سِيرِين مَوْقُوفا. (144) أَبُو كَرِيمَة، الْمِقْدَام بن معدي كرب [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 3041 - أَحدهمَا: من رِوَايَة خَالِد بن معدان عَن الْمِقْدَام عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كيلوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ ". 3042 - الثَّانِي: عَن خَالِد بن معدان أَيْضا عَن الْمِقْدَام عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا أكل أحدٌ طَعَاما قطّ خيرا من أَن يَأْكُل من عمل يَده. وَإِن نَبِي الله دَاوُد كَانَ يَأْكُل من عمل يَده ". الحديث: 3041 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 (145) مُحَمَّد إِيَاس بن البكير [رَضِي الله عَنهُ] وَكَانَ أَبوهُ شهد بَدْرًا: 3043 - قَالَ أَبُو مَسْعُود: قَالَ البُخَارِيّ فِي " الْمَغَازِي ": وَقَالَ اللَّيْث عَن يُونُس عَن ابْن شهَاب وسألناه فَقَالَ: أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان أَن مُحَمَّد ابْن إِيَاس بن البكير، وَكَانَ أَبوهُ شهد بَدْرًا، أخبرهُ. هَكَذَا رَوَاهُ مُخْتَصرا، كَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود، وَقد أوهم بِهَذِهِ التَّرْجَمَة من لم يتَأَمَّل أَن مُحَمَّد بن إِيَاس بن البكير من الصَّحَابَة، وَإِن أَبَاهُ قد أخرج عَنهُ البُخَارِيّ شَيْئا، وَإِنَّمَا فِي هَذَا ذكرٌ لَهُ. وَقد أخرج أَبُو بكر البرقاني رَحمَه الله الحَدِيث كُله الَّذِي هَذَا طرف مُخْتَصر مِنْهُ، من حَدِيث يُونُس بن يزِيد قَالَ: سَأَلت ابْن شهَاب عَن رجل جعل أَمر امْرَأَته بيد أَبِيه قبل أَن يدْخل بهَا، فَقَالَ أَبوهُ: هِيَ طَالِق ثَلَاثًا، كَيفَ السّنة فِي ذَلِك؟ فَقَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن ثَوْبَان - مولى بن عَامر بن لؤَي أَن مُحَمَّد ابْن إِيَاس بن البكير - وَكَانَ أَبوهُ شهد بَدْرًا - أخبرهُ أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: بَانَتْ مِنْهُ فَلَا تحل لَهُ حَتَّى تنْكح زوجا غَيره. وَأَنه سَأَلَ ابْن عَبَّاس عَن ذَلِك فَقَالَ مثل قَول أبي هُرَيْرَة، وَسَأَلَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ فَقَالَ مثل قَوْلهمَا. فاختصر البُخَارِيّ حَاجته مِنْهُ فِي ذكر من شهد بَدْرًا. الحديث: 3043 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 (146) سِنِين أَبُو جميلَة [رَضِي الله عَنهُ] طرف: 3044 - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَنهُ قَالَ: وَزعم أَبُو جميلَة أَنه أدْرك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَخرج مَعَه عَام الْفَتْح. (147) حزن، جد سعيد بن الْمسيب [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 3045 - أَحدهمَا: من رِوَايَة سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه عَن جده قَالَ: جَاءَ سيلٌ فِي الْجَاهِلِيَّة، فكسا مَا بَين الجبلين. قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة: كَانَ عَمْرو بن دِينَار يَقُول: حَدثنَا سعيد بن الْمسيب ... وَذكر هَذَا الْخَبَر. وَيَقُول: إِن هَذَا الحَدِيث لَهُ شَأْن. 3046 - الثَّانِي: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: " مَا اسْمك؟ " قَالَ: حزن قَالَ: " بل أَنْت سهل ". وَهُوَ فِي مُسْند الْمسيب بن حزن. الحديث: 3044 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 489 (148) عَمْرو بن مَيْمُون الأودي [رَضِي الله عَنهُ] 3047 - حكى أَبُو مَسْعُود أَن لَهُ فِي الصَّحِيح حِكَايَة من رِوَايَة حُصَيْن عَنهُ قَالَ: رَأَيْت فِي الْجَاهِلِيَّة قردةً اجْتمع عَلَيْهَا قردةٌ، قد زنت فرجموها فرجمتها مَعَهم. كَذَا حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود، وَلم يذكر فِي أَي مَوضِع أخرجه البُخَارِيّ من كِتَابه، فبحثنا عَن ذَلِك فوجدناه فِي بعض النّسخ لَا فِي كلهَا، قد ذكر فِي أَيَّام الْجَاهِلِيَّة. وَلَيْسَ فِي رِوَايَة النعيمي عَن الْفربرِي أصلا شيءٌ من هَذَا الْخَبَر فِي القردة، ولعلها من الْمُقْحمَات الَّتِي أقحمت فِي كتاب البُخَارِيّ. وَالَّذِي قَالَ البُخَارِيّ فِي " التَّارِيخ الْكَبِير ". قَالَ لي نعيم بن حَمَّاد: أخبرنَا هشيم عَن أبي بلج وحصين بن عَمْرو بن مَيْمُون قَالَ: رَأَيْت فِي الْجَاهِلِيَّة قردةً اجْتمع عَلَيْهَا قرودٌ فرجموها، فرجمتها مَعَهم. وَلَيْسَ فِيهِ: قد زنت. فَإِن صحت هَذِه الزِّيَادَة، فَإِنَّمَا أخرجهَا البُخَارِيّ دلَالَة على أَن عَمْرو بن مَيْمُون قد أدْرك الْجَاهِلِيَّة، وَلم يبال بظنه الَّذِي ظن فِي الْجَاهِلِيَّة. وَقد أوهم أَبُو مَسْعُود بِهَذِهِ التَّرْجَمَة الَّتِي أفردها باسمه أَنه من جملَة الصَّحَابَة الَّذين انْفَرد بهم البُخَارِيّ، كَمَا ترْجم أَولا، وكما فعل فِي اسْم أبي رَجَاء العطاردي. وَإِنَّمَا رِوَايَة البُخَارِيّ أَنه قَالَ: كُنَّا نعْبد الْحجر. وَسَائِر مَا ذكر عَنهُ دلَالَة على أَنه قد أدْرك الْجَاهِلِيَّة، وَلم يسلم فِي أول الْإِسْلَام. الحديث: 3047 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 490 (149) أَبُو رَجَاء العطاردي [رَضِي الله عَنهُ] واسْمه عمرَان بن ملْحَان. وَقيل: عمرَان بن تيم. 3048 - حكى أَبُو بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ لَهُ فِي الصَّحِيح حِكَايَة من رِوَايَة مهْدي بن مَيْمُون قَالَ: سَمِعت أَبَا رَجَاء العطاردي يَقُول: كُنَّا نعْبد الْحجر، فَإِذا وجدنَا حجرا هُوَ خيرٌ مِنْهُ ألقيناه وأخذنا بِالْآخرِ، فَإِذا لم نجد حجرا جَمعنَا جثوَة من تُرَاب، ثمَّ جِئْنَا بِالشَّاة فحلبنا عَلَيْهِ، ثمَّ طفنا بِهِ، فَإِذا دخل شهر رَجَب قُلْنَا: منصل الأسنة. فَلَا نَدع رمحاً فِيهِ حديدةٌ، وَلَا سَهْما فِيهِ حَدِيدَة إِلَّا نزعناه فألقيناه. وَكَانَ يَقُول: كنت يَوْم بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غُلَاما أرعى الْإِبِل على أَهلِي، فَلَمَّا سمعنَا بِخُرُوجِهِ فَرَرْنَا إِلَى النَّار، إِلَى مُسَيْلمَة الْكذَّاب. (150) وَحشِي الحبشي مولى جُبَير بن مطعم [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد فِي مقتل حَمْزَة بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ: 3049 - من رِوَايَة جَعْفَر بن عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي قَالَ: خرجت مَعَ عبيد الله ابْن عدي بن الْخِيَار، فَلَمَّا قدمنَا حمص قَالَ لي عبيد الله: هَل لَك فِي وحشيٍّ نَسْأَلهُ عَن قتل حَمْزَة؟ قلت: نعم. وَكَانَ وحشيٌّ سكن حمص، فسألنا عَنهُ، فَقيل لنا: هُوَ ذَاك فِي ظلّ قصره، كَأَنَّهُ حميت. الحديث: 3048 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 قَالَ: فَجِئْنَا حَتَّى وقفنا عَلَيْهِ بِيَسِير، فسلمنا عَلَيْهِ، فَرد السَّلَام، وَعبيد الله معتجرٌ بعمامة، مَا يرى وحشيٌّ إِلَّا عَيْنَيْهِ وَرجلَيْهِ، فَقَالَ عبيد الله: يَا وَحشِي، أتعرفني؟ قَالَ: فَنظر إِلَيْهِ. ثمَّ قَالَ: لَا وَالله، إِلَّا أَنِّي أعلم أَن عدي بن الْخِيَار تزوج امْرَأَة يُقَال لَهَا أم قتال بنت أبي الْعيص فَولدت لَهُ غُلَاما بِمَكَّة، فَكنت استرضع لَهُ، فَحملت ذَلِك الْغُلَام مَعَ أمه فناولتها إِيَّاه، فَكَأَنِّي نظرت إِلَى قَدَمَيْك. قَالَ: فكشف عبيد الله عَن وَجهه ثمَّ قَالَ: أَلا تخبرنا بقتل حَمْزَة؟ قَالَ: نعم. إِن حَمْزَة قتل طعيمة بن عدي بن الْخِيَار ببدرٍ، فَقَالَ لي مولَايَ جُبَير بن مطعم: إِن قتلت حَمْزَة بعمي فَأَنت حرٌّ. فَلَمَّا أَن خرج النَّاس عَام عينين، وعينين: جبلٌ بحيال أحد، بَينه وَبَينه وادٍ، خرجت مَعَ النَّاس إِلَى الْقِتَال، فَلَمَّا أَن اصطفوا لِلْقِتَالِ خرج سباعٌ فَقَالَ: هَل من مناور؟ فَخرج إِلَيْهِ حَمْزَة فَقَالَ: يَا سِبَاع، يَا ابْن أم أَنْمَار، مقطعَة البظور، أتحاد الله وَرَسُوله؟ ثمَّ شدّ عَلَيْهِ، فَكَانَ كأمسٍ الذَّاهِب. قَالَ: وكمنت لِحَمْزَة تَحت صَخْرَة، فَلَمَّا دنا مني رميته بحربتي، فأضعها بَين ثدييه، حَتَّى خرجت من بَين وركيه، قَالَ: فَكَانَ ذَلِك الْعَهْد بِهِ. فَلَمَّا رَجَعَ النَّاس رجعت مَعَهم، فأقمت بِمَكَّة حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام، ثمَّ خرجت إِلَى الطَّائِف، فأرسلوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رسلًا، فَقيل لي: إِنَّه لَا يهيج الرُّسُل. قَالَ: فَخرجت مَعَهم حَتَّى قدمت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: " أَنْت وحشيٌّ؟ " قلت: نعم. قَالَ: " أَنْت قتلت حَمْزَة؟ " قلت: قد كَانَ من الْأَمر مَا بلغك. قَالَ: " فَهَل تَسْتَطِيع ان تغيب وَجهك عني؟ " قَالَ: فَخرجت. فَلَمَّا قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَخرج مُسَيْلمَة الْكذَّاب قلت: لأخْرجَن إِلَى مُسَيْلمَة، فلعلي أَقتلهُ، فأكافي بِهِ حَمْزَة. قَالَ: فَخرجت مَعَ النَّاس، فَكَانَ من أمره مَا كَانَ، فَإِذا رجلٌ قَائِم فِي ثلمة جِدَار كَأَنَّهُ جمل أَوْرَق ثَائِر الرَّأْس، فرميته بحربتي، فأضعها بَين ثدييه، حَتَّى خرجت من بَين كَتفيهِ، قَالَ: ووثب إِلَيْهِ رجلٌ من الْأَنْصَار فَضَربهُ بِالسَّيْفِ على هامته. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 قَالَ عبد الله بن الْفضل: فَأَخْبرنِي سُلَيْمَان بن يسَار أَنه سمع عبد الله بن عمر يَقُول: فَقَالَت جَارِيَة على ظهر بَيته: وَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، قَتله العَبْد الْأسود. (151) مُحَمَّد بن مسلمة [رَضِي الله عَنهُ] ولمحمد بن مسلمة حَدِيث مَذْكُور فِي مُسْند الْمُغيرَة بن شُعْبَة، فِي شَهَادَته مَعَه عِنْد عمر بِقَضَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي إملاص الْمَرْأَة. (152) النُّعْمَان بن مقرن [رَضِي الله عَنهُ] وللنعمان بن مقرن أَيْضا حَدِيث مَذْكُور فِي مُسْند الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَحَدِيث آخر فِي مُسْند بُرَيْدَة، أخرجه مُسلم بن الْحجَّاج. (153) سعيد بن الْمسيب [رَضِي الله عَنهُ] عَن أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث فِي الْحَوْض: 3050 - من رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب أَنه كَانَ يحدث عَن الحديث: 3050 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: يرد عَليّ رجالٌ من أَصْحَابِي، فيحلئون عَنهُ، فَأَقُول: يَا رب، أَصْحَابِي، فَيَقُول: إِنَّك لَا علم لَك بِمَا أَحْدَثُوا بعْدك، إِنَّهُم ارْتَدُّوا على أدبارهم الْقَهْقَرَى " وَله ذكر فِي مُسْند أبي هُرَيْرَة، من رِوَايَة سعيد عَنهُ. (154) عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى [رَضِي الله عَنهُ] عَن أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3051 - حَدِيث أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، من رِوَايَة عَمْرو بن مرّة عَن أبي ليلى قَالَ: حَدثنَا أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالُوا: نزل شهر رَمَضَان، فشق عَلَيْهِم، فَكَانَ من أطْعم كل يَوْم مِسْكينا ترك الصَّوْم مِمَّن يطيقه، وَرخّص لَهُم فِي ذَلِك، فنسختها: {وَأَن تَصُومُوا خير لكم} [الْبَقَرَة] فَأمروا بِالصَّوْمِ. (155) عبد الرَّحْمَن بن جَابر [رَضِي الله عَنهُ] عَمَّن سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3052 - حَدِيث أخرجه من رِوَايَة مُسلم بن أبي مَرْيَم عَن عبد الرَّحْمَن عَمَّن سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا عُقُوبَة فَوق عشر ضربات إِلَّا فِي حد من حُدُود الله عز وَجل ". الحديث: 3051 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَهُوَ أَبُو بردة بن نيار. (156) سراقَة بن مَالك بن جعْشم [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد مَذْكُور فِي جملَة حَدِيث لعَائِشَة. 3053 - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَنْهَا - وَفِيه مُتَّصِلا بِهِ: قَالَ الزُّهْرِيّ: فَأَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن مَالك المدلجي - وَهُوَ ابْن أخي سراقَة: أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه سمع سراقَة يَقُول: جَاءَنَا رسل كفار قُرَيْش يجْعَلُونَ فِي رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر دِيَة كل رجلٍ مِنْهُمَا لمن قَتله أَو أسره. فَبَيْنَمَا أَنا جالسٌ فِي مجلسٍ من مجَالِس قومِي بني مُدْلِج، أقبل رجلٌ مِنْهُم حَتَّى قَامَ علينا وَنحن جلوسٌ فَقَالَ: يَا سراقَة، إِنِّي قد رَأَيْت آنِفا أَسْوِدَة بالسَّاحل، أَرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه. قَالَ سراقَة: فَعرفت أَنهم هم. فَقلت لَهُ: إِنَّهُم لَيْسُوا بهم، وَلَكِنَّك رَأَيْت فلَانا وَفُلَانًا، انْطَلقُوا بأعيننا. ثمَّ لَبِثت فِي الْمجْلس سَاعَة، ثمَّ دخلت فَأمرت جاريتي أَن تخرج فرسي وَهِي من وَرَاء أكمة فتحبسها عَليّ، وَأخذت رُمْحِي، فَخرجت من ظهر الْبَيْت، فخططت بزجه الأَرْض، وخفضت عاليه، ثمَّ أتيت فرسي فركبتها، فرفعتها تقرب بِي حَتَّى دَنَوْت مِنْهُم، فَعَثَرَتْ بِي فرسي، فَخَرَرْت عَنْهَا، فَقُمْت فَأَهْوَيْت يَدي إِلَى كِنَانَتِي، فاستخرجت مِنْهَا الأزلام، فاستقسمت بهَا: أضرهم أم لَا؟ فَخرج الَّذِي أكره، فركبت وعصيت الأزلام، تقرب بِي، حَتَّى إِذا سَمِعت قِرَاءَة رَسُول الحديث: 3053 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ لَا يلْتَفت، وَأَبُو بكر يكثر الِالْتِفَات، ساخت يدا فرسي فِي الأَرْض حَتَّى بلغتا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْت عَنْهَا، ثمَّ زجرتها فَنَهَضت، فَلم تكد تخرج يَديهَا، فَلَمَّا اسْتَوَت قَائِمَة إِذا لأثر يَديهَا عثانٌ سَاطِع فِي السَّمَاء مثل الدُّخان، فاستقسمت بالأزلام، فَخرج الَّذِي أكره، فناديتهم: الْأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حَتَّى جئتهم، وَوَقع فِي نَفسِي حِين لقِيت مَا لقِيت من الْحَبْس عَنْهُم أَن سَيظْهر أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت لَهُ: إِن قَوْمك قد جعلُوا فِيك الدِّيَة، وأخبرتهما أَخْبَار مَا يُرِيد النَّاس بهم، وَعرضت عَلَيْهِم الزَّاد وَالْمَتَاع، فَلم يرزآني وَلم يسألاني إِلَّا أَن قَالَ: " أخف عَنَّا " فَسَأَلته أَن يكْتب لي كتاب أَمن، فَأمر عَامر بن فهَيْرَة فَكتب فِي رقْعَة من أَدَم، ثمَّ مضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 أَفْرَاد مُسلم من الصَّحَابَة الَّذين أخرج عَنْهُم دون البُخَارِيّ (157) عبد الْمطلب بن ربيعَة ابْن الْحَارِث بن عبد الْمطلب [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3054 - من رِوَايَة عبد الله بن عبد الله بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب عَن عبد الْمطلب بن ربيعَة قَالَ: اجْتمع ربيعَة بن الْحَارِث وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب فَقَالَا: لَو بعثنَا هذَيْن الغلامين - قَالَ لي وللفضل بن الْعَبَّاس - إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَلمَاهُ، فَأَمرهمَا على هَذِه الصَّدقَات، فأديا مِمَّا يُؤَدِّي النَّاس، وأصابا مِمَّا يُصِيب النَّاس. قَالَ: فَبَيْنَمَا هما على ذَلِك جَاءَ عَليّ بن أبي طَالب فَوقف عَلَيْهِمَا، فذكرا لَهُ ذَلِك، فَقَالَ عليٌّ: لَا تفعلا، فوَاللَّه مَا هُوَ بفاعل، فانتحاه ربيعَة بن الْحَارِث فَقَالَ: وَالله مَا تصنع هَذَا إِلَّا نفاسةً مِنْك علينا، فوَاللَّه لقد نلْت صهر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا نفسناه عَلَيْك، فَقَالَ عَليّ: أرسلوهما. فَانْطَلقَا، واضطجع. قَالَ: فَلَمَّا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر، سبقناه إِلَى الْحُجْرَة، فقمنا عِنْدهَا، حَتَّى جَاءَ فَأخذ بآذاننا ثمَّ قَالَ: " أخرجَا مَا تصرران " ثمَّ دخل ودخلنا مَعَه، وَهُوَ يومئذٍ عِنْد زَيْنَب بنت جحش. قَالَ: فتواكلنا الْكَلَام، ثمَّ تكلم أَحَدنَا فَقَالَ: يَا رَسُول الله، الحديث: 3054 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 أَنْت أبر النَّاس، وأوصل النَّاس، وَقد بلغنَا النِّكَاح، فَجِئْنَا لتؤمرنا على بعض هَذِه الصَّدقَات، فنؤدي إِلَيْك كَمَا يُؤَدِّي النَّاس، وَنصِيب كَمَا يصيبون: فَسكت طَويلا حَتَّى أردنَا أَن نكلمه. قَالَ: وَجعلت زَيْنَب تلمع إِلَيْنَا من وَرَاء الْحجاب: أَن لَا تكلماه. قَالَ: ثمَّ قَالَ: " إِن هَذِه الصَّدَقَة لَا تنبغي لآل مُحَمَّد، إِنَّمَا هِيَ لأوساخ النَّاس، ادعوا إِلَيّ محمية - وَكَانَ على الْخمس - وَنَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب ". قَالَ: فجاءاه فَقَالَ لمحمية: " أنكح هَذَا الْغُلَام ابْنَتك " - للفضل بن الْعَبَّاس - فأنكحه. وَقَالَ لنوفل بن الْحَارِث: " أنكح هَذَا الْغُلَام ابْنَتك " فأنكحني. وَقَالَ لمحمية: أصدق عَنْهُمَا من الْخمس كَذَا وَكَذَا " قَالَ الزُّهْرِيّ: وَلم يسمه لي. وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ نَحوه. وَفِيه قَالَ: فَألْقى عليٌّ رِدَاءَهُ ثمَّ اضْطجع عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَنا أَبُو حسن القرم، وَالله لَا أريم مَكَاني حَتَّى يرجع إلَيْكُمَا ابناكما بحور مَا بعثتما بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ فِي الحَدِيث: ثمَّ قَالَ: " إِن هَذِه الصَّدقَات إِنَّمَا أوساخ النَّاس، وَإِنَّهَا لَا تحل لمُحَمد وَلَا لآل مُحَمَّد " وَقَالَ أَيْضا: ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ادعوا إِلَيّ محمية بن جُزْء " وَهُوَ رجلٌ من بني أَسد كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتَعْملهُ على الْأَخْمَاس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 (158) هِشَام بن حَكِيم بن حزَام [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3055 - من رِوَايَة هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه: أَن هِشَام بن حَكِيم مر بِالشَّام على أنَاس من الأنباط وَقد أقِيمُوا فِي الشَّمْس وصب على رؤوسهم الزَّيْت. فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قيل: يُعَذبُونَ فِي الْخراج. وَفِي رِوَايَة أبي أُسَامَة: حبسوا فِي الْجِزْيَة. فَقَالَ: هِشَام: أشهد لسمعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن الله يعذب الَّذين يُعَذبُونَ النَّاس فِي الدُّنْيَا ". زَاد فِي حَدِيث جرير قَالَ: وأميرهم يومئذٍ عُمَيْر بن سعيد الْأنْصَارِيّ على فلسطين، فَدخل عَلَيْهِ فحدثه، فَأمر بهم فَخلوا. وَفِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير نَحوه. وَلَيْسَ فِيهِ: صب على رؤوسهم الزَّيْت. (159) أَبُو وهب، صَفْوَان بن أُميَّة بن خلف [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3056 - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ قَالَ: غزا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَزْوَة الْفَتْح - فتح مَكَّة. ثمَّ خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمن مَعَه من الْمُسلمين فَاقْتَتلُوا بحنين، فنصر الله دينه الحديث: 3055 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 وَالْمُسْلِمين، وَأعْطى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يومئذٍ صَفْوَان بن أُميَّة مائَة من النعم، ثمَّ مائَة، ثمَّ مائَة. قَالَ ابْن شهَاب: فَحَدثني سعيد بن الْمسيب أَن صَفْوَان قَالَ: وَالله لقد أَعْطَانِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أَعْطَانِي وَإنَّهُ لأبغض النَّاس إِلَيّ، فَمَا برح يعطيني حَتَّى إِنَّه لأحب النَّاس إِلَيّ. أخرجه مُسلم من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ. وَكَذَلِكَ أَبُو بكر البرقاني عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ. وَفِيه زِيَادَة اختصرها مُسلم فِي ذكر مَا أعْطى حَكِيم بن حزَام، وَقَوله لَهُ: " هَذَا المَال خضرةٌ حلوة " وامتناعه من الْأَخْذ من أحدٍ بعده، وَمَا أعْطى الْأَقْرَع بن حَابِس وعيينه بن حصن. وَفِي آخِره: ثمَّ قفل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة، حَتَّى إِذا وردهَا أَمر أَبَا بكر الصّديق بِالْحَجِّ. (160) الشريد بن سُوَيْد الثَّقَفِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 3057 - أَحدهمَا: من رِوَايَة ابْنه عَمْرو بن الشريد عَنهُ قَالَ: كَانَ فِي وَفد ثَقِيف رجلٌ مجذومٌ، فَأرْسل إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّا قد بايعناك، فَارْجِع ". 3058 - الثَّانِي: عَن عَمْرو بن الشريد أَيْضا عَن أَبِيه - وَمن الروَاة من قَالَ: عَن عَمْرو بن الشريد أَو يَعْقُوب بن عَاصِم عَن الشريد قَالَ: أردفني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلفه. وَفِي رِوَايَة من قَالَ عَن عَمْرو وَحده بِلَا شكّ عَن أَبِيه قَالَ: ردفت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا فَقَالَ: " هَل مَعَك من شعر أُميَّة بن أبي الصَّلْت شيءٌ؟ " قلت: نعم. الحديث: 3057 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 قَالَ: " هيه "، فَأَنْشَدته بَيْتا، فَقَالَ: " هيه ". ثمَّ أنشدته بَيْتا، فَقَالَ: " هيه "، حَتَّى أنشدته مائَة بَيت. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الطَّائِفِي عَن عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: استنشدني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... وَذكره نَحوه. وَزَاد - يَعْنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن كَاد ليسلم ". وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن الطَّائِفِي: " فَلَقَد كَاد يسلم فِي شعره ". (161) نَافِع بن عتبَة بن أبي وَقاص [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3059 - من رِوَايَة جَابر بن سَمُرَة عَن نَافِع بن عتبَة قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة قَالَ: فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قومٌ من قبل الْمغرب، عَلَيْهِم ثِيَاب الصُّوف، فوافقوه عِنْد أكمة، فَإِنَّهُم لقيامٌ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَاعد، قَالَ: قَالَت لي نَفسِي: ائتهم فَقُمْ بَينهم وَبَينه، لَا يغتالونه. قَالَ: ثمَّ قلت: لَعَلَّه نجيٌّ مَعَهم. فأتيتهم فَقُمْت بَينهم وَبَينه، قَالَ: فَحفِظت مِنْهُ أَربع كَلِمَات أعدهن فِي يَدي: قَالَ: " تغزون جَزِيرَة الْعَرَب فيفتحها الله، ثمَّ تغزون فَارس فيفتحها الله، ثمَّ تغزون الرّوم فيفتحها الله، ثمَّ تغزون الدَّجَّال فيفتحه الله " قَالَ: فَقَالَ: نَافِع: يَا جَابر، لَا نرى الدَّجَّال يخرج حَتَّى تفتح الرّوم. الحديث: 3059 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 ذكره البُخَارِيّ فِي " التَّارِيخ " تَعْلِيقا، الْمسند مِنْهُ فَقَط، فَقَالَ: وَقَالَ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل: حَدثنَا أَبُو عوَانَة، حَدثنَا عبد الْملك بن عُمَيْر عَن جَابر بن سَمُرَة عَن نَافِع بن عتبَة أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تغزون جَزِيرَة الْعَرَب، فيفتحها الله عَلَيْكُم، وتغزون الدَّجَّال فَيفتح الله عَلَيْكُم، وتغزون الرّوم فَيفتح الله عَلَيْكُم، وتغزون فَارس فَيفتح الله عَلَيْكُم " لم يزدْ. (162) مُطِيع بن الْأسود بن حَارِثَة [رَضِي الله عَنهُ] وَقيل: ابْن خَارِجَة، ابْن نَضْلَة بن عَوْف حَدِيث وَاحِد: 3060 - من رِوَايَة ابْنه عبد الله بن مُطِيع عَنهُ قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول يَوْم فتح مَكَّة: " لَا يقتل قرشيٌّ صبرا بعد هَذَا الْيَوْم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ". وَفِي رِوَايَة عبد الله بن نمير نَحوه، وَزَاد قَالَ: وَلم يكن أسلم أحدٌ من عصاة قُرَيْش غير مُطِيع: كَانَ اسْمه العَاصِي، فَسَماهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُطيعًا. الحديث: 3060 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 502 (163) أَبُو مَحْذُورَة سَمُرَة بن معير [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد فِي الْأَذَان. 3061 - من رِوَايَة مَكْحُول عَن عبد الله بن محيريز عَنهُ: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علمه هَذَا الْأَذَان: الله أكبر، الله أكبر، كَذَا عِنْد مُسلم. أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله. أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله. ثمَّ يعود فَيَقُول: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله، مرَّتَيْنِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله - مرَّتَيْنِ. حَيّ عَليّ الصَّلَاة - مرَّتَيْنِ. حَيّ على الْفَلاح - مرَّتَيْنِ. الله أكبر، الله أكبر، لَا إِلَه إِلَّا الله. (164) أَبُو سريحَة، حُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 3062 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي الطُّفَيْل عَامر بن وَاثِلَة عَن حُذَيْفَة بن أسيد قَالَ: اطلع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علينا وَنحن نتذاكر، فَقَالَ: " مَا تذاكرون؟ " قَالُوا: نذْكر السَّاعَة. قَالَ: " إِنَّهَا لن تقوم حَتَّى تروا قبلهَا عشر آيَات " فَذكر الدُّخان، والدجال وَالدَّابَّة، وطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا، ونزول عِيسَى بن مَرْيَم، ويأجوج وَمَأْجُوج، وَثَلَاثَة خُسُوف: خسف بالمشرق، وَخسف بالمغرب، وَخسف بِجَزِيرَة الْعَرَب، وَآخر ذَلِك نارٌ تطرد النَّاس إِلَى مَحْشَرهمْ. الحديث: 3061 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن فرات الْقَزاز: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غرفَة وَنحن أَسْفَل مِنْهُ، فَاطلع إِلَيْنَا ... وَذكر نَحوه. قَالَ شُعْبَة: وحَدثني عبد الْعَزِيز بن رفيع عَن أبي الطُّفَيْل عَن أبي سريحَة مثله، لَا يذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ أَحدهمَا فِي الْعَاشِرَة: نزُول عِيسَى بن مَرْيَم، وَقَالَ الآخر: وريح تلقي النَّاس فِي الْبَحْر. قَالَ شُعْبَة: وَلم يرفعهُ عبد الْعَزِيز. 3063 - الثَّانِي: من رِوَايَة عَامر بن وَاثِلَة أَنه سمع عبد الله ابْن مَسْعُود يَقُول: الشقي من شقي فِي بطن أمه، والسعيد من وعظ بِغَيْرِهِ. فَأتى رجلا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقَال لَهُ حُذَيْفَة بن أسيد الْغِفَارِيّ، فحدثه بذلك من قَول ابْن مَسْعُود، وَقَالَ لَهُ: وَكَيف يشقى رجلٌ بِغَيْر عمل؟ فَقَالَ لَهُ الرجل: أتعجب من ذَلِك؟ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا مر بالنطفة اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَة بعث الله إِلَيْهَا ملكا فصورها، وَخلق سَمعهَا وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثمَّ قَالَ: يَا رب، أذكرٌ أم أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبك مَا شَاءَ، وَيكْتب الْملك، ثمَّ يَقُول: يَا رب، أَجله. فَيَقُول رَبك مَا شَاءَ، فَيكْتب الْملك، ثمَّ يَقُول: يَا رب رزقه، فَيقْضى رَبك مَا شَاءَ، فَيكْتب الْملك، ثمَّ يَقُول: يَا رب رزقه. فَيقْضى رَبك مَا شَاءَ، وَيكْتب الْملك، ثمَّ يخرج الْملك بالصحيفة فِي يَده، فَلَا يزِيد على أَمر، وَلَا ينقص. " هَكَذَا فِي حَدِيث أبي الزبير عَن أبي الطُّفَيْل عَن أبي سريحَة. وَفِي حَدِيث عِكْرِمَة بن خَالِد عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: دخلت على أبي سريحَة، حُذَيْفَة بن أسيد فَقَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأذني هَاتين يَقُول: " إِن النُّطْفَة تقع فِي الرَّحِم أَرْبَعِينَ لَيْلَة، ثمَّ يتَصَوَّر عَلَيْهَا الْملك؟ ". قَالَ زُهَيْر: قَالَ أَبُو خَيْثَمَة: حسبته قَالَ: الَّذِي يخلقها، فَيَقُول: يَا رب، أذكرٌ أم أُنْثَى، فَيَجْعَلهُ الله ذكرا أَو أُنْثَى، ثمَّ يَقُول: يَا رب أسويٌّ أَو غير سوي؟ ، فَيَجْعَلهُ الله سوياً أَو غير سوي. ثمَّ يَقُول: يَا رب، مَا رزقه؟ مَا أَجله؟ مَا خلقه؟ الحديث: 3063 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 ثمَّ يَجعله الله شقياً أَو سعيداً ". وَفِي رِوَايَة كُلْثُوم عَن أبي الطُّفَيْل عَنهُ، رفع الحَدِيث إِلَى رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن ملكا موكلاً بالرحم، إِذا أَرَادَ الله أَن يخلق شَيْئا يَأْذَن الله لبضع وَأَرْبَعين لَيْلَة. . " ثمَّ ذكر نَحوه. (165) سُبْرَة بن معبد الْجُهَنِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث الْمُتْعَة: 3064 - من رِوَايَة الرّبيع بن سُبْرَة عَن أَبِيه قَالَ: أذن لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمُتْعَةِ، فَانْطَلَقت أَنا ورجلٌ إِلَى امرأةٍ من بني عَامر كَأَنَّهَا بكرةٌ عيطاء، فعرضنا عَلَيْهَا أَنْفُسنَا، فَقَالَت: مَا تُعْطِي؟ فَقلت: رِدَائي. وَقَالَ صَاحِبي: رِدَائي، وَكَانَ رِدَاء صَاحِبي أَجود من رِدَائي، وَكنت أشب مِنْهُ، فَإِذا نظرت إِلَى رِدَاء صَاحِبي أعجبها، وَإِذا نظرت إِلَيّ أعجبتها، ثمَّ قَالَت: أَنْت ورداؤك يَكْفِينِي، فَمَكثت مَعهَا ثَلَاثًا. ثمَّ إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من كَانَ عِنْده شيءٌ من هَذِه النِّسَاء الَّتِي يتمتع فَلْيخل سَبِيلهَا " كَذَا فِي رِوَايَة اللَّيْث عَن الرّبيع. وَفِي حَدِيث عمَارَة بن غزيَّة عَن الرّبيع: إِن أَبَاهُ غزا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتح مَكَّة، قَالَ: فَأَقَمْنَا بهَا خمس عشرَة - ثَلَاثِينَ بَين لَيْلَة وَيَوْم - فَأذن لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مُتْعَة النِّسَاء، فَخرجت أَنا ورجلٌ من قومِي، ولي عَلَيْهِ فضلٌ فِي الْجمال، وَهُوَ الحديث: 3064 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 قريب من الدمامة، مَعَ كل وَاحِد مِنْهَا بردٌ، فبردي خلق، وَأما برد ابْن عمي فبردٌ جديدٌ غض، حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَسْفَل مَكَّة أَو بِأَعْلَاهَا، فتلقتنا فتاة مثل البكرة العنطنطة ... ثمَّ ذكره نَحوه بِمَعْنَاهُ. وَفِيه: ويراها صَاحِبي تنظر إِلَى عطفها، فَقَالَ: عَن برد هَذَا خلقٌ وبردي جَدِيد غضٌّ، فَتَقول: برد هَذَا لَا بَأْس بِهِ، ثَلَاث مرار، أَو مرَّتَيْنِ. ثمَّ استمتعت مِنْهَا، فَلم أخرج حَتَّى حرمهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث وهيب عَن عمَارَة نَحوه، وَزَاد: قَالَت: وَهل يصلح ذَاك؟ وَفِيه: قَالَ: إِن برد هَذَا خلقٌ محٌّ. وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز عَن الرّبيع بن سُبْرَة: أَن أَبَاهُ حَدثهُ: انه كَانَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " يَا أَيهَا النَّاس، إِنِّي كنت أَذِنت لكم فِي الِاسْتِمْتَاع من النِّسَاء، وَإِن الله قد حرم ذَلِك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، فَمن كَانَ عِنْده مِنْهُنَّ شيءٌ فَلْيخل سَبيله، وَلَا تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئا. ". زَاد فِي رِوَايَة عَبدة بن سُلَيْمَان عَن عبد الْعَزِيز بن عمر: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِما بَين الرُّكْن وَالْبَاب وَهُوَ يَقُول: فَذكره، وَذكر التَّحْرِيم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَفِي حَدِيث عبد الْملك بن الرّبيع عَن أَبِيه عَن جده سُبْرَة قَالَ: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمُتْعَةِ عَام الْفَتْح حِين دَخَلنَا مَكَّة، ثمَّ لم نخرج مِنْهَا حَتَّى نَهَانَا عَنْهَا. وَفِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن الرّبيع عَن أَبِيه عَن جده نَحوه، وَفِيه: فَأمرت نَفسهَا سَاعَة، ثمَّ اختارتني على صَاحِبي، فَكُن مَعنا ثَلَاثًا، ثمَّ أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بفراقهن. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 حَدِيث الزُّهْرِيّ من رِوَايَة معمرعنه، عَن الرّبيع بن سُبْرَة مُخْتَصرا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى زمَان الْفَتْح عَن مُتْعَة النِّسَاء. زَاد فِي حَدِيث صَالح عَن الزُّهْرِيّ، عَن الرّبيع: وَأَن أَبَاهُ تمتّع ببردين أحمرين. وَفِي رِوَايَة يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب قَالَ: أَخْبرنِي عُرْوَة بن الزبير: أَن عبد الله بن الزبير قَامَ بِمَكَّة فَقَالَ: إِن نَاسا أعمى الله قُلُوبهم كَمَا أعمى أَبْصَارهم يفتون بِالْمُتْعَةِ، يعرض بِرَجُل. فناداه فَقَالَ: إِنَّك لجلفٌ جافٍ، فلعمري، لقد كَانَت الْمُتْعَة تفعل فِي عهد إِمَام الْمُتَّقِينَ - يُرِيد بِهِ رَسُول الله - فَقَالَ ابْن الزبير: فجرب بِنَفْسِك، فوَاللَّه لَئِن فعلتها لأرجمنك بأحجارك. قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي خَالِد بن المُهَاجر بن سيف الله: أَنه بَيْنَمَا هُوَ جَالس عِنْد رجل جَاءَهُ رجلٌ فاستفتاه فِي الْمُتْعَة، فَأمره بهَا، فَقَالَ لَهُ ابْن أبي عمْرَة الْأنْصَارِيّ: مهلا. قَالَ: مَا هِيَ؟ وَالله لقد فعلت فِي عهد إِمَام الْمُتَّقِينَ. قَالَ ابْن أبي عمْرَة: إِنَّهَا كَانَت رخصَة فِي أول الْإِسْلَام لمن اضْطر إِلَيْهَا كالميتة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير، ثمَّ أحكم الله الدّين وَنهى عَنْهَا. قَالَ ابْن شهَاب: وَأَخْبرنِي الرّبيع بن سُبْرَة أَن أَبَاهُ قَالَ: استمتعت فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ببردين أحمرين امْرَأَة من بني عَامر، ثمَّ نَهَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمُتْعَة. قَالَ ابْن شهَاب: وَسمعت الرّبيع بن سُبْرَة يحدث ذَلِك عمر بن عبد الْعَزِيز وَأَنا جالسٌ. وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة، عَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ: حَدثنِي الرّبيع ابْن سُبْرَة عَن أَبِيه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْمُتْعَة، وَقَالَ: " أَلا إِنَّهَا حرامٌ من يومكم هَذَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة، وَمن أعْطى شَيْئا فَلَا يَأْخُذهُ ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 (166) عبد الله بن السَّائِب بن أبي السَّائِب المَخْزُومِي [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3065 - من رِوَايَة عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ، وَعبد الله ابْن الْمسيب بن عَابِد بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم العابدي، وَأبي سَلمَة بن سُفْيَان، عَن عبد الله ابْن السَّائِب قَالَ: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصُّبْح بِمَكَّة، فَاسْتَفْتَحَ بِسُورَة " الْمُؤمنِينَ "، حَتَّى جَاءَ ذكر مُوسَى وَهَارُون، أَو ذكر عِيسَى - شكّ الرَّاوِي أَو اخْتلف عَلَيْهِ - أخذت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سعلةٌ، فَرَكَعَ وَعبد الله بن السَّائِب حاضرٌ ذَلِك. وَفِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق: فَحذف: فَرَكَعَ. أخرجه مُسلم بِالْإِسْنَادِ كَذَلِك، وَجعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاده. وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، فَقَالَ: وَيذكر عَن عبد الله بن السَّائِب: قَرَأَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " الْمُؤْمِنُونَ " فِي الصُّبْح، حَتَّى إِذا جَاءَ ذكر مُوسَى وَهَارُون، أَو ذكر عِيسَى، أَخَذته سعلةٌ فَرَكَعَ. الحديث: 3065 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 (167) عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سهم السَّهْمِي [رَضِي الله عَنهُ] أَبُو حذافة، مدنِي. حَدِيث وَاحِد: 3066 - حكى خلفٌ الوَاسِطِيّ فِي كِتَابه أَن مُسلما أخرجه عَن إِسْحَاق عَن روح عَن مَالك. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ، من حَدِيث سُفْيَان عَن سَالم أبي النَّضر وَعبد الله بن أبي بكير عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن عبد الله بن حذافة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره أَن يُنَادي فِي أَيَّام التَّشْرِيق: إِنَّهَا أَيَّام أكلٍ وَشرب. قَالَ: فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي حِين حدث بِهَذَا الحَدِيث: حَدثنَا مَالك بن أنس - وَلَا أرَاهُ إِلَّا كَانَ أحفظ من سُفْيَان - عَن عبد الله بن أبي بكر عَن سُلَيْمَان بن يسَار: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر ابْن حذافة يُنَادي أَيَّام التَّشْرِيق: إِنَّهَا أَيَّام أكل وَشرب. وَقَالَ البُخَارِيّ فِي " التَّارِيخ ": عبد الله بن حذافة أَبُو حذافة السَّهْمِي الْقرشِي // لَا يَصح، حَدِيثه مُرْسل //. وَهَكَذَا روينَاهُ فِي الْمُوَطَّأ مُرْسلا كَمَا قَالَ ابْن مهْدي. وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ خلفٌ الوَاسِطِيّ لم أَجِدهُ فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم، وَلَا حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه، وَلَو وجده أَبُو بكر البرقاني فِي كتاب مُسلم لما حَكَاهُ عَن خلف، وَلَعَلَّه قد رَآهُ فِي بعض النّسخ عَن مُسلم. وَالله أعلم. الحديث: 3066 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 (168) معمر بن عبد الله بن نَافِع بن نَضْلَة بن عبيد بن عويج بن عدي بن كَعْب [رَضِي الله عَنهُ] حديثان: 3067 - أَحدهمَا: من رِوَايَة بسر بن سعيد، عَن معمر بن عبد الله: أَنه أرسل غُلَامه بِصَاع من قَمح، فَقَالَ: بِعْهُ ثمَّ اشْتَرِ بِهِ شَعِيرًا، فَذهب الْغُلَام فَأخذ صَاعا وَزِيَادَة بعض صَاع، فَلَمَّا جَاءَ معمرٌ أخبرهُ بذلك. فَقَالَ لَهُ معمر: لم فعلت ذَلِك؟ انْطلق فَرده، وَلَا تأخذن إِلَّا مثلا بِمثل، فَإِنِّي كنت أسمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الطَّعَام بِالطَّعَامِ مثلا بِمثل " وَكَانَ طعامنا يومئذٍ الشّعير. قيل لَهُ: إِنَّه لَيْسَ بِمثلِهِ. قَالَ: إِنِّي أَخَاف أَن يضارع. 3068 - الثَّانِي: من رِوَايَة سعيد بن الْمسيب عَن معمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من احتكر فَهُوَ خاطئٌ " فَقيل لسَعِيد: فَإنَّك تحتكر. قَالَ سعيد: إِن معمراً الَّذِي كَانَ يحدث هَذَا الحَدِيث كَانَ يحتكر. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن عَطاء، عَن سعيد بن الْمسيب، عَن معمر بن عبد الله أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... مثله. قَالَ فِي رِوَايَة عَمْرو بن يحيى عَن مُحَمَّد بن عَمْرو، عَن عَطاء عَن ابْن الْمسيب عَن معمر بن أبي معمر - أحد بني عدي بن كَعْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... فَذكر مثله. زَاد أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه: قَالَ: وَكَانَ ابْن الْمسيب يحتكر الزَّيْت. شكّ أَبُو مَسْعُود إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي فِي هَذَا الِاسْم، فَجعله فِي ترجمتين، قَالَ فِي الأولى: معمر بن عبد الله بن نَضْلَة. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة: معمر بن أبي معمر، أحد بنى كَعْب. ثمَّ قَالَ: وَأَظنهُ الأول. الحديث: 3067 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 وَلَا شكّ أَنَّهُمَا وَاحِد، لِأَن كتاب مُسلم يشْهد بذلك وَقد قَالَ فيهمَا جَمِيعًا: معمر بن عبد الله، وَنسبه الْمُتَّصِل يشْهد بذلك. وَقَالَ فِيهِ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ: معمر بن عبد الله بن نَافِع بن نَضْلَة الْعَدوي من مهاجرة الْحَبَشَة، سكن الْمَدِينَة، قَالَه فِي كِتَابه " المعجم ". وَقَالَ الْحَاكِم فِي كِتَابه: وَمعمر بن عبد الله بن نَافِع بن نَضْلَة الْعَدوي، وَهُوَ معمر بن أبي معمر. (169) أَبُو الطُّفَيْل، عَامر بن وَاثِلَة بن عبد الله بن خُنَيْس [رَضِي الله عَنهُ] وَهُوَ آخر من مَاتَ مِمَّن رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، سنة ثِنْتَيْنِ وَمِائَة. وَقَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: وَمَات سنة مائَة. وَمَات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين. حديثان: 3069 - أَحدهمَا: من رِوَايَة سعيد الْجريرِي عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: قلت لَهُ: أَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم، كَانَ أَبيض، مليح الْوَجْه. وَفِي رِوَايَة عبد الْأَعْلَى عَن الْجريرِي عَنهُ قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَا على وَجه الأَرْض رجلٌ رَآهُ غَيْرِي. قَالَ: قلت: فَكيف رَأَيْته؟ قَالَ: كَانَ أَبيض مليحاً مقصداً. الحديث: 3069 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 511 زَاد أَبُو بكر البرقاني عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي حَدِيث سعيد الْجريرِي عَنهُ بعد قَوْله مقصداً: إِذا مَشى كَأَنَّهُ يهوي فِي صبوب. 3070 - الثَّانِي: من رِوَايَة مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يطوف بِالْبَيْتِ، ويستلم الرُّكْن بمحجن مَعَه، وَيقبل المحجن. وَقد أخرج مُسلم من حَدِيث عبد الْملك بن سعيد بن الأبجر عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ: قلت لِابْنِ عَبَّاس: أَرَانِي قد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فصفه لي. قَالَ: قلت: رَأَيْته عِنْد الْمَرْوَة على ناقةٍ وَقد كثر النَّاس عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالَ ابْن عَبَّاس: ذَاك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِنَّهُم كَانُوا لَا يدعونَ عَنهُ وَلَا يكْرهُونَ. (170) عُمَيْر مولى آبي اللَّحْم [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3071 - من رِوَايَة يزِيد بن أبي عبيد عَن عُمَيْر قَالَ: أَمرنِي مولَايَ أَن أقدد لَحْمًا، فَجَاءَنِي مسكينٌ فأطعمته مِنْهُ، فَعلم بذلك مولَايَ فضربني، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَدَعَاهُ فَقَالَ: " لم ضَربته؟ " قَالَ: يُعْطي طَعَامي بِغَيْر أَن آمره، فَقَالَ " الْأجر بَيْنكُمَا ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن زيد، عَن عُمَيْر قَالَ: كنت مَمْلُوكا، فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَتصدق من مَال مولَايَ بِشَيْء لله؟ قَالَ: " نعم، وَالْأَجْر بَيْنكُمَا نِصْفَانِ ". الحديث: 3070 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 (171) عبد الله بن أنيس الْجُهَنِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث وَاحِد: 3072 - من رِوَايَة بسر بن سعيد عَن عبد الله بن أنيس الْجُهَنِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أريت لَيْلَة الْقدر ثمَّ أنسيتها، وَأرَانِي صبيحتها أَسجد فِي مَاء وطين. " قَالَ: فمطرنا لَيْلَة ثَلَاث وَعشْرين، فصلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَانْصَرف وَإِن أثر المَاء والطين على جَبهته وَأَنْفه. قَالَ: وَكَانَ عبد الله بن أنيس يَقُول: ثَلَاث وَعشْرين. (172) أَبُو الْيُسْر، كَعْب بن عَمْرو السّلمِيّ [رَضِي الله عَنهُ] حَدِيث فِيهِ أَحَادِيث، لَهُ ولجابر بن عبد الله. 3073 - من رِوَايَة عبَادَة بن الْوَلِيد بن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ: خرجت أَنا وَأبي نطلب الْعلم فِي هَذَا الْحَيّ من الْأَنْصَار قبل أَن يهْلكُوا، فَكَانَ أول من لَقينَا أَبَا الْيُسْر صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ غلامٌ لَهُ، مَعَه ضمامةٌ من صحف، وعَلى أبي الْيُسْر بردةٌ ومعافري، وعَلى غُلَامه بردةٌ ومعافريٌّ، فَقَالَ لَهُ أبي: يَا عَم، إِنِّي أرى فِي وَجهك سفعة من غضبٍ، قَالَ: أجل، كَانَ لي على فلَان بن الحديث: 3072 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 فُلَانَة الحرامي مَال، فَأتيت أَهله فَسلمت فَقلت: أَثم هُوَ؟ قَالُوا: لَا، فَخرج عَليّ ابنٌ لَهُ جفر، فَقلت لَهُ، أَيْن أَبوك؟ قَالَ: سمع صَوْتك فَدخل أريكة أُمِّي. فَقلت: أخرج إِلَيّ، فقد علمت أَيْن أَنْت. فَخرج فَقلت: مَا حملك على أَن اخْتَبَأْت مني؟ قَالَ: أَنا وَالله أحَدثك ثمَّ لَا أكذبك، خشيت وَالله أَن أحَدثك فأكذبك، وَأَن أعدك فأخلفك، وَكنت صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكنت وَالله مُعسرا، قَالَ: قلت: آللَّهُ؟ قَالَ: الله. قَالَ: قلت: آللَّهُ؟ قَالَ: الله. قَالَ: قلت: الله؟ قَالَ: الله. قَالَ: قَالَ: فَأتى بصحيفته فمحاها بِيَدِهِ وَقَالَ: فَإِن وجدت قَضَاء فاقضني، وَإِلَّا فَأَنت فِي حلٍّ. فَأشْهد بصر عَيْني هَاتين - وَوضع يَدَيْهِ على عَيْنَيْهِ - وَسمع أُذُنِي هَاتين، ووعاه قلبِي هَذَا - وَأَشَارَ إِلَيّ نِيَاط قلبه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول: " من أنظر مُعسرا أَو وضع عَنهُ أظلهُ الله فِي ظله ". قَالَ: فَقلت لَهُ أَنا: يَا عَم، لَو أَنَّك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك، وَأخذت معافريه وأعطيته بردتك، فَكَانَت عَلَيْك حلةٌ وَعَلِيهِ حلَّة. فَمسح رَأْسِي وَقَالَ: اللَّهُمَّ بَارك فِيهِ، يَا ابْن أخي، بصر عَيْني هَاتين، وَسمع أُذُنِي هَاتين، ووعاه قلبِي هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى نِيَاط قلبه، رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يَقُول: " أطعموهم مِمَّا تَأْكُلُونَ، وألبسوهم مِمَّا تلبسُونَ " وَكَانَ أَن أعْطِيه من مَتَاع الدُّنْيَا أَهْون عَليّ من أَن يَأْخُذ من حسناتي يَوْم الْقِيَامَة. ثمَّ مضينا حَتَّى أَتَيْنَا جَابر بن عبد الله فِي مَسْجده وَهُوَ يُصَلِّي فِي ثوب وَاحِد مُشْتَمِلًا، فتخطينا الْقَوْم حَتَّى جَلَست بَينه وَبَين الْقبْلَة، فَقلت: يَرْحَمك الله، أَتُصَلِّي فِي ثوبٍ واحدٍ وبرداك إِلَى جَنْبك. قَالَ: فَقَالَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي هَكَذَا وَقرن بَين أَصَابِعه وقوسها: أردْت أَن يدْخل عَليّ الأحمق مثلك فيراني كَيفَ أصنع فيصنع مثله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 أَتَانَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَسْجِدنَا هَذَا وَفِي يَده عرجون ابْن طَابَ، فَرَأى فِي قبْلَة الْمَسْجِد نخامةً، فحكها بالعرجون، ثمَّ أقبل علينا فَقَالَ: أَيّكُم يحب أَن يعرض الله عَنهُ "؟ قَالَ: فخشعنا. ثمَّ قَالَ: " أَيّكُم يحب أَن يعرض الله عَنهُ؟ " قُلْنَا: لَا أَيّنَا يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإِن أحدكُم إِذا قَامَ يُصَلِّي، فَإِن الله تبَارك وَتَعَالَى قبل وَجهه، فَلَا يبزقن قبل وَجهه وَلَا عَن يَمِينه، وليبصق عَن يسَاره تَحت رجله الْيُسْرَى، فَإِن عجلت بِهِ بادرةً فَلْيقل بِثَوْبِهِ هَكَذَا " ثمَّ طوى بعضه على بعض. فَقَالَ: أروني عبيراً " فَقَامَ فَتى من الْحَيّ يشْتَد إِلَى أَهله، فجَاء بخلوق فِي رَاحَته، فَجعله على رَأس العرجون، ثمَّ لطخ بِهِ على أثر النخامة: فَقَالَ جَابر: فَمن أجل ذَلِك جعلتم الخلوق فِي مَسَاجِدكُمْ. سرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة بطن بواط وَهُوَ يطْلب المجدي بن عَمْرو الْجُهَنِيّ، وَكَانَ الناضح يعقبه منا الْخَمْسَة والستة والسبعة، فدارت عقبَة رجلٍ من الْأَنْصَار على ناضحٍ لَهُ، فأناخه فَرَكبهُ، ثمَّ بَعثه، فتلدن عَلَيْهِ بعض التلدن فَقَالَ لَهُ: شأ، لعنك الله. فَقَالَ رَسُول الله: " من هَذَا اللاعن بعيره؟ " قَالَ: أَنا يَا رَسُول الله. قَالَ: " انْزِلْ عَنهُ، فَلَا تصحبنا بملعون، لَا تدعوا على أَنفسكُم، وَلَا تدعوا على أَوْلَادكُم، وَلَا تدعوا على أَمْوَالكُم، لَا توافقوا من الله سَاعَة يسْأَل فِيهَا عطاءٌ فيستجاب لكم ". سرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِذا كُنَّا عشيشية، ودنونا مَاء من مياه الْعَرَب، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من رجلٌ يتقدمنا فيمدر الْحَوْض، فيشرب ويسقينا؟ " قَالَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 جَابر: فَقُمْت فَقلت: هَذَا رجل يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَي رجل مَعَ جَابر؟ " فَقَامَ جَبَّار بن صَخْر، فَانْطَلَقْنَا إِلَى الْبِئْر فنزعنا من الْحَوْض سجلاً أَو سَجْلَيْنِ، ثمَّ مدرناه ثمَّ نَزَعْنَا فِيهِ حَتَّى أصفقناه، فَكَانَ أول طالعٍ علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أتأذنان؟ " قُلْنَا: نعم يَا رَسُول الله، فأشرع نَاقَته فَشَرِبت، شنق لَهَا فشجت فبالت، ثمَّ عدل بهَا فأناخها، ثمَّ جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْحَوْض فَتَوَضَّأ مِنْهُ، ثمَّ قُمْت فَتَوَضَّأت من متوضأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذهب جَبَّار بن صَخْر يقْضِي حَاجته، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليُصَلِّي، فَكَانَت عَليّ بردةٌ، ذهبت أَن أُخَالِف بَين طرفيها فَلم تبلغ لي، وَكَانَ لَهَا ذباذب، فنكستها ثمَّ خَالَفت بَين طرفيها، ثمَّ تواقصت عَلَيْهَا، ثمَّ جِئْت حَتَّى قُمْت عَن يسَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأخذ بيَدي فأدارني حَتَّى أقامني عَن يَمِينه، ثمَّ جَاءَ جَبَّار بن صَخْر فَتَوَضَّأ، ثمَّ جَاءَ فَقَامَ عَن يسَار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذ بِأَيْدِينَا جَمِيعًا، فدفعنا حَتَّى أقامنا خَلفه، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرمقني وَأَنا لَا أشعر، ثمَّ فطنت لَهُ، فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا - يَعْنِي: شدّ وسطك، فَلَمَّا فرغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَا جَابر " قلت: لبيْك يَا رَسُول الله. قَالَ: " إِذا كَانَ وَاسِعًا فَخَالف بَين طَرفَيْهِ، وَإِذا كَانَ ضيقا فاشدده على حقوك ". سرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ قوت كل رجل منا فِي كل يَوْم تَمْرَة، فَكَانَ يمصها ثمَّ يصرها فِي ثَوْبه، وَكُنَّا نختبط بقسينا وَنَأْكُل، حَتَّى قرحت أشداقنا، فأقسم أخطئها رجلٌ منا يَوْمًا، فَانْطَلَقْنَا بِهِ ننعشه، فَشَهِدْنَا لَهُ أَنه لم يُعْطهَا، فأعطيها فَقَامَ فَأَخذهَا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 سرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى نزلنَا وَاديا أفيح، فَذهب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْضِي حَاجته، فَأَتْبَعته بإداوة من مَاء، فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلم ير شَيْئا يسْتَتر بِهِ، وَإِذا شجرتان بشاطيء الْوَادي، فَانْطَلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى إِحْدَاهمَا، فاخذ بِغُصْن من أَغْصَانهَا، فَقَالَ: " انقادي عَليّ بِإِذن الله " فانقادت مَعَه كالبعير المخشوش الَّذِي يصانع قائده، حَتَّى أَتَى الشَّجَرَة الْأُخْرَى، فَأخذ بغصنٍ من أَغْصَانهَا فَقَالَ: " انقادي عَليّ بِإِذن الله " فانقادت مَعَه كَذَلِك، حَتَّى إِذا كَانَ بالمنصف بَينهمَا لأم بَينهمَا - يَعْنِي جَمعهمَا، فَقَالَ، " التئما عَليّ بِإِذن الله " فألتأمتا. قَالَ جَابر: فَخرجت أحضر مَخَافَة أَن يحس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقربي، فيبتعد، فَجَلَست أحدث نَفسِي، فحانت مني لفتةٌ، فَإِذا أَنا برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِذا الشجرتان قد افترقتا، فَقَامَتْ كل وَاحِدَة على سَاق، فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وقف وَقْفَة فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ الرَّاوِي بِرَأْسِهِ يَمِينا وَشمَالًا - ثمَّ أقبل، فَلَمَّا انْتهى إِلَيّ قَالَ: " يَا جَابر، هَل رَأَيْت مقَامي؟ " قلت: نعم يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَانْطَلق إِلَى الشجرتين، فاقطع من كل واحدةٍ مِنْهُمَا غصناً، فَأقبل بهما حَتَّى إِذا قُمْت مقَامي فَأرْسل غصناُ عَن يَمِينك وغصناً عَن يسارك " قَالَ جَابر: فَقُمْت، فَأخذت حجرا وكسرته وحسرته، فاندلق لي، فَأتيت الشجرتين، فَقطعت من كل واحدةٍ مِنْهُمَا غصناً ثمَّ أَقبلت أجرهما، حَتَّى قُمْت مقَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أرْسلت غصناً عَن يَمِيني وغصناً عَن يساري، ثمَّ لحقته فَقلت: قد فعلت يَا رَسُول الله، فَعم ذَاك؟ قَالَ: " إِنِّي مَرَرْت بقبرين يعذبان، فَأَحْبَبْت بشفاعتي أَن يرفه عَنْهُمَا مَا دَامَ هَذَانِ الغصنان رطبين ". قَالَ: فأتينا الْعَسْكَر، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يَا جَابر، نَاد بِوضُوء " فَقلت: أَلا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 وضوء، أَلا وضوء، أَلا وضوء. قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، مَا وجدت فِي الركب من قَطْرَة، وَكَانَ رجلٌ من الْأَنْصَار يبرد لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم المَاء فِي أشجابٍ لَهُ على حمارة من جريد قَالَ: فَقَالَ: " انْطلق إِلَى فلَان الْأنْصَارِيّ فَانْظُر: هَل فِي أشجابه من شيءٍ؟ " قَالَ: فَانْطَلَقت إِلَيْهِ، فَنَظَرت فِيهَا فَلم أجد إِلَّا قَطْرَة فِي عزلاء شجبٍ مِنْهَا، لَو أَنِّي أفرغه لشربه يابسه. فاتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: يَا رَسُول الله، لم أجد فِيهَا إِلَّا قَطْرَة فِي عزلاء شجبٍ لَو أَنِّي أفرغه لشربه يابسه. قَالَ: " اذْهَبْ فأتني بِهِ " فَأَتَيْته بِهِ، فَأَخذه بِيَدِهِ، فَجعل يتَكَلَّم بشيءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ، ويغمزه بِيَدِهِ، ثمَّ أعطانيه، ثمَّ قَالَ: " يَا جَابر، نَاد بِجَفْنَة " فَقلت: يَا جَفْنَة الركب، فَأتيت بهَا تحمل، فَوَضَعتهَا بَين يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ فِي الْجَفْنَة هَكَذَا، فبسطها وَفرق بَين أَصَابِعه، ثمَّ وَضعهَا فِي قَعْر الْجَفْنَة، وَقَالَ: " خُذ يَا جَابر، فصب عَليّ وَقل: باسم الله " فَصَبَبْت عَلَيْهِ وَقلت: باسم الله. فَرَأَيْت المَاء يفور من بَين أَصَابِع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ثمَّ فارت الْجَفْنَة ودارت حَتَّى امْتَلَأت. فَقَالَ: " يَا جَابر، نَاد من كَانَ لَهُ حاجةٌ بماءٍ ". قَالَ: فَأتى النَّاس، فاستقوا حَتَّى رووا. قَالَ: فَقلت: هَل بَقِي أحدٌ لَهُ حَاجَة؟ فَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده فِي الْجَفْنَة وَهِي ملأى. وشكا النَّاس إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْجُوع، فَقَالَ: " عَسى الله أَن يطعمكم " فأتينا سيف الْبَحْر، فزخر الْبَحْر زخرةً، فَألْقى دَابَّة فأورينا على شقها النَّار، فاطَّبخنا واشتوينا، وأكلنا وشبعنا. قَالَ جَابر: فَدخلت أَنا وفلانٌ وَفُلَان حَتَّى عد خَمْسَة - فِي حجاج عينهَا، مَا يَرَانَا أحدٌ، حَتَّى خرجنَا، فأخذنا ضلعاً من أضلاعها فقوسناه، ثمَّ دَعونَا بأعظم رجلٍ فِي الركب، وَأعظم جملٍ فِي الركب، وَأعظم كفلٍ فِي الركب، فَدخل تَحْتَهُ مَا يُطَأْطِئ رَأسه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 518 (173) حَمْزَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3074 - من رِوَايَة أبي مراوح عَن حَمْزَة بن عَمْرو أَنه قَالَ: يَا رَسُول الله، إِنِّي أجد بِي قُوَّة على الصّيام فِي السّفر، فَهَل عَليّ جنَاح؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هِيَ رخصَة من الله، فَمن أَخذ بهَا فحسنٌ، وَمن أحب أَن يَصُوم فَلَا جنَاح عَلَيْهِ ". (174) أَبُو نجيح، عَمْرو بن عبسة بن عَامر السّلمِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3075 - من رِوَايَة أبي أُمَامَة قَالَ: قَالَ عَمْرو بن عبسة: كنت وَأَنا فِي الْجَاهِلِيَّة أَظن أَن النَّاس على ضَلَالَة، وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا على شَيْء وهم يعْبدُونَ الْأَوْثَان. قَالَ: فَسمِعت برجلٍ بِمَكَّة يخبر أَخْبَارًا، فَقَعَدت على رَاحِلَتي، فَقدمت عَلَيْهِ، فَإِذا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مستخفياً، حراءٌ عَلَيْهِ قومه، فتلطفت حَتَّى دخلت عَلَيْهِ بِمَكَّة، فَقلت لَهُ: مَا أَنْت؟ قَالَ: " أَنا نبيٌّ فَقلت: وَمَا نبيٌّ؟ قَالَ: " أَرْسلنِي الله " فَقلت: بِأَيّ شيءٍ أرسلك؟ قَالَ: " أَرْسلنِي بصلَة الْأَرْحَام، وَكسر الْأَوْثَان، وَأَن يوحد الله وَلَا يُشْرك بِهِ شيءٌ ". الحديث: 3074 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 قلت لَهُ: فَمن مَعَك على هَذَا الْأَمر؟ قَالَ: " حرٌّ وعبدٌ " قَالَ: وَمَعَهُ يومئذٍ أَبُو بكر وبلال. فَقلت: إِنِّي متبعك. قَالَ: " إِنَّك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك يَوْمك هَذَا، أَلا ترى حَالي وَحَال النَّاس. وَلَكِن ارْجع إِلَى أهلك، فَإِذا سَمِعت بِي قد ظَهرت فائتني " قَالَ: فَذَهَبت إِلَى أَهلِي، وَقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكنت فِي أَهلِي، فَجعلت أتخبر الْأَخْبَار، وأسأل النَّاس حِين قدم الْمَدِينَة، حَتَّى قدم نفر من أهل يثرب من أهل الْمَدِينَة، فَقلت: مَا فعل هَذَا الرجل الَّذِي قدم الْمَدِينَة؟ فَقَالُوا: النَّاس إِلَيْهِ سراعٌ، وَقد أَرَادَ قومه قَتله فَلم يستطيعوا ذَلِك، فَقدمت الْمَدِينَة، فَدخلت عَلَيْهِ، فَقلت: يَا رَسُول الله، أتعرفني؟ قَالَ: " نعم، أَنْت الَّذِي لقيتني بِمَكَّة " فَقلت: يَا رَسُول الله، أَخْبرنِي عَمَّا علمك الله وأجهله، أَخْبرنِي عَن الصَّلَاة. قَالَ: " صل صَلَاة الصُّبْح ثمَّ أقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى تطلع الشَّمْس وترتفع؛ فَإِنَّهَا تطلع حِين تطلع بَين قَرْني شَيْطَان، وحينئذٍ يسْجد لَهَا الْكفَّار. ثمَّ صل؛ فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة محضورة حَتَّى يسْتَقلّ الظل بِالرُّمْحِ، ثمَّ أقصر عَن الصَّلَاة؛ فَإِن حينئذٍ تسجر جَهَنَّم، فَإِذا أقبل الْفَيْء فصل، فَإِن الصَّلَاة مَشْهُودَة محضورةٌ حَتَّى تصلي الْعَصْر، ثمَّ أقصر عَن الصَّلَاة حَتَّى تغرب الشَّمْس؛ فَإِنَّهَا تغرب بَين قَرْني شَيْطَان، وحينئذٍ يسْجد لَهَا الْكفَّار ". قَالَ: فَقلت: يَا نَبِي الله، فالوضوء، حَدثنِي عَنهُ قَالَ: مَا مِنْكُم رجلٌ يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إِلَّا خرت خَطَايَا وَجهه وَفِيه وخياشيمه، ثمَّ إِذا غسل وَجهه كَمَا أمره الله إِلَّا خرت خَطَايَا وَجهه من أَطْرَاف لحيته مَعَ المَاء، ثمَّ يغسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين إِلَّا خرت خَطَايَا يَدَيْهِ من أنامله مَعَ المَاء، ثمَّ يمسح رَأسه إِلَّا خرت خَطَايَا رَأسه من أَطْرَاف شعره مَعَ المَاء. ثمَّ يغسل قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلَّا خرت خَطَايَا رجلَيْهِ مَعَ أنامله مَعَ المَاء، فَإِن هُوَ قَامَ إِلَى الصَّلَاة، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ومجده بِالَّذِي هُوَ لَهُ أهلٌ، وَفرغ قلبه لله، إِلَّا انْصَرف من خطيئته كَهَيْئَته يَوْم وَلدته أمه ". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 فَحدث عَمْرو بن عبسة بِهَذَا الحَدِيث أَبَا أُمَامَة صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَة: يَا عَمْرو بن عبسة، انْظُر مَا تَقول، فِي مقامٍ واحدٍ يعْطى هَذَا الرجل؟ فَقَالَ عَمْرو: يَا أَبَا أُمَامَة، كَبرت سني، ورق عظمي، واقترب أَجلي، وَمَا بِي حاجةٌ أَن أكذب على الله وَلَا على رَسُول الله. لَو لم أسمعهُ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا مرّة أَو مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَو أَرْبعا - حَتَّى عد سبع مَرَّات - مَا حدثت بِهِ أبدا، وَلَكِنِّي سمعته أَكثر من ذَلِك. زَاد أَبُو بكر البرقاني فِي أَوله عَن أبي الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان فِي تَخْرِيجه، من رِوَايَة شَدَّاد بن عبد الله أبي عمار - وَقد كَانَ أدْرك نَفرا من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: قَالَ أَبُو أُمَامَة لعَمْرو بن عبسة صَاحب الْعقل، رجل من بني سليم: بِأَيّ شيءٍ تَدعِي أَنَّك ربع الْإِسْلَام؟ قَالَ: إِنِّي كنت أرى النَّاس على الضَّلَالَة، وَلَا أرى الْأَوْثَان شَيْئا، ثمَّ سَمِعت عَن رجلٍ ... وَذكر الحَدِيث. (175) ذُؤَيْب بن حلحلة رَضِي الله عَنهُ وَيُقَال: ابْن حبيب - وَالِد قبيصَة الْأَسْلَمِيّ، وَقيل الْخُزَاعِيّ، وَكَذَا قَالَ الْحَاكِم: ذُؤَيْب بن قبيصَة بن ذُؤَيْب. 3076 - من رِوَايَة عبد الله بن عَبَّاس أَن ذُؤَيْب أَبَا قبيصَة حَدثهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يبْعَث مَعَه بِالْبدنِ، ثمَّ يَقُول: " إِن عطب مِنْهَا شيءٌ فَخَشِيت عَلَيْهَا موتا الحديث: 3076 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 فانحرها، ثمَّ اغمس نعلها فِي دَمهَا، ثمَّ اضْرِب بِهِ صفحتها، وَلَا تطعمها أَنْت وَلَا أحدٌ من أهل رفقتك ". وَمن الروَاة من قَالَ: عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث ... جعله من مُسْند ابْن عَبَّاس وَذَلِكَ مَذْكُور هُنَاكَ. (176) أَبُو مرْثَد، كناز بن الْحصين الغنوي رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3077 - من رِوَايَة وَاثِلَة بن الْأَسْقَع رَضِي الله عَنهُ عَن أبي مرْثَد قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا تصلوا إِلَى الْقُبُور، وَلَا تجلسوا عَلَيْهَا ". (177) فضَالة بن عبيد الْأنْصَارِيّ، أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ حديثان: 3078 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي عَليّ ثُمَامَة بن شفي قَالَ: كُنَّا مَعَ فضَالة بن عبيد بِأَرْض الرّوم، برودس، فَتوفي صاحبٌ لنا، فَأمر فضَالة بقبره فسوي، ثمَّ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمر بتسويتها. الحديث: 3077 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 3079 - الثَّانِي: من رِوَايَة عَليّ بن رَبَاح اللَّخْمِيّ قَالَ: سَمِعت فضَالة بن عبيد الْأنْصَارِيّ يَقُول: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِخَيْبَر بقلادة فِيهَا خرز وَذهب، وَهِي من الْمَغَانِم، تبَاع، فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالذَّهَب الَّذِي فِي القلادة فَنزع وَحده، ثمَّ قَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الذَّهَب بِالذَّهَب وزنا بوزنٍ ". وَفِي رِوَايَة حَنش الصَّنْعَانِيّ عَن فضَالة قَالَ: اشْتريت يَوْم خَيْبَر قلادة بِاثْنَيْ عشر دِينَارا، فِيهَا ذهب وخرز، ففصلتها، فَوجدت فِيهَا أَكثر من اثْنَي عشر دِينَارا، فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " لَا تبَاع حَتَّى تفصل ". فِي رِوَايَة الجلاح أبي كثير عَن حَنش عَن فضَالة قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم خَيْبَر نُبَايِع الْيَهُود: الوقية الذَّهَب بِالدِّينَارَيْنِ وَالثَّلَاثَة، فَقَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تَبِيعُوا الذَّهَب بِالذَّهَب إِلَّا وزنا بِوَزْن ". وَفِي رِوَايَة عَامر بن يحيى الْمعَافِرِي عَن حَنش قَالَ: كُنَّا مَعَ فضَالة فِي غَزْوَة، فطارت لي ولأصحابي قلادة فِيهَا ذهب وورق وجوهر، فَأَرَدْت أَن أشتريها، فَسَأَلت فضَالة بن عبيد فَقَالَ: انْزعْ ذهبها فاجعله فِي كفة، وَاجعَل ذهبك فِي كفة، ثمَّ لَا تأخذن إِلَّا مثلا بِمثل، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلَا يَأْخُذن إِلَّا مثلا بِمثل ". الحديث: 3079 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 523 (178) النواس بن سمْعَان الْكلابِي رَضِي الله عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3080 - أَحدهَا: من رِوَايَة جُبَير بن نفير قَالَ: أَقمت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ سنة مَا يَمْنعنِي من الْمَسْأَلَة إِلَّا الْهِجْرَة، كَانَ أَحَدنَا إِذا هَاجر لم يسْأَل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن شَيْء، قَالَ: فَسَأَلته عَن الْبر وَالْإِثْم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْبر حسن الْخلق، وَالْإِثْم مَا حاك فِي صدرك وكرهت أَن يطلع عَلَيْهِ النَّاس ". 3081 - الثَّانِي: من رِوَايَة جُبَير بن نفير عَن النواس بن سمْعَان قَالَ: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يُؤْتى بِالْقُرْآنِ يَوْم الْقِيَامَة وَأَهله الَّذين كَانُوا يعْملُونَ بِهِ، تقدمه سُورَة الْبَقَرَة وَآل عمرَان " وَضرب لَهما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة أَمْثَال مَا نسيتهن بعد، قَالَ: " كَأَنَّهُمَا غمامتان، أَو ظلتان سوداوان بَينهمَا شرقٌ، أَو كَأَنَّهُمَا حزقان من طير صافٍّ، تحاجان عَن صَاحبهمَا ". 3082 - الثَّالِث: من رِوَايَة جُبَير بن نفير عَن النواس بن سمْعَان قَالَ: ذكر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدَّجَّال ذَات غداةٍ، فخفض فِيهِ وَرفع، حَتَّى ظنناه فِي طَائِفَة من النّخل، فَلَمَّا رحنا إِلَيْهِ عرف ذَلِك فِينَا، فَقَالَ: " مَا شَأْنكُمْ؟ " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، ذكرت حَال الدَّجَّال، فخفضت فِيهِ وَرفعت، حَتَّى ظنناه فِي طَائِفَة النّخل. فَقَالَ: " غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم، إِن يخرج وَأَنا فِيكُم فَأَنا حجيجه دونكم، وَإِن يخرج وَلست فِيكُم فامرؤٌ حجيج نَفسه، وَالله خليفتي على كل مُسلم. إِنَّه شابٌّ قططٌ، عينه طافئة، كَأَنِّي أشبهه بِعَبْد الْعُزَّى بن قطن، فَمن أدْركهُ مِنْكُم فليقرأ الحديث: 3080 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 524 فواتح سُورَة الْكَهْف " وَفِي رِوَايَة أبي بكر البرقاني فِيهِ: " فليقرأ خَوَاتِيم سُورَة الْكَهْف - إِنَّه خَارج خلةً بَين الشَّام وَالْعراق، فعاث يَمِينا، وعاث شمالاً، يَا عباد الله فاثبتوا " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَمَا لبثه فِي الأَرْض؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يومٌ كسنةٍ، ويومٌ كشهرٍ، ويومٌ كجمعةٍ، وَسَائِر أَيَّامه كأيامكم ". قُلْنَا: يَا رَسُول الله، فَذَلِك الْيَوْم الَّذِي كَسنة، أتكفينا فِيهِ صَلَاة يَوْم؟ قَالَ: " لَا "، اقدروا لَهُ قدره " قُلْنَا: يَا رَسُول الله، وَمَا إسراعه فِي الأَرْض؟ قَالَ: " كالغيث استدبرته الرّيح فَيَأْتِي على الْقَوْم فيدعوهم، فيؤمنون بِهِ ويستجيبون لَهُ، فيأمر السَّمَاء فتمطر، وَالْأَرْض فتنبت، فتروح عَلَيْهِم سارحتهم أطول مَا كَانَت ذراً، وأسبغه ضروعاً، وأمده خواصر. ثمَّ يَأْتِي الْقَوْم فيدعوهم فيردون عَلَيْهِ قَوْله، فَيَنْصَرِف عَنْهُم فيصبحون ممحلين لَيْسَ بِأَيْدِيهِم شَيْء من أَمْوَالهم، ويمر بالخربة فَيَقُول لَهَا: أَخْرِجِي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النَّحْل، ثمَّ يَدْعُو رجلا ممتلئاً شبَابًا، فيضربه بِالسَّيْفِ فيقطعه جزلتين رمية الْغَرَض، ثمَّ يَدعُوهُ فَيقبل، ويتهلل وَجهه ويضحك، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك، إِذْ بعث الله الْمَسِيح بن مَرْيَم، فَينزل عِنْد المنارة الْبَيْضَاء شَرْقي دمشق، بَين مهرودتين وَاضِعا كفيه على أَجْنِحَة ملكَيْنِ، إِذا طأطأ رَأسه قطر، وَإِذا رَفعه تحدر مِنْهُ جمانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يحل لكافرٍ يجد ريح نَفسه إِلَّا مَاتَ، وَنَفسه يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طرفه، حَتَّى يُدْرِكهُ بِبَاب لدٍّ، فيقتله، ثمَّ يَأْتِي عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام قومٌ قد عصمهم الله مِنْهُ، فيمسح عَن وُجُوههم، ويحدثهم بدرجاتهم فِي الْجنَّة. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك، إِذْ أوحى الله إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنِّي قد أخرجت عباداً لي لَا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبَادي إِلَى الطّور. وَيبْعَث الجزء: 3 ¦ الصفحة: 525 الله يَأْجُوج وَمَأْجُوج وهم من كل حدبٍ يَنْسلونَ، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون مَا فِيهَا، ويمر آخِرهم فَيَقُول: لقد كَانَ بِهَذِهِ مرّة ماءٌ، ويحضر نَبِي الله عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه، حَتَّى يكون رَأس الثور لأَحَدهم خيرا من مائَة دِينَار، فيرغب نَبِي الله عِيسَى وَأَصْحَابه، فَيُرْسل الله عَلَيْهِم النعف فِي رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفسٍ وَاحِدَة، ثمَّ يهْبط نَبِي الله عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه إِلَى الأَرْض، فَلَا يَجدونَ فِي الأَرْض مَوضِع شبر إِلَّا ملأَهُ زهمهم ونتنهم، فيرغب نَبِي الله عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَأَصْحَابه إِلَى الله، فَيُرْسل الله طيراً كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حَيْثُ شَاءَ الله، ثمَّ يُرْسل الله مَطَرا لَا يكن مِنْهُ بَيت مدر وَلَا وبر، فَيغسل الأَرْض حَتَّى يَتْرُكهَا كالزلفة، ثمَّ يُقَال للْأَرْض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذٍ تَأْكُل الْعِصَابَة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك فِي الرُّسُل، حَتَّى أَن اللقحة من الْإِبِل لتكفي الفئام من النَّاس، واللقحة من الْبَقر لتكفي الْقَبِيلَة من النَّاس بَيْنَمَا هم كَذَلِك، إِذْ بعث الله ريحًا طيبَة، فتأخذ تَحت آباطهم، فتقبض روح كل مُؤمن وَمُسلم، وَيبقى شرار النَّاس يتهارجون فِيهَا تهارج الْحمر، فَعَلَيْهِم تقوم السَّاعَة ". وَفِي حَدِيث عَليّ بن حجر السَّعْدِيّ نَحوه، وَزَاد بعد قَوْله: لقد كَانَ بِهَذِهِ مرّة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 ماءٌ: ثمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى ينْتَهوا إِلَى جبل الْخمر، وَهُوَ جبل بَيت الْمُقَدّس، فَيَقُولُونَ: لقد قتلنَا من فِي الأَرْض، هَلُمَّ فلنقتل من فِي السَّمَاء، فيرمون بنشابهم إِلَى إِلَى السَّمَاء، فَيرد الله عَلَيْهِم نشابهم مخضوبة دَمًا ". (179) أَبُو أُمَامَة، إِيَاس بن ثَعْلَبَة الْحَارِثِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3083 - من رِوَايَة عبد الله بن كَعْب بن مَالك السّلمِيّ عَن أبي أُمَامَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من اقتطع حق امْرِئ مُسلم بِيَمِينِهِ فقد أوجب الله لَهُ النَّار، وَحرم عَلَيْهِ الْجنَّة ". فَقَالَ لَهُ رجلٌ: وَإِن كَانَ شَيْئا يَسِيرا يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " وَإِن قَضِيبًا من أَرَاك ". (180) أَبُو يحيى صُهَيْب بن سِنَان [رَضِي الله عَنهُ] ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3084 - أَحدهَا: من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن صُهَيْب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة، قَالَ: يَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئا الحديث: 3083 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 أَزِيدكُم؟ يَقُولُونَ: ألم تبيض وُجُوهنَا؟ ألم تُدْخِلنَا الْجنَّة وتنجنا من النَّار؟ قَالَ: فَيكْشف الْحجاب، فَمَا أعْطوا شَيْئا أحب إِلَيْهِم من النّظر إِلَى رَبهم ". زَاد فِي رِوَايَة يزِيد بن هَارُون عَن حَمَّاد بن سَلمَة: ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة: {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة} [يُونُس] . 3085 - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن صُهَيْب قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عجبا لأمر الْمُؤمن، أَن أمره كُله لَهُ خيرٌ، وَلَيْسَ ذَلِك لأحد إِلَّا لِلْمُؤمنِ، إِن أَصَابَته سراء شكر فَكَانَ خيرا لَهُ، وَإِن أَصَابَته ضراء صَبر فَكَانَ خيرا لَهُ ". 3086 - الثَّالِث: عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى أَيْضا عَن صُهَيْب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كَانَ ملك فِيمَن كَانَ قبلكُمْ، وَكَانَ لَهُ ساحرٌ، فَلَمَّا كبر قَالَ للْملك: إِنِّي قد كَبرت، فَابْعَثْ إِلَيّ غُلَاما أعلمهُ السحر، فَبعث إِلَيْهِ غُلَاما يُعلمهُ، وَكَانَ فِي طَرِيقه إِذا سلك راهبٌ، فَقعدَ إِلَيْهِ، وَسمع كَلَامه، فَكَانَ إِذا أَتَى السَّاحر مر بِالرَّاهِبِ وَقعد إِلَيْهِ، فَإِذا أَتَى السَّاحر ضربه، فَشَكا ذَلِك إِلَى الراهب فَقَالَ: إِذا خشيت السَّاحر فَقل: حَبَسَنِي أَهلِي، وَإِذا خشيت أهلك فَقل: حَبَسَنِي الراهب. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك، إِذا أَتَى على دابةٍ عَظِيمَة قد حبست النَّاس فَقَالَ: الْيَوْم أعلم: السَّاحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فَأخذ حجرا فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِن كَانَ أَمر الراهب أحب إِلَيْك من أَمر السَّاحر فَاقْتُلْ هَذِه الدَّابَّة حَتَّى يمْضِي النَّاس، فَرَمَاهَا فَقَتلهَا، وَمضى النَّاس. فَأتى الراهب فَأخْبرهُ، فَقَالَ لَهُ الراهب: أَي بني، أَنْت الْيَوْم أفضل مني، قد بلغ من أَمرك مَا أرى، وَإِن ستبتلى، فَإِن ابْتليت فَلَا تدل عَليّ. وَكَانَ الْغُلَام يُبرئ الأكمه والأبرص، ويداوي النَّاس سَائِر الأدواء، فَسمع جليسٌ للْملك كَانَ قد عمي، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَة، فَقَالَ: مَا هَا هُنَا لَك إِن أَنْت شفيتني. قَالَ: إِنِّي لَا أشفي أحدا، إِنَّمَا يشفي الله، فَإِن آمَنت بِاللَّه دَعَوْت الله الحديث: 3085 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 528 فشفاك، فَآمن بِاللَّه فشفاه الله. فَأتى الْملك فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يجلس، فَقَالَ لَهُ الْملك: من رد عَلَيْك بَصرك؟ قَالَ: رَبِّي: قَالَ: وَلَك ربٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: رَبِّي وَرَبك الله. فَأَخذه، فَلم يزل يعذبه حَتَّى دلّ على الْغُلَام، فجيء بالغلام فَقَالَ لَهُ الْملك: أَي بني، قد بلغ من سحرك مَا تبرئ الأكمه والأبرص وَتفعل وَتفعل. قَالَ: فَقَالَ: إِنِّي لَا أشفي أحدا، إِنَّمَا يشفي الله، فَلم يزل يعذبه حَتَّى دلّ على الراهب. فجيء بِالرَّاهِبِ، فَقيل لَهُ: ارْجع عَن دينك، فَأبى، فَدَعَا بالمئشار، فَوضع المئشار فِي مفرق رَأسه، فشقه حَتَّى وَقع شقاه، ثمَّ جِيءَ بجليس الْملك فَقيل لَهُ: ارْجع عَن دينك، فَأبى فَوضع المئشار فِي مفرق رَأسه، فشقه حَتَّى وَقع شقاه، ثمَّ جِيءَ بالغلام فَقيل لَهُ: ارْجع عَن دينك، فَأبى، فَدفعهُ إِلَى نفرٍ من أَصْحَابه، فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جبل كَذَا وَكَذَا، فاصعدوا بِهِ الْجَبَل، فَإِذا بَلغْتُمْ ذروته، فَإِن رَجَعَ عَن دينه وَإِلَّا فاطرحوه. فَذَهَبُوا بِهِ، فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَل، فَقَالَ: اللَّهُمَّ أكفنيهم بِمَا شِئْت. فَرَجَفَ بهم الْجَبَل، فسقطوا، وَجَاء يمشي إِلَى الْملك، فَقَالَ لَهُ الْملك: مَا فعل أَصْحَابك؟ فَقَالَ: كفانيهم الله، فَدفعهُ إِلَى نفرٍ من أَصْحَابه فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فاحملوه فِي قُرْقُور، وتوسطوا بِهِ الْبَحْر، فَإِن رَجَعَ عَن دينه وَإِلَّا فاقذفوه. فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أكفينهم بِمَا شِئْت. فَانْكَفَأت بهم السَّفِينَة، فَغَرقُوا، وَجَاء يمشي إِلَى الْملك، فَقَالَ لَهُ الْملك: مَا فعل أَصْحَابك؟ قَالَ: كفانيهم الله، فَقَالَ للْملك: إِنَّك لست بِقَاتِلِي حَتَّى تفعل مَا آمُرك بِهِ. قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: تجمع النَّاس فِي صعيدٍ وَاحِد، وَتَصْلُبنِي على جذع، ثمَّ خُذ سَهْما من كِنَانَتِي، ثمَّ ضع السهْم فِي كبد الْقوس، ثمَّ قل: باسم الله رب الْغُلَام، ثمَّ ارْمِ، فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك قتلتني. فَجمع النَّاس فِي صَعِيد وَاحِد، وصلبه على الْجذع، ثمَّ أَخذ سَهْما من كِنَانَته، ثمَّ وضع السهْم فِي كبد الْقوس، ثمَّ قَالَ: باسم الله رب الْغُلَام، ثمَّ رَمَاه، فَوَقع السهْم فِي صُدْغه، فَوضع يَده فِي صُدْغه فَمَاتَ. فَقَالَ النَّاس: آمنا بِرَبّ الْغُلَام، فَأتي الْملك فَقيل لَهُ: أَرَأَيْت مَا كنت تحذر، قد وَالله نزل بك حذرك، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 قد آمن النَّاس. فَأمر بِالْأُخْدُودِ بأفواه السكَك فخدت، وأضرم فِيهَا النيرَان، وَقَالَ: من لم يرجع عَن دينه فأقحموه فِيهَا. أَو قيل لَهُ اقتحم، فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَت امْرَأَة وَمَعَهَا صبيٌّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ، فَقَالَ لَهَا الْغُلَام: يَا أُمَّاهُ، اصْبِرِي؛ فَإنَّك على الْحق ". (181) سفينة، مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل: مولى أم سَلمَة. قَالَ ابْن سعد: واسْمه نَجْرَان، سكن الْمَدِينَة، رَضِي الله عَنهُ. حَدِيث وَاحِد: 3087 - يرويهِ بشر بن الْمفضل وَإِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية عَن أبي رَيْحَانَة عَن سفينة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يغْتَسل الصَّاع، ويتطهر بِالْمدِّ. وَفِي حَدِيث بشر: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يغسلهُ الصَّاع من المَاء من الْجَنَابَة، ويوضئه الْمَدّ. الحديث: 3087 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 530 (182) ثَوْبَان مولى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَضِي الله عَنهُ عشرَة أَحَادِيث: 3088 - الحَدِيث الأول: من رِوَايَة معدان بن طَلْحَة، وَمِنْهُم من يَقُول: ابْن أبي طَلْحَة الْيَعْمرِي قَالَ: صَحِبت ثَوْبَان مولى رَسُول الله، فَقلت: حَدثنِي بِحَدِيث عَسى الله أَن يَنْفَعنِي، فَسكت، ثمَّ أعدته فَسكت، ثمَّ أعدته عَلَيْهِ فَسكت - ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ قَالَ: عَلَيْك بِالسُّجُود لله، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " عَلَيْك بِكَثْرَة السُّجُود، فَإنَّك لن تسْجد لله سَجْدَة إِلَّا رفعك الله بهَا دَرَجَة، وَحط عَنْك بهَا خَطِيئَة ". ثمَّ لقِيت أَبَا الدَّرْدَاء فَسَأَلته، فَقَالَ مثل مَا قَالَ ثَوْبَان. 3089 - الحَدِيث الثَّانِي: عَن معدان عَن ثَوْبَان أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من صلى على جنازةٍ فَلهُ قيراطٌ، فَإِن شهد دَفنهَا فَلهُ قيراطان، القيرط مثل أحد ". وَفِي حَدِيث سعيد بن أبي عرُوبَة وَهِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة: سُئِلَ النَّبِي عَن القيراط، فَقَالَ: " مثل أحد " وَحكى أَبُو مَسْعُود: فَلهُ قيراطان، أصغرهما مثل أحد ". وَكَذَا أخرجه أَبُو بكر البرقاني من رِوَايَة عَمْرو بن مَرْزُوق عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة. 3090 - الثَّالِث عَن معدان عَن ثَوْبَان أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنِّي لبعقر حَوْضِي أذود النَّاس لأهل الْيمن، أضْرب بعصاي حَتَّى يرفض عَلَيْهِم " فَسئلَ عَن الحديث: 3088 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 عرضه فَقَالَ: " من مقَامي إِلَى عمان ". وَسُئِلَ عَن شرابه فَقَالَ: " أَشد بَيَاضًا من اللَّبن، وَأحلى من الْعَسَل، يغت فِيهِ مِيزَابَانِ يمدانه من الْجنَّة، أَحدهمَا من ذهب وَالْآخر من ورق ". وَفِي حَدِيث شَيبَان عَن قَتَادَة: أَنا يَوْم الْقِيَامَة عِنْد عقر الْحَوْض ". ثمَّ ذكره. قَالَ أَبُو مَسْعُود: أهل الشَّام يَقُولُونَ: معدان بن طَلْحَة. وَسَالم بن أبي الْجَعْد يَقُول: ابْن أبي طَلْحَة. 3091 - الرَّابِع: عَن جُبَير بن نفير عَن ثَوْبَان قَالَ: ذبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضحيته ثمَّ قَالَ: " يَا ثَوْبَان، أصلح لحم هَذِه "، فَلم أزل أطْعمهُ مِنْهَا حَتَّى قدم الْمَدِينَة. وَفِي حَدِيث أبي مسْهر عَن يحيى بن حَمْزَة: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع: " أصلح هَذَا اللَّحْم " فأصلحته. قَالَ: فَلم يزل يَأْكُل مِنْهُ حَتَّى بلغ الْمَدِينَة. 3092 - الْخَامِس: عَن أبي أَسمَاء عَمْرو بن مرْثَد عَن ثَوْبَان قَالَ: كنت قَائِما عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فجَاء حبرٌ من أَحْبَار الْيَهُود فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك يَا مُحَمَّد، فَدَفَعته دفْعَة قد كَاد يصرع مِنْهَا، فَقَالَ: لم تدفعني؟ فَقلت: أَلا تَقول: يَا رَسُول الله. فَقَالَ الْيَهُودِيّ: إِنَّمَا نَدْعُوهُ باسمه الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن اسْمِي مُحَمَّد الَّذِي سماني بِهِ أَهلِي ". فَقَالَ الْيَهُودِيّ: جِئْت أَسأَلك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أينفعك شيئٌ إِن حدثتك؟ " قَالَ: أسمع بأذني. فَنكتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعودٍ مَعَه، فَقَالَ: " سل " فَقَالَ الْيَهُودِيّ: أَيْن يكون النَّاس يَوْم تبدل الأَرْض وَالسَّمَوَات؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هم فِي الظلمَة دون الجسر ". قَالَ: فَمن أول الحديث: 3091 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 النَّاس إجَازَة؟ قَالَ: " فُقَرَاء الْمُهَاجِرين ". قَالَ الْيَهُودِيّ: فَمَا تحفتهم حِين يدْخلُونَ الْجنَّة؟ قَالَ: " زِيَادَة كبد الْحُوت ". قَالَ: فَمَا غذاؤهم على إثْرهَا؟ قَالَ: " ينْحَر لَهُم ثَوْر الْجنَّة الَّذِي كَانَ يَأْكُل من أطرافها ". قَالَ: فَمَا شرابهم عَلَيْهِ؟ قَالَ: " من عين فِيهَا تسمى سلسبيلاً ". قَالَ: صدقت. قَالَ: وَجئْت أَسأَلك عَن شَيْء لَا يُعلمهُ أحدٌ إِلَّا نبيٌّ، أَو رجلٌ أَو رجلَانِ. قَالَ: قَالَ: " ينفعك إِن حدثتك؟ " قل: أسمع بأذني. قَالَ: جِئْت أَسأَلك عَن الْوَلَد. قَالَ: " مَاء الرجل أَبيض، وَمَاء الْمَرْأَة أصفر، فَإِذا اجْتمعَا فعلا مني الرجل مني الْمَرْأَة أذكرا بِإِذن الله، وَإِذا علا مني الْمَرْأَة مني الرجل آثنا بِإِذن الله ". قَالَ الْيَهُودِيّ: لقد صدقت، وَإنَّك لنبيٌّ، ثمَّ انْصَرف فَذهب، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لقد سَأَلَني هَذَا عَن الَّذِي سَأَلَني عَنهُ وَمَالِي علمٌ بشيءٍ مِنْهُ حَتَّى أَتَانِي الله بِهِ ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن حسان عَن مُعَاوِيَة بن سَلام مثله، غير أَنه قَالَ: كنت قَاعِدا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. . وَقَالَ: " زَائِدَة كبد النُّون ". وَقَالَ: " أذكر وآنث " وَلم يقل " أذكرا وآنثا ". 3093 - السَّادِس: عَن أبي أَسمَاء عَن ثَوْبَان قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا انْصَرف من صلَاته اسْتغْفر ثَلَاثًا وَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام، ومنك السَّلَام، تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام ". قَالَ الْوَلِيد بن مُسلم: قلت للأوزاعي: الاسْتِغْفَار قَالَ: تَقول: أسْتَغْفر الله، أسْتَغْفر الله. 3094 - السَّابِع: عَن أبي قلَابَة عَن أبي أَسمَاء عَن ثَوْبَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أفضل دِينَار يُنْفِقهُ الرجل دينارٌ يُنْفِقهُ على عِيَاله، ودينارٌ يُنْفِقهُ الرجل على دَابَّته فِي سَبِيل الله ". الحديث: 3093 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 قَالَ أَبُو قلَابَة: وَبَدَأَ بالعيال، ثمَّ قَالَ أَبُو قلَابَة: وَأي رجل أعظم أجرا من رجلٍ ينْفق على عيالٍ صغارٍ، يعفهم، أَو يَنْفَعهُمْ الله بِهِ ويغنيهم. 3095 - الثَّامِن: عَن أَسمَاء عَن ثَوْبَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تزَال طائفةٌ من أمتِي ظَاهِرين على الْحق، لَا يضرهم من خذلهم، حَتَّى يَأْتِي أَمر الله وهم كَذَلِك ". 3096 - التَّاسِع: عَن أبي أَسمَاء عَن ثَوْبَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عَائِذ الْمَرِيض فِي مخرفة الْجنَّة ". وَفِي حَدِيث هشيم عَن خالدٍ الْحذاء: من عَاد مَرِيضا لم يزل فِي خرفة الْجنَّة حَتَّى يرجع ". وَفِي حَدِيث عَاصِم الْأَحول أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من عَاد مَرِيضا لم يزل فِي خرفة الْجنَّة. قيل: يَا رَسُول الله، وَمَا خرفة الْجنَّة؟ قَالَ: " جناها ". 3097 - الْعَاشِر: عَن أبي أَسمَاء عَن ثَوْبَان قَالَ: قَالَ رَسُول الله: " إِن الله زوى لي الأَرْض، فَرَأَيْت مشارقها وَمَغَارِبهَا، وَإِن أمتِي سيبلغ ملكهَا مَا زوي لي مِنْهَا، وَأعْطيت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض، وَإِنِّي سَأَلت رَبِّي لأمتي أَلا يهلكها بِسنة، بعامةٍ، وَألا يُسَلط عَلَيْهِم عدوا من سوى أنفهم فيستبيح بيضتهم، وَإِن رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّد، إِنِّي إِذا قضيت قَضَاء فَإِنَّهُ لَا يرد، وَإِنِّي أَعطيتك لأمتك أَنِّي لَا أهلكهم بِسنة، بعامة، وَلَا أسلط عَلَيْهِم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، وَلَو اجْتمع عَلَيْهِم من بأقطارهم - أَو قَالَ: من بَين أقطارها حَتَّى يكون الحديث: 3095 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 بَعضهم يهْلك بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعضهم بَعْضًا ". وَفِي رِوَايَة هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله زوى لي الأَرْض حَتَّى رَأَيْت مشارقها وَمَغَارِبهَا، وَأَعْطَانِي الكنزين الْأَحْمَر والأبيض ... " ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث أبي الرّبيع الزهْرَانِي وقتيبة، وَمن حَدِيث أبي مُوسَى وَبُنْدَار عَن هِشَام - كَمَا أخرجه مُسلم من حَدِيثهمْ، وَبِالْإِسْنَادِ، وَزَاد بعد معنى مَا تقدم: وَإِنَّمَا أَخَاف على أمتِي الْأَئِمَّة المضلين، وَإِذا وَقع عَلَيْهِم السَّيْف لم يرفع إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. وَلَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يلْحق حيٌّ من أمتِي بالمشركين، وَحَتَّى يعبد فئامٌ من أمتِي الْأَوْثَان. وَإنَّهُ سَيكون من أمتِي كذابون ثَلَاثُونَ، كلهم يزْعم أَنه نبيٌّ، وَأَنا خَاتم النَّبِيين، لَا نَبِي بعدِي، وَلَا تزَال طائفةٌ من أمتِي على الْحق منصورين، لَا يضرهم من خذلهم حَتَّى يَأْتِي أَمر الله تبَارك وَتَعَالَى ". (183) أَبُو رقية، تَمِيم بن أَوْس الدَّارِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3098 - من رِوَايَة عَطاء بن يزِيد اللَّيْثِيّ عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الدّين الحديث: 3098 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 535 النَّصِيحَة ". قُلْنَا: لمن؟ قَالَ " الله، ولكتابه، وَلِرَسُولِهِ، ولأئمة الْمُسلمين وعامتهم ". (184) أَبُو عَمْرو، سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3099 - من رِوَايَة هِشَام بن عُرْوَة عَن الزبير عَن سُفْيَان بن عبد الله قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، قل لي فِي الْإِسْلَام قولا لَا أسأَل عَنهُ أحدا بعْدك. قَالَ: " قل: آمَنت بِاللَّه، ثمَّ اسْتَقِم ". وَعند أبي بكر البرقاني عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ من رِوَايَة أبي أُسَامَة عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد. قلت: يَا رَسُول الله، قل لي فِي الْإِسْلَام وأقلل، لعَلي أعيه. قَالَ: " لَا تغْضب " فَأَعَادَ عَلَيْهِ، قَالَ: " لَا تغْضب " قَالَ أَبُو أُسَامَة: أَحْسبهُ قَالَ ثَلَاث مَرَّات. قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ: هَكَذَا قَالَ أَبُو أُسَامَة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 (185) الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد، أَخُو بني فهر رَضِي الله عَنهُ حديثان: 3100 - أَحدهمَا: من رِوَايَة قيس بن أبي حَازِم عَن الْمُسْتَوْرد قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة إِلَّا مثل مَا يَجْعَل أحدكُم إصبعه هَذِه - وَأَشَارَ يحيى بالسبابة - فِي اليم، بِمَ ترجع؟ ". 3101 - الثَّانِي: من حَدِيث مُوسَى بن عَليّ بن رَبَاح عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ الْمُسْتَوْرد الْقرشِي عِنْد عَمْرو بن الْعَاصِ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تقوم السَّاعَة وَالروم أَكثر النَّاس " فَقَالَ عَمْرو: أبْصر مَا تَقول. قَالَ: أَقُول مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: لَئِن قلت ذَاك، إِن فيهم لخصالاً أَرْبعا: إِنَّهُم لأحلم النَّاس عِنْد فتنةٍ، وأسرعهم إفاقةً بعد مُصِيبَة، وأوشكهم كرة بعد فرةٍ، وَخَيرهمْ لمسكينٍ ويتيم وَضَعِيف، وخامسةً حَسَنَة جميلَة: وأمنعهم من ظلم الْمُلُوك ". وَفِي حَدِيث عبد الْكَرِيم بن الْحَارِث عَن الْمُسْتَوْرد قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تقوم السَّاعَة وَالروم أَكثر النَّاس " قَالَ: فَبلغ ذَلِك عَمْرو بن الْعَاصِ، فَقَالَ: مَا هَذِه الْأَحَادِيث الَّتِي تذكر عَنْك أَنَّك تَقُولهَا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرد: قلت الَّذِي سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: فَقَالَ عَمْرو: لَئِن: قلت ذَاك، إِنَّهُم لأحلم النَّاس عِنْد فتْنَة، وأجبر النَّاس عِنْد مُصِيبَة، وَخير النَّاس لمساكينهم وضعفائهم. الحديث: 3100 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 (186) عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان التَّيْمِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3102 - من رِوَايَة يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب عَن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن لقطَة الْحَاج. (187) أَبُو بصرة، حميل بن بصرة الْغِفَارِيّ رَضِي الله عَنهُ وَيُقَال: جميل بِالْجِيم، قَالَه الداروردي. قَالَ البُخَارِيّ: هُوَ وهم 3103 - من رِوَايَة أبي تَمِيم الجيشاني عَن أبي بصرة الْغِفَارِيّ قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعَصْر بالمخمص، فَقَالَ: " إِن هَذِه الصَّلَاة عرضت على من كَانَ قبلكُمْ فضيعوها، فَمن حَافظ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أجره مرَّتَيْنِ، وَلَا صَلَاة بعْدهَا حَتَّى يطلع الشَّاهِد " وَالشَّاهِد: النَّجْم. الحديث: 3102 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 (188) ربيعَة بن كَعْب الْأَسْلَمِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3104 - من رِوَايَة يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن ربيعَة قَالَ: كنت أَبيت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فآتيه بوضوئه وَحَاجته، فَقَالَ: " سلني " فَقلت: أَسأَلك مرافقتك فِي الْجنَّة. قَالَ: " أَو غير ذَلِك؟ " قلت: هُوَ ذَاك. قَالَ: " فأعني على نَفسك بِكَثْرَة السُّجُود ". (189) أَبُو هنيدة، وَائِل بن حجر الْكِنْدِيّ رَضِي الله عَنهُ سِتَّة أَحَادِيث: 3105 - الحَدِيث الأول: من رِوَايَة ابْنه عَلْقَمَة بن وَائِل بن حجر قَالَ: جَاءَ رجل من حَضرمَوْت ورجلٌ من كِنْدَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ الْحَضْرَمِيّ: يَا رَسُول الله، إِن هَذَا قد غلبني على أرضٍ كَانَت لأبي. فَقَالَ الْكِنْدِيّ: هِيَ أرضي، فِي يَدي أزرعها، لَيْسَ لَهُ فِيهَا حقٌّ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للحضرمي: " أَلَك بينةٌ؟ " قَالَ: لَا. قَالَ: " فلك يَمِينه ". قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن الرجل فاجرٌ لَا يُبَالِي على مَا حلف عَلَيْهِ، وَلَيْسَ يتورع من شَيْء فَقَالَ: " لَيْسَ لَك مِنْهُ إِلَّا ذَلِك " فَانْطَلق ليحلف، فَقَالَ الحديث: 3104 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما أدبر: " أما لَئِن حلف على مَاله ليأكله ظلما ليلقين الله وَهُوَ عَنهُ معرض ". وَفِي رِوَايَة عبد الْملك بن عُمَيْر عَن عَلْقَمَة عَن أَبِيه قَالَ: كنت عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَتَاهُ رجلَانِ يختصمان فِي أَرض، فَقَالَ أَحدهمَا: إِن هَذَا انتزى على أرضي يَا رَسُول الله فِي الْجَاهِلِيَّة، وَهُوَ امْرُؤ الْقَيْس بن عَابس الْكِنْدِيّ، وخصمه ربيعَة بن عَبْدَانِ. قَالَ: " بينتك " قَالَ: لَيْسَ لي بينةٌ. قَالَ: " يَمِينه " قَالَ إِذن يذهب بهَا. قَالَ: " لَيْسَ لَك إِلَّا ذَلِك ". فَلَمَّا قَامَ ليحلف قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من اقتطع أَرضًا ظَالِما لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان ". وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم: ربيعَة بن عيدَان. 3106 - الثَّانِي: من رِوَايَة عبد الْجَبَّار بن وَائِل عَن عَلْقَمَة بن وَائِل، وَمولى لَهُم عَن وَائِل بن حجر: أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رفع يَدَيْهِ حِين دخل فِي الصَّلَاة، كبر - وصف همامٌ أحد الروَاة - حِيَال أُذُنَيْهِ، ثمَّ التحف بِثَوْبِهِ، ثمَّ وضع يَده الْيُمْنَى على الْيُسْرَى، فَلَمَّا أَرَادَ أَن يرْكَع أخرج يَدَيْهِ من الثَّوْب ثمَّ رفعهما، ثمَّ كبر فَرَكَعَ، فَلَمَّا قَالَ: " سمع الله لمن حَمده " رفع يَدَيْهِ، فَلَمَّا سجد سجد بَين كفيه. أخرج أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث مُحَمَّد بن جحادة عَن عبد الْجَبَّار بن وَائِل ابْن حجر مُسْندًا وَزَاد فِيهِ: فَإِذا رفع رَأسه من السُّجُود رفع يَدَيْهِ، فَلم يزل يفعل ذَلِك حَتَّى فرغ من صلَاته. 3107 - الثَّالِث: عَن عَلْقَمَة بن وَائِل عَن أَبِيه قَالَ: إِنِّي لقاعد مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ جَاءَ رجلٌ يَقُود آخر بنسعة، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِن هَذَا قتل أخي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أقتلته؟ " فَقَالَ: إِنَّه لَو لم يعْتَرف أَقمت عَلَيْهِ الْبَيِّنَة. فَقَالَ: الحديث: 3106 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 نعم، قتلته. قَالَ: " كَيفَ قتلته؟ " قَالَ: " كنت أَنا وَهُوَ نختبط من شَجَرَة، فسبني فأغضبني، فضربته بالفأس على قرنه فَقتلته. فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل لَك من شَيْء تُؤَدِّيه عَن نَفسك؟ " قَالَ: مَالِي مالٌ إِلَّا كسائي وفأسي. قَالَ: " فترى قَوْمك يشترونك؟ " قَالَ: أَنا أَهْون على قومِي من ذَلِك. فَرمي إِلَيْهِ بنسعتة، وَقَالَ: " دُونك صَاحبك " فَانْطَلق بِهِ الرجل، فَلَمَّا ولى قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن قَتله فَهُوَ مثله ". فَرجع فَقَالَ: يَا رَسُول الله بَلغنِي أَنَّك قلت: " إِن قَتله فَهُوَ مثله " وأخذته بِأَمْرك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما تُرِيدُ أَن يبوء بإثمك وإثم صَاحبك؟ " قَالَ: يَا نَبِي الله - لَعَلَّه قَالَ - بلَى. قَالَ: " فَإِن ذَاك كَذَاك " قَالَ: فَرمى بنسعته وخلى سَبيله. 3108 - الرَّابِع: من رِوَايَة عَلْقَمَة بن وَائِل عَن أَبِيه قَالَ: سَأَلَ سَلمَة بن يزِيد الْجعْفِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا نَبِي الله، أَرَأَيْت إِن قَامَت علينا أُمَرَاء يسألونا حَقهم ويمنعونا حَقنا، فَمَا تَأْمُرنَا؟ فَأَعْرض عَنهُ. ثمَّ سَأَلَهُ فِي الثَّانِيَة أَو فِي الثَّالِثَة، فَجَذَبَهُ الْأَشْعَث بن قيس، فَقَالَ: " اسمعوا وَأَطيعُوا، فَإِنَّمَا عَلَيْهِم مَا حملُوا وَعَلَيْكُم مَا حملتم ". وَفِي حَدِيث شَبابَة عَن شُعْبَة مثله، وَقَالَ: فَجَذَبَهُ الْأَشْعَث بن قيس، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اسمعوا وَأَطيعُوا وَعَلَيْكُم مَا حملتم ". 3109 - الْخَامِس: من رِوَايَة عَلْقَمَة بن وَائِل عَن أَبِيه: أَن طَارق بن سُوَيْد الْجعْفِيّ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْخمر، فَنَهَاهُ، اَوْ كره أَن يصنعها، فَقَالَ: إِنَّمَا أصنعها للدواء. فَقَالَ: " إِنَّه لَيْسَ بدواء، وَلكنه دَاء ". 