الكتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الكريم الحنفي المدني الشهير بالأنصاري (المتوفى: 1195هـ) المحقق: محمد العرويسي المطوي الناشر: المكتبة العتيقة، تونس الطبعة: الأولى، 1390 هـ - 1970 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- تحفة المحبين والأصحاب فى معرفة ما للمدنيين من الأنساب الأنصاري، عبد الرحمن بن عبد الكريم الكتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب المؤلف: عبد الرحمن بن عبد الكريم الحنفي المدني الشهير بالأنصاري (المتوفى: 1195هـ) المحقق: محمد العرويسي المطوي الناشر: المكتبة العتيقة، تونس الطبعة: الأولى، 1390 هـ - 1970 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] حرف الهمزة بيت الأنصاري " بيت الأنصاري " نسبة الأنصار الذين نصروا النبي - صلى الله عليه وسلم - وإليهم ينتسب كثير. ولكن هذا البيت مخصوص بهذه النسبة وشهير بها. وإذا وجد منهم أحد في بلد فيكون في غاية القلة. وهو على صحة نسبهم الشريف من أقوى الأدلة. لقوله عليه الصلاة والسلام: " الناس يكثرون والأنصار يقلون حتى يصيروا كالملح في الطعام ". ويعرف قديماً ببيت الزرندي نسبة إلى زرند، قال المجد في تاريخه للمدينة المنورة المسمى ب " المغانم المستطابة في معالم طابه " ما نصه: وزرند قرية من أعمال المدينة المنورة من جهة الشام بقرب وادي القرى. أخبرني بها شيخنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الزرندي الأنصاري محدث حرم رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ثقة. وذكر أيضاً في القاموس: أن زرند اسم موضع في المدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 وقد ذكرهم كثير من مؤرخي المدينة المنورة: أجلهم الحافظ أبو الخير محمد السخاوي في تاريخه الكبير والمعجم المسمى ب " الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع " و " التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " وأطال وأطاب فيهم جزاه الله خيراً. وقد جمعت لهم تأليفاً لطيفاً يشتمل على كثير من الفوائد والصلات والعوائد المتعلقة بالسادة الأنصار، وذكر ما لهم من الفخار، وجاءني مجلد عظيم المقدار نحو عشرين كراساً. وسميته " نشر كمائم الأزهار المستطابة في نشر تراجم الأنصار طابه ". وذكر السخاوي في تاريخه ما نصه: بيت الزرندي بيت كبير وبالعلم والدين شهير. أصلهم يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود ابن الحسن. وله من الأولاد: أحمد وعلي وكمال محمد قادر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 " أما أحمد ف " فهو والد موفق الدين أبي الخير محمد، وجلال الدين أبي اليمن عبد الله. وعلي هو صاحب " المفاخرة بين الحرمين " وله من الأولاد: عبد الرحمن وعبد الوهاب " وفتح الدين أبو الفتح - ويقال له محمد - ومحب الدين محمد " وخديجة وعائشة. ومحمد بن يوسف له من الأولاد: السراج عبد اللطيف ومحمد ولهما من الأولاد: الشمس محمد، وأحمد، والكمال أبو الفضل محمد، وأبو طاهر " و " أبو الفرج وعبد الله الدشطي الذي هو بالمشرق واستوطنه. وله به بنون منهم " فضل ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 فأما عبد الرحمن بن علي فلم أقف له على عقب. وأما عبد الوهاب فله فتح الدين أبو الفتح محمد. وأما أخوهما أبو الفتح فله: حسن ويوسف وعلي والطيب وأبو السعود. وأما محب الدين فكان شافعياً، وله التاج عبد الوهاب، والسراج عمر والبهاء محمد. ثم إن لأبي الفتح محمد بن عبد الوهاب: أحمد، وسعداً، وسعيداً، وعبد الله، ومحمداً، وسارة، وعائشة، وفاطمة. فالأولان ومحمد لم أقف لهم على ذكور. نعم كان لسعد ولد يدعى أبا السعادات توفي عن نحو عشر سنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 وسعيد له النور علي وأبو الفتح محمد. وعبد الله له ثلاثة: أفضلهم مجد الدين ونجم الدين، وشمس الدين. وعائشة وسارة زوجه " ما " عبد العزيز بن عبد السلام الآتي ذكره واحدة بعد أخرى. فله من سارة: عمر، وعائشة، وزينب، فعائشة هي زوجة القاضي خير الدين السخاوي بن القصبي، وقبله الخطيب شمس الدين الريس وقبله أبو الفضل بن المحب المطري ... وأولدها آمنة. والآن هي تحت المحب بن القصبي. وزينب تزوج بها أبو الفرج بن المراغي وفارقها واستمرت أيما. وأما فاطمة ثالثة بنات أبي الفتح، فتزوجها أبو الفضل محمد المراغي المقتول. وماتت هي أيضاً بعده بقليل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 ثم حسن بن أبي الفتح محمد بن علي لم أقف له على ولد. ثم أخوه علي وهو القاضي نور الدين له: فتح الدين محمد المدفون في رحاب سيد الشهداء حمزة - رضي الله عنه - " وأخوهما يوسف، وله علي " توفي سنة 1092. وأخوهم أبو الطيب له أحمد مات بمكة. وله ولد يدعى زين الدين، سافر إلى العجم ثم المغرب. وأخوهم أبو السعود، ولم أقف له " على عقب ". وأما عبد الوهاب بن المحب فله من الأولاد معاذ، وعبد السلام، وعبد الواحد، ومحمد، وكلهم أشقاء إلا الأول. والسراج عمر بن محب الدين له: عبد الوهاب ومحمد ورقية. ماتوا عن آخرهم. وليس لهم ذكر. وأخوهما البهاء محمد: وله عبد الباسط وعبد الرحمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 وأبو الفضل. ماتوا عن غير ذكر. إلا أبا الفضل فخلف ولداً " محمداً " مات مطعوناً بمصر. ثم إن أحمد بن عبد اللطيف له: عبد الله، ومحمد. ولأخيه الكمال محمد، عبد اللطيف وعبد الملك وأبو الفرج. ولأخيهما أبي الطاهر من الأولاد: محمد، والد عبد العزيز. ولأخيهم أبي الفرج من الأولاد: عبد الرحمان، وعبد السلام. ولأولهما: أحمد، والد عبد الرحمان ومحمد، وهما في الأحياء. وست الجميع بنت أحمد. وأيضاً هي تحت علي بن سليمان الطحان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 ولثانيهما عبد العزيز، والد عمر وإخوته.. انتهى كلام الحافظ السخاوي. وقد ترجم غالب من ذكره من هذه الأصول والفروع. وقد أهمل كثيراً من فروع هذا المجموع. وذلك من قلة العلم بأصولهم وعدم تفصيلهم. وسنتبع - إن شاء الله تعالى - ما أهمله ونلحقه ما أجمله. وأيضاً نلحق من ولد وحدث بعد وفاته إلى تاريخ هذا الكتاب، وإثباته على نمط حسن وضبط مستحسن. وأول من ترجمه السخاوي من أهل هذا البيت الذي ليس في شرفه " لو " ولا " ليت " أصلهم الأصيل بما نصه: " الشيخ يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود بن الحسن الإمام عز الدين أبو المظفر وأبو محمد وأبو يعقوب بن الشمس أبي علي بن الجمال الأنصاري الخزرجي المدني الحنفي يعرف بالزرندي. ولد سنة 606 وتوفي بطريق العراق ذاهباً سنة 712. وقد رآه الشيخ محمد العصامي في المنام. وقال له: سلم على أولادي وقل لهم: لقد حملت إليكم، ودفنت في البقيع عند قبة العباس - رضي الله عنه - فإذا أرادوا زيارتي فليقفوا هناك ويسلموا علي ويدعوا إلي. ". وقد ذكره المجد الفيروز أبادي في تاريخه للمدينة المنورة. " وذكره الشيخ ابن فرحون في تاريخه للمدينة المنورة " أيضاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 وذكره الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. وذكره الشيخ الصالح محمد بن صالح في تاريخه للمدينة المنورة. وكثير من المؤرخين المحققين. وقد ترجم جده محمد بن محمود ووالده العلامة الشيخ تاج الدين السبكي في طبقاته الثلاث: الكبرى والوسطى والصغرى بما صورته: " ... محمد بن محمود ابن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد بن عكرمة ابن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشرف وكرم " يقول كاتبه - لطف الله به - توفي الحافظ السخاوي المؤرخ المذكور بالمدينة المنورة سنة 911 وترك من المترجمين المذكورين في قيد الحياة الشيخ عمر بن عبد العزيز والد سالم وعمر، المعروف بالأشهل. وقد ماتا ولم يعقبا في حدود سنة 982، ومنهم القاضي محمد شمس الدين بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي ابن يوسف. ومنهم ولده الأمجد شهاب الدين أحمد، والد عبد الرحمن الأحمدي، ومحمد، ومريم، وزينب. فأما الشيخ وجيه الدين عبد الرحمان بن شهاب الدين أحمد ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 القاضي شمس الدين محمد المذكور أعلاه فمولده في حدود سنة 915. وتوفي في حدود سنة 992 بالمدينة المنورة بعد أن كف بصره. وكان فقيهاً عالماً، فاضلاً عاملاً. وأعقب من الأولاد ثلاثة: أحمد، وعبد الرحيم، ومحمداً. وأعقب من البنات ثلاثاً: أم الحسين فاطمة، وأمة الرحمان، وزينب. وقد انقرض عقبهن. فأما محمد فأعقب: محمد سعيد، والد ستيت، وفاطمة المتوفاة في سنة 1116، والدة العلامة أحمد أفندي شيخي زاده المدرس المتوفى سنة 1124، والد صاحبنا الفاضل الأمجد محمد أفندي شيخي زاده المتوفى في حدود 1168. ومولده في سنة 1113. وأعقب محمد أفندي المذكور بنتين أعقبت إحداهما ولدين ذكوراً، وبنتاً، اسمها فاطمة تزوجها السيد خليفة الأدنوي، وأما الولدان: محمد وحسن " ف " من الخطيب أبي اللطيف البري. وهما في قيد الحياة. وقد ذكرتهم في محلهم في بيت " شيخي ". وأما عبد الرحيم فأعقب: حسناً، المتوفى في المغرب في حدود سنة 1088 عن بنت تسمى زينب، وتزوجها العم الخطيب أحمد الأنصاري وتوفيت في حدود سنة 1114 عن غير ولد. ومن بعد وفاتها آل إلينا وقف " الحديقة المكارمية " الكائنة بقرب الباب الشامي، والبيت الكبير الكائن برأس زقاق " عانقاي " بموجب شرط الواقفة والدة حسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 المزبور وهي المرأة الصالحة الشيخة فاطمة بنت الشيخ محمد مكارم الشافعي، وكانت صاحبة ثروة. وورثها الجد يوسف والعم أحمد. وأما أحمد فأعقب: عبد الله - مات صغيراً - وعبد الكريم، مولده في حدود سنة 993 ووفاته بالمدينة المنورة في حدود سنة 1068 وأعقب من الأولاد: عبد القادر، والد آمنة المتوفاة عن غير ولد. وكان بصيراً، ومحمد مكي، ويوسف، وعبد الرحيم. فأما محمد مكي فمولده بمكة المكرمة سنة 1033 ونشأ على طلب العلم. وتأدب حتى بلغ إلى أعلى المراتب. وكان حسن الخط والحظ. ورحل إلى الروم سنة 1063، وتقرر بالفرمان في وظيفتي خطابة وإمامة بالمسجد النبوي. ثم رحل مرة أخرى إلى الروم وبلغ ما يروم. وذلك في سنة 1080 صحبة صاحبه الأديب البارع الخطيب إبراهيم الخياري. وقد ذكره في رحلته المشهورة وذكر وفاته بطريق مصر المحروسة مطعوناً مبطوناً. ودفن بمقبرة قرية العقبة، - رحمه الله تعالى -. وذلك في شهر ذي القعدة الحرام سنة 1081. وأعقب من الأولاد: سليمان، وتوفي بمصر مطعوناً أيضاً عن غير ولد في سنة 1089. وعبد الله مات عن غير ولد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 ومحمد نشأ على طريقة والده. وكان خطيباً أديباً رحل إلى الروم في حدود سنة 1106، وتوفي بالمدينة المنورة عن غير ولد - رحمه الله تعالى - في سنة 1118، ومولده في سنة 1078. وكان متزوجاً على الخالة صفية بنت محمد سعيد سيدون. وبديعة بنت محمد مكي المذكور مولدها في سنة 1079 ووفاتها في حدود سنة 1143 في محرم الحرام. وكانت امرأة كاملة، عاقلة مشهورة، تزوجها الريس أبو العز الحنبلي ولم تعقب. وفرغت في سنة 1140 من تعلقاتها من الرومية القديمة في سنة 1140 وكتبها في الدفاتر الأربعة مرتب خيرات بديعة الأنصارية وذلك عن قراءة قرآن عظيم الشأن بحرم سيد ولد عدنان، وسبيل ماء، وغير ذلك مما هو مشروح في الحجة المؤرخة سنة 1140. وشرطت النظر للمرحوم سيدي الوالد. ثم من بعده لأولاده وأولاد أولاده الخ ... وأما عبد الرحيم بن عبد الكريم فأعقب من بنتاً ماتت صغيرة. وكانت وفاته سنة 1085. وأما يوسف بن عبد الكريم فمولده بالمدينة المنورة في حدود سنة 1052؛ فنشأ على العلم والعمل والعبادة والصلاح، وحج نحو أربعين حجة. وتوفي بعرفة ملبياً يوم الاثنين سنة 1118؛ ودفن بها. وقبره بها ظاهر يزار. وعليه ما شاء الله من الأنوار. وقد شرح مقدمة الشيخ الدلجي في مصطلح الحديث سماه " فتح الكريم المنجي في شرح مقدمة الدلجي " وجمع مجاميع كثيرة في كل فن بخطه الحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 وأعقب من الأولاد الأمجاد: أحمد، وعبد الكريم، وعبد الرحيم، وخديجة. فأما أحمد فمولده في حدود سنة 1080 وأمه كفاية بنت الريس عبد الرحمن العباسي ونشأ على طلب العلم الشريف حتى برع فيه، ودرس بالمسجد النبوي، وخطب وأم بالمحراب المصطفوي، وتوفي سنة 1126. وأعقب من الأولاد: حسنا أبا المكارم، وعبد الله، وزينب. فأما حسن فمولده سنة 1121، فنشأ في حجر والدنا المرحوم، وزوجه من بنته ستيت في سنة 1140 وولدت له عدة الأولاد: محمدا، وأحمد، وأبا السعود، وزينب، وفاطمة. وقد ماتوا صغاراً ما عدا أحمد فإنه كبر، وطلب العلم، وتزوج خديجة بنت الأخ محمد أبي البركات. وولدت له ولداً سماه حسنا، وتوفي بعده صغيراً. وتوفي هو شهيداً مع الأخ يوسف في قلة القلعة في جمادى الأولى سنة 1177. وأما عبد الله فتوفي شهيداً مطعوناً في إسلامبول سنة 1148، ومولده في سنة 1126. وأما زينب فمولدها سنة 1115 وتزوجت من الأخ محمد سعيد. وولدت له ولداً اسمه أحمد، وبنتاً اسمها عائشة. وماتا صغيرين. وتوفيت هي نفساء شهيدة في سنة 1138. وأما عبد الرحيم بن يوسف فمولده تقريباً في حدود سنة 1090 ونشأ في طلب العلم الشريف، وأم بالمحراب المنيف. وله من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 الأولاد: محمد، وأم الحسن، ماتا صغيرين في حياته. ثم ارتحل في سنة 1128 إلى اليمن الميمون. ثم ارتحل منه إلى الهند، وحصل له قبول عظيم عند سلطانه ووزرائه وأركان دولته وغيرهم. وأقام بها معززاً مكرماً إلى أن توفي به في سنة 1144 ودفن في بندر " سورت ". وأما خديجة بنت يوسف فمولدها تقريباً في سنة 1092، وتوفيت بكرا سنة 1133. وأما والدنا المرحوم المبرور عبد الكريم فمولده تقريباً في حدود سنة 1085 في شوال، فنشأ في طلب العلوم الشريفة ودرس بالروضة المنيفة. ثم ارتحل إلى مصر وبيت المقدس والشام والروم وبلغ ما يروم. وأخذ عمن بها من العلماء الأعلام ومشايخ الإسلام. وتزوج والدتنا المرحومة أم هانئ بنت محمد سعيد " أفندي " سيدون كاتب شيخ الحرم. وولدت له عدة أولاد كلهم أمجاد: محمد سعيد، ومحمد أبو البركات، ويوسف، وعبد الرحمن، وعلياً وستيت ورقية " وتوفي بمكة المكرمة سنة 1162 ودفن بالمعلاة ". فأما محمد سعيد فمولده في سنة 1115. ونشأ على طلب العلم حتى برع فيه، ونظم ونثر. وتزوج بنت عمه زينب بنت أحمد كما سبق قريباً. ثم تزوج بعدها الشريفة زينب بنت السيد إبراهيم فيض الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 الأزبكي البخاري. وولدت له عدة أولاد وبنات ماتوا صغاراً، ما عدا أم الفرج الموجودة اليوم. ومولدها في سنة 1144. وتزوجت محمد أبا الفرج ابن عمها يوسف ولدت له عدة أولاد. وسيأتي ذكرهم في محله. وتزوج محمد سعيد المذكور عدة زوجات، وولدن له بنات وأولاداً ذكوراً؛ فمنهن: فاطمة قادين بنت محمد حسن أفندي شيخ القراء. وولدت له ولداً سماه أبا بكر محفوظ. ومولده في سنة 1151. وتزوج أم الهدى بنت الأخ محمد أبي البركات. ثم حصل له بعد وفاتها بعض اختلال أضاع به ما في يده من المال حتى مال على مال أولاد الأخ محمد أبي البركات. وأخباره يطول شرحها، وليس هذا محلها. وقد تزوج الشريفة علوية بنت السيد زين الأزهري، وولدت له بنتاً سماها " ست الأهل " ومولدها في شعبان سنة 1179. وقد تزوج بنتنا عائشة، ومات عنها في ربيع الثاني سنة 1181. وتوفي والده محمد سعيد في 7 رجب سنة 1163. وأما محمد أبو البركات فمولده في سنة 1118. ونشأ على طلب العلم الشريف خصوصاً علم الفقه فإنه برع فيه. واشتغل بجمع الدنيا فحصل منها جانباً عظيماً حتى بلغ معلومه في كل سنة ثلاثة آلاف غرش. ومن الجرايات نحو اثني عشر جراية. وتزوج آمنة بنت محمد أفندي القونوي، أمين الفتوى سابقاً، وولدت له عدة بنات متن صغاراً، ما عدا أم الهدى، كبرت وتزوجت من ابن عمها محفوظ. ومولدها في سنة 1138. وتوفيت 17 في ذي القعدة الحرام سنة 1174، شهيدة بالنفاس - رحمها الله تعالى - وتزوج عدة من الزوجات وولدن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 له عدة أولاد وبنات منهن سعيدة تابعة محمد أفندي القونوي. وولدت له: عمر، وخديجة، وعبد الكريم، وبديعة. ومنهن الشريفة زينب بنت السيد علي المهدلي، ولدت له عدة أولاد ماتوا صغاراً. فأما عمر فمولده سنة 1156 ونشأ نشأة غير صالحة. فلما توفي والده تزوج فاطمة بنت الريس فتح الله. وولدت له عدة أولاد ماتوا صغاراً. وعاش منهم زين الدين العابدين الموجود اليوم. ونسأل الله تعالى أن يهديه وينشئه نشأة صالحة. وقد أضاع عمره في سفاهة جميع ما تركه له والده من المعلوم والجراية والوظائف حتى صار ما يتحصل له شيء إلا من الوقف والصدقات لا غير. وضاقت عليه الأرض بما رحبت، فرحل من الحاج المصري قاصداً الروم ليبلغ منها ما يروم. فلما وصل إلى مصر مرض فتوفي بها في سنة 1184. ودفن بالقرافة. وكان له مشهد عظيم رحمه الله وتجاوز عنا وعنه. وأما عبد الكريم فمولده في سنة 1166 وتوفي غريقاً في بركة الحديقة الكركية في سنة 1177. وأما خديجة فمولدها في مكة المكرمة في سنة 1158. ونشأت نشأة صالحة. وتزوجت ابن عمتها أحمد بن حسن، وقد سبق ذكره. ثم تزوجت على الخطيب أبي بكر الحميداني، وولدت له ولداً سماه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 عبد الرحمان. ثم مات صغيراً، وتوفيت هي أيضاً عن غير ولد في جمادى الأولى سنة 1194. وأما بديعة فمولدها في صفر سنة 1168. ونشأت نشأة صالحة وتزوجت حيدر ابن عمها " علي " وولدت له ولداً سماه " علياً ". ومات صغيراً. ثم ولدت له بنتاً سماها " طاهرة " في صفر سنة 1190. ثم ولدت له ولداً سماه أحمد، مات صغيراً بعدها بقليل، ثم توفيت بديعة المذكورة في جمادى الأولى سنة 1194. وأما يوسف فمولده في حدود سنة 1121. ونشأ ودأب، وبرع في العلم والأدب، وأم، وخطب، وألف الرسائل والخطب، وبلغ أعلى الرتب. وامتحن بالأعداء، والأضداد بالخروج من البلاد فارتحل سنة 1172 إلى مدينة دار السلام. واجتمع بمن فيها من العلماء الأعلام، وحصل لها من متوليها سليمان باشا غاية الإكرام، ومن زوجته عادلة خانم. ثم إلى الشام. ثم إلى الروم، وبلغ منها ما يروم، وامتدح الوزير الكبير راغب محمد باشا بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتاً. وتقلد منصب إفتاء المدينة المنورة. فلم يتم له ذلك بسبب بغض بعض الأعداء، ثم توجه إلى مصر القاهرة ثم توجه إلى الصعيد وركب البحر إلى ينبع ثم المدينة المنورة وأقام بالعالية مدة فعرضوا فيه المدينة إلى الدولة العلية بالكذب والزور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 والبهتان فورد بعكس القضية الفرمان. ثم توجه إلى مكة المكرمة وأقام بها مدة ".. فخرج منها خائفاً يترقب قال: رب نجني من القوم الظالمين " فوصل إلى المدينة وأقام بالعالية أياماً، فورد من الشريف مساعد كتاب مضمونه بأنه يدخل المدينة وعليه الأمان؛ فأرسل إليه شيخ الحرم أحمد آغا ومحمد صالح الطيار، كتخداي القلعة، كتاباً يتضمن الأمان. وفيه من الأيمان التي ما تصدر من ذي إيمان، والأمور مبنية على الغرور؛ فنزل إلى المدينة، فلما وصل إلى الباب الصغير أخذوه وجروه إلى جهة باب القلعة وأدخلوه فيها في حبس القلعة ومعه ولده محمد أبو الفرج وأحمد ولد أخته. وأقاموا مدة في الخشب والحديد والعذاب الشديد. ثم قتلوهم في ليلة واحدة واحداً بعد واحد صبراً وغيلة. وكتبت لهم الشهادة والحسنى وزيادة. ودفنوهم خفية في القلعة. ولم يظهر ذلك إلا بعد مدة. وجميع ما صدر بتدبير اللعين الخبيث محمد صالح الطيار. وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلماً وزرواً. ثم بعد خمس سنين وصل إلى المدينة المنورة شاهين أحمد باشا متولياً أمورها فأمر بإخراجهم من القلعة فأخرجوا منها، ولم يتغير منهم، بكلومهم ودمائهم؛ فأمر بغسلهم وتكفينهم والصلاة عليهم. وباشر كله ذلك بنفسه، ودفنوا بمقبرة أسلافهم ببقيع الغرقد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 وبنى عليهم قبة لطيفة في قبلي قبة سيدنا إبراهيم بن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقتل الطيار بالسم - لا رحمه الله ولا رضي عنه - ورتب على أهل القلعة دعوى القسامة بمحله العالي بحضور جمع من المسلمين: القاضي، والمفتي الحنفي، والشافعي، وشيخ الحرم أحمد آغا. وكان كاتبه هم الوكيل في هذه الدعوى. ورتب عليهم الدية الشرعية واليمين على خمسين رجلاً منهم يختارهم الوكيل، فترجوا عندنا بالعلماء والسادات بترك اليمين وتسليم الدية ثلاث آلاف دينار مقسطة على ثلاث سنين فاستلمنا منهم 400 غرش والباقي عندهم 2000 إلى اليوم. وعند الله تجتمع الخصوم. وكانت وفاة الشهداء المذكورين بطريق التتبع ليلة الأربعاء 2 في جمادى الأولى سنة 1177. وكان إخراجهم في 25 جمادى الأولى سنة 1182 - رحمهم الله رحمة واسعة -. وتزوج يوسف عدة زوجات وولد له عدة أولاد وبنات. أولهن الشريفة علوية بنت السيد هاشم، كاتب الشرع الشريف. وولدت له محمداً أبا الفرج في جمادى الأولى سنة 1146. ومنهن فاطمة بنت الشيخ إبراهيم الفيومي الفقيه، وولدت له بنتاً اسمها بديعة. مولدها في سنة 1148. ووفاتها في سنة 1148. ومنهن حبيبة بنت الشيخ محمد سعيد الحيدري، وولدت ولداً اسمه أحمد توفي صغيراً في سنة 1175. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 ومنهن صالحة بنت محمد سعيد كتخداي القلعة السلطانية الشهير بالإنقشاري الشهيد هو وولده حسين وأخوه حمزة في سور القلعة ليلة الأحد 21 جمادى سنة 1156. وذلك في الفتنة المشهورة. وولدت له عدة أولاد ذكور وإناث لم يعش منهن إلا رقية. وكانت ولادتها في محرم سنة 1163. وتزوجت من السيد عمر السقاف باعلوي. وولدت له ولدين: أحمد الموجود في محرم " سنة 1182 " ويوسف في ذي الحجة الحرام 1185. وتوفي في ذي الحجة الحرام سنة 1187. وتوفيت عن ولدها أحمد جمادى الثانية سنة 1194. وسلمى بنت يوسف من صالحة المزبورة مولدها في سنة 1166 وتوفيت سنة 1178، وتزوجت من ابن عمها حسين بن علي. ولم تعقب. ومحمد أبو الفرج المذكور نشأ نشأة صالحة حسنة. وطلب العلم على والده. ونظم الشعر الحسن. وتزوج أم الفرج بنت محمد سعيد المزبور، وولدت له: عمر، وعلياً، وعثمان، وعلوية، وسعدية. فأما عمر فمولده في سنة 1169. وتوفي مراهقاً سنة 1182. وأما علي فمولده في سنة 1173. وهو موجود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 وأما عثمان فمولده في سنة 1175. وهو موجود اليوم. وأما علوية فمولدها في سنة 1171. وتوفيت غريقة في بركة الحديقة القمقمجية يوم عيد الفطر سنة 1173. وأما سعدية فمولدها في سنة 1177 بعد وفاة والدها فتزوجت على ابن عم أبيها عباس بن علي. ثم ماتت عن غير ولد سنة 1194. وترجمة الأخ يوسف تحتمل كراريس. وقد بسطنا بعضها في كتابنا " نشر كمائم الأزهار " فراجعه. وأما كاتبه، الفقير الحقير عبد الرحمان بن عبد الكريم ابن يوسف بن عبد الكريم بن أحمد بن عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد " ابن محمود بن الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد " بن عكرمة ابن أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي النجاري خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان مولده بالمدينة المنورة 12 في رجب الحرام سنة 1124. ونشأ بها على أحسن حال وأزين منوال، وجد واجتهد في طلب العلوم من منطوق ومفهوم. وحفظ القرآن، وصلى به التراويح في روضة سيد ولد عدنان، وأم بها وخطب، وألف الرسائل والخطب، ودرس، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 بها ورقي إلى أعلى الرتب. وتلقن الذكر، ولبس الخرقة وأخذ الطريق من مشايخ عدهم عند الشدائد عدة، أجلهم والده المرحوم. وأقام بمكة المكرمة نحو سبعة عشر سنة، مجاوراً بها على العبادة الطاعة بحسب الاستطاعة. وحج نحو اثنتين وعشرين حجة. وارتحل إلى اليمن الميمون في سنة 1172. وزار من بها من العلماء والأولياء الأموات والأحياء، وحصلت له بركتهم، ونالته كرامتهم. واجتمع بالإمام المهدي العباسي بن الهمام المنصوري الإمام المتوكل على الله، وحصل له من هذا الإمام غاية الإعزاز والإكرام. وامتدحه بقصيدة غراء بائية نحو سبعين بيتاً. وامتدح وزيره الفقيه أحمد النهمي، ونقيبه الأمير الماس المهدي. ومدح غيرهم من الأمراء والكبراء. وجمع رحلة لطيفة تشتمل على كل ظريفة سماها " قرة العيون في الرحلة إلى اليمن الميمون " وغيرها من الرسائل والمجاميع. وقد حفظ في أيام الصبى عدة متون في عدة فنون. وتزوج خديجة بنت الشيخ سعيد عبد العال المالكي. وولدت له محمداً جمال الدين سنة 1149 وتوفي صغيراً. وفاطمة، وعبد الرحيم، وعباساً، ماتوا صغاراً. وتوفيت بالطائف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 ثم تزوج بعدها فاطمة بنت علي جلبي دياربكرلي. وولدت له رقية الكبرى في صفر سنة 1163. وتوفيت صغيرة في سنة 1166. وعائشة ومولدها 29 في رجب سنة 1164 وتزوجت من ابن عمها محفوظ في شوال 1176، ومات عنها. وتزوجت الشيخ عبد الله الخاجقجي وولدت له بنتاً. ثم أحمد، ومصطفى وذلك في شوال 1188. وهما موجودان الآن. وولدت له ولداً سماه عبد الرحمان في شهر رمضان 1190. ثم توفي صغيراً. وأسماء بنت عبد الرحمان المذكور مولدها في ربيع أول سنة 1166. وتزوجت على الخطيب أبي الفتح الخليفتي العباسي. وولدت له بنتاً سماها أم الحسن. وتوفيت صغيرة في سنة 1185. ثم ولدت له ولداً " سماه محمد عبد الكريم المتوكل على الله في يوم عيد الأضحى سنة 1186. وولدت له ولداً أيضاً " سماه أحمد المتوكل في محرم الحرام سنة 1190. وسلمى بنت عبد الرحمان المزبور مولدها بمكة المكرمة 6 في صفر سنة 1168، وأعطيناها للمراضع من عرب هذيل وادي نعمان. وأقامت عندهم نحو أربع سنين. وتزوجت على موسى أفندي المرعشي شيخ الفراشين ولد زوجتي. وولدت له محمداً عبد الله 8 في صفر سنة 1190. ثم ولدت له مصطفى سنة 1194. وهو موجود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 ورقية بنت عبد الرحمان المزبور مولدها بمكة المكرمة 22 في رجب سنة 1196. وتزوجت على ابن عمها حسين بن علي، وولدت له ولداً سماه يوسف في سنة 1190. وتوفي بعد أيام. ثم ولدت له ولداً سماه عبد القادر. ثم توفي صغيراً. ثم ولدت له فاطمة في جمادى الأولى سنة 1194. وهي موجودة الآن. وأحمد صفي الدين بن عبد الرحمان المزبور مولده بمكة المكرمة في محرم سنة 1174. وتوفي بالمدينة المنورة 27 في ذي الحجة الحرام سنة 1178. وعلي العلواني بن عبد الرحمان المزبور مولده بالمدينة المنورة 2 في جمادى الأولى 1177. وهو موجود بها الآن. ثم توفيت زوجته فاطمة الدياربكرلية ليلة الجمعة 26 في ذي القعدة سنة 1179. ثم تزوج بعدها فاطمة بنت موسى أفندي الطرنوي الإمام الحنفي المجاور سنة 1182. " ثم تزوج بعدها فاطمة بنت عبد الخالق القبيطي 12 في ذي الحجة سنة 1182. " وولدت له بنتاً وولداً. وماتا صغيرين. وأما علي العياشي بن عبد الكريم المذكور أعلاه " فقد " سماه الشيخ محمد العياشي الولي المشهور نفعنا الله به. وظهرت عليه آثار بركاته فكان محفوظاً ملحوظاً. مولده في رجب سنة 1134. ونشأ نشأة صالحة، وتزوج في سنة 1155 أم كلثوم بنت حسين أفندي، كاتب السلطان بالمدينة المنورة. وولدت له عدة أولاد كلهم أمجاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أولهم حسن. وكان مولده في 1151 ونشأ نشأة صالحة. واستشهد عند الباب المصري في بعض الفتن الواقعة بالمدينة المنورة في ليلة 25 رجب سنة 1173. وبعده حسين، جعله الله قرة عين. كان مولده في محرم سنة 1158. وحفظ القرآن العظيم. واشتغل بطلب العلم الشريف. وأم وخطب بالمنبر النبوي المنيف. وتزوج سلمى بنت عمه يوسف، وتوفيت. وقد ذكرناه سابقاً. ثم تزوج رقية بنت عمه عبد الرحمان، وقد سبق ذكره. وتوفي علي المذكور أعلاه بمصر القاهرة مطعوناً 6 شوال 1173 بعد أن حصل له من أهلها غاية الإكرام. ثم ولد له محمد سعيد، وعبد الكريم. وماتا صغيرين. ثم عباس الموجود الآن - أطال الله بقاءه مدى الأزمان - مولده في محرم سنة 1167. ونشأ نشأة صالحة، ولوائح الخير عليه لائحة. وحفظ القرآن العظيم، وصلى به التراويح في شهر رمضان بتوفيق العزيز العليم. ثم اشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. وأم في المحراب الشريف، وخطب في المنبر العالي المنيف. وتزوج على ابنة محمد أبي الفرج بن يوسف المسماة بسعدية. وماتت عنده في ربيع الثاني سنة 1194. ثم تزوج بعدها مريم ابنة الشيخ مصطفى الشامي، أمين الفتوى. وولد له منها بنت سماها سلمى، سلمها الله من جميع الآفات، وجعلها من النساء الصالحات. ثم ماتت نفساء بعد عشرة أيام في ذي الحجة الحرام سنة 1195. ثم تزوج المصونة سعدية بنت المرحوم السيد عبد المحسن أسعد مفتي المدينة المنورة سابقاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 وأما حيدر ابن علي فمولده في جمادى الأولى سنة 1168. وأمه الشريفة طاهرة بنت السيد إبراهيم فيض الله البخاري السابق ذكره، نشأ نشأة صالحة ولوائح الخير عليه لائحة؛ فحفظ القرآن، وصلى به التراويح في شهر رمضان. وقد باشر الخطابة والإمامة بالمنبر النبوي والمحراب المصطفوي. وتوفي 12 في ربيع الثاني سنة 1194. وتزوج بديعة بنت عمه محمد أبي البركات. وولدت له ولداً سماه علياً مات صغيراً. ثم ولدت له بنتاً سماها طاهرة في صفر 1190. ثم ولد له ولد سماه أحمد مات بعد أبيه بقليل. وأما ستيت " أم سليم " بنت عبد الكريم المزبور أعلاه فمولدها في جمادى الأولى 1126. وكانت تكنى أم سليم تبركاً بكنية جدتنا أم سليم بنت ملحان الأنصارية أم جدنا الأكبر أنس بن مالك الأنصاري، خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وكانت امرأة صالحة، ولوائح الخير عليها لائحة. وتزوجت على ابن عمها حسن بن أحمد. وولدت له عدة أولاد وبنات. وتوفيت إلى رحمة الله تعالى يوم السبت 15 جمادى الأولى سنة 1186. وقد سبق ذكرهم في ترجمة والدهم المزبور. ولله عاقبة الأمور. وأما أم الخير رقية بنت عبد الكريم المزبور فمولدها في شوال سنة 1132. ونشأت نشأة صالحة وتوفيت بمكة المكرمة بكراً في ربيع الأول سنة 1159 وصلي عليها عند باب الكعبة الشريفة. وكان لها مشهد عظيم. ودفنت بالمعلاة في مقبرة الأنصار قريباً من مشهد السيدة خديجة - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 رضي الله عنها - وقد بسطنا تراجم جميع من سلف من السلف في كتابنا " نشر خمائل الأزهار المستطابة في نشر فضائل أنصار طابه " فراجعه إن أردته. ومنهم أبو الفرج ابن القاضي شمس الدين محمد بن عبد الله. وله من الأولاد محمد والد أبي الفرج، وعبد القادر. فأما أبو الفرج فأعقب محمداً، وأمه مريم أخت عبد الرحمان الأحمدي. وأما عبد القادر فأعقب عبد اللطيف والد الفقيه محمد، ومات ولم يعقب. ومحي الدين، والد خديجة زوجة عبد العزيز بن محمد أبي عمر المراكشي، واقف الدار علينا التي في رأس زقاق الزرندي من جهة ذروان كما هو مشروح في كتاب وقفه المؤرخ في 1030. وآمنة وسيدة، والدتهما " سيدة الكل " بنت الشيخ عبد الرحمان الأحمدي. ومنهم محمد بن يوسف، وأخوه أبو الفرج، وعلي والد خديجة، وعبد الله، ومحمد. ولم أقف لهما على عقب. ورأيت في تاريخ أعيان القرن العاشر للعلامة السيد محمد السمرقندي المدني، ومن خطه نقلت ذكر في ترجمته الشيخ علي بن سعد الدين اللاري ما صورته: إن الشيخ محمد بن يوسف الأنصاري أكبر الأنصار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 سناً ودينا، طلبه طلباً حثيثا أن يحضر بين يدي سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأجابه إلى ذلك. فقال الشيخ محمد الأنصاري المذكور: يا رسول الله، أنت أمرتني بتزويج ابنه ولد أخي المصونة ستيت بنت أبي الفرج ولد بنت محمد سلطان الأنصاري لهذا الرجل. يعني الشيخ علياً المذكور. فكان جواب الشيخ علي المذكور القبول السمع والطاعة لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان ذلك من أعظم الأسباب إلى زواجه عليها. فتزوجها في سنة 1176، فأعقب منها من الذكور: محمد سلطان، ويحي، ومن الإناث: بديعة، وفاطمة، ومريم، وعائشة. فأما بديعة فهي والدة جد والدي الشيخ عبد الكريم بن أحمد الأحمدي الأنصاري. وتوفيت في حدود سنة 1032. وكانت امرأة كاملة، صاحبة ثروة عظيمة. وأما فاطمة فهي والدة الشيخ أحمد الحنبلي الكبير. وهو جد بيت الحنبلي المشهورين. وأما مريم فهي والدة الريس جد الريس أبي النور المعروف قديماً بالمسكين. وأما عائشة فلم أقف لها على عقب. وأما الذكور فقد انقرضوا جميعاً. وإلى الله عاقبة الأمور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 بيت السيد أسعد أفندي " بيت السيد أسعد أفندي " مفتي المدينة المنورة. أصلهم أبو بكر أفندي بن أحمد بن عبد الله الاسكداري المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 1040. قدمها على قدم التجريد والعبادة فنال بذلك الحسنى وزيادة. وسكن في رباط " قره باش " حتى صار شيخنا على الرباط المذكور. وأجرى شرط واقفه المسطور في جميع الأمور. ثم خرج منه وتزوج الشريفة أم الهدى، أخت السيد إبراهيم المدرس المجاور الرومي. وأولدها السيد أسعد وأخاه السيد إبراهيم، مات ولم يعقب في سنة 1115. وأما السيد أسعد المذكور فمولده كان في حدود سنة 1050. فنشأ وطلب العلوم من المنطوق والمفهوم. وبرع حتى فاق الأقران. وصار من الأعيان. وتزوج مريم بنت القاضي محمد مكي أفندي، ورزق منها عدة أولاد أمجاد، أكبرهم السيد محمد، والسيد عبد الله، والسيد إبراهيم، والشريفة فاطمة. ولما رأى صهره محمد مكي أفندي " فيه " كمال الأهلية نزل له بمنصب الإفتاء وعرض له إلى الدولة العلية، وذلك في سنة 1092. ثم رفع في سنة 1102 بالخطيب البري. ثم أعيد إليه. ثم رفع في سنة 1116 بالشيخ حسن المنوفي المصري فتوفي معزولاً في 28 رمضان سنة 1116. فأما السيد محمد المزبور فمولده في سنة 1088. وجد واجتهد في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 طلب المعالي، فتولى منصب الإفتاء بالمدينة المنورة في سنة 1118 إلى أن رفع في سنة 1125 بالخطيب عبد الكريم الخليفتي ثم سافر إلى الدولة العلية إلى أن استشهد ليلة المعراج 27 رجب سنة 1143 طعنه أحمد كحيلان بسكين عند رأس زقاق الزرندي فتوفي يوم 28 رجب. وقبض على قاتله، وشنق بباب المصري - قاتله الله تعالى. وكان - رحمه الله " تعالى " ذا أخلاق رضية وكمالات مرضية، يميل إلى الصالحين ويحب الفقراء والمساكين. وأعقب ولداً سماه عبد المحسن، وبنتاً اسمها " صالحة " توفيت سنة 1187. فأما عبد المحسن فمولده في حدود سنة 1128. ونشأ في حجر والده، وتزوج الشريفة نفيسة ابنة عمه السيد عبد الله. وولدت له ولداً سماه السيد سعد الدين، مولده في سنة 1152. وقد تزوج الشريفة آمنة بنت السيد عثمان الصعيدي، ولم يولد له، فلعله عقيم. وتوفي في ربيع الآخر سنة 1194. وللسيد عبد المحسن المذكور بنت أيضاً تسمى " سعدية " تزوجها عباس بن الأخ علي الأنصاري، وهو موجودة الآن. وله ولد أيضاً يسمى محمد من الشريفة فاطمة بنت مولاي المغربي الفيلالي. مولده سنة 1166. وتوفي في محرم الحرام سنة 1196 عن بنت قاصرة تسمى " صالحة ". ثم بعد وفاة السيد عبد الله تولى منصب الإفتاء السيد عبد المحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 وجاءته الرؤوس من شيخ الإسلام. وبقي مفتياً إلى أن امتحن في سنة 1182 بأن قبض عليه شاهين أحمد باشا. وأرسله إلى مكة للشريف مساعد. ومثله السيد " سيف " كتخداي القلعة السلطانية سابقاً، وأحمد خضر، وعذيب وذلك في ليلة هلال رمضان بسبب غضب الشريف مساعد عليهم. فلما وصلوا إلى مكة وبخه الشريف بعد حبسه عنده أياماً إلى أن وصل الحاج الشامي فتشفع له عثمان باشا فسمح عنه الشريف ورده إلى المدينة بمنصبه، فوصل إليها في أول المحرم صحبة الحاج الشامي. وبقي بها إلى أن توفي في 28 محرم المزبور - رحمه الله تعالى رحمة واسعة. وأما أصحابه الثلاثة فأرسلوها في الحديد إلى جزيرة القنفذة وحبسوا فيها إلى أن سمح عنهم الشريف فرجعوا إلى مكة في رجب الحرام، ما عدا السيد سيف فلإنه توفى في البحر ودفن بطرف الساحل. وأما السيد عبد الله أسعد فمولده في حدود سنة 1090. ونشأ نشأة صالحة. وجد واجتهد في طلب العلوم حتى بلغ منها ما يروم. وسافر إلى الروم في سنة 1135. وكان يدرس بالمسجد النبوي. وله نظم ونثر حسن. وتولى الإفتاء بعد وفاة أخيه السيد محمد، وامتحن كثيراً من الأشرار. وتوفي في 4 محرم 1154. وتزوج الشريفة فاطمة المكية بنت السيد يحي الأزهري، وولدت له محمداً في سنة 1144، وعبد الله في سنة 1155، ونفيسة، وأم الهدى، وعائشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 فأما محمد فنشأ نشأة صالحة. وتولى الإفتاء بعد وفاة ابن عمه السيد عبد المحسن من طرف الشريف، ولم يعرض له إلى الدولة، ولم يأته منهم تقرير فيها، فتوجه الخطيب تاج الدين إلياس بنفسه إلى الدولة العلية وطلبها منهم، فوجهت له في محلول السيد عبد المحسن وذلك في سنة 1186. ثم رفعت عنه، ووجهت للخطيب عبد الله الخليفتي بموجب أنه وكيل فراشة السلطان عبد الحميد في سنة 1188. وتزوج السيد محمد حفصة بنت الحاج عبد الله قصاره المغربي، وولدت له عدة أولاد وبنات هم اليوم موجودون في قيد الحياة. وأما أخوه عبد الله فنشأ نشأة صالحة. وتزوج زبيدة بنت الشيخ أحمد بن عثمان الحجار ومات عنها في سنة 1175. وأما السيد إبراهيم أسعد فمولده في حدود سنة 1100. ونشأ نشأة صالحة. وكان يحب الصالحين والفقراء والمساكين، ويواسيهم بماله وحاله. وتزوج على الشريفة زينب يحيى الأزهري، وولدت له بنتاً سماها سعاد. وتزوجت على الخطيب عبد الرحمان الخياري، وهي والدة والده الخطيب علي الخياري. وبعد وفاتها تزوج الشريفة فاطمة بنت السيد أحمد ميرزا. وكانت عاقراً. ثم تسرى على جارية حبشية اسمها حبيبة، ولدت له ولدين ماتا مراهقين في عام واحد. وتوفي في سنة 1180. وأما الشريفة فاطمة الأسعدية فتزوجت على السيد عبد الله السقاف باعلوي وتوفيت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 بيت إلياس " بيت إلياس " أصلهم إلياس بن خير الدين الرومي أصلاً، المدني مربى ومولدا. ترجمه السيد محمد السمرقندي في تاريخه بما صورته: وصل والد خير الدين المذكور إلى المدينة المنورة في أوائل القرن العاشر. واسمه خضر الرومي. وكان صالحاً، وله مشاركة في العلوم، فاجتمع بجماعة من بيت " الخجندي " وحضر دروسهم، فاتفق أن خضراً المذكور رغب في التدريس على عادة المعاصرين فلاموه على ذلك، فرغب في وظيفة القضاء في المدينة المنورة على سبيل النيابة. وحصل له شأن عظيم بمجاورة النبي الكريم. وأعقب من الأولاد: القاضي جلال الدين، وأخاه القاضي إلياس. وتوفي حدود سنة 950. وأما جلال الدين فكان عالماً فاضلاَ مدرساً، رأيت له تأليفاً لطيفاً سماه " الرياض المستطابه في فضل سكان طابه " وله غير ذلك. وتولى نيابة القضاء مراراً عديدة. وعمر الدار الكبرى المعروفة اليوم ب " بيت إلياس " في حدود سنة 955. وكذلك الحديقة الكبرى المعروفة بالمغسلة وأوقفها على أولاده وأولاد أخيه إلياس وهما بأيديهم اليوم. وتقسم بين أولاد الذكور وأولاد الإناث بالأخماس؛ لأنه ضاع شرط الواقف. والعمل على عمل النظار. وتوفي عن بنت ولم تعقب. وقد ترجمه السيد محمد السمرقندي وأطال في ترجمته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 وأما إلياس فمولده سنة 944. وكان عالماً، فاضلاً، خطيباً، إماماً، ومدرساً. وحاز جميع الفضائل والفواضل. وتوفي في حدود سنة 988. وأعقب من الأولاد: إلياس، وعبد الله، ومحمداً، وأم هانئ جده الخطيب محمد تقي الدين البسكري. فأما إلياس فمولده في سنة " وتوفي عن غير ولد في سنة 950. وأما عبد الله فمولده في سنة " وكان فاضلاً أديباً كاملاً. وله نظم ونثر ومطارحات مع شيخه السيد محمد كبريت المدني. وقد ترجمه الكثير من المتأخرين وتوفي في سنة 1085. وأعقب من الأولاد: علياً، وأخته، جدة السيد زين الأزهري. وأعقب علي، عبد الله وتوفي سنة 1136. وأعقب من الأولاد: محمداً، وجلال الدين. فأما محمد فمولده سنة 1118. وكان خطيباً إماماً. ورحل إلى الروم مرتين. وتزوج على عائشة بنت الخطيب أحمد الخياري. وولدت له عبد الله، وآمنة. وتوفي سنة 1172. فأما عبد الله فمولده سنة 1143. وصار خطيباً وإماماً. رحل إلى الروم مراراً عديدة. وتزوج بنت عمه سعاد بنت جلال الدين. وولدت " له " أحمد. وبعد وفاتها تزوج بأم الفضل بنت الشيخ مصطفى الشامي، وولدت " له " عدة أولاد. ثم توفيت وتزوج أختها أم الفرج، وولدت له عدة أولاد وبنات. وكلهم في قيد الحياة. وأما جلال الدين فمولده سنة 1123. وصار إماماً. وتزوج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 الشريفة خديجة بنت السيد يحيى الأزهري، وولدت له عدة الأولاد: أكبرهم تاج الدين، وأبو الفتح، وخير الدين، وسعاد، وجمع شيئاً كثيراً من الدنيا. وتوفي سنة 1164. فأما تاج الدين فمولده في سنة 1144. وطلب العلم الشريف وصار خطيباً وإماماً. ورحل إلى الروم مراراً. وتولى منصب الإفتاء بالمدينة المنورة في سنة 1186. ثم وقعت فتنة بين العساكر وأدخل نفسه فيها فغضب عليه الشريف سرور فعزله " وخرج منها خائفاً يترقب " فتوجه إلى بغداد. ثم إلى حلب. ثم إلى إسلامبول. وتزوج على بنت المشاط. وولدت له بنتاً. ثم بعد وفاتها تزوج سعيدة بنت عبد الرحمان بالي، وولدت له: علياً، وزين العابدين، وعبد الرحمان. ثم تزوج بعدها بنت سليم آغا الرومي، وولدت له ولداً سماه محي الدين. ثم فارق أمه. وتوجهت به إلى إسلامبول. ثم توجه إلى بغداد. ثم إلى حلب. ثم إلى الروم، وعرض أموره على الدولة العلية فردوا له الفتوى. ورجع إلى المدينة المنورة وتولى منصب الفتوى، وصحبته فرمانات منها؛ فرمان بإخراج الكيخية القمقمجي من المدينة " المنورة " إلى الشام. ومنها فرمان برفع يد الشريف عن أحكام المدينة. ووصل إلى المدينة المنورة 24 في ذي الحجة سنة 1189. ثم عند زيارة الشريف سرور للنبي المحبور رحل هارباً إلى مصر. واستوطنها وهو بها الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وأما أبو الفتح فمولده في سنة 1153. وتزوج آمنة بنت عمه محمد، أخت عبد الله. ولم يولدها. وأما أخوه خير الدين فمولده سنة 1160. وتزوج بنت الحاج محمد جوربجي لعبي المغربي. وله منها الأولاد. وأما محمد إلياس الكبير فكان فاضلاً، عالماً أديباً، كاملاً، وله نظم ونثر كثير. وكان بينه وبين الخطيب أحمد البري والقاضي تاج الدين المكي المالكي مطارحات ومراسلات. توفي في حدود سنة. وأعقب من الأولاد: تاج الدين، وعبد الرحمان، وجلال الدين، وأبا الفتح، وعائشة. فأما تاج الدين فمولده في سنة 1052. وصار خطيباً وإماماً. وتولى نيابة القضاء بالمدينة المنورة مراراً عديدة. وتوفي بمكة المكرمة سنة 1126. وأعقب من الأولاد: خير الدين، وفاطمة. فأما خير الدين فمولده سنة 1086. ونشأ على طلي العلوم من منطوق ومفهوم. ودرس وأم وخطب، وألف الرسائل والخطب؛ فمن تآليفه: كتاب في علم الفلاحة. وكتاب في المحاضرات والمحاورات وعدة مجاميع. واعتنى الخطيب عبد الله الخليفتي بجمع فتاويه وسماها " الفتاوي الإلياسية " وكذلك جمع ديوان شعره. وتولى نيابة القاضي ثلاث مرات. وتولى منصب الإفتاء يوماً وليلة في سنة 1113 في قضية حنفي وشافعي. وهي مشهورة. وتوفي في شهر رمضان سنة 1127. وكان جميل الصورة. وأعقب من الأولاد: محمد مكي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 توفي سنة 1130، وخديجة، توفيت سنة 1132، وسعاد. ومولدها سنة 1117. وتزوجت على السيد يوسف نقيب زاده، وولدت له عبد الرحمان، وخير الدين، وزينب، الموجودين اليوم. وتوفيت سنة 1176. بيت إمام المصلى " بيت إمام المصلى " أخبرني بعض الثقات أن أصلهم رجل من الأروام يقال له " صيام أفندي ". قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وكان عالماً، فاضلاً. فلما عمر السلطان مراد خان مسجد المصلى النبوي أقامه فيه خطيباً وإماماً ومؤذناً. وهذه الوظائف المسطورة باقية في أولاده إلى اليوم لا يشاركهم فيها أحد. وتوفي في حدود سنة 1020. وأعقب من الأولاد: إسماعيل، ومولده سنة 1010. وصار شيخ الكناسين بالمسجد الشريف النبوي. وهذه الوظيفة باقية أيضاً في أولاده إلى اليوم. وتوفي في حدود سنة 1070 وعقب من الأولاد: مصطفى، وإبراهيم. فأما مصطفى فمولده في سنة 1050. وتوفي في حدود سنة 1092. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وأم هانئ، وعائشة، وفاطمة، وزينب توفين عن غير أولاد. فأما إبراهيم فمولده في سنة 4 وتوفي في سنة 1110. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وأعقب صاحبنا محمداً. ومولده في سنة 1100. وكان رجلاً، فاضلاً، متحركاً. وقد أنشأ عدة حدائق من النخل بجزع السيح. توفي سنة 1160. وأعقب: مصطفى. ومولده في سنة 1130 وتوفي في سنة 1194 عن ولد سماه إسماعيل. مولده في سنة 1175. وأما إبراهيم بن إسماعيل فأعقب من الأولاد: إسماعيل. ومولده في سنة 1052. وتوفي سنة 1118. وأعقب من الأولاد: عبد الباقي، وعبد الوهاب، وعبد الرحمان، وحسناً، وصالحاً، وإبراهيم، ومصطفى. وتوفوا عن غير أولاد. ما عدا عبد الباقي وعبد الوهاب. فأما عبد الباقي فأعقب: حسناً، وأبا بكر، وعبد العزيز، والموجودين اليوم، وإسماعيل المتوفى بالهند عن أولاد موجودين هناك. وأما صاحبنا عبد الوهاب فمولده في سنة 1105. وتوفي في حدود سنة 1163. وأعقب صاحبنا المكرم إسماعيل، ومولده في سنة 1150. وله بنت تسمى " عباسية " أم الفضل. لكونها ولدت بالطائف في سنة 1184. وتوفي إسماعيل المزبور في سنة 1190. وأما عبد الرحمان فتوفي عن بنت تسمى أم الفرج، زوجة ابن عمها حسن. وهي أم أولاده. وهي وهم موجودون اليوم. وقد أوقف المرحوم " غضنفر آغا قبوجي باشي " متولي عمارة مسجد المصلى الشريف وقفاً بالإسلامبول المحروسة، وجعل من مصارفه للخطيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 والأمام والمؤذن بمسجد المصلى النبوي. تصل في كل عام صحبة أمين السلطانية صرة فيها غروش سنة وثمانون تقسم بينهم وجعل لهم النظر. وكذلك عمر المرحوم الأمير " علي بن زكريا " كتخداي العساكر المصرية بيتاً وسبيلاً " في غربي مسجد المصلى الشريف للخطيب والإمام سكناً لا إسكاناً " والنظر لهما على السبيل المزبور، وعين لملء السبيل وناظره من التقاعد المصرية أربعة عشر " عثمانياً " وهو بأيديهم إلى الآن. بيت الأنقروي " بيت الأنقروي " نسبة إلى أنقرة، بلدة معروفة بالروم ويسمونها اليوم " أنقور ". أصلهم العلامة الفاضل محمد أفندي الأنقروي المجاور. ورد إلى المدينة الشريفة في حدود سنة 1040 وصاهر محمد مكي أفندي، وصار من أعيان الأعيان. ثم صار نائب الشرع الشريف مراراً عديدة، وتولى الإفتاء أيضاً. وله فتاوى مشهورة مفيدة. وتوفي سنة 1083. وأعقب من الأولاد: عائشة، زوجة عبد الرحمان أفندي ابن محمد أفندي وتوفيت سنة 1120. قد انحصر وقف محمد أفندي الأنقروي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 اليوم في أولاد فاطمة بنت عبد الرحمان مكي من عبد الرحمان الحجار وأولاد أختها عائشة من الشيخ علي الخياري، أبناء الخالة. " بيت الأسكداري نسبة إلى أسكدار محلة عظيمة مشهورة بطرف إسلامبول المحروسة، وبينهما البحر فاصل. وإليها ينتمي كثير. فمن أشهرهم العلامة محمود أفندي الرومي الأسكداري المدرس، قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1100. وكان رجلاً، فاضلاً، عالماً، عاملاً. صاهر الشيخ موسى المرعشي، سيخ الفراشين. تزوج بنته عائشة. وولدت له عدة أولاد منهم: محمد، وعمر، وفاطمة، زوجة ولي الدين أفندي والدة أولاده، ورقية، زوجة السيد عبد الرحمان الجامجي، والدة أولاده. فأما محمد المزبور فكان رجلاً، صالحاً، مباركاً. توفي سنة 5. وأعقب من الأولاد: علياً، وفاطمة، زوجة بشير تابع مفتي مكة، والدة أولاده، وصالحة، والدة السيد محمد، وأم هانئ، زوجة أحمد الحمصاني والدة أولاده. فأما علي المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتعلم صناعة الصياغة، وبرع فيها، وصار صاحب ثروة. وكان ملازماً للمسجد. وتوفي سنة 1183. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وعثمان الموجودين الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 وأما عمر ابن المزبور فكان رجلاً، مباركاً، صالحاً، فقير الحال، كثير العيال، يبيع اللبن عند سقيفة الرصاص. بيت الأحمدي " بيت الأحمدي " نسبة إلى طريقة سيدي أحمد البدوي - نفعنا الله به في الدارين - أصلهم الحاج علي الأحمدي المصري. قدم المدينة المنورة سنة 1100. وكان على طريقة حسنة من الصلاح والخير. توفي سنة 1115. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الرحيم، وأحمد. فأما محمد فكان على طريقة والده. وأما عبد الرحيم فمولده سنة 1110. وسافر إلى مصر المحروسة. وصار على طريقة الغز. فلما رجع أخذ له " كدك " في وجاق الأسباهية. وكان في غاية الفروسية. وفي كل علم يحج مع الركب المدني ويكون شيخاً عليهم. وكان بذيء اللسان لا يكاد يسلم منه إنسان. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: عمر، وعلياً، ومحمداً، موجود منهم الآن عمر. وتوفي الأخوان الآخران. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 وأما أخوهما أحمد فكان رجلاً مغفلاً يضحك عليه الناس في أقواله وأفعاله. وكان ساكناً في رباط محمد بن الزمن إلى أن توفي - رحمه الله - بيت الأركلي " بيت الأركلي " نسبة إلى مدينة أركله، بلدة مشهورة بأرض الروم. أصلهم إبراهيم أفندي الأركلي. وكان عالماً، فاضلاً، مدرساً. قدم المدينة سنة 1070. وتولى نيابة القاضي سنة 1080 وأحسن فيها غاية الإحسان. وتوفي سنة 1117. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة - رحمه الله تعالى - وأعقب من الأولاد: السيد خليل، وأمه شريفة من أهل أركلة، وولد بها. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1120. وتولى مشيخة الفراشين وعزل منها. وتولى " بعده " موسى أفندي المرعشي. وهي في أولاده إلى اليوم. وأعقب أيضاً مصطفى الأعرج، وأحمد. وأمهما تركية تسمى حميدة. وأعقب أيضاً حليمة، وأمها فاطمة بنت حسن العاقل، وهي زوجة سليمان أفندي، قاضي جدة المعمورة، المتوفاة بمكة المكرمة في سنة 1152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 فأما السيد خليل " ف " أعقب السيد عبد الباقي، والسيد محمداً، والسيد علياً، والشريفة حفصة، والدة عباس طالب، وأخته مريم. فأعقب السيد عبد الباقي السيد عمر، والشريفة خديجة، والدة السيد إبراهيم هاشم وأخته. وأعقب السيد محمد السيد درويش والشريفة فاطمة. وأمهما عائشة بنت مصطفى المرعشي. وأعقبت الشريفة فاطمة عائشة زوجة قاسم جوربجي. ولها منه أولاد. وأعقب السيد علي من الأولاد: السيد عبد الله، والشريفة علية. وأما أحمد فمولده في سنة 1110. وكان فاضلاً، مدرساً، وإماماً في الروضة المطهرة. " توفي سنة 1165. وأما أخوه مصطفى فكان إماماً حنفياً في الروضة المطهرة ". توفي سنة 1138. وأعقب من الأولاد: صدقاً، وإبراهيم، وصفية، الموجودة اليوم. فأما صادق فمولده في سنة 1120. وسافر إلى الروم والهند وغيرهما ولا رجع وفرغ بحصة من وظيفة الإمامة لأخيه إبراهيم. ودخل في وجاق الأسباهية. وتوفي سنة 1181. وأعقب إبراهيم الموجود اليوم. وأما إبراهيم فمولده سنة 1130. وباشر الإمامة. وتوفي شاباً في سنة 1167. وأعقب مصطفى الموجود اليوم. وبلغ سفيهاً فأضاع ماله وحاله - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 بيت الآغا " بيت الآغا " يطلق هذا الوصف على أناس كثيرين بالمدينة. لكن صار علماً بالغلبة على ثلاثة بيوت: بيت أحمد آغا ، وبيت إبراهيم آغا، وبيت عثمان آغاي القلعة السلطانية. بيت أحمد آغا فأولهم بيت أحمد آغا " أصلهم أحمد " أغا البصنوي آغاي الأسباهية. ورد المدينة المنورة في حدود سنة 1070. وكان صاحب ثروة وغنى. واشترى عدة عقارات وعمرها وأوقفها على أولاده. الخ ... الذكور دون الإناث. ومنها الحوش الكبير الشهير به المقابل بيت محمد آغا ظافر، والبيت الكبير الملاصق له. والحديقة الكبرى المعروفة بئر عذق بجزع قبا. وكانت وفاته في سنة 1092. وأعقب من الأولاد: حسناً آغا، وصالحاً آغا. فأما حسن آغا فأعقب من الأولاد: زيناً، وعبد الرحيم، وأم الحسن، زوجة صادق بن علي آغا. وأما زين فأعقب من الأولاد: حسناً وعلياً الموجودين اليوم. وقد انحصر الوقف فيهما بموجب شرط الواقف المزبور. وأما عبد الرحيم فأعقب بنتاً، زوجها من الشيخ عبد الله القشاشي. وتوفيت قي سنة 1187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 وأما صالح فمولده في سنة 1062. وتوفي سنة 1152. وأعقب فاطمة، والدة الخطيب " محمد المالكي، وزينب والدة الخطيب " محمد الغلام، وعائشة، والدة محمد بن عبد الرزاق الكبرلي. بيت إبراهيم آغا السيواسي وثانيهم إبراهيم آغا السيواسي. ورد المدينة المنورة متولياً آغاي القلعة السلطانية في حدود سنة 1080. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً شجاعاً، كريماً. اشترى نخلاً كثيراً بجزع البركة. وله وجبة ماء ن العين الزرقاء. وتوفي في سنة 1112. وأعقب من الأولاد: محمداً آغا. ومولده في سنة 1105. وكان رجلاً صالحاً. وتوفي في سنة 1163. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وحمزة، توفي عن غير ولد سنة 1188. وأما إبراهيم فمولده في سنة 1122. وكان رجلاً بطلاً، شجاعاً وأنشأ قطعتي نخل بجزع " السيح " وتوفي سنة 1172 بطريق الشام. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الله، وعمر، وفاطمة، وسعاد، وخديجة، وحفصة، زوجة مصطفى بن محمد كتخداي قمقمجي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وأما محمد فلم يتزوج أبداً وأما عمر فتزوج، ولم يولد له. وأما عبد الله فتزوج وولد له ولد. ومات ولده وزوجته. ومولده في سنة 1154. وأم الجميع زهرة بنت الريس أحمد الرفيع الأزبكي. بيت عثمان آغاي القلعة وثالثهم عثمان آغاي القلعة السلطانية. قدمها في حدود سنة 1147. وكان رجلاً مباركاً. ليس له من الأمر شيء. وإنما التحريف والتصريف فيها لكواخيها. وكان هذا سبب الفتن وتطلب الجهال على العقال. وتوفي في سنة 1188. وأعقب: السيد أسعد، والشريفة عائشة، زوجة عمر أفندي الدفتردار. وله منها عدة أولاد. وأما السيد أسعد فمولده في سنة 1168. ونشأ نشأة صالحة. وقد عرض له شريف مكة المكرمة يطلب له من الدولة العلية أن يكون له منصب والده آغاي القلعة السلطانية فوصل الفرمان السلطاني بولايته إلى المدينة المنورة فلم يرضى بولايته أهل القلعة. وعرضوا إلى الدولة العلية. وعرض له الشريف مرة ثانية فجاء له الفرمان بخط السلطان في أعلاه فتولاها وجلس فيها مدة إلى أن زار حضرة الشريف فرماه بعض المفتنين عنده فقبض عليه. وصار ما صار عليه وعلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 جماعته، فسافر بهم إلى مكة ثم حبسهم في القنفذة. ثم عفا عنهم وأطلقهم. آغوات الحرم النبوي الساداة الآغوات خدام سيد السادات عليه أفضل الصلاة والتسليمات. جمع آغا. ومعناه بالتركية الرجل العظيم. كيف وحصل لهم غاية التعظيم ونهاية التكريم بخدمة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا أطلق الآغا بالمدينة " المنورة " فالمراد به شيخ الحرم النبوي الكريم؛ لأنه صار عليه علماً بالغلبة لا يطلق على غيره. وأول من استخدم الخصيان في الإسلام سيدنا معاوية - رضي الله عنه - وقد كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خادم خصي. والله أعلم أن خصاه كان خلقياً. وقد صرح الجمهور من العلماء كراهة الخصا. وأحكامهم مذكورة في كتب الفقه. فلتراجع هناك. وقد حررها العلامة عبد القادر الطبري المكي، في كتابه " نشأة السلافة بمنشأة الخلافة " وأطال فيهم المقال فراجعه إن أردته فإنه كتاب مفيد جداً. وأول من استخدمهم في المسجد النبوي والمسجد المكي بالحرمين الشريفين صلاح الدين يوسف بن أيوب الكردي في أيام ولايته. ورأيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 في رسالة " تحفة المحبين للمحبوب في تنزيه مسجد رسول الله من كل خصي ومجبوب " للعلامة الشيخ جمال الدين القطان ما نصه بعد كلام طويل " ... وإنما كان القائم بخدمة الكعبة الشريفة والحجرة المنيفة في أيام الخلفاء والدولة العباسية الفقهاء والصوفية وأهل العلم والفضل. وهؤلاء الطواشية حادثون في آخر دولة الأكراد بني أيوب في أيما نور الدين الشهيد بواسطة بعض الخدام الطواشية الذين في خدمته. سعى في ذلك واستعان ببعض الوزراء فأجابه السلطان إلى ذلك وجعل اثني عشر طواشياً لا غير. وشرط أن يكونوا حفاظاً للقرآن العظيم وربع العبادات، وأن يكونوا حبوشاً، وإن لم يكن فأرواماً، فإن لم يكن وعدموا فتكاررة، وإن لم يوجد فهنود. واستروا مدة ثم صار الشرط باطلاً حتى صار غالبهم من أخس الأجناس الهنود. " ورأيت في " التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " للحافظ السخاوي ما نصه: ".. والخدام، وهم الآن أربعون وأزيد ما بين حبشي ورومي وتكروري وهندي، وهو الأكثر. ولم يزل مشيختهم عليهم إلا في هذه الأزمان المتأخرة فكان يلي المشيخة الفحول. وأول من علمته من الفحول المولوي ابن قاسم المحلي. استقر به الأشراف بعد بشير التيمي بسؤال منه. ثم صرف بفارس الأشرف الرومي. ثم عزل بفيروز البركتي. ثم بعد موته استقر جوهر التمرازي فلم يلبث إلا قليلاً حتى " مات ف " أعيد فارس. ثم عزل بسرور الطربراي. ثم بعد موته بمرجان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 النقوي. وكلهم طواشيون. ثم انفصل بإينال الإسحاقي فكان أول تركي فحل ولي بها. ثم بعد موته قاسم الفقيه، ثم بعد موته الشجاعي شاهين الجمالي. ثم انفصل قليلاً بالطواشي إلياس الأشرفي الأبيض. ثم بعد موته أعيد شاهين، وهو أشبههم طريقة ولم يلها مثله فضلاً وعقلاً وذرية، ولذا طالت مدته، واختص عمن قبله بوضع مفتاح حاصل الحرم تحت يده دون القضاء ". وقد وصفهم العلامة ابن جبير في رحلته بالسدنة الحارسين للمسجد، وأنهم فتيان أحابيش، وصقالبة ظراف الهيئات، نظاف الملابس. " ثم رأيت في تاريخ ابن فرحون قال: " ... إن الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب هو الذي ثبت قاعدة الخدام في الحرم النبوي وأوقف عليهم من الأوقاف. وكتاب الوقف موجود عندهم إلى يومه. وكان الموقوف عليهم نحو عشرين خادماً معينين ثم من بعدهم على خدام الحرم النبوي. ثم أوقف عليهم الصالح والناصر محمد بن قلاوون وقفاً آخر فلهم تقريباً في الحرم في الجامكية نحو مائتين " يعني من تاريخه. ومن وظائفهم حفظ المسجد النبوي نهاراً، وقفل أبوابه والمبيت فيه لحراسته كما هو الأصل في ابتكارهم، وتنزيل القناديل وتعليقها للتعمير والوقود، ومسحها وإسراج ما يوقد منها سحرا، والدوران بعد صلاة العشاء بالفوانيس لتفقد من يخشى من مبيته، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 ويرجعون عليه بالمنع، ولا يبيت فيه إلا الفراش ليطفئ القناديل، وفتح الباب للمؤذن، وكنس المسجد والروضة والحجرة كل جمعة، وعلوة خاصة مع شيخ الخدام في كل عام، وفرش بساط أمير المدينة، والبخور بالمسجد أيام الجمع خادم خاص نيابة عن صاحب الوظيفة. وكذلك البخور عقب إطفاء القناديل صوناً لتلك الرائجة الكريهة " انتهى كلام الحافظ السخاوي. يقول كاتبه - لطف الله به - وهم اليوم - أعني الخدام - لا يطلق عليهم إلا لفظ الآغوات كأنه علم عليهم بالغلبة. وعدتهم نحو أربعين خبزياً منهم ستة عشر بواباً للحجرة المطهرة ونحو أربعين بطالاً كلما مات واحد من الأربعين الخبزية طلع محله واحد من الأربعين البطالين. وهلم جرا. وهم في غاية النظام، ونهاية الانتظام. ويرد لهم من طرف الدولة العلية ثلاثة آغوات: شيخ المحرم، وواحد نائب الحرم، وواحد خزين دار الحرم. فأما شيخ الحرم فله جميع أحكام السياسة بالمدينة المنورة. وأما نائب الحرم فيقوم مقام شيخ الحرم إذا مرض أو مات حتى يأتي الجواب من الدولة العلية. وله النظر على كثير من الأوقاف بالمدينة المنورة. فمن أعظمها النظر على التكية المرادية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 وأما خزين دار الحرم فعليه حفظ خزائن الحرم وما يتعلق بها والنظر على عين الزرقاء. ومستسلم الحرم له جميع أحكام الآغوات وأتباعهم وبعده نقيب الحرم. وجميع ما ذكر السخاوي من وظائفهم فهو باق فيهم إلى الآن. إلا بعض وظائف مثل الكناسة والبخور يوم الجمعة. ولا حاجة إلى ذكر أسماء الآغوات. وسنذكر أسماء من ولي مشيخة الحرم النبوي. ورأيت في تاريخ العلامة ابن فرحون المالكي " المدني " ما نصه بالاختصار: وأول " من أدركته " من خدام الحرم الشريف العزيزي عزيز الدولة. وفي أيامه غرس كثير من النخل الذي بالمسجد اليوم. وكانت وفاته سنة 700. ثم تولى بعده شبل الدولة كافور الصفي الحريري. وفي أيامه عمرت منارة باب السلام. ومن آثاره الحسنة تبطيل الطواف بالشعل من العشاء الآخرة بجريد النخل وتبديلها بالفوانيس التي يطوفون بها اليوم كل ليلة بعد صلاة العشاء ووفاته سنة 710. ثم ولي بعده المشيخة سعد الدين الزهادي. وعزل في سنة 719. ثم ولي بعده المشيخة ظهير الدين الأشرفي. ووفاته في سنة 722. ثم ولي بعده المشيخة ناصر الدين نصر عطاء الله. ووفاته في سنة 727. ثم ولي بعده المشيخة عز الدين دينار ومات فجأة في سنة 747. ثم ولي بعده شرف الدين مختص الديري. ووفاته سنة 749. ثم ولي المشيخة شرف الدين الخازانداري، وكان فحلاً حاذقاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 وكانت خدمته سنتين. ثم سعى عليه شرف الدين الديري. وجاء إلى المدينة وعزل بعد سنة ... ثم ولي المشيخة بعده ياقوت بن عبد الله الرسولي الخازنداري. وذلك في سنة 758. وهو من المشايخ الرؤساء. لم يقم أحد بخدمة المنصب مثله. وكان يتأدب مع الشيخ عز الدين لما كان معزولاً. وتوفي عز الدين المزبور في أيامه سنة 761 " انتهى كلام ابن فرحون. ثم ولي من بعدهم مشيخة الحرم الجماعة الذين سبق ذكرهم من تاريخ السخاوي. وكان آخرهم الأمير شاهين الجمالي. وكان في أيام المرحوم السلطان قايتباي. ثم ولي بعده المشيخة الحرم أخوه الأمير سنقر. وفي أيامه كان زوال دولة الجراكسة. وتولى على الحرمين الشريفين السلطان سليم خان وذلك في سنة 923. ثم في سنة 929 تولى مشيخة الحرم الأمير الزيني صندل السليمي من الروم. ورأيت كتاب منشور ولايته بالعربي. وهو من إنشاء الأديب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 البارع السيد عبد الرحيم صاحب " معاهد التنصيص في شرح شواهد التلخيص ". ثم ولي مشيخة الحرم محمود جلبي. وفي أيامه عمر سور المدينة المنورة في سنة 946. ثم ولي مشيخة الحرم العلامة الفاضل محمد أفندي المنشي صاحب التصانيف العديدة والتآليف المفيدة منها: تفسير القرآن العظيم، وشرح البردة، ومقامات ورسائل متعددة، وتهليل الأسبوع في التذكير بالمسجد النبوي، لكل يوم منها تهليل مخصوص وعليه العمل إلى يومنا هذا. وكان يدرس في الروضة المطهرة في جميع العلوم. وقد تولى مشيخة الحرم المكي والحرم المدني مرتين وفاز بالسعادتين في الدارين وذلك في حدود سنة 970. ثم تولى مشيخة الحرم الأمير محمد بيك بن مراد في حدود سنة 974. ثم تولى مشيخة الحرم سنان آغا نائب الحرم سابقاً في حدود سنة 974. وهو صاحب الرباط الذي في زقاق البدور، والبيت الملاصق له، والسبيل المقابل لباب النساء، والدورتين والبيت الذي بقرب زقاق الأنصاري. والحوش المقابل للقعلة بقرب الباب الشامي. وشرط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 النظر على هذه الأوقاف المسطورة لشيخ الحرم كائناً من كان. والجباية لكتخدا نوبجتيان قديم. وتصرف غلتها بعد عمارتها لملء السبيل والقراء والمداحين وغير ذلك مما هو مشروح في شرط الواقف المؤرخ في 972. وقد صارت هذه الأوقاف اليوم في أيدي النوبجتية. ويزعمون أنها موقوفة عليهم. وأبطلوا ما فعله الواقف. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ثم تولى مشيخة الحرم العلامة الفاضل يوسف بن يعقوب الخلوتي الملقب سنان آغا في حدود سنة 980 صاحب الرباط الذي في سقيفة الرصاص. وقد ترجمه السيد محمد السمرقندي في تاريخه وأطال فيه. ثم تولى مشيخة الحرم مصطفى بيك. وكان في أيام المرحوم السلطان مراد خان. وكان بأسباب هذه الخيرات التي جددها السلطان مراد بالمدينة المنورة أعظمها عمارة العمارة المرادية، التكية المشهورة كما هو مشروح في محله وذلك في سنة 992. وهو صاحب الحديقة العريضية المقابلة للمصلى الشريف. والحديقة الجعفرية بجزع قبا. وقد أوقفهما على أولاده الخ ... " كما هو مشروح في كتاب وقفه " المؤرخ في سنة 1000. ومن أولاد بناته، بيت عثمان جعفر الأسباهي، وغيرهم. ثم تولى مشيخة الحرم بعد والد والده محمد جلبي في حدود سنة 1000. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 ثم تولى مشيخة الحرم حسين أفندي في سنة 1005. ثم تولى مشيخة الحرم السيد عبد الكريم أفندي في حدود سنة 1010. ثم تولى مشيخة الحرم إبراهيم آغا نائب الحرم سابقاً. وذلك في حدود سنة 1020. وهو صاحب الأوقاف والخيرات على زاوية الشيخ أحمد بن علوان - نفعنا الله به - وهو الذي أنشأها وعمرها. ثم تولى مشيخة الحرم مصطفى آغا المظلوم. وذلك في حدود سنة 1030 ثم تولى مشيخة الحرم عبد الكريم آغا المصاحب، صاحب بئر ودي. وذلك في حدود سنة 1035، وصاحب البيت الكبير الذي بذروان وقد أوقفهما على عتقائه الخ. ثم تولى مشيخة الحرم محمد ياقوت آغا. وذلك في حدود سنة 1038. وهو الذي عمر بيت حمودة الكبير بذروان الملاصق لرباط إسكندر آغا. ثم باعه في محاسبة عليه الفقراء. ثم تولى مشيخة الحرم محمد آغا مجر وذلك في سنة 1040. وهو صاحب الوقف البيت الكبير الذي في البلاط، وحوش التجار، وغير ذلك أوقفها على عتقائه، ثم من بعدهم على أولادهم النصف، ووجوه خيرات النصف على طائفة الجبرت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 ثم تولى مشيخة الحرم بشير آغا الحبشي المصاحب وذلك في حدود سنة 1045. وقد فوضت إليه الدولة العلية جميع أحكام السياسة بالمدينة النبوية ". ثم تولى مشيخة الحرم محمود آغا الرومي وذلك في حدود سنة 1060. والله أعلم. وقد أوقف الحوش المشهور على وجوه خيرات منها: تدريس الشمائل النبوية بالروضة المطهرة يوم الاثنين ويم الخميس. وهذه الوظيفة اليوم لمؤلفه - لطف الله به - ومعلومها 8 سكة. ثم تولى مشيخة الحرم فروخ آغا نائب الحرم سابقاً وذلك في حدود سنة 1070. ثم تولى مشيخة الحرم علي آغا دار السعادة سابقاً في حدود سنة 1075. وهو صاحب الوقف الذي تحت نظر صاحبنا علي أفندي الشرواني. ثم تولى مشيخة الحرم مسعود آغا وذلك في سنة 1077. وعزل وتوفي بمصر المحروسة في سنة 1114. ثم تولى مشيخة الحرم دولار آغا وعزل في سنة 1079 وتوجه للدولة العلية لأجل الدعوى عليه. ورجع من الروم نائباً للحرم النبوي. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1102. " ثم تولى عبد الحليم آغا. وعزل في سنة 1084. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 ثم تولى داود آغا. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1102 ". وكان عالماً فاضلاً رأيت له مجموعة علية بخطه وضبطه. وأوقف جميع كتبه على طلبه العلم بالمدينة المنورة. وجعل النظر عليها لصاحبنا محمد أفندي الشرواني. وهو تحت يد أولاده إلى اليوم. ثم تولى يوسف آغا دار السعادة سابقاً. وذلك في حدود سنة 1103. وهو الذي عمر السبيل الذي بالمناخة السلطانية شرقي مسجد المصلى النبوي. وجعل لمئله وملء الحوض عثامنة من دفتر التقاعد المصرية. وهو اليوم تحت نظر أولاد إسماعيل أفندي البلطجي. ثم تولى أبو بكر آغا. وذلك في حدود سنة 1105. ثم تولى شاهين أحمد آغا. وذلك في حدود سنة 1108 وعزل بسبب قضية فتنة بني علي مع أهل المدينة المنورة في حرة بني قريظة، وذلك في سنة 1111. ثم تولى نور أحمد آغا وتوفي بالمدينة سنة 1117. ثم تولى حافظ محمد آغا. وفي أيامه كانت قضية الشمامة العجمية في سنة 1118. ثم تولى أيوب آغا. وعزله نصوح باشا في سنة 1124. ثم تولى مشيخة الحرام الحاج بشير آغا. وعزل في سنة 1128. وهو صاحب الأوقاف والخيرات والحسنات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 ثم تولى مشيخة الحرم ثانياً أيوب آغا. وعزل في سنة 1135. وتوفي بمصر المحروسة. ثم تولى محمد آغا دار السعادة سابقاً. وذلك في سنة 1136 وهو الذي عمر قبة مسجد الثنية بقرب سيدنا حمزة، وقبة مسجد الخضر، وقبة سبيل عمر أفندي قره باش بالمناخة. ثم تولى حافظ محمد آغا ثانياً وذلك في حدود سنة 1142. وتوفي بالمدينة في سنة 1144. ثم تولى بيك بشير آغا. وذلك في سنة 1145 وعزل عنها في سنة 1148. ثم تولى مصطفى آغا الطرودي، نائب الحرم سابقاً، وذلك في سنة 1148. " وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1150 ". ثم تولى عبد الرحمان آغا الكبير، وذلك في سنة 1151. وعزل في سنة 1156 وتوفي بمصر 1163. ثم تولى عبد الرحمن أنا الصغير ثائب الحرم سابعاً سنة 1156 وعزل في سنة 1168 ثم تولى مصطفى آغا بربر. وذلك في ذي الحجة سنة 1168 وتوفي بالمدينة سنة 1170. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ثم تولى عمر آغا أبو سن. وذلك في سنة 1170 وعزل عنها في سنة 1175. ثم تولى محمد آغا أبو جنقورة. وذلك في سنة 1175. وعزل عنها في سنة 1176. ثم تولى طيفور أحمد آغا نائب الحرم سابقاً. وذلك في سنة 1176. وعزل في سنة 1180. ثم تولى علي آغا المصاحب خزيندار الحرم سابقاً. وذلك في سنة 1182. وعزل في سنة 1187. وتوجه إلى الشام وأقام بها. ثم تولى مشيخة الحرام أحمد آغا عجوز، نائب الحرم سابقاً سنة 1187. وتوفي بالمدينة سنة 1188. ثم تولى مشيخة الحرام ثانياً طيفور أحمد آغا. وذلك في سنة 1188. وعزل في سنة 1194. ثم تولى مشيخة الحرام ثانياً علي آغا المصاحب في 25 ذي القعدة الحرام سنة 1195 وهو بها الآن. بيت الأندلسي " بيت الأندلسي " نسبة إلى بلاد الأندلس المشهورة بأرض المغرب. وإليها ينتسب كثيرون بالمدينة المنورة. والأصل الأندلس، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 والمولد فاس المحروسة. وهم البيت المذكور. وبيت القبيطي، وبيت الرصافي، وبيت المشاط، بيت قصارة. ولكن أشهرهم الحاج أحمد الأندلسي. وكان رجلاً من أهل الخير والصلاح. ورد المدينة المنورة في حدود سنة 1100 وتوفي سنة 1130. وأعقب من الأولاد: محمداً، ومولده في سنة 1110. وكان رجلاً مباركاً. وصنعته سروجي، وتوفي سنة 1162. وأعقب من الأولاد: أحمد. ومولده في سنة 1130. وتوفي في سيدنا حمزة. والقضية مشهورة سنة 1178. وأعقب من الأولاد: عبد الله الموجود اليوم. وهو من أهل القلعة السلطانية أو دباشه فيها. إلا أنه فاسق سفيه، أفسد حاله، وأضاع ماله. بيت الأزهري " بيت الأزهري " نسبة إلى الجامع الأزهر المشهور بمصر القاهرة. وإليه ينتسب جماعة كثيرون من أهل الصلاح والعلم. وأشهر من قدم منهم مهاجراً إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1000 السيد أبو الطيب الحسني الحنفي الأزهري المغربي الفاسي. وكان نائب الأيمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 الحنفية في الروضة النبوية مدة مديدة على سيرة حميدة. وتوفي في حدود سنة 1022. وأعقب من الأولاد: السيد فتوح. وتوفي السيد فتوح المذكور. وأعقب من الأولاد الذكور: السيد عبد الله، والسيد عبد الرحمان، والسيد أحمد، شيخ الزاوية القادرية. والشريفة حفصة، والدة السيد زين العابدين الأزهري، والشريفة فاطمة، والدة السيد سالم العطاس باعلوي. وأعقب أيضاً السيد يحيى بن عبد الرحمان المزبور: السيد عباساً، والسيد أحمد، والسيد قاسماً، والسيد عبد الله، والشريفة فاطمة المكية، وفاطمة المدنية، وسعاد، وخديجة. فأما السيد عباس فأعقب السيد زين العابدين المتوفى سنة 1191. وهو والد علوية زوجة محفوظ الأنصاري، وله منها بنت سماها " ست الأهل " ووالد - أيضاً - الشريفة " شفاء " زوجة السيد يحيى الأزهري. وله منها بنتان: زين الشرف، ورقية. وتوفي السيد عباس المزبور في صنعاء اليمن في سنة 1133. وأما السيد أحمد فمولده سنة 1103. ونشأ على طلب العلوم وباشر الخطابة والإمامة في سنة 1127. وتولى نائب القاضي. وصارت في أيامه فتن عظيمة بالمدينة المنورة بين العساكر. وأدخل نفسه فيها حتى حصر معهم في القلعة. ثم بعد ثلاثة عشر يوماً تسوروا من السور وخرجوا منها وهو معهم، فعرض فيه للدولة العلية فورد الفرمان بإخراجه من المدينة وصرف جميع تعلقاته؛ فتوجه إلى مكة وتشفع بالشريف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 مسعود بأن يعرض له للدولة بالعفو والسماح ورد تعلقاته فورد الفرمان من الدولة بالسماح ورد التعلقات، بشرط الإقامة في مكة وصحبته الخطيب عبد الله البري في الفرمان؛ فأقاما بمكة إلى أن توفي السيد أحمد المزبور بالطائف المعمور في جمادى الأولى سنة 1162. وترجمته تحتمل التطويل، لأنه كان رجلاً فاضلاً شهماً كاملاً. وقد عمر الدارين الملاصقتين لمسجد سيدنا علي - رضي الله عنهما - وأوقفهما على أولاده في سنة 1161. وأعقب من الأولاد: السيد يحيى، وأم الحسين، وسيدة، وأم هانئ، وزينب، وروضة بنت ولده السيد محمد سعيد المتوفى في حياته بمكة، سقط عليه السقف فمات. وأما السيد يحي فمولده في سنة 1142. وأمه الشيخة صالحة القشاشية. وباشر الخطابة والإمامة، وسافر إلى مصر للمحاسبة في غلال أهالي المدينة، ورجع إليها. وتوفي سنة 1172 عن بنتين من بنت السيد زين. وأما أم الحسين فتزوجت على السيد زين عباس الأزبكي، وهي موجودة الآن. وأما سيدة فتزوجت على محبنا الشيخ عبد الله الطيار. وماتت في سنة 1187 عن غير ولد. وأم هانئ توفيت بكراً سنة 1192. وزينب زوجة السيد يحي ميرزا توفيت سنة 1154 وأعقبت السيد محمد ميرزا وأخته عائشة. وأما السيد قاسم والسيد عبد الله فتوفيا عن غير ولد في سنة 1138. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 وأما الشريفة فاطمة المكية، زوجة السيد عبد الله أسعد المفتي، فتوفيت في سنة 1163. وأعقبت محمد أسعد، وعبد الله، ونفيسة، وأم الهدى، وعائشة. وقد سبق لي ترجمتهم. وأما فاطمة المدنية فتوفيت في سنة 1186. وأعقبت من الشيخ أبي المعالي القشاشي أبا الخير، وأحمد أبا السعادات، وخيرة، ومريم، وزينب، وروضة. وأما خديجة زوجة جلال الدين إلياس، فأعقبت تاج الدين، وأبا الفتح، وخير الدين، وسعاد، وفاطمة. وتوفيت في سنة 1170. وأما الشريفة روضة بنت السيد محمد سعيد الموجودة الآن فهي زوجة السيد محمد مولاي الفيلالي المغربي. وله منها ولد سماه محمداً. وهو موجود الآن. بيت الأرفوي " بيت الأرفوي " نسبة إلى " أرفة " مدينة عظيمة مشهورة بأرض الروم ينسب إليها كثير. وأشهرهم الحاج عمر بن حسين الأرفوي المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 1050. وكان رجلاً، كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة. اشترى الدار الكبرى التي بخط الساحة والدار الصغرى المقابلة لتكية السلطان " جقمق " في سقيفة الرصاص المعروفة. ودخل في وجاق النوبجتية. وصار " مشداً " بباب الحجرة النبوية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وتوفي في سنة 1100. وأوقف الدارين المزبورتين على أولاده. ثم من بعدهم على أولادهم الخ.. وأعقب من الأولاد: حسين، وقد باع الدار الصغرى المزبورة على سليمان أفندي، كاتب باكير باشا في سنة 1151 بموجب فتوى مضمونها: أن هذه الدار منها محتكرة لوقف محمد القارئ. ولا يصح الوقف على الأرض المحتكرة. وتوفي حسين المزبور سنة 1162. وأعقب عثمان. وأعقب عبد الرحيم المتوفى بدمشق الشام في سنة 1160. وكان إسباهياً. وهو والد صاحبنا عثمان المتوفى في سنة 1183. وهو والد عبد الرحيم، ومحمد، وأم هانئ الموجودين اليوم. بيت الأبار " بيت الأبار " نسبة إلى صنعة الإبر أو بيعها. أصلهم الحاج محمد الأبار المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1138. وكان صاحب ثروة يتعاطى التجارة. وعمر الدارين اللتين في زقاق الطوال. واشترى الحديقة الرباطية من أولاد الخطيب أبي السعود مغلباي. توفي في المدينة المنورة في سنة 1150. وأعقب بنتين، رقية زوجة محمد المشاط، والدة ولده عربي وأخته الموجودين اليوم، وخديجة زوجة الشيخ عمر الحلبي، والدة أولاده. وهي موجودة اليوم ساكنة بمكة مع أولادها، وباعت حصتها من البيتين على محمد سعيد عبد الشكور الهندي في سنة 1180. وله أيضاً ثالثة زوجها على ابن عمها. وتوفيت في حياته. وأعقب بنتاً تزوجها أحمد المشاط. وهي موجودة اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 بيت أرنود " بيت أرنود " نسبة إلى الطائفة المشهورة بأرض الروم. ويقال: إن أصلهم من العرب التي تنصرت وسكنت أرض الروم فطلب منهم العود إلى أرض العرب فقالوا " عار نعود " فصحفها الناس وقالوا " أرنود ". وينسب إليهم أناس كثير أشهرهم الحاج محمد الأرنودي. قدم المدينة المنورة مجاوراً بها سنة 1108. وكان حلاقاً. وسكن في مدرسة قره باش. وصار شيخاً عليها. ثم خرج منها وتزوج. وولد له ولد اسمه محمد، فنشأ نشأة صالحة. وسافر إلى الروم ورجع مجبوراً مسروراً. وكانت له أنفاس عالية حتى لقبه الناس بسارق الحشمة. وتوفي سنة 1152. وأعقب ولداً اسمه محمد سعيد. وسافر مراراً إلى الروم ثم في آخر مرة توفي سنة 1178. وأيضاً من هذه الطائفة المزبورة محمد أفندي أرنود إمام القلعة السلطانية. كان رجلاً، كاملاً، فقيهاً، يحضر معنا درس شيخنا أبي الطيب السندي. وتوفي سنة 1151 عن ولده يحي. وكان رجلاً مؤذناً، حسن الصوت، توفي سنة 1183 عن ولد يسمى مصطفى، وكان شاباً صالحاً. وتعاطى وظيفة أبيه. ثم توفي عن ولدين يحي وأخيه. وهما موجودان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 ولمحمد أفندي المذكور آمنة، زوجة الخطيب محمد المالكي، والدة أولاده الموجودين اليوم. بيت الأزبكي " بيت الأزبكي " نسبة إلى الأزبك المشهورين. ومساكنهم مما وراء النهر، وينتسب إليهم " أ " ناس كثيرون. ومنهم الحاج عبد الرزاق الأزبكي السقطي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1119. وكان رجلاً مباركاً من أحسن المجاورين، وكان ضعيف الحال جداً، يبيع سقط المتاع من الحديد وغيره إلى أن توفي سنة 1148 وأعقب: إبراهيم، وإسماعيل. فأما إبراهيم فنشأ على البيع والشراء والمكاسب الدنيوية حتى ظهر وصار يعد من أصحاب الأموال. وجمع زوجتين في فراش واحد وينام بينهما. وقل أن يتيسر هذا لأحد من الناس. وولدت كل واحدة منهما " له " أولاداً. وهم موجودون اليوم. وأما أخوه إسماعيل فسافر إلى الروم وتوفي سنة 1178. وأعقب ولداً وبنتاً موجودين اليوم. وكان إبراهيم المذكور ألد الخصام، كثير الكلام، يتردد كثيراً على الحكام. وكان جوربجياً وبيت مال في وجاق النوبجتية. وكان طويل اللحية تكاد أن تصل إلى سرته. وكان غالب الأوقات يتفل فيقع عليها كأن به داء " القرفة " - نسأل الله العافية -. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 بيت الأوغاني " بيت الأوغاني " نسبة إلى الأوغان السليمانية. ويزعمون أنهم ينتسبون إلى سيدنا خالد بن الوليد القرشي المخرومي - رضي الله عنه - ولا أصل لذلك. وقد ذكر العلامة ابن قتيبة في معارفه أن ذريته قد انقرضت. والله أعلم. وإليهم ينتسب أناس كثير بالمدينة المنورة. ولهم بعض أوقاف من بيوت ونخيل تقسم بينهم بالسوية، ولهم محلة ينزلون بها خلف مسجد المصلى بعضها فيها بناء وبعضها عشش وهي من أرض المناخة السلطانية. وكثيراً ما يتنازعون فيها مع أهل القلعة ويأخذون منهم حكر الأرض المزبورة. وغالبهم فقراء يصنعون الفخار. ومنهم صاحبنا الشيخ عبد الرحيم الأوغاني، وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وكان يخدم مسجد المصلى مدة مديدة إلى أن توفي سنة 1182. والله أعلم أنه قدم المدينة صغيراً ونشأ بها. وأعقب من الأولاد: محمد صالح. ومولده سنة 1138، ونشأ نشأة صالحة وطلب قليلاً من العلم، وسافر إلى أرض العراق. ثم إلى بلاد السليمانية ورجع إلى المدينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 المنورة مسروراً مجبوراً. وذلك في سنة 1186. وصار يباشر الإمامة بمسجد المصلى بطريق النيابة وهو موجود اليوم. ومنهم صاحبنا محمد علي بختيار السليماني. كان رجلاً مباركاً يتعاطى البيع والشراء إلى أن توفي سنة 1185. وترك أموالاً عظيمة. وأعقب: عثمان، ومحبت، وبنتين، موجودين اليوم. بيت الأبياري " بيت الأبياري " نسبة إلى بلدة الأبيار، بلدة مشهورة بالديار المصرية ينسب إليها كثير من الناس. منهم الحاج محمد بن عبد الله الأبياري النجار. قدم المدينة المنورة مهاجراً سنة 1060. وتوفي " بها " سنة 1080. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وأعقب من الأولاد ثلاثاً: أحمد، وعبد الله، وعلياً، والد أحمد المتوفى سنة 1185 عن غير ولد. فأما أحمد فأعقب من الأولاد: عبد القادر النجار بحارة الآغوات، والد عمر الحصاري المتوفى سنة 1153 عن بنت هي آمنة زوجة أحمد خليل جوربجي نوبجتيان قديم، والدة أولاده الموجودة اليوم. عبد الله بن أحمد الرجل الصالح، حافظ القرآن الموجود الآن ببندر جده المعمورة إماماً في مسجد الحنفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 وعبد الكريم النجار في حارة الحجامين المتوفى سنة 1150. وأما عبد الله " ف " والد صاحبنا المرحوم مصطفى أفندي، كاتب القلعة السلطانية المتوفى عن غير ولد سنة 1163. بيت أمر الله " بيت أمر الله " أصلهم الحاج محمد الرومي المجاور الشهير بأمر الله. قدم المدينة " المنورة " في حدود سنة 1042. وسمعت من المرحوم سيدي الوالد وغيره أن سبب تلقيبه بهذا اللقب أنه كان مع العسكر العصاة الذين جاؤوا من اليمن ودخلوا مكة " المكرمة " عنوة بالسيف وقتلوا شريفها يومئذ محمد بن عبد الله بن الحسن بن أبي نمى وفعلوا بمكة ما فعله بالمدينة يزيد بل يزيد، فلقبهم أهل مكة بالجلالية. وقصتهم مشهورة وفي تواريخ مكة مذكورة فإذا سأله الناس عن حقيقة هذه القضية المسطورة وعما جرى فيها يقول في الجواب " أمر الله ". فصار علماً عليه بالغلبة. وكان رجلاً مباركاً صالحاً توفي سنة 1080. وأعقب من الأولاد: أحمد، ومحمداً، وحليمة، والدة السيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 هاشم كاتب المحكمة وأخواته فاطمة والدة أم الحسن بنت يحي زاده، عيال السيد هاشم المزبور أبناء الخالة. فأما أحمد فمولده سنة 1075 وتوفي سنة 1120 وأعقب من الأولاد: محمداً أبا الخير. ومولده سنة 1110 المتوفى 1152. وأعقب من الأولاد: احمد المتوفى سنة 1188 عن غير ولد. وأما محمد فمولده سنة 1070. وصار جوربجياً في نوبجتيان قديم. ثم صار أمين ينبع 1116. وتوفي سنة 1118. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وأحمد، وأبا بكر، وعائشة. فأما مصطفى فمولده سنة 1095 وتوفي سنة 1156. وأعقب من الأولاد: محمداً، ويحي، وفاطمة، وآمنة. فمحمد توفي عن غير ولد سنة 1157. وأما يحي فموجود اليوم. وله أولاد. وأما آمنة " فهي " زوجة الخطيب محمد البري والدة أبي اللطف المتوفاة في سنة 1162. وأما فاطمة " فهي " زوجة عمر أفندي الديار بكرلي، والدة باشا المتوفى سنة 1191 وأخته كريمة، زوجة الشيخ عبد الجليل أفندي المدرس. وأما أحمد فمولده سنة 1100. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة عظيمة لا يكاد يفارقنا غالب الأوقات. وتوفي سنة 1162. وأعقب من الأولاد: محمد علي المتوفى بمصر سنة 1170 وفاطمة، زوجة الخطيب عبد البر البري المتوفاة سنة 1184. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 وأما أبو بكر فتوفي سنة 1138. وأما عائشة فتزوجت على الخطيب خير الدين إلياس وولدت له: محمد مكي، وخديجة، وسعاد، وتوفيت سنة 1162. بيت الأيوبي " بيت الأيوبي " نسبة إلى محلة سيدنا أبي أيوب الأنصاري بظاهر إسلامبول المحروسة، وإليها ينسب خلق كثير، منهم الحاج محمد أفندي الرومي المجاور بالمدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلاً صالحاً من أحسن المجاورين. وصار إمام القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1100. وأعقب من الأولاد: محمد أمين. ومولده في حدود سنة 1090 وكان أعرج، واتهم في قضية الشمامة المشهورة سنة 1119 ونفي من المدينة إلى مصوع. ثم رجع إلى المدينة. وكان من الرجال الفحول أهل العقل والكمال والأصول. وصار كتخدا القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1142. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعمر، وأم هانئ. فأما محمد فتوفي سنة 1168. وأما عمر فقتل في بعض الفتن الواقعة بين العسكر بالمدينة وذلك في سنة 1156. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 وأما أم هانئ فهي زوجة محمد سعيد كتخدا القلعة السلطانية الشهير بالإنكشاري، والدة حسين، وصالحة، زوجة المرحوم الأخ يوسف الأنصاري. وأما فاطمة بنت محمد أفندي الأيوبي فزوجة عمر " آغا "، والدة محمد عمر آغا، كاتب القلعة السلطانية المتوفى سنة 1175 عن أولاد موجودين اليوم. بيت أولياء " بيت أولياء " أصلهم السيد إبراهيم أولياء الرومي المجاور بالمدينة المنورة سنة 1120. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان مجلد الكتب بباب السلام. ثم سافر إلى اليمن الميمون في أيام الإمام المهدي الكبير صاحب المواهب. وتعاطى صنعة الطب هناك. وحصل له قبول وإقبال. ثم رجع إلى المدينة. وأقام بها إلى أن توفي سنة 1150. وأعقب من الأولاد: مصطفى، ومحمداً، وأبا بكر، وفاطمة زوجة سليمان أفندي باكير باشا المتوفاة في سنة 1153. وأما محمد فمولده سنة 3 وتوفي سنة 1164. ونشأ نشأة صالحة وباشر الإمامة ومات عن غير ولد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 وأما مصطفى فتوفي سنة 1168 عن ولد يسمى السيد مصطفى. وهو من احسن الناس ذاتاً وصفات. ونشأ نشأة صالحة فحفظ القرآن وفاق الأقران. وباشر الإمامة بالروضة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية. وتوفي سنة 1194. وأعقب أولاداً موجودين اليوم. وأما السيد أبو بكر الموجود الآن فله وظيفة رئاسة المنارة الكبرى المسماة بالرئيسية. وهو موجود الآن موجود الآن متردد بين مكة والمدينة. بيت الأطروش " بيت الأطروش " أصلهم الخواجة محمد صديق الهندي البزاز الشهير بالأطروش. ورد المدينة المنورة سنة 1100 وتزوج عائشة بنت علي خير الله. وولدت له من الأولاد: طاهر، ومولده في سنة 1110 وتوفي في سنة 1193. وأعقب من الأولاد: عثمان القطان الموجود الآن. ومولده سنة 1128. وله من الأولاد عبد القادر ومحمد الموجودان اليوم. وفاطمة زوجة مصطفى جوربجي، ترجمان القاضي المتوفى سنة 1189. وله من الأولاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 بيت أرض رومي " بيت أرض رومي " نسبة إلى أرض روم مدينة مشهورة بأرض الروم. وإليهم ينتسب أناس كثير أشهرهم صاحبنا محمد أفندي أرض رومي. مولده سنة 1124 بالمدينة المنورة. وقدمها والده في حدود سنة 1115. وكان رجلاً صالحاً من أحسن المجاورين. وتوفي بها سنة 1138. ونشأ محمد أفندي المزبور نشأة صالحة. وصار ترجماناً للقاضي في سنة 1178. وله من الأولاد: بنت زوجها لأبي الحسن رويزق. وتوفيت عن بنتين موجودتين اليوم. وقد أصيب برصاصة في مصلاة بقرب باب الرحمة يوم الجمعة 17 ربيع الثاني سنة 1187. وعافاه الله وشفاه. الحمد لله. بيت الأدنوي " بيت الأدنوي " نسبة إلى أدنه، بلدة مشهورة بأرض الروم، وإليها ينسب كثير من الناس. وأشهرهم الحاج حسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 الأدنوي المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 1120. ثم صار كتخدا وجاق الأسباهية. وسافر إلى الديار الرومية فتوفي بها سنة 1148. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وحسيناً، وفاطمة، زوجة محمد حسن الشرقي. فأما مصطفى فمولده في سنة 1124. وكان رجلاً لطيفاً ظريفاً. رحل مع والده إلى الديار الرومية. ثم صار كتخدا القلعة السلطانية. ثم كاتباً لشيخ الحرم. ثم عزل منها ولزم بيته إلى أن توفي سنة 1176. وأعقب بنتين: إحداهما تزوجت على أبي بكر جلبي مصلوي، والثانية باقية بكراً عند أمها عائشة بنت نور الله آغا دزدار القلعة سابقاً. وأما أحمد فمولده في سنة 1128. وصار إسباهياً ورحل إلى الروم ثلاث مرات. وتزوج بنت الحاج محمد الروملي نزيل جدة المعمورة. وولدت له عدة الأولاد: أبا بكر، وعمر، وحسيناً، وفاطمة. وخدم الشريف مساعد أياماً عديدة. ثم صار ترجماناً لقاضي المدينة سنة 1179. وتوفي سنة 1182. بيت الأرزنجاني " بيت الأرزنجاني " نسبة إلى أرزنجان، مدينة مشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير. فمن أشهرهم الثلاثة الإخوان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 السيد إبراهيم، والسيد خليل، والسيد فيض الله. قدموا المدينة المنورة في حدود سنة 1170 على قدم التجريد، وهم من أحسن المجاورين سيرة وسريرة، ملازمين المسجد النبوي في غالب الأوقات. مشتغلين بطلب العلم الشريف وملازمة الصلوات. بيت الأوده باشي " بيت الأوده باشي " بالتركية. ومعناه بالعربية رأس الجماعة من العساكر. وأول من قدم منهم المدينة المنورة أحمد أوده باش الرومي المصرلي. وكان رجلاً، كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق النوبجتية. وتوفي في بيته بسيدنا حمزة - رضي الله عنه - سقط عليه السقف فمات في الحال. وهذا البيت في جبل الرماة من أعلاه. وآل بعد ذلك بالشراء إلى السيد محمد أسعد المفتي. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، ومصطفى، وخديجة. فأما محمد سعيد المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان شجاعاً. وأخرج من المدينة إلى مصر. وتوفي بها عن غير ولد. وأما مصطفى المزبور فنشأ على طريقة والده المذكور وفاقه. وكان بطلاً، شجاعاً، مشهوراً مذكوراً وصار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 كتخدا النوبجتية إلى أن توفي 17 جمادى الأولى سنة 1172 مقتولاً، رماه جماعة برصاصة بقرب العنبرية، وهو راكب على فرسه فسقط ميتاً. والقصة مشهورة. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد الموجود اليوم. وله عدة أولاد وبنات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 ؟ حرف الباء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 بيت البرزنجي " بيت البرزنجي " نسبة إلى برزنجة، بلدة مشهورة في بلاد الأكراد. أصلهم العلامة المحقق والفهامة المدقق السيد محمد بن عبد الرسول. وقد ترجمه كثير من المتأخرين أجلهم والدنا المرحوم في تذكرته. وأيضاً الشيخ مصطفى " بن " فتح الله الحموي في كتابه " نتائج السفر في أهل القرن الحادي عشر " وغيرهما. وكان مولده في سنة 1044. واشتغل بالعلوم من منطوق ومفهوم. وألف التآليف العديدة. وصنف التصانيف المفيدة، قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1068. وأخذ عن الشيخ الملا إبراهيم الكردي. وتزوج بنت الخواجة محمد المغربي. ثم سافر إلى الدولة العلية، وحصل له قبول وإقبال وبلوغ كل أمنية. ثم سافر إليها مرة ثانية ورجع إلى المدينة. ويوم وصوله إليها أدركته المنية وذلك في سنة 1103. وقد حصل له بعض امتحان من الزمان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الخوان. وأعقب من الأولاد: السيد أحمد، والسيد عبد الكريم. وأمهما بنت الخواجه محمد المغربي. وقد انقرض أولاده الذكور. وانحصر وقفه في أولاد بناته. فأما السيد أحمد " ف " أعقب من الأولاد: السيد عمر. وأعقب السيد عمر من الأولاد: السيد أحمد الموجود اليوم، والشريفة خديجة، والدة الشريفة حفصة بنت السيد جعفر. وأعقب السيد أحمد أربع بنات وولداً. هم موجودون اليوم. وأما السيد عبد الكريم فكان خطيباً سنة 1111. وتوفي شهيداً مقتولاً صبرا ببندر جده المعمورة. قتله باكير باشا بموجب فرمان ورد من الدولة العلية بسبب فتنة العهد الواقعة بالمدينة النبوية. وقد أرخه بعض الأدباء بقوله " ... عبد الكريم مات شهيداً 1138 " وأعقب من الأولاد: العلامة الفاضل السيد حسناً، والسيد حسيناً، والسيد محمداً، والشريفة أم الحسين. فأما السيد حسن فمولده سنة 1099 وخرج من المدينة المنورة مختفياً في الفتنة المذكورة أعلاه، ودخل مصر المحروسة، وبقي مختفياً بها في بيت السيد محمد النحال إلى أن توفي سنة 1148. وله تصانيف ورسائل وخطب وغير ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 وأعقب من الأولاد: زين العابدين، وجعفر. وأمهما حفصة بنت الشيخ عبد الرحمان الكازروني الشافعي الزبيري. وتوفي بالبصرة سنة 1169 ودفن عند قبر جده لأمه الزبير بن العوام - رضي الله عنه - وأعقب من الأولاد: حسناً، ومحمداً. ولدا بمدينة زبيد. وهما موجودان. وأما جعفر فمولده سنة 1128. ونشأ نشأة صالحة. وبرع خصوصاً في الخطب والرسائل وصار خطيباً، وإماماً ومدرساً. وتولى إفتاء الشافعية إلى أن توفي في شعبان سنة 1177 عن بنت تسمى حفصة، موجودة اليوم. وقد تزوجها ابن عمها السيد محمد. وولدت له ولداً سماه زين العابدين. ومولده في سنة 1176 وهو موجود اليوم. وأعقب السيد حسن أيضاً السيد قاسماً من جارية. وهو موجود اليوم بالهند. وأعقب السيد علياً. وأمه من بيت ميكائيل. ومولده سنة 1134. وبرع في النظم والنثر. وهو موجود اليوم. وأعقب الشريفة صالحة، زوجة السيد أبي القاسم بن السيد إبراهيم، وولدين توأمين في جمادى الأولى سنة 1187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وأما السيد حسين بن عبد الكريم فمولده سنة 1110. وصار خطيباً. وتوفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: السيد محمداً، توفي سنة 1189 عن ولد يسمى السيد حسن، مولده سنة 1179. وأمه الشريفة عائشة بنت السيد أحمد بن عمر. وأما السيد محمد بن عبد الكريم فمولده سنة 1112 وتوفي سنة 1145. وأعقب من الأولاد: السيد محمد رسول وتوفي سنة 1182 عن بنتين من الشريفة سارة بنت السيد حسن، شقيقة السيد علي. وهما موجودتان اليوم. ومن هذا البيت السيد قاسم، والسيد عبد الكريم، ابنا السيد حيدر أخي السيد محمد " بن عبد " رسول المزبور. فأما السيد قاسم " ف " ورد المدينة المنورة في حدود سنة 1098. وكان على قدم التجريد. وكان يعد من أهل الخير والصلاح. وتزوج بنت عمه الشريفة فاطمة. وولدت له السيد إبراهيم، والشريفة آمنة. وتوفي سنة 1144. فأما السيد إبراهيم فمولده في سنة 1112. وتوفي سنة 1182 وأعقب من الأولاد: أبا القاسم، وحسناً، ضري العين، والشريفة عائشة. فأما أبو القاسم فمولده في سنة 1158 واشتغل بطلب العلم، وهو في غاية الحذق والفهم، ذو أخلاق رضية وكمالات مرضية، وله من الأولاد: السيد عمر، مولده سنة 1178 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وأما أخوه حسن فمولده سنة 1160. وهما موجودان اليوم. وأما السيد عبد الكريم بن حيدر فكان أعور العين. وقبض عليه. وأرسل إلى الدولة العلية في قضية فتنة العهد الواقعة بالمدينة المنورة في سنة 1134 فتوفي هناك عن ولد يسمى زكي الدين. وكانت وفاته سنة 1142. فأما السيد زكي الدين " ف " أعقب من الأولاد: السيد عبد الكريم الموجود اليوم، وهو على طريقة حسنة لا يغفل عن تلاوة القرآن ولا سنة، مواظب للصلوات مع الجماعات. وله عدة أولاد من بنت السيد أحمد. وهو موجودون اليوم. بيت البري " بيت البري " أصلهم القاضي أحمد المغربي المالكي الفرياني نسبة إلى قرية من أعمال مدينة تونس الخضراء. ترجمة السيد محمد السمرقندي في تاريخه، وأطال في ترجمته. وترجمه أيضاً كثير من المتأخرين المؤرخين. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 900 وتولى بها قضاء المالكية. وكان عالماً فاضلاً صاحب ثروة. وتوفي بها في حدود سنة 970، وله من العمر مائة سنة. ورحل إلى الدولة العلية العثمانية فرجع بالمنح والعطايا السنية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 وأخبرني صاحبنا الخطيب عبد الله البري أنهم ينتسبون إلى سيدنا محمد بن الحنيفة. والله أعلم. وأعقب من الأولاد: عبد القادر، ومحمداً، وعبد الرحيم، وعبد البر. فأما عبد القادر فتولى قضاء المالكية وتوفي، وأعقب ولدين: عبد الله، وعلياً. فعبد الله مات عن غير ولد. وأما علي فتولى تدريس المالكية من وقف السلطان مراد خان، 250 سكة. وأعقب من الأولاد: عبد الله، ولم يعقب. وأعقب فاطمة، زوجة الخطيب محمد البري والدة أولاده. وأما أبو الغيث والد عبد الرحمان والد خديجة زوجة الخطيب إبراهيم الحنبلي، والدة أولاده. وأعقب محمد أبا النصر المتوفى سنة 1150 عن ولدين: أحمد، ومحمد. فأحمد مات عن غير ولد. ومحمد المتوفى سنة 1193. وأعقب من الأولاد: أحمد، وصالحاً، وأبا الغيث، وعباساً، وعبد الله. وكلهم موجودون اليوم. وأعقب أبو النصر أيضاً بنتاً سماها أم الحسين، زوجة الشيخ إبراهيم تقي، والدة أولاده. ووالدتهم فاطمة بنت صالح وأحمد آغا المتوفاة سنة 1187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 وأما محمد بن القاضي أحمد فتوفي عن غير ولد. " وأما عبد الرحيم بن القاضي أحمد فتوفي أيضاً ولم يعقب " وأما عبد البر بن القاضي أحمد فكان عالماً فاضلاً. توجه رسولاً إلى الدولة العلية من طرف أهالي المدينة النبوية فتوفي بالشام ولم يبلغ المرام سنة 987. وإليه ينتسب بيت البري الموجودون فأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد: فأما محمد فصار إماماً حنفياً في المحراب النبوي عن الخطيب إلياس افتتاح سنة 992. ثم صار له في سنة 994 نصف خطابة بالمنبر النبوي. وكان يكنى أبا اللطف. وأما أحمد فترفت به الأحوال إلى أن صار أمين بيت المال الشريف. وكان صاحب ثروة وعقارات كثيرة بالمدينة. وأما محمد أبو اللطف المذكور فأعقب من الأولاد الذكور ثلاثة: عبد الله، ومحمد الظريف، وأبا السرور، والد بدر الدجى، وسعاد المتوفاة سنة 1150 وأما عبد الله فأعقب من الأولاد: أحمد ومولده سنة 1014 وتوفي سنة 1093. وأرخه بعض الأدباء بقوله: " ... مات الخطيب ... " وكان خطيباً أديباً فاضلاً ماجداً نجيباً. وقد ترجمه كثير من المتأخرين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 وأعقب من الأولاد: إبراهيم وعبد البر، والد أحمد المتوفى عن غير ولد. فأما إبراهيم فمولده في سنة 1050 وقد أرخ " ... شيخ المدينة ... " فكان كذلك. وكان عالماً فاضلاً لم يكن في هذا البيت مثله، لا قبله ولا بعده. " وتولى نيابة القضاء في سنة 1102 " وتولى إفتاء الحنفية أصالة في سنة 1104. وكان صاحب ثروة. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الله، ويحي، وصالحة. وتوفي في محرم سنة 1130 فأما محمد فمولده في سنة 1083 وتوفي سنة 1157 وباشر الإمامة وصار شيخ الخطباء. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعبد البر، وحسناً، وأبا اللطف، وفاطمة، ماتت عن غير ولد. فأما أحمد " ف " توفي سنة 1166 وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وأبا السرور، ويحي، وكلية الموجودة اليوم، وسلمى زوجة مصطفى السندي، والدة أبي بكر، وآمنة الموجودين اليوم. وأما عبد البر وحسن فتوفيا عن غير ولد. وأما أبو اللطف فتوفي سنة 1170 عن ولدين وبنت تزوجت من السيد خليفة الأدنوي، ومحمد، وحسن، الموجودين الآن، وأمهما فاطمة بنت محمد أفندي شيخي زاده. وأما الخطيب عبد الله فمولده سنة 1084. وتأريخه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 " ... أنه الخطيب يزين به المنبر ... " وكان صاحب ثروة. وتوفي سنة 1175 عن بنت تسمى حفصة مولدها سنة 1113. وتوفيت سنة 1186. وأما الخطيب يحي فمولده سنة 1085. وتوفي سنة 1138. وكان خطيباً أديباً صاحب مكارم " و " أخلاق نادرة في هذا البيت. وعمر الدار الكبرى التي فيها النخل والديوان. وكان يجتمع فيه الإخوان والأخدان. وأرخ عمارته شيخه أحمد أفندي المدرس بقوله من قصيدة فريدة " ... بناء مجد شاده يحي الخطيب ... " وأعقب بنتين ماتتا عن بنتين هما موجودتان. وأما صالحة بنت إبراهيم الخطيب فتوفيت عن غير ولد. بيت البساطي " بيت البساطي " نسبة إلى بساط قرية مشهورة بالديار المصرية. أصلهم الشيخ عبد الباسط العطار بباب السلام. وكان صاحب ثروة. وكان قدومه إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وأقام بها إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: عبد الغني. وأوقف حديقة النخل المعروفة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 بمعيقل بجزع العالية على أولاده الخ سنة 1043. ثم في سنة 1143 استبدل هذه الحديقة المزبورة حسن أفندي سيدون من الخطيب عمر بن يحي بن حمزة بن عبد الغني المزبور الناظر عليها ببيت في حوش خير الله وأعقب من الأولاد: عبد الكريم، وحمزة، فعبد الكريم جد محمد الفداوي المشهور، والد أبي الفرج الموجود اليوم. وله بنت موجودة وبنات عم. وأما حمزة فتوفي سنة 1117. وأعقب: يحي، ومحمداً، والد إبراهيم. وأما يحي فتوفي سنة 1114. وكان نائب الأئمة الشافعية. ثم صار إماماً عن الشيخ عبد الباقي بن الشيخ ياسين في سنة 1113. وأعقب من الأولاد: الخطيب عمر، فمولده سنة 1103. وتوفي سنة 1178. وصارت له وظيفة خطابة أصالة محددة له في سنة 1157. وعمر الدار الصغرى التي على يمين السوق الملاصقة لدار صهره أحمد أفندي الكوراني المجاور. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعائشة، وخديجة، وحفصة. فأما أحمد فمولده سنة 1151. وصار خطيباً وإماماً. وسافر إلى الروم مرتين وحاز إحدى الطلبتين، ورجع إلى المدينة المنورة وله من الأولاد: عمر مولده سنة 1187. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 وأما عائشة فتزوجت السيد حسن السمهودي، وتوفيت عن غير ولد. ثم تزوج أختها حفصة، وولدت له محمداً. وهي وهو موجودان اليوم. وأما خديجة فتزوجت على الخطيب عبد الباقي مديني وله منها أولاد كلهم موجودون الآن. وأمهم فاطمة بنت أحمد أفندي الكوراني. توفيت بمكة 27 في ذي الحجة 1188. بيت البلطجي " بيت البلطجي " نسبة إلى وجاق البلاطجة الذين يحملون البلطة بين يدي السلطان لقطع ما يلقونه من الأشجار في الطريق. ويقال لهم أيضاً " تبردار ". فالأول بالتركية والثاني بالفارسية. والله أعلم. ومنهم بالمدينة المنورة أناس كثير. من أشهرهم بهذه النسبة المذكورة إبراهيم أفندي البلطجي، ناظر الحنفية الأحمدية.. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1115. وتولى أيضاً نظارة سبيل يوسف شيخ الحرم الكائن بالمناخة السلطانية شرقي مسجد المصلى الشريف. وهما بأيدي أولاده إلى اليوم. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، من أحسن المجاورين. وتوفي سنة 1132. وأعقب من الأولاد: إسماعيل، ومحمداً، ومصطفى، وفاطمة، وعائشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 فأما إسماعيل فهو أصغرهم سناً، وأكبرهم معنى. ومولده سنة 1130. فكان رجلاً كاملاً، ذا حظ وخط. وصار كاتباً لشيخ الحرم عبد الرحمان آغا الصغير. وتصرف تصرفاً تاماً في الأحوال حتى صار يعد من أصحاب الأموال. وأخبرني بعض الثقات من الناس أن معلومه في كل سنة ثمانية أكياس. وكان في بدايته في غاية الحاجة. " والله يقبض ويبسط لا إله إلا هو يفعل ما يشاء " وتوفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، ومصطفى، وحمزة. الموجود منهم اليوم مصطفى وحمزة. وتوفي إبراهيم سنة 1194. وأما مصطفى فله بنت من جارية حبشية موجودة اليوم. وأما حمزة فتزوج على بنت عبد الله محمود الهندي. وله منها عدة أولاد وبنات كلهم موجودون اليوم. وأما مصطفى ومحمد ابنا المرحوم إبراهيم أفندي المزبور فتوفيا في سنة 1147 عن غير ولد. وأما عائشة " ف " زوجة الشيخ محمد حلابة المغربي، والدة أولاده الموجودين اليوم. وهم: أحمد، وإبراهيم، وعمر. توفي عمر سنة 1189. وفاطمة توفيت في سنة 1181 عن غير ولد. بيت بالي السجادجي " بيت بالي السجادجي " نسبة إلى حمل سجادة الإمام بمحراب سيد الأنام عليه الصلاة والسلام. وهي باقية إلى يومنا هذا بأيدي أولاده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 أصلهم الحاج عبد الله بالي زاده. وينسب إلى باله قرية مشهورة بالديار الرومية. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050 توفي في حدود سنة 1100. وأعقب من الأولاد: محمد أفندي. ومولده في سنة 1062. ونشأ نشأة صالحة، وأنوار السعادة عليه لائحة. وكان في غاية الكمال، ورزقه الله البنين والبنات والمال حتى فاق الأقران، وظهر بين الأعيان. وتوفي سنة 1133. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وعبد الرحمان، وأحمد، وخديجة، وآمنة، وزينب، وفاطمة زوجة أحمد آغا مشد الرباع. فأما عبد الله فمولده في سنة 1097. وكان كاملاً، عاقلاً. توفي شهيداً في ذي الحجة 1156. وقتله عبد العال الورغمني في أيام الفتنة. وكان كتخدا نوربجتيان قديم سنة 1148. وكانت في أيامه فتن كثيرة بين العساكر. ثم عزل. وأقام بوادي الصفراء مدة مديدة، وقد أضاع بسبب ذلك أموالاً كثيرة. وترك أولاده فقراء لا شيء لهم. ثم رجع إلى المدينة، وحصلت له الشهادة. وأعقب من الأولاد: سليمان، وإبراهيم، وعلياً، ومحمداً، وفاطمة، ومريم. فأما سليمان فتوفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: محمداً، وسعاد، وصالحة. وأمهم رقية بنت حماد أفندي. وأما محمد فتوفي في سنة 1187 عن غير ولد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وأما سعاد فتزوجت عدة أزواج، ولم تعقب أولاداً فلعلها عاقر. والله أعلم. وتوفيت سنة 1193 تحت الشيخ عبد الرحمان المرعشي. وأما صالحة فتزوجت على عبد الله دشيشة الانقشاري الصائغ. وله منها أولاد. وأما إبراهيم فتوفي سنة 1165 وأعقب: أحمد، وفاطمة، زوجة أبي بكر المرعشي، والدة أولاده، وزينب زوجة عبد القادر أبي خشيم الهندي. فأما أحمد، فسافر إلى بغداد. ثم رجع إلى المدينة. وأما علي فمولده سنة 1126. ووفاته في غرة رمضان 1189. ونشأ في طلب العلوم، واجتهد في طلب الدنيا، وبلغ منها ما يروم، وصار صاحب ثروة. وأعقب من الأولاد: عبد الله الأخرس، ومحمد أمين. فأما عبد الله فمولده سنة 1165. وأما محمد فمولده سنة 1166. واشتغل بطلب العلم الشريف في المسجد العالي المنيف. وصار خطيباً وإماماً. ثم باع بعد ذلك الوظيفة واشتغل بطلب الدنيا. وأما فاطمة زوجة عبد الكريم الحليبي، والدة ولده عبد الله الموجود اليوم، فتوفيت سنة 1169. وأما عبد الرحمان فمولده سنة 1110. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 وكان رجلاً كاملاً " عاقلاً ". وصار كاتب الجراية. وكان موفقاً للخيرات والحسنات. وأمه زينب بنت حجازي الشاغوري. وابنتي دار عظيمة ملاصقة لدار الشفاء مدرسة شيخ الإسلام فيض الله. وأوقفها على أولاده " الخ " في سنة 1136. وتوفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: حسناً، وصادقاً، ويحي، ومصطفى، وعبد الرحيم، وعبد القادر، وحفصة، وأم الفرج، وسعيدة. فأما حسن " ف " توفي سنة 1187 من غير ولد. وكذلك صادق ويحي، ومصطفى، وعبد القادر، توفوا عن غير أولاد. وعبد القادر صار له نصف وظيفة إمامة بالمسجد النبوي. وباشرها. وتوفي سنة 1182. وعبد الرحيم موجود اليوم لا عقب له. وهو كاتب الجراية اليوم. وأما حفصة فتزوجها صاحبنا الشيخ علي الدقاق. وتوفيت سنة 1183 ولم تعقب. وأما أم الفرج فتزوجها حسن قصاره، وهي والدة عثمان الموجود اليوم. وأما سعيدة فتزوجها تاج الدين إلياس وله منها: زين العبدين، وعبد الرحمان، موجودان اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 وأما أحمد بن محمد فتزوج بنت الأرفوي، ومات في عامه بعد الدخول بأيام سنة 1136. وتوفيت هي سنة 1154. وأما خديجة فتزوجها السيد حسين البكريه باعلوي، وهي أم أولاده. وأما زينب فتزوجها عبد الرحمان نقموش المغربي الفاسي. وولدت له: عمر، وسلمى الموجودة اليوم، زوجة أحمد حجي. بيت باشعيب " بيت باشعيب " أصلهم من مدينة حضرموت. ويزعمون أنهم ينتسبون إلى الأنصار والله أعلم. وهم يكادون أن يكونوا قبيلة. ومن علامة صحة نسب الأنصار أن يكونوا شرذمة قليلة. لقوله صلى الله وسلم " ... الناس يكثرون والأنصار يقلون حتى يصيروا كالملح في الطعام ". وأول من استوطن منهم المدينة المنورة الفقيه عبد الله بن محمد باشعيب الحضرمي. وكان فقيهاً يعلم الصبيان القرآن إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعلياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 فأما محمد فأعقب أمين العقاد المتوفى في حدود سنة 1142 عن غير ولد. وأما علي فأعقب محمد علي. وصار إماماً شافعياً. وتوفي عن غير ولد في سنة 1149. وكان صاحب ثروة، تزوج فاطمة بنت عمر قاشقجي. ومن مخلفاته اشترى والدنا المرحوم أرض المجزرة المعروفة وألحقها بوقفه. وبموته انقرض هذا البيت من المدينة. بيت بافضل " بيت بافضل " أهل دين وصلاح وفضل، ينسبون إلى مدينة حضرموت. وأصلهم من قبيلة مذحج. وأول من قدم منهم المدينة المنورة الفقيه أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمان بافضل السعدي المذحجي، نسبة إلى سعد العشيرة الصحابي المشهور. وقد ترجم الشيخ عبد الله كثير من المترجمين. وأن مولده مدينة تريم سنة 850 وارتحل إلى اليمين وإلى الحرمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 الشريفين. ثم عاد إلى حضرموت. ثم ارتحل إلى الشحر على نشر العلوم والتأليف والتصنيف. وله المختصر المشهور في الفقه الذي شرحه الشيخ بن حجر المكي. وكانت وفاته ببندر " الشحر " في شهر رمضان سنة 918. وكان وصول الفقيه الشيخ أحمد بن محمد بافضل إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1020. وكان من أهل الخير والصلاح. وتوفي عن علي ومحمد. فأما علي فمولده سنة 1030. وكان فقيهاً " فاضلاً " حسن الخط ووفاته في حدود سنة 1092. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، ومحمدا " وأحمد " ورقية. فأما إبراهيم فمولده في سنة 1070 وكان قطاناً. وتوفي سنة 1150. وأعقب: محمداً، وآمنة. وتوفيت، وتوفي محمد سنة 1188 عن غير ولد. وبموته انقرض هذا البيت من المدينة. وأما محمد فتوفي شهيداً في حرة قريظة في فتنة بني علي المشهورة سنة 1111. وكان بطلاً شجاعاً في وجاق النوبجتية. وأما أحمد فتوفي سنة 1128. وأعقب أم الحسن زوجة السيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 عمر البار باعلوي، والدة أولاده. ثم تزوجها السيد أبو بكر الدمشقي. وتوفيت سنة 1188. وأما رقية فمولدها سنة 1060. وتوفيت سنة 1130. وكانت امرأة صالحة طالبة علم. وتزوجت على الجد الأمجد الشيخ يوسف الأنصاري. وولدت له والدنا عبد الكريم، والعم عبد الرحيم، والعمة خديجة. وأما محمد المذكور أعلاه " ف " أعقب عبد الكريم. ووفاته سنة 1147. " وأعقب محمداً ووفاته عن غير ولد سنة 1175 ". وزعم بعض الناس أن بيت بافضل المزبور ينتسبون إلى الأنصار. وليس لهم أصل. وقد حررت نسبتهم في رسالة سميتها " نزهة الأبصار في عدم صحة نسب الخمسة البيوت المنسوبين إلى الأنصار ". وهم بيت بافضل، وبيت باشعيب، وبيت الخياري، وبيت الكراني، وبيت التمتام ولله در القائل في قوله: لقد تسمى بالهوى غير أهله .... الخ بيت بيض " بيت بيض " أصلهم الحاج عثمان بن محمد الشامي الملقب ببيض. ولم أقف على سبب هذا اللقب. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً. قدم المدينة المنورة مجاوراً بها. وصار يتعاطى البيع والشراء إلى أن توفي بها. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وحسناً، ومحمداً. فأما مصطفى فكان جوربجياً في القلعة السلطانية. ومات ولم يعقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 وأما حسن فكان رجلاً كاملاً يتعاطى البيع والشراء مثل والده، وجمع أموالاً عظيمة. وكانت تحت يد وكيله محمد درويش الجداوي ببندر جدة المعمورة. وفلس وسرح؛ فضاعت تلك الأموال ولم يتحصل منها إلا على شيء قليل. وأعقب ولداً سماه مصطفى توفي شاباً. وأعقب ولداً سماه سالماً، أمه مارية بنت أحمد النحاس أذهب ما بقي من الصر والجراية. ولم يبق له في الدفاتر شيء. واشتغل بالفلاحة فأضاع فيها تلك الأموال، وصار يستدين من الناس إلى أن غرق فهرب إلى السويس قاصداً مصر، والروم فمات بها. ولم يبلغ منها ما يروم. وأما محمد المزبور فكان إسكافياً. ومات عن غير ولد رحمه الله. بيت البناني " بيت البناني " نسبة إلى بيع بن القهوة المعروفة. ينسب إليها جماعة كثير أشهرهم: الخواجة عبد القادر البناني الهند " ي ". ورد إلى المدينة المنورة هو وأبوه وأخوه جمال الدين والد عبد الرحمان الموجود اليوم. وذلك في سنة 1140. وكان عطاراً في دكان في حارة الآغوات. ثم لما اتسع ترك العطارة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وتعاطى البيع والشراء في القماش. وصار يسافر إلى جدة المعمورة إذا وصلت المراكب الهندية في كل عام. وابن أخيه عبد الرحمان كذلك. وتزوج. وله عدة بنات وأولاد موجودون اليوم. بيت البكري " بيت البكري " نسبة إلى سيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وإليه ينتسب خلق كثير بالمشرق والمغرب. وأشهرهم وأصحهم نسبة السادة البكرية الموجودون اليوم بمصر المحمية. ولنا إليه نسبة صحيحة من جهة الأمهات سنذكرها في محلها، إن شاء الله. وأشهر من بالمدينة المنورة الشيخ إبراهيم بن محمد تقي ابن إبراهيم بن محمد تقي بن ملا قاسم الشرواني. هكذا سمعت من الثقات. وأول من قدم منهم المدينة المنورة ملا قاسم المذكور. وذلك في حدود سنة 1000. وتزوج أم هانئ بنت الخطيب إلياس الرومي. وولدت له محمد تقي المزبور. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً فاضلاً. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمد تقي المزبور وصار خطيباً وإماماً شافعياً. ومولده في سنة 1010. وتوفي سنة 1070. وأعقب من الأولاد: إبراهيم. ومولده سنة 1052. وأمه فاطمة بنت المقبول الكازروني، واقفة البيتين الكائنين بخط زقاق بني تقي بقرب باب الرحمة. وتوفي سنة 1090 وأعقب: محمد تقي، وامتحن في قضية فتنة العهد بالمدينة وأخرج منها بالفرمان العالي الشان. وسكن وادي الصفراء مدة مديدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 ثم عاد إليها. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وزينب، زوجة الخطيب محمد الخياري والدة أولاده: زين، ورقية الموجودين اليوم. وتوفيت " زينب " سنة 1175. وأما إبراهيم فمولده في سنة 1140. وتوفي سنة 1188. وأعقب ولداً سماه عبد الله، ودرويشة موجودة الآن. وأخوها توفي سنة 1194. بيت البخاري " بيت البخاري " نسبة إلى مدينة بخارى المشهورة مما وراء النهر. وإليها ينتسب جماعة كثيرون بالمدينة المنورة. أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم إلى المدينة المنورة محسن بن حسين البخاري في حدود سنة 1020 وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي سنة 1080. وأعقب من الأولاد: أحمد، ومولده سنة 1070. وكان رجلاً كاملاً حسن الخط، ونسخ كثيراً من الكتب العلمية. وكان كاتب المحكمة في سنة 1116. وكان كثير الإقامة في قبا. وتوفي سنة 1136. وأعقب من الأولاد: صاحبنا حسناً، وفاطمة والدة صاحبنا الشيخ إبراهيم العمودي الخطيب والإمام بقية الإسلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وأما حسن فمولده سنة 1130 وتوفي سنة 1180 عن غير ولد. وبموته انقرض هذا البيت بالمدينة المنورة. ورثه ابن أخته الشيخ إبراهيم المزبور. وفي مكة المكرمة بيت البخاري المشهورين بها. وكان منهم جماعة كل منهم خطيب وإمام بالمسجد الحرام. وقد انقرض هذا البيت أيضاً في مكة في سنة 1140 في أيام الشريف عبد الله ابن سعيد، وورثهم حيث لا وارث لهم من العصبات ولا من الأرحام. وكان من جملة مخلفاتهم الحديقة المعروفة بالبخارية بالمعلاة. وقد عمرها الشريف عبد الله المذكور بأحسن عمارة. وهي الآن بيد ورثة الشريف عبد الله المزبور. وقد غلط بعض المتأخرين من المؤرخين حيث قالوا: أنهم من أولاد عم المذكورين، فلو كان الأمر كذلك لورثوا منهم ما هناك. وقد اختلف في نسبهم من جهة الشرف فرجح الحافظ الشيخ جار الله بن فهد المكي عدم نسبتهم إلى الشرف وعده من جملة السرف. وقد ألف تأليفاً لطيفاً سماه " القول المؤتلف في نسبة الخمسة البيوت المنسوبين إلى الشرف " وعد منها هذا البيت وقد طالعته لما كنت مجاوراً بمكة المكرمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 بيت البصري " بيت البصري " نسبة إلى البصرة المشهورة. والأصل من كازرون كما ذكره الشيخ عبد الرحمان الكازروني. وأول من قدم منهم المدينة المنورة مهاجراً السيد إبراهيم بن السيد زين العابدين، وذلك في حدود سنة 1070. وصاهر الأمير الكبير علي باشا الحسائي وزوجه بنته فاطمة. وصار له بسبب ذلك مظهر عظيم. وكان سيداً كاملاً، وهماماً فاضلاً. وهو ابن عم السيد عمر البصري المكي الشافعي. ويعرف عند أهل المدينة المنورة بالسيد السلامي. وسببه أنه كان يرد على الرسول السلام فيرد عليه. قد صار لكثير من الأكابر مثل هذا. " وأعقب من الأولاد: السيد زين العابدين. وكان سيداً جليلاً، جيداً جميلاً. ". وأعقب من الأولاد: السيد محمداً، والسيد علياً، والسيد حسيناً، والسيد عبد الرحمان. فأما السيد محمد والسيد علي فماتا ولم يعقبا وأما السيد حسين " ف " أعقب بنتاً. وتقرر في وظيفتي بوابة سيدنا حمزة - رضي الله عنه - ومشيخة زاوية سيدي العارف بالله أحمد البدوي المنحلين عن الشيخ محمود الحلبي في سنة 1140. وتوفي السيد حسين المزبور في سنة 1162. وتقرر في الوظيفتين المزبورتين. أخوه السيد عبد الرحمان المذكور. وكان بيننا وبينه محبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 وصحبة بمكة المكرمة. وكان رجلاً شريفاً. لطيفاً ظريفاً. توفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: السيد علياً والشريفة ريا والدة الخطيب حسين الخليفتي وأخته. وأما السيد علي فمولده سنة 1162. وتوفي عن بنت تسمى صالحة. وتوفي سنة 1185 وانقرض بموته هذا البيت. والبقاء لله تعالى. وتقرر بعد وفاته في الوظيفتين المزبورتين من بقي من بنات السادة البصريين. وهو خلاف الشرع الشريف والقانون المنيف؛ لأنهما من وظائف الرجال. ويستحقها حسين الخليفتي، لأنه من أولاد البنات والأقارب بموجب الفرمان السلطاني المعمول به. وقد أقمن صهرهن الشيخ ولي الدين الهتاري في القيام بمباشرة الوظيفتين المزبورتين نائباً عنهن. وهو رجل لا بأس به من أهل الخير والصلاح. ثم في سنة 1187 تقرر في الوظيفتين السيد أبو بكر أولياء زاده بموجب وصل من الشريف سرور. وباشر الوظيفتين المزبورتين. ثم رجع الشريف سرور المذكور فرجع ورفع السيد أبا بكر المزبور، ورد لهن الوظيفتين المزبورتين. وهما بأيديهن اليوم. بيت البصراوي " بيت البصراوي " نسبة إلى البصرة المشهورة على غير قياس من باب تغييرات النسب. وإليها ينتسب كثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 أشهرهم وأصلهم الشيخ حسن البصر، شيخ المزورين. قدم المدينة المنورة صغيراً في حدود سنة 1115. ونشأ بها وتعلم صنعة الخياطة. وكان صاحب مجون، ومضحكات وملاطفات. وتوفي في حدود سنة 1147. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعلياً، وفاطمة زوجة البكري والدة أولاده. وأما محمد فتوفي شاباً عن غير ولد في سنة 1148. وكان من أهل القلعة. وأما علي فهو موجود اليوم. وكان في وجاق النوبجتية. وصار بيرقداراً. ثم عزل وبيع. وهو رجل لطيف الذات في غاية الكمالات. وله عدة أولاد وبنات هو وهم موجودون اليوم بقيد الحياة. بيت الباشا " بيت الباشا " أصلهم الأمير الكبير علي باشا الحسائي ترجمة الشيخ مصطفى " بن " فتح الله الحموي في نتائج السفر في أهل القرن الحادي عشر وأطال ترجمته. وترجم بعض أولاده. ورد المدينة المنورة في سنة 1040. وكان صاحب ثروة عظيمة. واشترى الحوش الكبير الذي بقرب القلعة السلطانية. وعمر به عدة بيوت. واشترى أيضاً بعض نخيل بجزع البركة مغيض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 العين الزرقاء، ونخلاً بجزع قربان يسمى كفتات. وأوقف الجميع على أولاده الخ. ولم يزل مقيماً بها إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: الأمير يحي. وتوفي سنة 1076. وأعقب " الأمير " أبا بكر، والد الأمير حسن، والد الأمير أحمد المتوفى سنة 1175 عن غير ولد. وبموته انقرض هذا البيت من المدينة المنورة. وأعقب الأمير أحمد، والد الأمير علي المتوفى عن غير ولد. وذلك في سنة 1152. وبقي جماعة من هذا البيت مقيمين بالأحساء. والوقف المزبور منحصر فيهم. وله وكيل من طرفهم يتولى هذا الوقف. ويصل منهم في بعض السنين أحد يقبض ما غل. ومن أولاد بناتهم الذين بالمدينة المنورة بيت السادة البصريين المشهورين بالمدينة، وقد انقرضوا أيضاً ولم يبق منهم إلا بعض بناتهم الموجودات " اليوم " كما سبق ذكره في محله. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 بيت البوشناق " بيت البوشناق " ينتسبون إلى الطائفة المعروفة بالبوشناق المشهورين بأرض الروم. وأول من قدم منهم المدينة المنورة محمد آغا متولياً آغاة الأسباهية. وذلك في حدود سنة 1080. وكان رجلاً كاملاً شجاعاً كريماً. وتولى نظارة وقف المرحوم عمر أفندي قره باش، وعمر غالب البيوت الكبار التي في واجهة الحوش من جهة المناخة السلطانية. ثم تصرف فيها أولاده بالفراغ والنزول للناس. ولم يبق بأيديهم اليوم إلا القليل. وكانت وفاته في حدود سنة 1100. وأعقب من الأولاد: مصطفى " آغا " الملقب بالأشتف يعني الأيسر؛ لأنه كان يستعمل يده اليسرى في غالب أعماله. وكان رجلاً كاملاً شجاعاً عاقلاً. " وكان " مولده سنة 1090. وتوفي سنة 1147. وأعقب من الأولاد: محمداً وفاطمة زوجة عثمان عفان، والدة أولاده. وأما محمد فسافر إلى مصر المحروسة من طرف وجاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 الأسباهية في شأن المحاسبة من جهة غلال أهالي المدينة. وتوفي بها في سنة 1166. ويقال: أنه مسموم. وأعقب من الأولاد: محموداً، وهو بيت مال الأسباهية. رجل كامل عاقل لا بأس به موجود اليوم. بيت البنقالي " بيت البنقالي " نسبة إلى بنقالة مدينة عظيمة بالهند. وينسب إليها كثير، فمن أشهرهم: الشيخ أبو بكر البنقالي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1100. وكان من أهل الخير والصلاح. وتوفي سنة 1120. وأعقب من الأولاد: محمد، مولده سنة 1110. وتوفي سنة 1160. وكان رجلاً شجاعاً من النوبجتية. وأعقب من الأولاد: أبا بكر وعمر، وأمهما الشريفة حليمة القناوية. فنشآ على حفظ القرآن. ثم لما كبرا استحوذ عليهما الشيطان. فشكيا على أحمد باشا - إذ ذاك هو بالمدينة - بأنهما يصنعان الخمر في رباط الجوبانية الكبرى بقرب باب الرحمة. ولا تستطيع امرأة ولا صبي أن يمر بذلك الموضع بعد المغرب فقبض عليهما أحمد باشا وحبسها في القلعة، وخنقهما. وذلك في سنة 1181 ولم يعقبا. وكانا من الشجاعة على جانب عظيم مثل والدهما وأكثر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 بيت البغولي " بيت البغولي " نسبة إلى طائفة من أهل العراق يقال لهم البغولية. يقال: إن جدهم الكبير الرافضي الشهير كان فلاحاً في بعض حدائق المدينة المنورة. وأنه كان عنده بغلان يسوق عليهما السواني وسمى أحدهما أبا بكر والثاني عمر من شدة رفضه وبغضه، عدو الله والرسول لعنة الله عليه؛ فبينما هو يوماً من الأيام يسوق السواني عليهما إذ رفسه واحد منهما فقضى عليه في الحال. فيقال: إن الذي رفسه هو عمر. ففي المدينة اليوم من هذا البيت يحي وقاسم وأولادها حامد وحسن وهم الآن فلاحون يتعاطون الفلاحة ويتشبهون بالبادية في زيهم ويسافرون معهم لأجل البيع والشراء. وقد تزوج منهم السيد سليمان بن محمد الحسيني وأولاده منهم. وهم متهمون بالرفض إلى يومنا هذا. وسيماء الرفض على وجوههم ظاهرة لا تخفى على ذي بصيرة. بيت البصنوي " بيت البصنوي " نسبة إلى بوسنة بلدة عظيمة مشهورة بأرض الروم. وإليها ينسب كثير فمن أشهرهم: العلامة الفهامة عبد الله أفندي بن حسن المدرس الرومي المجاور بالمدينة المنورة وذلك في سنة 1080. وكان عالماً عاملاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 فاضلاً كاملاً في المعقولات والمنقولات. وكان يقرأ عليه سيدي الجد الأمجد الشيخ يوسف الأنصاري. وكان على جانب عظيم من العبادة والزهادة. ونال بذلك الحسنى وزيادة وتوفي في سنة 1110 وأعقب من الأولاد: مصطفى. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وكان ساكناً بجوار دارنا. وتوفي " سنة " 1138. وتزوج بنتي محمد أفندي الرومي. وأعقب من الأولاد حسناً، وعبد الله. وكانا أشبه بوالدهما في أخوالهما. وأما حسن فمولده سنة 1120 وتوفي " في " سنة 1152. وأعقب من الأولاد: مصطفى، مولده سنة 1150. وهو صهر عبد الرحمان أفندي المرعشي شيخ الفراشين، وله من بنته أولاد موجودون اليوم. وأما عبد الله فمولده سنة 1124 وتوفي سنة 1170. وأعقب من الأولاد: محمد المتوفى في أرض الروم سنة 1193. وله من محصنة بنت أرنود موجودون اليوم. بيت بيرم " بيت بيرم " أصلهم بيرم أفندي الرومي الداغستاني المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 1060. وكان عالماً فاضلاً من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان صاحب ثروة. وهو الذي عمر الحديقة المشهورة بالصالحية وأوقفها على عتقائه وأولادهم الخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 وهذا البيت من أولاد عتقاء بيرم أفندي. وقد انحصر هذا الوقف اليوم في محمد ملا الحامل، وأولاد قاسم النجار المغربي: أحمد، وخديجة، وأولادهما. " فائدة " هذا القبر الذي في الصالحية يزوره النساء ويعتقدنه لا أصل له أبداً. ويزعمون أنه قبر رجل صالح يسمى الشيخ صالح. وأن الصالحية تنسب إليه. وهذا لا أصل له. وإنما الصالحية محلة تنسب لجماعة من بني حسين يقال لهم الصوالحة. وقد انقرضوا. وبيعت تلك البيوت لأهل المدينة وغيرهم من المجاورين. وأوقفوها على ما هي اليوم. فسبحان من يرث الأرض وما عليها، وهو خير الوارثين. بيت البلخي " بيت البلخي " نسبة إلى بلخ مدينة مشهورة مما وراء النهر وإليها ينسب كثير. فمن أشهرهم: الحاج محمد بن قاسم البلخي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050. وكان رجلاً كاملاً صالحاً عاقلاً. وكان من احسن المجاورين. وتوفي سنة 1067. وأعقب من الأولاد: الطيب، والظاهر، والقاسم. فأما الطيب فكان رجلاً كاملاً من أهل القلعة السلطانية. وتولى ترجماناً للقاضي، فنسبت إليه أمور قبيحة فشكي على الشريف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 سعد الدين فقتله في القاضية خفية ودفنه فيها. وكان الشريف - إذ ذاك - نازلاً بها في حدود سنة 1104 حيث جاء لحرب حرب. وأعقب من الأولاد: " محمد الطيب الإسكافي المتوفى سنة 1142 عن غير ولد. وأما الطاهر فأعقب من الأولاد: درويش محمد السروجي، وخديجة والدة حماد أفندي، وطاره يوسف قفاص، ومنى والدة محمد صالح حماد وإخوته. وأما الدرويش محمد المتوفى سنة 1152 فأعقب من الأولاد: عبد القادر، وأحمد، وفاطمة زوجة أبي السعود " بن " عبد الحفيظ والدة أولاده. فعبد القادر توفي بالهند عن غير ولد سنة 1080. وأحمد قتله علي بدر الهندي سنة 1184. وأما قاسم فأعقب: أحمد، وحسناً الملقب بالشامي المتوفى عن غير ولد سنة 1187. وأما أحمد فأعقب من الأولاد: طاهراً وقاسماً. وكان رجلاً شجاعاً من الإنقشارية وتوفي سنة 1152. بيت البرادعي " بيت البرادعي " نسبة إلى صنعة البرادع وينسب إليها كثير. فمن أشهرهم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 الحاج محمد المصري البرادعي. قدم المدينة المنورة في سنة " 1100 " وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي سنة 1120. وأعقب من الأولاد: محمد جمال. وكان على طريقة والده. وزوجناه على قرنفلة عتيقة العمة خديجة وأحسن إليها. وتوفي سنة 1147. وأعقب من الأولاد: أحمد. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد. وصار بيرقداراً في الإنقشارية. وصال صولة عليه. وكان عظيم الذات جميل الصفات. وتوفي عن غير ولد سنة 1188. بيت باعلوي " بيت باعلوي " قد ألف العلامة السيد محمد الشلبي المكي باعلوي في أصولهم وفروعهم كتاباً سماه " ... المنهل الروي في مناقب آل باعلوي ... " يشتمل هذا البيت على أناس كثيرين " بالمدينة المنورة " فمن أشهرهم وأقربهم إلينا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 السيد الأجل السيد سهل بن السيد أحمد باسهل باعلوي. وهو ابن خالتنا شقيقة والدتنا المرحومة صفية بنت محمد سعيد سيدون. وشهرته تغني عن تعريفه. ومولده سنة 1133. واشتغل بطلب العلم الشريف. وصار له نظم ونثر لطيف. وكان حسن الخط. وتولى كتابة الشريف. وصار شيخاً على السادة آل باعلوي. ورزق من الأولاد: السيد عبد الرحمان والشريفة نور، والدتهما الشريفة عائشة بنت السيد حسين البكرية باعلوي، وكلهم موجودون اليوم. ما عدا السيد سهل المذكور - رقاه الله في أعلى القصور - انتقل انتهاء ذي القعدة سنة 1194. بيت جمل الليل باعلوي ومن آل باعلوي السيد علوي باحسن جمل الليل باعلوي، قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1165. وكان مولده بمكة المكرمة في سنة 1140. وبها نشأ نشأة صالحة وطلب العلم الشريف. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً متحركاً، لطيف الذات، ظريف الصفات. سافر إلى اليمن وإلى الحبشة وإلى بغداد وإلى مصر والشام والروم. وبلغ من الكل ما يروم. وحصل له قبول وإقبال حتى حصل على جملة من المال من صرة وجرايات وتعلقات من جهات. وعمر الدار الكبرى التي بخط الشارع على مقعد بني حسين وأصرف على عمارتها " نحو " 10000 غرش. وتوفي بمدينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 حماة راجعاً من الروم في رمضان سنة 1186 وترك من النقود 10000. وأعقب من الأولاد: السيد أحمد، والسيد زيناً، والشريفة علوية، والدتهم زينب بنت إبراهيم أفندي كريمة المسعودي فأما السيد أحمد الزبور فمولده في سنة 1170. ونشأ نشأة صالحة، ولوائح الخير عليه لائحة. واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. وهو موجود اليوم. وأما أخوه السيد زين المزبور فمولده في سنة 1174. ونشأ نشأة صالحة. وهو موجود اليوم. وأخته علوية باقية أيضاً. وللسيد علوي المزبور أخ شقيق يسمى السيد حسيناً. مولده بمكة المكرمة سنة 1144. وهو شريف لطيف، كامل ظريف، وبيننا وبينه صحبة أكيدة، ومحبة شديدة. بيت البيتي " باعلوي " ومنهم " بيت البيتي " نسبة إلى بيت مسلمة، قرية من أعمال تريم بحضرموت. وأول من قدم منهم المدينة في سنة 1100 السيد الجليل، السند الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 الأصيل، السيد محمد البيتي باعلوي، وكان رجلاً صالحاً، مباركاً حسن الهيئة واللباس، يعتقده كثير من الناس. وظهرت له كثير من الكرامات، خوارق العادات، ولله در الأديب النبيه حيث قال فيه: متى يلم بنا في دهرنا نصب ... أو حادث يعقل المعقول إذ يأتي فإن لي برسول الله معتقداً ... به أدافع ما أخشى وبالبيت وكان السيد المذكور مولعاً بالطيب، وركوب الخيل، ولبس الثياب الفاخرة. ورزقه الله من حيث لا يحتسب. وتوفي سنة 1135. وأعقب من الأولاد: السيد جعفر، والسيد علياً، والشريفة سلمى. فأما السيد جعفر المزبور فمولده سنة 1110. ونشأ نشأة صالحة، واشتغل بطلب العلم الشريف، وبرع في نظم الشعر اللطيف حتى كاد أن يكون متنبئ زمانه وأمرأ قيس أوانه. وبرع في علم الطب. وسافر إلى الديار الرومية وإلى الديار اليمنية. ودخل مدينة صنعاء ثلاث مرات. وتولى كتابة الشريف ووزارته بالمدينة المنورة. وتمذهب بمذهب أبي حنفية - رضي الله عنه - وتوفي سنة 1182. وأعقب من الأولاد: السيد أحمد، والسيد إسماعيل، و " السيد " حسيناً. فأما السيد أحمد فنشأ على طريقة والده في الجملة. وصار كاتباً للشريف سرور. وصار أيضاً قائمقام الوزير سنة 1196. وتزوج ابنة عمه. وله منها الأولاد: وأما السيد حسين فتوفي شاباً عن غير أولاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 وأما السيد علي المذكور أعلاه فمولده في سنة 1115. ونشأ نشأة صالحة على طريقة أخيه. وتولى كتابة الشريف في بندر ينبع المحروس. ثم وزيراً به. ثم تولى وزارة جده المعمورة. ثم عزل منها. وتولى وزارة المدينة. وأضاع جميع الأموال التي حصلها من بندر ينبع. وصار له اشتغال بالفلاحة في حدائق جزع السيح. وتوفي فجأة في سنة 1175. وأعقب من الأولاد: السيد علوياً، والسيد محمداً، والسيد حسناً، والسيد حسيناً، والسيد عبد الله. فأما السيد علوي فنشأ على طلب العلم. وهو حاذق في غاية الفهم. وصار له ملكة في علم الطب أحسن من غيره بكثير حتى لربما لا يوجد له بالمدينة نظير. وتزوج، وله أولاد. وأما بقية إخوته فهم كآحاد الناس ما فيهم ما يذكرون به. والله أعلم. بيت بلاخي " بيت بلاخي " لم أقف على أن هذه نسبة لهم أم لقب. أصلهم " الحاج " محمد السليماني الشهير ببلاخي. قدم المدينة المنورة سنة 1100، فصار سقاء في الحرم النبوي الشريف. وتوفي سنة 1120. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان. وكان رجلاً متحركاً يتردد كل حين إلى الخيف وإلى وادي الصفراء ويتعاطى البيع والشراء. وتظاهر بين الناس، ودخل في وجاق القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1192. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً، وحمدان، ويحي الأعمى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 فأما محمد فتوفي وأعقب عبد الرحمان. وأما حسن فتوفي مقتولاً في فتنة سنة 1156 ولم يعقب. وكان بطلاً شجاعاً في وجاق القلعة السلطانية. وأما حمدان فتوفي عن ولده يوسف، موجود اليوم. بيت بدو " بيت بدو " أصلهم محمد الهندي الشهير ببدو. ولم أقف على سبب هذا اللقب. وكان رجلاً صالحاً مباركاً قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1080. وكان مسكنه في حوش عميرة. وأولاده وأولاد أولاده ساكنون فيه إلى اليوم. وتوفي سنة 1100. وأعقب من الأولاد: صالح، وكان رجلاً مباركاً عاقلاً في وجاق القلعة السلطانية وصر محضراً عند القاضي. وكان من خواص أصحاب سيدي الجد الأمجد. وتوفي سنة 1120. وأعقب من الأولاد: يوسف ورضا، وإسماعيل. فأما يوسف فكان رجلاً كاملاً عاقلاً. وصار جاوشاً في القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1152. وأعقب صالحاً وحسيناً الموجودين اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 ولهما أولاد موجودون اليوم وأما رضا وإسماعيل فتوفيا عن غير ولد. بيت البزاز " بيت البزاز " نسبة إلى " بيع البز ". وينتسب إلى ذلك كثير من الناس. فمن أشهرهم: محمد جمال اللوبيا الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1060. وكان صاحب ثروة. وكان رجلاً كاملاً. وتوفي في حدود سنة 1090. وأعقب من الأولاد: محمد. وتوفي. وأعقب من الأولاد: سعيداً، وجمالاً، وهاجر، زوجة سعيد الحليبي والدة أولاده. ووالدة الجميع كلية بنت سعيد عبد الفتاح. فأما سعيد فكان خياطاً فقير الحال. وكذلك أخوه جمال. وتوفي سعيد سنة 1163. وتوفي جمال سنة 1175. وأعقب سعيد من الأولاد: عبد الفتاح، وعبد الله، وأحمد ومحمداً. فأما عبد الفتاح فصار بيرقدار الإنقشارية. وهو في غاية الكمال. وصنعته الصياغة. " وله عدة أولاد وبنات. وأما عبد الله فصار جاويش الإنقشارية. وصنعته الصياغة " أيضاً. وهو موجود وله أولاد. وأما أحمد فصار إنقشارياً أيضاً. وتولى الحوالية. فذهب إلى جدة المعمورة لاستلام الجامكية، فطلع إلى مكة فلقيه القطاع في الطريق فضربوه برصاصة في رجله فانكسرت. وتوفي بمكة شهيداً وذلك في سنة 1176. وأعقب ولداً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 وأما محمد فهو إنقشاري وصنعته الصياغة. وقتل في قتلة اليمن في قضية القلعة بالمدينة المنورة عن غير ولد. وأما جمال فتوفي وأعقب ولداً. ويعرف هذا البيت بالمدينة المنورة ببيت دشيشة. وسبب هذا اللقب أن الخطيب عبد الرحمان مغلباي كان إذا خطب يسرع في الخطبة إسراعاً كلياً فسماه العوام دشيشة. وكان الخطيب المذكور ابن خالة والدهم محمد جمال. وقد قيل في المثل المشهور: إن المناسبة تقع بأدنى ملابسة. بيت البحيري " بيت البحيري " نسبة إلى البحيرة، مدينة مشهورة بالديار المصرية. وأول من قدم منهم المدينة المنورة العلامة الفهامة الشيخ جمال الدين محمد البحيري المالكي في حدود سنة 1000. وكان رجلاً فاضلاً عالماً عاملاً. وكان يدرس بالروضة النبوية. رأيت له بخطه تذكرة علية عند صاحبنا الخطيب محمد زين العابدين الخليفتي مشتملة على كثير من الفوائد التي هي على فضله شواهد. وتوفي سنة 1068. وقد اشترى الدار الكبرى التي في قبلي دارنا الكبرى المعروفة بالسهروردية بخط زقاق الزرندي، والحديقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 الكبرى بجزع العوالي المعروفة قديماً بالبغوة وحديثاً بالبدرية. وأوقفهما على أولاده الخ. وأعقب من الأولاد: محب الدين، وزينب زوجة الخطيب عبد الوهاب الخليفتي، والدة الخطيب عبد الله. فأما محب الدين فكان أشبه بأبيه في زيه وفضله. وكان حسن الخط والحظ. رأيت له مجموعة لطيفة تشتمل على كل ظريفة سماها " أسنى المطالب ". وأعقب من الأولاد: حسن الملقب بالنجاشي. وكان خطيباً أديباً فاضلاً كاملاً. وتوفي عن غير ولد. وبموته انقرض هذا البيت. وآل هذا الوقف المزبور إلى أولاد البنات بعد انقراض أولاد الذكور، وهم بيت الخليفتي وغيرهم. وأما الحديقة البدرية فقد آلت أنقاضاتها إلى الخواجة أبي بكر عبد الغفور الشهير بالغم فعمرها أحسن عمارة وأوقفها على أولاده الخ في سنة 1151. وجعل لها حكراً في كل عام يعطى لبيت الخليفتي. وقدره ثمانية غروش من الغروش المشهورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 حرف التاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 بيت تقي " بيت تقي " سبق الكلام عليه في ترجمة البكري من حرف الباء فليراجع هناك. بيت التاجوري " بيت التاجوري " نسبة إلى قرية تسمى تاجورة بالمغرب الأدنى من أعمال تونس الخضراء أول من قدم منهم المدينة المنورة مهاجراً إلى الله سنة 1000 الحاج أحمد التاجوري المغربي المالكي. ودخل في وجاق النوبجتية وصار مشداً بالحجرة المطهرة النبوية. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً صاحب ثروة. اشترى الحوش الكبير والنخل الملاصق له المعروفين به الكائنين بطرف المناخة السلطانية وأوقفهما على أولاده الخ. ثم بعدهم على طائفة المغاربة القاطنين بالمدينة المنورة. وقد انحصر اليوم هذا الوقف المذكور في أولاد البنات بعد انقراض أولاد الذكور. وهم أولاد فاطمة بنت الشيخ عبد الله القروي. وهم أولاد الشيخ علي القشاشي وأولاد أخته سلمى أولاد الخطيب إبراهيم الخياري. وتوفي الحاج أحمد المزبور في سنة 1184. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 بيت تاج " بيت تاج " أصلهم تاج الدين الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1100. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وكانت صنعته الخياطة. وتوفي في سنة 1115. وأعقب من الأولاد: محمد. وكان رجلاً صالحاً، وكانت صنعته العقارة وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: عبد القادر، ومحمد صالح، وعبد الوهاب، وصفية، زوجة عبد الله محمود، والدة أولاده. فأما عبد القادر فكان إسباهياً، ويتعاطى البيع والشراء. وصارت له ثروة. وتوفي يوم عرفة ودفن بها سنة 1187. وأعقب ولداً من جارية، اسمه عمر، موجود اليوم. وأما محمد صالح فهو كاسمه رجل صالح نوبجتياً بباب الآغا شيخ الحرم. مات ولم يعقب. وأما عبد الوهاب فهو رجل لا بأس به في غاية الكمال. وحرفته بيع الحبوب في باب المصري. ثم تركها لما زادت الدنيا وصار بعد ذلك من أصحاب الأموال. ولكن لا يتمتع بها حريص على جمعها، شفيق على نفقتها. وله عدة أولاد. وهو وهم موجودون اليوم. بيت التمتام " بيت التمتام " والتمتام في اللغة كالفأفاء يزيد تاء في الكلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 وأصلهم الحاج عبد العزيز بن عبد اللطيف الطبيب المغربي التونسي الشهير بالتمتام. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وجاور بها وأولد بها عدة الأولاد: منهم الجمال محمد نعمة الله، وعبد اللطيف، وعبد الكريم. وأوقف عليهم الدارين الكائنتين بزقاق التمتام بخط الحدرة. ثم من بعدهم على طائفة المغاربة القاطنين بالمدينة المنورة. وأما الجمال محمد نعمة الله فكان من أحسن الناس ذاتاً وصفات وكان صاحب ثروة وتوفي سنة 1085. وأعقب من الأولاد: صاحبنا الوجيه الصالح الشيخ عبد الرحمان. ومولده في سنة 1050 وتوفي سنة 1145. وكان مقعداً في بيته نحو عشرين سنة. وسببه أنه لما بلغه موت ولده مكي في رابغ فجأة صار عليه ما صار. وأعقب ولده مكي المزبور: عبد العزيز. وبلغ سفيهاً فأضاع المال. وصار في أسوء حال إلى أن توفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: عباس لكونه ولد بالطائف المحروس سنة 1159 فاجتهد وحفظ القرآن العظيم وهو أعمى. ورحل إلى اليمن الميمون فحصل له إكرام من الإمام. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وسافر إلى مصر القاهرة فتوفي بها سنة 1184، وورثه أولاد عمه بالعصبة وهم الموجودون اليوم بالمدينة المنورة: محمد جمال بن عبد اللطيف، وعبد اللطيف، وأبو بكر ابنا محمد بن عبد اللطيف ومحمد وصالح ابن عبد الملك بن محمد صالح بن عبد الملك. ويزعمون أنهم ينتسبون إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 الأنصار. وليس له أصل ولا فصل كلا ولا يهم أنصار، كما أوضحناه في رسالتنا المسماة: " نزهة الأبصار في عدم صحة نسبة الخمسة البيوت إلى الأنصار ". وأول من ادعى منهم هذه النسبة أبو الفرج بن عبد اللطيف لما سافر إلى الديار الرومية لأجل تحصيل شيء من الدنيا الدنية، فاستخف قومه فاتبعوه على ذلك. ولم يسمعوا قول الرسول صلوات الله عيه " ملعون من انتسب إلى غير أبيه وتولى غير مواليه " إلى غير ذلك مما ورد فيه. وأخبرني سيدي الوالد أن الشيخ عبد الرحمان التمتام كان ينهاهم عن هذا الكلام ويقول لهم: لا تفضحونا بين الأنام بهذه النسبة التي أصلها من كذبة. فما أفظعها من كذبة، هدانا الله وإياهم. بيت التهامي " بيت التهامي " نسبة إلى تهامة اليمن الأقصى وإليها ينسب جماعة كثيرون بالمدينة المنورة. فمن أشهرهم. السيد جبريل التهامي المهدلي قدم لمدينة المنورة في حدود سنة 1120. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وكان صاحب كرامات ومكاشفات وكان يخضب جميع بدنه بالحناء كعادة غالب أهل تهامة. واتفق أنه دخل الحمام في بعض الأيام فدخل عليه الشيخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 أحمد العريان المصري المجذوب فضرب السيد جبريل بقبقاب فمات في الحال فأخرج الشيخ أحمد العريان إلى شيخ الحرم فضربه ضرباً مبرحاً وأخرجه " من المدينة " منفياً وذلك في سنة 1140. وأعقب من الأولاد: أحمد، وحسناً، ومريم. فأما السيد أحمد فتوفي بمصر المحروسة مطعوناً شهيداً في سنة 1172. وأعقب من الأولاد: السيد حسناً، والسيد محمداً الموجودين والشريفة طاهرة، زوجة السيد طه المهدلي والدة ولده أحمد. وتزوجت بعد وفاته على السيد حسين المهدلي المتوفى سنة 1194 وله منها بنت موجودة اليوم. وأما السيد حسن " ف " توفي عن غير ولد. وأما الشريفة مريم الموجودة اليوم " ف " تزوجها السيد يحي المهدلي أبو حربة. وله منها بنت زوجها على الشيخ محمود الرفاعي. وفي سنة 1184 قدم المدينة المنورة مولاي التهامي المغربي الفاسي مهاجراً بأهله وأولاده. وهو رجل صالح ملازم للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات. ومن قبل كان كثير التردد إلى الحرمين الشريفين توفي سنة 1193 عن ولدين: السيد محمد، والسيد مدني. فأما السيد محمد فتزوج على بنت الشيخ محمد مكي بن الطيب وله منها ولد. وأما مدني فهو موجود اليوم، مراهق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 بيت تمام " بيت تمام " أصله من مشايخ عرب الصعيد السعيد. قدم المدينة المنورة الشيخ محمد تمام سنة 1175. وهو رجل في غاية الكمال وصاحب ثروة ومال. وكان به بعض سوداء فلذلك لا يستقر على حال من الأحوال. وتزوج بالمدينة عدة زوجات، وطلقهن. وولدن له بعض أولاد وبنات لم يعش منهن شيء. وكان من شدة سودائه يتلون بلون إنائه. وأخذ له كدك في وجاق النوبجتية لأجل الحمية الجاهلية وباعه، وبقيت له التبعية. وهو موجود اليوم يتردد من المدينة إلى ينبع " و " إلى مصر تارة، وإلى جدة ومكة والطائف تارة. وصحبته بعض زوجاته ثم متن. فتزوج بنت أبي السعود حماد، وهي معه اليوم. بيت التادلي " بيت التادلي " نسبة إلى تادلة بلدة عظيمة بالمغرب الأقصى وإليها ينتسب كثير. فمن أشهرهم: صاحبنا الفاضل الكامل الشيخ عبد الرحمان المغربي التادلي. ينتسب إلى الشيخ الكبير الولي الشهير سيدي علي ابن إبراهيم التادلي العمري، نسبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الله عنه - قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1175. وصحب بها الشيخ محمد السمان وغيره من الأعيان. ثم سافر إلى مصر واليمن الميمون سنة 1186. واجتمع بكثير من الصالحين. ثم رجع إلى المدينة المنورة وتزوج بها. ثم رحل إلى مصر القاهرة وتزوج بها واحدة من الأغنياء واستوطن مصر. وهو موجود بها اليوم. بيت توفيق " بيت توفيق " ينتسبون إلى " توفيق " عبد هندي لبعض الآغوات عتيق. وكان في حدود سنة 1080. وأعقب: مصطفى، وإبراهيم. فمصطفى مات عن غير ولد سنة 1152. وأما إبراهيم فتزوج خديجة بنت الفلاح علي. وولدت له عبد الله وأخته سلمى، زوجة السيد سيف كتخدا القلعة السلطانية. وله منها بنت زوجها لعابد طالب. وتوفي إبراهيم المزبور سنة 1138. وسبب موته أنه اختصم مع صهره مكي فلاح فضربه فقتله. وأعقب عبد الله الذكور: إبراهيم، الموجود اليوم. وهو " باش اختياري " في وجاق الإنقشارية وهو رجل كامل لا بأس به. وعبد الله توفي سنة 1168. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 ولإبراهيم هذا الأخير أخ وأخت، فالأخ اسمه محمد. وهو رجل من الإنقشارية أيضاً تزوج بنت الشيخ أحمد شعيب. وله منها ولد سماه عبد الله " موجود اليوم ". وأخته بكر باقية ما تزوجت. بيت التوري " بيت التوري " لم أقف على حقيقة هذه النسبة. والله أعلم. منهم صاحبنا الأسطه أحمد التوري الهندي الأصل. وكانت صنعته الحلاقة. وهو رجل مبارك من أصحاب الهمم العالية. وكان يتردد غالب الأيام إلى قبا والعالية ليحلق رؤوس من بها من البادية. توفي سنة 1176 بيت التوقاتي " بيت التوقاتي " نسبة إلى توقات مدينة مشهورة بأرض الروم. وإليها ينسب كثير فمن أشهرهم: السيد عثمان أفندي الرومي. قدم المدينة المنورة سنة 1150. وكان رجلاً صالحاً من أحسن المجاورين، ملازماً للمسجد النبوي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 في غالب الأوقات لا سيما وقت الصلوات. وتوفي سنة 1179. وأعقب: السيد عبيداً، والشريفة فاطمة، زوجة السيد مصطفى أولياء زاده. وأما السيد عبيد فمولده سنة 1160. ونشأ على طريقة والده. وهو رجل لطيف ظريف سافر إلى الروم. ثم رجع. ثم سافر مرة أخرى، وهو موجود بها اليوم. وأما الشريفة فاطمة فمات زوجها. ولها منه ثلاث بنين. وبقيت هي وأولادها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 حرف الثاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 بيت الثابتي " بيت الثابتي " نسبة إلى قبيلة الثوابت من عرب حرب. وإليهم ينتسب كثير بالمدينة المنورة. فمن أشهرهم: سعد بن مسعود الثابتي الحربي. كان رجلاً كاملاً عاقلاً. من أحسن العرب حياء وأدباً. وكان يعتني بالفلاحة والزراعة. وكانت له مروءة ولطافة خلافاً للعرب وما في طباعهم من الجلافة والكثافة. وكان بينه وبين السيد جعفر البيتي مطارحات ومحاورات على طريقة شعر العرب الذي يسمونه " الحرابي ". وكان نازلاً في حماه حين أخرج من المدينة المنورة في الفتنة الواقعة سنة 1156. وتوفي بها. وأعقب من الأولاد: علي جمعة، وحسين، وحسن. وهم موجودون اليوم. بيت الثقفي " بيت الثقفي " نسبة إلى القبيلة المشهورة بالطائف. وإليه ينسب كثير بالمدينة المنورة فن أشهرهم: صاحبنا مسعود الطائفي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1165. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً. وتوفي سنة 1176. وأعقب ولده عيسى. ومولده سنة 1152. ونشأ نشأة صالحة يتعاطى البيع والشراء. ودخل في وجاق القلعة السلطانية ثم خرج منها. ودخل في وجاق النوبجتية لكونه كان في خدمة محمد جلبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 المقجي كتخدا النوبجتية. وكان من أعظم المقربين إليه في جميع الأمور. وصار جوربجياً وبيت مال. ثم صار أمين الحب في ينبع. وهو رجل كريم ومن حسن الأخلاق على جانب عظيم. تزوج. وله أولاد موجودون اليوم بقيد الحياة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 حرف الجيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 بيت الجوهري " بيت الجوهري " نسبة إلى الجوهرية، قرية مشهورة بالديار المصرية. فمنها: صاحبنا الشيخ عبد الله الجوهري المصري. قدم المدينة المنورة سنة 1140. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، فاضلاً. وكان صاحب ثروة عظيمة. وكان يركب الخيل. وسافر إلى اليمن الميمون وحصل له قبول وإقبال. وكان يتعلق على علم الأحكام من النجوم وغيرها. وجمع كتباً نفيسة وأوقفها على طلبة العلم وجعلها في خزانة في المسجد الشريف. واشترى دار عظيمة في زقاق بني حسين. وتوفي سنة 1155 عن بنت تزوجت ابن عمها الشيخ محمود المتوفى سنة 1184، والدة أولاده، وعن أخ يسمى عبد الكريم، غائب في الصعيد. وترك من المال نحو سبعة عشر ألف غرش. وقد ذهب شذر مذر، ولم يظهر لها على الظاهر أثر. بيت الجوزي " بيت الجوزي " نسبة إلى بيع الجوز. الفاكهة المعروفة. أصلهم الحاج محمد الجوزي المغربي " الفاسي " البلدي. قد المدينة المنورة سنة 1130. وكان رجلا مبارك يتعاطى التجارة وبضاعته مزجاة وتوفى سنة 1138 وأعقب من الأولاد: أحمد، ومحمداً، ومدنياً، وصفية، ورقية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 فأما السيد أحمد فورد مع والده من المغرب. وكان رجلاً متحركاً ضربه إسماعيل الأرفوي بسكين فمات منها ولا أعطى لأولاده دية. وأعقب من الأولاد: محمد الكبير، ومحمد الصغير، وعبد الله، وزينب، وأم هانئ، وفاطمة. فأما محمد الكبير فتوفي سنة 1180. وأعقب: أحمد ومدنياً، وبنتاً تزوجها محمد أبو الجود الحميداني، وتوفيت نفساء سنة 1188. وأما محمد الصغير فتوفي سنة 1178 عن غير ولد. وأما عبد الله فموجود اليوم. وأما زينب فموجودة اليوم، زوجة الحاج محمد السقاط، والدة ولده " عربي ". وأما أم هانئ فموجودة اليوم، زوجة الحاج عبد السلام برادة، والدة أولاده. وأما فاطمة " ف " زوجة عربي الجوزي ابن عمها، موجودة اليوم. وأما محمد ابن محمد فورد إلى المدينة المنورة من المغرب بعد والده في سنة 1136 على قدم التجريد؛ فحفظ القرآن وصلى به التراويح في شهر رمضان في مؤخر المسجد الشريف. واشتغل بطلب العلم خصوصاً علم القراءات وبرع فيها وتلقب بالأستاذ. ثم اشتغل بالبيع والشراء والتجارة فأقبلت عليه الدنيا بحذافيرها. وكان كثير المكر والتحيل حتى استأصل كثيراً مما في أيدي الناس. وتوفي سنة 1165. وأعقب من الأولاد: محمد العربي، وآسية، وحفصة. فأما محمد العربي فتوفي عن غير ولد سنة 1148. وورثه ابن عمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 عبد الله، وآلت إليه جميع الوظائف، وهي كثيرة جداً فأذهبها في أقل مدة. وآسية زوجة محمد الكبير، والدة أولاده، توفيت سنة 1186. وأما حفصة، زوجة الشيخ محمد السمان المتوفى عنها. وقبله مات عنها زوجان، " ف " هي موجودة الآن. وأما مدني بن محمد فتوفي سنة 1158 عن غير ولد. وأوصى بماله كله للشيخ محمد سعيد سفر فلم يمكنه إخوانه. وكان بخيلاً حريصاً على الدنيا. وأما صفية، زوجة الحاج محمد المشاط، " ف " توفيت عن غير ولد سنة 1174. وأما رقية، زوجة السيد عمر الصباغ المهدلي فتوفيت سنة 1191. بيت الجامي " بيت الجامي " الكردي تشبيهاً له بملا جامي شارح الحاجبية في النحو في الاسم واللقب تبركاً به. قدم المدينة المنورة العلامة الفهامة الشيخ عبد الرحمان ملا جامي، وصحبته أخوه ملا محمود. وصار نائب الأئمة الشافعية ومدرسهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 في الحضرة النبوية. وكان رجلاً صالحاً وملازماً للحرم الشريف، إلى أن توفي سنة 1162. وأعقب من الأولاد: يحي، وأحمد، وأم كلثوم، زوجة الشيخ محمد سعيد طاهر الكردي، والدة أولاده. فأما يحي فصنعته الخياطة ومهر فيها. وسافر إلى الديار الرومية مرتين. واليوم هو بالمدينة موجود. وقد زوج بنته على أحمد آغا وكيل المرادية سنة 1190. وأما أحمد فهو في غاية الكمالات في الذات والصفات. وأتى ببراءة سلطانية بإمامة شافعية. وباشرها بالروضة النبوية. وله نظم حسن، وطلب علم، ونثر مستحسن. وسافر إلى الروم وبلغ منها ما يروم. ورجع إلى المدينة وهو بها الآن. وله عدة أولاد أمجاد. وأما محمود فهو رجل صالح طالب علم له فضيلة تامة. وقد سافر إلى الديار الرومية ورجع إلى المدينة النبوية. وتوفي بها في سنة 1188. وكان له ولد نجيب يسمى عبد الرحيم، سافر إلى الديار الهندية وتوفي سنة 1185. بيت الجامجي " بيت الجامجي " نسبة إلى الجام ومعناه بالعربية الزجاج. أول من قدم منهم المدينة السيد عبد الرحمان الجامجي الرومي في سنة 1112. وكان رجلاً صالحاً مباركاً من أحسن المجاورين سيرة وسريرة، ملازماً للمسجد النبوي إلى أن توفي سنة 1130. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأبا بكر. فأما السيد محمد فكان رجلاً مباركاً على طريقة والده إلى أن توفي سنة 1152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 وأما السيد أبو بكر فكان رجلاً متحركاً، وصار من عسكر أهل القلعة السلطانية. وسافر إلى الديار الرومية مراراً عديدة وهي غير مفيدة. وعلى الحظ لا عليه الملام. وأعقب من الأولاد: عبد الله وعلياً، وكلاهما في وجاق القلعة. وعبد الله صار جوربجياً. وأمهما فاطمة بنت المرعشي موجودة الآن. بيت الجبرتي " بيت الجبرتي " نسبة إلى الجبرت، بلدة معروفة من جهة بلاد الحبشة. وإليها ينتسب جماعة كثيرون بالمدينة المنورة. ولهم أوقاف بها ونخيل وبيوت. فمن أشهرهم: الشيخ حسن الجبرتي. قدم المدينة المنورة سنة 1110. وكان رجلاً صالحاً، فاضلاً، مدرساً بالمسجد النبوي إلى أن توفي سنة 1120. وأعقب: محمد صالح، فكان رجلاً كاملاً عاقلاً متحركاً متكلماً. وكان في وجاق النوبجتية. وصار جوربجياً. وتولى أمانة بندر ينبع. ثم انتقل إلى وجاق القلعة السلطانية. ثم أخرج من المدينة فسار إلى مكة المكرمة وأقام بها مدة مديدة. ثم سافر إلى الديار الرومية وإلى مصر الحميمة وتوفي بها سنة 1178. وأعقب من الأولاد حسناً، ومحموداً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 وعبد المعين، ومحمد سعيد، وسعاد. فكلهم توفوا إلا محموداً، " فهو " مقيم بأرض الروم. وله ولد بالمدينة المنورة. وحسن كذلك مقيم بالمدينة. بيت جبريل " بيت جبريل " أصلهم الحاج جبريل الحلبي المجاور بالمدينة المنورة في سنة 1030. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً. وأقام بها إلى أن توفي سنة 1050. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعمر، وحفصة، وفاطمة، والدة أبي الفتح مغاربه. فأما أبو بكر فصار وزيراً للشريف بركات بن محمد صاحب مكة سنة 1080. وفي أيامه صارت الفتنة العظيمة بالمدينة المنورة في الرجبية بين حرب وأهل المدينة. وكانت النصرة لأهل المدينة، فقتل من حرب نحو ثمانين شخصاً. ومنها " جاء " ترتيب العساكر في الجلوس على أبواب المدينة حفظاً لها على أيام الرجبية، وتوفي عن غير ولد سنة 1107. وأما أخوه عمر فكان رجلاً صالحاً. توفي وأعقب من الأولاد: أحمد، وصالحاً، وأبا بكر، وإبراهيم. وكانوا كلهم في غاية من حسن الصوت إذا قرأوا القرآن. وقد ماتوا جميعاً - رحمهم الله تعالى - وانقرض هذا البيت. فأما أبو بكر وعمر فكانا مفردين في الزمان إذا قرأا القرآن كأنهما أعطيا مزماراً من مزامير داود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وكانت بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة. وكان فقير الحال فرحل إلى الديار الهندية مع بعض أمرائها فحصل له غاية القبول والإقبال، وتحصل على كثير من الأموال في المرتين نحو عشرين ألف روبية، ورجع إلى المدينة المنورة واشترى بعض وظائف منها: إمامة حنفية. وباشر المحراب الشريف سنين عديدة. وأنفق تلك الأموال في الطيبات من المآكل والمشارب والمناكح والملابس والمساكن. ثم رحل إلى جدة المعمورة فتوفي بها في جمادى الأولى سنة 1156. وأعقب بنتاً كبرت ونفست بعدما تزوجت فماتت 1163. وأما حفصة " ف " توفيت عن غير ولد سنة 1152. بيت جعفر الأسباهي " بيت جعفر الأسباهي " أصله من الأروام. وأمه من أولاد بنات مصطفى آغا شيخ الحرم المشهور صاحب وقف الحديقة العريضية والحديقة الجعفرية بجزع قبا. وتاريخ كتاب الوقف سنة 1000 وأوقفهما على أولاده الخ ... وقد انحصر الوقف المزبور في صاحبنا عثمان جعفر المذكور، ومن في طبقته. وتوفي عثمان المسطور سنة 1185 ومولده سنة 1100. فأما عبد الصمد، ولده، فتوفي في أطراف مكة المكرمة تائهاً عن القافلة في سنة 1188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 بيت الجزائري " بيت الجزائري " نسبة إلى الجزائر مدينة مشهورة بأرض المغرب الأدنى. وإليها ينسب كثير. ولهم بالمدينة أوقاف من بيوت ونخيل توزع غلاتها عليهم في كل عام. فمن أشهرهم: الحاج خليل بن محمد الجزائري. قدم المدينة المنورة في سنة 1080. وكان رجلاً، كاملاً، عاقلاً. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمداً، وخليلاً، وفاطمة. فأما محمد فقد أدكناه. وكان رجلاً كاملاً، وعاقلاً. وتولى كتخدا القلعة السلطانية. وتوفي. وأعقب إبراهيم. وتوفي سنة 1152. وأعقب عمر. ومولده سنة 1140. وتوفي عن غير ولد في سنة 1179. وأعقب خديجة زوجة عمر رويزق، والدة بنته. وأعقب مارية، زوجة عبد الخالق والدة أولاده. وأما خليل فكان رجلاً كاملاً جوربجياً في القلعة السلطانية واتهم بضرب السكة الطرلية فنفاه أيوب آغا شيخ الحرم من المدينة المنورة، وتوفي وأعقب أحمد. وكان في وجاق القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1183. بيت جاد الله " بيت جاد الله " أصلهم الحاج جاد الله المصري. قدم المدينة المنورة سنة 1135. وكان رجلاً مباركاً. سافر معنا إلى مكة المكرمة في سنة 1143. ورأيناه في غاية الكمال والاحتمال. وقد قيل: إن السفر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 يسفر عن أخلاق الرجال، وصحبته ولده محمد. وكان صغيراً. وكان ملازماً لدكانه، ومقبلاً على شأنه. والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الرحمان وتوفي سنة 1190. وله ولد موجود اليوم. بيت أبي جيدة " بيت أبي جيدة " أصلهم الخواجة أبو جيدة المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في سنة 1140. وجاور بها على أحسن حال وأزين منوال، وصحبته ولده أحمد مسعود، وعبد السلام براده ووالدتهما مريم بنت الخواجة أحمد حجي المغربي الفاسي. وكانت حالتهم رثة، فلما توفي الخواجة أحمد حجي المزبور صالحهم ولده أحمد على ما يخص والدتهما من الإرث على عشرين ألف غرش. فمن بعدها توسعوا في الدنيا وصاروا من جملة التجار وملكوا الصرر والعقار. وتوفي أبوهما أبو جيدة وتوفيت والدتهما. فأعقب من الأولاد: أحمد، وعبد السلام، وفاطمة. فأما أحمد فصار جوربجياً في القلعة السلطانية. وصار يعد من أصحاب الأموال. وتخصص بالدار الكبرى التي بزقاق الطوال، فيها الديوان والنخل التي أنشأها المرحوم حسن سيدون. وله من الأولاد: إبراهيم، وحسن. وأما عبد السلام فصار أيضاً من أهل القلعة السلطانية لأجل الحمية. وصار يعد من أصحاب الأموال. واشترى الدار الكبرى بخط الساحة الملاصقة لدار خاله الخواجة أحمد حجي. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وعمر، وبنات، وهم موجودون الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 بيت الجاوش " بيت الجاوش " أصلهم عثمان جاوش الرومي، آغاي القلعة السلطانية. قدم المدينة المنورة سنة 1040. وكان رجلاً عظيماً كريماً. اشترى عقارات وأوقفها على أولاده الخ ... منها الدار الكبرى التي برأس زقاق الطوال والدار التي بخط سقيفة الرصاص التي عمرها وجددها الشيخ زين العابدين المتوفى سنة 1144. ثم باع أنقاضها ورثته من صاحبنا الملا على الشرواني وعليها من الحكر ستة غروش ومنها ثلاثة أرباع الدار الخربة برأس زقاق عانقيه والربع من أملاكنا وقد أفرزناه. ومنها حوش الكلاب بقرب باب المصري تحت السور السلطاني. ومنها الحديقة الكبرى المعروفة بالبركة بجزع البركة. وكانت وفاته سنة 1050. وجعل النظر على هذا الوقف المزبور لآغاة القلعة كائناً من كان. ومن أولاد بناته الشريف أحمد بن غالب صاحب مكة. وكان أشبه الناس به. ومنهم أيضاً بيت الطوبجي. وقد انحصر الوقف فيهم. ومنهم عمر خضر جاوش القلعة اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 بيت جمال " بيت جمال ". أصلهم مجمد جمال الهندي الأصل. قدم أبوه إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1080. وولد له جمال فاشتغل بالبيع والشراء فأقبلت عليه الدنيا بحذافيرها، فاشترى العقارات من البيوت والنخيل والصرر والجرايات. ثم أدبرت عنه - والعياذ بالله - من قلة الديانات. وقد قيل: الدنيا إقبال وإدبار. وحصل له في عقله بعض اختلال مما فقده من الأموال؛ فشرع يبيع فيها فحجره ولده عبد الباقي فتوفي في حدود سنة 1163. وأعقب من الأولاد: عبد الباقي، وحليمة زوجة " حسن " رجب الطباخ، والدة أحمد رجب وإخوانه الموجودين. ورحمة، زوجة الشيخ عمر خوج الريس، والدة أولاده. وتزوجها من قبله أحمد الشامي، والدة أولاده. وأما عبد الباقي فكان في وجاق الإنقشارية من أحسن الرجال، صاحب كمال وجمال، ثم حصل له بعض اختلال إلى أن توفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: محمد جمال الموجود اليوم. بيت الجنيد " بيت الجنيد ". أصلهم الشيخ الكبير، الولي الشهير، سيدي أحمد بن موسى بن عجيل اليمني صاحب مدينة " بيت " الفقيه المشهورة. وقبره في خارجها، وعليه قبة عظيمة عمرها المرحوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 مراد باشا. وقد زرته في عام رحلتي إلى اليمن الميمون في سنة 1173. وترجمته مطولة في الطبقات - نفعنا الله به في الدارين آمين -. وأول من قدم منهم المدينة المنورة من اليمن مهاجراً إلى الله ورسوله الشيخ محمد أحمد بن الجنيد بن أحمد بن موسى المشرع. وذلك في سنة 951. ومولده ببيت الفقيه المشهور في سنة 921. ووفاته بالمدينة المنورة في حدود سنة 991. ودفن بالبقيع الصغير على يسار الخارج من باب الجمعة. وقبره به مشهور وعليه لوائح النور - نفعنا الله به وبأسلافه -. وقد ترجمه السيد محمد السمرقندي في تاريخه بقوله: وكان مولانا الشيخ محمد المذكور على قدر عظيم من اتباع السنة وملازمة الصلوات الخمس في جماعة، بل كان يمضي غالب أوقاته وهو جالس بالحرم النبوي على مشرفه أفضل الصلاة والسلام. وكان شريف النفس، كامل الفقه، حسن الهيئة، طيب الرائحة، كثير التواضع، حليم النفس، ظاهر البشر، قريباً إلى الناس يعود المرضى ويشيع الجنائز، ويتودد إلى كافة الناس خصوصاً أهل المدينة، سيما من له به اجتماع ومحبة بسلام القدوم والتهنئة والاجتماع. وكل ما فيه سبب للمحبة واجتماع الكلمة. يقول جامعه - لطف الله به - ولما قدم المدينة المنورة تقرر في المدرسة الشهابية الموضوعة لأهل المذاهب الأربعة. وهي دار سيدنا أبي حرب خالد بن زيد الأنصاري - رضي الله عنه - التي نزلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدومه إلى المدينة المنورة. ولهذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 قصدها بالنزول الشيخ المذكور ليحصل له الاقتداء بالرسول. واستأذن في إقامة الذكر بها حيث تعطلت من التدريس فتصدى بها لإقامة الذكر، وتربية المريدين، وإرشاد السالكين. وسميت بالزاوية الجنيدية. وهي في أيدي أولاده اليوم. ومن تعلقاته عمل مولد سيدنا حمزة - رضي الله عنه - في يوم 12 من رجب الحرام في كل عام. وقد عين له بعض أهل الخير من حب الجراية 24 إردباً ومن الدراهم نحو المائة. وأعقب الشيخ محمد المذكور من الأولاد الذكور: أبا القاسم وبنتاً تسمى أم الفرج، ومن الأخوة الجنيد، وهو أصغر من الشيخ بعشر سنين. قدم المدينة " المنورة " سنة 989. وله أخ ثالث باليمن اسمه إسماعيل، أصغر من الجنيد. وقد أدركنا من ذريته بالمدينة المنورة في سنة 1130 الشيخ حسين ابن صديق بن عبد القادر، صاحب مظهر، وهو القائم بالزاوية المزبورة على الوجه الأكمل إلى أن توفي بمكة المكرمة في سنة 1138. وأعقب من البنات مريم، زوجة الشيخ عبد الرحمان القاشقجي، والدة الشيخ حسن، والشيخ أبي بكر الموجودين اليوم بقيد الحياة. وتوفيت الشيخة مريم المزبورة سنة 1172. وأعقب الشيخة أم الحسن، زوجة السيد عبد الله بن طه باعلوي، والدة السيد أحمد المتوفى في ذي الحجة 1189 عن غير ولد. ومولده سنة 1153. وتوفيت الشيخة أم الحسن المزبورة في سنة 1175. ودفنت هي وأختها مريم عند جدها الأكبر في البقيع الأصغر، رحمهما الله برحمته آمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 وقد تقرر في مشيخة الزاوية المزبورة بعد وفاتهما أولادهما. وهم الشيخ حسن وأخوه أبو بكر، والسيد أحمد عبد الله بن طه بموجب تقرير من شريف مكة على القواعد القديمة. وأدركنا أيضاً من هذا البيت المعروف الشيخ معروف بن محمد ابن عبد القادر الجنيد، وهو رجل مبارك صالح، ملازم للعزلة عن الناس مدة مديدة وسنين عديدة حتى لا يكاد أن يعرفه أحد من الناس لكونه ساكناً وحده في مخزن في حوش النورة خارج المدينة المنورة، مغلق الباب إلا على سبيل النادر يفتحه لمن أحب من الأصحاب الذين يعرفهم قبل العزلة. ويخرج وقت الظهيرة إلى باب المصري مغطياً رأسه لقضاء بعض حوائجه إلى أن توفي في سنة 1153. ودفن بمقبرة أسلافه الكرام. بلغنا الله ببركتهم جميع المرام. بيت جميل " بيت جميل ". أصلهم الشيخ جميل المكي، منادي الصلاة. قدم المدينة المنورة في سنة 1138. وكان رجلاً صالحاً مباركاً " كاملاً " ملازماً للصلوات، ومنادياً في شوارع المدينة وأسواقها في غالب الأوقات إلى أن توفي سنة 1148. وكان له أخ يسمى محمداً أقام بهذه الوظيفة من بعده إلى أن توفي سنة 1156. وأعقب من الأولاد: أحمد جميل المتوفى سنة 1183. وكان رجلاً لا بأس به، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 كاملاً في نفسه، وبيننا وبينه مناسبة من الرضاع مع أولاد الأخ أبي البركات. بيت جركس " بيت جركس " أصلهم أحمد جلبي جركس، من أولاد عتقاء المرحوم الوزير داود باشا كان رجلاً عظيماً كاملاً عاقلاً محتسباً. وتولى نظارة وقف سيده المشار إليه بموجب شرط الواقف المزبور أن النظر للعتقاء ثم من بعدهم لأولادهم الخ ... وممن أدركناه من ذرية المرأة الكاملة أم الحسن بنت سليمان جركس، زوجة شعبان البري. وكانت ناظرة على الوقف المزبور إلى أن توفيت سنة 1162. وآل النظر من بعدها إلى رابعة بنت سعيد كتخدا لكونها من أولاد بنات العتقاء. ثم عزلت عن نظارة الوقف المزبور وتولى السيد حسن السمهودي، لأن والده السيد عبد الرحمان وبنت سليمان جركس أقرباء. وكان بموجب فرمان سلطاني وذلك في سنة 1182. ثم في سنة 1190 عزل السيد حسن المزبور عن نظارة الوقف المذكور بموجب أنه سافر إلى مكة المكرمة وترك الوقف شاغراً بلا ناظر على الوقف، ووكيلها زوجها الجوربجي محمد زكي المتوفى مقتولاً في واقعة الشريف سرور بالقلعة. ثم أقامت بعده وكيلاً عنها " سعيد صوفي " الموجود الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 وفي سنة 1164 قدم المدينة المنورة سليمان أفندي جركس الرومي. وصار صاحب ثروة، وتزوج على بنت سعيد شحاته. وولدت له بنات وأولاد موجودين الآن. وتوفي سنة 1193. بيت جسوس " بيت جسوس ". أصلهم الخواجه أحمد بن عبد الرحمان جسوس المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في سنة 1146. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى التجارة إلى أن توفي سنة 1151. وقد اشترى دارين بخط زقاق الطوال من الأفندي حسن سيدون وسكن فيهما وكان من المترفهين في الدنيا. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان الموجود الآن. فطلع مسرفاً، قليل الحظ والبيع والشراء، فأضاع تلك الأموال، وابتلى بالعيال فباع البيتين المزبورين على محمد سعيد عبد الشكور الهندي. وله أولاد وبنات موجودين اليوم بقيد الحياة. بيت الجنقرجي " بيت الجنقرجي ". أول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1072 العلامة الفهامة محمد أفندي الرومي الشهير بالجنقرجي. وكان عالماً فاضلاً، مدرساً، صاحب ثروة. وصار مفتي المدينة المنورة سنة 1090. وفي أيامه صارت فتنة بين أهل المدينة المنورة والوزير محمد الخلفاني وقتل فيها الوزير المزبور، ومعه من جماعته نحو سبعة عشر نفراً. فعرض الشريف بركات محمد إلى الدولة العلية يشكو من أهل المدينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 النبوية فورد الفرمان السلطاني بقتل أناس ونفي أناس وصرف موادهم فكان من جملتهم محمد أفندي المزبور " فخرج منها خائفاً يترقب ". وصرفت مواده جميعها؛ فعاد بعد مدة إلى المدينة المنورة ولم تعد مواده إليه فتضعضع حاله وذهب ماله. وتفي. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان. وقد أدركته كبيراً فقيراً، يسأل الناس، ويتعيش من التكية. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حمزة، وزينب، زوجة صاحبنا حسن عطاف والدة أولاده: أحمد، ورقية الموجودة اليوم. فأما حمزة فمات عن غير ولد سنة 1150. وأما زينب فتوفيت. والزاوية التي في رباط ابن يحي تحت نظر السيد البرزنجي منسوبة إليه وإلى جده. والله أعلم. وأما أحمد بن زينب فتوفي. وأما رقية زوجة الشيخ عيسى الهتاري الخياط والدة ولده صالح الهتاري فموجودة اليوم. بيت جيلان " بيت جيلان ". أصلهم السيد محمد الهندي الجيلاني. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1080. وكان على طريقة الدراويش الصوفية. وكان بيننا وبينه قرابة من جهة بيت بافضل. وتزوج بنت محمد حجازي، وولدت السيد جيلان. فنشأ بالمدينة المنورة. ثم ارتحل إلى مكة المكرمة وسكن بها إلى أن توفي سنة 1140. وأعقب بها عدة بنات: زينب وعائشة وسلطانة. وكن أصحاب جذب. وبموتهن انقرض هذا البيت من المدينة المنورة لعدم تعقيبهن. وذلك في سنة 1188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 بيت الجني " بيت الجني " المشهورون، لأنه كان يعزم عليهم فيخرجهم من المصروعين. أصلهم الشيخ محمد نور الهندي الشهير بالجني المهاجر إلى المدينة المنورة سنة 1100. وكان رجلاً مباركاً صالحاً ملازماً للمسجد النبوي حتى استشهد على باب المسجد، باب النساء، أصيب برصاصة من دار الضيافة، وهو داخل إلى المسجد، وذلك في أيام الفتنة الواقعة في سنة 1148 ودفن بالبقيع الشريف وكانت له يد طولى في معرفة الطلاسم والعزائم. وكان بخيلاً بالإفادة بها كعادة أهل هذا الفن في كل زمن. وأخبرني بعض الثقات من أهل الهند أن شيخ محمد نور المذكور كان في بدايته من كفار الجوقية الذين بالهند من أصحاب الرياضيات فاستوحش في الخلوات حتى شبهوه بالجني. والله أعلم. وأعقب من الأولاد: " مكياً وأبا بكر، وعمر، وصفية الموجودة، والدة عباس النجار الصائغ. وأما مكي فهو إنقشاري وصائغ. وأعقب آمنة، زوجة السيد أحمد الجماميزي، والدة ولده السيد أحمد. وأما أبو بكر فتوفي سنة 1187. وكان إسباهياً وصائغاً. وله أولاد. وأما عمر فموجود اليوم مستوطن مكة المكرمة، وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. ثم تركها وسافر إلى مكة. وصنعته إسكافي. وله أولاد موجودون اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 حرف الحاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 بيت الحجار " بيت الحجار ". أهل هذا البيت ينتسبون إلى سيدنا عمر بن الخطاب " رضي الله عنه " فيما يدعون. ولم أقف على حقيقة ذلك أصلاً. وإنما هم مشهورون بين الناس، والناس مأمونون على أنسابهم. وأصلهم من حران. وأول من ورد منهم المدينة المنورة علي بن عمر بن حمزة الحجاز. وكان يتعاطى الحجارة في عمل عمارة المسجد النبوي فقيل له الحجار. ثم صار بعض أولاده فراشاً. ثم صار بعض أولاده كاتباً للشرع الشريف. ويستنيبهم القضاة في الحكم. ثم صارت لهم وظيفة خطابة وإمامة بالمسجد النبوي، وهي باقية إلى اليوم. والذي أوقف البيت الكبير بخط السوق والحديقة المعروفة بالحجازية بخط طحان هو الشيخ أبو بكر بن عبد الله الحجار منهم. يقول جامعه - لطف الله به - وقد أدركت من أهل هذا البيت الخطيب عبد الرحيم الحجار الحنفي. وكان رجلاً مباركاً. وكان له ولد يسمى عمر، توفي بمصر المحروسة. وأيضاً أدركت أخاه الشيخ عثمان الحجاز. وكان رجلاً صالحاً يغلب عليه التغفل. وكان له ولد يسمى أحمد أبا السعادات. سافر إلى الهند وحصل قليلاً من الدنيا. ثم رجع إلى المدينة وتزوج خديجة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 بنت عمه الشيخ عبد الرحمان الحجار، وحصل له بعد ذلك في عقله بعض خلل من سوداء أصابته فضرب نفسه بطبنجة فيها رصاصة فمات بها في الحال وذلك سنة 1164. وأعقب منها بنتاً تسمى زبيدة، زوجة السيد عبد الله أسعد الصغير. وتوفي عنها. وهي موجودة اليوم. وكذلك أدركت الشيخ عبد الرحمان بن علي الحجار العمري. وأخبرنا أن مولده بمكة المكرمة في حدود سنة 1090. وكان صاحب سوداء وأخلاط لا يكاد يخالط الناس إلى أن توفي سنة 1165. وأعقب من الأولاد: علياً، وعمر، وعثمان، وأبا بكر، وأبا سرور، وأبا الخير، وسالماً، وخديجة. وأمهم فاطمة بنت عبد الرحمان أفندي مكي، ما عدا عثمان وسالماً فأمهما جاريتان. فأما علي فكان رجلاً مباركاً، مغفلاً، وباشر الخطابة والإمامة. " وتوفي سنة 1178. وأعقب ولداً صالحاً مباركاً يسمى مصطفى وباشر الخطابة والإمامة ". وسافر إلى الروم، وحصل له بعض ما يروم. ورجع إلى المدينة المنورة. وتوفي بها سنة 1157. وأعقب من الأولاد: عبد الرحيم، وآمنة. وروضة. وأعقب علي محمداً. وكان رجلاً صالحاً باشر الإمامة. وتوفي سنة 1181 عن ولد صغير مات بعده. وأما عمر فكان صاحب شهامة وكرامة وتوفي سنة 1168. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 وأما عثمان فبضده - وبضدها تتبين الأشياء - وهو موجود اليوم. وله ولد يسمى عبد الرحمان موجود الآن. وأما أبو بكر فكان رجلاً مباركاً جداً. وتوفي سنة 1167. وأعقب من الأولاد: أبا الفرج، ومحمد سعيد، وأبا سرور. فأما أبا الفرج فهو أجملهم ذاتاً وصفات. وباشر الإمامة والخطابة بالمسجد الشريف وطلب من العلم علم حاله. وسافر إلى الروم مراراً عديدة، واستفاد في كل مرة فائدة جديدة. وهو رجل كامل، شجاع، متكلم. فالحاصل أنه خاتم هذا البيت في الحقيقة. وأما إخوته فواحد بياع تتن وآخر بياع فحم. وأعمامه سوقة. وأما أبو سرور فكان رجلاً شهماً. وتوفي شاباً ولم يتزوج. وأما أبو الخير فهم أخيرهم. وليس بأخيرهم. ترك وظائف آبائه وطرائقهم وتعاطى ما لا يليق بأمثاله من بيع القماش من جملة الهنود والسنود. وتزوج. وله عدة بنات بلا أولاد موجودات اليوم. وأما سالم فأمه جارية هندية. وصنعته بياع خضرة فيالها من صنعة رديئة. وتزوج. وله بنتان بلا موجودتان اليوم. بيت الحنبلي " بيت الحنبلي " نسبة إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل - رضي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 الله عنه - وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة. فمن أشهرهم أهل هذا البيت. وأصلهم من أهل نجد. وأول من قدم منهم المدينة المنورة محمد " الملقب " نزيل الكرام الحنبلي النجدي. وكان عالماً فاضلاً، فقيهاً كاملاً. وتوفي بالمدينة المنورة: وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وأحمد، ويحي. فأما أحمد الكبير فتولى الرئاسة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: أبا العز، وعبد الله، وفاطمة، زوجة الخطيب محمد مكي الأنصاري. وتوفيت سنة 1116. وأما أبو العز فكان حسن الخط. وكتب كتباً كثيرة بخطه. وتولى الرئاسة. وتوفي سنة 1133. وأعقب من الأولاد: محمداً، وخديجة، وفاطمة. فأما محمد فتولى الرئاسة وجمع مالاً عظيماً وتوفي سنة 1162. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، ونعمان، وتوليا الرئاسة. وتوفي عبد الرحمان سنة 1190. ونعمان موجود الآن. وجدهما الريس أبو العز المزبور " و " تزوج الشيخة بديعة الأنصارية. وأما محمد علي فكان رجلاً صالحاً مباركاً وتوفي. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، ومحمد سعيد، وجميع، ودلال. فأما إبراهيم فمولده سنة 1085. وكان خطيباً ومفتي الحنابلة وشيخ الرؤساء. توفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد: محمداً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 ويحي، وعبد الرحمان، وعلياً، وعائشة. وأمهم خديجة ابنة عبد الرحمان المالكي. وانحصر فيهم وقف بيت المالكي من هذه الحيثية. وأما أحمد فمولده في سنة 1115 وصار خطيباً وريساً وتولى المشيخة. وتوفي سنة 1182. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وأحمد، وأبا بكر. وأمهم سلطانة بنت الخطيب أبي الفتح مغاربه. وأما إبراهيم فصار خطيباً وريساً، وهو موجود اليوم، وأعقب من أولاد محمداً، وبنتاً بكراً. وأما أحمد فتوفي شاباً ولم يتزوج في سنة 1177. وأما أبو بكر فصار ريساً وخطيباً، وهو موجود اليوم. وأما يحي بن إبراهيم فصار مفتي الحنابلة، وخطيباً، وريساً، وشيخ الرؤساء. توفي سنة 1193. وله أولاد منهم: عبد المحسن، وصار خطيباً ريساً. وتوفي سنة 1194. وله أخ أيضاً يسمى عمر صار ريساً. وله أخوان غير موجودين. وأما عبد الرحمان فتوفي شاباً في سنة 1152. وباشر الرئاسة. وأما محمد سعيد بن محمد علي فكان رجلاً صالحاً مباركاً باشر الرئاسة. وتوفي سنة 1156 وأعقب من الأولاد: محمداً أبا الفقراء، وجمال الدين. فأما محمد أبو الفقراء فكان رجلاً مباركاً. وصار فراشاً بالليل في المسجد النبوي. ويبيع ويشتري في دكانه في السوق. وله من الأولاد: محمد سعيد، وباشر الرئاسة وتزوج. وله أولاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 وأما جمال الدين فهو رجل لا بأس به. وقد باشر الرئاسة وتزوج. وله أولاد. وأما جميع زوجة العم عبد الرحمان الأنصاري فتوفيت. وأما دلال زوجة الشيخ محمد القواص، جارنا وصاحبنا، فتوفيت. وتوفي هو أيضاً عن أولاد ماتوا بعده بمدة قليلة. بيت الحضرمي " بيت الحضرمي " نسبة إلى حضرموت. بلدة مشهورة. وإليها ينتسب كثير بالمدينة المنورة. فمن أشهرهم السادة: آل باعلوي. وقد تقدمت ترجمتهم في حرف الباء. بيت الحضيرمي " بيت الحضيرمي " بالتصغير نسبة إلى حضرموت أيضاً. وأصلهم الشيخ محمد الحضيرمي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعمر. فأما أحمد فأعقب أبا بكر. وتوفي سنة 1185. وأعقب من أولاد محمد علي. وكان صاحب ثروة ودراهم كثيرة. وأما عمر فكان أعرج. وان سيء الأخلاق. ويعامل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 الفلاحين من النخاولة وغيرهم وتوفي سنة 1147. وأعقب من الأولاد: حسناً، توفي أيضاً سنة 1187. بيت الحميداني " بيت الحميداني ". نسبة إلى حميدان. ويرجع إلى الشكيليين. قال الحافظ السخاوي في كتابه الضوء اللامع: الشكيلي مسعود وبنوه، محمد، أسن بني أبيه، وحسن، وحسين، وعبد الله، وعليان، ومبارك، وأبو القاسم. وفي الشكيليين: أبو الفرج، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، بنو محمد بن حميدان. ومن هذا البيت محمد بن إبراهيم بن مبارك وابنه أبو الفتح. وذكر الشيخ ابن فرحون في تاريخ المدينة ما نصه: ومن أولاد المدينة ومشاهير بيوتهم الشكيليون. أصلهم من مكة جدهم مسعود النجار. وكان ذا حظ في البيع والشراء والتجارة والزراعة. وله مال ودور ونخيل. وله ذرية صالحة من أولاد وأولاد أولاد كلهم قراء. وكان حسن " ابنه أبرع بنيه ممن قرأ " واشتغل بالفقه والنحو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 و " شارك " غيرهما " ثم صار مؤذناً بالحرم الشريف. توفي سنة 750. وصار من بعده ولده أحمد من جملة المؤذنين أيضاً. ويتلوه حسناً في الفضيلة أخوه عبد الله، رأس في زمانه. وكان صهر القاضي سراج الدين. وكان أسن أولاده محمد بن مسعود، وحميدان، وحسين. فأما حميدان فكان قارئاً ريساً. وولي الحبسة في أيام ودي في سنة 737. وكان له همة حسنة وهيبة في السياسة. وكثر ماله. وعمر المغسلة من أملاكه. ولم يطل عمره. وتوفي سنة 745. وأما حسين فكان قارئاً مجوداً، حسن الصوت. لم يسمع أصوات منه ولا أحسن قراءة. وغالب الشكيليين كانوا قراء في السبع. وكانوا يتسببون بالعطارة. وكان من أولاد مسعود الفقيه عليان مشتغلاً بمذهب أبي حنيفة - رضي الله عنه - وكان رجلاً ديناً منعزلاً عن الناس، متسبباً في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 العطارة وغيرها على طريقة حسنة. " ومن إخوانه مبارك بن مسعود كان زراعاً على طريقة جده ". ولكل منهم عقب مشتغلون بأنفسهم فيما يعينهم. يقول جامعه - لطف الله به - قد أدركت من أهل هذا البيت من الخلف الفالح من هو على طرقة السلف الصالح الشيخ أبا بكر الحميداني والشيخ عبد الرحيم الحميداني. فأما الشيخ أبو بكر " ف " كان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي سنة 1138. وأعقب من الأولاد: الشيخ محمد أبو الجود. ومولده في سنة 1095، وتوفي سنة 1155. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً، حسن القراءة، وصاحب ثروة عظيمة. ترك نحو ستة عشر آلاف غرش وغير ذلك من المعاليم والعقارات. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعبد الرحمان، وأسماء، وحفصة. فأما أبو بكر فمولده في سنة 1144. وطلب العلم الشريف، ودرس. وباشر الخطابة، والإمامة. وصارت له ثروة عظيمة لكنها في نفسها، وأما هو فأودى إليه من بخله على نفسه أن بطنه ما يشبعها. وماذا تنفعه ثروته إذا كان بهذه المثابة. وإلى الآن هو في جمعها تعبان. وله من الأولاد: محمد، وعبد الرحيم، وسعاد، زوجة الخليفتي عبد الله أفندي المتوفاة عنه سنة 1193. فأما محمد فباشر الخطابة والإمامة. وكذلك عبد الرحيم باشر الإمامة. وهما موجودان ولهما أولاد من بنت أبي الخير الحجاز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 وأما عبد الرحمان بن أبي الجود فباشر الإمامة. وكان رجلاً، مباركاً، صالحاً. وتوفي سنة 1188. وأما أسماء وحفصة فتزوجتا. ولم تلدا. وهما موجودتين " اليوم " بيت الحلبي " بيت الحلبي " نسبة إلى حلب الشهباء، مدينة مشهورة. وينتسب إليها كثير بالمدينة المنورة. فمن أشهرهم خدام ضريح سيدنا حمزة - رضي الله عنه - وشيوخ زاوية سيدي أحمد البدوي. وقد أدركنا منهم الشيخ إبراهيم، وعثمان أبا الشيخ محمود المتوفى سنة 1140. وبموته انقرض هذا البيت. وتقرر في الوظيفتين المزبورتين السيد حسين البصري. وقد سبق الكلام عليه في محله في بيت البصري من حرف الباء. وأعقب الشيخ عثمان المزبور من البنات: عائشة زوجة الريس محمد أبي الفقراء الحنبلي والدة ولده محمد سعيد الحنبلي، وأعقب فاطمة زوجة الريس علي الحنبلي، والدة أولاده الموجودين اليوم. وممن انتسب إلى حلب الحاج محمد الحلبي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد في سنة 1100. وكان رجلاً " مباركاً " صالحاً ملازماً للمسجد الشريف إلى أن توفي. وأعقب أحمد الشهير بحمرون. ونشأ على طريقة والده. وتعلم صناعة الخياطة. وصار في وجاق القلعة السلطانية. وتولى أوده باشي، ثم صار جوربجياً. وكان متكلماً، ومتحركاً، بذيء اللسان، لا يكاد يسلم منه إنسان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 ومع هذا كان ملازماً للمسجد الشريف، كثير الأوراد، والرواتب. وكان بينه وبين صاحبنا حماد أفندي مصاحبة ومكاتبة لما كان مجاوراً بمكة المكرمة، ويطلب منه أن يكتب له جميع أخبار المدينة المنورة، وما يقع فيها من الحوادث والكليات والجزئيات حتى سفاسف الأمور. وتوفي سنة 1176. وأعقب عبد الباقي الموجود اليوم في القلعة السلطانية. بيت الحليبي " بيت الحليبي " بالتصغير، نسبة إلى حلب الشهباء، والتصغير للتحبيب لا للتحقير عند العرب. وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1000 الخواجة عبد الكريم الحليبي. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً، يتعاطى التجارة وكان صاحب ثروة عظيمة. وتوفي. وأعقب ولداً. ومنهم عرفة الحليبي، فكان رجلاً كاملاً، توفي وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وحمزة، وجمالاً. فأما محمد سعيد فنشأ نشأة صالحة، وصار في وجاق النوبجتية. وتولى أمانة بندر ينبع المحروس. وصارت له ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل، وعمرها أحسن عمارة، منها الحوش الكبير المعروف بحوش أحمد آغا بآخر زقاق خير الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 والبيوت اللاتي في واجهة الحوش المزبور والحديقة المرجانية بجزع المراجين. ويقال: إن سبب تحصيل هذه الأموال أن الحاج الشامي لما نبه عرب عنزة، جماعة دبيس، في سنة 1113 وأتوا بالأموال المنهوبة إلى المدينة المنورة وباعوها بأبخس قيمة، فكان من جملة المشترين محمد سعيد المذكور. ويقال: أنه وجد في أحمال البن أكياس من نقد المال. والله أعلم بحقيقة الحال. وقد ذهبت تلك الأموال اليوم. ولم يبق لأولاده لا دار ولا عقار. وقد قيل " المال كما يدخل يخرج ". وتوفي سنة 1135. وأعقب من الأولاد: عبد الكريم، وعبد الرحمان، وحسناً، وعائشة، زوجة عبد القادر خشيم الهندي البزاز، والدة أولاده. فأما عبد الكريم المزبور فنشأ على طريقة والده وصار في وجاق الإنقشارية. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة بسبب تعاطي البيع والشراء. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: عبد الله الموجود اليوم جوزبجياً في وجاق النوبجتية. وأمه فاطمة بنت عبد الله بالي. وعثمان الأخرس الخياط الموجود اليوم في محل والده. " وصار في وجاق النوبجتية " ولهما أولاد. وأما عبد الرحمان المزبور فنشأ على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية. وكان بيننا وبينه محبة وصحبة. وتوفي شاباً سنة 1160 عن غير ولد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 وأما حسن المزبور فنشأ على طريقة والده. " وصار في وجاق النوبجتية ". وتوفي شاباً سنة 1175. وأما حمزة المزبور فكان رجلاً مباركاً، صالحاً، شيخاً لرباط السلطان قايتباي بباب الرحمة. وكان ساكناً بعلوه. وكان خياطاً. وكان بينه وبين والدنا محبة قديمة. وتوفي سنة 1142. وأعقب من الأولاد: محمد. ونشأ على طريقة والده. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: حمزة، وعثمان. وأما جمال المزبور فكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: صاحبنا عبد القادر. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، متحركاً وصار جوربجياً في النوبجتية. وأخرج من المدينة النبوية، وسكن العوالي. ثم رجع إلى المدينة. وتوفي بريق مكة راجعاً من الحج الشريف بالروحاء في سنة 1189. وأعقب من الأولاد: عثمان الموجود اليوم. وهو رجل لا بأس به. وصار جوربجياً في النوبجتية، ومشداً بالحجرة النبوية. وتزوج وله أولاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 بيت حجي " بيت حجي " أصلهم الخواجة الكبير أحمد حجي المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان صاحب أموال عظيمة لا تحصى. وكان يضرب به المثل في البخل والشح، نسأل الله العافية. و " ما أغنى عنه ماله وما كسب "، فالذي ظهر من ماله بعد موته نوح ألف كيس. وما خفي أعظم. والله أعلم. وتوفي سنة 1154 عن مائة سنة. وخلف من الأولاد: أحمد، ووالدة أحد مسعود، وعبد السلام. وكان له ولد كبير يسمى " محمد " توفي سنة 1138. وكان من أهل الخير. واشترى داراً كبيرة بقرب زاوية الشيخ أحمد القشاشي وأوقفها على وجوه خيرات - رحمة الله عليه - وأما أحمد فمولده في بندر مصوع في سنة 1126. وقد استحوذ " على " جميع أموال والده. ولم يخرج منها إلا القليل. وصرفها في المكارم والمهارم والعمائر. فإنه عمر جملة من البيوت في مكة والمدينة وجدة، وفي عمارات النخيل وفلاحتها ولم يبق منه شيء حتى باع غالب البيوت وبعض النخيل. وتوفي سنة 1193 وأعقب: حمزة وفاطمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 فأما حمزة فتزوج على ابنة الشيخ أحمد الحريشي، وهو موجود الآن. وفاطمة تزوجت على عبد الله بن عبد السلام برادة. وتوفيت عن ولد موجود سنة 1194. بيت الحريشي " بيت الحريشي " لم أقف على حقيقة هذه النسبة. وسمعت من بعض الجهال أنه مصحف بالقريشي. وأصلهم الحاج عبد السلام الحريشي المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في سنة 1141. وصحبته أولاده: العربي، وعبد الحق، وعبد الخالق، وعبد اللطيف. وكان يتعاطى البيع والشراء والنجارة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان بيننا وبينه محبة وصحبة. وتوفي سنة 1152. فأما العربي فكان شريكنا في الطلب، وبرع في علم النحو حتى صار لا نظير له. وهو رجل كامل، عالم، عامل، وفي حسن الأخلاق على قدر عظيم. وله من الأولاد: أحمد، ومحمد. توفي الشيخ " ال " عربي المزبور سنة 1194. وتوفي ولده أحمد قبله سنة 1193. وأما محمد فموجود اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 وأما عبد الخالق فاشتغل بالبيع والشراء والتجارة. وتحصل عنده من المال نحو خمسين ألف غرش. وتوفي سنة 1176. وأعقب ثلاث بنات، والدتهن فاطمة بنت الشيخ محمد الخصاصي: الكبرى وهبة، زوجة الشيخ عبد الله القاشقجي. والدة ولديه عبد القادر ومحمد. والوسطى آمنة، زوجة ابن عمها عبد الخالق. والصغرى. وأما عبد اللطيف فهو رجل كفيف، مشتغل بالعلم الشريف، وقد سكن مكة المكرمة. وتزوج بها. وله عدة أولاد. وهو موجود اليوم. وأما عبد الخالق فهو مشتغل بالدنيا. ويتعاطى البيع والشراء والتجارة. وصار كاتباً في القلعة السلطانية. وعمر داراً عظيمة في واجهة حوش " قره باش " بالمناخة السلطانية وصرف على عمارتها نحو خمسة عشر ألف غرش. وهو وصي أخيه عبد الحق. وعنده أموال البنتين اللتين زوجهما على ولديه. وقد إلى المدينة المنورة صحبتهم شيخنا العلامة الشيخ علي الحريشي شارح الشفاء والشمائل وغيرها. وكان رجلاً فاضلاً ودرس الموطأ بالمسجد النبوي، وحضرنا درسه. وله شرح عظيم عليه وتوفي قبل إتمامه. وأتمه والدنا سنة 1142. رحمة الله على الجميع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 بيت حلابة " بيت حلابة " أصلهم الحاج أحمد وأخوه علي ومحمد أولاد عبد القادر المغربي الفاسي الشهير بحلابة. قدموا المدينة المنورة تجاراً من الهند في حدود سنة 1115. وكانوا يتعاطون البيع والشراء والتجارة. ويصحبون أكابر أهل المدينة المنورة. فأما أحمد فاشترى هو وأخوه علي الدار الكبرى الملاصقة لدارنا " أم النخيل " والديوان بخط زقاق الزرندي. وعمراها أحسن عمارة وسكنا بها وأوقفاها على أولادهما الخ. وتضعضع أحمد في آخر عمره وضاع ماله. وتوفي سنة 1147 عن الأولاد: محمد، وكف بصره، وهو فقير الحال جداً، حافظ القرآن. ثم توفي سنة 1185 عن أولاد وبنات موجودين اليوم بقيد الحياة. وأما علي فكان رجلاً كاملاً، حسن الهيئة. وصار مشداً في باب الحجرة المطهرة إلى أن توفي سنة 1142 وأعقب من الأولاد: حمزة، وهو رجل لا بأس به، كامل، عاقل، حافظ لكتاب الله. وصار جاوشاً في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1190. وأعقب ولداً اسمه سليمان، موجود الآن. وأما محمد فكان رجلاً كاملاً، يتعاطى التجارة والبيع والشراء. واشترى الدار الكبرى التي بخط زقاق الحمزاوي المشتملة على منافع ومرافق كثيرة. وعمرها أحسن عمارة، وأنفق عليها جملة من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 المال وسكنها، وأوقفها على أولاده الخ. وتوفي سنة 1138. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد القادر، وحمزة. فأما محمد فكان عاقاً لوالديه - والعياذ بالله - ولم يفلح أبداً فأخرجه والده من الوقف بموجب شرطه. وتوفي فقير الحال لا يملك " مالاً " ولا خلأ. وأعقب من الأولاد: عمر. وتوفي شاباً عن غير ولد في سنة 1188. وأما عبد القادر فكان كثير الحركة، قليل البركة، فقير الحال، قليل المال. وتوفي عن أولاد. وأما حمزة فتوفي شاباً سنة 1178. بيت الحجازي " بيت الحجازي " نسبة إلى الحجاز المعروف. وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة، فمن أشهرهم بيت السمان المشهورين لآن. وسيأتي الكلام عليهم في حرف السين. بيت حجازي " بيت حجازي " أصلهم الحاج محمد حجازي الشاغوري الحلبي. قدم المدينة المنورة في سنة 1098. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان طالب علم. وصار في وجاق النوبجتية. وتولى الخوالة. وتوفي وأعقب من الأولاد: حجازي تركه حملاً في بطن أمه. ولما ولد سمي باسمه. ونشأ نشأة صالحة. وصار من جملة الرؤساء المؤذنين بحرم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 سيد المرسلين. واتفق أنه طلع للآذان في ليلة الجمعة. أخبرني المرحوم سيدي الوالد أنه سمعه يقول بعلي صوته " يا رب عفواً ومغفرة وحسن خاتمة بلا محنة ختامها لا إله إلا الله " وسكت بعدها سكتة طويلة فطلع له الآغوات في المنارة الرئيسية فوجدوه ميتاً مستقبل القبلة فحملوه ونزلوه إلى بيته وجهزوه ودفنوه في البقيع - رحمة الله عليه ونفعنا به - وذلك في سنة 1100 وأعقب من الأولاد: علياً الساكن بمكة المكرمة. وتوفي بها. وأعقب أولاداً موجودين. وأعقب محمداً الذي صار بيرقداراً في وجاق النوبجتية. وسقط ولده في بئر في حوش الباشا وسقط خلفه فماتا فيها وذلك في سنة 1168. وكان سيء الأخلاق، بذيء اللسان، لا يكاد يسلم منه إنسان وأعقب: زينية، زوجة محمد أفندي بالي، والدة أولاده، ما عدا عبد الله فوالدته بنت سنان. وأعقب عائشة، زوجة يحيى زكري، والدة ولده سليمان. وأعقب فاطمة، زوجة حسين العجمي كاتب بندر ينبع المحروس. وأعقب علياً، والد عائشة زوجة السيد أحمد الذروي. بيت حمودة " بيت حمودة " أصلهم الخواجة محمد بن أحمد الشامي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 الشهير بحمودة. قدم المدينة المنورة في سنة 1050. وكان رجلاً مباركاً من التجار المعتبرين. واشترى الدار الكبرى الكائنة بخط ذروان الملاصقة لرباط اسكندر آغا التي عمرها محمد ياقوت آغا شيخ الحرم، وباعها عليه وسكنها. ثم وقفها على أولاده الخ. وتوفي وأعقب: مصطفى، وأحمد، وحفصة. فأما مصطفى فكان على طريقة والده. واشترى جملة من العقارات من بيوت ونخيل، منها الحديقة المعروفة بالقائم بجزع قبا والحديقة المعروفة بالظهير بجزع قربان. والحديقة المعرفة بفويضحة كذلك بجزع قربان، والبيت الكبير الملاصق لحوش البري بخط الساحة، والخان الكائن بخط الصالحية، والحديقة المعروفة باللفيتي بجزع قبا. وقد أوقف جميع هذه العقارات المزبورة على ولده محمد وبنته، وعلى أولادهما. كما هو مشروح في حجة الوقفية المؤرخة سنة 1135. وتوفي مصطفى المزبور في حدود سنة 1121 وأعقب من الأولاد: محمداً، وإخوانه. فأما محمد فتوفي سنة 1158 وكان رجلاً سفيهاً. وأعقب من البنات: فاطمة، وصفية. وأما صفية فتزوجت عبد القادر عبد الغفور. وماتت عن غير ولد سنة 1156. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 وأما أحمد حمودة فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار كتخدا النوبجتية على سيرة مرضية. وتوفي سنة 1128. وأعقب من الأولاد: صالحاً، وحسيناً، ومحمداً وعلياً، وآمنة. فأما صالح فكان رجلاً كاملاً. وصار في وجاق الإسباهية. وتوفي سنة 1179. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وآمنة، وعائشة، ووالدتهم خديجة بنت مصطفى المرعشي. فأما سعيد فبلغ سفيهاً، مبذراً، أضاع ماله وحاله. ولم يبق لا قليلاً ولا كثيراً. وارتحل إلى مصر فتوفي بها. وأعقب بنتاً. وأما أخته آمنة فتزوجت على إبراهيم بن أحمد كاتب المرادية. وهي معه الآن موجودة. وأما حسين فكان رجلاً سفيهاً، مبذراً. وسافر إلى الروم ولم يبلغ ما يروم، فرجع إلى المدينة في أسوء حال. وتوفي بها سنة 1182. وأعقب من الأولاد: أحمد، وهو فقير الحال، عديم المال. وتوفي سنة 1187. وأما محمد علي فنشأ نشأة صالحة، فتحصل على الدنيا والدين. وجمع أموالاً عظيمة. وكان يخرج الزكاة على عين. وتوفي سنة 1182. وأعقب من الأولاد: عبد الله الموجود اليوم، وعمر المتوفى صغيراً. فأما عبد الله فنشأ على طريقة والده وأحسن. وتزوج. وله ولد سماه " محمداً علياً "، موجود اليوم. واشترى داراً بحارة الصوغ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وعمرها بأحسن عمارة. وسكنها في سنة 1189. وقد أرخت عمارة البيت بهذا البيت: دار المكارم والإحسان أسسها ... الماجد الندب عبد الله حموده بيت الحراجي " بيت الحراجي " أصلهم ناصر، ومحمد وشحاته، الثلاثة إخوة الذين قدموا من الصعيد إلى المدينة المنورة وذلك في سنة 1130. فأما ناصر فكان رجلاً كامل الهيئة، صاحب ثروة، يتعاطى البيع والشراء في الحبوب. وكان حسن المعاملة. وتوفي سنة 1140. وأعقب من البنات: ملاح، ودرويشة. فأما ملاح فتزوجها إبراهيم الجزائري. وولدت له: عمر باش، ومارية، زوجة عبد الخالق الحريشي، والدة أولاده، زوجة عمر رويزق. وأما درويشة فتزوجها الخواجة أبو بكر عبد الغفور " الغم " وولدت له أحمد، توفي مراهقاً، وأختيه: فاطمة وعاتكة الموجودتين اليوم. وأما محمد فكان رجلاً كاملاً، أشبه بأخيه. وتوفي وأعقب فاطمة زوجة الخطيب محمد الياس. ولم تعقب. وتوفيت سنة 1185. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 وأما شحاته فكان مثلهما. وتوفي. وأعقب من الأواد: عبد النبي، ومصطفى، وأبا عبد الله محمداً. فأما عبد النبي فكان رجلاً مباركاً، كثير المجون، يضحك عليه الناس. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: درويشاً، وزليخاً الموجودين. وأما مصطفى فكان في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1184. و " أ " عقب بنتاً تزوجها حسن صديق الهندي. وأما محمد فكان رجلاً شجاعاً من أهل القلعة السلطانية استشهد عند سيدنا حمزة، سيد الشهداء، من جملة من قتله بنو علي في ذلك اليوم 25 في جمادى الأولى 1178. والواقعة مشهورة. وأعقب عبد الله. وهو رجل أشبه بالأبله يضحك عليه الناس. وهو من أهل القلعة السلطانية. بيت حماد " بيت حماد " أصلهم حماد بن عبد الحفيظ السندي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد في سنة 1060، وصحبته ولده عبد الحفيظ صغيراً مع والدته. ثم سافر حماد إلى زيارة بيت المقدس وتركهما بالمدينة. وتوفي هو ببيت المقدس. فنشأ عبد الحفيظ في حجر والدته. وتعلم صنعة السبح. وحفظ القرآن العظيم. وهو ساكن مع والدته في حجرة في رباط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 الجوبانية الكبرى. فيقال: إنهما وجدا دفيناً من الدراهم في الحجرة المزبورة فخرجا من الرباط المزبور. وصار يتعاطى البيع والشراء ووصاية الأيتام. فصار يعد من أرباب الأموال العظيمة، فاشترى العقارات من البيوت والنخيل والصرر والجرايات، وتزوج خديجة بنت طاهر البلخي، فولدت له حماداً. ثم تزوج " سيدة الأهل " بنت أبي السعود المنوفي، فولدت له: محمد سعيد، وأبا السعود، وبنتاً، تزوجها السيد عبد الرحمان السمهودي وماتت نفساء. وأوقف جميع العقارات على أولاده الخ ... وكان يعد من الأخيار. وكان بينه وبين والدنا محبة عظيمة إلى أن توفي في شوال 1126. فأما حماد فمولده في سنة 1104 وكان رجلاً فاضلاً، كاملاً، عاقلاً، فاق الأقران، وصار يعد من رؤساء الزمان. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة أكثر من والدنا مع والده إلى أن توفي سنة 1180. وقد أوقف عقاراته على أولاده الخ. وكان حريصاً على الفوائد وجمع مجاميع حسنة مفيدة في كل فن. وترك من المحصول في كل سنة من جميع الجهات نحو ستة آلاف غرش. وترك من النقود والمخلفات نحو خمسين ألف غرش. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً، وعبد الحفيظ، ورقية، وزينب. فأما محمد فمولده في سنة 1124. وكان مشداً بباب الحجرة النبوية. وصار جوربجياً في النوبجتية. وكان رجلاً مباركاً حسن الهيئة. وتوفي في حياة والده المزبور سنة 1168. وأعقب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 من الأولاد: عثمان، وعبد الرحمان، وأم الحسن، والدتهم حليمة بنت عثمان السندي. فأما عثمان فمولده سنة 1143. وتوفي سنة 1194 عن ولد موجود اليوم. وأما عبد الرحمان فمولده سنة 1146. وتوفي في سنة 1193. وأما أم الحسن فمولدها بمكة المكرمة في محرم سنة 1166. وتزوجت على حمود بن الطالب أحمد المغربي البناني. وأما حسن فمولده سنة 1136. وتوفي سنة 1181 وأعقب: أحمد، وحفصة، ومارية الموجودين اليوم. وأما حفصة فتزوجت على عبد القادر خوج. ثم مات عنها. وتزوجت بعده الريس عمر خوج. وله منها أولاد. وأما مارية فتزوجت على عباس القاشقجي. وله منها أولاد اليوم. وكان حماد أفندي في وجاق القلعة السلطانية. وصار فيها كتخدا. ثم خرج منها. ودخل في وجاق النوبجتية. وصار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 مشداً وجوربجياً، وكاتباً، وقائمقام الكتخدا إذا غاب عن المدينة. وكان حريصاً على الاجتماع بالعلماء والفضلاء لا يكاد يخلوا مجلسه منهم من حين نشأ إلى أن توفي. وعمر الخلوة التي برباط سيدنا علي رضي الله عنه. وكان يجلس فيها مع الأعيان بعد صلاة العصر إلى أن يصلوا بها المغرب جماعة. هكذا كل يوم، شتاء وصيفاً. وكانت تعجبه الجمالة في كل حالة. ثم صار كاتباً للجراية بموجب فرمان ورد له. ثم تركها لعبد الرحمان أفندي بالي. وأما عبد الحفيظ ولده، فمولده في سنة 1138. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. ثم تولى كتخدا القلعة السلطانية وهو بها موجود. وله أولاد من بنت عبد الخالق مديني السندي. وأما رقية فتوفيت سنة 1182. وأعقبت محمداً، وسعاد، وصالحة، زوجة عبد الله دشيشة، والدة أولاده. وأما سعاد فأعقبت محمداً من سليمان بالي. وتوفي محمد سنة 1187 عن غير ولد. وأما زينب فتوفيت سنة 1184. وأعقبت عبد الله مظفر المقتول غيلة بمكة المكرمة سنة 1185. وأما محمد سعيد بن عبد الحفيظ فمولده في سنة 1118. ونشأ على الكمال حتى صار من أحسن الرجال. واشتغل بطلب العلم، خصوصاً علم الأدب، فنظم ونثر أحسن الخطب، وجمع مجاميع حسنة بخطه وضبطه. ولما أن عمرت داري التي بحارة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 الأغوات امتدحني بأبيات وفيها تاريخ لطيف. فالحاصل " أنه " كان صاحب أنس وانبساط في غاية النشاط إلى أن توفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: محمد صالح، وعبد الوهاب، وأبا الحسن، وزبيدة. والدتهم منى بنت عمر القفاص، أخت عمهم حماد أفندي لأمه. فأما محمد صالح فهو كاسمه رجل صالح. نشأ نشأة حسنة على طريقة مستحسنة وطلب العلم الشريف، وصار خطيباً وإماماً بالمسجد السامي المنيف. وصحب الشيخ محمد السمان وغيره من الأعيان. وسافر إلى الروم سنة 1189 ورجع منها ببلوغ ما يروم. وأما عبد الوهاب فكان رجلاً كاملاً يتعاطى الصياغة ويؤذن في بعض الأحيان للتبرك لأن صوت من أحسن الحسان. وأما أبو الحسن فهو أشبه بأخيه عبد الوهاب، صاحب كمالات وآداب. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. واشتهر بحسن ضرب الطنبور في مجالس اللهو والخمور. وأما أبو السعود بن عبد الحفيظ فمولده في سنة 1120. ونشأ نشأة صالحة. وهو رجل كامل، محب للصالحين. ويحفظ القرآن. وله مطالعة ومذاكرة. رزقه الله بجملة أولاد. منن الإله على الأنام كثيرة ... وأجلهن نجابة الأولاد وهم: عبد الرحمان، مات في حياة والده. وخلف ابناً سماه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 مصطفى، وهو موجود. وعبد الله. وتوفي في حياة والده أيضاً بمكة المكرمة سنة 1190 عن عمر وأبي بكر وعلي، وأحمد. وصار خطيباً وإماماً. وعبد الكريم، وعبد الرحيم، وعبد المنعم، وعبد المحسن. وغالبهم يحفظ القرآن ويطلب العلم. وبعضهم له حرفة، وبعضهم له صنعة. فالله تعالى يبارك لنا وله فيما رزقنا. وهو خير الرازقين. بيت الحسيبي " بيت الحسيبي " أصلهم الحاج محمود الحسيبي الصعيدي. قدم المدينة المنورة سنة 1138. وكان رجلاً مباركاً، يتعاطى بيع الحبوب. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الرحيم. وكان رجلاً مباركاً، كاملاً. سلك طريقة والده. وتوفي شاباً في سنة 1179. وكان في وجاق الإنقشارية. وأعقب ولده محمداً، وهو اليوم جاوش الإنقشارية. وله أولاد. بيت حيدر " بيت حيدر " أصلهم الحاج حيدر البغدادي ورد المدينة المنورة في سنة 1135. وكان مصاهراً للحاج خضر بن عثمان البغدادي، متزوجاً أخته. وولدت له محموداً، والد عمر الموجود. فأما الحاج حيدر المزبور فكان من أحسن الناس. وتوفي سنة 1138. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 وأما محمود فمولده سنة 1115. وتزوج على حفصة بنت خاله الحاج خضر المزبور، فولدت له عمر، وعائشة، زوجة شاهين حوالة، والدة أولاده. وكان محمود جوربجياً في وجاق النوبجتية. وسافر إلى الروم، ومصر، والشام، واليمن، والهند، ويتعاطى التجارة. ولكنه كان قليل حظ. وتوفي بالمدينة سنة 1187 وأما ولده عمر فمولده سنة 1144 وهو رجل حادق أديب ذو لسن وله نظم ونثر بديع حسن وهو الآن موجود وكاتب النوبجيتية وله ولد سماه عبد الله، موجود، وتزوج وله ولد موجود. بيت الحمصاني " بيت الحمصاني " أصلهم الحاج منصور الحمصاني النجار المصري. ورد المدينة المنورة سنة 1010. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة عظيمة، ويتعاطى التجارة بعد النجارة فاشترى عدة من العقارات منها البيوت الكائنة بزقاق الحمصاني بسويقة. ومنها الدكاكين والبيوت التي فوقها الكائنة بقرب باب المصري على يمين الداخل. وأوقفها على أولاده وأولادهم الخ. وهم اليوم يبلغون مائة وعشرين من أولاد الذكور والإناث كأولاد الحليبي وما تفرغ منهم. وقد أدركنا من أولاد أولاده يوسف عبد الهادي الحمصاني، والد البنتين الموجودتين الآن من أولاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 الذكور إحداهما عيال الخطيب على بن عبد الرحمان الخياري، والدة أولاده، والثانية عيال إبراهيم بن أحمد كاتب " المرادية " الآن. ومنهم حسن الحمصاني النجار الإنقشاري. وتوفي سنة 1168 عن غير ولد. ومنهم منصور الحمصاني النوبجتي " والد حسين. ومنهم أحمد الحمصاني النوبجتي "، والد زوجة إبراهيم عبد الرزاق الأزبكي، والدة أولاده. بيت الحدري " بيت الحدري " نسبة إلى حدرد قرية مشهورة بالصعيد. أصلهم الحاج عبد الجواد الصعيدي الحدردي. ورد المدينة المنورة في سنة 1145 وكان فقير الحال، يخدم الرجال. ثم تعاطى بيع الحبوب. ثم ترقى، وأقبلت عليه الدنيا بحذافيرها. وتزوج، وولد له: محمد سعيد، ووهبه، وصفية فأما محمد سعيد فنشأ على طريقة والده من جلب الدنيا. وصار مشداً وجوربجياً في وجاق النوبجتية. وتزوج بنت يوسف أبي حمدة. وحط الخير على البركة. وله أولاد. بيت أبي حمدة " بيت أبي حمدة " أصلهم الحاج محمد أبو حمدة الصعيدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 ورد المدينة المنورة. في سنة 1115. وكان رجلاً كاملاً، يتعاطى بيع الحبوب إلى أن توفي. وأعقب يوسف. فنشأ يوسف على طريقة والده. وصار إنقشارياً. وصار من أصحاب الأموال بسبب حكر القوت وغلاء الأسعار. ومما اتفق منه أنه كان بالناس شدة حاجة من فقد البر. وكان عنده أرز فانفتقت عليه " قصبة طهارة " فغسله كلا غسل وباعه على الناس. وكل هذا بحسب ما أخبرت من غير مشاهدة. واشترى نصف دار السلكاوي المقابلة لمسجد المصلى الشريف بنحو أربعة آلاف غرش. واشترى من الجرايات والصرر شيئاً كثيراً. وانتقل إلى بندر ينبع المحروس فمات به سنة 1191. بيت الحلواني " بيت الحلواني " أصلهم الشيخ محمد أمين الهندي الكشميري الحلواني. قدم المدينة المنورة في سنة 1140. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة. وكان يحب الفقراء والمساكين ويجعل في كل سنة مولداً عظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم. وأعقب من الأولاد: محمد صديق، وأبا بكر، ومحمداً، ورحمة. " هم " موجودون كلهم الآن إلا صديقاً فتوفي عن غير ولد سنة 1190. بيت الحيدري " بيت الحيدري " أصلهم من وادي ينبع المعمور. ثم سكن المدينة المنورة منهم جماعة كثيرون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 فمن أشهرهم الشيخ محمد سعيد الحيدري. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. ورد المدينة المنورة سنة 1140. واشترى الحديقة المعروفة بالبريدي بجزع قربان، وعمرها وأوقفها على أولاده الخ. وتوفي سنة 1150. وأعقب من الأولاد: دخيل الله، وعلياً، وحبيبة، زوجة الأخ يوسف. ودخيل الله موجود اليوم. وأخبرني الشيخ عيسى الحيدري أن جدهم الكبير ورد من اليمن إلى وادي ينبع، وسكن في خيف شعثاء. وكان رجلاً زيدياً وصار يعلمهم مذهب الزيدية إلى أن توفي. وقبره هناك مشهور يزوره الزيدية. يقول جامعه لطف الله به: رأيت في عام رحلتي إلى اليمن الميمون موضعاً بين صنعاء وذمار يسمى " بلاد الحيدري " فلعل جدهم الكبير ورد منه. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 حرف الخاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 بيت الخليفتي " بيت الخليفتي ". نسبة إلى الخلافة. وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 990 الشيخ عبد الوهاب الخليفتي العباسي. وكان رجلاً فاضلاً، كاملاً، عاقلاً. أخبرني بعض الثقات أن السلطان سليم خان لما افتتح مصر المحروسة سنة 922 وجد بها خليفة المستمسك بالله العباسي فطلبوا السلطان سليم خان على جاري عادتهم " من إبقائهم في منصب الخلافة " ويكون الأمر كذلك. فأبى السلطان سليم خان وتسلطن من غير خليفة فبطلت الخلافة العباسية الصورية من يومئذ؛ فيقال: إن الخليفة المذكور طلب من السلطان المزبور أن يأذن له بأن يسكن المدينة، وأن يعينه بشيء من الدراهم فأذن له بذلك، وأعانه على ما هنالك، فلم يتيسر له المسير إلى المدينة المنورة فأذن لبعض أولاده أن يسكن المدينة فقبل، وهو الشيخ عبد الوهاب وأولاده - والله أعلم بالصواب -. فأقام بها إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: أحمد فنشأ نشأة حسنة وصار من أعيان المدينة المنورة إلى أن توفي بها سنة 1020. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 وأعقب من الأولاد: عبد الوهاب، فنشأ نشأة حسنة مثل والده وزيادة. وصاهر الشيخ جمال الدين البحيري، وتزوج على بنته زينب، والدة ولده عبد الله. وتولى نيابة القاضي. وتوفي سنة 1052. وأعقب من الأولاد: عبد الله، ومحمد المتوكل. فأما عبد الله فمولده في سنة 1015. وتوفي سنة 1085. وتولى نيابة القاضي سنة 1082. وكان رجلاً فاضلاً عالماً، عاملاً. وأعقب من الأولاد: عبد الكريم ومحمداً فأما عبد الكريم فمولده سنة 1070. وكان فاضلاً، كاملاً، عالماً لم يكن في هذا البيت أفضل منه. وله تصانيف كثيرة مفيدة ورسائل عديدة. وتولى منصب الفتوى بالمدينة المنورة، ومنصب الخطابة والإمامة. وتوفي سنة 1133 فجأة. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وخديجة، زوجة أبي الفتح مغاربه. وأما عبد الله فمولده سنة 1094. ونشأ نشأة صالحة وطلب العلم الشريف، وصار خطيباً، وإماماً، وشيخ الخطباء. وتولى الإفتاء ونيابة القاضي. وتوفي سنة 1154. وأعقب من الأولاد: محمد زين العابدين، وأبا السرور، وصفية، وفاطمة، وخديجة، الموجودات اليوم. ما عدا خديجة. وأما أبو السرور فمولده سنة 1135. وتوفي سنة 1175. وأعقب من الأولاد: حسيناً، وأم الفرج الموجودين اليوم، والدتهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 الشريفة رية بنت السيد حسين البصري. ومولد حسين المزبور سنة 1172. وباشر المحراب النبوي سنة 1190. وأما محمد زين العابدين فمولده سنة 1131. وتوفي سنة 1182 يوم عيد الأضحى. وكان رجلاً فاضلاً، كاملاً، لم يكن في عصره ومصره أكمل منه. وتولى الخطابة والإمامة، وصار شيخ الخطباء. وتولى الإفتاء وتولى نيابة القاضي مرتين. وسافر إلى الشام، وإلى الروم، ثم إلى مصر المحروسة، وحصل له غاية القبول والإقبال. وكان صاحب ثروة ومكارم أخلاق. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وأبا الفتح، وعبد الوهاب، وصالحة. فأما عبد الله فنشأ نشأة صالحة. ومولده سنة 1156. وصار خطيباً وإماماً، وشيخ الخطباء. وتولى منصب الفتوى. وتولى القضاء بموت القاضي ووكيل فراشة حضرة السلطان عبد الحميد خان نصره الرحمان أينما كان. وسافر إلى الروم ورجع منها بكل ما يروم، وذلك سنة 1195. وله من الأولاد: عباس، ومحمد، وعباسية. وأما أبو الفتح فمولده سنة 1166. ونشأ على حفظ القرآن. وصلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 به في المحراب النبوي التراويح في رمضان. وله من الأولاد عبد الكريم، وأحمد، والدتهما بنتي أسماء الأنصارية. وسافر إلى الروم مرتين، ورجع منها بما يسر الخاطر ويقر العين. بيت الخياري " بيت الخياري " نسبة إلى الخيارية، بلدة مشهورة بالديار المصرية. أول من ورد منهم إلى المدينة المنورة في سنة 1029 العلامة الفهامة الشيخ عبد الرحمان بن علي بن خضر الخياري يقال: إنه استوطنها بإذن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويقال: إنه كان يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عياناً. واتفق أنه ختم كتاباً في الحديث، وشرع في الدعاء فانتصب قائماً رافعاً يديه كالمؤمن على الدعاء، فقام أهل الدرس من طلبته وغيرهم. ثم طال وقوفه جداً بحيث إن بعضهم تعب من الوقوف وذهب. وبقي الواقفون متعجبين منه، وهو مطرق كأنه في غير شعوره، فبعد ختمه الدعاء قال له بعض أخصائه من تلامذته: ما هذا الوقوف يا سيدي، فإنا لم نعهد لك مثله؟ فقال: والله ما وقفت إلا وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واقفاً يدعو لنا. واستمريت منتظراً له حتى فرغ من دعائه. وهذه من كراماته - رضي الله عنه - وكان بينه وبين الشهاب الخفاجي مراسلات ذكرت في ترجمته في ريحانته. وقد ترجمه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 كثير من المؤرخين كالشيخ مصطفى " بن " فتح الله الحموي في " نتائج السفر " وغيره. وتوفي سنة 1056. ودفن ببقيع الغرقد. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وعلياً. فأما إبراهيم فمولده في سنة 1033. ونشأ نشأة صالحة، وبركات والده عليه لائحة، وطلب العلوم من المنطوق والمفهوم. وسافر إلى الروم وبلغ ما يروم. وجمع رحلة لطيفة سماها " تحفة الأدباء وسلوة الغرباء " وله من التصانيف غيرها. وتولى إفتاء الشافعية والخطابة والإمامة بالروضة النبوية. وتوفي سنة 1083. وقد ترجمه كثير من المؤرخين. وأعقب من الأولاد: أحمد. ومولده في سنة 1070. ونشأ على طريقة حسنة مثل أبيه وزيادة. وباشر الخطابة والإمامة. وتوفي سنة 1123. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وعائشة، زوجة محمد إلياس والدة عبد الله إلياس، وأخته آمنة الموجودين اليوم. فأما إبراهيم فمولده في سنة 1092. وكان رجلاً مباركاً، وباشر الخطابة والإمامة. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، ومحمداً، وفاطمة، زوجة الشيخ أبي بكر الغلام والدة حسن وعباسية، زوجة ابن عمها الخطيب محمد الغلام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 فأما عبد الرحمان فمولده سنة 1128. وباشر الإمامة ولم يباشر الخطابة. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: علي. ومولده سنة 1158. وباشر الخطابة والإمامة. وسافر إلى الروم مرتين ورجع بما يقر العين. وتزوج. وله أولاد أمجاد. وأما محمد فمولده في سنة 1131. وباشر الخطابة والإمامة. وسافر إلى لروم ولم يبلغ ما يروم. وعلى الحظ لا عليه الملام. وهو الذي ادعى أنه من الأنصار لكونه من أهل الإعسار. ولا ادعى ما ادعاه من كان قبله من الأصول والأخيار. وقد حققت ذلك في رسالتي المسماة ب " نزهة الأبصار في عدم صحة نسبة الخمسة البيوت إلى الأنصار " بيت الخياري، بيت الكراني، بيت التمتام، بيت بافضل، بيت باشعيب. وسبب دعواهم أنه وردت صدقة من سلطان المغرب للأنصار وقدرها مائة دينار. وكنا غائبين عن المدينة: بعضنا بمكة وبعضنا بالعوالي مخرجين من المدينة فطمع هؤلاء المذكورون في أخذها. وأعانهم عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلماً وزوراً وصارا يشاركوننا فيها بالكذب والبهتان من غير حجة ولا برهان. - ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم -. وأعقب محمد المزبور زين العابدين، وأخته. وهما موجودان اليوم. وأما علي بن عبد الرحمان الكبير فكان رجلاً فاضلاً رأيت له بعض نظم ونثر. وتوفي وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 الشيخ محمد، نزيل الشام. ثم رجع إلى المدينة وتوفي بها سنة 1150. وأعقب من الأولاد: حسناً، وعلياً. فأما علي فكان فاضلاً خطيباً " وإماماً " وتوفي سنة 1140. وأعقب: أحمد، ومحمداً، وأم هانئ. فأما أحمد فباشر الخطابة والإمامة. " وتوفي شاباً في سنة 1147 عن غير ولد. وأما محمد فباشر الخطابة والإمامة " أيضاً. وتوفي شاباً في سنة 1175. وأعقب علياً، وباشر الإمامة والخطابة، وهم موجود اليوم. وأم هانئ " موجودة اليوم " ولم تتزوج. وأما حسن بن محمد المذكور فتوفي شاباً في سنة 1178 عن غير ولد. وعبد الله الأخرس توفي عن غير ولد في سنة 1180. بيت الخجندي " بيت الخجندي ". - بضم ثم فتح نسبة إلى خجند، مدينة كبيرة على طرف سيحون من بلاد المشرق. وأول من قدم المدينة المنورة في سنة 766. الجلال أحمد بن محمد الحنفي. وقد أطال في ترجمته الحافظ السخاوي. وتوفي في شهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 رمضان سنة 803. ودفن مع شهداء أحد بالقرب من سيدنا حمزة - رضي الله عنه - في قبر حفره بيده لنفسه. ويقال: إنه رام الانتقال عن المدينة قبل موته بشهر فرأى النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وهو يقول له: أترغب عن مجاوراتي؟ فانتبه مذعوراً، وآلى على نفسه أن لا يتحرك منها؛ فلم يلبث إلا قليلاً حتى مات - رحمة الله عليه - ويحكى أنه كان يلقب بمقبول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لكون كان يصلي " عليه " بهذه الصلاة " اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله صلاة أنت لها أهل وهو لها أهل " فرأى رجل من أكابر المدينة المنورة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين هم المذكور بالتحول عنها، وهو يقول له: قل لفلان لا يسافر، فإنه يحسن الصلاة علي. فسئل الشيخ المزبور عن كيفية الصلاة فذكرها. ويقال: إنه أول إمام للحنفية بالروضة النبوية. وقد فرغ بعض أولاده هذه الوظيفة للخطيب إلياس. وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم. وقد ترجم هذا البيت كثير من السلف. يقول جامعه - لطف الله به: قد أدركت من أهل هذا البيت الشيخ سعيداً الخجندي وأولاده: عبيداً، وعلياً، وجلأ، والدتهم الشريفة آمنة بنت السيد علي أسعد البلخي. وقد ماتوا جميعاً. وآخرهم موتاً الشيخ جلال في سنة 1150. وأعقب بنتين: آمنة وسعيدة وكلية أيضاً. وتزوجت آمنة على سليمان طوبجي المشهور ب " بقر " وولدت له ولداً وبنتاً. وتوفيت سنة 1168. وبموتها انقرض هذا البيت. وقد آلت أوقافهم وتعلقاتهم إلى أولاد " بقر " ثلث وقف العينية وثلاث أرباع الحديقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 الرومية بقرب باب الجمعة. وآخر من مات من الذكور الريس حسن الخجندي. وكان رجلاً فاضلاً ميقاتي. توفي سنة 1182. بيت خوج " بيت خوج ". أول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 1110 محمد بن عبد الرحمان الهندي الفتني الشهير ب " خوج " فأما محمد فكان رجلاً، كاملاً، عاقلاً، يتعاطى البيع والشراء، ويعامل الآغوات في غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1160. واشترى جملة من العقارات والصرر والجرايات. وكان ساكناً في حوش المرزوقي. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعثمان، وعمر، وسعيداً، وزينب. فأما أبو بكر " فطلع مثل والده. وتوفي سنة 1185. وأعقب: عبد القادر، وعبد الله، وسلمى. فأما عبد القادر فصار إماماً حنفياً. وتوفي عن غير ولد سنة 1188. وأما عبد الله " فطلع مثل والده في البيع والشراء، وزاد عليه، فإنه رجل يحب فلاحة الحدائق. وعنده حديقتان. وتزوج. وله ولد مزوج، له ولد من بنت الشيخ عبد الجليل أفندي الداغستاني. وأما عمر المذكور فصار ريساً ومنجماً ويتعلق على بعض الاستخراجات. وتوفي سنة 1177. وأعقب من الأولاد: أحمد، وأبا البقاء، ويوسف، وبديعة. وكلهم توفوا عن غير أولاد. ما عدا أبا البقاء فإن له ولداً موجوداً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 وأما عثمان فصار جوربجياً في وجاق النوبجتية، ومشداً باب الحجرة النبوية. وتوفي سنة 1187. " وأعقب من الأولاد: سليمان، وعمر، وحسناً. فأما سليمان فتوفي في وقعة جردة الشريف سرور التي أرسلها لنصرة وزيره وهو بالقلعة في شهر ذي القعدة سنة 1194 ". وأخواه صارا من جملة الرؤساء بمسجده الشريف. وأما سعيد فكان رجلاً كاملاً، وصار ريساً في المسجد النبوي. وتوفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعباساً، وعلياً. وكلهم طلعوا على طريقة والدهم. إلا أن محمداً أكبرهم، وهو أحسنهم، ذو همة ومروءة وشهامة. وكلهم باشروا وظيفة أبيهم. وأما محمد علي، أخو محمد عبد الرحمان المترجم أعلاه، فورد المدينة بعد أخيه. وكان رجلاً " كاملاً " يتعاطى العطارة بباب المصري. وتوفي وأعقب: عبد القادر، وأمة الله، زوجة ابن عمها سعيد والدة أولاده. فأما عبد القادر فكان عطاراً على طريقة والده. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، ونور الدين، وعبد المحسن، الموجودين اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 فأما عبد الرحمان فهو أشطنهم، ومن الذين يأتي هؤلاء بوجه وأخرين كذلك. وله قضايا كثيرة. - نعوذ بالله ن الخصال الذميمة -. بيت الخواجه " بيت الخواجه ". أصلهم الشيخ حسن الخواجه البخاري المجاور بالمدينة المنورة في حدود سنة 1080. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: عبد الباقي، وصالحاً، وسعيداً، وإبراهيم. فأما عبد الباقي فأعقب: محمداً، وفاطمة، زوجة الخطيب يحي الحنبلي. فأما صالح فكان رجلاً كاملاً، حسن الخط. وصار كاتب المحكمة. وتوفي سنة 1140. وكان حسن الهيئة. وأنشأ الحديقة العريضية التي آلت إلى السيد محمد مولاي. وأعقب من الأولاد: حسناً، ومحمداً، وأم الفرج. فأما حسن فتوفي، وأعقب صالحاً الضرير، حافظ كتاب الله، والمؤذن احتساباً بحرم رسول الله. وأما سعيد فكان رجلاً كاملاً، إسباهياً، صاحب ثروة. وتوفي " سنة 1140 عن حمل سمي " سعيداً " فطلع سفيهاً، مبذراً، أضاع ماله وحاله. وتوفي سنة 1184. عن ولد يسمى عابداً، ومحمد وصار إسباهياً أيضاً. وأما إبراهيم فكان رجلاً كاملاً، إسباهياً أيضاً. وتوفي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 " وأعقب إبراهيم ولداً صالحاً، وهو في غاية الكمال، من أحسن الرجال، وأعقب بنتاً زوجها من الشيخ محمد بن عبد الله المغربي المالكي الموجود الآن بقيد الحياة. بيت خضر جلبي " بيت خضر جلبي " بن عثمان البغدادي قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1128. وكان من التجار الكبار المعتبرين. وأصله من بغداد، مدينة السلام، من بني شيبان الكرام. وسافر إلى الهند لتعاطي التجارة، فحصل أموالاً عظيمة نحو أربعمائة كيس. ووصل إلى المدينة فاشترى جملة من العقارات من بيت ونخيل. ومنها البيت الكبير الذي بخط ذروان. ومنها الحديقة المعروفة بالكركية، والحديقة المعروفة بالجديدة وغيرهما. وأنشأهما بأحسن عمارة، وأوقفهما على أولاده الخ ... ثم من بعد انقراضهم تكون على الأئمة والخطباء الحنفية بالروضة النبوية. وتوفي في بندر جدة المعمورة سنة 1138. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد، وحفصة، زوجة محمود حيدر. فأما محمد فكان رجلاً مغفلاً، مباركاً. وكان جوربجياً في النوبجتية، ومشداً بباب الحجرة النبوية. وتوفي سنة 1187 عن غير ولد. وأما أحمد فكان رجلاً دجالاً بعين واحدة، لا يكاد يفتر عن حركة في البلدة أبداً، وكلها محض شر. وكان من أصحاب الأغراض والأمراض. وكان جوربجياً في النوبجتية. وامتحن في آخر عمره بأن قبض عليه أحمد باشا، وأرسله للشريف سرور بن مساعد فأرسله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 إلى القنفذة وجلس فيها مدة بأنغص عيش. ثم عفا عنه ورده إلى بلده. فمكث فيه مدة ثم توفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: سلمى المتوفاة مع عر حيدر، والدة ولده منها. وأختها تزوجت على عبد الله بن عمر حيدر من غير أختها. وله منها ولد موجود. ولأحمد المزبور دار كبرى بخط ساحة البلاط اشتراها بثمن بخس غدراً من أهلها. وعمرها بأحسن عمارة وإحكام. وسكنها شاهين أحمد باشا عام وصوله إلى المدينة محافظاً. ثم باعها أحمد المزبور على الخواجة علي النحال بأحد عشر ألف غرش، وأضاعها في أغراضه وأمراضه. ومما أخبرت أنه دفعها لمحمد أبي الذهب عام وصوله إلى مكة وطلب منه أن يوليه كتخدا النوبجتية فأجابه إلى ذلك. ولم يتفق وصوله إلى البلدة النبوية. وحماها الله منه ببركة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وقد أوقفها الحاج علي النحال على أولاده. ومن شؤم بانيها لم يطمئن هو بسكناها ولا من اشتراها منه. وصارت مشهورة بسكنى الباشوات إلى اليوم. واليوم ساكن فيها حضرة يوسف باشا بن محمد باشا والي جدة، محافظ المدينة المنورة. بيت الخضاري " بيت الخضاري ". نسبة إلى الخضار. وصار علماً بالغلبة على سكان البركة، مغيض العين الزرقاء. وهم جماعة كثيرون من البادية ومواليد بني حسين وغيرهم، وحرفتهم نقل الأحجار والدمن. وجميع ما يحملونه على ظهور جمالهم. وهم أشبه بالحمالة على كل حالة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 بيت الخيبري " بيت الخيبري ". نسبة إلى خيبر، بلدة قديمة مشهورة. وإليها ينسب كثير بالمدينة المنورة. وحرفتهم حفر الآبار وضرب اللبن. ويقال: إن أصلهم من يهود خيبر الذين أجلاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة. وقيل: إنهم مواليد لعبيد عنزة؛ لأن خيبر أملاك لهم إلى اليوم. ويحضرون فيها أيام الصيف مقدار عشرين يوماً ويجذونها قبل استواء ثمارها. وهذا دأبهم في كل عام. وهي بلدة وبية قد أصابتها الدعوة النبوية من قوله - صلى الله عليه وسلم - " الله أكبر خربت خيبر. إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " ورأيت في بعض التواريخ أن اسمها في الجاهلية " خير بر " لأنه كان بها من العيون بعدد أيام السنة. والآن قد خربت وما بقي منها عمار إلا القليل. وغالب أهلها الآن جهال وجهيل. بيت أبو خشيم " بيت أبو خشيم ". أصلهم الخواجة عبد القادر وأخوه جمال الدين الهندي الفتني البزاز. ورد المدينة المنورة في حدود سنة 1110، الشهير بأبي خشيم. وكنوة بهذه الكنية لصغر أنفه جداً حتى لربما لا يبدو للناظر من بعيد. وكان أخن. وكان هذان الأخوان في غاية من الكمال. وكان كل منهما يبيع البز، خصوصاً ملابس البادية من السواد ونحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 فأما عبد القادر فتوفي سنة 1148. وأعقب من الأولاد: درويش وهو موجود، وبالبخل موصوف ومعدود. وله أولاد. وأما جمال الدين فتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: عبد العزيز. وهو رجل لا بأس به. وتعاطى صنعة والده. وله من الأولاد جمال، وهو موجود. ومن هذا البيت ابن عمهم الخواجة بدر أبو خشيم. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى التجارة. وكان مولعاً بلعب الشطرنج حتى برع فيه وفاق لاعبيه حتى صار إذا لعبه ينسى جميع أموره. وله حكايات كثيرة في ذلك. فمنها أنه أراد سفراً إلى جدة المعمورة لبعض التجارة فشد أحماله ووادع أهله. وخرج إلى خارج البلدة النبوية فمر بطريقه على بيت بعض أصدقائه ليودعه فوجدهم يلعبونه، فما سلم ولا تكلم. وجلس يلعب معهم إلى المساء وسافرت أحماله مع القافلة فلما تناصف الليل أرادوا النوم فتركوا اللعب. فتذكر أنه مسافر. فصار مفكراً في أمره ماذا يصنع؟ فأخبر صاحبه بذلك. فماذا يصنع معه مع ذهاب أحماله مع رفقائه. فجلس إلى قافلة أخرى وسافر معها. ومن أعظم الحكايات عنه أنه مرض مرضاً شديداً. فصار من عنده يلقنه الشهادة، وهو يقول: كش، كش، كأنه يلعب الشطرنج. فلما أفاق من مرضه ذلك أخبروه بما صار فندم على ذلك. وتاب إلى الله منه حتى مات. فاشتغل بتلاوة القرآن عن لعب الشيطان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 وأعقب من الأولاد: علياً وأميناً. فأما علي فهو رجل كامل، لا بأس به، مشتغل بنفسه وأنسه، وهو موجود. وأما أمين فتوفي عن غير ولد سنة 1196. بيت الخالدي " بيت الخالدي ". نسبة إلى الشيخ خالد المالكي المغربي الجعفري، نزيل مكة المكرمة والمتوفى بها سنة 1172. أول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 11140. الشيخ أبو بكر ابن علي الخالدي المزبور. وكان رجلاً كاملاً. وتوفي بها سنة 1184. ومولده بمكة سنة 1094. وأعقب من الأولاد: حسيناً، وحسناً، ومحمداً، وعبد الرحمان، وعلياً، وخديجة، وآمنة، وفاطمة. فأما حسين فسافر إلى الديار الهندية نحو أربعين سنة. وحسن توفي بالمدينة سنة 1178. ومحمد كان بمكة يباشر الخطابة والإمامة والإفتاء المالكية. ثم عزل منه وخرج من مكة خائفاً من شريفها بموجب دعوى عليه خاف منها. وسكن المدينة. وله أولاد موجودون معه. وسافر مراراً هو وأولاده إلى الروم ورجعوا إلى المدينة. وبنات الشيخ المذكور أعلاه كلهن موجودات. ما عدا خديجة فإنها توفيت سنة 1194 عن أولاد وبنات موجودين اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 بيت الخياط " بيت الخياط ". أصلهم الحاج أحمد الخياط الصعيدي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان صاحب ثروة، يتعاطى بيع الحبوب. وصار في وجاق النوبجتية وصار جوربجياً ومشداً بباب الحجرة النبوية. وكان حسن الهيئة واللباس معتبراً بين الناس. ثم حصل له خلل في ماله وعقله. وتوفي في حدود سنة 1177. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً، وعثمان. فأما محمد فصار في وجاق القلعة السلطانية. وباع كدك أبيه في النوبجتية، وصار أوده باشي فيها إلى عام وصول الشريف إلى المدينة، فأخذه في الحديد من جملة ما أخذ، فمات في الطريق لعجزه عن المشي. وأما حسن فهو رجل مجذوب، ويؤذن في منارة تكية خاصكى سلطان. وأما عثمان فهو رجل خياط في دكانه، مشتغل بشأنه. وسافر " مراراً إلى " الروم ورجع إلى المدينة بكل ما يروم. بيت الخطاط " بيت الخطاط ". أصلهم علي أفندي الخطاط الرومي الأنطاكي الأصل. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان من أحسن المجاورين. وكان حسن الخط. ولهذا اشتهر به. وكان يعلمه لمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 أراد التعليم. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: أحمد، وأميناً، والدتهما عائشة بنت محمد صالح التمتام. فأما أحمد فهو على طريقة والده من حسن الخط وحسن المجاورة. وسافر إلى الروم وبلغ ما يروم. وكذلك أمين لا بأس به، رجل كامل. وسافر إلى الروم ورجع إلى المدينة. وهما بها الآن موجودان. وتزوجا ولم يولد لهما. بيت خليل " بيت خليل ". أصلهم السيد مصطفى بن السيد خليل الخليلي الأصل الجداوي المولد والمربى. قدم المدينة المنورة سنة 1176. وكان من التجار المعتبرين، صاحب أموال عظيمة يقال: إنه هرب من الشريف مساعد صاحب مكة المكرمة خوفاً مما فعل بأولاد أخيه السيد محمد خليل. وأخبارهم مشهورة في كتب التواريخ مسطورة. ودخل في وجاق النوبجتية لأجل الحمية. وصار مشداً. لكنه لم يباشر. وأوصى غيره مرة. وأشهد على نفسه جماعة من أعيان أهل المدينة بأنه لا يملك شيئاً من المال غير ثيابه لا غير. وأن الذي ينفق عليه بنته الكبرى من مالها تبرعاً لوجه الله تعالى. ولم يزل مريضاً عليلاً من شدة الخوف إلى أن توفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: السيد محمداً، والشريفة زينا، والشريفة سعدية. وهم موجودون. واخبرني بعض أصحابه أنه يملك ثمانين ألف مشخص عتيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 غير العقارات والتعلقات، ومع كثرة هذه الأموال كان يوصف بالبخل الشديد. وفي سنة 1190 وصل ابن أخيه السيد أحمد بن محمد خليل إلى المدينة المنورة؛ وتزوج على بنت عمه المزبور الشريفة السعدية. وأمهرها عشرة أكياس وجاريتين وعبدين وغير ذلك. وكان له عرس عظيم. ثم ارتحل بها إلى بلدة بندر جدة المعمورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 حرف الدال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 بيت الدقاق " بيت الدقاق ". أصلهم شيخنا العلامة أبو علي الدقاق المغربي السلاوي الأصل، نزيل مدينة فاس المحروسة. قدم المدينة المنورة في سنة 1142. وصار يدرس بالروضة النبوية في جميع العلوم في منطوق ومفهوم. ثم لحقه ولداه سنة 1158: أحمد، وعلي. فأحمد رجع إلى المغرب وأقام علي. ونشأ على طلب الدين والدنيا. وبرع في الدنيا وتحصل على أموال عظيمة. وتزوج زوجتين. ولم يولد له. فلعله عقيم. والله أعلم. وهو موجود اليوم يتعاطى أنواع التجارة. وفي سنة 1190. وصل من المغرب ابن أخيه. وهو مقيم بها. وتزوج، وسكن المدينة، وبيننا وبينه محبة عظيمة. بيت الدراوي " بيت الدراوي ". نسبة إلى " درا " مدينة مشهورة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 بأقصى المغرب. وفيها زاوية شيخ مشايخنا سيدي أحمد ابن ناصر نفعنا الله به. و" منهم " بالمدينة المنورة أناس كثيرون. ولهم أوقاف بها من بيوت ونخيل. فمن أشهرهم الحاج إبراهيم بن عمر الدراوي. قدم المدينة المنورة سنة 1140. وكان من أحسن المجاورين. وتولى مشيخة طائفة المغاربة ونظارة أوقافهم مدة مديدة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وسعيداً. ومنهم أيضاً الحاج محمد الدراوي قابض الصرر والمعلوم، وكاتب السادة الآغوات. وكان رجلاً كاملاً. وكان صاحب ثروة. وأنشأ عدة حدائق بجزع الصدقة. وكان بيننا وبينه محبة عظيمة. وتوفي سنة 1140. وأعقب عائشة زوجة الريس محمد أبي العز الحنبلي، وآمنة زوجة عبد الباقي جمال، وحفصة الموجودة اليوم زوجة سعيد دوس، والدة أولاده: صالح ومعتوق. فأما صالح فهو موجود. وتوفي معتوق سنة 1189 عن غير ولد. بيت درج " بيت درج ". أصلهم السيد إبراهيم درج الهندي البنقالي. قدم المدينة المنورة سنة 1040. وكان صاحب ثروة، وموفقاً للخيرات. اشترى عدة عقارات أوقفها. ومنها المقبرة الملاصقة لمسجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 سيدنا علي - رضي الله عنه - ومنها زاوية الشيخ أحمد القشاشي - نفعنا الله به - وما حولها من البيوت. ومنها الحوش الكبير الملاصق لها، أوقفه على عتقائه وأولادهم الخ ... وقد أدركت من أولاد أولادهم عبد الرحمان وأخاه حسناً، وعلياً بن عبد الرحمان المزبور ويحي بن حسن المذكور، ولكل منهما أولاد وبنات. والحوش المسطور بأيديهم اليوم يقسمون غلته بينهم. بيت دده " بيت دده " أصلهم الحاج محمد دده الرومي. قدم المدينة المنورة في سنة 1070. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، من أحسن المجاورين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد، وإبراهيم، وأبا الفتح. فأما أحمد فليس بأحمد، نشأ نشأة غير صالحة. وصار في القلعة السلطانية. ثم صار في خدمة الشريف عبد الكريم صاحب مكة المكرمة. وتولى وزارة المدينة المنورة. وحكم وظلم وتعدى الحدود، فمن جملة ذلك أنه قتل رجلين صالحين: أحدهما سندي، والآخر صالح العمودي اليماني لأجل الدنيا ظلماً وعدواناً؛ فأراد الله بعد مدة عزله من منصب الوزارة وصار في غاية الحقارة. وقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 قيل: إن الوالي إذا انفصل عن الولاية التحق بالرعايا ولا له رعاية. فابتدر والدنا المرحوم وادعى عليه من طرف الشيخ صالح اليماني، لأن ولده محمداً كان في حجر الوالد يربيه مع أولاده. فثبت عند الحاكم الشرعي قتله قصاصاً فقتل سراً. وعلق بالمناخة السلطانية. وذلك في سنة 1120. ولم يعقب. وأما أخواه إبراهيم وأبو الفتح فماتا ولم يعقبا. بيت الدفترداري " بيت الدفتردار " ي " ". أصلهم العلامة الفاضل علي أفندي بن عبد الرحمان الرومي، المجاور، الصالح الفالح، من أتباع الدفتردار، من رجال الدولة العثمانية أولي الاعتبار. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان شريكنا في طلب العلوم، وبرع في المنطوق منها والمفهوم. وكان صاحب ثروة، وحسن الخط والحظ. وله أخلاق رضية وكمالات مرضية، وهمة علية. توفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأبا بكر، وعمر. فأما محمد فهو رجل على طريقة حسنة من الصلاح. وهو من المغفلين. وأما أبو بكر فهو أيضاً رجل كامل، حاذق فاضل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 وأما عمر فهو رجل كامل، مؤدب، همام، فاضل مهذب. وصار إماماً في المحراب النبوي، والمقام المصطفوي. وتوفي في سنة 1194 بعد أخيه محمد بأيام. ولكل من الجميع أولاد موجودون. بيت الديار بكرلي " بيت الديار بكرلي ". نسبة إلى مدينة ديار بكر المشهورة. وإليها ينسب كثير. فمن أشهرهم مصطفى أفندي الرومي الديار بكرلي المجاور. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد. وكان من أحسن المجاورين، مواظباً على الخمس الصلوات، وملازماً للمسجد في غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1112 وأعقب من الأولاد. محمد. وكان على طريقة والده. وكان في وجاق القلعة السلطانية. وتولى ترجماناً للقاضي مدة مديدة إلى أن توفي سنة 1150 وأعقب من الأولاد. مصطفى. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وسافر إلى الروم. ورجع فصار جوربجياً في القلعة السلطانية وترجماناً للقاضي بالتركية ليفهمه العربية. ثم رفع منها لأمور كثيرة كان يرتكبها بالمحكمة السلطانية الشرعية. وتوفي سنة 1188 عن أولاد من بنت عثمان القطان. وهم موجودون الآن. ومن أهل ديار بكر زوجتنا فاطمة بنت علي جلبي الديار بكرلي، والدة أولادنا. ومولدها بالطائف المحروس في حدود سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 1142. وتنسب إلى الولي الكبير القطب الشهير السيد محمد وفاء زاده - نفعنا الله به - وكانت وفاتها بالمدينة المنورة ليلة الجمعة " المباركة " 26 في ذي القعدة الحرام سنة 1179. وأم فاطمة المزبورة عائشة بنت أبي بكر جلبي الدور كلي والشيخ محمد الشبيبي ابن خالتها فاطمة. بيت الدوركلي " بيت الدوركلي ". نسبة إلى دوركل، مدينة مشهورة بأرض الروم وينسب إليها كثير. فمن أشهرهم صهرنا جد زوجتنا المذكورة أعلاه، الخواجة الكبير باكير جلبي الدوركلي، قدم المدينة المنورة بنية الزيارة لا بنية التجارة في سنة 1143، فتوفي بها في التاريخ بعد أن زار الرسول وبلغ غاية السول. ودفن قريباً من قبة سيدنا عثمان ابن عفان - رضي الله عنه - وبجنبه زوجته رقية. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، ملازماً للمسجد الحرام في غالب الأوقات خصوصاً الصلوات. وكان ذا مال " عظيم " ولكن نفسه كريمة يحب العلماء والصالحين والفقراء والمساكين. وقدم مكة المكرمة في حدود سنة 1090 وصحبته أخوه عثمان جلبي الدوركلي صاحب المركب المشهور به. وسافر " ا " إلى الهند للتجارة ففتح الله عليهما. وأعقب من الأولاد: إسماعيل، والد عثمان، وأحمد، والد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 سليمان. ومن البنات عائشة صهرتنا، وفاطمة، وفاطمة، زوجة الشيخ عبد القادر الشيبي، فاتح بيت الله الحرام، والدة أولاده، وخديجة، والدة عثمان بن محمد بن عثمان الدوركلي، وحواء. وقد ذكرناه هنا للمناسبة والمقاربة وإلا فهو مكي لا مدني. وترجمته تحتمل التطويل. ومن أهل دوركل صاحبنا وجارنا محمد الدوركلي. قدم المدينة المنورة في سنة 1118. وكان رجلاً فاضلاً، صالحاً من أحسن المجاورين، ملازماً للمسجد النبوي في غالب الأوقات، ومواظباً على الخمس الصلوات إلى أن مات في حدود سنة 1161. وأعقب من الأولاد: محمد، وفاطمة، وحليمة زوجة عبد الله أفندي البصنوي والدة " أولاده، وخديجة زوجة حسن أفندي البصنوي والدة " ولده مصطفى بصنوي، وصفية زوجة علي أفندي إمام القلعة والدة أولاده، وعائشة زوجة صاحبنا السيد عبد الرحمان الداغستاني. ثم ماتت عن غير ولد. وأما محمد فدخل وجاق القلعة السلطانية وصار جاوشاً. وتوفي شاباً سنة 1155. بيت الداغستاني " بيت الداغستاني ". نسبة إلى بلاد الداغستان المشهورة. ومعناه بالتركية سكان الجبال. وهم أشبه بالبادية ومنهم بالمدينة أناس كثيرون ينتسبون إليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 فمن أشهرهم صاحبنا وعزيزنا وسمينا المبارك السيد عبد الرحمان بن محمد الداغستاني. قدم المدينة المنورة في سنة 1155. وهو رجل لا بأس به، كامل، عاقل، ملازماً للمسجد النبوي في غالب الأوقات، ومواظب على الخمس الصلوات. وسافر إلى الروم عدة مرات. ورجع إلى المدينة ببلوغ المرادات. وسكن في دارنا ذات النخل والبستان، والبركة والديوان الكائنة بخط زقاق الزرندي. ويجتمع فيها الأصحاب والإخوان على مذاكرة ومحاورة. وهو أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتزوج عدة زوجات، ورزقه الله أولاداً وبنات. وفي سنة 1188 صار إماماً في القلعة السلطانية. ومنهم أصحابنا الثلاثة الإخوان: عبد أفندي، وعبد الرحيم أفندي، وعبد السلام أفندي الداغستاني، قدموا المدينة المنورة في حدود سنة 1160. فأما عبد الله فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً يتعاطى تجليد الكتب، ويكتب المكاتيب التركية. وصار إماماً في القلعة " السلطانية ". وتزوج بنت السيد محمد بيرقدار القلعة وولدت له: صادقاً، وأميناً، وصالحاً. وتوفي سنة 1178. وأما عبد الرحيم فكان رجلاً صالحاً، وسافر إلى الروم فاستأسره النصارى في البحر. وتوفي سنة 1189. وأما عبد السلام فهو رجل فاضل، كامل، اشتغل بطلب العلم الشريف، وصار يدرس بالمسجد المنيف. وسافر مراراً إلى الديار الرومية في طلب الدنيا الدنية فحصل منهم شيئاً كثيراً. ولكن لم يشبع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 وفيه ورد " اثنان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا " وسافر أيضاً إلى الديار المصرية ورجع منها ببلوغ الأمنية. وهو كثير الحفظ لشواهد العرب. ونسخ " البخاري " لنفسه و " ملتقى الأبحر " وأكثر من الكتابة على هامشه نقلاً من الكتب المعتبرة. وهو صاحب ثروة عظيمة. لكنه لم يظهر من نفسه للناس إلا الفقر، وشدة الحاجة. وله عدة أولاد وبنات موجودون. بيت دحيدح " بيت دحيدح ". أصلهم الحاج محمد الطائفي الثقفي الشهير بدحيدح. ورد المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى التجارة والبيع والشراء. وكان يحب الفقراء والمساكين والصالحين، ملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات، مواظباً فيه على الخمس الصلوات إلى أن مات. وأعقب إسماعيل فنشأ نشأة صالحة، والخيرات عليه لائحة. وتوفي في سنة 1070. وأعقب من الأولاد: حمزة، وآمنة، زوجة الشيخ عبد الرحيم الأنصاري، عم والدنا. فنشأ حمزة المزبور. وهو لا بأس به. وتوفي سنة 1108. وأعقب: إسماعيل، ومحمد علي، وأحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 فأما إسماعيل فكان رجلاً كاملاً. ودخل في وجاق النوبجتية. وصار مشداً وجوربجياً. وصارت منه حركات وسكنات مع أصحاب الوجاقات أدت إلى خروجه من المدينة. وتوفي بمكة المكرمة في سنة 1152. وعمر الدار الكبرى الذي عليه اليوم في هذا الأسلوب. وأعقب من الأولاد: مصطفى، ومؤمنة، والدتهما أم الفرج بنت عبد الرحمان إلياس الخطيب. فنشأ مصطفى المزبور نشأة غير صالحة في جميع الأمور فأهلك الحرث والنسل، وأضاع الفرع والأصل. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وسافر إلى مصر. وتوفي بها. وأعقب بمصر حمزة الموجود اليوم، فوصل إلى المدينة في سنة 1180. وهو رجل لا بأس به، كامل، عاقل. وأما محمد علي فتوفي عن غير ولد. وكان صاحب سوداء. وأما أحمد فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، وأنشأ الحديقة الصغرى. وتوفي سنة 1148. وأعقب بنتاً زوجها من محمد أفندي كتانجي الإسباهي. ومات عنها. ولها منه ولد موجود اليوم. بيت الدرويش حسين " بيت الدرويش حسين ". أصلهم الدرويش حسين الداغستاني. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وكان رجلاً صالحاً، ملازماً للمسجد النبوي إلى أن توفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وأعقب محمد أمين؛ فنشأ نشأة صالحة فاق بها الأقران حتى صار من الأعيان. واشترى جملة من العقارات. وعمرها أحسن عمارة. وأوقفها على أولاده وأولاد أولاده الخ في سنة 1108. ومنها الدار الكبرى التي برأس زقاق بني حسين، والثلاثة الدكاكين التي تحتها ومنها الدار الصغرى الكائنة بخط رأس زقاق الزرندي من جهة الوكالة السلطانية التي تحت يد أولاده اليوم. وتوفي سنة 1114. وأعقب من الأولاد: عمر، وخديجة، والدة الخطيب محمد إلياس. فأما عمر فتوفي بالمغرب. وأعقب من الأولاد محمد أمين وله بنات موجودات. بيت الدمياطي " بيت الدمياطي ". نسبة إلى دمياط مدينة مشهورة بالديار المصرية. وإليها ينسب كثير؛ فمن أشهرهم السيد محمد " الدمياطي المؤذن في الحرم الشريف ". قدم المدينة المنورة هو ووالده في حدود سنة 1165. وحفظ القرآن العظيم الشأن. وأخذ وظيفة رئاسة المنارة الكبرى وظيفة آذان يوم الأحد. وعالج بأن يأخذ وظيفة خطابة وإمامة فلم يرض به الخطباء والأئمة، فاشتغل بجمع الدنيا فحصل منها شيئاً كثيراُ. ثم سافر إلى مصر، والشام، والروم. ورجع إلى المدينة وصار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 يعلم الصبيان القرآن إلى الآن. وتزوج. وله ولد موجود. وفي سنة 1188 وصل أخوه السيد يوسف من دمياط. وتوفي من عامه. بيت دشيشة " بيت دشيشة ". قد سبق الكلام عليهم في حرف الباء في بيت بزاز. بيت درس عام " بيت درس عام ". يأتي الكلام عليهم في حرف الشين في يوسف أفندي الشرواني. بيت الدسوقي " بيت الدسوقي ". نسبة إلى الطريقة الدسوقية، أصحاب سيدي إبراهيم الدسوقي - نفعنا الله به - تلميذ سيدي أحمد البدوي - نفعنا الله به - وإليه ينتسب كثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 فمن أشهرهم صاحبنا السيد محمد الشامي الدسوقي. قدم المدينة المنورة سنة 1166. وكان رجلاً، كاملاً عاقلاً، أديباً، لبيباً، حسن المحاضرة والمذاكرة، اعترته السوداء في آخر عمره. وسافر إلى الدولة العلية وعينت له برسم طعام فقراء نحو ستين أحمر من وقف عبد الله البارزي. وصار يصنعها في كل عام 12 في شعبان. وكان صاحب ثروة. وتوفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: " السيد " أحمد وأخته الموجودين اليوم. بيت الدهري " بيت الدهري ". أصلهم الحاج محمد الدهري المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1115. وكان رجلاً مباركاً يتعاطى التجارة وبيع القماش. وتوفي سنة 1131. وأعقب: أحمد، وعبد الرحمان، وطاهرة، زوجة الشيخ قاسم الرفاعي والدة أولاده. فأما أحمد فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. ودخل في وجاق القلعة السلطانية. وعمر الدار الكبرى الملاصقة للصالحية الصغرى والسور السلطاني. وتوفي عن غير ولد في سنة 1138. وأما عبد الرحمان فكان رجلاً صالحاً، مصاحباً للشيخ أحمد الشهاب المجذوب، وملازماً له إلى أن توفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: إبراهيم الموجود اليوم. وبلغ سفيهاً وباع جميع ما تركه له الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 والده حتى الدار الكبرى باعها على الشيخ مصطفى رحمة الله الشامي، نزيل دمشق الشام سابقاً، بمال قدره 500. وهي بيده اليوم. بيت الدرويش عثمان " بيت الدرويش عثمان ". أصلهم الدرويش عثمان بن مظفر السندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1110. وأخبرني حماد أفندي أنه من بيت وزارة بالسند. فترك ذلك وخرج سائحاً على طريقة الدراويش، فأقام بالمدينة مدة ثم سافر إلى الروم فحصل له قبول " وإقبال " وإكرام من الدولة العلية. وتولى نظارة وقف المرحوم الكبرلي. وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم. ورجع إلى المدينة، ودخل في وجاق النوبجتية. وصار مشداً بالحجرة النبوية. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وتوفي سنة 1139. وأعقب من الأولاد: أحمد مظفر، ومحمد مديني، ومصطفى مكي، وحليمة. فأما أحمد فمولده في سنة 1120. وصار في محل والده من وجاق النوبجتية. وزاد عليه في الجوربجية. وكان رجلاً مباركاً، أشبه الناس بوالده في جميع أموره. وسافر إلى الروم فتوفي في طريق الشام في عام " غرقة الحج " المشهورة في سنة 1158. وأعقب من الأولاد: محمداً، المقتول بقرب باب الجمعة سنة 1168 في فتنة بني علي؛ وعبد الله المقتول غيلة بمكة المكرمة في سنة 1184. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 وأما محمد مديني فكان رجلاً كاملاً، متحركاً. ودخل في وجاق الإسباهية، وسافر إلى الديار الرومية، ورجع فتوفي سنة 1180. وأعقب من الأولاد: سليمان، وعائشة، ووهبة، والدتهم صالحة بنت محمد الموهوب. وأما مصطفى المكي المشهور بالسندي فمولده سنة 1135. وكان رجلاً كاملاً، تعلم علم المويسقي، وبرع فيه حتى صار لا نظير له فيه بالمدينة. وسافر إلى الروم مرتين ورجع. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعلياً، وآمنة. وأما حليمة فمولدها في سنة 1122. وكانت امرأة كاملة، عاقلة، تحب الجمالة في كل حالة. وكانت زوجة صاحبنا محمد جوربجي حماد " والدة أولاده. وهي موجودة اليوم ". بيت الدلال " بيت الدلال ". أصلهم الحاج أحمد الدلال المصري. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد. وكان " رجلاً كاملاً، عاقلاً ". وتوفي سنة 1098. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً، وإبراهيم، وسعدية زوجة محمد عمر، كاتب المحكمة مدة. فأما محمد فكان في وجاق النوبجتية. وصار من رؤساء أهل العهد والمتكلمين فيه. ثم هرب من المدينة. وسكن وادي ينبع وتوفي فيه. ولم أقف له على عقب في سنة 1138. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 وأما حسن فأعقب صاحبنا إبراهيم. وكان في وجاق الإنقشارية، وسافر إلى الديار الرومية. وتوفي سنة 1153. وأعقب من الأولاد: حسناً، ومحمداً الموجودين اليوم. وأما إبراهيم فهرب مع أخيه محمد إلى وادي ينبع. ثم رجع إلى المدينة المنورة. ودخل في وجاق القلعة السلطانية. ثم خرج منها في الفتنة الواقعة سنة 1156. وتوفي سنة 1160. بيت الدرقي " بيت الدرقي ". أصلهم محمد أفندي الدرقي المانسترلي. ولم أقف على حقيقة لفظ " الدرقي " هل هو نسب أم لقب. وقد قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1100. وكان من أحسن المجاورين إلى أن توفي سنة 1116. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد. وكان من أكمل الناس. وصار بيرقداراً في القلعة " السلطانية. وتوفي سنة 1150. وأعقب من الأولاد: إسماعيل بيرقدار القلعة ". وسافر إلى الديار الرومية والهندية " وغاب " فيه مدة ثم رجع إلى المدينة المنورة. وليس له عقب. بيت الداوودي " بيت الداوودي ". أصلهم الحاج خليل الرومي من أتباع محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 كتخدا الداوودي المتوفى بمكة سنة 1159. قدم المدينة المنورة في سنة 1148. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً يتعاطى التجارة. وكانت له ثروة عظيمة. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1186. وأعقب من الأولاد: عثمان، وخديجة، وفاطمة، ونفيسة. فأما عثمان فبلغ سفيهاً وأضاع ماله وحاله. وأما فاطمة فتزوجت على إبراهيم أفندي بن خليل أفندي، كاتب السلطان. وتوفيت سنة 1196. عن أولاد. وأما خديجة فتزوجت على أبي السعود دشيشة. وله منها ولد. وأما نفيسة فتزوجت على أسعد آغاي القلعة السلطانية ولم تلد. فلعلها عقيم. - والله أعلم -. بيت الدانق اليمني " بيت الدانق اليمني ". أصلهم الشيخ علي الدانق اليمني. قدم المدينة المنورة في سنة 1140. وكان رجلاً، كاملاً، مباركاً. وصار شيخ الدلالين. وكان لطيف الذات، ظريف الصفات، له معرفة تامة بضرب الناي لا يكاد ينعقد مجلس سماع إلا وهو فيه. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة إلى أن توفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 أحمد. ونشأ على طريقة والده في الدلالة لا غير. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: سعيد. ونشأ نشأة صالحة. وصار إسكافياً. وصار في وجاق الإنقشارية. وتوفي شاباً في سنة 1186. وأعقب من الأولاد: عمر، الموجود اليوم. ونشأ على طريقة والده في وجاق الإنقشارية. " و " لا بأس به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 حرف الذال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 بيت الذروي " بيت الذروي ". نسبة إلى السيد ذرو من أشراف صبيا من الديار اليمنية. وقد وقفت على نسبته إلى السيد الحسن بن علي - رضي الله عنه -. وأول من قدم منهم المدينة المنورة السيد الجليل السيد العيدروس اليمني. وأول من تلقب به السيد أبو بكر العيدروس باعلوي صاحب عدن المشهورة باليمن، الولي الشهير، والقطب الكبير - نفعنا الله به في الدارين آمين -. وكان من أصحاب الأحوال والنفوس. وسكن في حارة الآغوات في الدار الكبرى الملاصقة لداري الكبرى التي أنشأتها بقرب باب الجمعة. وأعقد فيها زاوية عند بابها باقية إلى اليوم. وصار يقيم فيها الذكر مع المريدين. وعين لها أهل الخير شيئاً يسيراً في وقف الحرمين، مطلعه مرتب مولد السيد العيدروس. وقد تعطلت اليوم بخروج أولاده من تلك الدار المذكورة بسبب قضية الشمامة العجمية المشهورة، لأن السيد أحمد الذروي كان من المتهمين فيها. - والله أعلم -. وقد أدركت من السادة الذرويين صاحبنا السيد علي بن عبد الله الذروي. ومولده سنة 1100. ووالدته خديجة بنت الشيخ أحمد الصالحي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 وكان السيد المذكور رجلاً، مباركاً. وصنعته يزور الأكابر من التجار والزوار وغيرهم. وهكذا أولاده من بعده. وتزوج أم هانئ بنت أبي بكر جلبي سنان. وولدت له السيد عبد الله المتوفى برابغ في سنة 1179. والسيد أحمد، والسيد حسناً، والشريفة سعاد، زوجة محمد عبد الواحد الريس والدة أولاده: عمر، وإخوانه الموجودين اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 حرف الراء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 بيت رضوان " بيت رضوان " أصلهم الحاج رضوان المصري الإسكافي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1075. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، ملازماً للصلوات في المسجد مع الجماعات إلى أن مات سنة 1120. وأعقب من الأولاد: أحمد؛ فنشأ على طريقة والده ابتداء. ودخل في وجاق النوبجتية. وصار من المتكلمين في قضية العهد المشهورة بالمدينة المنورة. ثم انسلخ من تلك الأحوال، وواظب المسجد الشريف إلى أن توفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: عبد العزيز، ومولده في سنة 1140. ونشأ نشأة صالحة وعلامة الخير عليه لائحة، فاشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. ودرس بالمسجد النبوي. وحاول أن يكون خطيباً وإماماً بذلك المقام المصطفوي فلم يتيسر له ذلك. ثم صار إماماً في القلعة السلطانية. واشترى وظيفة تدريس من مدارس محمد باشا الشهيد بمائة أحمر. ثم توفي في محرم سنة 1190. وله أولاد موجودون اليوم. بيت رمضان " بيت رمضان ". أصلهم الخواجة رمضان المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة سنة 1070. وكان رجلاً كاملاً يتعاطى التجارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 وصار صاحب أموال عظيمة. وكان من أحسن المجاورين مواظباً على الصلوات، وخصوصاً في المسجد مع الجماعات، إلى أن مات سنة 1100. وأعقب من الأولاد: محمد. ونشأ على طريقة والده إلى أن توفي. وأعقب أبا بكر. وقد أدركناه في وجاق الإنقشارية. ثم خرج منه، وهو فقير الحال، وابتلي بالعيال. وتوفي سنة 1150. وأعقب: محمداً، وفاطمة. فأما محمد فكان مباركاً، يبيع الخضرة في باب المصري. ولا أدري كيف حاله. وفاطمة تزوجت صاحبنا محمد بن جعفر. بيت رويزق " بيت رويزق ". أصلهم أحمد بن أبي بكر عبد الرزاق الصعيدي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1120. وصار يتعاطى بيع الحبوب حتى رقي وصار يعد من أصحاب الأموال. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. ودخل في وجاق النوبجتية. وصار مشداً بباب الحجرة النبوية وجوربجياً. وتولى الأمانة ببندر ينبع المحروس. وصار يعد من أصحاب الثروات. واشترى لأولاده جملة من العقارات والصرر والجرايات. وتوفي سنة 1158. وأعقب من الأولاد: عمر، وأبا الحسن، وآسية، وزينب، وحفصة، ورقية. فأما عمر فصار جربجياً في وجاق النوبجتية. وتزوج على حفصة. وله منها ولد يسمى " علي ". وتوفيت سنة 1194. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 وأما أبو الحسن فهو رجل كامل، لا بأس به غير أنه ترياقي من أهل المغيبات. " و " تزوج على مريم بنت الفيخراني. وأما زينب فتزوجت على عمر باش الجزائري. ثم مات عنها. وتزوجت بعده أحمد قصارة المغربي. ثم طلقها، وتزوجها عمر الفيخراني زوج أختها سابقاً. وأما آسيا فتزوجت على السيد إبراهيم برزنجي. وله منها السيد أبو القاسم وأخته، موجودان اليوم. وأما رقية " ف " تزوجت على مصطفى الحراجي. ومات عنها. ولها منه أولاد موجودون بقيد الحياة. بيت الرفاعي " بيت الرفاعي ". أصلهم الشيخ إبراهيم المصري الفيخراني الرفاعي طريقة. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1000. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً من الأخيار. وصنعته الفخار. وكان يقيم الذكر هو وأصحابه عند باب السلام، خلف الصندوق، على طريقة سيدي أحمد الرفاعي - نفعنا الله به في الدارين - والحوش الكبير المعروف به اليوم والفاخور الذي بجنبه من وقفه على أولاد. وهما بأيديهم اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 وتوفي وأعقب من الأولاد: محمداً، وعلياً. وكانا على طريقته. فأعقب محمد قاسماً، والد الشيخ قاسم الذي أدركناه. وكان رجلاً، كاملاً، عاقلاً، مشتغلاً بتحصيل الدنيا. وتحصل على شيء كثير منها من عقارات وصرر وجرايات، وغير ذلك. وصار يعد من أصحاب الأموال وفحول الرجال إلى أن توفي سنة 1145. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وقاسماً، وطاهرة، زوجة أسعد عتاقي المكي، والدة ولده أحمد الموجود اليوم بمكة المكرمة، ووهبة عيال الشيخ السيد عبد الكريم السمهودي والدة السيد زين العابدين، وخديجة زوجة محمد لعبي جوربجي، والدة أولاده، وأم هانئ زوجة أحمد الديري والدة أولاده، وسلمى زوجة أبك بكر الكراني، وفاطمة زوجة السيد محمد الهادي باعلوي. وأما إبراهيم ففاق أباه في جميع الأحوال، وصار يعد من أصحاب الأموال. وعمر الدار الكبرى التي في واجهة " حوش قرة باش " وسكنها. وله من الأولاد: علي. وتوفي في حياته شاباً عن بنت تزوجها سالم بن أبي الخير الحجار. وأيضاً له محمود ومنصور وعائشة زوجة أبي السعود شرواني، وفاطمة زوجة إبراهيم البري. وأم الحسن. ووالدة الجميع كريمة بنت إسماعيل الكراني المصري. وأما قاسم فهو رجل مبارك على طريقة أبيه وأخيه. وله من الأولاد: صالحة، والدتها طاهرة بنت محمد الدهري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 وأما علي بن إبراهيم فأعقب الشيخ محمداً، والد صاحبنا الأسطى بركات الحريري. وكان رجلاً مباركاً صالحاً، مقبلاً على شأنه، وسالم المسلمون من يده ولسانه. وأعقب من الأولاد: محمد علي، وحمزة، وفاطمة زوجة أحمد كردي الخياط. ووالدتها أسماء بنت محمد أمين سفر. فأما محمد فهو رجل حافظ لكتاب الله. وسافر إلى الروم، ورجع إلى المدينة وهو موجود اليوم. وله بنت تزوجها أمير مرعشي، شيخ الفراشين. وأخرى تزوجها الريس نعمان الحنبلي. وأما حمزة فهو أيضاً رجل لا بأس به. سافر إلى الروم مرتين ورجع. وهو بالمدينة الآن. بيت الرصافي " بيت الرصافي ". أصلهم الحاج محمد بن عبد الله الرصافي المغربي الفاسي الأندلسي الأصل. قدم المدينة المنورة في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وتوفى. وأعقب من الأولاد: أحمد. وكان رجلاً كاملاً. وصنعته إسكافي. وتوفي سنة 1155. وأعقب من الأولاد: يحي، وحسيناً، وتحفة. فأما يحي فكان رجلاً فظاً غليظاً، أوده باشا في القلعة السلطانية. وقتل عند باب سيدنا حمزة - رضي الله عنه - في الفتنة الواقعة بين بني علي من البادية وبين أهل المدينة سنة 1178. وأعقب من الأولاد: عبد الله المتوفى سنة 193. وله أخ صغير موجود اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 وأما حسين فكان إسكافياً مثل والده وأخيه. وتوفي سنة 1185. بيت الريس " بيت الريس ". وهو في عرف أهل المدينة المنورة من يؤذن في المنارة الكبرى التي على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسمى اليوم الريسية نسبة إلى الريس المؤذن بها. وهو رئيس المؤذنين. وقد ذكر الحافظ السخاوي في تاريخه ما ملخصه: إن الرئاسة قديماً كانت في ثلاثة أشخاص. أولهم وأجلهم الشيخ أحمد بن خلف الأنصاري. قدم من المطرية إلى المدينة ثلاثة أشخاص، أحدهم هو، عارفين بالميقات فولي رئاستها. ولم تزل في أولاده إلى أن انقرضوا. والثانية للشمس محمد القاهري. ولم تزل في أولاده إلى أن انقرضوا. والرئاسة الثالثة لمحمد بن مرتضى الكناني العسقلاني. ولم تزل في أولاده إلى أن انقرضوا. وكانت بتقرير الناصر. وعدة من المباشرين اليوم ربما ينوفون عن أربعين شخصاً. ويطلق على كل واحد منهم ريساً. لكن صار علماً بالغلبة على بيت الريس الحنبلي حيث إن رئاسة يوم الجمعة فيهم. ولكون مشيخة الرؤساء غالباً فيهم. وسنذكر كل واحد من المباشرين لمذكورين في محله عند أهله إن شاء الله " تعالى ". ولا يطلق لفظ الريس على غيرهم من المؤذنين. انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 بيت الرحمتي " بيت الرحمتي ". أصلهم العالم العلامة الفاضل الفهامة الكامل، العاقل، صاحبنا وعزيزنا الشيخ مصطفى بن الشيخ محمد الرحمتي الدمشقي، خادم ضريح سيدنا نبي الله يحي بن زكريا - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام -. قدم المدينة المنورة يوم الجمعة المبارك ثاني عيد الفطر سنة 1187. وقلت مؤرخاً ذلك: بغاية الأفراح أرخته ... " زار الحبيب مصطفى الرحمتي " وأخبرنا أنه ينتسب إلى سيدنا أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي - رضي الله عنه -. وترجمته تحتمل التطويل لأنه رجل جليل، فلنقتصر على ما لابد منه " ولا غنى لنا عنه ". فنقول: وصل الشيخ إلى المدينة المنورة وانكب أهلها عليه في التعليم والإفادة. وحضر درسه أناس كثيرون، وانتفعوا به، ورأوها من نعم الله عليهم. وهو من الصلاح على جانب عظيم. وعامل جميع أهلها من صغير وكبير بالتبجيل والتعظيم رضي الله عنه ونفعنا به آمين. وولد للشيخ المذكور ولد في المدينة الشريفة وسماه محمد المدني. وله ولدان أتى بهما معه من الشام فتوفي الأكبر منهما. والثاني موجود. واشترى داراً عظيمة في الصالحية. وسكنها وهو بها الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 بيت الرومي " بيت الرومي ". نسبة إلى بلاد الروم المشهورة. وينتسب إليها الكثير من المجاورين بالمدينة المنورة. فن أشهرهم صاحبنا أحمد أفندي الكاتب. قدم المدينة المنورة، وأحسن بها المجاورة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وتوفي وأعقب: محمد أفندي. وقد أدركناه. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار كاتب الجراية مدة مديدة. وأعقب من الأولاد: أحمد، وإيراهيم. فأما أحمد فمولده سنة 1118. ونشأ نشأة صالحة، ولوائح الخير عليه لائحة. وصار في وجاق الإسباهية. وصار كاتب الوجاق المزبور وكاتب المرادية. وكاتب شيخ الحرم. وتوفي سنة 1192. وتولى كتخدا الإسباهية مدة مديدة. وعزل منها. وهو في غاية الكمالات. ويعد من أصحاب المروءات. وعمر البيتين الساكن فيهما بجوار المرادية. وعمر الحديقة المعروفة بالكاتبية. ثم باعها ولده إبراهيم من الشيخ عبد الله الطيار بقيمة قدرها 5000 غرش. وصرف على عمارتها جملة أموال. ورزق من الأولاد: سليمان، وعمر، وإبراهيم. فأما سليمان فكان إسباهياً. توفي في حياة والده عن غير ولد في سنة 1178. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 وأما عمر فنشأ نشأة صالحة، واشترى وظيفة خطابة وإمامة بالمسجد النبوي وباشرهما. وتوفي شاباً سنة 1175. وأعقب محمد علي الموجود اليوم. وباشر وظيفة أبيه من الخطابة والإمامة. وتزوج وله أولاد. وأما إبراهيم فموجود اليوم كاتب الإسباهية. وله ولد يسمى عبد الوهاب من فاطمة بنت الحمصاني. ومولد إبراهيم المذكور أعلاه سنة 1122. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، إسباهياً. وتوفي شاباً في سنة 1150. وأعقب محمداً، الموجود اليوم، والدته حليمة بنت عمر الخاشقجي. وهو وابن عمه مشتركان في كتابة المرادية. وهو رجل في غاية الكمال من أحسن الرجال. بيت ركن " بيت ركن ". أصلهم السيد سليمان بن السيد أحمد بن السيد ركن الدين الهندي الأصل المكي المولد والمربى. قدم المدينة المنورة سنة 1170. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، تزوج عدة زوجات. ولهم منه أولاد وبنات موجودون اليوم. وكان يتعاطى صنعة الحمصانية، ويبيع ويشتري في دكانه بباب المصري. وصارت له ثروة عظيمة. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وهو رجل لا بأس به إلا أن فيه حدة وشدة زائدة. والكمال لله. وتوفي وله ولدان موجودان. وكذلك كانت بينا وبين والده السيد أحمد محبة وصحبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 لما كنا مجاورين بمكة المكرمة. وكان حسن الصوت له معرفة تامة بالغناء. وله عدة أولاد. وكذلك أخوه السيد عبد الوهاب ركن كانت بيننا وبينه بمكة المكرمة صحبة ومحبة. وكان رجلاً كاملاً، فاضلاً، حسن الخط. ولهما أخ ثالث يسمى السيد عبيد فأدركناه. وكان رجلاً شاعراً ماهراً. وقفت له على كثير من القصائد النبوية وغيرها. ومن شعره البيتان المشهوران: أخا الرأي لا يغررك قول ملبس ... يكيف آراء الورى بقياسه تزيا بزي الآدمي، وإنه ... حمار. ولكن رحله فوق رأسه بيت رشيد " بيت رشيد ". أصلهم رشيد الشرقي من بلاد المشرق. قدم المدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان ملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة سنة 1135. وأعقب من الأولاد: عبد النبي. فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده وزيادة، ولاحت عليه لوائح السعادة إلى أن حال حاله وكثرت أمواله، فاشترى بيتاً كبيراً في آخر زقاق العاصي، ونخلاً بجزع السيح وغيرهما. وأوقفهما على أولاده. وهما بأيديهم " إلى " اليوم. توفي سنة 1130. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الله، وعمر، وفاطمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 فأما محمد فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، وكان صائغاً. وجميع إخوانه كذلك. وصار في وجاق الإنقشارية. وتوفي شاباً سنة 1148. وأعقب من الأولاد: عمر. فنشأ نشأة صالحة مثل والده. وصار صائغاً من أهل الديانة والأمانة. وهو في وجاق النوبجتية. وصار جاوشاً وبيرقداراً وجروبجياً. وتولى الحبسة. وصار كتخدا نوبجتيان عاماً كاملاً إلى أن قبض عليه محمد باشا. وسار إلى الشام بمزيد العز والإكرام. ثم أعاده إلى بلده ووطنه. وله ولد وبنات موجودون بقيد الحياة. وأما عبد الله فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، قتله في دكانه محمد صالح المكي النوبجتي غيلة فمسك وحبس في القلعة ثلاثة أيام. وحاولوهم على أخذ الدية فلم يقبل أولياؤه فقتلوه في الحبس سراً في سنة 1140. ومن غريب الاتفاق أن الثلاثة الأيام التي كان محبوساً فيها ولم يؤخذ للقتيل بقود لم تطلع فيها شمس أبداً ولا ظهرت من كثرة الغيوم والهموم " والغموم " بسبب الظلم الغشوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 حرف الزاي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 " بيت الزيني ". أصلهم أحمد بن علي الزيني الصعيدي. قدم المدينة المنورة. وكان من أحسن المجاورين، رجلاً صالحاً، مباركاً، ملازماً للمسجد الشريف في غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة؛ فتوفي وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان. وهو رجل لا بأس به. وصار جوربجياً في النوبجتية. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة. وسافر إلى بندر ينبع المحروس سنة 1136 لاستخلاص حب أهل المدينة من البادية الجمالة بسبب الغلاء العظيم المسمى بشحي. وهو غلاء مشهور. وقد خاص منهم الكثير، وتوفي عبد الرحمان المزبور في سنة 1145. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعلياً، وأحمد، وأبا السعود، وخديجة. فأما أبا بكر فكان رجلاً مباركاً. والدته حفصة بنت مصطفى حمودة الشامي السابق ذكره في حرف الحاء. وتوفي سنة 1152. وأعقب سليمان الموجود الآن. وأما علي فكان رجلاً مباركاً. وتوفي سنة 1157. وأعقب محمداً الموجود اليوم. وأما أحمد فكان رجلاً مباركاً. وأخبرني أن مولده في سنة 1116. وصار يتعاطى علم الحرف وضرب الرمل والمندل. ولا أظنه حصل منها على شيء. وإنما هو ادعاء. وصار صاحب عيال، وفقير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 الحال. وتوفي في سنة 1190. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان وأخاه. وهما موجودان اليوم. بيت الزيبق " بيت الزيبق ". أصلهم الحاج إبراهيم الزيبق الشامي. قدم المدينة المنورة. وكان من أحسن المجاورين بها. وكان رجلاً كاملاً، يتعاطى البيع والشراء في الدخان وغيره. ولم أقف على هذا اللقب. والظاهر أنه كان خفيف الحركات، لأن الناس كانوا يضربون به المثل والله أعلم. وتوفي. وأعقب من الأولاد: إسماعيل، ومصطفى، ودرويشاً، وفاطمة، زوجة الشيخ قاسم الرفاعي. وأما إسماعيل فهو ولد صالح. وأما مصطفى فكان رجلاً متحركاً متكلماً. وله ذكر في قضية العهد الواقعة في سنة 1133. وتوفي عن غير ولد. وأما درويش فكان رجلاً مباركاً، يتعاطى صنعة الصياغة. وتوفي عن الأولاد: أبي بكر، وعمر. وله أولاد موجودون اليوم يتعاطون صنعة أبيهم. وكلهم كمل لا بأس بهم. ولبعضهم أولاد وبنات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 بيت زكي " بيت زكي ". أصلهم محمد زكي الدين الهندي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً، كاملاً، من أحسن المجاورين. وكان يتعاطى بيع القماش وبضاعته مزجاة. وكان ملازماً للمسجد النبوي في غالب الأوقات. وتوفي وأعقب من الأولاد: أحمد. فكان على طرقة والده إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعمر، وسعيداً. فأما أبو بكر فكان رجلاً كاملاً، يتعاطى صنعة الخياطة. وكان ضعيف الحال. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: جعفر، وفاطمة. فأما جعفر فكان رجلاً كاملاً، شجاعاً. وكان أوده باشا في القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1190. وأما عمر فكان رجلاً " كاملاً " عاقلاً، يضرب به المثل في العقل، وكان في بدايته خياطاً ضعيف الحال. ثم صار جاوشاً في الإنقشارية. وصار يقبض المعلوم، ويتعاطى البيع والشراء، فراج حاله وكثرت أمواله. صار متظاهراً بين الناس. ثم أخرج من المدينة المنورة بالفرمان بسبب الفتنة الواقعة في سنة 1156. ثم رجع إلى المدينة وصار كتخدا القلعة السلطانية إلى سنة 1172. وتوفي فيها. وأعقب من الأولاد: فاطمة، وعبد الرحمان. فأما فاطمة فتزوجت على السيد يحي هاشم كاتب المحكمة. وماتت عن غير ولد سنة 1188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 وأما عبد الرحمان فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً كأبيه وصار إسباهياً. وتوفي سنة 1189. وأما سعيد فكان كاملاً يتعاطى بيع الخضروات بباب المصري إلى أن توفي سنة 1152. " وأعقب من الأولاد: محمداً وحسناً ". فأما محمد فكان رجلاً لا بأس به. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية من المتحركين المتكلمين. وقتل في القلعة السلطانية مع من قتل في قضية الشريف سرور مع قتال الأهالي ومحاصرتهم سنة 1194. وله أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة. وأما حسن فهو رجل كامل، عاقل. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. ثم بيعوه فتعاطى صنعة صب الشمع. وهو موجود. وله أولاد. بيت الزرندي " بيت الزرندي ". نسبة إلى زرند. وقد سبق ذكرهم في بيت الأنصاري من حرف الألف. بيت الزللي " بيت الزللي ". ويقال له الزيلوي. نسبة إلى زلل مدينة مشهورة بالديار الرومية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وأول من قدم منهم المدينة النبوية سنة 1178 صاحبنا حسين أفندي بن أبي بكر الزيلوي الرومي، كاتب الشرع الشريف سابقاً ببندرة جدة المعمورة. وتولى نائب الشرع الشريف بالمدينة المنورة مراراً عديدة. وكان صاحب أخلاق رضية وكمالات مرضية. ما رأينا مثله في المجاورين، كريم النفس، حسن الهيئة. وتوفي سنة 1193. وله أولاد أمجاد. وكان صاحب ثروة. وبيننا وبينه محبة شديدة، وصحبة أكيدة. وصار خطيباً بالمنبر النبوي، وإماماً بالمحراب المصطفوي. بيت الزيتوني " بيت الزيتوني ". أصلهم حسن أفندي الرومي الشهير بالزيتوني. ولم أقف على حقيقة هذا اللقب. والله أعلم أنه كان يبيع الزيتون بالروم. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، من أحسن المجاورين. وصاهر الشيخ موسى أفندي المرعشي، شيخ الفراشين. وقدم المدينة المنورة سنة 1100. ولم يزل ملازماً للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1125. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الله. فأما محمد فكان رجلاً كاملاً، سافر إلى الديار الرومية وحصل له قبول وإقبال، ورجع إلى المدينة المنورة. وكان مغرماً بمحبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 النسوان الحسان، ويأكل الأفيون والبرش. وتوفي سنة 1167. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وعمر، وعبد الرحمان، وتوفي شاباً، وفاطمة زوجة محمد علي الرفاعي، والدة أولاده، وزينب زوجة موسى أفندي الطرنوي، وأم هانئ زوجة عبد الباقي جمال، والدة أولاده، ورابعة. فأما إبراهيم فكان رجلاً مباركاً، سافر إلى الروم وما له حظ، ورجع إلى المدينة. وتوفي سنة 1184. ولم يعقب. وأما عمر وعبد الرحمان فتوفي عمر في إسلامبول سنة 11963. وعبد الرحمان موجود الآن. بيت زاهد " بيت زاهد ". أصلهم الفقيه زاهد البلخي الأزبكي. قدم المدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلاً صالحاً مباركاً، يعلم الصبيان القرآن في مؤخر المسجد الشريف. وكان على يديه فتح عظيم. حتى يقال: إن غالب أطفال الأعيان حفظهم القرآن، ومنهم والدنا وأعمامنا، وأولاد السيد أسعد المفتي، والسادة السماهدة وغيرهم. ومن الغريب أنه ما كان يحفظ القرآن غيباً. وكان من عباد الله الصالحين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة. " فأما محمد ف " كان رجلاً مباركاً. وصار يعلم الصبيان القرآن في محل والده. وهو أول معلم قرأت عليه القرآن وأنا صغير جداً. وكان رجلاً مسكيناً. وتوفي سنة 1145. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 عبد الله. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وتوفي سنة 1178 وأعقب من الأولاد: محمد زاهد الموجود اليوم. وهو رجل كامل ذو صفات طريفة، ويصنع السبح اللطيفة. بيت زيت حار " بيت زيت حار ". أصلهم الحاج أحمد المصري المشهور بزيت حار. ولم أقف على حقيقة هذا اللقب. والله أعلم أنه كان يبيع الزيت الحار. قدم المدينة المنورة في سنة 1090. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي وأعقب من الأولاد: عبد الله. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي سنة 1148. وأعقب: سعيداً، وحسناً، وعيسى، ومحمد علي. فأما سعيد فكان رجلاً لطيفاً صاحب مجون ومضحكات. وتوفي سنة 1164. وأما حسن فكان رجلاً شجاعاً. وكان فراناً. وصار اختياريا في وجاق القلعة السلطانية. وتوفي. وله بنات وولد سماه عبد الرحمان. وكلهم موجودون الآن. وأما عيسى فكان رجلاً مباركاً. وتعاطى صنعة الفرانة بحارة الأغوات إلى أن مات 1192. وأما محمد علي فصار في وجاق القلعة السلطانية جاوشاً. وكان متحركاً متكلماً لكنه يعرف الناس. وله ولدان توفيا مقتولين في واقعة القلعة. وهو موجود اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 حرف السين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 بيت السمهودي " بيت السمهودي " نسبة إلى سمهود، مدينة مشهورة بالصعيد السعيد. وأول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 880 العلامة الفهامة السيد علي بن أحمد بن عبد الله الحسني السمهودي الشافعي مؤرخ المدينة المنورة بأربعة تواريخ مشهورة منها: الوفاء، وقد احترق في حريق المسجد النبوي، ومختصره وفاء الوفاء، وخلاصة الوفاء وذروة الوفاء مخصوص بعمارة المسجد الشريف. ولله در الشيخ إبراهيم بن أبي الحرم الشافعي حيث يقول: من رام يستقصي معالم طيبة ... ويشاهد المعدوم كالموجود فعليه باستخلاص تاريخ الوفا ... تأليف عالم طيبة السمهودي وله تآليف كثيرة وتصانيف شهيرة. وقد ترجمه الحافظ السخاوي بنحو كراس. وكان صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 من العقارات من بيوت ونخيل منها الدارالكبرى التي بقرب باب الرحمة، والحديقة السمهودية بخط الصاغة، والدار التي تحت المنارة السليمانية. وقد استبدلت بدارهم في سنة 1182. واستبدلها محمد جلبي القمقمجي، والحديقة المعروفة بالأخوين، والمزرعة المعروفة بالشقيفات، والمزرعة المعروفة بالسمهودية وغير ذلك. وقد أوقف جميع هذه العقارات المسطورة على ثلاثة أشخاص من السماهدة، كبير ووسط وصغير. وعين لكل واحد منهم مواضع معلومة مرسومة في كتاب الوقف المؤرخ سنة ... وكان فيه حدة شديدة. وهي باقية فيهم إلى اليوم. وتوفي السيد المذكور سنة 911. عن غير ولد. وورثه إخوانه في سمهود. فوصل منهم إلى المدينة المنورة بعد وفاته أخوه السيد عبد الكريم. وأقام بها إلى أن توفي وأعقب: السيد عبد الله، والسيد عبد الرحمان، والسيد محمداً، والسيد عبد الرحيم. وهم جميعهم بيت علم وفضل، وسيادة وعلاء، وصلاح وسعادة. اجتمع فيهم بالمدينة المنورة من الوظائف العلية التدريس والإفتاء والخطابة بالمنبر النبوي والإمامة بالمحراب المصطفوي. وقد بسط ذكرهم السيد محمد السمرقندي. وممن أدركناه منهم المدينة المنورة العلامة الفاضل السيد عمر السمهودي. ومولده سنة 1085. ونشأ نشأة صالحة واشتغل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 بطلب العلوم من منطوق ومفهوم، ودرس بالروضة النبوية. وصار مفتي الشافعية. وخطب وأم، وألف وصنف، ونثر ونظم. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة بالفرماني السلطاني وسكن الحجاز مدة مديدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة بالفرمان السلطاني. وكان صاحب ثروة. وكان صاحب سوداء عظيمة. وتوفي سنة 1158. ووالدته خيرة بنت الشيخ علي القشاشي. وكذلك أدركنا أخاه الفاضل السيد عبد الرحمان. وكان رجلاً عاقلاً، كاملاً. وكان خطيباً وإماماً. وتولى إفتاء الشافعية. وسافر إلى الديار اليمنية. واجتمع بالإمام المهدي الكبير صاحب المواهب، وأكرمه. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وكان بيننا وبينه محبة عظيمة. وتوفي سنة 1157. وأعقب من الأولاد: السيد حسناً، والسيد علياً، أمهما رقيقة صارت أم ولد. فأما السيد حسن فمولده سنة 1142. ونشأ نشأة صالحة لكنه بديهي مغفل جداً في جميع الأمور الدراهم والدنانير فإنه أصحى وباشر اإمامة بالمحراب النبوي ولم يباشر الخطابة، وتزوج حفصة بنت عمر البسناطي وله منها ولد سماه محمداً وأما السيد علي فمولده في سنة 1144 ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف. وباشر المحراب المنيف. وتولى إفتاء الشافعية مدة. ثم سعى في عزله بعض أهل الأغراض فعزل. ثم رجع إليه حتى مات سنة 1195. وهو رجل من الشهامة والمروءة والكرامة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 وجميل الذات، ظريف الصفات، ذو هيئة حسنة، وأخلاق رضية مستحسنة. وبيننا وبينه صحبة شديدة، ومحبة ومودة أكيدة. وله بنت سماها علوية موجودة اليوم. وممن أدركناه منهم بالمدينة المنورة السيد عبد الرحيم. وكان رجلاً فاضلاً، كاملاً عاقلاً، ذا هيئة حسنة وأخلاق مستحسنة، باشر الخطابة والإمامة بالإعزاز والكرامة. وولد له ولد في آخر عمره من جارية سوداء سماه عبد الله، فنشأ سفيهاً غير رشد. وكان أسود اللون، فأضاع جميع المال وصار في أسوء حال. نسأل الله العافية. وتوفي السيد عبد الرحيم سنة 1140. وتوفي عبد الله المذكور سنة 1168. وأعقب من الأولاد: عبد الرحيم، مات مقتولاً سنة 1176، وإبراهيم، ومحسناً، والدتهما رابعة بنت الحاج علي النحاس. فأما إبراهيم فنشأ نشأة غير صالحة، يتعاطى شرب الخمور في مجالس اللهو والزمور، ويلقي الفتن بين الناس. وهذه هي خصال الخناس. نسأل الله الخلاص. وأخوه محسن توفي سنة 1188. وكان يتعاطى صنعة الصياغة في دكانه مشتغلاً بشأنه. وله ولد موجود اليوم. وممن ينتسب إلى هذا البيت السيد عبد الرحمان بن السيد عبد الكريم، أخي السيد زين العابدين. وكان سيداً جليلاً، وسنداً أصيلاً. سكن مكة المكرمة. وتوفي بها. وأعقب بنتاً زوجها من السيد أحمد عقيل. وتوفيت، ولم تعقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 وأعقب الشريفة زين الشرف، زوجة السيد عمر بن السيد علي، والدة صاحبنا السيد عبد الكريم بن السيد عمر المزبور. وكان سيداً كاملاً، سافر إلى الروم ومصر والشام. ثم رجع إلى المدينة المنورة وباشر الخطابة والإمامة ومولده سنة 1108. وتوفي سنة 1193. وله من الأولاد: زين العابدين، والدته وهبة بنت الشيخ قاسم الرفاعي. وتوفي السيد زين العابدين " المذكور " في سنة 1194 عن أولاد وبنات من بنت الشيخ أبي بكر الخالدي المتوفاة بعده بأيام سنة 1194. بيت سيدون " بيت سيدون " أصلهم الشيخ عبد الله الهندي الملتاني الشهير بسيدون. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1020. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. سكن في رباط العجم في الخلوة التي على يمين الداخل من باب الرباط المزبور. ثم صار بواباً لباب جبريل، أحد أبواب المسجد الشريف. وقد أدركت هذه الوظيفة في أولاد أولاده. ثم فرغوا بها للغير. ولم يزل ملازماً للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد. فنشأ نشأة صالحة. وصار كاتباً للآغوات. ثم صار كاتباً لشيخ الحرم، وصار من الأعيان. وصار صاحب ثروة. وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 رجلاً كاملاً عاقلاً. وتوفي سنة 1104. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعمر، وعبد الله، وأم الفرج، وأم هانئ، وصفية. فأما أحمد فمولده سنة 1070. ونشأ نشأة صالحة كأبيه وزيادة " ومن يشابه أبه فما ظلم " وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار كاتباً لشيخ الحرم. ثم أسلخ نفسه منها، وأظهر أن به سوداء لأمور خشي حدوثها. وكان الأمر كما ذكر من الفتن الواقعة بالمدينة المنورة سنة 1133. وصار يباشر الكتابة ولده حسن، وتوفي سنة 1135. وأعقب من الأولاد: حسناً، وعائشة، زوجة عبد الرزاق الكبرلي، ومارية زوجة عمر ظافر والدة محمود الموجودة اليوم. وأما حسن فمولده في سنة 1104. ونشأ نشأة صالحة حتى صار لا نظير له في المدينة المنورة. ثم تغيرت أحواله، وضاعت أمواله. " ويقال ": إنه لما ضاق به الحال سم نفسه فمات فجأة في سنة 1151. وأعقب من الأولاد: إسماعيل، وعبد الرحمان، وبديعة، وفاطمة. فأما إسماعيل وعبد الرحمان فغابا بأرض الروم ولم يعلم موتهما ولا حياتهما. وليس لهما أولاد. وأما بديعة " ف " تزوجت محمد سعيد سيدون. وتوفيت. وأما فاطمة توفيت أيضاً عن غير ولد. وأما عمر بن محمد سعيد سيدون فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتوفي سنة 1132. وأعقب من الأولاد: محمد. وكان من أحسن الناس ذاتاً وصفات. وتوفي شاباً سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 1138. وأعقب من الأولاد رقية، زوجة عبد الخالق الحريشي. وتوفيت شابة عن غير ولد سنة 1158. وأما عبد الله بن محمد سعيد المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصابر إسباهياً وبيرقداراً. وكان من أصحاب المروءات والهمم العاليات. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وسعيدة زوجة حماد أفندي، والدة عبد الحفيظ حماد كتخدا القلعة السلطانية الآن الموجودة الآن، وصالحة المتوفاة سنة 1194 عن غير ولد. وأما محمد سعيد فمولده سنة 1130. ونشأ نشأة صالحة في غاية الكمال. وصار إسباهياً في محل والده. وصار جاوشاً وبيرقداراً. وتوفي سنة 1188. وأعقب ولداً مات صغيراً بعده سنة 1190. وبموته انقرض هذا البيت من أولاد الذكور. وما بقي إلا البنات وأولادهن. وأما أم الفرج بنت محمد سعيد المزبور فكانت كاملة من عقلاء النساء. وهي زوجة محمد تقي الكبرلي، والدة أولاده الآتي ذكرهم في حرف الكاف. وأما أم هانئ بنت محمد سعيد المزبور - ضاعف الله لها الأجور - " ف " مولدها سنة 1092. وكانت من أكمل النساء عقلاً وصلاحاً وشفقة. وتوفيت سنة 1147. وقد أرخ وفاتها جمع من الأدباء والفضلاء. أعظمهم السيد عطية الهندي الولي المشهور، مقتبساً بقوله تعالى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 " وأعتدنا لها رزقاً كريماً " ووطأة العالم الفاضل السيد عبد الله أسعد المفتي بالمدينة بيتين لطيفين: لقد حلت جنان الخلد من قد ... حوت من ربها أجراً عظيماً ببشرى من كتاب لله أرخ ... " وأعتدنا لها رزقاً كريماً " وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وأبا البركات، ويوسف، وعبد الرحمان، وعلياً، وستيت، ورقية. وقد سبق ذكرهم في بيت الأنصاري من حرف الهمزة. وأما صفية بنت محمد سعيد المزبور، زوجة السيد أحمد أبا سهل العلوي، والدة السيد سهل، فكانت امرأة كاملة. وتزوجها بكراً الخطيب محمد مكي الأنصاري. ومات عنها سنة 1118. وكانت لا تخلو من سوداء. وتوفيت سنة 1168 وكانت دائماً في بيتها وخدرها. وبابها مصكوك عليها لا تفتحه إلا عند الحاجة. ولا تزور أقارب ولا أباعد. بيت السمان " بيت السمان " أصلهم أحمد بن عبد الله الحجازي الثقفي الشهير بالسمان. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى صنعة السمانة بالديانة والأمانة إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً. فأما محمد فكان رجلاً صالحاً على طريقة والده، فوسع الله عليه في الدنيا، واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل. وتعاطى مع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 السمانة صنعة الفلاحة في حديقته المعروفة بأم هانئ بجزع السيح وغيرها. وكان محباً للسادة والعلماء والمشايخ. وأوقف جملة كتب معتبرة على الطلبة بالمدينة المنورة. ولم يزل مواظباً على الطاعات وحضور الجماعات إلى أن أدركته الوفاة. وأعقب من الأولاد: سالماً، وأحمد، وعائشة، زوجة ابن عمها عبد الكريم بن حسن المزبور، والدة أولاده. فأما سالم فكان رجلاً صالحاً على طريقة أبيه وجده إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحسناً، وآمنة. فأما محمد فكان رجلاً كاملاً، وسافر إلى الديار الهندية. وتوفي بها عن غير ولد. وأما حسن فكان رجلاً متحركاً. سافر مراراً عديدة إلى الديار الرومية. وكان صاحب ثروة. وصار خطيباً وإماماً. توفي بمكة المكرمة خفية. ويقال: إن الشريف مساعداً أمر بقتله - والله أعلم - سنة 1172. وأعقب من الأولاد سالماً فكان شاباً صالحاً نشأ على طلب العلم وحفظ القرآن، وصلى به المحراب النبوي التراوييح في شهر رمضان وتزوج وتوفي شاباً عن غير ولد سنة 1188. وأما أحمد بن محمد المزبور فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، يصب الشمع ويبيعه. وكان ملازماً للصلوات مع الجماعات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمد. وصار في وجاق الإنقشارية. وهو رجل لا بأس به. وتوفي عن بنت تزوجها مصطفى بن سليمان يلمز. وهي معه الآن. وأما حسن بن أحمد المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، على طريقة والده وزيادة، مواظباً على الطاعات والجمع والجماعات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وعبد الكريم، وأحمد، وعبد الرحمان، وفاطمة، زوجة يحي القرشي والدة أولاده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 فأما محمد سعيد فمولده في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، صالحاً، مباركاً. خاله الشهاب أحمد المجذوب المشهور بالولاية. وكان محمد سعيد المزبور يبيع السمن في دكانه في السوق. وكان ملازماً للمسجد الشريف إلى أن توفي سنة 1190 وأعقب من الأولاد: إبراهيم. فأما إبراهيم. فكان رجلاً كاملاً، مباركاً، شجاعاً. وصار جربجياً في القلعة السلطانية. وتوفي شهيداً يوم الجمعة من جملة المدعوسين بالأرجل بباب الرحمة في 17 ربيع الثاني سنة 1189. ولم يعقب. ومات في حياة أبيه المزبور. وأما عبد الكريم فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، انسلخ من السمانة وتزيا بزي أهل الديانة فصار في عظمة. ولقبه الناس بسارق الحشمة إلى أن استحوذ على الشيخ محمود شيخ الزاوية القادرية بباب النساء عن أبيه وجده، فصار يسلفه الدراهم والحب والتمر والسمن إلى أن بلغ عنده من الدين " 500غ " فشدد عليه الطلب حتى أساء الأدب فلم ينفك عنه حتى فرغ له بوظيفة مشيخة الزاوية المزبورة فراغاً معاداً. وسافر الشيخ محمود إلى جهة بغداد فلم يتحصل على المراد. وتوفي بها سنة 1136. وتمت الزاوية لعبد الكريم المزبور، فلبس الخرقة وتصدى للمشيخة، وعمر الزاوية وأوقفها واتخذها سكناً، وغير معالمها ومراسمها حتى أنه تجرأ وهدم قبر واقفها، لأنه دفن فيها. ولم يتحاشى منه. وجعل موضعه مجلساً له. فلم يتفق أنه جلس فيه أبداً، لأن الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 " تعالى " أغير. وتوفي في سنة 1153. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة زوجة الشيخ محمد سعيد طاهر الكردي والدة ولده عبد القادر. وطلقها فتزوجها محمد كتخدا قمقمجي، والدة ولده جعفر. وهي موجودة اليوم. فأما محمد فمولده في سنة 1130. ونشأ نشأة صالحة في غاية من الرفاهية والدلال، وكان في غاية الكمال، يلبس الثياب الفاخرة، مقبلاً على الدنيا، معرضاً عن الآخرة إلى أن توفي والده المزبور فانسلخ من تلك الأمور، ولبس الثوب الخشن والعمامة الخشنة والعباء والصوف، وصار بالعزلة معروف. وحقيقته رجل صالح مقبل على شأنه، وخير الناس من سلم المسلمون من يده ولسانه. وعمر الزاوية بالذكر لا سيما بعد العشاء والعصر. واشتهر ذكره في الأقطار حتى وصل إلى السودان والمشرق والمغرب ومصر والشام واليمن وبلاد نعمان. وتوفي الشيخ محمد المذكور يوم الأربعاء في 2 ذي الحجة الحرام سنة 1189. ودفن تجاه " قبة الأزواج ". وأعقب من الأولاد: عبد الكريم، وآمنة، زوجة سالم سابقاً، وعثمان، وهي موجودة الآن. فأما عبد الكريم فمولده في سنة 1152. ونشأ نشأة صالحة كأبيه " ومن يشابه أبه فما ظلم " فلما توفي والده الممزبور انسلخ مما انسلخ أبوه من جميع تلك الأمور وتخلل بالعباء ودخل الخباء. ولما توفي والده كان مجاوراً بمكة المكرمة بأهله وعمه وأولاد عمه أحمد وجميع الرواتب التي كانت في أيام والده جارية في الزاوية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 ووالدة عبد الكريم المزبور ملكة بنت مصطفى الشرواني. يقال: إن أباها كان يحبه فزوجه إياها. وقد اعترض عليه كثير من الأعيان في تزويجها لولد السمان. وأما أحمد بن حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق الإنقشارية. ثم خرج من المدينة المنورة بالفرمان السلطاني. وسكن قبا في الفتنة الواقعة في سنة 1156. ثم رجع إلى المدينة المنورة وصار بيرقدار القلعة السلطانية. وكان في بدايته فقير الحال. ثم صار صاحب أموال عظيمة يقال: إنه خلف نحو 30. 000 " غرش ". وكان يتعاطى بيع التمر والفلاحة. واشترى جملة عقارات من نحيل وبيوت وتعلقات. وتوفي سنة 1175. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وحامداً، وحسناً، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، ومحمداً، وزبيدة، زوجة عبد الكريم، والدة أولاده. وكلهم موجودون بقيد الحياة على طريقة والدهم من البيع والشراء والفلاحة ماعدا أبا بكر فإنه مشغول بطلب العلم الشريف الأنور. ورام أن يصير خطيباً وإماماً فلم يرض به الخطباء والأئمة. وكادت أن تكون فتنة بسبب ذلك على الأمة. وأما عبد الرحمان بن حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، يحفظ القرآن، ويدارسه في شهر رمضان. وكان يحب الصالحين والفقراء والمساكين. وكان يواسي سادات بن علوي ويكرمهم ويرفع قدرهم ويعظمهم. وكان ابتدأ فقير الحال. وبسبب البيع والشراء صار يعد من أصحاب الأموال. واشترى جملة من العقارات، لا سيما من الدكاكين والصرر والجرايات. وأعتق عدة من العبيد لوجه الحميد " المجيد " وتزوج واقتنى الإماء. ولم يولد له فلعله عقيم. وتوفي سنة 1192. والله تعالى أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 ؟؟؟ بيت السقاط " بيت السقاط ". أصلهم الحاج محمد السقاط المغربي الفاسي. ولم أقف على سبب هذا اللقب. قدم المدينة المنورة في سنة 1160. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً " موفقاً للخير، ملازماً للمسجد النبوي في غالب الأوقات. وكان صاحب ثروة إلى أن مات سنة 1172. وأعقب من الأولاد: صاحبنا الحاج محمد. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً "، قدم المدينة المنورة مع والده. وسافر إلى مصر المحروسة. وأقام بها مدة. ثم رجع إلى المدينة. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية ومشداً بباب الحجرة النبوية. وعمر حديقة لطيفة بخط الصاغة، وغرس " فيها " نفائس النخل والأشجار. وصارت مقيلاً للصالحين والأخيار. وتوفي سنة 1189. عن الأولاد: محمد العربي، وفاطمة، زوجة مصطفى يكشهرلي أفندي. وتوفي عنها، وليس لها منه ولد. بيت سفر أمين " بيت سفر أمين " أصلهم محمد أمين بن علي بن عبد الله السليماني الشهير بسفر. قدم جده المزبور إلى المدينة المنورة. وكان رجلاً صالحاً من أحسن المجاورين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 علي. فكان على طريقة والده. وتزوج أخت علي سفر الآتي في بيت ظافر آغا فولدت له محمد أمين المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق القلعة السلطانية. ثم خرج منه بسبب أنه كان يهوى شخصاً بارع الجمال، ولا يمكن أن يجتمع إلا في الدرس. فاشتغل بطلب العلم وحضور الدرس الذي يحضره محبوبه. وتم له مطلوبه، فبرع في العلم والحفظ والفهم حتى صار يضرب به المثل. وقال: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. وقد ترجمه كثير من المؤرخين. وتوفي سنة 1125. وأعقب من الأولاد: أحمد، ومصطفى، ومحمد سعيد، وأسماء. زوجة الشيخ بركات الرفاعي، والدة أولاده. فأما أحمد فكان رجلاً شجاعاً قتل شهيداً في جبل فتنة سنة 1134 ولم يعقب. فأما مصطفى فكان رجلاً، عاقلاً، فاضلاً سافر إلى الديار الرومية. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وكان يغلب عليه المجون والخلاعة. وتوفي سنة 1156. وأعقب: عبد الله الموجود اليوم. وله ولد يسمى مصطفى. وأما محمد سعيد فمولده في سنة 1113. ونشأ نشأة صالحة، وصار في وجاق الإسباهية. ثم تركه. واشتغل بطلب العلوم حتى بلغ منها ما يروم. وسافر إلى الروم ومصر والشام ورجع منها بمزيد " العز " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 والإكرام. وصار خطيباً وإماماً ثم تركهما. وكف بصره فاشتغل في بالتدريس. وله شعر رائق ونثر فائق. وبيني وبينه صحبة ومحبة وخلة ومودة. وكان شريكنا في الدرس والطلب. وتوفي سنة 1194. وقد مات له ولدان كبيران في حياته: محمد أمين، وعبد الرحمان. وأعقب بعد مماته: أحمد، وعلياً، ومصطفى، وإسماعيل. فأما أحمد فمولده في سنة 1158. ونشأ نشأة صالحة، واشتغل بطلب العلم الشريف. وصار إماماً حنفياً. ثم فرغ بها لأولاده، وتقلد بمذهب الإمام أحمد بن حنبل. وسافر إلى الروم ومصر والشام وبغداد واليمن الميمون. وكان قليل حظ. وصار يدرس. وله نظم ونثر. وهو رجل لا بأس به. وتوفي سنة 1194. قبل والده بقليل. وله ولد سماه أبا بكر، موجود اليوم. بيت سفر الشامي " بيت سفر الشامي ". أصلهم الحاج سفر الشامي الدمشقي نزيل المدينة المنورة. " قدمها ": في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى التجارة في البيع والشراء إلى أن صارت له ثروة عظيمة. وكان حريصاُ على الدنيا، شديد البخل بها، يقال: إن سبب وفاته أن بعض قضاة المدينة طلب منه أن يصارفه ريالات، ويأخذ منه " الطرلية " لأجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 خفتها في الطريق فحلف " له " بالله العظيم أن ما عنده منها شيء. فلما خرج من عند القاضي وأراد النزول من المحكمة سقط من أعلاها إلى أسفلها فانكب على وجهه فمات في الحال. وقد ورد في الحديث: إن اليمين المغموس تدع الديار بلاقع. - نسأل الله العافية - فجهز من ساعته، ودفن وختم على بيته لأن أولاده صغار. ثم فتح بيته فلم يوجد فيه شيء من الدراهم فتعجب الحاضرون من ذلك. فقال لهم أصغر أولاده: أنا أدلكم على ذلك. افتحوا هذه الطاقة المسدودة بالطين، ففتحوها فوجدوها ملآنة بالأكياس المملوءة، وغالبها طرلية. فقال: إن الذي خص القاضي من قسمة ذلك المال هو القدر الذي طلبه منه مصارفة. وبلغني أن الذي خص كل ولد 32. 000 غرش. وقد أضاع أولاده هذا المال وصاروا إلى أسوأ حال. وكانت وفاته سنة 1128. وأعقب من الأولاد: محمداً، ورجباً، وشعبان. فأما محمد فطلع مثل أبيه في البخل والشح. وتوفي بعد والده في سنة 1138. وأعقب من الأولاد: سفر. ووالدته صالحة بنت الشيخ عبد الرحمان القشاشي. وتزوجت على السيد أحمد الأزهري. وسلمته مال الأيتام. فكان هذا سبب ضياعه، فنشأ سفر المذكور في حجر السيد أحمد المذكور. وصار عسكرياً في وجاق النوبجتية إلى أن توفي فجأة سنة 1178. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 وأما رجب المذكور، فنشأ نشأة صالحة. وصار مشداً بباب الحجرة النبوية. وتوفي شاباً في سنة 1142. ولم يعقب. وقد أضاع ماله في الترفهات. وأما شعبان المزبور فقد أضاع ماله في أكل الأفيون. وطال عمره حتى صار ربما يسأل الناس. وتوفي في سنة 1187. وأعقب بنتاً تسمى محصنة، زوجة الخطيب حسن الغلام. بيت السندي " بيت السندي ". نسبة إلى بلاد السند المشهور. وإليه ينتسب كثير. فمن أشهرهم بيت أحمد أفندي السندي. ومنهم بيت الدرويش عثمان السندي. ومنهم بيت الشيخ مقيم السندي وغيرهم. وبلغني أنهم يبلغون يوم تاريخه في العدد مائتي شخص. ولهم أوقاف من بيوت ونخيل توزع عليهم كل عام على يد شيخهم وناظرهم. ومنهم صاحبنا العلامة الشيخ أبو الحسن السندي. قدم المدينة المنورة سنة 1165. وكان رجلاً فاضلاً، اشتغل بعلم الحديث حتى لربما لم يصر له نظير ولا شبيه، ملازماً للمسجد الشريف النبوي حتى بلغت دروسه في اليوم والليلة أكثر من عشرة. واشتغل أيضاً بتحصيل الدنيا فتحصل على أموال عظيمة. وصار يعد من أصحاب الثروات. وتزوج عدة زوجات. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: أحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 فأما أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. إلا أنه ذميم الخلقة، مكسر الأعضاء، قصير القمة جداً، ضعيف البنية. وإذا رآه الرائي من بعيد يظنه يمشي على العصا. وأما من النباهة وعدم البلاهة فعلى جانب عظيم خصوصاً في أمر الدنيا. وسافر إلى مصر بحراً قاصداً الروم، فمات في المركب ودفن في جوف البحر. ولم يعقب. بيت السيواسي " بيت السيواسي ". نسبة إلى مدينة سيواس المشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير، وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة إبراهيم آغا السيواسي وقد تقدم ذكره في الآغا من حرف الهمزة. بيت السكري " بيت السكري ". أصلهم الحاج محمد السكري المصري. قدم المدينة المنورة، وهو رجل كامل، عاقل. وتوفي وأعقب من الأولاد: عبد القادر، ومحمداً، وعمر. فأما عبد القادر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى الفلاحة والزراعة، والبيع والشراء في دكانه. وهي باقية في أولاده. وتوفي سنة 1145. وأعقب من الأولاد: يحي. ونشأ على طريقة والده. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عمر، فنشأ متحركاً متكلماً. إلا أنه رجل كامل، عاقل. وصار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 في وجاق القلعة السلطانية. وسافر مرة نجاباً إلى الدولة العلية. ولا عيب فيه إلا أنه قليل حظ. وعلى الحظ لا عليه الملام. وله بنت متزوجها الآن الخطيب قاسم بن أبي السعود مغلباي. وله ولد جميل الصورة في صفرة يسمى " حسناً " ووظيفته يزور الأعيان، ومن جملتهم صرة أميني الدولة العلية. والدتهما بنت الشيخ علي البصراوي شيخ المزورين سابقاً. بيت الساكت " بيت الساكت ". أصلهم السيد محمد الهندي الساكت. قدم المدينة المنورة في سنة 1160. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، كاملاً، ملازماً للمسجد الشريف. ولقب بالساكت لكثرة سكوته. واستفرغ الزاوية الأحمدية المقابلة لباب الرحمة وعمرها، وسكن فيها مع أولاده. وتوفي سنة 1170. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، والشريفة خديجة، زوجة الشيخ عبد القادر طاهر الكردي، والدة أولاده. وأما السيد أبو بكر المذكور فنشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن العظيم. وصار نائب الأئمة الحنفية في الروضة الشريفة النبوية. وحاول أن يكون إماماً فأبى الأئمة حسداً. وكان السيد المذكور على جانب عظيم من الصلاح وحسن الخلق. وتوفي في سنة 1194 عن ولد صغير مات بعده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 بيت سويرح " بيت سويرح ". تصغير سارح. أصلهم موسى سويرح الشرقي الأصل من البلدان النجدية. قدم المدينة المنورة في سنة 1000. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، يتعاطى بيع العباء، ملازماً للمسجد الشريف لا سيما في أوقات الصلاة إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد. فأما محمد فكان على طريقة والده. وكان " رجلاً " كاملاً، عاقلاً. وطلب العلم الشريف، وحفظ القرآن المنيف. وتوفي. وأعقب من الأولاد: موسى، وصالحاً، وعبد القادر. فأما موسى فكان رجلاً متحركاً، متكلماً. وتولى نيابة الحكم الشريفي مدة مديدة. وتوفي. وأما صالح فكان رجلاً، متحركاً، متكلماً. وصار من العسكر. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد، وهو رجل لا بأس به. ويتعاطى صنعة الصياغة. وأما عبد القادر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان حسن الخط وصار في وجاق القلعة السلطانية. وصار عمدة غالب الناس في قبض المعلوم لما فيه من الأمانة. وصار صاحب ثروة. وكان بيننا وبينه محبة وصحبة. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وفاطمة زوجة عمر الرشيد، ومارية زوجة أبي بكر هارون الهندي العطار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 فأما إبراهيم فصار في وجاق الإنقشارية. وسافر إلى الديار الرومية. ثم رجع وهو الآن بالمدينة النبوية. وأما أحمد سويرح المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وطلب العلم الشريف، وصحب الملا إبراهيم الكردي الكوراني ولازمه إلى أن مات. ثم صحب ولده شيخنا محمد أبا الطاهر وكانت له فضيلة تامة بمعرفة الحساب والفرائض إلى أن توفي سنة 1144. وكانت بينه وبين والدنا محبة شديدة وصحبة أكيدة. ثم توفي، وله نحو عشرة الأولاد: وكلهم ماتوا. ولم يبق إلى أولاد بعضهم بمدينة خير العباد. بيت السعودي " بيت السعودي ". أصلهم الحاج محمد السعودي الصعيدي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان يتعاطى بيع الحبوب، وصار صاحب ثروة. وعمر الدار الكبرى التي بعلو حوش التركي تجاه مقام سيدنا مالك بن سنان الأنصاري - رضي الله عنه - وصار في وجاق القلعة السلطانية جوربجياً. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: حسناً، وهيلة زوجة صهرنا عذيب القبيطي، والدة أولاده. وأما حسن فكان رجلاً كاملاً، وصار كاتب القلعة السلطانية. وكان على طريقة والده إلى أن توفي شهيداً مدعوساً بباب الرحمة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 يوم الجمعة 17 ربيع الثاني سنة 1189. بيت السبحي " بيت السبحي ". نسبة إلى صنعة السبح المعروفة. وإليهم ينتسب كثير بالمدينة المنورة وغالبهم هنود وسنود. ودكاكينهم في جهة باب الرحمة. فمن أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة الشيخ مديني السندي. قدمها مع والده المزبور صغيراً فنشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن العظيم وجوده. وقرأ على السبع. وطلب العلم الشريف. وكل هذا وهو مشتغل في دكانه بصنعة السبح. ثم تولى الخطابة والإمامة عن محلول الشيخ عبد الرحمان الكازروني خطيب العيدين. وتقرر في الوظيفتين المزبورتين والدنا حين كان بالروم بفرمان سلطاني. فلما وصل المدينة وجد الشيخ مديني قد تقرر فيهما من باشة مصر المحمية فثبت أن الحق للوالد وتركهما له لما كان بينه وبينه من المحبة والمودة. وهما باقيتان بأيدي أولاده إلى اليوم. فترك الشيخ مديني الجلوس في الدكان وصار يشتغل في البيت، ثم صار صاحب ثروة بسبب أنه كان وصياً على أولاد الشيخ عبد الحفيظ السندي. وكان رجلاً كاملاً. وتوفي سنة 1133. وأعقب من الأولاد عبد الخالق وعائشة زوجة الدرويش عثمان والدة أولاده وقد سبق ذكرهم في حرف الدال. فأما عبد الخالق فانتشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن العظيم، وسافر إلى الهند، وحصل له قبول وإقبال. ورجع إلى المدينة على أحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 حال. وباشر الخطابة والإمامة. وكان يغلب عليه حالة الدراويش من ترك التصنع في كل شيء. وهو رجل صالح مبارك لا بأس به. وقد ترك مباشرة الخطابة والإمامة لولده: عبد الباقي. وهو رجل لا بأس به، كامل، عاقل، سافر إلى مصر، والشام، والروم، والمغرب وما حوى. وعلى الحظ لا عليه الملام، وهو موجود بها الآن. وله بنت صغيرة لا غير من بنت عمر البساطي. بيت سرموم " بيت سرموم ". أصلهم الحاج يوسف الرومي سرموم. ومعناه بالعربية " شيخ الشماعين " قدم المدينة المنورة على قدم التجريد في سنة 1100. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، من أحسن الناس. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد. وكان على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية. توفي. وأعقب من الأولاد: صاحبنا إبراهيم الموجود الآن. وهو رجل مبارك صالح، ملازم للمسجد النبوي، وله ولد اسمه حمزة على طريقته، مشتغل بفلاحة الحدائق والزراعة. وشهرته بين كثير من الناس بإبراهيم مشعل. وسببه أن والده توفى وتركه صغيراً فتزوجت أمه سلمان بن مشعل الظاهري فرباه مع أولاده. وصار كأنه واحد " من حرب فتشبه بهم في لباسهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وأقوالهم وأفعاهم فلذلك إذا رآه الرائي يظنه " من حرب عرب الحجاز. وقد قيل " من تشبه بقوم فهو منهم ". بيت السرايلي " بيت السرايلي ". نسبة إلى السراية السلطانية، مسكن الدولة العثمانية. وإليها ينتسب كثير من المجاورين بمدينة سيد المرسلين؛ فمن أشهرهم صاحبنا محمد أفندي السرايلي الرومي. قدم المدينة المنورة في سنة 1160. وكان رجلاً كاملاً، " عاقلاً " من أحسن المجاورين، ملازماً للمسجد النبوي في غالب الأوقات، يحفظ القرآن عن ظهر غيب. ويجوده على السبع القراءات. وصار خطيباً وإماماً. وباشر الإمامة. ولم يباشر الخطابة. ثم فرغ بالخطابة لصاحبنا حسين أفندي الزيلوي، نائب القاضي. وكان صاحب ثروة، وعمر الدار الكبرى المقابلة لسقيفة الأمير من أوقاف عنبر آغا. وسكنها. وتوفي سنة 1192. وسافر إلى الروم مراراً عديدة. وفي كل مرة يستفيد فائدة جديدة. وفي سنة 1178. وصل إلى المدينة المنورة أخوه أحمد آغاي الإسباهية. وهو رجل كامل، صاحب أخلاق مرضية، وكمالات علية. وسافر إلى الروم. ورجع إلى المدينة المنورة بكل ما يروم. وصار في سنة 1195 وسنة 1196 قائمقام آغاة القلعة لما قبض الشريف سرور آغاة القلعة أسعد آغا وسار به إلى مكة. فأقام محمد باشا أحمد آغا المزبور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 قائمقام آغاة القلعة. وهو فيها الآن. وتزوج على زوجة أخيه. وله منها بنت موجودة اليوم. وكان لهما أخ ثالث يسمى مصطفى أفندي حسن الخط. وكانت صنعته تجليد الكتب. وتوفي سنة 1187. بيت السلاوي " بيت السلاوي ". نسبة إلى مدينة سلا المشهورة بالمغرب " الأقصى وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم: صاحبنا الحاج عبد السلام السلاوي المغربي " الفاسي. قدم المدينة المنورة في سنة 1170. وكان رجلاً صالحاً في الظاهر، ملازماً للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات ويقال: إنه يحفظ كتاب دلائل الخيرات. وهو صاحب أموال عظيمة. ويتعاطى البيع والشراء، ويسافر إلى جدة المعمورة للتجارة. وتوفي سنة 1194. ووجد عنده من النقود نحو 60. 000 غرش. وتوفي عن غير ولد. وإنما له أخ في المغرب. والوصي على المال زوجته فاطمة بنت مقلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 حرف الشين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 بيت الشرواني " بيت الشرواني ". نسبة إلى مدينة شروان المشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم إلى المدينة المنورة علي أفندي بن إبراهيم الشرواني الرومي. وكان وصوله إليها في سنة 1088. ثم في سنة 1090. وصل إليه أخوه يوسف أفندي. وكان أصغر منه سناً. فأما علي أفندي فكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً على طريقة الصوفية. وكان بينه وبين جدنا الشيخ يوسف الأنصاري محبة شديدة ومودة أكيدة. وكان ساكناً في آخر زقاق العشرة ملازماً للمسجد النبوي. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وله تصانيف مفيدة. منها كتاب مفيد في آداب الزائر والمجاور. وكان من كتبي وأهديته إلى واحد من أصحابنا. وكانت وفاته سنة 1118. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة، زوجة محمد أفندي بن عبد الرحيم، مفتي شروان. فأما صاحبنا محمد أفندي فمولده سنة 1112. ونشأ نشأة صالحة، وطلب العلم الشريف. وسافر إلى الديار الرومية، ورجع مسروراً مجبوراً، وعاش سعيداً ملازماً للمسجد الشريف. وصار إماماً في المحراب المصطفوي. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى دار الشيخ زين العابدين المنوفي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 التي عمرها بسقيفة الرصاص، وبستانه الذي أنشأه بقرب البستان الشامي. وكانت وفاته سنة 1197. وأعقب من الأولاد صاحبنا: علي أفندي. ومولده سنة 1134. ونشأ نشأة صالحة على طريقة والده المرحوم. واشتغل بطلب العلوم، فبلغ منها ما يروم، وبرع في المنطوق والمفهوم. وصارت له وظيفة وعظ على الكرسي بالمسجد النبوي، فلهذا اشتهر بواعظ زاده. وصار إماماً بالروضة النبوية. وتولى نائب القاضي، فأظهر الأحكام الشرعية فانتدب لإذايته من لا يخاف الله. وانتهك شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعزل بعد خمسة وثلاثين يوماً، ثم أرادوا إخراجه من المدينة المنورة فكتبوا إلى شريف مكة، فأرسل إليه بأن يصل إليه إلى مكة فتعذر إليه من الوصول. وكفاه الله شره ببركة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبيننا وبينه محبة قديمة، ومودة مستقيمة. ولولا الحدة التي فيه لكان ماله شبيه. وله أولاد نجباء منهم: أبو السعود، وعبد الرحمان، وزينب، وفاطمة، ومريم. فأما أبو السعود فمولده مكة المكرمة في سنة 1168. وطلب العلم الشريف، وباشر الإمامة بالمحراب النبوي المنيف. وفي سنة 1189 وردت له براءة سلطانية من الدولة العلية بتجديد وظيفة خطابة حسبية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 بالمنبر النبوي وقيدت وباشرها. وباشرها. وباشر أخوه الإمامة وهما لا بأس بهما شابان كاملان. أما عبد الرحمن المزبور فمولده سنة 1170 ونشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن وصلى به التراوييح في رمضان في دهليز بيتهم وتزوج بنت إسماعيل ببرقدار المصرلي. وأما يوسف أفندي المزبور فكان رجلاً كاملاً، عالماً، عاملاً، فاضلاً. وصار خطيباً وإماماً، و " درس عام ". وتولى نيابة القاضي مراراً عديدة. وتولى نيابة المفتي. وتولى تدريس مدرسة محمد آغا دار السعادة بعد وفاة صهره فيض الله أفندي الرومي. ولم تزل في أولاده إلى أن انتزعها منهم بالفرمان السلطاني السيد جعفر البرزنجي محتجاً بأنها كانت لوالده السيد حسن البرزنجي. وهي في أيدي ورثته اليوم. ولنا فيها وظيفة طلب. ولم يزل يوسف أفندي في سعة من الأولاد والمال، معززاً في الحال والمآل، ملازماً للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة في سنة 1134. وله تصانيف كثيرة. أعظمها شرح كتاب المصابيح في ثلاثة مجلدات. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وأحمد، ومريم، زوجة محمد أفندي شيخ القراء، جدة ولدنا محفوظ الأنصاري، وزينب والدة صاحبنا ملا علي أفندي شرواني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 فأما مصطفى فمولده في سنة 1088. ونشأ نشأة صالحة. وسافر إلى الروم، ومصر، والشام، ورجع مسروراً مجبوراً. واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم، وجمع كتباً مثيرة جداً. وصار خطيباً وإماماً ومدرساً. وتولى نيابة القاضي مراراً عديدة. وتولى مشيخة الخطباء. وصار صاحب أموال. ثم حصل " له " بعد ذلك إدبار بعد إقبال، ورفعت عنه المدرسة المزبورة أعلاه، فسافر في طلبها فلم ترد له، وعوض عنها بمائة غرش عن وظيفة تدريس مجددة، فرجع إلى مصر. وتوفي بها سنة 1164. وأعقب من الأولاد: محمد أبا الخير، وملكة، زوجة الشيخ محمد السمان، والدة ولده عبد الكريم السمان. فأما محمد المزبور فمولده سنة 1118. ونشأ نشأة صالحة وطلب العلوم، واشتغل منها بعلم الفلك والنجوم. وتولى مشيخة الخطباء وكان صاحب سوداء عظيمة ملازماً للبيت لا يخرج إلا نادراً للمسجد الشريف. وحصلت عليه هضيمة عظيمة بسبب ولده إبراهيم فحبسوه في القلعة السلطانية ومعه ولده إبراهيم، وزين. ومكثوا فيها أياماً. ثم أطلقوا منها. وكل هذا من الأغراض والأمراض من القاضي وشيخ الحرم وغيرهم. وكانت وفاته سنة 1186. وأعقب من الأولاد: يوسف، وأحمد، وزيناً، وإبراهيم، ونعمان، وفاطمة، زوجة ملا علي الشرواني وطلقها. وماتت. فأما يوسف فنشأ نشأة صالحة، وتعلم صنعة الساعات وغيرها. ثم حصل له في عقله بعض خلل. ويزعم أنه مسحور. والله أعلم بحقيقة الأمور، فصار ملازماً للمسجد الشريف النبوي ليلاً ونهاراً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 صائماً قائماً، ويقرأ القرآن وبعض الآيات المتعلقة بالسحر. ولا يذهب إلى بيته إلا أحياناً. ولا يتكلم مع أحد. ولا ندري عن حقيقة أحواله. واختلف الناس فيه، فمن قائل، إنه رجل صالح مبارك، وقائل غير ذلك. والله أعلم به. وله من الأولاد: مصطفى، وعبد الرحمان، وعبد الرحيم. " ف " أما مصطفى فمولده سنة 1168. وهو رجل كامل لا بأس به. سافر إلى الروم، وغاب مدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة. ثم رجع مرة ثانية إلى الروم. ونرجو الله تعالى " أن " يبلغنا وإياه ما يروم. وأما عبد الرحمان فقتل شهيداً بكورة مدفع أصابته في المناخة السلطانية، وهو سائر في قضاء حاجة أبيه، رماه بها جماعة الشريف من اليمن الذين تركهم في القلعة علم زيارته سنة 1194. وعبد الرحيم صغير، موجود اليوم. ولهم عدة أخوات موجودات. وأما أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة حتى أقامه جده مصطفى أفندي لما سافر إلى الروم شيخاً على الخطباء. وطلب العلم بجد واجتهاد. وسافر إلى اليمن، ومصر، والروم، وبغداد. وحاول رد المدرسة المزبورة فلم يتم. ولم يزل بإسلامبول إلى أن توفي بها سنة 1182. ولم يعقب. وأما زين العابدين فنشأ نشأة صالحة. وسافر مع جده إلى الروم ولكنه مسكين قليل الحظ، وعلى الحظ لا عليه الملام. وهو في الجملة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 أحسن إخوانه كلهم. وسافر مع بعض أغوات الحرم إلى السودان. بلاد سنار، ولم يرجع إلا بشنار. وهو موجود اليوم كاتباً للأغوات. وأما إبراهيم المزبور فنشأ نشأة صالحة، ولزم البيت على طريقة والده. واشتغل بعلم النجوم والأحكام. وهو رجل كامل لطيف الذات، جميل الصفات، لكنه فقير الحال جداً، وقليل الحظ. وباشر الخطابة والإمامة بمسجد المظلل بالغمامة. ثم جار عليه الوقت حتى باع وظيفته وجميع أو غالب تعلقاته. ولم يبق ولم يذر. نسأل الله الكريم أن يجود علينا وعليه من فضله العظيم. وأما نعمان فهو، كما قيل: إن كل من تسمى بهذا الاسم لم ينجب أبداً بعد الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - فما تراه إلا في هيئة خشنة، ورؤية غير مستحسنة. نسأل الله العافية ودوام نعمه الوافية. بيت الشامي " بيت الشامي ". نسبة إلى دمشق الشام، وإليها ينتسب كثير بالمدينة المنورة. ومن أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 1150 صاحبنا الشيخ مصطفى بن محمد الشامي الأصل، المكي المولد. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، كاملاً مدرساً. وصار أمين فتوى المرحوم السيد عبد المحسن أسعد، مفتي المدينة المنورة. وكان جميل الهيئة، حسن الصمت، ذا أخلاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 رضية وصفات مرضية، ملازماً " على الصلوات " بالجماعات إلى أن توفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد، محمد صالح، وعفيفة، زوجة أبي بكر الحميداني، والدة أولاده محمد، وعبد الرحيم. فأما محمد صالح فنشأ نشأة صالحة، ولوائح الخير عليه لائحة. وباشر الإمامة بالمحراب الشريف بعد طلبه العلم المنيف. ولكنه قليل الحظ، وفيه الإسراف حتى باع كثيراً من مواد أبيه. وتوفي سنة 1188 عن أولاد وبنات موجودين بقيد الحياة. وللشيخ مصطفى المذكور بنات: أم الفضل زوجة عبد الله إلياس المتوفاة عن بنت موجودة. وتزوج بعدها أختها أم الفرج، وهي معه الآن. وله منها أولاد. وله أيضاً مريم، وصالحة. فأما مريم فتزوجها " أولاً عمر بن أحمد قاشقجي. ومات عنها وله منها بنت وولد موجودان. وتزوجها " بعده الخطيب عباس بن الأخ علي الأنصاري وله منها بنت مسماة بسلمى. وتوفيت مريم المزبورة نفساء في 3 ذي الحجة 1194. وصالحة تزوجت على جمال الهندي، ولد أبي خشيم القماش وهي معه الآن. وكان بالمدينة المنورة في أول هذا القرن الثاني عشر رجل لطيف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 من أهل الشام يسمى مصطفى الشامي رأيت في تاريخ الأديب البارع الشيخ عبد الرحمان الذهبي الشامي في ترجمة السيد أحمد اليمني، ذكر أنه كان يهوى غلاماً جميل الصورة من أولاد خطباء المدينة يقال له خير الدين إلياس فاتفق أنه كان مقيلاً هذا الغلام مع مصطفى الشامي المذكور ومعهما جماعة من المحبين. فكتب السيد أحمد المزبور إلى خير الدين إلياس المذكور. أخير الدين أنك أم عمرو ... وعندك مصطفى الشامي الحمار " وإذا ذهب الحمار بأم عمر ... فلا رجعت، ولا رجع الحمار " فكتب بعض الحاضرين الأصحاب الجواب: أيا أنسي لا تكن موحشي ... وأقبل علي ولا تخش عار فإني مذنب على ما فعلت ... وها قد رجعت وعت الحمار وكان هذا الرجل، مصطفى المزبور، من الإخوان والأخدان الظرفاء. توفي وأعقب من الأولاد: عبد الكريم، ومحمدا، وأحمد، وفاطمة، زوجة محمد كتخدا سردن سابقاً والدة ولده عثمان الموجود الآن. بيت شقلبها " بيت شقلبها ". أصلهم الحاج محمد من أهل دمشق الشام. قدم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 المدينة المنورة في سنة 1070. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان صاحب ثروة، ويتعاطى البيع والشراء ويدين الناس. وإذا تعسر على أحد الخلاص يقول له: شقلبها. يعني اجعل لها ربح وابقها. ولقب بهذا اللقب. والله أعلم. وتوفي وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وأحمد، وزوجة السيد يحي الأزهري. فأما إبراهيم فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة قديمة. وكان قرأ على والدنا ويحضر درسه. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. وكان يتعاطى صنعة الحرير. وتوفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: كمال الدين، وسعيداً، وأحمد، وأبا بكر. فأما كمال الدين فهو رجل كامل، عاقل، وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. وصار من المتحركين المتكلمين. وتحصل على أموال عظيمة بسبب التحيلات والمكر. واحتوى على تعلقات غالب من بلغ سفيهاً، وخصوصاً ابن أخي عمر الأنصاري، فإنه استأصل جميع ما عنده من الأموال حتى صيره إلى أسوأ حال. ثم ذهبت تلك الأموال ومثلها معها من كمال. ويقال في الأمثال " الشيء كما دخل يخرج " وأخرج من القلعة السلطانية. وتعاطى الفلاحات. ثم تركها وسافر إلى بغداد. ثم رجع إلى المدينة. وله من بنت عثمان أرفوي أولاد. وأما سعيد فهة رجل عن الخير بعيد. وهو من باب ضد الأسماء، رجل جبار عنيد. صار من أهل القلعة السلطانية. وتولى جاوشاً. ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 ارتقى إلى أن صار كتخدا القلعة. وأحدث بأهل البلدة الشريفة كل مفسدة. ثم أدبرت الدنيا عنه. وأراد جماعة قتله فهرب إلى مكة. وجاء مع الشريف حين زار القبر المنيف، وهو بها الآن. وله أولاد وبنات كلهم عقارب وحيات. وأما أحمد فكان رجلاً كاملاً يبيع ويشتري في دكانه، مشتغلاً بما يعنيه من شأنه. وتوفي سنة 1180. وأعقب ولدين: أحمد، وحسناً. وأما أبو بكر فهو رجل كامل. لكنه سفيه اللسان لا يكاد يسلم منه إنسان. ويتعاطى البيع والشراء حتى وقع مع أحمق بلا امتراء فلغا عليه فضربه ضربة بالسيف وثنى عليه فمات في الحال بلا أين ولا كيف. وقتل سنة 1182. وأعقب ولداً صغيراً اسمه حسن، وبنتاً موجودين اليوم. بيت شعيب " بيت شعيب ". أصلهم الحاج أحمد بن رجب الشهير بشعيب المصري، قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1160. وكان رجلاً كاملاً، ذا هيئة حسنة، وأخلاق مستحسنة. وكان يتعاطى صنعة الزيارة، وهي له أعظم تجارة. واختص بزيارة القضاة المدنيين، وربى كثيراً من المزورين. وكان ملازماً للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة سنة 1170. وأعقب من الأولاد: عمر، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 ومصطفى، وسارة زوجة إبراهيم سمان، وزينب زوجة محمد توفيق الإنقشاري. فأما عمر فهو رجل كامل، عاقل. سافر إلى الديار الرومية والمصرية، والشامية، نجاباً من المدينة النبوية. وهو من وجاق النوبجتية، ومن المتحركين المتكلمين. وتزوج على عفيفة بنت محمد أفندي ابن حسين أفندي، كاتب الحرم الشريف النبوي وله منها عدة أولاد موجودين اليوم. وأما مصطفى فهو رجل كامل، عاقل، جالس في دكانه، مقبل على شأنه. وهو موجود " اليوم ". ولم يتزوج قط. بيت شيخ الفراشين " بيت شيخ الفراشين ". أصلهم السيد عثمان مفتي زاده الديار بكرلي الرومي. قدم المدينة المنورة. وكان من أحسن المجاورين بها. وكان كاملاً عالماً، وتولى نيابة القاضي، وصار شيخ الفراشين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: السيد علياً، والسيد أحمد، والسيد محمداً المجذوب. وتوفي شاباً. فأما السيد علي المزبور فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده. وكان يمشي دائماً بالعمامة الكبيرة، وملازماً للصف الأول. وكانت له معرفة تامة بلعب الشطرنج حتى صار لا نظير له فيه. وكان لا يخلو من سوداء. وتوفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: السيد حسناً، الموجود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 اليوم، والشريفة سعاد زوجة مصطفى السندي، والدة ولده علي وأخواته. وأما السيد أحمد المزبور فكان رجلاً مباركاً صالحاً. مجذوباً. وتوفي سنة 1180. وأعقب من الأولاد: السيد صالحاً الموجود اليوم. بيت شاهين حواله " بيت شاهين حواله ". أصلهم شاهين حوالة من أتباع حسن آغا أرناوت المصرلي. قدم المدينة المنورة في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، ذا هيئة حسنة، ومهابة مستحسنة. وكان متولياً حوالة مصر المحروسة من طرف أهالي المدينة المنورة مدة مديدة حتى صار لا يعرف غيره فيها. فلهذا نسب إليها. وقد تحصل على أموال عظيمة حتى اشترى جملة عقارات وعثامنة وجرايات. وصار كتخدا النوبجتية. وكان ملازماً على الصلوات بالجماعات إلى أن مات سنة 1138. وأعقب من الأولاد: رجب جلبي. فكان رجلاً مباركاً جداً، سيء التدبير، سفيه الرأي، وأضاع كثيراً مما خلفه له ولده المزبور فتداركته عياله عائشة والدة أولاده. وكانت امرأة إليها النهاية في الرشد، فظلت به حتى أوقف الحوش الكبير بخط العنبرية على أولاده وأولادهم إلخ ... وهذا الحوش هو الذي لحقته من أملاكه. ولولا ذلك لتصرف فيه بالبيع كغيره من التعلقات التي تصرف فيها. ثم أعطي حوالة مصر مرة ثانية فذهب إليها وتوفي فيها سنة 1152. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 شاهين، وعبد المعين، ورقية، زوجة مصطفى كتخدا والدة ولده محمد سعيد الموجود اليوم، وفاطمة زوجة سالم حوالة تابعهم، وآمنة زوجة أحمد خضر. فأما شاهين فهو أشبه بأبيه في البركة. وكذلك أخوه. وكلاهما صار جوربجياً في النوبجتية. وتوفيا في أسبوع صفر سنة 1194. وأعقب شاهين ولداً وبنتاً. وعبد المعين مات عقيماً ولم يعقب. ؟؟؟ بيت شحاته " بيت شحاته ". أصلهم الحاج شحاته المصري، والد صاحبنا محمد سعيد. وكان قدومه إلى المدينة المنورة في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صالحاً. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، فنشأ نشأة صالحة. وكان جميل الهيئة حسن الأخلاق. وصار في وجاق النوبجتية. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعمر، وعائشة، زوجة سليمان جركس. والدة ولده مصطفى الموجود اليوم. فأما أبو بكر فنشأ على طريقة أبيه. وصار في خدمة أحمد آغا شيخ الحرم كاتب إنشاء، ثم سافر معه إلى مصر. ورجع معه إلى المدينة فصار مولى عنده بمنزلة كبرى، فولاه كاتباً له. ثم صار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وصار يكتب العروض إلى الدولة العلية بالتركية. وهو في غاية ما يكون من الكمال والأدب. وهو موجود اليوم. ولم يكن متزوجاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 وأما عمر فهو رجل كامل، عاقل، حفظ القرآن العظيم. وطلب العلم من سائر العلوم من منطوق ومفهوم. وتفقه على مذهب الإمام الشافعي - رضي الله عنه - وصار يدرس في الحرم الشريف النبوي. وكل هذا وهو كفيف. وهو رجل صالح مبارك، لطيف الذات، جميل الصفات. بيت شريفة " بيت شريفة ". أصلهم " الحاج " حسن شريفة الشرقي، من أهل بلدان الشرق. قدم المدينة المنورة سنة 1130. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً مباركاً، يتعاطى بيع العبى بباب المصري، ملازماً للمسجد الشريف في غالب الأوقات إلى أن مات. وأعب من الأولاد: سعيد، فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده وزيادة. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعمر، وعثمان، ووهبة، زوجة صالح الطيار كتخدا القلعة. فأما أحمد فصار في وجاق الإنقشارية. وقتل جهراً في قهوة الحدرة في سنة 1158. ولم يعقب. وأما عمر فقتل الرجل الصالح الشيخ محموداً السندي ظلماً وعدواناً. فلما وصل إلى المدنية المنورة عبد الله باشا الجته جي طلعت أم المقتول إليه وبثت شكايتها عليه. فثبت الحق لديه فاستدعاه الباشا، وقتله قصاصاً بقطع رأسه على باب القلعة السلطانية. وأما عثمان فهو موجود الآن. سافر إلى بغداد ورجع بالمراد. وصار يتعاطى البيع والتجارة في المدينة المنورة، وهو من جملة المسجونين عنده الآن. وتزوج، وله أولاد موجودون اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 بيت الشعاب " بيت الشعاب ". أصلهم محمد الشعاب الرومي. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً، من أحسن المجاورين. وكان ملازماً للصلوات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: أحمد، وحسناً. فأما أحمد فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق القلعة السلطانية. وصار محضراً عند القاضي. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الباقي، ومصطفى، وحسيناً، وعمر، ومحصنة، زوجة عبد الله بالي، والدة أولاده. فأما عبد الباقي فكان رجلاً، كاملاً، طلب العلم. وصار له نظم رائق، ونثر فائق. وكان لا نظير له في الكتابة وضبط الحساب. وصار كاتب الجراية. وتولى كتابة الشريف. وسافر إلى مصر المحروسة لأجل محاسبة غلال أهالي المدينة المنورة فتوفي بها سنة 1148. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وعيسى، ومصطفى، ومحمداً، وتوفي شاباً، وصالحاً. وأما مصطفى فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق النوبجتية جوربجياً. وصار كاتب الجراية. وصار قابضاً لغالب الصرر والمعلوم لشدة ضبطه وحسابه. ثم امتحن بالخروج من المدينة المنورة بسبب الفتنة الواقعة سنة 1148. ثم سكن مكة المكرمة وسافر إلى بندر مصوع متولياً بها الحكومة من طرف باشة جدة. ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 رجع إلى مكة المكرمة فتوفي بها سنة 1159. وقد تحصل على جملة من المال فضاعت كلها. وصار - والعياذ بالله - إلى أسوأ حال. ولم يعقب. وأما حسين فكان رجلاً متحركاً متكلماً، يتوكل للناس في الدعاوى. توفي بمصر المحروسة في سنة 1158. وأعقب من الأولاد، عبد الله، وتوفي شاباً في سنة 1159. وأما عمر فكان رجلاً كاملاً عاقلاً، حسن الهيئة. وصار جاوشاً في النوبجتية. وأخرج من المدينة المنورة في الفتنة الواقعة سنة 1156. وسار إلى مكة المكرمة. وتوفي بها سنة 1160 عن غير ولد. وأما إبراهيم وعيسى فتوفيا شابين عن غير ولد. وأما صالح فهو رجل كامل، عاقل، ملازم للمسجد الشريف النبوي. وصار صاحب ثروة. وتوفي سنة 1192. وأعقب من الأولاد: عبد الباقي، ومحمداً. وهما موجودان الآن. وأما حسن المزبور، فهو رجل لا بأس به في غاية الكمال والأمانة. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة، وألفة ومودة. وكان وكيلي لما كنت مجاوراً بمكة المكرمة نحو سبع عشرة سنة. وكانت صنعته الخياطة. وكف بصره في آخر عمره. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: حسن. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً مثل والده، وتوفي سنة 1189 " وأعقب حسن أحمد الشهير بالقرقعي. وهو اليوم شيخ البخاريين بالمدينة. ولأحمد هذا أولاد بقيد الحياة. ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 بيت الشكوري " بيت الشكوري ". أصلهم الحاج محمد سعيد بن عبد الشكور الهندي الأصل، المكي المولد والمربى. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً، يتعاطى التجارة. وكان صاحب ثروة عظيمة. واشترى الدار الكبرى الكائنة على يسار الداخل إلى حوش " قره باش " وغيرها. وعمرها أحسن عمارة وسكنها. ثم باعها أولاده على الخواجة أبي بكر عبد الغفور المشهور بالغم. وهي اليوم بيد أولاده. وتوفي، وأعقب من الأولاد: عبد القادر، وعبد الرحمان، وآمنة الموجودة اليوم باليمن والمخا. فأما عبد القادر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، وكانت بيننا وبينه صحبة قديمة، ومحبة عظيمة. وتوفي سنة 1158. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وتوفي شاباً عن غير ولد. ومن أهل هذا البيت أيضاً الشيخ صدقة الشكوري، والد سعدية، زوجة الخطيب أحمد البساطي وأختها خيرة، زوجة محمود رمضان والدة أولاده. بيت الشمري " بيت الشمري ". نسبة إلى جبل شمر المشهور بطريق العراق. أصلهم صاحبنا عبد القادر بن محمد الشمري. قدم المدينة المنورة في سنة 1140. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً ملازماً للمسجد الشريف النبوي إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 عبد القادر المزبور، فكان على طريقة والده، وتوفي وله أولاد منهم: الشيخ درويش الضرير، نشأ نشأة صالحة. وطلب العلوم من منطوق ومفهوم، وحفظ القرآن العظيم وجوده على السبع. وهو اليوم من المدرسين بحرم سيد المرسلين. أدام الله به النفع لعباده المؤمنين. إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيصير بدراً كاملاً بيت شيخ القراء " بيت شيخ القراء ". أصلهم حسن أفندي الرومي، شيخ القراء: قدم المدينة المنورة سنة 1110. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، فاضلاً من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وكان يعد من أصحاب الثروات. وكان ملازماً للمسجد النبوي إلى أن مات سنة 1114. وكان نائب حضرة مولانا السلطان في الفراشة. وأعقب من الأولاد: محمد. فنشأ نشأة صالحة وأصرف جميع ما تركه له والده في الرفاهية. وسافر إلى الديار الرومية. ووصل إلى الدولة العلية. واجتمع بحضرة مولانا السلطان محمود خان. وسأله عن أحواله وأنعم عليه بشيء من الجامكية الخداوية بقروش رومي. ولم يقيد. وكان قليل حظ. وعلى الحظ لا عليه الملام. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وتوفي بها سنة 1168. وأعقب من الأولاد: محمد حسن، وفاطمة قادين، والدة ولدنا محفوظ الأنصاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 فأما محمد حسن المزبور فنشأ نشأة صالحة. وباشر وظيفة الإمامة بالمحراب النبوي كأبيه وجده. وكانت له معرفة تامة بعلم الموسيقى. توفي شاباً عن غير ولد في سنة 1172. بيت شيخي " بيت شيخي ". أصلهم محمد أفندي شيخي الرومي. قدم المدينة المنورة وصحبته أخوه صالح أفندي. فأما محمد أفندي المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، متحركاً، متكلماً ذا جاه عظيم، وصاحب ثروة عظيمة. وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر، مسموع الكلام عند الخاص والعام. وكان نائب فراشة مولانا السلطان الأعظم. وكان له أبهة عظيمة من الخدم والحشم. وكان ملازماً للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة، وأعقب بنتاً تسمى رقية شيخية لها صيت وذكر حسن. ولو كانت ولداً لأخلفت والدها. يقال: إن الخطيب إبراهيم البري تزوجها ولم تمكث عنده إلا أياماً قلائل، لأنها كانت في غاية الكرم، والخطيب كان في غاية البخل. والضدان لا يجتمعان. وتوفيت. وأما صالح أفندي فكان رجلاً عالماً، فاضلاً، مدرساً في مدرسة حسن باشا. وكان ملازماً للمسجد الشريف غالب الأوقات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: أحمد. والدته فاطمة بنت محمد سعيد الأنصاري، بنت عم جدنا. وكان رجلاً عالماً، فاضلاً، مدرساً في المدرسة المزبورة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 له نظم رائق ونثر فائق، ملازم للمسجد الشريف النبوي إلى أن توفي في سنة 1122. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة زوجة عبد الله ظافر. فأما محمد المزبور فمولده في سنة 1113. فنشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن العظيم، وطلب العلم الشريف، ودرس بالمسجد المنيف. وكانت بيننا وبينه محبة عظيمة ومودة قديمة. وكان شجاعاً بطلاً. وتوفي فجأة في سنة 1168. وأعقب من البنات: فاطمة زوجة الخطيب أبي اللطف البري، والدة ولده محمد البري، وأخته آمنة زوجة السيد خليفة الأدنوي. وهما موجودان الآن. بيت الشماع بيت الشماع. نسبة إلى صناعة الشمع. أصلهم محمد اليمني الزبيدي. قدم المدينة المنورة، وكان رجلاً صالحاً، كاملاً. يقال: إنه من بيت ولاية ومشيخة زبيد. وكان من أصحاب الشيخ أحمد القشاشي المقربين. وكانت وفاته ... وأعقب من الأولاد: محمد حسن، وعبد الله، وإبراهيم. فأما محمد حسن المزبور فكان رجلاً مباركاً صالحاً، قتل غلطاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 عند ديار العشرة، ضربه يحي الدراوي بسيف فمات بها سنة 1147. وأعقب من الأولاد: محمد أمين، وحسيناً، وأم هانئ، زوجة السيد أحمد الكوافي والدة أولاده. فأما محمد أمين فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، شجاعاً. وصار في وجاق النوبجتية. وأخرج من المدينة المنورة مع جماعته بسبب الفتنة الواقعة في سنة 1156. وسكن العوالي إلى أن أدخله المدينة المنورة شاهين أحمد باشا في سنة 1181. وتوفي فيها. وأعقب من الأولاد: درويش، وسليمان، وأم الحسين. فأما درويش وسليمان فموجودان الآن. وأما عبد الله الشماع المزبور فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، مؤذناً في منارة سيدنا علي - رضي الله عنه - وأولاده من بعده. وتوفي وأعقب من الأولاد: أحمد، ومحمداً. وهما موجودان. ولكل منهما أولاد وبنات موجودان بقيد الحياة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 حرف الصاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 بيت الصديقي " بيت الصديقي ". نسبة إلى الصديق - رضي الله عنه - وقد سبق الكلام عليه في بيت تقي " و " البكري من حرف الباء والتاء. بيت صديق " بيت صديق ". أصلهم صديق بن هاشم الهندوي المزور. قدم صغيراً إلى المدينة المنورة في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب أخلاق رضية، وكمالات مرضية. وكان بينه وبين والدنا محبة شديدة، ومودة أكيدة. وكان " أخ " والدنا من الرضاع. وكان ساكناً في رباط ابن علبك بخط سقيفة الرصاص. وأولاده إلى اليوم ساكنون فيه. وكان ملازماً للمسجد الشريف النبوي إلى أن مات في سنة 1140. وأعقب من الأولاد: هاشماً، ومحمداً، وأحمد، وإبراهيم، ورقية زوجة " محمد " رضوان. فأما هاشم فنشأ على طريقة والده. " ومن يشابه أبيه فما ظلم ". وكان رجلاً كاملاً، حسن الهيئة، ملازماً للمسجد الشريف النبوي إلى أن مات في سنة 1160. وأعقب من الأولاد: صديقاً، وفاطمة، زوجة أحمد القلعي الموجودة اليوم. وأما صديق فنشأ على غير طريقة أبيه. وتعلم ضرب آلات اللهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 من العود والكمنجة والطنبور واشتهر به. ولكنه رجل عاقل، كامل لا بأس به غير ما ذكر. وأما محمد وأحمد فتوفيا شابين عن غير ولد " وأما إبراهيم فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، سكن بندر جدة. وتوفي بها في سنة 1186 عن غير ولد " بيت الصالحي " بيت الصالحي ". نسبة إلى صالحية الشام. وأول من قدم المدينة المنورة العلامة الفهامة الشيخ محمد الصالحي الشامي. وكان رجلاً فاضلاً، عاملاً، مشتغلاً بتدريس العلم الشريف في المسجد النبوي المنيف إلى أن توفي. وأعقب: أحمد فكان على طريقة والده إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الرحمان، وأحمد، ورقية، زوجة السيد عبد الذروي، و " الدة " السيد علي، وخديجة، زوجة محمد آغا والدة إبراهيم آغا السيواسي. فأما محمد فكان رجلاً كاملاً عاقلاً، كثير المزاج والبسط والانشراح. وتوفي سنة 1140. وأعقب خديجة، زوجة السيد عبد الله السمهودي، شيخ المزورين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 وأما عبد الرحمان فكان رجلاً، بطلاً، شجاعاً. وصار في وجاق القلعة السلطانية وتوفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: حسناً، وأحمد، وآمنة زوجة الشيخ إبراهيم المحلاوي الإمام الحنفي. وأما حسن وأحمد فتوفيا. وأما أحمد فهو والد عثمان البطل الشجاع الذي تسور القلعة السلطانية مع جماعته في الفتنة الواقعة في ليلة الأحد 11 جمادى الأولى سنة 1156. وقتل فيها ودفن ليلاً في الجيار، أعلى القلعة، وقبره هناك. بيت صدق " بيت صادق ". أصلهم صادق الهندي اللوتيا. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى البيع والشراء. وكان صاحب ثروة. وتوفي وأعقب من الأولاد: عبد الله. فنشأ نشأة صالحة، وصار جوربجياً في وجاق القلعة السلطانية. وتولى منصباً عالياً، وهو أنه محتسباً وأمين بندر ينبع. وكان من عقلاء الرجال حتى صار يضرب به الأمثال. وكان له صيت وذكر حسن، وفعل مستحسن. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، والد عبد القادر المتوفى سنة 1189، ووهبة زوجة الشيخ أحمد الجامي الإمام الشافعي بروضة خير الأنام. وأعقب: عبد الوهاب. وكان في وجاق القلعة السلطانية. وأخرج من المدينة المنورة مع جماعته في الفتنة الواقعة سنة 1157. وسكن في بندر جدة المعمورة إلى أن توفي بها عن غير ولد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 بيت الصائغ " بيت الصائغ ". أصلهم حسين الصائغ الصعيدي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً " وتوفي. وأعقب: عبد الرحمان. فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً "، صاحب ثروة. واشترى بيتاً كبيراً في آخر خرق الجمل، ونخلاً في ينبع النخل، وعمرها. وكان مولعاً بالفلاحة والزراعة، ملازماً للصلوات مع الجماعات. وصار في وجاق الإنقشارية إلى أن مات في سنة 1142. وأعقب من الأولاد: محمد. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً متكلماً، متحركاً. وأخرج من المدينة المنورة سنة 1156 وسكن بدراً. ثم رجع إلى المدينة وتوفي بها سنة 1168. وأعقب من الأولاد: حسيناً الموجود اليوم، وعبد الرحمن أخاه. توفي شاباً عن غير ولد. وأما حسين فهو موجود اليوم، سفيه الرأي، فاسد التدبير، أضاع جميع ما تركه له والده وجده، حتى النخيل والبيت الكبير. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وهو الآن بياع حطب وفحم مع الفلتية في المناخة السلطانية. اللهم ألهمنا رشدنا، وأعذنا من شر أنفسنا، ولا تسلب نعمك عنا. آمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 بيت الصاقزلي " بيت الصاقزلي ". نسبة إلى صاقز، مدينة مشهورة على شاطئ البحر بالروم. وأول من قدم " منهم " المدينة المنورة على قدم التجريد في سنة 1120 السيد أحمد بن السيد إبراهيم الصاقزلي الشهير بالخطاط. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، فاضلاً، صاحب ثرة عظيمة. وسافر إلى الهند لأجل التجارة. ثم رجع إلى المدينة المنورة، واشترى بها عدة عقارات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 منها: حوش عميرة، ومنها المزرعة المعروفة بزمزم. زمنها حوش بابين. ومنها الدار الكبرى الكائنة بخط الساحة. وكلها أوقفها على مدرسته التي أنشأها بخط الصاغة المخصوصة بمجاوري الأروام. وكانت وفاته في سنة 1132. ولم يعقب. وورثه أخوه. وآلت هذه المدرسة بالفراغ الشرعي إلى محمد أبي الطاهر طوله زاده. وصار هو مدرسها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 حرف الضاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 بيت الضوراني " بيت الضرواني ". نسبة إلى ضروان، جبل كبير وفيه خلق كثير من جبال اليمن الميمون. وبها قبور جماعة من أئمة اليمن. فممن ينتسب إليه بالمدينة المنورة الفقيه حسين اليماني الضوراني، نائب الأئمة الشافعية بالمدينة النبوية. وقدمها صغيراً في سنة 1160. وتخدم الشيخ أحمد شعيب المصري المزور فرباه وعلمه صنعة التزوير. ثم اشتغل بحفظ القرآن العظيم وطلب العلم الكريم. ثم صار يعلم الصبيان القرآن في مؤخر الحرم الشريف. وصار إماماً في التراويح لكائن من كان من مشايخ الحرم الشريف. وصار صاحب ثروة. وتزوج عدة زوجات، وحصل له أولاد وبنات. وهو موجود اليوم مترشحاً لأن يكون خطيباً وإماماً بالمنبر النبوي والمحراب المصطفوي؛ فلم يتم له ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 حرف الطاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 بيت أبي الطيب " بيت أبي الطيب ". أصلهم شيخنا أبو الطيب بن عبد القادر السندي. قدم المدينة المنورة صغيراً في سنة 1120. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً. وصار إماماً وخطيباً بالمحراب النبوي، ومدرساً بالمسجد الشريف المصطفوي. وحضرنا دروسه في الفقه والحديث والنحو والمنطق والمعاني والبيان والبديع وغير ذلك. وله من التصانيف حاشية على الدر المختار وغيرها. وتوفي سنة 1145. وأعقب بنتين توفيتا عن بنتين موجودتين. بيت ابن الطيب " بيت ابن الطيب ". أصلهم شيخنا الشيخ محمد بن الطيب المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة في سنة 1142. وكان عالماً فاضلاً، خصوصاً في علم العربية لا نظير له فيها. وله فيها تآليف كثيرة وتصانيف كبيرة. وقد حضرنا دروسه واستفدنا منه كثيراً. ورحل إلى مصر، وحلب، والشام، والروم. وبلغ من الجميع ما يروم. وصارت له ثروة عظيمة. ورجع إلى المدينة المنورة وابتلي بداء الاستسقاء. نسأل الله العافية. وتوفي سنة 1173. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 محمد مكي، ومولده بمكة " المكرمة " في سنة 1149. فنشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن، وطلب العلم الشريف على والده. وتمذهب بمذهب أبي حنيفة. وصار خطيباً وإماماً. ورحل إلى بغداد مرة وإلى الروم والشام مراراً عديدة. وفي كل مرة يستفيد فائدة جديدة. وتولى نيابة القاضي مرات، وهو موجود. وله أولاد موجودون. بيت طوله زاده " بيت طوله زاده ". أصلهم أحمد أفندي الرومي، قدم المدينة المنورة في سنة 1138 صحبه أستاذه أحمد أفندي طوله زاده المنفصل عن مشيخة الحرم المكي. وكان رجلاً من أعيان رجال الدولة العثمانية. وجاور بالمدينة النبوية فتوفي بها سنة 1140. واستفرغ بها وظيفة إمامة حنفية لخادمه أحمد أفندي؛ لأنه اختار المجاورة بالمدينة المنورة. وتزوج بفاطمة بنت إبراهيم أفندي المدرس. وولدت له: محمد أبو الطاهر الموجود اليوم. ونشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن العظيم الشان. وباشر به التراويح في شهر رمضان. وصار من أصحاب الشيخ محمد السمان. وسافر إلى الروم ورجع بما يروم. وهو رجل متحرك متكلم، وله معرفة بالإنشاء التركي والعربي. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وقد فرغ بثلاثة أرباع إمامته، وما بقي له إلا الربع. وتزوج محصنة بنت أحمد قيصرلي. وله منها أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 بيت الطيار " بيت الطيار ". أصلهم علي بن عبد الرحمان الإحسائي الشهير بالطيار. قدم المدينة المنورة في سنة 1090. وكان رجلاً مباركاً، يعلم الصبيان القرآن في مكتب حوش خير الله المشهور. وتوفي. وأعقب من الأولاد، وأحمد. فأما عبد الله فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، واشتغل بالبيع والشراء، وسافر، إلى العراق مرات عديدة لأجل التجارة. وتولى نظارة أوقاف الحرمين الشريفين التي في بغداد والبصرة والإحساء. وصارت له ثروة عظيمة. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، وعلياً، ومحمد صالح، وإبراهيم. فأما عبد الرحمان فنشأ على طريقة والده، واشتغل بالبيع والشراء إلى أن توفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: مريم، زوجة أبي بكر الطيار، وفاطمة، زوجة عباس الطيار. وأما علي فنشأ على طريقة والده. وزاد عليه بصحبة الأكابر والأصاغر، وصارت له ثروة عظيمة أكثر من والده. واشترى عدة بيوت وعمرها. وتكرر سفره إلى العراق. واحتوى على أوقاف الحرمين وتصرف فيها تصرف الملاك في أملاكهم. ويقال؛ إنه طلب من الدولة العلية أن تكون له ملكاً فورد له الفرمان بذلك. وصار يعطي الناس شيئاً قليلاً مما هنالك. وله أولاد بالمدينة المنورة: الشيخ عبد الله، وعباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 فأما الشيخ عبد الله فهو رجل كامل، وهمام فاضل، اشتغل بطلب العلوم من منطوقها إلى المفهوم. وله نظم رائق ونثر فائق، اشترى جملة من العقارات، وعمرها بأحسن العمارات. واشترى الحديقة الكاتبية وغيرها من الحدائق العلية. وصار من رؤساء المتكلمين المتحركين إلى أن رمي عند حضرة محمد باشا والي الشام. فقبض عليه وسار معه بمزيد الإعزاز والإكرام إلى محروس الشام، فأقام بها عاماً كاملاً. ثم رده إلى أهله مغموراً بالخير والإنعام. وله أولاد كلهم أمجاد. وأما أخوه عباس فهو أيضاً رجل كامل، لا بأس به. إلا أنه مسرف في أمر الدنيا. وتوفي بالبصرة سنة 1169. عن أولاد وبنات موجودين بقيد الحياة. وأما محمد صالح المزبور فنشأ نشأة شيطانية حتى صار كتخدا القلعة السلطانية، وتصرف في العباد والبلاد كيف أراد. وهو الذي أمر بقتل العالم العامل والهمام الفاضل الأخ يوسف الأنصاري وولده محمد وابن أخته أحمد في القلعة ظلماً وعدواناً وبغياً وطغياناً. وجزى الله كل خير الوزير الأعظم شاهين أحمد باشا حيث قتله بالسم حين كان والياً بالمدينة المنورة في صفر الخير سنة 1181. رحمه الله. وأعقب ولداً صغيراً مات بعده سنة 1183. وأما إبراهيم المزبور فكان مشاركاً لأخيه المذكور في كثير من الأمور. فلما قتل أخوه هرب إلى البركة وسكن بها إلى أن رجع إلى المدينة سنة 1187. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1188. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 وأما أحمد بن علي المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً شجاعاً، بطلاً، أكرم العين. وصار في وجاق النوبجتية، وأخرج من المدينة النبوية في فتنة سنة 1148. وسافر إلى العراق. وتوفي به في سنة 1149. وأعقب من الأولاد: جعفر. وكان يكنى به. ومات بعده شاباً عن غير ولد في سنة 1152. وأعقب أبا بكر الموجود اليوم. وهو رجل كامل عاقل، لا بأس به. وصار صاحب ثروة بسبب البيع والشراء، والتردد في كل عام إلى العراق. وله أولاد موجودون اليوم. بيت الطرنوي " بيت الطرنوي ". أصلهم موسى أفندي الطرنوي، بلدة مشهورة بالروم. قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1120. وسكن في رباط قره باش المشهور. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصارت له ثروة عظيمة. وعمر الدارين الكائنتين بخط الصالحية. وعمر الحديقة " النخل " بقرب الباب الشامي. وتولى نيابة القاضي. وصار إماماً حنفياً. وكانت له معرفة بعلم هندسة الأرض والبناء. وله قوة عظيمة. وفي سنة 1150. عمرت المدرسة الجديدة التي بخط باب السلام والميضاة التي بالحدرة، وكان هو المتولي على العمارة من طرف أحمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 أفندي الكبرلي. وتوفي سنة 1164. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد، وزينب، وفاطمة، زوجتي المتوفاة في سنة 1182. فأما محمد فتوفي في حياة أبيه. وترك مصطفى الموجود اليوم. وله أولاد. وقد أضاع جميع ما تركه له جده من التعلقات ولم يبق إلا البيت الكبير والنخل فإنهما موقوفان عليه إلى الانقراض. ثم يرجع الوقف إلى رباط قره باش. وأرض البيت المزبور محتكرة من أوقاف المرحوم محمد باشا الشهيد بأجرة في كل عام ستة قروش. وأما أحمد فكذلك توفي في حياة والده شاباً عن غير ولد في سنة 1158. وأما زينب، زوجة إسماعيل أفندي، فتوفيت في سنة 1156. بيت الطالب " بيت الطالب ". أصلهم الطالب أحمد المغربي السوسي. قدم المدينة المنورة في سنة 1120. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة بسبب تعاطي البيع والشراء والتجارة، ملازماً للمسجد الشريف، ساكناً في دار السادة السماهدة الكبرى التي بخط باب الرحمة. ومن غربي الاتفاق أن هذه الدار خربت فاستأجرها رجل يقال له الطالب أحمد البناني المغربي الفاسي، فعمرها أحسن عمارة وسكنها إلى أن توفي سنة 1187. واليوم ساكنها ولده حمودة. وتوفي الطالب المزبور سنة 1132. وأعقب من الأولاد: عباساً، ومريم، زوجة مولاي محمد الفيلالي، والدة ولده السيد أحمد مولاي، والشريفة فاطمة، زوجة السيد عبد المحسن أسعد المفتي بالمدينة المنورة، والدة بعض أولاده، والشريفة حفصة، والدة عباس ومريم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 فأما عباس فنشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن العظيم. واشتغل بالبيع والشراء. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، جميل الصورة، حسن الهيئة. وتوفي شاباً في سنة 1162. وأعقب من الأولاد: الطالب، وهو شاب صالح. قتله عبد الرحيم الأرفوي ظلماً وعدواناً في سنة 1182. وأعقب أيضاً العابد. وهو رجل لا بأس به، كامل العقل، يتعاطى الفلاحة والزراعة في النخيل، وتوفي في سنة 1191. عن غير ولد. بيت الطباخ " بيت الطباخ ". أصلهم الحاج علي المصري الطباخ في تكية جقمق المعروفة بتكية النبي - صلى الله عليه وسلم - التي بخط سقيفة الرصاص. وهذه الوظيفة باقية في أولاده إلى اليوم. وكان قدومه إلى المدينة المنورة سنة 1100. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً، ملازماً للمسجد الشريف النبوي إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: رجباً، وفاطمة، زوجة علي الفلاح، والدة أولاده. فأما رجب فكان رجلاً كاملاً، ذا دهاء ومكر وحسن فكر. اشتغل بطلب الدنيا بكل سبب حتى تحصل على شيء كثير، وصار ذا ثروة عظيمة. واشترى بيوتاً وعمرها. وأنشأ الحديقة المعروفة بالسالمية وغرسها. وسمعت أنه أوقفها على أولاده إلخ. وبعد انقراضهم على السادة آل باعلوي. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وصار شيخ حضرة. ويدعى الشيخ رجب. وهذا من أعجب العجب. وتوفي سنة 1162. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 حسن، فنشأ على طريقة والده وأبيه. وزاد على ما كان فيه بأن اشتغل بالعزائم والطلاسم ومعرفة أحوال الجن وكتابة الحروز والتمائم لسخفاء العقول من الرجال والنساء. والله أعلم بمعرفته. واشتغل بجمع الدنيا أكثر من والده، وعمر عدة قهاوي بالعشش في المناخة السلطانية. وتولى محتسباً، وتولى كتابة الوجاق المزبور، وتوفي سنة 1189. وله ولدان: محمد وأحمد. فأما محمد فهو رجل كامل لا بأس به، غير أنه كان يهوى النساء كثيراً، وقبض عليه الشريف سرور من جملة من قبض في واقعة القلعة المشهورة. وتوفي بطريق الشرقية، وهو قاصد مكة المكية سنة " 1194 " وله أربع بنات موجودات. وأما أحمد فهو رجل كامل، لا بأس به، ذو هيئة حسنة، وكمالات مستحسنة. وصار إسباهياً كأخيه. ثم صار جاوشاً. ثم عزل منها حتى ولاه محمد باشا كتخدا عاماً كاملاً. ثم قبض عليه في جولة من جملة من قبض " عليه " وسيره معه إلى الشام؛ فمكث عنده عاماً. ثم رده إلى وطنه وأولاده مجبوراً بمزيد العز والإكرام. بيت الطحان " بيت الطحان ". أصلهم الحاج جمعة المصري الطحان في التكية المرادية. وهذه الوظيفة باقية في أولاده إلى اليوم. وكان قدومه إلى المدينة المنورة في سنة 1115. وكان رجلاً مباركاً صالحاً، يحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 الفقراء والمساكين. وكان من أحسن المجاورين. وكان غالب كلامه يضرب به الأمثال. وإذا ضرب مثلاً يقول: رحم الله جمعة. وصارت له ثروة عظيمة. وتوفي سنة 1167. وأعقب من الأولاد: محمد. وكان رجلاً كاملاً، شجاعاً. وصار في وجاق القلعة السلطانية ومن المتحركين فيها. وتوفي سنة 1178. وأعقب من الأولاد: علي. وهو أشبه بوالده في غالب أحواله. وصار من أهل القلعة. وصار جاوشاً ثم بيرقداراً. وتعاطى صنعة النجارة. وهي نعم التجارة. وتزوج. وله ولد سماه " جمعة " موجود اليوم. ولعلي المذكور أخوان: حسين وحسن. وكلاهما تعاطى صنعة الفرانة بالمرادية. وتوفي حسن سنة 1195. وأخوه حسين موجود. بيت الطرابلسي " بيت الطرابلسي ". نسبة إلى طرابلس الشام. وأول من قدم المدينة المنورة صاحبنا عمر أفندي الطرابلسي سنة 1170. وهو رجل كامل، ذو أخلاق حسنة وكمالات مستحسنة. يقال: إنه كان من خواص سليمان آغا المتصرف في بشير آغا دار السعادة المقتول معه فسلمه الله تعالى، فوصل " إلى " المدينة المنورة مجاوراً بها. ثم سافر إلى الدولة العلية ورجع مجبوراً مسروراً إلى المدينة المنورة. وصار قائمقام آغا القلعة السلطانية في سنة 1190. ولاه طاهر آغا لما صار محافظاً للمدينة النبوية. ثم قبض عليه محمد باشا من جملة من قبض. وسيره معه إلى الشام. ثم رده من قابل إلى بلده مغموراً بالخيرات والأنعام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 وله ولد يسمى: إسماعيل في غاية ما يكون من الأدب والجمال وهو أحسن من الرجال. وزوج عمر أفندي المزبور بنته فاطمة على المرحوم طاهر آغا. وله منها ولد موجود اليوم، ومريم أخت فاطمة المزبورة. بيت الطيب " بيت الطيب ". أصلهم الطيب محمد. قدم المدينة المنورة في سنة 1070. وكان رجلاً مباركاً يتعاطى صناعة الحلاقة. وكان في غاية اللطافة والظرافة. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الله وحسيناً. فأما عبد الله فكان رجلاً كاملاً عاقلاً، لطيف الذات، ظريف الصفات، يتعاطى صناعة الخياطة. وكان يعاشر الأشراف، ويهجر الأخلاط. وتوفي عن غير ولد سنة 1140. وأما حسين المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبد الوهاب. فأما محمد فقتل في باب المصري سنة 1172 شاباً. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وحسيناً. فأما عبد الله فهو فاسق، فاجر، نمام بين الناس، وما يشك فيه أنه من أعوان الشيطان الخناس. وكذلك حسين. زاد عليه بالكذب وما هو في معناه. وأما عبد الوهاب فهو رجل كامل، لا نظير له في هذا البيت، مشتغل بشأنه في دكانه. وله من الأولاد: أحمد، وزين، وسالم، وخديجة. وكلهم لا بأس بهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 حرف الظاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 بيت ظافر " بيت ظافر ". أصلهم حسن آغا الرومي البشناقي آغاة الإسباهية. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 980. وكان رجلاً كاملاً، صاحب ثروة عظيمة. وتوفي وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، ومحمداً، ومحموداً. فأما عبد الرحمان فنشأ على طريقة والده، واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل. وأوقفها على أولاده إلخ. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حسناً، ومحمد ظافر، وإبراهيم. فأما حسن فبلغ سفيهاً غير رشيد، أضاع من الأموال شيئاً كثيراً حتى صار فقيراً حقيراً، يتكفف الناس ويسألهم الحاجة بعد أن كان له مال عظيم. اللهم إنا نعوذ بك من زوال النعم. وأما محمد ظافر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، شجاعاً، بطلاً. وصار آغاة الإسباهية. وصار بينه وبين " الشريف " سعد بن زيد صاحب مكة شنآن عظيم؛ فعرض فيه للدولة العلية فورد الفرمان بقتله. وقد سافر إلى الروم ورجع إلى مصر المحروسة فقتل بها في سنة 1083. وأرخ فيها " مات فرعون المدينة 1083 ". وأعقب من الأولاد: علياً، وأحمد، وعبد الله، وعبد الرحمان، ورحمة، زوجة الاستنكولي محمد آغا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 وأما علي فصار وزير الشريف بركات بن محمد صاحب مكة المكرمة. وكان صحبة والده لما قتل. وتوفي في المدينة المنورة. وأعقب من الأولاد: ظافراً، وحفصة، زوجة الخواجة نورخان الهندي المتوفاة عن غير ولد في سنة 1188. وأما محمد ظافر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، خياطاً بباب السلام. وصار من الإسباهية. وتوفي سنة 1150. وأعقب من الأولاد: علياً، وإسماعيل. فأما علي وأخوه إسماعيل " ف " توفي " علي " في سنة 1189. وإسماعيل موجود الآن يتعاطى الفلاحة في البلدان. " وله أولاد " موجودون الآن. وأما عبد الرحمان المزبور فكان رجلاً كبيراً. وتحكى عنه حكايات أشبه بالخرافات. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1148. وأعقب من الأولاد: محمد يحي، وظافراً. فأما محمد يحي فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار كاتب الإسباهية، وأخرج من المدينة النبوية. وتوفي بمكة المكرمة في سنة 1172 فجأة ماشياً إلى صلاة المغرب بالمسجد الحرام عند باب بيت ابن علان. وأعقب من الأولاد: محمداً، وصالحاً، وحمزة، وعبد الرحيم. وعابدة، زوجة الشيخ الطيب المغربي. فأما محمد المزبور فكان رجلاً كاملاً " عاقلاً "، شجاعاً، غير أنه قليل حظ. وتوفي سنة 1186. عن بنت تزوجها عز الدين المنوفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 وأما صالح المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، وتوفي سنة 1188. وأما حمزة فهو رجل كامل لا بأس به " وهو موجود وله أولاد وأما عبد الرحيم فهو أيضاً لا بأس به ". وأخرج من المدينة المنورة. وتوفي بالعوالي سنة 1179. وأما أحمد المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار كتخدا الإسباهية. وصارت له ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل. وعمرها أحسن عمارة، منها الحديقة المعروفة بالفرس، والحديقة المعروفة بالنشير. وأوقفها جميعها على أولاده وأولادهم إلخ. وتاريخ الوقفية سنة 1129. وتوفي سنة 1147. وأعقب من الأولاد: عبد القادر، ومحمداً، وعلياً، ومصطفى، وحسناً، وعائشة، زوجة محمد ظافر والدة أولاده، ورقية، زوجة محمد بن عبد الله ظافر والدة أولاده، وصفية، زوجة خضر بن يحي خضر والدة ولديه. فأما عبد القادر فمولده في سنة 1110. وكان رجلاً مباركاً. وصار كتخدا الإسباهية. وأخرج من المدينة النبوية بسبب الفتنة الواقعة في سنة 1156. ثم رجع إلى المدينة المنورة وضاع كل ما بيده من الأموال. وصار في أسوأ حال. وتوفي سنة 1194. وكان له ولد يدعى بإبراهيم توفي قبل أبيه سنة 1178. وأما محمد فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صار في وجاق الإسباهية. وأخرج من المدينة مع إخوانه وسكنوا العوالي. وضاعت من يده أموال كثيرة. ثم رجع إلى المدينة. وتوفي سنة 1182. وأعقب من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 البنات: جلبية، وعائشة. فالأولى زوجة عباس بن مصطفى ظافر والدة أولاده الموجودة الآن. والثانية زوجة أخيه عبد الوهاب. وأما علي المزبور فكان رجلاً كاملاً. وصار في وجاق القلعة الإسباهية. وله اعتناء كثير بالفلاحات والمزارع. وأخرج من المدينة المنورة. ثم رجع إليها. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: يوسف، وخديجة، زوجة معتوق ظافر، والدة أولاده. وأما يوسف فكان رجلاً كاملاً، بطلاً شجاعاً قتل بالمغيسلة - إنشاء والده - ختلاً، قتله أحد العرب، وهو نائم في سنة 1192. وأما مصطفى المزبور فهو رجل كامل، لا بأس به، حسن الهيئة والسلوك. وصار من جملة الإسباهية. ثم أخرج من المدينة مع إخوانه. وسكن مكة المكرمة. ثم رجع إلى المدينة في سنة 1182. وهو موجود اليوم. وله أولاد. منهم عباس، وعبد الوهاب. وأما حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، بطلاً، شجاعاً. وصار في الإسباهية. وأخرج مع إخوانه من المدينة النبوية ورجع إليها. وتوفي سنة 1185. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة وأعقب من الأولاد: أحمد، وعبد الرحمان، وعمر، وبنتين. وكلهم موجودون اليوم. وأما عبد الله المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار كتخدا الإسباهية. وأخرج من المدينة في سنة 1157. وسكن مكة المكرمة. وتوفي بها سنة 1158. وأعقب من الأولاد: محمداً، ومكياً، وخضراً، وحمزة، وفاطمة، زوجة يحي ظافر والدة أولاده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 فأما محمد فمولده سنة 1112. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صالحاً، مباركاً. وصار في الإسباهية. وأخرج من المدينة النبوية في سنة 1172. ورجع إلى المدينة المنورة. وتوفي بها سنة 1184. وأعقب من الأولاد: معتوق. وهو رجل كامل، عاقل، لا بأس به مثل والده. وأخته كريمة زوجة محمود ظافر، والدة أولاده. وأما عمر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار من الإسباهية وأخرج من المدينة النبوية مع والده وإخوانه. وسكن مكة المكرمة مدة مديدة. ثم جاء إلى أطراف المدينة وسكن بالعوالي. واشتغل بالفلاحة، وغرس النخيل في الحديقة الأنيقة المعروفة بالسمارية بجزع العوالي. ثم دخل المدينة وتوفي بها في سنة 1187. وكانت بيننا وبينه محبة عظيمة. وأعقب من الأولاد: محمود. وهو موجود اليوم. وله أولاد. ونعم الرجل هو ذاتاً وصفات، ومشتغل أيضاً بحديقة والده التي أنشأها. وأما خضر المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، متحركاً، متكلماً. وصار في الإسباهية. وأخرج من المدينة النبوية مع والده وإخوانه وسافر إلى مصر والدولة العلية. ثم رجع إلى المدينة. ثم سافر إلى مكة. ثم رجع قاصداً المدينة فقتله ابن عمه عبد القادر في طريق مكة المكرمة سنة 1168. وأما حمزة المزبور فكان رجلاً كاملاً وصار في الإسباهية. وأخرج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 من المدينة النبوية. وسكن مكة المكرمة وسفره شريف مكة مساعد إلى سواكن بسبب شكية رفعت إليه. ثم رجع إلى مكة. ثم إلى المدينة وأخرج منها. وسكن مكة. ثم رجع إلى المدينة وهو الآن بها. ولم يسكن من الحركة حتى كف بصره. وأما محمد بن حسن المزبور فهو والد علي سفر بن الشيخ أمين سفر المتقدم ذكره في حرف السين. وأما محمود بن حسن المزبور فهو جد شاكر بن حسين ابن محمود المزبور الذي كان كتخدا الإسباهية. وسافر إلى الديار الرومية وتوفي بها. وصحبته ولده. وذلك في سنة 1158. وقد انقرض عقبه. وكان رجلاً كاملاً من أحسن الرجال أصحاب الكمال. وأما إبراهيم بن عبد الرحمان بن حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات وعمرها بأحسن العمارات. منها الحديقة المدعوة بالدوار بجزع العوالي. وهو الذي أنشأها. ومنها نصف حوش السدرة المقابل لباب القلعة السلطانية. وأوقفها على أولاده من الذكور. ثم من بعدهم على أولاد البنات إلخ. ثم من بعدهم على العين الزرقاء. وكان بينه وبين جدي الشيخ يوسف الأنصاري محبة عظيمة. وكان مجاوراً معه بالطائف. وصدر هذا الوقف هنالك، وجعله متولياً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 عليه لأجل صحة الوقف. واسمه مذكور في حجة الوقف المزبور. وتوفي بالطائف سنة 1093. وأعقب من الأولاد: أحمد رضى، والد آمنة بنت أحمد رضى زوجة عبد الرحمان ظافر والدة أولاده. وأعقب محمداً فضل الله. وأعقب مصطفى والد محمد علي أوده باشي محضر قسام، والد أم هانئ الموجودة اليوم " المنحصر الوقف اليوم " فيها. ولها بنت من حسن البغدادي. وبنت من محمد بن علي ظافر. وأعقب مصطفى المزبور إبراهيم السكن بالمدينة الشامية. وله بها أولاد. وأعقب صالحة، زوجة أحمد ظافر والدة أولاده. وأعقب فاطمة، زوجة عبد الله الصوفي، والدة حسين المتوفى سنة 1195 بالديار المصرية. وقد صار في هذا الوقف التبديل والتغيير من بعض من لا يخاف الله. وكتبوا حججاً باطلة لا أصل لها. وصاروا يدخلون أولاد البنات مع أولاد الذكور. ثم أظهر الله تعالى الحق على يد المحق، فأبطل " تلك " الحجج ورد الوقف المزبور إلى أولاد الذكور. وهو منحصر اليوم في أم هانئ بنت محمد علي المزبور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 حرف العين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 بيت العمري " بيت العمري ". نسبة إلى سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وينتسب إليه كثير بالمدينة المنورة. ومن أشهرهم بيت الحجار. وقد سبق ذكرهم في حرف الحاء. بيت العادلي " بيت العادلي ". ويقال لهم بيت أبي العزم. وأصلهم كما ذكره الحافظ السخاوي في تاريخه بما صورته. من عادل ويسمى عبد الحفيظ. أول من سكن من بيتهم المدينة المنورة " مسعود وبنوه " أحمد ومحمود. فلأحمد عبد الهادي، وفاطمة، ومحمود، وأبو الفرج وعلي، وأم كلثوم، وآمنة. وأبو السعادات له عبد الله، وعبد الرحمان، وأحمد، وعبد الكريم. ولكل منهم أولاد. وذكر أيضاً عبد الله بن أبي السعادات بن محمود بن عادل بن مسعود بن يعقوب بن إسحاق الملقب رسلان الحسيني. انتهى ما لخصه " الحافظ " السخاوي. وسمعت من سيدي الوالد أنهم من مدينة بخارى. وقد أدركت من هذا البيت: السيد علياً، والسيد إبراهيم ابني السيد عبد الرحمان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 فأما السيد علي فأعقب: السيد محمداً، والسيد عبد الرحمان، والسيد عبد الله، والشريفة أسماء، والشريفة رقية، زوجة السيد زين العابدين بن عيسى، والدة الشريفة مريم زوجة محمد أفندي شيخي، والدة بناته. فأما السيد محمد فكان رجلاً مباركاً، شيخه أهل العهد الواقع بالمدينة المنورة المشهور ذكره سنة 1134 فصار له صيت عظيم. فورد الفرمان السلطاني فيه وفي جماعة العهد الذين كانوا معه فستره الله عز وجل بالموت قبل ورود الأمر بقليل ببركة أسلافه الصالحين. وتوفي سنة 1136. وأعقب من الأولاد: السيد علي. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، مشتغلاً بطلب العلم الشريف. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي سنة 1148. وأعقب من الأولاد: السيد محمد فنشأ على طريقة والده: وتوفي شاباً سنة 1167. وأما السيد عبد الرحمان فكان رجلاً مجذوباً. وبعض الناس يعتقد فيه. ولا يبعد. وسبب جذبه أنه سافر إلى الروم للدولة العلية. وحصل له إكرام. ثم ضاع منه فحصل له خلل في عقله. وتوفي سنة 1167. وأما السيد عبد الله المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً من عقلاء الرجال، أهل الكمال. وصار كاتب حضرة شريف مكة. ثم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 صار شيخ الزاوية العلوانية التي بخط ذروان. وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم. وكان مشتغلاً بالزراعة. وأنشأ الحديقة الأنيقة المعروفة بالنسيمية بقرب بيرحا. وكانت مجمع الأحباب مربع الأصحاب إلى أن توفي في سنة 1142. وأعقب من الأولاد: السيد أبا القاسم، والسيد عمر، والسيد عثمان، والسيد سلطان، والسيد أحمد، والشريفة سلمى " وهما " توأمان. والشريفة كلية، زوجة السيد " أحمد " أبي العزم الموجودة اليوم. ووالدتهم جميعاً الشريفة زينب بنت السيد أحمد ابن عمر العلوي المشهور بمرطبان شيخ الزاوية العلوانية المشهورة. ومنها آلت إليهم. فأما السيد أبو القاسم المزبور فكان رجلاً كاملاً، حسن الهيئة. وتوفي شاباً في سنة 1150. ولم يعقب. وأما السيد عمر فكان رجلاً مباركاً، صالحاً، وتوفي سنة 1160. وأعقب الشريفة آمنة الموجودة اليوم، زوجة السيد محمد بن علي المتقدم. وأما السيد عثمان المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وسافر إلى المغرب. وغاب فيه مدة مديدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة وصار صاحب ثروة. وتوفي بها سنة 1189. وأعقب من الأولاد: السيد علياً، والسيد عبد الله. فأما السيد علي فنشأ على طريقة والده. وكان من أحسن الرجال، أهل الكمال. وكان يقول الشعر بأحسن ما يسمع. والحال أن عمره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 ما طلب في عربية، ولا صرف، ولا عروض، ولا معاني، ولا بيان، ولا بديع، ولا يعرفه بأي شيء يؤكل. فسبحان المعطي، وتوفي سنة 1194. وله ولد، سماه عثمان، موجود الآن. وأما عبد الله فهو رجل إلى الجذب أقرب. وتوفي في سنة 1194. وكلاهما توفي في عام. وله ولد صغير. وأما السيد سلطان المزبور فسافر أيضاً إلى المغرب. ثم إلى الروم وتوفي به سنة 1152. ولم يعقب. وأما السيد أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وأحيي الزاوية العلوانية وغيرها. وتوفي شاباً عن غير ولد سنة 1182. وأما السيد أحمد بن إبراهيم المزبور فكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وتوفي سنة 1160. وكان صاحب ثروة. ولم يعقب. وأما السيد عبد الرحيم المزبور فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، مشتغلاً بالنخيل والزروع إلى أن توفي سنة 1150. وأعقب بنتاً. وبالجملة فجميع هؤلاء السدات المزبورين صالحون مباركون. وقد سكنت مدة مديدة في جوارهم، وفي بعض ديارهم بقرب الزاوية العلوانية فرأيتهم من أحسن الناس. وما علمت فيهم من سوء أبداً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 ؟ بيت العمودي " بيت العمودي ". نسبة إلى الشيخ عمود الدين الحضرمي البكري الصديقي. وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة. وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدمها منهم الشيخ عثمان العمودي. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد. فأما محمد فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، يحفظ القرآن الشريف. وتوفي " وأعقب " من الأولاد: سعيد. وكان رجلاً " مباركاً "، صالحاً يتعاطى بيع الحبوب في دكانه. وسافر إلى الروم، ورجع إلى المدينة بكل ما يروم. ثم بعد مدة سافر أيضاً إلى الروم فتوفي بها سنة 1187. وأعقب ولدين: أحدهما قتل في واقعة قلعة المدينة المشهورة. وأخوه موجود اليوم. وأما أحمد فكان رجلاً كاملاً، وصار نائب الأئمة الشافعية في الروضة النبوية. ثم انسلخ منها. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. ثم خرج منها وسافر إلى الديار الرومية. ورجع إلى المدينة النبوية مسروراً. وتوفي سنة 1175. وأعقب من الأولاد: سالماً، وصالحاً. وتوفي سالم سنة 1194 عن أولاد. وأما صالح فهو موجود اليوم. بيت العمادي " بيت العمادي ". نسبة إلى العمادية، مدينة مشهورة في بلاد الأكراد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 وأول من قدم منهم المدينة المنورة الحاج ياسين بن محمد العمادي الكردي. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة عظيمة. وتوفي سنة 1138 " عن غير ولد ". وأعقب عدة من العتقاء: أعظمهم الحاج عثمان العمادي. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، يتعاطى البيع والشراء في دكانه وصار صاحب ثروة عظيمة. وعمر الدارين الملاصقتين للحمام الداخل. وصار في وجاق الإسباهية. وتوفي سنة 1162. وأعقب من الأولاد: عمر، وصفية، زوجة صاحبنا عبيد أفندي كدك والدة أولاده وأما عمر المزبور فنشأ نشأة صالحة. وهو من أحسن الرجال أهل الكمال. وصار من الإسباهية في محل والده، وقبض من جملة من قبض عليه الشريف سرور في واقعة القلعة المشهورة. وسار به إلى مكة مسجوناً فتوفي بها سنة 1196 عن بنتين وولد، وكلهم صغار. بيت العلواني " بيت العلواني ". وممن اشتهر بالعلواني صاحبنا الشيخ أحمد ابن عبد الرحمان العلواني الينبعي شيخ الطائفة العلوانية بالمدينة النبوية. ويأتي ذكره في حرف الياء في آخر هذا الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 بيت عفان " بيت عفان ". أصلهم الحاج محمد الشامي الشهير بعفان الشامي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وتوفي سنة. وبنو عمهم موجودون بالشام هذه الأيام. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وعثمان. فأما إبراهيم فنشأ على طريقة والده. وكان رجلاً كاملاً، صالحاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعثمان. فأما محمد فكان رجلاً كاملاً، حسن الهيئة والصوت. وصار مؤذناً بالمنارة السليمانية يوم الجمعة. وكان يتعاطى الطب. وصارت له ملكة ومعرفة. وصار مرقي المنبر. وصارت له ثروة. وتوفي سنة 1170. وأعقب من الأولاد: إبراهيم. ونشأ نشأة صالحة على طريقة والده وزيادة. وصار ريساً بالمنارة الرئيسية ليلة الجمعة. وكان من أحسنهم صوتاً. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي ليلة الجمعة في 9 شوال سنة 1190 عن ولد صغير مات بعده سنة 1191. وأما عثمان المزبور فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، خياطاً بباب الرحمة. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وبنتاً تزوجها الشيخ يحي الجامي الكردي، والدة أولاده. فأما عبد الله فنشأ أنف في السماء والآخر في الأرض. وكان فقير الحال أولاً. ثم ورث ابن عمه إبراهيم السابق ذكره. وربما يبلغ مخلفه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 ومواده ألفين وزيادة. سبحان المعطي. وتزوج. وله أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة. وإحد " ى " بناته تزوجها محمد صالح حماد. وله منها ولد موجود اليوم. بيت ابن عبد الله " بيت ابن عبد الله ". أصلهم شيخنا العلامة " محمد بن " عبد الله ابن مسعود المغربي الفاسي المالكي. قدم المدينة المنورة في سنة 1125. وكان رجلاً كاملاً " عاقلاً " عالماً، فاضلاً، ملازماً للمجد الشريف، ومعمره بالتدريس في جميع العلوم من منطوق ومفهوم إلى أن توفي سنة 1141. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة. فأما محمد فمولده سنة 1130. ونشأ نشأة صالحة. وكان في غاية الرفاهية. وحفظ القرآن العظيم، وصوته حسن جداً. حتى إذا قرأ لربما لا نظير له في قراءته، واشتغل بطلب العلم الشريف، ودرس بالمسجد الشريف المنيف. ويشتغل مع ذلك بالبيع والشراء في الحبوب. وتم له بها المطلوب. وصارت له ثروة. وبيننا وبينه صحبة ومحبة من الصغر إلى الكبر لم يشبها شيء من الكدر. ورزقه الله ولداً شاباً كاد أن يخلفه، سماه حمزة توفي في حياة أبيه سنة 1187. وأعقب ولداً موجوداً اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 بيت عباس " بيت عباس ". أصلهم الخواجة محمد بن عبد الكريم الشيرازي العجمي. وكان رجلاً كاملاً، صاحب ثروة عظيمة، وخيرات جسيمة. عمر رباطاً في مكة المكرمة تسكن فيه طائفة الجاوه. وعمر رباطاً بالمدينة المنورة. ويسكن فيه اليوم السادة آل باعلوي والحضارمة. وله أوقاف كثيرة بمكة والمدينة. وله ذرية كثيرون؛ فالذين بمكة يعرفون بيت أبي الحجب، ومنهم صاحبنا الشيخ عبيد الله أبو الحجب المكي. والذين بالمدينة المنورة يعرفون ببيت عباس الصراف. وأدركناه منهم علي عباس صراف المعلوم بالحرم الشريف. وكان رجلاً كاملاً. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: أحمد. ونشأ على طريقة والده. وتوفي سنة 1155. وأعقب من الأولاد: أبا الحجب، وأبا بكر الموجودين الآن. بيت عبد الشكور " بيت عبد الشكور ". أصلهم الخواجه محمد سعيد " عبد الشكور " الهندي البزاز. قدم المدينة المنورة سنة 1165. وهو رجل لا بأس به. وكان أولاً بمكة يتعاطى صنعة العطارة. ثم زادت عليه الدنيا فترك العطارة، وتعاطى التجارة. وأقبلت عليه الدنيا بحذافيرها. وصار لا نظير له في كثرة المال بالمدينة المنورة. واشترى عدة بيوت وعقارات وتعلقات من الصرر والجرايات. وكان في بدايته فقير الحال، قليل المال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 وكانت بيننا " وبينه " صحبة عظيمة ومحبة قديمة. وهو موجود اليوم. وله أولاد وبنات متزوجون. ولهم أولاد. منهم: محمد. ومولده في سنة 1160 بمكة المكرمة. ونشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن العظيم وصلى به التراويح بالمسجد الشريف بقرب باب الرحمة. وصار إماماً وخطيباً. وباشرهما. ومنهم: صديق. وهو مثل أخيه. وفيه كل ما فيه. ويتعاطيان البيع والشراء مع والدهما في المدينة ومكة وجدة. بيت عاشور " بيت عاشور ". أصلهم عبد الرحمان عاشور الأزبكي. قدم المدينة المنورة. ويقال: إنه عبد للحاج عاشور المذكور. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد. ونشأ على طريقة والده، وكان رجلاً كاملاً. وصار جوربجياً أيضاً في النوبجتية. وتولى محتسباً، وكان صاحب ثروة. وكان كثير الإقامة في رباط قبا في خلوته. وتوفي سنة 1150. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وفاطمة، زوجة صاحبنا محمد الصائغ، والدة حسين وأخيه. فأما عبد الله المزبور فنشأ على طريقة والده، وصار في النوبجتية، ومشداً بباب الحجرة النبوية. وهو موجود اليوم. وله عدة أولاد. ويتردد إلى قبا في خلوته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 بيت العياشي " بيت عياشي ". نسبة إلى آيت عياش قبيلة مشهورة من بربر المغرب الأقصى. ومنهم شيخنا وبركتنا الولي الشهير والقطب الكبير سيدي محمد العياشي المغربي المتوفى بمصر المحروسة سنة 1188. نفعنا الله ببركاته آمين. وكان جارنا. وأصل هذا البيت الشيخ محمد العياشي المغربي قدم المدينة المنورة سنة 1134. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، يعلم الصبيان القرآن وكانت له اليد الطولى في معرفة الطلاسم والأوفاق والعزائم. وتوفي سنة 1148. وأعقب من الأولاد: أحمد. ومولده سنة 1140. ونشأ رجلاً صالحاً، مباركاً. وكان يعلم الأطفال القرآن في مؤخر المسجد النبوي. وهو موجود اليوم. وله ولدان: عبد الله، وعبد القادر. بيت السيد عيسى " بيت السيد عيسى ". أصلهم السيد عيسى بن " السيد " محمد الإدريسي المغربي الفاسي الأصل. قدم المدينة المنورة في سنة 1070 منفصلاً من السراية السلطانية وخدمة الدولة العلية، متولياً نظارة العمارة المعروفة بالخاصكية، وقف والدة السلطان مراد. وقام بها أحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 قيام مدة من الأعوام. وكان صاحب ثروة عظيمة واشترى الدار الكبرى التي لا نظير لها بخط الساحة. وأوقفها على أولاده إلخ في سنة 1092. وتوفي سنة 1103. وأعقب من الأولاد: محمداً، " ويحي "، وزين العابدين. فأما السيد محمد فنشأ نشأة صالحة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، متحركاً متكلماً. وسافر إلى الدولة العلية من طرف الشريف سعيد صاحب مكة المكرمة، وحصل له قبول وإقبال، وحصل جملة من الأموال. ورجع إلى المدينة المنورة مسروراً مجبوراً. وعينت له الدولة العلية في كل يوم غرشاً من بندر جدة المعمورة وستين عثمانياً من جوالي الشام. وهي باقية إلى اليوم لأولاده ينتفعون بها غاية الانتفاع. وكان مشتغلاً بالفلاحة والزراعة والنخيل، وأضاع فيها غالب الأموال. وتوفي سنة 1137. وأما يحي فمولده سنة 1117، ونشأ نشأة صالحة، وسافر إلى مصر والروم. ورجع ولم يبلغ ما يروم. ثم سافر إلى الهند فحصل له قبول وإقبال، وحصل شيئاً كثيراً من المال. وجاور بمكة المكرمة مدة مديدة. وسافر منها إلى اليمن. وكان بيننا وبينه اجتماع فيه. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة من الصغر إلى الكبر لم يشبها شيء من الكدر. وسافر أيضاً ثانياً إلى بعض الجهات الهندية فحصل له قبول وإقبال. وكان صحبته ولده السيد محمد سعيد، والسيد عبد الله. ثم رجع إلى المدينة المنورة مسروراً مجبوراً. وكان كثير الأمراض، شديد البأس إذا اغتاظ، وتوفي سنة 1184. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 إسماعيل. وكان فاضلاً. توفي في حياة أبيه مطعوناً بمصر المحروسة عن غير ولد سنة 1172. ومحمد سعيد، وعبد الله، وأربع أخوات. فأما محمد سعيد فكان أشبه بوالده. وتوفي شهيداً برابغ. قتله جماله طمعاً فيما عنده. وكان صحبة الحاج المصري. فقتل أمير الحاج القاتل وصلبه، جزاه الله خيراً. وأما عبد الله المزبور والأخوات فكلهم موجودون بقيد الحياة. وأما السيد زين العابدين المذكور أعلاه فكان رجلاً مباركاً، كثير المزاح والانشراح. وصار في وجاق الإسباهية. وسافر إلى الديار المصرية حوالة لوجاقه. ورجع إلى المدينة. وتوفي بها سنة 1156. وأعقب من الأولاد: السيد أبا بكر، ومريم، زوجة محمد أفندي شيخي زاده، والدة بناته الموجودات. فأما السيد أبو بكر المزبور فنشأ على طريقة غير صالحة. وصار من أهل القلعة السلطانية. ومات شاباً عن غير ولد سنة 1176. بيت عناية " بيت عناية ". أصلهم الحاج عبد الرحمان عناية الهندي البنقالي. قدم المدينة المنورة سنة 1105. وكان رجلاً مباركاً، من أحسن المجاورين. وكان بينه وبين والدنا محبة عظيمة. وصار سقاء في الحرم الشريف. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: عارفاً، وحسناً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 فأما عارف فنشأ على طريقة والده. وتوفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: محمداً، وحمزة. وتوفيا عن غير ولد سنة 1189. وأما حسن فنشأ على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1170. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان الموجود اليوم " وصار شيخ السقائين بحرم النبي الأمين. وله أولاد موجودون اليوم ". بيت عربكير " بيت عربكير ". أصلهم الحاج محمد الرومي العربكرلي نسبة إلى عربكير بلدة مشهورة بالديار الرومية. قدم المدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلاً، كاملاً عاقلاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد، وأبا بكر. فأما أحمد فكان رجلاً كاملاً. وكان مشهوراً بالقوة وكثرة الأكل. ويقال: إنه كان يأكل الكبش الكبير ويحمل الحمار. وصار في وجاق النوبجتية. وكان يتعاطى الفلاحة. وتوفي سنة 1136. وأعقب من الأولاد: حمزة، وصفية. فأما حمزة فنشأ نشأة صالحة وسافر إلى الشام. ورجع. وصار جوربجياً في النوبجتية، ومشداً بباب الحجرة النبوية. وتعاطى الفلاحة وأفلح فيها. وكان كثيراً ما يفعل الخير وينفع الناس. وتوفي سنة 1170. عن أولاد. وأما صفية المزبورة فكانت مشهورة بصنعة السحر والدق وأخرجت من المدينة بسبب ذلك وسكنت مكة. ثم جاءت إلى أطراف المدينة. وسكنت برباط السلطان مراد. وتوفيت به سنة 1191. ويقال إنها تابت. والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 بيت العنابي " بيت العنابي ". نسبة إلى عنابة بلدة مشهورة بالمغرب الأقصى. أصلهم الشيخ علي العنابي. قدم المدينة المنورة سنة 1115. وكان رجلاً صالحاً، فقيهاً، يعلم الصبيان القرآن. وكان حسن الهيئة وملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1140. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة زوجة عبد الرحمان صادق، والدة بنته زوجة الشيخ أحمد الجامي وخديجة، زوجة الحاج محمد الودي والدة أحمد الودي. فأما محمد فنشأ نشأ صالحة. وحفظ القرآن العظيم. وكان جميل الصورة، حسن الهيئة. وتوفي شاباً من غير ولد سنة 1149. بيت عدس " بيت عدس ". سيأتي ذكرهم في بيت الهتاري من حرف الهاء إن شاء الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 حرف الغين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 بيت الغلام " بيت الغلام ". أصلهم محمد الغلام المصري. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وتولى وظيفة نقابة الفراشين. ولم تزل في أولاد إلى اليوم. وكان ملازماً للمسجد الشريف النبوي إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: عثمان. وكان على طريقة والده إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعمر، وأم الحسن، زوجة الخطيب عمر البساطي. وأما محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن العظيم، وطلب العلم الشريف، ودرس بالمسجد المنيف، وصار خطيباً وإماماً شافعياً. ولازم الجد الشيخ يوسف الأنصاري، وقرأ عليه في النحو والصرف. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: يحي، وأحمد، وأبا بكر، وعبد الرحمان. فأما يحي فكان رجلاً عاقلاً، وباشر الخطابة والإمامة. وتوفي بمكة في سنة 1156. وأعقب يحي حملاً في بطن أمه فسمي باسمه. وهو موجود اليوم. وسافر إلى الروم، ومصر، والشام، والعراق. ورجع إلى المدينة المنورة ولم يحصل شيئاً. وعلى الحظ لا عليه الملام. وقد أضاع جميع ما تركه والده حتى الوظائف فرغ بها. ثم رجع إلى جهة الديار الرومية ولم يدر في أي بلدة هو. وأما أحمد فنشأ نشأة صالحة وحفظ القرآن العظيم، واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. ودرس بالمسجد الشريف، وباشر الإمامة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 والخطابة بالمنبر المنيف. وكان أفضل إخوانه. وكان صاحب ثروة. وتوفي سنة 1173. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وأبا السعود، وزيناً، ومحمد أمين. فأما إبراهيم فنشأ نشأة صالحة من طلب العلوم، ودرس بالحرم النبوي. وهو من أحسن الرجال أهل الكمال. وصار من أصحاب الشيخ محمد السمان. وصار يقرأ للناس " إحياء العلوم " بعد صلاة الصبح ويحضره خلق كثير خلف باب السلام. وهو موجود اليوم. وله أولاد كلهم أمجاد. وأما أبو السعود فكان رجلاً مباركاً، وسافر إلى الديار الرومية. ورجع منها. وتوفي في بحر السويس في سنة 1188. وأعقب من الأولاد: محمد. وباشر الإمامة. وهو رجل لا بأس به. سافر إلى مصر مرتين. ورجع إلى المدينة. وهو موجود بها الآن. وأما زين فهو أيضاً رجل كامل، لا بأس به " وله أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة. وأما محمد أمين فهو أيضاً رجل لا بأس به ". ويغلب عليه التغفل. وسافر إلى الديار الرومية. وغاب فيها مدة. ثم رجع. وهو الآن بها متزوج. وأما أبو بكر المزبور فكان رجلاً كاملاً، صالحاً، مباركاً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 باشر الإمامة ونقابة الفراشين في حياة والده. وكان كثير الصمت، ولا يكاد يخالط أحداً من الناس إلا قليلاً. وتوفي سنة 1162. وأعقب من الأولاد: حسناً موجود اليوم، وعباسية زوجة محمد الغلام. وأما عمر بن عثمان المزبور فكان رجلاً صالحاً، مباركاً، باشر نقابة الفراشين مدة مديدة. وتوفي سنة 1155. وأعقب من الأولاد: علياً، وملوك، زوجة محمد أبي الجود الحميداني، والدة أولاده، وخديجة والدة السيد حسين المهدلي. فأما علي المزبور فهو رجل كامل، عاقل، لا بأس به. وسافر إلى الديار الرومية ورجع إلى المدينة النبوية. وله ولد وبنات موجودون بقيد الحياة. وأما عبد الرحمان فنشأ نشأة صالحة. وصار خطيباً وإماماً ومدرساً. وتوفي سنة 1187. وأعقب: محمداً، وزين الدين. فأما محمد فهو موجود الآن. وسافر إلى الديار الرومية. وباشر الخطابة والإمامة. وكانت له مواد كثيرة فباعها كلها واستدان مثلها لما تعلق بفلاحة الحدائق. وأما زين الدين فتوفي شاباً عن غير ولد سنة 1188. بيت الغزواني " بيت الغزواني ". أصلهم صاحبنا الحاج محمد الغزواني المغربي المراكشي. قدم المدينة المنورة سنة 1140. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 من أحسن المجاورين. وكان بيننا وبينه محبة عظيمة. وكان يتعاطى بيع القماش في الدكان. وصارت له ثروة عظيمة بسبب ذلك. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: حمزة، وعبد الرحمان. فأما حمزة فكان رجلاً مباركاً. وسافر إلى المغرب، وغاب فيه مدة مديدة. ثم رجع إلى المدينة ولم يحصل شيئاً. ويقال في المثل " ما في الغرب ما يسر القلب ". وتوفي سنة 1183. وأعقب من الأولاد: عبد الله، ومحمداً. وكلاهما يتعاطى صنعة القزازة. وهما موجودان اليوم. وأما عبد الرحمان فنشأ نشأة صالحة. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع المحروس. وصار محتسباً. وصار يتعاطى البيع والشراء. وصارت له ثروة بسبب ذلك. وتزوج بنت عبد الجواد الصعيدي. وهي أيضاً صاحبة ثروة من مال أبيها. وله منها أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة. وتوفيت سنة 1194. بيت الغم " بيت الغم ". أصلهم الخواجة عبد الغني علي محمد سليمان الهندي الفتني. قدم المدينة المنورة سنة 1130. وكان قبل ساكناً بمكة المكرمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 وفيها ولد له جميع أولاده المزبورين. وتوفي بمكة المكرمة. وجاء أولاده إلى المدينة المنورة. وهم أبو بكر، وأحمد، وعلي، وعثمان، وعبد القادر، وسعيد، وخديجة. وتوفيت بكراً سنة 1152. فأما أبو بكر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، متحركاً. اشتغل بطلب الدنيا، فبلغ منها الغاية والنهاية. وكان صاحب دهاء ومكر. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى جملة عقارات من بيوت ونخيل، وعمرها بأحسن العمارات، وأوقفها على أولاده إلخ في سنة 1151. منها الدار الكائنة بخط ذروان، والدكاكين المقابلة للداودية، والحديقة المعروفة بالبدرية بجزع العوالي، وغير ذلك. وأما الدار الكبرى التي في واجهة حوش قره باش المعروفة يسكنه فهي باقية على الملكية. وتوفي سنة 1165. وأعقب من الأولاد: محمد. ووالدته فاطمة بنت محمد حمودة. وتوفي سنة 1176. وأعقب من الأولاد: عبد الغفور. وهو موجود اليوم. بلغ سفيهاً فأضاع جميع ما تركه له أبوه فيما لا يرضي الله ولا رسوله في اللهو والخمور والنساء والزمور. نعوذ بالله من غضبه. وأما أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن العظيم. وصاهر الشيخ محمد بن عبد الله المغربي على بنته. ثم طلقها. واختلفت أحواله من شدة ما اعتراه من الأمراض، فتوفي سنة 1187 عن بنت توفيت بعده بقليل. وأما علي المزبور فكان رجلاً متحركاً متكلماً، صاحب مكر وحيل. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمداً. وتوفي شاباً سنة 1184. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 وأما عبد القادر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة، وتوفي عن غير ولد سنة 1170. وأما عثمان فتوفي شاباً عن غير ولد. وأما سعيد فهو أحسنهم سيرة وسريرة. وكان يحفظ القرآن العظيم. وكان صالحاً، فالحاً، له من اسمه نصيب. وكان يتعاطى بيع القماش في الدكان. وتوفي سنة 1150. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 حرف الفاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 بيت الفوال " بيت الفوال ". أصلهم عبد الرحمان بن عبد الله الفوال التنجري نسبة إلى تنجرة بلدة مشهورة بالسودان. قدم المدينة المنورة سنة 1100. وكان رجلاً مباركاً، يبيع الفول المطبوخ. وكان متولياً على أوقاف التناجرة من بيوت ونخيل. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان فنشأ نشأة صالحة. وصار من جملة المؤذنين بحم سيد المرسلين. وكان حسن الصوت. وتوفي في سنة 1143. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، الموجود اليوم وفاطمة، وعائشة. فأما عبد الرحمان المزبور " ف " مات أبوه وتركه حملاً في بطن أمه فسمي باسمه. ونشأ نشأة لا بأس بها. وصار في وجاق النوبجتية ومن المتحركين المتكلمين. وأخرج من المدينة في سنة 1190. وسافر إلى مكة المكرمة. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وقبض عليه محمد باشا من جملة من قبض. وسار به إلى الشام. ثم عفا عنه ورده إلى بلد النبي الأمين - عليه السلام -. وهو بها الآن. وله ولد من كبار المغفلين البله. وله بنت زوجها من الريس علي مكيتل. بيت الفلاح " بيت الفلاح ". أصلهم الحاج علي الفلاح المصري. قدم المدينة المنورة سنة 1110. وكان رجلاً صالحاً مباركاً، يخرز القرب والدلاء. وتوفي سنة 1150. وأعقب من الأولاد: محموداً، ومحمد حمزة، ومكياً، وأبا بكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 فأما محمود فكان رجلاً كاملاً. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع وتولى محتسباً. وأخرج من المدينة. وسكن البركة. ثم رجع إلى المدينة. وتوفي " بها " سنة 1184. " وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وحسيناً، وعلياً. فأما إبراهيم فنشأ على طريقة والده، وصار محتسباً. وتوفي سنة 1188 " وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وعبد الرحمان وبنتاً. وهم موجودون اليوم. وأما حسين فهو رجل لا بأس به يبيع التمر في باب المصري. وتوفي. وله أولاد. " وأما علي فهو رجل أبله. وكان مباركاً جداً. وتوفي سنة 1191. وله أولاد ". وأما محمد حمزة فيلقب بدعيس. وكان رجلاً كاملاً، شجاعاً. وصار من أهل القلعة السلطانية. وتوفي شهيداً مدعوساً بباب الرحمة من جملة من دعس سنة 1185. وله عدة بنات، وتزوج واحدة منهن تاج الدين إلياس. ورحل بها إلى مصر المحروسة وتوفيت بها سنة 1196. وأما مكي فتوفي شاباً عن غير ولد سنة 1152. وأما أبو بكر فكان رجلاً كاملاً، شجاعاً. وصار في النوبجتية. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عثمان. وهو رجل كامل لا بأس به. وصار في النوبجتية. حتى صار جاوشاً. وتوفي في ذي القعدة سنة 1196. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 بيت الفلبلي " بيت الفلبلي ". نسبة إلى فلبة مدينة مشهورة بالديار الرومية وإليها ينتسب كثير. فمن أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة الحاج إسماعيل أفندي الفلبلي الرومي. وكان رجلاً كاملاً. وكان صاحب ثروة. ولم يكن له أولاد، فاشترى عدة من العبيد " والجواري " وأعتقهم. واستفرغ لهم جملة من التعلقات من التقاعد والجرايات. وكتبها في الدفاتر السلطانية بأسمائهم وتوفي. فمن جملة عتقائه المشهورين صالح بن عبد الله الحبشي. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، مؤدباً، محتشماً، يتعاطى صنعة الخياطة. وصار في وجاق الإنقشارية. " ثم أخرج ". وتوفي سنة 1138. وأعقب من الأولاد: محمد، فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده. وصار جاوشاً في الإنقشارية. ثم أخرج من المدينة المنورة وسكن بندر ينبع نحو إحدى عشر سنة. ثم عاد إلى المدينة النبوية بهمة المرحوم أحمد باشا سنة 1181. وأدخله القلعة السلطانية، وولاه بها كتخدا. ثم صار قائمقام آغاتها بعد وفاة السيد عثمان آغا. وتوفي في مناصبه وعزه سنة 1191 عن بنات هن موجودات. بيت الفيخراني " بيت الفيخراني ". نسبة إلى صنعة الفخار. وإليها ينتسب كثير بالمدينة المنورة. وأشهرهم أهل هذا البيت. وهم جماعة كثيرون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 وأصلهم الحاج عمر الفيخراني الصعيدي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً، يتعاطى بيع الحبوب. وصارت له بذلك ثروة. وتوفي، وأعقب من الأولاد: محمداً، وإسماعيل. فأما محمد المزبور فكان رجلاً كاملاً. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع المحروس. وصار صاحب ثروة. وتوفي سنة 1187. وأعقب من الأولاد: عمر، وعثمان، وحفصة، زوجة السيد عثمان الصعيدي، والدة الشريفة آمنة، زوجة السيد سعد الدين أسعد. وأما عمر المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاص، وصار جوربجياً في " وجاق " النوبجتية. وأخرج من المدينة المنورة سنة 1190. وسافر إلى مكة المكرمة. ثم رجع إلى المدينة. وهو بها الآن. وله أولاد. وأما عثمان المزبور فنشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن العظيم. وكانت يده كتعاء. وصار من النوبجتية لأجل الحمية. وتوفي بها سنة 1191. وله ولد وبنت موجودان اليوم. بيت الفرضي " بيت الفرضي ". وأصلهم الشيخ عبد الله بن إبراهيم الحنبلي الشرقي، من قرية منه. والفرضي نسبة لعلم الفرائض. وقدمها على قدم التجريد في حدود سنة 1115 وكان رجلاً صالحاً. فاضلاً، لا نظير له في علم الفرائض حتى كاد أن يكون زيد زمانه. ومع ذلك كان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 كثير الاشتغال بالفلاحة والزراعة. وله قصيدة فريدة في ذم الدخان وشربه. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: محمدا، وإبراهيم، وسعدا. فأما محمد فتوفي سنة 1145. وأما إبراهيم فاشتغل بعلم الفرائض حتى فاق والده، وصار لا نظير له في المدينة بل في الدنيا. وكانت ترد إليه الأسئلة بكثرة من جميع الأقاليم فيجيب عليها بلا كلفة، وشرح منظومة كبيرة في هذا العلم على المذاهب الأربعة. وتوفي سنة 1192. وله أولاد ما منهم طلع مثل أبيه. وأما سعد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتعلم صنعة الطارة، ويقال له السوجني، وصنعة الكوافي البيض المنقوشة. وهو رجل لا بأس به. وتوفي سنة 1193 عن ولد يدعى بمحمد علي. وهو مثل أبيه في صنعته. وأيضاً هو شاب لا بأس به. بيت فنقو " بيت فنقو ". أصلهم صاحبنا الحاج علي المغربي الشهير بنقو. وهو لقب لوالدته. قدم المدينة المنورة معها سنة 1140. وكان شديد سواد اللون، وفقير الحال، لا يملك شيئاً من المال. فسافر إلى الدولة العلية والديار الرومية فحصل له قبول وإقبال وحصل جملة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 أموال، ورجع إلى المدينة المنورة وتزوج بها. ثم عاد مرة ثانية إلى الروم فما رجع منها إلا بكل ما يروم. وصار صاحب ثروة عظيمة. وحصل له من العثامنة المصرية والعثامنة الشامية والجرايات والجامكية شيء كثير. وكان كثير المزاح والمجون والانشراح، ذا وجه وقاح. ولله در من قال: ليس للحاجات إلا ... من له وجه وقاح وذهاب وإياب ... وغدو ورواح واشترى داراً عظيمة في آخر حوش الجمال، وعمرها وزخرفها وجعل لها طياقاً ورواشن مطلة على الحديقة العينية. أخبرني أنه صرف على عمارتها نحو 16000 غرش. وتوفي سنة 1176. وأعقب من الأولاد: عبد العزيز، وباشا، وعبد الله، وملكة. فأما عبد العزيز فبلغ سفيهاً فأضاع جميع ما خصه من والده في أقل مدة حتى صار في زي الفقراء. ثم سافر إلى حدة وجعل فيها خادم فران بطعامه. ثم رجع إلى المدينة المنورة وستره الله بالموت. وأما باشا فبلغ رشيداً وحفظ جميع ما هو له حتى اشترى من أخيه بعض شركاته من البيت ونحوه. وأما عبد الله فطلع مثل أخيه الأكبر وزيادة عليه. وسافر إلى الشام ثم رجع إلى المدينة فباع جميع ماله من الشركات. وتوجه مع الحاج الشامي. وأظنه بها الآن. نسأل الله العافية والرشد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 حرف القاف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 بيت القشاشي " بيت القشاشي ". نسبة إلى القشاش هضماً لنفسه بين أبناء جنسه. وأصلهم القطب الكبير، الولي الشهير، العارف بالله تعالى شيخ شيوخنا سيدي الشيخ أحمد بن محمد بن يونس القشاشي الدجاني، نسبة إلى دجانة، قرية من أعمال بيت المقدس. وقد ترجمه جماعة من المؤرخين منهم العلامة الفهامة الشيخ مصطفى بن فتح الله الحموي في كتابه " نتائج السفر في ذكر أعيان القرن الحادي عشر " وذكر: أن مولده في سنة 992. ووفاته 19 في ذي الحجة سنة 1070. بداء حصر البول. وقبره خلف قبة السيدة حليمة السعدية - رضي الله عنها - ويزار وعليه لوائح الأنوار. وذكر أنه ينتسب إلى سيدنا الحسين - رضي الله عنه - وذكر نسبته إليه من جهة الآباء. وكان لا يظهر ذلك. واعتماده على شرف التقوى. وكان مالكي المذهب. ثم رحل به والده إلى اليمن لزيارة من به من الصالحين الأحياء منهم والميتين. وتمذهب بمذهب الشافعي. وكان - نفعنا الله به - مجاب الدعوة. وله تصانيف كثيرة وأسانيد شهيرة. وأجل من أخذ عنه الشيخ أحمد الشناوي العباسي. وزوجه على بنته وانحصرت فيه ذريته اليوم. وبلغني أنهم يبلغون مائة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 وعشرين نفراً. ويقسم عليهم غلة وقف الشناوي من الحوش الذي بقرب كومة السر وبعض بيوت المدينة وبمكة المكرمة. وصارت للشيخ أحمد القشاشي المزبور ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل، وأوقفها على أولاده وجعل للذكور شيئاً وللبنات شيئاً. ومن مات منهم عن غير ولد تعود حصته لإخوته. وكان للشيخ أحمد المزبور ولد واحد من الذكور " اسمه علي " ومن البنات خمس. فأما الشيخ علي المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وجمال الدين، وحمزة، وهيلة. فأما الشيخ عبد الله المزبور فنشأ نشأة صالحة وسافر إلى بلاد الجاوه. وغاب مدة طويلة وحصل له هناك قبول وإقبال، وحصل جملة من الأموال. ثم رجع إلى المدينة المنورة وتوفي بها. وأعقب من الأولاد: أبا الفتح، وأحمد. فأما أبو الفتح المزبور فنشأ على طريقة والده. وسافر إلى بلاد الجاوه أيضاً. وحصل له قبول وإقبال وحصل جملة من المال مثل والده وزيادة. واشترى عثامنة مصرية وجرايات. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي سنة 1156. ولم يعقب. وكان لطيف الذات، ظريف الصفات. وأما أحمد المزبور فنشأ نشأ صالحة. وكان حسن الصوت جداً، وكان صاحب سوداء قوية، كثير الانحراف. وكانت بينه وبين ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 عمه أبي المعالي عداوات عظيمة أدت إلى الضرب بالسلاح حتى ضرب كل منهما الآخر. وكانت سبب موتهما بعد مدة. والله أعلم. وسبب ذلك الولاية على مشيخة زاويتهم ووقفهم. وتوفي أحمد المزبور سنة 1160. وأعقب من الأولاد: عبد الله، ووهبة الموجودة اليوم بكراً. وهي شيخة النسوان الزفافين للعرائس. وأما عبد الله المزبور فنشأ على طريقة والده. وسافر إلى مصر. ومات بها مطعوناً شهيداً في سنة 1173. وأعقب من الأولاد: مدنياً، وأحمد، الموجودين اليوم على طريقة والدهما. وأما جمال الدين المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان يعلم الصبيان القرآن في مؤخر المسجد النبوي. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، وأبا السعادات، وأبا المعالي، ووهبة زوجة الشيخ أحمد العمودي، والدة أولاده. فأما عبد الرحمان المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان رجلاً صالحاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: صالحة زوجة محمد الشامي، والدة أولاده. ثم بعده السيد أحمد الأزهري. وأعقب والدة يحي، والشريفة أم الحسين، زوجة السيد زين العابدين عباس الأزبكي الموجودة اليوم. وأما أبو السعادات المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأما أبو المعالي المزبور فنشأ على طريقة والده. وزاد عليه بأن سكن وادي الفرع وتشبه بالبادية في أقوالهم وأفعالهم. وصارت فيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 جفوة. وقد ورد في الحديث: " من بدا فقد جفا ". وتوفي في منى، ودفن بمكة بعد أداء الحج سنة 1168. وأعقب من الأولاد: محمد أبا الخير فنشأ على طريقة والده في جميع أحواله. " ومن يشابه أبه فما ظلم ". وتوفي بوادي الفرع سنة 1195. وله من بدوية أولاد هناك. وأما أحمد أبو السعادات المزبور فنشأ نشأة صالحة. وسافر إلى الديار الرومية. وغاب مدة هناك. وتوفي بإسلامبول سنة 1195. وله أولاد وبنت موجودون بقيد الحياة. بيت القاشقجي " بيت القاشقجي ". ومعناه بالعربي صانع الملاعق. وأصلهم محمد بن أحمد قيصرلي الرومي القاشقجي. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، من أحسن المجاورين. ويقال: إن أصله من بخارى. وسوف تأتي ترجمتهم في غير هذا المحل. بيت القرجي " بيت القرجي ". نسبة إلى القرج طائفة من الترك مشهورون بالروم. وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1131 الحاج سليمان ابن عبد الله القرجي الرومي. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً. وكان في خدمة المرحوم حسين أفندي كاتب السلطان بالمسجد الشريف النبوي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 حتى صار ينسب إليه ويعد من جملة أتباعه. ثم صار في وجاق النوبجتية. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي سنة 1158. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعلياً، وفاطمة. فأما محمد فنشأ على البيع والشراء. وصار في محل والده في النوبجتية. وتولى حوالة بندر جدة. وصار أمين ينبع. وصار محتسباً وجوربجياً. وهو موجود. ولم يتزوج أبداً. وأما علي فهو فظ غليظ: وله ظهر عريض في الدرجة العليا من الكبر حتى كأنه ابن من. وصار في النوبجتية. وصار باش جاوش. وهو موجود اليوم متزوج بنت إبراهيم عبد الرزاق الأزبكي. وله منها ولد. وأما أخته فاطمة فتزوجت على رجل من الأروام يدعى بإسماعيل أفندي الجراحي. وهو معها اليوم. وله منها ولد موجود اليوم. بيت القمقمجي " بيت القمقمجي ". ويقال له بالتركية كم كم باشي. ومعناه بالعربية هو " رأس خدام القمقم ". وهو آلة الماء لحضرة مولانا السلطان نصره الرحمان. وعدتهم في سرايته المعمورة أربعون رجلاً. وليس لهم خدمة إلا هذه. وأول من قدم منهم المدينة المنورة مجاوراً في حدود سنة 1110. محمد آغا بن جعفر بيك بن مصطفى باشا، أحد وزراء السلطان محمد خان، وصحبته ولده مصطفى صغيراً، وبنته فاطمة، زوجة السيد أحمد الصاقزلي السابق ذكره في حرف الصاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 فنشأ مصطفى المزبور نشأة صالحة في جميع الأمور. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، حسن الهيئة ذا ثروة عظيمة. وعمر الدار الكبرى التي بخط الحماطة، والحديقة المعروفة بالقمقمجية بجزع العوالي التي آلت إلى وقفنا من ولده على سبيل الاستبدال عن البيت الصغير الذي في زقاق القفا. وصار كتخدا النوبجتية مدة مديدة. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: محمد جلبي. ومولده في سنة 1139. ونشأ نشأة فاق بها أباه وجده. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة بيوت ونخيل وعمرها بأحسن العمارات. وصار لا نظير له في المدينة من الرفاهية. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وله همة علية، وأخلاق رضية. وصار كتخدا النوبجتية مدة ولاه أحمد باشا. ثم صار بينه وبين العساكر فتن وأحوال. وقاتل حتى أدى إلى أن أخرج من البلاد بالفرمان السلطاني على أنه يسكن الشام، فتوجه إلى مكة " المكرمة " صحبة الوزير الأعظم أمير الحاج محمد باشا فأطلقه عند وصوله مكة فواجه الشريف سروراً، وأمره بسكنى مكة المكرمة، فسكن بها مدة إلى أن جاء صحبة الشريف المزبور عند زيارته. وبقي بعده بالمدينة إلى أن صار بين عساكر الشريف وأهل البلد ما صار. فخرج منها. وسكن بجزع قربان. وابتنى له هناك بيتاً وسكنه. وهو به الآن. وقد أنفق في قتاله للمدينة المنورة 30. 000 في الأولى والثانية. وله من الأولاد: مصطفى، وجعفر. فأما مصطفى المزبور فمولده في سنة 1153. ونشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق الإسباهية، وهو موجود اليوم. وله أولاد من حفصة بنت إبراهيم آغا السيواسي المتقدم ذكره. وأما جعفر المزبور فمولده في سنة 1160. ونشأ نشأة صالحة. وتوفي شاباً في سنة 1186. عن بنت موجودة اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 بيت القبيطي " بيت القبيطي ". ولم أقف على حقيقة هذا اللفظ. وأصلهم الحاج عربي القبيطي المغربي الفاسي الأندلسي الأصل. قدم المدينة المنورة في سنة 1120. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، وكان يتعاطى التجارة وبيع القماش. وتوفي سنة 1135ز وأعقب من الأولاد: عبد الخالق، وأحمد. فأما عبد الخالق المزبور فمولده بالمغرب سنة 1110. ونشأ نشأة صالحة على طريقة والده، ومصاحباً للأكابر. ويتعاطى بيع القماش. وكان رجلاً كاملاً. وتوفي سنة 1163. وأعقب من الأولاد: العربي، وعذيباً، وخليلاً، وفاطمة، زوجة عبد الله مرعشي، والدة أولاده. ثم من بعده تزوجها الحقير. وهي موجودة اليوم. فأما العربي فمولده سنة 1135. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع. وصار محتسباً. وتوفي شهيداً بالحديقة الكركية في واقعة البادية مع أهالي المدينة سنة 1180. وأعقب من الأولاد: حمزة، وآمنة، وأم هانئ، وأم السعد، وطاهرة. وأما عذيب فمولده في سنة 1140. وهو رجل كامل، شجاع بطل. وصار جوربجياً في النوبجتية ومحتسباً. وامتحن بالخروج من المدينة لما قبض عليه أحمد باشا وأرسله للشريف مساعد وحبس في القنفذة مدة. ثم عفا عنه ورجع إلى المدينة ثم خرج مرة أخرى مع الكتخدا القمقمجي ثم رجع إليه. وهو بها الآن موجود. وله ولد وبنات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 وأما خليل فهو رجل لا بأس به ومولده سنة 1146. نشأ على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية، ومشتغلاً في دكانه. وهو موجود. وله أولاد وبنات موجودون. بيت قصارة " بيت قصارة ". أصلهم الحاج عبد الله والحاج عبد السلام ابنا العم المغربيان الفاسيان الأندلسيا الأصل. قدما المدينة المنورة في حدود سنة 1140. فأما عبد الله فكان رجلاً، عاقلاً، صاحب ثروة عظيمة. واشترى عدة عقارات من بيوت ونخيل وأوقفها على أولاده إلخ، وبعد انقراضهم على خطباء الحرم النبوي وأئمته. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: حسناً، وحسيناً، وفاطمة، وحفصة زوجة السيد محمد أسعد والدة أولاده. فأما حسن المزبور فأضاع جميع ما تركه له والده. وسافر إلى المغرب. ثم رجع إلى مصر المحروسة وتوفي بها. وله أولاد بالمدينة منهم: عبد السلام، وعثمان. وتوفي عبد السلام سنة 1187. وله ولد يدعى " عربي ". وأما عثمان فموجود. وهو رجل لا بأس به، كامل. وسافر إلى الروم. ثم رجع إلى المدينة وهو بها الآن. وأما حسين فأضاع جميع ما تركه له والده. وصار مريضاً جداً فتوفي سنة 1187. وله " من الأ " ولاد: " أحمد، والطيب ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 فأما أحمد فقتل في السيح سنة 1142. ولم يعقب. وأما أخوه الطيب فتوفي في جدة سنة 1170. وأعقب عباساً، وعبد المجيد، الموجودين اليوم. ووالدتهما فاطمة بنت عبد الله قصارة المزبور. وأما عبد السلام المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة عظيمة. اشترى الدار التي بخط الساحة، وعمرها وأوقفها على أولاده. وسافر إلى الهند فاحترق المركب فتوفي حريقاً في سنة 1148. وأعقب من الأولاد: أحمد، وفاطمة زوجة حسن والدة ولده عثمان. فأما أحمد المزبور فهو رجل ظريف ومؤدب ولطيف. وسافر إلى الديار الرومية فأحسن لسان التركية، ورجع إلى المدينة النبوية. وصار كاتباً لأمين الصرة المدنية. وصار بسبب ذلك من أهل الثروات. وهو موجود اليوم. وتزوج عدة زوجات منهن أبكار وثيبات، وطلقهن الجميع. وبلغني أنه عنين. بيت القادري " بيت القادري ". نسبة إلى الطريقة القادرية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم الشيخ محمد السمان. وقد سبق ذكره في بيت السمان من حرف السين. بيت القباني " بيت القباني ". نسبة إلى القبان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 وأصلهم الحاج شرف الدين القباني المصري. وكان رجلاً مباركاً. وصار يتعاطى القبانة. وأعقب من الأولاد: أحمد، فنشأ على طريقة والده. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حسن. فنشأ على طريقة والده وجده. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: أبا بكر، وعمر، وشرف الدين، وأحمد الموجودين اليوم. وشرف الدين المزبور صار جاوشاً في النوبجتية. وأخرج من المدينة مع الكيخية القمقمجي سنة 1190. وسكن مكة المكرمة. ثم جاء مع الشريف إلى المدينة. وبقي بها الآن. وصار بيرقداراً في النوبجتية. بيت القللى " بيت القللى ". نسبة إلى عمل القلل الفخار بلسان أهل مصر. أصلهم الحاج محمد المصري القللي الفيخراني. قدم المدينة المنورة. وكان رجلاً مباركاً، مشغولاً بصنعته إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعلياً، ورقية الموجودة اليوم. فأما محمد المزبور فكان رجلاً مباركاً صالحاً. وصار شيخ الدلالين. وتوفي سنة 1186. وأما علي المزبور فكان رجلاً متكلماً متحركاً. وصار جاوشاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 في النوبجتية. وتوفي مقتولاً في الحرم الشريف النبوي، ضرب برصاصة من رباط السلطان قايتباي يوم الجمعة " 17 " في ربيع الثاني سنة 1189 في يوم دوس الناس بباب الرحمة. وأعقب من الأولاد: حسن. وصار في محل والده من وجاق النوبجتية، وهو موجود اليوم. بيت القلعي " بيت القلعي ". نسبة إلى قلعة الجبل من مصر القاهرة. وأول من قدم منها المدينة المنورة الحاج محمد القلعي. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وإبراهيم، وعلياً. فأما مصطفى فنشأ نشأة صالحة، وصار يتعاطى صنعة تجليد الكتب. وصار قباضاً لمواد غالب الناس. وصار صاحب ثروة. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد، فنشأ على طريقة غير صالحة، وأضاع جميع ما تركه له والده. وصار فقيراً يسأل الناس في أقل مدة. وتوفي. وأما إبراهيم المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار وزيراً في المدينة النبوية من طرف الشريف محمد بن عبد الله. ثم عزل منها. وصار كاتباً للشيخ سعد شيخ حرب. ثم رجع إلى المدينة وصار جوربجياً في النوبجتية. وتولى أمين بندر ينبع. وصار قابضاً لغالب معاليم الناس. وكان سيء المعاملة حتى أنه كان يخالط الناس في حقوقهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 ويتعبهم كثيراً بكثرة المشاوير. وكان كثير التحيلات والمكريات وتوفي سنة 1188. وأعقب: مصطفى، وأحمد. فأما مصطفى فصار جوربجياً في القلعة السلطانية. وكان من المتحركين المتكلمين. ثم أخرج من المدينة المنورة. وتوفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد: عبد الرحيم: وكان رجلاً كاملاً لا بأس به. وسافر إلى مصر وتوفي بها سنة 1191. وأما علي المزبور فكان رجلاً كاملاً، وكان يتعاطى صناعة الحلاقة. ويؤذن تارة في المنارة السليمانية. وتوفي فجأة في عصر الخميس سنة 1146. ولم يعقب. بيت القفاص " بيت القفاص ". نسبة إلى صنعة القفصان. وممن أدركناه من أهل هذا البيت الشيخ الكبير السراج الشهير عمر بن عبد الكريم القفاص. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صالحاً. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: طاهراً، وحسناً، ويوسف، ومنى، زوجة صاحبنا محمد سعيد حماد، والد أولاده. فأما طاهر فنشأ نشأة صالحة. وصار قائمقام السيد المساوي، والقيام بالذكر والجماعة وتعاطى قباضة المعلوم. وهو موجود اليوم. وله ولد يدعى بعباس. ونشأ نشأة صالحة، مشاركاً لوالده في الصناعة والجماعة. وهو رجل جسن الصوت جداً، وكامل، لا بأس به. وأما حسن المزبور فقتل في طريق سيدنا حمزة - رضي الله عنه - سنة 1138 شاباً. ولم يعقب. وأما يوسف الزبور فهو أيضاً رجل كامل، عاقل. وصار جوربجياً في النوبجتية، وبيت مال. وهو موجود اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 بيت القدسي " بيت القدسي ". نسبة إلى القدس الشريف، ثالث حرم يرحل إليه. وإليه ينتسب كثير. ومن أشهرهم علي بن محمد القدسي. قدم المدينة المنورة صغيراً سنة 1140. ورباه الشيخ أحمد شعيب المصري مع أولاده. وعلمه صنعة التزوير. وزوجه. وصار في وجاق النوبجتية. وتوفي سنة 1193 فجأة، وهو ذاهب إلى زيارة سيدنا حمزة. وحمل إلى دابة إلى المدينة، ودفن بالبقيع الشريف. وأعقب من الأولاد: أحمد، وسعيداً، وأبا بكر. فأما أحمد فسافر إلى الديار الرومية. وتوفي بإسلامبول مطعوناً شهيداً سنة 1191. وأما سعيد فهو بالمدينة. وأما أبو بكر فسافر إلى الروم سنة 1196. ورجع إلى المدينة. وهو بها الآن موجود. وله أولاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 حرف الكاف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 ؟ بيت الكردي " بيت الكردي ". نسبة إلى " الكرد " الشهير. وهو جبل كبير. وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة. ولنذكر المشهورين منهم من أهل العلم والدين. وأشهرهم الشيخ يوسف الكردي، نائب الأئمة الشافعية في الحضرة النبوية. قدم المدينة المنورة سنة 1120. وكان رجلاً فاضلاً عالماً، عاملاً، وكان يدرس في المسجد النبوي. وغالب تدريسه في فقه الشافعية. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعبيداً، وإسماعيل، وسليمان. فأما محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة وسافر إلى الروم. واستأذن من الدولة العلية أن يبني في دكة قريبة من مسجد المصلى الشريف النبوي الشرقية؛ فشرع في البناء وعارضه شيخ الحرم فوقفه. ثم صار متردداً بين الروم والمدينة مراراً في شأن ذلك. ثم رجع وبناها وسكن بها الآن. وله أولاد وبنت. وأما عبيد فتوجه إلى مصر قاصداً الروم فتوفي بها. وأما إسماعيل فسافر أيضاً. وهو الآن في الروم. ومنهم الشيخ سليمان الكردي، معلم الصبيان القرآن في رباط السبيل. قدم المدينة المنورة في سنة 1115. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد، وإبراهيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 فأما محمد المزبور فمولده سنة 1126. ونشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن العظيم، واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم، فبرع في الفقه حتى صار لا نظير له في فقه الشافعية. وكان رجلاً من أكمل الكمل، وعالماً، فاضلاً. وشاع ذكره في الأقطار جميعاً، فبلغ خبره إلى شيخ الإسلام بالروم. فولاه إفتاء الشافعية بالمدينة المنورة. وكتب له رؤوساً فوصلت إليه في سنة 1189. ولم يسبق لأحد من الشافعية قبله أن يتولى هذا المنصب إلا من صاحب مكة المكرمة. ولم يغير حاله ولا لباسه. وتوفي سنة 1194. وله أولاد منهم: عبد الله، وحمزة، وعبد الرحمان. وكلهم موجودون. وأما أحمد المزبور فنشأ على غير نشأة أبيه وأخيه. وكان يلقب بالجني لكثرة حركته وقلة بركته. وكان شجاعاً مشهوراً. وصار في النوبجتية. وتوفي سنة 1175. وأما إبراهيم المزبور " فنشأ نشأة صالحة. ورزقه الله ولداً يقوم بأمر معاشه. ويدعى سليمان. وأما والده " فتوفي سنة 1192. واشتغل ولده سليمان المزبور بالبيع والشراء والأخذ والعطاء. وهو رجل من أحسن الرجال أهل الكمال وله أولاد. ومنهم الشيخ فيض الله الكردي المدوس. قدم المدينة المنورة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 سنة 1170. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وأخبرني أنه شرح كتاب " جمع الجوامع " في علم الأصول للإمام السبكي. واشترى داراً خربة بخط زقاق بني حسين وعمرها بأحسن عمارة، وسكنها وأصرف على عمارتها " نحو " 10. 000 غرش. هكذا أخبرني. وأقعد في الأرض. وانقطع عن الجمعة والجماعة. وهو موجود اليوم. وله ولدان موجودان. ومنهم صاحبنا الشيخ إلياس الكردي نائب الأئمة الشافعية في الروضة النبوية. قدم المدينة المنورة سنة 1172. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، عالماً عاملاً، مشتغلاً بطلب العلوم الشريفة، ودرس بالروضة المنيفة. وسافر إلى الديار الرومية. ورجع إلى المدينة النبوية. وتزوج بنت ملا محمد الداغستاني. وله منها أولاد. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. بيت الكراني " بيت الكراني ". ومعناه كاتب المركب يكتب الداخل فيه والخارج منه. وأصلهم إسماعيل بن عيسى المصري الكراني. قدم المدينة المنورة سنة 1140. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة عظيمة. وصار في وجاق الإنقشارية. وصاهر الشيخ قاسماً الرفاعي، وتزوج بنته وهبة. وزوج ولده أبا بكر على بنته كريمة. وكان ينتسب في زعمه إلى الأنصار. وليس له من أنصار. وكان يتعاطى البيع والشراء. وتوفي بمكة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 المكرمة سنة 1152. وأعقب من الأولاد " إبراهيم، وأبا بكر، وعمر، وعلياً، وحمزة، وكريمة زوجة الشيخ إبراهيم الرفاعي. فأما إبراهيم المزبور فنشأ على طريقة والده. وصار في وجاق الإنقشارية. وتوفي شاباً سنة 1157. وأعقب من الأولاد: مصطفى. وأما أبو بكر المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار شيخ التكية الخاصكية بعد والده، وشيخ حمال التكية المرادية. وتوفي سنة 1196. وأعقب من الأولاد: أحمد، وسالماً. وهما موجودان. وأما عمر المزبور فنشأ على طرقة والده. وكان أطرش. وتوفي شاباً عن غير ولد سنة 1148. وأما علي المزبور فنشأ على طريقة والده وصار في وجاق النوبجتية. وسافر إلى الروم لأجل البيع والشراء. ورجع إلى المدينة المنورة. وتوفي شاباً في سنة 1180. وأعقب إسماعيل. وتوفي بالمدينة بعدما جاء من بغداد. وصار من أهل القلعة السلطانية، ومن المتحركين المتكلمين فيها. وأما حمزة المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق النوبجتية. وسافر إلى الشام لأجل البيع والشراء. وتوفي سنة 1180. بيت الكازروني " بيت الكازروني ". نسبة إلى مدينة كازرون المشهورة بأرض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 العراق وهذا بيت كبير وبالعلم والدين شهير. وينتسبون إلى سيدنا عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - وكان وصولهم إلى المدينة المنورة في القرن الثامن. وقد ترجم كثيراً منهم المؤرخين كالحافظ السخاوي وغيره. وقد انقرض هذا البيت بموت العلامة الخطيب والإمام الشيخ عبد الرحمان الكازروني الشافعي في سنة 1115. وأعقب من البنات: عائشة، وحفصة، والدة السيد زين العابدين، والسيد جعفر ابني السيد حسن البرزنجي. وقد سبق ذكرها في حرف الباء. بيت كابوس " بيت كابوس ". مشهور عند غالب الناس من أهل المدينة أن أصلهم من النخاولة وليس كذلك. وإنما أصلهم من مصر المحروسة. ونسبوهم للنخاولة لكونهم يتشبهون بهم، ويسكنون معهم في أحوشتهم. وقد أدركنا منهم والد حسن كابوس المشهور. وكان رجلاً شيخاً كبيراً معمراً. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: حسناً، وصالحة، ومريم. فأما حسن المزبور فكان رجلاً، بطلاً، شجاعاً، مشهوراً في جميع الأمور. ولكنه قليل حظ. وصار في وجاق النوبجتية. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة غير مرة مع جماعته. وكان يتعاطى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 بيع الحبوب في باب المصري. وقتل في دكانه. قتله جماعة من أهل القلعة منهم: حمزة قليوبي ومصطفى مزور وغيرهما في صفر الخير سنة 1156. وثارت الفتنة بسبب ذلك. ومكثت إلى 25 ذي القعدة. وحصل منها خراب كبير، وقتل كثير. وعزل فيها عبد الرحمان آغا الكبير شيخ الحرم النبوي. وبسبب هذه الفتنة العظيمة كان خروج غالب أهل المدينة، فالبعض سار إلى مكة، والبعض سكن بالعوالي. ولو بسطنا أحوال هذه الفتنة وما صار فيها وما تأتى منها لكان في مجلد. بيت كبريت " بيت كبريت ". أصلهم السيد محمد بن عبد الله السندي الشهير بكبريت، العلامة الفهامة الأديب البارع الذي لا يحتاج إلى علامة، صاحب التصانيف المفيدة والتآليف العديدة. فمنها رحلتان مشهورتان إلى الروم. إحداهما نثر وسماها " رحلة الشتاء والصيف " والثانية نظم. ومنها " نصر من الله وفتح قريب ". ومنها كتاب الفلاحة. وغير ذلك. والسيد محمد المذكور ليس له عقب من الذكور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 ولا من الإناث. وإنما أوقف الحديقة المعروفة بسميحة بخط العوالي، والحديقة المعروفة بالرملية بجزع قبا على عتقائه " إلخ ". وبعد انقراضهم على عجائز النخاولة. وجعل النظر للسيد عبد الله البكرية باعلوي ولأولاده من بعده. ومن أولاد أولاد بنات عتقائه جماعة موجودون اليوم منهم الجوربجي علي سالم النوبجتي، وأولاد أخيه، منهم حمزة. بيت الكاتب " بيت الكاتب ". ويصدق هذا الوصف على كل كاتب بالمدينة المنورة. ويصير أحياناً علماً بالغلبة على واحد من الكتبة، فتارة يطلق على كاتب شيخ الحرم، وقد سبق ذكره في حرف الراء في الرومي. ويطلق اليوم على كاتب الحرم النبوي. وهو خليل أفندي القيصرلي الرومي. قدم المدينة المنورة سنة 1170. وهو رجل كامل عاقل. وصار صاحب ثروة عظيمة بعد أن كان ابتداء فقير الحال لا يملك " مال " ولا خلال. وهو موجود اليوم. وله أولاد منهم إبراهيم. وتولى الكتابة خليل المزبور بعد وفاة السيد إسماعيل أفندي الرومي. والسيد المزبور تولاها بعد وفاة المرحوم حسين أفندي في الروم سنة 1154. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وتولى نظارة وقف المرحوم محمد باشا بالشهيد بالمدينة المنورة. وعمر أحسن عمارة. وكان حسن السيرة والسريرة. ومحاسنه كثيرة. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأم كلثوم، زوجة الأخ علي الأنصاري والدة أولاده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 فأما محمد المزبور فنشأ على طريقة والده. وكان من أحسن الرجال أهل الهمم العوال أهل الكمال. ولا عيب فيه إلا أنه قليل حظ. وتولى الكتابة بعد أبيه. ثم صار كاتباً لشيخ الحرم النبوي. ثم عزل وأخرج من المدينة بسبب الأغراض. وأتوا فيه بفرمان سلطاني، فسافر إلى الدولة العلية بنفسه. ثم رجع إلى المدينة النبوية. وتوفي سنة 1165. وأعقب من الأولاد: عفيفة، زوجة عمر شعيب، والدة أولاده، الموجودة اليوم. بيت كوافي " بيت كوافي ". " نسبة إلى الكوافي " صانعها وبائعها. وأصلهم صاحبنا السيد إبراهيم فيض الله الأزبكي البخاري. قدم والده المزبور إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1090. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم المزبور. والسيد محمداً، " والد " السيد حسين، والسيد علي، وماتا عن غير ولد. فأما السيد إبراهيم المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصارت له ثروة عظيمة من صنعة الكوافي. ثم سافر إلى الهند. ورجع منه مسروراً مجبوراً. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة بسبب أولاده. ثم سافر إلى الهند ثانياً وغاب فيه مدة. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وتوفي بالعوالي في حديقتنا النويعمة المشهورة. وذلك في سنة 1172. وأعقب من الأولاد: أحمد، ومحمداً، وحسناً، وصالحاً، وزينية، زوجة الأخ محمد سعيد الأنصاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 فأما السيد أحمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار جوربجياً في النوبجتية. ثم صار كتخدائهم. وكان رجلاً شجاعاً، بطلاً. وامتحن بالخروج من المدينة المنورة مراراً عديدة مع جماعته. وسكن بالبادية. وسكن العوالي، وتوفي فيه سنة 1165. وأعقب من الأولاد: السيد عبد الله والشريفة طاهرة، والدة المرحوم والدنا حيدر الأنصاري. فأما السيد عبد الله المزبور فسلك على طريقة والده في جميع الأمور. وتوفي سنة 1186. ولم يعقب. وأما محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتولى محتسباً. وتوفي سنة 1190. وأما حسن المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، شجاعاً، بطلاً. وصار جوربجياً في النوبجتية. " وتولى " أمين بندر ينبع المحروس. وتوفي في جدة المعمورة سنة 1188. وأعقب من الأولاد: جعفر، وناصراً، وقاسماً، ورابعة، وصالحة. فأما جعفر فأخرج من المدينة. وسكن ببدر مدة ثم توفي سنة 1192. وأما ناصر فموجود الآن. وأما قاسم فسافر إلى الروم ثم رجع إلى المدينة. وجلس بها مدة. ثم سافر ثانياً إلى المغرب. وتزوج امرأة ذات حسن وجمال ومال بالمدينة المشهورة والبلدة المعمورة تونس الخضراء. واستوطنها وهو بها الآن. وأما رابعة فتوفيت سنة 1192 وصالحة موجودة اليوم بمكة عند عمها صالح وعمتها فاطمة. بيت كمال الدين " بيت كمال الدين ". أصلهم كمال الدين الحلبي. قدم المدينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 المنورة سنة 1172. وهو رجل كامل، عاقل، لطيف الذات، ظريف الصفات. وقلما أبصرت عيناك ذا لقب ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه وسافر إلى الديار الرومية مرات. ورجع في أول سفرة مع والدته وزوجته. ويقال: إنها كانت شريفة. ومنها جاءه الشرف. وكانت امرأة صالحة، كاملة. وتوفيت بمكة المكرمة بعد أداء الحج الشريف سنة 1178. والسيد كمال موجود اليوم. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. بيت الكبورلي " بيت الكبورلي ". نسبة إلى كبور، مدينة مشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة محمد أفندي الكبورلي الرومي. وكان رجلاً صالحاً. مباركاً. وتوفي. وأعقب: محمد تقي، وعبد الرزاق. فأما محمد تقي المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حسناً، ورابعة. فأما حسن المزبور فكان رجلاً مباركاً، وصالحاً، كثير الخمول، لا يكاد يخالط أحداً، ولا يخلو من سوداء. وتوفي. وأعقب من الأولاد: فاطمة. وحسناً. وتركه حملاً في بطن أمه فسمي باسمه. وهو موجود اليوم ويتعاطى صنعة الخياطة. ولا بأس به من رجل. وأما عبد الرزاق المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق الإسباهية، توفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 محمد. ونشأ على طريقة والده. وكان رجلاً شجاعاً. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: علياً، وهو أيضاً رجل كامل لا بأس به. وسافر مرات إلى الديار الرومية. وتوفي بها سنة 1195. بيت الكسوجي " بيت الكسوجي ". أصلهم السيد عبد الوهاب الحلبي الكسوجي. ومعناه خياط كسوة حضرة النبي - صلى الله عليه وسلم - قدم المدينة المنورة سنة 1157. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. سافر إلى الديار الرومية مرتين وأكثر. ورجع إلى المدينة المنورة مسروراً مجبوراً. وعينت له الدولة العلية صرة من جوالي الشام تصل إليه في كل عام. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1180. وعقب من الأولاد. عبد اللطيف. وصار في محل والده. وهو رجل لا بأس به، مصاحب للكرام، باذل لهم الطعام. وبيننا وبينه صحبة ومحبة وهو موجود اليوم. وسافر إلى الديار الرومية مرتين. روجع مسروراً مجبوراً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 حرف اللام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 بيت اللؤلؤي " بيت اللؤلؤي " " نسبة إلى اللؤلؤ ". وقد سبق ذكرهم في بيت شقلبها من حرف الشين. بيت اللعبي " بيت اللعبي " لم أقف على حقيقة هذا اللفظ. وأصلهم الحاج علي بن محمد اللعبي المغربي الفاسي. قدم المدينة المنورة سنة 1120. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، صاحب ثروة عظيمة، وسافر إلى الهند لأجل التجارة. ثم رجع إلى المدينة المنورة. وصار مشداً بباب الحجرة الشريفة، وجوربجياً في النوبجتية. وتوفي سنة 1145. وأعقب من الأولاد: محمداً، المقتول بالرصاصة في المنارة الشكيلية في الفتنة المشهورة خطأ. فأما محمد المزبور فنشأ على طريقة والده. وصاهر الشيخ قاسماً الرفاعي، وزوجه بنته، وولدت له عدة أولاد منهم: عمر، وعلي، وعثمان، وحسن، وآمنة، وحفصة زوجة خير الدين إلياس. فأما عمر المزبور فصار جوربجياً في النوبجتية ومشداً بباب الحجرة النبوية، وظيفة أبيه وجده. وتولى أمين بندر ينبع، وأتعب الناس في حبوبهم فلقبوه بمتعب. وتعاطى الفلاحة فأضاع ماله وحاله. وتوفي سنة 1196. وله أولاد من فاطمة بنت أحمد قاشقجي. وأما علي فتوفي أيضاً سنة 1191. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 وأما عثمان وأختاه فموجودون الآن. وأما حسن المزبور فقتل بالرصاص في الفتنة الواقعة غاية شعبان سنة 1173. بيت اللبلبي " بيت اللبلبي " ز أصلهم السيد عثمان اللبلبي الديار بكرلي الرومي. قدم المدينة المنورة سنة 1100. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين وتوفي. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وعبد الرحمان. فأما عبد الله فنشأ نشأة صالحة. وصار صائغاً. وكان يعالج صنعة الكيمياء فلم تحصل له. وأضاع فيها جملة أموال. وكان صاحب سوداء حتى كان يمشي بعض الأحيان في السوق بغير عمامة وحالة رثة ليس لها كرامة. وتوفي سنة 1187. وأما السيد عبد الرحمان المزبور فنشا نشأة صالحة. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، مشهوراً بالشجاعة؛ فصار كتخدا القلعة السلطانية فظهرت منه الأفعال العجيبة والأحوال الغريبة. وكان صاحب شهامة ومروءة وكرامة. وصارت في أيامه حروب كثيرة لا يسع ذكرها هذا الموضع ولكنها شهيرة، إلى أن قتل شهيداً مظلوماً، مغدوراً، وهو جالس في نخله الذي شرع في عمارته وإنشائه بجزع السيح وهو على حين غفلة يوم الخميس في 17 جمادى الأولى سنة 1145. ورماه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 الرافضة المشهورون وهم بنو علي سكان العوالي - قبحهم الله تعالى - برصاصة فمات في الحال - رحمة الله عليه -. وصارت في المدينة المنورة يومئذ غوغاء عظيمة واتهم بوهمهم الفاسد أهل القلعة الشريرون السيد عبد الله أسعد المفتي بأنه هو الذي علم البادية بذلك. وحاشى وكلا أن يتصف بأقل من هذا. وإنما هو شيء في أنفسهم أبدوه، فهجموا على السيد المذكور بداره " في " الحديقة المعروفة بالقاضية وضربوه نحم إحدى عشرة ضربة بالسلاح. ولكن العمر باق، وقتلوا عبيده وفرسه. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فأخفاه أهله وحملوه إلى الحساء في سحلة. وجلس هناك، وعنده أهله، مدة أربعة أشهر، حتى أراد الله شفاءه فأراد السفر إلى الدولة العلية لأجل ذلك؛ فلما استحسوا بأنه مسافر خافوا منه فطلعوا ببياض الناس وتوجهوا عليه فقبل ذلك ونزل إلى المدينة المنورة في منصبه. " وأعقب السيد عبد الرحمان المذكور ولدين: السيد صالحاً، والسيد عبد الرحمان اللبلبي فمات صالح عن بنتين. ومات عبد الرحمان عن بنت تسمى فاطمة ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 حرف الميم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 بيت مديني السبحي " بيت مديني السبحي ". وقد سبق الكلام عليه في حرف السين. بيت مديني جاوش " بيت مديني جاوش ". أصلهم الحاج محمد المغربي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1090. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وتوفي وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، فنشأ على طريقة والده. وصار في وجاق النوبجتية. وكان صاحب أخلاق رضية. وتولى جاوشاً مدة مديدة. ثم عزل، وصار جوربجياً. وتولى أمين بندر ينبع. ثم عزل ورجع جاوشاً إلى أن توفي سنة 1158. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعبد الله. فأما أحمد المزبور فصار من وجاق النوبجتية " وصار كاتب بيت مال السلطان. وصار جوربجياً ومحتسباً. وهو رجل كامل لا بأس به. وأما عبد الله فتولى جاوشاً في النوبجتية " مدة مديدة. ثم تولى كتخدا النوبجتية سنة 1156 أولاه محمد باشا والي الشام. ولكل منهما أولاد وبنات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 ؟ بيت المكحل " بيت المكحل ". أصلهم الخواجة محمد عارف وأخوه الخواجة جمال الدين الهندي الفتني الشهير بالمكحل. قدما إلى المدينة المنورة سنة 1150. فأما الخواجة محمد عارف المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً يتعاطى التجارة في القماش. وصار صاحب ثروة عظيمة. وهو موجود اليوم. وله أولاد. وأما جمال الدين المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، ويتعاطى البيع والشراء في القماش. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي فجأة في صلاة العصر، وهو ساجد، سنة 1183. وأعقب من الأولاد: " ولى " الموجود اليوم. بيت ما في شيء " بيت ما في شيء ". أصلهم عثمان أفندي السرايلي الرومي الملقب بما في شيء أفندي. وسبب هذا اللقب أنه لما كان في السراية السلطانية لا يعرف غير هذه الكلمة من العربية. فلقب بها لكثرة ما يكررها دائماً. قدم المدينة المنورة سنة 1170. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، يحفظ القرآن العظيم، ويدارسه في الحرم النبوي. وهو من احسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتزوج على زوجة محمد سعيد شحاته، وربى أولاده وبناته أحسن تربية. وأنفق عليهم وزوجهم كلهم. وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 لهم أعظم من والدهم. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وله ولد من أم الأولاد المزبورين. بيت ميارة " بيت ميارة ". أصلهم الحاج محمد بن عبد الله المغربي الفاسي الشهير بميارة. ولم أقف على حقيقة هذا اللفظ. قدم المدينة المنورة وكان رجلاً مباركاً، عاقلاً. وكان يتعاطى بيع القماش في دكانه في الحدرة. وكان من أحسن المجاورين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: خديجة، زوجة شيخنا محمد الطيب، والدة محمد مكي، وفاطمة، زوجة محمد أفندي الركوبلي والدة عبد الرحمان. بيت مصلوا " بيت مصلوا ". أصلهم عثمان جلبي الرومي الشهير بمصلوا. قدم المدينة المنورة صغيراً. وزوج أخته على نور الله آغا دزدار القلعة السلطانية، والدة عائشة وخديجة الموجودتين اليوم ... فأما عائشة زوجة محمد كتخدا فلبلى فله منها بنت. ولها من مصطفى آغا دزدار القلعة السلطانية زوجها الأول وله يدعى " محمد آغا ". وهو موجود اليوم. وصار بيرقدار الإسباهية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 وأما فاطمة المزبورة " ف " زوجة مصطفى أدنوي والدة بناته، زوجة أبي بكر وعثمان المزبورين أعلاه. وأما عثمان المزبور فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، كثير المزاح، دائم الانشراح، لطيف الذات ظريف الصفات. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. وتولى ترجماناً للقاضي مدة مديدة. وسافر إلى الديار الرومية، وحصل له قبول وإقبال فرجع إلى المدينة المنورة بجملة من المال. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: أبو بكر جلبي. ونشأ نشأة صالحة، ولوائح الخير عليه لائحة. وهو من أحسن الرجال أهل الكمال. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية مدة مديدة. ثم تولى كتخداها مدة مديدة إلى أن جاء الشريف إلى المدينة فقبض عليه وولده الذي ليس له غيره. وسار بهما إلى مكة المكرمة وحبسهما، فماتا في الحبس - رحمة الله تعالى عليهما - سنة 1195. وبموتهما انقرض هذا البيت من أولاد الذكور. بيت مشد المرادية " بيت مشد المرادية ". أصلهم أحمد آغا الأنطاكي. قدم المدينة المنورة سنة 1150. وهو رجل كامل عاقل، لا بأس به، من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وصار صاحب ثروة كبيرة واشترى داراً كبيرة بخط البلاط من الجوربجي سليمان يلنز بنحو 4000 غرش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 واشترى كثيراً من التعلقات والمعاليم والجرايات. وصار في وجاق الإسباهية. وتزوج أم السعد بنت الشيخ يحي الجامي. وله منها أولاد. بيت الموصلي " بيت الموصلي ". أصلهم صاحبنا الحاج عبد الله الموصلي. قدم المدينة المنورة سنة 1170 وهو رجل كامل، عاقل. سافر إلى بغداد وبلده الموصل. ثم رجع إلى المدينة " وسافر ثانية إلى الديار الرومية. ورجع إلى المدينة " النبوية مسروراً مجبوراً. وبيننا وبينه صحبة ومحبة. وهو موجود اليوم. وله أولاد وبنت. بيت المنوفي " بيت المنوفي ". نسبة إلى المنوفية، مدينة مشهورة بالديار المصرية. وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1100 العلامة الفهامة الشيخ حسن بن محمد المنوفي المصري. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً، شافعي المذهب. ثم قلد مذهب أبي حنيفة. وتولى الإفتاء بالمدينة الشريفة بعد عزل السيد أسعد أفندي. وتولى نيابة القضاء في سنة 1117. وتولى وظيفة قراء الحديث يوم المولد الشريف على الكرسي المنيف بخمسين أحمر. وهي باقية إلى اليوم في أولاده وأولاد أولاده. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حسناً، ومحمداً. فأما حسن المزبور فتوفي شاباً عن غير ولد. وأما محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وكان رجلاً فاضلاً، عاقلاً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 متحركاً متكلماً، ومن أهل الشهامات والمروءات. ولا عيب فيه إلا أنه قليل حظ. وعلى الحظ لا عليه الملام. وسكن قبا. وصار خطيباً وإماماً إلى أن توفي سنة 1153. وأعقب من الأولاد: أحمد، ومنصوراً. فأما أحمد فنشأ على طريقة والده. وسافر إلى الروم ومصر والشام. ورجع إلى المدينة صفر اليدين. ولم يبلغ المرام. وتوفي سنة 1183 عن ولد. وأما منصور " المزبور " فنشأ نشأة صالحة. وتوفي شاباً عن غير ولد سنة 1186. ؟ بيت مغلباي " بيت مغلباي ". أصلهم الأمير قاسم مغلباي الرومي من أمراء الجراكسة بالديار المصرية. قدم المدينة المنورة سنة 980. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وتوفي سنة 1010. وأعقب من الأولاد: محي الدين. ومولده سنة 1000. وكان رجلاً فاضلاً، وصار خطيباً وإماماً. وعمر الدار الكبرى التي بخط الساحة، وأوقفها على أولاده. وتوفي في حدود سنة 1085. وتولى نيابة القاضي مراراً. وكانت سيرته حسنة وسريرته مستحسنة. وأعقب من الأولاد: أبا السعود، وأبا الغيث، ومحي الدين. وكلهم أجلاء. فأما أبو السعود فنشأ نشأة صالحة. وصار خطيباً وإماماً. وتولى نيابة القاضي مراراً عديدة. وكان حسن الخط والحظ. وعمر الحديقة المعروفة بالصديقية الصغيرة بجزع العوالي. وأوقفها على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 أولاده. وهي بأيديهم " إلى " اليوم. وتوفي سنة 1123. وأعقب من الأولاد: قاسماً، وزين العابدين، وستيته المتوفاة بكراً في سنة 1154. فأما قاسم فكان رجلاً لطيف الذات، كثير المزاح مع الأصحاب. وتوفي شاباً في سنة 1143. وأعقب من الأولاد: أبو السعود. ومولده في سنة 1140. وباشر الإمامة. وكان حسن الهيئة لطيف الذات. وتوفي شاباً سنة 1168. وأعقب من الأولاد: قاسم. الموجود اليوم، وهو أشبه الناس بأبيه " ومن يشابه أبه فما ظلم ". وأما زين العابدين والد يحي المشهور بالنوار، لأنه تعاطى صنعة النورة. تعلمها من خاله علي النوار. وكان كفيف البصر في آخر عمره، وتوفي سنة 1186. وأما أبو الغيث فكان رجلاً فاضلاً أديباً بارعاً. وصار خطيباً إماماً. وتولى نيابة القاضي وكتابة المحكمة. ورأيت له بعض حكايات من نظم ونثر. وتوفي، وأعقب من الأولاد: أحمد، وعبد الرحمان، وفاطمة. فأما أحمد فمولده سنة 1070. ونشأ نشأة صالحة، وطلب العلوم، وبلغ منها ما يروم. ورحل إلى البلاد الهندية. وكان ذا نفس أبية. بلغني أنه لما دخل ديوان السلطان جلس في الموضع الذي يجلس فيه السلطان. فقيل له: إن هذا محل السلطان، ولا يمكن أن يجلس فيه أحد أبداً. فقال لهم: وما عسى أن يكون مكانه! وطئت بقدمي هذا منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبر السلطان بكلامه فلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 يبالغ في إكرامه. ثم رجع إلى المدينة المنورة، فيقال: إنه قال في أول خطبة خطبها يوم رجوعه من بلاد الهند: الحمد لله الذي أعادنا إلى هذه الأوطان، وأعاذنا من كل شيطان، ومن عبدة الأصنام والأوثان. وكان يغلب عليه السوداء حتى ابتنى كشكاً في سطح داره. وجلس فيه واعتزل عن الناس إلى أن توفي سنة 1134. وأعقب من الأولاد: أبا الخير، ومحيي الدين. فأما أبو الخير فمولده سنة 1115. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلم. ورحل مع والده إلى الديار الهندية. وصار خطيباً وإماماً وكان عصره في الخطب وعلم الأدب. وتوفي 1164 وأعقب من الأولاد فاضلة وخديجة الموجودتين اليوم وأما محيي الدين فمولده سنة 1120 ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف وصار خطيباً وإماماً ومدرساً. وسافر إلى الديار الهندية. وصار مفتي الحنفية بعد وفاة المرحوم السيد عبد المحسن أسعد مدة يسيرة. وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومودة شديدة. وتوفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: أبا الخير، وهو موجود اليوم. وأما عبد الرحمان بن أبي الغيث فكان رجلاً مباركاً جداً. وكان الناس يلقبونه الخطيب الدشيشة لكونه إذا خطب يسرد الخطبة ويستعجل في الصلاة، فتفوت كثيراً من الناس. وكان له ولد يسمى أبا اليسر أسرة النصارى، وهو مسافر في بحر الروم. وتوفي بمالطة سنة 1166. وتوفي الخطيب عبد الرحمان المزبور سنة 1152. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 وأما محي الدين بن محيي الدين بن قاسم فكان رجلاً مباركاً. وكان كاتب المحكمة. وخطه رديء جداً لا يكاد يقرأ. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد. وكان إماماً. وكان فقير الحال. وتوفي سنة 1137 ولم يعقب. بيت مكيتل " بيت مكيتل ". تصغير مكتل. أصلهم الشيخ محمد مكيتل اليمني. يقال: إنه من ذريته بيت الولي الكبير، القطب الشهير، الشيخ أبي الغيث بن جميل - نفعنا الله به في الدارين. - وقد زرته في رحلتي إلى اليمن الميمون في سنة 1172. وكان فقيهاً يعلم الصبيان القرآن في مكتب الظاهرية، وفي مكتب إبراهيم أفندي الدفتردار. ولكل من المكتبين معلوم في الرومية الجديدة. ولم تزل هاتان الوظيفتان في أولاده إلى أن فرغ بهما الشيخ سعيد مكيتل في سنة 1120: فرغ بوظيفة معلم مكتب الظاهرية للآغوات، وفرغ بوظيفة معلم أطفال مكتب إبراهيم أفندي الدفتردار لوالدنا المرحوم. وتولى مشيخة زاوية العارف بالله سيدي الشيخ أبي الغيث بن جميل. وهي باقية بأيدي أولاده إلى اليوم في زقاق الحمزاوي. وقد خربت الآن وتعطلت. وقد أدكنا في ذريته الشيخ علي بن قاسم بن أبي الغيث. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً. وتولى وظيفة الآذان يوم السبت في المنارة الريسية. وصار ريساً. وكان حسن الصوت جداً، ذا شيبة حسنة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 وهيئة مستحسنة. بلغني أنه رؤى في المنام في أحسن حاله من الكمال والجلالة. فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بسبب ليلة مشتية باردة، مظلمة، ممطرة، أذنت في سحرها بعد طلوع فجرها. وقد عمر الريس المزبور. وتوفي في ذي الحجة الحرام سنة 1142. وأعقب من الأولاد: أبا الغيث. وقاسماً، وأبا السرور. فأما أبو الغيث فمولده سنة 1126 " ونشأ نشأة صالحة في غاية الكمال. وقد صار شيخ الرؤساء في سنة 1189. وتوفي سنة 1192 ". وأعقب من الأولاد علي. ومولده سنة 1156. ونشأ نشأة صالحة. وفاق أبا وجده. وقد اشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم. وباشر وظيفة الآذان بالمنارة الكبرى يوم السبت. وصار نائباً للأئمة الشافعية بروضة خير البرية. وله أولاد موجودون اليوم. وأما قاسم فمولده سنة 1128. ونشأ نشأة صالحة مثل أخيه وزيادة. وسافر إلى اليمن، وزار جده الولي المشهور. ورجع إلى المدينة المنورة وصار يباشر وظيفة الأذان بالريسية. وكان له صوت حسن جداً. وتوفي سنة 1194 بعد أن صار شيخاً على الرؤساء بعد أخيه. وله من الأولاد: محمد سعيد. وقد باشر وظيفته أيضاً. وهو في غاية الكمال من أحسن الرجال. وسافر إلى الديار الرومية. ثم رجع مسروراً إلى المدينة المنورة. وله صوت أيضاً حسن جداً، " كأنه " موروث فيهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 وأما أبو السرور فمولده سنة 1140. وهو رجل مبارك جداً باق على الفطرة، وقد باشر وظيفة الأذان أيضاً. وهو موجود الآن. وله عدة أولاد وبنات. وهو في غاية ما يكون من فقر الحال. نسأل الله العظيم أن يجود علينا وعليه من فضله. بيت المشاط " بيت المشاط ". نسبة إلى عمل الأمشاط أو بيعها. أصلهم الحاج عربي المشاط المغربي الفاسي، الأندلسي الأصل. قدم المدينة المنورة سنة 1140. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان صاحب ثروة عظيمة. لكنه في غاية التقشف إذا رآه الرائي يظنه فقيراً. وكان ملازماً على الجماعات إلى أن مات في سنة 1155. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد، وفاطمة، زوجة تاج الدين إلياس. فأما محمد فهو رجل كامل، عاقل. سافر إلى الديار المصرية مراراً لأجل التجارة، فلم ينتج بشيء غير الخسارة. ثم اشتغل بالفلاحة فلم يفلح. وكل ذلك من قلة الحظ. وعلى الحظ لا عليه الملام. وهو موجود اليوم. " وله من الأولاد: عربي. وهو أشبه بوالده، كثير الحركة، قليل البركة. وهو موجود اليوم ". وأما أحمد المزبور فهو رجل مبارك يعتريه الصرع في بعض الأوقات - عفانا الله منه -. وقد أضاع جميع المال الذي خلفه له أبوه. إلا بعض تعلقات باقية، وهو موجود اليوم، وله أولاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 بيت المدرس " بيت المدرس ". أصلهم محمد علي المدرس الرومي. قدم والده إبراهيم إلى المدينة المنورة. وكان أحسن من قدم، رجلاً كاملاً، عاقلاً، مشتغلاً بالعلوم إلى أن بلغ منها ما يروم، حتى صار " المدرس " علماً عليه بالغلبة لكثرة دروسه. وسافر إلى الديار الرومية سنة 1070. وتقرر في مدرسة الرستمية وغيرها. وكان ملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: إبراهيم. مات ولم يعقب. وأعقب أحمد المدرس الفاضل المشهور، حامل لواء المنظوم والمنثور، " و " صاحب التصانيف المفيدة، والرسائل العديدة. وكان مدرس المدرسة الرستمية التي برحبة حارة الأغوات. وسافر إلى الديار الرومية، وحصل له قبول وإقبال. ورجع إلى المدينة المنورة بجملة من المال. وتوفي بها سنة 1135. ومولده بها سنة 1070. وأعقب من الأولاد: محمد علي، وصالحة والدة تاج الدين إلياس. فأما محمد علي فكان رجلاً حاذقاً ذكياً. وباشر الإمامة في المحراب النبوي. ثم حصل له بعض سفاهة بعد تلك النباهة ففرغ بجميع وظائفه وتعلقاته، وذهب إلى مكة المكرمة، فأقام بها إلى أن توفي بها فقيراً سنة 1165. وأعقب بنتاً تسمى نفيسة. تزوجها الخطيب يحي الغلام. ثم طلقها. وهي موجودة اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 بيت المالكي " بيت المالكي ". نسبة إلى مذهب الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه - وإليه ينسب كثير بالمدينة المنورة خصوصاً المغاربة. ولكن صار علماً بالغلبة على أهل هذا البيت. وقد سبق ذكرهم في بني عمهم " بيت البري " في حرف الباء. بيت المرعشي " بيت المرعشي ". نسبة إلى مدينة مرعش، بلدة مشهورة بالروم وأول من قدم منهم المدينة المنورة موسى بن خليل المرعشي سنة 1065. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وكان من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وكان له محبة عظيمة في أهالي المدينة، واعتقاد حسن. وتولى مشيخة الفراشين. وأحسن فيها غاية الإحسان. ولم تزل في أولاده وأولاد أولاده إلى الآن. وتوفي سنة 1130. ورزقه الله تعالى ذرية صالحة بكثرة من أولاد وبنات. وبلغني أن يوم موته ضبطوا أولاده وبناته وأولادهم فبلغوا ثمانين نفراً. فمن أولاده: خليل، ومصطفى، وحسن، وأبو بكر، ومحمد، وإبراهيم، وأحمد، و " من بناته ": عائشة، وفاطمة، وزينب، وحفصة، وصالحة. فأما خليل فكان رجلاً مباركاً، وملازماً للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1144. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 موسى. مات شاباً في سنة 1140. وأعقب صهرتنا صفية. ومولدها في سنة 1118. ووفاتها سنة 1185. وكانت امرأة صالحة. وهي زوجة الشيخ عبد الخالق القبيطي المغربي والدة أولاده جميعاً. وقد سبق ذكرهم في حرف القاف. وأما مصطفى فكان رجلاً مباركاً. وشارك والده في مشيخة الفراشين. وشارك أيضاً أخاه فيها. وكان كثير المزاح، خفيف الروح إلى أن كف بصره. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: نعمان. وتوفي في حياته عن بنت تسمى فاطمة زوجة الريس محمد أبي العز الحنبلي، والدة أولاده. وتزوجت بعد موته على السيد أبي بكر الجامجي وهي والدة أولاده. وقد سبق ذكرهم في حرف الجيم. وهي موجودة اليوم. وأعقب عائشة، زوجة السيد محمد خليل الأركلي، والدة أولاده. وقد سبق ذكرهم في حرف الألف. وخديجة، زوجة محمد صالح حمودة الإسباهي. وقد سبق ذكرهم في حرف الحاء. وأما حسن فكان رجلاً " متكلماً " متحركاً. سافر إلى الديار الهندية وحصل له قبول وإقبال. ورجع بجملة من المال. وتولى مشيخة الفراشين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد معصوم، وفاطمة زوجة عبد الله زيتوني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 فأما محمد معصوم فكان رجلاً متحركاً جداً أكثر من أبيه. وتولى مشيخة الفراشين. وصارت بينه وبين أعمامه عداوة عظيمة في شأن المشيخة. وسافر إلى الديار الرومية نجاباً من طرف شيخ الحرم. ورجع من الشام. ثم سافر مرة ثانية إلى العراق فتوفي في الطريق. ولم يعقب سنة 1151. وأما أبو بكر فكان رجلاً مباركاً تولى مشيخة الفراشين ولم تطل مدته. وتوفي فجأة. وأعقب من الأولاد: عبد الرحمان، وحفصة، زوجة إبراهيم بالي، والدة ولده أحمد. وقد سبق ذكرهم في حرف الباء. وأما عبد الرحمان فمولده سنة 1134. وهو رجل كامل. وتولى مشيخة الفراشين مشاركاً مشاركاً لابن عمه موسى في النصف. وتوفي سنة 1192. وله ولد كبير. أكبر أولاده أيضاً: محمد صالح، ومحمد أمين، وهما موجودان الآن متوليان مشيخة الفراشين في النصف، والنصف الآخر لابن عم أبيهما موسى المزبور. وأما محمد بن موسى فكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: يحي، ومحمد أمين. فأما يحي فتوفي عن بنت موجودة الآن. وأما محمد أمين فكان أيضاً في وجاق القلعة السلطانية. وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 شجاعاً بطلاً. وتوفي بالعوالي مخرجاً من المدينة سنة 1174. ودفن ببقيع المدينة المنورة. وأعقب من الأولاد: محمداً، ورحمة، وآسية. وأما إبراهيم بن موسى فأعقب عبد الرحمان الخياط المتوفى سنة 1170. وموسى المفقود إلى اليوم. وأما أحمد فكان رجلاً مباركاً، صالحاً. وتولى مشيخة الفراشين مشاركاً لأخيه مصطفى. وسافر إلى الروم، والشام، ومصر، وحصل له قبول وإقبال. وتحصل على جملة من أموال. وتوفي بعد رجوعه إلى المدينة النبوية سنة 1163. وأعقب من الأولاد: أحمد عبد الله، ومحمد عبد الله، وخديجة، ورابعة، وحفصة، والدتهم فاطمة بنت فتح الله الحلبي المتوفاة سنة 1175. وكانت امرأة كاملة عاقلة. فأما أحمد عبد الله فمولده سنة 1124. ونشأ نشأة صالحة حتى صار لا نظير له في المدينة المنورة في الرفاهية التامة التي قل أن تكون لأحد. وصار خطيباً وإماماً. ثم فرغ بهما بعد مباشرتهما مدة. وتولى مشيخة الفراشين مشاركاً لأخيه. وكان صاحب إكرام وإطعام الطعام. وسافر إلى بغداد مراراً عديدة. وحصل له فيها قبول وإقبال، وحصل جملة من الأموال. وتزوج بنت العارف بالله الشيخ محمد الخصاصي ولم يعش له منها ولا من غيرها أولاد. وتوفي سنة 1176. وأعتق جملة من العبيد الحبوش، وأوصى لهم ثلث ماله. واغتنى كثير من طرفه ممن كان يتردد عليه منهم علي بالي وغيره. ويحكى عنه أشياء كثيرة من الكرم الذي فعله مع الناس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 وأما محمد عبد الله فمولده في سنة 1142. ونشأ نشأة صالحة. وتولى مشيخة الفراشين أصالة ومشاركاً لأخيه. وسافر إلى الروم مرتين، وإلى مصر، والشام، والصعيد. وكان ذا أخلاق رضية وكمالات مرضية. ولكنه كان كثير الإسراف حتى تحمل الديون إلى أن أدركته المنون. فتوفي في صفر سنة 1177. وأعقب من الأولاد: صهرنا موسى، وأم هانئ، وأسماء، وأم الفرج. والدتهم عيالنا فاطمة بنت عبد الخالق القبيطي. وقد سبق ذكرها في حرف القاف. وأما موسى فمولده سنة 1168. ونشأ نشأة صالحة وتولى مشيخة الفراشين أصالة بعد والده أربع سنين. ثم شاركه " فيها " ابن عم أبيه عبد الرحمان في النصف. وسافر إلى بغداد مرتين. ورجع إلى المدينة المنورة. ثم سافر إلى الديار الرومية، وحصل منها أموالاً علية. ولكنه أنفق " ها " في غير محلها. ولا يدرى كيف أنفقها. وأما أم هانئ فمولدها في سنة 1172. وزوجناها في سنة 1190 على ابن عم أبيها محمد صالح بن عبد الرحمان. وله منها أولاد ماتوا ولم يبق إلا واحد الآن. وأما أسماء فمولدها في سنة 1175. وأم الفرج سنة 1176. وهما باقيتان لم تتزوجا. وأما خديجة بنت أحمد فمولدها في سنة 1130. وهي زوجة صاحبنا الشيخ محمد سعيد سفر، والدة أولاده. وتوفيت سنة 1168. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 وأما رابعة " بنت أحمد " فهي زوجة الشيخ أحمد بن حسن الكردي، والدة الشيخ محمد أبي الفرج. وتوفيت سنة 1173. وأما حفصة " بنت أحمد " فتزوجها الشيخ أحمد المزبور بعد أختها ولم تعقب. وتوفيت سنة 1175. وأما عائشة بنت موسى أفندي الكبير فكانت امرأة صالحة. وتزوجت على ولي الدين أفندي الرومي. وولدت له خديجة. وأما فاطمة بنت موسى " أفندي " الكبير فتزوجت على العلامة الشيخ محمد أمين سفر. وولدت له: مصطفى وأحمد، ومحمد سعيد، وأسماء. وقد سبق ذكرهم في حرف السين. وأما زينب " بنت موسى أفندي الكبير " فتزوجت حسن أفندي الزيتوني. وولدت له: محمداً، وعبد الله. وقد سبق ذكرهما. وأما حفصة بنت موسى أفندي الكبير فتزوجت موسى أفندي الطرنوي. وولدت له: محمداً، وأحمد، وفاطمة، وزينب. وقد سبق ذكرهم في حرف الطاء. وأما صالحة بنت موسى أفندي الكبير فتزوجت أحمد أفندي الكوراني وولدت له فاطمة وزينب. وقد سبق ذكرهما بيت المحمدي " بيت المحمدي ". نسبة إلى بني محمد قبيلة مشهورة من عرب درعة من بلاد صحراء المغرب. أول من قدم منهم المدينة المنورة في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 حدود سنة 1140 الأخوان الشقيقان الحاج أبو بكر، والحاج محمد، فلم يزالا مجتهدين في طلب الدنيا حتى حصلا شيئاً كثيراً من الدنيا. وتوفي أبو بكر في مكة المكرمة سنة 1166. وأعقب من الأولاد: محمد أمين، ومحمد سعيد، ومحمد صالح. فأما محمد أمين فمات في طلب الدنيا وحبها - والعياذ بالله - واحتار من أي جهة يأخذها وتعاطى جميع الأشياء التي تجلبها. وإذا رآه الرائي ظنه من أحد الفقراء، رث الحالة في كل حالة. وأما أخواه فأنفذا ما عندهما. وهما أشبه به في حالته. وأما محمد المزبور فهو بجمع المال مشهور. وإذا رآه الرائي يظنه مقطوعاً مكسوراً. وكف بصره في آخر عمره، فطلب منه طبيب شيئاً ليداويه فأبى إلا الحالة التي هو فيها. وتزوج امرأة من أهل وادي الصفراء، وسكن عندها. وله منها ولد موجود اليوم. بيت المديني " بيت المديني ". نسبة إلى المدينة. ويسميهم أهل المدينة اليوم " بنات المدن " واختلف في حقيقتهم ونسبتهم - فالله أعلم - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 أنهم أشبه بالنخاولة نسباً ومذهباً. والجزارة منهم. وهم يسكنون في أطراف المدينة في الأحوشة. وكلهم شيعة شنيعة كالنخاولة في جميع أحوالهم. ولهم مكائد ودسائس مع أهل السنة لا تحصى. - قبحهم الله تعالى -. بيت مكي أفندي " بيت مكي أفندي ". نسبة إلى مكة المكرمة. أصلهم محمد مكي أفندي بن ولي الدين الرومي. قدم أبوه المدينة المنورة في حدود سنة 1020. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً من أعظم المدرسين، وأكرم المجاورين. " و " جاور بمكة سنة 1025. وولد له ولد فسماه " مكي ". فنشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلوم، وبلغ منها ما يروم. ونشأ في حجر زوج أمه العلامة رضوان ابن عبد الله الرومي. وكان رجلاً فاضلاً، كاملاً، عالماً، تولى بالمدينة نيابة القاضي والإفتاء والتدريس. وما كان له ولد غير ولد زوجته محمد مكي أفندي فرباه أحسن تربية حتى تأهل لجميع هذه المناصب المسطورة ونزل بها له. ولم يزل يتقلب فيها إلى أن توفي سنة 1095. وصار وحيد عصره وفريد دهره في جميع الأمور. وهو مشهور وتراجمه مبسوطة تحتمل كراريس. ولله در القائل حيث قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 إن آثاره تدل عليه ... فانظروا بعده إلى الآثار وقد أنشأ الحديقة المشهورة بالقاضية. وكانت مسكنه ومظهره، والحديقة المعروفة بالبرزة بجزع العوالي، والحديقة المعروفة بقربان البلاد بجزع قربان. وقد أوقف الجميع على أولاده وأولادهم إلخ ... وهو بيدهم اليوم يقسم رؤوسية على أولاده وأولاد البنات. وتاريخ كتاب الوقف المزبور سنة 1072. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعبد الرحمان، وفاطمة ومريم، وآسية، وخديجة. فأما أحمد فكان رجلاً فاضلاً، أديباً بارعاً. ويقال: إن والده المزبور قال له: أريد أن أنزل لك بمنصب الإفتاء. فقال له: ما كنت أريده لك. فكيف أريده لنفسي. وله شعر رائق ونثر فائق. وتوفي شاباً عن غير ولد في سنة 1110. وأما عبد الرحمان فنشأ نشأة صالحة، وطلب العلم الشريف. وتوفي. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وتوفي شاباً عن غير ولد في سنة 1138. وفاطمة زوجة الشيخ عبد الرحمان الحجاز العمري، والدة أولاده. وقد سبق ذكرهم في حرف الحاء. " وعائشة زوجة الشيخ علي الخياري والدة أولاده. وقد سبق ذكرهم في حرف الخاء ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 بيت مكي حسن " بيت مكي حسن ". أصلهم مكي بن حسن أفندي الرومي. قدم أبوه المزبور إلى المدينة المنورة في سنة 1040. وكان من المدرسين في روضة سيد المرسلين. وكان ملازماً للمسجد الشريف غالب الأوقات إلى أن مات. واتفق أنه جاور في بعض السنين بمكة المكرمة فرزقه الله ولداً فسماه " مكي ". فنشأ نشأة صالحة. وتوفي مكي المزبور. وأعقب من الأولاد: حسناً، ومريم، وعائشة، وزينب. فأما حسن فصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتولى أمين ينبع في سنة 1132. وانكسرت عليه جملة من حبوب الجراية والدشيشة، فلم يقدر يصل إلى المدينة، وسكن وادي الصفراء مدة. ثم توجه إلى مكة وزوج بنته صالحة على الشريف أحمد بن مساعد، وولدت له بنتاً اسمها " راية ". وتوفيت صغيرة. وتوفيت والدتها بالمدينة. وتوفي حسن المزبور بمكة المكرمة. وأعقب من الأولاد: عمر، وأبا بكر، وتوفي شاباً عن غير ولد في سنة 1138. وأما عمر فصار جوربجياً في وجاق النوبجتية، وصار محتسباً مدة مديدة. وكان رجلاً لا بأس به من الأخيار. وتوفي سنة 1148. وأعقب من الأولاد: أحمد. ونشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق النوبجتية فصار جاوشاً، ثم بيرقداراً. ثم تولى كتخدا. وسار سيرة حسنة مدة إلى أن جاء الشريف سرور إلى المدينة المنورة فقبض عليه من جملة من قبض، وسار به إلى مكة وحبسه عنده، ثم حبسه في القنفذة، وهو بها الآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 وأما مريم " ف " زوجة الشيخ أبي بكر الحميداني. ثم تزوجت بالخطيب أبي الفتح مغاربه، وولدت له " سلطانة " زوجة الخطيب محمد الحنبلي، والدة إبراهيم، وأحمد، وأبي بكر. وأما عائشة فتزوجت على العم الخطيب عبد الرحيم الأنصاري ولم تعقب. وأما زينب فتزوجت على السيد منصور نقيب زاده. وتوفيت سنة 1168. ولم تعقب. بيت محمود " بيت محمود ". أصلهم محمود السندي العطار. قدم المدينة المنورة، وكان رجلاً مباركاً، يتعاطى بيع العطارة مع العربان. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمداً، وأحمد. ودخلا في وجاق العسكر وصارا من المتكلمين المتحركين في فتنة العهد الواقعة بالمدينة المنورة سنة 1134. وتوفي محمد. وأعقب من الأولاد: محموداً، وسليمان. وتوفي أحمد. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وأم هانئ، وفاطمة. فأما عبد الله فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في النوبجتية. وتوفي سنة 1188. وأعقب من الأولاد: محمداً، وعباساً، وزبيدة، ووهبة، وفطوم. فأما محمد فنشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن العظيم. وصار خياطاً بباب الرحمة. وصار من الإسباهية. وصار جاوشاً. ونعم الرجل هو. وأما عباس فهو أيضاً لا بأس به، كامل، عاقل. غير أن فيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 حدة زائدة. وهو الذي قتل أبا بكر شقلبها المتقدم ذكره في حرف الشين بسبب سفاهته، عليه تحمل نفسه. وصار عباس المزبور من الإسباهية. وأما وهبة فتزوجت على عبد الله سمان. ثم طلقها. وتزوجها محمد أزم. وتوفي عنها. وأما زبيدة " فتزوجها حمزة بن إسماعيل بلطجي. وهو معها الآن. وله منها عثمان، وشلبية، وأمين. وأما فطوم " فتزوجها محمد بن علي بالي، وكلهم موجودون اليوم. بيت مقيم " بيت مقيم ". أصلهم الشيخ محمد مقيم السندي. قدم المدينة المنورة سنة 1115. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، مشتغلاً بطلب العلم، ومطالعة الكتب العلمية، وملازماً للمسجد الشريف غالب الأوقات خصوصاً في الجماعات، وصار فقيهاً في القلعة السلطانية. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، ومحمداً، وإلياساً. فأما إبراهيم فمولده سنة 1130. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلم الشريف. وكان جميل الهية، لطيف الذات، ظريف الصفات، وبيننا بينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة من الصغر إلى الكبر، ولم يشبها شيء من الكدر. وتوفي سنة 1195. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 عبد الغفور، فترك وظيفة أبيه " وطريقته "، وتعاطى العسكرة في القلعة السلطانية. وصار جاوشاً وجوربجياً وبيت مال في القلعة. ثم هزل من الجميع. وهو موجود بها الآن. وله ولد سماه إبراهيم، اسم أبيه. ولإبراهيم المزبور بنت تدعى فاطمة زوجها من الشيخ عبد الرؤوف الكردي، والدة أولاده. وأما محمد فمولده سنة 1136. وهو رجل مبارك، ملازم للمسجد النبوي غالب الأوقات. وصار خادماً للخطباء والأئمة، ويعزم الناس في الولائم. ورزقه الله تعالى عدة أولاد وبنات. موجودون اليوم. وأما إلياس فكان رجلاً من أحسن الناس وصار بواباً للقلعة السلطانية. واستشهد في باب الرحمة من المدعوسين يوم الجمعة 17 في ربيع الثاني سنة 1189. ودفن بالبقيع البراني مع المدعوسين " في " ذلك اليوم. - رحم الله الجميع -. بيت الموهوب " بيت الموهوب ". أصلهم الحاج محمد الموهوب المغربي. قدم المدينة المنورة سنة 1080. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، من بيت صلاح وسيادة بالمغرب. ولهذا كانوا يسمونه السيد. وقد توهم أولاده اليوم أنه شريف النسب. وما عرفوا أن اصطلاح أهل المغرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 أنهم يطلقون " السيد " على مطلق الرجل العظيم. ويطلقون على الرجل الشريف " مولاي " بخلاف أهل المشرق فإنهم يطلقون " السيد " على الشريف. ومن هذا التوهم ادعى أولاده الشرف. ولف بعضهم على رأسه العمامة الخضراء، وهذا من السرف. - فلا حول ولا قوة إلا بالله - وتزوج المذكور حفصة بنت الخواجة حمودة الشامي. وولدت له ولداً سماه محمداً باسمه. ونشأ نشأة صالحة. وصار في وجاق الإسباهية، وامتحن في سنة 1132 بأن ربطه العرب المدعوون بالجنانية من قبيلة حرب. وذهبوا به إلى البر بسبب دعوى لهم على الإسباهية فوجدوه يصلي في الجرف صلاة الصبح. ثم فكوه. ورجع إلى المدينة المنورة وأصلحوهم بشيء من الدراهم. وكان لطيف الذات. وتوفي سنة 1136 وأعقب من الأولاد: شمسياً، وعبد النبيء، وعبد الرحيم. فأما شمسي فكان " رجلاً " كاملاً، عاقلاً، صاحب دراهم كثيرة، ولكنه كان شحيحاً جداً. وصار من الإسباهية. وتوفي. وأعقب من الأولاد: زيناً، وسعدية. فأما زين المزبور فصار من الإسباهية. وهو رجل في غاية الكمال، ومن احسن الرجال. وتولى بيرقداراً ثم ولاه حضرة محمد باشا ولي الشام وأمير الحاج الشريف كتخدا الإسباهية سنة 1196. وهو فيها إلى الآن. وله أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 وأما عبد النبيء فسافر إلى الديار الرومية مرتين، وجمع شيئاً كثيراً من الدنيا. وتوفي سنة 1188. وكان حريصاً على الدنيا جداً حتى كاد أن يمنع نفسه من الطعام من شدة حبه فيها. ومع ذلك لم يوجد عنده شيء منها. وحفروا الأرض ولم يجدوا شيئاً. ولم يكن له عقب. وأما عبد الرحيم فتوفي أيضاً. وفي سنة 1175 ورد إلى المدينة المنورة رجل فاضل من أهل المغرب يسمى عبد الرحمان الموهوب المالكي. وادعى أنه ابن عمهم. ولف على رأسه العمامة الخضراء. وادعى الشرف. والله أعلم بحقيقة الحال. وهو رجل صالح، ويدرس بالمسجد النبوي. وهو مسكين، فقير الحال جداً. بيت مراد " بيت مراد ". ويقال لهم بيت بالي مراد. وأخبرني بعض الثقات أنهم ينتسبون إلى العلامة المحقق أحمد الفناري المترجم في الشقائق النعمانية. وأول من قدم منهم المدينة المنورة سنة 1050. مراد أفندي الرومي. وكان رجلاً صالحاً مباركاً. وتوفي سنة 1070. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وعلياً: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 " أما علي " فمولده سنة 1054. واشتغل بطلب العلوم. وبلغ منها ما يروم. وكان عالماً، مدرساً. وتوفي بمكة المكرمة سنة 1111. وأعقب: عبد الله، وتوفي في حياة أبيه سنة 1109. وعباس أفندي. وكان عالماً، فاضلاً. مولده سنة 1100. وتوفي سنة 1156. وأعقب مراداً. وتوفي. وأما عبد الله فأعقب حسيناً، ومحمد سعيد. فأما حسين فمولده سنة 1107. وتوفي سنة 1157. وأعقب عمر. وتوفي سنة 1187. وأما محمد سعيد فمولده سنة 1104. وتوفي سنة 1175. وأعقب إبراهيم الموجود اليوم، وعلياً، ورقية، زوجة الريس فتح الله أبي النور، والدة أولاده. وأما مصطفى مراد فكان رجلاً، كاملاً عاقلاً. تولى آغاة القلعة السلطانية. ومولده سنة 1060. وتوفي سنة 1108 وأعقب من الأولاد: مراداً، ومحمداً. فأما مراد فمولده سنة 1103. وصار إسباهياً. وتولى كتابة التكية المرادية فأساء فيها، فعوقب وحوسب عليها، فظهر عنده مال كثير، فباع في ذلك جملة أشياء منها الدار الكبرى التي بخط ذروان. واشتراها منه الحاج خضر جلبي البغدادي. وأوقفها على أولاده. وتوفي مراد المزبور سنة 1136. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 وأما محمد فمولده سنة 1105. وصار إسباهياً. ثم صار كتخدائهم إلى أن مات سنة 1169. وهو رجل مشهور بالشجاعة. ولم يعقب. وكان كاتب المرادية بعد أخيه. وكان صاحب مظهر وأبهة، ومات عن غير ولد. وورثه عصبته أولاد بني عمه: عمر، ومراد، وإبراهيم الموجود الآن. وانحلت وظيفة الكتابة عنه. وذلك قبل ورود الفرمان السلطاني باستحقاق بني العم عند فقد من هو أقرب منهم. فقرر في ذلك شيخ الحرم أحمد آغا محمد كاتب العروض كتخدا فيها. فباعها من السيد زاده هاشم، وهي بأيدي أولاده اليوم. وأما مراد بن حسين فتوفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد: حسيناً الموجود اليوم. بيت المفتي " بيت المفتي ". قد سبق ذكرهم في حرف الألف في بيت أسعد أفندي المفتي. بيت مفتي خادم " بيت مفتي خادم ". أصلهم صاحبنا العلامة الفاضل السيد محمد سعيد أفندي المدرس. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1170. ووالده السيد محمد أفندي مفتي الخادم. قدم المدينة المنورة من الديار الرومية. وقد اشتهر بالعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 وأما السيد محمد سعيد المزبور فتولى تدريس المدرسة الجديدة التي بباب السلام بعد وفاة مدرسها محمد أفندي الكركوكي سنة 1175. وصار صاحب ثروة عظيمة. وصارت له تعلقات بالمدينة المنورة نحو 5000 غرش في كل عام. وكان حريصاً على الدنيا شديد البخل. لم تعرف له مكرمة أبداً مع المجاورين أو غيرهم، نسأل الله العافية. وقد ورد في الحديث " لا داء أدوأ من البخل " وكل حين يسافر إلى الروم، ويجمع من الحطام ما يزيده عل ما عنده. وهو الآن مسافر هنالك. وله ولد صغير موجود اليوم بالمدينة المنورة. بيت ملا إبراهيم الكردي " بيت ملا إبراهيم الكردي ". وهو بيت كبير بالفضل شهير؛ وكان أحق بالتقديم في حرف الألف لا في حرف الميم. أصلهم العلامة الفهامة الملا إبراهيم بن حسن شهاب الدين الكردي الشهرزوري الكوراني وترجمته مشهورة. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1063. ولازم الشيخ أحمد القشاشي وتربى به، وزوجه بنته وأقامه خليفة بعده. ولم يزل مشتغلاً بالعلم والعمل. والتأليف والتصنيف إلى أن توفي سنة 1103. وكان مولده في سنة 1025. وأعقب من الأولاد: أبا الحسن، وأبا طاهر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 فأما أبو الحسن " ف " أعقب من الأولاد: أبو الطيب. وكان رجلاً شجاعاً، وامتحن في قضية فتنة العهد المشهورة. ونفي بالفرمان من المدينة إلى دمشق الشام. ومكث فيها نحو اثنين وعشرين عاماً. ثم رجع إلى المدينة المنورة بالفرمان أيضاً سنة 1160. وأقام بها إلى أن توفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: أبا الحسن، وأبا البركات. فأما أبو الحسن فوالدته أمة الكافي. وحصل له الغنى منها. وقد ضاع منه شذر وذر. ويقال: إن والده كان يدعو عليه فأصابت الدعوة، فسافر إلى الديار الرومية. ورجع إلى مصر. وتوفي بها على حالة رثة سنة 1173. وأما أبو البركات فكان رجلاً شهماً. وكان حسن الخط. ونسخ كثيراً من الكتب العلمية للناس بالأجرة. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: أبا السعود. وسافر إلى الروم، وتوفي شاباً سنة 1178. ولم يعقب. وأما محمد سعيد فوالدته وهبة بنت الشيخ أحمد القشاشي. وكان رجلاً شجاعاً. واستشهد في جبل سلع في 22 شوال سنة 1134. ودفن عند باب سيدنا إسماعيل بن جعفر الصادق داخل السور السلطاني. وقبره ظاهر يزار. وأعقب من الأولاد: أحمد أبا الفرج، وحسناً. فأما أحمد فكان رجلاً صالحاً، فاضلاً. وكان بيننا وبينه وبين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 أخيه حسن عداوة شديدة إلى الممات. وقد تعب كثير من الناس في الصلح بيننا فلم يمكن أبداً. وسافر إلى الديار الهندية وحصل له قبول وإقبال، وتحصل على جملة من الأموال، وصحبته ولداه حسين وأبو الحسن. ثم رجعوا إلى المدينة المنورة. وتوفي سنة 1167. وأعقب من الأولاد المزبورين أعلاه. فأما حسين فكان رجلاً فاضلاً، صالحاً، مباركاً. وأما أبو الحسن فهو رجل كامل، صالح، من أصحاب المروءات. وله من الأولاد: أبو الفرج، وأم الحسن، زوجة الخطيب عبد الله الخليفتي المفتي. وأما أبو الفتوح فنشأ نشأة صالحة. وحفظ القرآن، وصلى به جماعة التراويح في شهر رمضان. وتوفي في حياة والده سنة 1190. وأما حسن أبو الفضل فمولده في سنة 1100. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلوم، وبلغ منها ما يروم. ودرس بالمسجد الشريف. وسافر إلى الديار الهندية، ثم إلى الديار الرومية، وحصل له فيها قبول وإقبال، وتحصل على جملة من الأموال. وكان صحبته ولده أحمد. وذهب بصره في آخر عمره. وكان عالماً فاضلاً متكلماً. وتوفي سنة 1180 وكان لا يرضى عمن كان يسأله عن عمره. وأعقب من الأولاد: محسناً. وتوفي شاباً. وأعقب من الأولاد: محي الدين الموجود اليوم. وكذلك أعقب الشيخ حسن أبو الفضل: أحمد، ومحمد سعيد، وإبراهيم، وعائشة وفاطمة، والدتهم رقية بنت الشيخ علي القشاشي الموجودة اليوم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 فأما أحمد فكان رجلاً لطيف الذات، وظريف الصفات. وتوفي شاباً سنة 1183. وأعقب من الأولاد: محمد أبو الفرج الموجود اليوم والدته رابعة المرعشية. وأما محمد سعيد فكان رجلاً كاملاً. وتوفي شاباً سنة 1185. وأعقب من الأولاد: خديجة وهي موجودة مقعدة في الأرض، والدتها فاطمة بنت الحاج أبي جيدة المغربي الفاسي. وأما إبراهيم فهو رجل كامل، عاقل يحب الجمالة في كل حالة. وهو موجود اليوم. وله الأولاد: وأما عائشة " ف " زوجة أبي الحسن والدة بنته أو الحسن، زوجة الخليفتي. وأما محمد أبو الطاهر فمولده في سنة 1085. وكان رجلاً كاملاً، فاضلاً. وهو من أعظم مشايخنا الذين أخذنا عنهم العلم. وأجازنا بجميع مروياته من والده وغيره. ولم يزل مشتغلاً بالعلم والتدريس إلى أن توفي سنة 1145. وعمر عدة أماكن وبيوت منها: الحديقة وبيتها وديوانها المعروفة بسكناه الكائنة بجزع العريضية. ومنها البيت الكبير الملاصق للمقبرة البرانية. وأعقب من الأولاد: إبراهيم، وفاطمة، زوجة السيد عبد الله عباس البخاري، والدة أولاده. وأعقب أيضاً آمنة، زوجة أبي البركات، والدة أبي السعود المتوفى بالروم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 فأما إبراهيم فمولده سنة 1114. ونشأ نشأة صالحة، وكان مشتغلاً بالعلوم ومطالعة الكتب. وكانت له حافظة عظيمة في حفظ الشواهد وإيرادها في مواردها مع كمال الفضيلة. ودرس بالمسجد الشريف النبوي، ومسجد قبا، وفي بيته على طريقة والده وجده. وكان صاحب كرامة وشهامة لا يكاد يمنع أحداً من عارية كتاب أو نحاس أو فراش أو غير ذلك مما ينتفع به الناس. وكان مستعداً لذلك غاية الاستعداد لأجل نفع العباد. ولم يزل على ذلك إلى أن توفي سنة 1188. وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وجمال الدين. فأما محمد سعيد فمولده سنة 1134. وهو أشبه الناس بأبيه في أقواله وأفعاله " ومن يشابه أباه فما ظلم ". وبيننا وبينه محبة عظيمة ومودة قديمة. وتوفي سنة 1196. ورزقه الله عدة أولاد نجباء: أكبرهم عبد القادر، والدته فاطمة بنت عبد الكريم السمان. ومحمد أسعد، وزين العابدين، والدتهم أم كلثوم بنت ملا جامي الكردي المدرس. فأما عبد القادر فمولده في سنة 1152. ونشأ نشأة صالحة. وطلب العلم الشريف، وحفظ القرآن المنيف. وسافر إلى الديار الرومية مرتين ورجع إلى المدينة المنورة ملآن اليدين. وله عدة أولاد من الشريفة خديجة بنت السيد أحمد الساكت الهندي. وأما محمد أسعد المزبور فنشأ على طلب العلوم من منطوق ومفهوم. وتزوج على رقية بنت السيد يحي الأزهري وتوفيت " سنة 1196 ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 وأعقبت له ولداً يدعى بإبراهيم. وهو موجود اليوم. وأما زين العابدين فمولده سنة 1173. وهو أشبه بأخويه. وهو موجود اليوم. وأما جمال الدين المزبور فهو شقيق محمد سعيد. وهو رجل مبارك جداً في غاية الكمال. وله أولاد موجودون من فاطمة بنت السيد محمد عباس. بيت مرنقية " بيت مرنقية ". أصلهم السيد سعيد ميرقاه البخاري. وحرفه الناس وقالوا " مرنقية " وكان قدومه إلى المدينة المنورة. وكان رجلاً كاملاً، صالحاً، عاقلاً، من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: السيد عبد الخالق، والد السيد علي الذي أدركناه وصحبناه. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً من المؤذنين بالريسية، وصار كاتباً من طرف شريف مكة. وصار كاتب الفقراء بالمدينة المنورة. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: صاحبنا السيد سعيداً، والسيد كمالاً، والسيد سليمان. فأما السيد سعيد فكان رجلاً لطيفاً، صاحب مزاح، ومجلسه مجمع الأرواح. وكان خياطاً يصنع القواويق اللطيفة. وتوفي سنة 1160. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 السيد أبا بكر الموجود اليوم. وسافر إلى الديار الرومية. وأقام بها مدة مديدة. ثم رجع إلى المدينة ولم يحصل شيئاً من قلة الحظ. وقد كف بصره. ولكنه صاحب لطائف ومضحكات، ومجون وخزعبلات، مثل والده وأكثر. وهو فقير الحال جداً. وساكن في رباط العجم بقرب باب الحرم الشريف. بيت المناسترلي " بيت المناسترلي ". نسبة إلى مناستر، بلدة مشهورة بالديار الرومية. وأول من قدم منهم المدينة المنورة أحمد أفندي المناسترلي الرومي. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، مباركاً، وتوفي. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وإبراهيم، وحسناً، وعلياً، وفاطمة، زوجة مصطفى أفندي الشرواني، والدة أولاده. فأما مصطفى فكان رجلاً صالحاً، على طريقة والده. " ومن يشابه أبه فما ظلم ". وتوفي. وأعقب من الأولاد: أحمد، ومحمداً. وكانا من أصحابنا وأقراننا. فأما أحمد فتوفي، وأعقب مصطفى والد أحمد الموجود اليوم. وأما محمد فتوفي عن غير ولد. وأما إبراهيم فكان رجلاً كاملاً، عالماً، فاضلاً. وله معرفة تامة بعلم الفلك. وصار ريساً في المنارة الريسية. سقط من جلابيته في الليل فمات سنة 1150. وكانت إحدى يديه مقطوعة من علة أصابته في صغره. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 عبد الله. وكان رجلاً صالحاً، عليه سكينة ووقار. وباشر وظيفة الآذان في الريسية. وتوفي. وأما حسن فكان رجلاً فاضلاً. وكان شريكنا في الطلب عند شيخنا أبي الطيب السندي وغيره. وتوفي. وأما علي فكان رجلاً شجاعاً. وصار جاوشاً في وجاق القلعة السلطانية. وتوفي عن أولاد. بيت المارودي " بيت المارودي ". ويقال له العطرى كما هو مرقوم في الدفاتر السلطانية. أصلهم الشيخ عبد الله المارودي الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1100. وكان رجلاً مباركاً، ويتعاطى صناعة قطع الورد وسائر الأزهار، ويستخرج منها عطراً بديعاً. وتوفي سنة 1135. وأعقب من الأولاد: حسيناً، وإبراهيم، وحمزة. وصارت له ثروة في آخر عمره. فأما حسين فمولده سنة 1110. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار في وجاق النوبجتية. ثم صار جوربجياً. وكاتب المحكمة. وامتحن بالخروج من المدينة النبوية. وسكن مكة المكرمة. وتوفي بالطائف سنة 1163. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وأعقب من الأولاد: عبد الله، وزيناً، وفاطمة، زوجة محمد صالح حماد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 فأما عبد الله فنشأ نشأة خلاعة. ولكنه في غاية الكمال والجمال. وصار جوربجياً، وكاتباً في وجاق القلعة السلطانية. وصار قابضاً لغالب مواد الناس. وهو موجود اليوم. وأما زين فكان رجلاً متحركاً، متكلماً. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتوفي سنة 1196. وأما إبراهيم فمولده في سنة 1115. وكان صاحب همة علية وأخلاق رضية. وكان ملازماً لصاحبنا حماد أفندي في الصحبة حضرا وسفرا نحو أربعين سنة. وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة إلى أن توفي سنة 1182 عن غير ولد. ولم يتزوج أبداً. وأما حمزة فمولده في سنة 1120. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وصار شماع لحرم الشريف. وتوفي سنة 1192. وكان له ولد يدعى عبد القادر توفي في حياة أبيه في الصعيد سنة 1187. وله بالمدينة ولد في حجر جده المزبور. ولله عاقبة الأمور. بيت المسعودي " بيت المسعودي ". أصلهم صاحبنا الفاضل محمد أفندي المدرس بالسراية السلطانية. قدم المدينة المنورة مع والده وإخوانه في حدود سنة 1143. وظهر بالمدينة المنورة حتى صار يعد من رؤسائها. وكان صاحب مكارم سنية وأخلاق مرضية. وله فضيلة تامة. وكان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 شريكنا في الدروس عند شيخنا العلامة محمد أبي الطيب المغربي. ثم صار يدرس في المدرسة الجديدة بباب السلام بعد وفاة مدرسها محمد أفندي الكركوكي. وكان بينهما محبة وصحبة واتحاد. ثم مرض بداء الاستسقاء فذهبوا به إلى سيدنا حمزة. وتوفي هناك في سنة 1174. ودفن بالبقيع الشريف. ولم يعقب غير ثلاث أخوات إحداهن فاطمة، والدة صاحبنا محمد أفندي طولة زاده. وإحداهن زينب، والدة السيد أحمد جمل الليل وأخيه زين. ورقية زوجة عبد الله الكيلاري، والدة بنته فاطمة الموجودة اليوم، عيال محمد سعيد أوده باشى. وكان والده إبراهيم أفندي المزبور من العلماء العاملين ومن عباده الصالحين. وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1145. بيت المسلماني " بيت المسلماني ". أصلهم الخواجة يوسف شاهين الجداوي. قدم المدينة المنورة في سن 1145. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. يقال: إن أصله من يهود حلب. وجاء به إلى البندر جدة أخوه شاهين وأسلم بها. وحسن إسلامه وختنه في وكالة أبي اليسر. ثم اشتغل بالبيع والشراء والأسفار إلى أن حصل جملة أموال. ثم وصل إلى المدينة المنورة ونوى الإقامة بها، واشترى الدار الكبرى التي بخط زقاق الزرندي " بسعر " سبعة آلاف غرش. واشترى بمثلها داراً كبرى في بندر جدة وأوقف الدارين المزبورتين على بناته وإبراهيم معهن. والدار التي في جدة على أولاده وأم هانئ معهن، ونحن من الشهود على الوقف المزبور. ولم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 يحكم به قاض، فباعه أولاده على عربي جوربجي قبيطي، صهرهم. ما عدا إبراهيم فإنه لم يبع حصته. ثم إنه ادعى وقفه وأثبته في سنة 1184، واستلمه ووضع يده عليه. ثم إن يوسف شاهين المزبور أوصى في مرض موته. وأقام الأخ يوسف الأنصاري وصياً مختاراً على تنفيذ وصاياه، فصار بعد موته نزاع عظيم بين الأخ يوسف وبين أولاده الكبار. وكان هذا أصل مضرة الأخ يوسف. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وقد شرحنا جميع هذه القصة بتمامها في غير هذا المحل. ثم لما مات يوسف المزبور وزع ماله على أولاده، فالذي خص كل واحد منهم بعد المصاريف نحو 10. 000 غرش. والذي خص كل بنت منهم 5000 غرش. وقد ذهبت جميع هذه الأموال في أقل مدة. وكانت وفاة يوسف المزبور في سنة 1154. وأعقب من الأولاد: أحمد، وعثمان، ومحمداً، وإبراهيم، ومريم، التي في حلب، وأم هانئ، زوجة علي النحال، والدة عبد الرحمان، وفاطمة، زوجة أمين ميكائيل، وزليخا، زوجة عربي جوربجي القبيطي، والدة حمزة. فأما أحمد فتوفي في جدة في سنة 1175. وأما عثمان فتوفي سنة 1169. عن غير ولد. وأما محمد فموجود اليوم في إسلامبول، ساكن فيها. وله فيها أولاد. وحج في سنة 1189. ورجع إلى الروم. وهو متول بها ترجماناً لأولاد العرب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 وأما إبراهيم فمولده في سنة 1153. وهو موجود اليوم. وصار من الإسباهية. وسافر إلى الروم لأجل الدنيا. وجمع " منها " شيئاً كثيراً. وعنده قبلها مثلها، ومع ذلك يكاد نفسه يحرمها، وهو مظهر من نفسه الفقر، والتقشف، وساكن وحده في وكالة. ومع ذلك - على ما بلغني - أنه لا يخرج منها حق الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ... والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها ... " إلخ الآيات. بيت المجدجي " بيت المجدجي ". ومعناه بالتركية المبشر، لأن من عادة الدولة العلية أن يجعلوا رجلاً يخرج في كل عام نصف رمضان، ويدخل يوم المولد الشريف ويواجه حضرة مولانا السلطان في ذلك الموكب العظيم، وصحبته النامة الشريفة وجملة من المكاتيب العلية فتقرأ في المجلس. ومضمونها بأن الحرمين الشريفين سارة وقارة، وأن جميع الحجاج قد حجوا ودعوا لحضرة مولانا السلطان فيحصل له بذلك فرح عظيم، وينعم على هذا الرجل المجدجي بأنواع الإنعام والتكريم. وهذا يكون في كل عام. أدام الله دولة مولانا هذا الإمام. وكان منهم محمد آغا الرومي. وقد قدم المدينة المنورة مهاجراً إلى الله ورسوله في سنة 1060. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: حمزة والد إبراهيم، وكريمة، زوجة عبد الله آغا ظافر، والدة أولاده. فأما إبراهيم فأعقب صاحبنا أحمد، والد إبراهيم الموجود اليوم بمصر المحروسة حوالة لأهل المدينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 بيت المغيربي " بيت المغيربي " بالتصغير. أصلهم الحاج أحمد التونسي المغربي. قدم المدينة المنورة في سنة 1100. وكان رجلاً كاملاً، صالحاً، مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وعبد القادر. فأما محمد سعيد فكان رجلاً عاقلاً، كاملاً، وشجاعاً بطلاً. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية. وتولى الحسبة، وأمانة بندر ينبع. وأحسن فيهما غاية الإحسان. وصار صاحب ثروة بسبب ذلك. وتوفي سنة 1153. وأعقب من الأولاد: أحمد. وصار جوربجياً في محل والده. وطلب العلم. وصارت له مذاكرة، ولكنه تعلق على صنعة الكيمياء ولم يتحصل منها على شيء. فأضاع فيها جميع ما خلفه له والده ومثله معه حتى صار فقيراً بين الناس في غاية الإفلاس. وتوفي سنة 1186. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وعبد المعين، وفلفلا، وكلاهما صغير موجودان الآن. فأما محمد سعيد. فنشأ نشأة حسنة، وله كمالات مستحسنة. وصار في النوبجتية مكان والده ثم باعها. وجلس مدة بلاها! جالساً، في دكانه، مشتغلاً بشأنه. إلى أن صارت واقعة العسكر الذين تركهم الشريف في القلعة مع أهالي المدينة. فتملق له بعض الناس حتى جعله رأساً. فصار في النوبجتية. وصار جوربجياً، ومحتسباً إلى أن جاء أمير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 الحاج محمد باشا فولاه كتخدا القلعة السلطانية. وبقي فيها إلى قابل، فقبض عليه من جملة من قبض. وسار به إلى الشام بالعز والإكرام. وتوفي بها سنة 1196. - رحمة الله تعالى عليه -. وله بالمدينة ولد طفل يدعى أحمد موجود اليوم عند أمه. بيت المجلد " بيت المجلد ". أصلهم محمد أفندي الحصاري الرومي المشهور بالمجلد. قدم المدينة المنورة في سنة 1140. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً ذا همة علية وأخلاق رضية. وتولى كتخدا القلعة السلطانية، واتهموه بأنه سم بعض أعيانهم ومات، فعزلوه. وصارت له ثروة عظيمة، واستأجر منا الحديقة الأنصارية. وعمرها وغرس بها نخلاً نفيساً. وسكن فيها نحو عشرين سنة. وتوفي سنة 1172. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، الموجود اليوم. فنشأ نشأة غير رشيد، وهو عن الخير بعيد، فأضاع جميع ما تركه له والده، ومثله معه. وسافر مراراً عديدة إلى الروم ولم يبلغ " منها " ما يروم لقبح وجهه وشؤم حظه. وهو رجل في الدرجة العليا من الحمق وبذيء اللسان حتى لا يكاد يسلم منه إنسان، وهو الآن مسافر في الجهات الرومية. بيت مولاي " بيت مولاي ". اعلم أن هذا اللقب لا يطلق عند أهل المغرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 إلا على الشريف. كما أن لفظة " السيد " لا تطلق إلا على الشريف عند أهل المشرق. وكل ذلك بحسب الاصطلاح. وقد اختص منهم أشراف بلدة " تافيلال ". وأشهر من يعرف بهذا اليوم صاحبنا الفاضل مولاي محمد بن محمد ابن أبي القاسم المغربي الفيلالي. قدم المدينة المنورة في سنة 1135. هو ووالده وأعمامه بأولادهم. وسكنوا بجوار دارنا في حارة الأغوات. وكانوا في غاية الصلاح والعبادة، وبلغوا الحسنى وزيادة. واشتغل " مولاي " محمد المزبور بطلب العلوم من منطوقها إلى المفهوم. وصار يدرس في المسجد النبوي صحيح البخاري وغيره بعد صلاة العصر. وقد أوقف على وظيفة البخاري الذي يقرؤه بعض أهل الخير الحديقة الأنيقة المعروفة بالعريضية الخواجية. وهي بيده الآن. وسكن فيها وهو قليل حظ، وفقير الحال. وسافر إلى المغرب وبلاد السودان، ولم يتحصل منها على شيء من المال. وله بنت وولد موجودان اليوم. ولمولاي محمد المزبور أخ وأخت. فالأخ يدعى بأحمد. وهو رجل لا بأس به، متعاطياً صنعة الصياغة في دكانه ومشتغلاً بشأنه. وصار من الإسباهية. وتولى بيت مالهم. وصار جوربجياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 وأما أخته فتدعى فطوم " ف " تزوجها المرحوم السيد عبد المحسن أسعد المفتي. ومات عنها. وله منها ولد يدعى محمد توفي " افتتاح " سنة 1196. وبنت تدعى رقية. وهي باقية اليوم. بيت المسكي " بيت المسكي ". نسبة إلى بيع المسك. أصلهم السيد عبد الله الرومي المسكي. قدم إلى المدينة المنورة في حدود سنة 1115 وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، لطيف الذات، ظريف الصفات. وكان صاحب ثروة، وله دكان في الحدرة يبيع فيها المسك والعود والعطر. وتوفي سنة 1140. وأعقب من الأولاد: السيد محمداً، والشريفة عائشة، زوجة عبد الرحمان المرعشي شيخ الفراشين، والدة أولاده. فأما السيد محمد المزبور فنشأ نشأة صالحة. وتوفي شاباً في سنة 1180. وأعقب من الأولاد: السيد عمر، والسيد حسناً، والشريفة خديجة الموجودة الآن. والدتهم الشريفة سلمى بنت السيد عبد الله أبي العزم العادلي. فأما السيد عمر فتوفي شاباً لم يتزوج سنة 1185. وأما السيد حسن فهو موجود اليوم. وشاب لم يتزوج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 حرف النون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 بيت نقيب زاده " بيت نقيب زاده ". أول من قدم منهم المدينة المنورة مهاجراً في حدود سنة 1060 السيد أحمد بن السيد يوسف الحلبي وصحبته ولداه السيد يوسف، والسيد عبد القادر، صغيران. وهو من بيت كبير في حلب ببني الزهراء. وكانت فيهم نقابة الأشراف مدة من الزمان. وكان صاحب ثروة عظيمة وأخلاق كريمة. وتوفي. وأعقب من الأولاد: السيد يوسف، والسيد عبد القادر، المذكورين أعلاه، والشريفة زينية. واشترى الدار الكبرى الكائنة بخط ذروان، وعمرها، وأتقنها غاية الإتقان، وأوقفها على نفسه ثم على أولاده إلخ بالسوية بينهم. ثم بعد انقراضهم على عتقائه أولادهم إلخ. ثم من بعدهم على المؤذنين. ثم على الفقراء. هكذا رأيته في كتاب وقفه المزبور المؤرخ سنة 1077. فأما السيد يوسف المذكور " ف " توفي في حياة والده المزبور. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم، صاحبنا. وكان من أحسن الناس. وكان يسكن في داره المقابلة للقلعة السلطانية. وتوفي سنة 1152. وأعقب من الأولاد: السيد أحمد، والسيد محمداً، الموجود اليوم بمصر. وأما السيد أحمد فمولده في سنة 1120. وكان رجلاً مجملاً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 مكملاً، ذا أخلاق رضية. رحل إلى الروم، ومصر، والشام، وبغداد،. ثم استقر بدمشق الشام وبلغ منها المراد. وتوفي بها في سنة 1155. وأعقب من الأولاد: السيد حسناً، وأخته الشريفة بدرة. وأمهما صفية بنت الخطيب عبد الله الخليفتي الكبير. وكان مولد السيد حسن المزبور سنة 1144. وكان جميل الصورة جداً. وتوفي شاباً سنة 1181. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم، والشريفة آمنة الموجودين اليوم. وأمهما الشريفة فاطمة بنت السيد محمد علوي السقاف باعلوي. فأما السيد عبد القادر فتوفي في سنة 1107. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً عاملاً. وصار خطيباً وإماماً بالمسجد الشريف النبوي. وله من التصانيف المفيدة: لسان الحكام في الفقه، وكتاب في معرفة الرمي بالسهام، وغيرهما من المسائل المفيدة والرسائل العديدة. وأعقب من الأولاد السيد زين العابدين، والسيد عبد الرحمان، والشريفة بدر الدجى. فأما السيد زين العابدين فتوفي شاباً. وأعقب من الأولاد: صاحبنا السيد علي، المتوفى بمصر في سنة 1178. عن غير ولد. وورثه السيد خير الدين الآتي ذكره. وكان السيد علي المزبور من أحسن الناس ذاتاً وصفات. وكان حوالة الإسباهية بمصر الحميمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 وأما السيد عبد الرحمان المزبور فكان رجلاً صالحاً، وصار خطيبا وإماماً بعد والده، وسافر إلى الديار الهندية، وصحبته ولده يوسف الآتي ذكره. وحصل له قبول وإقبال وحصل جملة من أموال. ورجع إلى المدينة المنورة واشترى الدار الكائنة بواجهة رباط عبيد العين الزرقاء بخط المناخة السلطانية، وعمرها وجعلها مجمعاً للأصحاب ومربعاً للأحباب. وتوفي في سنة 1138. وأعقب من الأولاد: السيد منصوراً، والسيد يوسف. فأما السيد منصور فكان رجلاً مباركاً، حسن الهيئة. وتوفي عقيماً بمكة المكرمة سنة 1148. وكان متزوجاً على زينب بنت مكي حسن. وأما السيد يوسف فكان رجلاً لطيفاً، باشر الإمامة وسافر مع والده إلى الهند. وتوفي في سنة 1158. وأعقب من الأولاد: السيد عبد الرحمان، والسيد خير الدين، والشريفة زينية. فأما عبد الرحمان " ف " توفي شاباً في سنة 1169. وأما خير الدين فسافر إلى الديار الرومية. وتوفي هناك سنة 1188. وله بالمدينة ولد موجود اليوم. وأما الشريفة زينية بنت السيد أحمد الكبير " ف " زوجة أحمد " آغا " ظافر، والدة عبد القادر، وعائشة، ورقية، والدة معتوق، وكريمة. بيت الريس أبي النور " بيت الريس أبي النور ". وهم اليوم مشهورون بهذه الكنية المذكورة لا يكادون يعرفون إلا بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 وأصلهم محمد الملقب بمسكين الهندي. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1050. وتعاطى الرئاسة. ولم تزل في أولاده إلى اليوم. وهم أهل بيت صالحون. وقد أدركنا من أهل هذا البيت: صاحبنا الريس محمد أبي النور. وكان رجلاً فاضلاً، عاقلاً، كاملاً، له معرفة تامة بعلم الفلك والأحكام، ذو همة علية وأخلاق رضية. وصار كاتباً في المحكمة الشرعية. وكان مشتغلاً بالنخيل والزرع. ثم صار شيخ الرؤساء إلى أن توفي شهيداً في سنة 1144، ضرب برصاصة من البادية في الفتنة. وكانت فيه شجاعة وحماسة. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وأبا الفتح فتح الله، وعبد الله، وأبا السعد. فأما محمد سعيد المزبور فنشأ على طريقة والده. وصار شيخ الرؤساء. وتوفي سنة 1188. ومولده في سنة 1118. وأعقب من الأولاد: عبد الله. ونشأ على طريقة والده. وسافر إلى مصر. وتوفي بالسويس سنة 1195. وأما فتح الله فمولده في سنة 1126. ونشأ نشأة صالحة. وكان رجلاً مباركاً صالحاً، يباشر الرئاسة والأذان يوم الأربعاء، جهوري الصوت، مشغول غالب أوقاته بخدمة الناس وقضاء حوائجهم خصوصاً الحرم والأرامل اللائي في الربط والبيوت. وكان من أهل المروءات. وكانت بيننا وبينه صحبة شديدة ومحبة أكيدة إلى أن توفي في محرم سنة 1186. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة، زوجة ولدنا عمر الأنصاري، والدة ولده زين العابدين الموجود اليوم. ومريم تزوجت. ثم طلقت وهي موجودة اليوم. وأما محمد فهو موجود اليوم يباشر وظيفة الأذان والرئاسة. وقد سافر إلى مصر، والشام، والروم. ورجع إلى المدينة المنورة ولم يبلغ ما يروم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 وأما عبد الله المذكور أعلاه فتوفي شاباً ولم يعقب. وأما أبو السعد فهو موجود اليوم ويباشر الأذان والرئاسة. وصوته ضعيف جداً لا يكاد يسمع. وصار شيخ الرؤساء الآن. وله أولاد " وبنات " موجودون بقيد الحياة. ؟ بيت النخلي " بيت النخلي " والعوام يقولون " النخولي ". وهو المشهور اليوم. نسبة إلى صناعة فلاحة النخيل، وهم طوائف كثيرة وخلائق كبيرة. وكلهم شيعة شنيعة، ولا يظهرون شيا من ذلك. ويزعمون أن التقية واجبة عندهم. وغالبهم جهلة لا يكادون يفهمون شيئاً من مذهب الرافضة. وإنما وجدوا آباءهم على أمة وهم على آثارهم مقتدون. وهم معهم بلا شك في النار يحشرون. وعلامات رفضهم وبغضهم كثيرة. منها الشهرة، وعدم إدخال أطفالهم الحجرة، وعدم إدخال جنائزهم إلى الحرم. وكل ذلك لوجود الشيخين فيهما رضي الله عنهما. ولا يدفنون موتاهم بين أهل السنة. ولا يسمون أحداً من أولادهم أبا بكر ولا عمر ولا عائشة ولا حفصة. ولا يزوجون ولا يتزوجون أحداً من أهل السنة. وغالب ما فيهم متصف به بنو حسين المشهورون بالمدينة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 المنورة وأرض نجد. وبينهما كمال الاتحاد والمحبة. ومنها مخالطتهم لبعضهم بعضاً دون أحد من أهل السنة. ومنها عدم صلاتهم التراويح في شهر رمضان. وإلى غير ذلك مما يطول ذكره. وقد تشبه بهم بعض العرب الذين بأطراف المدينة كبني علي وبني سفر والنحاسين وأهل البركة. وصنعة النخاولة المزبورين فلاحة النخيل لا يكادون يحسنون غيرها. ولا تصلح إلا بهم غالباً. وغالبهم أخلاط من أجناس متعددة. ولهم قدم بالمدينة المنورة. ولم أقف على أصل الأقدمين منهم. وقد شاع وذاع وملاً الأسماع أن أصلهم من بقايا أولاد النساء اللواتي حملن بالزنا في قضية الحرة المشهورة في أيام الخبيث يزيد، قبحه الله حين استباح المدينة المنورة قتلاً ونهباً " وفسقاً " وسلباً. وقيل إن المدن منهم أيضاً. وقيل: إن النخاولة بعضهم أصلهم من العبيد، وبعضهم من الهنود، وبعضهم من اليمن، وبعضهم من المغرب، وبعضهم من مصر، وبعضهم من الحجاز وغير ذلك. وسمعت أن الخطيب خير الدين إلياس المدني صنف كتاباً في أصولهم وفروعهم. ولم أقف عليه. بيت النحال " بيت النحال ". أصلهم الحاج علي النحال، عتيق السيد أحمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 النحال المصري المتوفى بالمدينة المنورة " سنة 1142 ". ودفن ببقيع الغرقد - رحمه الله تعالى -. قدم الحاج علي المذكور مهاجراً إلى المدينة المنورة بأهله وأولاده وأتباعه في سنة 1189 وكان من التجار الكبار المقيمين ببندر جدة المعمورة. واشترى من أحمد جوربجي خضر الدار التي عمرها بأحد عشر ألف غرش. وهي بخط البلاط، وسكنها. وتوفي سنة 1193. وأعقب من الأولاد: حسناً وإخوانه. وله ولد كبير يدعى عبد الرحمان، وهو ساكن بجدة. وبقية أولاده ساكنون بهذه الدار إلى أن أخرجهم منها محافظ المدينة يوسف باشا. وهو ساكن بها الآن. ومن قبله سكنها أحمد باشا. بيت نور خان " بيت نور خان ". أصلهم صاحبنا الخواجة نور خان الهندي البزاز. قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1140. وكان من أحسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. ويتعاطى بيع القماش في دكانه بخط سوق الحدرة. وكان صاحب ثروة عظيمة بسبب ذلك. وهو من أحسن أبناء جنسه، وتوفي بها سنة 1152. وتزوج حفصة بنت ظافر آغا، ولم تلد له. وأعقب من غيرها أحمد، وأبا بكر، وفاطمة، زوجة جمال الدين المكحل. فأما أحمد فتوفي شاباً ولم يعقب. ولو عاش لخلف أباه في جميع أحواله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 وأما أبو بكر فهو رجل لا بأس به فاق أباه وأخاه في الكمال والمال. وهو الآن يتعاطى بيع القماش في دكان أبيه، وله من الأولاد: نورخان، وعبد الله، وكلاهما لا بأس به. يتعاطيان بيع القماش مع أبيهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 حرف الهاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 بيت الهتاري " بيت الهتاري ". نسبة إلى الشيخ هتار اليمني الزبيدي، الولي الشهير والقطب الكبير. وقد زرته في عام رحلتي إلى اليمن في سنة 1172. نفعنا الله به في الدارين وقبره مشهور يلوح عليه النور. أصلهم الأسطى أحمد بن صالح بن عيسى بن عبد الباقي الهتاري اليمني الزبيدي. قدم جده الأكبر إلى المدينة المنورة في حدود سنة. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً، مباشراً خدمة ضريح سيدنا حمزة، سيد الشهداء - رضي الله عنه - في كل يوم خميس. ولم تزل هذه طريقة أولاده إلى اليوم. وكان يتعاطى صنعة الخياطة، وأولاده كذلك إلى اليوم. وتوفي. وأعقب من الأولاد: صالحاً، وعيسى، وعبد الباقي، وولي الدين. فأما صالح فكان رجلاً كاملاً، وجيهاً، نبيهاً، حسن الهيئة، حسن الخط. وكلهم بيننا وبينهم صحبة ومحبة، توفي عن غير ولد. وأما عيسى فهو رجل كامل عاقل. أقام في بندر جدة مدة. ثم جاء إلى المدينة. وهو موجود وله ولد يدعى " صالح " شاب كامل، لا بأس. والدته رقية بنت صاحبنا حسن عطاف. وأما عبد الباقي فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. توفي بطريق مكة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 ذاهباً إلى الحج، وهو محرم، في الوضع المعروف ببئر الشيخ. وقبره هناك، رحمه الله. وأعقب من الأولاد: عبد القادر وحمزة. ونشأ على طريقة والده من العقل والكمال حتى صار من أحسن الرجال. وسافر إلى الديار الرومية. وتوفي بإسلامبول سنة 1190. وأما عبد القادر. فهو أيضاً رجل كامل، لا بأس به، يتعاطى صنعة الخياطة. وسافر إلى الروم مرتين. ورجع إلى المدينة المنورة صفر اليدين، ولم يبلغ ما يروم. وأما ولي الدين فكان رجلاً صالحاً، مباركاً. وصار قائمقام الشيخ بواب سيدنا حمزة - رضي الله عنه - وصاهره. وزوج بنته على السيد عبد الرحمان البصري. وهو الآن القائم بذلك المكان. وهو رجل لا بأس به من احسن الناس. ويلقب أهل المدينة أهل هذا البيت بعدس. وسمعت منهم أن جدهم كان يحب أكل العدس كثيراً فلقب بذلك. ولولي الدين المزبور من الأولاد: محمد، وعبد الرحمان. وهما موجودان الآن يساعدان أباهما في الخدمة. وقد أدركنا بالمدينة المنورة ممن ينتسب إلى الشيخ هتار المذكور، الولي المشهور، الشيخة المباركة المعمرة فاطمة بنت الشيخ حسين الهتاري صاحب التصانيف المشهورة في علم الحساب والفرائض. وكان خاتمة الحساب والفرضيين بالمدينة المنورة. وهي والدة صاحبنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 الشيخ أحمد أبي الفتوح، والشيخ حسن أبي الفضل ابني الشيخ محمد سعيد ابن الملا إبراهيم الكردي الشهرزوري السابق ذكره في حرف الميم. بيت الهندي " بيت الهندي ". نسبة إلى بلاد الهند المشهور. وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة. ومن أشهرهم صاحبنا العلامة الفاضل الشيخ إبراهيم بن يحي بن فيض الله الهندي الصوفي النقشبندي. قدم إلى المدينة المنورة صغيراً مع والده المزبور سنة 1135. ومولده بالهند سنة 1126. واشتغل بطلب العلوم، المنطوق منها والمفهوم. وكان شريكنا في درس شيخنا العلامة أبي الطيب السندي وكان هو المعيد. وبه انتفع وعليه تخرج. وسافر إلى الديار الرومية. ثم رجع إلى المدينة النبوية. ودرس بالمسجد الشريف النبوي. وكان له يد طولى في الأت والمعقول. وتوفي سنة 1191. وأعقب من الأولاد: حمزة. وهو أيضاً لا بأس به، له بعض مشاركة في الطلب. وتزوج، وله أولاد. وسافر إلى الديار الرومية. ثم رجع إلى المدينة النبوية. وهو موجود بها اليوم. بيت هاشم " بيت هاشم ". أصلهم السيد هاشم بن السيد إبراهيم الموسوي الرومي الحسائي الأصل الشهير بكدك باشا. قدم والده المزبور إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 المدينة المنورة في سنة 1070. وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً. وكان في خدمة الدولة العلية. ثم اختار المجاورة بالمدينة. فكان بها " من " أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وكان ملازماً للصلوات إلى أن مات. وأعقب من الأولاد: السيد هاشماً، والشريفة رقية، والشريفة فاطمة. فأما السيد هاشم فنشأ نشأة صالحة. وصار كاتب المحكمة، وكاتب القاضي. وهاتان الوظيفتان في أولاده إلى الآن. وكان حسن الخط. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتولى أمانة بندر ينبع المعمور. وتوفي سنة 1133. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم، والسيد حسيناً، والشريفة علوية، زوجة الأخ يوسف الأنصاري، والدة محمد أبي الفرج. وأما السيد إبراهيم فمولده في سنة 1110. وكان رجلاً صالحاً، مباركاً. واختص بكتابة القسام. وتوفي سنة 1158. وكانت بيننا وبينه صحبة عظيمة وكذلك أخوه السيد حسين المزبور. وأعقب من الأولاد: السيد هاشماً، والشريفة فاطمة، وتوفيت عن غير ولد. وتزوجت رقية على عشاقي زاده قاضي المدينة. فأما السيد هاشم فمولده سنة 1144. ونشأ نشأة صالحة على طريقة أبيه. وتولى كتابة بيت مال الترك. وصار جوربجياً في النوبجتية. وتوفي سنة 1196. وأعقب من الأولاد: السيد إبراهيم، والسيد عبد الرحمان، وهما موجودان اليوم. وأما السيد حسين فمولده في سنة 1115. وكان صاحب مكارم أخلاق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 لا يألف الدرهم المضروب صرته ... لكن يمر عليها وهو منطلق وكان بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة. وكان له نظم رائق ونثر فائق. وسافر إلى الديار الرومية فحصل له قبول وإقبال وتحصل على جملة أموال. ورجع إلى المدينة النبوية فعمر بها الديوانين والمجالس اللواتي في الحديقة التي في آخر حوش السلطان. وكانت سكنه وسكن أولاده الآن من بعده. وكان حسن الهيئة يلبس الثياب الفاخرة. وتولى كتابة شيخ الحرم سنة 1157. ثم عزل منها. وتوفي سنة 1172. وأعقب من الأولاد: السيد يحي، والسيد محمد زاده، وجعفر، وحسناً. فأما السيد يحي فمولده في سنة 1146. ونشأ على طريقة والده. وصار كاتب المحكمة. وله شعر لطيف ونثر ظريف. وهو موجود اليوم. وله من الأولاد: حسين، وحمزة، وعدة بنات. وأما محمد زاده فمولده سنة 1150. وكان رجلاً كاملاً، لطيف الذات، جميل الصفات. واشترى كتابة المرادية. وصار يساعد أخاه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 في كتابة المحكمة " الشرعية "، وتوفي سنة 1193. وأعقب من الأولاد: ياسين، وجعفر، وبنتاً. وأما جعفر المزبور فتوفي شاباً عن غير ولد. وكذلك حسن مات شاباً عن غير ولد. وأما حسين " بن يحي " فذاك كثير الأسفار عن بلد المختار. سار إلى الروم ومصر والشام وبغداد، ودخل إلى بلاد العجم. وجلس فيها مدة. وهو إلى الآن مسافر بهاتيك الجهات. بيت الهجري " بيت الهجري ". نسبة إلى دار الهجرة. وأول من انتسب بهذه النسبة صاحبنا الفاضل علي الكردي البغدادي الهجري. قدم إلى المدينة المنورة سنة 1170. وكان يدرس في الحرم الشريف النبوي. وسافر إلى الديار الرومية. ثم رجع قاصداً المدينة النبوية فتوفي في معان بطريق الشام سنة 1194. وتزوج. وله أولاد من بنت السيد مرنقية. وكان أحدب الظهر. ويلقبه أهل المدينة أبو قنبور. ولكنه كان لطيف الذات ظريف الصفات. وكان صاحب مجون في بعض الأحيان ومضحكات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 حرف اللام ألف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 بيت اللاهوري " بيت اللاهوري " وإليه ينتسب كثير بالمدينة المنورة. ومن أشهرهم الشيخ عبد الرشيد بن محمد الهندي اللاهوري. قدم المدينة المنورة في سنة 1110. وكان رجلاً مباركاً، صالحاً. وكانت له معرفة تامة برمي القوس والنشاب. وتوفي سنة 1143. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة، زوجة محمد مقيم السندي، والدة أولاده. فأما محمد المزبور فكان يلقب بعينوس. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي شاباً. وأعقب من الأولاد: عبد الرشيد، وعبد الله. فأما عبد الرشيد المزبور فهو من كبار المزورين. ويزور أمير الحاج محمد الباشا في بعض الأحيان وله أولاد. وأما عبد الله المزبور فصار مؤذناً في الحرم الشريف. وتوفي سنة 1194. وله أولاد. ومن اللاهوريين أيضاً صاحبنا الفقيه طاهر الهندي اللاهوري. قدم المدينة المنورة سنة 1170. وكان رجلاً مباركاً صالحاً، يعلم الصبيان القرآن في مؤخر الحرم. وورد المدينة، وهو لا يحفظ القرآن العظيم؛ فقرأ على الشيخ أحمد العياشي المغربي المتقدم ذكره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 ولازمه، فحفظه في أقل مدة. وهو رجل كامل لا بأس به غير أنه مقلد للحديث ويلفق في المذاهب. والناس يبغضونه ويمقتونه بسبب ذلك. ويسمونه " الخارجي ". وكم مرة أرادوا ضربه حين سمعوه يقرأ الفاتحة خلف الإمام. والحال أنهه يدعي أنه حنفي المذهب. وكل ذلك لأخذه العلم من الكتب من غير طلب على أحد من المشايخ العوالي الرتب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 حرف الواو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 بيت الوراقي " بيت الوراقي ". أصلهم السيد علي الوراقي الصعيدي. قدم المدينة المنورة سنة 1130. وكان رجلاً كاملاً، " عاقلاً "، يتعاطى بيع الحبوب حتى صار صاحب أموال عظيمة. وولد له في آخر عمره بنت تدعى فاطمة وهي موجودة اليوم. واشترى جملة من العبيد والجواري وأعتقهم. واشترى لهم جملة من التعلقات والجرايات. وصار في وجاق القلعة السلطانية لأجل الحمية. وتوفي سنة 1172. وأقام الخطيب محمد الخليفتي وصياً على بنته المذكورة أعلاه. وكان رجلاً بخيلاً جداً حتى صار الناس يضربون به المثل. ويقال: إنه ترك نحو 40. 000 غرش لبنته المزبورة. بيت ولي الدين بيت ولي الدين ". أصلهم الشيخ ولي الدين الهندي. قدم المدينة المنورة في سنة 1070. وكان رجلاً مباركاً. وتوفي. وأعقب من الأولاد: أبو بكر جلال. وكان على طريقة والده. وتوفي. وأعقب من الأولاد: عمر، وعبد الكريم. فأما عمر فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، حسن الخلق والخلق، والصوت، والشيبة. وتولى رئاسة يوم الخميس، ولم تزل في أولاده إلى اليوم. وكان لا نظير له إذا أذن أو أنشد. وتوفي سنة 1146. وأعقب من الأولاد: مصطفى، وعبد الله، ومحمداً، وفاطمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 فأما مصطفى فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، أشبه الناس بأبيه. وتوفي شاباً عن غير ولد. وأما عبد الله فكان رجلاً كاملاً، حسن الهيئة. وتوفي شاباً. وأما محمد فكان رجلاً صالحاً. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: يوسف الريس المؤذن اليوم بالريسية. وهو رجل لا بأس به وهو موجود اليوم. ولم يولد له فلعله عقيم. وأما عبد الكريم بن أبي بكر جلال ولي الدين فكان رجلاً مباركاً. نفاه أيوب آغا شيخ الحرم إلى مكة المكرمة في شبيبته، اتهمه بعض الناس بأنه ينظر إلى نساء الناس إذا طلع المنارة الريسية؛ فلم يزل مقيماً بمكة المكرمة إلى أن توفي بها سنة 1165 عن غير ولد. وقد أدركناه بمكة حين مجاورتنا بها، وصحبناه، وكان ساكناً في حارة الفزة في بيت وحده لا غير. وقد شاع وملأ الأسماع أنه متزوج على جنية. وأخبرني صاحبنا الشيخ محمد خوج المكي وأخواه بأن الشيخ عبد الكريم المذكور دعاهم في داره ليلة، ومعهم جماعة من أصحابه، فلما دخلوا رأوا المكان في غاية النظام ونهاية الانتظام من الفراش والأكل والطعام، ولم يروا فيه أحداً من الخدم فتعجبوا من ذلك وتحققوا بأنه متزوج جنية من الجان أو عنده منهم خدم. بيت الوسواسي " بيت الوسواسي ". ولم أقف على حقيقة هذه النسبة. ولعله من كثرة وسواسه بين ناسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 أصلهم الأخوان محمد عارف، وعبد الله. قدما المدينة المنورة من الهند سنة 1115. وكانا يتعاطيان التجارة وبيع القماش. وكلاهما لا بأس به من أحسن مجاوري الهنود وكانا ملازمين للصلوات. وتوفي محمد عارف المزبور. وأعقب من الأولاد: عبد الغفور. فنشأ على طريقة والده يبيع القماش في دكانه، مشتغلاً بشأنه. وصارت له معرفة تامة بتجار أهل حلب والشام. ويأتون له بالبضائع النفيسة في كل عام. وهو موجود اليوم. وله ولدان موجودان أحدهما يدعى عبد القادر، والثاني يدعى عبد الواحد. وكلاهما يساعدان أباه في جمع الأمور. وهما من حملة كتاب الله. ولله عاقبة الأمور. وأما عبد الله المزبور فتوفي " في " سنة 1185. وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة. وأعقب من الأولاد: حمزة. وهو موجود اليوم ويتعاطى بيع القماش في دكانه، ومشتغلاً بشأنه. وتزوج. وله أولاد موجودون اليوم. بيت واصل " بيت واصل ". أصلهم واصل الهندي. قدم المدينة المنورة سنة 1100. وكان رجلاً صالحاً، يتعاطى صنعة صب الشمع وبيعه. وتوفي وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 أحمد. وكان رجلاً كاملاً، على طريقة والده. وكان يتعاطى خدمة بيت المفتي السيد أسعد أفندي وأولاده من بعده إلى أن توفي " سنة 1186 ". وأعقب من الأولاد: واصل. فنشأ على طريقة والده، وزاد عليه بالأسفار إلى دمشق الشام لأجل تعاطي البيع والشراء. وسكن الشام. وتزوج بها. بيت واعظ زاده " بيت واعظ زاده ". أصلهم علي أفندي الشرواني الرومي. وقد سبق ذكره في حرف الشين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 حرف الياء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 بيت الينكجري " بيت الينكجري " ومعناه بالعربية العسكر الجديد ويقال لهم الآن بيت الإنقشاري. وأول من قدم من أهل هذا البيت المدينة المنورة في سنة 1070 الحاج مصطفى الطويل الرومي. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً. وكان جوربجياً في وجاق القلعة السلطانية، ويقال: إن جده كان من المعينين لحفظ القلعة السلطانية لما عمرها المرحوم السلطان سليمان عليه الرحمة والغفران في سنة 946. وتوفي المزبور وأعقب من الأولاد: علياً، ورابعة، وكان يضرب بهما المثل في الحسن والجمال. وأما علي فنشأ على طريقة والده. إلا أنه كان يقال إن به سوداء. وتوفي. وأعقب من الأولاد: محمد سعيد، وإبراهيم، وأميناً، وحمزة، وسعاد، زوجة محمد قادري صغير، والدة عبد القادر، وعبد الرحمان الموجود اليوم. فأما محمد سعيد فكان رجلاً كاملاً، شجاعاً، عاقلاً. وصار كتخدا القلعة السلطانية. وصار بينه وبين العساكر فتن عظيمة. وحصروه في القلعة. ثم تسوروا عليه من خارج ودخلوا عليه ليلة الأحد 21 جمادى الأولى سنة 1156. وقتلوه، وقتلوا معه ولده حسيناً وأخاه حمزة، وعمر أوده باشي الكشميري. وكانت قضية يطول شرحها. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 حسن، المتوفى بالروم عن غير ولد سنة 1189. وأعقب صالحة، زوجة الأخ يوسف الأنصاري، والدة أولاده. وأما إبراهيم فكان رجلاً كاملاً. وكان به بعض سوداء. وجمع دراهم كثيرة ضاعت عليه في الفتنة المزبورة. وتوفي سنة 1176. ولم يعقب. وأما محمد أمين فكان رجلاً كاملاً، عاقلاً صالحاً. وحفظ القرآن العظيم. وصار جوربجياً في وجاق القلعة. وأخرج من المدينة بعد تلك الفتنة العظيمة. وسكن العوالي. وصار يعلم الصبيان القرآن إلى أن رجع إلى المدينة. وتوفي سنة 1179. وأعقب من الأولاد: محمداً، وصالحة الموجودين اليوم. وأما حمزة المزبور فكان رجلاً كاملاً، شجاعاً، عاقلاً، وجيهاً، نبيهاً. استشهد مع أخيه في القلعة. وكان أوده باشي في القلعة. وأعقب من الأولاد: علياً، وفاطمة، زوجة إسماعيل إمام المصلى. وأما علي فسافر إلى الديار الرومية. وتوجه مع العسكر السلطاني إلى السفر. واستشهد هناك سنة 1188 عن غير ولد. بيت يحي خضر " بيت يحي خضر ". أصلهم يحي بن خضر بن علي تشلبي الرومي، كاتب الحرم الشريف النبوي. وكان رجلاً كاملاً عاقلاً من احسن المجاورين بمدينة سيد المرسلين. وتوفي. وأعقب من الأولاد: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 خضر تشلبي. وكان على طريقة والده إلى أن توفي. وأعقب من الأولاد: يحي المزبور، فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده وجده وأولاده من بعده. ووالدته خديجة بنت محمد أفندي مكي. وقد سبق ذكره في حرف الميم. وعمر يحي المزبور الدارين الكائنتين عند باب الحديقة العينية. وهما بأيدي أولاده إلى اليوم. وتوفي سنة 1185. وأعقب من الأولاد: خضراً، وعباساً، وأحمد. فأما خضر بن يحي فكان رجلاً كاملاً، أشبه الناس بأبيه في جميع أحواله. واعتراه شيء أشبه بالجنون فضرب رجلاً صالحاً من الهنود بسكين في الروضة المطهرة وهو جالس يقرأ فمات بها في الحال، فحينئذ حبسه أبوه " في بيته " ووضع له الحديد. وطول الليل يتلو كتاب الله عز وجل بأحسن ما يسمع من التجويد. ثم بعد مدة صلح حاله. وساق أبوه دية الاثنين من مال نفسه. وكان خضر المزبور أحسن أقرانه " في " طلب العلم الشريف والخط الحسن المنيف. وتوفي سنة 1192. وأعقب من الأولاد: علياً، ومصطفى. وهما موجودان الآن. وأما عباس المزبور فصار من الإسباهية. وهو رجل كامل لا بأس به. وهو موجود أيضاً. " وأما أحمد فهو أيضاً لا بأس به. وصار جوربجياً في القلعة السلطانية. وهو موجود أيضاً ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 بيت ياللنز " بيت ياللنز ". والناس يحرفونه ويقولون " يلان " وهو خطأ. أصلهم علي أفندي بن محمد بن سليمان القيصرلي الرومي. كان من خدام سراية السلطان. وخرج منها كما رأيته بخطه سنة 1110، وقدم المدينة المنورة سنة 1111. وكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً، مواظباً على الصلوات، وملازماً على التدريس في غالب الأوقات. وتوفي سنة 1138. وأعقب من الأولاد: مصطفى. وكان رجلاً كاملاً. وصار جوربجياً في وجاق النوبجتية، ومشداً بباب الحجرة النبوية. وتوفي سنة 1165. وأعقب من الأولاد: سليمان، ورحمة، زوجة أحمد كتخدا بن حسن رجب. وأما سليمان فنشأ نشأة أمثاله في غاية الكمال، من أحسن الرجال. وصار جوربجياً ومشداً في محل والده وتولى الحسبة. وسافر إلى مصر لأجل التجارة ورجع إلى المدينة بحراً. وصار في أحسن حالة. وصارت له ثروة. عظيمة. وعمر داراً بخط البلاط. وباعها على أحمد آغا مراد الله. وتوفي سنة 1190. وله من الأولاد: مصطفى، وهو في محل والده. ولا بأس به. بيت الينبعي " بيت الينبعي ". نسبة إلى بندر ينبع المحروس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 وأصلهم عبد الرحمان بن محمد البربري. قدم المدينة المنورة، وهو صغير مع والدته آمنة بنت محمد البربري. فتزوجت على الشيخ عبد الملك اليمني، شيخ الطائفة العلوانية بالمدينة النبوية فنشأ عبد الرحمان في حجره على طريقته. ولما توفي صار شيخ الطائفة المشهورة وتلقب بالعلواني، وكان رجلاً كاملاً، عاقلاً، وكان كثير المزاح، دائم الانشراح. وكانت بيننا وبينه صحبة أكيدة ومحبة شديدة. وتوفي سنة 1168. وأعقب من الأولاد: أحمد. الموجود اليوم. وهو أيضاً شاب لطيف، وكامل ظريف. وصار شيخ " ال " طائفة العلوانية، وشيخ فقراء المؤخر. وتزوج. وله بنت موجودة اليوم من بنت السيد عثمان الحلبي، وتزوج قبلها آمنة بنت كل محمد. وهذا آخر ما كتبناه من تحفة المحبين والأصحاب فيما للمدنيين من الأنساب. وقد تم والحمد لله تعالى، أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً. وذلك في يوم الثلاثاء المبارك ضحى من النهار، وذلك من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 نعم المولى الغفار، وذلك يوم الخامس من شهر الله الحرام. شرف الله وتكرم، ومن شهور افتتاح سنة 1197 من هجرة من له دام العز والشرف والتمكين. وكان الفراغ من نسخه يوم الخميس المبارك السادس والعشرون من شهر ربيع الأول الأنور الذي هو مندرج في سنة ألف وثلاثمائة وسبعة عشر من الهجرة النبوية، على فاعلها أفضل صلاة وأشرف تحية بقلم الفقير محمد عمر بن محمد بن الفقيه محمد عبد النور بن الفقيه، شافعي. ومالكه والآمر به جناب الوالد المعظم والمقام الأشرف المكرم سعادة السيد الشريف محمد عربي زروق باشا. متعنا الله به في جوار نبيه آمين. وأمناً للآمنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508