الكتاب: غريب الحديث المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) المحقق: الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1405 - 1985 عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- غريب الحديث لابن الجوزي ابن الجوزي الكتاب: غريب الحديث المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) المحقق: الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1405 - 1985 عدد الأجزاء: 2   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] الكتاب: غريب الحديث المؤلف: جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ) المحقق: الدكتور عبد المعطي أمين القلعجي الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان الطبعة: الأولى، 1405 - 1985 عدد الأجزاء: 2 [الكتاب مدقق إملائيا وترقيمه موافق للمطبوع] {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} رب سهل وأعن يَا كريم قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الصَّدْر الْكَبِير جمال الدَّين شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن عَلّي بن مُحَمَّد بن عَلّي بن الْجَوْزِيّ تغمده الله تَعَالَى برحمته الْحَمد لله الَّذِي جعل الْإِنْسَان إِنْسَان عين الْمَخْلُوقَات وزينه بالنطق وَتعلم الْكَلِمَات وَفضل اللُّغَة الْعَرَبيَّة عَلَى سَائِر اللُّغَات أَحْمَده عَلَى النعم السابغات وأشكره عَلَى الأيادي البالغات وأصلي عَلَى رَسُوله مُحَمَّد أشرف الْأَنْبِيَاء وَسيد السادات وَعَلَى أَصْحَابه وَأَتْبَاعه إِلَى يَوْم الْفَصْل والميقات وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا دَائِما بدوام الأَرْض وَالسَّمَوَات. أما بعد فَإِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ عَرَبيا وَكَذَلِكَ جُمْهُور أَصْحَابه وتابعيهم فَوَقع فِي كَلَامهم من اللُّغَة مَا كَانَ مَشْهُورا بَينهم ثمَّ وَقعت مُخَالطَة الْأَعَاجِم ففشي اللّحن وَجَهل جُمْهُور النَّاس مُعظم اللُّغَة فافتقر ذَلِك الْكَلَام إِلَى التَّفْسِير وَقد كَانَ جمع شَيْئا من غَرِيب الحَدِيث النَّضر بن شُمَيْل وَأَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى والأصمعي فِي جمَاعَة كَانُوا فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 ذَلِك الزَّمَان ثمَّ جَاءَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فألف ذَلِك المتفرق وَزَاد فِيهِ وَبسط الْكتاب حَتَّى ظن أَنه لم يبْق شَيْء من الْغَرِيب وَإِذا بِهِ قد أخل بأَشْيَاء كَثِيرَة. وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ بَلغنِي أَن أَبَا عُبَيْدَة مكث فِي تصنيف كِتَابه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 أَرْبَعِينَ سنة يسْأَل الْعلمَاء عَن مَا أودعهُ من تَفْسِير الحَدِيث. وَجمع الْغَرِيب إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ ثمَّ جمع أَبُو مُحَمَّد بن قُتَيْبَة مَا فَاتَ أَبَا عُبَيْدَة وَقَالَ أَرْجُو أَن لَا يكون بَقِي بعد كتاب أبي عبيد وكتابي من الْغَرِيب مَا فِيهِ مقَال وقويت الظنون بِأَنَّهُ لم يبْق شَيْء وَإِذا أَشْيَاء قد فاتتهما ألفها أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ وفاتته أَشْيَاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 ثمَّ جمع أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ صَاحب الغريبين كتابا أوهم فِيهِ أَنه لم يبْق شَيْء وَإِنَّمَا اقْتصر عَلَى مَا ذكره الْأَزْهَرِي فِي كتاب التَّهْذِيب ورأيته قد أخل بأَشْيَاء وَذكر أَشْيَاء لَيست بغريبة فَلَا تحْتَاج إِلَى تَفْسِير. فَرَأَيْت أَن أبذل الوسع فِي جمع جَمِيع غَرِيب حَدِيث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه وتابعيهم وَأَرْجُو أَن لَا يشد عني مُهِمّ من ذَلِك وَأَن يُغني كتابي عَن جَمِيع مَا صنف فِي ذَلِك وَقد رتبته عَلَى حُرُوف المعجم وَإِنَّمَا آتِي بِالْمَقْصُودِ من شرح الْكَلِمَة من غير إيغال فِي التصريف والاشتقاق إِذْ كتب اللُّغَة أولَى بِذكر ذَلِك وَإِنَّمَا آثرت هَذَا الِاخْتِصَار تلطفا لِلْحَافِظِ وَالله الْمُوفق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 كتاب الْألف بَاب الْألف مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث إِن لهَذِهِ الْبَهَائِم أوابد يَعْنِي استيحاشا ونفورا عَن النَّاس وَيُقَال جَاءَ فلَان بآبدة أَي بِشَيْء يستوحش مِنْهُ وينفر عَنهُ. وَفِي الحَدِيث أبده بَصَره أَي أتبعه إِيَّاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 فِي الحَدِيث سكَّة مأبورة أَي ملقحة يُقَال أبدت النَّخْلَة آبدها وَكَذَلِكَ قَوْله من بَاعَ نخلا قد أبدت أَي لقحت. قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء نخل قد أبدت وأبدت ووبرت ثَلَاث لُغَات فَهِيَ مُؤَبّدَة وموبورة ومأبورة أَي ملقحة. وَيُقَال لكل مصلح ضَيْعَة هُوَ آبدها وَإِنَّمَا قيل للمصلح آبد لِأَنَّهُ مصلح. فِي الحَدِيث أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَت رديته التأبط قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ أَن يدْخل الرجل الثَّوْب تَحت يَده الْيُمْنَى فيلقيه عَلَى مَنْكِبه الْأَيْسَر. قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِنِّي وَالله مَا تأبطتني الاء أَي لم يحضنني ويربينني. فِي الحَدِيث فَلَمَّا رَأَوْهُ ابذعروا أَي تفَرقُوا فِي الحَدِيث يأبل آدم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 عَلَى حَوَّاء بعد قتل ابْنه أَي توحش عَنْهَا أَو أعرض عَن غشيانها. وَقَالَ يَحْيَى بن يعمر أَي مَال زكي فقد ذهبت أبلته أَي وبلته فقلبت الْوَاو همزَة المُرَاد شَره ومضرته. فِي الحَدِيث فَمَشى قَيْصر إِلَى إيلياء لما أبلاه الله. قَالَ ابْن قُتَيْبَة يُقَال من الْخَيْر أبليته أبليه إبلاء وَمن الشَّرّ بلاه يبلوه بلَاء وَإِنَّمَا مَشَى شكرا لاندفاع فَارس عَنهُ. فِي الحَدِيث لَا تتبع الثَّمَرَة حَتَّى تأمن عَلَيْهَا الأبلة أَي العاهة فِي الحَدِيث بَيْننَا كقد الأبلمة وَهِي خوصَة الْمقل أَي نَحن وَأَنْتُم سَوَاء. فِي صفة مجْلِس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا تؤبن فِيهِ الْحرم أَي لَا يذكرن بقبيح. وَنهي عَن الشّعْر إِذا أبنت فِيهِ النِّسَاء. وَمثله أَشِيرُوا عَلّي فِي أنَاس أبنوا أَهلِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أَن نؤبن بِمَا لَيْسَ فِينَا فَرُبمَا زكينا بِمَا لَيْسَ فِينَا. فِي الحَدِيث مَا كُنَّا نأبنه برقية أَي مَا كُنَّا نعلم أَنه يرقى فنعيبه. قَالَ اللَّيْث فلَان يؤبن بِخَير أَو بشر فَهُوَ مأبون أَي يُوزن بذلك. وَقَالَ شمر التأبين الثَّنَاء عَلَى الرجل فِي الْمَوْت والحياة. فِي الحَدِيث وَكَانَ من الْأَبْنَاء قَالَ الْفراء يُقَال لأَوْلَاد فَارس الْأَبْنَاء لِأَن أمهاتهم من غير جنس آبَائِهِم. فِي حَدِيث النُّعْمَان بن بشير هَل أبنت كل وَاحِد مِنْهُم مثل الَّذِي أبنت هَذَا قَالَ لَا. الْمَعْنى هَل أَعْطَيْت كل وَاحِد مَالا بنته بِهِ. وَمثله قَول أبي بكر لعَائِشَة إِنِّي كنت أبنتك بنحل. فِي الحَدِيث رب أَشْعَث لَا يؤبه لَهُ أَي لَا يحتفل بِهِ لاحتقاره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 فِي الحَدِيث إِلَى عدن أبين وَهُوَ اسْم قَرْيَة عَلَى سيف الْبَحْر نَاحيَة الْيمن كَذَلِك ضَبطه الْأَزْهَرِي. بَاب الْألف مَعَ التَّاء فِي الحَدِيث عَلَيْهَا إتب وَهِي بردة تشق فتلبس من غير كمين وَلَا جيب وَيُقَال لَهَا البقيرة. فِي الحَدِيث لَوْلَا أَنه طَرِيق مئتاء أَي مسلوك مفعال من الْإِتْيَان. وَمثله مَا وجدت فِي طَرِيق مئتاء فَعرفهُ. فِي الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ أُتِي فِينَا أَي غَرِيب. وَفِي حَدِيث آخر رجلَانِ أتاويان. قَالَ الْأَصْمَعِي الأتي الرجل يكون فِي الْقَوْم لَيْسَ فيهم. فِي صفة ديار ثَمُود وَأتوا جداولها أَي سهلوا طَرِيق الْمِيَاه إِلَيْهَا يُقَال أتيت المَاء إِذا أصلحت مجْرَاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 فِي الحَدِيث أتأره بصرة أَي أحده إِلَيْهِ. بَاب الْألف مَعَ الثَّاء قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة أَي يستأثر عَلَيْكُم بالفيء فَاصْبِرُوا. وَقَوله كل مأثرة فِي الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي أَي مكرمَة تُؤثر وتذكر. وَقَالَ عمر مَا حَلَفت بهَا آثرا أَي حاكيا عَن غَيْرِي. وَمثله قَول أبي سُفْيَان لَوْلَا أَن يأثروا عني الْكَذِب. فِي الحَدِيث من سره أَن ينسأ فِي أَثَره أَي فِي أَجله وَسَمَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 الْأَجَل أثرا لِأَنَّهُ يتبع الْعُمر. فِي حَدِيث جَابر والبرمة بَين الأثافي وَهِي الْحِجَارَة الَّتِي تُوضَع تَحت الْقدر وَيُقَال لَهَا الأفاقي أَيْضا. فِي الحَدِيث غير متأثل مَالا أَي غير جَامع وكل شَيْء لَهُ أصل أَو جمع حَتَّى يصير لَهُ أصل فَهُوَ مؤثل. فِي الحَدِيث أخبر بهَا عِنْد مَوته تأثما أَي تجنبا للإثم. فِي الحَدِيث لأثين بك لأشين. بَاب الْألف مَعَ الْجِيم قَوْله أجيفوا الْأَبْوَاب أَي أغلقوها. فِي الحَدِيث فَخرج بهَا يؤج أَي يسْرع. كلوا وأتجروا أَي تصدقوا طَالِبين الْأجر بذلك. وَمثله من يتجر عَلَى هَذَا فَيصَلي مَعَه. فِي الحَدِيث من بَات عَلَى أَجَارَ وَهُوَ السَّطْح الَّذِي لَيْسَ لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 حوله مَا يرد المشفي والإنجار لُغَة فِيهِ. وتلقى النَّاس رَسُول الله عَلَى الأجاجير والأناجير يَعْنِي السطوح. فِي الحَدِيث وَيَوْم ترمض فِيهِ الْآجَال وَهِي أقاطيع الظباء وَاحِدهَا إجل. قَالَ مَكْحُول كُنَّا مرابطين فتأجل متأجل منا أَي اسْتَأْذن فِي الرُّجُوع إِلَى أَهله أَن يضْرب لَهُ أجل عَلَى ذَلِك. فِي الحَدِيث تَوَارَتْ بآجام الْمَدِينَة واحدتها أجم وَهُوَ الْحصن. فِي الحَدِيث أَتَيْته بِأَجْر قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ جمع جرو وَيجمع أَيْضا جر وجرو القثاء وَالرُّمَّان صغاره. الْألف مَعَ الْحَاء سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن رجل تتَابع عَلَيْهِ رمضانان فَقَالَ إِحْدَى من سبع يَعْنِي اشْتَدَّ الْأَمر فِيهِ يُرِيد بِهِ إِحْدَى سني يُوسُف السَّبع فَشبه الْحَال بهَا فِي الشدَّة وَالْعرب تَقول إِحْدَى بَنَات طبق أَي إِحْدَى المعضلات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 وَقَالَ مُعَاوِيَة لقد منعتني الْقُدْرَة من ذَوي الحنات وَهِي جمع حنة وَهِي الْعَدَاوَة واللغة إحْنَة. وكلم ابْن مَسْعُود امْرَأَة فَقَالَت أحنك من أَصْحَاب مُحَمَّد بقول هَذَا. قَالَ أَبُو عبيد تُرِيدُ من أجل أَنَّك فَتركت من. فِي الحَدِيث من أحَال دخل الْجنَّة أَي من أسلم يُقَال للرجل إِذا تحول من شَيْء إِلَى شَيْء أحَال. الْألف مَعَ الْخَاء قيل لِابْنِ عمر أُصَلِّي رَسُول الله الضُّحَى قَالَ لَا إخَاله أَي لَا أَظن وَالْألف مَكْسُورَة. فِي الحَدِيث انْطلق أخفاء من النَّاس وهم السراع هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَرَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة فَقَالَ انْطلق جفَاء من النَّاس قَالَ وهم يسرعان النَّاس فشبههم بجفاء السَّيْل. فِي الحَدِيث وَكَانَت مِنْهَا إخاذات أَمْسَكت المَاء وَهِي الغدران وَمِنْه قَول مَسْرُوق جالست أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فوجدتهم كالإخاذ وَهُوَ المَاء. فِي الحَدِيث أخذُوا أخذاتهم أَي نزلُوا مَنَازِلهمْ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 قَالَت امْرَأَة لعَائِشَة أؤخذ جملي أَي أحبس زَوجي بِالسحرِ عَن النِّسَاء. قَالَ أَبُو بَرزَة لما كَانَ بِأخرَة لقِيت فلَانا أَي فِي الْأَخير. فِي الحَدِيث إِن الآخر قَدرنَا الآخر الْمُدبر المتخلف. فِي الحَدِيث آخِرَة الرجل أَي مؤخره وَهُوَ مَا يَلِي الرَّاكِب من خشب رَحل الْجمل فِي الحَدِيث مثل الْمُؤمن كالفرس فِي آخيته. قَالَ أَبُو عبيد الآخية العروة الَّتِي تشد بهَا الدَّابَّة وَتَكون فِي وتد أَو سكَّة مثبة فِي الأَرْض. قَالَ المُصَنّف وَالْمعْنَى أَنه يبعد عَن ربه بِالذنُوبِ وأصل إيمَانه ثَابت. فِي الحَدِيث حَتَّى أَن أهل الأخوان ليجتمعون يُرِيد الخوان وَهُوَ الْمَائِدَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 بَاب الْألف مَعَ الدَّال فِي الحَدِيث لَا تشْربُوا إِلَّا من ذِي إداء الإدآء والوكاء شَدَّاد السقاء. قَالَ ابْن مَسْعُود إِن هَذَا الْقُرْآن مأدبة الله أَي مدعاته والمأدبة مَا يصنعه الرجل وَيَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ قَالَ كَعْب إِن لله عز وجل مأدبة من لُحُوم الرّوم يَعْنِي يقتلُون فتنتابهم السبَاع وَالطير تأكلهم. قَالَ أَبُو عبيد يُقَال مأدبة ومأدبة بِضَم الدَّال وَفتحهَا فَمن ضم أَرَادَ الصَّنِيع يصنعه الرجل فيدعو النَّاس إِلَيْهِ فتأول الحَدِيث أَنه شبه الْقُرْآن بصنيع صنعه الله للنَّاس لَهُم فِيهِ خير وَمَنَافع ثمَّ دعاهم إِلَيْهِ قَالَ وَمن فتح الدَّال جعله مفعلة من الْأَدَب وَكَانَ الْأَحْمَر يَجْعَلهَا لغتين مأدبة ومأدبة بِمَعْنى وَاحِد قَالَ الْأَصْمَعِي وَلم أسمع أحدا يَقُول هَذَا غَيره وَالتَّفْسِير الأول أعجب إِلَيّ. قَالَ كَعْب إِن لله مأدبة من لُحُوم الرّوم يَعْنِي أَنهم يقتتلون فتنتابهم السبَاع وَالطير تأكلهم. وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام فَقلت مَا لقِيت بعْدك من الأود والأود الدَّوَاهِي الْعِظَام واحدتها إدة والأود العوج. فِي الحَدِيث قَالُوا عَن مُوسَى أَنه أدر والأدر عظم الخصيتين. فِي الحَدِيث فِي الأداف الدِّيَة وَهُوَ الذّكر سمي أدافا لِأَنَّهُ يقطر يُقَال ودفت الشحمة إِذا قطرت شحما. فِي الحَدِيث فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا أَي يجْتَمع بَينهمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 بالحب والموافقة. قَالَ أَبُو عبيد والا أرَى الأَصْل فِيهِ إِلَّا من أَذمّ الطَّعَام لِأَن صَلَاحه وطيبة بالإدام. فِي الحَدِيث يخرج جَيش آدى شَيْء أَي أَقْوَى شَيْء. بَاب الْألف مَعَ الذَّال فِي حَدِيث أبي بكر ولتألمن الصُّوف الأذربي يَعْنِي تستخشنونه من الترف. قَالَ الْمبرد الأذربي مَنْسُوب إِلَى أذربيجان. وَقَوله فِي الْمَوْلُود أميطوا عَنهُ الْأَذَى يَعْنِي الشّعْر الَّذِي عَلَى رَأسه وإماطة الْأَذَى عَن الطَّرِيق تنحية مَا يُؤْذِي. فِي الحَدِيث مَا أذن الله لشَيْء أَي مَا اسْتمع وَكَانَ زيد بن ثَابت قد أخبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْمُنَافِقين بِشَيْء فجحدوا فَنزلت سُورَة الْمُنَافِقين فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا الَّذِي أَوْفَى الله لَهُ بِإِذْنِهِ أَي أظهر صدقه فِي إخْبَاره عَن مَا سَمِعت أُذُنه. فِي الحَدِيث إِن قوما أكلُوا من شَجَرَة فخمدوا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام قرسوا المَاء فِي الشنان وصبوه عَلَيْهِم فِيمَا بَين الأذانين أَرَادَ بردوه والشنان الْقرب الخلقان وَهِي أَشد تبريدا وَأَرَادَ بالأذانين أَذَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 الْفجْر وَالْإِقَامَة وَهَذَا مثل النشرة. بَاب الْألف مَعَ الرَّاء كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أملككم لأربه المحدثون يَرْوُونَهُ بِسُكُون الرَّاء ويشيرون إِلَى الْعُضْو وَرَوَاهُ كَذَلِك ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ هُوَ الْحَاجة. وَقَالَ أَبُو عبيد كَلَام الْعَرَب لأربه بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ الْحَاجة وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يغلب هَوَاهُ. فِي الحَدِيث أَن رجلا سَأَلَهُ فَقَالَ أرب مَاله فِيهِ ثَلَاث رِوَايَات إِحْدَاهُنَّ أرب بِفَتْح الرَّاء وتنوين الْبَاء أَي حَاجَة جَاءَت بِهِ يسْأَل وَالثَّانيَِة أرب مَاله بِكَسْر الرَّاء وَفتح الْبَاء أَي سَقَطت آرابه وَهِي كلمة لَا يُرَاد بهَا الْوُقُوع كَمَا قَالَ عقري حلقي وَقَالَ عمر لرجل أربت عَن يَديك أَي ذهبتا ويروي أرتب عَن ذِي يَديك أَي ذهب مَا فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 يَديك حَتَّى تحْتَاج وَالثَّالِثَة أرب بِكَسْر الرَّاء وتنوين الْبَاء وَالْمعْنَى أَنه حاذق. فِي الحَدِيث أَنه قَالَ فِي الْحَيَّات من خشِي إربهن فَلَيْسَ منا أَي دهاءهن وشرهن فتوفى عَن قتلهن. وَأتي بكتف مؤربة أَي موقرة لم ينقص مِنْهَا شَيْء مَأْخُوذ من الإرب وَهُوَ الْعُضْو. وَفِي الحَدِيث كَانَ يسْجد عَلَى سَبْعَة آرَاب. وَقَالَ سعيد بن الْعَاصِ لَا تتأرب عَلَى بَنَاتِي أَي لَا تتشدد. وَفِي الحَدِيث مؤاربة الأريب جهل وعناء وَالْمعْنَى أَن الأريب لَا يخْتل عَن عقله. فِي الحَدِيث غطى وَجهه بقطيفة أرجوان والأرجوان الْأَحْمَر الشَّديد الْحمرَة. فِي الحَدِيث أرذوا فرسين أَي تركوهما وهربوا. فِي الحَدِيث إِن الْإِسْلَام ليأرز إِلَى الْمَدِينَة أَي يَنْضَم إِلَيْهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 وَمثل الْمُنَافِق كَمثل الأرزة وَهِي شَجَرَة الصنوبر. فِي حَدِيث وَلم ينظر فِي أرز الْكَلَام أَي فِي حصره وَجمعه. فِي الحَدِيث فَعَلَيْك إِثْم الأريسين كَذَا يرويهِ أهل اللُّغَة بياء وَاحِدَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأريس الأكار وَيجمع الأريسين بتَخْفِيف الْيَاء وَقد رَوَاهُ أَحْمد وَالْبُخَارِيّ اليريسين بِزِيَادَة يَاء وبياء أولَى مبدلة عَن الْهمزَة وَرَوَى الأريسيين. فِي الحَدِيث ذكر الْأَرْش وَهُوَ مَا يَأْخُذهُ المُشْتَرِي من البَائِع إِذا اطلع عَلَى عيب لم يره وَمِنْه أروش الْجِرَاحَات. وَقَالَ ابْن عَبَّاس أزلزلت الأَرْض أم بِي أَرض أَي رعدة. وَفِي حَدِيث أم معبد شربوا حَتَّى أراضوا قَالَ أَبُو عبيد أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 صبوا اللَّبن عَلَى الأَرْض وَحَكَى أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي أَن مَعْنَاهُ شربوا عللا بعد نهل أَرَادَت أَنهم شربوا حَتَّى رووا من أَرَاضِي الْوَادي إِذا استنقع فِيهِ المَاء وَقَالَ غَيره نَامُوا عَلَى الإراض. فِي الحَدِيث لَا صِيَام لمن لم يؤرض الصّيام من اللَّيْل أَي لم يُنَوّه يُقَال أرضت الْكَلَام إِذا سويته وهيأته. فِي الحَدِيث جِيءَ بِإِبِل كَأَنَّهَا عروق الأرطى وَهِي شجر عروقها حمر. وَقَالَ عُثْمَان الأرف يقطع الشُّفْعَة وَهِي المعالم وَالْحُدُود واحدتها أرفة. فِي الحَدِيث كَيفَ تبلغك صَلَاتنَا وَقد أرمت أَي بليت قَالَ الْخطابِيّ أَصله أرممت فحذفت إِحْدَى الميمين كَقَوْلِهِم ظلت ظللت. وَفِي الحَدِيث ألْقَى السحر فِي بِئْر ذِي أروان وَهِي بِئْر مَعْرُوفَة قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 الْأَصْمَعِي وَبَعْضهمْ يُخطئ فَيَقُول ذروان. فِي حَدِيث استسقاء عمر حَتَّى رَأَيْت الأرينة تأكلها صغَار الْإِبِل فِي هَذَا الْحَرْف رِوَايَتَانِ إِحْدَاهمَا الأرنبة بالنُّون وَالْبَاء وَفِي مَعْنَاهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا وَاحِدَة الأرانب حملهَا السَّيْل حَتَّى تعلّقت بِالشَّجَرِ فَأكلت وَالثَّانِي أَنَّهَا نبت لَا يكَاد يطول فأطاله هَذَا الْمَطَر ذكرهمَا ابْن قُتَيْبَة. وَحكي هَذَا القَوْل الثَّانِي عَن الْأَصْمَعِي. وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة الأرينة بِالْيَاءِ الْمَكْسُورَة وَنون وَهِي نبت مَعْرُوف. قَالَه شمر وَغلط من رَوَاهُ الأرنبة وَقَالَ سمعته من فصيح من أَعْرَاب سعد بن بكر قَالَ ورأيته نباتا يشبه الخطمي. وَقَالَت أعرابية بِبَطن مر هِيَ الأرينة وَهِي خطميتا وغسول الرَّأْس. قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ شمر صَحِيح وشمر متقن وَالَّذِي رُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي أَنه الأرنبة غير صَحِيح. فِي الحَدِيث جوَار فأرن أَي نشطن والأرن النشاط. وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَعكُمْ شَيْء من الإرة يَعْنِي القديد. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ أَن يغلى اللَّحْم بالخل وَيحمل فِي الْأَسْفَار. وَأهْدَى بُرَيْدَة لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم إرة أَي لَحْمًا فِي كرش وذبحت لرَسُول الله شَاة ثمَّ صنعت فِي الإرة. ودعا رَسُول الله لامْرَأَة وَزوجهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ أر بَينهمَا أَي اثْبتْ الود بَينهمَا ومكنه حَتَّى تحبس كل وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى صَاحبه وَمِنْه سميت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 الآخية آريا لِأَنَّهَا تحبس الدَّوَابّ عَن الانفلات. وَتكلم رجل فأسقط فَقَالَ بعض الْعلمَاء هَذَا قد جمع بَين الأروى والنعام والأروى شَاءَ الْوَحْش يكون فِي رُؤُوس الْجبَال والنعام يسكن الحضيض فَأَرَادَ أَنه جمع مَا لَا يجْتَمع. فِي الحَدِيث نلقى الْعَدو وَلَيْسَ مَعنا مدى فَقَالَ أرن وَأعجل مَا أشهر الدَّم فَكل كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد أرن عَلَى وزن عرن فِيمَا حَكَاهُ الْخطابِيّ ورأيته فِي سنَن أبي دَاوُد قد ضَبطه الْحميدِي ارن بتسكين الرَّاء. قَالَ الْخطابِيّ طالما استثبت فِيهِ الروَاة وَسَأَلت عُلَمَاء اللُّغَة فَلم أجد عِنْد أحد شَيْئا يقطع بِصِحَّتِهِ وَقد رَأَيْته يتَّجه لوجوه أَحدهَا أَن يكون مأخوذا من أران الْقَوْم فهم مرينون إِذا هَلَكت مَوَاشِيهمْ فَيكون مَعْنَاهُ أهلكها ذبحا وأزهق أَنْفسهَا بِكُل مَا أنهر الدَّم هَذَا إِذا رَوَى أرن بِكَسْر الرَّاء وَالثَّانِي أَن يكون بِمَعْنى آدم الحز وَلَا تفتر من زنوت إِلَى الشَّيْء إِذا أدمت النّظر إِلَيْهِ كاس رنو مَاؤُهُ دائبه لَا تفتر وَهَذَا عَلَى ارن بتسكين الرَّاء وَالثَّالِث أَن يكون إئرن مهموزا عَلَى وزن أعرن وَالْمعْنَى أنشط وَأعجل. بَاب الْألف مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث أزدهر بِهَذَا أَي احتفظ بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 قَالَ أَبُو بكر للْأَنْصَار لقد آزرتم وآسيتم يُقَال آزر ووازر وآسى وواسى. وَقَالَ ورقة بن نَوْفَل إِن يدركني يَوْمك أنصرك نصرا مؤزرا أَي بَالغا. وَقَالَ رجل لعمر فدى لَك من أخي ثِقَة إزَارِي أَي أَهلِي. فِي الحَدِيث وَشد المئزر وَهُوَ كِنَايَة عَن اعتزال النِّسَاء وَقيل أُرِيد بِهِ التشمير للتعبد يُقَال شددت مئزري لهَذَا الْأَمر أَي شمرت لَهُ. وَسُئِلَ عُثْمَان عَن قصر ثَوْبه فَقَالَ هَكَذَا إزرة صاحبنا والإزرة الْحَالة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 مثل الرّكْبَة والجلسة. فِي الحَدِيث ولجوفه أزيز أَي خنين من الْخَوْف والخنين بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة صَوت الْبكاء. قَالَ شمر هُوَ أَن يَجِيش جَوْفه ويغلي بالبكاء. فِي حَدِيث سَمُرَة انْتَهَيْت إِلَى الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ يأزر أَي ممتلئ من النَّاس. وَفِي حَدِيث يتأزر أَي يموج فِيهِ النَّاس مَأْخُوذ من أزيز الْمرجل وَهُوَ الغليان. فِي الحَدِيث أصابتنا سنة مؤزلة أَي جاءتنا بالأزل وَهُوَ الضّيق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 وَمِنْه حَدِيث الدَّجَّال أَنه يحصر النَّاس فِي بَيت الْمُقَدّس فيؤزلون أَي يقحطون. قَالَ عمر لِلْحَارِثِ بن كلدة مَا الدَّوَاء قَالَ الأزم يَعْنِي الحمية. فِي الحَدِيث دخلت الذرع فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فأزم بهَا طَلْحَة بثنيتيه أَي أمْسكهَا. فِي الحَدِيث أَيّكُم الْمُتَكَلّم فأزم الْقَوْم أَي سكتوا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 فِي الحَدِيث وَفرْقَة آزت الْمُلُوك أَي قاومتهم يُقَال فلَان إزاء لفُلَان وَمثل آزيته آسيته وآخيته وآجرته الدَّار. فِي الحَدِيث إِن ريحًا اسْمهَا الأزير وَهِي الْجنُوب بلغَة هُذَيْل قَالَه أَبُو عَمْرو. بَاب الْألف مَعَ السِّين كَانَ رَسُول الله يسْتَلم الْحجر الاستلام اللَّمْس بِالْيَدِ. كَانَ دَاوُد إِذا ذكر عِقَاب الله تخلعت أوصاله لَا يشدها إِلَّا الْأسر أَي العصب والشد. قَالَ النَّخعِيّ كَانُوا يكْرهُونَ أَخْذَة كأخذة الأسف وَهُوَ الْغَضَب وَأَرَادَ موت الْفجأَة. فِي حَدِيث عَائِشَة إِن أَبَا بكر رجل أسيف أَي شَدِيد الْحزن والبكاء وَهُوَ الأسوف أَيْضا وَقَالَ الْأَزْهَرِي أسيفا أَي رَقِيقا والأسف فِي مَوضِع آخر الغضبان. وَفِي الحَدِيث أَسف كَمَا يأسفون أَي غضب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 فِي الحَدِيث كَأَنَّمَا أَسف وَجهه أَي ذَر عَلَيْهِ شَيْء غَيره. وَفِي حَدِيث عمر ليذك لكم الأسل الرماح والنبل وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا قَود إِلَّا بالأسل يُرِيد بِهِ مَا أرق من الحَدِيث. قَالَ رجل لعمر إِنِّي رميت ظَبْيًا فأسن فَمَاتَ قَالَ أَبُو عبيد دير بِهِ. فِي حَدِيث قيلة آسني لما أمضيت أَي عزني وصبرني. فِي الْإسْرَائِيلِيات أَن رجلا ربط نَفسه بآسن أَي اسطوانة. قَالَ ابْن عَبَّاس إِذا اسْتَقَمْت بِنَقْد فَبِعْت بِنَقْد فَلَا بَأْس قَالَ أَبُو عبيد اسْتَقَمْت يَعْنِي قومت وَهَذَا كَلَام أهل مَكَّة يَقُولُونَ اسْتَقَمْت الْمَتَاع أَي قومته. فِي الحَدِيث الأسوار يُقَال بِضَم الْألف وَكسرهَا وَهُوَ أعجمي مُعرب وَهُوَ الْوَاحِد من فرسَان فَارس. بَاب الْألف مَعَ الشين فِي الحَدِيث ذكر النَّار فَأَعْرض وأشاح أَي كَأَنَّهُ رَأَى النَّار حِين ذكرهَا فَأَعْرض لذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 قَالَ صلى الله عليه وسلم لرجل قل لهاتين الإشاءتين تجتمعا الإشاء النّخل الصغار الْوَاحِدَة إشاءة. قَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنِّي ضَرِير وبيني وَبَيْنك أشب فَرخص لي بِكَذَا الأشب كَثْرَة الشّجر يُقَال بَلْدَة أشبة. فِي الحَدِيث فتأشب أَصْحَابه حوله أَي اجْتَمعُوا وأطافوا بِهِ. وَكَانَ إِذا رَأَى من أَصْحَابه أشاشا حَدثهمْ أَي إقبالا بنشاط والأشاش والهشاش الطلاقة. قَالَ ابْن الْمسيب أنزل أشراء الْحرم أَي نواحيه. فِي الحَدِيث أنفذ الإشفا الإشفا مَقْصُور حَدِيد يخرز بهَا والعامة تَقول الشفا. فِي حَدِيث سفينة أَنه أشاط دم جزور بجذل أَي سفكه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 وَقَالَ عمر إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم أَن يُؤْخَذ الْمُسلم البريء فَيُقَال عَاص وَلَيْسَ بعاص فيشاط لَحْمه قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا من اشتط الْجَزُور إِذا قسمت لَحمهَا. بَاب الْألف مَعَ الصَّاد وَكَانَ أَبُو وَائِل يسْأَل عَن التَّفْسِير فَيَقُول أصَاب الله الَّذِي أَرَادَ مَعْنَى أصَاب أَرَادَ يُقَال أَيْن تصيب يَا هَذَا أَي أَيْن تُرِيدُ. قَالَ أَبُو بكر فِي حَدِيث لسلب كلا لَا نُعْطِيه أصبغ قُرَيْش وَنَدع أسدا من أَسد قَالَ الْخطابِيّ الْأَصْبَغ نوع من الطير فقد وَصفه بالمهانة والضعف وَيجوز أَن يكون شبهه بنبات ضَعِيف يُقَال لَهُ الصغاء. فِي حَدِيث ابْن عمر من حلف عَلَى يَمِين فِيهَا إصر فَلَا كَفَّارَة لَهَا وَهُوَ أَن يحلف بِطَلَاق أَو عتاق الإصر الثّقل. فِي الحَدِيث من لغى يَوْم الْجُمُعَة فَلهُ كفلان من الإصر وَهُوَ الْإِثْم. كتب مُعَاوِيَة إِلَى ملك الرّوم لأنتزعنك انتزاع الإصطفلينة قَالَ الْخطابِيّ الإصطفلين الجزر لُغَة شامية. فِي صفة الدَّجَّال كَأَن رَأسه أصلة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الأصلة الْحَيَّة الْعَظِيمَة الضخمة القصيرة الْجِسْم وفيهَا استدارة. بَاب الْألف مَعَ الضَّاد لقِيه جِبْرِيل عِنْد أضاءة بني غفار قَالَ ابْن قُتَيْبَة الأضاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 الغدير وَجمعه أضى مثل قطاة وقطا وَإِن كسر أَوله قلت إضاة فمددت قَالَ الْخطابِيّ والعامة تَقول إضآة بِالْمدِّ وَهُوَ خطأ. فِي الحَدِيث آضت الشَّمْس أَي رجعت. فِي الحَدِيث مَعَه إضمامة من صحف هِيَ الإضبارة وَجمعه أضاميم وكل شَيْء ضم بعضه إِلَى بعض فَهُوَ إضمامة وَبَعْضهمْ يَرْوِيهَا ضماضة وَهُوَ غلط. بَاب الْألف مَعَ الطَّاء قَوْله لَا تطروني الإطراء الإفراط فِي الْمَدْح وَأَرَادَ لَا تمدحوني بِالْبَاطِلِ. فِي الحَدِيث وتأطروه عَلَى الْحق أطرا أَي تعطفوه عَلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فأطرتها بَين نسَائِي أَي شققتها. فِي الحَدِيث لَهُ أطيط الأطيط نقيض صَوت المحامل وأطيط الْإِبِل صَوتهَا وَمثله وَجَعَلَنِي فِي أهل صَهِيل أطيط وَفِي صفة بَاب الْجنَّة لَهُ أطيط أَي صَوت بزحام. وَكَانَ بِلَال يُؤذن عَلَى أَطَم الأطم وَاحِد الْآطَام وَهِي الْأَبْنِيَة المرتفعة كالحصون وَيُقَال لَهُ أجم أَيْضا. وَسُئِلَ عمر بن عبد الْعَزِيز فِي السّنة فِي قصّ الشَّارِب فَقَالَ أَن يقصه حَتَّى يَبْدُو الإطار. قَالَ أَبُو عبيد الإطار الحيد الشاخص مَا بَين مقص الشَّارِب والشفة الْمُحِيط بالفم وكل شَيْء أحَاط بِشَيْء فَهُوَ الإطار. بَاب الْألف مَعَ الفآء بعث عمر النَّاس فِي أفنآء الْأَمْصَار أفنآء الْأَمْصَار نَوَاحِيهَا. فِي الحَدِيث نعم الْفَارِس عُوَيْمِر غير أفة أَي غير جبان. فِي الحَدِيث وَعِنْده أفِيق هُوَ الْجلد الَّذِي لم يتم دباغه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 وَقيل هُوَ مَا دبغ بِغَيْر الْقرظ. فِي الحَدِيث فَبَاتَ الْبَحْر وَله إفكل أَي رعدة. قَالَت عَائِشَة للْيَهُود عَلَيْكُم الأفن وَهُوَ البغض يُقَال رجل مأفون نَاقص الْعقل قَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس للْمحرمِ بقتل الأفعو يُرِيد الأفعى وَبَعض الْعَرَب تبدل الْألف بِالْوَاو وَتقول الحدو. بَاب الْألف مَعَ الْقَاف فِي حَدِيث قتل أبي رَافع فَقُمْت إِلَى الأقاليد فأخذتها الأقاليد جمع إقليد وَهُوَ الْمِفْتَاح فَارسي مُعرب والمقيلد لُغَة فِي الإقليد وَالْجمع مقاليد. فأهدي إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أقط وَهُوَ شَيْء يصنع من اللَّبن فيجفف. بَاب الْألف مَعَ الْكَاف قَالَ أَبُو جهل فَلَو غير أكار قتلني الأكار الزراع وَسمي بذلك لحفره الأَرْض فِي الزِّرَاعَة والأكرة الحفرة. فِي الحَدِيث فليضع فِي يَده أَكلَة أَي لقْمَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وَمِنْه مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني بعض الروَاة يفتح الْألف وَهُوَ خطأ لِأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لم يَأْكُل مِنْهَا إِلَّا لقْمَة وَاحِدَة. وَفِي حَدِيث أخرج لنا ثَلَاث أكل أَي ثَلَاث قرص. فِي حَدِيث عمر يضْرب أحدكُم أَخَاهُ بِمثل آكِلَة اللَّحْم ثمَّ يرَى أَنِّي لَا أقيده وَالله لأقيدنه المُرَاد بآكلة اللَّحْم قَولَانِ أَحدهمَا عَصا محددة وَالْأَصْل أَنَّهَا السكين وَإِنَّمَا شبهت العصى المحددة بِهَذِهِ وَالثَّانِي أَنَّهَا السِّيَاط ذكره شمر. وَفِي حَدِيثه دع الأكولة وَهِي الَّتِي تسمن لتؤكل وَلَيْسَت سَائِمَة وَقيل الأكولة الهرمة والخصي والعاقر. فِي الحَدِيث نهي عَن المؤاكلة وَهِي أَن يكون للرجل عَلَى الرجل دين فيهدي لَهُ ليؤخره فَسُمي مؤاكلة لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يُؤْكَل صَاحبه أَي يطعمهُ. فِي الحَدِيث من أكل بأَخيه وَهُوَ أَن يقْدَح فِيهِ عِنْد عدوه ليعطيه شَيْئا. فِي الحَدِيث مَأْكُول حمير خير من آكلها قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْمَأْكُول الرّعية وعوام النَّاس والآكلون الْمُلُوك جعلُوا أَمْوَال الرّعية مأكلة كَأَنَّهُ أَرَادَ عوام النَّاس من أهل الْيمن خير من مُلُوكهمْ. فِي الحَدِيث فرأوه عِنْد أكمة الأكمه الْمَكَان الْمُرْتَفع كالرابية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 فِي الحَدِيث وَكَانَ الْغُلَام الَّذِي يُبرئ الأكماء وَهُوَ الَّذِي يُولد أَعْمَى. بَاب الْألف مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث إِن النَّاس كَانُوا علينا إلبا وَاحِدًا الإلب أَن يَكُونُوا مُجْتَمعين عَلَى عداوتهم وَقد ألبوا أَي تجمعُوا. وَفِي ذكر الْبَصْرَة لَا يخرج مِنْهَا أهل إِلَّا الألبة قَالَ أَبُو زيد الألبة الْجَمَاعَة كلهم يتجمعون فِي المجاعة وَيخرجُونَ أَرْسَالًا. وَقَالَ رجل لعمر أَيْن الله فَقَالَ لَهُ رجل أتألت عَلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ أَي أتحطه بذلك وتضع مِنْهُ. فِي الحَدِيث لَا تغمدوا سُيُوفكُمْ فتؤلتوا أَعمالكُم أَي تنقصوها بترك الْجِهَاد. فِي الحَدِيث مجامرهم الألنجوج قَالَ ابْن السّكيت هُوَ الْعود يُقَال ألنجوج ويلنجوج وأنجوج. فِي الحَدِيث أعوذ بك من الألس قَالَ أَبُو عبيد هُوَ اخْتِلَاط الْعقل. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ الْخِيَانَة من قَوْلهم لَا يدالس وَلَا يوالس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِنَّمَا مَعْنَاهُ لَا يخلط وَأَخْطَأ من قَالَ هُوَ الْخِيَانَة. فِي الحَدِيث قَالَ عمر الْكَلِمَة الَّتِي ألاص عَلَيْهَا عَمه لَا إِلَه إِلَّا الله ألاص بِمَعْنى أَرَادَهُ عَلَيْهَا يطْلبهَا مِنْهُ فَقَالَ ألصته عَلَى كَذَا أليصه إلاصة إِذا أَنْت أدرته عَلَى شَيْء طلبه وَأَنا ألاوصه مثل أداوره. فِي الحَدِيث تعوذ بِاللَّه من الألق قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 الْجُنُون وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة الْكَذِب وَأَصله الولق أبدلت الْوَاو الْمَفْتُوحَة همزَة. فِي الحَدِيث أَيْن من ألاق لَهُم دَوَاة أَي أمْسكهَا وأنشدوا (كَفاك كف لَا تلِيق درهما خودا ... وَأُخْرَى تغط بِالسَّيْفِ الدما) وَقد قَالُوا لقت الدواة ولقتها وألقتها. فِي الحَدِيث عجب ربكُم من إِلِّكُمْ المحدثون يَقُولُونَهُ بِكَسْر الْألف والأجود فتحهَا وَفِي مَعْنَاهُ قَولَانِ أَحدهمَا من شدَّة قنوطكم وَالثَّانِي من رفع أَصْوَاتكُم وَالدُّعَاء وَرَوَاهُ بَعضهم من أزلّكُم وَالْأَزَلُ الشدَّة فَكَأَنَّهُ أَرَادَ من شدَّة قنوطكم. قَالَ أَبُو بكر فِي كَلَام مُسَيْلمَة إِن هَذَا لم يخرج من إل قَالَ أَبُو عبيد من رب. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد قَالَ قوم آل رَسُول الله من اتبعهُ قرَابَة كَانَ أَو غير قرَابَة وَآله ذُو قرَابَته مُتبعا كَانَ أَو غير مُتبع وَقَالَ قوم الْآل والأهل وَاحِد وَذهب قوم إِلَى أَن آل مُحَمَّد قرَابَته الَّتِي ينْفَرد بهَا دون غَيرهَا من قرَابَته وهم صلبه من بني هَاشم وَبني الْمطلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 قَوْله وَعلمه التَّأْوِيل فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَنه التَّفْسِير وَالثَّانِي أَن التَّأْوِيل نقل الظَّاهِر عَن وَضعه الْأَصْلِيّ إِلَى مَا يحْتَاج فِي إثْبَاته إِلَى دَلِيل لولاه مَا ترك ظَاهر اللَّفْظ فَهُوَ من آل الشَّيْء إِلَى كَذَا أَي صَار إِلَيْهِ. وَقَوله أُوتِيَ هَذَا من مَزَامِير آل دَاوُد ذكر الْآل صلَة وَالْمعْنَى من مَزَامِير دَاوُد. فِي حَدِيث أم زرع فِي الإل أَي وَفِي الْعَهْد. قَوْله من يتأل عَلَى الله يكذبهُ أَي يحكم عَلَيْهِ فَيَقُول فلَان فِي الْجنَّة وَفُلَان فِي النَّار. وَكَانَ ابْن عمر يستجمر بالألوة غير مطراة يستجمر يستفعل من المجمر والألوة الْعود وفيهَا لُغَتَانِ فتح الْألف وَضمّهَا وَمَعْنى غير مطراة أَي غير معالجة بِنَوْع آخر من الطّيب. فِي الحَدِيث لَا دَريت وَلَا تليت قَالَ ابْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 الْأَنْبَارِي صَوَابه وَلَا ائتليت أَي لَا اسْتَطَعْت أَن تَدْرِي وَقيل لَا أتليت دُعَاء عَلَيْهِ قَالَ لَا تتلى إبِله وَرُوِيَ تليت أَي قَرَأت فحولوا الْوَاو يَاء لآجل دَريت. فِي حَدِيث وَلَا صَامَ وَلَا أَلا هُوَ من ألوت أَي لَا اسْتَطَاعَ أَن يَصُوم وَفِي رِوَايَة وَلَا آل أَي لَا رَجَعَ إِلَى خير. يُقَال أَلا الرجل وَألا خَفِيفَة إِذا قصر وَترك الْجهد. فِي الحَدِيث إِلَّا آكله الْخضر الا بِمَعْنى لَكِن قَالَه الْأَزْهَرِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ مَا حَملتنِي البغايا فِي غبرات المآلي. يَقُول لم تلدني بغي كَانَت تَزني وَهِي حَائِض والمآلي خرق الْحيض الَّتِي تحتشي بهَا الْوَاحِدَة مثلاة. وَمسح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عين عَلّي بآلية إبهامه قَالَ الْأَصْمَعِي الألية أصل الْإِبْهَام والضرة أصل الْخِنْصر وألية الْعَجز مَفْتُوحَة الْألف. وَفِي الحَدِيث لَا يُقَام الرجل من مَجْلِسه حَتَّى أَي يقوم من إلية نَفسه الْألف مَكْسُورَة وَمن لفظ من لية نَفسه بِغَيْر ألف وَمَعْنَاهُ من قبل نَفسه وإلية الرجل وليته بِالْكَسْرِ فهما أَيْضا قراباته. فِي الحَدِيث إِنِّي قَائِل قولا وَهُوَ إِلَيْك أَي هُوَ سر أفضيت بِهِ إِلَيْك. وَرَأَى الْحسن من قوم رعة سَيِّئَة فَقَالَ اللَّهُمَّ إِلَيْك أَي اقبضني إِلَيْك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 بَاب الْألف مَعَ الْمِيم قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام للغامدية وَقد قَالَت إِنِّي لحبلى إِمَّا فاذهبي حَتَّى تلدي إِمَّا مَكْسُورَة الْألف وَالْمعْنَى لَا يكن ذَلِك وَافْعل هَذَا. فِي الحَدِيث حرم الله الْخمر فَلَا أمت فِيهَا أَي لَا شكّ قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى لَا هوادة فِي ذَلِك وَلَا لين بل شدد فِي تَحْرِيمهَا. قَالَ الْحجَّاج لِلْحسنِ مَا أمدك يَعْنِي مولدك قَالَ شمر للْإنْسَان أمدان ابْتِدَاء مولده وَمَوته. قَوْله خير المَال مهرَة مأمورة أَي كَثِيرَة النِّتَاج. وَقَوله أَمِيري من الْمَلَائِكَة جِبْرِيل أَي وليي وَصَاحب أَمْرِي. وَقَالَ عمر الرجل إِذا نزل بِهِ أَمر ائتمر رَأْيه أَي شاور نَفسه وارتأى. وَفِي حَدِيث لَا يأتمر رشدا أَي لَا يَأْتِي برشد من ذَات نَفسه. فِي حَدِيث الْمُتْعَة فَأمرت نَفسهَا أَي استأمرت. فِي الحَدِيث وَهل لَك أَمارَة أَي عَلامَة. فِي الحَدِيث امْر الْأَذَى عَن الطَّرِيق أَي نحه. فِي الحَدِيث وَلَا تكن إمعة قَالَ اللَّيْث هُوَ الَّذِي يَقُول لكل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 أحد أَنا مَعَك وَقَالَ أَبُو عبيد أصل الإمعة الرجل لَا رَأْي لَهُ وَلَا عزم فَهُوَ يُتَابع كل أحد عَلَى رَأْيه. وَأم الْخَبَائِث الْخمر لِأَنَّهَا تجمعها. قَوْله لَوْلَا أَن الْكلاب أمة يُقَال لكل جيل أمة. فِي الحَدِيث فَإِن أطاعوهما يَعْنِي أَبَا بكر وَعمر رشدت أمّهم يُرِيد بِالْأُمِّ الْأمة وَقيل هُوَ يَقْتَضِي قَوْله هوت أمّهم. فِي الحَدِيث فِي الآمة ثلث الدِّيَة. وَفِي حَدِيث آخر فِي المأمومة وهما الشَّجَّة الَّتِي بلغت أم الدِّمَاغ فَقَالَ رجل مَأْمُوم وأميم. قَوْله بعثت إِلَى أمة أُميَّة وَهِي الَّتِي تنْسب إِلَى الام لم تتعلم الْكِتَابَة. فِي الحَدِيث كَانُوا يتيممون شرار ثمارهم فِي الصَّدَقَة أَي يتعمدون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 فِي حَدِيث كَعْب ثمَّ يُؤمر بِأم الْبَاب عَلَى أهل النَّار فَلَا يخرج مِنْهُم غم أبدا قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَظُنهُ يقْصد بِالْقَصْدِ إِلَيْهِ فيسد عَلَيْهِم وَإِلَّا فَلَا أعرف وَجهه. فِي الحَدِيث لم تضره أم الصّبيان يَعْنِي الرّيح الَّتِي تعرض لَهُم فَرُبمَا يغشى عَلَيْهِم. فِي الحَدِيث نهران مُؤْمِنَانِ ونهران كَافِرَانِ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي جَعلهمَا مُؤمنين عَلَى التَّشْبِيه لِأَنَّهُمَا يفيضان عَلَى الأَرْض فيسقيان الْحَرْث بِلَا مئونة وَجعل الآخرين كَافِرين لِأَنَّهُمَا لَا ينفعان فِي السَّقْي كَذَلِك وَهَذَانِ فِي النَّفْع كالمؤمنين وَهَذَانِ فِي عدم النَّفْع كالكافرين. فِي الحَدِيث الْأَمَانَة غنى الْمَعْنى أَن الرجل إِذا عرف بالأمانة كثر معاملوه فاستغنى. فِي الحَدِيث من امتحن فِي حد فأمه ثمَّ تَبرأ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ عُقُوبَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ الْإِقْرَار وَمَعْنَاهُ أَن يُعَاقب لِيُقِر فَإِقْرَاره بَاطِل قَالَ وَلم أسمع الأمه بِمَعْنى الْإِقْرَار إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. فِي الحَدِيث سَالَ دَمه فَمَاتَ امذقر الامذقرار أَن يجْتَمع الدَّم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 ثمَّ يَنْقَطِع قطعا لَا يخْتَلط بِالْمَاءِ وَالْمعْنَى أَنه لم يكن كَذَلِك وَلكنه سَالَ فامتزج بِالْمَاءِ. بَاب الْألف مَعَ النُّون قَوْله ائْتُونِي بأنبجانية وَهِي كسَاء غليظ من الصُّوف لَهُ خمل وَلَيْسَ لَهُ علم. وَعَن عمر أَنه رَأَى رجلا يأنح ببطنه أَي يقلهُ مُثقلًا بِهِ قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ من الأنوح وَهُوَ صَوت يسمع فِي الْجوف مَعَه نَفْس وبهر يعتري السمين من الرِّجَال. فِي الحَدِيث كَانَ عبد الله إِذا دخل دَاره استأنس أَي اسْتَأْذن. فِي الحَدِيث أَن رَسُول الله قَالَ لرجل انطه كَذَا أَي أعْطه كَذَا. قَالَ زيد بن ثَابت كَانَ رَسُول الله يملي عَلّي وَأَنا استفهمه فَاسْتَأْذن رجل فَقَالَ انط أَي اسْكُتْ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ لُغَة حميرية قَالَ الْمفضل وَالْعرب تزجر الْبَعِير تسكينا لَهُ إِذا نفر انط فتسكن وَهُوَ أَيْضا إشلاء للكلب. قَوْله أنزل عَلّي سُورَة آنِفا أَي مُنْذُ قريب وَقيل مُنْذُ سَاعَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 فِي الحَدِيث إِن قوما يَقُولُونَ إِن الْأَمر أنف أَي يسْتَأْنف من غير أَن يسْبق بِهِ قدر. فِي الحَدِيث أَنَفَة الصَّلَاة التَّكْبِيرَة الأولَى يَعْنِي ابْتِدَاؤُهَا. قَوْله الْمُؤمن كَالْجمَلِ الآنف وتروى الآنف بِالْقصرِ ذكرهمَا أَبُو عبيد وَالْمرَاد المأنوف وَهُوَ الَّذِي عقر الخشاش أَنفه فَهُوَ لَا يمْتَنع عَلَى قائده للوجع الَّذِي بِهِ. فِي الحَدِيث ووضعها فِي أنف من الْكلأ أَي يتتبع بهَا الْمَوَاضِع الَّتِي لم ترع قبل. قَالَ أَبُو بكر كلكُمْ ورم أَنفه أَي اغتاظ من خلَافَة عمر. وَقَالَ أَبُو بكر لرجل أما إِنَّك لَو فعلت ذَلِك لجعلت أَنْفك فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 قفاك يَقُول أَعرَضت عَن الْحق. قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا وقفت فِي آل حم وَقعت فِي روضات أتأنق فِيهِنَّ أَي أتتبع محاسنهن يُقَال منظر أنيق أَي معجب. وَمِنْه قَول قزعة مولَى زِيَاد فَسمِعت أَبَا سعيد يحدث عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَع فأنقتني أَي أعجبتني الَّذِي رَوَاهُ أَصْحَاب الحَدِيث فأينقتني قَالَ لنا أَبُو مُحَمَّد بن الخشاب لَا يجوز هَذَا إِنَّمَا هُوَ وآنقتني. وَقَالَ عبيد بن عُمَيْر مَا من عاشية أَشد أنقا وَلَا أبعد شبعا من طَالب الْعلم. فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أَرَادَ بيض الأنوق الأنوق الْعقَاب وَهِي تبيض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 فِي نيق الْجَبَل ضرب مثلا للَّذي يطْلب الْمُمْتَنع. قَالَ عمار لَا تَأْكُلُوا الأنقليس قَالَ النَّضر هُوَ المارماهي. فِي الحَدِيث صب فِي أُذُنه الآنك وَهُوَ الأسرب قَالَ الْأَزْهَرِي الأسرب دُخان الْفضة يدْخل فِي خياشيم الْإِنْسَان وفمه وَدبره فَيَأْخذهُ حصر فَرُبمَا مَاتَ وَقَالَ أَبُو الْحسن الْهنائِي الآنك الأسرب وَهُوَ الرصاص القلعي وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم عَلَى فَاعل غَيره وَقَالَ شمر الأسرب مخفف الْبَاء وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ سبرت. قَوْله طول الصَّلَاة وَقصر الْخطْبَة مئنة من تقاء الرجل أَي عَلامَة يعرف بهَا فقهه وفهمه. فِي الحَدِيث آذيت وآنيت أَي أخرت وأبطأت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 بَاب الْألف مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث كَانَ طالوت أيابا أَي سقاء. فِي الحَدِيث أَقَامَ الأود أَي العوج. وَفِي حَدِيث وهب قَالَ الله تَعَالَى إِنِّي أويت عَلَى نَفسِي أَن أذكر من ذَكرنِي قَالَ القتيبي وَهَذَا غلط إِلَّا أَن يكون من المقلوب وَالصَّحِيح وأيت من الوأي وَهُوَ الْوَعْد. فِي الحَدِيث كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُجَافِي فِي سُجُوده حَتَّى كُنَّا نأوي لَهُ. أَي نرق ونرثي. قَوْله أما أحدهم فأوى إِلَى الله أَي رَجَعَ يُقَال أَوَى فلَان أويا وآويته أَنا أؤويه إِذا ضممته. قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام للْأَنْصَار أُبَايِعكُم عَلَى أَن تأووني. قَالَ الْأَزْهَرِي أؤي وأوي بِمَعْنى وَاحِد تَقول الْعَرَب أأويت فلَانا وأويت الْإِبِل بِمَعْنى آويت. وَفِي حَدِيث آخر لَا يأوي الضَّالة إِلَّا ضال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 وَقَوله فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري الأوان الْحِين وَالزَّمَان وَجمع الأوان آونة. بَاب الْألف مَعَ الْهَاء فِي الحَدِيث فِي الْبَيْت أهب عطنة أَي جُلُود فِي دباغها يُقَال أهب وَأهب. قَالَ النَّضر بن شُمَيْل لَا يُقَال للجلد إهَاب بعد دبغه إِنَّمَا يُقَال قبل الدبغ وَإِنَّمَا يُقَال إهَاب الْجلد مَا يُؤْكَل لَحْمه. وَقَوله لَو جعل الْقُرْآن فِي إهَاب مَا احْتَرَقَ الْمَعْنى أَن حَافظ الْقُرْآن مُمْتَنع من النَّار. وَقَالَ كَعْب فِي صفة النَّار كَأَنَّهَا متن إهالة أَي ظَاهر الرَّسْم إِذا جمد فَشبه سكونها قبل دُخُول الْكفَّار بالإهالة. وَكَانَ رَسُول الله يُدعَى إِلَى إهالة سنخة أَي متغيرة. قَالَ أَبُو زيد الإهالة هِيَ الشَّحْم وَالزَّيْت فَقَط. وَرَوَى عَنهُ أَنه قَالَ كل مَا أؤتدم بِهِ من زبد وودك شَحم ودهن سمسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 فَهُوَ إهالة وَكَذَلِكَ مَا علا الْقدر من ودك اللَّحْم السمين إهالة قَالَه أَبُو عبيد وَقَالَ غَيره والألية المذابة والشحم الْمُذَاب إهالة. بَاب الْألف مَعَ الْيَاء فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَمن يطلّ أير أَبِيه ينتطق بِهِ هَذَا مثل مَعْنَاهُ من كثر أَوْلَاد أَبِيه قوي بهم. قَالَ الْأَحْنَف قد بلونا فلَانا فَلم نجد عِنْده إيالة للْملك أَي سياسة لَهُ. قَوْله إِنَّمَا يُسَافر إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد مَسْجِد الْكَعْبَة ومسجدي وَمَسْجِد إيلياء إيلياء هُوَ بَيت الْمُقَدّس وَهُوَ مُعرب. قَالَ عمر تأيمت حَفْصَة قَالَ الْحَرْبِيّ الأيم الَّتِي مَاتَ زَوجهَا أَو طَلقهَا وَالْبكْر الَّتِي لَا زوج لَهَا أيم أَيْضا. وَمِنْه الحَدِيث تطول أيمة إحداكن. وَكَانَ يتَعَوَّذ من الأيمة وَهُوَ طول الْعزبَة. وَيُقَال للرجل إِذا لم يكن لَهُ زَوْجَة أيم لكنه كالمستعار للرِّجَال. قَوْله الأيم أَحَق بِنَفسِهَا أَرَادَ الثّيّب خَاصَّة. فِي الحَدِيث أَمر بقتل الأيم وَهِي الْحَيَّة. وَمِنْه أَتَى عَلَى أَرض مُجْدِبَة مثل الأيم وَيُقَال فِيهَا أيم بِالتَّشْدِيدِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وَقيل لِابْنِ الزبير يَا ابْن ذَات النطاقين فَقَالَ إيه والإله أَي زيدوا من هَذَا القَوْل. وَكَانَ رَسُول الله ينشد شعر أُميَّة فَيَقُول إيه أَي زد. وَفِي لفظ كَانَ ابْن الزبير يَقُول إيها. قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَمَعْنَاهُ الارتضاء للشَّيْء والتصديق لِلْقَوْلِ وَلها مَوضِع آخر إِذا أسكت رجلا قلت إيها عَنَّا فَإِذا أعزيته بِشَيْء قلت ويها فَإِذا تعجبت من طيب شَيْء قلت واها مِنْهُ. وَقَالَ الْخطابِيّ واها فِي تمني الْخَيْر والتعجب لَهُ واها فِي التوجع وإيه بِمَعْنى الاستدعاء وإيها بِمَعْنى الزّجر. وَفِي الحَدِيث قَالَ ملك الْمَوْت إِنِّي أويه بهَا كَمَا يؤيه بِالْخَيْلِ فتجيبني يَعْنِي الْأَرْوَاح والتأتيه الدُّعَاء أيهت بفلان دَعوته. وَلما ولد رَسُول الله انْشَقَّ الإيوان قَالَ الْأَزْهَرِي الإيوان لُغَة وَهُوَ الأوان بَيت شبه أَزجّ غير مسدود الْوَجْه وَجَمَاعَة الأوان آون وَجَمَاعَة الإيوان أواوين وأيوانات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 كتاب الْبَاء بَاب الْبَاء مَعَ الْألف فِي الحَدِيث إِن رجلا آتَاهُ الله مَالا فَلم يبتئر خيرا أَي لم يقدم لنَفسِهِ خبيئة خير وَمَعْنَاهُ ادخر مِنْهُ يُقَال ابتأرت وابتريت ابتيارا وايتبارا لُغَتَانِ. وَقَالَ جريج العابد للطفل يَا بابوس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي البابوس الصَّبِي الرَّضِيع قَالَ ابْن أَحْمَر. (حنت قلوصي إِلَى بابوسها جزعا ... وَمَا حنينك أم مَا أَنْت وَالذكر) وَقَالَ ابْن عَبَّاس فبأوت بنفسي أَي عظمتها ورفعتها عَن الهوان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وَقَالَ عمر فِي حق طَلْحَة لَوْلَا بِأَو فِيهِ أَي عَظمَة. وَفِي الحَدِيث امْرَأَة سوء إِن أعطيتهَا بأت أَي تكبرت. بَاب الْبَاء مَعَ الْبَاء قَالَ عمر لَوْلَا أَن أترك آخر النَّاس ببابا مَا فتحت عَلّي قَرْيَة إِلَّا قسمتهَا. هَكَذَا رَوَاهُ الْعلمَاء وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن أبي سعيد الملقب صعُودًا أَنه قَالَ لَا يعرف ببان فِي كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا هُوَ بَيَان بياء مُعْجمَة وَالْمعْنَى لأسوين بَينهم. قَالَ الْأَزْهَرِي وببان وَإِن لم يكن عَرَبيا مَحْضا فَهُوَ صَحِيح بِهَذَا الْمَعْنى وَكَأَنَّهَا كلمة يَمَانِية. وَقَالَ ابْن عمر لرجل أَلَسْت ببة وَكَانَ لقب الرجل. وَيُقَال للشاب الممتلئ الْبدن ببة. فِي الحَدِيث ألفينا تَحْتَهُ بتا. وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ أجد قلبِي بَين بتوت وعباء البتوت جمع بت قَالَت أعرابية. (من يَك ذَا بت فَهَذَا بتي ... مقيظ مصيف مشي) . (جعلته من نعجات سِتّ ... ) وَكتب صلى الله عليه وسلم لرجل وَلَا يُؤْخَذ مِنْكُم عشر الْبَتَات أَي عشر الْمَتَاع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 وَلَيْسَ فِي الْمَتَاع زَكَاة. قَوْله فَإِن المنبت لَا أَرضًا قطع. فَقَالَ لمن انْقَطع بِهِ فِي سَفَره قد أنبت. وَمِنْه الطَّلقَة الْبَتَّةَ وَالصَّدَََقَة الْبَتَّةَ. وَقَوله لَا صِيَام لمن لم يبت الصّيام أَي لم يُنَوّه من اللَّيْل فيقطعه من الْوَقْت الَّذِي لَا صَوْم فِيهِ. وَسُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَام عَن صَلَاة الضُّحَى فَقَالَ حِين تبهر البتيراء الأَرْض قَالَ أَبُو عَمْرو هِيَ الشَّمْس. قَوْله كل أَمر لَا يبْدَأ فِيهِ بِحَمْد الله فَهُوَ أَبتر أَي أقطع. وَنَهَى فِي الْأُضْحِية عَن المبتورة وَهِي الَّتِي قطع ذنبها. وَسميت خطْبَة زِيَاد البتراء لِأَنَّهُ لم يذكر فِيهَا الله عز وجل وَلم يصل عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَسُئِلَ رَسُول الله عَن البتع وَهُوَ نَبِيذ الْعَسَل. ورد التبتل عَلَى ابْن مَظْعُون وَهُوَ ترك النِّكَاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 وَسميت مَرْيَم البتول لانقطاعها عَن الْأزْوَاج. قَالَ ثَعْلَب وَسميت فَاطِمَة البتول لانقطاعها عَن نسَاء زمانها فضلا ودينا وحسبا. وَفِي الحَدِيث بتل رَسُول الله الْعمريّ أَي أوجبهَا. بَاب الْبَاء مَعَ الثَّاء فِي حَدِيث أم زرع لَا أبث خَبره أَي لَا أنشره. وَمثله تبث حديثنا تبثيثا وَيروَى تنث وَالْمعْنَى وَاحِد. وَقَول بعض النسْوَة ليعلم البث كَأَنَّهُ بجسدها عيب فَهُوَ لَا يمسهُ. فِي الحَدِيث فَلَمَّا حضر الْيَهُودِيّ الْمَوْت بثبثوه أَي كشفوه وَالْأَصْل بثثوه فأبدلوا من الثَّاء الْوُسْطَى بَاء استثقالا لِاجْتِمَاع ثَلَاث ثاءات. فِي حَدِيث خَالِد لما ألْقَى الشَّام بوانيه وَصَارَ بثنية وَعَسَلًا عزلني عمر هَذَا مثل يُقَال لمن اطْمَأَن قد ألْقَى بوانيه والبواني أضلاع الصَّدْر وَفِي البثنية ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا الناعمة وَالثَّانِي الزبدة وَالثَّالِث حِنْطَة منسوبة إِلَى بَلْدَة مَعْرُوفَة بِالشَّام يُقَال لَهَا البثنية فَأَرَادَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 خَالِد أَن الشَّام لما سكن وَذَهَبت آفته غزلني. بَاب الْبَاء مَعَ الْجِيم فِي حَدِيث أم زرع وبجحني فبجحت. قَالَ أَبُو عبيد فرحني وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي عظمني. قَالَ رَسُول الله لرجل أَنْت ذُو البجادين البجاد الكساء. فِي الحَدِيث بعث بعثا فَأَصْبحُوا بِأَرْض بجراء أَي مُرْتَفعَة صلبة. وَمِنْه أشكوا بجري وَهِي أَن تتعقد الْعُرُوق فِي السُّرَّة. وَفِي صفة قُرَيْش أَنهم بجرة. قَالَ ابْن قُتَيْبَة هم الْعِظَام الْبُطُون. فِي حَدِيث حُذَيْفَة مَا منا رجل إِلَّا وَله آمة يبجسها الظفر غير عمر وَعلي الآمة الشَّجَّة تبلغ أم الرَّأْس يُرِيد أَنَّهَا نغلة كَثِيرَة الصديد فَإِن أَرَادَ الْإِنْسَان أَن يفجرها بظفره قدر لامتلائها وَلم يحْتَج إِلَى حَدِيدَة وَأَرَادَ لَيْسَ منا إِلَّا وَفِيه شَيْء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وَفِي حَدِيث زِيَارَة الْقُبُور أصبْتُم خيرا بجيلا أَي وَاسِعًا كثيرا. فِي الحَدِيث فَألْقَى تمرات فِي يَده وَقَالَ بجلي من الدُّنْيَا أَي حسبي. وَفِي حَدِيث ثمَّ بجل أَي حسب. بَاب الْبَاء مَعَ الْحَاء سُورَة البحوث التَّوْبَة لِأَنَّهَا بحثت عَن سرائر الْمُنَافِقين. فِي الحَدِيث إِن غلامين كَانَا يلعبان البحثة قَالَ شمر هُوَ لعب بِالتُّرَابِ. فِي الحَدِيث بحبوحة الْجنَّة أَي وَسطهَا وخيارها. فِي الحَدِيث وتبحبح الحيا أَي اتَّسع الْغَيْث. فِي حَدِيث ابْن أبي اصْطلحَ أهل هَذِه الْبحيرَة أَن يعصبوه يَعْنِي الْمَدِينَة. وَقَالَ ابْن عَبَّاس إِذا رَأَتْ الْحَائِض الدَّم البحراني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 قَالَ ابْن قُتَيْبَة سَمَّاهُ بحرانيا لغلظه وَشدَّة حمرته حَتَّى يكَاد يسود وَنسبه إِلَى الْبَحْر وَالْبَحْر عمق الرَّحِم وكل عمق وكل شقّ بَحر. قَوْله وَإِن وَجَدْنَاهُ لبحرا أَي وَاسع الجري. فِي الحَدِيث تخرج بحنانة من جَهَنَّم أَي شرارة. بَاب الْبَاء مَعَ الْخَاء فِي الحَدِيث البخت وَهِي من الْإِبِل السريعة السّير الطَّوِيلَة الْأَعْنَاق. فِي الحَدِيث قَالَ رجل بخ بخ مَعْنَاهُ تَعْظِيم الْأَمر وتفخيمه. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تَقول للشَّيْء تمدحه بخ بخ وبخ بخ وبخ بخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 فِي الحَدِيث يَأْتِي زمَان يسْتَحل الْخمر بالنبيذ والبخس بِالزَّكَاةِ. أَرَادَ بالبخس مَا يَأْخُذهُ الْوُلَاة باسم الْعشْر يتأولون فِيهِ الزَّكَاة وَالصَّدَََقَة وَقيل أَرَادَ بِهِ المكس. فِي الحَدِيث كَانَ مبخوص العقبين أَي قَلِيل لَحمهَا وَإِن رُوِيَ مبحوص بِالْحَاء وَالصَّاد. فالبخصة للعضو أَخذ مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم. فِي حَدِيث عَائِشَة وَذكرت عمر بخع الأَرْض أَي استخرج مَا فِيهَا من الْكُنُوز وأموال الْمُلُوك. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاكُم أهل الْيمن أبخع طَاعَة. قَالَ الْأَصْمَعِي أنصح وَقَالَ غَيره أبلغ. قَالَ زيد بن ثَابت فِي الْعين الْقَائِمَة إِذا بخقت مائَة دِينَار. قَالَ أَبُو عبيد البخق أَن تخسف بعد العور فَأَرَادَ أَنَّهَا إِذا عورت وَلم تخسف فَصَارَ لَا يبصر بهَا إِلَّا أَنَّهَا قَائِمَة ففقئت فَفِيهَا مائَة دِينَار. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي البخق أَن يذهب الْبَصَر وَالْعين مَفْتُوحَة. وَقد نهَى عَن البخقاء فِي الْأَضَاحِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 بَاب الْبَاء مَعَ الدَّال فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نفل فِي البدأة الرّبع وَفِي الرّجْعَة الثُّلُث. قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَادَ بالبدأة ابْتِدَاء سفر الْغَزْو إِذا نهضت سَرِيَّة من جملَة الْعَسْكَر فأوقعت بطَائفَة من الْعَدو فَمَا غنموا كَانَ لَهُم الرّبع ويشركهم سَائِر الْعَسْكَر فِي ثَلَاثَة أَربَاع مَا غنموا فَإِن قَفَلُوا من الْغُزَاة ثمَّ نهضت سَرِيَّة كَانَ لَهُم من جَمِيع مَا غنموا الثُّلُث لِأَن نهوضهم بعد القفل أَشد والخطر فِيهِ أعظم. فِي الحَدِيث منعت الْعرَاق درهمها ومصر إردبها وعدتم من حَيْثُ بدأتم الْمَعْنى أَن هَذَا سَيكون وَفِي المُرَاد بِهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم سيسلمون وَيسْقط عَنْهُم مَا وظف عَلَيْهِم فتعودون كَمَا بدأتم فِي علمه أَنهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 سيسلمون وَالثَّانِي أَنهم يمْنَعُونَ عاصين فيعودون إِلَى الْخلاف وَهَذَا أصح. فِي الحَدِيث الْخَيل مبدأة يَوْم الْورْد أَي يبْدَأ بهَا فِي السَّقْي قيل الْإِبِل وَالْغنم. فِي الحَدِيث قطع أبدوج سَرْجه يَعْنِي لبده. وَكَانُوا يتبادحون بالبطيخ أَي يترامون بِهِ. وَكَانَ ابْن الزبير حسن الباد إِذا ركب وَهُوَ أصل الْفَخْذ والبادان من ظهر الْفرس مَا وَقع عَلَيْهِ فَخدَّ الْفَارِس سميا باسم الْفَخْذ وَسمي الْفَخْذ بهما. وَفِي يَوْم حنين أَبَد رَسُول الله يَده إِلَى الأَرْض ليتَّخذ قَبْضَة. أَي: مدها. وَقَالَت أم سَلمَة لجاريتها أبديهم ثَمَرَة ثَمَرَة أَي فرقي فيهم. فِي الحَدِيث خرجت بجمل أبديه مَعَ الْإِبِل أَي أبرزه مَعهَا إِلَى الرَّاعِي. وَقَالَ خبيب اللَّهُمَّ اقتلهم بددا الْبَاء مَفْتُوحَة وَالْمرَاد اقتلهم مُتَفَرّقين. فِي حَدِيث بَدْء الْوَحْي فَرجع ترجف بوادره وَهِي جمع بادرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وَهِي لحْمَة بَين الْمنْكب والعنق. فِي الحَدِيث فَأَتَى رَسُول الله ببدر فِيهِ بقل يَعْنِي الطَّبَق فَكَأَنَّهُ سمي بَدْرًا لاستدارته. وَقَالَ رجل إِنِّي أبدع بِي أَي انْقَطع بِي لكلال ركابي. فِي الحَدِيث إِن تهَامَة كبديع الْعَسَل حلَّة أَوله حُلْو آخِره. البديع الزق وَالْمعْنَى لَا يتَغَيَّر هواؤها كَمَا لَا يتَغَيَّر الْعَسَل بِخِلَاف اللَّبن فَإِنَّهُ يتَغَيَّر وتهامة فِي فُصُول السّنة كلهَا طيبَة. قَوْله كل محدثة بِدعَة الْبِدْعَة فِي عرف الشَّرْع مَا يذم لمُخَالفَته أصُول الشَّرِيعَة. فِي الحَدِيث الأبدال بِالشَّام وهم الْأَوْلِيَاء يُبدل وَاحِد إِذا مَاتَ بِوَاحِد. قَوْله إِنِّي قد بدنت أَي كَبرت وَمن خفف اللَّفْظَة غلط لِأَن المخففة بِمَعْنى كَثْرَة اللَّحْم وَلَيْسَ من صِفَاته. قَالَ ابْن السّكيت يُقَال بدن الرجل مُخَفّفَة إِذا ضخم. فِي الحَدِيث أُتِي رَسُول الله بِخمْس بدنات قَالَ اللَّيْث الْبَدنَة تقع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 عَلَى النَّاقة وَالْبَعِير وَالْبَقَرَة وَسميت بَدَنَة لعظمها. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا اهتم بِشَيْء بدا أَي خرج الْبَادِيَة. وَكَذَلِكَ قَوْله من بدا جَفا قل ابْن الْمسيب حَرِيم الْبِئْر البديء خمس وَعِشْرُونَ ذِرَاعا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هِيَ الَّتِي ابْتَدَأتهَا أَنْت فحفرتها وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ الَّتِي حفرت فِي الْإِسْلَام. بَاب الْبَاء مَعَ الذَّال قَالَ ابْن عَبَّاس يسْبق مُحَمَّد الباذق وَهُوَ نوع من الشَّرَاب. قَالَ الشّعبِيّ إِذا عظمت الْخلقَة فَإِنَّمَا هِيَ بذاء ونجاء الْبذاء المباذاة وَهِي المفاحشة والنجاء الْمُنَاجَاة. فِي الحَدِيث الْبذاء من النِّفَاق وَهُوَ الْكَلَام الْقَبِيح. وَقَوله البذاذة من الْإِيمَان قَالَ الْكسَائي هُوَ أَن يكون رث الْهَيْئَة. فِي صفة الْأَوْلِيَاء لَيْسُوا بالمذاييع الْبذر وهم الَّذين يفشون الْأَسْرَار يُقَال بذرت الْحبّ إِذا فرقته فِي الأَرْض. فِي الحَدِيث يُؤْتَى بِابْن آدم كَأَنَّهُ بذج من الذل البذج ولد الضَّأْن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 بَاب الْبَاء مَعَ الرَّاء فِي الحَدِيث البرث الْأَحْمَر وَهِي الأَرْض اللينة. فِي الحَدِيث سُئِلَ عَن مُضر فَقَالَ تَمِيم برثمتها. قَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا هُوَ برثنتها أَي مخالبها يُرِيد قوتها وَالنُّون تبدل من الْمِيم. فِي الحَدِيث لَا تَتَّقُون براجمكم وَهِي عقد الْأَصَابِع الَّتِي تظهر عِنْد ضم الْكَفّ. فِي الحَدِيث برح ظَبْي أَي مر الْيَسَار والبارح مَا جَرَى عَن الْيَسَار والسابح مَا جَرَى عَن الْيَمين والناطح مَا تلقاك والقعيد مَا استدبرك. وَنَهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن التبريح وَهُوَ الْقَتْل السيء. فِي الحَدِيث لَقينَا مِنْهُ البرح يَعْنِي الشدَّة. قَوْله أصل كل دَاء الْبردَة وَهِي التُّخمَة سميت بذلك لِأَنَّهَا تبرد الْمعدة فَلَا تستمرئ الطَّعَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 قَالَ الْخطابِيّ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ الْبرد وَهُوَ غلط. فِي الحَدِيث إِذا أبردتم بريدا أَي أرسلتم رَسُولا. وَمِنْه قَوْله لَا أحبس الْبرد. وَمِنْه الْحمى بريد الْمَوْت. وَالسّفر الَّذِي يقصر فِيهِ الصَّلَاة أَرْبَعَة برد وَهِي ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ ميلًا بالأميال الهاشمية الَّتِي بطرِيق مَكَّة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَا بَين كل منزلين فَهُوَ بريد. وَقَوله برد أمرنَا أَي سهل. وَقَوله الصَّوْم فِي الشتَاء الْغَنِيمَة الْبَارِدَة أَي لَيْسَ فِيهَا تَعب وَلَا مشقة. وَقَوله عمر وودت أَنه برد لنا عَملنَا أَي ثَبت. وَقَوله لَا تبردوا عَن الظَّالِم أَي لَا تسبوه فتخففوا عَنهُ. وَقَوله من صَلَّى البردين يَعْنِي الْغَدَاة وَالْعصر وَذَلِكَ لبرد الْهَوَاء فيهمَا. وَقَوله أبردوا بِالظّهْرِ مَعْنَاهُ انتظروا انكسار الوهج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 فِي الحَدِيث فَضَربهُ حَتَّى برد أَي مَاتَ. والبردة الشملة المخططة. قَوْله الْحَج المبرور لَيْسَ لَهُ جَزَاء إِلَّا الْجنَّة وَهُوَ الَّذِي لَا يخالطه مأثم وَالْبيع المبرور الَّذِي لَا شُبْهَة فِيهِ وَلَا خِيَانَة. قَالَ أَبُو قلَابَة لرجل قد حج بر الْعَمَل دَعَا لَهُ أَن يكون عمله مبرورا. فِي الحَدِيث مَا لنا طَعَام إِلَّا البرير وَهُوَ ثَمَر الْأَرَاك. فِي الحَدِيث لَهُم تغزمر وبربرة البربرة رفع الصَّوْت بِكَلَام لَا يكَاد يفهم. وَمن كَلَام الْعَرَب لَا يعرف هرا من بر فِيهِ خَمْسَة أَقْوَال. أَحدهَا أَن الهر السنور وَالْبر الْفَأْرَة قَالَه ابْن الْأَعرَابِي. وَالثَّانِي أَن الهر الهرهرة وَهُوَ صَوت الضَّأْن وَالْبر البربرة وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 صَوت المعزى قَالَه أَبُو عُبَيْدَة. وَالثَّالِث أَن الْبر دُعَاء الْغنم والهر سوقها قَالَه يُونُس. وَالرَّابِع أَن الْبر اللطف والهر العقوق قَالَه الْفَزارِيّ. وَالْخَامِس أَن الْبر الْإِكْرَام والهر الْخُصُومَة قَالَه الْأَزْهَرِي فِي حَدِيث أم معبد كَانَت برذة أَي كهلة لَا تحتجب احتجاب الشواب. فِي الحَدِيث كالذهب الإبريز وَهُوَ الْخَالِص. فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه صَلَّى بهم فأسوى برزخا أسوى أسقط والبرزخ مَا بَين كل شَيْئَيْنِ وَالْمعْنَى أَنه ترك آيَات. فِي حَدِيث وَالنَّاس برازيق يَعْنِي جماعات. فِي الحَدِيث فبرشموا البرشمة إدامة النّظر إِلَى الشَّيْء. فِي الحَدِيث يتبرضه النَّاس أَي يأخذونه قَلِيلا قَلِيلا. فِي الحَدِيث كَانَ عمر فِي الْجَاهِلِيَّة مبرطشا المبرطش السَّاعِي بَين المُشْتَرِي وَالْبَائِع مثل الدَّلال. فِي صفة الْبَحْر يركبه خلق ضَعِيف بَين غرق وبرق أَي دهش وحيرة. قَالَ ابْن عَبَّاس لكل دَاخل برقة أَي دهشة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 فِي الحَدِيث الْجنَّة تَحت البارقة يَعْنِي السيوف. فِي الحَدِيث أبرقوا أَي ضحوا بالبرقاء وَهِي الشَّاة الَّتِي فِي خلال صوفها الْأَبْيَض طاقات سود وَقَالَ الْأَزْهَرِي أبرقوا أَي اطْلُبُوا الدسم وَالسمن. وَقَالَ قَتَادَة تخرج نَار تَسوق النَّاس سوق الْبَرْق الكسير الْبَرْق الْحمل. فِي الحَدِيث طبخوا فِي البرمة وَهِي الْقدر. فِي الحَدِيث سَقَطت البرمة وَهِي ثَمَر الطلح. فِي الحَدِيث من اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم صب فِي أُذُنَيْهِ الْبرم قَالَ الْمفضل هُوَ الْكحل الْمُذَاب وَرَوَاهُ بَعضهم البيرم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 فِي الحَدِيث نَحن غير أبرام أَي غير لئام. قَوْله الصَّدَقَة برهَان أَي حجَّة لطَالب الْأجر من أجل أَنَّهَا فرض فِي مقتل عمر فَطرح رجل عَلَى قَاتله برنسا الْبُرْنُس كسَاء. فِي الحَدِيث عدد الْبري وَهُوَ التُّرَاب. قَوْله تَمسحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بكم برة يَعْنِي أَن فِيهَا خَلقكُم ومعاشكم وفيهَا كفانكم بعد الْمَوْت. وَقَالَ عَلّي شَرّ بِئْر فِي الأَرْض برهوت وَهِي بِئْر بحضرموت يرْوَى أَن فِيهَا أَرْوَاح الْكفَّار. وَلما دَعَا عمر أَبَا هُرَيْرَة إِلَى الْعَمَل أَبَى فَقَالَ عمر إِن يُوسُف قد سَأَلَ الْعَمَل فَقَالَ إِن يُوسُف فَتى بَرِيء وَأَنا مِنْهُ برَاء يَعْنِي عَن مساواته فِي الحكم وَأَن أقاس بِهِ. وَقَالَ رجل لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا خير الْبَريَّة الْبَريَّة الْخلق. بَاب الْبَاء مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث سَتَكُون نبوة وَسنة ثمَّ تكون بزيزي وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حق قَالَ ابْن قُتَيْبَة البزيزي السَّلب والتغلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 فِي الحَدِيث حِين برقتْ الشَّمْس أَي طلعت. وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام بازل عَاميْنِ حَدِيث سني البازل الَّذِي تمّ لَهُ ثَمَانِي سِنِين فَحِينَئِذٍ تكمل قوته. وَقَضَى فِي البازلة وَهِي الَّتِي تبزل اللَّحْم أَي تشقه قَالَ أَبُو طَالب يُعَاتب قُريْشًا. (كَذبْتُمْ وَبَيت الله يبزى مُحَمَّد ... وَلما نطاعن دونه وتناضل) أَي يقهر ويستذل. بَاب الْبَاء مَعَ السِّين فِي الحَدِيث لَا تبسروا الْبُسْر خلط الْبُسْر بِالتَّمْرِ وإنباذهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 مَعًا فِي الحَدِيث كَانَت تَلقانِي مرّة بالبشر وَمرَّة بالبسر أَي القطوب. فِي الحَدِيث لم يخرج رَسُول الله من سفر إِلَّا قَالَ اللَّهُمَّ بك ابتسرت أَي ابتدأت سَفَرِي وكل شَيْء أَخَذته غضا فقد بسرته وابتسرته كَذَلِك رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَفَسرهُ وَأَصْحَاب الحَدِيث يَرْوُونَهُ انتشرت. وَقَالَ الْحسن للوليد التياس لَا تبسر أَي لَا تحمل عَلَى الشَّاة وَلَيْسَت بصارف وَلَا عَلَى النَّاقة وَلَيْسَت بضبعة. فِي الحَدِيث يخرج قوم يبسون بَعضهم بِفَتْح الْيَاء وبضم الْبَاء وَهُوَ زجر للدابة يُقَال فِي سوقها بس بس. وَكتب رَسُول الله لوفد فِي الهمولة الراعية الْبسَاط حق قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 الْأَزْهَرِي الْبسَاط جمع بسط وَبسط يَعْنِي مبسوطة وَهِي النَّاقة الَّتِي تركت وَوَلدهَا لَا يمْنَع مِنْهَا وَلَا تعطف عَلَى غَيره وَهِي بسط وبسوط فعول بِمَعْنى مفعول كَمَا يُقَال حَلُوب وركوب أَي بسطت عَلَى أَوْلَادهَا وَرَوَاهُ القتيبي بِسَاط بِضَم الْبَاء. وَفِي صفة الْغَيْث وَقع بسيطا أَي انبسط فِي الأَرْض وَفِي الْحِكْمَة ليكن وَجهك بسطا. أَي منبسطا. قَالَ ابْن الْحَنَفِيَّة قلت لأبي كَيفَ بسق أَبُو بكر أَي كَيفَ ارْتَفع ذكره. وَكَانَ عمر يَقُول آمين وبسلا أَي إِيجَابا يَا رب. وَقَالَ ابْن عَبَّاس نزل آدم من الْجنَّة بالباسنة وَهِي آلَات الصناع وَقيل هِيَ الحديدة الَّتِي تحرث بهَا الأَرْض. بَاب الْبَاء مَعَ الشين قَوْله خير مَال الْمُسلم شَاءَ تَأْكُل من ورق القتاد والبشام والبشام شجر طيب الرّيح يستاك بِهِ الْوَاحِدَة بشامة. قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام مَا من رجل لَهُ إبل أَو بقر لَا يُؤَدِّي حَقّهَا إِلَّا جَاءَت كأكثر مَا كَانَت وأبشره أَي أحْسنه كَذَلِك ذكره الْخطابِيّ وَفَسرهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة وآشرة من الأشر وَهُوَ النشاط والبطر. وَقَالَ ابْن مَسْعُود من أحب الْقُرْآن فليبشر أَي ليفرح لِأَن ذَلِك دَلِيل الْإِيمَان وَمن رَوَاهُ بِضَم الشين فَهُوَ من بشرت الْأَدِيم إِذا أخذت بَاطِنه بشفرة فَيكون الْمَعْنى فليضمر نَفسه لِلْقُرْآنِ فَإِن الاستكثار من الطَّعَام ينسيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 وَفِي الحَدِيث أمرنَا أَن نبشر الشَّوَارِب بشرا أَي نخفيها حَتَّى تبين بَشرَتهَا. فِي الحَدِيث من تَوَضَّأ وَأَتَى الْمَسْجِد بشبش الله بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا مثل ضربه لتلقيه بِالْبرِّ والكرامة يُقَال بش بِهِ أَي سر وَفَرح وَكَذَلِكَ تبشبش إِذا سر بِهِ وانبسط. وَكَانَ رَسُول الله يَأْكُل البشغ أَي الخشن. وَلما كثر الْمَطَر قَالَ رجل لرَسُول الله بشق الْمُسَافِر قَالَ ابْن دُرَيْد بشق وبشك أسْرع. وَقَالَ الْخطابِيّ بشق لَيْسَ بِشَيْء إِنَّمَا هُوَ لثق واللثق الوحل قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون مسق بِالْمِيم وتعنى زلقا وَمِنْه مسق الْخط. وَكَانَ لأبي هُرَيْرَة كسَاء فبشكه أَي خاطه. بَاب الْبَاء مَعَ الصَّاد فِي ذكر جَهَنَّم أَنَّهَا تبص أَي تبرق. من الحَدِيث فَأمر بِهِ فَبَصر رَأسه أَي قطع. وَرَأَى فِي شَاة أم معبد بصرة من لبن أَي أثرا قَلِيلا لَا يبصره النَّاظر إِلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 فِي الحَدِيث بصر جلد الْكَافِر أَرْبَعُونَ ذِرَاعا أَي كتافيه وبصر كل سَمَاء خَمْسمِائَة عَام فِيهِ لُغَة أُخْرَى حبر. فِي الحَدِيث صَلَّى بِنَا صَلَاة الْبَصَر وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا صَلَاة الْمغرب لِأَنَّهَا تُؤَدَّى قبل ظلمَة اللَّيْل الحائلة بَين الْأَبْصَار والشخوص وَالثَّانِي صَلَاة الْفجْر لَان الْبَصَر يثبت الْأَشْخَاص حِينَئِذٍ. فِي الحَدِيث ينظر فِي النصل وَلَا يرَى بَصِيرَة البصيرة الْقطعَة من الدَّم. بَاب الْبَاء مَعَ الصَّاد فِي ذكر السّنة مَا تبض ببلال أَي مَا يقطر فِيهَا لبن يبل يُقَال بض الْحسي إِذا جعل مَاؤُهُ يخرج قَلِيلا قَلِيلا. فِي الحَدِيث قدم مُعَاوِيَة وَهُوَ أبض النَّاس البض الرَّقِيق اللَّوْن. فِي الحَدِيث قدم مُعَاوِيَة وَهُوَ أبض النَّاس البض الرَّقِيق اللَّوْن الَّذِي يُؤثر فِيهِ أدنَى شَيْء. وَقَالَ الْحسن تلقى أحدهم أَبيض بضا. فِي الحَدِيث وبضت الحلمة أَي درت حلمة الضَّرع بِاللَّبنِ وسالت بِمَا فِيهَا يُقَال بض وضب إِذا سَالَ. وَضرب عمر رجلا سياطا كلهَا تبضع أَي تشق الْجلد. وَفِي الشجاج الباضعة أَي الَّتِي تَأْخُذ فِي اللَّحْم. وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَلا من أصَاب حُبْلَى فَلَا يقربنها فَإِن الْبضْع يزِيد فِي السّمع وَالْبَصَر الْبضْع الْجِمَاع وَالزِّيَادَة هَاهُنَا فِي الْحمل وَيُسمى الْفرج بضعا يُقَال ملك فلَان بضع فُلَانَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 وَقَالَت عَائِشَة خصني رَبِّي للنَّبِي صلى الله عليه وسلم من كل بضع أَي من كل نِكَاح تُرِيدُ أَنه تزَوجهَا بكرا. وَقَوله فَاطِمَة بضعَة مني الْبضْعَة الْقطعَة من اللَّحْم. وَفِي الحَدِيث يستأمر النِّسَاء فِي أبضاعهن. والاستبضاع نوع من نِكَاح الْجَاهِلِيَّة. وَمر عبد الله بِامْرَأَة فدعته أَن يستبضع مِنْهَا. وَلما تزوج رَسُول الله خَدِيجَة قَالُوا هَذَا الْبضْع يُرِيدُونَ الكفؤ. وَقَالَ الْأَزْهَرِي اخْتلف النَّاس فِي الْبضْع فَقَالَ قوم هُوَ الْفرج وَقَالَ قوم هُوَ الْجِمَاع قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي ملك فلَان بضع فُلَانَة إِذا ملك عقدَة نِكَاحهَا وَهُوَ كِنَايَة عَن مَوضِع الغشيان والمباضعة الْمُبَاشرَة يُقَال باضعها إِذا جَامعهَا وَالِاسْم الْبضْع. وَقَوله صَلَاة الْجَمَاعَة تفضل ببضع وَعشْرين دَرَجَة الْبضْع مَا بَين الْوَاحِد إِلَى الْعشْرَة. بَاب الْبَاء مَعَ الطَّاء فِي الحَدِيث كَانَت كمام أَصْحَاب رَسُول الله بطحا أَي لَازِقَة بِالرَّأْسِ غير ذَاهِبَة فِي الْهَوَاء والكمام جمع كمة وَهِي القلنسوة. وَأول من بطح الْمَسْجِد عمر أَي ألْقَى فِيهِ الْبَطْحَاء وَهِي الْحَصَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 قَالَ ابْن شُمَيْل بطحاء الْوَادي وأبطحه حصاه اللين فِي بطن المسيل. قَوْله بطح لَهَا بقاع قرقر أَي ألقِي عَلَى وَجهه. قَوْله لَا ينظر الله إِلَى من جر إزَاره بطرا البطر الطغيان عِنْد النِّعْمَة. وَقَوله الْكبر بطر الْحق وَهُوَ أَن يَجْعَل الْحق بَاطِلا. قَوْله فَإِذا مُوسَى باطش بِجَانِب الْعَرْش أَي مُتَعَلق بِهِ بِقُوَّة. قَوْله فَتخرج لَهُ بطاقة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي البطاقة الورقة وَقَالَ غَيره هِيَ رقْعَة صَغِيرَة وَهِي كلمة مبتذلة بِمصْر وَمَا والاها يدعونَ الرقعة الَّتِي تكون فِي الثَّوْب وفيهَا رقم ثَمَانِيَة بطاقة وَكَأَنَّهَا سميت بذلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 لِأَنَّهَا تشد بطاقة من الثَّوْب. وَقَوله لَا يستطيعها البطلة يَعْنِي السَّحَرَة والبطل الشجاع. فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء جَاءَ أهل البطانة يضجون البطانة خَارج الْمَدِينَة. قَالَ عبد الله بن عَمْرو يمدح عبد الرَّحْمَن بن عَوْف. (إِن بطنته لم تتغضغض مِنْهَا بِشَيْء ... يضْرب بِهِ مثلا لمن خرج من الدُّنْيَا) سليما لم يثلم دينه بِشَيْء وَقد يُقَال للبخيل إِذا مَاتَ وَترك مَالا كثيرا. وَكَانَ النَّخعِيّ يبطن لحيته أَي يَأْخُذ الشّعْر من تَحت الذقن والحنك فِي صفة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذا رجل مبطن مثل السَّيْف والمبطن الضامر الْبَطن قَالَ ذُو الرمة. (رخيمات الْكَلَام مبطنات ... ) بَاب الْبَاء مَعَ الظَّاء قَالَ رجل مر الصَّحَابَة بِبَعْض الْكفَّار امصص بظر اللات البظر مَا عِنْد الْقطع. وَكَذَلِكَ قَول حَمْزَة لبَعض الْكفَّار يَا ابْن مقطعَة البظور وَكَانَت أمه خاتنة وَبَعض أَصْحَاب الحَدِيث بِفَتْح الظَّاء وَهُوَ غلط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لشريح مَا تَقول أَيهَا العَبْد الأبظر وَهُوَ الَّذِي فِي شفته الْعليا طول مَعَ نتو. بَاب الْبَاء مَعَ الْعين يَوْم بُعَاث يَوْم مَعْرُوف من أَيَّام الْأَوْس والخزرج وَقد صحفه اللَّيْث فَذكره بالغين الْمُعْجَمَة وَنسبه إِلَى الْخَلِيل وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه سَمّى لِسَان نَفسه الْخَلِيل. قَالَ حُذَيْفَة إِن للفتنة بعثات أَي أثارات وهيجان. وَقَالَ مُعَاوِيَة أَنا ابْن بعثطها البعثط سرة الْوَادي يُرِيد أَنه وَاسِطَة قُرَيْش وَمن سرة البطاح. فِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت مَكَّة قد بعجت كظائم أَي شقَّتْ وَفتح كظائمها بَعْضهَا فِي بعض. قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِن عمر بعجت لَهُ الدُّنْيَا معاها هَذَا مثل ضربه أَرَادَ أَنَّهَا كشفت لَهُ كنوزها بالفتوح والفيء. وَكَانَ رَسُول الله يبعد فِي الْمَذْهَب أَي يمعن فِي الذّهاب إِلَى الْخَلَاء. فِي الحَدِيث فبعها فِي الْبَطْحَاء وَمِنْهُم من رَوَاهُ فثعها يُقَال ثع إِذا قاء وَالْمرَاد أَنه صب الْخمر فِي الْبَطْحَاء. فِي الحَدِيث فَأَيْنَ هَؤُلَاءِ الَّذين يبعقون لقاحنا يَعْنِي ينحرونها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 ويسيلون دماءها. وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء جم البعاق الْمَطَر الْكثير يُقَال تبعق إِذا كثر. قَوْله إِنَّمَا هِيَ أَيَّام بعال قَالَ أَبُو عبيد البعال النِّكَاح وملاعبة الرجل أَهله. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي البعال حَدِيث العروسين والبعال الْجِمَاع والبعل حسن الْعشْرَة من الزَّوْجَيْنِ. وَمِنْه قَوْله جهادكن حسن التبعل. وَجَاء رجل يُبَايع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِهَاد فَقَالَ لَهُ هَل لَك بعل أَي كل وعيال وَقيل أَرَادَ هَل بَقِي لَك من تجب طَاعَته كالوالدين. قَوْله مَا سقِِي بعلا وَهُوَ مَا شرب بعروقه من الأَرْض من غير سقِِي سَمَاء وَلَا غَيرهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وَقَالَ الْأَزْهَرِي البعل النّخل الراسخة عروقه فِي الأَرْض. وَفِي الحَدِيث وَأَن تَلد الْأمة بَعْلهَا وَالْمرَاد بالبعل هَا هُنَا الْمَالِك. وضلت نَاقَة لبَعض الْعَرَب فَجعل يَقُول من رَأَى نَاقَة أبل بَعْلهَا. وَالْمرَاد من الحَدِيث كَثْرَة السب فَإِذا استولد الْمُسلم الْجَارِيَة كَانَ الْوَلَد بِمَنْزِلَة رَبهَا وَقَالَ عمر من بعل عَلَيْكُم أَمركُم فَاقْتُلُوهُ أَي فرقكم. وخالفكم. بَاب الْبَاء مَعَ الْغَيْن كُنَّا مَعَ رَسُول الله فأصابنا بغيش قَالَ الْأَصْمَعِي أخف الْمَطَر الطل ثمَّ الرذاذ ثمَّ البغش. قَالَ عمر لرجل رعيت بغوتها وَهِي ثَمَرَة السمرَة وَأول مَا تخرج وَأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ مغوتها وَهُوَ تَصْحِيف. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لرَسُول الله إِذا لم أرك تبغثرت نَفسِي يَعْنِي جَاشَتْ وخبيت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وَقَوله لَا يتبيغ بأحدكم الدَّم فيقتله قَالَ اللَّيْث التبيغ تؤود الدَّم وغلبته وَقَالَ غَيره أَصله من الْبَغي وَالْمرَاد يتبغى فَقلب. وَقَالَ النَّخعِيّ فِي رجل مَا بغي لَهُ أَي مَا خير لَهُ فِي الحَدِيث فَانْطَلقُوا بغيانا البغيان جمع بَاغ. فِي حَدِيث عمار تقتله الفئة الباغية قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ الظالمة الْخَارِجَة عَن طَاعَة الإِمَام. بَاب الْبَاء مَعَ الْقَاف فِي الحَدِيث نهَى عَن التبقر فِي المَال وَهُوَ التَّوَسُّع. فِي ذكر فتْنَة عُثْمَان إِنَّهَا باقرة كداء الْبَطن أَي مفْسدَة للدّين مفرقة للنَّاس. فِي حَدِيث سُلَيْمَان أَنه دَعَا الهدهد فبقر الأَرْض أَي نظر مَوضِع المَاء فَرَآهُ تَحت الأَرْض قَالَ النَّضر بقر فلَان فِي بني فلَان إِذا علم أَمرهم وفتشهم. وَقيل لأبي جَعْفَر الباقر لِأَنَّهُ بقر الْعلم وَعرف أَصله واستنبط فَرعه وأصل الْبَقر الشق وَالْفَتْح. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة يُوشك أَن يسْتَعْمل عَلَيْكُم بقعان الشَّام قَالَ ابْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 قُتَيْبَة هم الَّذين فيهم سَوَاء وَبَيَاض وَالْمعْنَى أَن الْعَرَب تنْكح إِمَاء الرّوم فيستعمل أَوْلَادهم عَلَى النَّاس وهم بَين سَواد الْعَرَب وَبَيَاض الرّوم قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَادَ بالبقعان السَّبي والمماليك سموا بذلك لِأَن الْغَالِب عَلَى ألوانهم الْبيَاض والصفرة فَقيل لَهُم بقعان لاختلاط ألوانهم وتناسلهم من جِنْسَيْنِ. فِي الحَدِيث ففاتحته فَإِذا هُوَ باقعة الباقعة طَائِر حذر إِذا شرب المَاء نظر يمنة ويسرة. وَقيل لبَعض الْأَحْبَار أَنَّك مَلَأت الأَرْض بقاقا وَهُوَ كَثْرَة الْكَلَام يُقَال بق الرجل وأبق إِذا كثر كَلَامه والبقاق سقط مَتَاع الْبَيْت. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه حمل عَلَى الْمُشْركين فَمَا زَالُوا يبقطون أَي يتعادون فِي الْجبَال يُقَال بقط وبرقط. قَالَ سعيد بن الْمسيب لَا يصلح بقط الْجنان عَلَى الثُّلُث وَالرّبع والبقط مَا سقط من الثَّمر إِذا قطع يخطئه المخلب. فِي حَدِيث عَائِشَة فَمَا اخْتلفُوا فِي بقطة ذكره الْأَزْهَرِي عَن شمر بِالْبَاء وَالصَّوَاب بالنُّون وَقد ذَكرْنَاهُ هُنَاكَ. فِي الحَدِيث بَقينَا رَسُول الله أَي انتظرناه. فِي الحَدِيث توقه وتبقه مَعْنَى توقه تحرز من الْآفَات وتبقه استبق النَّفس وَلَا تعرضها للهلاك. بَاب الْبَاء مَعَ الْكَاف نَحن معاشر الْأَنْبِيَاء فِينَا بكاء أَي قلَّة كَلَام إِلَّا فِيمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 يحْتَاج إِلَيْهِ يُقَال بكأت الشَّاة إِذا قل لَبنهَا وَمِنْه فَقَامَ إِلَى شَاة بكيء فحلبها. وَأتي عمر بِامْرَأَة فجرت فَقَالَ من بك أَي من صَاحبك. فِي الحَدِيث أَنه أُتِي بشارب فَقَالَ بكتوه التبكيت التقريع بِاللِّسَانِ مثل أَن يُقَال لَهُ مَا استحييت. قَوْله من بكر وابتكر قَالَ ابْن قُتَيْبَة لَيْسَ المُرَاد بِهِ الْغَدَاة إِنَّمَا الْمَعْنى جَاءَ من أول الْوَقْت. وَمِنْه بَكرُوا بِصَلَاة الْعَصْر. وَمثله لَا يزَال النَّاس بِخَير مَا بَكرُوا بِصَلَاة الْمغرب. وَقَوله فابتكر أَي أدْرك أول الْخطْبَة وأولها بكورتها وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِنَّمَا هُوَ تَكْرِير للْمُبَالَغَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 واستسلف الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَالله بكرا الْبكر الفتي من الْإِبِل فَهُوَ بِمَنْزِلَة الْغُلَام. فِي الحَدِيث لَا تعلمُوا أبكار أَوْلَادكُم كتب النَّصَارَى أَي أحداثهم. فِي الحَدِيث كَانَت ضربات عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مبتكرات لَا عونا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي مَعْنَاهُ أَنه كَانَ يقتل بالضربة الْوَاحِدَة وَلَا يحْتَاج أَن يُعِيد الضَّرْبَة. وَقَالَ رجل لأبي مُوسَى مَا قلت هَذِه الْكَلِمَة وَلَقَد خشيت أَن تبكعني بهَا أَي تستقبلني بهَا يُقَال بكعت الرجل إِذا استقبلته بِمَا يكره وَهُوَ نَحْو التبكيت. فِي الحَدِيث فبكعه بِالسَّيْفِ أَي ضربه ضربا مُتَتَابِعًا. فِي الحَدِيث فتباك النَّاس عَلَيْهِ أَي ازدحموا. وَسميت بكة لازدحام النَّاس فِيهَا وَهِي مَكَان الطّواف وَقيل بكة هِيَ مَكَّة. بَاب الْبَاء مَعَ اللَّام قَالَ عمر لرجل قطع سَمُرَة أَلَسْت ترعى بلتها وَهُوَ نور الْعضَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 قبل أَن ينْعَقد. كَانَ رَسُول الله أَبْلَج الْوَجْه أَي مشرق الْوَجْه مسفره قَالَ النَّضر الأبلج الَّذِي وضح مَا بَين عَيْنَيْهِ وَلَيْسَ بمقرون الحاجبين. وَقَوْلهمْ الْحق أَبْلَج أَي وَاضح. وَفِي الحَدِيث لَيْلَة الْقدر بلجة أَي مشرقة. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن من وَرَائِكُمْ بلَاء مبلجا وَهُوَ من قَوْلهم بلج الرجل إِذا انْقَطع من الإعياء فَلم يقدر أَن يَتَحَرَّك وَمثله من أصَاب دَمًا حَرَامًا فقد بلج أَي انْقَطع بِهِ. وَفِي الحَدِيث استنفرتهم فبلحوا عَلّي أَي أَبَوا. فِي الحَدِيث من أحب أَن يرق قلبه فليدمن أكل البلس وَهُوَ التِّين وَفِي رِوَايَة البلس وَهُوَ العدس وَيُقَال لَهُ البلس أَيْضا. قَالَ جَابر عقلت الْجمل فِي نَاحيَة البلاط البلاط كل شَيْء فرشت بِهِ الْمَكَان من حجر وَغَيره ثمَّ يُسمى بِهِ الْمَكَان بلاطا. قَالَ رؤبة لرجل قد بلغ الشيب فِي رَأسك أَي ظهر. قَالَت عَائِشَة لعَلي يَوْم الْجمل قد بلغت منا البلغين أَرَادَت أَن الْحَرْب قد بلغت كل مبلغ وَهَذَا مثل قَوْلهم لقِيت البرحين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 قَوْله الْيَمين الكاذبة تدع الديار بَلَاقِع أَي فارغة لذهاب المَال وشتات الشمل وَقَالَ النَّضر البلقعة الأَرْض الَّتِي لَا شجر بهَا. فِي الحَدِيث شَرّ النِّسَاء البلقعة وَهِي الخالية من الْخَيْر. قَوْله بلوا أَرْحَامكُم أَي صلوها وندوها وهم يَقُولُونَ للقطيعة يبس قَالَ الشَّاعِر: (فَلَا توبسوا بيني وَبَيْنكُم الثرى ... فَإِن الَّذِي بيني وَبَيْنكُم مثرى) فِي حَدِيث زَمْزَم هِيَ لشارب حل وبل فِي البل ثَلَاثَة أَقْوَال. أَحدهَا أَنه إتباع وَالثَّانِي أَنه الْمُبَاح بلغَة حمير. وَالثَّالِث أَنه الشِّفَاء بل من مَرضه قَالَ الزّجاج يُقَال بل وأبل يبل ويبل بلولا وإبلالا. فِي الحَدِيث إِن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا قَالَ أَبُو عبيد يُقَال بللت للرجم بِلَا وبلالا. وَفِي الحَدِيث عَذَاب هَذِه الْأمة البلابل قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي البلابل وساوس الصُّدُور. فِي حَدِيث حُذَيْفَة لتبتلن إِمَامًا غَيْرِي أَو لتصلن وحدانا أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 فِي الحَدِيث لَا تبلنا إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحسن أَي لَا تمتحنا. فِي الحَدِيث أَكثر أهل الْجنَّة البله قَالَ الْأَزْهَرِي هم الَّذين طبعوا عَلَى الْخَيْر وَلَا يعْرفُونَ الشَّرّ. قَوْله بله مَا اطلعتم عَلَيْهِ أَي دع مَا اطلعتم عَلَيْهِ وَقيل سُوَى مَا أطعتهم عَلَيْهِ. فِي الحَدِيث إِذا كَانَ النَّاس بِذِي بلَى وَفِي لفظ بِذِي بليان يَعْنِي إِذا كَانُوا طوائف وفرقا من غير إِمَام. قَوْله هَؤُلَاءِ فِي الْجنَّة وَلَا أُبَالِي حَكَى الْأَزْهَرِي عَن جمَاعَة الْعلمَاء أَنهم قَالُوا لَا أكره. قَوْله تبقى حثالة لَا يبالهم الله بالة أَي لَا يُبَالِي بهم والبالة مصدر كالمبالاة فَتَقول بَال بالشَّيْء بالة ومبالاة. بَاب الْبَاء مَعَ النُّون فِي الحَدِيث إِن للمدينة بنة أَي ريحًا طيبَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 وَقَالَ عَلّي للأشعث إِنِّي لأجد بنة الْغَزل مِنْك نِسْبَة إِلَى النساجة. قَالَت عَائِشَة بسطنا لرَسُول الله بِنَاء أَي نطعا. فِي صفة امْرَأَة إِذا قعدت تبنت أَي فرجت رِجْلَيْهَا وَذَلِكَ لضخم ركبهَا وَيحْتَمل أَن يُقَال صَارَت كالمبناة وَهِي الْقبَّة من أَدَم لسمنها وَكَثْرَة لَحمهَا. وَقَالَ عمر هَل شرب الْجَيْش فِي البنيات الصغار يَعْنِي الأقداح الصغار. بَاب الْبَاء مَعَ الْوَاو قَوْله أَبُوء بنعمتك وأبوء بذنبي أَي أقرّ بذلك وألزمه نَفسِي وَمثله قَوْله فقد بَاء بهَا أَحدهمَا أَي التزمها وَرجع بهَا. وَمِنْه بؤ للأمير بذنبك. وَقَوله فِي الْمَدِينَة هَا هُنَا المتبوأ يعين الْمنزل. وَمِنْه فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 وَمِنْه قَوْله عَلَيْكُم بِالْبَاءَةِ والباءة الْمنزل ثمَّ قيل لعقد النِّكَاح باءة لِأَن من تزوج امْرَأَة بوأها منزلا وَيُقَال للجماع باءة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال بَاء وباءة وباة. فِي الحَدِيث الْجِرَاحَات بَوَاء أَي مُتَسَاوِيَة فِي الْقصاص فَلَا يُؤْخَذ الْجَارِح إِلَّا بِمثل جراحته. فِي الحَدِيث كَانَ بَين حيين قتال وَكَانَ لأَحَدهمَا طول عَلَى الآخر فَقَالُوا لَا نرضى حَتَّى يقتل بِالْعَبدِ منا الْحر مِنْهُم وَأمرهمْ رَسُول الله أَن يتباءوا. قَالَ أَبُو عبيد كَذَا رُوِيَ لنا يتباءوا عَلَى وزن يتباغوا وَالصَّوَاب يتباؤوا عَلَى وزن يتباوعوا وَالْمرَاد يتساووا. فِي الحَدِيث ثمَّ هبت ريح فِيهَا برق متبوح أَي متألق يُقَال انباج ينباج إِذا انفتق فِي الحَدِيث لَيْسَ للنِّسَاء من باحة الطَّرِيق شَيْء أَي من وَسطهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 فِي الحَدِيث إِلَّا أَن تكون مَعْصِيّة بواحا أَي جهارا. فِي الحَدِيث فَأُولَئِك قوم بور أَي هلكى. وَفِي كِتَابه صلى الله عليه وسلم لأكيدر وَأرَى لكم البور وَهِي الأَرْض الَّتِي لم تزرع. فِي الحَدِيث كُنَّا نبور أَوْلَادنَا بحب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَي نجربهم. فِي الحَدِيث كَانَ لَا يرَى بَأْسا بِالصَّلَاةِ عَلَى البوري هِيَ البوري والبارية والبورياء وَيُقَال لأهل الْجنَّة إِن لكم أَن تنعموا فَلَا تبتئسوا المبتئس الحزين وَيروَى تبؤسوا من الْبُؤْس. وَأَرَادَ عمر أَن يسْتَعْمل سعيد بن الْعَاصِ فباص مِنْهُ أَي هرب وَمثله ناص وَفِي الحَدِيث قد كَانَ ينباص عَنهُ الظل أَي ينقبض. فِي الحَدِيث إِذا تقرب عَبدِي مني بوعا البوع هُوَ الباع. فِي الحَدِيث كَانَت أَرض الْمَدِينَة بوغاء البوغاء الرخوة كَأَنَّهَا ذريرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 قَوْله لَا يَأْمَن جَاره بوائقه أَي غوائله وسره والبائقة الداهية. فِي الحَدِيث أَن رجلا باك عينا البوك تثوير المَاء يُقَال باك القنى يبوكها بوكا وَمِنْه باتوا يبوكون حسن تَبُوك بقدح وَلذَلِك سميت تَبُوك أَي حركوه بِإِدْخَال السهْم فِيهِ ليخرج المَاء. وَكَانَت لِابْنِ عمر بندقة من مسك يبلها ثمَّ يبوكها بَين راحتيه وَهِي أَن يديرها بَين الراحتين. وَقَالَ رجل لرجل إِنَّك تَبُوك هَذِه الْمَرْأَة فَأمر عمر بن عبد الْعَزِيز بضربه قَالَ أَبُو عبيد هَذِه كلمة أَصْلهَا فِي ضراب الْبَهَائِم فَرَأَى ذَلِك قذفا. بَاب الْبَاء مَعَ الْهَاء فِي الحَدِيث فَحلبَ حَتَّى علاهُ الْبَهَاء أَي بهاء اللَّبن وَهُوَ وبيض رغوته قَالَ ابْن مَسْعُود أَي النَّاس بهأوا بِهَذَا الْمقَام أَي أنسوا بِهِ حَتَّى قلت هيبته فِي صُدُورهمْ يُقَال بهأت بِهِ إبهاء. وَمثله قَول يُونُس بن عبيد عَلَيْك بِكِتَاب الله فَإِن النَّاس قد بهأوا بِهِ. فِي الحَدِيث تنْتَقل الْعَرَب بأبهائها إِلَى ذِي الخلصة أَي ببيوتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 رفع إِلَى عمر غُلَام ابتهر جَارِيَة فِي شعره الابتهار أَن يقذفها بِنَفسِهِ كَاذِبًا فَإِن كَانَ صَادِقا فَهُوَ الابتيار. وَمِنْه حَدِيث الْعَوام بن حَوْشَب الابتهار بالذنب أعظم من ركُوبه وَهُوَ أَن يَقُول فعلت متبجحا بذلك. فِي حَدِيث طَلْحَة أَنه ترك مائَة بهار قَالَ الْفراء البهار ثلثمِائة رَطْل وَقَالَ الْأَزْهَرِي البهار مَا يحمل عَلَى الْبَعِير بلغَة أهل الشَّام. فِي الحَدِيث سَار حَتَّى ابهار اللَّيْل قَالَ الْأَصْمَعِي يَعْنِي انتصف وبهرة كل شَيْء وَسطه. قَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير ابهيرار اللَّيْل طُلُوع نجومه إِذا تتامت لِأَن اللَّيْل إِذا أقبل أَقبلت فحمته فَإِذا استنارت النُّجُوم ذهبت تِلْكَ الفحمة. وَفِي حَدِيث فَلَمَّا أبهر الْقَوْم أَي صَارُوا فِي بهرة البهار أَي فِي وَسطه قَوْله هَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري قَالَ أَبُو عبيد الْأَبْهَر عرق مستبطن الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع لم تكن مَعَه حَيَاة. وَفِي الحَدِيث وَقع عَلَيْهِ البهر وَهُوَ الربو من شدَّة السَّعْي. فِي حَدِيث الْحجَّاج أَنه أُتِي بجراب لُؤْلُؤ بهرج أَي رَدِيء وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أحْسنه بجراب لُؤْلُؤ بهرج أَي عدل بِهِ عَن الطَّرِيق المسلوك خوفًا من العشار وَأخذ بِهِ فِي الطَّرِيق البهرج قَالَ ابْن فَارس أَرض بهرج إِذا لم يكن لَهَا من يحميها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 وَفِي حَدِيث أبي محجن إِمَّا إِن بهرجتني فَلَا أشربها أبدا يَعْنِي الْخمر وَالْمعْنَى إِذا هددتني بِإِسْقَاط الْحَد عني فِي الحَدِيث أُتِي بشارب فخفق بالنعال وبهز بِالْأَيْدِي البهز الدّفع العنيف كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يدلع لِسَانه لِلْحسنِ فَإِذا رَآهُ بهش إِلَيْهِ أَي هش إِلَيْهِ واشتهى تنَاوله وَسَأَلَ رجل ابْن عَبَّاس عَن حَيَّة قَتلهَا فَقَالَ هَل بهشت إِلَيْك هَل أَقبلت إِلَيْك تريدك وَفِي الحَدِيث أَمن أهل البهش أَنْت وهم أهل الْحجاز وَبِه منبت البهش وَهُوَ رطب الْمقل ويابسه وَمِنْه أَن أَبَا مُوسَى لم يكن من أهل البهش أَي لم يكن حجازيا فِي الحَدِيث عَلَيْهِ بهلة الله أَي لعنته وَفِيه لُغَة ضم الْبَاء وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس من شَاءَ باهلته قَوْله يحْشر النَّاس عُرَاة بهما قَالَ أَبُو عَمْرو البهم وَاحِدهَا بهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالط لَونه لون آخر وَقَالَ أَبُو عبيد المُرَاد أَنهم يحشرون بأجساد مصححة لخلود الْأَبَد لَيْسَ فِيهَا آفَة من عَمى وعرج وَغَيره وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا نزلت بِهِ إِحْدَى المبهمات كشفها وَهِي الْمسَائِل المعضلات الشاقة فقد أبهمت عَن الْبَيَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن قَوْله تَعَالَى {وحلائل أَبْنَائِكُم الَّذين من أصلابكم} وَلم يبين أَدخل بهَا الابْن أم لَا فَقَالَ ابْن عَبَّاس أبهموا مَا أبهم الله. قَالَ الْأَزْهَرِي رَأَيْت كثيرا من أهل الْعلم يذهبون بِهَذَا إِلَى إِبْهَام الْأَمر وَهُوَ إشكاله وَهُوَ غلط وَإِنَّمَا قَوْله {حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم} إِلَى قَوْله {وَبَنَات الْأَخ} هَذَا كُله يُسمى التَّحْرِيم الْمُبْهم لِأَنَّهُ لَا يحل بِوَجْه من الْوُجُوه وَإِنَّمَا أَرَادَ ابْن عَبَّاس أَن هَذَا أَمر مُبْهَم التَّحْرِيم أَي لَا وَجه فِيهِ غير التَّحْرِيم سَوَاء دَخَلْتُم بِالنسَاء أم لم تدْخلُوا بِهن وَأُمَّهَات نِسَائِكُم مُحرمَات من جَمِيع الْجِهَات فَأم الربائب فأمرهن لَيْسَ بمبهم لِأَنَّهُ لم يدْخل بأمهاتهن لم يحرمن لِأَن لَهُنَّ وَجْهَيْن أحللن فِي أَحدهمَا وحرمن فِي الآخر فَإِذا دخل بأمهات الربائب حرمن وَإِن لم يدْخل بِهن لم يحرمن فَهَذَا تَفْسِير الْمُبْهم الَّذِي أَرَادَ ابْن عَبَّاس. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا سجد لَو شَاءَت بهمة أَن تمر بَين يَدَيْهِ لمرت البهمة وَاحِدَة البهم وَهِي صغَار الْغنم وَالْمعْنَى لَو شَاءَت أَن تدخل تَحت يَدَيْهِ لشدَّة رَفعه إِيَّاهَا فِي السُّجُود. فِي الحَدِيث خَرجُوا بدريد بن الصمَّة يتبهنون بِهِ قد قيل إِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 الرَّاوِي غلط فِي الصَّحِيحَيْنِ قَولَانِ أَحدهمَا يتبهنون أَي يتبخترون فِي الْمَشْي وَالثَّانِي يتيمنون بِهِ. فِي الحَدِيث قَالَ رجل لما فتحت مَكَّة أبهوا الْخَيل أَي عطلوها من الْغَزْو قَالَه أَبُو عبيد. وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّاء الْبَرْبَرِي إِنَّمَا المُرَاد وَسعوا لَهَا فِي الْعلف وأريحوها لَا عطلوها من الْغَزْو وَمِنْه بهو الْبَيْت. بَاب الْبَاء مَعَ الْيَاء بشر خَدِيجَة بِبَيْت من قصب وَهُوَ أحد الْبيُوت. وَقَالَت عَائِشَة تزَوجنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى بَيت قِيمَته خَمْسُونَ درهما أَي عَلَى مَتَاع بَيت. قَوْلهم حياك الله وبياك قَالَ الْفراء أصل بياك بوأك فَخفف وقلب وَمَعْنى بوأك أسكنك منزلا فِي الْجنَّة وهيأه لَك وَقَالَ غَيره بياك عجل لَك مَا تحب وَقَالَ آخر بياك تغمدك بالتحية. وَقَالَ آخر استقبلك بِمَا تُرِيدُ. وَقَول الْعَبَّاس حَتَّى احتوى بَيْتك الْمُهَيْمِن أَرَادَ بِالْبَيْتِ الشّرف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 قَوْله حَتَّى يكون الْبَيْت بالوصيف أَرَادَ بِالْبَيْتِ الْقَبْر. وَسُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن أهل الدَّار يبيتُونَ أَي يصابون لَيْلًا. فِي الحَدِيث حَتَّى إِذا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ الْبَيْدَاء مفازة لَيْسَ فِيهَا شَيْء. قَوْله بيد أَنِّي من قُرَيْش أَي غير. وَمثله بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب قبلنَا قَالَ أَبُو عبيد الْمَعْنى غير أَنهم وَعَلَى أَنهم. وَفِي الحَدِيث وَبعث البيادقة وهم الرجالة. وَسُئِلَ سعد عَن السلت بالبيضاء فكرهه والبيضاء هَا هُنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 الْحِنْطَة وَيُقَال لَهَا السمراء أَيْضا. وَفِي ذكر حمير كَانَت لَهُم الْبَيْضَاء والسوداء وَفَارِس الْحَمْرَاء والجزية الصَّفْرَاء المُرَاد بالبيضاء الخراب وبالسوداء العامر وَأَرَادَ بِفَارِس الْحَمْرَاء الْعَجم والجزية الصَّفْرَاء الذَّهَب وَكَانُوا يجتبون الْخراج ذَهَبا. فِي الحَدِيث حَتَّى يستبيح بيضتهم أَي جَمَاعَتهمْ وأصلهم وَتقول الْعَرَب فلَان بَيْضَة الْبَلَد يمدحه بذلك وتقوله للذم فَمن الْمَدْح قَول امْرَأَة ترثي عَمْرو بن عبد ود حِين قَتله عَلّي بن أبي طَالب (لَو كَانَ قَاتل عَمْرو غير قَاتله ... بكيته مَا أَقَامَ الرّوح فِي جَسَدِي) (لَكِن قَاتله من لَا يعاب بِهِ ... وَكَانَ يدع قَدِيما بَيْضَة الْبَلَد) وَمن الذَّم قَول أعرابية ترثي بنيها (لهفي عَلَيْهِم لقد أَصبَحت بعدهمْ ... كَثِيرَة الْهم وَالْأَحْزَان والكمد) (قد كنت قبل مناياهم بمغبطة ... فصرت مُفْردَة كبيضة الْبَلَد) فالبيضة الممدوحة الَّتِي تصونها النعامة وتحفظها لِأَن فِيهَا فرخا وَفِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 المذمومة قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا بَيْضَة النعامة إِذا انفلقت عَن فرخها فَإِنَّهَا تدمي بهَا وَالثَّانِي أَنَّهَا الْبَيْضَة الَّتِي قَامَت عَنْهَا النعامة وتركتها فَلَا خير فِيهَا. قَوْله البيعان بِالْخِيَارِ يُرِيد البَائِع وَالْمُشْتَرِي يُقَال لكل وَاحِد مِنْهُمَا بيع وبائع وَقَالَ أَبُو عبيد من حُرُوف الأضداد يُقَال بَاعَ من غَيره وَبَايع إِذا اشْتَرَى. وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه كَانَ لَا يمر بسقاط وَلَا صَاحب بيعَة إِلَّا سلم عَلَيْهِ السقاط الَّذِي يَبِيع السقط والبيعة من البيع كالركبة والقعدة. قَوْله لَا يتبيغ بأحدكم الدَّم فيقتله قَالَ اللَّيْث التبيغ ثورة الدَّم يُقَال تبيغ بِهِ الدَّم إِذا غَلبه. قَوْله إِلَّا أَن التبين من الله يَعْنِي التثبت. قَوْله إِن من الْبَيَان لسحرا وَهُوَ إِظْهَار الْمَقْصُود بأبلغ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 لفظ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَعْنَاهُ أَنه قد يبلغ من بَيَان ذِي الفصاحة أَنه يمدح الْإِنْسَان بِصدق حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله ثمَّ يذمه فَيصدق حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله فَكَأَنَّهُ سحر السامعين بذلك. فِي حَدِيث النُّعْمَان بن بشير أَن رَسُول الله قَالَ لِأَبِيهِ هَل أبنت كل وَاحِد مِنْهُم بِمثل الَّذِي أبنت هَذَا أَي هَل أَعْطَيْت كل وَاحِد مِنْهُم مَا تبينه بِهِ وَالِاسْم البائنة قَالَ أَبُو زيد لَا تكون البائنة إِلَّا من الْوَالِدين أَو أَحدهمَا. وَمِنْه قَول أبي بكر لعَائِشَة إِنِّي كنت قد أبنتك بنحل فِي الحَدِيث شبهت وُقُوع السيوف بِوُقُوع البيارز عَلَى المواجن البيارز العصي والمواجن الْخشب الَّذِي يدق عَلَيْهِ الْقصار. كَانَت أم عَطِيَّة لَا يذكر رَسُول الله إِلَّا قَالَت بيبا وَهِي لُغَة فِي قَوْلهم بِأبي أبدلت الْهمزَة يَاء. بَاب الْبَاء وَحدهَا جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله فَذكر لَهُ أَن رجلا ظَاهر من امْرَأَته فَقَالَ لَعَلَّك بذلك أَي لَعَلَّك صَاحب الْأَمر. أُتِي عمر بِامْرَأَة قد فجرت فَقَالَ من بك أَي من الْفَاعِل بك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وَكَانَ ابْن عمر إِذا أصَاب الْغَرَض قَالَ أَنا بهَا أَي أَنا صَاحبهَا. قَوْله من تَوَضَّأ فِيهَا ونعمت أَي فبالرخصة أَخذ. قَوْله الطَّلَاق بِالرِّجَالِ أَي يعْتَبر بِالرِّجَالِ فالحرة تَحت الْمَمْلُوك تبين بطلقتين والمملوكة تَحت الْحر لَا تبين إِلَّا بِثَلَاث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 كتاب التَّاء بَاب التَّاء مَعَ الْألف فِي الحَدِيث أَن رجلا أَتَاهُ فأتأر النّظر إِلَيْهِ أَي أحده. فِي حَدِيث الصِّرَاط فيمر الرجل كشد الْفرس التئق الْجواد يَعْنِي الممتلئ نشاطا يُقَال أتأقت الْإِنَاء إِذا ملأته. بَاب التَّاء مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث الذَّهَب بِالذَّهَب تبرها وعينها التبر يُقَال لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّة مَا لم تطبعا قَالَ الْأَزْهَرِي التبر يَقع عَلَى جَمِيع جَوَاهِر الأَرْض قبل أَن يصاغ مِنْهَا النّحاس والصفر والشبة والزجاج وَيُقَال للقطعة مِنْهَا تبرة مَا لم تطبع فَإِذا طبع سمي عينا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 قَوْله إِذا أتبع أحدكُم عَلَى مَلِيء فَليتبعْ الْمَعْنى إِذا أُحِيل فَليَحْتَلْ. فِي الحَدِيث اشْتَرَى رجل معدنا بِمِائَة شَاة مُتبع أَي يتبعهَا أَوْلَادهَا. وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله مَا المَال الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تبعة من طَالب وضيف فَقَالَ نعم المَال أَرْبَعُونَ وَالْكثير سِتُّونَ يُرِيد لَيْسَ فِيهِ مَا يتبعهُ ويحمله من نَوَائِب الْحُقُوق. فِي حَدِيث معَاذ فِي كل ثَلَاثِينَ تبيع التبيع ولد الْبَقَرَة أول سنة. قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ اتبعُوا الْقُرْآن وَلَا يتبعنكم أَي اجعلوه إِمَامًا ثمَّ اُتْلُوهُ وَلَا تتركوا الْعَمَل بِهِ فَيكون وراءكم يطالبكم بتضييعه. قَالَ أَبُو وَاقد رابعنا الْأَعْمَال فَلم نجد أبلغ من الزّهْد أَي أحكمناها معرفَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 فِي الحَدِيث إِن الرجل يتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ يتَبَيَّن فِيهَا يهوي بهَا فِي النَّار. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ إغماض الْكَلَام والجدل فِي الدَّين. قَالَ سَالم بن عبد الله كُنَّا نقُول فِي الْحَامِل إِذا مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا ينْفق عَلَيْهَا من جَمِيع المَال تبنتم مَا تبنتم أَي أدققتم النّظر فقلتم ينْفق عَلَيْهَا من نصِيبهَا وَهِي التبانة والطبانة ومعناهما دقة النّظر وَشدَّة الفطنة يُقَال رجل تبن وطبن وإتبان الشُّعَرَاء فطنتهم. بَاب التَّاء مَعَ التَّاء فِي الحَدِيث لَا تتابعوا فِي الْكَذِب التَّتَابُع فِي الشَّرّ والتتابع فِي الْخَيْر. بَاب التَّاء مَعَ الْجِيم فِي الحَدِيث فَاتَت الْجَمَاعَة رجلا فَقَالَ من يتجر عَلَى هَذَا أَي يطْلب الْأجر بِالصَّلَاةِ مَعَه. وَمثله فِي الْأَضَاحِي كلوا وَاتَّجرُوا أَي اطْلُبُوا الْأجر بِالصَّدَقَةِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 عَنْهَا وَقَالَ الْخطابِيّ الصَّوَاب ايتجروا. فِي الحَدِيث أعد للفقر جفافا التجفاف مَا جلل بِهِ الْفرس فِي الْحَرْب وَغَيرهَا من حَدِيد وَغَيره والمجفف من الْخَيل الَّذِي عَلَيْهِ التجافيف. بَاب التَّاء مَعَ الْحَاء التَّحِيَّات لله قَالَ أَبُو عبيد التَّحِيَّة الْملك وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم التَّحِيَّة السَّلامَة من الْمنية والآفات وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كَانَ الْمُلُوك يحيون بتحيات مُخْتَلفَة فَيُقَال لبَعْضهِم اسْلَمْ وانعم ولبعضهم أَبيت اللَّعْن فَقيل لنا قُولُوا التَّحِيَّات لله أَي الْأَلْفَاظ الَّتِي تدل عَلَى الْملك ويكنى بهَا عَن الله. فِي الحَدِيث وَتظهر التحوت وهم أراذل النَّاس. بَاب التَّاء مَعَ الْخَاء مَلْعُون من غير تخوم الأَرْض وَهِي المعالم وَالْحُدُود يغيرها ليدْخل فِي أرضه مَا لَيْسَ لَهُ. قَالَ أَبُو عبيد أَصْحَاب الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ التخوم بِفَتْح التَّاء ويجعلونه وَاحِدًا وَأهل الشَّام يضمون التَّاء وَالْوَاحد مِنْهَا تخم. بَاب التَّاء مَعَ الرَّاء قَوْله عَلَيْك بِذَات الدَّين تربت يداك أَي افْتَقَرت قَالَ أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 عبيد وَلم يرد بِهِ الدُّعَاء لَكِنَّهَا كلمة جَارِيَة عَلَى أَلْسِنَة الْعَرَب يَقُولُونَهَا وَلَا يُرِيدُونَ وُقُوع ذَلِك قَالَ وَقد قَالَ قوم تربت استغنت وَهَذَا خطأ لَا يجوز وَقَالَ ابْن عَرَفَة تربت يداك إِن لم تفعل. قَوْله خلق الله التربة يَوْم السبت يَعْنِي الأَرْض. فِي الحَدِيث فَقَالَ لِترْجُمَانِهِ الترجمان الْمعبر. وَنَهَى عَن لبس القسي المترج قَالَ الْأَزْهَرِي المترج المشبع حمرَة. فِي الحَدِيث ربعَة من الرِّجَال تار التار الممتلئ. وَأتي ابْن مَسْعُود بسكران فَقَالَ ترتروه وَفِي لفظ تلتلوه ومزمزوه. قَالَ أَبُو عمر هُوَ أَن يُحَرك ويستنكه ليظْهر مِنْهُ ريح مَا شرب. قَالَ أَبُو عبيد الترترة والتلتلة والمزمزة التحريك ليوجد مِنْهُ الرّيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 قَالَ مُجَاهِد لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر التراز وَهُوَ موت الْفجأَة. فِي الحَدِيث لَو وزن خوف الْمُؤمن ورجاؤه بميزان تريص لم يزدْ أَحدهمَا أَي مُحكم مستو. قَوْله منبري عَلَى ترعة فِيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنَّهَا الرَّوْضَة تكون عَلَى الْمَكَان الْمُرْتَفع خَاصَّة فَإِذا كَانَت فِي الْمَكَان المطمئن فَهِيَ رَوْضَة قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَنَّهَا الدرجَة وَالثَّالِث الْبَاب حَكَاهُمَا الْأَزْهَرِي. قَوْله لَا تجَاوز تراقيهم الترقوة الْعظم المشرف فِي أَعلَى الصَّدْر وهما ترقوتان وَالْجمع تراقي. قَوْله إِن فِي عَجْوَة الْعَالِيَة ترياق الترياق مَا يسْتَعْمل لدفع السم وَهُوَ رومي مُعرب وَيُقَال درياق وطرياق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 قَالَ الْحسن لله ترائك فِي خلقه يَعْنِي أمورا أبقاها فِي الْعباد من الأمل والغفلة. فِي الحَدِيث جَاءَ الْخَلِيل إِلَى مَكَّة يطْلب تركته يَعْنِي وَلَده الَّذِي تَركه. بَاب التَّاء مَعَ السِّين فِي الحَدِيث فَأَمرهمْ أَن يمسحوا عَلَى التساخين قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الجوارب. وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن عَاشُورَاء فَقَالَ التَّاسِع قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ تَأَول فِيهِ عشر الْورْد فَإِنَّهَا تِسْعَة أَيَّام يَقُول الْعَرَب وردن الْإِبِل عشرا إِذا وَردت يَوْم التَّاسِع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 بَاب التَّاء مَعَ الْعين فِي الحَدِيث وَقَامَ تعار وَهُوَ جبل. قَوْله وَالَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن ويتعتع فِيهِ التعتعة التَّرَدُّد فِي الشَّيْء والتبلد. تعس مسطح الْمَعْنى عثر وانكب فِيهِ لُغَتَانِ فتح الْعين وَكسرهَا. فِي الحَدِيث أهدوا إِلَيْهِ التعضوض وَهُوَ ضرب من التَّمْر. بَاب التَّاء مَعَ الْغَيْن فِي الحَدِيث لَا تقبل شَهَادَة ذِي تغبة. قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الْفَاسِد فِي دينه وَسُوء أَفعاله والتغب الْقَبِيح فِي دينه وَاحِدهَا تغبة. فِي حَدِيث الضَّحَّاك أَنه ولد وَهُوَ متغر. قَالَ شمر الاتغار يكون فِي النَّبَات والسقوط فَمن النَّبَات حَدِيث الضَّحَّاك ولد وَهُوَ متغر وَمن السُّقُوط حَدِيث إِبْرَاهِيم كَانُوا يحبونَ أَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 يعلمُوا الصَّبِي الصَّلَاة إِذا اتغر. قَالَ شمر وَهَذَا عِنْدِي بِمَعْنى السُّقُوط يدل عَلَيْهِ قَول إِبْرَاهِيم إِذا تغر وتغر لَا يكون إِلَّا بِمَعْنى السُّقُوط. وَقَالَ جَابر لَيْسَ فِي سنّ الصَّبِي شَيْء مَا لم يتغر يَعْنِي ينْبت بعد السُّقُوط. وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِذا وَقع مقدم الْفَم من الصَّبِي قيل اتغر بِالتَّاءِ فَإِذا قلع من الرجل المسن قيل قد ثغر بالثاء فَهُوَ مثغور قَالَ أَبُو زيد إِذا سَقَطت رواضع الصَّبِي قيل قد ثغر فَهُوَ مثغور فَإِذا نَبتَت بعد السُّقُوط قيل أثغر بِالتَّشْدِيدِ واثغر. بَاب التَّاء مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث تفل فِيهِ وَهُوَ نفخ مَعَه ريق. وليخرجن تفلات الْمَعْنى ليخرجن كالمنتنات الرّيح لترك الطّيب. وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الشَّمْس تنفل الرّيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 وَوصف ابْن مَسْعُود الْقُرْآن فَقَالَ لَا يتفه وَهُوَ من الشَّيْء التافه وَهُوَ الحقير. بَاب التَّاء مَعَ الْقَاف ذكر عَطاء فِي الصَّدَقَة النقدة وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا الكزبرة وَالثَّانِي الكرويا يُقَال نقدة وتقدة. وَقَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ التقردة قَالَ وَأهل الْيمن يسمون الأبزار كلهَا تقردة. بَاب التَّاء مَعَ اللَّام قَالَ ابْن مَسْعُود آل حم من تلادي أَي من أول مَا تعلمت. وَفِي حَدِيث شُرَيْح أَن رجلا اشْتَرَى جَارِيَة وَشرط أَنَّهَا مولدة فَوَجَدَهَا تليدة. قَالَ ابْن قُتَيْبَة التليدة الَّتِي ولدت بِبِلَاد الْعَجم وحملت فَنَشَأَتْ بِبِلَاد الْعَرَب والمولدة الَّتِي ولدت بِبِلَاد الْإِسْلَام. فِي صفة السَّحَاب وأدحضت التلاع أَي جَعلتهَا زلقا والتلاع يُقَال لما انحدر من الأَرْض وَلما أشرف. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء وَتَرَكُوك لمتلك أَي لمصرعك. فِي الحَدِيث جَاءَ بِنَاقَة كوماء فتلها أَي أناخها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 قَوْله أتيت بمفاتح الخزائن فتلت فِي يَدي أَي صبَّتْ. وَفِي حَدِيث آخر فتله فِي يَده أَي وَضعه فِي يَده. وَأتي ابْن مَسْعُود بسكران فَقَالَ تلتلوه وَقد سبق. قَالَ ابْن عمر لرجل خُذْهَا تلان مَعَك أَي الْآن وَهِي لُغَة مَعْرُوفَة تزاد التَّاء فِي الْآن وَفِي حِين. فِي الحَدِيث لم يتلعثم أَي لم يتمكث وَلم ينْتَظر. فِي الحَدِيث لَا دَريت وَلَا تليت كَذَا الرِّوَايَة وَمَعْنَاهُ لَا تَلَوت أَي لَا قَرَأت من تَلا يَتْلُو إِنَّمَا قيل تليت ليزدوج الْكَلَام كَمَا قَالُوا الغدايا والعشايا ذكره الْأَزْهَرِي وَقَالَ يُونُس الصَّوَاب فِي الرِّوَايَة وَلَا أتليت دُعَاء عَلَيْهِ أَن لَا تتلى إبِله أَي لَا يكون لَهَا أَوْلَاد فتتلوها. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الصَّوَاب فِي الرِّوَايَة وَلَا ايتليت من ألوت أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 أطقت أَي لَا اسْتَطَعْت تَدْرِي. بَاب التَّاء مَعَ الْمِيم كَانَ النَّخعِيّ لَا يرَى بَأْسا بالتتمير وَهُوَ صفيف الْوَحْش أَرَادَ أَنه لَا بَأْس أَن يتزوده الْمحرم يُقَال تمرت اللَّحْم تتميرا. فِي الحَدِيث أَن التمائم من الشّرك وَهِي خَرَزَات كَانَت الْعَرَب تعلقهَا عَلَى الصّبيان يَتَّقُونَ بهَا الْعين بزعمهم فَلَمَّا أَرَادوا دفع الْمَقَادِير بذلك كَانَ شركا فِي الحَدِيث الْجذع التم يُجزئ وَهُوَ التَّام بَاب التَّاء مَعَ النُّون فِي الحَدِيث فتنخوا فِي الْإِسْلَام أَي ثبتوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا يُقَال تنخ بِالْمَكَانِ وَقد رُوِيَ نتخوا بِتَقْدِيم النُّون وَالْمعْنَى وَاحِد. فِي الحَدِيث كسفت الشَّمْس فآضت كَأَنَّهَا تنومة. قَالَ أَبُو عبيد هِيَ من نَبَات الأَرْض وَفِي ثَمَرهَا سَواد. قَالَ عمار رَسُول الله تني وتربي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 تن الرجل مثله فِي السن يُقَال هم أتران وأتنان وأسنان قَالَ قَتَادَة كَانَ حميد بن هِلَال أعلم من بِالْبَصْرَةِ غير أَن التناوة أضرت بِهِ. قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ التناية بِالْيَاءِ وَذَاكَ أَنه كَانَ ينزل قَرْيَة وَيتْرك المذاكرة وَفِي رِوَايَة غير أَن النباوة أضرت بِهِ بالنُّون وَالْبَاء قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ طلب الشّرف أضربه وَالْأول أظهر. قَالَ عمر ابْن السَّبِيل أَحَق بِالْمَاءِ من التانئ التانئ الْمُقِيم وَجمع التانئ تناء وَأَرَادَ عمر أَن ابْن السَّبِيل إِذا مر بركية عَلَيْهَا قوم مقيمون فَابْن السَّبِيل أَحَق لِأَنَّهُ مار وهم مقيمون. بَاب التَّاء مَعَ الْوَاو قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَا رَسُول الله مَالك تتوق فِي قُرَيْش قَالَ ابْن جرير تتوق تفعل من التوق إِلَى الشَّيْء وَهُوَ الشوق إِلَيْهِ. وَمن رَوَاهُ تنوق فَإِنَّهُ بِمَعْنى يستجيد من التنيقة. فِي الحَدِيث التولة من الشّرك التَّاء الْمَكْسُورَة غير مَهْمُوزَة وَهُوَ مَا يحبب الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا من السحر. فَأَما التولة بِضَم التَّاء فَهِيَ الداهية وَهل تهمز هَذِه فِيهَا لُغَتَانِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 وَمن هَذِه قَول أبي جهل يَوْم بدر إِن الله أَرَادَ بِقُرَيْش التولة. فِي الحَدِيث الِاسْتِجْمَار تو أَي وتر لِأَنَّهُ ثَلَاث. قَالَ الشّعبِيّ فَمَا مَضَت إِلَّا توة أَي سَاعَة. قَوْله للنِّسَاء أتعجز إحداكن أَن تتَّخذ تومتين وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا مثل الدرة من فضَّة. وَفِي صفة الْكَوْثَر رضراضة التوم يَعْنِي الدّرّ وَالثَّانِي القرط. بَاب التَّاء مَعَ الْهَاء جَاءَ رجل بِهِ وضح إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ انْظُر بطن وَاد لَا منجد وَلَا مُتَّهم فتمعك فِيهِ فَفعل فَلم يزدْ الوضح حَتَّى مَاتَ الْمُتَّهم الَّذِي ينصب مَاؤُهُ إِلَى تهَامَة قَالَ اللَّيْث تهَامَة اسْم مَكَّة والنازل بهَا مُتَّهم. قَالَ الْأَصْمَعِي سَمِعت الْعَرَب يَقُولَن إِذا انجدت من ثنايا عرق فقد أتهمت. قَالَ الْأَزْهَرِي لم يرد رَسُول الله أَن الْوَادي لَيْسَ من نجد وَلَا من تهَامَة وَلكنه أَرَادَ حدا من نجد وتهامة فَلَيْسَ ذَلِك الْموضع من نجد كُله وَلَا من تهَامَة كُله وَلكنه تهام منجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 قَالَ ابْن الْأَعرَابِي نجد مَا بَين العذيب إِلَى ذَات عرق وَإِلَى الْيَمَامَة وَإِلَى الْيمن وَإِلَى جبلي طَيء وَمن المربد إِلَى وجرة وَذَات عرق أول تهَامَة إِلَى الْبَحْر وَجدّة وَالْمَدينَة لَا تهامية وَلَا نجدية فَإِنَّهَا حجاز فَوق الْغَوْر وَدون نجد. وَقَالَ الْبَاهِلِيّ تهَامَة مَا بَين ذَات عرق إِلَى مرحلَتَيْنِ من وَرَاء مَكَّة وَمَا وَرَاء ذَلِك من الْمغرب فَهُوَ غور. بَاب التَّاء مَعَ الْيَاء فِي حَدِيث أبي أَيُّوب أَنه ذكر الغول فَقَالَ قل لَهَا تيسي جعار. قَالَ القتيبي قَوْله تيسي كلمة تقال فِي مَعْنَى الْإِبْطَال للشَّيْء والتكذيب بِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ كذبت يَا جاعرة وجعار مَأْخُوذ من الجعر وَهُوَ الْحَدث وجعار معدول عَن جاعرة قَالَ والعامة تغير هَذَا اللَّفْظ فتبدل من التَّاء ظاء وَمن السِّين زايا. وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَالله لأتيسنهم أَي لأبطلن قَوْلهم. قَوْله فِي التيعة شَاة قَالَ أَبُو عبيد التيعة الْأَرْبَعُونَ من الْغنم. فِي الحَدِيث لَا تتايعوا فِي الْكَذِب كَمَا يتتايع الْفراش فِي النَّار التتايع التهافت فِي الشَّرّ. وَمثله لَوْلَا أَن يتتايع فِيهِ الغيران والسكران والتتابع فِي الْخَيْر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 قَوْله التيمة لصَاحِبهَا وَهِي الشَّاة الزئدة عَلَى الْفَرِيضَة وَقيل هِيَ الدَّاجِن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 كتاب الثَّاء بَاب الثَّاء مَعَ الْألف فِي الحَدِيث شَاة لَهَا ثؤاج وَهُوَ صَوت النعاج. فِي الحَدِيث مَا كنت ابْن ثأداء يَعْنِي الْأمة وَيُقَال دأثاء مقلوب وَالْمعْنَى مَا كنت عَاجِزا لئيما. فِي الحَدِيث رأب الله بِهِ الثأي أَي أصلح بِهِ الْفَاسِد والثأي الْفساد بَين الْقَوْم. بَاب الثَّاء مَعَ الْبَاء قَالَ عمر لَا أَعرفن أحدا انْتقصَ من سبل النَّاس إِلَى مثاباتهم شَيْئا قَالَ النَّضر المثابات الْمنَازل. فِي الحَدِيث وَبَين ذَلِك ثبج أَعْوَج الثبج الْوسط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 وَفِيه وأعطوا الثبجة أَي الْوسط من المَال هَذَا كُله بالتسكين وَأما الثبج بِفَتْح الْبَاء فَهُوَ مَا بَين الْكَاهِل إِلَى الظّهْر وَمِنْه فِي الحَدِيث الأثبج. وَفِي حَدِيث إِن جَاءَت بِهِ أثبج. قَالَ أَبُو بردة رَأَيْت قرحَة مُعَاوِيَة قد ثبرت أَي انفتحت والثبرة النقرة فِي الشَّيْء والهزمة. وَلما ولدت أم حَكِيم بن حزَام فِي الْكَعْبَة أَخذ مَا تَحت مثبرها فَغسل عِنْد حَوْض زَمْزَم المثبر مسْقط الْوَلَد. فِي الحَدِيث مَا ثبر النَّاس أَي بطأ بهم. فِي الحَدِيث كَانَت سَوْدَة امْرَأَة ثبطة أَي بطيئة. قَوْله إِذا مر أحدكُم بحائط فَليَأْكُل وَلَا يتَّخذ ثباتا وَقَالَ أَبُو عَمْرو الثبان الْوِعَاء الَّذِي يحمل فِيهِ الشَّيْء فَإِن حَملته بَين يَديك فَهُوَ ثبان وَإِن حَملته فِي حضنك فَهُوَ خبنة. بَاب الثَّاء مَعَ الْجِيم أفضل الْحَج العج والثج الثج سيلان دِمَاء الْهَدْي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وَفِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة أثجه ثَجًّا. وَفِي حَدِيث أم معبد فَحلبَ فِيهَا ثَجًّا. وَكَانَ ابْن عَبَّاس مثجا أَي أَنه كَانَ يصب الْكَلَام صبا. فِي الحَدِيث وَلَا تثجروا الثجر تفل الْبُسْر يخلط بِالتَّمْرِ فينتبذ. فِي صفة رَسُول الله وَلم تزر بِهِ ثجلة أَي ضخم بطن وَفِي رِوَايَة ثحلة أَي نحول. بَاب الثَّاء مَعَ الدَّال فِي ذكر الْخَوَارِج رجل مثدون الْيَد ومثدن مَعْنَاهُ صَغِير الْيَد مجتمعها بِمَنْزِلَة الثدي وَأَصله مثند فَقدمت الدَّال عَلَى النُّون كَمَا قَالُوا جبذ وجذب. بَاب الثَّاء مَعَ الرَّاء قَوْله إِذا زنت أمة أحدكُم فليجلدها وَلَا يثرب أَي لَا يعنفها وَلَا يقرعها بعد الْحَد. وَنَهَى أَن يُسَمِّي الْمَدِينَة يثرب وسماها طابة. قَالَ الْأَزْهَرِي كره ذكر الثرب لِأَنَّهُ فَسَاد فِي كَلَام الْعَرَب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 وَنَهَى عَن الصَّلَاة إِذا صَارَت الشَّمْس كالأثارب إِذا تَفَرَّقت فَكَانَت فِي مَوَاضِع دون مَوَاضِع. وَمِنْه الحَدِيث الآخر إِن الْمُنَافِق يُؤَخر الْعَصْر حَتَّى إِذا صَارَت كثرب الْبَقَرَة صلاهَا. فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس كل مَا أفرى الْأَوْدَاج غير مثرد قد رَوَاهُ فَقَالُوا كل من الْأكل وَهُوَ خطأ قد رده أَبُو عبيد وَغَيره إِنَّمَا هُوَ كل مَا أَي كل شَيْء أفرى وَقَوله غير مثرد يرْوَى بِكَسْر الرَّاء وَبِفَتْحِهَا والتثريد أَن يذبح بِمَا لَا ينهر الدَّم. فِي ذكر السّنة نقصت لَهَا الثرة قَالَ القتيبي الثرة سَعَة مخرج اللَّبن من الضَّرع. قَوْله أبغضكم إِلَيّ الثرثارون يَعْنِي الَّذين يكثرون الْكَلَام تكلفا وخروجا عَن الْحق. فِي الحَدِيث فَأتي بالسويق فثري أَي بل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 فِي الحَدِيث مَا بعث الله نَبيا بعد لوط إِلَّا فِي ثروة من قومه. قَالَ ابْن قُتَيْبَة الثروة الْعدَد. فِي حَدِيث أم زرع أراح عَلّي نعما ثريا أَي كثيرا. كَانَ ابْن عمر يقعي فِي الصَّلَاة ويثري يثري من الثرى وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يضع يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ بَين السَّجْدَتَيْنِ فَلَا يفارقان الأَرْض حَتَّى يُعِيد السُّجُود وَهَكَذَا يفعل من أقعى وَإِنَّمَا كَانَ يفعل هَذَا لأجل الْكبر. بَاب الثَّاء مَعَ الطَّاء فِي الحَدِيث رَأَى شَيخا ثطا الثط هُوَ الَّذِي عرى وَجهه من الشّعْر إِلَّا طاقات فِي أَسْفَل حنكه وَهُوَ الأثط أَيْضا. وَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَة ترقص صبيها وَتقول. (يمشي الثطا وَيجْلس الهبنقعة ... ) قَالَ ابْن قُتَيْبَة الثطا إفراط الْحمق أَرَادَت أَنه مَشَى مشي الحمقى والهبنقع الأحمق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 بَاب الثَّاء مَعَ الْعين صَلَّى عمر وجرحه يثعب دَمًا أَي يجْرِي. قَالَ ابْن عَبَّاس علمي بِالْقُرْآنِ فِي علم عَلّي كالقرارة فِي المثعنجر القرارة الغدير الصَّغِير والمثعنجر أَكثر مَا فِي الْبَحْر مَاء. فِي الحَدِيث يخرج قوم من النَّار فينبتون كَمَا تنْبت الثعارير قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الثعارير والصعابيس صغَار القثاء وَإِنَّمَا شبه حَالهم بذلك لِأَن القثاء تطول سَرِيعا. وَقَالَ الْأَزْهَرِي الثعارير هَا هُنَا رُؤُوس الطراثيث تكون بيضًا فشبهوا فِي الْبيَاض بهَا وَقد رُوِيَ كَمَا تنْبت التغارير. قَالَ ابْن قُتَيْبَة يُقَال هُوَ مَا حول من فسيل النّخل وَغَيره سمي بذلك لِأَنَّهُ يخول فيغرز وَهُوَ التغريز قَالَ وَرَوَاهُ بَعضهم التغاريز وَهِي الثآليل. فِي الحَدِيث فثع ثعة أَي قاء قيئة. فِي الحَدِيث فَقَامَ يسد ثَعْلَب مربده وَهُوَ الْجُحر الَّذِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 يدْخل مِنْهُ مَاء الْمَطَر. وَفِي صفة الشَّاة لَيْسَ فِيهَا ثعول وَهِي الَّتِي لَهَا زِيَادَة حلمة. بَاب الثَّاء مَعَ الْغَيْن قَوْله لَا أَلفَيْنِ أحدكُم يَجِيء عَلَى رقبته شَاة لَهَا ثُغَاء الثغاء صَوت الشَّاة. قَالَ ابْن مَسْعُود مَا شبهت مَا غبر من الدُّنْيَا إِلَّا بثغب ذهب صَفوه وَبَقِي كدره الثغب الْموضع المطمئن فِي أَعلَى الْجَبَل يستنقع مَاء الْمَطَر. وَمِنْه فِي الحَدِيث وَكَانَ مِنْهَا ثغبة حملت المَاء. فِي الحَدِيث ركز اللِّوَاء عَلَى الثغرة يَعْنِي الثلمة. وَجِيء بِأبي قُحَافَة وَكَانَ رَأسه ثغامة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ نبت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أَبيض الزهر وَالثَّمَر يشبه بَيَاض الشيب بِهِ. بَاب الثَّاء مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث مَاذَا فِي الْأَمريْنِ من الثفاء الصَّبْر الثفاء قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الثفاء الْحَرْف قَالَ اللَّيْث هُوَ الْخَرْدَل بلغَة أهل الْغَوْر قَالَ وَيُقَال أَنه الْخَرْدَل المعلج بالصباغ قَالَ الْأَزْهَرِي أهل الْعرَاق يَقُولُونَ للحروف جب الرشاد. قَوْله فِي الْمُسْتَحَاضَة تستثفر وَهُوَ أَن تسد فرجهَا بِخرقَة مَأْخُوذ من ثفر الدَّابَّة المشدود تَحت الذَّنب. وَمِنْه فِي الحَدِيث فَإِذا نَحن بِرِجَال مستثفرين. قَالَ مُجَاهِد إِذا حضر الْمَسَاكِين الجداد ألقِي إِلَيْهِم من الثفاريق الأَصْل فِي الثفاريق أَنَّهَا الأقماع الَّتِي تلزق بالبسرة وَاحِدهَا ثفرق وَلم يرد القمع هَاهُنَا كَأَنَّهُ أَرَادَ شُعْبَة من الشمراخ. قَالَ فِي غزَاة من كَانَ مَعَه ثقل فليصطنع أَرَادَ الثفل الدَّقِيق وَمَا يشرب. فِي الحَدِيث تكون فتْنَة تكون فِيهَا مثل الْجمل الثفال وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 البطيء أَي لَا تتحرك فِيهَا. فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه غسل يَده بالثفال بتَشْديد الثَّاء وَهُوَ الإبريق. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فتدقهم الْفِتَن دق الرَّحَى بثفالها يُرِيد دقها للحب وَهِي طاحنة والثفال جلدَة تبسط تَحت رَحى الْيَد ليَقَع عَلَيْهَا الدَّقِيق. فِي الحَدِيث فَحمل عَلَى الكتيبة فَجعل يثفنها يُرِيد يطردها. وَقيل لرئيس الْخَوَارِج ذُو الثفات الثفتة مَا ولي الأَرْض من كل ذَات أَربع إِذا برك وَكَأن طول السُّجُود قد أثر فِي ثفناته. بَاب الثَّاء مَعَ الْقَاف قَالَ أَبُو بكر نَحن أثقب النَّاس أنسابا أَي أوضحهم والثاقب المضيء. قَالَ الْحجَّاج إِن كَانَ ابْن عَبَّاس لمثقبا أَي ثاقب الْعلم والشهاب الثاقب النير. فِي حَدِيث الْغَار غُلَام ثقف أَي ذُو فطنة يُقَال رجل ثقف وَامْرَأَة ثقاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 قَوْله إِنِّي تَارِك فِيكُم الثقلَيْن كتاب الله وعترتي فِي تَسْمِيَتهَا بالثقلين قَولَانِ أَحدهمَا أَن الْعَمَل بمقتضاهما ثقيل وَالثَّانِي لعظم قدرهما. وَحج ابْن السَّائِب بن يزِيد فِي ثقل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الثّقل الرحل وَالْمَتَاع. بَاب الثَّاء مَعَ الْكَاف فِي صفة أبي بكر وَعمر أَنَّهُمَا ثكما الْحق أَي بَيناهُ وأوضحاه. وَقَالَ الْأَزْهَرِي ركبا ثكم الطَّرِيق وَهُوَ قَصده. فِي الحَدِيث يحْشر النَّاس عَلَى ثكنهم أَي مَا مَاتُوا عَلَيْهِ وَقيل الثكنة الحفرة. فِي الحَدِيث يدْخل الْبَيْت الْمَعْمُور سَبْعُونَ ألف ملك عَلَى ثكنهم أَي بالرايات والعلامات قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الثكنة الْجَمَاعَة من النَّاس والثكنة الرَّايَة والثكنة الْقَبْر. بَاب الثَّاء مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث لَهُم من الصَّدَقَة الثلب والناب الثلب من الذُّكُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 هُوَ الَّذِي هرم وتكسرت أَسْنَانه وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لست بالثلب الفاني. فِي الحَدِيث شَرّ النَّاس المثلث يَعْنِي السَّاعِي بأَخيه يهْلك نَفسه وأخاه وإمامه. فِي الحَدِيث وَأَنْتُم تثلطون ثلطا الثلط سلح الْفِيل وَنَحْوه وَالْإِشَارَة إِلَى كَثْرَة المآكل وتنوعها ورطوبتها. قَوْله يثلغوا رَأْسِي الثلغ الشدخ وَقَالَ شمر الثلغ فضخك الشَّيْء الرطب بالشَّيْء الْيَابِس حَتَّى ينشدخ. وَكَذَلِكَ قَوْله فيثلغ بهَا رَأسه. فِي الحَدِيث لَا حمى إِلَّا فِي ثَلَاث ثلة الْبِئْر. قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ بثلة الْبِئْر أَن يحتفر الرجل بِئْرا فِي مَوضِع لَيْسَ يملك لأحد فَيكون لَهُ من حوالي الْبِئْر من الأَرْض مَا يكون ملقى لثلة الْبِئْر وَهُوَ مَا يخرج من ترابها لَا يدْخل فِيهِ أحد عَلَيْهِ حريما للبئر. وَفِي حَدِيث الْحسن نصيب الْوَصِيّ من ثلة الْيَتِيم الثلَّة بِفَتْح الثَّاء جمَاعَة من الْغنم وَبِضَمِّهَا جمَاعَة من النَّاس وَأَرَادَ بثلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 الْغنم صوفها قَالَ ابْن السّكيت يُقَال للضأن الْكَثِيرَة ثلة وَلَا يُقَال للمعزى الْكَثِيرَة ثلة فَإِذا اجْتمعت الضَّأْن والمعزى قيل لَهما ثلة. وَقَول عمر كَاد يثل عَرْشِي أَي يهدم. بَاب الثَّاء مَعَ الْمِيم قَوْله وافجر لَهُم الثمد وَهُوَ المَاء الْقَلِيل يَقُول أفجره حَتَّى يكثر. قَوْله لَا قطع فِي ثَمَر وَهُوَ الرطب مَا دَامَ فِي رُؤُوس النّخل. وَأخذ ابْن عَبَّاس بثمرة لِسَانه أَي بطرفه. كَذَلِك ثَمَرَة الشوط. فِي الحَدِيث ثمال الْيَتَامَى أَي معتمدهم وملجأهم. قَوْله فَحلبَ حَتَّى علاهُ الثمال وَهُوَ الرغوة. وَقَالَ عبد الْملك للحجاج سر إِلَى العراقين منطوي الثميلة أصل الثميلة مَا يَبْقَى من الْعلف فِي بطن الدَّابَّة وَالْمَاء الَّذِي يَبْقَى فِي بطن الْبَعِير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 ثميلة أَيْضا. فِي الحَدِيث كُنَّا أهل ثمه ورمه هَذَا كَلَام سلْمَى أم عبد الْمطلب وَسبب هَذَا الْكَلَام أَن هاشما تزوج سلْمَى بنت زيد فَولدت لَهُ بِالْمَدِينَةِ عبد الْمطلب فَقدم الْمطلب فانتزعه من أمه وَحمله إِلَى مَكَّة فَقَالَت أمه كُنَّا ذَوي ثمه ورمه حَتَّى إِذا قَامَ عَلَى إتمه انتزعوه عنْوَة من أمه وَعلمت الأخوال حق عَمه. قَالَ أَبُو عبيد المحدثون يَرْوُونَهُ بِالضَّمِّ ثمه ورمه وَالصَّوَاب فتحهما قَالَ والثم إصْلَاح الشَّيْء وإحكامه. قَالَ الْأَزْهَرِي وَالصَّحِيح عِنْدِي ضمهما والثم قماش الْبَيْت والرم مرمة الْبَيْت كَأَنَّهَا أَرَادَت كُنَّا قَائِمين بأَمْره إِلَى أَن شب. وَقَالَ عمر أغزوا والغزو حُلْو خضر قبل أَن يصير ثماما الثمام نبت ضَعِيف لَا يطول. بَاب الثَّاء مَعَ النُّون كَانَ رَسُول الله عاري الثندوتين الثندوة للرجل والثدي للْمَرْأَة وَالْمعْنَى أَنه كَانَ اللَّحْم عَلَى ذَلِك الْموضع قَلِيلا. قَالَ اللَّيْث الثندوة لحم الثدي. وَقَالَ ابْن السّكيت هِيَ الثندوة للحم الَّذِي حول الثدي غير مَهْمُوز وَمن همزها ضم أَولهَا فَقَالَ ثندوة. قَالَت آمِنَة لما حملت برَسُول الله مَا وجدته فِي قطن وَلَا ثنة. الْقطن أَسْفَل الظّهْر والثنة أَسْفَل الْبَطن قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الثنة من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 الْإِنْسَان شعر الْعَانَة أَسْفَل الْبَطن. وَقَالَ وَحشِي سددت حربتي لثنة حَمْزَة فَمَا أخطأتها. فِي الحَدِيث لاثني فِي الصَّدَقَة يَقُول لَا تُؤْخَذ فِي السّنة مرَّتَيْنِ والثنيا الْمنْهِي عَنْهَا أَن يُسْتَثْنَى فِي الْمَبِيع شَيْئا مَجْهُولا وَبَاعَ رجل نَاقَة وَاشْترط ثنياها أَي قَوَائِمهَا ورأسها. فِي الحَدِيث الْإِمَارَة أَولهَا ملامة وثناؤها ندامة وثلاثها عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا من عدل قَالَ شمر ثناؤها أَي ثَانِيهَا. قَالَ كَعْب الشُّهَدَاء ثنية الله يَعْنِي الَّذين استثناءهم فِي قَوْله {فَصعِقَ من فِي السَّمَاوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله} لأَنهم أَحيَاء عِنْد رَبهم. والثنية طَرِيق مُرْتَفع بَين جبلين. وَكَانَ ابْن عمر ينْحَر بدنته وَهِي باركة مثنية بثنائين لِأَنَّهُ حَبل وَاحِد يشد بِأحد طَرفَيْهِ يَد وبطرفه الثَّانِي أُخْرَى. قَوْله فِي الْفَاتِحَة هِيَ السَّبع المثاني إِنَّمَا سميت بالمثاني لِأَنَّهَا تثنى فِي كل رَكْعَة. قَالَ عبد الله بن عَمْرو من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يقْرَأ فِيمَا بنيهم بِالْمُثَنَّاةِ وَهُوَ مَا استكتب من غير كتاب الله تَعَالَى قَالَ أَبُو عبيد سَأَلت رجلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 عَالما بالكتب الأولَى عَن الْمُثَنَّاة فَقَالَ إِن الْأَحْبَار بعد مُوسَى وضعُوا كتابا بَينهم عَلَى مَا أَرَادوا فَهُوَ الْمُثَنَّاة قَالَ أَبُو عبيد وَإِنَّمَا كره عبد الله الْأَخْذ عَن أهل الْكتاب وَقد كَانَت عِنْده كتب وَقعت إِلَيْهِ يَوْم اليرموك فَقَالَ هَذَا لمعرفته بِمَا فِيهَا. بَاب الثَّاء مَعَ الْوَاو فِي صفة خَاتم النُّبُوَّة كَأَنَّهَا ثآليل وَهِي جمع ثؤلول وَهُوَ قِطْعَة من اللَّحْم متصلبة مُرْتَفعَة. قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة لما أَرَادَت الْخُرُوج إِن عَمُود الدَّين لَا يُثَاب بِالنسَاء إِن مَال أَي لَا يُعَاد إِلَى استوائه. والتثويب فِي أَذَان الْفجْر أَن تَقول الصَّلَاة خير من النّوم مرَّتَيْنِ. فِي الحَدِيث إِذا ثوب بِالصَّلَاةِ أَي دعِي إِلَيْهَا وَالْمرَاد الْإِقَامَة. فِي الحَدِيث أكل أثوار أقط الأثوار جمع ثَوْر وَهِي قِطْعَة من الأقط. وَقَالَ عَمْرو بن معدي كرب أثبت بني فلَان فأتوني بثور وقوس وَكَعب الثور الْقطعَة من الأقط والقوس الْبَقِيَّة من التَّمْر تبقى أَسْفَل الجلة والكعب الكتلة من السّمن الجامد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 فِي الحَدِيث صلوا الْعشَاء إِذا سقط ثَوْر الشَّفق وَهُوَ انتشاره وثوران حمرته. فِي الحَدِيث من أَرَادَ الْعلم فليثور الْقُرْآن أَي لينقر عَنهُ. وَقَالَ رجل تثوبت أَبَا هُرَيْرَة تضيفته. وَأم المثوى ربة الْمنزل والمثيرة بقرة الْحَرْث. فِي الحَدِيث عَلَى نَجْرَان مثوى رُسُلِي أَي نزلهم وَمَا يثويهم مُدَّة مقامهم. فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس إِن ابْن الزبير آثر عَلّي الثوينات والحميدات والأسامات قَالَ شمر هِيَ أَحيَاء من بني أَسد ثويب بن حبيب بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي وَحميد بن أُسَامَة بن زُهَيْر بن الْحَارِث بن أسيد بن عبد الْعُزَّى بن قصي وَأُسَامَة بن زُهَيْر بن الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى بن قصي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 كتاب الْجِيم بَاب الْجِيم مَعَ الْألف قَوْله فجئثت مِنْهُ أَي رعبت. قَالَ أَبُو عبيد وَيُقَال جئثت والمجؤوث والمجثوث المرعوب. قَوْله وَكَأَنِّي أنظر إِلَى مُوسَى لَهُ جؤار إِلَى ربه أَي رفع الصَّوْت. بَاب الْجِيم مَعَ الْبَاء فِي حَدِيث أُسَامَة فَلَمَّا رأونا جبأوا من أجنيتهم أَي خَرجُوا مِنْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 فِي الحَدِيث قعد عَلَى جبا الرَّكية وَهُوَ مَا حول الْبِئْر. وسحر رَسُول الله فِي جب طلعة أَي فِي داخلها وَفِي رِوَايَة جف طلعة وَهُوَ وعاؤها. وَنَهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْجب وَهِي المزادة يخيط بَعْضهَا إِلَى بعض ينتبذون فِيهَا. فِي الحَدِيث مر بجبوب بدر وَهِي الأَرْض الغليظة الصلبة. وَلما وضعت ابْنة رَسُول الله فِي الْقَبْر طفق يطْرَح إِلَيْهِم الجبوب وَيَقُول سدوا الْفرج. وَتزَوج رجل بِامْرَأَة جباء وَهِي الصَّغِيرَة الثديين وَقيل الَّتِي فَخذهَا قَلِيل اللَّحْم. وأودع ابْن عَوْف لما أَرَادَ أَن يُهَاجر جبجبة فِيهَا نَوى من ذهب. رَوَاهَا القتيبي بِفَتْح الجيمين وَقَالَ هِيَ زنبيل لطيف من جُلُود وَكَانَ عُرْوَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 يتَّخذ من جلد الْميتَة جباجب. وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هِيَ مَضْمُومَة الجيمين وَكَذَلِكَ ذكرهَا الْأَزْهَرِي. فِي الحَدِيث يَا أهل الجباجب وفسروها بالمنازل. فِي الحَدِيث المتمسك بِطَاعَة الله إِذا جبب النَّاس كالكار بعد الفار يَعْنِي إِذا ترك النَّاس الطَّاعَات وَرَغبُوا عَنْهَا يُقَال جبب الرجل إِذا مَضَى مسرعا فَارًّا من الشَّيْء. فِي الحَدِيث كَثَافَة جلد الْكَافِر أَرْبَعُونَ ذِرَاعا بِذِرَاع الْجَبَّار قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْجَبَّار هَا هُنَا الْملك قَالَ وَأَحْسبهُ ملكا من مُلُوك الْأَعَاجِم كَانَ تَامّ الذِّرَاع وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد الْجَبَّار هَا هُنَا الطَّوِيل يُقَال نَخْلَة جبارَة. فِي الحَدِيث ثمَّ ملك وجبروة يُقَال جَبَّار بَين الجبرية والجبروة والجبورة. قَوْله العجماء جرحها جَبَّار أَي هدر. وَكَذَلِكَ قَوْله الرجل جَبَّار أَي مَا أَصَابَت الدَّابَّة برجلها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 وَفِي الدُّعَاء اجبرني أَي رد عَلّي عوض مَا ذهب مني. قَالَ عِكْرِمَة الرجل سكت أجبلت أَي انْقَطَعت وَالْأَصْل فِي هَذَا أَن الْحَافِر إِذا أَفْضَى إِلَى صَخْرَة لَا يعْمل فِيهَا الْحَدِيد قيل أجبل أَي أَفْضَى إِلَى جبل. قَوْله لَيْسَ فِي الْجَبْهَة صَدَقَة وَهِي الْخَيل. وَفِي حَدِيث آخر إِن الله أراحكم من الْجَبْهَة والبجة والسجة فالجبهة هَا هُنَا المذلة والبجة الفصيد الَّذِي كَانَت الْعَرَب تتناوله كَانُوا يفصدون الدَّابَّة وَيَشْرَبُونَ دَمهَا والسجة المذيق وَالْمعْنَى أَنه قد نقلكم من الضّيق إِلَى السعَة وَقَالَ أَبُو عبيد إِنَّمَا هِيَ أَسمَاء أصنام كَانَت تعبد. وَفِي حَدِيث سعد نبطي فِي جبوته وَيروَى جبته يَعْنِي اسْتِيفَاء الْخراج. فِي الحَدِيث من أجبى فقد أربا قَالَ أَبُو عبيد الإجباء بيع الْحَرْث قبل أَن يَبْدُو صَلَاحه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الإجباء أَن يغيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 إبِله عَن الْمُصدق يُقَال جبأ عَن الشَّيْء إِذا توارى وأجبأته إِذا واريته. وَذكر ابْن مَسْعُود الْقِيَامَة فَقَالَ ويجبوا تجبية رجل وَاحِد قيَاما لرب الْعَالمين قَالَ أَبُو عبيد التجبية تكون فِي حَالين أَحدهمَا أَن يضع يَده عَلَى ركبته وَهُوَ قَائِم وَهَذَا هُوَ الرُّكُوع وَالثَّانِي أَن ينكب عَلَى وَجهه باركا وَالْأول أليق بقوله قيَاما وَقد قيل إِنَّمَا أَرَادَ فتخرون سجدا فَجعل السُّجُود هُوَ التجبية. وَفِي الحَدِيث نشترط أَن لَا نجبي أَي لَا نركع وَلَا نسجد. وَفِي الحَدِيث من أَتَى امْرَأَة مجبية وَأَصله من جبى الرجل إِذا أكب عَلَى وَجهه. فِي الحَدِيث بَيت من لؤلؤة مجباة مجوفة. بَاب الْجِيم مَعَ الثَّاء فِي الحَدِيث يصير يَوْم الْقِيَامَة جبا أَي جماعات. وَمثله من دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ من جثا جَهَنَّم الجثا جمع جثوَة والجثوة الشَّيْء الْمَجْمُوع وَالْمرَاد من جماعات جَهَنَّم وَقد رُوِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 من جثى جَهَنَّم بتَشْديد الثَّاء وَمَعْنَاهُ من الَّذين يجثون عَلَى الركب من قَوْله تَعَالَى {حول جَهَنَّم جثيا} . وَقَالَ لنا أَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب النَّحْوِيّ فِي الحَدِيث الأول إِنَّمَا هُوَ يصير النَّاس جثا بِالتَّشْدِيدِ وَهُوَ جمع جاث كغاز وغزا قَالَ فَأَما جثا خَفِيفَة فَهُوَ جمع جثوَة وَلَا مَعْنَى لَهُ هَا هُنَا. فِي الحَدِيث نهَى عَن الْمُجثمَة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ المصبورة لَكِنَّهَا لَا تكون إِلَّا فِي الطير والأرانب وَمَا أشبه ذَلِك مَا يجثم لِأَن الطير تجثم بِالْأَرْضِ إِذا لزمتها. بَاب الْجِيم مَعَ الْحَاء مر بِامْرَأَة مجح وَهِي الْحَامِل المقرب. وَقَالَ الْحسن فِي فتْنَة ابْن الْأَشْعَث وَالله مَا أَدْرِي أمستأصلة أم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 مجحجحة أَي كَافَّة يُقَال جحجحت عَن الْأَمر وجحجحت عَنهُ وَهُوَ من المقلوب. قَالَت عَائِشَة إِذا حَاضَت الْمَرْأَة حرم الجحران رَوَاهُ من لَا نَدْرِي بِكَسْر النُّون وعنى بِهِ الْفرج والدبر وَهُوَ غلط إِنَّمَا هُوَ بِضَم النُّون كَذَا رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة وَذكر أَنه الْفرج قَالَ وَهَذَا مَذْهَب فِي اللُّغَة صَحِيح لِأَن الْألف وَالنُّون يزادان آخرا. قَالَ أَبُو زيد جثت فِي عقب الشَّهْر وعقبانه وَقَالُوا حجر الضَّب وجحر الأرقم وَقَالُوا لِلْفَرجِ خَاصَّة جحران فزادوا الْألف وَالنُّون ليَكُون اسْما مُمَيّزا لَهُ من سَائِر الجحرة وهم يَفْعَلُونَ مثل هَذَا كَمَا قَالُوا فحال النَّحْل وَفِي سَائِر الْأَشْيَاء فَحل وَقَالُوا إخْوَة بلبان أمه وَقَالُوا فِي غير ذَلِك لبن وَقَالُوا عجيزة الْمَرْأَة وَقَالُوا عجز فِي الرجل وَالْمَرْأَة جَمِيعًا. فِي صفة الدَّجَّال لَيست عينه بجحراء أَي غائرة منجحرة وَيروَى حجراء بِالْحَاء قبل الْجِيم وَالْمعْنَى لَيست بصلبة متحجرة. وَقَالَ الْأَزْهَرِي جخراء بِالْخَاءِ وَهِي الضيقة الَّتِي فِيهَا رمض. فِي الحَدِيث جحش شقَّه وَهُوَ أَن يخدش فينسحج الْجلد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 فِي خطْبَة عَائِشَة وَأَنْتُم جحظ أَي شاخصوا الْأَبْصَار. فِي الحَدِيث فَإِذا جاخفت قُرَيْش الْملك أَي تقاتلوا وَتَنَاول بَعضهم بَعْضًا بِالسُّيُوفِ. فِي الحَدِيث إِنِّي امْرَأَة جحيمر وَهِي تَصْغِير جمحر وَهِي الْعَجُوز الْكَبِيرَة. بَاب الْجِيم مَعَ الْخَاء كَانَ إِذا سجد حج وَيروَى جخ وَفِي لفظ رَأَيْته سَاجِدا وَهُوَ مجخ وَالْمعْنَى أَنه يفتح عضديه فِي السُّجُود وَيرْفَع بَطْنه. ونام ابْن عمر حَتَّى سنع جخيفه وَهُوَ الصَّوْت من الْجوف وَهُوَ أَشد من الغطيط. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة كالكوز مجخيا والمجخي المائل قَالَ أَبُو عبيد وَلَا أَحْسبهُ أَرَادَ إِلَّا المائل المنحرف فَلَا يثبت فِيهِ شَيْء فَشبه بِهِ الْقلب الَّذِي لَا يعي خيرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 بَاب الْجِيم مَعَ الدَّال جَدب السمر بعد الْعشَاء أَي ذمه وعابه وكل عائب جادب قَالَ ذُو الرمة. (فيا لَك من خد أسيل ومنطق ... رخيم وَمن خلق تقلل جادبه) وَقَالَ عمر لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء قَالَ أَبُو عَمْرو المجاديح وَاحِدهَا مجدح وَهُوَ نجم من النُّجُوم كَانَت الْعَرَب تزْعم أَنه يمطر كَقَوْلِهِم فِي الأنواء وَالْمرَاد بِهِ جعل الاسْتِغْفَار استسقاء. فِي الحَدِيث انْزِلْ فاجدح لنا الجدح أَن يخاض السويق بِالْمَاءِ أَو بِاللَّبنِ ويحرك بالمجدح. قَالَ اللَّيْث المجدح خَشَبَة فِي رَأسهَا خشبتان معترضتان. فِي الحَدِيث حَتَّى يرجع المَاء إِلَى الْجدر يَعْنِي أصل الْجِدَار قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَادَ بالجدر مَا رفع من أعضاد المزرعة كالجدار. وَقَوله لعَائِشَة أَخَاف أَن يدْخل قُلُوبهم أَن أَدخل الْجدر فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 الْبَيْت يَعْنِي بالجدر الْحجر وَسمي جدرا لما فِيهِ من أصُول الْحِيطَان. فِي الحَدِيث لَا يُضحي بجدعاء وَهِي المقطوعة الْأذن. قَوْله وَلَا ينفع ذَا الْجد وَهُوَ الْغَنِيّ والحظ فِي الرزق وَالْمعْنَى إِنَّمَا تَنْفَعهُ الطَّاعَة. وَمِنْه قَوْله فَإِذا أَصْحَاب الْجد محبوسون. قَالَ أنس كَانَ الرجل إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جد فِينَا أَي عظم قدره. وَكَانَ ابْن سِيرِين يخْتَار الصَّلَاة عَلَى الْجد وَهُوَ شاطئ النَّهر وَبِه سميت جدة لِأَنَّهَا سَاحل الْبَحْر. فِي الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي فِي الْمَكَان الجدد وَهُوَ المستوى من الأَرْض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 وَنَهَى عَن جدَاد اللَّيْل قَالَ الْكسَائي والجداد الجداد والحصاد الْحَصاد وَإِنَّمَا نهَى عَن ذَلِك لأجل الْمَسَاكِين فَإِنَّهُم كَانُوا يحْضرُون فَيصدق عَلَيْهِم. وَقَالَ أَبُو بكر لعَائِشَة إِنِّي كنت نحلتك جاد عشْرين وسْقا أَي نخلا يجد مِنْهُ هَذَا الْقدر. فِي الحَدِيث فأتينا عَلَى جدجد متدمن. قَالَ التِّرْمِذِيّ هِيَ الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء قَالَ أَبُو عبيد إِنَّمَا هِيَ الْجد وَهِي الْبِئْر الجيدة الْموضع من الكلإ. وَسُئِلَ عَطاء عَن الجدجد يَمُوت فِي المَاء قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ الَّذِي يضر بِاللَّيْلِ فِي الصَّيف. قَالَ معَاذ من كَانَت لَهُ أَرض جادسة وَهِي الَّتِي لم تحرث وَلم تعمر. قَالَ كَعْب شَرّ الحَدِيث التجديف وَهُوَ كفر النِّعْمَة واستقلالها. وَمِنْه لَا تجدفوا بنعم الله تَعَالَى. وَسَأَلَ عمر رجلا استهوته الْجِنّ فَقَالَ كَانَ شرابهم الجدف فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه نَبَات يكون بِالْيمن تَأْكُله الْإِبِل لَا يحْتَاج مَعَه إِلَى شراب مَاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 وَالثَّانِي أَنه كل مَا لَا يغطى من الشَّرَاب ذكرهَا أَبُو عبيد. وَالثَّالِث الجدف الْقطع كَأَنَّهُ أَرَادَ مَا يُرْمَى بِهِ من الشَّرَاب من زبد أَو رغوة أَو قذى قَالَ ابْن قُتَيْبَة. قَوْله وَإِن آدم لَمُنْجَدِل فِي طينته أَي يلقى عَلَى الجدالة وَهِي الأَرْض. وَمثله أعزز عَلّي أَن أَرَاك مجدلا. وَفِي الْعَقِيقَة يقطع جدولا أَي عضوا عضوا. وَأَتَى رَسُول الله بجدايا جمع جداية وَهُوَ مَا بلغ من أَوْلَاد الظباء سِتَّة أشهر أَو سَبْعَة وَهُوَ بِمَنْزِلَة الجدي فِي الْغنم. قَوْله اللَّهُمَّ اسقنا جدى وَهُوَ الْمَطَر الْعَام. وَمِنْه أَخذ جدى الْعَطِيَّة والجدوى. فِي الحَدِيث فانثعبت جدية الجدية أول دفْعَة من الدَّم. بَاب الْجِيم مَعَ الذَّال كَانَ أنس يَأْكُل جذيذة قبل أَن يَغْدُو فِي حَاجته أَي يشرب شربة من سويق وَسميت جذيذة لِأَنَّهَا تطحن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 وَمِنْه أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام أَمر نَوْفًا أَن يَأْخُذ من مزودة جذيذا. وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة نزلت الْأَمَانَة فِي جذر قُلُوب الرِّجَال الجذر الأَصْل. قَالَ ورقة يَا لَيْتَني فِيهَا جذعا أَي لَيْتَني كنت حِين النُّبُوَّة شَابًّا وَنصب جذعا بإضمار كنت والجذع اسْم لولد الْمعز إِذا قوي الْجَذعَة الَّتِي يضحى بهَا. قَالَ الْحَرْبِيّ إِنَّمَا يَجْزِي الْجذع فِي الْأَضَاحِي لِأَنَّهُ ينزو ويلقح فَإِذا كَانَ من المعزى لم يلقح حَتَّى يصير ثنيا قَالَ الْأَزْهَرِي أما الْبَعِير فَإِن يجذع عِنْد استكماله أَرْبَعَة أَعْوَام ودخوله فِي السّنة الْخَامِسَة فالذكر جذع وَالْأُنْثَى جَذَعَة وَهِي الَّتِي أوجبهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي صَدَقَة الْإِبِل وَلَيْسَ فِي صدقَات الْإِبِل سنّ فَوق الْجَذعَة وَلَا يجرى الْجذع من الْإِبِل فِي الْأَضَاحِي فَأَما الْجذع من الْخَيل فَإِن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ إِذا استتم الْفرس سنتَيْن فَهُوَ جذع فَإِذا استتم الثَّالِثَة فَهُوَ ثني أما الْجذع فِي الْبَقر فَقَالَ الْأَصْمَعِي إِذا طلع قرن الْفَحْل وَقبض عَلَيْهِ فَهُوَ غضب وَبعده جذع وَبعده ثني وَبعده رباع وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 عتبَة بن أبي حَكِيم لَا يكون الْجذع من الْبَقر حَتَّى يكون لَهُ سنتَانِ وَأول يَوْم فِي الثَّالِثَة وَأما الْجذع من الضَّأْن فَإِنَّهُ يجْرِي فِي الْأُضْحِية خَاصَّة وَقد اخْتلفُوا فِي تَفْسِير الْجذع من الضَّأْن والمعز فروَى أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ إِذا أَتَى عَلَى المعزى الْحول فالذكر تَيْس وَالْأُنْثَى عنز ثمَّ تكون جزعا فِي السّنة الثَّانِيَة وَالْأُنْثَى جَذَعَة ثمَّ ثنيا فِي الثَّالِثَة ثمَّ رباعيا فِي الرَّابِعَة وَلم يذكر الضَّأْن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأجذاع وَقت وَلَيْسَ بسن والجذع من الْغنم لسنة وَمن الْخَيل لِسنتَيْنِ وَمن الْإِبِل لأَرْبَع سِنِين قَالَ والعناق يجذع لسنة وَرُبمَا أجذعن قبل تَمام السّنة للخصب فيسمن فتسرع أجذاعها فَهِيَ جَذَعَة لسنة ثنية لتَمام سنتَيْن قَالَ وَإِذا كَانَ الْجذع من الضَّأْن ابْن شابين أجذع لسِتَّة أشهر إِلَى سَبْعَة أشهر وَإِذا كَانَ ابْن هرمين أجذع من ثَمَانِيَة أشهر إِلَى عشرَة أشهر وَذكر أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي أَن الْجذع من الْمعز لسنة وَمن الثَّمَانِية أشهر أَو تِسْعَة. وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أسلم أَبُو بكر وَأَنا جذعمة أَرَادَ وَأَنا جذع أَي حَدِيث السن فَزَاد ميما توكيدا. فِي الحَدِيث وَلَا يبصر الجذل فِي عينه قَالَ اللَّيْث الجذل أصل الشَّجَرَة تقطع وَرُبمَا جعلت الْعرف الْعود جذلا. وَمِنْه أَن سفينة أشاط دم جذور بجذل وَيُقَال جذل بِالْفَتْح أَيْضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 وَمثله قَول الْحباب أَنا جذيلها المحكك وَهُوَ تَصْغِير جذل وَأَرَادَ الْعود الَّذِي ينصب للجربى فتحتك بِهِ يَقُول أَنا مِمَّن يستشفى بِرَأْيهِ كَمَا تستشفى الْإِبِل الجربى بالاحتكاك. فِي الحَدِيث فعلا جذم حَائِط الجذم الأَصْل قَوْله من تعلم الْقُرْآن ثمَّ نَسيَه لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم فِيهِ خَمْسَة أَقْوَال أَحدهَا مَقْطُوع الْيَد قَالَه أَبُو عبيد يدل عَلَيْهِ مَا رُوِيَ عَن عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ من نكث بيعَته لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم لَيست لَهُ يَد. وَالثَّانِي أَنه الَّذِي ذهبت أَصَابِع كفيه قَالَه اللَّيْث. وَالثَّالِث أَنه المجذوم الَّذِي ذهبت أعضاؤه كلهَا قَالَه ابْن قُتَيْبَة ورد عَلّي أبي عبيد وَقَالَ لَا ذَنْب لليد فِي نِسْيَان الْقُرْآن فَكيف تخص بالعقوبة قَالَ المُصَنّف وَهَذَا الرَّد لَيْسَ بِشَيْء لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَا يَقع الْعقَاب إِلَّا بالجارحة الَّتِي باشرت الْمعْصِيَة لم يُعَاقب الزَّانِي بِالْجلدِ وَالرَّجم فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة بالنَّار. وَالرَّابِع وَأَنه الْمَقْطُوع السَّبَب قَالَ ابْن عَرَفَة. وَالْخَامِس الْمَقْطُوع الْحجَّة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يدل عَلَى هَذَا الحَدِيث الصَّحِيح يحْشر النَّاس بهما أَي لَا عاهة بهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 قَوْله مثل الْمُنَافِق كالأرزة المجذية يَعْنِي الثَّابِتَة المنتصبة. مر رَسُول الله بِقوم يجذون حجرا وَيروَى يتجاذون حجرا مهراسا والإجذاء إشالة الْحجر الْعَظِيم ليعرف بِهِ شدَّة الرجل. بَاب الْجِيم مَعَ الرَّاء لما أَرَادَ ابْن الزبير عمَارَة الْكَعْبَة كَانَ فِي الْمَسْجِد جراثيم وَهُوَ جمع جرثومة وَهُوَ الْمُجْتَمع من تُرَاب أَو طين وَالْمرَاد بِهِ كَانَ غير مستو. فِي الحَدِيث فأدخلت يَدي فِي جربانه وَهُوَ جيب الْقَمِيص. فِي الحَدِيث وَالسيف فِي جربانه أَي فِي غمده. وَفِي وصف السّنة عَاد لَهَا النقاد مجرنثما أَي مجتمعا وَإِنَّمَا يجْتَمع النقاد لِأَنَّهُ لم يجد مرعى ينتشر فِيهِ. فِي قصَّة قوم لوط ثمَّ جرجم بَعْضهَا عَلَى بعض أَي أسقط والمجرجم المصروع. فِي الحَدِيث وَفِي جبالنا جراجمة يختربون النَّاس أَي لصوص يستلبونهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 فِي الحَدِيث كثرت هَذِه الْأَحَادِيث واستجرحت أَي قل صحاحها كَمَا يستجرح الشَّاهِد. قَالَ عبد الْملك وعظتكم فَلم ترتدوا إِلَّا استجراحا أَي فَسَادًا. قَالَ ابْن مَسْعُود جردوا الْقُرْآن قَالَ النَّخعِيّ من النقط والإعجام وَقَالَ أَبُو عبيد لَا تقرنوا بِهِ شَيْئا من الْأَحَادِيث الَّتِي يَرْوِيهَا أهل الْكتاب وَالْمرَاد لَا يتَعَلَّم شَيْء من كتب الله تَعَالَى سواهُ. قَالَ عمر تجردوا بِالْحَجِّ قَالَ ابْن شُمَيْل الْمَعْنى أفردوا وَلَا تقرنوا وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه سُئِلَ عَن هَذَا فَقَالَ تشبهوا بالحاج وَإِن لم تحرموا. كَانَ رَسُول الله أنور المتجرد أَي مشرق الْجَسَد والمتجرد الَّذِي تجرد عَنهُ الثِّيَاب. وَكتب الْقُرْآن فِي جرائد وَاحِد بهَا جَرِيدَة وَهِي السعفة. فِي الحَدِيث فِي أَرض جردية أَي لَا نَبَات فِيهَا يُقَال سنة جرداء. وَفِي حَدِيث الشراة يكون لصوصا جرادين يُقَال جرده أَي عراه من ثِيَابه. قَوْله وَكَانَت فِيهَا أجارد أَي مَوَاضِع متجردة عَن الثِّيَاب. قَالَت عَائِشَة جعلت عَلَى مجر بَيْتِي سترا مجر الْبَيْت الَّذِي يُقَال لَهُ الْجَائِز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 فِي الحَدِيث لَا تجار أَخَاك قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ من الجريرة الْمَعْنى لَا تجن عَلَيْهِ وَقَالَ غَيره لَا تماطله بِأَن تجر حَقه من وَقت إِلَى وَقت. فِي حَدِيث لَقِيط أَنه بَايع عَلَى أَن لَا يجر عَلَيْهِ إِلَّا نَفسه يُرِيد لَا يدْخل بجريرة غَيره. قَوْله دخلت امْرَأَة النَّار من جراء هرة أَي من أجلهَا. وَقَالَ الْمفضل بن سَلمَة قَوْلهم هَلُمَّ جرا مَعْنَاهُ تَعَالَوْا عَلَى هيئتكم كَمَا يسهل عَلَيْكُم من غير شدَّة وَلَا صعوبة. فِي الحَدِيث لَا صَدَقَة فِي الْإِبِل الجارة يَعْنِي العوامل الَّتِي تجر بأزمتها وتقاد فاعلة بِمَعْنى مفعولة. وَشهد ابْن عمر الْفَتْح وَمَعَهُ جمل جرور وَهُوَ الَّذِي لَا ينقاد. قَوْله فَإِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم الجرجرة صَوت وُقُوع المَاء فِي الْحلق وَأَصله من جرجرة الْبَعِير وَهُوَ صَوت يردده فِي حنجرته. قَوْله مَا من عبد ينَام بِاللَّيْلِ إِلَّا عَلَى رَأسه جرير مَعْقُود فَإِن ذكر الله انْحَلَّت عقده. وَقَالَ ابْن عمر من أصبح عَلَى غير وتر أصبح وَعَلَى رَأسه جرير الْجَرِير الْحَبل وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الْجَرِير من أَدَم متين يثنى عَلَى أنف النجيبة وَالْفرس. قَوْله فِي الشبرم أَنه جَار جَار وَيروَى يار وَكله إتباع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 وَنَهَى عَن نَبِيذ الْجَرّ وَهِي الجرار الضارية. فِي الحَدِيث رَأَيْته عِنْد جر الْجَبَل أَي أَسْفَله. فِي الحَدِيث جرست نحله العرفط أَي أكلت ورعت. فِي الحَدِيث وَكَانَت نَاقَة مجرسة أَي مجربة فِي الرّكُوب وَالسير. وَقَالَ طَلْحَة لعمر قد جرستك الدهور أَي أحكمتك. فِي الحَدِيث يسمعُونَ جرس طير الْجنَّة أَي صَوت مناقيرها عَلَى مَا تَأْكُله. قَالَ عَطاء بن يسَار قلت للوليد قَالَ عمر وددت أَنِّي نجوت كفافا. فَقَالَ كذبت فَقلت أَو كذبت فَأَفلَت مِنْهُ بجريعة الذقن يَعْنِي أفلت بعد مَا أشرفت عَلَى الْهَلَاك وَالْمعْنَى أَن نَفسه صَارَت فِي فِيهِ كقرب الجزعة من الذقن. فِي الحَدِيث يَوْم الجرعة وَهُوَ مَوضِع بِظهْر الْكُوفَة والجرعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 الرملة الطّيبَة المنبت الَّتِي لَيْسَ فِيهَا وعوثه. فِي الحَدِيث لَيْسَ لِابْنِ آدم إِلَّا جرف الْخبز يُرِيد كسر الْخبز الْوَاحِدَة جرفة وجرفة وَكَذَلِكَ الْحلف وَالْحلف. فِي حَدِيث قيس بن عَاصِم لَا جرم لأفلن حَدهَا قَالَ الْفراء لَا جرم كلمة كَانَت فِي الأَصْل بِمَنْزِلَة لَا بُد وَلَا محَالة فَكثر استعمالهم لَهَا حَتَّى صَارَت بِمَنْزِلَة حَقًا. فِي الحَدِيث وَالَّذِي أخرج العذق من الجريمة أَي من النواة. وَلما بعث الْمُغيرَة إِلَى بعض الْمُلُوك قَالَ قَالَت لي نَفسِي لَو جمعت جراميزك فَوَثَبت فَقَعَدت مَعَ العلج. قَالَ الْأَصْمَعِي الجراميز بدن الرجل يُقَال تجرمز إِذا اجْتمع وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة الجراميز الرّجلَانِ وَالْيَدَانِ. وَبلغ الشّعبِيّ فَتْوَى لعكرمة فَقَالَ تجرمز مولَى ابْن عَبَّاس أَي نكص عَن الْجَواب وفر مِنْهُ. فِي خطْبَة عَائِشَة حَتَّى ضرب الْحق بجرانه الجران بَاطِن الْعُنُق وَجمعه جرن وَالْمعْنَى أَنه قر واستقام كَمَا أَن الْبَعِير إِذا برك واستراح مد جرانه عَلَى الأَرْض وَفِي الحَدِيث وَمَا أَخذ من جرنيه وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي يحرز فِيهِ التَّمْر. فِي حَدِيث زَمْزَم فأرسلوا جَريا أَي رَسُولا قَوْله قُولُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 بقولكم وَلَا يستجرينكم الشَّيْطَان أَي لَا يستتبعكم فيتخذكم جريه وَرَسُوله. وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الجري يَعْنِي الجريث فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ إِنَّمَا هُوَ شَيْء حرمه الْيَهُود وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الجري لُغَة فِي الجريث من السّمك. {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم} بَاب الْجِيم مَعَ الزَّاي قَالَ عمر اتَّقوا هَذِه المجازر فَإِن لَهَا ضراوة كضراوة الْخمر. المجازر الَّتِي ينْحَر فِيهَا ويذبح وَلم يرد عينهَا إِنَّمَا كره إدمان أكل اللَّحْم وَمن هَذَا أجزر شَاة. قَوْله إِن الشَّيْطَان قد يئس أَن يعبد فِي جَزِيرَة الْعَرَب قَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا بَين صفر أبي مُوسَى إِلَى أقْصَى الْيمن فِي الطول وَمَا بَين رمل يبرين إِلَى مُنْقَطع السماوة فِي الْعرض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وَقَالَ الْأَصْمَعِي من أقْصَى عدن أبين إِلَى ريف الْعرَاق فِي الطول وَمن جدة وَمَا والاها من سَاحل الْبَحْر إِلَى أطراد الشَّام. قَالَ الْأَزْهَرِي سميت جَزِيرَة الْعَرَب لِأَن الْبَحْرين بَحر فَارس وبحر السودَان أحَاط بجانبيها وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات. قَالَ الْحجَّاج لأنس لأجزرنك جزر الضَّرْب. يُقَال جزرت الْعَسَل إِذا شرته وَإِنَّمَا أَرَادَ لأستأصلنك. فِي الحَدِيث جزع الْوَادي أَي قطعه. فِي الحَدِيث فَتفرق النَّاس إِلَى غنيمَة فتجزعوها أَي اقتسموها. والجزيعة الْقطعَة من الْغنم وَأَصله من الْجزع وَهُوَ الْقطع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يسبح بالنوى المجزع وَهُوَ الَّذِي حك بعضه بِبَعْض حَتَّى ابيض شَيْء مِنْهُ. وَلما طعن عمر جعل ابْن عَبَّاس يجذعه أَي يزِيل جزعه. فِي حَدِيث الدَّجَّال يضْرب رجلا فيقطعه جزلين أَي قطعتين. فِي الحَدِيث اجْمَعُوا لي حطبا جزلا الجزل الغليظ من الْحَطب. قَالَ النَّخعِيّ التَّكْبِير جزم وَالتَّسْلِيم جزم أَرَادَ أَنَّهُمَا لَا يمدان وَلَا يعرب أَوَاخِر حروفهما وَلَكِن تسكن فَيُقَال الله أكبر وَإِنَّمَا قَالَ جزما لِأَن الْجَزْم بِمَعْنى الْقطع. فِي حَدِيث أبي بردة وَلَا تجزي عَن أحد بعْدك أَي لَا تقضي وَالتَّاء مَفْتُوحَة يُقَال جزى عني بِلَا ألف. فِي الحَدِيث كَانَ رجل يرائيه النَّاس وَكَانَ لَهُ متجاز أَي متقاض وَلَيْسَ هَذَا من أَجْزَأَ يُجزئ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 بَاب الْجِيم مَعَ السِّين وَقع عوج عَلَى نيل مصر فجسرهم سنة أَي صَار لَهُم جِسْرًا يعبرون عَلَيْهِ. فِي الحَدِيث لَا تجسسوا وَلَا تحسسوا التَّجَسُّس الْبَحْث عَن بواطن الْأُمُور وَأكْثر مَا يُقَال فِي الشَّرّ والجاسوس صَاحب شَرّ والناموس صَاحب سر الْخَيْر. وَقَالَ ثَعْلَب التَّجَسُّس بِالْجِيم أَن يَطْلُبهُ لغيره وَبِالْحَاءِ أَن يَطْلُبهُ لنَفسِهِ. وَقَالَ غَيره مَعْنَى الَّذِي بِالْجِيم الْبَحْث عَن العورات وَالَّذِي بِالْحَاء الِاسْتِمَاع لحَدِيث الْقَوْم. بَاب الْجِيم مَعَ الشين قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {يَا أيتها النَّفس المطمئنة} هِيَ الَّتِي أيقنت وَضربت لذَلِك جاشا أَي اطمأنت إِلَى الْيَقِين. كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَأْكُل الجشب قَالَ شمر هُوَ الغليظ الخشن. قَالَ عُثْمَان لَا يَغُرنكُمْ جشركم من صَلَاتكُمْ قَالَ أَبُو عبيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الجشر قوم يخرجُون بدوابهم إِلَى الْمرْعَى. قَالَ الْأَصْمَعِي ويبيتون وَكَأَنَّهُم لَا يأوون إِلَى الْبيُوت فَرُبمَا رَأَوْهُ سفرا فنهاهم عَن قصر الصَّلَاة. أولم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى بعض أَزوَاجه بجشيشة. قَالَ شمر هُوَ أَن تطحن الْحِنْطَة طحنا جَلِيلًا ثمَّ ينصب لَهُ الْقدر ويلقى مَعَه لحم أَو تمر فيطبخ. فِي حَدِيث معَاذ فَبَكَى جشعا قَالَ شمر الجشع شدَّة الْجزع لفراق الإلف. فِي الحَدِيث فَجَاشَتْ الْبِئْر أَي ذهب مَاؤُهَا. بَاب الْجِيم مَعَ الظَّاء أهل النَّار كل جظ وَهُوَ الضخم. بَاب الْجِيم مَعَ الْعين فِي الحَدِيث فَانْتزع طلقا من جعبته الجعبة الكنانة الَّتِي تجْعَل فِيهَا السِّهَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 فِي حَدِيث طهفة يبس الجعثن وَهُوَ أصل النَّبَات وَقيل هُوَ أصل الصليان. فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ جَعدًا ظَاهر جعود الشّعْر وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ أَن يكون معصوب الْخلق شَدِيد الْأسر أَو يكون قَصِيرا مترددا. وَقَالَ عَمْرو لمعاوية قد رَأَيْتُك وان أَمرك كالجعدبة أَو كالعدبة الجعدبة والكعدبة النفاخات الَّتِي تكون من مَاء الْمَطَر. فِي الحَدِيث كوى حمارا فِي جَاعِرَتَيْهِ الجاعرتان مَوضِع الرقمتين من عجز الْحمار وهما مضربه بِذَنبِهِ عَلَى فَخذيهِ. وَقَالَ أَبُو زيد الجاعرتان من الْبَعِير العظمات المكتنفات أصل الذَّنب والذنب مِنْهُمَا. وَنَهَى عَن الجعرور فِي الصَّدَقَة قَالَ الْأَصْمَعِي الجعرور ضرب من الدقل تحمل رطبا صغَارًا لَا خير فِيهِ. قَالَ عمر إيَّاكُمْ ونومة الْغَدَاة فَإِنَّهَا مبخرة مجفرة مجعرة قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 ثَعْلَب المجعرة يبس الطبيعة. فِي الحَدِيث أتخوفنا بجعاسيس يثرب. الجعاسيس اللئام الْخلقَة والخلق الْوَاحِد جعسوس أما الجعشون بالشين فَهُوَ الطَّوِيل فِي دقة. قَوْله أهل النَّار كل جعظ وَهُوَ المتعظم فِي نَفسه وَقيل السيء الْخلق. وَفِي رِوَايَة كل جعظري والجعظري الْفظ الغليظ وَيُقَال رجل جعظري وجعظار وجعظارة. وَكتب ابْن زِيَاد إِلَى عمر بن سعد جعجع بالحسين قَالَ أَبُو عبيد احبسه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي ضيق عَلَيْهِ والجعجع الْموضع الضّيق الخشن. قَوْله حَتَّى يكون انجعافها مرّة أَي انقلاعها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 فِي الحَدِيث مر مُصعب بن عُمَيْر وَهُوَ منجعف أَي مضروع. وَكَانَ مَسْرُوق يكره الجعائل وَهُوَ أَن يضْرب الْبَعْث عَلَى الرجل فيعطي رجلا ليخرج مَكَانَهُ أَو يدْفع الْمُقِيم إِلَى الْغَازِي شَيْئا فيقيم وَيخرج هُوَ. قَالَ ابْن عَبَّاس جعيلة الْغَرق سحت وَهُوَ أَن يَجْعَل لَهُ جعلا ليخرج مَا غرق من مَتَاعه. فِي الحَدِيث لما يدهده الْجعل فَقَالَ هُوَ الخنفساء. وَنَهَى عَن الجعة وَهِي نَبِيذ الشّعير. بَاب الْجِيم مَعَ الْفَاء خلق الله الأَرْض السُّفْلَى من الزّبد الْجفَاء أَي من الزّبد الَّذِي أَلْقَاهُ المَاء. فِي الحَدِيث فجفأوا الْقُدُور وَرُوِيَ فأجفأوا وَالْمعْنَى وَاحِد أَي قلبوها. فِي حَدِيث حليمة فَبلغ سنتَيْن وَهُوَ جفر فَقَالَ استجفر الصَّبِي إِذا قوي عَلَى الْأكل وَأَصله فِي أَوْلَاد الْغنم مَا فصل عَن أمه وَأخذ فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 الرَّعْي. وَفِي الأرنب يُصِيبهَا المجرم جفرة وَهِي الْأُنْثَى. قَالَ أَبُو زيد إِذا بلغت أَوْلَاد المعزي أَرْبَعَة أشهر وفصلت عَن أمهاتها فَهِيَ الجفار وَاحِدهَا جفر وَالْأُنْثَى جفرة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الجفر الْحمل الصَّغِير والجدي بَعْدَمَا يفطم ابْن سِتَّة أشهر قَالَ والغلام جفر وَفِي حَدِيث أم زرع يشبعه ذِرَاع الجفرة. فِي الحَدِيث وفروا أَشْعَاركُم فَإِنَّهَا مجفرة قَالَ ثَعْلَب مقطة للنِّكَاح. وَمثله عَلَيْكُم بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مجفرة. فِي الحَدِيث من اتخذ قوسا عَرَبِيَّة وجفيرها نَفَى الله عَنهُ الْفقر الجفير الكنانة. قَالَ عُثْمَان مَا كنت لأدع الْمُسلمين بَين جفين يضْرب بَعضهم رِقَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 بعض. الجف والجفة الْعدَد الْكثير وَمِنْه قيل لتميم وَبكر الجفان. فِي الحَدِيث إِن الْبَحْر جفل سمكًا أَي أَلْقَاهُ. فِي الحَدِيث فنعس عَلَى رَاحِلَته حَتَّى كَاد ينجفل أَي يَنْقَلِب. فِي صفة الدَّجَّال أَنه جفال الشّعْر أَي كَثِيرَة. فِي الحَدِيث وَأَنت الْجَفْنَة الْفراء كَانَت الْعَرَب تسمي السَّيِّد المطعام جَفْنَة لِأَنَّهُ يقدم الْجَفْنَة وَالْفراء الْبَيْضَاء من الشَّحْم. فِي حَدِيث عمر انْكَسَرت قلُوص فجفنها أَي اتخذ مِنْهَا طَعَاما مَأْخُوذ من الْجَفْنَة. فِي الحَدِيث كَانَ يُجَافِي فِي عضديه عَن جَنْبَيْهِ فِي السُّجُود. أَي يباعدهما. وَفِي صفته لَيْسَ بالجافي وَلَا بالمهين أَي لَيْسَ بالغليظ الْخلقَة وَلَا بالمحتقر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 قَالَ عمر لَا تزهدن فِي جفَاء الحقو أَي لَا تزهدن فِي تَغْلِيظ الْإِزَار. بَاب الْجِيم مَعَ اللَّام لَا جلب قَالَ أَبُو عبيد الجلب يكون فِي شَيْئَيْنِ فِي سباق الْخَيل وَهُوَ أَن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عَلَيْهِ فَيكون ذَلِك مَعُونَة للْفرس عَلَى جريه وَيكون فِي الصَّدَقَة وَهُوَ أَن يقوم الْمُصدق فَينزل موضعا ثمَّ يُرْسل إِلَى الْمِيَاه من يجلب إِلَيْهِ أعنام الْمِيَاه فيقدمها فنهي عَن ذَلِك وَأمر أَن يتصدقوا عَلَى مِيَاههمْ. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من أحبنا فليعد للفقر جلبابا وتجفافا قَالَ أَبُو عبيد الجلباب الْإِزَار قَالَ الْأَزْهَرِي عَنى بِهِ الملاءة الَّتِي يشْتَمل بهَا. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أَرَادَ لِيَرْفَضَّ الدُّنْيَا وليزهد فِيهَا وليصبر عَلَى الْفقر وكنى عَن الصَّبْر بالتجفاف والجلباب لِأَنَّهُ يستر الْفقر كَمَا يستران الْبدن وَقد سبق ذكر التجفاف. فِي الحَدِيث جلبان السِّلَاح رُوِيَ بتسكين اللَّام قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 الْأَزْهَرِي الجلبان شبه الحراب من الْأدم يوضع فِي السَّيْف مغمودا وسوط الرَّاكِب وأداته. وَرَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة جلبان بِضَم اللَّام وَتَشْديد الْبَاء وَقَالَ الجلبان أوعية السِّلَاح بِمَا فِيهَا قَالَ وَلَا أرَاهُ سمي بِهِ إِلَّا لجفائه وَلذَلِك قيل للْمَرْأَة الجافية الغليظة جلبانة وَقد رُوِيَ بِكَسْر الْجِيم مَعَ التَّشْدِيد. وَكَانَت أم الزبير ترقصه وَتقول اضربه كي يلب ويقود الْجَيْش ذَا الجلب وَهُوَ جمع جلبة وَهِي الْأَصْوَات. وَلما نزلت {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} قَالَت الصَّحَابَة بَقينَا نَحن فِي جلج قَالَ ابْن قُتَيْبَة بَقينَا نَحن فِي عدد من أمثالنا من الْمُسلمين لَا نَدْرِي مَا يصنع بِنَا. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الجلاج رُؤُوس النَّاس واحدتها جلجة وَالْمعْنَى بَقينَا فِي رُؤُوس كَثِيرَة. وَكتب عمر إِلَى عَامله بِمصْر خُذ من كل جلجلة من القبط كَذَا والجلجلة الجمجمة فَأَرَادَ من كل رَأس. فِي حَدِيث أبي أَيُّوب من بَات عَلَى سطح أجلح فَلَا ذمَّة لَهُ وَهُوَ الَّذِي لم يحْجر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 قَوْله لَيْسَ مِنْهَا جلحاء وَهِي الْجَمَّاء قَالَ كَعْب قَالَ الله تَعَالَى لرومية لأجعلنك جلحاء أَي لأحصنن عَلَيْك والحصون تشبه بالقرون. فِي الحَدِيث فَإِذا بنهرين جلواخين أَي واسعين. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كنت أدلو كل دلو بتمرة أشترطها جلدَة أَي صلبة جَيِّدَة. فِي حَدِيث الْهِجْرَة حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَرْض جلدَة ووقعنا فِي جلد من الأَرْض وَهُوَ الْقوي. فِي حَدِيث الْقسَامَة ردوا الْأَيْمَان عَلَى أجالدهم وَهُوَ جمع الأجلاد وَهُوَ جسم الرجل. فِي الحَدِيث قوم من جلدتنا أَي من أَنْفُسنَا وقومنا. فِي الحَدِيث فجلد بِالرجلِ نوما أَي سقط يُقَال جلد بِهِ ولبج بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 وَمِنْه حَدِيث الزبير كنت أتشدد فيجلد بِي. فِي حَدِيث رقيقَة واجلوذ الْمَطَر أَي طَال تَأَخره. فِي الحَدِيث إِنِّي أحب أَن أتحمل بجلاز سَوْطِي وَهُوَ السّير الَّذِي تشد فِي طرفه وجلز السَّوْط مقبضه. وَأعْطَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِلَال بن الْحَارِث معادن الْقبلية عوريها وجلسيها أَي نجديها وَيُقَال لنجد جلس. فِي الحَدِيث إِذا اضطجعت لَا أجلنطي المجلنظي المستلقي عَلَى ظَهره رَافعا رجلَيْهِ وَيُقَال بِالْهَمْز وَتَركه اجلنظيت واجلنظأت وَالْمعْنَى لَا أتمدد كسلا وَلَكِنِّي أَنَام مستوفزا. فِي صفة الزبير كَانَ أجلع الأجلع الَّذِي لَا تنضم شفتاه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ المنقلب الشّفة. وَفِي صفة امْرَأَة جليع عَلَى زَوجهَا أَي لَا تستر نَفسهَا إِذا خلت بزوجها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 وَكَانَ سعد بن معَاذ جلعابا أَي طَويلا. فِي الحَدِيث جَاءَ رجل جلف جَاف أصل الجلف الشَّاة المسلوخة الَّتِي قطع رَأسهَا وقوائمها. فِي الحَدِيث كل شَيْء سُوَى جلف الطَّعَام وظل بَيت وثوب يستر فضل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الجلف من الْخبز الغليظ الْيَابِس الَّذِي لَيْسَ بمأدوم وَلَا لين وأنشدوا: (جَاءُوا بجلف من شعير يَابِس ... ) وكرهت أم سَلمَة للمحد أَن تكتحل بالجلاء وَهُوَ الإثمد. فِي الحَدِيث لَا أحمل النَّاس عَلَى أَعْوَاد جلفطها الجلفاط وَهُوَ الَّذِي يصلح السفن. وَنَهَى عَن لحم الْجَلالَة وَهِي الَّتِي تَأْكُل الْعذرَة والجلة البعر فاستعير فَوضع مَوضِع الْعذرَة وَيُقَال جلالة وجالة وجوال. وَيُقَال جلالة وجالة وجوال. قَالَ ابْن عمر لرجل لَا تصحبني عَلَى جلال. قَوْله يخسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل فِيهَا الجلجلة تحرّك مَعَ صَوت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 فِي الحَدِيث لي فرس أجلهَا كل يَوْم فرقا أَي أجعله علفا لَهَا. قَوْله اغْفِر لي ذَنبي كُله دقة وجله أَي قَلِيله وَكَثِيره. فِي الحَدِيث جَاءَ إِبْلِيس فِي صُورَة شيخ جليل أَي مسن. فِي الحَدِيث حَرْب مجلية أَي مخرجة عَن الديار وَالْمَال وَرُوِيَ مجلبة بِالْبَاء أَي مجتمعة يُقَال أجلب الْقَوْم إِذا تجمعُوا. قَالَ الْحجَّاج أَنا ابْن جلا قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَي أَنا الَّذِي أوضح وكشف. فِي الحَدِيث بِملك رجل أجلى وَهُوَ الَّذِي قد انحسر الشّعْر عَن جَبهته إِلَى نصف رَأسه. وَفِي صفة الدَّجَّال أَنه أجلى الْجَبْهَة. فِي الحَدِيث أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أخر أَبَا سُفْيَان فِي الْإِذْن فَقَالَ يَا رَسُول الله كدت تَأذن لحجارة الجلهمتين قبلي فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كل الصَّيْد فِي جَوف الفرا. قَالَ أَبُو عبيد الجلهمتان جانبا الْوَادي قَالَ وَالْمَعْرُوف الجلهمتان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 والجلهمة مَا استقبلك من الْوَادي قَالَ وَلم أسمع بالجلهمة إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث وَمَا جَاءَت إِلَّا وَلها أصل. قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْعرب تزيد الْمِيم فِي أحرف كَقَوْلِهِم قصمل الشَّيْء أَي كَسره وَأَصله قصل. وَقَالَ أَبُو هِلَال العسكري جلهة الْوَادي وَسطه. وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الجلهتان جانبا الْوَادي يُقَال جلهتاه وعدوتاه وضفتاه وشاطئاه وشطاه. بَاب الْجِيم مَعَ الْمِيم فِي الحَدِيث جمح فِي أَثَره أَي أسْرع إسراعا لَا يردهُ شَيْء قَالَ اللَّيْث وكل شَيْء مَضَى لوجهه عَلَى أمرا فقد جمح. فِي الحَدِيث إِذا وَقعت الجوائد فَلَا شُفْعَة قَالَ أَبُو عَمْرو الجامد الْحَد بَين الدَّاريْنِ وَجمعه جوامد. فِي الحَدِيث إِنَّا لَا نجمد عَن الْحق أَي لَا نبخل بِمَا يلْزمنَا. وَقَول ورقة بن نَوْفَل وَقبل سبْحَة الجودي والجمر. الجمد - مضموم الْمِيم - جبل مَعْرُوف. قَوْله إِذا استجمرت فأوتر الِاسْتِجْمَار التمسح بالجمار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 وَهِي الْأَحْجَار الصغار وَبِه سميت جمار المرمى. وَقَالَ النَّخعِيّ المجمر عَلَيْهِ الْحلق وَهُوَ الَّذِي يَجْعَل شعره ذؤابة والذؤابة هِيَ الجميرة لِأَنَّهَا جمرت أَي جمعت وأجمرت الْمَرْأَة شعرهَا إِذا ضفرته. وَفِي الحَدِيث لَا تجمروا الْجَيْش فتفتنوهم أَي لَا تطيلوا حَبسهم عَن أَهَالِيهمْ. وَمِنْه إِن كسْرَى جمر بعوث فَارس. قَالَ الحطيئة كُنَّا ألف فَارس لَا نستجمر وَلَا نخالف قَالَ الْأَصْمَعِي جمر بَنو فلَان إِذا اجْتَمعُوا وصاروا إلبا وَبَنُو فلَان جَمْرَة إِذا كَانُوا أهل مَنْعَة وَشدَّة وَقَالَ اللَّيْث الْجَمْرَة كل قوم يصبرون لقِتَال من قَاتلهم لَا يخالفون أحدا وَلَا ينضمون إِلَى أحد تكون الْقَبِيلَة بِنَفسِهَا جَمْرَة تصبر لقراع الْقَبَائِل كَمَا صبرت عبس لقِتَال قيس. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة جمرات الْعَرَب ثَلَاث عبس جَمْرَة وبلحارث بن كَعْب جَمْرَة ونمير جَمْرَة والجمرة اجْتِمَاع الْقَبِيلَة عَلَى من ناوأهاج وَمن هَذَا قيل لمواضع الْجمار الَّتِي ترمى بمنى جمرات كل مجمع حَصى مِنْهَا جَمْرَة. قَوْله ومجامرهم الألوة أَي وبخورهم الْعود غير مطري. فِي الحَدِيث إِنَّه تَوَضَّأ فَضَاقَ كَمَا جمازه كَانَت عَلَيْهِ وَهِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 مدرعة من صوف ضيقَة الكمين. فِي حَدِيث مَاعِز فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة جمز أَي أسْرع وَسُئِلَ عَن فَأْرَة وَقعت فِي سمن فَقَالَ إِن كَانَ جامسا ألقِي مَا حولهَا أَي جَامِدا. فِي الحَدِيث إِن لقيتها نعجة تحمل شفرة بخبت الجميش فَلَا تهجها الجميش الَّذِي لَا نَبَات فِيهِ كَأَنَّهُ جمش أَي حلق والخبت الأَرْض الواسعة وَإِنَّمَا خص خبت الجميش لِأَن الْإِنْسَان إِذا سلكه أَقْوَى وَاحْتَاجَ إِلَى مَال أَخِيه. قَوْله أُوتيت جَوَامِع الْكَلم وَهِي الْأَلْفَاظ الْيَسِيرَة لجمع الْمعَانِي الْكَثِيرَة. قَالَ الْأَزْهَرِي يُرِيد الْقُرْآن. قَوْله هَل ترَوْنَ فِيهَا بَهِيمَة جَمْعَاء أَي سليمَة من الْعُيُوب سميت بذلك لِاجْتِمَاع سَلامَة أعضائها. قَوْله وَالْمَرْأَة تَمُوت بِجمع قَالَ الْأَكْثَرُونَ بِضَم الْجِيم وَكسرهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 لم يقلهُ إِلَّا الْكسَائي وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ الَّتِي تَمُوت وَفِي بَطنهَا ولد قَالَ وَقد تكون الَّتِي تَمُوت وَلم يَمَسهَا رجل. وَمِنْه فِي حَدِيث آخر أَيّمَا امْرَأَة مَاتَت بِجمع لم تطمث دخلت الْجنَّة. وَمثله قَول امْرَأَة العجاج إِنِّي مِنْهُ بِجمع أَي عذراء لم يفتضني. فِي الحَدِيث رَأَيْت خَاتم النُّبُوَّة كَأَنَّهُ جمع يُرِيد مثل جمع الْكَفّ وَهُوَ أَن تجمع الْأَصَابِع وتضمها يُقَال ضربه بِجمع كَفه. قَوْله بِعْ الْجمع بِالدَّرَاهِمِ وَهُوَ كل لون من التَّمْر لَا يعرف اسْمه يُقَال كثر الْجمع فِي أَرض فلَان لنخل تخرج من النَّوَى. وَلَيْلَة جمع لَيْلَة الْمزْدَلِفَة أَي لَيْلَة الْقرب من مَكَّة. قَالَ الْأَزْهَرِي مُزْدَلِفَة يُقَال لَهَا جمع. فِي الحَدِيث كَانَ فِي جبال تهَامَة جماع غضبوا الْمَارَّة أَي جماعات من قبائل شَتَّى. قَالَ الْحسن الْأَهْوَاء إِجْمَاع الضَّلَالَة وَالْجِمَاع مَا جمع عددا وَكَذَلِكَ الْجَمِيع. فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا مَشَى مَشَى مجتمعا أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 مسرعا لَا مسترخيا. فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ جمالِيًّا الجمالى الضخم الْأَعْضَاء التَّام الأوصال. قَوْله فجملوها أَي أذابوها. قَالَ عَاصِم بن أبي النجُود أدْركْت أَقْوَامًا يتخذون هَذَا اللَّيْل جملا يُقَال لمن سرى لَيْلَة جَمِيعًا أَو أَحْيَاهَا بِالصَّلَاةِ اتخذ اللَّيْل جملا. فِي الحَدِيث هم النَّاس بنحر بعض جمائلهم الجمائل والجمالات جمع جمل قَوْله المُرْسَلُونَ ثلثمِائة وَخَمْسَة عشر جم غفير. الجم الْكثير وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الصَّوَاب جماء غفيرا والجماء الْغَفِير بَيْضَة الْحَدِيد الَّتِي تجمع شعر الرَّأْس والجماء من الجمام والجمة وَهُوَ اجْتِمَاع الشَّيْء والغفير من قَوْلك غفرت الْمَتَاع إِذا سترته وغطيته. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جمة والجمة الشّعْر يسْقط عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ واللمة تلم بالمنكبين والوفرة إِلَى شحمة الْأُذُنَيْنِ. فِي الحَدِيث لعن الله المجممات من النِّسَاء أَي المترجلات اللواتي يتخذن شعورهن جمة كالرجال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 وَقَالَ ابْن عَبَّاس أمرنَا أَن نَبْنِي الْمَدَائِن شرفا والمساجد جما. الجم الَّتِي لَا شرف لَهَا. والشرف الَّتِي لَهَا شرفات. قَالَ أنس توفّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالْوَحي أجم مَا كَانَ أَي أَكثر مَا كَانَ. وَفِي حَدِيث طَلْحَة رَمَى إِلَيّ رَسُول الله سفرجلة وَقَالَ إِنَّهَا تجم الْفُؤَاد أَي تريحه. وَقيل تكمل صَلَاحه ونشاطه. وَمِنْه فِي حَدِيث الصُّلْح فقد جموا. وَأَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بجمجمة فِيهَا مَاء أَي بقدح من خشب قَالَ أَبُو عبيد سمي دير الجماجم لِأَنَّهُ يعْمل مِنْهُ أقداح من خشب. فِي الحَدِيث التلبينة مجمة لفؤاد الْمَرِيض أَي تسروا عَنهُ همه. وَبلغ عَائِشَة شَيْء عَن الْأَحْنَف فَقَالَت أبي كَانَ يستجم أَي كَانَ يجم سفهه لي. فِي حَدِيث أم زرع مَا لَهُ عَلّي الجمم مَحْبُوس الجمم جمع جمة وهم الْقَوْم يسْأَلُون الدِّيَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 وَكَانَ ينحدر من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عِنْد الْوَحْي مثل الجمان والجثمان جمع جمانة وَهِي اللؤلؤة المتخذة من الْفضة. وَقَالَ ابْن الزبير لمعاوية إِنَّا لَا نَدع مَرْوَان يَرْمِي جَمَاهِير قُرَيْش أَي جماعاتها. وَقَالَ مُوسَى بن طَلْحَة جمهروا الْقَبْر أَرَادَ أَن يجمع عَلَيْهِ التُّرَاب جمعا وَلَا يصلح وَلَا يطين يُقَال للرملة المجتمعة جُمْهُور. بَاب الْجِيم مَعَ النُّون فِي حَدِيث الرَّجْم فَرَأَيْت الرجل يجنئ عَلَى الْمَرْأَة وَفِي لفظ يجانئ وَالْمعْنَى يكب عَلَيْهَا. قَالَ ابْن عَبَّاس الثَّوْب لَا يجنب وَالْأَرْض لَا تجنب أَي إِذا لبسه الْجنب أَو وقعه عَلَى الأَرْض لَا يضر. فِي الحَدِيث فجَاء بِتَمْر جنيب الجنيب من جيد التَّمْر. فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالجنبة فَإِنَّهَا عفاف الجنبة النَّاحِيَة وَالْمرَاد اجتنبوا الْجُلُوس إِلَى النِّسَاء. قَوْله وَلَا جنب وَهُوَ أَن يجنب فرسا عريا إِلَى فرسه الَّذِي يسابق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 عَلَيْهِ فَإِذا فتر المركوب تحول عَلَى المجنوب. فِي الحَدِيث كَانَ خَالِد بن الْوَلِيد عَلَى المأنبة الْيُمْنَى أَي عَلَى الكتيبة الْيُمْنَى. فِي الحَدِيث المجنوب شَهِيد وَهُوَ الَّذِي بِهِ ذَات الْجنب وَهِي قرحَة تثقب الْبَطن وَتسَمَّى الدُّبَيْلَة. فِي صفة الْجنَّة فِيهَا جنابذ من لُؤْلُؤ وَهِي القباب. قَوْله إِذا استجنح اللَّيْل جنح اللَّيْل وجنحه طَائِفَة مِنْهُ واستنجح اشتدت ظلمته. وَأمر رَسُول الله بالتجنح فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يبعد عضديه عَن جَنْبَيْهِ ويعتمد فِي السُّجُود عَلَى الْكَفَّيْنِ ويدعم عَلَى الراحتين وَيتْرك افتراش الذراعين. قَوْله الْأَرْوَاح جنود مجندة أَي مَجْمُوعَة كَمَا يُقَال ألف مؤلفة. فِي الحَدِيث كَانَ ذَلِك يَوْم أجنادين وَهُوَ يَوْم مَعْرُوف كَانَ فِي أَيَّام عمر وَالدَّال مَفْتُوحَة. وَخرج عمر إِلَى الشَّام حَتَّى إِذا كَانَ بسرغ لقِيه أُمَرَاء الأجناد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 سرغ اسْم مَوضِع. قَالَ أَبُو الْحسن العنابي اللّغَوِيّ الشَّام خَمْسَة أجياد الْأُرْدُن وحمص ودمشق وفلسطين وقنسرين. فِي الحَدِيث فَجعل الجنادب يقعن وَهِي جمع جُنْدُب وَهُوَ الْجَرَاد. فِي الحَدِيث إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم الجنادع يَعْنِي الْآفَات والبلايا. فِي الحَدِيث رميت امْرَأَة فِي جنازتها وَالْعرب إِذا أخْبرت عَن موت إِنْسَان قَالَت رمي فِي جنَازَته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْجِنَازَة بالكسرة السرير وبالفتح الْمَيِّت والأصمعي يَقُول بِالْعَكْسِ. فِي الحَدِيث إِنَّا نرد من جنيف الظَّالِم أَي ميله بالظلم. وَمِنْه قَول عمر مَا تجانفنا فِيهِ لإثم. وَنصب الْحجَّاج عَلَى الْبَيْت منجنيقين ووكل بهما جانقين الجانق مُدبر المنجنيق. والمنجنيق أعجمي مُعرب وَيُقَال بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَيُقَال منجليق وَحَكَى الْفراء منجنوق. وَكتب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى ابْن عَبَّاس قلبت لِابْنِ عمك ظهر الْمِجَن يضْرب مثلا لمن كَانَ لصَاحبه عَلَى مَوَدَّة ثمَّ حَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 قَوْله الصَّوْم جنَّة أَي يقي صَاحبه مَا يُؤْذِي من الشَّهَوَات. وَقَالَت امْرَأَة ابْن مَسْعُود لَهُ أجنك من أَصْحَاب رَسُول الله قَالَ الْكسَائي الْمَعْنى من أجل أَنَّك فَتركت مِنْهُ وَالْعرب تَقول فعلت ذَلِك أَجلك وإجلك يَعْنِي من أَجلك. فِي حَدِيث زَمْزَم أَن فِيهَا جنَانًا أَي حيات. وَمثله نهَى عَن قتل جنان الْبيُوت. وَقَالَ أَبُو عمر والجنان من الْجِنّ وَجمعه جنان جناي وخياره وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا جن. وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا جناي وخياره فِيهِ أَرَادَ أَنِّي لم أستأثر بِشَيْء من فَيْء الْمُسلمين وأصل هَذَا الْمثل أَن جذيمة أرسل عمرا ابْن أُخْته مَعَ جمَاعَة مَجْنُون لَهُ الكمأة وَكَانُوا إِذا وجدوا جَيِّدَة أكلوها وَلم يفعل ذَلِك عَمْرو فجَاء إِلَى جذيمة فَقَالَ ذَلِك. بَاب الْجِيم مَعَ الْوَاو قَالَ أَبُو بكر وَإِنَّمَا جيبت الْعَرَب عَنَّا كَمَا جيبت الرَّحَى عَن قطبها يَقُول خرقت الْعَرَب عَنَّا فَكُنَّا وسطا وَكَانَت الْعَرَب حوالينا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 فِي الحَدِيث فانجاب السَّحَاب أَي انْكَشَفَ. قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أجوب دَعْوَة قَالَ جَوف اللَّيْل الغابر وَمَعْنى أجوب أسْرع إِجَابَة. قَوْله فاجتالهم الشَّيَاطِين عَن دينهم أَي أزالهم والحائل زائل عَن مَكَانَهُ. فِي الحَدِيث أَو أَصَابَته جَائِحَة فاجتاحت مَاله والجائحة الْمُصِيبَة تجتاح أَي تستأصل. فِي الحَدِيث فاجتووا الْمَدِينَة أَي كرهوها قَالَ أَبُو زيد اجتويت الْبِلَاد إِذا كرهتها وَإِن كَانَت مُوَافقَة لَك فِي بدنك واستوبلتها إِذا لم توافقك فِي بدنك وَإِن كنت محبا لَهَا. فِي الحَدِيث أَلا باعده الله سبعين خَرِيفًا للمضمر الْمجِيد الْمجِيد صَاحب الْجواد كَمَا يُقَال رجل مقو إِذا كَانَت دَابَّته قَوِيَّة ومضعف. فِي الحَدِيث تَركتهم وَقد جيدوا أَي مُطِرُوا مَطَرا جودا وَهُوَ الْكثير. فِي حَدِيث أم زرع وغيظ جارتها تَعْنِي ضَرَّتهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 وَمثله كنت بَين جارتين لي أَي بَين امْرَأتَيْنِ. قَالَت امْرَأَة رَأَيْت كَأَن جَائِز بَيْتِي انْكَسَرَ الْجَائِز الْخَشَبَة الَّتِي يوضع عَلَيْهَا أَطْرَاف الْخشب. قَوْله جَائِزَة الضَّيْف يَوْم وَلَيْلَة أَي يُعْطَى مَا يجوز بِهِ مَسَافَة يَوْم وَلَيْلَة. فِي حَدِيث شُرَيْح إِذا بَاعَ المجيزان فَالْبيع للْأولِ الْمُجِيز الْوَلِيّ. فِي الحَدِيث قَامَ من جَوف اللَّيْل وَهُوَ وَسطه. وَأهل النَّار كل جواظ وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا الجموع المنوع وَالثَّانِي الْكثير اللَّحْم المختال فِي مشيته وَالثَّالِث الْقصير البطين. قَوْله إِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة أَي الَّذِي يسد جوعة الرَّضِيع. فِي الحَدِيث أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الأجوفان وهما الْبَطن والفرج. فِي الحَدِيث فتوقلت بِنَا القلاص من أعالي الْجوف قَالَ القتيبي الْجوف أَرض كَانَت لمراد. فِي الحَدِيث فاجتالهم الشَّيَاطِين أَي أزالتهم مَأْخُوذ من الجولان والحائل زائل عَن مَكَانَهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وَقَالَ الْأَزْهَرِي استحفنهم فجالوا مَعَهم فِي الضلال وَرُوِيَ فاجتالهم بالجاء. قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله إِذا دخل إِلَيْنَا لبس مجولا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي المجول الصدرة وَهِي الصدار. فِي الحَدِيث إِن الشَّمْس جونة أَي بَيْضَاء. والجون. الْأَبْيَض وَالْأسود. فِي الحَدِيث كَانَ عَلَيْهِ جلد كَبْش جَوْنِي أَي أسود. قَالَ سلمَان إِن لكل امْرِئ جوانيا وبرانيا فَمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه الجواني السِّرّ والبراني الْعَلَانِيَة قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن أطلي بجواء قدر أحب إِلَيّ من أَن أطلى بزعفران. قَالَ أَبُو عبيد كَذَا يرْوَى بجواء وَسمعت الْأَصْمَعِي يَقُول إِنَّمَا هوجاوة الْقدر وَهُوَ الْوِعَاء الَّذِي يَجْعَل فِيهِ وَجَمعهَا جئاء وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَيَقُول هُوَ الجياء والجواء. فِي ذكر يَأْجُوج فتجوى الأَرْض من ريحهم أَي تنتن. فِي الحَدِيث لَا يدْخل الْجنَّة جياف قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ النباش سمي جيافا لِأَنَّهُ يَأْخُذ الثِّيَاب عَن أبدان الْمَوْتَى قَالَ وَيجوز أَن يكون سمي لنتن فعله. بَاب الْجِيم مَعَ الْهَاء فِي حَدِيث أم معبد شَاة خلفهَا الْجهد أَي الهزال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 قَالَ الْحسن لَا يجْهد الرجل مَاله ثمَّ يقْعد يسْأَل النَّاس أَي يفرقه. فِي الحَدِيث نزل بِأَرْض جِهَاد وَهِي الَّتِي لَا نَبَات بهَا. وَفِي الدُّعَاء أعوذ بك من جهد الْبلَاء وَهُوَ أشده. وَقَوله كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين وهم الَّذين يجهرون بِمَا فعلوا من الذُّنُوب سرا. فِي صفة رَسُول الله من رَآهُ جهرة أَي عظم فِي عينه. وَقَالَ عمر إِذا رأيناكم جهرناكم أَي أعجبتنا أجسامكم. وَفِي وصف عَائِشَة أَبَاهَا اجتهر دفن الرواء أَي كسحها يُقَال جهرت الْبِئْر إِذا كَانَت متدفقة فأخرجت مَا فِيهَا من الحمأة والرواء المَاء الْكثير وَهَذَا مثل ضَربته لإحكامه الْأَمر بعد انتشاره شبهته بِمن أَتَى عَلَى آبار قد اندفن مَاؤُهَا فَأخْرج مَا فِيهَا حَتَّى نبع المَاء. فِي الحَدِيث وجد النَّاس بِخَيْبَر بصلا وثوما فجهروه أَي استخرجوه وأكلوه. فِي الحَدِيث فجهشنا إِلَى رَسُول الله أَي فزعنا إِلَيْهِ قد تهيأن بالبكاء. وَمِنْه أجهشت بالبكاء. وَقَالَ مُحَمَّد بن مسلمة قصدت يَوْم أحد رجلا فجاهضني عَنهُ أَبُو سُفْيَان أَي مانعني عَنهُ. وَمثله فأجهضوهم عَن أثقالهم يَوْم أحد أَي نحوهم. قَوْله إِنَّكُم لتجهلون وتجنون وتنجلون وَالْعرب تَقول الْوَلَد مجهلَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 مَجْبَنَة مَبْخَلَة وَهَذَا لِأَن الْإِنْسَان إِذا كثر وَلَده جبن عَن الحروب اسْتِبْقَاء لنَفسِهِ وبخل بِمَالِه إبْقَاء عَلَيْهِم وَجَهل مَنَافِعه ومضاره لتقسم فكره. قَوْله إِن من الْعلم جهلا وَهُوَ أَن يتَكَلَّف مَا لَا يُعلمهُ وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ أَن يتَعَلَّم مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ كَالنُّجُومِ وَكتب الْأَوَائِل ويدع علم الشَّرِيعَة. قَالَ ابْن عَبَّاس من استجهل مُؤمنا فَعَلَيهِ إثمه وَهُوَ أَن يحملهُ عَلَى شَيْء لَيْسَ من خلقه فيغضبه. فِي الحَدِيث انتزع الذِّئْب شَاة فجهجأه الرَّائِي أَي جهجهه فأبدل الْهَاء همزَة يُقَال جهجهت بالسبع وهجهجت إِذا زجرته. فِي الحَدِيث تجهموا لَهُ أَي تنكرت وُجُوههم لَهُ. بَاب الْجِيم مَعَ الْيَاء قَوْله سبعين خَرِيفًا للمجيد قد سبق. فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دامغ جيشات الأباطيل أَي مَا ارْتَفع مِنْهَا. فِي الحَدِيث جَاءُوا بِلَحْم فتجيشت أنفس أَصْحَابه مِنْهُ أَي جَاشَتْ وغثت وَرُوِيَ بِالْحَاء وَمَعْنَاهُ نَفرت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 كتاب الْحَاء بَاب الْحَاء مَعَ الْألف فِي الحَدِيث انْطلق إِلَى هَذَا الْوَادي فَلَا تدع حَاجا وَهُوَ ضرب من الشوك. فِي الحَدِيث حائك النَّاقة يَعْنِي ظهرهَا. قَالَ جِبْرِيل أخذت من حَال الْبَحْر فملأت بِهِ فَم فِرْعَوْن وَهُوَ طينه وحمأته وَقَالَ أَبُو عبيد الطين الْأسود. بَاب الْحَاء مَعَ الْبَاء قَوْله كَمَا تنْبت الْحبَّة قَالَ الْفراء بزور الْبُقُول وَقَالَ أَبُو عَمْرو وَهِي نبت ينْبت فِي الْحَشِيش صغَار وَقَالَ الْكسَائي هِيَ حب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 الرياحين الْوَاحِدَة حَبَّة فَأَما الْحِنْطَة وَنَحْوهَا فَهُوَ الْحبّ لَا غير. وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل الْحبَّة اسْم جَامع لحبوب البقل الَّتِي تَنْتَشِر إِذا هَاجَتْ وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الْحبَّة من حبوب مُخْتَلفَة. فِي الحَدِيث الْحباب شَيْطَان. الْحباب الْحَيَّة. قَالَ ابْن الزبير إِنَّا لَا نموت حجَجًا عَلَى مضاجعنا الْحجَج أَن يَأْكُل الْبَعِير لحاء العرفج فتسمن عَلَى ذَلِك وَربا قَتله. يُقَال حبج يحبج حبجا إِذا انتفخ بَطْنه عَن بشم. فِي الحَدِيث يَا حبذا المتخللون قَالَ الْأَزْهَرِي حبذا حرف مؤلف من حب وَذَا وَأَصله حبب ذَا فأدغمت إِحْدَى الباءين فِي الْأُخْرَى وشددت وَذَا إِشَارَة. يَقُول من النَّار رجل قد ذهب حبره وسبره قَالَ الْأَصْمَعِي جماله وهيئته وَبَعْضهمْ يرويهِ بِفَتْح الْحَاء وَالسِّين. وَيُقَال كَعْب الحبر وَالْمرَاد بالحبر الْعَالم وَبَعْضهمْ يرَاهُ من الحبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 الَّذِي يكْتب بِهِ وَبَعْضهمْ يَقُول من الحبار وَهُوَ الْأَثر. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة حِين لَا ألبس الحبير وَهُوَ مَا كَانَ موشيا من البرود مخططا وَهِي برود حبرَة. وَمِنْه كَانَ أحب الثِّيَاب إِلَى رَسُول الله الْحبرَة وَقَول أبي مُوسَى لحبرتها لَك تحبيرا أَي حسنتها وصنتها. فِي الحَدِيث بعث أَبُو عُبَيْدَة عَلَى الْحَبْس وَيروَى عَلَى الحسر فَمن رَوَى الْحَبْس فَهُوَ جمع حبيس وهم الرحالة سموا بذلك لتحبسهم عَن الركْبَان وتأخرهم. قَالَ شُرَيْح جَاءَ مُحَمَّد بِإِطْلَاق الْحَبْس أَرَادَ مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تحبسه من الحامي والبحائر والسوائب وَالْحَبْس أَيْضا كل شَيْء وَقفه صَاحبه وَقفا مُؤَبَّدًا. وَمِنْه أَن خَالِدا جعل أَمْوَاله حبسا فِي سَبِيل الله وَمن رَوَى الحسر فهم الَّذين لَا دروع لَهُم. قَوْله وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبطًا أَو يلم وَذَلِكَ أَن الرّبيع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 ينْبت أَحْرَار العشب فتستكثر مِنْهُ الْمَاشِيَة. وَقَالَ اللَّيْث أَحْرَار الْبُقُول مَا يُؤْكَل غير مطبوخ وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم الْأَحْرَار مَا رق وَرطب فتنتفخ بطونها للاستكثار مِنْهُ فتهلك وَذَلِكَ الحبط. فَهَذَا مثل لجامع الدُّنْيَا من غير حلهَا الْحَرِيص عَلَى الْجمع وَالْمَنْع وَقَوله إِلَّا أكله الْخضر مثل للمقتصد لِأَن الْخضر بقل لَيْسَ من أَحْرَار الْبُقُول الَّذِي تستكثر مِنْهُ الْمَاشِيَة فَلَا تحبط بطونها لعِلَّة مَا يتَنَاوَل مِنْهُ ثمَّ تسْتَقْبل الشَّمْس فتثلط وَإِنَّمَا تحبط الْمَاشِيَة لِأَنَّهَا لَا تثلط وَلَا تبول. قَوْله إِن السقط يظل محبنطيا قَالَ أَبُو عبيد المحبنطي بِغَيْر همز هُوَ المتغضب المستبطئ للشَّيْء قَالَ وَيُقَال احبنطأت واحبنطيت لُغَتَانِ مَهْمُوز وَغير مَهْمُوز المحبنطئ بِالْهَمْز الْعَظِيم المنتفخ الْبَطن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 فِي الحَدِيث نهَى عَن لون الحبيق أَن يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة وَهُوَ لون رَدِيء من ألوان التَّمْر. وَكَانَت عَائِشَة تحتبك تَحت ذرعها فِي الصَّلَاة أَي تشد الْإِزَار وتحكمه. فِي الحَدِيث رَأس الدَّجَّال حبك حبك قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ المتكسر من الجعودة كالرملة بضربها الرمْح. وَنَهَى عَن بيع حَبل الحبلة وَهُوَ نتاج النِّتَاج فالحبل مَا فِي الْبُطُون وَالْحَبل الآخر مَا يحملهُ الْبَطن الَّذِي سيولد. فِي الحَدِيث إِن نَاسا يتحبلون الصَّنِيع أَي يصيدونها بالحبال يُقَال تحبلت واحتبلت. وَلما خرج نوح من السَّفِينَة غرس الحبلة. وَكَانَ لأنس حبلة بِإِسْكَان الْبَاء وَهِي الأَصْل من الكرحة وَيُقَال حبلة بِفَتْح الْبَاء فَأَما قَوْلهم مَا لنا طَعَام إِلَّا الحبلة فالحاء مَضْمُومَة وَهِي تمر الْعضَاة. وَأَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلى بِضَم الْحَاء وَإِسْكَان الْبَاء قَالَ الْأَزْهَرِي عَن اللَّيْث الحبلى مَنْسُوب إِلَى حَيّ من الْيمن قَالَ المُصَنّف وَأَصْحَاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 الحَدِيث يَقُولُونَ أَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلي فيضمون الْبَاء وَهُوَ غلط مِنْهُم. فِي الحَدِيث أَن رجلا أحبن زنا والأحبن الَّذِي قد سقِِي بَطْنه. وَأم حبين دويبة لَهَا بطن بارز. وَمِنْه قَوْله لِبلَال وَرَآهُ يَوْمًا وَقد خرج بَطْنه أم حبين. فِي كَلَام ابْن عَوْف أَن حابيا خير من زاهق الحابي الَّذِي يزحف إِلَى الهدف والزاهق الَّذِي يجوزه بِشدَّة مرّة. قيل للأحنف فِي الْحَرْب أَيْن الْحلم فَقَالَ عِنْد الحبا وَهُوَ جمع حبوة وَهُوَ ضم السَّاق إِلَى الْبَطن بِثَوْب وَأَرَادَ أَن الْحلم تحسن فِي السّلم لَا فِي الْحَرْب. فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ الْجمل الحابي يَعْنِي الثقيل. بَاب الْحَاء مَعَ التَّاء فِي الحَدِيث قَالَ لسعد أحتتهم أَي ارددهم وَقَالَ فِي الدَّم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 حييه أَي حكيه. فِي الحَدِيث من مَاتَ حتف أَنفه وَهُوَ أَن يَمُوت عَلَى فرَاشه وَإِنَّمَا قيل ذَلِك لِأَن نَفسه تخرج من فِيهِ وَأَنْفه فغلب أحد الأسمين. وَلما قَالَ من كل مائَة تِسْعَة وَتسْعُونَ فِي النَّار قَالَت الصَّحَابَة أحتفينا الاحتفاء الِاسْتِقْصَاء فِي الشَّيْء. قَالَ الْعِرْبَاض كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يخرج فِي الصّفة وعلينا الحوتكية وَهِي عمَّة يتعممها الْأَعْرَاب يسمونها بِهَذَا الِاسْم. فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ أحتم أَي أسود. فِي الحَدِيث من أكل وتحتم دخل الْجنَّة قَالَ الْفراء التحتم أكل الحتامة وَهِي فتات الْخبز. فِي الحَدِيث أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام أعْطى رجلا حتيا الحتي سويق الْمقل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 بَاب الْحَاء مَعَ الثَّاء قَوْله إِذا بقيت فِي حثالة أَي رذالة وَمثله الخشارة والحفالة والحسالة والخسالة. وَفِي حَدِيث آخر أعوذ بك أَن أَبْقَى فِي حثل من النَّاس. فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء ارْحَمْ الْأَطْفَال المحثلة يَعْنِي السيء الْغذَاء والحثل سوء الْغذَاء وَالرّضَاع وَالْحَال. فِي حَدِيث عمر فَإِذا حَصِير بَين يَدَيْهِ عَلَيْهِ الذَّهَب منثور نثر الحثا وَهُوَ دقاق التِّبْن. فِي الحَدِيث أَن عَائِشَة وَزَيْنَب تقاولتا حَتَّى استحثتا أَي رمت كل وَاحِدَة صاحبتها بِالتُّرَابِ. بَاب الْحَاء مَعَ الْجِيم قَوْله يغْفر للْعَبد مَا لم يَقع الْحجاب وَهُوَ أَن تَمُوت النَّفس وَهِي مُشركَة. قَوْله فحج آدم مُوسَى أَي غَلبه بِالْحجَّةِ. فِي الحَدِيث فَجَلَسَ فِي حجاج عينه الْحجَّاج الْعظم المشرف عَلَى الْعين وهما حجاجان لكل عين حجاج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 قَوْله لقد تحجرت وَاسِعًا أَي ضيقت مَا وَسعه الله عز وجل من الرَّحْمَة. فِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت رجلا يسير من الْقَوْم حجرَة أَي نَاحيَة. قَالَ الْأَحْنَف لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام حِين حكم عَمْرو وَلَقَد رميت بِحجر الأَرْض أَي بداهية عَظِيمَة. فِي الحَدِيث للنِّسَاء حجرتا الطَّرِيق أَي ناحيتاه. فِي الحَدِيث لأهل الْقَتِيل أَن ينحجزوا الْأَدْنَى فالأدنى أَي يكفوا عَن الْقود وكل من ترك شَيْئا فقد انحجز عَنهُ. فِي حَدِيث قيلة أيلام الْإِنْسَان أَن ينتصر من وَرَاء الحجزة الحجزة الَّذين يمْنَعُونَ بعض النَّاس من بعض ويفصلون بَينهم بِالْحَقِّ. فِي الحَدِيث تزوجوا فِي الحجز الصَّالح فَإِن الْعرق دساس أَي فِي الأَصْل وَقيل فِي الْعَشِيرَة لأَنهم يحتجز بهم. فِي الحَدِيث مِنْهُم من تَأْخُذهُ النَّار إِلَى حجزته الحجزة مَوضِع شدّ السَّرَاوِيل وَلَا يُقَال حزة فِي قَول الْأَصْمَعِي وَأَجَازَهُ ابْن الْأَعرَابِي. وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لزيد أَنْت مَوْلَانَا فحجل الحجل أَن يرفع رجلا ويقفز عَلَى الْأُخْرَى من الْفَرح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 وَقد يكون بِالرجلَيْنِ جَمِيعًا إِلَّا أَنه قفز وَقَالَ اللَّيْث الحجل مشي الْمُقَيد. فِي الحَدِيث كَانَ الْخَاتم مثل زر الحجلة الحجلة بَيت كالقبة يستر بالثياب وَيجْعَل لَهُ بَاب من جنسه. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُو قُريْشًا وَقد جعلُوا طَعَامي كطعام الحجل قَالَ النَّضر الحجل يَأْكُل الْحبَّة بعد الْحبَّة لَا يجد فِي الْأكل وَأَرَادَ أَنهم غير جادين فِي إجَابَتِي لَا يدْخل مِنْهُم فِي الدَّين إِلَّا النَّادِر. وَفِي الحَدِيث فاصطادوا حجلا. قَوْله أمتِي غر محجلون قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المحجل من الْخَيل أَن تكون قوائمه الْأَرْبَع بَيْضَاء تبلغ الْبيَاض مِنْهَا ثلث الْوَظَائِف أَو نصفه أَو ثلثه بعد أَن يتَجَاوَز الأرساغ وَلَا يبلغ الرُّكْبَتَيْنِ والعرقوبين فِي الحَدِيث يصف حجم عظامها الحجم النتوء. فِي صفة مَكَّة وأحجن ثمامها أَي بدا ورقه والثمام من أَشجَار الْجبَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 فِي الحَدِيث تُوضَع الرَّحِم لَهَا حجنة كحجنة المغزل يَعْنِي صنارته وَهِي الحديدة العقفاء الَّتِي يعلق بهَا الْخَيط ثمَّ يفتل الْغَزل وكل منعقف أحجن المحجن عَصَى معوجة الطّرف. فِي الحَدِيث مَا أقطعكه العقيق لتحتجنه أَي يَتَمَلَّكهُ دون النَّاس. قَالَ عمر فِي نَاقَة مَا هِيَ بمغذ فيستحجى لَحمهَا قَالَ القتيبي استحجى اللَّحْم إِذا تغير رِيحه من الْمَرَض الْعَارِض للتغير والمغد الَّتِي أَخَذتهَا الغدة وَهُوَ الطَّاعُون. فِي الحَدِيث رَأَيْت علجا قد يحجى أَي زَمْزَم. بَاب الْحَاء مَعَ الدَّال فِي الْأُمَم محدثون أَي ملهمون أَي يصيبون إِذا ظنُّوا. قَالَ الْحسن حادثوا هَذِه الْقُلُوب أَي اجلوها واغسلوا درنها قَالَ لبيد. (كنصل السَّيْف حودث بالصقال ... ) قَالَ ابْن مَسْعُود حدث الْقَوْم مَا حدجوك بِأَبْصَارِهِمْ أَي رموك بهَا. وَمثله الْمَيِّت يحدج ببصره. قَالَ ابْن السّكيت خدجه بِسَهْم إِذا رَمَاه بهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 وَقَالَ عمر حجَّة هَا هُنَا ثمَّ احدج هَا هُنَا أَي شدّ الْأَحْمَال للغزو قَالَ ابْن مَسْعُود رَأَيْت كَأَنِّي أخذت حدجة حنظل الحدجة الحنظلة الصلبة. فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ ومحدثات الْأُمُور قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ مَا انتزعه أهل الْأَهْوَاء من الْأَشْيَاء الَّتِي كَانَ السّلف الصَّالح عَلَى غَيرهَا. وَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله لأبي جهل حِين قَالَ فِي خَزَنَة النَّار مَا قَالَ تقيس الْمَلَائِكَة بالحدادين يَعْنِي السجانين. قَوْله لَا يحل لامْرَأَة أَن تحد عَلَى ميت إِلَّا عَلَى زوج يُقَال أحدت الْمَرْأَة وحدت إِذا تسلبت وَتركت الزِّينَة. فِي الحَدِيث لكل حرف حد أَي مُنْتَهى. قَالَ عمر كنت أداري من أبي بكر بعض الْحَد الْحَد والحدة من الْغَضَب. فِي الحَدِيث خِيَار أمتِي أحداؤها الأحداء جمع حَدِيد وَهُوَ الَّذِي فِيهِ حِدة. وَمن السّنة الاستحداد وَهُوَ حلق الْعَانَة بالحديد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي حيدرة وَهُوَ الْأسد وَلما ولد سمته أمه أسدا باسم أَبِيهَا وَسَماهُ أَبُو طَالب عليا فغلب عَلَيْهِ. فِي حَدِيث عمر أَنه ضرب رجلا أسواطا كلهَا يبضع ويحدر وَيروَى بِكَسْر الدَّال قَالَ أَبُو عبيد يحدر يورم. فِي الحَدِيث ولد مَوْلُود أحدر شَيْء أَي أسمن وَسمي الْأسد حيدرا لغلظ رقبته. فِي الحَدِيث رجل علم فحدل أَي جَار. قَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس بقتل الحدو للْمحرمِ قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهَا لُغَة فِي الحداء وَهِي طَائِر. قَالَ مُجَاهِد كنت أتحدى الْقُرَّاء فأقرأ أَي أتعمدهم. فِي الحَدِيث إِن أبي بن خلف كَانَ يَقُول يَوْم بدر يَا حدراها قَالَ أَبُو عُبَيْدَة يُرِيد هَل أحد رَأَى مثل هَذِه. بَاب الْحَاء مَعَ الذَّال فِي صفة الدُّنْيَا وَوَلَّتْ حذاء وَهِي السريعة الْخَفِيفَة. وَكَذَلِكَ قَوْله ويستحد المغيبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 قَوْله يتخللكم الشَّيَاطِين كَأَنَّهَا بَنَات حذف قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الْغنم الصغار الحجازية واحدتها حذفة. وَهِي النَّقْد أَيْضا قَالَ وَقد قَالُوا إِنَّهَا ضَأْن سود جرد صغَار تكون بِالْيمن قَالَ وَهُوَ أحب التفسيرين إِلَيّ. فِي الحَدِيث من دخل حَائِطا فَليَأْكُل غير آخذ فِي جدله شَيْئا الحذل والحذل حجرَة الْإِزَار وتروى فِي حذبه. قَالَ عمر إِذا قُمْت فاحذم الحذم الحذر وَأَصله الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي. فِي الحَدِيث فَأخذ قَبْضَة من تُرَاب فحذا بهَا وُجُوه الْمُشْركين أَرَادَ فَحَثَا فأبدل الذَّال من الثَّاء. فِي حَدِيث مس الذّكر إِنَّمَا حذْيَة مِنْك أَي قِطْعَة والحذوة من اللَّحْم الْقطعَة. وَفِي الحَدِيث إِن لم يحذك من عطرة أَي يعطك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 بَاب الْحَاء مَعَ الرَّاء فِي الحَدِيث وَقَومه عَلَيْهِ حراء أَي غضاب وتروى جرءاء من الجرأة. وَكَانَ أنس يكره المحاريب أَي لم يكن يجب الترفع عَن النَّاس. والمحراب أشرف الْمجَالِس والمحراب الْموضع العالي هَكَذَا فسروه وَيحْتَمل أَن يكون كره مَا أظهره النَّاس من عمل الحراب فِي الْمَسْجِد كالطاق وَهُوَ الْأَظْهر عِنْدِي. فِي حَدِيث عُرْوَة بن مَسْعُود أَنه دخل محرابا فَأَشْرَف عَلَى النَّاس يَعْنِي غرفَة. فِي الحَدِيث حَرْب الْعَدو أَي غضب. وَفِي الحَدِيث يُرِيد أَن يحربهم أَي يزِيد فِي غضبهم. فِي الحَدِيث احرث لدنياك أَي اعْمَلْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 فِي حَدِيث بدر أخرجُوا إِلَى حرائثكم أَي مكاسبكم وَرُوِيَ حرائبكم بِالْبَاء جمع حريبة وَهُوَ المَال الَّذِي بِهِ قوام الدخل. وَقيل للْأَنْصَار مَا فعلت نواضحكم قَالُوا حرثناها أَي هزلناها. قَالَ ابْن مَسْعُود احرثوا هَذَا الْقُرْآن أَي فتشوه. فِي ذكر السّنة يركب الذيخ محرنجما أَي متقبضا كالحا من شدَّة الجدب والذيخ ذكر الضباع. فِي الحَدِيث إِن الْقَتْل قد استحر أَي كثر وَاشْتَدَّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 فِي الحَدِيث إِن مُعَاوِيَة زَاد أَصْحَابه فِي بعض أَيَّام صفّين خَمْسمِائَة خَمْسمِائَة فَقَالَ أَصْحَاب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا خمس إِلَّا جندل الأحرين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْحرَّة حِجَارَة سود وَجَمعهَا حرات وحرار وأحرون فِي الرّفْع وأحرين فِي النصب والخفض. قَالَ الْأَصْمَعِي الْحرَّة الأَرْض الَّتِي ألبسها حِجَارَة سَوْدَاء وَقَالَ اللَّيْث الْحرَّة أَرض ذَات حِجَارَة سود نخرة كَأَنَّهَا أحرقت بالنَّار وَمِنْه حرَّة الْمَدِينَة وَهِي من حُرَّيْنِ وحروراء مَوضِع قريب من الْكُوفَة نزله الْخَوَارِج فَقيل الحرورية. فِي حَدِيث عمر أَن قَالَ لامْرَأَة ذري وَأَنا أحر لَك أَي ذري الدَّقِيق لأتخذ لَك حريرة وَهِي حساء. وَقَالَ عَلّي لفاطمة لَو سَأَلت رَسُول الله خَادِمًا يقيك حَار مَا أَنْت فِيهِ من الْعَمَل يَعْنِي التَّعَب لِأَن مَعَه الْحَرَارَة والإعياء وَمن قَول الْحسن ول حارها من تولى قارها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 فِي الحَدِيث مَا رَأينَا أشبه بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من فلَان إِلَّا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ أحر حسنا مِنْهُ يَعْنِي أرق وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء شِرَاركُمْ الَّذين لَا يعْتق محررهم أَي أَنهم إِذا أعتقوه استخدموه فَإِذا أَرَادَ فراقهم ادعوا رقّه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 وَكَانَ أَبُو بكر يُوتر من أول اللَّيْل وَيَقُول. واحرزاه وابتغى النوافلا هَذَا مثل للْعَرَب إِذا ظفروا بالمطلوب وأحرزوه. لَا تَأْخُذُوا من حرزات أَمْوَال النَّاس فِي الصَّدَقَة أَي لَا تَأْخُذُوا من الْخِيَار وَسميت حرزات لِأَن صَاحبهَا يحرزها وتروى حزرات بِتَقْدِيم الزَّاي لِأَن صَاحبهَا يحزرها فِي نَفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 فِي الحَدِيث إِن غلمة لحاطب احترسوا نَاقَة لرجل فانتحروها. قَالَ شمر الاحتراس أَن تُؤْخَذ الشَّاة من المراعي وَيُقَال للشاة المسروقة من الْمرْعَى حريسة وَمِنْه لَا قطع فِي حريسة الْجَبَل وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا كَانَت فِي الْجَبَل فَمَا وصلت إِلَى مراحها فَلَا قطع عَلَى سارقها فَإِذا أواها المراح كَانَت فِي حرز وَلها حَافظ. قَالَ عمر فِي صفة التَّمْر وتحترش بِهِ الضباب أَي تصطاد وَيُقَال إِن الضَّب يعجب بِالتَّمْرِ والاحتراش أَن تَأتي حجر الضَّب فَتدخل فِيهِ عود أَو شَيْئا فتحركه حَتَّى يسمع الضَّب فيظن أَنه حَيَّة تدخل عَلَيْهِ الْجُحر فَإِذا سمع تِلْكَ الْحَرَكَة أخرج ذَنبه إِلَيْهَا ليضربها بِهِ فَإِذا رَآهُ المحترش قد أخرج ذَنبه قبض عَلَيْهِ يجذبه فَهَكَذَا يحترش الضَّب. قَالَ الْمسور مَا رَأَيْت أحدا ينفر من الحرش مثل مُعَاوِيَة يَعْنِي الخديعة. فِي الحَدِيث فَأخذ مِنْهُ دَنَانِير حرشا قَالَ القتيبي هُوَ الخشن لجدتها وكل شَيْء خشن فَهُوَ أحرش لخشونة جلده. فِي الشجاج الحارصة وَهِي الَّتِي تحرص الْجلد أَي تشقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 وَذكر عَطاء فِي الصَّدَقَة الإحريض وَهُوَ العصفر. قَالَ عَوْف بن مَالك رَأَيْت محلم بن جثامة فِي الْمَنَام فَقَالَ غفر لنا كلنا غير الأحراض وهم الَّذين أَسْرفُوا فِي الذُّنُوب حَتَّى استوجبوا عُقُوبَة الله عز وجل. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة آمَنت بمحرف الْقُلُوب يَعْنِي المزيغ لَهَا والمزيل. فِي الحَدِيث إِن الْيَهُود لَا يأْتونَ النِّسَاء إِلَّا عَلَى حرف أَي جنب قَالَ ابْن مَسْعُود تبقى عَلَى الْمُؤمن ذنُوب فيحارف عِنْد الْمَوْت أَي يقايس بهَا ويحازى فَيكون كَفَّارَة لذنوبه والمحارفة المقايسة بالمحراف وَهُوَ الْميل الَّذِي نسير بِهِ الْجِرَاحَات. وَقَالَ عمر لحرفة أحدهم أَشد عَلّي من عيلته قَالَ ابْن قُتَيْبَة الحرفة هَا هُنَا أَن يكون الرجل لَا يتجر وَلَا يلْتَمس الرزق أَو يكون إِذا طلب لَا يرْزق وَمِنْه يُقَال فلَان محارف وَأَرَادَ عمر أَن إغناء الْفَقِير مِنْهُم أسهل عَلّي من إصْلَاح الْفَاسِد والحرفة فِي مَوضِع آخر الِاكْتِسَاب. قَالَ عمر إِنِّي لأرَى الرجل فَيُعْجِبنِي فَأَقُول هَل لَهُ حِرْفَة فَإِن قَالُوا لَا سقط من عَيْني. قَوْله نزل الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أحرف أَي عَلَى سبع لُغَات من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 لُغَات الْعَرَب فَهِيَ مفرقة فِي الْقُرْآن فبعضه بلغَة قُرَيْش وَبَعضه بلغَة هوَازن وَبَعضه بلغَة الْيمن وَنَحْو هَذَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 قَوْله ضَالَّة الْمُؤمن حرق النَّار أَي لهبها. وَالْمعْنَى أَنه من أَخذ الضَّالة ليتملكها أدته إِلَى النَّار. فِي الحَدِيث شرب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم المَاء المحرق من الخاصرة أَي من وجع الخاصرة وَالْمَاء المحرق هُوَ المغلي بالحرق وَهُوَ النَّار بِعَينهَا. قَوْله أَمرنِي أَن أحرق قُريْشًا وَهُوَ كِنَايَة عَن الْقَتْل. فِي الحَدِيث رَأَيْت عَلَيْهِ عِمَامَة حرقانية وَهِي السَّوْدَاء. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْكُم من النِّسَاء بالحارقة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحارقة الضيقة الملاقي. وَقَالَ اللَّيْث المحارقة المباضعة عَلَى جنب. وَقَالَ شمر الحارقة النِّكَاح عَلَى جنب وَقيل الحارقة الَّتِي تغلبها الشَّهْوَة عِنْد الْجِمَاع حَتَّى تحرق أنيابها بَعْضهَا بِبَعْض. قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ عَلَيْكُم بِهَذَا الضَّرْب من الْجِمَاع مَعَهم وَأخذ من حارقة الورك وَهِي عصبَة تكون فِي الورك فالحارقة هِيَ الَّتِي تثبت للرجل عَلَى حارقتها أَي عَلَى جنبها وشقها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 فِي الحَدِيث وَإِذا حرقفناه قد انسحت الحرقفتان مُجْتَمع رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ فِي الظَّاهِر وَيُقَال للطويل الْمَرَض دبرت حراقفه. فِي الحَدِيث كل مُسلم عَن مُسلم محرم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال إِنَّه لمحرم عَنْك أَي محرم أذاك عَلَيْهِ وَيُقَال مُسلم محرم وَهُوَ الَّذِي لم يحل من نَفسه شَيْئا يُوقع بِهِ. وَقَالَ عمر الصّيام إِحْرَام وَذَاكَ لإن الصَّائِم يجْتَنب مَا يثلم صَوْمه. قَالَ الْحسن فِي الرجل يحرم فِي الْغَضَب أَي يحلف. قَالَت عَائِشَة كنت أطيب رَسُول الله لِحلِّهِ وَحرمه أَي لإحرامه بِالْحَجِّ وجله فِي إِحْرَامه. فِي الحَدِيث نَاقَة مُحرمَة وَهِي الَّتِي لم تركب وَلم تذلل. فِي الحَدِيث إِن الَّذين تُدْرِكهُمْ السَّاعَة يُسَلط عَلَيْهِم الْحُرْمَة أَي الغلمة يُقَال استحرمت الماعزة إِذا اشتهت الْعجل. قَالَ الْخطابِيّ حُرْمَة بِضَم الْحَاء الْإِحْرَام فَأَما الْحرم بِكَسْر الْحَاء فَهُوَ بِمَعْنى الْحَرَام يُقَال حرم وَحرَام كَمَا يُقَال حل وحلال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 فِي الحَدِيث إِن فلَانا كَانَ حرمي رَسُول الله وَبَيَان ذَلِك أَن إِسْرَاف الْعَرَب الَّذين كَانُوا يتحمسون فِي دينهم كَانُوا إِذا حج أحدهم لم يَأْكُل إِلَّا طَعَام رجل من الْحرم وَلم يطف إِلَّا فِي ثِيَابه وَكَانَ لكل شرِيف من الْعَرَب رجل من قُرَيْش وكل وَاحِد مِنْهُمَا حرمي صَاحبه. فِي الحَدِيث مَا حرنت النَّاقة يُقَال فرس حرون مَأْخُوذ من حرن بِالْمَكَانِ حرونا إِذا لزمَه. فِي وَفَاة أبي بكر فَمَا زَالَ جِسْمه يحري أَي ينقص يُقَال حري يحري أَي ينقص. وَيُقَال رَمَاه الله بأفعى حاربة أَي نَاقِصَة الْجِسْم لكبرها وَهِي أَخبث الْحَيَّات. بَاب الْحَاء مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث وَكَانَ حازيا الحازي الحازر الَّذِي يحزر الشَّيْء وَيُقَال للَّذي ينظر فِي النُّجُوم حزاء. فِي الحَدِيث وَعمر محزئل فِي الْمجْلس أَي منضم بعضه إِلَى بعض. قَوْله من فَاتَهُ حزبه من الْقُرْآن وَهُوَ مَا يَجعله الْإِنْسَان عَلَى نَفسه من قِرَاءَة وَصَلَاة. فِي الحَدِيث لَا تَأْخُذ من حرزات النَّاس شَيْئا قَالَ أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 عبيد الحزرة خِيَار المَال. وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن حرازات الْأَمْوَال هِيَ الَّتِي يؤدها أَرْبَابهَا وَلَيْسَ كل المَال الحزرة. وَفِي مثل. (واحزرني وابتغ النوافلا ... ) وتروى واحرزني وَهُوَ مَا أحرز وَقد سبق وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الحزرات نقاوة المَال. وَقد ذكر هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ لَا تَأْخُذ من حرزات النَّاس بِتَقْدِيم الرَّاء قَالَ وَسميت حرزات لِأَن صَاحبهَا يحرزها وَالْمرَاد لَا يَأْخُذ من الْخِيَار والتعويل عَلَى القَوْل الأول. وَقَالَ أَصْحَاب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَهُ قد استأصلنا الْخَوَارِج فَقَالَ حزق عير حزق عير قَالَ الْمفضل هَذَا مثل يَقُوله الرجل بِخَبَر للمخبر غير تَامّ وَلَا مُحَصل وَمَعْنَاهُ حصاص حمَار لَيْسَ الْأَمر كَمَا زعمتم. قَالَ ثَعْلَب وَفِيه وَجه آخر وَهُوَ أَنه أَرَادَ أَن أَمر الْقَوْم مُحكم كَمَا يحزق حمل الْحمار عَلَيْهِ لَيْلًا يَرْمِي بِهِ. فِي الحَدِيث لَا رَأْي لحازق وَهُوَ الَّذِي ضَاقَ عَلَيْهِ خفه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 فَاعل بِمَعْنى مفعول. فِي الحَدِيث كَأَنَّهُمَا حزقان من طير أَي جماعتان. وَكَانَ يرقص الْحسن وَالْحُسَيْن فَيَقُول. (حزقة حزقة ترق عين بقه ... ) قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الحزقة الضَّعِيف الَّذِي يُقَارب خطْوَة من ضعف بدنه. وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْقصير الْعَظِيم والبطن الَّذِي إِذا مَشَى أدَار إليتيه. وَقَوله ترق أَي أصعد عين بقه أَي يَا صَغِير الْعين وَلم يكن أَصْحَاب رَسُول الله متحزقين أَي منقبضين. فِي قصَّة بدر أقدم حيزوم قَالَ اللَّيْث هُوَ اسْم فرس جِبْرِيل. قَوْله إِن عمل الْجنَّة حزنة الحزنة المسهلة. فِي الحَدِيث كُنَّا غلمانا حزاورة الحزور الْمُرَاهق. بَاب الْحَاء مَعَ السِّين من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا أَي مُؤمنا بِثَوَاب الله فَيَقَع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 فِي حسابه حُصُول الْأجر. وَكَانَ الْمُسلمُونَ يتحسبون الصَّلَاة أَي يتزجون وَقتهَا بِلَا دَاع. قَوْله تنْكح الْمَرْأَة لحسبها قَالَ شمر الْحسب الفعال الْحسن للرجل مَأْخُوذ من الْحساب إِذا حسبوا مناقبهم وعدوها وَقت الفخار. وَقَالَ اللَّيْث الْحسب الشّرف الثَّابِت فِي الْآبَاء. وَقَالَ عمر حسب الرجل دينه. فَأَما مَا يرْوَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ الْحسب المَال فَلَا أرَاهُ صَحِيحا ثمَّ هُوَ مَحْمُول عَلَى أَن المَال ينْسب لفعل المكارم. فِي الحَدِيث مَا حسبوا ضيفهم أَي مَا أكرموه قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَيُقَال أَصله من الحسبانة وَهِي الوسادة الصَّغِيرَة. قَوْله لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ المُرَاد بِالْحَسَدِ هَا هُنَا الْغِبْطَة وَهِي أَن يتَمَنَّى الْإِنْسَان مثل مَا للْإنْسَان وَأما الْحَسَد فَهُوَ أَن يتَمَنَّى زَوَال ذَلِك عَن الْمَحْسُود وَإِن لم يحصل لَهُ. فِي الحَدِيث الحسير لَا يعقر المغنى أَنه إِذا حسرت الدَّابَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 أَي وَقعت لَا يجوز لصَاحِبهَا أَن يعقرها مَخَافَة أَن يَأْخُذهَا الْعَدو بل يسيبها. فِي الحَدِيث كسرت حجرا وحسرته أَي قشرته. وَفِي الحَدِيث ادعوا الله وَلَا تستحسروا أَي لَا تنقطعوا عَن الدُّعَاء وَرجل محسر إِذا كَانَ محضرا وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى الحسر وَهُوَ جمع حاسر وَهُوَ الَّذِي لَا درع لَهُ وَقَالَ الْأَزْهَرِي الحسر الرحالة. أَي الحَدِيث مَتى أحسست أم ملدم أَي مَتى أصابتك. فِي الحَدِيث لَا تحسسوا وَقد سبق بَيَانه فِي الْجِيم. أَمر عمر لامْرَأَة قد ولدت بِشَربَة من سويق وَقَالَ هَذَا يقطع الْحس وَهُوَ وجع يَأْخُذ الْمَرْأَة عِنْد الْولادَة. قَالَ زيد بن صوحان ادفنوني فِي ثِيَابِي وَلَا تحسوا عني تُرَابا أَي لَا تنفضوه. وَمِنْه حس الدَّابَّة إِنَّمَا هُوَ نفضك التُّرَاب عَنْهَا. فِي الحَدِيث قَالَ حس وَهُوَ مثل قَوْلك أوه. فِي الحَدِيث بعثت عَائِشَة بجراد محسوس أَي قد مسته النَّار. قَالَ أسلم كنت أحسف التَّمْر لعمر أَي أحت عَنهُ قشره فِي الحَدِيث رَأَيْت جلده يتحسف تحسف جلد الْحَيَّة أَي يتقشر. فِي الحَدِيث تياسروا فِي الصَدَاق فَإِن الرجل ليُعْطَى المَال حَتَّى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 يَبْقَى ذَلِك فِي نَفسه حسيكة أَي حقدا وعداوة. قَالَ رجل لعُثْمَان إِنَّمَا هَذَا الْحَيّ حسك أمراس الحسك جمع حسكة وَهِي شَوْكَة حَدِيدَة صلبة شبة امتناعهم عَلَى من أَرَادَهُم وصعوبته بالحسك والأمراس الَّذين مارسوا الْحَرْب. وَقَالَ اللَّيْث الحسك نَبَات لَهُ ثَمَر خشن يتَعَلَّق بأصواف الْغنم. قَالَ أَبُو أُمَامَة إِنَّكُم مصررون محسكون إِشَارَة إِلَى الْبُخْل. فِي الحَدِيث كوي سعد من أكحله ثمَّ حسمه أَي قطع الدَّم عَنهُ بالكي. فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ محسمة للعرق أَي مقطعَة للنِّكَاح. فِي الحَدِيث مثل قور حسما القور جمع قارة وَهِي دون الْجَبَل وحسما بلد جذام. فِي حَدِيث فَاطِمَة أَنَّهَا نادت ولديها يَا حسنان غلبت اسْم أَحدهمَا كَمَا يُقَال الْعمرَان. وَقَالَ أَبُو رَجَاء أذكر مقتل بسطَام بن قيس عَلّي الْحسن قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ جبل من رمل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 بَاب الْحَاء مَعَ الشين فِي صفة رَسُول الله مَحْفُودٌ محشود أَي أَن أَصْحَابه يخدمونه ويجتمعون إِلَيْهِ. وَمثله فحشد من حشد أَي اجْتَمعُوا. فِي الحَدِيث انْقَطَعت الْهِجْرَة إِلَّا من جِهَاد أَو حشر أَي جلاء ينَال النَّاس فَيخْرجُونَ من دِيَارهمْ. فِي الحَدِيث النِّسَاء لَا تحشرن أَي إِلَى الْمُصدق بل يُؤْخَذ مِنْهُنَّ الصَّدقَات فِي مواضعهن هَذَا هُوَ الصَّحِيح. وَقَالَ بَعضهم جَاءَ قوم فَاشْتَرَطُوا أَن لَا يحْشرُوا أَي لَا يجمعوا لأخذ زكاتهم. قَوْله محاشي النِّسَاء حرَام يَعْنِي الأدبار والمحشة الدبر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي محاشي النِّسَاء قَالَ والمحشاة أَسْفَل مَوَاضِع الطَّعَام. قَالَ طَلْحَة ادخُلُوا الحش أَي الْبُسْتَان وَفِيه لُغَة بِضَم الْحَاء. قَالَ الْأَزْهَرِي كنى عَن أدبارهن بالمحاش كَمَا يكنى بالحشوش عَن مَوضِع الْغَائِط. والحشوش جمع الحش وَهُوَ الْبُسْتَان من النخيل وَكَانُوا يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا وفيهَا لُغَتَانِ حش وَحش وَمِنْه قَول طَلْحَة أدخلوني الحش أَي الْبُسْتَان قَالَ وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي محاسهن بِالسِّين الْمُهْملَة والمحشة والمحسة الدبر. وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام دخل علينا رَسُول الله فتحشنا أَي تحركنا. فِي الحَدِيث أَن امْرَأَة حش وَلَدهَا فِي بَطنهَا أَي يبس. قَالَت عَائِشَة فِي صفة أَبِيهَا وأطفأ مَا حشت يهود أَي مَا أوقدت من نَار الْفِتْنَة. قَوْله فِي أبي بَصِير ويل أمه محش حَرْب أَي مسعرها. فِي الحَدِيث أَن رجلا كَانَ فِي غنيمَة يحش عَلَيْهَا إِنَّمَا هُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 يهش أَي يضْرب أَغْصَان الشّجر لينخات الْوَرق. قَالَ رجل لعُثْمَان مَالِي أَرَاك متحشفا وَهُوَ اللابس للحشيف وَهُوَ الْخلق. وَقيل المتحشف المتيبس المنقبض وَمِنْه قيل لرديء التَّمْر حشف. فِي الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي فِي حَاشِيَة الْمقَام أَي فِي جَانِبه. وَقَالَ لعَائِشَة مَا لَك حشياء رابية أَي قد وَقع الربو عَلَيْك وَهُوَ الحشا يَعْنِي البهر وَرجل حشيان وَامْرَأَة حشيا عَلَى فعلَى بِلَا مد وَلَا همز. بَاب الْحَاء مَعَ الصَّاد أَمر بتحصيب الْمَسْجِد وَهُوَ أَن يلقى فِيهِ الْحَصَى الصغار ليَكُون أوثر للْمُصَلِّي والتحصيب أَيْضا نزُول المحصب وَهُوَ الْموضع الَّذِي ترمي فِيهِ الْجمار ومخرجه إِلَى الأبطح فالتحصيب أَن يُقيم بِهِ سَاعَة من اللَّيْل وَقَالَت عَائِشَة لَيْسَ التحصيب شَيْء إِنَّمَا هُوَ منزل نزله رَسُول الله. وَقَالَ عمر حصبوا والتحصيب أَن يُقيم بِالشعبِ الَّذِي يُخرجهُ إِلَى الأبطح سَاعَة من اللَّيْل والمحصب مَوضِع الْجمار بمنى. فِي مقتل عُثْمَان تحاصبوا أَي تراموا بالحصاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 قَوْله إِلَّا حصائد ألسنتهم أَي مَا يقتطعه من الْكَلَام قَالَ اللَّيْث الحصيدة المزرعة إِذا حصدت كلهَا وَالْجمع الحصائد. وَنَهَى عَن حصاد اللَّيْل وَذَلِكَ لأجل بعد الْمَسَاكِين أَو لُحُوق الْهَوَام. قَالَ ابْن عَبَّاس لم يكن مُعَاوِيَة مثل الْحصْر العقص الْحصْر الْبَخِيل والعقص السيء الْأَخْلَاق وَأَرَادَ بِهِ ابْن الزبير. فِي الحَدِيث حل سفرة معلقَة فِي مؤخرة الْحصار قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ حقيبة عَلَى الْبَعِير يرفع مؤخرها فَيجْعَل كآخرة الرحل ويحشى مقدمها فَيكون كقادمة الرحل وتشد عَلَى الْبَعِير. قَالَ حُذَيْفَة تعرض الْفِتَن عَلَى الْقُلُوب عرض الْحَصِير أَي يخْتَلط بالقلوب من جوانبها والحصير المنسوج سمي حَصِيرا لِأَنَّهُ حصرت طاقاته بَعْضهَا مَعَ بعض وَقَالَ اللَّيْث حَصِير الْجنب عرق يَمْتَد مُعْتَرضًا عَلَى جنب الدَّابَّة إِلَى نَاحيَة بَطنهَا شبهها بذلك. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن أحصحص فِي يَدي جمرتين أحب إِلَيّ من أَن أحصحص كعبتين. قَالَ شمر الحصحصة التحريك والتقليب للشَّيْء وترديده. وَمِنْه قَول الْعنين فعلت حَتَّى حصحص فِيهَا أَي حركته حَتَّى تمكن وَاسْتقر قَالَت امْرَأَة لِابْنِ عمر أَن لي بِنْتا وَقد ألْقَى الله رَأسهَا الحاصة أَي مَا تحص شعرهَا أَي تحلقه. فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أفلت وانحص الذَّنب فَضرب مثلا لمن أشفى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 عَلَى هلكة ثمَّ أفلت وَذَلِكَ أَن بعث إِلَى ملك الرّوم من يُنَادي بِالْأَذَانِ فِي مَجْلِسه فهم بقتْله ثمَّ سلم. قَوْله إِذا سمع الشَّيْطَان الْأَذَان وَلَّى وَله حصاص وَهُوَ شدَّة الْعَدو وَهُوَ الضراط أَيْضا. وَقَالَ عَاصِم بن أبي النجُود إِذا صر أُذُنَيْهِ ومضغ بِذَنبِهِ وَعدا فَهُوَ الحصاص وَهُوَ اخْتِيَار الْأَزْهَرِي وَهُوَ الصَّحِيح. فِي صفة الْجنَّة وحصلبها الصوار قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحصلب التُّرَاب والصوار الْمسك. فِي الحَدِيث من قذف مُحصنَة المحصنة العفيفة وأصل الحصانة الْمَنْع كَأَنَّهَا منعت نَفسهَا من الْفَاحِشَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي كَلَام الْعَرَب كُله عَلَى أفعل فَهُوَ مفعل إِلَّا ثَلَاثَة أحرف أحصن فَهُوَ مُحصن وألفج فَهُوَ ملفج وأسهت فَهُوَ مسهت. قَوْله من أحصاها دخل الْجنَّة فِيهِ خَمْسَة أَقْوَال. أَحدهَا من استوفاها حفظا. وَالثَّانِي من أطَاق الْعَمَل بمقتضاها مثل أَن يعلم أَنه سميع فيكف لِسَانه عَن الْقَبِيح وَأَنه حَكِيم فَيسلم لحكمته. وَالثَّالِث من عقل مَعَانِيهَا. وَالرَّابِع من أحصاها عدا وإيمانا بهَا قَالَه الْأَزْهَرِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 وَالْخَامِس أَن يكون الْمَعْنى من قَرَأَ الْقُرْآن حَتَّى يختمه لِأَنَّهَا فِيهِ. فِي الحَدِيث اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا أَي لن تُطِيقُوا. وَنَهَى عَن بيع الْحَصَاة وَهُوَ أَن يَقُول إِذا نبذت إِلَيْك الْحَصَاة فقد وَجب البيع. بَاب الْحَاء مَعَ الضَّاد فِي الحَدِيث إِن بغلة رَسُول الله لما تنَاول الْحَصَى يَوْم حنين فهمت مَا أَرَادَ فانحضجت أَي انبسطت وَقَالَ اللَّيْث انحضج ضرب بِنَفسِهِ الأَرْض. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء لَا أدع الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر فَمن شَاءَ أَن ينحضج أَي ينْقد وينشق من الغيظ. فِي الحَدِيث فَانْطَلَقت محضرا أَي مسرعا. قَوْله إِن هَذِه الحشوش محتضرة أَي يحضرها الشَّيَاطِين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 فِي حَدِيث السَّقِيفَة يُرِيدُونَ أَن يحضنونا من هَذَا الْأَمر أَي يخرجونا مِنْهُ. وَفِي وَصيته ابْن مَسْعُود وَلَا تحضن زَوجته عَن ذَلِك أَي لَا تحجب عَنهُ. قَالَ ابْن أسيد بن حضير لعامر بن الطُّفَيْل أخرج بذمتك لَا أنفذ حضنيك الحضنان الجنبان. قَالَ عمرَان بن حُصَيْن لِأَن أكون عبدا فِي أعتر حضنيات أرعاهن الحضنيات منسوبة إِلَى حضن وَهُوَ جبل عَظِيم بأعالي نجد أَي عَلَى أول تأسيسه. فِي الحَدِيث أُتِي بِتَمْر وَهُوَ محتفز فَجعل يقسمهُ أَي مستعجل مستوفر غير مُتَمَكن قَالَ النَّضر احتفز اسْتَوَى جَالِسا عَلَى وركيه قَالَه وَهُوَ الْأَزْهَرِي. وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا صلت الْمَرْأَة فلتحتفز أَي فلتضام إِذا جَلَست. فِي الحَدِيث جَاءَ رجل وَقد حفزه النَّفس أَي اشْتَدَّ بِهِ. وَذكر الْقدر لِابْنِ عَبَّاس فاحتفز أَي اسْتَوَى جَالِسا وَكَانَ الْأَحْنَف إِذا جَاءَهُ من يُوسع لَهُ تحفز لَهُ أَي انتصب فِي جُلُوسه. قَوْله هلا قعد فِي حفش أمه وَهُوَ الْبَيْت الصَّغِير وَقَالَ أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 عبيد الحفش الدرج شبه بَيت أمه فِي صغره بالدرج. فِي الحَدِيث فبدرت مني كلمة أحفظته أَي أغضبته. فِي الحَدِيث ظلل الله مَكَان الْبَيْت بغمامة فَكَانَت حفاف الْبَيْت أَي محدقة بِهِ. بَاب الْحَاء مَعَ الطَّاء فِي الحَدِيث شَرّ الدُّعَاء الحطمة وَهُوَ العنيف فِي رعي المَال يحطمه وَيُقَال حطم بِلَا هَاء. وَأنْشد الْحجَّاج (قد لفها اللَّيْل بسواق حطم ... ) وَقَالَ رَسُول الله لعَلي أَيْن درعك الحطمية. قَالَ شمر هِيَ من الدروع العريضة الثَّقِيلَة. وَقَالَ الْخطابِيّ هِيَ منسوبة إِلَى حطمة بن محَارب بطن من عبد الْقَيْس كَانُوا يعْملُونَ الدروع. قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله يُصَلِّي قَاعِدا بَعْدَمَا حطمه النَّاس يُقَال حطم فلَانا أَهله إِذا كبر فيهم كَأَنَّهُمْ لما حملوه من أثقالهم صيروه شَيخا محطوما والحطم كسرك الشَّيْء الْيَابِس وحطم الْبَيْت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 هُوَ الْحجر وَإِنَّمَا سمي حطما لِأَن الْبَيْت رفع فَبَقيَ ذَاك محطوما محطوم الْجِدَار. وَغَضب هرم بن حَيَّان عَلَى رجل فَجعل يتحطم عَلَيْهِ غيظا أَي يتلظى من الحطمة وَهِي النَّار الَّتِي تحطم كل شَيْء. قَالَ ابْن عَبَّاس أَتَانِي رَسُول الله فخطأني خطأة وَهُوَ الضَّرْب بالكف مبسوطة بَين الْكَتِفَيْنِ. وَقَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة لمعاوية حِين وَلَّى عمرا مَا لبث بك السَّهْمِي أَن خطأ بك أَي دفعك عَن رَأْيك. قَالَ كَعْب من أَسمَاء رَسُول الله حمياطا أَي حامي الْحرم. بَاب الْحَاء مَعَ الظَّاء فِي حَدِيث أكيدر وَلَا يحظر عَلَيْكُم النَّبَات أَي لَا تمْنَعُونَ الزِّرَاعَة حَيْثُ شِئْتُم. قَوْله لقد احتظرت بحظار شَدِيد من النَّار الحظار مَا يمْنَع وَيُقَال حظار وحظار. قَالَ مَالك بن أنس يشْتَرط صَاحب الأَرْض عَلَى المساقي شدّ الحظار يَعْنِي حَائِط الْبُسْتَان. بَاب الْحَاء مَعَ الْفَاء فِي صفة رَسُول الله مَحْفُودٌ وَهُوَ الَّذِي يَخْدمه أَصْحَابه ويعظمونه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 وَقَالَ عمر فِي عُثْمَان أخْشَى حفده أَي ميله إِلَى أَقَاربه. فِي الحَدِيث لَا يتْرك هَذَا الْأَمر حَتَّى يرد عَلَى حافرته. وَكَانَ عمر أصلع مَا بَقِي عَلَى رَأسه إِلَّا حفاف وَهُوَ أَن ينْكَشف الشّعْر عَن قمة الرَّأْس وَيبقى مَا حوله. فِي الحَدِيث من حفنا أَو رفنا فليقتصد أَي من مَدْحنَا فَلَا يغلون فِي الحَدِيث لم يشْبع من خبز إِلَّا عَلَى حفف الحفف الضّيق والفقر وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحفف أَن تكون الْأكلَة بِمِقْدَار الطَّعَام والصغف أَن تكون أكبر من ذَلِك. وَأرْسل عمر رَسُولا إِلَى أبي عُبَيْدَة فَقَالَ كَيفَ رَأَيْته قَالَ رَأَيْت حفوفا قَالَ اللَّيْث الحفوف يبوسة من غير دسم وَالْمعْنَى رَأَيْت ضيق عَيْش وَهُوَ الحفف أَيْضا وَقوم محفوفون أَي محاويج. قَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال أَصَابَهُم حفف وَضعف وشظف كُله من شدَّة الْعَيْش. فِي الحَدِيث أَن عبد الله بن جَعْفَر حفف وَجهد أَي قل مَاله. قَوْله من اشْتَرَى محفلة وَهِي الشَّاة أَو الْبَقَرَة أَو النَّاقة لَا يحلبها صَاحبهَا أَيَّامًا حَتَّى يجْتَمع لَبنهَا فِي ضرْعهَا فَإِذا حلبها المُشْتَرِي حَبسهَا غزيرة فَزَاد فِي ثمنهَا فسميت محفلة لِأَن اللَّبن حفل فِي ضرْعهَا وَاجْتمعَ وكل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 شَيْء كثرته فقد حفلته. قَالَت عَائِشَة فِي عمر رضي الله عنهـ لله أم حفلت لَهُ أَي جمعت اللَّبن فِي ثديها لَهُ. قَوْله وَتَبقى حفالة كحفالة التَّمْر أَي رذالة. فِي رقية النملة الْعَرُوس يحتفل أَي تتزين ويحتشد للزِّينَة. فِي الحَدِيث إِنَّمَا نَحن حفْنَة من حفنات الله عز وجل الحفنة والحثية وَاحِد. وَلَقي عمر أويسا فاحتفاه أَي بَالغ فِي إلطافه. وَفِي حَدِيث عَلّي أَنه رد عَلَى الْأَشْعَث السَّلَام من غير تحف. فِي الحَدِيث عطس عِنْده رجل فَوق ثَلَاث فَقَالَ لَهُ حفوت الحفو الْمَنْع وَأَرَادَ منعتنا أَن نشمتك بعد الثَّلَاث وَقد رَوَوْهُ حقوت بِالْقَافِ وَالْمعْنَى شددت علينا الْأَمر حَتَّى قطعتنا عَن تشميتك مَأْخُوذ من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 الحقو لِأَنَّهُ يقطع الْبَطن ويشد الظّهْر وَأمر أَن تحفى الشَّوَارِب أَي يستقصى جزها. وَقيل لَهُ مَتى تحل لنا الْميتَة فَقَالَ مَا لم تصطبحوا أَو تغتبقوا أَو تحتفئوا بقلا فشأنكم بهَا فِي قَوْله تحتفئوا أَربع رِوَايَات ذكرهن أَو عبيد الْقَاسِم بن سَلام إِحْدَاهُنَّ يحتفئو مَهْمُوز مَقْصُور وَهُوَ من الحفاء وَهُوَ أصل البردي الْأَبْيَض الرطب مِنْهُ وَهُوَ يُؤْكَل. وَالثَّانيَِة تحتفوا من احتففت الشَّيْء كَمَا تحف الْمَرْأَة وَجههَا من الشعرة. وَالثَّالِثَة تجتفئوا بِالْجِيم وَهُوَ أَن يقطع الشَّيْء ثمَّ يَزُجّ بِهِ يُقَال جفأت الرجل إِذا ضربت بِهِ الأَرْض. وَالرَّابِعَة تختفوا بِالْخَاءِ من قَوْلك اختفيت الشَّيْء أَي استخرجته وَمِنْه قيل للنباش المختفي. وَيُقَال خفيت الشَّيْء أخرجته. بَاب الْحَاء مَعَ الْقَاف فِي حَدِيث عبَادَة فَجمعت إبلي فركبت الْفَحْل فحقب فَنزلت عَنهُ أَي احْتبسَ بَوْله. وَلَا رَأْي لحاقب وَهُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَى الْخَلَاء وَلَا يتبرز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 فِي الحَدِيث مر بِظَبْيٍ حَاقِف قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أَي نَائِم قد انحنى فِي نَومه يُقَال احقوقف الشَّيْء إِذا مَال. قَوْله مَا حق امْرِئ أَن يبيت إِلَّا وَوَصِيَّة عِنْده أَي مَا الْحرم لَهُ إِلَّا هَذَا. فِي الحَدِيث فجَاء رجلَانِ يحتقان أَي يختصمان وَيَقُول كل وَاحِد مِنْهُمَا الْحق معي. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا بلغ النِّسَاء نَص الحقاق وتروى الْحَقَائِق فالعصبة أولَى مَعْنَاهُ أَن الْجَارِيَة مَا دَامَت صَغِيرَة فأمها أولَى بهَا فَإِذا بلغت فالعصبة أولَى بهَا وَنَصّ الشَّيْء غَايَته والحقاق الْمُخَاصمَة وَهُوَ أَن يَقُول الْخصم أما أَحَق بِهَذَا. وَالْمرَاد إِذا بلغت غَايَة الْبلُوغ وَمن رَوَى نَص الْحَقَائِق وَهُوَ جمع الْحَقِيقَة والحقيقة مَا يصير إِلَيْهِ حق الْأَمر. وَقَوله لَا يبلغ الْمُؤمن حَقِيقَة الْإِيمَان أَي خالصه ومحضه. والحقة من الْإِبِل الَّتِي قد استكملت ثَلَاث سِنِين سميت حقة لِأَنَّهَا قد اسْتحق الرّكُوب عَلَيْهَا وَالْحمل. فِي حَدِيث عمر من وَرَاء حقاق العرفط يَعْنِي صغارها وشوابها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 شبهت بحقاق الْإِبِل. قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لمعاوية أَتَيْتُك وَإِن أَمرك كحق الكهول أَي كبيت العنكبوت وَالْحق جمع حقة وَأَرَادَ أَن أَمرك واه. وَقَالَ يُوسُف بن عمر إِن عَاملا من عمالي يذكر أَنه زرع كل حق ولق فَالْحق الأَرْض المطمئنة واللق الأَرْض المرتفعة. قَالَ مطرف شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ وَهُوَ المتعب. فِي الحَدِيث لَيْسَ للنِّسَاء أَن يحققن الطَّرِيق أَي يركبنه. فِي الحَدِيث أخرجني حاق الْجُوع أَي شدته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 فِي الحَدِيث وَنَهَى عَن المحاقلة قَالَ أَبُو عبيد المحاقلة بيع الزَّرْع وَهُوَ فِي سنبله بِالْبرِّ وَهُوَ مَأْخُوذ من الحقل وَهُوَ الْبُسْتَان. وَقَالَ اللَّيْث الحقل الزَّرْع من قبل أَن تغلظ سوقه. قَالَ النَّضر وَإِذا ظهر الزَّرْع واخضر فَهُوَ حقل. قَالَ الْأَزْهَرِي فعلَى قَول اللَّيْث هُوَ بيع عدد لِأَنَّهُ بيع لَهُ قبل صَلَاحِية وَعَلَى قَول أبي عبيد هُوَ بيع حِنْطَة مَجْهُولَة بحنطة متدخلة الرنا. وَقَالَ النَّضر المحاقلة الْمُزَارعَة عَلَى الثُّلُث وَالرّبع فِي الحَدِيث مَا تَصْنَعُونَ بمعاقلكم أَي لمزارعكم. وَلَا رَأْي لحاقن وَهُوَ حَابِس الْبَوْل. فِي الحَدِيث لَا يصلين أحدكُم وَهُوَ حقن يُقَال حقن وحاقن قَالَ الْأَزْهَرِي الحاقن فِي الْبَوْل والحاقن فِي الْغَائِط قَالَ شمر وَيكون الاحتقان للبول وَالْغَائِط جمعا. قَالَت عَائِشَة توفّي رَسُول الله بَين حاقنتي وذاقنتي قَالَ أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 عَمْرو الحاقنة النقرة الَّتِي تلِي الترقوة وحبل العاتق. وَقَالَ الْخطابِيّ الحاقنة نقرة الترقوة وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَن الحاقنة الْمعدة. وَأعْطَى رَسُول الله النِّسَاء اللائي غسلن ابْنَته حقوة وَهُوَ الْإِزَار وَالْأَصْل فِي الحقو معقد الْإِزَار فَقيل للإزار. بَاب الْحَاء مَعَ الْكَاف قَوْله الْإِثْم مَا حك فِي صدرك وَيروَى مَا حاك وَهُوَ مَا فِي النَّفس مِنْهُ بِشَيْء وَكَذَلِكَ الْإِثْم جَوَاز الْقُلُوب أَي مَا حر وَأثر. وَمثله إيَّاكُمْ والحكاكات فَإِنَّهَا المآثم. قَالَ أَبُو جهل حَتَّى إِذا تحاكت الركب قَالُوا منا نَبِي أَي تساوينا فِي الشّرف. قَوْله أَنا جذيلها المحكك أرد أَنه يستشفى بِرَأْيهِ كَمَا تستشفى الْإِبِل الجربى بالاحتكاك. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِذا وَردت الْكلاب الحكر الصَّغِير فَلَا تقربه الحكر المَاء المستنقع فِي غَدِير. قَوْله إِن من الشّعْر حكما أَي حِكْمَة وكلاما نَافِعًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 وَقَالَ النَّخعِيّ حكم الْيَتِيم كَمَا تحكم ولدك أَي أمْنَعهُ من الْفساد. قَالَ كَعْب فِي الْجنَّة قُصُور لَا يسكنهَا إِلَّا نَبِي أَو صديق أَو مُحكم فِي نَفسه أَي منصف مِنْهَا وَرُوِيَ بِفَتْح الْكَاف وَمَعْنَاهُ الرجل يَقع فِي يَد الْعَدو فيخيره بَين أَن يكفر أَو يقتل فيختار الْقَتْل. قَالَ ابْن عَبَّاس قَرَأت الْمُحكم عَلَى عهد رَسُول الله قَالَ الْأَزْهَرِي يَعْنِي الْمفصل لِأَنَّهُ لم ينْسَخ مِنْهُ شَيْء. فِي الحَدِيث فِي بعض الْجِرَاحَات حُكُومَة قَالَ الْأَزْهَرِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 مَعْنَاهُ أَن يخرج الرجل فيقيس الْحَاكِم أَرْشه بِأَن يَقُول هَذَا لَو كَانَ عبدا غير مَجْرُوح كَانَت قِيمَته كَذَا وَقد نَقصه هَذَا الشين كَذَا. فِي الحَدِيث فِي رَأس كل عبد حِكْمَة الْحِكْمَة لجام الدَّابَّة وَقد بَين مَعْنَاهُ فِي الحَدِيث إِن تواضع رفع وَإِن ترفع وضع. بَاب الْحَاء مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث حليتهم عَن المَاء أَي طردتهم وَأَصله الْهَمْز حلأتهم. وَمِنْه فِي حَدِيث الْحَوْض فيحلأون عَنهُ. فِي الحَدِيث أبغني نَاقَة حلبانة ركبانة أَي غزيرة تحلب وذلولا تركب. قَوْله من حق الْإِبِل حلبها عَلَى المَاء أَي تحلب عِنْد المَاء ليشْرب من حضر من المحتاجين. فِي حَدِيث أم معبد لَا حلوبة فِي الْبَيْت يُقَال حَلُوب وحلوبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لقوم لَا تسقوني حلب امْرَأَة وَذَاكَ أَن حلب النِّسَاء عيب عِنْد الْعَرَب يعيرون بِهِ وَإِنَّمَا يحلب الرِّجَال قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ النِّسَاء إِذا حلبن رُبمَا أخذهن الْبَوْل وَلَيْسَ مثل الرِّجَال يمسحن بِالْأَرْضِ فَرُبمَا مسحت بِثَوْب أَو بِيَدِهَا ثمَّ ترجع إِلَى الضَّرع وَفِي يَدهَا شَيْء من النَّجَاسَة فَلذَلِك نفره عَنهُ. فِي الحَدِيث أَن فلَانا ظن أَن الْأَنْصَار لَا يستحلبون مَعَه عَلَى مَا يُرِيد أَي لَا يَجْتَمعُونَ عَلَى مَا يُرِيد. وَكَانَ رَسُول الله إِذا اغْتسل دعى بِإِنَاء نَحْو الحلاب قَالَ الْأَزْهَرِي الَّذِي يحلب فِيهِ اللَّبن يُقَال لَهُ حلاب ومحلب بِكَسْر الْمِيم فَأَما المحلب بِفَتْحِهَا فشيء يَجْعَل حبه فِي الْعطر قلت وَقد غلط فِي هَذَا جمَاعَة فطن قوم أَن الحلاب طيب وَرَوَاهُ قوم بِالْجِيم وَتَشْديد اللَّام وَهُوَ خطأ فَاحش وَذكره الْأَزْهَرِي فِي بَاب الْجِيم كَذَلِك وَقَالَ أرَاهُ أَرَادَ مَاء الْورْد. قلت وَمَا ضَبطه أحد بِالْجِيم وَالَّذِي فِي الصَّحِيح بِالْحَاء وَالْجِيم غلط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 فِي الحَدِيث دع مَا تحلج فِي صدرك أَي مَا شَككت فِيهِ يُقَال تحلج وتحلح بِالْحَاء أَيْضا. فِي الحَدِيث نَحن أحلاس الْخَيل أَرَادوا أَنا نلازم ظُهُورهَا كالحلس وَهُوَ الكساء الَّذِي يَلِي ظهر الْبَعِير تَحت القتب يلازمه وَلَا يُفَارِقهُ وَقَالَ أَبُو بكر كن حلْس بَيْتك أَي ملازمه. وَقَالَ الشّعبِيّ للحجاج استحلسنا الْخَوْف أَي لم يفارقنا. وحالف رَسُول الله بَين قُرَيْش وَالْأَنْصَار أَي آخَى بَينهم. وَكَانَ أَبُو بكر من المطيبين وَعمر من الأحلاف. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأحلاف سِتّ قبائل عبد الدَّار وجمح وَسَهْم ومخزوم وعدي وَكَعب سموا بذلك لِأَنَّهُ لما أَرَادَت بَنو عبد منَاف أَخذ مَا فِي أَيدي عبد الدَّار من الْحجامَة والرفادة واللواء والسقاية وأبت ذَلِك بَنو عبد الدَّار عقد كل قوم عَلَى أَمرهم حلفا مؤكدا عَلَى أَن لَا يتخاذلوا فأخرجت بَنو عبد منَاف جَفْنَة مَمْلُوءَة طيبا فَوَضَعتهَا فِي الْمَسْجِد عِنْد الْكَعْبَة ثمَّ غمس الْقَوْم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 أَيْديهم فِيهَا وتعاقدت بَنو عبد الدَّار وحلفاؤها حلفا مؤكدا أَن لَا يتخاذلوا. وَقَالَ الْحجَّاج فِي حق يزِيد بن الْمُهلب مَا أَمضَى حنانه وأحلف لِسَانه أَي مَا أذربه والحليف الذرب اللِّسَان وَسنَان حَلِيف أَي حَدِيد. وَكَانَ رَسُول الله يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس بَيْضَاء محلقة يَعْنِي مُرْتَفعَة يُقَال حلق النَّجْم والطائر. وَفِي حَدِيث آخر فحلق ببصره إِلَى السَّمَاء أَي رَفعه. قَوْله والبغضاء هِيَ الحالقة وَذَاكَ أَنَّهَا تقطع الرَّحِم. وَقَالَت الْأَنْصَار نَحن أهل الْحلقَة قَالَ أَبُو عبيد الْحلقَة اسْم لجمع السِّلَاح والدروع وَمَا أشبههَا وَالْحَلقَة أَيْضا حَلقَة الْقَوْم وحلقة الْبَاب كُله بالتسكين قَالَ أَبُو عَمْرو وَلَيْسَ فِي الْكَلَام حَلقَة بِفَتْح اللَّام إِلَّا الَّذين يحلقون الشّعْر وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْحلق بِفَتْح اللَّام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 الضروع المرتفعة إِلَى الْبَطن لقلَّة لَبنهَا. فِي الحَدِيث حَلقَة الْقَوْم حمى وَالْمعْنَى أَن الْقَوْم إِذا جَلَسُوا فَلهم أَن يحموا حلقتهم أَن يجلس فِي وَسطهَا أحد. قَوْله فهممت أَن ألقِي نَفسِي من حالق أَي من جبل عَال. وَقَالَ لصفية عقرى حلقى الْمَعْنى عقرهَا الله وحلقها أَي أَصَابَهَا بوجع فِي حلقها. قَوْله لَيْسَ منا من حلق أَي حلق الشّعْر عِنْد المصائب. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لما نزل تَحْرِيم الْخمر كُنَّا نعمد إِلَى الحلقانة وَهِي التذنوبة فنقطع مَا ذَنْب مِنْهَا قَالَ أَبُو عبيد يُقَال للبسر إِذا بَدَأَ الإرطاب فِيهِ من قبل ذَنبه التذنوبة. وَنَهَى عَن الْحلق قبل الصَّلَاة وَهِي جمع حَلقَة. وَقَالَ الْعَبَّاس فِي فِي زَمْزَم هِيَ لشارب حل وبل الْحل الْحَلَال. قَوْله تَعَالَى {وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها} فَإِذا مر بهَا الْمُؤمن فقد أبر الله عز وجل قسمه وَقَالَ غَيره لَيْسَ فِي هَذِه الْآيَة قسم فَيكون لَهُ تَحِلَّة وَإِنَّمَا الْمَعْنى إِلَّا التَّعْزِير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 وَالْأول أصح لِأَن الْمَعْنى وَإِن مِنْكُم وَالله كَقَوْلِه وَإِن مِنْكُم لمن ليبطئن. فِي الحَدِيث أحل بِمن أحل بك وَفِيه قَولَانِ. أَحدهمَا أَن الْمَعْنى من ترك الْإِحْرَام وقاتلك فقاتله وَإِن كنت محرما. وَالثَّانِي أَن الْمُسلم حرَام عَلَى الْمُسلم فَإِذا تنَاول مِنْك متناول فادفعه. وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أحلُّوا الله أَي أَسْلمُوا لَهُ. وَلعن رَسُول الله الْمُحَلّل والمحلل لَهُ. الْمحل متزوج الْمُطلقَة ثَلَاثًا عَلَى شَرط أَن يُطلق بعد المواقعة لتحل للزَّوْج الأول. قَوْله أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك أَي امْرَأَته لِأَنَّهَا تحل عِنْده. وَقَالَ لامْرَأَة عابت أُخْرَى قومِي فتحلليها أَي سليها أَن تجعلك فِي حل. فِي الحَدِيث من الْكَبَائِر أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك قَالَ الزّجاج الحليلة الْمحلة مُشْتَقَّة من الْحَلَال وَقَالَ أَبُو مَنْصُور اللّغَوِيّ الحليل الزَّوْج والحليلة الْمَرْأَة سميت بذلك إِمَّا لِأَنَّهُمَا يحلان فِي مَوضِع وَاحِد أَو لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يُحَال صَاحبه أَي ينازله أَو لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 مَحل إِرَادَة صَاحبه. فِي الحَدِيث حلا أم فلَان أَي تحللي من يَمِينك. وَسُئِلَ أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ الْحَال المرتحل وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا أَن خَاتم الْقُرْآن يبلغ آخِره وَيعود إِلَى أَوله وَالثَّانِي الْغَازِي. فِي الحَدِيث خير الْكَفَن الْحلَّة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال للإزار والرداء حلَّة وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا حلَّة. وَقَالَ أَبُو عبيد الْحلَّة إِزَار ورداء لَا تسمى حلَّة حَتَّى تكون ثَوْبَيْنِ. وَقَالَ الْخطابِيّ الْحلَّة ثَوْبَان إِزَار ورداء وَلَا تكون حلَّة إِلَّا وَهِي جَدِيدَة يحل من طيها فتلبس. وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن شمر قَالَ الْحلَّة عِنْد الْأَعْرَاب ثَلَاثَة أَثوَاب. قَالَ ابْن عَبَّاس إِن حل لتؤذي وتوطي وتشغل عَن الذّكر حل زجر النَّاقة إِذا حثثتها وَالْمعْنَى أَن زجرك لَهَا عِنْد الْإِفَاضَة من عَرَفَات يوطئ النَّاس ويؤذيهم. وَقَضَى عمر فِي الأرنب يقْتله الْمحرم بحلان وَيروَى بحلام وَهُوَ الجدي الذّكر وَقيل الْحمل قَالَ الْأَصْمَعِي ولد المعزى حلان وحلام وَقَالَ ابْن شُمَيْل الحلام الْحمل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحلان والحلام وَاحِد وَهُوَ مَا يُولد من الْغنم صَغِيرا وَهُوَ الَّذِي كَانُوا يجْعَلُونَ عَلَى أُذُنه إِذا ولد خطا فَيَقُولُونَ دكيناه فَإِن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 مَاتَ أكلوه قَالُوا وَسمي حلافا لِأَنَّهُ إِذا حل أقبل وَأدبر. وَأمر رَسُول الله معَاذًا أَن يَأْخُذ من كل حالم دِينَارا أَي من كل بَالغ. وَمِنْه الْغسْل وَاجِب عَلَى كل حالم. قَوْله الرُّؤْيَا من الله والحلم من الشَّيْطَان اعْلَم أَن الرُّؤْيَا والحلم وَاحِد غير أَن صَاحب الشَّرْع خص الْخَيْر باسم الرُّؤْيَا وَالشَّر باسم الْحلم. وَنَهَى عَن حلوان الكاهن وَهُوَ مَا يعطاه يُقَال حلوته أحلوه حلوانا والحلوان الرِّشْوَة. فِي الحَدِيث فَرَمَانِي لحلاوة الْقَفَا أَي عَلَى وسط الْقَفَا لم يمل بِهِ إِلَى أحد جانبيه يُقَال حلاوة وحلاوة وحلاوا بِالْقصرِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 قَالَ أَبُو هُرَيْرَة الْحِلْية تبلغ إِلَى مَوَاضِع الْوضُوء يَعْنِي التحجيل أَرَادَ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام أمتِي عر محجلون من الْوضُوء. بَاب الْحَاء مَعَ الْمِيم قَالَ عمر لرجل مَالِي أَرَاك محمجا قَالَ الْأَزْهَرِي التحميج نظر بتحديق. قَوْله سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك الْمَعْنى وَبِحَمْدِك ابتدئ. فِي الحَدِيث أَحْمد إِلَيْكُم غسل الإحليل أَي أرضي لكم. فِي الحَدِيث حماديات النِّسَاء غض الطّرف وَمَعْنَاهُ غاياتهن وَجهد مَا يحمد مِنْهُنَّ يُقَال حماداك أَن تفعل كَذَا أَي غايتك. فِي الحَدِيث كُنَّا إِذا احمر الْبَأْس أَي اشْتَدَّ الْحَرْب وَيَقُولُونَ الْحسن أَحْمَر أَي شاق فَمن أحب الْحسن احْتمل الْمَشَقَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 قَوْله بعثت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأسود يَعْنِي الْعَرَب والعجم وَالْغَالِب عَلَى ألوان الْعَرَب السمرَة وَعَلَى ألوان الْعَجم الْبيَاض. وَقيل لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام غلبتنا عَلَيْك هَذِه الْحَمْرَاء يعنون الْعَجم قَالَ أَبُو عَمْرو الْأَحْمَر الْأَبْيَض. وَمِنْه قَوْله لعَائِشَة يَا حميراء. وَقَالَ عَلّي لرجل اسْكُتْ يَا ابْن حَمْرَاء العجان أَي يَا ابْن الْأمة والعجان مَا بَين الْقبل والدبر. وَقَالَ الْأَعْمَش كَانَ مُجَاهِد يرَى أَن الْأَحْمَر الْإِنْس وَالْأسود الْجِنّ. قَوْله أَعْطَيْت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض قَالُوا هِيَ كنوز كسْرَى من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَقيل أَرَادَ الْعَرَب والعجم جمعُوا عَلَى أَتْبَاعه. وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ الْأَحْمَر ملك الشَّام والأبيض ملك فَارس فَإِنَّمَا قَالَ لملك فَارس الْأَبْيَض لبياض ألوانهم وَقَالَ فِي الشَّام الْأَحْمَر لِأَن الْغَالِب عَلَى ألوانهم الْحمرَة وَعَلَى كنوزهم الذَّهَب وَهُوَ أَحْمَر. فِي ذكر النِّسَاء أهلكهن الأحمران الذَّهَب والزعفران وَالْمعْنَى حب الْحلِيّ وَالطّيب وَقيل اللَّحْم وَالشرَاب. فِي الحَدِيث فأصابتنا سنة حَمْرَاء يَعْنِي الجدب وَذَاكَ لِأَن آفَاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 السَّمَاء تحمر زمَان الْقَحْط. وَكَانَ شُرَيْح لَا يلْحق الحمارة وهم أَصْحَاب الْحمير بأصحاب الْخَيل فِي السِّهَام. قَالَ أنس كناني رَسُول الله أَبَا حَمْزَة ببقلة كنت اجتنيتها قَالَ الْأَزْهَرِي البقلة الَّتِي جناها أنس كَانَ فِي طعمها لذع فسميت البقلة حَمْزَة بِفِعْلِهَا. وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ أحمزها قَالَ أَبُو عبيد أمتنها وأقواها. فِي الحَدِيث هَذَا من الحمس وهم قُرَيْش وَمن ولدت قُرَيْش وكنانة سموا حمسا لأَنهم تحمسوا فِي دينهم أَي تشددوا. فِي الحَدِيث فَإِذا رجل حمش الذراعين والساقين أَي دقيقهما. وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم صفّين يحمش أَصْحَابه أَي يحرضهم عَلَى الْقِتَال فِي حَدِيث ذِي الثدية كَانَ لَهُ ثدية إِذا تركت تحمصت أَي تقبضت. وَقَالَ ابْن عَبَّاس احمضوا بِنَا أَي أفيضوا فِيمَا يؤنسنا وَالْأَصْل الحمض الَّذِي هُوَ فَاكِهَة الْإِبِل وَذَلِكَ أَنَّهَا ترعى الْخلَّة فَإِذا ملتها أخذت من الحمض ثمَّ عَادَتْ إِلَى الْخلَّة والخلة مَا حلا من النَّبَات والحمض مَا ملح من النبت وَالْعرب تَقول الْخلَّة خبز الْإِبِل والحمض فاكهتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 قَالَ بعض الْعلمَاء للنَّفس حمضة أَي شَهْوَة. قَالَ كَعْب من أَسمَاء رَسُول الله فِي الْكتب السالفة حمياطا وَمَعْنَاهُ حامي الْحرم. فِي حَدِيث ابْن عمر أَرَأَيْت إِن عجز واستحمق التَّاء مَفْتُوحَة وَالْمعْنَى صَار أَحمَق. قَوْله فِي حميل السَّيْل هُوَ مَا يحملهُ السَّيْل وكل مَحْمُول حميل وَفِي لفظ حمائل السَّيْل وَالْمرَاد الْإِخْبَار بِسُرْعَة نباتهم. فِي الحَدِيث يضغط الْمُؤمن فِي الْقَبْر ضغطة تَزُول حمائله قَالَ الْأَزْهَرِي يَعْنِي عروق أنثييه. فِي الحَدِيث الْحميل لَا يُورث إِلَّا بِبَيِّنَة وَهُوَ الْمَحْمُول النّسَب. فِي الحَدِيث الحمزيل غَارِم وَهُوَ الضَّامِن. فِي الحَدِيث رجل تحمل حمالَة الْحمالَة الْغرم عَن الْقَوْم وَذَاكَ أَن الْحَرْب تقع بَين قوم فيسفك فِيهَا الدَّم فَيحْتَمل رجل تِلْكَ الدِّيات ليصلح ذَات الْبَين قَوْله لَا أَخذ حمولة الحمولة مَا يحمل الزَّاد وَهُوَ الْمَتَاع من الْإِبِل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 فِي الحَدِيث انْصَرف كل رجل إِلَى حامته أَي خاصته. فِي الحَدِيث جئْنَاك فِي غير محمة يُقَال أحمت الْحَاجة إِذا هَمت. فِي الحَدِيث وَعند حمة النهضات يَعْنِي شدتها ومعظمها وحمة كل شَيْء معظمه. وَرخّص رَسُول الله فِي الرّقية من الْحمة قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْحمة سم الْحَيَّات والعقارب وَمَا أشبههَا من ذَوَات السمُوم وَالْعُلَمَاء يذهبون إِلَى أَن حمة الْعَقْرَب شوكتها وَلَيْسَ الْحمة سمها والشوكة فَهِيَ الإبرة. فِي الحَدِيث مثل الْعَالم مثل الْحمة والحمة عين مَاء حَار يستشفي بهَا الْمَرْضَى. قَالَ مسلمة فِي خطبَته أقل النَّاس هما أقلهم حما أَي مُتْعَة. فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن أَنه طلق امْرَأَة ومتعها بخادمة سَوْدَاء حممها إِيَّاهَا أَي مَتعهَا بهَا. قَوْله حَتَّى إِذا صرت حمما فاسحقوني أَي فحما واحدته حممة. وَمر رَسُول الله بِيَهُودِيٍّ محمم أَي مسود الْوَجْه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 وَكَانَ أنس إِذا حمم رَأسه بِمَكَّة خرج واعتم. يَقُول حمم رَأس فلَان بعد الْحلق إِذا اسود. فِي الحَدِيث حم لَا يبصرون قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا ينْصرُونَ. فِي الحَدِيث ذكر الحمنانة يُقَال للواحدة من القراد إِذا كَانَ صَغِيرا قمقامة فَإِذا كَبرت فَهِيَ حمنانة فَإِذا عظمت فَهِيَ حلمة. فِي الحَدِيث لَا يخلون رجل بمغيبة وَإِن قيل حموها أَلا حموها الْمَوْت. وَفِي مَعْنَاهُ قَولَانِ أَحدهمَا أَن الْمَعْنى فليمت وَلَا تفعلن ذَلِك قَالَه أَبُو عبيد وَالْمرَاد النَّهْي عَن الْخلْوَة وَلَو بالحمو. وَالثَّانِي أَن لِقَاء هَذَا مثل الْمَوْت قَالَه ابْن الْأَعرَابِي الحمو أَبُو الزَّوْج وَأَخُوهُ وكل من وليه من ذَوي قراباته. قَالَ الْأَصْمَعِي الأحماء من قبل الزَّوْج والأختان من قبل الْمَرْأَة والصهر يجمعهما وَالْمرَاد بِالْحَدِيثِ النَّهْي عَن الْخلْوَة وَلَو بالحمو. فِي الحَدِيث لَا حمى إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ كَانَ الشريف فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا نزل مَكَانا فِي حيه استعوى كَلْبا فحمى مدى عواء الْكَلْب لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 يشركهُ فِيهِ غَيره وَهُوَ يُشَارك الْقَوْم فِي رعيهم فَنَهَى رَسُول الله عَن ذَلِك ويتاح أَن يحمى لخيل الْجِهَاد وَقد حمى عمر النقيع لنعم الصَّدَقَة. فِي حَدِيث وَحشِي كَأَنَّهُ حميت وَهُوَ الزق الْمشعر الَّذِي يَجْعَل فِيهِ السّمن وَالْعَسَل وَالزَّيْت فَأَما الَّذِي يَجْعَل فِيهِ اللَّبن فالوطب وَمَا كَانَ للْمَاء فسقاء. بَاب الْحَاء مَعَ النُّون نهَى عَن الحنتم وَهِي جرار خضر كَانَ يحمل فِيهَا إِلَى الْمَدِينَة الْخمر. قَوْله من مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة لم يبلغُوا الْحِنْث أَي لم يبلغُوا فَيكْتب عَلَيْهِم الْإِثْم. وَكَانَ رَسُول الله يَأْتِي حراء فَيَتَحَنَّث فِيهِ أَي يتعبد قَالَ ثَعْلَب الْمَعْنى يفعل فعلا يخرج بِهِ من الْحِنْث كَمَا يُقَال يتأثم وَيتَخَرَّج. وَكَذَلِكَ قَول حَكِيم بن حزَام أَرَأَيْت أمورا كنت أتحنث بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة أَي أَتَعبد وَأُلْقِي الْحِنْث عَن نَفسِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 فِي الحَدِيث وَيكثر فيهم أَوْلَاد الحنت يَعْنِي أَوْلَاد الزِّنَا وَأَتَى بضب محنوذ أَي مشوي. قَوْله لَو صليتم حَتَّى تَكُونُوا كالحنائر قَالَ ثَعْلَب الحنيرة الْقوس بِلَا وتر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ العطفة المحكمة للقوس. وَقَالَ الْأَزْهَرِي كل شَيْء يكون منحنيا فَهُوَ حنيرة. فِي الحَدِيث حَتَّى يدْخل الْوَلِيد يَده فِي فَم الحنش يَعْنِي فِي فَم الأفعى. وَسُئِلَ عَطاء أَي الْخياط أحب إِلَيْك فَقَالَ الكافور الحناط هُوَ الحنوط وَهُوَ مَا يخلط من الطّيب للموتى خَاصَّة سُئِلَ ابْن الْمسيب عَن من قتل حنطبا وَهُوَ الذّكر من الخنافس. قَالَ عمر لَا يصلح هَذَا الْأَمر إِلَّا لمن لَا يحنق عَلَى جرته الحنق الغيظ والحقد قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَمَعْنَاهُ لَا يحقد عَلَى رَعيته. وَأَتَى رَسُول الله بصبي فحنكه التحنيك أَن يمضغ التَّمْر ثمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 يدلك بِهِ حنك الصَّبِي يُقَال حنكته وحنكته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحنك الْأَسْفَل من الْفَم الْأَعْلَى من الْفَم وَقَالَ اللَّيْث الحنك للأعلى والأسفل فَإِذا فصلوهما لم يكَاد وَيَقُولُونَ للأعلى حنك قَالَ وَقَوْلهمْ حنكته السن إِذا نَبتَت أَسْنَانه الَّتِي تسمى أَسْنَان الْعقل والمحتنك الَّذِي قد تناهى عقله وسنه فَرجل محنك وَهُوَ الَّذِي لَا يسْتَقلّ مِنْهُ شَيْء مِمَّا قد عضته الْأُمُور. وَقَالَ ورقة فِي بِلَال لَئِن قَتَلْتُمُوهُ لاتخذنه حنانا أَي لَا يعطفن عَلَيْهِ وَلَا تمسحن بِهِ. فِي الحَدِيث وحن الْجذع صَوت مشتاقا وَيُقَال حنت النَّاقة إِذا صوتت فِي أثر وَلَدهَا. فِي الحَدِيث قَالَ عقبَة بن أبي معيط أقبل من بَين قُرَيْش فَقَالَ عمر حن قدح لَيْسَ مِنْهُمَا يضْرب مثلا للرجل ينتمي إِلَى النّسَب لَيْسَ مِنْهُ والقدح أحد قداح الميسر وَإِذا كَانَ الْقدح من غير جَوْهَر أخواته ثمَّ جلجله المفيض جَاءَ مِنْهُ صَوت يُخَالف أصواتها فَعرف. وَمن أَسمَاء الله تَعَالَى الحنان وَهُوَ الرَّحِيم والحنان بِالتَّخْفِيفِ الرَّحْمَة. قَالَ ورقة بن نَوْفَل فِي حق بِلَال لَئِن قَتَلْتُمُوهُ لاتخذنه حنانا يَقُول لأتمسحن بِهِ وَلَا يعطفن عَلَيْهِ لِأَنَّهُ من أهل الْجنَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 قَالَ ابْن عَبَّاس الحن كلاب الحن وَقَالَ اللَّيْث هم حَيّ من الْجِنّ مِنْهُم الْكلاب السود. قَوْله أَنا والحانية عَلَى وَلَدهَا كهاتين وَهِي الَّتِي تقيم عَلَى وَلَدهَا لَا تزوج. وَمِنْه قَوْله أحناه عَلَى ولد أَي أشفقه. فِي الحَدِيث فَإِذا قُبُور محنية أَي بمنعطف الْوَادي يُقَال محنية ومحاني. فِي الحَدِيث خلقت عبَادي حنفَاء أَي عَلَى الاسْتقَامَة. فِي الحَدِيث إياك والحنوة فِي الصَّلَاة وَهِي مطأطأة الرَّأْس وتقويس الظّهْر فِي الحَدِيث وحنانيك يَعْنِي رحمتك. بَاب الْحَاء مَعَ الْوَاو قَوْله أعسل حوبتي أَي أثمي. وَمثله الرِّبَا سَبْعُونَ حوبا أَي سَبْعُونَ ضربا من الْإِثْم وَفِيه لُغَتَانِ فتح الْحَاء وَضمّهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 وَسَأَلَ رجل الْجِهَاد فَقَالَ أَلَك حوبة أَي مَا يَأْثَم بِهِ إِن تركته من الْحرم كالأم وَالْأُخْت وَالْبِنْت. وَقيل الحوبة الْأُم. وَفِي الحَدِيث اتَّقوا الله فِي الحوبات يَعْنِي النِّسَاء المحتاجات إِلَى من يتعهدهن. وَأَرَادَ أَبُو أَيُّوب طَلَاق زَوجته فَقَالَ رَسُول الله إِن طَلَاق أم أَيُّوب لَحوب قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْحُوب هَا هُنَا الوحشة. قَوْله آيبون تائبون حوبا حوبا كَأَنَّهُ لما فرغ من كَلَامه زجر بعيره وحوب زجر لذكوره الْإِبِل. فِي الحيدث أيتكن تنبحها كلاب الحوأب وَهُوَ منهل. وأصل الحوأب الْوَادي الْوَاسِع. وَقَالَ رجل مَا تركت حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا أتيت الْمَعْنى مَا تركت شَيْئا دعتني إِلَيْهِ نَفسِي إِلَّا ركبته من الذُّنُوب وداجة اتِّبَاع للْحَاجة. فِي الحَدِيث من فرغ للصَّلَاة قلبه وحاذ عَلَيْهَا أَي حَافظ عَلَيْهَا. وَقَالَت عَائِشَة كَانَ عمر أحوذيا وَهُوَ الجاد المنكمش فِي أُمُوره كلهَا وتروى أحوزيا وَهُوَ الْحسن السِّيَاق للأمور. وَقَالَ العسكري من رَوَاهُ بِالذَّالِ أَرَادَ المشمر الجاد وَمن رَوَاهُ بالزاي فَهُوَ من حاذ الشَّيْء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 قَوْله أغبط النَّاس الْخَفِيف الحاذ أَي الْقَلِيل المَال والحاذ وَالْحَال وَاحِد. قَوْله الزبير حوارِي أَي مُخْتَصّ من أَصْحَابِي ومفصل وَأَصله من الحواريين الَّذين كَانُوا مَعَ عِيسَى. قَوْله أعوذ بِاللَّه من الْحور بعد الكور أَي من النَّقْص بعد الزِّيَادَة وَقيل من الرُّجُوع عَن الْجَمَاعَة بعد أَن كُنَّا فِيهَا. قَالَ عَلّي لِرجلَيْنِ قد بعثا ابنيهما إِلَى رَسُول الله لَا أريم حَتَّى يرجع إلَيْكُمَا ابناكما بحور مَا بعثتما بِهِ أَي بِجَوَاب ذَلِك. وَلما قتل أَبُو جهل قَالَ رَسُول الله إِن عهدي بِهِ وَفِي ركبته حوراء فنظروا فرأوه وَهُوَ أثر كَيَّة كوي بهَا. وحور رَسُول الله أسعد بن زُرَارَة بحديدة أَي كواه. فِي الحَدِيث وَعَلَيْهِم الْكَبْش الْحوَاري. قَالَ ابْن قُتَيْبَة أرَاهُ مَنْسُوبا إِلَى الْحور وَهِي جُلُود حمر تتَّخذ من جُلُود الْغنم. فِي الحَدِيث فحمى حوزة الْإِسْلَام أَي نواحيه وحدوده. وَفُلَان مَانع لحوزته أَي لما فِي حيزه. فِي الحَدِيث فَمَا تحوز لَهُ عَن فرَاشه أَي مَا تنحى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 فِي الحَدِيث فَمَا زلنا مفطرين حَتَّى بلغنَا مَا حوزنا وَهُوَ موضعهم الَّذِي أرادوه فِي الحَدِيث الْإِثْم حواز الْقُلُوب أَي مَا حز فِيهَا وَلم تطمئِن إِلَيْهِ النَّفس وَرَوَاهُ شمر الْإِثْم حواز الْقُلُوب بتَشْديد الْوَاو وَمَعْنَاهُ يحوز الْقلب ويغلب عَلَيْهِ حَتَّى يفعل مَا لَا يحسن وَيروَى الْإِثْم حزاز الْقُلُوب وَهُوَ مَا حز فِيهَا فِي الحَدِيث فحاسوا الْعَدو ضربا أَي بالغوا فِي النكاية فيهم وأصل الحوس مداركة الضَّرْب وَفِي حَدِيث عمر تحوسك فتْنَة أَي تخالطك وتحثك عَلَى ركُوبهَا فِي حَدِيث فَجعل رجل يتحوس الْكَلَام أَي يتأهب لَهُ فِي حَدِيث عمر وَفُلَان يخْطب امْرَأَة تحوس الرِّجَال أَي تخالطهم وَقَالَ عمر كَانَ زُهَيْر لَا يتبع حوشي الْكَلَام وَهُوَ وحشيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 وَقَالَ عَلّي لخياط قَمِيصه حصه يَقُول خطّ كفافه قَالَت عَائِشَة تزَوجنِي رَسُول الله وَعَلَى حوف قَالَ الْأَصْمَعِي الحوف البقيرة يلبسهَا الصبية فِي الحَدِيث أَمر يحوف الْقُلُوب كَذَا تروى بِضَم الْيَاء وَكسر الْوَاو وَقَالَ أَبُو عبيد بِفَتْح الْيَاء وتسكين الْوَاو وَقَالَ وَالْمعْنَى يغيرها عَن التَّوَكُّل وَنَهَى أَن يستنجي بِعظم حَائِل أَي قد غَيره البلى وكل متغير حَائِل فَإِذا أَتَت عَلَيْهِ السّنة فَهُوَ محيل قَوْله اللَّهُمَّ حوالينا أَي فِي مَوضِع النَّبَات لَا فِي الْأَبْنِيَة فِي الحَدِيث وَالشَّاء حِيَال أَي لَا تحمل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 قَوْله بك أحاول أَي أطالب وَبِك أَحول أَي أتحرك وَلَا حول أَي لَا حَرَكَة. قَوْله ونستحيل الجهام أَي نَنْظُر إِلَيْهِ فَهَل تحول أَي تحرّك. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ ذَا الْحِيَل الشَّديد أَي الْقُوَّة المحدثون وَيَقُولُونَ الْحَبل وَلَا مَعْنَى لَهُ. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ ارْحَمْ بهائمنا الحائمة وَهِي الَّتِي تحوم حول المَاء فَلَا تَجِد مَا ترده. وَقَالُوا عَن عمر بن أبي ربيعَة كَانَ يحوم وَلَا يرد أَي كَانَ فَاسق الشّعْر عفيف الْفِعْل. فِي الحَدِيث فوألنا إِلَى حَوَّاء ضخم أَي لجأنا إِلَى بيُوت. وَلما أرْدف رَسُول الله صَفِيَّة حوى وَرَاءه بعباءة أَي جعل حوية وَهُوَ أَن يُدِير كسَاء حول السنام ثمَّ أردفها. وَقَالَ بعض الْمُشْركين يَوْم بدر رَأَيْت الحوايا عَلَيْهَا المنايا قَالَ اللَّيْث الحوايا مراكب النِّسَاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 فِي الحَدِيث خير الْخَيل الحو أَي الكمت الَّتِي يعلوها سَواد. وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله هَل عَلّي فِي مَالِي شَيْء إِذا أدّيت زَكَاته قَالَ فَأَيْنَ مَا تحاوت عَلَيْك الفضول. تحاوت تفاعلت من حويت الشَّيْء إِذا جمعته يَقُول لَا تدع الْمُوَاسَاة من فضل مَالك. وَقَالَ الْأَحْنَف نزل أهل الْكُوفَة فِي مثل حولاء النَّاقة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ جلدَة رقيقَة خرج مَعهَا الْوَلَد فِيهَا مَاء أصفر وفيهَا خطوط حمر وخضر وَالْعرب تصف الأَرْض وخصبها بحولاء النَّاقة. فِي الحَدِيث فدنوت إِلَى الْبراق فتحيا مني أَي تحوى وَالْمعْنَى تلوى. بَاب الْحَاء مَعَ الْيَاء قَالَ ابْن عمر يطْرق الرجل الْفَحْل فيلقح فَيذْهب حيري الدَّهْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 وَرَوَى حيري دهر قَالَ سِيبَوَيْهٍ الْعَرَب تَقول لَا أفعل ذَلِك حيري دهر وَبَعْضهمْ بِفَتْح الْحَاء قَالَ النَّضر يُقَال يَبْقَى ذَلِك حاري الدَّهْر وحيري الدَّهْر أَي أبدا. فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال لَا أَنفه حيري دهر وحيري دهر وحير الدَّهْر وحير الدَّهْر جمع حيري وَالْمعْنَى أَن أجر ذَلِك دَائِم أبدا لموْضِع دوَام النَّسْل. فِي حَدِيث أهل الْبَيْت لَا يحبنا محيوس قَالَ ثَعْلَب هُوَ الَّذِي أَبوهُ عبد وَأمه عَبدة وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الحيس وَهُوَ اخْتِلَاط فِي الحَدِيث فقدموا لَحْمًا فتحيشت الْأَنْفس مِنْهُ أَي نَفرت وَرَوَاهُ بَعضهم فتجيشت بِالْجِيم وَهُوَ من جَاشَتْ إِذا ارْتَفَعت. فِي الحَدِيث دخل حائش نخل وَهُوَ جمَاعَة. قَالَ عمر بَينا أَنا أَسِير إِذا أَنا ببياض أنحاش مِنْهُ مرّة وينحاش مني أُخْرَى أَي يفزع فتحددج والانحياش الاكتراث بالشَّيْء. وَدخل عمر أَرضًا فَرَأَى كَلْبا فَقَالَ أحيشوه إِلَيّ أَي سوقوه يُقَال حشت الصَّيْد وأحشته إِذا سقته إِلَى الحبالة. قَالَ ابْن عمر فَحَاص الْمُسلمُونَ حَيْصَة وَيروَى فجاص الْمُسلمُونَ جيصة بِالْجِيم وَالْمعْنَى وَاحِد أَي جالوا جَوْلَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 وَقَالَ مطرف هُوَ الْمَوْت نحايصه أَي نحيد عَنهُ. فِي الحَدِيث وجعلتم الأَرْض عَلَيْهِ حيص بيض أَي ضيقتم عَلَيْهِ الأَرْض حَتَّى لَا يتَصَرَّف فِيهَا يُقَال وَقع فِي حيص بيض إِذا وَقع فِي أَمر لَا يجد مِنْهُ مخلصا. قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد الحيص عين الْفَأْرَة وَالْبيض ثقب الإبرة. فِي الحَدِيث مَا حاك من نَفسك أَي مَا أَخذ قَلْبك وَأثر فِيهِ. فِي الحَدِيث تَحَيَّنُوا نوقكم التحين أَن يحلبها فِي الْيَوْم مرّة وَاحِدَة فِي وَقت مَعْلُوم. قَوْله الْحيَاء من الْإِيمَان لِأَن المستحي ينقبض عَن الْمعاصِي وَعَن كل مَا يُؤْذِي كَمَا ينقبض بِالْإِيمَان قَوْله إِذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت أَي صنعت. فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَحيا ربيعا الحيا مَا يحيا النَّاس بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 فِي الحَدِيث إِذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر أَي فهات وَعجل بِذكرِهِ. وَفِي الحَدِيث تسْأَل الْإِنْسَان عَن كل شَيْء حَتَّى عَن حَيَّة أَهله أَي عَن كل حَيّ فِي منزله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 كتاب الْخَاء بَاب الْخَاء مَعَ الْألف قَوْله مثل الْمُؤمن مثل خامة الزَّرْع الخامة العضة الرّطبَة من النَّبَات. بَاب الْخَاء مَعَ الْبَاء قَوْله ابْتَغوا الرزق فِي خبايا الأَرْض أَرَادَ الْحَرْث. فِي الحَدِيث السّير بالجنازة دون الخبب الخبب ضرب من الْعَدو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 فِي الحَدِيث الْفَاجِر خب وَهُوَ الخداع. قَوْله من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة أَي الْمَكْرُوهَة الرَّائِحَة يَعْنِي الثوم والبصل. قَوْله إِذا كثر الْخبث أَي الْفسق والفجور. فِي الحَدِيث وجد رجل مَعَ أمة يخْبث لَهَا أَي يَزْنِي بهَا قَوْله أعوذ بك من الْخبث والخبائث قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 الْخبث الْكفْر والخبائث الشَّيَاطِين. وَرَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم الْخبث بِضَم الثَّاء وَقَالَ هُوَ جمع الْخَبيث وَهُوَ الذّكر والخبائث جمع خبيثة وَهِي الْأُنْثَى من الشَّيَاطِين وَاخْتَارَهُ الْأَزْهَرِي. وَفِي لفظ أعوذ بك من الْخَبيث المخبث قَالَ أَبُو عبيد الْخَبيث ذُو الْخبث فِي نَفسه والمخبث الَّذِي أعوانه خبثاء وَيُقَال مخبث إِذا كَانَ يعلم النَّاس الْخبث. وَيكْتب فِي عَهده الرَّقِيق لَا دَاء وَلَا غائلة وَلَا خبثة والخبثة أَن يكون قد أَخذ من قوم لَا يحل سَبْيهمْ. قَوْله لَا يُصَلِّي الرجل وَهُوَ يدافع الأخبثين يَعْنِي الْغَائِط وَالْبَوْل. وَنَهَى عَن المخابرة قَالَ أَبُو عبيد قَالُوا هِيَ الْمُزَارعَة بِالنِّصْفِ وَالثلث وَالرّبع وَأَقل من ذَلِك وَأكْثر. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَصْلهَا من خَيْبَر قيل خابرهم أَي عاملهم ثمَّ تنازعوا نهَى عَن ذَلِك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 فِي الحَدِيث نستخلب الْخَبِير وَهُوَ النَّبَات. فِي الحَدِيث من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي بَيته خرج الشَّيْطَان لَهُ خبج وَهُوَ الضراط وَهُوَ الحبج أَيْضا. وَمر مَكْحُول بنائم بعد الْعَصْر فَقَالَ إِنَّهَا سَاعَة تكون فِيهَا الخبتة قَالَ شمر كَانَ مَكْحُول فِي لِسَانه لكنة وَإِنَّمَا أَرَادَ الخبطة يُقَال تخبطه الشَّيْطَان إِذا مَسّه بخبل. قَالَ سعد لَا تخبطوا خبط الْجمل نهَى أَن تقدم الرجل عِنْد الْقيام من السُّجُود. قَوْله لَا يخبط شَجَرهَا أَي لَا يضْرب بالعصى لينحات ورقة وَاسم مَا يَقع الْخبط وَاسم مَا يضْرب بِهِ المخبط. قَالَ عمر لقد رَأَيْتنِي بِهَذَا الْجَبَل أحتطب مرّة واحتبط أُخْرَى. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام خباط عشوات أَي يخبط فِي ظلمات وخابط العشوة هُوَ الْمَاشِي فِي الظلمَة. وَقيل لِابْنِ عَامر قد كنت تُعْطِي المختبط وَهُوَ الَّذِي يسْأَله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 من غير معرفَة كَانَت بَينهمَا. وَشَكتْ الْأَنْصَار رجلا صَاحب حَبل يَأْتِي إِلَى نَخْلهمْ الخبل الْفساد فِي الثِّمَار. فِي الحَدِيث من أُصِيب بِدَم أَو خبل أَي جرح يفْسد الْوضُوء. وطينة الخبال عصارة أهل النَّار. فِي الحَدِيث بَين يَدي السَّاعَة خبل أَي فَسَاد بالهرج. وَبَنَى قوم مَسْجِدا بِظهْر الْكُوفَة فَقَالَ ابْن مَسْعُود جِئْت لأكسر مَسْجِد الخبال وَهُوَ الْفساد. فِي الحَدِيث فَليَأْكُل وَلَا يتَّخذ خسنة أَي لَا يخبأ مِنْهُ فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 حجرته قَالَ شمر الخبنة والحبكة فِي الْحُجْرَة والثبنة فِي الْإِزَار. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أخبن الرجل إِذا خبأه فِي خبنه سرا مِمَّا يَلِي الْبَطن وأثبن إِذا خبأ فِي ثبنته مِمَّا يَلِي الظّهْر. بَاب الْخَاء مَعَ التَّاء فِي حَدِيث أبي جندل أَنه اختات للضرب حَتَّى خيف عَلَى عقله قَالَ شمر هَكَذَا رُوِيَ وَالْمَعْرُوف أُخْت فَهُوَ مخت إِذا انْكَسَرَ. فِي الحَدِيث آمين خَاتم رب الْعَالمين أَي طابعه. قَوْله إِذا التقَى الختانان وهما موضعا قطع الخاتن من الذّكر وَالْأُنْثَى قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَى التقائمها محاذاة أَحدهمَا للْآخر لَا مماسته لِأَن ختان الْمَرْأَة مستعل ومدخل الذّكر سافل عَن ختانها وَإِنَّمَا يتحاذيان عَن غيبوبة الْحَشَفَة. فِي الحَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام ختن رَسُول الله الختن زوج الْبِنْت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وَسُئِلَ سعيد بن جُبَير أينظر الرجل إِلَى شعر ختنته وَهِي أم امْرَأَة الرجل. قَالَ ابْن شُمَيْل سميت الْمُصَاهَرَة مخاتنة لالتقاء الختانين من الرجل وَالْمَرْأَة. فِي الحَدِيث فَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ يخْتل الرجل ليطعنه أَي يترقب الفرصة من غفلته عَن الِاحْتِرَاز وأصل الختل الخدع. وَمِنْه فِي الحَدِيث وَأَن تختل الدُّنْيَا بِالدّينِ. بَاب الْخَاء مَعَ الثَّاء فِي الحَدِيث رَأَيْنَاهُ خائرا أَي غير طيب النَّفس. بَاب الْخَاء مَعَ الْجِيم فَبعث الله السكينَة وَهِي ريح خجوج قَالَ النَّضر الرّيح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 الخجوج الشَّدِيدَة الْعُيُوب الخوارة لَا يكون إِلَّا فِي الصَّيف وَلَيْسَت شَدِيدَة الْحر. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة الخجوج من الرِّيَاح السريعة المر. فِي الحَدِيث فأصابت السَّفِينَة ريح فخجتها أَي صرفتها عَن جِهَتهَا. وَقَالَ للنِّسَاء إنكن إِذا شبعتن خجلتن الخجل الكسل والتواني عَن طلب الرزق والخجل يسكت ويسكن وَلَا يَتَحَرَّك. وَمر رجل بواد خجل أَي كثير النَّبَات. بَاب الْخَاء مَعَ الدَّال فِي صفة عمر أدنه خدب من النَّاس وَهُوَ الْعَظِيم الجافي فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَفِي كل ثَلَاثِينَ تبيع خديج. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أَي كالخديج وَهُوَ الصَّغِير الْأَعْضَاء النَّاقِص الْخلق وَأَصله مُخْدج. وَفِي الحَدِيث أُتِي بمخدج وَهُوَ النَّاقِص الْخلق. وَقيل لذِي الثدية مُخْدج الْيَد أَي ناقصها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 قَوْله فَهِيَ خداج أَي نَاقِصَة. يُقَال خدجت النَّاقة إِذا أَلْقَت وَلَدهَا قبل أَوَان النِّتَاج وَإِن كَانَ تَامّ الْخلق وأخدجت إِذا وَلدته نَاقص الْخلق وَإِن كَانَ لتَمام الْحمل. فِي الحَدِيث أَنهَار الْجنَّة تجْرِي فِي غير أخدُود أَي فِي غير شقّ. قَوْله الْحَرْب خدعة أَي يَنْقَضِي أمرهَا بخدعة وَاحِدَة. فِي الحَدِيث قبل السَّاعَة سنُون خداعة قَالَ الْأَصْمَعِي أَي يقل فِيهَا الْمَطَر وَقيل يكثر الْمَطَر ويقل الرّيع. فِي الحَدِيث كَانَ يحتجم عَلَى الأخدعين قَالَ الزّجاج الأخدعان عرقان فِي الْعُنُق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة خذل جعد الخذل الممتلئ السَّاق وَكَذَلِكَ الخدلج وَقيل الخذل الممتلئ الْأَعْضَاء الدَّقِيق الْعِظَام. وَكتب خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى مرازنة فَارس الْحَمد لله الَّذِي فض خدمتكم الْخدمَة سير غليظ فِي رسغ الْبَعِير وَسمي الخلخال خدمَة لذَلِك. وَفِي الحَدِيث بَدَت خدم النِّسَاء وَفِي لفظ بادية خدامهن أَي خلاخيلهن قَالَ أَبُو عبيد أصل الْخدمَة الْحلقَة المستديرة فَشبه خَالِد إِجْمَاع أَمر الْعَجم بذلك وفضها فرقها. وَفِي حَدِيث سلمَان إِنَّه ركب حمارا وخدمتاه تذبذبان أَرَادَ بخدمتيه سَاقيه فسماهما بذلك لِأَنَّهُمَا مَوضِع الخدمتين. بَاب الْخَاء مَعَ الذَّال قَالَ النَّخعِيّ فِي الخذا فِي أذن الْأُضْحِية لَا بَأْس الخذا انكسار الْأذن واسترخاؤها. وَنَهَى رَسُول الله عَن الْخذف الْخذف رميك حَصَاة أَو نواة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 بأخذها بَين إصبعيك. وَقيل لمعاوية أَتَذكر الْفِيل فَقَالَ أذكر خذفة أَي روثه يُقَال خذق الطَّائِر وذرق. فِي الحَدِيث كأنكم بِالتّرْكِ قد جاءتكم عَلَى براذين مخذقة أَي مقطعَة الآذان. بَاب الْخَاء مَعَ الرَّاء قَالُوا لسلمان إِن نَبِيكُم يعلمكم حَتَّى الخرآءة يُشِير إِلَى حدث الْغَائِط. فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الَّذِي يضن أَن يُقَلّد بنعل قَالَ تقلدها خرابة وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ. قَالَ أَبُو عبيد الَّذِي يعرفهُ الْعَرَب الخربة وَهِي غروة المُرَاد سميت خربة لاستدارتها وكل ثقب مستدير فَهُوَ خربة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أذن المزادة. وَقَالَ اللَّيْث الخرابة حَبل من لِيف وَنَحْوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 فِي الحَدِيث الْحرم لَا تعيذ فَارًّا بخربة الْحُرْمَة مَضْمُومَة الْخَاء وَهِي السّرقَة والخارب سَارِق الْإِبِل خَاصَّة. وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا سترت الخربة يَعْنِي الْعَوْرَة. فِي حَدِيث الْمُغيرَة كَأَنَّهُ أمة مخربة أَي مثقوبة الْأذن وَتلك الثقبة الخربة. وَفِي حَدِيث إتْيَان النِّسَاء فِي أَي الخربتين أَو الخزرتين والخصفتين. فالخربة كل ثقب مستدير والخرزة مثلهَا والخصفة أَيْضا من خصفت النَّعْل وَمِنْه المخصف وَهِي حَدِيدَة يثقب بهَا النِّعَال. فِي الحَدِيث كَانَ كتاب فلَان مخربشا أَي فَاسِدا. فِي الحَدِيث الخربصيصة وَهِي الشَّيْء الحقير من الْحلِيّ. فِي حَدِيث الْهِجْرَة فاستأجر دَلِيلا خريتا أَي حاذقا يَهْتَدِي لمثل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 خرت الإبرة من الطَّرِيق. قَالَ سُوَيْد بن غَفلَة دخلت عَلَى عَلّي يَوْم الْخُرُوج يَعْنِي يَوْم الْعِيد. قَوْله الْخراج بِالضَّمَانِ قَالَ أَبُو عبيد الْخراج غلَّة الْعِيد يَشْتَرِيهِ الرجل فيستغله ثمَّ يطلع عَلَى عيب قد دلسه البَائِع فَلهُ رده وغلته لَهُ طيبَة لِأَنَّهُ كَانَ فِي ضَمَانه إِذْ لَو هلك من مَاله. قَالَ ابْن عَبَّاس يتخارج الشريكان وَأهل الْمِيرَاث. قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ أَن يكون الْمَتَاع بَين ورثته لم يقتسموه أَو بَين شُرَكَاء وَهُوَ فِي يَد بَعضهم فَلَا بَأْس أَن يتبايعوه وَإِن لم يعرف كل وَاحِد مِنْهُم نصِيبه بِعَيْنِه وَلم يقبضهُ وَلَو أَرَادَ أَجْنَبِي أَن يَشْتَرِي نصيب أحدهم لم يجز حَتَّى يقبضهُ البَائِع قبل ذَلِك. وَفِي فصة صَالح كَانَت النَّاقة مخترجة أَي عَلَى خلقَة الْجمل. فِي الحَدِيث جَاءَ رَسُول الله بسبي وخرثي الخرثي أثاث الْبَيْت وأسقاطه. وَفِي حَدِيث الصِّرَاط وَمِنْهُم المخردل أَي المرمي المصروع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 وَقيل المقطع يقطعهُ كلاليب الصِّرَاط. قَالَ حَكِيم بن حزَام بَايَعت رَسُول الله عَلَى أَن لَا أخر إِلَّا قَائِما قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ لَا أَمُوت إِلَّا متمسكا بِالْإِسْلَامِ وكل من يبيت عَلَى شَيْء ويمسك بِهِ فَهُوَ قَائِم عَلَيْهِ. وَقَالَ الْفراء لَا أغبن وَلَا أغبن وَقَالَ الْحَرْبِيّ لَا أقع فِي شَيْء من تجاربي وأموري إِلَّا قُمْت منتصبا لَهُ. فِي الحَدِيث الثَّمَرَة خرسة مَرْيَم الخرسة مَا تطعمه النُّفَسَاء عِنْد وِلَادَتهَا فَأَما الخرس بِلَا هَاء فطعام الْولادَة. فِي حَدِيث أبي بكر إِنَّه أَفَاضَ وَهُوَ يخرش بعيره بمحجنة أَي يضْربهُ للإسراع. فِي الحَدِيث أَمر بخرص النّخل وَالْكَرم أَي بحزر الثَّمر. فِي الحَدِيث وَجعلت الْمَرْأَة تلقي الْخرص وَهِي الْحلقَة الصَّغِير من الْحلِيّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 وَمثله برأَ جرح سعد فَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا كالخرص. وَجَاء قوم إِلَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالُوا هَذَا يأمنا وَنحن لَهُ كَارِهُون فَقَالَ لَهُ عَلّي إِنَّك لخروط قَالَ أَبُو عبيد الخروط الَّذِي يتهور فِي الْأُمُور ويركب رَأسه فِي كل مَا يُرِيد بِالْجَهْلِ وَقلة الْمعرفَة بالأمور. وَرَأَى عمر فِي ثَوْبه جَنَابَة فَقَالَ خرط علينا الِاحْتِلَام أَي أرسل. فِي الحَدِيث ينْفق عَلَى المغيبة من مَال زَوجهَا مَا لم تخترع مَاله أَي تختزله وتقتطعه خِيَانَة. فِي الحَدِيث لَو سمع أحدكُم ضغطة الْقَبْر لخرع أَي انْكَسَرَ وَضعف وكل رخو ضَعِيف خريع وخرع والخرع الدهش. وَمِنْه قَول أبي طَالب لَوْلَا أَن قُريْشًا تَقول أدْركهُ الخرع أَي الضعْف والخور وَكثير من الروَاة يرونه بِالْجِيم وَالزَّاي وَقَالَ ثَعْلَب إِنَّمَا هُوَ بِالْخَاءِ وَالرَّاء. قَوْله عَائِد الْمَرِيض فِي خرافة الْجنَّة أَي فِي اجتناء ثَمَرهَا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي المخرف النَّخْلَة الَّتِي يخْتَرف مِنْهَا والمخرف المكتل يلتقط فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 وَمِنْه الحَدِيث أَخذ مخرفا فَأَتَى عذقا. وَفِي لفظ عَائِذ الْمَرِيض عَلَى مخارف الْجنَّة قَالَ الْأَصْمَعِي وَاحِدهَا مخرف وَهُوَ جنَى النّخل وَسمي بذلك لِأَنَّهُ يخْتَرف أَي يجتنى. وَقيل المخرفة الطَّرِيق فَالْمَعْنَى هُوَ عَلَى طَرِيق يُؤَدِّيه إِلَى الْجنَّة وَمِنْه قَول عمر تركْتُم عَلَى مثل مخرفة النعم أَي عَلَى مثل طرقها. وَقَالَ إِذا وجدت قوما قد خرفوا فِي حائطهم أَي نزلُوا فِيهِ أَيَّام اختراف الثَّمَرَة. وَفِي حَدِيث أبي طَلْحَة إِن لي مخرفا أَي بستانا والمخرف يَقع عَلَى النّخل وَعَلَى المخروف مِنْهَا. فِي الحَدِيث إِن أهل النَّار يدعونَ مَالِكًا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا أَي أَرْبَعِينَ سنة. وَكره أَبُو هُرَيْرَة السَّرَاوِيل المخرفجة وَهِي الطَّوِيلَة الواسعة يُقَال عَيْش مخرفج إِذا كَانَ وَاسِعًا. فِي الحَدِيث نهَى أَن يُضحي بخرقاء وَهِي الَّتِي فِي أذنها ثقب مستدير. فِي الحَدِيث لعن الخارقة وَهِي الَّتِي تخرق ثوبها. فِي حَدِيث تَزْوِيج فَاطِمَة فَلَمَّا أصبح دَعَاهَا فَجَاءَت خرقَة من الْحيَاء أَي خجلة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الْبَرْق مخاريق الْمَلَائِكَة وَهُوَ جمع مِخْرَاق وأصل المخراق ثوب يلف وَيضْرب بِهِ الصّبيان بَعضهم بَعْضًا. فِي الحَدِيث كره أَن يُضحي بالمخرمة الْأذن أَي المقطوعة وَقَالَ سعد مَا خرمت من صَلَاة رَسُول الله شَيْئا أَي مَا تركت. بَاب الْخَاء مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث فَإِذا رجل يَقُود خززا قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الذّكر من الأرانب. فِي الحَدِيث حبست رَسُول الله عَلَى خزيرة قَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ لحم يقطع صغَارًا وَيصب عَلَيْهِ مَاء كثير فَإِذا نضج ذَر عَلَيْهِ الدَّقِيق وَقَالَ غَيره إِذا كَانَ من دَقِيق فَهُوَ حريرة. فِي الحَدِيث أَن كَعْب بن الْأَشْرَف عاهده فخزع مِنْهُ هجاؤه للنَّبِي صلى الله عليه وسلم أَي قطع ذمَّته وَعَهده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 يُقَال خزعني طلع فِي رجْلي أَي قطعني عَن الْمَشْي. قَالَ الْحسن لَا تَأْكُل من صيد المعراض إِلَّا أَن يخزق يُقَال سهم خازق إِذا قرطس وَنفذ. وَفِي الحَدِيث خزقتهم بِالنَّبلِ أَي أصبتهم بهَا. فِي الحيدث مَشَى فخزل أَي تفكك فِي مشيته وَتلك المشية الخوزلي والخيزلي. فِي حَدِيث السَّقِيفَة يُرِيدُونَ أَن يختزلوا أَي يقطعون عَن مزادنا لَا خزام وَلَا زِمَام فِي الْإِسْلَام الخزام والخزامة حَلقَة من شعر يَجْعَل فِي أحد جَانِبي المنخرين من الْبَعِير وَكَانَ خرق التراقي وزم الأنوف من فعل بني إِسْرَائِيل. وَمِنْه الحَدِيث ود أَبُو بكر لَو وجد من رَسُول الله عهدا فخزم أَنفه بخزامة فَإِن كَانَت تل الْحلقَة من صفر فَهِيَ برة وَإِن كَانَت من عود فَهِيَ خشَاش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 فِي حَدِيث حُذَيْفَة إِن الله يصنع صانع الخزم وَهِي شجر يتَّخذ من لحائها الحبال وبالمدينة سوق يُقَال لَهَا سوق الخزامين. قَالَ يزِيد بن شَجَره لمجاهدين لَا تخزوا الْحور الْعين أَي لَا تقصرُوا فيستحيين من فعلكم. قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ للخزي هَا هُنَا مَوضِع وَلكنه من الخزاية وَهِي الاستحياء يُقَال من الْهلَال خزي يخزي خزيا وَمن الحيا خزي يخزي خزاية. وَفِي الحَدِيث أحسرنا عَن خزايا أَي غير مستحيين من أَعمالنَا قَالَ الشّعبِيّ للحجاج أصابتنا خزية أَي خصْلَة خزينا مِنْهَا أَي استحيينا مِنْهَا. بَاب الْخَاء مَعَ السِّين قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من ترك الْجِهَاد سيم الْخَسْف أَي النُّقْصَان وَسَأَلَ الْعَبَّاس عمر عَن الشُّعَرَاء فَقَالَ إِن امْرأ الْقَيْس خسف لَهُم عين الشّعْر فافتقر عَن معَان عور أصح بصر. قَوْله خسف مَأْخُوذ من الخسيف وَهِي الْبِئْر الَّتِي حفرت فِي حِجَارَة فَخرج مِنْهَا مَاء كثير وَالْمعْنَى أَنه هُوَ الَّذِي استنبط لَهُم عين الشّعْر وَقَوله فافتقر أَي فتح من الْفَقِير وَالْفَقِير فَم الْقَنَاة وَقَوله عَن معَان عور يُرِيد أَن أمرأ الْقَيْس من الْيمن وَإِن الْيمن لَيست لَهُم فصاحة نزار فجعلهم مَعَاني عورا يَقُول فَفتح من عور أصح بصر وَقَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا أَرَادَ بالعور هَاهُنَا غموض الْمعَانِي ودقتها فَأَرَادَ أَنه غاص عَلَى معَان خُفْيَة فكشفها. وَقَالَ الْحجَّاج لرجل يحْفر بِئْرا أخسفت أم أوشلت يَقُول أنبطت مَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 غزيرا أم قَلِيلا ووشلا. بَاب الْخَاء مَعَ الشين فِي صفة الْمُنَافِقين خشب بِاللَّيْلِ أَي أَنهم نيام فهم كالخشب الملقاة قَالَ ملك لرَسُول الله إِن شِئْت طبقت عَلَيْهِم الأخشبين وهما الجبلان اللَّذَان بَينهمَا مَكَّة. وَمِنْه لَا تَزُول حَتَّى تَزُول أخشباها والأخشب من الْجبَال الغليظ. وَمِنْه قَول عمر اخْشَوْشِنُوا بالنُّون ينْهَى عَن الترف وَيُقَال اخشوشب الرجل إِذا صَار صلبا. فِي الحَدِيث لتسلكن سير من كَانَ قبلكُمْ حَتَّى لَو سلكوا خشرم دبر لسلكتموه قَالَ اللَّيْث الخشرم مأوى النَّحْل. قَوْله وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض أَي من هوامها. وَقَالَ رجل رميت ظَبْيًا فَأَصَبْت خششاءه قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْعظم الناشز خلف الْأذن يُقَال فِيهِ خشاء وخششاء فِي الحَدِيث وَتَبقى خشارة قَالَ أَبُو عبيد الخشارة الرَّدِيء من كل شَيْء. فِي الحَدِيث فَخرج رجل يمشي حَتَّى خش فِي النَّاس أَي دخل فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا خشَاش الْمرْآة والمخبر تُرِيدُ أَنه لطيف الْجِسْم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 فِي الحَدِيث كَانَت الْكَعْبَة خشفة عَلَى المَاء فِيهَا ثَلَاث رِوَايَات إِحْدَاهُنَّ خشعة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة المضمومة وَالْعين الْمُهْملَة كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ الخشعة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الخشعة الأكمة. وَالثَّانيَِة خشعة بِالْخَاءِ أَيْضا لَكِنَّهَا مَفْتُوحَة وَفِي الشين رِوَايَتَانِ فتحهَا وتسكينها وَمَكَان الْعين فَاء. قَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال للجزيرة فِي الْبَحْر لَا يعلوها المَاء خشفة وَجَمعهَا خشاف وَذكرهَا الْخطابِيّ أَيْضا وَقَالَ هِيَ وَاحِدَة الخشف وَهِي حِجَارَة تنْبت فِي الأَرْض نباتا. وَالثَّالِثَة حَشَفَة بِالْحَاء الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء حَكَاهَا الْأَزْهَرِي أَيْضا وَقَالَ للجزيرة فِي الْبَحْر لَا يعلوها المَاء حَشَفَة. وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِبلَال مَا دخلت الْجنَّة إِلَّا سَمِعت خشفتك وَهِي الصَّوْت لَيْسَ بِالتَّشْدِيدِ يُقَال خشفة وخشفة. وَقَالَ مُعَاوِيَة لِابْنِ عَامر فِي رجل آمنهُ لَو كنت قتلته كَانَت ذمَّة خاشفت فِيهَا أَي أخفرتها. فِي حَدِيث خَالِد أَنه أَخذ الرَّايَة يَوْم مُؤْتَة فدافع النَّاس وخاشى بهم أَي أَبْقَى عَلَيْهِم وَهُوَ الخشية يُقَال خاشيت فلَانا أَي تاركته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 بَاب الْخَاء مَعَ الصَّاد فِي الحَدِيث وَإِنَّمَا كَانَت عندنَا خصبة وَهِي الدقل وَجَمعهَا خصاب. فِي الحَدِيث كَانَ فِي يَده مخصرة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا اخْتَصَرَهُ الْإِنْسَان فأمسكه بِيَدِهِ من عَصَى أَو عنزة وَكَانَت الْمُلُوك تنخصر بقضبان تُشِير بهَا هِيَ المخاصر الْوَاحِدَة مخصرة. وَفِي الحَدِيث المخصرون يَوْم الْقِيَامَة عَلَى وُجُوههم النُّور قَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ المصلون بِاللَّيْلِ فَإِذا تعبوا وضعُوا أَيْديهم عَلَى خواصرهم من التَّعَب قَالَ وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى أَنهم يأْتونَ بأعمال يتكئون عَلَيْهَا مَكَان المخصرة. وَنهي أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال ذكرهَا الْأَزْهَرِي أَحدهَا أَو يضع يَده عَلَى خصره وَمِنْه فِي الحَدِيث الِاخْتِصَار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 رَاحَة أهل النَّار. وَالثَّانِي أَن يَأْخُذ عَصَى يتكئ عَلَيْهَا وَالثَّالِث أَن يقْرَأ من آخر السُّورَة آيَة أَو آيَتَيْنِ. فِي الحَدِيث نهَى عَن اخْتِصَار السَّجْدَة فِيهِ قَولَانِ أَحدهَا أَن يختصر الْآيَات الَّتِي فِيهَا السجدات فَيسْجد فِيهَا. وَالثَّانِي أَن يقْرَأ السُّورَة فَإِذا انْتَهَى إِلَى السَّجْدَة جاوزها وَلم يسْجد. فِي الحَدِيث بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا مِنْهَا خويصة أحدكُم يَعْنِي الْمَوْت الَّذِي يَخُصُّهُ. وَكَانَ رَسُول الله يخصف نَعله وأصل الخصف الضَّم وَالْجمع وَقَول الْعَبَّاس حَيْثُ يخصف الْوَرق يَعْنِي بِهِ قَوْله تَعَالَى {وطفقا يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة} . فِي الحَدِيث فَمر ببئر عَلَيْهَا خصفة الخصفة الجلة تعْمل من الخوص للتمر قَالَ الْأَزْهَرِي أهل الْبَحْرين يسمون جلال التَّمْر خصفا. وَفِي الحَدِيث أَن تبعا كسى الْكَعْبَة الخصف وَهِي ثِيَاب غِلَاظ. وَقَالَ عبد الْملك للحجاج اخْرُج إِلَى الْعرَاق منطوي الْخصْلَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 وَهِي وَاحِدَة الخصائل وَهِي لحم العضدين والفخذين والساقين يُقَال فلَان ترْعد خصائله وَأَرَادَ سر مسمرا مسرعا. وَكَانَ ابْن عمر يَرْمِي فَإِذا أصَاب خصْلَة قَالَ أَنا بهَا قَالَ أَبُو عبيد الْخصْلَة الْإِصَابَة فِي الرَّمْي. يُقَال خصلت الْقَوْم خصلا وخصالا إِذا فصلتهم وَقَالَ النَّضر إِذا أصَاب القرطاس فقد خصله وَقَالَ اللَّيْث الخصل فِي النضال إِذا وَقع السهْم يلزق القرطاس فَإِذا تناضلوا عَلَى شقّ حسبوا خَصْلَتَيْنِ مقرطسة يُقَال رَمَى فأخصل وَقَالَ أَبُو عَمْرو الخصل الْقَمَر فِي النضال وَقد خصله أَي قمره. وَقَالَ شمر الخصل القرطسة فِي الرَّمْي. فِي الحَدِيث كنت أنسيت دَنَانِير فِي خصم الْفراش أَي فِي طرفه وناحيته. وَمِنْه قَول سهل بن حنيف مَا نسد خصما إِلَّا انْفَتح علينا خصم. بَاب الْخَاء مَعَ الضَّاد أَجْلِس رَسُول الله فِي مَرضه فِي مخضب وَهُوَ مثل الإجانة. وَقَالَ الْأَحْنَف فِي أهل الْكُوفَة يَأْتِيهم ثمارهم لم تخضد أَي بطراوتها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 لم يصبهَا ذبول لِأَنَّهَا تحمل فِي الْأَنْهَار الْجَارِيَة. وَرَأَى مُعَاوِيَة رجلا يجيد الْأكل فَقَالَ إِنَّه لمخضد والخضد شدَّة الْأكل وسرعته. قَوْله الدُّنْيَا خضرَة أَي غضة ناعمة طرية وَأَصله من خضرَة الشّجر. وَمر رَسُول الله يَوْم الْفَتْح فِي كتيبته الخضراء أَي عَلَيْهِم الْحَدِيد وخضرة الْحَدِيد سوَاده. قَوْله إِلَّا آكِلَة الْخضر قَالَ الْأَزْهَرِي الْخضر هَاهُنَا ضرب من الْكلأ. وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِم فَتى ثَقِيف يَأْكُل خضرتها أَي غضها وناعمها. فِي الحَدِيث من خضر لَهُ شَيْء فليلزمه أَي من بورك لَهُ فِيهِ ورزق مِنْهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 فِي الحَدِيث لَيْسَ فِي الخضراوات صَدَقَة وَذَلِكَ مثل التفاح والكمثرى. قَوْله إيَّاكُمْ وخضراء الدمن يَعْنِي الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي منبت السوء وَتزَوج رجل امْرَأَة فرآها خضراء أَي سَوْدَاء والخضرة عِنْد الْعَرَب السوَاد. فِي الحَدِيث تجنبوا من خضراتكم ذَوَات الرّيح يَعْنِي الثوم والبصل والكرات وَنَحْو ذَلِك. وَنَهَى عَن المخاضرة وَهِي بيع الثِّمَار خضرًا لم يبد صَلَاحهَا. فِي الحَدِيث كَانَ أَخْضَر الشمط كَذَا رَوَى أَصْحَاب الْغَرِيب وَقَالُوا إِنَّه كَانَ يخضر شَيْبه بالدهن وَالطّيب والمعروق أَحْمَر الشمط وَإِنَّمَا أَحْمَر بالخضاب. خطب النَّاس عَلَى نَاقَة مخضرمة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المخضرمة الَّتِي قطع طرف أذنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 وَمِنْه قيل للْمَرْأَة المخفوضة مخضرمة وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ خضرم أهل الْجَاهِلِيَّة نعمهم أَي قطعُوا من أذانها شَيْئا فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أَمر النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَن يخضرموا من غير الْموضع الَّذِي خضرم فِيهِ أهل الْجَاهِلِيَّة. فَقيل لكل من أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام مخضرم لِأَنَّهُ أدْرك الخضرمتين. قَالَ ابْن عَبَّاس الخضخضة خير من الزِّنَا يَعْنِي الاستمناء بِالْيَدِ. فِي حَدِيث عمر أَنه مر بِرَجُل وَامْرَأَة قد خضعا بَينهمَا حَدِيثا أَي ليناه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {فَلَا تخضعن بالْقَوْل} وَكَانَ ابْن الزبير أخضع أَي كَانَ فِيهِ انحناء. فِي الحَدِيث خضلى قنازعك أَي نديها وطيبيها بالدهن يَعْنِي شعر رَأسهَا. فِي الحَدِيث بكوا حَتَّى أخضلوا لحاهم أَي بلوها بالدموع. قَالَت امْرَأَة للحجاج تزَوجنِي هَذَا عَلَى أَن يعطيني خضلا نبيلا يَعْنِي لؤلؤة والخضلة الصافية الجيدة. فِي الحَدِيث اخضموا فسنقضم وَقَالَ أَبُو عبيد الخضم الْأكل بأقصى الأضراس والقضم بأدناها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 بَاب الْخَاء مَعَ الطَّاء قَالَ النُّعْمَان بن مقرن يَوْم نهاوند إِن هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْمَجُوس قد أخطروا لكم رئة ومتاعا وأخطرتم لَهُم الدَّين فنافحوا عَن دينكُمْ أَي جعلوها خطرا أَي عدلا لدينكم والخطر مَا يخاطر عَلَيْهِ وَهُوَ الرَّهْن أَيْضا والرئة سقط مَتَاع الْمنزل ورديئه. فِي الحَدِيث وَكَانَ لعُثْمَان فِيهِ خطر أَي نصيب وحظ. قَوْله إِن الْجنَّة لَا خطر لَهَا أَي لَا مثل. وكوى رَسُول الله أسعد بن زُرَارَة بخطر والخطر الَّذِي يختصب بِهِ. وَقَالَ عمار لقوم جروا لَهُ الْخطر مَا انجر لكم الخطير زِمَام الْبَعِير وَالْمعْنَى اصْبِرُوا مَا أمكنكم. فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَالله مَا يخْطر لنا جمل يُرِيد أَن الفحولة لما بهَا من الضّر لَا تغتلم فتهدر وَإِنَّمَا يخْطر الْبَعِير بِذَنبِهِ إِذا اغتلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 قَوْله كَانَ نَبِي يخط قَالَ ابْن عَبَّاس هُوَ الْخط الَّذِي يخطه الحاذي وَهُوَ أَن يخط خطين خطين مستعجلا كَثِيرَة ثمَّ يمحو خطين خطين وَإِن بَقى خطان فَهُوَ عَلامَة النجح وَإِن بَقى وَاحِد فَهُوَ عَلامَة الخيبة. فِي الحَدِيث خطّ الله نوءها من الخطيطة وَهِي أَرض لم تمطر بَين أَرضين ممطورتين وَجَمعهَا خطائط وَيروَى خطأ الله نوءها من الْخَطَأ. فِي الحَدِيث ورث رَسُول الله النِّسَاء خططهن قَالَ الْحَرْبِيّ كَانَ رَسُول الله أعْطى نسَاء خططا تسكنها بِالْمَدِينَةِ شبه القطائع مِنْهُم أم عبد فَجَعلهَا لَهُنَّ دون الرِّجَال. فِي الحَدِيث وَفِي الأَرْض الْخَامِسَة حيات كخطائط الشقائق الخطائط الطرائق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 فِي حَدِيث أم زرع وَأخذ خطيا وَهُوَ الرمْح الْمَنْسُوب إِلَى الْخط يُقَال لقرى عُثْمَان والبحرين خطّ لِأَنَّهَا عَلَى سيف الْبَحْر كالخط. وَجعلت أم سَلمَة لرَسُول الله خطيفة وَهِي أَن يُؤْخَذ اللَّبن فيذر عَلَيْهِ الدَّقِيق ويطبخ فيلعق ويختطف بِسُرْعَة. وَنَهَى عَن الْخَطفَة وَهِي مَا اخْتَطَف الذِّئْب من أَعْضَاء الشَّاة وَهِي حَيَّة. وَقَالَ الْقَاسِم أَوْصَى أَبُو بكر أَن يُكفن فِي ثَوْبَيْنِ كَانَا عَلَيْهِ وأرادت عَائِشَة أَن تبْتَاع لَهُ أثوابا جددا فَقَالَ عمر لَا يُكفن إِلَّا فِيمَا أَوْصَى بِهِ فَقَالَت عَائِشَة يَا عمر وَالله مَا وصعت الخطم عَلّي آنفنا فَبَكَى وَقَالَ كفني أَبَاك فِيمَا شِئْت. قَالَ شمر مَعْنَاهُ مَا ملكتنا بعد فتنهانا أَن نصْنَع مَا نُرِيد. فِي حَدِيث الدَّجَّال خبأت لي خطم شَاة يَعْنِي خطامها. فِي حَدِيث الدَّابَّة فتخطم الْكَافِر أَي تُؤثر عَلَى أَنفه بسمة. وَقَالَ شَدَّاد بن أَوْس مَا تَكَلَّمت بِكَلِمَة إِلَّا وَأَنا أخطمها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 قَالَ الْأَزْهَرِي الخطام الَّذِي يخطم بِهِ الْبَعِير أَن يُؤْخَذ حَبل من لِيف أَو شعر فَيجْعَل فِي أحد طَرفَيْهِ حَلقَة يسْلك فِيهَا الطّرف الآخر حَتَّى يصير كالحلقة ثمَّ يُقَلّد الْبَعِير ثمَّ يثنى عَلَى مخطمه فَإِذا ضفر من الْأدم فَهُوَ جرير. وَهَذَا من خطام الْبَعِير وَهُوَ مكون من لِيف أَو شعر فَإِذا ضفر من الْأدم فَهُوَ جرير. فِي الحَدِيث شغلني عَنْك خطم كَذَا رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ مَعْنَاهُ خطب. بَاب الْخَاء مَعَ الْفَاء مثل الْمُؤمن كَمثل خَافت الزَّرْع أَي غضه وَلينه. فِي الحَدِيث نوم الْمُؤمن سبات وسَمعه خفات أَي ضَعِيف لَا حس لَهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 قَوْله وَلَا تخفرن الله فِي ذمَّته أَي لَا تنقض عَهده يُقَال أخفرت فلَانا إِذا نقضت عَهده. فِي حَدِيث أم عَطِيَّة إِذا خفضت فأشمي أَي إِذا ختنت الْمَرْأَة فَلَا تستأصلي وَلَا تستقصي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخَفْض ختان الْمَرْأَة وَقَوله فأشمي أَي تسحتي النواة قَالَ اللَّيْث يُقَال لِلْجَارِيَةِ خفضت وللغلام ختن. وَقَالَ عَلّي لرَسُول الله لما خَلفه فِي تَبُوك يزْعم المُنَافِقُونَ أَنَّك تخففت مني أَي طلبت الخفة بتركك لي. فِي حَدِيث أبي ذَر كَأَنِّي خَفَاء أَي غطاء قَالَ ابْن دُرَيْد الخفاء كسَاء يطْرَح عَلَى السقاء. قَوْله لَا سبق إِلَّا فِي خف يَعْنِي الْإِبِل الْمَعْنى فِي ذِي خف وخف الْبَعِير كالحافر للْفرس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 فِي الحَدِيث نجا المخفون يَعْنِي الَّذين قل مَالهم. وَقَالَ عَطاء خفوا عَلَى الأَرْض قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ خفوا فِي السُّجُود وَلَا تُرْسِلُوا أَنفسكُم إرْسَالًا ثقيلا فتؤثر فِي جباهكم. وَمِنْه قَول مُجَاهِد إِذا سجدت فتخاف. قَوْله أَيّمَا سَرِيَّة أخففت وَهُوَ أَن تغزو وَلَا تغنم شَيْئا. وَيخرج الدَّجَّال فِي خفقة من الدَّين الخفقة النعسة شبة الدَّين حِينَئِذٍ بالنائم. فِي الحَدِيث منكبا إسْرَافيل يحكان الْخَافِقين فالخافقان طرفا السَّمَاء وَالْأَرْض. فِي صفة السَّحَاب أخفوا أم ومبضا والخفو الضَّعِيف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 فِي الحَدِيث القرع مُصَلَّى الخافين يَعْنِي الْجِنّ وَيُقَال لَهُم الخافية أَيْضا لاستتارهم. بَاب الْخَاء مَعَ الْقَاف فوقصت بِهِ نَاقَته فِي أخاقيق جرذان قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ الخاقيق واحدهم لخقوق وَهِي شقوق فِي الأَرْض قَالَ الْأَزْهَرِي وَقَالَ غَيره الأخاقيق وَاحِدهَا أخقوق مثل أخدُود وأخاديد والخق والخد الشق فِي الأَرْض يُقَال خد السَّيْل فِي الأَرْض وخق فِيهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 قَالَ عبد الْملك للحجاج لَا تدع خقا وَلَا لقا إِلَّا زرعته ويرويان بِالضَّمِّ وتروى حَقًا بِالْحَاء الْمُهْملَة المضمومة وَقد سبق. قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ لخاقيق وَهِي شقوق فِي الأَرْض. بَاب الْخَاء مَعَ اللَّام خلأت الْقَصْوَاء الْخَلَاء للناقة كالحران للدواب. قَوْله لَا يُخْتَلَى خَلاهَا الْخَلَاء بِالْقصرِ الْحَشِيش الْيَابِس. فِي بعض رِوَايَات حَدِيث أم زرع كنت لَك كَأبي زرع فِي الألفة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 والرقاء لَا فِي الْفرْقَة والخلاء يعين المباعدة والمجانبة. قَوْله لَا خلابة أَي لَا خداع. فِي الحَدِيث ونستخلب الْخَبِير أَي نحصده ونقطعه. فِي الحَدِيث فَقعدَ عَلَى كرْسِي من خلب أَي لِيف. قَوْله لقد ظَنَنْت أَن بَعْضكُم خالجنيها مَعْنَاهُ نازعنيها وأصل الخلج الجذب والنزع. وَقَالَ أَبُو مجلز إِذا كَانَ الرجل مختلجا فسرك أَن لَا تكذب فانسبه إِلَى أمه والمختلج الَّذِي يخْتَلف فِي نسبه. قَوْله ليردن عَلَى الْحَوْض أَقوام ثمَّ ليختلجن دوني أَي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 يجتذبون ويقتطعون. فِي حَدِيث يختلجونه عَلَى بَاب الْجنَّة أَي يجتذبونه. وَرَأَى الْحسن رجلا يمشي مشْيَة أنكرها فَقَالَ يخلج فِي مشيته خلجان الْمَجْنُون. فِي الحَدِيث فحنت الْخَشَبَة حنين النَّاقة الخلوج وَهِي الَّتِي اختلج وَلَدهَا أَي انتزع مِنْهَا. فِي الحَدِيث دع مَا يتخلج فِي صدرك قَالَ اللَّيْث يُقَال بِالْحَاء وَالْخَاء وَقد سبق. وَشهد نسْوَة عِنْد شُرَيْح أَن مولودا وَقع يتخلج. قَالَ شمر أَي يَتَحَرَّك وَمِنْه اخْتِلَاج الْعين. فِي الحَدِيث حَتَّى تَأتي نسَاء خلسا أَي سمرا. قَوْله حَتَّى تضطرب إليات نسَاء دوس عَلَى ذِي الخلصة وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 بَيت فِيهِ صنم لَهُم. وَكَاتب سلمَان عَلَى أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة خلاص وَهُوَ مَا أخلصته النَّار من الذَّهَب. فِي الحَدِيث لَا خلاط أَي لَا يخلطن رجل إبِله بِإِبِل غَيره ليمنع حق الله عز وجل مِنْهَا وَقَالَ أَبُو عبيد الْمَعْنى لَا يجمع بَين متفرق وَمَا كَانَ من خليطين أَي شَرِيكَيْنِ. فِي الحَدِيث جبن خَالع أَي يخلع الْقلب من شدته فِي الحَدِيث المختلعات المنافقات وَهن اللواتي يطلبن الْخلْع من غير رُتْبَة وَإِنَّمَا سمي الْفِرَاق خلعا لِأَن الله تَعَالَى قَالَ {هن لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ} فَإِذا خَالعهَا فقد خلع كل وَاحِد مِنْهُمَا لِبَاس صَاحبه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 وَكَانَ عُثْمَان إِذا أُتِي بِالرجلِ الَّذِي يخلع فِي الشَّرَاب جلده ثَمَانِينَ وَهُوَ الَّذِي يشرب اللَّيْل وَالنَّهَار. قَوْله يحمل هَذَا الْعلم من كل خلف عدوله أَي أَي من كل قرن. فِي الحَدِيث والحي خلوف أَي قد ذهب الرِّجَال وَبَقِي النِّسَاء. فِي الحَدِيث قَالَت الْيَهُود قد علمنَا أَن مُحَمَّدًا لم يتْرك أَهله خلوفا أَي لَا راعي لَهُنَّ وَلَا حامي. قَوْله لعَائِشَة لَوْلَا حَدَاثَة قَوْمك بالْكفْر لجعلت للكعبة خلفين فَإِن قُريْشًا استقصرت من بنائها. قَالَ هِشَام بن عُرْوَة الْخلف الْبَاب. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخلف الظّهْر كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَجْعَل لَهَا بَابَيْنِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 فِي الحَدِيث ثَلَاث آيَات خير من ثَلَاث خلفات الخلفة النَّاقة الْحَامِل وَجَمعهَا خلفات. قَوْله لخلوف فَم الصَّائِم الْخَاء مَضْمُومَة وَهُوَ تغيره بِالصَّوْمِ. وَسُئِلَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَن قبْلَة الصَّائِم فَقَالَ مَا أربك إِلَى خلوف فِيهَا وَيُقَال يَوْم الضُّحَى مخلفة للفم أَي مُغيرَة. قَالَ بَعضهم صليت عَلَى يسَار عمر فأخلفني فجعلني عَن يَمِينه. أَي ردني إِلَى خَلفه ثمَّ جعلني عَن يَمِينه. قَالَ رجل لأبي بكر أَنْت خَليفَة رَسُول الله قَالَ لَا أَنا الخالفة بعده أَرَادَ الْقَاعِد بعده. قَالَ ثَعْلَب الخالفة الَّذِي يستخلفه الرئيس عَلَى أَهله وَمَاله ثِقَة بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 وَلما أسلم سعيد بن زيد بن عمر وَقَالَ لَهُ بعض أَهله إِنِّي لأحسبك خالفة بني عدي أَي كثير الْخلاف لَهُم. قَالَ معَاذ من تحول من مخلاف إِلَى مخلاف فعشره وصدقته إِلَى مخلافه الأول. المخلاف لأهل الْيمن كالرستاق قَالَ اللَّيْث المخلاف بلغَة أهل الْيمن الْكفْر ومخاليفها كورها. وَمِنْه الحَدِيث من مخلاف خارف ويام وهما قبيلتان. قَالَ عمر لَو أطقت الْأَذَان مَعَ الخليفي يَعْنِي الْخلَافَة. قَوْله فلينفض فرَاشه فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خَلفه فِيهِ يَقُول لَعَلَّ هَامة دبت إِلَيْهِ. فِي حَدِيث جرير خير الْمرْعَى الْأَرَاك وَالسّلم إِذا أخلف كَانَ لجينا يُرِيد إِذا أخرج الخلفة وَهُوَ ورق يخرج بعد الْوَرق الأول واللجين الْوَرق المنفوض وَهُوَ الْخبط. وَمِنْه حَدِيث خُزَيْمَة وأخلف الخزامي أَي طلعت من أُصُوله خلفة الْمَطَر. فِي الحَدِيث هم شَرّ الْخلق والخليقة قَالَ النَّضر بن شُمَيْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 الْخلق النَّاس والخليقة الْبَهَائِم وَالدَّوَاب. قَالَت عَائِشَة كَانَ خلق رَسُول الله الْقُرْآن أَي يعْمل بِمَا فِيهِ. قَالَ عمر إِنَّمَا الْفَقِير الأخلق الْكسْب وَهُوَ الَّذِي لم يصب بِشَيْء من مَاله يُقَال للحبل الَّذِي لَا يُؤثر فِيهِ شَيْء أخلق. فِي الحَدِيث من تخلق للنَّاس بِمَا لَيْسَ فِيهِ أَي أظهر فِي خلقه خلاف نِيَّته. فِي الحَدِيث وَأما مُعَاوِيَة فَرجل أخلق من المَال أَي خلو مِنْهُ. فِي الحَدِيث واخلولق السَّحَاب أَي اجْتمع بعد تفرق فَصَارَ خليقا بالمطر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 فِي الحَدِيث تزوج رجل امْرَأَة خلقاء وَهِي مثل الرتقاء. فِي الحَدِيث أُتِي بفصيل مخلول أَي مهزول وَقيل هُوَ الَّذِي خل أَنفه لِئَلَّا ترْتَفع. فِي ذكر الدَّجَّال إِنَّه خَارج من خلة بَين الشَّام وَالْعراق الْخلَّة وَاحِدَة الْخلّ والخل الطَّرِيق من الرمل وَالْمعْنَى أَنه خَارج فِي خلة أَي فِي طَرِيق بَين هَاتين الْجِهَتَيْنِ. قَالَ الْأَزْهَرِي إِلَى سَبِيل بَينهمَا وَإِنَّمَا قيل خلة لِأَن هَذَا السَّبِيل خل مَا بَين البلدين أَي أَخذ مخيط مَا بَينهمَا يُقَال خطت خيطة أَي سرت سيرة. فِي الحَدِيث فَلَمَّا فقدناها اختللناها وَفِي لفظ اختللنا إِلَيْهَا أَي احتجنا إِلَيْهَا فطلبناها والخلة الْحَاجة. وَفِي الحَدِيث وَإِن أحدكُم لَا يدْرِي مَتى يخْتل إِلَيْهِ أَي يحْتَاج إِلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 فِي الحَدِيث أسلمت وَجْهي إِلَى الله وتخليت أَي تبرأت من الشّرك. قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا أدْركْت من الْجُمُعَة رَكْعَة فأخل وَجهك وَضم إِلَيْهَا أُخْرَى الْمَعْنى استتر بِإِنْسَان أَو بِشَيْء. قَالَ عمر فِي خلايا الْعَسَل الْعشْر الخلايا مَوَاضِع تعسل فِيهَا النَّحْل. قَوْله لَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ الْخَلِيل من تخَلّل الْمَوَدَّة الْقلب وتمكنها مِنْهُ وَالْمَقْصُود الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 من الحَدِيث أَن الْخلَّة تلْزم فضل مُرَاعَاة للخليل وَقيام بِحقِّهِ واشتغال الْقلب بأَمْره فَأخْبر صلى الله عليه وسلم أَنه لَيْسَ عِنْدِي فضل مَعَ خلة الْخَالِق لِلْخلقِ لاشتغال قلبِي بمحبته فَلَا أتخذه ميلًا إِلَى غَيره. قَالَت أم سَلمَة لست لَك بمخلية الْمِيم مَضْمُومَة وَاللَّام مَكْسُورَة وَالْمعْنَى لست بمنفردة للخلو بك. بَاب الْخَاء مَعَ الْمِيم فِي الحَدِيث إِن سَمُرَة بَاعَ خمرًا قَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا بَاعَ عصيرا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 مِمَّن يَتَّخِذهُ خمرًا وَيُسمى الْعصير خمرًا مجَازًا. فِي حَدِيث سهل بن حنيف انطلقنا نلتمس الْخمر وَهُوَ مَا يستر من شجر أَو بِنَاء. فِي الحَدِيث فابغني مَكَانا خمرًا أَي ساترا. فِي الحَدِيث أَو بَيت يخمره أَي يستره. فِي الحَدِيث دخلت عَلَيْهِ الْمَسْجِد وَالنَّاس أخمر مَا كَانُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 أَي أوفر يُقَال دخل فِي خمار النَّاس أَي فِي دهمائهم وَمن رَوَاهُ أجمر بِالْجِيم فَإِنَّهُ يُقَال تجمر الْقَوْم أَي تجمعُوا. وَفِي الحَدِيث خمر إناءك أَي غطه وَمِنْه خمار الْمَرْأَة. فِي الحَدِيث من استخمر قوما أَي استعبدهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يسْجد عَلَى الْخمْرَة قَالَ أَبُو عبيد الْخمْرَة شَيْء منسوج يعْمل من سعف النّخل ويرمل بالخيوط وَهُوَ صَغِير عَلَى قدر مَا يسْجد عَلَيْهِ الْمُصَلِّي أَو فويق ذَلِك فَإِن عظم حَتَّى يَكْفِي الرجل لجسده كُله فَهُوَ حَصِير وَلَيْسَ بخمرة. قَالَ معَاذ ائْتُونِي بخميس وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي طوله خمس أَذْرع وَقَالَ أَبُو عَمْرو إِنَّمَا سمي خميسا لِأَن أول من أَمر بِعَمَلِهِ ملك بِالْيمن يُقَال لَهُ الْخمس. لما وصل رَسُول الله إِلَى خَيْبَر قَالَت الْيَهُود مُحَمَّد وَالْخَمِيس يعنون الْجَيْش وَسمي خميسا لِأَنَّهُ مقسوم عَلَى خَمْسَة الْمُقدمَة والساقة والميمنة والميسرة وَالْقلب وَقيل سمي خميسا لِأَنَّهُ يُخَمّس الْغَنَائِم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 قَوْله جَاءَت مَسْأَلته خموشا أَي خدوشا فِي وَجهه. فِي الحَدِيث كَانَت بَيْننَا خماشات فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ ابْن شُمَيْل هِيَ مَا دون الدِّيَة مثل قطع يَد أَو رجل. فِي صفة رَسُول الله خمصان الأخمصين الأخمص من الْقدَم الَّذِي لَا يلصق بِالْأَرْضِ فِي الوطي من بَاطِنهَا. وَكَانَ ذَلِك الْموضع من رجله شَدِيد التَّجَافِي عَن الأَرْض وَسمي الأخمص أخمصا لضموره قَالَ ابْن الْأَعرَابِي إِذا كَانَ خمص الأخمص بِقدر لم ترْتَفع جدا وَلم يستو أَسْفَل الْقدَم جدا فَهُوَ أحسن مَا يكون فَإِذا اسْتَوَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 وارتفع جدا فَهُوَ ذمّ. فِي الحَدِيث خماص الْبُطُون وَهُوَ جمع الخميص الْبَطن وَهُوَ الضامر أخبر أَنهم أعفاء عَن أَمْوَال النَّاس. وَمِنْه تغدوا خماصا. وَصَلى رَسُول الله فِي خميصة لَهَا أَعْلَام قَالَ الْأَصْمَعِي الخمائص ثِيَاب خَز أَو صوف معلمة وَقَالَ غَيره الخميصة رِدَاء من صوف ذُو علمين وَلَا تسمى خميصة إِلَّا أَن تكون معلمة. قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام الخمائص ثِيَاب من خَز أَو صوف معلم وَهِي سود وَكَانَت من لِبَاس النَّاس والمساتق فراء طوال الأكمام والمروط أكسية من صوف أَو حَرِير يؤتزر بهَا والمطارف أردية خَز مربعة لَهَا أَعْلَام والقراقل قمص النِّسَاء. فِي الحَدِيث اذْكروا الله ذكرا خاملا أَي اخفضوا الصَّوْت بِذكرِهِ توقيرا لجلاله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 فِي الحَدِيث من خير النَّاس ذُو الْقلب المخموم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي نقي من الغل والغش يُقَال خممت الْبَيْت إِذا كنسته. قَالَ مَالك بن أنس عَلَى المساقي خم الْعين أَي كسحها وغدير خم مَوضِع. بَاب الْخَاء مَعَ النُّون نهَى عَن اختناث الأسقية وَهُوَ أَن تثنى أفواهها ثمَّ يشرب مِنْهَا وَذَلِكَ ينتنها ثمَّ لَا يُؤمن أَن يكون فِي السقاء هَامة. قَالَت عَائِشَة فانخنث فِي حجري أَي انْكَسَرَ وانثنى. فِي الحَدِيث لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل مَا خنز الطَّعَام يُقَال خنز يخنز وخزن يخزن إِذا أنتن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لرجل يَا خناز وَهِي الوزغة. فِي حَدِيث كَعْب فتخنس بهم النَّار أَي تجذبهم وتتأخر كَمَا تخنس النُّجُوم. فِي الحَدِيث وخنس إبهامه أَي قبضهَا. فِي الحَدِيث الشَّيْطَان يوسوس فَإِذا ذكر الله خنس أَي انقبض وَتَأَخر. فِي الحَدِيث فتخنس الجبارين فِي النَّار أَي تدخل بهم. وَكَانَ لجَابِر أَرض فخنست أَي لم يقبل الْأَبَّار وَلم يُؤثر فِيهَا التَّأْثِير الْكَامِل. قَوْله أخنع الْأَسْمَاء أَي أوضعها وأذلها والخانع الذَّلِيل الخاضع. فِي الحَدِيث تخرفت عَنَّا الخنف وَاحِدهَا خنيف وَهُوَ جنس من الْكَتَّان رَدِيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 قَالُوا لعَائِشَة هَل لَك فِي الْأَحْنَف قَالَت لَا وَلَكِن كونُوا عَلَى مخنته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي المخنة وسط الدَّار والفناء ومضيق الْوَادي وفوهة الطَّرِيق ودال أَنه قَالَ أبياتا فِي حق عَائِشَة. (فَلَو كَانَت الأكنان دُونك لم يجد ... عَلَيْك مقَالا ذوأذاة يَقُولهَا) . فِي الحَدِيث مَا كَانَ سعد ليخني بِابْنِهِ فِي شقة من تمر أَي ليسلمه ويخفر ذمَّته وَأَصله من الْخَنَا وَهُوَ الْفُحْش من قَوْلك أخنا عَلَيْهِ الدَّهْر أَي أهلكه. فِي الحَدِيث فَبَكَى حَتَّى خن الخنين صَوت من الْأنف يُقَال خنخن الرجل إِذا أخرج الْكَلَام من أَنفه وَمن أخرج صَوتا رَقِيقا فَهُوَ الرنين فَإِذا أخنا فَهُوَ الهنين وَهُوَ بِمَعْنى الأنين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 بَاب الْخَاء مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث تعوذ بِاللَّه من الخوبة وَفِي رِوَايَة أصَاب رَسُول الله خوبة أَي حَاجَة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال خَابَ يخوب خوبا إِذا افْتقر. وَفِي حَدِيث الْكَعْبَة فسمعنا خواتا من السَّمَاء يَعْنِي حفيف جنَاح الطير الضخم يُقَال خاتت الْعقَاب تخوت. قَوْله لَا يَبْقَى خوخة فِي الْمَسْجِد الخوخة مخترق بَين بَيْتَيْنِ أَو دارين تنصب عَلَيْهَا بَاب. قَالَ عمر لن تخور قوى مَا دَامَ صَاحبهَا ينزو أَي لن تضعف مَا دَامَ يقدر عَلَى أَن ينزو من ظهر دَابَّته. قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لَيْسَ أَخُو حَرْب من يضع خور الحشايا عَن يَمِينه وَعَن شِمَاله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 خور الحشايا يَعْنِي الوطاء مِنْهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تحشى حَشْوًا لَا تصلب مِنْهُ. فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ ديباج مخوص بِالذَّهَب أَي منسوج بِهِ كخوص النّخل. فِي الحَدِيث كَانَ يَتَخَوَّلنَا بِالْمَوْعِظَةِ أَي يتعهدنا والخائل المتعهد للشَّيْء وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء إِنَّمَا هُوَ يتحولنا بِالْحَاء وَالْمعْنَى يطْلب أحوالنا الَّتِي تنشط فِيهَا للموعظة. وَكَانَ إِذا رَأَى مخيلة وَهِي السحابة الْخَلِيفَة للمطر وأخالت السَّمَاء فَهِيَ مخيلة إِذا تغمت هَذَا بِضَم الْمِيم وَذَاكَ بِفَتْحِهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 وَقَالَ طَلْحَة لعمر إِنَّا لَا نخول عَلَيْك أَي لَا نتكبر والمخيلة الْخُيَلَاء. فِي الحَدِيث كَانَ إِذا سجد خوى أَي جافى بَطْنه عَن الأَرْض يُقَال خوى الْبَعِير إِذا تجافى عَن الأَرْض فِي بروكه. فِي الحَدِيث فَأخذ أَبَا جهل يَوْم بدر خوة فَلَا ينْطق أَي فَتْرَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 بَاب الْخَاء مَعَ الْيَاء قَوْله رَأَيْت الْجنَّة وَالنَّار فَلم أر مثل الْخَيْر وَالشَّر. قَالَ شمر أَرَادَ لم أر أعجب مِمَّن لَا يُمَيّز بَين الْخَيْر وَالشَّر فيطلب بِالْخَيرِ هَذِه ويهرب من الشَّرّ لأجل تِلْكَ. فِي الحَدِيث أعْطى جملا خيارا أَي مُخْتَارًا فِي حَدِيث أبي ذَر نافر أنيس فَخير أنيس أَي غلب. وَبَنَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام سجنا وَسَماهُ المخيس يُشبههُ بخيس الْأسد وَهُوَ مَكَانَهُ الَّذِي يلازمه. فِي الحَدِيث سَار عَلَى جمل قد خلسه أَي راضه. فِي الحَدِيث لَا أخيس بالعهد أَي لَا أنقضه. قَوْله أَدّوا الْخياط فِيهِ قَولَانِ الأول يَعْنِي الْخَيط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 وَالثَّانِي الإبرة. قَوْله يَا خيل الله ارْكَبِي أَرَادَ يَا ركاب الْخَيل. فِي الحَدِيث كَانَ إِبْلِيس عَلَى خيزران السَّفِينَة أَي عَلَى سكانها. قَوْله تنزل بخيف بني كنَانَة الْخيف مَا انحدر عَن الْجَبَل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 وَعلا عَن المسيل. فِي الحَدِيث ونستخيل الرهام أَي نظنها ماطرة. والرهام جمع رهمة وَهِي الْمَطَر اللين. فِي الحَدِيث من أحب أَن يستخيم لَهُ الرِّجَال أَي يقومُونَ عَلَى رَأسه. فِي صفة خَاتم النُّبُوَّة عَلَيْهِ خيلان وَهِي جمع خَال وَهِي نقط متغيرة عَن الْبيَاض. وَفِي ذكر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام كثير خيلان الْوَجْه. فِي الحَدِيث كَانَ الْحمى سِتَّة أَمْيَال فَصَارَ خيال بأمرة أمرة مَوضِع وَمَعْنى الخيال أَنهم كَانُوا ينصبون خشبا عَلَيْهَا ثِيَاب سود ليعلم أَنَّهَا حمى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 كتاب الدَّال بَاب الدَّال مَعَ الْألف فِي الحَدِيث إِن الْجنَّة مَحْظُور عَلَيْهَا بالدآليل أَي بالدواهي والشدائد الْوَاحِد دؤلول. بَاب الدَّال مَعَ الْبَاء قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة ديبوب وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا أَنه الَّذِي يدب بالنميمة بَين الْقَوْم قَالَه ابْن الْأَعرَابِي وَالثَّانِي أَن الَّذِي يجمع بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء سمي بذلك لِأَنَّهُ يدب بَينهم ويستخفي قَالَ ابْن قُتَيْبَة. وَنَهَى عَن الدُّبَّاء وَهِي الْقرعَة ينتبذ فِيهَا فيضرى. قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَيْت شعري أيتكن صَاحِبَة الْجمل الأديب ينبحها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 كلاب الحؤأب أَرَادَ الْأَدَب فأظهر التَّضْعِيف وَالْأَدب الْكثير الْوَبر. قَالَ ابْن عَبَّاس اتبعُوا دبة قُرَيْش وَلَا تفارقوا الْجَمَاعَة أَي طَريقَة قُرَيْش قَالَ ابْن الْأَعرَابِي دبة الرجل طَرِيقَته من خير أَو شَرّ بِالضَّمِّ. فَأَما الدبة بِفَتْح الدَّال فالموضع الْكثير الرمل يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ الشَّديد يُقَال وَقع فِي دبة الرمل. فِي الحَدِيث وَحملهَا عَلَى حمَار من هَذِه الدبابة أَي الضِّعَاف الَّتِي تدب وَلَا تسرع. وَكَانَ لإِبْرَاهِيم طيلسان مدبج وَهُوَ الَّذِي زين تطاريفه بالديباج. وَنَهَى أَن يدبج الرجل فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يُطَأْطِئ رَأسه فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 الرُّكُوع حَتَّى يكون أَخفض من ظَهره. وَقَالَ عمر كنت أَرْجُو أَن يعِيش رَسُول الله حَتَّى يدبرنا أَي حَتَّى نتقدمه ويخلفنا. قَوْله لَا تدابروا أَي تقاطعوا. فِي الحَدِيث رجل أَتَى الصَّلَاة دبارا أَي بَعْدَمَا يفوت الْوَقْت وَهُوَ جمع دبر. وَمثله لَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دبريا كَذَا قَالَه ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أَبُو عبيد والمحدثون يضمون الدَّال وَالْمعْنَى فِي آخر الْوَقْت. وَقَالَ أَبُو جهل لِابْنِ مَسْعُود لمن الدبرة أَي الظفر والنصرة والدولة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 وَيُقَال عَلَى من الدبرة أَي الْهَزِيمَة. وَقَالَ النَّجَاشِيّ مَا أحب أَن دبرا لي ذَهَبا وأنني آذيت رجلا من الْمُسلمين الدبر الْجَبَل. وَنَهَى أَن يُضحي بمدابرة قَالَ أَبُو عبيد المدابرة أَن يقطع من مُؤخر أذنها شَيْء ثمَّ يتْرك مُعَلّقا. فِي الحَدِيث أما سَمِعت من معَاذ يدبره عَن رَسُول الله قَالَ أَبُو عبيد يُقَال دبرت عَنهُ الحَدِيث أَي حدثت عَنهُ وَقَالَ ثَعْلَب إِنَّمَا هُوَ يذبره بِالذَّالِ أَي يتقنه. فِي الحَدِيث فَبعث الله الدبر وَهُوَ الزنبور. فِي حَدِيث خَيْبَر دله الله تَعَالَى عَلَى دبول كَانُوا يتروون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 فِيهَا فقطعها عَنْهُم حَتَّى أعْطوا بِأَيْدِيهِم أَي جداول يُقَال للجداول دبول وواحدها دبل. بَاب الدَّال مَعَ الثَّاء قَوْله وَابعث راعيها فِي الدثر يُقَال مَال دثر أَي كثير. وَمِنْه ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ. وَقَالَ الْحسن حادثوا هَذِه الْقُلُوب فَأَنَّهَا سريعة الدُّثُور فِي المُرَاد بالدثور قَولَانِ أَحدهمَا أَنه الدُّرُوس يُقَال دثر الْمنزل ودرس. وَالثَّانِي الصدى يَقُول دثر السَّيْف إِذا صدى قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب يدل عَلَيْهِ قَوْله حادثوا هَذِه الْقُلُوب أَي اجلوها واغسلوا عَنْهَا الدَّين. بَاب الدَّال مَعَ الْجِيم فِي الحَدِيث مَا تركت حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا أتيت قَالَ ابْن قُتَيْبَة داجة أَتبَاع وَأَرَادَ أَنِّي لم أدع شَيْئا من الْمعاصِي إِلَّا ركبته وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 ثَعْلَب إِنَّمَا هُوَ مَا تركت داجه وَلَا حَاجَة إِلَّا ركبتها بِالتَّخْفِيفِ فيهمَا. وبالجيمين فِي جاجة والداجة الْحَاجة الْكَبِيرَة والجاجة الْحَاجة الصَّغِيرَة قَالَ والجاجة خرزة صَغِيرَة لَا تَسَاوِي شَيْئا. وَرَوَى الْخطابِيّ أَن مُبشر بن عبيد قَالَ الْحَاجة القاصدون الْبَيْت والداجة إِذا رجعُوا وَقَالَ ابْن عمر وَقد رَأَى قوما فِي الْحَج لَهُم هَيْئَة أنكرها هَؤُلَاءِ الداج وَلَيْسوا بالحاج. قَالَ أَبُو عبيد الداج الَّذين يكونُونَ مَعَ الْحَاج مثل الْأَجْزَاء والخدم فَأَرَادَ ابْن عمر أَن هَؤُلَاءِ يَسِيرُونَ ويدجون وَلَا حج لَهُم. وَقَالَ ثَعْلَب هم الْحَاج والداج والناج فالحاج أهل النيات والداج الأتباع والناج المراوون. فِي الحَدِيث خرج وَهُوَ مدجج والمدجج المغطى بِالسِّلَاحِ. فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه أكل الدجر وَهُوَ اللوبيا. ذكره ابْن الْأَعرَابِي بِفَتْح الدَّال وَضمّهَا شمر. قَوْله وَمن فتْنَة الدَّجَّال قَالَ ثَعْلَب سمي دجالًا لتمويهه عَلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 النَّاس وتلبيسه يُقَال دجل إِذا موه وَلبس. قَالَت بَرِيرَة تدخل الدَّاجِن فتأكل الْعَجِين وَهِي الشَّاة لَا تَبْرَح من الْبَيْت. فِي الحَدِيث مُنْذُ دجا الْإِسْلَام أَي شاع وَغلب. بَاب الدَّال مَعَ الْحَاء كَانَ لأسامة بطن مندح أَي متسع. فِي الحَدِيث إِن الأَرْض دحت من تَحت الْكَعْبَة أَي دحيت. قَوْله مَا من يَوْم يكون الشَّيْطَان أَدْحَر من يَوْم عَرَفَة أَي أبعد وأذل وَفِي لفظ أدحق وَهُوَ قريب من الدَّحْر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 فِي الحَدِيث وَإِن دحسوا بِالشَّرِّ الدحس الْإِفْسَاد وَقيل دحس بِالشَّرِّ دسه من حَيْثُ لَا يعلم. وَمِنْه فدحس بِيَدِهِ أَي أدخلها بِقُوَّة وَيروَى بِالْخَاءِ. وَفِي حَدِيث عَطاء حق عَلَى النَّاس أَن يدحسوا الصُّفُوف أَي يملئوها وَيروَى بِالْخَاءِ وَكَذَلِكَ فدخس يَده. فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل فَجعل يدحض الأَرْض بعقبيه أَي يفحص بهَا وَكَانَ يُصَلِّي الظّهْر حِين تدحض الشَّمْس أَي تَزُول. وَلما رَوَى عبد الله بن عَمْرو بقتل عماد الفئة الباغية قَالَ لَهُ مُعَاوِيَة لَا يزَال مَا بَيْننَا بهنة تدحض بهَا فِي بولك أَي ترمي بهَا وَيروَى يدحص بالصَّاد أَي يفحص فِيهِ. فِي حَدِيث الصِّرَاط دحض أَي زلق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 فِي الحَدِيث عمد ثمَّ إِلَى دحيق قوم فأجرتموه أَي طريد قوم. وَسَأَلَ رجل أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ أَأدْخل معِين المبولة فِي الْبَيْت قَالَ نعم وَأدْخل بهَا فِي الْكسر وَيروَى وآدح أَي ضعها فِي زَاوِيَة وَالْكَسْر الشقة الَّتِي تلِي الأَرْض من الخباء. وَقَالَ عمر إِذا قَالَ الرجل للرجل لَا تدخل فقد آمنهُ وَالْمعْنَى لَا تهرب. فِي حَدِيث نِكَاح أهل الْجنَّة دحما دحما قَالَ اللَّيْث الدحم النِّكَاح وَقد دحمها إِذا دفع فِيهَا. فِي الحَدِيث وَفِيهِمْ رجل دحسمان وَفِي رِوَايَة دحمسان وَهُوَ الْأسود السمين. فِي الحَدِيث خلق الله آدم من دحنا قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ اسْم أَرض. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اللَّهُمَّ داحي المدحوات وتروى المدحيات يُرِيد يَا باسط الأَرْض والدحو الْبسط وَقيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 لموْضِع بيض النعام أدحي لِأَنَّهَا تدحوه بصدرها أَي توسعه وتبسطه. وَسُئِلَ ابْن الْمسيب عَن الدحو بِالْحِجَارَةِ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ يَعْنِي السَّبق بِالْحِجَارَةِ. وَقَالَ أَبُو رَافع كنت ألاعب الْحسن وَالْحُسَيْن بالمداحي وَهُوَ أَن يحفروا حُفْرَة ويدحوا بِتِلْكَ الْأَحْجَار فِي الحفرة. فِي حَدِيث الْبَيْت الْمَعْمُور يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف دحْيَة مَعَ كل دحْيَة سَبْعُونَ ألف ملك الدحية رَئِيس الْجند. بَاب الدَّال مَعَ الْخَاء فِي حَدِيث العائن تغسل دَاخِلَة إزَاره قَالَ أَبُو عبيد هِيَ طرفه الَّذِي يَلِي جَسَد المؤتزر وَقَالَ غَيره يغسل مَوضِع دَاخِلَة إزَاره من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 جسده وَحَكَى ابْن الْأَنْبَارِي أَن المُرَاد المذاكير. قَالَ الْحسن إِن من النِّفَاق اخْتِلَاف الْمدْخل والمخرج أَي سوء الطَّرِيقَة. فِي حَدِيث عمر من دخلة الرَّحِم أَي خَاصَّة الْقَرَابَة. فِي الحَدِيث فِي الدخل صَدَقَة وَهُوَ الجاورس. فِي الحَدِيث هدنة عَلَى دخن أَي عَلَى غير صفاء والدخن الدُّخان. فِي الحَدِيث أَنه ذكر فتْنَة وَقَالَ دخنها من تَحت قدمي رجل يَعْنِي إثارتها وتهيجها. فِي حَدِيث الدَّجَّال احْمَرَّتْ الدخ يَعْنِي الدُّخان قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الدُّخان والدخ والدخ والظل والنحاس. بَاب الدَّال مَعَ الدَّال قَوْله مَا أَنا من دَد وَهُوَ اللَّهْو واللعب وَالِد والددن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 وَاحِد وَلَا الا الدَّد مني وَفِي لفظ مَا أَنا من ددا وَلَا ددا مني. قَالَ أَبُو عبيد الدَّد اللَّهْو واللعب وَقَالَ ابْن السّكيت هُوَ الْبَاطِل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ دَد وددا وديد وديدان وددن كلهَا لُغَات صَحِيحَة. بَاب الدَّال مَعَ الرَّاء قَالَ ابْن السّكيت الدَّرْب بَاب السِّكَّة الواسعة والدرب كل مدْخل من مدَاخِل الرّوم درب من دربها والتدريب الصَّبْر فِي الْحَرْب. قَالَ أَبُو بكر الصّديق لَا تزالون تهزمون الرّوم فَإِذا صَارُوا إِلَى التدريب وقفت الْحَرْب أَرَادَ الصَّبْر. قَوْله ادرءوا الْحُدُود بِالشُّبُهَاتِ أَي ادفعوها. فِي الحَدِيث كَانَ لَا يدارئ أَي لَا يدْفع ذَا الْحق عَن حَقه وَلَا يشاغب وَلَا يُخَالف عَلَى صَاحبه قَالَ أَبُو عبيد المداراة هَا هُنَا مَهْمُوزَة من دارءت وَهِي المشاغبة والمخالفة وَأما المداراة فِي حسن الْخلق فَلَيْسَتْ مَهْمُوزَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 وَقَالَ الشّعبِيّ فِي المختلعة إِذا كَانَ الدرء من قبلهَا فَلَا بَأْس أَن يَأْخُذ مِنْهَا يَعْنِي النُّشُوز وَالْخلاف. فِي الحَدِيث أدرأ بك فِي نحورهم أَي أدفَع بك والدرء الدّفع. وَمِنْه أَن رَسُول الله صَلَّى فَجَاءَت بهمة فَمَا زَالَ يدارءها قَالَ الْخطابِيّ الْمَعْنى يدافعها من الدرء مَهْمُوز وَلَيْسَ من المداراة. فِي حَدِيث عمر أَنه دَرأ جُمُعَة من حَصى الْمَسْجِد وَألقَى عَلَيْهَا رِدَاءَهُ واستلقى أَي بسطها. فِي الحَدِيث السُّلْطَان ذُو تدرإ أَي ذُو هجوم لَا يتوقى من قَوْلك درأت الشَّيْء أَي دَفعته وزيدت التَّاء فِي أَوله كَمَا قَالُوا شَره ترَتّب أَي راتب دَائِم. وَقَالَ ذُو البجادين يُخَاطب نَاقَة رَسُول الله. (تعرضي مدارجا وسومي ... تعرض الجوزاء للنجوم) (هَذَا أَبُو الْقَاسِم فاستقيمي ... ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 المدارج الثنايا الغليظة واحدتها مدرجة وَيُقَال لَيْسَ بعشك فادرجي أَي امْضِي. قَالَ أَبُو أَيُّوب لبَعض الْمُنَافِقين أدراجك يَا مُنَافِق من مَسْجِد رَسُول الله أَي خُذ طريقك الَّذِي جِئْت مِنْهُ. وَيُقَال فلَان أحسن من دب ودرج فدب مَشَى ودرج مَاتَ. فِي حَدِيث السِّوَاك حَتَّى خشيت أَن يدردني أَي يذهب بأسناني ويخفيها والدرد سُقُوط الْأَسْنَان والدرادر مفارز الْأَسْنَان الْوَاحِد دردر. فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَينهمَا عرق يدره الْغَضَب أَي بَين حاجبيه عرق يمتلئ دَمًا إِذا غضب. وَقَالَ عمر أدروا لقحة الْمُسلمين أَي أجبوا خراجهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 قَالَ عَمْرو لمعاوية تركت أَمرك مثل فذلكة الْمدر. قَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ الْجَارِيَة إِذا فلك ثدياها ودر فيهمَا المَاء وَالْحَامِل إِذا در لَبنهَا مدر أَيْضا وَأَرَادَ كَانَ أَمرك سَاقِطا مسترخيا فأقمته حَتَّى صَار كَأَنَّهُ حلمة فِي ثدي قد أدر. قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا خطأ إِنَّمَا الْمدر الغزال وَيُقَال للمغزل نَفسهَا الدرارة وَقد أدرت الغزالة درارتها إِذا أدارتها لتستحكم قُوَّة مَا تغزله وَضرب فلكة الْمدر مثلا لاستحكام أمره بعد استرخاء وَذَلِكَ أَن الغزال يُبَالغ فِي إحكام فلكة مغزله لِئَلَّا تقلق إِذا أدَار الدرارة. قَوْله كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرِّي وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الدّرّ. وَمِنْه فِي صفة الدَّجَّال إِحْدَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهَا دري. فِي حَدِيث ذِي الثدية كَانَت يَده تدَرْدر أَي تترجرج فِي الحَدِيث لَا يحبس دركم يَعْنِي ذَوَات الدّرّ أَي أَنَّهَا لَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 تحْشر إِلَى الْمُصدق وَلَا تحبس عَن الْمرْعَى إِلَى أَن تَجْتَمِع الْمَاشِيَة ثمَّ تعد لما فِي ذَلِك من الضَّرَر. فِي الحَدِيث قدم قوم يدرقلون الدرقلة الرقص. وَمر عَلَى أَصْحَاب الدركلة قَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ لعبة للصبيان. وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان الدِّرْهَم يطعم الدرمق يَعْنِي الْخبز الْحوَاري. قَالَ الْأَزْهَرِي الدرمق لُغَة فِي الدَّرْمَك وَهُوَ الدَّقِيق الْحوَاري. وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي صفة تربة الْجنَّة ذرمكة أَي بَيْضَاء نقية. قَالَ والدرمك الَّذِي يدرمك حَتَّى يكون دقاقا من كل شَيْء كالدقيق والكحل. قَالَت عَائِشَة سترت عَلَى بَابي درنوكا الدرنوك مَا كَانَ لَهُ حمل من الستور كخمل المناديل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 فِي الحَدِيث فجَاء بسكين درهرهة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هِيَ المعوجة الرَّأْس الَّتِي تسمى المنجل. فِي الحَدِيث رَأس الْعقل مداراة النَّاس أَي ملاينتهم. فِي الحَدِيث وَفِي يَده مدرى وَهُوَ شَيْء محدد الطّرف وَيفرق بِهِ بَين الشّعْر المتلبد. فِي الحَدِيث وَإِذا سقط كَانَ درينا الدرين حطام الْمرْعَى إِذا قدم. بَاب الدَّال مَعَ السِّين قَالَ عمر أَخَاف أَن يُؤْخَذ البريء فيدسر أَي يدْفع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 وَقَالَ ابْن عَبَّاس العنبر شَيْء يدسره الْبَحْر أَي يَدْفَعهُ إِلَى الشاطئ. وَقَالَ سِنَان قَاتل الْحُسَيْن دسرته بِالرُّمْحِ دسرا أَي دَفعته بِهِ دفعا عنيفا لَا غفر الله لسنان. فِي الحَدِيث ألم أجعلك تربع وتدسع أَي تُعْطِي فتجزل. وَالْعرب تَقول للجواد هُوَ ضخم الدسيعة كَأَنَّهُ إِذا أعْطى دسع أَي دفع. فِي الحَدِيث من ابْتَغَى دسيعة ظلم أَي دفعا بظُلْم. وَفِي ذكر حمير أَنهم بنوا المصانع وَاتَّخذُوا الرسائع. وفيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا العطايا وَالثَّانِي الدساكر وَالثَّالِث الجفان. فِي الحَدِيث لَا يذكرُونَ الله إِلَّا دسما أَي قَلِيلا من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 التدسيم وَهُوَ سَواد يَجْعَل خلف أذن الصَّبِي كَيْلا تصيبه الْعين. وَقَالَ عُثْمَان فِي صبي تَأْخُذهُ الْعين دسموا نؤنته أَي سودوا ذل الْموضع مِنْهُ لأجل الْعين والنونة للنقرة الَّتِي فِي ذقنه. وَفِي الحَدِيث عَلَيْهِ عِمَامَة دسماء أَي سَوْدَاء. فِي الحَدِيث إِن للشَّيْطَان لعوقا ودساما الدسام مَا تشد بِهِ الْأذن وَيُقَال لما سددت بِهِ رَأس القارورة وَالْمعْنَى أَن تسد الْأذن فَلَا يعي موعظة. قَالَ الْحسن فِي الْمُسْتَحَاضَة وتدسم مَا تحتهَا أَي تسد فرجهَا وتحتشي. بَاب الدَّال مَعَ الشين فِي الحَدِيث فَجَاءَت بدشيسة قَالَ اللَّيْث وَهِي لُغَة فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 الجشيشة وَقد سبقت وَقَالَ الْأَزْهَرِي لَيست الدشيشة لُغَة لَكِنَّهَا لكنة من الرَّاوِي. بَاب الدَّال مَعَ الْعين قَوْله فَهَلا بكرا تداعبها الدعابة المزاح. وَفِي الحَدِيث وَكَانَ فِيهِ دعابة. فِي الحَدِيث إِنَّه ليدرك الْفَارِس فيدعثره أَي يهدمه ويطحطحه وَقد صَار رجلا يَعْنِي الْمُرْضع. فِي الحَدِيث أدعج الْعَينَيْنِ والدعج شدَّة سَواد الْعين فِي شدَّة الْبيَاض. فِي الحَدِيث فَأَيْنَ دعار طَيء الداعر قَاطع الطَّرِيق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 فِي الحَدِيث فَإِذا دنا الْعَدو وَكَانَت المداعسة بِالرِّمَاحِ حَتَّى تقصد يَعْنِي المطاعنة وتقصد تكسر. كَانَ النَّاس لَا يدعونَ عَن رَسُول الله أَي لَا يدْفَعُونَ عَنهُ. فِي الحَدِيث دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ قَوْلهم يَا لفُلَان. قَوْله للحالب دع دَاعِي اللَّبن أَي ابق قَلِيلا فِي الضَّرع فَهُوَ يَدْعُو مَا وَرَاءه. فِي الحَدِيث والدعوة فِي الْحَبَشَة يُرِيد الْأَذَان. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة كُنَّا مَعَ رَسُول الله فِي دَعْوَة قَالَ النَّضر الدعْوَة فِي الطَّعَام بِفَتْح الدَّال والدعوة بِكَسْرِهَا فِي النّسَب. فِي الحَدِيث من دعى إِلَى الْجمل الْأَحْمَر أَي من وجده. فِي ذكر الْأَطْفَال صغارهم دعاميص الْجنَّة. الدعاميص جمع دعموص وَهُوَ دويبة من دَوَاب المَاء صَغِيرَة. بَاب الدَّال مَعَ الْغَيْن قَوْله لَا تعذبن أَوْلَادكُنَّ بالدغر قَالَ أَبُو عبيد هُوَ غمز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 الْحلق وَذَلِكَ أَن الصَّبِي يهيج بِهِ وجع فِي الْحلق من الدَّم يُسمى الْعذرَة فَإِذا عولج مِنْهُ قيل عذر فَهُوَ مَعْذُور ودغرت الْمَرْأَة صبيها إِذا دفعت ذل الْموضع بإصبعها. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا قطع فِي الدغرة وَهِي الخلسة. فِي الحَدِيث فدغفقها دغفقة الدغفقة الصب الشَّديد وَفُلَان فِي عَيْش دغفق أَي وَاسع. قَوْله اتَّخذُوا دين الله دغلا أَي يخدعون النَّاس وأصل الدغل الشّجر الملتف يكمن فِيهِ المذنب. فِي الحَدِيث ضحى بكبش أدغم قَالَ الْخطابِيّ هُوَ الَّذِي اسودت أرنبته وَمَا تَحت حنكه والدغمة السوَاد. بَاب الدَّال مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث لنا من دفئهم وصرامهم أَي من إبلهم وغنمهم وسماها دفأ لِأَنَّهُ يتَّخذ من أصوافها مَا يستدفأ بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 فَأتي رَسُول الله بأسير يرعد فَقَالَ أدقوه فَقَتَلُوهُ فوداه. وَإِنَّمَا أَرَادَ ادفئوه مُؤَن الْبرد فَترك الْهَمْز لِأَنَّهُ لم يكن من لغته وَلَو أَرَادَ الْقَتْل لقَالَ دافوه يُقَال دافيت الْأَسير إِذا أجهزت عَلَيْهِ. وَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد من كَانَ مَعَه أَسِير فليدافه وَفِيه لُغَة أُخْرَى تَخْفيف الْفَاء وَفِيه لُغَة ثَالِثَة فليذافه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة يُقَال ذففت عَلَى الجريح تذفيفا إِذا أجهزت عَلَيْهِ. وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه داف أَبَا جهل وَفِي لفظ دفف عَلَيْهِ. وَكَذَلِكَ قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا تدفف عَلَى جريح. والدف الَّذِي يضْرب بِهِ فِيهِ لُغَتَانِ ضم الدَّال وَفتحهَا فِي صفة الدَّجَّال فِيهِ دفاء أَي انحناء. فِي الحَدِيث يَا دفار أَي يَا منتنه والدفر النتن فَأَما الذفر بِالذَّالِ فحدة الرّيح طيبَة كَانَت أَو مُنْتِنَة. وَقَول عمر وادفراه قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ وانتناه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي واذلاه. وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {يدعونَ إِلَى نَار جَهَنَّم} قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 دفرا فِي أقفيتهم أَي دفعا. قَالَ عمر دفت علينا دافة الدافة الْقَوْم يسترون جمَاعَة سترا لَيْسَ بالشديد. وَمِنْه فِي الْجنَّة نَجَائِب تدف بهم. فِي الحَدِيث استدف فلَان بجديدة أَي استأصل حلق شعره. فِي الحَدِيث كل مَا دف وَلَا تَأْكُل مَا صف يَعْنِي بِمَا دف مَا حرك جنَاحه فِي الطيران كالحمام وَمَا صف كالنسور والصقور. فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء دفاق الغزائل وَهُوَ الَّذِي يتدفق بالمطر والعزائل مقلوب الْغَزالِيّ. قَالَ الزبْرِقَان بن بدر أبْغض كنائني إِلَيّ الَّتِي تمشي الدفقى وتجلس الهبنقعة والدفقى الْإِسْرَاع والهبنقعة أَن تقعي وتضم فخذيها وتفتح رِجْلَيْهَا. فِي الحَدِيث الشَّمْس تظهر الدَّاء الدفين أَي المستقر الَّذِي قهرته الطبيعة فحرارة الشَّمْس تظهره. وَكَانَ شُرَيْح لَا يرد العَبْد من الإذفان وَهُوَ أَن يروغ عَن موَالِيه الْيَوْم واليومين وَلَا يغيب عَن الْمصر كَأَنَّهُ دفن نَفسه فِي أَبْيَات الْمصر. فِي الحَدِيث إِن أبْصر شَجَرَة دفواء وَهِي الْعَظِيمَة الظليلة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 بَاب الدَّال مَعَ الْقَاف قَوْله للنِّسَاء إنكن إِذا جعتن دقعتن قَالَ أَبُو عبيد الدقع الخضوع فِي طلب الْحَاجة مَأْخُوذ من الدقعاء وَهُوَ التُّرَاب. وَمِنْه لَا تحل الْمَسْأَلَة إِلَّا لذِي فقر مدقع أَي شَدِيد يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلَى الدقعاء. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الدقع سوء احْتِمَال الْفقر والخجل سوء احْتِمَال الْغِنَى. وَلما أَرَادَ عمر أَن يجلد قدامَة قَالَ ائْتُونِي بِسَوْط فَجَاءَهُ أسلم بِسَوْط دَقِيق صَغِير فَقَالَ أخذتك قرارة قَوْمك أَي عَادَة أهلك. قَالَ الْخطابِيّ أَي عَادَتهم فِي الملاق. وَكَانَ رَسُول الله لَا يجد من الدقل مَا يمْلَأ بَطْنه الدقل من النّخل الَّذِي يُقَال لَهُ الألوان وثمر الدقل رَدِيء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 فِي الحَدِيث يَنْثُرهُ نثر الدقل وَذَلِكَ أَن الدقل من الثَّمر لَا يكَاد يلصق بعضه بِبَعْض فَإِذا نثر يفرق سَرِيعا. بَاب الدَّال مَعَ الْكَاف كتب أَبُو مُوسَى إِلَى عمر إِنَّا وجدنَا بالعراق خيلا دكا يُقَال فرس أدك إِذا كَانَ عريض الظّهْر قَصِيرا وَهِي البراذين. وَوصف جرير أرضه فَقَالَ سهل ودكداك قَالَ ابْن قُتَيْبَة الدكداك من الرمل مَا التبد مِنْهُ بِالْأَرْضِ وَلم يرْتَفع ذَاك الِارْتفَاع أَرَادَ أَن الأَرْض ذَات حزونة. فِي الحَدِيث فتداك النَّاس عَلَيْهِ أَي ازدحموا. بَاب الدَّال مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث وَإِن الاندلاث من التَّكَلُّف وَهُوَ التَّقَدُّم بِلَا روية. وَالنِّسَاء يدلحن بِالْقربِ عَلَى ظهورهن فِي الْغَزْو أَي يسعين ويسقين الرِّجَال يُقَال دلج الْبَعِير إِذا تثاقل فِي مَشْيه من ثقل الْحمل. وَاشْتَرَى سلمَان وَأَبُو الدَّرْدَاء لَحْمًا فتدالحاه بَينهمَا عَلَى عود أَي حملاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 قَالَ ابْن الْمسيب لَو لم ينْه عمر عَن الْمُتْعَة لاتخذها النَّاس دولسيا أَي ذَرِيعَة إِلَى الزِّنَا والتدليس إخفاء الْعَيْب الْوَاو فِيهِ زَائِدَة. فِي الحَدِيث عَلَيْهِم الدلاص قَالَ شمر هِيَ الدروع اللينة وَقَالَ النَّضر هِيَ اللينة الملساء. وَكَانَ رَسُول الله يدلع لِسَانه لِلْحسنِ أَي يُخرجهُ. فِي الحَدِيث وليدلف إِلَيْهِ من كل بطن رجل أَي ليقبل إِلَيْهِ من الدليف وَهُوَ الْمَشْي الرويد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 قَوْله فتندلق أقتاب بَطْنه أَي فَتخرج والاندلاق خُرُوج الشَّيْء من مَكَانَهُ. فِي الحَدِيث وَمَعَهَا شَارف دلقاء أَي منكسرة الْأَسْنَان. فِي الحَدِيث فجَاء رجل أدلم الأدلم الطَّوِيل الْأسود. فِي الحَدِيث جِئْت وَقد أدلقني الْبَرْق أَي أخرجني. كتب عمر إِلَى خَالِد بَلغنِي أَنه أعد لَك دلوك عجن بِخَمْر الدلوك اسْم مَا يتدلك بِهِ. وَسُئِلَ الْحسن أيدالك الرجل أَهله أَي أيماطل وكل مماطل مدالك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 وَكَانَ أَصْحَاب رَسُول الله ينظرُونَ إِلَى دله الدل وَالْهَدْي والسمت كُله مَأْخُوذ من الْوَقار فِي الْهَيْئَة. وَمِنْه قَول سعد رَأَيْت امْرَأَة أعجبني دلها أَي حسن هيئتها. استسقى عمر بِالْعَبَّاسِ فَقَالَ وَقد دلونا بِهِ أَي توسلنا. فِي الحَدِيث وَلنَا دوال معلقَة الدوالي بسر مُعَلّق فَإِذا أرطب أكل. بَاب الدَّال مَعَ الْمِيم فِي الحَدِيث مَال إِلَى دمث من الأَرْض فَبَال الدمث الأَرْض السهلة. وَفِي صفته كَانَ دمثا أَي لطيفا لَيْسَ بالجافي. وَقَالَ من كذب عَلّي فَإِنَّهُ يدمث مَجْلِسه من النَّار أَي يوطئ. فِي الحَدِيث من شقّ عَصا الْمُسلمين وهم فِي إِسْلَام دامج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 أَي مُجْتَمع. فِي الحَدِيث من نظر فِي صير بَاب فقد دمر أَي دخل. فِي صفة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَأَنَّمَا خرج من ديماس وَهُوَ الْكن كَأَنَّهُ لم ير شمسا لنضارته وَقيل الديماس الْحمام. فِي الشجاج الدامغة وَهِي الَّتِي يسيل مِنْهَا دم يُقَال ثرى دامع أَي ند وَفِي صفة عَلّي رَسُول الله دامغ جيشات الأباطيل أَي مهلك لَهَا. فِي الحَدِيث إِن النَّاس قد دمقوا فِي الْخمر أَي دخلُوا فِي ذَلِك وانبسطوا. فِي الحَدِيث كَانَ بِنَاء الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة مدماك حِجَارَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 ومدماك عيدَان. المدماك السَّاق وكل صف يُسَمِّيه أهل الْحجاز مدماكا. وَكَانَ سعد يدمل أرضه بالعرة أَي يصلحها ويعالجها بالسرقين والدمال السرقين وَنَحْوه. وَيُقَال اندمل الْجرْح إِذا تماثل وَصلح. فِي ذكر ثَمُود رماهم الله بالدمالق وَهِي الْحِجَارَة. قَالَ النَّخعِيّ لَا بَأْس بِالصَّلَاةِ فِي دمة الْغنم وَهُوَ مربضها كَأَنَّهُ دم بالبول والبعر أَي ألبس وَقيل أَرَادَ دمنة فَحذف النُّون وشدد الْمِيم. وَمن هَذَا قَول رَسُول الله إيَّاكُمْ وخضراء الدمن قيل وَمَا ذَاك قَالَ الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي منبت السوء قَالَ أَبُو عبيد نرَاهُ أَرَادَ فَسَاد النّسَب إِذا خيف أَن يكون لغير رشده وَإِنَّمَا جعلهَا خضراء الدمن ليشبهها بالبقلة الناضرة فِي ذمَّته الْبَقر وأصل الدمن مَا تدمنه الْإِبِل وَالْغنم من أبعارها وَأَبْوَالهَا. قَوْله مدمن الْخمر كعابد الوثن أَي الَّذِي يلازم شربهَا. فِي الحَدِيث أصَاب الثَّمر الدمَان وَهُوَ أَن تَنْشَق النَّخْلَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 عَن عفن وَسَوَاد. فِي الحَدِيث عَن سعد أَنه رَمَى بِسَهْم مدمي ثَلَاث مَرَّات فَقتل بِهِ رجلا من الْكفَّار قَالَ شمر المدمي الَّذِي يرميه الرجل لِلْعَدو وَلم يرميه الْعَدو بذلك السهْم بِعَيْنِه وَكَأَنَّهُ دمي بِالدَّمِ حِين وَقع بالمرمى يُقَال سهم مدمي إِذا احمر بِالدَّمِ. فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَأَن عُنُقه جيد دمية وَهِي الصُّورَة المصورة. بَاب الدَّال مَعَ النُّون قَالَ رجل لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا أحسن دندنتك وَلَا دندنة معَاذ. الدندنة أَن يتَكَلَّم الْإِنْسَان بالْكلَام تسمع نغمته وَلَا يفهم كَلَام وَكَذَلِكَ الهيمنة والهتملة والدندنة أصوات الزنابير. فِي الحَدِيث إِذا أكلْتُم فدنوا أَي كلوا مِمَّا بَين أَيْدِيكُم. بَاب الدَّال مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث فأدخلتها الدولج يَعْنِي المخدع وَيُقَال فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 التولج وَهُوَ من الولوج. فِي بعض أَلْفَاظ الحَدِيث كم من غدق دواح لأبي الدحداح وَهُوَ الْعَظِيم الشَّديد السموق وكل شَجَرَة عَظِيمَة دوحة. فِي حَدِيث أداخ الْعَرَب أَي أذلّهم. قَوْله أَلا أخْبركُم بِخَير دور الْأَنْصَار يَعْنِي الْقَبَائِل. وَمِنْه فِي حَدِيث آخر فَمَا بقيت دَار إِلَّا بني فِيهَا مَسْجِد. قَوْله إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ أَي دَار. قَوْله مثل الجليس الصَّالح مثل الدَّارِيّ وَهُوَ الْعَطَّار نسب إِلَى دارين وَهُوَ مَوضِع فِي الْبَحْر يُؤْتَى مِنْهُ بالطيب. فِي حَدِيث أم زرع ودائس ومنق وَهُوَ الَّذِي يدوس الطَّعَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 قَوْله فَبَاتَ النَّاس يدوكون أَي يَخُوضُونَ فِيمَن تدفع إِلَيْهِ الرَّايَة. قَالَت عَائِشَة كَانَ عمل رَسُول الله دِيمَة الديمة الْمَطَر الدَّائِم فِي سُكُون شبهت دوَام عمله مَعَ الِاقْتِصَار بالديمة. وَمِنْه قَول حُذَيْفَة فِي الْفِتْنَة إِنَّهَا لآتيتكم ديما ديما يَعْنِي أَنَّهَا تملأ الأَرْض فِي دوَام. وَنَهَى أَن يبال فِي المَاء الدَّائِم يَعْنِي السَّاكِن الراكد. قَالَت عَائِشَة للْيَهُود عَلَيْكُم السام الدام أَي الْمَوْت الدَّائِم. فِي الحَدِيث رَأَيْت رَسُول الله فِي ظلّ دومة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الدوم ضخام الشّجر مَا كَانَ وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ شجر يشبه النّخل بثمر الْمقل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 ودومة الجندل مَوضِع قَالَ ابْن دُرَيْد وَأَصْحَاب الحَدِيث يضمون الدَّال وَهُوَ خطأ وَأَجَازَ غَيره الضَّم وَقَالَ قوم دوماء بِالْمدِّ وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير يَعْنِي فِي غَائِط من الأَرْض خَمْسَة فراسخ وَسميت دومة الجندل لِأَن حصنها مَبْنِيّ بالجندل. فِي حَدِيث أم زرع كل دَالَّة دَاء أَي كل عيب فَهُوَ فِيهِ فَجعلت الْعَيْب دَاء. وَمِنْه قَول رَسُول الله وَأي دَاء أَدّوا من الْبُخْل وَفِي عَهده الرَّقِيق لَا دَاء وَهُوَ الْعَيْب الْبَاطِن الَّذِي لم يطلع عَلَيْهِ المُشْتَرِي. وَفِي خطْبَة الْحجَّاج أروع خراج من الداوي أَي من الفلوات الْوَاحِدَة داوية ودوية أَرَادَ صَاحب أسفار. فِي الحَدِيث سَمِعت دوِي الْقُرْآن الدوي صَوت كَائِن يَدُور وَلَا يكَاد لبعدنا يفهم. بَاب الدَّال مَعَ الْهَاء فِي حَدِيث سطيح فَإِن ذَا الدَّهْر أطوار دهارير. قَالَ الْأَزْهَرِي الدهارير جمع الدهور وَأَرَادَ أَن الدَّهْر ذُو خالين من بؤس ونعمى. وَقَالَ أَبُو طَالب لَوْلَا أَن يُقَال دهره الْجزع يُقَال دهر فلَانا أَمر إِذا أَصَابَهُ مَكْرُوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 فِي الحَدِيث قَالَت عَجُوز دهرية أَي قد مَضَى عَلَيْهَا الدَّهْر. فِي الحَدِيث فَنزل دهاسا من الأَرْض الدهاس كل لين لَيْسَ بِتُرَاب وَلَا طين وَلَا يبلغ أَن يكون رملا. وَلما نزل قَوْله تَعَالَى {عَلَيْهَا تِسْعَة عشر} قَالَ أَبُو جهل أما تَسْتَطِيعُونَ يَا معشر قُرَيْش وَأَنْتُم الدهم أَن يغلب كل عشرَة مِنْكُم وَاحِدًا مِنْهُم. الْمَعْنى وَأَنْتُم الْعدَد الْكَبِير. فِي الحَدِيث من أَرَادَ أهل الْمَدِينَة بدهم أَي بغائلة. وَقَالَ حُذَيْفَة أتتك الدهيماء يَعْنِي السَّوْدَاء الْمظْلمَة من الْفِتَن وَقيل أَرَادَ بالدهيماء الداهمة يذهب بِهِ إِلَى الدهم وَهُوَ اسْم نَاقَة غزا عَلَيْهَا سَبْعَة أخوة فَقتلُوا فحملوا عَلَيْهَا حَتَّى رجعت بهم فَصَارَت مثلا فِي كل داهية. فِي الحَدِيث لَو شِئْت أَن يدهمق لي لفَعَلت أَي يلين لي الطَّعَام. فِي حَدِيث الْوَفْد قد نشف المدهن وَهُوَ نقرة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا الْمَطَر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 وَمِنْه كَأَن وَجهه مدهنة وَهِي مَوضِع مُجْتَمع المَاء فِي النقرة فَإِنَّهُ يصفو والمدهن أَيْضا مَا جعل فِيهِ الدّهن وَكَانَ شَيخنَا ابْن نَاصِر يَقُول مذهبَة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة يُشِير إِلَى لون الذَّهَب. فِي الحَدِيث فيتدهده الْحجر أَي يتدحرج قَالَ أَبُو عبيد يُقَال تدهدى الْحجر وَغَيره تدهديا ودهديته أَنا أدهديه دهداة ودهداء قَالَ وَيُقَال تدهدأ تدهدأ ودهدأته أدهدئه دهدأة بِالْقصرِ. وَمِنْه لما يدهده الْجعل خير من الَّذين مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّة. بَاب الدَّال مَعَ الْيَاء فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وديث بالصغار أَي ذلل وبعير مديث إِذا ذلل بالرياضة. فِي الحَدِيث تحرم الْجنَّة عَلَى الديوث وَهُوَ الَّذِي لَا يغار عَلَى أَهله والتديث القيادة. فِي الحَدِيث كَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام دياث هَذَا الْأمة أَي حاكمها. قَوْله الْكيس من دَان نَفسه أَي أذلها وَقيل حَاسَبَهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 كتاب الذَّال بَاب الذَّال مَعَ الْألف لما نهَى عَن ضرب النِّسَاء ذئر النِّسَاء عَلَى أَزوَاجهنَّ أَي نفرن واجترأن وَيروَى ذرب النِّسَاء أَي انبطن بالْكلَام. قَالَ حُذَيْفَة لجندب كَيفَ بك إِذا أَتَاك من النَّاس مثل الوتد أَو الذؤنون يَقُول اتبعني وَلَا أتبعك. الذؤنون نبت طَوِيل ضَعِيف لَهُ رَأس مدور فشبهه بِهِ لصغره وحداثة سنه. فِي الحَدِيث لَيْسُوا بالمذاييع وهم الَّذين يشيعون الْفَوَاحِش وَفِي لفظ لَيْسُوا بالمساييح وهم الَّذِي يَمْشُونَ بِالشَّرِّ والنميمة. بَاب الذَّال مَعَ الْبَاء فِي حَدِيث عَكَّاف تزوج وَإِلَّا فَأَنت من الْمُذَبْذَبِينَ أَي المطرودين وَأَصله من الذب وَهُوَ الطَّرْد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 قَالَ جَابر كَانَ لبردتي ذباذب يَعْنِي الْأَهْدَاب. فِي الحَدِيث رَأَى رجلا طَوِيل الشّعْر فَقَالَ ذُبَاب ذُبَاب قَالَ ثَعْلَب الذُّبَاب الشؤم وَالشَّر. فِي الحَدِيث وَنظر إِلَى ذُبَاب السَّيْف وَهُوَ طرفه الَّذِي يضْرب بِهِ. وَنَهَى رَسُول الله عَن ذَبَائِح الْجِنّ وَذَلِكَ أَن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا إِذا اشْتَروا دَارا أَو اسْتخْرجُوا عينا ذَبَحُوا لَهَا ذَبِيحَة لِئَلَّا يصيبهم أَذَى من الْجِنّ فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك. وكوى رَسُول الله أسعد بن زُرَارَة فِي خلعة من الذبْحَة وَهِي وجع فِي الْحلق من كَثْرَة الدَّم. فِي الحَدِيث أهل الْجنَّة خَمْسَة مِنْهُم الَّذِي لَا ذبر لَهُ أَي لَا لِسَان لَهُ يتَكَلَّم بِهِ من ضعفه من قَوْلك ذبرت الْكتاب أَي قرأته ذبرا وذبارة وَمِنْه الْخَبَر كَانَ معَاذ يذبره عَن رَسُول الله أَي يتقنه وَيروَى لَا زبر لَهُ أَي لَيْسَ لَهُ رَأْي يرجع إِلَيْهِ. بَاب الذَّال مَعَ الرَّاء قَالَ عمر لَا أظنكم آل الْمُغيرَة ذَرأ النَّار أَي خلق النَّار وَمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 رَوَى ذرو بِلَا همز أَرَادَ يذرون فِيهَا ذَروا. من الحَدِيث بَلغنِي ذَرأ أَي طرف من الْخَبَر. وشكى رجل زَوجته فَقَالَ إِلَيْك أشكوا ذربة من الذرب. كنى بالذربة عَن فَسَاد امْرَأَته وَأَصله من ذرب الْمعدة وَهُوَ فَسَادهَا. وَفِي الحَدِيث أَبْوَال الْإِبِل سقاء من الذرب. وَمثله قَول حُذَيْفَة إِنِّي ذرب اللِّسَان عَلَى أَهلِي. فِي الحَدِيث ذرب النِّسَاء عَلَى أَزوَاجهنَّ أَي انبسطن بالْكلَام. فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله أَذْرع ذِرَاعَيْهِ من أَسْفَل الْجُبَّة أَي أخرجهَا. وَكَانَ ذريع الْمَشْي أَي سريع الْمَشْي وَاسع الخطو وَمَوْت ذريع سريع ماش. فِي الحَدِيث خيركن أذرعكن للمغزل أَي أحكمكن يدا بهَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 فِي الحَدِيث كَانُوا بمذارع الْيمن وَهِي قرَى بَين الرِّيف وَالْبر وَسميت مذارع لِأَنَّهَا أَطْرَاف ونواحي. فِي الحَدِيث فَكسر ذَلِك فِي ذرعي أَي ثبطني عَمَّا أردته قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام قد ذرفت عَلَى الْخمسين أَي زِدْت عَلَيْهَا. وَكَانَ عَلّي يذروا الرِّوَايَة ذرو الرّيح أَي يستردها. فِي الحَدِيث عَلَى ذرْوَة كل بعير شَيْطَان أَي عَلَى سنامه. قَالَت عَائِشَة طيبته بذريرة وَهُوَ نوع من الطّيب. قَالَ الْحسن ترَى أحدهم ينفض مذرويه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المذرى طرف الإلية وَقَالَ أَبُو عبيد المذروان فرعا الإلية وَقَالَ أَبُو عبيد المذروان فرعا الإليتين قَالَ الْأَزْهَرِي وَقَالَ غَيره لَيْسَ لَهما وَاحِد لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَهَا وَاحِد لقيل التَّثْنِيَة مدريان بِالْيَاءِ لَا بِالْوَاو. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أَرَادَ يضْرب عطفيه والمذروان الجانبان من كل شَيْء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 قَالَ الْأَزْهَرِي وَأَرَادَ الْحسن بهما فرعي الْمَنْكِبَيْنِ. فِي الحَدِيث يُرِيد أَن يذرى أَي يرفع مِنْهُ. قَالَ عمر حجُّوا بالذرية قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي النِّسَاء وَتَمام الحَدِيث وَلَا تذروا أرباقها فِي أعناقها أَي مَا قلدت من وجوب الْحَج. قَالَ وَيدل عَلَيْهِ أَن رَسُول الله رَأَى امْرَأَة مقتولة فَقَالَ لرجل الْحق خَالِدا وَقل لَهُ لَا يقتلن ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا. بَاب الذَّال مَعَ الْعين فِي الحَدِيث عرض لي شَيْطَان فأمكنني الله مِنْهُ فذعته أَي خنقته. قَالَ عمر لَا تذعروا علينا أَي لَا تنفرُوا إبلنا. بَاب الذَّال مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث مسح ذفراه الذفرى من الْبَعِير مُؤخر رَأسه. فِي حَدِيث موت ذفيف وَهُوَ المجهز الْقَاتِل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 وَصَلى أنس صَلَاة ذفيفة أَي خَفِيفَة. بَاب الذَّال مَعَ الْقَاف قَالَت عَائِشَة توفّي رَسُول الله بَين حاقنتي وذاقنتي. قَالَ أَبُو عبيد الذاقنة طرف الْحُلْقُوم قَوَّال الْخطابِيّ الذاقنة مَا يَنَالهُ الذقن من الصَّدْر. وَعُوتِبَ عمر فِي شَيْء فذقن بِسَوْطِهِ يستمع أَي وَضعه تَحت الذقن. بَاب الذَّال مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث الْقُرْآن ذكر فذكروه أَي خَلِيل خطير فأجلوه. قَالَ النَّخعِيّ كَانُوا يكرمون الْمُؤَنَّث من الطّيب وَلَا يرَوْنَ بذكورته بَأْسا قَالَ شمر أَرَادَ بالمؤنث طيب النِّسَاء مثل الحلوق والزعفران وذكورة الطّيب وذكارته مَا لَا يلون كالمسك والغالية والكافور وَالْعود. فِي الحَدِيث إِن عليا يذكر فَاطِمَة أَي يخطبها. فِي الحَدِيث لقد أذكرت بِهِ أَي جَاءَت بِهِ ذكرا جلدا. وَقَالَ الباقر ذَكَاة الأَرْض تلبسها أَي طَهَارَتهَا من النَّجَاسَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 فِي الحَدِيث أحرقني ذكاء النَّار اشتعالها. بَاب الذَّال مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث ذلف الآنف وَهِي الَّتِي فِيهَا قصر. وَمِنْه أَن غنت الذلفاء. فِي حَدِيث مَاعِز فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة أَي بلغت مِنْهُ الْجهد حَتَّى قلق. وَكَانَت عَائِشَة تَصُوم فِي السّفر حَتَّى أذلقها الصَّوْم أَي أذابها. وَقَالَ أَيُّوب أذلقني الْبلَاء فتكلمت أَي جهدني قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَى الإذلاق أَن يبلغ مِنْهُ الْجهد فيقلق ويتضور. فِي الحَدِيث جَاءَت الرَّحِم فتكلمت بِلِسَان ذلق أَي فصيح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 فِي الحَدِيث عَلَى حد سِنَان مذلق أَي محدد. فِي الحَدِيث رب عذق مذلل لأبي الدحداح. قَالَ الْأَزْهَرِي تذليل العذوق أَنَّهَا إِذا أخرجت من كوافيرها الَّتِي تغطيها عِنْد انشقاقها عَنْهَا تعمد الآبر فييسرها ويذللها خَارِجَة من بَين ظهراني الْجَرِير والسلاء فيسهل مطاها وَمِنْه يتركون الْمَدِينَة مذللة أَي مذللة القطوف. قَالَ ابْن مَسْعُود مَا من شَيْء من كتاب الله إِلَّا وَقد جَاءَ عَلَى أذلاله أَي عَلَى وَجهه. قَالَت فَاطِمَة مَا هُوَ إِلَّا أَن سَمِعت قَائِلا يَقُول مَاتَ رَسُول الله فأذلويت حَتَّى رَأَيْت وَجهه أَي أسرعت يُقَال اذلولى الرجل إِذا أسْرع. بَاب الذَّال مَعَ الْمِيم قَالَ ابْن مَسْعُود فَوضعت رجْلي عَلَى مذمر أبي جهل قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْكَاهِل والعنق وَمَا حوله إِلَى الذفري وَهِي مُؤخر الرَّأْس. فِي الحَدِيث فجَاء عمر ذامرا أَي متهددا. قَوْله وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم قَالَ أَبُو عبيد الذِّمَّة الْأمان هَاهُنَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 وَمِنْه قَول سلمَان ذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة. وَقَالَ رجل مَا يذهب عني مذمة الرَّضَاع وَيُقَال بِكَسْر الذَّال وَفتحهَا قَالَ يُونُس يَقُولُونَ أخذتني مِنْهُ مذمة ومذمة وَيُقَال أذهب عَنْك مذمة الرَّضَاع ومذمة الرَّضَاع شَيْء تعطيه للظئر وَهِي الذمام الَّذِي لزمك بإرضاعها. وَقَالَ أَبُو زيد المذمة بِالْكَسْرِ من الذمام وبالفتح من الذَّم. فِي الحَدِيث من خلال المكارم التذمم للصاحب وَهُوَ أَن يحفظ ذمَامَة ويطرح عَن نَفسه ذمّ النَّاس إِن لم يحفظ ذَلِك. فِي حَدِيث زَمْزَم لَا تذم فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا لَا تعاب وَالثَّانِي لَا تلقي مذمومة يُقَال أذممته إِذا وجدته مذموما وَالثَّالِث لَا يُوجد مَاؤُهَا قَلِيلا من قَوْلك بِئْر ذمَّة إِذا كَانَت قَليلَة المَاء. فِي الحَدِيث أَن الْحُوت قاء ذما أَي مذموما شبه الْهَالِك. فِي الحَدِيث أذمت بالركب أَي انْقَطع سَيرهَا. بَاب الذَّال مَعَ النُّون فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه ذكر فتْنَة فَقَالَ يضْرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 يعسوب الدَّين بِذَنبِهِ أَي يضْرب فِي الأَرْض مسرعا بأتباعه وَلَا يعرج عَلَى الْفِتْنَة والأذناب الأتباع. فِي الحَدِيث لَا يمْنَع ذَنْب تلعة وأذناب السوائل أسافل الأودية. وَكَانَ ابْن الْمسيب لَا يرَى بالتذنوب أَن يفتضح نَاسا التذنوب الْبُسْر الَّذِي بدا فِيهِ الإرطاب من قبل ذَنبه. بَاب الذَّال مَعَ الْوَاو كَانَ ابْن الْحَنَفِيَّة يذوب أمه أَي يضفر ذوائبها. قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خمس ذود صَدَقَة قَالَ اللَّيْث الذود لَا يكون إِلَّا إِنَاثًا وَهُوَ القطيع من الْإِبِل مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر وَقَالَ شمر مَا بَين الثِّنْتَيْنِ إِلَى التسع وَقَالَ ابْن شُمَيْل الذود ثَلَاث أَبْعِرَة إِلَى خَمْسَة عشر قَالَ أَبُو عبيد الذود مَا بَين الْخمس إِلَى التسع فِي الْإِنَاث دون الذُّكُور. فِي الحَدِيث لَو مَنَعُونِي جديا أذوط الأذوط النَّاقِص الذقن. فِي الحَدِيث لم يكن يذم ذواقا أَي شَيْئا مِمَّا يذاق. وَكَانَ أَصْحَابه لَا يتفرقون إِلَّا عَن ذواق أصل الذواق الْمطعم وَلكنه ضربه مثلا لما ينالون عِنْده من الْخَيْر وَالْعلم وَسَماهُ ذواقا لِأَنَّهُ يحفظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 الْأَرْوَاح كَمَا يحفظ الطَّعَام والأجسام. فِي الحَدِيث لَا يحب الذواقين والذواقات يَعْنِي السريعي النِّكَاح السريعي الطَّلَاق. بَاب الذَّال مَعَ الْهَاء فِي الحَدِيث أذاهب من بر وأذاهب من شعير. قَالَ أَبُو عبيد الأذاهب وَاحِدهَا ذهب وَهُوَ مكيال لأهل الْيمن وَجمعه أذهاب ثمَّ تجمع الأذهاب أذاهب جمع الْجمع. وَكَانَ إِذا أَرَادَ الْغَائِط أبعد فِي الْمَذْهَب قَالَ أَبُو عبيد يُقَال لموْضِع الْغَائِط الْخَلَاء وَالْمذهب والمرحاض قَالَ الْأَزْهَرِي عوام أهل بَغْدَاد يَقُولُونَ للموسوس بِهِ الْمَذْهَب وَالصَّوَاب الْمَذْهَب بِضَم الْمِيم وَكسر الْهَاء. قَالَ اللَّيْث هُوَ سم شَيْطَان. بَاب الذَّال مَعَ الْيَاء كَانَ الْأَشْعَث ذَا ذيخ الذيخ الْكبر. فِي الحَدِيث وَينظر الْخَلِيل إِلَى أَبِيه فَإِذا ذيخ الذيخ ذكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 الضباع وَفِي ذكر السّنة وَتركت الذيخ محرنجما أَي منقبضا كالحا من الْجُوع. فِي الحَدِيث أذال النَّاس الْخَيل أَي أهانوها واستخفوا بهَا وَكَانَ مُصعب يذيل يمنة يمنة الْيمن أَي يُطِيل ذيلها. فِي الحَدِيث عَادَتْ محامده ذاما. الذام والذيم الْعَيْب. فِي صفة الْمهْدي قرشي يماني لَيْسَ من ذِي وَلَا ذُو أَي لَيْسَ نسبه نسب الأذواء وهم مُلُوك حمير كذي زعير وَذي يزن وَقَوله قرشي يماني أَي قرشي النّسَب يماني المنشأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 كتاب الرَّاء بَاب الرَّاء مَعَ الْألف فِي الحَدِيث انْظُرُوا يَوْمًا راحيا أَي كثير الرّيح. قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل نفسا معاهدة لم يرح رَائِحَة الْجنَّة اخْتلف اللغويون فِي رِوَايَة هَذَا الْحَرْف عَلَى ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا يرح بِفَتْح الْيَاء وَكسر الرَّاء من رحت الشَّيْء فَأَنا أريحه إِذا وجدت رِيحه. وَالثَّانِي يرح بِضَم الْيَاء وَكسر الرَّاء من أرحت الشَّيْء فَأَنا أريحه. وَالثَّالِث يرح بِفَتْح الْيَاء وَالرَّاء وَكله من الرّيح. وَكَانَ رَسُول الله يُصِيب من الرؤوس وَهُوَ صَائِم هَذَا كِنَايَة عَن الْقبْلَة. فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد وَلَا تملأ رئتي جَنْبي الرئة السحر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 يَقُول لست بجبان ينتفخ سحره فَيمْلَأ جنبه. فِي الحَدِيث أَنا بَرِيء من مُسلم نزل مَعَ مُشْرك لَا ترَاءَى ناراهما فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَن الْمَعْنى لَا ينزل الْمُسلم بالموضع الَّذِي ترَى ناره نَار الْمُشرك إِذا أوقدوا وَالْمَقْصُود الْبعد عَن جوَار الْمُشْركين. وَالثَّانِي أَن المُرَاد نَار الْحَرْب فَنَار الْمُسلمين تَدْعُو إِلَى التَّوْحِيد ونار الْكفَّار تَدْعُو إِلَى الشّرك وَلَا يتفقان ذكر الْقَوْلَيْنِ أَبُو عبيد. وَالثَّالِث أَن المُرَاد لَا يتسم الْمُسلم بسمة الْمُشرك وَلَا يتخلق بأخلاقه من قَوْلك مَا نَار نعمك أَي مَا سمتها. قَوْله ليتراءون أهل عليين أَي ينظرُونَ. فِي الحَدِيث تراءينا الْهلَال أَي تكلفنا النّظر هَل نرَاهُ أم لَا. فِي الحَدِيث فجَاء فَإِذا رَآنِي وَهُوَ التَّابِع من الْجِنّ يتَرَاءَى فِي صُورَة حَيَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 بَاب الرَّاء مَعَ الْبَاء كَانَ مُجَاهِد يكره أَن يتَزَوَّج الرجل امْرَأَة رابه والراب زوج الْأُم. وَمن أَشْرَاط السَّاعَة أَن تَلد الْأمة ربتها أَي مولاتها وَهِي الْأمة تَلد من الرجل فَيكون وَلَدهَا مولَى لَهَا وَالْمرَاد أَن الشَّيْء يكثر. فِي الحَدِيث أَلَك عِنْده نعْمَة تربها أَي تقوم بِأَسْبَاب دوامها. قَالَ عمر دع الربى هِيَ الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ. وَقَول شُرَيْح إِن لشاة تحلب فِي ربابها أَي فِي حدثان نتاجها. وَقَالَ النَّخعِيّ لَيْسَ فِي الربائب صَدَقَة يَعْنِي الدواجن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 فِي الحَدِيث يربأ أَهله أَي يحفظهم من عدوهم يُقَال هَذَا ربيئة الْقَوْم. وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَالم رباني وَهُوَ العالي الدرجَة فِي الْعلم. وَلما مَاتَ ابْن عَبَّاس قَالَ ابْن الْحَنَفِيَّة مَاتَ رباني هَذِه الْأمة. قَوْله فَإِذا قصر مثل الربابة الْبَيْضَاء يَعْنِي السحابة الَّتِي ركب بَعْضهَا بَعْضًا وَجَمعهَا ربَاب وَبِه سميت الْمَرْأَة الربَاب. قَوْله أعوذ بك من فقر مرب وَرُوِيَ ملب قَالَ القتيبي هما اللازق. فِي الحَدِيث إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة بعث الشَّيْطَان أعوانه إِلَى النَّاس فَأخذُوا عَلَيْهِم الربائث أَي ذكروهم الْحَوَائِج ليربئوهم عَن الْجُمُعَة أَي ليعوموهم ويثبطوهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 قَوْله ذَلِك مَال رابح أَي ذُو ربح وَمن رَوَاهُ رَايِح أَرَادَ قريب الْعَائِد. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا خَاصم امْرَأَته وَقَالَ هِيَ مَجْنُونَة فَقَالَ مَا بدا لَك من جنونها فَقَالَ إِذا جامعتها غشي عَلَيْهَا فَقَالَ تِلْكَ الربوخ لست لَهَا بِأَهْل أَي أَن ذَلِك يحمد مِنْهَا. فِي الحَدِيث كَانَ الْمَسْجِد مربدا أَي محبسا نحبس فِيهِ الْإِبِل وَالْغنم وَبِه سمي مربد الْبَصْرَة إِنَّمَا كَانَ سوق الْإِبِل والمربد أَيْضا كالجرين وَهُوَ الْموضع الَّذِي يلقى فِيهِ التَّمْر بعد الجداد قبل أَن يوضع فِي الأوعية وينقل. وَمِنْه قَامَ أَبُو لبَابَة يسد ثَعْلَب مربده وَقَالَ حُذَيْفَة فِي الْفِتَن أَي قلب أشربها كَانَ مربدا قَالَ أَبُو عبيد الربدة لون بَين السوَاد والغبرة وَمِنْه يُقَال للنعام ربد وربد وَيُقَال تَرَبد لَونه أَي تلون وَصَارَ كلون الرماد. وَمِنْه الحَدِيث كَانَ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي اربد وَجهه. وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عدي بن أَرْطَأَة إِنَّمَا أَنْت ربدة من الربد وفيهَا لُغَة أُخْرَى كسر الرَّاء وتسكين الْبَاء. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ خرقَة أَو صوفة يهنأ بهَا الْبَعِير وَالْمعْنَى إِنَّمَا نصبت عَاملا لتداوي وتشفي. وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ صوفة تعلق عَلَى الهودج وَلَا حَائِل لَهَا قَالَ وَهِي خرقَة الْحيض فعلَى هَذَا يكون ذما. فِي الحَدِيث جَاءَ رَسُول الله إِلَى دَارنَا فَوَضَعْنَا لَهُ قطيفة ربيرة أَي ضخمة. فِي الحَدِيث فَدَعَا بِإِنَاء يربض الرَّهْط أَي ترويهم حَتَّى يَنَامُوا ويمتدوا عَلَى الأَرْض. قَوْله مثل الْمُنَافِق كالشاة بَين الربضين يَعْنِي مربضي غنمين وَمن رَوَى الربيضين فالربيض الْغنم نَفسهَا. فِي الحَدِيث فَإِذا أتيتهم فاربض فِي دَارهم ظَبْيًا مَعْنَى أربض أقِم وَسَيَأْتِي مَعْنَى قَوْله ظَبْيًا فِي بَاب الظَّاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 قَوْله وَأَن تنطق الرويبضة قَالَ أَبُو عبيد الرويبضة تَصْغِير الرابضة وَالْمرَاد بهَا الرِّبَا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة فَصَالحهُمْ عَلَى وضع الرِّبَا والدماء. وَفِي حَدِيث أبي لبَابَة ارْتبط بسلسلة زبوض حَتَّى تَابَ الله عَلَيْهِ وَهِي الضخمة الثَّقِيلَة. قَوْله فذلكم الرِّبَاط أَن ترْبط هَؤُلَاءِ خيولهم وَهَؤُلَاء خيولهم فِي ثغر. فِي الحَدِيث إِن ربيط بني إِسْرَائِيل يَعْنِي زاهدهم وحكيمهم الَّذِي ربط نَفسه عَن الدُّنْيَا. فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أطول من المربوع وَهُوَ الربعة وَمر بِقوم يربعون حجرا الرّبع أَن يشال الْحجر بِالْيَدِ ليعرف بِهِ شدَّة الرجل وَقَالَ لعدي بن حَاتِم إِنَّك تَأْكُل المرباع وَكَانَ الرئيس فِي الْجَاهِلِيَّة يَأْخُذ ربع الْغَنِيمَة خَالِصا لَهُ وَفِي الحَدِيث جعلتك تربع وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أربعوا عَلَى أَنفسكُم أَي ارفقوا. قَوْله اسقنا غيثا مربعًا مربعًا المربع الَّذِي يُغني عَن الارتياد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 لعمومه وَالنَّاس يربعون حَيْثُ شَاءُوا وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى النجعة. وَفِي الحَدِيث مرهم فليحسنوا غذَاء رباعهم الرباع جمع ربع وَهُوَ مَا ولد فِي أول النِّتَاج. فِي حَدِيث عمر أَعْطوهُ ربعَة وَرُوِيَ مرتعا أَي ينْبت الله بِهِ مَا يرتع فِيهِ الْإِبِل. فِي الحَدِيث مَا ينْبت عَلَى الرّبيع يَعْنِي النَّهر الصَّغِير وَجمعه أربعاء وَكَانُوا يكرون الأَرْض بِمَا تنْبت عَلَى الْأَرْبَعَاء وَمِنْه فَعدل إِلَى الرّبيع فَتطهر وَالرّبع فِي أوراد الْإِبِل أَن ترد الْيَوْم الرَّابِع. فِي الحَدِيث إِنَّهُم أمة عَلَى رباعتهم أَي عَلَى استقامتهم. فِي الحَدِيث فِي وصف نَاقَة إِنَّهَا لمرباع وَهِي الَّتِي تبكر فِي الْحمل. وَفِي الحَدِيث هَل لَك فِي ناقتين مربعتين أَي مخصبتين قَالَ الْأَصْمَعِي الإرباع إرْسَال الْإِبِل عَلَى المَاء ترده أَي وَقت شَاءَت. قَوْله فقد خلع ربقة الْإِسْلَام الربقة كالقلادة فِي الْعُنُق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 شبه مَا لزم الْأَعْنَاق بالربق الَّذِي يَجْعَل فِي أَعْنَاق إبلهم. فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وربق لكم أثناءه أَي أحَاط بِالْأَمر من أَطْرَافه وضمه فَلم يشذ مِنْهُ شَيْء وَلم يخرج عَن جمعه أحد. وَفِي حَدِيث عَلّي مَا وجدت من سلَاح ارتبق فأقبضه أَي أُصِيب مأخذه. فِي صفة أهل الْجنَّة أَنهم يركبون عَلَى النوق الربك. قَالَ شمر الربك والرمك وَاحِد وَالْمِيم أعرف قَالَ والأرمك من الْإِبِل الْأسود المشرب كدرة. فِي الحَدِيث كَانَ فلَان ربيلا فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ اللص الَّذِي يغزوا الْقَوْم وَحده. فِي الحَدِيث وَمن أَبَى فَعَلَيهِ الربوة أَي من أَبَى مَا فرض الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 تَعَالَى من الزَّكَاة فَعَلَيهِ الزِّيَادَة عَلَى الْفَرِيضَة عُقُوبَة لَهُ. فِي صلح نَجْرَان لَيْسَ عَلَيْهِم ربية وَلَا دم أَصْحَاب الحَدِيث يشددون الْبَاء وَالْيَاء وَمِنْهُم من يضم الرَّاء وَمِنْهُم من يكسرها وَقَالَ الْفراء إِنَّمَا هِيَ ربية بِضَم الرَّاء مَعَ التَّخْفِيف وَالْمرَاد بهَا الرِّبَا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة فَصَالحهُمْ عَلَى وضع الرِّبَا والدماء. قَوْله مَالك حشياء رابية وَهِي الَّتِي أَخذهَا الربو. بَاب الرَّاء مَعَ التَّاء فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد رتب رتوب الكعب أَي انتصب وَصفه بالشهامة وحدة النَّفس. فِي الحَدِيث إِن أَبْوَاب السَّمَاء تفتح فَلَا ترتج أَي لَا تطبق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 فِي الحَدِيث إِن فلَانا جعل مَاله فِي رتاج الْكَعْبَة الرتاج الْبَاب وَقَالَ الْخَلِيل هُوَ الْبَاب المغلق وَلم يرد برتاج الْكَعْبَة نَفْس الْبَاب وَإِنَّمَا المُرَاد أَنه جعله لَهَا. قَالَ مُجَاهِد أرسل الْجَرَاد عَلَى قوم فِرْعَوْن يَأْكُل مسامير رتجهم أَي أَبْوَابهم. فِي حَدِيث أم زرع فِي شبع ورتع أَي تنعم. فِي الحَدِيث وَمِنْهُم المرتع وَهُوَ الَّذِي يتْرك إبِله ترتع. فِي الحَدِيث يرتكان بعريهما أَي يحملانها عَلَى السّير السَّرِيع. فِي الحَدِيث الحساء يرتو فؤاد الحزين أَي يقويه ويشده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 فِي فضل معَاذ بن جبل أَنه يتَقَدَّم الْعلمَاء يَوْم الْقِيَامَة برتوة. ذكر فِيهِ أَبُو عبيد ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا بخطوة وَالثَّانِي ببسطة وَالثَّالِث أَنَّهَا نَحْو من ميل. بَاب الرَّاء مَعَ الثَّاء فِي حَدِيث زِيَاد لَهو أشهى إِلَيّ من رثيئة فثئت بسلالة ثغب فِي يَوْم شَدِيد الْوَدِيعَة. الرثيئة اللَّبن الحليب يصب عَلَيْهِ اللَّبن الحامض فيروب من سَاعَته وسلالة كل شَيْء صافيه وفثئت كسرت كَمَا تفثأ فَور الْقدر والثغب المَاء المستنقع فِي الْجَبَل. فِي الحَدِيث عِنْده مِثَال رث أَي فرَاش خلق. فِي الحَدِيث إِن عليا غرف رثَّة أهل النَّهر وَكَانَ آخر مَا بَقِي من قدر. الرثة رَدِيء الْمَتَاع وخلقان الثِّيَاب وَمِنْه قَول النُّعْمَان بن مقرن يَوْم نهاوند أَلا إِن هَؤُلَاءِ قد أخطروا لكم رثَّة وَقد سبق هَذَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 فِي الحَدِيث هَل لَك فِي رجل رثدت حَاجته أَي موطل بهَا. قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز يَنْبَغِي للْقَاضِي أَن يكون ملقيا للرثع وَهُوَ الدناءة والشره. وَبعثت امْرَأَة إِلَى رَسُول الله قدحا وَقَالَت إِنَّمَا بعثت هَذَا مرثية لَك أَي توجعا. بَاب الرَّاء مَعَ الْجِيم قَوْله وعذيقها المرحب وَهُوَ أَن تعمد النَّخْلَة الْكَرِيمَة إِذا خيف عَلَيْهَا أَن تقع لطولها وَكَثْرَة حملهَا بِبِنَاء من حِجَارَة ترجب بِهِ أَي تعمد. فِي الحَدِيث من ركب الْبَحْر إِذا ارتج أَي اضْطربَ. قَالَ ابْن مَسْعُود لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا عَلَى شرار النَّاس كرجرجة المَاء الْخَبيث وَهِي بَقِيَّة المَاء فِي الْحَوْض يكون كدرة مختلطة بالطين وَفِي رِوَايَة كرجراجة. وَفِي حَدِيث فَاتبعهُ رجرجة من النَّاس أَي رذالة. فِي صفة السَّحَاب وارجحن بعد تبسق أَي ثقل حَتَّى مَال من ثقله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 وَكَانَ لرَسُول الله فرس يُسمى المرتجز لحسن صهيله. قَوْله فَإِنَّهَا رِجْس قَالَ الْأَزْهَرِي الرجس اسْم لكل مَا يستقذر. فِي الحَدِيث فارتجس إيوَان كسْرَى أَي اضْطربَ وتحرك حَرَكَة سمع لَهَا صَوت وارتجس الرَّعْد سمع لَهُ صَوت. وَنَهَى أَن يستنجي الرجل برجيع وَهُوَ الروث سمي رجيعا لِأَنَّهُ رَجَعَ عَن حَاله الأولَى بعد أَن كَانَ طَعَاما أَو علفا إِلَى غير ذَلِك. فِي الحَدِيث إِنِّي ارتجعتها بِإِبِل قَالَ أَبُو عبيد الارتجاع أَن يقدم الرجل بإبله الْمصر فيبيعها ثمَّ يَشْتَرِي بِثمنِهَا مثلهَا أَو غَيرهَا فَهِيَ الرّجْعَة قَالَ وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الصَّدَقَة إِذا وَجب عَلَى رَأس المَال سنّ من الْإِبِل فَأخذ الْمُصدق مَكَانهَا سنا آخر فَوْقهَا أَو دونهَا فَتلك الَّتِي أَخذ رَجْعَة لِأَنَّهُ ارتجعها من الَّذِي وَجَبت لَهُ. وَشَكتْ بَنو تغلب إِلَى مُعَاوِيَة السّنة فَقَالَ يَشكونَ الْحَاجة مَعَ احتلاب المهارى وارتجاع الْبكارَة أَي يحلبون أَوْلَاد الْخَيل ويرتجعون بأثمانها الْبكارَة للقنبة. والترجيع فِي الْأَذَان أَن يُكَرر الشَّهَادَتَيْنِ. وَيُقَال طلق طَلَاقا يملك فِيهِ الرّجْعَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وَنَهَى عَن التَّرَجُّل إِلَّا غبا كَأَنَّهُ كره كَثْرَة الإدهان والامتشاط وَشعر مرجل مسرح. قَالَ ابْن الْمسيب لَا أعلم نَبيا هلك عَلَى رجله من الْجَبَابِرَة مَا هلك عَلَى رجل مُوسَى أَي فِي زَمَانه ودهره. فِي الحَدِيث رجل من جَراد أَي جمَاعَة مِنْهَا. فِي الحَدِيث الرُّؤْيَا لأوّل عَابِر فَهِيَ عَلَى رجل طَائِر أَي ذَلِك الْقسم الَّذِي قسمه الله مُعَلّق بِمَا طيره لَهُ. فِي الحَدِيث اشْتَرَى رَسُول الله رجل سَرَاوِيل قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ السَّرَاوِيل الطاق. قَالَت عَائِشَة أهْدَى لنا رجل شَاة أَي شقها طولا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 وَكَانَت عَائِشَة رجلة الرَّأْي أَي كَانَ رأيها رَأْي الرِّجَال. قَالَ الثَّوْريّ يكره أَن يجمع بَين امْرَأتَيْنِ إِذا كَانَت إِحْدَاهمَا رجلا لم تحل لَهُ الْأُخْرَى إِذا كَانَتَا من نسب. قَالَ القتيبي وَذَلِكَ مثل الْعمة وَالْخَالَة لَا يجوز أَن ينْكِحهَا عَلَى ابْنة الْأَخ وَعَلَى ابْنة الْأُخْت لِأَنَّك إِذا جعلت الْعمة رجلا صَارَت عَمَّا فَلم يحل لَهُ بنت الْأَخ وَإِذا جعلت الْخَالَة رجلا صَارَت خالا فَلم يحل لَهُ بنت الْأُخْت وَكَذَلِكَ تَحْرِيم الْجمع بَين الْأُخْتَيْنِ يرَى هَذَا سَببه لِأَنَّك إِذا جعلت إِحْدَى الْأُخْتَيْنِ أَخا لم تحل لَهُ الْأُخْت. وَقَول سُفْيَان إِذا كَانَ ذَلِك من نسب يُرِيد إِنَّمَا يكره هَذَا فِي النّسَب وَلَا يكره فِي الصهر أَلا تراهم قد أَجَازُوا لرجل أَن يجمع بَين امْرَأَة الرجل وَابْنَته من غَيرهَا. فِي الحَدِيث قَالَ لأسامة أنظر هَل ترَى رجما. قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الْحِجَارَة المجتمعة يجمعها النَّاس للْبِنَاء وطي الْأَبَّار وَهِي الرجام. قَالَ عبد الله بن مُغفل لَا ترجموا قَبْرِي أَي لَا تجْعَلُوا عَلَيْهِ الرَّجْم وَهِي الْحِجَارَة. وَكتب عمر إِن الرجن للماشية عَلَيْهَا شَدِيد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 الرجن الْحَبْس يُقَال رجن بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ. وَقَالَ ابْن الزبير كَانَ النَّاس يردون من مُعَاوِيَة أرجاء وَاد رحب مدحه بسعة العطن وَالِاحْتِمَال. وَقَالَ حُذَيْفَة عِنْد مَوته إِن يصب أخوكم خيرا وَإِلَّا فليترام بِي رجواها إِلَى يَوْم الْقِيَامَة. رجواها ناحيتا الْقَبْر. بَاب الرَّاء مَعَ الْحَاء قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لخزيمة بن حَكِيم مرْحَبًا بالراكب المُهَاجر الْمَعْنى لقِيت رحبا أَي سَعَة. فِي صفة الْجنَّة وبحبوحتها رحرحانية أَي فياحة والبحبوحة الْوسط وَأَتَى بقدح رحراح أَي وَاسع. قَالَ أَبُو أَيُّوب وجدنَا مراحيض وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي بنيت. للغائط الْوَاحِد مرحاض أَخذ من الرحض وَهُوَ الْغسْل. قَالَت عَائِشَة فِي عُثْمَان تركوة كَالثَّوْبِ الرحيض يَعْنِي الغسيل وأرادت أَنهم استتابوه فَتَابَ ثمَّ قَتَلُوهُ. قَالَ ابْن عَبَّاس رَأَيْت عل الْخَوَارِج قمصا مرحضة أَي مغسولة. قَوْله النَّاس كإبل مائَة لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَة وَهِي الَّتِي يختارها الرجل لمركبه ورحله وَكَأن الْإِشَارَة إِلَى أَن الْكَامِل قَلِيل. قَالَ يزِيد بن شَجَرَة وَفِي الرّحال مَا فِيهَا يُقَال لمسكن الرجل ومنزله رَحْله. وَمِنْه فصلوا فِي الرّحال أَي فِي الدّور والمساكن. فِي الحَدِيث تخرج نَار من أَرض عدن ترحل النَّاس أَي تنزل مَعَهم أَيْن نزلُوا. وَأمر ابْن الزبير لرجل براحلة رحيل أَي قَوِيَّة عَلَى الرحلة. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِن ابْني ارتحلني أَي علا عَلَى ظَهْري. فِي الحَدِيث لأرحلنك بسيفي أَي لأعلونك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ مرط مرحل وَهُوَ الموشي وَسمي مرحلا لِأَن عَلَيْهِ تصاوير الرّحال وَمَا أشبههَا. وَلما فرغ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من مرحى الْجمل المرحى الْموضع الَّذِي دارت عَلَيْهِ رَحى الْحَرْب. فِي الحَدِيث تَدور رَحى الْإِسْلَام لخمس أَو سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ الْحَرْبِيّ وَرُوِيَ تَزُول وَهَذَا أَجود لِأَن الْمَعْنى تَزُول عَن استقرارها فَإِن كَانَت الرِّوَايَة سنة خمس فَفِيهَا قدم أهل مصر وحضروا عُثْمَان وَإِن كَانَت سنة سِتّ فَفِيهَا خرج طَلْحَة وَالزُّبَيْر إِلَى الْجمل وَإِن كَانَت سنة سبع فَفِيهَا كَانَت صفّين. بَاب الرَّاء مَعَ الْخَاء فِي الحَدِيث أفضلهم رخاخا أقصدهم عَيْشًا. الرخاخ لين الْعَيْش. يَقُول الله تَعَالَى مجدني بصوتك الرَّحِيم وَهُوَ الرَّقِيق الشجي. فِي الحَدِيث لَيْسَ كل النَّاس مرخي عَلَيْهِ أَي موسعا عَلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 بَاب الرَّاء مَعَ الدَّال فِي الحَدِيث ومنعت مصر إردبها وَهُوَ مكيال لأهل مصر وَهُوَ أَرْبَعَة وَسِتُّونَ منا بِمن بِلَادنَا. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن من وَرَائِكُمْ أمورا متماحلة ردحا الردح الْعَظِيمَة. وَفِي رِوَايَة إِن من وَرَائِكُمْ فتنا مردحة أَي مثقلة. وَقَالَ ابْن عمر لأكونن فِي الْفِتْنَة مثل الْجمل الرداح وَهُوَ الثقيل الَّذِي لَا ينبعث. وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو مُوسَى بقيت الرداح الْمظْلمَة يَعْنِي الْفِتْنَة. وَمثله عكومها رداح أَي ثَقيلَة لِكَثْرَة مَا فِيهَا من الْمَتَاع وَامْرَأَة رداح أَي ثَقيلَة الكفل. فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا بالقصير المتردد كَأَنَّهُ قد يردد بعض خلقه عَلَى بعض. فِي الحَدِيث أفضل الصَّدَقَة ابْنَتك مَرْدُودَة عَلَيْك أَي مُطلق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 وَمِنْه حَدِيث الزبير وللمردودة من بَنَاته أَن تسكنها يَعْنِي دَارا وَقفهَا. قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لَا رد يَدي فِي الصَّدَقَة أَي لَا يرد فتؤخذ مرَّتَيْنِ. فِي الحَدِيث لَا بَأْس أَن يحرم فِي ثوب مصبوغ بزعفران لَيْسَ فِيهِ ردع وَهُوَ أثر الزَّعْفَرَان. فِي الحَدِيث رميت ظَبْيًا فَركب ردعه. فِيهِ أَرْبَعَة أَقْوَال حَكَاهَا الْأَزْهَرِي أَحدهَا أَن الْمَعْنى سقط عَلَى رَأسه وَإِنَّمَا أَرَادَ بالردع الدَّم شبهه بردع الزَّعْفَرَان وَهُوَ لطخه وركوبه إِيَّاه أَن الدَّم سيال فَخر الظبي عَلَيْهِ صَرِيعًا قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي الردع الْعُنُق ردع بِالدَّمِ أَو لم يردع يُقَال أصرف ردعه وَسمي الْعُنُق ردعا لِأَنَّهُ بهَا يرتدع كل ذِي عنق من الْخَيل وَغَيرهَا. وَالثَّالِث أَن الْمَعْنى خر صَرِيعًا عَلَى وَجهه. وَالرَّابِع أَن الردع كل مَا أصَاب الصريع من الأَرْض وَحين يهْوَى أَي أقطاره كَانَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 فِي الحَدِيث فردع لَهَا ردعة أَي وجم لَهَا حَتَّى تغير لَونه. فِي الحَدِيث خَطَبنَا فِي يَوْم ذِي ردغ وَفِي لفظ رزغ بالزاي قَالَ أَبُو عبيد الردغة بِفَتْح الدَّال وبالهاء هِيَ المَاء والطين والوحل وَجَمعهَا رداغ وَكَذَلِكَ الرزغ بالزاي وَقَالَ اللَّيْث الرزغة أَشد من الردغة. فِي الحَدِيث تسقى من ردغة الخبال فَهُوَ الشَّيْء الْمُخْتَلط من صديد أهل النَّار. وَبعث رَسُول الله مُعَاوِيَة مَعَ وَائِل بن حجر فِي حَاجَة وَوَائِل عَلَى تجنب لَهُ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة أردفني فَقَالَ وَائِل بن حجر لمعاوية لست من أرداف الْمُلُوك. أرداف الْمُلُوك فِي الْجَاهِلِيَّة الَّذين يخلفونهم فِي الْقيام بِأَمْر المملكة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 بِمَنْزِلَة الوزراء فِي الْإِسْلَام. فِي الحَدِيث إِنَّه ذكر الْمَقْتُول بالنهروان فَقَالَ شَيْطَان الردهة يحتدره رجل من بجيلة الردهة النقرة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا المَاء. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من أحب الْبَقَاء فليخفف الرِّدَاء يَعْنِي الدَّين قَالَ الْأَزْهَرِي سمي الدَّين رِدَاء لِأَن موقع الرِّدَاء مُجْتَمع الْعُنُق والمنكبين وَالدّين أَمَانَة وهم يَقُولُونَ فِي الدَّين هُوَ فِي عنقِي. فِي حَدِيث ابْن الْأَكْوَع فرديتهم بِالْحِجَارَةِ أَي رميتهم. بَاب الرَّاء مَعَ الزَّاي قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من وجد فِي بَطْنه رزا فَليَتَوَضَّأ قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الصَّوْت كالقرقرة. قَوْله فِي حق امْرَأَة أكسها رازقيتين الرازقية ثِيَاب من كتَّان. وَأمر عمر بغرائر جعل فِيهَا رزم من دَقِيق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 قَالَ شمر الرزمة مثل ثلث الغرارة أَو ربعهَا. قَالَ اللَّيْث الرزمة من الثِّيَاب مَا شدّ فِي ثوب وَاحِد. فِي الحَدِيث إِذا أكلْتُم فرازموا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي اخلطوا الْأكل بالشكر وَقُولُوا بَين اللقم الْحَمد لله وَقَالَ الْأَصْمَعِي المرازمة أَن يَأْكُل يَوْمًا لَحْمًا وَيَوْما عسلا وَيَوْما لَبَنًا وَلَا يَدُوم عَلَى شَيْء وَاحِد وَأَصله فِي الْإِبِل إِذا رعت يَوْمًا خلة وَيَوْما حمضا فقد رازمت. وَقَالَ ثَعْلَب أخلطوا أكلكم فَكُلُوا لينًا مَعَ يَابِس وسائغا مَعَ خشن فِي الحَدِيث إِن نَاقَته أرزمت أَي صوتت وَهُوَ الصَّوْت الَّذِي لَا يفتح لَهُ الْفَم. فِي الحَدِيث وَكَانَ فيهم رجل عَلَى نَاقَة لَهُ رازم يَعْنِي الَّتِي لَا تتحرك هزالًا. فِي الحَدِيث مَا رزأنا من مائك شَيْئا أَي مَا نقصنا. بَاب الرَّاء مَعَ السِّين قَوْله إِن جَاءَت بِهِ أرسح وَهُوَ الْقَلِيل لحم الْفَخْذ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 قَالَ سَلمَة إِن الْمُشْركين راسونا الصُّلْح أَي راسلونا وابتدءونا فِي ذَلِك يُقَال رسست مِنْهُم أَي أصلحت وَفِي رِوَايَة واسونا الصُّلْح أَي اتَّفقُوا مَعنا عَلَيْهِ. وَقَالَ النَّخعِيّ إِنِّي لأسْمع الحَدِيث فأحدث بِهِ الْخَادِم أرسه فِي نَفسِي أَي أتذكره بذلك وأثبته. وَقَالَ الْحجَّاج لرجل من أهل الرس والرهمسة أَنْت قَالَ أَبُو زيد يُقَال أَتَانَا رس من خبر وَهُوَ الَّذِي لم يَصح بعد وَقَالَ الْأَزْهَرِي أهل الرس هم الَّذين يبتدئون الْكَذِب ويوقعونه فِي أَفْوَاه النَّاس وَأهل الرهمسة وهم الَّذين يتبادرون فِي إثارة الْفِتْنَة وَيُقَال فلَان ترهمس وترهسم وَسَيَأْتِي ذكرهم. فِي حَدِيث ابْن عَمْرو أَنه بَكَى حَتَّى رسعت عينه أَي فَسدتْ وتغيرت وتروى بتَشْديد السِّين. ودخلوا عَلَى عمر أَرْسَالًا أَي أَفْوَاجًا فرقا متقطعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 قَوْله إِلَّا من أعْطى فِي نجدتها ورسلها. قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ إِلَّا من أعْطى مَا يشق عَلَيْهِ عطاؤه فَيكون نجدة عَلَيْهِ أَي شدَّة أَو يُعْطي مَا يُعْطي مستهينا بِهِ عَلَى رسله فَالْمَعْنَى فِي عسرها ويسرها. والنجدة السّمن فَالْمَعْنَى فِي زمن سمنها وَفِي قلَّة لَحمهَا. فِي حَدِيث ووقير كثير الرُّسُل قَلِيل الرُّسُل فالرسل مَا يُرْسل مِنْهَا إِلَى المراعي وَالرسل اللَّبن فَأَرَادَ أَنَّهَا كَثِيرَة الْعدَد قَليلَة اللَّبن. قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَأَيْت فِي عَام كثر فِيهِ الرُّسُل الْبيَاض أَكثر من السوَاد. الرُّسُل اللَّبن وَهُوَ المُرَاد بالبياض وَالْمرَاد بِالسَّوَادِ التَّمْر. فِي الحَدِيث كَانَ فِي كَلَامه ترسيل وترتيل يُقَال ترسل الرجل فِي مشيته وَكَلَامه إِذا لم يعجل. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة تزوج رجل امْرَأَة مراسلا فَقَالَ رَسُول الله فَهَلا بكرا. المراسل الثّيّب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 فِي الحَدِيث فَأقبل النَّاس يرسمون نَحوه. الرسيم ضرب من السّير سريع يُؤثر فِي الأَرْض. فِي حَدِيث عُثْمَان وأجرزت المرسون رسنه المرسون الَّذِي جعل عَلَيْهِ الرسن. بَاب الرَّاء مَعَ الشين فِي الحَدِيث ويرشحون خضيدها الخضيد مَا خضد أَي قطع ويرشحهم لَهُ قيامهم عَلَيْهِ وإصلاحهم لَهُ إِلَى أَن يعود فِي حَدِيث مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَأَنِّي برشق الْقَلَم فِي مَا معي أَي بِصَوْتِهِ قَوْله لهي أَشد عَلَيْهِم من رشق النبل أَي الرَّمْي بِهِ وَلعن الراشي والمرتشي الراشي الَّذِي يُعْطي من يُعينهُ عَلَى الْبَاطِل والمرتشي الْآخِذ وَالَّذِي يسْعَى بَينهمَا يُسمى الرائش يستزيد لهَذَا ويستنقص لهَذَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 بَاب الرَّاء مَعَ الصَّاد فِي الحَدِيث أَن جَاءَت بِهِ أريصح وَهُوَ تَصْغِير الأرصح وَهُوَ الناتئ الإليتين وَيُقَال بِالسِّين. وَقد سبق فِي الْبَاب قبله وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لقلَّة لحم الْعَجز. قَالَ ابْن سِيرِين كَانُوا لَا يرصدون الثِّمَار فِي الدَّين أرصد بِمَعْنى أعد. قَالَ ابْن الْمُبَارك إِذا كَانَ عَلَى الرجل دين وَعِنْده من الْعين مثله لم تجب الزَّكَاة فَإِن أخرجت أرضه ثمرا وَجب الْعشْر وَلم يسْقط لأجل دينه. فِي الحَدِيث يصب عَلَيْكُم الْعَذَاب صبا ثمَّ يرص رصا أَي ألصق بعضه بِبَعْض. وَمِنْه الحَدِيث تراصوا فِي الصَّفّ. وَمثله أَن رَسُول الله لقى ابْن صياد فرصه رَسُول الله أَي ضم بعضه إِلَى بعض. فِي الحَدِيث أَنه رصف وتر قوسه الرصفة عقبَة تلوى عَلَى مدْخل النصل فِي السهْم. قَالَ الْمُغيرَة لحَدِيث من فِي الْعَاقِل أشهى إِلَيّ من الشهد بِمَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 رصفة الرصفة حِجَارَة ترصف يجْتَمع فِيهَا الْمَطَر. فِي الحَدِيث لم يكن لنا عماد أرصف بِنَا مِنْهَا أَي أرْفق بِنَا. بَاب الرَّاء مَعَ الضَّاد فِي الحَدِيث فَكَأَنِّي أنظر إِلَى رضاب بزاق رَسُول الله. البزاق هُوَ السَّائِل والرضاب مَا يتحبب مِنْهُ وينتشر. قَالَ عمر قد أمرنَا لَهُم برضخ وَهِي الْعَطِيَّة القليلة. فِي الحَدِيث كَانَ صُهَيْب يرتضخ لكنة رُومِية وسلمان يرتضخ لكنة فارسية أَي كَانَ هَذَا ينْزع إِلَى الرّوم فِي لَفظه وَهَذَا إِلَى الْعَجم وَلَا يسْتَمر لسانهما عَلَى الْعَرَبيَّة. فِي الحَدِيث إِذا دنا الْقَوْم كَانَت المراضخة أَي المراماة بِالسِّهَامِ فِي الْحَرْب فِي الحَدِيث فَإِذا رجل رَضْرَاض وَهُوَ الْكثير اللَّحْم. قَوْله إِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة أَي أَن الَّذِي يُسْقَى اللَّبن من الْجُوع هُوَ الرَّضِيع الَّذِي تقع لَهُ حُرْمَة الرضَاعَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 فِي ذكر الْإِمَارَة نعمت الْمُرضعَة وَهَذَا مثل لما ينَال صَاحبهَا من النَّفْع. فِي حَدِيث سَلمَة الْيَوْم يَوْم الرضع وأصل هَذَا أَن رجلا كَانَ يرضع الْغنم وَلَا يحلبها لِئَلَّا يسمع صَوت الْحَلب فَقيل ذَلِك لكل لئيم. فِي حَدِيث الْهِجْرَة مرعى عَلَيْهَا عَامر بن فهير فيبيتان فِي رسلها ورضيفها الرضيف اللَّبن المرضوف وَهُوَ الَّذِي طرح فِيهِ الرضفة وَهِي الْحِجَارَة المحماة. وَمِنْه قَول حُذَيْفَة فِي الْفِتَن ثمَّ الَّتِي تَلِيهَا ترمى بالرضف وَهُوَ حِجَارَة محماة شبه الْفِتْنَة فِي شدَّة حماها بالرضف. فِي الحَدِيث اكووه وارضفوه أَي كمدوه بالرضف. فِي الحَدِيث عَذَاب الْقَبْر ضَرْبَة بمرضافة من رَوَاهُ بالضاد فَمن الرضف وَمن رَوَاهُ بالصَّاد أَرَادَ بِمِطْرَقَةٍ محكمَة مجتمعة الْبَعْض إِلَى الْبَعْض. فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ عَلَى الرضف أَي من سرعَة قِيَامه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 فِي الحَدِيث فِي رضم من حِجَارَة والرضم جمع رضمة وَهِي صخور بَعْضهَا عَلَى بعض. وَمِنْه الحَدِيث أَتَى رضمة جبل فعلاها. وَكَانَ بِنَاء الْكَعْبَة الأول رضما. بَاب الرَّاء مَعَ الطَّاء فِي الحَدِيث فَإِذا رطنوا أَي تكلمُوا بِكَلَام الْعَجم الَّذِي لَا يفهمهُ غَيرهم. قَالَ الْحسن لَو كشف الغطاء لشغل عَن تَجْدِيد ثوب أَو ترطيل شعر قَالَ الْمبرد هُوَ تليين الشّعْر بالدهن وَنَحْوه. بَال الرَّاء مَعَ الْعين إِن أهل الْيَمَامَة رعبلوا فسطاط خَالِد بِالسَّيْفِ أَي قطعوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 قَالَت فريعة بنت أبي أُمَامَة حلاني رَسُول الله رعاثا من ذهب الرعاث القرطة. فِي حَدِيث السحر وَدفن تَحت راعوفة وفيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال ذكرهَا أَبُو عبيد. أَحدهَا أَنَّهَا صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفَل الْبِئْر إِذا احتفرت يجلس عَلَيْهَا المنقي. وَالثَّانِي أَنَّهَا حجر يكون عَلَى رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ المستقي. وَالثَّالِث أَنه حجر صلب يكون فِي الْبِئْر لَا يُمكنهُم حفره فَيتْرك عَلَى حَاله. فِي الحَدِيث فَخرجت قُرَيْش وَلَهُم ارتعاج أَي كَثْرَة وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى وَلَهُم بريق وتلألؤ يُقَال ارتعج الْبَرْق إِذا تألق. فِي حَدِيث أبي ذَر خرج بفرس لَهُ فتمعك ثمَّ نَهَضَ ثمَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 رعص يُرِيد أَنه لما قَامَ من متمعكه انتفض وأرعد وَيُقَال ارتعصت الْحَيَّة إِذا تَلَوت. فِي حَدِيث وهب لَو تمر عَلَى متمعكة الْقصب الرعراع لم يسمع صَوته قَالَ القتيبي الرعراع الَّذِي قد طَال من قَوْلهم ترعرع الصَّبِي. فِي حَدِيث أبي قَتَادَة أَنه قَالَ لجارية أرعفي أَي تقدمي. وَفِي حَدِيث جَابر فَأَكَلُوا من تِلْكَ الدَّابَّة حَتَّى ارتعفوا أَي تقدمُوا وسبقوا لقُوَّة أَقْدَامهم. فِي الحَدِيث الرَّعْلَة الأولَى وَهِي الْقطعَة من الفرسان وَيُقَال لجَماعَة الْخَيل رعيل. فِي الحَدِيث الرعاع وهم السفلة. فِي الحَدِيث صلوا فِي مراح الْغنم وامسحوا رعامها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 وَهُوَ مَا يسيل من أنوفها وَقَالَ اللَّيْث هُوَ الرعام بالغين الْمُعْجَمَة قَالَ ثَعْلَب صحف. قَالَ عمر لَا يُعْطَى من الْمَغَانِم شَيْء حَتَّى يقسم إِلَّا لراع أَو دَلِيل الرَّاعِي هَا هُنَا عين الْقَوْم عَلَى الْعَدو. فِي الحَدِيث لَعَلَّه يرعوي أَي ينْدَم وَيتْرك. بَاب الرَّاء مَعَ الْغَيْن فِي الحَدِيث كَيفَ أَنْتُم إِذا ظَهرت الرَّغْبَة أَي كثر السُّؤَال وَقلت الْعِفَّة. وَمِنْه حَدِيث أَسمَاء أَتَتْنِي أُمِّي وَهِي راغبة فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا راغبة عَن ديني وَالثَّانِي راغبة فِي صلتي. وَفِي التَّلْبِيَة وَإِلَيْك الرغباء وَهُوَ من الرَّغْبَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 فِي الحَدِيث والرغب شُؤْم مَعْنَاهُ الشره والنهم والحرص عَلَى الدُّنْيَا. وَقَوله الْحجَّاج ائْتُونِي بِسيف غيب أَي سريع الْقطع. فِي رَكْعَتي الْفجْر الرغائب أَي مَا ترغب فِيهِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَأَنْتُم ترغثونها أَي ترضعون الدُّنْيَا. فِي الحَدِيث أَن رجلا رغسه الله مَالا أَي أَكثر لَهُ مِنْهُ ونماه لَهُ. وَقَرَأَ مسعر عَلَى عَاصِم فلحن فَقَالَ أرغلت أَي صرت صَبيا ترْضع بَعْدَمَا مهرت يُقَال رغل الصَّبِي إِذا أَخذ ثدي الْأُم فرضعه بِسُرْعَة. قَوْله وَإِن رغم أنف أبي ذَر أَي لصق بِالتُّرَابِ وَهُوَ الرغام. وَإِن السقط ليراغم ربه إِن أَدخل أَبَوَيْهِ النَّار أَي يغاصبه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 فِي الحَدِيث إِذا صَلَّى أحدكُم فليلزم وَجهه وَأَنْفه الأَرْض حَتَّى تخرج مِنْهُ الرغم أَي يخضع ويذل. قَالَت عَائِشَة لامْرَأَة اسلتيه وارغميه يَعْنِي الخضاب أَرَادَت أهينيه وارمي بِهِ فِي التُّرَاب. بَاب الرَّاء مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث إِن رجلا شكي إِلَيْهِ التعزب فَقَالَ عف شعرك فَفعل فارفأن أَي فسكن مَا بِهِ والمرفئن السَّاكِن. فِي الحَدِيث فأرفأوا أَي قربوا إِلَى الشاطئ. قيل لِابْنِ عَبَّاس أَتَقول الرَّفَث وَأَنت محرم فَقَالَ إِنَّمَا الرَّفَث مَا رُوجِعَ بِهِ النِّسَاء قَالَ ابْن عَبَّاس وَهُوَ التَّعْرِيض بِالْجِمَاعِ. فِي الحَدِيث نهَى رَسُول الله أَن يُقَال بالرفاء والبنين الرفاء الْمُوَافقَة وَكَانَت هَذِه عَادَة الْجَاهِلِيَّة يَقُولُونَهَا للمتزوج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 فِي الحَدِيث كَانَ إِذا رفح إنْسَانا أَرَادَ رفأ أَي دعى لَهُ بالرفاء وَيروَى رقح بِالْقَافِ والترقيح إصْلَاح الْمَعيشَة. فِي أَشْرَاط السَّاعَة وَأَن يكون الْفَيْء رفدا أَي صلَة لقوم دون قوم فَلَا يوضع مواضعة الرفادة شَيْء كَانَت قُرَيْش ترافد بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة. يخرج كل إِنْسَان بِقدر طاقته فَيجْمَعُونَ مَالا عَظِيما أَيَّام الْمَوْسِم فيشترون بِهِ الجزر وَالطَّعَام وَالزَّبِيب للنبيذ فَلَا يزالون يطْعمُون النَّاس حَتَّى يَنْقَضِي الْمَوْسِم وَكَانَ أول من قَامَ بذلك هَاشم بن عبد منَاف. فِي حَدِيث عبَادَة أَلا ترَوْنَ أَنِّي لَا أقوم إِلَّا رفدا أَي إِلَّا أَن أرفد وأعان. فِي الحَدِيث وَأعْطَى زَكَاة نَفسه رافدة عَلَيْهِ أَي تعينه نَفسه عَلَى أَدَائِهَا. فِي الحَدِيث المنحة تَغْدُو برفد وَتَروح برفد الرفد والمرفد قدح تحتلب فِيهِ النَّاقة. فِي صفته وتغتر عَن مثل حب الْغَمَام أَي يكسر الْأَسْنَان ضَاحِكا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 وَالْمرَاد بحب الْغَمَام بَيَاض بِأَسْنَانِهِ. قَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس بَلغنِي عَنْك أَشْيَاء كرهت أَن أفرك عَنْهَا أَي اكشف سترهَا عَنْك. فِي حَدِيث سلمَان كَانَ أرفش الْأُذُنَيْنِ أَي عريضهما شبه بالرقش وَهِي مجرفة من خشب. فِي الحَدِيث يُقَال لَهُم الرافضة الرَّفْض ترككم الشَّيْء قَالَ الْأَصْمَعِي سميت الرافضة لأَنهم كَانُوا بَايعُوا زيد بن عَلّي ثمَّ قَالُوا لَهُ ابرأ من الشَّيْخَيْنِ نُقَاتِل مَعَك فَأَبَى وَقَالَ كَانَا وزيري جدي فَلَا أَبْرَأ مِنْهُمَا فرفضوه وارفضوا عَنهُ فسموا رافضة. فِي الحَدِيث كل جمَاعَة رَافِعَة علينا فقد حرمتهَا وَمَعْنى رَافِعَة مبلغة عَنَّا وَالْمعْنَى فليبلغ أَنِّي قد حرمت الْمَدِينَة. فِي الحَدِيث من السّنة نتف الرفغين يَعْنِي هَا هُنَا الإبطين والأرفاغ أصُول المغابن. وَقَالَ عمر إِذا التقَى الرفغان وَجب الْغسْل وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا حِين التقاء الختانين والرفغ والرفغ لُغَتَانِ. قَالَ ابْن مَسْعُود رَأَى مُحَمَّد رفرفا أَخْضَر وَهُوَ الْبسَاط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 وَفِي حَدِيث وَفَاته فَرفع الرفرف فَرَأَيْنَا وَجهه قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الرفرف هَا هُنَا الْفسْطَاط. وَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَة عَن قبْلَة الصَّائِم فَقَالَ إِنِّي لأرف شفتيها أَي أمص وأرشف. فِي حَدِيث النَّابِغَة الْجَعْدِي وَكَانَ فَاه الْبرد يرف أَي يَبْرق. فِي الحَدِيث ذكر بعض المروج وَأَنه يرف رفيفا تقطر يَدَاهُ أَي هُوَ كثير المَاء والغضارة. وَفِي حَدِيث ترف عذوبة يَعْنِي الْأَسْنَان تبرق وتتلألأ. فِي الحَدِيث وَإِذا سيف مُعَلّق فِي رفيف الْفسْطَاط أَي فِي سقفه. فِي حَدِيث أم زرع إِن أكل رف أَي أَكثر. فِي الحَدِيث بعد الرف الرف الْإِبِل الْعَظِيمَة. قَوْله ألحقني بالرفيق الْأَعْلَى قَالَ الْأَزْهَرِي يَعْنِي جمَاعَة الْأَنْبِيَاء. فِي حَدِيث أبي أَيُّوب وَوجدنَا مرافقهم أَي كنفهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 قَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس بَلغنِي عَنْك أَشْيَاء كرهت أَن أفرك عَنْهَا أبي اكشف سترهَا عَنْك. فِي حَدِيث وَائِل بن حجر يسْعَى ويترفل قَالَ شمر الترفل التسود يُقَال رفل فلَان عَلَى قومه أَي سود والرفلة النَّخْلَة الَّتِي فَاتَت الْيَد. فِي الحَدِيث مثل الرفلة فِي غير أَهلهَا يَعْنِي المتبرجة بالزينة. وَنَهَى عَن الإرفاة وَهُوَ التنعم والدعة وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ كَثْرَة التدهن وَأَصله من ورد الْإِبِل وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا أوردت كل يَوْم مَتى شَاءَت قيل وَردت رفها. بَاب الرَّاء مَعَ الْقَاف قَوْله مَا تَعدونَ الرقوب قَالُوا الَّذِي لَا يَبْقَى لَهُ ولد قَالَ بل الَّذِي لم يقدم من وَلَده شَيْئا. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ فِي كَلَامهم فقد الْأَوْلَاد فِي الدُّنْيَا فَجعله رَسُول الله فقدهم فِي الْآخِرَة. قَوْله من أرقب رقبى فَهِيَ لمزارقيها. الرقبى أَن يَقُول الرجل أرقبتك كَذَا وَكَذَا فَإِن مت قبلي رَجَعَ إِلَيّ وَإِن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 مت قبلك فَهُوَ لَك فَكل وَاحِد مِنْهُمَا يرقب موت صَاحبه. فِي الحَدِيث ذكر الرفشاء وَهِي الأفعى سميت بذلك لترقيش فِي ظهرهَا وَهِي خطوط ونقط. قَالَ حُذَيْفَة أتتكم الرقطاء الْمظْلمَة يَعْنِي الْفِتْنَة يُقَال دجَاجَة رقطاء فِيهَا بَيَاض وَسَوَاد. قَالَ أَبُو بكرَة لَو شِئْت أَن أعد رقطا كَانَ بفخذي الْمَرْأَة الَّتِي كَانَ من الرجل مَعهَا مَا كَانَ يَعْنِي نقطا. فِي صفة مَوضِع ارقأط عرفحه أَي زَاد. قَوْله من فَوق سَبْعَة أرفعة يَعْنِي طباق السَّمَاء كل سَمَاء مِنْهَا رقعت الَّتِي تَلِيهَا فَكَانَت طبقًا لَهَا كَمَا يرقع الثَّوْب بالرقعة. قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال الرقيع السَّمَاء الدُّنْيَا سميت رقيعا لِأَنَّهَا رقعت بالأنوار فِيهَا. فِي الحَدِيث الْمُؤمن واه راقع أَي أَن دينه يهي بالمعصية فيرقعه بِالتَّوْبَةِ. فِي حَدِيث مُعَاوِيَة كَانَ يلقم بيد ويرقع بِالْأُخْرَى أَي يبسطها لينتثر عَلَيْهَا مَا سقط من اللُّقْمَة ثمَّ يتبعهَا اللُّقْمَة تبقى بهَا نثارها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 فِي الحَدِيث فَغسل مراقه وَهُوَ مَا سفل من الْبَطن ورفغيه ومذاكيره والمواضع الَّتِي يرق جلودها كنى عَن جَمِيعهَا بالمراق. فِي الحَدِيث اسْتَوْصُوا بالمعزى فَإِنَّهُ بالدقيق أَي لَيْسَ لَهُ صَبر الضَّأْن عَلَى الْجفَاء. وَقَالَ عُثْمَان قد رق عظمي أَي كَبرت. فِي الحَدِيث كَانُوا يَأْكُلُون الرّقّ. قَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ دويبة مائية لَهَا أَربع قَوَائِم وأظفار وأسنان فِي رَأس تظهره وتغيبه وتذبح. وَسُئِلَ الشّعبِيّ عَن رجل قبل أم امْرَأَته فَقَالَ أغن صبوح ترقق كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَقُول جَامع يُقَال قبل وأصل هَذَا أَن رجلا نزل بِقوم فَجعل إِذا أَصبَحت غَدا فاصطحبت فعلت كَذَا وَكَذَا يُرِيد بذلك إلزامهم الصبوح فَقَالُوا لَهُ هَذَا. فِي الحَدِيث فِي روس الرقل وَهُوَ جمع رقلة وَهِي النَّخْلَة الطَّوِيلَة. فِي الحَدِيث كَانَ يُسَوِّي بَين الصُّفُوف حَتَّى يَدعهَا مثل الرقيم وَهُوَ الْكتاب وَالْمعْنَى أَنه لَا يدع فِيهَا عوجا. فِي الحَدِيث مَا أَنا وَالدُّنْيَا والرقيم يَعْنِي النقش. وَصعد رَسُول الله رقمة من جبل رقمة الْوَادي مُجْتَمع مَائه فِيهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 فِي الحَدِيث المترقن بالزعفران لَا تقربه الْمَلَائِكَة أَي المتلطخ بِهِ. قَوْله فِي الرقة ربعث الْعشْر. قَالَ ابْن قُتَيْبَة الرقة الْفضة دَرَاهِم كَانَت أَو غَيرهَا. بَاب الرَّاء مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الركب أسنتها قَالَ أَبُو عبيد الركب جمع ركاب والركاب الْإِبِل وَسَيَأْتِي تَفْسِير الأسنة فِي بَاب السِّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ حُذَيْفَة إِنَّمَا تهلكون إِذا صرتم تمشون الركبات الركبات جمع الرّكْبَة وَهُوَ أقل من الركب وَمَعْنَاهُ أَنكُمْ تَرْكَبُونَ رؤوسكم فِي الْبَاطِل من غير تثبت. فِي الحَدِيث بشر ركيب السعاة بِقطع من جَهَنَّم الركيب والراكب وَأَرَادَ الَّذِي يركب السعاة فيرفع عَلَيْهِم أَكثر مِمَّا أخذُوا والسعاة قابضوا الصَّدقَات. قَالَ جَابر فَانْطَلق حملي أوسع حمل ركبته قطّ أَي أعجل سيرا. فِي الحَدِيث فركبت أَنفه أَي ضَربته بركبتي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 وَمِنْه قَول ابْن سِيرِين ابق الأزد لَا يركبوك. فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فركبني عمر أَي لَحِقَنِي. فِي الحَدِيث لَا شُفْعَة فِي ركح وَهُوَ نَاحيَة الْبَيْت من وَرَائه. وَنَهَى أَن يبال فِي المَاء الراكد وَهُوَ الْوَاقِف. قَوْله فِي الرِّكَاز الْخمس وَهُوَ كنوز الْجَاهِلِيَّة. وَقَالَ فِي الروث إِنَّه ركس أَي قد ركس أَي رد عَن حَالَته الأولَى كَمَا سمي الرجيع. وَقَالَ لعدي إِنَّك من أهل دين يُقَال لَهُم الركوشية وَهُوَ دين بَين النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ. وَلما دفن الْوَلِيد ركض فِي لحده أَي ضرب بِرجلِهِ الأَرْض فِي الحَدِيث لنَفس الْمُؤمن أَشد ارتكاضا عَن الذَّنب من العصفور حِين يغدف أَي أَشد اضطرابا لخوفه الْعقُوبَة. وَقَالَ فِي دم الْحيض ركضه من الشَّيْطَان أَي دَفعه وحركه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 وَلعن الركاكة وَهُوَ الَّذِي لَا يغار. وأصل الركاكة الضَّعِيف. وأصابهم رك وَهُوَ الْمَطَر الضَّعِيف. وَكَانَت حمْنَة تجْلِس فِي مركن قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الأجانة وَنَحْوهَا. فِي الحَدِيث جمعُوا حطبا حَتَّى ركموا أَي جعلُوا بعضه عَلَى بعض. وَدخل عمر إِلَى الشَّام فَأَتَاهُ أركون قَرْيَة أَي رئيسها. وَفِي حَدِيث المتشاحنين اركوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا أَي أخروهما. فِي الحَدِيث أَتَيْنَا عَلَى ركي وَهِي الْبِئْر. بَاب الرَّاء مَعَ الْمِيم فِي الحَدِيث إِنَّا لنركب أرماثا لنا وَهِي خشب يضم بعضه إِلَى بعض ويشد ثمَّ يَرك وَاحِدهَا رمث. فِي الحَدِيث عَام الرَّمَادَة أَي عَام الهلكة يُقَال رمدت الْغنم إِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 هَلَكت وَفِي ذَلِك الْعَام صَارَت الأَرْض لشدَّة الجدب كالرماد. فِي حَدِيث أم زرع زَوجي عَظِيم الرماد تُشِير إِلَى كَثْرَة الأضياف. فِي الحَدِيث يتَوَضَّأ بِالْمَاءِ الرمد وَهُوَ الكدر. فِي الحَدِيث عَلَيْهِم ثِيَاب رمد أَي غبرث فِيهَا كدورة. فِي الحَدِيث حَتَّى إِذا أنضج رمد أَي ألْقَى فِي الرماد يضْرب مثلا لمن صنع مَعْرُوفا ثمَّ أفْسدهُ. قَالَ الشّعبِيّ إِذا ارتمس الْجنب فِي المَاء أَي انغمس فِيهِ حَتَّى يغيب قَالَ بَعضهم الصَّائِم يرتمس وَلَا يغتمس أَي لَا يُطِيل اللّّبْث. قَوْله صَلَاة الْأَوَّابِينَ حِين يرمض الفصال يَعْنِي عِنْد ارْتِفَاع الضُّحَى ورمض الفصال أَن يَحْتَرِق الرمضاء وَهُوَ الرمل فتبرك الفصال من شدَّة حرهَا وإحراقها أخفافها. وَقَالَ عمر لراعي الشَّاة لَا ترمضها يُقَال رمض الرَّاعِي مَاشِيَته وأرمضها إِذا رعاها فِي الرمضاء. فِي الحَدِيث إِذا مدحت الرجل فِي وَجهه فَكَأَنَّمَا أمررت عَلَى حلقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 مُوسَى رميضا وَهُوَ الْحَدِيد. فِي الحَدِيث إِنَّه غضب حَتَّى خيل إِلَى من يرَاهُ أَن أَنفه يترمع قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يرَاهُ كَأَنَّهُ يرعد من الْغَضَب. وَرَوَاهُ بَعضهم يتمزع وَالْمعْنَى يتشقق. فِي الحَدِيث مَا لم يضمروا رماقا يَعْنِي نفَاقًا. فِي الحَدِيث وَأَنا عَلَى جمل أرمك يَعْنِي أَوْرَق. فِي حَدِيث أم معبد وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ أَي قد نفد زادهم يُقَال أرمل الرجل إِذا ذهب زَاده. وَقيل للْمَرْأَة الَّتِي مَاتَ زَوجهَا أرملة لذهاب كاسبها وَمثله قَوْله إِن الْأَشْعَرِيين إِذا أرملوا. وَمثله كُنَّا فِي غزَاة فأرملنا كُله بِمَعْنى ذهَاب الزَّاد. وَفِي مدح رَسُول الله عصمَة للأرامل يَعْنِي الْمَسَاكِين. فِي حَدِيث عمر وَهُوَ جَالس عَلَى رحال سَرِير يَعْنِي نسيجا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 من السعف وَالْمرَاد أَنه لم يكن فَوق السرير فرَاش. فِي الحَدِيث يرد برمتِهِ الرمة قِطْعَة من حَبل يشد بهَا الْأَسير أَو الْقَاتِل إِذا قيد إِلَى الْقود وَتَكون فِي عنق الْبَعِير. وَنَهَى رَسُول الله عَن الِاسْتِنْجَاء بالروث والرمة الرمة بِكَسْر الرَّاء الْعِظَام البالية. فِي الحَدِيث وأرم الْقَوْم أَي سكتوا وَبَعْضهمْ يَقُول فأزم الْقَوْم بالزاي وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ وَبِه سميت الحمية أزما. فِي الحَدِيث لم يترمرم أَي لم يَتَحَرَّك. قَوْله عَلَيْكُم بألبان الْبَقر فَإِنَّهَا ترم من كل الشّجر أَي تَأْكُل بالمرمة والمرمة لذوات الظلْف بِمَنْزِلَة الْفَم للْإنْسَان وَهِي المقمة أَيْضا. قَالَت أم عبد الْمطلب حِين أردفه الْمطلب كُنَّا ذَوي ثمَّة ورمة وَقد سبق شَرحه فِي ابْن الثَّاء قَالَ بَان السّكيت الثم قماش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 الْبِنْت والرم مرمة الْبِنْت وَكَأَنَّهَا أَرَادَت كُنَّا القائمين بأَمْره مُنْذُ ولد إِلَى أَن قوي وشب. قَوْله لَو دعِي أحدهم إِلَى مرماتين لأجاب المرماة مَا بَين ظلفي الشَّاة وَيُقَال مرماة بِالْفَتْح وَقيل إِنَّه رَمَاه بِالسَّهْمِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ. قَوْله إِنِّي إِن أَخَاف عَلَيْكُم الرماء يَعْنِي الرِّبَا قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ بالرماء الزِّيَادَة. وَرَوَى بَعضهم الإرماء فجَاء بِالْمَصْدَرِ يُقَال أرمى عَلَى الشَّيْء أربي أَي زَاد عَلَيْهِ. قَوْله كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الطريرة الَّتِي يرميها الصَّائِد. بَاب الرَّاء مَعَ النُّون فِي الحَدِيث إِن فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اليرنا يرْوَى بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا قَالَ القتيبي هُوَ الْحِنَّاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 فِي الحَدِيث إِن الْجمل الْأَحْمَر ليرنح بِهِ من شدَّة الْحر أَي يدار بِهِ وَمن رَوَاهُ يرِيح أَرَادَ يهْلك. قَالَ عبد الْملك خرجت بِي قرحَة من الرانفة والصفن قَالَ الْأَصْمَعِي الرانفة أصل الألية والصفن جلد الخصية وَأَرَادَ أَنَّهَا فِي الدبر فكنى بذلك. وَسُئِلَ الْحسن أينفخ الْإِنْسَان فِي المَاء فَقَالَ إِن كَانَ من رنق أَي من كدر. بَاب الرَّاء مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث لَا شوب وَلَا روب أَي لَا غش وَلَا تَخْلِيط فِي البيع والروب الرائب. لما أَرَادَ حسان بهَا حَيّ المرك أخرج لِسَانه فَضرب بِهِ رَوْثَة أَنفه أَي أرنبته وَمَا تَلِيهَا من مقدمه. فِي الحَدِيث تحَابوا بِروح الله. قَالَ الْخطابِيّ الرَّاء مَضْمُومَة وَالْمرَاد الْقُرْآن وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ غَيرهمَا الْمَعْنى تحَابوا بِمَا يحيي بِهِ الْخلق من الْهِدَايَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 قَوْله هما ريحانتاي من الدُّنْيَا الريحان الْوَلَد وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ أَن شم الْوَلَد كشم الريحان. فِي الحَدِيث الرّيح من روح الله أَي من رَحمته قَوْله من رَاح إِلَى الْجُمُعَة قَالَ الْأَزْهَرِي أَي من خف إِلَيْهَا وَلم يرد رواح آخر النَّهَار. يُقَال رَاح الْقَوْم إِذا سَارُوا أَي وَقت كَانَ. قَوْله أَرحْنَا بهَا أَي فرغ قُلُوبنَا من شغلها بأَدَاء الْمَفْرُوض. لما هَاجَرت أم أَيمن دُلي إِلَيْهَا دلو فَشَرِبت حَتَّى أراحت أَي رجعت إِلَيْهَا روحها بعد شدَّة الْعَطش. وَنَهَى أَن يكتحل الْمحرم بالإثمد المروح قَالَ أَبُو عبيد هُوَ المطيب بالمسك فِي الحَدِيث حِين دلكت يراح يَعْنِي الشَّمْس. فِي حَدِيث عمر كَانَ أروح وَهُوَ الَّذِي يتدانى عقباه وتتباعد صُدُور قَدَمَيْهِ. وَمِنْه قَوْله لكَأَنِّي أنظر إِلَى كنَانَة ابْن عبد ياليل قد أقبل يضْرب درعه روحتي رجله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 ركب عمر نَاقَة فَقَالَ كَأَن راكبها غُصْن بمروحة المروحة الْموضع الَّذِي تخترقه الرِّيَاح فَإِن كسرت الْمِيم فَهِيَ الْآلَة الَّتِي يتروح بهَا. وَفِي الْمَلَائِكَة روحانيون قَالَ النَّضر هم أَزوَاج لَا أجساد لَهَا. وَفِي حَدِيث المولد أُعِيذك بِالْوَاحِدِ من كل خلق رائد أَي مُتَقَدم بمكروه والحمى رائد الْمَوْت أَي رَسُوله. فِي حَدِيث الْوَفْد إِنَّا قوم رادة وَهُوَ جمع رائد. فِي صفة أَصْحَاب رَسُول الله يدْخلُونَ رَوَّادًا أَي طَالِبين للْعلم. فِي الحَدِيث فليرتد لبوله أَي يطْلب مَكَانا دمثا لينًا لِئَلَّا يرْتَد عَلَيْهِ بَوْله. فِي الحَدِيث كَانَ راز سفينة نوح جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام الراز رَأس البنائين وحرفته الريازة. فِي حَدِيث أم معبد حَتَّى أراضوا أَي شربوا قَالَ أَبُو عبيد صبوا اللَّبن عَلَى اللَّبن. وَكره ابْن الْمسيب المرافضة قَالَ شمر هُوَ أَن يواصف الرجل بالسلعة لَيست عِنْده وَهُوَ مثل بيع الْمُوَاضَعَة. قَوْله إِن روح الْقُدس نفث فِي روعي أَي فِي جلدي وَنَفْسِي. فِي الحَدِيث إِن فِي كل أمة مروعين المروع الملهم كَأَنَّهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 يلقى فِي روعه الصَّوَاب والروع النَّفس. وَكتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد افرخ روعك أَي أسكن وآمن وَاتفقَ عُلَمَاء اللُّغَة عَلَى فتح رَاء الروع وَقَالُوا مَعْنَاهُ انْكَشَفَ فزعك وروعتك إِلَّا أَن الْأَزْهَرِي حَكَى عَن أبي الْهَيْثَم أَنه كَانَ يضم الرَّاء وَيَقُول مَعْنَاهُ خرج الروع من قَلْبك والروع الْقلب وَهُوَ مَوضِع الروع قَالَ والروع فِي الروع كالفرخ فِي الْبَيْضَة. يُقَال أفرخت الْبَيْضَة إِذا تفلقت عَن الفرخ فَخرج مِنْهَا. قَالَ الْأَزْهَرِي وَقد كَانَ لأبي الْهَيْثَم حَظّ موفور من الْعلم. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رَسُول الله بَعثه ليرَى قوما قَتلهمْ خَالِد بن الْوَلِيد فَأَعْطَاهُمْ ميلفة الْكَلْب ثمَّ أَعْطَاهُم بروعة الْخَيل. قَالَ القتيبي يُرِيد أَن الْكلاب راعت نِسَاءَهُمْ وصبيانهم فَأَعْطَاهُمْ شَيْئا لما أَصَابَهُم من هَذِه الروعة وَسَيَأْتِي مشروحا فِي بَاب الْوَاو. وَكتب إِلَى الْأَقْيَال الأرواع الأرواع الحسان الْوُجُوه. يُقَال رَابِع وأرواع مثل نَاصِر وأنصار. قَالَ ابْن عَبَّاس إِذا شمط الْعَارِض فَذَلِك الروع يَعْنِي الْإِنْذَار بِالْمَوْتِ. فِي الحَدِيث لن تراعوا مَعْنَاهُ لَا فزع وَلَا روع. فِي الحَدِيث فليروع لَهُ لقْمَة أَي ليروها من الدسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 فِي الحَدِيث حَتَّى أَلْقَت السَّمَاء بأرواقها أَي بِجَمِيعِ مَا فِيهَا من المَاء. فِي خطْبَة عَائِشَة ضرب الشَّيْطَان روقه الروق الرواق وَهُوَ مَا بَين ثدي الْبِنْت. فِي حَدِيث الرّوم فَيخرج إِلَيْهِم روقة الْمُؤمنِينَ أَي خيارهم. قَالَ أَبُو بكر لرجل تعاهد فِي الْوضُوء المغفلة والمنشلة وَالروم. الرّوم شحمة الْأذن وَسَيَأْتِي بَيَان مَا بَقِي وَكَانَ عمر يَأْخُذ مَعَ كل فَرِيضَة غفالا وزواء وَهُوَ حَبل. فِي الحَدِيث السحائب روايا الْبِلَاد الروايا حوامل المَاء. قَالَ ابْن مَسْعُود شَرّ الروايا روايا الْكَذِب وَهُوَ جمع رِوَايَة بَاب الرَّاء مَعَ الْهَاء لَا رَهْبَانِيَّة فِي الْإِسْلَام وَذَلِكَ كالاختصاء وَنَحْوه. فِي الحَدِيث فَرَأَيْت السكاكين تَدور بَين رهابته ومعدته. الرهابة عظم كالغضروف يشرف عَلَى رَأس الْمعدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 فِي الحَدِيث فثار رفج وَهُوَ الْغُبَار. فِي الحَدِيث وجراثيم الْعَرَب ترتهش أَي تضطرب قبائلهم فِي الْفِتَن وَمن رَوَاهُ ترتهش بالشين أَرَادَ تصطك. فِي الحَدِيث فَقطعُوا رواهشه وَهِي عروق بَاطِن الذِّرَاع. فِي الحَدِيث وَإِن ذَنبه لم يكن عَن إرهاص أَي عَن إِصْرَار. فِي الحَدِيث وَنحن ارتهاط أَي فرق مجتمعون والرهط مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 فِي الحَدِيث وَكَانَ بِهِ رهق أَي غشيان لِلْحَرَامِ. وَمثله صَلَّى عَلَى امْرَأَة كَانَت ترهق أَي تتهم بشر وَقَالَ اللَّيْث الرهق جهل فِي الْإِنْسَان وخفة فِي عقله. فِي الحَدِيث إِن فِي سيف خَالِد رهقا أَي عجلة. وَكَانَ سعد إِذا دخل مَكَّة مراهقا خرج إِلَى عَرَفَة يَعْنِي إِذا ضَاقَ عَلَيْهِ الْوَقْت. وَصبي مراهق قد قَارب الْحلم. وَفِي الحَدِيث أرهقوا الْقبْلَة أَي أدنوا مِنْهَا. فِي الحَدِيث وأرهقتنا الصَّلَاة أَي أخرناها حَتَّى كَادَت تَدْنُو من الْأُخْرَى. فِي الحَدِيث حَسبك من الرهف والجفاء أَن لَا تعرف نبيك. قيل هَذَا الرجل لم يعرف رَسُول الله وَقد صحفه الْهَرَوِيّ فَقَالَ أَن لَا يعرف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 بَيْنك وَفَسرهُ بِأَن لَا تَدْعُو أحدا إِلَى طَعَامك وَذَلِكَ لَو صَحَّ لم يكن رهقا. فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ قَمِيص مصبوغ بالريهقان أَي بالزعفران. فِي الحَدِيث ونستحيل الرهام وَهُوَ جمع رهمة وَهُوَ الْمَطَر اللين. قَالَ الْحجَّاج لرجل أَمن أهل الرس والرهمسة أَنْت وَقد سبق مَعْنَى الرس فِي بَاب الرَّاء مَعَ السِّين فَأَما أهل الرهمسة فَقَالَ الْأَزْهَرِي هم الَّذين يتسارون فِي إثارة الْفِتْنَة. يُقَال فلَان يرهمس ويرهسم. قَوْله كل غُلَام رهينة بعقيقته الرهينة الرَّهْن. فِي حَدِيث أم معبد فغادرها رهنا أَي خلف الشَّاة عِنْدهَا مرتهنة بِأَن تدر وَسُئِلَ عَن غطفان فَقَالَ رهوة تنبع مَاء أَرَادَ أَنَّهَا جبل يَنْبع مِنْهُ مَاء وَالْمعْنَى أَن فيهم خشونة. فِي الحَدِيث آتِيك بِهِ رهوا أَي عفوا لَا احتباس فِيهِ. وَنَهَى أَن يمْنَع رهو المَاء وَمَعْنَاهُ منع نقع الْبِئْر سمي رهوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 باسم الْمَكَان الَّذِي هُوَ فِيهِ لانخفاضه. وَمِنْه قَضَى أَن لَا شُفْعَة فِي رهو. فِي حَدِيث الْمِعْرَاج وَجِيء بطست رهرهة. قَالَ القتيبي وَاسِعَة وَالْمعْنَى رحرحة فأبدلت الْهَاء من الْحَاء. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هَذَا خطأ لِأَن الْهَاء لَا تبدل من الْحَاء إِلَّا فِي مَوَاضِع مَعْرُوفَة وَلَا يُقَاس عَلَيْهَا وَإِنَّمَا هُوَ درهرهة فأسقط الرَّاوِي الدَّال. فِي الحَدِيث مرت بِهِ عنانة ترهيأ أَي تتهيأ للمطر. بَاب الرَّاء مَعَ الْيَاء قَالَ أَبُو بكر لعمر عَلَيْك بالرائب من الْأُمُور وَإِيَّاك والرايب أَرَادَ عَلَيْك بالصافي وَإِيَّاك وَالَّذِي فِيهِ شُبْهَة يُقَال لَهما رايب وَقيل وَإِيَّاك والرايب أَي مَا يريب. قَالَ عمر مكسبة فِيهَا بعض الرِّيبَة خير من الْمَسْأَلَة يَعْنِي الشُّبْهَة. فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء غير رائث أَي محتبس. والحمى رائد الْمَوْت وَهُوَ الرَّسُول. وَاشْتَرَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام قَمِيصًا فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي هَذَا من رياشه الرياش مَا طهر من اللبَاس والرياش المَال. فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا ويرش مملقها أَصله من الريش للطائر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 فِي الحَدِيث أَخْبرنِي عَن النَّاس فَقَالَ هم كسهام الجعبة مِنْهَا السهْم الريش أَي ذُو الريش. قَالَ حُذَيْفَة ابتاعوا لي ريطتين الريطة كل ملاءة لم تكن لفقين. فِي الحَدِيث إِن عمر أُتِي برابطة يتمندل بهَا بعد الطَّعَام فكرهها يَعْنِي المنديل وَأهل اللُّغَة يَقُولُونَ ريطة. فِي وصف نَاقَة إِنَّهَا المرياع أَي يُسَافر عَلَيْهَا ويعاد من رَاع يريع إِذا رَجَعَ وَعَاد. قَالَ الْحسن فِي الْقَيْء إِن رَاع مِنْهُ شَيْء إِلَى جَوْفه فقد أفطر أَي إِن رَجَعَ فِي الحَدِيث فوالكعبة مَا راموا أَي مَا برحوا. وَمِنْه قَوْله للْعَبَّاس لَا ترم من مَنْزِلك أَي تَبْرَح. قَالَ عمر فِي حق رجل أصبح قدرين بِهِ أَي أحَاط بِمَالِه الدَّين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 كتاب الزَّاي بَاب الزَّاي مَعَ الْبَاء سُئِلَ الشّعبِيّ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ زباء ذَات وبر أَي أَنَّهَا صعبة قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنا وَالله مثل الَّتِي أحيط بهَا فَقيل زباب زباب حَتَّى دخلت حجرها فاحتقر عَنْهَا قَالَ القتيبي هِيَ الضبع إِذا أَرَادوا صيدها أحاطوا بهَا وَقَالُوا زباب تؤنس والزباب ضرب من الفأر لَا يسمع والخلد جنس مِنْهَا لَا تبصر وَأَرَادَ لَا أكون كالضبع تخادع عَن حتفها. قَوْله لَا نقبل زبد الْمُشْركين الزّبد الرفد وَالعطَاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 قَوْله لَا زير لَهُ قد سبق فِي الدَّال. فِي حَدِيث الْأَحْنَف كَانَ إِذا غضب قَالَ هَاجَتْ زبراء وَهُوَ اسْم خَادِم لَهُ فَذَهَبت مثلا والزبراء تَأْنِيث الأزبر. وَأتي عبد الْملك بأسير مصدر أزبر أَي عَظِيم الزبرة وَهِي مَا بَين كَتِفي الْأسد أَرَادَ أَنه عَظِيم الصَّدْر والكاهل. فِي الحَدِيث دعى بِدَوَاةٍ ومزبر يَعْنِي الْقَلَم. فِي الحَدِيث فَجعل عَمْرو يتزبع لمعاوية أَي يتَغَيَّر وَقَالَ أَبُو عَمْرو هُوَ المدمدم فِي غضب. وَنَهَى عَن الْمُزَابَنَة وَهُوَ بيع الثَّمر فِي رُؤُوس النّخل بِالتَّمْرِ وَأَصله من الزَّبْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِذا وفقا عَلَى البيع تدافعا فحرص البَائِع عَلَى إِمْضَاء البيع وحرص المُشْتَرِي عَلَى فَسخه وَقَالَ مُعَاوِيَة رُبمَا زينت النَّاقة أنف حالبها. وَيُقَال للشاة زبون لدفعها وللحرب زبون لِأَنَّهَا ترفع بنيها إِلَى الْمَوْت. فِي الحَدِيث لَا تقبل صَلَاة الزبين وَهُوَ الَّذِي يدافع الخبيثين كَذَا رُوِيَ وَالصَّحِيح الزنين بالزاي وَالنُّون. قَالَ عُثْمَان قد بلغ الزبى وَهُوَ جمع زبية وَهِي الرابية الَّتِي لَا تعلوها المَاء يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ يَتَفَاقَم والزبية أَيْضا يحْفر للأسد وَالذِّئْب يصاد فيهمَا. فِي الحَدِيث لَهُ زَبِيبَتَانِ وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهُمَا النكتتان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 السوداوان فَوق عَيْني الْحَيَّة. وَالثَّانِي أَنَّهُمَا الزائدتان اللَّتَان تَكُونَانِ فِي الشدقين فَإِذا غضب الْإِنْسَان أَو أَكثر الْكَلَام أزبد. بَاب الزَّاي مَعَ الْجِيم كَانَ أَزجّ الحواجب قَالَ الْأَزْهَرِي الزجج دقة الحواجب واستقواسها. والزجج تقوس فِي الْحَاجِب مَعَ طول فِي أَطْرَافه وسبوغ. فِي الحَدِيث أَخذ خَشَبَة فنقرها وزجج موضعهَا أَي سُوَى مَوضِع النقر وَأَصْلحهُ مَأْخُوذ من تزجيج الْحَاجِب وَهُوَ حذف زَوَائِد الشّعْر. وَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الحربة فزجل بهَا أبي بن خلف أَي رَمَاه بهَا. بَاب الزَّاي مَعَ الْحَاء فِي الحَدِيث إِن رَاحِلَته أزحفت أَي قَامَت من الإعياء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 قَالَ الزّجاج يُقَال زحف المعيي وأزحف إِذا لم يقدر عَلَى النهوض. وَقَالَ الْخطابِيّ الأجود ضم الْألف. فِي الحَدِيث كَانَ يزحلنا أَي ينحينا وزحل بِمَعْنى تَأَخّر. بَاب الزَّاي مَعَ الْخَاء فِي الحَدِيث من يتبعهُ الْقُرْآن يزخ فِي قَفاهُ أَي يدْفع وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام (أَفْلح من كَانَت لَهُ مزخة ... يزخها ثمَّ ينَام الفخة) أَي امْرَأَة تطئوها. فِي الحَدِيث لَا تأخذن من الزخة شَيْئا وَهِي أَوْلَاد الْغنم يزخ أَي يساق. وَلم يدْخل رَسُول الله الْكَعْبَة حَتَّى نحي الزخرف وَهُوَ نقوش وتصاوير نحتت. فِي الحَدِيث فِي الْفَرْع تذبح قَالَ لِأَن يتْركهُ حَتَّى يكون زخربا خير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 من أَن يكفأ إناءك. قَالَ أَبُو عبيد الزخزب الَّذِي قد غلظ جِسْمه وَاشْتَدَّ لَحْمه وَفِي لفظ حَتَّى يكون شفرنا وَهُوَ الْكَبِير. بَاب الزَّاي مَعَ الرَّاء قَالَ أَبُو هُرَيْرَة ويل للزريب قيل وَمَا الزريبة قَالَ الَّذين يدْخلُونَ عَلَى ألأمراء فَإِذا قَالُوا شرا صدقوهم. قَوْله فِي زريبة من غنم. قَالَ الْكسَائي الزريبة حَظِيرَة من خشب تعْمل للغنم. قَالَ سلمَان فِي حق عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه لعالم الأَرْض وزرها أَي قوامها. قَالَ الْأَزْهَرِي وَأَصله من زر الْقلب وَهُوَ عظم صَغِير بِهِ قوام الْقلب. قَالَ الْحجَّاج إيَّايَ وَهَذِه الزرافات الْجَمَاعَات يَجْتَمعُونَ لإثارة الْفِتَن. وَمثلهَا البرازق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 قَالَ بَعضهم كَانَ الْكَلْبِيّ يزرف فِي الحَدِيث يُقَال فلَان يزرف ويزلف ويبنق أَي يزِيد. قَوْله لَا تزرموا ابْني أَي لَا تقطعوا عَلَيْهِ بَوْله والازرام الْقطع. قَوْلهَا الرّيح ريح زرنب وَهُوَ نوع من الطّيب. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا أدع الْحَج وَلَو تزرنقت وَهُوَ من الزرنوق والزرنوقان حائطان ببنيان من جَانِبي الْبِئْر ويعرض عَلَيْهِمَا خَشَبَة تعلق فِيهَا البكرة وَالْمعْنَى لَو استقيت بِالْأَجْرِ. وَكَانَت عَائِشَة تَأْخُذ الزرنقة أَي تَأْخُذ بِالدّينِ وَسُئِلَ عِكْرِمَة عَن الْجنب يغتمس فِي الزرنوق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 قَالَ شمر هُوَ النَّهر الصَّغِير. وَكَانَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام زرمانقة أَي جُبَّة صوف. بَاب الزَّاي مَعَ الْعين قَوْله وأزعب لَك من المَال زعبة أَي أُعْطِيك دفْعَة مِنْهُ. قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون إيَّاكُمْ وَهَذِه الزعانيف وَهِي فرق النَّاس الخارجون عَن جَمَاعَتهمْ وهم الزعانف أَيْضا. قَالَ الْأَصْمَعِي أصل الزعانف أَطْرَاف الْأَدِيم والأكارع شبه من شَذَّ عَن النَّاس وفارقهم بأطراف الْجلد من الْأدم. وَقَالَ جَابر وَكنت أنظر إِلَى أبي بعد قَتله وَرَسُول الله لَا يزعني أَي لَا يزجرني وَمثله إِن الله يَزع بالسلطان. قَوْله الزعيم غَارِم يَقُول الْكَفِيل ضَامِن. وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب إِنَّه كَانَ إِذا مر برجلَيْن يتزاعمان فَذكر أَن الله عز وجل كفر عَنْهُمَا أَي يتدافعان شَيْئا فيختلفان فِيهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 بَاب الزَّاي مَعَ الْغَيْن أهدي لرَسُول الله أجر زغب الْأجر صغَار القثاء والزغب الَّتِي عَلَيْهَا زغب والزغب أول مَا ينْبت من الريش. بَاب الزَّاي مَعَ الْفَاء نهَى عَن المزفت وَهُوَ الْإِنَاء الَّذِي يطلى بالزفت ثمَّ ينتبذ فِيهِ. قَالَ اللَّيْث الزفت القار وَقيل هُوَ غير القار. وَكَانَ النِّسَاء يزفرن الْقرب الزفر الْحمل عَلَى الظّهْر. وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا خلا مَعَ زافرته انبسط وهم خواصه. فِي الحَدِيث صنع طَعَاما وَقَالَ لِبلَال ادخل عَلّي النَّاس زفة زفة أَي فوجا بعد فَوْج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 سميت بذلك لزفيفها فِي مشيتهَا. وَقَالَ لامْرَأَة مَا لَك تزفزفين قَالَت الْحمى أصل الزفزفة تَحْرِيك الرِّيَاح الْحَشِيش حَتَّى يصوت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 كتاب السِّين بَاب السِّين مَعَ الْألف قَوْله فَأخذ جِبْرِيل بحلقي فسأبني أَي خنقني. فِي الحَدِيث جُزْء من الرزق فِي السابياء. قَالَ الْأَصْمَعِي السابياء هُوَ المَاء الَّذِي يخرج عَلَى رَأس الْوَلَد إِذا ولد. وَقَالَ هشيم مَعْنَى السابياء النِّتَاج قَالَ أَبُو عبيد الأَصْل فِي السابياء مَا قَالَ الْأَصْمَعِي وَالْمعْنَى يرجع إِلَى مَا قَالَ هشيم. بَاب السِّين مَعَ الْبَاء قَوْله كل سَبَب وَنسب يَنْقَطِع إِلَّا سببي ونسبي قَالَ الْأَزْهَرِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 النّسَب يكون بِالْولادَةِ وَالسَّبَب بِالتَّزْوِيجِ. فِي الحَدِيث وسبائب الْعَبَّاس تجول عَلَى صَدره يَعْنِي ذوائبه وَهَذَا مَذْكُور فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء. قَالَ رَأَيْت الْعَبَّاس وَقد طَال عمر وَعَيناهُ تَنْضَحَانِ وسبائبه تجول عَلَى صَدره. وَالْمعْنَى كَانَ أطول من عمر وَعَيناهُ تجْرِي دمعا وَقد صحف هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ رَأَيْت الْعَبَّاس وَقد طَال عمره وَعَيناهُ تنضمان وَهُوَ قَول من لَا يعرف الحَدِيث. فِي حَدِيث صلَة بن أَشْيَم فَإِذا سبّ فِيهِ دوخلة رطب السب الثَّوْب الرَّقِيق. قَوْله يَا صَاحب السبتين السبت جُلُود الْبَقر المدبوغة بالقرظ يتَّخذ مِنْهَا النِّعَال. سميت سبتية لِأَن شعرهَا قد سبت عَنْهَا أَي حلق وأزيل. فِي حَدِيث قيلة وَعَلَيْهَا سبيح لَهَا وَهُوَ ثوب يعْمل من الصُّوف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 يكون أسود. فِي الحَدِيث إِن رجلَيْنِ سبحا بعد الْعَصْر أَي صليا. قَوْله وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة أَي نَافِلَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 قَوْله لأحرقت سبحات وَجهه. قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام يُقَال فِي السبحات إِنَّهَا جلال وَجهه ونوره وَمِنْه قيل سُبْحَانَ الله إِنَّمَا هُوَ تَعْظِيم لَهُ وتنزيه. قَالَ وَلم نسْمع هَذَا الْحَرْف إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث. وَقد حَكَى الْأَزْهَرِي عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ السبحات مَوَاضِع السُّجُود قلت فَيكون هَذَا خطابا لنا بِمَا نعقل فِي أمثالنا كَمَا يذكر فِي حق الْيَد والسمع وَالْبَصَر وَمن صِفَاته السبوح. قَالَ الزّجاج هُوَ الَّذِي تنزه عَن كل سوء. قَوْله لعَائِشَة وَقد دعت عَلَى السَّارِق لَا تسبحي عَنهُ أَي لَا تخففي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 فِي الحَدِيث إِن ذكر الْخَوَارِج فَقَالَ التسبيد فيهم فَاش وَهُوَ استئصال الشّعْر بِالْحلقِ. وَقيل هُوَ ترك التدهن وَغسل الرَّأْس. وَمن هَذَا قدم ابْن عَبَّاس مَكَّة مسبد رَأسه وَهُوَ ترك الدّهن وَمثله التسميد. قَوْله يخرج من النَّار قد ذهب حبره وسبره أَي جماله وهيئته. وَقيل للزبير قد غلب عَلَى نبيك سبر أبي بكر ونحوله السبر هَا هُنَا الشّبَه. قَوْله إسباغ الْوضُوء فِي السبرات السبرة شدَّة الْبرد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 فِي الحَدِيث الْحسن وَالْحُسَيْن سبطا رَسُول الله أَي طَائِفَتَانِ مِنْهُ وقطعتان مِنْهُ. قَالَ الزّجاج السبط فِي اللُّغَة الْجَمَاعَة الَّذين يرجعُونَ إِلَى أَب وَاحِد والسبط من شَجَرَة وَاحِدَة قَالَ ثَعْلَب الأسباط ولد إِسْحَاق كالقبائل فِي ولد إِسْمَاعِيل فرقوا بِهَذَا بَين الْفَرِيقَيْنِ. وَكَانَ صلى الله عليه وسلم سبط الْقصب السبط الممتد الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تعقد وَلَا نتوء. وَفِي صفة شعره لَيْسَ بالسبط وَهُوَ السهل الَّذِي لَا تكسر فِيهِ. كَانَت عَائِشَة تضرب الْيَتِيم فِي حجرها حَتَّى يسبط أَي يَمْتَد يُقَال أسبط عَلَى وَجه الأَرْض إسباطا إِذا امْتَدَّ وانبسط من الضَّرْب. وَمثله حَدِيث عَطاء أَنه سُئِلَ عَن رجل أَخذ من الذَّبِيحَة شَيْئا قبل أَن تسبطر أَي تمتد بعد الْمَوْت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 فِي الحَدِيث أَتَى سباطة قوم وَهِي مثل الكناسة الَّتِي تلقى فِيهَا القمائم. قَالَ شُرَيْح فَإِن هِيَ درت واسبطرت يُرِيد امتدت للإرضاع. قَوْله من لَهَا يَوْم السَّبع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي السَّبع الْموضع الَّذِي عِنْده الْمَحْشَر يَوْم الْقِيَامَة أَرَادَ من لَهَا يَوْم الْقِيَامَة قلت من ضم الْبَاء غلط. فِي الحَدِيث نهَى عَن السبَاع وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه الفخار بِكَثْرَة الْجِمَاع وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الْجِمَاع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 وَفِي حَدِيث آخر اغْتسل من سِبَاع أَي من جماع وَقيل هُوَ أَن يتساب الرّجلَانِ فَيَرْمِي كل وَاحِد صَاحبه بِمَا يسوءه من القذع. يُقَال سبع فلَان فلَانا إِذْ انتقصه وتناوله بِسوء. فِي الحَدِيث من سبعني من قومِي. وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن مَسْأَلَة فَقَالَ إِحْدَى من سبع كَأَنَّهُ لما استهولها ضرب لَهَا السَّبع الَّذِي عديت فِيهَا عَاد مثلا. فِي الحَدِيث سبعت سليم يَوْم الْفَتْح مَعْنَاهُ كملت سَبْعمِائة رجل. وَقَول رَسُول الله لأم سَلمَة إِن شِئْت سبعت لَك أَي أَقمت عنْدك سبعا والأسبوع الْأَيَّام الَّتِي يَدُور عَلَيْهَا الزَّمَان فِي كل سَبْعَة مِنْهَا جُمُعَة يُسمى الْأُسْبُوع وَتجمع أسابيع وَكَذَلِكَ الْأُسْبُوع فِي الطّواف وَمن الْعَرَب من يَقُول سبوع فيهمَا. فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة سابغ الإليتين أَي كثير لحمهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 وَلما رَمَى رَسُول الله أبي بن خلف وَقعت الحربة فِي ترقوته تَحت تسبغة الْبَيْضَة. قَالَ ابْن قُتَيْبَة تسبغة الْبَيْضَة شَيْء من حلق الدرْع توصل بِهِ الْبَيْضَة فتستر الْعُنُق وَإِنَّمَا قيل لذَلِك الْوَصْل تسبغة لِأَن الْبَيْضَة بِهِ تسبغ حَتَّى تستر مَا بَينهَا وَبَين جنب الدرْع وَلَوْلَا ذَلِك كَانَ بَين الْبَيْضَة والدرع خلل. قَوْله لَا ينظر الله إِلَى مُسبل وَهُوَ الَّذِي يطول ثَوْبه ويرسله إِلَى الأَرْض. وَفِي حَدِيث آخر من خر سبله من الْخُيَلَاء أَي ثِيَابه الْمُرْسلَة. فِي الحَدِيث اسقنا غيثا سابلا. قَالَ ابْن قُتَيْبَة السبل الْمَطَر كَأَنَّهُ قَالَ مَطَرا ماطرا. فِي الحَدِيث كَانَ وافر السبلة. قَالَ الْخطابِيّ هُوَ مقدم اللِّحْيَة وَمَا أسبل مِنْهَا عَلَى الصَّدْر وَلَيْسَ بالشارب. فِي الحَدِيث كَانَ لعَلي بن الْحُسَيْن سبنجونة من جُلُود البغال وَهِي الفروة. فِي الحَدِيث دخلت عَلَى خَالِد وَعَلِيهِ سبنية قَالَ اللَّيْث هُوَ ضرب من الثِّيَاب يتَّخذ من مشامة الْكَتَّان وَهُوَ أغْلظ مَا يكون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 فِي الحَدِيث لَا يجيئن أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة سَبَهْلَلا أَي فَارغًا لَيْسَ مَعَه من أَعمال الْآخِرَة شَيْء. بَاب السِّين مَعَ التَّاء فِي الحَدِيث أَيّمَا رجل أغلق عَلَى امْرَأَته بَابا وأرخى أستاره يَعْنِي ستوره. فِي الحَدِيث فَبينا نَحن لَيْلَة متساتلين عَن الطَّرِيق أَي متقاطرين بَعْضنَا فِي إِثْر بعض. يُقَال تساتل الْقَوْم إِذا جَاءَ بَعضهم فِي إِثْر بعض. فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ مستها أَرَادَ بالمسته الضخم الإليتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 بَاب السِّين مَعَ الْجِيم قَالَ ابْن عَبَّاس هَوَاء الْجنَّة سَجْسَج أَي معتدل لَا حر فِيهَا وَلَا قر. وَمثله فِي صفة لَيْلَة الْقدر أَنَّهَا ساجية. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَا بَين طُلُوع الْفجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس يُقَال لَهُ السجسج وَمن الزَّوَال إِلَى الْعَصْر يُقَال لَهُ الهجير والهاجرة. وَمر بواد فَقَالَ هَذِه سجاسج مر بهَا مُوسَى السجاسج جمع سَجْسَج. فِي الحَدِيث إِن الله قد أراحكم من السجة والسجة حَكَى أَبُو عبيد عَن بَعضهم أَنَّهَا أَسمَاء آلِهَة كَانُوا يعبدونها. وَقيل السجة مَأْكُول رُوِيَ والسجة الدَّم كَانُوا يَأْكُلُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة. وأيد أَبُو سعيد الضَّرِير هَذَا وَقَالَ السجة اللبنة الَّتِي رققت بِالْمَاءِ والسجة الدَّم الفصيد. وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يتبلغون بهما فِي المجاعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 فِي الحَدِيث ملكت فَأَسْجِحْ أَي سهل وَأحسن الْعَفو. وَقَالَ عَلّي لأَصْحَابه امشوا إِلَى الْمَوْت مشْيَة سجحا أَي سهلة. فِي الحَدِيث وَلَا تضروه سجيس اللَّيَالِي وَالْأَيَّام مَعْنَاهُ آخر الدَّهْر. فِي الحَدِيث إِن أحدكُم إِذا سجع ذَلِك المسجع أَي سلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 ذَلِك المسلك. وأصل السجع الْقَصْد المستوي وسجع الْحَمَامَة مُوالَاة صَوتهَا عَلَى طَرِيق وَاحِدَة. قَالَ اللَّيْث سجع الرجل إِذا انْطلق بالْكلَام لَهُ فواصل. وَقَول رَسُول الله أسجع كسجع الْأَعْرَاب إِنَّمَا كرهه لمشاكلته كَلَام الْكُهَّان. وَنَهَى عَن السجع فِي الدُّعَاء لِأَن الدُّعَاء يَنْبَغِي أَن يكون عَن حرقة الْقلب لَا عَن تصنع وَقد يَقع غير تصنع فَلَا نَدم لقَوْله أعوذ بك من قلب لَا يخشع وَعين لَا تَدْمَع. فِي الحَدِيث إِنَّه افْتتح سُورَة النِّسَاء فسجلها أَي فقرأها وَيروَى فسجلها بِالْحَاء أَي جَرَى فِيهَا. قَالَ ابْن الْحَنَفِيَّة وَقد قَرَأَ {هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان} قَالَ هِيَ مسجلة للبر والفاجر أَي مُرْسلَة مُطلقَة لم يشْتَرط فِيهَا بر وَلَا فَاجر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 يَقُول الاختبار إِلَى كل أحد جَزَاؤُهُ الْإِحْسَان وَإِن كَانَ الَّذِي يصطنع إِلَيْهِ فَاجِرًا. فِي الحَدِيث الْحَرْب سِجَال أَي بدال هَؤُلَاءِ تَارَة وَهَؤُلَاء تَارَة. وَأَصله أَن المستقين بالسجل يكون لكل وَاحِد سجل والسجل الدَّلْو الْكَبِير. وَمِنْه صبوا عَلَى بَوْل الْأَعرَابِي سجلا. وهدي إِلَى بعض الْأُمَرَاء طيلسان سجلاطي قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هُوَ الكحلي. بَاب السِّين مَعَ الْحَاء قَالَ أَبُو بكر لأسامة أغر عَلَيْهِم غَارة سحاء وَهِي فعلاء من السح وَهُوَ الصب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 وَيَمِين الله سحاء أَي دائمة الصب. وَفِي لفظ غَارة سنحاء أَي ظَاهِرَة بَيِّنَة من قَوْلك سنح لي الشَّيْء إِذا ظهر. وَفِي رِوَايَة غَارة مسحاء بِالْمِيم أَي سريعة. قَوْله إِن من الْبَيَان لسحرا أَي مِنْهُ مَا يصرف قُلُوب السامعين إِلَى قبُول مَا يسمعُونَ وَإِن كَانَ غير حق قَالَ الْأَزْهَرِي السحر صرف الشَّيْء عَن حَقِيقَته وَقد سبق بَيَان هَذَا فِي بَاب الْبَاء. قَالَت عَائِشَة توفّي بَين سحرِي وَنَحْرِي. السحر الرئة وَمَا يتَعَلَّق بهَا. فِي الحَدِيث فَأخْرج لَهُم شَاة فسطحوها أَي ذبحوها ذبحا سَرِيعا. 466 فِي الحَدِيث من يَبْتَغِي بهَا سحق ثوب وَهُوَ الثَّوْب الْخلق الَّذِي انسحق. وكفن رَسُول الله فِي ثَلَاثَة أَثوَاب سحُولِيَّة رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بِضَم السِّين. وَقَالَ سحول جمع سحل وَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَرَوَاهُ أَبُو عمر الزَّاهِد بِفَتْح السِّين وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَقَالَ وَقد قَرَأنَا عَلَى رجل من أهل هَذِه الْقرْيَة وَهِي قَرْيَة بِالْيمن يُقَال لَهَا سحول بِفَتْح السِّين. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن بني أُميَّة لَا يزالون يطعنون فِي مسحل ضَلَالَة أَي أَنهم يسرعون فِي الضَّلَالَة يُقَال ركب فلَان مسحلة. والمسحلان الحديدتان تكتنفان اللجام. وَأَوْحَى الله تَعَالَى إِلَى أَيُّوب أَنه لَا يَبْتَغِي لأحد أَن يخاصمني إِلَّا من يَجْعَل الزيار فِي فَم الْأسد والسحال فِي فَم العنقاء السحال والمسحل وَاحِد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 فِي الحَدِيث من يَبْتَغِي بهَا سحق ثوب وَهُوَ الثَّوْب الْخلق الَّذِي انسحق. وكفن رَسُول الله فِي ثَلَاثَة أَثوَاب سحُولِيَّة وَرَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بِضَم السِّين. وَقَالَ سحول جمع سحل وَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَرَوَاهُ أَبُو عمر الزَّاهِد بِفَتْح السِّين وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَقَالَ وَقد قَرَأنَا عَلَى رجل من أهل هَذِه الْقرْيَة وَهِي قَرْيَة بِالْيمن يُقَال لَهَا سحول بِفَتْح السِّين. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن بني أُميَّة لَا يزالون يطعنون فِي مسحل ضَلَالَة أَي أَنهم يسرعون فِي الضَّلَالَة يُقَال ركب فلَان مسحلة. والمسحلان الحديدتان تكتنفان اللجام. وَأَوْحَى الله تَعَالَى إِلَى أَيُّوب أَنه لَا يَبْتَغِي لأحد أَن يخاصمني إِلَّا من يَجْعَل الزيار فِي فَم الْأسد والسحال فِي فَم العنقاء السحال والمسحل وَاحِد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 فِي الحَدِيث إِن أم حَكِيم أَتَتْهُ بكتف فَجعلت تسحلها لَهُ أَي تكشط مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم. وَرُوِيَ فَجعلت تسحاها أَي تقشرها. والساحية المطرة الَّتِي تقشر الأَرْض. وَفِي الحَدِيث فَإِذا عرض وَجهه متسح أَي متقشر. قَوْله فَإِن جَاءَت بِهِ أسحم أَي أسود. بَاب السِّين مَعَ الْخَاء فِي ذكر الْمُنَافِقين خشب بِاللَّيْلِ سخت بِالنَّهَارِ أَي هم بِاللَّيْلِ نيام فَإِذا أَصْبحُوا تصاخبوا عَلَى الدُّنْيَا شحا وَالسِّين وَالصَّاد تجوز فِي كلمة فِيهَا خاء. فِي الحَدِيث فَحسب أَن الصَّبِي حبس ليلبس سخابا السخاب خيط ينظم فِيهِ خرز ويلبسه الصّبيان والجواري وَجمعه سخب. وَفِي حَدِيث ابْن الزبير فكأنهم صبيان يمرثون سخبهم. قَالَ ابْن الزبير لمعاوية لَا تطرق إطراق الأفعوان فِي أصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 السخبر وَهُوَ شجر تألفه الْحَيَّات فتسكن فِي أُصُوله الْوَاحِدَة سَخْبَرَة. يَقُول لَا نتغافل عَن مَا نَحن فِيهِ. كَانَ زيد بن أَرقم يَحْيَى لَيْلَة سبع عشرَة من رَمَضَان فَيُصْبِح وَكَأن السخد عَلَى وَجهه. السخد المَاء الَّذِي يكون مَعَ الْوَلَد أخبر أَنه أصبح مورما متهيجا منتفخا لمعالجته السهر. فِي حَدِيث أبي ذَر مَا وجدت سخْفَة الْجُوع يَعْنِي رقته وهزاله. قَالَ الْأَصْمَعِي السخفة الخفة. فِي الحَدِيث يعمد إِلَى سخلي فيقتله. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي السخل المحبت إِلَى أَبَوَيْهِ. فِي الحَدِيث أهدوا لَهُ رطبا سخلا فَقبله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 قَالَ ابْن قُتَيْبَة السخل الَّذِي يَدعُوهُ الْعَامَّة الشيص. فِي الحَدِيث شَاهد الزُّور يسخم وَجهه أَي يسود وَقَالَ شمر السخام سَواد الْقدر. قَوْله واسلل سخيمة قلبِي. قَالَ ابْن فَارس السخيمة الموجدة فِي النَّفس. قَوْله أنزل عَلّي طَعَام بمسخنة. المسخنة قدر كَأَنَّهَا تور. فِي الحَدِيث فَأَمرهمْ أَن يمسحوا عَلَى المشاور والتساخين التساخين الْخفاف. بَاب السِّين مَعَ الدَّال قَوْله حَتَّى يُصِيب سدادا من الْعَيْش أَي مَا يسد خلته بِهِ وكل شَيْء سددت بِهِ خللا فَهُوَ سداد فَأَما السداد فَهُوَ الْمِقْدَار الَّذِي لَا يعاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 وَمِنْه سددوا وقاربوا وَالْمعْنَى لَا تقصرُوا فِيمَا أمرْتُم وَلَا تغلوا كالخوارج. وَسُئِلَ أَبُو بكر عَن الْإِزَار فَقَالَ سدد وقارب أَي اسْتعْمل مِقْدَار الْحَاجة وقارب فَلَا ترخ إزارك فتفرط فِي إسباله وَلَا تقلصه فتفرط فِي تشميره. قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة إِنَّك سدة بَين النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأمته أَي بَاب فَمَتَى أُصِيب ذَلِك الْبَاب بِشَيْء فقد دخل عَلَى رَسُول الله فِي حريمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 فِي صفة الْفُقَرَاء لَا تفتح لَهُم السدد يَعْنِي الْأَبْوَاب. وَكَانَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة لَا يُصَلِّي فِي سدة الْجَامِع يَعْنِي الظلال الَّتِي حوله. وَمِنْه سمي إِسْمَاعِيل السّديّ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع فِي سدة الْمَسْجِد الْجَامِع الْخمر. فِي الحَدِيث فَكَانَ يأتينا بالسحور وَنحن مسدفون فَيكْشف الْقبَّة فيسدف لنا طعامنا. قَالَ القتيبي مسدفون أَي داخلون فِي السدفة وَهِي الضَّوْء هَاهُنَا وَكَذَلِكَ قَوْله وتسدف لنا أَي تضيء. قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة قد وجهت سدافته السدافة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 الْحجاب والستر وتوجيهها كشفها وأرادت أَنَّك هتكت السّتْر وَنَهَى رَسُول الله عَن السدل فِي الصَّلَاة وَهُوَ إسبال الثِّيَاب من غير أَن يضم جوانبها. فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله ذكر سدانة الْكَعْبَة. السدَانَة الْخدمَة والسدنة الخدم. وَكتب ليهود تيماء أَن لَهُم الذِّمَّة النَّهَار مدى وَاللَّيْل سدى السدى التَّخْلِيَة والمدى الْغَايَة وَأَرَادَ أَن ذَلِك لَهُم أبدا مَا كَانَ اللَّيْل وَالنَّهَار. بَاب السِّين مَعَ الرَّاء مسح رَسُول الله سراة جمل السراة الظّهْر وسراة كل شَيْء أَعْلَاهُ. قَوْله من أصبح آمنا فِي سربه. قَالَ الْأَصْمَعِي أَي فِي نَفسه وَقَالَ غَيره فِي سربه بِفَتْح السِّين أَي فِي مسلكه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 فِي صفته صلى الله عليه وسلم دَقِيق المسربة وَهِي الشّعْر المستدق مَا بَين اللبة إِلَى السُّرَّة. وَفِي حَدِيث الِاسْتِنْجَاء وَحجر للمسربة وَهُوَ مَا بَين الصفحتين. وَفِي حَدِيث الاستخباء وَحجر للمسربة وَهُوَ مجْرى الحَدِيث مَا بَين الصفحتين. فِي حَدِيث أم زرع قليلات المسارح وَصفته بِكَثْرَة الْإِطْعَام وَسقي الألبان وَإِبِله لَا تغيب عَن الْحَيّ. قَوْله لَا تعدل سارحتكم أَي لَا تصرف عَن مرعى تريده والسارحة الْمَاشِيَة الَّتِي تسرح إِلَى مراعيها. فِي الحَدِيث فَإِن هُنَاكَ سرحة أَي شَجَرَة طَوِيلَة. وَقَالَ الْحسن تشرب لَذَّة وَتخرج سرحا أَي سهلا. فِي الحَدِيث قَطعنَا إِلَيْك من ديمومة سردح يَعْنِي كم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 قَطعنَا من مفازة بعيدَة الأرجاء وَاسِعَة. وَكَانَ عمر يسْرد الصّيام أَي يواليه. قَوْله هَل صمت من سرة هَذَا الشَّهْر شَيْئا يَعْنِي من. آخِره والسرار لَيْلَة يستسر الْهلَال فِيهَا والسرار بِكَسْر السِّين وَفتحهَا لُغَتَانِ وَقَالَ بعض الْوُفُود نَحن من سرارة مذْحج أَي من خيارهم وَكَانَ للربيع بن خثيم سربة ذكر الْأَزْهَرِي فِيهَا قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَنَّهَا نسبت إِلَى السِّرّ وَهُوَ الْجِمَاع وضمت السِّين فرقا بَين الْحرَّة وَالْأمة فَيُقَال للْحرَّة إِذا نكحت سرا سَرِيَّة وَالْأمة يتسراها صَاحبهَا سَرِيَّة. وَالثَّانِي لِأَنَّهَا مَوضِع سَرقَة الرجل السرُور وَكَانَ بَنو إِسْرَائِيل يبرزون صبحة سَارِيَة فَيدعونَ السارية السحابة الماطرة. فِي الحَدِيث تبرق أسارير وَجهه يَعْنِي الخطوط الَّتِي فِي جَبهته مثل التكسر فِيهَا وَاحِدهَا سر وسرر. فِي حَدِيث السقط يجترهما يَعْنِي وَالدية بسرره حَتَّى يدخلهَا الْجنَّة. السرر مَا تقطعه الْقَابِلَة وَهُوَ السِّرّ وَمَا بَقِي بعد الْقطع فَهُوَ السُّرَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 وَجَاء فِي الحَدِيث شَجَرَة سر تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا. فِي الحَدِيث يرد متسريهم عَلَى قاعدهم. المتسري الَّذِي يخرج فِي السّريَّة بِإِذن الإِمَام يرد عَلَى الْقَاعِد مِمَّا يُصِيب من الْغَنَائِم. وَقَالَت عَائِشَة مَا نجد فِي كتاب الله إِلَّا النِّكَاح والاستسرار. يَعْنِي التَّسَرِّي وَكَانَ الْقيَاس الاستسراء من تسريت إِلَّا أَنَّهَا ردَّتْ الْحَرْف إِلَى أَصله وَهُوَ تسررت من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح فأبدلت من إِحْدَى الراءات يَاء فِي الحَدِيث فَإِذا الْبَوْل أساريع أَي طرائق. فِي الحَدِيث فَخرج سرعَان النَّاس السِّين وَالرَّاء مفتوحتان وَالْمرَاد أوائلهم الَّذين يسرعون فِي الحَدِيث فَأَخَذتهم بَين سروعتين السروعة رابية من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 الرمل وَكَذَلِكَ الزروحة تكون من الرمل وَغَيره. فِي الحَدِيث إِن للحم سَرفًا السَّرف الْقَصْد. فِي حَدِيث ابْن عمر إِن بمنى سرحة لم تسرف أَي لم تصبها السرفة وَهِي دويبة صَغِيرَة تنقب الشَّجَرَة وتبني فِيهَا بَيْتا وَبهَا يضْرب الْمثل فَيُقَال إِصْبَع من سرفة. وَجَاء جِبْرِيل بِصُورَة عَائِشَة فِي سرفة من حَرِير أَي فِي شقة بَيْضَاء قَالَ أَبُو عبيد سرق الْحَرِير هِيَ الشقق إِلَّا أَنَّهَا الْبيض مِنْهَا خَاصَّة. فِي الحَدِيث إِنَّه طعن بالسروة فِي ضبع النَّاقة والسروة بِكَسْر السِّين وَضمّهَا نصل السهْم المدور الَّذِي لَا عرض لَهُ وَفِيه لُغَة أُخْرَى السّريَّة. فِي غَزْوَة أحد الْيَوْم تسرون أَي يقتل لسريكم فَقتل حَمْزَة فِي الحَدِيث لَيْسَ للنِّسَاء سروات الطّرق يَعْنِي ظهر الطّرق ومعظمها وَإِنَّمَا لَهُنَّ الْأَطْرَاف والجوانب. فِي الحَدِيث الحساء يسرو عَن فؤاد السقيم أَي يكْشف فُؤَاده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 قَالَ عمر لَئِن بقيت ليَأْتِيَن الرَّاعِي بسرو حمير حَقه. السرو مَا انحدر عَن جزوتة الْجَبَل وارتفع عنن منحدر الْوَادي. فِي الحَدِيث فَإِذا مطرَت السحابة سري عَنهُ أَي كشف عَنهُ الْخَوْف. قَالَ مَالك بن أنس يشْتَرط عَلَى الساقي سرو الشّرْب قَالَ القتيبي يُرِيد تنقية أَنهَار الشّرْب. بَاب السِّين مَعَ الطَّاء فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بمسطح. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ عود من عيدَان الخباء والفسطاط وَقَالَ غَيره المسطح حَصِير يسق من خوص الدوم. فِي الحَدِيث فَإِذا امْرَأَة بَين سطحتين. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي السطيحة تكون من جلدين قبل أَحدهمَا بِالْآخرِ فسطح عَلَيْهِ والمزادة أكبر مِنْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 وَقَالَ الْحسن للأشعث إِنَّك وَالله مَا تسيطر عَلّي بِشَيْء أَي لَا تروج فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام فِي عُنُقه سَطَعَ أَي ارْتِفَاع وَطول. قَوْله لَا يهيدنكم الساطع الْمُتَعَمد يَعْنِي الْفجْر يُقَال للصبح إِذا طلع ضوؤه مستطيلا قد سَطَعَ قَوْله من قضيت لَهُ بِشَيْء من حق أَخِيه فَلَا يَأْخُذهُ فَإِنَّمَا أقطع لَهُ إسطاما من النَّار أَي قِطْعَة مِنْهَا كَذَلِك ذكره الْأَزْهَرِي. بَاب السِّين مَعَ الْعين قَوْله لبيْك وَسَعْديك أَي ساعدت طَاعَتك يَا رب مساعدة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 بعد مساعدة. قَالَ ثَعْلَب الْمَعْنى مساعدة لَك ثمَّ مساعدة لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام هَذَا فِي النِّيَاحَة عَلَى الْمَوْتَى كَانَ جارات الْمَرْأَة يسعدنها فِي مصيبتها أَي يعاونها. قَوْله ساعد الله أَشد وموساه أحد أَي لَو أَرَادَ الله عز وجل أَن يخلق الْبحيرَة مشقوقة الْأذن لخلقها. فِي الحَدِيث كُنَّا نكرِي الأَرْض بِمَا عَلَى السواقي وَمَا سعد من المَاء فِيهَا مَعْنَى مَا سعد مَا جَاءَ سيحا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 فِي خطْبَة الْحجَّاج أَنْج سعد فقد قتل سعيد. وأصل هَذَا أَنه كَانَ لضبة ابْنَانِ سعد وَسَعِيد فَخَرَجَا فَرجع سعد وَلم يرجع سعيد فَكَانَ ضبة إِذا رَأَى سوادا تَحت اللَّيْل قَالَ سعد أم سعيد. قَوْله عَلَى الصِّرَاط كلاليب مثل شوك السعدان قَالَ الْأَزْهَرِي السعدان بقل لَهُ ثَمَر مستدير مشوك الْوَجْه إِذا وَطئه الْإِنْسَان عفر رجله. والسعدان أفضل مراعيهم أَيَّام الرّبيع وألبان الْإِبِل تحلوا إِذا رعت السعدان لِأَنَّهُ مَا دَامَ رطبا حُلْو يَأْكُلهُ الْإِنْسَان. فِي الحَدِيث إِنَّه لمسعر حَرْب قَالَ الْأَزْهَرِي تحمى بِهِ الْحَرْب. فِي الحَدِيث إِنَّه استعط والاستعاط تَحْصِيل الدّهن أَو غَيره فِي أقْصَى الْأنف سَوَاء كَانَ بجذب النَّفس أَو بالتفريغ فِيهِ. قَالَ عمرَان الشَّهْر قد تسعسع أَي أدبر وفنى إِلَّا أَقَله رَوَاهُ بَعضهم تشعشع بالشين الْمُعْجَمَة كَأَنَّهُ يذهب بِهِ إِلَى رقة الشَّهْر وَقلة مَا بَقِي مِنْهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 فِي الحَدِيث السعالي وهم سحرة الْجِنّ قَالَ شمر قد فسروها بِأَنَّهَا الغيلان فِي حَدِيث عمر وَأمرت بِصَاع من زبيب فَجعل فِي سعن وَهِي قربَة أَو أداوة يقطع أَسْفَلهَا ويسد عُنُقهَا ويعلق إِلَى خَشَبَة ثمَّ ينتبذ فِيهَا ويبرد فِيهَا المَاء وَهِي شَبيهَة بِدَلْو السقاء. قَوْله فِي الصَّلَاة لَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون السَّعْي أَقْوَى من الْمَشْي قَالَ ابْن عَبَّاس السَّاعِي لغير رشده يَعْنِي الَّذِي يسْعَى بِصَاحِبِهِ إِلَى السُّلْطَان يَقُول لَيْسَ هُوَ بِثَابِت النّسَب وَقَالَ كَعْب السَّاعِي مثلث وَقد سبق فِي الثَّاء. يُرِيد أَنه مهلك ثَلَاثَة بسعايته نَفسه وَالسُّلْطَان وَالَّذِي يسْعَى بِهِ. فِي حَدِيث عمر أُتِي فِي نسَاء ساعين فِي الْجَاهِلِيَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 وَالْمرَاد بالمساعاة الزِّنَا وَكَانَ الْإِمَاء يسعين عَلَى مواليهن فيكسبن لَهُنَّ. فِي حَدِيث حُذَيْفَة ليرد بِهِ عَلَى ساعيه يَعْنِي رئيسه وَفُلَان يستسعي أَي يسْتَعْمل عَلَى الصَّدقَات. بَاب السِّين مَعَ الْغَيْن قدم بِأَصْحَابِهِ وهم مسغبون أَي داخلون فِي المسغبة وَهِي المجاعة. فِي الحَدِيث سغسغها يَعْنِي الثريدة أَي أفرغ عَلَيْهَا الودك فرواها بِهِ. وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن طيب الْمحرم فَقَالَ أما أَنا فأسغسغه فِي رَأْسِي بَاب السِّين مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث السفاح حرَام. فِي الحَدِيث نزلُوا فِي سفح الْجَبَل. قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ أَصله وأسفله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 قَوْله ولدت من نِكَاح لَا من سفاح السفاح الزِّنَا سمي سِفَاحًا لِأَنَّهُ صب للْمَاء من غير حُرْمَة أَبَاحَتْ ذَلِك. فِي الحَدِيث لَو أفرت بِهَذَا الْبَيْت فسفر أَي كنس والمسفرة المكنسة. فِي حَدِيث قوم لوط وتتبعت أسفارهم بِالْحِجَارَةِ الْأَسْفَار المسافرون. قَالَ سعيد بن الْمسيب لَوْلَا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشَّمْس والسافرة أمة من الرّوم. قَالَ عمر صلوا الْمغرب والفجاج مسفرة أَي بَيِّنَة لَا تخفى. فِي الحَدِيث وضع يَده عَلَى رَأس الْبَعِير ثمَّ قَالَ هَات السفار وَهُوَ الزِّمَام والسفار الحديدة الَّتِي يخطم بهَا. وَبينا ابْن مَسْعُود جَالس سفسق عَلَى رَأسه طَائِر أَي درق قَالَ ابْن الْأَعرَابِي سفسق الطَّائِر إِذا رَمَى سلحة كَذَلِك ذكره الْأَزْهَرِي وَعَاد فَذكره فِي مَوضِع آخر فَقَالَ سقسق بقافين وَقَالَ سقسق بِمَعْنى درق وَكَذَلِكَ ذكره الْهَرَوِيّ وَكَانَ قَاضِي الْبَصْرَة يَقُول اسفعا بِيَدِهِ أَي خذا بيد الْخصم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 قَوْله ليصيبن قوما سفع من النَّار أَي عَلامَة مِنْهَا يُقَال سفعت الشَّيْء إِذا أعلمته بعلامة. وَدخل عَلَى أم سَلمَة وَعِنْدهَا جَارِيَة بهَا سفعة فَقَالَ إِن بهَا نظرة أَي عينا أصابتها والسفعة مثل اللَّطْمَة. فِي الحَدِيث وَلَقِيت غُلَاما أسفع وَهُوَ الَّذِي أصَاب خَدّه لون يُخَالف سَائِر لَونه من سَواد. وَمِنْه قَوْله أَنا وَامْرَأَة سفعاء الْخَدين كهاتين فِي الْجنَّة وَهِي الَّتِي تركت التزين فكمد الخد شغلا بتربية أَوْلَادهَا. قَالَ الْأَزْهَرِي لَا تكون السفعة إِلَّا سوادا مشربا ورقه قَالَ النَّخعِيّ لَا بَأْس بالسفة وَهُوَ شَيْء من القرامل تضعه الْمَرْأَة عَلَى رَأسهَا وَكَانَ الشّعبِيّ يكره أَن يسف الرجل النّظر إِلَى أمه وَابْنَته أَو أُخْته أَي يحد النّظر إلَيْهِنَّ. فِي الحَدِيث وَيكرهُ سفسافها أَي رديئها وخسيسها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 شبهت بسفساف التُّرَاب فِي الحَدِيث مَاء كثير السافي وَهُوَ الرّيح الَّتِي تسفي التُّرَاب قَوْله الْكبر من سفه الْخلق فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا سفه الْحق وَالثَّانِي جهل الْحق أَي رَآهُ سَفِيها. بَاب السِّين مَعَ الْقَاف فِي حَدِيث أبي وَائِل فَخرجت أسقد فرسا أَي أضمره والسقدد الْفرس الْمُضمر. قَوْله السقط يظل محتنبطا فِي السقط ثَلَاث لُغَات فتح السِّين وَضمّهَا وَكسرهَا وَهُوَ الَّذِي يسْقط لغير تَمام كَانَ ابْن عمر لَا يمر بسقاط إِلَّا سلم. السقاط بَائِع السقط وَهُوَ رذالة الْمَتَاع. والعامة تسميه السَّقطِي قَالَه ابْن قُتَيْبَة. وَشرب أَبُو هُرَيْرَة من السقيط وَهُوَ الفخار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 فِي حَدِيث الْإِفْك فأسقطوا لَهَا بِهِ أَي صَرَّحُوا بذلك فِي مقتل عُثْمَان وَأَقْبل رجل مسقف بِالسِّهَامِ فَأَهْوَى بهَا إِلَيْهِ أَي طَوِيل فِي انحناء. فِي الحَدِيث لَا يمْنَع أَسْقُف من سقيفاة أَي من يسقفه وَإِنَّمَا سمي أسقفا لخشوعه والأسقف الطَّوِيل المنحني. وَكَانَ ابْن مَسْعُود جَالِسا إِذْ سقسق عَلَى رَأسه عُصْفُور أَي ذرق فِي الحَدِيث فَمر فَتى بناضحة يُرِيد سقيته يَعْنِي النّخل الَّتِي تسقى بالسواقي قَالَ رجل لعمر اسْقِنِي شبكة الشبكة بِئْر وَمَعْنى اسْقِنِي اجْعَلْهَا لي سقيا. فِي حَدِيث عُثْمَان وأبلغت الراتع مسقاتع المسقاة مَوضِع الشّرْب أَرَادَ أَنه رفق برعيته ولان لَهَا. فِي ذكر الْخراج يُعْطي ربع المسقوى وَهُوَ الَّذِي تسقيه بالسيح وَيُرِيد ربع الْعشْر وَيُعْطَى عشر المظمي يَعْنِي الَّذِي تسقيه السَّمَاء فِي الحَدِيث واسق إهابها أَي أعْطه إهابها من يَتَّخِذهُ سقاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 فِي الحَدِيث مَا كَانَ سعد ليخني بِابْنِهِ فِي سقة من تمر السقة جمع وسق وَقد صحفه بَعضهم فَقَالَ فِي شقة بالشين الْمُعْجَمَة وَلَيْسَ بِشَيْء. بَاب السِّين مَعَ الْكَاف فِي حَدِيث عَائِشَة فَإِذا سكب الْمُؤَذّن بِالْأولَى أَي أذن وَأَصله من سكب المَاء وَيُقَال هَذَا أَمر سكب أَي لَازم. وَكَانَ لرَسُول الله فرس يُقَال لَهُ السكب وَهُوَ الْكثير الجري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 فِي الحَدِيث فرميناه بِالْحِجَارَةِ حَتَّى سكت أَي مَاتَ. فِي الحَدِيث حرمت الْخمر بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب السكر كل مَا يسكر. قَالَ الْخطابِيّ وعوام الْمُحدثين يَرْوُونَهُ السكر بِضَم السِّين فيبيحون بِهِ قَلِيل الْمُسكر وَالصَّوَاب الْفَتْح قَالَ أَبُو مُوسَى السكركة خمر الْحَبَشَة. قَالَ أَبُو عبيد هِيَ من الذّرة قَالَ الْأَزْهَرِي لَيست عَرَبِيَّة. قَوْله خير المَال سكَّة مأبورة السِّكَّة الطَّرِيقَة المصطفة من النّخل وَإِنَّمَا سميت الْأَزِقَّة سككا لاصطفاف الدّور فِيهَا. وَنَهَى عَن كسر سكَّة الْمُسلمين أَرَادَ الدُّنْيَا وَالدِّرْهَم سميا سكَّة لِأَنَّهُمَا طبعا بالحديدة المعلمة لَهما. فِي الحَدِيث مَا دخلت السِّكَّة دَار قوم إِلَّا ذلوا السِّكَّة فِي هَذَا الحَدِيث الحديدة الَّتِي تحرث بهَا الأَرْض وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ من تشاغل بالزراعة طُولِبَ بالخراج. فِي الحَدِيث ثمَّ دوم بِي فِي السكاك وَهُوَ الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 وَوضع أَبُو سعيد يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَقَالَ اسكتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله يَقُول أَي صمتا وخطب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام النَّاس عَلَى مِنْبَر الْكُوفَة وَهُوَ غير مسكوك أَي غير مسمر بمسامير الْحَدِيد وَمن رَوَاهُ بالشين فَمَعْنَاه المشدود. قَوْله أحيني مِسْكينا أَي متواضعا غير متكبر وَلم يرد الْفقر وَقَالَ للْمُصَلِّي تمسكن أَي تذلل. قَوْله مَا من قوم يذكرُونَ الله إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة قيل هِيَ الرَّحْمَة وَقيل مَا يسكن بِهِ قُلُوبهم من رَجَاء الرَّحْمَة. وَقَالَ ابْن مَسْعُود السكينَة مغنم وَهِي الْوَقار. قَالَ كَعْب يصف آخر الزَّمَان إِن الزمانة لتشبع السكن يَعْنِي أهل الْبَيْت. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ أنزل علينا فِي أَرْضنَا سكنها أَي قوتها من الْغَيْث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 فِي الحَدِيث استقروا عَلَى سكناتكم فقد انْقَطَعت الْهِجْرَة أَي عَلَى مواضعكم ومساكنكم. بَاب السِّين مَعَ اللَّام ألقوه عَلَى ظَهره وَهُوَ ساجد سلا جزور وَهُوَ الْوِعَاء الَّذِي يكون فِيهِ الْوَلَد وَلما أُصِيب جَعْفَر قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء تسلبي ثَلَاثًا. قَالَ الْأَزْهَرِي أَي البسي الثِّيَاب الْحداد السود. قَالَ أَبُو عبيد السَّلب الثِّيَاب السود الَّتِي يلبسهَا النِّسَاء فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 المآتم وَاحِدهَا سلاب. دخلُوا عَلَى ابْن عمر وَهُوَ مُتَوَسِّد مرفقه حشوها لِيف أَو سلب. قَالَ أَبُو عبيد سَأَلت عَن السَّلب فَقيل لَيْسَ بِلِيفٍ الْمقل وَلكنه شجر مَعْرُوف بِالْيمن يعْمل مِنْهُ الحبال وَهُوَ أجفى من لِيف الْمقل. وَقَالَ القتيبي السَّلب خوص الثمام وَمِنْه مَا جَاءَ فِي وصف مَكَّة وأسلب ثمامها. فِي الحَدِيث وَالنَّخْل سلب أَي لَا خمل لَهَا جمع سليب فِي الحَدِيث لعن السلتاء من النِّسَاء وَهِي الَّتِي لَا تختضب وَقَالَت عَائِشَة فِي الخضاب اسلتيه. وَقَالَ حُذَيْفَة سلت الله أَقْدَامهَا أَي قطعهَا. وَقَالَ عمر من يَأْخُذهَا بِمَا فِيهَا فَقَالَ سلمَان من سلت الله أَنفه. أَي قطعه وَولد مَوْلُود وَكَانَ عمر يحملهُ عَلَى عَاتِقه ويسلت خشمه أَي يمسح مخاطه والخشم مَا سَالَ من الخياشيم. فِي الحَدِيث سُئِلَ عَن بيع الْبَيْضَاء بالسلت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 قَالَ اللَّيْث السلت وَهُوَ حب من الْحِنْطَة وَالشعِير لَا قشر لَهُ والبيضاء رطبَة كره بَيْعه باليابس مِنْهُ فِي حَدِيث سُلَيْمَان فسلخوا مَوضِع المَاء كَمَا تسلخ الإهاب أَي حفروا حَتَّى وجدوا المَاء. فِي شُرُوط البيع لَيْسَ فِيهِ مسلاخ. قَالَ القتيبي هُوَ الَّذِي ينثر بسرها. فِي الحَدِيث فَرَأَيْت الْخَاتم مثل السّلْعَة السّلْعَة كالبثرة تخرج من الْجلد وَاللَّحم تمور إِذا غمزت. فِي صفة عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كَأَن عَيْنَيْهِ سِرَاجًا سليط وَهُوَ دهن الزَّيْت فِي الحَدِيث مَا لنا زَاد إِلَّا السّلف من التَّمْر يَعْنِي الجراب وَيروَى السف من التَّمْر وَهُوَ الزبيل يسف من الْحَوْض قَوْله من أسلف فليسلف فِي كل ليل مَعْلُوم أَي من أسلم قَوْله حَتَّى تنفرد سالفتي. قَالَ ابْن قُتَيْبَة السالفتان ناحيتا مقدم الْعُنُق من لدن مُعَلّق القرط إِلَى الترقوة وَأَرَادَ حَتَّى يفرق بَين رَأْسِي وجسدي قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء وَشر نِسَائِكُم السلفعة يَعْنِي الجريئة وَأكْثر مَا يُقَال سلفع بِلَا هَاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس يمشي عَلَى استحياء قَالَ لَيست بسلفع. قَالَ عبيد بن عُمَيْر أَرض الْجنَّة مسلوفة وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا مستوية وَالثَّانِي ملساء وَالثَّالِث لينَة ناعمة. قَوْله لَيْسَ منا سلق وَفِي رِوَايَة لعن الله السالقة وَيُقَال بالصَّاد وَهِي الَّتِي ترفع صَوتهَا بالصراخ عِنْد الْمُصِيبَة وَقَالَ ابْن جريج هُوَ أَن تمرش الْمَرْأَة وَجههَا وتصكه وَنَحْو ذَلِك وَيجوز أَن تكون الَّتِي تلطم وَجههَا فِي الحَدِيث فَإِذا رجل مسلنق أَي مستلق وَهُوَ الْوُقُوع عَلَى الظّهْر. فِي الحَدِيث فسلقني الْملك لحلاوة الْقَفَا أَي القافي فِي الحَدِيث وَقد سلقت أفواهنا من أكل الشّجر أَي خرجت البثور مِنْهَا فِي عهد الْحُدَيْبِيَة لَا أسلال الأسلال السّرقَة قَوْله عَلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 كل سلامي من أحدكُم صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ فِي الأَصْل عظم يكون فِي فرس الْبَعِير فَكَأَن الْمَعْنى عَلَى كل عظم من عِظَام ابْن أَدَم صَدَقَة. فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ اسْقِهِ من سليل الْجنَّة وَهُوَ صافي شرابها قيل لَهُ سليل لِأَنَّهُ سل حَتَّى خلص وَيروَى من سلسل وَمن سلسبيل فِي الحَدِيث أَتَى الْحجر فاستلمه أَي لمسه قَالَ اللَّيْث استلام الْحجر تنَاوله بِالْيَدِ وبالقبلة ومسحه بالكف قَوْله اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام وَهُوَ اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَمَعْنَاهُ الَّذِي سلم من كل عيب قَوْله ومنك السَّلَام أَي بك تقع السَّلامَة من النكبات فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ سلمني مِنْهُ أَي سلمني من مرض أَو فتْنَة تحول بيني وَبَين الصَّوْم وَقَوله وَسلم رَمَضَان لي أَي لَا تغم فِيهِ الْهلَال فيلبس وَقَوله سلمه مني حَتَّى لَا أفعل فِيهِ مَعْصِيّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 فِي الحَدِيث لآتينك بِرَجُل سلم أَي أَسِير قيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ أسلم وخذل فَألْقَى السّلم أَي المقادة. وَقَالَ الْحجَّاج لأعصبنكم عصب السلمة وَهِي شَجَرَة من العصاة ذَات شوك وسنشرحه فِي بَاب الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى. بَاب السِّين مَعَ الْمِيم فِي الحَدِيث وسمتوا فِي الطَّعَام يَقُول إِذا فَرَغْتُمْ فَادعوا بِالْبركَةِ لمن طَعِمْتُمْ عِنْده وَمِنْه تشميت الْعَاطِس يُقَال بِالسِّين وبالشين كَانَ أَصْحَاب ابْن مَسْعُود يرحلون إِلَى عمر فَيَنْظُرُونَ إِلَى سمته قَالَ أَبُو عبيد السمت يكون بمعنيين أَحدهمَا حسن الْهَيْئَة والمنظر فِي الدَّين وَالثَّانِي الطَّرِيق فِي الحَدِيث فَانْطَلَقت أسمت أَي ألزم سمت الطَّرِيق أَي قَصده فِي الحَدِيث اسمح يسمح لَك أَي سهل يسهل عَلَيْك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 وَفِي الشجاج السمحاق وَهِي الَّتِي بَينهَا وَبَين الْعظم قشيرة رقيقَة وَقَالَ اللَّيْث السمحاق جلدَة رقيقَة فَوق قحف الرَّأْس إِذا انْتَهَت الْجراحَة إِلَيْهَا سميت سمحاقا وَخرج عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَالنَّاس قيام فَقَالَ مَالِي أَرَاكُم سامدين أَي قيَاما والسمود فِي غير هَذَا العناء فِي حَدِيث قيلة جَاءَ زَوجهَا من السامر يَعْنِي من الْقَوْم الَّذين يسمرون بِاللَّيْلِ. فِي الحَدِيث فسمر أَعينهم أَي أحمى لَهَا مسامير الْحَدِيد ثمَّ كحلهم بهَا وَمن رَوَاهُ سمل فَمَعْنَاه فقأها بحديدة محماة أَو بغَيْرهَا وَيكون السمل بالشوك قَالَ عمر فِي الْأمة من شَاءَ فليسمرها أَي يرسلها وَيروَى بالشين قَالَ شمر هما لُغَتَانِ السِّين والشين ومعناهما الْإِرْسَال وَالْمرَاد ترك وَطئهَا فِي الحَدِيث كُنَّا نسمي السماسرة السمسار الْقيم بِالْأَمر الْحَافِظ لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 وَحَقِيقَته أَن الرجل يتوكل للرجل فيبيع سلْعَته قَالَ اللَّيْث هِيَ فارسية معربة فِي الحَدِيث خبز السمراء يَعْنِي الْحِنْطَة رَأَى عُثْمَان رجلا يقطع سَمُرَة فَقَالَ أَلَسْت ترعى معوتها وبلتها وفيلتها وبرمتها وحبلتها السمرَة وَاحِدَة السمر وَهِي شجر من الْعضَاة والعضاة كل شجر لَهُ شوك وَقد فسرنا بَاقِي الْكَلِمَات فِي موَاضعهَا. قَوْله سمع الله لمن حَمده أَي يقبل الله عز وجل مِنْهُ حَمده وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أجَاب دعاءه وَقَوله أعوذ بك من دُعَاء لَا يسمع أَي لَا يُجَاب قَوْله من سمع سمع الله بِهِ أسامع خلقه فِي قَوْله من سمع قَولَانِ أَحدهمَا أَنه الشتم وإسماع الْقَبِيح وَالثَّانِي أَنه الرِّيَاء فِي الْأَعْمَال يُقَال سَمِعت بِالرجلِ تسميعا إِذا نددت بِهِ وشهرت بِهِ وَقَوله سامع خلقه يرْوَى عَلَى ثَلَاثَة أوجه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 أَحدهَا بِضَم الْعين فَيكون من نعت الله عز وجل وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا فَيرجع إِلَى الْخلق وَالثَّالِث أسامع بِفَتْح الْعين وَزِيَادَة ألف. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ جمع أسمع وأسمع جمع سمع يُقَال سمع وأسمع وأسامع جمع الْجمع. يُرِيد أَن الله عز وجل يسمع أسماع خلقه بِهَذَا الرجل يَوْم الْقِيَامَة قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد أَن الله تَعَالَى يظْهر للنَّاس سَرِيرَته ويملأ أسماعهم بِمَا ينطوي عَلَيْهِ ذَلِك من خبث السريرة وَسُئِلَ أَي السَّاعَات أسمع فَقَالَ جَوف اللَّيْل الآخر أَي أخلق للدُّعَاء وأرجى للإجابة فِي الحَدِيث فَسمِعت مِنْهُ كلَاما لم أسمع مِنْهُ أَي أبلغ وأنجع فِي الْقلب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 قيل لبَعْضهِم أَلا تكلم عُثْمَان فَقَالَ أتروني أكلم سمعكم أَي بِحَيْثُ تَسْمَعُونَ فِي الحَدِيث يخرج من سمع الأَرْض وبصرها يُقَال خرج فلَان بَين سمع الأَرْض وبصرها إِذا لم يدر أَيْن يتَوَجَّه وَقَالَ ابْن السّكيت هِيَ الفلاة لَيْسَ فِيهَا أحد فِي الحَدِيث وَرَأسه سمعمع أَي لطيف وَكتب الْحجَّاج إِلَى عَامله أَن ابْعَثْ إِلَيّ فلَانا مسمعا مزمرا أَي مُقَيّدا مسوجرا والمسمع من أَسمَاء الْقَيْد والرمارة الساجور قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وبارئ المسموكات يَعْنِي السَّمَوَات فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ أسمال مليتين الأسمال الْأَخْلَاق وَاحِدهَا سمل وتصغير الملاءة ملية قَوْله وَمن شَرّ كل سامة وحامة قَالَ شمر مَا يقتل ويسم فَهُوَ السوام بتَشْديد الْمِيم مثل الزنبور وَالْعَقْرَب قَالَ ابْن قُتَيْبَة السامة الْخَاصَّة والحامة الْقَرَابَة فِي الحَدِيث يكون فِي آخر الزَّمَان قوم يتسمنون أَي يتكثرون بِمَا لَيْسَ فيهم من الْخَيْر وَيدعونَ مَا لَيْسَ فيهم من الشّرف وَفِي حَدِيث يظْهر قوم يحبونَ السمانة وَفِي رِوَايَة يفشو فيهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 السّمن وَظَاهر هَذَا كَثْرَة اللَّحْم عَن كَثْرَة الْأكل وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ مَا سبق من دَعْوَى مَا لَيْسَ فيهم. أَتَى رجل بسمك مشوي فَقيل سمنه أَي برده. فِي صفته وَإِن صمت سما أَي ارْتَفع وَعلا عَلَى جُلَسَائِهِ. وَفِي حَدِيث آخر إِذا تكلم يسموا أَي يَعْلُو بِرَأْسِهِ وَيَديه إِذا تكلم. قَالَت عَائِشَة كَانَت زَيْنَب تساميني أَي تناديني وتفاخرني. بَاب السِّين مَعَ النُّون فِي حَدِيث أم خَالِد أَن رَسُول الله أَعْطَاهَا أَشْيَاء وَقَالَ سناه سناه وَفِي رِوَايَة سنه سنه وَمَعْنَاهُ فِي كَلَام الْحَبَش الْحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 فِي الحَدِيث لتخرجنكم الرّوم إِلَى سنبك من الأَرْض قَالَ أَبُو عبيد شبه الأَرْض فِي غلظها بسنك الدَّابَّة. فِي حَدِيث سلمَان وَعَلِيهِ ثوب سنبلاني وَهُوَ الطَّوِيل السابغ وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْأَقْرَب عِنْدِي أَن تكون مَنْسُوبا إِلَى مَوضِع. فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالسنا والسنوت أما السنا فمقصود وَهُوَ أوراق شجر. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي والسنوت الْعَسَل والسنوت الكمون والسنود الشبت. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة المُرَاد بِهِ الْعَسَل. وَيُقَال بِفَتْح السِّين وَضم النُّون. فِي الحَدِيث وَنحن مسنتون يُقَال أَسِنَت الْقَوْم إِذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 أَصَابَتْهُم سنة وجدب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 وَمِنْه وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف. وَمِنْه قَوْله سَأَلت رَبِّي أَن لَا يهدد أمتِي بِالسنةِ أَي بالجدب. قَالَت عَائِشَة كَانَ يُصَلِّي وَأَنا بَين يَدَيْهِ فأكره أَن أسنحه أَي أَمر بَين يَدَيْهِ. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام سنحنح اللَّيْل وَهُوَ من السنوح يُرِيد أَنه يسري فِيهِ وَلَا ينَام. وَيروَى سمعمع وَهُوَ السَّرِيع الْخَفِيف. فِي الحَدِيث إهالة سنخة الإهالة الدسم والسنخة المتغيرة يُقَال سنخ الطَّعَام وذنخ إِذا تغير. فِي الحَدِيث ثمَّ أسندوا إِلَيْهِ فِي مشربَة لَهُ أَي صعدوا إِلَيْهِ. يُقَال أسْند فِي الْجَبَل إِذا صعد. فِي الحَدِيث رَأَيْت عَلَى عَائِشَة أَرْبَعَة أَثوَاب سَنَد وَهُوَ نوع من البرود اليمانية. وَقَالَ عَلّي أكيلكم بِالسَّيْفِ كيل السندرة أَي كَيْلا وَاسِعًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 والسندرة مكيال وَاسع. قَالَ القتيبي وَيحْتَمل أَن يكون مكيالا اتخذ من السندرة وَهِي شَجَرَة تعْمل مِنْهَا النبل والقسي. فِي حَدِيث ذكر السيوط وَهُوَ الكوسج وَيُقَال لَهُ السناط. فِي الحَدِيث يهب الْمِائَة السنمة أَي الْعَظِيمَة السنام. فِي الحَدِيث أَلا رجل يرد عَنَّا من سنَن هَؤُلَاءِ أَي من قصدهم وطريقهم. قَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِن فرس الْمُجَاهِد ليستن فِي طوله فَيكْتب لَهُ حَسَنَات أَي يمرح فِي الطول وَفرس سِنِين وَذَلِكَ من النشاط. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الاستنان أَن يحضر وَلَيْسَ عَلَيْهَا فَارس. فِي الحَدِيث فأعطوا الركب أسنتها أَي أمكنوا أسنانها من الرَّعْي. قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ جمع الْجمع يُقَال سنَن وأسنان وأسنة وَقَالَ ابْن جني هَذَا سَهْو من أبي عبيد لِأَن الْأَفْعَال لَا تجمع أفعلة وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أمكنوها من الرَّعْي لتسمن فَإِذا رَآهَا صَاحبهَا فأعجبه حسنها مَنعه ذَلِك من نحرها وَكَانَ ذَلِك كالأسنة الْمَانِعَة لَا من الْأَسْنَان. فِي الحَدِيث ابْن عمر يَبْقَى من الضَّحَايَا الَّتِي لم تسنن وَذكره القتيبي فَقَالَ لم تسنن بِفَتْح النُّون وَقَالَ هِيَ الَّتِي لم تنْبت أسنانها كَأَنَّهَا لم تعط أسنانا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 وَقَالَ الْأَزْهَرِي الأول هُوَ الْمَحْفُوظ وَأَرَادَ ابْن عمر أَن لَا يضحى بأضحية إِذا لم تثن فَإِذا أثنت فقد أَسِنَت وَأَدْنَى الْأَسْنَان الْأَثْنَاء. وَفِي الحَدِيث لَا تذبحوا إِلَّا مُسِنَّة وَهِي مَا لَهَا سنتَانِ. فِي الحَدِيث سنّ الْخمر فِي الْبَطْحَاء أَي صبها وَالسّن الصب فِي سهولة. وَكَانَ ابْن عمر يسن المَاء عَلَى وَجهه وَلَا يشنه والشن تَفْرِيق المَاء. وَيُقَال سنّ عَلَيْهِ درعه وَلَا يُقَال شنها. وَقَالَ عَلّي صدقني سنّ بكرَة وَهَذَا مثل يضْرب للصادق فِي خَبره وَأَصله أَن رجلا ساوم ببكر أَرَادَ شِرَاءَهُ فَسَأَلَ البَائِع عَن سنه فَأخْبرهُ بِالْحَقِّ فَقَالَ المُشْتَرِي صدقني سنّ بكرَة فَذَهَبت مثلا فِي الصدْق يَقُوله الْإِنْسَان عَلَى نَفسه وَإِن كَانَ ضارا. وَكَانَ عمر لَا يُجِيز نِكَاحا عَام سنة يَقُول لَعَلَّ الضيقة تحملهم أَن ينكحوا غير الْأَكفاء. فِي الحَدِيث فأصابتنا سنية حَمْرَاء هِيَ تَصْغِير سنة وَأنْشد مُعَاوِيَة. إِذا الله سني عقد شَيْء تيسرا أَي فَتحه. قَوْله عَلَيْكُم بالسنا وَهُوَ نَبَات لَهُ حمل إِذا يبس وحركته الرّيح سَمِعت لَهُ رجلا. فِي صفة النِّسَاء عَلَى رؤوسهن كأسنمة البخت وَذَلِكَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 أَنَّهُنَّ يجعلن عَلَى رؤوسهن مَا تعظم بِهِ من شعر وَغَيره. بَاب السِّين مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث قصّ عَلَيْهِ رُؤْيا فاستاء لَهَا وَهُوَ من المساءة. فِي الحَدِيث سوآء ولود خير من حسناء عقيم سوآء القبيحة. فِي الحَدِيث فَمَا سوأ عَلَيْهِ ذَلِك أَي لم يقل لَهُ أَسَأْت. قَوْله أَنا سيد ولد آدم أَي رئيسهم. وَفِي الْحبَّة السَّوْدَاء شِفَاء وَهِي الشونير. وَقيل هِيَ الْحبَّة الخضراء وَالْعرب تسمي الْأَخْضَر أسود وَالْأسود أَخْضَر. قَوْله ويستمع سوَادِي السِّين مَكْسُورَة. قَالَ أَبُو عبيد وَيجوز ضمهَا وَالْمعْنَى سراري وَهُوَ من إدناء سوادك إِلَى سوَاده وَهُوَ الشَّخْص وَمِنْه قَول سلمَان هَذِه الأساود حَولي. أَرَادَ الشخوص من الْمَتَاع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 وَمِنْه إِذا رَأَى أحدكُم سوادا بلَيْل فَلَا يكن أجبن السوادين. قَوْله ليعودن بعدِي أساود صبا يَعْنِي حيات وَهُوَ أَخبث الْحَيَّات. فِي حَدِيث أبي مجلز مَا هِيَ إِلَّا سودات يَعْنِي جمع سَوْدَة وَهِي الْقطعَة من الأَرْض فِيهَا حِجَارَة سود. قَالَت عَائِشَة وَمَا لنا طَعَام إِلَّا الأسودان وهما التَّمْر وَالْمَاء وَإِنَّمَا السوَاد للتمر دون المَاء فنعتا بنعت وَاحِد وَالْعرب تَقول إِذا كثر الْبيَاض قل السوَاد يعنون بالبياض اللَّبن وبالسواد التَّمْر. وسوي لرَسُول الله سَواد الْبَطن أَي الكبد قَالَ عمر تفقهوا قبل أَن تسودوا الظَّاهِر أَن الْمَعْنى أَن تصيروا سادة. وَقَالَ شمر مَعْنَاهُ قبل أَن تزوجوا فتصيروا أَرْبَاب بيُوت. يُقَال استاد فلَان فِي بني فلَان أَي تزوج فيهم. قَوْله ألم أسود أَي أجعَل سيدا. فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم وَهِي جملَة النَّاس الَّتِي تجمعت عَلَى طَاعَة الإِمَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 فِي الحَدِيث أُتِي بكبش يطَأ فِي سَواد ويبرك فِي سَواد أَي أسود المحاجر والقوائم والمرابض. وَأمر بقتل الأسودين أَرَادَ بالأسودين الْحَيَّة وَالْعَقْرَب. فِي الحَدِيث فَأمر بسواد الْبَطن فشوي لَهُ أَي بالكبد. قَوْله قد صنع جَابر سورا أَي طَعَاما يَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ وَهِي كلمة فارسية. قَالَت عَائِشَة كل خلال زَيْنَب محمودة مَا خلا سُورَة من غرب أَي ثورة من حِدة. فِي حَدِيث عمر فكدت أساوره أَي أواثبه. فِي الحَدِيث لَا يضر الْمَرْأَة أَن لَا تنقض شعرهَا إِذا أصَاب المَاء سور الرَّأْس أَي أَعْلَاهُ وكل مُرْتَفع سور. وَفِي رِوَايَة شوى رَأسهَا وَهِي جمع شواة وَهِي جلدَة الرَّأْس هَكَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 ذكره أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ وَالرِّوَايَتَانِ غير معروفتين وَالْمَعْرُوف شئون رَأسهَا وَهُوَ أصُول الشّعْر وطرائق الرَّأْس. فِي الحَدِيث فِي السوعاء الْوضُوء وَهُوَ الْمَذْي. فِي الحَدِيث كنت بالأسواف وَهِي حرم الْمَدِينَة. وَلعن المسوفة وَهِي الَّتِي إِذا أرادها زَوجهَا قَالَت سَوف. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا بُد من حَرْب الشراة وَلَو تلفت ساقي يَعْنِي نَفسِي. قَالَ رَسُول الله لعبد الرَّحْمَن لما تزوج مَا سقت أَي مَا أمهرت وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن الْعَرَب كَانَت أَمْوَالهم الْمَوَاشِي فَمن تزوج سَاق الْإِبِل وَالشَّاة. وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يَسُوق أَصْحَابه أَي لم يكن يَأْذَن لأحد أَن يمشي خَلفه لكنه يمشي خَلفهم تواضعا. فِي حَدِيث أم معبد يَسُوق أَعْنُزًا مَا تَسَاوِي هزلا وَحَكَاهُ الْأَزْهَرِي عَن أبي عبيد أَعْنُزًا تتساوك أَي تتمايل من الهزال والضعف. وَقَالَت الجويبة هَل تهب الملكة نَفسهَا لسوقة السوقة من لَيْسَ بِملك. وَقَالَ يَوْم بدر سوموا أَي اعلموا من الْعَلامَة والسمة وَنَهَى عَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 السّوم قبل طُلُوع الشَّمْس قَالَ الزّجاج السّوم أَن يساوم بالسلعة فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ وَقت ذكر الله عز وجل لَا تشتغل فِيهِ بِشَيْء قَالَ وَيجوز أَن يكون من رعي الْإِبِل لِأَنَّهَا إِذا رعت حِينَئِذٍ وَهُوَ ند أَصَابَهَا مِنْهُ الوباء وَرُبمَا قَتلهَا لِأَنَّهُ ينزل فِي اللَّيْل عَلَى النَّبَات دَاء فَلَا ينْحل إِلَّا بِطُلُوع الشَّمْس وَهَذَا أظهر الْوَجْهَيْنِ وَهُوَ اخْتِيَار الْخطابِيّ. وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن الْمفضل أَنه قَالَ يَقع دَاء عَلَى الزَّرْع فَلَا ينْحل حَتَّى تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس فيذوب فَإِن أكل مِنْهُ بعير قبل ذَلِك مَاتَ فَيَأْتِي كلب فيأكل من لَحْمه فيكلب فَإِن عض إنْسَانا كلب المعضوض فَإِذا سمع نباح كلب أَجَابَهُ. قَوْله إِلَّا السام يَعْنِي الْمَوْت. وَصَلى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فأسوى برزخا أَي أغفل وَأسْقط وَقَالَ حبذا أَرض الْكُوفَة أَرض سَوَاء أَي مستوية. فِي الحَدِيث إِنَّمَا نَحن وإياهم شَيْء وَاحِد أَي سَوَاء يُقَال هما سيان أَي مثلان. بَاب السِّين مَعَ الْهَاء فِي الحَدِيث توخيا ثمَّ اسْتهمَا أَي اقترعا. فِي الحَدِيث فَدخل عَلّي ساهم الْوَجْه أَي متغيره. وَفِي الْبَيْت سهوة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ كالصفة تكون بَين يَدي الْبَيْت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي السهوة الكوة بَين الدَّاريْنِ فِي صفة الْكُوفَة يَغْدُو الرجل عَلَى البغلة السهوة فَلَا يدْرك أقصاها وَالْبَغْلَة السهوة اللينة السّير لَا تتعب راكبها وَمِنْه أَن عمل أهل النَّار سهلة بِسَهْوَةٍ والسهوة الأَرْض اللينة التربة قَوْله الْعين وكاء السه قَالَ أَبُو عبيد هُوَ حلقه الدبر بَاب السِّين مَعَ الْيَاء فِي الحَدِيث حلَّة سيراء السيراء ضرب من البرود مخطط يُقَال برد مسير أَي مخطط سميت سيراء لما فِيهَا من الخطوط الَّتِي تشبه السيور وَلم ينْه عَنْهَا لذَلِك بل لِأَنَّهَا كَانَت من حَرِير فِي الحَدِيث وَفِي السُّيُوب الْخمس وَهِي الرِّكَاز فِي الحَدِيث لَو سألتنا سيابة مَا أعطيناكها يَعْنِي بلجة وَبهَا سمي الرجل سيابة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة أَصْحَاب الدَّجَّال عَلَيْهِم السيجان الساج طيلسان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 أحضر وَجمعه سيجان. وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الطيلسان المقور ينسج كَذَلِك. قَوْله لَا سياحة فِي الْإِسْلَام. أَرَادَ مُفَارقَة الْأَمْصَار وَأَصله من السيح وَهُوَ المَاء الْجَارِي الَّذِي ينبسط. فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَيْسُوا بالمسابيح وَالْبذْر وَقَالَ أَبُو عبيد هم الَّذين يسبحون بِالشَّرِّ والنميمة والإفساد بَين النَّاس وتروى المدابيغ وَقد سبق. فِي صفة نَاقَة أَنَّهَا لمسياع يُقَال رجل مسياع إِذا كَانَ مضياعا. فِي الحَدِيث فَإِنِّي سيف الْبَحْر أَي ساحله فِي صفة رَسُول الله كَانَ سَائل الْأَطْرَاف أَي ممتد الْأَصَابِع وَرَوَاهُ بَعضهم ساين بالنُّون وَالْمعْنَى فيهمَا وَاحِد. قَالَ النَّجَاشِيّ للصحابة أَنْتُم سيوم بأرضي أَي آمنون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 كتاب الشين بَاب الشين مَعَ الْألف قَالَ مُعَاوِيَة لخاله وَقد طعن أوجع يشئزك أم حرص عَلَى الدُّنْيَا أَي يقلقك. فِي الحَدِيث خرجت شأفة بِآدَم فِي رجله الشأفة القرحة تخرج بالقدم فتكوى فتذهب. وَيُقَال استأصلنا شأفتهم إِذا حسم الْأَمر من أَصله والشأفة الأَصْل. فِي الحَدِيث تشاءم أَي أَخذ نَحْو الشَّام وَقَالَ رجل لبعيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 شاشا زجر للجمل. وَبَعْضهمْ يَقُول جا بِالْجِيم وهما لُغَتَانِ. فِي الحَدِيث شَاك السِّلَاح أَي كَامِل الأداة والشكة السِّلَاح. بَاب الشين مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث استشبوا عَلَى أسوقكم فِي الْبَوْل تَقول استوفزوا عَلَيْهَا وَلَا تستقروا عَلَى الأَرْض وشباب الْفرس أَن يرفع يَدَيْهِ من الأَرْض جَمِيعًا. فِي الحَدِيث ائتزر بِبُرْدَةٍ سَوْدَاء فَجعل سوادها يشب بياضه وَجعل بياضه يشب سوادها. قَالَ شمر أَي يزهاه ويحسنه وَرجل مشبوب إِذا كَانَ أسود الشّعْر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 أَبيض الْوَجْه متوقد اللَّوْن زاهرا. وَكتب صلى الله عليه وسلم لِوَائِل بن حجر إِلَى الأرواع المشابيب. قَالَ الْخطابِيّ وَاحِد المشابيب مشبوب وَهُوَ الزَّاهِر المتوقد اللَّوْن من قَوْلك شببت النَّار. قَالَت أم سَلمَة جعلت عَلَى وَجْهي صبرا حَتَّى توفّي أَبُو سَلمَة فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِنَّه يشب الْوَجْه فَلَا تفعليه أَي يوقده ويلونه. فِي الحَدِيث لما برز عتبَة وَشَيْبَة والوليد بن عتبَة برز إِلَيْهِم شببة من الْأَنْصَار والشببة جمع شَاب مثل كَاتب وكتبة وَقد صحفه عبيد الله ابْن مُوسَى فَقَالَ سِتَّة من الْأَنْصَار وَالصَّحِيح مَا ذكرنَا وَمثله قَول ابْن عمر كنت أَنا وَابْن الزبير فِي شببة. فِي الحَدِيث كَانَ مشبوح الذراعين يَعْنِي عيل الذراعين عريضهما وَقَالَ اللَّيْث أَي طويلهما وَفِي لفظ كَانَ شبح الذراعين يُقَال شبحت الْعود إِذا نحته حَتَّى تعرضه. وَمر أَبُو بكر ببلال وَقد شبح فِي الرمضاء أَي مد ذراعاه فِي الشَّمْس. 516 فِي الحَدِيث من عض عَلَى شبدعه سلم من الآثام يُرِيد من عض عَلَى لِسَانه وَالْمَقْصُود الصمت وأصل الشبدع الْعَقْرَب شبه اللِّسَان بهَا لِأَنَّهُ يلسع النَّاس. وَنَهَى عَن شبر الْجمل يَعْنِي أَخذ الْكِرَاء عَلَى ضرابه فَسُمي الْكِرَاء شبْرًا باسم الضراب. وَمِنْه قَول يَحْيَى بن يعمر لرجل خَاصم امْرَأَته فِي مهرهَا أإن سَأَلتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها أَرَادَ بالشبر النِّكَاح. فِي الحَدِيث الشبرم وَهُوَ شَيْء يتداوى بِهِ والشبرم الْقصير من الرِّجَال. قَالَ عَطاء لَا بَأْس بالشبرق مَا لم يبرعه من أَصله وَهُوَ نبتث يكون بالحجاز. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضريع يَابِس الشبرق وَأَرَادَ أَنه يجوز أَخذه من الْحرم بعد أَن تبرك أُصُوله فِي الأَرْض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 فِي الحَدِيث من عض عَلَى شبدعه سلم من الآثام يُرِيد من عض عَلَى لِسَانه وَالْمَقْصُود الصمت وأصل الشبدع الْعَقْرَب شبه اللِّسَان بهَا لِأَنَّهُ يلسع النَّاس. وَنَهَى عَن شبر الْجمل يَعْنِي أَخذ الْكِرَاء عَلَى ضرابه فَسُمي الْكِرَاء شبْرًا باسم الضراب. وَمِنْه قَول يَحْيَى بن يعمر لرجل خَاصم امْرَأَته فِي مهرهَا أإن سَأَلتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها أَرَادَ بالشبر النِّكَاح. فِي الحَدِيث الشبرم وَهُوَ شَيْء يتداوى بِهِ والشبرم الْقصير من الرِّجَال. قَالَ عَطاء لَا بَأْس بالشبرق مَا لم يبرعه من أَصله وَهُوَ نبث يكون بالحجاز. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضريع يَابِس الشبرق وَأَرَادَ أَنه يجوز أَخذه من الْحرم بعد أَن تبرك أُصُوله فِي الأَرْض. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 قَوْله المتشبع بِمَا لم يُعْط وَهُوَ المتزين بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْده وَكَانَ يُقَال لزمزم شباعة لِأَن ماءها يشْبع. وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن محرم وطئ فَقَالَ شبق شَدِيد الشبق شدَّة الغلمة. فِي الحَدِيث الْتقط رجل شبكة. قَالَ القتيبي الشبكة آبار مُتَقَارِبَة قريبَة المَاء وَمَعْنى التقطها هجم عَلَيْهَا وَهُوَ لَا يشْعر بهَا. فِي الحَدِيث خير المَاء الشبم وَهُوَ الْبَارِد. قَالَ حُذَيْفَة الْفِتْنَة تشبه مقبلة أَي تشبه عَلَى الْقَوْم وتريهم أَنهم عَلَى حق. وَقَالَ عمر اللين يشبه عَلَيْهِ الْمَعْنى أَن الْمُرْضع ينْزع إِلَى أَخْلَاق الْمُرضعَة. بَاب الشين مَعَ التَّاء قَالَ عمر لَو مَرَرْت عَلَيْهِمَا لشترت بهما أَي أسمعتهما الْقَبِيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 فِي حَدِيث أم معبد وَكَانَ الْقَوْم مشتين. قَالَ ابْن قُتَيْبَة المشتون الَّذين دخلُوا فِي الشتَاء. وَقَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال أشتى الْقَوْم فهم مشتون إِذا أَصَابَتْهُم مجاعَة. وَرَوَى مُسنَّتَيْنِ من السّنة وَهِي الْقَحْط. بَاب الشين مَعَ الثَّاء ذكر ابْن الْحَنَفِيَّة من يَلِي فِي آخر الزَّمَان فَقَالَ يكون بَين شت وطباق. قَالَ القتيبي الشث ينْبت بتهامة من شجر الْجبَال والطباق شجر ينْبت بالحجاز إِلَى الطَّائِف. وَأَرَادَ أَن مقَامه ومخرجه من هَذِه الْمَوَاضِع الَّتِي تنْبت فِيهَا هَذَانِ الضربان من الشّجر. فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ شثن الْكَفَّيْنِ يَعْنِي أَنَّهُمَا إِلَى الغلظ. بَاب الشين مَعَ الْجِيم قَوْله يَجِيء كنز أحدهم شجاعا وَهُوَ الْحَيَّة الذّكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 فِي الحَدِيث فَقَامَ رَسُول الله إِلَى شجب وَهُوَ مَا استشن وأخلق. وَقَالَ الْحسن النَّاس ثَلَاثَة سَالم وشاجب أَي هَالك بالإثم. فِي الحَدِيث وثيابه عَلَى المشجب وَهِي أَعْوَاد متداخلة تجْعَل عَلَيْهَا الثِّيَاب. فِي حَدِيث أم زرع شجك أَو فلك الشج فِي الرَّأْس خَاصَّة والفل فِي الْأَعْضَاء كلهَا. إيَّاكُمْ وَمَا شجر من أَصْحَابِي أَي اخْتَلَط. فِي الحَدِيث تشتجرون اشتجار أطباق الرَّأْس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 قَالَ القتيبي يُرِيد أَنهم يشتبكون فِي الْفِتْنَة اشتباك أَطْرَاف الرَّأْس وَهِي عِظَامه الَّتِي تدخل بَعْضهَا فِي بعض. فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع حَتَّى كنت فِي الشجراء وَهِي جمع شَجَرَة. فِي الحَدِيث فشجرناهم بِالرِّمَاحِ أَي شبكناهم. وَقَالَ الْعَبَّاس إِنِّي لمع رَسُول الله يَوْم حنين آخذ بحكمة بغلته قد شجرتها أَي كففتها بِلِجَامِهَا. وَكَانَ دُرَيْد بن الصمَّة يَوْمئِذٍ فِي شجار لَهُ وَهُوَ مركب مَكْشُوف دون الهودج. وَكَانَت أم سعد إِذا أَرَادوا إطعامها شجروا فاها أَي أدخلُوا فِيهِ عودا ففتحوه والشجار عود يَجْعَل فِي فَم الجدي لكيلا يرضع أمه. والشجار خَشَبَة تُوضَع خلف الْبَاب وَيُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ المترس. فِي الحَدِيث الشَّجَرَة من الْجنَّة وَهِي الكرمة. قَوْله الرَّحِم شجنة من الله عز وجل وَيروَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 بِالضَّمِّ. قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي قرَابَة مشتبكة كاشتباك الْعُرُوق وفيهَا لُغَتَانِ كسر الشين وَضمّهَا. وَمِنْه قَوْلهم الحَدِيث ذُو شجون أَي يمسك بعضه بَعْضًا. فِي حَدِيث سطيح علنداة شجن وَهِي النَّاقة المتدخلة الْخلق كَأَنَّهَا شَجَرَة متشنجة أَي مُتَّصِلَة الأغصان بَعْضهَا بِبَعْض. فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا شجي النشيج الشجو الْحزن. بَاب الشين مَعَ الْحَاء قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي رجل سَمعه يخْطب هَذَا الْخَطِيب الشحشح وَهُوَ الماهر بِالْخطْبَةِ وكل ماهر بِخطْبَة أَو كَلَام فَهُوَ شحشح وشحشاح وشحشحان وشحيح. وَرَأَى ابْن عمر قَاضِيا يَصِيح فَقَالَ إِن الله يبغض كل شحاح وَهُوَ الرافع الصَّوْت. قَالَ ربيعَة فِي الرجل يعْتق الشّقص من العَبْد يشحط الثّمن أَي يبلغ بِهِ أقْصَى الْقيمَة. وَقيل الْمَعْنى يجمع ثمنه من قَوْلهم شحطت الْإِنَاء إِذا ملأته. فِي الحَدِيث يَتَشَحَّط فِي دَمه أَي يضطرب فِيهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 فِي الحَدِيث يغْفر إِلَّا لمشاحن أَي معاد. وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ هُوَ المبتدع المفارق للْجَمَاعَة. قَالَ كَعْب فِي صفة فتْنَة وَيكون فِيهَا فَتى أشفى يشحو فِيهَا شحوا كثيرا أَي يتوسع فِيهَا ويمعن والشحوى الواسعة الخطو من النوق. وَمِنْه حَدِيث عَلّي وَذكر فتْنَة فَقَالَ لعمَّار لتشحون فِيهَا شحوا. يُرِيد السَّعْي والتقدم. بَاب الشين مَعَ الْخَاء فِي الحَدِيث فشخبت أوداجه دَمًا أَي سَالَتْ قَالَ عمر للجني إِنِّي أَرَاك شخيتا أَي نحيف الْجِسْم. فِي حَدِيث قيلة فشخص بِي يُقَال للرجل إِذا أَتَاهُ مَا يقلقه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 قد شخص بِهِ كَأَنَّهُ رفع من الأَرْض لقلقه. بَاب الشين مَعَ الدَّال فِي حَدِيث السقط إِذن كَانَ شدخا وَهُوَ الَّذِي يُولد لغير تَمام. والشدخ بِإِسْكَان بِالدَّال كسر الشَّيْء الأجوف. فِي الحَدِيث يرد مشدهم عَلَى مضعفهم. يُقَال رجل مشد إِذا كَانَت دوابه شَدِيدَة قَوِيَّة خلاف المضعف. فِي الحَدِيث أبعدكم المتشدقون وهم المتوسعون فِي الْكَلَام من غير احْتِرَاز. وَوصف ابْن عَبَّاس فَقيل الشدقم أَي الْوَاسِع الأشداق يُوصف بِهِ المنطيق. بَاب الشين مَعَ الذَّال كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أقصر من المشذب قَالَ القتيبي هُوَ الطَّوِيل الْبَائِن الطول. قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي لَا يُقَال للطويل مشذب حَتَّى يكون فِي لَحْمه بعض النُّقْصَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 فِي قصَّة قوم لوط ثمَّ أتبع شذان الْقَوْم صخرا أَي من شَذَّ مِنْهُم. وَقَالَ سُلَيْمَان بن صرد لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام بَلغنِي عَنْك ذرو من قَول تشذرت لي بِهِ. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ التوعد والتهدد. فِي صفة عمر شرد الشّرك شذر مذر أَي بدده فِي كل وَجه. بَاب الشين مَعَ الرَّاء قَوْله إِنَّهَا أَيَّام أكل وَشرب وَرُوِيَ بِفَتْح الشين قَالَ الْفراء الضَّم وَالْفَتْح وَالْكَسْر لُغَات وَالْفَتْح أقلهَا إِلَّا أَن الْغَالِب عَلَى الشّرْب جمع شَارِب وَعَلَى الشّرْب الْحَظ والنصيب من المَاء. فِي الحَدِيث إِن جرعة شروب أَنْفَع من عذب مؤت. الشروب من المَاء الَّذِي لَا يشرب إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وَهَذَا مثل لِرجلَيْنِ أَحدهمَا أرفع وأضر والأخر أدون وأنفع. وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مشربا وَهُوَ الَّذِي أشْرب حمرَة وَكَانَ فِي مشربَة أَي فِي غرفَة وَقد تفتح الرَّاء. فِي حَدِيث عَائِشَة واشرأب النِّفَاق أَي ارْتَفع وَعلا وكل رَافع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 رَأسه مشرئب. وَمِنْه يُنَادَى يَا أهل الْجنَّة فَيَشْرَئِبُّونَ. فِي حَدِيث عَلَامَات الْقِيَامَة وَالْأَرْض شربة وَاحِدَة. قَالَ ابْن قُتَيْبَة إِن كَانَ هَذَا الْمَحْفُوظ فَالْمُرَاد أَن المَاء كثر فَمن حَيْثُ أردْت أَن تشرب شربت وَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ شربة بِفَتْح الرَّاء فَهِيَ حَوْض يكون فِي أصل النَّخْلَة يمْلَأ مَاء فيريد أَن المَاء قد وقف مِنْهَا فِي مَوَاضِع فشبهها بالشربات. وَمِنْه حَدِيث جَابر دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَائِطا فَأقبل إِلَى شربة وَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ بِالْيَاءِ فَهِيَ الحنظلة. وَالْمرَاد أَن الأَرْض أخضرت بالنبات. فِي الحَدِيث عَارَضنَا رجل شرجب أَي طَوِيل. وَخَاصم الزبير فِي شراج الْحرَّة وَهِي مسَائِل المَاء من الْحرار إِلَى السهل وَاحِدهَا شرج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 وَفِي الحَدِيث فَتنَحَّى السَّحَاب فأفرغ فِي شرجة من تِلْكَ الشراج. فِي الحَدِيث إِن امْرَأَة كَانَ يَأْتِيهَا نسْوَة مشارجات لَهَا أَي أتراب وأقران يُقَال هَذَا شرج هَذَا وشريجه أَي مثله فِي السن. قَالَ يُوسُف بن عمر أَنا شريج الْحجَّاج. فِي الحَدِيث أصبح النَّاس شرجين أَي فرْقَتَيْن. فِي الحَدِيث كَانُوا يشرجون النِّسَاء أَي يكون الْوَطْء وَالْمَرْأَة مستلقية عَلَى الْقَفَا. وَسَأَلَ رجل الْحسن أَكَانَ الْأَنْبِيَاء يشرجون إِلَى الدُّنْيَا أَي ينبسطون إِلَيْهَا ويرغبون فِيهَا. فِي الحَدِيث اقْتُلُوا شُيُوخ الْمُشْركين واستحيوا شرخهم ذكر أَبُو عبيد فِيهِ قَوْلَيْنِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 أَحدهمَا إِن أَرَادَ بالشيوخ المسان أهل الْجلد وَالْقُوَّة عَلَى الْقِتَال وَلم يرد الهرمى وَأَرَادَ بالشرخ الصغار الَّذين لم يدركوا فَيكون الْمَعْنى اقْتُلُوا الْبَالِغين واستبقوا الصّبيان. وَالثَّانِي أَنه أَرَادَ بالشيوخ الهرمى الَّذين لَا ينْتَفع بهم فِي الْخدمَة. وَأَرَادَ بالشرخ الشَّبَاب الَّذين يصلحون لَهَا. فِي الحَدِيث جلس بَين الشرخين وهما جانبا الرجل. وَقَالَ رَسُول الله لخوات بن جُبَير مَا فعل شرادك قد فسره أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ عرض رَسُول الله بِقِصَّتِهِ مَعَ ذَات النحيين وَأَرَادَ بشراده أَنه لما فعل ذَلِك شرد فِي الأَرْض خوفًا وَهَذَا غير صَحِيح نقلا وَلَا جَائِز شرعا فَإِن الحَدِيث إِذا سيق فَإِنَّهُ لم يرد ذَلِك وَأما الشَّرْع فَمَا كَانَ بِالَّذِي يوبخه عَلَى أَمر قد كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام يجب مَا قبله. والْحَدِيث هُوَ مَا أَنبأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ آخر يَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن البقور قَالَ آخر يَا القَاضِي أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الْأَسدي قَالَ حَدثنَا أَبُو حُذَيْفَة مُحَمَّد بن مخلد قَالَ حَدثنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن الْحَارِث الْبَصْرِيّ قَالَ حَدثنَا وهب بن جرير عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت زيد بن أسلم يحدث أَن خَوات بن جُبَير قَالَ نزلت مَعَ رَسُول الله مر الظهْرَان فَخرجت من خبائي فَإِذا نسْوَة يتحدثن فأعجبنني فَرَجَعت فأخرجت حلَّة لي من عيبتي فلبستها ثمَّ جَلَست إلَيْهِنَّ وَخرج رَسُول الله من قُبَّته فَقَالَ أَبَا عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 الله مَا يجلسك إلَيْهِنَّ قَالَ فَهبت رَسُول الله فَقلت يَا رَسُول الله جمل لي شرور وَأَنا أَبْتَغِي لَهُ قيدا قَالَ فَمَضَى رَسُول الله وتبعته فَألْقَى إِلَيّ رِدَاء وَدخل الْأَرَاك فَقَضَى حَاجته وَتَوَضَّأ ثمَّ جَاءَ فَقَالَ أَبَا عبد الله مَا فعل شِرَاد جملكم ثمَّ ارتحلنا فَجعل لَا يلحقني الْمسير إِلَّا قَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أَبَا عبد الله مَا فعل شِرَاد جملك قَالَ فتعجلت إِلَى الْمَدِينَة فاجتنبت الْمَسْجِد ومجالسة رَسُول الله فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلّي تحينت سَاعَة خلْوَة الْمَسْجِد فَأتيت الْمَسْجِد فَجعلت أُصَلِّي. فَخرج رَسُول الله من بعض حجره فَصَلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين ثمَّ جلس وطولت الصَّلَاة رَجَاء أَن يذهب ويدعني فَقَالَ طول يَا أَبَا عبد الله مَا شِئْت فلست بقائم حَتَّى تَنْصَرِف فَقلت وَالله لأعتذرن إِلَى رَسُول الله ولأندين صَدره قَالَ فَانْصَرَفت فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك أَبَا عبد الله مَا فعل شِرَاد الْجمل فَقلت وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا شرد ذَاك الْجمل مُنْذُ أسلمت فَقَالَ رَحِمك الله مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ أمسك عني فَلم يعد. فِي الحَدِيث لكل عَابِد شرة أَي رَغْبَة ونشاط. فِي حَدِيث سَمُرَة فيشر شَرّ شدقه أَي يشققه ويقطعه قَالَ عَمْرو بن معدي كرب يصف قوما هم أشدنا شريسا أَي شراسة. قَالَ ابْن عَبَّاس مَا رَأَيْت أحسن من شرصة عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 وَهِي الجلحة. فِي الحَدِيث من أَشْرَاط السَّاعَة أَي من علاماتها. فِي حَدِيث الزَّكَاة وَلَا الشَّرْط وَهُوَ رذال المَال. وَنَهَى عَن شريطة الشَّيْطَان وَهِي ذَبِيحَة لَا تفرى فِيهَا الْأَوْدَاج أَخذ من شَرط الْحجام. فِي الحَدِيث وَيشْتَرط شرطة للْمَوْت وَهِي أول طَائِفَة من الْجَيْش تشهد الْوَاقِعَة. فِي الحَدِيث لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يَأْخُذ الله شريطته من أهل الأَرْض أَي من يختاره من أهل الْخَيْر. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام شرعك مَا بلغك الْمحل أَي حَسبك. وَقَالَ إِن أَهْون السَّقْي التشريع وَهُوَ إِيرَاد أَصْحَاب الْإِبِل إبلهم شَرِيعَة لَا يحْتَاج مَعهَا إِلَى نزع وَلَا سقِِي فِي الْحَوْض وَهَذَا إِنَّمَا قَالَه عَلّي لشريح فِي قصَّته وَهِي أَن رجلا سَافر مَعَ أَصْحَاب لَهُ فَرَجَعُوا وَلم يرجع فَاتَّهمهُمْ أَهله فترافعوا إِلَى شُرَيْح فَسَأَلَ الْأَوْلِيَاء الْبَيِّنَة فعجزوا فألزم الْقَوْم الْيَمين فَقَالَ عَلّي ذَلِك وَأنْشد. (أوردهَا سعد وَسعد مُشْتَمل ... يَا سعد تروي بهَا ذَاك الْإِبِل) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 ثمَّ فرقهم وسألهم فأقروا بقتْله. فِي الحَدِيث أمرنَا فِي الْأَضَاحِي أَن نستشرف الْعين وَالْأُذن أَي نتأمل سلامتهما من آفَة كالعور والجدع. يُقَال استشرفت الشَّيْء وَهُوَ أَن تضع يدك عَلَى حاجبك كَالَّذي يستظل من الشَّمْس حَتَّى يستبين لَك الشَّيْء. وَمن هَذَا أَن أَبَا طَلْحَة كَانَ إِذا رَمَى استشرفه النَّبِي صلى الله عليه وسلم لينْظر إِلَى موقع نبله. وَلما قدم عمر الشَّام قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَا يسرني أَن أهل الْبَلَد استشرفوك وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن عمر لم يتزيا بزِي الْأُمَرَاء. فِي الحَدِيث مَا ذئبان فِي فريقة غنم بأفسد فِيهَا من حب المَال والشرف لدينِهِ. قَالَ الْأَزْهَرِي المُرَاد أَنه يتشرف للمباراة والمفاخرة والمساماة. فِي الحَدِيث لَا تتشرفوا للبلاء أَي لَا تتطلعوا إِلَيْهِ. فِي الحَدِيث تسكن مشارف الشَّام وَهِي كل قَرْيَة من بِلَاد الرِّيف وجزيرة الْعَرَب. وَإِنَّمَا قيل لَهَا ذَلِك لِأَنَّهَا أشرفت عَلَى السوَاد وإليها تنْسب السيوف المشرفية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 فِي حَدِيث عَلّي فَقَالَت امْرَأَة أَلا يَا حمز للشرف النواء فَقَامَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 حَمْزَة إِلَى شَارف وَهِي المسنة من النوق. وَكَذَلِكَ الناب وَلَا يقالان للذّكر وَجمع الشارف شرف وَقد أورد هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ أَلا يَا حمز ذَا الشّرف والنواء وَمَا كَانَت النوق لِحَمْزَة وَإِنَّمَا أغرته بهَا. قَوْله مَا جَاءَ بك وَأَنت غير مشرف أَي متطلع إِلَيْهِ. قَالَ ابْن عَبَّاس أمرنَا أَن نَبْنِي الْمَدَائِن شرفا الشّرف الْموضع المشرف ومشارف الأَرْض أعاليها وَهِي الَّتِي طولت أبنيتها بالشرف الْوَاحِدَة شرفة. فِي الحَدِيث إِذا استنت شرفا الشّرف الْموضع المشترف ومشارف الأَرْض أعاليها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع فَربطت شرفا أَو شرفين أَي قدرا من الْمسَافَة. قَوْله لَا ينتهب نهبة ذَات شرف أَي ذَات قدر. فِي الحَدِيث الْفِتَن الشّرف الجون أَصْلهَا النوق السود شبه بهَا الْفِتَن وَفِي رِوَايَة الشرق بِالْقَافِ وَهِي الَّتِي تَأتي من نَاحيَة الْمشرق. قَوْلهم أشرق ثبير أَي أَدخل فِي الشروق. فِي الحَدِيث إِنَّمَا بَقِي من الدُّنْيَا كشرق الْمَوْتَى فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَن الشَّمْس إِذا نزلت عَن الْحِيطَان أشرقت بَين الْقُبُور فَهِيَ حِينَئِذٍ إِنَّمَا تلبث قَلِيلا ثمَّ تغيب. وَالثَّانِي شَرق الْمَيِّت بريقه فَشبه قلَّة مَا بَقِي بذلك. وَنَهَى أَن يضحى بشرقاء وَهِي المشقوقة الْأذن. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق إِلَّا فِي مصر جَامع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 قَالَ الْأَصْمَعِي التَّشْرِيق صَلَاة الْعِيد أَخذ من شروق الشَّمْس لِأَن ذَلِك وَقتهَا وَإِنَّمَا سميت أَيَّام التَّشْرِيق لأَنهم كَانُوا يشرقون فِيهَا لُحُوم الْأَضَاحِي. قَوْله اقْرَءُوا الْبَقَرَة وَآل عمرَان فَإِنَّهُمَا يأتيان كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو ظلتان سوداوان بَينهمَا شَرق وَهُوَ الضَّوْء. فِي الحَدِيث إِن طائرا يَقع عَلَى مشريق بَاب من لَا يغار عَلَى أَهله فَلَو رَأَى الرِّجَال يدْخلُونَ عَلَيْهَا مَا غير. المشريق الشق الَّذِي تقع فِيهِ الشَّمْس عِنْد شروقها قَالَ ابْن عَبَّاس للتَّوْبَة بَاب يُقَال لَهُ المشريق وَقد رد حَتَّى مَا بَقِي إِلَّا شرقة وَهُوَ الضَّوْء الَّذِي يدْخل من شقّ الْبَاب. فِي حَدِيث ابْن أبي فشرق بذلك أَي غص بِهِ. فِي الحَدِيث لَا تَأْكُل الشريقة فَإِنَّهَا ذَبِيحَة الشَّيْطَان وَلَا أحسبها إِلَّا الَّتِي تشرق بِالْمَاءِ فتموت. وَعَن معَاذ أَنه أجَاز بَين أهل الْيمن الشّرك أَرَادَ الِاشْتِرَاك فِي الأَرْض وَهُوَ أَن يَدْفَعهَا صَاحبهَا بِالنِّصْفِ وَالثلث. فِي حَدِيث أم معبد تشاركن هزلا أَي عمهن الهزال فاشتركن فِيهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 وَعَن ابْن عمر أَنه اشْتَرَى نَاقَة فَرَأَى بهَا تشريم الظئار فَردهَا. التشريم التشقق يُقَال للجلد إِذا شقق قد تشرم وَمِنْه قيل للمشقوق الشّفة أشرم. وَأتي عمر بِكِتَاب قد تشرمت نواحيه أَي تشققت والتشقق فِي الظئار أَنه تدس خرق مَجْمُوعَة فِي رحم النَّاقة وتضم بَين شفري حيائها بسير وَيسْتر رَأسهَا وتبرك كَذَلِك حَتَّى تغمها ثمَّ ينْزع ذَلِك ويدنى إِلَيْهَا حوار نَاقَة أُخْرَى. وَقد لون رَأسه وَجلده بِمَا خرج من الرَّحِم فتظن أَنَّهَا وَلدته فترأمه. وَأَرَادَ بالتشريم مَا يحرق من شفريها. فِي صفة رَسُول الله كَانَ لَا يشارى المشاراة الملاحة. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي لَا نشاري فِي الشَّرّ. قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ لَا نشار فَقلب إِحْدَى الرَّاء ين يَاء. فِي حَدِيث أم زرع ركب شريا أَي فرسا يستشري فِي سيره أَي يلح ويتمادى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 فِي حَدِيث المبعث فشري الْأَمر بَينه وَبَين الْكفَّار أَي عظم ولج. قَالَ ابْن السّكيت ركب شريا أَي فرسا خيارا وشراة المَال وسراته بِالسِّين والشين خِيَاره. فِي وصف عَائِشَة أَبَاهَا ثمَّ استشرى فِي دين الله أَي لج. وَقَضَى شُرَيْح فِي رجل نزع فِي قَوس رجل فَكَسرهَا فَقَالَ لَهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 شرواها أَي مثلهَا. وَكَانَ يضمن الْقصار شرواه أَي مثل الثَّوْب الَّذِي أَخذه. وَقَالَ عَلّي ادفعوا شرواها من الْغنم أَي مثلهَا. قَوْله رحم الله سهل البيع سهل الشِّرَاء. المُرَاد ترك المعاسرة. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشرا يمد وَيقصر فَأهل تهَامَة يمدونه وَأهل نجد يقصرونه. بَاب الشين مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث وَقد توشح بشزبة كَانَت مَعَه. قَالَ شمر هِيَ من أَسمَاء الْقوس وَهِي لَيست بجديد وَلَا خلق وَكَذَلِكَ الشزيب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اطعنوا الشزر أَي عَن الْيَمين وَالشمَال. فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد وولاهم شزنه أَي شدته وبأسه وَرويت شزبه. قَالَ الْأَصْمَعِي أَي عرضه وجانبه. فِي حَدِيث أبي سعيد فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْم تشزبوا ليوسعوا لَهُ أَي تحرفوا. وَبعث سعد وعمار إِلَى عُثْمَان أَن آتَيْنَا نذاكرك مَا أحدثت فَقَالَ حَتَّى أتشزن أَي استعد للاحتجاج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ مَأْخُوذ من الشزن وَهُوَ عرض الشَّيْء وجانبه فَكَأَن المتشزن يدع الطُّمَأْنِينَة فِي جُلُوسه وَيجْلس مستوفزا عَلَى جَانب. بَاب الشين مَعَ الصَّاد رَأَى عمر غُلَامه يحمل عَلَى إبل الصَّدَقَة فَقَالَ هلا نَاقَة شصوصا وَهِي الَّتِي ذهب لَبنهَا وَقد شصت وأشصت. وَاعْتذر رجل من قلَّة اللَّبن فَقَالَ إِن مَا شيتنا شصص يُقَال شصص وشصوص وشصايص. بَاب الشين مَعَ الطَّاء مضجعة كمسل شطبة وَهُوَ مَا شطب من جريد النّخل وَهُوَ سعفه الْأَخْضَر وَذَلِكَ أَنه تشقق مِنْهُ قضبان دقاق أَرَادَت أَنه ضرب اللَّحْم لين متنعم. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَرَادَت بمسل الشطبة سَيْفا سل من غمده شبهته بِهِ. فِي الحَدِيث طعن رجل رجلا فشطب الرمْح عَن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 مَقْتَله أَي عدل. فِي الحَدِيث إِذا شهد بِالْحَقِّ شنطير أَي غَرِيب. فِي حَدِيث بهز بن حَكِيم من منع صَدَقَة فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله. قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ غلط بهز إِنَّمَا هُوَ شطر مَاله يَعْنِي أَنه يَجْعَل شطرين فَيتَخَيَّر عَلَيْهِ الْمُصدق فَيَأْخُذ من خير الشطرين عُقُوبَة لمَنعه الزَّكَاة فَأَما مَا لَا يلْزمه فَلَا. قَوْله من أعَان عَلَى قتل مُؤمن وَلَو بِشَطْر كلمة. قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة هُوَ أَن يَقُول فِي أقتل أق. كَمَا قَالَ كفَى بِالسَّيْفِ شا أَي شَاهدا. وَقَالَ تَمِيم الدَّارِيّ لرجل سَأَلَهُ عَن كَثْرَة التَّعَبُّد فَقَالَ أَرَأَيْت إِن كنت مُؤمنا ضَعِيفا وَأَنت مُؤمن قوي أئنك لشاطي حَتَّى أحمل قوتك عَلَى ضعْفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 قَالَ أَبُو عبيد يَقُول إِذا كلفتني مثل عَمَلك وَأَنت قوي وَأَنا ضَعِيف فَهُوَ جور مِنْك مَأْخُوذ من الشطط. قَالَ الْأَزْهَرِي جعل شاطي بِمَعْنى جائري وظالمي. قَوْله أعوذ بك من كآبة الشطة يَعْنِي بعد الْمسَافَة. قَوْله الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم الْمَعْنى أَنه يتسلط عَلَيْهِ فيوسوس فِي بَاطِنه وَفِي الشَّيْطَان قَولَانِ أَحدهمَا أَنه من شطن أَي بعد عَن الْخَيْر وَالثَّانِي من شاط أَي هلك. فِي الحَدِيث مربوط بشطن وَهُوَ الْحَبل. بَاب الشين مَعَ الظَّاء نحر رجل نَاقَة بشظاظ وَهُوَ الْعود الَّذِي يدْخل فِي عُرْوَة الجوالق وَالْجمع أشظة. فِي الحَدِيث لم يشْبع من طقام إِلَّا من شظف الشظف شدَّة الْعَيْش وضيقه. فِي الحَدِيث يعجب رَبك من رَاع فِي شظية يُؤذن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 قَالَ الْأَزْهَرِي الشظية والشنظية قِطْعَة من رَأس الْجَبَل. فِي الحَدِيث فانشظت ربَاعِية رَسُول الله أَي انْكَسَرت يُقَال تشظى الشَّيْء وانشظ. بَاب الشين مَعَ الْعين إِذا قعد بَين شعبها الْأَرْبَع وَهِي اليدان وَالرجلَانِ وَقيل اليدان والشفران. قَالَ مَسْرُوق أسلم رجل من الشعوب. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المُرَاد هَا هُنَا الْعَجم وَفِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا يرأب شعبها أَي شعب الْأمة إِذا افْتَرَقت كلمتها لأم بَينهَا. فِي الحَدِيث أَخَذته شعوب وَهِي الْميتَة وَسميت شعوبا لِأَنَّهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 تفرق والشعب الصّلاح فَهُوَ من الأضداد. قَالَ عبد الله شعب صَغِير من شعب كَبِير أَي صَلَاح قَلِيل من فَسَاد كَبِير. قَالَ عمر شعب مَا كنت مشعبا أَي فرق فِي الحَدِيث لَا سلب إِلَّا لمن أشعر علجا يَعْنِي طعنه حَتَّى يدْخل السنان جَوْفه من إِشْعَار الْهَدْي وإشعار الْهَدْي أَن يطعن فِي أحد جَانِبي السنام بمبضع أَو نَحوه بِقدر مَا يسيل الدَّم. وَدخل رجل عَلَى عُثْمَان فأشعره مشقصا أَي رَمَاه بِهِ وَرَمَى رجل الْجَمْرَة فَأصَاب عمر فدماه فَقَالَ رجل رجل أشعر أَمِير الْمُؤمنِينَ أَي أعلم الْقَتْل كَمَا تعلم الْبَدنَة وَكَانَت الْعَرَب تَقول الْمُلُوك إِذا قتلوا أشعروا صبيانة لَهُم عَن لفظ الْقَتْل. وَلما مَاتَت بنت رَسُول الله أعْطى النِّسَاء حقوه وَقَالَ أشعرنها إِيَّاه أَي اجعلنه شعارها الَّذِي يَلِي جَسدهَا وَسمي شعارا لِأَنَّهُ يَلِي شعر الْجَسَد. وَكَانَ رَسُول الله لَا يُصَلِّي فِي شعر نِسَائِهِ. وَقَوله أَنْتُم الشعار أَي الْخَاصَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 وَكَانَ شعار أَصْحَاب رَسُول الله يَا مَنْصُور أمت أَي علامتهم الَّتِي نصبوها بَينهم ليتعارفوا بهَا. فِي الحَدِيث التَّلْبِيَة من شعار الْحَج أَي علاماته وَلما أَرَادَ رَسُول الله قتل أبي بن خلف تطاير النَّاس عَنهُ كَمَا تطاير الشّعْر عَن الْبَعِير. قَالَ القتيبي الشّعْر جمع شعراء وَهِي ذُبَاب حمر يَقع عَلَى الْإِبِل وَالْحمير فيؤذيها. وَفِي رِوَايَة كَمَا تطاير الشعارير وَهِي مَا يجْتَمع من الذُّبَاب عَلَى دبرة الْبَعِير فَإِذا هيجت تطايرت عَنْهَا. وأهدي إِلَى رَسُول الله شعارير وَهِي صغَار القثاء وَاحِدهَا شعرور وَقَول الْقَائِل لَيْت شعري مَعْنَاهُ لَيْت علمي فِي الحَدِيث فشق بَطْنه حَتَّى بلغ إِلَى شعرته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 الشعرة بِكَسْر الشين الشّعْر النَّابِت عَلَى عانة الرجل وَركب الْمَرْأَة قَالَه الْأَزْهَرِي. فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله ثرد ثريدة فشعشعها. قَالَ ابْن الْمُبَارك أَي خلط بَعْضهَا بِبَعْض كَمَا يشعشع الشَّرَاب بِالْمَاءِ. وَقَالَ شمر مَعْنَاهُ رفع رَأسهَا والشعشعان الطَّوِيل. وَفِي الحَدِيث ترَاهُ عَظِيما شعشعا وَرَوَاهُ أَبُو عبيد سغسغها بِالسِّين والغين وَقد سبقت وَالْمعْنَى رَوَاهَا دسما. فِي الحَدِيث إِن الشَّهْر قد تشعشع. قَالَ شمر أَي قل مَا بَقِي مِنْهُ. قَالَ أَبُو بكر سَتَرَوْنَ أمة شعاعا أَي مُخْتَلفين مُتَفَرّقين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 فِي الحَدِيث فَإِن كَانَ الرجل مُؤمنا أَجْلِس فِي قَبره غير مشعوف. الشعف الْفَزع حَتَّى يذهب بِالْقَلْبِ ويستعار فِي الْحبّ. قَوْله أَو رجل فِي شعفة شعفة كل شَيْء أَعْلَاهُ وَمِنْه شعفة الْجَبَل. وَقَالَ رجل ضَرَبَنِي عمر فأغاثني بشعيفتين فِي رَأْسِي أَي ذؤابتين. يَعْنِي أَنَّهُمَا وقياه الضَّرْب وَكَأن الْمَعْنى أَنه كَانَ يضْرب الْجَوَارِح وعلامتهم حلق الرَّأْس. فِي حَدِيث يَأْجُوج صهب الشعاف أَي حمر الشُّعُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 والشعفة أَعلَى الشّعْر فِي الحَدِيث إِنَّه شقّ المشاعل يَوْم خَيْبَر يَعْنِي زقاقا كَانُوا ينتبذون فِيهَا الْوَاحِد مشعل فِي حَدِيث عمر قَامَ فَأصْلح الشعيلة أَي الذبالة فجَاء رجل مشعان الرَّأْس أَي منفش الشّعْر شعث بَاب الشين مَعَ الْغَيْن قَوْله لَا شغار كَانَ الرجل يَقُول للرجل شاغرني أَي زَوجنِي أختك عَلَى أَن أزَوجك أُخْتِي أَو ابْنَتي من غير مهر وكنى عَن النِّكَاح بالشغار. وَأَصله من شغر الْكَلْب إِذا رفع إِحْدَى رجلَيْهِ وبال فَسُمي شغارا لرفع الْمهْر. فِي ذكر الْفَرْع فَإِن يتْركهُ حَتَّى يكون شغزبا أَي يكبر وَقد سبق فِي بَاب الزَّاي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 فِي الحَدِيث الشعزبة وَهِي جنس من الصراع وَقَالَ رجل لِابْنِ عَبَّاس مَا هَذِه الْفَتْوَى الَّتِي قد تشغفت النَّاس هَذِه الْكَلِمَة تروى عَلَى سِتَّة أوجه أَحدهَا تشغفت أَي تجلت شغَاف الْقُلُوب فشغلتها وَالثَّانِي تشغبت بِالنَّاسِ أَي تَفَرَّقت بهم. وَالثَّالِث شغبت النَّاس بترديد الْغَيْن. وَالرَّابِع شغبت بِالتَّخْفِيفِ وَمَعْنَاهَا فرقهم وَالْخَامِس شغبت أَي أوجبت الشغب وَالِاخْتِلَاف. وَالسَّادِس أَن هَذَا الْأَمر تفشغ أَي كثر. وخطب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام النَّاس عَلَى شغلة أَي عَلَى بيدر. فِي الحَدِيث فَإِذا شيخ أشغى وَفِي لفظ لَهُ سنّ شاغية قَالَ أَبُو عبيد الشاغية الزَّائِدَة عَلَى الْأَسْنَان قَالَ الْأَصْمَعِي الشغافي الْأَسْنَان إِن تخْتَلف ثنيتها وَلَا تتسق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 وَقَالَ غَيره الشغا خُرُوج الثنيتين من الشّفة وارتفاعهما وَقَالَت عَائِشَة فِي حق عمر فرق الشّرك شغر بعر أَي فِي كل وَجه. بَاب الشين مَعَ الْفَاء قَالَ سعد بن الرّبيع لَا عذر لكم إِن وصل إِلَى رَسُول الله وَفِيكُمْ شفر يطرف. الشفر وَاحِد أشفار الْعين وَهِي حُرُوف الأجفان الَّتِي فِيهَا الشّعْر. وَكَانَ أنس بن مَالك شفرة الْقَوْم فِي سفرهم أَي خادمهم الَّذِي يكفيهم مهنتهم شبه بالشفرة تمتهن فِي قطع اللَّحْم وَغَيره. فِي الحَدِيث بعث مُصدقا فَأَتَاهُ بِشَاة شَافِع قَالَ أَبُو عبيد وَهِي الَّتِي مَعهَا وَلَدهَا شفعها. وَقَالَ الْفراء شَاة شَافِع إِذا كَانَ فِي بَطنهَا ولد ويتلوها آخر. فِي الحَدِيث من حَافظ عَلَى شُفْعَة الضُّحَى أَي رَكعَتَا الضُّحَى وَالشَّفْع الزَّوْج وَبَعض الْمُحدثين يضم الشين من شُفْعَة. قَالَ ابْن قُتَيْبَة كَأَنَّهُ مَبْنِيّ من شفعت مثل غرفَة من غرفت وَيروَى شبحة الضُّحَى الشبحة الصَّلَاة فِي حَدِيث الشّعبِيّ الشُّفْعَة عَلَى رُؤُوس الرِّجَال مَعْنَاهُ أَن تكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 الدَّار بَين جمَاعَة مختلفي السِّهَام فيبيع وَاحِد مِنْهُم نصِيبه فَيكون مَا بَاعَ الشُّرَكَاء بِهِ بَينهم سَوَاء عَلَى رؤوسهم لَا عَلَى سِهَامهمْ. وَقَالَ ثَعْلَب اشتقاق الشُّفْعَة من الزِّيَادَة وَهُوَ أَن تشفع مَا تطلب فتضمه إِلَى مَا عنْدك. وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا أَرَادَ بيع منزل أَتَاهُ جَاره يشفع إِلَيْهِ بشفعة ويجعله أولَى بِالْمَبِيعِ. قَالَ الْأَزْهَرِي جعل ابْن قُتَيْبَة الشُّفْعَة من شفع إِلَيْهِ أَي طلب إِلَيْهِ وَأَصلهَا مَا قَالَ ثَعْلَب. فِي الحَدِيث نهَى عَن شف مَا لم يضمن الشف الرِّبْح وَفِي حَدِيث آخر فَمثله كَمثل مَال لَا شف لَهُ. وَفِي الحَدِيث وَلَا تشفوا أَحدهمَا عَلَى الآخر أَي لَا تفضلوا والشف النُّقْصَان أَيْضا. يُقَال هَذَا دِرْهَم يشف أَي ينْقض فَهُوَ من الأضداد. قَالَ عمر لَا تلبسوا نساءكم القناطي فَإِنَّهُ إِن لَا يشف فَإِنَّهُ يصف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 يُقَال شف الثَّوْب إِذا بدا مَا تَحْتَهُ. قَالَت أم زرع فَإِن شرب اشتف أَي شرب كل مَا فِي الْإِنَاء والشفافة الفضلة الَّتِي تبقى فِي الْإِنَاء فِي الحَدِيث كَادَت الشَّمْس تغرب فَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا شف أَي شَيْء يسير وشفافة النَّهَار بَقِيَّته. فِي الحَدِيث أَن مجالدا رَأَى الْأسود يقص فشفن إِلَيْهِ أَي رفع طرفه إِلَيْهِ كالمتعجب الكاره لذَلِك. وَمثله شنف لَهُ فَإِذا أبغضه قَالَ شنفه. فِي الحَدِيث فأشفوا عَلَى المرج أَي أشرفوا عَلَيْهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 قَالَ القتيبي وَلَا يكَاد يُقَال أشفى إِلَّا فِي الشَّرّ يُقَال أشفى عَلَى الْمَوْت وأشاف عَلَيْهِ إِذا قاربه. فِي حَدِيث عمر وَإِذا أشفى ورع أَي إِذا أشرف عَلَى مَعْصِيّة ورع. فِي الحَدِيث لَا تنظروا إِلَى صَوْم الرجل وَصلَاته وَلَكِن انْظُرُوا إِلَى ورعه إِذا أشفى أَي أشرف عَلَى شَيْء من الدُّنْيَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 وَلما هجى حسان الْمُشْركين شَفَى واشتفى أَي شَفَى الْمُؤمنِينَ واقتص. قَالَ عَطاء سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول مَا كَانَت الْمُتْعَة إِلَّا رَحْمَة رحم الله بهَا أمة مُحَمَّد وَلَوْلَا نَهْيه عَنْهَا مَا احْتَاجَ أحد إِلَى الزِّنَا إِلَّا شفا. قَالَ عَطاء وَالله لكَأَنِّي أسمع قَوْله إِلَّا شفا كَذَلِك ذكره الْأَزْهَرِي وَقَالَ مَعْنَاهُ إِلَّا خَطِيئَة من النَّاس قَليلَة لَا يَجدونَ شَيْئا يسْتَحلُّونَ بهَا الْفرج. فِي الحَدِيث إِذا كَانَ الطَّعَام مشفوها وَهُوَ الْقَلِيل الَّذِي كثرت الشفاه عَلَيْهِ حَتَّى قل. بَاب الشين مَعَ الْقَاف قَالَ عمار لأم سَلمَة دعِي هَذِه المشقوحة أَي الْمَكْسُورَة. يُقَال لأشقحنك شقح الْجَوْز بالجندل أَي لأكسرنك وَقَالَ عمار لمن تنَاول عَائِشَة اسْكُتْ مقبوحا مشقوحا منبوحا والشقح الْكسر والمنبوح الَّذِي يضْرب لَهُ مثل الْكَلْب. وَكَانَ عَلَى حييّ بن أَخطب حلَّة شقحية وَهِي الْحَمْرَاء وَنَهَى عَن بيع الثَّمر قبل أَن يشقح. قَالَ أَبُو عبيد التشقيح الزهو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 قَالَ الْأَصْمَعِي إِذا تَغَيَّرت البسرة قيل هَذِه شقحة وَقد انشقحت قَوْله من بَاعَ الْخمر فليشقص الْخَنَازِير أَي فليعضها إعضاء البيع كَمَا يعضي الشَّاة وَالْمعْنَى من اسْتحلَّ هَذَا فليستحل هَذَا وَيُقَال للقصاب مشقص وكوى أسعد بن زُرَارَة بمشقص وَهُوَ نصل السهْم إِذا كَانَ طَويلا لَيْسَ بعريض فَإِذا كَانَ عريضا فَهُوَ المعبلة قَالَ النَّضر النصل السهْم العريض الطَّوِيل يكون قَرِيبا من فتر والمشقص عَلَى النّصْف من النصل فِي الحَدِيث إِن رجلا أعتق شِقْصا من مَمْلُوك أَي نَصِيبا وشركا وَشرب أَبُو هُرَيْرَة من مَاء الشقيط قَالَ الْفراء الشقيط الفخار وَقَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ جرار من الخزف قَوْله لَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي أَي أثقل عَلَيْهِم فِي صفة السَّحَاب أم يشق شقا يَعْنِي الْبَرْق المستطيل إِلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 وسط السَّمَاء قَالَت أم زرع وجدني فِي أهل غنيمَة بشق الرِّوَايَة بِكَسْر الشين وَمَعْنَاهُ الْجهد وَالصَّوَاب الْفَتْح وَهُوَ اسْم مَوضِع فِي الحَدِيث شقّ بَصَره أَي انْفَتح قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن كثيرا من الْخطب من شقاشق الشَّيْطَان قَالَ أَبُو عبيد هِيَ جمع شقشقة وَهِي الَّتِي إِذا هدر الْفَحْل من الْإِبِل العراب خَاصَّة خرجت من شدقه شَبيهَة بالرئة قَالَ الْأَزْهَرِي شبه الَّذِي يتفيهق فِي كَلَامه وَلَا يُبَالِي مَا قَالَ من صدق أَو كذب بالشيطان قَالَ عبد الله بن عمر وَفِي الأَرْض الْخَامِسَة حيات كالخطائط بَين الشقائق الخطائط خطوط والشقائق من الرمل قطع غِلَاظ بَاب الشين مَعَ الْكَاف من أزلت إِلَيْهِ نعْمَة فليشكرها أَي فليثن بهَا فِي حَدِيث يَأْجُوج وَإِن دَوَاب الأَرْض لتشكر من لحومهم أَي تمتلئ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 فِي الحَدِيث وشكير كثير أَي فراخ الزَّرْع قَالَ يَحْيَى بن يعمر لرجل خاصمته امْرَأَته إِن سَأَلتك ثمن شكرها يَعْنِي الْفرج. فِي الحَدِيث فأشكعه ذَلِك أَي أمله وأضجره قَوْله أَنا أولَى بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم سَبَب قَول هَذَا أَن قوما سمعُوا وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي فَقَالُوا شكّ إِبْرَاهِيم فَقَالَ أَنا أولَى أَي نَحن دونه وَلم نشك وَهَذَا تواضع مِنْهُ سُئِلَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَن شكل رَسُول الله قَالَ الْأَزْهَرِي: أَي عَن نَحوه ومذهبه وَكَانَ أشكل الْعَينَيْنِ أَي فِيهَا حمرَة قَالَ أَبُو عبيد الشهلة الْحمرَة فِي سَواد الْعَينَيْنِ والشكلة حمرَة فِي بياضها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 وَكَانَ رَسُول الله يكره الشكال من الْخَيل قَالَ أَبُو عبيد أَن يكون ثَلَاث قَوَائِم محكلة وَوَاحِدَة مُطلقَة أَخذ من الشكال الَّذِي يشكل بِهِ الْخَيل وَهُوَ يكون فِي ثَلَاث قَوَائِم أَو أَن يكون الثَّلَاث مُطلقَة وَرجل محجلة وَلَيْسَ يكون الشكال إِلَّا فِي الرجل وَلَا يكون فِي الْيَد وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشكال أَن يكون الْبيَاض فِي يمنى يَدَيْهِ وَفِي يمنى رجلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عبيد الشكال أَن يكون بَيَاض التحجيل فِي رجل وَاحِدَة وَيَد من خلاف قل الْبيَاض أَو كثر وَقَالَ غَيره الشكال أَن يكون الْبيَاض فِي يُسرى يَدَيْهِ وَفِي يُسرى رجلَيْهِ وَقَالَ غَيره الشكال أَن يكون الْبيَاض فِي يَدَيْهِ فَحسب وَقَالَ آخر الشكال أَن يكون الْبيَاض فِي رجلَيْهِ وَفِي إِحْدَى يَدَيْهِ ذكر هَذِه الْأَقْوَال الْأَزْهَرِي فِي مقتل عمر فَخرج النَّبِيذ مُشكلا أَي مختلطا لم يتَبَيَّن لَهُم بِهِ مَا أَرَادوا وكل مختلط مُشكل 558 فِي حَدِيث فطعن فِي شاكلته أَي خاصرته وَلما حجم أَبُو طيبَة رَسُول الله قَالَ أشكموه والشكم الْجَزَاء والشكد الْعَطاء بِلَا جَزَاء وَلَا مُكَافَأَة فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا فَمَا بَرحت شَكِيمَته أَي مَا انفكت شدَّة نَفسه يُقَال فلَان شَدِيد الشكيمة إِذا كَانَ عَزِيز النَّفس أَبَيَا وَالْأَصْل فِي هَذَا الحديدة الَّتِي تكون فِي فَم الْفرس فِي الحَدِيث شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله الرمضاء فَلم يشكنا أَي حر الشَّمْس وَمَا يُصِيب أَقْدَامهم فِي صَلَاة الظّهْر وَأَرَادُوا تأخيرهم فَلم يجبهم إِلَى ذَلِك يُقَال أشكيت فلَانا إِذا ألجأته إِلَى الشكاية وأشكيته إِذا نزعت عَن إشكائه وَرجعت إِلَى مَا يحب وَأنْشد ابْن الزبير (وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها ... ) قَالَ القتيبي الشكاة الذَّم وَالْعَيْب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 فِي حَدِيث فطعن فِي شاكلته أَي خاصرته وَلما حجم أَبُو طيبَة رَسُول الله قَالَ أشكموه والشكم الْجَزَاء والشكد الْعَطاء بِلَا جَزَاء وَلَا مُكَافَأَة فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا فَمَا بَرحت شَكِيمَته أَي مَا انفكت شدَّة نَفسه يُقَال فلَان شَدِيد الشكيمة إِذا كَانَ عَزِيز النَّفس أَبَيَا وَالْأَصْل فِي هَذَا الحديدة الَّتِي تكون فِي فَم الْفرس فِي الحَدِيث شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله الرمضاء فَلم يشكنا أَي حر الشَّمْس وَمَا يُصِيب أَقْدَامهم فِي صَلَاة الظّهْر وَأَرَادُوا تأخيرهم فَلم يجبهم إِلَى ذَلِك يُقَال أشكيت فلَانا إِذا ألجأته إِلَى الشكاية وأشكيته إِذا نزعت عَن إشكائه وَرجعت إِلَى مَا يحب وَأنْشد ابْن الزبير (وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها ... ) قَالَ القتيبي الشكاة الذَّم وَالْعَيْب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 فِي الحَدِيث شاكي السِّلَاح أَي شائك السِّلَاح وشوكة السِّلَاح حَده وَالْمرَاد أَنه تَامّ السِّلَاح بَاب الشين مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث الحارب المشلح يُقَال حَرْبَة مَاله أَي غصبة والمشلح الَّذِي يعري النَّاس من ثِيَابهمْ فِي الحَدِيث وجرحه يتشلشل أَي يقطر دَمًا قَالَ مطرف العَبْد بَين الله والشيطان فَإِن استشلاه ربه نجا قَالَ أَبُو عبيد استنقذه كَانَ أبي بن كَعْب قد أَقرَأ رجلا الْقُرْآن فأهدى إِلَيْهِ قوسا فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم تقلدها شلوة من جَهَنَّم أَي قِطْعَة مِنْهَا والشلو الْعُضْو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 فِي الحَدِيث إِذا قطعت يَد السَّارِق سبقته إِلَى النَّار فَإِن تَابَ استشلاها أَي استنقذها وَقَالَ فِي الورك ظَاهره نسا وباطنه شلا يُرِيد لَا لحم عَلَى بَاطِنه فَإِذا قطع فَارق مَا تَحْتَهُ من اللَّحْم بَاب الشين مَعَ الْمِيم فِي الحَدِيث شمتوا الْعَاطِس أَي ادعوا لَهُ بِالْخَيرِ والتشمت الدُّعَاء وَيُقَال بِالسِّين أَيْضا فَيُقَال للداعي مشمت ومسمت قَالَ ثَعْلَب مَعْنَى التشميت أبعد الله عَنْك الشماتة وجنبك أَن يشمتوا بك والشماتة فَرح الْعَدو لبلية تنزل بِمن يعاديه وَمَعْنى التسميت جعلك الله عَلَى سمت حسن وَلما دخل رَسُول الله عَلَى عَلّي وَفَاطِمَة فشمت عَلَيْهِمَا أَي دَعَا لَهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 فِي الحَدِيث خُذُوا عثْكَالًا فِيهِ مائَة شِمْرَاخ العثكال العذق والشمراخ الَّذِي عَلَيْهِ الْبُسْر. قَوْله كَأَنَّهَا أَذْنَاب خيل شمس وَهِي جمع شموس وَهُوَ الَّذِي لَا يكَاد يسْتَقرّ من الدَّوَابّ. فِي الحَدِيث من يتبيع المشمعة يشمع الله بِهِ أَي من اسْتَهْزَأَ بِالنَّاسِ جازاه الله عز وجل جَزَاء فعله وَقَالَ القتيبي المشمعة المزاح والضحك وَمِنْه جَارِيَة شموع أَي لعوب وَأَرَادَ من كَانَ شَأْنه الْعَبَث والاستهزاء جعله الله فِي حَالَة يفعل بِهِ ذَلِك. وَقَالُوا لرَسُول الله إِذا فارقناك شمعنا أَي لاعبنا الْأَهْل والشماع اللَّهْو واللعب. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْأَشْعَث بن قيس إِن أَبَا هَذَا كَانَ ينسج الشمَال بِالْيَمِينِ وَهُوَ جمع شملة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 وَقَالَ عَلّي لما أَن أَرَادَ أَن يبرز لعَمْرو بن عبد ود أخرج إِلَيْهِ فأشامه قبل اللِّقَاء أَي أنظر مَا عِنْده قَوْله للخافضة أشمي وَلَا تنهكي أَي لَا تستقصي. بَاب الشين مَعَ النُّون فِي الحَدِيث كَانَ أفلج الْأَسْنَان أشنبها الشنب مَاء ورقة تجْرِي عَلَى الثغر قَالَ عبد الْملك لرجل إِنَّك لشنخف أَي طَوِيل عَظِيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 كَذَلِك ذكره ابْن السّكيت وَغَيره وَذكره الْهَرَوِيّ فِي بَاب السِّين الْمُهْملَة وَذَلِكَ دَلِيل عَلَى قلَّة علمه باللغة. قَالَت عَائِشَة عَلَيْكُم بالمشنيئة النافعة التلبين يَعْنِي الحساء وَمَعْنى المشنيئة البغيضة. وَلما جِيءَ بِسَعْد يحكم فِي بني قُرَيْظَة حمل عَلَى شنذة من لِيف وَهُوَ شبه الأكاف فِي الحَدِيث الشنظير الْفَاحِش الشنظير السيء الْخلق فِي صفة الْحَرْب ثمَّ تكون جراثم ذَات شناظير كَذَا الرِّوَايَة وَصَوَابه شناظيء جمع شنظوة وَهِي كالأنف من الْجَبَل فِي الحَدِيث كَانَ عِنْد أبي ذَر سَوْدَاء مشنعة أَي قبيحة يُقَال منظر أشنع وشنيع وشنع ومشنع وَفِي إِسْلَام أبي ذَر أَنه جَاءَ إِلَى رَسُول الله وَأهل مَكَّة قد شنفوا لَهُ أَي أبغضوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 وَفِي الحَدِيث الشنف وَهُوَ مَا علق فِي أَعلَى الْأذن فِي الحَدِيث فَحل شناق الْقرْبَة وَهُوَ الْخَيط أَو السّير الَّذِي تعلق بِهِ يُقَال أشنقتها إِذا علقتها فِي الحَدِيث وشنق لَهَا أَي كفها بزمامها لترفع رَأسهَا وَفُلَان شانق رَأسه أَي رافعه قَوْله لَا شناق قَالَ أَبُو عبيد الشنق مَا بَين الفريضتين وَهُوَ مَا زَاد من الْإِبِل عَلَى الْخمس إِلَى الْعشْر وَمَا زَاد عَلَى الْعشْر إِلَى خمس عشرَة يَقُول لَا يُؤْخَذ من ذَلِك شَيْء وَكَذَلِكَ جَمِيع الأشناق وَقَالَ غَيره إِنَّمَا سمي الشنق شنقا لِأَنَّهُ لم يُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء فأشنق إِلَى مَا يَلِيهِ مِمَّا أَخذ مِنْهُ قَالُوا وَمَعْنى الأشناق لَا يشنق الرجل غنمه أَو إبِله إِلَى غنم غَيره وَإِبِله لتبطل الصَّدَقَة فِي الحَدِيث أَمر بِالْمَاءِ فقرس فِي الشنان الشنان الأسقية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 والقرب الخلقان وَاحِدهَا شن وَهِي أَشد تبريدا للْمَاء من الجدد وَوصف ابْن مَسْعُود الْقُرْآن فَقَالَ لَا يتشان أَي لَا يخلق عَلَى كَثْرَة الرَّد مَأْخُوذ من الشن وَهُوَ الْجلد الرَّقِيق الْخلق قَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس فِي أَمر شاوره فِيهِ فأعجبه مَا أَشَارَ بِهِ شنشنة أعرفهَا من أخزم الشنشنة الطبيعة والخلق وَأَرَادَ أَنِّي أعرف فِيك مشانة من أَبِيك وَكَانَ الْعَبَّاس شَدِيد الرَّأْي وَأما أصل هَذَا الْمثل فَقَالَ الْكَلْبِيّ كَانَ لأبي أخزم ابْن يُقَال لَهُ أخزم وَكَانَ عاقا لَهُ فَمَاتَ وَترك بَنِينَ فَوَثَبُوا عَلَى جدهم أَي أخزم فأدموه فَقَالَ (إِن بني زَمِّلُونِي بِالدَّمِ ... شنشنة أعرفهَا من أخزم) وَقد ذكر الْأَزْهَرِي عَن أبي عُبَيْدَة والأصمعي قَالَا يُقَال شنشنة ونشنشة وَحَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي بَاب النُّون فَقَالَ نشنشة لَيْسَ بِصَحِيح فَأنْكر شَيخنَا ابْن نَاصِر أَن يُقَال نشنشة وَهُوَ ثَابت كَمَا ذكرنَا وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام شنت عَلَيْكُم الغارات أَي صبَّتْ يُقَال شننت المَاء عَلَى رَأْسِي وَمِنْه فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء أَلا فليشنوا المَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 وَقَالَ الْأَزْهَرِي شننا الْغَارة عَلَيْهِم أَي فرقناها عَلَيْهِم بَاب الشين مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث لَا شوب أَي لَا غش فِي الحَدِيث أَمرهم أَن يمسحوا عَلَى المشاوذ قَالَ أَبُو عبيد هِيَ العمائم وَاحِدهَا مشوذ فِي الحَدِيث إِن رجلا أَتَاهُ وَعَلِيهِ شارة حَسَنَة الشارة الْهَيْئَة واللباس فِي الحَدِيث رَأَى امْرَأَة شيرة أَي جميلَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشورة الْجمال بِضَم الشين وَبِفَتْحِهَا الخجل وَركب أَبُو بكر فرسا يشوره أَي يعرضه وَكَانَ أَبُو طَلْحَة يشور نَفسه بَين يَدي رَسُول الله أَي يعرضهَا عَلَى الْقَتْل وَقيل يشور يسْعَى يظْهر قوته وَدخل أَبُو هُرَيْرَة فتشايره النَّاس أَي اشتهروه بِأَبْصَارِهِمْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 ويدلي رجل بِحَبل ليشتار عسلا أَي ليجتنيه فِي الحَدِيث وهم الَّذين خطوا مشايرها أَي ديارها الْوَاحِدَة مشارة كَانَ رَسُول الله يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ أَي يغسلهُ وكل شَيْء غسلته فقد شصته ومصته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشوص الدَّلْك والموص الْغسْل قَالَ سُلَيْمَان بن صرد لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام وَقد عاتبه فِي انْقِطَاعه عَنهُ الشوط بطين أَي الطَّرِيق بعيد يُرِيد أَن الزَّمَان ممتد وَيُمكن الِاسْتِدْرَاك فِي الحَدِيث شيك فَلَا انتقش أَي أصَاب الشوك جسده وَلَا خرج فِي الحَدِيث وَله شوائل وَهُوَ جمع شَائِلَة وَهِي الَّتِي شال لَبنهَا أَي ارْتَفع فَهِيَ الشول فَذَلِك يكون بعد سَبْعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 أشهر للحامل وَسميت شولا لِأَنَّهُ لم يبْق فِي ضرْعهَا إِلَّا شول أَي بَقِيَّة فَأَما الشول بِضَم الشين فَهُوَ جمع شائل وَهِي الَّتِي شالت بذنبها بعد اللقَاح فِي الحَدِيث بَينا أَنا فِي الْجنَّة فَإِذا امْرَأَة شوهاء إِلَى جنب قصر ابْن الْأَعرَابِي الشوهاء الْحَسَنَة والشوهاء القبيحة والشوهاء الواسعة الْفَم وَالصَّغِيرَة الْفَم. قَالَ أَبُو عبيد المُرَاد هَاهُنَا الْحَسَنَة الرائعة قَوْله شَاهَت الْوُجُوه أَي قبحت قَالَ مُجَاهِد مَا أصَاب الصَّائِم شوى إِلَّا الْغَيْبَة وَالْكذب الشوى هُوَ الْيَسِير الهين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 وَالْأَصْل فِيهِ الْأَطْرَاف وَأَرَادَ أَن الشوى لَيْسَ بمقتل فَكل شَيْء يُصِيبهُ الصَّائِم لَا يبطل صَوْمه إِلَّا الْغَيْبَة وَالْكذب فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَفِي الشوي كَذَا وَكَذَا وَهُوَ جمع شَاة بَاب الشين مَعَ الْهَاء قَالَت حليمة خرجنَا فِي سنة شهباء أَي مُجْدِبَة فِي حَدِيث الْعَبَّاس فقد استبطنتم بأشهب بازل أَي منيتم بِأَمْر صَعب لَا طَاقَة لكم بِهِ والبازل المسن من الْإِبِل فِي الحَدِيث لَا تتزوجن شهبرة وَهِي الْعَجُوز الفانية قَوْله مَا يجد الشَّهِيد مس الْقَتْل إِلَّا كَمَا يجد أحدكُم مس القرصة فِي تَسْمِيَة الشَّهِيد شَهِيدا سَبْعَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه حَيّ كَأَنَّهُ شَاهد أَي حَاضر لقَوْله تَعَالَى {بل أَحيَاء} قَالَه النَّضر بن شُمَيْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 وَالثَّانِي أَن الله تَعَالَى وَمَلَائِكَته شهدُوا لَهُ بِالْجنَّةِ قَالَه ثَعْلَب وَالثَّالِث لِأَن مَلَائِكَة الرَّحْمَة تشهده وَالرَّابِع لسقوطه بِالْأَرْضِ وَهِي الشاهدة حَكَى الْقَوْلَيْنِ أَبُو الْحُسَيْن بن فَارس وَالْخَامِس لقِيَامه بِشَهَادَة الْحق فِي أَمر الله تَعَالَى حَتَّى قتل قَالَه أَبُو سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي وَالسَّادِس لِأَنَّهُ يشْهد مَا أعد الله تَعَالَى لَهُ من الْكَرَامَة بِالْقَتْلِ ذكره شَيخنَا عَلّي بن عبيد الله وَالسَّابِع لِأَنَّهُ شهد لله سُبْحَانَهُ بالوجود والإلهية بِتَسْلِيم نَفسه بِالْقَتْلِ وَشهد غَيره بالْقَوْل ذكره بعض الْعلمَاء قَوْله اللعانون لَا يكونُونَ شُهَدَاء أَي لَا تسمع شَهَادَتهم من قَوْله {لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس} قَالَ أَبُو أَيُّوب لَا صَلَاة بعد الْعَصْر حَتَّى يرَى الشَّاهِد يَعْنِي النَّجْم سمي شَاهدا لِأَنَّهُ يشْهد بمجيء اللَّيْل فِي الحَدِيث قَالَ أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الرِّيَاء والشهوة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 الْخفية الرِّيَاء مَا كَانَ ظَاهرا والشهوة الْخفية حب إطلاع النَّاس عَلَى الْعَمَل. وَقَالَ أَبُو عبيد الشَّهْوَة الْخفية كل مَا يضمر من الْمعاصِي. فِي صفة أهل النَّار فَيَأْخُذُونَ فِي الشهيق والزفير. قَالَ أهل اللُّغَة الزَّفِير بِمَنْزِلَة ابْتِدَاء صول الْحمار عَلَى النهيق والشهيق بِمَنْزِلَة آخر صَوته فِي النهيق. قَالَ ابْن السّكيت كل شَيْء ارْتَفع وَطَالَ فقد شهق. وَمِنْه يُقَال شهق يشهق إِذا تنفس نفسا عَالِيا وَمِنْه الْجَبَل الشاهق. بَاب الشين مَعَ الْيَاء ذكر النَّار فَأَعْرض وأشاح قَالَ الْأَصْمَعِي المشيح الجاد والمشح الحذر. وَقَالَ الْفراء أشاح أقبل. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أشاح جد فِي الْإِعْرَاض وَقَالَ غَيره حذر كَأَنَّهُ يتقيها. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أَيّمَا رجل أشاد عَلَى امْرِئ مُسلم كلمة هُوَ مِنْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 بَرِيء أَي رفع ذَلِك وأظهره عَلَيْهِ. فِي صفة رَسُول الله كَانَ إِذا أَشَارَ بكفه كلهَا إِنَّمَا هَذَا إِذا تكلم. فِي الحَدِيث رَأَى امْرَأَة شيرة أَي جميلَة. فِي الحَدِيث إِذا استشاط السُّلْطَان تسلط الشَّيْطَان أَي إِذا تحرق من شدَّة الْغَضَب وَصَارَ كَأَنَّهُ نَار. وَفِي صفته مَا رئي ضَاحِكا مستشيطا أَي ضحكا شَدِيدا. فِي الحَدِيث يُؤْخَذ الْمُسلم فيشاط لَحْمه كَمَا تشاط الْجَزُور أَي يقسم. قَالَ عمر الْقسَامَة لَا تشيط الدَّم أَي لَا يجب بهَا الْقصاص. قَالَ القتيبي الأَصْل فِي الإشاطة الإحراق فاستعير. فِي الحَدِيث قَاتل فلَان حَتَّى شاط فِي رماح الْقَوْم أَي هلك. فِي الحَدِيث إِن مَرْيَم سَأَلت رَبهَا أَن يطْعمهَا لَحْمًا بِلَا دم فأطعمها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 الْجَرَاد فَقَالَت اللَّهُمَّ أعشه بِغَيْر رضَاع وتابع بَينه بِغَيْر شياع. الْمَعْنى أَن يتبع بعضه بَعْضًا من غير أَن يصاح بِهِ. قَالَ الْأَزْهَرِي الشياع الدُّعَاء بِالْإِبِلِ لتنساق وَقيل لصوت الزمارة شياع لِأَن الرَّاعِي يجمع إبِله بهَا. قَالَ سيف بن ذِي يزن لعبد الْمطلب هَل لَك من شاعة أَي زَوْجَة. وَنَهَى فِي الضَّحَايَا عَن المشيعة وَهِي الَّتِي تتبع الْغنم عجفا وَلَا تلحقها فَهِيَ تشيعها. فِي الحَدِيث إِن فلَانا كَانَ رجلا مشيعا المشيع الشجاع. فِي الحَدِيث كَانَ ذَلِك بعد بدر بِشَهْر أَو شيعه. أَي قدره. قَالَ عمر لأبي بكر اعزل خَالِدا فَقَالَ لَا أَشْيَم سَيْفا سَله الله أَي لَا أغمده. وَيُقَال شمت السَّيْف إِذا سللته فَهُوَ من الأضداد. قَالَ جَابر كنت عَلَى جمل لَيْسَ فِيهِ شيبَة أَي لَا لون فِيهِ يُخَالف بَاقِي لَونه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 573 كتاب الصَّاد بَاب الصَّاد مَعَ الْألف قَالَ عبيد الله بن جحش للصحابة لما ارْتَدَّ عَن الْإِسْلَام وَتَنصر: إِنَّا فقحنا وصأصأتم يُقَال صأصأ الجرو إِذا لم يفتح عَيْنَيْهِ أَوَان فتحهَا وفقح إِذا فتح عَيْنَيْهِ أَوَان فتحهَا يَقُول أبصرنا أمرنَا وَلم تبصروه. فِي الحَدِيث أَنْت مثل الْعَقْرَب تلدغ وتضيء أَي تصيح. بَاب الصَّاد مَعَ الْبَاء لم يبْق من الدُّنْيَا إِلَّا صبَابَة وَهِي الْبَقِيَّة الْيَسِيرَة تبقى فِي الْإِنَاء من الشَّرَاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 فِي صفته صلى الله عليه وسلم كَأَنَّمَا يمشي فِي صبب وَهُوَ مَا انحدر من الأَرْض. وَكَانَ عقبَة بن عَامر يختضب بالصبيب. قَالَ أَبُو عبيد يُقَال إِنَّه مَاء ورق السمسم وَغَيره من نَبَات الأَرْض ولون مَائه أَحْمَر ويعلوه سَواد. فِي الحَدِيث زادي فِي الصبة وَهُوَ مثل السفرة وَقيل إِنَّمَا هُوَ الصنة بالنُّون. والصنة - بِكَسْر الصَّاد وَفتحهَا - وَهِي شبه سلة يوضع فِيهَا الطَّعَام. فِي الحَدِيث إِنَّكُم صبتان أَي جماعتان. فِي الحَدِيث فَكَانَ يقرب إِلَى الصّبيان تصبيحهم أَي غذاءهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 فِي الحَدِيث مَتى تحل لنا الْميتَة قَالَ مَا لم تصطبحوا الصبوح الْغذَاء. وَنَهَى عَن الصبحة وَهِي النومة أول النَّهَار. وَقَالَت أم زرع أرقد فأتصبح. أَرَادَت أَنَّهَا مكفية فَهِيَ تنام الصبحة. فِي الحَدِيث واصباحاه فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم كَانُوا يغيرون وَقت الصَّباح فَكَأَن الْقَائِل يَا صَبَاحَاه يَقُول قد رهقنا الْعَدو. وَالثَّانِي أَن المتقاتلين كَانُوا يرجعُونَ عَن الْقِتَال فِي اللَّيْل فَإِذا جَاءَ النَّهَار عاودوا فَكَأَن قَوْله يَا صَبَاحَاه يُرِيد قد بِهِ جَاءَ وَقت الصَّباح فتأهبوا لِلْقِتَالِ. وَنَهَى عَن قتل الدَّوَابّ صبرا وَهُوَ أَن تحبس ثمَّ ترمى حَتَّى تقتل. وَمثله نهَى عَن المصبورة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 وَمِنْه اقْتُلُوا الْقَاتِل واصبروا الصابر أَي احْبِسُوهُ. وَمن حلف عَلَى يَمِين صَبر وَهُوَ أَن يحبس نَفسه عَلَى الْيَمين الكاذبة غير مبال بهَا. وَضرب بعض أَصْحَاب عُثْمَان عمارا بِغَيْر علمه فَقَالَ عُثْمَان هَذِه يَدي لعمَّار فليصبر أَي فليقتص. فِي الحَدِيث نستحلب الصبير أَي نستدره والصبير سَحَاب أَبيض متراكب فِي الحَدِيث سِدْرَة الْمُنْتَهَى صَبر الْجنَّة أَي أَعْلَاهَا وصبر كل شَيْء أَعْلَاهُ. وَقَالَ الْحسن من أسلف فَلَا يَأْخُذن رهنا وَلَا صبيرا أَي كَفِيلا. فِي الحَدِيث كَمَا تنْبت الْحَيَّة هَل رَأَيْتُمْ الصبغاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 قَالَ القتيبي شبه نَبَات لحومهم بعد احتراقها بنبات الطَّاقَة من النبت حِين تطلع تكون صبغاء فَمَا يَلِي الشَّمْس من أعاليها أَخْضَر وَمَا يَلِي الظل أَبيض. وَقَالَ الْأَزْهَرِي الصبغاء نبت مَعْرُوف ضَعِيف. فِي الحَدِيث رَأَى حُسَيْنًا يلْعَب مَعَ صبوة الصبوة والصبية لُغَتَانِ بِمَعْنى. فِي الحَدِيث كَانَ لَا يصبي رَأسه فِي الرُّكُوع أَي لَا يخفضه جدا. وَقَالَ الْأَزْهَرِي الصَّوَاب يصوب. فِي حَدِيث الْفِتْنَة ليعودن فِيهَا أساود صبا الأساود الحياد. قَالَ الْأَزْهَرِي الْحَيَّة السَّوْدَاء إِذا أَرَادَت أَن تنهش ارْتَفَعت ثمَّ صبَّتْ فَيكون عَلَى هَذَا جمع صبوب أَو صاب. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أساود جمع سَواد وأسودة وأساود وصبا ينصب بَعْضكُم عَلَى بعض بِالْقَتْلِ. بَاب الصَّاد مَعَ التَّاء فِي حَدِيث بني إِسْرَائِيل قَامُوا صتيتين يَعْنِي جماعتين قَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 الْأَزْهَرِي الصتيت الْفرْقَة من النَّاس. بَاب الصَّاد مَعَ الْحَاء اللَّهُمَّ اصحبنا أَي احفظنا. قَوْله الصَّوْم مَصَحَّة ومصحة بِكَسْر الصَّاد وَفتحهَا أَي يَصح عَلَيْهِ الْإِنْسَان. وَمِنْه لَا يوردن ذُو عاهة عَلَى مصح أَي لَا يوردن من إبِله جربى عَلَى من إبِله صِحَاح. وكفن رَسُول الله فِي ثَوْبَيْنِ صحاريين صحار قَرْيَة بِالْيمن نسب الثَّوْب إِلَيْهَا، والصحرة حمرَة خَفِيفَة. قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة سكن الله عقيراك فَلَا تصحريه أَي تبرزيه إِلَى الصَّحرَاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 وَسَيَأْتِي فِي الْعين تَفْسِيره. فِي صَوته صَحِلَ قَالَ ابْن قُتَيْبَة يُرِيد فِيهِ كالبحة وَهُوَ أَن لَا يكون حادا. فِي الحَدِيث كَأَن وَجهه مصحاة والمصحاة إِنَاء من فضَّة. بَاب الصَّاد مَعَ الْخَاء لَا صخب فِيهِ الصخب الصَّوْت والجلبة. الصَّخْرَة من الْجنَّة وَهِي صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس. بَاب الصَّاد مَعَ الدَّال سَأَلَ عمر الأسقف عَن الْخُلَفَاء فَذكر عَن بَعضهم أَنه صدع من حَدِيد قَالَ الْأَصْمَعِي وَرَوَاهُ حَمَّاد بن سَلمَة صداء بِالْمدِّ وَبَعْضهمْ يرويهِ بِالْقصرِ والهمز قَالَ الْأَصْمَعِي وَهُوَ أشبه بِالْمَعْنَى لِأَن الصدأ لَهُ ذفر وَهُوَ الرّيح الْمُنكرَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 وَقَالَ أَبُو بكر فِي ذكر كَفنه إِنَّمَا هما للصديد وَهُوَ الْقَيْح وَالدَّم. فِي الحَدِيث وتصدع الْقَوْم أَي تفَرقُوا. والمصدق يَجْعَل الْغنم صدعين أَي فرقتن. فِي صفة حُذَيْفَة صدع من الرِّجَال وَهُوَ الربعة. فِي الحَدِيث مَا هَذَا الصديغ الَّذِي لَا يحترف أَي الضَّعِيف. وَمر بصدف فأسرع الصدف والهدف كل بِنَاء مُرْتَفع. قَوْله الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولَى أَي عِنْد فورة الْمُصِيبَة والصدم ضرب الشَّيْء الصلب بِمثلِهِ. وَقَالَ عبد الْملك للحجاج قد وليتك العراقتن صدمة أَي دفْعَة وَاحِدَة. والصدمتان عدوتا الْوَادي سميا بذلك لِأَنَّهُمَا يتصادمان. فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس كَانَ يصادى مِنْهُ غرب أَي يداوى والمصاداة المواراة. وَقَالَ الْحجَّاج لإنس أَصمّ الله صداك أَي أهْلكك وَالْأَصْل فِيهِ الصدى الَّذِي يسمع فِي الْجَبَل أَو الْبَيْت الْمُرْتَفع إِذا أَنْت صَوت أجابك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 والصدى يُجيب الْحَيّ فَإِذا هلك الْإِنْسَان صم صداه لِأَنَّهُ لَا يسمع شَيْئا فيجيب عَنهُ. قَوْله إِن أَخا صداء أذن صداء مَمْدُود وَهُوَ حَيّ من الْيمن وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم صداوي. بَاب الصَّاد مَعَ الرَّاء قَوْله هَل تجدع الْأذن وَتقول صربي. قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ من صربت اللَّبن فِي الضَّرع إِذا جمعته فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد الصَّوَاب صرباء بِالْمدِّ وَجمعه صرب والصربى المشققة الآذان مثل الْبحيرَة وَفِي رِوَايَة صرمى من الْقطع فتبدل الْبَاء من الْمِيم فِي حَدِيث أم معبد فتحلبت لَهُ بِصَرِيح وَهُوَ اللَّبن الْخَالِص الَّذِي لم يمذق فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه استصرخ عَلَى صَفِيَّة أَي استعين بِهِ ليقوم بأمرها والاستصراخ الاستغاثة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 وَكَانَ رَسُول الله يقوم إِذا سمع صَوت الصَّارِخ وَهُوَ الديك قَالَ أنس رَأَيْت النَّاس فِي إِمَارَة أبي بكر جمعُوا فِي صردح وَهُوَ الأَرْض الملساء مثل الصحصح فِي الحَدِيث نهَى عَن مَا قَتله الصر من الْجَرَاد أَي الْبرد وَمثله فِي الحَدِيث إِنِّي رجل مصراد وَهُوَ الَّذِي لَا يصبر عَلَى الْبرد. فِي الحَدِيث نهَى عَن قتل الصرد. قَالَ النَّضر الصرد طَائِر أبقع ضخم الرَّأْس نصفه أَبيض وَنصفه أسود ضخم المنقار لَهُ برثن عَظِيم لَا نرَاهُ إِلَّا فِي شُعْبَة أَو شَجَرَة لَا يقدر عَلَيْهِ أحد. وَقَالَ اللَّيْث الصرد طَائِر فَوق العصفور يصيد العصافير وَقَالَ سكين النميري الصرد صردان أَحدهمَا يُسَمِّيه أهل الْعرَاق العقعق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 وَالثَّانِي بري يكون بِنَجْد فِي الْعضَاة لَا ترَاهُ فِي الأَرْض يقفز من شجر إِلَى شجر. وَقَالَ مُجَاهِد أَقبلت السكينَة والصرد مَعَ إِبْرَاهِيم من الشَّام قَوْله لَا صرورة فِي الْإِسْلَام. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ التبتل وَترك النِّكَاح والصرورة فِي غير هَذَا الَّذِي لم يحجّ قطّ. قَوْله لِرجلَيْنِ أخرجَا مَا تصرران أَي مَا تجمعانه فِي صدوركما والمصرور الْأَسير لِأَن يَدَيْهِ جمعتا إِلَى عُنُقه. قَوْله مَا يعدون الصرعة فِيكُم. الصرعة بِفَتْح الرَّاء الَّذِي يصرع الرِّجَال وبتسكينها الَّذِي يصرعونه. قَوْله لم يقبل الله مِنْهُ صرفا وَلَا عدلا فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 أَحدهَا أَن الصّرْف التَّوْبَة وَالْعدْل الْفِدْيَة. قَالَه مَكْحُول والأصمعي وَأَبُو عبيد. وَالثَّانِي أَن الصّرْف النَّافِلَة وَالْعدْل الْفَرِيضَة قَالَه الْحسن وَالثَّالِث أَن الصّرْف الِاكْتِسَاب وَالْعدْل الْفِدْيَة قَالَه يُونُس قَالَ أَبُو إِدْرِيس الْخَولَانِيّ من طلب صرف الحَدِيث يَبْتَغِي بِهِ إقبال وُجُوه النَّاس إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يزِيد فِيهِ أَخذ من صرف الدَّرَاهِم وَالصرْف الْفضل. فِي الحَدِيث فَتغير وَجهه حَتَّى صَار كالصرف وَهُوَ صبغ يصْبغ بِهِ الْأَدِيم. فِي الحَدِيث فَإِذا جملان يصرفان. قَالَ القتيبي يُقَال صرف الْبَعِير بَابه والصريف اللَّبن سَاعَة يحلب. وَمِنْه فِي حَدِيث الْغَار فيبيتان فِي رسلها وصريفها. فِي الحَدِيث أتسمون هَذَا الصرفان وَهُوَ نوع من الثَّمر وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَأْكُل يَوْم الْفطر قبل أَن يخرج من طرف الصريقة وَيَقُول إِنَّه سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الصريقة الرقاقة وَتجمع عَلَى صرق وصرايق والعامة تَقول الصلائق بِاللَّامِ وَقد جَاءَت فِي الحَدِيث فتجدعها وَتقول صرم. الصرم جمع الصريم وَهُوَ الَّذِي صرمت أُذُنه. فِي حَدِيث الْفِتَن قد بقيت الصيرم وَهُوَ فيعل من صرمت أَي قطعت. قَالَ عمر إِن توفيت وَفِي يَدي صرمة فلَان فسنتها سنة ثمغ. قَالَ ابْن عُيَيْنَة الصرمة هَاهُنَا قِطْعَة من النّخل. وَيُقَال للقطعة من الْإِبِل صرمة أَيْضا. وَمِنْه قَول عمر لعامله وَأدْخل رب الصريمة وَهُوَ تَصْغِير صرمة وَكَانَ عمر قد حمى مرعى لَا يرْعَى فِيهَا إِلَّا الْخَيل الَّتِي للْجِهَاد فَأمره بِإِدْخَال الضُّعَفَاء والصرم الْفرْقَة من النَّاس لَيْسَ بالكثير. فِي الحَدِيث المصرمة الْأَطِبَّاء من انْقِطَاع اللَّبن وَذَلِكَ أَن يُصِيب الضَّرع دَاء فيكوى بالنَّار فَلَا يخرج مِنْهُ لبن أبدا. فِي الحَدِيث مَا يصريك مني أَي مَا يقطع مسألتك يُقَال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 صريت الشَّيْء إِذا قطعته وصريت المَاء جمعته وَمِنْه من اشْتَرَى مصراة وَهِي الَّتِي يجمع اللَّبن فِي ضرْعهَا وَيحبس وَمثله لَا تصروا الْإِبِل فِي الحَدِيث مسح مَوضِع نصل من جريح فَلم يصر أَي لم يجمع الْمدَّة. فِي الحَدِيث وَإِنَّمَا نزلنَا الصيرتين الْيَمَامَة والسمامة وكل مَاء مُجْتَمع صري وصري. فِي الحَدِيث فَأمر بصوار فَنصبت الصواري دقل السفن بَاب الصَّاد مَعَ الطَّاء قَالَ ابْن سِيرِين أخذت بلحيتي فأقمت فِي مصطبة الْبَصْرَة يَعْنِي مُجْتَمع النَّاس. قَالَ الْأَزْهَرِي سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول لخادم لَهُ ارْفَعْ لي مصطبة أَبيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 عَلَيْهَا فَرفع لَهُ من السهلة شبه دكان يَتَّقِي بهَا الْهَوَام بِاللَّيْلِ. قَالَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد إِن الْوَالِي لتنحت أَقَاربه أَمَانَته كَمَا ينحت الْقدوم الإصطفلينة حَتَّى يخلص إِلَى قَلبهَا. قَالَ شمر الاصطفلينة كالجزرة وَلَيْسَت بعربية مَحْضَة. بَاب الصَّاد مَعَ الْعين فِي الحَدِيث أعْطى رجلا صَاعا من حرَّة الْوَادي أَي مبذر صَاع كَمَا يُقَال مبزر جريب. فِي الحَدِيث من كَانَ مصعبا فَليرْجع أَي من كَانَ بِغَيْرِهِ صعبا. وَقَالَ عمر مَا تَصعَّدَنِي شَيْء مَا تَصَعَّدَتْنِي خطْبَة النِّكَاح أَي مَا شقّ. فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ وَالْقعُود بالصعدات وَهِي الطّرق مَأْخُوذَة من الصَّعِيد وَهُوَ التُّرَاب. فِي الحَدِيث فيتنفس الصعداء وَهُوَ التنفس إِلَى فَوق. وَخرج رَسُول الله عَلَى صعدة يتبعهَا حذاقي عَلَيْهَا قوصف لم يبْق مِنْهَا إِلَّا قرقرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 قَالَ النَّضر الصعدة الأتان والحذاقي الجحش والقوصف القطيفة وقرقرها ظهرهَا. فِي الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان لَيْسَ فيهم إِلَّا أصعر أَبتر الأصعر المعرض بِوَجْهِهِ كبرا أَو أَرَادَ رذالة النَّاس الَّذين لَا دين أَو لَهُم. فِي الحَدِيث فتصعصعت الرَّايَات أَي تَفَرَّقت قَالَ الشّعبِيّ دع مَا تَقول الصعافقة. قَالَ الْأَصْمَعِي هم قوم يدْخلُونَ السُّوق للتِّجَارَة وَلَا نقد مَعَهم وَلَا رُؤُوس أَمْوَال فَإِذا اشْتَرَى التُّجَّار شَيْئا دخلُوا مَعَهم فَأَرَادَ الشّعبِيّ أَنهم لَا علم لَهُم. وَقَالَ اللَّيْث هم أراذل النَّاس الْوَاحِد صعفوق بِفَتْح الصَّاد الصعاليك الْفُقَرَاء وَبَعْضهمْ يضمها وَقَالَ الْحسن ينْتَظر بالمصعوق ثَلَاثًا مَا لم يخَافُوا عَلَيْهِ نَتنًا يُرِيد المغشي عَلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 فِي حَدِيث أم معبد لم تزر بِهِ صعلة أَي صغر الرَّأْس وَمثله كَأَنِّي بِهِ صعل يهدم الْكَعْبَة. وَأَصْحَاب الحَدِيث يَرْوُونَهُ أصعل. قَالَ الْأَصْمَعِي كَلَام الْعَرَب صعل بِغَيْر ألف وَهُوَ الصَّغِير الرَّأْس. قَالَ شمر وَتَكون الصعلة الدقة فِي الْبدن والخفة والنحول. فِي الحَدِيث سُوَى ثريدة فلبقها ثمَّ صعنبها يَعْنِي رفع رَأسهَا وَقيل جعل لَهَا ذرْوَة. بَاب الصَّاد مَعَ الْغَيْن فِي الحَدِيث الْمَرْء بأصغريه يَعْنِي قلبه وَلسَانه. فِي الحَدِيث يحفظني فِي صاغيتي أَي فِي خاصتي وَمن يمِيل إِلَيّ. فِي حَدِيث بَاب الصَّاد مَعَ الْفَاء فِي حَدِيث الْحسن أَن رجلا قَالَ سَأَلته عَن الَّذِي يَسْتَيْقِظ فيجد بلة فِي حَدِيث الْحسن أَن رجلا قَالَ سَأَلته عَن الَّذِي يستيقط فيجد بلة فَقَالَ أما أَنْت فاغتسل قَالَ ورآني صفتاتا قَالَ ابْن شُمَيْل هُوَ الْكثير اللَّحْم المكتنز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 قَوْله التصفيح للنِّسَاء وَهُوَ التصفيق يُقَال صفح بيدَيْهِ وصفق. قَالَ حُذَيْفَة وقلب مصفح أَي ذُو وَجْهَيْن لَهُ صفحان قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الَّذِي يلقى أهل الْكفْر بِوَجْه ويلقى أهل الْإِيمَان بِوَجْه وصفح كل شَيْء وَجهه وَيُقَال صفح فلَان عَن فلَان أَي أعرض عَنهُ بِوَجْهِهِ. فِي صفة رجل كَانَ مصفح الرَّأْس أَي عريضه. قَالَ سعد بن عبَادَة لَو رَأَيْت رجلا مَعَ أَهلِي لضربته بِالسَّيْفِ غير مصفح أَي بحده لَا بِوَجْهِهِ. فِي الحَدِيث مَلَائِكَة الصفيح الْأَعْلَى أَي السَّمَاء الْعليا فِي الحَدِيث لَعَلَّه قَامَ عَلَى بَابَكُمْ سَائل فأصفحتموه أَي رددتموه خائبا. قَوْله صفدت الشَّيَاطِين أَي شدت وأوثقت بالأغلال. قَوْله وَلَا صفر كَانَت الْعَرَب ترَى أَن فِي الْبَطن حَيَّة تؤذي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 الجائع فنفى ذَلِك. وَقيل هُوَ تَأْخِير تَحْرِيم الْمحرم إِلَى صفر. فِي الحَدِيث صفرَة فِي سَبِيل الله خير من حمر النعم أَي جوعة. الصفر الْجُوع. فِي حَدِيث أم زرع صفر ردائها أَي إِن رداءها خَال لضمور بَطنهَا. فِي الحَدِيث نهَى عَن المصفرة فِي الْأَضَاحِي وَهِي المستأصلة الْأذن سميت بذلك لِأَن صماخيها صفرتا من الْأذن أَي خلتا وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ المهزولة خلت من السّمن. فِي الحَدِيث أَنه صَالح أهل خَيْبَر عَلَى أَن لَهُ الصَّفْرَاء والبيضاء الصَّفْرَاء الذَّهَب والبيضاء الْفضة. فِي الحَدِيث إِن رجلا أَصَابَهُ الصفر. قَالَ القتيبي هُوَ الحبن وَهُوَ اجْتِمَاع المَاء فِي الْبَطن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 593 وَقَالَ عتبَة لأبي جهل يَا مصفر إسته وَفِي ذَلِك قَولَانِ أَحدهمَا أَنه رَمَاه بالأبنة ذكره أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ وَالثَّانِي أَنه كَانَ بِهِ برص فَكَانَ يردعه بالزعفران وَكَانَ ابْن الزبير يتزود صفيف الْوَحْش وَهُوَ محرم أَي قديده فِي الحَدِيث مَاتَ رجل من أهل الصّفة وَهُوَ مَوضِع مظلل من الْمَسْجِد كَانَ يأوي إِلَيْهِ الْمَسَاكِين. وَقَالَ الْحجَّاج لطباخه اعْمَلْ لي صفصافة وَأكْثر فيجنها يَعْنِي سكباجة والفيجن السداب. فِي الحَدِيث صفقتان فِي صَفْقَة رَبًّا أَي بيعتان فِي بيعَة مثل أَن يَقُول بِعْتُك هَذَا الثَّوْب بِعشْرين عَلَى أَن تبيعني متاعك بِعشْرَة. وَقيل للْبيع صَفْقَة لضرب الْيَد عَلَى الْيَد عِنْد عقد البيع. وَمِنْه قَول أبي هُرَيْرَة كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يشغلهم الصفق بالأسواق والتصفيق فِي الصَّلَاة ضرب الْيَد بِالْيَدِ فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد صفاق أَفَاق. قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الرجل الْكثير الْأَسْفَار والتجارات والصفق والأفق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 قريبان فِي الْمَعْنى وَكَذَلِكَ الصفاق والأفاق فِي الحَدِيث من الْكَبَائِر أَن تقَاتل أهل صفقتك وَهُوَ أَن يُعْطي الرجل الرجل عَهده وميثاقه ثمَّ يقاتله فِي حَدِيث عَائِشَة فأصفقت لَهُ نسوان مَكَّة وَرُوِيَ فانصفقت أَي اجْتمعت. وَيُقَال أصفق الْقَوْم عَلَى كَذَا فِي الحَدِيث فقمتا حوله صُفُونا أَي قد صففنا أقدامنا فِي الْوُقُوف. قَالَ عمر حَتَّى يَأْتِي الرَّاعِي حَقه فِي صفنه قَالَ أَبُو عبيد الصفن خريطة يكون لِلرَّاعِي فِيهَا طَعَامه وزناده وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وَقَالَ الْفراء هِيَ مثل الركوة يتَوَضَّأ مِنْهَا وَمِنْه قَول عَلّي ألحقني بالصفن أَي بالركوة فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله عود عليا حِين ركب وصفن ثِيَابه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 فِي سَرْجه أَي جمعهَا قَوْله من سره أَن يقوم النَّاس لَهُ صُفُونا أَي قيَاما والصافن الْقَائِم وَهُوَ فِي الْخَيل الْقيام عَلَى ثَلَاث وَقَوله كَانَ سلسلة عَلَى صَفْوَان وَهُوَ الْحجر الأملس. فِي الحَدِيث إِن أعطيتم الصفي وَهُوَ مَا يتخيره النَّبِي صلى الله عليه وسلم من الْمغنم. فِي الحَدِيث خير من لقوح صفي قَالَ الْأَصْمَعِي إِذا كَانَت الشَّاة غزيرة كَرِيمَة فَهِيَ صفي بَاب الصَّاد مَعَ الْقَاف قَوْله الْجَار أَحَق بصقبه وتروى بِالسِّين قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أَرَادَ بالصقب الملاصقة أَي بِمَا يَلِيهِ وَيقرب مِنْهُ. وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا وجد قَتِيل بَين قريتين حمل عَلَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 أصقب القريتين فِي حَدِيث لَا يقبل الله من الصقور صرفا وَلَا عدلا وَيروَى الصقار يَعْنِي الديوث وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الصَّقْر القيادة عَلَى الْحرم. وَقَالَ الْفراء الصفار اللّعان لغير الْمُسْتَحقّين والصقار الْكَافِر وَقَالَ شمر الصقار النمام. وَفِي رِوَايَة عَن رَسُول الله وَيظْهر السقارون رُوِيَ بِالسِّين قيل وَمَا السقارون قَالَ يكونُونَ فِي آخر الزَّمَان تحيتهم بَينهم التلاعن. وَفِي رِوَايَة عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام لَا يسكن مَكَّة ساقورة فِي الحَدِيث لَيْسَ الصَّقْر فِي رُؤُوس النّخل الصَّقْر عسل الرطب هَاهُنَا والصقر فِي غير هَذَا اللَّبن الحامض فِي الحَدِيث شَرّ النَّاس فِي الْفِتَن الْخَطِيب المصقع الصقع رفع الصَّوْت ومتابعته. فِي الحَدِيث إِن فلَانا صقع آمة أَي شج. وضاف رجل من الْعَرَب رجلا فَقدم إِلَيْهِ ثريدة وَقَالَ لَهُ لَا تصقعها وَلَا تقعرها وَلَا تشرمها وَمَعْنى تصقعها تَأْكُل من أعاليها وتقعرها تَأْكُل من. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 أسافلها وتشرمها تَأْكُل من نَوَاحِيهَا. قَوْله وَلم تزر بِهِ صقلة قَالَ شمر يُرِيد ضَمرَة أَي ضَمرَة ودقة قَالَ أَبُو عَمْرو يُقَال صقل السّير النَّاقة إِذا أضمرها وَالْمرَاد أَنه كَانَ ضربا من الرِّجَال وَفِي رِوَايَة وَلم تزر بِهِ صعلة وَقد سبق. بَاب الصَّاد مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث صَكه عمي الصكة الدفعة وَسَيَأْتِي بَيَان عمي. فِي الحَدِيث ذكر الصكيك وَهُوَ الضَّعِيف فِي الحَدِيث مر بجدي أصك ميت. الصكك اصطكاك الرُّكْبَتَيْنِ عِنْد الْعَدو حَتَّى تصيب إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى وَكَأَنَّهُ لما رَآهُ مَيتا قد تقلصت ركبتاه ذكره بذلك. وَفِي رِوَايَة مر بجدي أسك. قَالَ ابْن فَارس السكَك صغر الْأُذُنَيْنِ. بَاب الصَّاد مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث رَأَيْت عَلَى الْحسن ثوبا مصلبا وَهُوَ الَّذِي صور فِيهِ أَمْثَال الصلبان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 وَنَهَى عَن الصلب فِي الصَّلَاة وَهُوَ وضع الْيَد عَلَى الخاصرة قَالَ سعيد بن جُبَير فِي الصلب الدِّيَة أَي فِي كَسره فِي الحَدِيث لما قدم مَكَّة أَتَاهُ أَصْحَاب الصلب وهم الَّذين يجمعُونَ الْعِظَام فيطبخونها فيأتدمون بالدسم الَّذِي يخرج مِنْهَا وَمِنْه حَدِيث عَلّي أَنه استفتى فِي صَلِيب الْمَوْتَى يطلى بِهِ الدلاء والسفن فَأَبَى. فِي مديحة الْعَبَّاس لرَسُول الله ينْقل من صالب إِلَى رحم أَي من صلب. فِي صفته كَانَ صلت الجبين وَهُوَ الأملس النقي الْوَاسِع فِي الحَدِيث عرضت الْأَمَانَة عَلَى الْجبَال الصم الصلاخم يُقَال للجبل الصلب صلخم ومصلخم. وَلما سقِِي عمر لَبَنًا خرج يصلد أَي يَبْرق ويبض قَالَ عمار لَا تَأْكُلُوا الصلور والأنقليس قَالَ النَّضر هُوَ الحريث وَيُقَال لَهُ الجري وَهُوَ نوع من السّمك وهما المارماهي فِي حَدِيث مَا جَرَى اليعفور بصلع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الصلع الأَرْض الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا مثل الأَرْض الصلعاء. وَمِنْه قَول عمر ويحترش بهَا الضباب من الصلعاء. وَفِي الحَدِيث تكون جبروة صلعاء أَي ظَاهِرَة. وَقَالَت عَائِشَة لمعاوية حِين أدعى زيادا وكبت الصليعاء أَي الداهية وَالْأَمر الشَّديد. فِي الحَدِيث عَلَيْهِم الصالغ وَهُوَ الَّذِي كمل سنه من الْبَقر وَالْغنم وَذَلِكَ فِي السّنة السَّادِسَة. فِي الحَدِيث آفَة الظّرْف الصلف وَهُوَ الغلو فِي الظّرْف وَالزِّيَادَة عَلَى مِقْدَاره فِي الحَدِيث إِذا لم تتزين الْمَرْأَة صلفت عِنْد زَوجهَا أَي ملها وَأعْرض عَنْهَا. وَقَالَ عمر لَو شِئْت دَعَوْت بصلائق قَالَ أَبُو عَمْرو وَهِي الْخَبَر الرقَاق وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال صلفت الشَّاة إِذا شويتها فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بالصلائق مَا شوي من الشَّاء وَغَيرهَا. وَيروَى وسلائق بِالسِّين وَهُوَ كل مَا سلق من الْبُقُول وَغَيرهَا قَوْله لَيْسَ منا من صلق أَي رفع صَوته عِنْد المصائب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 قَالَ أَبُو عبيد الصلق الصَّوْت الشَّديد وَكَذَلِكَ السلق وَعَن ابْن عمر أَنه تصلق لَيْلَة عَلَى فرَاشه أَي تلوى وَكَانَ أَبُو مُسلم يَصُوم فيتصلق فِي المَاء أَي يتقلب فِي الحَدِيث كل مَا ردَّتْ عَلَيْك قوسك مَا لم يصل أَي ينتن قَالَ ابْن مَسْعُود تكون النَّاس صلامات أَي فرقا وَطَوَائِف وكل جمَاعَة صلامة وصلامة. قَالَ ابْن عمر وَتَكون الصيلم بيني وَبَينه يَعْنِي القطيعة الْمُنكرَة والصلم الْقطع المستأصل والصيلم الداهية. وَفِي الحَدِيث قد بقيت من الْفِتَن الصيلم وَيروَى الصيرم قَوْله صل عَلَى مُحَمَّد أَي ارْحَمْ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 قَوْله فَإِن كَانَ صَائِما فَليصل أَي لتدع للْقَوْم وَكَذَلِكَ صلت عَلَيْكُم الْمَلَائِكَة قَالَت سَوْدَة إِذا متْنا صَلَّى لنا عُثْمَان بن مَظْعُون أَي اسْتغْفر لنا عِنْد ربه. فِي الحَدِيث سبق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَصَلى أَبُو بكر أَصله فِي الْخَيل يُقَال للَّذي يَلِي السَّابِق مصل لِأَن رَأسه تكون عِنْد صلا الأول وَأَتَى بِشَاة مصلية أَي مشوية. وَقَول ابْن عمر لَو شِئْت دَعَوْت بصلاء أَي بشواء قَوْله إِن للشَّيْطَان مصالي وفخوخا المصالي شَبيهَة بالشرك قَالَ كَعْب بورك للمجاهدين فِي صليان أَرض الرّوم وَهُوَ شجر تَأْكُله الْخَيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 بَاب الصَّاد مَعَ الْمِيم قَالَ أُسَامَة دخلت عَلَى رَسُول الله يَوْم أصمت أَي اعتقل لِسَانه وحجت امْرَأَة مصمتة أَي ساكتة. يُقَال صمت وأصمت. فِي صفة التَّمْر صمتة الصَّغِير يُرَاد أَنه إِذا بَكَى أصمت بِهِ قَالَ أَبُو ذَر فَضرب الله عَلَى أصمختهم أَي أنامهم. قَالَ عمر لَو قلت لَا يخرج من هَذَا الْبَاب إِلَّا صَمد مَا خرج إِلَّا أقلكم قَالَ شمر هُوَ الَّذِي انْتَهَى سؤدده وَلما هَاجَرت أَسمَاء دهنت بنيها من صمر الْبَحْر أَي من نَتن رِيحه وومده. قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كَأَنِّي بِرَجُل أصمع وَهُوَ الصَّغِير الْأذن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 وَمِنْه كَانَ ابْن عَبَّاس لَا يرَى بَأْسا أَن نضحي بالصمعاء فِي الحَدِيث نظفوا الصماغين فَإِنَّهُمَا مقْعد الْملكَيْنِ وهما مُجْتَمع الرِّيق فِي جَانِبي الشّفة. قَالَ الْحجَّاج لأنس لأقلعنك قلع الصمغة يُرِيد لأستأصلنك والصمغ إِذا قلع انقلع كُله. وَنَهَى عَن اشْتِمَال الصماء قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يُجَلل الرجل بِثَوْبِهِ جَمِيع بدنه وَلَا يرفع مِنْهُ جانبا يخرج يَده مِنْهُ وَقَالَ غَيره يُجَلل بِالثَّوْبِ وَيَرْفَعهُ من أحد جانبيه فيضعه عَلَى مَنْكِبَيْه فتبدو مِنْهُ فرجه. فِي الحَدِيث كل مَا أصميت يَعْنِي إِذا مَاتَ وَأَنت ترَاهُ وَهُوَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 مَأْخُوذ من الصميان وَهُوَ السرعة والخفة فِي الحَدِيث فِي صمام وَاحِد يُرَاد بِهِ الْفرج بَاب الصَّاد مَعَ النُّون أهدي لرَسُول الله أرنب بصنابها وَقَالَ عمر لَو شِئْت أمرت بصناب وَفِي الصناب قَولَانِ. أَحدهمَا أَنه الصّباغ وَالثَّانِي الْخَرْدَل بالزبيب كَانَت قُرَيْش تَقول مُحَمَّد صنبور قَالَ الْأَصْمَعِي الصنبور النَّخْلَة تبقى مُنْفَرِدَة ويدق أَسْفَلهَا فأرادوا أَنه لَا عقب لَهُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الصنبور النَّخْلَة تخرج من أصل النَّخْلَة الْأُخْرَى لم تغرس وَأَرَادُوا أَنه نَاشِئ حدث فَكيف يتبعهُ الْمَشَايِخ والكبراء. فِي الحَدِيث نعم الْبَيْت الْحمام يذهب الصنخة وَيذكر النَّار الصنخة سهولة الرّيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 وَفِي لفظ يذهب بالصنة قَالَ الْأَزْهَرِي الصنة الصنان وَهُوَ رَائِحَة المغابن إِذا تغييرت فِي الحَدِيث وبرزت الصناديد قَالَ الْأَصْمَعِي الصنديد والصنديد والصنيت السَّيِّد الشريف وَكَانَ الْحسن يتَعَوَّذ من صَنَادِيد الْقدر أَي من دواهيه. فِي الحَدِيث اصطنعوا أَي اتَّخذُوا طَعَاما وَقَالَ عمر عَن قَاتله ذَاك الصنع أَي الَّذِي يحسن الصِّنَاعَة وَكَانَت زَيْنَب صناعَة حاذقة بِالْعَمَلِ قَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال رجل صنع إِذا أَقرَرت فتحت النُّون وحركت النُّون وَرجل صَنِيع الْيَدَيْنِ بِكَسْر الصَّاد وَسُكُون النُّون إِذا أضفت قَوْله فلينفضه بصنفة إزَاره يَعْنِي طرته قَوْله الْعَبَّاس صنو أبي أصل هَذَا فِي النّخل وَأَرَادَ أَن أَصله وأصل أَبِيه وَاحِد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الصنو الْمثل فَأَرَادَ مثل أَبِيه قَالَ أَبُو قلَابَة إِذا طَال صناء الْمَيِّت نقي بالأشنان أَي درنه بَاب الصَّاد مَعَ الْوَاو اللَّهُمَّ اسقنا صيبا الأَصْل صيوبا وَهُوَ الْمَطَر قَوْله من يرد الله بِهِ خيرا يُصِيب مِنْهُ أَي يبتلى بالمصائب والمحدثون يَرْوُونَهُ بِكَسْر الصَّاد وَالَّذِي سمعناه من أهل اللُّغَة الْفَتْح وَدفن رجل فلفظته الأَرْض فألقوه بَين صوحين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 وَكَانَت زَيْنَب صناعَة حاذقة بِالْعَمَلِ قَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال رجل صنع إِذا أَقرَرت فتحت النُّون وحركت النُّون وَرجل صَنِيع الْيَدَيْنِ بِكَسْر الصَّاد وَسُكُون النُّون إِذا أضفت قَوْله فلينفضه بصنفة إزَاره يَعْنِي طرته قَوْله الْعَبَّاس صنو أبي أصل هَذَا فِي النّخل وَأَرَادَ أَن أَصله وأصل أَبِيه وَاحِد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الصنو الْمثل فَأَرَادَ مثل أَبِيه قَالَ أَبُو قلَابَة إِذا طَال صناء الْمَيِّت نقي بالأشنان أَي درنه بَاب الصَّاد مَعَ الْوَاو اللَّهُمَّ اسقنا صيبا الأَصْل صيوبا وَهُوَ الْمَطَر قَوْله من يرد الله بِهِ خيرا يُصِيب مِنْهُ أَي يبتلى بالمصائب والمحدثون يَرْوُونَهُ بِكَسْر الصَّاد وَالَّذِي سمعناه من أهل اللُّغَة الْفَتْح وَدفن رجل فلفظته الأَرْض فألقوه بَين صوحين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي بَين جبلين والصوح وَجه الْجَبَل الْقَائِم ترَاهُ كَأَنَّهُ حَائِط وَنهي عَن بيع النّخل قبل أَن يصوح أَي يستبين صَلَاحه وَكره مُجَاهِد أَن يصور شَجَرَة مثمرة يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا يقطعهَا وَالثَّانِي يميلها. قَالَ عمر وَذكر الْعلمَاء فَقَالَ تنعطف عَلَيْهِم قُلُوب لَا تصورها الْأَرْحَام أَي تجمعها قَالَ عِكْرِمَة حَملَة الْعَرْش كلهم صور يُرِيد جمع أصور وَهُوَ المائل الْعُنُق وَقَالَ ابْن عمر إِنِّي لأدني الْحَائِض مني وَمَا بِي إِلَيْهَا صُورَة أَي ميل والصور قرن ينفح فِيهِ فِي الحَدِيث خرج إِلَى صور الصُّور جمَاعَة النّخل فِي الحَدِيث أعْطى فلَانا صاغا من حرَّة الْوَادي قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي مبذر صَاع وَكَانَ يغْتَسل بالصاع وَهُوَ أَرْبَعَة أمواد وَالْمدّ رَطْل وَثلث بالعراقي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 فِي الحَدِيث صوع بِهِ فرسه أَي جمح بِرَأْسِهِ فِي الحَدِيث أكذب النَّاس الصوضاغون وهم الَّذين يصواغون الْكَذِب قَالَ ابْن قُتَيْبَة رَأَيْت بعض الْفُقَهَاء قد جعل هَذَا الحَدِيث فِي بَاب من لَا تقبل شَهَادَته من أهل الصناعات وَهَذَا تَحْرِيف وظلم فِي الحَدِيث إِن لِلْإِسْلَامِ صوى وَهِي الْأَعْلَام المنصوبة من الْحِجَارَة فِي الفيافي يسْتَدلّ بهَا عَلَى الطَّرِيق فَأَرَادَ أَن لِلْإِسْلَامِ عَلَامَات فِي الحَدِيث فتخرجون من الأصواء يَعْنِي الْقُيُود وَأَصلهَا الْأَعْلَام. فِي الحَدِيث التصوية خلابة صلى الله عليه وسلم وَهِي مثل التصرية بَاب الصَّاد مَعَ الْهَاء قَوْله أَن جَاءَت بِهِ أصهب اللَّوْن الصهبة حمرَة فِي شعر الرَّأْس. كَانَ الْأسود يصهر رجلَيْهِ بالشحم وَهُوَ محرم أَي يذيبه عَلَيْهِمَا ويدهنهما بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 فِي الحَدِيث كَانَ يؤسس مَسْجِد قبَاء فيصهر الْحجر الْعَظِيم إِلَى بَطْنه أَي يُدْنِيه وَمِنْه الْمُصَاهَرَة فِي النِّكَاح وَهِي المقاربة فِي حَدِيث أم زرع فجعلني فِي أهل صَهِيل وَهُوَ أصوات الْخَيل فِي حَدِيث أم معبد فِي صَوته صَهل أَي حِدة وصلابة وَيروَى صَحِلَ. قَالَ أَبُو عبيد هُوَ شَبيه بالبحح وَلَيْسَ بالشديد وَلكنه حسن بَاب الصَّاد مَعَ الْيَاء فِي حَدِيث صفة نَبينَا صلى الله عليه وسلم يُولد فِي صيابة قومه صيابة الْقَوْم خالصهم. وَكَانَ يصب فِي رُؤُوس النِّسَاء وَهُوَ صَائِم يَعْنِي الْقبل فِي الحَدِيث كَمَا يذاد الْبَعِير الصَّاد يَعْنِي الَّذِي بِهِ الصَّيْد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 قَالَ ابْن السّكيت الصَّاد وَالصَّيْد دَاء يُصِيب الْإِبِل فِي رؤوسها فتسيل أنوفها وتسموا برؤوسها فِي الحَدِيث من اطلع من صير بَاب وَهُوَ الشق وَمر رجل مَعَه صير أَي صحناة وَقَالَ الْمثنى بن حَارِثَة إِنَّا نزلنَا بَين صيرين قَالَ الْأَزْهَرِي الصير المَاء الَّذِي يحضرهُ النَّاس فِي الحَدِيث لَو دخلت صيرة الصيرة حَظِيرَة تتَّخذ للدواب من الْحِجَارَة. وَحَكَى الْخطابِيّ أَن الصَّوَاب فتح الصَّاد وَذكر فتْنَة فَقَالَ كَأَنَّهَا صيامي بقر الصَّيَاصِي الْقُرُون شبهها لشدتها بالقرون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 وَقيل لما يشرع فِيهَا من السِّلَاح فِي الحَدِيث أَصْحَاب الدَّجَّال شواربهم كالصياصي يَعْنِي أَنهم أطالوها وفتلوها فَصَارَت كالقرون. وَلما أَشَارَ أَبُو بكر يَوْم بدر بِالْفِدَاءِ صَاف عَنهُ رَسُول الله أَي عدل ليشاور غَيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 كتاب الضَّاد بَاب الضَّاد مَعَ الْألف فِي حَدِيث إسْرَافيل وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل من خشيَة الله أَي يتصاغر تواضعا لَهُ وقَوْله يخرج من ضضئ هَذَا الضئضئ الأَصْل وَالْمرَاد يخرج من نَسْله وعقبه بَاب الضَّاد مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث كَانَت يدا ابْن عمر تضبان دَمًا أَي تسيلان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 3 وَمثله تبض قَوْله أعوذ بك من الضبنة فِي السّفر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هم الْعِيَال والحشم فِي حَدِيث غنم شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا ضبوب وَهِي الضيقة ثقب الإحليل أوحى الله تَعَالَى إِلَى دَاوُود قل لَهُم لَا يدعوني والخطايا بَين أضباثهم أَي فِي قبضاتهم يُقَال ضبث إِذا قبض قَالَ ابْن مَسْعُود لَا يخْرجن أحدكُم إِلَى ضبحة بلَيْل وَيروَى صَيْحَة والمعنيان متقاربان يُقَال ضبح الثَّعْلَب قَالَ الزُّهْرِيّ جعل الله جوز بنى إِسْرَائِيل الضبر قَالَ الْأَصْمَعِي الضبر جوز الْبر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 4 قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أهل الحضرجوز بر قَوْله وَيخرج من النَّار صبائر أَي جماعات فِي تَفْرِقَة فِي الحَدِيث إِنَّا لَا نَأْمَن أَن يَأْتُوا بضبور أَي بدبابات تقرب إِلَى الْحُصُون فِي الحَدِيث وَلكم الفلو الضبيس يَعْنِي الْمهْر العسير الصعب فِي الحَدِيث أَنه سُئِلَ عَن الأضبط قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا فِي الحَدِيث جَازَ قوم عَلَى قوم فَلم يقرهم فضبطوهم أَي أخذوهم قهرا فِي الحَدِيث أكلتنا الضبع يَعْنِي السّنة والضبع بِسُكُون الْبَاء الْعَضُد والضبع أَيْضا الْأُنْثَى من الضباع وَالذكر ضبعا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 فِي الحَدِيث يلْتَفت إِبْرَاهِيم إِلَى أَبِيه فَإِذا هُوَ ضبعان أمدر وَهُوَ ذكر الضباع فِي الحَدِيث ذكر الاضطباع وَهُوَ أَن يدْخل الرِّدَاء تَحت يَده الْيُمْنَى ثمَّ يلقيه عَلَى عَاتِقه الْأَيْسَر وَهُوَ مَأْخُوذ من الضبع وَهُوَ الْعَضُد قَوْله أعوذ بك من الضبنة فِي السّفر قَالَ الْخطابِيّ الضبنة عِيَال الرجل وَمن تلْزمهُ نَفَقَته سموا ضبنة لأَنهم فِي ضبن من يعولهم والضبن مَا بَين الكشح والإبط تعوذ بِاللَّه من كَثْرَة الْعِيَال فِي مَظَنَّة الْحَاجة وَهُوَ السّفر قَالَ وَيجوز أَن يكون تعوذ من صُحْبَة من لَا غناء فِيهِ وَلَا كِفَايَة إِنَّمَا هُوَ كل وعيال قَالَ عمر لقوم إِن داركم قد ضبنت الْكَعْبَة فَلَا بُد لي من هدمها أَرَادَ أَنَّهَا قد جعلت الْكَعْبَة فِي فِيهَا بالْعَشي كَأَنَّهَا قد ضبنتها كَمَا يحمل الْإِنْسَان الشَّيْء فِي ضبننه بَاب الضَّاد مَعَ الْحَاء فِي ضحضاح من النَّار الضحضاح مَا رق من المَاء عَلَى وَجه الأَرْض فِي صفة عمر جَانب غمرتها وَمَشى فِي ضحضاحها وَمَا ابتلت قدماه الْمَعْنى لم يتَعَلَّق من الدُّنْيَا بِشَيْء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 فِي الحَدِيث مَا أوضحُوا بِضَاحِكَةٍ أَي مَا تبسموا والضواحك الْأَسْنَان الَّتِي تظهر عِنْد التبسم فِي الحَدِيث أضح لمن أَحرمت أَي اظهر ودع الظل فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ ضاحت بِلَادنَا أَي برزت للشمس إِذْ لَا نَبَات فِيهَا فِي الحَدِيث وَلنَا الضاحية من البعل أَي مَا ظهر وبرز وَكَانَ خَارِجا من الْعِمَارَة قَالَ شمر كل مَا برز وَظهر فقد ضحى وَكتب عَلّي إِلَى ابْن عَبَّاس أَلا ضح رويدا أَي اصبر رويدا فِي الحَدِيث قَالَ أَبُو خَيْثَمَة يكون رَسُول الله فِي الضح وَالرِّيح وَأَنا فِي الظل أَي فِي الشَّمْس وَالْحر وَقد فسره الْهَرَوِيّ تَفْسِير من لَا أنس لَهُ بِالنَّقْلِ فَقَالَ وَرَسُول الله فِي الضح وَالرِّيح أَرَادَ كَثْرَة الْخَيل والجيش وَهَذَا لَا مَعْنَى لَهُ هَا هُنَا فِي الحَدِيث بَينا نَحن نتضحى أَي نتغذى والضحاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 الْغذَاء وَإِنَّمَا قيل لَهُ ضحاء لِأَنَّهُ يُؤْكَل فِي الضُّحَى فِي حَدِيث أبي ذَر فِي لَيْلَة إِضْحِيَان أَي مضيئة يُقَال لَيْلَة إِضْحِيَان وإضحيانة وضحيانة وضحياء بَاب الضَّاد مَعَ الرَّاء فِي حَدِيث عَلّي فَإِذا كَانَ كَذَلِك ضرب يعسوب الدَّين بِذَنبِهِ أَي أسْرع الذّهاب فِي الأَرْض فِرَارًا من الْفِتَن فِي الحَدِيث نهَى عمر عَن ضَرْبَة الغائص وَهُوَ أَن يَقُول الغائص للتاجر أغوص غوصة فَمَا أخرجته فَهُوَ لَك بِكَذَا فِي الحَدِيث فتحات الشّجر من الضريب أَي من الجليد فِي الحَدِيث أَنه اضْطربَ خَاتمًا أَي سَأَلَ أَن يضْرب لَهُ قَوْله فَإِذا مُوسَى ضرب من الرِّجَال وَهُوَ الْخَفِيف الْجِسْم فِي الحَدِيث أَنه ليدرك دَرَجَة الصوام بِحسن ضريبته أَي بطبيعته فِي الحَدِيث تكَاد تتضرج أَي تَنْشَق كَانَ أَبُو عُبَيْدَة يضرج لأهل مَكَّة قَالَ الْأَزْهَرِي الضرج الْحفر للْمَيت وَهُوَ قبر بِلَا لحد وَسمي ضريحا لِأَنَّهُ يشق فِي الأَرْض شقا والضرح والضرج بِالْحَاء وَالْجِيم الشق قَوْله لَا ضَرَر وَلَا ضرار لَا ضرار أَي لَا يضر الرجل أَخَاهُ فينقص شَيْئا من حَقه وَملكه وَقَوله لَا ضرار أَي لَا يضار الرجل جَاره مجازاة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 ينتقصه بِإِدْخَال الضَّرَر عَلَيْهِ والضرار مِنْهُمَا جمعيا وَقَوله لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَته من رَوَاهُ مخففا فَهُوَ من الضير وَمن شدد أَرَادَ لَا يضايقون فِي الحَدِيث كَانَ معَاذ يُصَلِّي فأضر بِهِ غُصْن فَكَسرهُ أَي دنا مِنْهُ دنوا شَدِيدا فِي حَدِيث أم معبد ضرَّة الشَّاة أَي أصل الضَّرع كُله مَا خلا الْأَطِبَّاء وَإِنَّمَا تُدعَى ضرَّة إِذْ كَانَ بهَا لبن قَالَ عمر الزبير ضرس ضبيس أَي سيء الْخلق وَمِنْه فِي صفة عَلّي كَانَ إِذا فزع إِلَى ضرس حَدِيد وَكره ابْن عَبَّاس الضرس وَهُوَ صمت يَوْم إِلَى اللَّيْل وَأَصله العض بالأضراس وَدخل عَلّي إِلَى بَيت المَال فأضرط بِهِ أَي استخف بِهِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي ابْني جَعْفَر مَالِي أراهما ضارعين أَي ضاويين وَفِي حَدِيث سلمَان قد ضرع بِهِ أَي غَلبه يُقَال لفُلَان فرس قد ضرع بِهِ أَي غَلبه قَالَ قيس ابْن عَاصِم إِنِّي لأفقر الْبكر الضَّرع والضرع الصَّغِير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 الضَّعِيف وَمِنْه قَول عَمْرو ابْن الْعَاصِ لست بالضرع فِي الحَدِيث مَا ضارعت فِيهِ النَّصْرَانِيَّة أَي مَا شابهت فِي الحَدِيث كَأَن لحيته ضرام عرفج الضرام لَهب النَّار قَالَ عمر للحم ضراوة أَي عَاده ينْزع الْإِنْسَان إِلَيْهَا فِي الحَدِيث لِلْإِسْلَامِ ضراوة الضراوة اللهج بالشَّيْء فَلَا يصبر عَنهُ فِي الحَدِيث إِن قيسا ضراء الله عز وجل هُوَ جمع ضرو وَهُوَ من السبَاع مَا ضري بالصيد وَنهي عَن الشّرْب فِي الْإِنَاء الضاري يَعْنِي الَّذِي ضري بِالْخمرِ وأكل أَبُو بكر مَعَ رجل بِهِ ضرو من الجذام أَي لطخ وَقَالَ القتيبي أَرَادَ أَن داءه قد ضري بِهِ بَاب الضَّاد مَعَ الزَّاي قَالَت امْرَأَة لبَعض الْعمَّال أَيْن الْمرَافِق فَقَالَ كَانَ معي ضيزنان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 يحفظان يَعْنِي الْملكَيْنِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضيزن الْحَافِظ الثِّقَة والضيزن فِي غَيره الَّذِي يتَزَوَّج امْرَأَة أَبِيه بعد مَوته بَاب الضَّاد مَعَ الطَّاء قَالَ عَلّي من يعذرني من هَؤُلَاءِ الضباطرة وهم الضخام الَّذين لَا غناء عِنْدهم وَلَا نفع بَاب الضَّاد مَعَ الْعين قَالَ فِي غَزْوَة خَبِير من كَانَ مضعفا فَليرْجع أَي من كَانَت دَابَّته ضَعِيفَة وَمِنْه قَول عمر المضعف أَمِير عَلَى أَصْحَابه أَي أَنهم يَسِيرُونَ بسيره فِي حَدِيث أبي ذَر فَتَضَعَّفْت رجلا مِنْهُم أَي استضعفته قَوْله أهل الْجنَّة كل ضَعِيف متضعف الْعين مَفْتُوحَة وَالْمعْنَى أَن النَّاس يستضعفونه بَاب الضَّاد مَعَ الْغَيْن أهدي لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضغابيس قَالَ أَبُو عبيد هِيَ شبه صغَار القثاء تُؤْكَل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 وَفِي حَدِيث لَا بَأْس باجتناء الضغابيس فِي الْحرم قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ نبت فِي أصُول الثمام يسلق بالخل وَالزَّيْت ويؤكل فِي الحَدِيث وَمِنْهُم الْآخِذ الضغث أَي من ينَال من الدُّنْيَا شَيْئا قَالَ عمر اللَّهُمَّ إِن كتبت عَلّي ضغثا فامحه عني وَهُوَ الشَّيْء الْمُخْتَلط الَّذِي لَا حَقِيقَة لَهُ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة لِأَن يمشي معي ضغثان من نَار أحب إِلَيّ من أَن يسْعَى غلامي خَلْفي يَعْنِي خزمتين من حطب قَالَت امْرَأَة معَاذ لَهُ أَيْن مَا جِئْت بِهِ قَالَ كَانَ معي ضاغط أَي أَمِين يضيق عَلّي وَكَانَ شُرَيْح لَا يُجِيز الاضطهاد والضغطة قَالَ القتيبي الضغطة العصرة من الْغَرِيم وَهُوَ أَن يمطل بِمَا عَلَيْهِ حَتَّى يضجر صَاحب الْحق ثمَّ يَقُول أتدع كَذَا وَتَأْخُذ الْبَاقِي معجلا فيرضى بذلك والاضطهاد بالقهر وَالظُّلم فِي الحَدِيث فَأخذ الْأسد بِرَأْس عتبَة فضغمه ضغمة الضغم شدَّة العض وَالْأَخْذ بالأسنان وَبِه سمي الْأسد ضيغما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 فِي الحَدِيث الرجل يكون فِي دَابَّته الضغن فيقومها جهده والضغن فِي الدَّابَّة أَن تكون عسيرة الانقياد فِي الحَدِيث وصبيتي يتضاغون حَولي أَي يصوتون بَاكِينَ بَاب الضَّاد مَعَ الْفَاء قَالَ عبد الله بن أبي بكر لِأَبِيهِ ضفت عَنْك يَوْم بدر أَي عدلت عَنْك نَازع طَلْحَة عليا فِي ضفيرة ضفرها فِي وَاد قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضفيرة مثل المسناة المستطيلة من الأَرْض فِيهَا خشب وحجارة وَمِنْه الحَدِيث فَقَامَ عَلَى ضفيرة العبدة وَقَالَ الْأَزْهَرِي أخذت الضفيرة من الضفر وَهُوَ نسج قوي الشّعْر وإِدْخَال بعضه فِي بعض وَمِنْه حَدِيث أم سَلمَة إِنِّي أَشد ضفر رَأْسِي فِي الحَدِيث وَلَا تضافر الدُّنْيَا إِلَّا الْقَتِيل فِي سَبِيل الله الْمَعْنى لَا يحب أَن يعود إِلَيْهَا إِلَّا هُوَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 قَوْله فبعها وَلَو بضفير أَي حَبل مفتول من شعر فِي الحَدِيث مَلْعُون كل ضفار قَالَ الزّجاج هُوَ النمام وَأَصله الضفز وَهُوَ شعير يحش فيعلفه الْبَعِير فَقيل للنمام ضفاز لِأَنَّهُ يزور القَوْل كَمَا يهيأ هَذَا الشّعير لقما لعلف الْإِبِل يُقَال ضفزت الْبَعِير إِذا علفته الضفائز وَهِي اللقم الْكِبَار وَمِنْه الحَدِيث فيضفزونه فِي فِي أحدهم أَي يدفعونه وَمِنْه قَوْله فِي وَادي ثَمُود من اعتجن بمائه فليضفزه بعيره والضفز أَيْضا القفز وَمِنْه ضفز أَصْحَاب عَلّي حِين قتل ذُو الثدية فَرحا وَفِي الحَدِيث إِن قوما يَزْعمُونَ أَنهم يحبونك يضفزون الْإِسْلَام ثمَّ يلفظونه أَي يلقمونه وَلَا يقبلونه فِي الحَدِيث فَنَامَ حَتَّى سمع ضفيزه وَهُوَ شبه الغطيط وَقد رَوَاهُ بَعضهم حَتَّى سمع صفيره والصفير يكون بالشفتين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 قَالَ عمر أعوذ بك من الضغاطة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ ضعف الرَّأْي وَالْجهل يُقَال رجل ضغيط وَمِنْه قَول عمر أَنا أوتر حِين ينَام الضغطى وَقَالَ شمر الضغيط الأحمق الْكثير الْأكل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضغاط الأحمق وَعُوتِبَ ابْن عَبَّاس فِي شَيْء فَقَالَ هَذِه إِحْدَى ضغطاتي أَي غفلاتي وَشهد ابْن سِيرِين نِكَاحا فَقَالَ أَيْن ضغاطتكم يَعْنِي الدُّف سَمّى ضغاطة لِأَنَّهُ لعب وَلَهو وَقدم الضفاطة الْمَدِينَة وهم الأنباط كَانُوا يجلبون الزَّيْت وَغَيره وَقَالَ ابْن الْمُبَارك الضفاط الجالب من الأَصْل والمقاط الْحَامِل من قَرْيَة إِلَى قَرْيَة فِي الحَدِيث لم يشْبع إِلَّا عَلَى ضفف وَيروَى عَلَى شظف وهما جَمِيعًا الضّيق والشدة يَقُول مَا شبع إِلَّا بِضيق وَشدَّة وَقيل فِي الضفف إِنَّه اجْتِمَاع النَّاس يَقُول لم يَأْكُل وَحده وَلَكِن مَعَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 النَّاس يُقَال مَاء مضفوف إِذا كثر عَلَيْهِ النَّاس وَقد سبق الْفرق بَين الضفف والحفف بَاب الضَّاد مَعَ اللَّام قَوْله أعوذ بك من ضلع الدَّين يَعْنِي ثقله حَتَّى يمِيل صَاحبه عَن الاسْتوَاء لثقله وَقَالَ فِي دم الْحيض حتيه بضلع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضلع هَا هُنَا الْعود قَالَ الْأَزْهَرِي الأَصْل فِيهِ ضلع الْجنب فَشبه بِهِ الْعود وَقَالَ الجني لعمر إِنِّي مِنْهُم لضليع أَي لعَظيم الْخلق فِي حَدِيث ابْن عَوْف كنت بَين غلامين تمنيت أَن أكون بَين أضلع مِنْهُمَا أَي أَقْوَى وَكَانَت قُرَيْش يَوْم بدر تَحت الضلع الْحَمْرَاء من الْجَبَل فِي الحَدِيث الضلع الْحَمْرَاء قَالَ شمر هُوَ جبيل صَغِير شبه بضلع الْإِنْسَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 فِي صفته كَانَ ضليع الْفَم أَي واسعه وَالْعرب تحمد ذَلِك فِي الحَدِيث فاضطلع بِالْأَمر أَي قوي عَلَيْهِ فِي الحَدِيث لعَلي أضلّ الله أَي لَعَلَّ موضعي يخْفَى عَلَيْهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِي لعَلي أغيب عَن عَذَابه قَوْله ضَالَّة الْمُؤمن حرق النَّار الضَّالة الَّتِي بمضيعة لَا يعرف مَالِكهَا وَإِنَّمَا تسْتَعْمل الضَّالة فِي الْحَيَوَان وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام من آوَى ضَالَّة فَهُوَ ضال مَا لم يعرفهَا فَأَما الجمادات فَهِيَ اللّقطَة فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله أَتَى قومه فأضلهم أَي وجدهم ضلال كَمَا يُقَال أحمدته وأبخلته بَاب الضَّاد مَعَ الْمِيم قيل لعَلي أَنْت أمرت بقتل عُثْمَان فضمد أَي اغتاظ والضمد شدَّة الغيظ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 وَفِي حَدِيث طَلْحَة أَنه ضمد عَيْنَيْهِ بِالصبرِ قَالَ شمر يُقَال ضمدت الْجرْح إِذا جعلت عَلَيْهِ الضماد وَهُوَ الدَّوَاء فِي الحَدِيث الْيَوْم الْمِضْمَار الْمِضْمَار مَوضِع تضمر فِيهِ الْخَيل أَخذ الْفرس تضمر قبل الْمُسَابقَة وتضميرها أَن تشد عَلَيْهَا سُرُوجهَا وتجلل بالأجلة فَيذْهب رهلها ويشتد لَحمهَا وتعلف قوتا وَيحمل عَلَيْهَا غلْمَان خفاف لَا يعثفون بهَا فَحِينَئِذٍ يُؤمن عَلَيْهَا البهر الشَّديد عِنْد غدوها وَلَا يقطعهَا الشد وَأَرَادَ أَن الْعَمَل الْيَوْم للاستباق غَدا إِلَى الْجنَّة قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز هَذَا مَال ضمار وَهُوَ الْغَائِب الَّذِي لَا يُرْجَى وخطب إِلَى مُعَاوِيَة ابْنَته فَقَالَ إِنَّهَا ضمنة وَهِي الزمنة فِي كِتَابه لِوَائِل بن حجر وَمن زنا مِم ثيب فَضَرِّجُوهُ بِالْأَضَامِيمِ قَوْله مِم أَي من كَقَوْلِه لَيْسَ منم بر والأضاميم جَمَاهِير الْحِجَارَة يُرِيد الرَّجْم واحدتها إضمامة لِأَن بَعْضهَا ضم إِلَى بعض والتضريج التدمية قَوْله لَا تضَامون من رَوَاهُ مخففا فَمن الضيم وَمن شدد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 فَمن الِاجْتِمَاع وَوجه الضيم أَن الْخَفي تلْحق فِي رُؤْيَته الْمَشَقَّة وَوجه الِاجْتِمَاع أَن مَا يخْفَى يَنْضَم بعض الرائين إِلَى بعض ليدله عَلَيْهِ وَكتب لأكيدر وَلكم الضامنة من النَّحْل وَهُوَ مَا كَانَ دَاخِلا فِي الْعِمَارَة فِي الحَدِيث من مَاتَ فِي سَبِيل الله فَهُوَ ضَامِن عَلَى الله عز وجل أَي مَضْمُون وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى هُوَ ذُو ضَمَان عَلَى الله قَالَ عبد الله بن عمر وَمن اكتتب ضمنا بَعثه الله ضمنا وَقَالَ أَبُو عبيد الضمن الَّذِي بِهِ ضمانة فِي جسده وَهِي الزمانة قَالَ وَمَعْنى الحَدِيث أَن يَقُول الرجل بِي زمانة وَلَيْسَ بِهِ ليتخلف عَن الْغَزْو وَمَعْنى اكتتب أَخذ خطا من أَمِير جَيْشه ليَكُون عذرا لَهُ من التَّخَلُّف وَنهي عَن بيع المضامين قَالَ أَبُو عبيد المضامين مَا فِي أصلاب الفحول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 قَالَ عِكْرِمَة لَا تشتر لبن الْبَقر مضمنا أَي وَهُوَ فِي الضَّرع قَوْله الإِمَام ضَامِن أَي حَافظ لصَلَاة الْقَوْم يرعاها لَهُم وَلَيْسَ من ضَمَان الغرامة بَاب الضَّاد مَعَ النُّون فِي حَدِيث وَائِل بن حجر فِي التيعة شَاة لَا ضناك الضناك المكتنز اللَّحْم فِي الحَدِيث إِنَّه مضنوك أَي مزكوم إِن لله ضنائن أَي خَصَائِص فِي الحَدِيث إِن نَاقَة ضنت أَي كثر أَوْلَادهَا بَاب الضَّاد مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث لَا تستضيئوا بِنَار أهل الشّرك أَي لَا تستشيروهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 وَدخل عَلَى امْرَأَة تتضور من الْحمى قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال تركته يتضور أَي يظْهر الضّر الَّذِي بِهِ ويضطرب فِي الحَدِيث اغتربوا لَا تضووا أَي انكحوا الغرائب فولد القرائب أضوى أَي أَضْعَف فِي الحَدِيث ضوي إِلَيْهِ الْمُسلمُونَ أَي مالوا قَوْله فَإِذا أَتَاهُم ضوضوا أَي ضجوا وضاجوا بَاب الضَّاد مَعَ الْهَاء قَالَ يَحْيَى بن يعمر أنشأت تضهلها أَي تردها إِلَى أَهلهَا من قَوْلك ضهلت إِلَى فلَان أَي رجعت إِلَيْهِ وَيُقَال هَل ضهل إِلَيْك من مَالك شَيْء أَي هَل عَاد وَقَالَ قوم ضهلت فلَانا إِذا أَعْطيته شَيْئا قَلِيلا وَأَشد النَّاس عذَابا الَّذين يضاهون خلق الله أَي يشابهون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 بَاب الضَّاد مَعَ الْيَاء فِي الحَدِيث آخر شربة يشْربهَا عمار ضياح لبن وَهُوَ الخاثر يصب فِيهِ المَاء ثمَّ يجدح فِي الحَدِيث من لم يقبل الْعذر لم يرد عَلَى الْحَوْض إِلَّا متضيحا أَي آخر من يرد وَمَاء الْحَوْض قَلِيل مختلط بِغَيْرِهِ وَأَصله من الضباح وَهُوَ اللَّبن الَّذِي مزج بِالْمَاءِ قَالَ ابْن الزبير إِن الْمَوْت منضاح عَلَيْكُم أَي منصب قَوْله من ترك ضيَاعًا فَإِلَيَّ وَهُوَ مصدر ضَاعَ وَالْإِشَارَة إِلَى الْعِيَال والأطفال الْفُقَرَاء فِي الحَدِيث أفشى الله عَلَيْهِ ضيعته وَهِي مَا يكون مِنْهَا معاشه وَنهي عَن الصَّلَاة إِذا تضيفت الشَّمْس للغروب أَي مَالَتْ قَوْله من كَانَ مُؤمنا بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه سمي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 الضَّيْف من الْميل يُقَال ضفت فلَانا إِذا ملت إِلَيْهِ وَنزلت عَلَيْهِ وأضفته إِذا أملته إِلَيْك وأنزلته عَلَيْك وَجَاء رجلَانِ إِلَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَا أَتَيْنَاك مضافين قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي خَائِفين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 كتاب الطَّاء بَاب الطَّاء مَعَ الْألف قَالَ عُثْمَان لَا تطأطأت لَهُم تطأطؤ الدلاة أَي خفضت لَهُم نَفسِي كَمَا يخفضها النازع بالدلو وَدخل أَبُو هُرَيْرَة عَلَى عُثْمَان وَهُوَ مَحْصُور فَقَالَ طَابَ أم ضرب الْمَعْنى طَابَ الضَّرْب وَحل الْقِتَال وَهَذِه لُغَة حمير وَمِنْه لَيْسَ من أم بر الصّيام فِي أم سفر وأنشدوا (ذَاك خليلي وَذُو تعاتبني ... يَرْمِي ورائي بامسهم وامسلمه) بَاب الطَّاء مَعَ الْبَاء احْتجم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين طب أَي سحر يُقَال رجل مطبوب أَي مسحور كني بالطب عَن السحر كَمَا كني بالسليم عَن اللديغ وَمِنْه فِي حَدِيث لَعَلَّ طِبًّا أَصَابَهُ أَي سحر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 فِي حَدِيث حجَّة الْوَدَاع سَمِعت الْأَعْرَاب تَقول الطبطبية الطبطبية قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ حِكَايَة وَقع السِّيَاط كَأَنَّهُمْ قَالُوا احْذَرُوا ذَاك وَقَالَ غَيره هِيَ حِكَايَة وَقع الْأَقْدَام عِنْد السَّعْي يُرِيد أقبل النَّاس إِلَيْهِ يسعون ولأقدامهم طبطبية قَالَ الشّعبِيّ كَانَ مُعَاوِيَة كَالْجمَلِ الطِّبّ يَعْنِي الحاذق بالضراب فِي الحَدِيث فَقَامَ الأطبج إِلَى أمه فألقاها فِي الْوَادي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الطبج استحكام الحماقة فِي الحَدِيث وَفِي النَّاس طباخ أصل الطباخ الْقُوَّة وَالسمن ثمَّ اسْتعْمل فِي الْعقل وَغَيره فِي الحَدِيث إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد سوءا جعل مَاله فِي الطبيخين وهما الجص والآجر قَوْله من ترك ثَلَاث جمع طبع الله عَلَى قلبه أصل الطَّبْع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 الْوَسخ والدرن وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ الْخَتْم عَلَى الْقلب حَتَّى لَا يفهم الصَّوَاب فِي الحَدِيث كل الْخلال يطبع عَلَيْهَا الْمُؤمن أَي يخلق وَسُئِلَ الْحسن عَن قَوْله تَعَالَى {لَهَا طلع نضيد} فَقَالَ هُوَ الطبيع فِي كفراه الطبيع لب الطّلع سمي بذلك لامتلائه من قَوْلهم طبعت الْإِنَاء إِذا ملأته وكفراه وعاؤه فِي الحَدِيث استعيذوا من طمع يهدي إِلَى طبع أَي الدنس وَالْعَيْب فِي الحَدِيث اسقنا غيثا طبقًا أَي مالئا للْأَرْض وَفِي قَول عمر لَو أَن لي طباق الأَرْض أَي مَا يملؤها وَقَول الْعَبَّاس إِذا مَضَى عَالم بدا طبق أَي قرن يُقَال للقرن طبق لِأَنَّهُ يطبق الأَرْض فِي الحَدِيث علم عَالم قُرَيْش طباق الأَرْض أَي ملؤُهَا فِي حَدِيث أم زرع طباقاء وَهُوَ المطبق عَلَيْهِ حمقا قَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 ابْن مَسْعُود وَتَبقى أصلاب الْمُنَافِقين طبقًا وَاحِدًا الطَّبَق فقار الظّهْر يَقُول يصير فقارهم كُله فقارة وَاحِدَة لَا تلتوي للسُّجُود وَسَأَلَ ابْن عَبَّاس أَبَا هُرَيْرَة مَسْأَلَة فَأجَاب فَقَالَ طبقت أَي أصبت وَجه الْفَتْوَى وَأَصله إِصَابَة الْمفصل وَيُقَال لكل عُضْو طابق وَفِي حَدِيث مَرْيَم إِنَّهَا جاعت فجَاء طبق من جَراد فصادت مِنْهُ يُقَال رجل من جَراد وطبق وَكَانَ ابْن مَسْعُود يطبق فِي صلَاته وَهُوَ أَن يتْرك كفا عَلَى كف ثمَّ يجعلهما بَين رُكْبَتَيْهِ إِذا ركع وَوصف ابْن الْحَنَفِيَّة من يَلِي بعد السفياني فَقَالَ يكون بَين شث وطباق وهما شجرتان بِنَاحِيَة الْحجاز وَقد مَضَى هَذَا وَقَالَ الْحسن وَقد ذكر امْرَأَة إِحْدَى المطبقات أَي الدَّوَاهِي وَقَالَ رجل فِي غُلَام أبق لأقطعن مِنْهُ طابقا أَي عضوا وَقَالَ ابْن الزبير لمعاوية لَئِن ملك عنان خيل ليركبن مِنْك طبقًا الطَّبَق فقار الظّهْر فِي الحَدِيث فطبن لَهَا غُلَام أَي خيبها والطبن والطبانة شدَّة الفطنة وَكتب عُثْمَان إِلَى عَلّي وَجَاوَزَ الحزام الطبيين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 يُقَال لموْضِع الأخلاف من الْخَيل وَالسِّبَاع أطباء وَاحِدهَا طبي كَمَا يُقَال فِي الْخُف والظلف خلف وضرع وَإِذا بلغ الحزام الطبيين فقد انْتَهَى الْمَكْرُوه إِلَى أبعد غَايَة بَاب الطَّاء مَعَ الْحَاء فِي الحَدِيث لَيْسَ عَلَى أحد يَوْم الْقِيَامَة طحربة وَهِي اللبَاس وَيُقَال بِكَسْر الطَّاء أَيْضا بَاب الطَّاء مَعَ الْخَاء إِذا وجد أحدكُم طخاء عَلَى قلبه فَليَأْكُل السفرجل قَالَ أَبُو عبيد الطخاء ثقل وَغشيَ فِي الحَدِيث إِن للقلب طخاء كطخاء الْقَمَر يَعْنِي مَا يَغْشَاهُ من ظلمَة تغطي نوره بَاب الطَّاء مَعَ الدَّال قَالَ الْبَراء لخَالِد بن الْوَلِيد يَوْم الْيَمَامَة طدني إِلَيْك أَي ضمني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 بَاب الطَّاء مَعَ الرَّاء خرج الْحسن من عِنْد الْحجَّاج فَقَالَ دخلت عَلَى أحيلول يطرطب شعيرات لَهُ يُرِيد ينْفخ بشفتيه فِي شَاربه غيظا وكبرا والطرطبة الصَّغِير بالشفتين للضأن فِي الحَدِيث إِذا مر أحدكُم بطربال مائل قَالَ اللَّيْث الطربال علم يُبْنَى قَالَ النَّضر يُبْنَى علم للخيل لتسبق إِلَيْهِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الهدف المشرف قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ شَبيه بالمنظرة من مناظر الْعَجم كَهَيئَةِ الصومعة وَالْبناء الْمُرْتَفع فِي الحَدِيث لَا بَأْس بالسباق مَا لم يطردك وتطرده والإطراد أَن تَقول إِن سبقتني فلك عَلّي كَذَا وَإِن سبقتك فلي عَلَيْك كَذَا وَقَالَ قَتَادَة يتَوَضَّأ الرجل بِالْمَاءِ الطَّرْد وَهُوَ الَّذِي تخوضه الدَّوَابّ وَصعد مُعَاوِيَة الْمِنْبَر وَفِي يَده طريدة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ الخرفة الطَّوِيلَة من الْحَرِير فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء فَنَشَأَتْ طريرة من السَّحَاب وَهِي تَصْغِير طرة وَهِي قِطْعَة تبدأ فِي الْأُفق مستطيلة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 وَأعْطَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عمر حلَّة وَقَالَ إِنَّمَا أعطيتكها لتعطيها بعض نِسَائِك يتخذنها طرات بَينهُنَّ أَي يقطعنها ويتخذنها ستورا وَقَالَ الْأَزْهَرِي الطرات جمع طرة وَأَرَادَ مِقْدَار مَا يخمر رَأسهَا فِي الحَدِيث قَامَ وَقد طرت النُّجُوم أَي أَضَاءَت وَسيف مطرور أَي مصقول وَمن رَوَاهُ طرت بِفَتْح الطَّاء أَرَادَ طلعت وَقَالَ عَطاء إِذا طررت مسجدك بمدر فِيهِ رَوْث فَلَا تصل فِيهِ أَي إِذا زينته يُقَال رجل طرير جميل الْوَجْه قَالَت صَفِيَّة أبي نَبِي وَعمي نَبِي وَزَوْجي نَبِي وَكَانَ رَسُول الله علمهَا ذَلِك فَقَالَت عَائِشَة لَيْسَ هَذَا من طرازك أَي لَيْسَ هَذَا من استنباطك فِي الحَدِيث فَمَال طرف من الْمُشْركين عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي قِطْعَة مِنْهُم فِي الحَدِيث كَانَ إِذا اشْتَكَى أحدهم لم تنزل البرمة حَتَّى يَأْتِي عَلَى أحد طَرفَيْهِ يَعْنِي إِمَّا أَن يفِيق أَو يَمُوت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 وَقَالَ زِيَاد إِن الدُّنْيَا قد طرفت أعينكُم أَي طمحت بأبصاركم إِلَيْهَا قَالَ الْأَصْمَعِي أَفْوَاه مطروفة وَهِي الَّتِي طرفها حب الرِّجَال أَي أصَاب طرفها فَهِيَ تطمح إِلَى كل من أشرف لَهَا وَقيل مَعْنَى طرفت أعينكُم صرفتها عَن النّظر فِي العواقب قَالَ قبيصَة مَا رَأَيْت أقطع طرفا من عَمْرو يُرِيد أذرب لِسَانا وطرفا الْإِنْسَان ذكره وَلسَانه وَنَهَى أَن يَأْتِي الرجل أَهله طرقا أَي بِاللَّيْلِ وَقَول هِنْد نَحن بَنَات طَارق أَي أَبَانَا كالنجم شرفا وعلوا والطرق من الجبت قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الضَّرْب بالحصى قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ طرق لِأَنَّهُ يضْرب بِهِ الأَرْض والطرق الضَّرْب وَقَالَ أَبُو زيد هُوَ خطّ الرمل قَالَ النَّخعِيّ الْوضُوء بالطرق أحب إِلَيّ من التَّيَمُّم الطّرق المَاء الَّذِي خاضته الدَّوَابّ وبالت فِيهِ فِي الحَدِيث فَرَأَى عجوزا تطرق شعرًا والطرق ضرب الصُّوف بالقضيب فِي الحَدِيث فَأَطْرَقَ سَاعَة أَي سكت مطأطئ الرَّأْس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 فِي الحَدِيث حقة طروقة الضحل أَي يطْرق الْفَحْل مثلهَا وإطراق الْفَحْل إنزاؤه فِي الحَدِيث كَانَ يصبح جنبا من غير طروقة يَعْنِي زَوْجَة قَالَ ابْن عمر لَا شَيْء أفضل من الطّرق وَهُوَ أَن يعير فَحله فَيضْرب وَمن الْحق عَلَى صَاحب الْإِبِل إطراق فَحله أَي إنزاؤه قَالَ عمر الْبَيْضَة منسوبة إِلَى طرقها أَي إِلَى فَحلهَا قَوْله كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة يَعْنِي الترسة الَّتِي أطرقت بالعقب أَي ألبست بِهِ يُقَال طَارق النَّعْل إِذا جبر خصفا عَلَى خصف وَفِي كتاب أبي عبيد فِيمَا ضبطناه عَن أشياخنا المطرقة بِالتَّشْدِيدِ قَوْله لَا تطروني وَهُوَ مُجَاوزَة الْحَد فِي الْمَدْح وَالْكذب فِيهِ فِي الحَدِيث أكل قديدا عَلَى طريان قَالَ الْفراء هُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة الطريان قَالَ ابْن السّكيت هُوَ الَّذِي يُؤْكَل عَلَيْهِ بَاب الطَّاء مَعَ الشين قَالَ بَعضهم الحزاء يشربه كايس النِّسَاء للطشة الحزاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 بِفَتْح الْحَاء مَمْدُود وَهُوَ نبت ينْبت بالبادية يشبه الكرفس إِلَّا أَنه أعرض وَرقا مِنْهُ والطشة دَاء يُصِيب النَّاس كالزكام بَاب الطَّاء مَعَ الْعين قَوْله فِي زَمْزَم إِنَّهَا طَعَام طعم أَي يشْبع مِنْهُ الْإِنْسَان قَوْله إِن الله إِذا أطْعم نَبيا طعمة أَي رزقه من فَيْء فِي حَدِيث الدَّجَّال أخبروني عَن نخل بيسان هَل أطْعم أَي أثمر فِي المصواة ورد مَعهَا صَاعا من طَعَام وَالْمرَاد بِالطَّعَامِ هَاهُنَا التَّمْر قَوْله فنَاء أمتِي بالطعن والطعون الطَّاعُون مرض وَالْمرَاد بالطعن قَولَانِ أَحدهمَا الطعْن بالحديد وَالثَّانِي النظرة من الْجِنّ بَاب الطَّاء مَعَ الْغَيْن فِي الحَدِيث لَا تحلفُوا بالطواغي يَعْنِي الطواغيت وَهِي الْأَصْنَام وأضيف الطغيان إِلَيْهَا لِأَنَّهَا سَبَب وَالْمرَاد عابدوها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 بَاب الطَّاء مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث وَإِن كَانَ عَلَيْهِ طفاح الأَرْض ذنوبا وَهُوَ أَن تملأ حَتَّى تطفح قَوْله كلكُمْ طف الصَّاع أَي قريب بَعْضكُم من بعض لِأَن طف الصَّاع قريب من ملئه فَلَيْسَ لأحد عَلَى أحد فضل إِلَّا بالتقوى فِي حَدِيث ابْن عمر طفف بِي الْفرس الْمَسْجِد أَي وثب بِي حَتَّى كَاد يُسَاوِي الْمَسْجِد فِي الحَدِيث فَطَفِقَ يلقِي إِلَيْهِم أَي أَخذ فِي الْفِعْل فِي حَدِيث الدَّجَّال كَأَن عينة عنبة طافية وَهِي الَّتِي نتأت عَن بنية أخواتها قَوْله اقْتُلُوا ذَا الطفيتين الطفية خوضة الْمقل فَشبه الخطين اللَّذين عَلَى ظَهره بخوصتين من خوص الْمقل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 بَاب الطَّاء مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث فَمَا برح يقاتلهم حَتَّى طلح أَي أعيا وَمِنْه نَاقَة طليح فِي الحَدِيث أَيّكُم يَأْتِي الْمَدِينَة فَلَا يدع صُورَة إِلَّا طلخها قَالَ شمر أَحْسبهُ لطخها بالطين حَتَّى يطمسها فَكَأَنَّهُ مقلوب قَالَ وَقد يكون طلخته أَي سودته قَالَ وَمِنْه لَيْلَة مطلخمة وَالْمِيم زَائِدَة فِي الحَدِيث أَمر بطلس الصُّور أَي بطمسها وَمِنْه أَن قَول لَا إِلَه إِلَّا الله يطلس مَا قبله من الذُّنُوب وَقطع أَبُو بكر يَد أطلس سرق قَالَ شمر الأطلس الْأسود فِي الحَدِيث تَأتي رجَالًا طلسا الطلسة لون كالغبرة وَقَالَ ابْن شُمَيْل الأطلس اللص شبه بالذنب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 ووفد عَامل عمر عَلَيْهِ وَعَلِيهِ أطلاس وَهِي الوسخة من الثِّيَاب فِي حَدِيث عمر لَو أَن لي طلاع الأَرْض لافتديت من هول المطلع طلاع الأَرْض مَا يملؤها حَتَّى يطلع ويسيل فَأَما هول المطلع فَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَوضِع الِاطِّلَاع من أشرف إِلَى انحدار فَشبه مَا أشرف عَلَيْهِ من أَمر الْآخِرَة بذلك فِي الحَدِيث وَلكُل حد مطلع أَي لكل حد مصعد يصعد إِلَيْهِ من معرفَة علم الْقُرْآن مأتى ومصعد فِي الحَدِيث كَانَ يبْعَث الطَّلَائِع وهم قوم يبعثون ليطلعوا طلع الْعَدو وَالْوَاحد طَلِيعَة قَالَ الْحسن اقدعوا هَذِه النُّفُوس فَإِنَّهَا طلعة وَقَالَ الزبْرِقَان أبْغض كنائني إِلَيّ الطلعة الخبأة وَهِي الَّتِي تكْثر الِاطِّلَاع والاختباء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 فِي الحَدِيث إِذا ضنوا عَلَيْك بالمطلفخة وتروى بالمفلطحة وَهِي الدَّرَاهِم فِي الحَدِيث ثمَّ انتزع طلقا من حقبه الطلق قيد من جُلُود فِي الحَدِيث خير الْخَيل الأقرح طلق الْيَد الْيُمْنَى أَي مُطلقهَا فِي الحَدِيث إِن رجلا عض يَد رجل فانتزعها فَسَقَطت ثنيته فطلها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي أهدرها وَمثله فِي الحَدِيث وَمثل ذَلِك يطلّ أَي يذهب هدرا وَبَعض الروَاة يَقُول بَطل بِالْبَاء وَالْأول أَجود الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 قَالَ يَحْيَى بن يعمر أنشأت تطلها أَي تمطلها وَقَالَ الْمبرد تسْعَى فِي بطلَان حَقّهَا أَخذ من الدَّم المطلول فِي الحَدِيث مر بِرَجُل يعالج طلمة لأَصْحَابه يَعْنِي الْخِبْرَة الَّتِي يسميها النَّاس الْملَّة وَإِنَّمَا الْملَّة اسْم الحفرة وَالَّتِي يمل فِيهَا هِيَ الطلمة والخبرة وَالْملَّة فِي الحَدِيث مَا أطلى نَبِي قطّ أَي مَا مَال إِلَى هَوَاهُ وَأَصله أَن يمِيل عنق الْإِنْسَان بَاب الطَّاء مَعَ الْمِيم كَانَ بعض الْعلمَاء يَقُول لِابْنِ دأب إِذا حدث أقِم المطمر وَهُوَ الَّذِي يُقَال بِالْفَارِسِيَّةِ التر وَهُوَ الْخَيط الَّذِي يقوم عَلَيْهِ الْبناء الْبناء قَالَ مطرف من نَام تَحت صدف مائل وَهُوَ يَنْوِي التَّوَكُّل فليرم نَفسه من طمار طمار هُوَ الْموضع الْمُرْتَفع وطمر إِذا وثب من مَوضِع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 فِي الحَدِيث يَقُول العَبْد عِنْدِي العظائم المطمرات يُرِيد المخبآت من الذُّنُوب وَمِنْه قيل للحفائر المطامير فِي صفة قُرَيْش لَيْسَ فيهم طمطمانية حمير يُقَال رجل أعجمي طمطمي وطمطم فِي كَلَامه وَيُقَال للعجم طماطم شبه كَلَام حمير لما فِيهِ من الْأَلْفَاظ الْمُنكرَة بِكَلَام الْعَجم فِي حَدِيث أبي طَالب ولولاي لَكَانَ فِي الطمطام أَي فِي وسط النَّار فِي الحَدِيث مَا من طمة إِلَّا وفوقها طمة يَعْنِي داهية عَظِيمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 فِي الحَدِيث مَا طمى بَحر أَي ارْتَفع بأمواجه وَيَقُولُونَ جَاءَ بالطم والرم وَفِي ذَلِك ثَلَاثَة أَقْوَال ذكرهَا الْأَزْهَرِي أَحدهَا الطم الرطب والرم الْيَابِس قَالَه أَبُو عُبَيْدَة وَالثَّانِي الطم الْبَحْر والرم الثرى وَالثَّالِث الطم المَاء الْكثير والرم مَا كَانَ بَالِيًا قَالَ وَالْأَصْل من الطم فتح الطَّاء لَكِنَّهَا كسرت لتوافق الرم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 بَاب الطَّاء مَعَ النُّون فِي الحَدِيث مَا بَين طنبي الْمَدِينَة أحْوج مني إِلَيْهَا يُرِيد مَا بَين طرفيها والطنب وَاحِد الْأَطْنَاب فِي حَدِيث عمر إِن الْأَشْعَث بن قيس تزوج امْرَأَة عَلَى حكمهَا فَردهَا إِلَى أطناب بَيتهَا يَعْنِي إِلَى مهر مثلهَا قَالَ بَعضهم مَا أحب أَن بَيْتِي مطنب بِبَيْت مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أَي مشدود بالأطناب يَعْنِي إِنِّي أحب كَثْرَة الخطى إِلَى الْمَسْجِد فِي الحَدِيث عَمَدت الْيَهُود إِلَى سم لَا يطني فَسَمت رَسُول الله مَعْنَى لَا يطني لَا يسلم مِنْهُ أحد قَالَ ابْن سِيرِين لم يكن عَلّي يطن فِي قتل عُثْمَان أَي يتهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 بَاب الطَّاء مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث طُوبَى وَهِي شَجَرَة فِي الْجنَّة وَقَالَ سعيد ابْن جُبَير طُوبَى اسْم الْجنَّة بالحبشية وَقيل بالهندية وَالْعرب تَقول طُوبَى لَك وَلَا تَقولُونَ طوباك إِلَّا أَن الْأَخْفَش قَالَ من الْعَرَب من يَقُولهَا فِي حَدِيث سطيح فَإِن ذَا الدَّهْر أطوار دهارير أَي مرّة ملك وَمرَّة هلك فِي الحَدِيث لَا يصل أحدكُم وَهُوَ يدافع الطوف وَهُوَ الغايط قَوْله فِي الْهِرَّة إِنَّهَا من الطوافين أَي من الخدم والطائف هُوَ الْخَادِم فِي الحَدِيث يطوق شجاعا أَقرع أَي يكون فِي عُنُقه كالطوق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 قَوْله طوقة من سبع أَرضين فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَن يخسف بِهِ فِي تِلْكَ الأَرْض الْمَغْصُوبَة فَتَصِير فِي عُنُقه كالطوق وَالثَّانِي أَن يكون من طوق التَّكْلِيف يطوق حملهَا فِي الحَدِيث إِن هذَيْن الْحَيَّيْنِ الْأَوْس والخزرج كَانَا يتطاولان عَلَى رَسُول الله تطاول الفحلين الْمَعْنى أَنَّهُمَا كَانَا يذبان عَنهُ وَلم يرد بِهِ تطاول الْكبر عَلَيْهِ وَلَكِن كَانَ التطاول عَلَى عدوه والفحل يَتَطَاوَل عَلَى إبِله يَسُوقهَا كَيفَ شَاءَ ويذب عَنْهَا الفحول وَأَرَادَ بالفحلين فَحل إبل عَلَى حِدة وفحل إبل أُخْرَى عَلَى حِدة فِي الحَدِيث لطول الْفرس حمى وَهُوَ أَن يكون الرجل من الْعَسْكَر فيربط فرسه فَلهُ فِي ذَلِك الْمَكَان مستدار لفرسه فِي طوله لَا يمْنَع من ذَلِك وَله أَن يحميه من النَّاس والطول الْحَبل فِي الحَدِيث تطاول عَلَيْهِم الرب بفضله أَي أشرف فِي الحَدِيث قَرَأَ رَسُول الله بطولى الطوليين طولى عَلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 وزن فعلَى وَهُوَ تَأْنِيث الأطول وَالْمرَاد الْأَعْرَاف لِأَنَّهَا أطول من الْأَنْعَام وَقد رَوَاهُ بَعضهم بطول الطوليين وَهُوَ غلط فِي الحَدِيث فَألْقوا فِي طوي من أطواء بدر الطوي الْبِئْر المطوية فِي الحَدِيث يَا مُحَمَّد أعمد لطيتك أَي امْضِ لقصدك بَاب الطَّاء مَعَ الْهَاء فِي صفته لم يكن بالمطهم وَهُوَ البادن الْكثير اللَّحْم وَقيل لأبي هُرَيْرَة أَنْت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله فَقَالَ أَنا مَا طهوي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 قَالَ أَبُو عبيد جعل إتقانه للْحَدِيث بِمَنْزِلَة طهو الطاهي الْمجِيد وَهُوَ الطابخ يَقُول فَمَا عَمَلي إِن كنت لم أحكم هَذِه الرِّوَايَة بَاب الطَّاء مَعَ الْيَاء قَوْله لعمَّار مرْحَبًا بالطيب يَعْنِي الطَّاهِر وَمِنْه قَول عَلّي طبت حَيا وَمَيتًا وَسميت الْمَدِينَة طيبَة وطابة من الطّيب والاستطابة الِاسْتِنْجَاء من الطّيب أَيْضا يُقَال استطاب الرجل وأطاب نَفسه فِي الحَدِيث ابغني حَدِيدَة أستطيب بهَا يُرِيد أطيب نَفسِي فِي الحَدِيث هم سبي طيبَة أَي لَا إِشْكَال فِي رقهم فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة طَابَ أم ضرب أَي حل الْقِتَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 أَرَادَ طَابَ الصرب وَقد سبقت فِي أول هَذَا الْحَرْب قَوْله شهِدت مَعَ عمومتي حلف المطيبين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي المطيبون خمس قبائل عبد منَاف كلهَا وزهرة وَأسد بن عبد الْعُزَّى وتيم والْحَارث بن فهر قَالَ والأحلاف خمس قبائل وَقد سبق ذكرهم سموا المطيبين لأَنهم غمسوا أَيْديهم فِي الطّيب لما تحالفوا فِي الحَدِيث فَمَا رئي يَوْم أَكثر كفا طائحة من ذَلِك الْيَوْم أَي سَاقِطَة يُقَال طاح الشَّيْء يطيح إِذا هلك فِي الحَدِيث فطار لنا عُثْمَان بن مَظْعُون أَي حصل فِي سهمنا بِالْقُرْعَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 فِي الحَدِيث فأطرت الْحلَّة بَين نسَائِي أَي قسمتهَا بَينهُنَّ قَوْله الطَّيرَة الطَّيرَة التشاؤم وَكَانَت الْعَرَب تزجر الطير فَإِذا مرت من الشمَال تطيرت فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك فِي الحَدِيث الْفجْر المستطيل والمستطير فالمستطيل هُوَ الأول يظْهر فِي السَّمَاء طولا والمستطير الثَّانِي وَهُوَ الْمُنْتَشِر الْمُعْتَرض فِي ذيل السَّمَاء فِي الحَدِيث إياك وطيرات الشَّبَاب أَي وغراتهم وزلاتهم فِي الحَدِيث مَا من نَفْس منفوسة تَمُوت فِيهَا مِثْقَال نملة من خير إِلَّا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 طين عَلَيْهَا طينا أَي جبل عَلَيْهَا يَوْم الْقِيَامَة يُقَال طانة الله عَلَى طينتك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 كتاب الظَّاء بَاب الظَّاء مَعَ الْألف ذكر الْأَزْهَرِي عَن الْخَلِيل أَنه قَالَ الظَّاء حرف عَرَبِيّ خص بِهِ لِسَان الْعَرَب لَا يشركم فِيهِ أحد من سَائِر الْأُمَم اشْتَرَى ابْن عمر نَاقَة فَرَأَى بهَا تشريم الظئار الظئار أَن تعطف النَّاقة عَلَى غير وَلَدهَا وَقد سبق بَيَانه فِي حرف الشين وَكتب عمر إِلَى هني وَهُوَ فِي نعم الصَّدَقَة أَن ظاور قَالَ شمر الْمَعْرُوف ظائر بِالْهَمْز وَهُوَ أَن تعطف النَّاقة إِذا مَاتَ وَلَدهَا أَو ذبح عَلَى ولد آخر فِي الحَدِيث وَمن ظأره الْإِسْلَام أَي عطفه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 بَاب الظَّاء مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث فَأَصَابَهُ ظبة السَّيْف قَالَ أَبُو عُبَيْدَة ظبة السَّيْف حَده وَهِي مَا يَلِي طرف السَّيْف وَجَمعهَا ظبات وظبون وَمثله ذُبَاب السَّيْف أهدي لرَسُول الله ظَبْيَة فِيهَا خرز الظبية شبه الخريطة والكيس وَبعث رَسُول الله رجلا إِلَى حَيّ فَقَالَ إِذا أتينهم فاربض فِي دَارهم ظَبْيًا أَرَادَ مِنْهُ أَن ينظر إِلَى أَحْوَال الْقَوْم وَأَن يحْتَرز فَإِن رابه مِنْهُم ريب تهَيَّأ لَهَا الانفلات مِنْهُم فَيكون مثل الظبي الَّذِي لَا يربض إِلَّا وَهُوَ مستوحش فَمَتَى أحس بفزع نفر وَنصب ظَبْيًا عَلَى التَّفْسِير لِأَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 الربوض لَهُ فَلَمَّا حول بعله إِلَى الْمُخَاطب خرج قَوْله ظَبْيًا مُفَسرًا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَرَادَ أقِم فِي دَارهم آمنا كَأَنَّك ظَبْي فِي كناسه بَاب الظَّاء مَعَ الرَّاء فِي الحَدِيث لَا تفطروا حَتَّى يغسق اللَّيْل عَلَى الظراب وَهِي صغر الْجبَال وَإِنَّمَا خصها لقصرها فَأَرَادَ أَن ظلمَة اللَّيْل تقرب من الأَرْض وَمثله اللَّهُمَّ عَلَى الظراب فِي الحَدِيث إِنَّا لَا نجد مَا نذكي بِهِ إِلَّا الظرار قَالَ الْأَصْمَعِي وَاحِدهَا ظرو وَهُوَ حجر محدد صلب وَجمعه ظرار وظران قَالَ النَّضر هُوَ حجر أملس عريض فِي حَدِيث حُذَيْفَة يُقَال لرجل مَال ظرفه وَمَا فِي قلبه حَبَّة خَرْدَل من إِيمَان قَالَ اللغويون الظّرْف فِي اللِّسَان والجسم واللباس قَالَ الْحسن إِذا كَانَ اللص ظريفا لم يقطع أَي بليغا يحْتَج عَن نَفسه بِمَا يسْقط الْحَد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 بَاب الظَّاء مَعَ الْعين أعْطى حليمة بَعِيرًا موقعا للظعينة يَعْنِي الهودج قَوْله فَإِن بهَا ظَعِينَة قَالَ الْأَزْهَرِي الظعائن هِيَ الهوادج كن فِيهَا نسَاء أَو لم يكن الْوَاحِدَة ظَعِينَة وظعن وأظعان وَإِنَّمَا سميت النِّسَاء ظعائن لِأَنَّهُنَّ يكن فِي الهوادج وَقَالَ اللَّيْث الظعينة الْمَرْأَة لِأَنَّهَا تظعن إِذا ظعن زَوجهَا وتقيم بإقامته قَالَ وَأكْثر مَا تقال الظعينة لِلْجَارِيَةِ الراكبة وَقَالَ ابْن جُبَير لَيْسَ فِي جمل ظَعِينَة صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد الظعينة كل بعير يركب ويعتمل وَسميت الْمَرْأَة ظَعِينَة لِأَنَّهَا تركبه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 بَاب الظَّاء مَعَ الْفَاء عَلَى عين الدَّجَّال ظفرة قَالَ الْأَصْمَعِي لحْمَة نَبتَت عِنْد المآقي فِي الحَدِيث من جزع ظفار وَهِي مَدِينَة بِالْيمن يكون فِيهَا الْجزع قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ مُحَمَّد بن سعيد ظفار جبل بِالْيمن وَأهل الحَدِيث يَقُولُونَ أظفار وَهُوَ غلط بَاب الظَّاء مَعَ اللَّام قَالَ بَعضهم لَا يربع عَلَى ظلعك من لَيْسَ يحزنهُ أَمرك أَي لَا يُقيم عَلَيْك فِي حَال ضعفك والظلع العرج كَأَنَّهُ يَقُول لَا يُقيم عَلَى عرجك إِذا تخلفت عَن صحابك لضعفك إِلَّا من يهتم بِأَمْرك وَمِنْه يُقَال أَربع عَلَى ظلعك أَي إِنَّك ضَعِيف فانته عَمَّا لَا تُطِيقهُ قَالَ عمر لراعي شائه عَلَيْك الظلْف من الأَرْض لَا ترمضها قَالَ الْفراء الظلْف من الأَرْض الَّتِي تسْتَحب الْخَيل الْعَدو عَلَيْهَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ مَا غلظ من الأَرْض وصلب وَيُقَال ظلف الرجل نَفسه عَمَّا يشينها إِذا منعهَا أمره عمر أَن يرعاها فِي مراع هَذِه صفتهَا لِئَلَّا ترمض أظلافها فتنقلب وَكَانَ بِلَال يُؤذن عَلَى ظلفات أقتاب مغرزة فِي الْجِدَار يَعْنِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 الخشبات الْأَرْبَع اللواتي يكن عَلَى جَنْبي الْبَعِير الْوَاحِدَة ظلفة فِي الحَدِيث كَانَ يصيبنا ظلف الْعَيْش بِمَكَّة أَي بؤسه وشدته قَوْله أتطؤه بأظلافها الظلْف للبقر والخف للبعير كالظفر للْإنْسَان فِي الحَدِيث أَنه ذكر فتنا كَأَنَّهَا الظلل قَالَ شمر هِيَ الْجبَال والسحابة أَيْضا وَقَوله رَأَيْت ظلة تنطف عسلا أَي سَحَابَة فِي الحَدِيث لزموا الطَّرِيق فَلم يظلموه أَي لم يعدلُوا عَنهُ فِي الحَدِيث دعِي إِلَى بَيت فَإِذا الْبَيْت مظلم فَرجع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 المظلم المزوق مَأْخُوذ من الظُّلم وَهُوَ موهة الذَّهَب وَالْفِضَّة وَيُقَال للْمَاء الَّذِي يجْرِي عَلَى الثغر ظلم فِي الحَدِيث إِذا أتيتم عَلَى مظلوم فاغذوا السّير أَرَادَ بالمظلوم الْبَلَد الَّذِي يصبهُ الْغَيْث وَلَا رعي فِيهِ للدواب قَالَ ابْن عمر مَا بَقِي من عمري إِلَّا ظمئ حمَار وَهَذَا لِأَن الْحمار أقل الدَّوَابّ صبرا عَلَى الْعَطش بَاب الظَّاء مَعَ النُّون قَوْله إيَّاكُمْ وَالظَّن نهَى أَن يعْمل بِمُقْتَضَاهُ وَمِنْه قَوْله إِذا ظَنَنْت فَلَا تحقق فَأَما قَول عمر احترسوا من النَّاس بِسوء الظَّن فَإِنَّهُ أَرَادَ لَا تثقوا بِكُل أحد فِي الحَدِيث لَا تجوز شَهَادَة ظنين أَي مُتَّهم فِي دينه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 وَمثله الحَدِيث الآخر وَلَا ظنين فِي وَلَاء وَهُوَ الَّذِي ينتمي إِلَى غير موَالِيه وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الدَّين الظنون يُزَكِّيه إِذا قَبضه وَهُوَ الَّذِي لَا يدْرِي صَاحبه أيصل إِلَيْهِ أم لَا فِي الحَدِيث فَنزل عَلَى ثَمد بِالْحُدَيْبِية ظنون المَاء قَالَ ابْن قُتَيْبَة المَاء الظنون الَّذِي يتوهمه وَلَيْسَ عَلَى ثِقَة قَالَ ابْن سِيرِين لم يكن عَلّي يظنّ فِي قتل عُثْمَان أَي يتهم وَقد رُوِيَ يطن بِالطَّاءِ وَحدهَا وَقد سبق بَاب الظَّاء مَعَ الْهَاء قَالَت عَائِشَة كَانَ يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس فِي حُجْرَتي لم تظهر أَي لم تعل السَّطْح وَقَول ابْن الزبير وَتلك شكاة ظَاهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 عَنْك عارها أَي لَيْسَ بِلَازِم لَك عَيبه أَي لَا يعلق بك من هَذَا أَذَى والشكاة الذَّنب وَالْعَيْب قَالَ النَّابِغَة وَإِنَّا لنَرْجُو بعد ذَلِك مظْهرا أَي مصعدا فِي الحَدِيث مَا رَأَيْت أحدا أعْطى لحرفل عَن ظهر يَد من طَلْحَة مَعْنَاهُ ابْتِدَاء فِي الحَدِيث ذكر قُرَيْش الظَّوَاهِر وهم الَّذين نزلُوا بِظُهُور جبال مَكَّة وقريش البطاح الَّذين قطنوا مَكَّة فِي حَدِيث عَلّي أَنه بارز وَظَاهر أَي جمع بَين درعين وَكتب عمر إِلَى أَمِير أظهر بِمن مَعَك أَي أخرج وَعَن أبي مُوسَى أَنه كسا فِي كَفَّارَة ثَوْبَيْنِ ظهرانيا ومعقدا الظهراني يجاء بِهِ من الظهْرَان وَهُوَ اسْم مَوضِع والظاء مَفْتُوحَة والمقعد من برود هجر قَوْله مَا من آيَة إِلَّا وَلها ظهر وبطن الظّهْر مثل الْإِخْبَار عَن الْأُمَم الَّتِي أهلكت والبطن التحذير من مثل أفعالهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 قَوْله خبر الصَّدَقَة عَن ظهر غنى أَي عَن فضل الْعِيَال فغمد عمر إِلَى بعير ظهير وَهُوَ الشَّديد الظّهْر الْقوي عَلَى الرحلة فِي حَدِيث ابْن عمر فدعى بصدوق ظهم والظهم الْخلق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 كتاب الْعين بَاب الْعين مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث غل رجل عباءة وَهِي كسَاء يلتحف بِهِ. قَوْله إِن الله وضع عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة يَعْنِي الْكبر وَهِي العببة والعبية قَوْله "مصوا المَاء مصا وَلَا تعبوه عبا" العب شرب المَاء فِي مرّة بِلَا تنفس قَوْله طرت بعبابها عباب المَاء أَوله يَقُول سبقت إِلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 حمة الْإِسْلَام فَشَرِبت صَفوه أَي أدْركْت أَوله وفضائله هَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ والنقلة لم يرووه هَكَذَا وَهَذَا هُوَ حَدِيث أسيد بن صَفْوَان قَالَ لما مَاتَ أَبُو بكر الصّديق جَاءَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فمدحه فَقَالَ فِي كَلَامه طرت بغنائها بالغين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وفزت بحيائها بِالْحَاء الْمَكْسُورَة وبالياء الْمُعْجَمَة بِاثْنَتَيْنِ هَكَذَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ من طرق فِي كتاب مَا قَالَت الْقَرَابَة فِي الصَّحَابَة وَفِي كِتَابه المؤتلف والمختلف وَكَذَلِكَ ذكره ابْن بطة فِي الْإِبَانَة وَإِنَّمَا صحف الْهَرَوِيّ فَقَالَ بغبابها فَاحْتَاجَ أَن يَقُول بحبابها لتزدوج الكلمتان والغباب الأول والحباب الْمُعظم إِلَّا أَن النقلَة ضبطوا مَا ذكرته لَك قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل لرَسُول الله مَا هَذِه العبدا حولك أَرَادَ الْفُقَرَاء فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَلَا عبداؤك وَهُوَ جمع العبيد وَقيل لعَلي أَنْت أمرت بقتل عُثْمَان فعبد أَي غضب غَضبا فِي أَنَفَة قَالَ ابْن سِيرِين إِنِّي أعتبر الحَدِيث أَي أعبر الرُّؤْيَا عَلَى الحَدِيث فِي حَدِيث أم زرع وَعبر جارتها فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 ضَرَّتهَا ترَى من جمَالهَا مَا يعبر عينهَا أَي يبكيها وَالثَّانِي أَنَّهَا ترَى من عفتها مَا تعْتَبر بِهِ فِي الحَدِيث لطخت بعبير قَالَ اللَّيْث هُوَ نوع من الطّيب وَقَالَ غَيره أخلاط من الطّيب وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الزَّعْفَرَان فِي الحَدِيث نظر إِلَى نعم قد عبست فِي أبوالها وأبعارها يعْنى قد جَفتْ تِلْكَ عَلَى أفخاذها وَهَذَا إِنَّمَا يكون من كَثْرَة الشَّحْم وَهُوَ العبس وَكَانَ شُرَيْح يرد من العبس وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يرد من الْبَوْل فِي الْفراش فِي الحَدِيث فقاءت لَحْمًا عبيطا أَي طريا فِي الحَدِيث وَمن اعتبط مُؤمنا قتلا أَي قَتله بِلَا جِنَايَة وكل من مَاتَ بِغَيْر عِلّة فقد اعتبط وَمَات عبطة فِي الحَدِيث لَا تعبطوا ضروع الْغنم أَي لَا تعقروها فتدموها كره النهك فِي الْحَلب كَانَ عمر يجلس عَلَى عبقري أَي بِسَاط ثخين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 63 قَوْله لم أر إِلَّا عبقريا يفري فِرْيَة أَي سيدا قَوِيا وعبقر بلد ينْسب كل جيد إِلَيْهِ فِي الحَدِيث إِن هُنَاكَ سرحة لم تعبل أَي لم يسْقط وَرقهَا فِي حَدِيث حفر الخَنْدَق ووجدوا أعبلة وَهِي حِجَارَة بيض وَقَالَ سَلمَة بن الْأَكْوَع جَاءَ عمي بِرَجُل من العبلات وهم حَيّ من قُرَيْش ينتسبون إِلَى أم يُقَال لَهَا عبلة قَالَ عَاصِم بن ثَابت تزل عَن صفحتي المعابد أَي النصال العراض الطوَال الْوَاحِدَة معبلة وَكتب رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال العباهلة قَالَ أَبُو عبيد هم الَّذين أقرُّوا عَلَى ملكهم لَا يزالون عَنهُ بَاب الْعين مَعَ التَّاء فِي الحَدِيث لَك العتبى قَالَ الْأَزْهَرِي العتبى اسْم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 يوضع مَوضِع الإعتاب وَهُوَ الرُّجُوع عَن الْإِسَاءَة إِلَى مَا يرْضَى العاتب قَالَ اللَّيْث استعتب فلَان إِذا طلب أَن يعتب أَي يرْضَى واستعتب أَيْضا بِمَعْنى أَعتب والتعبب والمعاتبة والعتاب كل ذَلِك عاطة المذلين أحلاءهم طَالِبين حسن مراجعتهم ومذاكرة بَعضهم بَعْضًا مَا كرهوه مِمَّا كسبهم الموجدة والتعتب التجمع وعتب عَلَيْهِ أَي وجد عَلَيْهِ قَالَ الْأَزْهَرِي لم أسمع العتب والعتاب بِمَعْنى الإعتاب إِنَّمَا العتب والعتبان لومك الرجل عَلَى إساءته إِلَيْك وَكِلَاهُمَا يخلص للواجد فَإِذا اشْتَركَا فِي ذَلِك فَهُوَ العتاب والمعاتبة وَأما الإعتاب والعتبى فرجوع المعتوب عَلَيْهِ إِلَى مَا يُرْضِي العاتب والاستعتاب طَلَبك إِلَى الْمُسِيء أَن يرجع عَن إساءته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي والعتب الرجل الَّذِي يُعَاتب صَاحبه أَو صديقه فِي كل شَيْء إشفاقا عَلَيْهِ ونصيحة لَهُ والعتوب الَّذِي لَا يعْمل فِيهِ العتاب سُئِلَ الزُّهْرِيّ عَن رجل أنعل دَابَّة رجل فعتبت أَي غمزت فَرفعت رجلا أَو يدا ومشت عَلَى ثَلَاثَة قَوَائِم وَرَوَى فعنتت من الْعَنَت وَهُوَ الضَّرَر وَسُئِلَ الْحسن عَن رجل حلف أيمانا فَجعلُوا يعاتونه فَقَالَ عَلَيْهِ كَفَّارَة قَالَ الْأَصْمَعِي أَي يرادنه فِي القَوْل فَيحلف فِي الحَدِيث نَام رَسُول الله فعرق ففتحت أم سليم عتيدتها فَجمعت الْعرق العتيدة شَيْء تحفظ فِيهِ حوائجها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 فِي الحَدِيث جعل خَالِد رقيقَة وأعتده حبسا فِي سَبِيل الله قَالَ الْأَزْهَرِي الأعتد جمع عتاد وَهُوَ مَا أعده الرجل من السِّلَاح وَالدَّوَاب وَآلَة الْحَرْب وَتجمع أعتدة أَيْضا وَفِي لفظ احْتبسَ أذراعه وأعتاده وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ قَالَ عَلّي بن حَفْص أعتاده وَأَخْطَأ فِيهِ وصحف وَإِنَّمَا هُوَ وأعتده فِي حَدِيث جَابر إِنَّمَا هِيَ عتود صَغِيرَة وَهِي من أَوْلَاد الْمعز فَوق الحفرة قَوْله لَا عتيرة وَهِي ذَبِيحَة كَانُوا يذبحونها لآلهتهم فِي رَجَب قَالَ الْأَزْهَرِي جَاءَ الْإِسْلَام فذبحوا لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِن عَلَى كل مُسلم فِي كل عَام أضْحِية وعتيرة ثمَّ نسخ ذَلِك بقوله لَا فرعة وَلَا عتيرة كَذَلِك قَالَ أَبُو عبيد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 قَوْله كتاب الله وعترتي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي عترة الرجل وَلَده وعقبه من صلبه وَقَالَ القتيبي العترة ولد الرجل وَولد وَلَده الذُّكُور وَالْإِنَاث وعشيرته الأدنون قَالَ وَيدل عَلَيْهِ قَول أبي بكر نَحن عترة رَسُول الله وبيضته الَّتِي تفقأت عَنهُ وَقَالَ لرَسُول الله فِي حق الْأَسْرَى عترتك وقومك قَالَ عَطاء لابأس أَن يتداوى الْمحرم بالعتر وَهُوَ نبت كالمرزجوش وَجَاء رجل بخصمه مكتوفا فَقَالَ عمر أتعترسه أَي أتفهره من غير حكم وَيروَى بِالْعينِ والمحدثون يصحفون فَيَقُولُونَ أبغير بَيِّنَة ابْن مَسْعُود إِذا كَانَ الإِمَام تخَاف عترسته أَي غلبته وقهره فِي الحَدِيث يسْتَحْلف عتريف وَهُوَ مثل العفريت وَهُوَ الداهي الْخَبيث وَهَاجَرت أم كُلْثُوم وَهِي عاتق وَهِي الْجَارِيَة حِين تدْرك اللَّهْو وَمِنْه إنَّهُنَّ من الْعتاق الأول يَعْنِي أَن نزولهن مُتَقَدم قَوْله أَنا ابْن العواتك وَهن ثَلَاث نسْوَة من سليم تسمى كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ عَاتِكَة عَاتِكَة بنت هِلَال بن فالج وَهِي أم عبد منَاف بن قصي وعاتكة بنت مرّة بن هِلَال بن فالج وَهِي أم هَاشم بن عبد منَاف وعاتكة بنت الأقوص بن مرّة بن هِلَال بن فالج وَهِي أم وهب أبي آمِنَة أم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَالْأَوْلَى من العواتك عمَّة الْوُسْطَى وَالْوُسْطَى عمَّة الْأُخْرَى فبنو سليم تَفْخَر بأَشْيَاء مِنْهَا أَن لرَسُول الله فيهم هَذِه الولادات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 وَمِنْهَا أَنَّهَا آلفت مَعَه يَوْم فتح مَكَّة أَي شهد مَعَه مِنْهُم ألف وَأَن رَسُول الله قدم لواءهم عَلَى الألوية يَوْمئِذٍ وَمِنْهَا أَن عمر بن الْخطاب كتب إِلَى أهل الْكُوفَة وَأهل الْبَصْرَة وَأهل مصر وَأهل الشَّام أَن ابْعَثُوا إِلَيّ من كل بلد أفضله رجلا فَبعث أهل الْبَصْرَة مجاشع بن مَسْعُود السّلمِيّ وَبعث أهل الْكُوفَة عتبَة بن فرقد السّلمِيّ وَبعث أهل الشَّام أَبَا الْأَعْوَر السّلمِيّ وَبعث أهل مصر معن بن يزِيد السّلمِيّ فَصَارَ الْفضل فِي هَذِه الْأَمْصَار كلهَا السَّلِيم قَوْله لَا يغلبنكم الْأَعْرَاب عَلَى اسْم صَلَاتكُمْ الْعشَاء وَإِنَّمَا يعتم بحلاب الْإِبِل أَي يدْخلُونَ من الْعَتَمَة وَهِي ظلمَة اللَّيْل قَالَ الْأَزْهَرِي إِن الله تَعَالَى سَمَّاهَا صَلَاة الْعشَاء وسماها الْأَعْرَاب الْعَتَمَة باسم عتمة حلابهم وعتمة اللَّيْل ظلامه وَكَانُوا يريحون نعمهم بعد الْمغرب وينيخونها فِي مراحها سَاعَة فَإِذا مرت قِطْعَة من اللَّيْل حلبوها وَتلك السَّاعَة تسمى عتمة وأصل العتم من كَلَام الْعَرَب الْمكْث والاحتباس ليأخروا فِيهَا من حَدِيث سلمَان فَمَا عتمت مِنْهَا ودية أَي فَمَا أَبْطَأت حَتَّى علقت فِي الحَدِيث فَبَقيَ عتود وَهُوَ من أَوْلَاد الْمعز فَوق الجفر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 بَاب الْعين مَعَ الثَّاء قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك زمَان العثاعث وَهِي الشدائد وَبلغ الْأَحْنَف أَن رجلا يغتابه فَقَالَ عثيثة تقرص جلدا أملسا عثيثة تَصْغِير عثة وَهِي دويبة تلحس الثِّيَاب وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يرتجزون لَوْلَا أَن بكرا دونكا يبرك النَّاس ويفخرونكا مازال منا عثج مَا توشكا العثج الْجَمَاعَة من السّفر قَوْله من بغى قُريْشًا العواثيم كَبه الله أَي المهالك الَّتِي يعثر فِيهَا فِي الحَدِيث أَو كَانَ عثريا قَالَ أَبُو عبيد العثري الَّذِي يُؤْتَى بِمَاء الْمَطَر إِلَيْهِ حَتَّى يسْقِيه وَإِنَّمَا سَمّى عثريا لأَنهم يجْعَلُونَ فِي مجْرى السَّيْل عاثوراء فَإِذا صدمه المَاء ترَاد فَدخل فِي تِلْكَ المجاري حَتَّى يبلغ النّخل ويسقيه لَا يكون عثريا إِلَّا هَكَذَا فِي الحَدِيث مر بِأَرْض عَثْرَة وَهِي الَّتِي قد علاها العثير وَهُوَ الْغُبَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 فِي الحَدِيث أبْغض النَّاس إِلَيّ العثري وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا فِي أَمر الْآخِرَة قَوْله خُذُوا عثْكَالًا وَهُوَ العذق الَّذِي عَلَيْهِ الْبُسْر يُقَال لَهُ عثكول وعثكال وإثكال وأنكول وشمراخ قَالَ النَّخعِيّ فِي الْأَعْضَاء إِذا انجبرت عَلَى عثم الدِّيَة العثم هُوَ أَن تجبر عَلَى غير اسْتِوَاء يُقَال عثمت يَده أَي جبرتها فِي حَدِيث سراقَة فَخرجت قَوَائِم دَابَّته وَلها عثان وَأَصله الدُّخان وَقَالَ مُسَيْلمَة لما دخلت عَلَيْهِ سجَاح عثنوا لَهَا أَي بخروا فِي الحَدِيث وفروا عثانينكم وَهِي اللحَى بَاب الْعين مَعَ الْجِيم فِي الحَدِيث وَيبقى عجاج وهم الرعاع السفلة قَوْله عجب رَبك من شَاب لَيست لَهُ صبوة قَوْله عجب ربكُم من قنوطكم أعلم أَنه إِنَّمَا يتعجب الْآدَمِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 من الشَّيْء إِذا عظم موقعه عِنْده فَأخْبرهُم بِمَا يعْرفُونَ ليعلموا موقع هَذِه الْأَشْيَاء عِنْده قَوْله كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب وَهُوَ الْعظم الَّذِي فِي أَسْفَل الصلب وَيُسمى العصعص قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال بِضَم الْعَينَيْنِ وفتحهما وَيُقَال العصص والعصعص والعصعوص كلهَا لُغَات صَحِيحَة قَوْله أفضل الْحَج العج وَهُوَ رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَشْكُو إِلَى الله عجري وبجري قَالَ أَبُو عبيد العجر أَن يتعقد العصب وَالْعُرُوق حَتَّى ترَاهَا ناتئة من الْجَسَد والبجر نَحْو هَذَا إِلَّا أَنَّهَا فِي الْبَطن خَاصَّة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي العجرة نفخة فِي الظّهْر فَإِذا كَانَت فِي السُّرَّة فَهِيَ بجرة ثمَّ تستعاران للهموم وَالْأَحْزَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 فِي حَدِيث أم زرع إِن أذكرهُ أذكر عُجَره وبجره أَي معايبه الَّتِي لَا يعرفهَا إِلَّا من خَبره فِي الحَدِيث دخل مَكَّة معتجرا أَي قد لف الْعِمَامَة وَلم يتلح بهَا قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن يمْنَع حَقنا نركب أعجاز الْإِبِل أَي مآخيرها وَهُوَ مركب شاق وَالْمعْنَى نصبر عَلَى الأثرة علينا وَإِن طَالَتْ الْأَيَّام فِي الحَدِيث تَسوق أَعْنُزًا عِجَافًا أَي مهازيل فِي الحَدِيث فأسندوا إِلَيْهِ فِي عجلة من نحل أسندوا صعدوا فِي دَرَجَة والعجلة أصل النحلة تنقر فَتَصِير كالدرجة فِي الحَدِيث وَيحمل الرَّاعِي العجالة وَهُوَ لبن يحملهُ قبل أَن تصدر الْغنم فَذَلِك لغزارة الشَّاء قَوْله العجماء جَبَّار أَرَادَ بهَا الْبَهِيمَة وَصَلَاة النَّهَار عجماء أَي لَا يسمع فِيهَا قِرَاءَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 قَالَت أم سَلمَة نَهَانَا أَن نعجم النَّوَى طبخا وَهُوَ أَن يُبَالغ فِي إنضاجه حَتَّى يتفتت فتفسد قوته الَّتِي يصلح مَعهَا للدواجن والعجم محرك الْجِيم النَّوَى ومسكن الْجِيم الغض فِي الحَدِيث حَتَّى صعدنا إِحْدَى عجمتي بدر العجمة من الرمل المشرف عَلَى مَا حوله فِي الحَدِيث مَا كُنَّا نتعاجم أَن ملكا ينْطق عَلَى لِسَان عمر أَي نكني ونوري قَالَ طَلْحَة لعمر لقد عجمتك البلايا أَي خبرتك وَمِنْه عجم الْعود وَمِنْه قَول الْحجَّاج إِن عبد الْملك نكب كِنَانَته فعجم عيدانها أَي رازها بأضراسه ليعتبر صلابتها وَقَالَ الْحجَّاج لرجل أَرَاك بَصيرًا بالزرع فَقَالَ طالما عاجيته أَي عالجته فِي الحَدِيث الْعَجْوَة من الْجنَّة والعجوة ضرب من تمر الْمَدِينَة وَقَالَ الْخطابِيّ الْعَجْوَة النَّخْلَة فِي الحَدِيث كَانَ رَسُول الله يَتِيما وَلم يكن عجيا يُقَال الْيَتِيم الَّذِي يغذى بِغَيْر لبن أمه عجي فَكَانَ الْمَقْصُود لَا يُقَال لَهُ ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 بَاب الْعين مَعَ الدَّال فِي الحَدِيث إِن أَبيض بن حمال استقطع رَسُول الله الْملح الَّذِي بمأرب فأقطعة إِيَّاه فَقَالَ رجل إِنَّمَا أقطعته المَاء الْعد يَعْنِي الدَّائِم الَّذِي لَا انْقِطَاع لمادته وَمِنْه نزلُوا أعداد مياه الْحُدَيْبِيَة قَوْله مَا زَالَت أكله خَيْبَر تعادني أَي يعاودني ألم سمها فِي أَوْقَات وأنشدوا تلاقي من تذكر آل البلى ... كَمَا يلقى السَّلِيم من العدا سُئِلَ رجل عَن الْقِيَامَة مَتى تكون قَالَ إِذا تكاملت العدتان يَعْنِي عدَّة أهل الْجنَّة وعدة أهل النَّار وَقَوله لم يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل الْعدْل الْفَرِيضَة وَقد سبق هَذَا وَقَالَت خَدِيجَة إِنَّك تكسب الْمَعْدُوم تَعْنِي المعدم وَالْعرب تَقول كسبت الرجل مَالا وأكسبته وَقَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال فلَان يكْسب الْمَعْدُوم إِذا كَانَ محدودا سَأَلَ مَا يحرمه غَيره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لرجل تخلف عَنهُ مَا عدا مِمَّا بدا أَي مَا صرفك عَمَّا كَانَ بدا لنا من نصرتك قَوْله لَا عَدْوّى كَانُوا يَقُولُونَ إِن الْمَرَض يعدي أَي يُجَاوز صَاحبه إِلَى من قاربه فَأبْطل ذَلِك قَالَ بعض الصَّحَابَة رحم الله عمر كَانَ ينْزع قومه وَيبْعَث الْقَوْم العدى يعْنى الأباعد والأجانب فَأَما العدى بِضَم الْعين فهم الْأَعْدَاء قي صفة الْإِبِل وتعدو فِي الشّجر أَي ترعى العدوة وَهِي الْخلَّة قَالَ عمر لَو هَبَطت وَاديا لَهُ عدوتان عدوة الْوَادي جَانِبه وفيهَا لُغَتَانِ ضم الْعين وَكسرهَا فِي الحَدِيث السُّلْطَان ذُو عدوان وَذُو بدوان وَذُو تدرأ قَوْله ذُو عدوان يُرِيد أَنه سريع الملال والبدوان أَي لَا يزَال يَبْدُو لَهُ رَأْي جَدِيد وَقد سبق قَوْله ذُو تدراء فِي الدَّال فِي الحَدِيث من الْمَسْجِد تُعَاد أَي أمكنة مُخْتَلفَة غير مستوية وَأَتَى عمر بن عبد الْعَزِيز بِرَجُل قد اختلس طوقا فَقَالَ تِلْكَ عَادِية الظّهْر العادية من عدا عَلَى الشَّيْء إِذا اختلسه وَالظّهْر كل مَا ظهر كالطوق فَلم ير فِي الطوق لِأَنَّهُ ظَاهر عَلَى الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ وَلَيْسَ مِمَّا يخْفَى فَيُوجب أَخذه الْقطع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 بَاب الْعين مَعَ الذَّال شيع عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام سَرِيَّة فَقَالَ أعذبوا عَن ذكر النِّسَاء أَي امنعوا نفوسكم من ذكرهن لِئَلَّا تشتعل قُلُوبكُمْ وكل من منعته شَيْئا فقد أعذبته قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لرجل اعتذر إِلَيْهِ عذرتك غير معتذر أَي دون أَن تعتذر وَكَانَ بَنو إِسْرَائِيل ينهون العصاة تعذيرا التعذير كالتقصير وَالْمعْنَى ينهونهم نهيا لَا يبالغون فِيهِ وَمِنْه كُنَّا نَأْكُل فنعذر أَي نقصر يُقَال عذر إِذا قصر وأعذر إِذا بَالغ فِي الحَدِيث لَا يهْلك النَّاس حَتَّى يعذروا من أنفسهم الْيَاء مَفْتُوحَة وَيروَى بِالضَّمِّ وَالْمعْنَى تكْثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبوا الْعقُوبَة فَيكون لمن يعذبهم الْعذر فِي الحَدِيث الْإِفْك فاستعذر رَسُول الله من ابْن أبي وَقَالَ من يعذرني أَي من يقوم بعذري إِن كافأته عَلَى سوء فعله وَمِنْه قَول عَلّي عذيرك من خَلِيلك من مُرَاد فِي الحَدِيث أَفِي عرس أم إعذار الْإِعْذَار الْخِتَان وَفِي حَدِيث الدَّجَّال ولد وَهُوَ مَعْذُور وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَا لكم لَا تنظفون عذراتكم أَصْلهَا فنَاء الدَّار وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ وَسميت الْعذرَة لِأَنَّهَا كَانَت تلقى با لأفنية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 قَوْله لَا تعذبوا صِبْيَانكُمْ بالغمز من الْعذرَة الْعذرَة وجع الْحلق يغمز ليسكن فَنَهَى عَن ذَلِك قَوْله كم من عذق مدلى العذق بِكَسْر الْعين الكياسة وَبِفَتْحِهَا النَّخْلَة وَقَوله أَنا عذيقها تَصْغِير العذق وَهُوَ النَّخْلَة فِي صفة مَكَّة أعذق أذخرها قَالَ القتيبي صَار لَهُ عذوق وَشعب وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الْمُسْتَحَاضَة فَقَالَ ذَلِك العازل يعذو قَالَ أَبُو عبيد هُوَ اسْم الْعرق الَّذِي يسيل مِنْهُ دم الِاسْتِحَاضَة قَوْله فَمَا زَالُوا يعذلونني العذل اللوم فِي الحَدِيث كَانَ رجل يرائي فَلَا يمر بِقوم إِلَّا عذموه بألسنتهم أَي أَخَذُوهُ بألسنتهم والعذم فِي الأَصْل العص قَالَ حُذَيْفَة إِن كنت نازلا بِالْبَصْرَةِ فَانْزِل عذواتها قَالَ شمر هُوَ جمع العذاة وَهِي الأَرْض الطّيبَة التربة الْبَعِيدَة من الْأَنْهَار والبحور والسباح بَاب الْعين مَعَ الرَّاء الثّيّب يعرب عَنْهَا لسانها كَذَا يرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَقَالَ الْفراء هُوَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 يعرب بِالتَّشْدِيدِ يُقَال عربت عَن الْقَوْم إِذا تَكَلَّمت عَنْهُم قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هما لُغَتَانِ وَالْمرَاد يبين وَمِنْه قَول النَّخعِيّ كَانُوا يستحيون أَن يلتقنوا الصَّبِي حِين يعرب لَا إِلَه إِلَّا الله وَقَالَ الْحجَّاج لسَلمَة بن الْأَكْوَع تعربت أَي عدت أَعْرَابِيًا وَذَلِكَ أَنه نزل الْبَادِيَة وَقد رَوَاهُ الْحميدِي بَعدت بالزاي أَي تعدن عَن الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة قَالَ عمر مَا لكم إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يخرق أَعْرَاض النَّاس أَن لَا تعربوا عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ أَن لَا تقبحوا لَهُ ذَلِك فِي الحَدِيث فَمَا زَاد فِي السب إِلَّا استعرابا أَي إفحاشا وَمِنْه قَول ابْن الزبير لَا تحل الْقَرَابَة للْمحرمِ يَعْنِي الرَّفَث من الْكَلَام قَالَت عَائِشَة أقدروا قدر الْجَارِيَة العربة أَي الحريصة عَلَى اللَّهْو وَجَاء رجل إِلَى رَسُول الله فَقَالَ إِن أخي عرب بَطْنه أَي فسد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 وَنَهَى عَن بيع العربان وَهُوَ أَن يَشْتَرِي السّلْعَة ويدمغ شَيْئا عَلَى أَنه إِن أمضي البيع حسب ذَلِك الشَّيْء من الثّمن وَإِن بدا لَهُ فِيهِ لم يرتجعه من صَاحب السّلْعَة وَكَانَ عَطاء نهَى عَن الْإِعْرَاب فِي البيع وَهُوَ نَحْو ذَلِك وَفِي الحَدِيث أعربوا فِيهَا أَرْبَعمِائَة دِرْهَم أَي أسلفوا وَهُوَ من العربان فِي الحَدِيث لَا تنقشوا عَلَى خواتمكم عَرَبيا قَالَ الْحسن الْمَعْنى لَا تنقشوا مُحَمَّد رَسُول الله قَالَ عمر اللَّهُمَّ إنى أَبْرَأ إِلَيْك من معرة الْجَيْش وَهُوَ أذاهم مثل أَن يقتلُوا من مروا بِهِ من مُسلم أَو معاهد أَو أَن ينزلُوا بِقوم فيأكلوا من زرعهم أَو أَن يقاتلوا بِغَيْر إِذن الْأَمِير من حَدِيث حَاطِب كنت عريرا فيهم أَي غَرِيبا كَذَا ذكره الْهَرَوِيّ وَإِنَّمَا هُوَ غريرا بالغين وَكَانَ إِذا تعار من اللَّيْل أَي اسْتَيْقَظَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 فِي الحَدِيث أَتَيْتُك بِهَذَا المَال لما يعرك من أَمْوَال النَّاس وَيروَى يعروك يُقَال عره واعتراه عراه واعتراه أَي أَتَاهُ فِي الحَدِيث مَا عرنا بك أَي مَا جَاءَنَا بك قَالَ أَبُو سَلمَة إِنِّي لأرَى الرُّؤْيَا أعرى مِنْهَا وَهُوَ من العرواء وَهِي الرعدة عِنْد الْحمى قَالَ طَاوُوس إِذا استعر عَلَيْكُم شَيْء من النعم أَي ند فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ ومشارة النَّاس فَإِنَّهَا تظهر العرة أَي الْقَبِيح وَكَانَ سعد يدمل أرضه بالعرة أَي بالعذرة وَكَانَ ابْن عمر لَا يعر أرضه وَقَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد كل سبع ثَمَرَات من نَخْلَة غير معرورة أَي مسمدة بالعرة وَسَأَلَ رجل رجلا عَن منزله فَأخْبرهُ أَنه ينزل بَين حيين من الْعَرَب فَقَالَ نزلت بَين المجرة والمعرة المجرة مجرة السَّمَاء والمعرة مَا وَرَاءَهَا من نَاحيَة القطب الشمالي سميت معرة لِكَثْرَة النُّجُوم فِيهَا وأصل المعرة مَوضِع العر وَهُوَ الْحَرْب وَالْعرب تسمي السَّمَاء الحرباء لِكَثْرَة نجومها وعرعرة الْجَبَل أَعْلَاهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 وَكَانَ حسان بن ثَابت إِذا دعِي إِلَى طَعَام قَالَ أَفِي خرس أَو عرس قَالَ أَبُو عبيد الْعرس طَعَام الْوَلِيمَة وَنَهَى عمر عَن مُتْعَة الْحَج وَقَالَ كرهت أَن يظلوا بِهن معرسين أَي ملمين بِالنسَاء وَهَذَا مخفف وَأما المعرس بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ الْمُسَافِر ينَام بعد الإدلاج وَمِنْه إِذا عرستم أَي نزلتم فِي آخر اللَّيْل فِي الحَدِيث كنت أسمع قِرَاءَة رَسُول الله وَأَنا عَلَى عَرِيش لي أَي سقف وَمِنْه أَلا نَبْنِي لَك عَرِيشًا قَالَ الْأَزْهَرِي الْعَرْش فِي كَلَام الْعَرَب سَرِير الْملك قَالَ وَالْعرش الْملك يُقَال ثل عَرْشه أَي ذهب ملكه وَقَالَ سعد تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله وَفُلَان كَافِر بالعرش أَي بيُوت مَكَّة وَهِي جمع عَرِيش وَبَعْضهمْ يَقُول بالعرش وَهُوَ غلط وَسميت عرشا لِأَنَّهَا عيدَان تنصب وتظلل وَقَالَ أَبُو جهل لِابْنِ مَسْعُود خُذ سَيفي فاجتز بِهِ رَأْسِي من عَرْشِي قَالَ ثَعْلَب الْعَرْش عرق فِي أصل الْعُنُق فِي حَدِيث عَائِشَة نصبت عَلَى بَاب حُجْرَتي عباءة فهتك الْعرض حَتَّى وَقع بِالْأَرْضِ العرص خَشَبَة تُوضَع عَلَى الْبَيْت عرضا إِذا أَرَادوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 تسقيفه ثمَّ يلقى عَلَيْهِ أَطْرَاف الْخشب الْقصار يُقَال عرصت الْبَيْت تعريصا وَرَوَاهُ أَبُو عبيد بِالسِّين والمحدثون يَرْوُونَهُ بالضاد وَالصَّوَاب الصَّاد غير مُعْجمَة قَوْله للمنهزمين يَوْم أحد لقد ذهبتم فِيهَا عريضة أَي وَاسِعَة قَوْله إِن أعراضكم عَلَيْكُم حرَام قَالَ ثَعْلَب الْعرض مَوضِع الْمَدْح والذم من الْإِنْسَان وَهِي الْأَحْوَال الَّتِي يرْتَفع بهَا أَو يسْقط وَمِنْه قَول أبي ضَمْضَم قد تَصَدَّقت بعرضي وَقَوله لي الْوَاحِد يحل عرضه وَقَوله وَمن ترك الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لعرضه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 فِي صفة أهل الْجنَّة إِنَّمَا هُوَ عرق يجْرِي من أعراضهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 قَالَ أَبُو عبيد وَاحِد الْأَعْرَاض عرض وَهُوَ كل مَوضِع يعرق من الْبدن يُقَال فلَان طيب الْعرض أَي طيب الرّيح وكل شَيْء فِي الْجَسَد من المغابن فَهِيَ الْأَعْرَاض وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة عرض الرجل نَفسه وبدنه وَفِي كِتَابه لقوم مَا كَانَ لَهُم من عرضان وَهِي جمع العريض وَهُوَ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ سنة من الْمعز وَيجوز أَن يكون جمع الْعرض وَهُوَ الْوَادي الْكثير الشّجر وَالنَّخْل قَوْله لَيْسَ الْغِنَى عَن كَثْرَة الْعرض وَهُوَ مَتَاع الدُّنْيَا وَمِنْه أَن الدُّنْيَا عرض حَاضر قَوْله اضْرِب بِهِ عرض الْحَائِط أَي جَانِبه وَقَالَ عمر أضْرب الْعرُوض وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذ يَمِينا وَشمَالًا من الْإِبِل لَا يلْزم المحجة يَقُول أضربه حَتَّى يعود إِلَى الطَّرِيق وَمثله قَوْله وأضم العتود ضربه مثلا لحسن سياسته فِي الحَدِيث من عرض عرضنَا لَهُ وَمن مَشَى عَلَى الكلاء ألقيناه فِي النَّهر الْمَعْنى من عرض بِالْقَذْفِ عرضنَا بتأديب لَا يبلغ الْحَد وَمن صرح بِالْقَذْفِ ألقيناه فِي نهر الْحَد وَسَيَأْتِي مَعْنَى الكلاء وَقَالَ الْحَادِي تعرضي مدارجا وسومي أَي خذي يمنة ويسرة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 قَوْله فِي المعاريض مندوحة وَهِي مَا عرض بِهِ وَلم يُصَرح قَالَ عدي بن حَاتِم أرمي بالمعراض وَهُوَ سهم بِلَا ريش وَلَا نصل يُصِيب بِعرْض عوده دون حَده وَبعث رَسُول الله أم سليم لتنظر إِلَى امْرَأَة فَقَالَ شمي عوارضها قَالَ شمر هِيَ الْأَسْنَان الَّتِي فِي عرض الْفَم وَعرضه جَانِبه وَهِي مَا بَين الثنايا والأضراس وَاحِدهَا عَارض وَإِنَّمَا أَرَادَ بذلك أَن تبور ريح فمها أطيب أم لَا وَكتب لقوم وَلكم الْعَارِض وَهِي الْمَرِيضَة الَّتِي أَصَابَهَا كسر قَوْله لعدي إِن وِسَادك لَعَرِيض أَرَادَ بِهِ إِن يَوْمك لطويل وَقيل أَرَادَ أَنَّك لَعَرِيض الْقَفَا كنى بِهِ عَن السّمن الَّذِي يزِيل الفطنة فِي الحَدِيث من سَعَادَة الْمَرْء خفَّة عارضيه فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا قلَّة الشّعْر وَالثَّانِي خفتهما لِكَثْرَة الذّكر فِي الحَدِيث إِن ركبا عرضوا رَسُول الله وَأَبا [بكر] ثيابًا أَي أهدوا لَهما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 وَمِنْه قَول امْرَأَة معَاذ أَيْن مَا يَأْتِي بِهِ الْعمَّال من عراضة أهلهم تَعْنِي الْهَدِيَّة قَوْله خمر إناءك وَلَو بِعُود تعرضه عَلَيْهِ أَي تضعه بِالْعرضِ وَالرَّاء مَضْمُومَة وَقد كسرهَا بَعضهم وَمثله كَانَ رَسُول الله يعرض داخلته فَيصَلي إِلَيْهَا الْمَعْنى ينيخها فِي عرض الْقبْلَة وَفِيه لُغَتَانِ ضم الرَّاء وَكسرهَا وَقَالَ عمر يذم من يَأْخُذ الدَّين وَلَا يُبَالِي بالغضا فادان معرضًا المعرض هَاهُنَا بِمَعْنى الْمُعْتَرض يعْنى اعْترض لكل من يقْرضهُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل الْمَعْنى يعرض إِذا قيل لَهُ لَا تستدن فَلَا يقبل وَقَالَ القتيبي اسْتَدَانَ معرضًا عَن الْأَدَاء وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة كل الْخبز عرضا قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ اعْتَرَضَهُ واشتره مِمَّن وجدته عِنْده وَلَا تسْأَل من عمله فِي الحَدِيث فاستعرضهم الْخَوَارِج أَي قتلوهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 فِي الحَدِيث إِن الله يغْفر لكل مذنب إِلَّا صَاحب عرطبة أَو كوبة قَالَ أَبُو عبيد العرطبة الْعود وَقيل الطنبور قَوْله من أَتَى عرافا وَهُوَ الْحَاوِي أَو المنجم الَّذِي يَدعِي علم الْغَيْب فِي الحَدِيث أهل الْقُرْآن عرفاء أهل الْجنَّة أَي رؤساؤهم قَوْله أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة أَي من بذل معروفه فِي الدُّنْيَا أَتَاهُ الله جزاءه فِي الْآخِرَة وَقيل من بذل جاهه شفعه الله قَالَ عمر أطردنا المعترفين أَي اضطررنا من يعْتَرف بِمَا يُوجب الْحَد إِلَى الْفِرَار لِئَلَّا يقرُّوا فِي الحَدِيث كَأَن لحيته ضرام عرفج والعرفج نبت ضَعِيف تسرع النَّار فِيهِ فَتبين حمرتها شَدِيدَة قَوْله جرست نَخْلَة العرفط وَهُوَ شجر الطلح وَله صمغ يُقَال لَهُ المغاثير ذُو رَائِحَة كريهة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 فِي الحَدِيث أُتِي بعرق من تمر قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ السَّقِيفَة المنسوجة من الخوص قبل أَن يَجْعَل مِنْهَا زبيل فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ عرقة أَيْضا وكل مضفور فَهُوَ عرق قَوْله لَيْسَ لعرق ظَالِم حق وَهُوَ أَن يغْرس الْإِنْسَان فِي مَكَان قد أَحْيَاهُ غَيره قدم عَلَى رَسُول الله بِإِبِل كَأَنَّهَا عروق الأرطى عروق الأرطى طوال حمر ذَاهِبَة فِي ثرى الرمل ترَاهَا إِذا أثيرت من الثرى حمرا مكتنزة ترف أَي يقطر مِنْهَا المَاء فَشبه الْإِبِل فِي اكتنازها وَحُمرَة ألوانها بهَا وَترَى الظباء وبقر الْوَحْش يَجِيء إِلَيْهَا فِي القيظ فتستثيرها وترشف ماءها فيجزأ بهَا عَن وُرُود المَاء فِي الحَدِيث إِنَّه تنَاول عرقا ثمَّ صَلَّى وَلم يتَوَضَّأ الْعرق جمعه عراق وَهِي الْعِظَام الَّتِي يقشر عَنْهَا مُعظم اللَّحْم وَيبقى عَلَيْهَا بَقِيَّة يُقَال عرفت الْعظم واعترقته وتعرقته إِذا أخذت عَنهُ اللَّحْم بأسنانك فِي الحَدِيث جشمت إِلَيْك عرق الْقرْبَة أَي نصبت وتكلفت حَتَّى عرقت كعرق الْقرْبَة وَهُوَ سيلان مَائِهَا وَقيل كَمَا يعرق حَامِل الْقرْبَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 وَيروَى علق الْقرْبَة بِاللَّامِ قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ عصامها فَالْمَعْنَى تكلفت لَك كل شَيْء حَتَّى عِصَام الْقرْبَة قَالَ الْأَزْهَرِي علقها الَّذِي تسد بِهِ ثمَّ تعلق قَالَ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن أَشد الْعَمَل عِنْدهم السَّقْي قَوْله الْمُؤمن يَمُوت بعرق الجبين قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ شدَّة السِّيَاق وَقَالَ عمر لسلمان أتأخذ عَلَى المعرقة وَهِي طَرِيق كَانَت قُرَيْش تسلكه إِلَى الشَّام وَفِيه سلكت قُرَيْش حِين كَانَت وقْعَة بدر وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز إِن امْرأ لَيْسَ بَينه وَبَين آدم أَب حَيّ لمعرق لَهُ فِي الْمَوْت أَي لَهُ فِيهِ عرق نزاع فِي الحَدِيث وَقت لأهل الْعرَاق ذَات عرق فِي تَسْمِيَتهَا عراقا ثَلَاثَة أَقْوَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 أَحدهمَا أَن الْعرَاق هُوَ الخرز الَّذِي فِي أَسْفَل الْقرْبَة فسميت عراقا لِأَنَّهَا أَسْفَل أَرض الْعَرَب وَالثَّانِي أَن الْعرَاق شاطئ الْبَحْر وَبِه سمي الْعرَاق وَالثَّالِث أَن الْعرَاق مَأْخُوذ من عرق الشّجر ذكرهن ابْن فَارس وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه سمي الْعرَاق لِأَنَّهُ شاطئ دجلة والفرات حَتَّى يتَّصل بالبحر فِي الحَدِيث إِن العركي سَأَلَ رَسُول الله عَن مَاء الْبَحْر العركي الَّذِي يصطاد السّمك فِي الحَدِيث إِن امْرَأَة عركت قبل أَن تفيض العراك الْمَحِيض يُقَال امْرَأَة عارك فِي الحَدِيث مَا كَانَ لَهُم من ملك وعرمان وَهُوَ الْمزَارِع وضحى بكبش أعرم وَهُوَ الْأَبْيَض فِيهِ نقط سود وَدفن بَعضهم بعرين مَكَّة أَي بفنائها وَكَانَ دفن عِنْد بِئْر مَيْمُون وَفِي صفته أقنى الْعرنِين قَالَ اللَّيْث الْعرنِين الْأنف وَجمعه عرانين وَقَالَ شمر الْعرنِين الْأنف كُله وَرجل أقنى الْعرنِين فِي وَسطه إشراف وَرخّص فِي الْعَرَايَا وَهِي بيع الرطب فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 رُؤُوس النّخل خرصا بِالتَّمْرِ عَلَى وَجه الأَرْض كَيْلا فِيمَا دون خَمْسَة أوسق لمن بِهِ حَاجَة إِلَى أكل الرطب وَلَا ثمن مَعَه قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد النَّخْلَة الْعرية هِيَ الَّتِي إِذا عرضت النّخل عَلَى بيع ثَمَرَتهَا عريت مِنْهَا نَخْلَة أَي عزلت عَن المساومة قَوْله أَنا النذير الْعُرْيَان وَذَلِكَ أَن ربيئة للْقَوْم إِذا كَانَ عَلَى مَكَان عَال فَرَأَى الْعَدو نزع ثَوْبه وألاح بِهِ ينذر فَيَبْقَى عُريَانا قَوْله الْعَارِية مَضْمُومَة قَالَ الْأَزْهَرِي الْعَرَب تَقول هم يتعاورون العواري ويتعورونها يتداولونها وَقَالَ اللَّيْث سميت عَارِية لِأَنَّهَا عَار عَلَى من طلبَهَا فِي صفته كَانَ عاري الثديين أَي لم يكن عَلَيْهِمَا شعر وَقيل لم يكن عَلَيْهِمَا لحم بَاب الْعين مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث من قَرَأَ الْقُرْآن فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَة فقد عزب أَي بعد عَهده بِمَا ابْتَدَأَ مِنْهُ وكل شَيْء بعد فَهُوَ عزب وعازب وَيُقَال رجل عزب وَامْرَأَة عزبة وَبَعْضهمْ يَقُول فِيهَا عزب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 وَفِي حَدِيث أم معبد وَالشَّاء عَازِب أَي بعيد الذّهاب فِي الْمرْعَى وَفِي الحَدِيث أَصْبَحْنَا بِأَرْض عزوبة أَي بعيدَة الْمرْعَى وَقَالَ سعد أَصبَحت بَنو أَسد تعزرني عَلَى الْإِسْلَام أَي توقفني عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عبيد أصل التَّعْزِير التَّأْدِيب وَيكون بِمَعْنى التَّعْظِيم وَقَالَ الزّجاج أَصله الرَّد فَمَعْنَى عزرت فلَانا أدبته بِمَا يردعه عَن الْقَبِيح وَمَعْنى عزرتموهم أَن تردوا عَنْهُم أعداءهم فِي الحَدِيث اسْتعزَّ برَسُول الله أَي اشْتَدَّ بِهِ الْمَرَض وَغلب عَلَيْهِ وَمثله حَدِيث ابْن عمر إِن قوما اشْتَركُوا فِي قتل صيد فَسَأَلُوهُ أَعلَى كل وَاحِد منا جَزَاء فَقَالَ إِنَّه لمعرز بكم بل عَلَيْكُم جَزَاء وَاحِد أَي مُسَدّد عَلَيْكُم إِذن فِي الحَدِيث عَلَى أَن لَهُم عزازها وَهُوَ مَا صلب من الأَرْض فَاشْتَدَّ وَإِنَّمَا يكون فِي أَطْرَاف الأَرْض وَقَالَ الزُّهْرِيّ كنت أختلف إِلَى عبيد الله بن عبد الله وَكنت أخدمه فقدرت أَنِّي استنظفت مَا عِنْده فَلَمَّا خرج وَلم أقِم لَهُ فَنظر إِلَيّ وَقَالَ إِنَّك فِي الْقَزاز فَقُمْ أَي أَنْت فِي الْأَطْرَاف من الْعلم لم تتوسعه بعد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 فِي صفة غنم شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا عزوز وَهِي الضيقة الإحليل قَوْله كَيفَ ترَى فِي الْعَزْل وَهُوَ عزل المَاء عَن مَكَان الْوَلَد قَالَ سَلمَة رَآنِي رَسُول الله عزلا أَي لَيْسَ معي سلَاح فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء دفاق العزائل وَأَصله العزالي جمع عزلاء وعزلاء المزادة فمها الْأَسْفَل فَشبه اتساع الْمَطَر بِالَّذِي يخرج من فَم المزادة وقدمت الْيَاء كَمَا قَالَ عاقني يعوقني وعقاني يعقوني قَوْله إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا تُؤْتَى عَزَائِمه يَعْنِي بالعزائم الْفَرَائِض فِي الحَدِيث خير الْأُمُور عوازمها يَعْنِي مَا وكدت عزمك عَلَيْهِ وَقَالَ فِي الْوتر لعمر أخذت بالعزم وَقد قيل لَا خير فِي عزم بِغَيْر حزم وَالْمعْنَى أَن الْقُوَّة إِذا لم يكن مَعهَا حذر أورطت صَاحبهَا وَقَالَ الْأَشْعَث لعَمْرو بن معد يكرب لَئِن دَنَوْت لأضرطنك فَقَالَ كلا وَالله إِنَّهَا لعزوم مفزعة فتجليها وَالْمرَاد قُوَّة نَفسه قَوْله عَزمَة من عَزمَات الله أَي وَاجِب من واجباته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 قَوْله رويدك سوقا بالعوازم قَالَ الْأَصْمَعِي العوزم النَّاقة المسنة وفيهَا بَقِيَّة فِي الحَدِيث فَلَمَّا أَصَابَنَا الْبلَاء اعتزمنا لذَلِك أَي احتملناه وأطقناه قَوْله من تعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة أَي انتسب وانتمى كَقَوْلِهِم يَا لفُلَان وَحدث عَطاء بِحَدِيث فَقيل لَهُ إِلَى من تعزيه أَي تنسبه قَوْله من لم يتعز بعزاء الله فَلَيْسَ منا فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَن يَقُول يَا للْمُسلمين وَلَا يذكر مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تَقوله وَالثَّانِي أَن مَعْنَى التعزي التأسي وَالصَّبْر قَوْله مَالِي أَرَاكُم عزين العزون جماعات فِي تَفْرِقَة بَاب الْعين مَعَ السِّين نهَى عَن عسب الْفَحْل العسب الْكِرَاء الَّذِي يُؤْخَذ عَلَى ضراب الْفَحْل قَالَ زيد فَجعلت أتتبع الْقُرْآن فِي العسب وَهُوَ جمع العسيب وَهُوَ سعف النّخل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه ذكر فتْنَة وَقَالَ إِذا كَانَ ذَلِك ضرب يعسوب الدَّين بِذَنبِهِ أَرَادَ رَئِيس أهل الدَّين وسيدهم وَذَلِكَ أَنه يُفَارق أهل الْفِتَن وَيذْهب فِي الأَرْض قَالَ الْأَزْهَرِي وَمَعْنى ضرب ذهب من الأَرْض وذنبه أَتْبَاعه وَالْمعْنَى فِي ذَنبه فَأَقَامَ الْبَاء مقَام فِي أَو مقَام مَعَ فِي حَدِيث هَذَا يعسوب قُرَيْش أَي سَيِّدهَا وَالْأَصْل فَحل النّخل وسيدها فِي الحَدِيث مثل العسجد قَالَ اللَّيْث هُوَ الذَّهَب قَالَ وَيُقَال هُوَ اسْم جَامع للجواهر وَكلهَا من الدّرّ والياقوت فِي الحَدِيث فِينَا قوم عسران وَهُوَ جمع الأعسر وَنَهَى عَن قتل العسفاء وهم الأجراء وَمِنْه أَن ابْني كَانَ عسيفا عَلَى هَذَا فِي الحَدِيث تَغْدُو بعس وَهُوَ الْقدح الْكَبِير قَوْله إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا عسله وَهُوَ أَن يقدر لَهُ عملا صَالحا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 قبل مَوته فَشبه الصّلاح بالعسل وَكَذَلِكَ قَوْله حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته شبه لَذَّة الْجِمَاع بالعسل فأنث الْعسيلَة لِأَنَّهُ شبهها بِقِطْعَة من الْعَسَل وَالْعرب تؤنث الْعَسَل وتذكره وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَسَل طيب الثَّنَاء قَوْله وَمَات العسلوج قَالَ اللَّيْث العسلوج الْغُصْن ابْن سنة وَقيل العساليج عروق الشّجر بَاب الْعين مَعَ الشين قَالَ صعصعة بن نَاجِية اشْتريت موءودة بناقتين عشراوين العشراء الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا فِي الْحمل عشرَة أشهر وَيَوْم عَاشُورَاء وَهُوَ الْعَاشِر من الْمحرم عِنْد الْجُمْهُور وَقَالَ ابْن عَبَّاس هُوَ التَّاسِع قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ تَأَول فِيهِ عشر الْورْد إِنَّهَا تِسْعَة أَيَّام وَهُوَ الَّذِي رَوَاهُ اللَّيْث عَن الْخَلِيل وَلَيْسَ بِبَعِيد من الصَّوَاب فِي الحَدِيث النِّسَاء لَا يعشرن أَي لَا يُؤْخَذ الْعشْر من حليهن وَكَذَلِكَ قَول بَعضهم يشْتَرط أَن لَا تعشر أَي لَا يُؤْخَذ مِنْهَا الْعشْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 قَوْله وتكفرن بالعشير وَهُوَ الزَّوْج وَسمي بذلك للمعاشرة فِي حَدِيث أم زرع لَا تملأ بيتنا تعشيشا أَي لَا تخوننا فِي طعامنا فتخبأ فِي هَذِه الزاوية شَيْئا وَفِي هَذِه الزاوية شَيْئا كالطيور إِذا عششت وَمن رَوَاهُ بالغين فَهُوَ من الْغِشّ وَقيل لَا تملأ بيتنا بالمزابل والقسب كَأَنَّهُ عش طَائِر فِي حَدِيث الْحجَّاج لَيْسَ هَذَا بعشك فأدرجي يضْرب مثلا لمن يرفع نَفسه فَوق قدرهَا فِي الحَدِيث وَالله لَو ضربك فلَان بأمصوخة عيشومة لقتلك الأمصوخة خوص الثمام والعيشومة شَجَرَة صَغِيرَة وَمِنْه الحَدِيث صَلَّى فِي مَسْجِد فِيهِ عيشومة فِي الحَدِيث إِن بَلْدَتنَا بَارِدَة عشمة أَي يابسة قَوْلهَا زَوجي العشنق وَهُوَ الطَّوِيل وأرادت لَيْسَ عِنْده إِلَّا الطول ذهبت عين ابْن الْمسيب فَكَانَ يعشو بِالْأُخْرَى أَي يبصر بهَا بصرا ضَعِيفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 قَالَ أَبُو هُرَيْرَة صَلَّى بِنَا رَسُول الله إِحْدَى صَلَاتي الْعشي قَالَ أَبُو عبيد يُقَال للمغرب وَالْعشَاء العشاءان وَالْأَصْل الْعشَاء فغلب عَلَى الْمغرب كَمَا قَالُوا الأبوان وهما الْأَب وَالأُم قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْمرَاد بصلاتي الْعشي الظّهْر وَالْعصر وَيَقَع الْعشي عَلَى مَا بَين زَوَال الشَّمْس إِلَى وَقت غُرُوبهَا فِي الحَدِيث فأتينا بطن كديد عشيشية وَهِي تَصْغِير عَشِيَّة قَالَ ابْن عمر عش وَلَا تغتر وَالْمعْنَى خُذ بالحزم وَالِاحْتِيَاط وَأَصله أَن رجلا أَرَادَ أَن يسْلك مفازة فاتكل عَلَى مَا فِيهَا من الكلإ فَقيل لَهُ عش وَلَا تغتر فِي الحَدِيث أَنه كَانَ فِي سفر فاعتشى فِي أول اللَّيْل أَي سَار وَقت الْعشَاء كَمَا يُقَال ابتكر فِي الحَدِيث احمدوا الله الَّذِي دفع عَنْكُم العشوة أَي الظلمَة وَالْمرَاد ظلمَة الْكفْر وَمِنْه قَول ابْن الْأَكْوَع فَأخذ عَلَيْهِم بالعشوة أَي السوَاد من اللَّيْل وَمن النَّاس من يكسر عين العشوة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال أوطأته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 عشوة وعشوة وعشوة وَالْمعْنَى أَنه حَملَة عَلَى ركُوب أَمر لَا يتَبَيَّن رشده وَأَصله من عشوة اللَّيْل وخبط العشواء مثل للَّذي لَا ينظر فِي عَاقِبَة والعشواء الَّتِي تبصر بِاللَّيْلِ فَهِيَ تخبط بِيَدِهَا كل مَا مرت بِهِ بَاب الْعين مَعَ الصَّاد فِي الحَدِيث ثمَّ يكون فِي آخر الزَّمَان أَمِير العصب جمع عصبَة فِي الحَدِيث إِن العصوب ليرفق بهَا حالبها وَهِي الَّتِي لَا تدر حَتَّى يعصب فخذاها قَالَ الْحجَّاج لأعصبنكم عصب السلمة وَهِي شَجَرَة وَرقهَا الْقرظ الَّذِي يدبغ بِهِ ويعسر خرط وَرقهَا فتعصب أعصابها بِحَبل ثمَّ تخبط بعصى فيتناثر وَرقهَا وعصبها جمع أعصابها وَشد بَعْضهَا إِلَى بعض وأصل العصب اللي فِي الحَدِيث ذكر العصبية وَهُوَ أَن تَدْعُو الرجل إِلَى نصْرَة عصبته ظالمين أَو مظلومين قَالَ الْأَزْهَرِي عصبَة الرجل أولياؤه الذُّكُور من ورثته سموا عصبَة لأَنهم عصبوا بنسبه وكل شَيْء اسْتَدَارَ بِشَيْء فقد عصب بِهِ فالأب طرف وَالِابْن طرف وَالْعم جَانب وَقيل للعمائم عصائب من هَذَا فِي حَدِيث ابْن أبي اصْطَلحُوا أَن يعصبوه بالعصبة أَي يسودوه وَكَانُوا يعصبون بالتاج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 فِي الحَدِيث اشْتَرِ لفاطمة قلادة من عصب العصب من برود الْيمن قَالَ اللَّيْث وَسمي عصبا لِأَن غزله يعصب أَي يلوى ويفتل ثمَّ يصْبغ وَلَا يجمع يُقَال برد عصب وبرود عصب لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى الْفِعْل قَالَ عمر يعتصر الْوَالِد وَلَده أَي يحْبسهُ عَن الْإِعْطَاء ويمنعه وَسُئِلَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن العصرة للْمَرْأَة وَهُوَ منع الْبِنْت من التَّزْوِيج وَيُقَال اعتصر فلَان فلَانا إِذا مَنعه من حق يجب عَلَيْهِ معتصرهم أَي يذهب إِلَى الْغَائِط وَكَانَ إِذا قدم دحْيَة لم تبْق معصر إِلَّا خرجت تنظر إِلَيْهِ من حسنه المعصر الْجَارِيَة أول مَا تحيض لانعصار رَحمهَا مرت امْرَأَة بِأبي هُرَيْرَة ولذيلها عصرة أَي غُبَار أثاره سحب الذيل وَتَكون العصرة من فوح الطّيب شبه بِمَا يثير الرّيح من الأعاصير فِي الحَدِيث من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر قَالَ اللَّيْث الْعَصْر الْعشي وَسميت صَلَاة الْعَصْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 فِي الحَدِيث لَا يعضد شجر الْمَدِينَة إِلَّا لعصفور قتب عصافير القتب عيدانه وَاحِدهَا عُصْفُور فِي الحَدِيث كَانَ لرجل صنم فَكَانَ يَأْتِي بالجبن والزبد فيضعه عَلَى رَأس صنمه وَيَقُول أطْعم فجَاء ثعلبان وَهُوَ ذكر الثعالب فَأكل الْجُبْن والزبد ثمَّ عصل عَلَى رَأس الصَّنَم أَي بَال وَذكر هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ جَاءَ ثعلبان فأكلا ثمَّ عصلا وَهَذَا جهل بِالنَّقْلِ فِي الحَدِيث يامنوا فِي هَذَا العصل وَهُوَ رمل يعوج ويلتوي وَمِنْه قيل للأمعاء الأعصال لالتوائها قَالَ الْحجَّاج (قد لفها اللَّيْل بعصلبي ... ) العصلبي الشَّديد من الرِّجَال فِي مدح رَسُول الله عصمَة للأرامل أَي يمنعهُم من الضَّيْعَة فِي الحَدِيث من كَانَ عصمته لَا إِلَه إِلَّا الله أَي مَا يعصمه من الْعقَاب وَجَاء جِبْرِيل وَقد عصم ثنيته الْغُبَار قَالَ القتيبي صَوَابه عصب أَي يبس الْغُبَار عَلَيْهَا وَقَالَ غَيره عصب الرِّيق بِفِيهِ وعصم أَي يبس وَالْبَاء وَالْمِيم تتعاقبان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 فِي الحَدِيث مثل الْغُرَاب الأعصم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْأَبْيَض الْيَدَيْنِ وَمِنْه قيل للوعول عصم وَالْأُنْثَى مِنْهُنَّ عصماء وَقَالَ ابْن شُمَيْل أَبيض الجناحين لِأَن جناحي الطَّائِر بِمَنْزِلَة يَدَيْهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الْأَحْمَر الرجلَيْن فِي الحَدِيث مُقَيّد بعصم والعصم جمع عِصَام وَهُوَ رِبَاط الشَّيْء وَمِنْه عِصَام الْقرْبَة قَوْله أصلح لي ديني الَّذِي هُوَ عصمَة أَمْرِي أَي بِهِ أستمسك وَعَلِيهِ أعول قَوْله لَا ترفع عصاك عَن أهلك أَرَادَ الْأَدَب لَا نَفْس الْعَصَا وَيُقَال شقّ فلَان عَصا الْمُسلمين أَي فَارق الْجَمَاعَة وَمِنْه قَوْلهم إياك وَقتل الْعَصَا أَي احذر أَن تكون قَاتلا أَو مقتولا فِي شقّ عَصا الْمُسلمين فِي الحَدِيث حرم شجر الْمَدِينَة إِلَّا عَصا حَدِيدَة يعْنى عَصا تقطع وَتجْعَل فِيهَا حَدِيدَة كالحربة بَاب الْعين مَعَ الضَّاد فِي الحَدِيث تقطر الْعضَاة يَوْم الْقِيَامَة دَمًا الْعضَاة من الشّجر مَاله شوك وَمن الْعضَاة السمر والعرفط والعوسج نهَى أَن يضحى بالأعضب الْقرن وَهُوَ المكسور الْقرن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 والعضباء نَاقَة رَسُول الله وَهِي المقطوعة الْأذن وَقيل بل هُوَ اسْم لَهَا وَلم يكن بهَا عضب وَهَذَا اخْتِيَار أبي عبيد فِي الحَدِيث إِن الْحَاجة ليعضبها طلبَهَا قبل وَقتهَا أَي يقطعهَا ويفسدها قَالَ الْأَزْهَرِي والمعضوب فِي كَلَام الْعَرَب الدمن المخبول الَّذِي لَا حراك بِهِ قَوْله لَا يعضد شَجَرهَا أَي لَا يقطع قَوْله ونستعضد البرير أَي نجتنيه من شَجَره للْأَكْل فِي الحَدِيث كَانُوا يخبطون عضيدها والعضيد مَا قطع من الشّجر يضربونه ليسقط ورقه فِي حَدِيث أم زرع وملأ من شَحم عضدي لم ترد الْعَضُد خَاصَّة لَكِنَّهَا أَرَادَت جَمِيع الْبدن وَمَتى سمن الْعَضُد سمن الْجَسَد كُله وَكَانَ لسمرة عضد من نخل أَي طَريقَة من النّخل وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا هُوَ عضيد قَالَ الْأَصْمَعِي إِذا صَار للنخلة جذع تتَنَاوَل مِنْهُ فَهُوَ عضيد وَجمعه عضدان فِي الحَدِيث من تعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة فأعضوه بِهن أَبِيه وَلَا تكنوا أَي قُولُوا لَهُ أعضض بأير أَبِيك وَلَا تكنوا عَن الأير بالهن تنكيلا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 لَهُ وَقد سبق مَعْنَى تعزى فِي الحَدِيث وَيكون ملك عضوض أَي فِيهِ عسف كَأَنَّهُ يعَض الرعايا بالأذى أهدي إِلَى رَسُول الله شَيْء من التعضوض قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ تمر أسود وَجِيء بماعز وَهُوَ أعضل أَي كثير اللَّحْم وَقَالَ عمر أعضل بِي أهل الْكُوفَة أَي صَعب عَلّي مداراتهم وَقَالَ عمر آه من معضلة لَيْسَ لَهَا أَبُو حسن أَي مَسْأَلَة صعبة وداء عضال أَي شَدِيد قَوْله لَا تعضية فِي مِيرَاث إِلَّا فِيمَا حمل الْقسم وَذَاكَ إِن خلف مَا لَو قسم أضرّ بالورثة أَو ببعضهم كالجوهرة وَالْحمام والتعضية التَّفْرِيق وَلعن العاضهة والمستعضهة وَهِي الساحرة والمستسحرة قَوْله أَلا أنبئكم مَا العضة هِيَ النميمة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 بَاب الْعين مَعَ الطَّاء قَالَ طَاوُوس لَيْسَ فِي العطب زَكَاة يعْنى الْقطن فِي الحَدِيث لم يكن بعطبول وَهُوَ الممتد الْقَامَة الطَّوِيل الْعُنُق فِي الحَدِيث كَانَ يكره تعطر النِّسَاء ويشبههن بِالرجلِ قَالُوا أَرَادَ تعطل وَاللَّام وَالرَّاء تتعاقبان كَمَا يُقَال سمل وَسمر فكره أَن تكون الْمَرْأَة عطلا لَا حلي عَلَيْهَا وَلَا خضاب فِي الحَدِيث سُبْحَانَ الَّذِي تعطف الْعِزّ الْمَعْنى تردى بِهِ والعطاف الرِّدَاء وَسمي الرِّدَاء عطافا لوُقُوعه عَلَى عطفي الرجل وهما ناحيتا عُنُقه وَهَذَا مثل لجلال الله سُبْحَانَهُ فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وأوذم العطلة وَهِي النَّاقة الْحَسَنَة وَقيل الدَّلْو ترك الْعَمَل بهَا حينا وتعطلت فأوذمها أَي شدّ فِيهَا الوذم واستقى بهَا قَوْله حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن العطن وَاحِد الأعطان وَهُوَ مبرك الْإِبِل عِنْد المَاء وَمَعْنى الحَدِيث رووا وأرووا إبلهم فأبركوها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 عِنْد المَاء وَمن هَذَا لَا تصلوا فِي أعطان الْإِبِل فِي الحَدِيث وَفِي الْبَيْت أهب عطنة أَي مُنْتِنَة يُقَال عطنت الْجلد إِذا جعلته فِي الدّباغ حَتَّى ينتن فِي صفة رَسُول الله فَإِذا تعوطي الْحق لم يعرفهُ أحد أَي إِذا تعرض لإبطال حق تغير حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بِهِ فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا لَا تعطوه الأبدي أَي لَا تبلغه فتتناوله بَاب الْعين مَعَ الظَّاء كَانَ زُهَيْر لَا يعاظل بَين الْكَلَام أَي لَا يعقده وَمِنْه تعاظلت الْكلاب أَي تلازمت فِي السفاد بَاب الْعين مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث إِذا كَانَ عنْدك قوت يَوْمك فعلَى الدُّنْيَا العفاء قَالَ أَبُو عبيد هُوَ التُّرَاب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 كَانَ ابْن الزبير أعفت قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْكثير التكشف إِذا جلس وَشَكتْ امْرَأَة قلَّة نسل غنمها ورسلها فَقَالَ مَا ألوانها قَالَت سود قَالَ عفري يَقُول اخلطيها بعفر والعفر الْبيض بَيَاضًا لَيْسَ بالخالص قَوْله لدم عفراء أحب إِلَى الله من دم سوداوين وَمِنْه يحْشر النَّاس عَلَى أَرض عفراء وَمِنْه حَتَّى ترَى عفرَة إبطَيْهِ وَقَالَ أَبُو جهل هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظْهركُم تعفير الْوَجْه إلصاقه بِالتُّرَابِ وَيُقَال للتراب العفر فِي الحَدِيث ثمَّ ملك أعفر أَخذ من العفارة وَهِي الشيطنة والدهاء وَمِنْه أَن الله يبغض العفرية النفرية وَهُوَ الموثق الْحلق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 الْمُصَحح الشَّديد ذُو الدهاء وَأَصله العفر فزيدت الْهَاء وَالْيَاء والنفرية إتباع وَقَالَ رجل مَالِي عهد بأبهلي مُنْذُ عفار النّخل وعفارها تلقيحها وإصلاحها وَكَانَت توبر وتعفر أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا تسقى بعد الإبار والعفار الَّذِي يلقح النّخل وَمِنْه أَخذ تعفير الوحشية لولدها إِذا أَرَادَت فطامه فَإِنَّهَا تقطعه عَن الرَّضَاع أَيَّامًا فَإِذا خَافت عَلَيْهِ أَن يضرّهُ ذَلِك ردته إِلَى الرَّضَاع كَذَلِك تارات حَتَّى يسْتَمر فِي حَدِيث معَاذ أَو عدله من الْمعَافِرِي وَهِي برود منسوبة إِلَى معافر وَهِي قَبيلَة بِالْيمن وَقيل بل هِيَ بالفسطاط وَمثله دخل عمر الْمَسْجِد وَعَلِيهِ ثَوْبَان معافريان فِي حَدِيث حَنْظَلَة فَإِذا رَجعْنَا عافسنا الْأَرْوَاح المعافسة ملاعبة النِّسَاء وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يمْنَع من العفاس خوف الْمَوْت قَالَ اللَّيْث وَالرجل يعفس الْمَرْأَة بِرجلِهِ إِذا ضربهَا عَلَى عجيزتها يعافسها وتعافسه وَقَالَ غَيره المعافسة الممارسة يُقَال فلَان يعافس الْأُمُور أَي يمارسها ويعالجها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 قَوْله أعرف عفاصها وَهُوَ الْوِعَاء الَّذِي تكون فِيهِ وَأمر بإعفاء اللحَى وَهُوَ أَن توقر وَيُقَال الشّعْر كثر وَقل فَهُوَ من الأضداد وَمن الْكَثْرَة قَوْلهم إِذا دخل صفر وَعَفا الْوَبر وَمثله أَنه غُلَام عاف أَي وافر اللَّحْم وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا يُجِيز فِي النِّكَاح العفل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي العفل نَبَات لحم ينْبت فِي قبل الْمَرْأَة قَالَ أَبُو عَمْرو العفل لَا يكون إِلَّا فِي الْأَبْكَار وَلَا يُصِيب الْمَرْأَة إِلَّا بعد مَا تَلد وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس مَا فِي أَمْوَال أهل الذِّمَّة فَقَالَ الْعَفو وَالْمعْنَى أَنه قد عُفيَ لَهُم عَن مَا فِيهَا من الصَّدَقَة وَالْعشر وَخلف أَبُو ذَر أتانين وعفوا وَهُوَ الذّكر من أَوْلَاد الْحمير فِي الحَدِيث ويرعون عفاءها العفاء مَا لَيْسَ لأحد فِيهِ ملك وَمِنْه أَنه أقطع من أَرض الْمَدِينَة مَا كَانَ عفاء فِي الحَدِيث سلوا الله الْعَفو والعافية والمعافاة قَالَ ابْن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 الْأَنْبَارِي الْعَفو محو الذَّنب من قَوْلهم عفت الرِّيَاح الْآبَار وَقَالَ الْأَزْهَرِي وَأما الْعَافِيَة فَمن الْأَمْرَاض وَأما المعافاة فَأن يعافيك من شَرّ النَّاس ويعافيهم مِنْك فِي الحَدِيث وَمَا أكلت الْعَافِيَة مِنْهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد الْوَاحِد من الْعَافِيَة عاف وَهُوَ كل من جَاءَك يطْلب فضلا وَقد تكون الْعَافِيَة فِي هَذَا الحَدِيث من النَّاس وَغَيرهم وَيروَى العوافي وَهِي السبَاع والوحش وَالطير وَمِنْه تغشاها العوافي بَاب الْعين مَعَ الْقَاف كَانَ عمر يعقب الجيوش فِي كل عَام أَي يرد قوما وَيبْعَث آخَرين يعاقبونهم فِي الحَدِيث من عقب فِي صَلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة أَي من أَقَامَ بَعْدَمَا تفرغ من الصَّلَاة فِي مَجْلِسه وَسُئِلَ أنس عَن التعقيب فِي رَمَضَان فَأَمرهمْ أَن يصلوا فِي الْبيُوت قَالَ الْخطابِيّ التعقيب أَن تصلي عقيب التَّرَاوِيح وكل من أَتَى بِفعل فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 إِثْر آخر فقد عقب فكره أَن يصلوا فِي الْمَسْجِد وَأحب أَن يكون ذَلِك فِي الْبيُوت قَوْله مُعَقِّبَات لَا يخيب قائلهن وَهِي التسبيحات وَإِنَّمَا سميت مُعَقِّبَات لِأَنَّهَا تعود مرّة بعد مرّة وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {لَهُ مُعَقِّبَات} وَهِي الْمَلَائِكَة تتعاقب فتأتي مَلَائِكَة اللَّيْل مَعَ اللَّيْل وملائكة النَّهَار مَعَ النَّهَار من أَسمَاء رَسُول الله العاقب وَهُوَ آخر الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ خلف من قبله وَجَاء بعدهمْ فِي حَدِيث عمر إِنَّه سَافر فِي عقب رَمَضَان قَالَ أَبُو زيد يُقَال جَاءَ فِي عقب رَمَضَان وَعَلَى عقبه إِذا جَاءَ وَقد بقيت مِنْهُ بَقِيَّة وَجَاء فِي عقبه إِذا جَاءَ وَقد ذهب الشَّهْر كُله وَكَانَت رايته تسمى الْعقَاب وَالْعِقَاب الْعلم الضخم وَنَهَى عَن عقب الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة ويروي عقب قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يضع أليتيه عَلَى عَقِبَيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه بعض النَّاس الإقعاء قَوْله ويل للعقب من النَّار وَهِي مَا أصَاب الأَرْض من مُؤخر الرجل إِلَى مَوضِع الشرَاك يُقَال عقب وعقب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 فِي الحَدِيث كَانَت نَعله معقبة أَي لَهَا عقب فِي الحَدِيث كل غادية تعقب بَعْضهَا بَعْضًا أَي يكون ذَلِك نوبا بَينهم وَعَن شُرَيْح أَنه أبطل النفخ إِلَّا أَن تضرب فتعاقب أَي أبطل نفخ الدَّابَّة برجلها إِلَّا أَن تتبع ذَلِك رمحا قَالَ النَّخعِيّ المتعقب ضَامِن أَي حَابِس الشَّيْء عِنْده لَا يردهُ وَلَا يُؤَدِّي ثمنه فِي الحَدِيث من أطرق فعقت لَهُ الْفرس قَالَ الْخطابِيّ عقب بِمَعْنى حملت واستبان حملهَا واللغة الْعَالِيَة أعقت قَالَ عمر هلك أهل العقد أَي أَصْحَاب الولايات عَلَى الْأَمْصَار وَمثله فِي حَدِيث أبي هلك أهل الْعقْدَة فِي الحَدِيث فَإِذا بعقدة من شجر وَهِي الْبقْعَة الْكَثِيرَة الشّجر فِي الحَدِيث من عقد لحيته فَإِن مُحَمَّدًا بَرِيء مِنْهُ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم كَانُوا يعقدونها فِي الحروب فنهاهم عَن ذَلِك وَالثَّانِي أَن المُرَاد تعقيد الشّعْر ليتجعد قَوْله إِنِّي ليعقر حَوْضِي وَهُوَ مقَام الشاربة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة مؤخره وَهَذَا بِالضَّمِّ وَفِي حَدِيث مَا غزي قوم فِي عقر دَارهم إِلَّا ذلوا وَهَذَا بِالْفَتْح فِي الحَدِيث فَأَعْطَاهَا عقرهَا والعقر مَا تعطاه الْمَرْأَة عَلَى وطئ الشُّبْهَة وَذَلِكَ أَن الْوَاطِئ للبكر يعقرها إِذا افتضها فَسُمي مَا أَعْطيته بالعقر عقرا ثمَّ صَار للثيب وَغَيرهَا قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة معافر خمر وَهُوَ مدمن شربهَا مَأْخُوذ من عقر الْحَوْض وَالْإِبِل تلازمه قَوْله لَا عقر فِي الْإِسْلَام وَكَانُوا يعقرون الْإِبِل عَلَى قُبُور الْمَوْتَى فِي الحَدِيث فَرد عَلَيْهِم رَسُول الله عقار بُيُوتهم قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَرَادَ أراضيهم قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا غلط إِنَّمَا هُوَ مَتَاع بُيُوتهم وأوانيهم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي عقار الْبَيْت ونضده مَتَاعه الَّذِي لَا يبتذل إِلَّا فِي الأعياد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 قَوْله من بَاعَ دَارا أَو عقارا الْعقار الضَّيْعَة وَالنَّخْل قَوْله وَالْكَلب الْعَقُور قَالَ سُفْيَان كل سبع يعقر فِي الحَدِيث فعقر حَنْظَلَة بن الراهب بِأبي سُفْيَان بن حَرْب يُقَال عقر أَي عرقب دَابَّته قَالَ عمر سَمِعت أَن رَسُول الله مَاتَ فعقرت أَي تحيرت ودهشت قَوْله عقرى حلقى أَي عقرهَا الله وحلقها وَظَاهره الدُّعَاء وَلَا يُرَاد بِهِ الدُّعَاء وَقَالَ أَبُو عبيد صَوَابه عقرا حلقا لِأَن مَعْنَاهُ عقرهَا الله عقرا قَالَ ابْن عَبَّاس لَا تَأْكُلُوا من تعاقر الْأَعْرَاب وَذَلِكَ أَنهم يتبارون فِي الْجُود رِيَاء وَسُمْعَة فيعقر هَذَا ويعقر هَذَا حَتَّى يعجز أَحدهمَا قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة سكن الله عقيراك فَلَا تصحريها أَي أسكنك بَيْتك وعقارك وسترك فِيهَا فَلَا تبرزيها قَالَت لَهَا هَذَا حِين خُرُوجهَا إِلَى الْبَصْرَة فِي الحَدِيث أقطع فلَانا نَاحيَة وَاشْترط عَلَيْهِ أَن لَا يعقر مرعاها أَي لَا يقطع شَجَرهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 قَوْله مَعَ الْغُلَام عقيقته فَسَمَّى الشَّاة عقيقة لِأَن الشّعْر يحلق عَنْهَا عِنْد الذّبْح وأصل العق الشق وَالْقطع فسميت الشعرة عقيقة لِأَنَّهَا تقطع وَسميت الذَّبِيحَة عقيقة لِأَنَّهُ يشق حلقومها بِالذبْحِ وَقَالَ عمر فِي حق رجل إِنَّه عقس لقس قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الشَّديد فِي صفته إِذا تَفَرَّقت عقيقته فرق وأصل الْعَقِيقَة شعر الصَّبِي قبل أَن يحلق وَفِي لفظ إِن انفرقت عقيصته والعقيصة الشّعْر المعقوص وَهُوَ نَحْو من المضفور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 وَمثله فأخرجت الْكتاب من عقاصها وَقيل هُوَ الْخَيط الَّذِي يعقص بِهِ أَطْرَاف الذوائب وَمِنْه قَول عمر من لبد أَو عقص فَعَلَيهِ الْحلق يَعْنِي من المحرمين قَالَ أَبُو عبيد العقص ضرب من الصفر وَهُوَ أَن يلوى الشّعْر عَلَى الرَّأْس فِي الحَدِيث لَيْسَ فِيهَا عقصاء وَهِي الملتوية القرنين وَكَذَلِكَ العطفاء وَقَالَ ابْن عَبَّاس لَيْسَ مُعَاوِيَة مثل الْحصْر العقص العقص السيء الْأَخْلَاق يُقَال عقص وعكص لُغَتَانِ ذَا الْحصْر الضّيق وَقد سبق هَذَا وَأَرَادَ ابْن الزبير فِي الحَدِيث شيخ معقوف وَهُوَ الْكَبِير المنحني فِي حَدِيث الصِّرَاط عَلَيْهِ حسكة عقنفاء وَيروَى عقيفة وَهُوَ من التعقف أَي معوجة فِي الحَدِيث عق عَن الْحسن وَالْحُسَيْن أَي ذبح عَنْهُمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 وأصل العق الشق وَجَاء رجل يَقُود فرسا عقوقا وَهِي الْحَامِل وَقَوله كَالْإِبِلِ المعقلة أَي المشدودة بِالْعقلِ فِي الحَدِيث بدية شبه الْعمد عَلَى الْعَاقِلَة وهم الْعصبَة وهم الْقَرَابَة من قبل الْأَب قَالَ ابْن الْمسيب الْمَرْأَة تعاقل الرجل إِلَى ثلث دِيَتهَا يَعْنِي أَن موضحته وموضحتها سَوَاء فَإِذا بلغ الْعقل نصف الدِّيَة صَارَت دِيَة الْمَرْأَة عَلَى النّصْف من دِيَة الرجل (قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَا عندنَا إِلَّا مَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة قيل وَمَا فِيهَا قَالَ الْعقل يَعْنِي مَا تتحمله الْعَاقِلَة فِي الحَدِيث عَلَى كل بطن عقولة الْبَطن من الْقَبِيلَة وَيُرِيد بالعقولة أَنَّهَا تعقل عَن صَاحبهَا وَالْمرَاد أَن الدِّيَة عَلَى الْعَاقِلَة قَالَ الْأَزْهَرِي الْعقل فِي كَلَام الْعَرَب الدِّيَة سميت عقلا لِأَن الدِّيَة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة إبِلا لِأَنَّهَا كَانَت أَمْوَالهم فسميت الدِّيَة عقلا لِأَن الْعَاقِل كَانَت تكلّف أَن تَسوق إبل الدِّيَة إِلَى فنَاء وَرَثَة الْمَقْتُول فيعقلها بِالْعقلِ ويسلمها إِلَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 أوليائه قَالَ الْأَصْمَعِي ثمَّ كثر استعمالهم هَذَا الْحَرْف حَتَّى قَالُوا عقلت الْمَقْتُول إِذا أَعْطيته دِيَته دَنَانِير أَو دَرَاهِم فِي الحَدِيث بَرِيء من الْكبر من اعتقل الشَّاة وَهُوَ أَن يضع رَحلهَا بَين سَاقه وَفَخذه ثمَّ يحلبها قَالَ أَبُو بكر لَو مَنَعُونِي عقَالًا وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه صَدَقَة عَام قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَنه الْحَبل الَّذِي تعقل بِهِ الْفَرِيضَة قَالَه ابْن عَائِشَة وَالثَّالِث مَا يُسَاوِي عقَالًا حَكَاهُ الْخطابِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 فِي حَدِيث الدَّجَّال ثمَّ يَأْتِي الخصب فيعقل الْكَرم قَالَ الْفراء مَعْنَاهُ يخرج الْعقيلِيّ وَهُوَ الحصرم قَوْله سَوْدَاء ولود خير من حسناء عقيم وَهِي الَّتِي لَا تَلد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 فِي الحَدِيث وتعقم أصلاب الْمُنَافِقين وَلَا يَسْجُدُونَ أَي تيبس مفاصلهم والمعاقم المفاصل وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي الصَّبِي إِذا عقى قَالَ اللَّيْث العقي مَا يخرج من بطن الصَّبِي حِين يُولد أسود لزج وَقد عقى يعقي عقيا بَاب الْعين مَعَ الْكَاف قَوْله أَنْتُم الْعَكَّارُونَ قَالَ ثَعْلَب هم العطافون وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَكَّارُ الَّذِي يحمل فِي الحروب تَارَة بعد تَارَة وَقَالَ الْخطابِيّ يُرِيد أَنْتُم الكرارون والعكر الِانْصِرَاف بعد الْمُضِيّ يُقَال عكرت عَلَى الشَّيْء أَي عطفت عَلَيْهِ قَالَ الْأَصْمَعِي رَأَيْت أَعْرَابِيًا يفلي ثَوْبه فَيَأْخُذ البراغيث ويدع الْقمل فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أبدأ بالفرسان ثمَّ أعكر عَلَى الرجالة وَمثل هَذَا أَن رجلا فجر بِامْرَأَة عكورة قَالَ القتيبي تَقول عكر عَلَيْهَا فتسنمها وغلبها عَلَى نَفسهَا فِي الحَدِيث مر بِرَجُل لَهُ عكرة فَلم يذبح لَهُ قَالَ أَبُو عبيد العكرة من الْإِبِل مَا بَين الْخمسين إِلَى الْمِائَة فِي الحَدِيث اعكسوا أَنفسكُم أَي كفوها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 فِي الحَدِيث كَانُوا يَجْتَمعُونَ بعكاظ قَالَ الْأَزْهَرِي عكاظ اسْم سوق من أسواق الْعَرَب وموسم من مواسم الْجَاهِلِيَّة وَكَانَت قبائل الْعَرَب يَجْتَمعُونَ بهَا كل سنة فيتفاخرون ويحضرها الشُّعَرَاء فيتناشدون مَا أَحْدَثُوا من الشّعْر قَالَ اللَّيْث سميت عكاظ لِأَن الْعَرَب كَانَ تَجْتَمِع بهَا فيعتكظ بَعضهم بَعْضًا بالفخار أَي يدعك يُقَال عكظ فلَان خَصمه بالحجج وعكظ دَابَّته حَبسهَا فِي الحَدِيث وَكَانَ يَوْم عكاك والعكاك شدَّة الْحر وَيَوْم عَلَيْك وعك فِي الحَدِيث كَانَت تهدى فِي عكة والعكة مَا يوضع فِيهِ السّمن من ظروف الْأدم فِي حَدِيث أم زرع عكومها رداح وَهِي جمع عكم وَهِي الْأَحْمَال بَاب الْعين مَعَ اللَّام كَانَت حلية سيوفهم العلابي يَعْنِي عصب الْعُنُق الْوَاحِد علْبَاء وَكَانَت الْعَرَب تشد بالعلابي الرّطبَة أجفان سيوفها فتجف عَلَيْهَا وَرَأَى ابْن عمر بأنف رجل أثر السُّجُود فَقَالَ لَا تعلب صُورَتك أَي لَا تشنها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 بعث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رجلَيْنِ وَقَالَ إنَّكُمَا علجان فعالجا العلج الرجل الْقوي الضخم وعالجا أَي مارسا الْعَمَل الَّذِي ندبتكما لَهُ وَمِنْه إِن الدُّعَاء لِيلْقَى الْبلَاء فيعتلجان أَي يتصارعان قَالَت عَائِشَة عَن أَخِيهَا وَقد مَاتَ فَجْأَة مَا آسى عَلَى شَيْء من أمره إِلَّا أَنه لم يعالج فِي اللَّام قَولَانِ أَحدهمَا الْكسر ثمَّ فِي مَعْنَاهَا قَولَانِ أَحدهمَا لم يعالج الْأَمْرَاض وَالثَّانِي لم يعالج سَكَرَات الْمَوْت وَكِلَاهُمَا يكفر الذُّنُوب وحكاهما الْأَزْهَرِي وَالثَّانِي فتح اللَّام وَمَعْنَاهُ لم يطلّ مَرضه فيعالجه أَهله وَهَذَا ذكره شَيخنَا ابْن نَاصِر فِي حَدِيث الزَّكَاة ذكر القلس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ العدس قَوْله ويأكلون علافها وَهُوَ جمع علف فِي حَدِيث أم زرع وَإِن أسكت أعلق أَي يتركني كالمعلق وَجَاءَت امْرَأَة بِابْن لَهَا وَقد أعلقت عَلَيْهِ الإعلاق معالجة عذرة الصَّبِي وَدفعهَا بالإصبع والعذرة قريب من اللهاة ويروي أعلقت عَنهُ وَقد تَجِيء عَلَى بِمَعْنى عَن فِي الحَدِيث تكلفت إِلَيْك علف الْقرْبَة وَقد سبق فِي الرَّاء فِي الحَدِيث رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة وَعَلِيهِ إِزَار فِيهِ علق وَقد خيطه بالأصطبة العلق أَن تمر بِالشَّوْكَةِ أَو غَيرهَا فَتعلق فتخرقه والأصطبلة مشاقة الْكَتَّان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 قَوْله تعلق من ثمار الْجنَّة أَي تَأْكُل فِي الحَدِيث ويجتزئ بالعلقة يَعْنِي الْبلْغَة قَوْله أنكحوا الْأَيَامَى وأدوا العلائق فَقيل مَا العلائق بَينهم قَالَ مَا تراضى عَلَيْهِ أهلوهم قَالَ شمر العلائق مَا يتعلقون بِهِ عَلَى المتزوج يَعْنِي المهور وَسُئِلَ جرير عَن منزله فَقَالَ حمض وعلاك العلاك شجر ينْبت بِنَاحِيَة الْحجاز يُقَال لَهُ العلاك فِي الحَدِيث أُتِي بعلالة الشَّاة يُرِيد بَقِيَّة لَحمهَا قَوْله الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد علات الْمَعْنى أَنهم لأمهات مُخْتَلفَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 وَدينهمْ وَاحِد يُقَال هما ابْنا عِلّة إِذا كَانَا من أَمِين وَالْأَب وَاحِد وَفِي الحَدِيث يتوارث بَنو الْأَعْيَان من الْإِخْوَة دون بنى العلات أَي يتوارث الْإِخْوَة للْأَب وَالأُم دون الْإِخْوَة للْأَب وَالْعلَّة الرابة وَقَالَ عَطاء هَبَط آدم مَعَه بالعلاة وَهِي السندان فِي الحَدِيث ينظر إِبْرَاهِيم فَإِذا أَبوهُ عيلام وَهُوَ ذكر الضبعان قَوْله تكون الأَرْض كالقرصة لَيْسَ فِيهَا علم وَفِي لفظ مَعكُمْ لأحد الْعلم والمعلم مَا جعل عَلامَة وعلما للطرق وَالْحُدُود وَالْمعْنَى أَنَّهَا مستوية لَيْسَ فِيهَا مَا يرد الْبَصَر قَالَ أَبُو عبيد الْمعلم الْأَثر قَوْله وَيَضَع الْعلم أَي يُرْمَى بِالْجَبَلِ أَو يخسف بِهِ فِي الحَدِيث وَكَانَ رجلا أعلم وَهُوَ المشقوق الشّفة الْعليا فِي حَدِيث سطيح (تجوب بِي الأَرْض علنداة شجن ... ) العلنداة القوية من النوق فِي الحَدِيث يتراءون أهل عليين وَهُوَ أَعلَى الْأَمْكِنَة وَقَالَ أَبُو جهل لِابْنِ مَسْعُود حِين وضع رجله عَلَيْهِ أعل عبيج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 أَي تَنَح يُقَال أعل عَن الوسادة وعال عَنْهَا أَي تَنَح عَنْهَا فَإِذا أَرَادَت أَن يعلوها قلت أعل عَن الوسادة بِضَم الْألف وَمن هَذَا قَول أبي سُفْيَان يَوْم أحد حِين شدّ الْأَصْنَام عَال عَنْهَا وَأَرَادَ بقوله عنج عَنى وَهِي لُغَة وأنشدوا (خَالِي عويف وَأَبُو علج ... ) (الْمُطْعِمَانِ اللَّحْم بالقشج ... ) (وبالغداة كسر البرنج ... ) فِي الحَدِيث دَعَا عَلَى مُضر حَتَّى أكلُوا العلهز قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ أَن يُؤْخَذ الدَّم ويلقى فِيهِ وبر الْإِبِل ويشاط حَتَّى يخْتَلط ثمَّ يعالج بالنَّار ويؤكل وَذكر قوم أَنه قردان يعالج بِالدَّمِ مَعَ شَيْء من وبر الْإِبِل بَاب الْعين مَعَ الْمِيم فِي حَدِيث أم زرع زَوجي رفيع الْعِمَاد أَرَادَت عماد بَيت شرفه وَقَالَ أَبُو جهل هَل أعمد من سيد قَبيلَة قومه مَعْنَاهُ هَل زَاد عَلَى هَذَا وَهَذَا لَيْسَ بعاد وَقَالَت نادبة عمر لما قتل إِمَام الأود وشقي الْعمد والعمد ورم يكون فِي الظّهْر يُقَال عمد الْبَعِير يعمد قَوْله لَا تعمرو الْعُمْرَى أَن تَقول أعمرتك دَاري هَذِه عمري أَو عمرك وَعِنْدنَا أَنه يملك بذلك الرَّقَبَة وَهُوَ قَول أبي حنيفَة وَالشَّافِعِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 وَقَالَ مَالك الْعُمْرَى تمْلِيك الْمَنَافِع فِي الحَدِيث عمرك الله أَي عمرك فِي الحَدِيث قَامَ إِلَى شَجَرَة عمرية يلوذ بهَا الْعمريّ الْقَدِيم قَوْله أَوْصَانِي جِبْرِيل بِالسِّوَاكِ حَتَّى خشيت عَلَى عموري وَهِي لحمات مَا بَين الْأَسْنَان فِي الحَدِيث لعَمْرو الله أَي وحياته فِي الحَدِيث لَا بَأْس أَن يُصَلِّي الرجل عَلَى عمريه وهما طرف الكمين فِي الحَدِيث كتب لعماير كلب العماير جمع عمَارَة وَهِي فَوق الْبَطن قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ الشّعب أكبر من الْقَبِيلَة ثمَّ الْقَبِيلَة ثمَّ الْعِمَارَة ثمَّ الْبَطن ثمَّ الْفَخْذ فِي الحَدِيث اعْتَمر رَسُول الله قَالَ الْأَزْهَرِي الْعمرَة مَأْخُوذَة من الاعتمار وَهُوَ الزِّيَارَة فِي حَدِيث الشّعبِيّ أُتِي بشراب معمور وَهُوَ الَّذِي فِيهِ اللَّبن والبلح وَالْعَسَل فِي حَدِيث الْإِسْرَاء فَعمِلت بأذنيها أَي أسرعت فِي الحَدِيث إِنَّهَا لنخل عَم أَي توأم فِي طولهَا والتفافها كتب الأكيدر لكم المعامي وَهِي الأَرْض المجهولة فِي الحَدِيث حَتَّى اسْتَوَى فِي عممة الْعين وَالْمِيم مضمومتان وَالثَّانيَِة مُشَدّدَة وَيجوز فتح الْعين وَالْمِيم وَضمّهَا مَعَ التَّخْفِيف وَالْمعْنَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 اسْتَوَى عَلَى طوله واعتدال شبابه قَالَ عَطاء إِذا تَوَضَّأت فَلم تعمم فَتَيَمم وَهُوَ من الْعُمُوم فِي ذكر الْحَوْض إِنَّه من مقَامي إِلَى عمان قَالَ الْأَزْهَرِي بِنصب الْعين وَتَشْديد الْمِيم وَهُوَ بِالشَّام كَذَلِك حفظناه عَن عُلَمَائِنَا وَقَالَ الْخطابِيّ الْمِيم خَفِيفَة قَالَه من كتاب لَهُ لطيف يُسمى إصْلَاح الْأَلْفَاظ المروية فِي الحَدِيث صَكَّة عمي قَالَ أَبُو هِلَال العسكري عمي غزا قوما فِي قَائِم الظهيرة فصكهم صَكَّة شَدِيدَة فَصَارَ مثلا لكل من جَاءَ فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ خلاف الْعَادة قَالَ وَقيل عمي تَصْغِير أَعْمَى وَهُوَ تَصْغِير الترحيم قَالَ وَيَعْنِي بِهِ الظبي يسدر من شدَّة الشَّمْس فِي الهواجر فَكل من يستقبله يصكه وَيروَى صَكَّة عَمى عَلَى وزن حُبْلَى وَهُوَ اسْم رجل وَسُئِلَ سُلَيْمَان مَا يحل لنا من ذمتنا فَقَالَ من عماك إِلَى هداك قَالَ القتيبي تَقول إِذا أضللت طَرِيقا أخذت الرجل مِنْهُم بالمجيء مَعَك حَتَّى يقفك عَلَى الطَّرِيق وَإِنَّمَا رخص فِي هَذَا لِأَنَّهُ شَرط عَلَيْهِم فِي هَذَا وصولحوا عَلَيْهِ فَأَما من لم يشْتَرط عَلَيْهِ فَلَا يلْزمه قَوْله كَانَ فِي عماء قَالَ أَبُو عبيد العماء مَحْدُود وَهُوَ السَّحَاب قَالَ الْأَزْهَرِي وَبَلغنِي عَن أبي الْهَيْثَم كَانَ فِي عَمى مَقْصُور وَالْمعْنَى أَنه كَانَ حَيْثُ لَا تُدْرِكهُ عقول بني آدم قَوْله من قتل تَحت راية عمية قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 الْأَمر الْأَعْمَى كالعصبية لَا يستبان وَجهه يُقَال مَاتَ فلَان ميتَة همية أَي ميتَة فتْنَة فِي حَدِيث أبي رزين الْعقيلِيّ قَالَ يَا رَسُول الله أَيْن كَانَ رَبنَا قبل أَن يخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض قَالَ كَانَ فِي عَمَّا مَا تَحْتَهُ هَوَاء وَمَا فَوْقه هَوَاء قَالَ الْخطابِيّ وَيَرْوِيه المحدثون فِي عَمى مَقْصُور عَلَى وزن قفا وعصا يُرِيد أَنه كَانَ فِي عَمى من علم الْخلق وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء وَإِنَّمَا هُوَ فِي عماء مَحْدُود هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَغَيره من الْعلمَاء قَالَ فَإِنَّهَا سَحَاب رَقِيق وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غمام وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ وَقَالَ بَعضهم قَوْله أَيْن كَانَ رَبنَا يُرِيد أَيْن كَانَ عرش رَبنَا فَحذف اتساعا واختصارا كَقَوْلِه {وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل} أَي حب الْعجل وَيدل عَلَى صِحَة هَذَا قَوْله عز وجل {وَكَانَ عَرْشه عَلَى المَاء} قَالَ وَذَلِكَ أَن السَّحَاب يحمل المَاء فكنى عَنهُ فِي الحَدِيث تعوذوا من الأعميين السَّيْل والحريق قَوْله مثل الشَّاة بَين الربيضين تعمو إِلَى هَذِه مرّة وَإِلَى هَذِه مرّة وَيُقَال فلَان يعمو إِذا ذل وخضع فِي الحَدِيث فَأَغَارَ فِي عماية الصُّبْح أَي فِي بَقِيَّة ظلمَة اللَّيْل قَالَ الْأَزْهَرِي وعمود الصُّبْح مَا استطار مِنْهُ فِي الحَدِيث أكْرمُوا النَّخْلَة فَإِنَّهَا عمتكم قَالَ الْخطابِيّ لم يرد بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 الْمُنَاسبَة فِي الْقَرَابَة وَإِنَّمَا أَرَادَ التَّشْبِيه فالمشاكلة فِي أَنه إِذا قطع رأسهما لم ينْبت كالآدمي وَيُقَال للمتشابهين أَخَوان وَيُقَال إِنَّهَا خلقت من فضل طين آدم وَلَا يَصح بَاب الْعين مَعَ النُّون فِي حَدِيث بعض الصَّحَابَة والقوس فِيهَا وتر عنابل أَي صلب متين فِي الحَدِيث فيعنتوا عَلَيْكُم دينكُمْ أَي يدْخلُونَ عَلَيْكُم الضَّرَر فِيهِ وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف الْعَنَت يَعْنِي الزِّنَا فِي الحَدِيث لم يعنج نَاقَته أَي يحذف زمامها لتقف فِي حَدِيث الخَنْدَق وعناج الْأَمر إِلَى أبي سُفْيَان العناج حَبل يشد تَحت الدَّلْو ثمَّ يشد إِلَى الْعِرَاقِيّ ليَكُون عونا للوذم فَلَا يَنْقَطِع وَالْمرَاد أَن أَبَا سُفْيَان كَانَ يدبر أَمرهم كَمَا يحمل ذَلِك الْحَبل ثقل الدَّلْو فِي الحَدِيث الْإِبِل عناجيج الشَّيَاطِين أَي مطاياها وَفِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 رِوَايَة أعنان الشَّيَاطِين وأعنان الشَّيْء نواحيه فَكَأَنَّهُ قَالَ هِيَ من نواحي الشَّيَاطِين أَي أَنَّهَا أخلاقها وَيروَى أعناء وَهِي النواحي أَيْضا فِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة إِنَّه عرق عاند أَي أَنه كالمعاند لِكَثْرَة مَا يخرج مِنْهُ وَقَالَ عمر وأضم العنود قَالَ اللَّيْث العنود من الْإِبِل الَّذِي لَا يخالطها إِنَّمَا هُوَ فِي نَاحيَة أبدا فِي حَدِيث أبي بن خلف فطعنه رَسُول الله بالعنزة وَهِي مثل الحربة قَالَ الشّعبِيّ الْعذرَة يذهبها التعنيس والحيضة يُقَال عنست الْمَرْأَة إِذا كَبرت فِي بَيت أَبَوَيْهَا وَلم تزوج يُقَال عنست وأعنست وعنست وعنست قَالَ عَمْرو بن معد يكرب كونُوا أسدا عناشا العناش والمعانشة اعتناق الْقرن فِي النزال وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد العناش فِي الْعَدَاوَة والعناق فِي الصداقة فِي الحَدِيث كَأَنَّهَا البكرة العنطنة وَهِي الطَّوِيلَة الْعُنُق فِي اعْتِدَال وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن الْأَصْمَعِي قَالَ العنطنط الطَّوِيل من الرِّجَال وَامْرَأَة عنطنظة طَوِيلَة الْعُنُق فِي حسن قوام وعنطها طول عُنُقهَا قَوْله المؤذنون أطول النَّاس أعناقا الْمَعْنى أَنهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 يشرئبون لدُخُول الْجنَّة قَوْله يخرج عنق من النَّار أَي طَائِفَة فِي الحَدِيث فَانْطَلَقْنَا معانيق إِلَى النَّاس أَي مُسْرِعين يُقَال أَعْنَقت إِلَيْهِ فِي الحَدِيث أعنق ليَمُوت الْعُنُق ضرب من السّير أَشد من الْمَشْي فِي الحَدِيث لَا يزَال الرجل معنقا مَا لم يصب دَمًا أَي متبسطا فِي سيره يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ أَبُو بكر لَو مَنَعُونِي عنَاقًا قَالَ الْأَزْهَرِي العناق الْأُنْثَى من أَوْلَاد الْمعز إِذا أَتَت عَلَيْهَا سنة وَجَمعهَا عنوق وَهَذَا جمع نَادِر فِي الحَدِيث كَانَ الْبيَاض فِي مقدم لحية رَسُول الله فِي العنقفة قَالَ اللَّيْث العنقفة بَين الشّفة السُّفْلَى وَبَين الذقن فِي حَدِيث أم سَلمَة إِن شَاة أخذت قرصة فَقَامَتْ فأخذنه من بَين لحيتها فَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ يَنْبَغِي لَك أَن تعنقيها أَي تأخذي بعنقها وتعصريها فِي الحَدِيث وَلَا سَوْدَاء عنقفيز وَهِي الداهية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 وَقَالَ ابْن أُميَّة كنت مَعَ عمر فَلم يسْتَلم الرُّكْن الغربي فَقلت لَهُ أَلا تستلمه فَقَالَ انفذ عَنْك قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى دَعه وَالْعرب تَقول ابعد عَنْك وسر عَنْك أَي امْضِ وجر وَلَا مَعْنَى لعنك فِي الحَدِيث وأينعت العنمة وَهِي شَجَرَة لَطِيفَة الأغصان يشبه بهَا بنان العذارى وَجَمعهَا عنم فِي الحَدِيث عنان السَّمَاء أَي سحابتها الْوَاحِدَة عنانة ويروي أعنان السَّمَاء أَي نَوَاحِيهَا فِي الحَدِيث الْوَفْد بَرِئْنَا من العنن وَهُوَ الِاعْتِرَاض والمخالفة من عَن الشَّيْء فِي حَدِيث سطيح شأو العنن وَهُوَ اعْتِرَاض الْمَوْت فِي الحَدِيث شركَة الْعَنَان قَالَ ابْن السّكيت اشْتَركَا فِي شَيْء خَاص كَأَنَّهُ عَن لَهما شَيْء أَي عرض واشترياه قَوْله النِّسَاء عوان أَي أسراء وَمثله ففكوا العاني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 فِي الحَدِيث بِسم الله أرقيك من كل دَاء يَعْنِيك أَي يشغلك وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم صفّين عنوا بالأصوات أَي احبسوها نَهَاهُم عَن اللَّغط والتعنية الْحَبْس وَقَالَ الشّعبِيّ لِأَن أتعنى بعنية إِلَيّ أحب إِلَيّ أَن أَقُول فِي مَسْأَلَة برأيي العنية أخلاط تنقع فِي أَبْوَال الْإِبِل ثمَّ يطلى بهَا الْإِبِل من الجرب بَاب الْعين مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث أَنْتُم عائجون أَي مقيمون يُقَال عاج بِالْمَكَانِ قَالَ لثوبان اشْتَرِ لفاطمة سوارا من عاج قَالَ الْأَصْمَعِي المُرَاد بالعاج هَا هُنَا الذبل قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ ظهر السلحفاة البحرية وَلم يرد بِهِ مَا يخرط من أَنْيَاب الفيلة لِأَن ذَلِك ميتَة فِي الحَدِيث ثمَّ عاج رَأسه إِلَيْهَا أَي الْتفت إِلَيْهَا فِي الحَدِيث عادلها النقاد مجرنثما أَي صَار وَمثله قَوْله لِمعَاذ أعدت فتانا أَي أصرت قَالَ شُرَيْح الْقَضَاء جمر فادفع الْجَمْر عَنْك بعودين قَالَ القتيبي أَي بِشَاهِدين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 فِي الحَدِيث إِن الله يحب المبدئ المعيد وَهُوَ الَّذِي إِذا عمل شَيْئا من الْخَيْر عَاد فَفعله وَقَالَ جَابر وَإِنَّمَا هِيَ عودة علقناها البلح يُقَال للشاة عودة إِذا أَسِنَت فِي الحَدِيث الزموا اتَّقَى الله واستعيدوها أَي اعتادوها قَوْله عودوا الْمَرِيض أَي زوروه قَالَ الْفراء يُقَال هَؤُلَاءِ عود فلَان وعواده مثل زوره وزواره يُقَال للرِّجَال عواد وللنساء عود قَوْله لقد عذت بمعاذ أَي بِمَا يعاذ بِهِ وَالْمعْنَى لجأت إِلَى ملْجأ وَمَعَهُمْ العوذ المطافيل العوذ جمع عَائِذ وَهِي النَّاقة إِذا وضعت وَبَعْدَمَا تضع أَيَّامًا حَتَّى يقوى وَلَدهَا والمطافيل جمع مطفل وَهِي النَّاقة مَعهَا فصيلها وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مَعَهم النِّسَاء وَالصبيان قَالَ أَبُو طَالب لأبي لَهب لما اعْترض عَلَى رَسُول الله يَا أَعور مَا أَنْت وَهَذَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي لم يكن أَبُو لَهب أَعور وَلَكِن الْعَرَب تَقول للَّذي لَيْسَ لَهُ أَخ من أَبِيه وَأمه أَعور وَقَالَ غَيره مَعْنَى يَا أَعور رَدِيء وَالْعرب تَقول للرديء من كل شَيْء أَعور وَمِنْه قيل للكلمة القبيحة عوراء فِي الحَدِيث ليد عَن الْمَدِينَة للعوافي يَعْنِي السبَاع وَالطير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 فِي الحَدِيث أمالك معوز