3110 - السَّادِس: عَن عَلْقَمَة بن وَائِل عَن أَبِيه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تَقولُوا الْكَرم، وَلَكِن قُولُوا الْعِنَب والحبلة ". الحديث: 3108 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 (190) عَمْرو بن حُرَيْث رَضِي الله عَنهُ حديثان: 3111 - أَحدهمَا: من رِوَايَة جَعْفَر بن عَمْرو بن حُرَيْث عَن أَبِيه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب النَّاس وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن مساور الْوراق: كَأَنِّي أنظر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء قد أرْخى طرفيها بَين كَتفيهِ. وَعَن أبي بكر البرقاني من رِوَايَة مُحَمَّد بن أبي عمر عَن أبي أُسَامَة: كَأَنِّي أنظر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّاعَة وَهُوَ على الْمِنْبَر يخْطب وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء، قد أرْخى طرفيها بَين كَتفيهِ. 3112 - الثَّانِي: من رِوَايَة الْوَلِيد بن سريع مولى عَمْرو بن حُرَيْث أَنه سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْفجْر: {وَاللَّيْل إِذا عسعس} [التكوير] . وَفِي رِوَايَة مُحرز بن عون عَن خلف بن خَليفَة: صليت خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفجْر، فَسَمعته يقْرَأ {فَلَا أقسم بالخنس الْجوَار الكنس} . وَكَانَ لَا يحني رجل منا ظَهره حَتَّى يستتم سَاجِدا. وَقد جعله أَبُو مَسْعُود حديثين من أجل هَذِه الزِّيَادَة فِي وصف اتباعهم لَهُ فِي السُّجُود، وَكَذَلِكَ فرقه مُسلم فِي موضِعين. الحديث: 3111 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 542 (191) عمَارَة بن رؤيبة رَضِي الله عَنهُ حديثان: 3113 - أَحدهمَا: من رِوَايَة حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن عمَارَة بن رؤيبة: أَنه رأى بشر بن مَرْوَان على الْمِنْبَر رَافعا يَدَيْهِ، فَقَالَ: قبح الله هَاتين الْيَدَيْنِ، لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يزِيد على أَن يَقُول بِيَدِهِ هَكَذَا. وَأَشَارَ بإصبعه المسبحة. وَفِي رِوَايَة أبي عوَانَة عَن حُصَيْن قَالَ: رَأَيْت بشر عَن مَرْوَان يَوْم الْجُمُعَة يرفع يَدَيْهِ. فَقَالَ عمَارَة نَحوه. وَعند أبي بكر البرقاني من حَدِيث شُعْبَة بن حُصَيْن: يرفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء وَهُوَ على الْمِنْبَر. 3114 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي بكر بن عمَارَة بن رؤيبة عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لن يلج النَّار أحدٌ صلى قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا " يَعْنِي الْفجْر وَالْعصر. فَقَالَ لَهُ رجلٌ من أهل الْبَصْرَة: آنت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: نعم. فَقَالَ الرجل: وَأَنا أشهد أَنِّي سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 3113 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 543 (192) عدي بن عميرَة الْكِنْدِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3115 - من رِوَايَة قيس بن أبي حَازِم عَن عدي بن عميرَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من استعملناه مِنْكُم على عملٍ فكتمنا مخيطاً فَمَا فَوْقه كَانَ غلولاً يَأْتِي بِهِ يَوْم الْقِيَامَة ". فَقَامَ إِلَيْهِ رجلٌ أسود من الْأَنْصَار كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أقبل عني عَمَلك. قَالَ: " وَمَا لَك؟ " قَالَ: سَمِعتك تَقول كَذَا وَكَذَا. قَالَ: " وَأَنا أَقُول الْآن: من استعملناه مِنْكُم على عملٍ فليجيء بقليله وَكَثِيره، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخذ، وَمَا نهي عَنهُ انْتهى ". (193) عرْفجَة بن شُرَيْح رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3116 - من رِوَايَة زِيَاد بن علاقَة عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّه سَتَكُون هَنَات وهناتٌ، فَمن أَرَادَ أَن يفرق أَمر هَذِه الْأمة وَهِي جميعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنا من كَانَ ". وَمن الروَاة عَن زِيَاد بن علاقَة من قَالَ: " فَاقْتُلُوهُ ". وَفِي رِوَايَة يُونُس بن أبي يَعْقُوب من أَبِيه عَن عرْفجَة قَالَ: سَمِعت رَسُول الله الحديث: 3115 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 544 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من أَتَاكُم وأمركم جميعٌ على رجلٍ وَاحِد، يُرِيد أَن يشق عصاكم أَو يفرق جماعتكم، فَاقْتُلُوهُ ". (194) أَبُو عبد الله، طَارق بن أَشْيَم وَالِد أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ رَضِي الله عَنهُ حديثان: 3117 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ عَن أَبِيه طَارق بن أَشْيَم قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله، وَكفر بِمَا يعبد من دون الله، حرم مَاله وَدَمه، وحسابه على الله ". وَأول حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر يزِيد بن هَارُون عَن أبي مَالك، من وحد الله ... " ثمَّ ذكر مثله. 3118 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي مَالك الْأَشْجَعِيّ أَيْضا عَن أَبِيه طَارق قَالَ: كَانَ الرجل إِذا أسلم علمه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَاة، ثمَّ أمره أَن يَدْعُو بهؤلاء الْكَلِمَات: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي، وارحمني، وَعَافنِي، وارزقني ". وَفِي رِوَايَة يزِيد بن هَارُون عَن أبي مَالك عَن أَبِيه أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَتَاهُ رجلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ أَقُول حِين أسأَل رَبِّي؟ قَالَ: " قل: اللَّهُمَّ اغْفِر لي، وارحمني، وَعَافنِي، وارزقني - وَيجمع أَصَابِعه إِلَّا الْإِبْهَام - فَإِن هَؤُلَاءِ تجمع لَك دنياك وآخرتك ". الحديث: 3117 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 (195) قُطْبَة بن مَالك رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3119 - من رِوَايَة زِيَاد بن علاقَة عَنهُ قَالَ: صليت وَصلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَرَأَ: {ق وَالْقُرْآن الْمجِيد} حَتَّى قَرَأَ: {وَالنَّخْل باسقات} فَجعلت أرددها، وَلَا أَدْرِي مَا قَالَ. وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن زِيَاد بن علاقَة عَن عَمه - يعْنى قُطْبَة أَنه صلى مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصُّبْح فَقَرَأَ فِي أول رَكْعَة: {وَالنَّخْل باسقات} وَرُبمَا قَالَ {ق} . (196) سُوَيْد بن مقرن، أَبُو عَليّ سكن الْكُوفَة، قَالَه أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ. وَقيل: كنيته أَبُو عدي، رَضِي الله عَنهُ. 3120 - من رِوَايَة مُعَاوِيَة بن سُوَيْد بن مقرن قَالَ: لطمت مولى لنا فهربت، ثمَّ جِئْت قبل الظّهْر، فَصليت خلف أبي، فَدَعَاهُ وَدَعَانِي، ثمَّ قَالَ: امتثل مِنْهُ، فَعَفَا، ثمَّ قَالَ: كُنَّا بني مقرن - على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ لنا إِلَّا خَادِم واحدةٌ، فلطمها أَحَدنَا، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أعتقوها " قَالُوا لَيْسَ لَهُم خَادِم غَيرهَا. قَالَ: " فيستخدموها فَإِذا استغنوا عَنْهَا فليخلوا سَبِيلهَا ". الحديث: 3119 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 546 وَفِي رِوَايَة هِلَال بن يسَاف قَالَ: عجل شيخٌ فلطم خَادِمًا لَهُ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْد بن مقرن: عجز عَلَيْك إِلَّا حر وَجههَا، لقد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة من بني مقرن، مَا لنا خادمٌ إِلَّا وَاحِدَة، لطمها أصغرنا، فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نعتقها. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن حُصَيْن عَن هِلَال بن يسَاف قَالَ: كُنَّا نبيع الْبَز فِي دَار سُوَيْد مقرن أخي النُّعْمَان بن مقرن، فَخرجت جاريةٌ فَقَالَت لرجل منا كلمة، فلطمها، فَغَضب سويدٌ، ثمَّ ذكر نَحْو مَا قبله. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر: مَا اسْمك؟ قلت: شُعْبَة. قَالَ مُحَمَّد: حَدثنِي أَبُو شُعْبَة الْعِرَاقِيّ عَن سُوَيْد بن مقرن: أَن جَارِيَة لطمها إنسانٌ، فَقَالَ لَهُ سُوَيْد: أما علمت أَن الصُّورَة مُحرمَة؟ وَقَالَ: لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لسابع إخْوَة لي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا لنا خَادِم غير وَاحِد، فَعمد أَحَدنَا فَلَطَمَهُ، فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ان نعتقها. (197) عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيّ رَضِي الله عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3121 - أَحدهَا: من رِوَايَة سعيد بن الْمسيب عَنهُ قَالَ: آخر مَا عهد إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أممت قوما فأخف بهم الصَّلَاة ". وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن طَلْحَة عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الحديث: 3121 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 547 لَهُ: " أم قَوْمك، فَمن أم قومه فليخفف، فَإِن فيهم الْكَبِير، وَإِن فيهم الْمَرِيض، وَإِن فيهم الضَّعِيف، وَإِن فيهم ذَا الْحَاجة، وَإِذا صلى أحدكُم وَحده فَليصل كَيفَ شَاءَ ". 3122 - الثَّانِي: من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ: أَنه شكا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وجعاً يجده فِي جسده مُنْذُ أسلم، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ضع يدك على الَّذِي تألم من جسدك، وَقل: باسم الله - ثَلَاثًا - وَقل سبع مَرَّات: أعوذ بِاللَّه وَقدرته من شَرّ مَا أجد وأحاذر ". - 3123 - الثَّالِث: من رِوَايَة أبي الْعَلَاء يزِيد بن عبد الله بن الشخير، عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَنه قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِن الشَّيْطَان قد حَال بيني وَبَين صَلَاتي، وقراءتي يلبسهَا عَليّ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ذَاك شَيْطَان يُقَال لَهُ خنزب، فَإِذا أحسسته فتعوذ بِاللَّه مِنْهُ، واتفل على يسارك ثَلَاثًا ". فَفعلت ذَلِك فأذهبه الله عني. (198) هِشَام بن عَامر الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3124 - من رِوَايَة حميد بن هِلَال عَن رَهْط، مِنْهُم أَبُو الدهماء وَأَبُو قَتَادَة قَالُوا: كُنَّا نمر على هِشَام بن عَامر نأتي عمرَان بن حُصَيْن، فَقَالَ ذَات يَوْم: إِنَّكُم لتجاوزونني إِلَى رجالٍ مَا كَانُوا بأحضر مني لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَا أعلم بحَديثه الحديث: 3122 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 548 مني، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: مَا بَين خلق آدم إِلَى قيامٍ السَّاعَة خلقٌ أكبر من الدَّجَّال ". وَفِي حَدِيث عبيد الله بن عَمْرو عَن أَيُّوب مثله، غير أَنه قَالَ: أمرٌ أكبر من الدَّجَّال ". (199) عتبَة بن غَزوَان، أَبُو عبد الله رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3125 - من رِوَايَة حميد بن هِلَال عَن خَالِد بن عميرٍ الْعَدوي - زَاد إِسْحَق بن عَمْرو - وَكَانَ قد أدْرك الْجَاهِلِيَّة - قَالَ: خَطَبنَا عتبَة بن غَزوَان - زَاد ابْن إِسْحَق: وَكَانَ أَمِيرا على الْبَصْرَة - فَحَمدَ الله، وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: أما بعد، فَإِن الدُّنْيَا قد آذَنت بِصرْم، وَوَلَّتْ حذاء، وَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا صبابةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاء، يتصابها صَاحبهَا، وَإِنَّكُمْ منتقلون مِنْهَا إِلَى دَار لَا زَوَال لَهَا، فانتقلوا بِخَير مَا بحضرتكم، فَإِنَّهُ قد ذكر لنا أَن الْحجر يلقى فِي شَفير جَهَنَّم فَيهْوِي فِيهَا سبعين عَاما لَا يدْرك لَهَا قعراً، وَالله لتملأن، أفعجبتم؟ وَلَقَد ذكر لنا أَن مَا بَين مصراعين من مصاريع الْجنَّة مسيرَة أَرْبَعِينَ عَاما، وليأتين عَلَيْهَا يومٌ وَهُوَ كظيط من الزحام. وَلَقَد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا لنا طعامٌ إِلَّا ورق الشّجر، حَتَّى الحديث: 3125 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة، فشققتها بيني وَبَين سعد بن مَالك، فاتزرت بِنِصْفِهَا، واتزر سعدٌ بِنِصْفِهَا، فَمَا أصبح الْيَوْم منا أحدٌ إِلَّا أصبح أَمِيرا على مصر من الْأَمْصَار، وَإِنِّي أعوذ بِاللَّه أَن أكون فِي نَفسِي عَظِيما، وَعند الله صَغِيرا، وَإِنَّهَا لم تكن نبوةٌ قطّ إِلَّا تناسخت حَتَّى يكون آخر عَاقبَتهَا ملكا، وستخبرون وتجربون الْأُمَرَاء بَعدنَا ". وَحَدِيث وَكِيع عَن قُرَّة بن خَالِد مُخْتَصر: لقد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا طعامنا إِلَّا ورق الحبلة، حَتَّى قرحت أشداقنا. لم يزدْ. (200) عبد الله بن الشخير بن عَوْف بن مَالك بن ربيعَة أَبُو مطرف رَضِي الله عَنهُ حديثان: 3126 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي الْعَلَاء يزِيد بن الشخير عَن أَبِيه قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فرأيته نخع، فدلكها بنعله الْيُسْرَى. 3127 - الثَّانِي: من رِوَايَة مطرف بن عبد الله بن الشخير عَن أَبِيه قَالَ: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يقْرَأ {أَلْهَاكُم التكاثر} قَالَ: " يَقُول ابْن آدم: مَالِي مَالِي. قَالَ: وَهل لَك من مَالك إِلَّا مَا أكلت فأفنيت أَو لبست فأبليت، أَو تَصَدَّقت فأمضيت ". الحديث: 3126 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 (201) حَنْظَلَة بن الرّبيع الأسيدي الْكَاتِب رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3128 - من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنهُ قَالَ: - وَكَانَ من كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بكر فَقَالَ: كَيفَ أَنْت يَا حَنْظَلَة؟ قَالَ: قلت: نَافق حَنْظَلَة. قَالَ: سُبْحَانَ الله! مَا تَقول؟ قَالَ: قلت: نَكُون عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكرنَا بالنَّار وَالْجنَّة كأنا رَأْي عين، فَإِذا خرجنَا من عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عافسنا الْأزْوَاج وَالْأَوْلَاد والضيعات، نَسِينَا كثيرا. قَالَ: أَبُو بكر: فوَاللَّه إِنَّا لنلقى مثل هَذَا. فَانْطَلَقت أَنا وَأَبُو بكر حَتَّى دَخَلنَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: نَافق حَنْظَلَة يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله: " وَمَا ذَاك؟ " قلت: يَا رَسُول الله، نَكُون عنْدك تذكرنا بالنَّار وَالْجنَّة، كأنا رَأْي عين، فَإِذا خرجنَا من عنْدك عافسنا الْأزْوَاج وَالْأَوْلَاد والضيعات، نَسِينَا كثيرا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لَو تدومون على مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذّكر، لصافحتكم الْمَلَائِكَة على فرشكم، وَفِي طرقكم، وَلَكِن يَا حَنْظَلَة، سَاعَة وَسَاعَة " ثَلَاث مرار. وَفِي حَدِيث عبد الْوَارِث، عَن سعيد الْجريرِي: كُنَّا عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكر النَّار، ثمَّ جِئْت إِلَى الْبَيْت فضاحكت الصّبيان، ولاعبت الْمَرْأَة. قَالَ: فَخرجت فَلَقِيت أَبَا بكر فَذكرت ذَلِك لَهُ فَقَالَ: وَأَنا قد فعلت مثل مَا تذكر. فلقينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: يَا رَسُول الله، نَافق حَنْظَلَة. فَقَالَ: " مَه ". فَحَدَّثته بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ أَبُو بكر: وَأَنا قد فعلت مثل ذَلِك: فَقَالَ: " يَا حَنْظَلَة، سَاعَة سَاعَة. لَو كَانَت الحديث: 3128 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 تكون قُلُوبكُمْ كَمَا تكون عِنْد الذّكر لصافحتكم الْمَلَائِكَة حَتَّى تسلم عَلَيْكُم فِي الطَّرِيق ". (202) الْأَغَر الْمُزنِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3129 - من رِوَايَة أبي بردة عَن الْأَغَر الْمُزنِيّ - وَكَانَت لَهُ صُحْبَة - أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّه ليغان على قلبِي، وَإِنِّي لأستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة ". وَفِي حَدِيث عَمْرو بن مرّة عَن أبي بردة قَالَ: سَمِعت الْأَغَر - وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحدث ابْن عمر، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَيهَا النَّاس، تُوبُوا إِلَى الله، فَإِنِّي أَتُوب فِي الْيَوْم مائَة مرّة ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي " التَّارِيخ " عَن حجاج بن منهال عَن شُعْبَة عَن عَمْرو ابْن مرّة قَالَ: سَمِعت أَبَا بردة أَنه سمع رجلا يُقَال لَهُ الْأَغَر، يحدث ابْن عمر، سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " تُوبُوا إِلَى الله، فَإِنِّي أَتُوب إِلَى الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة ". وَأخرجه فِي " التَّارِيخ " أَيْضا عَن حجاج عَن حَمَّاد عَن ثَابت عَن أبي بردة عَن الْأَغَر - أغر بني مزينة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ليغان على قلبِي، حَتَّى اسْتغْفر الله مائَة مرّة ". وَلم يُخرجهُ فِي الْجَامِع، وَهُوَ لاحقٌ بِشَرْطِهِ فِيهِ. الحديث: 3129 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 (203) مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد يجمع أطرافاً: 3130 - من رِوَايَة أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بعضه، وَهُوَ بِطُولِهِ من رِوَايَة عَطاء ابْن يسَار عَن مُعَاوِيَة بن الحكم قَالَ: بَينا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِذْ عطس رجلٌ من الْقَوْم، فَقلت: يَرْحَمك الله، فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ، فَقلت: واثكل أمِّياه، مَا شَأْنكُمْ تنْظرُون إِلَيّ؟ فَجعلُوا يضْربُونَ بِأَيْدِيهِم على أَفْخَاذهم، فَلَمَّا رَأَيْتهمْ يُصمتُونِي، لكني سكت. فَلَمَّا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فبأبي هُوَ وَأمي، مَا رَأَيْت معلما قبله وَلَا بعده أحسن تَعْلِيما مِنْهُ، فوَاللَّه مَا كَهَرَنِي، وَلَا ضَرَبَنِي، وَلَا شَتَمَنِي، قَالَ: " إِن هَذِه الصَّلَاة لَا يصلح فِيهَا شيءٌ من كَلَام النَّاس، إِنَّمَا هِيَ التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَقِرَاءَة الْقُرْآن " أَو كَمَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي حَدِيث عهدٍ بجاهلية، وَقد جَاءَ الله بِالْإِسْلَامِ، وَإِن منا رجَالًا يأْتونَ الْكُهَّان. قَالَ: " فَلَا تأتهم ". وَقَالَ: وَمنا رجال يَتَطَيَّرُونَ. قَالَ: " ذَاك شيءٌ يجدونه فِي صُدُورهمْ، فَلَا يصدنهم قَالَ: قلت: وَمنا رجال يخطون. قَالَ: " كَانَ نبيٌّ من الْأَنْبِيَاء؟ فَمن وَافق خطه فَذَاك ". قَالَ: وَكَانَ لي جاريةٌ ترعى غنما قبل أحد والجوانية، فاطلعت ذَات يَوْم فَإِذا الذِّئْب قد ذهب بِشَاة من غنمها، وَأَنا رجلٌ من بني آدم آسَف كَمَا يأسفون، لَكِن الحديث: 3130 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 صَكَكْتهَا صَكَّة، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَعظم ذَلِك عَليّ. قلت: يَا رَسُول الله، أَفلا أعْتقهَا؟ قَالَ: " ائْتِنِي بهَا " فَأَتَيْته بهَا، فَقَالَ لَهَا: " أَيْن الله؟ " قَالَت: فِي السَّمَاء. قَالَ: " من أَنا؟ " قَالَت: أَنْت رَسُول الله. قَالَ: " أعْتقهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤمنَة ". وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي كِتَابه فِي " الْقِرَاءَة خلف الإِمَام " عَن مُسَدّد بن يحيى عَن الْحجَّاج الصَّواف وَهُوَ من شَرطه، وَلم يتَّفق لَهُ إِخْرَاجه فِي الْجَامِع الصَّحِيح. (204) عبد الله بن سرجس الْمُزنِيّ رَضِي الله عَنهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3131 - أَحدهَا: من رِوَايَة عَاصِم الْأَحول قَالَ: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وأكلت مَعَه خبْزًا وَلَحْمًا، أَو قَالَ: ثريداً. قَالَ: فَقلت لَهُ: يَا رَسُول الله، غفر الله لَك. قَالَ: " وَلَك ". قَالَ: فَقلت لَهُ: أسْتَغْفر لَك رَسُول الله؟ قَالَ: نعم. وَلَك، ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة: {واستغفر لذنبك وَلِلْمُؤْمنِينَ} [مُحَمَّد] قَالَ: ثمَّ درت خَلفه، فَنَظَرت إِلَى خَاتم النُّبُوَّة بَين كَتفيهِ عِنْد ناغض كتفه الْيُسْرَى، جمعا عَلَيْهِ خيلانٌ كأمثال الثآليل. الحديث: 3131 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 3132 - الثَّانِي: عَن عَاصِم الْأَحول عَن عبد الله بن سرجس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سَافر يتَعَوَّذ من وعثاء السّفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة الْمَظْلُوم، وَسُوء المنظر فِي الْأَهْل وَالْمَال وَالْولد. وَمن الروَاة من قَالَ عَن عَاصِم الْأَحول، فِي أَوله: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من وعثاء السّفر ". 3133 - الثَّالِث: عَن عَاصِم عَن عبد الله بن سرجس قَالَ: دخل رجلٌ الْمَسْجِد وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صَلَاة الْغَدَاة، فصلى رَكْعَتَيْنِ فِي جَانب الْمَسْجِد، ثمَّ دخل مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا سلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يَا فلَان، بِأَيّ الصَّلَاتَيْنِ اعتددت، أبصلاتك وَحدك، أم بصلاتك مَعنا؟ ". (205) قبيصَة بن مُخَارق بن عبد الله الْهِلَالِي وَزُهَيْر بن عَمْرو الْهِلَالِي رَضِي الله عَنْهُمَا حَدِيث وَاحِد: 3124 - من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنْهُمَا قَالَا: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء] انْطلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى رضمة جبل فعلا أَعْلَاهَا الحديث: 3132 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 555 حجرا، ثمَّ نَادَى: " يَا بني عبد منافاه، إِنِّي نذيرٌ لكم، إِنَّمَا مثلي ومثلكم كَمثل رجلٍ أَتَى الْعَدو، فَانْطَلق يربأ أَهله، فخشي أَن يسبقوه، فَجعل يَهْتِف: يَا صَبَاحَاه ". (206) قبيصَة بن مُخَارق وَحده حَدِيث وَاحِد: 3135 - من رِوَايَة كنَانَة بن نعيم الْعَدوي عَن قبيصَة بن مُخَارق الْهِلَالِي قَالَ: تحملت حمالَة، فَأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسأله فِيهَا، فَقَالَ: " أقِم حَتَّى تَأْتِينَا الصَّدَقَة فنأمر لَك بهَا ". قَالَ: ثمَّ قَالَ: " يَا قبيصَة، إِن الْمَسْأَلَة لَا تحل إِلَّا لأحد ثَلَاثَة: رجل تحمل حمالَة، فَحلت لَهُ الْمَسْأَلَة حَتَّى يُصِيبهَا ثمَّ يمسك. وَرجل أَصَابَته جائحةٌ اجتاحت مَاله، فَحلت لَهُ الْمَسْأَلَة حَتَّى يُصِيب قواماً من عَيْش أَو قَالَ - سداداً من عَيْش، وَرجل أَصَابَته فاقة، حَتَّى يقوم ثَلَاثَة من ذَوي الحجا من قومه: لقد أَصَابَت فلَانا فاقةٌ، فَحلت لَهُ الْمَسْأَلَة حَتَّى يُصِيب قواماً من عَيْش - أَو قَالَ: سداداً من عَيْش، فَمَا سواهن من الْمَسْأَلَة يَا قبيصَة - سحتٌ، يأكلها صَاحبهَا سحتاً ". الحديث: 3135 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 (207) أَبُو رِفَاعَة الْعَدوي، تَمِيم بن أسيد بن عبد مَنَاة يُقَال ابْن أَسد. وَيُقَال: ابْن أسيد بِالْفَتْح، وَالْأَشْهر أسيد بِالضَّمِّ، رَضِي الله عَنهُ. قَالَه عبد الْغَنِيّ بن سعيد. حَدِيث وَاحِد: 3136 - من رِوَايَة حميد بن هِلَال قَالَ: قَالَ أَبُو رِفَاعَة الْعَدوي: انْتَهَيْت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يخْطب، قَالَ: فَقلت: يَا رَسُول الله، رجلٌ غريبٌ جَاءَ يسْأَل عَن دينه، لَا يدْرِي مَا دينه. قَالَ: فَأقبل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَترك خطبَته حَتَّى انْتهى إِلَيّ، فَأتي بكرسي حسبت قوائمه حديداً. قَالَ: فَقعدَ عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَجعل يعلمني مِمَّا علمه الله، ثمَّ أَتَى خطبَته فَأَتمَّ آخرهَا. (208) أَبُو زيد، عَمْرو بن أَخطب الْأنْصَارِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3137 - من رِوَايَة علْبَاء بن أَحْمَر قَالَ: حَدثنِي عَمْرو بن أَخطب قَالَ: صلى بِنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفجْر، وَصعد الْمِنْبَر، فَخَطَبنَا حَتَّى حضرت الظّهْر، فَنزل الحديث: 3136 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 فصلى، ثمَّ صعد الْمِنْبَر فَخَطَبنَا حَتَّى حضرت الْعَصْر، ثمَّ نزل فصلى، ثمَّ صعد الْمِنْبَر حَتَّى غربت الشَّمْس، وَأخْبرنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كائنٌ، فأعلمنا أحفظنا. (209) نُبَيْشَة الْهُذلِيّ رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3138 - من رِوَايَة أبي الْمليح عَن نُبَيْشَة الْهُذلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام أكلٍ وَشرب وذكرٍ لله ". وَفِيه عِنْد أبي بكر البرقاني زِيَادَة، من حَدِيث خَالِد الْحذاء عَن أبي الْمليح عَن نُبَيْشَة الْهُذلِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِنَّا كُنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَن الْأَضَاحِي فَوق ثلاثةٍ حَتَّى يَسَعكُمْ نسككم، فقد جَاءَ الله بِالسَّعَةِ، فَكُلُوا وَادخرُوا وَاتَّجرُوا، أَلا وَإِن هَذِه الْأَيَّام أَيَّام أكلٍ وشربٍ وَذكر الله تَعَالَى ". وَهَكَذَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن مُسَدّد عَن يزِيد بن زُرَيْع عَن خَالِد الْحذاء. وَقد أخرج لَهُ أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ حَدِيثا آخر فِي العتيرة من حَدِيث هشيم عَن خَالِد الْحذاء عَن أبي الْمليح عَن نُبَيْشَة. وَلم أره فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. لَا ذكره أَبُو مَسْعُود فِي هَذِه التَّرْجَمَة. الحديث: 3138 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 وَقد أخرجه أَبُو دَاوُد فِي " السّنَن " من حَدِيث خَالِد الْحذاء عَن أبي قلَابَة عَن. أبي الْمليح عَن نُبَيْشَة. (210) عِيَاض حمَار بن عرْفجَة ابْن نَاجِية بن عقال الْمُجَاشِعِي رَضِي الله عَنهُ حَدِيث وَاحِد: 3139 - من رِوَايَة مطرف بن عبد الله بن الشخير عَن عِيَاض بن حمَار أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ذَات يومٍ فِي خطبَته: " أَلا إِن رَبِّي أَمرنِي أَن أعلمكُم مَا جهلتم، مِمَّا عَلمنِي يومي هَذَا. كل مَال نحلته عبدا حَلَال، وَإِنِّي خلقت عبَادي حنفَاء كلهم، وَإِنَّهُم أَتَتْهُم الشَّيَاطِين فَاجْتَالَتْهُمْ عَن دينهم، وَحرمت عَلَيْهِم مَا أحللت لَهُم، وأمرتهم أَن يشركوا بِي مَا لم أنزل بِهِ سُلْطَانا. وَإِن الله نظر إِلَى أهل الأَرْض فمقتهم عربهم وعجمهم، إِلَّا بقايا من أهل الْكتاب. وَقَالَ: إِنَّمَا بَعَثْتُك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عَلَيْك كتابا لَا يغسلهُ المَاء، تقرؤه نَائِما ويقظان: وَإِن الله أَمرنِي أَن أحرق قُريْشًا، فَقلت: رب، إِذن يثلغوا رَأْسِي فيدعوه خبْزَة. قَالَ: الحديث: 3139 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 استخرجهم كَمَا أخرجوك، واغزهم نعنك وَأنْفق فسننفق عَلَيْك، وَابعث جَيْشًا نبعث خَمْسَة مثله، وَقَاتل بِمن أطاعك من عصاك ". قَالَ: وَأهل الْجنَّة ثلاثةٌ: ذُو سُلْطَان مقسط متصدق موفق. وَرجل رحيمٌ رَقِيق الْقلب لكل ذِي قربى وَمُسلم. وعفيفٌ متعفف ذُو عِيَال. وَأهل النَّار خَمْسَة: الضَّعِيف الَّذِي لَا زبر لَهُ، الَّذِي هم فِيكُم تبعا لَا يتبعُون أَهلا وَلَا مَالا. والخائن الَّذِي لَا يخفى لَهُ طمعٌ وَإِن دق إِلَّا خانه، وَرجل لَا يصبح وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَهُوَ مخادعك عَن أهلك وَمَالك " وَذكر الْبُخْل أَو الْكَذِب، والشنظير الفحاش. زَاد فِي حَدِيث مطرٍ عَن قَتَادَة عَن مطرف: وَإِن الله أوحى إِلَيّ: أَن تواضعوا، حَتَّى لَا يفخر أحدٌ على أحد، وَلَا يَبْغِي أحدٌ على أحد " وَقَالَ فِي حَدِيثه: " وهم فِيكُم تبعا لَا يَبْغُونَ أَهلا وَلَا مَالا " فَقلت: وَكَيف يكون ذَلِك يَا أَبَا عبد الله؟ قَالَ: نعم، وَالله لقد أدركتهم فِي الْجَاهِلِيَّة، وَإِن الرجل ليرعى على الْحَيّ مَا بِهِ إِلَّا وليدتهم فيطؤها. (211) رجلٌ من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث وَاحِد: 3140 - من رِوَايَة أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَسليمَان بن يسَار عَن رجل من أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْأَنْصَار: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقرّ الْقسَامَة على مَا كَانَت عَلَيْهِ الحديث: 3140 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 560 فِي الْجَاهِلِيَّة. وَفِي رِوَايَة ابْن جريج عَن الزُّهْرِيّ عَنْهُمَا بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله. وَزَاد: وَقضى بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين ناسٍ من الْأَنْصَار فِي قَتِيل ادعوهُ على الْيَهُود. وَفِي حَدِيث صَالح عَن ابْن شهَاب عَنْهُمَا عَن ناسٍ من الْأَنْصَار عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مثله. بقيت ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3141 - مِنْهَا مُسْند خُزَيْمَة بن ثَابت فِي " الطَّاعُون "، وَقد تقدم فِي مُسْند أُسَامَة، لاشتراكه مَعَه فِي رِوَايَته. 3142 - وَالثَّانِي: حَدِيث رَافع بن عَمْرو الْغِفَارِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن بعدِي من أمتِي - أَو سَيكون بعدِي قومٌ يقرؤون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم، يخرجُون من الدّين " وَقد تقدم فِي مُسْند أبي ذَر لاشتراكه مَعَه أَيْضا فِي رِوَايَته. 3143 - وَالثَّالِث: حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن رجل من الْأَنْصَار فِي النَّجْم الَّذِي رمي بِهِ فَاسْتَنَارَ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا كُنْتُم تَقولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا رمي بِمثل هَذَا؟ . . " الحَدِيث بِطُولِهِ. وَقد تقدم فِي مُسْند ابْن عَبَّاس من رِوَايَة عَليّ بن الْحُسَيْن عَنهُ. وَهُنَاكَ أخرجه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي، وَكَانَ يلْزمه إِخْرَاجه هَا هُنَا. آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث المقلين وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين الحديث: 3141 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 (212) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُمَا 3144 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: اسْتَأْذَنت سَوْدَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة جمعٍ، وَكَانَت ثَقيلَة ثبطةً. فَأذن لَهَا. وَفِي حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت: كَانَت سَوْدَة امْرَأَة ضخمةً ثبطة، فاستأذنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تفيض من جمعٍ بلَيْل، فَأذن لَهَا. فَقَالَت عَائِشَة: فليتني كنت أستأذنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا استأذنته سَوْدَة. وَكَانَت عَائِشَة لَا تفيض إِلَّا مَعَ الإِمَام. وَفِي حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَنْهَا قَالَت: وددت أَنِّي كنت اسْتَأْذَنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا استأذنته سَوْدَة، فأصلي الصُّبْح بمنى، فأرمي الْجَمْرَة قبل أَن يَأْتِي النَّاس، فَقيل لعَائِشَة: فَكَانَت سَوْدَة استأذنته؟ قَالَت: نعم، إِنَّهَا كَانَت امْرَأَة ثَقيلَة ثبطة، فاستأذنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأذن لَهَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَفْلح بن حميد بن نَافِع عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: نزلنَا إِلَى الْمزْدَلِفَة، فاستأذنت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَوْدَة أَن تدفع قبل حطمة النَّاس، وَكَانَت امْرَأَة بطيئة، فَأذن لَهَا، فَدفعت قبل حطمة النَّاس، وأقمنا حَتَّى الحديث: 3144 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 أَصْبَحْنَا نَحن، ثمَّ دفعنَا بِدَفْعِهِ، فَلِأَن أكون اسْتَأْذَنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا اسْتَأْذَنت سَوْدَة أحب إِلَيّ من مفروح بِهِ. وَفِي حَدِيث القعْنبِي عَن أَفْلح نَحوه، وَفِيه: كَانَت امْرَأَة ثبطة، يَقُول الْقَاسِم: والثبطة: الثَّقِيلَة. وَفِيه: وحسبنا حَتَّى أَصْبَحْنَا، فدفعنا بِدَفْعِهِ. وَفِيه: وَلِأَن أكون اسْتَأْذَنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا استأذنته سَوْدَة فَأَكُون أدفَع بِإِذْنِهِ أحب إِلَيّ من مفروحٍ بِهِ. 3145 - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة: أَن صَفِيَّة بنت حييّ زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَاضَت، فَذكر ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أحابستنا هِيَ؟ " قَالُوا: إِنَّهَا قد أفاضت. قَالَ: " فَلَا إِذن ". وَلمُسلم من حَدِيث اللَّيْث وسُفْيَان وَأَيوب عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَنْهَا بِمَعْنى حَدِيث قبله، فِيهِ: أَن عَائِشَة قَالَت: حَاضَت صَفِيَّة بنت حييّ بعد مَا أفاضت. قَالَت عَائِشَة: فَذكرت حَيْضَتهَا لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أحابستنا هِيَ؟ " قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله إِنَّهَا قد كَانَت أفاضت وطافت بِالْبَيْتِ، ثمَّ حَاضَت بعد الْإِفَاضَة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فلتنفر ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة وَعُرْوَة أَن عَائِشَة قَالَت: حَاضَت صَفِيَّة بعد مَا أفاضت ... وَذكر مثله. وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: طمثت صَفِيَّة بنت حييّ فِي حجَّة الْوَدَاع بَعْدَمَا أفاضت ... . وَذكر مثله. وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: طمثت صَفِيَّة بنت حييّ فِي حجَّة الْوَدَاع بَعْدَمَا أفاضت طَاهِرا. الحديث: 3145 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث الْأسود بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ عَن عَائِشَة: لما أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينفر، رأى صَفِيَّة على بَاب خبائها كئيبة حزينة لِأَنَّهَا حَاضَت، فَقَالَ: " عقرى حلقي ": لُغَة لقريش: " إِنَّك حابستنا " ثمَّ قَالَ: " كنت أفضت يَوْم النَّحْر؟ " يَعْنِي الطّواف. قَالَت: نعم. قَالَ: " فانفري إِذن ". وَفِي رِوَايَة حَفْص بن غياث عَن الْأَعْمَش أَن عَائِشَة قَالَت: حَاضَت صَفِيَّة لَيْلَة النَّفر، فَقَالَت: مَا أَرَانِي إِلَّا حابستكم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " عقرى حلقى، أطافت يَوْم النَّحْر؟ . " قيل: نعم. قَالَ: " فانفري ". وَفِي حَدِيث محَاضِر بن الْمُوَرِّع نَحوه وَزِيَادَة، وَأول حَدِيثه: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نذْكر إِلَّا الْحَج، فَلَمَّا قدمنَا أمرنَا أَن نحل، فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة النَّفر حَاضَت صَفِيَّة، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حلقى عقرى، مَا أَرَاهَا إِلَّا حابستنا " ثمَّ قَالَ: " كنت طفت يَوْم النَّحْر؟ " قَالَت: نعم. قَالَ " فانفري " قلت يَا رَسُول الله، لم أكن أحللت. قَالَ: " فاعتمري من التَّنْعِيم " فَخرج مَعهَا أَخُوهَا، فلقيناه مدلجاً فَقَالَ: " موعدك مَكَان كَذَا وَكَذَا ". وَأَخْرَجَا من حَدِيث أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن صَفِيَّة بنت حييّ قد حَاضَت. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَعَلَّهَا تحبسنا. ألم تكن طافت معكن بِالْبَيْتِ؟ " قَالُوا: بلَى قَالَ: " فاخرجن ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي دَاوُد عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز الْأَعْرَج عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن عَائِشَة قَالَت: حجَجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأفضنا يَوْم النَّحْر، فَحَاضَت صَفِيَّة، فَأَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا مَا يُرِيد الرجل من أَهله، فَقَالَت: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِنَّهَا حَائِض. قَالَ: " حابستنا هِيَ؟ " قَالُوا: يَا رَسُول الله، أفاضت يَوْم النَّحْر. قَالَ: " اخْرُجُوا ". وَأخرج مُسلم هَذَا الْمَعْنى بِعَيْنِه من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن خَالِد التَّمِيمِي عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ من صَفِيَّة بعض مَا يُرِيد الرجل من أَهله، فَقَالُوا لَهُ: إِنَّهَا حَائِض يَا رَسُول الله، قَالَ: " وَإِنَّهَا لحابستنا " قَالُوا يَا رَسُول الله، إِنَّهَا قد زارت يَوْم النَّحْر. قَالَ: " فلتنفر معكن ". // هَذَا مُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين //. وَأخرجه مُسلم وَحده من حَدِيث أَفْلح بن حميد بن نَافِع عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: كُنَّا نتخوف أَن تحيض صَفِيَّة قبل أَن تفيض. قَالَت: فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أحابستنا صَفِيَّة؟ ". قُلْنَا: قد أفاضت. قَالَ: " فَلَا إِذن ". 3146 - الثَّالِث: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه قَالَ: سَمِعت عَائِشَة تَقول: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نرى إِلَّا الْحَج، فَلَمَّا كنت بسرف أَو قَرِيبا مِنْهَا حِضْت، فَدخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أبْكِي، فَقَالَ: " مَالك؟ أنفست؟ " قلت: نعم. قَالَ: إِن هَذَا أَمر كتبه الله على بَنَات آدم، فاقضي مَا يقْضِي الْحَاج غير أَن لَا تطوفي بِالْبَيْتِ. " قَالَت: وضحى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نِسَائِهِ بالبقر. وَفِي رِوَايَة عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة الْمَاجشون عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نذْكر إِلَّا الْحَج، حَتَّى جِئْنَا سرف، الحديث: 3146 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 فطمثت، فَدخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أبْكِي، فَقَالَ: " مَا يبكيك؟ " قلت: وَالله، لَوَدِدْت أَنِّي لم أكن خرجت الْعَام، فَقَالَ: " مَالك؟ لَعَلَّك نفست؟ " قلت: نعم. قَالَ: " هَذَا شَيْء كتبه الله على بَنَات آدم، افعلي مَا يفعل الْحَاج، غير أَن لَا تطوفي بِالْبَيْتِ حَتَّى تطهري " قَالَت: فَلَمَّا قدمت مَكَّة قَالَ رَسُول الله لأَصْحَابه: " اجْعَلُوهَا عمْرَة " فأحل النَّاس إِلَّا من كَانَ مَعَه الْهَدْي. قَالَت: فَكَانَ الْهَدْي مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وَعمر وَذَوي الْيَسَار، ثمَّ أهلوا حِين راحوا. قَالَت: فَلَمَّا كَانَ يَوْم النَّحْر طهرت، فَأمرنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأفضت، قَالَت: فأتينا بِلَحْم بقر، فَقلت: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: أهْدى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن نِسَائِهِ بالبقر. فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة الحصبة قلت: يَا رَسُول الله، أيرجع النَّاس بِحجَّة وَعمرَة وأرجع بِحجَّة؟ قَالَت: فَأمر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فأردفني على جمله، قَالَت: فَإِنِّي لأذكر وَأَنا حَدِيثَة السن أنعس، فَيُصِيب وَجْهي مؤخرة الرحل، حَتَّى جِئْنَا إِلَى التَّنْعِيم، فَأَهْلَلْت مِنْهَا بِعُمْرَة جَزَاء بِعُمْرَة النَّاس الَّتِي اعتمروا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَفْلح بن حميد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أشهر الْحَج وليالي الْحَج وَحرم الْحَج، قَالَت: فَخرج إِلَى أَصْحَابه فَقَالَ: " من لم يكن مِنْكُم مَعَه هدي فَأحب أَن يَجْعَلهَا عمْرَة فَلْيفْعَل، وَمن كَانَ مَعَه الْهَدْي فَلَا " قَالَت: فالآخذ بهَا أَو التارك لَهَا من أَصْحَابه. قَالَت: فَأَما رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورجالٌ من أَصْحَابه فَكَانُوا أهل قُوَّة، وَكَانَ مَعَهم الْهَدْي، فَلم يقدروا على الْعمرَة، قَالَت: فَدخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا أبْكِي فَقَالَ: " مَا يبكيك يَا هنتاه؟ " قلت: سَمِعت قَوْلك لأصحابك، فمنعت الْعمرَة. قَالَ: " وَمَا شَأْنك؟ " قلت لَا أُصَلِّي، قَالَ: " فَلَا يضيرك، إِنَّمَا أَنْت امْرَأَة من بَنَات آدم، كتب الله عَلَيْك مَا كتب عَلَيْهِنَّ، فكوني فِي حجك، فَعَسَى الله أَن يرزقكها " قَالَ: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 فخرجنا فِي حجَّة. وَفِي حَدِيث إِسْحَق بن سُلَيْمَان: فَخرجت فِي حجتي حَتَّى قدمنَا منى فطهرت، ثمَّ خرجت من منى فأفضت بِالْبَيْتِ. قَالَت: ثمَّ خرجت مَعَه فِي النَّفر الآخر حَتَّى نزلنَا المحصب، ونزلنا مَعَه، فَدَعَا عبد الرَّحْمَن ابْن أبي بكر فَقَالَ: أخرج بأختك من الْحرم، فلتهل بِعُمْرَة، ثمَّ افرغا، ثمَّ ائتياها هُنَا، فَإِنِّي أنظركما حَتَّى تأتيا " قَالَ: فخرجنا حَتَّى إِذا فرغت وفرغت من الطّواف جِئْته بِسحر، فَقَالَ: " هَل فَرَغْتُمْ؟ " قلت: نعم. فآذن بالرحيل فِي أَصْحَابه، فارتحل النَّاس، فَمر مُتَوَجها إِلَى الْمَدِينَة. وَفِي حَدِيث إِسْحَق بن سُلَيْمَان عَن أَفْلح نَحوه، وَفِي آخِره: فآذن فِي أَصْحَابه بالرحيل، فَخرج، فَمر بِالْبَيْتِ، فَطَافَ بِهِ قبل صَلَاة الصُّبْح، ثمَّ خرج إِلَى الْمَدِينَة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله فِي حجَّة الْوَدَاع، فمنا من أهل بِعُمْرَة وَمنا من أهل بِحَجّ، فقدمنا مَكَّة، فَقَالَ رَسُول الله: " من أحرم بِعُمْرَة وَلم يهد فليحلل، وَمن أحرم بِعُمْرَة وَأهْدى فَلَا يحل حَتَّى يحل نحر هَدْيه، وَمن أهل بِحَجّ فليتم حجه قَالَت: فحضت، فَلم أزل حَائِضًا حَتَّى كَانَ يَوْم عَرَفَة وَلم أهلل إِلَّا بِعُمْرَة، فَأمرنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أنقض رَأْسِي وامتشط، وَأهل بِالْحَجِّ وأترك الْعمرَة، فَفعلت ذَلِك حَتَّى قضيت حجتي، فَبعث معي عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر، فَأمرنِي أَن أعتمر مَكَان عمرتي - من التَّنْعِيم. وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: خرجنَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع، فأهللنا بِعُمْرَة، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من كَانَ مَعَه هديٌ فليهلل بِالْحَجِّ مَعَ الْعمرَة ثمَّ لَا يحل حَتَّى يحل مِنْهُمَا جَمِيعًا " فَقدمت مَكَّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 وَأَنا حَائِض، وَلم أطف بِالْبَيْتِ وَلَا بَين الصَّفَا والمروة، فشكوت ذَلِك إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " انقضي رَأسك وامتشطي، وَأَهلي بِالْحَجِّ، ودعي الْعمرَة ". قَالَت فَفعلت، فَلَمَّا قضينا الْحَج أَرْسلنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر إِلَى التَّنْعِيم، فاعتمرت، فَقَالَ: " هَذِه مَكَان عمرتك " قَالَت: فَطَافَ الَّذين كَانُوا أهلوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ، وَبَين الصَّفَا والمروة، ثمَّ حلوا، ثمَّ طافوا طَوافا آخر بعد أَن رجعُوا من منى لحجهم. وَأما الَّذين جمعُوا الْحَج وَالْعمْرَة فَإِنَّمَا طافوا طَوافا وَاحِدًا. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ أَنَّهَا قَالَت: أَهلَلْت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع، فَكنت مِمَّن تمتّع وَلم يسق الْهَدْي، فَزَعَمت أَنَّهَا حَاضَت وَلم تطهر حَتَّى دخلت لَيْلَة عَرَفَة. قَالَت: يَا رَسُول الله " هَذِه لَيْلَة عَرَفَة، وَإِنَّمَا كنت تمتعت بِعُمْرَة. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " انقضي رَأسك وامتشطي، وأمسكي عَن عمرتك " فَفعلت. فَلَمَّا قضيت الْحَج، أَمر عبد الرَّحْمَن لَيْلَة الحصبة فأعمرني مَكَان عمرتي الَّتِي نسكت. وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ أَنَّهَا قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله عَام حجَّة الْوَدَاع، فَأَهْلَلْت بِعُمْرَة، وَلم أكن سقت الْهَدْي. . ثمَّ ذكر نَحوه. وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ أَنَّهَا قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " من أَرَادَ مِنْكُم أَن يهل بِحَجّ وَعمرَة فَلْيفْعَل، وَمن أَرَادَ أَن يهل بِحَجّ فليهل، وَمن أَرَادَ أَن يهل بِعُمْرَة فليهل " قَالَت عَائِشَة: وَأهل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحَجّ، وَأهل بِهِ نَاس مَعَه بِالْعُمْرَةِ وَالْحج، وَأهل ناسٌ بِالْعُمْرَةِ، وَكنت فِيمَن أهل بِعُمْرَة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم موافين لهِلَال ذِي الْحجَّة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أحب أَن يهل بِعُمْرَة فليهل، وَمن أحب أَن يهل بِحجَّة فليهل. فلولا أَنِّي أهديت لأهللت بِعُمْرَة، فَمنهمْ من أهل بِعُمْرَة وَمِنْهُم من أهل بِحجَّة، وَكنت فِيمَن أهل بِعُمْرَة، فحضت قبل أَن أَدخل مَكَّة، فأدركني يَوْم عَرَفَة وَأَنا حائضة، فشكوت ذَلِك إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " دعِي عمرتك، وانقضى رَأسك، وامتشطي، وَأَهلي بِالْحَجِّ " فَفعلت، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَة الحصبة أرسل معي عبد الرَّحْمَن إِلَى التَّنْعِيم، فأردفها، فأهلت بِعُمْرَة مَكَان عمرتها، فَقضى الله حَجهَا وعمرتها، وَلم يكن فِي شَيْء من ذَلِك هدي وَلَا صَدَقَة وَلَا صَوْم. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة ووكيع عَن هِشَام عَن عُرْوَة نَحْو ذَلِك. وَفِي آخِره: قَالَ هِشَام: وَلم يكن فِي ذَلِك هديٌ وَلَا صَدَقَة وَلَا صَوْم. وَأَخْرَجَا طرفا مِنْهُ من حَدِيث أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نَوْفَل عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام حجَّة الْوَدَاع، فمنا من أهل بِعُمْرَة، وَمنا من أهل بِحَجّ وَعمرَة، وَمنا من أهل بِحَجّ، وَأهل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَجِّ، فَأَما من أهل بِعُمْرَة فَحل، وَأما من أهل بِحَجّ أَو جمع الْحَج وَالْعمْرَة فَلم يحلوا حَتَّى كَانَ يَوْم النَّحْر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 وَلمُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: منا من أهل بِالْحَجِّ مُفردا، وَمنا من قرن، وَمنا من تمتّع. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن عبيد الله بن عمر عَن الْقَاسِم قَالَ: جَاءَت عَائِشَة حَاجَة. لم يزدْ. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا سقت الْهَدْي، ولحللت مَعَ النَّاس حَيْثُ حلواً ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث ذكْوَان أبي عَمْرو مولى عَائِشَة عَن عَائِشَة قَالَت: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأربعٍ خلون من ذِي الْحجَّة أَو خمس، فَدخل عَليّ وَهُوَ غَضْبَان، فَقلت: من أغضبك أدخلهُ الله النَّار. قَالَ: " أَو مَا شَعرت أَنِّي أمرت النَّاس بأمرٍ فَإِذا هم يَتَرَدَّدُونَ، وَلَو أَنِّي اسْتقْبلت من أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرت مَا سقت الْهَدْي معي حَتَّى أشتريه ثمَّ أحل كَمَا حلوا ". وَأَخْرَجَا من حَدِيث الْأسود بن يزِيد بن قيس عَن عَائِشَة قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا نرى إِلَّا الْحَج، فَلَمَّا قدمنَا تطوفنا بِالْبَيْتِ، فَأمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من لم يكن سَاق الْهَدْي أَن يحل. قَالَت: فَحل من لم يكن سَاق الْهَدْي، ونساؤه لم يسقن الْهَدْي فأحللن. قَالَت عَائِشَة: فحضت فَلم أطف بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا كَانَت لَيْلَة الحصبة قَالَت: قلت يَا رَسُول الله، أيرجع النَّاس بِعُمْرَة وَحجَّة، وأرجع أَنا بِحجَّة؟ قَالَ: " أَو مَا كنت طفت ليَالِي قدمنَا مَكَّة؟ " قَالَت: قلت: لَا. قَالَ: " فاذهبي مَعَ أَخِيك إِلَى التَّنْعِيم فأهلي بِعُمْرَة، ثمَّ موعدك مَكَان كَذَا وَكَذَا ". قَالَت صَفِيَّة: مَا أَرَانِي إِلَّا حابستكم. قَالَ: " عقرى حلقى. أَو مَا كنت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 طفت يَوْم النَّحْر؟ " قَالَت: بلَى. قَالَ: " لَا بَأْس عَلَيْك، انفري " قَالَت عَائِشَة: فلقيني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مصعدٌ من مَكَّة وَأَنا منهبطة عَلَيْهَا، أَو أَنا مصعدة وَهُوَ منهبط مِنْهَا. وَفِي حَدِيث الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَنْهَا قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا نذْكر حجا وَلَا عمْرَة. . وَذكر الحَدِيث بِمَعْنَاهُ. وَأَخْرَجَا من حَدِيث عبد الله بن عون عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد، وَمن رِوَايَة إِبْرَاهِيم عَن الْأسود بن يزِيد قَالَا: قَالَت عَائِشَة: قلت: يَا رَسُول الله، يصدر النَّاس بنسكين وأصدر بنسك وَاحِد. قَالَ: " انتظري، فَإِذا طهرت فاخرجي إِلَى التَّنْعِيم فأهلي مِنْهُ، ثمَّ ائتنا بمَكَان كَذَا. وَلكنهَا على قدر نَفَقَتك أَو نصبك ". وَلَهُمَا من حَدِيث يحيى بن سعيد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لخمس بَقينَ من ذِي الْقعدَة، وَلَا نرى إِلَّا أَنه الْحَج، فَلَمَّا كُنَّا بسرف حِضْت، حَتَّى إِذا دنونا من مَكَّة، أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من لم يكن مَعَه هدي إِذا كَانَ بِالْبَيْتِ وَبَين الصَّفَا والمروة أَن يحل. قَالَت عَائِشَة: فَدخل علينا يَوْم النَّحْر بِلَحْم بقر، فَقلت: مَا هَذَا؟ فَقيل: ذبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أَزوَاجه. قَالَ يحيى: فَذكرت هَذَا الحَدِيث للقاسم بن مُحَمَّد فَقَالَ: أتتك وَالله بِالْحَدِيثِ على وَجهه. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث أَيمن بن نابل عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، اعْتَمَرت وَلم أعتمر. فَقَالَ: " يَا عبد الرَّحْمَن، اذْهَبْ بأختك فأعمرها من التَّنْعِيم " فأحقبها على نَاقَة فاعتمرت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا تَعْلِيقا من حَدِيث مَالك بن دِينَار عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث مَعهَا أخاها عبد الرَّحْمَن، فاعتمرها من التَّنْعِيم، وَحملهَا على قتب. وللبخاري من حَدِيث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، يرجع أَصْحَابك بِأَجْر حج وَعمرَة، وَلم أَزْد على الْحَج؟ فَقَالَ لَهَا: " اذهبي، وليردفك عبد الرَّحْمَن " فَأمر عبد الرَّحْمَن أَن يعمرها من التَّنْعِيم، وانتظرها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَعْلَى مَكَّة حَتَّى جَاءَت. وَلمُسلم من حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن عَائِشَة أَنَّهَا أهلت بِعُمْرَة، فَقدمت وَلم تطف بِالْبَيْتِ حَتَّى حَاضَت، فنسكت الْمَنَاسِك كلهَا، وَقد أهلت بِالْحَجِّ، فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم النَّفر: " يسعك طوافك لحجك وعمرتك ". فَأَبت، فَبعث مَعهَا عبد الرَّحْمَن إِلَى التَّنْعِيم، فاعتمرت بعد الْحَج. أغفله أَبُو مَسْعُود، فَلم يذكرهُ فِي تَرْجَمَة طَاوس عَن عَائِشَة فِيمَا عندنَا من كِتَابه. وَمن حَدِيث مُجَاهِد عَن عَائِشَة: أَنَّهَا حَاضَت بسرف، فتطهرت بِعَرَفَة، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يُجزئ عَنْك طوافك بالصفا والمروة عَن حجك وعمرتك ". وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الحميد بن جُبَير بن شيبَة عَن صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، أيرجع النَّاس بأجرين وأرجع بِأَجْر؟ فَأمر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أَن ينْطَلق بهَا إِلَى التَّنْعِيم، قَالَت: فأردفني خَلفه على جمل لَهُ. قَالَت: فَجعلت أرفع خماري أحسره عَن عنقِي، فَيضْرب رجْلي بعلة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 الرَّاحِلَة. فَقلت لَهُ: وَهل ترى من أحد؟ قَالَت: فَأَهْلَلْت بِعُمْرَة، ثمَّ أَقبلنَا حَتَّى انتهينا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بالحصبة. أخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث قُرَّة بن خَالِد عَن عبد الحميد، وَفِيه: وأردفني خَلفه على جمل لَهُ فِي لَيْلَة شَدِيدَة الْحر، فَجعلت أحسر خماري عَن عنقِي، فَيضْرب رجْلي، وَقَالَ فِي آخِره: فَانْتَهَيْنَا إِلَى التَّنْعِيم، فَأَهْلَلْت بِعُمْرَة ثمَّ أَقبلت، فَقدمت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي الْبَطْحَاء لم يبرح - وَذَلِكَ لَيْلَة النَّفر، فَقلت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا أَدخل الْبَيْت؟ قَالَ: " ادخلي الْحجر، فَإِنَّهُ من الْبَيْت ". وَلَيْسَ لعبد الحميد بن جُبَير عَن صَفِيَّة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3147 - الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره حَتَّى إِذا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ - أَو بِذَات الْجَيْش - انْقَطع عقد لي، فَأَقَامَ رَسُول الله على التماسه وَأقَام النَّاس مَعَه وَلَيْسوا على مَاء، وَلَيْسَ مَعَهم مَاء، فَأتى النَّاس أَبَا بكر فَقَالُوا: أَلا ترى إِلَى مَا صنعت عَائِشَة: أَقَامَت برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبالناس مَعَه وَلَيْسوا على مَاء، وَلَيْسَ مَعَهم مَاء، قَالَت: فعاتبني أَبُو بكر، وَقَالَ مَا شَاءَ الله أَن يَقُول، وَجعل يطعن بِيَدِهِ فِي خاصرتي، فَلَا يَمْنعنِي من التحرك إِلَّا مَكَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على فَخذي. فَنَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى أصبح على غير مَاء، فَأنْزل الله تَعَالَى آيَة التَّيَمُّم: {فَتَيَمَّمُوا} [الْمَائِدَة] الحديث: 3147 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 فَقَالَ أسيد بن الْحضير وَهُوَ أحد النُّقَبَاء: مَا هِيَ بِأول بركتكم يَا آل أبي بكر. قَالَت عَائِشَة: فَبَعَثنَا الْبَعِير الَّذِي كنت عَلَيْهِ فَوَجَدنَا العقد تَحْتَهُ. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه أَن عَائِشَة قَالَت: سَقَطت قلادة لي بِالْبَيْدَاءِ وَنحن داخلون الْمَدِينَة، فَأَنَاخَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَنزل، وثنى رَأسه فِي حجري رَاقِدًا، فَأقبل أَبُو بكر فلكزني لكزةً شَدِيدَة وَقَالَ: حبست النَّاس فِي قلادة، فَبِي الْمَوْت لمَكَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقد أوجعني. ثمَّ إِن النَّبِي اسْتَيْقَظَ، وَحَضَرت الصُّبْح فالتمس المَاء فَلم يُوجد، فَنزلت: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا قُمْتُم إِلَى الصَّلَاة فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ إِلَى الْمرَافِق} وَذكر الْآيَة إِلَى قَوْله: {لَعَلَّكُمْ تشكرون} فَقَالَ أسيد بن حضير: لقد بَارك الله للنَّاس فِيكُم يَا آل أبي بكر، مَا أَنْتُم إِلَّا بركةٌ لَهُم. وَأَخْرَجَاهُ على وَجه آخر من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَنَّهَا استعارت من أَسمَاء قلادة، فَهَلَكت، فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَاسا من أَصْحَابه فِي طلبَهَا، فأدركتهم الصَّلَاة، فصلوا بِغَيْر وضوء، فَلَمَّا أَتَوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شكوا ذَلِك إِلَيْهِ، فَنزلت آيَة التَّيَمُّم. فَقَالَ أسيد بن حضير: جَزَاك الله خيرا، فوَاللَّه مَا نزل بك أمرٌ قطّ إِلَّا جعل الله لَك مِنْهُ مخرجا، وللمسلمين فِيهِ بركَة. 3148 - الْخَامِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَنَّهَا أَرَادَت أَن تشتري بَرِيرَة، وَأَنَّهُمْ اشترطوا ولاءها، فَذكر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اشتريها فأعتقيها، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". وأهدي لَهَا لحم، فَقَالُوا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَذَا تصدق بِهِ على بَرِيرَة. فَقَالَ: " هُوَ لَهَا صَدَقَة، وَلنَا هَدِيَّة ". الحديث: 3148 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 وخيرت - قَالَ عبد الرَّحْمَن: وَزوجهَا حرٌّ، قَالَ شُعْبَة: ثمَّ سَأَلت عبد الرَّحْمَن عَن زَوجهَا، فَقَالَ: لَا أَدْرِي أحرٌّ أم عبد. وَلمُسلم من حَدِيث يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ زوج بَرِيرَة عبدا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي عُثْمَان، ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ فِي بَرِيرَة ثَلَاث سنَن: إِحْدَى السّنَن أَنَّهَا عتقت فخيرت فِي زَوجهَا، وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْوَلَاء لمن أعتق " وَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والبرمة تَفُور بِلَحْم، فَقرب إِلَيْهِ خبز وأدم من أَدَم الْبَيْت، فَقَالَ: " ألم أر برمة فِيهَا لحم؟ " قَالُوا: بلَى، وَلَكِن ذَلِك لحم تصدق بِهِ على بَرِيرَة، وَأَنت لَا تَأْكُل الصَّدَقَة. قَالَ: " عَلَيْهَا صَدَقَة وَلنَا هَدِيَّة ". وَفِي رِوَايَة ابْن وهب عَن مَالك عَن ربيعَة نَحوه، وَفِيه: فَقَالَ: هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَة، وَهُوَ لنا هَدِيَّة " وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا: " إِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم قَالَ كَانَ فِي بَرِيرَة ثَلَاث قضيات: أَرَادَ أَهلهَا أَن يبيعوها ويشترطوا ولاءها، فَذكرت ذَلِك للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " اشتريها وأعتقيها، فَإِن الْوَلَاء لمن أعتق ". وعتقت، فَخَيرهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاخْتَارَتْ نَفسهَا. قَالَت: وَكَانَ النَّاس يتصدقون عَلَيْهَا وتهدي لنا، فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَة، وَهُوَ لكم هَدِيَّة، فكلوه ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 وَفِي حَدِيث سماك عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم نَحوه. وَأَخْرَجَاهُ من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن بَرِيرَة جَاءَت تستعين بهَا فِي كتَابَتهَا، وَلم تكن قَضَت من كتَابَتهَا شَيْئا. فَقَالَت لَهَا عَائِشَة: ارجعي إِلَى أهلك، فَإِن أَحبُّوا أَن أَقْْضِي عَنْك كتابتك وَيكون ولاؤك لي فعلت، فَذكرت ذَلِك بَرِيرَة لأَهْلهَا، فَأَبَوا وَقَالُوا: إِن شَاءَت أَن تحتسب عَلَيْك فلتفعل، وَيكون لنا ولاؤك. فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ابتاعي فأعتقي، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ابتاعي فأعتقي، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق " ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا بَال أناسٍ يشترطون شُرُوطًا لَيست فِي كتاب الله. من اشْترط شرطا لَيْسَ فِي كتاب الله فَلَيْسَ لَهُ، وَإِن شَرط مائَة مرّة، شَرط الله أَحَق وأوثق " وَهَكَذَا عِنْدهمَا من حَدِيث قُتَيْبَة عَن اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ. وَعند البُخَارِيّ من حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ نَحوه. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث يُونُس عَن ابْن شهَاب قَالَ: قَالَ عُرْوَة: قَالَت عَائِشَة: إِن بَرِيرَة دخلت عَلَيْهَا تستعينها فِي كتَابَتهَا، وَعَلَيْهَا خمس أواقٍ نجمت عَلَيْهَا فِي خمس سِنِين. فَقَالَت لَهَا عَائِشَة ونفست فِيهَا: أَرَأَيْت إِن عددت لَهُم عدَّة وَاحِدَة، أيبيعك أهلك وأعتقك، فَيكون ولاؤك لي؟ فَذَهَبت بَرِيرَة إِلَى أَهلهَا، فعرضت ذَلِك عَلَيْهِم، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَن يكون لنا الْوَلَاء، قَالَت عَائِشَة: فَدخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اشتريها فأعتقيها، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق " ثمَّ ذكر نَحوه إِلَّا أَنه قَالَ: " من اشْترط شرطا لَيْسَ فِي كتاب الله فَهُوَ بَاطِل ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 وَفِي حَدِيث ابْن وهب عَن يُونُس بِمَعْنى حَدِيث قُتَيْبَة عَن اللَّيْث، وَفِيه: فَقَالَ: لَا يمنعك ذَلِك، ابتاعي وأعتقي " قَالَ: ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النَّاس، فَحَمدَ الله، ثمَّ قَالَ: " أما بعد ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: جَاءَتْنِي بَرِيرَة فَقَالَت: كاتبت أَهلِي على تسع أَوَاقٍ، فِي كل عَام أُوقِيَّة، فأعينيني. . ثمَّ ذكر ذَلِك، وَفِيه: ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النَّاس، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " مَا بَال أقوامٍ يشترطون شُرُوطًا لَيست فِي كتاب الله؟ مَا كَانَ من شَرط لَيْسَ فِي كتاب الله فَهُوَ بَاطِل، وَإِن كَانَ مائَة شَرط، قَضَاء الله أَحَق، وَشرط الله أوثق، وَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". وَعند البُخَارِيّ من رِوَايَة عبيد بن إِسْمَاعِيل نَحوه، وَفِي آخِره: مَا بَال رجالٍ يَقُول أحدهم: أعتق يَا فلَان ولي الْوَلَاء، إِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". وَهَكَذَا فِي رِوَايَة مُسلم عَن أبي كريب عَن أبي أُسَامَة بِنَحْوِهِ. وَفِي رِوَايَة جرير عَن هِشَام قَالَ: وَكَانَ زَوجهَا عبدا، فَخَيرهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَو كَانَ حرا لم يخيرها. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة: أَنَّهَا أَرَادَت أَن تشتري بَرِيرَة لِلْعِتْقِ، ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم فِي أَن الْوَلَاء لمن أعتق، وَفِي إِبَاحَة مَا تصدق بِهِ عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيث آدم عَن شُعْبَة نَحوه، وَقَالَ: فخيرت من زَوجهَا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 وَفِي حَدِيث عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن جرير، فَقَالَ: أعتقيها، فَإِن الْوَلَاء لمن أعْطى الْوَرق " فأعتقتها. فَدَعَاهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخَيرهَا من زَوجهَا، فَقَالَت: لَو أَعْطَانِي كَذَا وَكَذَا مَا ثَبت عِنْده، فَاخْتَارَتْ نَفسهَا. وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن الحكم قَالَ: وَكَانَ زَوجهَا حرا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَول الحكم مُرْسل. وَقَالَ ابْن عَبَّاس: رَأَيْته عبدا. وَفِي حَدِيث أبي عوَانَة وَجَرِير عَن مَنْصُور نَحوه. قَالَ الْأسود: وَكَانَ زَوجهَا حرا. قَالَ البُخَارِيّ: قَول الْأسود مُنْقَطع، وَقَول ابْن عَبَّاس: رَأَيْته عبدا - أصح. وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَنْصُور قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْوَلَاء لمن أعْطى الْوَرق، وَولي النِّعْمَة ". وَلمُسلم عَن حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بِلَحْم بقر، فَقيل: هَذَا مَا تصدق بِهِ على بَرِيرَة، فَقَالَ: " هُوَ لَهَا صَدَقَة، وَلنَا هَدِيَّة ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث أَيمن الْمَكِّيّ قَالَ: دخلت على عَائِشَة فَقلت: كنت غُلَاما لعتبة بن أبي لَهب، وَمَات وورثني بنوهٍ، وَإِنَّهُم باعوني من ابْن أبي عَمْرو، وَاشْترط بَنو عتبَة الْوَلَاء. فَقَالَت: دخلت عَليّ بَرِيرَة، فَقَالَت: اشتريني وأعتقيني. قلت: نعم. قَالَت: لَا يبيعوني حَتَّى يشترطوا ولائي، قلت: لَا حَاجَة لي فِيك، فَسمع بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو بلغه، فَقَالَ: " مَا شَأْن بَرِيرَة؟ " فَذكرت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 عَائِشَة مَا قَالَت. فَقَالَ: " اشتريها فأعتقيها، وليشترطوا مَا شَاءُوا " قَالَ: فاشترتها فأعتقتها، وَاشْترط أَهلهَا ولاءها، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْوَلَاء لمن أعتق، وَإِن اشترطوا مائَة شَرط ". وَمن حَدِيث عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن: أَن بَرِيرَة جَاءَت تستعين عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، فَقَالَت لَهَا: إِن أحب أهلك أَن أصب لَهُم ثمنك صبة وَاحِدَة، فأعتقك فعلت. فَذكرت بَرِيرَة ذَلِك لأَهْلهَا، فَقَالُوا: لَا، إِلَّا أَن يكون ولاؤك لنا. فَزَعَمت عمْرَة أَن عَائِشَة ذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ: " اشتريها فأعتقيها، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق ". كَذَا فِي رِوَايَة مَالك عَن يحيى بن سعيد. وَفِي رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن يحيى عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: أتتها بَرِيرَة تسألها فِي كتَابَتهَا، فَقَالَت: إِن شِئْت أَعْطَيْت أهلك وَيكون الْوَلَاء لي. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِي قَالَ: " ابتاعيها فأعتقيها، فَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق " ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمِنْبَر فَقَالَ: " مَا بَال أَقوام يشترطون شُرُوطًا لَيست فِي كتاب الله؟ من اشْترط شرطا لَيْسَ فِي كتاب الله فَلَيْسَ لَهُ، وَإِن اشْترط مائَة شَرط ". 3149 - السَّادِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سفر وَقد سترت سهوةً لي بقرام فِيهِ تماثيل، فَلَمَّا رَآهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هتكه، وتلون وَجهه وَقَالَ: " يَا عَائِشَة، أَشد النَّاس عذَابا عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يضاهون بِخلق الله " قَالَت عَائِشَة: فَجعلنَا مِنْهُ وسَادَة أَو وسادتين. الحديث: 3149 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 وَفِي حَدِيث بكير عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَنَّهَا نصبت سترا فِيهِ تصاوير، فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَنَزَعَهُ، قَالَت: فقطعته وسادتين، فَقَالَ رجلٌ فِي الْمجْلس حينئذٍ يُقَال لَهُ ربيعَة بن عَطاء مولى بني زهرَة: أفما سَمِعت أَبَا مُحَمَّد - يَعْنِي أَبَاهُ - يذكر أَن عَائِشَة قَالَت: فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرتفق عَلَيْهِمَا؟ فَقَالَ ابْن الْقَاسِم: لَا. فَقَالَ: لكني قد سمعته - يُرِيد الْقَاسِم بن مُحَمَّد. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي الْبَيْت قرامٌ فِيهِ صور، فلتون وَجهه، ثمَّ تنَاول السّتْر فهتكه، وَقَالَ " من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يصورون هَذِه الصُّور ". وَفِي حَدِيث مَنْصُور بن أبي مُزَاحم: ثمَّ قَالَ: إِن من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة الَّذين يشبهون بِخلق الله ". وَفِي رِوَايَة من قَالَ: إِن أَشد النَّاس عذَابا ". وَلَيْسَ لِلزهْرِيِّ عَن الْقَاسِم فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي عبد الله نَافِع مولى ابْن عمر عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة: أَنَّهَا أخْبرته: أَنَّهَا اشترت نمرقةً فِيهَا تصاوير، فَلَمَّا رَآهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ على الْبَاب فَلم يدْخل، فَعرفت فِي وَجهه الْكَرَاهِيَة. قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، أَتُوب إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله، مَاذَا أذنبت؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا بَال هَذِه النمرقة؟ " قَالَت: اشْتَرَيْتهَا لَك لتقعد عَلَيْهَا وتوسدها. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " إِن أَصْحَاب هَذِه الصُّور يُعَذبُونَ يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال لَهُم: أحيوا مَا خلقْتُمْ " وَقَالَ: " إِن الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الصُّور لَا تدخله الْمَلَائِكَة ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن نَافِع عَنهُ أَنَّهَا قَالَت: حشوت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وسَادَة فِيهَا تماثيل، كَأَنَّهَا نمرقه، فجَاء، فَقَامَ بَين الْبَابَيْنِ، وَجعل يتَغَيَّر وَجهه، فَقلت: مَا لنا يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " مَا بَال هَذِه الوسادة؟ " قلت: وسَادَة جَعلتهَا لَك لتضطجع عَلَيْهَا. قَالَ: " أما علمت أَن الْمَلَائِكَة لَا تدخل بَيْتا فِيهِ صُورَة، وَأَن من صنع هَذِه الصُّور يعذب يَوْم الْقِيَامَة؟ فَيَقُول: أحيوا مَا خلقْتُمْ ". زَاد فِي حَدِيث عبد الْعَزِيز بن أخي الْمَاجشون عَن عبيد الله بن عمر عَن نَافِع قَالَت: فَأَخَذته فَجَعَلته مرفقتين، فَكَانَ يرتفق بهما فِي الْبَيْت. وَحَدِيث اللَّيْث عَن نَافِع مُخْتَصر: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن أَصْحَاب هَذِه الصُّور يُعَذبُونَ يَوْم الْقِيَامَة، وَيُقَال لَهُم: أحيوا مَا خلقْتُمْ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَنْهَا قَالَت: قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سفر وَقد علقت درنوكاً فِيهِ تماثيل، فَأمرنِي أَن أنزعه، فنزعته. وَكنت أَغْتَسِل أَنا وَالنَّبِيّ فِي إِنَاء وَاحِد ". هَذَا لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَنْهَا قَالَت: قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سفر وَقد سترت على بَابي درنوكاً فِيهِ الْخَيل ذَوَات الأجنحة، فَأمرنِي فنزعته. وَحَدِيث عَبده بن سُلَيْمَان عَن هِشَام نَحوه، إِلَّا أَنه لَيْسَ فِيهِ عِنْده: قدم من سفر. وَلَا عِنْد مُسلم من هَذَا الحَدِيث بِهَذَا الْإِسْنَاد ذكر اغتسالها مَعَه عَلَيْهِ السَّلَام فِي إِنَاء وَاحِد. فَهُوَ من أَفْرَاد البُخَارِيّ فِي هَذِه التَّرْجَمَة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 وَلمُسلم من حَدِيث سعد بن هِشَام بن عَامر عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ سترٌ فِيهِ تِمْثَال طائرٍ، وَكَانَ الدَّاخِل إِذا دخل استقبله، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حَولي هَذَا، فَإِنِّي كلما دخلت فرأيته ذكرت الدُّنْيَا. " قَالَت: وَكَانَ لنا قطيفة، كُنَّا نقُول: علمهَا حَرِير، فَكُنَّا نلبسها، قَالَ ابْن الْمثنى: وَزَاد فِيهِ عبد الْأَعْلَى: فَلم يَأْمُرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِقطعِهِ. وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ عَن أبي طَلْحَة الْأنْصَارِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلبٌ وَلَا تماثيل. " قَالَ: فَأتيت عَائِشَة فَقلت: أَن هَذَا يُخْبِرنِي أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلبٌ وَلَا تماثيل " فَهَل سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر ذَلِك؟ فَقَالَت: لَا وَلَكِن سأحدثكم مَا رَأَيْته فعل: رَأَيْته خرج فِي غزاته، فَأخذت نمطاً فَسترته على الْبَاب، فَلَمَّا قدم فَرَأى النمط عرفت الْكَرَاهِيَة فِي وَجهه، فَجَذَبَهُ حَتَّى هتكه أَو قطعه، وَقَالَ: " إِن الله لم يَأْمُرنَا أَن نكسو الْحِجَارَة والطين " قَالَت: فقطعنا مِنْهُ وسادتين، وحشوتهما ليفاً، فَلم يعب ذَلِك عَليّ. وَقد أخرج البُخَارِيّ مِنْهُ مَا لأبي طَلْحَة فَقَط، وَلم يخرج الزِّيَادَة عَن عَائِشَة. وَلم يذكرهَا أَبُو مَسْعُود فِي كِتَابه عَنْهَا، وَلَا نبه عَلَيْهَا، وَلَا ذكر لزيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ تَرْجَمَة عَن عَائِشَة، وَكَانَ يلْزمه ذَلِك. 3150 - السَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: طيبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي هَاتين حِين أحرم، ولحله حِين أحل قبل أَن يطوف. وَبسطت يَديهَا. الحديث: 3150 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 وَفِي حَدِيث مَالك عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أطيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لإحرامه ولحله قبل أَن يطوف بِالْبَيْتِ. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن عبد الرَّحْمَن نَحوه، وَفِيه: طيبته قبل أَن يفِيض بمنى. وَفِي حَدِيث مَنْصُور بن زَاذَان عَن عبد الرَّحْمَن قَالَت: كنت أطيب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن يحرم، وَيَوْم النَّحْر، وَقبل أَن يطوف بِالْبَيْتِ بطيبٍ فِيهِ مسك. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عمر بن عبد الله بن عُرْوَة، عَن عُرْوَة وَالقَاسِم بن مُحَمَّد جَمِيعًا عَن عَائِشَة قَالَت: طيبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي بذريرة فِي حجَّة الْوَدَاع، للْحلّ وَالْإِحْرَام ". وَلَيْسَ لعمر بن عبد الله بن عُرْوَة عَن عُرْوَة، وَلَا عَن الْقَاسِم فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. وَلمُسلم من حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: طيبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِحلِّهِ ولحرمه. وَمن حَدِيث أَفْلح بن حميد عَن الْقَاسِم، وَمن حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة، كِلَاهُمَا عَن عَائِشَة قَالَت: طييت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحرمه حِين أحرم، ولحله قبل أَن يطوف بِالْبَيْتِ. زَاد أَفْلح عَن الْقَاسِم: بيَدي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عُثْمَان بن عُرْوَة عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أطيب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد إِحْرَامه بأطيب مَا أجد. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عُثْمَان أَن أَبَاهُ قَالَ: سَأَلت عَائِشَة: بِأَيّ شيءٍ طيبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد إِحْرَامه؟ قَالَت: بأطيب الطّيب. وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَخِيه عُثْمَان قَالَت: كنت أطيب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأطيب مَا أقدر عَلَيْهِ قبل أَن يحرم، ثمَّ يحرم. وَلَيْسَ لعُثْمَان بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأسود بن يزِيد بن قيس عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أطيب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بأطيب مَا أجد حَتَّى أجد وبيص الطّيب فِي رَأسه ولحيته. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن الْأسود عَنْهَا قَالَت: كَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص الطّيب فِي مفارق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ محرم. وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم: وَهُوَ يهل. وَفِي حَدِيث سعيد بن جُبَير قَالَ: كَانَ ابْن عمر يدهن بالزيت، فَذَكرته لإِبْرَاهِيم فَقَالَ: مَا تصنع بقوله: حَدثنِي الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت: كَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص الطّيب فِي مفارق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ محرم؟ وَقَالَ خلف بن هِشَام فِي رِوَايَته عَن حَمَّاد بن زيد: وَذَلِكَ طيب إِحْرَامه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 وَفِي رِوَايَة أبي إِسْحَق السبيعِي عَن ابْن الْأسود عَن الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ أَن يحرم تطيب بأطيب مَا يجد، ثمَّ أرى وبيص الدّهن فِي رَأسه ولحيته بعد ذَلِك. وَلمُسلم فِي رِوَايَة أبي الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: كَأَنِّي أنظر إِلَى وبيص الطّيب فِي مفارق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُلَبِّي. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر قَالَ: سَأَلت عبد الله بن عمر عَن الرجل يتطيب ثمَّ يصبح محرما. فَقَالَ: مَا أحب أَن أصبح محرما أنضخ طيبا. لِأَن أطلي بقطران أحب إِلَيّ من أَن أفعل ذَلِك. فَقَالَت عَائِشَة: أَنا طيبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد إِحْرَامه، ثمَّ طَاف فِي نِسَائِهِ، ثمَّ أصبح محرما. قَالَ فِي حَدِيث شُعْبَة: ينضخ طيبا. وَلمُسلم من حَدِيث أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن، عَن أمه عمْرَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: طيبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لحرمه حِين أحرم، ولحله قبل أَن يفِيض بِالْبَيْتِ بأطيب مَا وجدت. 3151 - الثَّامِن: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ عُرْوَة بن الزبير لعَائِشَة: ألم تري إِلَى فُلَانَة بنت الحكم، طَلقهَا زَوجهَا الْبَتَّةَ فَخرجت فَقَالَت: بئس مَا صنعت. فَقَالَ: ألم تسمعي إِلَى قَول فَاطِمَة؟ فَقَالَت: أما إِنَّه لَا خير لَهَا فِي ذكر ذَاك. الحديث: 3151 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 وَلمُسلم فِي حَدِيث شُعْبَة عَن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: مَا لفاطمة خيرٌ أَن تذكر هَذَا. تَعْنِي قَوْلهَا: لَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة. وللبخاري فِي حَدِيث مُحَمَّد بن بشار: أَن عَائِشَة قَالَت: مَا لفاطمة أَلا تتقي الله فِي قَوْلهَا: لَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة. وللبخاري أَيْضا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن عُرْوَة أَن عَائِشَة أنْكرت ذَلِك على فَاطِمَة. وَمن حَدِيث مَالك عَن يحيى بن سعيد عَن الْقَاسِم وَسليمَان بن يسَار: أَنه سمعهما يذكران أَن يحيى بن سعيد بن الْعَاصِ طلق بنت عبد الرَّحْمَن بن الحكم، فانتقلها عبد الرَّحْمَن، فَأرْسلت عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ إِلَى مَرْوَان وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة: اتَّقِ الله وارددها إِلَى بَيتهَا. قَالَ مَرْوَان فِي حَدِيث سُلَيْمَان: إِن عبد الرَّحْمَن غلبني. وَقَالَ فِي حَدِيث الْقَاسِم: أَو مَا بلغك شَأْن فَاطِمَة بنت قيس؟ قَالَت: لَا يَضرك أَن تذكر حَدِيث فَاطِمَة. فَقَالَ مَرْوَان: إِن كَانَ بك شرٌّ فحسبك مَا بَين هذَيْن من الشَّرّ. قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد ابْن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: عابت عَائِشَة ذَلِك أَشد الْعَيْب، وَقَالَت: إِن فَاطِمَة كَانَت فِي مَكَان وحشٍ مخيف على ناحيتها، فَلذَلِك أرخص لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: تزوج يحيى بن سعيد بن الْعَاصِ بنت عبد الرَّحْمَن بن الحكم، فَطلقهَا، فأخرجها من عِنْده، فعاب ذَلِك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 عَلَيْهِم عُرْوَة، فَقَالُوا: إِن فَاطِمَة قد خرجت. قَالَ عُرْوَة: فَأتيت عَائِشَة فَأَخْبَرتهَا بذلك، فَقَالَت: مَا لفاطمة خيرٌ فِي أَن تذكر هَذَا الحَدِيث. 3152 - التَّاسِع: عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة، عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: تَلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْآيَة: {هُوَ الَّذِي أنزل عَلَيْك الْكتاب مِنْهُ آياتٌ محكماتٌ هن أم الْكتاب وَأخر متشابهات فَأَما الَّذين فِي قُلُوبهم زيغٌ فيتبعون مَا تشابه مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَة وابتغاء تَأْوِيله وَمَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله والراسخون فِي الْعلم يَقُولُونَ آمنا بِهِ كلٌّ من عِنْد رَبنَا مَا يذكر إِلَّا أولُوا الْأَلْبَاب} [آل عمرَان] قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا رَأَيْت الَّذين يتبعُون مَا تشابه مِنْهُ فَأُولَئِك الَّذين سمى الله فاحذروهم. 3153 - الْعَاشِر: عَن عبد الله بن عبيد الله عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة حُفَاة عُرَاة غرلًا ". قلت: يَا رَسُول الله، النِّسَاء وَالرِّجَال جَمِيعًا ينظر بَعضهم إِلَى بعض؟ قَالَ: " يَا عَائِشَة، الْأَمر أَشد من أَن ينظر بَعضهم إِلَى بعض ". وَفِي حَدِيث خَالِد بن الْحَارِث: الْأَمر اشد من أَن يهمهم ذَاك ". 3154 - الْحَادِي عشر: عَن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ سفرا أَقرع بَين نِسَائِهِ، فَصَارَت الْقرعَة لعَائِشَة وَحَفْصَة. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ بِاللَّيْلِ سَار مَعَ عَائِشَة يتحدث، فَقَالَت حَفْصَة: أَلا تركبين الحديث: 3152 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 اللَّيْلَة بَعِيري وأركب بعيرك تنظرين وَأنْظر؟ فَقَالَت: بلَى. فركبت، فجَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جمل عَائِشَة وَعَلِيهِ حَفْصَة، فَسلم عَلَيْهَا، ثمَّ سَار حَتَّى نزلُوا، وافتقدته عَائِشَة، فَلَمَّا نزلُوا جعلت رِجْلَيْهَا بَين الْإِذْخر، وَتقول: يَا رب سلط عَليّ عقرباً أَو حَيَّة تلدغني، وَلَا أَسْتَطِيع أَن أَقُول لَهُ شَيْئا. 3155 - الثَّانِي عشر: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أَبِيه عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أحدث فِي أمرنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ ردٌ ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن جَعْفَر الزُّهْرِيّ عَن سعد بن إِبْرَاهِيم: من عمل عملا لَيْسَ عيه أمرنَا فَهُوَ رد ". 3156 - الثَّالِث عشر: عَن عبيد الله بن عمر عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة: أَن رجلا طلق امْرَأَته ثَلَاثًا، فَتَزَوجهَا رجل ثمَّ طَلقهَا، فَسئلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك، فَقَالَ: " لَا، حَتَّى يَذُوق الآخر من عسيلتها مَا ذاق الأول ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: طلق رجلٌ امْرَأَته، فَتزوّجت زوجا غَيره فَطلقهَا، وَكَانَ مَعَه مثل الهدبة فَلم تصل مِنْهُ إِلَى شيءٍ تريده، فَلم يلبث أَن طَلقهَا، فَأَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن زَوجي طَلقنِي، وَإِنِّي تزوجت زوجا غَيره، فَدخل بِي، فَلم يكن مَعَه إِلَّا مثل الهدبة، فَلم يقربنِي إِلَّا هنةً وَاحِدَة لم يصل مني إِلَى شَيْء، فأحل لزوجي الأول؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تحلين لزوجك الأول حَتَّى يَذُوق عُسَيْلَتك وتذوقي عُسَيْلَته " لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد عَن أبي مُعَاوِيَة. الحديث: 3155 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 وَأَخْرَجَا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: جَاءَت امْرَأَة رِفَاعَة الْقرظِيّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: كنت عِنْد رِفَاعَة الْقرظِيّ، فَأَبت طَلَاقي، فَتزوّجت عبد الرَّحْمَن بن الزبير، إِنَّمَا مَعَه مثل هدبة الثَّوْب. فَقَالَ: " تريدين أَن تَرْجِعِي إِلَى رِفَاعَة؟ لَا، حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته وَيَذُوق عُسَيْلَتك " زَاد فِي حَدِيث سُفْيَان: وَأَبُو بكر جَالس عِنْده، وخَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ بِالْبَابِ ينْتَظر أَن يُؤذن لَهُ. فَقَالَ: يَا أَبَا بكر، أَلا تسمع إِلَى هَذِه وَمَا تجْهر بِهِ عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث معمر وَغَيره: أَلا تزجر هَذِه عَمَّا تجْهر بِهِ عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمَا يزِيد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على التبسم. وَفِيه: وَمَا مَعَه يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا مثل هَذِه الهدبة - لهدبة أَخَذتهَا من جلبابها. وَفِي حَدِيث يزِيد وَغَيره: أَن رِفَاعَة طَلقهَا آخر ثَلَاث تَطْلِيقَات. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس: أَن رِفَاعَة طلق امْرَأَته، فَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن الزبير، فَأَتَت عَائِشَة وَعَلَيْهَا خمارٌ أَخْضَر، فشكت إِلَيْهَا خضرَة بجلدها، فَلَمَّا جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنِّسَاء ينصر بَعضهنَّ بَعْضًا، قَالَت عَائِشَة: مَا رَأَيْت مثل مَا يلقى الْمُؤْمِنَات، لجلدها أَشد خضرَة من ثوبها. قَالَ: وَسمع أَنَّهَا قد أَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فجَاء وَمَعَهُ ابْنَانِ من غَيرهَا، فَقَالَت: وَالله مَالِي إِلَيْهِ من ذَنْب إِلَّا أَن مَا مَعَه لَيْسَ بأغنى عني من هَذِه - وَأخذت هدبة من ثوبها. فَقَالَ: كذبت وَالله يَا رَسُول الله، إِنِّي لأنفضها نفض الْأَدِيم، وَلكنهَا ناشزٌ تُرِيدُ رِفَاعَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَإِن كَانَ ذَلِك لم تحلي وَلم تصلحي لَهُ، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 حَتَّى يَذُوق عُسَيْلَتك ". قَالَ: وَأبْصر مَعَه ابْنَيْنِ لَهُ، قَالَ: " أبنوك هَؤُلَاءِ؟ " قَالَ: نعم. قَالَ: " هَذَا الَّذِي تزعمين، فوَاللَّه لَهُم أشبه من الْغُرَاب بالغراب ". قَالَ الإِمَام أَبُو بكر البرقاني: هَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ مُرْسلا عَن بنْدَار، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حَمَّاد بن زيد ووهيب عَن أَيُّوب مُرْسلا. وَقد أسْندهُ سُوَيْد بن سعيد عَن عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ فَقَالَ فِيهِ: عَن ابْن عَبَّاس: أَن رِفَاعَة طلق امْرَأَته، فَتَزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن الزبير. . وَذكر الحَدِيث. 3157 - الرَّابِع عشر: عَن عبيد الله بن عمر عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن بِلَالًا يُؤذن بليلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادي ابْن أم مَكْتُوم ". وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن عبيد الله قَالَ: حَدثنَا الْقَاسِم عَن عَائِشَة، وَعَن نَافِع عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ... يَعْنِي وَذكره. هَذَا لفظ حَدِيث إِسْحَق ابْن مَنْصُور عَن أبي أُسَامَة. وَفِي حَدِيث عبيد الله بن إِسْمَاعِيل عَن أبي أُسَامَة عَن عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر، وَعَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة: أَن بِلَالًا كَانَ يُؤذن بلَيْل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤذن ابْن أم مَكْتُوم، فَإِنَّهُ لَا يُؤذن حَتَّى يطلع الْفجْر " إِلَى هُنَا لفظ أَحَادِيث البُخَارِيّ. وَفِي حَدِيث مُسلم نَحوه بالإسنادين وَفِيه زِيَادَة، وَهَذَا نَص مَا أخرج من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر، قَالَ: كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مؤذنان: بلالٌ وَابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن بِلَالًا يُؤذن بلَيْل، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤذن ابْن أم مَكْتُوم ". قَالَ، وَلم يكن بَينهمَا إِلَّا أَن ينزل هَذَا ويرقى هَذَا. الحديث: 3157 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 وَفِي عقبه عِنْده مُتَّصِلا بِهِ من حَدِيث عبيد الله عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثلِهِ. كَذَا قَالَ. وَقد أفرد مُسلم الزِّيَادَة وَحدهَا فِي كتاب " الْأَذَان " من حَدِيث عبيد الله عَن نَافِع عَن ابْن عمر، قَالَ: كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مؤذنان: بلالٌ وَابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى. وَفِي عقبه من حَدِيث عبيد الله عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة مثله. وَقد أخرج مُسلم بعض هَذِه الزِّيَادَة من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ ابْن أم مَكْتُوم يُؤذن لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ أعمى. 3158 - الْخَامِس عشر: عَن ابْن عون - عبد الله بن عون - عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: أَنا فتلت تِلْكَ القلائد من عهنٍ كَانَ عندنَا، فَأصْبح فِينَا حَلَالا، يَأْتِي مَا يَأْتِي الْحَلَال من أَهله، أَو يَأْتِي مَا يَأْتِي الرجل من أَهله. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أَفْلح بن حميد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: فتلت قلائد بدن رَسُول الله، ثمَّ أشعرها وقلدها، ثمَّ بعث بهَا إِلَى الْبَيْت، فَمَا حرم عَلَيْهِ شَيْء كَانَ لَهُ حلا ". وَلمُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أفتل قلائد هدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي هَاتين، ثمَّ لَا يعتزل شَيْئا وَلَا يتْركهُ. الحديث: 3158 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 وَمن حَدِيث أَيُّوب بن أبي تَمِيمَة السّخْتِيَانِيّ عَن الْقَاسِم وَأبي قلَابَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبْعَث بِالْهَدْي، أفتل قلائدها بيَدي، ثمَّ لَا يمسك عَن شَيْء، لَا يمسك عَن الْحَلَال. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث ابْن شهَاب عَن عُرْوَة وَعمرَة أَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهدي من الْمَدِينَة، فأفتل قلائد هَدْيه، ثمَّ لَا يجْتَنب شَيْئا مِمَّا يجْتَنب الْمحرم. وَلمُسلم من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَأَنِّي أنظر إِلَى قلائد هدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... ثمَّ ذكر نَحوه. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أفتل القلائد للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فيقلد الْغنم، وَيُقِيم فِي أَهله حَلَالا. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن جحادة، قَالَت: كُنَّا نقلد الشَّاء فنرسل بهَا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلالٌ لم يحرم مِنْهُ شيءٌ. وَمن حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع أَنه أَتَى عَائِشَة فَقَالَ: يَا أم الْمُؤمنِينَ، إِن رجلا يبْعَث بِالْهَدْي إِلَى الْكَعْبَة، وَيجْلس فِي الْمصر فيوصي أَن تقلد بدنته فَلَا يزَال من ذَلِك الْيَوْم محرما حَتَّى يحل النَّاس، قَالَ: فَسمِعت تصفيقها من وَرَاء الْحجاب، وَقَالَت: لقد كنت أفتل قلائد هدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فيبعث هَدْيه إِلَى الْكَعْبَة، فَمَا يحرم عَلَيْهِ شَيْء مِمَّا حل للرجل من أَهله حَتَّى يرجع النَّاس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 وَحَدِيث أبي نعيم عَن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة مُخْتَصر، قَالَت: فتلت لهدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَعْنِي القلائد - قبل أَن يحرم. وَأَخْرَجَا أَيْضا من حَدِيث عبيد الله بن أبي بكر بن حزم عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن أَن زِيَاد بن أبي سُفْيَان كتب إِلَى عَائِشَة: إِن عبيد الله بن عَبَّاس قَالَ: من أهْدى هَديا حرم عَلَيْهِ مَا يحرم على الْحَاج حَتَّى ينْحَر هَدْيه، وَقد بعثت بهديي فاكتبي إِلَيّ بِأَمْرك، قَالَت عمْرَة: قَالَت عَائِشَة: لَيْسَ كَمَا قَالَ ابْن عَبَّاس، أَنا فتلت قلائد هدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي ثمَّ قلدها بِيَدِهِ، ثمَّ بعث بهَا مَعَ أبي، فَلم يحرم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شيءٌ أحله الله لَهُ حَتَّى نحر الْهَدْي. 3159 - السَّادِس عشر: عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء نَحْو الحلاب، فَأخذ بكفه، بَدَأَ بشق رَأسه الْأَيْمن، ثمَّ الْأَيْسَر، ثمَّ أَخذ بكفيه فَقَالَ بهما على رَأسه. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يغْتَسل من إِنَاء هُوَ الْفرق - من الْجَنَابَة. وَفِي حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: كنت أَغْتَسِل أَنا وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد من قدح يُقَال لَهُ الْفرق. وَفِي حَدِيث اللَّيْث وسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ بِنَحْوِهِ. قَالَ سُفْيَان: وَالْفرق ثَلَاثَة آصَع. الحديث: 3159 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 قَالَ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فِي كِتَابه فِي " الغريبين ": الْفرق بِالْفَتْح سِتَّة عشر رطلا - وَالْفرق بالتسكين مائَة وَعِشْرُونَ رطلا. وَقد حكى أَبُو مَسْعُود فِي أَفْرَاد مُسلم من تَرْجَمَة هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن مُسلما أخرجه من حَدِيث هِشَام عَن أَبِيه، وَلَيْسَ فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم إِلَّا الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة. وَأَخْرَجَا أَيْضا من حَدِيث أبي بكر عبد الله بن حَفْص بن عمر بن سعد عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: دخلت على عَائِشَة أَنا وأخوها من الرضَاعَة، فَسَأَلَهَا عَن غسل الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْجَنَابَة، فدعَتْ بِإِنَاء قدر الصَّاع، فاغتسلت وبيننا وَبَينهَا ستر، وأفرغت على رَأسهَا ثَلَاثًا. قَالَ: وَكَانَ أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْخُذن من رؤوسهن حَتَّى يكون كالوفرة. وَفِي حَدِيث عبد الصَّمد عَن شُعْبَة: نَحوا من صَاع. قَالَ البُخَارِيّ: فَقَالَ يزِيد بن هَارُون وبهز والجدي عَن شُعْبَة: قدر صَاع. جمع مُسلم هَذِه الْأَحَادِيث فِي مَوضِع وَاحِد، وتأولها على مَا ظهر من جمعه لَهَا. وَمن التَّرْجَمَة الْمَذْكُورَة فِي حَاشِيَة كِتَابه على أَنه عني بهَا الْمَقَادِير والآنية وَجعل حَدِيث الحلاب مَعهَا. وَفِي كتاب البُخَارِيّ مَا رُبمَا ظن الظَّان أَنه قد تَأَوَّلَه على أَنه نوع الطّيب يكون قبل الْغسْل، لِأَنَّهُ ترْجم الْبَاب بذلك، فَقَالَ: بَاب من بَدَأَ بالحلاب وَالطّيب عِنْد الْغسْل " وَفِي بعض النّسخ: " أَو الطّيب " ثمَّ ذكر الحَدِيث، وَلم يذكر غَيره فِي الْبَاب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 وَقد ذكر أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فِي " الغريبين " فِي بَاب الْحَاء فَقَالَ: وَفِي حَدِيث: كَانَ إِذا اغْتسل دَعَا بِإِنَاء نَحْو الحلاب، قَالَ: والحلاب والمحلب: الْإِنَاء الَّذِي تحلب فِيهِ ذَوَات الألبان. ثمَّ رَأَيْت بعد ذَلِك لأبي سُلَيْمَان، أَحْمد بن مُحَمَّد ابْن إِبْرَاهِيم الْخطابِيّ قَالَ: الحلاب: إِنَاء يَتَّسِع قدر حلبة نَاقَة. قَالَ: وَقد ذكره مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِي كِتَابه، وتأوله على اسْتِعْمَال الطّيب فِي الطّهُور، قَالَ: وَأَحْسبهُ توهم أَنه أُرِيد بِهِ المحلب الَّذِي يسْتَعْمل فِي غسل الْأَيْدِي، وَلَيْسَ هَذَا من الطّيب فِي شَيْء، وَإِنَّمَا هُوَ على مَا فسرت لَك من ذَلِك. 3160 - السَّابِع عشر: عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان الجُمَحِي عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، مِنْهَا الْوتر وركعتا الْفجْر. وَلَفظ حَدِيث عبد الله بن نمير عَن حَنْظَلَة: كَانَت صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عشر رَكْعَات، ويوتر بِسَجْدَة، ويركع رَكْعَتي الْفجْر، فَتلك ثَلَاث عشرَة. وَأَخْرَجَا أَيْضا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، فَإِذا طلع الْفجْر صلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين ثمَّ اضْطجع على شقة الْأَيْمن حَتَّى يَجِيء الْمُؤَذّن فيؤذنه. وَفِي حَدِيث شُعَيْب الزُّهْرِيّ قَالَ: حَدثنِي عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، كَانَت تِلْكَ صلَاته - تَعْنِي بِاللَّيْلِ - فَيسْجد السَّجْدَة من ذَلِك قدر مَا يقْرَأ أحدكُم خمسين آيَة - قبل أَن يرفع رَأسه، ويركع رَكْعَتَيْنِ قبل الحديث: 3160 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 صَلَاة الْفجْر، ثمَّ يضطجع على شقَّه الْأَيْمن حَتَّى يَأْتِيهِ الْمُؤَذّن للصَّلَاة. وَفِي حَدِيث يحيى بن يحيى عَن مَالك عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، يُوتر مِنْهَا بِوَاحِدَة، فَإِذا فرغ مِنْهَا اضْطجع على شقَّه حَتَّى يَأْتِيهِ الْمُؤَذّن فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ خفيفتين. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن الزُّهْرِيّ، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي مَا بَين أَن يفرغ من صَلَاة الْعشَاء - وَهِي الَّتِي يَدْعُو النَّاس الْعَتَمَة - إِلَى الْفجْر، إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، يسلم بَين كل رَكْعَتَيْنِ، ويوتر بِوَاحِدَة، فَإِذا سكت الْمُؤَذّن من صَلَاة الْفجْر وَتبين لَهُ الْفجْر وجاءه الْمُؤَذّن قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين ثمَّ اضْطجع على شقَّه الْأَيْمن حَتَّى يَأْتِيهِ الْمُؤَذّن للإقامة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، ويوتر من ذَلِك بِخمْس، لَا يجلس فِي شئ إِلَّا فِي آخرهَا. وَفِي حَدِيث مَالك بن هِشَام: كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، ثمَّ يُصَلِّي إِذا سمع النداء بالصبح رَكْعَتَيْنِ خفيفتين. وَلمُسلم من حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي ثَلَاث عشرَة رَكْعَة بركعتي الْفجْر. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي سَلمَة أَنه سَأَلَ عَائِشَة: كَيفَ كَانَت صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَمَضَان؟ قَالَت: مَا كَانَ يزِيد فِي رَمَضَان وَلَا فِي غَيره على إِحْدَى عشرَة رَكْعَة، يُصَلِّي أَرْبعا، فَلَا تسْأَل عَن حسنهنَّ وطولهن، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 ثمَّ يُصَلِّي أَربع رَكْعَات لَا تسْأَل عَن حسنهنَّ وطولهن، ثمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، قَالَت عَائِشَة: فَقلت يَا رَسُول الله أتنام قبل أَن توتر؟ فَقَالَ: " يَا عَائِشَة، إِن عَيْني تنامان وَلَا ينَام قلبِي ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة عَن صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: كَانَ يُصَلِّي ثَلَاث عشرَة رَكْعَة، يُصَلِّي ثَمَان ركعاتٍ، ثمَّ يُوتر، ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالس، فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع قَامَ فَرَكَعَ، ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَين النداء وَالْإِقَامَة من صَلَاة الصُّبْح. وَلمُسلم من حَدِيث شَيبَان وَمُعَاوِيَة بن سَلام عَن يحيى بِنَحْوِهِ، غير أَن فِي حَدِيثهمَا تسع رَكْعَات قَائِما، يُوتر مِنْهُنَّ. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْعشَاء، ثمَّ ثَمَان رَكْعَات، وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسا، وَرَكْعَتَيْنِ بَين النداءين، وَلم يكن يدعهما أبدا. وَلَيْسَ لعراك بن مَالك عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. وَلمُسلم من حَدِيث عبد الله بن أبي لبيد عَن أبي سَلمَة قَالَ: أتيت عَائِشَة فَقلت: أَي أمه، أَخْبِرِينِي عَن صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَت: كَانَت صلَاته فِي شهر رَمَضَان وَغَيره ثَلَاث عشرَة رَكْعَة بِاللَّيْلِ، مِنْهَا رَكعَتَا الْفجْر. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث مَسْرُوق قَالَ: سَأَلت عَائِشَة عَن صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: سبع وتسع، وَإِحْدَى عشرَة رَكْعَة، سوى رَكْعَتي الْفجْر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 وَأخرج مُسلم من حَدِيث عبد الله بن شَقِيق قَالَ: سَأَلت عَائِشَة عَن صَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، عَن تطوعه، فَقَالَت: كَانَ يُصَلِّي فِي بَيته قبل الظّهْر أَرْبعا، ثمَّ يخرج فَيصَلي النَّاس، ثمَّ يدْخل فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْمغرب ثمَّ يدْخل فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصلي بِالنَّاسِ الْعشَاء وَيدخل بَيْتِي فَيصَلي رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل تسع رَكْعَات فِيهِنَّ الْوتر، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلًا طَويلا قَائِما، وليلاً طَويلا قَاعِدا، وَكَانَ إِذا قَرَأَ وَهُوَ قائمٌ ركع وَسجد وَهُوَ قائمٌ، وَإِذا قَرَأَ قَاعِدا ركع وَسجد وَهُوَ قاعدٌ، وَكَانَ إِذا صلى الْفجْر صلى رَكْعَتَيْنِ. 3161 - الثَّامِن عشر: عَن أَفْلح بن حميد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد، تخْتَلف أَيْدِينَا فِيهِ، من الْجَنَابَة. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة عَن أبي بكر عبد الله بن حَفْص بن عمر بن سعد عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أَغْتَسِل أَنا وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد، من جَنَابَة. وَعَن شُعْبَة عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة مثله. وَمن حَدِيث هِشَام بن حسان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يوضع لي ولرسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا المركن، فنشرع فِيهِ جَمِيعًا. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أَغْتَسِل وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد. وَذكره أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث مُسَدّد عَن حَمَّاد بن زيد كَمَا حكى أَبُو مَسْعُود. وَلم الحديث: 3161 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 أجد فِيمَا عندنَا من كتاب البُخَارِيّ. بلَى وجدت فِي الْموضع الَّذِي دلّ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُود من كتاب " الطَّهَارَة " حَدِيثا عَن مُسَدّد عَن حَمَّاد بن زيد عَن هِشَام عَن أَبِيه أَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة غسل يَده. لم يزدْ. وَهَذَا طرف لم يذكرهُ أَبُو مَسْعُود فِي التَّرْجَمَة، فَإِن كَانَ أَبُو مَسْعُود أَشَارَ إِلَى هَذَا فَلَيْسَ مِنْهُ مَا ذكر. وَأخرجه مُسلم مَعَ زِيَادَة معنى آخر من حَدِيث بكير بن الْأَشَج عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل بَدَأَ بِيَمِينِهِ، فصب عَلَيْهَا من المَاء فغسلها، ثمَّ صب المَاء على الأذي الَّذِي بِهِ بِيَمِينِهِ، وَغسل عَنهُ بِشمَالِهِ، حَتَّى إِذا فرغ من ذَلِك صب على رَأسه. قَالَت عَائِشَة: وَكنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد وَنحن جنبان. وَمن حَدِيث معَاذَة العدوية عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء بيني وَبَينه وَاحِد، فيبادرني حَتَّى أَقُول: دع لي دع لي. قَالَ: وهما جنبان. 3162 - التَّاسِع عشر: عَن نَافِع عَن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق - وَيعرف بِأبي بكر بن أبي عَتيق - أَنه أخبر عبد الله بن عمر عَن عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: " ألم تري أَن قَوْمك حِين بنوا الْكَعْبَة اقتصروا عَن قَوَاعِد إِبْرَاهِيم؟ " فَقلت: يَا رَسُول الله، أَلا تردها على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر لفَعَلت " فَقَالَ عبد الله بن عمر: لَئِن كَانَت عَائِشَة سَمِعت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مَا أرى أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ترك استلام الرُّكْنَيْنِ اللَّذين يليان الْحجر، إِلَّا أَن الْبَيْت لم يتمم على قَوَاعِد إِبْرَاهِيم. الحديث: 3162 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 وَفِي حَدِيث بكير بن الْأَشَج عَن نَافِع أَنَّهَا قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَوْلَا أَن قَوْمك حديثو عهد بجاهلية - أَو قَالَ: بِكفْر - لأنفقت كنز الْكَعْبَة فِي سَبِيل الله، ولجعلت بَابهَا بِالْأَرْضِ، ولأدخلت فِيهَا من الْحجر ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَوْلَا حَدَاثَة عهد قَوْمك بالْكفْر، لنقضت الْكَعْبَة، ثمَّ لبنيته على أساس إِبْرَاهِيم؛ فَإِن قُريْشًا استقصرت بناءه، وَجعلت لَهُ خلفا ". قَالَ هِشَام: يَعْنِي بَابا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْجدر، أَمن الْبَيْت هُوَ؟ قَالَ: " نعم " قلت: فَمَا لَهُم لم يدخلوه فِي الْبَيْت؟ قَالَ: " إِن قَوْمك قصرت بهم النَّفَقَة ". قلت: فَمَا شَأْن بَابه مرتفعاً؟ قَالَ: " فعل ذَلِك قَوْمك ليدخلوا من شَاءُوا ويمنعوا من شَاءُوا، وَلَوْلَا أَن قَوْمك حَدِيث عَهدهم بالجاهلية، فَأَخَاف أَن تنكر قُلُوبهم أَن أَدخل الْجدر فِي الْبَيْت، وَأَن ألصق بَابه بِالْأَرْضِ ". وَفِي حَدِيث شَيبَان عَن أَشْعَث بن أبي الشعْثَاء قَالَت: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْحجر ... وَذكره بِمَعْنَاهُ. وَفِيه: فَقلت: مَا شَأْن بَابه مرتفعاً لَا يصعد إِلَيْهِ إِلَّا بسلم؟ وَفِيه: " مَخَافَة أَن تنفر قُلُوبهم ". وَفِي حَدِيث عبيد الله بن مُوسَى عَن إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَق أَن الْأسود قَالَ: قَالَ لي ابْن الزبير: كَانَت عَائِشَة تسر إِلَيْك كثيرا، فَمَا حدثتك فِي الْكَعْبَة؟ قلت: قَالَت لي: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عَائِشَة، لَوْلَا أَن قَوْمك حديثٌ عَهدهم - قَالَ ابْن الزبير: بكفرٍ - لنقضت الْكَعْبَة، فَجعلت لَهَا بَابَيْنِ: بَاب يدْخل النَّاس مِنْهُ، وَبَاب يخرجُون " فَفعله ابْن الزبير. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي روح يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَة، لَوْلَا أَن قَوْمك حَدِيث عهدٍ بجاهلية، لأمرت بِالْبَيْتِ فهدم، فأدخلت فِيهِ مَا أخرج مِنْهُ، ولألزقته بِالْأَرْضِ، وَجعلت لَهُ بَابَيْنِ: بَابا شرقياً، وباباً غربياً، فبلغت بِهِ أساس إِبْرَاهِيم ". فَذَلِك الَّذِي حمل ابْن الزبير على هَدمه. قَالَ يزِيد: وَشهِدت ابْن الزبير حِين هَدمه وبناه، وَأدْخل فِيهِ من الْحجر. وَقد رَأَيْت أساس إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام حِجَارَة كأسنمة الْإِبِل. قَالَ جرير بن حَازِم: فَقلت لَهُ - يَعْنِي ليزِيد بن رُومَان: أَيْن مَوْضِعه؟ فَقَالَ: أريكه الْآن. فَدخلت مَعَه الْحجر، فَأَشَارَ إِلَى مكانٍ، فَقَالَ: هَا هُنَا. قَالَ جرير: فحزرت من الْحجر سِتَّة أذرعٍ أَو نَحْوهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سعيد بن ميناء قَالَ: سَمِعت عبد الله بن الزبير يَقُول: حَدَّثتنِي خَالَتِي - يَعْنِي عَائِشَة - قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عَائِشَة، لَوْلَا أَن قَوْمك حديثو عهد بشرك، لهدمت الْكَعْبَة فألزقتها بِالْأَرْضِ، وَجعلت لَهَا بَابَيْنِ: بَابا شرقياً وباباً غربياً، وزدت فِيهَا سِتَّة أَذْرع من الْحجر، فَإِن قُريْشًا اقتصرتها حَيْثُ بنت الْكَعْبَة ". وَمن حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح بأطول من هَذَا قَالَ: لما احْتَرَقَ الْبَيْت زمن يزِيد ابْن مُعَاوِيَة حِين غَزَاهَا أهل الشَّام، فَكَانَ من أمره مَا كَانَ، تَركه ابْن الزبير حَتَّى قدم النَّاس الْمَوْسِم يُرِيد أَن يرجئهم أَو يحربهم على أهل الشَّام، فَلَمَّا صدر النَّاس قَالَ: يأيها النَّاس، أَشِيرُوا عَليّ فِي الْكَعْبَة، أأنقضها ثمَّ أبني بناءها أَو أصلح مَا وَهِي مِنْهَا؟ قَالَ ابْن عَبَّاس: فَإِنِّي قد فرق لي رأيٌ فِيهَا: أَن تصلح مَا وهى مِنْهَا، وَتَدَع بَيْتا أسلم النَّاس عَلَيْهِ، وأحجاراً أسلم النَّاس عَلَيْهَا، وَبعث عَلَيْهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ ابْن الزبير: لَو كَانَ أحدكُم احْتَرَقَ بَيته مَا رَضِي حَتَّى يجده، فَكيف بَيت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 ربكُم؟ إنى مستخيرٌ رَبِّي ثَلَاثًا، ثمَّ عازمٌ على أَمْرِي. فَلَمَّا مضى الثَّلَاث أجمع رَأْيه على أَن ينقضها، فتحاماه النَّاس أَن ينزل بِأول النَّاس يصعد فِيهِ أمرٌ من السَّمَاء، حَتَّى صعده رجلٌ، فَألْقى مِنْهُ حِجَارَة، فَلَمَّا لم يره النَّاس أَصَابَهُ شيءٌ تتابعوا، فنقضوه حَتَّى بلغُوا بِهِ الأَرْض، فَجعل ابْن الزبير أعمدة، فَستر عَلَيْهَا الستور حَتَّى ارْتَفع بِنَاؤُه. وَقَالَ ابْن الزبير: إِنِّي سَمِعت عَائِشَة تَقول: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَوْلَا أَن النَّاس حديثٌ عَهدهم بِكفْر، وَلَيْسَ عِنْدِي من النَّفَقَة مَا يُقَوي على بنائِهِ، لَكُنْت أدخلت قيه من الْحجر خمس أَذْرع، ولجعلت بِهِ بَابا يدْخل النَّاس مِنْهُ وباباً يخرج النَّاس مِنْهُ. " قَالَ: فَأَنا الْيَوْم أجد مَا أنْفق، وَلست أَخَاف النَّاس، قَالَ: فَزَاد فِيهِ خمس أَذْرع من الْحجر، حَتَّى أبدى أساً نظر النَّاس إِلَيْهِ. فَبنى عَلَيْهِ الْبناء، وَكَانَ طول الْكَعْبَة ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا، فَلَمَّا زَاد فِيهِ استقصره، فَزَاد فِي طوله عشرَة أَذْرع، وَجعل لَهُ بَابَيْنِ أَحدهمَا يدْخل مِنْهُ، وَالْآخر يخرج مِنْهُ. فَلَمَّا قتل ابْن الزبير كتب الْحجَّاج إِلَى عبد الله بن مَرْوَان يُخبرهُ بذلك، ويخبره أَن ابْن الزبير قد وضع الْبناء على أسٍّ نظر إِلَيْهِ الْعُدُول من أهل مَكَّة، فَكتب إِلَيْهِ عبد الْملك: إِنَّا لسنا من تلطيخ ابْن الزبير فِي شَيْء. أما مَا زَاد فِي طوله فأقره، وَأما مَا زَاد فِيهِ من الْحجر فَرده إِلَى بنائِهِ، وسد الْبَاب الَّذِي فَتحه. فنقضه وَأَعَادَهُ إِلَى بنائِهِ. وَمن حَدِيث عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر والوليد بن عَطاء عَن الْحَارِث بن عبد الله ابْن أبي ربيعَة، قَالَ عبد الله بن عبيد: وَفد الْحَارِث على عبد الْملك بن مَرْوَان فِي خِلَافَته، فَقَالَ: مَا أَظن أَبَا خبيبٍ - يَعْنِي ابْن الزبير - سمع من عَائِشَة مَا كَانَ يزْعم أَنه سَمعه مِنْهَا. قَالَ الْحَارِث: بلَى، أَنا سمعته مِنْهَا. قَالَ: سَمعتهَا تَقول مَاذَا؟ قَالَ: قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن قَوْمك استقصروا من بُنيان الْبَيْت، وَلَوْلَا حدثان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 عَهدهم بالشرك أعدت مَا تركُوا مِنْهُ، فَإِن بدا لقَوْمك من بعدِي أَن يبنوه فهلمي لأريك مَا تركُوا مِنْهُ ". فأراها قَرِيبا من سَبْعَة أَذْرع. هَذَا حَدِيث عبد الله بن عبيد. وَزَاد عَلَيْهِ الْوَلِيد بن عَطاء: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ولجعلت لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الأَرْض: شرقياً وغربياً. وَهل تدرين لم كَانَ قَوْمك رفعوا بَابهَا؟ " قَالَت: لَا. قَالَ: " تعززاً أَلا يدخلهَا إِلَّا من أَرَادوا، فَكَانَ الرجل إِذا هُوَ أَرَادَ أَن يدخلهَا يَدعُونَهُ يرتقي حَتَّى إِذا كَاد أَن يدْخل دفعوه فَسقط ". قَالَ عبد الْملك لِلْحَارِثِ: أَأَنْت سَمعتهَا تَقول هَذَا؟ قَالَ: نعم. قَالَ: فَنكتَ سَاعَة بعصاه، ثمَّ قَالَ: وددت أَنِّي تركته وَمَا تحمل. وَمن حَدِيث حَاتِم بن أبي صَغِيرَة عَن أبي قزعة: أَن عبد الْملك بن مَرْوَان، بَيْنَمَا هُوَ يطوف بِالْبَيْتِ، إِذْ قَالَ: قَاتل الله ابْن الزبير حَيْثُ يكذب على أم الْمُؤمنِينَ، يَقُول: سَمعتهَا تَقول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عَائِشَة، لَوْلَا حدثان قَوْمك بالْكفْر، لنقضت الْبَيْت حَتَّى أَزِيد فِيهِ من الْحجر، فَإِن قَوْمك قصروا فِي الْبناء ". فَقَالَ الْحَارِث بن عبد الله بن أبي ربيعَة: لَا تقل هَذَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، فَأَنا سَمِعت أم الْمُؤمنِينَ تحدث هَذَا. قَالَ: لَو كنت سمعته قبل أَن أهدمه لتركته على مَا بنى ابْن الزبير. 3163 - الْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أبي عبد الله عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام عَن عَائِشَة قَالَت: الصَّلَاة أول مَا فرضت رَكْعَتَيْنِ، فأقرت صَلَاة السّفر، وأتمت صَلَاة الْحَضَر. قَالَ الزُّهْرِيّ: فَقلت لعروة: فَمَا بَال عَائِشَة تتمّ؟ قَالَ: تأولت كَمَا تَأَول عُثْمَان. وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ بِالْإِسْنَادِ: فرضت الصَّلَاة رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ هَاجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفرضت أَرْبعا، وَتركت صَلَاة السّفر على الأول. كَذَا رَوَاهُ يزِيد بن زُرَيْع عَن معمر. الحديث: 3163 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 وَفِي حَدِيث يُونُس عَن ابْن شهَاب: فرض الله الصَّلَاة حِين فَرضهَا رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ أتمهَا فِي الْحَضَر، وأقرت صَلَاة السّفر على الْفَرِيضَة الأولى. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث صَالح بن كيسَان مولى بني غفار عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: فرض الله الصَّلَاة حِين فَرضهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فِي الْحَضَر وَالسّفر، فأقرت صَلَاة السّفر، وَزيد فِي صَلَاة الْحَضَر. 3164 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يحدث حَدِيثا لَو عده الْعَاد لأحصاه. وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: أَلا يُعْجِبك أَبُو فلَان؟ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانب حُجْرَتي يحدثني عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسمعني ذَلِك، وَكنت أسبح، فَقَامَ قبل أَن أَقْْضِي سبحتي، وَلَو أَدْرَكته لرددت عَلَيْهِ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يسْرد الحَدِيث كَسَرْدِكُمْ. 3165 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: جَاءَت هِنْد بنت عتبَة بن ربيعَة فَقَالَت: وَالله يَا رَسُول الله مَا كَانَ على ظهر الأَرْض أهل خباء أحب إِلَيّ أَن يذلوا من أهل خبائك، وَمَا أصبح الْيَوْم على ظهر الأَرْض أهل خباءٍ أحب إِلَيّ أَن يعزوا من أهل خبائك. ثمَّ قَالَت: إِن أَبَا سُفْيَان رجل مسيك، فَهَل الحديث: 3164 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 عَليّ جناحٌ فِي أَن أطْعم من الَّذِي لَهُ عيالنا؟ قَالَ لَهَا: " لَا حرج عَلَيْك أَن تطعميهم بِالْمَعْرُوفِ ". وَمن حَدِيث عَبْدَانِ عَن ابْن الْمُبَارك عَن يُونُس. وَفِي حَدِيث معمر وَابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ بعد قَول هِنْد فِي الْمحبَّة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَأَيْضًا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ " ثمَّ قَالَت: إِن أَبَا سُفْيَان رجل مسيك. . الحَدِيث. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن هنداً قَالَت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أَبَا سُفْيَان رجلٌ شحيحٌ فأحتاج إِلَى أَن آخذ من مَاله قَالَ: " خذي مَا يَكْفِيك وولدك بِالْمَعْرُوفِ ". وَفِي حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن هِشَام قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا سُفْيَان رجل شحيح، وَلَيْسَ يعطيني مَا يَكْفِينِي وَوَلَدي إِلَّا مَا أخذت مِنْهُ وَهُوَ لَا يعلم. قَالَ: " خذي مَا يَكْفِيك وولدك بِالْمَعْرُوفِ ". 3166 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: إِن أَفْلح أَخا أبي القعيس اسْتَأْذن عَليّ بعد مَا نزل الْحجاب، فَقلت: وَالله لَا آذن لَهُ حَتَّى اسْتَأْذن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِن أَخا أبي القعيس لَيْسَ هُوَ أرضعني، وَلَكِن أرضعتني امْرَأَة أبي القعيس: فَدخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت لَهُ: يَا رَسُول الله، إِن الرجل لَيْسَ هُوَ أرضعني وَلَكِن أرضعتني امْرَأَته. فَقَالَ: " ائذني لَهُ، فَإِنَّهُ عمك - تربت يَمِينك ". قَالَ عُرْوَة: فبذلك كَانَت عَائِشَة تَقول: حرمُوا من الرضَاعَة مَا يحرم من النّسَب. الحديث: 3166 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 وَفِي حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، وَفِيه: فَدخل عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: يَا رَسُول الله، إِن أَفْلح أَخا أبي القعيس اسْتَأْذن، فأبيت أَن آذن لَهُ حَتَّى استأذنك. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا يمنعك أَن تَأْذَنِي لعمك؟ " قلت: يَا رَسُول الله، إِن الرجل لَيْسَ أرضعني. . وَذكر الحَدِيث. وَحَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ مُخْتَصر: أَن أَفْلح أَخا أبي القعيس جَاءَ يسْتَأْذن عَلَيْهَا، وَهُوَ عَمها من الرضَاعَة بعد أَن نزل الْحجاب، فأبيت أَن آذن لَهُ، فَلَمَّا جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخْبرته بِالَّذِي صنعت، فَأمرنِي أَن آذن لَهُ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة. . وَذكر الحَدِيث بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ، وَفِيه: إِنَّه عمك، فليلج عَلَيْك ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: اسْتَأْذن عَليّ أَفْلح فَلم آذن لَهُ، فَقَالَ: أتحتجبين مني وَأَنا عمك؟ فَقلت: كَيفَ ذَلِك: قَالَ: أَرْضَعتك امْرَأَة أخي بِلَبن أخي. قَالَت: فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " صدق أَفْلح، ائذني لَهُ ". وَفِي حَدِيث الحكم عَن عرَاك نَحوه، وَفِيه: فأبيت أَن آذن لَهُ، فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت لَهُ ذَلِك فَقَالَ: " ليدْخل عَلَيْك، فَإِنَّهُ عمك ". وَلمُسلم من حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب عَن عرَاك: أَن عَمها من الرضَاعَة يُسمى أَفْلح اسْتَأْذن عَلَيْهَا فَحَجَبَتْهُ، فَأخْبرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " لَا تَحْتَجِبِي مِنْهُ؛ فَإِنَّهُ يحرم من الرضَاعَة مَا يحرم من النّسَب ". وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 عمْرَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عِنْدهَا، وَأَنَّهَا سَمِعت صَوت رجل يسْتَأْذن فِي بَيت حَفْصَة، قَالَت عَائِشَة: فَقلت: يَا رَسُول الله، هَذَا رجلٌ يسْتَأْذن فِي بَيْتك. قَالَت: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرَاهُ فلَانا " لعم حَفْصَة فِي الرضَاعَة. فَقَالَت عَائِشَة: يَا رَسُول الله: لَو كَانَ فلانٌ حَيا - لعمها من الرضَاعَة - دخل عَليّ؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم، إِن الرضَاعَة تحرم مَا تحرم الْولادَة ". وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة وَابْن جريج عَن عبد الله بن أبي بكر - الْمسند مِنْهُ فَقَط: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يحرم من الرضَاعَة مَا يحرم من الْولادَة ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَطاء عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: اسْتَأْذن عَليّ عمي من الرضَاعَة أَبُو الْجَعْد، فرددته. قَالَ هِشَام بن عُرْوَة: إِنَّمَا هُوَ أَبُو القعيس. فَلَمَّا جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخْبرته ذَلِك فَقَالَ: " فَهَلا أَذِنت لَهُ، تربت يَمِينك - أَو يدك ". 3167 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة أَنه سَأَلَ عَائِشَة قَالَ: {وَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا فِي الْيَتَامَى} إِلَى قَوْله: {أَو مَا ملكت أَيْمَانكُم} [النِّسَاء] . قَالَت: يَا ابْن أُخْتِي، هَذِه الْيَتِيمَة تكون فِي حجر وَليهَا، فيرغب فِي جمَالهَا وَمَالهَا، وَيُرِيد أَن ينتقص صَدَاقهَا، فنهوا عَن نِكَاحهنَّ إِلَّا أَن يقسطوا لَهُنَّ فِي إِكْمَال الصَدَاق، وَأمرُوا بِنِكَاح من سواهن. قَالَت عَائِشَة: فاستفتى النَّاس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك، فَأنْزل الله. . {ويستفتونك فِي النِّسَاء قل الله يفتيكم فِيهِنَّ} إِلَى قَوْله: {وترغبون أَن تنكحوهن} [النِّسَاء] فَبين الله لَهُم أَن الْيَتِيمَة إِذا كَانَت ذَات جمال وَمَال رَغِبُوا فِي نِكَاحهَا وَلم يلحقوها بسنتها فِي إِكْمَال الصَدَاق، وَإِذا كَانَت مرغوبةً عَنْهَا فِي قلَّة المَال وَالْجمال تركوها والتمسوا غَيرهَا من الحديث: 3167 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 النِّسَاء. قَالَ: فَكَمَا يتركونها حِين يرغبون عَنْهَا فَلَيْسَ لَهُم أَن ينكحوها إِذا رَغِبُوا فِيهَا إِلَّا أَن يقسطوا لَهَا ويعطوها حَقّهَا الأوفى فِي الصَدَاق. وَفِي حَدِيث يُونُس عَن ابْن شهَاب نَحوه، وَفِيه قَالَت: يَا ابْن أُخْتِي، هِيَ الْيَتِيمَة تكون فِي حجر وَليهَا، تشاركه فِي مَاله، فيعجبه مَالهَا وجمالها، وَيُرِيد أَن يَتَزَوَّجهَا بِغَيْر أَن يقسط فِي صَدَاقهَا، فيعطيها مثل مَا يُعْطهَا غَيره، فنهوا عَن نِكَاحهنَّ إِلَّا أَن يقسطوا لَهُنَّ، ويبلغوا لَهُنَّ أَعلَى سنتهن من الصَدَاق. وَفِيه: قَالَت عَائِشَة: وَالَّذِي ذكر الله أَنه يُتْلَى عَلَيْكُم فِي الْكتاب الْآيَة الأولى الَّتِي قَالَ فِيهَا: {فَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا مَا طَابَ لكم} [النِّسَاء] قَالَت: وَقَول الله فِي الْآيَة الْأُخْرَى: {وترغبون أَن تنكحوهن} [النِّسَاء] رَغْبَة أحدكُم عَن الَّتِي تكون فِي حجره حِين تكون قَليلَة المَال، فنهوا أَن ينكحوا مَا رَغِبُوا فِي مَالهَا وجمالها من يتامى النِّسَاء إِلَّا بِالْقِسْطِ، من أجل رغبتهم عَنْهُن. وَفِي حَدِيث صَالح عَن ابْن شهَاب نَحوه، وَزَاد فِي آخِره: من أجل رغبتهم عَنْهُن إِذا كن قليلات المَال وَالْجمال. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فِي قَوْله: {وَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا} [النِّسَاء] قَالَت: أنزلت فِي الرجل تكون لَهُ الْيَتِيمَة، وَهُوَ وَليهَا ووارثها، وَلها مَال، وَلَيْسَ لَهَا أحدٌ يُخَاصم دونهَا، فَلَا ينْكِحهَا لمالها، فَيضر بهَا ثمَّ يسيء صحبتهَا، فَقَالَ: {وَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا فِي الْيَتَامَى فانكحوا مَا طَابَ لكم من النِّسَاء} [النِّسَاء] يَقُول: مَا أحللت لكم، ودع الَّتِي تضر بهَا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن هِشَام بِالْإِسْنَادِ: أَن رجلا كَانَت لَهُ يتيمة فنكحها، وَكَانَ لَهَا عذقٌ، وَكَانَ يمْسِكهَا عَلَيْهِ، وَلم يكن لَهَا من نَفسه شَيْء، فَنزلت فِيهِ {وَإِن خِفْتُمْ أَلا تقسطوا فِي الْيَتَامَى} [النِّسَاء] أَحْسبهُ قَالَ: كَانَت شريكته فِي ذَلِك العذق وَفِي مَاله. وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فِي قَوْله تَعَالَى: {ويستفتونك فِي النِّسَاء} [النِّسَاء] إِلَى آخر الْآيَة، قَالَت: هِيَ الْيَتِيمَة تكون فِي حجر الرجل قد شركته فِي مَاله، فيرغب عَنْهَا أَن يَتَزَوَّجهَا وَيكرهُ أَن يُزَوّجهَا غَيره، فَيدْخل عَلَيْهِ فِي مَاله، فيحبسها، فنهاهم الله عَن ذَلِك. وألفاظ سَائِر الروَاة مُتَقَارِبَة الْمَعْنى. 3168 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسترني بردائه، وَأَن أنظر إِلَى الْحَبَشَة يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِد، حَتَّى أكون أَنا الَّذِي أسأمه، فاقدروا قدر الْجَارِيَة الحديثة السن الحريصة على اللَّهْو. وَفِي حَدِيث عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أَبَا بكر دخل عَلَيْهَا وَعِنْدهَا جاريتان فِي أَيَّام منى، تدفقان، وتضربان، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متغشٍّ بِثَوْبِهِ، فانتهرهما أَبُو بكر، فكشف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن وَجهه فَقَالَ: " دعهما يَا أَبَا بكر، فَإِنَّهَا أَيَّام عيد "، وَتلك الْأَيَّام أَيَّام منى. وَقَالَت عَائِشَة: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسترني وَأَنا أنظر إِلَى الْحَبَشَة وهم يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِد، فزجرهم عمر، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أمنا يَا بني أرفدة " يَعْنِي من الْأَمْن. الحديث: 3168 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 وَفِي حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن ابْن شهَاب نَحوه، وَفِيه تُغنيَانِ وتضربان. وَفِيه: وَأَنا جَارِيَة، فاقدروا قدر الْجَارِيَة العربة الحديثة السن. وَفِي حَدِيث أبي الطَّاهِر عَن ابْن وهب: وَالله لقد رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقوم على بَاب حُجْرَتي والحبشة يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ فِي مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسترني بردائه، لكني أنظر إِلَى لعبهم، ثمَّ يقوم من أَجلي حَتَّى أكون أَنا الَّتِي انْصَرف. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْأَسدي عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْدِي جاريتان تُغنيَانِ بغناء بُعَاث، فاضطجع على الْفراش، وحول وَجهه، وَدخل أَبُو بكر فَانْتَهرنِي، وَقَالَ: مزمارة الشَّيْطَان عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {فَأقبل عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " دعهما ". فَلَمَّا غفل غمزتهما، فخرجتا. وَكَانَ يَوْم عيد يلْعَب السودَان بالدرق والحراب. فإمَّا سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِمَّا قَالَ: " تشتهين تنظرين؟ " فَقلت: نعم. فأقامني وَرَاءه، خدي على خَدّه، وَيَقُول: " دونكم يَا بني أرفدة " حَتَّى إِذا مللت. قَالَ: " حَسبك؟ ". قلت: نعم. قَالَ: " فاذهبي ". وَأَخْرَجَا بعضه من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: دخل عَليّ أَبُو بكر وَعِنْدِي جاريتان من جواري الْأَنْصَار تُغنيَانِ بِمَا تقاولت بِهِ الْأَنْصَار يَوْم بُعَاث. قَالَت: وليستا بمغنيتين. فَقَالَ أَبُو بكر: أبمزمور الشَّيْطَان فِي بَيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم} وَذَلِكَ فِي يَوْم عيد. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَبَا بكر، إِن لكل قومٍ عيداً، وَهَذَا عيدنا ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن هِشَام: أَن أَبَا بكر دخل عَلَيْهَا وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْدهَا يَوْم فطر - أَو أضحى - وَعِنْدهَا قينتان تُغنيَانِ بِمَا تقاذفت بِهِ الْأَنْصَار يَوْم بُعَاث. فَقَالَ أَبُو بكر: مزمار الشَّيْطَان! مرَّتَيْنِ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أَبَا بكر، إِن لكل قوم عيداً، وَإِن عيدنا هَذَا الْيَوْم ". وَأخرج مُسلم ذكر الْحَبَشَة من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: جَاءَ حبش يزفنون فِي يَوْم عيد فِي الْمَسْجِد، فدعاني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوضعت رَأْسِي على مَنْكِبه، فَجعلت أنظر إِلَى لعبهم، حَتَّى كنت أَنا الَّتِي انصرفت عَن النّظر إِلَيْهِم. وَمن حَدِيث أبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت للعابين: وددت أَنِّي أَرَاهُم. فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقمت على الْبَاب أنظر بَين أُذُنَيْهِ وعاتقه وهم يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِد. قَالَ عَطاء: فرسٌ أَو حبش. قَالَ: وَقَالَ ابْن أبي عَتيق: حبش. 3169 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبَايع النِّسَاء بالْكلَام بِهَذِهِ الْآيَة: {لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا} [سُورَة الممتحنة] قَالَت: وَمَا مست يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَد امْرَأَة لَا يملكهَا. وَفِي حَدِيث عقيل وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَ: كَانَ الْمُؤْمِنَات إِذا هَاجَرْنَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمتحنهن بقول الله تَعَالَى: {يَا أَيهَا النَّبِي إِذا جَاءَك الْمُؤْمِنَات يبايعنك على أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا} [الممتحنة] إِلَى آخر الْآيَة. قَالَت عَائِشَة: فَمن أقرّ بِهَذَا الشَّرْط من الْمُؤْمِنَات فقد أقرّ بالمحنة. فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أقررن بذلك من قولهن قَالَ لَهُنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " انطلقن، فقد بايعتكن " لَا وَالله مَا مست يَد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَد امْرَأَة قطّ، غير أَنه بايعهن بالْكلَام. وَالله مَا أَخذ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 3169 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 على النِّسَاء قطّ إِلَّا بِمَا أمره الله، وَكَانَ يَقُول لَهُنَّ إِذا أَخذ عَلَيْهِنَّ: " قد بايعتكن " كلَاما. قَالَ البُخَارِيّ وَقد ذكر من رَوَاهُ عَن الزُّهْرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد - ثمَّ قَالَ: قَالَ إِسْحَاق ابْن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة. وَفِي حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ مُخْتَصر أَنَّهَا قَالَت: مَا مس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ امْرَأَة قطّ، إِلَّا أَن يَأْخُذ عَلَيْهَا، فَإِذا أَخذ عَلَيْهَا فَأَعْطَتْهُ قَالَ: " اذهبي، فقد بَايَعْتُك ". 3170 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة فَقلت لَهَا: أَرَأَيْت قَول الله تَعَالَى: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله فَمن حج الْبَيْت أَو اعْتَمر فَلَا جنَاح عَلَيْهِ أَن يطوف بهما وَمن تطوع خيرا فَإِن الله شَاكر عليم} [سُورَة الْبَقَرَة] فوَاللَّه مَا على أحدٍ جناحٌ أَلا يطوف بالصفا والمروة. قَالَت: بئس مَا قلت يَا ابْن أُخْتِي، إِن هَذِه لَو كَانَت على مَا أولتها عَلَيْهِ كَانَت: لَا جنَاح عَلَيْهِ أَلا يطوف بهما، وَلكنهَا أنزلت فِي الْأَنْصَار: كَانُوا قبل أَن يسلمُوا يهلون لمناة الطاغية الَّتِي كَانُوا يعبدونها عِنْد المشلل، وَكَانَ من أهل بهما يتحرج أَن يطوف بالصفا والمروة، فَلَمَّا أَسْلمُوا سَأَلُوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِنَّا كُنَّا نتحرج أَن نطوف بَين الصَّفَا والمروة، فَأنْزل الله عز وَجل: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} الْبَقَرَة الْآيَة: قَالَت عَائِشَة: وَقد سنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّواف بَينهمَا، فَلَيْسَ لأحدٍ أَن يتْرك الطّواف بَينهمَا. فَأخْبرت أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن فَقَالَ: إِن هَذَا لعلمٌ مَا كنت سمعته، وَلَقَد سَمِعت رجَالًا من أهل الْعلم يذكرُونَ أَن النَّاس إِلَّا من ذكرت عَائِشَة مِمَّن كَانَ يهل لمناة - كَانُوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فَلَمَّا ذكر الطّواف بِالْبَيْتِ وَلم يذكر الصَّفَا الحديث: 3170 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 والمروة فِي الْقُرْآن، قَالُوا: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّا كُنَّا نطوف بالصفا والمروة، وَإِن الله أنزل الطّواف بِالْبَيْتِ، فَلم يذكر الصَّفَا، فَهَل علينا من حرجٍ أَلا نطوف بالصفا والمروة؟ فَأنْزل الله تَعَالَى: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] الْآيَة. قَالَ أَبُو بكر: فَأَسْمع هَذِه الْآيَة نزلت فِي الْفَرِيقَيْنِ كليهمَا: فِي الَّذين كَانُوا يتحرجون أَن يطوفوا فِي الْجَاهِلِيَّة بالصفا والمروة، وَالَّذين كَانُوا يطوفون ثمَّ تحرجوا أَن يطوفوا بهما فِي الْإِسْلَام، من أجل أَن الله أَمر بِالطّوافِ بِالْبَيْتِ، وَلم يذكر الصَّفَا حَتَّى ذكر ذَلِك بعد مَا ذكر الطّواف بِالْبَيْتِ. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ: قَالَ الزُّهْرِيّ: فَذكرت ذَلِك لأبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام، فأعجبه ذَلِك وَقَالَ: إِن هَذَا الْعلم. وَلَقَد سَمِعت رجَالًا من أهل الْعلم يَقُولُونَ: إِنَّمَا كَانَ من لَا يطوف بَين الصَّفَا والمروة من الْعَرَب يَقُول: إِن طواف مَا بَين هذَيْن الحجرين من أَمر الْجَاهِلِيَّة. وَقَالَ آخَرُونَ من الْأَنْصَار: إِنَّمَا أمرنَا بِالطّوافِ وَلم نؤمر بَين الصَّفَا والمروة، فَأنْزل الله عز وَجل: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] قَالَ أَبُو بكر: فأراها نزلت فِي هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء. وَفِي رِوَايَة عقيل عَن الزُّهْرِيّ بِالْإِسْنَادِ: قَالَت عَائِشَة: وَقد سنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّواف بَينهمَا، فَلَيْسَ لأحدٍ ان يتْرك الطّواف بهما. وَفِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: إِن الْأَنْصَار كَانُوا قبل أَن يسلمُوا، هم وغسان يهلون لمناة، فتحرجوا أَن يطوفوا بَين الصَّفَا والمروة، وَكَانَ ذَلِك سنة فِي آبَائِهِم: من أحرم لمناة لم يطف بَين الصَّفَا والمروة، وَإِنَّهُم سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك حِين أَسْلمُوا، فَأنْزل الله فِي ذَلِك: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] وَذكر إِلَى آخر الْآيَة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة - فَذكر نَحْو مَا تقدم من قَوْله لَهَا فِي الْآيَة، وَقَوْلها لَهُ، ثمَّ قَالَت: إِنَّمَا أنزل هَذَا فِي أنَاس من الْأَنْصَار كَانُوا إِذا أهلوا لمناة فِي الْجَاهِلِيَّة فَلَا يحل لَهُم أَن يطوفوا بَين الصَّفَا والمروة. فَلَمَّا قدمُوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَج ذكرُوا ذَلِك لَهُ، فَأنْزل الله هَذِه الْآيَة، ولعمري، مَا أتم الله حج من لم يطف بَين الصَّفَا والمروة. وَفِي حَدِيث مَالك عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: قلت لعَائِشَة وَأَنا يومئذٍ حَدِيث السن: أَرَأَيْت قَول الله تَعَالَى: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] ثمَّ ذكر قَوْله وَقَوْلها لَهُ، وَأَنَّهَا قَالَت: إِنَّمَا أنزلت هَذِه الْآيَة فِي الْأَنْصَار، كَانُوا يهلون لمناة فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَت مَنَاة حَذْو قديد، وَكَانُوا يتحرجون أَن يطوفوا بَين الصَّفَا والمروة، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام سَأَلُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك، فَأنْزل الله عز وَجل: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] . وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام أَنَّهَا قَالَت: وَهل تَدْرِي فيمَ كَانَ ذَاك؟ إِنَّمَا كَانَ ذَاك أَن الْأَنْصَار كَانُوا يهلون فِي الْجَاهِلِيَّة لصنمين على شط الْبَحْر يُقَال لَهما إسافٌ ونائلة، ثمَّ يجيئون فيطوفون بَين الصَّفَا والمروة، ثمَّ يحلقون، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام، كَرهُوا أَن يطوفوا بَينهمَا للَّذي كَانُوا يصنعون فِي الْجَاهِلِيَّة، فَأنْزل الله عز وَجل: {إِن الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله} [الْبَقَرَة] إِلَى آخرهَا. قَالَت: فطافوا. انْفَرد أَبُو مُعَاوِيَة بِمَا فِي حَدِيثه: أَن الْأَنْصَار كَانُوا يجيئون فيطوفون بَين الصَّفَا والمروة. وَفِي سَائِر الرِّوَايَات عَن هِشَام عَن عُرْوَة: أَنهم كَانُوا لَا يطوفون بَين الصَّفَا والمروة. 3171 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: دخل رهطٌ من الْيَهُود على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: السام عَلَيْك. قَالَت عَائِشَة: ففهمتها، الحديث: 3171 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 فَقلت: عَلَيْكُم السام واللعنة. قَالَت: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مهلا يَا عَائِشَة، إِن الله يحب الرِّفْق فِي الْأَمر كُله " فَقلت: يَا رَسُول الله، ألم تسمع مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد قلت: وَعَلَيْكُم ". وَفِي رِوَايَة أبي نعيم عَن ابْن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ بِنَحْوِهِ، وَفِيه إِن الله رفيقٌ، يحب الرِّفْق فِي الْأَمر كُله ". وَفِي حَدِيث صَالح بن كيسَان - وَفِي بعض الرِّوَايَات عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد قلت: عَلَيْكُم " وَلم يذكر الْوَاو. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة: أَن الْيَهُود أَتَوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: السام عَلَيْك. قَالَ: " وَعَلَيْكُم ". فَقَالَت عَائِشَة: السام عَلَيْكُم، ولعنكم الله وَغَضب عَلَيْكُم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مهلا يَا عَائِشَة، عَلَيْك بالرفق، وَإِيَّاك والعنف وَالْفُحْش " قَالَت: أَو لم تسمع مَا قَالُوا؟ قَالَ: " أَو لم تسمعي مَا قلت؟ رددت عَلَيْهِم، فيستجاب لي فيهم، وَلَا يُسْتَجَاب لَهُم فِي ". هَذَا حَدِيث عبد الْوَهَّاب عَن أَيُّوب، وَهُوَ أتم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عَائِشَة مَسْرُوق بن الأجدع عَن عَائِشَة قَالَت: أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ناسٌ من الْيَهُود، فَقَالُوا: السام عَلَيْك يَا أَبَا الْقَاسِم. قَالَ: " وَعَلَيْكُم ". قَالَت عَائِشَة: بل عَلَيْكُم السام والذام. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عَائِشَة، لَا تكون فَاحِشَة ". فَقَالَت: مَا سَمِعت مَا قَالُوا؟ فَقَالَ: " أَو لَيْسَ قد رددت عَلَيْهِم الَّذِي قَالُوا، قلت: وَعَلَيْكُم ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 وَفِي رِوَايَة يعلى بن عبيد عَن الْأَعْمَش نَحوه غير أَنه قَالَ: ففطنت بهم عَائِشَة فسبتهم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَه يَا عَائِشَة، فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش والتفحش ". وَزَاد. فَأنْزل الله: {وَإِذا جاءوك حيوك بِمَا لم يحيك بِهِ الله. .} إِلَى آخر الْآيَة [المجادلة] . 3172 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة المخزومية الَّتِي سرقت، فَقَالُوا: من يكلم فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالُوا: وَمن يجترئ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَة بن زيد حب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَكَلمهُ أُسَامَة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَتَشفع فِي حدٍّ من حُدُود الله؟ " ثمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثمَّ قَالَ: " إِنَّمَا أهلك الَّذين قبلكُمْ أَنهم كَانُوا إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ، وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد، وَايْم الله، لَو أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد سرقت لَقطعت يَدهَا ". هَذَا لفظ قُتَيْبَة عَن اللَّيْث. وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان قَالَ: ذهبت أسأَل الزُّهْرِيّ عَن حَدِيث المخزومية فصاح بِي، قلت لِسُفْيَان: فَلم تحمله عَن أحد؟ قَالَ: وجدته فِي كتابٍ كَانَ كتبه أَيُّوب بن مُوسَى عَن الزُّهْرِيّ، وَذكره نَحوه بِمَعْنَاهُ، إِلَّا أَنه قَالَ: " إِن بني إِسْرَائِيل كَانَ إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ ... ". وَفِي حَدِيث ابْن وهب عَن يُونُس بن يزِيد نَحْو من حَدِيث اللَّيْث، وَفِيه: إِن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة الَّتِي سرقت فِي غَزْوَة الْفَتْح، وَفِي أَن أُسَامَة كَلمه، فَتَلَوَّنَ وَجه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَتَشفع فِي حدٍّ من حُدُود الله؟ " فَقَالَ أُسَامَة: اسْتغْفر لي يَا رَسُول الله. فَلَمَّا كَانَ العشيُّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، فَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: " أما بعد، فَإِنَّمَا أهلك الَّذين من قبلكُمْ ... " ثمَّ ذكره، وَقَالَ فِي آخِره: ثمَّ أَمر بِتِلْكَ الْمَرْأَة الَّتِي سرقت فَقطعت يَدهَا. الحديث: 3172 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 قَالَ يُونُس: قَالَ ابْن شهَاب: قَالَ عُرْوَة: قَالَت عَائِشَة: فحسنت توبتها بعد، وَتَزَوَّجت، فَكَانَت تَأتي بعد ذَلِك فأرفع حَاجَتهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلمُسلم من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَت امْرَأَة مخزومية تستعير الْمَتَاع وتجحده، فَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِقطع يَدهَا، فَأتى أَهلهَا أُسَامَة فكلموه، فَكلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَ. . ثمَّ ذكر نَحوه حَدِيث اللَّيْث وَيُونُس. 3173 - الثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَليّ مَسْرُورا تبرق أسارير وَجهه. فَقَالَ: " ألم تري مجززاً نظر آنِفا إِلَى زيد بن حَارِثَة وَأُسَامَة بن زيد فَقَالَ: إِن هَذِه الْأَقْدَام بَعْضهَا من بعض ". وَفِي حَدِيث يحيى عَن عبد الرَّزَّاق: أَو لم تسمعي مَا قَالَ المدلجي لزيد وَأُسَامَة وَرَأى أقدامهما: إِن بعض هَذِه الْأَقْدَام لمن بعض ". قَالَ الْحميدِي: لم ينْسب البُخَارِيّ يحيى هَذَا الَّذِي يروي عَن عبيد الرَّزَّاق، وَيُقَال: إِنَّه يحيى بن قزعة. وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ أَن عَائِشَة قَالَت: دخل قائف وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَاهد، وَأُسَامَة بن زيد وَزيد بن حَارِثَة مضطجعان، فَقَالَ: إِن هَذِه الْأَقْدَام بَعْضهَا مَعَ بعض. فسر بذلك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأَعْجَبهُ، وَأخْبر بِهِ عَائِشَة. الحديث: 3173 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 وَفِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب وَغَيره عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة: ألم تري مجززاً المدلجي دخل عَليّ، فَرَأى أُسَامَة وزيداً وَعَلَيْهِمَا قطيفةٌ قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فَقَالَ: إِن هَذِه الْأَقْدَام بَعْضهَا من بعض ". وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد: وَكَانَ مجززٌ قائفاً. 3174 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " خمسٌ من الدَّوَابّ كُلهنَّ فَاسق يقتلن فِي الْحرم: الْغُرَاب، والحدأة، وَالْعَقْرَب، والفأرة، وَالْكَلب الْعَقُور ". وَلمُسلم من حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَت: أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتل خمس فواسق فِي الْحل وَالْحرم. وَذكر مثل حَدِيث يزِيد بن زُرَيْع. يَعْنِي معمراً. وَفِي حَدِيث يزِيد: الحديا مَكَان الحدأة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبيد الله بن مقسم عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أربعٌ كُلهنَّ فَاسق، يقتلن فِي الْحل وَالْحرَام: الحدأة، والغراب، والفأرة، وَالْكَلب الْعَقُور " وَقَالَ: فَقلت للقاسم: أَرَأَيْت الْحَيَّة؟ قَالَ: تقتل بصغرٍ لَهَا. وَفِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خمسٌ فواسق يقتلن فِي الْحرم: الْعَقْرَب، والفأرة، والحديا، والغراب، وَالْكَلب الْعَقُور ". الحديث: 3174 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 وَمن حَدِيث سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: خمسٌ فواسق يقتلن فِي الْحل وَالْحرم؟ : الْحَيَّة، والغراب الأبقع، والفأرة، وَالْكَلب الْعَقُور، والحديا ". 3175 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ من رِوَايَة عقيل عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: " أول مَا بُدِئَ بِهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْوَحْي الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فِي النّوم. وَكَانَ لَا يرى رُؤْيا إِلَّا جَاءَت مثل فلق الصُّبْح، وحبب إِلَيْهِ الْخَلَاء، وَكَانَ يَخْلُو بِغَار حراء، فَيَتَحَنَّث فِيهِ - وَهُوَ التَّعَبُّد - اللَّيَالِي ذَوَات الْعدَد، قبل أَن ينْزع إِلَى أَهله ويتزود لذَلِك، ثمَّ يرجع إِلَى خَدِيجَة فيتزود لمثلهَا، حَتَّى جَاءَهُ الْحق - وَفِي رِوَايَة حَتَّى فجئه الْحق - وَهُوَ فِي غَار حراء، فَجَاءَهُ الْملك فَقَالَ: اقْرَأ، فَقَالَ: " مَا أَنا بقارئ " قَالَ: " فأخذني فغطني حَتَّى بلغ مني الْجهد، ثمَّ أَرْسلنِي فَقَالَ: اقْرَأ، فَقلت: مَا أَنا بقارئ ". قَالَ: " فأخذني فغطني الثَّانِيَة حَتَّى بلغ مني الْجهد، ثمَّ أَرْسلنِي " فَقَالَ: اقْرَأ. فَقلت: " مَا أَنا بقارئ ". فأخذني، فغطني الثَّالِثَة حَتَّى بلغ مني الْجهد، ثمَّ أَرْسلنِي فَقَالَ: {اقْرَأ باسم رَبك الَّذِي خلق خلق الْإِنْسَان من علقٍ اقْرَأ وَرَبك الأكرم الَّذِي علم بالقلم علم الْإِنْسَان مَا لم يعلم} " [سُورَة العلق] . فَرجع بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرجف فُؤَاده، فَدخل على خَدِيجَة بنت خويلد فَقَالَ: " زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي ". فزملوه حَتَّى ذهب عَنهُ الروع، فَقَالَ لِخَدِيجَة وأخبرها الْخَبَر: " لقد خشيت على نَفسِي ". فَقَالَت لَهُ خَدِيجَة أبشر، فوَاللَّه مَا يخزيك الله أبدا، إِنَّك لتصل الرَّحِم، وَتصدق الحَدِيث، وَتحمل الْكل، وتكسب الْمَعْدُوم، وتقري الضَّيْف، وَتعين على نَوَائِب الْحق. فَانْطَلَقت بِهِ خَدِيجَة حَتَّى أَتَت بِهِ ورقة بن نَوْفَل بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي، وَهُوَ ابْن عَم خَدِيجَة، أخي أَبِيهَا، وَكَانَ أمرأً تنصر فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَ يكْتب الْكتاب العبراني، فَكتب من الْإِنْجِيل بالعبرانية الحديث: 3175 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 مَا شَاءَ الله أَن يكْتب، وَكَانَ شَيخا كَبِيرا قد عمي. فَقَالَت لَهُ خَدِيجَة: يَا ابْن عَم، اسْمَع من ابْن أَخِيك. فَقَالَ لَهُ ورقة: يَا ابْن أخي، مَاذَا ترى؟ فَأخْبرهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخَبَر مَا رأى، فَقَالَ لَهُ ورقة: هَذَا الناموس الَّذِي نزله الله على مُوسَى، يَا لَيْتَني فِيهَا جذعاً، يَا لَيْتَني أكون حَيا أنصرك نصرا مؤزراً. ثمَّ لم ينشب ورقة أَن توفّي، وفتر الْوَحْي. قَالَ البُخَارِيّ: وَتَابعه هِلَال بن رداد عَن الزُّهْرِيّ، وَقَالَ يُونُس وَمعمر: بوادره. وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عِنْد مُسلم: فوَاللَّه لَا يحزنك الله أبدا. بِالْحَاء وَالنُّون. انْتهى حَدِيث عقيل الْمُفْرد عَن ابْن شهَاب إِلَى حَيْثُ ذكرنَا. وَزَاد عِنْد البُخَارِيّ فِي حَدِيثه المقترن بِمَعْمَر عَن الزُّهْرِيّ فِي آخِره: فَقَالَ: وفتر الْوَحْي فَتْرَة حَتَّى حزن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فِيمَا بلغنَا - حزنا غَدا مِنْهُ مرَارًا حَتَّى يتردى من رُؤُوس شَوَاهِق الْجبَال، فَكلما أوفى بِذرْوَةِ جبل لكَي يلقِي نَفسه مِنْهُ تبدى لَهُ جِبْرِيل فَقَالَ: يَا مُحَمَّد، إِنَّك رَسُول الله حَقًا، فيسكن لذَلِك جأشه، وتقر نَفسه، فَإِذا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَة الْوَحْي غَدا لمثل ذَلِك، فَإِذا أوفى بِذرْوَةِ جبلٍ تبدى لَهُ جِبْرِيل فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك. 3176 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل وَأَنا معترضةٌ بَينه وَبَين الْقبْلَة كاعتراض الْجِنَازَة. الحديث: 3176 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي صلَاته من اللَّيْل كلهَا وَأَنا معترضةٌ بَينه وَبَين الْقبْلَة، فَإِذا أَرَادَ أَن يُوتر أيقظني فأوترت ". وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن عُرْوَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي وَعَائِشَة معترضةٌ بَينه وَبَين الْقبْلَة على الْفراش الَّذِي ينامان عَلَيْهِ. كَذَا وَقع مُرْسلا، لم يقل: عَن عَائِشَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي عُثْمَان ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي صلَاته بِاللَّيْلِ وَهِي معترضةٌ بَين يَدَيْهِ فَإِذا بَقِي الْوتر أيقظها فأوترت. وَمن حَدِيث تَمِيم بن سَلمَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي من اللَّيْل، فَإِذا أوتر قَالَ: " قومِي فأوتري يَا عَائِشَة ". وَمن حَدِيث أبي بكر عبد الله بن حَفْص بن عمر بن سعد عَن عُرْوَة قَالَ: قَالَت عَائِشَة: مَا يقطع الصَّلَاة؟ فَقُلْنَا: الْمَرْأَة وَالْحمار. فَقَالَت: إِن الْمَرْأَة لدابة سوءٍ! لقد رَأَيْتنِي بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُعْتَرضَة كاعتراض الْجِنَازَة وَهُوَ يُصَلِّي. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأسود بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ: أَن عَائِشَة ذكر عِنْدهَا مَا يقطع الصَّلَاة، فَذكر الْكَلْب وَالْحمار وَالْمَرْأَة، فَقَالَت: لقد شبهتمونا بالحمر وَالْكلاب، وَالله لقد رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي وَأَنا على السرير بَينه وَبَين الْقبْلَة مُضْطَجِعَة، فتبدو لي الْحَاجة فأكره أَن أَجْلِس فأوذي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأنسل من قبل رجلَيْهِ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 وَفِي حَدِيث مَنْصُور عَن إِبْرَاهِيم عَن الْأسود عَنْهَا قَالَت: عدلتمونا بالكلاب وَالْحمير، لقد رَأَيْتنِي مُضْطَجِعَة على السرير، فَيَجِيء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيتوسط السرير فَيصَلي، فأكره أَن أسنحه، فأنسل من قبل رجْلي السرير حَتَّى أنسل من لِحَافِي. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع عَن عَائِشَة بِنَحْوِ حَدِيث الْأسود. وَفِي حَدِيث جرير عَن الْأَعْمَش قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي وسط السرير وَأَنا مضطجعةٌ بَينه وَبَين الْقبْلَة، تكون لي الْحَاجة فأكره أَن أقوم فَاسْتَقْبلهُ، فأنسل انسلالاً. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سَالم أبي النَّضر عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أَنَام بَين يَدي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ورجلاي فِي قبلته، فَإِذا سجد غمزني فقبضت رجْلي، وَإِذا قَامَ بسطتهما. قَالَت: والبيوت يومئذٍ لَيْسَ فِيهَا مصابيح. 3177 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: أعتم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعشاء، حَتَّى ناداه عمر: الصَّلَاة، نَام النِّسَاء وَالصبيان. فَخرج فَقَالَ: " مَا ينتظرها من أهل الأَرْض أحدٌ غَيْركُمْ " قَالَ: وَلَا تصلي يومئذٍ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ، وَكَانُوا يصلونَ فِيمَا بَين أَن يغيب الشَّفق إِلَى ثلث اللَّيْل الأول. قَالَ: وَفِي حَدِيث عقيل بن خَالِد وَيُونُس بن يزِيد: وَذَلِكَ قبل أَن يفشو الْإِسْلَام. زَاد حَرْمَلَة فِي رِوَايَته عَن ابْن وهب عَن يُونُس: قَالَ ابْن شهَاب: وَذكر لي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " وَمَا كَانَ لكم أَن تنزروا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الحديث: 3177 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 الصَّلَاة، وَذَلِكَ حِين صَاح عمر بن الْخطاب. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أم كُلْثُوم بنت أبي بكر عَن أُخْتهَا عَائِشَة قَالَت: أعتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة حَتَّى ذهب عَامَّة اللَّيْل، وَحَتَّى نَام أهل الْمَسْجِد، ثمَّ خرج فصلى فَقَالَ: " إِنَّه لوَقْتهَا لَوْلَا أَن أشق على أمتِي. " وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق: " لَوْلَا أَن يشق على أمتِي ". 3178 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج من جَوف اللَّيْل، فصلى فِي الْمَسْجِد، فصلى رجالٌ بِصَلَاتِهِ، فَأصْبح النَّاس يتحدثون بذلك، فَاجْتمع أَكثر مِنْهُم، فَخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة فصلوا بِصَلَاتِهِ، فَأصْبح النَّاس يذكرُونَ ذَلِك، فَكثر أهل الْمَسْجِد من اللَّيْلَة الثَّالِثَة، فَخرج فصلوا بِصَلَاتِهِ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلَة الرَّابِعَة عجز الْمَسْجِد عَن أَهله، فَلم يخرج إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَطَفِقَ رجال مِنْهُم يَقُولُونَ: الصَّلَاة، فَلَا يخرج إِلَيْهِم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَتَّى خرج لصَلَاة الْفجْر، فَلَمَّا قضى الْفجْر أقبل على النَّاس، ثمَّ تشهد فَقَالَ: " أما بعد، فَإِنِّي لم يخف عَليّ شَأْنكُمْ اللَّيْلَة، وَلَكِن خشيت أَن تفرض عَلَيْكُم صَلَاة اللَّيْل فتعجزوا عَنْهَا " كَذَا فِي حَدِيث يُونُس. وَفِي حَدِيث مَالك بِنَحْوِهِ وَمَعْنَاهُ مُخْتَصرا، قَالَ: وَذَلِكَ فِي رَمَضَان. زَاد فِي حَدِيث عقيل: فَتوفي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْأَمر على ذَلِك. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي فِي حجرته وجدار الْحُجْرَة قصير، فَرَأى النَّاس شخص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَامَ ناسٌ يصلونَ بِصَلَاتِهِ، فَأَصْبحُوا فتحدثوا، فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 3178 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 الثَّانِيَة يُصَلِّي، فَقَامَ نَاس يصلونَ بِصَلَاتِهِ، فصنعوا ذَلِك لَيْلَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، حَتَّى إِذا كَانَ بعد ذَلِك جلس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يخرج، فَلَمَّا أصبح ذكر ذَلِك لَهُ النَّاس، فَقَالَ: " إِنِّي خفت أَن تكْتب عَلَيْكُم صَلَاة اللَّيْل ". وَقد أَخْرجَاهُ من حَدِيث سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حصيرٌ، وَكَانَ يحجره بِاللَّيْلِ فَيصَلي فِيهِ، ويبسطه بِالنَّهَارِ فيجلس عَلَيْهِ، فَجعل النَّاس يثوبون إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصلونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا، فَأقبل فَقَالَ: " يَا أَيهَا النَّاس، خُذُوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون، فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا، وَإِن أحب الْأَعْمَال إِلَى الله مَا دَامَ وَإِن قل ". زَاد فِي رِوَايَة عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ: وَكَانَ آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا عمِلُوا عملا أثبتوه. وَلَهُمَا طرفٌ مِنْهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ: أَي الْعَمَل أحب إِلَى الله؟ قَالَ: " أَدْوَمه وَإِن قل ". زَاد فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عرْعرة عَن شُعْبَة: " فاكلفوا من الْأَعْمَال مَا تطيقون ". وَلَهُمَا أَيْضا من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة بِزِيَادَة عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: سددوا وقاربوا، وَاعْلَمُوا أَنه لن يدْخل أحدكُم عمله الْجنَّة، وَإِن أحب الْأَعْمَال إِلَى الله أدومها وَإِن قل " وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن الزبْرِقَان عَن مُوسَى بن عقبَة: سددوا وقاربوا وَأَبْشِرُوا، فَإِنَّهُ لن يدْخل أحدا الْجنَّة عمله ". قَالُوا: وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " وَلَا أَنا، إِلَّا أَن يتغمدني الله مِنْهُ بمغفرةٍ وَرَحْمَة ". قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ مُجَاهِد: سديداً: صدقا. وَأَخْرَجَا من حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع قَالَ: سُئِلت عَائِشَة: أَي الْعَمَل كَانَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 أحب إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَت: الدَّائِم. قَالَ: قلت: فَأَي حينٍ كَانَ يقوم؟ قَالَت: كَانَ يقوم إِذا سمع الصَّارِخ. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ أحب الْعَمَل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي يَدُوم عَلَيْهِ صَاحبه. وَأخرج مُسلم من حَدِيث سعد بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله: " أحب الْأَعْمَال إِلَى الله أدومها وَإِن قل ". وَكَانَت عَائِشَة إِذا عملت الْعَمَل لَزِمته. وَلَيْسَ لسعد بن سعيد عَن الْقَاسِم فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 3179 - السَّادِس الثَّلَاثُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: إِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَدع الْعَمَل وَهُوَ يحب أَن يعْمل بِهِ خشيَة أَن يعْمل بِهِ النَّاس فيفرض عَلَيْهِم. وَمَا سبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبْحَة الضُّحَى قطّ، وَإِنِّي لأسبحها. وَفِي حَدِيث يحيى بن يحيى عَن مَالك: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي سبْحَة الضُّحَى قطّ، وَإِنِّي لأسبحها. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن شَقِيق قَالَ: قلت لعَائِشَة: أَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَت: لَا، إِلَّا أَن يَجِيء من مغيبة. وَمن حَدِيث معَاذَة العدوية عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الحديث: 3179 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 الضُّحَى أَرْبعا، وَيزِيد مَا شَاءَ الله. وَفِي رِوَايَة عبد الْوَارِث: سَأَلت عَائِشَة كم كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَت: أَربع رَكْعَات، وَيزِيد مَا شَاءَ. 3180 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ وَهِشَام بن عُرْوَة، عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كسفت الشَّمْس على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فصلى بِالنَّاسِ فَأطَال الْقِرَاءَة، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع رَأسه فَأطَال الْقِرَاءَة، وَهِي دون قِرَاءَته الأولى، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، وَهُوَ دون رُكُوعه الأول، ثمَّ رفع رَأسه، فَسجدَ سَجْدَتَيْنِ، ثمَّ قَامَ فَصنعَ فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة مثل ذَلِك، ثمَّ قَامَ فَقَالَ: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان لَا ينكسفان لمَوْت أحدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، ولكنهما آيتان من آيَات الله يريهما عباده، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فافزعوا إِلَى الصَّلَاة ". وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن عقيل عَن الزُّهْرِيّ وَحده نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: فَسلم وَقد تجلت الشَّمْس، فَخَطب النَّاس. ثمَّ ذكر الحَدِيث. وَقَالَ فِي حَدِيث عَنْبَسَة عَن يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة: خسفت الشَّمْس فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج إِلَى الْمَسْجِد، فَصف النَّاس وَرَاءه فَكبر ... فَذكر نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: ثمَّ قَالَ: " سمع الله لمن حَمده. رَبنَا وَلَك الْحَمد " ثمَّ سجد. وَفِيه: وانجلت الشَّمْس قبل أَن ينْصَرف. ثمَّ وصل بِهِ حَدِيثا عَن كثير بن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبع سَجدَات. ثمَّ قَالَ الزُّهْرِيّ: فَقلت لعروة: إِن أَخَاك يَوْم كسفت الشَّمْس بِالْمَدِينَةِ لم يزدْ على رَكْعَتَيْنِ مثل الصُّبْح. قَالَ: أجل، لِأَنَّهُ أَخطَأ السّنة ". الحديث: 3180 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 وَفِي حَدِيث الْوَلِيد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن نمر: أَن عَلَيْهِ السَّلَام فِي صَلَاة الخسوف جهر بقرَاءَته، فَإِذا فرغ من قِرَاءَته كبر فَرَكَعَ، وَإِذا رفع من الرَّكْعَة قَالَ: سمع الله لمن حَمده. رَبنَا وَلَك الْحَمد " ثمَّ يعاود الْقِرَاءَة فِي صَلَاة الْكُسُوف، أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبع سَجدَات. قَالَ: وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: خسفت الشَّمْس على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَبعث منادياً: " الصَّلَاة جَامِعَة " فَقَامَ فصلى أَربع رَكْعَات فِي رَكْعَتَيْنِ، وَأَرْبع سَجدَات. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه سُلَيْمَان بن كثير، وسُفْيَان بن حُسَيْن عَن الزُّهْرِيّ فِي الْجَهْر. وَفِي حَدِيث أبي الطَّاهِر وحرملة وَمُحَمّد بن سَلمَة الْمرَادِي عَن ابْن وهب عَن يُونُس نَحْو مَا تقدم فِي أَوله، وَفِيه: ثمَّ قَالَ: سمع الله لمن حَمده. رَبنَا وَلَك الْحَمد " فاقترأ قِرَاءَة طَوِيلَة هِيَ أدنى من الْقِرَاءَة الأولى، ثمَّ كبر فَرَكَعَ رُكُوعًا طَويلا هُوَ أدنى من الرُّكُوع الأول، ثمَّ قَالَ: " سمع الله لمن حَمده، رَبنَا وَلَك الْحَمد " ثمَّ سجد. وَلم يذكر أَبُو الطَّاهِر: ثمَّ سجد ثمَّ فعل فِي الرَّكْعَة الْأُخْرَى مثل ذَلِك حَتَّى اسْتكْمل أَربع رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات. ثمَّ ذكره إِلَى قَوْله: " ... فافزعوا إِلَى الصَّلَاة ". قَالَ: وَقَالَ أَيْضا: " فصلوا حَتَّى يفرج عَنْكُم ". وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: رَأَيْت فِي مقَامي هَذَا كل شَيْء وعدتم، حَتَّى لقد رَأَيْتنِي أُرِيد أَن آخذ قطفاً من الْجنَّة حِين رَأَيْتُمُونِي جعلت أقدم. وَقَالَ الْمرَادِي: أتقدم - وَلَقَد رَأَيْت جَهَنَّم يحطم بَعْضهَا بَعْضًا، حِين رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرت. وَرَأَيْت فِيهَا ابْن لحي - وَهُوَ الَّذِي سيب السوائب " وانْتهى حَدِيث أبي الطَّاهِر عِنْد قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: " فافزعوا إِلَى الصَّلَاة " وَلم يذكر مَا بعده. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة وَحده عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: خسفت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 الشَّمْس فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَامَ ... ثمَّ ذكر الْأَرْبَع رَكْعَات، وإطالته فِيهَا، وَأَن الْقيام وَالرُّكُوع فِي كل مِنْهَا دون مَا قبله. وَفِيه: ثمَّ انْصَرف وَقد انجلت الشَّمْس، فَخَطب النَّاس، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر آيتان من آيَات الله، لَا يخسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذا رَأَيْتُمْ ذَلِك فَادعوا الله وَكَبرُوا وتصدقوا وصلوا " ثمَّ قَالَ: " يَا أمة مُحَمَّد، وَالله مَا من أحدٍ أغير من الله يَزْنِي عَبده أَو تَزني أمته. يَا أمة مُحَمَّد، وَالله لَو تعلمُونَ مَا أعلم، لضحكتم قَلِيلا ولبكيتم كثيرا ". زَاد فِي آخر حَدِيث عبد الله بن نمير عَن هِشَام: أَلا هَل بلغت ". وَقَالَ فِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام بن عُرْوَة: ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَقَالَ: " اللَّهُمَّ هَل بلغت؟ ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة: أَن يَهُودِيَّة جَاءَت تسألها، فَقَالَت لَهَا: أَعَاذَك الله من عَذَاب الْقَبْر. فَسَأَلت عَائِشَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أيعذب النَّاس فِي قُبُورهم؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عائذاٍ بِاللَّه من ذَلِك ". ثمَّ ركب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات غَدَاة مركبا، فخسفت الشَّمْس، فَرجع ضحى، فَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين ظهراني الْحجر، ثمَّ قَامَ يُصَلِّي، وَقَامَ النَّاس وَرَاءه. ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم فِي عدد الرُّكُوع، وَطول الْقيام، وَأَن مَا بعد كل من ذَلِك دون مَا قبله. وَقَالَ فِي آخِره: ثمَّ انْصَرف، فَقَالَ مَا شَاءَ الله أَن يَقُول، ثمَّ أَمرهم أَن يتعوذوا من عَذَاب الْقَبْر. وَفِي حَدِيث القعْنبِي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال نَحوه، وَفِي آخِره: قَالَ: إِنِّي قد رأيتكم تفتنون فِي الْقُبُور كفتنة الدَّجَّال ". قَالَت عمْرَة: فَسمِعت عَائِشَة تَقول: فَكنت أسمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك يتَعَوَّذ من عَذَاب النَّار وَعَذَاب الْقَبْر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 وَأخرجه مُسلم بِخِلَاف ذَلِك فِي عدد الرَّكْعَات من حَدِيث عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى سِتّ رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات. وَفِي رِوَايَة ابْن جريج عَن عَطاء: أَن الشَّمْس انكسفت على عهد رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، فَقَامَ قيَاما شَدِيدا، يقوم قَائِما ثمَّ يرْكَع، ثمَّ يقوم ثمَّ يرْكَع، ثمَّ يقوم ثمَّ يرْكَع، رَكْعَتَيْنِ فِي ثَلَاث رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات، فَانْصَرف وَقد تجلت الشَّمْس. وَكَانَ إِذا ركع قَالَ: " الله أكبر " ثمَّ يرْكَع، وَإِذا رفع رَأسه قَالَ: " سمع الله لمن حَمده " فَقَامَ، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " إِن الشَّمْس وَالْقَمَر لَا ينكسفان لمَوْت أحد وَلَا لِحَيَاتِهِ، ولكنهما من آيَات الله يخوف بهما، فَإِذا رَأَيْتُمْ كسوفاً فاذكروا الله حَتَّى ينجليا ". 3181 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كن نسَاء الْمُؤْمِنَات يشهدن مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْفجْر متلفعات بمروطهن، ثمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتهنَّ حِين يقضين الصَّلَاة، لَا يعرفهن أحدٌ من الْغَلَس. وَفِي رِوَايَة حَرْمَلَة بن يحيى عَن ابْن وهب: ثمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتهنَّ وَمَا يعرفن من تغليس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالصَّلَاةِ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة بِنَحْوِهِ. وللبخاري من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي بالصبح بِغَلَس، فينصرفن نسَاء الْمُؤمنِينَ لَا يعرفن من الْغَلَس، وَلَا يعرف بَعضهنَّ بَعْضًا. الحديث: 3181 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 3182 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الْعَصْر وَالشَّمْس فِي حُجْرَتهَا، لم يظْهر الْفَيْء من حُجْرَتهَا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام: من قَعْر حُجْرَتهَا. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس لم تخرج من حُجْرَتهَا. وَفِي رِوَايَة وَكِيع عَن هِشَام: كَانَ يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس واقعةٌ فِي حُجْرَتي. 3183 - الْأَرْبَعُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي خميصةٍ لَهَا أعلامٌ، فَنظر إِلَى أعلامها نظرةً، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: " اذْهَبُوا بخميصتي هَذِه إِلَى أبي جهم، وائتوني بأنبجانية أبي جَهَنَّم، فَإِنَّهَا ألهتني آنِفا عَن صَلَاتي ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت لَهُ خميصةٌ لَهَا علمٌ، فَكَانَ يتشاغل بهَا فِي الصَّلَاة، فَأَعْطَاهَا أَبَا جهم، وَأخذ كسَاء لَهُ أنبجانياً. وَجعله أَبُو مَسْعُود من أَفْرَاد مُسلم. وَقد أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فِي أَوَائِل كتاب " الصَّلَاة " فِي بَاب: إِذا صلى فِي ثوب لَهُ أَعْلَام وَنظر إِلَى علمه " فِي عقب حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة، قَالَ: وَقَالَ هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كنت أنظر إِلَى علمهَا وَأَنا فِي الصَّلَاة، فَأَخَاف أَن يفتنني ". الحديث: 3182 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 3184 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا حدثته أَنَّهَا قَالَت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَل أَتَى عَلَيْك يومٌ كَانَ أَشد من يَوْم أحد؟ قَالَ: " لقد لقِيت من قَوْمك، وَكَانَ أَشد مَا لَقيته مِنْهُم يَوْم الْعقبَة، إِذْ عرضت نَفسِي على ابْن عبد يَا ليل بن عبد كلال، فَلم يجبني إِلَى مَا أردْت، فَانْطَلَقت - وَأَنا مهمومٌ - على وَجْهي، فَلم أستفق إِلَّا وَأَنا بقرن الثعالب، فَرفعت رَأْسِي فَإِذا بسحابة قد أظلتني، فَنَظَرت فَإِذا فِيهَا جِبْرِيل، فناداني فَقَالَ: إِن الله قد سمع قَول قَوْمك لَك، وَمَا ردوا عَلَيْك، وَقد بعث إِلَيْك ملك الْجبَال لتأمره بِمَا شِئْت فيهم، فناداني ملك الْجبَال، فَسلم عَليّ ثمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّد، إِن الله سمع قَول قَوْمك لَك، وَأَنا ملك الْجبَال، وَقد بَعَثَنِي رَبك إِلَيْك لتأمرني بِأَمْرك، فَمَا شِئْت؟ إِن شِئْت أطبقت عَلَيْهِم الأخشبين ". فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بل أَرْجُو أَن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وَحده لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا ". 3185 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. " مَا من مصيبةٍ تصيب الْمُسلم إِلَّا كفر الله بهَا عَنهُ، حَتَّى الشَّوْكَة يشاكها ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يُصِيب الْمُؤمن شوكةٌ فَمَا فَوْقهَا إِلَّا نقص الله بهَا من خطيئته ". وَمن حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا يُصِيب الْمُؤمن شوكةٌ فَمَا فَوْقهَا إِلَّا رَفعه الله بهَا دَرَجَة، أَو حط عَنهُ بهَا خَطِيئَة ". وَمن حَدِيث يزِيد بن خصيفَة عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 3184 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 قَالَ: لَا يُصِيب الْمُؤمن من مصيبةٍ حَتَّى الشَّوْكَة إِلَّا قصّ بهَا - أَو كفر - بهَا من خطاياه " لَا يدْرِي يزِيد أَيَّتهمَا قَالَ عُرْوَة. وَلَيْسَ ليزِيد بن خصيفَة عَن عُرْوَة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن من رِوَايَة أبي بكر بن مُحَمَّد ابْن عَمْرو بن حزم عَنْهَا عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من شَيْء يُصِيب الْمُؤمن حَتَّى الشَّوْكَة تصيبه، إِلَّا كتب الله لَهُ بهَا حَسَنَة، أَو حطت عَنهُ بهَا خطيئةٌ ". 3186 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أردن أَن يبْعَثْنَ عُثْمَان إِلَى أبي بكر يسألنه ميراثهن. فَقَالَت عَائِشَة: أَلَيْسَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا نورث، مَا تركنَا صدقةٌ ". 3187 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: مَا خير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين أَمريْن قطّ إِلَّا أَخذ أيسرهما مَا لم يكن إِثْمًا، فَإِن كَانَ إِثْمًا كَانَ أبعد النَّاس مِنْهُ. وَمَا انتقم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لنَفسِهِ من شيءٍ قطّ إِلَّا أَن تنتهك حُرْمَة الله، فينتقم لله بهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة بِنَحْوِهِ. 3188 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَنَّهَا كَانَت تَأمر الحديث: 3186 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 بالتلبين للْمَرِيض وللمحزون على الْهَالِك، وَكَانَت تَقول: إِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن التَّلْبِيَة تجم فؤاد الْمَرِيض، وَتذهب بِبَعْض الْحزن ". وَأخرجه البُخَارِيّ مَوْقُوفا من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَنَّهَا كَانَت تَأمر بِالتَّلْبِيَةِ، وَتقول: هُوَ البغيض النافع. 3189 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاة: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عَذَاب الْقَبْر، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال، وَأَعُوذ بك من فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات. اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من المآثم والمغرم ". قَالَت: فَقَالَ لَهُ قَائِل: مَا أَكثر مَا تستعيذ من المغرم يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ: إِن الرجل إِذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف ". لفظ حَدِيث مُسلم. وَلمُسلم من حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْدِي امْرَأَة من الْيَهُود وَهِي تَقول: هَل شعرب أَنكُمْ تفتنون فِي الْقُبُور؟ قَالَت: فارتاع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ: " إِنَّمَا تفتن يهود " فلبثنا ليَالِي، ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هَل شَعرت أَنه أُوحِي إِلَيّ أَنكُمْ تفتنون فِي الْقُبُور ". قَالَت عَائِشَة: فَسمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك يستعيذ من عَذَاب الْقَبْر. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: دخلت عجوزان من عجز يهود الْمَدِينَة فَقَالَتَا: إِن أهل الْقُبُور يُعَذبُونَ فِي قُبُورهم. قَالَت: فكذبتهما، وَلم أنعم. أَن أصدقهما. فخرجتا، فَدخل رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت لَهُ: يَا رَسُول الله إِن عجوزين من عجز يهود الْمَدِينَة دخلتا عَليّ، فزعمتا أَن أهل الْقُبُور يُعَذبُونَ فِي الحديث: 3189 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 76 قُبُورهم. قَالَ: " صدقتا، إِنَّهُم يُعَذبُونَ عذَابا تسمعه الْبَهَائِم كلهَا " ثمَّ قَالَت: فَمَا رَأَيْته بعد فِي صَلَاة إِلَّا يتَعَوَّذ من عَذَاب الْقَبْر ". وَفِي حَدِيث أَشْعَث بن أبي الشعْثَاء نَحوه، وَفِيه: قَالَت: وَمَا صلى صَلَاة بعد ذَلِك إِلَّا سمعته يتَعَوَّذ من عَذَاب الْقَبْر. وَفِي حَدِيث شُعْبَة: أَن يَهُودِيَّة دخلت عَليّ فَذكرت عَذَاب الْقَبْر، وَقَالَت لَهَا أَعَاذَك الله من عَذَاب الْقَبْر، فَسَأَلت عَائِشَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن عَذَاب الْقَبْر، فَقَالَ: " نعم، عَذَاب الْقَبْر "، زَاد غنْدر: " عَذَاب الْقَبْر حقٌّ " قَالَت عَائِشَة: فَمَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد صلى صَلَاة إِلَّا تعوذ من عَذَاب الْقَبْر. وَمن حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الكسل والهرم، والمغرم، وَمن فتْنَة الْقَبْر وَعَذَاب الْقَبْر، وَمن فتْنَة النَّار وَعَذَاب النَّار، وَمن شَرّ فتْنَة الْغنى، وَمن شَرّ فتْنَة الْفقر، وَأَعُوذ بك من شَرّ الْمَسِيح الدَّجَّال. اللَّهُمَّ اغسل عني خطاياي بِمَاء الثَّلج وَالْبرد، ونق قلبِي من الْخَطَايَا كَمَا نقيت الثَّوْب الْأَبْيَض، وباعد بيني وَبَين خطاياي كَمَا باعدت بَين الْمشرق وَالْمغْرب ". وَقد أخرجَا جَمِيعًا الِاسْتِعَاذَة من الدَّجَّال مُفردا، من حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستعيذ فِي صلَاته من فتْنَة الدَّجَّال. لم يزدْ. 3190 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ الحديث: 3190 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 عَاشُورَاء يصام قبل رَمَضَان، فَلَمَّا نزل رَمَضَان قَالَ: من شَاءَ صَامَ وَمن شَاءَ أفطر ". وَفِي حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ عَن عَائِشَة قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بصيام يَوْم عَاشُورَاء، فَلَمَّا فرض رَمَضَان كَانَ من شَاءَ صَامَ وَمن شَاءَ أفطر. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاء قبل أَن يفْرض رَمَضَان، وَكَانَ يَوْمًا تستر فِيهِ الْكَعْبَة. قَالَ: فَلَمَّا فرض رَمَضَان قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من شَاءَ أَن يَصُومهُ فليصمه، وَمن شَاءَ أَن يتْركهُ تَركه ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يَوْم عَاشُورَاء تصومه قريشٌ فِي الْجَاهِلِيَّة، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُومهُ فِي الْجَاهِلِيَّة، فَمَا قدم الْمَدِينَة صَامَهُ وَأمر بصيامه، فَلَمَّا فرض رَمَضَان ترك عَاشُورَاء. فَمن شَاءَ صَامَهُ وَمن شَاءَ تَركه. وَفِي رِوَايَة جرير عَن هِشَام: فَلَمَّا فرض رَمَضَان قَالَ: " من شَاءَ صَامَهُ وَمن شَاءَ تَركه ". وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن قُريْشًا كَانَت تَصُوم عَاشُورَاء فِي الْجَاهِلِيَّة، ثمَّ أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصيامه حَتَّى فرض رَمَضَان، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من شَاءَ فليصمه، وَمن شَاءَ فليفطره ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 3191 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كن يخْرجن اللَّيْل قبل المناصع - وَهُوَ صعيدٌ أفيح، فَكَانَ عمر يَقُول للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: احجب نِسَاءَك. فَلم يكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفعل. فَخرجت سَوْدَة بنت زَمعَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْلَة من اللَّيَالِي عشَاء، وَكَانَت امْرَأَة طَوِيلَة، فناداها عمر: أَلا قد عرفناك يَا سَوْدَة. حرصاً على أَن ينزل الْحجاب، فَأنْزل الله عز وَجل الْحجاب. وَفِي حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، وَفِيه: وَكَانَ أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْرجن لَيْلًا إِلَى ليلٍ قبل المناصع، فَخرجت سَوْدَة، فرآها عمر وَهُوَ فِي الْمجْلس فَقَالَ: عرفتك يَا سَوْدَة ... ثمَّ ذكره. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: خرجت سَوْدَة بعد مَا ضرب الْحجاب لحاجتها، وَكَانَت امْرَأَة جسيمةً تفرع النِّسَاء جسماً، لَا تخفى على من يعرفهَا، فرآها عمر بن الْخطاب فَقَالَ: يَا سَوْدَة، أما وَالله مَا تخفين علينا، فانظري كَيفَ تخرجين. قَالَ: فَانْكَفَأت رَاجِعَة وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيْتِي، وَإنَّهُ ليتعشى وَفِي يَده عرقٌ، فَدخلت فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي خرجت فَقَالَ لي عمر كَذَا وَكَذَا. قَالَت: فَأوحى الله إِلَيْهِ، ثمَّ رفع عَنهُ، وَإِن الْعرق فِي يَده مَا وَضعه فَقَالَ: " إِنَّه قد أذن لَكِن أَن تخرجن لحاجتكن " أَخْرجَاهُ جَمِيعًا فِي " الاسْتِئْذَان " من حَدِيث أبي أُسَامَة وَعلي بن مسْهر عَن هِشَام وَاخْتَصَرَهُ البُخَارِيّ فِي " الطَّهَارَة " من حَدِيث أبي أُسَامَة: أَن النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: " أذن أَن تخرجن فِي حاجتكن ". قَالَ هِشَام: يَعْنِي البرَاز. الحديث: 3191 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 3192 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يعْتَكف الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان حَتَّى توفاه الله، ثمَّ اعْتكف أَزوَاجه بعده. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَكف الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان. وَفِي حَدِيث عَبدة بن هِشَام: يجاور الْعشْر الْأَوَاخِر فِي رَمَضَان،، وَيَقُول: " تحروا لَيْلَة الْقدر فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان ". وَلمُسلم من حَدِيث عبد الله بن نمير عَن هِشَام: " التمسوا ... ". وَقَالَ وَكِيع عَنهُ: " تحروا. . " فرقهما مُسلم: حَدِيث الِاعْتِكَاف، وَحَدِيث التَّحَرِّي. وللبخاري من حَدِيث مَالك بن أبي عَامر عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: تحروا لَيْلَة الْقدر فِي الْوتر من الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان ". وَلَيْسَ لمَالِك بن أبي عَامر عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَلمُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَكف الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان. وَأَخْرَجَا من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعْتَكف فِي كل رَمَضَان، فَإِذا صلى الْغَدَاة جَاءَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتكف فِيهِ، قَالَ: فاستأذنته عَائِشَة أَن تعتكف فَأذن لَهَا، فَضربت فِيهِ قبَّة، فَسمِعت بهَا الحديث: 3192 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 حَفْصَة، فَضربت قبَّة، وَسمعت زَيْنَب بهَا، فَضربت قبَّة أُخْرَى. فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْغَدَاة أبْصر أَربع قبات، فَقَالَ: " مَا هَذَا؟ " فَأخْبر خبرهن، فَقَالَ: " مَا حَملهنَّ على هَذَا الْبر. انزعوها فَلَا أَرَاهَا. فنزعت، فَلم يعْتَكف فِي رَمَضَان حَتَّى اعْتكف فِي آخر الْعشْر من شَوَّال. وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ أَن يعْتَكف صلى الْفجْر ثمَّ دخل مُعْتَكفه ... ثمَّ ذكر نَحوه إِلَى أَن قَالَ: فَلَمَّا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْفجْر نظر، فَإِذا الأخبية، فَقَالَ: " آلبر تردن؟ " فَأمر بخبائه فقوض، وَترك الِاعْتِكَاف فِي شهر رَمَضَان، حَتَّى اعْتكف فِي الْعشْر الأول من شَوَّال. 3193 - الْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي وَهُوَ ابْن ثَلَاث وَسِتِّينَ. قَالَ ابْن شهَاب: وَأَخْبرنِي سعيد بن الْمسيب مثله. 3194 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن سعيد بن الْمسيب وَعُرْوَة بن الزبير فِي رجال من أهل الْعلم، أَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول وَهُوَ صَحِيح: " إِنَّه لن يقبض نبيٌّ حَتَّى يرى مَقْعَده من الْجنَّة، ثمَّ يُخَيّر ". قَالَت عَائِشَة: فَلَمَّا نزل بِهِ وَرَأسه على فَخذي غشي عَلَيْهِ، ثمَّ أَفَاق فأشخص بَصَره إِلَى السّقف، ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ، الرفيق الْأَعْلَى " قلت: إِذن لَا يختارنا. قَالَت: وَعرفت أَنه الحَدِيث الَّذِي كَانَ يحدثنا بِهِ وَهُوَ صَحِيح فِي قَوْله: " إِنَّه لن يقبض نبيٌّ قطّ حَتَّى يرى مَقْعَده من الْجنَّة ثمَّ يُخَيّر " قَالَت عَائِشَة: فَكَانَت تِلْكَ آخر كلمة تكلم بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ، الرفيق الْأَعْلَى ". الحديث: 3193 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَحده عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ صحيحٌ يَقُول: " إِنَّه لن يقبض نبيٌّ قطّ حَتَّى يرى مَقْعَده من الْجنَّة، ثمَّ يحيا أَو يُخَيّر ". فَلَمَّا اشْتَكَى وحضره الْقَبْض وَرَأسه على فَخذ عَائِشَة غشي عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق شخص بَصَره نَحْو سقف الْبَيْت، ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ، فِي الرفيق الْأَعْلَى " فَقلت: إِذن لَا يختارنا، فَعرفت أَنه حَدِيثه الَّذِي كَانَ يحدثنا وَهُوَ صَحِيح. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سعد بن إِبْرَاهِيم عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قلت: كنت أسمع أَنه لَا يَمُوت نبيٌّ حَتَّى يُخَيّر بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، فَسمِعت النَّبِي فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ - وأخذته بحةٌ - يَقُول: {مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم} [النِّسَاء] قَالَت: فَظَنَنْت أَنه خير حينئذٍ. وَمن حَدِيث مُسلم بن إِبْرَاهِيم عَن شُعْبَة عَن سعد قَالَت: لما مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جعل بقوله: " فِي الرفيق ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عبد الله بن حَوْشَب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه بِالْإِسْنَادِ: أَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من نبيٍّ يمرض إِلَّا خير بَين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة " وَكَانَ فِي شكواه الَّذِي قبض فِيهِ أَخَذته بحةٌ شَدِيدَة، فَسَمعته يَقُول {مَعَ الَّذين أنعم الله عَلَيْهِم من النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا} فَعلمت أَنه خير. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عباد بن عبد الله بن الزبير عَن عَائِشَة أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأصغت إِلَيْهِ قبل أَن يَمُوت وَهُوَ مستندٌ إِلَيْهَا يَقُول: اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الْأَعْلَى ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 وَأخرج البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث الزبيدِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم قَالَ: أَخْبرنِي أبي عَن عَائِشَة قَالَت: شخص بصر النَّبِي ثمَّ قَالَ: " فِي الرفيق الْأَعْلَى " حَكَاهُ أَبُو مَسْعُود. 3195 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَنَّهَا كَانَت ترجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حَائِض، وَهُوَ معتكفٌ فِي الْمَسْجِد، وَهِي فِي حُجْرَتهَا، يناولها رَأسه. فِي رِوَايَة اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة بِنَحْوِهِ، وَزَاد: وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لحاجةٍ إِذا كَانَ معتكفاً. وَفِي رِوَايَة يحيى بن يحيى عَن مَالك بِنَحْوِ حَدِيث اللَّيْث. وَفِيه: وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لحَاجَة الْإِنْسَان. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن رمح عَن اللَّيْث نَحوه، وَزَاد أَن عَائِشَة قَالَت: إِنِّي كنت لأدخل الْبَيْت للْحَاجة وَالْمَرِيض فِيهِ، فَمَا أسأَل عَنهُ إِلَّا وَأَنا مارة. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَت: كنت أرجل رَأس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا حَائِض لم يزدْ. قَالَ فِي رِوَايَة أبي خَيْثَمَة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة: كَانَ يدني إِلَيّ رَأسه وَأَنا فِي حُجْرَتي، فأرجل رَأسه وَأَنا حَائِض. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن هِشَام عَن أَبِيه أَنه سُئِلَ: أتخدمني الْحَائِض، أَو تَدْنُو مني الْمَرْأَة وَهِي جنب؟ فَقَالَ عُرْوَة: كل ذَلِك عَليّ هينٌ، وَلَيْسَ على أحدٍ فِي الحديث: 3195 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 ذَلِك بأسٌ، أَخْبَرتنِي عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت ترجل رَأس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حَائِض، وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حينئذٍ مجاورٌ فِي الْمَسْجِد، يدني لَهَا رَأسه وَهِي فِي حُجْرَتهَا، فترجله وَهِي حَائِض. وَفِي حَدِيث يحيى الْقطَّان: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصغي إِلَيّ رَأسه وَهُوَ مجاور فِي الْمَسْجِد، فأرجله وَأَنا حَائِض. وَأَخْرَجَا من حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أغسل رَأس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا حَائِض. لم يزدْ. كَذَا فِي رِوَايَة مُسلم من حَدِيث زَائِدَة عَن مَنْصُور. وَفِي حَدِيث قبيصَة عَن سُفْيَان الثَّوْريّ: وَكَانَ يخرج رَأسه إِلَيّ وَهُوَ معتكفٌ، فأغسله وَأَنا حَائِض. وَزَاد فِي أول حَدِيثه: كنت أَغْتَسِل وَأَنا وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي إناءٍ وَاحِد، كِلَانَا جنبٌ، وَكَانَ يَأْمُرنِي فأتزر فيباشرني وَأَنا حَائِض. وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن نَوْفَل عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخرج إِلَيّ رَأسه فِي الْمَسْجِد وَهُوَ مجاورٌ فأغسله وَأَنا حَائِض. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اعْتكف يدني إِلَيّ رَأسه فأرجله، وَكَانَ لَا يدْخل الْبَيْت إِلَّا لحَاجَة الْإِنْسَان. كَذَا وَقع فِي الْمُوَطَّأ. وَلَيْسَ لعروة عَن عمْرَة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 3196 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للوزغ: الفويسق، قَالَت: وَلم أسمعهُ أَمر بقتْله. قَالَ الْحميدِي: قلت: وَقد سمع ذَلِك سعد بن أبي وَقاص، وَأَبُو هُرَيْرَة، وَأم شريك إِحْدَى نسَاء بنى عَامر بن لؤَي، وكل هَؤُلَاءِ قَالَ: عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَمر بقتلها. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة ذكر الثَّوَاب فِي ذَلِك. وَذَلِكَ مذكورٌ هُنَالك فِي مسانيدهم. 3197 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَوَى إِلَى فرَاشه كل لَيْلَة جمع كفيه ثمَّ نفث فيهمَا فَقَرَأَ فيهمَا: {قل هُوَ الله أحد} [الْإِخْلَاص] و {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} [الفلق] و {قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} [النَّاس] ثمَّ يمسح بهما مَا اسْتَطَاعَ من جسده، يبْدَأ بهما على رَأسه وَوَجهه، وَمَا أقبل من جسده، يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات. وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن ابْن شهَاب نَحوه بِمَعْنَاهُ، وَفِيه: وَمسح بهما وَجهه وَمَا بلغت يَدَاهُ من جسده. قَالَت عَائِشَة: فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرنِي أَن أفعل ذَلِك. قَالَ يُونُس: كنت أرى ابْن شهَاب يصنع ذَلِك إِذا أَتَى إِلَى فرَاشه. وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ ينفث على يَده فِي الْمَرَض الَّذِي مَاتَ فِيهِ بالمعوذات، فَلَمَّا ثقل عَلَيْهِ كنت أنفث عَلَيْهِ بِهن، وأمسح بيد نَفسه لبركتها. قَالَ: فَسَأَلت الزُّهْرِيّ: كَيفَ ينفث؟ قَالَ: كَانَ ينفث على يَدَيْهِ، ثمَّ يمسح بهما وَجهه. الحديث: 3196 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 وَفِي حَدِيث مَالك: كَانَ إِذا اشْتَكَى يقْرَأ على نَفسه بالمعوذات وينفث، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعه كنت أَقرَأ عَلَيْهِ وأمسح عَنهُ بِيَدِهِ، وَجَاء بركتها. 3198 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن عتبَة بن أبي وَقاص عهد إِلَى أَخِيه سعد بن أبي وَقاص: أَن ابْن وليدة زَمعَة مني، فاقبضه إِلَيْك. فَلَمَّا كَانَ عَام الْفَتْح أَخذه سعد، فَقَالَ: ابْن أخي، عهد إِلَيّ فِيهِ. فَقَالَ عبد ابْن زَمعَة: أخي، وَابْن وليدة أبي، ولد على فرَاشه. فتساوقا إِلَى النَّبِي، فَقَالَ سعد: يَا رَسُول الله، ابْن أخي، قد كَانَ عهد إِلَيّ فِيهِ، إِنَّه ابْنه، انْظُر إِلَى شبهه. وَقَالَ عبد بن زَمعَة: أخي، وَابْن وليدة أبي، ولد على فرَاشه. وَفِي رِوَايَة اللَّيْث: فَنظر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى شبهه فَرَأى شبها بَينا بِعتبَة. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " هُوَ لَك يَا عبد ابْن زَمعَة. الْوَلَد للْفراش، وللعاهر الْحجر ". ثمَّ قَالَ لسودة بنت زَمعَة: " احتجبي مِنْهُ " لما رأى شبهه بِعتبَة، فَمَا رَآهَا حَتَّى لَقِي الله عز وَجل، وَكَانَت سَوْدَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3199 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَعمرَة عَن عَائِشَة: أَن أم حَبِيبَة بنت جحش ختنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَحْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف - استحيضت سبع سِنِين، فاستفتت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن هَذِه لَيست بالحيضة، وَلَكِن هَذَا عرقٌ، فاغتسلي وَصلي ". قَالَت عَائِشَة: فَكَانَت تَغْتَسِل فِي مركن فِي حجرَة أُخْتهَا زَيْنَب بنت جحش حَتَّى تعلو حمرَة الدَّم المَاء. قَالَ ابْن شهَاب: فَحدثت بذلك أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام فَقَالَ: يرحم الله هنداً، لَو سَمِعت بِهَذِهِ الْفتيا، وَالله إِن كَانَت لتبكي، لِأَنَّهَا كَانَت لَا تصلي. لفظ حَدِيث مُسلم. الحديث: 3198 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ مُخْتَصر: أَن أم حَبِيبَة استحيضت سبع سِنِين، فَسَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمرهَا أَن تَغْتَسِل، وَقَالَ: " هَذَا عرق ". فَكَانَت تَغْتَسِل لكل صَلَاة. وَلمُسلم فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن ابْن شهَاب عَن عمْرَة عَن عَائِشَة نَحوه إِلَى قَوْله: حَتَّى تعلو حمرَة الدَّم المَاء، وَلم يذكر مَا بعده. وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: استفتت أم حَبِيبَة بنت جحش رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إِنِّي أسْتَحَاض. فَقَالَ: " إِنَّمَا ذَلِك عرقٌ، فاغتسلي ثمَّ صلي بِهِ " فَكَانَت تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة. قَالَ اللَّيْث: وَلم يذكر ابْن شهَاب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر أم حَبِيبَة بنت جحش أَن تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة، وَلكنه شَيْء فعلته هِيَ. ذكر أَبُو مَسْعُود حَدِيث اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ فِي أَفْرَاد مُسلم. وَقد رَوَاهُ البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَعمرَة. وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أم حَبِيبَة بنت جحش الَّتِي كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف شكت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الدَّم، فَقَالَ لَهَا: " امكثي قدر مَا كَانَت تحبسك حيضتك، ثمَّ اغْتَسِلِي " فَكَانَت تَغْتَسِل عِنْد كل صَلَاة. وَفِي حَدِيث يزِيد بن أبي حبيب: ثمَّ اغْتَسِلِي وَصلي ". وَفِيه: وَقَالَت عَائِشَة: رَأَيْت مركنها ملآن دَمًا ". وَلَهُمَا من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: قَالَت فَاطِمَة بنت أبي حُبَيْش - وَأَبُو حُبَيْش هُوَ ابْن عبد الْمطلب بن أَسد - لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِنِّي امْرَأَة أسْتَحَاض فَلَا أطهر، فأدع الصَّلَاة؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا ذَلِك عرقٌ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 وَلَيْسَ بالحيضة، فَإِذا أَقبلت الْحَيْضَة فاتركي الصَّلَاة، فَإِذا ذهب قدرهَا فاغسلي عَنْك الدَّم وَصلي " وَفِي حَدِيث سُفْيَان: فَإِذا أَقبلت الْحَيْضَة فدعي الصَّلَاة، وَإِذا أَدْبَرت فاغتسلي وَصلي ". وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة: وَلَكِن دعِي الصَّلَاة قدر الْأَيَّام الَّتِي تحيضين فِيهَا، ثمَّ اغْتَسِلِي وَصلي ". 3200 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن يحيي بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ناسٌ عَن الْكُهَّان، فَقَالَ: " لَيْسَ بِشَيْء ". فَقَالُوا: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِنَّهُم يحدثوننا أَحْيَانًا بِشَيْء فَيكون حَقًا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تِلْكَ الْكَلِمَة من الْحق، يَخْطفهَا الجني فيقرها فِي أذن وليه، فَيَخْلِطُونَ مَعهَا مائَة كذبة ". وَفِي حَدِيث عَنْبَسَة بن خَالِد عَن يُونُس بن يزِيد نَحوه، وَفِيه: فَقَالَ: إِنَّهُم لَيْسُوا بشيءٍ " وَفِيه: " تِلْكَ الْكَلِمَة من الْحق يَخْطفهَا الجني فيقرها فِي أذن وليه كقرقرة الدَّجَاجَة ". وَفِي رِوَايَة ابْن جريج: " فيقرها فِي أذن وليه قر الدَّجَاجَة ". وَفِي رِوَايَة عبد الرَّزَّاق عَن معمر أَن عَائِشَة قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن الْكُهَّان يحدثوننا بالشَّيْء فنجده حَقًا. قَالَ: " تِلْكَ الْكَلِمَة الْحق يَخْطفهَا الجني فيقذفها فِي أذن وليه، وَيزِيد فِيهَا مائَة كذبة ". وَلَيْسَ ليحيى بن عُرْوَة، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن الْمَلَائِكَة تنزل فِي الْعَنَان - وَهُوَ الحديث: 3200 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 السَّحَاب - فَتذكر الْأَمر قضي فِي السَّمَاء فتسترق الشَّيَاطِين السّمع، فتسمعه فتوحيه إِلَى الْكُهَّان، فيكذبون مَعهَا مائَة كذبة من عِنْد أنفسهم ". وَقد أخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث أبي الْأسود أَيْضا عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إِن الْمَلَائِكَة تحدث فِي الْعَنَان - والعنان. الْغَمَام - بِالْأَمر يكون فِي الأَرْض، فتستمع الشَّيَاطِين الْكَلِمَة فتقرها فِي أذن الكاهن كَمَا تقر القارورة، فيزيدون مَعهَا مائَة كذبة ". 3201 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَخِيه عبد الله بن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: جَلَست إِحْدَى عشرَة امْرَأَة، فتعاهدن وتعاقدن إِلَّا يكتمن من أَخْبَار أَزوَاجهنَّ شَيْئا: قَالَت الأولى: زَوجي لحم جملٍ غثٌّ على رَأس جبل، لَا سهلٍ فيرتقى، وَلَا سمين فَينْتَقل. وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: فينتقى. قَالَ الثَّانِيَة: زَوجي لَا أبث خَبره، إِنِّي أَخَاف أَلا أذره، إِن أذكرهُ أذكر عُجَره وبجره ". قَالَت الثَّالِثَة: زَوجي العشنق، إِن أنطق أطلق، وَإِن أسكت أعلق. الحديث: 3201 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 قَالَت الرَّابِعَة: زَوجي كليل تهَامَة، لَا حرٌّ وَلَا قرٌّ، وَلَا مَخَافَة وَلَا سآمة. قَالَت الْخَامِسَة: زَوجي إِن دخل فَهد، وَإِن خرج أَسد، وَلَا يسْأَل عَمَّا عهد. قَالَت السَّادِسَة: زَوجي أَن أكل لف، وَإِن شرب اشتف، وَإِن اضْطجع التف، وَلَا يولج الْكَفّ ليعلم البث ". قَالَت السَّابِعَة: زَوجي غياياء - أَو عياياء - طباقاء - الرَّاوِي شكّ - كل داءٍ لَهُ دَاء، شجك أَو فلك، أَو جمع كلا لَك. قَالَت الثَّامِنَة: زَوجي الرّيح ريح زرنب، والمس مس أرنب. قَالَت التَّاسِعَة: زَوجي رفيع الْعِمَاد، طَوِيل النجاد، عَظِيم الرماد، قريب الْبَيْت من الناد. قَالَت الْعَاشِرَة: زَوجي مَالك، وَمَا مَالك؟ مالكٌ خيرٌ من ذَلِك، لَهُ إبلٌ كثيرات الْمُبَارك، قليلات المسارح، وَإِذا سَمِعت صَوت المزهر أَيقَن أَنَّهُنَّ هوالك. قَالَ الْحَادِيَة عشرَة: زَوجي أَبُو زرع، فَمَا أَبُو زرع؟ أنَاس من حلي أُذُنِي، وملأ من شَحم عضدي، وبجحني فبجحت إِلَى نَفسِي. وجدني فِي أهل غنيمةٍ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 بشق، فجعلني فِي أهل صَهِيل وأطيط، ودائسٍ ومنق، فَعنده أَقُول فَلَا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقنح - وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: فأتقمح. أم أبي زرع، فَمَا أم أبي زرع، عكومها رداح. وبيتها فساح. ابْن أبي زرع، فَمَا ابْن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبةٍ، ويشبعه ذِرَاع الجفرة. بنت أبي زرع، وَمَا بنت أبي زرع، طوع أَبِيهَا وطوع أمهَا، وملء كسائها، وغيظ جارتها. جَارِيَة أبي زرع، وَمَا جَارِيَة أبي زرع، لَا تبث حديثنا تبثيثاً، وَلَا تنقث ميرتنا تنقيثاً، وَلَا تملأ بيتنا تعشيشاً. قَالَت: خرج أَبُو زرع والأوطاب تمخض، فلقي امْرَأَة مَعهَا ولدان لَهَا كالفهدين، يلعبان من تَحت خصرها برمانتين، فطلقني ونكحها، وفنكحت بعده رجلا سرياً، ركب شرياً، وَأخذ خطياً، وأراح عَليّ نعما ثريا، وَأَعْطَانِي من كل رائحةٍ زوجا، وَقَالَ: كلي أم زرع، وميري أهلك. فَلَو جمعت كل شَيْء أَعْطَانِي مَا بلغ أَصْغَر آنِية أبي زرع. قَالَت عَائِشَة: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " كنت لَك كَأبي زرعٍ لأم زرع ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 وَفِي رِوَايَة سعيد بن سَلمَة بن أبي الحسام عَن هِشَام بن عُرْوَة نَحوه، غير أَنه قَالَ:: عياياء طباقاء، وَلم يشك. وَقَالَ: وصفر ردائها، وَخير نسائها، وعقر جارتها. وَقَالَ: وَأَعْطَانِي من كل ذابحة زوجا. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: سعيد بن سَلمَة هَذَا لَا أعلم لَهُ فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. 3202 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي الْمُنْذر هِشَام بن عُرْوَة بن الزبير عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن الْحَارِث بن هِشَام سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، كَيفَ يَأْتِيك الْوَحْي؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَحْيَانًا يأتيني الْوَحْي فِي مثل صلصلة الجرس، وَهُوَ أشده عَليّ، فَيفْصم. عني وَقد وعيت مَا قَالَ. وَأَحْيَانا يتَمَثَّل لي الْملك رجلا فيكلمني فأعي مَا يَقُول " قَالَت عَائِشَة: وَلَقَد رَأَيْته ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فِي الْيَوْم الشَّديد الْبرد، فَيفْصم عَنهُ وَإِن جَبينه ليتفصد عرقاً. لفظ حَدِيث البُخَارِيّ، وَهُوَ أتم. 3203 - السِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصبيٍّ فَبَال على ثَوْبه، فَدَعَا بِمَاء فَأتبعهُ إِيَّاه. وَفِي رِوَايَة يحيى الْقطَّان: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصبي يحنكه، فَبَال عَلَيْهِ فَأتبعهُ المَاء. الحديث: 3202 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن الْمثنى عَن يحيى: وضع صَبيا فِي حجره فَبَال عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاء فَأتبعهُ. وَلمُسلم من رِوَايَة عبد الله بن نمير: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُؤْتى بالصبيان، فيبرك عَلَيْهِم ويحنكهم، فَأتي بصبيٍّ فَبَال عَلَيْهِ، فَدَعَا بِمَاء فَأتبعهُ بَوْله وَلم يغسلهُ. 3204 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي كَانَ إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة بَدَأَ فَغسل يَدَيْهِ، ثمَّ يتَوَضَّأ كَمَا يتَوَضَّأ للصَّلَاة، ثمَّ يدْخل أَصَابِعه فِي المَاء فيخلل بهَا أصُول شعره، ثمَّ يصب على رَأسه ثَلَاث غرف بيدَيْهِ، ثمَّ يفِيض المَاء على جلده كُله. وَفِي حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك: ثمَّ يخلل بِيَدِهِ شعره، حَتَّى إِذا ظن أَنه قد أروى بَشرته أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاء ثَلَاث مَرَّات، ثمَّ غسل سَائِر جسده. وَقَالَت: كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء واحدٍ نغرف مِنْهُ جَمِيعًا. وَلمُسلم فِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة، يبْدَأ فَيغسل يَدَيْهِ، ثمَّ يفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله فَيغسل فرجه، ثمَّ يتَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، ثمَّ يَأْخُذ المَاء وَيدخل أَصَابِعه فِي أصُول الشّعْر، حَتَّى إِذا رأى أَنه قد اسْتَبْرَأَ حفن على رَأسه ثَلَاث حفنات، ثمَّ أَفَاضَ على سَائِر جسده، ثمَّ غسل رجلَيْهِ. وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن هِشَام: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اغْتسل من الْجَنَابَة، فَبَدَأَ فَغسل كفيه ثَلَاثًا، ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث أبي مُعَاوِيَة. وَلم يذكر غسل الرجلَيْن. الحديث: 3204 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 وَفِي حَدِيث زَائِدَة: كَانَ إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة بَدَأَ فَغسل يَدَيْهِ قبل أَن يدْخل يَدَيْهِ فِي الْإِنَاء، ثمَّ تَوَضَّأ مثل وضوئِهِ للصَّلَاة. 3205 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا نعس أحدكُم وَهُوَ يُصَلِّي فليرقد حَتَّى يذهب عَنهُ النّوم، فَإِن أحدكُم إِذا صلى وَهُوَ ناعسٌ لَا يدْرِي لَعَلَّه يذهب فيستغفر، فيسب نَفسه ". 3206 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهَا وَعِنْدهَا امرأةٌ، قَالَ: " من هَذِه؟ " قَالَت: هَذِه فُلَانَة - تذكر من صلَاتهَا - قَالَ: " مَه، عَلَيْكُم بِمَا تطيقون، فوَاللَّه لَا يمل الله حَتَّى تملوا " وَكَانَ أحب الدّين إِلَيْهِ مَا دوَام عَلَيْهِ صَاحبه. وَفِي حَدِيث مَالك وَأبي أُسَامَة أَنَّهَا امْرَأَة من بني أَسد. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن الحولاء بنت تويت ابْن حبيب بن أَسد بن عبد الْعُزَّى مرت بهَا وَعِنْدهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَت: فَقلت: هَذِه الحولاء بنت تويت - وَزَعَمُوا أَنَّهَا لَا تنام اللَّيْل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تنام اللَّيْل! خُذُوا من الْعَمَل مَا تطيقون، فوَاللَّه لَا يسأم الله حَتَّى تسأموا ". 3207 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة، عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى بصاقاً فِي جِدَار الْقبْلَة - أَو مخاطاً أَو نخامةً - فحكه. 3208 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيته وَهُوَ شاكٍ، فصلى جَالِسا، وَصلى وَرَاءه قوم قيَاما، الحديث: 3205 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 فَأَشَارَ إِلَيْهِم: أَن اجلسوا، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: " إِنَّمَا جعل الإِمَام ليؤتم بِهِ، فَإِذا ركع فاركعوا، وَإِذا رفع فارفعوا، وَإِذا صلى جَالِسا فصلوا جُلُوسًا ". قَالَ البُخَارِيّ: قَالَ الْحميدِي: هَذَا مَنْسُوخ. قَالَ البُخَارِيّ: لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخر مَا صلى قَاعِدا وَالنَّاس خَلفه قيام. والْحميدِي هَذَا هُوَ عبد الله بن الزبير صَاحب سُفْيَان بن عُيَيْنَة. 3209 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا أخْبرته: أَنَّهَا لم تَرَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي صَلَاة اللَّيْل قَاعِدا قطّ حَتَّى أسن، فَكَانَ يقْرَأ قَاعِدا، حَتَّى إِذا أَرَادَ أَن يرْكَع قَامَ فَقَرَأَ نَحوا من ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ آيَة، ثمَّ ركع. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد، قَالَت: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي شَيْء من صَلَاة اللَّيْل جَالِسا، حَتَّى إِذا كبر قَرَأَ جَالِسا، حَتَّى إِذا بَقِي عَلَيْهِ من السُّورَة ثَلَاثُونَ أَو أَرْبَعُونَ آيَة قَامَ فقرأهن، ثمَّ ركع. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عبد الله بن يزِيد وَسَالم أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي جَالِسا، فَيقْرَأ وَهُوَ جالسٌ، فَإِذا بَقِي من قِرَاءَته نحوٌ من ثَلَاثِينَ أَو أَرْبَعِينَ آيَة قَامَ فقرأها وَهُوَ قَائِم ثمَّ ركع، ثمَّ سجد، فَفعل فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة مثل ذَلِك، فَإِذا قضى صلَاته - فَإِن كنت يقظي تحدث معي، وَإِن كنت نَائِمَة اضْطجع. لفظ حَدِيث عبد الله بن يُوسُف، وَهُوَ أتم. وانْتهى حَدِيث يحيى بن يحيى إِلَى قَوْله: " مثل ذَلِك " وَلم يذكر مَا بعده. وَلمُسلم من حَدِيث عبد الله بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: لما بدن رَسُول الحديث: 3209 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثقل، كَانَ أَكثر صلَاته جَالِسا. وَمن حَدِيث عُثْمَان بن أبي سُلَيْمَان عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن عَائِشَة أخْبرته: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يمت حَتَّى كَانَ كثيرٌ من صلَاته وَهُوَ جَالس. وَمن حَدِيث عَلْقَمَة بن وَقاص قَالَ: قلت لعَائِشَة: كَيفَ كَانَ يصنع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرَّكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالس؟ قَالَت: كَانَ يقْرَأ فيهمَا، فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع قَامَ فَرَكَعَ. وَلَيْسَ لعلقمة بن وَقاص عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَمن حَدِيث عبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ قَالَ: قلت لعَائِشَة: هَل كَانَ النَّبِي يُصَلِّي وَهُوَ قَاعد؟ قَالَت: نعم، بَعْدَمَا حطمه النَّاس. زَاد أَبُو مَسْعُود فِيمَا حَكَاهُ: وَكَانَ يقرن بَين السورتين من الْمفصل. وَمن حَدِيث أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ وَهُوَ قَاعد، فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع قَامَ قدر مَا يقْرَأ إنسانٌ أَرْبَعِينَ آيَة. 3210 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: نزلت هَذِه الْآيَة {وَلَا تجْهر بصلاتك وَلَا تخَافت بهَا} [الْإِسْرَاء] فِي الدُّعَاء. 3211 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: مَا ترك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر عِنْدِي قطّ. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: صلاتان مَا تَركهمَا الحديث: 3210 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيْتِي قطّ سرا وَلَا عَلَانيَة: رَكْعَتَانِ قبل صَلَاة الصُّبْح، وركعتان بعد الْعَصْر. وَمن حَدِيث أبي إِسْحَق السبيعِي قَالَ: رَأَيْت الْأسود ومسروقاً شَهدا على عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: مَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يأتيني فِي يومي بعد الْعَصْر إِلَّا صلى رَكْعَتَيْنِ. وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود مسروقاً فِي تَرْجَمَة الْأسود، وَلَا فِي تَرْجَمَة مَسْرُوق. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن رفيع قَالَ: رَأَيْت عبد الله بن الزبير يطوف بعد الْفجْر، وَيُصلي رَكْعَتَيْنِ. وَرَأَيْت عبد الله بن الزبير يُصَلِّي بعد الْعَصْر، ويخبر أَن عَائِشَة حدثته: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يدْخل بَيتهَا إِلَّا صلاهما. وَمن حَدِيث أَيمن الْمَكِّيّ أَنه سمع عَائِشَة تَقول: وَالَّذِي ذهب بِهِ، وَمَا تَركهمَا حَتَّى لَقِي الله، حَتَّى ثقل عَن الصَّلَاة، وَكَانَ يُصَلِّي كثيرا من صلَاته قَاعِدا - تَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر. وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّيهمَا وَلَا يُصَلِّيهمَا فِي الْمَسْجِد مَخَافَة أَن يثقل على أمته، وَكَانَ يحب مَا يُخَفف عَنْهُم. وَأخرج مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن أبي حَرْمَلَة عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَنه سَأَلَ عَائِشَة عَن السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّيهمَا بعد الْعَصْر. فَقَالَت: كَانَ يُصَلِّيهمَا قبل الْعَصْر، ثمَّ إِنَّه شغل عَنْهُمَا أَو نسيهما فصلاهما بعد الْعَصْر، ثمَّ أثبتهما. وَكَانَ إِذا صلى صَلَاة أثبتها، تَعْنِي: دوَام عَلَيْهَا. وَمن حَدِيث طَاوس بن كيسَان عَن عَائِشَة قَالَت: لم يدع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر، قَالَ: وَقَالَت عَائِشَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا تتحروا طُلُوع الشَّمْس وَلَا غُرُوبهَا، فتصلوا عِنْد ذَلِك ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 وَفِي حَدِيث بهز عَن وهيب أَنَّهَا قَالَت: وهم عمر، إِ نما نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يتحَرَّى طُلُوع الشَّمْس وغروبها. 3212 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا يقْرَأ فِي سُورَة بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: " يرحمه الله، لقد أذكرني كَذَا آيَة أنسيتها من سُورَة كَذَا وَكَذَا ". وَفِي رِوَايَة عِيسَى بن يُونُس: أسقطتهن من سُورَة كَذَا ". وَفِي حَدِيث عَبدة وَأبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستمع قِرَاءَة رجل من الْمَسْجِد، فَقَالَ: " رَحمَه الله، لقد أذكرني آيَة كنت أنسيتها ". 3213 - السبعون: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أُقِيمَت الصَّلَاة وَحضر الْعشَاء فابدءوا بالعشاء. " قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ وهيب وَيحيى بن سعيد عَن هِشَام بن عُرْوَة: " إِذا وضع الْعشَاء ". وَأخرجه مُسلم بِمَعْنَاهُ وَبِزِيَادَة من حَدِيث أبي بكر عبد الله بن أبي عَتيق مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا صَلَاة بِحَضْرَة طَعَام، وَلَا وَهُوَ يدافعه الأخبثان ". 3214 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: لما اشْتَكَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكر بعض نِسَائِهِ كَنِيسَة رأتها بِأَرْض الْحَبَشَة يُقَال لَهَا مَارِيَة، وَكَانَت أم سَلمَة، وَأم حَبِيبَة أتتا أَرض الْحَبَشَة - وذكرتا من حسنها وتصاوير فِيهَا. الحديث: 3212 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 فَرفع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَأسه فَقَالَ: أُولَئِكَ شرار الْخلق عِنْد الله ". وَأَخْرَجَا من حَدِيث هِلَال بن أبي حميد الْوزان عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه الَّذِي لم يقم مِنْهُ: " لعن الله الْيَهُود وَالنَّصَارَى، اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد " قَالَت: لَوْلَا ذَلِك أبرز قَبره، غير أَنه خشِي أَن يتَّخذ مَسْجِدا. وَفِي رِوَايَة عبيد الله بن مُوسَى عَن شَيبَان قَالَت: وَلَوْلَا ذَلِك لأبرز قَبره، غير أَنِّي أخْشَى أَن يتَّخذ مَسْجِدا. وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة فِي رِوَايَته: لَوْلَا ذَلِك ... لم يذكر: قَالَت. وَفِي رِوَايَة موسي بن إِسْمَاعِيل عَن أبي عوَانَة: لَوْلَا ذَلِك أبرز قَبره غير أَنه خشِي أَو خشِي أَن يتَّخذ مَسْجِدا، وَلم يذكر: قَالَت. وَأَخْرَجَا من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة أَن عَائِشَة وَابْن عَبَّاس قَالَا: لما نزل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طفق يطْرَح خميصةً لَهُ على وَجهه، فَإِذا اغتم كشفها عَن وَجهه، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِك: " لعنة الله على الْيَهُود وَالنَّصَارَى، اتَّخذُوا قُبُور أَنْبِيَائهمْ مَسَاجِد " يحذر مثل مَا صَنَعُوا. 3215 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مَرضه: " مروا أَبَا بكر يُصَلِّي بِالنَّاسِ ". قَالَت عَائِشَة: قلت: إِن أَبَا بكر إِذا قَامَ مقامك لم يسمع النَّاس من الْبكاء. فَمر عمر فَليصل. فَقَالَ: " مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ. " فَقَالَت عَائِشَة: فَقلت لحفصة: قولي لَهُ: إِن أَبَا بكر إِذا قَامَ فِي مقامك لم يسمع النَّاس من الْبكاء، فَمر عمر فَليصل بِالنَّاسِ، فَفعلت حَفْصَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إنكن لأنتن صَوَاحِب يُوسُف، مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ " فَقَالَت حَفْصَة لعَائِشَة: مَا كنت لأصيب مِنْك خيرا ". الحديث: 3215 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 وَلَهُمَا من حَدِيث ابْن نمير عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبَا بكر أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ فِي مَرضه، فَكَانَ يُصَلِّي بهم، فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نَفسه خفَّة فَخرج، فَإِذا أَبُو بكر يؤم النَّاس، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بكر اسْتَأْخَرَ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن كَمَا أَنْت، فَجَلَسَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حذاء أبي بكر إِلَى جنبه، فَكَانَ أَبُو بكر يُصَلِّي بِصَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة أبي بكر. وَأَخْرَجَا من حَدِيث الْأسود بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ قَالَ: كُنَّا عِنْد عَائِشَة، فَذَكرنَا الْمُوَاظبَة على الصَّلَاة والتعظيم لَهَا، قَالَت: لما مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَحَضَرت الصَّلَاة، فأوذن، فَقَالَ: " مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ " فَقيل لَهُ: إِن أَبَا بكر رجل أسيف، إِذا قَامَ مقامك لم يسْتَطع أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَأَعَادَ فَأَعَادُوا لَهُ، فَأَعَادَ الثَّالِثَة، فَقَالَ: " إنكن صَوَاحِب يُوسُف، مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ. " فَخرج أَبُو بكر يُصَلِّي، فَوجدَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من نَفسه خفَّة، فَخرج يهادى بَين رجلَيْنِ، كَأَنِّي أنظر رجلَيْهِ تخطان الأَرْض من الوجع، فَأَرَادَ أَبُو بكر أَن يتَأَخَّر، فَأَوْمأ إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن مَكَانك. ثمَّ أَتَيَا بِهِ حَتَّى جلس إِلَى جنبه. قيل للأعمش: فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي وَأَبُو بكر يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة أبي بكر؟ قَالَ بِرَأْسِهِ: نعم. لفظ حَدِيث البُخَارِيّ. قَالَ البُخَارِيّ: وَزَاد أَبُو مُعَاوِيَة: جلس عَن يَاسر أبي بكر، وَكَانَ أَبُو بكر قَائِما. وَقد أخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبي مُعَاوِيَة بِالْإِسْنَادِ، وَفِيه: جَاءَ بِلَال يُؤذنهُ بِالصَّلَاةِ فَقَالَ: " مروا أَبَا بكر يُصَلِّي بِالنَّاسِ. " قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا بكر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 رجل أسيف، وَأَنه مَتى يقوم مقامك لَا يسمع النَّاس، فَلَو أمرت عمر، فَقَالَ: " مروا أَبَا بكر يُصَلِّي بِالنَّاسِ " ثمَّ ذكر قَوْلهَا: فَلَو أمرت عمر، فَقَالَ: " مروا أَبَا بكر يُصَلِّي بِالنَّاسِ " ثمَّ ذكر قَوْلهَا لحفصة، وَقَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إنكن لأنتن صَوَاحِب يُوسُف " وَأَنه عَلَيْهِ السَّلَام وجد خفَّة، فَخرج. ثمَّ ذكره إِلَى قَوْله: حَتَّى جلس عَن يسَار أبي بكر، فَكَانَ أَبُو بكر يُصَلِّي قَائِما، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي قَاعِدا، يَقْتَدِي أَبُو بكر بِصَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالنَّاس بِصَلَاة أبي بكر. وَفِي حَدِيث عبد الله بن دَاوُد عَن الْأَعْمَش نَحوه، وَفِيه: إِن أَبَا بكر رجلٌ أسيف، إِن يقم مقامك يبك فَلَا يقدر على الْقِرَاءَة، وَلم تذكر قَوْلهَا لحفصة. وَفِي آخِره: فَتَأَخر أَبُو بكر، وَقعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جنبه، وَأَبُو بكر يسمع النَّاس التَّكْبِير. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه محَاضِر عَن الْأَعْمَش. وَفِي حَدِيث يحيى بن يحيى عَن أبي مُعَاوِيَة نَحوه، وَفِي آخِره قَالَت: فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي بِالنَّاسِ جَالِسا، وَأَبُو بكر يَقْتَدِي بِصَلَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ويقتدي النَّاس بِصَلَاة أبي بكر. وَلَهُمَا من حَدِيث ابْن شهَاب عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة ابْن مَسْعُود أَن عَائِشَة قَالَت: لقد راجعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك، وَمَا حَملَنِي على كَثْرَة مُرَاجعَته إِلَّا أَنه لم يَقع فِي قلبِي أَن يحب النَّاس بعده رجلا يقوم مقَامه أبدا، وَإِنِّي كنت أرى أَنه لن يقوم مقَامه أحدٌ إِلَّا تشاءم النَّاس بِهِ، فَأَرَدْت أَن يعدل ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أبي بكر. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن حَمْزَة بن عبد الله بن عمر عَن عَائِشَة قَالَت: لما دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْتِي قَالَ: مروا أَبَا بكر فَليصل بِالنَّاسِ. قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 الله، إِن أَبَا بكر رجلٌ رَقِيق إِذا قَرَأَ الْقُرْآن لَا يملك دمعه، فَلَو أمرت غير أبي بكر، قَالَت: فوَاللَّه مَا بِي إِلَّا كَرَاهِيَة أَن يتشاءم النَّاس بِأول من يقوم فِي مقَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَت: فراجعته مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. فَقَالَ: " ليصل بِالنَّاسِ أَبُو بكر، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِب يُوسُف ". وَلَيْسَ لِحَمْزَة عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا الحَدِيث. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك عَن عمر، وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن حَمْزَة مُرْسلا. وَأَخْرَجَا خُرُوجه فِي مَرضه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين رجلَيْنِ، وَمَا يتَّصل بِهِ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود أَن عَائِشَة قَالَت: لما ثقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعه، استاذن أَزوَاجه فِي أَن يمرض فِي بَيْتِي، فَأذن لَهُ، فَخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَين رجلَيْنِ تخط رِجْلَاهُ فِي الأَرْض بَين الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَرجل آخر. قَالَ عبيد الله: فَأخْبرت عبد الله بن عَبَّاس بِالَّذِي قَالَت عَائِشَة، فَقَالَ: أَتَدْرِي من الرجل الآخر؟ قَالَ: لَا. قَالَ: هُوَ عَليّ بن أبي طَالب. قَالَ: فَكَانَت عَائِشَة تَتَحَدَّث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بَعْدَمَا دخل بَيْتِي وَاشْتَدَّ وَجَعه: " هريقوا عَليّ من سبع قربٍ لم تحل أوكيتهن، لعَلي أَعهد إِلَى النَّاس " فأجلسناه فِي مخضب لحفصة زوج النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، ثمَّ طفقنا نصب عَلَيْهِ من تِلْكَ الْقرب حَتَّى طفق يُشِير إِلَيْنَا بِيَدِهِ: أَن قد فعلتن. قَالَت: ثمَّ خرج إِلَى النَّاس فصلى بهم وخطبهم. وَفِي حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله أَن عَائِشَة أخْبرته قَالَت: أول مَا اشْتَكَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت مَيْمُونَة، فَاسْتَأْذن أَزوَاجه أَن يمرض فِي بَيْتِي فَأذن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 لَهُ. قَالَت: فَخرج ويدٌ لَهُ على الْفضل بن عَبَّاس ويدٌ على رجل آخر، وَهُوَ يخط برجليه الأَرْض. وَذكر قَول ابْن عَبَّاس أَن الرجل الآخر هُوَ عَليّ بن أبي طَالب. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا بِإِسْنَاد وَاحِد من حَدِيث مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن عبيد الله قَالَ: دخلت على عَائِشَة فَقلت لَهَا: أَلا تحدثيني عَن مرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَت: بلَى، ثقل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أصلى النَّاس؟ " قُلْنَا: لَا، هم ينتظرونك يَا رَسُول الله. قَالَ: " ضَعُوا لي مَاء فِي المخضب " قلت: فَفَعَلْنَا " فاغتسل، ثمَّ ذهب لينوء، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاق، فَقَالَ: " أصلى النَّاس؟ " قُلْنَا: لَا، هم ينتظرونك يَا رَسُول الله. قَالَ: " ضَعُوا لي مَاء فِي المخضب ". قَالَت: فَفَعَلْنَا. فاغتسل ثمَّ ذهب لينوء، فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثمَّ أَفَاق فَقَالَ: " أُصَلِّي النَّاس؟ " قُلْنَا: لَا، هم ينتظرونك يَا رَسُول الله. قَالَ: " ضَعُوا لي مَاء فِي المخضب ". فَفَعَلْنَا فاغتسل ثمَّ ذهب لينوء فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ، ثمَّ أَفَاق فَقَالَ: " أصلى النَّاس "؟ قُلْنَا: لَا، هم ينتظرونك يَا رَسُول الله. قَالَت: وَالنَّاس عكوفٌ فِي الْمَسْجِد ينتظرون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لصَلَاة الْعشَاء الاخرة ". قَالَت: فَأرْسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أبي بكر أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَأَتَاهُ الرَّسُول فَقَالَ: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرك أَن تصلي بِالنَّاسِ. فَقَالَ أَبُو بكر - وَكَانَ رجلا رَقِيقا: يَا عمر صل بِالنَّاسِ. فَقَالَ عمر: أَنْت أَحَق بذلك. فصلى بهم أَبُو بكر فِي تِلْكَ الْأَيَّام، ثمَّ إِن رَسُول الله وجد من نَفسه خفَّة، فَخرج بَين رجلَيْنِ - أَحدهمَا الْعَبَّاس - لصَلَاة الظّهْر، وَأَبُو بكر يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَلَمَّا رَآهُ أَبُو بكر ذهب ليتأخر، فَأَوْمأ إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن لَا يتَأَخَّر، وَقَالَ لَهما: " أجلساني إِلَى جنبه ". فأجلساه إِلَى جنب أبي بكر، فَكَانَ أَبُو بكر يُصَلِّي وَهُوَ يأتم - بِصَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَالنَّاس يصلونَ بِصَلَاة أبي بكر، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَاعد. قَالَ عبيد الله: فَدخلت على عبد الله بن عَبَّاس فَقلت: أَلا أعرض عَلَيْك مَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 حَدَّثتنِي عَائِشَة عَن مرض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: هَات. فعرضت حَدِيثهَا عَلَيْهِ، فَمَا أنكر مِنْهُ شَيْئا، غير أَنه قَالَ: أسمت لَك الرجل الَّذِي كَانَ مَعَ الْعَبَّاس؟ قلت: لَا. قَالَ: هُوَ عليٌّ. 3216 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يسْأَل فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَقُول: " أَيْن أَنا غَدا؟ أَيْن أَنا غَدا؟ " يُرِيد يَوْم عَائِشَة. فَأذن لَهُ أَزوَاجه يكون حَيْثُ شَاءَ، فَكَانَ فِي بَيت عَائِشَة حَتَّى مَاتَ عِنْدهَا. قَالَت عَائِشَة: فَمَاتَ فِي الْيَوْم الَّذِي كَانَ يَدُور عَليّ فِيهِ - فِي بَيْتِي، فَقَبضهُ الله وَإِن رَأسه بَين نحري وسحري، وخالط رِيقه ريقي: دخل عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر وَمَعَهُ سواكٌ يستن بِهِ، فَنظر إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَقلت لَهُ: أَعْطِنِي هَذَا السِّوَاك يَا عبد الرَّحْمَن، فأعطانيه، فقضمته، ثمَّ مضغته، فأعطيته رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاستن بِهِ وَهُوَ مُسْتَند إِلَى صَدْرِي؟ لفظ حَدِيث البُخَارِيّ، وَهُوَ أكملها. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة وَمُحَمّد بن حَرْب: إِن كَانَ ليتفقد فِي مَرضه، يَقُول: " أَيْن أَنا الْيَوْم؟ أَيْن أَنا غَدا؟ " استبطاءً ليَوْم عَائِشَة. فَلَمَّا كَانَ يومي قَبضه الله بَين سحرِي وَنَحْرِي. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَرْب: وَدفن فِي بَيْتِي. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: دخل عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا مسندته إِلَى صَدْرِي، وَمَعَ عبد الرَّحْمَن سواك رطب يستن بِهِ، فأبده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَصَره، فَأخذت السِّوَاك فقضمته وطيبته، ثمَّ دَفعته إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاستن بِهِ، فَمَا رَأَيْت رَسُول الله الحديث: 3216 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 اسْتنَّ استناناً أحسن مِنْهُ. فَمَا عدا أَن فرغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رفع يَده، أَو إصبعه، ثمَّ قَالَ: " فِي الرفيق الْأَعْلَى " ثَلَاثًا. ثمَّ قضى. وَكَانَت تَقول: مَاتَ بَين حاقتني وذاقنتي. وَفِي رِوَايَة ابْن الْهَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: مَاتَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإنَّهُ لبين حاقنتي وذاقنتي. فَلَا أكره شدَّة الْمَوْت لأحدٍ أبدا بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وللبخاري من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما كَانَ فِي مَرضه يَدُور فِي نِسَائِهِ وَيَقُول: أَيْن أَنا غَدا؟ أَيْن أَنا غَدا، حرصاً على بَيت عَائِشَة. قَالَت عَائِشَة: فَلَمَّا كَانَ يومي سكن. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة قَالَت: توفّي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيْتِي وَفِي يومي، وَبَين سحرِي وَنَحْرِي. وَكَانَ إحدانا تعوذه بدعاءٍ إِذا مرض، فَذَهَبت أعوذه، فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء، وَقَالَ: " فِي الرفيق الْأَعْلَى، فِي الرفيق الْأَعْلَى ". وَمر عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فِي يَده جريدةٌ رطبَة، فَنظر إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَظَنَنْت أَن لَهُ بهَا حَاجَة، فأخذتها، فمضغت رَأسهَا ونفضتها، فدفعتها إِلَيْهِ، فاستن بهَا كأحسن مَا كَانَ مستناً، ثمَّ ناولنيها فَسَقَطت يَده، أَو سَقَطت من يَده، فَجمع الله بَين ريقي وريقه فِي آخر يومٍ من الدُّنْيَا وَأول يَوْم من الْآخِرَة. وَفِي حَدِيث نَافِع بن عمر الجحمي عَن ابْن أبي مليكَة نَحوه، إِلَّا أَنه قَالَ: قَالَت: دخل عبد الرَّحْمَن بسواك، فضعف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنهُ، فمضغته ثمَّ سننته بِهِ. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي عَمْرو، ذكْوَان مولى عَائِشَة: أَن عَائِشَة كَانَت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 تَقول: إِن من نعم الله عَليّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم توفّي فِي بَيْتِي ويومي، وَبَين سحرِي وَنَحْرِي وَأَن الله جمع بَين ريقي وريقه عِنْد مَوته: دخل عَليّ عبد الرَّحْمَن وَبِيَدِهِ سواك وَأَنا مسندةٌ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فرأيته ينظر إِلَيّ، وَعرفت أَنه يحب السِّوَاك فَقلت: آخذه لَك؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: أَن نعم. فتناولته، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، فَقلت: ألينه لَك؟ فَأَشَارَ بِرَأْسِهِ: أَن نعم. فلينته فَأمره، وَبَين يَدَيْهِ ركوة - أَو علبة - شكّ الرَّاوِي - فِيهَا مَاء، فَجعل يدْخل يَدَيْهِ فِي المَاء فيمسح بهَا وَجهه، يَقُول: " لَا إِلَه إِلَّا الله، إِن للْمَوْت سكراتٍ " ثمَّ نصب يَده فَجعل يَقُول: " فِي الرفيق الْأَعْلَى " حَتَّى قبض، فمالت يَده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3217 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: نَهَاهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْوِصَال رَحْمَة لَهُ. فَقَالُوا: إِنَّك تواصل، قَالَ: " لست كهيئتكم، إِنِّي يطعمني رَبِّي ويسقيني ". 3218 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: إِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليقبل بعض أَزوَاجه وَهُوَ صَائِم. ثمَّ ضحِكت. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة: قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبل ويباشر وَهُوَ صَائِم، وَكَانَ أملككم لإربه. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي حَفْص عمر بن عبد الْعَزِيز عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَنَّهَا أخْبرته: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقبلهَا وَهُوَ صَائِم. الحديث: 3217 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 وَمن حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ: قلت لعبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم: أسمعت أَبَاك يحدث عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقبلهَا وَهُوَ صَائِم؟ فَسكت سَاعَة ثمَّ قَالَ: نعم. وَمن حَدِيث عبيد الله بن عَمْرو عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبلني وَهُوَ صَائِم، وَأَيكُمْ يملك إربه كَمَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يملك إربه؟ . وَمن حَدِيث عَلْقَمَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقبل وَهُوَ صَائِم، وَكَانَ أملككم لإربه، وَأَنه كَانَ يُبَاشر وَهُوَ صَائِم. وَمن حَدِيث أبي الضُّحَى عَن مَسْرُوق بن الأجدع عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبل وَهُوَ صائمٌ، ويباشر وَهُوَ صَائِم، وَلكنه أملككم لإربه. وَمن حَدِيث عَمْرو بن مَيْمُون عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبل فِي شهر الصَّوْم. وَفِي رِوَايَة أبي بكر النَّهْشَلِي عَن زِيَاد بن علاقَة: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبل وَهُوَ صَائِم فِي رَمَضَان. وَلَيْسَ لعَمْرو بن مَيْمُون عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَمن حَدِيث عَليّ بن الْحُسَيْن عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقبل وَهُوَ صَائِم. 3219 - السَّادِس وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: سَأَلَ حَمْزَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الصّيام فِي السّفر، فَقَالَ: " إِن شِئْت فَصم، وَإِن شِئْت فَأفْطر ". الحديث: 3219 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 وَفِي حَدِيث يحيى الْقطَّان وَحَمَّاد بن زيد وَأبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام: إِنِّي أسرد الصَّوْم. وَفِي حَدِيث مَالك بن أنس، أَنه قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أأصوم فِي السّفر؟ وَكَانَ كثير الصّيام. فَقَالَ: " إِن شِئْت فَصم، وَإِن شِئْت فَأفْطر ". 3220 - السَّابِع وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفن فِي ثَلَاثَة أثوابٍ بيضٍ سحُولِيَّة من كرسفٍ، لَيْسَ فِيهَا قميصٌ وَلَا عِمَامَة وَفِي حَدِيث عَليّ بن مسْهر عَن هِشَام أَنَّهَا قَالَت: أدرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حلَّة يمنية كَانَت لعبد الله بن أبي بكر، ثمَّ نزعت عَنهُ. وكفن فِي ثَلَاثَة أثوابٍ سحولٍ يَمَانِية، لَيْسَ فِيهَا عمامةٌ وَلَا قميصٌ، فَرفع عبد الله الْحلَّة فَقَالَ: أكفن فِيهَا. ثمَّ قَالَ: لم يُكفن فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأكفن فِيهَا! قَالَ: فَتصدق بهَا. وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام نَحوه، وَزَاد: أما الْحلَّة فَإِنَّمَا شبه على النَّاس فِيهَا، أَنَّهَا اشْتريت لَهُ ليكفن فِيهَا، فَتركت الْحلَّة وكفن فِي ثَلَاثَة أثوابٍ بيضٍ سحُولِيَّة، فَأَخذهَا عبد الله بن أبي بكر، فَقَالَ: لأحبسنها حَتَّى أكفن فِيهَا نَفسِي، ثمَّ قَالَ: لَو رضيها الله لنبية لكفنه فِيهَا، فَبَاعَهَا وَتصدق بِثمنِهَا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة ابْن عبد الرَّحْمَن قَالَ: سَأَلت عَائِشَة: فِي كم كفن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَت: فِي ثَلَاثَة أثوابٍ سحُولِيَّة. وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين توفّي سجي بِبرد حبرَة. الحديث: 3220 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 3221 - الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أريتك فِي الْمَنَام ثَلَاث ليالٍ، جَاءَنِي الْملك فِي سَرقَة من حَرِير، فَيَقُول: هَذِه امْرَأَتك، فأكشف عَن وَجهك، فَإِذا أَنْت هِيَ، فَأَقُول: إِن يَك من عِنْد الله يمضه ". وَفِي حَدِيث عبيد ابْن إِسْمَاعِيل عَن أبي أُسَامَة. وَفِي حَدِيث وهيب عَن هِشَام: أريتك فِي الْمَنَام مرَّتَيْنِ ... " وذكرا نَحوه. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لَو نزلت وَاديا فِيهِ شَجَرَة قد أكل مِنْهَا، وَوجدت شَجرا لم يُؤْكَل مِنْهَا، فِي أَيهَا كنت ترتع بعيرك؟ قَالَ: " فِي الَّتِي لم يرتع مِنْهَا " تَعْنِي: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يتَزَوَّج بكرا غَيرهَا. وَمن حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن عُرْوَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب عَائِشَة إِلَى أبي بكر، فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر: إِنَّمَا أَنا أَخُوك. فَقَالَ: " أَنْت أخي فِي الله وَكتابه، وَهِي لي حلالٌ ". كَذَا أخرجه البُخَارِيّ مُرْسلا. 3222 - التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: تزَوجنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا بنت سِتّ سِنِين، فقدمنا الْمَدِينَة، فنزلنا فِي بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج، فوعكت، فتمزق شعري فوفى جميمةً، فأتتني أُمِّي أم رُومَان وَإِنِّي لفي أرجوحة وَمَعِي صَوَاحِب لي، فأتيتها لَا أَدْرِي مَا تُرِيدُ مني، فَأخذت بيَدي، حَتَّى وقفتني على بَاب الدَّار، وَإِنِّي لأنهج حَتَّى سكن بعض الحديث: 3221 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 نَفسِي، ثمَّ أخذت شَيْئا من مَاء فمسحت بِهِ وَجْهي ورأسي، ثمَّ أدخلتني الدَّار، فَإِذا نسوةٌ من الْأَنْصَار فِي الْبَيْت، فَقُلْنَ: على الْخَيْر وَالْبركَة وعَلى خير طَائِر، فأسلمتني إلَيْهِنَّ، فأصلحن من شأني، فَلم يرعني إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأسلمتني إِلَيْهِ وَأَنا يومئذٍ بنت تسع سِنِين. وَفِي حَدِيث أبي كريب وَغَيره عَن أبي أُسَامَة نَحوه، إِلَّا أَن فِيهِ: فَأخذت بيَدي فأوقفتني على الْبَاب، فَقلت: هه هه، حَتَّى ذهب نَفسِي. وَفِيه: فغسلن رَأْسِي وأصلحنني، فَلم يرعني إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأسلمنني إِلَيْهِ. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن هِشَام عَن أَبِيه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا وَهِي بنت سِتّ سِنِين، وأدخلت عَلَيْهِ وَهِي بنت تسع سِنِين وَمَكَثت عِنْده تسعا. وَفِي حَدِيث قبيصَة عَن سُفْيَان عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: تزوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَائِشَة وَهِي بنت ستٍّ، وَبنى بهَا وَهِي بنت تسعٍ، وَمَكَثت عِنْده تسعا، من قَول عُرْوَة، وَلم يقل: عَائِشَة. وَفِي حَدِيث عبيد بن إِسْمَاعِيل عَن أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: توفيت خَدِيجَة قبل مخرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة بِثَلَاث سِنِين، فَلبث سنتَيْن أَو قَرِيبا من ذَلِك، ونكح عَائِشَة وَهِي بنت سِتّ سِنِين، وَبنى بهَا وَهِي بنت تسع سِنِين. وَهَذَا أَيْضا مَوْقُوف على عُرْوَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا وَهِي بنت سبع سِنِين، وزفت إِلَيْهِ وَهِي بنت تسع سِنِين ولعبها مَعهَا، وَمَات عَنْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 وَهِي بنت ثَمَانِي عشرَة. وَمن حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: تزَوجهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي بنت سِتّ سِنِين، وَبنى بهَا وَهِي بنت تسع، وَمَات عَنْهَا وَهِي بنت ثَمَانِي عشرَة. وَمن حَدِيث عبد الله بن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: تزَوجنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَوَّال، وَبنى بِي فِي شَوَّال، فَأَي نسَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ أحظى عِنْده مني. قَالَ: وَكَانَت عَائِشَة تسْتَحب أَن تدخل نساءها فِي شَوَّال. 3223 - الثَّمَانُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: مَا غرت على أحدٍ من نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا غرت على خَدِيجَة، وَمَا رَأَيْتهَا قطّ، وَلَكِن كَانَ يكثر ذكرهَا، وَرُبمَا ذبح الشَّاة، ثمَّ يقطعهَا أَعْضَاء، ثمَّ يبعثها فِي صدائق خَدِيجَة، فَرُبمَا قلت لَهُ: كَأَنَّهُ لم يكن فِي الدُّنْيَا امرأةٌ إِلَّا خَدِيجَة. فَيَقُول: " إِنَّهَا كَانَت وَكَانَت. . وَكَانَ لي مِنْهَا ولد ". وَفِي حَدِيث حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن هِشَام قَالَت: وَتَزَوَّجنِي بعْدهَا بِثَلَاث سِنِين، وَأمره ربه أَو جِبْرِيل - أَن يبشرها بِبَيْت فِي الْجنَّة من قصب. قَالَ فِي حَدِيث سعيد بن عفير عَن اللَّيْث: وَأمره أَن يبشرها ببيتٍ من قصبٍ، وَإِن كَانَ ليذبح الشَّاة فيهدي فِي خلائلها مِنْهَا مَا يسعهن. وَفِي حَدِيث حَفْص بن غياث عَن هِشَام: وَكَانَ إِذا ذبح الشَّاة يَقُول: " أرْسلُوا بهَا إِلَى أصدقاء خَدِيجَة " قَالَت: فأغضبته يَوْمًا، فَقلت: خَدِيجَة. فَقَالَ: " إِنِّي رزقت حبها ". وَأَخْرَجَا من حَدِيث عَليّ بن مسْهر عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة - ذكره البُخَارِيّ الحديث: 3223 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 تَعْلِيقا وَمُسلم بِالْإِسْنَادِ - أَنَّهُمَا قَالَا: اسْتَأْذَنت هَالة بت خويلد أُخْت خَدِيجَة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَعرف اسْتِئْذَان خَدِيجَة، فارتاع لذَلِك، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ، هَالة بنت خويلد " فغرت، فَقلت: وَمَا تذكر من عجوزٍ من عَجَائِز قُرَيْش حَمْرَاء الشدقين، هَلَكت فِي الدَّهْر، قد أبدلك الله خيرا مِنْهَا. وَلمُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: مَا غرت على امْرَأَة مَا غرت على خَدِيجَة، لِكَثْرَة ذكره إِيَّاهَا، وَمَا رَأَيْتهَا قطّ. وَقَالَت: لم يتَزَوَّج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على خَدِيجَة حَتَّى مَاتَت. 3224 - الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن سَوْدَة بنت زَمعَة وهبت يَوْمهَا لعَائِشَة، فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقسم لعَائِشَة يَوْمهَا وَيَوْم سَوْدَة. وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الحميد عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَ: مَا رَأَيْت امْرَأَة أحب إِلَيّ أَن أكون فِي مسلاخها من سَوْدَة بنت زَمعَة، من امْرَأَة فِيهَا حِدة. قَالَت: فَلَمَّا كَبرت جعلت يَوْمهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَائِشَة. قَالَت: يَا رَسُول الله، جعلت يومي مِنْك لعَائِشَة. فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقسم لعَائِشَة يَوْمَيْنِ: يَوْمهَا وَيَوْم سَوْدَة. زَاد فِي حَدِيث شريك عَن هِشَام: قلت: وَكَانَت أول امْرَأَة تزَوجهَا من بعدِي. الحديث: 3224 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 3225 - الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَ: كنت أَلعَب بالبنات عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ لي صَوَاحِب يلعبن معي وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل يتقمعن مِنْهُ، فيسربهن إِلَيّ فيلعبن معي. وَفِي حَدِيث جرير بن عبد الحميد: وَكنت أَلعَب بالبنات فِي بَيته - وَهن اللّعب. 3226 - الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام عَن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: كَانَت خَوْلَة بنت حَكِيم من اللائى وهبْنَ أَنْفسهنَّ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَت عَائِشَة: أما تَسْتَحي الْمَرْأَة أَن تهب نَفسهَا للرجل فَلَمَّا نزلت: {ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ} [الْأَحْزَاب] قلت: يَا رَسُول الله، مَا أرى رَبك إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك. قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ أَبُو سعيد الْمُؤَدب وَمُحَمّد بن بشر وَعَبدَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة، يزِيد بَعضهم على بعض. وَفِي حَدِيث زَكَرِيَّا بن يحيى عَن أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت. . كنت أغار على اللائي وهبْنَ أَنْفسهنَّ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَذكر نَحوه. وَكَذَا فِي رِوَايَة أبي كريب عَن أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت. . وَذكر نَحوه، وَفِيه: فَلَمَّا أنزل الله: {ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ} [الْأَحْزَاب] قَالَت: قلت: وَالله مَا أرى رَبك إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك. وَلمُسلم من حَدِيث عَبدة بِالْإِسْنَادِ الْمُتَّصِل إِلَى عَائِشَة نَحْو ذَلِك. وَأَخْرَجَا جَمِيعًا من حَدِيث معَاذَة العدوية عَن عَائِشَة قَالَت: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يستأذننا إِذا كَانَ فِي يَوْم الْمَرْأَة منا بعد أَن نزلت هَذِه الْآيَة: (ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ الحديث: 3225 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 وَتُؤْوِي إِلَيْك من تشَاء وَمن ابْتَغَيْت مِمَّن عزلت فَلَا جنَاح عَلَيْك} [الْأَحْزَاب] فَقلت لَهَا: مَا كنت تَقُولِينَ؟ . قَالَت: كنت أَقُول لَهُ: إِن كَانَ ذَلِك إِلَيّ، فَإِنِّي لَا أُرِيد يَا رَسُول الله أَن أوثر عَلَيْك أحدا. وَفِي حَدِيث عباد بن عباد: لم أوثر على نَفسِي أحدا. 3227 - الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فِي قَوْله عز وَجل: {وَإِن امرأةٌ خَافت من بَعْلهَا نُشُوزًا أَو إعْرَاضًا} [النِّسَاء] قَالَت: هِيَ الْمَرْأَة تكون عِنْد الرجل لَا يستكثر مِنْهَا، فيريد طَلاقهَا ويتزوج غَيرهَا، تَقول لَهُ: أمسكني وَلَا تُطَلِّقنِي، ثمَّ تزوج غَيْرِي وَأَنت فِي حلٍّ من النَّفَقَة عَليّ وَالْقِسْمَة لي، فَذَلِك قَوْله {فَلَا جنَاح عَلَيْهِمَا أَن يصلحا بَينهمَا صلحا وَالصُّلْح خير} [النِّسَاء] . وَفِي حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك نَحوه، وَفِي آخِره: فَنزلت هَذِه الْآيَة فِي ذَلِك. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَت: هُوَ الرجل يرى من امْرَأَته مَا لَا يُعجبهُ كبرا أَو غَيره، فيريد فراقها، فَتَقول: أمسكني واقسم لي مَا شِئْت. قَالَت: فَلَا بَأْس إِذا تَرَاضيا. 3228 - الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: {وَمن كَانَ غَنِيا فليستعفف وَمن كَانَ فَقِيرا فَليَأْكُل بِالْمَعْرُوفِ} [النِّسَاء] قَالَت: أنزلت فِي وَالِي الْيَتِيم أَن يُصِيب من مَاله إِذا كَانَ مُحْتَاجا بِقدر مَاله بِالْمَعْرُوفِ. وَفِي حَدِيث عبد الله بن نمير: أَنَّهَا نزلت فِي وَالِي الْيَتِيم إِذا كَانَ فَقِيرا، أَنه يَأْكُل مِنْهُ مَكَان قِيَامه عَلَيْهِ بِمَعْرُوف. الحديث: 3227 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 وَفِي رِوَايَة عُثْمَان بن فرقد قَالَ: أنزلت فِي وَالِي الْيَتِيم الَّذِي يقوم عَلَيْهِ، وَيصْلح فِي مَاله إِن كَانَ فَقِيرا أكل مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ. 3229 - السَّادِس وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: {الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح للَّذين أَحْسنُوا مِنْهُم وَاتَّقوا أجر عَظِيم} [آل عمرَان] قَالَت لعروة: يَا ابْن أخي، كَانَ أَبَوَاك مِنْهُم: الزبير وَأَبُو بكر، لما أصَاب نَبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أصَاب يَوْم أحد، فَانْصَرف عَنهُ الْمُشْركُونَ خَافَ أَن يرجِعوا، فَقَالَ: " من يذهب فِي إثرهم؟ " فَانْتدبَ مِنْهُم سَبْعُونَ رجلا كَانَ فيهم أَبُو بكر وَعمر. لفظ حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام، وَهُوَ أتم. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن نمير وَعَبدَة بن سُلَيْمَان عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: قَالَت عَائِشَة: أَبَوَاك - وَالله - من الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح. زَاد فِي حَدِيث أبي أُسَامَة: تَعْنِي أَبَا بكر وَالزُّبَيْر. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن الْبَهِي مولى الصعب بن الزبير عَن عُرْوَة قَالَ: قَالَت لي عَائِشَة: كَانَ أَبَوَاك من الَّذين اسْتَجَابُوا لله وَالرَّسُول من بعد مَا أَصَابَهُم الْقرح. 3230 - السَّابِع وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة فِي قَوْله عز وَجل: {إِذْ جاءتكم جنود فَأَرْسَلنَا عَلَيْهِم ريحًا وجنودا لم تَرَوْهَا وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصيرًا} [الْأَحْزَاب] قَالَت: كَانَ ذَلِك يَوْم الخَنْدَق. 3231 - الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ: فِي حَدِيث الْإِفْك: أَخْرجَاهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة، أحدهم بِالْإِسْنَادِ، وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا، الحديث: 3229 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 وَحَدِيثه أتم، قَالَ: وَقَالَ أَبُو أُسَامَة عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: لما ذكر من شأني الَّذِي ذكر وَمَا علمت بِهِ، قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خَطِيبًا، فَتشهد وَحمد الله وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ: أما بعد، فأشيروا عَليّ فِي أنَاس أبنوا أَهلِي، وأيم الله، مَا علمت على أَهلِي من سوء قطّ، وأبنوهم بِمن - وَالله - مَا علمت عَلَيْهِ من سوء قطّ، وَلَا دخل بَيْتِي قطّ إِلَّا وَأَنا حَاضر، وَلَا غبت فِي سفر إِلَّا غَابَ معي ". فَقَامَ سعد بن معَاذ فَقَالَ: ائْذَنْ يَا رَسُول الله أَن نضرب أَعْنَاقهم. وَقَامَ رجل من بني الْخَزْرَج - وَكَانَت أم حسان من رَهْط ذَلِك الرجل - فَقَالَ: كذبت، أما وَالله لَو كَانُوا من الْأَوْس مَا أَحْبَبْت أَن تضرب أَعْنَاقهم. حَتَّى كَاد يكون بَين الْأَوْس والخزرج شرٌّ فِي الْمَسْجِد - وَمَا علمت. فَلَمَّا كَانَ مسَاء ذَلِك الْيَوْم خرجت لبَعض حَاجَتي وَمَعِي أم مسطح، فَعَثَرَتْ، وَقَالَت: تعس مسطحٌ، فَقلت لَهَا: أَي أم، تسبين ابْنك. ثمَّ عثرت الثَّانِيَة فَقَالَت: تعس مسطحٌ. فَقلت لَهَا: أَي أم، تسبين ابْنك، وسكتت، ثمَّ عثرت الثَّالِثَة فَقَالَت: تعس مسطح، فانتهرتها. فَقَالَت: وَالله مَا أسبه إِلَّا فِيك، فَقلت: فِي أَي شأني؟ فَذكرت لي الحَدِيث. فَقلت: وَقد كَانَ هَذَا؟ قَالَت: نعم وَالله. فَرَجَعت إِلَى بَيْتِي كَأَن الَّذِي خرجت لَهُ لَا أجد مِنْهُ قَلِيلا وَلَا كثيرا، ووعكت، وَقلت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَرْسلنِي إِلَى بَيت أبي. فَأرْسل معي الْغُلَام، فَدخلت الدَّار، فَوجدت أم رُومَان فِي أَسْفَل وَأَبا بكر فَوق الْبَيْت يقْرَأ، فَقَالَت أُمِّي: مَا جَاءَ بك يَا بنية؟ فَأَخْبَرتهَا وَذكرت لَهَا الحَدِيث، فَإِذا هُوَ لم يبلغ مِنْهَا مثل مَا بلغ مني، فَقَالَت: أَي بنية خفضي عَلَيْك الشَّأْن، فَإِنَّهُ وَالله لقل مَا كَانَت امرأةٌ حسناء عِنْد رجل يُحِبهَا لَهَا ضرائر، إِلَّا حسدنها وَقيل فِيهَا. قلت: وَقد علم بِهِ أبي؟ قَالَت: نعم. قلت: وَرَسُول الله؟ قَالَت: نعم، وَرَسُول الله. فاستعبرت وبكيت، فَسمع أَبُو بكر صوتي وَهُوَ فَوق الْبَيْت يقْرَأ، فَنزل، فَقَالَ لأمي: مَا شَأْنهَا؟ فَقلت: بلغَهَا الَّذِي ذكر فِي شَأْنهَا، فَفَاضَتْ عَيناهُ وَقَالَ: أَقْسَمت عَلَيْك يَا بنية إِلَّا رجعت إِلَى بَيْتك. فَرَجَعت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 وَلَقَد جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَيْتِي فَسَأَلَ عني خادمي، فَقَالَت: لَا وَالله، مَا علمت عَلَيْهَا عَيْبا، إِلَّا أَنه كَانَت ترقد حَتَّى تدخل الشَّاة فتأكل خبزها أَو عَجِينهَا - فِي حَدِيث مُسلم: فتأكل عَجِينهَا، أَو قَالَت: خميرها - شكّ هِشَام. وانتهرها بعض أَصْحَابه فَقَالَ: اصدقي رَسُول الله، حَتَّى أسقطوا لَهَا بِهِ. فَقَالَت: سُبْحَانَ الله، وَالله مَا علمت عَلَيْهَا إِلَّا كَمَا يعلم الصَّائِغ على تبر الذَّهَب الْأَحْمَر. وَبلغ الْأَمر ذَلِك الرجل الَّذِي قيل لَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ الله، وَالله مَا كشفت كنف أُنْثَى قطّ. قَالَت عَائِشَة: فَقتل شَهِيدا فِي سَبِيل الله. قَالَت: وَأصْبح أبواي عِنْدِي، فَلم يَزَالَا حَتَّى دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد صلى الْعَصْر، ثمَّ دخل وَقد اكتنفني أبواي عَن يَمِيني وَعَن شمَالي، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " أما بعد يَا عَائِشَة، إِن كنت قارفت سوءا أَو ظلمت فتوبي إِلَى الله، فَإِن الله يقبل التَّوْبَة عَن عباده ". قَالَت: وَقد جَاءَت امْرَأَة من الْأَنْصَار، فَهِيَ جالسةٌ بِالْبَابِ فَقلت: أَلا تَسْتَحي من هَذِه الْمَرْأَة أَن تذكر شَيْئا؟ فوعظ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَالْتَفت إِلَى أبي فَقلت: أجبه. قَالَ: فَمَاذَا أَقُول؟ فَالْتَفت إِلَى أُمِّي فَقلت: أجيبيه. فَقَالَت: أَقُول مَاذَا؟ فَلَمَّا لم يجيباه تشهدت، فحمدت الله وأثنيت عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قلت: أما بعد، فوَاللَّه لَئِن قلت لكم: إِنِّي لم أفعل - وَالله يعلم إِنِّي لصادقة - مَا ذَاك بنافعي عنْدكُمْ، لقد تكلمتم بِهِ وأشربته قُلُوبكُمْ، وَإِن قلت إِنِّي قد فعلت - وَالله يعلم أَنِّي لم افْعَل لتقولن: قد باءت بِهِ على نَفسهَا، وَإِنِّي وَالله مَا أجد لي وَلكم مثلا - والتمست اسْم يَعْقُوب فَلم أقدر عَلَيْهِ - إِلَّا أَبَا يُوسُف حِين قَالَ: {فَصَبر جميل وَالله الْمُسْتَعَان على مَا تصفون} [يُوسُف] . وَأنزل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من سَاعَته، فسكتنا، فَرفع عَنهُ وَإِنِّي لأتبين السرُور فِي وَجهه وَهُوَ يمسح جَبينه، وَيَقُول: " أَبْشِرِي يَا عَائِشَة، فقد أنزل الله براءتك " قَالَت: وَكنت أَشد مَا كنت غَضبا، فَقَالَ لي أبواي: قومِي إِلَيْهِ، فَقلت: لَا وَالله، لَا أقوم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمَده وَلَا أحمدكما، وَلَكِن أَحْمد الله الَّذِي أنزل براءتي، لقد سمعتموه فَمَا أنكرتموه وَلَا غيرتموه. وَكَانَت عَائِشَة تَقول: أما زَيْنَب بنت جحش فعصمها الله بدينها، فَلم تقل إِلَّا خيرا. وَأما أُخْتهَا حمْنَة فَهَلَكت فِيمَن هلك، وَكَانَ الَّذِي يتَكَلَّم بِهِ مسطحٌ وَحسان بن ثَابت وَالْمُنَافِق عبد الله بن أبي، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يستوشيه ويجمعه، وَهُوَ الَّذِي تولى كبره مِنْهُم هُوَ وَحمْنَة. قَالَت: فَحلف أَبُو بكر أَلا ينفع مسطحًا بنافعةٍ أبدا، فَأنْزل الله عز وَجل: {وَلَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل مِنْكُم وَالسعَة} [النُّور] إِلَى آخر الْآيَة، يَعْنِي أَبَا بكر: {أَن يؤتوا أولي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِين} [النُّور] يَعْنِي مسطحًا، إِلَى قَوْله: {أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم وَالله غَفُور رَحِيم} [النُّور] فَقَالَ أَبُو بكر: بلَى وَالله يَا رَبنَا، إِنَّا نحب أَن تغْفر لنا، وَعَاد لَهُ بِمَا كَانَ يصنع. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن حَرْب طرف مِنْهُ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خطب النَّاس، فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ، فَقَالَ: " مَا تشيرون عَليّ فِي قومٍ يسبون أَهلِي، مَا علمت عَلَيْهِم من سوء قطّ ". وَعَن عُرْوَة: أَن عَائِشَة لما أخْبرت بِالْأَمر قَالَت: يَا رَسُول الله، أتأذن لي أَن أَنطلق إِلَى أَهلِي؟ فَأذن لَهَا، وَأرْسل مَعهَا الْغُلَام. وَقَالَ رجل من الْأَنْصَار: سُبْحَانَكَ مَا يكون لنا أَن نتكلم بِهَذَا، سُبْحَانَكَ هَذَا بهتانٌ عَظِيم. لم يزدْ. وَأَخْرَجَاهُ جَمِيعًا بِالْإِسْنَادِ بأطول من هَذَا وأوضح، من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير وَسَعِيد بن الْمسيب وعلقمة بن وَقاص اللَّيْثِيّ وَعبيد الله بن عبد الله ابْن عتبَة بن مَسْعُود، عَن حَدِيث عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ لَهَا أهل الْإِفْك مَا قَالُوا فبرأها الله مِمَّا قَالُوا. قَالَ الزُّهْرِيّ: وَكلهمْ حَدثنِي طَائِفَة من حَدِيثهَا وَبَعْضهمْ كَانَ أوعى لَهُ من بعض وأثبتهم لَهُ اقتصاصاً، وَقد وعيت عَن كل وَاحِد مِنْهُم الحَدِيث الَّذِي حَدثنِي عَن عَائِشَة وَبَعض حَدِيثهمْ يصدق بَعْضًا. قَالُوا: قَالَت: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ أَن يخرج سفرا أَقرع بَين أَزوَاجه، فأيتهن خرج سهمها خرج بهَا مَعَه. قَالَت: فأقرع بَيْننَا فِي غزاةٍ غَزَاهَا فَخرج سهمي فِيهَا، فَخرجت مَعَه بَعْدَمَا أنزل الْحجاب، فَأَنا أحمل فِي هودجي وَأنزل فِيهِ، فسرنا حَتَّى إِذا فرغ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من غزوته تِلْكَ وقفل، ودنونا من الْمَدِينَة، آذن لَيْلَة بالرحيل، فَقُمْت حِين آذنوا بالرحيل، فمشيت حَتَّى جَاوَزت الْجَيْش، فَلَمَّا قضيت من شأني أَقبلت إِلَى الرحيل، فلمست صَدْرِي فَإِذا عقدٌ لي من جزع أظفار قد انْقَطع، فَرَجَعت فَالْتمست عقدي، فحبسني ابتغاؤه، وَأَقْبل الرَّهْط الَّذين كَانُوا يرحلون لي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بَعِيري الَّذِي كنت أركب وهم يحسبون أَنِّي فِيهِ، وَكَانَ النِّسَاء إِذْ ذَاك خفافاً لم يثقلن، وَمِنْهُم من قَالَ: لم يهبلن وَلم يغشهن اللَّحْم، وَإِنَّمَا يأكلن الْعلقَة من الطَّعَام، فَلم يستنكر الْقَوْم حِين رَفَعُوهُ ثقل الهودج. وَمِنْهُم من قَالَ: خفَّة الهودج، فاحتملوه، وَكنت جَارِيَة حَدِيثَة السن، فبعثوا الْجمل وَسَارُوا، فَوجدت عقدي بَعْدَمَا اسْتمرّ الْجَيْش، فَجئْت منزلهم وَلَيْسَ فِيهِ أحد، وَمِنْهُم من قَالَ: فَجئْت مَنَازِلهمْ وَلَيْسَ بهَا مِنْهُم داعٍ وَلَا مُجيب، فَتَيَمَّمت منزلي الَّذِي كنت فِيهِ وظننت أَنهم سيفقدونني فيرجعون إِلَيّ. فَبينا أَنا جالسة غلبتني عيناني فَنمت، وَكَانَ صَفْوَان بن الْمُعَطل السّلمِيّ ثمَّ الذكواني قد عرس من وَرَاء الْجَيْش فادلج، فَأصْبح عِنْد منزلي، فَرَأى سَواد إِنْسَان نَائِم، فَأَتَانِي فعرفني حِين رَآنِي، وَكَانَ يراني قبل الْحجاب، فَاسْتَيْقَظت باسترجاعه حِين عرفني، فخمرت وَجْهي بجلبابي، وَوَاللَّه مَا يكلمني بِكَلِمَة، وَلَا سَمِعت مِنْهُ كلمة غير استرجاعه، وَهوى حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَته، فوطئ على يَديهَا فركبتها، فَانْطَلق يَقُود بِي الرَّاحِلَة حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْش بعد مَا نزلُوا معرسين - وَفِي رِوَايَة صَالح بن كيسَان وَغَيره: موغرين فِي نحر الظهيرة. قَالَ عبد بن حميد: قلت لعبد الرَّزَّاق: مَا قَوْله موغرين؟ قَالَ: الوغرة شدَّة الْحر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 قَالَت: فَهَلَك من هلك فِي شأني، وَكَانَ الَّذِي تولى كبر الْإِفْك عبد الله بن أبي ابْن سلول، فقدمنا الْمَدِينَة، فاشتكيت بهَا شهرا، وَالنَّاس يفيضون فِي قَول أَصْحَاب الْإِفْك لَا أشعر، وَهُوَ يريبني فِي وجعي أَنِّي لَا أرى من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللطف الَّذِي كنت أرى مِنْهُ حِين أشتكي، إِنَّمَا يدْخل فَيسلم، ثمَّ يَقُول: " كَيفَ تيكم "؟ ثمَّ ينْصَرف، وَلَا أشعر بِالشَّرِّ حَتَّى نقهت، فَخرجت أَنا وَأم مسطح قبل المناصع، وَهِي متبرزنا، وَكُنَّا لَا نخرج إِلَّا لَيْلًا إِلَى ليل، ذَلِك قبل أَن نتَّخذ الكنف قَرِيبا من بُيُوتنَا، وأمرنا أَمر الْعَرَب الأول من التبرز قبل الْغَائِط، وَكُنَّا نتأذى بالكنف أَن نتخذها عِنْد بُيُوتنَا. فَأَقْبَلت أَنا وَأم مسطح وَهِي ابْنة أبي وهب بن الْمطلب بن عبد منَاف، وَأمّهَا بنت صَخْر بن عَامر خَالَة أبي بكر الصّديق، وَابْنهَا مسطح بن أَثَاثَة ابْن عباد بن الْمطلب - حِين فَرغْنَا من شَأْننَا نمشي، فَعَثَرَتْ أم مسطح فِي مرْطهَا، فَقَالَت: تعس مسطحٌ، فَقلت لَهَا: بئس مَا قلت، أتسبين رجلا شهد بَدْرًا؟ فَقَالَت: يَا هنتاه، ألم تسمعي مَا قَالَ؟ قلت: وَمَا قَالَ؟ فأخبرتني بقول أهل الْإِفْك، فازددت مَرضا على مرضِي. فَلَمَّا رجعت إِلَى بَيْتِي دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسلم وَقَالَ: " كَيفَ تيكم؟ " قلت ائْذَنْ لي إِلَى أَبَوي. قَالَت: وَأَنا حِينَئِذٍ أُرِيد أَن أستيقن الْخَبَر من قبلهمَا. فَأذن لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأتيت أَبَوي فَقلت لأمي: يَا أمتاه، مَاذَا يتحدث النَّاس بِهِ؟ فَقَالَت: يَا بنية، هوني على نَفسك الشَّأْن، فوَاللَّه لقل مَا كَانَت امرأةٌ قطّ وضيئةً عِنْد رجل يُحِبهَا وَلها ضرائر إِلَّا أكثرن عَلَيْهَا. فَقَالَت: سُبْحَانَ الله، وَلَقَد تحدث النَّاس بِهَذَا! قَالَت: فَبَكَيْت تِلْكَ اللَّيْل حى أَصبَحت لَا يرقأ لي دمعٌ وَلَا أكتحل بنومٍ، ثمَّ أَصبَحت أبْكِي، فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَليّ بن أبي طَالب وَأُسَامَة بن زيد حِين استلبث الْوَحْي، يستسشيرهما فِي فِرَاق أَهله. قَالَت: فَأَما أُسَامَة فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِمَا يعلم من بَرَاءَة أَهله، وَبِالَّذِي يعلم فِي نَفسه من الود لَهُم، فَقَالَ أُسَامَة: هم أهلك يَا رَسُول الله، وَلَا نعلم وَالله إِلَّا خيرا. وَأما عَليّ ابْن أبي طَالب فَقَالَ: يَا رَسُول الله، لم يضيق الله عَلَيْك، وَالنِّسَاء سواهَا كثير، وسل الْجَارِيَة تصدقك. قَالَت: فَدَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَرِيرَة، فَقَالَ: " أَي بَرِيرَة، هَل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 رَأَيْت فِيهَا شَيْئا يريبك؟ " قَالَت لَهُ بَرِيرَة: لَا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، إِن رَأَيْت مِنْهَا أمرا أغمصه عَلَيْهَا أَكثر من جاريةٌ حَدِيثَة السن، تنام عَن عجين أَهلهَا، فتأتي الدَّاجِن فتأكله، قَالَت: فَقَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يَوْمه، فاستعذر من عبد الله ابْن أبي بن سلول، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الْمِنْبَر: " من يعذرني من رجل بَلغنِي أَذَاهُ فِي أَهلِي ". وَمن الروَاة من قَالَ: " فِي أهل بَيْتِي. فوَاللَّه مَا علمت على أهل بَيْتِي إِلَّا خيرا. وَلَقَد ذكرُوا رجلا مَا علمت عَلَيْهِ إِلَّا خيرا، وَمَا كَانَ يدْخل على أَهلِي إِلَّا معي " قَالَت: فَقَامَ سعد بن معَاذ أحد بني الْأَشْهَل فَقَالَ: أعذرك مِنْهُ، إِن كَانَ من الْأَوْس ضربنا عُنُقه، وَإِن كَانَ من إِخْوَاننَا من الْخَزْرَج أمرتنا فَفَعَلْنَا فِيهِ أَمرك. فَقَامَ سعد بن عبَادَة وَهُوَ سيد الْخَزْرَج - وَكَانَت أم حسان بنت عَمه من فَخذه، وَكَانَ رجلا صَالحا، وَلَكِن احتملته الحمية - وَمن الروَاة من قَالَ اجتهلته الحمية، فَقَالَ لسعد بن معَاذ: كذبت، لعمر الله لَا تقتله وَلَا تقدر على ذَلِك، فَقَامَ أسيد بن حضير - وَهُوَ ابْن عَم سعد - يَعْنِي ابْن معَاذ، فَقَالَ لسعد بن عبَادَة: كذبت، لعمر الله لنقتلنه، فَإنَّك مُنَافِق تجَادل عَن الْمُنَافِقين. فتثاور الْحَيَّانِ: الْأَوْس والخزرج، حَتَّى هموا أَن يقتتلوا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قائمٌ على الْمِنْبَر، فَلم يزل رَسُول الله يخفضهم حَتَّى سكتوا وَسكت. قَالَت: وبكيت يومي ذَلِك لَا يرقأ لي دمع، وَلَا أكتحل بنوم، ثمَّ بَكَيْت لَيْلَتي الْمُقبلَة لَا يرقأ لي دمع، وَلَا أكتحل بنوم، فَأصْبح عِنْدِي أبواي، قد بَكَيْت لَيْلَتي وَيَوْما، حَتَّى أَظن أَن الْبكاء فالق كَبِدِي. وَمن الروَاة من قَالَ: وأبواي يظنان أَن الْبكاء فالق كَبِدِي، قَالَت: فَبَيْنَمَا هما جالسان عِنْدِي وَأَنا أبْكِي إِذْ اسْتَأْذَنت امرأةٌ من الْأَنْصَار، فَأَذنت لَهَا، فَجَلَست تبْكي معي. فَبينا نَحن كَذَلِك، إِذْ دخل علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسلم ثمَّ جلس، قَالَت: وَلم يجلس عِنْدِي من يَوْم قيل لي مَا قيل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 قبلهَا، وَقد مكث شهرا لَا يُوحى إِلَيْهِ فِي شأني بِشَيْء. قَالَت: فَتشهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين جلس، ثمَّ قَالَ: " أما بعد يَا عَائِشَة، فَإِنَّهُ بَلغنِي عَنْك كَذَا وَكَذَا، فَإِن كنت بريئةً فسيبرئك الله، وَإِن كنت أَلممْت بذنبٍ فاستغفري الله وتوبي إِلَيْهِ، فَإِن العَبْد إِذا اعْترف بِذَنبِهِ ثمَّ تَابَ تَابَ الله عَلَيْهِ ". فَلَمَّا قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقَالَته قلص دمعي حَتَّى مَا أحس مِنْهُ قَطْرَة، وَقلت لأبي: أجب عني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا قَالَ. قَالَ: وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُول لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقلت لأمي: أجيبي عني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا قَالَ. قَالَت: وَالله مَا أَدْرِي مَا أَقُول لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَت: وَأَنا جاريةٌ صغيرةٌ لَا أَقرَأ كثيرا من الْقُرْآن، فَقلت: إِنِّي وَالله لقد علمت أَنكُمْ سَمِعْتُمْ مَا تحدث بِهِ النَّاس حَتَّى اسْتَقر فِي أَنفسكُم وصدقتم بِهِ، فلئن قلت لكم: إِنِّي بريئة - وَالله يعلم إِنِّي لبريئة - لَا تصدقونني بذلك، وَلَئِن اعْترفت لكم بِأَمْر - وَالله يعلم أَنِّي مِنْهُ بريئة - لتصدقنني، فوَاللَّه مَا أجد لي وَلكم مثلا إِلَّا أَبَا يُوسُف، قَالَ: {فَصَبر جميل وَالله الْمُسْتَعَان على مَا تصفون} . ثمَّ تحولت فاضطجعت على فِرَاشِي، وَأَنا وَالله حينئذٍ أعلم أَنِّي بريئة، وَأَن الله مبرئي ببراءتي، وَلَكِن - وَالله مَا كنت أَظن أَن ينزل فِي شأني وَحيا يُتْلَى، ولشأني فِي نَفسِي كَانَ أَحْقَر من أَن يتَكَلَّم الله فِي بِأَمْر يُتْلَى. وَمن الروَاة من قَالَ: ولأنا أَحْقَر فِي نَفسِي من أَن يتَكَلَّم الله بِالْقُرْآنِ فِي أَمْرِي، وَلَكِن كنت أَرْجُو أَن يرى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي النّوم رُؤْيا يبرئني الله بهَا. فوَاللَّه مَا رام مَجْلِسه وَلَا خرج أحد من أهل الْبَيْت حَتَّى أنزل الله على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأَخذه مَا كَانَ يَأْخُذهُ من البرحاء، حَتَّى إِنَّه ليتحدر مِنْهُ مثل الجمان من الْعرق فِي يَوْم شاتٍ من ثقل القَوْل الَّذِي أنزل عَلَيْهِ. قَالَت: فَسرِّي عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يضْحك، فَكَانَ أول كلمة تكلم بهَا أَن قَالَ لي: " يَا عَائِشَة، احمدي الله " وَمن الروَاة من قَالَ: " أَبْشِرِي يَا عَائِشَة، أما الله فقد براك ". فَقَالَت أُمِّي: قومِي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقلت: لَا وَالله، لَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 أقوم إِلَيْهِ، وَلَا أَحْمد إِلَّا الله، هُوَ الَّذِي أنزل براءتي. فَأنْزل الله: {إِن الَّذين جَاءُوا بالإفك عصبةٌ مِنْكُم} الْعشْر آيَات [النُّور] فَلَمَّا أنزل الله هَذَا فِي براءتي قَالَ أَبُو بكر الصّديق - وَكَانَ ينْفق على مسطح بن أَثَاثَة لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقره: وَالله لَا أنْفق على مسطح شَيْئا أبدا بعد مَا قَالَ لعَائِشَة: فَأنْزل الله: {وَلَا يَأْتَلِ أولُوا الْفضل مِنْكُم وَالسعَة} إِلَى قَوْله: {غَفُور رَحِيم} [النُّور] فَقَالَ أَبُو بكر الصّديق: بلَى وَالله، إِنِّي لأحب أَن يغْفر الله لي. فَرجع إِلَى مسطح الَّذِي كَانَ يجْرِي عَلَيْهِ، وَقَالَ: وَالله لَا أَنْزعهَا مِنْهُ أبدا. قَالَت عَائِشَة: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلَ زَيْنَب بنت جحش عَن أَمْرِي، فَقَالَ: " يَا زَيْنَب، مَا علمت؟ مَا رَأَيْت؟ " فَقَالَت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أحمي سَمْعِي وبصري، وَالله مَا علمت عَلَيْهَا إِلَّا خيرا. قَالَت عَائِشَة: وَهِي الَّتِي كَانَت تساميني من أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فعصمها الله بالورع. قَالَ: وطفقت أُخْتهَا حمْنَة تحارب لَهَا، فَهَلَكت فِيمَن هلك من أَصْحَاب الْإِفْك. قَالَ ابْن شهَاب: فَهَذَا الَّذِي بَلغنِي من حَدِيث هَؤُلَاءِ الرَّهْط. وَمن الروَاة من زَاد ك قَالَت عَائِشَة: وَالله، إِن الرجل الَّذِي قيل لَهُ مَا قيل ليقول: سُبْحَانَ الله، فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ، مَا كشفت من كنف أُنْثَى. قَالَت: ثمَّ قتل بعد ذَلِك فِي سَبِيل الله. وَأخرج البُخَارِيّ فِي عقب حَدِيث فليح عَن الزُّهْرِيّ بِطُولِهِ من حَدِيث فليح بن سُلَيْمَان عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة وَعبد الله ابْن الزبير مثله. وَمن حَدِيث فليح عَن ربيعَة وَيحيى بن سعيد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد مثله. هَكَذَا فِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 كتاب البُخَارِيّ فِي " الشَّهَادَات ". وَلم يذكر هَذَا أَبُو مَسْعُود فِيمَا عندنَا من كِتَابه، وَلَا نبه عَلَيْهِ. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا مُخْتَصرا من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَفِيه من يعذرنا من رجلٍ بَلغنِي أَذَاهُ فِي أهل بَيْتِي ". وللبخاري من حَدِيث عبيد الله بن أبي مليكَة: أَن عَائِشَة كَانَت تقْرَأ: {إِذا تلقونه بألسنتكم} وَتقول: الولق: الْكَذِب. قَالَ ابْن أبي مليكَة: وَكَانَت أعلم بذلك من غَيرهَا، لِأَنَّهُ نزل فِيهَا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ النُّعْمَان بن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ: كَانَ حَدِيث الْإِفْك فِي غَزْوَة الْمُريْسِيع، ذكره البُخَارِيّ فِي غَزْوَة بني المصطلق من خُزَاعَة، قَالَ: وَهِي غَزْوَة الْمُريْسِيع. قَالَ ابْن إِسْحَق: وَذَلِكَ سنة سِتّ. وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة: سنة أَربع، إِلَى هُنَا مَا حَكَاهُ البُخَارِيّ. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ قَالَ: قَالَ لي الْوَلِيد بن عبد الْملك: أبلغك أَن عليا كَانَ فِيمَن قذف عَائِشَة؟ قَالَ: لَا، وَلَكِن أَخْبرنِي رجلَانِ من قَوْمك: أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن، وَأَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام أَن عَائِشَة قَالَت لَهما: كَانَ عليٌّ مُسلما فِي شَأْنهَا. وَأخرجه أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيح على وَجه آخر من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ وَفِيه: كنت عِنْد الْوَلِيد بن عبد الْملك فَقَالَ: الَّذِي تولى كبره مِنْهُم هُوَ عَليّ بن أبي طَالب. فَقلت: لَا، حَدثنِي سعيد بن الْمسيب وَعُرْوَة وعلقمة وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة، كلهم سمع عَائِشَة: الَّذِي تولى كبره عبد الله بن أبي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: وَالَّذِي تولى كبره مِنْهُم عبد الله بن أبي. زَاد فِي حَدِيث صَالح بن كيسَان قَالَ: أخْبرت أَنه كَانَ يشاع ويتحدث بِهِ عِنْده، فيقره ويشيعه ويستوشيه. قَالَ عُرْوَة: لم يسم من أهل الْإِفْك أَيْضا إِلَّا حسان بن ثَابت، ومسطح بن أَثَاثَة، وَحمْنَة بنت جحش، فِي نَاس آخَرين لَا علم لي بهم، غير أَنهم عصبةٌ كَمَا قَالَ الله عز وَجل. قَالَ عُرْوَة: وَكَانَت عَائِشَة تكره أَن يسب عِنْدهَا حسان، وَتقول: إِنَّه الَّذِي قَالَ: (فَإِن أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمدٍ مِنْكُم وقاء) . وَأَخْرَجَا من حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع قَالَ: دخلت على عَائِشَة وَعِنْدهَا حسان ينشدها شعرًا يشبب من أَبْيَات، فَقَالَ: (حصانٌ رزانٌ مَا تزن بريبةٍ ... وتصبح غرثى من لُحُوم الغوافل) فَقَالَت لَهُ عَائِشَة: وَلَكِنَّك لست كَذَلِك. قَالَ مَسْرُوق: فَقلت لَهَا: أَتَأْذَنِينَ لَهُ أَن يدْخل عَلَيْك وَقد قَالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِي تولى كبره مِنْهُم لَهُ عَذَاب عَظِيم} [النُّور] قَالَت: وَأي عَذَاب أَشد من الْعَمى. وَقَالَت: إِنَّه كَانَ ينافح، أَو يهاجي عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3232 - التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَت قُرَيْش وَمن دَان دينهَا يقفون بِالْمُزْدَلِفَةِ، فَكَانُوا يسمون الحمس، وَكَانَ سَائِر الْعَرَب يقفون بِعَرَفَة، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أَمر الله نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَأْتِي عَرَفَات فيقف بهَا ثمَّ يفِيض مِنْهَا، فَذَلِك قَول الله عز وَجل: {ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} [الْبَقَرَة] . وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ كَانَت الْعَرَب تَطوف بِالْبَيْتِ عُرَاة الحديث: 3232 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 125 إِلَّا الحمس، والحمس قريشٌ وَمَا ولدت، وَكَانُوا يطوفون عُرَاة إِلَّا أَن يعطيهم الحمس ثيابًا، فتغطي الرِّجَال الرِّجَال، وَالنِّسَاء النِّسَاء. وَكَانَت الحمس لَا يخرجُون من الْمزْدَلِفَة، وَكَانَ النَّاس كلهم يبلغون عَرَفَات قَالَ هِشَام: فَحَدثني أبي عَن عَائِشَة قَالَت: الحمس: هم الَّذين أنزل الله فيهم: {ثمَّ أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} [الْبَقَرَة] قَالَت: كَانَ النَّاس يفيضون من عَرَفَات وَكَانَ الحمس يفيضون من الْمزْدَلِفَة، وَيَقُولُونَ: إِلَّا من الْحرم. فَلَمَّا نزلت: {أفيضوا من حَيْثُ أَفَاضَ النَّاس} [الْبَقَرَة] رجعُوا إِلَى عَرَفَات. وَهَذَا لفظ حَدِيث مُسلم. 3233 - التِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: نزُول الأبطح لَيْسَ بِسنة، إِنَّمَا نزله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ كَانَ أسمح لِخُرُوجِهِ إِذا خرج. وَلمُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم: أَن أَبَا بكر وَعمر وَابْن عمر كَانُوا ينزلون الأبطح. وَقَالَ الزُّهْرِيّ: وأخبرتني عَائِشَة أَنَّهَا لم تكن تفعل ذَلِك. وَقَالَت: إِنَّمَا نزله رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ كَانَ منزلا أسمح لِخُرُوجِهِ. 3234 - الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَ: دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ضباعة بنت الزبير فَقَالَ لَهَا: " لَعَلَّك أردْت الْحَج؟ " قَالَت: وَالله مَا أجدني إِلَّا وجعةً. فَقَالَ لَهَا: " حجي واشترطي، وَقَوْلِي: اللَّهُمَّ محلي حَيْثُ حبستني " وَكَانَت تَحت الْمِقْدَاد بن الْأسود. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ضباعة بنت الزبير بن عبد الْمطلب فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي أُرِيد الْحَج وَأَنا شاكية، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " حجي واشترطي أَن محلي حَيْثُ حبستني ". 3235 - الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: لم تقطع يَد سَارِق على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أدنى من ثمن الْمِجَن: ترس أَو حجفة، الحديث: 3233 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 وَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا ذَا ثمن. قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ وَكِيع وَابْن إِدْرِيس عَن هِشَام عَن أَبِيه مُرْسلا. وَفِي حَدِيث عَبدة عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: يَد السَّارِق لم تقطع على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا فِي ثمن مجن: حجفة أَو ترس. وَأَخْرَجَا من حَدِيث يُونُس عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عمْرَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقطع يَد السَّارِق إِلَّا فِي ربع دينارٍ ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عمر عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله يقطع السَّارِق فِي ربع دِينَار فَصَاعِدا. وَفِي حَدِيث الْوَلِيد بن شُجَاع: لَا تقطع يَد السَّارِق إِلَّا فِي ربع دِينَار فَصَاعِدا. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه عمْرَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " تقطع فِي ربع دِينَار ". وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة سُلَيْمَان بن يسَار عَن عمْرَة عَن عَائِشَة عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تقطع الْيَد إِلَّا فِي ربع دِينَار فَمَا فَوْقه ". وَمن حَدِيث أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُرْوَة بن حزم عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَ: لَا تقطع يَد سارقٍ إِلَّا فِي ربع دِينَار فَصَاعِدا ". 3236 - الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: أول مَوْلُود فِي الْإِسْلَام عبد الله بن الزبير، أَتَوا بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَمْرَة الحديث: 3236 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 فلاكها ثمَّ أدخلها فِي فِيهِ. فَأول مَا دخل بَطْنه ريق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لمُسلم فِي حَدِيثه بِهَذَا الْإِسْنَاد: أول مَوْلُود عبد الله. وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: جِئْنَا بِعَبْد الله ابْن الزبير إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحنكه، فطلبنا تَمْرَة فعز علينا طلبَهَا لم يزدْ. وَفِي حَدِيث شُعَيْب بن إِسْحَق عَن هِشَام بن عُرْوَة وَفَاطِمَة بنت الْمُنْذر بن الزبير قَالَا: خرجت أَسمَاء بنت أبي بكر حِين هَاجَرت وَهِي حُبْلَى بِعَبْد الله بن الزبير، فَقدمت قبَاء فنفست بِعَبْد الله بقباء، ثمَّ خرجت حِين نفست إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليحنكه، فَأَخذه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهَا فَوَضعه فِي حجره. قَالَ: قَالَت عَائِشَة: فَمَكثْنَا سَاعَة نلتمسها - تَعْنِي تَمْرَة - قبل أَن نجدها، فمضغها ثمَّ بصقها فِي فِيهِ، فَإِن أول شيءٍ دخل بَطْنه لريق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَت أَسمَاء: ثمَّ مَسحه وَصلى عَلَيْهِ، وَسَماهُ عبد الله، ثمَّ جَاءَ وَهُوَ ابْن سبع سِنِين أَو ثَمَان سِنِين ليبايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأمره بذلك الزبير فَتَبَسَّمَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَآهُ مُقبلا إِلَيْهِ، ثمَّ بَايعه. 3237 - الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَام الْفَتْح من كداء الَّتِي بِأَعْلَى مَكَّة. وَفِي حَدِيث أبي مُوسَى مُحَمَّد بن الْمثنى وَمُحَمّد بن أبي عمر عَن ابْن عُيَيْنَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما جَاءَ إِلَى مَكَّة دَخلهَا من أَعْلَاهَا وَخرج من أَسْفَلهَا. وَفِي رِوَايَة أبي كريب عَن أبي أُسَامَة قَالَ هِشَام: فَكَانَ أبي يدخلهَا مِنْهُمَا كليهمَا، وَكَانَ أَكثر مَا يدْخل من كداء. وَمِنْهُم من أرْسلهُ فَقَالَ: عَن هِشَام عَن أَبِيه: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح من أَعلَى مَكَّة، من كداء. الحديث: 3237 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 3238 - الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ فرَاش رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أدمٍ وحشوه لِيف. وَمن حَدِيث عَبدة بن سُلَيْمَان: كَانَ وساد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي يتكيء عَلَيْهِ من أدمٍ وحشوه لِيف. وَفِي حَدِيث عَليّ بن مسْهر: الَّذِي ينَام عَلَيْهِ. وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَة وَعبد الله بن نمير: ضجاع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3239 - السَّادِس وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا يَقُولَن أحدكُم: خبثت نَفسِي، وَلَكِن ليقل: لقست نَفسِي ". 3240 - السَّابِع وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا فِي بَيْتِي شيءٌ يَأْكُلهُ ذُو كبد، إِلَّا شطر شعير فِي رفٍّ لي، فَأكلت مِنْهُ حَتَّى طَال عَليّ، فكلته ففني. 3241 - الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قدم نَاس من الْأَعْرَاب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: أتقبلون صِبْيَانكُمْ؟ فَقَالُوا: نعم. قَالُوا: لَكنا وَالله مَا تقبل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَو أملك إِن كَانَ الله نزع مِنْكُم الرَّحْمَة؟ ". 3242 - التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رجالٌ من الْأَعْرَاب جُفَاة يأْتونَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيسألونه: مَتى السَّاعَة؟ فَكَانَ ينظر إِلَى أَصْغَرهم فَيَقُول " إِن يَعش هَذَا لَا يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم عَلَيْكُم سَاعَتكُمْ. " قَالَ هِشَام: يَعْنِي مَوْتهمْ. الحديث: 3238 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 3243 - الْمِائَة: عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأعْلم إِذا كنت عني راضيةً وَإِذا كنت عَليّ غاضبةً " قَالَت: فَقلت: وَمن أَيْن تعرف ذَلِك؟ قَالَ " أما إِذا كنت عني راضية فَإنَّك تَقُولِينَ: لَا، وَرب مُحَمَّد. وَإِذا كنت غَضَبي قلت: لَا، وَرب إِبْرَاهِيم. " قَالَت: قلت: أجل وَالله يَا رَسُول الله، مَا أَهجر إِلَّا اسْمك. وَفِي حَدِيث عَبدة: إِنِّي أعرف غضبك من رضاك ... " ثمَّ ذكره بِمَعْنَاهُ. 3244 - الأول بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: اسْتَأْذن حسان بن ثَابت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هجاء الْمُشْركين، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَكيف بنسبي؟ " فَقَالَ حسان: لأسلنك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين. كَذَا فِي حَدِيث عَبدة عَن هِشَام. وَفِيه: عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: ذهبت أسب حسان عِنْد عَائِشَة، فَقَالَت: لَا تسبه، فَإِنَّهُ كَانَ ينافح عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة وَغَيره عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: إِن حسان بن ثَابت كَانَ مِمَّن كثر على عَائِشَة فسببته، فَقَالَت: يَا ابْن أُخْتِي، دَعه، وَذكر بَاقِي الحَدِيث. وَفِي حَدِيث يحيى بن زَكَرِيَّا عَن هِشَام عَن أَبِيه عَنْهَا قَالَت: قَالَ حسان: يَا رَسُول الله، ائْذَنْ لي فِي أبي سُفْيَان. قَالَ: " كَيفَ بِقَرَابَتِي مِنْهُ؟ " قَالَ: وَالَّذِي أكرمك لأسلنك مِنْهُم كَمَا يسل الشّعْر من الخمير. فَقَالَ حسان. (وَإِن سَنَام الْمجد من آل هاشمٍ ... بَنو بنت مخزومٍ ووالدك العَبْد} ... قصيدته هَذِه. الحديث: 3243 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 وَأخرج البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يضع لحسان منبراً فِي الْمَسْجِد يقوم عَلَيْهِ، فإمَّا يفاخر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِمَّا ينافح، وَيَقُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن الله يُؤَيّد حسان بِروح الْقُدس، مَا نافح أَو فاخر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ". وَأخرج مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن خَالِد التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: اهجوا قُريْشًا، فَإِنَّهُ أَشد عَلَيْهَا من رشق النبل، فَأرْسل إِلَى ابْن رَوَاحَة، فَقَالَ: " اهجهم " فهجاهم فَلم يرض، فَأرْسل إِلَى كَعْب بن مَالك، ثمَّ أرسل إِلَى حسان بن ثَابت. فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ حسان: قد آن لكم أَن تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأسد الضَّارِب بِذَنبِهِ، ثمَّ أدلع لِسَانه، فَجعل يحركه، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، لأفرينهم بلساني فري الْأَدِيم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تعجل، فَإِن أَبَا بكر أعلم قريشٍ بأنسابها، وَإِن لي فيهم نسبا حَتَّى يلخص لَك بِشَيْء. " فَأَتَاهُ حسان، ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ. وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ، لأسلنك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين. قَالَت عَائِشَة: فَسمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لحسان: " إِن روح الْقُدس لَا يزَال يؤيدك مَا نافحت عَن الله وَرَسُوله. " وَقَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " هجاهم حسان فشفى واشتفى ". قَالَ حسان: (أَلا أبلغ أَبَا سُفْيَان عني ... مغلغلةً، فقد برح الخفاء) (هجوت مُحَمَّدًا فأجبت عَنهُ ... وَعند الله فِي ذَاك الْجَزَاء) (هجوت مُحَمَّدًا برا تقياً ... رَسُول الله، شيمته الْوَفَاء) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 (فَإِن أبي ووالده وعرضي ... لعرض مُحَمَّد مِنْكُم وقاء) (ثكلت بنيتي إِن لم تَرَوْهَا ... تثير النَّقْع من كنفي كداء) (يبارين الأعنة مصعدات ... على أكنافها الأسل الظماء) (تظل جيادنا متمطرات ... تلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء) (فَإِن أعرضتم عَنَّا اعتمرنا ... وَكَانَ الْفَتْح وانكشف الغطاء) (وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لضراب يَوْم ... يعز الله فِيهِ من يَشَاء) (وَقَالَ الله: قد أرْسلت عبدا ... يَقُول الْحق لَيْسَ بِهِ خَفَاء) (وَقَالَ الله: قد يسرت جنداً ... هم الْأَنْصَار عرضتها اللِّقَاء) (لنا فِي كل يَوْم من معدٍّ ... سبابٌ أَو قتالٌ أَو هجاء) (فَمن يهجو رَسُول الله مِنْكُم ... ويمدحه وينصره سَوَاء) (وجبريلٌ رَسُول الله فِينَا ... وروح الْقُدس لَيْسَ لَهُ كفاء) 3245 - الثَّانِي بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحب الْعَسَل والحلوى، وَكَانَ إِذا انْصَرف من الْعَصْر دخل على بعض نِسَائِهِ فيدنو من إِحْدَاهُنَّ. فَدخل على حَفْصَة بنت عمر فاحتبس أَكثر مِمَّا يحتبس، فغرت، فَسَأَلت عَن ذَلِك، فَقيل لي: أَهْدَت لَهَا امرأةٌ من قَومهَا عكةً من عسل، فسقت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُ شربةً. فَقلت: أما وَالله لنحتالن لَهُ. فَقلت لسودة بنت زَمعَة: إِنَّه سيدنو مِنْكُم، فَإِن دنا مِنْك فَقولِي لَهُ: يَا رَسُول الله، أكلت مَغَافِير فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَك: لَا، فَقولِي لَهُ: مَا هَذِه الرّيح الَّتِي أجد. زَاد فِي حَدِيث الحديث: 3245 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 أبي كريب وَغَيره: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يشْتَد عَلَيْهِ أَن يُوجد مِنْهُ الرّيح. فَإِنَّهُ سَيَقُولُ لَك: سقتني حَفْصَة شربة عسل. فَقولِي لَهُ: جرست نحله العرفط. وسأقول ذَلِك، وَقَوْلِي أَنْت يَا صَفِيَّة ذَلِك. قَالَت: تَقول سَوْدَة: فوَاللَّه الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ، مَا هُوَ إِلَّا أَن قَامَ على الْبَاب فَأَرَدْت أَن أبادئه بِمَا أَمرتنِي فرقا مِنْك، فَلَمَّا دنا مِنْهَا قَالَت لَهُ سَوْدَة: يَا رَسُول الله، أكلت مَغَافِير. قَالَ: " لَا ". قَالَت: فَمَا هَذِه الرّيح الَّتِي أجد مِنْك؟ قَالَ: " سقتني حَفْصَة شربة عسل " فَقَالَت: جرست نحله العرفط. فَلَمَّا دَار إِلَيّ قلت لَهُ نَحْو ذَلِك، فَلَمَّا دَار إِلَى صَفِيَّة قَالَت لَهُ مثل ذَلِك. فَلَمَّا دنا إِلَى حَفْصَة قَالَت: يَا رَسُول الله، أَلا أسقيك مِنْهُ. قَالَ: " لَا حَاجَة لي فِيهِ. " قَالَت: تَقول سَوْدَة: وَالله لقد حرمناه. قلت لَهَا: اسكتي. وَأَخْرَجَاهُ - وَفِيه بعض الْخلاف من حَدِيث عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يمْكث عِنْد زَيْنَب بنت جحش فيشرب عِنْدهَا عسلاً. قَالَت: فتواصيت أَنا وَحَفْصَة أَن أَيَّتنَا مَا دخل عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلْتَقُلْ لَهُ: إِنِّي أجد مِنْك ريح مَغَافِير، أكلت مَغَافِير، فَدخل على إِحْدَاهمَا فَقَالَت ذَلِك لَهُ. قَالَ: " بل شربت عسلاً عِنْد زَيْنَب بنت جحش، وَلنْ أَعُود لَهُ ". فَنزل: {لم تحرم مَا أحل الله لَك} [التَّحْرِيم] {إِن تَتُوبَا إِلَى الله} [التَّحْرِيم] لعَائِشَة وَحَفْصَة. {وَإِذا أسر النَّبِي إِلَى بعض أَزوَاجه حَدِيثا} [التَّحْرِيم] لقَوْله: " بل شربت عسلاً. ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مُوسَى عَن هِشَام: " لن أَعُود لَهُ، وَقد حَلَفت، فَلَا تُخْبِرِي بذلك أحدا. ". 3246 - الثَّالِث بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: أُصِيب الحديث: 3246 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 سعدٌ يَوْم الخَنْدَق، رَمَاه رجلٌ من قُرَيْش: ابْن العرقة، رَمَاه فِي الأكحل. فَضرب عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خيمةً فِي الْمَسْجِد يعودهُ من قريب، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الخَنْدَق وضع السِّلَاح فاغتسل، فَأتى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ينفض رَأسه من الْغُبَار، فَقَالَ: وضعت السِّلَاح؟ وَالله مَا وضعناه، اخْرُج إِلَيْهِم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَأَيْنَ؟ " فَأَشَارَ إِلَى بني قُرَيْظَة. فَقَاتلهُمْ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فنزلوا على حكم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحكم فِيهِ إِلَى سعد، قَالَ: فَإِنِّي أحكم فيهم: أَن تقتل الْمُقَاتلَة، وَأَن تسبى الذُّرِّيَّة وَالنِّسَاء، وتقسم. وَهَذَا لفظ حَدِيث أبي بكر بن أبي شيبَة وَمُحَمّد بن الْعَلَاء عَن عبد الله بن نمير، وحديثهما أتم. قَالَ أَبُو كريب عَن ابْن نمير: حَدثنَا هِشَام: قَالَ أبي: فَأخْبرت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لقد حكمت فيهم بِحكم الله ". وَفِي رِوَايَة زَكَرِيَّا بن يحيى عَن ابْن نمير بِالْإِسْنَادِ أَن سَعْدا قَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنه لَيْسَ أحدٌ أحب إِلَيّ أَن أجاهدهم فِيك من قوم كذبُوا رَسُولك وأخرجوه، اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظن أَنَّك قد وضعت الْحَرْب بَيْننَا وَبينهمْ. لم يزدْ. وَقَالَ أبان بن يزِيد: وَذكر نَحوه مُخْتَصرا. وَفِي حَدِيث أبي كريب وَحده عَن ابْن نمير بِالْإِسْنَادِ: أَن سَعْدا قَالَ - وتحجر كَلمه للبرء فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنه لَيْسَ أحدٌ أحب إِلَيّ أَن أجاهد فِيك من قوم كذبُوا رَسُولك وأخرجوه. اللَّهُمَّ فَإِن كَانَ بَقِي من حَرْب قُرَيْش فأبقني أجاهد فِيك. اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَظن أَنَّك قد وضعت الْحَرْب بَيْننَا وَبينهمْ، فَإِن كنت وضعت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 الْحَرْب بَيْننَا وَبينهمْ فافجرها وَاجعَل موتِي فِيهَا. فانفجرت من لبته، فَلم يرعهم - وَفِي الْمَسْجِد مَعَه خيمةٌ من بني غفار - إِلَّا وَالدَّم يسيل إِلَيْهِم. فَقَالُوا: يَا أهل الْخَيْمَة، مَا هَذَا الَّذِي يأتينا من قبلكُمْ؟ . فَإِذا سعدٌ، جرحه يغذ دَمًا فَمَاتَ مِنْهَا. وَفِي حَدِيث عَبدة بن سُلَيْمَان عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحوه غير أَنه قَالَ: فانفجر من ليلته، فَمَا زَالَ يسيل حَتَّى مَاتَ. 3247 - الرَّابِع بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سحر حَتَّى كَانَ يخيل إِلَيْهِ أَنه يصنع الشَّيْء وَلم يصنعه. كَذَا فِي رِوَايَة يحيى ابْن سعيد الْقطَّان عَن هِشَام مختصرة. وَفِي رِوَايَة أبي أُسَامَة عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَت: سحر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى إِنَّه ليُخَيل إِلَيْهِ فعل الشَّيْء وَمَا فعله. حَتَّى إِذا كَانَ ذَات يَوْم وَهُوَ عِنْدِي، دَعَا الله وَدعَاهُ ثمَّ قَالَ: " أشعرت يَا عَائِشَة أَن الله قد أفتاني فِيمَا استفتيته فِيهِ؟ " قلت: وَمَا ذَاك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " جَاءَنِي رجلَانِ، فَجَلَسَ أَحدهمَا عِنْد رَأْسِي، وَالْآخر عِنْد رجْلي، ثمَّ قَالَ أَحدهمَا لصَاحبه: مَا وجع الرجل؟ قَالَ: مطبوبٌ. قَالَ: وَمن طبه؟ قَالَ: لبيد بن الأعصم الْيَهُودِيّ من زُرَيْق. قَالَ: فيمَ ذَا؟ قَالَ: فِي مشط ومشاطة وجف طلعه. قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْر ذِي أروان. وَمن الروَاة من قَالَ: فِي بِئْر ذروان. قَالَ: وذروان بِئْر فِي بني زُرَيْق. فَذهب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أنَاس من أَصْحَابه إِلَى الْبِئْر، فَنظر إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا نخل. قَالَ: ثمَّ رَجَعَ إِلَى عَائِشَة فَقَالَ: الحديث: 3247 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 " وَالله لكأن ماءها فقاعة الْحِنَّاء. ولكأن نخلها رُؤُوس الشَّيَاطِين " قلت: يَا رَسُول الله، أفأخرجته؟ قَالَ: " لَا، أما أَنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أَن أثور على النَّاس مِنْهُ شرا. " وَأمر بهَا، فدفنت. وَفِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَن هِشَام نَحوه. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أَبُو أُسَامَة وَأَبُو ضَمرَة وَابْن أبي الزِّنَاد عَن هِشَام. وَقَالَ اللَّيْث وَابْن عُيَيْنَة عَن هِشَام: فِي مشط ومشاقه. قَالَ البُخَارِيّ: يُقَال: المشاطة: مَا يخرج من الشّعْر إِذا مشط، ومشاقه: من مشاقة الْكَتَّان. وَقد أخرج البُخَارِيّ حَدِيث ابْن عُيَيْنَة بِالْإِسْنَادِ، وَفِيه: كَانَ رَسُول الله سحر حَتَّى كَانَ يرى أَنه يَأْتِي النِّسَاء وَلَا يأتيهن. قَالَ سُفْيَان: وَهَذَا أَشد مَا يكون من السحر إِذا كَانَ كَذَا. وَفِيه قَالَ: وَمن طبه؟ قَالَ: لبيد بن الأعصم، رجلٌ من بني زُرَيْق، حَلِيف الْيَهُود، وَكَانَ منافقاً. قَالَ: وفيم؟ قَالَ: فِي مشط ومشاقة. قَالَ: وَأَيْنَ؟ قَالَ: فِي جف طلعة ذكرٍ تَحت راعوفة فِي بِئْر ذروان. قَالَ: فَأتى الْبِئْر حَتَّى استخرجه. وَقَالَ: " هَذِه الْبِئْر الَّتِي أريتها ". وَفِي حَدِيث أبي كريب عَن ابْن نمير قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، أَفلا أحرقته. قَالَ: " لَا، أما أَنا فقد عافاني الله، وكرهت أَن أثير على النَّاس شرا، فَأمرت بهَا فدفنت ". 3248 - الْخَامِس بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقتل الأبتر، وَقَالَ: " إِنَّه يُصِيب الْبَصَر، وَيذْهب الْحَبل ". وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن هِشَام بِهَذَا الْإِسْنَاد: اقْتُلُوا ذَا الطفيتين، فَإِنَّهُ الحديث: 3248 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 يلْتَمس الْبَصَر، ويصيب الْحَبل. " قَالَ البُخَارِيّ: تَابع حَمَّاد بن سَلمَة أَبَا أُسَامَة. وَفِي حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام نَحوه، وَقَالَ: " الأبتر وَذَا الطفيتين ". 3249 - السَّادِس بعد الْمِائَة: عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يَأْتِي علينا الشَّهْر مَا نوقد فِيهِ نَارا، إِنَّمَا هُوَ التَّمْر وَالْمَاء، إِلَّا إِن نؤتى باللحيم. وَفِي رِوَايَة حَفْص بن غياث عَن هَاشم عَن أَبِيه عَنْهُمَا قَالَت: مَا شبع آل مُحَمَّد من خبز الْبر ثَلَاثًا حَتَّى مضى لسبيله. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: مَا شبع آل مُحَمَّد مُنْذُ قدم الْمَدِينَة من طَعَام الْبر ثَلَاث لَيَال تباعا حَتَّى قبض. وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن يزِيد الْأسود: مَا شبع آل مُحَمَّد من خبز شعير يَوْمَيْنِ مُتَتَابعين حَتَّى قبض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث عَابس بن ربيعَة قَالَ: قلت لعَائِشَة: أنهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ان تُؤْكَل لُحُوم الْأَضَاحِي فَوق ثَلَاث؟ قَالَت: مَا فعله إِلَّا فِي عامٍ جَاع النَّاس فِيهِ، فَأَرَادَ أَن يطعم الْغَنِيّ الْفَقِير، وَإِن كُنَّا لنرفع الكراع فنأكله بعد خمس عشرَة لَيْلَة. قلت: وَمَا اضطركم إِلَيْهِ؟ . فَضَحكت وَقَالَت: مَا شبع آل مُحَمَّد من خبز مأدوم ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى لحق بِاللَّه. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ ابْن كثير: أخبرنَا سُفْيَان قَالَ: أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن عَابس. كَذَا لفظ الحَدِيث للْبُخَارِيّ، وَهُوَ عِنْد مُسلم مُخْتَصر. وَلَيْسَ لعابس بن ربيعَة فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد. وَلَهُمَا من حَدِيث هِلَال بن حميد - وَقيل: ابْن أبي حميد - عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: مَا أكل آل مُحَمَّد أكلتين فِي يومٍ إِلَّا إِحْدَاهمَا تمر. الحديث: 3249 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 وَمن حَدِيث أبي روح يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا كَانَت تَقول: وَالله يَا ابْن أُخْتِي إِن كُنَّا لنَنْظُر إِلَى الْهلَال ثمَّ الْهلَال ثمَّ الْهلَال، ثَلَاثَة أهلة فِي شَهْرَيْن، وَمَا أوقد فِي أَبْيَات رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَار. قَالَ: قلت: يَا خَالَة، فَمَا كَانَ يعيشكم؟ قَالَت: الأسودان: التَّمْر وَالْمَاء، إِلَّا أَنه قد كَانَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جيرانٌ من الْأَنْصَار، وَكَانَت لَهُم منائح، فَكَانُوا يرسلون إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَلْبَانهَا فيسقيناه. وَأَخْرَجَا من حَدِيث مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن الحَجبي عَن أمه صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة قَالَت: توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين شبع النَّاس من الأسودين: التَّمْر وَالْمَاء. وَفِي حَدِيث الْأَشْجَعِيّ وَأبي أَحْمد عَن سُفْيَان عَن مَنْصُور: وَمَا شبعنا من الأسودين. وَلمُسلم من حَدِيث يزِيد بن عبد الله بن قسيط اللَّيْثِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: لقد مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا شبع من خبزٍ وزيتٍ فِي يومٍ وَاحِد مرَّتَيْنِ. 3250 - السَّابِع بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الْحمى من فيح جَهَنَّم، فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ ". 3251 - الثَّامِن بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يرقي، يَقُول: " امسح الباس، رب النَّاس، بِيَدِك الشِّفَاء، لَا كاشف لَهُ إِلَّا أَنْت ". الحديث: 3250 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يعوذ بعض أَهله يمسح بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُول: " اللَّهُمَّ رب النَّاس، اذْهَبْ الباس، اشف وَأَنت الشافي، لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك، شِفَاء لَا يُغَادر سقماً ". وَفِي حَدِيث جرير عَن الْأَعْمَش نَحوه، وَزَاد: فَلَمَّا مرض رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثقل أخذت بِيَدِهِ لأصنع بِهِ نَحْو مَا كَانَ يصنع، فَانْتزع يَده من يَدي، ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِر لي واجعلني مَعَ الرفيق الْأَعْلَى " قَالَت: فَذَهَبت أنظر، فَإِذا هُوَ قد قضى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3252 - التَّاسِع بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن النَّاس كَانُوا يتحرون بهداياهم يَوْم عَائِشَة، يَبْتَغُونَ بهَا، أَو يَبْتَغُونَ بذلك مرضاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. هَكَذَا فِي حَدِيث عَبدة بن سُلَيْمَان عَن هِشَام لَهما. لم يزدْ. وللبخاري من حَدِيث سُلَيْمَان بن بِلَال عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كن حزبين: فحزبٌ فِيهِ عَائِشَة وَحَفْصَة وَصفِيَّة وَسَوْدَة، والحزب الآخر أم سَلمَة وَسَائِر أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ الْمُسلمُونَ قد علمُوا حب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَائِشَة، فَإِذا كَانَت عِنْد أحدهم هديةٌ يُرِيد أَن يهديها إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَخّرهَا، حَتَّى إِذا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت عَائِشَة بعث صَاحب الْهَدِيَّة بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت عَائِشَة، فَكلم حزب أم سَلمَة أم سَلمَة، فَقُلْنَ: كلمي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكلم النَّاس، فَيَقُول: من أَرَادَ أَن يهدي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَدِيَّة فليهد إِلَيْهِ حَيْثُ كَانَ من نِسَائِهِ، فكلمته أم سَلمَة بِمَا قُلْنَ، فَلم يقل لَهَا شَيْئا. فسألنها فَقَالَت: مَا قَالَ لي شَيْئا. فَقُلْنَ لَهَا: كلميه. قَالَ: فكلمته حِين دَار إِلَيْهَا أَيْضا وَلم يقل لَهَا شَيْئا. فسألنها فَقَالَت: مَا قَالَ لي شَيْئا. فَقُلْنَ لَهَا: كلميه حَتَّى يكلمك. فدار إِلَيْهَا فكلمته فَقَالَ لَهَا: " لَا تؤذيني فِي عَائِشَة، فَإِن الْوَحْي لم يأتني وَأَنا فِي ثوب امراة إِلَّا عَائِشَة " قَالَت: فَقلت: أَتُوب إِلَى الله من أذاك يَا رَسُول الله. الحديث: 3252 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 ثمَّ إنَّهُنَّ دعون فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأرسلنها إِلَى رَسُول الله تَقول: إِن نِسَاءَك يسألنك الْعدْل فِي بنت أبي بكر. فكلمته فَقَالَ: " يَا بنية، أَلا تحبين مَا أحب؟ " فَقَالَت: بلَى. فَرَجَعت إلَيْهِنَّ فأخبرتهن. فَقُلْنَ: ارجعي إِلَيْهِ، فَأَبت أَن ترجع، فأرسلن زَيْنَب بنت جحش، فَاتَتْهُ فأغلظت وَقَالَت: إِن نِسَاءَك ينشدنك الله الْعدْل فِي بنت أبي قُحَافَة. فَرفعت صَوتهَا حَتَّى تناولت عَائِشَة وَهِي قاعدةٌ، فَسَبَّتْهَا، حَتَّى إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لينْظر إِلَى عَائِشَة. هَل تكلم؟ قَالَ: فتكلمت عَائِشَة ترى على زَيْنَب، حَتَّى أسكتتها قَالَ: فَنظر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى عَائِشَة فَقَالَ: " إِنَّهَا ابْنة أبي بكر ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الحَجبي عَن حَمَّاد بن زيد عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه طرف مِنْهُ: كَانَ النَّاس يتحرون بهداياهم يَوْم عَائِشَة، قَالَت عَائِشَة: فَاجْتمع صواحبي إِلَى أم سَلمَة فَقُلْنَ: يَا أم سَلمَة، إِن النَّاس يتحرون بهداياهم يَوْم عَائِشَة، وَإِنَّا نُرِيد الْخَبَر كَمَا تُرِيدُ عَائِشَة، فمري رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يَأْمر النَّاس أَن يهدوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَو حَيْثُ مَا دَار. قَالَت: فَذكرت ذَلِك أم سَلمَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَالَت: فَأَعْرض عني، فَلَمَّا عَاد إِلَيّ ذكرت ذَلِك لَهُ فَأَعْرض عني، فَلَمَّا كَانَ الثَّالِثَة، ذكرت لَهُ ذَلِك فَقَالَ: " يَا أم سَلمَة، لَا تؤذيني فِي عَائِشَة، فَإِنَّهُ وَالله مَا نزل عَليّ الْوَحْي وَأَنا فِي لِحَاف امرأةٍ مِنْكُن غَيرهَا ". وَلمُسلم من حَدِيث صَالح بن كيسَان وَيُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام أَن عَائِشَة قَالَت: أرسل أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاستأذنت عَلَيْهِ وَهُوَ مُضْطَجع فِي مِرْطِي، فَأذن لَهَا، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن أَزوَاجك أرسلنني يسألنك الْعدْل فِي ابْنة أبي قُحَافَة. وَأَنا ساكتة. قَالَت: فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَي بنية، أَلَسْت تحبين مَا أحب؟ " فَقَالَت: بلَى، قَالَ: " فأحبي هَذِه " قَالَت: فَقَامَتْ فَاطِمَة حِين سَمِعت ذَلِك من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرَجَعت إِلَى أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأخبرتهن بِالَّذِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 140 قَالَت وَبِالَّذِي قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقُلْنَ لَهَا: مَا نرَاك أغنيت عَنَّا من شَيْء، فارجعي إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقولِي لَهُ: إِن أَزوَاجك ينشدنك الْعدْل فِي ابْنة أبي قُحَافَة. فَقَالَت فَاطِمَة: وَالله لَا ُأكَلِّمهُ فِيهَا أبدا. قَالَت عَائِشَة: فَأرْسل أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب بنت جحش زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهِي الَّتِي كَانَت تساميني مِنْهُنَّ فِي الْمنزلَة عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم أر امْرَأَة قطّ خيرا فِي الدّين من زَيْنَب، أتقى لله، وأصدق حَدِيثا، وأوصل للرحم، وَأعظم صَدَقَة، وَأَشد ابتذالاً لنَفسهَا فِي الْعَمَل الَّذِي تصدق بِهِ وتقرب بِهِ إِلَى الله، مَا عدا سُورَة من حِدة كَانَ فِيهَا، تسرع مِنْهُ الْفَيْئَة. قَالَت: فاستأذنت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ عَائِشَة فِي مرْطهَا على الْحَال الَّتِي دخلت فَاطِمَة عَلَيْهَا وَهُوَ بهَا، فَأذن لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن أَزوَاجك أرسلنني يسألنك الْعدْل فِي ابْنة أبي قُحَافَة، قَالَت: ثمَّ وَقعت بِي، فاستطالت عَليّ وَأَنا أرقب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأرقب طرفه، هَل يَأْذَن لي فِيهَا، قَالَت: فَلم تَبْرَح زَيْنَب حَتَّى عرفت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يكره أَن أنتصر. قَالَت: فَلَمَّا وَقعت بهَا لم أنشبها حَتَّى أثخنت عَلَيْهَا. وَفِي حَدِيث يُونُس: لم أنشبها أَن أثخنت عَلَيْهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَبَسم: " إِنَّهَا ابْنة أبي بكر ". وَلم يخرج البُخَارِيّ من هَذَا الحَدِيث إِلَّا طرفا تَعْلِيقا، فَقَالَ: قَالَ أَبُو مَرْوَان عَن هِشَام عَن رجل من قُرَيْش وَرجل من الموَالِي عَن الزُّهْرِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام قَالَ: قَالَت: قَالَت عَائِشَة: كنت عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاستأذنته فَاطِمَة لم يزدْ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 وَلَيْسَ لمُحَمد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيحَيْنِ إِلَّا مَا ذكرنَا. 3253 - الْعَاشِر بعد الْمِائَة: عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن رجلا قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أُمِّي افتلتت نَفسهَا، وأراها لَو تَكَلَّمت تَصَدَّقت، أفأتصدق عَنْهَا؟ قَالَ: " نعم، تصدق عَنْهَا ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن هِشَام: فَهَل لَهَا أجرٌ إِن تَصَدَّقت عَنْهَا. قَالَ: " نعم ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن بشر وَأبي أُسَامَة: افتلتت نَفسهَا وَلم توص ... ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد وَأبي أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة وروح بن الْقَاسِم عَن هِشَام: فلي أجر أَن أَتصدق عَنْهَا؟ قَالَ: " نعم ". وَفِي حَدِيث شُعَيْب بن إِسْحَق وجعفر بن عون: أفلها أجرٌ؟ كَرِوَايَة ابْن بشر وَغَيره. 3245 - الْحَادِي عشر بعد الْمِائَة: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: لما قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَدِينَة وعك أَبُو بكر وبلال. قَالَت: فَدخلت عَلَيْهِمَا فَقلت: يَا أَبَت، كَيفَ تجدك؟ يَا بِلَال، كَيفَ تجدك؟ قَالَت: وَكَانَ أَبُو بكر إِذا أَخَذته الْحمى يَقُول: (كل امرئٍ مصبحٌ فِي أَهله ... وَالْمَوْت أدنى من شِرَاك نَعله) الحديث: 3253 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 وَكَانَ بِلَال إِذا أقلع عَنهُ يرفع عقيرته يَقُول: (أَلا لَيْت شعري، هَل أبيتن لَيْلَة ... بوادٍ، وحولي إذخر وجليل) (وَهل أردن يَوْمًا مياه مجنةٍ ... وَهل يبدون لي شامةٌ وطفيل) قَالَت عَائِشَة: فَجئْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَخْبَرته، فَقَالَ: " اللَّهُمَّ حبب إِلَيْنَا الْمَدِينَة كحبنا مَكَّة أَو أَشد، اللَّهُمَّ وصححها، وَبَارك لنا فِي مدها وصاعها، وأنقل حماها، فاجعلها بِالْجُحْفَةِ ". وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة عَن هِشَام نَحوه، وَزَاد بعد بَيْتِي بِلَال من قَوْله: اللَّهُمَّ الْعَن شيبَة بن ربيعَة، وَعتبَة بن ربيعَة، وَأُميَّة بن خلف، كَمَا أخرجونا من أَرْضنَا إِلَى أَرض الوباء. ثمَّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " اللَّهُمَّ حبب إِلَيْنَا الْمَدِينَة. . " وَذكر بَاقِي الدُّعَاء قَالَت: وَقدمنَا الْمَدِينَة وَهِي أوبأ أَرض الله، قَالَت: وَكَانَ بطحان يجْرِي نجلاً. تَعْنِي: مَاء آجناً. 3255 - الثَّانِي عشر بعد الْمِائَة: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح - وَاسم أبي رَبَاح أسلم - عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ: كنت أَنا وَابْن عمر مستندين إِلَى حجرَة عَائِشَة، وَإِنَّا لنسمع صَوتهَا بِالسِّوَاكِ تستن. قَالَ: فَقلت: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، أعتمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَجَب؟ قَالَ: نعم. قلت لعَائِشَة: أَي أمتاه، أَلا تسمعين مَا يَقُول أَبُو عبد الرَّحْمَن؟ قَالَت: وَمَا يَقُول؟ قلت: يَقُول: اعْتَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَجَب. فَقَالَت: يغْفر الله لأبي عبد الرَّحْمَن، لعمري، مَا اعْتَمر عمْرَة فِي رَجَب، وَمَا اعْتَمر من عمرةٍ إِلَّا وَإنَّهُ لمعه. قَالَ: وَابْن عمر يسمع، مَا قَالَ لَا وَلَا نعم، سكت. الحديث: 3255 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم عَن ابْن جريج مُخْتَصر عَن عَطاء عَن عُرْوَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة، قَالَت: مَا اعْتَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَجَب. وَأَخْرَجَاهُ بِطُولِهِ من حَدِيث أبي الْحجَّاج مُجَاهِد بن جبر قَالَ: دخلت أَنا وَعُرْوَة الْمَسْجِد، فَإِذا ابْن عمر جَالس إِلَى جَانب حجرَة عَائِشَة، وَإِذا أنَاس يصلونَ فِي الْمَسْجِد صَلَاة الضُّحَى. قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَن صلَاتهم، فَقَالَ: بِدعَة. ثمَّ قَالَ لَهُ: كم اعْتَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: أَربع، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَب، فكرهنا أَن نرد عَلَيْهِ. قَالَ: وَسَمعنَا استنان عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، فَقَالَ عُرْوَة: يَا أم الْمُؤمنِينَ، أَلا تسمعين مَا يَقُول أَبُو عبد الرَّحْمَن؟ قَالَت: وَمَا يَقُول؟ قَالَ: يَقُول: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اعْتَمر أَربع عمرات إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَب. قَالَت: يرحم الله أَبَا عبد الرَّحْمَن، مَا اعْتَمر عمْرَة إِلَّا وَهُوَ شَاهده، وَمَا اعْتَمر فِي رَجَب قطّ. 3256 - الثَّالِث عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رجلا اسْتَأْذن على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: " بئس أَخُو الْعَشِيرَة، وَبئسَ ابْن الْعَشِيرَة " فَلَمَّا جلس تطلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي وَجهه وانبسط إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطلق الرجل قَالَت لَهُ عَائِشَة: يَا رَسُول الله، حِين رَأَيْت الرجل قلت كَذَا وَكَذَا، ثمَّ تطللقت فِي وَجهه وانبسطت إِلَيْهِ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عَائِشَة، مَتى عهدتني فحاشاً؟ إِن شَرّ النَّاس يَوْم الْقِيَامَة من تَركه النَّاس اتقاء شَره ". وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: اسْتَأْذن رجلٌ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " ائذنوا لَهُ، بئس أَخُو الْعَشِيرَة أَو ابْن الْعَشِيرَة " فَلَمَّا دخل لِأَن لَهُ فِي الْكَلَام. ثمَّ ذكر نَحوه. وَمن الروَاة من قَالَ عَنهُ: فلبئس ابْن الْعَشِيرَة أَو بئس رجل الْعَشِيرَة ". الحديث: 3256 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 وَفِي حَدِيث معمر: بئس أَخُو الْقَوْم وَابْن الْعَشِيرَة هَذَا ". وَلَيْسَ لمُحَمد بن الْمُنْكَدر عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا ". 3357 - الرَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن إِبْرَاهِيم بن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاطِمَة فِي شكواه الَّذِي قبض فِيهِ، فسارها بشيءٍ فَبَكَتْ، ثمَّ دَعَاهَا فسارها فَضَحكت، فسألتها عَن ذَلِك، فَقَالَت: سَارَّنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه يقبض فِي وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ فَبَكَيْت، ثمَّ سَارَّنِي فَأَخْبرنِي أَنِّي أول أَهله يتبعهُ، فَضَحكت. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَسْرُوق بن الأجدع عَن عَائِشَة من رِوَايَة الشّعبِيّ عَنهُ بأطول من هَذَا وَبِنَحْوِ مَعْنَاهُ: أَن عَائِشَة قَالَت: كن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْده لم يُغَادر مِنْهُنَّ وَاحِدَة، فَأَقْبَلت فَاطِمَة تمشي، مَا تخطئ مشيتهَا من مشْيَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا، فَلَمَّا رَآهَا رحب بهَا وَقَالَ: " مرْحَبًا بِابْنَتي " ثمَّ أَجْلِسهَا عَن يَمِينه - أَو عَن شِمَاله، ثمَّ سَارهَا فَبَكَتْ بكاء شَدِيدا، فَلَمَّا رأى جزعها سَارهَا الثَّانِيَة فَضَحكت. فَقلت لَهَا: خصك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من بَين نِسَائِهِ بالسرار، ثمَّ أَنْت تبكين، فَلَمَّا قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَأَلتهَا: مَا قَالَ لَك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَت: مَا كنت لأفشي على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سره. قَالَت: فَلَمَّا توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت: عزمت عَلَيْك بِمَا لي لَك من الْحق لما حَدَّثتنِي مَا قَالَ لَك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَت: أما الْآن فَنعم: أما حينما سَارَّنِي فِي الْمرة الأولى فَأَخْبرنِي " أَن جِبْرِيل كَانَ يُعَارضهُ الْقُرْآن فِي كل سنة، مرّة أَو مرَّتَيْنِ، وَأَنه عَارضه الْآن مرَّتَيْنِ، وَإِنِّي لَا أرى الْأَجَل إِلَّا قد اقْترب، فاتقي الله واصبري، فَإِنَّهُ نعم السف أَنا لَك ". فَبَكَيْت بُكَائِي الَّذِي رَأَيْت، فَلَمَّا رأى جزعي سَارَّنِي الثَّانِيَة فَقَالَ: " يَا فَاطِمَة، أما ترْضينَ أَن تَكُونِي سيدة نسَاء الْمُؤمنِينَ، أَو سيدة نسَاء هَذِه الْأمة؟ " قَالَت: فَضَحكت ضحكي الَّذِي رَأَيْت. اللَّفْظ لحَدِيث مُسلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 وَهَذَا أَيْضا فِي مُسْند فَاطِمَة رضوَان الله عَلَيْهَا وَلَيْسَ لَهَا فِي الصَّحِيح عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَيره. 3258 - الْخَامِس عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي روح يزِيد بن رُومَان عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الرَّحِم معلقةٌ بالعرش، تَقول: من وصلني وَصله الله، وَمن قطعني قطعه الله ". 3259 - السَّادِس عشر بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر الزبير عَن عَمه عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّاس ينتابون الْجُمُعَة من مَنَازِلهمْ وَمن العوالي، فَيَأْتُونَ فِي العباء، ويصيبهم الْغُبَار والعرق، فَتخرج مِنْهُم الرّيح، فَأتى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إنسانٌ مِنْهُم وَهُوَ عِنْدِي، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَو إِنَّكُم تطهرتم ليومكم هَذَا ". وَأَخْرَجَا من حَدِيث يحيى بن سعيد: أَنه سَأَلَ عمْرَة عَن الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَت: قَالَت عَائِشَة كَانَ النَّاس مهنة أنفسهم، وَكَانُوا إِذا راحوا إِلَى الْجُمُعَة راحوا فِي هيئتهم، فَقيل لَهُم: " لَو اغتسلتم " لفظ حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك. وَفِي حَدِيث اللَّيْث: قَالَت عَائِشَة: كَانَ النَّاس أهل عمل، وَلم يكن لَهُم كفاةٌ، فَكَانُوا يكونُونَ لَهُم تفل، فَقيل لَهُم: " لَو اغتسلتم يَوْم الْجُمُعَة ". وَأخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عُمَّال أنفسهم، فَكَانَ يكون لَهُم أَرْوَاح، فَقيل لَهُم: " لَو اغتسلتم " أدرجه على مَا قبله. الحديث: 3258 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 وَقد أخرجه البُخَارِيّ بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة، فَذكره. 3260 - السَّابِع عشر بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر الزبير عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من مَاتَ وَعَلِيهِ صيامٌ صَامَ عَنهُ وليه ". قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث، وَرَوَاهُ يحيى بن أَيُّوب عَن عبيد الله بن أبي جَعْفَر. 3261 - الثَّامِن عشر بعد الْمِائَة: عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن: أَن رجلا من أهل الْعرَاق قَالَ لَهُ: سل لي عُرْوَة بن الزبير عَن رجل يهل بِالْحَجِّ، فَإِذا طَاف بِالْبَيْتِ، أَيحلُّ أم لَا؟ فَإِن قَالَ لَك: لَا يحل، فَقل لَهُ: إِن رجلا يَقُول ذَلِك. قَالَ: فَسَأَلته، فَقَالَ: لَا يحل من أهل بِالْحَجِّ إِلَّا بِالْحَجِّ. قلت: فَإِن رجلا كَانَ يَقُول ذَلِك. فَقَالَ: بئس مَا قَالَ. فتصداني الرجل فَسَأَلَنِي، فَحَدَّثته، فَقَالَ: فَقل لَهُ: إِن رجلا كَانَ يخبر أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد فعل ذَلِك، وَمَا شَأْن أَسمَاء وَالزُّبَيْر فعلا ذَلِك؟ قَالَ: فَجِئْته فَذكرت لَهُ ذَلِك، فَقَالَ: من هَذَا؟ فَقلت: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَمَا باله لَا يأتيني بِنَفسِهِ يسألني، أَظُنهُ عراقياً؟ قلت: لَا أَدْرِي. قَالَ: فَإِنَّهُ قد كذب، قد حج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأخبرتني عَائِشَة أَن أول شيءٍ بَدَأَ بِهِ حِين قدم مَكَّة أَنه تَوَضَّأ ثمَّ طَاف بِالْبَيْتِ. ثمَّ حج أَبُو بكر، وَكَانَ أول شَيْء بَدَأَ بِهِ الطّواف، ثمَّ لم تكن عمْرَة، ثمَّ مُعَاوِيَة، وَعبد الله بن عمر، ثمَّ حججْت مَعَ أبي الزبير بن الْعَوام، فَكَانَ أول شيءٍ بَدَأَ بِهِ الطّواف بِالْبَيْتِ، ثمَّ لم تكن عمْرَة، ثمَّ آخر من رَأَيْت الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار يَفْعَلُونَ ذَلِك، ثمَّ لم تكن عمْرَة، ثمَّ آخر من رَأَيْت فعل ذَلِك الحديث: 3260 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 ابْن عمر، ثمَّ لم ينقضها بِعُمْرَة، وَهَذَا ابْن عمر عِنْدهم أَفلا يسألونه؟ . وَلَا أحد مِمَّن مضى كَانُوا يبدأون بِشَيْء حِين يضعون أَقْدَامهم أول من الطّواف بِالْبَيْتِ، ثمَّ لَا يحلونَ، وَقد رَأَيْت أُمِّي وخالتي حِين تقدمان لَا تبدآن بِشَيْء أول من الطّواف بِالْبَيْتِ، تطوفان بِهِ، ثمَّ لَا تحلان. وَقد أَخْبَرتنِي أُمِّي أَنَّهَا أَقبلت هِيَ وَأُخْتهَا وَالزُّبَيْر وَفُلَان وَفُلَان بِعُمْرَة قطّ، فَلَمَّا مسحوا الرُّكْن حلوا. وَقد كذب فِيمَا ذكر من ذَلِك. وَفِي حَدِيث أصبغ بن الْفرج عَن ابْن وهب مُخْتَصر: ذكرت لعروة قَالَ: فأخبرتني عَائِشَة أَن أول شَيْء بَدَأَ بِهِ حِين قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَوَضَّأ ثمَّ طَاف، ثمَّ لم تكن عمْرَة، ثمَّ حج أَبُو بكر وَعمر مثله، ثمَّ حججْت مَعَ الزبير أبي، فَأول شَيْء بَدَأَ بِهِ الطّواف، ثمَّ رَأَيْت الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار يَفْعَلُونَ، وَقد أَخْبَرتنِي أُمِّي أَنَّهَا أهلت هِيَ وَأُخْتهَا وَالزُّبَيْر وَفُلَان وَفُلَان بِعُمْرَة، فَلَمَّا مسحوا الرُّكْن حلوا. وَفِي حَدِيث أَحْمد بن عِيسَى عَن ابْن وهب نَحوه مُخْتَصر. 3262 - التَّاسِع عشر بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن أبي بكر بن عَمْرو بن حزم عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: دخلت عَليّ امرأةٌ وَمَعَهَا ابنتان لَهَا تسْأَل، فَلم تَجِد عِنْدِي شَيْئا غير تَمْرَة وَاحِدَة، فأعطيتها إِيَّاهَا، فقسمتها بَين ابنتيها وَلم تَأْكُل مِنْهَا شَيْئا، ثمَّ قَامَت فَخرجت، فَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علينا، فَأَخْبَرته، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من ابْتُلِيَ من هَذِه الْبَنَات بِشَيْء فَأحْسن إلَيْهِنَّ كن لَهُ سترا من النَّار ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: جَاءَتْنِي مسكينةٌ تحمل ابْنَتَيْن لَهَا، فأطعمتها ثَلَاث تمرات، فأعطت كل واحدةٍ مِنْهُمَا تَمْرَة، وَرفعت إِلَى فِيهَا تَمْرَة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها، فشقت التمرة الَّتِي كَانَت تُرِيدُ أَن تأكلها بَينهمَا، فَأَعْجَبَنِي شَأْنهَا، فَذكرت الَّذِي صنعت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " إِن الحديث: 3262 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 الله قد أوجب لَهَا الْجنَّة، أَو أعْتقهَا من النَّار ". وَلَيْسَ لعراك بن مَالك عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 3263 - الْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بكر مُحَمَّد بن مُسلم بن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " كل شرابٍ أسكر فَهُوَ حرَام ". وَفِي حَدِيث مَالك: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن البتع، فَقَالَ: " كل شراب أسكر فَهُوَ حرَام ". وَفِي حَدِيث شُعَيْب بن أبي حَمْزَة أَنَّهَا قَالَت: سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن البتع وَهُوَ نَبِيذ الْعَسَل - وَكَانَ أهل الْيمن يشربونه، فَقَالَ: " كل شراب أسكر فَهُوَ حرَام ". 3264 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَة، هَذَا جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام " قَالَت: وَعَلِيهِ السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته، ترى مَالا أرى، تُرِيدُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: يَا عَائِشَة هَذَا جِبْرِيل يُقْرِئك السَّلَام " قَالَت: وَعَلِيهِ السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. قَالَت: وَهُوَ يرى مَا لَا أرى. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا حدثته أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا: إِن جِبْرِيل يقْرَأ عَلَيْك السَّلَام " قَالَت: فَقلت: وَعَلِيهِ السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته. وَلَيْسَ لِلشَّعْبِيِّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. الحديث: 3263 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 3265 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا أخْبرته: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جاءها حِين أمره الله أَن يُخَيّر أَزوَاجه، قَالَت: فَبَدَأَ بِي، فَقَالَ: " إِنِّي ذاكرق لَك امراً، فَلَا عَلَيْك أَن تستعجلي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْك " وَقد علم أَن أَبَوي لم يَكُونَا يَأْمُرَانِي بِفِرَاقِهِ، قَالَت: ثمَّ قَالَ: " إِن الله قَالَ: {يَا أَيهَا النَّبِي قل لِأَزْوَاجِك إِن كنتن تردن الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزينتهَا فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وَإِن كنتن تردن الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَإِن الله أعد للمحسنات مِنْكُن أجرا عَظِيما} " [الْأَحْزَاب] إِلَى تَمام الْآيَتَيْنِ. فَقلت لَهُ: وَفِي أَي هَذَا استأمر أَبَوي؟ فَإِنِّي أُرِيد الله وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة. زَاد فِي حَدِيث اللَّيْث وَابْن وهب عَن يُونُس: ثمَّ فعل أَزوَاج النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] مثل مَا فعلت. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: قد خيرنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلم نعده طَلَاقا ". وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد عَن الشّعبِيّ قَالَ: قَالَ مَسْرُوق: مَا أُبَالِي خيرت امْرَأَتي وَاحِدَة أَو مائَة أَو ألفا بعد أَن تختارني، وَلَقَد سَأَلت عَائِشَة فَقَالَت: قد خيرنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَفَكَانَ طَلَاقا؟ . وَفِي حَدِيث أبي الضُّحَى عَن مَسْرُوق أَنَّهَا قَالَت: خيرنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاخترناه، فَلم يعدها علينا شَيْئا. 3266 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة: أَنه كَانَ بَينه وَبَين أنَاس خُصُومَة فِي أَرض، فَدخل على عَائِشَة فَذكر لَهَا الحديث: 3265 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 ذَلِك، فَقَالَت: يَا أَبَا سَلمَة، اجْتنب الأَرْض؛ فَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من ظلم قيد شبرٍ من الأَرْض طوقه من سبع أَرضين ". 3267 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يكون عَليّ الصَّوْم من رَمَضَان، فَمَا أَسْتَطِيع أَن أَقْْضِي إِلَّا فِي شعْبَان. قَالَ يحيى: ذَاك عَن الشّغل من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن بِلَال: وَذَلِكَ لمَكَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث بن خَالِد التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة، عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: إِن كَانَت إحدانا لتفطر فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَمَا تقدر على أَن تقضيه مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يَأْتِي شعْبَان. زَاد أَبُو مَسْعُود مُتَّصِلا بِهِ: وَمَا كَانَ يَصُوم فِي شهرٍ مَا كَانَ يَصُوم فِي شعْبَان، إِن كَانَ يَصُومهُ إِلَّا قَلِيلا، كَانَ يَصُومهُ كُله. وَلم أجد هَذِه الزِّيَادَة فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم. وَقد أخرج هَذِه الزِّيَادَة مَعَ الحَدِيث أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ، بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرجه بِهِ مُسلم، وَلَعَلَّ مُسلما حذفهَا لِأَنَّهَا عِنْده من وَجه آخر. وَقد أخرجَا هَذِه الزِّيَادَة مَعَ زِيَادَة أُخْرَى من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة أَن عَائِشَة حدثته قَالَت: لم يكن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُوم شهرا أَكثر من شعْبَان، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُوم شعْبَان كُله، وَكَانَ يَقُول: " خُذُوا من الْعَمَل مَا تطيقون، فَإِن الله لَا الحديث: 3267 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 يمل حَتَّى تملوا. وَأحب الصَّلَاة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا دووم عَلَيْهَا وَإِن قلت، وَكَانَ إِذا صلى صَلَاة داوم عَلَيْهَا " لفظ الحَدِيث للْبُخَارِيّ. وَفِي حَدِيث مُسلم: وَكَانَ يَقُول: أحب الْعَمَل إِلَى الله مَا داوم عَلَيْهِ صَاحبه وَإِن قل ". 3268 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن عَمه أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: مَا ألفاه السحر عِنْدِي إِلَّا نَائِما. تَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي رِوَايَة مسعر عَن سعد قَالَت: مَا ألفى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السحر الْأَعْلَى فِي بَيْتِي أَو عِنْدِي إِلَّا نَائِما. وَأَخْرَجَا من حَدِيث الْأسود بن يزِيد قَالَ: سَأَلت عَائِشَة: كَيفَ كَانَت صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِاللَّيْلِ؟ قَالَت: كَانَ ينَام أَوله وَيقوم آخِره، فَيصَلي ثمَّ يرجع إِلَى فرَاشه، فَإِذا أذن الْمُؤَذّن وثب، فَإِن كَانَت بِهِ حَاجَة اغْتسل، وَإِلَّا تَوَضَّأ وَخرج. 3269 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خفيفتين بَين النداء وَالْإِقَامَة من صَلَاة الصُّبْح. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي رَكْعَتي الْفجْر فيخففهما، حَتَّى إِنِّي أَقُول: هَل قَرَأَ فيهمَا بِأم الْقُرْآن؟ . الحديث: 3268 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي رَكْعَتي الْفجْر إِذا سمع الْأَذَان، ويخففهما. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة: إِذا طلع الْفجْر. 3270 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن سَالم أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى رَكْعَتي الْفجْر - فَإِن كنت مستيقظةً حَدثنِي، وَإِلَّا اضْطجع. زَاد بشر بن الحكم عَن سُفْيَان: حَتَّى يُؤذن بِالصَّلَاةِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي عتاب عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة مثله، وَلم يذكر مَا زَاده بشر. وَقد أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى رَكْعَتي الْفجْر اضْطجع على شقَّه الْأَيْمن. 3271 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي النَّضر عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُوم حَتَّى نقُول: لَا يفْطر. وَيفْطر حَتَّى نقُول: لَا يَصُوم. وَمَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتكْمل صِيَام شهرٍ قطّ إِلَّا شهر رَمَضَان، وَمَا رَأَيْته فِي شهرٍ أَكثر مِنْهُ صياما فِي شعْبَان. وَأخرج مُسلم من حَدِيث عبد الله بن أبي لبيد عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة الحديث: 3270 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 عَن صِيَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَت: كَانَ يَصُوم حَتَّى نقُول: قد صَامَ. وَيفْطر حَتَّى نقُول: قد أفطر. وَلم أره صَائِما فِي شهرٍ قطّ أَكثر مِنْهُ فِي شعْبَان. كَانَ يَصُوم شعْبَان كُله، كَانَ يَصُوم شعْبَان إِلَّا قَلِيلا. وَمن حَدِيث عبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ قَالَ: سَأَلت عَائِشَة عَن صَوْم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: كَانَ يَصُوم حَتَّى نقُول: قد صَامَ، قد صَامَ، وَيفْطر حَتَّى نقُول: قد أفطر، قد أفطر. قَالَت: وَمَا رَأَيْته صَامَ شهرا كَامِلا مُنْذُ قدم الْمَدِينَة إِلَّا أَن يكون رَمَضَان. وَفِي رِوَايَة كهمس عَن عبد الله بن شَقِيق قَالَت: مَا عَلمته صَامَ شهرا كُله إِلَّا رَمَضَان، وَلَا أفطره كُله حَتَّى يَصُوم مِنْهُ، حَتَّى مضى لسبيله. 3272 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الْمِائَة: عَن عباد بن عبد الله بن الزبير عَن عَائِشَة قَالَت: إِن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِنَّه احْتَرَقَ. فَقَالَ: " مَا لَك؟ " قَالَ: أصبت أَهلِي فِي رَمَضَان. فَأتي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمكتل يدعى الْعرق، فَقَالَ: " أَيْن المحترق؟ " قَالَ: أَنا. قَالَ: " تصدق بِهَذَا ". وَفِي حَدِيث اللَّيْث عَن يحيى بن سعيد قَالَ: وطِئت امْرَأَتي فِي رَمَضَان نَهَارا، قَالَ: " تصدق ". قَالَ: مَا عِنْدِي شيءٌ. فَأمره أَن يجلس، فَجَاءَهُ عرقان فيهمَا طَعَام، فَأمره أَن يتَصَدَّق بِهِ. وَفِي حَدِيث ابْن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث: آتِي رجلٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَسْجِد فِي رَمَضَان، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، احترقت احترقت. فَسَأَلَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا شَأْنه؟ فَقَالَ: أصبت أَهلِي. قَالَ: " تصدق " فَقَالَ: وَالله يَا نَبِي الله مَا الحديث: 3272 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 لي شَيْء، وَمَا أقدر عَلَيْهِ. قَالَ: " اجْلِسْ " فَجَلَسَ. فَبينا هُوَ على ذَلِك، أقبل رجل يَسُوق حمارا عَلَيْهِ طَعَام، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَيْن المحترق آنِفا؟ " فَقَامَ الرجل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تصدق بِهَذَا " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أغيرنا، فوَاللَّه إِنَّا لجياعٌ، مَا لنا شيءٌ. قَالَ: " فكلوه ". 3273 - الثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أغسل الْجَنَابَة من ثوب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيخرج إِلَى الصَّلَاة، وَإِن بقع المَاء فِي ثَوْبه. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن بشر وَيحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يغسل الْمَنِيّ، ثمَّ يخرج إِلَى الصَّلَاة فِي ذَلِك الثَّوْب وَأَنا أنظر إِلَى أثر الْغسْل فِيهِ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَلْقَمَة وَالْأسود: أَن رجلا نزل بعائشة، فَأصْبح يغسل ثَوْبه، فَقَالَت عَائِشَة: إِنَّمَا كَانَ يجزئك أَن تغسل مَكَانَهُ، وَإِن لم تره نضحت حوله. لقد رَأَيْتنِي أفركه من ثوب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فركاً، فَيصَلي فِيهِ. وَمن حَدِيث الْأسود وَهَمَّام عَن عَائِشَة فِي الْمَنِيّ قَالَت: كنت أفركه من ثوب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَمن حَدِيث عبد الله بن شهَاب الْخَولَانِيّ قَالَ: كنت نازلاً على عَائِشَة فاحتلمت فِي ثوبي، فغمستهما فِي المَاء، فرأتني جاريةٌ لعَائِشَة فَأَخْبَرتهَا، فَبعثت إِلَيّ عَائِشَة فَقَالَت: مَا حملك على مَا صنعت بثوبيك؟ قَالَ: فَقلت: رَأَيْت مَا يرى النَّائِم فِي مَنَامه. قَالَت: هَل رَأَيْت فيهمَا شَيْئا؟ قلت: لَا. قَالَت: فَلَو رَأَيْت شَيْئا غسلته، لقد رَأَيْتنِي وَإِنِّي لأحكه من ثوب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَابسا بظفري. الحديث: 3273 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 وَلَيْسَ لعبد الله بن شهَاب عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3274 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن سُلَيْمَان يسَار عَن عَائِشَة قَالَت: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مستجمعاً قطّ ضَاحِكا حَتَّى ترى لهواته، إِنَّمَا كَانَ يتبسم. وَفِي حَدِيث أَحْمد بن عِيسَى عَن ابْن وهب نَحوه، وَزَاد: وَكَانَ إِذا رأى غيماً عرف فِي وَجهه. قلت: يَا رَسُول الله، النَّاس إِذا رَأَوْا الْغَيْم فرحوا رَجَاء أَن يكون فِيهِ الْمَطَر، وأراك إِذا رَأَيْت غيماً عرف فِي وَجهك الْكَرَاهَة. فَقَالَ: " يَا عَائِشَة، وَمَا يؤمنني أَن يكون فِيهِ عذابٌ أَلِيم؟ قد عذب قومٌ بِالرِّيحِ، وَقد رأى قومٌ الْعَذَاب فَقَالُوا: {هَذَا عَارض مُمْطِرنَا} [الْأَحْقَاف] . وَأَخْرَجَا بَعْضًا مِنْهُ من حَدِيث أبي مُحَمَّد عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رأى مخيلة فِي السَّمَاء أقبل وَأدبر، وَدخل وَخرج، وَتغَير وَجهه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِذا أمْطرت السَّمَاء سري عَنهُ، فعرفته عَائِشَة ذَلِك، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَمَا أَدْرِي، لَعَلَّه كَمَا قَالَ قوم: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عارضا مُسْتَقْبل أَوْدِيَتهمْ قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا} [الْأَحْقَاف] . وَفِي حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن عَطاء: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ يَوْم الرّيح والغيم عرف ذَلِك فِي وَجهه، وَأَقْبل وَأدبر، فَإِذا مطرَت سر بِهِ وَذهب عَنهُ ذَلِك، قَالَت عَائِشَة: فَسَأَلته فَقَالَ: " إِنِّي خشيت أَن يكون عذَابا سلط على أمتِي " وَيَقُول إِذا رأى الْمَطَر: " رَحْمَة ". وَفِي حَدِيث ابْن وهب عَن ابْن جريج عَن عَطاء أَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 3274 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 إِذا عصفت الرّيح قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك خَيرهَا، وَخير مَا فِيهَا، وَخير مَا أرْسلت بِهِ، وَأَعُوذ بك من شَرها، وَشر مَا فِيهَا، وَشر مَا أرْسلت بِهِ ". وَإِذا تَخَيَّلت السَّمَاء تغير لَونه، وَخرج وَدخل، وَأَقْبل وَأدبر، فَإِذا أمْطرت سري عَنهُ، فَعرفت ذَلِك عَائِشَة، فَسَأَلته فَقَالَ: " لَعَلَّه يَا عَائِشَة كَمَا قَالَ قوم عَاد: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عارضا مُسْتَقْبل أَوْدِيَتهمْ قَالُوا هَذَا عَارض مُمْطِرنَا} [الْأَحْقَاف] . 3275 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد الله بن عَامر بن ربيعَة عَن عَائِشَة قَالَت: سهر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مقدمه إِلَى الْمَدِينَة لَيْلَة، فَقَالَ: " لَيْت رجلا صَالحا من أَصْحَابِي يَحْرُسنِي اللَّيْلَة " قَالَت: فَبينا نَحن كَذَلِك سمعنَا خشخشة سلَاح. فَقَالَ: " من هَذَا؟ " قَالَ: سعد بن أبي وَقاص. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا جَاءَ بك؟ " فَقَالَ: وَقع فِي نَفسِي خوفٌ على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَجئْت أحرسه. فَدَعَا لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ نَام. وَفِي حَدِيث خَالِد بن مخلد، قَالَت: أرق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة ... فَذكر نَحوه، وَقَالَ فِي آخِره: فَنَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى سمعنَا غَطِيطه. 3276 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَأبي بكر بن عبد الرَّحْمَن أَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُدْرِكهُ الْفجْر فِي رَمَضَان جنبا من غير حلمٍ، فيغتسل ويصوم. هُوَ لَهما من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ، وَلم يذكرهُ أَبُو مَسْعُود إِلَّا لمُسلم وَحده. وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث مَالك عَن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْحَارِث بن هِشَام بن الْمُغيرَة أَنه سمع أَبَا بكر بن عبد الرَّحْمَن يَقُول: كنت أَنا الحديث: 3275 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 وَأبي، فَذَهَبت مَعَه حَتَّى دَخَلنَا على عَائِشَة، فَقَالَت: أشهد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَانَ ليُصبح جنبا من جماع غير احْتِلَام، ثمَّ يَصُوم. ثمَّ دَخَلنَا على أم سَلمَة فَقَالَت مثل ذَلِك. وَفِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن: أَن أَبَاهُ عبد الرَّحْمَن أخبر مَرْوَان أَن عَائِشَة وَأم سَلمَة أخبرتاه: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُدْرِكهُ الْفجْر وَهُوَ جنب من أَهله، ثمَّ يغْتَسل ويصوم. فَقَالَ مَرْوَان لعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث: أقسم بِاللَّه لتقرعن بهَا أَبَا هُرَيْرَة - ومروان يَوْمئِذٍ على الْمَدِينَة. قَالَ أَبُو بكر: فكره ذَلِك عبد الرَّحْمَن، ثمَّ قدر لنا أَن نَجْتَمِع بِذِي الحليفة، وَكَانَت لأبي هُرَيْرَة هُنَالك أَرض، فَقَالَ عبد الرَّحْمَن لأبي هُرَيْرَة: إِنِّي ذاكرٌ لَك أمرا، وَلَوْلَا مَرْوَان أقسم عَليّ فِيهِ لم أذكرهُ، فَذكر قَول عَائِشَة وَأم سَلمَة، فَقَالَ: كَذَلِك حَدثنِي الْفضل بن عَبَّاس، وَهِي أعلم. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ همام وَابْن عبد الله بن عمر عَن أبي هُرَيْرَة: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمر بِالْفطرِ، وَالْأول أسْند. وَفِي حَدِيث عبد الْملك بن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي بكر قَالَ: سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يقص، يَقُول فِي قصصه: من أدْركهُ الْفجْر جنبا فَلَا يَصُوم. فَذكرت ذَلِك لعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث - يَعْنِي لِأَبِيهِ، فَأنْكر ذَلِك. فَانْطَلق عبد الرَّحْمَن فَانْطَلَقت مَعَه حَتَّى دَخَلنَا على عَائِشَة وَأم سَلمَة، فَسَأَلَهُمَا عبد الرَّحْمَن عَن ذَلِك، فكلتاهما قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصبح جنبا من غير حلم، ثمَّ يَصُوم. قَالَ: فَانْطَلَقْنَا حَتَّى دَخَلنَا على مَرْوَان، فَذكر ذَلِك لَهُ عبد الرَّحْمَن، فَقَالَ مَرْوَان: عزمت عَلَيْك إِلَّا مَا ذهبت إِلَى أبي هُرَيْرَة فَرددت عَلَيْهِ مَا يَقُول: قَالَ: فَجِئْنَا أَبَا هُرَيْرَة وَأَبُو بكر حَاضر ذَلِك كُله، قَالَ: فَذكر لَهُ عبد الرَّحْمَن، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أَهما قَالَتَا لَك؟ قَالَ: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 نعم قَالَ: هما أعلم: ثمَّ رد أَبُو هُرَيْرَة مَا كَانَ يَقُول فِي ذَلِك إِلَى الْفضل بن الْعَبَّاس، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: سَمِعت ذَلِك من الْفضل وَلم أسمعهُ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: فَرجع أَبُو هُرَيْرَة عَمَّا كَانَ يَقُول فِي ذَلِك. قَالَ يحيى بن سعيد: قلت لعبد الْملك: أقالتا: فِي رَمَضَان؟ قَالَ: كَذَلِك، يصبح جنبا من غير حلم ثمَّ يَصُوم. وَفِي حَدِيث مَالك عَن عبد ربه بن سعيد عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام عَن عَائِشَة وَأم سَلمَة أَنَّهُمَا قَالَتَا: إِن كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليُصبح جنبا من جماع غير احتلامٍ فِي رَمَضَان، ثمَّ يَصُوم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي يُونُس مولى عَائِشَة عَن عَائِشَة: أَن رجلا جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستفتيه وَهِي تسمع من وَرَاء الْبَاب، فَقَالَ: يَا رَسُول الله، تدركني الصَّلَاة وَأَنا جنب، فأصوم؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَأَنا تدركني الصَّلَاة وَأَنا جنب فأصوم " فَقَالَ: لست مثلنَا يَا رَسُول الله، قد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر. فَقَالَ: وَالله إِنِّي لأرجو أَن أكون أخشاكم لله، وَأعْلمكُمْ بِمَا أتقي ". 3277 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي مُحَمَّد عبيد الله بن أبي مليكَة: أَن عَائِشَة كَانَت لَا تسمع شَيْئا لَا تعرفه إِلَّا راجعت فِيهِ حَتَّى تعرفه، وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من حُوسِبَ يومٍ الْقِيَامَة عذب ". قَالَت عَائِشَة: فَقلت: أَو لَيْسَ يَقُول الله: {فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا} [الانشقاق] قَالَت: فَقَالَ: " إِنَّمَا ذَلِك الْعرض، وَلَكِن من نُوقِشَ الْحساب يهْلك " وَمن الروَاة من قَالَ: " من نُوقِشَ الْحساب يَوْم الْقِيَامَة عذب ". وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث عبيد الله بن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيْسَ أحدٌ يُحَاسب إِلَّا هلك " قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، جعلني فداءك، أَلَيْسَ يَقُول الله (فَأَما من أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَسَوف الحديث: 3277 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 يُحَاسب حسابا يَسِيرا} [الانشقاق] قَالَ: " ذَلِك الْعرض، يعرضون، وَمن نُوقِشَ الْحساب هلك ". 3278 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن ابْن أبي مليكَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن أبْغض الرِّجَال إِلَى الله الألد الْخصم ". 3279 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عَمْرو ذكْوَان مولى عَائِشَة قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، يستأمر النِّسَاء فِي أبضاعهن؟ قَالَ: " نعم ". قلت: فَإِن الْبكر تستأمر فتستحيي فتسكت. قَالَ: سكاتها إِذْنهَا ". وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم عَن ابْن جريج أَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الْبكر تستأذن " قلت: إِن الْبكر تستحيي. قَالَ: " إِذْنهَا صماتها ". وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن ابْن جريج، قَالَت: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْجَارِيَة ينْكِحهَا أَهلهَا، أتستأمر أم لَا؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تستأمر ". قَالَت عَائِشَة: فَقلت لَهُ: فَإِنَّهَا تستحيي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَذَلِك إِذْنهَا إِذا هِيَ سكتت " 3280 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ عَن عَائِشَة قَالَت: لم يكن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على شَيْء من النَّوَافِل أَشد تعاهداً مِنْهُ على رَكْعَتي الْفجْر. وَمن الروَاة من قَالَ: أَشد معاهدة. وَفِي حَدِيث حَفْص بن غياث عَن ابْن جريج: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شيءٍ، من النَّوَافِل أسْرع مِنْهُ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْفجْر. وَأخرج مُسلم فِي فضلهما من حَدِيث سعد بن هِشَام بن عَامر عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: رَكعَتَا الْفجْر خيرٌ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ". الحديث: 3278 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 وَفِي حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن قَتَادَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي شَأْن الرَّكْعَتَيْنِ عِنْد طُلُوع الْفجْر: " لَهما أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا جَمِيعًا ". 3281 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي مُحَمَّد عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح، وَلَكِن جهادٌ وَنِيَّة، وَإِذا استنفرتم فانفروا " هَذَا حَدِيث عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي حُسَيْن عَن عَطاء. وَفِي حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن عَطاء قَالَ: زرت عَائِشَة مَعَ عبيد بن عُمَيْر فَسَأَلَهَا عَن الْهِجْرَة فَقَالَت: لَا هِجْرَة الْيَوْم، كَانَ الْمُؤمن يفر بِدِينِهِ إِلَى الله وَرَسُوله مَخَافَة أَن يفتن، فَأَما الْيَوْم فقد أظهر الله الْإِسْلَام، فالمؤمن يعبد ربه حَيْثُ شَاءَ، وَلَكِن جهادٌ وَنِيَّة. وَفِي حَدِيث عَمْرو بن دِينَار وَابْن جريج عَن عَطاء قَالَت: قد انْقَطَعت الْهِجْرَة حيت فتح الله على نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَكَّة. قَالَ فِي حَدِيث عَبدة عَن مُجَاهِد: أَن ابْن عمر كَانَ يَقُول: لَا هِجْرَة. قَالَ: وحَدثني الْأَوْزَاعِيّ عَن عَطاء. قَالَ: زرت عَائِشَة مَعَ عبيد بن عُمَيْر ... فَذكره. 3282 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي شبْل عَلْقَمَة بن قيس قَالَ: قلت لعَائِشَة: هَل كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْتَص من الْأَيَّام شَيْئا؟ قَالَت: لَا، كَانَ عمله دِيمَة. وَأَيكُمْ يُطيق مَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُطيق. 3283 - الْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأسود بن يزِيد بن قيس عَن عَائِشَة قَالَت: اشْترى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من يَهُودِيّ بنسيئة، وَأَعْطَاهُ درعاً لَهُ رهنا. وَفِي حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَن الْأَعْمَش قَالَ: تَذَاكرنَا عِنْد إِبْرَاهِيم الرَّهْن الحديث: 3281 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 وَالْكَفِيل فِي السّلم، فَقَالَ: حَدثنِي الْأسود عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْترى طَعَاما من يَهُودِيّ إِلَى أجلٍ، وَرَهنه درعاً من حَدِيد. وَفِي حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش أَنَّهَا قَالَت: توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَدِرْعه مرهونةٌ عِنْد يَهُودِيّ بِثَلَاثِينَ صَاعا من شعير. 3284 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَت إحدانا إِذا كَانَت حَائِضًا فَأَرَادَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يُبَاشِرهَا، أمرهَا أَن تأتزر بإزار فِي فَور حَيْضَتهَا، ثمَّ يُبَاشِرهَا. قَالَت: وَأَيكُمْ يملك إربه كَمَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يملك إربه. 3285 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأسود عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أهْدى مرّة غنما. وَلمُسلم من حَدِيث أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِالْإِسْنَادِ أَنَّهَا قَالَت: أهْدى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْبَيْت غنما، فقلدها. 3286 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت: رخص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل بَيت من الْأَنْصَار فِي الرّقية من كل ذِي حمة. وَفِي رِوَايَة عبد الْوَاحِد بن زِيَاد: سَأَلت عَائِشَة عَن الرّقية من الْحمة فَقَالَت: رخص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرّقية من كل ذِي حمة. الحديث: 3284 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 وَقد أخرجَا من حَدِيث عبد الله بن شَدَّاد عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرنِي أَن أسترقي من الْعين. 3287 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن إِبْرَاهِيم قَالَ: قلت للأسود: هَل سَأَلت عَائِشَة عَمَّا يكره أَن ينتبذ فِيهِ؟ فَقَالَ: نعم، قلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، عَم نهى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينتبذ فِيهِ؟ قَالَت: نَهَانَا فِي ذَلِك - أهل الْبَيْت - أَن ننتبذ فِي الدُّبَّاء والمزفت. قَالَ: قلت لَهُ: أما ذكرت الحنتم والجر؟ قَالَ: إِنَّمَا أحَدثك بِمَا سَمِعت، أأحدثك مَا لم أسمع! . وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ثُمَامَة بن حزن الْقشيرِي قَالَ: لقِيت عَائِشَة فسألتها عَن النَّبِيذ. فحدثتني ان وَفد عبد الْقَيْس قدمُوا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلُوهُ عَن النَّبِيذ، فنهاهم أَن ينتبذوا فِي الدُّبَّاء والنقير والمزفت والحنتم. ودعت عَائِشَة جَارِيَة حبشية فَقَالَت: سل هَذِه، فَإِنَّهَا كَانَت تنبذ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَت الحبشية: كنت أَنْبِذ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سقاء من اللَّيْل، فأوكيه وأعلقه، فَإِذا أصبح شرب مِنْهُ. فرقة مُسلم فِي موضِعين من كتاب " الْأَشْرِبَة " بِإِسْنَاد وَاحِد. وَلَيْسَ لثمامة بن حزن عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث معاذوة العدوية عَن عَائِشَة قَالَت: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدُّبَّاء والحنتم والنقير والمزفت. وَفِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ مثله، إِلَّا أَنه جعل مَكَان المزفت: المقير. الحديث: 3287 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 وَمن حَدِيث الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ عَن أمه خيرة عَن عَائِشَة قَالَت: كُنَّا ننبذ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سقاء يوكى أَعْلَاهُ، وَله عزلاء، ننبذه غدْوَة، فيشربه عشياً، وننبذه عشياً فيشربه غدْوَة. 3288 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن الْأسود بن يزِيد قَالَ: ذكرُوا عِنْد عَائِشَة: أَن عليا كَانَ وَصِيّا. قَالَت: مَتى أوصى إِلَيْهِ وَقد كنت مسندته إِلَى صَدْرِي - أَو قَالَت: حجري، فَدَعَا بالطست، فَلَقَد انخنث فِي حجري فَمَا شَعرت انه مَاتَ، فَمَتَى أوصى إِلَيْهِ؟ . قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَفِي حَدِيث أَزْهَر: قَالَت: يَزْعمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أوصى إِلَى عَليّ ... . . الحَدِيث. وَلَيْسَت فِي حَدِيث أَزْهَر فِيمَا رَأينَا من كتاب البُخَارِيّ هَذَا اللَّفْظ: يَزْعمُونَ أَنه أوصى إِلَى عَليّ. 3289 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق بن الأجدع عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا أنفقت الْمَرْأَة من طَعَام بَيتهَا غير مفْسدَة فلهَا أجرهَا بِمَا أنفقت، وَللزَّوْج بِمَا اكْتسب، وللخازن مثل ذَلِك، لَا ينقص بَعضهم من أجر بعضٍ شَيْئا ". 3290 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق بن الأجدع عَن عَائِشَة قَالَت: مَا رَأَيْت أحدا الوجع عَلَيْهِ أَشد من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3291 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق قَالَ: قلت لعَائِشَة: يَا أُمَّاهُ، هَل رأى محمدٌ ربه؟ فَقَالَت: لقد قف شعري مِمَّا قلت. أَيْن أَنْت من ثَلَاث، من الحديث: 3288 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 حدثكهن فقد كذب: من حَدثَك أَن مُحَمَّدًا رأى ربه فقد كذب. ثمَّ قَرَأت: {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا} [الشورى] {لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير} [الْأَنْعَام] . وَمن حَدثَك انه يعلم مَا فِي غَد فقد كذب، ثمَّ قَرَأت: {وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت إِن الله عليم خَبِير} [لُقْمَان] . وَمن حَدثَك أَنه كتم فقد كذب، ثمَّ قَرَأت: {يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك} [الْمَائِدَة] وَلكنه رأى جِبْرِيل فِي صورته مرَّتَيْنِ. وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة عَن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة أَن مسروقاً قَالَ: قلت لعَائِشَة: فَأَيْنَ قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ دنا فَتَدَلَّى فَكَانَ قاب قوسين أَو أدنى} [النَّجْم] قَالَت: ذَاك جِبْرِيل، كَانَ يَأْتِيهِ فِي صُورَة الرجل، وَإنَّهُ أَتَاهُ هَذِه الْمرة فِي صورته الَّتِي هِيَ صورته، فسد الْأُفق. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن يُوسُف عَن سُفْيَان: وَمن حَدثَك أَنه يعلم الْغَيْب فقد كذب، وَهُوَ يَقُول: لَا يعلم الْغَيْب إِلَّا الله. وَفِي حَدِيث زُهَيْر بن حَرْب عَن ابْن علية - وَهُوَ أتم: أَن مسروقاً قَالَ: كنت مُتكئا عِنْد عَائِشَة فَقَالَت: يَا أَبَا عَائِشَة، ثلاثٌ من تكلم بواحدةٍ مِنْهُنَّ فقد أعظم على الله الْفِرْيَة. قلت: وَمَا هن؟ قَالَت: من زعم أَن مُحَمَّدًا رأى بِهِ ربه فقد أعظم على الله الْفِرْيَة. قَالَ: وَكنت مُتكئا فَجَلَست فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، انظريني وَلَا تعجليني - ألم يقل الله عز وَجل: {وَلَقَد رَآهُ بالأفق الْمُبين} [التكوير] {وَلَقَد رَآهُ نزلة أُخْرَى} [النَّجْم] فَقَالَت: أَنا أول هَذِه الْأمة سَأَلَ عَن ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيل، لم أره على صورته الَّتِي خلق عَلَيْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 غير هَاتين الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْته منهبطاً من السَّمَاء، سَادًّا عظم خلقه مَا بَين السَّمَاء إِلَى الأَرْض. فَقَالَت: أَو لم تسمع أَن الله يَقُول: {لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير} [الْأَنْعَام] أَو لم تسمع أَن الله يَقُول: {وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا فَيُوحِي بِإِذْنِهِ} [الشورى] إِلَى قَوْله: {عَليّ حَكِيم} [الشورى] . قَالَت: وَمن زعم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كتم شَيْئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الْفِرْيَة، وَالله تَعَالَى يَقُول: {يَا أَيهَا الرَّسُول بلغ مَا أنزل إِلَيْك من رَبك وَإِن لم تفعل فَمَا بلغت رسَالَته} [الْمَائِدَة] . قَالَت: وَمن زعم أَنه يخبر بِمَا يكون فِي غَد فقد أعظم على الله الْفِرْيَة، وَالله تَعَالَى يَقُول: {قل لَا يعلم من فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض الْغَيْب إِلَّا الله} [النَّمْل] . وَفِي حَدِيث أبي مُوسَى مُحَمَّد بن الْمثنى عَن عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ عَن دَاوُد نَحوه. وَزَاد: قَالَت: وَلَو كَانَ محمدٌ كَاتِما شَيْئا مِمَّا أنزل عَلَيْهِ لكَتم هَذِه الْآيَة: {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ وأنعمت عَلَيْهِ أمسك عَلَيْك زَوجك وَاتَّقِ الله وتخفي فِي نَفسك مَا الله مبديه وتخشى النَّاس وَالله أَحَق أَن تخشاه} [الْأَحْزَاب] . وَأخرج البُخَارِيّ طرفا من حَدِيث عبد الله بن عون عَن الْقَاسِم قَالَت: من زعم أَن مُحَمَّدًا رأى ربه فقد أعظم، وَلَكِن قد رأى جِبْرِيل فِي صورته وخلقه، سَادًّا مَا بَين الْأُفق. 3292 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: دخل عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْدِي رجلٌ، فَقَالَ: " يَا عَائِشَة، من هَذَا؟ " قلت: أخي من الرضَاعَة. قَالَ: " يَا عَائِشَة، انظرن من إخوانكن، فَإِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة ". الحديث: 3292 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه ابْن مهْدي عَن سُفْيَان - يَعْنِي الثَّوْريّ. وَفِي حَدِيث هناد بن السّري عَن أبي الْأَحْوَص أَنَّهَا قَالَت: دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعِنْدِي رجل قَاعد، فَاشْتَدَّ ذَلِك عَلَيْهِ، وَرَأَيْت الْغَضَب فِي وَجهه، قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّه أخي من الرضَاعَة. فَقَالَ: " انظرن إخوتكن من الرضَاعَة، فَإِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة ". وَلمُسلم من حَدِيث عبد الله بن الزبير عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تحرم المصة وَلَا المصتان ". 3293 - الْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُعجبهُ التَّيَمُّن فِي تنعله وَترَجله وَطهُوره، وَفِي شَأْنه كُله. وَفِي رِوَايَة أبي الشعْثَاء عَن مَسْرُوق: يحب التَّيَمُّن مَا اسْتَطَاعَ. 3294 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: لما نزلت الْآيَات الْأَوَاخِر من سُورَة الْبَقَرَة - فِي الرِّبَا - خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فتلاهن فِي الْمَسْجِد وَحرم التِّجَارَة فِي الْخمر. وَفِي رِوَايَة مُسلم بن إِبْرَاهِيم عَن شُعْبَة: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " حرمت التِّجَارَة فِي الْخمر ". 3295 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: مَا صلى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة بعد أَن نزلت عَلَيْهِ: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} [سُورَة النَّصْر] إِلَّا يَقُول فِيهَا: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، اللَّهُمَّ اغْفِر لي ". الحديث: 3293 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 وَفِي رِوَايَة جرير عَن مَنْصُور، قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكثر أَن يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، اللَّهُمَّ اغْفِر لي. " يتَأَوَّل الْقُرْآن. وَفِي حَدِيث أبي الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكثر أَن يَقُول قبل أَن يَمُوت: " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك، أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك. " قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، مَا هَذِه الْكَلِمَات الَّتِي أَرَاك أحدثتها وتقولها؟ قَالَ: " جعلت لي علامةٌ فِي أمتِي إِذا رَأَيْتهَا قلتهَا: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} إِلَى آخر السُّورَة. وَفِي رِوَايَة عَامر الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكثر من قَوْله: " سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ " وَقَالَ: " خبرني رَبِّي أَنِّي سأرى عَلامَة فِي أمتِي، فَإذْ رَأَيْتهَا أكثرت من قَول: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ، أسْتَغْفر الله وَأَتُوب إِلَيْهِ. فقد رَأَيْتهَا: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} فتح مَكَّة. {وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا} . 3296 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: صنع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا فترخص فِيهِ، فتنزه عَنهُ قومٌ، فَبلغ ذَلِك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَخَطب فَحَمدَ الله ثمَّ قَالَ: " مَا بَال أقوامٍ يتنزهون عَن الشَّيْء أصنعه، فوَاللَّه إِنِّي لأعلمهم بِاللَّه، وأشدهم لَهُ خشيَة ". 3297 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل الْعشْر أَحْيَا اللَّيْل، وَأَيْقَظَ أَهله، وَشد المئزر. وَلمُسلم من حَدِيث الْأسود عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يجْتَهد فِي الْعشْر الْأَوَاخِر مَا لَا يجْتَهد فِي غَيره. الحديث: 3296 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 3298 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: من كل اللَّيْل قد أوتر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، من أول اللَّيْل وأوسطه وَآخره، فَانْتهى وتره إِلَى السحر. لفظ حَدِيث يحيى بن وثاب عَن مَسْرُوق. 3299 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن سعد بن هِشَام بن عَامر عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الماهر بِالْقُرْآنِ مَعَ السفرة الْكِرَام البررة. وَالَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن ويتتعتع فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ". وَلَيْسَ لسعد بن هِشَام عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 3300 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بردة عَامر بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ: أخرجت إِلَيْنَا عَائِشَة كسَاء وإزاراً غليظاً، فَقَالَت: قبض روح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هذَيْن. وَفِي رِوَايَة سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة عَن حميد بن هِلَال أَن أَبَا بردة قَالَ: دخلت على عَائِشَة، فأخرجت لنا إزاراً غليظاً مِمَّا يصنع بِالْيمن وَكسَاء من الَّتِي تسمونها الملبدة. قَالَ: وَأَقْسَمت بِاللَّه أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبض فِي هذَيْن الثَّوْبَيْنِ. وَلَيْسَ لأبي بردة بن أبي مُوسَى عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا الحَدِيث. 3301 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن نَافِع مولى ابْن عمر قَالَ: حدث ابْن عمر أَن أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: من تبع جَنَازَة فَلهُ قِيرَاط. قَالَ: أَكثر أَبُو هُرَيْرَة علينا. فَبعث إِلَى عَائِشَة، فصدقت أَبَا هُرَيْرَة، وَقَالَت: سَمِعت الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله. فَقَالَ ابْن عمر: لقد فرطنا فِي قراريط كَثِيرَة. الحديث: 3298 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 3302 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن - وَكَانَت فِي حجر عَائِشَة - عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث رجلا على سَرِيَّة، وَكَانَ يقْرَأ لأَصْحَابه فِي صلَاتهم، فيختم ب {قل هُوَ الله أحد} فَلَمَّا رجعُوا ذكرُوا ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَ " سلوه، لأي شيءٍ صنعت ذَلِك؟ " فَسَأَلُوهُ فَقَالَ: لِأَنَّهَا صفة الرَّحْمَن، فَأَنا أحب أَن أَقرَأ بهَا. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَخْبرُوهُ أَن الله يُحِبهُ ". 3303 - السِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي الرِّجَال عَن أمه عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَوت خصومٍ بِالْبَابِ، عاليةً أصواتهما، وَإِذا أَحدهمَا يستوضع الآخر ويسترفقه فِي شيءٍ، وَهُوَ يَقُول: وَالله لَا أفعل. فَخرج عَلَيْهِمَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَيْن المتألي على الله لَا يفعل الْمَعْرُوف؟ " فَقَالَ: أَنا رَسُول الله، فَلهُ أَي ذَلِك أحب. 3304 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: لما جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قتل ابْن حَارِثَة وجعفر بن أبي طَالب وَعبد الله ابْن رَوَاحَة، جلس يعرف فِيهِ الْحزن، وَأَنا أنظر من صائر الْبَاب - تَعْنِي شقّ الْبَاب - فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ: إِن نسَاء جَعْفَر ... وَذكر بكاءهن. فَأمره أَن ينهاهن، فَذهب ثمَّ أُتِي الثَّانِيَة، فَذكر إنَّهُنَّ لم يطعنه، فَقَالَ: " انههن ". فَأَتَاهُ الثَّالِثَة فَقَالَ: وَالله لقد غلبننا يَا رَسُول الله، فَزَعَمت أَنه قَالَ: " فاحث فِي أفواههن التُّرَاب " قَالَت عَائِشَة: فَقلت: أرْغم الله أَنْفك، وَالله مَا تفعل مَا أَمرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم تتْرك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من العناء. 3305 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن يحيى بن سعيد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: لَو أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى مَا أحدث النِّسَاء لمنعهن الْمَسَاجِد كَمَا منعت نسَاء الحديث: 3302 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 بني إِسْرَائِيل، قَالَ: فَقلت لعمرة: أنساء بني إِسْرَائِيل منعن الْمَسْجِد؟ قَالَت: نعم. 3306 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن عبد ربه بن سعيد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا اشْتَكَى الْإِنْسَان الشَّيْء مِنْهُ، أَو إِذا كَانَت بِهِ قرحَة أَو جرح قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإصبعه هَكَذَا - وَوضع سُفْيَان سبابته بِالْأَرْضِ ثمَّ رَفعهَا - وَقَالَ: " باسم الله، تربة أَرْضنَا، بريقة بَعْضنَا، يشفى بِهِ سقيمنا بِإِذن رَبنَا " اللَّفْظ لِابْنِ أبي عمر عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة. وَفِي حَدِيث صَدَقَة بن الْفضل الْمروزِي عَنهُ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي الرّقية: " تربة أَرْضنَا، وريقة بَعْضنَا، يشفى بِهِ سقيمنا بِإِذن رَبنَا ". وَلَيْسَ لعبد ربه بن سعيد عَن عمْرَة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3307 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عمر بن حزم عَن عمْرَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت أَنه سيورثه ". وَفِي رِوَايَة عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ: " حَتَّى ظَنَنْت ليورثنه ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي الْمُنْذر هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا زَالَ جِبْرِيل يوصيني بالجار حَتَّى ظَنَنْت أَنه ليورثنه ". 3308 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن أبي بكر مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عمْرَة أَنَّهَا سَمِعت عَائِشَة - وَذكر لَهَا أَن عبد الله بن عمر يَقُول: إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء الْحَيّ، فَقَالَت عَائِشَة: يغْفر الله لأبي عبد الرَّحْمَن، أما إِنَّه لم يكذب، وَلكنه نسي الحديث: 3306 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 أَو أَخطَأ، إِنَّمَا مر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على يَهُودِيَّة يبكى عَلَيْهَا، فَقَالَ: " إِنَّه ليبكى عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لتعذب فِي قبرها " اللَّفْظ لقتيبة بن سعيد عَن مَالك، وَهُوَ أتم. ولهشام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة نَحوه. وَهُوَ مَذْكُور فِي مُسْند ابْن عمر. 3309 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة: أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْغسْل من الْمَحِيض، فَأمرهَا كَيفَ تَغْتَسِل ثمَّ قَالَ: " خذي فرْصَة من مسك فتطهري بهَا " قَالَت: كَيفَ أتطهر بهَا؟ فاجتذبتها إِلَيّ فَقلت: تتبعي أثر الدَّم. وَمن الروَاة من قَالَ: " خذي فرْصَة ممسكة فتوضئي بهَا ". وَأخرجه مُسلم من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن المُهَاجر عَن صَفِيَّة عَن عَائِشَة: أَن أَسمَاء سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن غسل الْمَحِيض، فَقَالَ: " تَأْخُذ إحداكن ماءها وسدرها، فَتطهر فتحسن الطّهُور، ثمَّ تصب على رَأسهَا فتدلكه دلكا شَدِيدا حَتَّى تبلغ شؤون رَأسهَا، ثمَّ تصب عَلَيْهَا المَاء، ثمَّ تَأْخُذ فرْصَة ممسكة فَتطهر. " فَقَالَت أَسمَاء: وَكَيف تطهر بهَا؟ فَقَالَ: " سُبْحَانَ الله، تطهري بهَا " قَالَت عَائِشَة: كَأَنَّهَا تخفي ذَلِك: تتبعي بهَا أثر الدَّم. وَسَأَلته عَن غسل الْجَنَابَة، فَقَالَ: تَأْخُذ مَاء فَتطهر فتحسن الطّهُور أَو تبلغ الطّهُور، ثمَّ تصب على رَأسهَا فتدلكه حَتَّى تبلغ شؤون رَأسهَا، ثمَّ تفيض عَلَيْهَا المَاء " فَقَالَت عَائِشَة: نعم النِّسَاء نسَاء الْأَنْصَار، لم يكن يمنعهن الْحيَاء أَن يتفقهن فِي الدّين. الحديث: 3309 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 وَفِي حَدِيث معَاذ الْعَنْبَري عَن شُعْبَة نَحوه، وَقَالَ: " سُبْحَانَ الله " واستتر. وَفِي حَدِيث أبي الْأَحْوَص عَن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر: دخلت أَسمَاء بنت شكل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: كَيفَ تَغْتَسِل إحدانا إِذا طهرت من الْحيض؟ وَذكر الحَدِيث، وَلم يذكر غسل الْجَنَابَة. 3310 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن مَنْصُور بن صَفِيَّة أَن أمه حدثته أَن عَائِشَة حدثتها قَالَت: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يتكئ فِي حجري وَأَنا حَائِض وَيقْرَأ الْقُرْآن. وَفِي حَدِيث قبيصَة عَن سُفْيَان قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ الْقُرْآن وَرَأسه فِي حجري وَأَنا حَائِض. 3311 - الثَّامِن وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن الْحسن بن مُسلم بن يناق عَن صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة: أَن جَارِيَة من الْأَنْصَار تزوجت، وَأَنَّهَا مَرضت فتمعط شعرهَا، فأرادوا أَن يصلوها، فسألوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " لعن الله الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة " قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه ابْن إِسْحَاق عَن أبان بن صَالح عَن الْحسن بن مُسلم عَن صَفِيَّة. وَفِي رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن نَافِع عَن الْحسن بن مُسلم: أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار زوجت ابْنَتهَا، فتمعط شعر رَأسهَا، فَجَاءَت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ، وَقَالَت: إِن زَوجهَا أَمرنِي أَن أصل فِي شعرهَا، فَقَالَ: " لَا، إِنَّه قد لعن الموصلات ". الحديث: 3310 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 وَفِي رِوَايَة زيد بن الْحباب عَن إِبْرَاهِيم بن نَافِع، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لعن الواصلات ". وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن إِبْرَاهِيم لعن الموصلات ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن أبي بكر عَن شُعْبَة فتمعط شعرهَا، فأرادوا أَن يصلوه، فسألوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن ذَلِك، فلعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة. 3312 - التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الْمِائَة: عَن معَاذَة العدوية عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ: إِن امْرَأَة قَالَت لعَائِشَة أتجزئ إحدانا صلَاتهَا إِذا طهرت؟ فَقَالَت: أحروريةٌ أَنْت؟ . كُنَّا نحيض مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَا يَأْمُرنَا، أَو قَالَت: فَلَا نفعله. وَفِي حَدِيث عَاصِم الْأَحول عَن معَاذَة قَالَت: سَأَلت عَائِشَة فَقلت: مَا بَال الْحَائِض تقضي الصَّوْم وَلَا تقضي الصَّلَاة؟ فَقَالَت: أحروية أَنْت؟ قلت: لست بحرورية، وَلَكِنِّي أسأَل. قَالَت: كَانَ يصيبنا ذَلِك فنؤمر بِقَضَاء الصَّوْم وَلَا نؤمر بِقَضَاء الصَّلَاة. وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن زيد عَن يزِيد الرشك عَن معَاذَة: أَن امْرَأَة سَأَلت عَائِشَة فَقَالَت: أتقضي إحدانا الصَّلَاة أَيَّام محيضها؟ فَقَالَت: أحروريةٌ أَنْت؟ قد كَانَت إحدانا تحيض على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ لَا تُؤمر بِقَضَاء. وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن يزِيد: قد كن نسَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحضن، أفأمرهن أَن يجزين؟ قَالَ مُحَمَّد بن جَعْفَر، غنْدر: تَعْنِي يقضين. الحديث: 3312 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 3313 - السبعون بعد الْمِائَة: من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقوم من اللَّيْل حَتَّى تتفطر قدماه. فَقَالَت عَائِشَة: لم تصنع هَذَا يَا رَسُول الله وَقد غفر الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر؟ قَالَ: " أَفلا أحب أَن أكون عبدا شكُورًا " فَلَمَّا كثر لَحْمه صلى جَالِسا، فَإِذا أَرَادَ أَن يرْكَع قَامَ فَقَرَأَ ثمَّ ركع. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يزِيد بن عبد الله بن قسيط عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى قَامَ حَتَّى تتفطر قدماه. فَقَالَت لَهُ عَائِشَة: أتصنع هَذَا وَقد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر؟ فَقَالَ: " يَا عَائِشَة، أَفلا أكون عبدا شكُورًا ". 3314 - الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: من ذَلِك: أخرجه البُخَارِيّ عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنبٌ غسل فرجه وَتَوَضَّأ للصَّلَاة. أخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث يحيى بن بكير بِالْإِسْنَادِ الَّذِي أخرجه بِهِ البُخَارِيّ: أَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنب غسل فرجه، ثمَّ تَوَضَّأ للصَّلَاة ثمَّ ينَام. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة: أَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرقد وَهُوَ جنب؟ قَالَت: نعم، وَيتَوَضَّأ. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي بكر مُحَمَّد بن شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة الحديث: 3313 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أَرَادَ أَن ينَام وَهُوَ جنبٌ تَوَضَّأ للصَّلَاة قبل أَن ينَام. وَفِي حَدِيث الْأسود بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كَانَ جنبا، فَإِن أَرَادَ أَن يَأْكُل أَو ينَام تَوَضَّأ وضوءه. وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن أبي قيس قَالَ: سَأَلت عَائِشَة عَن وتر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... فَذكر الحَدِيث، وَفِيه: قلت: كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع فِي الْجَنَابَة: أَكَانَ يغْتَسل قبل أَن ينَام، أَو ينَام قبل أَن يغْتَسل؟ قَالَت: كل ذَلِك قد كَانَ يفعل، فَرُبمَا اغْتسل فَنَامَ، وَرُبمَا تَوَضَّأ فَنَامَ. قلت: الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي الْأَمر سَعَة. اخْتَصَرَهُ مُسلم فَأخْرج مِنْهُ غَرَضه فِي النّوم قبل الْغسْل، وَنَبَّهنَا على ذَلِك بقوله. . وَذكر الحَدِيث. فبحثنا عَنهُ لنجد تَمَامه، فَوَجَدنَا الإِمَام أَبَا بكر البرقاني قد أخرجه بِطُولِهِ فِيمَا خرج على الصَّحِيحَيْنِ، من حَدِيث قُتَيْبَة عَن اللَّيْث، كَمَا أخرج مُسلم مِنْهُ مَا أخرج، وأوله قَالَ: سَأَلت عَائِشَة عَن وتر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: كَانَ يُوتر من أول اللَّيْل أم من آخِره؟ قَالَت: رُبمَا أوتر من أول اللَّيْل، وَرُبمَا أوتر من آخِره. قلت: الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي الْأَمر سَعَة. فَقلت: فَكيف كَانَت قِرَاءَته: أَكَانَ يسر بِالْقِرَاءَةِ أَو يجْهر؟ قَالَت: كل ذَلِك قد كَانَ يفعل، رُبمَا أسر وَرُبمَا جهر. فَقلت: الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي الْأَمر سَعَة. فَقلت: كَيفَ كَانَ يصنع فِي الْجَنَابَة: أَكَانَ يغْتَسل قبل أَن ينَام، أَو ينَام قبل أَن يغْتَسل؟ قَالَت: كل ذَلِك قد كَانَ يفعل، فَرُبمَا اغْتسل فَنَامَ، وَرُبمَا تَوَضَّأ فَنَامَ. قلت: الْحَمد لله الَّذِي جعل فِي الْأَمر سَعَة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 وَلَيْسَ لعبد الله بن أبي قيس عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ عَنْهَا شَيْئا. 3315 - الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: من ذَلِك أَيْضا اتفقَا فِي الْمسند مِنْهُ. فَأخْرجهُ البُخَارِيّ من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة: أَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قُلْنَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَيّنَا أسْرع بك لُحُوقا؟ قَالَ: " أَطْوَلكُنَّ يدا " فَأخذُوا قَصَبَة يَذْرَعُونَهَا، فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا. فَعلمنَا بعد أَنما كَانَ طول يَدهَا الصَّدَقَة، وَكَانَت أَسْرَعنَا لُحُوقا بِهِ، وَكَانَت تحب الصَّدَقَة. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا " قَالَت: فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أيتهن أطول يدا. قَالَت: فَكَانَت أطولنا يدا زَيْنَب، لِأَنَّهَا كَانَت تعْمل بِيَدِهَا وَتصدق. 3316 - الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: من ذَلِك: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت: الضحية كُنَّا نملح مِنْهُ، فَتقدم بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: " لَا تَأْكُلُوا إِلَّا ثَلَاثَة أَيَّام " وَلَيْسَت بعزيمة، وَلَكِن أَرَادَ أَن نطعم مِنْهُ، وَالله أعلم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عبد الله بن وَاقد قَالَ: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن أكل لُحُوم الضَّحَايَا بعد ثَلَاث. قَالَ عبد الله بن أبي بكر: فَذكرت ذَلِك لعمرة، فَقَالَت: صدق، سَمِعت عَائِشَة تَقول: دف أهل أبياتٍ من أهل الْبَادِيَة حَضْرَة الْأَضْحَى زمن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ الحديث: 3315 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ادخروا ثَلَاثًا، ثمَّ تصدقوا بِمَا بَقِي " فَلَمَّا كَانَ بعد ذَلِك قَالُوا: يَا رَسُول الله، إِن النَّاس يتخذون الأسقية من ضحاياهم، ويجملون فِيهَا الودك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَمَا ذَاك؟ " قَالُوا: نهيت أَن تُؤْكَل لُحُوم الضَّحَايَا بعد ثَلَاث. فَقَالَ: إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ لأجل الدافة الَّتِي دفت، فَكُلُوا وَادخرُوا وتصدقوا ". 3317 - الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أَبَا حُذَيْفَة بن عتبَة بن ربيعَة بن عبد شمس - وَكَانَ مِمَّن شهد بَدْرًا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - تبنى سالما، وأنكحه بنت أَخِيه الْوَلِيد بن عتبَة بن ربيعَة - وَهُوَ مولى لامْرَأَة من الْأَنْصَار، كَمَا تبنى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيدا، وَكَانَ من تبنى رجلا فِي الْجَاهِلِيَّة دَعَاهُ النَّاس إِلَيْهِ، وَورثه من مِيرَاثه، حَتَّى أنزل الله: {ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ} إِلَى قَوْله: {ومواليكم} [الْأَحْزَاب] فَردُّوا إِلَى آبَائِهِم. فَمن لم يعلم لَهُ أبٌ كَانَ مولى وأخاً فِي الدّين. فَجَاءَت سهلة بنت سُهَيْل بن عَمْرو الْقرشِي ثمَّ العامري، وَهِي امْرَأَة أبي حُذَيْفَة - النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنَّا كُنَّا نرى سالما ولدا، وَقد أنزل الله فِيهِ مَا قد علمت. وَذكر الحَدِيث. هَكَذَا هُوَ عِنْد البُخَارِيّ، لم يخرج تَمَامه. وَقد وَقع الحَدِيث بِطُولِهِ من حَدِيث أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه بِطُولِهِ، من حَدِيث أبي الْيَمَان أَيْضا وَعنهُ أخرج البُخَارِيّ مَا أخرج مِنْهُ، وَفِيه بعد قَوْلهَا: وَكُنَّا نرى سالما ولدا: وَكَانَ يأوي معي وَمَعَ أبي حُذَيْفَة فِي بَيت وَاحِد، ويراني فضلا، وَقد أنزل الله مَا قد علمت، فَكيف ترى يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرضعيه " فأرضعته خمس رَضعَات، فَكَانَ بِمَنْزِلَة وَلَدهَا من الرضَاعَة، فبذلك كَانَت عَائِشَة تَأمر بَنَات الحديث: 3317 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 إخوتها وَبَنَات أخواتها أَن يرضعن من أحبت عَائِشَة أَن يَرَاهَا وَيدخل عَلَيْهَا - وَإِن كَانَ كَبِيرا - خمس رَضعَات، ثمَّ يدْخل عَلَيْهَا. وأبت أم سَلمَة وَسَائِر أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يدخلن عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرضَاعَة أحدا من النَّاس حتي يرضع من المهد. وقلن لعَائِشَة: وَالله مَا نَدْرِي، لَعَلَّهَا رخصَة لسالم من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دون النَّاس. وَقد أخرج مُسلم مَجِيء سهلة فِي ذَلِك من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: جَاءَت سهلة بنت سُهَيْل بن عَمْرو إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِنِّي أرى فِي وَجه أبي حُذَيْفَة من دُخُول سَالم وَهُوَ حليفه، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرضعيه " قَالَت: وَكَيف أرضعه وَهُوَ رجل كَبِير؟ فَتَبَسَّمَ رَسُول الله، وَقَالَ: " قد علمت أَنه رجل كَبِير " وَكَانَ قد شهد بَدْرًا. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة: أَن سالما مولى أبي حُذَيْفَة كَانَ مَعَ أبي حُذَيْفَة وَأَهله فِي بَيتهمْ، فَأَتَت - يَعْنِي سهلة بنت سُهَيْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إِن سالما قد بلغ مَا يبلغ الرِّجَال، وعقل مَا عقلوا، وَإنَّهُ يدْخل علينا، وَإِنِّي أَظن أَن فِي نفس أبي حُذَيْفَة من ذَلِك شَيْئا، فَقَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرضعيه تحرمي عَلَيْهِ، وَيذْهب الَّذِي فِي نفس أبي حُذَيْفَة " فَرَجَعت فَقَالَت: إِنِّي قد أَرْضَعَتْه، فَذهب الَّذِي فِي نفس أبي حُذَيْفَة. وَأخرج أَيْضا من حَدِيث زَيْنَب بنت أم سَلمَة قَالَت: قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة: إِنَّه يدْخل عَلَيْك الْغُلَام الأيفع الَّذِي مَا أحب أَن يدْخل عَليّ. قَالَت: فَقَالَت عَائِشَة: أما لَك فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُسْوَة وَقَالَت: إِن امْرَأَة أبي حُذَيْفَة قَالَت: يَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 رَسُول الله، إِن سالما يدْخل عَليّ وَهُوَ رجل، وَفِي نفس أبي حُذَيْفَة مِنْهُ شيءٌ. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرضعيه حَتَّى يدْخل عَلَيْك ". وَفِي حَدِيث بكير بن الْأَشَج عَن حميد بن نَافِع عَن زَيْنَب: أَن أم سَلمَة قَالَت لعَائِشَة: وَالله مَا تطيب نَفسِي أَن يراني الْغُلَام وَقد اسْتغنى عَن الرضَاعَة. فَقَالَت: وَلم؟ قد جَاءَت سهلة بنت سُهَيْل إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يَا رَسُول الله، وَالله إِنِّي لأرى فِي وَجه أبي حُذَيْفَة من دُخُول سَالم. فَذكر نَحوه بِمَعْنَاهُ، وَفِيه: " أرضعيه يذهب مَا فِي وَجه أبي حُذَيْفَة ". وَلَيْسَ لِزَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَفِي حَدِيث أبي عُبَيْدَة بن زَمعَة عَن أمه زَيْنَب عَن أمهَا أم سَلمَة أَنَّهَا كَانَت تَقول: أَبى سَائِر أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يدخلن عَلَيْهِنَّ أحدا بِتِلْكَ الرضَاعَة، وقلن لعَائِشَة: مَا نرى هَذَا إِلَّا رخصَة أرخصها رَسُول الله، لسالم خَاصَّة، فَمَا هُوَ بداخلٍ علينا أحدٌ بِهَذِهِ الرضَاعَة وَلَا رائينا. وَلمُسلم من حَدِيث يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت وَهِي تذكر الَّذِي يحرم من الرضَاعَة: نزل فِي الْقُرْآن عشر رَضعَات مَعْلُومَات، ثمَّ نزل أَيْضا خمس مَعْلُومَات. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مَالك عَن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عمْرَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ فِيمَا أنزل من الْقُرْآن عشر رضعاتٍ مَعْلُومَات يحرمن، ثمَّ نسخن بخمسٍ مَعْلُومَات، فَتوفي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي فِيمَا يقْرَأ من الْقُرْآن. زَاد أَبُو مَسْعُود مُتَّصِلا بِهِ قَالَ: فبلغني أَن عَائِشَة كَانَ لَا يَرَاهَا أحدٌ إِلَّا أحدا أرضع خمس رَضعَات. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 3318 - الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الْمِائَة: من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة نَافِع بن جُبَير بن مطعم عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَغْزُو جيشٌ الْكَعْبَة، فَإِذا كَانُوا ببيداء من الأَرْض يخسف بأولهم وَآخرهمْ ". قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، كَيفَ يخسف بأولهم وَآخرهمْ وَفِيهِمْ أسواقهم وَمن لَيْسَ مِنْهُم؟ قَالَ: " يخسف بأولهم وَآخرهمْ، ويبعثون على نياتهم ". وَأخرجه مُسلم من رِوَايَة مُحَمَّد بن زِيَاد عَن عبد الله بن الزبير أَن عَائِشَة قَالَت: عَبث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه، فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، صنعت شَيْئا فِي مَنَامك لم تكن تَفْعَلهُ. فَقَالَ: " الْعجب أَن نَاسا من أمتى يؤمُّونَ هَذَا الْبَيْت لرجلٍ من قُرَيْش، قد لَجأ بِالْبَيْتِ، حَتَّى إِذا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ خسف بهم ". فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، إِن الطَّرِيق قد تجمع النَّاس. قَالَ: " نعم، فيهم المستبصر، وَالْمَجْبُور، وَابْن السَّبِيل، يهْلكُونَ مهْلكا وَاحِدًا، وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى، يَبْعَثهُم الله عز وَجل على نياتهم ". أَفْرَاد البُخَارِيّ 3319 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم: أَن الْقَاسِم كَانَ يمشي بَين يَدي الْجِنَازَة وَلَا يقوم لَهَا، ويخبر عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يقومُونَ لَهَا يَقُولُونَ إِذا رأوها: كنت فِي أهلك مَا أَنْت، مرَّتَيْنِ. 3320 - الثَّانِي: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَت الحديث: 3318 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 إحدانا تحيض ثمَّ تقترص الدَّم من ثوبها عِنْد طهرهَا، فتغسله وتنضح على سائره، ثمَّ تصلي فِيهِ. 3321 - الثَّالِث: عَن نَافِع مولى ابْن عمر عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا رأى الْمَطَر قَالَ: " صيباً نَافِعًا ". قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه الْقَاسِم بن يحيى عَن عبيد الله - هُوَ ابْن عمر، وَرَوَاهُ الْأَوْزَاعِيّ وَعقيل عَن نَافِع. 3322 - الرَّابِع: عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد قَالَ: قَالَت عَائِشَة: وارأساه، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ذَاك لَو كَانَ وَأَنا حيٌّ فأستغفر لَك وأدعو لَك " فَقَالَت عَائِشَة: " واثكلاه، وَالله إِنِّي لأظنك تحب موتِي، وَلَو كَانَ ذَلِك لظللت آخر يَوْمك معرساً بِبَعْض أَزوَاجك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بل أَنا وارأساه، لقد هَمَمْت - أَو أردْت - أَن أرسل إِلَى أبي بكر وَابْنه فأعهد، أَن يَقُول الْقَائِلُونَ، أَو يتَمَنَّى المتمنون، ثمَّ قلت: يَأْبَى الله وَيدْفَع الْمُؤْمِنُونَ. أَو يدْفع الله ويأبى الْمُؤْمِنُونَ ". وَيحْتَمل أَن يُضَاف إِلَى هَذَا مَا أخرجه مُسلم من حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَرضه: " ادعِي لي أَبَا بكر أَبَاك وأخاك، حَتَّى أكتب كتابا، فَإِنِّي أَخَاف أَن يتَمَنَّى متمن، وَيَقُول قَائِل: أَنا أولى، ويأبى الله والمؤمنون إِلَّا أَبَا بكر ". 3323 - الْخَامِس: عَن طَلْحَة بن عبد الْملك الْأَيْلِي عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من نذر أَن يُطِيع الله فليطعمه، وَمن نذر أَن يَعْصِي الله فَلَا يَعْصِهِ ". الحديث: 3321 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 3324 - السَّادِس: عَن أبي بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق - وَأَبُو بكر عبد الله بن أبي عَتيق، وَمُحَمّد بن عبد الرَّحْمَن هُوَ أَبُو عَتيق ولد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - عَن عَائِشَة أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن هَذِه الْحبَّة السَّوْدَاء شفاءٌ من كل داءٍ إِلَّا السام " قلت: وَمَا السام؟ قَالَ: " الْمَوْت ". وأوله: أَن خَالِد بن سعد قَالَ: خرجنَا ومعنا غَالب بن أبجر، فَمَرض فِي الطَّرِيق، فقدمنا الْمَدِينَة وَهُوَ مَرِيض، فعاده ابْن أبي عَتيق فَقَالَ لنا: عَلَيْكُم بِهَذِهِ الْحبَّة السَّوْدَاء، فَخُذُوا مِنْهَا خمْسا أَو سبعا، فاسحقوها ثمَّ اقطروها فِي أَنفه بقطرات زيتٍ فِي هَذَا الْجَانِب وَفِي هَذَا الْجَانِب، فَإِن عَائِشَة حَدَّثتنِي أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: ... وَذكر الحَدِيث. 3325 - السَّابِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: يرحم الله نسَاء الْمُهَاجِرَات الأول: لما أنزل الله: {وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبهنَّ} [النُّور] شققْنَ مُرُوطهنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا. وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث الْحسن بن مُسلم بن يناق عَن صَفِيَّة بنت شيبَة أَن عَائِشَة كَانَت تَقول: لما نزلت هَذِه الْآيَة: {وَليَضْرِبن بِخُمُرِهِنَّ على جُيُوبهنَّ} أخذن أزرهن فشققنها من قبل الْحَوَاشِي فَاخْتَمَرْنَ بهَا. 3326 - الثَّامِن: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أَبَا بكر تزوج امْرَأَة من كلب يُقَال لَهَا أم بكر، فَلَمَّا هَاجر أَبُو بكر طَلقهَا فتروجها ابْن عَمها هَذَا الحديث: 3324 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 الشَّاعِر الَّذِي قَالَ هَذِه القصيدة، رثى كفار قُرَيْش: (وماذا بالقليب قليب بدرٍ ... من الشيزى تزين بالسنام) (وماذا بالقليب قليب بدرٍ ... من الْقَيْنَات وَالشرب الْكِرَام) (تحيينا السَّلامَة أم بكر ... وَهل لي بعد قومِي من سَلام) (يحدثنا الرَّسُول بِأَن سنحيا ... وَكَيف حَيَاة أصداءٍ وهام) 3327 - التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة أَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " رَأَيْت جَهَنَّم يحطم بَعْضهَا بَعْضًا. وَرَأَيْت عمرا يجر قصبه، وَهُوَ أول من سيب السوائب " هُوَ عَمْرو بن لحي بن قمعة. كَذَا حكى أَبُو مَسْعُود. وَفِي حَدِيث سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة: عَمْرو بن عَامر الْخُزَاعِيّ. 3328 - الْعَاشِر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة: أَن عَائِشَة أخْبرته: أَن النِّكَاح كَانَ على أَرْبَعَة أنحاء: فنكاحٌ مِنْهَا نِكَاح النَّاس الْيَوْم، يخْطب الرجل إِلَى الرجل وليته أَو ابْنَته، فيصدقها ثمَّ ينْكِحهَا. وَنِكَاح آخر: كَانَ الرجل يَقُول لامْرَأَته إِذا طهرت من طمثها: أرسلي إِلَى فلَان فاستبضعي مِنْهُ، ويعتزلها زَوجهَا وَلَا يَمَسهَا حَتَّى يتَبَيَّن حملهَا من ذَلِك الرجل الَّذِي تستبضع مِنْهُ، فَإِذا تبين حملهَا أَصَابَهَا زَوجهَا إِذا أحب، وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك رَغْبَة فِي نجابة الْوَلَد، فَكَانَ هَذَا النِّكَاح نِكَاح الاستبضاع. وَنِكَاح آخر: يجْتَمع الرَّهْط مَا دون الْعشْرَة، فَيدْخلُونَ على الْمَرْأَة، كلهم يُصِيبهَا، فَإِذا حملت الحديث: 3327 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 وَوضعت وَمر ليالٍ بعد أَن تضع حملهَا، أرْسلت إِلَيْهِم فَلم يسْتَطع مِنْهُم أَن يمْتَنع حَتَّى يجتمعوا عِنْدهَا، فَتَقول لَهُم: قد عَرَفْتُمْ الَّذِي كَانَ من أَمركُم، وَقد ولدت فَهُوَ ابْنك يَا فلَان - تسمي من أحبت باسمه، فَيلْحق بِهِ وَلَدهَا، لَا يَسْتَطِيع أَن يمْتَنع مِنْهُ الرجل. وَنِكَاح رَابِع: يجْتَمع النَّاس الْكثير فَيدْخلُونَ على الْمَرْأَة، لَا تمنع من جاءها، وَهن البغايا، كن ينصبن على أبوابهن الرَّايَات - وَتَكون علما، فَمن أرادهن دخل عَلَيْهِنَّ، فَإِذا حملت إِحْدَاهُنَّ وَوضعت حملهَا، جمعُوا لَهَا ودعوا لَهَا الْقَافة، ثمَّ ألْحقُوا وَلَدهَا بِالَّذِي يرَوْنَ، فالتاط ودعي ابْنه لَا يمْتَنع من ذَلِك. فَلَمَّا بعث مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْحَقِّ هدم نِكَاح الْجَاهِلِيَّة كُله، إِلَّا نِكَاح النَّاس الْيَوْم. 3329 - الْحَادِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا أَظن فلَانا وَفُلَانًا يعرفنا من ديننَا شَيْئا " قَالَ اللَّيْث: كَانَا رجلَيْنِ من الْمُنَافِقين. وَفِي حَدِيث بكير عَن اللَّيْث، قَالَت: دخل عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا وَقَالَ: " يَا عَائِشَة: مَا أَظن فلَانا وَفُلَانًا يعرفان من ديننَا الَّذِي نَحن عَلَيْهِ ". 3330 - الثَّانِي عشر: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة أَنه سَأَلَ عَائِشَة عَن قَوْله: {حَتَّى إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا} أَو {كذبُوا} . [يُوسُف]- قَالَت: بل كذبهمْ قَومهمْ. فَقلت: وَالله لقد استيقنوا أَن قَومهمْ كذبوهم، وَمَا هُوَ بِالظَّنِّ. فَقَالَت: يَا عُرْوَة، أجل، لقد استيقنوا بذلك. قلت: فلعلها: (قد كذبُوا) قَالَت: معَاذ الله، لم تكن الرُّسُل تظن ذَلِك بربها. قلت: فَمَا هَذِه الْآيَة؟ قَالَت: هم أَتبَاع الرُّسُل الَّذين آمنُوا برَبهمْ وصدقوهم، وَطَالَ عَلَيْهِم الْبلَاء، واستأخر عَلَيْهِم النَّصْر، حَتَّى إِذا استيأست الرُّسُل مِمَّن كذبهمْ من قَومهمْ، وظنوا أَن أتباعهم الحديث: 3329 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 كذبوهم جَاءَهُم نصر الله عِنْد ذَلِك. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة قَالَ: قَالَ ابْن عَبَّاس: {إِذا استيأس الرُّسُل وظنوا أَنهم قد كذبُوا} خَفِيفَة. قَالَ: ذهب بهَا هُنَالك، وتلا: {حَتَّى يَقُول الرَّسُول وَالَّذين آمنُوا مَعَه مَتى نصر الله أَلا إِن نصر الله قريب} [الْبَقَرَة] قَالَ: فَلَقِيت عُرْوَة بن الزبير فَذكرت ذَلِك لَهُ. فَقَالَ: قَالَت عَائِشَة: معَاذ الله، وَالله مَا وعد الله رَسُوله من شَيْء قطّ إِلَّا علم أَنه كَائِن قبل أَن يَمُوت. وَلَكِن لم يزل الْبلَاء بالرسل حَتَّى خَافُوا أَن يكون من مَعَهم من قَومهمْ يكذبونهم، وَكَانَت تقرؤها: {وظنوا أَنهم قد كذبُوا} مثقلة. 3331 - الثَّالِث عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ سفرا أَقرع بَين نِسَائِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأيتهن خرج سهمها خرج بهَا مَعَه، وَكَانَ يقسم لكل امْرَأَة مِنْهُنَّ يَوْمهَا وليلتها، غير أَن سَوْدَة بنت زَمعَة وهبت يَوْمهَا وليلتها لعَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، تبتغي بذلك رضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3332 - الرَّابِع عشر: فِي الْهِجْرَة: عَن ابْن شهَاب عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: لم أَعقل أَبَوي قطّ إِلَّا وهما يدينان الدّين، وَلم يمر علينا يومٌ إِلَّا يأتينا فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طرفِي النَّهَار: بكرَة وَعَشِيَّة. فَلَمَّا ابْتُلِيَ الْمُسلمُونَ خرج أَبُو بكر مُهَاجرا نَحْو أَرض الْحَبَشَة، حَتَّى إِذا بلغ برك الغماد لقِيه ابْن الدغنة، وَهُوَ سيد القارة. فَقَالَ: أَيْن تُرِيدُ يَا أَبَا بكر؟ فَقَالَ أَبَا بكر: أخرجني قومِي، فَأُرِيد أَن أسيح فِي الأَرْض فأعبد رَبِّي، فَقَالَ ابْن الدغنة: فَإِن مثلك يَا أَبَا بكر لَا يخرج وَلَا يخرج. إِنَّك تكسب الْمَعْدُوم، وَتصل الرَّحِم، وَتحمل الْكل، وتقري الضَّيْف، وَتعين على نَوَائِب الْحق، فَأَنا لَك جَار، فَارْجِع واعبد رَبك ببلدك. فَرجع، وارتحل مَعَه ابْن الحديث: 3331 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 الدغنة، فَطَافَ ابْن الدغنة فِي أَشْرَاف كفار قُرَيْش، فَقَالَ لَهُم: إِن أَبَا بكر لَا يخرج مثله، وَلَا يخرج، أتخرجون رجلا يكْسب الْمَعْدُوم، ويصل الرَّحِم، وَيحمل الْكل، ويقري الضَّيْف، ويعين على نَوَائِب الْحق، فَلم تكذب قُرَيْش بجوار ابْن الدغنة. وَفِي رِوَايَة يُونُس: فأنفذت قُرَيْش جوَار ابْن الدغنة، وَقَالُوا: فليعبد ربه فِي دَاره، وَليصل فِيهَا، وليقرأ مَا شَاءَ وَلَا يؤذنا وَلَا يستعلن بِهِ، فَإنَّا نخشى أَن يفتن نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا. قَالَ ذَلِك ابْن الدغنة لأبي بكر. فَلبث أَبُو بكر بذلك، يعبد ربه فِي دَاره وَلَا يستعلن بِصَلَاتِهِ، وَلَا يقْرَأ فِي غير دَاره، ثمَّ بدا لأبي بكر فابتنى مَسْجِدا بِفنَاء دَاره، وَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، فيتقصف عَلَيْهِ نسَاء الْمُشْركين وأبناؤهم، يعْجبُونَ مِنْهُ وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، وَكَانَ أَبُو بكر رجلا بكاء لَا يملك عينه إِذا قَرَأَ الْقُرْآن، فأفزع ذَلِك أَشْرَاف قُرَيْش من الْمُشْركين، فأرسلوا إِلَى ابْن الدغنة، فَقدم عَلَيْهِم، فَقَالُوا: إِنَّا كُنَّا أجرنا أَبَا بكر بجوارك على أَن يعبد ربه فِي دَاره، فقد تجاور ذَلِك، فابتنى مَسْجِدا بِفنَاء دَاره وأعلن بِالصَّلَاةِ وَالْقِرَاءَة فِيهِ، وَإِنَّا قد خشينا أَن يفتن نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا فأته، فَإِن أحب أَن يقْتَصر على أَن يعبد ربه فِي دَاره فعل، وَإِن أَبى إِلَّا أَن يعلن بذلك فسله أَن يرد إِلَيْك ذِمَّتك، فَإنَّا قد كرهنا أَن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان. قَالَت عَائِشَة: فَأتى ابْن الدغنة إِلَى أبي بكر فَقَالَ: قد علمت الَّذِي عاقدت لَك عَلَيْهِ، فإمَّا أَن تقتصر على ذَلِك، وَإِمَّا أَن ترجع إِلَيّ ذِمَّتِي، فَإِنِّي لَا أحب أَن تسمع الْعَرَب أَنِّي أخفرت فِي رجل عقدت لَهُ. فَقَالَ أَبُو بكر: فَإِنِّي أرد إِلَيْك جوارك، وأرضى بجوار الله، وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمئِذٍ بِمَكَّة. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم للْمُسلمين: إِنِّي أريت دَار هجرتكم سبخَة، ذَات نخل، بَين لابتين " وهما الحرتان، فَهَاجَرَ من هَاجر قبل الْمَدِينَة، وَيرجع عَامَّة من كَانَ بِأَرْض الْحَبَشَة إِلَى الْمَدِينَة، وتجهز أَبُو بكر قبل الْمَدِينَة، فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " على رسلك، فَإِنِّي أَرْجُو أَن يُؤذن لي " فَقَالَ أَبُو بكر وَهل ترجو ذَلِك بِأبي أَنْت؟ قَالَ: " نعم ". فحبس أَبُو بكر نَفسه على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وعلف راحلتين كَانَتَا عِنْده من الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 ورق السمر - وَهُوَ الْخبط - أَرْبَعَة أشهر. قَالَ ابْن شهَاب: قَالَ عُرْوَة: قَالَت عَائِشَة: فَبينا نَحن يَوْمًا جُلُوس فِي بَيت أبي بكر فِي نحر الظهيرة قَالَ قائلٌ لأبي بكر: هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم متقنعاً - فِي سَاعَة لم يكن يأتينا فِيهَا - فَقَالَ أَبُو بكر: فدَاء لَهُ أبي وَأمي؛ وَالله مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِه السَّاعَة إِلَّا أمرٌ. قَالَت: فجَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَاسْتَأْذن، فَأذن لَهُ فَدخل، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي بكر: " أخرج من عنْدك " فَقَالَ أَبُو بكر: إِنَّمَا هم أهلك بِأبي أَنْت يَا رَسُول الله. قَالَ: " فَإِنِّي قد أذن لي فِي الْخُرُوج ". قَالَ أَبُو بكر: الصَّحَابَة بِأبي أَنْت يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم " فَقَالَ أَبُو بكر، فَخذ بِأبي أَنْت يَا رَسُول الله - إِحْدَى رَاحِلَتي هَاتين. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " بِالثّمن ". قَالَت عَائِشَة: فجهزناهما أحث الجهاز، وصنعنا لَهما سفرة فِي جراب قطعت أَسمَاء بنت أَبى بكر قِطْعَة من نطاقها فَربطت بِهِ على فَم الجراب، فبذلك سميت ذَات النطاق. قَالَت: ثمَّ لحق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر بِغَار فِي جبل ثورٍ، فمكثا فِيهِ ثَلَاث لَيَال، يبيت عِنْدهمَا عبد الله بن أبي بكر وَهُوَ غُلَام شَاب ثقف لقن، يدلج من عِنْدهمَا بِسحر، فَيُصْبِح مَعَ قُرَيْش بِمَكَّة كبائت، فَلَا يسمع أمرا يكادان بِهِ إِلَّا وعاه حَتَّى يأتيهما بِخَبَر ذَلِك حِين يخْتَلط الظلام، ويرعى عَلَيْهِمَا عَامر بن فهَيْرَة مولى أَبى بكر منحةً من غنم، فيريحها عَلَيْهِمَا حِين تذْهب سَاعَة الْعشَاء، فيبيتان فِي رسلٍ حَتَّى ينعق بهما عَامر بن فهَيْرَة بِغَلَس، يفعل ذَلِك فِي كل لَيْلَة من تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاث. واستأجر رَسُول الله وَأَبُو بكر رجلا من بني الديل، وَهُوَ من بني عبد بن عدي هادياً خريتاً. والخريت: الماهر بالهداية، قد غمس حلفا فِي آل الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي، وَهُوَ على دين كفار قُرَيْش، فأمناه، فدفعا إِلَيْهِ راحلتها وواعداه فِي غَار ثَوْر بعد ثَلَاث لَيَال براحلتيهما. فأتاهما صبح ثلاثٍ فارتحلا، وَانْطَلق مَعَهُمَا عَامر بن فهَيْرَة وَالدَّلِيل الديلِي، فَأخذ بهم طَرِيق السواحل. وَفِي رِوَايَة: طَرِيق السَّاحِل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن بن مَالك المدلجي - وَهُوَ ابْن أخي سراقَة ابْن مَالك - أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَنه سمع سراقَة بن جعْشم يَقُول: جَاءَنَا رسل كفار قُرَيْش يجْعَلُونَ فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر دِيَة كل رجل مِنْهُمَا لمن قَتله أَو أسره، فَبينا أَنا جَالس فِي مجْلِس من مجَالِس قومِي بني مُدْلِج، أقبل رجل مِنْهُم حَتَّى قَامَ علينا وَنحن جُلُوس، فَقَالَ: يَا سراقَة، إِنِّي قد رَأَيْت آنِفا أَسْوِدَة بالسَّاحل أَرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه. قَالَ سراقَة: فَعرفت أَنهم هم، فَقلت لَهُ: إِنَّهُم لَيْسُوا بهم، وَلَكِنَّك رَأَيْت فلَانا وَفُلَانًا، انْطَلقُوا بأعيننا، ثمَّ لَبِثت فِي الْمجْلس سَاعَة، ثمَّ قُمْت فَدخلت، فَأمرت جاريتي أَن تخرج بفرسي وَهِي من وَرَاء أكمة فتحبسها عَليّ. وَأخذت رُمْحِي فَخرجت بِهِ من ظهر الْبَيْت، فخططت بزجه الأَرْض وخفضت عاليه، حَتَّى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بِي حَتَّى دَنَوْت مِنْهُم، فَعَثَرَتْ بِي فرسي فَخَرَرْت عَنْهَا، فَقُمْت فَأَهْوَيْت يَدي إِلَى كِنَانَتِي، فاستخرجت مِنْهَا الأزلام، فاستقسمت بهَا أضرهم أم لَا؟ فَخرج الَّذِي أكره، فركبت فرسي وعصيت، تقرب بِي، حَتَّى إِذا سَمِعت قِرَاءَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ لَا يلْتَفت، وَأَبُو بكر يكثر الِالْتِفَات، ساخت يدا فرسي فِي الأَرْض حَتَّى بلغتا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْت عَنْهَا ثمَّ زجرتها فَنَهَضت، فَلم تكد تخرج يَديهَا. فَلَمَّا اسْتَوَت قَائِمَة إِذا لأثر يَديهَا عثانٌ سَاطِع فِي السَّمَاء مثل الدُّخان، فاستقسمت بالأزلام فَخرج الَّذِي أكره، فناديتهم: الْأمان، فوقفوا، فركبت فرسي حَتَّى جئتهم. وَوَقع فِي نَفسِي حِين لقِيت مَا لقِيت من الْحَبْس عَنْهُم أَن سَيظْهر أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت لَهُ: إِن قَوْمك قد جعلُوا فِيك الدِّيَة، وَأَخْبَرتهمْ أَخْبَار مَا يُرِيد النَّاس بهم، وَعرضت عَلَيْهِم الزَّاد وَالْمَتَاع، فَلم يرزآني وَلم يسألاني، إِلَّا أَن قَالَ: " أخف عَنَّا " فَسَأَلته أَن يكْتب لي كتاب أَمن، فَأمر عَامر بن فهَيْرَة، فَكتب فِي رقْعَة من أَدَم، وَمضى رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 قَالَ ابْن شهَاب: فَأَخْبرنِي عُرْوَة بن الزبير أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَقِي الزبير فِي ركب من الْمُسلمين كَانُوا تجارًا قافلين من الشَّام، فكسا الزبير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبا بكر ثِيَاب بَيَاض، وَسمع الْمُسلمُونَ بِالْمَدِينَةِ بمخرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَكَّة، فَكَانُوا يَغْدُونَ كل غَدَاة إِلَى الْحرَّة فيتنظرونه، حَتَّى يردهم حر الظهيرة، فانقلبوا يَوْمًا بَعْدَمَا أطالوا انتظارهم، فَلَمَّا أووا إِلَى بُيُوتهم أوفى رجلٌ من يهود على أَطَم من آطامهم لأمر ينظر إِلَيْهِ، فَبَصر برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه مبيضين، يَزُول بهم السراب، فَلم يملك الْيَهُودِيّ أَن قَالَ بِأَعْلَى صَوته: يَا معشر الْعَرَب، هَذَا جدكم الَّذِي تنتظرونه. قَالَ: فثار الْمُسلمُونَ إِلَى السِّلَاح، فَلَقوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِظهْر الْحرَّة، فَعدل بهم ذَات الْيَمين حَتَّى نزل بهم فِي بني عَمْرو بن عَوْف، وَذَلِكَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ من شهر ربيع الأول. فَقَامَ أَبُو بكر للنَّاس، وَجلسَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صامتاً، فَطَفِقَ من جَاءَ من الْأَنْصَار مِمَّن لم ير رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحيي أَبَا بكر، حَتَّى أَصَابَت الشَّمْس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأقبل أَبُو بكر حَتَّى ظلل عَلَيْهِ بردائه، فَعرف النَّاس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد ذَلِك. فَلبث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بني عَمْرو بن عَوْف بضع عشرَة لَيْلَة، وَأسسَ الْمَسْجِد الَّذِي أسس على التَّقْوَى، وَصلى فِيهِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ ركب رَاحِلَته فَسَار يمشي مَعَه النَّاس حَتَّى بَركت عِنْد مَسْجِد الرَّسُول بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يومئذٍ رجالٌ من الْمُسلمين، وَكَانَ مربداً للتمر لسهل وَسُهيْل، غلامين يتيمين فِي حجر سعد بن زُرَارَة - فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين بَركت رَاحِلَته: " هَذَا إِن شَاءَ الله الْمنزل " ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الغلامين، فساومهما بالمربد ليتخذه مَسْجِدا، فَقَالَا: بل نهبه لَك يَا رَسُول الله. ثمَّ بناه مَسْجِدا. وطفق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْقل مَعَهم اللَّبن فِي بُنْيَانه، وَيَقُول وَهُوَ ينْقل اللَّبن: (هَذَا الْحمال لَا حمال خَيْبَر ... هَذَا أبر رَبنَا وأطهر) الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 وَيَقُول: (اللَّهُمَّ إِن الْأجر أجر الْآخِرَه ... فَارْحَمْ الْأَنْصَار والمهاجره) فتمثل بِشعر رجل من الْمُهَاجِرين لم يسم لي: قَالَ ابْن شهَاب: وَلم يبلغنَا فِي الْأَحَادِيث أَن رَسُول الله تمثل بِبَيْت شعر تَامّ غير هَذِه الأبيات. وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا مِنْهُ طرفا مُخْتَصرا، أَوله: هَاجر إِلَى الْحَبَشَة نفرٌ من الْمُسلمين، وتجهز أَبُو بكر مُهَاجرا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " على رسلك، فَإِنِّي أَرْجُو أَن يُؤذن لي " فَقَالَ أَبُو بكر: أَو ترجوه بِأبي أَنْت؟ : قَالَ: " نعم " فحبس أَبُو بكر نَفسه على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَذكر نَحوا مِمَّا قدمنَا إِلَى قَوْله: واستأجر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَبُو بكر رجلا من بني الدئل. وَأخرج البُخَارِيّ طرفا مِنْهُ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: اسْتَأْذن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَبُو بكر فِي الْخُرُوج حِين اشْتَدَّ عَلَيْهِ الْأَذَى، فَقَالَ " أقِم " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، أتطمع أَن يُؤذن لَك؟ فَكَانَ يَقُول: " إِنِّي لأرجو ذَلِك " قَالَ: فانتظره أَبُو بكر، فَأَتَاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم ظهرا فَقَالَ لَهُ: " أخرج من عنْدك " فَقَالَ أَبُو بكر: إِنَّمَا هما ابنتاي. فَقَالَ: " اشعرت أَنه قد أذن لي فِي الْخُرُوج " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، الصُّحْبَة؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " الصُّحْبَة " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، عِنْدِي ناقتان قد كنت أعددتهما لِلْخُرُوجِ، فَأعْطى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِحْدَاهمَا وَهِي الجدعاء، فركبها، فَانْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا الْغَار وَهُوَ بثور، فتواريا فِيهِ، وَكَانَ عَامر بن فهَيْرَة غُلَاما لعبد الله بن الطُّفَيْل بن سَخْبَرَة أخي عَائِشَة لأمها، وَكَانَت لأبي بكر منحةٌ، فَكَانَ يروح بهَا وَيَغْدُو عَلَيْهِم، وَيُصْبِح فيدلج إِلَيْهِمَا، ثمَّ يسرح فَلَا يفْطن لَهُ أحد من الرعاء. فَلَمَّا خرجا خرج مَعَهُمَا يعقبانه، حَتَّى قدما الْمَدِينَة، فَقتل عَامر بن فهَيْرَة يَوْم بِئْر مَعُونَة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 قَالَ هِشَام: فَأَخْبرنِي أبي قَالَ: لما قتل الَّذين ببئر مَعُونَة، وَأسر عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي، قَالَ لَهُ عَامر بن الطُّفَيْل: من هَذَا؟ وَأَشَارَ إِلَى قَتِيل. فَقَالَ لَهُ عَمْرو بن أُميَّة: هَذَا عَامر بن فهَيْرَة. قَالَ: لقد رَأَيْته بَعْدَمَا قتل رفع إِلَى السَّمَاء حَتَّى إِنِّي لأنظر إِلَيّ السَّمَاء بَينه وَبَين الأَرْض، ثمَّ وضع. فَأتى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خبرهم، فنعاهم، فَقَالَ: " إِن أصحابكم قد أصيبوا، وَإِنَّهُم قد سَأَلُوا رَبهم فَقَالُوا: أخبر عَنَّا إِخْوَاننَا بِمَا رَضِينَا عَنْك ورضيت عَنَّا " فَأخْبرهُم عَنْهُم، وَأُصِيب فيهم يَوْمئِذٍ عُرْوَة بن أَسمَاء ابْن الصَّلْت وَمُنْذِر بن عَمْرو. وَفِي رِوَايَة عَليّ بن مسْهر عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة، قَالَت: لقل يومٌ كَانَ يَأْتِي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا يَأْتِي فِيهِ بَيت أبي بكر أحد طرفِي النَّهَار، فَلَمَّا أذن لَهُ فِي الْخُرُوج إِلَى الْمَدِينَة لم يرعنا إِلَّا وَقد أَتَانَا ظهرا، فخبر بِهِ أَبُو بكر، فَقَالَ: مَا جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَذِه السَّاعَة إِلَّا من حدث. فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ قَالَ لأبي بكر: " أخرج من عنْدك " قَالَ: إِنَّمَا هما ابنتاي عَائِشَة وَأَسْمَاء. قَالَ: " أشعرت انه قد أذن لي فِي الْخُرُوج؟ " قَالَ: الصُّحْبَة يَا رَسُول الله؟ . قَالَ: " الصُّحْبَة ". قَالَ: يَا رَسُول الله، إِن عِنْدِي ناقتين أعددتهما لِلْخُرُوجِ، فَخذ إِحْدَاهمَا. قَالَ: " قد أَخَذتهَا بِالثّمن " لم يزدْ. 3333 - الْخَامِس عشر: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ: " يَا عَائِشَة، مَا أَزَال أجد ألم الطَّعَام الَّذِي أكلت بِخَيْبَر، فَهَذَا أَوَان وجدت انْقِطَاع أَبْهَري من ذَلِك السم ". 3334 - السَّادِس عشر: عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ: سَأَلت الزُّهْرِيّ: أَي أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استعاذت مِنْهُ؟ فَقَالَ: أَخْبرنِي عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن ابْنة الجون لما دخلت على الحديث: 3333 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودنا مِنْهَا، قَالَت: أعوذ بِاللَّه مِنْك. فَقَالَ لَهَا: " لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك ". 3335 - السَّابِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن قوما قَالُوا: يَا رَسُول الله، إِن قوما يأتوننا بِاللَّحْمِ، لَا نَدْرِي؛ أذكر اسْم الله عَلَيْهِ أم لَا؟ فَقَالَ: " سموا عَلَيْهِ أَنْتُم، وكلوا " قَالَت: وَكَانُوا حَدِيثي عهد بالْكفْر. وَفِي حَدِيث أبي خَالِد الْأَحْمَر: قَالَت: قَالُوا: يَا رَسُول الله، إِن هُنَا أَقْوَامًا، حَدِيث عَهدهم بشرك، يأتوننا بلحمانٍ لَا نَدْرِي يذكرُونَ اسْم الله عَلَيْهَا أم لَا. فَقَالَ: اذْكروا أَنْتُم اسْم الله وكلوا ". 3336 - الثَّامِن عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَنَّهَا قَالَت لعبد الله بن الزبير: ادفني مَعَ صواحبي وَلَا تدفني مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْبَيْت، فَإِنِّي أكره أَن أزكي بِهِ. وَعَن هِشَام عَن أَبِيه: أَن عمر أرسل إِلَى عَائِشَة: ائذني لي أَن أدفن مَعَ صَاحِبي. قَالَت: إِي وَالله. وَكَانَ الرجل إِذا أرسل إِلَيْهَا من الصَّحَابَة قَالَت: لَا وَالله، لَا أوثرهم بأحدٍ أبدا. 3337 - التَّاسِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَنَّهَا زفت امْرَأَة إِلَى رجل من الْأَنْصَار، فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عَائِشَة، مَا كَانَ مَعكُمْ لَهو؟ فَإِن الْأَنْصَار يعجبهم اللَّهْو ". 3338 - الْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن أَبَا بكر لم يكن يَحْنَث فِي يَمِين قطّ، حَتَّى أنزل الله كَفَّارَة الْأَيْمَان، فَقَالَ: لَا أَحْلف على يَمِين الحديث: 3335 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 فَرَأَيْت غَيرهَا خيرا مِنْهَا، إِلَّا أتيت الَّذِي هُوَ خيرٌ وكفرت عَن يَمِيني. وَفِي رِوَايَة النَّضر بن شُمَيْل: إِلَّا قبلت رخصَة الله وَفعلت الَّذِي هُوَ خير. وَقد أخرج بعض الْأَئِمَّة هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند أبي بكر رَضِي الله عَنهُ. 3339 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاتَ وَأَبُو بكر بالسنح - يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ. فَقَامَ عمر يَقُول: وَالله مَا مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَت: وَقَالَ عمر: مَا كَانَ يَقع فِي نَفسِي إِلَّا ذَاك، وليبعثنه الله، فليقطعن أَيدي رجال وأرجلهم. فجَاء أَبُو بكر، فكشف عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَبله، قَالَ: بِأبي أَنْت، طبت حَيا وَمَيتًا، وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يذيقنك الله الموتتين أبدا. ثمَّ خرج فَقَالَ: أَيهَا الْحَالِف، على رسلك. فَلَمَّا تكلم أَبُو بكر جلس عمر فَحَمدَ الله أَبُو بكر وَأثْنى عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلا من كَانَ يعبد مُحَمَّدًا فَإِن مُحَمَّدًا قد مَاتَ، وَمن كَانَ يعبد الله فَإِن الله حيٌّ لَا يَمُوت. وَقَالَ: {إِنَّك ميت وَإِنَّهُم ميتون} [الزمر] وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل أَفَإِن مَاتَ أَو قتل انقلبتم على أعقابكم وَمن يَنْقَلِب على عَقِبَيْهِ فَلَنْ يضر الله شَيْئا وسيجزي الله الشَّاكِرِينَ} [آل عمرَان] قَالَ: فنشج النَّاس يَبْكُونَ. قَالَت: وَاجْتمعت الْأَنْصَار إِلَى سعد بن عبَادَة فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة، فَقَالُوا: منا أميرٌ ومنكم أَمِير، فَذهب إِلَيْهِم أَبُو بكر وَعمر بن الْخطاب وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح، فَذهب عمر يتَكَلَّم، فأسكته أَبُو بكر، وَكَانَ يَقُول: وَالله مَا أردْت بذلك إِلَّا أَنِّي قد هيأت كلَاما قد أعجبني، خشيت أَلا يبلغهُ أَبُو بكر. ثمَّ تكلم أَبُو بكر، فَتكلم أبلغ النَّاس، فَقَالَ فِي كَلَامه: نَحن الْأُمَرَاء وَأَنْتُم الوزراء. فَقَالَ حباب بن الْمُنْذر: لَا وَالله، لَا نَفْعل، منا أَمِير ومنكم أَمِير. فَقَالَ أَبُو بكر: لَا، وَلَكنَّا الْأُمَرَاء وَأَنْتُم الوزراء، هم أَوسط الْعَرَب دَارا، وأعزهم أحساباً، فَبَايعُوا عمر أَو أَبَا عُبَيْدَة. الحديث: 3339 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 فَقَالَ عمر: بل نُبَايِعك أَنْت، فَأَنت سيدنَا وخيرنا وأحبنا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَأخذ عمر بِيَدِهِ فَبَايعهُ، وَبَايَعَهُ النَّاس. فَقَالَ قَائِل: قتلتم سعد بن عبَادَة. فَقَالَ عمر: قَتله الله. قَالَت: فَمَا كَانَت من خطبتهما من خطْبَة إِلَّا نفع الله بهَا، لقد خوف عمر النَّاس وَإِن فيهم لنفاقاً، فردهم الله بذلك، ثمَّ لقد بصر أَبُو بكر النَّاس فِي الله، وعرفهم الْحق الَّذِي عَلَيْهِم، وَخَرجُوا بِهِ يَتلون: {وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل} إِلَى {الشَّاكِرِينَ} . 3340 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: هزم الْمُشْركُونَ يَوْم أحد هزيمَة بَيِّنَة تعرف فيهم، فَصَرَخَ إِبْلِيس: أَي عباد الله، إخراكم. فَرَجَعت أولاهم فاجتلدت هِيَ وأخراهم. فَنظر حُذَيْفَة بن الْيَمَان، فَإِذا هُوَ بِأَبِيهِ، فَقَالَ: أبي أبي. قَالَت: فوَاللَّه مَا انحجزوا حَتَّى قَتَلُوهُ. فَقَالَ حُذَيْفَة: غفر الله لكم. قَالَ عُرْوَة: فوَاللَّه مَا زَالَت فِي حُذَيْفَة مِنْهَا بَقِيَّة خيرٌ حَتَّى لَقِي الله. زَاد فِي آخر حَدِيث مُحَمَّد بن حَرْب: وَقد كَانَ انهزم مِنْهُم قومٌ حَتَّى لَحِقُوا بِالطَّائِف. 3341 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يَوْم بُعَاث يَوْمًا قدمه الله لرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد افترق ملؤهم، وَقتلت سرواتهم وَخَرجُوا، قدمه الله لرَسُوله فِي دُخُولهمْ الْإِسْلَام. 3342 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: أنزلت هَذِه الْآيَة: {لَا يُؤَاخِذكُم الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم} [الْبَقَرَة] فِي قَول الحديث: 3340 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 الرجل: لَا وَالله، بلَى وَالله. 3343 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة تَعْلِيقا - من رِوَايَة ابْن أبي الزِّنَاد عَن أَبِيه مثل حديثٍ رَوَاهُ البُخَارِيّ قبله، من حَدِيث يحيى بن سعيد فِيهِ: وَقَالَت عَائِشَة: لددناه فِي مَرضه، فَجعل يُشِير إِلَيْنَا: " أَن لَا تلدوني " فَقُلْنَا: كَرَاهِيَة الْمَرِيض للدواء. فَلَمَّا أَفَاق قَالَ: " ألم أنهكم أَن تلدوني " قُلْنَا: كَرَاهِيَة الْمَرِيض للدواء فَقَالَ: " لَا يبْقى أحدٌ فِي الْبَيْت إِلَّا لد وَأَنا أنظر، إِلَّا الْعَبَّاس فَإِنَّهُ لم يشهدكم ". وَهَذَا الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى: وَهُوَ من حَدِيث يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن عبيد الله بن عبد الله. وَقد ذكره أَبُو بكر البرقاني بِهَذَا الْإِسْنَاد، وَلم يذكرهُ أَبُو مَسْعُود فِي تَرْجَمَة مُوسَى بن أبي عَائِشَة عَن عبيد الله بن عبد الله. 3344 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: أسلمت امرأةٌ سَوْدَاء لبَعض الْعَرَب، وَكَانَ لَهَا حفشٌ فِي الْمَسْجِد، قَالَت: فَكَانَت تَأْتِينَا فَتحدث عندنَا، فَإِذا فرغت من حَدِيثهَا قَالَت: (وَيَوْم الوشاح من تعاجيب رَبنَا ... أَلا إِنَّه من بَلْدَة الْكفْر أنجاني) فَلَمَّا أكثرت قَالَت لَهَا عَائِشَة: وَمَا يَوْم الوشاح؟ وَفِي حَدِيث أبي أُسَامَة: قَالَت عَائِشَة: فَقلت لَهَا: وَمَا شَأْنك؟ قَالَت: خرجت جويريةٌ وَعَلَيْهَا وشاحٌ من أَدَم فَسقط مِنْهَا، فانحطت عَلَيْهِ الحديا وَهِي تحسبه لَحْمًا لبَعض أَهلِي فَأَخَذته، فاتهموني بِهِ فعذبوني، إِذْ أَقبلت الحديا حَتَّى وازت رؤوسنا، ثمَّ ألقته، فَأَخَذُوهُ، فَقلت لَهُم: هَذَا الَّذِي اتهمتوني بِهِ وَأَنا مِنْهُ بريئة الحديث: 3343 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 3345 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبل الْهَدِيَّة ويثيب. كَذَا فِي حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَن هِشَام. قَالَ البُخَارِيّ: وَلم يذكر وَكِيع ومحاضر عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة. 3346 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن نَاسا طافوا بِالْبَيْتِ بعد صَلَاة الصُّبْح، ثمَّ قعدوا إِلَى الْمُذكر، حَتَّى إِذا طلعت الشَّمْس قَامُوا يصلونَ، فَقَالَت عَائِشَة: قعدوا حَتَّى إِذا كَانَت السَّاعَة الَّتِي تكرة فِيهَا الصَّلَاة قَامُوا يصلونَ. 3347 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي، قَالَ: " من عمر أَرضًا لَيست لأحد فَهُوَ أَحَق ". قَالَ عُرْوَة: قضى بِهِ عمر فِي خِلَافَته. 3348 - الثَّلَاثُونَ: عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة قَالَ: كَانَ عبد الله بن الزبير أحب الْبشر إِلَى عَائِشَة بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر، وَكَانَ أبر النَّاس بهَا، وَكَانَت لَا تمسك شَيْئا، فَمَا جاءها من رزق الله تَصَدَّقت بِهِ. فَقَالَ ابْن الزبير: يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ على يَديهَا. فَقَالَت. أيؤخذ على يَدي؟ عَليّ نذرٌ إِن كَلمته. فاستشفع إِلَيْهَا برجالٍ من قُرَيْش وبأخوال رَسُول الله خَاصَّة. فامتنعت، فَقَالَ لَهُ الزهريون أخوال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مِنْهُم عبد الرَّحْمَن بن الْأسود بن عبد يَغُوث، والمسور ابْن مخرمَة: إِذا استأذنا فاقتحم الْبَاب، فَفعل. فَأرْسل إِلَيْهَا بِعشر رِقَاب فأعتقتهم. ثمَّ لم تزل تعتقهم حَتَّى بلغت أَرْبَعِينَ. فَقَالَت: وددت أَنِّي جعلت حِين حَلَفت عملا أعمله فأفرغ مِنْهُ. الحديث: 3345 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا طرفا مِنْهُ يتَعَلَّق بِهِ - تَعْلِيقا - من حَدِيث اللَّيْث عَن أبي الْأسود عَن عُرْوَة قَالَ: ذهب عبد الله بن الزبير مَعَ أنَاس من بني زهرَة إِلَى عَائِشَة، وَكَانَت أرق شيءٍ عَلَيْهِم لقرابتهم من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3349 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن تَمِيم بن سَلمَة - تَعْلِيقا - من رِوَايَة الْأَعْمَش عَنهُ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: الْحَمد لله الَّذِي وسع سَمعه الْأَصْوَات، لقد جَاءَت المجادلة خَوْلَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكلمته فِي جَانب الْبَيْت، وَمَا أسمع مَا تَقول، فَأنْزل الله: {قد سمع الله قَول الَّتِي تُجَادِلك فِي زَوجهَا} إِلَى آخر الْآيَة [فَاتِحَة المجادلة] . فِيهِ فِي كتاب البُخَارِيّ اخْتِصَار. وَقد ذكره أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث الْأَعْمَش عَن تَمِيم كَمَا ذَكرْنَاهُ. 3350 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى ابْن عباسٍ وَأَبُو هُرَيْرَة جالسٌ عِنْده، قَالَ: أَفْتِنِي فِي امْرَأَة ولدت بعد زَوجهَا بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة. فَقَالَ ابْن عَبَّاس: آخر الْأَجَليْنِ. وَقلت أَنا: {أولات الْأَحْمَال أَجلهنَّ أَن يَضعن حَملهنَّ} [الطَّلَاق] قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أَنا مَعَ ابْن أخي - يَعْنِي أَبَا سَلمَة. فَأرْسل ابْن عَبَّاس غُلَامه كريباً، فَسَأَلَهَا فَقَالَت: قتل زوج سبيعة الأسْلَمِيَّة وَهِي حُبْلَى، فَوضعت بعد مَوته بِأَرْبَعِينَ لَيْلَة، فَخطبت، فَأَنْكحهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَكَانَ أَبُو السنابل بن بعكك فِيمَن خطبهَا. أخرجه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي أفرا د البُخَارِيّ من تَرْجَمَة يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة فِي مُسْند عَائِشَة، ثمَّ قَالَ: وَأخرجه مُسلم من حَدِيث يحيى الْأنْصَارِيّ عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن أم سَلمَة، وَذَلِكَ مَذْكُور فِي مُسْند أم سَلمَة فِي أَفْرَاد مُسلم من تَرْجَمَة كريب عَنْهَا. وَلَيْسَ فِيمَا عندنَا من كتاب البُخَارِيّ الحديث: 3349 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 إِلَّا كَمَا أوردنا: فَسَأَلَهَا، مهملاً، لم يذكر لَهَا اسْما. وَلَعَلَّ أَبَا مَسْعُود وجد فِي نُسْخَة: عَن عَائِشَة. 3351 - الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة وَابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لبث بِمَكَّة عشر سِنِين ينزل عَلَيْهِ الْقُرْآن، وبالمدينة عشرا. 3352 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُجَاهِد عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تسبوا الْأَمْوَات، فَإِنَّهُم قد أفضوا إِلَى مَا قدمُوا " قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه عَليّ بن الْجَعْد وَابْن عرْعرة وَابْن أبي عدي عَن شُعْبَة. 3353 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن مُجَاهِد قَالَ: قَالَت عَائِشَة: مَا كَانَ لإحدانا إِلَّا ثوبٌ وَاحِد، تحيض فِيهِ، فَإِذا أَصَابَهُ شيءٌ من دمٍ قَالَت بريقها فقصعته بظفرها. وَعند أبي بكر البرقاني: بلته بريقها، فقصعته بظفرها. 3354 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن ابْن جريج قَالَ: أَخْبرنِي عَطاء إِذْ منع ابْن هِشَام النِّسَاء الطّواف مَعَ الرِّجَال. قَالَ: كَيفَ يمنعهن وَقد طَاف نسَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ الرِّجَال؟ قَالَ، قلت: أبعد الْحجاب أَو قبله؟ قَالَ: لقد أَدْرَكته بعد الْحجاب. قلت كَيفَ يخالطن الرِّجَال؟ قَالَ: لم يكن يخالطن، كَانَت عَائِشَة تَطوف حجرَة من الرِّجَال لَا تخالطهم، فَقَالَت امْرَأَة: انطلقي نستلم يَا أم الْمُؤمنِينَ، قَالَت: انطلقي عَنْك، وأبت، وَكن يخْرجن متنكرات بِاللَّيْلِ فيطفن مَعَ الرِّجَال، وَكنت آتِي مَعَ عَائِشَة أَنا وَعبيد بن عُمَيْر وَهِي مجاورةٌ فِي جَوف ثبير. قلت: وَمَا حجابها؟ قَالَ: هِيَ فِي قبةٍ تركيةٍ لَهَا غشاء، وَمَا بَيْننَا وَبَينهَا غير ذَلِك. وَرَأَيْت عَلَيْهَا درعاً مورداً. الحديث: 3351 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 3355 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الْأسود بن يزِيد بن قيس النَّخعِيّ قَالَ: سَأَلت عَائِشَة: مَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع فِي بَيته؟ قَالَت: كَانَ يكون فِي مهنة أَهله - تَعْنِي خدمَة أَهله، فَإِذا حضرت الصَّلَاة خرج إِلَى الصَّلَاة. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن عرْعرة عَن شُعْبَة: فَإِذا سمع الْأَذَان خرج. 3356 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن مَسْرُوق بن الأجدع عَن عَائِشَة قَالَت: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الِالْتِفَات فِي الصَّلَاة. فَقَالَ: " هُوَ اختلاسٌ يختلسه الشَّيْطَان من صَلَاة العَبْد ". 3357 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة: أَنَّهَا كَانَت تكره أَن يَجْعَل يَده فِي خاصرته، وَتقول: إِن الْيَهُود تَفْعَلهُ. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه شُعْبَة عَن الْأَعْمَش. 3358 - الْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عَطِيَّة مَالك بن عَامر عَن عَائِشَة قَالَت: إِنِّي لأعْلم كَيفَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُلَبِّي: " لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك، إِن الْحَمد وَالنعْمَة لَك " زَاد فِي مُسْند ابْن عمر: " وَالْملك لَا شريك لَك. 3359 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مُحَمَّد بن الْمُنْتَشِر عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَا يدع أَرْبعا قبل الظّهْر، وَرَكْعَتَيْنِ قبل الْغَدَاة. 3360 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عُبَيْدَة عَامر بن عبد الله بن مَسْعُود عَن عَائِشَة قَالَ: سَأَلتهَا عَن قَوْله عز وَجل: {إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر} [سُورَة الْكَوْثَر] قَالَت: نهر أعْطِيه نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، شاطئاه عَلَيْهِ درٌّ مجوف، آنيته كعدد النُّجُوم. الحديث: 3355 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 3361 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن يُوسُف بن مَاهك قَالَ: كَانَ مَرْوَان على الْحجاز، اسْتَعْملهُ مُعَاوِيَة، فَخَطب يذكر يزِيد بن مُعَاوِيَة لكَي يُبَايع لَهُ بعد أَبِيه، فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر شَيْئا. فَقَالَ: خذوه، فَدخل بَيت عَائِشَة فَلم يقدروا. فَقَالَ مَرْوَان: هَذَا الَّذِي أنزل الله فِيهِ: {وَالَّذِي قَالَ لوَالِديهِ أُفٍّ لَكمَا أتعدانني} [الْأَحْقَاف] فَقَالَت عَائِشَة من وَرَاء الْحجاب: مَا أنزل الله فِينَا شَيْئا من الْقُرْآن، إِلَّا أَن الله أنزل عُذْري. 3362 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن يُوسُف بن مَاهك عَن عَائِشَة قَالَت: لقد نزل على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنِّي لجارية أَلعَب: {بل السَّاعَة موعدهم والساعة أدهى وَأمر} [الْقَمَر] . وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا بِطُولِهِ عَن يُوسُف بن مَاهك قَالَ: إِنِّي عِنْد عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، إِذْ جاءها عراقيٌّ فَقَالَ: أَي الْكَفَن خير؟ قَالَت: وَيحك! وَمَا يَضرك؟ قَالَ: يَا أم الْمُؤمنِينَ، أريني مصحفك. قَالَت: لم؟ قَالَ: لعَلي أؤلف الْقُرْآن عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ يقْرَأ غير مؤلف. قَالَت: وَمَا يَضرك أيه قَرَأت قبل، إِنَّمَا نزلت أول مَا نزل سورةٌ من الْمفصل، فِيهَا ذكر الْجنَّة وَالنَّار، حَتَّى إِذا ثاب النَّاس إِلَى الْإِسْلَام نزل الْحَلَال وَالْحرَام، وَلَو نزل أول شَيْء: لَا تشْربُوا الْخمر، قَالُوا: لَا نَدع الْخمر أبدا، وَلَو نزل: لَا تَزْنُوا، لقالوا: لَا نَدع الزِّنَا أبدا، لقد نزل بِمَكَّة على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنا جَارِيَة أَلعَب: {بل السَّاعَة موعدهم والساعة أدهى وَأمر} وَمَا نزلت سُورَة الْبَقَرَة وَالنِّسَاء وَلَا وَأَنا عِنْده. قَالَ: فأخرجت الْمُصحف، فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ آي السُّور. الحديث: 3361 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 3363 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عِكْرِمَة مولى ابْن عَبَّاس عَن عَائِشَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اعْتكف مَعَه بعض نِسَائِهِ وَهِي مُسْتَحَاضَة ترى الدَّم، فَرُبمَا وضعت الطست تحتهَا من الدَّم. وَزعم أَن عَائِشَة رَأَتْ مَاء العصفر، فَقَالَ: كَأَن هَذَا شَيْء كَانَت فُلَانَة تَجدهُ. وَفِي حَدِيث يزِيد بن زُرَيْع: اعتكفت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْرَأَة من أَزوَاجه، فَكَانَت ترى الدَّم والصفرة والطست تحتهَا، وَهِي تصلي. 3364 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عِكْرِمَة عَن عَائِشَة قَالَت: لما فتحت خَيْبَر قُلْنَا: الْآن نشبع من التَّمْر. 3365 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أَيمن الْمَكِّيّ قَالَ: دخلت على عَائِشَة وَعَلَيْهَا درع قطرٍ ثمن خَمْسَة دَرَاهِم، فَقَالَت: ارْفَعْ بَصرك إِلَى جاريتي، انْظُر إِلَيْهَا، فَإِنَّهَا تزهى أَن تلبسه فِي الْبَيْت، وَقد كَانَ لي مِنْهُنَّ درع على عهد رَسُول الله، فَمَا كَانَت امْرَأَة تقين بِالْمَدِينَةِ إِلَّا أرْسلت إِلَيّ تستعيره. 3366 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن طَلْحَة بن عبد الله - رجل من بني تيم بن مرّة - عَن عَائِشَة قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، إِن لي جارين، فَإلَى أَيهمَا أهدي؟ قَالَ: " إِلَى أقربهما مِنْك بَابا ". الحديث: 3363 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 3367 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن يحيى بن معمر عَن عَائِشَة قَالَت: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الطَّاعُون فَأَخْبرنِي: " أَنه عَذَاب يَبْعَثهُ الله على من يَشَاء، وَأَن الله جعله رَحْمَة للْمُؤْمِنين، لَيْسَ من أحد يَقع الطَّاعُون فيمكث فِي بَلَده صَابِرًا محتسباً، يعلم أَنه لَا يُصِيبهُ إِلَّا مَا كتب الله لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مثل أجر شَهِيد ". 3368 - الْخَمْسُونَ عَن عمرَان بن حطَّان: أَن عَائِشَة حدثته: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يكن يتْرك شَيْئا فِيهِ تصاليب إِلَّا نقضه. وَأخرجه أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأَبُو بكر البرقاني من حَدِيث يزِيد بن هَارُون عَن هِشَام الدستوَائي، وَفِيه: لم يكن يدع فِي بَيته سترا أَو ثوبا فِيهِ تصليبٌ إِلَّا قضبه. وَهَكَذَا حكى أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْحَافِظ فِي كِتَابه. 3369 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: أخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث اللَّيْث عَن يحيى بن سعيد عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " الْأَرْوَاح جنودٌ مجندة، فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف، وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف " قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ يحيى ابْن أَيُّوب: حَدثنِي يحيى بن سعيد بِهَذَا. لم يُخرجهُ مُسلم من حَدِيث عَائِشَة، وَقد أخرجه بِالْإِسْنَادِ من حَدِيث سُهَيْل بن أبي صَالح عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة. 3370 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن الْحسن بن مُسلم بن يناق عَن صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة قَالَت: كُنَّا إِذا أَصَابَت إحدانا جنابةٌ أخذت بِيَدَيْهَا ثَلَاثًا فَوق رَأسهَا، ثمَّ تَأْخُذ بِيَدِهَا على شقها الْأَيْمن، وبيدها الْأُخْرَى على شقها الْأَيْسَر. 3371 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ أَنَّهَا الحديث: 3367 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 قَالَت: يَا رَسُول الله، نرى الْجِهَاد أفضل الْعَمَل، أَفلا نجاهد؟ قَالَ: " لَكِن أفضل الْجِهَاد حجٌّ مبرور ". وَلَيْسَ لعَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ رضوَان الله عَلَيْهَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ غير هَذَا. أَفْرَاد مُسلم 3372 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن الزبير عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عشر من الْفطْرَة: قصّ الشَّارِب، وإعفاء اللِّحْيَة، والسواك، واستنشاق المَاء، وقص الْأَظْفَار، وَغسل البراجم، ونتف الْإِبِط، وَحلق الْعَانَة، وانتقاص المَاء " قَالَ: ونسيت الْعَاشِرَة، إِلَّا أَن تكون الْمَضْمَضَة. قَالَ وَكِيع: انتقاص المَاء: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاء بِهِ. 3373 - الثَّانِي: عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ: أَنهم كَانُوا جُلُوسًا، فَذكرُوا مَا يُوجب الْغسْل، فَاخْتلف فِي ذَلِك رهطٌ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّونَ: لَا يجب الْغسْل إِلَّا من الدفق أَو من المَاء. وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: بل إِذا خالط فقد وَجب الْغسْل. قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَنا أشفيكم من ذَلِك، قَالَ: فَقُمْت، فاستأذنت على عَائِشَة، فَأَذنت لي، فَقلت لَهَا: يَا أمتاه - أَو: يَا أم الْمُؤمنِينَ، إِنِّي أُرِيد أَن أَسأَلك عَن شَيْء، وَإِنِّي أستحييك. فَقَالَت: لَا تَسْتَحي أَن تَسْأَلنِي عَمَّا كنت سَائِلًا عَنهُ أمك الَّتِي وَلدتك. قلت: فَمَا يُوجب الْغسْل؟ قَالَت: على الْخَبِير سَقَطت. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع وَمَسّ الْخِتَان الْخِتَان فقد وَجب الْغسْل ". الحديث: 3372 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 وَلمُسلم أَيْضا من حَدِيث جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن أم كُلْثُوم بنت أبي بكر عَن أُخْتهَا عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ: أَن رجلا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الرجل يُجَامع أَهله ثمَّ يكسل - وَعَائِشَة جالسة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لأَفْعَل ذَلِك أَنا وَهَذِه، ثمَّ نغتسل ". 3374 - الثَّالِث: عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: فقدت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْفراش، فالتمسته فَوَقَعت يَدي على بطن قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِد وهما منصوبتان، وَهُوَ يَقُول: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عُقُوبَتك، وَأَعُوذ بك مِنْك، لَا أحصي ثَنَاء عَلَيْك، أَنْت كَمَا أثنيت على نَفسك ". قَالَ الإِمَام أَبُو بكر البرقاني: وَافق أَبَا أُسَامَة عَبدة بن سُلَيْمَان، وَرَوَاهُ عَن عبيد الله بن عمر مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة كَذَلِك. وَمِنْهُم من قَالَ: عَن الْأَعْرَج عَن عَائِشَة. وَرِوَايَة من روى عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن عَائِشَة أولى، لِأَنَّهُ زَاد، وَزِيَادَة الثِّقَة مَقْبُولَة، وَهِي الَّتِي عول مُسلم عَلَيْهَا، وَلم يخرج الرِّوَايَة الْأُخْرَى. وَلمُسلم من حَدِيث ابْن أبي مليكَة عبد الله بن عبيد الله عَن عَائِشَة قَالَت: افتقدت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات لَيْلَة، فَظَنَنْت أَنه ذهب إِلَى بعض نِسَائِهِ، فتحسست ثمَّ رجعت، فَإِذا هُوَ راكعٌ أَو ساجدٌ يَقُول: " سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِك، لَا إِلَه إِلَّا أَنْت " فَقلت: بِأبي أَنْت وَأمي، إِنِّي لفي شَأْن وَإنَّك لفي آخر. وَلمُسلم فِي معنى التَّسْبِيح لفظٌ آخر من حَدِيث مطرف بن عبد الله بن الشخير: أَن عَائِشَة نبأته أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول فِي رُكُوعه وَسُجُوده: " سبوح قدوس، رب الْمَلَائِكَة وَالروح ". الحديث: 3374 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 3375 - الرَّابِع: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم من رِوَايَة مَالك عَن أَبِيه عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفرد الْحَج. 3376 - الْخَامِس: عَن عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: نفست أَسمَاء بنت عُمَيْس بِمُحَمد بن أبي بكر بِالشَّجَرَةِ، فَأمر النَّبِي أَبَا بكر أَن يأمرها أَن تَغْتَسِل وتهل. 3377 - السَّادِس: عَن ثَابت بن عبيد عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ناوليني الْخمْرَة " من الْمَسْجِد. فَقلت: إِنِّي حَائِض. قَالَ: إِن حيضتك لَيست فِي يدك ". وَلَيْسَ لِثَابِت بن عبيد عَن الْقَاسِم فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3378 - السَّابِع: عَن عبد الله بن أبي عَتيق عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِ ن فِي عَجْوَة الْعَالِيَة شِفَاء، وَإِنَّهَا ترياقٌ، أول البكرة ". 3379 - الثَّامِن: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد على ميتٍ فَوق ثلاثٍ، إِلَّا على زَوجهَا ". 3380 - التَّاسِع: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أدْرك من الْعَصْر سَجْدَة قبل أَن تغرب الشَّمْس فقد أدْرك ". حكى أَبُو مَسْعُود أَن مُسلما أخرجه فِي " الصَّلَاة " وَحكى أَبُو بكر البرقاني أَن بعض الروَاة قَالَ: والسجدة إِنَّمَا هِيَ الرَّكْعَة. الحديث: 3375 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 3381 - الْعَاشِر: عَن الزُّهْرِيّ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقسم أَلا يدْخل على أَزوَاجه شهرا، قَالَ الزُّهْرِيّ: فَأَخْبرنِي عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: لما مَضَت تسع وَعِشْرُونَ لَيْلَة أعدهن دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَت: بَدَأَ بِي، فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنَّك أَقْسَمت أَلا تدخل علينا شهرا، وَإنَّك دخلت من تسع وَعشْرين أعدهن. قَالَ: " إِن الشَّهْر تسعٌ وَعِشْرُونَ ". 3382 - الْحَادِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ يدْخل على أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مخنثٌ، فَكَانُوا يعدونه من غير أولي الإربة: قَالَ: فَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا وَهُوَ عِنْد بعض نِسَائِهِ وَهُوَ ينعَت امْرَأَة، قَالَ: إِذا أَقبلت أَقبلت بِأَرْبَع، وَإِذا أَدْبَرت أَدْبَرت بثمانٍ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا أرى هَذَا يعرف مَا هَا هُنَا، لَا يدخلن عليكن " فحجبوه. 3383 - الثَّانِي عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خلقت الْمَلَائِكَة من نور، وَخلق الجان من مارجٍ من نَار، وَخلق آدم مِمَّا وصف لكم. 3384 - الثَّالِث عشر: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن أم سليم، أم بني أبي طَلْحَة سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل، هَل عَلَيْهَا الْغسْل؟ فَقَالَ: " نعم، إِذا رَأَتْ المَاء ". أدرجه مُسلم على مَا قبله، وَقَالَ: بِمَعْنَاهُ. غير أَن فِيهِ: إِن عَائِشَة قَالَت: فَقلت لَهَا: أفٍّ، أَتَرَى الْمَرْأَة ذَلِك. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث مسافع بن عبد الله الحَجبي عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن امْرَأَة قَالَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: هَل تَغْتَسِل الْمَرْأَة إِذا احْتَلَمت وأبصرت المَاء؟ فَقَالَ: الحديث: 3381 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 " نعم ". فَقَالَت لَهَا عَائِشَة: تربت يداك. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دعيها، وَهل يكون الشّبَه إِلَّا من قبل ذَلِك؟ فَإِذا علا مَاؤُهَا مَاء الرجل أشبه الرجل أَخْوَاله، وَإِذا علا مَاء الرجل ماءها أشبه أَعْمَامه ". 3385 - الرَّابِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: مَا ضرب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا قطّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَة وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَن يُجَاهد فِي سَبِيل الله، وَمَا نيل مِنْهُ شيءٌ قطّ فينتقم من صَاحبه، إِلَّا أَن ينتهك شيءٌ من محارم الله، فينتقم لله. 3386 - الْخَامِس عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " نعم الْأدم - أَو الإدام - الْخلّ " شكّ الرَّاوِي. وَفِي حَدِيث يحيى بن صَالح الوحاظي: " الْأدم " وَلم يشك. 3387 - السَّادِس عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يجوع أهل بيتٍ عِنْدهم التَّمْر ". وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أبي الرِّجَال مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا عَائِشَة، بيتٌ لَا تمر فِيهِ جياعٌ أَهله - أَو: جَاع أَهله " قَالَهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. 3388 - السَّابِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَن امْرَأَة قَالَت: يَا رَسُول الله، أَقُول: إِن زَوجي أَعْطَانِي مَا لم يُعْطِنِي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " المتشبع بِمَا لم يُعْط كلابس ثوبي زور ". وَفِي حَدِيث فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن أَسمَاء أَنَّهَا قَالَت: إِن لي ضرَّة، فَهَل عَليّ جنَاح أَن أتشبع من مَال زَوجي؟ فَقَالَ:. . فَذكر مثل ذَلِك. وَهُوَ مَذْكُور فِي مسندها. الحديث: 3385 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 3389 - الثَّامِن عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة، وَعَن ثَابت عَن أنس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مر بِقوم يُلَقِّحُونَ فَقَالَ: " لَو لم يَفْعَلُوا لصلح " فتركوا. قَالَ: فَخرج شيصاً. فَمر بهم فَقَالَ: " مَا لنخلكم؟ " قَالُوا: قلت كَذَا وَكَذَا، قَالَ: " أَنْتُم أعلم بِأَمْر دنياكم ". 3390 - التَّاسِع عشر: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: قَالَت عَائِشَة: يَا ابْن أُخْتِي، أمروا أَن يَسْتَغْفِرُوا لأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسبوهم. 3391 - الْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قَالَت: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين} [الشُّعَرَاء] قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الصَّفَا. فَقَالَ: " يَا فَاطِمَة بنت مُحَمَّد، يَا صَفِيَّة بنت عبد الْمطلب، يَا بني عبد الْمطلب، لَا أملك لكم من الله شَيْئا، سلوني من مَالِي مَا شِئْتُم ". 3392 - الْحَادِي وَالْعشْرُونَ: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: طَاف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع حول الْكَعْبَة على بعيره يسْتَلم الرُّكْن، كَرَاهِيَة أَن يضْرب عَنهُ النَّاس. 3393 - الثَّانِي وَالْعشْرُونَ: عَن سعد بن إِبْرَاهِيم عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَقُول: " قد كَانَ يكون فِي الْأُمَم قبلكُمْ محدثون، فَإِن يكن فِي أمتِي مِنْهُم أحد، فَإِن عمر بن الْخطاب مِنْهُم " قَالَ ابْن وهب: تَفْسِير محدثون: ملهمون. وَرَوَاهُ هَكَذَا عَن سعد بن إِبْرَاهِيم ابْنه إِبْرَاهِيم بن سعد، وَابْنه عجلَان، وَأخرجه مُسلم من حَدِيثهمَا عَنهُ كَمَا ذكرنَا. وَأخرجه البُخَارِيّ بِخِلَاف ذَلِك من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن أبي الحديث: 3389 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَن سعد عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: وَهُوَ الصَّوَاب، وَأما حَدِيث ابْن عجلَان عَن سعد فَإِنَّهُ يَقُول فِيهِ: عَن عَائِشَة. كَذَلِك رَوَاهُ عَنهُ النَّاس، وَلَا أعلم أحدا تَابع ابْن وهب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد فِي قَوْله عَن عَائِشَة. 3394 - الثَّالِث وَالْعشْرُونَ: عَن أبي الْأسود مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ فِي غَزْوَة تَبُوك عَن ستْرَة الْمُصَلِّي، فَقَالَ: " كمؤخرة الرحل ". 3395 - الرَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن نيار بن مكرم الْأَسْلَمِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل بدر، فَلَمَّا كَانَ بحرة الْوَبرَة أدْركهُ رجلٌ قد كَانَ يذكر مِنْهُ جرأةٌ ونجدة، ففرح أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين رَأَوْهُ، فَلَمَّا أدْركهُ قَالَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: جِئْت لأتبعك وَأُصِيب مَعَك. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تؤمن بِاللَّه وَرَسُوله؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " فَارْجِع فَلَنْ أستعين بمشرك ". قَالَت: ثمَّ مضى، حَتَّى إِذا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ أدْركهُ الرجل، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أول مرّة، فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا قَالَ أول مرّة، فَقَالَ: لَا، قَالَ: " فَارْجِع، فَلَنْ أستعين بمشرك " قَالَ: ثمَّ رَجَعَ فأدركه بِالْبَيْدَاءِ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أول مرّة: " تؤمن بِاللَّه وَرَسُوله؟ ". قَالَ: نعم. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " فَانْطَلق ". 3396 - الْخَامِس وَالْعشْرُونَ: عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن خَالِد بن عَمْرو بن عُثْمَان: أَنه سَأَلَ عُرْوَة بن الزبير عَن الْوضُوء مِمَّا مست النَّار. فَقَالَ عُرْوَة: سَمِعت عَائِشَة تَقول: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " توضئوا مِمَّا مست النَّار ". 3397 - السَّادِس وَالْعشْرُونَ: عَن يزِيد بن عبد الله بن قسيط اللَّيْثِيّ عَن عُرْوَة الحديث: 3394 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بكبش أقرن يطَأ فِي سَواد، ويبرك فِي سَواد، وَينظر فِي سَواد، فَأتي بِهِ ليضحي بِهِ، فَقَالَ لَهَا: " يَا عَائِشَة هَلُمِّي المدية " ثمَّ قَالَ:: " اشحذيها بحجرٍ " فَفعلت، ثمَّ أَخذهَا وَأخذ الْكَبْش فأضجعه ثمَّ ذبحه ثمَّ قَالَ: " بِسم الله، اللَّهُمَّ تقبل من مُحَمَّد وَآل مُحَمَّد وَمن أمة مُحَمَّد " ثمَّ ضحى. 3398 - السَّابِع وَالْعشْرُونَ: عَن يزِيد بن قسيط عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج من عِنْدهَا لَيْلًا، قَالَت: فغرت عَلَيْهِ،، فجَاء فَرَأى مَا أصنع، فَقَالَ: " مَا لَك يَا عَائِشَة؟ أغرت؟ " فَقلت: وَمَا لي لَا يغار مثلي على مثلك؟ . فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أقد جَاءَك شَيْطَانك؟ ". قلت: يَا رَسُول الله، أَو معي شَيْطَان؟ قَالَ: " نعم " قلت: وَمَعَ كل إِنْسَان؟ قَالَ: " نعم " قلت: ومعك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " نعم، وَلَكِن رَبِّي أعانني عَلَيْهِ حَتَّى أسلم ". 3399 - الثَّامِن وَالْعشْرُونَ: عَن عبد الله بن الْبَهِي مولى مُصعب بن الزبير عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يذكر الله على كل أحيانه. 3400 - التَّاسِع وَالْعشْرُونَ: عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: كم كَانَ صدَاق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَت: كَانَ صداقه لأزواجه ثِنْتَيْ عشرَة أُوقِيَّة وَنَشَأ. قَالَت: أَتَدْرِي مَا النش؟ قلت: لَا. قَالَت: نصف أُوقِيَّة، وَتلك خَمْسمِائَة دِرْهَم. 3401 - الثَّلَاثُونَ: عَن أبي النَّضر سَالم عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن أَن الحديث: 3398 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 عَائِشَة لما توفّي سعد بن أبي وَقاص قَالَت: ادخُلُوا بِهِ الْمَسْجِد حَتَّى نصلي عَلَيْهِ، فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهَا، فَقَالَت: وَالله لقد صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ابْني بَيْضَاء فِي الْمَسْجِد: سُهَيْل وأخيه. وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عباد بن عبد الله بن الزبير أَن عَائِشَة أمرت أَن يمر بِجنَازَة سعد بن أبي وَقاص فِي الْمَسْجِد فَتُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأنْكر النَّاس ذَلِك عَلَيْهَا. فَقَالَت: مَا أسْرع مَا نسي النَّاس، مَا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سُهَيْل بن الْبَيْضَاء إِلَّا فِي الْمَسْجِد. وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن عقبَة عَن عبد الْوَاحِد بن حَمْزَة قَالَ: لما توفّي سعد بن أبي وَقاص أرسل أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يمروا بجنازته فِي الْمَسْجِد فيصلين عَلَيْهِ، فَفَعَلُوا، فَوقف بِهِ على حجرهن يصلين عَلَيْهِ، وَأخرج بِهِ من بَاب الْجَنَائِز الَّذِي كَانَ إِلَى المقاعد، فبلغهن أَن النَّاس عابوا ذَلِك، وَقَالُوا: مَا كَانَت الْجَنَائِز يدْخل بهَا الْمَسْجِد. فَبلغ ذَلِك عَائِشَة، فَقَالَت: مَا أسْرع النَّاس إِلَى أَن يعيبوا مَا لَا علم لَهُم بِهِ، عابوا علينا أَن يمر بجنازته فِي الْمَسْجِد. مَا صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على سُهَيْل بن الْبَيْضَاء إِلَّا فِي جَوف الْمَسْجِد. قَالَ مُسلم: سُهَيْل بن دعد، وَهُوَ ابْن الْبَيْضَاء، أمه بَيْضَاء. 3402 - الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة قَالَ: سَأَلت عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ: بِأَيّ شيءٍ كَانَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفْتَتح صلَاته إِذا قَامَ من اللَّيْل؟ قَالَت: كَانَ إِذا قَامَ من اللَّيْل افْتتح صلَاته قَالَ: " اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وميكال وإسرافيل، فاطر السَّمَوَات وَالْأَرضين، عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة، أَنْت تحكم بَين عِبَادك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. اهدني لما اخْتلف فِيهِ من الْحق بإذنك، إِنَّك تهدي من تشَاء إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم ". الحديث: 3402 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 3403 - الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: وَاعد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جِبْرِيل فِي ساعةٍ يَأْتِيهِ فِيهَا، فَجَاءَت تِلْكَ السَّاعَة وَلم يَأْته، وَفِي يَده عَصا، فألقاها من يَده وَقَالَ: " مَا يخلف الله وعده وَلَا رسله. " ثمَّ الْتفت فَإِذا جرو كلب تَحت سَرِيره، فَقَالَ: " يَا عَائِشَة، مَتى دخل هَذَا الْكَلْب هَا هُنَا؟ " فَقَالَت: وَالله مَا دَريت. فَأمر بِهِ فَأخْرج، فجَاء جِبْرِيل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " واعدتني، فَجَلَست لَك فَلم تأت " فَقَالَ: " مَنَعَنِي الْكَلْب الَّذِي كَانَ فِي بَيْتك، إِنَّا لَا ندخل بَيْتا فِيهِ كلبٌ وَلَا صُورَة ". وَفِي رِوَايَة وهيب عَن أبي حَازِم: وعد جِبْرِيل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. . وَذكره مُخْتَصرا. وَلَيْسَ لأبي حَازِم عَن أبي سَلمَة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3404 - الثَّالِث الثَّلَاثُونَ: عَن مُحَمَّد بن أبي حَرْمَلَة عَن عَطاء وَسليمَان ابْني يسَار وَأبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُضْطَجعا فِي بَيته كاشفاً عَن فَخذيهِ - أَو سَاقيه، فَاسْتَأْذن أَبُو بكر، فَأذن لَهُ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال، فَتحدث، ثمَّ أستاذن عمر فَأذن لَهُ وَهُوَ كَذَلِك، فَتحدث، ثمَّ اسْتَأْذن عُثْمَان، فَجَلَسَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسوى ثِيَابه، فَقَالَ مُحَمَّد: وَلَا أَقُول ذَلِك فِي يَوْم وَاحِد، فَدخل فَتحدث، فَلَمَّا خرج قَالَت عَائِشَة: دخل أَبُو بكر فَلم تهتش لَهُ وَلم تبال، ثمَّ دخل عمر فَلم تهتش لَهُ وَلم تبال، ثمَّ دخل عُثْمَان فَجَلَست وسويت ثِيَابك. فَقَالَ: " أَلا أستحيي من رجلٍ تستحيي مِنْهُ الْمَلَائِكَة ". الحديث: 3403 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 وَأخرج مُسلم من حَدِيث سعيد بن الْعَاصِ أَن عَائِشَة وَعُثْمَان حَدَّثَاهُ: أَن أَبَا بكر اسْتَأْذن على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مُضْطَجع على فرَاشه، لابسٌ مرط عَائِشَة: فَأذن لأبي بكر وَهُوَ كَذَلِك، فَقضى إِلَيْهِ حَاجته ثمَّ انْصَرف. ثمَّ أَسْتَأْذن عمر، فَأذن لَهُ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال فَقضى إِلَيْهِ حَاجته ثمَّ انْصَرف. قَالَ عُثْمَان: ثمَّ اسْتَأْذَنت عَلَيْهِ، فَجَلَسَ وَقَالَ لعَائِشَة: اجمعي عَلَيْك ثِيَابك، فَقضيت إِلَيْهِ حَاجَتي ثمَّ انصرفت، فَقَالَت عَائِشَة: يَا رَسُول الله، مَا لي لم أرك فزعت لأبي بكر وَعمر كَمَا فزعت لعُثْمَان. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن عُثْمَان رجلٌ حييٌّ، وَإِنِّي خشيت إِن أَذِنت لَهُ على تِلْكَ الْحَال أَلا يبلغ إِلَيّ فِي حَاجته ". وَمِنْهُم من أخرج هَذَا الحَدِيث فِي مُسْند عُثْمَان أَيْضا. 3405 - الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن الْأسود بن الْعَلَاء عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يذهب اللَّيْل وَالنَّهَار حَتَّى تعبد اللات والعزى ". فَقلت: يَا رَسُول الله، إِن كنت لأَظُن حِين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُوله} إِلَى قَوْله {وَلَو كره الْمُشْركُونَ} [التَّوْبَة] أَن ذَلِك تَامّ. قَالَ: " إِنَّه سَيكون من ذَلِك مَا شَاءَ الله، ثمَّ يبْعَث الله ريحًا طيبَة، فتوفى كل من فِي قلبه مِثْقَال حَبَّة خردلٍ من إِيمَان، فَيبقى من لَا خير فِيهِ، فيرجعون إِلَى دين آبَائِهِم ". 3406 - الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن سعيد بن الْمسيب عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " مَا من يومٍ أَكثر أَن يعْتق الله فِيهِ عبيدا من النَّار من يَوْم عَرَفَة، إِنَّه ليدنو ثمَّ يباهي بهم الْمَلَائِكَة، فَيَقُول: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ". 3407 - السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ: عَن طَلْحَة بن يحيى عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ وَأَنا إِلَى جنبه وَأَنا حَائِض، وَعلي مرطٌ لي وَعَلِيهِ بعضه. الحديث: 3405 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 3408 - السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة قَالَ: سَمِعت عَائِشَة وسئلت: من كَانَ رَسُول الله مستخلفاً لَو اسْتخْلف؟ قَالَت: أَبُو بكر. فَقيل لَهَا: ثمَّ من بعد أبي بكر؟ قَالَت: عمر. ثمَّ قيل لَهَا: من بعد عمر؟ قَالَت: أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح. ثمَّ انْتَهَت إِلَى هَذَا. 3409 - الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي مليكَة عَن عَائِشَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول وَهُوَ بَين ظهراني أَصْحَابه: " إِنِّي على الْحَوْض أنظر من يرد عَليّ مِنْكُم، وَالله ليقتطعن دوني رجالٌ، فلأقولن: أَي رب، منى وَمن أمتِي، فَيَقُول: " إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك، مَا زَالُوا يرجعُونَ على أَعْقَابهم ". 3410 - التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ: عَن أبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ قَالَ: بلغ عَائِشَة أَن عبد الله بن عَمْرو يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رؤوسهن. فَقَالَت: يَا عجبا لِابْنِ عَمْرو هَذَا {يَأْمر النِّسَاء إِذا اغْتَسَلْنَ أَن يَنْقُضْنَ رؤوسهن، أَولا يَأْمُرهُنَّ أَن يَحْلِقن رؤوسهن} لقد كنت أَغْتَسِل أَنا وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد، وَمَا أَزِيد على أَن أفرغ على رَأْسِي ثَلَاث إفْرَاغَات. 3411 - الْأَرْبَعُونَ: عَن الْأسود بن يزِيد عَن عَائِشَة قَالَت: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَائِما فِي الْعشْر قطّ. 3412 - الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن ابْن جدعَان كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة يصل الرَّحِم، وَيطْعم المكسين، أنافعه ذَلِك؟ قَالَ: " لَا يَنْفَعهُ، إِنَّه لم يقل يَوْمًا: رب اغْفِر لي خطيئتي يَوْم الدّين ". 3413 - الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: مَا ترك رَسُول الله الحديث: 3408 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دِينَارا وَلَا درهما، وَلَا شَاة وَلَا بَعِيرًا، وَلَا أوصى بِشَيْء. 3414 - الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قَوْله عز وَجل: {يَوْم تبدل الأَرْض غير الأَرْض وَالسَّمَاوَات} [إِبْرَاهِيم] فَأَيْنَ يكون النَّاس يومئذٍ يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " على الصِّرَاط ". 3415 - الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قَالَت: دخل على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلَانِ، فَكَلمَاهُ بِشَيْء لَا أَدْرِي مَا هُوَ، فأغضباه، فلعنهما وسبهما، فَلَمَّا خرجا قلت: يَا رَسُول الله، من أصَاب من الْخَيْر شَيْئا مَا أَصَابَهُ هَذَانِ. قَالَ: " وَمَا ذَاك؟ " قَالَت: قلت: لعنتهما وسببتهما. قَالَ: " أَو مَا علمت مَا شارطت عَلَيْهِ رَبِّي؟ قلت: اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشرٌ، فَأَي الْمُسلمين لعنته أَو سببته فاجعله لَهُ زَكَاة وَأَجرا ". 3416 - الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن أبي عَطِيَّة مَالك بن عَامر قَالَ: دخلت أَنا ومسروق على عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، رجلَانِ من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَحدهمَا يعجل الْإِفْطَار ويعجل الصَّلَاة، وَالْآخر يُؤَخر الْإِفْطَار وَيُؤَخر الصَّلَاة. قَالَت: أَيهمَا الَّذِي يعجل الْإِفْطَار ويعجل الصَّلَاة؟ قَالَ: قُلْنَا: عبد الله - يَعْنِي ابْن مَسْعُود. قَالَت: كَذَا كَانَ يصنع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. زَاد أَبُو كريب عَن أبي مُعَاوِيَة: وَالْآخر أَبُو مُوسَى. وَفِي حَدِيث يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة: فَقَالَ لَهَا مَسْرُوق: رجلَانِ من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، كِلَاهُمَا لَا يألو عَن الْخَيْر، أَحدهمَا يعجل الْمغرب والإفطار، وَالْآخر يُؤَخر الْمغرب والإفطار. فَقَالَت: من يعجل الْمغرب والإفطار؟ قَالَ: عبد الله. قَالَت: هَكَذَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصنع. الحديث: 3414 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 3417 - السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ: عَن زُرَارَة بن أبي أوفى: أَن سعد بن هِشَام بن عَامر أَرَادَ أَن يَغْزُو فِي سَبِيل الله، فَقدم الْمَدِينَة، فَأَرَادَ أَن يَبِيع عقارا لَهُ بهَا فَيَجْعَلهُ فِي السِّلَاح والكراع، ويجاهد الرّوم حَتَّى يَمُوت، فَلَمَّا قدم الْمَدِينَة لَقِي أُنَاسًا من أهل الْمَدِينَة، فنهوه عَن ذَلِك، وَأَخْبرُوهُ أَن رهطاً سِتَّة أَرَادوا ذَلِك فِي حَيَاة نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنهاهم نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقَالَ: " أَلَيْسَ لكم فِي أسوةٌ؟ " فَلَمَّا حدثوه بذلك رَاجع امْرَأَته، وَقد كَانَ طَلقهَا، وَأشْهد على رَجعتهَا. فَأتى ابْن عَبَّاس فَسَأَلَهُ عَن وتر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: أَلا أدلك على أعلم أهل الأَرْض بِوتْر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَ: من؟ قَالَ: عَائِشَة، فَأْتِهَا فاسألها، ثمَّ ائْتِنِي فَأَخْبرنِي بردهَا عَلَيْك. قَالَ: فَانْطَلَقت إِلَيْهَا، فَأتيت على حَكِيم ابْن أَفْلح فاستحلقته إِلَيْهَا، فَقَالَ: مَا أَنا بقاربها، لِأَنِّي نهيتها أَن تَقول فِي هَاتين الشيعتين شَيْئا فَأَبت إِلَّا مضياً. قَالَ: فأقسمت عَلَيْهِ، فجَاء. فَانْطَلَقْنَا إِلَى عَائِشَة، فاستئذنا عَلَيْهَا فَأَذنت لنا، فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا، فَقَالَت: أحكيم؟ فعرفته، فَقَالَ: نعم، فَقَالَت: من مَعَك؟ قَالَ: سعد بن هِشَام. قَالَت: من هِشَام؟ قَالَ: ابْن عَامر. فَتَرَحَّمت عَلَيْهِ وَقَالَت خيرا. قَالَ قَتَادَة: وَكَانَ أُصِيب يَوْم أحد. فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ. أَنْبِئِينِي عَن خلق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَت: أَلَسْت تقْرَأ الْقُرْآن؟ قلت: بلَى. قَالَت: فَإِن خلق نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ الْقُرْآن. قَالَ: فهممت أَن أقوم وَلَا أسأَل أحدا عَن شَيْء حَتَّى أَمُوت، ثمَّ بدا لي فَقلت: أَنْبِئِينِي عَن قيام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَقَالَت: أَلَسْت تقْرَأ؟ {يَا أَيهَا المزمل} ؟ [سُورَة المزمل] قلت: بلَى. قَالَت: فَإِن الله افْترض قيام اللَّيْل فِي أول هَذِه السُّورَة، فَقَامَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه حولا، وَأمْسك الله خاتمتها اثْنَي عشر شهرا فِي السَّمَاء، حَتَّى أنزل الله عز وَجل فِي آخر هَذِه السُّورَة التَّخْفِيف، فَصَارَ قيام اللَّيْل تَطَوّعا بعد فَرِيضَة. قَالَ: قلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، أَنْبِئِينِي عَن وتر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: كُنَّا نعد لَهُ الحديث: 3417 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 سواكه وَطهُوره، فيبعثه الله مَتى شَاءَ أَن يَبْعَثهُ من اللَّيْل، فيتسوك وَيتَوَضَّأ، وَيُصلي تسع رَكْعَات، لَا يجلس فِيهَا إِلَّا فِي الثَّامِنَة، فيذكر الله وَيَحْمَدهُ، ويدعوه ثمَّ يسلم تَسْلِيمًا يسمعنا، ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَمَا يسلم وَهُوَ قَاعد، فَتلك إِحْدَى عشرَة يَا بني، فَلَمَّا أسن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَخذه اللَّحْم أوتر بِسبع، وصنع فِي الرَّكْعَتَيْنِ مثل صَنِيعه الأول، فَتلك تسعٌ يَا بني. وَكَانَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى صَلَاة أحب أَن يداوم عَلَيْهَا. وَكَانَ إِذا غَلبه نومٌ أَو وجعٌ عَن قيام اللَّيْل صلى من النَّهَار ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة. وَلَا أعلم نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَرَأَ الْقُرْآن كُله فِي لَيْلَة، وَلَا صلى لَيْلَة إِلَى الصُّبْح، وَلَا صَامَ شهرا كَامِلا غير رَمَضَان. قَالَ: فَانْطَلَقت إِلَى ابْن عَبَّاس، فَحَدَّثته بحديثها، فَقَالَ: صدقت، لَو كنت أقربها وَأدْخل عَلَيْهَا لأتيتها حَتَّى تشافهني بِهِ. قَالَ: قلت: لَو علمت أَنَّك لَا تدخل عَلَيْهَا مَا حدثتك حَدِيثهَا. وَفِي رِوَايَة سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن زُرَارَة عَن سعد بن هِشَام قَالَ: انْطَلَقت إِلَى عبد الله بن عَبَّاس، فَسَأَلته عَن الْوتر. وسَاق الحَدِيث بِقِصَّتِهِ. وَقَالَ فِيهِ: قَالَت: من هِشَام؟ قلت: ابْن عَامر؟ قَالَت: نعم الْمَرْء كَانَ عامرٌ، أُصِيب يَوْم أحد. وَفِي رِوَايَة معمر عَن قَتَادَة عَن زُرَارَة: أَن سعد بن هِشَام كَانَ جاراً لَهُ فَأخْبرهُ أَنه طلق امْرَأَته، واقتص الحَدِيث بِمَعْنى حَدِيث سعيد. وَفِيه: قَالَت: من هِشَام؟ قَالَ: ابْن عَامر. قَالَت: نعم الْمَرْء كَانَ، أُصِيب مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِيه: فَقَالَ حَكِيم ابْن أَفْلح: أما إِنِّي لَو علمت أَنَّك لَا تدخل عَلَيْهَا مَا أَنْبَأتك بحديثها. وَقد فرق مُسلم مِنْهُ شَيْئا بِإِسْنَاد آخر. وَهَذَا الَّذِي أوردنا يجمع ذَلِك. 3418 - السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعد بن هِشَام بن عَامر عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ الحديث: 3418 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 218 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه " فَقلت: يَا نَبِي الله، أكراهية الْمَوْت، وكلنَا يكره الْمَوْت؟ قَالَ: " لَيْسَ كَذَلِك، وَلَكِن الْمُؤمن إِذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لِقَاء الله، فَأحب الله لقاءه، وَإِن الْكَافِر إِذا بشر بِعَذَاب الله وَسخطه كره لِقَاء الله، فكره الله لقاءه ". وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه. وَالْمَوْت قبل لِقَاء الله ". وَمن حَدِيث شُرَيْح بن هَانِئ أَيْضا عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه " قَالَ شُرَيْح: فَأتيت عَائِشَة فَقلت: يَا أم الْمُؤمنِينَ، سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يذكر عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيثا، إِن كَانَ كَذَلِك فقد هلكنا، فَقَالَت: إِن الْهَالِك من هلك بقول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمَا ذَاك؟ قلت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه " وَلَيْسَ أحدٌ إِلَّا وَهُوَ يكره الْمَوْت. فَقَالَت: قد قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَيْسَ الَّذِي تذْهب إِلَيْهِ، وَلَكِن إِذا شخص الْبَصَر، وحشرج الصَّدْر، واقشعر الْجلد. وتشنجت الْأَصَابِع، فَعِنْدَ ذَلِك: من أحب لِقَاء الله أحب الله لقاءه، وَمن كره لِقَاء الله كره الله لقاءه ". 3419 - الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ: عَن سعد بن هِشَام عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَامَ من اللَّيْل افْتتح صلَاته بِرَكْعَتَيْنِ خفيفتين. 3420 - التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ: عَن عَطاء بن يسَار عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كلما كَانَ لَيْلَتهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخرج من آخر اللَّيْل إِلَى البقيع، فَيَقُول: " السَّلَام عَلَيْكُم دَار قوم مُؤمنين، وأتاكم مَا توعدون غَدا، مؤجلون، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون. اللَّهُمَّ اغْفِر لأهل بَقِيع الْغَرْقَد ". الحديث: 3419 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 3421 - الْخَمْسُونَ: عَن مُحَمَّد بن قيس بن مخرمَة بن الْمطلب أَنه قَالَ يَوْمًا: أَلا أحدثكُم عني وَعَن أُمِّي؟ قَالَ: فظننا أَنه يُرِيد أمه الَّتِي وَلدته، قَالَ: قَالَت عَائِشَة: أَلا أحدثكُم عني وَعَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قُلْنَا: بلَى. قَالَ: قَالَت: لما كَانَت لَيْلَتي الَّتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا عِنْدِي، انْقَلب فَوضع رِدَاءَهُ، وخلع نَعْلَيْه فوضعهما عِنْد رجلَيْهِ، وَبسط طرف إزَاره على فرَاشه فاضطجع، فَلم يلبث إِلَّا ريثما ظن أَنِّي قد رقدت، فَأخذ رِدَاءَهُ رويداً، وانتقل رويداً، وَفتح الْبَاب رويداً، فَخرج ثمَّ أجافه رويداً، وَجعلت دِرْعِي فِي رَأْسِي، واختمرت وتقنعت، ثمَّ انْطَلَقت على إثره حَتَّى جَاءَ البقيع، فَقَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ رفع يَدَيْهِ ثَلَاث مرار، ثمَّ انحرف، فانحرفت، فأسرع فأسرعت، فهرول فهرولت، فأحضر فأحضرت، فسبقته، فَدخلت فَلَيْسَ إِلَّا أَن اضطجعت فَدخل فَقَالَ: " مَالك يَا عَائِشَة حشياً رابيه؟ " قَالَت: قلت: لَا شَيْء. قَالَ: " لتخبرني، أَو ليخبرني اللَّطِيف الْخَبِير " قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، بأبى أَنْت وَأمي، فَأَخْبَرته. قَالَ: " فَأَنت السوَاد الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي؟ " قلت: نعم. فلهزني فِي صَدْرِي لهزةً أوجعتني ثمَّ قَالَ: " أظننت أَن يَحِيف الله عَلَيْك وَرَسُوله؟ " قَالَت: قلت: مهما يكتم النَّاس يُعلمهُ الله، نعم. قَالَ: " فَإِن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَتَانِي حِين رَأَيْت، فناداني فأخفاه مِنْك، فأجبته، فأخفيته مِنْك، وَلم يكن يدْخل عَلَيْك وَقد وضعت ثِيَابك، وظننت أَن قد رقدت، وكرهت أَن أوقظك، وخشيت أَن تستوحشي. فَقَالَ: إِن رَبك يَأْمُرك أَن تَأتي أهل البقيع فتستغفر لَهُم ". قلت: كَيفَ أَقُول يَا رَسُول الله. قَالَ: " قولي: السَّلَام على أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين، وَيرْحَم الله الْمُسْتَقْدِمِينَ منا والمستأخرين، وَإِنَّا إِن شَاءَ الله للأحقون ". 3422 - الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الله بن يزِيد رَضِيع عَائِشَة عَن عَائِشَة عَن الحديث: 3421 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: مَا من ميت يُصَلِّي عَلَيْهِ أمةٌ من الْمُسلمين يبلغون مائَة، كلهم يشفعون لَهُ إِلَّا شفعوا فِيهِ " قَالَ: فَحدثت بِهِ شُعَيْب بن الحبحاب فَقَالَ: حَدثنِي بِهِ أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لعبد الله بن يزِيد عَن عَائِشَة فِي مسندها من الصَّحِيح غير هَذَا. 3423 - الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي يُونُس مولى عَائِشَة قَالَ: أَمرتنِي عَائِشَة أَن أكتب لَهَا مُصحفا، وَقَالَت: إِذا بلغت هَذِه الْآيَة فَآذِنِّي: {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى} [الْبَقَرَة] قَالَ: فَلَمَّا بلغتهَا آذَنتهَا، فَأَمْلَتْ عَليّ: {حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر وَقومُوا لله قَانِتِينَ} قَالَت عَائِشَة: سَمعتهَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. 3424 - الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ: عَن أبي عبد الله مولى شَدَّاد بن الْهَاد قَالَ: دخلت على عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم توفّي سعد بن أبي وَقاص، فَدخل عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر فَتَوَضَّأ عِنْدهَا، فَقَالَت: يَا عبد الرَّحْمَن، أَسْبغ الْوضُوء، فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ويلٌ لِلْأَعْقَابِ من النَّار ". 3425 - الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الله بن فروخ عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّه خلق كل إِنْسَان من بني آدم على سِتِّينَ وثلاثمائة مفصل، فَمن كبر الله، وَحمد الله، وَهَلل الله، وَسبح الله، واستغفر الله، وعزل حجرا عَن طَرِيق النَّاس أَو شَوْكَة أَو عظما عَن طَرِيق النَّاس، وَأمر بِمَعْرُوف أَو نهى عَن مُنكر، عدد تِلْكَ السِّتين والثلاثمائة السلامى، فَإِنَّهُ يُمْسِي يومئذٍ وَقد زحزح نَفسه عَن النَّار ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن كثير: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خلق كل إِنْسَان ... " ثمَّ الحديث: 3423 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 ذكر نَحوه، وَقَالَ: " فَإِنَّهُ يمشي يومئذٍ ... ". وَلَيْسَ لعبد الله بن فروخ عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3426 - الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شُرَيْح بن هَانِئ عَن عَائِشَة قَالَت: كنت أشْرب وَأَنا حَائِض، فأناوله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيَضَع فَاه على مَوضِع فِي فيشرب. وأتعرق الْعرق وَأَنا حَائِض، ثمَّ أناوله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيَضَع فَاه على مَوضِع فِي. 3427 - السَّادِس وَالْخَمْسُونَ: عَن شُرَيْح بن هَانِئ قَالَ: سَأَلت عَائِشَة: باي شيءٍ كَانَ يبْدَأ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا دخل بَيته؟ قَالَت: بِالسِّوَاكِ. 3428 - السَّابِع وَالْخَمْسُونَ: عَن شُرَيْح بن هَانِئ عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الرِّفْق لَا يكون فِي شيءٍ إِلَّا زانه، وَلَا ينْزع من شيءٍ إِلَّا شَأْنه ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر عَن شُعْبَة: ركبت عَائِشَة بَعِيرًا، فَكَانَت فِيهِ صعوبة، فَجعلت تردده، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عَلَيْك بالرفق ... . " ثمَّ ذكر مثله. وَأخرج أَيْضا من حَدِيث أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِن الله رفيقٌ يحب الرِّفْق، وَيُعْطِي على الرِّفْق مَا لَا يُعْطي على العنف، وَمَا لَا يُعْطي على مَا سواهُ ". 3429 - الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ: عَن فَرْوَة بن نَوْفَل الْأَشْجَعِيّ عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ: " اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من شَرّ مَا عملت، وَمن شَرّ مَا لم أعمل ". الحديث: 3426 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 3430 - التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ: عَن عبد الله الْبَهِي عَن عَائِشَة قَالَت: سَأَلَ رجلٌ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَي النَّاس خير؟ قَالَ: " الْقرن الَّذِي أَنا فِيهِ، ثمَّ الثَّانِي، ثمَّ الثَّالِث ". وَلَيْسَ لعبد الله الْبَهِي عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3431 - السِّتُّونَ: عَن أبي الجوزاء أَوْس بن عبد الله الربعِي عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستفتح الصَّلَاة بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَة ب {الْحَمد لله رب الْعَالمين} وَكَانَ إِذا ركع لم يشخص رَأسه وَلم يصوبه، وَلَكِن بَين ذَلِك. وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي قَائِما، وَكَانَ إِذا رفع رَأسه من السَّجْدَة لم يسْجد حَتَّى يَسْتَوِي جَالِسا، وَكَانَ يَقُول فِي كل رَكْعَتَيْنِ التَّحِيَّة، وَكَانَ يفرش رجله الْيُسْرَى وَينصب رجله الْيُمْنَى، وَكَانَ ينْهَى عَن عقبَة الشَّيْطَان، وَينْهى أَن يفترش الرجل ذِرَاعَيْهِ افتراش السَّبع، وَكَانَ يخْتم الصَّلَاة بِالتَّسْلِيمِ. وَفِي رِوَايَة ابْن نمير عَن أبي خَالِد الْأَحْمَر: وَكَانَ ينْهَى عَن عقب الشَّيْطَان. 3432 - الْحَادِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الله بن الْحَارِث عَن عَائِشَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سلم لم يقْعد إِلَّا مِقْدَار مَا يَقُول: " اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام ومنك السَّلَام، تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام ". 3433 - الثَّانِي وَالسِّتُّونَ: عَن عبد الرَّحْمَن بن شماسَة قَالَ: أتيت عَائِشَة أسألها عَن شَيْء، فَقَالَت مِمَّن أَنْت؟ فَقلت: رجل من أهل مصر. فَقَالَت: كَيفَ كَانَ صَاحبكُم لكم فِي غزاتكم هَذِه؟ فَقلت: مَا نقمنا شَيْئا، إِن كَانَ ليَمُوت للرجل منا الْبَعِير فيعطيه الْبَعِير، وَالْعَبْد فيعطيه العَبْد، وَيحْتَاج إِلَى النَّفَقَة فيعطيه النَّفَقَة. الحديث: 3430 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 223 فَقَالَت: أما إِنَّه لَا يَمْنعنِي الَّذِي فعل فِي مُحَمَّد أخي أَن أخْبرك مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: سمعته يَقُول فِي بَيْتِي هَذَا: " اللَّهُمَّ، من ولي من أَمر أمتِي شَيْئا فشق عَلَيْهِم فاشقق عَلَيْهِ، وَمن ولي من أَمر أمتِي شَيْئا فرفق بهم فارفق بِهِ ". وَلَيْسَ لعبد الرَّحْمَن بن شماسَة عَن عَائِشَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3434 - الثَّالِث وَالسِّتُّونَ: عَن سعد بن سعيد الْأنْصَارِيّ عَن عمْرَة عَن عَائِشَة قَالَت: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صَوْم يَوْمَيْنِ: يَوْم الْفطر وَيَوْم الْأَضْحَى. اخْتَصَرَهُ مُسلم. وَقد وَقع لنا بِطُولِهِ، وَأخرجه الإِمَام أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني رَحْمَة الله عَلَيْهِ بِطُولِهِ من حَدِيث ابْن نمير عَن سعد بن سعيد بِهَذَا الْإِسْنَاد، قَالَت: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن لبستين، وَعَن صَلَاتَيْنِ، وَعَن صيامين: أما اللبستان فاشتمال الصماء، والاحتباء فِي ثوب وَاحِد وَأَن تُفْضِي بفرجك. وَعَن صلاةٍ بعد الْفجْر حَتَّى تطلع الشَّمْس، فَإِنَّهَا تطلع بَين قَرْني شَيْطَان، وَبعد الْعَصْر حَتَّى تغرب الشَّمْس. وَعَن صَوْم يَوْمَيْنِ: يَوْم الْفطر وَيَوْم الْأَضْحَى. 3435 - الرَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن مُصعب بن شيبَة عَن صَفِيَّة بنت شيبَة عَن عَائِشَة قَالَت: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات غداةٍ وَعَلِيهِ مرطٌ مرحل من شعر أسود، لم يزدْ فِي كتاب " اللبَاس " على هَذَا. الحديث: 3434 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 وَأخرجه بِطُولِهِ فِي مَوضِع آخر من كِتَابه من حَدِيث مُحَمَّد بن بشر عَن زَكَرِيَّا ابْن أبي زَائِدَة، وَفِيه: قَالَت: خرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات غَدَاة وَعَلِيهِ مرطٌ مرحلٌ من شعر أسود، فجَاء الْحسن بن عَليّ فَأدْخلهُ، ثمَّ جَاءَ الْحُسَيْن فَدخل مَعَه، ثمَّ جَاءَت فَاطِمَة فَأدْخلهَا، ثمَّ جَاءَ عليٌّ فَأدْخلهُ، ثمَّ قَالَ: {إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا} [الْأَحْزَاب] . وَلَيْسَ لمصعب بن شيبَة عَن صَفِيَّة فِي مُسْند عَائِشَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3436 - الْخَامِس وَالسِّتُّونَ: عَن عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم: " يَا عَائِشَة، هَل عنْدكُمْ شيءٌ؟ " قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، مَا عندنَا شَيْء. قَالَ: " فَإِنِّي صَائِم ". قَالَت: فَخرج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأهديت لنا هديةٌ، أَو جَاءَنَا زورٌ، قَالَت فَلَمَّا رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت: يَا رَسُول الله، أهديت لنا هديةٌ، أَو جَاءَنَا زورٌ، وَقد خبأت لَك شَيْئا، قَالَ: " مَا هُوَ؟ " قلت: حيسٌ، قَالَ: " هاتيه ". فَجئْت بِهِ فَأكل، ثمَّ قَالَ: " قد كنت أَصبَحت صَائِما ". قَالَ طَلْحَة: فَحدثت مُجَاهدًا بِهَذَا الحَدِيث فَقَالَ: ذَلِك بِمَنْزِلَة الرجل يخرج الصَّدَقَة من مَاله، فَإِن شَاءَ أمضاها وَإِن شَاءَ أمْسكهَا. وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن طَلْحَة بن يحيى عَن عمته عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت: دخل عَليّ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَات يَوْم فَقَالَ: " هَل عنْدكُمْ شَيْء؟ " فَقُلْنَا: لَا. قَالَ: " إِنِّي صَائِم ". ثمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخر فَقُلْنَا: يَا رَسُول الله، أهدي لنا حيسٌ، فَقَالَ: " أرينيه، فَلَقَد أَصبَحت صَائِما " فَأكل. 3437 - السَّادِس وَالسِّتُّونَ: عَن عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ قَالَت: توفّي صبيٌّ، فَقلت: طُوبَى بِهِ، عصفورٌ من عصافير الْجنَّة. فَقَالَ رَسُول الله الحديث: 3436 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَولا تدرين أَن الله خلق الْجنَّة وَخلق النَّار، فخلق لهَذِهِ أَهلا ولهذه أَهلا ". وَفِي حَدِيث وَكِيع عَن طَلْحَة بن يحيى، أَنَّهَا قَالَت: دعِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى جَنَازَة صبيٍّ من الْأَنْصَار، فَقلت: يَا رَسُول الله، طُوبَى لهَذَا، عصفورٌ من عصافير الْجنَّة، لم يعْمل السوء، وَلم يُدْرِكهُ. فَقَالَ: " أَو غير ذَلِك يَا عَائِشَة، إِن الله خلق للجنة أَهلا، خلقهمْ لَهَا وهم فِي أصلاب آبَائِهِم، وَخلق للنار أَهلا، خلقهمْ لَهَا وهم فِي أصلاب آبَائِهِم ". 3438 - السَّابِع وَالسِّتُّونَ: عَن معَاذَة العدوية أَنَّهَا سَأَلت زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُوم من كل شهرٍ ثَلَاثَة أَيَّام؟ قَالَت: نعم. فَقلت لَهَا: من أَي أَيَّام الشَّهْر كَانَ يَصُوم؟ قَالَت: لم يكن يُبَالِي من أَي أَيَّام الشَّهْر يَصُوم. آخر مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا الحديث: 3438 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 (213) فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رَضِي الله عَنْهَا 3439 - لَهَا حديثٌ وَاحِد فِيمَا سَارهَا بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد مَوته. هُوَ مَذْكُور فِي مُسْند عَائِشَة، لاشْتِرَاكهمَا فِيهِ. رَضِي الله عَنْهُمَا وَعَن الصَّحَابَة والقرابة أَجْمَعِينَ، وَالتَّابِعِينَ لَهُم بِإِحْسَان إِلَى يَوْم الدّين. (214) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ أم سَلمَة بنت أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم بن يقظة بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي رضوَان الله عَلَيْهَا 3440 - الحَدِيث الأول: عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة عَن أم سَلمَة: أَن أم سليم - وَهِي امْرَأَة أبي طَلْحَة - قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن الله لَا يستحي من الْحق، فَهَل على الْمَرْأَة الْغسْل إِذا احْتَلَمت؟ قَالَ: " نعم، إِذا رَأَتْ المَاء " فَقَالَت أم سَلمَة: وتحتلم الْمَرْأَة؟ فَقَالَ: " تربت يداك، فَبِمَ يشبهها وَلَدهَا؟ ". وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن هِشَام بِمثل مَعْنَاهُ، وَزَاد: قَالَت: فضحت النِّسَاء. وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة: فغطت أم سَلمَة وَجههَا وَقَالَت: يَا رَسُول الله، وتحتلم الْمَرْأَة؟ قَالَ: " نعم، تربت يَمِينك، فَبِمَ يشبهها وَلَدهَا؟ ". الحديث: 3439 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن هِشَام: فَضَحكت أم سَلمَة. 3441 - الثَّانِي: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى فِي بَيتهَا جَارِيَة فِي وَجههَا سفعةٌ، فَقَالَ: " استرقوا لَهَا؛ فَإِن بهَا النظرة " يَعْنِي: بوجهها صفرَة. 3442 - الثَّالِث: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت: شَكَوْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنِّي أشتكي. فَقَالَ: " طوفي من وَرَاء النَّاس وَأَنت راكبةٌ " فطفت وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي إِلَى جنب الْبَيْت يقْرَأ ب {الطّور وَكتاب مسطور} . وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهُوَ بِمَكَّة وَأَرَادَ الْخُرُوج، وَلم تكن أم سَلمَة طافت بِالْبَيْتِ وأرادت الْخُرُوج، فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا أُقِيمَت صَلَاة الصُّبْح فطوفي على بعيرك وَالنَّاس يصلونَ " فَفعلت ذَلِك، فَلم تصل حَتَّى خرجت. لم يذكر فِيهِ زَيْنَب. 3443 - الرَّابِع: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، هَل لي أجرٌ فِي بني أبي سَلمَة أَن أنْفق عَلَيْهِم، وَلست بتاركتهم هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هم بني؟ فَقَالَ: " نعم، لَك أجر مَا أنفقت عَلَيْهِم ". 3444 - الْخَامِس: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ عِنْدهَا وَفِي الْبَيْت مخنث، فَقَالَ لعبد الله بن أبي أُميَّة أخي أم سَلمَة: يَا عبد الله، إِن فتح الله لكم غَدا الطَّائِف فَإِنِّي أدلك على ابْنة غيلَان، فَإِنَّهَا تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمان. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يدخلن هَؤُلَاءِ عَلَيْكُم " قَالَ ابْن جريج: المخنث هيت. الحديث: 3441 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 3445 - السَّادِس: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت: بَينا أَنا مُضْطَجِعَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الخميلة إِذْ حِضْت، فانسللت وَأخذت ثِيَاب حيضتي، فلبستها، فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أنفست؟ " قلت: نعم. فدعاني فاضطجعت مَعَه فِي الخميلة. قَالَت: وَكَانَت هِيَ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يغتسلان فِي الْإِنَاء الْوَاحِد من الْجَنَابَة. لفظ حَدِيث مُسلم عَن أبي مُوسَى، لم يزدْ. وَفِي حَدِيث البُخَارِيّ عَن سعد بن حَفْص نَحوه، وَزَاد: قَالَت: وحدثتني أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يقبلهَا وَهُوَ صَائِم. قَالَت: وَكنت أَغْتَسِل أَنا وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي إِنَاء وَاحِد من الْجَنَابَة. وَفِي حَدِيث مُسَدّد نَحوه، وَفِيه هَذِه الزِّيَادَة. وَلمُسلم من حَدِيث أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن زَيْنَب عَن أمهَا أَنَّهَا قَالَت: كَانَت هِيَ وَرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يغتسلان فِي الْإِنَاء الْوَاحِد من الْجَنَابَة. 3446 - السَّابِع: عَن زَيْنَب عَن أمهَا أم سَلمَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سمع جلبة خصمٍ بِبَاب حجرته، فَخرج إِلَيْهِم فَقَالَ: " إِنَّمَا أَنا بشرٌ، وَإنَّهُ يأتيني الْخصم، فَلَعَلَّ بَعضهم أَن يكون أبلغ من بعض فأحسب أَنه صَادِق فأقضي لَهُ، فَمن قضيت لَهُ بِحَق مسلمٍ فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَة من النَّار، فليحملها أَو يذرها ". وَفِي رِوَايَة القعْنبِي عَن مَالك: إِنَّمَا أَنا بشر، وَإِنَّكُمْ تختضمون إِلَيّ، وَلَعَلَّ بَعْضكُم أَن يكون أَلحن بحجته من بعض، فأقضي على نَحْو مَا أسمعهُ، فَمن قضيت لَهُ بِحَق أَخِيه فَإِنَّمَا أقطع لَهُ قِطْعَة من النَّار ". الحديث: 3445 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 وَفِي رِوَايَة سُفْيَان الثَّوْريّ عَن هِشَام بن عُرْوَة نَحوه، وَقَالَ: فَمن قضيت لَهُ من أَخِيه شَيْئا فَلَا يَأْخُذ، فَإِنَّمَا لَهُ قِطْعَة من النَّار ". 3447 - الثَّامِن: عَن حميد بن نَافِع عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أمهَا أم سَلمَة: أَن امْرَأَة توفّي عَنْهَا زَوجهَا، فخشوا على عينهَا، فَأتوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستأذنوه فِي الْكحل، فَقَالَ: " لَا تكتحل، قد كَانَت إحداكن تمكث فِي شَرّ أحلاسها أَو شَرّ بَيتهَا، فَإِذا كَانَ حولٌ فَمر كلبٌ رمت ببعرة. فَلَا، حَتَّى تمْضِي أَرْبَعَة أشهر وَعشر ". زَاد فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَن آدم: قَالَ حميد: وَسمعت زَيْنَب بنت أم سَلمَة تحدث عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " لَا يحل لامْرَأَة مسلمة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد فَوق ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا على زَوجهَا، أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ". وَقد رَوَت زَيْنَب بنت أبي سَلمَة هَذَا الْمَعْنى عَن أمهَا وَعَن غَيرهَا. وَهُوَ عِنْد مُسلم أَيْضا، وَسَيَأْتِي هَذَا الْمُشْتَرك فِيمَا بعد فِي مُسْند زَيْنَب بنت جحش إِن شَاءَ الله عز وَجل. 3448 - التَّاسِع: عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق عَن أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " الَّذِي يشرب فِي إِنَاء الْفضة إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم ". زَاد عِنْد مُسلم فِي رِوَايَة على بن مسْهر عَن عبيد الله: إِن الَّذِي يَأْكُل وَيشْرب فِي آنِية الْفضة وَالذَّهَب ". وَلمُسلم من رِوَايَة عُثْمَان بن مرّة عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن خَالَته أم سَلمَة الحديث: 3447 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من شرب فِي إناءٍ من ذهبٍ أَو فضَّة، فَإِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَارا من جَهَنَّم ". وَلَيْسَ لعبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيحَيْنِ غير هَذَا. 3449 - الْعَاشِر: عَن أبي رشدين كريب مولى ابْن عَبَّاس: أَن عبد الله بن عَبَّاس وَعبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر والمسور بن مخرمَة أَرْسلُوهُ إِلَى عَائِشَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا: اقْرَأ عَلَيْهَا السَّلَام منا جَمِيعًا، واسألها عَن الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر، وَقل: إِنَّا أخبرنَا أَنَّك تصلينهما، وَقد بلغنَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَنْهُمَا. قَالَ ابْن عَبَّاس وَكنت أضْرب مَعَ عمر بن الْخطاب النَّاس عَنْهُمَا. قَالَ كريب: فَدخلت عَلَيْهَا وبلغتها مَا أرسلوني بِهِ، فَقَالَت: سل أم سَلمَة. فَخرجت إِلَيْهِم فَأَخْبَرتهمْ، فردوني إِلَى أم سَلمَة بِمثل مَا أرسلوني بِهِ إِلَى عَائِشَة. فَقَالَت أم سَلمَة: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ينْهَى عَنْهُمَا، ثمَّ رَأَيْته يُصَلِّيهمَا حِين صلى الْعَصْر، ثمَّ دخل عِنْدِي نسْوَة من بني حرَام من الْأَنْصَار، فَأرْسلت إِلَيْهِ الْجَارِيَة فَقلت: قومِي بجنبه فَقولِي: تَقول لَك أم سَلمَة: يَا رَسُول الله، سَمِعتك تنْهى عَن هَاتين الرَّكْعَتَيْنِ وأراك تصليهما، فَإِن أَشَارَ يُبْدِهِ فاستأخري عَنهُ، فَفعلت الْجَارِيَة، فَأَشَارَ بِيَدِهِ فاستأخرت عَنهُ، فَلَمَّا انْصَرف قَالَ: " يَا ابْنة أبي أُميَّة، سَأَلت عَن الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر، وَإنَّهُ أَتَانِي ناسٌ من عبد الْقَيْس بِالْإِسْلَامِ من قَومهمْ، فشغلوني عَن الرَّكْعَتَيْنِ بعد الظّهْر، فهما هَاتَانِ ". 3450 - الْحَادِي عشر: عَن عِكْرِمَة بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي عَن أم سَلمَة: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلف لَا يدْخل على بعض أَهله شهرا، فَلَمَّا مضى تسع وَعِشْرُونَ يَوْمًا غَدا عَلَيْهِم - أَو رَاح - فَقلت: يَا نَبِي الله: حَلَفت أَلا تدخل عَلَيْهِنَّ شهرا. فَقَالَ: " إِن الشَّهْر يكون تسعا وَعشْرين ". الحديث: 3449 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 وَفِي حَدِيث أبي عَاصِم وَحده: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آلى من نِسَائِهِ شهرا. . وَذكر نَحوه. 3451 - الثَّانِي عشر: عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث من رِوَايَة عبد الله ابْن كَعْب الْحِمْيَرِي عَنهُ: أَن مَرْوَان أرْسلهُ إِلَى أم سَلمَة يسْأَل عَن الرجل يصبح جنبا: أيصوم؟ فَقلت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصبح جنبا من جماعٍ لَا حلم، ثمَّ لَا يفْطر وَلَا يقْضِي. وَفِي رِوَايَة سمي مولى أبي بكر عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن قَالَ: كنت أَنا وَأبي، فَذَهَبت مَعَه حَتَّى دَخَلنَا على عَائِشَة، فَقَالَت: أشهد على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كَانَ ليُصبح جنبا من جماعٍ غير احْتِلَام، ثمَّ يَصُوم. ثمَّ دَخَلنَا على أم سَلمَة فَقَالَت مثل ذَلِك. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث سُلَيْمَان بن يسَار عَن أم سَلمَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصبح جنبا من غير احْتِلَام، ثمَّ يَصُوم. وَلَيْسَ لِسُلَيْمَان بن يسَار عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَهَذَا الحَدِيث فِي مُسْند عَائِشَة مُسْتَوفى مَعَ قصَّة لأبي هُرَيْرَة فِي ذَلِك. 3452 - الثَّالِث عشر: من الْمُتَّفق عَلَيْهِ من ترجمتين: أخرجه البُخَارِيّ من رِوَايَة زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أمهَا أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن امْرَأَة من أسلم يُقَال لَهَا سبيعة كَانَت تَحت زَوجهَا، فَتوفي عَنْهَا وَهِي حُبْلَى، فَخَطَبَهَا أَبُو السنابل بن بعكك، فَأَبت أَن تنكحه، فَقَالَ: وَالله مَا يَصح أَن تنكحي حَتَّى تعتدي آخر الْأَجَليْنِ. فَمَكثت قَرِيبا من عشر لَيَال، ثمَّ جَاءَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " انكحي ". الحديث: 3451 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 وَلمُسلم من رِوَايَة سُلَيْمَان بن يسَار: أَن أَبَا سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وَابْن عَبَّاس اجْتمعَا عِنْد أبي هُرَيْرَة، وهما يذكران الْمَرْأَة تنفس بعد وَفَاة زَوجهَا بِليَال، فَقَالَ ابْن عَبَّاس: عدتهَا آخر الْأَجَليْنِ. وَقَالَ أَبُو سَلمَة: قد خلت. فَجعلَا يتنازعان ذَلِك، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة: أَنا مَعَ ابْن أخي - يَعْنِي أَبَا سَلمَة. فبعثوا كريباً مولى ابْن عَبَّاس إِلَى أم سَلمَة يسْأَلهَا عَن ذَلِك، فَجَاءَهُمْ فَأخْبرهُم أَن أم سَلمَة قَالَت: إِن سبيعة الأسْلَمِيَّة نفست بعد وَفَاة زَوجهَا بليالٍ، وَأَنَّهَا ذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَأمرهَا أَن تتَزَوَّج. أَفْرَاد البُخَارِيّ 3453 - الحَدِيث الأول: عَن عُثْمَان بن عبد الله بن موهب قَالَ: أَرْسلنِي أَهلِي إِلَى أم سَلمَة بقدح من مَاء، فَجَاءَت بجلجل من فضَّة فِيهِ شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ إِذا أصَاب الْإِنْسَان عينٌ أَو شيءٌ بعث إِلَيْهَا بِإِنَاء فخضخضت لَهُ فَشرب مِنْهُ، فاطلعت فِي الجلجل فَرَأَيْت شعراتٍ حمراً. وَفِي رِوَايَة سَلام بن أبي مُطِيع عَن عُثْمَان قَالَ: دخلت على أم سَلمَة فأخرجت إِلَيْنَا شعرًا من شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مخضوباً. وَلَيْسَ لعُثْمَان بن عبد الله بن موهب عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرجه أَيْضا تَعْلِيقا من رِوَايَة نصير بن أبي الْأَشْعَث عَن ابْن موهب أَن أم سَلمَة أرته شعر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَحْمَر. الحديث: 3453 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 233 3454 - الثَّانِي: عَن هِنْد بنت الْحَارِث عَن أم سَلمَة قَالَت: استقيظ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من اللَّيْل وَهُوَ يَقُول: " لَا إِلَه إِلَّا الله، مَاذَا أنزل اللَّيْلَة من الْفِتْنَة؟ مَاذَا أنزل من الخزائن؟ من يوقظ صَوَاحِب الحجرات؟ كم من كاسيةٍ فِي الدُّنْيَا عاريةٌ يَوْم الْقِيَامَة ". قَالَ الزُّهْرِيّ: وَكَانَت هِنْد لَهَا إزرار فِي كميها بَين أصابعها. وَفِي حَدِيث صَدَقَة بن الْفضل: وماذا فتح من الخزائن؟ ". وَفِي حَدِيث أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب نَحوه، وَفِيه: من يوقظ صَوَاحِب الْحجر؟ " يُرِيد أَزوَاجه حَتَّى يصلين. " رب كاسية فِي الدُّنْيَا عاريةٌ فِي الْآخِرَة ". 3455 - الثَّالِث: عَن هِنْد بنت الْحَارِث عَن أم سَلمَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سلم قَامَ النِّسَاء حِين يقْضِي تَسْلِيمه وَهُوَ يمْكث فِي مقَامه يَسِيرا قبل أَن يقوم. قَالَت: نرى - وَالله أعلم - أَن ذَلِك كَانَ لكَي ينْصَرف النِّسَاء قبل أَن يدركهن الرِّجَال. وَفِي رِوَايَة عُثْمَان بن عمر عَن يُونُس بِالْإِسْنَادِ أَن أم سَلمَة قَالَت: أَن النِّسَاء فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كن إِذا سلمن من الْمَكْتُوبَة قمن، وَثَبت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن صلى مَعَه من الرِّجَال مَا شَاءَ، فَإِذا قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَامَ الرِّجَال. وَاخْتلف فِي نسب هِنْد بنت الْحَارِث: فَقَالَ جَعْفَر بن ربيعَة عَن الزُّهْرِيّ، وَابْن وهب عَن يُونُس عَنهُ، وَابْن أبي عَتيق عَن الزُّهْرِيّ: الفراسية. وَفِي رِوَايَة عُثْمَان ابْن عمر عَن يُونُس، وَفِي رِوَايَة الزبيدِيّ وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ: القرشية. وَقَالَ اللَّيْث: عَن يحيى بن سعيد عَن امْرَأَة من قُرَيْش. الحديث: 3454 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 234 أَفْرَاد مُسلم 3456 - الحَدِيث الأول: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة أَن أمهَا أم سَلمَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت تَقول: أبي سَائِر أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يدخلن عَلَيْهِنَّ أحدا بِتِلْكَ الرضَاعَة، وقلن لعَائِشَة: مَا نرى هَذَا إِلَّا رخصَة أرخصها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لسالم خَاصَّة، فَمَا هُوَ بداخلٍ علينا أحدٌ بِهَذِهِ الرضَاعَة، وَلَا رائينا. 3457 - الثَّانِي: عَن أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن عَن أم سَلمَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما تزوج أم سَلمَة أَقَامَ عِنْدهَا ثَلَاثًا، وَقَالَ: " إِنَّه لَيْسَ بك على أهلك هوان، إِن شِئْت سبعت لَك، وَإِن سبعت لَك سبعت لنسائي ". وَأخرجه من حَدِيث أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين تزوج أم سَلمَة وأصبحت عِنْده، قَالَ لَهَا: " لَيْسَ بك على أهلك هوانٌ، إِن شِئْت سبعت عنْدك، وَإِن شِئْت ثلثت ثمَّ درت " قَالَت: ثلث. وَفِي رِوَايَة القعْنبِي من حَدِيث أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين تزوج أم سَلمَة فَدخل عَلَيْهَا، فَأَرَادَ أَن يخرج أخذت بِثَوْبِهِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن شِئْت زدتك وحاسبتك بِهِ. للبكر سبعٌ وللثيب ثَلَاث ". لَيْسَ فِي هَاتين الرِّوَايَتَيْنِ: عَن أم سَلمَة، وَذَلِكَ إرْسَال من أبي بكر بن عبد الرَّحْمَن فيهمَا. 3458 - الثَّالِث: عَن عمر بن أبي سَلمَة أَنه سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أيقبل الصَّائِم؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سل هَذِه " لأم سَلمَة. فَأَخْبَرته أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يفعل ذَلِك. فَقَالَ: يَا رَسُول الله، قد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما وَالله، إِنِّي لأتقاكم لله وأخشاكم لَهُ ". الحديث: 3456 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 وَلَيْسَ لعمر بن أبي سَلمَة عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَيخرج أَيْضا فِي مُسْند عمر بن أبي سَلمَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لما لَهُ فِيهِ عَنهُ. 3459 - الرَّابِع: عَن سعيد بن الْمسيب عَن أم سَلمَة ترفعه، قَالَ: " إِذا دخل الْعشْر وَعِنْده أضْحِية يُرِيد أَن يُضحي، فَلَا يَأْخُذن شعرًا، وَلَا يقلمن ظفراً ". وَفِي حَدِيث عمر - أَو عَمْرو - بن مُسلم عَن سعيد بن الْمسيب عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِذا رَأَيْتُمْ هِلَال ذِي الْحجَّة، وَأَرَادَ أحدكُم أَن يُضحي فليمسك عَن شعره وأظفاره ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عَمْرو اللَّيْثِيّ عَن عمر بن مُسلم بن عمار بن أكيمَة اللَّيْثِيّ عَن سعيد عَن أم سَلمَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من كَانَ لَهُ ذبحٌ يذبحه، فَإِذا أهل هِلَال ذِي الْحجَّة فَلَا يَأْخُذن من شعره وَلَا من أَظْفَاره شَيْئا حَتَّى يُضحي. وَلَيْسَ لسَعِيد بن الْمسيب عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3460 - الْخَامِس عَن ابْن سفينة مولى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " مَا من مُسلم تصيبه مصيبةٌ فَيَقُول مَا أمره الله: {إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون} اللَّهُمَّ أجرني فِي مصيبتي، واخلف لي خيرا مِنْهَا، إِلَّا أخلف الله لَهُ خيرا مِنْهَا ". قَالَت: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلمَة قلت: أَي الْمُسلمين خيرٌ من أبي سَلمَة، أول بَيت هَاجر إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ إِنِّي قلتهَا، فأخلف الله لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت فَأرْسل إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَاطِب بن أبي بلتعة يخطبني لَهُ، فَقلت: إِن لي بِنْتا، الحديث: 3459 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 وَأَنا غيور، فَقَالَ: " أما ابْنَتهَا فندعو الله أَن يغنيها عَنْهَا، وأدعو الله أَن يذهب بالغيرة ". وَفِي حَدِيث عبد الله بن نمير: فَلَمَّا توفّي أَبُو سَلمَة قلت: من خيرٌ من أبي سَلمَة صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ ثمَّ عزم الله لي فقلتها، قَالَت: فَتزوّجت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَلَيْسَ لِابْنِ سفينة فِي الصَّحِيح عَن أم سَلمَة غير هَذَا. 3461 - السَّادِس: عَن أبي سعيد قبيصَة بن ذُؤَيْب الْخُزَاعِيّ عَن أم سَلمَة قَالَت: دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على أبي سَلمَة وَقد شقّ بَصَره فأغمضه، ثمَّ قَالَ: " إِن الرّوح إِذا قبض تبعه الْبَصَر " فَضَجَّ ناسٌ من أَهله. فَقَالَ: " لَا تدعوا على أَنفسكُم إِلَّا بخيرٍ، فَإِن الْمَلَائِكَة يُؤمنُونَ على مَا تَقولُونَ " ثمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ اغْفِر لأبي سَلمَة، وارفع دَرَجَته فِي المهديين، واخلفه فِي عقبَة فِي الغابرين، واغفر لنا وَله يَا رب الْعَالمين، وافسح لَهُ فِي قَبره، وَنور لَهُ فِيهِ ". وَفِي رِوَايَة عبيد الله بن الْحسن عَن خَالِد الْحذاء: واخلفه فِي تركته ". وَقَالَ: " اللَّهُمَّ أوسع لَهُ قَبره " ودعوة سابعة نسيتهَا. وَلَيْسَ لقبيصة بن ذُؤَيْب عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. وَأخرج أَيْضا طرفا مِنْهُ وَزِيَادَة من حَدِيث شَقِيق بن سَلمَة أبي وَائِل عَن أم سَلمَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا حضرتم الْمَرِيض أَو الْمَيِّت فَقولُوا خيرا، فَإِن الْمَلَائِكَة يُؤمنُونَ على مَا تَقولُونَ ". قَالَت: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلمَة أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقلت: يَا رَسُول الله، إِن أَبَا سَلمَة قد مَاتَ، قَالَ: " قولي، اللَّهُمَّ اغْفِر لي وَله، واعقبني مِنْهُ عُقبى حَسَنَة " قَالَت: فَقلت فأعقبني الله من هُوَ خيرٌ لي مِنْهُ، الحديث: 3461 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 وَلَيْسَ لأبي وَائِل بن شَقِيق بن سَلمَة عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3462 - السَّابِع: عَن عبيد الله بن الْقبْطِيَّة قَالَ: دخل الْحَارِث بن أبي ربيعَة وَعبد الله بن صَفْوَان وَأَنا مَعَهُمَا على أم سَلمَة، فَسَأَلَاهَا عَن الْجَيْش الَّذِي يخسف بِهِ، وَذَلِكَ فِي أَيَّام ابْن الزبير، فَقَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يعوذ عائذٌ بِالْبَيْتِ، فيبعث إِلَيْهِ بعثٌ، فَإِذا كَانُوا ببيداء من الأَرْض خسف بهم " فَقلت: يَا رَسُول الله، فَكيف بِمن كَانَ كَارِهًا؟ قَالَ: " يخسف بِهِ مَعَهم، وَلكنه يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة على نِيَّته ". وَفِي حَدِيث زُهَيْر بن عبد الْعَزِيز بن رفيع قَالَ: فَلَقِيت أَبَا جَعْفَر فَقلت: إِنَّهَا قَالَت: " ببيداء من الأَرْض " فَقَالَ أَبُو جَعْفَر: كلا، وَالله إِنَّهَا لبيداء الْمَدِينَة. وَلَيْسَ لِابْنِ الْقبْطِيَّة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3463 - الثَّامِن: عَن أبي إِبْرَاهِيم - وَقيل: أَبُو عبد الرَّحْمَن - حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أم سَلمَة قَالَت: قيل: يَا رَسُول الله، أَيْن أَنْت عَن بنت حَمْزَة؟ أَو قيل: أَلا تخْطب بنت حَمْزَة بن عبد الْمطلب؟ قَالَ: " إِن حَمْزَة أخي من الرضَاعَة ". وَلَيْسَ لحميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3464 - التَّاسِع: عَن أبي عَاصِم عبيد بن عُمَيْر بن قَتَادَة اللَّيْثِيّ قَالَ: قَالَت أم سَلمَة: لما مَاتَ أَبُو سَلمَة قلت: غريبٌ فِي أَرض غربةٌ، لأبكينه بكاء يتحدث بِهِ. فَكنت قد تهيأت للبكاء عَلَيْهِ، إِذْ أَقبلت امْرَأَة تُرِيدُ أَن تسعدني، فَاسْتَقْبلهَا رَسُول الحديث: 3462 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " أَتُرِيدِينَ أَن تدخلي الشَّيْطَان بَيْتا أخرجه الله مِنْهُ " مرَّتَيْنِ. فكففت عَن الْبكاء، فَلم أبك. وَلَيْسَ لِعبيد بن عُمَيْر عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3465 - الْعَاشِر: عَن أبي رَافع عبد الله بن رَافع مولى أم سَلمَة عَن أم سَلمَة قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي امْرَأَة أَشد ضفر رَأْسِي، أفأنقضه لغسل الْجَنَابَة؟ فَقَالَ: " لَا، إِنَّمَا يَكْفِيك أَن تحثي على رَأسك ثَلَاث حثيات، ثمَّ تفيضين عَلَيْك المَاء فتطهرين ". وَفِي حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن الثَّوْريّ: فأنقضه للحيضة وللجنابة؟ فَقَالَ: " لَا ". وَفِي حَدِيث روح بن الْقَاسِم عَن أَيُّوب بن مُوسَى: أفأحله فأغسله من الْجَنَابَة؟ وَلم يذكر الْحَيْضَة. 3466 - الْحَادِي عشر: عَن عبد الله بن رَافع عَن أم سَلمَة قَالَت: كنت أسمع النَّاس يذكرُونَ الْحَوْض، وَلم أسمع ذَلِك من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا من ذَلِك وَالْجَارِيَة تمشطني، سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " يَا أَيهَا النَّاس " فَقلت لِلْجَارِيَةِ: استأخري عني. قَالَت: إِنَّمَا دَعَا الرِّجَال وَلم يدع النِّسَاء. فَقلت: إِنِّي من النَّاس. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي لكم فرطٌ على الْحَوْض، فإياي، لَا يَأْتِين أحدكُم فيذب عني كَمَا يذب الْبَعِير الضال، فَأَقُول: فيمَ هَذَا؟ فَيُقَال: إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بعْدك. فَأَقُول: سحقاً ". وَفِي حَدِيث أَفْلح بن سعيد عَن ابْن رَافع قَالَ: كَانَت أم سَلمَة تحدث أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول على الْمِنْبَر وَهِي تمتشط: " أَيهَا النَّاس " فَقَالَت لماشطتها: كفي رَأْسِي. . ثمَّ ذكر نَحوه. الحديث: 3465 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 3467 - الثَّانِي عشر: عَن ضبة بن مُحصن الْعَنزي عَن أم سَلمَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " إِنَّه يسْتَعْمل عَلَيْكُم أُمَرَاء، فتعرفون وتنكرون فَمن كره فقد برِئ، وَمن أنكر فقد سلم، وَلَكِن من رَضِي وتابع " قَالُوا: يَا رَسُول الله، أَلا نقاتلهم؟ قَالَ: " لَا، مَا صلوا " أَي: من كره بِقَلْبِه وَأنكر بِقَلْبِه. كَذَا فِي الحَدِيث عِنْد مُسلم. وَلَيْسَ لضبة بن مُحصن عَن أم سَلمَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3468 - الثَّالِث عشر: عَن الْحسن وَسَعِيد ابْني أبي الْحسن الْبَصْرِيّ عَن أمهما خيرة عَن أم سَلمَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعمَّار: " تقتلك الفئة الباغية ". وَفِي رِوَايَة ابْن عَوْف عَن الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تقتل عماراً الفئة الباغية ". الحديث: 3467 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 (215) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ حَفْصَة بنت عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنْهُمَا 3469 - الحَدِيث الأول: عَن عبد الله بن عمر عَن حَفْصَة: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا أذن الْمُؤَذّن للصبح وبدا الصُّبْح، صلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين قبل أَن تُقَام الصَّلَاة. وَفِي حَدِيث زيد بن مُحَمَّد عَن نَافِع: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا طلع الْفجْر لَا يُصَلِّي إِلَّا رَكْعَتَيْنِ خفيفتين. 3470 - الثَّانِي: عَن عبد الله بن عمر عَن حَفْصَة أم الْمُؤمنِينَ: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر أَزوَاجه أَن يحللن عَام حجَّة الْوَدَاع. قَالَت حَفْصَة: فَقلت: مَا يمنعك أَن تحل؟ قَالَ: " إِنِّي لبدت رَأْسِي، وقلدت هَدْيِي، فَلَا أحل حَتَّى أنحر هَدْيِي ". وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن عبيد الله أَن حَفْصَة قَالَت: قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا شَأْن النَّاس حلوا وَلم تحل من عمرتك؟ قَالَ: " إِنِّي قلدت هَدْيِي، ولبدت رَأْسِي، فَلَا أحل حَتَّى أحل من الْحَج ". وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل عَن مَالك، قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، مَا شَأْن النَّاس حلوا بِعُمْرَة وَلم تحلل أَنْت من عمرتك؟ فَقَالَ: " إِنِّي لبدت رَأْسِي، وقلدت هَدْيِي فَلَا أحل حَتَّى أنحر ". الحديث: 3469 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 3471 - الثَّالِث: عَن سَالم عَن عبد الله بن عمر قَالَ: قَالَت حَفْصَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خمسٌ من الدَّوَابّ لَا حرج على من قتلهن: الْغُرَاب، والحدأة، والفأرة، وَالْعَقْرَب، وَالْكَلب الْعَقُور ". وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب: قَالَت حَفْصَة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " خمسٌ من الدَّوَابّ كلهَا فاسقٌ، لَا حرج على من قتلهن: الْعَقْرَب، والغراب، والحدأة، والفأرة، وَالْكَلب الْعَقُور ". وَفِي حَدِيث زُهَيْر عَن زيد بن جُبَير: أَن رجلا سَأَلَ ابْن عمر: مَا يقتل الْمحرم من الدَّوَابّ؟ فَقَالَ: أَخْبَرتنِي إِحْدَى نسْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أَمر أَو أَمر أَن تقتل الْفَأْرَة، وَالْعَقْرَب، والحدأة، وَالْكَلب الْعَقُور، والغراب. وَفِي حَدِيث مُسَدّد عَن أبي عوَانَة عَن زيد بن جُبَير أَن ابْن عمر قَالَ: حَدَّثتنِي إِحْدَى نسْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " يقتل الْمحرم ... ". وَلمُسلم فِي رِوَايَة شَيبَان بن فروخ عَن أبي عوَانَة قَالَ: حَدَّثتنِي إِحْدَى نسْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ يَأْمر بقتل الْكَلْب الْعَقُور، والفأرة، وَالْعَقْرَب، والحدأة، والغراب، والحية. كَذَا فِي رِوَايَة شَيبَان. قَالَ: وَفِي الصَّلَاة أَيْضا. 3472 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن عمر قَالَ: كَانَ الرجل فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا رأى رُؤْيا قصها على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فتمنيت أَن أرى رُؤْيا أقصها على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكنت غُلَاما شَابًّا عزباً، أَنَام فِي الْمَسْجِد على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن ملكَيْنِ أخذاني فذهبا بِي إِلَى النَّار، فَإِذا هِيَ مطوية كطي الْبِئْر، وَإِذا لَهَا قرنان الحديث: 3471 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 كقرني الْبِئْر، وَإِذا فِيهَا أناسٌ قد عرفتهم، فَجعلت أَقُول: أعوذ بِاللَّه من النَّار. وَلمُسلم فِي حَدِيث معمر: أعوذ بِاللَّه من النَّار، أعوذ بِاللَّه من النَّار، أعوذ بِاللَّه من النَّار. ثَلَاث مَرَّات، فلقيهما ملكٌ آخر فَقَالَ لي: لن تراع. فقصصتها على حَفْصَة، فقصتها حَفْصَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " نعم الرجل عبد الله، لَو كَانَ يُصَلِّي من اللَّيْل " قَالَ سَالم: فَكَانَ عبد الله لَا ينَام من اللَّيْل إِلَّا قَلِيلا ". وللبخاري فِي حَدِيث وهيب عَن أَيُّوب عَن نَافِع أَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن فِي كفي سَرقَة من حَرِير، لَا أهوي بهَا إِلَى مكانٍ فِي الْجنَّة إِلَّا طارت بِي إِلَيْهِ، فقصصتها على حَفْصَة، فقصتها حَفْصَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " إِن أَخَاك رجلٌ صَالح " أَو " إِن عبد الله رجلٌ صالحٌ ". وللبخاري فِي حَدِيث صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع أَن ابْن عمر قَالَ: إِن رجَالًا من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانُوا يرَوْنَ الرُّؤْيَا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيقصونها على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَيَقُول فِيهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَأَنا غُلَام حَدِيث السن، بَيْتِي الْمَسْجِد قبل أَن أنكح، فَقلت فِي نَفسِي: لَو كَانَ فِيك خيرٌ لرأيت مثل مَا يرى هَؤُلَاءِ، فَلَمَّا اضطجعت لَيْلَة قلت: اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم فِي خيرا فأرني رُؤْيا. فَبَيْنَمَا أَنا كَذَلِك إِذْ جَاءَنِي ملكان فِي يَد كل واحدٍ مِنْهُمَا مقمعةٌ من حَدِيد، فحملاني إِلَى جَهَنَّم وَأَنا بَينهمَا أَدْعُو الله: اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من جَهَنَّم. ثمَّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 أَرَانِي لَقِيَنِي ملكٌ فِي يَده مقمعةٌ من حَدِيد فَقَالَ: لن تراع، نعم الرجل أَنْت لَو تكْثر الصَّلَاة. فَانْطَلقُوا بِي حَتَّى وقفُوا بِي على شَفير جَهَنَّم، فَإِذا هِيَ مطويةٌ كطي الْبِئْر، لَهُ قُرُون كقرون الْبِئْر، بَين كل قرنين ملكٌ بِيَدِهِ مقمعةٌ من حَدِيد، وَأرى رجَالًا معلقين بالسلاسل، رؤوسهم أسفلهم، عرفت فِيهَا رجَالًا من قُرَيْش، فانصرفوا بِي ذَات الْيَمين. فقصصتها على حَفْصَة، فقصتها حَفْصَة على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن عبد الله رجلٌ صَالح ". فَقَالَ نَافِع: لم يزل بعد ذَلِك يكثر الصَّلَاة. وَلمُسلم من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب: رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن فِي يَدي قِطْعَة إستبرق، وَلَيْسَ مكانٌ من الْجنَّة أُرِيد إِلَّا طارت بِي إِلَيْهِ. فقصصته على حَفْصَة، فقصته حَفْصَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أرى عبد الله رجلا صَالحا ". قَالَ البُخَارِيّ: فِي بَاب " التَّعْبِير: بَاب الإستبرق وَدخُول الْجنَّة فِي الْمَنَام " وَلم يذكر فِيهِ إِلَّا حَدِيث وهيب عَن نَافِع الَّذِي فِيهِ: رَأَيْت كَأَن فِي كفي سَرقَة من حَرِير. وَقد رَوَاهُ حَمَّاد عَن أَيُّوب، فَذكر فِيهِ الإستبرق، وَأخرجه مُسلم أَيْضا، فَذكره البُخَارِيّ فِي هَذِه التَّرْجَمَة ليدل عَلَيْهِ. وَقد أخرجه فِي مَوضِع آخر بِلَفْظ الإستبرق، وَجمع بَين الْحَدِيثين، وَزَاد شَيْئا آخر من حَدِيث أَيُّوب عَن نَافِع أَن ابْن عمر قَالَ: رَأَيْت على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بيَدي قِطْعَة إستبرق، فَكَأَنِّي لَا أُرِيد مَكَانا فِي الْجنَّة إِلَّا طارت بِي إِلَيْهِ. وَرَأَيْت كَأَن اثْنَيْنِ أتياني أَرَادَا أَن يذهبا بِي إِلَى النَّار، فتلقاهما ملك، فَقَالَ: لم ترع، خلياً عَنهُ. فقصت حَفْصَة على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِحْدَى رُؤْيَايَ، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم الرجل عبد الله لَو كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ". فَكَانَ عبد الله يُصَلِّي من اللَّيْل. وَكَانُوا لَا يزالون يقصون على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرُّؤْيَا أَنَّهَا فِي اللَّيْلَة السَّابِعَة من الْعشْر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 الْأَوَاخِر - يَعْنِي لَيْلَة الْقدر. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت فِي الْعشْر الْأَوَاخِر، فَمن كَانَ متحرياً فليتحرها فِي الْعشْر الْأَوَاخِر ". وَهَذِه الزِّيَادَة من مُسْند ابْن عمر، إِذْ لَا ذكر فِيهَا لحفصة. أَفْرَاد مُسلم 3473 - الحَدِيث الأول: عَن نَافِع قَالَ: لَقِي ابْن عمر ابْن صياد فِي بعض طرق الْمَدِينَة، فَقَالَ لَهُ قولا أغضبهُ، فانتفخ حَتَّى مَلأ السِّكَّة، فَدخل ابْن عمر على حَفْصَة وَقد بلغَهَا، فَقَالَت لَهُ: يَرْحَمك الله، مَا أردْت من ابْن صياد، أما علمت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " إِنَّمَا يخرج من غضبةٍ يغضبها ". 3474 - الثَّانِي: عَن الْمطلب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي عَن حَفْصَة قَالَت: مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي سبحته قَاعِدا حَتَّى كَانَ قبل وَفَاته بعامٍ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي سبحته قَاعِدا. وَكَانَ يقْرَأ بالسورة فيرتلها حَتَّى تكون أطول من أطول مِنْهَا. وَفِي رِوَايَة معمر وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ نَحوه، إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا: بعام أَو عَاميْنِ. وَلَيْسَ للمطلب بن أبي ودَاعَة السَّهْمِي عَن حَفْصَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3475 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن صَفْوَان بن أُميَّة بن خلف الجُمَحِي قَالَ: أَخْبَرتنِي حَفْصَة أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ليؤمن هَذَا الْبَيْت جيشٌ يغزونه، حَتَّى إِذا كَانُوا ببيداء من الأَرْض يخسف بأوسطهم، وينادي أَوَّلهمْ آخِرهم، ثمَّ يخسف بهم فَلَا يبْقى إِلَّا الشريد الَّذِي يخبر عَنْهُم " فَقَالَ رجل: أشهد عَلَيْك أَنَّك لم تكذب على حَفْصَة، وَأشْهد على حَفْصَة أَنَّهَا لم تكذب على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. الحديث: 3473 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 وَفِي حَدِيث يُوسُف بن مَاهك عَن عبد الله بن صَفْوَان عَن أم الْمُؤمنِينَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: سيعوذ بِهَذَا الْبَيْت - يَعْنِي الْكَعْبَة - قومٌ لَيْسَ لَهُم منعةٌ وَلَا عددٌ وَلَا عدَّة، يبْعَث إِلَيْهِم جيشٌ، حَتَّى إِذا كَانُوا ببيداء من الأَرْض خسف بهم ". قَالَ يُوسُف بن مَاهك: وَأهل الشَّام حينئذٍ يَسِيرُونَ إِلَى مَكَّة. فَقَالَ عبد الله بن صَفْوَان: أما وَالله مَا هُوَ بِهَذَا الْجَيْش. وَفِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن سابط عَن الْحَارِث بن عبد الله بن أبي ربيعَة عَن أم الْمُؤمنِينَ مثل حَدِيث يُوسُف، غير أَنه لم يذكر قَول عبد الله بن صَفْوَان، وَلَا سمياً أم الْمُؤمنِينَ. وَلَيْسَ لعبد الله بن صَفْوَان عَن حَفْصَة، وَلَا لِلْحَارِثِ بن أبي ربيعَة عَن أم الْمُؤمنِينَ فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3476 - الرَّابِع: عَن شُتَيْر بن شكل عَن حَفْصَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقبل وَهُوَ صَائِم. وَلَيْسَ لشيتر عَن حَفْصَة فِي الصَّحِيح غير هَذَا. 3477 - الْخَامِس: عَن صَفِيَّة بنت أبي عبيد عَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أَتَى عرافاً فَسَأَلَهُ عَن شَيْء لم تقبل لَهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَة " هَكَذَا أخرجه أَبُو مَسْعُود فِي هَذَا الْمسند مُتَّصِلا بِهِ على مَا هُوَ عَلَيْهِ، وَلَعَلَّه قد عرف أَنه من حَدِيثهَا، أَو أَن بعض الروَاة قد نسب ذَلِك إِلَيْهَا. وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ. 3478 - السَّادِس: عَن صَفِيَّة بنت أبي عبيد: أَنَّهَا سَمِعت حَفْصَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تحدث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمثل حديثٍ قبله أَنه قَالَ: " لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الحديث: 3476 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 الآخر - أَو تؤمن بِاللَّه وَرَسُوله - أَن تحد على ميت فَوق ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا على زَوجهَا " وَهَكَذَا فِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن نَافِع، وَزَاد: " فَإِنَّهَا تحد عَلَيْهِ أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ". وَفِي حَدِيث اللَّيْث بن سعد عَن نَافِع: أَن صَفِيَّة بنت أبي عبيد حدثته عَن حَفْصَة أَو عَن عَائِشَة أَو عَن كلتيهما: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ. . وَذكر مثله دون الزِّيَادَة. وَفِي حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَعبيد الله بن عمر عَن نَافِع عَن صَفِيَّة بنت أبي عبيد عَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَعْنى حَدِيثهمْ. (216) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب ابْن أُميَّة بن عبد شمس رَضِي الله عَنْهَا 3479 - الحَدِيث الأول: عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، انكح أُخْتِي بنت أبي سُفْيَان. فَقَالَ: " أَو تحبين ذَلِك؟ " فَقلت: نعم، لست لَك بمخليةٍ، وأحق من شاركني فِي خيرٍ أُخْتِي. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن ذَلِك لَا يحل لي " قلت: فَإنَّا نُحدث إِنَّك تُرِيدُ أَن تنْكح بنت أبي سَلمَة. قَالَ: " بنت أبي سَلمَة؟ " قلت: نعم. قَالَ: " لَو أَنَّهَا لم تكن ربيبتي فِي حجري مَا حلت لي. إِنَّهَا لابنَة أخي من الرضَاعَة، أرضعتني وَأَبا سَلمَة ثويبة. فَلَا تعرضن عَليّ بناتكن وَلَا أخواتكن ". الحديث: 3479 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 قَالَ عُرْوَة: وثويبة مولاة أبي لَهب، كَانَ أَبُو لَهب أعْتقهَا، فأرضعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهب أريه بعض أَهله بشر حيبة. قَالَ لَهُ: مَاذَا لقِيت؟ قَالَ أَبُو لَهب: لم ألق بعدكم، غير أَنِّي سقيت فِي هَذِه، بعتاقتي ثوبية. اللَّفْظ لشعيب عَن الزُّهْرِيّ. وَفِي حَدِيث عرَاك بن مَالك عَن زَيْنَب أَن أم حَبِيبَة قَالَت: إِنَّا قد تحدثنا أَنَّك ناكحٌ درة بنت أبي سَلمَة. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَعلَى أم سَلمَة؟ لَو لم أنكح أم سَلمَة مَا حلت لي، إِن أَبَاهَا أخي من الرضَاعَة ". وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن رمح عَن اللَّيْث أَن أم حَبِيبَة قَالَت: لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " انكح أُخْتِي عزة قَالَ: " أتحبين ذَلِك؟ ... " وَذكر الحَدِيث بِنَحْوِهِ. 3480 - الثَّانِي: من حَدِيث مُحَمَّد بن كثير عَن سُفْيَان عَن عبد الله بن أبي بكر ابْن عَمْرو بن حزم. وَمن حَدِيث الْحميدِي عَن سُفْيَان عَن أَيُّوب بن مُوسَى. وَمن حَدِيث عَمْرو النَّاقِد وَابْن أبي عمر عَن سُفْيَان عَن أَيُّوب بن مُوسَى عَن حميد بن نَافِع عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة عَن أم حَبِيبَة بنت أبي سُفْيَان قَالَت: لما جاءها نعي أَبِيهَا دعت بطيبٍ فمسحت ذراعيها، وَقَالَت: مَالِي بالطيب من حَاجَة، لَوْلَا أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر تحد على ميتٍ فَوق ثَلَاث، إِلَّا على زوج أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ". وَمن حَدِيث الْحميدِي عَن سُفْيَان: لما جَاءَ نعي أبي سُفْيَان من الشَّام، دعت أم حَبِيبَة بصفرة فِي الْيَوْم الثَّالِث، فمسحت عارضيها وذراعيها وَقَالَت: إِنِّي كنت عَن هَذَا لغنية لَوْلَا أَنِّي سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد على ميتٍ الحديث: 3480 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 فَوق ثَلَاث، إِلَّا على زوج، فَإِنَّهَا تحد عَلَيْهِ أَرْبَعَة أشهر وَعشرا. أَفْرَاد مُسلم 3481 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عُثْمَان عَنْبَسَة بن أبي سُفْيَان عَن أُخْته أم حَبِيبَة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من صلى اثْنَتَيْ عشرَة رَكْعَة فِي يومٍ وَلَيْلَة بني لَهُ بِهن بيتٌ فِي الْجنَّة ". قَالَت أم حَبِيبَة: فَمَا تركتهن مُنْذُ سَمِعتهنَّ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَقَالَ عَنْبَسَة: مَا تركتهن مُنْذُ سَمِعتهنَّ من أم حَبِيبَة. وَقَالَ عَمْرو بن أَوْس: مَا تركتهن مُنْذُ سَمِعتهنَّ من عَنْبَسَة. وَقَالَ النُّعْمَان بن سَالم: مَا تركتهن مُنْذُ سَمِعتهنَّ من عَمْرو بن أَوْس. وَفِي حَدِيث بشر بن الْمفضل عَن دَاوُد بن أبي هِنْد: من صلى فِي يَوْم ثِنْتَيْ عشرَة سَجْدَة تَطَوّعا بني لَهُ بيتٌ فِي الْجنَّة ". وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن النُّعْمَان بن سَالم: مَا من عبد يُصَلِّي لله كل يَوْم ثِنْتَيْ عشرَة رَكْعَة تَطَوّعا غير فَرِيضَة، إِلَّا بنى الله لَهُ بَيْتا فِي الْجنَّة " أَو: " إِلَّا بني لَهُ بَيت فِي الْجنَّة ". وَفِي حَدِيث بهز عَن شُعْبَة: مَا من عبد مسلمٍ تَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء ثمَّ صلى لله كل يَوْم ... " فَذكره. 3482 - الثَّانِي: عَن سَالم بن شَوَّال الْمَكِّيّ عَن أم حَبِيبَة أَنَّهَا أخْبرته: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعث بهَا من جمعٍ بلَيْل. وَفِي رِوَايَة عَمْرو بن دِينَار عَن سَالم عَن أم حَبِيبَة قَالَت: كُنَّا نفعله على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، نغلس من جمعٍ إِلَى منى. وَفِي رِوَايَة عَمْرو النَّاقِد: نغلس من مُزْدَلِفَة. الحديث: 3481 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 (217) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم الْمُؤمنِينَ مَيْمُونَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة رَضِي الله عَنْهَا 3483 - الحَدِيث الأول: عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس عَن عبد الله ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: تَوَضَّأ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضوءه للصَّلَاة غير رجلَيْهِ، وَغسل فرجه وَمَا أَصَابَهُ من الْأَذَى، ثمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاء، ثمَّ نحى رجلَيْهِ فغسلهما، هَذَا غسله من الْجَنَابَة. وَفِي رِوَايَة عَبْدَانِ عَن ابْن الْمُبَارك، قَالَت: سترت على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يغْتَسل من الْجَنَابَة، فَغسل يَدَيْهِ، ثمَّ صب بِيَمِينِهِ على شِمَاله فَغسل فرجه وَمَا أَصَابَهُ، ثمَّ مسح بِيَدِهِ على الْحَائِط أَو الأَرْض، ثمَّ تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة غير رجلَيْهِ، ثمَّ أَفَاضَ على جسده المَاء، ثمَّ تنحى فَغسل قَدَمَيْهِ. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه أَبُو عوَانَة وَابْن فُضَيْل فِي التستر. وَفِي رِوَايَة الْحميدِي عَن سُفْيَان: فَغسل فرجه بِيَدِهِ، ثمَّ دلك بهَا الْحَائِط، ثمَّ غسلهَا، ثمَّ تَوَضَّأ وضوءه للصَّلَاة، فَلَمَّا فرغ من غسله غسل رجلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن مَحْبُوب عَن عبد الْوَاحِد، قَالَت: وضعت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَاء يغْتَسل بِهِ، فأفرغ على يَده فغسلها مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، ثمَّ أفرغ بِيَمِينِهِ على شِمَاله فَغسل ذكره، ثمَّ دلك يَده بِالْأَرْضِ، ثمَّ مضمض واستنشق، ثمَّ غسل وَجهه وَيَديه، ثمَّ غسل رَأسه ثَلَاثًا، ثمَّ أفرغ على جسده، ثمَّ تنحى من مقَامه فَغسل قَدَمَيْهِ. الحديث: 3483 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 وَفِي رِوَايَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن أبي عوَانَة نَحوه، وَفِي آخِره: قَالَت: فناولته خرقَة فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَلم يردهَا. وَفِي رِوَايَة يُوسُف بن عِيسَى عَن الْفضل بن مُوسَى نَحوه، وَقَالَت: فَأَتَيْته بخرقةٍ فَلم يردهَا، وَجعل ينفض بِيَدِهِ. وَفِي رِوَايَة عَبْدَانِ عَن أبي حَمْزَة: فناولته ثوبا، فَلم يَأْخُذهُ، وَانْطَلق وَهُوَ ينفض يَدَيْهِ. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن إِدْرِيس عَن الْأَعْمَش: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُتِي بمنديل فَلم يمسهُ، وَجعل يَقُول بِالْمَاءِ هَكَذَا - يَعْنِي ينفضه. جعل أَبُو مَسْعُود رِوَايَة ابْن إِدْرِيس عَن الْأَعْمَش من أَفْرَاد مُسلم. وَهَذَا الْمَعْنى عِنْد البُخَارِيّ من رِوَايَة يُوسُف بن عِيسَى كَمَا ذكرنَا آنِفا. 3484 - الثَّانِي: مُخْتَلف فِيهِ. أخرجه البُخَارِيّ عَن أبي نعيم عَن ابْن عُيَيْنَة، وَقَالَ فِيهِ: عَن جَابر بن زيد عَن ابْن عَبَّاس: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومَيْمُونَة كَانَا يغتسلان من إِنَاء وَاحِد. جعله فِي مُسْند ابْن عَبَّاس. وَقَالَ البُخَارِيّ: كَانَ ابْن عُيَيْنَة يَقُول فِي السماع الْأَخير: عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة، وَالصَّحِيح مَا روى أَبُو نعيم. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن عُيَيْنَة بذلك الْإِسْنَاد إِلَى ابْن عَبَّاس، قَالَ: أَخْبَرتنِي مَيْمُونَة أَنَّهَا كَانَت تَغْتَسِل هِيَ وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إِنَاء وَاحِد. الحديث: 3484 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 وعَلى هَذَا عول مُسلم فَلم يخرج الْوَجْه الآخر، وعول البُخَارِيّ على الأول، وَقد نبه على هَذَا. 3485 - الثَّالِث: عَن عبد الله بن شَدَّاد عَن خَالَته مَيْمُونَة: أَنَّهَا كَانَت تكون حَائِضًا لَا تصلي وَهِي مفترشة بحذاء مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُصَلِّي على خمرته، إِذا سجد أصابني بعض ثَوْبه. 3486 - الرَّابِع: عَن عبد الله بن شَدَّاد عَن مَيْمُونَة قَالَت. كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا أَرَادَ أَن يُبَاشر امْرَأَة من نِسَائِهِ أمرهَا فاتزرت وَهِي حَائِض. وَفِي رِوَايَة خَالِد بن عبد الله عَن الشَّيْبَانِيّ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُبَاشر نِسَاءَهُ فَوق الْإِزَار وَهن حيض. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث كريب مولى ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة قَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يضطجع معي وَأَنا حَائِض، وبيني وَبَينه ثوب. 3487 - الْخَامِس: عَن كريب مولى ابْن عَبَّاس: أَن مَيْمُونَة بنت الْحَارِث أخْبرته: أَنَّهَا أعتقت وليدةً وَلم تستأذن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا كَانَ يَوْمهَا الَّذِي يَدُور عَلَيْهَا فِيهِ قَالَت: أشعرت يَا رَسُول الله أَنِّي أعتقت وليدتي. قَالَ: " أَو فعلت؟ " قَالَت: نعم. قَالَ: " أما إِنَّك لَو أعطيتهَا أخوالك كَانَ أعظم لأجرك ". لفظ حَدِيث البُخَارِيّ عَن يحيى بن بكير. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ بكر بن مُضر عَن عَمْرو عَن بكير عَن كريب، أَن مَيْمُونَة أعتقت. وَلم يقل: عَن مَيْمُونَة. وَقَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي أَنَّهُمَا عِنْد البُخَارِيّ، وَلَيْسَ فِيمَا عندنَا من كتاب البُخَارِيّ إِلَّا كَمَا أوردنا فيهمَا. أما مُسلم فَأخْرجهُ من حَدِيث كريب عَن مَيْمُونَة مُسْندًا. 3488 - السَّادِس: عَن كريب عَن مَيْمُونَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أكل عِنْدهَا كَتفًا، ثمَّ صلى وَلم يتَوَضَّأ الحديث: 3485 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 3489 - السَّابِع: عَن كريب عَن مَيْمُونَة أَن النَّاس شكوا فِي صِيَام النَّبِي يَوْم عَرَفَة، فَأرْسلت إِلَيْهِ بحلاب وَهُوَ واقفٌ بالمشعر، فَشرب وَالنَّاس ينظرُونَ. حَدِيث للْبُخَارِيّ وَحده: 3490 - من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ عَن فأرةٍ وَقعت فِي سمن، فَقَالَ: " ألقوها وَمَا حولهَا، وكلوا سمنكم ". قَالَ معن: حَدثنَا مَالك مَا لَا أحصيه بقوله عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة. وَفِي حَدِيث الْحميدِي قَالَ: قيل لِسُفْيَان: فَإِن معمراً يحدث عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة. قَالَ: مَا سَمِعت الزُّهْرِيّ يَقُوله إِلَّا: عَن عبيد الله عَن ابْن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَقَد سمعته مِنْهُ مرَارًا. وَفِي حَدِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ: سُئِلَ عَن الدَّابَّة تَمُوت فِي الزَّيْت أَو السّمن وَهُوَ جامد أَو غير جامد: الْفَأْرَة أَو غَيرهَا. قَالَ: بلغنَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بفأرةٍ مَاتَت فِي سمن، فَأمر بِمَا قرب مِنْهَا فَطرح ثمَّ أكل. عَن حَدِيث عبيد الله بن عبد الله. وروى أَبُو بكر الْخَوَارِزْمِيّ فِي كِتَابه الْمخْرج على الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث عبد الله ابْن مسلمة القعْنبِي عَن مَالك هَذَا الحَدِيث بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْن عَبَّاس. وَلم يذكر مَيْمُونَة. وَحكي عَن أبي بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ أَنه قَالَ لَهُم: وَافق القعْنبِي خَالِد بن مخلد وَإِسْحَاق بن سُلَيْمَان، وجوده مطرف عَن مَالك. الحديث: 3489 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 أَفْرَاد مُسلم 3491 - الحَدِيث الأول: عَن عبيد بن السباق عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أَخْبَرتنِي مَيْمُونَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصبح يَوْمًا واجماً، فَقَالَت مَيْمُونَة: يَا رَسُول الله، لقد استنكرت هيئتك مُنْذُ الْيَوْم. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِن جِبْرِيل كَانَ وَعَدَني أَن يلقاني اللَّيْلَة فَلم يلقني، أما الله وَمَا أخلفني " قَالَت: فظل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمه ذَلِك على ذَلِك، ثمَّ وَقع فِي نَفسه جرو كلبٍ تَحت فسطاطٍ لنا، فَأمر بِهِ فَأخْرج، ثمَّ أَخذ بِيَدِهِ مَاء فنضح مَكَانَهُ. فَلَمَّا أَمْسَى لقِيه جِبْرِيل، فَقَالَ لَهُ: " قد كنت وَعَدتنِي تَلقانِي البارحة " قَالَ: أجل، وَلَكنَّا لَا ندخل بَيْتا فِيهِ كلب وَلَا صُورَة. فَأصْبح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمر بقتل الْكلاب، حَتَّى إِنَّه كَانَ يَأْمر بقتل كلب الْحَائِط الصَّغِير وَيتْرك كلب الْحَائِط الْكَبِير. وَلَيْسَ لِعبيد بن السباق عَن ابْن عَبَّاس فِي مُسْند مَيْمُونَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3492 - الثَّانِي: عَن إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن معبد بن الْعَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس: أَن امْرَأَة شكت شكوى فَقَالَت: إِن شفاني الله لأخْرجَن فلأصلين فِي بَيت الْمُقَدّس، فبرأت، ثمَّ تجهزت تُرِيدُ الْخُرُوج، فَجَاءَت مَيْمُونَة تسلم عَلَيْهَا، فَأَخْبَرتهَا بذلك، فَقَالَت: اجلسي فكلي مَا صنعت، وَصلي فِي مَسْجِد الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؛ فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " صلاةٌ فِيهِ أفضل من ألف صَلَاة فِيمَا سواهُ من الْمَسَاجِد إِلَّا مَسْجِد الْكَعْبَة ". وَلَيْسَ لإِبْرَاهِيم بن عبد لله بن معبد بن عَبَّاس عَن ابْن عَبَّاس فِي مُسْند مَيْمُونَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3493 - الثَّالِث: عَن ابْن جريج عَن عَمْرو قَالَ: أَخْبرنِي عَطاء - هُوَ ابْن أبي رَبَاح - مُنْذُ حينٍ عَن ابْن عَبَّاس أَن مَيْمُونَة أخْبرته: أَن داجنة كَانَت لبَعض نسَاء الحديث: 3491 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَاتَتْ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أَلا أَخَذْتُم إهابها فاستمعتم بِهِ ". هَكَذَا أخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن جريج. وَفِيه ذكر مَيْمُونَة. وَقد أخرجه هُوَ وَالْبُخَارِيّ من غير هَذِه الطَّرِيق، من حَدِيث ابْن عَبَّاس، لَا ذكر فِيهِ لميمونة، وَذَلِكَ مَذْكُور فِي مُسْند ابْن عَبَّاس. وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث ابْن جريج، وَفِيه ذكر مَيْمُونَة، وَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَلا دبغتم إهابها فاستمتعتم بِهِ؟ ". وَلَيْسَ لعطاء بن أبي رَبَاح عَن ابْن عَبَّاس فِي مُسْند مَيْمُونَة من الصَّحِيح غير هَذَا. 3494 - الرَّابِع: عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن مَيْمُونَة قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سجد لَو شَاءَت بهمةٌ أَن تمر بَين يَدَيْهِ لمرت. 3495 - الْخَامِس: عَن يزِيد بن الْأَصَم عَن مَيْمُونَة بنت الْحَارِث: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا وَهِي حَلَال، قَالَ: وَكَانَت خَالَتِي وَخَالَة ابْن عَبَّاس. زَاد أَبُو بكر البرقاني من حَدِيث جرير بن حَازِم - الَّذِي أخرجه مُسلم من حَدِيث: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا حَلَالا، وَبنى بهَا حَلَالا، وَمَاتَتْ بسرف فدفناها أَنا وَابْن عَبَّاس. وَقد تقدم من حَدِيث أبي الشعْثَاء عَن ابْن عَبَّاس: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوج مَيْمُونَة وَهُوَ محرم. قَالَ ابْن نمير عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ: فَحدثت بِهِ الزُّهْرِيّ فَقَالَ: أَخْبرنِي يزِيد بن الْأَصَم أَنه نَكَحَهَا وَهُوَ حَلَال. الحديث: 3494 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 (218) مُسْند أم الْمُؤمنِينَ جوَيْرِية بنت الْحَارِث ابْن أبي ضرار الْخُزَاعِيَّة من بني المصطلق رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث وَاحِد للْبُخَارِيّ: 3496 - أخرجه من حَدِيث أبي أَيُّوب يحيى بن مَالك عَن جوَيْرِية: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهَا يَوْم الْجُمُعَة وَهِي صائمةٌ، فَقَالَ لَهَا: " أصمت أمس؟ " قَالَت: لَا. قَالَ: " تريدين أَن تصومي غَدا؟ ". قَالَت: لَا. قَالَ: " فأفطرى ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ حَمَّاد بن الْجَعْد سمع قَتَادَة قَالَ: حَدثنِي أَبُو أَيُّوب أَن جوَيْرِية حدثته، فَأمرهَا فأفطرت. وَلمُسلم حديثان: 3497 - أَحدهمَا: من رِوَايَة كريب عَن ابْن عَبَّاس عَن جوَيْرِية أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرج من عِنْدهَا بكرَة حِين صلى الصُّبْح وَهِي فِي مَسْجِدهَا، ثمَّ رَجَعَ بعد أَن أضحى وَهِي جالسة، فَقَالَ: " مَا زلت على الْحَال الَّتِي فارقتك عَلَيْهَا؟ " قَالَت: نعم. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لقد قلت بعْدك أَربع كَلِمَات، ثَلَاث مَرَّات، لَو وزنت بِمَا قلت مُنْذُ الْيَوْم لوزنتهن: سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ عدد خلقه ورضا نَفسه وزنة عَرْشه ومداد كَلِمَاته ". وَفِي رِوَايَة مسعر أَنَّهَا قَالَت: مر بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين صلى الْغَدَاة - أَو بَعْدَمَا الحديث: 3496 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 صلى الْغَدَاة ... فَذكر نَحوه، غير أَنه قَالَ: " سُبْحَانَ الله عدد خلقه، سُبْحَانَ الله رضَا نَفسه، سُبْحَانَ الله زنة عَرْشه، سُبْحَانَ الله مداد كَلِمَاته ". وَلَيْسَ لكريب عَن ابْن عَبَّاس فِي مُسْند جوَيْرِية من الصَّحِيح غير هَذَا. 3498 - الثَّانِي: عَن عبيد الله بن السباق أَن جوَيْرِية زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخْبرته: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهَا فَقَالَ: " هَل من طَعَام؟ " قَالَت: لَا وَالله يَا رَسُول الله، مَا عندنَا طعامٌ إِلَّا عظمٌ من شاةٍ أَعْطَيْت مولاتي من الصَّدَقَة، فَقَالَ: " قربيه، فقد بلغت محلهَا ". (219) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من حَدِيث أم الْمُؤمنِينَ زَيْنَب بنت جحش بن رِئَاب بن يعمر رَضِي الله عَنْهَا حديثان: 3499 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل عَلَيْهَا فَزعًا، يَقُول: " لَا إِلَه إِلَّا الله، ويلٌ للْعَرَب من شرٍّ قد اقْترب. فتح الْيَوْم من ردم يَأْجُوج وَمَأْجُوج مثل هَذِه " وَحلق بإصبعه الْإِبْهَام وَالَّتِي تَلِيهَا. فَقَالَت زَيْنَب بنت جحش: فَقلت: يَا رَسُول الله، أنهلك وَفينَا الصالحون؟ قَالَ: " نعم، إِذا كثر الْخبث ". الحديث: 3498 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 3500 - الثَّانِي: من حَدِيث حميد بن نَافِع عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة أَنَّهَا أخْبرته هَذِه الْأَحَادِيث الثَّلَاثَة: قَالَت زَيْنَب: دخلت على أم حَبِيبَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين توفّي أَبوهَا أَبُو سُفْيَان بن حَرْب، فدعَتْ أم حَبِيبَة بِطيب فِيهِ صفرةٌ: خلوقٌ أَو غَيره، فدهنت مِنْهُ جَارِيَة، ثمَّ مست بعارضيها، ثمَّ قَالَت: وَالله مَالِي بالطيب من حَاجَة، غير أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول على الْمِنْبَر: " لَا يحل لامرأةٍ تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد على ميتٍ فَوق ثَلَاث لَيَال، إِلَّا على زوجٍ أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ". قَالَت زَيْنَب: ثمَّ دخلت على زَيْنَب بنت جحش حِين توفّي أَخُوهَا، فدعَتْ بِطيب فمست مِنْهُ، ثمَّ قَالَت: أما وَالله مَالِي بالطيب من حَاجَة، غير أَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول على الْمِنْبَر: " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد على ميتٍ فَوق ثَلَاث لَيَال، إِلَّا على زوج أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ". قَالَت زَيْنَب: وَسمعت أُمِّي أم سَلمَة تَقول: جَاءَت امرأةٌ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: يَا رَسُول الله، إِن ابْنَتي توفّي عَنْهَا زَوجهَا وَقد اشتكت عينهَا أفنكحلها؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا " مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، كل ذَلِك يَقُول: " لَا " ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعَة أشهرٍ وَعشر، وَقد كَانَت إحداكن فِي الْجَاهِلِيَّة ترمي بالبعرة على رَأس الْحول ". قَالَ حميد: فَقلت لِزَيْنَب: وَمَا ترمي بالبعرة على رَأس الْحول؟ " فَقَالَت زَيْنَب: كَانَت الْمَرْأَة إِذا توفّي عَنْهَا زَوجهَا دخلت حفشاً، ولبست شَرّ ثِيَابهَا، وَلم تمس طيبا حَتَّى تمر عَلَيْهَا سنة، ثمَّ تُؤْتى بِدَابَّة أَو حمارٍ أَو شاةٍ أَو طَائِر فتفتض بِهِ، فَقل مَا تفتض بشيءٍ إِلَّا مَاتَ ثمَّ تخرج فتعطى بَعرَة فترمي بهَا، ثمَّ تراجع بعد مَا شَاءَت من طيب أَو غَيره. قَالَ مَالك: تفتض: تمسح بِهِ جلدهَا الحديث: 3500 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 وَفِي حَدِيث شُعْبَة عَن حميد عَن نَافِع عَن زَيْنَب بنت أبي سَلمَة قَالَت: توفّي حميمٌ لأم حَبِيبَة، فدعَتْ بصفرة، فمسحت بذراعيها وَقَالَت: إِنَّمَا أصنع هَذَا لِأَنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد فَوق ثَلَاث، إِلَّا على زوج أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ". وحدثته زَيْنَب عَن أمهَا عَن زَيْنَب زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَو عَن امْرَأَة من بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. (220) مُسْند أم الْمُؤمنِينَ صَفِيَّة بنت حييّ بن أَخطب رَضِي الله عَنْهَا // حَدِيث وَاحِد مُتَّفق عَلَيْهِ // 3501 - من رِوَايَة عَليّ بن حُسَيْن عَن صَفِيَّة بنت حييّ، قَالَت: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم معتكفاً، فَأَتَيْته أَزورهُ لَيْلًا، فَحَدَّثته ثمَّ قُمْت لأنقلب، فَقَامَ معي لِيقلبنِي، وَكَانَ مَسْكَنهَا فِي دَار أُسَامَة بن زيد، فَمر رجلَانِ من الْأَنْصَار، فَلَمَّا رَأيا الني صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَسْرعَا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " على رِسْلكُمَا، إِنَّهَا صَفِيَّة بنت حييّ " فَقَالَا: سُبْحَانَ الله يَا رَسُول الله. فَقَالَ: " إِن الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم، وَإِنِّي خشيت أَن يقذف فِي قُلُوبكُمَا أمرا " أَو قَالَ: " شَيْئا ". الحديث: 3501 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 وَفِي حَدِيث شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ: أَنَّهَا جَاءَت تزوره فِي اعْتِكَافه فِي الْمَسْجِد، فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان، فتحدثت عِنْده سَاعَة، ثمَّ قَامَت تنْقَلب، وَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعهَا يقلبها، حَتَّى إِذا بلغت بَاب الْمَسْجِد عِنْد بَاب أم سَلمَة. . ثمَّ ذكر بِمَعْنَاهُ، غير أَنه قَالَ: فَقَالَ: " إِن الشَّيْطَان يبلغ من الْإِنْسَان مبلغ الدَّم " وَلم يقل: " يجْرِي ". وَمن الروَاة من قَالَ: عَن عَليّ بن حُسَيْن أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَتْهُ صَفِيَّة، قَالَ البُخَارِيّ رَوَاهُ شُعَيْب، وَابْن مُسَافر، وَابْن أبي عَتيق، وَإِسْحَاق بن يحيى عَن الزُّهْرِيّ عَن عَليّ بن حُسَيْن عَن صَفِيَّة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. (221) مُسْند أم الْمُؤمنِينَ سَوْدَة بنت زَمعَة ابْن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مَالك ابْن حسل بن عَامر بن لؤَي بن عَامر بن فهر رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث وَاحِد للْبُخَارِيّ وَحده: 3502 - من رِوَايَة عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس أَن سَوْدَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت: مَاتَت لنا شَاة، فدبغنا مسكها، ثمَّ مَا زلنا ننبذ فِيهِ حَتَّى صَار شناً. الحديث: 3502 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 (222) مُسْند أم هَانِئ بنت أبي طَالب بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث وَاحِد فِي صَلَاة الضُّحَى: 3503 - من رِوَايَة ابْن مرّة مولى عقيل - وَقيل: مولى أم هَانِئ بنت أبي طَالب قَالَت: ذهبت إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَام الْفَتْح، فَوَجَدته يغْتَسل وَفَاطِمَة ابْنَته تستره بِثَوْب، فَسلمت عَلَيْهِ، فَقَالَ: " من هَذِه؟ " فَقلت: أَنا أم هَانِئ بنت أبي طَالب. فَقَالَ: " مرْحَبًا بِأم هَانِئ ". فَلَمَّا فرغ من غسله قَامَ فصلى ثَمَانِي رَكْعَات ملتحفاً فِي ثوب وَاحِد. فَلَمَّا انْصَرف قلت: يَا رَسُول الله، زعم ابْن أُمِّي عَليّ بن أبي طَالب أَنه قاتلٌ رجلا أجرته، فلَان بن هُبَيْرَة. فَقَالَ رَسُول الله؟ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد أجرنا من أجرت يَا أم هَانِئ ". قَالَت أم هَانِئ: وَذَلِكَ ضحى. وَلمُسلم من حَدِيث جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه ان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِي بَيتهَا عَام الْفَتْح ثَمَان رَكْعَات فِي ثوبٍ وَاحِد قد خَالف بَين طَرفَيْهِ. وَلَهُمَا فِي حَدِيث شُعْبَة عَن عَمْرو بن مرّة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ: مَا حَدثنَا أحدٌ أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي ضحى غير أم هَانِئ، فَإِنَّهَا قَالَت: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل بَيتهَا يَوْم فتح مَكَّة فاغتسل وَصلى ثَمَان رَكْعَات، فَلم أر صَلَاة قطّ أخف مِنْهَا، غير أَنه يتم الرُّكُوع وَالسُّجُود. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل الْهَاشِمِي قَالَ: سَأَلت وحرصت على أَن أجد أحدا من النَّاس يُخْبِرنِي أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسبح سبْحَة الضُّحَى، فَلم أجد أحدا يحدثني ذَلِك، غير أَن أم هَانِئ بنت أبي طَالب أَخْبَرتنِي أَن الحديث: 3503 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَتَى بَعْدَمَا ارْتَفع النَّهَار يَوْم الْفَتْح، فَأتي بثوبٍ فَستر عَلَيْهِ، فاغتسل ثمَّ قَامَ فَرَكَعَ ثَمَان رَكْعَات، لَا أَدْرِي أقيامه فِيهَا أطول أم رُكُوعه أم سُجُوده، كل ذَلِك مُتَقَارب. قَالَت: فَلم أره سبحها قبل وَلَا بعد. (223) مُسْند أم الْفضل لبَابَة بنت الْحَارِث أم عبد الله بن الْعَبَّاس رَضِي الله عَنْهُم 3504 - الحَدِيث الأول: // مُتَّفق عَلَيْهِ // من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس: أَن أم الْفضل سمعته يقْرَأ: {والمراسلات عرفا} ، فَقَالَت: يَا بني، لقد ذَكرتني بِقِرَاءَتِك هَذِه السُّورَة، إِنَّهَا لآخر مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ بهَا فِي الْمغرب. وَفِي رِوَايَة اللَّيْث عَن عقيل قَالَت: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ فِي الْمغرب ب (المراسلات عرفا) ثمَّ مَا صلى لنا بعْدهَا حَتَّى قَبضه الله. وَفِي حَدِيث صَالح بن كيسَان عَن الزُّهْرِيّ: ثمَّ مَا صلى بعد حَتَّى قَبضه الله عز وَجل. 3505 - الثَّانِي: للْبُخَارِيّ وَحده، من حَدِيث عُمَيْر مولى عبد الله بن عَبَّاس - وَقيل: مولى عبيد الله بن عَبَّاس، وَقيل: مولى أم الْفضل - عَن أم الْفضل بنت الْحَارِث: أَن نَاسا اخْتلفُوا عِنْدهَا يَوْم عَرَفَة فِي صَوْم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ بَعضهم: هُوَ الحديث: 3504 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 صَائِم. وَقَالَ بَعضهم: لَيْسَ بصائم، فَأرْسلت إِلَيْهِ بقدحٍ وَهُوَ واقفٌ على بعيرٍ فشربه. وَفِي حَدِيث عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان أَن أم الْفضل قَالَت: شكّ النَّاس يَوْم عَرَفَة فِي صَوْم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبعثت إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشرابٍ فشربه. وَقد تقدم لميمونة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا فعلت ذَلِك. 3506 - الثَّالِث: لمُسلم وَحده، من رِوَايَة عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل عَن أم الْفضل قَالَت: دخل أعرابيٌّ على نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ فِي بَيْتِي، فَقَالَ: يَا نَبِي الله، إِنِّي كَانَت لي امرأةٌ، فَتزوّجت عَلَيْهَا أُخْرَى، فَزَعَمت امْرَأَتي الأولى أَنَّهَا أرضعت امْرَأَتي الحدثى رضعةً أَو رضعتين. فَقَالَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تحرم الإملاجة والإملاجتان ". وَفِي حَدِيث هِشَام الدستوَائي عَن قَتَادَة: أَن رجلا من بني عَامر بن صعصعة قَالَ: يَا نَبِي الله، هَل تحرم الرضعة الْوَاحِدَة؟ قَالَ: " لَا ". وَفِي حَدِيث همام عَن قَتَادَة: سَأَلَ رجل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أتحرم المصة؟ قَالَ: " لَا ". وَفِي رِوَايَة سعيد بن أبي عرُوبَة: لَا تحرم الرضعة والرضعتان، والمصة والمصتان ". الحديث: 3506 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 (224) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا 3507 - الحَدِيث الأول: عَن أبي عبد الله عُرْوَة بن الزبير عَن أمه أَسمَاء أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَا شَيْء أغير من الله ". 3508 - الثَّانِي: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أَسمَاء قَالَت قدمت عَليّ أُمِّي وَهِي مشركةٌ فِي عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فاستفتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قلت: قدمت عَليّ أُمِّي وَهِي راغبةٌ، أفأصل أُمِّي؟ قَالَ: " نعم صلي أمك ". زَاد فِي حَدِيث الْحميدِي: قَالَ ابْن عُيَيْنَة: فَأنْزل الله فِيهَا: {لَا يَنْهَاكُم الله عَن الَّذين لم يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدّين} [سُورَة الممتحنة] . وَفِي حَدِيث قُتَيْبَة عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل: قدمت عَليّ أُمِّي وَهِي مشركةٌ فِي عهد قُرَيْش إِذْ عَاهَدُوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومدتهم ... . حكى أَبُو بكر البرقاني بعد أَن ذكر رِوَايَة عُرْوَة عَن أَسمَاء: أَن أَبَا مُعَاوِيَة قَالَ فِيهِ: عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة. وَأَن عَبدة بن سُلَيْمَان رَوَاهُ عَن هِشَام عَن أَبِيه مُرْسلا. وَأَن يحيى بن آدم قَالَ فِيهِ: عَن سُفْيَان عَن هِشَام عَن فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن أَسمَاء. ثمَّ قَالَ البرقاني: وَالْأول أثبت، وَهُوَ الَّذِي عولا جَمِيعًا عَلَيْهِ. 2509 - الثَّالِث: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أَسمَاء بنت أبي بكر قَالَت: تزَوجنِي الزبير وَمَاله فِي الأَرْض من مالٍ وَلَا مَمْلُوك وَلَا شَيْء غير فرسه. قَالَت الحديث: 3507 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 فِي رِوَايَة مَحْمُود بن غيلَان: غير نَاضِح وَغير فرسه. قَالَت: فَكنت أعلف فرسه وأكفيه مُؤْنَته، وأسوسه، وأدق النَّوَى لناضحه فأعلفه، وأستقي المَاء، وأخرز غربه، وأعجن، وَلم أكن أحسن أخبز، فَكَانَ يخبز لي جاراتٌ لي من الْأَنْصَار، وَكن نسْوَة صدق. قَالَت: وَكنت أنقل النَّوَى من أَرض الزبير الَّتِي أقطعه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رَأْسِي، وَهِي على ثُلثي فَرسَخ. قَالَت: فَجئْت يَوْمًا والنوى على رَأْسِي، فَلَقِيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ نفرٌ من أَصْحَابه - وَفِي رِوَايَة مَحْمُود: من الْأَنْصَار فدعاني فَقَالَ: إخ إخ " ليحملني خَلفه. قَالَت: فَاسْتَحْيَيْت وَعرفت غيرتك. وَفِي رِوَايَة مَحْمُود فَاسْتَحْيَيْت أَن أَسِير مَعَ الرِّجَال. وَذكرت الزبير وغيرته - وَكَانَ أغير النَّاس - فَعرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنِّي قد استحييت، فَمضى، فَجئْت الزبير فَقلت: لَقِيَنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى رَأْسِي النَّوَى وَمَعَهُ نفرٌ من أَصْحَابه، فَأَنَاخَ لأركب فَاسْتَحْيَيْت وَعرفت غيرتك. فَقَالَ: وَالله، لحملك النَّوَى على رَأسك أَشد عَليّ من ركوبك مَعَه. قَالَت: حَتَّى أرسل إِلَيّ أَبُو بكر بعد ذَلِك بخادم، فكفتنى سياسة الْفرس، فَكَأَنَّمَا أعتقتني. وَفِي رِوَايَة مَحْمُود: فَكَأَنَّمَا أعتقني. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن أَسمَاء قَالَت: كنت أخدم الزبير خدمَة الْبَيْت، وَكَانَ لَهُ فرسٌ، وَكنت أسوسه، فَلم يكن من الْخدمَة شَيْء أَشد عَليّ من سياسة الْفرس، كنت أحتش لَهُ، وأقوم عَلَيْهِ، وأسوسه. قَالَت: ثمَّ إِنَّهَا أَصَابَت خَادِمًا، جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبيٌ فَأَعْطَاهَا خَادِمًا. قَالَت: كفتني سياسة الْفرس، فَأَلْقَت عني مُؤْنَته. فَجَاءَنِي رجل فَقَالَ: يَا أم عبد الله، إِنِّي رجل فقيرٌ أردْت أَن أبيع فِي ظلّ دَارك. قَالَت: إِنِّي إِن رخصت لَك أَبى ذَلِك الزبير، فتعال فاطلب إِلَيّ وَالزُّبَيْر شَاهد. فجَاء فَقَالَ: يَا أم عبد الله، إِنِّي رجل فقيرٌ أُرِيد أَن ابيع فِي ظلّ دَارك. فَقَالَت: مَالك بِالْمَدِينَةِ إِلَّا دَاري؟ فَقَالَ لَهَا الزبير: مَالك أَن تمنعي رجلا فَقِيرا. فَكَانَ يَبِيع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 إِلَى أَن كسب، فَبِعْته الْجَارِيَة، فَدخل عَليّ الزبير وَثمنهَا فِي حجري، فَقَالَ: هبيها لي. قَالَت: إِنِّي قد تَصَدَّقت بهَا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ أَبُو ضَمرَة عَن هِشَام عَن أَبِيه: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقطع الزبير أَرضًا من أَمْوَال بني النَّضِير. وَحكى أَبُو مَسْعُود حَدِيث ابْن أبي مليكَة، وَأَن فِيهِ: حملهَا النَّوَى. وَقَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " ارْكَبِي ". وَلَيْسَ فِيمَا عندنَا من كتاب مُسلم فِي حَدِيث ابْن أبي مليكَة هَذَا، وَإِنَّمَا هَذَا الْمَعْنى من حَدِيث عُرْوَة. 3510 - الرَّابِع: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن أَسمَاء أَنَّهَا حملت بِعَبْد الله بن الزبير بِمَكَّة. قَالَت: فَخرجت وَأَنا متم، فَقدمت الْمَدِينَة، فَنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثمَّ أتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَوَضعه فِي حجره، ثمَّ دَعَا بتمرة فمضغها ثمَّ تفل فِي فِيهِ، فَكَانَ أول شَيْء دخل جَوْفه ريق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ حنكه بالتمرة، ثمَّ دَعَا لَهُ وبرك عَلَيْهِ، وَكَانَ أول مَوْلُود ولد فِي الْإِسْلَام. زَاد فِي رِوَايَة إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن أبي أُسَامَة: فَفَرِحُوا بِهِ فَرحا شَدِيدا، لأَنهم قيل لَهُم: إِن الْيَهُود قد سحروكم فَلَا يُولد لكم. 3511 - الْخَامِس: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن امْرَأَته فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن جدَّتهَا أَسمَاء قَالَت: أتيت عَائِشَة وَهِي تصلي، فَقلت: مَا شَأْن النَّاس؟ فَأَشَارَتْ إِلَى السَّمَاء، فَإِذا النَّاس قيام. قَالَت: سُبْحَانَ الله. قلت: آيَة؟ فَأَشَارَتْ برأسها: أَي نعم، فَقُمْت حَتَّى تجلاني الغشي، فَجعلت أصب على رَأْسِي المَاء، فَحَمدَ الله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأثْنى عَلَيْهِ، ثمَّ قَالَ: " مَا من شَيْء كنت لم أره إِلَّا رَأَيْته فِي مقَامي هَذَا، الحديث: 3510 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 حَتَّى الْجنَّة وَالنَّار، وأوحي إِلَيّ أَنكُمْ تفتنون فِي قبوركم مثل - أَو قَرِيبا، لَا أَدْرِي أَي ذَلِك قَالَت أَسمَاء - من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال. فَقَالَ: مَا علمك بِهَذَا الرجل؟ فَأَما الْمُؤمن أَو الموقن - لَا أَدْرِي أَيهمَا قَالَت أَسمَاء، فَيَقُول: هُوَ مُحَمَّد، وَهُوَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، جَاءَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهدى، فأجبنا وَاتَّبَعنَا، هُوَ مُحَمَّد - ثَلَاثًا. فَيُقَال: نم صَالحا، قد علمنَا إِن كنت لموقناً بِهِ. وَأما الْمُنَافِق أَو المرتاب - لَا أَدْرِي أَي ذَلِك قَالَت أَسمَاء - فَيَقُول: لَا أَدْرِي، سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته ". وَفِي حَدِيث زَائِدَة: لقد أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالعتاقة فِي كسوف الشَّمْس. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ أَبُو أُسَامَة حَدثنَا هِشَام قَالَ: أَخْبَرتنِي فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن أَسمَاء قَالَت: فَانْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تجلت الشَّمْس، فَحَمدَ الله بِمَا هُوَ أَهله، ثمَّ قَالَ: " أما بعد ". قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ مَحْمُود - هُوَ ابْن غيلَان - حَدثنَا أَبُو أُسَامَة. . وَذكر نَحْو مَا قدمنَا، وَفِيه قَالَت: فَأطَال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جدا حَتَّى تجلاني الغشي، وَإِلَى جَنْبي قربةٌ فِيهَا مَاء، ففتحتها فَجعلت أصب مِنْهَا على رَأْسِي، فَانْصَرف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد تجلت الشَّمْس، فَخَطب النَّاس، فَحَمدَ الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ: " أما بعد ". ولغط نسوةٌ من الْأَنْصَار، فَانْكَفَأت إلَيْهِنَّ لأسكتهن، فَقلت لعَائِشَة: مَا قَالَ؟ قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من شيءٍ لم أكن رَأَيْته إِلَّا رَأَيْته فِي مقَامي هَذَا حَتَّى الْجنَّة وَالنَّار، وَإنَّهُ قد أُوحِي إِلَيّ أَنكُمْ تفتنون فِي الْقُبُور مثل - أَو قَرِيبا - من فتْنَة الْمَسِيح الدَّجَّال. " ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم إِلَى قَوْله: " سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته " قَالَ هِشَام: فَلَقَد قَالَت لي فَاطِمَة فَمَا وعيته، غير أَنه ذكرت مَا يغلظ عَلَيْهِ. وللبخاري من رِوَايَة عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن أَسمَاء: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى صَلَاة الْكُسُوف، فَقَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ قَامَ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ قَامَ فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع فَأطَال الْقيام، ثمَّ ركع فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع، فَسجدَ فَأطَال السُّجُود، ثمَّ رفع، ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود، ثمَّ انْصَرف فَقَالَ: " قد دنت مني الْجنَّة حَتَّى لَو اجترأت عَلَيْهَا لجئتكم بقطافٍ من قطافها، وَدنت مني النَّار حَتَّى قلت: أَي رب، وَأَنا مَعَهم؟ وَإِذا امْرَأَة - حسبت أَنه قَالَ - تخدشها هرةٌ، قلت: مَا شَأْن هَذِه؟ قَالُوا: حبستها حَتَّى مَاتَت جوعا، لَا أطعمتها وَلَا أرسلتها تَأْكُل. قَالَ: حسبت أَنه قَالَ: من خشيش الأَرْض أَو خشَاش الأَرْض ". قَالَ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ: وَالصَّحِيح: أَو أَنا مَعَهم؟ " قَالَ: وَقد يستخف إِسْقَاط ألف الِاسْتِفْهَام فِي مَوَاضِع. وَلمُسلم من رِوَايَة صَفِيَّة بنت شيبَة عَن أَسمَاء قَالَت: كسفت الشَّمْس على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَفَزعَ فَأَخْطَأَ بدرع. وَفِي رِوَايَة ابْن جريج: فَأخذ درعاً، حَتَّى أدْرك بردائه بعد ذَلِك، قَالَت: فَقضيت حَاجَتي، ثمَّ جِئْت وَدخلت الْمَسْجِد، فَرَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَائِما، فَقُمْت مَعَه، فَأطَال الْقيام حَتَّى رَأَيْتنِي أُرِيد أَن أَجْلِس، ثمَّ ألتفت إِلَى الْمَرْأَة الضعيفة فَأَقُول: هَذِه أَضْعَف مني فأقوم، فَرَكَعَ فَأطَال الرُّكُوع، ثمَّ رفع رَأسه فَأطَال الْقيام، حَتَّى لَو أَن رجلا جَاءَ خيل إِلَيْهِ أَنه لم يرْكَع. وَمن رِوَايَة سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة قَالَ: لَا تقل كسفت، وَلَكِن قل خسفت الشَّمْس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 3512 - السَّادِس: عَن هِشَام عَن فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن أَسمَاء بنت أبي بكر قَالَت: نحرنا على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرسا فأكلناه. كَذَا فِي رِوَايَة سُفْيَان وَجَرِير وَعبد الله بن نمير وَحَفْص بن غياث ووكيع بن الْجراح عَن هِشَام: نحرنا. وَفِي رِوَايَة عَبدة عَن هِشَام: ذبحنا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرسا وَنحن بِالْمَدِينَةِ فأكلناه. قَالَ البُخَارِيّ: تَابعه وَكِيع وَابْن عُيَيْنَة عَن هِشَام فِي النَّحْر. 3513 - السَّابِع: عَن هِشَام عَن فَاطِمَة عَن أَسمَاء أَن امْرَأَة قَالَت: يَا رَسُول الله، إِن لي ضرَّة، فَهَل عَليّ من جنَاح إِن تشبعت من زَوجي غير الَّذِي يعطيني؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " المتشبع بِمَا لم يُعْط كلابس ثوبي زور ". وَفِي حَدِيث وَكِيع وَعَبدَة بن هِشَام: أَن امراة قَالَت: يَا رَسُول الله، أَقُول: إِن زَوجي أَعْطَانِي مَا لم يُعْطِنِي. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ... . وَذكر مثله. 3514 - الثَّامِن: عَن هِشَام عَن امْرَأَته فَاطِمَة عَن أَسمَاء: أَن امْرَأَة سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إِن ابْنَتي أصابتها الحصبة فامرق شعرهَا، وَإِنِّي زوجتها، أفأصل فِيهِ؟ فَقَالَ: " لعن الله الْوَاصِلَة والموصولة ". وَفِي رِوَايَة آدم عَن شُعْبَة أَن أَسمَاء قَالَت: لعن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة ". وَفِي رِوَايَة أبي مُعَاوِيَة عَن هِشَام أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لعن الله الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة ". الحديث: 3512 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث صَفِيَّة بنت شيبَة عَن أَسمَاء، وَفِيه: فسب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة وَفِي حَدِيث وهيب: فَنَهَاهَا. 3515 - التَّاسِع: عَن هِشَام عَن فَاطِمَة: أَن أَسمَاء كَانَت إِذا أتيت بِالْمَرْأَةِ قد حمت تَدْعُو لَهَا، أخذت المَاء فصبته بَينهَا وَبَين جيبها وَقَالَت: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْمُرنَا أَن نبردها بِالْمَاءِ. وَفِي حَدِيث عَبدة بن سُلَيْمَان عَن هِشَام أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " أبردوها بِالْمَاءِ " وَقَالَ: " إِنَّهَا من فيح جَهَنَّم ". 3516 - الْعَاشِر: عَن هِشَام عَن فَاطِمَة عَن أَسمَاء قَالَت: جَاءَت امرأةٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: إحدانا يُصِيب ثوبها من دم الْحَيْضَة، كَيفَ تصنع بِهِ؟ قَالَ: " تَحْتَهُ، ثمَّ تقرصه بِالْمَاءِ، ثمَّ تنضحه، ثمَّ تصلي فِيهِ ". 3517 - الْحَادِي عشر: عَن هِشَام عَن فَاطِمَة عَن أَسمَاء قَالَت: قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " لَا توكي فيوكي عَلَيْك ". وَفِي رِوَايَة عُثْمَان بن أبي شيبَة: لَا تحصي فيحصي الله عَلَيْك ". وَفِي رِوَايَة حَفْص بن غياث عَن هِشَام: أنفقي - أَو انضحي، أَو انفحي - وَلَا تحصي فيحصي الله عَلَيْك، وَلَا توعي فيوعي الله عَلَيْك ". وَفِي رِوَايَة عبد الله بن نمير عَن هِشَام: أنفقي وَلَا تحصي فيحصي الله عَلَيْك، وَلَا توعي فيوعي الله عَلَيْك ". الحديث: 3515 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن حَازِم عَن هِشَام عَن عباد بن حَمْزَة وَعَن فَاطِمَة جَمِيعًا عَن أَسمَاء قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم " انفحي أَو انضحي أَو أنفقي وَلَا تحصي فيحصي الله عَلَيْك، وَلَا توعي فيوعي الله عَلَيْك ". وَفِي رِوَايَة مُحَمَّد بن بشر عَن هِشَام عَن عباد بن حَمْزَة وَحده عَن أَسمَاء أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهَا نَحوه. وَلَهُمَا من رِوَايَة عباد بن عبد الله بن الزبير عَن أَسمَاء قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله، مَالِي مالٌ إِلَّا مَا أَدخل عَليّ الزبير، أفأتصدق؟ قَالَ: " تصدقي، وَلَا توعي فيوعي عَلَيْك ". وَفِيه من رِوَايَة حجاج بن مُحَمَّد عَن ابْن جريج: أَنَّهَا جَاءَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: " يَا نَبِي الله، لَيْسَ لي شَيْء إِلَّا مَا أَدخل عَليّ الزبير، فَهَل عَليّ جناحٌ أَن أرضخ مِمَّا يدْخل عَليّ؟ فَقَالَ: " ارضخي مَا اسْتَطَعْت وَلَا توعي فيوعي الله عَلَيْك ". قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي: وَقيل: هُوَ عباد بن حَمْزَة بن عبد الله بن الزبير. 3518 - الثَّانِي عشر: عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة عَن أَسمَاء قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِنِّي على الْحَوْض حَتَّى أنظر من يرد عَليّ مِنْكُم، وسيؤخذ ناسٌ دوني فَأَقُول: يَا رب، مني وَمن أمتِي، فَيُقَال: هَل شَعرت مَا عمِلُوا بعْدك؟ وَالله مَا برحوا يرجعُونَ على أَعْقَابهم " فَكَانَ ابْن أبي مليكَة يَقُول: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذ بك أَن نرْجِع على أعقابنا، أَو أَن نفتن عَن ديننَا. 3519 - الثَّالِث عشر: عَن عبد الله مُوسَى أَسمَاء: أَنه كَانَ يسمع أَسمَاء تَقول الحديث: 3518 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 كلما مرت بالحجون: صلى الله على رَسُوله، لقد نزلنَا مَعَه هَا هُنَا وَنحن خفاف الحقائب، قليلٌ ظهرنا، قليلةٌ أزوادنا، فاعتمرت أَنا وأختي عَائِشَة وَالزُّبَيْر وَفُلَان، فَلَمَّا مسحنا أَحللنَا ثمَّ أَهْلَلْنَا من الْعشي بِالْحَجِّ. 3520 - الرَّابِع عشر: عَن عبد الله مولى أَسمَاء عَن أَسمَاء: أَنَّهَا نزلت لَيْلَة جمع عِنْد الْمزْدَلِفَة، فَقَامَتْ تصلي، فصلت سَاعَة ثمَّ قَالَت: يَا بني، هَل غَابَ الْقَمَر؟ قلت: لَا ثمَّ صلت سَاعَة ثمَّ قَالَت: هَل غَابَ الْقَمَر؟ قلت: نعم. قَالَت: فارتحلوا، فارتحلنا، فمضينا حَتَّى رمت الْجَمْرَة، ثمَّ رجعت فصلت الصُّبْح فِي منزلهَا، فَقلت: يَا هنتاه، مَا أرانا إِلَّا قد غلسنا. قَالَت: يَا بني، إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اذن للظعن. وَفِي رِوَايَة عِيسَى بن يُونُس عَن ابْن جريج: أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أذن لظعنه. أَفْرَاد البُخَارِيّ 3521 - عَن هِشَام عَن أَبِيه، وَعَن فَاطِمَة عَن أَسمَاء قلت: صنعت سفرة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت أبي بكر حِين أَرَادَ أَن يُهَاجر إِلَى الْمَدِينَة. قَالَت: فَلم نجد لسفرته وَلَا لسقائه مَا نربطهما بِهِ. فَقلت لأبي بكر: وَالله مَا أجد شَيْئا أربط بِهِ إِلَّا نطاقي. قَالَ: فشقيه بِاثْنَيْنِ، فاربطي بواحدٍ السقاء، وبواحد السفرة، فَفعلت، فَلذَلِك سميت ذَات النطاقين. وَعَن هِشَام عَن أَبِيه ووهب بن كيسَان قَالَ: كَانَ أهل الشَّام يعيرون ابْن الزبير، يَقُولُونَ: يَا ابْن ذَات النطاقين. فَقَالَت أَسمَاء: يَا بني، يعيرونك بالنطاقين، هَل تَدْرِي مَا النطاقان؟ إِنَّمَا كَانَ نطاقي شققته نِصْفَيْنِ، فأوكيت قربَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحديث: 3520 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 بِأَحَدِهِمَا، وَجعلت فِي سفرته آخر. قَالَ: وَكَانَ أهل الشَّام إِذا عيروه بالنطاقين يَقُول: إيها وَالله، " تِلْكَ شكاةٌ ظَاهر عَنْك عارها ". 3522 - الثَّانِي: أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا فَقَالَ: وَقَالَ اللَّيْث: كتب إِلَيّ هِشَام عَن أَبِيه عَن أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهَا قَالَت: رَأَيْت زيد بن عَمْرو بن نفَيْل قَائِما مُسْندًا ظَهره إِلَى الْكَعْبَة، يَقُول: يَا معشر قُرَيْش، وَالله مَا مِنْكُم على دين إِبْرَاهِيم غَيْرِي، وَكَانَ يحيي المؤودة، يَقُول للرجل إِذا أَرَادَ أَن يقتل ابْنَته: لَا تقتلها، أَنا أكفيك مؤنتها، فيأخذها، فَإِذا ترعرعت قَالَ لأَبِيهَا: إِن شِئْت دفعتها إِلَيْك، وَإِن شِئْت كفيتك مؤنتها. 3523 - الثَّالِث: عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة أَسمَاء قَالَت: قَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَطِيبًا، فَذكر فتْنَة الْقَبْر، يفتتن فِيهَا الْمَرْء، فَلَمَّا ذكر ذَلِك ضج الْمُسلمُونَ ضجةً. لم يزدْ البُخَارِيّ فِيمَا عندنَا من كِتَابه على هَذَا. وَتَمَامه عِنْد أبي بكر أَحْمد بن إِبْرَاهِيم الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي بكر البرقاني، من حَدِيث ابْن وهب عَن يُونُس: ضج الْمُسلمُونَ ضجةً حَالَتْ بيني وَبَين أَن أفهم آخر كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَلَمَّا سكنت ضجتهم قلت لرجلٍ قريب مني: أَي، بَارك الله فِيك، مَاذَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي آخر قَوْله؟ قَالَ: قَالَ: " قد أُوحِي إِلَيّ أَنكُمْ تفتنون فِي الْقُبُور قَرِيبا من فتْنَة الدَّجَّال ". 3524 - الرَّابِع: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن فَاطِمَة عَن أَسمَاء قَالَت: أفطرنا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم غيم، ثمَّ طلعت الشَّمْس. قيل لهشام: فَأمروا بِالْقضَاءِ؟ قَالَ: بدٌّ من قَضَاء. وَقَالَ معمر: سَمِعت هشاماً يَقُول: لَا أَدْرِي: أقضوا أم لَا؟ ". الحديث: 3522 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 أَفْرَاد مُسلم 3525 - الحَدِيث الأول: عَن مُسلم القري قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن مُتْعَة الْحَج، فَرخص فِيهَا، وَكَانَ ابْن الزبير ينْهَى عَنْهَا، فَقَالَ: هَذِه أم ابْن الزبير تحدث أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رخص فِيهَا، فادخلوا عَلَيْهَا فاسألوها. قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَيْهَا فَإِذا هِيَ امْرَأَة ضخمة عمياء، فَقَالَت: قد رخص رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا. وَأما عبد الرَّحْمَن بن مهْدي فَفِي حَدِيثه: الْمُتْعَة، وَلم يقل: مُتْعَة الْحَج. وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر قَالَ شُعْبَة: قَالَ مُسلم - يَعْنِي القري: لَا أَدْرِي مُتْعَة الْحَج أَو مُتْعَة النِّسَاء. وَهَذَا أَيْضا يذكر فِي تَرْجَمَة ابْن عَبَّاس عَن أَسمَاء. وَلَيْسَ لعبد الله بن عَبَّاس عَن أَسمَاء، وَلَا لمُسلم القري عَنْهَا فِي الصَّحِيح غَيره. 3526 - الثَّانِي: عَن عبد الله مولى أَسمَاء - وَكَانَ خَال ولد عَطاء قَالَ: أرسلتني أَسمَاء إِلَى عبد الله بن عمر فَقَالَت: بَلغنِي أَنَّك تحرم أَشْيَاء ثَلَاثَة: الْعلم فِي الثَّوْب، وميثرة الأرجوان، وَصَوْم رَجَب كُله. فَقَالَ لي عبد الله: اما مَا ذكرت من رَجَب، فَكيف بِمن يَصُوم الْأَبَد؟ وَأما مَا ذكرت من الْعلم فِي الثَّوْب، فَإِنِّي سَمِعت عمر بن الْخطاب يَقُول: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِنَّمَا يلبس الْحَرِير من لَا خلاق لَهُ " فَخفت أَن يكون الْعلم مِنْهُ. وَأما ميثرة الأرجوان فَهَذِهِ ميثرة عبد الله، فَإِذا هِيَ أرجوان، فَرَجَعت إِلَى أَسمَاء فخبرتها، فَقَالَت: هَذِه جُبَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأخرجت إِلَيّ جُبَّة طيالسةٍ كسروانية لَهَا لبنة ديباج، وفرجيها الحديث: 3525 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 مكفوفين بالديباج، فَقَالَت: هَذِه كَانَت عِنْد عَائِشَة حَتَّى قبضت، فَلَمَّا قبضت قبضتها، وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يلبسهَا، فَنحْن نغسلهَا للمرضى، يستشفى بهَا. وَهَذَا أَيْضا يدْخل فِي مُسْند عمر. 3527 - الثَّالِث: عَن صَفِيَّة بنت شيبَة عَن أَسمَاء قَالَت: خرجنَا محرمين، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من كَانَ مَعَه هديٌ فَليقمْ على إِحْرَامه، وَمن لم يكن مَعَه هديٌ فليحلل " فَلم يكن معي هديٌ، فحللت، وَكَانَ مَعَ الزبير هديٌ فَلم يحلل. قَالَت: فَلبِست ثِيَابِي ثمَّ خرجت إِلَى الزبير، فَقَالَ: قومِي عني، فَقلت: أتخشى أَن أثب عَلَيْك. وَأول حَدِيث وهيب بن خَالِد: قدمنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مهلين بِالْحَجِّ. . ثمَّ ذكر نَحوه غير أَنه قَالَ: استرخى عني، استرخي عني. 3528 - الرَّابِع: عَن أبي نَوْفَل مُعَاوِيَة بن مُسلم بن أبي عقرب قَالَ: رَأَيْت عبد الله بن الزبير على عقبَة الْمَدِينَة. قَالَ: فَجعلت قُرَيْش تمر عَلَيْهِ وَالنَّاس، حَتَّى مر عَلَيْهِ عبد الله بن عمر، فَوقف عَلَيْهِ فَقَالَ: السَّلَام عَلَيْك أَبَا خبيبٍ، السَّلَام عَلَيْك أَبَا خبيب، السَّلَام عَلَيْك أَبَا خبيب. أما وَالله لقد كنت أَنهَاك عَن هَذَا، أما وَالله لقد كنت أَنهَاك عَن هَذَا، أما وَالله لقد كنت أَنهَاك عَن هَذَا. أما وَالله إِن كنت مَا علمت صواماً، قواماً، وصُولا للحرم، أما وَالله لأمةٌ أَنْت شَرها لأمه سوء. ثمَّ نفذ عبد الله بن عمر. فَبلغ الْحجَّاج موقف عبد الله وَقَوله، فَأرْسل إِلَيْهِ، فَأنْزل عَن جذعه، فألقي فِي قُبُور الْيَهُود، ثمَّ أرسل إِلَى أمه أَسمَاء بنت ابي بكر فَأَبت أَن تَأتيه، فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُول: لتَأْتِيني أَو لَأَبْعَثَن إِلَيْك من يسحبك بقرونك. الحديث: 3527 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 قَالَ: فَأَبت، وَقَالَت: وَالله لَا آتِيك حَتَّى تبْعَث إِلَيّ من يسحبني بقروني قَالَ: فَقَالَ: أروني سبتي. فَأخذ نَعْلَيْه ثمَّ انْطلق يتوذف حَتَّى دخل عَلَيْهَا فَقَالَ: كَيفَ رَأَيْتنِي صنعت بعدو الله؟ قَالَت: رَأَيْتُك أفسدت عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وأفسد عَلَيْك آخرتك. بَلغنِي أَنَّك تَقول: يَا ابْن ذَات النطاقين، أَنا وَالله ذَات النطاقين، أما أَحدهمَا فَكنت أرفع بِهِ طَعَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَطَعَام أبي بكر رَضِي الله عَنهُ من الدَّوَابّ، وَأما الاخر فنطاق الْمَرْأَة الَّتِي لَا تَسْتَغْنِي عَنهُ. أما إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدثنَا: " أَن فِي ثَقِيف كذابا ومبيراً ". وَأما الْكذَّاب فرأيناه، وَأما المبير فَلَا إخالك إِلَّا إِيَّاه. قَالَ: فَقَامَ عَنْهَا وَلم يُرَاجِعهَا. (225) أم كُلْثُوم بنت عقبَة بن أبي معيط وَكَانَت من الْمُهَاجِرَات الأول اللَّاتِي بايعن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، رَضِي الله عَنْهَا. // حَدِيث وَاحِد مُتَّفق عَلَيْهِ //: 3529 - من رِوَايَة حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف ابْنهَا عَنْهَا: أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لَيْسَ الْكذَّاب الَّذِي يصلح بَين النَّاس فينمي خيرا أَو يَقُول خيرا ". إِلَى هُنَا عِنْد البُخَارِيّ من حَدِيث عبد الْعَزِيز بن عبد الله عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن صَالح عَن الزُّهْرِيّ. وَكَذَا عِنْد مُسلم من رِوَايَة معمر عَن الزُّهْرِيّ. الحديث: 3529 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 زَاد عِنْد مُسلم من رِوَايَة يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن صَالح عَن الزُّهْرِيّ عَن حميد، قَالَت: وَلم أسمعهُ يرخص فِي شَيْء مِمَّا يَقُول النَّاس إِلَّا فِي ثَلَاث: تَعْنِي الْحَرْب، والإصلاح بَين النَّاس، وَحَدِيث الرجل امْرَأَته وَحَدِيث المراة زَوجهَا. ادرجه على مَا قبله. وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد عَن الزُّهْرِيّ: قَالَ ابْن شهَاب: وَلم أسمع يرخص فِي شَيْء مِمَّا يَقُول النَّاس كذبٌ إِلَّا فِي ثَلَاث، وَذكر الثَّلَاث. جعل يُونُس هَذِه الزِّيَادَة من قَول ابْن شهَاب. (226) أم قيس بنت مُحصن الأَسدِية أَسد خُزَيْمَة، رَضِي الله عَنْهَا وَكَانَت من الأول اللَّاتِي بايعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهِي أُخْت عكاشة بن مُحصن. // حديثان مُتَّفق عَلَيْهِمَا //: 3530 - أَحدهمَا: من رِوَايَة عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَنْهَا: أَنَّهَا أَتَت بابنٍ لَهَا صَغِير - لم يَأْكُل الطَّعَام - إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فأجلسه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجره، فَبَال على ثَوْبه، فَدَعَا بماءٍ فنضحه وَلم يغسلهُ. لفظ حَدِيث البُخَارِيّ من طَرِيق مَالك. وَفِي حَدِيث يُونُس بن يزِيد نَحوه. وَقَالَ فِي حَدِيث اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ: فَلم يزدْ على أَن نضح بِالْمَاءِ. وَفِي حَدِيث ابْن عُيَيْنَة: فَدَعَا بِمَاء فرشه. الحديث: 3530 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 3531 - الثَّانِي: من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله أَيْضا عَن أم قيس أَنَّهَا قَالَت: دخلت بابنٍ لي على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أعلقت عَلَيْهِ من الْعذرَة.، فَقَالَ: " علام تدغرن أَوْلَادكُنَّ بِهَذَا العلاق؟ عليكن بِهَذَا الْعود الْهِنْدِيّ، فَإِن فِيهِ سَبْعَة أشفيةٍ، مِنْهَا ذَات الْجنب، يستعط من الْعذرَة، ويلد من ذَات الْجنب ". قَالَ سُفْيَان: فَسمِعت الزُّهْرِيّ يَقُول: بَين لنا اثْنَتَيْنِ وَلم يبين لنا خمْسا. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ يُونُس وَإِسْحَاق بن رَاشد عَن الزُّهْرِيّ: علقت عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان: وَقد أعلقت من الْعذرَة، وَلم يذكر: عَلَيْهِ. وَفِي رِوَايَة عتاب بن بشير: فَقَالَ: اتَّقوا الله، علام تدغرن أَوْلَادكُنَّ بِهَذَا الإعلاق ". قَالَ عَليّ: فَقلت لِسُفْيَان: فَإِن معمراً يَقُول: أعلقت عَلَيْهِ. قَالَ: لم يحفظ، إِنَّمَا قَالَ: أعلقت عَنهُ، حفظته من فِي الزُّهْرِيّ. وَوصف سُفْيَان الْغُلَام يحنك بالإصبع، وَأدْخل سُفْيَان إصبعه فِي حنكه وَقَالَ: إِنَّمَا يَعْنِي رفع حنكه بإصبعه. وَفِي حَدِيث حَرْمَلَة عَن ابْن وهب: قَالَ يُونُس: أعلقت: غمزت، فَهِيَ تخَاف أَن يكون بِهِ عذرة. وَفِيه: " عَلَيْكُم بِهَذَا الْعود الْهِنْدِيّ " يَعْنِي بِهِ الكست. قَالَ البُخَارِيّ: والقسط الْهِنْدِيّ البحري والكسط، مثل الكافور والقافور، وَمثل {كشطت} [التكوير] نزعت. وَقَرَأَ عبد الله (قشطت) . الحديث: 3531 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 (227) زَيْنَب بنت أبي سَلمَة ربيبة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرَضي الله عَنْهَا حَدِيث للْبُخَارِيّ جمع حديثين: 3532 - من رِوَايَة كُلَيْب بن وائلٍ قَالَ: حَدَّثتنِي ربيبة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب بنت أبي سَلمَة، قَالَ: قلت لَهَا: أَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أَكَانَ من مُضر؟ قَالَت: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا من مُضر، من بني النَّضر بن كنَانَة. وَفِي رِوَايَة مُوسَى عَن عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَن كُلَيْب قَالَ: حَدَّثتنِي ربيبة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - وأظنها زَيْنَب - قَالَت: نهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الدُّبَّاء والحنتم والمقير والمزفت. وَقلت لَهَا: أَخْبِرِينِي، النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِمَّن كَانَ، من مُضر كَانَ؟ قَالَت: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا من مُضر، كَانَ من ولد النَّضر بن كنَانَة. حَدِيث لمُسلم: 3533 - من رِوَايَة مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء قَالَ: سميت ابْنَتي برة، فَقَالَت لي زَيْنَب بنت أبي سَلمَة: إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن هَذَا الِاسْم، وَسميت برة، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تزكوا أَنفسكُم، الله أعلم بِأَهْل الْبر مِنْكُم " فَقَالُوا: بِمَ نسميها؟ قَالَ: " سَموهَا زَيْنَب ". وَفِي حَدِيث الْوَلِيد بن كثير عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء قَالَ: حَدَّثتنِي زَيْنَب بنت أبي سَلمَة قَالَت: كَانَ اسْمِي برة، فسماني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب. قَالَ: وَدخلت عَلَيْهِ زَيْنَب بنت جحش وَاسْمهَا برة، فسماها زَيْنَب. الحديث: 3532 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 (228) فَاطِمَة بنت قيس رَضِي الله عَنْهَا قد تقدم لَهَا فِي مُسْند عَائِشَة حَدِيث الْقَاسِم بن مُحَمَّد وَسليمَان بن يسَار، فِي قَول فَاطِمَة: لَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة، وانتقالها، وإنكار عَائِشَة لذَلِك. وَلمُسلم ثَلَاثَة أَحَادِيث: 3534 - الأول مِنْهَا: عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت: قلت: يَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، زَوجي طَلقنِي ثَلَاثًا، وأخاف أَن يقتحم عَليّ، فَأمرهَا فتحولت. 3535 - الثَّانِي: عَن أبي سَلمَة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن فَاطِمَة بنت قيس: أَن أَبَا عَمْرو بن حَفْص طَلقهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِب، فَأرْسل إِلَيْهَا وَكيله بشعير فسخطته، فَقَالَ: وَالله مَا لَك علينا من شَيْء. فَجَاءَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " لَيْسَ لَك عَلَيْهِ نَفَقَة " فَأمرهَا أَن تَعْتَد فِي بَيت أم شريك، ثمَّ قَالَ: " تِلْكَ امرأةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي، اعْتدي عِنْد ابْن أم مَكْتُوم، فَإِنَّهُ رجل أعمى، تَضَعِينَ ثِيَابك، فَإِذا حللت فآذنيني " قَالَت: فَلَمَّا حللت ذكرت لَهُ أَن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَأَبا جهم خطباني، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما أَبُو الجهم فَلَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه، وَأما مُعَاوِيَة فصعلوك لَا مَال لَهُ. انكحى أُسَامَة بن زيد " فَكَرِهته، ثمَّ قَالَ: " انكحي أُسَامَة " فنكحته، فَجعل الله فِيهِ خيرا، واغتبطت. وَفِي حَدِيث أبي حَازِم عَن أبي سَلمَة عَن فَاطِمَة: أَنه طَلقهَا زَوجهَا فِي عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ أنْفق عَلَيْهَا نَفَقَة دوناً. فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِك قَالَت: وَالله لأعلمن الحديث: 3534 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَإِن كَانَت لي نَفَقَة أخذت الَّذِي يصلحني، وَإِن لم تكن لي نَفَقَة لم آخذ مِنْهُ شَيْئا. قَالَت: فَذكرت ذَلِك لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " لَا نَفَقَة لَك وَلَا سُكْنى ". وَفِي رِوَايَة يحيى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة: أَن فَاطِمَة بنت قيس أُخْت الضَّحَّاك بن قيس أخْبرته: ان أَبَا حَفْص بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي طَلقهَا ثَلَاثًا، ثمَّ انْطلق إِلَى الْيمن، فَقَالَ لَهَا أَهله: لَيْسَ لَك علينا نَفَقَة، فَانْطَلق خَالِد بن الْوَلِيد فِي نفرٍ فَأتوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بَيت مَيْمُونَة، فَقَالُوا:: إِن أَبَا حَفْص طلق امْرَأَته ثَلَاثًا، فَهَل لَهَا من نَفَقَة؟ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَيْسَ لَهَا نَفَقَة، وَعَلَيْهَا الْعدة ". وَأرْسل إِلَيْهَا: " أَن لَا تسبقيني بِنَفْسِك وَفِيه: فَلَمَّا مَضَت عدتهَا أنْكحهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة. وَفِي حَدِيث صَالح وَعقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة: أَن فَاطِمَة أخْبرته: أَنَّهَا كَانَت تَحت أبي عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة، فَطلقهَا آخر ثَلَاث تَطْلِيقَات، فَزَعَمت أَنَّهَا جَاءَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تستفتيه فِي خُرُوجهَا من بَيتهَا، فَأمرهَا أَن تنْتَقل إِلَى ابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى، فَأبى مَرْوَان أَن يصدقهُ فِي خُرُوج الْمُطلقَة من بَيتهَا، وَقَالَ عُرْوَة: إِن عَائِشَة أنْكرت ذَلِك على فَاطِمَة بنت قيس. وَلمُسلم من حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة: أَن أَبَا عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة خرج مَعَ عَليّ بن أبي طَالب إِلَى الْيمن، فَأرْسل إِلَى امْرَأَته فَاطِمَة بنت قيس بتطليقه بقيت من طَلاقهَا، فَأمرهَا الْحَارِث بن هِشَام وَعَيَّاش ابْن أبي ربيعَة بِنَفَقَة، فَقَالَا لَهَا: وَالله مَا لَك نَفَقَة إِلَّا أَن تَكُونِي حَامِلا، فَأَتَت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكرت لَهُ قَوْلهمَا، فَقَالَ: " لَا نَفَقَة لَك " فاستأذنته فِي الِانْتِقَال فَأذن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 لَهَا، فَقَالَت: أَيْن يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " إِلَى ابْن أم مَكْتُوم " وَكَانَ أعمى، تضع ثِيَابهَا عِنْده وَلَا يرهَا، فَلَمَّا مَضَت عدتهَا أنْكحهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُسَامَة بن زيد، فَأرْسل لَهَا مَرْوَان قبيصَة بن ذُؤَيْب يسْأَلهَا عَن الحَدِيث، فَحَدَّثته بِهِ، فَقَالَ مَرْوَان: لم نسْمع هَذَا الحَدِيث إِلَّا من امْرَأَة، سنأخذ بالعصمة الَّتِي وجدنَا النَّاس عَلَيْهَا. فَقَالَت فَاطِمَة حِين بلغَهَا قَول مَرْوَان: بيني وَبَيْنكُم الْقُرْآن، قَالَ الله عز وَجل: {لَا تخرجوهن من بُيُوتهنَّ} [الطَّلَاق] قَالَت: هَذِه لمن كَانَت لَهُ مُرَاجعَة، فَأَي أمرٍ يحدث بعد الثَّلَاث؟ فَكيف تَقولُونَ: لَا نَفَقَة لَهَا إِذا لم تكن حَامِلا؟ فعلام تحبسونها. قَالَ أَبُو مَسْعُود إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي: حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بِقصَّة طَلَاق فَاطِمَة مُرْسل. وَفِي حَدِيث أبي عَمْرو عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ قَالَ: دخلت على فَاطِمَة بنت قيس فسألتها عَن قَضَاء رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهَا، فَقَالَت: طَلقهَا زَوجهَا الْبَتَّةَ، فَقَالَت: فَخَاصَمته إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي السكن وَالنَّفقَة، قَالَت: فَلم يَجْعَل لي سُكْنى وَلَا نَفَقَة، وَأَمرَنِي أَن أَعْتَد فِي بَيت ابْن أم مَكْتُوم. وَفِي حَدِيث سيار أبي الحكم عَن الشّعبِيّ قَالَ: دَخَلنَا على فَاطِمَة بنت قيس، فأتحفتنا برطب ابْن طَابَ، وسقتنا سويقٍ سلت، فسألتها عَن الْمُطلقَة ثَلَاثًا، أَيْن تَعْتَد؟ قَالَت: طَلقنِي بعلي ثَلَاثًا، فَأذن لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن أَعْتَد فِي أَهلِي. وَفِي رِوَايَة سَلمَة بن كهيل عَن الشّعبِيّ عَن فَاطِمَة بنت قيس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمُطلقَة ثَلَاثًا قَالَ: " لَيْسَ لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة ". وَفِي رِوَايَة عمار بن زُرَيْق عَن أبي إِسْحَاق عَن الشّعبِيّ: أَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت: طَلقنِي زَوجي ثَلَاثًا، فَأَرَدْت النقلَة، فَأتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " انْتَقِلِي إِلَى بَيت ابْن عمك عَمْرو ابْن أم مَكْتُوم ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 وَمن رِوَايَة عمَارَة بن زُرَيْق أَيْضا عَن أبي إِسْحَاق قَالَ: كنت مَعَ الْأسود بن يزِيد جَالِسا فِي الْمَسْجِد الْأَعْظَم ومعنا الشّعبِيّ، فَحدث الشّعبِيّ بِحَدِيث فَاطِمَة بنت قيس أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَجْعَل لَهَا سُكْنى وَلَا نَفَقَة، فَأخذ الْأسود كفا من حَصى فَحَصَبه بِهِ وَقَالَ: وَيلك، أتحدث بِمثل هَذَا؟ قَالَ عمر: لَا نَتْرُك كتاب الله وَسنة نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقَوْل امْرَأَة لَا نَدْرِي لَعَلَّهَا حفظت أَو نسيت، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفقَة، قَالَ الله عز وَجل: {لَا تخرجوهن من بُيُوتهنَّ وَلَا يخْرجن إِلَّا أَن يَأْتِين بِفَاحِشَة} [سُورَة الطَّلَاق] . وَفِي حَدِيث أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم بن صخير الْعَدوي عَن فَاطِمَة بنت قيس: أَن زَوجهَا طَلقهَا ثَلَاثًا، فَلم يَجْعَل لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُكْنى وَلَا نَفَقَة، وَقَالَت: قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا حللت فآذنيني " فآذنته، فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَة وَأَبُو جهم وَأُسَامَة بن زيد، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما مُعَاوِيَة فَرجل تربٌ لَا مَال لَهُ، وَأما أَبُو جهم فَرجل ضراب للنِّسَاء، وَلَكِن أُسَامَة ". فَقَالَت بِيَدِهَا هَكَذَا: أُسَامَة، أُسَامَة. فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " طَاعَة الله وَطَاعَة رَسُوله خيرٌ لَك " فتزوجته، فاغتبطت. وَفِي رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن سُفْيَان أَنَّهَا قَالَت: أرسل إِلَيّ زَوجي أَبُو عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة عَيَّاش بن أبي ربيعَة بطلاقي، وَأرْسل مَعَه بِخَمْسَة آصَع تمرٍ، وَخَمْسَة آصَع شعيرٍ، فَقلت: أما لي نَفَقَة إِلَّا هَذَا، وَلَا أَعْتَد فِي منزلكم؟ قَالَ: لَا، فشددت عَليّ ثِيَابِي، وأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " كم طَلَّقَك؟ " فَقلت: ثَلَاثًا. قَالَ: " صدق، لَيْسَ لَك نَفَقَة، اعْتدي فِي بَيت ابْن عمك ابْن أم مَكْتُوم " ثمَّ ذكر بَاقِي الحَدِيث فِيمَن خطبهَا، وَفِيه: " وَلَكِن عَلَيْك بأسامة بن زيد ". وَفِي رِوَايَة أبي عَاصِم عَن الثَّوْريّ عَن ابْن صخير قَالَ: دخلت أَنا وَأَبُو سَلمَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 283 ابْن عبد الرَّحْمَن على فَاطِمَة بنت قيس فسألناها فَقَالَت: كنت عِنْد أبي عَمْرو بن حَفْص بن الْمُغيرَة، فَخرج فِي غَزْوَة نَجْرَان ... . . وسَاق الحَدِيث، وَفِي آخِره فِي ذكر أُسَامَة: قَالَت: فتزوجته، فشرفني الله بِأبي زيد، وكرمني بِأبي زيد. وَفِي رِوَايَة شُعْبَة عَن أبي بكر بن أبي الجهم قَالَ: دخلت أَنا وَأَبُو سَلمَة على فَاطِمَة بنت قيس زمن ابْن الزبير، فحدثتنا أَن زَوجهَا طَلقهَا طَلَاقا باتاً، وَذكر الحَدِيث بِنَحْوِ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ. وَفِي رِوَايَة عبد الله الْبَهِي عَن فَاطِمَة بنت قيس قَالَت: طَلقنِي زَوجي ثَلَاثًا، فَلم يَجْعَل لي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُكْنى وَلَا نَفَقَة. 3536 - الثَّالِث: حَدِيث الْجَسَّاسَة. عَن عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ - شعب هَمدَان - أَنه سَأَلَ فَاطِمَة بنت قيس، أُخْت الضَّحَّاك بن قيس - وَكَانَت من الْمُهَاجِرَات الأول، فَقَالَ: حدثيني حَدِيثا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تسنديه إِلَى أحد غَيره. فَقَالَت: لَئِن شِئْت لَأَفْعَلَنَّ. فَقَالَ لَهَا: أجل، حدثيني، فَقَالَت: نكحت ابْن الْمُغيرَة وَهُوَ من خِيَار شباب قُرَيْش يومئذٍ، فأصيب فِي أول الْجِهَاد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. فَلَمَّا تأيمت خطبني عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي نفر من أَصْحَاب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وخطبني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَوْلَاهُ أُسَامَة بن زيد، وَكنت قد حدثت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " من أَحبَّنِي فليحب أُسَامَة " فَلَمَّا كلمني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت: أَمْرِي بِيَدِك، فأنكحني من شِئْت. فَقَالَ: " انْتَقِلِي إِلَى أم شريك " وَأم شريك امْرَأَة غنية من الْأَنْصَار، عَظِيمَة النَّفَقَة فِي سَبِيل الله، ينزل عَلَيْهَا الضيفان، فَقلت: سأفعل. قَالَ: " لَا تفعلي، إِن أم شريك كَثِيرَة الضيفان، فَإِنِّي أكره أَن يسْقط عَنْك خِمَارك أَو أَن ينْكَشف الثَّوْب عَن ساقيك، فَيرى الْقَوْم مِنْك بعض مَا تكرهين، وَلَكِن انْتَقِلِي إِلَى ابْن عمك عبد الله بن عَمْرو بن أم الحديث: 3536 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 مَكْتُوم " وَهُوَ رجل من بني فهر، فهر قُرَيْش، وَهُوَ الْبَطن الَّذِي هِيَ مِنْهُ - فانتقلت إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْقَضتْ عدتي سَمِعت نِدَاء الْمُنَادِي - مُنَادِي رَسُول الله يُنَادي: " الصَّلَاة جَامِعَة " فَخرجت إِلَى الْمَسْجِد، فَصليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَكنت فِي النِّسَاء اللَّاتِي تلِي ظُهُور الْقَوْم، فَلَمَّا قضى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلَاته جلس على الْمِنْبَر يضْحك، فَقَالَ " ليلزم كل إِنْسَان مُصَلَّاهُ " ثمَّ قَالَ: " تَدْرُونَ لم جمعتكم؟ " قَالُوا: الله وَرَسُوله أعلم. قَالَ: " إِنِّي وَالله مَا جمعتكم لرغبةٍ وَلَا لرهبة، وَلَكِن جمعتكم لِأَن تميماً الدَّارِيّ كَانَ رجلا نَصْرَانِيّا فَبَايع وَأسلم، وحَدثني حَدِيثا وَافق الَّذِي كنت أحدثكُم عَن الْمَسِيح الدَّجَّال: حَدثنِي أَنه ركب فِي سفينة بحريّة مَعَ ثَلَاثِينَ رجلا من لخمٍ وجذام، فلعب بهم الموج شهرا فِي الْبَحْر، ثمَّ أرفأوا إِلَى جَزِيرَة فِي الْبَحْر حَتَّى مغرب الشَّمْس، فجلسوا فِي أقرب السَّفِينَة، فَدَخَلُوا الجزيرة، فلقيتهم دابةٌ أهلب كَثِيرَة الشّعْر، لَا يَدْرُونَ مَا قبله من دبره، فَقَالُوا: وَيلك {مَا أَنْت؟ فَقَالَت: أَنا الْجَسَّاسَة. قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَة؟ قَالَت: أَيهَا الْقَوْم، انْطَلقُوا إِلَى هَذَا الرجل فِي الدَّيْر، فَإِنَّهُ إِلَى خبركم بالأشواق. قَالَ: لما سمت لنا رجلا، فرقنا مِنْهُ أَنه تكون شَيْطَانَة، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سرَاعًا حَتَّى دَخَلنَا الدَّيْر، فَإِذا فِيهِ أعظم إنسانٍ رَأَيْنَاهُ قطّ خلقا، وأشده وثاقةً، مجموعةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقه، مَا بَين رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعبه بالحديد، قُلْنَا: وَيلك} مَا أَنْت؟ قَالَ: قد قدرتم على خبري، فَأَخْبرُونِي مَا أَنْتُم؟ قَالُوا: نَحن أنَاس من الْعَرَب، ركبنَا فِي سفينة بحريّة، فصادفنا الْبَحْر حِين اغتلم، فلعب بِنَا الموج شهرا، ثمَّ أرفأنا إِلَى جزيرتك هَذِه، فَجَلَسْنَا فِي أقربها، فَدَخَلْنَا الجزيرة فلقيتنا دَابَّة أهلب كَثِيرَة الشّعْر، لَا نَدْرِي قبله من دبره من كَثْرَة الشّعْر، فَقُلْنَا: وَيلك! مَا أَنْت؟ فَقَالَت: أَنا الْجَسَّاسَة. قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَة؟ قَالَت: اعمدوا إِلَى هَذَا الرجل فِي الدَّيْر، فَإِنَّهُ إِلَى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إِلَيْك سرَاعًا، وفزعنا مِنْهَا، وَلم نَأْمَن أَن تكون شَيْطَانَة. فَقَالَ: أخبروني عَن نخل بيسان. قُلْنَا: عَن أَي شَأْنهَا تستخبر؟ قَالَ: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 285 أَسأَلكُم عَن نخلها، هَل يُثمر؟ قُلْنَا لَهُ: نعم، قَالَ: يُوشك أَلا يُثمر. قَالَ: أخبروني عَن بحيرة الطبرية. قُلْنَا عَن أَي شَأْنهَا تستخبر؟ قَالَ: هَل فِيهَا مَاء؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَة المَاء. قَالَ: إِن ماءها يُوشك أَن يذهب. قَالَ: أَخْبرنِي عَن عين زغر. قَالُوا: عَن أَي شَأْنهَا تستخبر؟ قَالَ: هَل فِي الْعين مَاء؟ وَهل يزرع أَهلهَا بِمَاء الْعين؟ قُلْنَا: نعم، هِيَ كَثِيرَة المَاء، وَأَهْلهَا يزرعون من مَائِهَا. قَالَ أَخْبرنِي عَن نَبِي الْأُمِّيين مَا فعل؟ قَالُوا: قد خرج من مَكَّة وَنزل بِيَثْرِب. قَالَ: أقاتلته الْعَرَب؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: كَيفَ صنع بهم؟ فَأَخْبَرنَاهُ أَنه قد ظهر على من يَلِيهِ من الْعَرَب فأطاعوه. قَالَ لَهُم: قد كَانَ ذَلِك؟ قُلْنَا: نعم. قَالَ: أما إِن ذَلِك خير لَهُم أَن يطيعوه، وَإِنِّي مخبركم عني. أَنا الْمَسِيح، وَإِنِّي أوشك أَن يُؤذن لي بِالْخرُوجِ فَأخْرج فأسير فِي الأَرْض، فَلَا أدع قَرْيَة إِلَّا هبطتها فِي الْأَرْبَعين لَيْلَة غير مَكَّة وطيبة، هما محرمتان عَليّ كلتاهما، كلما أردْت أَن أَدخل وَاحِدَة أَو وَاحِدًا مِنْهُمَا استقبلني ملكٌ بِيَدِهِ السَّيْف صَلتا، يصدني عَنْهَا، وَإِن على كل نقبٍ مِنْهَا مَلَائِكَة يحرسونها. قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَطعن بمخصرته فِي الْمِنْبَر: " هَذِه طيبَة، هَذِه طيبَة - يَعْنِي الْمَدِينَة أَلا هَل كنت حدثتكم ذَلِك؟ " فَقَالَ النَّاس: نعم. قَالَ: " فَإِنَّهُ أعجبني حَدِيث تميمٍ، إِنَّه وَافق الَّذِي كنت أحدثكُم عَنهُ، وَعَن الْمَدِينَة وَمَكَّة، أَلا إِنَّه فِي بَحر الشَّام أَو بَحر الْيمن، لَا بل من قبل الْمشرق، مَا هُوَ من قبل الْمشرق، مَا هُوَ من قبل الْمشرق، مَا هُوَ " - وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمشرق. قَالَت: فَحفِظت هَذَا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث سيار عَن الشّعبِيّ طرفٌ من ذكر الطَّلَاق. ثمَّ قَالَت: فَنُوديَ فِي النَّاس: إِن الصَّلَاة جَامِعَة. قَالَت: فَانْطَلَقت فِيمَن انْطلق من النَّاس. قَالَت: فَكنت فِي الصَّفّ الْمُقدم من النِّسَاء، وَهُوَ يَلِي الْمُؤخر من الرِّجَال. قَالَت: فَسمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على الْمِنْبَر يخْطب، فَقَالَ: " إِن بني عَم لتميم الدَّارِيّ ركبُوا فِي الْبَحْر. . " وسَاق الحَدِيث، وَفِيه: قَالَت: فَكَأَنَّمَا أنظر إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأهوى بمخصرته إِلَى الأَرْض وَقَالَ: " هَذِه طيبَة " يَعْنِي الْمَدِينَة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 وَفِي رِوَايَة غيلَان بن جرير عَن الشّعبِيّ عَن فَاطِمَة قَالَت: قدم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تميمٌ الدَّارِيّ، فَأخْبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه ركب الْبَحْر، فتاهت بِهِ سفينته، فَسقط إِلَى جَزِيرَة، فَخرج إِلَيْهَا يلْتَمس المَاء، فلقي إنْسَانا يجر شعره ... واقتص الحَدِيث، وَفِيه: ثمَّ قَالَ: اما إِنَّه لَو قد أذن لي فِي الْخُرُوج قد وطِئت الْبِلَاد كلهَا غير طيبَة. فَأخْرجهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى النَّاس، فَحَدثهُمْ، قَالَ: " هَذِه طيبَة، وَذَاكَ الدَّجَّال ". وَفِي رِوَايَة أبي الزِّنَاد عَن الشّعبِيّ: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قعد على الْمِنْبَر فَقَالَ: " أَيهَا النَّاس، حَدثنِي تميمٌ الدَّارِيّ أَن أُنَاسًا من قومه كَانُوا فِي الْبَحْر فِي سفينة لَهُم، فَانْكَسَرت بهم، فَركب بَعضهم على لوحٍ من أَلْوَاح السَّفِينَة، فَخَرجُوا إِلَى جَزِيرَة فِي الْبَحْر ... . " وسَاق الحَدِيث. (229) سبيعة الأسْلَمِيَّة رَضِي الله عَنْهَا // حَدِيث وَاحِد مُتَّفق عَلَيْهِ //. 3537 - أخرجه البُخَارِيّ رَحمَه الله بِالْإِسْنَادِ مُخْتَصرا من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة عَن أَبِيه: أَنه كتب إِلَى ابْن أَرقم أَن يسْأَل سبيعة الأسْلَمِيَّة: كَيفَ أفتاها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ فَقَالَت: أفتاني إِذا وضعت أَن أنكح. وَأخرجه تَعْلِيقا من حَدِيث عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة: أَن أَبَاهُ كتب إِلَى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزُّهْرِيّ يَأْمُرهُ أَن يدْخل على سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة، فيسألها عَن حَدِيثهَا وَعَما قَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين استفتته. فَكتب عمر بن عبد الله بن الأرقم إِلَى عبد الله بن عتبَة يُخبرهُ أَن سبيعة بنت الْحَارِث أخْبرته: أَنَّهَا كَانَت تَحت سعد بن خَوْلَة، وَهُوَ من بني عَامر من لؤَي، وَكَانَ مِمَّن الحديث: 3537 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 شهد بَدْرًا، فَتوفي عَنْهَا فِي حجَّة الوادع وَهِي حَامِل، فَلم تنشب أَن وضعت حملهَا، بعد وَفَاته، فَلَمَّا تعلت من نفَاسهَا تجملت للخطاب، فَدخل عَلَيْهَا أَبُو السنابل بن بعكك رجلٌ من بني عبد الدَّار، فَقَالَ لَهَا: مَا لي أَرَاك تجملت للخطاب، ترجين النِّكَاح، وَإنَّك - وَالله - مَا أَنْت بناكحٍ حَتَّى تمر عَلَيْك أَرْبَعَة أشهر وَعشر. قَالَت سبيعة: فَلَمَّا قَالَ لي ذَلِك جمعت عَليّ ثِيَابِي حِين أمسيت، وأتيت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَسَأَلته عَن ذَلِك، فأفتاني بِأَنِّي قد حللت حِين وضعت حملي، وَأَمرَنِي بالتزوج إِن بدا لي. قَالَ البُخَارِيّ: فِي أَوله: وَقَالَ اللَّيْث: حَدثنِي يُونُس عَن الزُّهْرِيّ. وَقَالَ فِي آخِره: تَابعه أصبغ عَن ابْن وهب عَن يُونُس. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث ابْن وهب عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله وَذكر مثله وَزَاد: قَالَ ابْن شهَاب: وَلَا أرى بَأْسا أَن تتَزَوَّج حِين وضعت وَإِن كَانَت فِي دَمهَا، غير أَنه لَا يقربهَا زَوجهَا حَتَّى تطهر. (230) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم حرَام بنت ملْحَان بن خَالِد الخزرجية وَاسْمهَا الغميصاء، وَهِي خَالَة أنس بن مَالك [رَضِي الله عَنْهُمَا] حَدِيث وَاحِد: 3538 - عَن إِسْحَق بن عبد الله بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا ذهب إِلَى قبَاء يدْخل على أم حرَام بنت ملْحَان فتطعمه، وَكَانَت تَحت عبَادَة بن الصَّامِت، فَدخل عَلَيْهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا فأطعمته، ثمَّ جعلت تفلي رَأسه، فَنَامَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك، قَالَت: فَقلت: مَا الحديث: 3538 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 يضحكك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " ناسٌ من أمتِي عرضوا عَليّ غزَاة فِي سَبِيل الله، يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر ملوكاً على الأسرة أَو قَالَ: مثل الْمُلُوك على الأسرة " شكّ إِسْحَق. قَالَت: قلت يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَدَعَا لَهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ثمَّ وضع رَأسه ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك، قَالَت: فَقلت: مَا يضحكك يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " ناسٌ من أمتِي عرضوا عَليّ غزَاة فِي سَبِيل الله " كَمَا قَالَ فِي الأولى. قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. قَالَ: " أَنْت من الْأَوَّلين ". فركبت أم حرَام بنت ملْحَان الْبَحْر فِي زمن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان، فصرعت عَن دابتها حِين خرجت من الْبَحْر فَهَلَكت. وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث مُحَمَّد بن يحيي بن حبَان عَن أنس عَن خَالَته أم حرَام بنت ملْحَان قَالَت: نَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمًا قَرِيبا مني، ثمَّ اسْتَيْقَظَ يتبسم، فَقلت: مَا أضْحكك؟ قَالَ: " ناسٌ من أمتِي عرضوا عَليّ يركبون الْبَحْر الْأَخْضَر كالملوك على الأسرة ". قَالَت: فَقلت: فَادع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. فَدَعَا لَهَا - ثمَّ ذكر نَحوه بِمَعْنَاهُ. وَفِيه: فَخرجت مَعَ زَوجهَا عبَادَة بن الصَّامِت أول مَا ركب الْمُسلمُونَ الْبَحْر مَعَ مُعَاوِيَة، فَلَمَّا انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشَّام قدمت إِلَيْهَا دَابَّة لتركبها فصرعتها فَمَاتَتْ. وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَن يحيى الْأنْصَارِيّ: مَا يضحكك - بِأبي أَنْت وَأمي؟ وَفِيه: يركبون ظهر هَذَا الْبَحْر الْأَخْضَر " وفيهَا " فَإنَّك مِنْهُم ". وَفِيه: فَتَزَوجهَا عبَادَة بن الصَّامِت بعد، فغزا فِي الْبَحْر فحملها مَعَه، فَلَمَّا أَن جَاءَت قربت لَهَا بغلةٌ فركبتها، فصرعتها، فاندقت عُنُقهَا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث أبي طوالة عبد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن أنس قَالَ: أَتَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ابْنة ملْحَان، خَالَة لأنس، فَوضع رَأسه عِنْدهَا. وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ: فاتكأ عِنْدهَا، ثمَّ ضحك فَقَالَت: لم تضحك يَا رَسُول الله؟ فَقَالَ: " ناسٌ من أمتِي يركبون الْبَحْر الْأَخْضَر فِي سَبِيل الله، مثلهم مثل الْمُلُوك على الأسرة. قلت: يَا رَسُول الله، ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. قَالَ: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مِنْهُم " ثمَّ عَاد فَضَحِك، فَقَالَت لَهُ مثل ذَلِك، فَقَالَت: ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم. قَالَ: " أَنْت من الْأَوَّلين، وَلست من الآخرين ". قَالَ أنسٌ. فَتزوّجت عبَادَة ابْن الصَّامِت، فركبت الْبَحْر مَعَ بنت قرظة، فَلَمَّا قفلت ركبت دابتها، فَوَقَعت بهَا فَسَقَطت عَنْهَا فَمَاتَتْ، اللَّفْظ لحَدِيث البُخَارِيّ، وأدرجه مُسلم على مَا قبله. أخرج أَبُو مَسْعُود حَدِيث أبي طوالة هَذَا فِي مُسْند أم حرَام، وَأخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي مُسْند أنس. وَفِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث عَن البُخَارِيّ فِيمَا رَأَيْنَاهُ من النّسخ أَبُو إِسْحَق - هُوَ الْفَزارِيّ - عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن - هُوَ أَبُو طوالة - عَن أنس. قَالَ أَبُو مَسْعُود: هَكَذَا عِنْد البُخَارِيّ: أَبُو إِسْحَق عَن أبي طوالة، سقط عَلَيْهِ بَينهمَا زَائِدَة بن قدامَة. وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيث عُمَيْر بن الْأسود الْعَنسِي: أَنه أَتَى عبَادَة بن الصَّامِت وَهُوَ نَازل فِي سَاحل حمص وَهُوَ فِي بِنَاء لَهُ وَمَعَهُ أم حرَام. قَالَ عُمَيْر: فحدثتنا أم حرَام أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " أول جَيش من أمتِي يغزون الْبَحْر قد أوجبوا " قَالَت أم حرَام: قلت: يَا رَسُول الله، أَنا فيهم؟ قَالَ: " أَنْت فيهم ". قَالَت: ثمَّ قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أول جَيش من أمتِي يغزون مَدِينَة قَيْصر مغفورٌ لَهُم. " فَقلت: أَنا فيهم يَا رَسُول الله؟ قَالَ: " لَا ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 هَكَذَا قَالَ البُخَارِيّ فِي كتاب " التَّارِيخ الْكَبِير " فِي هَذَا الرَّاوِي عَن أم حرَام فِي بَاب " عُمَيْر ": عُمَيْر بن الْأسود الْعَنسِي، سمع عبَادَة بن الصَّامِت وابا الدردار وَأم حرَام، سمع مِنْهُ خَالِد بن معدان. وَقَالَ فِي بَاب " عَمْرو ": عَمْرو بن الْأسود الْعَنسِي، سمع مُعَاوِيَة. وَفِي رِوَايَة نعيم بن حَمَّاد أَنه سمع عمر، روى عَنهُ خَالِد ابْن معدان، يعد فِي الشاميين. وَقَالَ فِيهِ أَبُو مُحَمَّد عبد الْغَنِيّ فِي كِتَابه فِي " المؤتلف والمختلف ": أَبُو عِيَاض، عَمْرو بن الْأسود الْعَنسِي، سمع مُعَاوِيَة، رُوِيَ عَنهُ خَالِد بن معدان. وَقيل: سمع عمر، وَلم يذكر عُمَيْرًا. وَقد كشف الْغُمَّة عَن هَذَا أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي وَغَيره، فَقَالَ فِيمَا روينَا مِنْهُ: عَمْرو بن الْأسود، يكني أَبَا عِيَاض. وَهُوَ عُمَيْر بن الْأسود. وَقَالَ مُحَمَّد بن عَوْف: عَمْرو وَعُمَيْر وَاحِد، يكنى أَبَا عِيَاض. وَقَالَ أَبُو الْحسن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم ابْن سميع فِي " طَبَقَات الشاميين ": عَمْرو بن الْأسود الْعَنسِي، حمصي. وَقَالَ ابْن معِين: عَمْرو، يكني أَبَا عِيَاض. وَحكى أَبُو بكر البرقاني عَن أبي الْعَبَّاس بن حمدَان قَالَ: لم يصنع يحيى بن حَمْزَة شَيْئا فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث، يَعْنِي حَيْثُ قَالَ: عُمَيْر بن الْأسود. وَذكر الحَدِيث من طَرِيق أَيُّوب بن حسان عَن ثَوْر بن يزِيد وَفِيه: عَمْرو بن الْأسود. قَالَ مُحَمَّد بن يحيى: الصَّوَاب عَمْرو بن الْأسود كَمَا قَالَ أَيُّوب بن حسان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 (231) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم سليم بنت ملْحَان أم أنس ابْن مَالك، رَضِي الله عَنْهُمَا حَدِيث وَاحِد: 3539 - من رِوَايَة قَتَادَة بن دعامة السدُوسِي عَن أنس عَن أم سليم أَنَّهَا قَالَت: يَا رَسُول الله، خادمك أنس، ادْع الله لَهُ. فَقَالَ: " اللَّهُمَّ أَكثر مَاله وَولده، وَبَارك لَهُ فِيمَا أَعْطيته ". هَكَذَا أَخْرجَاهُ من رِوَايَة مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر عَن شُعْبَة. وَمن الروَاة من قَالَ فِيهِ: عَن شُعْبَة عَن قَتَادَة عَن أنس: أَن أم سليم قَالَت: يَا رَسُول الله، خادمك أنس، ادْع الله لَهُ. جعله فِي مُسْند أنس، وَذَلِكَ مَذْكُور هُنَالك. وللبخاري حَدِيث وَاحِد: 3540 - من رِوَايَة أَيُّوب عَن عِكْرِمَة: أَن أهل الْمَدِينَة سَأَلُوا ابْن عَبَّاس عَن امرأةٍ طافت ثمَّ حَاضَت، فَقَالَ لَهُم: تنفر. قَالُوا: لَا نَأْخُذ بِقَوْلِك وَنَدع قَول زيد. قَالَ: إِذا قدمتم الْمَدِينَة فاسألوا: فسألوا، فَكَانَ فِيمَن سَأَلُوا أم سليم، فَذكرت حَدِيث صَفِيَّة. قَالَ البُخَارِيّ: رَوَاهُ خَالِد وقتاده عَن عِكْرِمَة. فَأَما حَدِيث صَفِيَّة الَّذِي احتجت بِهِ أم سليم فمذكور فِي مُسْند عَائِشَة: أَن صَفِيَّة حَاضَت، فَذكر ذَلِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَ: " أحابستنا هِيَ؟ " قَالُوا: إِنَّهَا قد أفاضت. قَالَ: " فَلَا إِذن ". الحديث: 3539 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 وَلمُسلم حديثان: 3541 - أَحدهمَا: من رِوَايَة قَتَادَة عَن أنس: أَن أم سليم حدثت أَنَّهَا سَأَلت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْمَرْأَة ترى فِي منامها مَا يرى الرجل. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا رَأَتْ الْمَرْأَة فلتغتسل " فَقَالَت أم سليم: وَاسْتَحْيَيْت من ذَلِك. قَالَت: وَهل يكون هَذَا؟ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " نعم. فَمن أَيْن يكون الشّبَه؟ إِن مَاء الرجل غليظٌ أَبيض، وَمَاء الْمَرْأَة رقيقٌ أصفر، فَمن أَيهمَا علا أَو سبق يكون مِنْهُ الشّبَه ". وَفِي رِوَايَة إِسْحَق بن أبي طَلْحَة عَن أنس قَالَ: جَاءَت أم سليم - وَهِي جدة إِسْحَق - إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَالَت لَهُ وَعَائِشَة عِنْده: يَا رَسُول الله، الْمَرْأَة ترى مَا يرى الرجل فِي الْمَنَام ... . . فَذكره بِمَعْنَاهُ، جعله فِي مُسْند أنس، وَذَلِكَ مَذْكُور هُنَالك. وَقد اتفقَا جَمِيعًا على إِخْرَاجه من حَدِيث أم سَلمَة وَفِيه أَن أم سَلمَة هِيَ الَّتِي قَالَت: وتحتلم الْمَرْأَة؟ . وَفِي أَفْرَاد مُسلم من مُسْند انس أَن عَائِشَة قَالَت: يَا أم سليم، فضحت النِّسَاء. 3542 - الثَّانِي: من حَدِيث أبي قلَابَة عَن أنس عَن أم سليم: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَأْتِيهَا فيقيل عِنْدهَا. فتبسط لَهُ نطعاً فيقيل عَلَيْهِ، وَكَانَ كثير الْعرق، فَكَانَت تجمع عرقة فتجعله فِي الطّيب والقوارير، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " يَا أم سليم، مَا هَذَا؟ " قَالَت: عرقك، أدوف بِهِ طيبي. كَذَا فِي رِوَايَة عَفَّان بن مُسلم عَن وهيب. قَالَ أَبُو مَسْعُود: وَرَوَاهُ غير عَفَّان عَن وهيب، فَلم يقل فِيهِ عَن أم سليم. أخرجه أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابه من حَدِيث عَفَّان عَن وهيب كَمَا أخرجه، وَزَاد فِي آخِره: قَالَت: وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي على الْخمْرَة. الحديث: 3541 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 (232) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند زَيْنَب الثقفية امْرَأَة عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنْهُمَا. 3543 - من رِوَايَة وَائِل بن شَقِيق بن سَلمَة عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " تصدقن يَا معشر النِّسَاء وَلَو من حليكن " قَالَت: فَرَجَعت إِلَى عبد الله فَقلت: إِنَّك رجلٌ خَفِيف ذَات الْيَد، وَإِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد أمرنَا بِالصَّدَقَةِ، فأته فَاسْأَلْهُ، فَإِن كَانَ يَجْزِي عني وَإِلَّا صرفتها إِلَيّ غَيْركُمْ. قَالَت: قَالَ لي عبد الله: بل ائتيه أَنْت. قَالَت: فَانْطَلَقت، فَإِذا امرأةٌ من الْأَنْصَار بِبَاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حَاجَتي حَاجَتهَا، قَالَت: وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألقيت عَلَيْهِ المهابة. قَالَت: فَخرج علينا بلالٌ فَقُلْنَا لَهُ: ائْتِ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخْبرهُ أَن امْرَأتَيْنِ بِالْبَابِ تسألانك: أتجزي الصَّدَقَة عَنْهُمَا على أزواجهما وعَلى أيتامٍ فِي حجورهما، وَلَا تخبره من نَحن. قَالَت: فَدخل بِلَال على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسَأَلَهُ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: [" من هما؟ " فَقَالَ: امرأةٌ من الْأَنْصَار وَزَيْنَب. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " أَي الزيانب؟ " قَالَ: امْرَأَة عبد الله. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَهما أَجْرَانِ: أجر الْقَرَابَة، وَأجر الصَّدَقَة " اللَّفْظ لراوية مُسلم. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 3544 - من رِوَايَة بسر بن سعيد عَن زَيْنَب امْرَأَة عبد الله بن مَسْعُود قَالَت: قَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِذا شهِدت إحداكن الْمَسْجِد فَلَا تمس طيبا ". وَفِي رِوَايَة مخرمَة بن بكير بن عبد الله الْأَشَج عَن أَبِيه: إِذا شهِدت إحداكن الْعشَاء فَلَا تطيب تِلْكَ اللَّيْلَة ". الحديث: 3543 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 (233) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم شريك إِحْدَى نسَاء بني عَامر بن لؤَي، رَضِي الله عَنْهَا. قَالَ أَبُو بكر البرقاني: وَاسْمهَا غزيَّة بنت الْأَعْجَم. وَيُقَال فِي نَسَبهَا غير ذَلِك. وَيُقَال: بنت دودان. قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد: غزيَّة بِضَم الْغَيْن. قَالَ: وَيُقَال: غزيلة بِاللَّامِ. حَدِيث وَاحِد: 3545 - من رِوَايَة سعيد بن الْمسيب: أَن أم شريك أخْبرته أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمرهَا بقتل الأوزاغ. وَفِي رِوَايَة أبي بكر بن أبي شيبَة عَن ابْن عمر: أَمر. وللبخاري من حَدِيث ابْن جريج عَن عبد الحميد بن جُبَير عَن سعيد بن الْمسيب عَنْهَا: أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بقتل الأوزاغ. قَالَ: وَكَانَت تنفخ على إِبْرَاهِيم. وَفِي مُسْند سعد بن أبي وَقاص وَأبي هُرَيْرَة الْأَمر بقتلها، وثواب من فعل ذَلِك. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 3546 - وَمن رِوَايَة أبي الزبير عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ قَالَ: أَخْبَرتنِي أم شريك أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " ليفرن النَّاس من الدَّجَّال فِي الْجبَال. قَالَت أم شريك: يَا رَسُول الله، فَأَيْنَ الْعَرَب يومئذٍ؟ قَالَ: " هم قَلِيل ". الحديث: 3545 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 (234) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند الرّبيع بنت معوذ بن عفراء الْأَنْصَارِيَّة رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث وَاحِد: 3547 - من رِوَايَة خَالِد بن ذكْوَان عَنْهَا قَالَت: أرسل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَدَاة عَاشُورَاء إِلَى قرى الْأَنْصَار الَّتِي حول الْمَدِينَة: " من كَانَ أصبح صَائِما فليتم صَوْمه، وَمن كَانَ أصبح مُفطرا فليتم بَقِيَّة يَوْمه " فَكُنَّا بعد ذَلِك نصومه، ونصومه صبياننا الصغار مِنْهُم، وَنَذْهَب إِلَى الْمَسْجِد فَنَجْعَل لَهُم اللعبة من العهن، فَإِذا بَكَى أحدهم على الطَّعَام أعطيناها إِيَّاه حَتَّى يكون عِنْد الْإِفْطَار. وَفِي حَدِيث أبي معشر الْعَطَّار عَن خَالِد بن ذكْوَان نَحوه، وَقَالَ: ونصنع لَهُم اللعبة من العهن، فنذهب بِهِ مَعنا، فَإِذا سألونا الطَّعَام أعطيناهم اللعبة تُلْهِيهِمْ حَتَّى يتموا صومهم. وللبخاري حديثان: 3548 - أَحدهمَا من رِوَايَة خَالِد بن ذكْوَان عَن الرّبيع بنت معوذ قَالَت: كُنَّا نغزو مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نسقي الْقَوْم ونخدمهم، ونرد الْقَتْلَى والجرحى إِلَى الْمَدِينَة. 3549 - الثَّانِي: من حَدِيث خَالِد بن ذكْوَان أَيْضا عَنْهَا قَالَت: دخل عَليّ النَّبِي الحديث: 3547 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَدَاة بني عَليّ، فَجَلَسَ على فِرَاشِي كمجلسك مني وجويرياتٌ يضربن بالدف، يندبن من قتل من آبائهن يَوْم بدر، حَتَّى قَالَت إِحْدَاهُنَّ: وَفينَا نبيٌّ يعلم مَا فِي غدٍ. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا تقولي هَكَذَا، وَقَوْلِي مَا كنت تَقُولِينَ ". وَفِي رِوَايَة عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن بشر بن الْمفضل: دعِي هَذِه، وَقَوْلِي الَّذِي كنت تَقُولِينَ ". الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 (235) الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مُسْند أم عَطِيَّة وَاسْمهَا نسيبة بنت كَعْب الْأَنْصَارِيَّة رَضِي الله عَنْهَا 3550 - الحَدِيث الأول: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أم عَطِيَّة الْأَنْصَارِيَّة قَالَت: دخل علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين توفيت ابْنَته فَقَالَ: " اغسلنها ثَلَاثًا، أَو خمْسا، أَو أَكثر من ذَلِك إِن رأيتن ذَلِك، بِمَاء وَسدر، واجعلن فِي الْآخِرَة كافوراً أَو شَيْئا من كافور، فَإِذا فرغتن فآذنني، فَلَمَّا فَرغْنَا آذناه، فأعطانا حقوه فَقَالَ: " أشعرنها إِيَّاه " يَعْنِي إزَاره. زَاد فِي حَدِيث عبد الْوَهَّاب الثَّقَفِيّ عَن أَيُّوب قَالَ: وحدثتني حَفْصَة - يَعْنِي بنت سِيرِين - مثل حَدِيث مُحَمَّد، وَكَانَ فِي حَدِيث حَفْصَة: " اغسلنها وترا " وَكَانَ فِيهِ: " ثَلَاثًا أَو خمْسا أَو سبعا اَوْ أَكثر من ذَلِك إِن رأيتن " وَكَانَ فِيهِ أَنه قَالَ: " ابدءوا بميامنها ومواضع الْوضُوء " وَكَانَ فِيهِ: أَن أم عَطِيَّة قَالَت: ومشطناها ثَلَاثَة قُرُون. وَفِي حَدِيث ابْن جريج عَن أَيُّوب عَن حَفْصَة أَن أم عَطِيَّة قَالَت: إنَّهُنَّ جعلن رَأس بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاثَة قُرُون، نقضنه، ثمَّ غسلنه، ثمَّ جعلنه ثَلَاثَة قُرُون. وَقَالَ ابْن سِيرِين: جَاءَت أم عَطِيَّة - امرأةٌ من الْأَنْصَار، من اللَّاتِي بايعن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قدمت الْبَصْرَة تبادر ابْنا لَهَا فَلم تُدْرِكهُ فحدثتنا، وَذكر الحَدِيث إِلَى قَوْله: الحديث: 3550 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 " وأشعرنها إِيَّاه " وَزعم أَن الْإِشْعَار: الففنها فِيهِ: وَكَذَلِكَ كَانَ ابْن سِيرِين يَأْمر الْمَرْأَة أَن تشعر وَلَا تؤزر. وَفِي رِوَايَة ابْن عون عَن مُحَمَّد: فَنزع من حقوه إزَاره فَقَالَ: " أشعرنها إِيَّاه ". وَفِي حَدِيث أم الْهُذيْل - وَهِي حَفْصَة - عَن أم عَطِيَّة قَالَت: ضفرنا شعر بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - تَعْنِي ثَلَاثَة قُرُون. قَالَ وَكِيع: قَالَ سُفْيَان: ناصيتها وقرنيها. قَالَ فِي حَدِيث هِشَام بن حسان عَن حَفْصَة عَنْهَا: فضفرنا شعرهَا ثَلَاثَة قُرُون، فألقيناها خلفهَا. وَفِي رِوَايَة عَاصِم الْأَحول عَن حَفْصَة بنت سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: لما مَاتَت زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: " اغسلنها وترا: ثَلَاثًا أَو خمْسا، واجعلن فِي الْخَامِسَة كافوراً " وَذكره إِلَى قَوْله: " أشعرنها إِيَّاه ". 3551 - الثَّانِي: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: أَخذ علينا رَسُول الله مَعَ الْبيعَة أَلا ننوح، فَمَا وفت منا امرأةٌ إِلَّا خمس: أم سليم، وَأم الْعَلَاء، وَابْنَة أبي سُبْرَة امْرَأَة معَاذ، أَو ابْنة أبي سُبْرَة، وَامْرَأَة معَاذ. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الحَجبي: وَابْنه أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ، وَامْرَأَة أُخْرَى. الحديث: 3551 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 وَأخرجه مُسلم من حَدِيث حَفْصَة بنت سِيرِين عَن أم عَطِيَّة: أَخذ علينا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْبيعَة أَلا ننوح، فَمَا وفت منا غير خمسٍ، مِنْهُنَّ أم سليم. وَأخرج من حَدِيث حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة قَالَت: لما نزلت هَذِه الآيه: {يبايعنك على أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا وَلَا يَعْصِينَك فِي مَعْرُوف} [سُورَة الممتحنة] قَالَت: كَانَ مِنْهُ النِّيَاحَة. قَالَت: فَقلت: يَا رَسُول الله، إِلَّا آل فلَان، فَإِنَّهُم كَانُوا أسعدوني فِي الْجَاهِلِيَّة، فلابد لي أَن أسعدهم. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " إِلَّا آل فلَان ". وَفِي رِوَايَة أَيُّوب عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة قَالَت: بَايعنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقَرَأَ علينا: {لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّه شَيْئا} ونهانا عَن النِّيَاحَة. فقبضت امْرَأَة منا يَدهَا فَقَالَت: فُلَانَة أسعدتني، فَأَنا أُرِيد أَن أجزيها. فَمَا قَالَ لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا. فَانْطَلَقت ثمَّ رجعت، فبايعها. زَاد فِي رِوَايَة مُسَدّد: فَمَا وفت امرأةٌ إِلَّا أم سليم، وَأم الْعَلَاء، وَبنت أبي سُبْرَة امْرَأَة معَاذ، أَو بنت أبي سُبْرَة وَامْرَأَة معَاذ. 3552 - الثَّالِث: عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: أمرنَا أَن نخرج - وَفِي حَدِيث أبي الرّبيع الزهْرَانِي عَن حَمَّاد قَالَت: أمرنَا - تَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نخرج - فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِق وَذَوَات الْخُدُور، وَأمر الْحيض أَن يعتزلن مصلى الْمُسلمين. الحديث: 3552 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 وَفِي حَدِيث ابْن عون عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ: قَالَت أم عَطِيَّة: أمرنَا ان نخرج وَنخرج الْحيض والعواتق وَذَوَات الخدر. قَالَ ابْن عون: أَو: الْعَوَاتِق ذَوَات الْخُدُور. فَأَما الْحيض فيشهدن جمَاعَة الْمُسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء عَن عمرَان الْقطَّان عَن ابْن سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... . وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَفْصَة بنت سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: كُنَّا نؤمر أَن نخرج يَوْم الْعِيد حَتَّى نخرج الْبكر من خدرها، حَتَّى نخرج الْحيض، فيكبرن بتكبيرهم، وَيدعونَ بدعائهم، ويرجون بركَة ذَلِك الْيَوْم وطهرته. وَفِي حَدِيث أبي خَيْثَمَة عَن عَاصِم: كُنَّا نؤمر بِالْخرُوجِ فِي الْعِيدَيْنِ، والمخبأة وَالْبكْر. فَقَالَت: وَالْحيض يخْرجن فيكُن خلف النَّاس، يكبرن مَعَ النَّاس. وَفِي حَدِيث أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن حَفْصَة قَالَت: كُنَّا نمْنَع جوارينا، وَفِي رِوَايَة عبد الْوَارِث: عواتقنا - أَن يخْرجن يَوْم الْعِيد. فَجَاءَت امْرَأَة فَنزلت قصر بني خلف، فأتيتها، فَحدثت أَن زوج أُخْتهَا غزا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اثْنَتَيْ عشرَة غَزْوَة، فَكَانَت أُخْتهَا مَعَه فِي سِتّ غزوات، قَالَت: فَكُنَّا نقوم على المرضى، ونداوي الكلمى. فَقلت: يَا رَسُول الله، على إحدانا بَأْس إِذا لم يكن لَهَا جلبابٌ الا تخرج - تَعْنِي فِي الْعِيد؟ قَالَ: " لتلبسها صاحبتها من جلبابها ويشهدن الْخَيْر ودعوة الْمُؤمنِينَ ". قَالَت حَفْصَة: فَلَمَّا قدمت أم عَطِيَّة أتيتها فسألتها: أسمعت فِي كَذَا؟ قَالَت: نعم بِأبي، وَقل مَا ذكرت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا قَالَت: بِأبي. قَالَ: " لتخرج الْعَوَاتِق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 وَذَوَات الْخُدُور - أَو قَالَ: الْعَوَاتِق ذَوَات الْخُدُور - شكّ أَيُّوب - وَالْحيض، فيعتزل الْحيض الْمصلى وَيشْهد الْخَيْر ودعوة الْمُؤمنِينَ " قَالَت: فَقلت لَهَا: الْحيض؟ قلت: نعم، أَلَيْسَ الْحَائِض تشهد عَرَفَات، وَتشهد كَذَا، وَتشهد كَذَا؟ . وَفِي حَدِيث هِشَام بن حسان عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة قَالَت: أمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نخرجهن فِي الْفطر والأضحى: الْعَوَاتِق وَالْحيض وَذَوَات الْخُدُور. فَأَما الْحيض فيعتزلن الصَّلَاة ويشهدن الْخَيْر ودعوة الْمُسلمين. قلت: يَا رَسُول الله، إحدانا لَا يكون لَهَا جلبابٌ. قَالَت: " لتلبسها أُخْتهَا من جلبابها ". 3553 - الرَّابِع: عَن حَفْصَة بنت سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: بعث إِلَى نسيبة الْأَنْصَارِيَّة بشاةٍ فَأرْسلت إِلَى عَائِشَة مِنْهَا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " عنْدكُمْ شيءٌ؟ " فَقلت: لَا، إِلَّا مَا أرْسلت بِهِ نسيبة من تِلْكَ الشَّاة. فَقَالَ: " هَات، فقد بلغت محلهَا ". وَفِي رِوَايَة يزِيد بن زُرَيْع وخَالِد بن عبد الله قَالَت: دخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَائِشَة فَقَالَ: " هَل عنْدكُمْ شَيْء؟ " فَقَالَت: لَا، إِلَّا شيءٌ بعثت بِهِ إِلَيْنَا نسيبة من الشَّاة الَّتِي بعثت إِلَيْهَا من الصَّدَقَة. فَقَالَ: " إِنَّهَا بلغت محلهَا ". وَفِي حَدِيث إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن علية، قَالَت: بعث إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بشاةٍ من الصَّدَقَة، فَبعثت إِلَى عَائِشَة مِنْهَا بِشَيْء، فَلَمَّا جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى عَائِشَة قَالَ: " هَل عنْدكُمْ شَيْء؟ " قَالَت: لَا، إِلَّا أَن نسيبة بعثت إِلَيْنَا من الشَّاة الَّتِي بعثتم بهَا إِلَيْهَا. فَقَالَ: " إِنَّهَا قد بلغت محلهَا ". الحديث: 3553 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 3554 - الْخَامِس: عَن حَفْصَة - وَهِي أم الْهُذيْل - عَن أم عَطِيَّة قَالَت: نهينَا عَن اتِّبَاع الْجَنَائِز، وَلم يعزم علينا. وَأخرجه مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد ابْن سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: كُنَّا ننهى عَن اتِّبَاع الْجَنَائِز، وَلم يعزم علينا. 3555 - السَّادِس: عَن أَيُّوب عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة قَالَت: كُنَّا ننهى أَن نحد على ميت فَوق ثَلَاث، إِلَّا على زوجٍ أَرْبَعَة أشهر وَعشرا، وَلَا نكتحل، وَلَا نتطيب، وَلَا نلبس ثوبا مصبوغاً إِلَّا ثوب عصب، وَقد رخص لنا عِنْد الطُّهْر إِذا اغْتَسَلت إحدانا من محيضها فِي نبذة من كست أظفار. زَاد فِي رِوَايَة عبد الله بن عبد الْوَهَّاب الحَجبي: وَكُنَّا ننهى عَن اتِّبَاع الْجَنَائِز. قَالَ البُخَارِيّ: وَرَوَاهُ هِشَام بن حسان عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَفِي حَدِيث عبد السَّلَام بن حَرْب عَن هِشَام عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة قَالَت: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يحل لامْرَأَة تؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن تحد فَوق ثَلَاث إِلَّا على زوج، فَإِنَّهَا لَا تكتحل وَلَا تلبس ثوبا مصبوغاً إِلَّا ثوب عصب ". وَفِي رِوَايَة ابْن إِدْرِيس عَن هِشَام عَن حَفْصَة عَن أم عَطِيَّة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا تحد امرأةٌ على ميت فَوق ثلاثٍ، إِلَّا على زوج. . " وَذكره، زَاد: " وَلَا تمس طيبا إِلَّا إِذا طهرت، نبذةً من قسط أَو أظفار ". الحديث: 3554 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سَلمَة بن عَلْقَمَة عَن مُحَمَّد بن سِيرِين: قَالُوا: توفّي ابنٌ لأم عَطِيَّة، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث دعت بصفرةٍ فتمسحت وَقَالَت: نهينَا أَن نحد أَكثر من ثلاثٍ إِلَّا لزوج. وللبخاري وَحده حَدِيث وَاحِد: 3556 - من رِوَايَة مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أم عَطِيَّة قَالَت: كُنَّا لَا نعد الكدرة والصفرة شَيْئا. وَلمُسلم حَدِيث وَاحِد: 3557 - من رِوَايَة حَفْصَة بنت سِيرِين عَن أم عَطِيَّة الْأَنْصَارِيَّة قَالَت: غزوت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سبع غزوات، أخلفهم فِي رحالهم، فأصنع لَهُم الطَّعَام، وأداوي الْجَرْحى، وأقوم على المرضى. الحديث: 3556 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 أَفْرَاد البُخَارِيّ من الصحابيات رضوَان الله عَلَيْهِنَّ (236) أم خَالِد بنت سعيد بن الْعَاصِ [رَضِي الله عَنْهَا] وَفِي بعض الْأَسَانِيد: أم خَالِد بنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ. حديثان: 3558 - أَحدهمَا: من رِوَايَة سعيد بن عَمْرو بن سعيد بن الْعَاصِ عَن أم خَالِد قَالَت: أُتِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بثيابٍ فِيهَا خميصةٌ سَوْدَاء، قَالَ: " من ترَوْنَ نكسو هَذِه الخميصة؟ " فأسكت الْقَوْم. فَقَالَ: " ائْتُونِي بِأم خَالِد " فَأتي بِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فألبسنيها بِيَدِهِ، وَقَالَ: " أبلي وأخلقي " مرَّتَيْنِ. فَجعل ينظر إِلَى علم الخميصة، وَيُشِير بِيَدِهِ إِلَيّ وَيَقُول: " يَا أم خَالِد، هَذَا سنا " والسنا بِلِسَان الْحَبَشَة: الْحسن. قَالَ إِسْحَاق بن سعيد: حَدَّثتنِي امْرَأَة من أَهلِي أَنَّهَا رَأَتْهُ على أم خَالِد. وَفِي حَدِيث أبي نعيم: أُتِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثِيَاب، مِنْهَا خميصة سَوْدَاء صَغِيرَة، فَقَالَ: " من ترَوْنَ نكسو هَذِه؟ " فَسكت الْقَوْم، فَقَالَ: " ائْتُونِي بِأم خَالِد " فَأتي بهَا تحمل، فَأخذ الخميصة بِيَدِهِ فألبسنيها، وَقَالَ: " أبلي وأخلقي ". وَكَانَ فِيهَا علمٌ أَخْضَر أَو أصفر، فَقَالَ: " يَا أم خَالِد، هَذَا سناه ". وَفِي حَدِيث الْحميدِي عَن سُفْيَان قَالَت: قدمت من أَرض الْحَبَشَة وَأَنا جوَيْرِية، فكساني رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خميصة لَهَا أَعْلَام، فَجعل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمسح الْأَعْلَام الحديث: 3558 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 بِيَدِهِ وَيَقُول: " سناه، سناه " قَالَ الْحميدِي وَهُوَ عبد الله بن الزبير: يَعْنِي حسن حسن. وَفِي حَدِيث حبَان بن مُوسَى قَالَت: أتيت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أبي وَعلي قميصٌ أصفر، قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " سنه سنه " قَالَ عبد الله ابْن الْمُبَارك: وَهِي بالحبشية: حَسَنَة. قَالَت: فَذَهَبت أَلعَب بِخَاتم النُّبُوَّة، فزبرني أبي، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " دعها " ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أبلي وأخلقي، ثمَّ أبلي وأخلقي، ثمَّ أبلي وأخلقي " قَالَ ابْن الْمُبَارك: فَبَقيت حَتَّى دكن. 3559 - الثَّانِي: من حَدِيث مُوسَى بن عقبَة قَالَ: حَدَّثتنِي ابْنة خَالِد بن سعيد ابْن الْعَاصِ: أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يتَعَوَّذ من عَذَاب الْقَبْر. وَفِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن مُوسَى بن عقبَة قَالَ: سَمِعت أم خَالِد بنت خَالِد، قَالَ: وَلم أسمع أحدا سمع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غَيرهَا، قَالَت: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يتَعَوَّذ من عَذَاب الْقَبْر. الحديث: 3559 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 (237) أم رُومَان، أم عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنْهُم حَدِيث وَاحِد: 3560 - رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير عَن أَخِيه سُلَيْمَان من حَدِيث مَسْرُوق عَن أم رُومَان أم عَائِشَة أَنَّهَا قَالَت: لما رميت عَائِشَة خرت مغشياً عَلَيْهَا. وَعَن مُوسَى بن إِسْمَاعِيل من حَدِيث أبي وَائِل قَالَ: حَدثنِي مَسْرُوق بن الأجدع قَالَ: حَدَّثتنِي أم رُومَان - وَهِي أم عَائِشَة قَالَت: بَينا أَنا قاعدةٌ أَنا وَعَائِشَة، إِذْ ولجت امرأةٌ من الْأَنْصَار فَقَالَت: فعل الله بفلانٍ وَفعل. فَقَالَت أم رُومَان: وَمَا ذَاك؟ قَالَت: ابْني فِيمَن حدث الحَدِيث. قَالَت: وَمَا ذَاك؟ قَالَت: كَذَا وَكَذَا. قَالَت عَائِشَة: سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم؟ قَالَت: نعم. قَالَت: وَأَبُو بكر؟ قَالَت: نعم، فخرت مغشياً عَلَيْهَا، فَمَا أفاقت إِلَّا وَعَلَيْهَا حمى بنافضٍ، فطرحت عَلَيْهَا ثِيَابهَا، فغطيتها، فجَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: " مَا شَأْن هَذِه؟ " فَقلت: يَا رَسُول الله، أَخَذتهَا الْحمى بنافض. قَالَ: " فَلَعَلَّ فِي حَدِيث تحدث بِهِ؟ " قلت: نعم، فَقَعَدت عَائِشَة فَقَالَت: وَالله لَئِن حَلَفت لَا تصدقوني، وَلَئِن قلت لَا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيه: {وَالله الْمُسْتَعَان على مَا تصفون} [يُوسُف] قَالَت: فَانْصَرف وَلم يقل شَيْئا، فَأنْزل الله عذرها. قَالَت: بِحَمْد الله، لَا بِحَمْد أحدٍ وَلَا بحَمْدك. الحديث: 3560 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 وَعَن مُحَمَّد - غير مَنْسُوب - عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن سُفْيَان عَن مَسْرُوق قَالَ: سَأَلت أم رُومَان - وَهِي أم عَائِشَة - عَمَّا قيل فِيهَا مَا قيل. قَالَت: بَينا أَنا مَعَ عَائِشَة جالستان، إِذْ ولجت علينا امرأةٌ من الْأَنْصَار وَهِي تَقول: فعل الله بفلان وَفعل ... ثمَّ ذكر نَحْو حَدِيث مُوسَى بن إِسْمَاعِيل. كَانَ بعض من لَقينَا من الْحفاظ البغداديين يَقُول: إِن الْإِرْسَال فِي هَذَا الحَدِيث أبين، وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِأَن أم رُومَان توفيت فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، ومسروقٌ لم يُشَاهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِلَا خلاف. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 (238) خنساء بنت خدام رَضِي الله عَنْهَا. حَدِيث وَاحِد: 3561 - من رِوَايَة الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عبد الرَّحْمَن وَمجمع ابْني يزِيد بن جَارِيَة الْأنْصَارِيّ عَن خنساء بنت خدام الْأَنْصَارِيَّة: أَن أَبَاهَا زَوجهَا وَهِي ثيبٌ، فَكرِهت ذَلِك، فَأَتَت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَرد نِكَاحه. وَفِي حَدِيث يحيى بن سعيد عَن الْقَاسِم: أَن امْرَأَة من ولد جَعْفَر تخوفت أَن يُزَوّجهَا وَليهَا وَهِي كارهة، فَأرْسلت إِلَى شيخين من الْأَنْصَار: عبد الرَّحْمَن وَمجمع ابْني جَارِيَة، فَقَالَا: فَلَا تخشين؛ فَإِن خنساء بنت خدام أنْكحهَا أَبوهَا وَهِي كارهة، فَرد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك. قَالَ سُفْيَان: وَأما عبد الرَّحْمَن - يَعْنِي ابْن الْقَاسِم - فَسَمعته يَقُول عَن أَبِيه: أَن خنساء. الحديث: 3561 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 (239) أم الْعَلَاء الْأَنْصَارِيَّة رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث وَاحِد: 3562 - من رِوَايَة الزُّهْرِيّ عَن خَارِجَة بن زيد بن ثَابت: أَن أم الْعَلَاء - امْرَأَة من الْأَنْصَار، بَايَعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - أخْبرته: أَنه اقتسم الْمُهَاجِرُونَ قرعَة. قَالَت: فطار لنا عُثْمَان بن مَظْعُون فأنزلناه فِي أَبْيَاتنَا، فوجع وَجَعه الَّذِي توفّي فِيهِ، فَلَمَّا توفّي وَغسل وكفن فِي أثوابه دخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقلت: رَحْمَة الله عَلَيْك أَبَا السَّائِب، فشهادتي عَلَيْك، لقد أكرمك الله. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " وَمَا يدْريك أَن الله أكْرمه؟ " فَقلت: بِأبي أَنْت يَا رَسُول الله، فَمن يُكرمهُ الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " أما هُوَ فقد جَاءَهُ الْيَقِين، وَالله إِنِّي لأرجو لَهُ الْخَيْر، وَالله مَا أَدْرِي وَأَنا رَسُول الله، مَا يفعل بِي " قَالَت: فوَاللَّه لَا أزكي بعده أحدا يَا رَسُول الله. قَالَ البُخَارِيّ: وَقَالَ نَافِع بن يزِيد عَن عقيل: " مَا يفعل بِهِ ". قَالَ: وَتَابعه شُعَيْب وَعَمْرو بن دِينَار وَمعمر. وَفِي حَدِيث اللَّيْث وَمعمر نَحوه، وَزَاد: قَالَت: وأريت لعُثْمَان فِي النّوم عينا تجْرِي، فَجئْت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَذكرت ذَلِك لَهُ، فَقَالَ: " ذَاك عمله ". وَفِي حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة: فأحزنني ذَلِك، فَنمت، فَرَأَيْت لعُثْمَان عينا تجْرِي. الحديث: 3562 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 (240) خَوْلَة بنت ثامر الْأَنْصَارِيَّة رَضِي الله عَنْهَا وَهِي امْرَأَة حَمْزَة بن عبد الْمطلب رَضِي الله عَنهُ. حَدِيث وَاحِد: 3563 - من رِوَايَة النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش عَن خَوْلَة الْأَنْصَارِيَّة قَالَت: سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " إِن رجَالًا يتخوضون فِي مَال الله بِغَيْر حق، فَلهم النَّار يَوْم الْقِيَامَة ". الحديث: 3563 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 (241) حَدِيث لصفية بنت شيبَة بن عُثْمَان الْقرشِي [رَضِي الله عَنْهَا] 3564 - من رِوَايَة ابْنهَا مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَنْهَا أَنَّهَا قَالَت: أولم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على بعض نِسَائِهِ بمدين من شعير. أغفله أَبُو مَسْعُود فَلم يذكرهُ، وَقد ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب " النِّكَاح " فِي بَاب " من أولم بِأَقَلّ من شَاة ". قَالَ أَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن غَالب الْخَوَارِزْمِيّ البرقاني الْحَافِظ - فِيمَا أخبرنَا بِهِ غير وَاحِد عَنهُ: وَهَذَا حديثٌ اخْتلف فِيهِ على الثَّوْريّ، فَقَالَ أَبُو أَحْمد الزبيرِي، ومؤمل بن إِسْمَاعِيل، وَيحيى بن يمَان عَن الثَّوْريّ عَن مَنْصُور بن صَفِيَّة عَن أمه عَن عَائِشَة. وَقَالَ ابْن مهْدي، ووكيع، وَالْفِرْيَابِي، وروح بن عبَادَة: عَن الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن أمه: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. . لَيْسَ فِيهِ: عَن عَائِشَة. قَالَ أَبُو بكر البرقاني: وَهَذَا القَوْل أصح؛ لِأَن البُخَارِيّ أخرجه من حَدِيث الْفرْيَابِيّ عَن الثَّوْريّ عَن مَنْصُور عَن أمه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم يخرج خِلَافه. قَالَ: وَمن الروَاة أَيْضا من غلط فِيهِ فَقَالَ: عَن مَنْصُور بن صَفِيَّة بنت حييّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِنَّمَا هِيَ صَفِيَّة بنت شيبَة. قَالَ أَبُو بكر البرقاني: وَصفِيَّة بنت شيبَة لَيست بصحابية، وحديثها مُرْسل، وَإِن كَانَ البُخَارِيّ أخرجه. وَقد رَأَيْت فِي كتاب أبي عبد الرَّحْمَن أَحْمد بن شُعَيْب الحديث: 3564 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 النَّسَائِيّ قد نصر قَول من لم يقل عَن عَائِشَة، وَأوردهُ من حَدِيث بنْدَار عَن ابْن مهْدي، وَقَالَ: // إِنَّه مُرْسل //. وَلَعَلَّ أَبَا مَسْعُود لم يُخرجهُ فِي كِتَابه لإرساله، وَذَلِكَ لَازم لَهُ؛ لِأَنَّهُ قد أخرج الْمَرَاسِيل وَنبهَ عَلَيْهَا فِي غير مَوضِع من كِتَابه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 أَفْرَاد مُسلم من الصحابيات رَضِي الله عَنْهُن (242) خَوْلَة بنت حَكِيم السلمِيَّة رَضِي الله عَنْهَا حَدِيث وَاحِد: 3565 - من رِوَايَة سعد بن أبي وَقاص عَن خَوْلَة بنت حَكِيم قَالَت: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من نزل منزلا ثمَّ قَالَ: أعوذ بِكَلِمَات الله التامات من شَرّ مَا خلق، لم يضرّهُ شيءٌ حَتَّى يرتحل من منزله ذَلِك ". قَالَ يَعْقُوب بن عبد الله بن الْأَشَج: وَقَالَ الْقَعْقَاع عَن ذكْوَان عَن أبي هُرَيْرَة: جَاءَ رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله، مَا لقِيت من عقربٍ لدغتني البارحة؟ قَالَ: " أما لَو قلت حِين أمسيت: أعوذ بِكَلِمَات الله التامات من شَرّ مَا خلق، لم يَضرك " كَذَا ذكره مُتَّصِلا بِحَدِيث خَوْلَة، لِأَن يَعْقُوب رَوَاهُمَا كَذَلِك متصلين. الحديث: 3565 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 (243) جدامة بنت وهب الأَسدِية رَضِي الله عَنْهَا أُخْت عكاشة. حَدِيث وَاحِد: 3566 - من رِوَايَة عُرْوَة. عَن عَائِشَة عَن جدامة أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " لقد هَمَمْت أَن أنهى عَن الغيلة، حَتَّى ذكرت أَن الرّوم وَفَارِس يصنعون ذَلِك فَلَا يضر أَوْلَادهم ". وَفِي حَدِيث أبي الْأسود عَن عُرْوَة قَالَ: حضرت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أنَاس وَهُوَ يَقُول: " لقد هَمَمْت أَن أنهى عَن الغيلة، فَنَظَرت فِي الرّوم وَفَارِس، فَإِذا هم يغيلون أَوْلَادهم، فَلَا يضر أَوْلَادهم ذَلِك شَيْئا ". ثمَّ سَأَلُوهُ عَن الْعَزْل، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ذَلِك الوأد الْخَفي، وَهِي: {وَإِذا الموءودة سُئِلت} [التكوير] . قَالَ يحيى بن يحيى النَّيْسَابُورِي فِي رِوَايَة عَن مَالك: جدامة بِالدَّال الْمُهْملَة. وَأما خلف بِهِ هِشَام فَقَالَ: جذامة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة. قَالَ مُسلم بن الْحجَّاج: وَالصَّحِيح مَا قَالَه يحيى بِالدَّال من حَدِيث مَالك. وَأما سعيد بن أبي أَيُّوب ويحيي بن أَيُّوب فَقَالَا بِالذَّالِ. الحديث: 3566 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 (244) أم مُبشر الْأَنْصَارِيَّة [رَضِي الله عَنْهَا] وَهِي امْرَأَة زيد بن حَارِثَة. حديثان: 3567 - أَحدهمَا: من رِوَايَة أبي الزبير عَن جَابر بن عبد الله الْأنْصَارِيّ عَن أم مُبشر أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول عِنْد حَفْصَة: " لَا يدْخل النَّار - إِن شَاءَ الله - من أَصْحَاب الشَّجَرَة أحدٌ، الَّذين بَايعُوا تحتهَا ". قَالَت: بلَى يَا رَسُول الله، فانتهرها، فَقَالَت حَفْصَة: {وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها} [مَرْيَم] فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " قد قَالَ الله تَعَالَى: {ثمَّ ننجي الَّذين اتَّقوا وَنذر الظَّالِمين فِيهَا جثيا} . [مَرْيَم] . 3568 - الثَّانِي: من رِوَايَة أبي سُفْيَان عَن جَابر عَن أم مُبشر أدرجه مُسلم على مَا قبله وَقَالَ: بِنَحْوِ حَدِيث عَطاء وَأبي الزبير وَعَمْرو بن دِينَار، وَهَذَا حَدِيث عَطاء: قَالَت: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " مَا من مُسلم يغْرس غرساً إِلَّا كَانَ مَا أكل مِنْهُ لَهُ صدقةٌ، وَمَا سرق مِنْهُ لَهُ صدقةٌ، وَمَا أكل السَّبع لَهُ صدقةٌ، وَمَا أكلت الطير فَهُوَ لَهُ صدقةٌ، وَلَا يرزؤه أحدٌ إِلَّا كَانَ لَهُ صَدَقَة ". وَفِي رِوَايَة اللَّيْث عَن ابْن الزبير عَن جَابر: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخل على أم معبد أَو أم مُبشر الْأَنْصَارِيَّة فِي نخلٍ لَهَا، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " من غرس هَذَا النّخل؟ أمسلمٌ أم كَافِر؟ " فَقَالَت: مُسلم. فَقَالَ: " لَا يغْرس مسلمٌ غرساً، وَلَا يزرع زرعا فيأكل مِنْهُ إنسانٌ وَلَا دابةٌ وَلَا شيءٌ إِلَّا كَانَت لَهُ صَدَقَة ". جعله فِي مُسْند جَابر، وَهُوَ مَذْكُور هُنَالك مَعَ سَائِر الرِّوَايَات فِي ذَلِك. الحديث: 3567 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 (245) أم هِشَام بنت حَارِثَة بن النُّعْمَان [رَضِي الله عَنْهَا] وَهِي أُخْت عمْرَة بنت حَارِثَة. حَدِيث وَاحِد: 3569 - من رِوَايَة عمْرَة أُخْتهَا عَنْهَا قَالَت: أخذت: {ق وَالْقُرْآن الْمجِيد} من فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْرَأ بهَا على الْمِنْبَر فِي كل جُمُعَة. وَفِي رِوَايَة يحيى بن أَيُّوب عَن يحيى بن سعيد عَن عمْرَة عَن أُخْت لعمرة، قَالَت: وَكَانَت أكبر مِنْهَا. وَفِي رِوَايَة عبد الله بن مُحَمَّد بن معن عَن ابْنه حَارِثَة بن النُّعْمَان نَحوه، وَزَاد: قَالَت: وَكَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاحِدًا. وَفِي رِوَايَة يحيى بن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرَارَة عَن أم هِشَام بنت حَارِثَة بن النُّعْمَان قَالَت: لقد كَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاحِدًا سنتَيْن، أَو سنة وَبَعض سنة، مَا أخذت {ق وَالْقُرْآن الْمجِيد} إِلَّا عَن لِسَان رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَقْرَأها كل جُمُعَة على الْمِنْبَر إِذا خطب النَّاس. وَقع فِي بعض أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن، وَذَلِكَ وهم. وَلم يذكر أَبُو مَسْعُود، وَلَا أَبُو بكر البرقاني فِي كِتَابَيْهِمَا فِي شَيْء من أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن. وَقد أخبرنَا غير وَاحِد من مَشَايِخنَا عَن أبي بكر البرقاني أَنه أنكر هَذَا، وَقَالَ: من زعم أَن أم هِشَام هِيَ أُخْت عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن الراوية الَّتِي كَانَت زَوْجَة هِشَام بن عُرْوَة، فقد وهم وهما بَعيدا. الحديث: 3569 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 (246) أم الْحصين الأحمسية [رَضِي الله عَنْهَا] حديثان. 3570 - فرق مُسلم أَحدهمَا فِي موضِعين - وَهَذَا الأول - من رِوَايَة يحيى بن حُصَيْن عَن جدته أم الْحصين قَالَ: سَمعتهَا تَقول: حججْت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجَّة الْوَدَاع، فرأيته حِين رمى جَمْرَة الْعقبَة وَانْصَرف وَهُوَ على رَاحِلَته وَمَعَهُ بِلَال وَأُسَامَة، أَحدهمَا يَقُود بِهِ رَاحِلَته، وَالْآخر رافعٌ ثَوْبه على رَأس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يظله من الشَّمْس. قَالَت: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قولا كثيرا، ثمَّ سمعته يَقُول: " إِن أَمر عَلَيْكُم عبدٌ مجدعٌ - حسبتها قَالَت: أسود، يقودكم بِكِتَاب الله فَاسْمَعُوا وَأَطيعُوا ". وَفِي حَدِيث وَكِيع بن الْجراح عَن شُعْبَة نَحوه فِي " الْإِمَارَة " فَقَط، وَقَالَ: " عبدا حَبَشِيًّا مجدعاً ". وَلم يذكر بهزٌ عَن شُعْبَة " حَبَشِيًّا مجدعاً " وَقَالَ: إِنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بمنى أَو بِعَرَفَات. 3571 - الثَّانِي: من رِوَايَة يحيي بن الْحصين أَيْضا عَن جدته: أَنَّهَا سَمِعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع دَعَا للمحلقين ثَلَاثًا، وللمقصرين مرّة وَاحِدَة. الحديث: 3570 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 (247) حَدِيث صَفِيَّة بنت أبي عبيد [رَضِي الله عَنْهَا] عَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم 3572 - " من أَتَى عرافاً فَصدقهُ لم تقبل لَهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا " مَذْكُور فِي مُسْند حَفْصَة أم الْمُؤمنِينَ - رَضِي الله عَنْهَا - لِأَن بَعضهم ذكر أَنَّهَا حَفْصَة. 3573 - من حَدِيث صَفِيَّة بنت أبي عبيد أَيْضا عَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: " لَا يحل لامْرَأَة تحد على ميتٍ فَوق ثَلَاث " مَذْكُور فِي مُسْند حَفْصَة أَيْضا، للِاخْتِلَاف الْمَذْكُور هُنَالك فِيهَا. الحديث: 3572 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 (248) حَدِيث لأم الدَّرْدَاء [رَضِي الله عَنْهَا] 3574 - من رِوَايَة صَفْوَان بن عبد الرَّحْمَن بن صَفْوَان قَالَ: قدمت الشَّام، فَأتيت أَبَا الدَّرْدَاء فِي منزله فَلم أَجِدهُ، وَوجدت أم الدَّرْدَاء، فَقَالَت: أَتُرِيدُ الْحَج الْعَام؟ فَقلت: نعم. قَالَت: فَادع لنا بِخَير، فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول: " دَعْوَة الْمَرْء الْمُسلم لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب مستجابةٌ، عِنْد رَأسه ملكٌ موكلٌ، كلما دَعَا لِأَخِيهِ بخيرٍ قَالَ الْملك الْمُوكل بِهِ: آمين، وَلَك بِمثل ". قَالَ: فَخرجت إِلَى السُّوق فَلَقِيت أَبَا الدَّرْدَاء، فَقَالَ لي مثل ذَلِك، يرويهِ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. ذكره خلف الوَاسِطِيّ فِي كِتَابه، وَجعله فِي مُسْند أم الدَّرْدَاء. وَقد أخرجه مُسلم كَمَا ذكر من حَدِيث صَفْوَان فِي كتاب " الدُّعَاء " وَلَكِن فِي الحَدِيث نَفسه أَن أَبَا الدَّرْدَاء أخبرهُ بذلك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَأخرج مُسلم مُتَّصِلا بِهِ ليدل على أَن الحَدِيث من رِوَايَتهَا عَنهُ من حَدِيث طَلْحَة ابْن عبد الله بن كريز قَالَ: حَدَّثتنِي أم الدَّرْدَاء قَالَت: حَدثنِي سَيِّدي - تَعْنِي أَبَا الدَّرْدَاء أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: " من دَعَا لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب قَالَ الْملك الْمُوكل بِهِ: وَلَك بِمثل ". قَالَ الإِمَام أَبُو بكر البرقاني: وَهَذِه أم الدَّرْدَاء الصُّغْرَى الَّتِي رَوَت هَذَا الحَدِيث، وَلَيْسَ لَهَا صحبةٌ وَلَا سماعٌ من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِنَّمَا هُوَ من مُسْند أبي الدَّرْدَاء. وَأما أم الدَّرْدَاء الْكُبْرَى فلهَا صُحْبَة، وَلَيْسَ لَهَا فِي الْكِتَابَيْنِ حديثٌ، وَالله أعلم. أخر الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ الحديث: 3574 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو عبد الله. مُحَمَّد بن أبي نصر بن عبد الله الْحميدِي: هَذَا آخر مَا قصدنا إِلَيْهِ من الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ، وتمييز مَا اتفقَا عَلَيْهِ من الْمُتُون المخرجة فيهمَا، وَمَا انْفَرد بِهِ أَحدهمَا مِنْهَا، مستقصى على مَا شرطناه، مُرَتبا على مَا بدأنا بِهِ وبيناه، مَعَ الِاخْتِصَار الْمعِين على سرعَة الْحِفْظ والتذكار. وَلم يبْق للباحث الْمُجْتَهد إِلَّا النّظر فِيهَا، والتفقه فِي مَعَانِيهَا، ومراعاة حفظهَا، وَإِقَامَة الْحجَّة بهَا. وَإِلَى هَذَا قصد المتقدمون من أَئِمَّة الدّين فِي حفظ إسنادها للمتأخرين، لتَكون حاكمة بَين الْمُخْتَلِفين، وشواهد صدقٍ للمتناظرين، رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ، ووفق البَاقِينَ من التَّابِعين لَهُم بإحسانٍ إِلَى يَوْم الدّين. فَأَما إسنادنا فِي هذَيْن الْكِتَابَيْنِ: فقد روينَا كتاب الإِمَام أبي عبد الله البُخَارِيّ بالمغرب عَن غير وَاحِد من شُيُوخنَا بأسانيد مُخْتَلفَة تتصل بِأبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر الْفربرِي، عَن البُخَارِيّ. ثمَّ قرأته بِمَكَّة على الْمَرْأَة الصَّالِحَة كَرِيمَة بنت أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَاتِم الْمروزِي غير مرّة، لعلو إسنادها مِنْهُ. كأنا قرأناه عَليّ أبي عبد الله أَحْمد الْهَرَوِيّ، عَن أبي الْهَيْثَم مُحَمَّد بن الْمَكِّيّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زراع الْكشميهني، عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر بن صَالح بن بشر بن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 إِبْرَاهِيم الْفربرِي، عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ، رَحْمَة الله عَلَيْهِ. وَأما كتاب الإِمَام أبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي فسمعناه بالفسطاط قِرَاءَة على الشَّيْخ الصَّالح أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْفرج بن عبد الْوَلِيّ الْأنْصَارِيّ وَهِي رِوَايَته عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْحسن الْحَافِظ الرَّازِيّ، سَمعه مِنْهُ بِمَكَّة سنة سِتّ وَأَرْبَعمِائَة. قَالَ: حَدثنَا أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن عِيسَى بن عمرويه بن مَنْصُور الجلودي، قَالَ: أخبرنَا الْفَقِيه أَبُو إِسْحَق إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن سُفْيَان النَّيْسَابُورِي، قَالَ: سمعته من الإِمَام أبي الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي رَضِي الله عَنهُ. على أننا لم نغفل النّظر فِي كتاب كَرِيمَة، لروايتنا ذَلِك عَنْهَا، وَلَا فِي كتاب أبي ذَر الْهَرَوِيّ لسماعنا ذَلِك عَنهُ من أبي مَرْوَان عبد الْملك بن سُلَيْمَان الْخَولَانِيّ، وَأبي الْقَاسِم أصبغ بن رَاشد بن أصبغ اللَّخْمِيّ مِنْهُ، وَفِيمَا أخبرونا بِهِ عَن البرقاني، وَفِي نُسْخَة مُسلم المقروءة على شَيخنَا أبي عبد الله بن الْفرج الْأنْصَارِيّ، وأمعنا النّظر فِي كل نُسْخَة وجدناها من النّسخ فِي ذَلِك كُله، وأثبتنا مِنْهَا مَا رَأينَا أَنه ينْتَفع بِهِ النَّاظر فِيهِ، وَلَا توفيق إِلَّا بِاللَّه عز وَجل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 فصل وَقد استشرف بعض الطالبين إِلَى معرفَة الْأَسْبَاب الْمُوجبَة للِاخْتِلَاف بَين الْأَئِمَّة الماضين رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ، مَعَ إِجْمَاعهم على الأَصْل الْمُتَّفق عَلَيْهِ المستبين، حَتَّى احْتِيجَ إِلَى تكلّف التَّصْحِيح فِي طلب الصَّحِيح، وَقربت على هَذَا الطَّالِب معرفَة الْعذر فِي اخْتِلَاف الْمُتَأَخِّرين لبعدهم عَن الْمُشَاهدَة، وَإِنَّمَا تعذر عَلَيْهِ معرفَة الْوَجْه فِي اخْتِلَاف الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم مَعَ مشاهدتهم نزُول التَّنْزِيل، وَأَحْكَام الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وحرصهم على الْحُضُور لَدَيْهِ، والكون بَين يَدَيْهِ، وَالْأَخْذ عَنهُ، والاقتباس مِنْهُ، وَهَذَا الَّذِي وَقع لهَذَا الطَّالِب الباحث قد وَقع لبَعض من قبله الْخَوْض فِيهِ، والبحث عَنهُ. وَخرج فِي هَذَا الْمَعْنى بعض الْأَئِمَّة من عُلَمَاء الْأَمْصَار فصلا رَأينَا إثْبَاته هَا هُنَا لإِزَالَة هَذِه الشُّبْهَة عَن هَذَا الطَّالِب الباحث وَعَن غَيره مِمَّن يخفى ذَلِك عَنهُ، ويتطلع إِلَى معرفَة الْوَجْه فِيهِ. وَبِهَذَا الْفَصْل يتَصَوَّر للْكُلّ صُورَة وُقُوع ذَلِك مِنْهُم، وَكَيْفِيَّة اتفاقه لَهُم، حَتَّى كَأَنَّهُ شَاهده مَعَهم. وَهَذَا أول الْفَصْل الْمخْرج فِي ذَلِك، أوردناه بِلَفْظ مُصَنفه رَحْمَة الله عَلَيْهِ: قَالَ لنا الْفَقِيه الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن سعيد اليزيدي الْفَارِسِي رَضِي الله عَنهُ فِي بَيَان أصل الِاخْتِلَاف الشَّرْعِيّ وأسبابه. تطلعت النَّفس بعد تيقنها أَن الأَصْل الْمُتَّفق عَلَيْهِ المرجوع إِلَيْهِ، أصلٌ وَاحِد لَا يخْتَلف، وَهُوَ مَا جَاءَ عَن صَاحب الشَّرْع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، إِمَّا فِي الْقُرْآن، وَإِمَّا من فعله أَو قَوْله الَّذِي لَا ينْطق عَن الْهوى فِيهِ، لما رَأَتْ وشاهدت من اخْتِلَاف عُلَمَاء الْأمة فِيمَا سَبيله وَاحِدَة، وَأَصله غير مُخْتَلف، فبحثت عَن السَّبَب الْمُوجب للِاخْتِلَاف، ولترك من ترك كثيرا مِمَّا صَحَّ من السّنة، فوضح لَهَا بعد التفتيش والبحث أَن كل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 وَاحِد من الْعلمَاء بشرٌ يسنى كَمَا ينسى الْبشر. وَقد يحفظ الرجل الحَدِيث وَلَا يحضرهُ ذكره حَتَّى يُفْتِي بِخِلَافِهِ، وَقد يعرض هَذَا فِي آي الْقُرْآن، أَلا ترى أَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَمر على الْمِنْبَر أَلا يُزَاد فِي مُهُور النِّسَاء على عدد ذكره، ميلًا إِلَى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يزدْ على ذَلِك الْعدَد فِي مُهُور نِسَائِهِ، حَتَّى ذكرته امرأةٌ من جَانب الْمَسْجِد بقول الله تَعَالَى {وَآتَيْتُم إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} [النِّسَاء] فَترك قَوْله وَقَالَ: كل أحدٍ أعلم مِنْك حَتَّى النِّسَاء. وَفِي رِوَايَة أُخْرَى: امرأةٌ أَصَابَت وَرجل أَخطَأ. علما مِنْهُ رَضِي الله عَنهُ بِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن كَانَ لم يزدْ فِي مُهُور النِّسَاء على عددٍ مَا، فَإِنَّهُ لم يمْنَع مَا سواهُ، وَالْآيَة أَعم. وَكَذَلِكَ أَمر رَضِي الله عَنهُ برجم امرأةٍ ولدت لسِتَّة أشهر، فَذكره عليٌّ رَضِي الله عَنهُ قَول الله تَعَالَى {وَحمله وفصاله ثَلَاثُونَ شهرا} [الْأَحْقَاف] مَعَ قَوْله تَعَالَى: {والوالدات يرضعن أَوْلَادهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلين} [الْبَقَرَة] فَرجع عَن الْأَمر برجمها. وهم أَن يَسْطُو بعيينة بن حصن إِذْ جَفا عَلَيْهِ، حتي ذكره الْحر بن قيس بقول الله عز وَجل {وَأعْرض عَن الْجَاهِلين} [الْأَعْرَاف] فَأمْسك عمر. وَقَالَ رَضِي الله عَنهُ يَوْم مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا مَاتَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا يَمُوت حَتَّى يكون آخِرنَا، حَتَّى قُرِئت عَلَيْهِ {إِنَّك ميت وَإِنَّهُم ميتون} [الزمر] فَرجع عَن ذَلِك. وَقد كَانَ علم الْآيَة، وَلكنه نَسِيَهَا لعَظيم الْخطب الْوَارِد عَلَيْهِ فَهَذَا وجهٌ عمدته الْخلاف لِلْآيَةِ أَو للسّنة بنسيان لَا بِقصد. وَقد يذكر الْعَالم الْآيَة أَو السّنة، لَكِن يتَأَوَّل فِيهَا تَأْوِيلا من خُصُوص أَو نسخ أَو معنى مَا، وَإِن كَانَ ذَلِك يحْتَاج إِلَى دَلِيل. وَلَا شكّ أَن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم كَانُوا بِالْمَدِينَةِ حوله عَلَيْهِ السَّلَام مُجْتَمعين، وَكَانُوا ذَوي معايش يطلبونها، وَفِي ضنكٍ من الْقُوت، وَمن متحرفٍ فِي الْأَسْوَاق، وَمن قَائِم على نخله، ويحضره عَلَيْهِ السَّلَام فِي كل وقتٍ مِنْهُم طَائِفَة إِذا وجدوا أدنى فراغٍ مِمَّا هم بسبيله. وَقد نَص على ذَلِك أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ: إِن إخْوَانِي من الْمُهَاجِرين كَانَ يشغلهم الصفق بالأسواق، وَإِن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 إخْوَانِي من الْأَنْصَار كَانَ يشغلهم الْقيام على نَخْلهمْ، وَكنت أمرا مِسْكينا أصحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على ملْء بَطْني. وَقد قَالَ عمر رَضِي الله عَنهُ: ألهاني الصفق بالأسواق فِي حَدِيث اسْتِئْذَان أبي مُوسَى. فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْأَل عَن الْمَسْأَلَة، وَيحكم بالحكم، وَيَأْمُر بالشَّيْء، وَيفْعل الشَّيْء، فيحفظه من حَضَره، ويغيب عَمَّن غَابَ عَنهُ. فَلَمَّا مَاتَ عَلَيْهِ السَّلَام وَولي أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ كَانَ إِذا جَاءَت الْقَضِيَّة لَيْسَ عِنْده فِيهَا نصٌّ سَأَلَ من بِحَضْرَتِهِ من الصَّحَابَة فِيهَا، فَإِن وجد عِنْدهم نصا رَجَعَ إِلَيْهِ، وَإِلَّا اجْتهد فِي الحكم فِيهَا. وَوجه اجْتِهَاده غَيره مِنْهُم رضوَان الله عَلَيْهِم رجوعٌ وَإِلَى نصٍّ عَام، أَو إِلَى أصل إِبَاحَة مُتَقَدّمَة، أَو إِلَى نوع من هَذَا يرجع إِلَى أصل. وَلَا يجوز أَن يظنّ أحدٌ أَن اجْتِهَاد أحدٍ مِنْهُم هُوَ أَن يشرع شَرِيعَة باجتهادٍ مَا، أَو يخترع حكما لَا أصل لَهُ - حاشاً لَهُم من ذَلِك. فَلَمَّا ولي عمر رَضِي الله عَنهُ فتحت الْأَمْصَار، وتفرق الصَّحَابَة فِي الأقطار، فَكَانَت الْحُكُومَة تنزل بِمَكَّة أَو بغَيْرهَا من الْبِلَاد، فَإِن كَانَ عِنْد الصَّحَابَة الْحَاضِرين لَهَا نصٌّ حكم بِهِ، وَإِلَّا اجتهدوا فِي ذَلِك. وَقد يكون فِي تِلْكَ الْقَضِيَّة نصٌّ مَوْجُود عَن صَاحب آخر فِي بلد آخر، وَقد حضر الْمدنِي مَا لم يحضر الْمصْرِيّ، وَحضر الْمصْرِيّ مَا لم يحضر الشَّامي وَحضر الشَّامي مَا لم يحضر الْبَصْرِيّ، وَحضر الْبَصْرِيّ مَا لم يحضر الْكُوفِي، وَحضر الْكُوفِي مَا لم يحضر الْمدنِي. كل هَذَا مَوْجُود فِي الْآثَار، وتقتضيه الْحَالة الَّتِي ذكرنَا من مغيب بَعضهم عَن مَجْلِسه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض الْأَوْقَات وَحُضُور غَيره، ثمَّ مغيب الَّذِي حضر وَحُضُور الَّذِي غَابَ، فيدري كل وَاحِد مِنْهُم مَا حَضَره، ويفوته مَا غَابَ عَنهُ. هَذَا أمرٌ مشَاهد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 وَقد كَانَ علم التَّيَمُّم عِنْد عمارٍ وَغَيره، وَغَابَ عَن عمر وَابْن مَسْعُود حَتَّى قَالَا: لَا يتَيَمَّم الْجنب وَلَو لم يجد المَاء شَهْرَيْن. وَكَانَ حكم الْمسْح على الْخُفَّيْنِ عِنْد عَليّ وَحُذَيْفَة وَلم تعلمه عَائِشَة وَلَا ابْن عمر وَلَا أَبُو هُرَيْرَة، على أَنهم مدنيون. وَكَانَ تَوْرِيث بنت الابْن مَعَ الْبِنْت عِنْد ابْن مَسْعُود وَغَابَ عَن أبي مُوسَى. وَكَانَ حكم الاسْتِئْذَان عِنْد أبي مُوسَى وَأبي سعيد وَأبي، وَغَابَ عَن عمر. وَكَانَ حكم الْإِذْن للحائض فِي أَن تنفر قبل أَن تَطوف عِنْد ابْن عَبَّاس وَأم سليم وَلم يُعلمهُ عمر وَزيد ابْن ثَابت. وَكَانَ حكم تَحْرِيم الْمُتْعَة والحمر الْأَهْلِيَّة عِنْد عليٍّ وَغَيره وَلم يُعلمهُ ابْن عَبَّاس. وَكَانَ حكم الصّرْف عِنْد عمر وَأبي سعيد وَغَيرهمَا، وَغَابَ ذَلِك عَن طَلْحَة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر. وَكَذَلِكَ حكم إجلاء أهل الذِّمَّة من بِلَاد الْعَرَب، كَانَ عِنْد ابْن عَبَّاس وَعمر، فنسيه عمر سِنِين، فتركهم حَتَّى ذكر بذلك فَذكره، فأجلاهم. وَمثل هَذَا كثير. فَمضى الصَّحَابَة على هَذَا، ثمَّ خلف بعدهمْ التابعون الآخذون عَنْهُم، وكل طبقَة من التَّابِعين فِي الْبِلَاد الَّتِي ذكرنَا فَإِنَّمَا تفقهوا مَعَ من كَانَ عِنْدهم من الصَّحَابَة، فَكَانُوا لَا يتعدون فتاويهم، لَا تقليداً لَهُم، وَلَكِن لأَنهم أخذُوا وَرووا عَنْهُم الْيَسِير مِمَّا بَلغهُمْ عَن غير من كَانَ فِي بِلَادهمْ من الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم، كاتباع أهل الْمَدِينَة - فِي الْأَكْثَر - فَتَاوَى ابْن عمر، وَاتِّبَاع أهل مَكَّة - فِي الْأَكْثَر - فَتَاوَى ابْن عَبَّاس، وَاتِّبَاع أهل الْكُوفَة - فِي الْأَكْثَر - فَتَاوَى ابْن مَسْعُود. ثمَّ أَتَى من بعد التَّابِعين فُقَهَاء الْأَمْصَار، كَأبي حنيفَة وسُفْيَان وَابْن أبي ليلى بِالْكُوفَةِ، وَابْن جريج بِمَكَّة، وَمَالك وَابْن الْمَاجشون بِالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَان البتي وسوار بِالْبَصْرَةِ وَالْأَوْزَاعِيّ بِالشَّام، وَاللَّيْث بِمصْر، فجروا على تِلْكَ الطَّرِيقَة من أَخذ كل واحدٍ مِنْهُم عَن التَّابِعين من أهل بَلَده وتابعيهم عَن الصَّحَابَة رضوَان الله عَلَيْهِم. وَرُبمَا كَانَ عِنْدهم وَفِي اجتهادهم فِيمَا لَيْسَ عِنْدهم وَهُوَ مَوْجُود عِنْد غَيرهم، وَلَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا، وكل من ذكرنَا مأجورٌ على مَا أصَاب فِيهِ أَجْرَيْنِ، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 ومأجورٌ فِيمَا خَفِي عَنهُ وَلم يبلغهُ أجرا وَاحِدًا. قَالَ الله تَعَالَى: {لأنذركم بِهِ وَمن بلغ} [الْأَنْعَام] . وَقد يبلغ الرجل مِمَّن ذكرنَا نصان ظاهرهما التَّعَارُض، فيميل إِلَى أَحدهمَا بضربٍ من الترجيحات، ويميل غَيره إِلَى النَّص الَّذِي ترك الآخر بِضَرْب من الترجيحات أَيْضا، كَمَا رُوِيَ عَن عُثْمَان فِي الْجمع بَين الْأُخْتَيْنِ: أَحَلَّتْهُمَا آيةٌ وحرمتهما آيةٌ. وكما مَال ابْن عمر إِلَى تَحْرِيم نسَاء أهل الْكتاب جملَة بقوله تَعَالَى: {وَلَا تنْكِحُوا المشركات حَتَّى يُؤمن} [الْبَقَرَة] وَقَالَ: لَا أعلم شركا أَكثر من قَول الْمَرْأَة: إِن عِيسَى رَبهَا، وَغلب ذَلِك على الْإِبَاحَة المنصوصة فِي الْآيَة الْأُخْرَى. وَمثل هَذَا كثير. فعلى هَذِه الْوُجُوه ترك بعض الْعلمَاء مَا تركُوا من الحَدِيث وَمن الْآيَات، وعَلى هَذِه الْوُجُوه خالفهم نظراؤهم، فَأخذ هَؤُلَاءِ مَا ترك أُولَئِكَ. وَأخذ أُولَئِكَ مَا ترك هَؤُلَاءِ، لَا قصدا إِلَى خلاف النُّصُوص، وَلَا تركا لطاعتها، وَلَكِن لأحد الْأَعْذَار الَّتِي ذَكرنَاهَا، إِمَّا من نِسْيَان وَإِمَّا أَنَّهَا لم تبلغهم، وَإِمَّا لتأويل مَا، وَإِمَّا لأخذ بِخَبَر ضَعِيف لم يعلم الْآخِذ بِهِ ضعف رُوَاته وَعلمه غَيره، فَأخذ بِخَبَر آخر أصح مِنْهُ، أَو بِظَاهِر آيَة. وَقد يتَنَبَّه بَعضهم فِي النُّصُوص الْوَارِدَة إِلَى معنى، ويلوح لَهُ مِنْهُ حكم بدليلٍ مَا، ويغيب عَن غَيره. ثمَّ كثرت الرحل إِلَى الْآفَاق، وتداخل النَّاس، وانتدب أَقوام لجمع حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضمه وتقييده، وَوصل من الْبِلَاد الْبَعِيدَة إِلَى من لم يكن عِنْده، وَقَامَت الْحجَّة على من بلغه شيءٌ مِنْهُ، وجمعت الْأَحَادِيث المبينة لصِحَّة أحد التأويلات المتأولة فِي الحَدِيث. وَعرف الصَّحِيح من السقيم، وزلف الِاجْتِهَاد الْمُؤَدِّي إِلَى خلاف كَلَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَإِلَى ترك عمله، وَسقط الْعذر عَمَّن خَالف مَا بلغه من السّنَن ببلوغها إِلَيْهِ، وَقيام الْحجَّة بهَا عَلَيْهِ، فَلم يبْق إِلَّا العناد والتقليد. وعَلى هَذِه الطَّرِيقَة كَانَ الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وكثيرٌ من التَّابِعين يرحلون فِي طلب الحَدِيث الْأَيَّام الْكَثِيرَة، طلبا للسنن، والتزاماً لَهَا، وَقد رَحل أَبُو أَيُّوب من الْمَدِينَة إِلَى مصر فِي حَدِيث وَاحِد إِلَى عقبَة بن عَامر، ورحل عَلْقَمَة وَالْأسود إِلَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 عَائِشَة وَعمر، ورحل عَلْقَمَة إِلَى أبي الدَّرْدَاء بِالشَّام، وَكتب مُعَاوِيَة إِلَى الْمُغيرَة: أكتب إِلَيّ بِمَا سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَمثل هَذَا كثير. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: فقد بَينا - وَالْحَمْد لله - وَجه ترك بعض الحَدِيث، وَالسَّبَب الْمُوجب للِاخْتِلَاف، وشفينا النَّفس مِمَّا اعْترض فِيهَا، ورفعنا الْإِشْكَال عَنْهَا، وَالله عز وَجل الْمعِين على الْبَحْث، وَالْهَادِي والمرشد بمنه. وَبِهَذَا الْبَيَان الَّذِي كشف بِهِ هَذَا الإِمَام فِي هَذَا الْفَصْل صُورَة الْحَال فِي أَسبَاب الِاخْتِلَاف الْوَاقِع بَين الصَّحَابَة فَمن دونهم، صَحَّ للأئمة الْمُتَقَدِّمين رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ - وجوب طلب التَّصْحِيح للنصوص الْوَارِدَة فِي شرائع الدّين، لتقوم الْحجَّة مِمَّا يَصح مِنْهَا على الْمُخْتَلِفين. وَقد قَامَ الْكل مِنْهُم فِي ذَلِك بِمَا قدر عَلَيْهِ، وانتهت استطاعته إِلَيْهِ، إِلَى أَن انْفَرد بالمزيد فِي الِاجْتِهَاد والرحلة إِلَى الْبِلَاد فِي جمع هَذَا النَّوْع من الْإِسْنَاد، بعد التتبع والانتقاد، الإمامان أَبُو عبد الله مُحَمَّد ابْن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ، وَأَبُو الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي رَضِي الله عَنْهُمَا، فحازا قصب السَّبق فِيهِ فِي وقتهما. ولفرط عنايتهما بِهِ، وبلوغها غَايَة السَّعْي والتشمير فِيهِ، قويت هممها فِي الْإِقْدَام على تَسْمِيَة كِتَابَيْهِمَا بِالصَّحِيحِ. وَعلم الله عز وَجل صدق نيتهما فِيهِ، ومشقة قيامهما بِهِ، وَحسن انتقادهما لَهُ، فَبَارك لَهما فِيهِ، ورزقهما الْقبُول شرقاً وغرباً، وَصرف الْقُلُوب إِلَى التعويل عَلَيْهِمَا، والتفضيل لَهما، والاقتداء فِي شُرُوط الصَّحِيح بهما. وَتلك عَادَة الله فِيمَن أحب: أَن يضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض، كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَر الصَّادِق عَن الْمَبْعُوث بِالْحَقِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فهنيئاً لَهما، وَلمن اهْتَدَى فِي ذَلِك بهداهما. وَالْوَاجِب علينا وعَلى جَمِيع من فهم الْإِسْلَام، وَعرف قدر مَا حفظا من الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام، أَن يخلص الدُّعَاء لَهما ولسائر الْأَئِمَّة الناقلين إِلَيْهِمَا وإلينا قَوَاعِد هَذَا الدّين، وشواهد أَحْكَام الْمُسلمين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 وَنحن نبتهل إِلَى الله تَعَالَى فِي تَعْجِيل الغفران لَهما وَلَهُم، وتجديد الرَّحْمَة والرضوان عَلَيْهِمَا، وَأَن يبوئ الْكل مِنْهُم فِي أَعلَى دَرَجَات الكرامات، من غرفات الجنات، وَأَن يوفقنا أَجْمَعِينَ للاقتداء بهم، والسلوك فِي سبيلهم من الدُّعَاء إِلَيْهِ وَإِلَى رَسُوله، والانقياد لمحكمات تَنْزِيله، والتفقه فِي دينه، وَالْإِخْلَاص فِي عِبَادَته، والانقطاع إِلَيْهِ، وَصدق التَّوَكُّل عَلَيْهِ، حَتَّى يتوفانا مُسلمين مُسلمين، غير مبدلين وَلَا مغيرين، وان يغْفر لنا ولآبائنا أَجْمَعِينَ، وَلِجَمِيعِ الْمُسلمين. وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَصلى الله على رَسُوله مُحَمَّد النَّبِي وَآله الأكرمين، وَسلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329