الكتاب: اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف المؤلف: محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى (المتوفى: 581هـ) المحقق: أبو عبد الله محمد علي سمك الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: الأولى 1420 هـ - 1999 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل ---------- اللطائف من دقائق المعارف لأبي موسى المديني المديني، أبو موسى الكتاب: اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف المؤلف: محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى (المتوفى: 581هـ) المحقق: أبو عبد الله محمد علي سمك الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: الأولى 1420 هـ - 1999 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف تأليف الإمام الحافظ أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني المتوفى 581 هـ حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه أبو عبد الله محمد علي سمك منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت - لبنان الطبعة الأولى 1420 هـ - 1999 م الجزء الأول من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حفظه الله مما لم يسبق إليه نفعه الله تعالى والمسلمين به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 بسم الله الرحمن الرحيم (رب يسر وأعن واختم بخير وعافية) حدثنا الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة نور الأئمة شمس الحفاظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حرسه الله، وأبقاه إملاءً من لفظه يوم السبت الثاني من رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة [قال] : الحمد لله [رب العالمين] حمد الشاكرين حتى يرضى ربنا وبعد الرضى، وصلواته وسلامه على نبيه محمد كما ينبغي وعلى آله أما بعد: فهذه أنواع لطاف من علم الحديث لا يهتدي إلى مثلها إلا النحرير من الحفاظ، جمعتها وسميتها ((كتاب اللطائف من دقائق المعارف في علوم الحفاظ الأعارف)) رجاء أن ينتفع به من يريد معرفة هذا الشأن وبالله -عز وجل- أستعين وعليه أتوكل فلا حول ولا قوة إلا به، فمن ذلك: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 [1] باب رواية رجلين كل واحد منهما عن الآخر وشيخ المروي عنه في روايتهما واحد نبدأ بالصحابة رواية الفاروق الأزهر عن الصديق الأكبر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 1- أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، وأبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق ببغداد جميعاً -رحمهم الله- قالا: أنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري القاضي، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، ثنا أبو خليفة الجمحي، ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، عن جويرية عن مالك، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان، عن عمر بن الخطاب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا نورث ما تركنا صدقة)) . قال الإمام: هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه من رواية [ص: 19] جويرية في حديث طويل، ويعد في أفراده عن مالك، وقد روي عن عمر بن مرزوق أيضاً عن مالك. الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 2- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه سنة خمس وخمسمائة، ثنا أحمد بن عبد الله أبو نعيم، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ثنا أبو محمد الحارث عن أبي أسامة، ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، أنا أبو عوانة، ثنا عاصم بن كليب الجرمي، ثنا نفر من بني تيم أو تميم أنهم كانوا عند عبد الله بن الزبير فقال: حدثنا عمر بن الخطاب، قال: حدثني أبو بكر الصديق -رضي الله عنهم- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يمت نبي قط حتى يؤمه رجل من أمته)) . هذا حديث غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد. الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 رواية الصديق عن الفاروق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 3- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، أنبأ أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنبأ علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوي، ثنا العباس بن عبيد الله بن يحيى، ثنا أبو محمد أنس بن أبي أنيسة الرهاوي، ثنا الوليد بن مسلم، عن يزيد بن سعيد بن ذي عصوان، عن عبد الملك بن عمير، عن رافع [ص: 20] ابن عمرو الطائي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن عمر -رضي الله عنه- قال للأنصار يوم السقيفة: أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا: نعم، قال: فأيكم تطيب نفسه أن يؤم أبا بكر؟! قالوا: لا أينا. رواه عن يزيد غير الوليد أيضاً. الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 رواية ذي النورين عن الفاروق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 4- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وأبو منصور بن مندويه، قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مسلم بن يسار، عن حمران بن أبان عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقاً إلا (حرم على) النار لا إله إلا الله)) . رواه يزيد بن زريع هكذا عن سعيد وذكر فيه قصة، وهو صحيح من حديث حمران، أخرجه مسلم في صحيحه من مسند عثمان لم يذكر فيه عمر، ولا يعلم أحد ذكر فيه مسلم بن يسار غير سعيد، ورواه أيوب أبو العلاء عن قتادة عن حمران، وقيل: إن قتادة لم يسمع من مسلم بن يسار شيئاً. الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 رواية الفاروق عن ذي النورين رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 5- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنبأ أبو الحسن الدارقطني ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أبي الحسن العبسي، ثنا العلاء بن عمرو الحنفي، ثنا النضر بن منصور، ثنا عقبة بن علقمة اليشكري، قال: سمعت علي بن أبي [ص: 21] طالب –رضي الله عنه- يقول: أخبرني عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أنه مر بعثمان –رضي الله عنه- وهو كئيب حزين حين أصيب بزوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي)) . لم يروه بهذا الإسناد غير النضر. الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن بلال رضي الله عنه [عن النبي صلى الله عليه وسلم] 6- أخبرنا أبو الحسين علي بن هاشم بن طاهر العلوي، وأبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار، وأبو غالب أحمد بن العباس –رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي بن الحداد، ثنا أبو نعيم قالا: نا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم الرازي، ثنا الهيثم بن اليمان، ثنا أيوب بن سيار عن ابن المنكدر عن جابر عن أبي بكر عن بلال –رضي الله عنهم- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال أصبحوا بالصبح فإنه خير لكم)) . غريب من حديث ابن المنكدر لم يروه عنه إلا أيوب. الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 رواية بلال عن الصديق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 7- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد بن حفص، ثنا إبراهيم بن إسحاق عن بشير الحربي، ثنا أسيد بن زيد الحمال، ثنا عمرو بن شمر، عن عمران بن مسلم، عن سويد بن غفلة، عن بلال، قال حدثني أبو بكر -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول] : ((لا يتوضأ من طعام أحل الله تعالى أكله)) . غريب لم يروه غير عمرو بن شمر وليس بالقوي، رواه غير واحد عنه. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 رواية عبد الرحمن بن عوف عن الفاروق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 8- أخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا بكر بن أحمد بن مقبل البصري، نا محمد بن يزيد الأسفاطي، ثنا أبو داود الطيالسي. (ح) قال الطبراني: وحدثنا محمد بن عبدوس بن كامل ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، نا محمد بن جعفر، قالا: ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنهم- قال: ((رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده)) . كذا رواه غير واحد عن شعبة، وكذلك رواه هشيم عن الزهري عن عبيد الله، وقال غيره من أصحاب الزهري: عن ابن عباس عن عمر لم يذكروا عبد الرحمن. الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 رواية الفاروق عن عبد الرحمن رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 9- أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي، أنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد المعلم، أنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أنا جدي إسحاق بن إبراهيم بن جميل، ثنا أحمد بن منيع، ثنا أبو معاوية عن حجاج يعني ابن أرطاة عن عمرو بن دينار عن بجالة بن عبدة قال: كنت كاتباً لجزي بن معاوية على مناذر فجاءنا كتاب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ((انظر مجوس هجر من قبلك فخذ منهم الجزية)) فإن عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- أخبرني ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من مجوس أهل هجر)) . لم يسنده عن عمر عن عبد الرحمن غير حجاج، ورواه ابن عيينة وابن جريج عن عمرو عن بجالة عن عبد الرحمن في قصة لعمر. الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 10- أخبرنا أبو نصر عبد الحكيم بن المظفر الفحفحي الأديب بالكرخ، ثنا غانم بن محمد بن عبد الله بأصبهان، ثنا المفضل بن الحسين بن هارون، ثنا أحمد بن محمد بن بكر أنشدنا الرياشي لبعض الشعراء: ما من روى أدباً فلم يعمل به ... فكيف عن وقع الهوى بأديب حتى يكون بما تعلم عاملاً ... من صالح فيكون غير معيب لقلما ولقلما تحدث إصابة ... صائب أعماله أعمال غير مصيب [آخر المجلس] . الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 مجلس آخر أملي يوم السبت العاشر من رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية عائشة الصديقة عن الصديق رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 11- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد [بن أحمد بن] إبراهيم بن سختويه المعدل بتستر، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا الفضل بن سهل، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمرو الجعفي أبو عبد الله، ثنا جابر، عن عامر، عن مسروق عن عائشة، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رد الله به خيراً يفقهه في الدين)) . قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي بكر رضي الله عنه، تفرد به الجعفي عن جابر، وهو جابر بن يزيد الجعفي. الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 12- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، نا الحارث بن [أبي] أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمر وهو ابن شمر، ثنا جابر، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: قال أبو بكر –رضي الله عنهما-: لقد رأيتني أتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما خلق الله تعالى ذباباً [يمر] على أنفي إلا ظننت أنه عذاب من الله –عز وجل- حتى أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر)) . وهذا أيضاً غريب في مسند الصديق لا أعلم أني كتبته إلا من هذا الوجه، ولم يورده أبو إسحاق بن حمزة في مسند الشعبي، وهذا أعلى من الحديث الأول. الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 رواية الصديق عن عائشة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 13- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، نا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى عن خالد بن حيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب المصري ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن منصور، عن مجاهد، عن خالد بن سعيد، عن غالب بن أبجر، عن أبي بكر الصديق، عن عائشة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام)) . قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي بكر عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد الله بن موسى. كذا ذكره الطبراني وفيه أوهام في مواضع أربعة: منها: إدخال مجاهد في الإسناد وليس بمحفوظ فيه. ومنها: أنه قال: خالد بن سعيد وإنما هو ابن سعد. ومنها: قوله عن أبي بكر الصديق وإنما هو أبو بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. والرابع: إدخال غالب بن أبجر في الإسناد، وإنما هو غالب مذكور في الحديث وليس في الإسناد. رواه محمد بن يزيد أخو كرخويه والحسن بن علي بن عفان وأحمد بن حازم بن أبي غرزة وغير واحد عن عبيد الله على الصحة والصواب؛ أخرجه أبو عبد الله البخاري، وأبو عبد الله ابن ماجد القزويني عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عبد الله بن موسى عن إسرائيل. الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 14- أخبرنا به عالياً صحيحاً أبو القاسم غانم بن أبي نصر المبرحي سنة سبع وأبو علي الحداد سنة أربع وسنة ست، أنا أبو نعيم، وأنا غانم أيضاً، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود الرازي، ثنا عبيد الله بن موسى، ذكر إن شاء الله عن إسرائيل، عن منصور، عن خالد بن سعد قال: خرجنا ومعنا غالب بن أبجر فمرض في الطريق، فقدمنا المدينة وهو مريض، فعاده ابن أبي عتيق أبو بكر فقال لنا: عليكم بهذه الحبيبة السوداء فخذوا منها سبعاً أو خمساً واسحقوها واقطروها في أنفه [ص: 26] بقطرات من زيت في هذا الجانب وهذا الجانب فإن عائشة –رضي الله عنها- حدثتني أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن هذه الحبة شفاء من كل داء إلا أن يكون السام)) . وخالد بن سعد رجل من أهل الكوفة من موالي ابن مسعود الأنصاري، وقد روي من وجه آخر ضعيف فذكر فيه أيضاً أبو بكر الصديق ولا يصح. وهكذا أورده الدارقطني وأبو بكر الخطيب في ترجمة أبي بكر الصديق عن عائشة -رضي الله عنهما- ثم ذكر أن الصديق فيه غير محفوظ. وقد روي عن الصديق عن عائشة -رضي الله عنهما- حديث آخر اختلف في إسناده أيضاً. الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 رواية ابن عمر عن ابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم 15- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: لما طعن أبو لؤلؤة عمر –رضي الله عنه- طعنه طعنتين، فظن عمر أن له ذنباً إلى الناس لا يعلمه، فدعا ابن عباس –رضي الله عنهما- وكان يحبه ويدنيه ويسمع منه فذكر حديثاً طويلاً فقال ابن عباس –يعني لعمر-: ((وإن قلت ذاك فجزاك الله خيراً، أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله –عز وجل- بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة، فلما أسلمت كان إسلامك عزاً، وظهر بك الإسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهاجرت إلى المدينة فكانت هجرتك فتحاً..)) وذكر الحديث. [ص: 27] قال الطبراني: لم يروه عن عبيد الله إلا مبارك، وعنى الطبراني بذلك إدخال ابن عباس في الحديث، ورواه غيره عن عبيد الله، فجعله من مسند ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أعني الدعاء لعمر رضي الله عنه وهو عال من حديث مبارك بن فضالة، وعداده في التابعين. الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 رواية ابن عباس عن ابن عمر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم 16- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، ثنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي، نا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا خالد بن يزيد القرني (ح) قال الدارقطني: وثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين القاضي بالكوفة، حدثني جدي أبو حصين محمد بن الحسن بن حبيب الوادعي واللفظ له، ثنا أحمد بن يونس قالا: ثنا أبو شهاب، عن ابن أبي ليلى يعني محمد بن عبد الرحمن، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: كنت في جنازة ابنة عثمان ومعها ابن عمر رضي الله [عنهم] فسمع بكاءً فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الميت ليعذب ببكاء الحي)) . قال ابن عباس: فأفظعني ذلك، فدخلت على عائشة –رضي الله عنها- فأخبرتها بذلك فقالت: لقد سمع وما حفظ، إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الكافر ليزداد عذاباً ببكاء أهله [عليه] )) . قال الدارقطني: تفرد به ابن أبي ليلى عن الحكم والله تعالى أعلم. وقد روي هذا عن ابن عمر [عن عمر] وعن عائشة عن أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه مجاهد ومقسم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإسكاف، وقرن -بسكون الراء- قريتان قريبتان من بغداد. الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 رواية عائشة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 17- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر [أنا] الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا علي بن داود، ثنا سعيد بن عفير، ثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة عن ابن عباس -رضي الله عنهم-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسي صلاتي الظهر والعصر يوم الأحزاب فذكرهما بعد المغرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((شغلونا عن الصلاة حتى ذهب النهار وأنسيت الصلاة، أدخل الله بيوتهم ناراً، فصلاها بعد المغرب حين ذكرها)) . [روي ذلك عن عروة عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم] . الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 رواية ابن عباس عن عائشة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرناها في ترجمة ابن عباس عن ابن عمر. 18- أخبرنا أبو سعد محمد بن علي الكاتب وغيره قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، أنشدنا عبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري، أنشدنا عبد الله بن المعتز: ما عابني إلا الحسود ... وتلك من خير المعايب والخير والحساد مقرونان ... إن ذهبوا فذاهب وإذا ملكت المجد لم ... تملك مذمات الأقارب وإذا فقدت الحاسدين ... فقدت في الدنيا الأطايب [آخر المجلس] . الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 مجلس آخر أملي يوم السبت السابع عشر من رجب سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية جابر بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 19- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، نا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ثنا الحارث بن أبي أسامة التميمي، ثنا عفان، ثنا حفص بن غياث، ثنا الأعمش، عن أبي سفيان عن جابر عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنهما-: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على حصير)) قيل للأعمش: أكان يسجد عليه؟ قال: فمه. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث الأعمش، وأبو سفيان اسمه طلحة بن نافع وهو من الشيوخ الذين لم يخرج البخاري عنهم. الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 رواية أبي سعيد عن جابر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 20- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر، ثنا أبو بكر الآدمي أحمد بن محمد بن إسماعيل الشيخ الصالح، ثنا الحسن بن سعيد البستنبان، ثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن الجريري، عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهم- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغيبة أشد من الزنا)) . قال: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: ((إن الزاني يتوب إلى الله –عز وجل- ويستغفره فيغفر له، والغيبة لا تغفر حتى يكون صاحبها الذي يغفرها)) . هذا حديث غريب لا أعرفه هكذا إلا من هذا الوجه، ورواه أبو رجاء عبد الله بن واقد الهروي عن عباد فقال عن جابر وأبي سعيد –رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 رواية أنس عن جابر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 21- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله [بن] جعفر، أنا إسماعيل بن عبد الله، (ح) قال أبو نعيم: وثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، قالا: ثنا محمد بن كثير، (ح) قال أبو نعيم: وثنا القاضي أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن سليمان بن أيوب، ثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قالا: ثنا جعفر بن سليمان، عن الجعد أبي عثمان، عن أنس، عن جابر –رضي الله عنهما- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم شكوا إليه العطش فدعا بعس ودعا بماء فصبه فيه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في العس فقال: ((استقوا)) فرأيت الماء ينبع عيوناً من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استقى الناس. رواه سيار بن حاتم عن جعفر مثله. الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 رواية جابر عن أنس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 22- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني ثنا محمد بن مخلد ومحمد بن محمد بن مالك الإسكافي قالا: ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، حدثني ابن عفير، حدثني ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أنس بن مالك –رضي الله عنهما- أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر وقد خلت ثنتان وعشرون ليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التمسوها في السبع الأواخر التي يبقين من الشهر)) . وقال ابن مخلد: في هذه السبع الأواخر. قال الدارقطني: تفرد به ابن لهيعة عن أبي الزبير بهذا الإسناد. الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 رواية ابن عباس عن جابر رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم 23- أخبرنا السيد أبو القاسم عباد بن محمد بن المحسن الجعفري –رحمه الله- إذناً، أنا أبو أحمد محمد بن علي المعلم، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا علي بن عمر، ثنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد الحناط قالا: ثنا أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا الكلبي عن أبي صالح، عن ابن عباس، حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} الآية، فقال: ((اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، أشهد أنك ربي واحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن وعدك حق، ولقاءك حق والجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور)) . قال الدارقطني: لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، ولم يروه إلا الكلبي وهو محمد بن السائب أبو النضر. الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 رواية جابر عن ابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم 24- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو علي إسماعيل بن العباس بن محمد [الوراق] ، ثنا أبو عبد الرحمن يحيى بن محمد بن أعين المروزي، ثنا أزهر بن سعيد السمان، عن سليمان التيمي، عن خداش، عن أبي الزبير، عن جابر، عن ابن عباس –رضي الله عنهم-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا استلقى أحدكم فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى)) . الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 25- (ح) وبهذا الإسناد عن جابر عن ابن عباس رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر)) . كذا رواهما هذا الشيخ عن أزهر، أسندهما عن ابن عباس، ويتابعه غيره عن أزهر، وعن سليمان أيضاً، ومنهم من يجعله من مسند جابر، وخداش هو ابن عياش العبدي، بصري لا أعرفه إلا برواية سليمان عنه. وحديث الاستلقاء ذكر الحافظ أبو عبد الله بن منده أنه منسوخ بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك. الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 رواية ابن عباس عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم 26- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا يزيد بن هارون، أنا سليمان بن علي الربعي، حدثني أبو الجوزاء غير مرة، قال: سألت ابن عباس عن الصرف؟ [فقال:] يداً بيد لا بأس به، ثم حججت مرة أخرى، والشيخ حي، فأتيته، فسألته عن الصرف؟ فقال: وزناً بوزن، قلت: إنك كنت أفتيتني اثنين بواحد، فلم أزل أفتي به [منذ] أفتيتني، قال ذاك كان عن رأي، وهذا أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فتركت رأيي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: هذا حديث صحيح. الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 رواية أبي سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وهاتان الترجمتان لهما نظائر في الصحابة وغيرهم. 27- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي سعيد قال: لقيت ابن عباس رضي الله عنهم، فقلت: ما الذي بلغني عنك أدركت ما لم ندرك؟! أو سمعت ما لم نسمع؟ قال: لا، قلت: فما تقول في الدراهم بالدراهم، فقال: ثنا أسامة بن زيد –رضي الله عنهما- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا رباً في يد بيد إنما الربا في الدين)) . هذا حديث صحيح، إلا [أنه] منسوخ بالحديث الذي قبله، أخرجه البخاري ومسلم [ص: 33] من حديث عمرو بن دينار عن أبي صالح، ورواه عن أبي صالح سوى هذين الأعمش وعبد الملك بن ميسرة وحبيب بن أبي ثابت. الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 28- أخبرنا صاعد بن سيار الهروي الحافظ، قدم علينا بقراءة والدي عليه –رحمهما الله- سنة تسع، قال: أنشدني أبو نصر أحمد بن عبد الله المقري، أنشدني أبو سيار أحمد بن محمد الكرميني –بفتح الكاف والراء- لنفسه: أذل النفس تكتسب السعادة ... وعودها التقى فالخير عاده أجاب أخو الهوى دعةً دعته ... فباع بخفض عيشته معاده [آخر المجلس] . الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع والعشرين من رجب سنة [سبع و] أربعين وخمسمائة قال: ومن التابعين ومن بعدهم من هذا النوع رواية عطاء الخراساني عن الزهري عن سعيد بن المسيب 29- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله في محرم سنة خمس وخمسمائة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن [ص: 34] أيوب الطبراني الحافظ، ثنا عبد الله بن سليمان الحرملي الأنطاكي، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي، ثنا كلثوم بن محمد بن أبي منده، عن عطاء الخراساني، عن محمد بن مسلم الزهري، عن عروة بن الزبير، وعبيد الله، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن وقاص، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى سفر أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد ما أنزل الحجاب، فأنا أحمل في هودج وأنزل فيه، حتى إذا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم ودنا من المدينة أذن بالرحيل، فقمت حين آذن بالرحيل فمشيت حتى إذا جاوزت الجيش لقضاء حاجتي فلمست صدري فإذا عقد لي من أظفار قد انقطع، فرجعت ألتمسه، وحبسني ابتغاؤه، وأقبل الرهط الذين كانوا يحملون هودجي فرحلوه على بعيري وهم يحسبون أني فيه. وكن النساء إذ ذاك خفافاً لم يهبلن، وإنما كنا نأكل العلقة من الطعام، وكنت جارية حديثة السن فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه على بعيري، فساروا فجئت المنزل وليس به منهم داع ولا مجيب، فيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيرجعون في طلبي، قالت: فبينما أنا قاعدة إذا غلبتني عيني فنمت، وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني رضي الله عنه من وراء الجيش، فأدلج فأصبح في المنزل فرأى سواد إنسان نائم، فعرفني؛ وقد كان رآني قبل أن ينزل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه فخمرت بجلبابي وجهي، والله ما كلمته، ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، حتى أناخ بعيره فركبته، فأتينا الناس في بحر الظهيرة، فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبره منهم عبد الله بن أبي [بن] سلول، قالت: فسرنا حتى قدمنا المدينة، فاشتكيت شهراً لا أشعر بما قالوا، وهو يريبني من رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لا أعرف منه اللطف الذي كنت أرى منه إنما يدخل علي يقول: ((كيف تيكم؟)) ، ولا يزيد على ذلك حتى خرجت قبل المناصع وخرجت معي أم مسطح، وكنا لا نخرج إلا ليلاً إلى ليل، وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها قريباً من بيوتنا، فأمرنا أمر العرب الأول، فلما انصرفنا عثرت أم مسطح في مرطها أو بمرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: [ص: 35] بئس ما قلت؛ أتسبين رجلاً شهد بدراً؟ قالت: وما علمت ما قال؟ (قلت: وما قال؟) فأخبرتني بقول أهل الإفك فزادني مرضاً على ما كان، قالت: وكانت أم مسطح بنت صخر ابن عامر خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وكان ابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، قالت عائشة رضي الله عنها: فبكيت ليلتين ويوماً حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، قال: فلما استلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي دعا أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، يستشيرهما في فراق أهله، فقال أسامة بن زيد: يا رسول الله أهلك وما علمنا إلا خيراً، وقال علي: لم يضيق الله عليك والنساء كثير [سواها] فإن تسل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال: ((يا بريرة هل رأيت عن عائشة شيئاً تكرهينه؟)) قالت: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمراً أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله، قالت: وقد كانت امرأة أبي أيوب قالت لأبي أيوب رضي الله عنهما: أما سمعت ما تحدث الناس، فحدثته بقول أهل الإفك، فقال: سبحانك ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً صالحاً ما كان يدخل على أهلي إلا معي)) ، فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فيه، فقام سعد بن عبادة رضي الله عنه، وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً ولكن احتملته الحمية، فقال لسعد بن معاذ: كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله، فقدم أسيد بن حضير رضي الله عنه -وهو ابن عم سعد بن معاذ- فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فتناور الحيان حتى هموا أن يقتتلوا، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حجز بينهم، قالت: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وعندي أبواي وقد كانت امرأة من الأنصار دخلت علي فهي تساعدني، قالت: فجلس ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل، فقال: ((أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله عز وجل ببراءتك، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله عز وجل وتوبي إليه)) قالت: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته فاض دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. فقال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، فقالت أمي: وما أدري ما أقول لرسول [ص: 36] الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وكنت جارية حديثة السن [لم] أقرأ كبيراً من القرآن، فقلت: والله لئن اعترفت لكم بأمر، والله عز وجل يعلم أني بريئة منه لتصدقنني، ولئن قلت: إني بريئة لا تصدقوني، والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا ما قال أبو يوسف: {فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون} ، قالت: ثم تحولت والله –يعني- يعلم أني بريئة، ولشأني كان أصغر في نفسي من أن ((ينزل في قرآناً)) ، قالت: ولكني كنت أرجو أن يري الله رسوله صلى الله عليه وسلم في منامه رؤيا يبرئني فيها، قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه، ولا خرج أحد من أهل البيت حتى أخذته البرحاء قالت: وكان إذا أوحي [إليه] أخذته البرحاء حتى إنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي، قالت: فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سري عنه، فكان أول كلمة تكلم بها قال: ((أما الله عز وجل فقد برأك [يا] عائشة)) فقالت لي أمي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد على ذلك إلا الله، فأنزل الله جل ذكره: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} إلى قوله: {سميع عليم} ، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق على مسطح لفاقته وقرابته، فلما تكلم بما تكلم به قال: والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً. فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة} إلى قوله تعالى: { [ألا تحبون] أن يغفر الله لكم} ، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بلى أنا أحب أن يغفر الله تعالى لي، فرجع إلى مسطح رضي الله عنه مثل ما كان ينفق عليه، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: وكانت هي التي تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عني، فعصمها الله تعالى بالورع، فقالت: أحمي سمعي وبصري، ما رأيت عليها شيئاً يريبني، وكانت أخت زينب حمنة تحاربني فهلكت فيمن هلك. هذا حديث صحيح من حديث الزهري مشهور من حديث عطاء الخراساني عنه، رواه عنه غير واحد، غير أن بعضهم أسنده إلى الزهري عن عروة وحده، وبعضهم قال عن عروة وعلقمة، ورواه شعيب بن رزيق أبو شيبة، عن عطاء، فجمع إليهما سعيد بن المسيب في إسناده أيضاً. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 مجلس آخر أملي يوم السبت غرة شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية الزهري عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب 30- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديبلي بمكة في المسجد الحرام، ثنا موسى بن هارون، (ح) قال أبو الحسن: وثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قالا: ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا طلحة بن يحيى -يعني- الأنصاري من ولد النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب قال: قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الناس فنهاهم عن أن يتمتعوا بالعمرة إلى الحج، وقال: ((إن تفردوها حتى تجعلوها في غير أشهر الحج، ثم لحجكم وعمرتكم)) ، ثم قال: ((وإني لأنهاكم عنها، ولقد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلتها معه)) . قال أبو الحسن: تفرد به طلحة عن يونس عن الزهري، وقيل: إن يونس سمعه من عطاء، والله عز وجل أعلم. الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 رواية عبد الله بن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن عباس رضي الله عنهما 31- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا الفضل بن محمد بن سعيد أبو نصر القاساني، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أنا محمد بن يحيى المروزي ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا عبد الجبار بن الورد، قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن أبي يزيد يقول: قال ابن عباس رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس ليوم فضل على يوم إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء)) . هذا حديث قريب من حديث ابن أبي مليكة واسمه عبد الله بن عبيد الله بن [عبد [ص: 38] الله بن] أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي -كان قاضياً لابن الزبير على الطائف روي أنه قال: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - عن عبيد الله بن أبي يزيد وهو طائفي، وكانت وفاة ابن أبي مليكة قبل وفاة ابن أبي يزيد بقليل لا أعلم حدث به عنه غير عبد الجبار بن الورد، واختلف عنه فرواه عون بن سلام عن عبد الجبار بن عمرو بن دينار بدل ابن أبي مليكة عن عبيد الله. الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 رواية عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس 32- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا أبو بكر أحمد بن الفضل المقرئ الباطرقاني، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن أبي مليكة قال: دخلنا على ابن عباس رضي الله عنهما، [فقال: لم أنم الليلة] ، فقلنا له: يا أبا عباس لم قال: طلع الكوكب ذو الذنب، فخشيت أن يطرق الدخان ثم قال: سلوني عن سورة البقرة، وسلوني عن سورة يوسف؛ لأني قرأت القرآن وأنا صغير. رواه يحيى بن آدم وعلي بن حرب عن سفيان بن عيينة نحوه. الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 رواية الأعمش عن سهيل بن أبي صالح عن أبي صالح 33- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن، وجعفر بن عبد الواحد الكاتب [ص: 39] قالا: أنا محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا أبو موسى الأنصاري، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يجلس أحدكم على جمرة تحرق ثوبه وجلده أحب إلي من أن يجلس على قبر)) . الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 34- أخبرنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم قرأته عليه رحمه الله، أنا أبو شكر غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الرباطي، ثنا أبو بكر أحمد بن أحمد بن محمد المقيد بجرجرايا إملاءً من أصل كتابه، ثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء الأنباري المعروف بابن عجب سنة ست وتسعين ومائتين ببغداد بنهر مهدي، ثنا محمد بن غالب، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا خلاد الجعفي، عن عبيد الله قائد الأعمش، عن الأعمش، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشهر تسع وعشرون)) . كذا رواه أبو مسلم قائد الأعمش عنه، ورواه محمد بن عمر بن الرومي كذلك، عن أبي مسلم، وخالف سفيان الثوري وغير واحد رووه عن الأعمش [عن أبي صالح لم يذكروا سهيلاً. الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 35- أخبرنا به عالياً أبو علي الحداد، وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا خلاد هو ابن يزيد الجعفي، عن أبي سلمة، عن الأعمش] ، عن سهيل، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكرنا ليلة القدر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كم مضى من الشهر؟ قلنا: اثنتان وعشرون وبقي ثمان، قال: مضى ثنتان وعشرون وبقي سبع، الشهر تسع وعشرون)) . قوله صلى الله عليه وسلم: ((الشهر تسع وعشرون)) أشار بحرفي التعريف إلى الشهر الذي هو فيه لا أن الشهور كلها تسع وعشرون كأنه صلى الله عليه وسلم أطلعه الله تبارك وتعالى على ذلك، وأعلمه فأخبر أصحابه بذلك. الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 36- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدثني عمر بن الحسن بن علي بن مالك القراطيسي، ثنا المنذر بن محمد، ثنا إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني، حدثني أبي، عن محمد بن [أبي] الحكم، حدثني سليمان الأعمش، حدثني من سمع أبا صالح وأظن الأعمش قال مرة حدثني سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه –قال الأعمش: ولا أعلمني إلا وقد سمعت من أبي صالح- قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يوم خيبر فرجع منهزماً يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه، ثم بعث آخر فرجع منهزماً يجبن أصحابه، ويجبنه أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله يفتح الله تعالى على يديه)) فلما كان من الغد دفعها إلى علي –رضي الله عنه- فما شام آخرهم حتى فتح الله تعالى على أولهم. الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 37- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر، أنا أبو الحسن، ثنا محمد بن مخلد، ثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا محمد بن مقاتل المروزي، ثنا يحيى بن اليمان، ثنا الأعمش، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صلى بقوم فليصل بهم صلاة أضعفهم)) (ح) ، قال ابن مخلد: ثنا علي بن حرب، ثنا يحيى بن اليمان، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- نحوه، لم يذكر سهيلاً. الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 38- أخبرنا غانم بن محمد بن عبيد الله أبو القاسم البرجي رحمه الله سنة سبع، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسين، ثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، ثنا أحمد بن يونس، قال: سمعت سفيان الثوري رحمه الله قال: جاء قوم إلى علي بن الحسين رحمهما الله، فأثنوا عليه، وقالوا له فقال: ((ما أكذبكم وأجرأكم على الله؛ لسنا كما تقولون ولكنا من صالحي قومنا وبحسبنا أن تكون من صالحي قومنا)) وبداية. الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 39- أخبرنا غانم هذا سماعاً أو إذناً، أنشدنا أبو نعيم الحافظ، أنشدنا محمد بن علي بن حبيش الناقد، أنشدنا علي بن محمد بن بشار: [ص: 41] تنقضي الدنيا وتفنى ... والفتى فيها معنى ليس في الدنيا نعيم ... لا ولا عيش يمنى يا غنياً بالدنانير ... محب الله أغنى قال: وأنشدنا أيضاً: إنما الدنيا شتات ... فتأهب لشتاتك واجعل الدنيا كيوم ... صمته عن شهواتك وليكن فطرك عند الله ... من وقت وفاتك [آخر المجلس] . الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية سهيل بن أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح 40- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة ست وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبدان الأهوازي، ثنا محمد بن غالب، ثنا أبو همام الدلال، ثنا سفيان، عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم [قال] : ((من بات وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه)) . كذا رواه محمد بن غالب عن أبي همام محمد بن نجيب وتابعه عليه غيره. ورواه غيرهما عن أبي همام، فقال: عن إبراهيم بن طهمان بدل سفيان. الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 41- أخبرنا به والدي رحمه الله بقراءتي عليه في الجامع، أنا أحمد بن محمد [بن أحمد] الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن العدل، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي، ثنا محمد بن يحيى، وعلي بن العباس قالا: ثنا أحمد بن محمد بن المعلى، ثنا محمد بن نجيب، عن إبراهيم بن طهمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، (ح) وتابعه يحيى بن معلى بن [ص: 42] منصور، عن أبي همام، ورواه زهير بن معاوية وغيره عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، ورواه جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة –رضي الله عنه-. الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 42- أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، وجعفر بن أبي منصور الكاتب قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثني وليد بن بنان الواسطي، ثنا محمد بن زنبور، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في غزوة غزاها فأصاب أصحابه جوع وفنيت أزوادهم، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون [إليه] ما أصابهم ويستأذنونه أن ينحروا بعض رواحلهم، فأذن لهم، فمروا بعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم أن ينحروا بعض رواحلهم، قال: فأذن لكم؟ قالوا: نعم، قال [فإني أسألكم] وأقسم عليكم إلا رجعتم معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فرجعوا معه] فذهب عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتأذن لهم أن ينحروا رواحلهم، فماذا يركبون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فماذا أصنع؟ ليس معي ما أعطيهم)) قال عمر رضي الله عنه: بل يا رسول الله [تأمر] من كان معه فضل [من] زاد يأتي به إليك فتجمعه [على شيء] ثم تدعو فيه بالبركة ثم تقسمه بينهم، ففعل، فدعا بفضل أزوادهم، فمنهم الآتي بالقليل، ومنهم الآتي بالكثير فجعله في شيء ثم دعا فيه ما شاء [الله] تعالى أن يدعو ثم قسمه بينهم، فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء، وفضل فضل فقال عند ذلك: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله من جاء بهن يوم القيامة غير شاك أدخله الله تعالى الجنة)) . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم رحمه الله تعالى في كتابه من حديث أبي معاوية عن الأعمش، وقد رواه عن ابن زنبور غير واحد، ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن ابن أبي حازم، ورواه إسماعيل بن جعفر عن سهيل نحوه أيضاً. الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 43- أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي سنة عشر أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأديب، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد العزيز بن محمد [ص: 43] عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المؤذن مؤتمن والإمام ضامن، فأرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين)) . كذا رواه عبد العزيز الدراوردي عن سهيل، وتابعه عليه روح بن القاسم، وقال عبد الرحمن بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه. واختلف على الأعمش [في إسناده فرواه عامة أصحابه عنه هكذا، وقال شجاع بن الوليد عن الأعمش] قال: حدثت عن أبي صالح وقال ابن نمير عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح ولا أراني إلا قد سمعته منه، فعلى هذا يكون بين سهيل وأبيه في هذا الإسناد رجلان وهذه ترجمة لها نظائر سوف نذكرها إن شاء الله تعالى. الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 44- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، وجعفر بن أبي منصور الكاتب قالا: أخبرنا محمد بن أحمد الكاتب [أنا] عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد بن راشد، ثنا الحسن بن السكن الضبعي، ثنا محمد بن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، عن سهيل، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة)) . الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 45- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو عثمان أحمد بن أبي بكر المقدمي، قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني آخر، عن سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تذهب حبيبتا عبد فيصبر ويحتسب إلا دخل الجنة)) . رواه إسماعيل بن جعفر عن سهيل مثله، ولسهيل رواية عن غير واحد سوى الأعمش عن أبيه عن أبي صالح مع صحة سماعه عن أبيه وكثرة روايته عنه نذكر ذلك إن شاء الله تعالى فيمن يدخل بينه وبين أبيه في الرواية واحداً. الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 46- أخبرنا الإمام الفقيه أبو الطيب حبيب بن محمد بن أحمد الطهراني، وأبو الخير [ص: 44] المفضل بن أبي غالب بن أبي نصر بن إبراهيم بن سلة بقراءة والدي عليهما رحمهم الله تعالى سنة سبع، (ح) قال أبو الطيب: أنا والدي، وقال الآخر: أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن يحيى، أنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد، أنا أبو الفرج عزيز بن عبد الله، ثنا محمد بن إبراهيم، قال: قال أحمد السمين: كنت أمشي في طريق مكة فإذا برجل يصيح: أغثني يا رجل، الله الله، قلت: ما لك؟ قال: خذ مني هذه الدراهم فإني ما أقدر أن أذكر الله تعالى وهي معي فأخذتها منه، فصاح: لبيك اللهم لبيك، وكانت أربعة عشر درهماً. الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 47- قرأت على أستاذنا الإمام قوام السنة ابن القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ رحمه الله، أنشدكم بشار بن أحمد، أنشدنا أبو سعد الحرمي، أنشدنا أسعد الفقيه، أنشدنا أبو عامر النسوي لنفسه، قال المملي: وقد أدركنا أصحاب أبي عامر: يا سادة عندهم للمصطفى نسب ... رفقاً بمن عنده للمصطفى حسب أهل الحديث هم آل الرسول وإن ... لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا أخر المجلس. الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 [مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس عشر من سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال] رواية الزهري عن هشام بن عروة عن عروة 48- أخبرنا الإمام قوام السنة أستاذ العصر أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ رحمه الله بقراءتي عليه، أنا سليمان بن إبراهيم الحافظ بقراءتي عليه، ثنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن محمد، ثنا محمد بن سهل [ص: 45] البغدادي، ثنا أحمد بن عبيد الله القرشي، ثنا أبو عمر عثمان بن محمد القرشي البغدادي، ثنا عبد الله بن عبد السلام أبو محمد العنبري، عن ابن شهاب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكل الجرجير ثم نام عليه يعني بات عرق الجذام ينازعه في أنفه)) . هذا حديث منكر، في إسناده مجاهيل، وابن شهاب وهشام لا يحتملان مثل هذا الحديث، وقد روي بإسناد آخر عن موسى بن إبراهيم البغدادي في حديث طويل عن هشام وهو منكر أيضاً، وروي عن ابن شهاب عن هشام أيضاً حديث التلبية، وقيل: إن في رواية ابن شهاب إياه عن هشام نظراً. الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 رواية هشام بن عروة عن الزهري عن عروة 49- أخبرنا الفقيه أبو [سعد] محمد بن محمد بن محمد المطرز إذناً رحمه الله، أن أحمد بن عبد الله أخبرهم، ثنا أبي، ثنا عبد الرحيم بن محمد بن عمر النهاوندي، ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، قال سمعت هشام بن عروة يقول: سمعت الزهري يحدث عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه مأثم)) . هذا حديث صحيح رواه مالك عن الزهري، ولم يروه من حديث هشام هكذا إلا يحيى القطان، ورواه علي بن هاشم، عن هشام، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، فيكون بين هشام وأبيه رجلان، ولهشام عن الزهري عن غير عروة أحاديث. الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 رواية أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن عروة 50- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد رحمه الله إذناً، أن أبا نعيم الحافظ حدثهم، ثنا عبد الله بن الحسين، ثنا محمد بن أحمد بن عيسى، ثنا محمد بن الحسين البصري، ثنا عبد الملك بن يحيى بن بكير، ثنا أبي، ثنا ميمون بن يحيى الأشج قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، قال: سمعت هشام بن عروة يقول: حدثني أبي، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل لا يقبض العلم [يعني] انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء)) . هكذا رواه أبو نعيم، قال: عن ميمون بن يحيى، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن، ورواه عن أبي نعيم عبد الله بن محمد الرفاعي الحافظ. وروى يحيى بن بكير، ثنا آخر في شأن الحج، عن ميمون بن يحيى بن مسلم الأشج، قال: حدثني مخرمة بن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبيه، قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بمثل هذا الإسناد وهو الصواب، والحديث صحيح -أعني حديث قبض العلم- وهو من حديث أبي الأسود عن هشام، غريب، لا أعلم أني كتبته إلا من هذا الوجه. وروه الأصم عن محمد بن [عبد الله بن] عبد الحكيم عن ابن وهب عن ابن لهيعة وعبد الرحمن بن شريح عن أبي الأسود هذا عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو، وأبو الأسود يعرف بيتيم عروة، ولعله كان في حجره وتربيته. الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 رواية هشام بن عروة عن أبي الأسود عن عروة 51- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد التاجر، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصير [ص: 47] ابن بجير، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا منجاب بن الحارث، أنا أبو علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير قال: ((ما زال أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى نشأ فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم التي سبتهم بنو إسرائيل من غيرهم فأفتوا فيهم بالرأي فأضلوهم)) . وهذا حديث غريب من حديث هشام عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن هكذا. ورواه غيره عن هشام عن أبيه من غير ذكر أبي الأسود فيه. الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 52- قرأته على الإمام أبي نصر أحمد بن عمر الغازي رحمه الله، أنا شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري، أنا الحسين بن محمد بن علي، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس، ثنا يحيى بن أبي نصر أبو سعد، ثنا بندار، ثنا أبو عامر، ثنا سفيان، (ح) قال عبد الله: وأخبرنا محمد بن عبد الرحمن، أنا أحمد بن محمد بن الحسين الضرير بالري، ثنا محمد بن قارن، حدثنا الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر كلاهما، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أن بني إسرائيل لم يزل أمرهم معتدلاً حتى نشأ فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم، فأخذوهم بالرأي فضلوا وأضلوا. وقال معمر: ((فهلكوا)) ، وهذا مشهور من قول عروة، ويروى عن عمر بن عبد العزيز أيضاً، وروي من طريق آخر مسنداً، وهو غريب. الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 رواية شعبة عن همام عن قتادة 53- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا عبد الصمد بن علي، ثنا محمد [بن] زكريا بن الصلت، ثنا سويد بن [ص: 48] سعيد، ثنا يزيد بن زريع، عن شعبة، عن همام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: ((كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم مداً)) . هذا حديث مشهور من حديث قتادة، ومن حديث همام عنه أيضاً، غريب من حديث شعبة عن همام لا أعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 حكاية همام صنيع شعبة مع قتادة 54- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم التاجر -رحمه الله-، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا الحسين بن علي الهمداني، ثنا محمد بن علي [بن] الفافا، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس (ح) وأخبرناه عالياً إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا ابن مخلد قالا: ثنا صالح بن أحمد، ثنا علي بن المديني، قال: سمعت بهز بن أسد يقول: سمعت هماماً قال: كان شعبة يوقف قتادة، قال: فحدث شعبة ذات يوم بحديث فقال قتادة: من حدثك أو من ذكر ذا؟ فقال: نسألك فتغضب وتسألنا. الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 55- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز ببغداد، ثنا أبو بكر ابن ثابت، أنا محمد بن عمر العكبري، ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شهاب العكبري، أنا أبو بكر الباغندي، ثنا عبد الله بن عبد السلام، حدثني عبد الجبار بن كثير الرقي، عن أبي عاصم، عن ابن جريج قال: خرجت في بعض الغلس فإذا أنا برقعة فلما أصبحت نظرت، فإذا فيها أبيات من شعر: عش معسراً أو موسراً ... لابد في الدنيا من الغم وكلما زادك من نعمة ... زاد الذي زادك في الهم إني رأيت الناس في دهرنا ... لا يطلبون العلم للعلم إلا مباهاة لأصحابهم ... وعدة للخصم والظلم قال ابن جريج: لقد منعتني هذه الأبيات عن أشياء كثيرة من طلب العلم. آخر المجلس. الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 [مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني والعشرين من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال:] رواية الأعمش عن الحكم بن عتيبة عن أبي صالح 56- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو نصر الفضل بن محمد بن سعيد القاساني المعدل، ثنا أبو محمد بن حبان، حدثني أحمد بن صالح الذارع، ثنا مقدم بن يحيى، ثنا عمي، عن إبراهيم بن عثمان، عن الأعمش، عن الحكم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه [قال] : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله تعالى عنه كربة من كرب الآخرة)) . هذا حديث محفوظ من حديث الأعمش واختلف عليه في إسناده، فرواه الثوري وأبو معاوية وابن نمير وأبو أسامة ومحاضر وغير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة لم يذكروا الحكم. وروي عن أبي عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك. وروي عن أسباط بن محمد عن الأعمش، قال: حدثت عن أبي صالح عن أبي هريرة، [وقيل: عن أسباط أيضاً عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة] وأبي سعيد معاً، وتفرد بذكر الحكم بن عتيبة القاسم بن يحيى بن عطاء المقدمي عم مقدم بن يحيى هذا عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان. وللأعمش عن الحكم أحاديث عدة عن غير أبي صالح. الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 رواية الحكم عن الأعمش عن أبي صالح 57- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر الكاتب أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية بن يحيى بن معاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله بالكوفة، وعبد الباقي بن قانع قالا: ثنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد [ص: 50] الواحد العامري، ثنا يحيى بن الحسن بن فرات، ثنا أخي زياد بن الحسن، عن أبان بن تغلب، عن الحكم، عن أبي محمد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((نهي عن صوم يوم الجمعة مفرداً)) . قال علي: هذا حديث محفوظ من حديث الأعمش، وهو غريب من حديث الحكم عنه. قال الشيخ حفظه الله: رواه الطبراني عن عبيد هذا، وقال عن أبي محمد وهو الأعمش، وهو معروف بهذا الإسناد من حديث الحكم هكذا موقوفاً. ورواه الباغندي عن عبيد فخالف في الإسناد. الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 58- أخبرنا أبو علي الحداد إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن حميد بن سهيل، ثنا محمد بن سليمان، حدثني عبيد التمار، ثنا منجاب بن الحارث، عن عبد الله بن الأجلح، عن أبان بن تغلب، عن الحكم، عن أبي محمد مثله. وروي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة مرفوعاً، وروى حفص بن غياث وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم)) . وروي عن أبان بن تغلب عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يعمد لصوم يوم الجمعة)) . وللحكم عن الأعمش [غير هذا عن غير أبي صالح] . الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 رواية مالك بن أنس عن الأوزاعي عن الزهري 59- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله غير مرة، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد وغيره رحمهما الله قالا: نا أبو بكر بن ريذة قالا: ثنا سليمان بن [ص: 51] أحمد، ثنا حبوش بن رزق الله المصري، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا سلمة بن العيار، عن مالك، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو بكر محمد بن علي المقري الجوزداني، ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا سعيد بن أحمد بن زكريا القضاعي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا عبد الله بن وهب، أنا مالك، عن الأوزاعي، عن الزهري، (ح) وأخبرنا محمد بن عمر الضرير، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبي، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا عباس الترقفي، ثنا حفص بن عمر العدني، عن مالك، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: وفي رواية سليمان قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( [إن الله عز وجل] يحب الرفق في الأمر كله)) . قال يونس: قال لنا ابن وهب: ما روى مالك عن الأوزاعي غير هذا. وقال سليمان: لم يروه عن سلمة -وكان ثقة- إلا عبد الله بن يوسف. هذا حديث محفوظ من حديث مالك عن الأوزاعي، رواه عن مالك أيضاً معن بن عيسى، ورواه محمد بن يوسف الفريابي عن الأوزاعي، وهو صحيح متفق عليه من حديث الزهري. ورواه حماد بن خالد عن مالك إلا أنه خالف في اللفظ: الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 60- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر، أنبأ عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قراءة عليه وأنا أسمع، حدثنا أبو الأحوص محمد بن حبان البغوي، ثنا حماد بن خالد الخياط، ثنا مالك بن أنس، ثنا ذاك الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الرفق في الأمر كله)) . تفرد بهذا اللفظ حماد بن خالد وبقوله ذاك الأوزاعي ورواه الإمام أبو عبد الله بن منده من حديث حماد فأدرجه في رواية الآخرين، ولم يفصل بين لفظه ولفظ غيره. وروي عن هارون الرشيد عن مالك. الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 61- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن الحسين الصوفي، ثنا محمد بن محمد الصكاك، ثنا الحسن بن أحمد بن كامل البرذعي، ثنا الحسين بن عبد الله بن الخصيب، ثنا إبراهيم بن سعيد، قال: سمعت المأمون يوماً يقول لحاجبه: عليك بالرفق في جميع أمورك، ثم قال: حدثني أبي هارون الرشيد، قال: حدثني مالك، عن الأوزاعي بإسناده مثله. وروي عن الوليد بن مسلم واختلف عليه فيه. الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 62- فأخبرنا محمد بن عمر الضرير، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبي، أنا محمد بن إبراهيم بن عبد الملك القرشي، ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري، ثنا محمد بن أيوب، ثنا الوليد بن مسلم، عن مالك عن الأوزاعي به. وكذلك رواه محمد بن أحمد بن عبد الواحد [بن] جرير أبو عبد الملك الصوري عن موسى. وخالفه علي بن المديني. الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 63- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد، وحمزة بن محمد قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي، ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل يحب الرفق في الأمر كله)) . قال الوليد، فحدثت به مالكاً فأعجبه، فعلى هذا سمعه مالك أولاً من الوليد عن الأوزاعي، وعلى الرواية التي قبله سمعه الوليد من مالك عن الأوزاعي والله عز وجل أعلم. ورواه عبد الله بن يوسف التنيسي وأبو مسهر عن مالك عن الأوزاعي عن الزهري مرسلاً، فكذلك سمعه عبد الله بن يوسف من سلمة مجوداً [عن مالك] . ولمالك عن الأوزاعي غير هذا عن غير الزهري. الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 64- أخبرنا الحافظ أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي رحمه الله قدم علينا، أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الله المقري، أنشدني أبو سيار أحمد بن محمد الكرميني لنفسه: [تعالى الله عن قول السفيه ... يقول الله جسم ملء فيه] وقد يرجى لذنب العبد ما لم ... يقل في ربه ما ليس فيه [آخر المجلس] ، آخر الجزء الأول، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً. الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 الجزء الثاني من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حفظه الله مما لم يسبق إليه نفعه الله تعالى والمسلمين به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 [بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الإمام الحافظ التقي محيي السنة، نور الأئمة شمس الحفاظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني أبقاه الله إملاءً من لفظه يوم السبت التاسع والعشرين من شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال] : رواية الأوزاعي عن مالك عن الزهري 65- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل المقري، أنا محمد بن أبي الحسن الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق بالله، ثنا عبد الله بن إسحاق الخصيب، ثنا إبراهيم بن محمد الصفار، ثنا مؤمل بن الفضل، ثنا الوليد، عن الأوزاعي، ثنا مالك، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله هذا ابن خطل متعلقاً بالأستار قال: ((اقتلوه)) فقتل. الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 66- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، إذناً أن أبا نعيم حدثهم، ثنا عبد الله بن محمد ابن عثمان الواسطي، ثنا الحسين بن أحمد بن عثمان، ثنا عباس الترقفي، ثنا محمد بن كثير، ثنا الأوزاعي، عن مالك عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر)) . الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 67- أخبرنا بالحديثين عالياً الشيخ النبيل الصالح أبو بكر محمد بن أبي القاسم بن حنة الصوفي المقري وغير واحد رحمهم الله، قالوا: أنا أحمد بن محمود بن أحمد الأديب، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي ثنا عبدان وابن قتيبة وعبد الله بن محمد بن سلم وحسين بن عبد الله الأزرق، ومحمد بن عمير بن عبد السلام وموسى بن سهيل الجوني وأبو الأصبغ عبد العزيز بن محمد الأسدي ومحمد بن خريم ومحمد بن عون وأحمد بن هشام [ص: 56] [ابن عمار] قالوا: ثنا هشام بن عمار بن نصير قال: ثنا مالك بن أنس، (ح) قال أبو بكر وثنا إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، ثنا محمد بن يحيى العدني، ثنا الوليد بن مسلم ومعن بن عيسى، عن مالك -واللفظ للوليد- عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر)) فلما نزعه جاءه رجل فقال: ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوه)) . هذا حديث مالك، محفوظ له، معروف به، رواه عنه الكبار من أقرانه وممن هو أقدم منه، وهو صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري في عدة مواضع، ومسلم أخرجه في المناسك كل واحد عن عدة من أصحاب مالك. وللأوزاعي عن مالك غير حديث عن الزهري وغيره. الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 رواية سفيان بن عيينة عن عبد الله بن داود الخريبي عن الأعمش 68- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني الحافظ، ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق النيسابوري، ثنا محمد بن الحجاج بن سليمان الحضرمي، ثنا الخصيب بن ناصح، ثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن داود الخريبي، عن الأعمش، عن ذر، عن يسيع، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله تعالى: {إن الذين يستكبرون عن عبادتي} يعني قال: ((عن دعائي)) {سيدخلون جهنم داخرين} . هذا حديث غريب من حديث ابن عيينة عن عبد الله بن داود ولم يروه غير الخصيب [ص: 57] ولا عنه إلا محمد بن الحجاج، وهو مشهور من حديث ذر، ومن حديث الأعمش عنه أيضاً هكذا. ورواه علقمة بن مرثد عن يسيع بن معدان، قال: قال الأشعث بن قيس سمعت النعمان بهذا. الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 حكاية عبد الله بن داود عن سفيان بن عيينة مع الأعمش 69- قرأت على أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أخبرني عبد الملك بن عمر الرزاز، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا محمد بن الوليد البسري، قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: قدم علينا ابن عيينة الكوفة في حياة الأعمش فحدث سفيان في مجلس الأعمش بخمسين حديثاً وكان الأعمش يحدث سفيان بحديث ويحدثه سفيان بحديث، فقال الأعمش لسفيان: يا أبا محمد نفقت السوق ترضى اثنين بواحد. الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 رواية يعلى بن عبيد عن أخيه محمد بن عبيد عن الأعمش 70- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو محمد الحسن بن صالح الكوفي، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا ابن زنجويه، ثنا يعلى بن عبيد، عن أخيه محمد، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول ما يقضى بين الناس في الدماء)) . صحيح متفق عليه من حديث الأعمش، أخرجه الشيخان من حديثه. الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 رواية محمد بن عبيد عن أخيه يعلى بن عبيد عن الأعمش 71- أخبرنا أبو الفتح السراج، أنا محمد بن أحمد، أنا علي بن عمر، ثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر بواسط، ثنا محمد بن حرب النسائي، ثنا محمد بن عبيد، عن أخيه يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من بنى لله تعالى مسجداً ولو مفحص قطاة بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة)) . مشهور من حديث الأعمش رواه عنه الناس. الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 72- (ح) وبهذا الإسناد قال: ثنا محمد بن عبيد، عن أخيه يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن عمرو بن بزة، عن أبي البختري، عن أبي برزة رضي الله عنه قال: مررت على أبي بكر رضي الله عنه وهو يتغيظ على رجل من أصحابه، فقلت: من هذا الذي يتغيظ عليه [يا] خليفة رسول الله، قال: وما تسأل؟ قال: قلت: أضرب عنقه، قال: فأذهب عظم كلمتي غضبه، ثم قال: ما كانت تلك لأحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم. غريب من حديث الأعمش، هكذا رواه غيره عن الأعمش فذكر مكان [أبي] البختري غيره. الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 73- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة سبع، أنا [أبو] علي الحسن بن علي الوحشي الحافظ، قال: أنشدنا الحسن بن يحيى، أنشدنا إسحاق بن إبراهيم الفارسي، أنشدنا محمد بن أحمد بن إسحاق في وصف الكتب: لنا جلساء ما نمل حديثهم ... يفيدوننا علماً وحسن مذاهب بلا ضجر نخشى ولا سوء عشرة ... إذا ذم بعض الناس عشرة صاحب فإن قلت أحياء فإنك صادق ... وإن قلت أموات فلست بكاذب آخر الإملاء وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن من شهر رمضان سنة [سبع] وأربعين وخمسمائة قال: [2] باب ذكر نوع آخر وهو: أن يكون رجلان يروي كل واحد منهما عن الآخر ويكون الراوي عن كل واحد [منهما] في روايته عن الآخر رجلاً واحداً، كما أنه فيما تقدم كان المروي عنه في رواية كل واحد منهما عن الآخر واحداً، من ذلك: رواية عروة بن الزبير عن خالته عائشة عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم 74- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، أنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد النصيبي، ثا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا معمر بن أبان بن حمران، ثنا الزهري، ثنا عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان دين الإسلام وذكر حديث الهجرة إلى أن قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل: ((أخرج من عندك)) قال أبو بكر رضي الله عنه: إنما هم أهلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإنه قد أذن لي في الخروج)) فقال أبو بكر رضي الله عنه: فالصحبة يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم)) فقال أبو بكر رضي الله عنه: فخذ بأبي وأمي إحدى راحلتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بالثمن)) قالت عائشة رضي الله عنها فجهزناهم أحث الجهاز، فصنعنا لهم سفرة في جراب وقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها أوكت به الجراب، فلذلك كانت تسمى ذات النطاقين. [ص: 60] هذا حديث كبير صحيح من حديث الزهري، أخرجه البخاري من حديث معمر وعقيل عن الزهري. وقصة النطاق تروى عن هشام بن عروة عن أبيه ووهب بن كيسان وفاطمة بنت المنذر وكلها صحيح. الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 75- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي، قالا: ثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أمها مشركة: جاءتني راغبة أفأصلها فقال: ((نعم، صليها)) . كذا رواه محمد بن كثير عن سفيان، وتابعه مصعب بن ماهان وغيره، وهو الصحيح من حديث سفيان الثوري، وقال أبو حذيفة: عن سفيان عن هشام عن أبيه عن أسماء نفسها لم يذكر عائشة، وهو صحيح من حديث هشام عن أبيه، وفاطمة بنت المنذر عن أسماء أخرجه البخاري في صحيحه واختلفوا على هشام في إسناده. الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 رواية عروة عن أمه أسماء عن خالته عائشة 76- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري وغيره رحمهم الله فيما أذنوا لي، عن كتاب أبي بكر أحمد بن جعفر بن أحمد الحافظ، ثنا أبو القاسم علي بن عمر، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، ثنا أحمد بن سعيد بن هاشم بن مرثد، ثنا ابن أبي فديك، ثنا ابن أبي حميد عن محمد بن المنكدر قال: أدركني عروة بن الزبير فأخذ بيدي فقال: يا أبا عبد الله فقلت: لبيك فقال: حدثتني أمي عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من مؤمن ولا مؤمنة يصيبه وصب ولا نصب حتى الشوكة إلا كتب الله عز وجل له بها حسنة ومحيت عنه سيئة)) . هكذا رواه أبو بكر ابن السني في كتاب رواية الإخوة والأخوات، وترجم لرواية أسماء عن أختها، والمحفوظ من حديث ابن المنكدر وغيره عن عروة عن عائشة من غير ذكر أمه. الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 رواية شعبة عن عاصم الأحول عن قتادة 77- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة، أنا سليمان بن أحمد، ثنا جعفر القلانسي ثنا آدم، (ح) قال سليمان: وثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، قال: وحدثنا محمد بن عبدوس، ثنا علي بن الجعد، قالوا أنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن قتادة، عن عروة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في المجدور وأشباهه إذا أجنب قال: ((يتيمم بالصعيد)) . الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 78- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: نا الطبراني، ثنا ابن أبي مريم، [ثنا] الفريابي، (ح) قال أبو القاسم: وحدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، (ح) قال: وحدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، كلهم عن سفيان الثوري، عن عاصم الأحول، عن قتادة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((رخصة للمريض في الوضوء التيمم بالصعيد)) ، قال: وقال ابن عباس: أرأيت إن كان مجدوراً كأنه صمغة كيف يصنع به. [ص: 62] اختلف على سفيان وشعبة في إسناده فمنهم من أدخل عزرة بين قتادة وسعيد، ومنم من لم يذكره، وخالفهما حفص، فقال: عن عاصم عن قتادة عن هاشم بن سعد، أو سعد بن هشام، عن ابن عباس، ولم يصنع شيئاً. وذكر شعبة أنه لم يسمع عاصماً يحدث عن قتادة غير هذا الحديث، وقد روى أبو معاوية عن عاصم عن قتادة حديثاً آخر. الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 رواية شعبة عن قتادة عن عاصم الأحول 79- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا علي بن محمد بن مهران السواق، ثنا زيد بن إسماعيل الصائغ، ثنا الحسن بن موسى، ثنا شعبة، قال: لم أسمع قتادة يحدث عن عاصم غير هذا، يعني قول أبي العالية: أن رجله اشتكت فقال: امسحوا [لي] عليها فإنها مريضة. وقال الدارقطني: ثنا ابن مخلد، ثنا صالح بن أحمد، ثنا علي بن المديني قال: سمعت يحيى بن سعيد ذكر عن شعبة قال: قال عاصم الأحول: حفظت من قتادة حديثاً. قول أبي العالية: امسحوا عليها فإنها مريضة، قال: وحفظت عنه عن عروة في المريض أو المجدور يتيمم. كذا ذكره وكأن الأول أصح. الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 80- أخبرنا أبو علي الحداد وإسماعيل السراج قالا: أخبرنا أحمد بن الفضل المقري، ثنا أبو زرعة السني، ثنا أبو أحمد الحسين بن علي النيسابوري، ثنا أبو عوانة المهرجاني، حدثني جعفر بن عبد الواحد، ثنا محمد بن عباد الهنائي، عن شعبة، عن قتادة، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن)) . قال شعبة: فقلت لقتادة ممن سمعته؟ فقال: حدثني عاصم الأحول. رواه ابن الباغندي عن جعفر عن يحيى بن كثير عن شعبة. الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 81- أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو علي الوخشي، قال أنشدني جمهور بن حيدر القرشي قال: أنشدني والدي قال: أنشدني محمد بن معن: إن للحب والبغض ... على الوجه علامه لست ممن ليس يدري ... ما هوان من كرامه ليس في أخذك بالحلم ... وبالفضل ندامه وجواب الجاهل الصمت ... وفي الصمت سلامه آخر الإملاء. الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع عشر من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية هشام الدستوائي عن قتادة عن عامر الأحول 82- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، ثنا محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني، ثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة قال: دفع إلينا معاذ بن هشام كتاباً، قال: سمعته من أبي فنسخناه ولم يقرأه علينا، وكان فيه: عن قتادة عن عامر الأحول عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن سلمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) . هذا حديث محفوظ من مسند ابن عباس رضي الله عنه، غريب من هذا الوجه عنه. الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 رواية هشام الدستوائي عن عامر الأحول عن قتادة 83- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا علي بن محمد بن يحيى بن مهران السواق، ثنا إبراهيم بن راشد الآدمي، ثنا علي بن المديني، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن عامر الأحول، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ((كلما أراد المؤمن زوجته -يعني في الجنة- وجدها عذراء)) . الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 84- (ح) قال: وحدثني أبي، عن عامر الأحول، عن قتادة، عن رجل، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ((أهل الجنة هرج هرج)) قال أبي: نكاح نكاح. وقد روى هشام بن حسان أيضاً عن عامر الأحول عن قتادة حديثاً. الحديث: 84 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 رواية الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن الهاد 85- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، نا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن زهير، ثنا عبيد الله بن محمد، ثنا أبو الربيع الحارثي، ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا ليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن صفوان بن سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {اقرأ باسم ربك} . [ص: 65] قال سليمان: لم يرو هذا الحديث عن يحيى إلا ليث تفرد به بشر. المحفوظ هذا الحديث من حديث ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن صفوان. الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 86- (ح) أخبرنا [به] أبو علي الحداد، أنا أبو الفتح الدليلي علي بن محمد بن عبد الصمد، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال بمصر، ثنا عيسى بن حماد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} . [كذا ذكر في الرواية الأولى سورة اقرأ، وفي الثانية {إذا السماء انشقت} ] وكلاهما صحيح، والأعرج هذا ليس هو بعبد الرحمن بن هرمز الذي يروي الكثير عن أبي هريرة، وإنما هو عبد الرحمن بن سعد المقعد. الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 87- أخبرنا [به] أبو بكر أحمد بن علي المؤدب رحمه الله، أنا عبد الرزاق بن عمر، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، أنا محمد بن زبان بن حبيب، ثنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان بن سليم، عن عبد الرحمن الأعرج -مولى لبني مخزوم- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك} )) . الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 88- أخبرنا عبد الله بن محمد المعدل، أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا أبي، أنا محمد بن يعقوب بحر بن نصر بن سابق، أنا عبد الله بن وهب، ثنا قرة بن عبد الرحمن، عن ابن شهاب، وصفوان، عن عبد الرحمن بن سعد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك} )) . وهذا الحديث بعينه كان عند عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة أيضاً، وصفوان، والزهري يرويان عن الأعرجين، غير أن هذا الحديث في رواية صفوان والزهري، عن عبد الرحمن بن سعد، وكان يكنى أبا حميد، وهو مولى بني مخزوم، والآخر الأشهر يكنى أبا داود مولى ربيع بن الحارث وهما مدنيان. الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 رواية الليث عن يزيد بن الهاد عن يحيى بن سعيد 89- قرأت بكرخ بغداد على أبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي رحمه الله قلت: أخبركم أبو بكر الحافظ، أنا أبو بكر الخرشي، وأبو سعيد الصيرفي، (ح) وأخبرنيه عالياً أبو بكر عبد الغفار بن محمد فيما كتب إليّ من نيسابور رحمه الله، أنا أبو سعيد الصيرفي قالا: ثنا محمد بن يعقوب، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنا أبي وشعيب يعني ابن الليث قالا: أنا الليث، عن ابن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن زرارة أو ابن زرارة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلا قال: ((سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)) فقلت: يا رسول الله ما أكثر ما تقول هذه الكلمات إذا قمت، فقال: ((إنه لا يقولهن أحد حين يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان في ذلك المجلس)) . ولليث عن يزيد عن يحيى حديث آخر في سالم مولى أبي حذيفة وإرضاعه. الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 90- أخبرنا الإمام أبو الطيب حبيب بن محمد بن أحمد الطهراني الفقيه، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفقيه يقول: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد يقول: حضرت عند أبي بكر النقاش، وقد جاءه بعض أصحاب الحديث، وقد فاته بعض الجزء فأراد إعادته، فسمعت النقاش، يقول: سمعت إدريس بن عبد الكريم، يقول: سمعت هارون بن عبد الله الجمال، يقول: سمعت يزيد بن هارون، يقول: سمعت سفيان الثوري، يقول: من غاب خاب وأكل نصيبه الأصحاب. ولم يعد له حرفاً. الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 91- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر البجيري رحمه الله، أنا جدي أبو عمر المطهر بن أبي نزار، أنا أبو الفضل الخزاعي واسمه كميل بن جعفر، قال: أنشدني هشام بن خليفة بمصر: أكرم الناس يكرموك وإن كنت محتقر ... لا تهنهم فيرفضوك وإن كنت ذا خطر أخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 [مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة، قال] : رواية عباد بن ثابت عن الحسن بن صالح بن حي عن سفيان بن عيينة 92- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني ثنا عباد بن ثابت، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا محمد بن المنكدر، قال سمعت جابراً رضي الله عنه يقول لنا: قتل ابن جميل حتى وضع بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فجئت فجعلت أكشف عن وجهه وأبكي، وجعل أصحابه يمنعوني، وجعلت أكشف عن وجهه ويمنعوني فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صائحة فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: بنت عمرو، قال: ((لا تبكي، فما زالت الملائكة خافتة بأجنحها حتى رفع)) . قال عباد بن ثابت: كان الحسن بن صالح ثنا به عن سفيان، ثم لقيت سفيان فحدثنا به. هذا حديث صحيح متفق على إخراجه من حديث ابن عيينة، أخرجه البخاري ومسلم عن غير واحد من أصحابه. وقد رواه عن ابن المنكدر جماعة. الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 93- أخبرنا [به] عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني قالا: ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابراً به نحوه. الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 رواية عباد بن ثابت عن سفيان بن عيينة عن الحسن بن صالح 94- أخبرنا أبو الفتح السراج، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن سراج، ثنا عباد بن ثابت، أنا حسن بن صالح، عن عمرو بن دينار قال: حصب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ((إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . قال عباد: وسمعت من سفيان بن عيينة نحوه عن حسن بن صالح [به، كذا رواه حسن بن صالح] عن عمرو عن ابن عباس. الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 95- أخبرنا به عالياً أبو غالب الكوشيذي، ومحمد بن الفضل القرآني رحمهما الله، قالا: أنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا علي بن إبراهيم العامري، أنا أحمد بن يونس، ثنا حسن بن صالح، عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس رضي الله عنه: ((إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني الأبطح-)) . رواه حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن صالح مثله. ورواه الحميدي وغيره عن سفيان عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنه وهو الصحيح. الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 96- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي ثنا سفيان، ثنا عمرو، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه [قال] : ((ليس المحصب بشيء وإنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . وهذا صحيح متفق عليه من حديث ابن عيينة أخرجاه عن أصحابه، وكأن عند ابن عيينة فيه إسناد آخر. الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 97- أخبرنا به السيد أبو الحسن علي بن هاشم العلوي وغير واحد رحمهم الله قالوا: أنا محمد بن عبد الله البابي، أنا سليمان بن [أحمد] الحافظ، ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة ثنا صالح بن كيسان، أنه سمع سليمان بن يسار يحدث عن أبي رافع رضي الله عنه قال: ((لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنزل ثم -يعني بالأبطح- ولكن [ص: 69] ضربت قبته فجاء فنزل)) . قال سفيان: وكان عمرو بن دينار يحدث بهذا الحديث عن صالح بن كيسان، فلما قدم علينا، قال لنا عمرو: اذهبوا فسلوه عن هذا الحديث. وهذا أيضاً صحيح أخرجه مسلم عن قتيبة وغيره عن ابن عيينة. الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 رواية عمرو بن علي عن عبد الرحمن بن مهدي عن يحيى بن سعيد القطان 98- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو علي الخرقي الحسين بن عبد الله، ثنا أبو حفص عمرو بن علي، قال: رأيت عبد الرحمن بن مهدي يوم الجمعة جاء إلى حلقة يحيى بن سعيد ومعاذ بن معاذ، فجلس خارجاً من الحلقة فقال له يحيى: ادخل الحلقة، فقال: أنت حدثتني عن ابن عجلان عن عمرو بن شعيب عن [أبيه عن] جده رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التحلق يوم الجمعة قبل خروج الإمام)) . فقال يحيى أنا رأيت هشام بن حسان وحبيب بن الشهيد وسعيد بن أبي عروبة يتحلقون يوم الجمعة قبل خروج الإمام. فقال عبد الرحمن: فهؤلاء بلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم فعلوه؟. هذا حديث مشهور من حديث ابن عجلان عن عمرو بن شعيب. الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 99- أخبرنا به أبو علي الحداد، وجعفر بن عبد الواحد رحمهما الله قالا: أنا عبد الرزاق بن أحمد بن عبد الرحمن أنا عبد الله [بن] (1) محمد بن جعفر، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر، ثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه [قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم] عن التحلق للحديث يوم الجمعة قبل خروج الإمام)) .   (1) ساقطة من المطبوع. الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 رواية عمرو بن علي عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن مهدي 100- أخبرنا أبو الفتح السراج، أنبأنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، ومحمد بن صالح بن خلف الجواربي، قالا: ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله عز وجل: {إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً} قال: لا إله إلا الله. قال أبو حفص: فحدثت به يحيى بن سعيد فقال: أنا كتبته عن عبد الرحمن عن أبي معاوية. الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 101- أخبرنا به أبو علي الحداد في كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أنا إسحاق بن محمد الفارسي، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا أبو معاوية عن إسماعيل، عن أبي صالح في قوله تعالى: {إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال: لا إله إلا الله. الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 102- وأخبرنا أبو علي الحداد قراءة عليه، أنا أحمد بن جعفر الفقيه إجازة، ثنا عبد الله بن محمد السلمي، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن أبي صالح: {وقال صوابا} قال: لا إله إلا الله في الدنيا. الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 حكاية عبيد الله القواريري فعل حسين بن علي الجعفي بسفيان بن عيينة وفعل سفيان بحسين 103- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، أنا الفضل بن محمد بن سعيد أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا أبو بكر بن مكرم قال: سمع القواريري يقول: رأيت ابن [ص: 71] عيينة يقبل يد حسين الجعفي، ورأيت حسيناً يقبله أيضاً. الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 104- أخبرنا شيرويه بن شهردار الحافظ، قدم علينا بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة خمس، قال: سمعت أبا العلاء محمد بن طاهر العابد يقول: سمعت أبا الحسن علي بن شعيب القاضي يقول: سمعت أبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي يقول: سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن [أبي] خراسان بطابران يقول: سمعت تميم بن محمد يقول: سمعت سويد بن سعيد يقول: كنا عند سفيان بن عيينة فتفرقنا عند الظهر فقال: أين ذهب أصحاب الحديث قيل: ذهبوا يصلون، قال: وأصحاب الحديث يصلون. الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 105- وأخبرنا شيرويه، أنشدنا أبو الفضل محمد بن عثمان القومساني، أنشدنا أبو علي الحسن [بن] علي بن بندار، أنشدني أبو إسحاق إبراهيم بن أبي حماد لربيعة بن [أبي] عبد الرحمن: وما الذل إلا في تفهم جاهل ... فتحسب جهلاً أنه منك أعلم متى يبلغ البنيان يوماً تمامه ... إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم آخر المجلس [وصلى الله على محمد وآله] . الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية بسر بن سعيد عن أبي بن كعب عن زوجته أم الطفيل رضي الله عنهما 106- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد [بن] الحصين الشيباني رحمه الله ببغداد أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ أنا أبو بكر أحمد بن جعفر [ص: 72] بن حمدان بن مالك القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، (ح) وأخبرنا [به] عالياً أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو يعلى أحمد بن علي، قالا: ثنا إسحاق بن عيسى، حدثني ابن لهيعة عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: نازعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه في المتوفى عنها وهي حامل، فقلت: تزوج إذا وضعت، فقالت أم الطفيل -أم ولدي- لعمر رضي الله عنهما: وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيعة الأسلمية أن تنكح إذا وضعت. اللفظ لأبي يعلى، والآخر قريب منه. الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 رواية بسر بن سعيد عن أم الطفيل عن أبي هذا الحديث 107- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو القاسم بن أبي بكر المعدل، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد القباب، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا الحسين بن علي الحلواني، ثنا سعيد بن عفير، (ح) وأخبرنا هبة الله بن الحصين ببغداد ثنا أبو علي بن المذهب، ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي واللفظ له، ثنا يحيى بن إسحاق وقتيبة قالوا: ثنا ابن لهيعة، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد قال: سمعت أم الطفيل أنها سمعت عمر بن الخطاب وأبي بن كعب رضي الله عنهما يختصمان فقالت [له] أم الطفيل: أفلا يسل عمر سبيعة الأسلمية ((توفي عنها زوجها وهي حامل فوضعت بعد ذلك بأيام فأنكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . رواه يحيى بن بكير وغيره عن ابن لهيعة (مخالفاً للإسنادين) المتقدمين وكأنه الأصح. الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 108- أخبرنا أبو الطيب حبيب بن محمد الفقيه رحمه الله، أنا أحمد بن محمد بن النعمان، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر، ثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المقري، ثنا أبي واللفظ له، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، قالا: ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا عبد الملك بن يحيى بن بكير، حدثني أبي قالا: ثنا ابن لهيعة، ثنا بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد، حدثه عن محمد بن أبي قال: سمعت أم الطفيل تقول: اختصم أبي بن كعب وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما في المرأة يتوفى عنها زوجها وهي حامل فتضع بعد ذلك بأيام، قالت أم الطفيل لأبي: أفلا يسأل عن ذلك عمر سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حبلى فوضعت بعد ذلك بأيام فأنكحها النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً. وقد جمع أبو نعيم رواية هؤلاء على ما رواه ابن بكير ولم يذكر اختلاف رواياتهم فيه. الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 [3] باب ذكر نوع آخر يجمع النوعين المتقدمين. وهو: أن يكون الراوي عن الرجلين اللذين يروي كل واحد منهما عن الآخر واحداً والمروي عنه [أيضاً] واحداً. رواية عدي بن عدي الكندي عن عمه العرس بن عميرة عن أبيه عدي بن عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم 109- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري رحمه الله، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا علي بن حميد الواسطي، ثنا أسلم بن سهيل، ثنا محمد بن أبان، ثنا جرير بن حازم قال: سمعت عدي بن عدي يحدث عن رجاء بن حيوة، والعرس بن عميرة، عن عدي بن عميرة رضي الله عنهما قال: كان بين امرئ القيس وبين رجل من حضرموت خصومة، فارتفعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فقال للحضرمي] : ((بينتك وإلا فيمينه)) ، قال: يا رسول الله إن حلف ذهب بأرضي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مالاً لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان)) قال: يا رسول الله! فما لمن تركها وهو يعلم أنه حق؟ قال: ((الجنة)) قال: فإني أشهدك أني قد تركتها. قال جرير: كنت مع أيوب السختياني حين سمعنا هذا الحديث من عدي. الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 110- أخبرنا [به] أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا جرير بن حازم بمعناه. ورواه أحمد بن حنبل رحمه الله عن يزيد بن هارون وغيره عن جرير نحوه. ورواه شيبان بن فروخ عن جرير ولم يذكر عدي بن عميرة في الإسناد. ورواه جماعة عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير عن عدي بن عدي عن أبيه لم يذكر العرس. ومنهم من قال عن عدي بن عدي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أباه أيضاً. الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 رواية عدي بن عدي عن أبيه عن عمه العرس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم 111- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله غير مرة، حدثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا عمرو بن الربيع بن طارق، ثنا يحيى بن أيوب، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي ثنا أبو نعيم قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، (ح) وأخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا عبد الرحمن بن محمد الذكواني، ثنا عبد الله بن محمد بن فورك، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: حدثني صالح بن عبد الله الترمذي، ثنا سفيان بن عامر قالا: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أنه أخبره عن عدي بن عدي الكندي، عن أبيه عن العرس رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((آمروا النساء في أنفسهن، قال: الثيب تعرب عن نفسها، والبكر رضاها صمتها)) . كذا رواه يحيى بن أيوب وسفيان بن عامر، ورواه الليث بن سعد عن ابن أبي حسين فلم يجاوز به عدي بن عميرة، ولم يذكر العرس في الإسناد. الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 112- أخبرنا الشريف أبو محمد حمزة بن العباس العلوي بانتقاء الإمام قوام السنة ابن القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، أنا أبو علي بن منجويه أنا عبد الله بن عمر الواعظ [ص: 76] ثنا أبو محمد الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو قال: سمعت إسماعيل بن يزيد القطان، يقول: سمعت جعفر بن عون، يقول: ما رأيت أقل وفاء من أصحاب الحديث. الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 113- أخبرنا شيرويه بن شهردار الحافظ قدم علينا أنشدنا أبو نصر علي بن هبة الله بن جعفر البغدادي الحافظ [هو] ابن ماكولا، أنشدنا أبو الفرج هبة الله بن الحسن بن محمد العسقلاني بعسقلان لنفسه: طوبى لمن رزق الكفاف ... وكان منه في كفايه فلهذه الدنيا الدنية ... والحياة بها نهايه وزوال من قد كان قبلك ... فيه موعظة وآيه آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: [4] باب ذكر نوعين آخرين قريبين من النوعين المتقدمين من ذلك: رواية أيوب السختياني عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أبي الشعثاء 114- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس، وأبو بكر محمد بن الفضل القصار وأبو شكر حمد بن علي الحبال، وأبو محمد نوشروان بن شيرزاذ الديلمي رحمهم الله جميعاً في ذي القعدة سنة أربع وخمسمائة وأنا حاضر، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني الحافظ، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، نا صالح بن حاتم بن وردان ثنا يزيد بن زريع، ثنا أيوب، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المحرم إذا لم يجد الإزار فليلبس السراويل، وإذا لم يجد النعلين فليلبس الخفين)) . [ص: 78] هذا حديث صحيح مشهور من حديث عمرو بن دينار رواه عنه الناس، وأخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله في الصحيح من عدة طرق عنه، ومن حديث أيوب عن عمرو ثابت أيضاً مشهور رواه عن أيوب غير واحد وأورده مسلم في الصحيح عن علي بن حجر عن ابن علية عنه. الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 رواية عمرو بن دينار عن أيوب عن رجل عن جابر بن زيد أبي الشعثاء 115- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق هو السراج، ثنا عبد الجبار هو ابن العلاء، ثنا سفيان، عن عمرو، عن أيوب، عن ابن سيرين قال: كان أبو الشعثاء مسلماً عند الدينار والدرهم. رواه غير واحد عن سفيان وهو ابن عيينة. الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 رواية شعبة عن هشيم عن رجل عن سعيد بن جبير 116- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا علي بن عمر بن مهدي الحافظ ثنا محمد بن [أحمد بن] أسد الهروي، ثنا محمد بن نصر بن أبي الأحوص المخرمي، ثنا خلف بن سالم ثنا غندر، (ح) وأخبرنا محمد بن عمر بن هارون الفقير رحمه الله، أنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، أنا والدي، أنا محمد بن جعفر [ص: 79] أبو الطيب غندر بمصر، ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك، ثنا إبراهيم بن حيان قالا: ثنا خلف بن سالم، ثنا غندر، عن شعبة، عن هشيم، (ح) وأخبرنا [به عالياً] أبو الفرج بن أبي الرجاء، أنا عبد الواحد بن أحمد بن محمد المعلم، أنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق، أنا جدي إسحاق بن جميل، ثنا أحمد بن منيع -واللفظ له-، ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس الخبر كالمعاينة)) . مشهور من حديث هشيم رواه عنه جماعة جمة، وقد رواه غيره عن أبي بشر. الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 117- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، وأبو بكر بن أبي القاسم الفراتي، وحمد بن علي الصالحاني، وأبو محمد بن أبي الفوارس، ومحمد بن أحمد بن محمد المعروف بتركة، قالوا: أنا محمد بن عبد الله البابي، أنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا علي بن عبد العزيز ثنا محمد بن أبي نعيم الواسطي، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس المعانية كالخبر، قال الله عز وجل لموسى: إن قومك قد فتنوا فلم يلق الألواح، فلما عاين ألقى الألوان فكسرها)) . لشعبة بهذا الإسناد غير هذا. الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 رواية هشيم عن شعبة عن رجل عن سعيد بن جبير 118- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة أنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عمرو بن عون، ثنا هشيم، ثنا شعبة. عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له)) ، (ح) قال [ص: 80] الطبراني: ثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه، مثله ولم يرفعه. رواه عن هشيم غيره مثله، وكذلك رواه غير واحد عن شعبة مرفوعاً، ويروى عن سعيد وعدي من غير هذا الوجه مرفوعاً أيضاً، ورواه بعضهم عن شعبة عن حبيب بن أبي ثابت بدل عدي بن ثابت. الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 رواية أبي إسحاق السبيعي عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه 119- أخبرنا عبد الله بن محمد الإمام، أنا عبد الرزاق الصوفي، ثنا أحمد بن موسى الحافظ حدثني علي بن الفضل البغدادي، ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني أبي، ثنا أبو رجاء الهروي. (ح) وأخبرناه عالياً أبو علي الحداد إذناً، ثنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن أبتاه، ثنا الحسين بن عثمان التستري، ثنا عمر بن محمد بن الحسن، ثنا أبي عن أبي رجاء الهروي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يمد له في عمره ويبسط له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء ويستجاب دعاؤه فليتق الله تعالى وليصل رحمه)) . لفظ أبي نعيم، كذا رواه أبو رجاء الهروي. ورواه معمر عن أبي إسحاق عن عاصم من غير ذكر حبيب بينهما وكأنه الأصح. ورواه ابن جريج عن حبيب عن عاصم. الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 رواية حبيب عن أبي إسحاق عن رجل عن علي رضي الله عنه 120- أخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أبو محمد بن حبان ثنا أحمد بن محمود بن صبيح، ثنا يحيى بن واقد، ثنا سيف بن محمد ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي إسحاق عن عبد خير قال: سمعت علياً رضي الله عنه يقول: ((ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟)) قالوا: من؟ قال: أبو بكر رضي الله عنه، قال أخبركم بالثاني؟ قالوا: من؟ قال: عمر رضي الله عنه، ثم قال: لو شئت أخبرتكم بالثالث، ثم سكت، فظنوا أنه يعني نفسه. كذا رواه أبو نعيم وترجم لرواية حبيب عن أبي إسحاق، وهذا الحديث محفوظ من حديث حبيب عن عبد خير نفسه، رواه عنه [كذلك] غير واحد، وكذلك رواه جماعة عن سفيان، وهو محفوظ من حديث أبي إسحاق أيضاً عن عبد خير، ورواه عن أبي إسحاق سفيان أيضاً فيمن رواه عنه. الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 121- أخبرنا حبيب بن محمد الفقيه أبو الطيب الإمام والمفضل بن محمد بن داود رحمهما الله قالا: أنا أبو مسلم الطهراني، أنا أبو سعيد الماليني قال: سمعت أبا القاسم عبيد الله بن إبراهيم صاحب الشبلي، يقول: سئل عبد الرحمن بن حيان، عن معنى قصة موسى عليه السلام، أن الله عز وجل أخبره أن قومه قد عبدوا العجل فما أثر عليه ثم إنه لما رأى قومه ألقى الألواح: أليس إخبار الله عز وجل إياه كان أصح من رؤيته، فقال نعم، ولكن المحل الذي كان فيه موسى بين يدي الله تبارك وتعالى لم يكن بقي في موسى من البشرية ما يغضب أو يعلم، فإن الربوبية كانت قد استوفته، فلما رده الحق إلى محل العبودية شاهد قومه فأثر فيه الغضب. الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 122- (ح) قال الماليني: ثنا أبو نصر منصور بن عبد الله قال: سمعت الشبلي يقول: [ص: 82] تسترت من دهري بريش جناحه ... فصرت أرى دهري وليس يراني فإن تسألوا الأيام عني نكرنني ... ولم تعرف الأيام أين مكاني آخر المجلس، وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني عشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية سعد بن سعيد الأنصاري عن أخيه يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن 123- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري رحمه الله في إذنه وإجازته لي ثنا أبو نعيم الحافظ في غير موضع، ثنا علي بن أحمد بن أبي غسان، ثنا أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا محمد بن بكر، ثنا ابن جريج، أخبرني سعد بن سعيد، أخبرني يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كسر عظم الميت ميتاً ككسره حياً)) . هذا حديث غريب الإسناد، هكذا أورده أبو نعيم في غير موضع، والمشهور من حديث سعد بن سعيد من غير إدخال يحيى بينهما كذلك. الحديث: 123 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 124- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله سنة ست، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد في مسند سفيان، ثنا علان بن عبد الصمد الطيالسي، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبد الله بن موسى، ثنا سفيان عن سعد بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كسر عظم الميت ككسره حياً)) . وكذلك رواه عبد العزيز الدراوردي، وأبو أسامة، وأبو بدر، وعلي بن صالح المكي، وعقبة بن خالد وداود بن قيس، عن سعد وهكذا رواه عبد الرزاق، عن ابن جريج فكأن الأول كان في كتاب بعضهم، عن سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد [فصحفه أخي بأخبرني، والله تعالى أعلم. ورواه أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن يحيى بن سعيد] ، عن عمرة. وكذلك رواه أبو معاوية وعبد الله بن جعفر عن يحيى بن سعيد عن عمرة. الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 رواية يحيى بن سعيد عن أخيه سعد عن رجل عن عمرة 125- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد في الأوسط، ثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي، ثنا أبي ثنا أبو معاوية، (ح) وأخبرنا عبد الكريم بن عبد الرزاق رحمه الله قرأته عليه، عن كتاب عبد الرحمن بن أبي بكر، (ح) وأخبرنا أحمد بن [أبي] الفتح الخرقي رحمه الله كتابة، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي بكر ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، (ح) قال عبد الله: وثنا ابن أبي حاتم، ثنا العباس بن يزيد، قالا: ثنا أبو معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن أخيه سعد بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفف الركعتين قبل صلاة الفجر حتى أقول قرأ فيهما بأم القرآن)) . هذا حديث مشهور من حديث أبي معاوية، عن يحيى بن سعيد، عن أخيه سعد هكذا. ورواه أبو بكر بن السني عن حاجب بن أركين عن العباس بن يزيد عن أبي معاوية وزاد فيه: قال أبو معاوية: وقد سمعته من سعد، غير أنه قال عن سعد بن سعيد عن عمرة، ولم [ص: 84] يذكر محمد بن عبد الرحمن؛ سقط عليه ذكره. واختلف على يحيى في إسناده، فرواه جماعة عن يحيى عن عمرة من غير ذكر أحد بينهما، وقال عامة أصحاب يحيى عن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن عمرة. وقال أبو معاوية عن يحيى عن أخيه عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة كما ذكرناه. ورواه شعبة عن محمد بن عبد الرحمن. الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 رواية يحيى بن [أبي] كثير عن أيوب بن عتبة عن الزهري 126- أخبرنا أبو شكر حمد بن علي بن محمد الحبال بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة سبع، وجعفر بن عبد الواحد رحمه الله، قالا: أنا أبو القاسم ابن أبي بكر بن [أبي] علي أنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الله بن داود، ثنا الحسين بن حفص ثنا عكرمة بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أيوب بن عتبة، عن الزهري عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك)) . هذا حديث يستغرب من حديث الحسين بن حفص الأصبهاني، وقد تابعه عليه علي بن محمد بن أبي سيف. الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 127- أخبرنا بحديثه إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد الدمشقي، ثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، ثنا علي بن محمد بن أبي سيف ثنا عكرمة بن إبراهيم مثله. الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 رواية أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن رجل عن الزهري 128- قرأت على هبة الله بن عبد الله الواسطي الشروطي بكرخ بغداد رحمه الله قلت: أخبركم أبو بكر بن ثابت، أنا محمد وعلي ابنا الحسين بن بكير، أنا الحسين بن علي النيسابوري، ثنا أبو قريش محمد بن جمعة، ثنا إبراهيم بن أحمد بن يعيش، ثنا محمد بن عمر الأسلمي، حدثني عاصم بن عمر يعني ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا فرع ولا عتيرة)) . رواه الحسين بن علي الصدائي، عن محمد بن عمر، نحوه. الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 رواية أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة 129- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الدارقطني، ثنا أبو محمد بن صاعد إملاءً، ثنا محمود بن محمد أبو يزيد الظفري، ثنا أيوب بن عتبة قاضي اليمامة، عن يحيى بن أبي كثير، [عن أبي سلمة] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل ليبغض الفاحش المتفحش)) . قيل: غريب من حديث يحيى لم نكتبه إلا من حديث أيوب. الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 130- أخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع ثنا أبو نعيم الحافظ ثنا سليمان بن أحمد ثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للصف الأول ثلاث مرات، وللثاني مرتين، وللثالث مرة)) . قال سليمان: لم يروه عن يحيى عن أبي سلمة إلا أيوب. الحديث: 130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 131- (ح) وبهذا الإسناد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الأيم تستأمر في نفسها، والبكر لا تنكح إلا بإذنها، قالوا: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت)) . الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 132- (ح) وبه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) . قال سليمان: لم يرو هذين الحديثين عن أيوب إلا أسد. قال الإمام سلمه الله: وهذه نسخة فيها أحاديث بهذا الإسناد. الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 رواية يحيى بن أبي كثير عن أيوب بن عتبة عن رجل عن أبي سلمة 133- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، إذناً ثنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، ثنا محمد بن يحيى بن منده وأحمد بن علي بن الجارود، (ح) قال أبو نعيم: وثنا محمد بن عمر بن سالم، ثنا أحمد بن محمد بن عبيدة أبو بكر، قالوا: ثنا عبد الله بن داود الأصبهاني، ثنا الحسين بن حفص، ثنا عكرمة بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أيوب بن عتبة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك)) . الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 134- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي رحمه الله بقراءة الحافظ أبي نصر اليونارتي، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: أنشدنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني، أنشدني أبو معمر العنبري، أنشدنا عبد الله بن محمد بن عبيد، أنشدني محمود الوراق: أغرقت في فعل الإساءة دائباً ... ولذاك منك الصفح والإحسان لم تنتقص لي إذ أساءت وزدتني ... حتى كأن إساءتي إحسان تولى الجميل على القبيح كأنما ... يرضيك مني الزور والبهتان آخر المجلس والحمد لله. الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع عشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عطاء بن يسار 135- أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم الخضر بن الفضل بن الخضر الغازي رحمه الله أنبأ أبو طاهر محمد بن أحمد الكاتب، (ح) وأخبرنا جعفر بن أبي منصور رحمه الله أنا أبو القاسم [بن] أبي بكر الهمداني وأبو طاهر الكاتب، قالا: أنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا ابن ناجية هو عبد الله بن محمد، ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد ثنا أبي، ثنا أبي، (ح) وأخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني ببغداد رحمه الله، أنا الحسن بن علي بن المذهب، أنا أحمد بن جعفر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد حدثني أبي، ثنا الحسين يعني المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني أبو سلمة أن عطاء بن يسار، أخبره أن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أخبره أنه سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه. قلت: أرأيت إذا جامع امرأته ولم يمن، فقال عثمان رضي الله عنه: يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره، وقال عثمان: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألت عن ذلك علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب رضي الله عنهم، فأمروه بذلك. اللفظ لرواية الإمام أحمد رحمه الله. الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 136- أخبرنا إسماعيل بن الفضل أنا إبراهيم بن منصور إذناً، أنا محمد بن إبراهيم بن علي ثنا أحمد بن علي [بن] المثنى ثنا أبو خيثمة ثنا حسين بن محمد مروذي. (ح) وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين بمدينة السلام، أنا أبو علي التميمي الواعظ، أنا أبو بكر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا حسين بن موسى، (ح) وأخبرنا سعيد بن أبي الرجاء رحمه الله، أنا عبد الواحد بن أحمد بن محمد المعلم، أنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق أنا جدي إسحاق بن جميل وأحمد بن منيع -واللفظ له- ثنا حسين بن محمد والحسن بن موسى [ص: 88] قالا: ثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أن عطاء بن يسار أخبره، أن زيد بن خالد الجهني، أخبره أنه سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن رجل جامع ولم يمن، فقال عثمان: يغسل ذكره ويتوضأ، وقال عثمان سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري، عن أبي معمر عن عبد الوارث وعن سعد بن حفص عن شيبان، وأخرجه مسلم عن أبي خيثمة وعبد الوارث جميعاً عن عبد الصمد عن أبيه. وهو حديث منسوخ كان ذلك في أول الإسلام، ثم نسخ بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل)) . الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 رواية يحيى بن أبي كثير عن رجل عن عطاء بن يسار عن أبي سلمة 137- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنبأ أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو سهل بن زياد من أصل كتابه، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا معاذ بن أسد، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة أن عطاء بن يسار حدثه قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: تذاكرنا بيننا فقلنا: أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله: أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فهبنا أن يقوم منا أحد فأرسل إلينا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعنا رجلاً رجلاً فجعل بعضنا يشير إلى بعض فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} فتلاها من أولها إلى آخرها قال: فتلاها علينا ابن سلام من أولها إلى آخرها، قال هلال: فتلاها علينا عطاء بن يسار، قال يحيى فتلاها علينا هلال من أولها إلى آخرها، قال الأوزاعي: فتلاها علينا يحيى من أولها إلى آخرها)) . الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 138- (ح) وقال الدارقطني: حدثناه ابن الصواف، ثنا محمد بن عثمان، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن [ص: 89] أبي ميمونة، حدثني عطاء بن يسار، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن، حدثه أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. قال الدارقطني: اتفقا في إسناده وخالفهما حبان عن ابن المبارك قال: عن هلال قال حدثني عطاء [أو] أبو سلمة عن ابن سلام، وكذلك رواه هقلٌ عن الأوزاعي. واختلف عن الحماني أيضاً، قال: ويشبه أن يكون الصواب قول حبان. الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 رواية حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن البصري 139- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد [بن] المغلس أبو عبد الله، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي، ثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: سمعت الحسن يقول: خرج علينا عثمان رضي الله عنه يخطب فقطعوا عليه خطبته وتراموه بالبطحاء حتى ما أبصر أديم السماء، فسمعت صوتاً من [بعض] حجر النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: هذا صوت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو أم سلمة رضي الله عنها وهي تقول: ألا إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب، وتلت هذه الآية: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء} . رواه خالد بن خداش عن حماد مثله، ورواه عمرو بن قيس عمن حدثه عن أم سلمة. الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 رواية حماد بن زيد عن رجل عن الحسن عن أيوب 140- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، ثنا ميمون أبو عبد الله القصار، قال: كنا عند الحسن، وعنده أيوب فقام أيوب، وخرج فقال الحسن: هذا سيد الفتيان. وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو محمد بن حبان، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا حماد بن زيد، عن أبي راشد الحماني قال: كنا عند الحسن وذكر مثله. رواه عبيد الله القواريري عن حماد بن ميمون الغزال عن الحسن. الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 141- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله، أنا علي بن عبد الرحمن النيسابوري قدم علينا، ثنا محمد بن الحسن أبو عبد الرحمن، أنشدنا علي بن محمد بن جعفر البخاري الأديب الشافعي رضي الله عنه: ومتعب العيش مرتاح إلى بلد ... والموت يطلبه في ذلك البلد وضاحك والمنايا فوق هامته ... لو كان يعلم وجداً فاض من كمد آماله فوق ظهر النجم شامخة ... والموت تحت أظليه على الرصد من كان لم يعط علماً في بقاء غد ... ماذا تفكره في رزق بعد غد آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس والعشرين من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية موسى بن هارون عن إسحاق بن راهويه عن بقية بن الوليد 142- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة سبع [وخمسمائة] ، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا بقية بن الوليد، حدثني محمد بن عبد الرحمن اليحصبي، حدثني أبي، عن حبيب بن سلمة قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن لم تغل أمتي لم يقم لهم عدو أبداً)) . قال أبو ذر لحبيب: هل يثبت لكم العدو حلب شاة، قال: نعم وثلاث شياه غزر، قال أبو ذر: غللتم ورب الكعبة. قال سليمان: لا يروى هذا عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية. الحديث: 142 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 143- (ح) وبهذا الإسناد قال: أنا بقية، حدثني هشام بن حسان، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شباب كلنا فقال: ((عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء)) . قال سليمان: لم يروه عن هشام، عن الحسن، عن أنس إلا بقية. الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 144- (ح) وبه قال: أنا بقية، عن الوليد بن كامل، عن نصر بن علقمة، عن عبد الرحمن بن عائذ، عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: قال: النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا حدثتم الناس عن ربهم عز وجل فلا تحدثوهم بما يفزعهم، ويشق عليهم)) . قال سليمان: لا يروى هذا عن المقدام إلا بهذا الإسناد، تفرد به بقية. الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 رواية موسى بن هارون عن رجل عن بقية عن إسحاق بن راهويه 145- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري رحمه الله قراءة عليه، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا عطية بن بقية، حدثني أبي، ثنا إسحاق بن راهويه، عن المعتمر بن سليمان التيمي، عن محمد بن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله، يعني عن أبيه رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس)) . قال الطبراني: لم يروه عن بقية إلا ابنه. الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 146- (ح) أخبرنا به عالياً أبو غالب أحمد بن العباس رحمه الله، ثنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا الطبراني. (ح) وأخبرنا أبو علي غير مرة، ثنا أبو نعيم في غير موضع، ثنا حبيب بن الحسن وفاروق الخطابي في جماعة. (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري رحمه الله ببغداد، أنا إبراهيم بن عمر بن أحمد أبو إسحاق البرمكي، أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب البزاز واللفظ له قالوا: أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا محمد بن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله المدني، عن أبيه رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس، وأن يكسر الدرهم فيجعل فضة، أو يكسر الدينار فيجعل ذهباً)) . هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من حديث محمد بن فضاء [بالفاء] المعبر الأزدي [ص: 93] الجهضمي البصري، رواه عنه غير واحد ورواه، عن المعتمر غير إسحاق، وكذلك رواه عن إسحاق غير مؤمل. وعبد الله والد علقمة هو ابن عمرو بن هلال. وهذا الحديث عند بقية بإسناد آخر رواه عن أبي بسطام يحيى بن بسطام، عن أبي معشر، عن ابن فضاء، فعلى الإسناد الأخير كأني سمعت الأول مع الطبراني من شيخه، والله تعالى المشكور. الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 رواية أبي بكر الأعين عن علي بن المديني عن أحمد بن حنبل رحمه الله 147- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا عبد الباقي بن قانع، ثنا عبد الله بن محمد بن علي البلخي، ثنا أبو بكر الأعين، ثنا علي بن المديني، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر إلى العصر ويصليهما جميعاً، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخر المغرب وصلاها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب)) . هذا إسناد [عزيز] طويل، وقع الإمام أحمد رحمه الله فيه ثامناً. الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 148- وأطول منه ما قرأته على أبي منصور بن زريق رحمه الله ببغداد، ثنا أبو بكر الحافظ، أخبرني محمد بن [أحمد بن] يعقوب، أنا محمد بن نعيم