أَي ثوب خلق فِي الحَدِيث ابدأ بِمن تعول أَي تعين فِي الحَدِيث فَلَمَّا عيل صبره أَي غلب وَقَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة علت أَي حدت عَن الطَّرِيق فِي الحَدِيث الْمعول عَلَيْهِ يعذب وَهَذَا من أعول أَي رفع صَوته بالبكاء وَمن شدد الْوَاو غلط ببكاء أَهله عَلَيْهِ يُقَال الْمعول بِالتَّشْدِيدِ من التعويل بِمَعْنى الِاعْتِمَاد يُقَال مَا عَلَى فلَان معول محمل فِي الحَدِيث عولوا علينا أَي أجلبوا يُقَال عولت وعولت قَالَ عُثْمَان لست بميزان لَا أعول أَي لَا أميل عَن الاسْتوَاء فِي حَدِيث دخل بهَا وأعولت أَي ولدت أَوْلَادًا وَالْأَصْل أعيلت فِي الحَدِيث الاسْتِسْقَاء سُوَى الحنظل الْعَاميّ أَي الَّذِي يتَّخذ عَام الجدب وَنَهَى عَن المعاومة وَهُوَ بيع النّخل وَالشَّجر سنتَيْن وَثَلَاثًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 وَنَهَى عَن بيع الثَّمر حَتَّى تذْهب العاهة يَعْنِي الآفة الَّتِي تفْسد الزَّرْع وَسَأَلَهُ رجل عَن نحر الْإِبِل فَأمره أَن يعوي رؤسها أَي يعطفها إِلَى أحد شقيها لتبرز اللبة وَهِي المنحر فِي الحَدِيث فتعاوى عَلَيْهِ الْمُشْركُونَ أَي تعاوروه بَينهم حَتَّى قَتَلُوهُ قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال بالغين أَيْضا فِي الحَدِيث بلغ العتوق قَالَ اللَّيْث العتوق كَوْكَب أَحْمَر مضيء بحيال الثريا إِذا طلع علم أَن الثريا قد طلعت بَاب الْعين مَعَ الْهَاء نهَى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تذْهب العاهة يَعْنِي الآفة الَّتِي تفْسد الثِّمَار قَوْله وَلَا ذُو عهد فِي عَهده أَي ذُو ذمَّة قَوْله حسن الْعَهْد من الْإِيمَان الْعَهْد الْحفاظ هَاهُنَا ورعاية الْحُرْمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 فِي حَدِيث أم زرع لَا يسْأَل عَمَّا عهد أَي بِمن رَأَى فِي الْبَيْت من مَأْكُول وللعاهر الْحجر أَي الزَّانِي والعهر الزِّنَا وَالْمعْنَى أَنه لَا شَيْء لَهُ كَمَا تَقول لَهُ التُّرَاب وَمِنْه الحَدِيث اللَّهُمَّ أبدله بالعهر الْعِفَّة وَقَالَ رجل لرجل يَا عهيرة وَهُوَ تَصْغِير العهر وَقَالَ عمر لرجل ائْتِنِي بجريدة وَاتَّقِ العواهن وَهِي السعفات الَّتِي تلِي القلبة والقلبة جمع قلب وَأهل نجد يسمونها الخوافي قَالَت عَائِشَة فتلت القلائد من عهن وَهُوَ الصُّوف الملون بَاب الْعين مَعَ الْيَاء قَوْله إِن بَيْننَا عَيْبَة مَكْفُوفَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي بَيْننَا صدر نقي من الغل وَالْخداع مطوي عَلَى الْوَفَاء والمكفوفة المشرجة المشدودة وَالْعرب تكني عَن الْقُلُوب بالعياب لِأَن العياب مستودع الثِّيَاب والقلوب مستودع السَّرَّاء وَإِنَّمَا يخبأ فِي العيبة أَجود الثِّيَاب ويكتم من الصَّدْر أخص الْأَسْرَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 فِي الحَدِيث الْأَنْصَار كرشي وعيبتي أَي خاصتي وَمَوْضِع سري فِي الحَدِيث كَانَ يمر بالتمرة العائرة فيخاف أَن تكون من الصَّدَقَة وَهِي الساقطة لَا يعرف لَهَا مَالك وَمثل الْمُنَافِق كالشاة العائرة أَي المترددة بَين الربضتين وأصابه سهم عائر وَهُوَ الَّذِي لَا يدْرِي من رَمَى بِهِ فِي الحَدِيث حَتَّى يَأْتِي كَأَنَّهُ عير العير الْحمار وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن أَمسَح عَلَى ظهر عائر بالفلاة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِذا تَوَضَّأت فَأمر عَلَى عيار الْأُذُنَيْنِ المَاء وَهُوَ الناتئ الْمُرْتَفع مِنْهَا وَفِي الحَدِيث يحدى بِهِ العيس قَالَ الْأَزْهَرِي العيس جمع أعيس وعيساء وَهِي الْإِبِل الْبيض يخالط بياضها شقرة قَليلَة فِي الحَدِيث وقذفتني بَين عيص مؤتشب الْعيص أصُول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 الشّجر فِي الحَدِيث كَأَنَّهَا بكرَة عيطاء وَهِي الطَّوِيلَة الْعُنُق فِي اعْتِدَال وَهِي العنطنطة فِي الحَدِيث لَا تحرم العيفة قَالَ أَبُو عبيد لَا نَعْرِف العيفة وَلَكِن نرَاهَا الْعِفَّة وَهِي بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع وَقَالَ الْأَزْهَرِي قد جَاءَت العيفة مفسرة وَهِي الْمَرْأَة تَلد فيحصر لَبنهَا فِي ضرْعهَا فترضعه جارتها الْمرة والمرتين لينفتح مَا انسد قَالَ وَهَذَا صَحِيح سميت عيفة لِأَنَّهَا تعافه أَي تقذره من عفت الشَّيْء أعافه إِذا كرهته وَمِنْه قَول رَسُول الله فِي الضَّب أعافه فِي حَدِيث هَاجر وَرَأَوا طيرا عائفا أَي حائما عَلَى المَاء ليجد فرْصَة فيشرب يُقَال عاف يعيف إِذا أحام حول المَاء وعاف يعيف إِذا كره قَالَ ابْن سِيرِين كَانَ شُرَيْح عائفا قائفا أَي صَادِق الحدس كَمَا تَقول مَا هُوَ إِلَّا سَاحر والعائف الَّذِي يعيف الطير أَي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 يزجرها يَعْتَبِرهَا بأسمائها وَأَصْوَاتهَا ومساقطها والقائف الَّذِي يعرف الْآثَار والشبه فِي الحَدِيث أَن الله يكره العائل المختال وَقَوله خير من أَن تتركهم عَالَة وهم الْفُقَرَاء فِي الحَدِيث إِن من القَوْل عيلا وَهُوَ عرض الْكَلَام عَلَى من لَا يُريدهُ أَو لَيْسَ من شَأْنه حَكَاهُ الْأَزْهَرِي وَكَانَ يتَعَوَّذ من العيمة والغيمة فالعيمة بِالْعينِ الْمُهْملَة شدَّة الشَّهْوَة للبن وَسَيَأْتِي تَفْسِير الغيمة فِي الحَدِيث أَعْيَان بنى آدم يتوارثون دون بني العلات الْأَعْيَان الْأُخوة لأَب وَأم وَاحِد فَإِذا كَانُوا لأمهات شَتَّى فهم بَنو العلات فَإِذا كَانَ الْآبَاء شَتَّى فهم أخياف فِي الحَدِيث إِذا نشأت بحريّة ثمَّ تشاءمت فَتلك عين غديقة نشأت يَعْنِي السحابة وَالْعين مَا جَاءَ عَن يَمِين قبْلَة الْعرَاق وَذَلِكَ يكون أخلق للمطر تَقول الْعَرَب مُطِرْنَا بِالْعينِ وتشاءمت أخذت نَحْو الشَّام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 قَالَت عَائِشَة اللَّهُمَّ عين عَلَى السَّارِق أَي أظهر عَلَيْهِ وَكره ابْن عَبَّاس الْعينَة وَهُوَ أَن يَبِيع السّلْعَة بِثمن مَعْلُوم ثمَّ يَشْتَرِيهَا من المُشْتَرِي بِأَقَلّ من الثّمن فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَاس الْعين ببيضة جعل عَلَيْهَا خُطُوطًا وَأرَاهُ أَبَاهَا هَل يبصر الخطوط وَهَذَا من الْعين فتحص وتلطم فيتعرف مَا نقص مِنْهَا بذلك قَالَ ابْن عَبَّاس لَا تقاس الْعين فِي يَوْم غين وَإِنَّمَا نهَى عَن ذَلِك لِأَن الضَّوْء تخْتَلف يَوْم الغيمة فِي حَدِيث أم زرع زَوجي عياياء وَهُوَ الْعنين الَّذِي يعييه مباضعة النِّسَاء وَقَالَ رجل من الصَّحَابَة لعُثْمَان إنى لم أفر يَوْم عينين قَالَ أَبُو عبيد هُوَ جبل بِأحد قَامَ عَلَيْهِ إِبْلِيس فَنَادَى أَن رَسُول الله قد قتل فِي الحَدِيث فعيي بشأنها يُقَال عي فلَان بِكَذَا إِذا لم يدر كَيفَ الْمخْرج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 بَاب الْغَيْن قله زر غبا الغب من أوراد الْإِبِل أَن ترد يَوْمًا وتتخلف يَوْمًا فِي الحَدِيث لَا تقبل شَهَادَة ذِي تغبة وَهُوَ من يسْتَحل الشَّهَادَة بالزور والغاب الْفَاسِد وَكتب رجل إِلَى هِشَام تغبب عَن هَلَاك الْمُسلمين أَي لم يُخبرهُ بِكَثْرَة من هلك مِنْهُم قَوْله مَا أقلت الغبراء وَهِي الأَرْض فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ والغبيراء فَإِنَّهَا خمر الْعَالم وَهِي ضرب من الشَّرَاب يَتَّخِذهُ الْحَبَشَة من الذّرة وَيُقَال لَهَا الشكركة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ مَا حَملتنِي البغايا فِي غبرات المآلي البغايا الفواجر والغبرات البقايا والمآلي خرق الْحيض وَقَالَ أويس أكون فِي غبراء النَّاس كَذَا فِي الصَّحِيح وَرَوَاهُ ابْن جرير أكون من غثر النَّاس وَهِي الْجَمَاعَة المختلطة من قبائل وَوَاحِد الغبراء غابر وَهُوَ السَّاحر وَاعْتَكف فِي الْعشْر الغوابر أَي الْبَوَاقِي فِي الحَدِيث أعنز درهن غبر أَي قَلِيل فِي الحَدِيث نهَى عَن التغبير وَهُوَ صَوت يردده فِي الحَدِيث صَلَّى الْفجْر بغبس أَي بظلمة وَيُقَال غبس أَيْضا وغلس قَالَ الْأَزْهَرِي الغبس قبل الغبس والغلس بعد الغبس والغلس بعد طلمة اللَّيْل يخالطها بَيَاض الْفجْر وَكلهَا فِي آخر اللَّيْل وَيجوز الغبس فِي أول اللَّيْل وَسُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَل يضر الْغَبْطُ قَالَ نعم كَمَا يضر الْخبط قَالَ الْأَزْهَرِي الْغَبْطُ أَن يتَمَنَّى إِنْسَان أَن يكون لَهُ مثل نعْمَة الْمَحْسُود من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 غير أَن تزوى عَنهُ فَأخْبر أَنه ضار من جِهَة الْعين تلْحق المغبوط بِتِلْكَ النِّعْمَة كَمَا أَن خبط الشّجر يَضرهَا قَوْله اللَّهُمَّ غبطا لَا هبطا أَي نَسْأَلك الْغِبْطَة ونعوذ بك أَن نهبط إِلَى ذل فِي الحَدِيث أغبطت عَلَيْهِ الْحمى أَي لازمته وَفِي لفظ حمى مغمطة بِالْمِيم وَهِي فِي مَعْنَى الْبَاء فِي الحَدِيث غبط مِنْهَا شَاة أَي حَبسهَا وَمن رَوَاهُ بِالْعينِ أَرَادَ ذبح فِي الحَدِيث وَلم تغتبقوا الغبوق شرب آخر اللَّيْل الْعشي بَاب الْعين مَعَ التَّاء فأخذني جِبْرِيل فغتني أَي ضغطني فِي الحَدِيث يغتهم الله فِي الْعَذَاب أَي يغمسهم فِيهِ وَفِي حَدِيث الْحَوْض يغث فِيهِ مِيزَابَانِ أَي يدفقان فِيهِ المَاء دفقا مُتَتَابِعًا دَائِما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 بَاب الْغَيْن مَعَ الثَّاء فِي الحَدِيث كالغثاء الغثاء مَا فَوق مَاء السَّيْل فِي حَدِيث أم زرع لحم جمل غث أَي مهزول وَقَوْلها وَلَا تغث طعامنا تغثيثا أَي لَا تفسده وَقَالَ عُثْمَان فِي الَّذِي حاصروه رعاع غثرة أَي جهلة قَالَ القتيبي لم أسمع غثرة وَإِنَّمَا يُقَال رجل أغثر والغثراء عَامَّة النَّاس بَاب الْغَيْن مَعَ الدَّال من صَلَّى الْعشَاء فِي جمَاعَة فِي لَيْلَة مغدرة فقد أوجب أَي مظْلمَة يغدر النَّاس فِي بُيُوتهم أَي يتركهم وَقيل سميت مغدرة لطرحها من يخرج فِي الغدرة قَوْله لَيْتَني غودرت مَعَ أَصْحَاب نحص الْجَبَل أَي استشهدت مَعَهم ونحصه أَصله وَذكر عمر سياسته للنَّاس وَقَالَ لَوْلَا ذَلِك لأغدرت أَي لخلفت بعض مَا أسوق قَالَ عبد الله بن عَمْرو لنَفس الْمُؤمن أَشد ارتكاضا عَلَى الْخَطِيئَة من العصفور حِين يغدف بِهِ أَي تطبق عَلَيْهِ الشبكة فيضطرب ليفلت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 فِي الحَدِيث أغدف عَلَى عَلّي وَفَاطِمَة سترا أَي أرْسلهُ قَوْله اسقنا غدقا مُغْدِقًا وَهُوَ الْمَطَر الْكِبَار وعيش غيداق وَاسع قَوْله فَتلك عين غديقة أَي كَثِيرَة المَاء وَنهي عَن الغدوى وَهُوَ مَا فِي بطُون الْحَوَامِل وَقَالَ شمر هُوَ الغذوى بِالذَّالِ فِي حَدِيث عَامر بن الطُّفَيْل غُدَّة كعدة الْبَعِير الغدة طاعون الْإِبِل وَمر رَسُول الله بغدير الغدير مستنقع المَاء وَسمي غديرا لِأَن السَّيْل غَادَرَهُ أَي تَركه فِي الأَرْض المنخفضة بَاب الْغَيْن مَعَ الذَّال فِي الحَدِيث قَامُوا وَلَهُم تغذمر قَالَ ابْن قُتَيْبَة التغذمر الْغَضَب وَقَالَ غَيره هُوَ التَّكَلُّم بِسوء قَالَ أَبُو ذَر عَلَيْكُم بدنياكم فاغذموها كَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد بِفَتْح الذَّال وَقَالَ بعض عُلَمَاء اللُّغَة الصَّوَاب بِكَسْر الذَّال قَالَ الْأَصْمَعِي الغذم الْأكل بجفاء وَشدَّة نهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 فِي الحَدِيث كَانَ رجل يرائي فَلَا يمر بِقوم إِلَّا غذموه أَي أَخَذُوهُ بألسنتهم وأصل الغذم العض وَقَالَ عمر للمصدق احتسب عَلَيْهِم بالغذاء وَلَا تأخذها مِنْهُم الْغذَاء السخال الصغار وَاحِدهَا غذي فِي الحَدِيث أغذ مَا كَانَت الإغذاذ الْإِسْرَاع فِي السّير فِي الحَدِيث أَن عرق الِاسْتِحَاضَة يغذو أَي يسيل فِي الحَدِيث إِن الْكَلْب ليغذي أَي يَبُول بَاب الْغَيْن مَعَ الرَّاء قَوْله فاستحالت غربا أَي دلوا عَظِيمَة قَوْله فَأَصَابَهُ سهم غرب الرَّاء مَفْتُوحَة وَهُوَ الَّذِي لَا يعرف راميه قَالَ ابْن عَبَّاس كَانَ يصادى من أبي بكر غرب أَي حِدة وَمثله قَول الْحسن وَقد سُئِلَ عَن قبْلَة الصَّائِم إنى أَخَاف عَلَيْكُم غرب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 الشَّبَاب أَي حِدته وَمثله قَول عَائِشَة فِي حق زَيْنَب مَا خلا سُورَة من غرب وَقَالَ الْحسن كَانَ ابْن عَبَّاس يسيل غربا أَي دَائِما فِي الحَدِيث فِيكُم مغربون قَالُوا وَمَا المغربون قَالَ الَّذين تشترك فيهم الْجِنّ قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِيكُم من جَاءَ من نسب بعيد أَو من مَوضِع بعيد قلت وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابْن قُتَيْبَة حسن لَوْلَا تَمام الحَدِيث وَقد جَاءَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد} إِنَّهُم أَوْلَاد الزِّنَا وَكَأن مُشَاركَة الْجِنّ أَمرهم أَتَاهُم بِالزِّنَا فبعدوا عَن الْأَنْسَاب وَقَالَ عمر لرجل هَل من مغربة خبر وَيُقَال بِفَتْح الرَّاء أَيْضا قَالَ الْأَزْهَرِي وَأَصله من الغرب وَهُوَ الْبعد يُقَال دَار غربَة وَمِنْه قَوْله وتغريب عَام فِي الحَدِيث أَبَت عَائِشَة الْخُرُوج فَمَا زَالَ الزبير يفتل فِي الذرْوَة وَالْغَارِب حَتَّى أَجَابَتْهُ الغارب مقدم السنام وَالْأَصْل فِيهِ أَن الرجل إِذا أَرَادَ أَن يزم الصعبة قردها وَمسح غاربها وفتل وبرها حَتَّى تستأنس فيذمها وَالْمرَاد أَنه مَا زَالَ يخادعها حَتَّى أجابت وَقَالَ الْحجَّاج لأضربنكم ضرب غَرِيبَة الْإِبِل وَهَذَا مثل ضربه فَإِن الغريبة تذاد عَن المَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 وَقَالَ ابْن عَبَّاس الْمَطَر غرب أَي إِن أَكثر السَّحَاب ينشأ من غرب الْقبْلَة قَوْله كَيفَ بكم إِذا كُنْتُم فِي زمَان يغربل فِيهِ النَّاس أَي يذهب خيارهم والمغربل الْمُنْتَقَى مَأْخُوذ من الغربال والغربال فِي مَوضِع آخر الدُّف وَمِنْه أعْلنُوا النِّكَاح واضربوا عَلَيْهِ بالغربال وَنَهَى عَن بيع الْغرَر وَهُوَ مَا كَانَ لَهُ ظَاهر يغر وباطن مَجْهُول وَقَالَ مطرف إِن لي نفسا وَاحِدَة وأكره أَن أغرر بهَا أَي أحملها عَلَى غرارها فِي الحَدِيث قَالَت الْجنَّة يدخلني غرَّة النَّاس الغر الَّذِي لم يجرب الْأُمُور وَمن هَذَا قَوْله الْمُؤمن غر كريم أَي أَنه ينخدع وَمِنْه أَن حمير ملكوا رُءُوس الْمُلُوك وغرارها فِي حَدِيث حَاطِب كنت غريرا فيهم أَي مُلْصقًا فيهم ملازما لَهُم يُقَال غرى فلَان بالشَّيْء إِذا لزمَه هَكَذَا الرِّوَايَة غريرا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 وَالصَّوَاب من جِهَة الْعَرَبيَّة غربا أَي مُلْصقًا وَمِنْه الغراء الَّذِي يلصق بِهِ وَذكر الْهَرَوِيّ فِي كتاب الْعين الْمُهْملَة فَقَالَ كنت غريرا أَي غَرِيبا وَهَذَا تَصْحِيف فِيهِ فِي حَدِيث السَّقِيفَة تغرة أَن يقتلا أَي حذار أَن يقتلا وَأَرَادَ أَن فِي بيعتهما تغريرا بأنفسهما للْقَتْل فِي الْجَنِين غرَّة قَالَ أَبُو عبيد الْغرَّة عبد أَو أمة وَأَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول لَا يكون إِلَّا للأبيض من الرَّقِيق وَالْأَيَّام الغر هِيَ أَيَّام الْبيض فِي الحَدِيث غرَّة الْإِسْلَام أَي أَوله فِي الحَدِيث اقْتُلُوا الْكَلْب الْأسود ذَا الغرتين وهم النكتتان البيضاوان فَوق عَيْنَيْهِ فِي الحَدِيث لَا تطرقوا النِّسَاء وَلَا تغتروهن أَي لَا تدْخلُوا إلَيْهِنَّ عَلَى غرَّة فِي الحَدِيث لَا غرار فِي صَلَاة وَهُوَ النُّقْصَان من واجباتها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 والغرار فِي التَّسْلِيم أَن يَقُول الْمُسلم السَّلَام فَيُقَال لَهُ وَعَلَيْك إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم فَيُقَال وَعَلَيْك السَّلَام وَمثله فِي حَدِيث آخر لَا تغار التَّحِيَّة قَالَ الزُّهْرِيّ كَانُوا لَا يرَوْنَ بغرار النّوم بَأْسا أَي بقليله وَالْمرَاد أَنه لَا ينْقض الْوضُوء فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ ومشارة النَّاس إِنَّهَا تدفن الْغرَّة وَتظهر العرة الْغرَّة الْحسن والعرة الْقَبِيح فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالأبكار فَإِنَّهُنَّ أغر غرَّة أَي أحسن غرَّة من غَيْرهنَّ لِأَن صفاء اللَّوْن وجودته مَعَ الْبلُوغ وَفِي حَدِيث آخر فَإِنَّهُنَّ أغر أَخْلَاقًا أَي أبعد من الفطنة للشر فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا رد نشر الْإِسْلَام عَلَى غره أَي عَلَى طيه يُقَال اطو الثَّوْب عَلَى غره الأول قَوْله تقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر أَي مَا لم تبلغ روحه حلقومه فَتكون بِمَنْزِلَة الشَّيْء الَّذِي يتغرغر بِهِ فِي الحَدِيث ذكر قوم أهلكهم الله فَجعل عنبهم الْأَرَاك ودجاجهم الغرغر الغرغر دَجَاج الْحَبَش يتغذى بالعذرة فَتكون رِيحهَا رَدِيئَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 فِي الحَدِيث أَدخل رجله فِي الغرز الغرز للجمل كالركاب للْفرس وَمِنْه قَول أبي بكر لرجل استمسك بغرزه يعْنى رَسُول الله فِي الحَدِيث حمى غرز النقيع قَالَ الْأَزْهَرِي الغرز بِفَتْح الرَّاء نبت ينْبت فِي سهولة الأَرْض وَقَالَ غَيره الغرز ضرب من الثمام لَا ورق لَهُ فِي الحَدِيث كَمَا تنْبت التغاريز وَهِي فسائل النَّحْل وَرَوَاهُ بَعضهم الثغارير فِي الحَدِيث إِن غنمنا قد غرزت أَي قل لَبنهَا قَوْله لَا تشد الْغَرَض إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد الْغَرَض البطان الَّذِي يشد عَلَى بطن النَّاقة إِذا رحلت فِي الحَدِيث كَانَ إِذا مَشَى علم أَنه غير غرص الْغَرَض الضجر والقلق يُقَال قد غرضت بالْمقَام أَي ضجرت بِهِ وَنَهَى رَسُول الله عَن الغارفة قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ أَن تسوي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 ناصيتها مَقْطُوعَة عَلَى وسط جبينها يُقَال غرف غرف فرسه إِذا جزه فِي الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان لَا ينجو إِلَّا من دَعَا دُعَاء الْغَرق وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ المَاء وَالْمَاء يغرق فَإِذا غرق فَهُوَ الغريق وَالْمرَاد الْإِخْلَاص فِي الحَدِيث إِلَّا الغرقدة وَهِي من الْعضَاة والعضاة كل شجر لَهُ شوك مثل الطلح وَالسّلم والسدر وَمِنْه بَقِيع الْغَرْقَد وَقد قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام الْغَرْقَد شجر الْيَهُود قَوْله حُفَاة غرلًا الغرل جمع أغرل وَهُوَ الأقلف وَمِنْه فِي الحَدِيث ركب الْخَيل عَلَى غرلته أَي فِي صغره وَلم يختن بعد قَوْله الضَّامِن غَارِم مَعْنَاهُ مُلْزم نَفسه مَا ضمنه وَالْغُرْم أَدَاء شَيْء يلْزم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 وَمِنْه قَوْله فِي الرَّهْن وَعَلِيهِ غرمه أَي أَدَاء مَا يفك بِهِ الرِّهَان تِلْكَ الغرانيق الْعلَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الغرانيق الذُّكُور من الطير وَاحِدهَا غرنوق وغرنيق وَكَانُوا يدعونَ أَن الْأَصْنَام تشفع لَهُم فشبهت بالطيور الَّتِي ترْتَفع إِلَى السَّمَاء وَيجوز أَن تكون الغرانيق جمع الغرانق وَهُوَ الْحسن والغرنوق الشَّاب الناعم وَمِنْه فِي الحَدِيث كَأَنِّي أنظر إِلَى غرنوق يتشخبط فِي دَمه أَي شَاب فِي الحَدِيث أهاهنا غرت يُرِيد إِلَى هَذَا ذهبت فِي الحَدِيث يفري فِي صَدْرِي أَي يلتصق بالغراء وَهُوَ صمغ أَو مَا يقوم مقَامه بَاب الْغَيْن مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث يُثَاب الْجَانِب المستغزر الْجَانِب وَالْجنب الَّذِي لَا قرَابَة بَيْنك وَبَينه إِذا أهْدَى لَك شَيْئا يُثَاب من هديته واستغزر طلب أَكثر مِمَّا أعْطى قَالَ عمر لَا يزَال أحدهم كاسرا وساده عِنْد مغزية وَهِي الَّتِي غزا زَوجهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 بَاب الْغَيْن مَعَ السِّين قَوْله لَو أَن دلوا من غساق يراق لأنتنت الدُّنْيَا الغساق الْبَارِد المنتن وَنظر إِلَى الْقَمَر فَقَالَ لعَائِشَة تعوذي من هَذَا فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب قَالَ ابْن قُتَيْبَة سمي الْقَمَر غاسقا لِأَنَّهُ يكسف فيغسق أَي يسود وَيظْلم والغسق الظلمَة فَكَأَنَّهُ قَالَ تعوذي مِنْهُ إِذْ كسف قَالَ عمر حَتَّى يغسق اللَّيْل عَلَى الظراب أَي ينصب اللَّيْل عَلَى الْجبَال قَوْله من غسل واغتسل فِي غسل قَولَانِ أَحدهمَا غسل زَوجته لِأَنَّهُ إِذا جَامعهَا لَزِمَهَا الْغسْل بِفِعْلِهِ وَالثَّانِي غسل أَعْضَاء الْوضُوء ثَلَاثًا ثَلَاثًا قَالَ الْأَزْهَرِي وَرَوَاهُ بَعضهم غسل بِالتَّخْفِيفِ من قَوْلهم غسل امْرَأَته أَي جَامعهَا وفحل غسلة إِذا كثر طرقه قَوْله لَا يغسلهُ المَاء يَعْنِي مَحْفُوظ فِي الصُّدُور وَكَانَت كتب القدماء لَا يحفظونها فَإِذا غسل الْكتاب ذهب مَا فِيهِ قَوْله واغسلني بالثلج وَالْبرد أَي طهرني من الذُّنُوب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 بَاب الْغَيْن مَعَ الشين فِي الحَدِيث لقد تغشمرها أَي أَخذهَا بعنف وجفاء قَوْله من غَشنَا الْغِشّ ضد النصح مَأْخُوذ من الغشش وَهُوَ المشوب الكدر فِي حَدِيث أم زرع لَا تملأ بيتنا تغشيشا بالغين وَهِي النميمة أَي لَا تنقل حديثنا وَلَا حَدِيث غَيرنَا إِلَيْنَا بَاب الْغَيْن مَعَ الضَّاد كَانَ إِذا فَرح غض طرفه ليبعد عَن المزح والأشر وَالْعَادَة التحديق عِنْد الْفَرح ومدح عَمْرو بن الْعَاصِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَقَالَ خرجت من الدُّنْيَا ببطنتك لم تغضغض مِنْهَا بِشَيْء أَي لم تنْتَقض يُقَال غضغضت الشَّيْء فتغضغض أَي نقصته فنقص فَضرب البطنة مثلا لوفور أجره وَالْمرَاد أَنه سبق الْفِتَن وَمَات قبل قتل عُثْمَان فِي الحَدِيث أباد الله غضراءهم أَي خصبهم وَخَيرهمْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 وَهُوَ من الغضارة وَيروَى خضراءهم وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي خضراؤهم وَقَالَ الْأَصْمَعِي لَا يُقَال خضراؤهم وَقَالَ عمر من أَبْوَاب الرِّبَا الثَّمَرَة تبَاع وَهِي مغضفة أَي متدلية فِي شَجَرهَا وَقد قاربت الصّلاح وَلم يبد صَلَاحهَا وَقَالَ رجل لَا أَتزوّج حَتَّى آكل الغضيض يعْنى الطّلع بَاب الْغَيْن مَعَ الطَّاء فِي حَدِيث سطيح (أَصمّ أم يسمع غطريف الْيمن ... ) الغطريف السَّيِّد فِي حَدِيث أم معبد فِي أَشْفَاره غطف الغطف فِي شعر الأشفار أَن يطول ثمَّ يَنْعَطِف وَرَوَى بَعضهم عطف بِالْعينِ وَقد سبق وَرَوَى بَعضهم وَطف وَهُوَ طول الأشفار قَوْله فغطني وَهُوَ الغط الشَّديد والخنق بَاب الْغَيْن مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث فأغفرت بطاحها قَالَ القتيبي أَي جادها الْمَطَر حَتَّى صَار عَلَيْهَا كالغفر والغفر الزئبر عَلَى الثَّوْب وَقَالَ غَيره الْمَعْنى أخرجت مغافيرها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 وَلما حصب عمر الْمَسْجِد قَالَ هُوَ أَغفر للنخامة أَي أستر لَهَا وأصل الغفر التغطية وَفِي الحَدِيث أكلت مَغَافِير وَهُوَ شَيْء ينضجه العرفط من الْعضَاة حُلْو كالناطف وَله ريح مُنكرَة والعرفط الْعضَاة وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب مفعول بِضَم الْمِيم إِلَّا مغْفُور ومغرود لضرب من الكمأة ومنجق للمنحر ومعلوق أحد المعاليق فِي حَدِيث عمر أَنه غفق رجلا بِالدرةِ أَي ضربه فِي الحَدِيث وَلنَا نعم أعضال وَهِي الَّتِي لَا ألبان لَهَا وَالْأَصْل فِيهَا الَّتِي لَا سمات عَلَيْهِ يُقَال رجل مُغفل أَي صَاحب أغفال لَا سمة عَلَيْهَا فِي الحَدِيث من اتبع الصَّيْد غفل فِيهِ قَولَانِ ذكرهمَا ابْن قُتَيْبَة أَحدهمَا أَنه يشْتَغل قلبه ويستولي عَلَيْهِ حَتَّى تصير فِيهِ غَفلَة وَالثَّانِي أَن الْعَرَب تَقول الْوَحْش والنعامة نعم الْجِنّ فَإِذا تعرض لَهَا صائد وَأكْثر غفلته الْجِنّ وخبلته رَأَى أَبُو بكر رجلا يتَوَضَّأ فَقَالَ عَلَيْك بالمغفلة قَالَ ثَعْلَب المغفلة العنفقة نَفسهَا سميت عنفقة لِأَن كثيرا من النَّاس يغفلون عَنْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 بَاب الْغَيْن مَعَ الْقَاف تقرب الشَّمْس من الْخَلَائق حَتَّى أَن بطونهم تَقول غق غق وَهِي حِكَايَة صَوت الغليان قَالَ الْأَزْهَرِي فقنق الْقدر صَوت غليانها بَاب الْغَيْن مَعَ اللَّام قَالَ ابْن مَسْعُود لَا غلت فِي الْإِسْلَام قَالَ أَبُو عبيد الغلت فِي الْحساب والغلط فِي الْكَلَام وَنَهَى عَن الغلوطات الأَصْل فِيهِ الأغلوطات ثمَّ تركت الْهمزَة وَالْمرَاد الْمسَائِل يغالط بهَا الْعلمَاء حَتَّى ليستزلوا فِي الحَدِيث الدِّيَة مغلطة قَالَ الشَّافِعِي وَهِي ثَلَاثُونَ حقة وَثَلَاثُونَ جَذَعَة أَرْبَعُونَ مَا بَين ثنية إِلَى بازل عامها كلهَا خلفة قَالَ حُذَيْفَة قلب أغلف الأغلف الَّذِي عَلَيْهِ لبسة لم يخرج ذراعه مِنْهَا وَغُلَام أغلف لم يختن قَوْله لَا يغلق الرَّهْن أَي لَا يسْتَحقّهُ مرتهنه والغلق الْهَلَاك وَالْمعْنَى لَا يهْلك فَإِذا لم يُوجد للرَّهْن مخلص فقد هلك فِي الحَدِيث ارْتبط فرسا لتغالق عَلَيْهَا أَي لتراهن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 وَلَا طَلَاق فِي إغلاق أَي فِي إِكْرَاه وَكَأَنَّهُ يغلق عَلَيْهِ الْبَاب وَيحبس وَيكرهُ عَلَى الطَّلَاق وَقيل لَا تغلق التطليقات فِي دفْعَة وَاحِدَة وَلَكِن لتطلق طَلَاق السّنة فِي الحَدِيث الشَّفَاعَة لمن أغلق ظَهره يُقَال غلق ظهر الْبَعِير إِذا دبر وأغلقه صَاحبه إِذا أثقل حمله حَتَّى يدبر شبه الذُّنُوب المثقلة بذلك قَوْله يَجِيء مَعَه بِشَاة قد غلها أَي سَرَقهَا من الْمغنم قَوْله ثَلَاث لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن من فتح الْيَاء جعله من الغل وَهُوَ الحقد يَقُول لَا يدْخلهُ حقد يُزِيلهُ عَن الْحق وَمن ضمهَا جعله من الْخِيَانَة وَالْإِغْلَال الْخِيَانَة وَفِي صلح الْحُدَيْبِيَة لَا إِغْلَال وَلَا أسلال يَعْنِي لَا خِيَانَة وَلَا سَرقَة فِي الحَدِيث وَمن النِّسَاء غل قمل وَذَلِكَ أَن الْأَسير يغل بالقد فَإِذا يبس قمل فِي عُنُقه فيجتمع عَلَيْهِ محنة الغل وَالْقمل ضربه مثلا للْمَرْأَة السَّيئَة الْخلق السليطة اللِّسَان وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام تجهزوا لقِتَال المغتلمين الاغتلام أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 يتَجَاوَز الْإِنْسَان حد مَا أَمر بِهِ وَمِنْه قَول عمر إِذْ اغتلمت عَلَيْكُم هَذِه الْأَشْرِبَة فاكسروها بِالْمَاءِ أَي إِذا جَاوَزت حَدهَا الَّذِي لَا يسكر وَكَذَلِكَ المغتلمون فِي قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام بَاب الْغَيْن مَعَ الْمِيم قَوْله إِلَّا أَن يتغمدني برحمته أَي يلبسنيها ويسترني بهَا قَوْله أطْلقُوا إِلَيّ غمري قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْقَعْب الصَّغِير وَالْمعْنَى جئوني بِهِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أول الأقداح الْغمر وَهُوَ الَّذِي لَا يبلغ الرّيّ ثمَّ الْقَعْب وَهُوَ قدر ري الرجل وَقد يروي الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ الْعس ثمَّ الرفد ثمَّ الصحن ثمَّ التِّبْن قَوْله وَلَا شَهَادَة ذِي غمر عَلَى أَخِيه أَي ضغن وَجعل عمر عَلَى كل جريب عَامر أَو غامر درهما وقفيزا الغامر مَا لم يزرغ مِمَّا يحْتَمل الزِّرَاعَة وَإِنَّمَا فعل ذَلِك لِئَلَّا يقصر النَّاس فِي الزِّرَاعَة وَقيل لَهَا غامر لِأَن المَاء يغمرها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 قَوْله أما صَاحبكُم فقد غامر أَي خَاصم وَهُوَ من الْغمر وَهُوَ الحقد قَالَ مُعَاوِيَة مَا خضت بِرَجُل غمرة إِلَّا قطعتها عرضا الغمرة المَاء الْكثير الَّذِي يغمر من خاضه وَمن خَاضَ الغمار فقطعها عرضا لَيْسَ كمن ضعف فَخرج بالبعد من الْموضع الَّذِي دخل فِيهِ فِي الحَدِيث اشْتَدَّ مَرضه حَتَّى غمر عَلَيْهِ أَي أُغمي عَلَيْهِ وَالْيَمِين الْغمُوس سميت بذلك لِأَنَّهَا يغمس صَاحبهَا فِي الْإِثْم ثمَّ فِي النَّار وَفِي صفة الْمَوْلُود يكون غميسا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَي مغموسا فِي الزحم فِي الحَدِيث وَغَمص النَّاس وَفِي لفظ وغمط وَمَعْنى الْكَلِمَتَيْنِ الاحتقار لَهُم قَالَ عمر أتغمط الْفتيا أَي أتستهين بهَا وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لما قتل ابْن آدم أَخَاهُ غمص الله الْخلق أَي نقصهم من الطول وَالْعرض وَالْقُوَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 والغميصاء تجم قَالَ ابْن قُتَيْبَة يَقُول الْأَعْرَاب إِن سهيلا والشعريين كَانَت مجتمعة فانحدر سُهَيْل مضار يَمَانِيا وتبعته العبور فغبرت المجرة فسميت لذَلِك عبورا وأقامت الغميصاء فَبَكَتْ لفقد سُهَيْل حَتَّى عمصت وَكتب عمر إِن الْأُرْدُن أَرض غمقة أَي كَثِيرَة الأنداء والوباء فِي الحَدِيث أَن بني قُرَيْظَة نزلُوا أَرضًا غملة وبلة أَي أشبه كَثِيرَة النَّبَات والوبلة الوبئة قَوْله إِذا غم الْهلَال أَي غطي بغيم أَو غَيره وَيروَى غمى وأغمى قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْمعْنَى وَاحِد يُقَال غم فَهُوَ مغموم وأغمي فَهُوَ مغمي فِي صفة قُرَيْش لَيْسَ فيهم غمغمة قضاعة الغمغمة والتغمغم كَلَام غيربين بَاب الْغَيْن مَعَ النُّون قَالَ أَبُو بكر لِابْنِهِ يَا غنثر يَعْنِي يَا جَاهِل والغثارة الْجَهْل يُقَال رجل غثر وَالنُّون زَائِدَة وَيروَى يَا عنثر بِالْعينِ الْمُهْملَة وبالتاء والعنثر الذُّبَاب وَذكر عمر بن عبد الْعَزِيز الْمَوْت فَقَالَ غنط لَيْسَ كالعنط قَالَ أَبُو عبيد الغنظ أَشد الكرب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 قَالَ عمر أعْطوا من الصَّدَقَة من أبقت لَهُ السّنة غنما وَلَا تعطوا من أبقت لَهُ غنمين أَي من أبقت لَهُ قِطْعَة وَاحِدَة لَا يقطع مثلهَا فَتكون غنمين لقتلها وَأَرَادَ بِالسنةِ الجدب وَبعث عَلّي إِلَى عُثْمَان بِصَحِيفَة فَقَالَ للرسول أغنها عَنَّا أَي اصرفها قَالَ ابْن قُتَيْبَة اغن عني وَجهك أَي اصرفه فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رجل سَمَّاهُ النَّاس عَالما وَلم يغن فِي الْعلم يَوْمًا أَي لم يلبث فِي الْعلم يَوْمًا تَاما قَوْله خير الصَّدَقَة مَا أبقت غنى أَي خير مَا تَصَدَّقت بِهِ الْفضل عَن قوت عِيَالك وكفايتهم قَوْله من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ قَالَ سُفْيَان يسْتَغْن وَقَالَ الشَّافِعِي مَعْنَاهُ تحزين الْقِرَاءَة وترقيقها وَهَذَا أولَى لقَوْله مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ قَوْله فِي الْجُمُعَة من استغن بلهو أَو تِجَارَة واستغن الله عَنهُ أَي طَرحه وَرَمَى بِهِ بَاب الْغَيْن مَعَ الْوَاو فِي حَدِيث هَاجر فَهَل عنْدك غواث الْغَيْن مَفْتُوحَة وَهُوَ بِمَعْنى الغياث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 فِي الحَدِيث مَا نمت إِلَّا تغويرا يُقَال غور الْقَوْم تغويرا إِذا قَالُوا فَكَأَنَّهُ قَالَ مَا نمت إِلَّا قيلولة النَّهَار وَمن رَوَاهُ تغريرا جعله من الغرار وَهُوَ النّوم الْقَلِيل فِي الحَدِيث إِن قوما ذكرُوا الْقدر فَقيل لَهُم أَنكُمْ أَخَذْتُم فِي شعبتين بعيدتي الْغَوْر قَالَ الْحَرْبِيّ غور كل شَيْء بعده قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَا ظَنك بِمن جمع بَين هذَيْن الغارين الْغَار الْجمع الْعَظِيم فِي الحَدِيث نهَى عَن ضَرْبَة الغائص قَالَ ابْن قُتَيْبَة مَعْنَاهَا فِيمَا أرَى أَن يَقُول الرجل للرجل أغوص غوصة فَمَا أخرجته فَهُوَ لَك بِكَذَا فِي الحَدِيث لعنت الغائصة والمغوصة قَالُوا الغائصة الْحَائِض الَّتِي لَا يعلم زَوجهَا إِنَّهَا حَائِض والمغوصة أَن لَا تكون حَائِضًا فتكذب عَلَى زَوجهَا وَتقول أَنَّهَا حَائِض فِي قصَّة نوح وانسدت ينابيع الغوط الْأَكْبَر الغوط عمق الأَرْض الْأَبْعَد وَمِنْه قيل للمطمئن من الأَرْض غَائِط وَبِه سميت غوطة دمشق وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله قل لأهل الْغَائِط يحسنوا مخالطتي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 أَي أهل الْوَادي فِي عُهْدَة المماليك وَلَا غائلة الغائلة أَن تكون مسروقا فِي الحَدِيث بِأَرْض غائلة النطاء النطاء الْبعد وَالْمعْنَى بِأَرْض تغول ببعدها سالكها قَوْله وَلَا غول كَانَت الْعَرَب تَقول إِن الغيلان فِي الفلوات ترائي النَّاس فتغول فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك وَفِي حَدِيث إِذا تغولت الغيلان فبادروا بِالْأَذَانِ أَي تلونت وخفف عمار الصَّلَاة وَقَالَ كنت أغاول حجَّة لي المغاولة الْمُبَادرَة فِي السّعر وَأَصله من الغول وَهُوَ الْبعد فِي مقتل عُثْمَان فتغاووا عَلَيْهِ التغاوي التجمع والتعاون فِي الشَّرّ فِي الحَدِيث الغوغاء وهم السفلة وأصل الغوغاء صفار الْجَرَاد فِي حَدِيث عمر إِن قُريْشًا تُرِيدُ أَن تكون مغويات لمَال الله قَالَ أَبُو عبيد هَكَذَا رُوِيَ وَالَّذِي تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب مغويات بِفَتْح الْوَاو وتشديدها وَاحِدهَا مغواة وَهِي حُفْرَة كالزبية تحفر للذئب وَيجْعَل فِيهَا جدي إِذا نظر إِلَيْهِ الذِّئْب يُريدهُ وَمن هَذَا قيل لكل مهلكة مغواة أَرَادَ أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 تكون مهلكة لمَال الله عز وجل كإهلاك تِلْكَ المغواة للذنب فِي الحَدِيث انتزعت مغولا وَهُوَ شبه الخنجر إِنَّه أطول مِنْهُ بَاب الْغَيْن مَعَ الْهَاء سُئِلَ عَطاء عَن رجل أصَاب صيدا غهبا أَي أَصَابَهُ غَفلَة من غير تعمد لَهُ بَاب الْغَيْن مَعَ الْيَاء نهَى عَن الْغَيْبَة وَهِي أَن يذكر الْغَائِب بِمَا يسوؤه وَقَوله لَا يدخلن رجل عَلَى مغيبة وَهِي الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوجهَا فِي عُهْدَة الرَّقِيق وَلَا تغييب قَالَ النَّضر بن شُمَيْل التغييب أَلا يَبِيعهُ ضَالَّة وَلَا لقطَة قَوْله حَتَّى تستحد المغيبة وَهِي الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوجهَا وَلما هجا حسان قُريْشًا قَالُوا إِن هَذَا لشتم مَا غَابَ عَنهُ ابْن أبي قُحَافَة أَرَادوا أَن أَبَا بكر كَانَ عَالما بالأنساب فَهُوَ الَّذِي علم حسانا مَا يَقُوله فِي الحَدِيث لَهُ الْغَيْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 وَفِي حَدِيث أَلا تقبل الْغَيْر وَهِي الدِّيَة وَسميت الدِّيَة غيرا لِأَنَّهُ كَانَ يجب الْقود فَغير بِالدِّيَةِ فِي الحَدِيث من يكفر بِاللَّه يلق الْغَيْر أَي يُغير الصّلاح إِلَى الْفساد فِي الحَدِيث كره تَغْيِير الشيب قَالَ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ المُرَاد بتغييره نتفه فِي حَدِيث عمر أَن رجلا أَتَاهُ بمنبوذ فَقَالَ عَسى الغوير أبؤسا اتهمه أَن يكون هُوَ صَاحب المنبوذ وَفِي أصل الْمثل قَولَانِ أَحدهمَا أَن نَاسا دخلُوا غارا فانهار عَلَيْهِم فَصَارَ مثلا لكل مَا يخَاف أَن يَأْتِي مِنْهُ شَرّ ثمَّ صغروا الْغَار فَقَالَ غوير وَالثَّانِي أَنه لما قيل للزباء أَن قَصِيرا قد أَخذ عَلَى الغوير وتنكب الطَّرِيق قَالَت هَذَا تَعْنِي عَسى أَن يَأْتِي من الغوير شَرّ فِي الحَدِيث إِذا غاضت الْكِرَام غيضا أَي فنوا وبادوا وغاضت الْبحيرَة ذهب مَاؤُهَا وَقَول الْعَرَب أَعْطِنِي غيضا من فيض أَي قَلِيلا من كثير فِي الحَدِيث وغاضت لَهَا الدرة أَي نقص اللَّبن وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَد الله ملأى لَا تغيضها نَفَقَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 قَوْله لقد هَمَمْت أَن أنهَى عَن الغيلة فَإِن ذَلِك يدْرك الْفَارِس فيدعثره الغيلة اسْم من الغيل وَهُوَ أَن يُجَامع الرجل الْمَرْأَة وَهِي مرضع والغيلة بِالْفَتْح الْمَرْأَة السمينة وبالكسر الاغتيال يُقَال قَتله غيلَة وَهُوَ أَن يذهب بِهِ إِلَى مَوضِع فَإِذا صَار إِلَيْهِ قَتله وَقد سبق مَعْنَى يدعثره يدعثره يهدمه ويطحطحه وَقد صَار رجلا فِي الحَدِيث وَلَا غائلة أَي لَا حِيلَة عَلَيْك فِي هَذَا البيع يغتال بهَا مَالك فِي الحَدِيث مَا سقِِي بالغيل فَفِيهِ الْعشْر قَالَ أَبُو عبيد الغيل مَا جَرَى من الْمِيَاه فِي الْأَنْهَار وَكَانَ يتَعَوَّذ من الغيمة قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَن يكون الْإِنْسَان شَدِيد الْعَطش كثير الاسْتِسْقَاء للْمَاء قَوْله ليغان عَلَى قلبِي قَالَ أَبُو عبيد يتغشاه مَا يلْبسهُ من السَّهْو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 فِي حَدِيث الرّوح فيسيرون إِلَيْهِم فِي ثَمَانِينَ غَايَة وَهِي الرَّايَة وَمن رَوَاهُ غابة بِالْبَاء أَرَادَ الأجمة شبه كَثْرَة رماح الْعَسْكَر بهَا قَوْله كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو غيابتان قَالَ أَبُو عبيد الغيابة كل مَا أظل الْإِنْسَان فَوق رَأسه يُقَال غايب الْقَوْم فَوق رَأس فلَان بِالسَّيْفِ أَي أظلوه بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 كتاب الْفَاء بَاب الْفَاء مَعَ الأف قَوْله صلى الله عليه وسلم تقاتلكم فِئَام الرّوم أَي جماعات الرّوم قَالَ الْحجَّاج لرجل وَالله لَو وجدت فأكرش لفئلتك قَالَ الْأَصْمَعِي أَرَادَ لَو وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا وَهُوَ مثل أَصله أَن قوما طبخوا شَاة فِي كرشها فَضَاقَ فَم الكرش عَن بعض الْعِظَام فَقَالُوا للطباخ أدخلهُ قَالَ إِن وجدت إِلَى ذَلِك فأكرش كَانَ رَسُول الله يتفاءل وَلَا يتطير قَالَ الْأَزْهَرِي الفأل فِيمَا يحسن ويسوء والطيرة لَا تكون إِلَّا فِيمَا يسوء وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَن فِي الرَّجَاء للخير حسن ظن بِاللَّه والطيرة سوء ظن بِهِ والفأل أَن يكون الْإِنْسَان مَرِيضا وَيسمع آخر يَقُول يَا سَالم وَكَانَ من عَادَة الْعَرَب زجر الطير والتطير نياحها ونعيق غربانها وَأَخذهَا ذَات الْيَسَار إِذا أَثَارُوهَا فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك وَقَالَ عمر فِي حق عُمَيْر بن سعد اللَّهُمَّ لَا يفيل رَأْيِي فِيهِ قَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 أَبُو عبيد الفائل من المثتفرسين الَّذِي يظنّ ويخطئ قَالَ ابْن السّكيت رجل فيل الرَّأْي وفال الرَّأْي وفيل الرَّأْي إِذا كَانَ ضَعِيفا قَوْله أَنا فيئتكم أَي أَنا الْجَمَاعَة الَّتِي قيل فِيهَا أَو متحيز إِلَى فِئَة بَاب الْفَاء مَعَ التَّاء كَانَ يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين أَي يستنصر فِي الحَدِيث مَا سقِِي بِالْفَتْح فَفِيهِ الْعشْر الْفَتْح المَاء الَّذِي يجْرِي سيحا قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء من يَأْتِ بَابا مغلقا يجد إِلَى جَانِبه بَابا منفتحا قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْوَاسِع قَالَت عَائِشَة رَأَى رَسُول الله فِي يَدي فتخات الفتخات جمع فتخة وَهِي الْخَاتم قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ خَوَاتِيم لَا فصوص لَهَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي حلي النِّسَاء تُوضَع فِي أَصَابِع الرجل فِي الحَدِيث كَانَ إِذا سجد فتح أَصَابِع رجلَيْهِ يَعْنِي أَنه ينصب أَصَابِعه ويغمز مَوضِع المفاصل مِنْهَا إِلَى بَاطِن الرَّاحَة وَأَصله اللين وَنَهَى عَن كل مفتر وَهُوَ الَّذِي يفتر الْجَسَد إِذا شرب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 فِي الحَدِيث يسْأَل الرجل فِي الْجَائِحَة أَو الفتق يَعْنِي بِهِ الْحَرْب تقع بَين الْفَرِيقَيْنِ فَيَقَع فِيهِ الْجِرَاحَات فِي الحَدِيث كَانَ فِي خاصرتيه انفتاق أَي انتفاخ فِي الحَدِيث فِي الفتق الدِّيَة قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ انفتاق المثانة وَقَالَ غَيره هُوَ أَن ينفتق الصفاق إِلَى دَاخل يُصِيب الْإِنْسَان فِي مراق بَطْنه والفتقاء من النِّسَاء الَّتِي صَار مسلكاها وَاحِدًا قَوْله الْإِيمَان قيد الفتك الفتك أَن يَأْتِي الرجل صَاحبه وَهُوَ غَار غافل فيشد عَلَيْهِ فيقتله وَأما الغيلة فَهُوَ أَن يخدعه حَتَّى يخرج إِلَى مَوضِع يخْفَى فِيهِ فيقتله قَالَ عُثْمَان لرجل قطع شَجَرَة أَلَسْت ترعى فتلتها وَهُوَ نور الشَّجَرَة إِذا تعقد وتفتل فِي الحَدِيث الْمُسلم أَخُو الْمُسلم يتعاونان عَلَى الفتان أَي عَلَى الَّذين يضلون النَّاس عَن الْحق واحدهم فاتن وَرُوِيَ بِفَتْح الْفَاء وَالْمرَاد الشَّيْطَان الَّذِي يفتن بخدعه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 قَوْله لَا يَقُولَن أحدكُم عَبدِي وَليقل فَتَاي أَي غلامي وَكَأَنَّهُ كره أَن تنْسب الْعُبُودِيَّة إِلَى غير الله تَعَالَى قَالَ ابْن قُتَيْبَة لَيْسَ الْفَتَى بِمَعْنى الشَّاب وَالْحَدَث وَإِنَّمَا هُوَ الْكَامِل الجزل من الرِّجَال وَقَالَ عمرَان بن حُصَيْن جَذَعَة أحب إِلَيّ من هرمة الله أَحَق بالفتاء وَالْكَرم قَالَ أَبُو عبيد الفتاء مَمْدُود مصدر الفتي من السن فِي الحَدِيث إِن قوما تفاتوا إِلَيْهِ أَي تحاكموا فِي الْفَتْوَى وَسَأَلت امْرَأَة أم سَلمَة أَن تريها الْإِنَاء الَّذِي كَانَ يتَوَضَّأ فِيهِ رَسُول الله فأرتها إِيَّاه فَقَالَت هَذَا مكوك الْمُفْتِي فأريني الْإِنَاء الَّذِي كَانَ يغْتَسل فِيهِ فَأَخْرَجته فَقَالَت هَذَا قفيز الْمُفْتِي قَالَ الْأَزْهَرِي الْمُفْتِي مكيال هِشَام ابْن هُبَيْرَة بَاب الْفَاء مَعَ الثَّاء فِي الحَدِيث عَن عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ بَين يَدَيْهِ فاثور وَفِي الحَدِيث تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة كفاثور الْفضة ذكر ابْن قُتَيْبَة فِيهِ قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَنه خوان من فضَّة وَالثَّانِي خام من فضَّة بَاب الْفَاء مَعَ الْجِيم فِي الحَدِيث فتفاجت عَلَيْهِ أَي فرجت رِجْلَيْهَا للحلب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 وَمِنْه أَنه سُئِلَ عَن بني عَامر فَقَالَ جمل أَزْهَر متفاج قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْأَزْهَر الْأَبْيَض والمتفاج الَّذِي يفتح مَا بَين رجلَيْهِ ليبول يُرِيد أَنه مخضب فِي مَاء وَشَجر لَا يزَال يتفاج للبول لِكَثْرَة مَا يشرب من المَاء وَمِنْه كَانَ إِذا بَال تفاج حَتَّى نأوي لَهُ فِي الحَدِيث إِن هَذَا الفجفاج وَيروَى البجباج وَهُوَ المهذار فِي حَدِيث أبي بكر إِنَّمَا هُوَ الْفجْر أَو البجر الْمَعْنى إِمَّا أَن تضيء لَك الطَّرِيق فتبصر الْهدى أَو تقع فِي الْبَحْر وَهُوَ الداهية قَالَ رجل لعمر إِن أَذِنت لي فِي الْجِهَاد وَإِلَّا فجرتك أَي عصيتك وَمِنْه نخلع ونترك من يفجرك قَالَ ابْن مَسْعُود لَا يصلين أحدكُم وَبَينه وَبَين الْقبْلَة فجوة أَي متسع وَالْجمع فجوات بَاب الْفَاء مَعَ الْحَاء فِي حَدِيث الدَّجَّال أَنه أفحج قَالَ اللَّيْث الفحج تبَاعد مَا بَين أوساط السَّاقَيْن فِي الْإِنْسَان وَالدَّابَّة وَقَالَ أَبُو عَمْرو الأفحج الَّذِي فِي رجلَيْهِ اعوجاج قَوْله إِن الله يبغض الْفَاحِش وَهُوَ ذُو الْفُحْش والمتفحش الَّذِي يتَعَمَّد ذَلِك ويتكلفه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 سُئِلَ بَعضهم عَن الدَّم فَقَالَ إِذا لم يكن فَاحِشا أَي كثيرا وَالْفُحْش الْخُرُوج عَمَّا يجمد من الْخطاب قَالَ أَبُو بكر لعامله إِنَّك تَجِد قوما فحصوا رؤوسهم أَي حلقوها قَالَ كَعْب إِن الله تَعَالَى بَارك فِي الشَّام وَخص بالتقديس من فحص الْأُرْدُن إِلَى رفح قَالَ القتيبي فحص الْأُرْدُن حَيْثُ بسط مِنْهَا ولين وذلل وكشف من قَوْلك فحصت عَن الْأَمر فِي الحَدِيث وَفِي نَاحيَة الْبَيْت فَحل وَهُوَ الْحَصِير المرمول من سعف الفحال والفحال النَّخْلَة الذّكر الَّذِي يلقح بِهِ الْحَوَامِل الْوَاحِدَة فحالة قَالَ عُثْمَان لَا شُفْعَة فِي بِئْر وَلَا فَحل أَرَادَ فَحل النّخل لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ بَين جمَاعَة فَحل نخل يَأْخُذ كل وَاحِد من الشُّرَكَاء من تأبير النّخل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَإِذا بَاعَ أحدهم نصِيبه من الْفَحْل فَلَا شُفْعَة للباقين لِأَنَّهُ لَا يَنْقَسِم وَنَهَى عَن بيع الرجل فحلة فرسه وَالْمرَاد ضرابه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 فِي الحَدِيث بعث رجلا وَقَالَ اشْتَرِ كَبْشًا فجيلا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي يشبه الفحولة فِي نبله وَعظم خلقه وَلما قدم عمر الشَّام تفحل لَهُ أُمَرَاء الشَّام أَي تلقوهُ متبذلين غير متزينين من مَأْخُوذ من الْفَحْل لِأَن التصنع من شَأْن الْإِنَاث قَوْله حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء أَي سوَاده وَالْمعْنَى أمهلوا حَتَّى تعتدل الظلمَة ثمَّ سِيرُوا يُقَال فَحْمَة وَفَحْمَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الفحمة مَا بَين غرُوب الشَّمْس إِلَى نوم النَّاس سميت فَحْمَة لحرها وَقَالَ الْفراء فحموا عَن الْعشَاء أَي لَا تسيروا فِي أَوله حِين تغور الظلمَة قَالَ مُعَاوِيَة كلوا من فحا أَرْضنَا الفحا مَقْصُور مَفْتُوح الْفَاء وَجمعه أفحاء وَهِي التوابل والأبازير يُقَال مِنْهُ فحيت الْقُدُور بَاب الْفَاء مَعَ الْخَاء نَام حَتَّى سمع فخيخه أَي غَطِيطه وَمِنْه قَول عَلّي تزحها ثمَّ تنام الفخة فِي صفته كَانَ فخما مفخما قَالَ أَبُو عبيد الفخامة فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 الْوَجْه نبله وامتلاؤه مَعَ الْجمال والمهابة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَالْمعْنَى أَنه كَانَ عَظِيما مُعظما فِي الصُّدُور والعيون وَلم يكن خلقه فِي جِسْمه ضخما فِي الحَدِيث كل نائلة تفخ الإفاخة خُرُوج الرّيح بَاب الْفَاء مَعَ الدَّال فِي الحَدِيث وَعَلَى الْمُسلمين أَن لَا يتْركُوا مفدوحا فِي فدَاء أَو عقل قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي فدحه الدَّين أَي أثقله فِي الحَدِيث فلجأوا إِلَى فدفد الفدفد الْموضع الَّذِي فِيهِ غلط وارتفاع وَيروَى قردد وَرَأَى أَبُو هُرَيْرَة رجلَيْنِ يسرعان إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ مَا لَكمَا تفدان فديد الْجمل قَالَ القتيبي تفدان تعلو أصواتكما وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا كَانَا يعدوان فَيسمع لعدوهما صَوت قَوْله الْجفَاء فِي الْفَدادِين قَالَ الْأَصْمَعِي الفدادون مشدد وهم الَّذين تعلوا أَصْوَاتهم فِي حروثهم فِي أَمْوَالهم ومواشيهم يُقَال فد الرجل يفد فديدا إِذا اشْتَدَّ صَوته وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الفدادون المكثرون من الْإِبِل وهم حُفَاة ذَوُو خُيَلَاء وَمِنْه الحَدِيث تَقول الأَرْض للمدفون فِيهَا كنت تمشي عَلّي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 فدادا أَي مختالا وَقَالَ ثَعْلَب الفدادون الحمالون والرعيان والبقارون والحمارون وَقَالَ أَبُو عَمْرو إِنَّمَا هُوَ الفدادون مُخَفّفَة وَاحِدهَا فدان مشدد وَهِي الْبَقر الَّتِي يحرث بهَا وَأَهْلهَا أهل جفَاء لبعدهم عَن الْأَمْصَار فِي الحَدِيث فِي الفادر الْعَظِيم من الأروى بقرة الفادر والفدور المسن من الوعول يَعْنِي فديَة ذَلِك فِي الحَدِيث ففدعت يَد ابْن عمر الفدع إِزَالَة المفاصل عَن أماكنها بِأَن تزِيغ الْيَد عَن عظم الزند وَالرجل عَن عظم السَّاق وَمِنْه حَدِيث ذِي السويقتين كَأَنِّي بِهِ أفيدع أصيلع فِي الحَدِيث فِي الَّذِي يذبح بِالْحجرِ إِن لم يفدغ الْحُلْقُوم فَكل أَي لم يثرده والفدغ كالشدخ فِي الحَدِيث تدعون يَوْم الْقِيَامَة مفدمة أَفْوَاهكُم بالفدام الْفِدَام مَا يغطى بِهِ الشَّيْء كَانَ يغطى بِهِ الإبريق وَالْمَقْصُود أَنهم منعُوا الْكَلَام فِي الحَدِيث كره المفدم للْمحرمِ وَهُوَ الثَّوْب المشبع حمرَة والمضرج دونه وَمِنْه إِن الله ضرب النَّصَارَى بذل مفدم أَي شَدِيد مشبع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 بَاب الْفَاء مَعَ الرَّاء قَوْله لأبي سُفْيَان كل الصَّيْد فِي جَوف الْفراء الْفراء مَهْمُوز مَقْصُور حمَار الْوَحْش وَالْمعْنَى أَنْت كحمار الْوَحْش فِي الصَّيْد أَي أَنَّهَا كلهَا دونه فِي صفته كَانَ يفتر عَن مثل حب الْغَمَام أَي يكشر ضَاحِكا حَتَّى تبدو أَسْنَانه من غير قهقهة وَأَرَادَ بحب الْغَمَام الْبرد فَشبه بِهِ بَيَاض أَسْنَانه قَالَت أم كُلْثُوم بنت عَلّي لأهل الْكُوفَة أَتَدْرُونَ أَي كبد فرثتم لرَسُول الله الفرث تفتيت الكبد بالغم والأذى قَوْله لَا يتْرك فِي الْإِسْلَام مفرج هَذَا يرْوَى بِالْجِيم والحاء فَأَما الْجِيم فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الَّذِي أثقله العياء وَإِن لم يكن عَلَيْهِ دين وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي يسلم وَلَا يوالي أحدا فَإِذا جنَى جِنَايَة كَانَت عَلَى بَيت المَال لِأَنَّهُ لَا عَاقِلَة لَهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن هُوَ الْقَتِيل يُوجد بِأَرْض فلاة لَا يكون عِنْد قَرْيَة فَإِنَّهُ يودى من بَيت المَال وَأما الْحَاء فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الَّذِي أثقل الدَّين ظَهره فِي صفة الزبير كَانَ فرجا وَهُوَ الَّذِي لَا يزَال يتكشف فرجه فِي الحَدِيث صَلَّى وَعَلِيهِ فروج من حَرِير قَالَ أَبُو عبيد هُوَ القباء الَّذِي فِيهِ شقّ من خَلفه وَبَعض الروَاة يضم الْفَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 فِي عهد الْحجَّاج اسْتَعْمَلْتُك عَلَى الفرجين والفرجان هما خُرَاسَان وسجستان فِي الحَدِيث قدم رجل من بعض الْفروج أَي الثغور كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد أفرج روعك أَي ليذْهب روعك قَوْله سبق المفردون يرْوَى بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا قَالَ القتيبي هم الَّذين هَلَكت لداتهم من النَّاس وطالت أعمارهم فانفردوا بِذكر الله تَعَالَى وَقَالَ الْأَزْهَرِي هم الَّذين تخلوا من النَّاس بِذكر الله تَعَالَى كَأَنَّهُمْ أفردوا أنفسهم للذّكر وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي بتَشْديد الرَّاء وَقَالَ فَرد الرجل إِذا تفقه وخلا بمراعاة الْأَمر وَالنَّهْي فِي مديحه بعض الْأَعْرَاب (يَا خير من يمشي بنعل فَرد ... ) أَرَادَ النَّعْل الَّذِي لم يخصف طراقا عَلَى طراق وهم يمدحون برقة النَّعْل فِي الحَدِيث لَا تعد فاردتكم فاردتكم يَعْنِي الزَّائِدَة عَلَى الْفَرِيضَة قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لجارية إِن ابْنك أصَاب الفردوس قَالَ الزّجاج أَصله رومي أعرب وَهُوَ الْبُسْتَان وَقيل الَّذِي فِيهِ كرم فَقَالَ لَهُ فردوس قَالَ سراقَة هَذَانِ فر قُرَيْش الفر الفار يُرِيد الفارين يَعْنِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 النَّبِي وَأَبا بكر ويستوى فِيهِ الْوَاحِد والاثنان والجميع يُقَال رَحل فر ورجلان فر وَرِجَال فر وَقَالَ لعدي بن حَاتِم مَا يفرك إِلَّا أَن يُقَال لَا إِلَه إِلَّا الله أَي يُوجب فرارك وَقد غلط بعض الْمُحدثين فَفتح الْيَاء وَضم الْفَاء قَالَ عون بن عبد الله مَا رَأَيْت أحدا يفرفر الدُّنْيَا فرفرة هَذَا الْأَعْرَج يَعْنِي أَبَا حَازِم أَي يخرقها ويشققها بالذم لَهَا كَمَا يفرفر الذِّئْب الشَّاة وَرَأَى ابْن عمر نَاقَة فَقَالَ لرجل فرها أَي انْظُر إِلَى ستها فِي الحَدِيث من اتخذ فرزا فَهُوَ لَهُ الفرز النَّصِيب المفروز وَقد فرزت الشَّيْء وأفرزته إِذا قسمته فِي الحَدِيث كره الْفرس فِي الذَّبَائِح قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن تكسر رَقَبَة الذَّبِيحَة قبل أَن تبرد فِي الحَدِيث أَنا أَفرس بِالرِّجَالِ مِنْك أَي أعلم يُقَال رجل فَارس بِالْأَمر بَين الفراسة بِكَسْر الْفَاء فَأَما الفراسة بِفَتْحِهَا فَمن الفروسية وَمِنْه علمُوا رجالكم العوم والفراسة يَعْنِي الْعلم بركوب الْخَيل وركضها قَوْله اتَّقوا فراسة الْمُؤمن أَي نظرة فِي البواطن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 فِي حَدِيث يَأْجُوج فيصبحون فرس أَي قَتْلَى مفروسين وأصل الْفرس دق الْعُنُق يُقَال فرس الذِّئْب الشَّاة قَالَ عمر لَيْسَ فِي الفرسك عشر يَعْنِي الخوج قَوْله وَلَو فرسن شَاة وَهُوَ للشاة بِمَنْزِلَة الْحَافِر للْفرس قَالَ حُذَيْفَة مَا بَيْنكُم وَبَين أَن يصب عَلَيْكُم الشَّرّ فراسخ إِلَّا موت رجل قَالَ ابْن شُمَيْل كل شَيْء كثير دَائِم فَرسَخ وَمِنْه أَخذ الفرسخ فِي الأَرْض فِي الحَدِيث أفشى الله عَلَيْهِ صنيعته أَي كثر عَلَيْهِ معاشه فَشَغلهُ عَن الْآخِرَة وَقد رَوَاهُ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ أفسد عَلَيْهِ وَذَاكَ لَا يعرف وَنَهَى عَن افتراش السَّبع فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يلصق الرجل ذِرَاعَيْهِ بِالْأَرْضِ فِي السُّجُود فِي الحَدِيث إِلَّا أَن يكون مَالا مفترشا أَي مَغْصُوبًا قد انبسطت فِيهِ الْأَيْدِي بِغَيْر حق يُقَال افترش فلَان عرض فلَان قَوْله الْوَلَد للْفراش أَي لمَالِك الْفراش وَهُوَ الزَّوْج فِي ذكر الجدب وَترك الفريش مستملكا قَالَ القتيبي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 الفريش الَّتِي وضعت حَدِيثا كالنفساء وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الفريش من نَبَات الأَرْض مَا انبسط عَلَى وَجه الأَرْض وَلم يقم عَلَى سَاق وَكَأَنَّهُ مفروش عَلَيْهَا وَقَالَ الْأَزْهَرِي الفريش الْموضع الَّذِي يكثر فِيهِ النَّبَات والمستملك والمستحنك الشَّديد السوَاد من الاحتراق فِي الحَدِيث فَجَاءَت الْحمرَة فَجعلت تفرش وَهُوَ أَن تقرب من الأَرْض وترفرف بجناحيها وَقَالَ الْأَصْمَعِي المنقلة من الشجاج الَّتِي تخرج مِنْهَا الْعِظَام وَهِي قشرة تكون عَلَى الْعظم دون اللَّحْم وَكَانَ ابْن عمر لَا يفرشح رجلَيْهِ فِي الصَّلَاة أَي لَا يلصقها الفرشحة أَن يفرج بَين رجلَيْهِ ويباعد إِحْدَاهمَا عَن الْأُخْرَى فِي الحَدِيث خذي فرْصَة وَهِي الْقطعَة من الصُّوف أَو الْقطن يُقَال فرصت الشَّيْء إِذا قطعته بالمفراص فِي الحَدِيث إِنِّي لأكْره أَن أرَى الرجل ثائرا فريص رقبته قَائِما عَلَى مريته يضْربهَا الْفَرِيضَة هِيَ اللحمة بَين الْجنب والكتف لَا تزَال ترْعد من الدَّابَّة وَالْمرَاد شدَّة الْغَضَب الَّذِي يُحَرك عصبَة الرَّقَبَة وَيجوز أَن يكون المُرَاد شعر الفريص فِي الحَدِيث أَخَذتهَا الفرصة وَهِي ريح يكون مِنْهَا الجدب والعامة تَقُولهَا بِالسِّين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 قَوْله لكم فِي الْوَظِيفَة الْفَرِيضَة الْفَرِيضَة الهرمة وَهِي الفارض وَفِي لفظ لكم الفارض فِي حَدِيث عمر اتخذ قدحا فِيهِ فرض وَهُوَ الحز فِي حَدِيث مَرْيَم لم يفترضها ولد أَي قبل الْمَسِيح قَالَ ابْن الزبير اجعلوا السيوف للمنايا فرضا الْفَرْض المسارع إِلَى المَاء يَقُول اجعلوا السيوف طرقا إِلَى المنايا أَي تعرضوا للشَّهَادَة فِي حَدِيث الدَّجَّال إِن أمة كَانَت فرضاحية قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي ضخمة عَظِيمَة فِي الحَدِيث وتفارط الْغَزْو أَي تقدم وتباعد فِي الدُّعَاء للطفل اجْعَلْهُ فرطا أَي أجرا مُتَقَدما وَأَنا فَرَطكُمْ أَي متقدمكم وأفرط فلَان ابْنه أَي قدمه قَوْله أَنا والنبيون فراط القاصفين أَي متقدمون فِي الشَّفَاعَة لعالم كثير فِي حَدِيث شيعَة الدَّجَّال وخفافهم مفرطمة قَالَ اللَّيْث الفرطمة منقار الْخُف إِذا كَانَ طَويلا محدد الرَّأْس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 قَوْله لَا فرع قَالَ أَبُو عبيد الْفَرْع والفرعة بِفَتْح الرَّاء هُوَ أول مَا تلده النَّاقة وَكَانُوا يذبحون ذَلِك لآلهتهم فنهي الْمُسلمُونَ واختصم قوم فَقَامَ ابْن عَبَّاس يفرع بَينهم أَي يحجز بَينهم فَهُوَ مثل يفرق وَمثله فِي الحَدِيث جَاءَتْهُ جاريتان فأخذتا بركبتيه ففرع بَينهمَا أَي فرق فِي الحَدِيث أعْطى العطايا يَوْم حنين فارعة أَي من رَأس الْغَنَائِم قبل أَن تخمس قَالَ الشّعبِيّ كَانَ شُرَيْح يَجْعَل الْمُدبر من الثُّلُث وَكَانَ مَسْرُوق يَجعله فارعا من المَال أَي مرتفعا عَالِيا فِي الحَدِيث عَلَى أَن لَهُم فراعها الفراع أعالي الْجبَال يُقَال جبل فارع إِذا كَانَ عَالِيا فِي الحَدِيث وَكَانَت سَوْدَة تفرع النِّسَاء أَي تطولهن وَقد سميت الْمَرْأَة فارعة قيل لعمر الفرعان أفضل أم الصلعان فَقَالَ الفرعان قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ أَبُو بكر أفرع وَكَانَ عمر أصلع فَأَرَادَ تَفْضِيل أَبَا بكر عَلَيْهِ والأفرع الوافي الشّعْر لم يذهب مِنْهُ شَيْء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 فِي الحَدِيث حملنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى حمَار لنا قطوف فبرك عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ فرَاغ لَا يُسَايِر أَي سريع الْمَشْي وَاسع الخطى فِي الحَدِيث من اسْتَطَاعَ أَن يكون كصاحب فرق الأزر فَلْيَكُن قَالَ ثَعْلَب الْفرق بِفَتْح الرَّاء اثْنَا عشر مدا وَمِنْه الحَدِيث كَانَ يغْتَسل من إِنَاء يُقَال لَهُ الْفرق وَقَالَ غَيره هُوَ إِنَاء يَأْخُذ سِتَّة عشر رطلا قَالَ ابْن فَارس تفتح راؤه وتسكن قَالَ الْأَزْهَرِي كَلَام الْعَرَب بِالتَّحْرِيكِ قَوْله مَا ذئبان عاديان فِي فريقة غنم الفريقة الْقطعَة من الْغنم تشذ عَن معظمها وَيُقَال هِيَ الْغنم الضَّالة وَكَانَ لأبي ذَر فرق وَهُوَ القطيع من الْغنم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 وَقَالَ عُثْمَان لرجل كَيفَ تركت أفاريق الْعَرَب وَهُوَ جمع أفراق وأفراق جمع فرق قَوْله كَأَنَّهُمَا فرقان من طير أَي قطعتان فِي الحَدِيث فوضعوا الْمِنْشَار عَلَى مفرق رَأسه أَي عَلَى وَسطه حَيْثُ يتفرق الشّعْر وَقَالَ عمر فرقوا عَن الْمنية وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ الْمَعْنى إِذا اشتريتم رَقِيقا أَو غَيره من الْحَيَوَان فاشتروا بِثمن الرَّأْس رَأْسَيْنِ فَإِن مَاتَ وَاحِد بَقِي الآخر فَهَذَا التَّفْرِيق عَن الْمنية وَهِي الْمَوْت لقب رَسُول الله عمر الْفَارُوق لِأَنَّهُ أخرج رَسُول الله من دَار الخيزران بعد استتاره أَو لِأَنَّهُ يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل فِي الحَدِيث لَا يفرك مُؤمن مُؤمنَة وَقَالَ رجل تزوجت شَابة وأخاف أَن تفركني فَقَالَ الفرك من الشَّيْطَان الفرك بِكَسْر الْفَاء أَن تبغض الْمَرْأَة الزَّوْج يُقَال فركته تفركه فركا فَهِيَ فروك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 وَقَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس قد كَانَ يبلغ عَنْك أَشْيَاء كرهت أَن أفرك عَنْهَا أَي أكشفها عَلَيْك كتب عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج يَا بن المستفرمة بحب الزَّبِيب الفرم أَن تضيق الْمَرْأَة فرجهَا بالأشياء العفصة وَجلسَ الْخضر عَلَى فَرْوَة بَيْضَاء فاهتزت تَحْتَهُ خضراء المُرَاد بالفروة الأَرْض الْيَابِسَة من دُعَاء عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِم فَتى ثَقِيف يلبس فروتها أَي يتمتع بنعمتها وَالْمرَاد الْحجَّاج وَيُقَال إِنَّه ولد فِي السّنة الَّتِي دَعَا فِيهَا عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي حَدِيث عمر أَن الْأمة قد أَلْقَت فَرْوَة رَأسهَا يَعْنِي الْخمار فِي الحَدِيث إِن الْكَافِر إِذا قرب الْمهل من فِيهِ سَقَطت فَرْوَة وَجهه أَي جلدته وَقد صحف هَذَا الْهَرَوِيّ فَقَالَ سَقَطت قرقرة وَجهه قَالَ وَهِي الْجلْدَة قَوْله يفري فريه أَي يعْمل عمله قَالَ ابْن عَبَّاس كل مَا أفرى الْأَوْدَاج أَي شقها قَالَ أَبُو عبيد أفريت الثَّوْب وأفريت الْجلد إِذا شققتهما فَإِذا قلت فريت الشَّيْء فَمَعْنَاه أَن يقدره ويصلحه كالنطع والنعل وفريت الأَرْض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 سترتها وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو عُبَيْدَة فريت الشَّيْء وأفريته إِذا قطعته قَوْله إِن أفرى الفرى أَن يري الرجل عَيْنَيْهِ مَا لم تريا الفرى جمع فِرْيَة والفرية الكذبة بَاب الْفَاء مَعَ الزَّاي ضرب رجل أنف سعد ففزره أَي شقَّه وَقَالَ عَمْرو بن معدي كرب يصف نَفسه إِنَّهَا المفرعة أَي تنزل بهَا الأفزاع فتجليها وَهَذَا مثل قَوْلهم فلَان مغلب أَي غَالب وَيكون المفزع الَّذِي كشف عَنهُ الْفَزع قَوْله إِنَّكُم لتكثرون عَنهُ الْفَزع أَي عِنْد الْإِعَانَة والإنجاد يُقَال فزع إِذا أغاث وفزع إِذا اسْتَغَاثَ وَقَوله فزع أهل الْمَدِينَة لَيْلَة أَي استصرخوا وَفِي الحَدِيث إِن رَسُول الله نَام فَفَزعَ وَهُوَ يضْحك قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ هَب من نَومه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 بَاب الْفَاء مَعَ السِّين فِي صفته فسيح مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ أَي بعيد مَا بَينهمَا لسعة صَدره فِي حَدِيث أم زرع وبيتها فساح أَي وَاسع يُقَال بَيت فسيح وفساح ويروي فياح وَالْمعْنَى وَاحِد فِي الحَدِيث فَإِن يَد الله عَلَى الْفسْطَاط يَعْنِي الْمَدِينَة الَّتِي تجمع النَّاس وأصل الْفسْطَاط بِنَاء مَعْرُوف من الخيم وَفِيه سِتّ لُغَات فسطاط وفستاط وفساط بِضَم الْفَاء فِيهِنَّ وبكرهن قَالَت أَسمَاء بنت عُمَيْس لعَلي إِن ثَلَاثَة أَنْت آخِرهم لأخيار فَقَالَ عَلّي لأولادها فسكلتني أمكُم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال فسكل الْفرس إِذا جَاءَ أخر الْخَيل فِي الحلبة وَهُوَ الفسكول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 فِي الحَدِيث لعن الله المفسلة وَهِي الَّتِي تَقول إِذا أرادها الزَّوْج إِنِّي حَائِض لتفسله وتفتره وَلست بحائض وَاشْتَرَى حُذَيْفَة نَاقَة من رجلَيْنِ فَأخْرج كيسا فافتسلا عَلَيْهِ أَي أزدلا عَلَيْهِ من الدَّرَاهِم وأصل من الفسل وَهُوَ الرَّدِيء الرذل بَاب الْفَاء مَعَ الشين دخل أَعْرَابِي الْمَسْجِد ففشج الفشج تَفْرِيق مَا بَين الرجلَيْن قَلِيلا وَبَعْضهمْ يرويهِ فشج بتَشْديد الشين قَالَ أَبُو عبيد الفشج دون التفاج والتفشيج أَشد من الفشج قَالَ اللَّيْث تفشخت النَّاقة إِذا تفرشحت لتبول أَو لتحلب فِي قصَّة شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا فشوش وَهِي الَّتِي ينفش لَبنهَا بِسُرْعَة إِذا حلبت لسعة الإحليل وَمِنْه أَن الشَّيْطَان يفش بَين أليتي أحدكُم أَي ينْفخ نفخا ضَعِيفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 قَالَ النَّجَاشِيّ لقريش هَل تفشغ فِيكُم الْوَلَد قَالُوا نعم أَي فَشَا وَكَثُرت الْولادَة وَكَذَلِكَ قَول الأشتر لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام إِن هَذَا الْأَمر قد تفشغ وَفِي حَدِيث عمر إِن أهل الْبَصْرَة أَتَوْهُ وَقد تفشغوا قَالَ شمر أَي لبسوا أحسن ثِيَابهمْ وَلم يتهيأوا وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة أفشغ الثنيتين أَي ناتئهما قَوْله ضمُّوا فَوَاشِيكُمْ وَهِي كل شَيْء ينتشر من المَال مثل الْغنم وَالْإِبِل وَهِي الفاشية بَاب الْفَاء مَعَ الصَّاد وَكَانَ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي تفصد عرقا أَي سَالَ قَالَ الْحسن لَيْسَ فِي الفصافص صَدَقَة وَاحِدهَا فصفصة وَهُوَ القت قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الرّطبَة فَإِذا جف فَهُوَ قضب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 فِي الحَدِيث نهَى عَن فصع الرّطبَة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يُخرجهَا من قشرها فِي صفة كَلَامه فصل لَا نزر ولَا هذر أَي بَين متوسط فِي الحَدِيث فَلَو علم كَانَت الفيصل بيني وَبَينه أَي القطيعة التَّامَّة فِي صفة الْجنَّة درة لَيْسَ فِيهَا فَصم وَلَا قَصم الفصم أَن ينصدع الشَّيْء فَلَا يبين فِي حَدِيث عَائِشَة فَيفْصم عَنهُ وَقد وعيت أَي يَنْقَطِع عَنهُ وَمِنْه منفصم قَوْله لَهو أَشد تفصيا عَنهُ أَي خُرُوجًا وتفصيت عَن هَذَا خرجت بَاب الْفَاء مَعَ الضَّاد قَالَ عمر لمعاوية تلافيت أَمرك وَهُوَ أَشد انفضاجا من حق الكهول أَي أَشد استرخاء وضعفا من بَيت العنكبوت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 فِي الحَدِيث وقف بِلَال بِبَاب رَسُول الله حَتَّى فضحه الصُّبْح أَي دهمته فضحة الصُّبْح وَهِي بياضه والأفضح الْأَبْيَض لَيْسَ بشديد الْبيَاض وَيروَى فصحه بالصَّاد أَي بَينه قَوْله إِذا فضحت المَاء فاغتسل يَعْنِي دفقته وَسُئِلَ بَعضهم عَن الفضيخ وَهُوَ شراب يتَّخذ من الْبُسْر المفوخ وَهُوَ المشدوخ وَقَالَت عَائِشَة لمروان إِن رَسُول الله لعن أَبَاك فَأَنت فضَض من لعنة رَسُول الله أَي قِطْعَة والفضض اسْم مَا انفض أَي تفرق وفضض الْحَصَى مَا تفرق مِنْهُ فِي الحَدِيث لَو أَن أحدا انفض مِمَّا صنع بِابْن عَفَّان أَي تقطع وَرُوِيَ بِالْقَافِ والفضيض الطّلع أول مَا يطلع فِي حَدِيث سطيح أَبيض فضفاض الرِّدَاء وَالْبدن كِنَايَة عَن لابسه فِي الحَدِيث وَالْأَرْض فضفاض يُرِيد كَثْرَة الْمَطَر قل رَسُول الله للْعَبَّاس لَا يفضض الله فَاك أَي لَا تسْقط أسنانك وَأقَام الْفَم مقَام الْأَسْنَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 قَالَ خَالِد بن الْوَلِيد لفارس الْحَمد لله الَّذِي فض خدمتكم أَي فرق جمعكم فجَاء رجل بنطفة فافتضها أَي صبها يُقَال فض المَاء وافتضه أَي صبه فِي الْمُعْتَدَّة كَانَ يُؤْتَى بطائر فتفض بِهِ أَي تكسر مَا هِيَ فِيهِ من الْعدة بطائر تمسح بِهِ قبلهَا وتنبذه فَلَا يكَاد يعِيش وَرُوِيَ فتفيض أَي تسرع نَحْو بَيت أَبَوَيْهَا فِي الحَدِيث لَا يمْنَع فضل المَاء أَي مَا يفضل من سقِِي الزَّرْع وَقيل هُوَ نفع الْبِئْر فِي الحَدِيث إِذا عزب المَال قلت فواضله أَي إِذا بَعدت الضَّيْعَة قل الْمرْفق مِنْهَا فِي الحَدِيث ذكر حلف الفضول وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ قَامَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 بِهِ الْفضل بن الْحَارِث وَالْفضل بن ودَاعَة وَالْفضل بن فضَالة تحالفوا عَلَى دفع الظُّلم ونصرة الْمَظْلُوم بَاب الْفَاء مَعَ الطَّاء فِي صفة مُسَيْلمَة أفطأ الْأنف الفطأ الفطس قَوْله كل مَوْلُود يُولد عَلَى الْفطْرَة قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة عَلَى معرفَة الله فلست واجدا أحدا إِلَّا وَهُوَ يقر بِأَن لَهُ صانعا وَإِن سَمَّاهُ بِغَيْر اسْمه أَو عبد غَيره وَقَالَ غَيره عَلَى الْخلقَة الَّتِي فطر عَلَيْهَا فِي بطن أمه من سَعَادَة أَو شقاوة وَسُئِلَ عَن الْمَذْي فَقَالَ ذَاك الْفطر كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو عبيد بِفَتْح الْفَاء وَقَالَ سمي فطرا لِأَنَّهُ شبه بِالْفطرِ فِي الْحَلب يُقَال فطرت النَّاقة أفطرها فطرا وَهُوَ الْحَلب بأطراف الْأَصَابِع فَلَا يخرج اللَّبن إِلَّا قَلِيلا فَكَذَلِك الْمَذْي يخرج قَلِيلا قَلِيلا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 وَرَوَاهُ النَّضر بن شُمَيْل الْفطر بِضَم الْفَاء وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم تفطرت قدماه أَي سالتا وأصل الْفطر الشق وَمِنْه فطر الصَّائِم لِأَنَّهُ يفتح فَاه قَوْله قسمه بَين الفواطم وَهِي فَاطِمَة بنت رَسُول الله وَفَاطِمَة بنت أَسد وَفَاطِمَة بنت حَمْزَة بَاب الْفَاء مَعَ الْعين فِي صفته كَانَ فَعم الأوصال الفعم الممتلئ الأوصال الْأَعْضَاء فِي الحَدِيث لَو اطَّلَعت حوراء لأفعمت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ريح مسك أَي ملأنه قَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس للْمحرمِ بقتل الأفعو يَعْنِي الأفعى فَقلب الْألف واوا بَاب الْفَاء مَعَ الْغَيْن فِي حَدِيث النَّابِغَة الْجَعْدِي كلما سقت لَهُ سنّ أَي طلعت قَوْلك فغرفاه أَي فَتحه فِي الحَدِيث سيد الرياض الفاغية قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ نور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 الْحِنَّاء وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أحسن الرياحين وَقَالَ ثَعْلَب كل ضرب من الرياحين طيب وَقَالَ ابْن جرير الطَّبَرِيّ الفاغية مَا انبتت الصَّحرَاء من الْأَنْوَار الريحة الَّتِي لَا تزرع وَسُئِلَ الْحسن عَن السّلف فِي الزَّعْفَرَان فَقَالَ إِذا فغى وَيروَى أفغى يُرِيد إِذا نور بَاب الْفَاء مَعَ الْقَاف قَالَ عمر فِي نَاقَة مَا هِيَ بفقئ فتشرق عروقها قَالَ ابْن قُتَيْبَة الفقئ الَّذِي يَأْخُذهُ دَاء وَرُبمَا شَرقَتْ عروقه ولحمه بِالدَّمِ فينتفخ وَرُبمَا انفقأت كرشه من انتفاضه فَهُوَ الفقئ حِينَئِذٍ قَالَ عبد الله بن جحش إِنَّا فقحنا وصأصأتم يُقَال فَفتح الجرو إِذا فتح عَيْنَيْهِ وَقد سبق فِي الحَدِيث فِي بَاب الصَّاد وتفقح الْورْد إِذا تفتح يَقُول أبصرنا رشدنا قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء من يتفقد تفقد أَي من طلب الْخَيْر فِي النَّاس فَقده لِأَنَّهُ لَا يجد فيهم من يرتضيه قَالَ الشّعبِيّ فقرات ابْن آدم ثَلَاث يَوْم ولد وَيَوْم يَمُوت وَيَوْم يبْعَث حَيا الفقرات الْأُمُور الْعِظَام كَمَا قيل فِي عُثْمَان استحلوا مِنْهُ الْفقر الثَّلَاث حُرْمَة الشَّهْر الْحَرَام والبلد الْحَرَام وَحُرْمَة الْخلَافَة وَقَالَت عَائِشَة ركبُوا مِنْهُ الْفقر الْأَرْبَع والفقر خَرَزَات الظّهْر الْوَاحِدَة فقرة فَضربت الْفقر مثلا وأرادت ركبُوا مِنْهُ أَربع حرم قد ذكرنَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 مِنْهَا ثَلَاثًا وَالرَّابِعَة حُرْمَة صحبته وصهره فِي حَدِيث سعد فَأَشَارَ إِلَى فقر فِي أَنفه أَي شقّ وحز فِي الحَدِيث فطرحنا المفاتيح فِي فَقير قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْفَقِير بِئْر يحْفر فِي أصل الفسيلة إِذا حولت ويطرح فِيهَا البعر والسرجين وَفِي حَدِيث سلمَان أَنه أَحْيَا النّخل بالفقير أَي بالبئر قَالَ عمر افْتقر امْرُؤ الْقَيْس عَن معَان عور أَي فتح قَالَ ثَعْلَب سمي السَّيْف ذَا الفقار لِأَنَّهُ كَانَت فِيهِ حفر صغَار حسان وَقَالَ الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك أفقر بعد مسلمة الصَّيْد لمن رَمَى أَي أمكن من أَرَادَ رمي الْإِسْلَام بعده وَكَانَ مسلمة صَاحب مغاز فِي الحَدِيث من الفواقر كَذَا وَهِي الدَّوَاهِي وَنَهَى ابْن عَبَّاس عَن التفقيع فِي الصَّلَاة وَهِي الفرقعة فِي الحَدِيث وَإِن تفاقعت عَيْنَاك أَي رمضتا فِي الحَدِيث وَعَلَيْهِم خفاف لَهَا فقع أَي خراطيم يُقَال خف مفقع أَي مخرطم وَقَوله من حفظ مَا بَين فقميه وهما اللحيان وَالْمرَاد اللِّسَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 وَلما صَارَت الْعَصَا حَيَّة وضعت فقما لَهَا أَسْفَل وفقما لَهَا فَوق قَوْله تفقهه فِي الدَّين أَي تفهمه وَلعن النائحة والمستفقهة أَي الَّتِي تفقه قَوْلهَا وتتلقفه لتجيبها عَنهُ وَنزل سلمَان عَلَى نبطية فَقَالَ هَل هَاهُنَا مَكَان نظيف أصلى فِيهِ فَقَالَت طهر قَلْبك وصل حَيْثُ شِئْت فَقَالَ سلمَان فقهت قَالَ شمر أَي فهمت الْمَعْنى وَلَو قَالَ فقهت بِضَم الْقَاف كَانَ الْمَعْنى صَارَت فقيهة بَاب الْفَاء مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث فك الرَّقَبَة أَن تعين فِي عتقهَا فِي الحَدِيث وَبَقِي قوم يتفكنون أَي يتندمون والفكنة الندامة كَانَ زيد بن ثَابت من أفكه النَّاس إِذا خلا بأَهْله قَالَ أَبُو عبيد الْفَاكِه المازح والمتفكهون الْأُمَّهَات يَعْنِي الَّذين يشتمونهن ممازحين بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 بَاب الْفَاء مَعَ اللَّام فِي صفة مجْلِس رَسُول الله لَا تنثى فلتاته أَي ذلاته وَالْمعْنَى لم يكن فِي مَجْلِسه فلتات فتنثى تَقول فثوت الحَدِيث إِذا ذكرته كَانَت بيعَة أبي بكر فلتة أَي بَغْتَة وَإِنَّمَا عوجل بهَا لِئَلَّا يطْمع فِي الْخلَافَة من لَا يسْتَحق الفلتة كل شَيْء فعل عَلَى غير روية قَوْله فَإِذا أَخذ الظَّالِم لم يفلته وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى لم ينفلت مِنْهُ وَيكون الْمَعْنى لم يفلته أحد أَي لم يخلصه شَيْء قَالَ رجل إِن أُمِّي أفتلتت نَفسهَا أَي مَاتَت فَجْأَة وَيروَى بِنصب النَّفس قَالَ رجل إِن أُمِّي أفتلتت نَفسهَا أَي مَاتَت فَجْأَة وَيروَى بِنصب النَّفس فِي الحَدِيث وَهُوَ من بردة لَهُ فلتة أَي ضيقَة يُقَال بردة فلتة وفلوت وَفِي حَدِيث ابْن عمر وَعَلِيهِ بردة فلوت وَالْمرَاد أَنَّهَا صَغِيرَة تفلت من يَده إِذا اشْتَمَل بهَا فِي صفته كَانَ أفلج الْأَسْنَان الفلج تبَاعد مَا بَين الثنايا والرباعيات وَالْفرق فُرْجَة بَين الثنيتين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 وَمِنْه قَوْله وَالْمُتَفَلِّجَات لِلْحسنِ وَهن اللواتي يتكلفن تفريج مَا بَين الثنايا والرباعيات بصناعة فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن الْمُسلم مَا لم يغش دناءة كالياسر الفالج أَي القامر والياسر صَاحب الميسر وَمِنْه حَدِيث سعد وَبعثت سهمي الفالج وَبعث عمر حُذَيْفَة وَعُثْمَان بن حنيف إِلَى السوَاد ففلجا الْجِزْيَة عَلَى أَهلهَا أَي قسماها وَأَصله من الفلج وَهُوَ الْمِكْيَال الَّذِي يُقَال لَهُ الفالج وَأَصله سرياني يُقَال لَهُ فالغا فعرب فَقيل فالج وفلج وَقَول الْمُؤَذّن حَيّ عَلَى الْفَلاح أَي هلموا إِلَى سَبَب الْبَقَاء فِي الْجنَّة وَمِنْه قَول أبي الدحداح بشرك الله بِخَير وفلج فِي الحَدِيث حَتَّى خشينا أَن يفوتنا الْفَلاح يَعْنِي السّحُور وَسمي فلاحا من الْبَقَاء فبعضهم يَقُول لِأَنَّهُ بَقَاء فِي الْخَيْر وَبَعْضهمْ يَقُول لِأَن بَقَاء الصَّوْم بِهِ قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا قَالَ لامْرَأَته استفلحي بِأَمْرك قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ أضفري بِأَمْرك واشتدي بِهِ فِي الحَدِيث لَوْلَا شَيْء لضَرَبْت فلحتك بِنصب اللَّام يَعْنِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 مَوضِع الفلح وَهُوَ الشق فِي الشّفة والفلح الشق وَبِه سمي الْفَلاح فِي الحَدِيث وتقيء الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا قَالَ الْأَصْمَعِي الأفلاذ جمع فلذ وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم تقطع طولا أَي تخرج الْكُنُوز المدفونة قَالَ ابْن السّكيت الفلذ لَا يكون إِلَّا للبعير وَهُوَ قِطْعَة من كبده وقيء الأَرْض إِخْرَاج ذَلِك قَالَ عمر لَو شِئْت دَعَوْت بأفلاذ يَعْنِي الأكباد فِي الحَدِيث أأضرب فلاطا أَي فَجْأَة لُغَة هذلية فِي حَدِيث الصِّرَاط عَلَيْهِ حسك مفلطحة أَي فِيهَا سَعَة وتدوير وَقَالَ ابْن مَسْعُود إِذا ضنوا عَلَيْك بالمفلطحة قَالَ الْخطابِيّ الرقَاق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 الَّتِي قد فلطحت أَي بسطت وَقَالَ غَيره هِيَ الدَّرَاهِم وَكَانَ بَنو مَرْوَان يضربونها وَاسِعَة وَفِي رِوَايَة المطلفحة فَتكون من المقلوب قَوْله إِذن تفلغ رَأْسِي كَمَا تفلغ العترة أَي تشق والعترة نبت وَكَانَ ابْن عمر يخرج يَدَيْهِ وهما متفلغتان أَي متشققتان قَالَت عَائِشَة كَانَ يرَى الرُّؤْيَا فتأتي كفلق الصُّبْح تُشِير إِلَى إنارته وَصِحَّته فِي الحَدِيث وفلق الْخبز الفلقة الكسرة فِي صفة الدَّجَّال رجل فيلق أَي عَظِيم وَأَصله أَن الفيلق الكتيبة الْعَظِيمَة وَسُئِلَ الشّعبِيّ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ مَا يَقُول فِيهَا هَؤُلَاءِ المفاليق وهم الَّذين لَا مَال لَهُم كالمفاليس الْوَاحِد مفلاق شبه من لَا علم لَهُ بهم فِي حَدِيث أم زرع أَو فلك أَي كسرك قَالَ عبد خير أسرعت إِلَى عَلّي لأسأله عَن وَقت الْوتر فَإِذا هُوَ يتفلفل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال جَاءَ فلَان متفلفلا إِذا جَاءَ والسواك فِي فَمه يشوصه بِهِ قَالَ القتيبي لَا أعرف يتفلفل بِمَعْنى يستاك وَلَعَلَّه يتتفل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 لِأَن من استاك تفل قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ خرج علينا عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يتقلقل بقافين أَي وَهُوَ مسرع صعد مُعَاوِيَة الْمِنْبَر وَفِي يَده فليلة وطريدة وَقَالَ هَذَانِ حرَام قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الفليلة الكبة من الشّعْر والطريدة الْخِرْقَة الطَّوِيلَة من الْحَرِير قَالَ ابْن عَبَّاس أَمر الدَّم بِمَا كَانَ قَاطعا من ليطة فالية أَي قَاطِعَة وَيُقَال للسكين فالية فِي الحَدِيث أَي فل ألم أجعَل لَك سمعا وبصرا قَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال يَا فل وَيَا فلاة قَالَ الْخَلِيل تصغيره فلين قَالَ ابْن السّكيت تَقول لقِيت فلَانا إِذا كنيت عَن الْآدَمِيّين فَإِذا كنيت عَن الْبَهَائِم قلته بِالْألف وَاللَّام تَقول حلبت الفلانة فِي صفة الدَّجَّال أقمر فيلم وَفِي لفظ فيلمانيا قَالَ شمر هُوَ الْعَظِيم الجثة وَرَأَيْت فيلما من الْأَمر أَي عَظِيما بَاب الْفَاء مَعَ النُّون فِي صفة عمر ففنخ الْكَفَرَة أَي أذلها وقهرها قَوْله مَا ينْتَظر أحدكُم إِلَّا مَرضا مفندا يُقَال أفند الرجل إِذا كثر كَلَامه من الخرف وأفنده الْكبر وَفِي حَدِيث أم معبد لَا عَابس وَلَا مُفند وَهُوَ الَّذِي لَا فَائِدَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 من كَلَامه لخرف أَصَابَهُ قَوْله إِلَّا أَنِّي أولكم وَفَاة تتبعوني أفنادة يهْلك بَعضهم بَعْضًا وَالْمعْنَى أَنهم يصيرون قوما مُخْتَلفين يقتتلون وَلما توفّي رَسُول الله صَلَّى عَلَيْهِ النَّاس أفنادا أَي فُرَادَى بِلَا إِمَام وَقَالَ رجل إِنِّي أُرِيد أَن أفند فرسا قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى أرتبطه فأتخذه كالحصن ألجأ إِلَيْهِ كَمَا يلجأ إِلَى الفند من الْجَبَل وفند الْجَبَل شمراخه وَقَالَ أَبُو محجن (وَقد أَجود وَمَا مَالِي بِذِي فنع ... وأكتم السِّرّ فِيهِ ضَرْبَة الْعُنُق) قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الفنع والفنيع المَال الْكثير قَوْله أَمرنِي جِبْرِيل أَن أتعاهد فنيكي عِنْد الْوضُوء قَالَ شمر الفنيكان طرفا اللحيين العظمان الناشزان أَسْفَل من الْأذن بَين الصدغ والوجنة وَقَالَ اللَّيْث هما الطرفان اللَّذَان يتحركان من الماضغ دون الصدغين وَمن جعل الفنيك وَاحِدًا فِي الْإِنْسَان فَهُوَ مجمع اللحيين وسط الذقن فِي صفة أهل الْجنَّة أولو أفانين أَي جمم وَهُوَ جمع أفنان وأفنان جمع فنن وَهُوَ الْخصْلَة من الشّعْر شبه بالغصن قَالَ أبان بن عُثْمَان مثل اللّحن فِي السّري مثل التفنين فِي الثَّوْب التفنين الْبقْعَة السخيفة فِي الثَّوْب الصفيق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 بَاب الْفَاء مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث إِن عَائِشَة زوجت ابْنة أَخِيهَا عبد الرَّحْمَن وَهُوَ عَاتب فَقَالَ أمثلي يفتات عَلَيْهِ تَقول لكل من أحدث شَيْئا دُونك من أمورك قد افتات عَلّي أَي استبد بِرَأْيهِ دوني فِي الحَدِيث إِن رجلا تفوت عَلَى أَبِيه فِي مَاله وَهُوَ من الْفَوْت وَهُوَ أَن الابْن فَاتَ أَبَاهُ بِمَال نَفسه فوهبه وبذرة دون إِطْلَاق أَبِيه فَأمره رَسُول الله برد ذَلِك فِي الحَدِيث أكره موت الْفَوات يَعْنِي موت الْفجأَة قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ من قَوْلك فَاتَنِي فلَان بِكَذَا أَي سبقني فِي الحَدِيث كل نائلة تفيخ يَعْنِي خُرُوج الرّيح فَإِذا جعلت الْفِعْل الصَّوْت قلت فاخ يفوخ فَأَما الرّيح فَيُقَال فاح يفوح فِي الحَدِيث كَانَ أَكثر شَيْبه فِي فودي رَأسه الفودان ناحيتا الرَّأْس كل شقّ مِنْهُمَا فود قَالَ مُعَاوِيَة لرجل مَا عطاؤك قَالَ أَلفَانِ وَخَمْسمِائة قَالَ مَا بَال العلاوة بَين الفودين الفودان العدلان كل وَاحِد مِنْهُمَا فود فِي حَدِيث سطيح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 أم فازلم بِهِ شأو العنن فَازَ مَاتَ ويروي فاد وَالْمعْنَى وَاحِد قيل لد غفل بِمَ ضبطت الْعلم قَالَ بمفاوضة الْعلمَاء أَي بمذاكرتهم قَوْله حَتَّى تذْهب فوعة الْعشَاء أَي أول الظلمَة وفوعة النَّهَار أَوله وفوعة الطّيب أول مَا يفوح مِنْهُ وَيروَى بالغين وهما لُغَتَانِ قَالَ الأشتر لعَلي أَنْظرنِي فوَاق نَاقَة أَي انتظرني قدر مَا بَين حلبتين فِي حَدِيث أم زرع وترويه فيقة اليعرة الفيقة مَا يجْتَمع فِي الضَّرع بَين الحلبتين فِي حَدِيث أبي مُوسَى أما أَنا فأتفوقه تفوق اللقوح يَعْنِي قِرَاءَة الْقُرْآن يَقُول لَا أَقرَأ جزئي فِي مرّة وَلَكِن شَيْئا بعد شَيْء مَأْخُوذ من فوَاق النَّاقة وَذَلِكَ أَنَّهَا تحلب ثمَّ تتْرك ثمَّ تحلب قَالَ ابْن مَسْعُود وَلم نأل عَن خيرنا ذَا فَوق وَالْمعْنَى ولينا أعلانا سَهْما ذَا فَوق قَالَ أَبُو عبيد لم يقل خيرنا سَهْما لِأَنَّهُ قد يُقَال لَهُ سهم وَإِن لم يصلح فَوْقه وَلَا أحكم عمله فَإِذا أحكم فَهُوَ ذُو فَوق فالفوق مَوضِع الْوتر يُقَال فَوق وفوقة فِي الحَدِيث فَلَمَّا تفوه البقيع أَي دخل فِي البقيع وَهِي فوهة البهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 بَاب الْفَاء مَعَ الْهَاء إِن دخل فَهد أَي نَام وغفل عَن معايب الْبَيْت تصفه بِحسن الْخلق فِي الحَدِيث نهَى عَن الفهر رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بتسكين الْهَاء وَأَبُو عَمْرو الزَّاهِد بِفَتْحِهَا وَكَذَلِكَ ذكره الْأَزْهَرِي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أفهر الرجل إِذا كَانَ مَعَ جَارِيَته وَفِي الْبَيْت أُخْرَى تسمع حسه قَالَ والإفهار أَيْضا أَن يَخْلُو بالجارية وَمَعَهُ أُخْرَى فَرُبمَا أكسل عَن هَذِه فَيقوم فَينزل فِي الْأُخْرَى فِي الحَدِيث كَأَنَّهُمْ الْيَهُود خَرجُوا من فهرهم أَي مَوضِع مدارسهم كلمة نبطة عربت قَوْله فيدني من الْجنَّة فتنفهق لَهُ أَي تنفتح وَمِنْه أبغضكم إِلَيّ المتفيهقون وهم الَّذين يتوسعون فِي الْكَلَام ويفتحون بِهِ أَفْوَاههم مَأْخُوذ من الفهق وَهُوَ الامتلاء يُقَال أفهقت الْإِنَاء قَالَ أَبُو عُبَيْدَة لعمر وَقد ذكره لِلْبيعَةِ مَا رَأَيْت مِنْك فهة فِي الْإِسْلَام قبلهَا أَي سقطة يُقَال رجل فة وفهية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 بَاب الْفَاء مَعَ الْيَاء فِي الحَدِيث فِئَام من النَّاس أَي جمَاعَة قَوْله شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم قَالَ اللَّيْث الفيح سطوع الْحر وَفِي الحَدِيث وَدم مفاح أَي سَائل فِي الحَدِيث لَا يلين مفاء عَلَى مضيء قَالَ القتيبي المفاء الَّذِي افتتحت كورته فَصَارَت فَيْئا يُقَال أفأت كَذَا فَأَنا مفيء وَذَلِكَ الشَّيْء مفيء وَالْمعْنَى لَا يلين من افتتحت بلدته عَلَى من افْتتح قَوْله وَمَا يفِيض بهَا لِسَانه أَي مَا يبين فِي صفته مفاض الْبَطن أَي مستوي الْبَطن مَعَ الصَّدْر فِي حَدِيث الدَّجَّال ثمَّ يكون عَلَى إِثْر ذَلِك الْفَيْض أَي الْمَوْت وَمِنْهَا حَكَى رَسُول الله عَن ربه عز وجل شدَّة الْفَيْض أَو الْقَبْض شكّ الرَّاوِي والفيض من فاض الشَّيْء وَهَذَا إِشَارَة إِلَيّ سَعَة الْعَطاء وَالْقَبْض ضد الْبسط فيسار بِهِ إِلَى الْمَنْع وَهُوَ أليق هَاهُنَا لمكاملته الْعَطاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 فِي صفة الدَّجَّال أقمر فيلم وَفِي لفظ فيلماني وَفِي لفظ فيلق وَهُوَ الْعَظِيم الجثة فِي الحَدِيث مَا من مُؤمن إِلَّا وَله ذَنْب قد اعتاده الفينة بعد الفينة أَي الْحِين بعد الْحِين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 كتاب الْقَاف بَاب الْقَاف مَعَ الْألف قَالَ كَعْب من أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْكتب السالفة مار قليطا أَي يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل وَحكم شُرَيْح فِي قَضِيَّة فَقَالَ لَهُ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فاتوت أَي أصبت وَهِي كلمة رُومِية بَاب الْقَاف مَعَ الْبَاء قَالَ عمر فِي رجل ضربه فِي حد إِذا قب ظَهره فَردُّوهُ أَي إِذا يبس وجف فِي الحَدِيث خير النَّاس القبيون قَالَ ثَعْلَب هُوَ الَّذين يسردون الصَّوْم حَتَّى تضمر بطونهم والقب الضمر قَالَ عمار لرجل تنَاول عَائِشَة اسْكُتْ مقبوحا قَالَ شمر المقبوح الَّذِي يرد ويخسأ يُقَال قبحه الله أَي أبعده قَوْله لَا تقبحوا الْوَجْه أَي لَا تنسبوه إِلَى الْقبْح أَو لَا تَقولُوا قبح الله وَجه فلَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 فِي حَدِيث أَن زرع فَلَا أقبح أَي لَا يرد عَلّي قولي لإكرامه إيَّايَ قَالَ ابْن عَبَّاس ولد الدَّجَّال مقبورا قَالَ ثَعْلَب الْمَعْنى أَنه وضع وَعَلِيهِ جلدَة مصمتة لَيْسَ فِيهَا نقب فَقَالَت قابلته هَذِه سلْعَة وَلَيْسَ ولدا فَقَالَت والدته فِيهَا ولد وَهُوَ مقبور فشقوا عَنهُ فَاسْتهلَّ فِي الحَدِيث وَعِنْده قبض من النَّاس أَي عدد كثير ودعا رَسُول الله بِتَمْر فَجعل بِلَالًا يَجِيء بِهِ قبصا قبصا فَقَالَ أنْفق بِلَال القبص جمع قبصة وَهُوَ من القبص وَهُوَ الْأَخْذ بأطراف الْأَصَابِع وَالْقَبْض بالكف كلهَا وَقَوله أنْفق بِلَال رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بِالرَّفْع أَي يَا بِلَال وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد أنْفق بِلَالًا يُرِيد يَا بِلَالًا فِي حَدِيث الْغَنَائِم ألقه فِي القبص القبص بِفَتْح الْبَاء اسْم لما قبص من الْمَغَانِم وَجمع قَالَ أُسَامَة كساني رَسُول الله قبطية من ثِيَاب مصر وَجَمعهَا قَبَاطِي وَكَانَت قبيعة سَيْفه من فضَّة القبيعة الَّتِي تكون عَلَى رَأس السَّيْف الَّذِي مُنْتَهى الْيَد إِلَيْهِ قَالَ ابْن الزبير يصف رجلا قبع قبعة الْقُنْفُذ أَي أَدخل رَأسه واستخفى كَمَا تَفْعَلهُ الْقُنْفُذ فِي الحَدِيث إِن مكيالكم لقباع أَي لذُو قَعْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ جمل قبعثري وَهُوَ الضخم وكلم الله آدم قبلا وسواه قبلا أَي عيَانًا وَيجوز قبلا أَي مستأنفا للْكَلَام يُقَال سَقَى إبِله قبلا أَي اسْتَأْنف بهَا السَّقْي فِي الحَدِيث إِن الْحق بقبل أَي وَاضح فِي الحَدِيث قابلوا النِّعَال أَي اجعلوا لَهَا الْقبل وَهُوَ الزِّمَام وَكَانَ لنعله قبالان أَي زمامان وَنَهَى أَن يضحى بِمُقَابلَة قَالَ الْأَصْمَعِي الْمُقَابلَة أَن يقطع من طرف أذنها شَيْء ثمَّ يتْرك مُعَلّقا فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة أهدب القبال يُرِيد كَثْرَة الشّعْر فِي قبالها يَعْنِي الناصية وَالْعرْف وقبال كل شَيْء وَقَبله مَا يستقبلك مِنْهُ وَقيل لهَذِهِ الدَّابَّة الْجَسَّاسَة لِأَنَّهَا تتجسس الْأَخْبَار للرِّجَال وَأعْطِي بِلَال بن الْحَارِث معادن الْقبلية والقبلية من نَاحيَة الْفَرْع فِي أَشْرَاط السَّاعَة أَن يرَى الْهلَال قبلا أَي سَاعَة يطلع لعظمه وَمثله انتفاج الْأَهِلّة فِي الحَدِيث رَأَيْت عقيلا يقبل غرب زَمْزَم أَي يتلقاها ويأخذها وَكره عَطاء أَن يدْخل الْمحرم قبوا مقبوا قَالَ ابْن شُمَيْل قبوت الْبناء أَي دَفعته وَقيل القبو الطاق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 بَاب الْقَاف مَعَ التَّاء فتندلق أقتاب بَطْنه قَالَ أَبُو عبيد الأقتاب الأمعاء وَاحِدهَا قتب وقتيبة قَالَ وَقيل القتب مَا يحوى من الْبَطن أَي اسْتَدَارَ وَهِي الحوايا وَأما الأمعاء فَإِنَّهَا الأقصاب وَاحِدهَا قصب فِي الحَدِيث لَا صَدَقَة فِي الْإِبِل القتوبة يَعْنِي الَّتِي تُوضَع الأقتاب عَلَى ظُهُورهَا للْعَمَل قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات يعْنى النمام يُقَال قت الحَدِيث يقت وادهن بِزَيْت غير مقتت أَي غير مُطيب فِي الحَدِيث وَقد خلفتهم قترة رَسُول الله أَي غبرة الْخَيل كَانَ أَبُو طَلْحَة يَرْمِي وَرَسُول الله يقتر بَين يَدَيْهِ أَي يُسَوِّي النصال وَقَالَ الْأَصْمَعِي القتر نصال الأهداف وَقَالَ اللَّيْث الأقتار سِهَام صغَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 فِي الحَدِيث تعوذوا بِاللَّه من قترة وَمَا ولد أَي إِبْلِيس وقترة اسْم لَهُ وَابْن قترة حَيَّة خبيثة تضرب فَتقْتل فِي الحَدِيث إِن الْمَرْأَة قد رَأَتْ القتير يعْنى الشيب قَوْله قَاتل الله الْيَهُود فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال قَتلهمْ وعاداهم ولعنهم قَوْله إِذا قتلتم فَأحْسنُوا القتلة القتلة بِكَسْر الْقَاف صُورَة الْقَتْل فِي الْمَار بَين يَدي الْمُصَلِّي قَاتله أَي دافعه فِي الحَدِيث إِنَّهَا حسناء قتين القتين والقنيت القليلة الطّعْم وَسُئِلَ عَن امْرَأَة كَانَ زَوجهَا مَمْلُوكا فَقَالَ إِن اقتوته فرق بَينهمَا أَي استخدمته والقتو الْخدمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 بَاب الْقَاف مَعَ الثَّاء جَاءَ أَبُو بكر بِمَالِه كُله يقثه أَي يجمعه والقث جمع الشَّيْء كُله بَاب الْقَاف مَعَ الْحَاء فِي الحَدِيث فَقُمْت إِلَى بكرَة قحدة وَهِي الْعَظِيمَة السنام والقحدة السنام وناقة مقحاد فِي حَدِيث أم زرع زَوجي لحم قحر وَهُوَ الْبَعِير الْهَرم الْقَلِيل اللَّحْم يُقَال جمل قحر وقحارية أَي مهزول وَقَالَ أَبُو وَائِل بت أقحز البارحة أَي أقلق وَكَذَلِكَ قَالَ الْحسن لأمر بلغه عَن الْحجَّاج مَا زلت أقحز كَأَنِّي عَلَى الْجَمْر قَوْله من جَامع فأقحط أَي فتر وَلم ينزل وَمِنْه قَوْلهم قحط الْمَطَر وَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَة عَن قبْلَة الصَّائِم فَقَالَ إِنِّي لأقحفها قَالَ أَبُو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 عبيد أَرَادَ شرب الرِّيق وترشفه يُقَال قحف الرجل الْإِنَاء إِذا شرب مَا فِيهِ فِي الحَدِيث وَقد قحل أَي مَاتَ وَقد جيف جلده عَلَيْهِ والقحل التصاق الْجلد بالعظم من الهزال وَمِنْه تَتَابَعَت سنُون أقحلت الظلْف وَقَالَ ابْن مَسْعُود من لَقِي الله لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا غفر لَهُ الْمُقْحمَات أَي الذُّنُوب الْعِظَام الَّتِي تقحم أَصْحَابهَا فِي النَّار وَقَول عمر من سره أَن يتقحم جراثيم جَهَنَّم أَي يَقع فِيهَا وَيُقَال تقحمت بِهِ فرسه وناقته إِذا أسرعت بِهِ فَطَرَحته وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن للخصومة قحما أَي تقحم من المهالك فِي صفة رَسُول الله لَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر أَي لَا تتجاوزه إِلَى غَيره احتقارا لَهُ وكل شَيْء ازدريته فقد اقتحمته فِي الحَدِيث أقحمت السّنة نَابِغَة بني جعدة أَي أخرجته من الْبَادِيَة إِلَى الْحَضَر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 بَاب الْقَاف مَعَ الدَّال فَتَقول جَهَنَّم قدقد أَي حسبي فِي الحَدِيث جعل الله للنَّاس قدحة نور القدحة اسْم مُشْتَقّ من اقتداح النَّار بالزبد والمقدح الحديدة والقداح الْحجر والمقدحة مَعْرُوفَة فِي حَدِيث أم زرع تقدح قدرا أَي تغرف يُقَال قدح الْقدر إِذا غرف مَا فِيهَا وَكَانَ عمر يُقَوِّمهُمْ فِي الصَّفّ كَمَا تقوم القداح القداح جمع قدح قدر وَهُوَ السهْم أول مَا يقطع تسمى قطعا ثمَّ يبرى فيسمى بريا ثمَّ يقوم فَيُقَال لَهُ الْقدح ثمَّ يراش ويركب فَهُوَ حِينَئِذٍ سهم فِي الحَدِيث مَوضِع قدة فِي الْجنَّة خير من الدُّنْيَا أَي مَوضِع سَوط يُقَال للسوط الْقد فَأَما الْقد بِالْفَتْح فَهُوَ جلد السخلة وَمِنْه أَن امْرَأَة أرْسلت إِلَى رَسُول الله بقد وَهُوَ سقاء صَغِير يتَّخذ من مسك السخلة وَيجْعَل فِيهِ اللَّبن وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 يجوز أَن يكون الْقد النَّعْل سميت قدا لِأَنَّهَا تقد من الْجلد قَالَ الْأَوْزَاعِيّ لَا يقسم من الْغَنِيمَة للقديدين وهم أَتبَاع الْعَسْكَر وَمن الْأَشْرِبَة المقدى وَهُوَ طلاء منصف مشبه بِمَا قد بنصفين وَقد رَوَاهُ أَبُو عبيد بتَخْفِيف الدَّال فِي الحَدِيث قد جعله الله حبنا وقدادا الحبن السَّقْي فِي الْبَطن والقداد وجع الْبَطن قَوْله فَإِن غم عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ قَالَ أَكثر الْعلمَاء الْمَعْنى قدرُوا عدد التَّمام حَتَّى تكملوا ثَلَاثِينَ وَعَلَى رِوَايَة أَصْحَابنَا يكون مَعْنَى أقدروا لَهُ ضيقوا عددا يطلع فِي مثله وَهُوَ لَيْلَة الثَّلَاثِينَ من شعْبَان أَلا ترَاهُ يَقُول فِي حَدِيث آخر فأكملوا الْعدة قَالَت عَائِشَة فاقدروا قدر الْجَارِيَة أَي انْظُرُوا فِي ذَلِك فِي الحَدِيث سُبْحَانَ الْملك القدوس قَالَ الزّجاج القدوس الطَّاهِر وَقَالَ اللَّيْث هُوَ القدوس والمتقدس وَقَالَ الْأَزْهَرِي لم يَأْتِ فِي صِفَاته غير القدوس وَلَا يُقَال فِي صِفَاته متقدس وَالْبَيْت الْمُقَدّس المطهر وَيُقَال بَيت الْمُقَدّس أَي الْمَكَان الَّذِي يتَطَهَّر فِيهِ من الذُّنُوب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 قَوْله إِن روح الْقُدس يَعْنِي جِبْرِيل والقدس الطَّهَارَة قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ روح الطَّهَارَة أَي خلق من طَهَارَة وَمن هَذَا قَوْله لَا قدست أمه لَا يُؤْخَذ لضعيفها من قويها فِي الحَدِيث فتقادع بهم جنبتا الصِّرَاط تقادع الْفراش فِي النَّار أَي تسقطهم فِي النَّار والتقادع التهافت وَلما خطب رَسُول الله خَدِيجَة قَالَ عَمها هُوَ الْفَحْل لَا يُقْدَع أَنفه وَيروَى يقرع وَذَاكَ أَنه إِذا كَانَ الْفَحْل غير كريم فَأَرَادَ النَّاقة الْكَرِيمَة ضرب أَنفه بِالرُّمْحِ حَتَّى يرجع وَمِنْه قَول أبي ذَر فَذَهَبت أقبل رَسُول الله فقد عني بعض أَصْحَابه وَكَذَلِكَ قَول الْحسن أقدعوا هَذِه النُّفُوس أَي كفوها فِي الحَدِيث كَانَ عبد الله بن عمر قدعا أَي كثير الْبكاء والقدع انسلاق الْعين من كَثْرَة الْبكاء فِي الحَدِيث فَجعلت أجد فِي فَدَعَا من مَسْأَلته أَي جنبا وانكسارا وَقَوله حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا قدمه رُوِيَ عَن الْحسن أَنه قَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 حَتَّى يَجْعَل الله فِيهَا الَّذين قدمهم من شرار خلقه وأثبتهم لَهَا قَالَ الْأَزْهَرِي المُرَاد بالقدم الَّذين تقدم القَوْل بتخليدهم النَّار لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى {لأملأن جَهَنَّم} و {يَوْم نقُول لِجَهَنَّم هَل امْتَلَأت وَتقول هَل من مزِيد} فَإِذا امْتَلَأت بِمن تقدم القَوْل بِأَنَّهُم يملئونها قَالَت حسبي أَي قد امْتَلَأت وَقَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا أُرِيد بذلك الزّجر لَهَا والتسكين من غربها كَمَا يُقَال لِلْأَمْرِ تُرِيدُ إِبْطَاله وَضعته تَحت قدمي كَمَا قَالَ رَسُول الله أَلا إِن كل ذمّ ومأثرة تَحت قدمي وَهَذَا وَجه حسن لِأَنَّهَا لما اشتطت سكن من حدتها فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام غير نكل فِي قدم يُقَال رجل قدم إِذا كَانَ شجاعا قَالَ ابْن عَبَّاس فِي حق عبد الْملك إِن ابْن أبي العَاصِي مَشَى القدمية وَيروَى اليقدمية وَمَعْنَاهَا البختر قَالَ أَبُو عبيد وَإِنَّمَا هُوَ مثل وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه ركب معالي الْأُمُور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 واختتن الْخَلِيل بالقدوم الْقدوم مخفف هُوَ اسْم للفأس وَاسم لقرية بِالشَّام قَالَ النَّضر قِطْعَة قطعه بالفأس فَقيل لَهُ إِنَّهَا قَرْيَة فَلم يعرف ذَلِك وَثَبت عَلَى قَوْله قَوْله يحْشر النَّاس عَلَى قدمي أَي عَلَى أثري بَاب الْقَاف مَعَ الذَّال فَينْظر فِي قذذه القذذ ريش السهْم كل ريشة قُذَّة وَمِنْه حَذْو القذة بالقذة أَي كَمَا تقدر كل قُذَّة عَلَى صاحبتها يضْرب مثلا للشيئين يستويان وَرَوَى الْأَزْهَرِي أَن رَسُول الله كَانَ قاذورة لَا يَأْكُل الدَّجَاج حَتَّى يعلف القاذورة هَا هُنَا الَّذِي يتقذر الشَّيْء وَلَا يَأْكُلهُ فَكَأَنَّهُ كَانَ يجْتَنب مَا يرْعَى النَّجَاسَة حَتَّى يعلف الطَّاهِر وَيُقَال القاذورة وَيُرَاد بهَا الْفِعْل الْقَبِيح وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام من أَتَى شَيْئا من هَذِه القاذورات وَرجل قاذورة لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَمَا فعل وَيُقَال قاذورة إِذا كَانَ غيورا فِي الحَدِيث من رَوَى هجاء فِي الْإِسْلَام مقذعا فَهُوَ أحد الشاتمين المقذع الَّذِي فِيهِ قذع وَهُوَ الْفُحْش وَالْقَذْف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 فِي الحَدِيث فَذَلِك القنذع يَعْنِي الديوث فنعل من القذع وَكَانَ ابْن عمر لَا يُصَلِّي فِي مَسْجِد فِيهِ قذاف وَيروَى بتَشْديد الذَّال قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ قذف واحدتها قذفة وَهِي الشّرف وكل مَا أشرف من رُؤُوس الْجبَال فَهُوَ القذفات فِي الحَدِيث وَجَمَاعَة عَلَى أقذاء أَي أَن اجْتِمَاعهم عَلَى فَسَاد من الْقُلُوب فَشبه بأقذاء الْعين بَاب الْقَاف مَعَ الرَّاء دعِي الصَّلَاة أَيَّام إقرائك أَي أَيَّام حيضك فِي حَدِيث أبي ذَر لقد وَصفته عَلَى أَقراء الشّعْر أَي عَلَى طرقه وأنواعه وَاحِدهَا قري يُقَال هَذَا الشّعْر عَلَى قري هَذَا قَوْله فليقرأه قِرَاءَة ابْن أم عبد أَي ليرتل كترتيله فِي الحَدِيث وَلكُل عشرَة من السَّرَايَا مَا يحمل القراب من التَّمْر أَرَادَ قرَاب السَّيْف الَّذِي يوضع فِيهِ بغمده وَهُوَ شبه جراب يطْرَح الرجل فِيهِ زَاده قَوْله من لَقِيَنِي بقراب الأَرْض أَي بِمَا يُقَارب ملئها فِي الحَدِيث فَخرج متقربا أَي وَاضِعا يَده عَلَى قربه أَي خاصرته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 فِي الحَدِيث رجل غور طَرِيق المقربة وَهُوَ الْمنزل وَأَصله من الْقرب وَهُوَ السّير بِاللَّيْلِ فِي حَدِيث عمر مَا هَذِه الْإِبِل المقربة وَهِي الَّتِي حرمت الرّكُوب وَقيل هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا رحال مقربة بِالْأدمِ وَهَذَا من مراكب الْمُلُوك فِي الحَدِيث قَالَ رجل مَالِي هارب وَلَا قَارب القارب الَّذِي يطْلب المَاء والهارب الَّذِي يهرب فِي الأَرْض أَرَادَ لَيْسَ لي شَيْء قَوْله سددوا وقاربوا المقاربة الْقَصْد فِي الْأُمُور من غير غلو وَلَا تَقْصِير قَوْله إِذا تقَارب الزَّمَان فِيهِ قَولَانِ اقتراب السَّاعَة وَالثَّانِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 اعْتِدَال اللَّيْل وَالنَّهَار قَوْله فأجدني مَا قرب وَمَا بعد أَي اهتممت لما نأى ودنا من أَمْرِي فِي الحَدِيث من النِّسَاء القرثع قَالَ اللَّيْث هِيَ الجريئة القليلة الْحيَاء وَقَالَ غَيره هِيَ البلهاء وَلما أَرَادَ عمر دُخُول الشَّام قيل لَهُ مَعَك من أَصْحَاب رَسُول الله قرحانون قَالَ أَبُو عبيد القرحان أَصله من الجدري يُقَال للصَّبِيّ إِذا لم يمسهُ مِنْهُ شَيْء قرحان فشبهوا السَّلِيم من الطَّاعُون بذلك فِي الحَدِيث وَعَلَيْهِم القارح وَهُوَ الَّذِي كمل من الْخَيل وَذَلِكَ فِي السّنة السَّادِسَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 فِي الحَدِيث خير الْخَيل الأقراح قَالَ الْخطابِيّ هُوَ الَّذِي فِي جَبهته بَيَاض يسير قَالَت عَائِشَة كَانَ لنا وَحش فَإِذا خرج رَسُول الله أسعرنا قفزا فَإِذا حضر مَجِيئه أقرد أَي سكن وذل فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ والإقراد وَهُوَ إقبال الْأَمِير عَلَى قَضَاء حَاجَة الْأَغْنِيَاء دون الْفُقَرَاء فِي الحَدِيث لجئوا إِلَى قردد أَي تحَصَّنُوا برابية يُقَال للْأَرْض المستوية أَيْضا قرد وَيروَى إِلَى فدفد وَهِي الأَرْض المرتفعة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 فِي الحَدِيث تنَاول قردة من دبر الْبَعِير أَي قِطْعَة مِمَّا ينسل مِنْهُ أَوْصَى رجل بنيه فَقَالَ إِذا أَصَابَتْكُم خطة ضيم فقردحوا لَهَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي القردحة الْقَرار عَلّي الضيم وَالصَّبْر عَلَى الذل وَقَالَ ابْن عَبَّاس علمي إِلَى علم عَلّي كالقرارة فِي المثعنجر أَي كالغدير فِي الْبَحْر قَوْله أفضل الْأَيَّام يَوْم النَّحْر ثمَّ يَوْم القر وَهُوَ يَوْم الْغَد من يَوْم النَّحْر لِأَن النَّاس يقرونَ فِيهِ بمنى قَالَ ابْن مَسْعُود قاروا الصَّلَاة مَعْنَاهُ السّكُون فِيهَا وَترك الْعَبَث فَهُوَ من الْقَرار لَا من الْوَقار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 قَوْله فيقرها فِي أُذُنه كقر الدَّجَاجَة أَي كصوتها يُقَال قرت تقر قرا فَإِذا رجعت فِيهِ قلت قرقرت قرقرة وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ كقر الدَّجَاجَة وَالْمرَاد صَوتهَا إِذا صب مِنْهَا شَيْء وَالدَّارَقُطْنِيّ يَقُول صحف الْإِسْمَاعِيلِيّ قَالَ الْحسن بن عَلّي ول حارها من تولى قارها أَي ول شديدها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 من تولى هينها قَوْله رفقا بِالْقَوَارِيرِ فشبههن لضعفهن بِالْقَوَارِيرِ وَمَتى سَمِعت الْإِبِل صَوت الحدأة أعتقت فاشتدت حَرَكَة الرَّاكِب وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كره لَهُنَّ سَماع ذَلِك لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ الصبوة وَالْأول أصح فِي الحَدِيث لَا بَأْس بالتبسم مَا لم تقرقر القرقرة الضحك الشَّديد فِي الحَدِيث ركبُوا القراقير حَتَّى أَتَوا بتابوت مُوسَى وَاحِدهَا قُرْقُور وَهِي السَّفِينَة وَفِي حَدِيث الْبراق استصعب ثمَّ أقرّ أَي ذل وانقاد فِي الحَدِيث قَالُوا لحاد غننا غناء أهل الْقَرار أَي أهل الْحَاضِرَة دون البدو فِي الحَدِيث قرسوا المَاء فِي الشنان أَي بردوه فِي الحَدِيث من أهان قُريْشًا أهانه الله قُرَيْش اسْم لمن وَلَده فهر وَكَانَ اسْمه قُرَيْش فنسبوا إِلَيْهِ إِذْ من لَيْسَ من وَلَده لَا يُسمى قُريْشًا ذكره الزبير بن بكار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 قَالَ الْأَزْهَرِي وَفِي دم الْحيض قرصته بِالْمَاءِ أَي قطعته وكل مقطع مقرص قَالَ الْحسن كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله يتعارضون أَي يَقُولُونَ الشّعْر قَوْله إِلَّا من اقْترض من عرض أَخِيه أَي نَالَ مِنْهُ وقطعه بالغيبة وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِن قارضت النَّاس قارضوك أَي إِن ساببتهم سابوك وَالْمعْنَى أَنهم يجازونك بِمَا تفعل فِي حُقُوقهم قَالَ الزُّهْرِيّ لَا تصلح مقارضة من طعمته الْحَرَام يَعْنِي الْقَرَاض فِي حَدِيث النُّعْمَان بن مقرن إِذا هززت اللِّوَاء فليثبت الرِّجَال إِلَى خيولها فيقرطوها أعنتها تقريط الْخَيل إلجامها فِي الحَدِيث فِي أَدِيم مقروظ أَي قد دفع بالقراض وَهُوَ ورق السّلم قَالَ شمر السلمة شَجَرَة ذَات شوك لَهَا زهرَة صفراء فِيهَا حَبَّة خضراء طيبَة الرّيح تُؤْكَل فِي الشتَاء وتحصر فِي الصَّيف فِي الحَدِيث لما أَتَى عَلَى محسر قرع نَاقَته أَي ضربهَا بِسَوْطِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 فِي الحَدِيث من لم يغز أَو يُجهز غازيا أَصَابَهُ الله بقارعة أَي بداهية تقرعه فِي الحَدِيث يقترع مِنْكُم أَي يخْتَار وَيُقَال هُوَ قريع دهره أَي الْمُخْتَار من أهل عصره وَفِي الحَدِيث إِنَّك قريع الْقُرَّاء أَي رئيسهم وَكَانَ عَلْقَمَة يقرع غنمه أَي ينزي عَلَيْهَا فِي الحَدِيث يَجِيء كنز أحدهم شجاعا أَقرع أَي حَيَّة قد تمعط شعر رَأسهَا لِأَنَّهُ يجمع السم فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 فِي الحَدِيث قرع أَصْحَاب الْمَسْجِد حِين أُصِيب أَصْحَاب النَّهر أَي قل أَهله كَمَا يقرع الرَّأْس إِذا قل شعره فِي الحَدِيث تعوذ بِاللَّه من قرع الفناء وَهُوَ خلو الديار فِي حَدِيث عمر إِن اعتمرتم فِي أشهر حَجكُمْ قرع حَجكُمْ أَي خلت أَيَّام الْحَج من النَّاس قَوْله لَا تحدثُوا فِي القرع فَإِنَّهُ مُصَلَّى الخافين قَالَ ابْن قُتَيْبَة القرع فِي الكلإ فِيهِ قطع لَا يكون فِيهِ نَبَات كالقرع فِي الرَّأْس وَهِي لمع لَا تكون فِيهَا شعر والخافون الْجِنّ فِي الحَدِيث وَرجل قرف عَلَى نَفسه ذنوبا أَي كسب قَالَ ابْن الزبير مَا عَلَى أحدكُم إِذا أَتَى الْمَسْجِد أَن يخرج قرفة أَنفه أَي مَا لزق بِهِ من المخاط قَالَت عَائِشَة كَانَ يصبح جنبا من قراف أَي من جماع وَسُئِلَ عَن أَرض وبيئة فَقَالَ دعها فَإِن من القرف التّلف القرف مداناة الْمَرَض وكل شَيْء فقد قاربته قارفته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 وَسُئِلَ عمر مَتى تحل لنا الْميتَة فَقَالَ إِذا وجدت قرف الأَرْض فَلَا تَقربهَا يَعْنِي بقلها ونباتها فِي حَدِيث عبد الْملك أَرَاك أَحْمَر قرفا القرف الشَّديد الْحمرَة كَأَنَّهُ قرف أَي قشر فِي الحَدِيث فَإِذا رَسُول الله جَالس القرفصاء قَالَ أَبُو عبيد هِيَ جلْسَة المحتبي بيدَيْهِ إِلَّا أَنه لَا يحتبي بِثَوْب بل يَجْعَل يَدَيْهِ مَكَان الثَّوْب عَلَى سَاقيه قَالَ الْفراء القرفصاء مضموم الْقَاف مَمْدُود قَالَ الْأَزْهَرِي كسر الْقَاف وَترك الْمَدّ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ أَن يقْعد وَيجمع رُكْبَتَيْهِ وَيقبض يَده إِلَى صَدره وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يراهم يَلْعَبُونَ بالقرق فَلَا ينهاهم قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ شَيْء يلْعَب بِهِ يُقَال إِنَّه خطّ مربع فِي وَسطه خطوط قَوْله بقاع وَهُوَ الفارغ المستوي وَكَذَلِكَ القاع القرقر فِي الحَدِيث وَعَلَى الْبَاب قرام ستر رَقِيق فِي الحَدِيث تمر كالبعير الأقرم قَالَ أَبُو عَمْرو وَصَوَابه المقرم وَهُوَ المكرم لَا يحمل عَلَيْهِ بل يكون للفحلة وَكَانَ يتَعَوَّذ من القرم وَهُوَ شدَّة الشَّهْوَة للحم يُقَال قرمت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 إِلَى اللَّحْم وعمت إِلَى اللَّبن وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنا القرم وَهُوَ السَّيِّد الْكَرِيم فِي الحَدِيث إِن قرملا تردى فِي بِئْر القرمل الصَّغِير الْجِسْم من الْإِبِل فِي الحَدِيث مسح عَلَى رَأس غُلَام وَقَالَ عش قرنا فَعَاشَ مائَة سنة فِي الحَدِيث احْتجم بقرن وَهُوَ اسْم مَوضِع وَذكر عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام ذَا القرنين وَقَالَ فِيكُم مثله وَإِنَّمَا عَنى نَفسه لِأَنَّهُ ضرب ضَرْبَة فِي الْحَرْب وضربه ابْن ملجم وَقَالَ لَهُ رَسُول الله إِنَّك ذُو قرنيها أَي ذُو طرفيها يَعْنِي الْجنَّة وَقيل الْأمة وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن ثَعْلَب أَنه أَرَادَ بقرنيها الْحسن وَالْحُسَيْن وَالشَّمْس تطلع بَين قَرْني شَيْطَان وهما ناحيتا رَأسه كَأَنَّهُ يبرز مَعهَا لمن يسْجد لَهَا وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ هَذَا مثل وَالْمعْنَى أَنه حِينَئِذٍ يَتَحَرَّك الشَّيْطَان ويتسلط قَالَ وَكَذَلِكَ قَوْله يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم إِنَّمَا مثل لتسليطه عَلَيْهِ لَا أَن يدْخل جَوْفه فِي الحَدِيث فِي الضَّالة إِذا كتمها قَالَ فِيهَا قرينتها أَي مثلهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 قَالَ أَبُو عبيد إِذا أَدَّاهَا بَعْدَمَا كتمها أَو وجدت عِنْده فَعَلَيهِ مثلهَا وَهَذَا فِي الْحَيَوَان خَاصَّة عُقُوبَة لَهُ كَمَا قَالَ فِي مَانع الصَّدَقَة إِنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله لَا أعرف للْحَدِيث وَجها غَيره والحكام الْيَوْم إِنَّمَا يلزمونه الْقيمَة فِي صفته سوابغ من غير قرن الْقرن التقاء الحاجبين قَالَ أَبُو سُفْيَان مَا رَأَيْت مثل طَاعَة الْمُسلمين لرَسُول الله وَلَا فَارس وَلَا الرّوم ذَات الْقُرُون فِي هَذَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم قيل لَهُم ذَلِك لتوارثهم الْملك قرنا بعد قرن وَالثَّانِي الْقُرُون شُعُورهمْ وتوقيرهم إِيَّاهَا فِي الحَدِيث صل فِي الْقوس واطرح الْقرن وَهُوَ جعبة من جلد وَإِنَّمَا أمره بنزعها لِأَنَّهَا لم تكن مدبوغة وَأتي رَسُول الله بكبش أقرن أَي تَامّ الْقرن وَقَالَ سَلمَة بن الْأَكْوَع وَجَلَست عَلَى قرن الْقرن جبيل صَغِير وَقَالَ عمر لرجل مَا مَالك فَقَالَ أقرن وأدمة فِي المنبئة الأقرن جمع قرن وَهِي جعبة من جُلُود تكون للصيادين فَيشق جَانب مِنْهَا ليدْخل الرّيح فِيهَا والأدمة جمع أَدِيم والمنبئة الدّباغ فِي حَدِيث أبي أَيُّوب فَوَجَدَهُ الرَّسُول يغْتَسل بَين القرنين وهما قرنا الْبِئْر منارتان بنيا من حِجَارَة من جَانِبي الْبِئْر لينزل عَلَيْهِمَا مَا يحمل البكرة والدلو فَإِن كَانَتَا من خشب فهما زرنوقان قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من تزوج امْرَأَة بهَا قرن فَهِيَ امْرَأَته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 الرَّاء سَاكِنة قَالَ الْأَصْمَعِي الْقرن العفلة الصَّغِيرَة وَقَالَ شُرَيْح فِي قرن جَارِيَة أقعدوها فَإِن أصَاب الأَرْض فَهُوَ عيب وَيُقَال فلَان قَرْني فِي السن بِفَتْح الْقَاف وقرني بِكَسْرِهَا فِي الشدَّة قَالَ عمر مَا ولي أحد إِلَّا قرَى فِي غيبته أَي جمع فِي الحَدِيث هاتوا قروا وَهُوَ الْإِنَاء الصَّغِير وَتَوَضَّأ ابْن عمر من مقرى أَي حَوْض وَقَالَ مرّة فِي خرج يُقَوي ثمَّ يرفض أَي تَجْتَمِع فِيهِ الْمدَّة ثمَّ يتفرق قَالَ عمر بَلغنِي عَن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ شَيْء فاستقريتهن أَي تتبعتهن قَوْله أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى وَهِي الْمَدِينَة أخذت غَنَائِم مَا حولهَا بَاب الْقَاف مَعَ الزَّاي كره ابْن عَبَّاس أَن يُصَلِّي الرجل إِلَى الشَّجَرَة المقرحة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ شَجَرَة عَلَى صُورَة التِّين لَهَا أَغْصَان قصار فِي رؤوسها مثل برثن الْكَلْب وَقَالَ غَيره يحْتَمل أَن يكون كره الصَّلَاة إِلَى شَجَرَة قد قزَح الْكَلْب وَالسِّبَاع بأبوالها عَلَيْهَا يُقَال قزَح الْكَلْب ببوله إِذا رفع إِحْدَى رجلَيْهِ وبال فِي الحَدِيث لَا تَقولُوا قَوس قزَح فَإِن قزَح من أَسمَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 الشَّيَاطِين القزح الطرائق واحدتها قزحة فِي الحَدِيث وَإِن قزحه وَهُوَ من القزح وَهُوَ التابل يُقَال قزحت الْقدر وَمن أمثالهم قزَح الْمجْلس يلطع تَقول طيبه بالملح يحرص عَلَيْهِ فِي الحَدِيث إِن إِبْلِيس ليقز القزة من الْمشرق إِلَى الْمغرب أَي يثب الوثبة قَالَ القتيبي قَز يقز إِذا وثب وَنَهَى عَن القزع وَهُوَ أَن تحلق رَأس الصَّبِي وَيتْرك مِنْهُ مَوَاضِع فِيهَا الشّعْر مُتَفَرِّقَة وكل شَيْء يكون قطعا مُتَفَرِّقَة فَهُوَ قزع وَمِنْه قزع السَّحَاب وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مجتمعون إِلَيْهِ كَمَا تَجْتَمِع قزع الخريف أَي قطع السَّحَاب فِي الحَدِيث كَانَ رجل بِهِ قزل وَهُوَ أَسْوَأ العرج بَاب الْقَاف مَعَ السِّين فِي الحَدِيث أما أَبُو جهم فَأَخَاف عَلَيْك قسقاسته الْعَصَا أَي تحريكه إِيَّاهَا عِنْد الضَّرْب وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال قسقسة الْعَصَا وَإِنَّمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 زيدت الْألف لِئَلَّا تتوالى الحركات قَالَ أَبُو زيد يُقَال للعصا القسقاسة والقساسة وَنَهَى عَن لبس القسي وَهِي ثِيَاب منسوبة إِلَى القس وَهُوَ مَوضِع بِمصْر وفيهَا حَرِير وَقَالَ شمر هِيَ القزي فأبدلت الزَّاي سينا فِي الحَدِيث إِذا قسموا قسطوا أَي عدلوا قَوْله يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ الْقسْط الْمِيزَان سمي قسطا لِأَنَّهُ بِهِ تبين الْعدْل فِي الْقِسْمَة وَقَالَ الْأَزْهَرِي يرفع الْعدْل وَأَهله فيغلبه عَلَى الْجور وَأَهله وَمرَّة يخفضه فَيظْهر أهل الْجور ابتلاء النِّسَاء أسفه السُّفَهَاء إِلَّا صَاحِبَة الْقسْط والسراج أَرَادَ الَّتِي تخْدم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 بَعْلهَا وتوضئه وَتقوم عَلَى رَأسه بالسراج وبالقسط الَّذِي هُوَ إِنَاء يسع نصف صَاع والمقسط الْعَادِل والقاسط الجائر قَوْله عَلَيْكُم بِالْقِسْطِ الْهِنْدِيّ وَهُوَ عود يُؤْتَى بِهِ من الْهِنْد وَفِيه ثَلَاث لُغَات قسط وكسط وكشط وَفِي وقْعَة نهاوند عشيتهم ريح قسطلانية أَي كَثِيرَة الْغُبَار والقسطل الْغُبَار قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنا قسيم النَّار قَالَ القتيبي أَرَادَ أَن النَّاس فريقان فريق معي فهم عَلَى هدى وفريق عَلّي فهم عَلَى ضلال وَنصف فِي الْجنَّة وَنصف فِي النَّار وقسيم بِمَعْنى مقاسم كالشريب والجليس فِي الحَدِيث مثل الَّذِي يَأْكُل الْقسَامَة كَمثل جدي بَطْنه مَمْلُوء رضفا الْقسَامَة الصَّدَقَة وَفِي حَدِيث آخر إيَّاكُمْ والقسامة يَعْنِي مَا يَأْخُذهُ القسام لأجرته فَإِنَّهُ يعْزل من رَأس المَال شَيْئا لنَفسِهِ مثل مَا يَأْخُذهُ السماسرة رسما لَا أجرا قَالَ الْخطابِيّ يَقُولُونَ فِي هَذِه الْقسَامَة بِفَتْح الْقَاف وَإِنَّمَا هُوَ بضَمهَا وَهُوَ مَا يَأْخُذهُ القسام عَلَى مَا تواضعه الباعة بَينهم وَإِنَّمَا لَهُ أُجْرَة الْمثل وَقَالَ الْحسن الْقسَامَة جَاهِلِيَّة أَي من أَحْكَام الْجَاهِلِيَّة وَقد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 أقرها الْإِسْلَام قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْقسَامَة الَّذين يحلفُونَ عَلَى حَقهم وَيَأْخُذُونَ وَأَصله الْيَمين ثمَّ جعل قوما وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْقسَامَة اسْم من الإقسام وضع مَوضِع الْمصدر ثمَّ يُقَال للَّذين يقسمون قسَامَة أَيْضا فِي حَدِيث أم معبد وسيم قسيم الوسامة والقسامة الْحسن فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه بَاعَ نفاية بَيت المَال وَكَانَت أنوقا وقسيانا وَاحِد القسيان دِرْهَم قسي مخفف السِّين مشدد الْيَاء وَهُوَ المرذول وَمِنْه الحَدِيث مَا يسرني دين الَّذِي يَأْتِي العراف بدرهم قسي قَالَ الشّعبِيّ لرجل تَأْتِينَا بِهَذِهِ الْأَحَادِيث قسية وتأخذها منا طازجة أَي رَدِيئَة من قَوْلهم دِرْهَم قسي والطازجة الْخَالِصَة وَهِي أَعْرَاب تازة بَاب الْقَاف مَعَ الشين فِي الحَدِيث قشبني رِيحهَا أَي سمني وكل مَسْمُوم قشيب ومقشب وَقَالَ اللَّيْث القشب اسْم السم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 وَوجد عمر من مُعَاوِيَة ريح طيب وَهُوَ محرم فَقَالَ قشبنا أَرَادَ أَن ريح الطّيب فِي الْإِحْرَام كريح المؤذي من السم قَالَ عمر لرجل قشبك المَال أَي ذهب بعقلك فِي الحَدِيث مر وَعَلِيهِ قشبانيتان يَعْنِي بردتين وَالْأَصْل فِيهِ القشب وَهُوَ الْجَدِيد وَيكون الْخلق فَهُوَ من الأضداد وَيجمع قشبا وقشبانات فِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت رجلا ذَا قشر أَي ذَا لِبَاس وَقَالَ معَاذ إِن امْرأ آثر قشرتين عَلَى عتق هَؤُلَاءِ لغبين وَذَلِكَ أَنه بَاعَ حلَّة وَاشْتَرَى بهَا أعبدا فَأعْتقهُمْ والحلة ثَوْبَان وَلعن القاشرة والمقشورة وَهِي الَّتِي تقشر وَجههَا بالدواء ليصبغوا لَوْنهَا وَكَانَ يُقَال {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} و {قل هُوَ الله أحد} المقشقتان لِأَنَّهُمَا يبرئان من الشّرك وَيُقَال تقشقش الْمَرِيض من علته إِذا أَفَاق وَبرئ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَو حدثتكم بِكُل مَا أعلم لرميتموني بالقشع وَيروَى بِكَسْر الْقَاف وَفتحهَا قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الْجُلُود الْيَابِسَة الْوَاحِدَة مِنْهَا قشع عَلَى غير قِيَاس وَقَالَ الْأَزْهَرِي قشع بِفَتْح الْقَاف وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ الْجلد أَو النطع وَقد أخلق وَقَالَ الْكلابِي لرميتموني بالقشع بِفَتْح الشين واحدتها قشعة وَهِي النخاعة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنَّهَا النخامة يقشعها الرجل من صَدره أَي يُخرجهَا بالتنحنح وَالْمعْنَى بزقتم فِي وَجْهي وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة القشع جمع القشعة وَهُوَ مَا قشعته عَن وَجه الأَرْض من الْمدر والطين وَالْمعْنَى لرميتموني بِالْحِجَارَةِ فِي الحَدِيث نفلني رَسُول الله جَارِيَة عَلَيْهَا قشع لَهَا أَي جلد قد ألبسته فِي الحَدِيث لَا أَعرفن أحدكُم يحمل قشعا من أَدَم وَالْمرَاد الْجلد يَأْخُذهُ من الْغلُول فِي الحَدِيث أصَاب التَّمْر القشام وَهُوَ أَن ينتفض ثَمَر النّخل قبل أَن يصير بلحا فِي الحَدِيث وَمَعَهُ عسيب نَخْلَة مقشو أَي مقشور عَنهُ خوصه وَكَانَ مُعَاوِيَة يَأْكُل لياء مقشا مقشورا واللياء شَيْء مثل الحمص بَاب الْقَاف مَعَ الصَّاد بشر خَدِيجَة بِبَيْت من قصب وَالْمرَاد بِهِ اللُّؤْلُؤ المجوف فِي صفته سبط الْقصب والقصب كل عظم عريض وكل عظم أجوف فَهُوَ قَصَبَة وَجمعه قصب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 قَوْله يجر قصبه فِي النَّار والقصب المعاء فِي حَدِيث سعيد بن الْعَاصِ أَنه سبق بَين الْخَيل فَجَعلهَا مائَة قَصَبَة أَرَادَ أَنه ذرع الْغَايَة بالقصب فَجَعلهَا مائَة وَتلك القصبة تركز عِنْد أقْصَى الْغَايَة فَمن سبق إِلَيْهَا أَخذهَا وَاسْتحق الْخطر فَيُقَال حَاز قصب السَّبق فِي صفته كَانَ أَبيض مقصدا وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بطويل وَلَا قصير قَالَ النَّضر الْمَقْصد من الرِّجَال الربعة فِي الحَدِيث كَانَت المداعسة بِالرِّمَاحِ حَتَّى تقصد أَي تكسر وَيصير قصدا فِي الحَدِيث من لم يكن لَهُ بِالْمَدِينَةِ أصل فليجعل لَهُ أصلا وَلَو قصَّة أَي نَخْلَة قَالَ رجل فِي رجل لقد كَانَ فِي قصرة هَذَا مَوَاضِع للسيوف القصرة أصل الرَّقَبَة فِي حَدِيث الْمُزَارعَة كَانَ يشْتَرط أحدهم كَذَا وَكَذَا والقصارة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا بَقِي فِي السنبل بَعْدَمَا فِي الحَدِيث من شهد الْجُمُعَة وَلم يؤذ أحدا بقصيره إِن لم يغْفر لَهُ أَن يكون لَهُ كَذَا أَي بِحَسبِهِ وغايته يُقَال قصرك أَن تفعل كَذَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 وقصاراك أَي غايتك فِي الحَدِيث فَأَبَى ثُمَامَة أَن يسلم قصرا أَي بالإجبار وَالْحَبْس فِي الحَدِيث وَرَأَيْت سلمَان مقصصا وَهُوَ الَّذِي لَهُ جمة وكل خصْلَة من الشّعْر قصَّة بِضَم الْقَاف وَمِنْه أَن مُعَاوِيَة تنَاول قصَّة من شعر وَقَالَ نهَى رَسُول الله عَن مثل هَذِه يَعْنِي وصل الشّعْر وَنَهَى عَن تقصيص الْقُبُور وَهُوَ التجصيص يُقَال للجص قصَّة وَقَالَ اللَّيْث الجص مَعْرُوف وَهُوَ من كَلَام الْعَجم ولغة أهل الْحجاز القص وَمِنْه بنى عمار الْمَسْجِد بِالْحِجَارَةِ والقصة قَالَ الْخطابِيّ الْقِصَّة شَيْء يشبه الجص وَلَيْسَ هُوَ قَالَت عَائِشَة لَا تغتسلي من الْمَحِيض حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء وَهُوَ أَن تخرج الْحَائِض القطنة أَو الْخِرْقَة الَّتِي تحتشي بهَا كَأَنَّهَا قصَّة لَا يخالطها صفرَة وَقيل العصة شَيْء كالخيط الْأَبْيَض يخرج بعد انْقِطَاع الدَّم كُله فِي حَدِيث الْمِعْرَاج فشق من قصه إِلَى شعرته القص وسط الصَّدْر كَانَ صَفْوَان بن مُحرز يبكي حَتَّى يرَى أَنه قد اندق قصيص زوره ويروي قصّ زوره قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ منبت شعره عَلَى صَدره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 فِي الحَدِيث وَهِي تَقْصَعُ بجرتها يَعْنِي النَّاقة وقصع الجرة شدَّة المضغ وَضم بعض الْأَسْنَان عَلَى بعض وَمِنْه قصع القملة وَنَهَى عَن قصع القملة بالنواة لِأَن النواة قوت الدواجن وَقد كَانَت الصَّحَابَة تَأْكُله عِنْد العوز وَكَانَت الْمَرْأَة إِذا أَصَابَهَا دم الْحيض قصعته أَي دلكته بالظفر وَيروَى مصعته والمصع العرك فِي الحَدِيث أَنا والنبيون فراط القاصفين وهم خلق كثير يزدحمون حَتَّى يقصف بَعضهم بَعْضًا بدارا إِلَى الْجنَّة وَالْمعْنَى أَن النَّبِيين يتقدمون أممهم إِلَى الْجنَّة والأمم عَلَى أَثَرهم يبادرون دُخُولهَا فيقصف بَعضهم بَعْضًا أَي يزحم بَعضهم بَعْضًا بدارا إِلَيْهَا وَمثله كَانَ أَبُو بكر يقْرَأ فيتقصف عَلَيْهِ نسَاء الْمُشْركين فِي حَدِيث لما يهمني من انقصافهم عَلَى بَاب الْجنَّة أهم عِنْدِي من تَمام شَفَاعَتِي أَي من ازدحامهم فِي صفة الْجنَّة لَيْسَ فِيهَا قَصم أَي كسر يُقَال فلَان أقصم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 الثَّنية إِذا كَانَت مَكْسُورَة من عرضهَا فَإِذا كسرت من الأَصْل قيل أهتم قَوْله استغنوا عَن النَّاس وَلَو عَن قصمة السِّوَاك يَعْنِي مَا انْكَسَرَ مِنْهُ إِذا اسْتعْمل فِي صفة الشَّمْس تطلع فَمَا يرْتَفع فِي السَّمَاء من قصمة إِلَّا فتح لَهَا بَاب من النَّار قَالَ ابْن قُتَيْبَة القصمة الْمرقاة فِي الحَدِيث فَكنت إِذا رَأَيْته فِي الطَّرِيق تقصيتها أَي صرت فِي أقصاها فِي الحَدِيث عَلَى نَاقَته الْقَصْوَاء قَالَ الْخطابِيّ قطع من أذنها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 بَاب الْقَاف مَعَ الضَّاد قَوْله أَن جَاءَت بِهِ قضيء الْعين أَي فاسدها وَهِي كلمة مَقْصُورَة وَكَانَ إِذا رَأَى التصليب فِي مَوضِع قضبه أَي قطع مَوضِع التصليب مِنْهُ فِي حَدِيث أبي الدحداح وارتجلي بالقضن وَالْأَوْلَاد أَي بتباعك وَمن يتَّصل بك فِي هدم الْكَعْبَة وَأخذ فلَان العتلة فعتل نَاحيَة من الربض فأقضه أَي جعله قضضا والقضض الْحَصَى الصغار فِي الحَدِيث يُؤْتَى بالدنيا بقضها وقضيضها يَعْنِي بِكُل مَا فِيهَا وَيروَى بِالْكَسْرِ فِي مَانع الزَّكَاة يمثل لَهُ كنزه شجاعا فيلقمه يَده فيقضقضها أَي يكسرها فِي الحَدِيث فتقضقضوا أَي تفَرقُوا قَالَ الزُّهْرِيّ قبض رَسُول الله وَالْقُرْآن فِي العسب والقضم وَهُوَ جمع قضيم وَهِي الْجُلُود الْبيض وَتجمع أَيْضا قما مثل أَدِيم وأدم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 بَاب الْقَاف مَعَ الطَّاء فِي الحَدِيث إِن شِئْت نزعت السهْم وَتركت القطبة وَهِي النصل فِي الحَدِيث فنفرت نَقده فقطرت الرجل من الْفُرَات أَي ألقته عَلَى أحد قطريه والنقد صغَار الْغنم وَمثله رَمَى رجل امْرَأَة يَوْم الطَّائِف فقطرها فِي الحَدِيث عَلَيْهِ درع قطري الْقطر ضرب من البرود غليظ وَكَانَ ابْن سِيرِين يكره الْقطر قَالَ النَّضر هُوَ أَن يزن جلة من تمر أَو عدلا من الْمَتَاع وَيَأْخُذ مَا بَقِي عَلَى حِسَاب ذَلِك ويزنه قَالَ ابْن مَسْعُود لَا أَعرفن أحدكُم جيفة ليل قطرب نَهَار قَالَ أَبُو عبيد القطرب دويبة لَا تستريح نَهَارا سعيا قَوْله عَلَى النائحة سربال من قطران السربال الْقَمِيص والقطران شَيْء يتحلب من شجر تهنأ بِهِ الْإِبِل وَإِنَّمَا جعل سربالا لَهَا لِأَن النَّار إِذا لفحته قوي اشتعالها وَكَانَ زيد وَابْن عمر لَا يريان بَأْسا بِبيع القطوط إِذا خرجت قَالَ الْأَزْهَرِي القطوط هَا هُنَا الجوائز والأرزاق سميت قطوطا لِأَنَّهَا كَانَت تخرج مَكْتُوبَة فِي رقاع وحكاك مَقْطُوعَة وَبَيْعهَا غير جَائِز عِنْد الْفُقَهَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 تَقول النَّار قطّ قطّ أَي حسب قَالَ الْأَزْهَرِي قطّ خَفِيفَة بِمَعْنى حسب وَمِنْهَا قد فَإِذا أضفتها إِلَى نَفسك قلت قطني وقدني وَأما قطّ فَهُوَ الأمد الْمَاضِي تَقول مَا رَأَيْته قطّ وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا وسط قطّ أَي قطع عرضا فِي الحَدِيث الشّعْر القطط هُوَ الشَّديد الْجَوْدَة وَفِي وَقت صَلَاة الضُّحَى إِذا انْقَطَعت الظلال أَي قصرت وَذَلِكَ أَن الظلال تكون ممتدة فَكلما ارْتَفَعت الشَّمْس قصرت الظلال فَذَلِك تقطعها فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ مقطعات قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الثِّيَاب الْقصار وَقَالَ شمر كل ثوب يقطع من قَمِيص وَغَيره وَمن الثِّيَاب مَا لَا يقطع كالأزر والأردية وَمِنْه فِي صفة نخل الْجنَّة مِنْهَا مقطعاتهم وَلم يكن يصف ثِيَابهمْ بِالْقصرِ لِأَنَّهُ عيب وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة المقطعات الثِّيَاب المقطوعة سابغة كَانَت أَو مضارا فِي الحَدِيث استقطعه الْملح أَي سَأَلَهُ أَن يقطعهُ لَهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 قَالَ عمر لَيْسَ فِيكُم من تقطع إِلَيْهِ الْأَعْنَاق مثل أبي بكر وَذَاكَ لِأَنَّهُ سبق فتقطعت أَعْنَاق مسابقيه فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه أَصَابَهُ قطع أَي بهر وربو فِي الحَدِيث ثمار لَا يُصِيبهَا قِطْعَة أَي عَطش بِانْقِطَاع المَاء عَنْهَا فِي الحَدِيث كَانَ رجل جَالِسا عَلَى الْقطع وَهُوَ طنفسة تكون تَحت الرحل عَلَى كَتِفي الْبَعِير وَنَهَى عَن لبس الذَّهَب إِلَّا مقطعا يَعْنِي مثل الْحلقَة وَمَا أشبههَا فِي الحَدِيث من زوج كريمته من فَاسق فَقده قطع رَحمهَا وَذَلِكَ أَن الْفَاسِق يطلقهَا وَلَا يُبَالِي أَن لَا يضاجعها فِي الحَدِيث اقْطَعُوا عني لِسَانه أَي أرضوه حَتَّى يسكت فِي الحَدِيث تلقونَ فِيهِ من القطيعاء وَهُوَ التَّمْر السهرير فِي الحَدِيث يجْتَمع النَّفر عَلَى القطف وَهُوَ العنقود اسْم لما قطف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 وَقَالَت آمِنَة تصف حملهَا رَسُول الله مَا وجدته فِي الْقطن وَلَا الثنة وَلَكِنِّي كنت أَجِدهُ فِي كَبِدِي والقطن أَسْفَل الظّهْر وَقَالَ ابْن السّكيت الْقطن مَا بَين الْوَرِكَيْنِ قَالَ سلمَان كنت قطن النَّار أَي خازنها وخادمها ملازما لَهَا وَرُوِيَ بِفَتْح الطَّاء وَهُوَ جمع قاطن قَالَ بعض الْعلمَاء فِي القطنية الزَّكَاة يُقَال بِكَسْر الْكَاف وَضمّهَا قَالَ ثَعْلَب القطنية الْحُبُوب الَّتِي تخرج من الأَرْض سميت قطنية لِأَن مخارجها من الأَرْض مثل مخارج النَّبَات القطنية وَقَالَ شمر القطنية مَا كَانَ سُوَى الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب وَالتَّمْر قَالَ الْأَزْهَرِي وَقَالَ غَيره القطنية اسْم جَامع لهَذِهِ الْحُبُوب الَّتِي تطبخ مثل العدس والفول واللوبياء فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ عباءة قطوانية قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ الْبَيْضَاء الصَّغِيرَة بَاب الْقَاف مَعَ الْعين فِي الحَدِيث فِي النَّار كل شَدِيد قعبري وَقد فسره بِأَنَّهُ الشَّديد عَلَى الْأَهْل وَالْعشيرَة والصاحب وَنَهَى أَن يقْعد عَلَى الْقَبْر ظَاهِرَة الْجُلُوس لاحترام الْمَيِّت وَقد قَالَ قوم هُوَ التخلي للْحَاجة وَفِيه بعد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 وَأما قَول عَاصِم بن ثَابت أَبُو سُلَيْمَان وَرِيش المقعد قَالَ الْأَزْهَرِي عَن ابْن الْأَعرَابِي المقعد فرخ النسْر وريشه أَجود الريش وَقيل المقعد النسْر يصاد فَيُؤْخَذ ريشه قَالَ وَمن رَوَاهُ المقعد فَهُوَ اسْم رجل كَانَ يَرْمِي السِّهَام وَالْمعْنَى فَمَا عُذْري إِذا لم أقَاتل فِي صفة السحابة كَيفَ ترَوْنَ قواعدها أَي أُصُولهَا المعترضة من آفَاق السَّمَاء فِي الحَدِيث إِن رجلا تقعر عَن مَال لَهُ يُرِيد انقلع من أَصله فِي الحَدِيث من قتل قعصا وَهُوَ أَن يضْرب فَيَمُوت مَكَانَهُ وَفِي حَدِيث آخر موتات كقعاص الْغنم قَالَ أَبُو عبيد القعاص دَاء يَأْخُذ الْغنم لَا يلبثها أَن تَمُوت وَمِنْه أَخذ الأقعاص وَهُوَ الْقَتْل عَلَى الْمَكَان يُقَال ضربه فأقعصه وَنَهَى عَن الاقتعاط وَهُوَ أَن يعتم وَلَا يَجْعَل مِنْهَا شَيْئا تَحت ذقنه وَيُقَال للعمامة الْمُقطعَة فَإِذا لاثها المعتم عَلَى رَأسه وَلم يَجْعَلهَا تَحت حنكه قيل اقتعطها أَخذ رَسُول الله صَبيا فِي حجره وَنَفسه تقَعْقع أَي تضطرب وتحرك قَالَ الْأَزْهَرِي لَا تثبت عَلَى حَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 وَنَهَى أَن يقعي الرجل فِي صلَاته قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يلصق الرجل أليته بِالْأَرْضِ وَينصب سَاقيه وَيَضَع يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ كَمَا يقعي الْكَلْب وَقَالَ الْخطابِيّ الإقعاء أَن يضع أليتيه عَلَى عَقِبَيْهِ ويقعو مستوفزا غير مطمئن إِلَى الأَرْض وَفِي الحَدِيث أكل رَسُول الله مقعيا بَاب الْقَاف مَعَ الْفَاء قيل لِابْنِ عمر قد ظهر نَاس يتقفرون الْعلم أَي يطلبونه ويتبعون أَثَره وَكره ابْن عمر للمحرمة لبس القفازين قَالَ أَبُو عبيد هما شَيْء يعْمل لِلْيَدَيْنِ ويحشى بِقطن وَيكون لَهُ أزرار وَيرد عَلَى الساعدين من الْبرد يلْبسهُ النِّسَاء وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ ضرب من الْحلِيّ تتخذه الْمَرْأَة فِي يَديهَا ورجليها فِي الحَدِيث نهَى عَن قفيز الطَّحَّان قَالَ ابْن الْمُبَارك هُوَ أَن تَقول أطحن بِكَذَا وَزِيَادَة قفيز من نَفْس الطحين وَلم يخلف عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا قفشين ومخذفة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي القفش الْخُف والمخذفة المقلاع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 قَالَ أَبُو هُرَيْرَة من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تعلو التحوت وهم بيُوت القافصة القافصة اللئام وَأكْثر مَا يُقَال بِالسِّين وَذكر الْجَرَاد عِنْد عمر فَقَالَ لَيْت عندنَا مِنْهُ قفعة أَو قفعتين قَالَ أَبُو عبيد القفعة شَيْء يشبه الزبيل وَلَيْسَ بالكبير يعْمل من الخوص وَلَيْسَ لَهُ عرى وَقَالَ شمر هُوَ مثل القفة تتَّخذ وَاسِعَة ضيقَة الْأَعْلَى وَقيل القفعة الْحلَّة بلغَة أهل الْيمن فِي الحَدِيث فَأَخَذته قفقفة أَي رعدة يُقَال تقفقف من الْبرد أَي ارتعد فِي الحَدِيث ذهب قفاف إِلَى صيرفي بِدَرَاهِم القفاف الَّذِي يسرق بكفيه عِنْد الانتقاد يُقَال قف فلَان درهما قَالَ عمر إِنِّي لأستعين بِالرجلِ ثمَّ أكون عَلَى قفاته قَالَ أَبُو عبيد قفات كل شَيْء جمَاعه واستقصاء مَعْرفَته يَقُول استعين بِالرجلِ الْكَافِي وَإِن لم يكن بِذَاكَ الثِّقَة ثمَّ أكون عَلَى تتبع أمره حَتَّى استقصي علمه فِي الحَدِيث فَأَصْبَحت مَذْعُورَة قد قف جلدي أَي قف شعري وَمَعْنى قف اقشعر فِي الحَدِيث جلس عَلَى القف وَهُوَ مَا يُبْنَى حول الْبِئْر ليجلس عَلَيْهِ الْجَالِس فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ قفة وَهِي الشَّجَرَة البالية الْيَابِسَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 قَوْله يعْقد الشَّيْطَان عَلَى قافية رَأس أحدكُم فَقَالَ أَبُو عبيد القافية الْقَفَا فَكَأَن مَعْنَاهُ عَلَى قفا أحدكُم قَالَ عمر أَربع مقفلات النّذر وَالطَّلَاق وَالْعتاق وَالنِّكَاح يَعْنِي لَا مخرج مِنْهُنَّ إِذا جَرَى بِهن القَوْل قَوْله أَنا المقفي وَهُوَ بِمَعْنى العاقب وَهُوَ المتبع للأنبياء قَالَ طَلْحَة وضع اللح عَلَى قفي أَي قفاي فَهُوَ لُغَة طابية فِي الحَدِيث فاستقفاه بِسَيْفِهِ أَي أَتَاهُ من قبل قَفاهُ وَسُئِلَ النَّخعِيّ عَن من ذبح فأبان الرَّأْس قَالَ تِلْكَ القفينة لَا بَأْس بهَا قَالَ شمر القفينة المذبوحة من قبل الْقَفَا قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ كَذَلِك إِنَّمَا هِيَ الَّتِي تبان رَأسهَا بِالذبْحِ قَالَ عمر إِنَّا نتقرب إِلَيْك بعم نبيك وقفية آبَائِهِ يُقَال هَذَا قفي الْأَشْيَاخ إِذا كَانَ الْخلف مِنْهُم مَأْخُوذ من قَفَوْت الرجل إِذا تَبعته هَذَا تَفْسِير ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ الْخطابِيّ هَذَا بعيد أَن يكون جعل الْعَبَّاس تبعا لِآبَائِهِ أَو خلفا عَنْهُم وَإِنَّمَا مَعْنَى القفية الْمُخْتَار يُرِيد أَنه الْمُخْتَار من آبَائِهِ قَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 وَيحْتَمل أَنه تَابعهمْ فِي الاسْتِسْقَاء فَإِن عبد الْمطلب استسقى لأهل الْحرم حِين أقحطوا وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام نَحن بَنو النَّضر لَا نقذف أَبَانَا وَلَا نقفوا أمنا يقفو بِمَعْنى يقذف أَيْضا وَقَالَ الْقَاسِم بن مخيمرة لَا حد إِلَّا فِي القفو الْبَين يَعْنِي الْقَذْف بَاب الْقَاف مَعَ الْقَاف قيل لِابْنِ عمر أَلا تبَايع ابْن الزبير فَقَالَ مَا شبهت بيعهم إِلَّا بققة أتعرف مَا ققة الصَّبِي يحدث فَيَضَع يَده فِي حَدثهُ فَتَقول أمه ققة وَقَالَ الْخطابِيّ ققة شَيْء يردده الطِّفْل عَلَى لِسَانه قبل أَن يتدرب بالْكلَام فَكَأَنَّهُ يَقُول تِلْكَ بيعَة يولاها الْأَحْدَاث وَمن لَا يعْتَبر بِهِ قَالَ وَقَالَ بَعضهم ققة كِنَايَة عَن الْحَدث يتلطخ بِهِ الطِّفْل وَقَالَ قوم إِنَّمَا وَهُوَ ققة مُخَفّفَة بِكَسْر الْقَاف ألأولى وَفتح الثَّانِيَة بَاب الْقَاف مَعَ اللَّام كَانَ يحي بن زَكَرِيَّا يَأْكُل من قُلُوب الشّجر يَعْنِي مَا كَانَ مِنْهَا رخصا لينًا وَقَالَ مُعَاوِيَة إِنَّكُم لتقلبون حولا قلبا أَي محتالا حسن التقليب للأمور وَقَالَ عمر اقلب قلاب مثل يضْرب لرجل تكون مِنْهُ السقطة فيتداركها ويصرفها إِلَى غير مَعْنَاهَا وَقَالَ شُعَيْب لمُوسَى لَك من غنمي مَا جَاءَت بِهِ قالب لون وَهُوَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 الَّذِي جَاءَت بِهِ عَلَى غير ألوان أمهاتهم وَكَانَ نسَاء بني إِسْرَائِيل يلبسن القواليب يَعْنِي النِّعَال فِي الحَدِيث وَهُوَ عَلَى مقلتة أَي عَلَى مهلكة وَإِن الْمُسَافِر لعَلَى قلت أَي عَلَى هَلَاك والمقلات الَّتِي لَا يَبْقَى لَهَا ولد قَوْله مَا لكم تدخلون عَلّي قلحا القلح صفرَة تعلو الْأَسْنَان ووسخ يركبهَا من طول ترك السِّوَاك فِي الحَدِيث قلدوا الْخَيل وَلَا تقلدوها الأوتار فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا لَا تقلدوها الأوتار فتختنق وَالثَّانِي أَن المُرَاد بالأوتار الذحول قَالَ عبد الله بن عَمْرو لقيمه إِذا أَقمت قلدك من المَاء فَاسق الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب القلد يَوْم النّوبَة وَمَا بَين القلدين ظمأ فِي الحَدِيث فقلدتنا السَّمَاء أَي مطرتنا لوقت وَلما قدم عمر الشَّام لقِيه المقلسون بِالسُّيُوفِ وهم الَّذين يَلْعَبُونَ بَين يَدي الْأَمِير إِذا دخل الْبَلَد بِالسُّيُوفِ الْوَاحِد مقلس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 وَفِي الحَدِيث لما رَأَوْهُ قلسوا لَهُ والتقليس التَّكْفِير وَهُوَ وضع الْيَدَيْنِ عَلَى الصَّدْر خضوعا فِي الحَدِيث أتوك عَلَى قلص وَهِي شواب النوق وَاحِدهَا قلُوص قَالَ الْأَزْهَرِي القلوص كل أُنْثَى من الْإِبِل حِين تركب وَإِن كَانَت بنت لبون أَو حقة إِلَى أَن تنزل سميت قلوصا لطول قَوَائِمهَا قَالَ الْكسَائي إِذا كَانَت النَّاقة تسمن فِي الصَّيف وتهزل فِي الشتَاء فَهِيَ مِقْلَاص قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة قلاع قَالَ أَبُو زيد القلاع السَّاعِي إِلَى السُّلْطَان بِالْبَاطِلِ والقلاع التياس والقلاع الشرطي والقلاع الْكذَّاب قَالَ ثَعْلَب سمي السَّاعِي قلاعا لِأَنَّهُ يقْلع المتمكن للأمير من قلبه فيزيله عَن رتبته فِي صفته إِذا زَالَ زَالَ قلعا الْمَعْنى أَنه كَانَ يرفع رجلَيْهِ من الأَرْض رفعا بِقُوَّة لَا كمن يمشي اختيالا وَيُقَارب خطاه وَيروَى قلعا وَالْمرَاد التثبيت وَقَالَ جرير إِنِّي رجل قلع والقلع الَّذِي يثبت عَلَى السرج فِي الحَدِيث فخرجنا من الْمَسْجِد نجر قلاعنا أَي كنفنا وأمتعتنا وَهُوَ جمع قلع وَهُوَ الكنف قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {وَله الْجوَار الْمُنْشَآت} قَالَ مَا رفع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 قلعه والقلع الشراع وَقَالَ الْحجَّاج لأنس لأقلعنك قلع الصمغة أَي لأصلبنك وَكَانَ ابْن الْمسيب يشرب الْعصير مَا لم يقلف أَي يُزْبِد قَوْله إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ يَعْنِي الْحباب الْعِظَام وَاحِدهَا قلَّة وَهِي مَعْرُوفَة بالحجاز وَقد تكون بِالشَّام وَفِي صفة نبق سِدْرَة الْمُنْتَهَى كقلال هجر والقلة مِنْهَا تُؤْخَذ مزادة كَثِيرَة من المَاء وَسميت بذلك لِأَنَّهَا تقل أَي ترفع إِذا ملئت قَالَ ابْن جريج أَخْبرنِي من رَأَى قلال هجر تسع الْقلَّة مِنْهَا الْفرق وَقَالَ عبد الرَّزَّاق الْفرق أَرْبَعَة أصواع بِصَاع النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ عِيسَى بن يُونُس الْقلَّة يُؤْتَى بهَا من نَاحيَة الْيمن تسع خمس جرار أَو سِتا وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كل قلَّة قربتان قَوْله الرِّبَا إِلَى قل أَي إِلَى قلَّة واتهمت امْرَأَة بسخاب فَجَاءَت عَجُوز ففتشت قلهمها أَي فرجهَا فِي الحَدِيث أخبر تقلة أَي جرب تتْرك فِي الحَدِيث لَو رَأَيْت ابْن عمر سَاجِدا لرأيته مقلوبا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ المتجافي المستوفز الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 بَاب الْقَاف مَعَ الْمِيم وأشرب مَا تقمح أَي أروي مَا رفع الرَّأْس وَيروَى مَا تقنح والتقنح أَن تشرب فَوق الرّيّ يُقَال قنحت من الشَّرَاب أقنح قنحا إِذا تكارهت عَلَى شربه بعد الرّيّ فِي زَكَاة الْفطر صَاع من قَمح الْبر والقمح شَيْء وَاحِد فِي صفة الدَّجَّال هجان أقمر وَهُوَ الْأَبْيَض الشَّديد الْبيَاض وَمِنْه قَول حليمة خرجت عَلَى أتان قَمْرَاء فِي الحَدِيث لقد بلغت كلماتك قَامُوس الْبَحْر قَالَ الْأَزْهَرِي قَعْره الْأَقْصَى وأصل القمس الغوص فِي المَاء وغيبوبة الشَّيْء فِي المَاء وَمِنْه قَوْله فِي حق رجل إِنَّه لينقمس فِي رياض الْجنَّة واختصم رجلَانِ إِلَى شُرَيْح فِي خص فَقَضَى بالخص للَّذي تليه القمط وقمطه شريطه الَّذِي يشد بِهِ من لِيف كَانَ أَو خوص أَو غَيره وَاخْتلف رجل إِلَى بعض الصَّحَابَة شهرا قَمِيصًا أَي كَامِلا فِي الحَدِيث ويل لأقماع القَوْل الأقماع جمع قمع وَهُوَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 ظرف تفرغ الْأَشْرِبَة والأدهان مِنْهُ فِي الطروق فَشبه الآذان بِهِ وَالْمرَاد الَّذين يسمعُونَ وَلَا يعْملُونَ بِهِ فِي الحَدِيث فَإِذا رأين رَسُول الله انقمعن يَعْنِي الْجَوَارِي وَالْمعْنَى تغيبن فِي بَيت أَو ستر فِي الحَدِيث فَقَامَ رجل صَغِير القمة القمة شخص الْإِنْسَان إِذا كَانَ قَائِما والقامة والقمة وسط الرَّأْس قَوْله فَإِنَّهُ قمن أَن يُسْتَجَاب لكم أَي خليق وجدير فَمن قَالَ قمن بِفَتْح الْمِيم أَرَادَ الْمصدر وَلَا يثنى وَلَا يجمع وَمن كسرهَا أَرَادَ النَّعْت فيثنى وَيجمع وَكَانَ رَسُول الله يقمو إِلَى بَيت عَائِشَة كثيرا أَي يدْخل وَكَانَت امْرَأَة تقم الْمَسْجِد أَي تكنسه وَالْقُمَامَة الكناسة بَاب الْقَاف مَعَ النُّون كَانَت لحية أبي بكر قانئة أَي شَدِيدَة الْحمرَة وَذكر سعد لعمر حِين طعن فَقَالَ إِنَّمَا يكون فِي مقنب من مقانبكم المقنب جمَاعَة الْخَيل والفرسان قَالَ ابْن قُتَيْبَة المقنب دون الْمِائَة يُرِيد أَنه صَاحب جيوش وَحرب وَلَيْسَ بِصَاحِب هَذَا الْأَمر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 وَمِنْه قَول عدي كَيفَ بطيء ومقانبها فِي الحَدِيث كَمثل الصَّائِم القانت يُرِيد الْمُصَلِّي قَالَ وهب وَقد ذكر من لَا يغار فَقَالَ ذَاك القنذع والقنذع قَالَ أَبُو عبيد القنذع الديوث وَقَالَ اللَّيْث هُوَ بالسُّرْيَانيَّة قَوْله خضلي قنازعك القنازع خصل الشّعْر يَقُول نديها وطليها بالدهن ليذْهب شعثها وَنَهَى عَن القنازع قَالَ الْأَصْمَعِي واحدتها قنزعة وَهُوَ أَن يُؤْخَذ الشّعْر وَيتْرك مِنْهُ فِي مَوَاضِع فِي الحَدِيث فَتخرج النَّار عَلَيْهِم قوائص أَي قطعا تأخذهم كَمَا تخطف الْجَارِحَة الصَّيْد وَقيل أَرَادَ شررا كقوائص الطير فِي الحَدِيث إِن صَفْوَان بن أُميَّة قنطر فِي الْجَاهِلِيَّة وقنطر أَبوهُ أَي صَار لَهُ قِنْطَار من المَال وَالْقِنْطَار يُقَال إِنَّه ثَمَانُون ألفا وَيُقَال ملْء مسك ثَوْر ذَهَبا فِي حَدِيث حُذَيْفَة يُوشك بَنو قنطوراء أَن يخرجُوا أهل الْعرَاق من عراقهم قنطور كَانَت جَارِيَة لإِبْرَاهِيم ولدت لَهُ أَوْلَادًا مِنْهُم التّرْك والصين وَالْمرَاد هَا هُنَا التّرْك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 فِي الحَدِيث وتقنع يَديك فِي الدُّعَاء أَي ترفعهما وَكَانَ إِذا ركع لَا يصوب رَأسه وَلَا يقنعه أَي لَا يرفعهُ حَتَّى يكون أَعلَى من جسده فِي الحَدِيث لَا تجوز شَهَادَة القانع مَعَ أهل الْبَيْت لَهُم وَهُوَ كالتابع وَالْخَادِم وَأَصله السَّائِل فِي الحَدِيث لما اهتموا بِجمع النَّاس للصَّلَاة ذكرُوا القنع وَهُوَ الشبور وَهُوَ البوق وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد إِنَّمَا هُوَ القثع بالثاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 وزار قبر أمه فِي ألف مقنع أَي فِي ألف فَارس مغطى بِالسِّلَاحِ فَأتي بقناع من رطب القناع والقنع الطَّبَق الَّذِي يُؤْكَل عَلَيْهِ فِي الحَدِيث إِن الله حرم الكوبة والقنين قَالَ ابْن قُتَيْبَة القنين لعبة للروم يقامرون بهَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي التقنين الضَّرْب بالقنين وَهُوَ الطنبور بالحبشية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 فِي الحَدِيث نهَى عَن ذبح قني الْغنم وَهِي الَّتِي تقنى للْوَلَد وَاللَّبن فِي الحَدِيث يملك رجل أقنى والقنا الحديدات فِي الْأنف فِي الحَدِيث رَأَى قنوا من حشف القنو الكياسة فِي الحَدِيث العَبْد الْقَيْن قَالَ الْكسَائي الْقِنّ هُوَ الَّذِي ملك هُوَ وَأَبَوَاهُ وَكَذَلِكَ قَالَ ثَعْلَب وَقَالَ هُوَ من القنان وَهُوَ الْكمّ كَأَنَّهُ يَقُول فِي كمه وَقَالَ الْأَصْمَعِي الْقِنّ الَّذِي كَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا لمواليه فَإِذا لم يكن كَذَلِك فَهُوَ عبد مملكة وَكَأن الْقِنّ مَأْخُوذ من الْقَيْنَة وَهِي الْملك فِي الحَدِيث فأشرب فأتقنح يُقَال قنح الْفرس من المَاء أَي شرب دون الرّيّ ذكره الْجَوْهَرِي فِي فنح بِالْفَاءِ وَلعلَّة بِالْقَافِ بَاب الْقَاف مَعَ الْوَاو لَقَاب قَوس أحدكُم فِي الْجنَّة القاب الْقدر قَالَ عمر إِنَّكُم إِن اعتمرتم فِي الْأَشْهر الْحرم رأيتموها مجزية من حَجكُمْ فَكَانَت قائبة قوب عامها قَالَ الْفراء القائبة الْبَيْضَة والقوب الْفَرح سمي قوبا لانقياب الْبَيْضَة عَنهُ وتقوبت الْبَيْضَة إِذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 انفلقت عَن فرخها ضرب عمر هَذَا مثلا لخلو مَكَّة من المعتمرين سَائِر السّنة قَوْله وَاجعَل رزق آل مُحَمَّد قوتا أَي مَا يمسك الرمق فِي الحَدِيث من مَلأ عَيْنَيْهِ من قاحة بَيت قبل أَن يُؤذن لَهُ فقد فجر قاحة الدَّار وباحتها وَاحِد فِي الحَدِيث صعد قارة الْجَبَل القارة أَصْغَر من الْجَبَل وَهِي جمع قور فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَلَا مُقَوَّرَة الألياط أَي لَا مسترخية الْجُلُود لهزالها والاقورار الاسترخاء فِي الْجُلُود من الهزال والألياط جمع ليط وَهُوَ القشر اللائط بِالْعودِ أَي اللازق بِهِ فِي الحَدِيث الْمُسلمُونَ قواري الله فِي الأَرْض بِالتَّخْفِيفِ أَي شُهُوده فِي حَدِيث أم زرع زَوجي لحم جمل عَلَى رَأس قوز القوز العالي من الرمل الَّذِي كَأَنَّهُ جبل والصعود إِلَيْهِ شاق وَجمعه أقواز وقيزان وأقاوز قَالَ الشَّاعِر (ومخلدات باللجين كَأَنَّمَا ... أعجازهن أقاوز الكثبان) فِي الحَدِيث أطعمنَا من تقية الْقوس الَّتِي فِي نوطك قَالَ ابْن قُتَيْبَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 الْقوس التقية تبقى فِي أَسْفَل الْحلَّة أَو الْقرْبَة فِي الحَدِيث أَخذنَا فرخي حمرَة فَجَاءَت تقوص أَي تَجِيء وَتذهب وَلَا تقر فِي الحَدِيث فَإِذا كَانَ كَذَلِك قيضت هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا عَن أَهلهَا أَي شقَّتْ وَسمع صَوت رجل يقْرَأ بِاللَّيْلِ فَقَالَ أتقوله مرائيا أَي أتظنه وَلما اعْتكف أخرج أَزوَاجه أخببة إِلَى الْمَسْجِد ليوافقنه فَقَالَ الْبر تَقولُونَ بِهن أَي تظنون فِي حَدِيث رقية النملة الْعَرُوس تحتفل وتقتال أَي تحتكم إِلَى زَوجهَا يُقَال اقتال الرجل إِذا احتكم فَهُوَ مقتال وَنَهَى عَن قيل وَقَالَ المُرَاد بِهِ حِكَايَة أَقْوَال لَا صِحَة لَهَا فِي الحَدِيث سُبْحَانَ من تعطف بالعز وَقَالَ بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِي أَي وَغلب بِهِ كل عَزِيز قَالَ حَكِيم بن حزَام بَايَعت رَسُول الله عَلَى أَلا أخر إِلَّا قَائِما قَالَ أَبُو عبيد الْمَعْنى لَا أَمُوت إِلَّا ثَابتا عَلَى الْإِسْلَام وَقد زدناه شرحا فِي بَاب الْخَاء مَا أَفْلح قوم قيمتهم امْرَأَة أَي تقوم بأمرهم قَالَ ابْن عَبَّاس إِذا اسْتَقَمْت بِنَقْد وبعت بِنَقْد فَلَا بَأْس قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي قومت وَهَذَا كَلَام أهل مَكَّة يَقُولُونَ اسْتَقَمْت الْمَتَاع أَي قومته قَالَ وَمَعْنى الحَدِيث أَن يدْفع الرجل إِلَى الرجل الثَّوْب فيقومه ثَلَاثِينَ ثمَّ يَقُول مَعَه فَمَا زَاد عَلَيْهَا فلك فَإِن بَاعه بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ بِالنَّقْدِ فَهُوَ جَائِز الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 قَالَت عَائِشَة وَبِي رخص بكم فِي صَعِيد الأقواء الأقواء جمع قواء وَهُوَ القفر من الأَرْض وَهِي القي أَيْضا وَمِنْه أَنه صَلَّى بِأَرْض قي وَكَانَ ابْن سِرين لَا يرَى بَأْسا بالشركاء يتقاوون الْمَتَاع بَينهم فِيمَن يزِيد ووصى مَسْرُوق فِي جَارِيَة أَن قُولُوا لبني لَا يقتوونها بَينهم وَلَكِن بيعوها قَالَ النَّضر بن شُمَيْل يُقَال بيني وَبَين فلَان ثوب فتقاويناه أَي أَعْطيته بِهِ ثمنا أَو أَعْطَانِي هُوَ بِهِ فَأَخذه أَحَدنَا وَقد اقتويت مِنْهُ الْغُلَام أَي كَانَ بَيْننَا فاشتريت حِصَّته فِي الحَدِيث إِنَّا أهل قاه وَإِذا كَانَ قاه أَحَدنَا دَعَا من يُعينهُ فعملوا لَهُ فأطعمهم وسقاهم من المزر قَالَ لَا تشربوه قَالَ أَبُو عبيد القاة سرعَة الْإِجَابَة وَحسن المعاونة يَعْنِي أَن بَعضهم كَانَ يعاون بَعْضًا فِي أَعْمَالهم وَأَصله الطَّاعَة قَالَ الدينَوَرِي إِذا تناوب أهل الجوفان فَاجْتمعُوا مرّة عِنْد هَذَا وَمرَّة عِنْد هَذَا فَإِن أهل الْيمن يسمون ذَلِك القاة وَفَوق كل رجل قاهة وَذَلِكَ كالطاعة لَهُ عَلَيْهِم لِأَنَّهُ تناوب قد ألزموه أنفسهم فَهُوَ وَاجِب لبَعْضهِم عَلَى بعض وَقَالَ مزالك عَلّي قاة أَي سُلْطَان وَقَالَ الْأَزْهَرِي وَالَّذِي يتَوَجَّه لي فِيهِ أَن مَعْنَاهُ أَنا أهل الطَّاعَة لمن يتَمَلَّك علينا وَهِي عادتنا لَا نرَى خِلَافه فَإِذا كَانَ قاه أَحَدنَا أَي ذُو قاة أَحَدنَا دَعَانَا فأطعمنا وَسَقَانَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 وَكتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرْوَان ليبايع ليزِيد فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أجئتم بهَا هِرَقْلِيَّة وقوقية يُرِيد الْبيعَة للأولاد وَتلك سنة مُلُوك الْأَعَاجِم والهرقلية منسوبة إِلَى هِرقل والقوقية منسوبة إِلَى ملك يُقَال لَهُ قوق وَكِلَاهُمَا من مُلُوك الرّوم بَاب الْقَاف مَعَ الْهَاء جَاءَ رجل وَعَلِيهِ ثوب من قهر الْقَهْر والقهر لُغَتَانِ وَهِي ثِيَاب بيض يخالطها حَرِير وَلَيْسَت بعربية مَحْضَة فِي حَدِيث الشَّفَاعَة كَانُوا يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى وَهُوَ التراجع إِلَى خلف وَالْمعْنَى أَنهم ارْتَدُّوا عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ فِي حَدِيث عمر أَتَاهُ شيخ متقهل أَي شعث وسخ يُقَال تقهل الرجل وأقهل فِي الحَدِيث استقاء رَسُول الله عَامِدًا فَأفْطر أَي تعمد الْقَيْء بَاب الْقَاف مَعَ الْيَاء قَالَت امْرَأَة لعَائِشَة أقيد جملي أَرَادَت تَأْخِير زَوجهَا عَن سواهَا فِي حَدِيث قيلة الدهناء مُقَيّد الْجمل أَرَادَت أَنَّهَا مخصبة ممرعة فالجمل يُقيد فِي مرتعه حَتَّى يسمن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 فِي الحَدِيث فَأمر فلَانا أَن يسم إبِله فِي أعناقها قيد الْفرس وَهِي سمة مَعْرُوفَة وَهِي حلقتان وَمُدَّة قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء خير نِسَائِكُم الَّتِي تدخل قيسا وَتخرج ميسا يُرِيد أَنَّهَا إِذا مشت قاست بعض الخطا بِبَعْض فَلم تعجل فعل الخرقاء وَلم تبطئ لَكِنَّهَا تمشي مشيا وسطا مستويا فِي الحَدِيث مَا أكْرم شَاب شَيخا إِلَّا قيض الله لَهُ من يُكرمهُ عِنْد سنه أَي سَبَب لَهُ وَقدر والمقايضة فِي الْبيُوع شبه الْمُبَادلَة مَأْخُوذ من القيض وَهُوَ الْعِوَض يُقَال هم قيضان أَي متساويان فِي الحَدِيث إِنَّمَا هِيَ أصوع مَا يقيظن بني أَي مَا تكفيهم لقيظهم القيظ حمارة الصَّيف فِي الحَدِيث وَكَانَت فِيهَا قيعان والقيعان جمع قاع والقاع أَرض حرَّة لَا رمل فِيهَا وَلَا يثبت فِيهَا المَاء لاستوائها وَلَا غدر فِيهَا تمسك المَاء فَهِيَ لَا تنْبت الْكلأ وَلَا تمسك المَاء فِي حَدِيث أصيل قد ابيض قاعها الْمَعْنى قد غسله المَاء فابيض فِي الحَدِيث كَانَ لَا يقبل مَالا وَلَا يبيته يَقُول كَانَ لَا يمسك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 من المَال مَا جَاءَهُ صباحا إِلَى وَقت القائلة وَمَا جَاءَهُ مسَاء لَا يمسِكهُ إِلَى غَد وَقَالَ الْأَزْهَرِي القيلولة والمقيل الاسْتِرَاحَة نصف النَّهَار عِنْد الْعَرَب وَإِن لم يكن مَعَ ذَلِك نوم وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَأحسن مقيلا} ) وَالْجنَّة لَا نوم فِيهَا وَكتب رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال وَهُوَ جمع قيل وهم مُلُوك بِالْيمن عَلَى قَومهمْ دون الْملك الْأَعْظَم وَإِنَّمَا سمي قيلا لِأَنَّهُ إِذا قَالَ نفذ قَوْله قَالَ عبد الله الْحُسَيْن بن خالويه الْأَقْيَال والأقوال مُلُوك حمير الْوَاحِد قيل ومقول وَيُقَال لرئيس التّرْك خاقَان ولرئيس الرّوم قَيْصر وهرقل ولرئيس الصين يغبور ولرئيس فرغانة إخشيد ولرئيس الْحَبَشَة أَصْحَمَة ولرئيس الْفرس خسرو ولرئيس البربر رتبيل فِي الحَدِيث وَاكْتَفَى بالقيلة وَهِي شرب نصف النَّهَار والصبوح شرب الْغَدَاة والغبوق شرب الْعشي والفحمة شرب أول اللَّيْل والجاشرية شرب السحر فِي الحَدِيث وَلَا حَامِل القيلة قَالَ ثَعْلَب هِيَ الأدرة فِي الحَدِيث وَعند عَائِشَة قينتان تُغنيَانِ الْقَيْنَة هَا هُنَا الْأمة وَيدل عَلَى هَذَا أَن فِي بعض أَلْفَاظه وَعِنْدهَا جاريتان والقينة الماشطة والقينة الْمُغنيَة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِنَّمَا قيل للمغنية قينة إِذا كَانَ الْغناء صناعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 لَهَا وَذَلِكَ عمل الْإِمَاء دون الْحَرَائِر والقينة مَعْنَاهَا من كَلَام الْعَرَب الصانعة وَمِنْه قَول خباب بن الأزد كنت قينا فِي الْجَاهِلِيَّة أَي صانعا والقينة الْأمة صانعة كَانَت أَو غير صانعة وَقَالَ غَيره مَعْنَى كنت قينا حدادا وَمِنْه قَوْله إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ للقيون وهم الحدادون جمع قين قَالَ الْخطابِيّ وَمَعْنى يغنيان يجهران بِحَدِيث وكل من رفع صَوته بِشَيْء ووالى ذَلِك مرّة بعد مرّة فصوته عِنْد الْعَرَب غناء وَقَالَ سلمَان من صَلَّى بِأَرْض قي وَهِي القفر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 كتاب الْكَاف بَاب الْكَاف مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث أَنه تعوذ من الكآبة وَهِي تغير النَّفس بالانكسار من شدَّة الْهم والحزن فِي الحَدِيث كبكبة من بني إِسْرَائِيل أَي جمَاعَة فِي الحَدِيث فأكبوا رواحلهم عَلَى الطَّرِيق كَذَا فِي الرِّوَايَة وَالثَّوَاب كبوا وَالْمعْنَى ألزموها الطَّرِيق وَالرجل يكب عَلَى عمله أَي يلْزمه فِي الحَدِيث رَأَى أَبَا طَلْحَة مكبوتا وَالْأَصْل مكبود أَي بلغ الْهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 كبده فقلبت الدَّال تَاء لقرب مخرجيهما فِي الحَدِيث كُنَّا نجني الكباث وَهُوَ النضيج من ثَمَر الْأَرَاك فِي الحَدِيث كبدهم الْبرد أَي شقّ عَلَيْهِم قَوْله الكباد من العب الكباد وجع الكبد فِي حَدِيث مُوسَى أَنه وجد الْخضر عَلَى كبد الْبَحْر أَي عَلَى المَاء قَوْله وتلقي الأَرْض أَوْلَاد كَبِدهَا أَي تلفظ مَا خبئ فِي بَطنهَا من الْكُنُوز قَالَ أَبُو هُرَيْرَة سجد أحد الأكبرين فِي إِذا السَّمَاء انشقت يُرِيد أَبَا بكر وَعمر فِي حَدِيث عبد الله بن زيد الَّذِي أَدَّى الْأَذَان أَنه أَخذ فِي مَنَامه عودا ليتَّخذ مِنْهُ كبرا وَهُوَ الطبل وَرَوَاهُ الْأَزْهَرِي عَن شمر قَالَ الْكبر الطبل الَّذِي لَهُ وَجه وَاحِد بلغَة أهل الْكُوفَة وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْكبر ذكره عَنْهُمَا بِفَتْح الْبَاء فِي حَدِيث ابْن الزبير لما نقض الْكَعْبَة دعِي بكبره أَي بمشايخه وَهُوَ جمع أكبر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 فِي الحَدِيث لَا تكابروا الصَّلَاة بِمِثْلِهَا من التَّسْبِيح أَي لَا تغالبوها وَالْمَقْصُود أَن يكون التَّسْبِيح أكبر من الصَّلَاة بعث أَبُو طَالب عقيلا إِلَى رَسُول الله قَالَ فاستخرجت رَسُول الله من كبس قَالَ شمر أَي من بَيت صَغِير والكبس مَا كبس من الْبناء قَالَ وَحشِي كمنت لِحَمْزَة وَهُوَ مكبس يَقُول يقتحم النَّاس فيكبسهم قَالَ أَبُو سُفْيَان أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة كَانَ أَبُو كَبْشَة جد جد رَسُول الله لأمه وَكَانَ رجلا من خُزَاعَة يعبد الشعرى العبور لِأَنَّهَا تقطع السَّمَاء عرضا فَلَمَّا خَالف قُريْشًا وَخَالفهُم رَسُول الله شبهوه بِهِ قَالَ عُثْمَان إِذا وَقعت السهْمَان فَلَا مكابلة قَالَ أَبُو عبيد المكابلة بمعنيين تكون من الْحَبْس فَيكون الْمَعْنى إِذا حدت الْحُدُود فَلَا يحبس أحد عَن حَقه وَالْأَصْل فِيهِ الكبل وَهُوَ الْقَيْد وَالثَّانِي أَن يكون من الِاخْتِلَاط وَهُوَ مقلوب تَقول لبكت الشَّيْء وبكلته إِذا خلطه وَالْمعْنَى إِذا حدت الْحُدُود فقد ذهب الِاخْتِلَاط فِي الحَدِيث كَانَ فلَان سَاجِدا وَقد كبن ضفيرتيه أَي ثناهما قَوْله مَا أحد عرضت عَلَيْهِ الْإِسْلَام إِلَّا كَانَت لَهُ كبوة غير بكر قَالَ أَبُو عبيد الكبوة الوقفة تكون عِنْد الشَّيْء يكرههُ الْإِنْسَان وَمِنْه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 يُقَال كبا الزند إِذا لم يخرج نَارا والكبوة فِي غير هَذَا السُّقُوط للْوَجْه وَقَالَت أم سَلمَة لعُثْمَان لَا تقدح زندا كَانَ رَسُول الله أكباها أَي عطلها فَلم يور بهَا وَقَالَت قُرَيْش إِنَّمَا مثل مُحَمَّد مثل نَخْلَة تنْبت فِي كبا يعنون الكناسة وَمِنْه أَن الْيَهُود تجمع الأكباء فِي دورها والأكباء جمع كبا وَهِي الكناسة وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِذا قصر الكبا فَهُوَ الكناسة وَإِذا مد فَهُوَ البخور وَفِي الحَدِيث خلق الله الأَرْض السُّفْلَى من المَاء الكباء الكباء العالي الْعَظِيم وَالْمعْنَى أَنه خلقهَا من زبد اجْتمع للْمَاء وتكاثف فِي جنباته بَاب الْكَاف مَعَ التَّاء قَوْله لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله أَي بِحكم الله عز وجل فِي الحَدِيث كُنَّا يَوْم الخَنْدَق ننقل التُّرَاب عَلَى أكتادنا الكتد مُجْتَمع الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ الْكَاهِل وَقيل الكتد موصل الْعُنُق فِي الظّهْر وَهُوَ مِمَّا بَين الْكَاهِل إِلَى الظّهْر والكاهل مَا بَين الْكَتِفَيْنِ قَالَت فَاطِمَة بنت الْمُنْذر كُنَّا ندهن بالمكتومة قبل الْإِحْرَام وَهِي دهن من أدهان الْعَرَب يَجْعَل فِيهِ الزَّعْفَرَان وَقيل يَجْعَل فِيهِ الكتم وَهِي الوسمة قَالَ الْحجَّاج لامْرَأَة إِنَّك لكتون الكتون اللزوق وَكَانَ لِحَمْزَة يَوْم أحد كتيت الكتيت الهدير كهدير الْفَحْل يُقَال كت الْفَحْل بَكت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 بَاب الْكَاف مَعَ الثَّاء فِي الحَدِيث إِن أكثبكم الْقَوْم فانبلوهم يَقُول إِن قاربوكم فارموهم فِي وصف عَائِشَة أَبَاهَا وَظن رجال أَن قد أكثبت أطماعهم والكثب الْقَرِيب قَوْله فيخدعها بالكثبة من اللَّبن أَي بِالْقَلِيلِ كَانَ كث اللِّحْيَة أَي فِيهَا كَثَافَة وَقَالَ ابْن أبي يذهب مُحَمَّد إِلَى من أخرجه من بِلَاده فَأَما من كَانَ قدومه كث منخره فَلَا يَغْشَاهُ يَعْنِي رغم أَنفه وَأَصله الكثكث وَهُوَ التُّرَاب وَفِي مقتل الْحُسَيْن مَا رَأينَا مكثورا أجرأ مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي تكاثر عَلَيْهِ النَّاس قَوْله لَا قطع فِي كثر وَهُوَ جمار النّخل قَالَت قيس بن عَاصِم نعم المَال أَرْبَعُونَ والكثر سِتُّونَ يَعْنِي الْكثير قَالَ ابْن عَبَّاس انْتَهَى إِلَيّ عَلّي يَوْم صفّين وَأَنا فِي كثف أَي فِي جمَاعَة بَاب الْكَاف مَعَ الْجِيم قَالَ ابْن عَبَّاس فِي كل شَيْء قمار حَتَّى فِي لعب الصّبيان بالكجة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ أَن يَأْخُذ الصَّبِي خرقَة فيدورها كَأَنَّهَا كرة ثمَّ يتقامرون بهَا وكج إِذا لعب بالكجة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 بَاب الْكَاف مَعَ الْحَاء فِي حَدِيث الدَّجَّال فيعقل الكروم ثمَّ يكحب أَي يخرج العناقيد فِي صفته فِي عَيْنَيْهِ كحل الْكحل سَواد هدب الْعين خلقَة وَرمي سعد فِي أكحله الأكحل عرق يبين فِي ذِرَاع الْإِنْسَان بَاب الْكَاف مَعَ الْخَاء قَوْله كخ كخ زجر الصّبيان بَاب الْكَاف مَعَ الدَّال قَوْله إِلَّا جَاءَت مَسْأَلته كدوحا وَهِي مثل الخموش فِي الحَدِيث إِذا بَصق أحدكُم فَعَن يسَاره فَإِن غلبته كدسة فَفِي ثَوْبه الكدسة العطسة قَوْله وَمِنْهُم مكدوس فِي النَّار أَي مَدْفُوع وَقيل إِنَّمَا هُوَ مكروس وَهُوَ الَّذِي جمعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ فِي وُقُوعه فِي حَدِيث العرنيين كَانُوا يكدمون الأَرْض بأفواههم أَي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 يقبضون عَلَيْهَا وأصل الكدم العض وَقَول عَائِشَة نجح إِذْ أكديتم أَي إِذْ خبتم وَلم تظفروا وَأَصله من الكدية وَهِي الْقطعَة الغليظة يَنْتَهِي إِلَيْهَا حافر الْبِئْر فَلَا يُمكنهُ الْحفر لصلابتها وَمِنْه عرضت فِي الخَنْدَق كدية وَقَوله لفاطمة لَعَلَّك بلغت مَعَهم الكدى وَهِي الصلبة من الأَرْض تحفر فِيهَا الْقُبُور وَأَرَادَ الْمقْبرَة وَقد ذكرهَا أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ فَقَالَ الْكرَى بالراء وَقَالَ هِيَ الْقُبُور من قَوْلك كروت الأَرْض إِذا حفرتها وَالْمَحْفُوظ الأول أَمر رَسُول الله سعد بن عبَادَة يَوْم الْفَتْح أَن يدْخل من كداء وَالزُّبَيْر من كدى اعْلَم أَنه بِمَكَّة ثَلَاثَة مَوَاضِع تشبه أسماؤها فِي الْخط أَحدهَا كداء بِفَتْح الْكَاف مَعَ الْمَدّ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّة وَهُوَ الَّذِي سعوا أَن يدخلُوا مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي دخل مِنْهُ رَسُول الله فِي حجه وَالثَّانِي كدى بِضَم الْكَاف مَعَ الْقصر والتنوين وَهُوَ الَّذِي أَمر الزبير أَن يدْخل مِنْهُ وَالثَّالِث كدي بِضَم الْكَاف وَتَشْديد الْيَاء مصغر وَهُوَ لمن خرج إِلَى الْيمن وَفِي الحَدِيث إِنَّه لحسن الكدنة يعنون اللَّحْم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 بَاب الْكَاف مَعَ الذَّال قَالَ عمر كذب عَلَيْكُم الْحَج قَالَ الْأَصْمَعِي مَعْنَاهُ الإغراء أَي عَلَيْكُم بِهِ وَكَانَ وَجهه النصب لكنه جَاءَ مَرْفُوعا شاذا عَلَى غير قِيَاس وَكَذَلِكَ قَوْله لرجل شكى إِلَيْهِ النقرس كذبتك الظهائر أَي عَلَيْك بِالْمَشْيِ فِيهَا وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كذبتك الحارقة وَهِي الْمَرْأَة الضيقة الْفرج فِي الحَدِيث فَمن احْتجم يَوْم الْخَمِيس أَو الْأَحَد كذباك أَي عَلَيْك بهما قَالَ ابْن الزبير إِن شددت عَلَيْهِم فَلَا يكذبوا أَي لَا يولوا بَاب الْكَاف مَعَ الرَّاء قَوْله فَإِذا اسْتَغنَى أَو كرب استعف الْمَعْنى أَو دنا من ذَلِك وَمثله أَيفع أَو كرب أَي قَارب الإيفاع قَالَ الْخطابِيّ وَمِنْه الْمَلَائِكَة الكروبيون وهم المقربون قَالَ أَبُو الْعَالِيَة الكروبيون سادة الْمَلَائِكَة وَقَالَ اللَّيْث يُقَال لكل شَيْء من الْحَيَوَان إِذا كَانَ وثيق المفاصل إِنَّه لمكرب المفاصل قَالَ أَبُو زيد يُقَال لَهُ المكرب الْخلق أَي شَدِيد الْأسر فِي الحَدِيث فَحمل فكردهم أَي طردهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 قَالَ معَاذ وَالله لَا أقعد حَتَّى يضْربُوا كرده الكرد أَعلَى الْعُنُق فِي صفته ضخم الكراديس الْمَعْنى ضخم الْأَعْضَاء والكراديس رُؤُوس الْعِظَام وَمِنْه مكردس فِي النَّار أَي ملقى فِيهَا قَوْله وتكركر حبات من شعير أَي تطحن وَسميت كركرة لترديد الرَّحَى عَلَى الطحين وَفِي الحَدِيث فكركري أَي فاطحني وَقَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَ المَاء قدر كرّ لم يحمل القذر قَالَ الْأَزْهَرِي الْكر سِتُّونَ قَفِيزا والقفيز ثَمَانِيَة مكاكيك والمكوك صَاع وَنصف فالكر عَلَى هَذَا اثْنَا عشر وسْقا والوسق سِتُّونَ صَاعا فِي حَدِيث الخَنْدَق فَأخذ الكرزين فحفر يَعْنِي الفأس يُقَال كرزين وكرزن وكرزن وكرزم فِي حَدِيث أبي أَيُّوب مَا أَدْرِي مَا أصنع بِهَذِهِ الكراييس يَعْنِي الكنف وَاحِدهَا كرياس وَهُوَ الَّذِي يكون مشرفا عَلّي سطر بقناة من الأَرْض فَإِذا كَانَ أَسْفَل فَلَيْسَ بكرياس وَسمي كَذَلِك لما يتَعَلَّق بِهِ من الأقذار فتتكرس كتكرس الدمن فِي الحَدِيث احتش كرسفا وَهُوَ الْقطن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 قَوْله الْأَنْصَار كرشي يُقَال عَلَيْهِ كرش من النَّاس فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بهم جماعتي وصحابتي الَّذين أَثِق بهم وأعتمد عَلَيْهِم فِي أموري قَوْله وَإِلَّا كرعنا الكرع أَن يشرب بِفِيهِ من النَّهر قَالَ اللَّيْث كرع الْإِنْسَان فِي المَاء يكرع كرعا وكروعا إِذا تنَاوله بِفِيهِ من مَوْضِعه وكرع فِي الْإِنَاء إِذا مَال نَحوه عُنُقه فَشرب مِنْهُ وَسمع فِي سَحَابَة اسقي كرع فلَان أَرَادَ موضعا يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء فيسقي صَاحبه زرعه يُقَال شربت الْإِبِل بالكرع إِذا شربت من هَذَا الغدير قَالَ النَّخعِيّ كَانُوا يكْرهُونَ الطّلب فِي أكارع الأَرْض يَعْنِي طلب الرزق قَالَ أَبُو عبيد هِيَ أطرافها القاصية وشبهت بأكارع الشَّاة وَهِي قَوَائِمهَا فِي الحَدِيث لَا تنضجون كُرَاعًا وَهُوَ مَا دون الكعب من الدَّوَابّ وَمِنْه لَو دعيت إِلَى كرَاع والأكارع من النَّاس السفلة وَمِنْه فَهَل ينْطق فِيكُم الكرع وَهُوَ الدنيء النَّفس وَالْمَكَان فِي حَدِيث مُعَاوِيَة شربت فِي عنفوان المكرع أَي فِي أول المَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 قَالَ القتيبي أَرَادَ أَنه عز فَشرب أول المَاء وَشرب غَيره الرنق فِي الحَدِيث فَقبض عَلَى كرسوعي قَالَ الزّجاج هُوَ رَأس الزند الَّذِي يَلِي الْخِنْصر فِي الحَدِيث تغير وَجهه حَتَّى عَاد كَأَنَّهُ كركمة يَعْنِي الزَّعْفَرَان فَارس مُعرب قَوْله لَا تسموا الْعِنَب كرما قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي سمي الْكَرم كرما لِأَن الْخمر المتخذة مِنْهُ تحث عَلَى السخاء وَالْكَرم فاشتقوا اسْم الْكَرم من الْكَرم الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ فكره رَسُول الله أَن تسمى الْخمر باسم مَأْخُوذ من الْكَرم وَجعل الْمُؤمن أولَى بِهَذَا الِاسْم وَقَالَ الْكَرم الرجل الْمُسلم وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْكَرم الْحَقِيقِيّ من صفة الله تَعَالَى وَصفَة من آمن بِهِ وَهُوَ مصدر يُقَام مقَام الْمَوْصُوف فَيُقَال رجل كرم ورجلان كرم وخففت الْعَرَب الْكَرم وهم يُرِيدُونَ كرم شَجَرَة الْعِنَب لما فِيهِ من الْخَيْر فَنَهَى رَسُول الله عَن تَسْمِيَته بِهَذَا لِأَنَّهُ يعتصر مِنْهُ الْمُسكر وَقَالَ الْمُسلم أَحَق بِهَذِهِ الصّفة من هَذِه الشَّجَرَة وَأهْدَى رجل إِلَى رَسُول الله راوية خمر فَقَالَ إِن الله قد حرمهَا فَقَالَ الرجل أَفلا أكارم بهَا الْيَهُود يَقُول أَفلا أهديها لَهُم ليثيبوني عَلَيْهَا يَقُول الله تَعَالَى من أخذت كريمتيه يُرِيد عَيْنَيْهِ وكل شَيْء يكرم عَلَيْك فَهُوَ كريمك وكريمتك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 وَفِي الحَدِيث إِذا أَتَاكُم كَرِيمَة قوم أَي كريم قوم فِي الحَدِيث خير النَّاس مُؤمن بَين كريمين فِيهِ ثلَاثه أَقْوَال أَحدهَا فرسين يَغْزُو عَلَيْهِمَا وَالثَّانِي الْحَج وَالْجهَاد وَالثَّالِث أَبَوَانِ مُؤْمِنَانِ كريمان وَهَذَا اخْتِيَار أبي عبيد وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن أول الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان أسعد النَّاس فيهم بالدنيا لكع ابْن لكع وَخير النَّاس يَوْمئِذٍ مُؤمن بَين كريمين قَالَ أَبُو عبيد اللكع عِنْد الْعَرَب العبيد أَو اللَّئِيم فَيكون الممدوح قد اجْتمع لَهُ الْإِيمَان وكرم أَبَوَيْهِ فِي الحَدِيث فعلق قربته بكرنافة وَهِي أحد الكرانيف وَهِي أصُول السعف الْغِلَاظ العريضة الَّتِي تيبس فَتَصِير مثل الْكَتف فَهِيَ الْكُرْبَة فِي الحَدِيث كتب الْقُرْآن فِي الكرانيف فِي الحَدِيث أكرينا الحَدِيث عِنْد رَسُول الله أَي أطلناه وَيُقَال أكرَى إِذا قصر فَهُوَ من الأضداد بَاب الْكَاف مَعَ الزَّاي وَكَانَ يتَعَوَّذ من الكزم فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا الْبُخْل يُقَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 هُوَ أكزم البنان أَي قصيرها وَالثَّانِي شدَّة الْأكل يُقَال كزم بِفِيهِ إِذا كَسره وذم رجل فَقيل إِن أفيض فِي خير كزم أَي سكت ولأصل فِيهِ صم الْفَم عَلَى الشَّيْء حَتَّى يكسرهُ بَاب الْكَاف مَعَ السِّين فِي صفة أبي بكر يكْسب الْمَعْدُوم أَي يُعْطِيهِ يُقَال كسبت فلَانا مَالا قَالَ ثَعْلَب كل النَّاس يَقُولُونَ كسبك فلَان خيرا إِلَّا ابْن الْأَعرَابِي فَإِنَّهُ يَقُول أكسبك قَالَ رَسُول الله لجَابِر فِي الْجمل الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْهُ أَتَرَى أَنما كستك لآخذ جملك خُذ جملك وَمَالك قَالَ ابْن قُتَيْبَة كستك من الْكيس يُقَال كايسني الرجل فكسته أَي كنت أَكيس مِنْهُ وَبَعْضهمْ يرويهِ مَا كستك من المكاس وَقَوله عليكن الكست وَهُوَ الْقسْط الْهِنْدِيّ قَالَ عبد الله بن عَمْرو الصَّدَقَة مَال الكسحان واحدهم أكسح وَهُوَ المقعد فَنظر إِلَى شَاة فِي كسر الْخَيْمَة أَي فِي جَانبهَا وَلكُل بَيت كسران عَن يَمِين وشمال فِي الحَدِيث فدعي بِخبْز يَابِس وأكسار بعير الأكسار جمع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 كسر وَهُوَ عظم بِلَحْمِهِ وَمِنْه كَانَ عمر يطعم من كسور الْإِبِل أَي من أعضائها قَوْله لَيْسَ فِي الكسعة صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الْحمير سميت كسعة لِأَنَّهَا تكسع فِي أدبارها وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الكسعة الرَّقِيق لِأَنَّك تكسعها فِي طلب حَاجَتك فِي الحَدِيث فَضرب عرقوب فرسه حَتَّى اكتسعت أَي سَقَطت من نَاحيَة مؤخرها يُقَال كسعت الرجل إِذا ضربت مؤخرة فاكتسع أَي سقط عَلَى قَفاهُ وكسع حَيّ من الْيمن مِنْهُم الكسعي فِي الحَدِيث كسفت الشَّمْس إِذا تغير نورها بِالسَّوَادِ قَالَ شمر الْكُسُوف فِي الْوَجْه الصُّفْرَة والتغير وَرجل كاسف مهموم قد تغير لَونه فِي الحَدِيث لَيْسَ فِي الإكسال إِلَّا الطّهُور يُقَال أكسل الرجل إِذا جَامع ثمَّ أدْركهُ فتور مَنعه الْإِنْزَال وَهَذَا مَنْسُوخ قَوْله نسَاء كاسيات عاريات فِيهِ ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا كاسيات بِثِيَاب رقاق تصف مَا تحتهَا فهن عاريات وَالثَّانِي أَنَّهُنَّ يكشفن بعض الْجَسَد المتبرج فهن لذَلِك عاريات وَالثَّالِث كاسيات من النعم عاريات من الشُّكْر بَاب الْكَاف مَعَ الشين أفضل الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح وَهُوَ الْعَدو الَّذِي يضم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 الْعَدَاوَة فِي كشحه فِي حَدِيث لَو تكاشفتم مَا تدافنتم قَالَ الْمبرد لَو علم بَعْضكُم سريرة بعض لاستثقل تشييعه وَدَفنه وضع عمر يَده فِي كشة وضب يَعْنِي شَحم بَطْنه بَاب الْكَاف مَعَ الظَّاء أَتَى كظامة قوم ذكر أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِيهَا قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَنَّهَا السِّقَايَة وَالثَّانِي أَنَّهَا آبار تحفر ويباعد مَا بَين كل بئرين ثمَّ يخرق مَا بَين كل بِئْر بقناة تُؤدِّي المَاء من الأولَى إِلَى الَّتِي تلتها حَتَّى يجْتَمع المَاء إِلَى أخرهن وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِك لعون مَاء السَّقْي فِي كل بِئْر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أَهلهَا ثمَّ يخرج فَضلهَا إِلَى الَّتِي تَلِيهَا وَفِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت مَكَّة قد أبعجت كظائم فقد أطلك الْأَمر وَفِي الحَدِيث واكتظ الْوَادي بثجيجه أَي امْتَلَأَ بالمطر والثجيج سيلان الْمَطَر فِي الحَدِيث وَهُوَ كظيظ أَي ممتلئ يُقَال كظه الشَّرَاب والغيظ وَيُقَال رَأَيْت عَلَى بَابه كظيظا أَي زحاما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 وَقَالَ الْحسن فِي صفة الْمَوْت كظ لَيْسَ كالكظ أَي هم يمْلَأ الْجوف لَيْسَ كالهموم بَاب الْكَاف مَعَ الْعين فِي الحَدِيث مَا زَالَت قُرَيْش كاعة حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالب قَالَ الْخطابِيّ الكاعة جمع كايع وَهُوَ الجبان يُقَال كع الرجل عَن الْأَمر إِذا جبن فِي حَدِيث قيلة لَا يزَال كعبك عَالِيا مَعْنَاهُ الشّرف وَأَصله كَعْب الْقَنَاة وَهُوَ أنبوبها وَمَا بَين كل عقدين كَعْب فِي الحَدِيث فتكعكعت أَي جبنت عَن التَّقَدُّم وَنَهَى عَن المكاعمة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يلثم الرجل صَاحبه أَخذ من كعام الْبَعِير وَهُوَ أَن يشد فَمه إِذا هاج وَدخل إخْوَة يُوسُف مصر وَقد كعموا أَفْوَاه إبلهم فَجعل اللثم بِمَنْزِلَة الكعام وَفِي رِوَايَة نهَى عَن المكامعة قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ أَن يضاجع الرجل صَاحبه فِي ثوب وَاحِد أَخذ من الكميع والكميع هُوَ الضجيع يُقَال لزوج الْمَرْأَة كميعها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 بَاب الْكَاف مَعَ الْفَاء الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ أَي تتساوى فِي الدِّيات وَالْقصاص وَفِي الْعَقِيقَة شَاتَان متكافئتان أَي متساويتان وَكَانَ لَا يقبل الثَّنَاء إِلَّا من مكافئ فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَن الْمَعْنى أَنه كَانَ إِذا أنعم عَلَى رجل فكافأه بالثناء قبل ثناءه وَإِذا أَثْنَى عَلَيْهِ قبل أَن ينعم عَلَيْهِ لم يقبله قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَالثَّانِي أَنه لَا يقبل الثَّنَاء إِلَّا من رجل يعرف حَقِيقَة إِسْلَامه وَلَا يدْخل عِنْده فِي جملَة الْمُنَافِقين قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي وَالثَّالِث أَن مَعْنَى قَوْله إِلَّا من مكافئ أَي مقارب فِي مدحه غير مجاوز الْحَد وَلِهَذَا قَالَ لَا تطروني قَالَه الْأَزْهَرِي قَوْله لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكتفئ مَا فِي إنائها هَذَا مثل لإمالة الضرة حق صاحبتها من زَوجهَا وَأَصله من كفأت الْقدر إِذا أملتها ليخرج مَا فِيهَا فِي الحَدِيث فَأمرنَا بالقدور فكفيت والمحدثون يروون فأكفيت وَالْكَلَام الأول مثله كَأَن يكفئ الْإِنَاء للهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 فِي صفته كَانَ إِذا مَشَى تكفأ أَي تمايل إِلَى قُدَّام كَأَنَّهُ من قوته يمشي عَلَى صدفة قَدَمَيْهِ فِي حَدِيث عمر أَنه انكفأ لَونه عَام الرَّمَادَة أَي تغير عَن حَاله فِي حَدِيث أبي ذَر وَلنَا عباءتان نكافئ بهما عين الشَّمْس أَي ندافع وأصل الْمُكَافَأَة المقاومة والموازنة فِي الحَدِيث اشْتَرَى رجل معدنا بِمِائَة شَاة مُتبع فَقَالَت لَهُ أمه إِنَّك اشْتريت بثلاثمائة شَاة أمهاتها مائَة وَأَوْلَادهَا مائَة وكفأتها مائَة والكفأة أَن ينزي عَلَيْهَا فتنتج قَوْله أكفتوا صِبْيَانكُمْ أَي ضموهم إِلَيْكُم واحبسوهم فِي الْبيُوت قَوْله وَأعْطيت الكفيت قَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ قدر لَطِيفَة وَأَنه أكل مِنْهَا فقوي عَلَى الْجِمَاع فَلَيْسَ هَذَا مرويا فِي حَدِيث بَاطِل وَأَنه نزلت إِلَيْهِ قدر قد ذكرته فِي الموضوعات وَإِنَّمَا الصَّحِيح مَا ذكره الْأَزْهَرِي قَالَ الكفيت مَا أكفت بِهِ معيشتي أَي أضم قَالَ وَيُقَال الكفيت الْقُوَّة عَلَى الْجِمَاع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 فِي الحَدِيث صَلَاة الْأَوَّابِينَ أَن ينكفت أهل الْعشَاء أَي يَنْصَرِفُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ فِي الحَدِيث اكتبوا للْمَرِيض مَا كَانَ يعْمل حَتَّى أعافيه أَو أكفته أَي أضمه إِلَى الْقَبْر وَقَالَ لحسان لَا تزَال مؤيدا بِروح الْقُدس مَا كافحت عَن رَسُول الله الكافحة الْمُضَاربَة تِلْقَاء الْوَجْه وَفِي رِوَايَة نافحت وَقَالَ لجَابِر إِن الله كلم أَبَاك كفاحا قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى كَلمه مُوَاجهَة وَلَيْسَ بَينهمَا حجاب قيل لأبي هُرَيْرَة أتقبل وَأَنت صَائِم قَالَ نعم وأكفحها أَي أَلْقَاهَا مباشرا لجلدها قَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال كفحها يكفحها أَي قبلهَا وعانقها وَرَوَى أقحفها وَقد سبق قَوْله لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا ذكر الْأَزْهَرِي فِيهِ وَجْهَيْن أَحدهمَا لابسين السِّلَاح يُقَال كفر فَوق درعه إِذا لبس فَوْقهَا ثوبا وَالثَّانِي أَن تعتقد بِكفْر النَّاس كَمَا اعتقدت الْخَوَارِج فتكفر قَوْله من ترك قتل الْحَيَّات خشيَة النَّار فقد كفر أَي كفر النِّعْمَة وَمثله من أَتَى حَائِضًا فقد كفر فِي الحَدِيث لتخرجنكم الرّوم مِنْهَا كفرا كفرا يَعْنِي قَرْيَة قَرْيَة وَالَّذِي يتَكَلَّم بِهَذَا أهل الشَّام يسمون الْقرْيَة كفرا وَلِهَذَا قَالُوا كفرتوتا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 وَقَالَ مُعَاوِيَة أهل الكفور هم أهل الْقُبُور يَعْنِي الْقرى النائية عَن الْأَمْصَار ومجتمع الغلمان وَالْجهل عَلَيْهِم أغلب وهم إِلَى الْبدع أسْرع قَوْله الْأَعْضَاء تكفر للسان أَي تذل وتخضع فِي الحَدِيث الْمُؤمن مكفر أَي مرزأ فِي نَفسه وَمَاله لتكفر خطاياه فِي الحَدِيث وَاجعَل قُلُوبهم كقلوب نسَاء كوافر يَعْنِي فِي التعادي وَالِاخْتِلَاف وَالنِّسَاء أَضْعَف قلوبا وَلَا سِيمَا إِذا كن كوافر قَوْله بَيْننَا عَيْبَة مَكْفُوفَة أَي مشرجة عَلَى مَا فِيهَا وَالْمرَاد لَا يدْخل قُلُوبنَا غش فِيمَا اصطلحنا عَلَيْهِ وَقيل المُرَاد أَن يكون السِّرّ بَيْننَا مكفوفا قَالَ الْحسن لَا تلام عَلّي كفاف أَي عَلَى أَلا تُعْطِي إِذا لم يكن عنْدك فضل فِي الحَدِيث رَأَى ظلة تنظف عسلا وَالنَّاس يتكففونه أَي يأخذونه بأكفهم وَمثله قَوْله خير من أَن يتركهم عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس أَي يَسْأَلُونَهُمْ بأكفهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 فِي الحَدِيث فاستكفوا جنابي عبد الْمطلب أَي أحاطوا بِهِ واجتمعوا حوله فِي الحَدِيث وَأَنت خير المكفولين أَي خير من كفل فِي صغره فِي الحَدِيث وَفُلَان وَفُلَان متكفلان عَلَى بعير يُقَال تكفلت الْبَعِير واكتفلته إِذا أدرت كسَاء حول سنامه ثمَّ ركبته فِي الحَدِيث الراب كافل الراب زوج أم الْيَتِيم كَأَنَّهُ كفل نَفَقَته فِي الحَدِيث لَك كفلان من الْأجر أَي نصيبان مثلان وَكره النَّخعِيّ الشّرْب من ثلمة الْقدح وَقَالَ إِنَّهَا كفل الشَّيْطَان أَي مركبه فِي الحَدِيث القوهم بِوَجْه مكفهر أَي غليظ وَقد اكفهر وَجهه أَي عبس وقطب بَاب الْكَاف مَعَ اللَّام نهَى عَن الكالئ بالكالئ هُوَ النَّسِيئَة بِالنَّسِيئَةِ وَهُوَ الرجل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 يَشْتَرِي شَيْئا مُؤَجل الثّمن فَإِذا حل الْأَجَل لم يجد مَا يقْضِي بِهِ فَيَقُول بِعْهُ مني إِلَى أجل آخر بِزِيَادَة شَيْء فيبعه مِنْهُ غير مَنْقُوص مِنْهُ قَوْله لَا يمْنَع المَاء ليمنع الْكلأ الْكلأ النَّبَات وَالْمرَاد أَن الْبِئْر يكون فِي صحراء وَيكون الْكلأ قَرِيبا مِنْهَا فَإِذا ورد عَلَيْهَا وَارِد فغلب عَلَى مَا بهَا وَمنع من يَأْتِي بعده من الاسْتِسْقَاء مِنْهَا كَانَ بِمَنْعه المَاء مَانِعا للكلأ لَا يرْعَى إِلَّا بِوُجُود مَاء فِي الحَدِيث من مَشَى عَلَى الكلاء قذفناه فِي المَاء الكلاء والمكلأ شاطئ النَّهر ومرفأ السفن ويثنى فَيُقَال كلان وكلاوان وَمِنْه سوق الكلاء بِالْبَصْرَةِ وَهَذَا مثل ضربه لمن عرض بِالْقَذْفِ وَشبهه فِي مقاربته التَّصْرِيح بالماشي عَلَى شاطئ النَّهر وإلقاؤه إِيَّاه فِي المَاء إِلْزَامه الْحَد فِي الحَدِيث من ترك كلا فإلينا الْكل الْعِيَال والثقل قَالَ الْحسن إِن الدُّنْيَا لما فتحت عَلَى أَهلهَا كلبوا عَلَيْهَا أَشد الْكَلْب وَعدا بَعضهم عَلَى بعض بِالسَّيْفِ يُقَال قد كلب الرجل كَلْبا إِذا اشْتَدَّ حرصه عَلَى طلب شَيْء فِي الحَدِيث أصَاب كلاب السَّيْف وَهُوَ الْحلقَة الَّتِي فِيهَا السّير فِي قَائِم السَّيْف فِي حَدِيث ذِي الثدية تبدو فِي رَأس ثديه شَعرَات كَأَنَّهَا كلبة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 كلب يَعْنِي مخالبه فِي الحَدِيث تتجارى بهم الْأَهْوَاء كَمَا يتجارى الْكَلْب بِصَاحِبِهِ الْكَلْب دَاء يُصِيب الْإِنْسَان من عضة الْكَلْب فِي صفته لم يكن بالمكلثم قَالَ أَبُو عبيد أَي كَانَ أسيلا وَلم يكن مستدير الْوَجْه قَالَ جَابر إِنَّمَا ترثني كَلَالَة أَي وَرَثَة لَيْسُوا بوالد وَلَا ولد وَإِنَّمَا وَرَثَة أخواته فِي الحَدِيث تبرق أكاليل وَجهه وَهِي الْجَبْهَة وَمَا يتَّصل بهَا من الجبين فَذَلِك لِأَن الإكليل يوضع هُنَاكَ وَنَهَى عَن تقصيص الْقُبُور وتكليلها التكليل رَفعهَا بِبِنَاء مثل الكلل وَهِي الصوامع والقباب الَّتِي تبنى عَلَى الْقُبُور وَقَالَ قوم هُوَ ضرب الكلة وَهِي ستر مُرْتَفع يضْرب عَلَى الْقُبُور قَوْله أعوذ بِكَلِمَات الله قَالُوا هِيَ الْقُرْآن قَوْله واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله وَهِي إِبَاحَة الله سُبْحَانَهُ التَّزْوِيج وَهَذَا مثل قَوْله لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله وَقَالَ الْخطابِيّ كلمة الله قَوْله {فإمساك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان} الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 فِي الحَدِيث ذُو الكلاع وَهُوَ ملك من مُلُوك حمير ذكره الْأَزْهَرِي بِضَم الْكَاف قَالَ ابْن دُرَيْد التكلع التخالف لُغَة يَمَانِية قَالَ وَبِه سمي ذُو الكلاع لأَنهم تكلعوا عَلَى يَدَيْهِ أَي تجمعُوا قَالَ ابْن حبيب إِذا اجْتمعت الْقَبَائِل وتناصرت فقد تكلعت بَاب الْكَاف مَعَ الْمِيم فِي حَدِيث غنم شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا كموش وَهِي الصَّغِيرَة الضَّرع وَهِي الكمشة أَيْضا سميت بذلك لانكماش ضرْعهَا وَهُوَ تقلصه نهَى عَن المكامعة وَقد سبق وَرَأَى عمر جَارِيَة متكمكمة قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ المتكممة وَأَصلهَا من الكمة وَهِي القلنسوة شبه قناعها بهَا فِي حَدِيث النُّعْمَان بن مقرن فلتثب الرِّجَال إِلَى أكمة خيولها أَرَادَ مخالبها الَّتِي علقت عَلَى رؤوسها فِي الحَدِيث أَنَّهُمَا يكمنان الْأَبْصَار أَو يكمهان قَالَ شمر الكمنة ورم فِي الأجفان وَقيل قرح فِي المآقي ويكمهان مَعْنَاهُ يعميان فِي الحَدِيث للدابة ثَلَاث خرجات ثمَّ تنكمي أَي تستتر يُقَال كمى فلَان شَهَادَته إِذا سترهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 فِي الحَدِيث مر عَلَى أَبْوَاب دور متسفلة فَقَالَ أكموها أَي استروها لِئَلَّا تقع عُيُون النَّاس عَلَيْهَا وَفِي رِوَايَة أكيموها أَي ارفعوها لِئَلَّا يهجم السَّيْل عَلَيْهَا مَأْخُوذ من الكومة وَهِي الرملة المشرفة فِي الحَدِيث إِن قوما من الْمُوَحِّدين يحبسون عَلَى الكوم وَهِي الْمَوَاضِع المشرفة وَكَذَلِكَ الْأَعْرَاف بَاب الْكَاف مَعَ النُّون فِي الحَدِيث نهَى عَن الكنارات وَيروَى بِفَتْح الْكَاف وفيهَا أَرْبَعَة أَقْوَال أَحدهَا العيدان وَالثَّانِي الدفوف حَكَاهُمَا أَبُو عبيد وَالثَّالِث الطبول وَالرَّابِع الطنابير حَكَاهَا الْأَزْهَرِي فِي الحَدِيث فَلَمَّا بلغ الْمُشْركُونَ الْمَدِينَة كنعوا عَنْهَا أَي أحجموا عَنْهَا وانفضوا فِي الحَدِيث أعوذ بك من الكنوع وَهُوَ الدنو من الذل وَلما أَرَادَ خَالِد قطع الْعُزَّى قَالَ السادن إِنَّهَا مكنعتك أَي تيبس يدك والتكنع فِي الْيَدَيْنِ تقفع الْأَصَابِع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 وَقَالَ الْأَحْنَف بن قيس كل أَمر لم يحمد الله فِيهِ فَهُوَ أكنع أَي نَاقص فِي الحَدِيث ثمَّ اكتنع إِلَيْهَا أَي دنا مِنْهَا قَالَ كَعْب كَانَ سُلَيْمَان إِذا أَدخل رَأسه ليلبس الثَّوْب كنعت لَهُ الشَّيَاطِين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي حركت أنوفها استهزاء بِهِ فِي الحَدِيث أَدخل يَده فِي الْإِنَاء فكنفها أَي جمع كَفه ليصير كنيفا والكنف الْوِعَاء فِي الحَدِيث يدنى عِنْده الْمُؤمن فَيَضَع عَلَيْهِ كنفه قَالَ اللَّيْث الكنفان الجناحان وكنفا الْإِنْسَان جانباه وناحيتا كل شَيْء كنفاه قَالَ ابْن الْمُبَارك يَعْنِي بِالْحَدِيثِ أَنه يستره وَقَالَ النَّضر كنفه رَحمته وبره وَيُقَال فِي حفظ الله وكنفه أَي فِي حرزه وَحفظه وَفُلَان فِي كنف فلَان أَي فِي ظله وَقَوله امْرَأَة عبد الله بن عَمْرو لم يفتش لنا كنفا أَي سترا وَقَالَ عمر فِي ابْن مَسْعُود كنيف مَلِيء علما قَالَ الْأَزْهَرِي شبه قلب ابْن مَسْعُود بكنف الرَّاعِي لِأَن فِيهِ كل مَا تُرِيدُ فَكَذَلِك قلب ابْن مَسْعُود قد جمع كل مَا يحْتَاج النَّاس إِلَيْهِ من الْعلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 فِي حَدِيث أبي بكر أَنه أشرف من كنيف أَي من ستْرَة وكل شَيْء سترك فَهُوَ كنيف بَاب الْكَاف مَعَ الْوَاو إِن الله حرم الكوبة وفيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا النَّرْد وَالثَّانِي الطبل ذكرهمَا أَبُو عبيد وَالثَّالِث البربط قَالَه ابْن الْأَعرَابِي سَأَلَ رجل عليا عَلَيْهِ السَّلَام أَخْبرنِي عَن أصلكم معاشر قُرَيْش فَقَالَ نَحن قوم من كوثى قَالَ ابْن الْأَعرَابِي قَالَت طَائِفَة أَرَادَ كوثى السوَاد الَّتِي ولد بهَا إِبْرَاهِيم وَقَالَ آخَرُونَ أَرَادَ مَكَّة وَذَلِكَ أَن محلّة بني عبد الدَّار يُقَال لَهَا كوثى فَأَرَادَ أَنا مكيون وَالصَّحِيح الأول وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن عَبَّاس نَحن معاشر قُرَيْش حَيّ من النبط من أهل كوثى قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا من عَلّي وَابْن عَبَّاس تبرؤ من الْفَخر فِي الحَدِيث كَانَ يتَعَوَّذ من الْحور بعد الكور قَالَ أَبُو عبيد الْحور النُّقْصَان والكور الزِّيَادَة وتروى الْكَوْن يُرِيد الرُّجُوع عَن الاسْتقَامَة بعد أَن كَانَ عَلَيْهَا قَوْله إِن الشَّمْس وَالْقَمَر تكوران يَوْم الْقِيَامَة قَالَ ابْن عَبَّاس تكويرهما تعطيلهما وَقَالَ مُجَاهِد اضمحلالهما وَقَالَ قَتَادَة يذهب ضوءهما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 فِي حَدِيث الْوَفْد أَتَيْنَا عَلَى أكوار الميس الأكوار الرّحال قَالَ الْحسن يَأْتِي أحدكُم الْحبّ فيكتاز أَي يغترف وَهُوَ يفتعل من الْكوز قَالَ الْحجَّاج نَدِمت إِذْ لم أقتل ابْن عمر قَالَ لَهُ بعض بنيه لَو فعلت لكوسك الله فِي النَّار أعلاك أسفلك أَي أكبك يُقَال كوسته تكويسا إِذا قلبته فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه مَضَى إِلَى خَيْبَر فسحروه فتكوعت أَصَابِعه الْكُوع أَن تعوج الْيَد من قبل الْكُوع والكوع رَأس الزند الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام فِي الحَدِيث أعظم الصدْق رِبَاط فرس فِي سَبِيل الله لَا يمْنَع كومه يَعْنِي ضرابه وَرَأَى فِي إبل الصَّدَقَة نَاقَة لوماء يَعْنِي المشرفة السنام والكوم مَوضِع مشرف وَمِنْه فِي الحَدِيث يجلس أَقوام يَوْم الْقِيَامَة عَلَى الكوم إِلَى أَن يهذبوا دخل عمر الْمَسْجِد فَرَأَى رجلا بذ الْهَيْئَة فَقَالَ كن أَبَا مُسلم أَي أَنْت قَالَ بَعضهم إِنِّي لأغتسل ثمَّ أتكوى بجاريتي أَي استدفئ بمباشرتها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 بَاب الْكَاف مَعَ الْهَاء فِي حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم مَا كَهَرَنِي أَي مَا انتهرني قَالَ أَبُو عمر والكهر الِانْتِهَار وَقَالَ اللَّيْث الْكَهْر اسْتِقْبَال الْإِنْسَان بِوَجْه عَابس تهاونا بِهِ فِي الحَدِيث هَل فِي أهلك من كَاهِل وَيروَى من كَاهِل وَهُوَ مَأْخُوذ من الكهل أَي هَل فيهم من أسن فَيقوم عَلَى أهلك قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال فلَان كَاهِل بني فلَان أَي عمدتهم وسيدهم قَالَ عَمْرو لمعاوية أَتَيْتُك وأمرك كحق الكهول قَالَ أَبُو عمر والكهول العنكبوت وَحقّ الكهول بَيته وَكَذَلِكَ ذكره أَبُو عمر الزَّاهِد والأزهري وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كحق الكهول قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هَذَا تَصْحِيف وَالْمعْنَى أَتَيْتُك وأمرك ضَعِيف فِي الحَدِيث يخرج من الكاهنين رجل يقْرَأ الْقُرْآن الكاهنان قُرَيْظَة وَالنضير كَانُوا أهل كتاب وَفهم وَقيل أُرِيد بِالرجلِ مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَت امْرَأَة لِابْنِ عَبَّاس لي مَسْأَلَة وَأَنا أكتهيك أَن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 أشافهك بهَا أَي أَجلك وأعظمك وَيُقَال رجل أكهى أَي جبان كَأَنَّهَا أَرَادَت أجبن أَن أَسأَلك عَنْهَا فِي الحَدِيث قَالَ ملك الْمَوْت لمُوسَى عِنْد قَبضه كه فِي وَجْهي أَي افْتَحْ فَاك وتنفس وَفِي الحَدِيث كَانَ الْحجَّاج قَصِيرا كهاهة قَالَ شمر هُوَ الَّذِي إِذا نظرت إِلَيْهِ فَكَأَنَّهُ يضْحك وَلَيْسَ بضاحك بَاب الْكَاف مَعَ الْيَاء قَالَ الْحسن إِذا بلغ الصَّائِم الكيد أفطر الكيد الْقَيْء والكيد أَيْضا الْحيض وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه نظر إِلَى جوَار قد كدن فِي الطَّرِيق فَأمر أَن ينحين فِي الحَدِيث وَهُوَ يكيد بِنَفسِهِ أَي يجود بهَا والكيد الْحَرْب وَمِنْه أَن رَسُول الله رَجَعَ وَلم يلق كيدا قَالَ عمر وَتلك عقول كادها بارئها أَي أرادها بِسوء فِي الحَدِيث عقبَة كئود أَي ذَات مشقة يُقَال تكاءدته الْأُمُور إِذا شقَّتْ عَلَيْهِ قَوْله مثل جليس السوء مثل الْكِير قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْكِير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 كير الْحداد وَلَا يُقَال كور إِنَّمَا الكور رَحل النَّاقة قَالَ وَكَانَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ يفرق بَين الْكِير والكور يَقُول الْكِير زق الْحداد والكور الْمَبْنِيّ من طين قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَإِنَّمَا المُرَاد بِالْحَدِيثِ الْمَبْنِيّ من طين واحتسبها جمعيا يسميان كيرا وَلَا أرَى قَول أبي عَمْرو شَيْئا لِأَن غَيره من الْعلمَاء يُنكر ذَلِك قَوْله لجَابِر فَإِذا قدمت فالكيس الْكيس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْكيس الْجِمَاع والكيس الْعقل كَأَنَّهُ جعل طلب الْوَلَد عقلا قَوْله الْكيس من دَان نَفسه يَعْنِي الْعَاقِل وَمثله أَي الْمُؤمنِينَ أَكيس أَي أَعقل فِي الحَدِيث إِن رجلا سَأَلَهُ سَيْفا فَقَالَ لعَلي إِن أَعطيتك أَن تقوم فِي الكيول قَالَ أَبُو عبيد هُوَ مُؤخر الصُّفُوف وَقَالَ الْأَزْهَرِي الكيول مَا خرج من حر الزند مسودا لَا نَار لَهُ وَنَهَى عمر عَن المكايلة وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَن يَكِيل للْإنْسَان من السوء مثل مَا يَكِيل لَك فَهُوَ أَمر بِالِاحْتِمَالِ قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَنَّهَا المقايسة فِي الدَّين وَنزل الْعَمَل بالأثر قَالَه ابْن قُتَيْبَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 كتاب اللَّام بَاب اللَّام مَعَ الْألف كَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول لأَصْحَابه أكملوا اللؤم قَالَ القتيبي هُوَ جمع لأمة عَلَى غير قِيَاس وَهِي الدروع قَوْله من صَبر عَلَى لأواء الْمَدِينَة أَي شدَّة ضيقها فِي صفته يتلألأ تلألؤ الْقَمَر أَي يَسْتَنِير ويشرق وَهُوَ مَأْخُوذ من اللُّؤْلُؤ وَدخل ابْن الزبير عَلَى عَائِشَة فبلأي مَا كَلمته أَي بعد مشقة وَجهد فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ وَالرِّوَايَة يستقى عَلَيْهَا يَوْمئِذٍ أحب إِلَيّ من لاء وَشاء قَالَ ابْن قُتَيْبَة هَكَذَا رُوِيَ وَإِنَّمَا هُوَ ألآء مثل العاء وَهِي الثيران وَاحِدهَا لئا تَقْدِيره لعا مثل قفا وأقفاء يَقُول بعير يستقى عَلَيْهِ يَوْمئِذٍ خير من اقتناء الْبَقر الْغنم فِي الحَدِيث إِن يَهُودِيّا قَالَ يَا مُحَمَّد أدام أهل الْجنَّة بِاللَّامِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 وَالنُّون يَعْنِي بِاللَّامِ الثور وَقَالَ الْخطابِيّ يشبه أَن يكون أَرَادَ أَن يعمي الِاسْم وَإِنَّمَا هُوَ اللأ عَلَى وزن لعا وَهُوَ الثور الوحشي إِلَّا أَن يكون ذَلِك بالبعير وَالنُّون الْحُوت بَاب اللَّام مَعَ الْبَاء قَالَ رجل لرجل يغْرس إِن بلغك أَن الدَّجَّال قد خرج فَلَا يمنعنك من أَن تلبأها يُقَال لبأت الودية أَي غرستها وسقيتها أول سقيها مَأْخُوذ من اللباء قَوْله ليبك اللَّهُمَّ التَّلْبِيَة الاستجابة وَالْمعْنَى إجَابَتِي يَا رب لَك مَأْخُوذ من لب بِالْمَكَانِ وألب بِهِ إِذا أَقَامَ بِهِ فَقَالُوا لبيْك فثنوا لأَنهم أَرَادوا إِجَابَة بعد إِجَابَة كَمَا قَالُوا حنانيك أَي رَحْمَة بعد رَحْمَة وَقَالَ ابْن السّكيت مَعْنَاهُ إلبابا بك بعد إلباب أَي لُزُوما لطاعة بعد لُزُوم فِي الحَدِيث يطعنون فِي لباب الْإِبِل وَفِي لفظ ألباب اللبات جمع لبة وَهِي مَوضِع النَّحْر وللألباب مَعْنيانِ أَحدهمَا أَن يكون جمع اللب ولب كل شَيْء خالصه وَالثَّانِي جمع لبب وَهُوَ المنحر من كل شَيْء فِي حَدِيث عمر لببته بردائه اللبب مَوضِع النَّحْر المُرَاد جررته بالرداء الْمُتَعَلّق بنحره وَصَلى عمر فِي ثوب متلببا بِهِ قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 يتحزم بِهِ عِنْد صَدره وكل من جمع ثَوْبه متحزما بِهِ فقد تلبت يُقَال أَخذ بتلبيبه إِذا جمع عَلَيْهِ ثَوْبه الَّذِي هُوَ لابسه وَقبض عَلَيْهِ يجره وَمِنْه أَن ركلا خَاصم أَبَاهُ فلب لَهُ أَي جر مأخوذا بلبته فِي الحَدِيث فلج بِهِ أَي صرع إِلَى الأَرْض أخرجت عَائِشَة كسَاء ملبدا أَي مرقعا وَقد لبدت الثَّوْب وألبدته وَكَانَ أَبُو بكر يحلب فَيَقُول ألبد أم أرغي فَإِن قَالُوا ألبد ألصق العلبة بالضرع فَحلبَ وَلَا يكون لذَلِك الْحَلب رغوة وَإِن أبان العلبة رغى الشخب بِشدَّة وُقُوعه فِي العلبة فِي حَدِيث عمر من لبد أَو عقص فَعَلَيهِ الْحلق مَعْنَى لبد أَن يَجْعَل فِي رَأسه شَيْئا من الصمغ ليتلبد شعره ولَا يقمل وَمِنْه الحَدِيث يبْعَث ملبدا فِي صفة السَّحَاب فلبدت الدماث أَي صيرتها لَا تَسُوخ فِيهَا الأرجل والدماث الأرضون السهلة فِي حَدِيث حُذَيْفَة وَذكر فتْنَة ألبدوا لبود الرَّاعِي عَلَى عَصَاهُ لَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 يذهب بكم السَّيْل يَقُول اقعدوا فِي بُيُوتكُمْ وَلَا تخْرجُوا يُقَال لبذ بِالْأَرْضِ إِذا لزق بهَا وَمِنْه قَول أبي بَرزَة لما وثب ابْن الزبير بِمَكَّة ومروان بِالشَّام مَا أرَى أحدا الْيَوْم خيرا من تِلْكَ الْعِصَابَة الملبدة الملبد الْمُبْهم اللاصق بِالْأَرْضِ وَأَرَادَ الَّذين لَا يُخَاصِمُونَ فِي حَدِيث أم زرع عَلّي رَأس قوز كيس بلبد أَي ليسر بمستمسك فِي حَدِيث قَتَادَة وَذكر إلباد الْبَصَر فِي الصَّلَاة يَعْنِي إِلْزَامه مَوضِع السُّجُود فِي حَدِيث المبعث فَخفت أَن يكون ألتبس بِي أَي خولطت فِي حَدِيث سهل بن حنيف أَن رجلا عانه فلبط بِهِ أَي صرع فَسقط وَفِي حَدِيث أَنه خرج وقريش ملبوط بهم أَي سُقُوط بَين يَدَيْهِ وَسُئِلَ عَن الشُّهَدَاء فَقَالَ أُولَئِكَ يتلبطون فِي الغرف الْعلَا أَي يتمرغون وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث مَاعِز أَنه يتلبط فِي الْجنَّة وَفِي حَدِيث فالتبطوا بجنبي عَلَى نَاقَتي أَي اسْعوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 فِي الحَدِيث ثمَّ لبقها يَعْنِي الثريدة قَالَ شمر ثريدة ملبقة خلطت خلطا شَدِيدا قَالَ الْحسن لرجل لبكت عَلّي أَي خلطت وبكت خَدِيجَة فَقَالَت درت لبنة الْقَاسِم فَذَكرته اللبنة الْقطعَة القليلة من اللَّبن فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالتلبين وَهُوَ حساء يعْمل من دَقِيق أَو نخالة وَرُبمَا جعل فِيهِ عسل سميت بلبينة تَشْبِيها بِاللَّبنِ لبياضها ورقتها فِي الحَدِيث إِن أكل كَانَ لبينا أَي مدرا للبن ولبين بِمَعْنى لِابْنِ كَأَنَّهُ يعطيهم اللَّبن وَالْإِشَارَة إِلَى حمل السّلم فِي الحَدِيث وصحيفة فِيهَا ملبنة أَي ملعقة قَوْله فِيهَا بنت لبون وَهِي الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا حولان وَدخلت فِي الثَّالِث فَصَارَت أمهَا لبونا بِوَضْع الْحمل بَاب اللَّام مَعَ التَّاء فِي الحَدِيث فَمَا أَبْقَى منى الْمَرَض إِلَّا لتاتا واللتات مَا فت من قشور الشّجر كَأَنَّهُ يَقُول مَا أَبْقَى مني إِلَّا جلدا يَابسا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 بَاب اللَّام مَعَ الثَّاء قَالَ عمر وَلَا تلِثوا بدار معْجزَة الإلثاث الْإِقَامَة بِالْمَكَانِ وَالْمرَاد لَا تُقِيمُوا بِبَلَد يعجز لكم فِيهِ الرزق فِي الحَدِيث فَلَمَّا رَأَى لثق الثِّيَاب اللثق أَن يبتل الثِّيَاب ولثق الطَّائِر بالمطر ابتل ريشه قَالَ اللَّيْث واللثق مَاء وطين يختلطان بَاب اللَّام مَعَ الْجِيم فِي الحَدِيث والجذعة اللجبة وَهِي الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا بعد نتاجها أَرْبَعَة فخف لَبنهَا وَجَمعهَا لجبات ولجاب وَقد لجبت وَقَالَ شُرَيْح فِي شَاة لَعَلَّهَا لجبت قَالَ أَبُو زيد اللجبة من المعزى خَاصَّة وَمثلهَا فِي الضَّأْن الجدود واللجب صَوت الْعَسْكَر فِي الحَدِيث من ركب الْبَحْر إِذا التج أَي تلاطمت أمواجه قَوْله إِذا استلج أحدكُم بِيَمِينِهِ قَالَ شمر مَعْنَاهُ أَن يلج فِيهَا فَلَا يكفرهَا وَيَزْعُم أَنه صَادِق فِيهَا قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال هُوَ أَن يحلف وَيرَى أَن غَيرهَا خير مِنْهَا فيقيم عَلَى الَّتِي فِيهَا وَيتْرك الْكَفَّارَة فَذَلِك آثم لَهُ من التَّكْفِير والحنث قَالَ طَلْحَة وضع اللج عَلَى قفي يَعْنِي السَّيْف بلغَة طَيء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 قَالَ الْأَصْمَعِي عَنى باللج السَّيْف وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه السَّيْف بلغَة هُذَيْل وَطَوَائِف من الْيمن قَالَ عَلّي الْكَلِمَة فِي الصَّدْر تتلجلج أَي تتحرك وتتردد وَكتب عمر إِلَى أبي مُوسَى الْفَهم الْفَهم فِيمَا تلجلج فِي صدرك أَي تردد قَالَ جرير إِذا أخلف السّلم كَانَ لجينا اللجين الْخبط وتلجن أَي تلزج وَصَارَ كالخطمي فِي الحَدِيث لَا أقضيك إِلَّا لجينية اللجين الْفضة بَاب اللَّام مَعَ الْحَاء فِي الحَدِيث عَلَى طَرِيق لاحب وَهُوَ المنقاد الَّذِي لَا يَنْقَطِع وَقَالَت أم سَلمَة لعُثْمَان لَا تقف سَبِيلا كَانَ رَسُول الله لحبها أَي نهجها فِي الحَدِيث فَبعث الله عَلَيْكُم شَرّ خلقه فلحتوكم كَمَا يلحت الْقَضِيب يُقَال لحت فلَان عَصَاهُ إِذا قشرها واللحت واللتح وَاحِد مقلوب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 وَفِي رِوَايَة فالتحوكم كَمَا يلتحى الْقَضِيب يُقَال ألتحت الْعَصَا ولحوتها إِذا أخذت لحاءها فِي الحَدِيث إِن نَاقَته تلحلحت عِنْد بَيت أبي أَيُّوب أَي أَقَامَت وَثبتت وَأَصله من ألح يلح وألحت النَّاقة أَي أَقَامَت فَلم تَبْرَح وَيُقَال ألح الْجمل وحلأت النَّاقة وَيُقَال تلحلح إِذا أَقَامَ وتحلحل إِذا زَالَ لِأَن أصل تلحلح تلحح مَأْخُوذ من ألح كَأَنَّهَا ألحت عَلَى الْمَكَان فَلم تَبْرَح وأصل تحلحل تحلل فالتحلل الذّهاب فِي حَدِيث هَاجر والوادي يَوْمئِذٍ لَاحَ أَي ضيق أشب من الشّجر وَالْحِجَارَة يُقَال مَكَان لَاحَ ولحح وَمِنْه يُقَال لححت عينه إِذا التصقت وَرَوَاهُ شمر لاخ بِالْخَاءِ مثقلة مُعْجمَة وَقَالَ الْخطابِيّ وَهُوَ الْكثير الشّجر وَإِذا خففت فَمَعْنَاه الْبعيد العميق فِي الحَدِيث حَتَّى يلقى الله وَمَا عَلَى وَجهه لحادة أَي قِطْعَة فِي الحَدِيث إِنَّه لملحس وَهُوَ الَّذِي لَا يفوتهُ شَيْء قَالَ عَطاء كَانُوا لَا يلحصون أَي يشددون فِي الحَدِيث مر عَلَى قوم قد لحطوا بَاب دَارهم أَي رشوه فِي صفته جلّ نظره الملاحظة وَهُوَ أَن ينظر بلحاظ عَيْنَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 شذرا وَهُوَ شقّ الْعين الَّذِي يَلِي الصدغ فَأَما الَّذِي يَلِي الْأنف فَهُوَ الموق والمأق فِي الحَدِيث من سَأَلَ وَله أَرْبَعُونَ درهما فقد ألحف أَي شَمل بِالْمَسْأَلَة واللحاف من هَذَا اشتقاقه لِأَنَّهُ يَشْمَل الْإِنْسَان فِي التغطية وَكَانَ لرَسُول الله فرس يُقَال لَهُ اللحيف لطول ذَنبه كَانَ يلحف الأَرْض بِذَنبِهِ فِي صفته إِذا سر فَكَأَن الْجدر تلاحك وَجهه الملاحكة شدَّة الملاءمة أَي يرَى شخص الْجدر فِي وَجهه فِي الحَدِيث إِن الله يبغض أهل الْبَيْت اللحمين قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ هم الَّذين يكثرون أكل لُحُوم النَّاس وَقيل يكثرون أكل اللَّحْم فِي الحَدِيث فقاتل جَعْفَر حَتَّى ألحمه الْقِتَال أَي نشب فِيهِ يُقَال ألحم الرجل واستلحم إِذا نشب فِي الْحَرْب فَلم يجد مخلصا وَلحم إِذا قتل فَهُوَ ملحوم ولحيم وَمِنْه حَدِيث عمر فِي صفة الْغُزَاة وَمِنْهُم من ألحمه الْقِتَال فِي الحَدِيث أَن أُسَامَة لحم رجلا من الْعَدو قَالَ الْخطابِيّ أَي أَصَابَهُ بِالسَّيْفِ فَأَما ألحم فَمَعْنَاه قتل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 فِي الشجاج المتلاحمة وَهِي الَّتِي يشق اللَّحْم كُله دون الْعظم ثمَّ تتلاحم بعد شقها فَلَا يجوز فِيهَا وَتَكون المتلاحمة الَّتِي برأت والتحمت والمتلاحمة من النِّسَاء الرتقاء فِي الحَدِيث صم ثَلَاثَة أَيَّام من الشَّهْر وألحم عِنْد الثَّالِثَة أَي قف عِنْد الثَّالِثَة ولَا تزد يُقَال ألحم الرجل بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ قَالَ عمر تعلمُوا اللّحن قَالَ ابْن قُتَيْبَة يَعْنِي اللُّغَة قَالَ أَبُو ميسرَة العرم المسناة بلحن الْيمن أَي بلغَة الْيمن قَالَ عمر إِنَّا لنرغب عَن كثير من لحن أبي أَي لغته قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَى قَول عمر تعلمُوا اللّحن تعلمُوا الْخَطَأ فِي الْكَلَام لِأَنَّهُ إِذا بَصَره الصَّوَاب فقد بَصَره الْخَطَأ وَقَالَ رجل ابْن زِيَاد ظريف لكنه يلحن فَقَالَ مُعَاوِيَة أَلَيْسَ ذَلِك أظرف لَهُ قَالَ ابْن قُتَيْبَة ذَهَبُوا إِلَى اللّحن الَّذِي هُوَ الْخَطَأ وَذهب مُعَاوِيَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 إِلَى اللّحن الَّذِي هُوَ الفطنة محرك الْحَاء وَقَالَ غَيره لم يذهب إِلَى ذَلِك وَلكنه اللّحن بِعَيْنِه وَهُوَ يستملح فِي الْكَلَام إِذا قل ويستثقل الْإِعْرَاب والتشديق قَوْله لَعَلَّ بَعْضكُم يكون أَلحن بحجته أَي أفطن لَهَا وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز عجبت لمن لاحن النَّاس كَيفَ لَا يعرف جَوَامِع الْكَلم أَي قاطنهم قَوْله نهيت عَن ملاحاة الرِّجَال اللحاء والملاحاة الْخُصُومَة والجدال فِي الحَدِيث فلحيا لصَاحِبهَا لحيا أَي كوما وعذلا وَاحْتَجَمَ رَسُول الله بِلحي جمل وَهُوَ مَكَان بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فِي الحَدِيث أَمر بالتلحي وَهُوَ إدارة الْعِمَامَة تَحت الحنك بَاب اللَّام مَعَ الْخَاء فِي قصَّة هَاجر والوادي يَوْمئِذٍ لاخ بتَشْديد الْخَاء قَالَ ابْن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 الْأَعرَابِي وَهُوَ المتضايق لِكَثْرَة شَجَرَة وَقلة عِمَارَته وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَاد لاخ أَي ملتف بِالشَّجَرِ وَقَالَ شمر إِنَّمَا هُوَ لاخ بِالتَّخْفِيفِ أَي معوج ذهب بِهِ إِلَى الإلخاء واللخواء وَهُوَ المعوج الْفَم وَقَالَ الْخطابِيّ إِذا شددت فَهُوَ الْكثير المشجر وَإِذا خففت فَهُوَ الْبعيد العميق وَقد ذكره الْهَرَوِيّ فِي بَاب الْحَاء أَيْضا فَقَالَ لَاحَ بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَقَالَ هُوَ الْمَكَان الضّيق من الشّجر وَالْحِجَارَة فِي الحَدِيث فَأَتَاهُ رجل فِيهِ لخلخانية أَي عجمة وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام قعد لتلخيص مَا الْتبس التَّلْخِيص والتخليص متقاربان قَالَ زيد جعلت أتتبع الْقُرْآن من اللخاف وَهُوَ جمع لخفة وَهِي حِجَارَة بيض رقاق بَاب اللَّام مَعَ الدَّال قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَاذَا لقِيت من الأود واللدد قَالَ ثَعْلَب اللدد الْخُصُومَة والأود العوج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 قَوْله خير مَا تداويتم بِهِ اللدود قَالَ الْأَصْمَعِي اللدود مَا سقِِي الْإِنْسَان فِي أحد شقي الْفَم وَإِنَّمَا أَخذ اللدود من لديدي الْوَادي وهما جانباه وَفِيه قيل للرجل وَهُوَ يتلدد إِذا تلفت يَمِينا وَشمَالًا تحيرا مَأْخُوذ من اللديدين وهما صفحتا الْعُنُق وَمِنْه قَول عُثْمَان فتلددت تلدد الْمُضْطَر التلدد التلفت يَمِينا وَشمَالًا كثيرا مَأْخُوذ من للديدين وهما صفحتا الْعُنُق وَقَالَت الْأَنْصَار يَوْم الْمُبَايعَة نخشى إِن الله أظهرك أَن يرجع إِلَى قَوْمك فَقَالَ بل الدَّم الدَّم وتروى اللدم اللدم وَالْهدم الْهدم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تَقول دمي دمك وهدمي هدمك أَي إِن ظلمت فقد ظلمت وَمن رَوَاهُ اللدم فَإِن اللدم الْحرم وَالْمعْنَى حرمكم حرمي وأقبر حَيْثُ تقبرون وَهَذَا كَقَوْلِه الْمحيا محياكم وَالْمَمَات مماتكم وَقَالَ أَبُو عبيد اللدم جمع لادم وَالنِّسَاء يلتدمن عَلَى الْإِنْسَان إِذا مَاتَ فِي حَدِيث عَائِشَة فَقُمْت ألتدم قَالَ اللَّيْث اللدم ضرب الْمَرْأَة صدرها ووجهها وَركب رجل ناضحا لَهُ فتلدن عَلَيْهِ أَي تلكأ وتمكث وَلم ينبعث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 بَاب اللَّام مَعَ الذَّال فِي الحَدِيث إِذا ركب أحدكُم الدَّابَّة فليحملها عَلَى ملاذها أَي ليجرها فِي السهولة لَا فِي الحزونة وَذكرت عَائِشَة الدُّنْيَا فَقَالَت قد مَضَى لذواؤها اللذواء اللَّذَّة بَاب اللَّام مَعَ الزَّاي كَانَ لرَسُول الله فرس يُقَال لَهُ اللزاز لشدَّة دموجه وتلززه بَاب اللَّام مَعَ السِّين وَامْرَأَة إِن دخلت عَلَيْهَا لسبتك أَي أخذتك بلسانها وَيُقَال للعقرب قد كسبته وأبرته ووكعته قَالَ الْأَزْهَرِي المسموع من الْعَرَب أَن اللسع لذوات الإبر من العقارب والزنابير فَأَما الْحَيَّات فَإِنَّهَا تهش وتعض وتجدب وتنشط دخلُوا عَلَى سيف بن ذِي يزن فَإِذا هُوَ يلصف وبيض الْمسك من مفرقه أَي يتلألأ ويبرق فِي الحَدِيث أنبتت الأَرْض اللصف قَالَ الْفراء هُوَ شَيْء ينْبت فِي أصل الْكبر كَأَنَّهُ خِيَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 بَاب اللَّام مَعَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 فِي حَدِيث الزبير أَنه رَأَى فتية لعسا قَالَ أَبُو عبيد اللعس الَّذين فِي شفاههم سَواد قَالَ الْأَزْهَرِي لم يرد سَواد الشفاه خَاصَّة وَإِنَّمَا أَرَادَ سَواد ألوانهم يُقَال جَارِيَة لعساء إِذا كَانَ فِي لَوْنهَا أدنَى سَواد مشرب حمرَة فَإِذا قيل لعساء الشّفة فَهُوَ سَواد الشّفة فِي الحَدِيث فَأمر من لعطه بالنَّار أَي كواه فِي عُنُقه فِي الحَدِيث لعاعة من الدُّنْيَا قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ نبت ناعم من أول مَا ينْبت يُقَال خرجنَا نتلعى أَي نَأْخُذ اللعاعة وَالْأَصْل نتلعع فِي الحَدِيث مَا قَامَ لعلع وَهُوَ اسْم جبل قَوْله إِن للشَّيْطَان لعوقا وَهُوَ اسْم مَا يلعق واللعاق اسْم مَا بَقِي فِي فِيك من طَعَام لعقته قَوْله اتَّقوا الْملَاعن وَهُوَ أَن يتغوط الْإِنْسَان عَلَى قَارِعَة الطرائق أَو ظلّ الشّجر أَو جَانب النَّهر فَإِذا مر النَّاس بذلك لعنوه بَاب اللَّام مَعَ الْغَيْن أهدي إِلَى رَسُول الله سهم لغب يُقَال سهم لغب ولغاب إِذا لم يلتئم ريشه فَإِذا التأم ريشه فَهُوَ لؤام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 وَسمع عمر رجلا يلغز فِي الْيَمين فَقَالَ مَا هَذِه الْيَمين اللغيزى أصل اللغيزى من اللغز وَهِي حجرَة اليرابيع تكون ذَوَات جِهَتَيْنِ تدخل من جِهَة وَيخرج من جِهَة أُخْرَى وَكَذَلِكَ معاريض الْكَلَام وملاحنه فِي الحَدِيث وَكثر اللَّغط قَالَ اللَّيْث اللَّغط أصوات مُبْهمَة لَا تفهم فِي الحَدِيث إِن رجلا قَالَ لرجل إِنَّك لتفتي بلغن ضال مضل اللغن مَا تعلق من لحم اللحيين يُقَال لغن لغانين ولغد لغاديد قَوْله من مس الْحَصَى فقد لَغَا أَي تكلم وَقيل لَغَا عَن الصَّوَاب أَي مَال عَنهُ وَقَالَ النَّضر أَي خَابَ قَالَ وألغتيه خيبته وَقَالَ سلمَان إيَّاكُمْ وملغاة أول اللَّيْل يُرِيد اللَّهْو وَالْبَاطِل وَفِي الحَدِيث لغام النَّاقة لُعَابهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 فِي الحَدِيث والحمول لَهُم لاغية أَي ملغاة لَا تعد فِي أَخذ الصَّدَقَة بَاب اللَّام مَعَ الْفَاء فِي صفته كَانَ إِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا أَي كَانَ لَا يلوي عُنُقه يمنة ويسرة نَاظرا إِلَى الشَّيْء وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك الطائش الْخَفِيف فِي حَدِيث حُذَيْفَة من أمرأ النَّاس مُنَافِق لَا يدع واوا وَلَا ألفا يلفته بِلِسَانِهِ كَمَا تلفت الْبَقَرَة بلسانها أَي يلويه يُقَال لفته وفتله إِذا لواه فِي حَدِيث عمر إِن أمه اتَّخذت لفيته من الهبيد قَالَ ابْن السّكيت هِيَ العصيدة الْمُغَلَّظَة وَقَالَ عمر فِي صفة سياسته وأنهز اللفوت وَهِي النَّاقة الضجور عِنْد الْحَلب تلْتَفت إِلَى الحالب فتعضه وينهزها بِيَدِهِ فتدر تَفْتَدِي من النهز بِاللَّبنِ فِي الحَدِيث وأطعموا ملفجكم الملفج الْفَقِير يُقَال ألفج فَهُوَ ملفج عَلَى غير قِيَاس وَالْعرب لَا تَقول أفعل فَهُوَ مفعل إِلَّا فِي ثَلَاثَة أحرف أسهب فَهُوَ مسهب وَأحْصن فَهُوَ مُحصن وألفج فَهُوَ ملفج وَمِنْه حَدِيث الْحسن وَسُئِلَ أيدالك الرجل الْمَرْأَة فَقَالَ نعم إِذا كَانَ ملفجا أَي يماطلها بِحَقِّهَا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الملفج بِكَسْر الْفَاء إِذا غَلبه الدَّين فِي الحَدِيث ثمَّ يرجعن متلفعات بمروطهن أَي متجللات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 بأكسيتهن وَيُقَال لذَلِك الثَّوْب الَّذِي يحلل الْجَسَد لفاع وَمِنْه قَول عمر كَانَ عَلَى الْمَرْأَة لفاع والتلفع هُوَ اشْتِمَال الصماء وَقد فسرناها فِي الحَدِيث فَحل اللثام قَالَ أَبُو زيد تَمِيم تَقول تلثمت وَغَيرهم يَقُول تلفحت وَقَالَ الْفراء إِذا كَانَ عَلَى الْفَم فَهُوَ اللثام وَإِذا كَانَ عَلَى الْأنف فَهُوَ اللفام فِي حَدِيث أم زرع إِن أكل لف أَي قمش وخلط من كل شَيْء وَفِيه إِن رقد التف أَي ينَام وَحده فِي الحَدِيث كَانَ عمر وَعُثْمَان وَابْن عمر لفا أَي حزبا بَاب اللَّام مَعَ الْقَاف سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن رجل كَانَت لَهُ امْرَأَتَانِ أرضعت إِحْدَاهمَا غُلَاما وأرضعت الْأُخْرَى جَارِيَة هَل يتَزَوَّج الْغُلَام الْجَارِيَة فَقَالَ لَا اللقَاح وَاحِد قَالَ اللَّيْث اللقَاح اسْم مَاء الْفَحْل كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن مَاء الْفَحْل الَّذِي حملت مِنْهُ وَاحِد فاللبن الَّذِي أرضعت كل وَاحِد مِنْهُمَا كَانَ أَصله مَاء الْفَحْل وَيحْتَمل أَن يكون اللقَاح بِمَعْنى الإلقاح وَيُقَال ألقح النَّاقة إلقاحا ولقاحا كَمَا تَقول أعْطى إِعْطَاء وَعَطَاء وتلقيح النَّخْلَة ترك شَيْء من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 النَّخْلَة الذّكر فِي النَّخْلَة الْأُنْثَى فِي الحَدِيث نعم المنيحة اللقحة وتقال بِكَسْر اللَّام واللقوح اللَّبُون إِنَّمَا يُسمى لقوحا أول نتاجها شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة أشهر ثمَّ يُقَال لبون قَالَ سَلمَة كَانَت لقاح رَسُول الله ترعى بِذِي قرد اللقَاح الْحَوَامِل وَاحِدهَا لاقح ولقوح وَقَالَ عمر لعماله أدروا لقحة الْمُسلمين قَالَ شمر أَرَادَ عطاءهم وَقَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ درة الْفَيْء وَالْخَرَاج الَّذِي مِنْهُ عطاؤهم فإدراره جبايته وتحلبه قَالَ أَبُو مُوسَى فأتفوقه تفوق اللقوح أَي أقرأه جُزْءا بعد جُزْء بتدبر وتفكير ومداومة وَذَلِكَ أَن اللقوح تحتلب فواقا بعد فوَاق لِكَثْرَة لَبنهَا فِي الحَدِيث وَنَهَى عَن الملاقيح وَهِي الأجنة وَبَيْعهَا غرر وَذكر عمر رجلا فَقَالَ وعقة لقس قَالَ ابْن شُمَيْل هُوَ السيء الْخلق وَقَالَ غَيره الشحيح قَوْله ليقل لقست نَفسِي أَي غثت وَفِي لفظ مقست وَالْمعْنَى وَاحِد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 فِي الحَدِيث لقعني بِعَيْنِه أَي أصابني بهَا فِي الحَدِيث فلقعه ببعرة أَي رَمَاه بهَا قَالَ الْحجَّاج لامْرَأَة إِنَّك لقوق صيود قَالَ الْأَصْمَعِي الَّتِي إِذا مَسهَا الرجل لقفت يَده سَرِيعا أَي أخذت يَده كَأَنَّهَا تصيد شَيْئا فِي حَدِيث عمر مَا لم يكن نفع وَلَا لقلقَة اللَّقْلَقَة الجلبة كَأَنَّهُ حِكَايَة الْأَصْوَات إِذا كثرت وَهِي اللقلاق واللقلق اللِّسَان وَمِنْه من حفظ لقلقه فِي الحَدِيث قَالَ لأبي ذَر مَالِي أَرَاك لقا بقا قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الْكثير الْكَلَام يُقَال رجل لقلاق بقباق وبقاق فِي حَدِيث الْغَار وَهُوَ شَاب لقن أَي حسن التَّلْقِين لما يسمعهُ واللقين الْفَهم وَمِنْه قَول عَلّي بل أُصِيب لقنا غير مَأْمُون فِي الحَدِيث دخل أَبُو قارظ مَكَّة فَقَالُوا حليفنا وملتقى أكفنا قَالَ القتيبي أَرَادوا الْحلف الَّذِي كَانَ بَينه وَبينهمْ أَي أَيْدِينَا تلتقي مَعَ يَده فِي حَدِيث بِلَال بن الْحَارِث إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يلقِي لَهَا بَالا أَي مَا يحضر قلبه لما يَقُول مِنْهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 وَمِنْه حَدِيث الْأَحْنَف إِنَّه نعي إِلَيْهِ رجل فَمَا ألْقَى لذَلِك بَالا قَالَ ابْن قُتَيْبَة مَا اسْتمع لذَلِك وَلَا اكترث بِهِ وأصل البال الْحَال وَقد رَوَى بَعضهم يلفي بِالْفَاءِ وَهُوَ تَصْحِيف بَاب اللَّام مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث إِن كَانَ حول الْجرْح قيح ولكد أَي دم علق بِهِ يُقَال لكد بِجِلْدِي أَي لصق بِهِ فِي الحَدِيث لكع بن لكع وَفِي مَعْنَاهُ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه العَبْد أَو اللَّئِيم قَالَه أَبُو عبيد قَالَ اللَّيْث يُقَال لكع الرجل يلكع لكعا فَهُوَ ألكع ولكع وملكعان وَامْرَأَة لكاع وملكعانة وَرجل لكيع كل ذَلِك يُوصف بِهِ الْحمق وَالثَّانِي أَنه الغبي بأَمْره الَّذِي لَا يتَّجه وَلَا عِبْرَة قَالَ الْأَصْمَعِي وَاخْتَارَهُ الْأَزْهَرِي قَالَ وَمِنْه أَن رَسُول الله جَاءَ إِلَى بَيت فَقَالَ أَيْن لكع فَأَرَادَ أَنه لصغره لَا يتَّجه لما يصلحه وَلَا يُرِيد بِهِ أَنه عبد وَلَا لئيم وَالثَّالِث أَنه الصَّغِير وَكَانَ الْحسن إِذا قَالَ لإِنْسَان يَا لكع يُرِيد يَا صَغِيرا فِي الْعلم حَكَاهُ الْأَزْهَرِي فِي حَدِيث سعد بن عبَادَة أَرَأَيْت إِذا دخل رجل بَيته فَرَأَى لكاعا قد تفخد امْرَأَته جعله صفة للرجل وَيُقَال للْمَرْأَة لكاع مثل حزَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 بَاب اللَّام مَعَ الْمِيم فِي حَدِيث الْحمل برَسُول الله فلمأتها نورا أَي أبصرتها ولمحتها وَنَهَى عَن بيع الْمُلَامسَة وَهُوَ أَن يَقُول إِذا لمست ثوبي أَو لمست ثَوْبك فقد وَجب البيع وَقيل هُوَ أَن يلمس الْمَتَاع من وَرَاء ثوب وَلَا ينظر إِلَيْهِ ثمَّ يُوقع البيع عَلَيْهِ وَهَذَا من الْغرَر وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الْإِيمَان يَبْدُو ألمظة فِي الْقلب قَالَ الْأَصْمَعِي اللمظة مثل النُّكْتَة أَو نَحْوهَا من الْبيَاض وَمِنْه فرس ألمظ إِذا كَانَ بجحفليه بَيَاض قَالَ عمر الشَّام لماعة بالركبان أَي تدعوهم وتطيبهم فِي الحَدِيث فِيمَن يرفع رَأسه فِي الصَّلَاة لَعَلَّ بَصَره سيلتمع أَي سيختلس وَيُقَال التمع لَونه إِذا تغير فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد إِن أر مطمعي فحدو تلمع أَي تختطف الشَّيْء فِي انقضاضها وَأَرَادَ بالحدو الحدأ وَهِي لُغَة أهل مَكَّة وتروى تلمع يُقَال لمع الطَّائِر بجناحيه إِذا خَفق بهما ولمع الرجل بِيَدِهِ إِذا أَشَارَ والألمعي الظريف قَالَ أَوْس بن حجر (الألمعي الَّذِي يظنّ لَك الظَّن ... كَأَن قد رَأَى وَقد سمعا) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 قَالَ ابْن السّكيت يُقَال ألمعي ويلمعي وَشَكتْ امْرَأَة إِلَى رَسُول الله لمما بابنتها فوصف لَهَا الشونيز وَمَعْنَاهُ أَن الْجِنّ يلم بهَا وَهُوَ طرف من الْجُنُون يلم بالإنسان فِي صفة الْجنَّة فلولا أَنه شَيْء قَضَاهُ الله لألم أَن يذهب بَصَره أَي قَارب وَمثله قَوْله لما يقتل حَبطًا أَو يلم قَوْله من كل عين لَامة قَالَ أَبُو عبيد أَي ذَات لمَم وَلذَلِك لم تقل ملمة وَأَصلهَا من أَلممْت بالشَّيْء قَالَ ابْن مَسْعُود لمة من الْملك ولمة من الشَّيْطَان أَي قرب ودنو فِي الدُّعَاء اللَّهُمَّ ألمم شعثنا أَي اجْمَعْ مَا تشَتت من أمرنَا فِي الحَدِيث فَأَتَى الْمُصدق بِنَاقَة ململمة وَأَبَى أَن يَأْخُذهَا الململمة المستديرة سمنا وَأَصله من اللمم قَالَ عمر ليتزوج كل رجل مِنْكُم لمته أَي شكله وتربه وَمثله فِي السن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 وَفِي الحَدِيث أَن فَاطِمَة خرجت فِي لمة من نسائها إِلَى أبي بكر فعاتبته أَي فِي جمَاعَة وَقيل هِيَ من الثَّلَاث إِلَى الْعشْر بَاب اللَّام مَعَ الْوَاو حرم مَا بَين لابتيها قَالَ الْأَصْمَعِي اللابة الأَرْض الَّتِي قد ألبستها حِجَارَة سود وَجَمعهَا لابات مَا بَين الثَّلَاث إِلَى الْعشْر فَإِذا كثرت فَهِيَ اللاب واللوب مثل قارة وقور قَالَ النَّضر لَا تكون اللابة إِلَّا حِجَارَة سُودًا فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا بعيد مَا بَين اللابتين أَرَادَت وَاسع العطن وَاسع الصَّدْر فِي الحَدِيث فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله من الصَّلَاة لاث بِهِ النَّاس أَي أحاطوا بِهِ واجتمعوا حوله وكل شَيْء أجمع والتبس بعضه بِبَعْض فَهُوَ لائث وَفِي الحَدِيث خرجت تلوث خمارها أَي تلويه عَلَى رَأسهَا قَالَ أَبُو ذَر كُنَّا إِذا التاث عَلَى أَحَدنَا جمله طعن بالسروة فِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 ضبعه يَقُول إِذا أَبْطَأَ سيره وَلم يجد بخسه بالسروة وَهُوَ النصل الصَّغِير يُقَال إلتاث فِي عمله إِذا أَبْطَأَ ووقف رجل عَلَى أبي بكر فلاث لوثا فِي كَلَام قَالَ ابْن قُتَيْبَة أصل اللوث الطي وَالْمرَاد أَنه تكلم بِكَلَام مطوي لم يشرحه وَلم يُبينهُ وَيُقَال فِيهِ لوثة أَي حمق قَالَ ابْن الْأَعرَابِي رجل ألوث أَحمَق وَرجل أليث عَاقل وَفِي فلَان لوث أَي عقل ولوثة أَي حَمَاقَة وَكَانَ لِحَمْزَة سيف يُقَال لَهُ اللياح قَالَ اللَّيْث يُقَال للصبح لياح لِأَنَّهُ يلوح وَقيل للْمُغِيرَة أتحلف فألاح من الْيَمين أَي أشْفق وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعُثْمَان إِن الله عز وجل سيقمصك قَمِيصًا وَإنَّك تلاص عَلَى خلعه أَي ترَاد يُقَال ألصته عَلَى الشَّيْء أليصه وَلَا وصته أَلا وصه وأردته عَلَيْهِ أريده وأدرته عَلَيْهِ أديره وَمِنْه قَول عمر لكلمة التَّوْحِيد هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي ألاص عَلَيْهَا عَمه أَي أَرَادَهُ عَلَيْهَا وأدائها بقولِهَا فِي الحَدِيث فِي التبعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط الليط اللَّوْن قَالَ الْأَزْهَرِي وَهِي المتغيرة الحاملة عَن أخوالها وَقَالَ الْخطابِيّ الليط القشر اللازق بِالشَّجَرِ أَرَادَ لَا مسترخية الْجُلُود لهزالها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 فِي الحَدِيث بَال أنس فَمسح ذكره بلطا أَرَادَ جمع ليطة وَكَانَ الْعَبَّاس ليطا إِلَّا أَنه قدم الطَّاء عَلَى مَذْهَبهم فِي تَأْخِير حرف الْعلَّة وكقولهم فِي جمع الْقوس قسي وَكتب لثقيف مَا كَانَ لَهُم مردين فَبلغ أَجله فَإِنَّهُ لياط أَي رَبًّا قَالَ أَبُو عبيد سمي لياطا لِأَنَّهُ شَيْء لَا يحل ألصق بِشَيْء وأصل اللياط الإلصاق وَذَلِكَ أَنهم لما استحقوا ذَلِك ألصقوه بأنفهم فِي الحَدِيث ثمَّ استلطم دم هَذَا أَي استوجبتم وَذَلِكَ أَنهم لما استخفوا ذَلِك ألصقوه بِأَنْفسِهِم فِي الحَدِيث من أحب الدُّنْيَا التاط مِنْهَا بشغل لَا يَنْقَضِي وَقَالَ أَبُو بكر وَالْولد ألوط أَي ألصق بِالْقَلْبِ وَيُقَال هَذَا لَا يلتطاط بصغري أَي لَا يلتصق بقلبي فِي الحَدِيث إِن كنت تلوط حَوْضهَا أَي تمدره وتطينه وتصلحه وَقَالَ عَلّي بن الْحُسَيْن فِي المستلاط أَنه لَا يَرث يَعْنِي الملصق بِالرجلِ فِي النّسَب الَّذِي ولد لغير رشدة وَكَانَ عمر يليط أَوْلَاد الْجَاهِلِيَّة بِمن ادعاهم فِي الْإِسْلَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 فِي الحَدِيث عبَادَة لَا آكل إِلَّا مَا لوق لي أَي لين وَأَصله من اللوقة وَهِي الزبدة فِي الحَدِيث كنت أتلوم بِإِسْلَام قومِي يَوْم الْفَتْح أَي أربض وأنتظر وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز أَن يُؤْخَذ من للون اللَّوْن الدقل وَجمعه ألوان قَوْله لي الْوَاجِد يحل عرضه اللي المطل والواجد الْغَنِيّ وَالْمرَاد حَده باللوم فِي الحَدِيث أتبيعون الْجمل قَالُوا لَا قَالَ أما لَا فَأحْسنُوا ليه الْمَعْنى إِلَّا تبيعوه فَأحْسنُوا ليه وَسُئِلَ عَن الْعَزْل فَقَالَ لَا عَلَيْكُم أَن لَا تفعلوه قَالَ الْمبرد لَا بَأْس عَلَيْكُم إِن تفعلوه وَلَا الثَّانِيَة مطروحة بَاب اللَّام مَعَ الْهَاء قَالَ سعيد بن جُبَير الْمَرْأَة اللهثى تفطر فِي رَمَضَان أَي العطشى قَالَ ابْن عمر لَو لقِيت قَاتل أبي فِي الْحرم مَا لهدته أَي مَا دَفعته وَيروَى مَا هدته أَي مَا حركته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 قَوْله يَأْخُذ بلهزمته يَعْنِي شدقه واللهزمتان الشدقان قَوْله يحب إغاثة اللهفان وَهُوَ المكروب فِي الحَدِيث كَانَ خلقه سجية وَلم يكن تلهوقا أَي تصنعا يُقَال تلهوق الرجل إِذا تزين بِمَا لَيْسَ فِيهِ من الْخلق وَتكلم معبد بن طوق فتلهبع فِي كَلَامه أَي أفرط وَبعث عمر بِمَال إِلَى أبي عُبَيْدَة وَقَالَ للغلام اذْهَبْ بِهِ ثمَّ تله سَاعَة فِي الْبَيْت فَانْظُر مَاذَا يصنع أَي تشاغل وتعلل فِي الحَدِيث فلهزني اللهز الضَّرْب بِجمع الْكَفّ فِي الصَّدْر قَالَت عَائِشَة مَا رَأَيْت رَسُول الله ضَاحِكا حَتَّى يرَى لهوانه اللهوان جمع لَهَا وَهِي اللحمة الْحَمْرَاء المتدلية من الحنك الْأَعْلَى قَوْله سَأَلت رَبِّي اللاهين من ذُرِّيَّة الْبشر وَفِيهِمْ قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم الْأَطْفَال الَّذين لم يقترفوا ذَنبا وأمثالهم من البله فَهُوَ من لهيت عَن الشَّيْء لَا من لهوت وَمِنْه تلهى بمسبحة بَين يَدَيْهِ وَكَانَ ابْن الزبير إِذا سمع الرَّعْد لهي عَن حَدِيثه أَي تَركه وَالثَّانِي الَّذين أذنبوا سَهوا ونسيانا لَا تعمدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 بَاب اللَّام مَعَ الْيَاء كَانَ بعض الصَّحَابَة يواصل فَيُصْبِح وَهُوَ أليث أَصْحَابه أَي أجلدهم وأشدهم وَمِنْه سمي اللَّيْث قَوْله مَا أنهر الدَّم فَكل لَيْسَ السن وَالظفر مَعْنَاهُ إِلَّا السن وَالظفر وَالْعرب تستثني بليس تَقول قَامَ الْقَوْم لَيْسَ أَخَاك وَقَامَ الْقَوْم لَيْسَ وليسني وَلَيْسَ إيَّايَ قَوْله من رَأَى مِنْكُم اللَّيْلَة رُؤْيا قَالَ أَبُو زيد الْعَرَب تَقول رَأَيْت اللَّيْلَة فِي مَنَامِي مُنْذُ غدْوَة إِلَى زَوَال الشَّمْس فَإِذا زَالَت قَالُوا رَأَيْت البارحة وَكَانَ إِذا عرس بلَيْل توسد لينَة اللينة كالمسورة سميت لينَة للينها رئي مُعَاوِيَة يَأْكُل لياء مقشا اللياء واحدتها إلياءة وَهُوَ اللوبيا والمقش المقشورة يُقَال قشرته وقشوته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 كتاب الْمِيم بَاب الْمِيم مَعَ الْألف قَالَ أَبُو هُرَيْرَة هَاجر أمكُم يَا بني مَاء السَّمَاء يُرِيد الْعَرَب لأَنهم كَانُوا يتبعُون قطر السَّمَاء فينزلون حَيْثُ كَانَ فِي الحَدِيث مَا لم يضمروا الإماق قَالَ القتيبي أَصله الإمآق ثمَّ تخفف الْهمزَة وَهُوَ من المأقة وَهِي الأنفة والحدة والجرأة وَأُرِيد بهَا هَا هُنَا النكث الْغدر لِأَنَّهُ يكون من الأنفة وَالْحمية قَالَ الْأَزْهَرِي ترك همز الإمآق مثل الرباق لِأَنَّهُ قَالَ وَلم يَأْكُلُوا الرباق فِي الحَدِيث كَانَ يمسح المأقين المأق طرف الْعين الَّذِي يَلِي الْأنف وَفِيه لُغَات موق وماق وَجمعه آماق ومآقي وماق مثل قَاض ومواق مثل قواض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 فِي الحَدِيث كَانَ يكتحل من قبل موقه مرّة وَمن قبل ماقه مرّة أُخْرَى والموق مُؤخر الْعين والماق مقدم الْعين وَيُقَال للخف موق وَفِي الحَدِيث مسح عَلَى موقه قَوْله مئنة من فقه الرجل أَي عَلامَة بَاب الْمِيم مَعَ التَّاء قَالَ ابْن عَبَّاس لَا تقصرُوا الصَّلَاة إِلَّا فِي يَوْم متاح أَي فِي يَوْم يَمْتَد سيره من أول النَّهَار إِلَى آخِره وَكَذَلِكَ يَوْم أجرد ومتح النَّهَار ومتع إِذا طَال ومتحت الرِّجَال أعناقها أَي مدت ومتح الدَّلْو من الْبِئْر مد الرشاء بهَا فِي الحَدِيث أُتِي بسكران فَأمر بالمتيخة فَضرب بهَا قَالَ الْأَزْهَرِي قَالَ أَبُو زيد يُقَال للعصي المتيخة سَاكِنة التَّاء قبل الْيَاء وَهِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 المتيخة أَيْضا الْيَاء قبل التَّاء وَالْمِيم مَكْسُورَة والمتيخة التَّاء مُشَدّدَة قبل الْيَاء وَالْمِيم مَكْسُورَة وَكلهَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذِه كلهَا أَسمَاء لجرائد النّخل وأصل العرجون فِي حَدِيث الدَّجَّال يسخر مَعَه جبل ماتع أَي طَوِيل فِي الحَدِيث حرم شجر الْمَدِينَة وَرخّص فِي مَتَاع الناضح أَرَادَ أَدَاة الناضح الَّتِي تُؤْخَذ من الشّجر فِي كَلَام عَمْرو بن الْعَاصِ يَا بني المتكاء وَهِي الَّتِي لَا تحبس بولها وَقيل هِيَ الَّتِي لم تخْفض بَاب الْمِيم مَعَ الثَّاء قَوْله لَا يدْخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ تماثيل التماثيل جمع تِمْثَال وَهُوَ اسْم للشَّيْء الْمَصْنُوع مشبها بصور الْحَيَوَانَات فِي الحَدِيث من سره أَن يمثل لَهُ النَّاس قيَاما أَي يقومُونَ لَهُ يُقَال مثل يمثل مثولا إِذا انتصب قَائِما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 لطم رجل رجلا فَقَالَ امتثل أَي افْعَل مثل مَا فعلت فِي الحَدِيث وَفِي الْبَيْت مِثَال رث أَي فرَاش خلق فِي الحَدِيث فَاشْتَرَى عَلّي مثالين وهما مَا يفترش من مفارش الصُّوف الملونة وَنَهَى عَن الْمثلَة وَهُوَ الْفِعْل الشنيع وفيهَا لُغَتَانِ بِضَم الْمِيم وَإِسْكَان الثَّاء وبفتح الْمِيم وَضم الثَّاء يُقَال مثل بِهِ يمثل مثلا وَكَأن الْمثل مَأْخُوذ من الْمثل لِأَنَّهُ إِذا شبع فِي عُقُوبَته جعله مثلا فِي الحَدِيث من مثل بالشعر أَي حلقه فِي الْحُدُود قَالَ عمار إِنِّي ممثون أَي أشتكي مثانتي بَاب الْمِيم مَعَ الْجِيم فِي الحَدِيث علم مجَّانا قَالَ اللَّيْث المجان عَطِيَّة الشَّيْء بِلَا منَّة وَلَا تمن مج فِي بِئْر مَاء أَي صبه فِيهِ وَلَا يكون مجا حَتَّى يباعد بِهِ وَكَانَ يَأْكُل القثاء بالمجاج أَي بالعسل لِأَن النَّحْل يمجه قَوْلهم الْأذن مجاجة أَي لَا تعي كل مَا تسمع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 فِي الحَدِيث لَا تبع الْعِنَب حَتَّى تظهر مججه والمج بُلُوغ الْعِنَب وَكَانَ سعد بن عبَادَة يَقُول اللَّهُمَّ هَب لي مجدا أَي شرفا ومروءة وَتقول الْعَرَب من كل الشّجر نَار واستمجد المرخ وَالْعَقار أَي استكثر مِنْهَا ومجد هِيَ بَيت تيم بن عَامر بن لؤَي وَهِي أم كلاب وَكَعب وَبهَا افتخر لبيد فَقَالَ (سَقَى قومِي بني مجد ... وأسقى نميرا والقبائل من هِلَال) وَنَهَى عَن المجر قَالَ أَبُو عبيد المجر مَا فِي بطن النَّاقة فَلَا يَصح بَيْعه وَلَا البيع بِهِ وَقيل هُوَ حَبل الحبلة فِي حَدِيث آزر فمسخه الله ضبعانا أمجر وَيروَى أمدر الأمجر الْعَظِيم الْبَطن المهزول الْجِسْم فِي الحَدِيث وَعند أبي ذَر جَارِيَة سَوْدَاء لَيْسَ عَلَيْهَا أثر المجاسد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 المجاسد من الجساد والجساد الزَّعْفَرَان وَالْمرَاد أَنَّهَا جلف لَا زِينَة عَلَيْهَا قَوْله فَأَبَوَاهُ يُمَجِّسَانِهِ أَي يعلمَانِهِ الْمَجُوسِيَّة قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَجُوس مُعرب وَأَصله منج قَوس وَكَانَ رجلا صَغِير الْأُذُنَيْنِ وَهُوَ أول من دَان بدين الْمَجُوس ودعاهم إِلَى الْمَجُوسِيَّة فعربته الْعَرَب فَقَالَت مجوس فِي الحَدِيث دخلت عَلَى رجل وَهُوَ يتمجع لَبَنًا بِتَمْر التمجع أكل التَّمْر بِاللَّبنِ وَهُوَ أَن يحسو حسوة من اللَّبن ويلقم عَلَى أَثَرهَا تَمْرَة فِي الحَدِيث إيَّايَ وَكَلَام المجعة واحدهم مجع وَهُوَ الْجَاهِل وَأَقُول مجعة يتَكَلَّم بالفحش فِي الحَدِيث نقر جِبْرِيل رَأس رجل من الْمُسْتَهْزِئِينَ فتمجل أَي امْتَلَأَ قبحا وَشَكتْ فَاطِمَة مجل يَديهَا قَالَ الْأَصْمَعِي الْيَد تمجل ومجلت تمجل إِذا خرج فِيهَا مَا يشبه البثر من الْعَمَل بالفأس وَمَا يُشبههُ والمجل مَفْتُوح الْجِيم من مجلت والمجل بِالسُّكُونِ من مجلت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 فِي الحَدِيث قَالَ رجل معي مجلة لُقْمَان الْمجلة فَكَأَنَّهُ قَالَ معي كتاب فِيهِ حكمته بَاب الْمِيم مَعَ الْحَاء فِي الحَدِيث ومح لَونه يُقَال مح الْكتاب وأمح أَي درس وَيخرج قوم من النَّار وَقد امتحشوا قَالَ اللَّيْث المحش احتراق الْجلد وَظُهُور الْعظم ذكر عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فتْنَة فَقَالَ يمحص النَّاس فِيهَا أَي يختبرون فِي الحَدِيث كَانَت كذبات الْخَلِيل يماحل بهَا عَن الْإِسْلَام أَي يماكر والمماحلة المماكرة فِي الحَدِيث الْقُرْآن ماحل مُصدق أَي ساع وَقيل خصم مجادل فِي الحَدِيث عَهدهم لَا ينقص عَن سنة ماحل أَي لَا ينْتَقض من أجل سعي ماحل وَهُوَ السَّاعِي بالنمائم وَرَوَاهُ بَعضهم عَن شية ماحل أَي من أجل وشاية واش الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 فِي الحَدِيث حرمت شجر الْمَدِينَة إِلَّا مسد محَالة المحالة البكرة وَالْمعْنَى إِلَّا لِيف يمسد أَي يفتل فيسقى بِهِ المَاء قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن من وَرَائِكُمْ أمورا متماحلة أَي فتنا طَوِيلَة الْمدَّة والمتماحل من الرِّجَال الطَّوِيل فِي الحَدِيث فَذَلِك الشَّهِيد الممتحن قَالَ شمر هُوَ الْمُصَفَّى الْمُهَذّب وَفِي أَسمَاء رَسُول الله الماحي وَهُوَ الَّذِي يمحو الْكفْر بَاب الْمِيم مَعَ الْخَاء كَانَ إِذا رَأَى مخبلة وَهِي السحابة الَّتِي يغلب عَلَى الظَّن أَنَّهَا ماطرة فِي الحَدِيث واستمخروا الرّيح وَفِي لفظ إِذا بَال أحدكُم فليتمخر الرّيح قَالَ النَّضر بن شُمَيْل وَالْمعْنَى اجعلوا ظهوركم إِلَى الرّيح عِنْد الْبَوْل وَقد يكون استقبالها تمخرا لكنه هَا هُنَا استدبار وَالْمرَاد أَن لَا ترد عَلَيْهِ الْبَوْل قَالَ عمر دع الماخض وَهِي الَّتِي أَخذهَا الْمَخَاض لتَضَع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 فِي الحَدِيث بنت مَخَاض وَهِي الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا حول وَدخلت فِي الثَّانِي وحملت أمهَا فَصَارَت من الْمَخَاض قَوْله أَدّوا الْخياط والمخيط الْمخيط الإبرة وَلما ولي زِيَاد الْبَصْرَة قَالَ مَا هَذِه المواخير قَالَ اللَّيْث الماخور مجْلِس الرِّيبَة ومجتمعه بَاب الْمِيم مَعَ الدَّال سُبْحَانَ الله مداد كَلِمَاته أَي مثلهَا فِي عَددهَا وَكَانَ عمر إِذا أَتَت مَجْلِسه أَمْدَاد أهل الْيمن الْإِمْدَاد قوم يحيون بعد قوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 فِي ذكر الْحَوْض ينبعث مِنْهُ ميزانان مِدَادهمَا من الْجنَّة أَي مَا يمدهما قَالَ عُثْمَان لرجل بَلغنِي أَنَّك تزوجت امْرَأَة مديدة أَي طَوِيلَة فِي حَدِيث آزر فيمسخ ضبعانا أمدد فِي الأمدد ثَلَاثَة أَقْوَال حَكَاهَا أَبُو عبيد أَحدهَا أَنه المنتفخ الجنبين الْعَظِيم الْبَطن وَالثَّانِي أَنه تترب جنباه من الْمدر وَالثَّالِث أَنه الْكثير الرجيع فَلَا يقدر عَلَى حَبسه فِي حَدِيث أبي ذَر الْعمرَة من مدركم أَي من بلدكم ومدرة الرجل بَلَده فِي الحَدِيث ومدر الْحَوْض أَي طينه وَكتب ليهود دتيماء أَن لَهُم الذِّمَّة النَّهَار مدى وَاللَّيْل سدى المدى الْغَايَة وَالْمعْنَى مَا دَامَ اللَّيْل وَالنَّهَار سدى أَي مَا ترك عَلَى حَاله فِي حَدِيث عَلّي أَنه أَجْرَى للنَّاس المديين والقسطين الْمديَان مكيالان يأخذان جريبين والقسطان من زَيْت كَانَ يرزقهما النَّاس وَمِنْه الحَدِيث الْبر بِالْبرِّ مدى بمدي أَي مكيال بِمِكْيَال قَالَ الْخطابِيّ المدي مكيال لأهل الشَّام يُقَال أَنه يسع خَمْسَة عشر مكوكا والمكوك صَاع وَنصف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 فدعي رَسُول الله لأهل الْمَدِينَة قَالَ اللَّيْث الْمَدِينَة اسْم مَدِينَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم خَاصَّة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا مدنِي وكل أَرض يُبْنَى بهَا حصن فَهِيَ مَدِينَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا مديني بَاب الْمِيم مَعَ الذَّال قَالَ عبد الله بن عَمْرو لَو شِئْت لمشيت ثمَّ لم أمذح حَتَّى أَطَأ الْمَكَان الَّذِي تخرج مِنْهُ الدَّابَّة المذح أَن تصطك الفخذان من الْمَاشِي يُقَال مذح يمذح مذحا وَأَرَادَ قرب الْموضع قَوْله المذاء من النِّفَاق وَيروَى المذال والمذاء أَن يدْخل الرجل الرِّجَال عَلَى أَهله ويخليهم فَيَقَع الْمَذْي والمذال أَن تمذل بسره أَي يقلق بِهِ ذكره أَبُو عبيد وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كنت رجلا مذاء أَي كثير الْمَذْي والمذي هُوَ من الَّذِي يخرج عِنْد اللَّمْس أَو الْفِكر وَالنَّظَر والودي هُوَ المَاء الَّذِي يخرج رَقِيقا أَبيض بعد الْبَوْل وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الْأمَوِي قَالَ هُوَ الْمَنِيّ والمذي والودي مشددات قَالَ وَغَيره يُخَفف وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْمَنِيّ وَحده مشدد والآخران مخففان فِي الحَدِيث بَارك لَهُم فِي مذقها المذق مَا مزج يُقَال مذقت اللَّبن فَهُوَ مذيق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 وَذبح الْخَوَارِج ابْن خباب فَمَا امذقر دَمه أَي مَا امتزج بِالْمَاءِ وَرُوِيَ ابذقر وَهِي لُغَة وَالْمعْنَى مَا تفرق فِي حَدِيث رَافع بن خديج كُنَّا نكرِي بِمَا عَلَى الماذيانات أَي عَلَى الْأَنْهَار الْكِبَار والعجم يسمونها الماذيات والسواقي دون الماذيانات بَاب الْمِيم مَعَ الرَّاء كَانَ مَسْجِد رَسُول الله مربدا المربد مَا تحبس فِيهِ الْإِبِل وَالْغنم وَقد سبق فِي بَاب الرَّاء مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث أَحْسنُوا ملأكم أَيهَا المرؤون وَهُوَ جمع الْمَرْء فِي حَدِيث لَا يتمرأى أحدكُم بالدنيا أَي لَا ينظر إِلَيْهَا وَأَصله من الْمرْآة وَجَاء صلى الله عليه وسلم إِلَى السِّقَايَة فَقَالَ اسقوني فَقَالَ الْعَبَّاس إِنَّهُم قد مرثوه بِأَيْدِيهِم أَي وسخوه قَالَ ابْن الزبير خَاصَمت الْخَوَارِج بِالسنةِ فكأنهم صبيان يمرثون سخبهم قَالَ ابْن قُتَيْبَة السخب جمع سخاب وَهُوَ الخرز ويمرثون يعضون قَوْله قد مرجت عهودهم أَي فَسدتْ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 وَمِنْه كَيفَ أَنْتُم إِذا مرج الدَّين قَوْله {وَخلق الجان من مارج} قَالَ ابْن عَبَّاس المارج لِسَان النَّار الَّذِي يكون فِي طرفها إِذا التهم وَقَالَ الزّجاج هُوَ اللهب الْمُخْتَلط بسواد النَّار رَوَى الْأَزْهَرِي من حَدِيث عَائِشَة أَن عمر دخل عَلَى رَسُول الله فقطب وتشزن لَهُ فَلَمَّا انْصَرف عَاد رَسُول الله إِلَى انبساطه فَقَالَت عَائِشَة كنت منبسطا فَلَمَّا جَاءَ عمر انقبضت فَقَالَ إِن عمر لَيْسَ مِمَّن يمزخ مَعَه كَذَا رَوَاهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَقَالَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي المزخ المزاح وَقَالَ غَيره إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من مرخت الرجل إِذا دهنته قَوْله لَا تحل الصَّدَقَة لذِي مرّة أَي قُوَّة وَوصف ابْن الزبير مَا أَصَابَهُ عِنْد قتل عُثْمَان قَالَ فَلَمَّا قتل استمرت مريرتي أَي مرنت عَلَى الْبلَاء قَوْله مَاذَا فِي الْأَمريْنِ الصَّبْر والثفاء إِنَّمَا المر الصَّبْر وَحده وَلَكِن جَاءَ عَلَى لفظ التَّثْنِيَة وَله نَظَائِر كَثِيرَة فَإِذا قلت لقِيت مِنْهُ الْأَمريْنِ قلته بِلَفْظ الْجمع وَهِي الدَّوَاهِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 قَالَ ابْن مَسْعُود هما المريان الْإِمْسَاك فِي الْحَيَاة والتبذير عِنْد الْمَمَات قَالَ أَبُو عبيد الخصلتان الْوَاحِدَة الْمرة ونسبهما إِلَى المرارة لما فِيهَا من مرَارَة الْإِثْم فِي الحَدِيث يَا دنيا مري عَلَى أوليائي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال مر الطَّعَام يمر أَي كوني مرّة فِي الحَدِيث كَانَت هُنَاكَ مرمرة وَهِي وَاحِدَة المرمر وَهُوَ نوع من الرخام الصلب وَكره رَسُول الله من الشَّاء المرار قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَرَادَ بِالْحَدِيثِ أَن يَقُول الْأَمر وَهُوَ المصارين فَقَالَ المرار وَقَالَ اللَّيْث المرارة لكل ذِي روح إِلَّا الْبَعِير فَإِنَّهُ لَا مرَارَة لَهُ وَالْجمع مرار فِي الحَدِيث إِن رجلا أَصَابَهُ فِي سير المرار وَهُوَ الْحَبل فِي الحَدِيث سَمِعت الْمَلَائِكَة مثل مرار السلسلة عَلَى الصَّفَا مرار السلسلة تلوي حلقها إِذا جرت عَلَى الصَّفَا وَأَرَادَ عمر أَن يُصَلِّي عَلَى بعض الْمُنَافِقين فمرزه حُذَيْفَة أَي قرصه بأطراف أَصَابِعه فِي الحَدِيث إِن من اقتراب السَّاعَة أَن يتمرس الرجل بِدِينِهِ أَي يتلعب بِدِينِهِ وبعبث فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 قَالَ أَبُو مُوسَى إِذا حك أحدكُم فرجه فِي الصَّلَاة فليمرشه من وَرَاء الثِّيَاب قَالَ الْحَرْبِيّ المرش بأطراف الأظافر فِي الحَدِيث فعدلت بِهِ نَاقَته إِلَى شجرات فمرشن ظَهره أَي خدشن كَانَ يُصَلِّي فِي مروط نِسَائِهِ المروط جمع مرط وَهِي أكسية من صوف كَانُوا يَأْتَزِرُونَ بهَا وَرُبمَا كَانَت من خَز أَو غَيره فِي الحَدِيث فامرط قذذ السهْم أَي سقط ريشه فِي الحَدِيث زكيتها بمروة قَالَ النَّضر هُوَ حجر أَبيض رَقِيق وَلما حج رَسُول الله أَتَى الْمَرْوَة وَهِي جبل مَعْرُوف والمروة الْحِجَارَة اللينة قَالَ عمر لأبي مَحْذُورَة أما خشيت أَن ينشق مريطاؤك وَهَذِه كلمة لَا يتَكَلَّم بهَا إِلَّا مصغرة وَهِي مَا بَين السُّرَّة والعانة ومدها الْمَشْهُور وَقَالَ الْأَحْمَر هِيَ مَقْصُورَة وَقَالَ أَبُو عَمْرو تمد وتقصر فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء اللَّهُمَّ اسقنا غيثا مريعا المريع والمخصب وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن السلوى فَقَالَ هُوَ المرعة المرعة طَائِر أَبيض حسن اللَّوْن طيب الطّعْم فِي حد السماني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 فِي الحَدِيث اطلى حَتَّى بلغ المراق وَهُوَ مَا سفل من الْبَطن وَالْقَاف مُشَدّدَة قَوْله تمرقون من الدَّين مروق السهْم أَي تنفذون فِي الحَدِيث وَرَأسه متمرق الشّعْر وَهُوَ مثل المتمرط وَهُوَ الَّذِي انتثر شعره وَمثله قَول عَائِشَة فتمرق شعري فِي الحَدِيث لعن المرهاء قَالَ ابْن قُتَيْبَة يَعْنِي الَّتِي لَا تكتحل قَوْله مراء فِي الْقُرْآن كفر قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ وَجه الحَدِيث عِنْده الِاخْتِلَاف فِي التَّأْوِيل بل فِي الْأَلْفَاظ أَن يَقُول الرجل عَلَى حرف فَيَقُول الآخر لَيْسَ هَكَذَا وَلكنه عَلَى خِلَافه وَقد أنزلهما الله تَعَالَى جَمِيعًا بِدَلِيل قَوْله (نزل الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أحرف) فَإِذا جحد أَحدهمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 مَا يُثبتهُ الآخر وَكِلَاهُمَا منزل فَذَلِك يخرج إِلَى الْكفْر وَيكون المراء من الامتراء وَهُوَ الشَّك فِي الحَدِيث إمر الدَّم بِمَا شِئْت أَي استخرجه من مرى يمري إِذا مسح الضَّرع ليدر كَذَلِك ذكره أَبُو عبيد بِإِسْكَان الْمِيم وَقَالَ غَيره بِكَسْر الْمِيم أَي أسل قَالَ الْخطابِيّ وَهُوَ غلط فِي الحَدِيث لقِيه جِبْرِيل عِنْد أَحْجَار المراء قَالَ مُجَاهِد هِيَ قبَاء فِي حَدِيث الْأَحْنَف أَنه سَاق مَعَه نَاقَة مريا يَعْنِي الَّتِي تدر عَلَى الْمسْح وَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاء يَأْكُل المري الَّذِي يَجْعَل فِيهِ الْخبز وَيَقُول ذبحته الشَّمْس وَالْملح وَفِي لفظ عَنهُ أَنه كَانَ يَأْكُل المري الَّذِي فِيهِ النينان وَيَقُول إِن الشَّمْس وَالْملح قد ذبحتهما فِي الحَدِيث لَو وجد مرماتين تقال بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام المرماة مَا بَين ظلفي الشَّاة وَقَالَ غَيره هُوَ سهم يُرْمَى بِهِ وَالْمرَاد أَنه يُؤثر الدُّنْيَا عَلَى ثَوَاب الْآخِرَة بَاب الْمِيم مَعَ الزَّاي قَالَ أَبُو الْعَالِيَة اشرب النَّبِيذ وَلَا تمززه أَي اشربه كَمَا يشرب المَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 وَلَا تشربه شربة بعد أُخْرَى وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي كَأَنَّهُ كره المعاقرة عَلَيْهِ فِي الحَدِيث فترضعها جارتها المزة والمزتين يَعْنِي المصة والمصتين يُقَال تمززت الشَّيْء إِذا تمصصته وَحرم المزر وَهُوَ شراب مَعْرُوف فِي الحَدِيث إِذا كَانَ المَال ذَا مز أَي ذَا فضل وَكَثْرَة وَشَيْء مزيز وَقد مز مزازة فِي الحَدِيث وَمَا عَلَيْهِ مزعة لحم أَي قِطْعَة فِي الحَدِيث فَإِذا أَنفه كَأَنَّهُ يتمزع أَي يتقطع ويتشقق غَضبا قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ يتمزع بِشَيْء وَلَكِن أرَاهُ يتمرع كَأَنَّهُ يرعد من شدَّة الْغَضَب وَقَالَ الْأَزْهَرِي إِن صَحَّ يتمزع فَمَعْنَاه من مزعت الشَّيْء إِذا قسمته فِي الحَدِيث إِن طائرا مزق عَلَى ابْن عمر أَي ذرق فِي الحَدِيث بَين مزادتين المزادة الَّتِي تسميها الْعَوام الراوية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 فِي الحَدِيث لَا تهْلك الْأمة حَتَّى يكون التمايز وَالْمعْنَى أَنه يتَمَيَّز بَعضهم من بعض وَيَكُونُونَ أضرابا بَاب الْمِيم مَعَ السِّين كَانَ يتَعَوَّذ من الْمَسِيح الدَّجَّال قَالَ الْحَرْبِيّ سمي مسيحا لِأَن إِحْدَى عَيْنَيْهِ ممسوحة عَن أَن يبصر بهَا فَأَما عِيسَى فَفِي تَسْمِيَته بالمسيح ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه كَانَ يمسح الأَرْض بالسباحة وَالثَّانِي أَنه خرج ممسوحا بالدهن وَالثَّالِث أَنه كَانَ إِذا مسح ذَا عاهة بَرِيء فِي الحَدِيث كَانَ مسيح الْقَدَمَيْنِ أَي أَنَّهُمَا ملساوان لَيْسَ فيهمَا شقَاق وَلَا وسخ وَلَا تكسر فَإِذا أصابهما المَاء نبا عَنْهُمَا قَوْله تَمسحُوا بِالْأَرْضِ قَالَ أَبُو عبيد صلوا عَلَيْهَا من غير حَائِل وَقَالَ غَيره تيمموا بهَا فِي الحَدِيث تمسح وَصَلى أَي تَوَضَّأ فِي الحَدِيث يطلع عَلَيْكُم رجل عَلَيْهِ مسحة ملك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 كَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى جماله قَالَ شمر الْعَرَب تَقول عَلَيْهِ مسحة جمال وَلَا تَقول ذَلِك إِلَّا فِي الْمَدْح فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة إِن جَاءَت بِهِ مَمْسُوح الإليتين قَالَ شمر هُوَ الَّذِي لزقت إليتاه بالعظم يُقَال رجل أَمسَح وَامْرَأَة مسحاء وَهِي الرسحاء فِي الحَدِيث أهديت لرَسُول الله مستقة وَهِي وَاحِدَة المساتق وَهِي فراء طوال الأكمام وفيهَا لُغَتَانِ ضم التَّاء وَفتحهَا وَأَصلهَا بِالْفَارِسِيَّةِ مشتة فعريت قَوْله إِلَّا مسد محَالة الْمسند الليف فِي الحَدِيث ضربت امْرَأَة أُخْرَى بمسطح وَهُوَ عود من عيدَان الخباء والفسطاط وَنَحْوه فِي حَدِيث أم زرع الْمس مس أرنب تصفه بلين الْجَانِب وَحسن الْخلق قَوْله خذي فرْصَة ممسكة وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا أَنه من الْمسك وَالْمعْنَى تطيبي بهَا وَالثَّانِي أَنه من الْإِمْسَاك بِالْيَدِ يُقَال أَمْسَكت ومسكت وَالْمرَاد أَن تمسكها بِيَدِهَا فتستعملها فِي الحَدِيث لَا يمسكن النَّاس عَلّي بِشَيْء يَعْنِي مَا خص بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 دونهم من عدد النِّسَاء والموهوبة وَغير ذَلِك فَلَا تَطْلُبُوا الترقي إِلَى حَالي فِي كَلَام عُثْمَان أبلغت الراتع مسقاته المسقاة مَوضِع الشّرْب وَهِي مَفْتُوحَة الْمِيم والعامة تكسرها وَنَهَى عَن بيع المسكان وَهُوَ العربون فِي صفته بادن متماسك أَي معتدل الْخلق يمسك بعض أَعْضَائِهِ بَعْضًا فِي الحَدِيث استداروا حولنا حَتَّى كَانَا فِي مثل المسكة وَهِي السوار وَفِي الحَدِيث بَنو فلَان مسك أَخْمَاس الْمسك جمع مسكة وَهُوَ الرجل الَّذِي لَا يعلق بِشَيْء فيتخلص مِنْهُ وَلَا ينازله منَازِل فيفلت فِي الحَدِيث الْخَلَائق يَوْم الْجُمُعَة مسيخة أَي مصغية لِأَن الْقِيَامَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة بَاب الْمِيم مَعَ الشين فِي صفة الْمَوْلُود ثمَّ يكون مشيجا أَرْبَعِينَ لَيْلَة أَي مختلطا من قَوْله تعالي {أمشاج} الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 فِي الحَدِيث إِذا أكلت اللَّحْم وجدت فِي نَفْس تمشيرا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي التمشير نشاط النَّفس للجماع وتمشر الشّجر أَصَابَهُ مطر فَخرج ورقه وَمِنْه فِي صفة مَكَّة وأمشر سلمهَا أَي اكتسى بالورق فِي الحَدِيث فَأَكَلُوا الْخبط وَهُوَ يَوْمئِذٍ ذُو مشرة الْخبط ورق الْعضَاة والمشرة شبه الخوصة تخرج فِيهِ وَالْمرَاد أَنه قد خرج ورقه فِي صفته جليل المشاش وَهِي رُؤُوس الْعِظَام مثل الرُّكْبَتَيْنِ والمرفقين والمنكبين فِي الحَدِيث طب فِي مشط ومشاطة المشاطة الشّعْر الَّذِي يسْقط عِنْد الامتشاط وَنَهَى أَن يتمشع بروث أَو عظم أَي يتمسح فِي الِاسْتِنْجَاء قَالَ ابْن الْأَعرَابِي تمشع الرجل وامتشع إِذا أَزَال عَنهُ الْأَذَى فِي الحَدِيث ثَوْبَان مصبوغان بمشق وَهُوَ الْمغرَة وَهُوَ صبغ أَحْمَر قَالَ اللَّيْث الْمشق طين أَحْمَر يصْبغ بِهِ الثَّوْب يُقَال ثوب ممشق وَمثله كَانَ عَلَى أبي هُرَيْرَة ثَوْبَان ممشقان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 فِي الحَدِيث فَقَامَ إِلَيْهِ بمشقص المشقص سهم عريض النصل وَجمعه مشاقص فِي الحَدِيث أثريت وأمشيت أَي كثرت ماشيتك وَأمرهمْ أَن يمسحوا عَلَى المشاوذ وَهِي العمائم قَوْله خير مَا تداويتم بِهِ الْمَشْي وَهُوَ المسهل من الدَّوَاء يُقَال شربت مَشوا ومشيا بَاب الْمِيم مَعَ الصَّاد فِي الحَدِيث لَو ضربك بأمصوخ لقتلك الأمصوخ خوص الثمام أَي لَو ضربك بخوصة فِي حَدِيث عِيسَى وَينزل بَين مُمَصَّرَتَيْنِ الممصرة من الثِّيَاب الَّتِي فِيهَا صفرَة خَفِيفَة فِي حَدِيث زِيَاد أَن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ لَا يقطع بهَا ذَنْب غنز مُصَور لَو بلغت إِمَامه سفك دَمه المصور من الْمعز خَاصَّة هِيَ الَّتِي انْقَطع لَبنهَا فِي الحَدِيث الْقَتْل فِي سَبِيل الله ممصمصة أَي إِن الشَّهَادَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 تطهر الشَّهِيد من ذنُوبه وَأَصله من الموص وَهُوَ الْعَسَل أَي غاسله من الذُّنُوب وَأَصله من الموص وَهُوَ الْغسْل قَالَ بعض التَّابِعين أمرنَا أَن نمصمص من اللَّبن وَلَا نمضمض المصمصة بِطرف اللِّسَان والمضمضة بالفم كُله قَالَ مُجَاهِد الْبَرْق مصع ملك المصع الضَّرْب والتحريك وَالْمعْنَى أَنه يضْرب السَّحَاب فَيظْهر الْبَرْق وَمِنْه فِي حَدِيث الذَّبِيحَة إِذا مصغت بذنبها أَي حركته فِي الحَدِيث والفتنة مصغتهم أَي عركتهم ونالت مِنْهُم بَاب الْمِيم مَعَ الضَّاد فِي الحَدِيث وَلَهُم كلب يتمضض بعراقيب النَّاس أَي ينَال مِنْهَا قَالَ الْحسن يُخَاطب الدُّنْيَا كل عيدانك قد مضضنا كَذَلِك ذكره الْأَزْهَرِي وَهُوَ مصصنا قَالَ عمر إِنَّا لَا نتغافل المضغ بَيْننَا المضغ مَا لَيْسَ فِيهِ أرش مَعْلُوم من الْجراح والشجاج شبهت بمضغة الْخلق قبل نفخ الرّوح فِيهَا والمضغة لحْمَة صَغِيرَة وَسميت بذلك لِأَنَّهَا بِقدر مَا يمضع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 وَمِنْه قَوْله إِن فِي الْبدن مُضْغَة يَعْنِي الْقلب والمضغة بِقدر مَا يمضغ بَاب الْمِيم مَعَ الطَّاء خير نِسَائِكُم المطرة وَهِي الَّتِي تتنظف بِالْمَاءِ وَإِذا مشت أمتِي الْمُطَيْطَاء قَالَ الْأَصْمَعِي الْمُطَيْطَاء التَّبَخْتُر وَمد الْيَدَيْنِ فِي الْمَشْي وَهِي مشْيَة فِيهَا تبختر وَمد يدين وَمر أَبُو بكر ببلال وَقد مطي فِي الشَّمْس أَي مد بَاب الْمِيم مَعَ الظَّاء قَالَ أَبُو بكر لِابْنِهِ لَا تماظ جَارك المماظة شدَّة الْمُنَازعَة مَعَ طول اللُّزُوم فِي الحَدِيث جعل الله رمان بني إِسْرَائِيل المظ المظ رمان يرَى وَلَا ينْتَفع بِهِ بَاب الْمِيم مَعَ الْعين فِي الحَدِيث فمعج الْبَحْر معجة أَي ماج واضطرب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 فِي الحَدِيث فَمَا زَالَ وَجهه يتمعر أَي يتَغَيَّر وأصل التمعر قلَّة النضارة وَعدم إشراق اللَّوْن يُقَال مَكَان أمعر إِذا كَانَ مجدبا قَالَ عمر اخْشَوْشِنُوا وَتَمَعْدَدُوا فِيهِ قَولَانِ ذكرهمَا الْأَزْهَرِي عَن أبي عبيد أَحدهمَا أَنه من الغلظ يُقَال للغلام إِذا شب وَغلظ قد تمعدد قَالَ الراجز ربيته حَتَّى إِذا تمعددا وَالثَّانِي تشبهوا بعش معد وَكَانُوا أهل قشف وَغلظ فِي المعاش وَقَالَ عمر تمعززوا أَي كونُوا أشداء صبرا من الْمعز وَهُوَ الشدَّة وَإِن ذهبت بِهِ إِلَى الْعِزّ وَالْمِيم زَائِدَة كَقَوْلِه تمسكن فِي الحَدِيث مَا أمعر حَاج قطّ أَي مَا افْتقر وَأَصله من معر الرَّأْس وَهُوَ قلَّة الشّعْر وَدخل عَلَى أَسمَاء وَهِي تمعس منيئة لَهَا قَالَ ابْن قُتَيْبَة تمعس تدبع وأصل المعس الدَّلْك فِي الحَدِيث كَأَنَّهَا شَاة معطاء وَهِي الَّتِي سقط صوفها يُقَال امعط شعره وتمعط واموط أَي تناثر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 فِي الحَدِيث ائْتِنِي بمعتاط وَهِي الَّتِي ضربهَا الْفَحْل فَلم تحمل فِي الحَدِيث لَا تهْلك أمتِي حتي يكون بَينهم التمايل والتمايز والمعامع المعامع شدَّة الْحَرْب وَالْجد فِي الْقِتَال وَالْأَصْل فِيهِ معمعة النَّار وَهُوَ سرعَة تلهبها وَمِنْه حَدِيث ابْن عمر كَانَ يتتبعع الْيَوْم المعمعاني فيصومه يَعْنِي الشَّديد الْحر والمعمعان شدَّة الْحر قَالَ ابْن مَسْعُود لَو كَانَ المعك رجلا كَانَ رجل سوء المعك المطل واللي يُقَال ماعكه ومعكه ودالكه بِذَنبِهِ أَي ماطله قَالَ شُرَيْح المعك طرف من الظُّلم فِي الحَدِيث يحْشر النَّاس عَلَى أَرض لَيْسَ فِيهَا معلم لأحد وَفِي لفظ علم وَقد سبق فِي بَاب الْعين وَاللَّام قَالَ أنس لمصعب بن الزبير أنْشدك الله فِي وَصِيَّة رَسُول الله فَنزل عَن فرَاشه وتمعن عَلَى بساطه أَي تصاغر وتذلل من المعن وَهُوَ الشَّيْء الْقَلِيل وَقيل تمعن اعْترف يُقَال أمعن فلَان بحقي وأذعن وَرُوِيَ تمعك عَلَيْهِ قَوْله الْمُؤمن يَأْكُل فِي معي وَاحِد هَذَا مثل ضرب لزهد الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا وقناعته باليسر ولرغبة الْكَافِر فِيهَا وحرصه عَلَى جمعهَا وَلَيْسَ المُرَاد بِهِ نَفْس الْأكل هَذَا اخْتِيَار الْأَزْهَرِي وَهُوَ الصَّحِيح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 وَرَأَى عمر رجلا يقطع سَمُرَة فَقَالَ أَلَسْت ترعى معوتها أَي ثَمَرَتهَا إِذا أدْركْت شبهها بالمعو وَهُوَ الْبُسْر إِذا أرطب بَاب الْمِيم مَعَ الْغَيْن فِي الحَدِيث كنت أمغث لَهُ الزَّبِيب أَي أمرسه وأدلكه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَيّكُم ابْن عبد الْمطلب فَقَالُوا الأمغر المرتفق أَي الْأَبْيَض المتكئ عَلَى مرفقه وَيُقَال مرفقه قَالَ عبد الْملك لجرير مغر أَي انشد كلمة ابْن مغراء وَكَانَ من شعراء مُضر والمغراء تَأْنِيث الأمغر قَالَ اللَّيْث والأمغر أَيْضا الْأَحْمَر الشّعْر والمغرة الطين الْأَحْمَر فِي صفته لم يكن بالطويل الممغط أَي الْبَائِن الطول يُقَال امغط النَّهَار إِذا امْتَدَّ فِي الحَدِيث صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر يذهب بمغلة الصَّدْر أَي بغله والمغلة دَاء يَأْخُذ الْغنم فِي بطونها يُقَال أمغلت الْغنم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 بَاب الْمِيم مَعَ الْقَاف فِي الحَدِيث لم يصبنا عيب من عُيُوب الْجَاهِلِيَّة فِي نِكَاحهَا ومقتها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي نِكَاح المقت أَن يتَزَوَّج الرجل امْرَأَة أَبِيه وَقَالَ ابْن أبي ودَاعَة ذرعت مَوضِع الْمقَام بمقاط عِنْدِي وَهُوَ الْحَبل وَجمعه مقط فِي الحَدِيث فَقَامَ الرجل متمقطا أَي متغيظا قَوْله فامقلوه أَي أغمسوه ليخرج الدَّوَاء كَمَا أخرج الدَّاء قَالَ ابْن مَسْعُود وَترك مس الْحَصَى خير من مائَة نَاقَة لمقلة أَي خير من اللواتي يختارها عَلَى نظر عَيْنَيْهِ فِي الحَدِيث مقوتموه يَعْنِي عُثْمَان مقو الطست يُقَال مقوت الطست إِذا جلوته ونقشته وَالْمرَاد أَنهم عاتبوه عَلَى أَشْيَاء فأعتبهم وَخرج نقيا من الْعُيُوب بَاب الْمِيم مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث فجيء رَسُول الله بمكتل المكتل الزبيل يحمل فِيهِ التَّمْر وَغَيره قَالَ سعد مكتل عرة مكتل بر فِي الحَدِيث دخلت عَلَى رَسُول الله وَهُوَ يتَوَضَّأ مكيثا أَي بتثبت فِي صفة امْرَأَة وَلَا درها بماكد أَي بدائم والمكود الَّتِي يَدُوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 لَبنهَا يُقَال مكد بِالْمَكَانِ أَقَامَ ويروي بناكد وَهُوَ الغزير قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة صَاحب مكس قَالَ الْأَصْمَعِي الماكس العشار والمكس مَا يَأْخُذهُ وَأَصله الجباية قَوْله لَا تتمككوا عَلَى غرمائكم أَي لَا تلحوا عَلَيْهِم إلحاحا يضر بمعايشهم وأنظروهم قَوْله أقرُّوا الطير عَلَى مكناتها وَيروَى بِفَتْح الْكَاف ذكرهمَا أَبُو عبيد وَفِي المُرَاد بالمكنات ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَن المكنات بيض الضباب فاستعير للطير كَمَا قَالُوا مشافر الْحَبْس وَإِنَّمَا المشافر لِلْإِبِلِ وَالثَّانِي أَن المُرَاد بمكناتها أمكنتها ذكر الْقَوْلَيْنِ أَبُو عبيد وَالثَّالِث أَن المكنات جمع مكنة والمكنة التَّمَكُّن اخْتَارَهُ شمر وَالْمرَاد من الْكل أَنهم كَانُوا إِذا خَرجُوا فِي حَاجَة أزعجوا الطير فَإِن أَخذ يَمِينا ذَهَبُوا فِي حَاجتهم وَإِن أَخذ شمالا لم يذهبوا فنهوا فِي الحَدِيث كَانَ رَسُول الله يغْتَسل بِخَمْسَة مكاكيك هَذَا لِأَن المكوك الْمَعْرُوف صَاع وَنصف وَقد كَانَ رَسُول الله يغْتَسل بالصاع الْوَاحِد إِلَى أَن رَأَيْت الْأَزْهَرِي قد حَكَى عَن اللَّيْث أَنه قَالَ المكوك طأس يشرب بِهِ فَزَالَ الْإِشْكَال وَقَالَ غَيره المكوك إِنَاء يسع نَحْو الْمَدّ مَعْرُوف عِنْدهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 بَاب الْمِيم مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث أعوذ بك من فقر ملت أَو مرت قَالَ ابْن قُتَيْبَة هما بِمَعْنى وَاحِد وَهُوَ من ألت بِالْمَكَانِ وأرت إِذا لزمَه قَالَ رجل يَوْم بدر مَا قتلنَا إِلَّا عجايز صلعا قَالَ رَسُول الله أُولَئِكَ الْمَلأ من قُرَيْش يَعْنِي الْأَشْرَاف فِي حَدِيث أبي قَتَادَة أَحْسنُوا ملأكم أَي خَلقكُم فِي حَدِيث أم زرع ملْء كسائها أَي هِيَ ذَات لحم قَالَ عَلّي وَالله مَا قتلت عُثْمَان وَلَا مالأت أَي ساعدت وعاونت وَمثله قَول عمر لَو تمالأ عَلَيْهَا أهل صنعاء لأقدتهم قَوْله لَا تحرم الإملاجة يَعْنِي المصة الْوَاحِدَة والملج المص وَمِنْه فَجعل رجل يملج الدَّم بِفِيهِ من وَجه رَسُول الله وَيروَى الملجة بِالْجِيم والملحة بِالْحَاء يُرَاد بهَا الرضعة وَالَّتِي بِالْجِيم يُرَاد بهَا المصة وَالَّتِي بِالْحَاء يُرَاد بهَا الرضعة فِي الحَدِيث سقط الأملوج قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي ضرب من النَّبَات ورقه كالعيدان وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ نَوى الْمقل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 قَالَ بعض السّلف الصَّادِق يُعْطَى الملحة والمهابة أَرَادَ بالملحة الْبركَة يُقَال كَانَ ربيعا مملوحا فِيهِ أَي مُبَارَكًا فِيهِ وَلما وفدت هوَازن عَلَى رَسُول الله قَالَ رجل من بني سعد لَو كُنَّا ملحنا لِلْحَارِثِ لحفظ ذَلِك فِينَا أَي أرضعنا وَالْملح الرَّضَاع وَكَانَ رَسُول الله مسترضعا فيهم أَرْضَعَتْه حليمة فِي حَدِيث الْحسن كالشاة المملوحة يَعْنِي المسموطة وضحى بكبشين أملحين الأملح الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد وَالْبَيَاض أَكثر فِي الحَدِيث لم يكن لِحَمْزَة إِلَّا نمرة ملحاء الملحاء بردة فِيهَا خطوط سَواد وَبَيَاض فِي حَدِيث وَكَانَت امْرَأَة ملاحة أَي مليحة وَالْعرب تجْعَل الفعيل فعالا ليَكُون أَشد مُبَالغَة فِي النَّعْت وَلما قتل الْمُخْتَار عمر بن سعد جعل رَأسه فِي ملاح أَي فِي مخلاة فِي الحَدِيث يَأْكُلُون ملاحها وَهُوَ ضرب من النَّبَات قَوْله إِن الله ضرب مطعم ابْن آدم للدنيا مثلا وَإِن ملحه أَي ألْقَى فِيهِ الْملح بِقدر يُقَال ملحت الْقدر بِالتَّخْفِيفِ أَي ألقيت فِيهَا الْملح بِقدر فَإِذا أكثرت ملحها حَتَّى تفْسد قَالَت أملحتها بِالْألف من كَلَام الْحسن يذم رجلا يملخ فِي الْبَاطِل ملخا أَي يمر فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 مرا سهلا يُقَال ملخ فِي الأَرْض إِذا ذهب فِيهَا وَكَانَ الْحُسَيْن يتَعَوَّذ من ملخ الْبَاطِل وَهُوَ التَّبَخْتُر فِيهِ فِي الحَدِيث سر ثَلَاثًا ملسا أَي سيرا سَرِيعا وَقد أملس فِي سيره إِذا أسْرع فِيهِ وَاسْتَشَارَ عمر الصَّحَابَة فِي إملاص الْمَرْأَة الْجَنِين وَهُوَ أَن تزلقه قبل وَقت الْولادَة وكل مَا زلق من الْيَد فَهُوَ ملص وَفِي حَدِيث الدَّجَّال أملصت بِهِ أمه فِي الحَدِيث كَانَ الْأَحْنَف أملط أَي لَا شعر عَلَى جسده فِي الحَدِيث أَن امْرَأَة سَأَلته أنْفق من مَالِي فَقَالَ أملطي من مَالك مَا شِئْت قَالَ اللَّيْث الإملاط كَثْرَة إِنْفَاق المَال وَسُئِلَ عُبَيْدَة عَن الَّذِي يُوجب الْجَنَابَة فَقَالَ الرف والاستملاق الرف المص من ملق الجدي أمه إِذا رضعها وَأَرَادَ امتصاص الْمَرْأَة مَاء الرجل إِذا خالطها وَقَالَ عمر أملكوا الْعَجِين أَي أنعموا عجنة وأجيدوه وَقَالَ أنس الْبَصْرَة إِحْدَى الْمُؤْتَفِكَات فَأنْزل فِي ضواحيها وَإِيَّاك والمملكة يَعْنِي بالمملكة وَسطهَا قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي مَسْجِد الْكُوفَة جَانِبه الْأَيْمن ذكر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 وجانبه الْأَيْسَر مكر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الذّكر هَا هُنَا الصَّلَاة وَكَانَ أَمِير الْمُؤمنِينَ يُصَلِّي هُنَاكَ فَأَما الْمَكْر فَأَرَادَ أَنه يمكر بِي حَتَّى أقتل وَكَذَلِكَ كَانَ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ لنا ابْن نَاصِر جَانِبه الْأَيْسَر السُّوق وفيهَا الْمَكْر وَالْخداع قَوْله لَا يتوارث أهل ملتين الْملَّة الدَّين قَوْله كَأَنَّمَا تسفهم المل يسفهم من السفوف والمل الْملَّة التُّرَاب الْحَار وَكَانَ يَقُول إِذا لم يشكروك فَمَا يأخذونه كالنار فِي بطونهم فِي الحَدِيث اجْتمع قوم عَلَى خبْزَة يملونها وَالْملَّة الحفرة الَّتِي فِيهَا الْخبز قَوْله إِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا فِيهِ ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا أَن الْمَعْنى وَإِن مللتم وَالثَّانِي لَا يطرحكم حَتَّى تتركوا الطَّاعَة وَالثَّالِث لَا يقطع فَضله حَتَّى تملوا سُؤَاله بَاب الْمِيم مَعَ النُّون دخل عدي بن حَاتِم عَلَى رَسُول الله فَأمر لَهُ بمنبذة أَي وسَادَة سميت منبذة لِأَنَّهَا تنبذ بِالْأَرْضِ أَي يطْرَح للجلوس عَلَيْهَا قَوْله من منح منيحة المنيحة تَارَة تكون بِإِعْطَاء الشَّاة مثلا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 صلَة وَتارَة بإعطائها لينْتَفع بلبنها ووبرها زَمَانا ثمَّ يردهَا وَإِلَى هَذَا أَشَارَ بقوله المنحة مَرْدُودَة وَمِنْه قَوْله من كَانَت لَهُ أَرض فليزرعها أَو يمنحها أَخَاهُ وَقَالَ بعض الصَّحَابَة كنت منيح أَصْحَابِي يَوْم بدر قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ لم أكن مِمَّن يضْرب لَهُ بِسَهْم لصغري فَكنت بِمَنْزِلَة السهْم اللَّغْو الَّذِي لَا فوز لَهُ وَلَا خسر عَلَيْهِ والمنيح من القداح الَّتِي لَا غنم لَهَا وَلَا غرم عَلَيْهَا فِي حَدِيث أم زرع آكل وأتمنح أَي أطْعم غَيْرِي قَوْله مَا أحد أَمن علينا من أبي قُحَافَة أَي أَجود بِذَات يَده وَيكون الْمَنّ بِمَعْنى اعْتِدَاد الصنيعة وَهَذَا المذموم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 وَمِنْه إِن الله يبغض المنان وَقَوله لَا تتزوجن منانة وَقَالَ عُثْمَان مَا تمنيت مُنْذُ أسلمت أَي مَا كذبت وَقَالَ رجل لِابْنِ دأب وَهُوَ يحدث هَذَا شَيْء رويته أم تمنيته أَي افتعلته قَوْله الكمأة من الْمَنّ قَالَ أَبُو عبيد شبهها بالمن الَّذِي سقط عَلَى بني إِسْرَائِيل من غير كسب وَلَا تَعب فِي تَحْصِيله فِي الحَدِيث إِذا تمنى أحدكُم فليكثر إِي إِذا سَأَلَ الله الْحَوَائِج وَالتَّمَنِّي أَن تشْتَهي حُصُول المتمنى وَقَالَ عبد الْملك للحجاج يَا ابْن المتمنية وَهِي فريعة بنت همام أم الْحجَّاج وَكَانَت قبل تحب الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَهِي القائلة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 (هَل من سَبِيل إِلَى خمر فأشربها ... أم هَل سَبِيل إِلَى نصر بن حجاج) فِي الحَدِيث الْبَيْت الْمَعْمُور منا مَكَّة أَي بحذائها يُقَال دَاري منا دَار فلَان وَقَالَ مُجَاهِد إِن الْحرم حرم مناه من فِي السَّمَوَات السَّبع وَالْأَرضين الشِّبَع قَوْله مناه أَي قَصده وحذاؤه وَقَالَ بعض أَصْحَاب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رَأَيْته عَلَى منامة وَعلي عَلَى منامة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي رَأَيْته نَائِما عَلَى دكان وَعَلِيهِ قطيفة فالمنامة الدّكان والمنامة القطيفة وَدخل عَلَى بنت وَهِي تمعس منيئة قَالَ أَبُو عبيد المنيئة عَلَى فعيلة الْجلد أول مَا يدبغ ثمَّ يكون أقيقا ثمَّ يكون أديما بَاب الْمِيم مَعَ الْوَاو قَالَ ابْن عَبَّاس لَا يزَال أَمر النَّاس مواما مَا لم ينْظرُوا فِي الْقدر الموام المقارب من قَوْلك أَمر أُمَم أَي قصد قريب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 فِي الحَدِيث أَي موما مستميتين أَي يُقَاتلُون عَلَى الْمَوْت فِي الحَدِيث يكون فِي النَّاس موتان وَهُوَ الْمَوْت فِي صفة الشَّيْطَان أما همزه فالموتة يَعْنِي الْجُنُون وَسَماهُ همزا لِأَنَّهُ جعله من النخس والغمز وكل شَيْء دَفعته فقد همزته فِي الحَدِيث فَأَما الْمُنفق فَإِذا أنْفق مارت عَلَيْهِ أَي ترددت وَذَهَبت وَجَاءَت فِي الحَدِيث فَإِذا نفخ فِي آدم الرّوح مار فِي رَأسه فعطس أَي دَار فِي حَدِيث عَائِشَة مصتموه كإيماص الثَّوْب ثمَّ عدوتم عَلَيْهِ فقتلتموه أَي غسلتموه والموص الْغسْل تَقول إِنَّهُم استعتبوه فِيمَا نقموا عَلَيْهِ فأعتبهم فِي الحَدِيث رجل مود أَي كَامِل السِّلَاح فِي الحَدِيث وُجُوه المومسات المومسة الْفَاجِرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 وَجَمعهَا مومسات وميامس وَأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ مياميس وَهُوَ خطأ فِي الحَدِيث فنزعت موقها الموق الْخُف فارسية معربة قَوْله من كتب مَوْلَاهُ حَكَى الْأَزْهَرِي عَن يُونُس أَنه قَالَ مَعْنَاهُ من كتب وليه وَعَن ثَعْلَب أَنه قَالَ مَعْنَاهُ من أَحبَّنِي وتولاني فليتوله بَاب الْمِيم مَعَ الْهَاء مثل الماهر بِالْقُرْآنِ وَهُوَ الحاذق بِالْقِرَاءَةِ وَلعن الممتهشة من النِّسَاء تَفْسِيره فِي الحَدِيث الَّتِي تحلق وَجههَا بِالْمُوسَى قَالَ القتيبي لَا أعرف الحَدِيث إِلَّا أَن تكون الْهَاء مبدلة من الْحَاء يُقَال مر بِي جمل فمحشني إِذا حاكه فسحج جلده ومحشته النَّار ومهشته إِذا أحرقته وَقد امتحش وامتهش فِي صفته لَيْسَ بالأبيض الأمهق قَالَ أَبُو عبيد الأمهق الشَّديد الْبيَاض الَّذِي لَا يخالط بياضه شَيْء من الْحمرَة وَلَيْسَ بنير وَلَكِن كلون الجص وَنَحْوه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 قَالَ أَبُو بكر ثوباي للمهل قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الصديد والقيح وَيروَى للمهلة بِفَتْح الْمِيم كَذَلِك ذكره الْأَزْهَرِي فِي الحَدِيث مهل أهل الْمَدِينَة من ذِي الخليقة الْمِيم مَضْمُومَة وَالْمعْنَى الْموضع الَّذِي يهلون مِنْهُ ذَاك فِي الحَدِيث مَا يبلغ سَعْيهمْ مهله أَي مَا يبلغ إسراعهم إبطاءه فِي حَدِيث سطيح مُهِمّ الناب أَي حَدِيد الناب قَالَ الْأَزْهَرِي كَذَا رُوِيَ وَأَظنهُ مهو الناب بِالْوَاو وَيُقَال سيف مهو أَي حَدِيد فِي الحَدِيث وَكَانُوا فِي مهمة قَالَ النَّضر المهمة الفلاة لَا مَاء بهَا وَلَا أنيس ومه كلمة تقال للكف عَن الشَّيْء قَوْله لعبد الرَّحْمَن مَهيم أَي مَا أَمرك كلمة يَمَانِية قَالَ سلمَان أكره أَن أجمع عَلَى ماهني مهنتين الماهن الْخَادِم وَالْجمع مهنة والمهنة الْخدمَة يُقَال مهنت الْقَوْم وامتهنوني أَي ابتذلوني وَمِنْه فِي الحَدِيث مَا عَلَى أحدكُم لَو اشْتَرَى ثَوْبَيْنِ ليَوْم جمعته سُوَى ثوبي مهنته يَعْنِي ثوبي بذلته كَذَا ذكره الْعلمَاء مِنْهُم أَبُو عبيد عَن أبي زيد أَنه ذكرهَا بِفَتْح الْمِيم وَأنكر الْكسر وَكَذَلِكَ قَالَ الرياشي وَأَصْحَاب الحَدِيث يكسرونها وَهِي لُغَة قَالَ اللَّيْث المهنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 الحذاقة بِالْعَمَلِ والماهن العَبْد وَيُقَال خرقاء لَا تحسن المهنة أَي لَا تحسن الْخدمَة فِي الحَدِيث رجل ممهى أَي صافي الْجَسَد وكل شَيْء صفي فَهُوَ ممهى والمها البلور والمها أَيْضا بقر الْوَحْش وَيُقَال للرجل إِذا أنبط أمهى وأماه وَلمن بَالغ فِي الثَّنَاء أمهيت وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس لمادحه أمهيت أَي بلغت الْغَايَة فِي الحَدِيث وانقل حماها إِلَى مهيعة قَالَ ابْن قُتَيْبَة مهيعة الْجحْفَة وغدير خم بهَا قَالَ الْأَصْمَعِي لم يُولد بغدير خم أحد فَعَاشَ إِلَى أَن يَحْتَلِم إِلَّا أَن يتَحَوَّل مِنْهَا قَالَ وجارة البلى رُبمَا مر بهَا الطَّائِر فَيسْقط ريشه بَاب الْمِيم مَعَ الْيَاء فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ مث قُلُوبهم يُقَال مثت الشَّيْء أموثه وأميثه إِذا دفته فِي المَاء فانماث ينماث فِي الحَدِيث فنزلنا سِتَّة ماحة أَي مستقية الْوَاحِد مائح وَهُوَ الَّذِي ينزل فِي الرَّكية إِذا قل مَاؤُهَا فَيمْلَأ الدَّلْو بِيَدِهِ فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وامتاح من المهواة أَي استقى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 فِي الحَدِيث أكل عَلَى مائدة رَسُول الله الْمَائِدَة من الميد وَهُوَ الْعَطاء كَأَنَّهَا تميد من حولهَا قَوْله ميد أَنا أوتينا الْكتاب من بعدهمْ ميد وبيد لُغَتَانِ مَعْنَاهُمَا غير أَنا وَقد سبق فِي الْبَاء قَالَ النَّخعِيّ استماز رجل من رجل بِهِ بلَاء فابتلي بِهِ أَي تبَاعد عَنهُ من الميز والميز الْفَصْل بَين الشَّيْئَيْنِ قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله إِذا دخل الْعشْر شدّ المئزر فِيهِ وَجْهَان ذكرهمَا ابْن قُتَيْبَة أَحدهمَا أَنه اعتزال النِّسَاء فكني عَن ذَلِك بشد المئزر قَالَ الأخطل (قوم إِذا حَاربُوا شدوا مآزرهم ... عَن النِّسَاء وَلَو باتت بِإِظْهَار) وَالثَّانِي أَنه الْجد فِي الْعِبَادَة تَقول قد شددت لهَذَا الْأَمر مئزري أَي جددت فِيهِ قَالَ الْهُذلِيّ وَكنت إِذا جاري دعِي المصوفة أشمر حَتَّى ينصف السَّاق مئزري والمصوفة الْأَمر يحذر مِنْهُ فِي صفة الْمَرْأَة تخرج ميسا أَي تبخترا فِي حَدِيث الْوَفْد عَلَى أكوار الميس الميس شجر تعْمل مِنْهُ الرّحال فِي الحَدِيث كَانَ فِي بَيت عمر الميسوش شَيْء تَجْعَلهُ النِّسَاء لرؤوسهن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 إمَاطَة الْأَذَى عَن الطَّرِيق تنحيته وَمثله أمط عني يَا عمر وَفِي حَدِيث لَو كَانَ عمر ميزانا لما كَانَ فِيهِ ميط شَعْرَة أَي مثل شَعْرَة وأذاب ابْن مَسْعُود فضَّة فَجعلت تميع فَقَالَ هَذَا أشبه شَيْء بالمهل تميع تسيل يُقَال ماع الشَّيْء وتميع وَقَالَ جرير ماؤنا يميع فِي ذكر النِّسَاء مائلات مميلات الْمَعْنى متبخترات فِي مشيهن مميلات أكتافهن وأعطافهن وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مصيبات فِي الحَدِيث لَا تهْلك أمتِي حَتَّى يكون بَينهم التمايل أَي لَا يكون سُلْطَان يكف النَّاس عَن التظالم فيميل بَعضهم عَلَى بعض بالحيف فِي الحَدِيث لَو عاينوا الْآخِرَة لما ميلوا أَي مَا عدلوها بالدنيا فِي الحَدِيث وَكَانَت امْرَأَة مَيْلَة أَي ذَات مَال وَيُقَال رجل ميل حير ذُو مَال كثير وَصُورَة حَسَنَة فِي الحَدِيث نهَى عَن المياثر قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ هِيَ مراكب تتَّخذ من حَرِير سميت مياثر لوثارتها ولينها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 فِي الحَدِيث خرجت إِلَى الميتاء وَهُوَ الْموضع الَّذِي ترقى إِلَيْهِ السفن قَالَت أم تأبط شرا مَا أَبَت وَلَدي ميقا قَالَ اللَّيْث الماءق مَهْمُوز مَا يعتري الصَّبِي بعد الْبكاء وَقَالَ ابْن السّكيت المأق شدَّة الْبكاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 كتاب النُّون بَاب النُّون مَعَ الْألف فِي الحَدِيث ادْع لنا رَبك بأنأح مَا تقدر عَلَيْهِ أَي بأضرع مَا يكون الدُّعَاء قَالَ أَبُو بكر طُوبَى لمن مَاتَ فِي النأنأة قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهَا أول الْإِسْلَام إِذْ هُوَ ضَعِيف قبل أَن يقوى يُقَال رجل نأنأ إِذا كَانَ ضَعِيفا قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لِسُلَيْمَان بن صرد حِين تَأَخّر عَن يَوْم الْجمل تنأنأت وتربصت أَي ضعفت بَاب النُّون مَعَ الْبَاء قَالَ عمر لقوم ليكلمني أحدكُم وَلَا تنبوا عِنْدِي نبيب السوس وَهُوَ صَوتهَا عِنْد السفاد قَالَ الْأَحْنَف لمعاوية إِن نابتة لحقت يَعْنِي نَاسا ولدُوا فَلَحقُوا وصاروا زِيَادَة فِي الْعدَد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 فِي الحَدِيث من بِقَبْر منبوذ أَي بعيد من الْقُيُود وَمن رَوَاهُ بِقَبْر منبوذ عَلَى الْإِضَافَة والمنبوذ اللَّقِيط وَنَهَى عَن الْمُنَابذَة وَهُوَ أَن يَقُول الرجل لصَاحبه انبذ إِلَيّ الثَّوْب أَو أنبذه إِلَيْك وَقد وَجب البيع بِكَذَا وَكَذَا فِي حَدِيث أم عَطِيَّة نبذة قسط وأظفار أَي قِطْعَة مِنْهُمَا فِي حَدِيث حُذَيْفَة فتراه منتبرا أَي متنفطا وَمِنْه قَول عمر إيَّاكُمْ والتخلل بالقصب فَإِن الْغم ينتبر مِنْهُ وَفِي حَدِيث أَن الْجرْح ينتبر فِي رَأس الْحول وَقيل لرَسُول الله يَا نَبِي الله فَقَالَ إِنَّا معشر قُرَيْش لَا ننتبر أَي لَا نهمز يُقَال نبرت الْحَرْف إِذا همزته فِي حَدِيث إِن الْجرْح ينتبر فِي رَأس الْحول وَقيل لرَسُول الله يَا نَبِي الله فَقَالَ إِنَّا معشر قُرَيْش لَا ننتبر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 أَي لَا نهمز يُقَال نبرت الْحَرْف إِذا همزته قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لأَصْحَابه أطعنوا النبر قَالَ ابْن قُتَيْبَة النبر الخلس أَي اختلسوا الطعْن وَقد رَوَاهُ الْهَرَوِيّ النَّهر بِالتَّاءِ أَيْضا فِي حَدِيث فَمَا ينبسون أَي ينطقون وَقَالَ رجل فِي حق آخر قريب الثرى بعيد النبط أَرَادَ أَنه دانى الْموعد بعيد الإنجاز فِي الحَدِيث رجل ارْتبط فرسا ليستنبطها أَي يطْلب نسلها ونتاجها وَفِي رِوَايَة ليستبطنها أَي يطْلب مَا فِي بَطنهَا فِي الحَدِيث فلَان أَعْرَابِي فِي حبوته نبطي فِي جبوته أَي أَنه فِي حبوة الْعَرَب وكالنبطي فِي عمله بالخراج وجبايته قَالَ عمر لَا تنبطوا بِالْمَدَائِنِ أَي لَا تَتَّخِذُوا دَار إِقَامَة فتكونوا كالأنباط ينزلون الأرياف يحثهم عَلَى الْجِهَاد فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا غاض نبغ النِّفَاق وَالرِّدَّة أَي أذهبه ونقصه يُقَال نبغ الشَّيْء إِذا ظهر فِي الحَدِيث فأعدوا النبل وَهِي حِجَارَة الِاسْتِنْجَاء والمحدثون يفتحون النُّون قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ بِرَفْع النُّون يُقَال نبلني حِجَارَة الِاسْتِنْجَاء أَي أعطينيها وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام كنت أنبل عَلَى عمومتي يَوْم الْفجار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 أَي أجمع النبل لَهُم قَالَ الْأَصْمَعِي نبلت الرجل بِالتَّشْدِيدِ ناولته النبل وَمِنْه حَدِيث سعد كَانَ يَرْمِي وفتى ينبله أَي يُعْطِيهِ النبل قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقد رووا ينبله بِفَتْح الْيَاء وتسكين النُّون وَضم الْبَاء وَهُوَ غلط من نقلة الحَدِيث لِأَن مَعْنَى نبلته رميته وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد بل هُوَ صَحِيح فِي الحَدِيث مَا علتي وَأَنا جلد نابل أَي معي نبلي وخطب رَسُول الله بالنباوة وَهُوَ مَوضِع مَعْرُوف بِالطَّائِف قَالَ قَتَادَة مَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ أعلم من حميد بن هِلَال غير أَن النباوة أضرت بِهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ طلب الشّرف أضربه هَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ فِي بَاب النُّون عَن قَتَادَة وَقد ذكره عَنهُ فِي بَاب التَّاء وَقَالَ أضرت بِهِ التناوة قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ النناية بِالْيَاءِ وَكَانَ ينزل قَرْيَة فِي الحَدِيث فَأتي بِثَلَاثَة قرصة فَوضعت عَلَى نَبِي وَهُوَ الشَّيْء الْمُرْتَفع مَأْخُوذ من النباوة وَهِي الِارْتفَاع وَلَيْسَ بمهموز وَمثله فِي الحَدِيث لَا تصلوا عَلَى النَّبِي وَهِي الأَرْض المرتفعة المحدودبة فِي مدح المَال إِنَّه منبهة للكريم أَي مشرفة ومعلاة يُقَال نبه يُنَبه إِذا صَار نبيها شريفا بَاب النُّون مَعَ التَّاء قَوْله هَل تنْتج إبل قَوْمك صحاحا آذانها أَي تولدها فتلي نتاجها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس إِن فِي الْجنَّة بساطا منتوخا بِالذَّهَب أَي منسوجا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النتخ والنسج وَاحِد فِي الحَدِيث يعذب فِي قَبره لم يكن يستنثر عِنْد بَوْله الاستنثار كالاجتذاب مرّة بعد أُخْرَى يَعْنِي الِاسْتِبْرَاء قَالَ اللَّيْث النتر جذب فِيهِ جفوة وَفِي الحَدِيث فلينتر ذكره فِي حَدِيث أهل الْبَيْت لَا يحبنا النتاش السّفل قَالَ ثَعْلَب هم النغاش والعيارون قَوْله فَإِنَّهُنَّ أنتق أرحاما أَي أَكثر أَوْلَادًا يُقَال للْمَرْأَة الْكَثِيرَة الْوَلَد ناتق ومنتاق لِأَنَّهَا ترمي بالأولاد رميا قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الْبَيْت الْمَعْمُور نتاق الْكَعْبَة أَي مطل عَلَيْهَا مر رَسُول الله فِي جمَاعَة بالْحسنِ وَهُوَ يلْعَب وَمَعَهُ صبية فاستنتل رَسُول الله أَمَام الْقَوْم أَي تقدم عَلَيْهِم وَبِه سمي الرجل ناتلا ونتيلة أم الْعَبَّاس يُقَال استنتل وابرندع إِذا تقدم وَمِنْه أَن عبد الرَّحْمَن برز يَوْم بدر فنتل أَبُو بكر وَمَعَهُ سَيْفه أَي تقدم بَاب النُّون مَعَ الثَّاء فِي حَدِيث أم زرع لَا تنث حديثنا تنثيثا وَيروَى تبث بِالْبَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 والنث قريب من البث تَقول لَا تطلع النَّاس عَلَى أَسْرَارنَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النثاثون المغتابون للْمُسلمين وَجَاء رجل إِلَى عمر فَقَالَ هَلَكت فَقَالَ لَهُ هَلَكت وَأَنت تنث نثيث الحميت وَرَوَاهُ بَعضهم تمث وَالْمَحْفُوظ الأول وَالْمعْنَى يرَى جسدك كَأَنَّهُ يقطر دسما وَقَالَ أَبُو عبيد النثيث أَن يرشح ويعرق من كَثْرَة لَحْمه يُقَال نث الحميت ومث إِذا رشح بِمَا فِيهِ من السّمن ينث ويمث فَأَما فِي الحَدِيث فَإنَّك تَقول نث الحَدِيث ينث بِرَفْع النُّون قَوْله إِذا تَوَضَّأت فأنثر بعض اللغويين يَقُول فانثر مَوْصُولَة من نثر ينثر وَبَعْضهمْ يَقُولهَا بِقطع الْألف فأنثر من أنثر قَالَ الْأَزْهَرِي أهل اللُّغَة لَا يجيزون أنثر من الإنثار إِنَّمَا يُقَال نثر ينثر وانتثر ينتثر واستنثر يستنثر وَمَعْنى نثر وانتثر واستنثر حرك النثرة فِي الطَّهَارَة وَهِي طرف الْأنف وَفِي لفظ واستنثر يُقَال نثر ينثر بِكَسْر الثَّاء ونثر السكر ينثر بضَمهَا فِي الحَدِيث قد حلب شَاة نثور وَهِي الواسعة الإحليل كَأَنَّهَا تنثر اللَّبن نثرا وَامْرَأَة نثور كَثِيرَة الْوَلَد وَمِنْه وَنَثَرت لَهُ بَطْني يَعْنِي الْأَوْلَاد فِي الحَدِيث الْجَرَاد نثرة حوت أَي عطسته فِي حَدِيث أم زرع ويميس فِي حلق النثرة أَي يتبختر فِي حلق الدرْع فِي الحَدِيث كَانَت الأَرْض تميد فنثطها الله عز وجل بالجبال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 النثط خُرُوج النَّبَات من الأَرْض إِذْ صدع الأَرْض فَظهر الْمَعْنى أخرج مِنْهَا الْجبَال قصيرها أوتادا لَهَا وَقَالَ ابْن دُرَيْد النثط غمزك الشَّيْء حَتَّى يتطد فِي الحَدِيث فينتثل مَا فِيهَا النثل نثرك الشَّيْء بِمرَّة وَاحِدَة يُقَال نثل مَا فِي كِنَانَته إِذا صبها ونثرها وَمِنْه قَوْله وَأَنْتُم تنثلونها فِي صفة مَجْلِسه لَا تنثى فلتاته أَي لَا تذاع وَلَا تشاع يُقَال نثوت الحَدِيث أنثوه إِذا أذعته والفلتات جمع فلتة وَهِي الزلة وَالْمعْنَى لم يكن لمجلس فلتات فتنثى قَالَ اللَّيْث النثا مَقْصُور مَا أخرت بِهِ عَن رجل من صَالح فعله أَو سوء فعله وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي النثا فِي الْكَلَام الْقَبِيح وَالْحسن بَاب النُّون مَعَ الْجِيم فِي الحَدِيث ردوا نجأة السَّائِل بلقمة أَي أَعْطوهُ شَيْئا مِمَّا تَأْكُلُونَ ليدفع بِهِ شدَّة نظرة إِلَيْكُم وَيُقَال للرجل الشَّديد الْإِصَابَة بِالْعينِ إِنَّه لنجوء الْعين عَلَى فعول ونجوء الْعين عَلَى فعل وَنَجِيء الْعين عَلَى فعيل ونجئ الْعين عَلَى فعل قَالَ ابْن مَسْعُود الْأَنْغَام من نواجب الْقُرْآن أَو نَجَائِب الْقُرْآن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 حَكَى الْأَزْهَرِي فِي هَذَا قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَن نجائبه أفضله ومحضه والنجابة الْكَرم وَالثَّانِي أَن نواجب الْقُرْآن عتاقة قَالَ عمر أنجثوا لي مَا عِنْد الْمُغيرَة فَإِنَّهُ كتامة للْحَدِيث النجث اسْتِخْرَاج الحَدِيث يُقَال نجث إِذا استخرج وَرجل نجث مستخرج للْأَخْبَار وَقَالَت هِنْد لأبي سُفْيَان فِي غزَاة أحد لَو نجثتم قبر آمِنَة أم مُحَمَّد أَي نَبَشْتُمْ فِي حَدِيث أم زرع طَوِيل النجاد أَي أَنه طَوِيل الْقَامَة وَإِذا طَالَتْ الْقَامَة طَال النجاد فِي الحَدِيث وَكَانَت امْرَأَة نجودا أَي ذَات رَأْي قَوْله إِلَّا من أعْطى فِي نجدتها ورسلها قَالَ أَبُو عبيد نجدتها أَن تكْثر شحومها حَتَّى يمْنَع ذَلِك صَاحبهَا أَن يَنْحَرهَا نفاسة بهَا فَصَارَ ذَلِك بِمَنْزِلَة السِّلَاح لَهَا تمْتَنع بِهِ من رَبهَا ورسلها أَلا يكون لَهَا سمن فيهون عَلَيْهِ إعطاؤها فَهُوَ يُعْطِيهَا عَلَى رسله مستهينا بهَا كَأَن الْمَعْنى فِي الحَدِيث أَن يُعْطِيهَا عَلَى مشقة من النَّفس وَعَلَى طيب مِنْهَا وَفِي الحَدِيث تَفْسِير نجدتها قَالَ ابْن قُتَيْبَة للْإنْسَان من فَوق ثنيتان ورباعيتان ونابان وضتحكان وست أرحاء ثَلَاث من كل جَانب وناجذان فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه ضحك حَتَّى انْفَتح قُوَّة لشدَّة الضحك حَتَّى رئي آخر أَضْرَاسه ورسلها وَأَنه عسرها ويسرها وَقيل نجدتها مَا يَنُوب أَهلهَا مِمَّا يشق عَلَيْهِ من المغارم والديات وَالرسل مَا دون ذَلِك وَهُوَ أَن يمنح ويعقر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 قَالَ أَبُو عمر وَالرسل الخصب والنجدة الشدَّة وَفِي الحَدِيث وعلينا مناجد من ذهب قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الْحلِيّ المكلل بالفصوص وَأَصله من تنجيد الْبَيْت وَهُوَ تزيينه بالفرش وَفِي الحَدِيث أذن فِي قطع المنجدة وَهِي عَصا تساق بهَا الدَّوَابّ وَتَكون الْخَشَبَة الَّتِي يضْرب بهَا الصُّوف وَذَلِكَ من شجر الْحرم فِي الحَدِيث عَلَى أكتافها يَعْنِي الْإِبِل مثل النواجد شحما يَعْنِي طرائق الشَّحْم واحدتها ناجدة سميت بذلك لارتفاعها وَسمي النجاد نجادا لِأَنَّهُ يرفع الثِّيَاب بحشوه إِيَّاهَا وَضحك رَسُول الله حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ أقْصَى الأضراس وَقَالَ الْأَزْهَرِي الناجذ أقْصَى الأضراس وَهُوَ يطلع إِذا أسن الرجل قَالَ ابْن قُتَيْبَة فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه ضحك حَتَّى رُؤِيَ آخر أَضْرَاسه وَقَالَ غَيرهم هِيَ أدنَى الأضراس وَقَالَ قوم هِيَ المضاحك وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن الْملكَيْنِ عَلَى ناجذي العَبْد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 يكتبان قَالَ ثَعْلَب النواجذ فِي قَول عَلّي الأنياب وَهُوَ أحسن مَا قيل فِي النواجذ لِأَن الْخَبَر أَن ضحك رَسُول الله كَانَ التبسم فِي خطْبَة الْحجَّاج ونجذني مداورة السِّتُّونَ الْمَعْنى المجرب للأمور فِي الحَدِيث إِلَّا ناجزا بناجز أَي حَاضرا بحاضر فِي الصّرْف يقل نجز ينجز إِذا حضر وَأما نجز بِكَسْر الْجِيم ينجز بِفَتْحِهَا فَإِنَّهُ بِمَعْنى فنى وَنَهَى عَنهُ النجش وَهُوَ مدح السّلْعَة وَالزِّيَادَة فِي ثمنهَا وَهُوَ لَا يُرِيد شراءها وَإِنَّمَا يغر بذلك غَيره وَقَالَ كَعْب بن أبي عَلَيْك بِاللَّبنِ الَّذِي نجعت بِهِ أَي عذيت بِهِ وسقيت قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال نجع فِيهِ الدَّوَاء وأنجع إِذا عمل فِيهِ ونفع وَدخل عَلَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ ينجع بكرات لَهُ دَقِيقًا وخبطا أَي يسقيهن وَدخل حسان عَلَى عَائِشَة فأكرمته ونجفته أجي رفعت وَمِنْه النجفة شبه التل قَالَ الْأَزْهَرِي والنجفة الَّتِي بِظهْر الْكُوفَة هِيَ كالمسناة تمنع مَاء السَّيْل أَن يَعْلُو منَازِل الْكُوفَة ومقابرها وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي النجفة المسناة والنجف التل وَمِنْه إِن فلَانا جلس عَلَى منجاف السَّفِينَة أَي عَلَى سكابها سمي بذلك لارتفاعه فِي الحَدِيث فَأَكُون تَحت نجاف الْجنَّة قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ أُسْكُفَّة الْبَاب وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الدروند وَقَالَ النَّضر هُوَ الَّذِي يُقَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 لَهُ الدوارة وَفِي الحَدِيث أَنَاجِيلهمْ فِي صُدُورهمْ يَعْنِي كتبهمْ فِي الحَدِيث وَكَانَ الْوَادي نجلا يجْرِي أَي نزا واستنجل الْوَادي إِذا ظَهرت نزوزه والنجل الْوَلَد وَيُقَال قلح الله ناجليه أَي وَالِديهِ فِي الحَدِيث هَذَا إبان نجومه أَي وَقت ظُهُوره فِي الحَدِيث مَا طلع النَّجْم قطّ وَفِي الأَرْض عاهة إِلَّا رفعت قَالَ ابْن قُتَيْبَة النَّجْم الثريا وَهِي سِتَّة أنجم ظَاهِرَة وَتسَمَّى كلهَا نجما فَأَرَادَ طُلُوع الثريا بِالْغَدَاةِ وَذَلِكَ لثلاث عشرَة تَخْلُو من أيار وَهِي تغرب قبل هَذَا الْوَقْت بنيف وَخمسين لَيْلَة وَيَزْعُم الْعَرَب أَن مَا بَين غُرُوبهَا وطلوعها أمراضا ووباء وعاهات فِي النَّاس وَفِي لإبل وَقَالَ طبيبهم اضمنوا لي مَا بَين مغيب الثريا وطلوعها أضمن لكم بَاقِي السّنة فَإِذا طلعت بِالْغَدَاةِ فِي الْمشرق دفعت العاهة عَن الثَّمَرَة وَحِينَئِذٍ تبَاع لِأَنَّهُ قد أَمن عَلَيْهَا وأحسب أَن رَسُول الله أَرَادَ عاهة الثَّمر خَاصَّة وَفِي الحَدِيث إِذا سافرتم فِي الجدب فاستنجوا أَي أَسْرعُوا السّير وَيُقَال للْقَوْم إِذا انْهَزمُوا استنجوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 وَمِنْه قَول لُقْمَان بن عَاد وآخرنا إِذا استنجينا أَي هُوَ حامينا إِذا انهزمنا فِي الحَدِيث وَإِنِّي لفي غدق أنجي مِنْهُ رطبا أَي ألتقط وَفِي رِوَايَة استنجى مِنْهُ فِي حَدِيث بَعْدَمَا نجهها أَي ردهَا وانتهرها بَاب النُّون مَعَ الْحَاء فِي الحَدِيث طَلْحَة مِمَّن قَضَى نحبه قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي كَأَنَّهُ ألزم نَفسه أَن يصدق أَعدَاء الله فِي الْحَرْب فوفى بِهِ وَلم يفْسخ والنحب النّذر وَقَالَ طَلْحَة لِابْنِ عَبَّاس هَل لَك أَن أُنَاحِبك وترفع النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَي أَن أفاخرك بالفضائل والقرابات وَلَا تذكر قرابتك من رَسُول الله فَذَاك مُسلم فِي حَدِيث لَو علم النَّاس مَا فِي الصَّفّ الأول مَا تقدمُوا إِلَّا بنخبة أَي بِقرْعَة قَالَ حُذَيْفَة وكلت الْفِتْنَة بِالْجلدِ وَيروَى بالجاد النحرير أَي الفطن الْبَصِير بِكُل شَيْء فِي الحَدِيث لَيْتَني غودرت مَعَ أَصْحَاب نحص الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 الْجَبَل قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أصل الْجَبَل وسفحه تمنى أَن يكون اسْتشْهد مَعَهم قَوْله دخلت الْجنَّة فَسمِعت نحمة من نعيم أَي صَوتا وَهِي النحمة والنحيم وَرَأَى ابْن عمر رجلا ينتحي فِي سُجُوده فَقَالَ لَا تشينن صُورَتك قَالَ شمر هُوَ الِاعْتِمَاد عَلَى الْجَبْهَة وَالْأنف حَتَّى تُؤثر فيهمَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي نحى وانتحى اعْتمد عَلَى الشَّيْء فِي الحَدِيث وانتحى لَهُ عَامر بن الطُّفَيْل أَي عرض لَهُ وقصده فِي الحَدِيث فحلأت نحيه النحي الزق الَّذِي يَجْعَل فِيهِ السّمن خَاصَّة بَاب النُّون مَعَ الْخَاء فِي الحَدِيث الْمُؤمن لَا تصيبه نخبة نَخْلَة إِلَّا بذنب النخبة العضة يُقَال نخبت النملة تنخب إِذا عضت قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء ويل للقلب النخب وَهُوَ الْيَابِس الْفِعْل قَوْله لَيْسَ فِي النخة صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الرَّقِيق وَقَالَ اللَّيْث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 النخة والنخة اسْم جَامع للحمير وَذكر ابْن قُتَيْبَة أَنَّهَا الْإِبِل العوامل وَقَالَ أَبُو عبيد من رَوَاهَا بِضَم النُّون أَرَادَ الْبَقر العوامل وَقيل كل دَابَّة اسْتعْملت من إبل وبقر وحمير فَهِيَ نخة ونخة أُتِي عمر بسكران فَقَالَ للمنخرين أَرَادَ كَبه الله لمنخريه وَقيل لعَمْرو أتركب بغلة وَأَنت عَلَى أكْرم ناخرة بِمصْر قَالَ الْمبرد يُرِيد الْخَيل يُقَال للْوَاحِد ناخر وللجماعة ناخرة وَالْمعْنَى لَك أكْرم ناخرة وَقَالَ غَيره الناخرة الْحمار وَلما دخلُوا عَلَى النَّجَاشِيّ قَالَ نخروا أَي تكلمُوا فِي الحَدِيث وَفِي الأَرْض غدر تناخس أَي يصب بَعْضهَا فِي بعض فَكَأَنَّهُ ينحسه أَي يَدْفَعهُ قَالَت عَائِشَة كَانَ جيران يمنحونا سَيِّئًا من شعير ننخسه أَي نقشره يُقَال نخش بعيره بِطرف عَصَاهُ إِذا خرشه قَوْله أنجع الْأَسْمَاء وَرَوَى أخنع وَقد فسرناه فَمن رَوَى أنجع أَرَادَ أقتل وَأهْلك والنخع هُوَ الْعقل الشَّديد حَتَّى يبلغ الْقطع النخاع وَمِنْه أَلا لَا تنخعوا الذَّبِيحَة وَهُوَ أَن يفعل بهَا هَذَا الْفِعْل والنخاع كخيط أَبيض يكون دَاخل عظم الرَّقَبَة فِي الحَدِيث والنخاعة فِي الْمَسْجِد وَهِي الَّتِي تخرج من أقْصَى الْفَم وَقد وصفوا النخامة بذلك أَيْضا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 فِي الحَدِيث لَا يقبل الله عز وجل من الدُّعَاء إِلَّا الناخلة يَعْنِي الْخَالِصَة وَفِي لفظ لَا يقبل الله إِلَّا نخائل الْقُلُوب يَعْنِي النيات الْخَالِصَة يُقَال نخلت لَهُ النَّصِيحَة أَي أخلصتها قَالَ الشّعبِيّ اجْتمع شرب فغنى ناخمهم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النخم أَجود الْغناء بَاب النُّون مَعَ الدَّال قَوْله انتدب الله عز وجل لمن يخرج فِي سَبيله أَي أَجَابَهُ إِلَى غفرانه يُقَال ندبته فَانْتدبَ أَي أجَاب وَلما قَرَأَ مُجَاهِد {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوههم} قَالَ لَيْسَ بالندب وَهُوَ أثر الْجرْح إِذا لم يرْتَفع عَن الْجلد قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة قد جمع الْقُرْآن ذيلك فَلَا تندحيه أَي لَا تفرقيه وَلَا توسعيه يُقَال ندحت الشَّيْء ندحا إِذا وسعته وَيُقَال إِنَّك لفي ندحة ومندوحة من كَذَا أَي سَعَة وَفِي المعاريض مندوحة عَن الْكَذِب أَي سَعَة وفسحة أَي فِيهَا مَا يَسْتَغْنِي بِهِ الرجل عَن الِاضْطِرَار إِلَى الْكَذِب فِي حَدِيث عمر أَن رجلا ندر فِي مَجْلِسه فَأمر الْقَوْم كلهم بالتطهر لِئَلَّا يخجل البادر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الندرة الخضفة بالعجلة دخل أَبُو هُرَيْرَة الْمَسْجِد وَهُوَ يندس الأَرْض بِرجلِهِ أَي يضْربهَا والندس الطعْن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 كتب الْحجَّاج إِلَى عَامله أرسل إِلَيّ بِعَسَل الندغ الندغ الشّعير الثري وَهُوَ من مرَاعِي النَّحْل قَالَ ابْن عمر لَو رَأَيْت قَاتل عمر فِي الْحرم مَا ندهته أَي مَا زجرته والنده الزّجر بض ومه فِي حَدِيث أم زرع قريب الْبَيْت من النادي تَقول ينزل وسط الْحلَّة وقريبا ليغشاه الأضياف والطراق وَلَا ينزل الفجاج فعل الأذناب فِي الحَدِيث إِنَّه أندى صَوتا أَي أرفع صَوتا فِي الحَدِيث خرجت بفرس لي لأنديه قَالَ الْأَصْمَعِي التندية أَن يُورد الرجل الْإِبِل المَاء حَتَّى تشرب فَتَشرب قَلِيلا ثمَّ يرعاها قَلِيلا ثمَّ يردهَا إِلَى المَاء وَهُوَ فِي الْإِبِل وَالْخَيْل أَيْضا وللتندية مَعْنَى آخر وَهُوَ تضمير الْفرس وإجراؤها حَتَّى يسيل عرقها فِي الحَدِيث من لقى الله وَلم يتند بِدَم حرَام أَي لم يصب وَمَا نديني من فلَان شَيْء أكرهه أَي مَا أصابني بَاب النُّون مَعَ الذَّال نهَى عَن النّذر وَهُوَ الْوَعْد عَلَى شَرط وكل ناذر وَاعد وَقَضَى عمر وَعُثْمَان فِي الملتاط الْمَلْطِي بِنصْف نذر الْمُوَضّحَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 النّذر بِسُكُون الذَّال وَفتحهَا هُوَ مَا يجب فِي الْجِرَاحَات من الدِّيات بلغَة أهل الْحجاز وَأهل الْعرَاق ويسمونه الْأَرْش وَإِنَّمَا قيل لَهُ نذر لِأَنَّهُ وَاجِب كَمَا أَن النّذر وَاجِب بَاب النُّون مَعَ الرَّاء من لعب بالنردشير النَّرْد اسْم أعجمي مُعرب وشير بِمَعْنى حُلْو وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان الدِّرْهَم يكسو النرمق يَعْنِي اللين وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ نرم بَاب النُّون مَعَ الزَّاي وَهِي نزح النزح الْبِئْر الَّتِي نزحت فَلم يبْق فِيهَا مَاء يُقَال نزحت الْبِئْر فَنُزِحَتْ لَازم وواقع قَالَ عمر لنَفسِهِ نزرت رَسُول الله وَذَلِكَ أَنه سَأَلَهُ مرَارًا فَلم يجبهُ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النزر الإلحاح فِي السُّؤَال يَقُول ألححت عَلَيْهِ فِي مسألتك إلحاحا فِي صفة صلى الله عليه وسلم مَنْطِقه لَا نزر وَهُوَ الْقَلِيل قَوْله رَأَيْتنِي أنزع عَلَى قليب أَي أَسْقِي بالدلو بِالْيَدِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 قَوْله مَالِي أنازع الْقُرْآن أَي أجاذب لأَنهم لما جهروا بِالْقِرَاءَةِ شغلوه قَوْله وَإِنَّمَا هُوَ عرق نزاعة أَي نزع إِلَيْهِ فِي الشّبَه فِي الحَدِيث لقد نزعت بِمِثْلِهَا فِي التَّوْرَاة أَي هَذَا الْمَعْنى فِي التَّوْرَاة فِي الحَدِيث قيل من الغرباء قَالَ النزاع من الْقَبَائِل والنزاع جمع نزيع وَنَازع وَهُوَ الْغَرِيب الَّذِي نزع عَن أَهله وعشيرته والنزائع من الْإِبِل الغرائب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 وَقَالَ عمر انكحوا فِي النزائع لِأَنَّهُنَّ أَنْجَب فِي الحَدِيث إِن قبائل من الأزد نتجوا فِيهَا النزائع أَي نتجوا فِيهَا إبِلا انتزعوها من أَيدي النَّاس والأنزع الَّذِي انحسر الشّعْر عَن جَانِبي جَبهته والنزعتان ناحيتا منخسر الشّعْر عَن الجبين فِي حَدِيث زَمْزَم لَا تنزح أَي لَا يفنى مَاؤُهَا قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء الْأَوْلِيَاء لَيْسُوا بنزاكين والنزاك العياب للنَّاس يُقَال نزكت الرجل كَمَا يُقَال طعنت عَلَيْهِ وَأَصله من النيزك وَهُوَ رمح قصير وَمِنْه أَن عِيسَى يقتل الدَّجَّال بالنيزك وَقَالَ ابْن عون إِن شهرا نزكوه أَي طعنوا فِيهِ فِي الحَدِيث إِن رجلا أَصَابَته جِرَاحَة فنزي مِنْهَا أَي نزف دَمه وَلم يرق فِي الحَدِيث إِن هَذَا انتزى عَلَى أرضي أَي وثب عَلَيْهَا فَأَخذهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 بَاب النُّون مَعَ السِّين فِي الحَدِيث دخلت عَلّي امْرَأَة وَهِي نسوء أَي مظنون بهَا الْحمل قَالَ الْأَزْهَرِي إِنَّمَا قيل لَهَا نسوء لِأَن الْحمل زِيَادَة قَوْله من أحب أَن ينسأ فِي أَجله النسأ التَّأْخِير وَمِنْه قَول عَلّي من سرة النِّسَاء وَلَا نسَاء قَالَ عمر إِذا رميتم فانتسئوا عَن الْبيُوت أَي تَأَخَّرُوا فِي صفة عمر كَانَ نَسِيج وَحده أَي لَا عيب فِيهِ وأصل هَذَا أَن الثَّوْب النفيس لَا ينسج عَلَى منواله غَيره فِي الحَدِيث رماحهم عَلَى مناسج خيولهم منسج الْفرس بِمَنْزِلَة الْكَاهِل من الْإِنْسَان قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هُوَ المنسج بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين وَهُوَ من الْبَعِير الحارك وَمن الْحمار سيساء فِي الحَدِيث لم يكن نبوة إِلَّا تناسخت أَي تحولت من حَال إِلَى حَال يَعْنِي أَمر الْأمة فِي الحَدِيث جَاءَ رجل يجر نسعة فِي عُنُقه النسعة سير مضفور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 فِي صفته كَانَ ينس أَصْحَابه بِالدرةِ وَكَانَت الْعَرَب تسمي مَكَّة الناسة لِأَن من بغى فِيهَا أَو أحدث حَدثا أخرج عَنْهَا فَكَأَنَّهَا ساقته فِي الحَدِيث ذهب النَّاس وَبَقِي النسناس بِفَتْح النُّون وَكسرهَا وَقد رَوَى فِي تَفْسِيره أَن قوما عصوا رسولهم فمسخهم الله عز وجل نسناسا لكل وَاحِد مِنْهُم يَد وَرجل فَهُوَ شقّ إِنْسَان ينقر ون كَمَا ينقر الطَّائِر ويرعون كَمَا ترعى الْبَهَائِم وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة النسناس الَّذين يشبهون النَّاس وَلَيْسوا بِالنَّاسِ وَقَالَ عمر ناسقوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة قَالَ شمر مَعْنَاهُ تابعوا يُقَال ناسق بَين الْأَمريْنِ ونسقت الشَّيْء فِي الحَدِيث شكوا إِلَيْهِ الإعياء فَقَالَ عَلَيْكُم بالنسل وَفِي لفظ فَأَمرهمْ أَن ينسلوا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النَّسْل ينشط وَهُوَ الْإِسْرَاع فِي الْمَشْي مَعَ مقاربة الخطو قَوْله من أعتق نسمَة النَّسمَة النَّفس وكل دَابَّة فِيهَا روح فَهِيَ نسمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 وَفِي حَدِيث تنكبوا الْغُبَار فَمِنْهُ يكون النَّسمَة النَّسمَة النَّفس والربو وَإِنَّمَا يستريح صَاحب الربو إِلَى التنفس فِي الحَدِيث بعثت فِي نسم السَّاعَة أَي حِين ابتدأت وَأَقْبَلت أوائلها وَأَصله نسيم الرّيح وَهُوَ أول هبوبها فِي حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ استقام المنسم أَي تبين الطَّرِيق وَالْأَصْل فِيهِ منسما خف الْبَعِير بهما يستبان أثر الْبَعِير الضال قَالَ الْأَصْمَعِي رَأَيْت منسما من الْأَمر أعرفهُ أَي عَلامَة بَاب النُّون مَعَ الشين فِي الحَدِيث وَدخلت مستنشئة عَلَى خَدِيجَة يعن كاهنة يُقَال هُوَ يستنشئ الْأَخْبَار أَي يبْحَث عَنْهَا فِي حَدِيث فَرجع الْقَوْم حَتَّى تناشبوا حول رَسُول الله أَي تضاموا ذكره الْهَرَوِيّ وَإِنَّمَا تأسوا وَقد سبق فِي الْألف فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا كَانَ شجي النشج قَالَ أَبُو عبيد النشيج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 مثل بكاء الصَّبِي إِذا ضرب فَلم يخرج بكاء وردده فِي صَدره أَرَادَ أَنه كَانَ يحزن ببكائه من يسمعهُ وَقَرَأَ عمر سُورَة فنشج قَوْله لَا تحل لقطتهَا إِلَّا لِمُنْشِد قَالَ الْأَزْهَرِي أَي لمعرف وَهَذَا خَاص فِي لَفظه الْحرم لَا تحل للملتقط أبدا بِخِلَاف غَيره من الْبلدَانِ قَالَ أَبُو عبيد الطَّالِب نَاشد يُقَال نشدت الضَّالة أنشدها فَإِذا عرفهَا قلت أنشدتها ويوضح هَذَا حَدِيثه الآخر أَيهَا الناشد عيرك الْوَاجِد قَالَه لرجل ينشد ضَالَّة فِي الْمَسْجِد وَإِنَّمَا قيل للطَّالِب نَاشد لرفعه صَوته بِالطَّلَبِ والنشيد رفع الصَّوْت فِي الحَدِيث فنشدت عَلَيْهِ فَسَأَلته الصُّحْبَة أَي سَأَلته وَطلبت إِلَيْهِ فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أَنه خرج ونشره أَمَامه يَعْنِي الرّيح وَالْمرَاد ريح الْمسك فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا فَرد نشر الْإِسْلَام عَلَى غره أَي رد مَا انْتَشَر من الْإِسْلَام إِلَى حَالَته الَّتِي كَانَت عَلَى عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تَعْنِي أَمر الرِّدَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 وَسَأَلَ رجل الْحسن عَن انتصاح المَاء فَقَالَ أتملك نشر المَاء قَالَ ثَعْلَب هُوَ مَا تطاير مِنْهُ عِنْد الْوضُوء وانتشر قَالَ معَاذ كل نشر أَرض يسلم عَلَيْهَا صَاحبهَا فَإِنَّهُ لَا يخرج عَنْهَا مَا أعْطى نشرها قَالَ أَبُو عبيد نشر الأَرْض مَا خرج من نباتها فِي الحَدِيث إِذا دخل أحدكُم الْحمام فَعَلَيهِ بالنشير وَهُوَ الْإِزَار سمي بِهِ لِأَنَّهُ ينشر وَسُئِلَ رَسُول الله عَن النشرة فَقَالَ من عمل الشَّيْطَان النشرة إِطْلَاق السحر عَن المسحور وَلَا يكَاد يقدر عَلَى ذَلِك إِلَّا من يعرف السحر وَمَعَ هَذَا فَلَا بَأْس بذلك فِي الحَدِيث أُوقِيَّة ونش قَالَ مُجَاهِد الْأُوقِيَّة أَرْبَعُونَ والنس عشرُون قَالَ ابْن الْأَعرَابِي اليش النّصْف من كل شَيْء وَكَانَ عمر ينش النَّاس بعد الْعشَاء بِالدرةِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي النش السُّوق الرفيق وَرَوَى ينس بِالسِّين وَهُوَ فِي مَعْنَى السُّوق أَيْضا قَالَ عَطاء فِي الْفَأْرَة تَمُوت فِي السّمن الذائب قَالَ ينش ويدهن بِهِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النش الْخَلْط وزعفران منشوش أَي مخلوط الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 فِي حَدِيث إِذا نش فَلَا تشرب أَي إِذا غلا الْعصير فِي حَدِيث كَأَنَّمَا أنشط من عقال يُقَال أنشطت العقال إِذا حللتها ونشطتها إِذا عقدتها بأنشوطة فِي حَدِيث فجَاء عمار فانتشط زَيْنَب أَي نَزعهَا من حجر أمهَا فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه ذكر رَسُول الله فنشغ قَالَ أَبُو عبيد النشغ الشهيق حَتَّى يكَاد يبلغ بِهِ الغشي يُقَال نشغ ينشغ وَإِنَّمَا فعل ذَلِك تشوقا إِلَيْهِ فِي حَدِيث فَإِذا الصَّبِي ينشع أَي يمتص بِفِيهِ يُقَال نشغت الصَّبِي وجورا فانتشغه فِي حَدِيث لَا تعجلوا بتغطية وَجه الْمَيِّت حَتَّى ينشغ قَالَ الْأَصْمَعِي النشغان عِنْد الْمَوْت فوقات خفيات واحدتها نشغة وَكَانَ لرَسُول الله نشافة ينشف بهَا غسالة وَجهه يَعْنِي منديلا يُقَال نشفت الْخِرْقَة المَاء إِذا تشربته فِي ذكر الْفِتْنَة ترمي بالنشف وَهِي حِجَارَة سود وَكَانَ يستنشق ثَلَاثًا فِي وضوئِهِ أَي يبلغ المَاء خياشيمه واستنشقت الرّيح إِذا تشممتها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 قَالَ أَبُو بكر لرجل يتَوَضَّأ عَلَيْك المنشلة أَي مَوضِع الْخَاتم من الْخِنْصر سميت بذلك لِأَنَّهُ إِذا أَرَادَ غسله نشل الْخَاتم من ذَلِك الْموضع أَي اقتلعه ثمَّ غسله فِي حَدِيث أَخذ بعضده فنشله نشلات أَي جذبه جذبات وَمر عَلَى قدر فانتشل مِنْهَا عظما أَي أَخذه قبل النضج وَهُوَ النشيل فِي الحَدِيث لما نَشُمُّ النَّاس فِي أَمر عُثْمَان أَي ابتدءوا الطعْن عَلَيْهِ وَهُوَ من ابْتِدَاء الشَّرّ يُقَال نَشُمُّ الْقَوْم فِي الْأَمر تنشيما إِذا أخذُوا فِي الشَّرّ وَأَصله من تنشيم اللَّحْم أول مَا ينتن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي نَشُمُّ فِي الشَّيْء وتنشم فِيهِ أَي ابْتَدَأَ فِيهِ فِي حَدِيث إِذا مضمضت واستنشيت يُرِيد استنشقت مَأْخُوذ من قَوْلك نشئت الرَّائِحَة إِذا شممتها بَاب النُّون مَعَ الصَّاد فِي حَدِيث أبي ذَر كَأَنِّي نصب أَحْمَر يُرِيد أدموه فِي حَدِيث لَو نصبت لنا نصب الْعَرَب أَي لَو تَغَنَّيْت وَالنّصب ضرب من أغاني الأعاريب فِي الحَدِيث هَذِه السحابة تنصر أَرض بني كَعْب أَي تمطرهم يُقَال نصرت الأَرْض أَي مطرَت فَهِيَ منصورة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 فِي الحَدِيث لَا يؤمنكم أنْصر وَلَا أزن وَلَا أَقرع الأنصر الأقلف والأزن الحاقن والأقرع الموسوس فِي الحَدِيث فَإِذا وجد فجوة نَص النَّص التحريك حَتَّى يسْتَخْرج من النَّاقة أقْصَى سَيرهَا وَالنَّص أَصله مُنْتَهى الْأَشْيَاء وغايتها وَمِنْه قَول عَلّي إِذا بلغ النِّسَاء نَص الحقاق فالعصبة أولَى فنص الحقاق غَايَة الْبلُوغ يَعْنِي إِذا بلغت الْمبلغ الَّذِي تصلح أَن تخاصم وتخاصم وَهُوَ الحقاق فالعصبة أولَى بهَا من أمهَا قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة مَا كنت صانعة لَو عارضك رَسُول الله بِبَعْض الفلوات ناصة قلوصا أَي رَافِعَة لَهَا فِي السّير قَالَ عَمْرو بن دِينَار مَا رَأَيْت أنص للْحَدِيث من الزُّهْرِيّ أَي أرفع لَهُ يُقَال نَص الحَدِيث إِلَى فلَان أَي رَفعه قَالَ كَعْب يَقُول الْجَبَّار احذروني فَإِنِّي لَا أناص عبدا إِلَّا عَذبته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي لَا أستقصي عَلَيْهِ نصص الرجل غَرِيمه إِذا استقصى عَلَيْهِ فِي الحَدِيث وَمَا ينصنص بهَا لِسَانه أَي يحركه يُقَال نصنص لِسَانه ونصنضه بالصَّاد وَالضَّاد لُغَتَانِ إِذا حركه وَمِنْه حَيَّة نضناض إِذا كَانَت سريعة التلوي لَا تثبت مَكَانهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 فِي صفة الْمَدِينَة وتنصع طيبها أَي تخلص وَفِي حَدِيث الْإِفْك خرجنَا إِلَى المناصع وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي يتخلى فِيهَا للْحَاجة وَكَانَ صَعِيدا أفيح خَارج الْمَدِينَة يُقَال لَهُ المناصع قَوْله مَا بلغ مد أحدهم وَلَا نصيفه قَالَ أَبُو عبيد الْعَرَب تسمي النّصْف النصيف كَمَا يَقُولُونَ العشير فِي الْعشْر والثمين فِي الثّمن فِي حَدِيث الْحور ولنصيف إِحْدَاهُنَّ عَلَى رَأسهَا يَعْنِي الْخمار فِي حَدِيث دَاوُد أَنه دخل الْمِحْرَاب وأقعد منصفا عَلَى الْبَاب يَعْنِي الْخَادِم يُقَال نصفت الرجل فَأَنا أنصفه أَي خدمته فِي الحَدِيث فانتصل السهْم أَي سقط نصله وَمَرَّتْ سَحَابَة فَقَالَ تنصلت أَي أَقبلت وَرُوِيَ تنصلت أَي تقصد للمطر يُقَال انصلت لَهُ إِذا تجرد فِي الحَدِيث إِن كَانَ لرمحك سِنَان فأنصله أَي فانزعه فِي حَدِيث مقَاتل وَقد أَقَامَ عَلَى صلبه نصيلا أَي حجرا والنصيل حجر طَوِيل مدملك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 قَالَت عَائِشَة علام تنصون ميتكم أَي تسرحون شعره يُقَال نصوت الرجل أنصوه إِذا مددت ناصيته وَقَالَت لم تكن وَاحِدَة من نسَاء رَسُول الله تناصيني أَي تنازعني وَالْأَصْل أَن يَأْخُذ هَذَا بناصية هَذَا فِي الحَدِيث أَن امْرَأَة تسلبت عَلَى ميت ثَلَاثًا فَأمرهَا رَسُول الله أَن تنصى أَي تسرح شعرهَا وَقَالَ ابْن عَبَّاس للحسين لما أَرَادَ الْعرَاق لَوْلَا أَنِّي أكره لنصوتك أَي أخذت بناصيتك وَلم أدعك تخرج فِي الحَدِيث نصية من همذان النصية الرؤساء والأشراف كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الناصية والزعماء تكني عَن الزعماء بالرؤوس بَاب النُّون مَعَ الضَّاد فِي الحَدِيث نضب عمره أَي نفد قَوْله مَا سقِِي نضحا أَي بالسواقي وَهِي النَّوَاضِح وَاحِدهَا ناضج والناضج مَاء يستقى عَلَيْهِ فِي الحَدِيث من السّنة الانتضاح بِالْمَاءِ وَهُوَ أَن ينضح بعد الْوضُوء مذاكيره لينفي عَنهُ الوسواس إِلَّا أَن الحَدِيث لَا يَصح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 وَسُئِلَ عَطاء عَن نضح الْوضُوء النَّضْح النشر وَهُوَ مَا انتضح من المَاء عِنْد الْوضُوء قَالَ أَبُو قَتَادَة النَّضْح من النَّضْح أَي من أَصَابَهُ نضح من الْبَوْل فَعَلَيهِ أَن ينضحه بِالْمَاءِ والنضح دون الْغسْل فِي الحَدِيث كَانَ لَهُم كلب تَحت نضد لَهُم قَالَ اللَّيْث النضد السرير وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الْكَلْب كَانَ تَحت مشجب نضت عَلَيْهِ الثِّيَاب والأثاث فَسُمي السرير نضدا لِأَن النضد عَلَيْهِ وَقَالَ ابْن السّكيت النضد مَتَاع الْبَيْت المنضود بعضه فَوق بعض قَالَ أَبُو بكر لتتخذن نضائد الديباج أَي وسائده فِي الحَدِيث وَشَجر الْجنَّة نضيد من أَصْلهَا إِلَى فرعها يُرِيد لَيْسَ لَهَا سوق بارزة لَكِنَّهَا منضودة بالورق وَالثِّمَار من أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا قَوْله نضر الله امْرَءًا أسمع مَقَالَتي رَوَاهُ الْأَصْمَعِي بِالتَّشْدِيدِ وَرَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة بِالتَّخْفِيفِ أَرَادَ نعمه الله والنضارة البريق من النِّعْمَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال نضر ونضر ونضر ونضره وأنضره قَالَ النَّخعِيّ لَا بَأْس أَن يشرب فِي قدح النضار قَالَ ابْن الْأَعرَابِي النضار النيع والنضار شجر الأثل والنضار الْخَالِص من كل شَيْء والنضار وَالنضير وَالنضْر الذَّهَب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 فِي الحَدِيث فَخَرجُوا يتناضلون أَي يَسْتَبقُونَ فِي رمي الْأَغْرَاض يُقَال نضل فلَان فلَانا إِذا غَلبه فِي الرَّمْي والنضال الرَّمْي قَالَ عِكْرِمَة فِي الشَّرِيكَيْنِ يفترقان يقتسمان مَا نض بَينهمَا من الْعين أَي مَا صَار عينا أَو وَرقا وَكَانَ عمر يَأْخُذ الزَّكَاة من ناض المَال يَعْنِي الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير الَّتِي ترْتَفع من أَثمَان الْمَتَاع قَالَ الْأَصْمَعِي اسْم الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم عِنْد أهل الْحجاز الناض وَإِنَّمَا سَموهَا ناضا إِذا تحول عينا بعد أَن يكون مَتَاعا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الناض الْحَاصِل يُقَال خُذ مَا نض لَك من غريمك وَمِنْه الحَدِيث خُذُوا صَدَقَة مَا نض من أَمْوَالهم وَدخل عَلَى أبي بكر وَهُوَ ينضنض لِسَانه وَقد رُوِيَ ينضنض وَقد سبق فِي حَدِيث الْخَوَارِج فَينْظر فِي نضيه قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ هُوَ نضل السهْم وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْقدح قبل أَن تنحت وَهَذَا أصح لِأَنَّهُ ذكر النصل بعد النضي فِي الحَدِيث إِن الْمُؤمن لينضي شَيْطَانه أَي يتخيله حتي يصير كالنضو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 بَاب النُّون مَعَ الطَّاء فِي حَدِيث خَيْبَر غَدا رَسُول الله إِلَى النطأة وَهِي عَمُود خَيْبَر فِي الحَدِيث فَارس نطحة أَو نطحتين قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي مَعْنَاهُ تنطح مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَيبْطل ملكهَا قَالَ عمر لَوْلَا التنطس مَا باليت أَلا أغسل يَدي قَالَ ابْن علية هُوَ التقزز وَقَالَ النَّضر إِنَّه ليتنطس التنطس فِي اللّبْس والطعمة أَي لَا يَأْكُل إِلَّا نظيفا وَلَا يلبس إِلَّا حسنا وكل من أدق النّظر فِي الْأُمُور واستقصى علمهَا فَهُوَ متنطس وَلِهَذَا قيل للطبيب نطاسي فِي الحَدِيث مَا فعل النَّفر النطانط النطانط الطوَال واحدهم نطناط فِي الحَدِيث هلك المتنطعون هم المتعمقون الغالون وَيكون الَّذين يَتَكَلَّمُونَ بأقصى حُلُوقهمْ مَأْخُوذ من النطع وَهُوَ الْغَار الْأَعْلَى قَالَ رَسُول الله لَا يزَال الْإِسْلَام يزِيد وَأَهله حَتَّى يسير الرَّاكِب بَين النطقتين لَا يخْشَى جورا أَرَادَ بَين الْمشرق وَالْمغْرب وَفِي حَدِيث إِنَّا نقطع إِلَيْكُم هَذِه النُّطْفَة يَعْنِي مَاء الْبَحْر والنطف الْقطر وَلَيْلَة نطوف دائمة الْقطر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 وَمِنْه رَأَيْت ظلة تنطف سمنا فِي الحَدِيث أول من اتخذ الْمنطق هَاجر الْمنطق وَاحِد المناطق وَهُوَ النطاق قَالَ اللَّيْث الْمنطق كل شَيْء شددت بِهِ وسطك وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن النطاق أَن تأحذ الْمَرْأَة ثوبا فتلبسه ثمَّ تشد وَسطهَا ثمَّ ترسل الْأَعْلَى إِلَى الْأَسْفَل فَأَما أَسمَاء ذَات النطاقين فقد قيل إِنَّهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا كَانَت تطارق نطاقا عَلَى نطاق وَالَّذِي رُوِيَ فِي الصَّحِيح أَنَّهَا شقَّتْ نطاقها لَيْلَة الْخُرُوج إِلَى الْغَار فَربطت بِبَعْضِه سفرة الطَّعَام وببعضه أداوة المَاء فَلذَلِك سميت ذَات النطاقين وَقَول الْعَبَّاس فِي مدح رَسُول الله (حَتَّى احتوى بَيْتك الْمُهَيْمِن من ... خندف علياء تحتهَا النُّطْق) ضرب النطاق مثلا لَهُ ارتفاعه وتوسطه فِي عشيرته فَجعله فِي علياء وجعلهم تَحْتَهُ نطاقا لَهُ فِي الحَدِيث وسقوهم بصبير النيطل الصبير السَّحَاب والنيطل الْمَوْت والهلاك فِي الحَدِيث قَالَ لرجل انطه أَي أعْطه وَقَالَ لرجل أنط الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 أَي أسكت وَهِي لُغَة حميرية وَإِذا نفر الْبَعِير قَالَت الْعَرَب أنط فيسكن فِي الحَدِيث فِي أَرض غائلة النطاء والنطاء الْبعد وَمثله إِذا تناطت الْمَغَازِي أَي بَعدت وَمثله فَإِذا تناطت الديار فِي الحَدِيث هلك المتنطعون التنطع التعمق والغلو والتكلف لما لم يُؤمر بِهِ بَاب النُّون مَعَ الظَّاء فِي الحَدِيث إِن بفلانة نظرة أَي أصابتها عين من نظر وَرجل مَنْظُور قَالَ الزُّهْرِيّ لَا تناظر بِكِتَاب الله وَلَا بِسنة رَسُوله أَي لَا تجْعَل شَيْئا نظيرا لَهما فتتبع قَول قَائِل وتدعهما قَالَ ابْن مَسْعُود قد عرفت النَّظَائِر الَّتِي كَانَ رَسُول الله يقْرَأ بهَا سميت نَظَائِر لاشتباه بَعْضهَا بِبَعْض فِي الطول وَمر عبد الْمطلب بِامْرَأَة كَانَت تنظر أَي تتكهن بَاب النُّون مَعَ الْعين كَانَ أَعدَاء عُثْمَان يَقُولُونَ لَهُ نعثل شبهوه بِرَجُل من مصر كَانَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 طَوِيل اللِّحْيَة وَقَالَ اللَّيْث النعثل الذيخ وَهُوَ ذكر الضباع والنعثل الشَّيْخ الأحمق قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِذا رَأَيْت نعرة النَّاس وَلم تستطع أَن تغيرها فدعها قَالَ الْأَصْمَعِي النعرة ذُبَاب كَبِير أَزْرَق لَهُ إبرة يلسع بهَا وَرُبمَا دخل أنف الْبَعِير فيركب رَأسه فَلَا يردهُ شَيْء وَالْعرب تشبه ذَا الْكبر بذلك الْبَعِير إِذا ركب رَأسه وتشبه الرجل يركب رَأسه ويمضي عَلَى الْجَهْل فَلَا يردهُ شَيْء بذلك وَمِنْه قَول عمر لَا أقلع عَنهُ حَتَّى أطير بعرته أَي أزيل نخوته وَأخرج جَهله من رَأسه قَوْله أعوذ بك من شَرّ عرق نعار يُقَال نعر الْعرق بِالدَّمِ إِذا سَالَ دَمه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيُقَال تغار بِالتَّاءِ والغين الْمُعْجَمَة فِي الحَدِيث مَا كَانَت فتْنَة إِلَّا نعر فِيهَا فلَان أَي نَهَضَ وَمِنْه قَول الْحسن كلما نعر بهم ناعر اتَّبعُوهُ قَوْله تعس فَلَا أنتعش أَي لَا أرتفع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 قَالَت عَائِشَة وانتاس الدَّين بنعشه أَي استدركه بنعشه إِيَّاه أَي يإقامته من مصرعه وَرُوِيَ لنا فنعشه قَالَ أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ النعظ أَمر عَارِم يُقَال نعظ الذّكر أَي انْتَشَر وأنعظ أَي اشْتَهَى الْجِمَاع فِي الحَدِيث ثمَّ عقد هدبة القطيفة بنعضة الرحل النعضة ستر يشد فِي أَخّرهُ الرحل يعلق فِيهِ الشَّيْء قَوْله إِذا ابتلت النِّعَال قَالَ الْأَزْهَرِي النَّعْل مَا غلظ من الأَرْض فِي صلابة قَالَ ثَعْلَب تَقول إِذا أمْطرت الأرضون الصلاب فتزلقت بِمن يمشي فِيهَا فصلوا فِي مَنَازِلكُمْ فِي الحَدِيث كَانَ نعل رَسُول الله من فضَّة قَالَ شمر النَّعْل من السَّيْف الحديدة تكون فِي أَسْفَل قرَابه قَوْله وأنعما قَالَ الْكسَائي أَي زَاد عَلَى ذَلِك يُقَال أَحْسَنت وأنعمت أَي زِدْت عَلَى الْإِحْسَان وَقَالَ الْفراء وانعما صَارا إِلَى النَّعيم ودخلا فِيهِ كَمَا يُقَال اشْتَمَل دخل فِي الشمَال وأجنب دخل فِي الْجنُوب وَقَوله كَيفَ أنعم أَي أتنعم فِي الحَدِيث فَنعم ونعمة عين أَي وقرة عين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 قَوْله فبها ونعمت أما قَوْله فبها فَالْمَعْنَى فبالسنة أَخذ وَفِي نعمت قَولَانِ أَحدهمَا كسر النُّون وتسكين الْعين أَي ونعمت الْخلَّة وَالثَّانِي فتح النُّون وَكسر الْعين وَالْمعْنَى ونعمك الله فِي صفة الْجنَّة إِنَّهَا الطير ناعمة أَي سمان فِي الحَدِيث يَا ناعيا الْعَرَب قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هُوَ يانعاء الْعَرَب يَأْمر بنعيهم وتأويله أنع الْعَرَب وَكَانَت الْعَرَب إِذا قتل مِنْهُم شرِيف أَو مَاتَ بعثوا رَاكِبًا إِلَى الْقَبَائِل ينعاه إِلَيْهِم وَيَقُول نعاء فلَانا أَو يَقُول يانعاء الْعَرَب أَي هَلَكت الْعَرَب والنعي الرجل الْمَيِّت والنعي الْفِعْل وَيجوز أَن يجمع النعي نعايا بَاب النُّون مَعَ الْغَيْن قَوْله مَا فعل النغير هُوَ تَصْغِير نغر وَهُوَ طَائِر يشبه العصفور أَحْمَر المنقار وتصغر نغيرا والجميع نغران وَقَالَ شمر النغر فرخ العصفور وَقيل هُوَ من صغَار العصافير ترَاهُ أبدا صاويا فِي الحَدِيث إِن امْرَأَة قَالَت ردوني غَيْرِي نغرة قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَأْخُوذ من نغر الْقدر وَهُوَ غليانها الْمَعْنى أَن جوفها كَانَت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 تغلي من الْغيرَة والغيظ وَرَأَى نغاشا فَسجدَ وَهُوَ الْقصير الضَّعِيف الْحَرَكَة فِي الحَدِيث فتنغش كَمَا تنغش الطير أَي تحرّك وَمِنْه قَول عُثْمَان نغضت أسناني قَوْله بشر الْكَافرين برصفة فِي الناغض أَي بِحجر يحمى فَيُوضَع عَلَى ناغضهم وَهُوَ فرع الْكَتف قيل لَهُ ناغض لتحركه من الْإِنْسَان إِذا مَشَى وَمِنْه حَدِيث سلمَان فَإِذا الْخَاتم فِي ناغض كتفه الْأَيْسَر يَعْنِي خَاتم النُّبُوَّة وَرُوِيَ بعض كتفه وَقَالَ شمر بعض الْكَتف الْعظم الرَّقِيق عَلّي طرفها فِي صفة عَلّي رَسُول الله كَانَ نغاض الْبَطن أَي معكن الْبَطن فِي الحَدِيث فَيُرْسل عَلَيْهِم النغف وَهُوَ دود يكون فِي أنوف الْإِبِل وَالْغنم الْوَاحِدَة نغفة بَاب النُّون مَعَ الْفَاء قَوْله إِن روح الْقُدس قد نفث فِي روعي النفث نفخ لَيْسَ مَعَه ريق فَأَما قَوْله أعوذ بك من الشَّيْطَان ونفثه فقد جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَن نفثه الشّعْر وَإِنَّمَا سمي نفثا لِأَن الْإِنْسَان ينفثه من فِيهِ وأضيف إِلَى الشَّيْطَان لقلَّة الصَّوَاب فِيهِ وَلما قَالَت الصَّحَابَة عِنْد النَّجَاشِيّ عِيسَى عبد الله وَرَسُوله قَالَ مَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 يزِيد عِيسَى عَلَى هَذَا مثل هَذِه النفاثة من سِوَاكِي يَعْنِي مَا يتشظى من السِّوَاك فَيَبْقَى فِي الْأَسْنَان فينفثه صَاحبه فِي الحَدِيث أنفجنا أرنبا أَي أثرناه وانتفجت إِذا وَثَبت وَقَوله كنفجة أرنب يَعْنِي تقليل الْمدَّة فِي الحَدِيث فنفجت بهم الطَّرِيق أَي رمت بهم فَجْأَة ونفجت الرّيح جَاءَت بَغْتَة فِي الحَدِيث من أَشْرَاط السَّاعَة انتفاج الْأَهِلّة قَالَ لنا ابْن نَاصِر سَمِعت أَبَا زَكَرِيَّا يُحْكَى عَن شُيُوخه الَّذين قَرَأَ عَلَيْهِم اللُّغَة أَنهم قَالُوا الانتفاج بِالْجِيم مَا كَانَ خلقَة والانتفاخ بِالْخَاءِ مُعْجمَة مَا كَانَ عَن عِلّة وَآفَة قَالَ أَبُو بكر وَهُوَ يحلب أأنفج أم ألبد وَمَعْنى الإنفاج إبانة الْإِنَاء من الضَّرع عِنْد الْحَلب لتكثر الرغوة والإلباد إلصاق الْإِنَاء بالضرع لِئَلَّا تكون لَهُ رغوة وشربت الدَّابَّة فانتفخت أَي خرج جنباها وَيَقُولُونَ لمن ولدت لَهُ بنت هَنِيئًا لَك النافحة يُرِيدُونَ أَنه يَأْخُذ مهر ابْنَته فيضمه إِلَى إبِله فينفجها فِي صفة الزبير كَانَ نفج الحقيبة أَي عَظِيم الْعَجز وَعَن شُرَيْح أَنه أبطل النفح يُرِيد نفح الدَّابَّة برجلها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 وَيغْفر للشهيد بِأول نفحة من دَمه أَي أول فورة وطعنة تفوح فِي الحَدِيث أَيّمَا امْرِئ أشاد عَلَى مُسلم مَا هُوَ بَرِيء مِنْهُ كَانَ حَقًا عَلَى الله أَن يعذبه أَو يَأْتِي بنفذ مَا قَالَ أَي بالمخرج مِنْهُ قَوْله ينفذهم الْبَصَر الرِّوَايَة بِفَتْح يَاء ينفذهم وَضمّهَا ابْن عون يُقَال مِنْهُ أنفذت الْقَوْم إِذا خرقتهم ومشيت فِي وَسطهمْ فَإِن جزتهم حَتَّى تخلفهم قلت نفذتهم وأنفذهم وَظَاهر الحَدِيث أَنهم لكَوْنهم فِي صَعِيد مستو يرَى أَوَّلهمْ وَآخرهمْ وَقَالَ أَبُو عبيد الْمَعْنى ينفذهم بصر الرَّحْمَن حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِم كلهم قلت وَهَذَا لَيْسَ يعْتَمد لِأَن الْحق يراهم سَوَاء كَانُوا فِي صَعِيد أَو لم يَكُونُوا وَقَالَ رجل لعمر أَلا تستلم الرُّكْن الغربي فَقَالَ انفذ عَنْك أَي دَعه وتخلل رجل بالقصب فنفر فوه أَي ورم وَكَذَلِكَ لطم فلَان عين فلَان فنفرت مَأْخُوذ من نفار الشَّيْء عَن الشَّيْء وَهُوَ تجافيه عَنهُ فِي حَدِيث أبي ذَر فنافر أخي قَالَ أَبُو عبيد المنافرة أَن يفتخر الرّجلَانِ ثمَّ يحكما رجلا فالنافر الْغَالِب والمنفور المغلوب قَوْله إِذا استنفرتم فانفروا أَي إِلَى الْغَزْو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 وَمن أَمْثَال الْعَرَب فلَان لَا فِي العير وَلَا فِي النفير وَأَصله أَن أَبَا سُفْيَان كَانَ فِي عير لقريش فَخرج رَسُول الله يَطْلُبهُ فاستنفر أهل مَكَّة فَخرج بهم عتيبة بن ربيعَة فَأَبُو سُفْيَان فِي العير وَعتبَة فِي النفير فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل أَنه تعلم الْعَرَبيَّة وأنفسهم أَي أعجبهم وَنَهَى عَن التنفس فِي الْإِنَاء فِي حَدِيث كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء أَي فِي شربه من الْإِنَاء لَا أَن التنفس فِي الْإِنَاء قَوْله إِنِّي لأجد نَفْس الرَّحْمَن من قبل الْيَمين قَالَ ابْن قُتَيْبَة عَنى بِهِ الْأَنْصَار لِأَن الله تَعَالَى نَفْس كرب الْمُؤمنِينَ بهم وهم يمانون وَكَذَلِكَ لَا تسبوا الرّيح فَإِنَّهَا من نَفْس الرَّحْمَن أَي أَنَّهَا تفرج الكرب وَمِنْه من نَفْس عَن مُؤمن كربَة قَالَ العتيبي هجمت عَلَى وَاد خصيب وَأَهله مصفرة ألوانهم مسألتهم عَن ذَلِك فَقَالَ شيخ مِنْهُم لَيْسَ لنا ريح قَوْله مَا من نَفْس منفوسة أَي مولودة يُقَال نفست الْمَرْأَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 ونفست بِضَم النُّون وَكسرهَا إِذا ولدت فَإِذا حَاضَت قلت نفست بِفَتْح النُّون لَا غير وَمِنْه حَدِيث أم سَلمَة أنفست أَي حِضْت وَقَالَ ابْن الْمسيب لَا يَرث المنفوس حَتَّى يستهل صَارِخًا يَعْنِي الْمَوْلُود قَالَ النَّخعِيّ كل شَيْء لَهُ نَفْس سَائِلَة مَاتَ فِي المَاء أَي دم سَائل وَنَهَى عَن الرقي إِلَّا فِي ثَلَاث مِنْهَا النَّفس وَهِي الْعين يُقَال أَصَابَت فلَان نَفْس أَي عين وَمِنْه قَول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ فِيهَا أنفس سَبْعَة يُرِيد عيونهم وَكَذَلِكَ قَول ابْن عَبَّاس للكلاب أنفس فِي الحَدِيث وَإِن أَتَاك منتفش المنخرين أَي وَاسع المنخرين قَالَ عبد الله بن عَمْرو الْحبَّة من الْجنَّة مثل كرش الْبَعِير يبيت نافشا أَي رَاعيا فِي حَدِيث الْغَار وَأَنا أنفض لَك مَا حولك والنفضة قوم يبعثون فِي الأَرْض ينظرُونَ هَل بهَا عَدو أَو خوف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 فِي الحَدِيث ملاءتان كَانَتَا مصبوغتين وَقد نفضتا أَي نفضتا لون الصَّبْغ فَلم يبْق إِلَّا الْأَثر قَوْله ابغني أحجارا استنفض بِهن أَي أزيل عني الْأَذَى قَالَ ابْن عَبَّاس لَا ينْفق بَعْضكُم لبَعض أَي لَا يقْصد أَن ينْفق سلْعَته عَلَى وَجه النجش قَوْله الْيمن الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للبركة يُقَال نفق البيع إِذا كثر المشترون والرغبات ثَلَاث النِّفَاق من نافقاء اليربوع وَهُوَ يَأْتِي من أَبْوَاب بَيته يرفقه فَإِذا أَتَى من مَوضِع ضرب النافقاء بِرَأْسِهِ فالمنافق يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ فِي الحَدِيث إِن فلَانا انْتقل من وَلَده أَي تَبرأ مِنْهُ قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَوَدِدْت أَن بني أُميَّة رَضوا أَو تفلناهم خمسين رجلا من بني هَاشم يحلفُونَ مَا قتلنَا عُثْمَان أَي حلفنا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 لَهُم وأصل النَّفْي النَّفْل يُقَال نفلت الرجل عَن نسبه فانتفل وَسمي الْيَمين فِي الْقسَامَة نفلا لِأَن الْقصاص ينفى بهَا فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ وَالْخَيْل المنفلة هَذَا إِشَارَة إِلَى أَصْحَاب الْخَيل الَّتِي لَا يُسهم لَهَا إِنَّمَا تنفل فَلَا يُقَاتلُون قتال من يُسهم لَهُ مِنْهُم وَنظر مُحَمَّد بن كَعْب إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز فأدام النّظر فَقَالَ مَا لَك تديم النّظر فَقَالَ أنظر إِلَى مَا نَفَى من شعرك أَي ثار وتساقط فِي الحَدِيث اصْنَع لنا نفيتين أَي سفرتين من خوص والعامة تسميها النبية وَهِي النفية بَاب النُّون مَعَ الْقَاف فِي ذكر الطَّاعُون أَرْجُو أَلا يدْخل علينا نقابها النقاب جمع النقب وَهُوَ الطَّرِيق بَين الجبلين وَالْإِشَارَة إِلَى الْمَدِينَة فِي الحَدِيث لَا شُفْعَة فِي منقبة قَالَ أَبُو عبيد وَهِي الطَّرِيق الضّيق بَين الدَّاريْنِ لَا يُمكن أَن يسلكه أحد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 فِي الحَدِيث إِن النقبة تكون بمشفر الْبَعِير يَعْنِي أول شَيْء من الجرب وَجَمعهَا نقب فِي الحَدِيث فنقبت أقدامنا الْقَاف مَكْسُورَة وَالْمعْنَى أَي تفرجت وورمت فِي الحَدِيث ألبستنا أمنا نقبتها النقبة ثوب تأتزر بِهِ الْمَرْأَة تشده عَلَى وَسطهَا كالنطاق قَالَ أَبُو عبيد النقاب وَهُوَ الَّذِي يَبْدُو مِنْهُ المحجر فَأَرَادَ أَن إبداءهن المحاجة قَالَ ابْن سِيرِين بنقاب مُحدث وَإِنَّمَا كَانَ النقاب لاحقا بِالْعينِ فَإِذا لم يبد مِنْهُ سُوَى الْعَينَيْنِ فَذَلِك الوصوصة وَكَانَت الوصاوص والبراقع يستعملها النِّسَاء ثمَّ أحدثن النقاب وَإِذا كَانَ عَلَى طرف الْأنف فَهُوَ اللغام وَإِذا كَانَ عَلَى الْفَم فَهُوَ اللثام وَقَالَ الْحجَّاج كَانَ ابْن عَبَّاس نقابا النقاب الرجل الْعَالم بالأنساب الْكثير التحدث عَنْهَا فِي حَدِيث أم زرع وَلَا تنقث ميرتنا تنقيثا أَي أَنَّهَا أمينة عَلَى مَا ائتمنت عَلَيْهِ من طعامنا فَلَا تَأْخُذ الطَّعَام فتسرع بِهِ والتنقيث الْإِسْرَاع فِي السّير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 فِي الحَدِيث شرب من رومة فَقَالَ هَذَا النقاخ النقاخ المَاء العذب ينقخ الْعَطش أَي يكسرهُ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِن نقدت النَّاس نقدوك أَي عبتهم واغتبتهم من قَوْلك نقدت الجوزة وأنقدها فِي صفة الجدب وَعَاد لَهَا النقاد محرنثما النقاد جمع النَّقْد وَهُوَ رذال الضَّأْن وَمِنْه فِي الحَدِيث يَا رعاء النَّقْد واحدتها نقدة وَنَهَى عَن النقير وَهُوَ أصل النَّخْلَة ينقر جوفها ثمَّ يشدخ فِيهِ الرطب والبسر ثمَّ يَدعُونَهُ حَتَّى يهدر ثمَّ يسكن قَالَ بَعضهم فِي فَتْوَى أفتَى بهَا عِكْرِمَة انتقرها عِكْرِمَة وَهَذَا يحمل مَعْنيين أَن أَرَادَ التَّصْدِيق لَهُ فَمَعْنَاه استنبطها من الْقُرْآن والنقر الْبَحْث وَإِن أَرَادَ التَّكْذِيب لَهُ فَمَعْنَاه أفتَى بهَا من قبل نَفسه واختص بهَا فِي الحَدِيث مَا بِهَذِهِ النقرة أعلم بالفضا من ابْن سِيرِين أَرَادَ الْبَصْرَة والنقرة حُفْرَة يستنقع فِيهَا المَاء قَالَ ابْن عَبَّاس مَا كَانَ الله لينقر عَن قَاتل الْمُؤمن أَي ليقلع فِي الحَدِيث نهَى عَن نقرة الْغُرَاب وَلَا أَحْسبهُ يُرِيد إِلَّا الصَّلَاة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 وَكَانَ ابْن مَسْعُود يُصَلِّي الظّهْر وَالْجَنَادِب تنقز من الرمضاء أَي تثب يُقَال نقز وقفز فِي الحَدِيث ينقزان الْقرب عَلَى متونها أَي يحملانها قَوْله من نُوقِشَ الْحساب عذب أَي من استقصي عَلَيْهِ فِيهِ وَمِنْه أَخذ نقش الشَّوْكَة وَهُوَ استخراجها وَمِنْه فَلَا انتقش فِي الحَدِيث اسْتَوْصُوا بالمعزى وانقشوا لَهُ عطنة أَي نقوا مرابضه من حِجَارَة أَو شوك فِي الحَدِيث من السّنة انتقاص المَاء قَالَ أَبُو عبيد انتقاص المَاء غسل الذّكر بِالْمَاءِ لِأَنَّهُ إِذا غسله ارْتَدَّ الْبَوْل وَلم ينزل وَلم يسم الْبَوْل مَاء وَإِنَّمَا أَرَادَ انتقاص الْبَوْل إِذا غسل بِهِ فِي الحَدِيث سمع نقيضا من فَوْقه النقيض الصَّوْت فِي حَدِيث عَائِشَة فَمَا اخْتلفُوا فِي نقطة أَي أَمر وَقَضِيَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 مُخْتَلف فِيهَا وَذكره الْأَزْهَرِي فَقَالَ بقطة بِالْبَاء وَحكي عَن شمر أَنه قَالَ هِيَ الْبقْعَة من بقاع الأَرْض يُقَال أمسينا فِي بقطة معشبة أَي فِي بقْعَة من كلأ قَالَ وَيَقَع قَول عَائِشَة عَلَى البقطة من النَّاس قَالَ شَيخنَا ابْن نَاصِر وَهَذَا غلط فَإِن الَّذِي ذكره أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام بالنُّون وَكَذَلِكَ ذكره ابْن الْأَنْبَارِي وَكَذَا ضَبطه عُلَمَاء النَّقْل قَالَ عمر مَا لم يكن نقع وَهُوَ رفع الصَّوْت وَقيل شقّ الْجُيُوب وَنَهَى أَن يمْنَع نقع الْبِئْر أَي فضل مَائِهَا الَّذِي يخرج مِنْهَا وَقيل لَهُ نقع لِأَنَّهُ ينقع بِهِ أَي يرْوَى وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي النَّقْع المَاء الناقع وَهُوَ كل مَاء مستنقع وَالْجمع أنقع وَفِي الْأَمْثَال وَإِن فلَانا لشراب يأنقع يضْرب للَّذي جرب الْأُمُور ومارسها قَالَ الْأَصْمَعِي وَيُقَال فلَان شراب يأنقع أَي معاود للأمور الَّتِي تكره قَالَ الْحجَّاج إِنَّكُم يَا أهل الْعرَاق لشرابون عَلّي بأنقع فِي الحَدِيث فَرجع منتقعا لَونه يُقَال انتقع لَونه وابتقع وامتقع واهتقع والتمع والتمغ واستنقع والتمىء وانتسف وانتشف وابتسر والتهم بِمَعْنى وَاحِد قَالَ مُحَمَّد بن كَعْب إِذا استقعت نَفْس الْمُؤمن جَاءَهُ ملك الْمَوْت فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك ولي الله قَالَ الْأَزْهَرِي إِذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 اجْتمعت فِي فِيهِ حِين تُرِيدُ ان تخرج كَمَا يستنقع المَاء فِي قَرَار فِي الحَدِيث أَنه حمى غرز النقيع النقيع القاع وَهُوَ مَوضِع حماه عمر لنعم الصَّدَقَة قَالَ بعض الصَّحَابَة لَكِن غذاها حنظل نقيف أَي مثقوف قَالَ القتيبي جاني الحنظل ينقفها بظفره فَإِن صوتت علم أَنَّهَا مدركة فاجتناها وَإِن لم تصوت علم أَنَّهَا لم تدْرك فَتَركهَا فِي الحَدِيث ثمَّ يكون النقف والنقاف يَعْنِي الْفِتَن والقتال فِي الحَدِيث امْرَأَة فِي منقليها قَالَ أَبُو عبيد المنقل الْخُف والنعل قَالَ وَلَوْلَا أَن الرِّوَايَة اتّفقت عَلَى فتح الْمِيم مَا كَانَ وَجه الْكَلَام عِنْدِي إِلَّا كسرهَا وَفِي الشجاج المنقلة وَهِي الَّتِي تخرج مِنْهَا فرَاش الْعِظَام فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ وَالْخَيْل المنقلة فَإِنَّهَا إِن تلقى تَفِر وَإِن تغنم تغل هَكَذَا وجدته مضبوطا فِي كتاب أبي سعيد بن يُونُس الْمصْرِيّ وَفِي كتاب أبي الْفَتْح الْأَزْدِيّ الْحَافِظ كِلَاهُمَا ضَبطه المنقلة بِالْقَافِ فعلَى هَذَا يكون المُرَاد التحذير من قوم يدْخلُونَ فِي قوم لَيْسُوا مِنْهُم فَإِنَّهُم لَا يُقَاتلُون بقلب حَكَى الْأَزْهَرِي عَن ابْن دُرَيْد يُقَال رجل نقِيل إِذا كَانَ فِي قوم لَيْسَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 مِنْهُم قَالَ ونواقل الْعَرَب من انْتقل من قَبيلَة إِلَى قَبيلَة فانتمى إِلَيْهَا وَيُمكن أَن يُقَال المنقلة الَّتِي جعلت لأرجلها نقايل وَإِنَّهَا لَا تقوى عَلَى الْكر والفر قَالَ ابْن السّكيت النقيلة الرقعة يرقع بهَا خف الْبَعِير ويرقع النَّعْل فِي الحَدِيث كَانَ عَلَى قبر رَسُول الله النَّقْل النَّقْل ولجرل الْحِجَارَة وَلما منع ابْن جميل الزَّكَاة قَالَ رَسُول الله مَا نقم ابْن جميل إِلَّا أَنه كَانَ فَقِيرا فأغناه الله نقم بِمَعْنى كره وَالْمرَاد أَنه مَا يكره شَيْئا كَقَوْل الشَّاعِر (مَا نقم النَّاس من أُميَّة إِلَّا ... أَنهم يحلمون أَن عصبوا) أَي مَا ينقمون مِنْهُم شَيْئا فِي حَدِيث أم زرع وَلَا سمين فينتقى أَي لَيْسَ لَهُ نقي فيستخرج والنقي المخ يُقَال نقوت الْعظم وانتقيته وَمِنْه قَوْله إِذا سافرتم فِي السّنة يَعْنِي الجدب فبادروا بِالْإِبِلِ نقيها وَالْمعْنَى بَادرُوا مَا دَامَ فِيهَا نقي وَفِي رِوَايَة وَلَا سمين فَينْتَقل أَي يَنْقُلهُ النَّاس إِلَى بُيُوتهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 وَقَوْلها دائس ومنق من فتح النُّون أَرَادَ الَّذِي ينقي الطَّعَام وَمن كسرهَا أَرَادَ نقيق صَوت الْمَوَاشِي والأنعام تصف كَثْرَة أَمْوَاله قَوْله يحْشر النَّاس عَلَى مثل قرصة النقي يَعْنِي الْحوَاري فِي حَدِيث خلق الله جؤجؤ آدم من نقا ضرية مَوضِع ونقاها رملها يُقَال نقا وونقوان ونقيان قَول عَائِشَة نقهت من مرضِي أَي أَفَقْت بَاب النُّون مَعَ الْكَاف قَالَ عمر نكب عَنَّا فلَانا أَي نحه عَنَّا قَالَ سعد إِنِّي نكيت قَرْني أَي كبيت كِنَانَتِي وَكَذَلِكَ قَالَ الْحجَّاج إِن عبد الْملك نكب كِنَانَته وذرق عُصْفُور عَلَى ابْن مَسْعُود فنكبه بِيَدِهِ أَي رَمَى بِهِ وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة ثمَّ لأنكبن بك الأَرْض أَي أطرحك عَلَى رَأسك وَكَانَ بعض السّلف يَأْخُذ النكث من الطَّرِيق وَهُوَ الْخَيط الْخلق سمي نَكثا لِأَنَّهُ ينْكث أَي ينْقض ثمَّ يُعَاد فتله قَالَ أَبُو سُفْيَان إِن مُحَمَّدًا لم يناكر أحدا قطّ إِلَّا كَانَ مَعَه الْأَهْوَال أَي لم يحارب وَسميت مناكرة الْمُحَاربَة لِأَن كل فريق يناكر الآخر أَي يخادعه وَيَعْنِي بالأهوال مَا يزعج من الرعب وَغَيره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 قَالَ عمر بن عبد العزيز لأبي حَازِم لَو رَأَيْتنِي فِي قَبْرِي كنت لي أَشد نكرَة أَي إنكارا وَذكر أَبُو وَائِل رجلا فَقَالَ مَا كَانَ أنكرهُ أَي أدهاه والنكر بِفَتْح النُّون الدهاء فَإِذا ضمت فَهُوَ الْمُنكر وَقيل لِابْنِ مَسْعُود إِن فلَانا يقْرَأ الْقُرْآن منكوسا وَهُوَ أَن يبْدَأ من المعوذتين ثمَّ يرْتَفع وَقَالَ رجل عِنْد عَلّي بن أبي طَالب شجاعة مَا تنكش أَي مَا تستخرج لِأَنَّهَا بعيدَة الْغَايَة يُقَال هَذِه بِئْر مَا تنكش أَي تنزح وَسُئِلَ بَعضهم عَن سُبْحَانَ الله فَقَالَ إنكاف الله من كل سوء يَعْنِي تنزيهه وتقديسه وَفِي حَدِيث جَاءَ جَيش لَا ينكف آخِره أَي لَا يتقطع فِي الحَدِيث بِغَيْر نكل أَي بِغَيْر جبن وإحجام والنكول فِي الْيَمين الِامْتِنَاع عَنْهَا وَترك الْإِقْدَام عَلَيْهَا فِي الحَدِيث مُضر صَخْرَة الله الَّتِي لَا تنكل أَي لَا تدفع وَلَا تُؤخر لثبوتها فِي الأَرْض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 فِي الحَدِيث إِن الله يحب النكل عَلَى النكل وَهُوَ الرجل الْقوي المجرب عَلَى الْفرس الْقوي المجرب فِي الحَدِيث يُؤْتَى بِقوم فِي النّكُول يَعْنِي الأقياد بَاب النُّون مَعَ الْمِيم فجَاء قوم مجتابي النمار النمار جمع نمرة وَهِي شملة مخططة من مآزر الْأَعْرَاب وَنَهَى عَن النمور قَالَ القتيبي النمرة بردة نلبسها الْإِمَاء وَإنَّهُ ليَأْتِيه الناموس الْأَكْبَر قَالَ أَبُو عبيد الناموس صَاحب سر الرجل الَّذِي يطلعه عَلَى سره وباطن أمره ويخصه بِمَا يستره عَن غَيره يُقَال نمس ينمس نمسا ونامسته منامسة إِذا ساررته فَسُمي جِبْرِيل ناموسا لِأَن الله تَعَالَى خصّه بِالْوَحْي قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ الناموس سر الْخَيْر والجاسوس صَاحب سر الشَّرّ لعن النامصة وَهِي الَّتِي تنتف الشّعْر من الْوَجْه وَمِنْه قيل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 للمنقاش منماص والمنتمصة الَّتِي يفعل بهَا ذَلِك وَبَعض رُوَاة الحَدِيث يَقُول المتنمصة بِتَقْدِيم التَّاء وَالَّذِي ضبطناه عَن أشياخنا فِي كتاب ابي عبيد المتنمصة بِتَقْدِيم التَّاء قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام خير هَذِه الْأمة النمط الْأَوْسَط النمط الطَّرِيقَة ف كره عَلّي الْعُلُوّ وَالتَّقْصِير فِي الحَدِيث هَل لكم من أنماط وَهُوَ جمع نمط وَهُوَ ضرب من الْبسط والفرش قَوْله علمي حَفْصَة رقية النملة قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ قُرُوح تخرج بالجنب وَأما النملة بِضَم النُّون فَهِيَ النميمة وَنَهَى عَن قتل النملة قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ النَّمْل مَا كَانَ لَهُ قَوَائِم فَأَما الصغار فَهُوَ الدّرّ قَالَ والنمل يسكن البراري والخرابات وَلَا يُؤْذِي النَّاس والدر يُؤْذِي وَطلب عمر بن عبد الْعَزِيز من امْرَأَته نمية أَو نمامى يَشْتَرِي بهَا عنبا وَلم يجد النمي الْفلس وَجمعه نمامي قَوْله أَو نمى خيرا نمى خَفِيفَة يُقَال نميت الحَدِيث إِذا بلغته عَلَى جِهَة الْإِصْلَاح وَطلب الْخَيْر أنميه فَإِذا بلغته عَلَى جِهَة النميمة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 والإفساد قلت نميته مشدد الْمِيم فَمَعْنَى نمى خيرا أبلغ خيرا وكل شَيْء رفعته فقد نميته وَمِنْه قَول النَّابِغَة وانم القتود عَلَى غير أنة أجد ونما الخضاب فِي الْيَد وَالشعر إِنَّمَا هُوَ ارْتَفع وَعلا فَهُوَ ينمى وينمو لُغَة هَكَذَا ذكره أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام وَابْن قُتَيْبَة والأزهري وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ نمى مُشَدّدَة قَالَ وَأكْثر الْمُحدثين يَقُولُونَهَا مُخَفّفَة وَهَذَا لايجوز فِي النمو وَرَسُول الله لم يكن يلحن وَمن خفف الْمِيم لزمَه أَن يَقُول خير بِالرَّفْع قلت وَإِذا كَانَ مَعْنَى نمى رفع لم يكن لحنا وَجَاء رجل إِلَى رَسُول الله فَقَالَ إِنِّي أرمي فأصمي وأنمي الإنماء أَن يُرْمَى الصَّيْد فيغيب عَن الرَّامِي فَيَمُوت وَهُوَ لَا يرَاهُ يُقَال أنميت الرَّمية فَنمت تنمى إِذا غَابَتْ والسهم فِيهَا ثمَّ مَاتَت فِي الحَدِيث لَا تمثلوا بنامية الله عز وجل قَالَ الْفراء النامية الْخلق بَاب النُّون مَعَ الْوَاو مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا النوء وَاحِد الأنواء وَهُوَ ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ نجما مَعْرُوفَة الْمطَالع فِي أزمنة السّنة تسْقط فِي كل ثَلَاث عشرَة لَيْلَة نجم من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 الْمغرب مَعَ طُلُوع الْفجْر ويطلع آخر يُقَابله من سَاعَته وانقضاء هَذِه الثَّمَانِية وَالْعِشْرين مَعَ انْقِضَاء السّنة وَكَانَت الْعَرَب تَقول إِذا سقط مِنْهَا نجم وطلع آخر فَلَا بُد من مطر وَإِنَّمَا سمي نوءا لِأَنَّهُ إِذا سقط السَّاقِط ناء الطالع وَكَانُوا ينسبون ذَلِك إِلَى فعل النَّجْم فَأَما من يَقُول مُطِرْنَا فِي نوء كَذَا فَلَا بَأْس وَلِهَذَا قَالَ عمر كم بَقِي من نوء الثريا أَرَادَ كم بَقِي من الْوَقْت الَّذِي جرت الْعَادة إِذا تمّ جَاءَ الْمَطَر فِي الحَدِيث فرض عمر للْجدّ ثمَّ أنارها زيد أَي نورها وأوضحها فِي صفته كَانَ أنور المتجرد أَي نيرا مشرقا وَلما نزل تَحت شَجَرَة أنورت أَي حسنت خضظرتها قَوْله لَا تستفيئوا بِنَار الْمُشْركين يُرِيد بالنَّار الرَّأْي يَقُول لَا تشاوروهم فِي الحَدِيث وَمَا ناراهما اي وَمَا سمتهما قَوْله لاتراأى ناراهما فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا لَا يحل لمُسلم أَن يسكن بِلَاد الْمُشْركين فَيكون بِقدر مَا يرَى نَار صَاحبه وَالثَّانِي أَن يكون المُرَاد نَار الْحَرْب لِأَن هَذِه النَّار تَدْعُو إِلَى الله تَعَالَى وَتلك إِلَى الشَّيْطَان قَوْله لعن الله من غير منار الأَرْض الْمنَار الْعلم وَالْحَد بَين الْأَرْضين ومنار الْحرم الْأَعْلَام الَّتِي ضربهَا إِبْرَاهِيم عَلَى أقطاره فِي الحَدِيث جَاءَ رجل إِلَى عمر عَام الرَّمَادَة فَشَكا أليه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 فَأعْطَاهُ وَقَالَ أطْعم عِيَالك ونوز قَالَ شمر قَالَ القعْنبِي اي قلل قَالَ وَلم أسمع هَذِه الْكَلِمَة إِلَّا لَهُ فِي حَدِيث أم زرع أنَاس من حلي أُذُنِي يَعْنِي حلاها قرطا وشنوقا تتحرك بهَا وَمِنْه رَأَيْت الْعَبَّاس وضفيرتاه تنوسان عَلَى ترائبه أَي يتحركان وَقيل لملك ذُو نواس لضفيرتين كَانَتَا تنوسان عَلَى عَاتِقيهِ قَالَ ابْن عمر دخلت عَلَى حَفْصَة ونوساتها تنطف النوسات مَا تحرّك من شعر أَو حلي متدليا وَلما أَرَادَ عبد الْملك الْخُرُوج إِلَى مُصعب ناشت بِهِ امْرَأَته أَي تعلّقت بِهِ قَالَ عَلّي ود مُعَاوِيَة أَنه بَقِي من بني هَاشم نافح ضرمة إِلَّا طعن فِي نيطه يُرِيد إِلَّا مَاتَ والنيط نِيَاط الْقلب وَالْقِيَاس النوط لِأَنَّهُ من اناط ينوط غير أَن الْيَاء تعاقب الْوَاو فِي حُرُوف كَثِيرَة قَالَ الْحجَّاج لحافر بِئْر أخسفت أم أرشلت قَالَ نيط بَين الماءين أَرَادَ أَنه وسط بَين الغزير والقليل وَكَأَنَّهُ مُعَلّق بَينهمَا وَإِن رُوِيَ نبط بِالْبَاء فَإِنَّهُ يُقَال للْمَاء الْمُسْتَخْرج نبط فِي الحَدِيث أهدوا إِلَيْهِ نوطا من تعضوض اي جلة صَغِيرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 فِيهَا تمر فِي الحَدِيث اجْعَل لنا هَذِه الشَّجَرَة ذَات أنواط كَانَ للْمُشْرِكين شَجَرَة ينوطون بهَا سِلَاحهمْ ويعكفون حولهَا فَسَأَلت الصَّحَابَة مثل ذَلِك فنهاهم فِي الحَدِيث سَار عَلَى جبل قد نوقه أَي راضه وذلله فِي الحَدِيث كَانَ رجل ينَال من الصَّحَابَة أَي يَقع فيهم فِي حَدِيث مُوسَى ولخضر حملوهما بِغَيْر نول أَي جعل قَالَ الْحسن مَا نَالَ لَهُم أَن يفقهوا أَي لم يَأن قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا رَأَيْتُمْ الْخَوَارِج فأنيموهم أَي اقْتُلُوهُمْ فِي الحَدِيث خَيرهمْ الْمُؤمن النومة وَهُوَ الخامل الذّكر الغامض فِي النَّاس الَّذِي لَا يعرف الشَّرّ وَأَهله وَقَالَ ابْن دُرَيْد النومة الخامل الذّكر والنومة بتحريك الْوَاو الْكثير النّوم رَأَى عُثْمَان صَبيا صبيحا فَقَالَ دسموا نونته كَيْلا تصيبه الْعين وَمَعْنى دسموا سودوا والنونة النقرة الَّتِي تكون فِي ذقن الصَّبِي قَالَ ابْن عَوْف تزوجت عَلَى نواة من ذهب فِي المُرَاد بالنواة هَاهُنَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا دون خَمْسَة دَرَاهِم وَالثَّانِي أَن قيمتهَا خَمْسَة دَرَاهِم ذكرهمَا ابْن قُتَيْبَة وَاخْتَارَ الْأَزْهَرِي القَوْل الثَّانِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 فِي حَدِيث حَمْزَة أَلا يَا حمز للشرف النواء يَعْنِي السمان يُقَال نَوَت النَّاقة تنوي إِذا سمنت فِي الحَدِيث من ربط الْخَيل نواء الْإِسْلَام أَي المعاداة فِي الحَدِيث وَمن ينْو الدُّنْيَا تعجز أَي من يسع لَهَا يُقَال نَوَيْت الشَّيْء إِذا جددت فِي طلبه ولي عِنْده نِيَّة ونواة أَي حَاجَة قَوْله إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ النِّيَّة قصد الْقلب فِي الحَدِيث إِنَّهَا تنتوي حَيْثُ انتوى أَهلهَا أَي تنْتَقل وتتحول بَاب النُّون مَعَ الْهَاء قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لعُثْمَان إِنَّك ركبت بِهَذِهِ الْأمة نهابير من الْأُمُور فتب عَنْهَا النهابير والهنابير الرمال المشرفة وَأَرَادَ أمورا شدادا صعبة شبهها بنهابير الرمل لِأَن الْمَشْي يصعب عَلَى من ركبهَا وَقَالَ القتيبي وَاحِدهَا نهبور وَيجمع نهابر وَمِنْه يُقَال للمهالك نهابر وَمِنْه الحَدِيث من أصَاب مَالا من منهاوش أذهبه الله فِي نهابر قَالَ كَعْب فِي الْجنَّة هنابير من مسك وَقيل النهابير الأنابير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 جمع أنبار وَهِي كُثْبَان مشرفة فِي الحَدِيث إِن الشَّيْطَان ينهت كَمَا ينهت القرد أَي يصوت والنهيت صَوت يخرج من الصَّدْر شَبيه بالزجير فِي حَدِيث عمر وضربه حَتَّى أنهجه أَي وَقع عَلَيْهِ الربو فِي حَدِيث عَائِشَة وَإِنِّي لأنهج أَي أربو وأتنفس يُقَال نهج وأنهج فِي الحَدِيث فنهج بَين يَدي رَسُول الله حَتَّى قَضَى فِي الحَدِيث لم يمت رَسُول الله حَتَّى ترككم عَلَى طَرِيق ناهجة أَي وَاضِحَة بَيِّنَة وَقد نهج الْأَمر وأنهج أَي وضح فِي حَدِيث ابْن عمر نهد النَّاس يسألونه أَي نهضوا ونهد الْقَوْم لعدوهم إِذا صمدوا لَهُ وَفِيه الحَدِيث كَانَ ينهد إِلَى غدْوَة حَتَّى تَزُول الشَّمْس ونهد ثدي الْمَرْأَة إِذا ارْتَفع وَصَارَ لَهُ نتو حجم فِي حَدِيث فَأخذ من كل قَبيلَة شَابًّا نهدا أَي قَوِيا ضخما قَالَ الْحسن أخرجُوا نهداكم فَإِنَّهُ أعظم للبركة وَأحسن لأخلاقكم النهد مَا تخرجه الرّفْقَة عِنْد المناهدة وَهُوَ استقسام النَّفَقَة بِالسَّوِيَّةِ فِي السّفر وَغَيره فِي الحَدِيث كل مَا أنهر الدَّم مَعْنَاهُ أسَال الدَّم وصبه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 بِكَثْرَة وأنهر أفعل من النَّهر شبه خُرُوج الدَّم من مَوضِع الذّبْح بجري المَاء فِي النَّهر فِي الحَدِيث فَأتوا منهرا فاختبأوا فِي حَدِيث قتل عبد الله بن سهل فَطرح فِي منهر من مناهر خَيْبَر المنهر خرق فِي الْحصن نَافِذ يدْخل فِيهِ المَاء فِي شعر أبي الدحداح (وانتهز الْحق إِذا الْحق وضح ... ) أَي سارع إِلَيْهِ وَقَبله فِي الحَدِيث وَكَانَ المَال نهز عشرَة آلَاف أَي قربهَا قَوْله من أَتَى الْمَسْجِد لَا ينهزه إِلَيْهِ غَيره أَي لَا يحركه إِلَّا ذَلِك فِي حَدِيث عَطاء أَو مصدور ينهز قَيْحا أَي يقذفه فِي صفته كَانَ منهوس الْقَدَمَيْنِ أَي معرق الْقَدَمَيْنِ أَي قَلِيل لحمهما قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَيروَى بالشين الْمُعْجَمَة وَمَعْنَاهَا وَاحِد فِي الحَدِيث فِي يَده عرق ينهسه قَالَ ثَعْلَب النهس بأطراف الْأَسْنَان والنهش بالأضراس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 فِي الحَدِيث إِن رجلا صَاد نهسا بالأسواق فَأَخذه زيد مِنْهُ فَأرْسلهُ قَالَ أَبُو عبيد النهس طَائِر والأسواق مَوضِع بِالْمَدِينَةِ وَلعن رَسُول الله المنتهشة وَهِي الَّتِي تخمش وَجههَا عِنْد الْمُصِيبَة فتأخذ لَحْمه بأظفارها فِي الحَدِيث وَلَا نَاهِك فِي الْحَلب أَي مبالغ فِيهِ حَتَّى يضر ذَلِك بهَا فِي الحَدِيث لينهك الرجل مَا بَين أَصَابِعه أَو لتنهكنه النَّار يَقُول ليبالغ فِي غسل ذَلِك يُقَال انتهكت عرضه فِي الحَدِيث أنهكوا وُجُوه الْقَوْم أَي أبلغوا جهدكم فِي قِتَالهمْ يُقَال نهكته الْحمى تنهكه إِذا بلعت مِنْهُ وَقَالَ للخافضة أشمي وَلَا تنهكي أَي لَا تبالغي وَكَانَ فلَان من أَنْهَك أَصْحَاب رَسُول الله أَي أشجعهم وَرجل نهك أَي شُجَاع بَين الشجَاعَة فِي ذكر الْحَوْض لَا يظمأ ناهله أَي لَا يعطش من رُوِيَ مِنْهُ والناهل الريان والعطشان من الأضداد فِي حَدِيث الدَّجَّال يرد كل منهل المنهل كل مَاء عَلَى الطَّرِيق وَمَا كَانَ عَلَى غير الطَّرِيق لَا يُدعَى منهلا وَلَكِن يُقَال مَاء بني فلَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 فِي الحَدِيث فنهمني أَي زجرني وَصَاح بِي وَقد نهم الْإِبِل إِذا زجرها لتجد فِي سَيرهَا فِي الحَدِيث أَتَى عَلَى نهي من المَاء النَّهْي مَوضِع يجْتَمع فِيهِ المَاء كالغدير سمي نهيا لِأَن لَهُ حاجز ينْهَى المَاء عَن أَن يفِيض مِنْهُ فِي الحَدِيث صل حَتَّى تصبح ثمَّ انهه حَتَّى تطلع الشَّمْس أَي انته يُقَال أنهَى الرجل إِذا انْتَهَى وَبَعْضهمْ يَقُول بِفَتْح نون النَّهْي بَاب النُّون مَعَ الْيَاء فِي الصَّدَقَة الناب وَهِي النَّاقة الهرمة الَّتِي طَال نابها وَذَلِكَ من أَمَارَات هرمها فِي حَدِيث لَا نيح الله عِظَامه قَالَ القتيبي لَا صلبها وَلَا شددها وَمِنْه يُقَال عظم نيح أَي صلب وناح الْعظم ينيح نيحا وَعَن عمر أَنه كره النير وَهُوَ الْعلم يُقَال نرت الثَّوْب وأنرته جعلت لَهُ علما قَالَ الْبَراء كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْم بدر نيفا عَلَى السِّتين قَالَ ابْن قُتَيْبَة نَيف مَأْخُوذ من أناف عَلَى الشَّيْء إِذا ظلّ عَلَيْهِ وأوفى كَأَنَّهُ لما زَاد عَلَى ذَلِك الْعدَد أشرف عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 كتاب الْوَاو بَاب الْوَاو مَعَ الْهمزَة نهَى عَن وأد الْبَنَات وَهِي الْبِنْت تدفن حَيَّة فِي الحَدِيث كَانَ درع عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام صَدرا بِلَا مُؤخر فَقيل لَهُ لَو احترزت من ظهرك فَقَالَ إِذا أمكنت من ظَهْري فَلَا وألت أَي نجوت وَقَالَ لرجل أَنْت من وألة فَلَا تقربني قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هَذِه قَبيلَة خسيسة سميت بالوألة لخستها بَاب الْوَاو مَعَ الْبَاء فِي الحَدِيث لَا توبروا آثَاركُم قَالَ الرياشي: التوبير التعفية ومحو الْأَثر فِي الحَدِيث فِي الْوَبر شَاة الْوَبر سَاكِنة الْبَاء قَالَ الْخطابِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 هِيَ دويبة يُقَال إِنَّهَا تشبه السنور وأحسبها تُؤْكَل وَلِهَذَا وَجَبت فِيهَا الْفِدْيَة فَأَما قَول أبان بن سعيد لأبي هُرَيْرَة وَاعجَبا لوبر تدلى علينا من قدوم ضَأْن فَفِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَنه يُشِير إِلَى هَذِه الدويبة الَّتِي وصفناها وَيكون مَعْنَى تدلى علينا أشرف وقدوم ضَأْن وتروى ضال بِاللَّامِ اسْم مَوضِع إِمَّا جبل أَو ثنية فشبهه بِهِ لاحتقاره هَذَا اخْتِيَار الْخطابِيّ وَالثَّانِي أَن يكون المُرَاد بالضأن الشاه وَيكون مَعْنَى تدلى عَلَيْهِ أشرف أَو وَقع من رَأس الشَّاة وَيكون الْوَبر مثل الدُّود وَهَذَا مَذْهَب بعض الْعلمَاء فِي الحَدِيث إِن قُريْشًا وبشت لِحَرْب رَسُول الله أَو باشا أَي جمعت لَهَا جموعا من قبائل شَتَّى وهم الاوباش والاوشتات قَالَ كَعْب أجد فِي التَّوْرَاة أَن رجلا أوبش الثنايا يحجل فِي الْفِتْنَة أَي ظَاهر الثنايا قَالَ ابْن شُمَيْل الوبش الْبيَاض الَّذِي يكون فِي الاظفار فِي الحَدِيث رَأَيْت وبيص الطّيب فِي مفارق رَسُول الله وَهُوَ محرم اي بريقه وَقد وبص الشَّيْء يبص وبيصا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 قَالَ الْحسن لَا تلقي الْمُنَافِق إِلَّا وباصا أَي: براقا قَوْله وَمِنْهُم الموبق بِذَنبِهِ أَي الْمَحْبُوس فِي الحَدِيث أهْدَى رجل إِلَى الْحسن وَالْحُسَيْن هَدِيَّة وَكَانَ مُحَمَّد ابْن الْحَنَفِيَّة جَالِسا فانكسر قلبه فَأَوْمأ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى وابلة مُحَمَّد وَقَالَ (وَمَا شَرّ الثَّلَاثَة أم عَمْرو ... بصاحبك الَّذِي لَا تصحبينا) الوابلة طرف الْكَتف بَاب الْوَاو مَعَ التَّاء قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَا بَأْس بِقَضَاء رَمَضَان تترى أَي متقطعا قَالَ الْأَصْمَعِي لَا تكون المواترة متواصلة حَتَّى يكون بَينهمَا شَيْء قَوْله من فَاتَهُ الْعَصْر فَكَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله أَي نقص أَهله وَمَاله فَبَقيَ فَردا فِي الحَدِيث فَلم يزل عَلَى وتيرة وَاحِدَة أَي عَلَى حَالَة يَدُوم عَلَيْهَا قَوْله وَإِذا استجمرت فأوتر أَي اجْعَل الْحِجَارَة وترا فِي الحَدِيث لَا تقلدوا الْخَيل الاوتار فِيهِ أَرْبَعَة أَقْوَال أَحدهَا لَا تَطْلُبُوا عَلَيْهَا الذحول الَّتِي وترتم بهَا فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَه النَّضر وَالثَّانِي لَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 تقلدوها أوتار القس فتختنق قَالَه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وَالثَّالِث لَا تقلدوها أوتار القس لِئَلَّا تصيبها الْعين فَأَمرهمْ بقطعها يعلمهُمْ أَن الأوتار لَا ترد من أَمر الله شَيْئا قَالَه مَالك بن أنس وَالرَّابِع لأَنهم كَانُوا يعلقون فِي الاوتار الجرس ذكره الْخطابِيّ قَالَ زيد فِي الوترة ثلث الدِّيَة يَعْنِي الحاجز بَين المنخرين وَهِي الوتيرة أَيْضا وَكتب هِشَام بن عبد الْملك إِلَى عَامله وَكَانَ بِهِ فتق اختر لي نَاقَة مواترة وَأَصلهَا من الْوتر وَهُوَ أَن تضع قَوَائِمهَا بالارض وترا وترا وَلَا تزج بِنَفسِهَا عِنْد البروك فتشق عَلَى راكبها فِي الحَدِيث فَإِنَّهُ لَا يوتغ إِلَّا نَفسه أَي لَا يهْلك وَمِنْه الحَدِيث الآخر حَتَّى يكون عمله يُطلقهُ أَو يوتعه فِي الحَدِيث أما خَيْبَر فماء واتن الواتن الدَّائِم بَاب الْوَاو مَعَ الثَّاء دخل عَامر بن الطُّفَيْل عَلَى رَسُول الله فوثبه وسَادَة أَي أجلسه عَلَيْهَا وَأَلْقَاهَا لَهُ والوثاب الْفراش بلغَة حمير وهم يسمون الْملك إِذا كَانَ لَا يَغْزُو موثبان يُرِيدُونَ أَنه يُطِيل الْجُلُوس ووفد رجل عَلَى بعض مُلُوك حمير فألفاه عَلَى جبل مشرف فَقَالَ لَهُ الْملك ثب يُرِيد اجْلِسْ فَظن الرجل أَنه أمره بالوثوب من الْجَبَل فَوَثَبَ من الْجَبَل فَهَلَك فَسَأَلَ الْملك عَن شَأْنه فَأخْبر فَقَالَ من دخل ظفار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 حمر وظفار الْمَدِينَة الَّتِي كَانَ بهَا وإليها تنْسب الْجزع الظفاري وَأَرَادَ من دَخلهَا فليتعلم الحميرية وَنَهَى عَن ميثرة الأرجوان قَالَ أَبُو عبيد الميثرة من مراكب الْعَجم أحسبها من حَرِير أَو ديباج فَنَهَى عَنْهَا لذَلِك والأرجوان صبغ أَحْمَر فِي الحَدِيث وَالَّذِي أخرج النَّار من الوثيمة وَهِي الْحِجَارَة الْمَكْسُورَة بَاب الْوَاو مَعَ الْجِيم قَوْله فَإِن الصَّوْم لَهُ وَجَاء قَالَ أَبُو عبيد يُقَال للفحل إِذا رضت انثياه قد وجىء وَجَاء أَرَادَ أَنه يقطع النِّكَاح وَقَالَ غَيره الوجاء أَن توجىء الْعُرُوق والخصيان بحالهما والخصاء شقّ الخصيتين واسئصالهما والجب أَن تحمى الشَّفْرَة ثمَّ تستأصل بهَا الخصيتان وَعَاد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَعْدا فوصف لَهُ الوجيئة يَعْنِي التَّمْر يبل بِلَبن أَو سمن حَتَّى يلْزم بعضه بَعْضًا وَمِنْه فليأخذ سبع تمرات فليجأهن أَي فليدقهن قَوْله آخر وَطْأَة وَطئهَا الله بوج الْوَطْأَة الْوَقْعَة وَوَج هِيَ الطَّائِف وَعَاد رَسُول الله مَرِيضا فَقَالَ للنسوة إِذا وَجب فَلَا تبكين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 أَي مَاتَ وَالْوَاجِب الْمَيِّت فِي الحَدِيث من فعل كَذَا فقد أوجب إِن جَاءَ فِي فعل شَرّ فَالْمَعْنَى وَجَبت لَهُ النَّار وَإِن جَاءَ فِي فعل خير كَانَت الْجنَّة وَمن الأول قَول بَعضهم إِن صاحبا لنا قد أوجب أَي أَتَى كَبِيرَة يسْتَحق بهَا النَّار وَالْمُوجِبَات الْأُمُور الَّتِي أوجب الله عَلَيْهَا النَّار أَو الْجنَّة وَمِنْه أَسأَلك مُوجبَات رحمتك فِي الحَدِيث سمع وجبة الوجبة السقطة من علو إِلَى أَسْفَل بِصَوْت مزعج قَوْله لي الْوَاجِد الْمُحب وقَالَ بعض السّلف فِي صفة عَجُوز مَا بَطنهَا بوالد وَلَا زَوجهَا بواجد أَي لَا يُحِبهَا قَالَ عمر من اسْتَطَاعَ مِنْكُم فَلَا يصل موجحا الموجح الملجأ إِلَى غَائِط وَبَوْل وَرَوَاهُ بَعضهم بِفَتْح الْجِيم قَالَ شمر: يُقَال ثوب موجح غليظ كثيف كَأَنَّهُ شبه مَا يجده الحاقن من الامتلاء بذلك قَالَ والموجح بِكَسْر الْجِيم الَّذِي يستر الشَّيْء ويخفيه والموجح أَيْضا الَّذِي يمسك الشَّيْء ويمنعه من الوجح وَهُوَ الملجأ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 فِي حَدِيث فوجرته بِالسَّيْفِ قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي طعنته قَالَ وَيُقَال أوجرته بِالرُّمْحِ بالألاف وَلم أسمع بوجرته فِي الطعْن فَأَما فِي الدَّوَاء فَيُقَال وجرته وأوجرته جَمِيعًا والوجور أَن تسقى من وسط الْفَم فِي الحَدِيث إِذا قلت فأوجز أَي أسْرع قَالَ الْحسن كَانُوا يكْرهُونَ الوجس وَهُوَ أَن يكون الرجل مَعَ جَارِيَته والاخرى تسمع حسه وَهُوَ الفهر أَيْضا والوجس الصَّوْت الْخَفي فِي الحَدِيث مَالِي أَرَاك واجما أَي مهتما قَالَ ابْن الاعرابي وجم أَي حزن وأجم إِذا قل وَقَالَ اللَّيْث الوجوم السُّكُوت عَلَى غيظ وَقَالَ أَبُو عبيد إِذا اشْتَدَّ حزنه حَتَّى يمسك عَن الْكَلَام فَهُوَ الواجم وَذكر فتنا كوجوه الْبَقر أَي أَنَّهَا يشبه بَعْضهَا بَعْضًا فِي الحَدِيث كَانَ لعَلي وَجه من النَّاس حَيَاة فَاطِمَة أَي جاه قَالَت أم سلمه لعَائِشَة لَو أَن رَسُول الله عارضك وَقد وجهت سدافته أَي أخذت وَجها هتكت السّتْر فِيهِ فِي حَدِيث عَن أهل الْبَيْت لَا يحبنا الأحدب الموجه قَالَ ثَعْلَب هُوَ صَاحب الحدبتين من خلف وَقُدَّام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 بَاب الْوَاو مَعَ الْحَاء فِي صفة عمر نَسِيج وَحده شبه بِالثَّوْبِ الَّذِي لَا ينسج عَلَى منواله غَيره فِي شعر أبي طَالب (حَتَّى يجالدكم عَنهُ وحاوحة ... ) الوحاوح السَّادة قَوْله صَوْم ثَلَاثَة من كل شهر يذهب وحر الصَّدْر وَهُوَ غشه ووساوسه وغلة وأضل هَذَا دويبة كالعضاءة تلزق فِي الأَرْض يُقَال لَهَا الوحرة فَشبه الغل والكدر لتشبثه بِالْقَلْبِ بهَا وَمن هَذَا فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة إِن جَارِيَة مثل الوحرة وَهِي الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي الحَدِيث بتنا وحشين أَي مقفرين مالنا طَعَام يُقَال رجل وَحش إِذا لم يكن لَهُ طَعَام من قوم أَو حاش الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 فِي الحَدِيث فنجد أَن الْمَدِينَة وحوشا أَي خَالِيَة وَالْوَاو مَفْتُوحَة فِي الحَدِيث وحشوا برماحهم أَي رموا بهَا عَلَى بعد وَفِي لفظ وحشوا بأسلحتهم واعتنق بَعضهم بَعْضًا وَأعْطَى رَسُول الله سَائِلًا تَمْرَة فوحش بهَا فِي الحَدِيث لَا تحقرن من الْمَعْرُوف شَيْئا وَلَو أَن تؤنس الوحشان وَهُوَ المغتم فِي الحَدِيث فَجعلت توحم فَهِيَ وَحمى بَيِّنَة الوحام فِي الحَدِيث الوحاء الوحاء أَي السرعة قَالَ الْأَزْهَرِي وتمد وتقصر بَاب الْوَاو مَعَ الْخَاء فِي الحَدِيث فَإِنَّهُ وخز إخْوَانكُمْ من الْجِنّ الوخز طعن لَيْسَ بنافذ فِي الحَدِيث وَإِن قرن الْكَبْش مُعَلّق فِي الْكَعْبَة قد وخش أَي يبس فتضاءل فِي الحَدِيث فَسمع وَخط نعالنا أَي خفقها فِي الحَدِيث فَدَعَا بمسك وَقَالَ أَو خُفْيَة فِي نور أَي اضربيه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 457 بِالْمَاءِ والوخيف الحظمي الْمَضْرُوب وَقد أوخفته فِي الحَدِيث استوخموا الْمَدِينَة أَي لم توافقهم فِي حَدِيث فتوضيا ثمَّ اسْتهمَا أَي اقصدا الْحق فِيمَا تصنعان بَاب الْوَاو مَعَ الدَّال فِي الحَدِيث انتفخت أوداجه إِنَّمَا هما ودجان وهما العرقان اللَّذَان يقطعهما الذَّابِح فإمَّا أَن يكون جَمعهمَا عَلَى مَذْهَب من يرَى الْإِثْنَيْنِ جمعا أَو لِأَن كل قِطْعَة من الودج تسمى ودجا فِي الحَدِيث وأيبست الأَرْض الوديس يَعْنِي السّنة والوديس مَا اخرجته الارض من النَّبَات يُقَال أودست الأَرْض وَمَا أحس ودسها قَوْله غير مُودع رَبِّي أَي غير مَتْرُوك الطَّاعَة قَوْله لينتهين أَقوام عَن ودعهم الْجُمُعَات أَي تَركهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 فِي الحَدِيث إِذا لم يُنكر النَّاس الْمُنكر فقد تودع مِنْهُم أَي أَسْلمُوا إِلَى مَا استحقوه من الْعقُوبَة لَهُم وَأَصله من التوديع وَهُوَ التّرْك فِي حَدِيث طهفة لكم ودائع الشّرك يَعْنِي العهود يُقَال توادع الْفَرِيقَانِ إِذا أعْطى كل وَاحِد مِنْهُمَا الآخر عهدا أَلا يغزوه يُقَال أَعْطيته وديعا أَي عهدا فِي الحَدِيث أعْطى رجلا ثوبا وَقَالَ ودعه بخلقك الَّذِي عَلَيْك التوديع أَن تجْعَل ثوبا وقاية ثوب وَهُوَ ثوب ميدع أَي مبتذل فِي قصَّة فِرْعَوْن فتمثل لَهُ جِبْرِيل عَلَى فرس وديق وَهِي الَّتِي تشْتَهي الْفَحْل فِي الحَدِيث إِن النَّاس يجملون الودك الودك الدّهن الْخَارِج من الشَّحْم الْمُذَاب فِي حَدِيث ذِي الثدية مودن الْيَد وتروى مودون أَي نَاقص الْيَد فِي حَدِيث وَعَلِيهِ نمرة قد وَصلهَا بإهاب قد ودنه أَي بله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 يُقَال خبز وَدين إِذا كَانَ مبلولا وَمِنْه الحَدِيث أَن وجا كَانَت لبني فلَان غرسوا ودانه وذنبوا خشانة ورعوا قريانه الودان مَوَاضِع الندى وَالْمَاء الَّتِي تصلح للغراس من وَدنت الشَّيْء إِذا بللته وَأَرَادَ بالخشان مَا خشن من الارض وبالقريان مجاري المَاء الْوَاحِد قري فِي الحَدِيث مَاتَ الودي وَهُوَ فسيل النّخل بَاب الْوَاو مَعَ الذَّال قَامَ رجل فنال من عُثْمَان فوذأه ابْن سَلام فاتذأ أَي زَجره فانزجر فِي حَدِيث أم زرع إِنِّي أَخَاف أَلا أذره قَالَ ابْن السّكيت إِنِّي أَخَاف أَن لَا أذر صفته وَلَا أقطعها من طولهَا وَقَالَ أَحْمد بن عبيد مَعْنَاهُ إِنِّي أَخَاف أَلا أقدر عَلَى فِرَاقه لِأَن أَوْلَادِي مِنْهُ فِي الحَدِيث يَا ابْن شامة الوذر قَالَ أَبُو زيد أَرَادَ القلف قَالَ أَبُو عبيد هِيَ كلمة مَعْنَاهَا الْقَذْف والوذرة الْقطعَة من اللَّحْم مثل الفدر وَإِنَّمَا أَرَادَ يَا ابْن شامة المذاكير كَأَنَّهَا تشم كمرا مُخْتَلفَة فِي الحَدِيث فأتينا بثريد كَثِيرَة الوذر أَي كَثِيرَة بضع اللَّحْم فِي حَدِيث الْحجَّاج فَقَامَ يتوذف فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا يسْرع قَالَه ابو عُبَيْدَة وَالثَّانِي يتبختر قَالَه أَبُو عبيد فِي الحَدِيث نزل بِأم معبد وذفان مخرجه إِلَى الْمَدِينَة أَي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 حدثان وسرعان مخرجه قَالَ عَمْرو لمعاوية مَا زلت أزم أَمرك بوذائله الوذائل جمع وذيلة وَهِي السبيكة من الْفضة قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَئِن وليت بني أُميَّة لأنفضنهم نفض القضاب الوذام التربة الوذام وَاحِدهَا وَذمَّة وَهِي الخزة من الكرش أَو الكبد وَمِنْه قيل لسيور الدلاء الوذم لِأَنَّهَا مقدودة طوال وَالتُّرَاب الَّتِي سَقَطت فِي التُّرَاب فتتربت والقصاب ينفضها فَأَرَادَ أَمِير الْمُؤمنِينَ لأطهرنهم من الدنس ولأطيبنهم بعد الْخبث هَذَا قَول أبي عبيد والأصمعي وَقد رَوَاهُ بَعضهم نفض القصاب التُّرَاب الوذمة وَكَانَ الْأَصْمَعِي يرَاهُ غَلطا وَحَكَى الْأَزْهَرِي فِي تَفْسِيره أَن أصل التُّرَاب ذِرَاع الشَّاة والسبع إِذا أَخذ شَاة قبض عَلَى ذَلِك الْمَكَان فنفض الشَّاة وَرَوَاهُ بَعضهم نفض التُّرَاب جمع ترب وَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَة عَن كلب الصَّيْد فَقَالَ إِذا وذمته وأرسلته وَذكرت اسْم الله عَلَيْهِ فَكل قَالَ الْأَزْهَرِي توذيم الْكَلْب أَن يشد فِي عُنُقه سير يعلم بِهِ أَنه معلم وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة وذمته أَي شددته وأمسكته وَالْأَصْل فِيهِ الوذام وَهِي سيور تقد طولا واحدتها وَذمَّة وَإِنَّمَا أَرَادَ بتوذيمه أَنه لَا يطْلب الصَّيْد بعد إرْسَال وَلَا تَسْمِيَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 وَفِي حَدِيث عمر أَنه ربط كميه بوذمة وَهِي سير فِي الحَدِيث أريت الشَّيْطَان فَوضعت يَدي عَلَى وذمته يُرِيد عَلَى قلادته وَهِي السّير الَّذِي يكون فِي عُنُقه وَيُقَال وذمت القرد وَالْكَلب إِذا جعلت ذَلِك فِي أعناقها بَاب الْوَاو مَعَ الرَّاء فِي الحَدِيث أَتَى بكتف مؤربة وَهِي الموقرة الَّتِي لم ينقص مِنْهَا شَيْء فِي الحَدِيث وَإِن بايعتهم واربوك أَي خادعوك من الإرب وَهُوَ الدهي وَبعث رَسُول الله إِلَى أهل عَرَفَة فَقَالَ اثبتوا عَلَى مشاعركم فَإِنَّكُم عَلَى إِرْث من إِرْث إِبْرَاهِيم قَالَ أَبُو عبيد أَصله من الْمِيرَاث وَأَصله ورث فقلبت الْوَاو ألفا مَكْسُورَة لكسرة الْوَاو وَالْمعْنَى إِنَّكُم عَلَى بَقِيَّة من شرائع إِبْرَاهِيم فِي الحَدِيث فَإِذا نَار تؤرث أَي توقد فِي دُعَاء رَسُول الله اللَّهُمَّ أمتعني بسمعي وبصري واجعلهما الْوَارِث مني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 حَكَى فِيهِ الازهري قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَن الْمَعْنى أبقهما معي حَتَّى أَمُوت قَالَه النَّضر وَالثَّانِي أَنه أَرَادَ بِالسَّمْعِ وعي مَا يسمع وَالْعَمَل بِهِ وبالبصر الِاعْتِبَار بِمَا يرَى وَنور الْقلب الَّذِي يخرج بِهِ من الْحيرَة والظلمة إِلَى الْهدى وَأمْسك أَبُو بكر لِسَانه وَقَالَ هَذَا أوردني الْمَوَارِد أَي موارد الهلكات وأصل الْمَوَارِد الطّرق إِلَى المَاء وَمِنْه الحَدِيث اتَّقوا البرَاز فِي الْمَوَارِد وَكَانَ الْحسن وَابْن سِيرِين يكرهان الأوارد قَالَ أَبُو عبيد كَانُوا قد أَحْدَثُوا أَن الْقُرْآن أَجزَاء وكل جُزْء مِنْهَا فِيهِ سور مُخْتَلفَة من الْقُرْآن عَلَى غير التَّأْلِيف جعلُوا السُّورَة الطَّوِيلَة مَعَ أُخْرَى دونهَا حَتَّى يتم الْجُزْء بسور تامات فكرها مَا فعلوا قَوْله لَا صِيَام لمن لم يورص الصّيام فِي اللَّيْل أَي لم ينْو يقل ورضت الصَّوْم وأرضته إِذا نويته قَوْله لَا خلاط وَلَا وراط قَالَ أَبُو عبيد الوراط الخديعة والغش قَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي الوراط أَن يَجْعَل غنمه فِي هوة من الأَرْض ليخفى مَوْضِعه عَلَى الْمُصدق مَأْخُوذ من الورطة وَهِي الهوة فِي الأَرْض يُقَال وَقَعُوا فِي ورطة أَي فِي بلية تشبه الْبِئْر الغامضة يُقَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 463 تورطت الْغنم إِذا وَقعت فِي الورطة ثمَّ يُقَال للرجل إِذا وَقع موقعا صعبا تورط واستورط قَالَ عمر ورع اللص وَلَا تراعه يَقُول إِذا رَأَيْته فِي مَنْزِلك فاكففه بِمَا اسْتَطَعْت وَلَا تراعه أَي لَا تنْتَظر مِنْهُ شَيْئا وكل شَيْء كففته فقد ورعته وَقَالَ عمر لرجل ورع عني فِي الدِّرْهَم وَالدِّرْهَمَيْنِ يَقُول كف عني الْخُصُوم بِأَن تنظر فِي ذَلِك وتقضي بَينهم يَقُول تنوب عني فِي ذَلِك فِي الحَدِيث كَانَ أَبُو بكر وَعمر يوارعان عليا عَلَيْهِ السَّلَام أَي يستشيرانه وَقَالَ ثَعْلَب الموارعة المناطقة فِي حَدِيث عرْفجَة فَاتخذ أنفًا من ورق يَعْنِي فضَّة وَحَكَى ابْن قُتَيْبَة عَن الْأَصْمَعِي أَنه قَالَ إِنَّمَا اتخذ أنفًا من ورق بِفَتْح الرَّاء كَأَنَّهُ أَرَادَ الرّقّ الَّذِي يكْتب فِيهِ فَأَنْتن قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَكنت أَحسب أَن قَول الْأَصْمَعِي أَن الْوَرق لَا ينتن صَحِيحا حَتَّى أَخْبرنِي بعض أهل الْخِبْرَة أَن الذَّهَب لَا يبليه الثرى وَلَا يصدئه الندى وَلَا تنقصه الأَرْض وَلَا تَأْكُله النَّار وقليله يلقى فِي الزئبق فيرسب ويلقى الْكثير من غَيره فِيهِ فيطفو فَأَما الْفضة فَإِنَّهَا تنتن وتصدأ وتبلى من الحماة وَقد كتب عمر بن عبد الْعَزِيز فِي الْيَد إِذا قطعت تحسم بِالذَّهَب فَإِنَّهُ لَا يقيح قَوْله فِي الرقة ربع الْعشْر وَهِي الْوَرق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 464 فِي الحَدِيث قَالَ لعمَّار أَنْت طيب طيب الْوَرق أَرَادَ بالورق نَسْله وَأَوْلَاده شبهوا بالورق قَوْله ضرس الْكَافِر مثل ورقان ورقان جبل مَعْرُوف من جبال الْعَرَب فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ أَوْرَق الأورق الَّذِي لَونه بَين السوَاد والغبرة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأورق مَا كَانَ لَونه لون الرماد وَمِنْه بعير أَوْرَق وَمِنْه قيل للحمامة وَرْقَاء فِي الحَدِيث كره أَن يسْجد الرجل متوركا أَي أَن يرفع وركه إِذا سجد حَتَّى يفحش فِي ذَلِك وَقيل التورك أَن يلصق إليتيه بعقبيه فِي السُّجُود قَالَ الْأَزْهَرِي التورك فِي الصَّلَاة ضَرْبَان أَحدهمَا سنة وَالْآخر مكروة فَأَما السّنة فَأن ينحي رجلَيْهِ فِي التَّشَهُّد الْأَخير وَيلْزق مقعديه بِالْأَرْضِ وَأما الْمَكْرُوه فَأن يضع يَدَيْهِ عَلَى وركيه فِي الصَّلَاة وَهُوَ قَائِم وَهَذَا مَنْهِيّ عَنهُ فِي الحَدِيث أُتِي بِإِبِل أوارك أَي مُقِيمَة فِي الْأَرَاك تَأْكُله فِي الحَدِيث نهَى أَن يَجْعَل فِي وَرَاك صَلِيب الوراك ثوب يخف بِهِ الرجل قَالَ النَّخعِيّ من حلف مَظْلُوما فورك التوريك نِيَّة ينويها الْحَالِف غير مَا نَوَاه مستحلفة وَذكر فتْنَة فَقَالَ يصطلح النَّاس عَلَى رجل كورك عَلَى ضلع أَي عَلَى أَمر واه لَا نظام لَهُ لِأَن الورك لَا يَسْتَقِيم عَلَى الضلع ولَا يتركب عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 قَالَ أَبُو بكر وليت خَيركُمْ فكلكم ورم أَنفه أَي امْتَلَأَ غيظا وَكَانَ رَسُول الله إِذا أَرَادَ سفرا وَرى بِغَيْرِهِ أَي وهم غَيره وَأَصله من الوراء أَي ألْقَى التَّبْيِين وَرَاء ظَهره وَقَالَ أَبُو عَمْرو التورية السّتْر يُقَال وريت الْخَيْر إِذا سترته وأظهرت غَيره قَوْله لَئِن يمتلىء جَوف أحدكُم قَيْحا حَتَّى يرِيه وَهُوَ من الوري وَهُوَ أَن يدوى جَوْفه يُقَال رجل موري فِي الحَدِيث وَفِي الوري حق وَهُوَ السمين وَذكر رَسُول الله فَقَالَ عَلّي حَتَّى أورى قبسا لقابس أَي أظهر نورا من الْحق بَاب الْوَاو مَعَ الزَّاي قَالَ الْحسن لَا بُد للنَّاس من وزعة وَهُوَ الَّذِي يكف النَّاس عَن الشَّرّ وَأَشَارَ إِلَى السُّلْطَان فِي الحَدِيث كَانَ موزعا بِالسِّوَاكِ أَي مُولَعا بِهِ خرج عمر وَالنَّاس أوزاع الأوزاع جماعات مُتَفَرِّقَة حَكَى الحكم بن أبي الْعَاصِ رَسُول الله من خَلفه فَعلم بذلك فَقَالَ كَذَا فلتكن فَأَصَابَهُ مَكَانَهُ وزع لم يُفَارِقهُ الوزع الارتعاش نهَى عَن بيع الثِّمَار قبل أَن توزن أَي تحرز بالخرص بَاب الْوَاو مَعَ السِّين ذكر رجل عِنْد رَسُول الله فَقَالَ ذَاك رجل لَا يتوسد الْقُرْآن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 ظَاهِرَة الْمَدْح وَالْمعْنَى لَا ينَام فيتوسد فَيكون الْقُرْآن متوسدا مَعَه وَيحْتَمل الذَّم لِأَنَّهُ إِذا لم يحفظ مِنْهُ شَيْئا لم يتوسده وَالْأول أظهر قَوْله إِذا وسد الْأَمر إِلَى غير أَهله فانتظر السَّاعَة أَي أسندت الْإِمَارَة وَالْولَايَة قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسق صَدَقَة الوسق سِتُّونَ صَاعا بِصَاع رَسُول الله وَهُوَ خَمْسَة أَرْطَال وَثلث فِي الحَدِيث استوسقوا أَي اجْتَمعُوا قَوْله سلوا الله الْوَسِيلَة وَهِي الْقرْبَة والمنزلة عِنْد الله تَعَالَى والمنزلة الَّتِي ذكرهَا فِي الْجنَّة ثَمَرَة الْقرب قَوْله تنْكح الْمَرْأَة لميسمها يَعْنِي الْحسن بَاب الْوَاو مَعَ الشين فِي الحَدِيث أرَى مَعَك أَو شَابًّا الأوشاب الأوباش الأخلاط من النَّاس فِي الحَدِيث وأفنت أصُول الوشيج يَعْنِي السّنة والوشيج مَا التف من الشّجر وَمِنْه يُقَال رحم واشجة أَي مشتبكة بَاب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله يتوشحني أَي يعانقني وَلعن الواشرة وَهِي الْمَرْأَة تشر أسنانها أَي تحددها أسنانها أَي تحددها حَتَّى تكون لَهَا أشر وَهُوَ تحدد ورقة وَذَلِكَ يكون فِي أَسْنَان الْأَحْدَاث قَالَ الشّعبِيّ إيَّاكُمْ والوشائظ يَعْنِي الدخلاء فِي الْقَوْم فِي الحَدِيث وَالْمَسْجِد يَوْمئِذٍ وشيع الوشيع شريحة من السعف تلقى عَلَى خشب السّقف وَالْجمع وشائع والوشيع عَرِيش يُبْنَى للرئيس فِي الْعَسْكَر يشرف مِنْهُ عَلَى عسكره وَكَانَ أَبُو بكر يَوْم بدر فِي الوشيع فِي الحَدِيث فَأتي بوشيعة يابسة وَهِي اللَّحْم يُؤْخَذ فيغلى إغلاءة وَيحمل فِي الْأَسْفَار وَقيل هُوَ المقدد فِي حَدِيث جَيش الْخبط من لحْمَة وشائق الوشائق مَا قطع من اللَّحْم ليقدد فِي الحَدِيث فتواشقوا بِأَسْيَافِهِمْ أَي قطعوه كَمَا يقطع اللَّحْم إِذا قدد قَوْله توشك الوشيك الْقَرِيب قَالَ ثَعْلَب أوشك يُوشك لَا غير قَالَ ابْن السّكيت يُقَال عجبت من سرعَة ذَلِك الْأَمر وَسُرْعَة وَمن وَشك ذَلِك ووشكه ووشكانه ووشكانه ووشكانه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 وَقَالَ الْحجَّاج لحفار أوشلت الوشل المَاء الْقَلِيل قَوْله لعن الله الواشمة الوشم فِي الْيَد أَن يغرز كف الْمَرْأَة ومعصمها بإبرة ثمَّ بكحل فيخضر والموتشمة الَّتِي يفعل بهَا ذَلِك فِي الحَدِيث رَأَيْت سترا موشيا الْمُوشى المخطط بألوان تَشِنْ وكل منسوج عَلَى لونين فَصَاعِدا فَهُوَ موشى وَكَانَ الزُّهْرِيّ يستوشي الحَدِيث أَي يَسْتَخْرِجهُ بالبحث وَالْمَسْأَلَة وَمثله وَكَانَ ابْن أبي يستوشي بِحَدِيث الْإِفْك فِي الحَدِيث فدق عُنُقه إِلَى عجب ذَنبه فائتش محدودبا أَي أَنه برأَ من الْكسر الَّذِي أَصَابَهُ والتأم يُقَال ائتش الْعظم إِذا برأَ من كسر كَانَ بِهِ بَاب الْوَاو مَعَ الصَّاد قَالَ أُميَّة بن أبي الصَّلْت فِي مَرضه مَا أجد إِلَّا توصيبا أَي فتورا قَالَ رجل لشريح إِن هَذَا اشْتَرَى مني أَرضًا وَقبض مني وصرها وَهُوَ كتاب شِرَائهَا وَالْأَصْل أصرها وَهُوَ الْعَهْد فِي الحَدِيث فيتواضع لله حَتَّى يصير مثل الْوَصع وَبَعض الروَاة بِفَتْح الصَّاد وَالْأول اخْتِيَار أبي عبيد قَالَ هُوَ الصَّغِير من أَبنَاء العصافير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 قَالَ وَيُقَال هُوَ طَائِر شَبيه بالعصفور الصَّغِير فِي صغر جِسْمه وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه يُقَال وصع ووصع وصعو فالصعو صغَار العصافير وَنَهَى عَن بيع المواصفة قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ أَن يَبِيع مَا لَيْسَ عِنْده ثمَّ يبتاعه فيدفعه إِلَى المُشْتَرِي وَقيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ بَاعَ بِالصّفةِ من غير نظر وَلَا حِيَازَة ملك فِي حَدِيث عمر إِلَّا يشف فَإِنَّهُ يصف أَي إِن الثَّوْب الرَّقِيق يصف قَوْله حَتَّى يكون الْبَيْت بالوصيف الْبَيْت الْقَبْر يكون بِعَبْد من كَثْرَة الْمَوْتَى فِي الحَدِيث من اتَّصل فأعضوه الِاتِّصَال دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ أَن يَقُول يالفلان قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا كنت فِي الوصيلة فاعط راحلتك حظها الوصيلة الْعِمَارَة وَالْخصب وَإِنَّمَا قيل لَهَا وصيلة لاتصالها واتصال النَّاس فِيهَا وَقيل الوصيلة أَرض مكلئة تتصل بِأَرْض ذَات كلأ قَالَ عَمْرو لمعاوية مَا زلت أصل أَمرك بوصائله الْمَعْنى مَا زلت أزمه وأحكمه فِي الحَدِيث كسا تبع الْكَعْبَة الوصائل وَهِي ثِيَاب حبر يَمَانِية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 وَنَهَى عَن الْوِصَال وَهُوَ أَن يصل اللَّيْل بِالنَّهَارِ فِي الصَّوْم فِي الحَدِيث وَلَا توصيم فِي الدَّين أَي لَا تفتروا فِي إِقَامَة الْحَد وَلَا تحَابوا فِيهِ والوصم الكسل والتواني وَفِي حسب فلَان وصمة أَي غميزة فِي الحَدِيث وَلعن الْوَاصِلَة وَالْمسْتَوْصِلَة يَعْنِي الَّتِي تصل شعرهَا بِشعر آخر بَاب الْوَاو مَعَ الضَّاد توضأوا مِمَّا غيرت النَّار ظَاهره الْوضُوء الشَّرْعِيّ ثمَّ يسح وَقَالَ قوم مَعْنَاهُ نظفوا أَيْدِيكُم من الزهومة وَالْوُضُوء بِضَم الْوَاو والتوضؤ بِالْفَتْح اسْم المَاء فِي الحَدِيث الْمِيضَاة وَهِي مطهرة يتَوَضَّأ مِنْهَا مفعلة من الْوضُوء فِي الحَدِيث أَن يَهُودِيّا قتل جَارِيَة عَلَى أوضاح لَهَا يَعْنِي حليا من فضَّة وَالْمعْنَى قَتلهَا ليَأْخُذ ذَلِك وَفِي الشجاج الْمُوَضّحَة وَهِي الَّتِي تبدي وضح الْعظم أَي بياضه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 فِي الحَدِيث كَانَ الصّبيان يَلْعَبُونَ بِعظم وضاح وَهِي لعبة لصبيان الْأَعْرَاب يَعْمِدُونَ إِلَى عظم أَبيض فيرمونه بَعيدا بِاللَّيْلِ ثمَّ يتفرقون فِي طلبه فَمن وجده مِنْهُم ركب صَاحبه فِي الحَدِيث أَمر بصيام الأواضح يَعْنِي أَيَّام الْبيض فِي الحَدِيث من وضح إِلَى وضح أَي من الْهلَال إِلَى الْهلَال وأصل الوضح الْبيَاض وَفِي حَدِيث غيروا الوضح أَي بَيَاض الشيب وَرَأَى بِعَبْد الرَّحْمَن وضرا من صفرَة أَي لطخا من خلوق أَو طيب لَهُ لون وَذَلِكَ من فعل الْعَرُوس إِذا بنى بأَهْله وَيكون الوضر من الصُّفْرَة والحمرة وَالطّيب فِي الحَدِيث وأوضع فِي وَادي محسر الإيضاع سير مثل الخبب فِي الحَدِيث لكم وضائع الْملك يَعْنِي الْوَظَائِف الَّتِي يوظفها عَلَى الْمُسلمين فِي الْأَمْوَال الْمَمْلُوكَة لَا تزيد عَلَيْكُم فِيهَا فِي حَدِيث أَن اسْم رَسُول الله وَصورته فِي الوضائع قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ كتب تكْتب فِيهَا الْحِكْمَة قَالَ الْأَزْهَرِي والوضائع شبه الرهائن كَانَ كسْرَى يرْهن أَقْوَامًا ويسكنهم بعض بِلَاده فِي حَدِيث من رفع السِّلَاح ثمَّ وَضعه فدمه هدر أَي قَاتل بِهِ فِي الْفِتْنَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 472 قَوْله من أنظر مُعسرا أَو وضع لَهُ أَي حط عَنهُ من أصل المَال شَيْئا وَقَالَت أعرابية فِي وَلَدهَا مَا حَملته وضعا قَالَ ابْن السّكيت الْوَضع أَن تحمل الْمَرْأَة فِي آخر ظهرهَا فِي مقبل الْحيض وَهُوَ التضع أَيْضا قَوْله إِنَّمَا النِّسَاء لحم عَلَى وَضم قَالَ الْأَصْمَعِي الْوَضم الْخَشَبَة أَو البارية الَّتِي يوضع عَلَيْهَا اللَّحْم يَقُول فِيهِنَّ فِي الضعْف مثل ذَلِك اللَّحْم الَّذِي لَا يمْتَنع من أحد إِلَّا أَن يذب عَنهُ فِي الحَدِيث إِلَيْك تعدو قلقا وضينها قَالَ القتيبي الْوَضِين بطان منسوج بعضه عَلَى بعض وَمِنْه قيل للدروع موضونة أَي مداخلة الْحلق فِي الْحلق بَاب الْوَاو مَعَ الطَّاء قَوْله اللَّهُمَّ اشْدُد وطأتك عَلَى مُضر أَي خذهم أخذا شَدِيدا وَمِنْه آخر وَطْأَة وَطئهَا الله بوج أَي آخر وقْعَة وَوَج هُوَ الطَّائِف وَكَانَت غَزْوَة الطَّائِف آخر غزوات رَسُول الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 473 فِي الحَدِيث الموطأون أكنافا التوطئة التذليل والتمهيد يُقَال فرَاش وطيء وثير لَا يُؤْذِي جنب النَّائِم فِي الحَدِيث قيل للخراص احتاطوا لأهل المَال فِي النائبة والواطئة فِي الواطئة قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم الْمَارَّة السابلة سموا بذلك لوطئهم الطَّرِيق الْمَعْنى استظهروا فِي الْخرص لما ينوبهم من الضيفان وَغَيرهم وَالثَّانِي أَن الواطئة سقاطة التَّمْر تقع فتوطأ بالأقدام فَاعل بِمَعْنى مفعول فِي الحَدِيث إِن رعاء الْإِبِل ورعاء الْغنم تفاخروا فأوطأوا رعاء الْإِبِل عَلَيْهِ أَي غلبوهم وقهروهم بِالْحجَّةِ فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ موطأ الْعقب أَي كثير الأتباع فِي حَدِيث صَلَّى بِهِ جِبْرِيل الْعشَاء حِين غَابَ الشَّفق واتطأ الْعشَاء يُقَال وطأت الشَّيْء فاتطأ أَي هيأته فتهيأ وَأَرَادَ كمل ظلام الْعشَاء وواطأ بعض الظلام بَعْضًا فِي الحَدِيث ووطب الوطب سقاء اللَّبن وَجمعه وطاب وأوطاب وَأَتَى رجل ابْن مَسْعُود فوطده إِلَى الأَرْض وَلم يتْركهُ حَتَّى أَجَابَهُ عَن مَسْأَلَة أَي غمزه وأثبته قَالَ الْبَراء لخَالِد طدني إِلَيْك أَي ضمني فِي صفته فِي أَشْفَاره وَطف أَي طول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 قَوْله الْآن حمي الْوَطِيس حَكَى أَبُو مَنْصُور الْأَزْهَرِي أَن التَّنور يُقَال لَهُ الْوَطِيس وَالْخَمِيس وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الْوَطِيس شَيْء مثل التَّنور يختبر فِيهِ شبه حر الْحَرْب بِهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِي الْوَطِيس حِجَارَة مُدَوَّرَة فَإِذا أحميت لم تمكن أحدا الوطأ عَلَيْهَا يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ الشَّديد وَقَالَ الْأَعرَابِي الْوَطِيس الوطأ الَّذِي يطس النَّاس ويدقهم ويقتلهم وأصل الوطس الوطأ من الْخَيل وَالْإِبِل وَسُئِلَ عَطاء عَن الوطواط يُصِيبهُ الْمحرم فَقَالَ ثلثا دِرْهَم وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا الخفاش قَالَه الْأَصْمَعِي وَالثَّانِي أَنه الخطاف وَاخْتَارَهُ أَبُو عبيد بَاب الْوَاو مَعَ الظَّاء فِي الحَدِيث إِذا ذبحت الذَّبِيحَة فاستوظف قطع الْحُلْقُوم والمريء والودجين أَي استوعب ذَلِك بَاب الْوَاو مَعَ الْعين فِي الحَدِيث إِن النِّعْمَة تستوعب جَمِيع الْعَمَل أَي تَأتي عَلَيْهِ فَإِذا استؤصل الشَّيْء فقد استوعب وَمِنْه إِذا استوعبت جدع الْأنف فَفِيهِ الدِّيَة وَيروَى أوعب وَيروَى استوعي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي استوعي بِمَعْنى استوعب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 475 قَالَ حُذَيْفَة فِي الْجنب ينَام قبل أَن يغْتَسل هُوَ أوعب للْغسْل أَي أَحْرَى أَن يخرج مَا بَقِي من مَائه فِي الحَدِيث كَانَ الْمُسلمُونَ يوعبون فِي النفير أَي يخرجُون بأجمعهم وَمِنْه أوعب الْأَنْصَار مَعَ عَلّي إِلَى صفّين أَي لم يتَخَلَّف عَنهُ أحد مِنْهُم قَوْله أعوذ بك من وعثاء السّفر يَعْنِي شدته ومشقته وَأَصله من الوعث وَهُوَ الدهس وَهُوَ الرمل الدَّقِيق وَالْمَشْي فِيهِ يشْتَد عَلَى صَاحبه فَجعل مثلا لكل مَا يشق فِي حَدِيث أم زرع عَلَى جبل وعر أَي غليظ حزن يصعب الصعُود إِلَيْهِ شبهته بِلَحْم لَا ينْتَفع بِهِ وَلَا يطْلب فِي الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان يسْتَحل فِيهِ الْقَتْل بِالْمَوْعِظَةِ أَي أَن يقتل الرجل ليتعظ بِهِ الْمُرِيب وَذكر عمر بعض الصَّحَابَة فَقَالَ وعقة لقس والوعقة واللقس والشرس الشَّديد الْخلق وَقَالَ أَبُو زيد الوعقة الَّذِي يضجر ويتبرم مَعَ كَثْرَة صمت وَسُوء خلق قَوْله إِنِّي أوعك أَي أقلب فِي الْمَرَض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 فِي حَدِيث لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تهْلك الوعول يَعْنِي الْأَشْرَاف والوعل الشَّاء الجبلبة يُقَال وعول وأوعال قَوْله لَا يعذب الله قلبا وعى الْقُرْآن قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي مَعْنَاهُ عقل الْقُرْآن إِيمَانًا بِهِ وَعَملا فَأَما من حفظ أَلْفَاظه وضيع حُدُوده فَإِنَّهُ غير واع يدل عَلَى ذَلِك حَدِيث الْخَوَارِج يقرأون الْقُرْآن وَلَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ بَاب الْوَاو مَعَ الْعين قَالَ الْأَحْنَف إيَّاكُمْ وحمية الأوغاب الأوغاب والأوغاد اللئام الْوَاحِد وغب وَفِي لفظ الأوقاب وهم الحمقى الْوَاحِد وَقب فِي حَدِيث الْهَدِيَّة تذْهب وَعز الصَّدْر أَي كدره فِي الحَدِيث الْإِفْك لولوا موغرين الوغرة شدَّة الْحر قَوْله فأوغل فِيهِ بِرِفْق الإيغال الدُّخُول فِي الشَّيْء قَالَ عِكْرِمَة من لم يغْتَسل يَوْم الْجُمُعَة فليستوغل يَعْنِي ليغسل الغوابن والبواطن بَاب الْوَاو مَعَ الْفَاء فِي الحَدِيث أَمر بِصَدقَة تُوضَع فِي الأوفاض قَالَ أَبُو عبيد هم الْفرق من النَّاس والأخلاط وَقَالَ الْفراء هم الَّذين مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 وَفِضة يلقِي فِيهَا طَعَامه وَهِي مثل الكنانة الصَّغِيرَة وَحَكَى أَبُو عبيد أَن المُرَاد بهم أهل الصّفة لأَنهم كَانُوا من قبائل شَتَّى قَالَ وَقد يُمكن أَن يكون مَعَ كل وَاحِد مِنْهُم وَفِضة فِي الحَدِيث وَمن زنَى من بكر فاصقعوه أَي اضْرِبُوهُ والصقع الضَّرْب واستوفضوه عَاما أَي عربوه وانفوه وَأَصله من قَوْلك استوفضت الْإِبِل إِذا تَفَرَّقت فِي رعيها فِي الحَدِيث لَا يُحَرك وافه عَن وفهيته قَالَ اللَّيْث الوافه الْقيم الَّذِي يقوم عَلَى بَيت النَّصَارَى الَّذِي فِيهِ صليبهم والمحدثون يَرْوُونَهُ بِالْكَاف وَالصَّوَاب بِالْفَاءِ وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي واهف وَكَأَنَّهُ مقلوب قَوْله إِنَّكُم وفيتم سبعين أمة أَي تمت الْعدة بكم فِي الحَدِيث وافية آذانها أَي تَامَّة وَمثله كلما فرضت شفاههم وفت أَي تمت وطالت بَاب الْوَاو مَعَ الْقَاف فِي الحَدِيث لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ أَي غَابَتْ فِي حَدِيث العنبر فاغترفنا من وَقب عَيْنَيْهِ الوقب كالنقرة فِي الشَّيْء فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا كَانَ وَقيد الجوانح أَي محزون الْقلب فقد ضعفت الجوانح الَّتِي تحتوي عَلَى الْقلب لحزن الْقلب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 478 وَقَالَت فواقد النِّفَاق أَي دَفعه وكسره فِي الحَدِيث ووقير كثير الرُّسُل قَالَ ابْن قُتَيْبَة الوقير الْغنم قَوْله دخلت الْجنَّة فَسمِعت وقشا خَلْفي فَإِذا بِلَال الوقش الْحَرَكَة فوقصت بِهِ نَاقَته الوقص كسر الْعُنُق وَقَضَى عَلّي فِي الواقصة أَي الموقصة وَهِي الَّتِي اندقت عُنُقهَا وَأتي معَاذ بوقص فِي الصَّدَقَة وَهُوَ مَا بَين الفريضتين فِي الحَدِيث فَركب فرسا فَجعل يتوقص بِهِ أَي ينزو بِهِ وَيُقَارب الخطو قَالَ جَابر كَانَت عَلّي بردة فخالفت بَين طرفيها ثمَّ تواقصت عَلَيْهَا لِئَلَّا تسْقط أَي أَمْسَكت عَلَيْهَا بعنقي وَهُوَ أَن يحني عَلَيْهَا عُنُقه والأوقص الَّذِي قصرت عُنُقه فِي الحَدِيث كَانَ إِذا أنزل عَلَيْهِ الْوَحْي وقط فِي رَأسه أَي أدْركهُ الثّقل فَوضع رَأسه يُقَال ضربه فوقطه أَي صرعه قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة اجعلي وقاعة السّتْر قبرك وقاعة السّتْر موقعه عَلَى الأَرْض إِذا أَرْسلتهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 فِي الحَدِيث مَا هِيَ إِلَّا إبل موقع ظُهُورهَا الْموقع ظُهُورهَا الْموقع الَّذِي تكْثر آثَار الدبر بظهره قَالَ أبي لرجل لَو اشْتريت دَابَّة تقيك الوقع الوقع أَن تصيب الْحِجَارَة الْقدَم فتوهنها وَفِي الْمثل كل الْحذاء تحتذي الحافي الوقع وَفِي الحَدِيث إِنَّه وَقع أَي وجع فِي الحَدِيث الْمُؤمن وقاف وَهُوَ المتأني لينْظر الْمصلحَة فِي الحَدِيث وَلَا وَاقِفًا من وقيفاه الْوَاقِف خَادِم الْبيعَة لِأَنَّهُ وقف نَفسه عَلَى خدمتها والوقيفي الْخدمَة فِي حَدِيث أم زرع لَيْسَ بلبد فيتوقل التوقل الْإِسْرَاع وَمِنْه فتوقلت بِنَا القلاص فِي حَدِيث جَابر أَنه اشْتَرَى مِنْهُ جمله بأوقية الْأُوقِيَّة عِنْد الْعَرَب أَرْبَعُونَ درهما وَجَمعهَا أواقي مَفْتُوحَة الْألف مُشَدّدَة الْيَاء غير مصروفة والعامة تَقول أَوَاقٍ ممدودة الْألف بِغَيْر يَاء قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خمس أواقي صَدَقَة يَعْنِي مِائَتي دِرْهَم بَاب الْوَاو مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث كَانَت وكتة فِي قلبه الوكتة الْأَثر الْيَسِير وَمِنْه قيل للبسر إِذا وَقعت نُكْتَة من الإرطاب قد وكت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 480 وَمِنْه حَدِيث حُذَيْفَة كأثر الوكت فِي الحَدِيث قلب وَكِيع أَي متين يُقَال سقاء وَكِيع أَي مُحكم الخرز قَوْله من منح منحة وكوفا وَهِي الغزيرة اللَّبن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ الَّتِي لَا يَنْقَطِع لَبنهَا سنتها جَمِيعًا فِي الحَدِيث أَنه تَوَضَّأ فاستوكف ثَلَاثًا يُرِيد غسل يَدَيْهِ ثَلَاثًا وَهُوَ استفعل من وكف الْبَيْت إِذا قطر كَأَنَّهُ أَخذ ثَلَاث دفع من المَاء فِي الحَدِيث أهل الْقُبُور يتوكفون الْأَخْبَار أَي يتوقعونها فِي الحَدِيث خِيَار الشُّهَدَاء عِنْد الله أَصْحَاب الوكف قيل وَمن أَصْحَاب الوكف قَالَ قوم تكفأ عَلَيْهِم مراكبهم فِي الْبَحْر قَالَ شمر أصل الوكف الْميل والجور يُقَال إِنِّي أخْشَى وكف فلَان أَي جوره فِي الحَدِيث وَكفوا عَن علمهمْ أَي قصروا عَنهُ ونقصوا وَيُقَال لَيْسَ عَلَيْك وكف أَي منقصة فِي الحَدِيث الْبَخِيل التخيل من غير وكف الوكف النَّقْص يُقَال لَيْسَ عَلَيْك وكف أَي منقصة فِي الحَدِيث فتواكلا الْكَلَام أَي اتكل كل وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى الآخر فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 فِي الحَدِيث نهَى عَن المواكلة وَهُوَ أَن يكون للرجل عَلَى الرجل دين فيهدي لَهُ فيؤخره فِي الحَدِيث لَا عَاجز ولَا وكل الوكل البليد فِي حَدِيث ابْن الزبير كَانَ يوكي بَين الصَّفَا الْمَرْوَة سعيا أَي يسكت كَأَنَّهُ يوكي فَاه قَالَ الْأَزْهَرِي الإيكاء يكون عِنْد الْعَرَب بِمَعْنى السَّعْي الشَّديد وَهَذَا أصح من الأول لِأَنَّهُ قَالَ يوكي سعيا قَوْله أوكوا أسقيتكم الإيكاء الشد وَاسم الْخَيط الَّذِي يشد بِهِ السقاء الوكاء وَمِنْه فَلْيحْفَظ وكاءها بَاب الْوَاو مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث ولث لَهُم عُثْمَان ولثا أَي أَعْطَاهُم عهدا غير مُحكم وَلَا موثق وَقَالَ عمر للجاثليق لَوْلَا ولث عقد لَك قَالَ ابْن مَسْعُود ظهر الطَّرِيق منزل الوالجة يَعْنِي السبَاع والحيات سميت والجة لولوجها بِالنَّهَارِ واستتارها فِي حَدِيث رقيقَة فيهم الطَّاهِر لداته أَي موالده فِي الْإِنْجِيل أَنا وَلدتك أَي ربيتك اشْتَرَى رجل جَارِيَة وَشرط أَنَّهَا مولدة فَوَجَدَهَا تليدة قَالَ ابْن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 482 قُتَيْبَة التليدة الَّتِي ولدت بِبِلَاد الْعَجم وحملت فَنَشَأَتْ فِي بِلَاد الْعَرَب والمولدة الَّتِي ولدت فِي الْإِسْلَام وَبعث رَسُول الله عليا ليدي قوما قَتلهمْ خَالِد بن الْوَلِيد فَأَعْطَاهُمْ ميلغة الْكَلْب وعلبة الحالب وَأَعْطَاهُمْ بروعة الْخَيل ميلغة الْكَلْب الطّرف الَّذِي يشرب مِنْهُ وعلبة الحالب العلبة الَّتِي يحلب فِيهَا وَأَعْطَاهُمْ لما فزعهم بمجيء الْخَيل قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لرجل ولقت أَي كذبت والولق الْكَذِب قَوْله أولم الْوَلِيمَة الطَّعَام الَّذِي يصنع عِنْد الْعرس قَوْله لَا توله وَالِدَة عَن وَلَدهَا وَهُوَ أَن يفرق بَينهمَا فِي البيع وكل أُنْثَى فَارَقت وَلَدهَا فَهِيَ واله قَوْله من كنب مَوْلَاهُ أَي وليه وَقد سبق وَمثله أَنما امْرَأَة نكحت بِغَيْر إِذن مَوْلَاهَا وَفِي لفظ وَليهَا وَأسلم وغفار موَالِي الله وَرَسُوله وَمثله أَسأَلك غناي وغنى مولَايَ أَي ولي فِي الحَدِيث فَمَا أبقت السِّهَام فَلأَوْلَى رجل ذكر أَي أدنَى وَأقرب فِي النّسَب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 فِي الحَدِيث وَكَانَ الرجل يقوم لِابْنِ عمر من لية نَفسه فَلَا يقْعد مَكَانَهُ أَي من قبل نَفسه وَنَهَى أَن يُصَلِّي عَلَى الولايا واحدتها ولية وَهِي البراذغ سميت بذلك لِأَنَّهَا تلِي ظهر الدَّابَّة وَإِنَّمَا نهَى لِأَشْيَاء مِنْهَا تتَعَلَّق بالدواب وَمِنْهَا مَا يتَعَلَّق بالجالسين فَأَما الَّذِي يتَعَلَّق بالدواب فَإِنَّهُ لَا يُؤمن أَن تقمل فَيضر ذَلِك بالدواب وَلَا يُؤمن أَن تبسط فيعلق بهَا الشوك والحصى فيعفر ذَلِك ظُهُور الدَّوَابّ وَمِنْهَا يتَعَلَّق بالجالس فَإِنَّهُ إِن جلس عَلَى مَا يَلِي ظهر الدَّوَابّ لم يَأْمَن أَن يُصِيبهُ من دم عقورها أَو من نَتن رِيحهَا وَنَهَى عَن بيع الْوَلَاء الْوَلَاء كالنسب فَلَا يَزُول بالإزالة بَاب الْوَاو مَعَ الْمِيم فِي الحَدِيث هلا أَوْمَضْت إِلَيّ أَي أَشرت إِشَارَة خَفِيفَة بَاب الْوَاو مَعَ الْهَاء قَوْله لقد هَمَمْت أَن لَا أتهت أَي لَا أقبل الْهَدِيَّة فِي الحَدِيث فَإِذا النَّاس يهزون الأباعر أَي يحثونها يُقَال وهزته إِذا دَفعته فِي الحَدِيث حماديات النِّسَاء قصر الوهازة أَي قصر الخطى قَالَ عمر من تكبر وهصه الله إِلَى الأَرْض وَمِنْه لما أهبط الله آدم وهصه الله إِلَى الأَرْض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 قَوْله عَلَى أَن لَهُم وهاصها وَهِي الْمَوَاضِع المطمئنة فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا قَلّدهُ رَسُول الله وهف الدَّين أَي الْقيام بشرف الدَّين تُشِير إِلَى الصَّلَاة فِي عهد عمر وَيتْرك الواهف عَلَى وهافته وَهُوَ قيم الْبيعَة وَقيل وفهيته وَقد سبق فِي الحَدِيث كلما وهف لَهُ شَيْء أَخذه أَي عرض لَهُ فِي الحَدِيث وَانْطَلق الْجمل يواهق نَاقَته أَي يباريها فِي السّير فِي الحَدِيث كَيفَ أَنْت إِذا أَتَاك ملكان فتوهلاك يُقَال توهلت فلَانا أَي عرضته لِأَن يهل أَي يغلط وَقَول ابْن عمر وَهل أنس أَي غلط فِي الحَدِيث لَقيته أول وهلة يُقَال وهلت من كَذَا أَي فزعت فَكَأَنَّهُ قَالَ لَقيته أول فزعة فزعتها بلقاء إِنْسَان فِي الحَدِيث فقمنا وهلين أَي فزعين فِي الحَدِيث أوهم فِي صلَاته أَي أسقط مِنْهَا شَيْئا وَمِنْه سجد للوهم أَي للغلط فِي الحَدِيث وهم ابْن عَبَّاس فِي تَزْوِيج مَيْمُونَة قَالَ الْخطابِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 الْهَاء مَفْتُوحَة وَمَعْنَاهُ ذهب وهمه فَأَما وهم بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاه الْغَلَط فِي حَدِيث كَأَنَّك وهمت قَالَ كَيفَ لَا أَيهمْ قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الأَصْل أوهم بِفَتْح الْألف فكسروها فِي الحَدِيث رَأَى عَلَى رجل خَاتم صفر فَقَالَ مَا هَذَا قَالَ من الواهنة قَالَ أما أَنه لَا يزيدك إِلَّا وَهنا الواهنة مرض عرق يَأْخُذ فِي الْمنْكب وَفِي الْيَدَيْنِ فيرقى وَرُبمَا عقدوا عَلَيْهِ جِنْسا من الخرز يُقَال لَهُ خرز الواهنة بَاب الْوَاو مَعَ الْيَاء قَوْله وَيْح عمار وَيْح كلمة رَحْمَة نقال لمن وَقع فِي هلكة لَا يَسْتَحِقهَا يرثى لَهُ قَالَ الْأَصْمَعِي الوبل قبوح والويح ترحم وويس تصغيرها قلت وَقد ترد كلمة الويل لَا فِي مستقبح قَالَه رَسُول الله فِي حق رجل ويل إِنَّه مسعر حَرْب يصفه بالإقدام ويتعجب مِنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 كتاب الْهَاء بَاب الْهَاء مَعَ الْألف لَا تَبِيعُوا الذَّهَب بِالذَّهَب إِلَّا هَاء وهاء قَالَ الْخطابِيّ هَاء وهاء ممدودان والعامة تقصرهما وَمَعْنى هَاء خُذ يُقَال للرجل هَاء وللمرأة هائي وللإثنين من الرِّجَال هاؤما وللرجال هاؤم وللنساء هاؤن وَإِذا قلت هاك قصرت وَإِذا حذفت الْكَاف مددت فَكَانَت الْمدَّة بَدَلا من كَاف الْمُخَاطب وَالْمرَاد أَن يُعْطي كل وَاحِد مَا فِي يَده ونادى أَعْرَابِي يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ هاؤم أَي خُذ جوابي فِي الحَدِيث لَا هَاء الله إِذن وَهُوَ بِمَعْنى لَا وَالله يجْعَلُونَ الْهَاء مَكَان الْوَاو وَالْمعْنَى لَا وَالله لَا يكون ذَا بَاب الْهَاء مَعَ الْبَاء كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله يهبون إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قبل الْمغرب أَي يسعون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 وَقَالَت امْرَأَة رِفَاعَة إِنَّه قد جَاءَنِي هبة تَعْنِي مرّة فِي الحَدِيث إِنَّه حضر ثريدة فهبأها أَي سُوَى مَوضِع الْأَصَابِع مِنْهَا فِي الحَدِيث فهبتوه أَي ضربوه بِالسُّيُوفِ وَمَات رجل فَقَالَ عمر هِبته الْمَوْت عِنْدِي منزلَة أَي حط من قدره إِذْ لم يستشهد فِي الحَدِيث هوتحة تنْبت الأرطى الهوتحة المطمئن من الأَرْض فِي الحَدِيث فهبرناهم بِالسُّيُوفِ أَي قطعناهم قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {كعصف مَأْكُول} هُوَ الهبور قَوْله اللَّهُمَّ غبطا لَا هبطا أَي نَسْأَلك الْغِبْطَة ونعوذ بك أَن نهبط إِلَى حَال سفال والهبط الذل قَالَ أَبُو ذَر فاهتبلت غفلته أَي اغتنمتها وتحينتها قَالَت عَائِشَة وَالنِّسَاء لم يهبلهن اللَّحْم أَي لم يرهلهن وَفِي رِوَايَة لم يهبلن أَي يكثر لحمهن فِي الحَدِيث خطّ الْخَيْر الشَّرّ وَابْن آدم فِي المهبل يَعْنِي الرَّحِم فِي الحَدِيث جَاءَ يتهبأ أَي ينفض يَدَيْهِ فِي الحَدِيث إِن حَال بَيْنكُم وَبَينه هبوة وَهِي الغبرة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 فِي الحَدِيث أعطتنا من الهبيد وَهُوَ حب الحنظل يعالج حَتَّى يُمكن أكله بَاب الْهَاء مَعَ التَّاء فهتها فِي الْبَطْحَاء أَي صب الْخمر حَتَّى سمع لَهَا هتيت وَهُوَ الصَّوْت قَالَ الْحسن مَا كَانُوا بالهتاتين يُقَال رجل هتات أَي مهذار والهت الْكَذِب والهت الْكسر وَمِنْه فِي الحَدِيث أقلعوا عَن الْمعاصِي قبل أَن تدعكم هتا الَّذين أهتروا بِذكر الله أَي أولُوا بِهِ فِي الحَدِيث مَضَت هتكة من اللَّيْل أَي سَاعَة فالليل حجاب وكل سَاعَة تمْضِي تهتك طَائِفَة مِنْهُ وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة أحسن النَّاس هتما يُقَال لمن انقلعت ثنيتاه أهتم بَاب الْهَاء مَعَ الْجِيم إِذا طفتم بِالْبَيْتِ فَلَا تهجزوا أَي لَا تفحشوا وَفِي حَدِيث لَا تَقولُوا هجرا فِي الحَدِيث قَامَ يتهجد قَالَ الْأَزْهَرِي المتهجد الْقَائِم إِلَى الصَّلَاة من النّوم وَإِنَّمَا قيل لَهُ متهجدا لإلقائه الهجود عَن نَفسه وَقد قَالَ الْأَعرَابِي هجد الرجل إِذا صَلَّى بِاللَّيْلِ وهجد إِذا نَام وَكَذَلِكَ المتهجد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْمَعْرُوف من كَلَام الْعَرَب أَن الهاجد النَّائِم والمتهجد الْقَائِم إِلَى الصَّلَاة فِي الحَدِيث وَمن النَّاس من لَا يذكر الله إِلَّا مُهَاجرا أَي أَن قلبه مهَاجر لِلِسَانِهِ غير مُطَابق قَالَ عمر هَاجرُوا وَلَا تهجروا قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى أَخْلصُوا الهجر وَلَا تتشبهوا بالمهاجرين عَلَى غير صِحَة مِنْكُم فِي الحَدِيث مَا لَهُ هجيري إِلَّا هَذَا أَي مَا لَهُ دأب وَلَا شَأْن وَلَا ديدن وَفِيه لُغَة أُخْرَى ذكرهَا سِيبَوَيْهٍ أهجيروا وَقد جَاءَ عَلَى وزن هجيري حثيثي كَثْرَة الْحَث وحديثي الحَدِيث وحطيطي من الْحَط والحليقي من الحلاقة والسبيبي السب وقتيتي وتميمي من القت والنميمة قَوْله لَو يعلم النَّاس مَا فِي التهجير إِلَى الصَّلَاة المهجر كالمهدى بَدَنَة أَي المبكر قَالَ الْخطابِيّ يذهب كثير من النَّاس إِلَى أَن الْخُرُوج وَقت الهاجرة وَقت الزَّوَال وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب أَنه التبكير رَوَاهُ النَّضر عَن الْخَلِيل قَالَ النَّضر والهاجرة إِنَّمَا تكون فِي القيظ قبل الظهربقليل وَبعدهَا بِقَلِيل والظهيرة نصف النَّهَار فِي القيظ حَتَّى تكون الشَّمْس بحيال رَأسك كَأَنَّهَا لَا تُرِيدُ أَن تَبْرَح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 وَقَول عبد الله بن عمر هجرت إِلَى رَسُول الله أَي أَتَيْته وَقت الهاجرة فِي الحَدِيث يَا عين الهجرس وَهُوَ ولد الثَّعْلَب فِي الحَدِيث دعِي بِخبْز متهجس أَي فطير لم يختمر قَالَ الْمسور طرقني ابْن عَوْف بعد هجع من اللَّيْل أَي طَائِفَة مِنْهُ والهجعة النومة الْخَفِيفَة فِي أول اللَّيْل فِي الحَدِيث أَخذ قَصَبَة فهجل بهَا أَي رَمَى بهَا قَالَ الْأَزْهَرِي لَا أعرف هجل بِمَعْنى رَمَى وَلَعَلَّه بجل قَوْله هجمت عَيْنَاك أَي غارتا ودخلتا فِي صفة الدَّجَّال هجان وَهُوَ الْأَبْيَض فِي الحَدِيث لي عنَاق قد اهتجنت أَي تبين حملهَا قَوْله اهجهم الهجاء ذكر المعايب قَوْله إِن فلَانا هجاني فاهجه أَي جازه عَلَى ذَلِك قَالَ مَكْحُول لرجل مَا فعلت فِي تِلْكَ الهاجة يَعْنِي الْحَاجة فأبدل الْحَاء هَاء وَمَا أَظُنهُ إِلَّا للثغة كَانَت بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 بَاب الْهَاء مَعَ الدَّال فَهُوَ يهدبها أَي يجنبها فِي الحَدِيث من مرض حط الله هدبة من خطاياه أَي قِطْعَة وهدبة الثَّوْب طرفه وَمِنْه وَمَعَهُ مثل هدبة الثَّوْب وَالْإِشَارَة إِلَى استرخائه فِي صفته كَانَ أهدب الأشفار أَي طويلها قَالَ ابْن عمر لَو لقِيت قَاتل أبي فِي الْكَعْبَة مَا هدته أَي مَا حركته وَقيل لرَسُول الله فِي مَسْجده هده أَي أصلحه قَالَ اللَّيْث الهيد الْحَرَكَة كَأَنَّك تحرّك الشَّيْء ثمَّ تصلحه فِي الحَدِيث أعوذ بك من الهد والهدة الهد الْهَرم والهدة الْخَسْف وَقيل فِي رجل نَام الشَّيْطَان هدهدة والهدهدة تَحْرِيك الْأُم وَلَدهَا لينام قَالَ أَبُو لَهب كهد مَا سحركم صَاحبكُم لهد كلمة يتعجب بهَا مَعْنَاهُ مَا أسحره قَالَ الْأَصْمَعِي لهد الرجل أَي مَا أجلده كَانَ إِذا مر بهدف مائل وَرُوِيَ بصدف أسْرع والهدف كل شَيْء مُرْتَفع عَظِيم والصدف نَحوه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 قَالَ عبد الرَّحْمَن لأبي بكر لقد أهدفت لي يَوْم بدر فضفت عَنْك يُقَال الْكل شَيْء انتصب لَك أهدف لَك واستهدف لَك قَالَ ابْن عَبَّاس أعطهم صدقتك وَإِن أَتَاك أهدل الشفتين وَهُوَ الَّذِي فِي شَفَتَيْه غلظ واسترخاء قَوْله بل الْهدم الْهدم وَبَعْضهمْ يسكن الدَّال فَمن فتح أَرَادَ مَا انْهَدم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تَقول هدمي هدمك بِفَتْح الدَّال وَالْهدم الْقَبْر سمي بذلك لِأَنَّهُ إِذا حفر رد ترابه عَلَيْهِ فَهُوَ هَدمه وَأَرَادَ أقبر حَيْثُ تقبرون وَمن سكن أَرَادَ مَا هدمتم من الدِّمَاء هدمته وَكَانَ يتَعَوَّذ من الأهدمين وَهُوَ أَن ينهار عَلَيْك بِنَاء أَو يَقع فِي بِئْر قَوْله وَصَاحب الْهدم شَهِيد الدَّال مَفْتُوحَة وَهُوَ الَّذِي يَقع عَلَيْهِ الشَّيْء فَأَما الْهدم بتسكين الدَّال فَهُوَ الْفِعْل كَذَلِك قَالَ لنا ابْن الحسان فِي الحَدِيث من هدم بُنيان ربه فَهُوَ مَلْعُون يَعْنِي من قتل النَّفس الْمُحرمَة فِي الحَدِيث هدنة عَلَى دخن الْهُدْنَة السّكُون وَالصُّلْح وَمِنْه قَول سلمَان ملغاة أول اللَّيْل مهدنة لآخره أَي إِذا لَغَا فِي أَوله لم يَسْتَيْقِظ فِي آخِره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 فِي حَدِيث الْمَسْجِد هَذِه أَي أصلحه قَوْله هلك الْهَدْي يَعْنِي الْإِبِل سميت هَديا لِأَن مِنْهَا مَا يُهْدَى للبيت قَالَ ابْن مَسْعُود أحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد يَعْنِي الطَّرِيق والسمت والسيرة وَمِنْه اهدوا بِهَدي عمار فِي الحَدِيث خرج يهادي بَين رجلَيْنِ الْمَعْنى أَنه كَانَ يعْتَمد عَلَيْهِمَا من ضعفه وتمايله فِي الحَدِيث الرَّقَبَة هادية الشَّاة قَالَ الْأَصْمَعِي الهادية من كل شَيْء أَوله وَمَا تقدم مِنْهُ فِي الحَدِيث مَا هدى فلَان أَي لم يَجِيء بِالْحجَّةِ بَاب الْهَاء مَعَ الذَّال فِي الحَدِيث هذبوا أَي أَسْرعُوا السّير يُقَال أهذب الرجل وهذب وَمِنْه فَجعل يهذب الرُّكُوع أَي يسْرع فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 وَمِنْه أَهَذا كهذ الشّعْر والهذ سرعَة الْقطع فِي وصف كَلَامه لَا هذر وَهُوَ الْكثير قَالَ ابْن الْأَعرَابِي رجل هيذران ونيثران كثير الْكَلَام وَمن السرعة قَول ابْن عَبَّاس لِأَن أَقرَأ الْقُرْآن فِي ثَلَاث أحب إِلَيّ من أَن أقرأه فِي لَيْلَة هذرمة يُقَال هذرم فِي كَلَامه إِذا خلط فِي الحَدِيث وَقد أَصْبَحْتُم تهذرون الدُّنْيَا أَي تتوسعون فِيهَا بَاب الْهَاء مَعَ الرَّاء فِي الحَدِيث مَا لِعِيَالِي هارب وَلَا قَارب أَي صادد عَن المَاء ووارد المُرَاد أَنهم فُقَرَاء فِي الحَدِيث أكل كَتفًا مهرته قَالُوا إِنَّمَا مهردة يُقَال لحم مهرد إِذا نضج والمهرأ مثله وهرد ثَوْبه وهرته شقَّه فِي الحَدِيث بَين يَدي السَّاعَة هرج أَي قتال واختلاط فِي الحَدِيث فيتهارجون أَي يتسافدون فِي الحَدِيث يحمل الْحمل الثقيل عَلَى الْجمل فيهرج أَي يسدر فِي حَدِيث عمر استهرج لَهُ الرَّأْي أَي قوي واتسع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 وَينزل عِيسَى بَين مهروذتين وَيروَى بِالدَّال الْمُعْجَمَة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال المهرودتين قَالَ الْفراء أَفِي فِي شقتين أَو جبلين وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ من الهرد والهرد والهرت الشق فَكَأَنَّهُ ببن شقتين قَالَ وَلَا أرَاهُ إِلَّا غَلطا من بعض النقلَة وَالصَّوَاب مهروتين يُرِيد ملائتين صفراوين وَفِي حَدِيث آخر يمشي عِيسَى بَين مُمَصَّرَتَيْنِ والممصرة من الثِّيَاب الَّتِي فِيهَا صفرَة خَفِيفَة فِي الحَدِيث فَمَا تصنع بالمهراس قَالَ اللَّيْث المهراس حجر منقور مستطيل يتَوَضَّأ مِنْهُ وَقَالَ غَيره هُوَ كَبِير وَهُوَ صَخْر منقور فِيهِ مَاء لَا يقلهُ الرِّجَال لثقله وَكَثْرَة مَا يسع فِي الحَدِيث وَجَاء عَلّي بِمَاء من المهراس وَهُوَ مَاء بِأحد فِي الحَدِيث مر بمهراس يتجازونه وَهُوَ الْحجر الَّذِي يشال بِهِ لتعرف بِهِ شدَّة الرجل فِي الحَدِيث جَاءُوا يهرفون بِصَاحِب لَهُم أَي يمدحونه ويطنبون فِي ذكره قَالَ اللَّيْث الهرف شبه الهذيان وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الهرف مدح الرجل عَلَى غير معرفَة فِي الحَدِيث فَجَاءُوا يهرولون الهرولة فَوق الْمَشْي وَدون الخبب والخبب دون الْعَدو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 وَلما بَايع مُعَاوِيَة ليزِيد قَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أهرقلية أَي أتجزون عَلَى سنة هِرقل وَهُوَ قَيْصر فِي إِقَامَة الْوَلَد مقَام الْوَالِد بَاب الْهَاء مَعَ الزَّاي فِي الحَدِيث قَامَ إِلَيْهِ فهزر سَاقه زَمْزَم هزمة جِبْرِيل أَي ضربهَا بِرجلِهِ فِي الحَدِيث اجتنبوا هزم الأَرْض أَي مَا تهزم مِنْهَا أَي تشقق وَأول جُمُعَة جمعت فِي هرم بني بياضه فِي الحَدِيث فسمعنا هزيزا أَي صَوتا بَاب الْهَاء مَعَ الشين قَالَ عمر هششت فَقبلت الهشاش الإقبال عَلَى الشَّيْء بنشاط بَاب الْهَاء مَعَ الصَّاد فِي الحَدِيث الْأسد المهاصير جمع مهصار وَهُوَ الْأسد الَّذِي يفترس الفرائس ويدقها فِي الحَدِيث فهصره إِلَى بَطْنه أَي جذبه بَاب الْهَاء مَعَ الضَّاد فِي الحَدِيث إِنَّهُم كَانُوا فِي سفر فَنَامُوا حَتَّى طلعت الشَّمْس فَقَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 عمر أهضبوا أَي تكلمُوا حَتَّى ينتبه رَسُول الله قَالَ الْأَصْمَعِي هضب فِي الحَدِيث انْدفع فِيهِ فِي الحَدِيث فَأرْسل السَّمَاء بهضب أَي بمطر فِي الحَدِيث أهضم الكشحين أَي منضمهما بَاب الْهَاء مَعَ الطَّاء ارزقني عينين هطالتين أَي تذرف الدمع بَاب الْهَاء مَعَ الْفَاء قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام السكينَة ريح هفافة أَي سريعة المر فِي هبوبها وَقَالَ الْحسن وَهل كَانَ الْحجَّاج إِلَّا حمارا هفافا أَي خَفِيفا فِي طيشه فِي الحَدِيث كَانَ فلَان يفْطر كل لَيْلَة عَلَى هفة يشويها قَالَ الْمبرد الهف كبار الدعاميص قَالَ ثَعْلَب والهفة أَيْضا الشهدة فِي حَدِيث عُثْمَان أَنه وَلَّى رجلا الهوافي يَعْنِي الْإِبِل الضوال بَاب الْهَاء مَعَ الْكَاف فِي الحَدِيث كَانَ رجل يتهكم بِنَا أَي يستهزىء وَقَالَت سكينَة لهشام يَا أَحول لقد أَصبَحت تتهكم بِنَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 498 بَاب الْهَاء مَعَ اللَّام فِي الحَدِيث وَالسَّمَاء تهلبني أَي تبلني بالمطر قَالَ عمر رحم الله الهلوت وَلعن الله الهلوت قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الهلوت الْمَرْأَة تقرب من زَوجهَا وتحبه وتتباعد عَن غَيره والهلوت أَيْضا الْمَرْأَة ذَات خدن تحبه وتعصى غَيره فِي حَدِيث مَا بَين عانتي وهبلتي الهبلة مَا فَوق الْعَانَة إِلَى قريب من السُّرَّة قَوْله شَرّ مَا أعطي الْإِنْسَان شح هَالِع قَالَ أَبُو عبيد أَي محزن وَأَصله من الْجزع وَالِاسْم مِنْهُ الهلاع وَهُوَ أَشد الْجزع فِي حَدِيث الدَّجَّال فإمَّا هَلَكت هلك فَإِنَّهُ أَعور وَفِي رِوَايَة فإمَّا هلك الهلك الْمَعْنى عَلَى كل حَال وَعَلَى مَا خبلت فَإِن شبه عَلَيْكُم أَمر فَلَا يشبهن عَلَيْكُم أَن ربكُم لَيْسَ بأعور وَفِي رِوَايَة وَلَكِن الهلك كل الهلك أَنه أَعور وَقيل الْمَعْنى وَلَكِن الهلك لَهُ أَنه أَعور ولَا يقدر أَن يزِيل العور قَوْله من قَالَ هلك النَّاس فَهُوَ أهلكهم لِأَنَّهُ قد آيسهم من الرَّحْمَة وَمن فتح اللَّام وَالْمرَاد أَنه هُوَ الَّذِي قطع عَلَيْهِم بذلك لَا الشَّرْع قَوْله مَا خالطت الصَّدَقَة مَالا إِلَّا أهلكته فِيهِ ثَلَاثَة أوجه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 أَحدهَا أَن يختزل مِنْهَا شَيْئا فَلَا يخرج كل الزَّكَاة وَالثَّانِي أَن يُؤَخر الزَّكَاة فتختلط بِالْمَالِ وَالثَّالِث أَن يَأْخُذ الزَّكَاة وَهُوَ غَنِي فِي الحَدِيث إِنِّي مولع بالهلوك من النِّسَاء يَعْنِي الَّتِي تهالك أَي تتمايل حَالَة الْجِمَاع فِي الحَدِيث أهل بِالْحَجِّ أَي رفع صَوته وَمِنْه استهلال الطِّفْل قَوْله حَيّ هلا بعمر معني هلا اسكن عِنْد ذكره حَتَّى تَنْقَضِي فضائله قَالَت لَيْلَى الأخيلية (وَأي حصان لَا يُقَال لَهَا هلا ... ) أَي اسكني للزَّوْج بَاب الْهَاء مَعَ الْمِيم فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام همج رعاع قَالَ ابْن قُتَيْبَة أصل الهمج البعوض واحدهما همجة فَشبه بِهِ رذال النَّاس والهمجة من الرِّجَال الَّذِي لَا عقل لَهُ فِي الحَدِيث حَتَّى كَاد يهمد من الْجُوع أَي يهْلك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 فِي الحَدِيث أما همزه فالموته الموته الْجُنُون وسماها همزا لِأَنَّهُ جعله من الْهَمْز وَالدَّفْع قَالَ النَّخعِيّ كَانَ عُمَّال يهمطون أَي يظْلمُونَ فِي الحَدِيث فَسَأَلته عَن الهمل يَعْنِي الضوال من النعم وَالدَّوَاب فِي الحَدِيث فِي الهمولة الراعية أَي الَّتِي أهملت ترعى والهمل مَا أهمل فَلم يرع قَوْله من كل شَيْطَان وَهَامة الهامة وَاحِدَة الْهَوَام وَهِي كل دَابَّة تؤذي وَمِنْه أتؤذيك هوَام رَأسك وسماها هواما لِأَنَّهَا تهم أَي تدب وَقيل الْهَوَام كل ذِي سم يقتل فَأَما مَا لَهُ سم وَلَا يقتل السوام فَأَما قَوْله لَا هَامة بِالتَّخْفِيفِ فَإِن الْعَرَب كَانَت تَقول يخرج من هَامة الْقَتِيل طَائِر فَلَا يزَال يَقُول اسقوني اسقوني حَتَّى يقتل قَاتله فسموا ذَلِك الطَّائِر هَامة وَقَالَ أَبُو عبيد كَانُوا يَقُولُونَ تصير عِظَام الْمولى هَامة فتطير وَكَانُوا يسمون ذَلِك الطَّائِر الصدي فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 قَالَ عمر إِنِّي دَاع فهيمنوا أَي آمنُوا فَقلب إِحْدَى الميمين يَاء فَصَارَ أيمنوا ثمَّ قلب الْهمزَة هَاء قَالَ وهيب إِذا وَقع العَبْد فِي مهيمنية الصديقين أَي الْأَمَانَة بَاب الْهَاء مَعَ النُّون فِي الحَدِيث يهنأ بالقطران أَي بطلى فِي حَدِيث قد كَانَ بعد أَبنَاء وهنبثة أَي أُمُور شَدَّاد فِي الحَدِيث فِيهِ هنع أَي انحناء قَلِيل قَالَ عمر مَا هَذِه الهينمة وَهُوَ الْكَلَام الْخَفي فِي الحَدِيث تجدع هَذِه وتصيب هن هَذِه أَي الشَّيْء مِنْهَا كالأذن وَالْعين وَهن كِنَايَة عَن الشَّيْء لَا يذكرهُ باسمه تَقول أَتَانِي هن بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف وَمِنْه قَول امْرَأَة رِفَاعَة لم يقربنِي إِلَّا هنة وَاحِدَة وَكَانَ الْأَزْهَرِي يَقُول إِنَّمَا هُوَ وتهن هَذِه أَي تضعفها فِي الحَدِيث أسمعنا من هنياتك يَعْنِي الأراجيز فِي الحَدِيث يَا هنتاه قَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ يَا هَذِه يُقَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 502 للمذكر إِذا كني عَنهُ هن وللمؤنث هنة وَقد ذكر الْحميدِي أَن مَعْنَاهُ البلهاء فَهُوَ نِسْبَة إِلَى البله وَقلة الْمعرفَة قَالَ مُعَاوِيَة لعبد الله بن عمر وَلَا تزَال تَأْتِينَا بهنة بَاب الْهَاء مَعَ الْوَاو فِي الحَدِيث من قَامَ إِلَى الصَّلَاة وهوؤه إِلَى الله أَي همته وَلما أنذر رَسُول الله عشيرته قَالُوا بَات يهوت يُقَال هوت وهيت إِذا نَادَى قَالَ عُثْمَان وددت أَن بَيْننَا وَبَين الْعَدو هوته أَي هوة من الأَرْض ووهدة قَالَ ابْن قُتَيْبَة الهوتة بِمَنْزِلَة الهوة وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا سميت هيت لِأَنَّهَا فِي هوة من الأَرْض وَكَأن الْيَاء فِي هيت منقلبة عَن وَاو للكسرة الَّتِي قبلهَا وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد الهوتة بِضَم الْهَاء قَالَ عمر بن حُصَيْن عِنْد قَوْله لَا تهودوا بِي التهويد الْمَشْي رويدا مثل الدبيب وَمثله قَول ابْن مَسْعُود إِذا كنت فِي الحدب فأسرع وَلَا تهود وَمِنْه الهوادة وَهِي الْمُحَابَاة فِي الحَدِيث لَا تَأْخُذهُ فِي الله هوادة أَي لَا يسكن عِنْد وجوب حَده فِي صفة السّنة بَركت الْمطِي هارا أَي سَاقِطا ضَعِيفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 فِي الحَدِيث حَتَّى تهور اللَّيْل أَي ذهب أَكْثَره فِي الحَدِيث من أطَاع فَلَا هوارة عَلَيْهِ أَي لَا هلك وَمن اتَّقِ الله وقِي الهورات أَي المهالك فِي الحَدِيث فَإِذا بشر يتهاوشون أَي يدْخل بَعضهم فِي بعض فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ وهوشات الْأَسْوَاق وَرُوِيَ هيشات وَهِي الْفِتَن والاختلاط يُقَال هوش الْقَوْم إِذا اختلطوا وَمِنْه من أصَاب مَالا من مهاوش أَي من اخْتِلَاط وَالْمرَاد غير حلّه وَفِي لفظ من جمع مَالا من تهاوش وَزنه تفَاعل وَهُوَ الِاخْتِلَاط وَبَعْضهمْ يرويهِ بالنُّون وَهُوَ غلط وَمثله الحَدِيث كنت أهاوشهم فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ عَلْقَمَة الصَّائِم إِذا درعه الْقَيْء فليتم صَوْمه وَإِذا تهوع فَعَلَيهِ الْقَضَاء أَي إِذا استقاء فِي الحَدِيث أمتهوكون فِيهَا أَي أمتحيرون والهوك الْحمق والتهوك السُّقُوط فِي هوة الردى قَوْله رَأَيْت جِبْرِيل ينتثر من ريشه التهاويل قَالَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 504 الْأَزْهَرِي التهاويل جمَاعَة التهويل وَهُوَ مَا هال والتهاويل زِينَة الوشي وزينة التصاوير قَالَ وَأَرَادَ زِينَة ريش جِبْرِيل وَمَا فِيهِ صفرَة وَحُمرَة وخضرة مثل تهاويل الرياض فِي الحَدِيث اجتنبوا هوم الأَرْض أَي بطْنَان الأَرْض وَقيل مَا تشقق مِنْهَا فِي الحَدِيث فَبينا أَنا نَائِمَة أَو مهومة التهويم دون النّوم الشَّديد فِي الحَدِيث إِنَّا نصيب هوامى الْإِبِل وَهِي الْمُهْملَة الَّتِي لَا رعي لَهَا فِي الحَدِيث كَانَ يمشي هونا أَي بتثبت وَمِنْه قَول عَلّي أحبب حَبِيبك هونا أَي قصدا بِرِفْق لَا بإفراط فِي الحَدِيث الْمُؤْمِنُونَ هَينُونَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تمدح بالهين اللين مخففا وتذم بِهِ مُثقلًا فِي حَدِيث الْبراق انْطلق يهْوَى بِي أَي يسْرع فِي الحَدِيث إِذا غرستم فَاجْتَنبُوا هوى الأَرْض هوى الأَرْض جَمِيع واحدتها هوة وَهِي البطنان أَيْضا فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وامتاح من المهواة يَعْنِي الْبِئْر القعيرة أَرَادَت أَنه يحمل مَا لم يحملهُ غَيره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 505 بَاب الْهَاء مَعَ الْهَاء قَالَت عَائِشَة كنت صَغِيرَة فأتتني أُمِّي فَأخذت بيَدي حَتَّى وقفتني عَلَى الْبَاب وَإِنِّي لأنهج فَقلت هه هه حَتَّى ذهب نَفسِي فِي قَوْلهَا هه هه قَولَانِ أَحدهمَا أَنه حِكَايَة تتَابع النَّفس وَالثَّانِي حِكَايَة شدَّة الْبكاء بَاب الْهَاء مَعَ الْيَاء قَالَ عبيد بن عُمَيْر الْإِيمَان هيوب فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَن المُرَاد أَن الْمُؤمن يهاب الذَّنب قَالَ أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَن الْمُؤمن يهاب فهيوب بِمَعْنى مهيب قَالَ ابْن قُتَيْبَة قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا نهيح عَلَى التَّقْوَى أَي من عمل لله لم يفْسد عمله فِي الحَدِيث لَا يهيدنكم الطالع المصعد أَي لَا تكترثن للفجر المستطيل ولَا يمنعنكم يُقَال مَا يهيدني كلامك أَي مَا أكثرث لَهُ فِي الحَدِيث يَا نَار لَا تهيديه أَي لَا تزعجيه فِي الحَدِيث إِنَّه الأهيس الأليس قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الأهيس الَّذِي يهوس أَي يَدُور والأليس الَّذِي لَا يبرح مَكَانَهُ فِي الحَدِيث لَيْسَ فِي الهيشات قَود يَعْنِي بِهِ الْقَتِيل يقتل فِي الْفِتْنَة لايدرى من قَتله وَيروَى هوشات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 506 قَالَت عَائِشَة لَو نزل بالجبال مَا نزل بِي لهاخها أَي كسرهَا والهيض الْكسر بعد جبور الْعظم وَهُوَ أَشد مَا يكون من الْكسر ودعا عمر بن عبد الْعَزِيز عَلّي يزِيد بن الْمُهلب فَقَالَ اللَّهُمَّ قد هاضني فهضه يَقُول كسرني وَأدْخل الْخلَل عَلّي فاكسره وجازه قَوْله كلما سمع هيعة وَهُوَ الصَّوْت الَّذِي يفزع مِنْهُ فِي الحَدِيث سمع الهايعة يَعْنِي الصَّيْحَة فِي الحَدِيث فانخزل ابْن أبي كَأَنَّهُ هيق الهيق الظليم والظليم ذكر النعام وَالْمرَاد سرعَة ذَهَابه فِي الحَدِيث كيلوا وَلَا تهيلوا يُقَال هلته أهيله إِذا نثرته وصببته من يدك فِي الحَدِيث الخَنْدَق فَعَادَت كثيبا أهيل وَهُوَ السيال وَاشْتَرَى رجل إبِلا هيما أَي لَا تروى فِي الحَدِيث كَانَ ابْن عَبَّاس أعلم بِالْقُرْآنِ وَكَانَ عَلّي أعلم بالمهيمنات يَعْنِي القضايا وَقيل هِيَ المهيمات وَهِي الَّتِي تهيم الْإِنْسَان أَي تحيره فِي الحَدِيث وهامت دوابنا أَي عطشت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 كتاب الْيَاء بَاب الْيَاء مَعَ التَّاء قَالَت أعرابية مَا وضعت وَلَدي يتنا وَهُوَ الَّذِي تخرج رجلا الْمَوْلُود قبل يَدَيْهِ بَاب الْيَاء مَعَ الدَّال فِي الْمُنَاجَاة وَهَذِه يَدي لَك الْمَعْنى استسلمت وانقدت لَك قَوْله وهم يَد عَلَى من سواهُم أَي هم مجتمعون يتعاونون فَلَا يسعهم التخاذل فِي الحَدِيث فَأَخَذتهم يَد الْبَحْر أَي طَرِيق السَّاحِل قَوْله أَطْوَلكُنَّ يدا أَرَادَ بِهِ السخاء وَالْكَرم قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي حق شخص لِلْيَدَيْنِ والفم أَي كَبه الله وَقَالَ لقوم من الشراة يدعونَ عَلَى أَصْحَابه بكم اليدان أَي حاق بكم مَا تدعون بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 509 بَاب الْيَاء مَعَ الرَّاء قَالَ فِي الشبرم إِنَّه حَار يار قَوْله بار إتباع للحار فِي ذكر السّنة وَعَاد لَهَا اليراع مجرنثما اليراع الضِّعَاف من الْغنم وَغَيرهَا وَمَعْنى مجرنثما مجتمعا بَاب الْيَاء مَعَ السِّين قَوْله إِن هَذَا الدَّين يسر يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن الْمَعْنى أَن الشَّرِيعَة سهلة فَلَا تشددوا عَلَى أَنفسكُم قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن الْمُؤمن مالم يغش دناءة كالياسر الفالج الياسر المقامر وَكَانَ عمر أعْسر يسر وَلَا يُقَال أيسر وَهُوَ الأضبط الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جمعيا وَيُقَال امْرَأَة عسراء يسرة ولايقال يسراء فِي الحَدِيث تياسروا فِي الصَدَاق أَي ترضوا بِمَا تيَسّر فِي الحَدِيث كَانَت بَينهم خُصُومَة حَتَّى تيسروا لِلْقِتَالِ أَي تهيأوا فِي الحَدِيث من يَاسر الشَّرِيك أَي ساهله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لأَصْحَابه اطعنوا الْيُسْر وَهُوَ مَا كَانَ حذاء الْوَجْه بَاب الْيَاء مَعَ الْعين فِي حَدِيث أم زرع وترويه فيقة اليعرة اليعرة العناق والفيقة الَّتِي تَجْتَمِع بَين الحلبتين وشَاة لَهَا يعار أَي صَوت وَمثله قَوْله لشاة تَيْعر فِي حَدِيث مَا جَرَى اليعفور وَهُوَ ولد الْبَقر فِي الحَدِيث أهديت لَهُ يعاقيب وَهِي ذُكُور القبج وَاحِدهَا يَعْقُوب والحجل إناثها بَاب الْيَاء مَعَ الْفَاء خرج عبد الْمطلب وَمَعَهُ رَسُول الله وَقد أَيفع أَو كرب أَي شَارف الِاحْتِلَام يُقَال أَيفع إِذا شب وَلم يبلغ فَهُوَ يافع عَلَى غير قِيَاس قَالَ الْعَبَّاس فَهُوَ موفع وَيُقَال غُلَام يفعة ووفعة والجميع مثل الْوَاحِد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 بَاب الْيَاء مَعَ الْمِيم قَالَ عمر وَذكر مَا كَانَ فِيهِ من القشف فِي الْجَاهِلِيَّة وَأَنه خرج وَمَعَهُ أُخْت لَهُ يرعيان قَالَ فزردتنا أمنا يمينيها من الهبيد قَالَ أَبُو عبيد وَجه الْكَلَام يمييتيها بِالتَّشْدِيدِ تَصْغِير يَمِين يَمِين وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهَا أَعْطَتْ كل وَاحِد منا كفا بِيَمِينِهَا فهاتان يمينان قَالَ عُرْوَة ليمنك لَئِن ابْتليت لقد عافيت هَذِه يَمِين حلف بهَا ثمَّ تجمع الْيَمين أيمانا ثمَّ تجمع أيمنا وليمنك نَظِير لعمرك قَوْله الْإِيمَان يمَان ذكر أَبُو عبيد فِي مَعْنَاهُ قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَن الْإِيمَان إِنَّمَا بَدَأَ من مَكَّة لِأَنَّهَا مولد رَسُول الله ومبعثه ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة قَالَ وَيُقَال مَكَّة من أَرض تهَامَة وتهامة من أَرض الْيمن وَلِهَذَا تسمى مَكَّة وَمَا وَليهَا من أَرض الْيمن التهايم فمكة عَلَى هَذَا يَمَانِية وَالثَّانِي أَنه إِنَّمَا قَالَ هَذَا إِذْ كَانَ بتبوك وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ بَينه وَبَين الْيمن بَاب الْيَاء مَعَ النُّون فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن وَلدته مثل الينعة وَهِي خرزة حَمْرَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 بَاب الْيَاء مَعَ الْوَاو قَالَ عبد الْملك للحجاج سر إِلَى الْعرَاق طَوِيل الْيَوْم يُقَال ذَلِك إِن جد فِي الْعَمَل بَاب الْيَاء مَعَ الْهَاء كَانَ يتَعَوَّذ من الأيهمين وهما السَّيْل والحريق لِأَنَّهُ لَا يهتدى لَهما كَمَا لَا يهتدى فِي اليهماء وَهِي الفلاة آخر الْكتاب وَالْحَمْد لله فرغ مُؤَلفه من تأليفه فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَسبعين وَفرغ من هَذِه المبيضة يَوْم الثُّلَاثَاء ثَانِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة بِالْمَدْرَسَةِ الشاطبية من بَاب الأزج حامدا لله ومصليا عَلَى رَسُوله مُحَمَّد وَعَلَى آله أَجْمَعِينَ وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل نقل مِنْهُ فرعا الْفَقِير إِلَى الله مُحَمَّد بن يَحْيَى بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن ياقوت الأكيدري نَفعه الله بِهِ ثمَّ قَابل بِهِ فرعة مِنْهُ فصح إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَكتب مُحَمَّد بن يَحْيَى بن ياقوت الأكيدري الْمَالِكِي بِخَطِّهِ آخر الْكتاب وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين وصلواته عَلَى سيدنَا مُحَمَّد وَآله أَجْمَعِينَ وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل نعم الْمولى وَنعم النصير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513