الضبي حدثني أبو الحسن محمد بن يحيى بن يعقوب الفقيه الإسفراييني، ثنا محمد بن عبدك بن مهدي الإسفراييني، ثنا إسحاق بن عمران الشافعي، ثنا أبو محمد المروزي الإسفراييني وراق محمود بن غيلان، ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، ثنا علي بن المديني، ثنا أحمد بن حنبل بمثل هذا الإسناد وبمعنى الحديث. فأحمد في هذا الإسناد الحادي عشر. الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 149- أخبرنا [به] عالياً من حديث أحمد رحمه الله هبة الله بن محمد ببغداد رحمه الله، أنا الحسن بن علي التميمي، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي رحمه الله، ثنا قتيبة، بمثل الأول سواء. الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 150- وأخبرنا به عالياً من حديث قتيبة أبو عدنان البجيري وغير واحد رحمهم الله قالوا: أنا محمد بن عبد الله الضبي، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبدان بن محمد المروزي بمكة سنة سبع وثمانين ومائتين. (ح) وقرأته على أبي القاسم بن الحصين في رجوعي إلى بغداد في السفرة الأولى في جامع القصر، أنا أبو طالب بن غيلان، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، ثنا محمد بن إسحاق السراج، قالا: ثنا قتيبة بهذا الحديث، زاد محمد بن إسحاق قال قتيبة: عليه سبع علامات، علامة أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي خيثمة وأبي بكر بن أبي شيبة والحميدي حتى عد سبعة، ذكر بعضهم مكان الحميدي يحيى الحماني، وقال بعض الحفاظ: الرجلان اللذان أغفلهما: أبو زرعة الرازي، ومسلم بن الحجاج. والحديث ثابت من حديث أبي الزبير، عن أبي الطفيل. فأما من حديث يزيد بن أبي حبيب فلم يروه غير قتيبة، عن الليث، فلذلك استغربوه وكتبوه عنه. ففي الإسنادين الآخرين كأني سمعت الأول مع عبد الباقي شيخ الدارقطني، وكأني سمعت الثاني من وراق محمود، والله تعالى المحمود. الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 رواية أبي بكر الأعين عن رجل عن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني 151- قرأت على هبة الله بن عبد الله الواسطي بكرخ بغداد، عن كتاب أبي بكر الحافظ، ثنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى البزاز، أنا علي بن محمد المصري، ثنا محمد بن فيروز، حدثني أحمد بن محمد البزوري، ثنا أبو عبد الله الجوزجاني، ثنا أحمد بن عاصم [البلخي] ، ثنا محمد بن خلف العسقلاني، ثنا أبو بكر الأعين، عن حميد بن الربيع الخزاز، عن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاذ بن معاذ، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: ((كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن شعورهن كآخر الوفرة)) . قال أبو بكر: اجتمع في هذا الإسناد ستة كل اثنين منهم قرينان فمعاذ وعبد الرحمن طبقة، وعلي وأحمد طبقة، وحميد وابن أبي عتاب الأعين طبقة. ومنهم من رواه عن أحمد، عن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين، عن علي بن المديني، عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، وقيل: إن أحمد، وزهيراً، وأبا خيثمة، ويحيى، وعلياً، وعبيد الله، خمستهم أقران. وعندنا إسناد لهذا الحديث أطول من هذا، وقد وقع الحديث [لنا] عالياً من حديث شعبة بحيث يسقط من هذا الإسناد عشرة أنفس وأكثر. الحديث: 151 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 152- أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، أنا أحمد بن علي الخطيب، حدثني هناد بن إبراهيم، أنا محمد بن أحمد بن سليمان الحافظ ببخارى، أنا أحمد بن عروة الكرميني، قال: سمعت مهيب بن سليم يقول: سمعت حمد بن محمد بن زياد الكرميني يقول: قال لي قتيبة بن سعيد: ما رأيت في كتابي من علامات الحمرة فهو علامة أحمد [ص: 96] ابن حنبل، وما رأيت فيه من الخضرة فهو علامة يحيى بن معين. الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 153- وأخبرنا عبد الرحمن، أنا أحمد، أنا محمد بن [أحمد بن] رزق، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن متويه، ثنا موسى بن محمد المكتب، ثنا عبد الله بن قتيبة بن سعيد قال: سمعت مؤدبي عصام بن العلاء يقول سمعت قتيبة بن سعيد يقول: لولا القضاء الذي لابد مدركه ... والرزق يأكله الإنسان بالقدر ما كان مثلي في بغلان مسكنه ... ولا يمر بها إلا على سفر آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 [مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال] : [5] باب نوع آخر يشتمل على ذكر أسانيد وذكر قلبها وعكسها في ثلاثة رجال منها: فمن ذلك: رواية يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن مالك بن أنس 154- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد التاجر، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسن بن الخضر المعدل بمكة، ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر، ثنا يحيى بن درست، ثنا أبو إسماعيل القناد، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقطع إلا في ربع دينار فصاعداً)) . هذا إسناد غريب، لم يروه هكذا إلا أبو الطاهر هذا، ولم يكن بالقوي، رواه عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني، وأبو علي النيسابوري الحافظان، وتابعه على هذا الإسناد، عن مالك إسحاق الحنيني وتفرد به. الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 155- أخبرنا بروايته أبو علي الحسن بن أحمد المقري رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان، ثنا علي بن زيد الفرائضي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، ثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنه، قالت: سمعت [ص: 98] رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((القطع في ربع دينار فصاعداً)) . وهذا الإسناد له علة تكتب في ورقة: منهم من قال: عن عروة -وحده-، عن عائشة، ومنهم من قال: عن عمرة، عن عائشة، وقال بعضهم: عن عروة وعمرة معاً. وكذلك يروى عن القناد على وجوه: منهم من قال: [عنه] ، عن يحيى، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن [عمرة، عن] عائشة، وقيل غير ذلك. الحديث: 155 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 حديث آخر ليحيى عن الأوزاعي عن مالك 156- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا الحسن بن الخضر، ثنا محمد بن أحمد بن عثمان المديني، ثنا علي بن نصر وإسحاق بن سيار، قالا: ثنا عمرو بن عاصم، قال: ثنا همام، ثنا يحيى بن [أبي] كثير، عن الأوزاعي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذهب بالورق رباً إلا هاء وهاء، والفضة بالذهب رباً إلا هاء وهاء، [والبر بالبر رباً إلا هاء وهاء] ، فمن زاد واستزاد [فقد أربى] )) . هذا الحديث بهذا الإسناد لم يروه غير محمد بن أحمد بن عثمان، وإنما يعرف من حديث هدبة، عن همام، عن يحيى، عن الأوزاعي، عن الزهري، ليس فيه مالك. وهو [من] حديث مالك صحيح، رواه عنه الناس غير الأوزاعي. الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 سماع مالك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير 157- أخبرنا أستاذنا الإمام قوام السنة -عن الأئمة- أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل [الحافظ رحمه الله قرأته عليه، أنا أبو مسعود الحافظ، ثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد الوراق أخبرني منصور بن عبد الله الهروي، أخبرني أحمد بن إبراهيم النيسابوري، ثنا علي بن سراج، (ح) وأخبرنا عالياً إسماعيل بن الفضل] التاجر، أنا محمد بن أحمد، أنا علي بن عمر، حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق الياموري، ثنا جعفر بن محمد الحسني أبو عبد الله، قالا: ثنا محمد بن نهار قال: سمعت الرياشي يقول: سمعت الأصمعي [ص: 99] يقول: كنت عند مالك بن أنس فدخل الأوزاعي فقال له مالك: حديثاً ترويه عن يحيى بن أبي كثير في حلق القفا؟ فقال الأوزاعي: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حلق القفا إلا للحجامة)) . هذا حديث غريب بهذا الإسناد، لم يروه إلا محمد بن نهار، وليس بالقوي. وقد روي بإسناد آخر مثله عن الأوزاعي: الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 158- أخبرنا أحمد بن محمد بن فضلويه فيما أذن لي وكتبته من خطه، أنا أحمد بن محمد بن أحمد الأديب، أنا علي بن أحمد بن مهران الصحاف المديني، أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شزرة الخطيب المديني، ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني إملاءً سنة عشرين وثلاثمائة، حدثني أبو سعيد الحسن بن علي العدوي ببغداد، ثنا عثمان بن عمرو الدباغ، ثنا ابن علاثة، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن حلق القفا إلا للحجامة)) . الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وقد روي عن مالك حكاية فيه 159- أخبرنا أحمد هذا فيما أذن لي بإسناده المذكور، عن أبي عمرو بن حكيم، حدثني أبو بكر بن أشكيب، ثنا سليمان، يعني ابن الأشعث قال: قرئ على الحارث بن مسكين، أخبرك أشهب بن عبد العزيز قال: سألت مالك بن أنس عن حلق القفا في الحجامة فقال: أكرهه وما فعلته قط، قلت: فكيف تصنع؟ قال: يلزقه بالخطمي. وبه قال: الحديث: 159 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 160- حدثني سليمان بن الأشعث، ثنا عبد الله بن نصر، ثنا معن بن عيسى، ثنا أبو هارون الحجام: أنه حجم أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فحلق موضع محجمته. ويروى هذا الحديث، عن سليمان بن شرحبيل، عن الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس، عن عمر رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن حلق القفا إلا عند الحجامة)) . وقال أبو حاتم الرازي: هذا حديث كذب بهذا الإسناد يمكن أن يكون دخل لهم حديث في حديث. الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 طريق آخر لرواية أبي معاوية الضرير عن يحيى بن سعيد عن سعد بن سعيد عن رجل عن عمرة الذي أمليناه فيما تقدم 161- أخبرنا الشيخ السديد الصالح أبو الفتح رجاء بن إبراهيم بن عمر بن يونس قراءة عليه وأنا حاضر أسمع سنة أربع وخمسمائة، ثم بعد ذلك سنة أربع عشرة وعاش إلى سنة سبع عشرة، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد كوهي بن الحسن بن يوسف بن يعقوب بن كوهي الفارسي ببغداد، ثنا أحمد بن القاسم أخو أبي الليث، ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن علية، ثنا أبو معاوية الضرير، عن يحيى بن سعيد، عن سعد بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخفف الركعتين قبل الفجر حتى أقول: هل قرأ فيهما بأم الكتاب)) . الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 162- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري بقراءة والدي عليه رحمهما الله، عن كتاب سفيان بن محمد بن حسنكويه الهمداني، ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان، ثنا موسى بن عبيد الله، ثنا عبد الله بن أبي سعد، ثنا المفضل بن غسان الغلابي، حدثني أبي، عن عبد الله بن ثعلبة قال: قال رجل لبنيه: يا بني أصلحوا ألسنتكم فإن الرجل يحتاج إلى الدابة فيستعير دابة جاره، ويحتاج إلى ثوب فيستعير ثوب جاره، ولا يستطيع أن يستعير لسان جاره، فأصلحوا ألسنتكم، أي: تعلموا النحو. الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 163- وبه قال: ثنا [أبو] حفص، ثنا أبو هريرة الأنطاكي، ثنا عمران بن موسى، ثنا أبي، ثنا بقية، عن سعيد بن عمارة قال: ((مكتوب في التوراة: من اصطنع معروفاً إلى أحمق فهو عليه خطيئة)) . الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 164- (ح) وبه قال سفيان: ثنا أبو بكر محمد بن عدي بن زحر، أنشدنا علي بن عبد الوهاب الطاهري، أنشدنا إسحاق بن إبراهيم النحوي: إن المنية لم تدعك لغفلة ... يا غافلاً عن نفسه مخدوعا لكنها مرت بغيرك أولاً ... وطريقها منه عليك سريعا آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي عشر من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية الزهري عن رجل عن يحيى بن أبي كثير 165- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ بقراءة أبي الفتح بن محمد المستملي عليه في دار الفضل بن عبد العزيز في رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ثنا عبيد الله بن محمد العمري القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي -يعني أبا بكر-، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق -واللفظ له-، عن الزهري. (ح) وأخبرنا أبو علي هذا وأبو الفضل بن أبي منصور رحمهما الله، قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، أنا إسحاق بن أحمد الفارسي، ثنا محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا محمد بن عبد الله حدثني أيوب بن سليمان، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن موسى بن عقبة وابن أبي عتيق، عن ابن شهاب كذا ذكره، ولم يذكر سليمان بن بلال، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة، حدثني أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن يخبر، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ورفعته قال: ((لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين)) . هذا حديث غريب بهذا الإسناد، لم يروه عن الزهري هكذا غير هذين الرجلين. ورواه عقيل بن خالد ويونس بن يزيد، عن الزهري مرسلاً، عن أبي سلمة. الحديث: 165 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 رواية يحيى بن أبي كثير عن رجل عن الزهري 166- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا علي بن سعيد بن حربي النسائي، ثنا [ص: 102] عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، عن حسين المعلم، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعاد الوضوء في مجلس فسألوه، عن ذلك فقال: ((إني حككت ذكري)) . كذا رواه عبد الصمد، عن أبيه، وأرسله أبو معمر، عن عبد الوارث فقال: عن الزهري: أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا إسناد له شرح طويل، واختلف على يحيى في إسناده. فرواه هشام الدستوائي، عن يحيى، عن عروة، عن عائشة، ورواه أيوب بن عتبة، عن يحيى، عن نافع، عن ابن عمر في غير ذلك من الاختلاف. الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 167- أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ إذناً، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا أحمد بن أبي يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عمر -يعني جده عمر بن يونس-، ثنا أيوب بن محمد، ثنا يحيى، حدثني المهاجر، حدثني محمد بن مسلم، حدثني عروة حدثني أسامة بن زيد أن أباه رضي الله عنهما حدث: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحي إليه علمه جبريل عليه السلام الوضوء، فلما أن فرغ من وضوئه أخذ جبريل غرفة من ماء فنضح بها فرجه)) . هذا الحديث رواه عقيل أيضاً، عن الزهري. الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 168- أخبرنا [به] أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، أنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا حسن بن موسى الأشيب، ثنا ابن لهيعة، ثنا عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد -أراه عن أبيه زيد بن حارثة رضي الله عنهم-: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل عليه السلام فعلمه الوضوء، فلما أن فرغ من الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه)) . رواه غير واحد عن ابن لهيعة. الحديث: 168 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 169- وأخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، أنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا أحمد بن أبي يحيى، ثنا [أحمد بن محمد، ثنا] عمر، ثنا أيوب، ثنا يحيى، حدثني المهاجر، حدثني محمد بن مسلم، عن ابن كعب، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم)) . كعب هو: ابن مالك. الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 رواية يحيى عن رجل عن آخر عن الزهري 170- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله قراءة عليه، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن حميد، ثنا هارون بن علي المورق واللفظ له. (ح) وأخبرنا أبو علي وغيره رحمهما الله قالا: ثنا محمد بن أحمد، وثنا عبد الله بن محمد، ثنا قاسم بن زكريا قالا: ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، ثنا عمر بن يونس، ثنا يحيى بن عبد العزيز زاد قاسم الجاري: وكان من علية أصحاب يحيى ثم اتفقا، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه قال: ((أسلم غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه وله ثماني نسوة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخير منهن أربعاً ويترك سائرهن)) . الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 171- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله إذناً، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبدان، ثنا يحيى بن عبد الله الوراق البغدادي، ثنا محمد بن عمر الواقدي، عن عاصم بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، عن أيوب بن عتبة، عن يحيى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا فرع ولا عتيرة)) . الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 رواية يحيى عن رجل ثالث عن الزهري 172- أخبرنا محمد بن عبد الله الشروطي، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أحمد بن يوسف النصيبي، ثنا الحارث بن محمد التميمي، ثنا هدبة، ثنا همام بن يحيى، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، أن محمد بن مسلم بن شهاب حدثه: أن مالك بن أوس بن الحدثان حدث قال: انطلقت بمائة دينار، فلقيت طلحة بن عبد الله رضي الله عنه بطن دار بني فلان واستامها مني إلى أن يأتيه خازنه من الغابة قال: فسمع عمر رضي الله عنه فسأل طلحة عنه فقال: دنانير أردتها إلى أن يأتيني خازني من [ص: 104] الغابة فقال عمر: لا تفارقه حتى تنقده، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الذهب بالورق رباً إلا هاء وهات، والشعير بالشعير رباً إلا هاء وهات)) . الحديث: 172 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 رواية يحيى عن رجل رابع عن الزهري 173- أخبرنا جعفر بن عبد الواحد الكاتب، أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الهمداني الوادعي، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى يعني ابن منده، ثنا عبد الله بن داود، ثنا الحسين بن حفص، ثنا عكرمة بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أيوب بن عتبة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أدرك [من] الصلاة ركعة فقد أدرك)) . الحديث: 173 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 رواية يحيى عن خامس عن الزهري 174- أخبرنا الحسن بن أحمد في إذنه، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن العباس الأخرم، ثنا أحمد بن محمد بن عمر اليمامي، ثنا عمرو بن يونس [ثنا أيوب] بن محمد العجلي، عن يحيى: أن زيد بن أبي أنيسة حدثه، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مشى أمام الجنازة ومشى أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم)) . الحديث: 174 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 175- أنشدني الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو نصر الحافظ في مرضه، أنشدنا قاضي القضاة أبو محمد سليمان بن الحسن بن علي ببردسير لرئيس (1) الرؤساء أبي [الكفاة] معمر بن علي: أجيران بيتينا السلام عليكم ... تحية مشتاق يحن إليكم لكم عادتا خير لأهل ودادكم ... دعاءٌ وبرٌ فاحفظوا عاديكم وردوا على القلب حيناً فإنني ... أعيش بلا قلب وقلبي لديكم وذكري لا تنسوه في خلواتكم ... أناشدكم ربي وحقي عليكم آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله.   (1) في المطبوع: لربيس. الحديث: 175 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 مجلس آخر أملي يوم السبت السابع عشر من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمائة [قال] : [6] باب ذكر نوع آخر. وهو أن يروي رجل عن شيخ ثم يروي ذلك الشيخ عن آخر عن الرجل الأول فمن ذلك: حكاية النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه 176- أخبرنا الشيخ العالم، أبو بكر محمد بن أبي نصر الحافظ رحمه الله قراءة عليه، أنا بندار بن محمد بن أحمد بن جعفر، أنا [أحمد بن] جعفر في كتابه. (ح) وقد أجازه لي أحمد بن علي الأسواري رحمه الله على ما أجاز له أحمد بن جعفر، أنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني، ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي، ثنا الحسين بن الحسن بن سفيان أبو العباس الفارسي ببخاري، أنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني، أبو خالد إبراهيم بن سالم، ثنا عبد الله بن عمران، عن محمد بن جحادة، عن أبي صادق، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دخلت، أنا وأبو بكر الصديق الغار، فاجتمعت العنكبوت فنسجن بالباب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تقتلوهن)) . هذا حديث غريب، لم أكتبه إلا من هذا الوجه أورده ابن عدي هكذا في معجمه. الحديث: 176 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 رواية الصديق رضي الله عنه، عن رجل، عن النبي صلى الله عليه وسلم 177- أخبرنا الشريف أبو الحسين علي بن هاشم بن طاهر العلوي، وغير واحد رحمهم الله، قالوا: أنا محمد بن عبد الله الأديب، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سالم الرازي، ثنا الهيثم بن اليمان، ثنا أيوب بن سيار، عن ابن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر، عن بلال رضي الله عنهم [قال] : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال [ص: 106] أصبحوا بالصبح فإنه خير لكم)) . هذا الحديث يعد في أفراد أيوب بن سيار، رواه عنه شبابة بن سوار وغيره، وقد يروى عن الصديق عن الفاروق، وعن عائشة، وغيرهما رضي الله عنهم [عن النبي صلى الله عليه وسلم] . الحديث: 177 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 حكاية النبي صلى الله عليه وسلم عن الفاروق عمر رضي الله عنه 178- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس رحمه الله، أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ومحمد بن الحسين بن مكرم. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، نا أبو طاهر الكاتب، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي -واللفظ له- قالوا: ثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان، ثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا مبارك بن فضالة، عن ثابت البناني [عن عبد الرحمن بن أبي ليلى] ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على أصحابه بوجهه فقال: ((هل منكم أحد أصبح اليوم صائماً)) قال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله أحدث نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطراً، فقال أبو بكر رضي الله عنه لكن حدثت نفسي بالصوم البارحة فأصبحت صائماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل منكم أحد عاد اليوم مريضاً)) قال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله صلينا ثم لم نبرح فكيف نعود المرضى، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اشتكى، فجعلت طريقي عليه لأنظر كيف أصبح. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل منكم أحد أطعم اليوم مسكيناً)) فقال عمر رضي الله عنه: صلينا ثم لم نبرح، فقال أبو بكر رضي الله عنه: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل، فوجدت كسرة خبز شعير في يد عبد الرحمن، فأخذتها فدفعتها إليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت فأبشر بالجنة)) ، فتنفس عمر رضي الله عنه فقال: واهاً للجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة رضي بها عمر: ((رحم الله عمر زعم أنه لم يرد خيراً قط إلا سبقه إليه أبو بكر رضي الله عنه)) . تفرد بهذا الحديث من هذا الوجه مسنداً بشر، وغيره يرويه عن عبد الله بن بكر [ص: 107] فيرسله عن أبي ليلى، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ورواه إبراهيم بن حميد الطويل، عن مبارك، عن ثابت، عن أنس ويروى هذا الحديث عن حذيفة وأبي هريرة وأبي أمامة وعبد الله بن جراد وعائشة رضي الله عنهم بمعناه ورواه سلمة بن وردان، عن أنس رضي الله عنه فنسب هذه الأفعال إلى عمر الفاروق رضي الله عنه. الحديث: 178 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 رواية عمر الفاروق رضي الله عنه عن آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم 179- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري رحمه الله، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسن بن كيسان المصيصي، ثنا حبان بن هلال، ثنا سليم بن حيان قال: سمعت قتادة يحدث عن حميد بن عبد الرحمن أن عمر رضي الله عنه قال: إن أبا بكر رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا عام الأول فقال: ((إنه لم يقسم بين الناس شيء أفضل من المعافاة بعد اليقين، ألا وإن البر والصدق في الجنة، ألا إن الكذب والفجور في النار)) . قال سليمان: لم يروه عن سليم إلا حبان. قال الإمام: حبان بفتح الحاء والباء المعجمة بواحدة، وحيان والد سليم بالياء المعجمة باثنتين من تحت، وسليم بفتح السين وكسر اللام، ولهذا نظائر في أحاديث الصحابة رضي الله عنهم، منها: رواية أبي بكر عن عمر، ثم رواية عمر عن عثمان عن أبي بكر، ومنها رواية عمر عن علي، ثم رواية علي عن عثمان عن عمر رضي الله عنهم أجمعين، ذكرنا ذلك في ثلاثي الصحابة. الحديث: 179 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 180- أخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق ببغداد، أنا أحمد بن علي الحافظ، أنا الحسن بن محمد الجوهري، أنا طلحة بن محمد بن جعفر، ثنا أبو بكر الصواف، ثنا الكديمي، ثنا علي بن المديني قال: خرج سفيان بن عيينة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر فقال: أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد، وجالس أبا سعيد الخدري، وجالست عمرو بن دينار، وجالس جابر بن عبد الله، وجالست عبد الله بن دينار، وجالس ابن عمر، وجالست الزهري، وجالس أنس بن مالك [ص: 108] رضي الله عنهم -حتى عدد جماعة- ثم أنا أجالسكم، فقال له حدث في المجلس: انتصف يا أبا محمد؟ قال: إن شاء الله، قال له: والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بك أشد من شقائك بنا فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس: خل جنبيك لرام ... وامض عنه بسلام مت بداء الصمت خير ... لك من داء الكلام فسأل من الحدث، فقالوا: يحيى بن أكثم، فقال سفيان: هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء، يعني السلطان. آخر المجلس والجزء، [والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين] . الحديث: 180 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 الجزء الثالث من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حرسه الله مما لم يسبق إليه نفعه الله تعالى والمسلمين به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة نور الأئمة شمس الحفاظ أبو موسى محمد ابن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حرسه الله وأبقاه، أملاه من لفظه يوم السبت الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية الزهري عن مالك بن أنس رحمه الله 181- أخبرنا الشيخان أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي رحمه الله سنة سبع وأبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ سنة ثمان وخمسمائة رحمه الله قالا: ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أبو علي الصواف، ثنا محمد بن أبي بكر الواسطي، ثنا عبيد بن محمد النساج وكان ما علمته حافظاً. (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد -واللفظ له-، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسين، ومحمد بن حميد قالا: ثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، ثنا عبيد بن محمد، ثنا أحمد بن شبيب، ثنا أبي، ثنا يونس بن يزيد، عن ابن شهاب الزهري، حدثني رجل من أهل المدينة يقال له: مالك بن أنس، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عمته زينب بنت كعب، عن الفريعة بنت مالك أخت أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما: أن زوجها تكارى علوجاً له فقتلوه، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إني لست في مسكن له، ولا يجري علي منه رزق، فأنتقل [إلى] أهل أبياتي فأقيم عليهم؟ قال: ((اعتدي حيث بلغك الخبر)) . رواه ابن وهب عن يونس، عن الزهري عمن أخبره، عن سعد، ورواه محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن سعد، لم يذكرا بينهما أحداً، وكذلك رواه معمر عن الزهري، عن ابن لكعب بن عجرة، ورواه عن سعد جماعة [جمة] . الحديث: 181 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 182- أخبرنا به عالياً من حديث مالك الحسن بن أحمد المقري رحمه الله قال: أنا أحمد بن عبد الله، ثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا القعنبي، ثنا مالك، عن سعد بن إسحاق بمعناه. فكأني سمعت الأول مع الباغندي. الحديث: 182 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 رواية مالك عن رجل عن الزهري 183- كتب إلي الحاجب أبو الحسن علي بن محمد العلاف رحمه الله من بغداد غير مرة، أن أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران أخبرهم سنة خمس عشرة وأربعمائة، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن بنجاب الطيبي، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي بهمدان، ثنا إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن فروة أبو يعقوب مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه. (ح) وأخبرناه نازلاً أبو غالب أحمد بن العباس بن محمد سنة خمس وخمسمائة، أنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الحافظ واللفظ لروايته، ثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا هارون بن [موسى] الفروي، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر جميعاً، عن ابن شهاب، حدثني عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن عائشة رضي الله عنها، عن قول أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله عز وجل من ذلك، وكلهم قد حدثني بطائفة من حديثها، وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأحسن اقتصاصاً، وبعضهم يصدق حديث بعض، قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفراً أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه، قالت: فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي، فخرجت معه بعد ما أنزل آية الحجاب، فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه، حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة أذن ليله بالرحيل، فمشيت حتى جاوزت الجيش، فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فالتمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع، فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه، فأقبل الذين يرحلون بي، فاحتملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركبه وهم يحسبون أنني فيه. وكان النساء إذ ذاك خفافاً لم يثقلن ولم يهبلهن اللحم، إنما يأكلن العلقة من الطعام، فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل الهودج فاحتملوه، وكنت جارية حديثة السن، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدت العقد بعدما استمر الجيش، فجئت منزلهم وليس فيه داعٍ ولا مجيب، فتيممت منزلي الذي كنت فيه، وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي، قالت: فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني، وكان [ص: 113] صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني رضي الله عنه قد عرس من وراء الجيش، فأدلج عند منزلي، فرأى سواد إنسان نائم فأتاني -وكان يراني قبل نزول الحجاب- فما استيقظت إلا باسترجاعه حين رآني، فوالله ما كلمني ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه، ثم أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها، فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في نحر الظهيرة –كذا في هذه الرواية، وفي غيرها: موغرين -فهلك من هلك، وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي [بن] سلول. فقدمنا المدينة، فاشتكيت بها شهراً، والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك لا أشعر بشيء من ذلك، ويريبني في وجعي أني لا أرى من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أراه منه حين أمرض، إنما يدخل فيسلم ثم يقول: ((كيف تيكم؟)) ، فذلك يريبني ولا أشعر حتى نقهت فخرجت أنا وأم مسطح بنت أبي رهم قبل المناصع وهو متبرزنا، لا نخرج إلا من ليل إلى ليل، وذلك قبل أن نتخذ الكنف قريباً من بيوتنا، وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه، وأقبلت أنا وأم مسطح نمشي فعثرت في مرطها فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت! أتسبين رجلاً شهد بدراً. قالت: يا هنتاه ألم تسمعي ما قال؟ قلت: وماذا قال؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك، فازددت مرضاً إلى مرضي، فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((كيف تيكم؟)) فقلت: ائذن لي إلى أبوي، قالت: وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما. قالت: فأتيت أبوي فقلت لأمي: ما يحدث [به] الناس؟ قالت: يا بنية هوني على نفسك فوالله لقل ما كانت امرأة قط وظبةٌ عند رجل ولها ضرائر إلا أكثرن عليها، فقلت: وقد تحدث الناس بهذا؟! قالت: فبت تلك الليلة حتى أصبحت ولا يرقى لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى أصبحت. فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم [علي بن أبي طالب] وأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحي؛ يستشيرهما في فراق أهله، فأما أسامة فأشار عليه بالذي يعرف من براءة أهله، وبالذي يعلم في نفسه من الود لهم، فقال أسامة: أهلك يا رسول الله ولا نعلم [ص: 114] إلا خيراً، وأما علي فقال: يا رسول الله لم يضيق الله تعالى عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك، قالت: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال لها: ((هل علمت من عائشة شيئاً يريبك؟)) فقالت بريرة: لا والذي بعثك بالحق ما رأيت منها أمراً أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين حتى تأتي الداجن فتأكله. قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبد الله بن أبي [بن] سلول فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهلي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، ولقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي)) ، فقام سعد بن معاذ رضي الله عنه [فقال:] أنا أعذرك منه يا رسول الله، إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك، فقام سعد بن عبادة رضي الله عنه وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلاً صالحاً، ولكن احتملته الحمية فقال: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير رضي الله عنه وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا بالقتال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكنوا. وبكيت يومي لا يرقى لي دمع ولا أكتحل بنوم حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي، فبينا أنا على ذلك إذ استأذنت امرأة من الأنصار، فأذنت لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحن كذلك إذ دخل [علينا] رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس -ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل قبلها وقد مكث شهراً لا يوحى إليه في شأني- فتشهد ثم قال: ((أما بعد يا عائشة، فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله تعالى، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب، تاب الله عليه)) فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم [مقالته] قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة، فقلت لأبي: أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال. قال: والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت لأمي، فقالت مثل ذلك، فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن: والله لقد علمت أنكم قد سمعتم ما يحدث به، وقر في أنفسكم فصدقتم، ولئن قلت: إني بريئة، والله تعالى يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر يعلم الله أني منه بريئة لتصدقني، والله لا أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال أبو يوسف إذ قال: {فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون} . [ص: 115] قالت: ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله تعالى ببراءتي، ولكن ما طمعت أن ينزل في شأني وحي يتلى، ولأنا كنت أحقر في نفسي من أن ينزل في قرآن يتلى، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا تبرئني، قالت: فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج أحد من البيت حتى أنزل الله عز وجل عليه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى إنه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في يوم شات، قالت: فسري [عن] رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكان أول كلمة تكلم بها قال: ((يا عائشة احمدي الله تعالى، فقد برأك الله تعالى)) فقلت: بحمد الله لا بحمدكم، فقالت أمي: قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: [لا] والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله عز وجل، وأنزل: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم} الآيات كلها. فلما أنزل الله تعالى براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه -وكان ينفق على مسطح- فقال: والله ما أنفق على مسطح شيئاً أبداً بعد ما قال لعائشة ما قال: فأنزل الله عز وجل: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة} إلى آخر الآية، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بلى [إني] أحب أن يغفر [الله] لي، فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه. قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش رضي الله عنها عن أمري، فقال: ((يا زينب ما علمت وما رأيك)) : فقالت: أحمي سمعي وبصري، والله ما علمت عليها إلا خيراً، قالت عائشة رضي الله عنها: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله عز وجل بالورع، وطفقت أختها حمنة بن جحش تحارب عنها فهلكت فيمن هلك. قال الزهري رحمه الله: فهذا ما انتهى إلينا من حديث هؤلاء الرهط. هذا حديث ثابت صحيح من عيون الأخيار ومشاهيرها، يروي من عدة وجوه، ولم يسقه هذا السياق إلا الزهري، ويروى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، ويروى عن عمرة، عن عائشة وعن ابن عباس وغيره من الصحابة رضي الله عنهم. ولم يروه عن مالك هكذا إلا الفروي، وقع لنا عالياً جداً من حديثه. والغزوة التي أشارت إليها هي غزوة بني المصطلق من خزاعة. [ص: 116] وكانت الوقعة بالمريسيع ماء لخزاعة بين مكة والمدينة. والهودج: من مراكب النساء. والعقد: القلادة. وجزع أظفار: هكذا يرويه عامة أصحاب الحديث، ويزعم أهل اللغة أن صوابه: جزع ظفار مبني الراء على الكسر. وظفار اسم مدينة باليمن. وجزع: نوع من الخرز منسوب إلى هذا البلد. ولم يهبلهن: أي لم يثقلهن بسمنهن وكثرة لحومهن. والعلقة: المسكة، وهي القدر الذي لا تبقى بدونه النفس دون الشبع والاستكثار من الطعام كما يفعله من يريد السمن. وأذن بالرحيل: يحسب بعض الناس أن التأذين للصلاة فحسب، وليس كذلك وقد ورد في القرآن {فأذن مؤذن بينهم} ، {ثم أذن مؤذن أيتها العير} ، ويروى: فآذن، أي: أعلم، والتأذين يرجع إليه. وقولها: (فلم يستنكر القوم ثقل الهودج) ، كذا في هذه الرواية وفي غيرها: (خفة الهودج) ، وهو أجود في المعنى. وقولها: (سيفقدوني) -بتشديد النون-؛ لأن الأصل سيفقدونني فأدغمت إحدى النونين في الأخرى، كقوله تعالى: {قل أفغير الله تأمروني} ، وإن خففتها جاز. ومعرسين: كذا ورد في هذه الرواية وفي روايات أخر وفي بعضها: موغرين، أي: نازلين في وقت الوغرة، وهي وقت انتصاف النهار وشدة الحر. والمناصع: برية قريبة من المدينة. ويريبني: يشككني. ونقهت –بفتح القاف-: برأت من المرض. وقولها: (يا هنتاه) ، يقال في الكناية عن المذكر: هن، وعن المؤنث: هنة، وفي الندبة: يا هناه ويا هنتاه، وقد يسكن تخفيفاً. وتيكم: إشارة إلى مؤنث والخطاب للجماعة. وأغمضه: أعيبه، يقال: غمض يغمض، وغمص يغمص. [ص: 117] والداجن: الشاة تعلف في البيت. وتساميني: من المسامة وهي المفاخرة والمباراة. وقول زينب: (أحمي سمعي وبصري) : أي إن قلت سمعت، ولم أسمع، أو رأيت، ولم أر، عذبت في سمعي وبصري، فأحمي سمعي وبصري بأن لا أكذب عليهما. وقلص: ارتفع وانقطع. والبرحاء: شدة الحمى. والجمان: الدر، أي: عرق يمثل الدر. وقوله: ((من يعذرني)) ، أي من الذي يعرف عذري إن عذبت الذي خاض في الإفك وعاقبته. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 183 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 مجلس آخر أملي يوم السبت يوم عرفة تاسع ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية مالك عن رجل ثالث عن الزهري 184- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين رحمه الله ببغداد، ثنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ التميمي. (ح) أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا حماد بن خالد، ثنا مالك، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه قال: ((سدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته [ما شاء الله عز وجل] ثم فرق بعد)) . هذا حديث غريب من حديث مالك مسنداً، لم يروه عنه غير حماد بن خالد، ولم [ص: 118] نكتبه إلا من حديث الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وهو في الموطأ مرسل، رواه عبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن وهب وغيرهما عن مالك، عن زياد، عن الزهري مرسلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروي عن أبي مصعب، عن مالك، عن يحيى بن سعيد –بدل زياد بن سعد-، عن الزهري، وزاد ابن وهب في متن هذا الحديث: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسدل شعره وكان المشركون يفرقون رءوسهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه)) . ولهذا الإسناد علة غير هذا. ولمالك عن زياد، عن الزهري غير هذا الحديث. الحديث: 184 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 رواية مالك عن رجل رابع عن الزهري 185- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي المعروف بابن الواسطي بقراءتي عليه بكرخ بغداد رحمه الله، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا أبو عمر الهاشمي بالبصرة، ثنا أبو الحسن المارداني، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا سلمة بن العيار قال: سمعت مالكاً يحدث، عن الأوزاعي. (ح) وأخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود بن أحمد الحسناباذي رحمه الله، أنا أبو الحسن علي بن أبي عيسى الحسناباذي، أنا أبو عمر عبد الواحد بن مهدي، ثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، ثنا أبو محمد العباس بن عبد الله الباكساني الترقفي، ثنا حفص بن عمر العدني، أنا مالك، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وفي رواية سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال-: ((إن الله عز وجل يحب الرفق في الأمر كله)) . هذا حديث مشهور من حديث مالك، تقدم ذكرنا له بفوائده. الحديث: 185 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 186- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله بن أحمد الخرقي العطار بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة خمس وخمسمائة، أنا أحمد بن عبد الله أبو نعيم إذناً، ثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، نا هيثمة الدوري، ثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن ربيعة [ص: 119] الكلابي، عن إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن عمرو بن دينار، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أنفقت الورق في شيء أحب إلى الله عز وجل من نحيرة في يوم عيد)) . الحديث: 186 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 187- أخبرنا أبوعلي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ، أنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة يعني الرازي، ثنا أبو سعيد يحيى بن سليمان الجعفي، حدثني ابن وهب، أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه قال: سمعت يونس -يعني ابن سيف-، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من يوم أكبر أن يعتق الله تبارك وتعالى فيه عبداً من النار [من يوم عرفة] وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة)) . الحديث: 187 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 188- قرأت على أبي العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش العكبري بباب المراتب من شرقي بغداد على باب داره رحمه الله قلت: أخبركم أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا شجاع بن الوليد قال: سمعت سليمان بن مهران، عن أبي صالح قال: قالت أم سلمة رضي الله عنها: ((نعم يوم ينزل الله عز وجل فيه إلى السماء الدنيا، قيل: أي يوم هو؟ قالت: يوم عرفة)) . الحديث: 188 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 189- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبو عبد الله السلمي، ثنا ضمرة، عن عمر بن الورد قال: قال لي عطاء: ((إن استطعت أن تخلو بنفسك عشية عرفة فافعل)) . الحديث: 189 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 190- أذن لي غير واحد من مشايخي رحمهم الله أن محمد بن عبد الواحد حدثهم قال: أنشدني طاهر بن محمد الكاتب لنفسه: يا من اختص بالمعروف من عرفه ... وزاده الفضل والإحسان في عرفه زدنا رضاك وعرفنا شمائله ... في يومنا مثل ما عرفتنا شرفه واجمع لنا بركات العيد في زلف ... أوليتها الناس في جمع ومزدلفه آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله الحديث: 190 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس عشر من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: [7] باب ذكر إسناد آخر من الأسانيد التي روي قلبها وعكسها يلحق بما تقدم من نوعه وهو رواية مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج 191- أخبرنا [أبو منصور عبد الرحمن] بن محمد بن عبد الواحد القزاز رحمه الله ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، حدثني أبو القاسم الأزهري، (ح) وأخبرناه عالياً إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قالا: ثنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل أملاه علينا في مجلس أبي محمد [بن] البربهاري، ثنا أبي أحمد بن صالح، حدثني جدي أحمد بن حنبل رحمه الله، ثنا روح بن عبادة، عن مالك، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد)) . قال الدارقطني: هكذا ثنا به هذا الشيخ، وإنما يعرف هذا الحديث عن روح، عن ابن جريج، ليس فيه مالك ولا الثوري، قال أبو بكر بن ثابت: لم أر هذا الحديث من رواية أحمد بن حنبل، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج، لكن حدثنيه الحسن بن علي بن محمد الواعظ لفظاً قال: ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها بنحو معناه. [ص: 121] قال الإمام أبو موسى حفظه الله: رواه أبو أحمد بن عدي عن هذا الشيخ أبي جعفر محمد بن أحمد بن صالح فخالف في الإسناد قال: أخبرني محمد بن أحمد، حدثني جدي صالح، ثنا أبي، ثنا روح. والحديث صحيح، له طرق مخرجة في الصحاح. الحديث: 191 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 رواية ابن جريج عن سفيان الثوري عن مالك 192- أخبرنا الشيخ النبيل الصالح أبو بكر محمد بن [أبي القاسم بن] جنة الصوفي المقري وأبو الفرج بن أبي الرجاء [بن] أبي منصور رحمهم الله قالا: أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا نوح بن حبيب القومسي، ثنا عبد الرزاق، ثنا ابن جريج، (ح) وأخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود بن أحمد الحسناباذي رحمه الله واللفظ له، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، أنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج، عن سفيان الثوري، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة -وهي السمحاق- بنصف ما في الموضحة. (ح) قال عبد الرزاق: ثم قدم علينا سفيان فسألناه عنه فحدثنا به عن مالك، ثم لقيت مالكاً فقلت: إن سفيان الثوري ثنا عنك، عن ابن قسيط، عن [ابن] المسيب: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة بنصف الموضحة، فقال: صدق؛ حدثته به قلت: حدثني. قال: ما أحدث به اليوم، قال له مسلم بن خالد: عزمت عليك [يا] أبا عبد الله إلا حدثته به، قال: نعم، تعزم علي، لو كنت محدثاً به أحداً اليوم لحدثته به، فقلت: فلم لا تحدثني به، وقد حدثت به غيري، قال: إن العمل عندنا على غيره، ورجله ليس عندنا هناك أو بذاك يعني ابن قسيط. رواه عن مالك أيضاً عبد الله بن الحارث، ورواه عن ابن جريج محمد بن بكر أيضاً. والسمحاق: جلدة رقيقة فوق عظم الرأس تحت اللحم، وكذلك [الملطا و] الملطاة. والمعنى: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا فيمن يشج رأس غيره حتى تبدو [ص: 122] هذه الجلدة أن عليه نصف ما يجب في الموضحة أن يدفعه إلى المشجوج. والموضحة: هي الشجة التي توضح عظم الرأس وتبديه فيجب فيها خمس من الإبل، فعلى هذا يجب في الملطاة نصف ذلك. وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وزيد بن ثابت ومعاوية وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم: أن الواجب في الملطاة أربعة من الإبل. والذي عليه العمل عند أهل المدينة والبصرة والكوفة وعند الشافعي وأحمد رحمهما الله: أن فيها حكومة غير مقدرة شرعاً؛ لكون هذه الروايات عن الصحابة غير ثابتة عندهم، فالله تعالى أعلم. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 192 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية شعبة بن الحجاج عن مالك بن أنس رحمهما الله 193- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة خمس وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، (ح) وأخبرنا أبو علي بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة ست، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز وحفص بن عمر الرقي قالوا: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر رضاها سكوتها)) . الحديث: 193 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 194- أخبرنا [به] محمد بن أبي القاسم بن جنة وسعيد بن أبي الرجاء رحمهما الله قالا: ثنا أبو طاهر بن محمود الثقفي، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا غيلان بن [ص: 123] أحمد المصري، ثنا أحمد بن يحيى بن الوزير، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا شعبة، عن مالك بالحديث نحوه. هذا حديث صحيح ثابت مشهور من حديث نافع، ومن حديث عبد الله رواه عن مالك الجم الغفير من أقرانه فمن دونهم. ورواه عن شعبة بشر بن عمر وأبو داود، وروي عن غندر أيضاً عن شعبة، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث مالك وزياد بن سعد عن نافع. الحديث: 194 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 195- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، أنا عبد الوهاب بن محمد بن مهرة، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا بشر بن موسى، أنا عمرو بن حكام، ثنا شعبة، عن مالك، عن عمرو بن مسلم الجندي، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخلت العشر من ذي الحجة فمن أراد أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره)) . هذا حديث مشهور من حديث شعبة، عن مالك، رواه عنه أصحابه كذلك، غير أن غندراً قال عنه: عمرو أو عمر بن مسلم، وقال ابن وهب، عن مالك: عمر بن مسلم، وكذلك رواه سعيد بن أبي هلال، عن عمر بن مسلم نفسه، ورواه محمد بن عمرو بن علقمة، عن عمرو بن مسلم نفسه، ورواه عثمان بن عمرو بن وهب، عن مالك موقوفاً، ورفعه عثمان بن صالح، عن ابن وهب، وروي عن غندر أيضاً، عن شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن يحيى بن معمر من قوله، وأورده مسلم في الصحيح من حديث شعبة، عن مالك ومن طرق سواه. الحديث: 195 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 196- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الفرات بمصر، [ص: 124] ثنا محمد بن سعيد بن محمد الترخمي بمصر، ثنا ربيعة بن الحارث الجبلاني، ثنا حيوة بن شريح، ثنا بقية، عن شعبة، عن مالك بن أنس، عن أبي بكر العمري، عن سعيد بن يسار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير)) . هذا حديث صحيح وهو في الموطأ، عن مالك، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر هكذا. ورواه جماعة عن مالك هكذا مع اختلافهم في اسم شيخه ونسبه. ورواه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان وإسحاق بن عيسى عن مالك، عن أبي بكر، عن سعيد، عن أبي هريرة بدل ابن عمر. أخرجه البخاري ومسلم من حديث مالك، [وأخرج مسلم أيضاً حديثاً آخر في معناه من حديث مالك] أيضاً، عن عمرو بن يحيى، عن سعيد، عن ابن عمر. والترخميون -بالتاء المعجمة باثنتين من فوقها، والخاء المعجمة- قبيلة من حمير، وقيل من يحصب. الحديث: 196 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 197- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا الحسين بن صفوان البرذعي، ثنا جعفر بن أحمد بن الخليل، (ح) قال الدارقطني: وحدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي الهمذاني، ثنا محمد بن أيوب الرازي قالا: ثنا محمود بن غيلان، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كانت قائمة سيف عمر رضي الله عنه فضة، قال: وكان ابن عمر يتقلده. لا أعرف لشعبة، عن مالك غير هذه الأحاديث الأربعة. الحديث: 197 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 رواية مالك عن رجل عن شعبة 198- أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، ثنا عبد الوهاب المعلم، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، (ح) قال سليمان: وثنا موسى بن هارون، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ، ثنا عبدان وأبو صخرة ومحمد بن محمد قالوا: ثنا إسحاق بن موسى [ص: 125] الخطمي، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك، ثنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه: أنه قال لابن مسعود، ولأبي الدرداء أو لأبي ذر رضي الله عنهم: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأحسبه قال: إنه لم يدعهم يخرجوا من المدينة حتى تابوا. هذا لفظ أحمد وفي رواية أبي الشيخ: عبد الله بن مسعود بدل أبي ذر رضي الله عنهما. وفي بعض الروايات: أنه حبس أربعة غير مسميين، ولم نكتبه من حديث مالك إلا من رواية إسحاق، عن معن عنه. آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 198 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 مجلس آخر أملي يوم السبت سلخ ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة قال: رواية يحيى بن أبي كثير عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري رحمهما الله 199- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله في جمادى الأولى سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله في شوال سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا أحمد بن يحيى بن أبي العباس الخوارزمي، ثنا أحمد بن منصور المروزي، ثنا عمرو بن يونس، ثنا سليمان بن أبي سليمان، عن يحيى بن أبي كثير، عن الزهري، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا نذر إلا فيما أطيع الله تعالى فيه، ولا يمين في غضب، [ولا عتاق ولا طلاق فيما لا يملك)) . هذا حديث غريب إسناداً ومتناً، وقوله: ((لا يمين في غضب)) ] غريب جداً لم يروه عن يحيى إلا سليمان، تفرد به عمر بن يونس. الحديث: 199 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 200- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري رحمه الله إذناً، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرمي، ثنا أبو طاهر بن السرح، ثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن الزهري، عن نافع مولى أبي قتادة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف بكم إذا نزل [بكم] ابن مريم وإمامكم منكم)) . الحديث: 200 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 201- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا أبو ذر أحمد بن محمد بن أبي بكر الواسطي، ثنا أحمد بن الحسين بن [أبي] عباد النسائي، بنان، ثنا محمد بن يزيد بن سنان، ثنا يزيد يعني ابن سنان، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن مسلم الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيما عبد مملوك له مال باعه سيده فماله للبائع، إلا أن يشترط المبتاع)) . الحديث: 201 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 202- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز وغيره إذناً رحمهما الله أن أحمد بن عبد الله أخبرهم، ثنا محمد بن المظفر، ثنا عبد الله بن إسحاق، ثنا أبو فروة يزيد بن محمد [وهو ابن يزيد] بن سنان، ثنا أبي، ثنا أبي، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا ابن شهاب الزهري: أن عباد بن أوس حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفضل صلاة الجماعة على صلاة الوحدة خمساً وعشرين درجة)) . كذا رواه يزيد بن سنان، عن يحيى قال: عن ابن شهاب الزهري، وخالفه شيبان النحوي. الحديث: 202 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 203- أخبرنا عبد الكريم بن أبي الفتح الصوفي رحمه الله قرأته عليه، عن كتاب أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الفريابي يعني جعفر بن محمد، ثنا عثمان هو ابن أبي شيبة، ثنا حسن بن موسى الأشيب، عن شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن مولى بني زهرة: أن عباد بن أوس أخبره: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه. ولا أعرف ليحيى بن أبي كثير عن الزهري غير هذه الأحاديث. الحديث: 203 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 رواية الزهري عن رجل عن يحيى بن أبي كثير 204- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الفقيه، ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي، (ح) قال علي: وحدثنا محمد بن مخلد وآخرون قالوا: ثنا عبد الله بن شبيب قالا: ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن [أبي] أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن ابن شهاب، عن سليمان بن أرقم أن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة حدثه، أنه سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما أنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا نذر في معصية الله عز وجل وكفارته كفارة يمين)) . تفرد به عن الزهري هكذا هذان الرجلان. ورواه عقيل ويونس عن الزهري، عن أبي سلمة مرسلاً. الحديث: 204 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 رواية شعبة عن يحيى بن سعيد الأنصاري 205- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن مهرة رحمه الله، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عبد الله بن أبي إسحاق الجوهري، ثنا بدل بن المحبر، ثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أنساً رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في كل دور الأنصار خير)) . [ص: 128] هذا بعض من حديث اتفق أئمة الحديث على ثبوته وإخراجه في كتبهم من حديث يحيى، عن أنس. الحديث: 205 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 206- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو عمر، ثنا سليمان، ثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة، ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم، ثنا محمد بن بكر البرساني، ثنا شعبة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنه قد سنت لكم السنن وفرضت لكم الفرائض وتركتم على الواضحة فإياكم أن تضلوا يميناً وشمالاً، وقد علمت أن أناساً سيقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله عز وجل الجلد، ولولا أن يقول الناس: أثبت عمر بن الخطاب في القرآن ما ليس فيه لأثبتها فيه: ((إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما)) . لشعبة عن يحيى أحاديث صالحة. الحديث: 206 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 رواية يحيى عن رجل عن شعبة 207- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد بن حفص، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج من أصله، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثني أبي، حدثني يحيى بن سعيد، عن محمد بن إسحاق، عن شعبة بن الحجاج، عن هشام بن زيد بن أنس قال: سمعت جدي أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بجارية من الأنصار قد رضها يهودي بين حجرين فقتلها وانتزع حليها، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تتهمون؟)) ، قالوا: نتهم رجلاً من اليهود، فأتي باليهودي ورجلين من اليهود معه، فدعا أحد الرجلين اللذين لم يكن يتهم بقتلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية، وبها رمق: ((أهذا قتلك؟)) ، فأشارت برأسها أي: لا، ثم أتي بالآخر فقالت مثل ذلك، ثم أتي باليهودي [الذي] اتهم بها. فقالوا: هذا قتلك؟ فأشارت برأسها: نعم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل اليهودي، فرض بين حجرين ونحن قعود. رواه عامر بن سيار، عن إسماعيل. الحديث: 207 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 208- أخبرنا به عالياً أبو علي الحداد: ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا هاشم بن مرثد الطبراني، ثنا محمد بن سعيد بن عياش، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إسحاق، عن شعبة، عن هشام بن زيد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً من اليهود رض رأس جارية من الأنصار وأخذ حلياً لها، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرض رأسه. هذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن إدريس وغندر وغيرهما، عن شعبة، وليحيى عن أنس أحاديث سمعها من أنس، وفي هذا الحديث بين يحيى وبين أنس ثلاثة رجال. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 208 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 مجلس آخر أملي يوم السبت السابع من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري رحمهما الله 209- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، أنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله الثاني، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد رحمهما الله، ثنا أبو نعيم الحافظ قالا: ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، (ح) قال أبو نعيم: وثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحضرمي يعني محمد بن عبد الله، ثنا سعيد بن الأشعثي قالا: ثنا سفيان بن عيينة، (ح) قال أبو نعيم: وثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، (ح) قال: وثنا الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى، قالا: ثنا محمد بن كثير، قالا: ثنا سفيان بن سعيد الثوري، قال: ابن عيينة: وهذا أجود شيء وجدناه عنده قال: أخبرني بكير بن عطاء الليثي، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحج عرفات، الحج عرفات، من أدرك عرفة قبل الفجر فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة من تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه)) . [ص: 130] هذا لفظ رواية الحميدي طريق أبي علي وطريق أبي غالب مختصر. والحديث رواه وكيع وغيره عن الثوري، ورواه شعبة عن بكير أيضاً، ورواه عن ابن عيينة غير واحد. الحديث: 209 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 210- أخبرنا جعفر بن عبد الواحد، والحسن بن أحمد رحمهما الله قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا سفيان بن محمد المصيصي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحج عرفات)) . فقيل لسفيان: سمعته من بكير بن عطاء فقال: من خير الناس في الحديث، قالوا: سفيان الثوري قال: فالثوري حدثني. الحديث: 210 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 211- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو محمد بن صاعد، ثنا سعيد بن عبد الرحمن أبو عبد الله المخزومي، ثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، والثوري، وغيرهما، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العربي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((قدمنا رسول الله [أغيلمة] بني عبد المطلب في ضعفة أهله من المزدلفة إلى منى وجعل يلطح أفخاذنا ويقول: ((أبيني لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس)) . هذا الحديث محفوظ من حديث الثوري، رواه محمد بن كثير وأبو نعيم وغيرهما عنه. واللطح -بالحاء المهملة-: ضرب ليس بالشديد، قال أبو عبيدة: لطحت به الأرض أي ضربته على الأرض، وقال أبو عبيد: هو الضرب ببطن الكف. قال: وأبيني: تصغير بني، وذكر بعض النحويين أن أصله عند سيبويه، أبينين، وهو جمع أبنى على وزن أعمى، اسم مفرد يدل على الجمع، والجموع إذا صغرت يصغر آحادها، ثم يجمع بالواو والنون إذا كان مذكراً، وبالألف والتاء إذا كان مؤنثاً، فأبنى إذا صغر قيل: أبين، على وزن أعيم، ثم يجمع في الرفع بالواو والنون، وفي النصب [ص: 131] والجر بالياء والنون قال الشاعر في الرفع: زعمت تماضر أنني أما أمت ... يسدد أبينوها الأصاغر خلتي وقال في الجر: إن يك لأساء فقد ساءه ... ترك أبينيك إلى غير راع الحديث: 211 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 212- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي ومحمد بن علي الصائغ قالا: ثنا محمد بن أبي عمر العدني، ثنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، (ح) قال الطبراني: وحدثنا معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ، ثنا أبي، ثنا أبي، (ح) قال الطبراني: وثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا قبيصة قالا: ثنا سفيان، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: أتيت شبيبة بن عثمان رضي الله عنه فجلست معه فقال: جلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه مجلسك هذا وقال: لقد هممت أن لا أدع في البيت صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين المسلمين، قلت: ما أنت بفاعل، قال: لم؟ قلت: لأن صاحبيك لم يفعلا، فقال: هما الميزان يقتدى بهما. الحديث: 212 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 213- أخبرنا [به] أبو غالب الكوشيذي وأبو بكر القصار ونوشروان الديلمي رحمهم الله قالوا: ثنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا حفص بن عمر، ثنا قبيصة، (ح) قال الطبراني: وثنا أحمد بن عمرو، ثنا العدني، ثنا ابن عيينة قالا: ثنا سفيان بالحديث. وهذا حديث صحيح، رواه أبو إسحاق الشيباني وشعبة عن واصل الأحدب. وأخرجه البخاري في الصحيح عن قبيصة هذا، عن سفيان، ونازلاً من حديث عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، ومن حديث شعبة عن واصل. وهذا ما أعرفه في الوقت من حديث ابن عيينة عن الثوري. الحديث: 213 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 رواية سفيان الثوري عن رجل عن ابن عيينة 214- أخبرنا أبو الشيخ إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، [ص: 132] أنا أبو الحسين بن المظفر إجازة، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا إبراهيم بن سعيد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، وجعفر الثقفي قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن أيوب البغدادي، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن حسان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ويعزروه} قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذاك؟)) قلنا: الله تعالى ورسوله أعلم، قال: (لتنصروه)) . رواه الدارقطني، عن محمد بن داود النيسابوري، عن أحمد بن محمود الهروي ومحمد بن عمير الرازي جميعاً، عن محمد بن حماد المصيصي، عن إبراهيم بن عثمان المصيصي، عن إبراهيم بن سعيد فمن سمعه مني فكأنما سمعه من الدارقطني وتوفي هو رحمه الله سنة خمس وثمانين وثلاثمائة نحواً من ثلاث وستين ومائة سنة. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 214 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع عشر من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية عوف الأعرابي عن شعبة 215- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي وأبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار وغيرهما رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري القاضي بالنصرية من غربي بغداد واللفظ لروايته رحمه الله، أنا أبو إسحاق بن عمر بن أحمد [ص: 133] البرمكي، أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا فاروق بن عبد الكبير، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا الأنصاري وأبو عاصم قالا: ثنا بهز بن حكيم، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا أبو بكر النقاش محمد بن الحسن بن محمد، ثنا أبو الحسين أحمد بن عمران القاضي بسارية، ثنا أبي، ثنا عيسى بن محمد السلمي، ثنا عوف الأعرابي، عن شعبة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: ((قلت: يا رسول الله من أبر؟ قال: أمك، قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك، [قال:] قلت: ثم من؟ قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب)) . هذا حديث مشهور ثابت من حديث بهز بن حكيم [بن معاوية بن حيدة] القشيري، عالٍ من رواية أبي عاصم الأنصاري عنه، وقع لي عالياً من وجوه سواه، غريب جداً من حديث شعبة، عن بهز، وغريب أيضاً من حديث عوف، عن شعبة لا أعرفه إلا من هذا الوجه، كأن الدارقطني رحمه الله في روايته من هذا الطريق سمعه مني. وروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه رضي الله عنهم. الحديث: 215 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 216- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد، أنا الدارقطني، ثنا أبو بكر النقاش، ثنا أحمد بن عمران، ثنا أبي، ثنا عيسى، ثنا عوف، عن شعبة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليدخلن الله تعالى أقواماً النار بذنوب اكتسبوها، حتى إذا صاروا حمماً أخرجوا منها، فيدخلهم الجنة فيقال: هؤلاء الجهنميون)) . قال النقاش: أفادني هذين الحديثين جعفر بن عبد الرحمن الحافظ بسارية. هذا حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، غريب في مسند معاوية بن حيدة، فرد من حديث شعبة عن بهز لا أعرفه إلا من هذا الوجه، ولا أعرف لشعبة عن بهز غيرهما. الحديث: 216 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 سماع شعبة من رجل عن عوف 217- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الحافظ حدثني محمد بن مظفر، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا يحيى بن حكيم قال: سمعت أبا بحر البكراوي قال: قال لي شعبة: حدثني عن عوف بحديث وأحدثك عن الحكم بحديث فما زلت أحدثه عن عوف بحديث ويحدثني عن الحكم بحديث. الحديث: 217 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 رواية شعبة عن سفيان بن عيينة 218- أخبرنا هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي رحمه الله بكرخ بغداد، أخبرنا أحمد بن علي بن مهدي، أنا أبو طالب بن بكير، أنا أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني، أنا أحمد بن محمد بن عمر المنكدري، ثنا الحسن بن عمر الرقي، ثنا يحيى بن السكن البصري بالرقة، ثنا شعبة، حدثني سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((رأيت رسول الله وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما يمشون أمام الجنازة)) . رواه الفضل بن معمور الهروي، عن الحسن بن عمر. الحديث: 218 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 219- أخبرنا الحسن بن محمد بن إبراهيم الحافظ رحمه الله، أنا غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر المفيد بجرجرايا، ثنا أبو عثمان سعيد بن عبد الله بن أبي رجاء الأنباري، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا عثمان بن عمر، عن شعبة، عن سفيان يعني ابن عيينة، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل الجنة قاطع)) . هذا حديث صحيح من حديث ابن عيينة عن الزهري، أخرجه مسلم في صحيحه، غير أن سعيداً وهم في قوله يعني ابن عيينة في هذا الإسناد، وإنما روى شعبة هذا الحديث [ص: 135] عن سفيان بن حسين الواسطي، عن الزهري. الحديث: 219 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 220- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو الوليد، (ح) قال الطبراني: وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا محمد بن كثير قالا: ثنا شعبة، عن سفيان بن حسين، عن الزهري به مثله سواء. ففي هذا الإسناد كأن الحسن بن محمد شيخي سمع الحديث الأول مني. الحديث: 220 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 221- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري وأبو الفضل جعفر بن عبد الواحد [بن] محمود قالا: ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ أبو الشيخ، ثنا عيسى بن محمد الوسقندي، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا أبو جابر، عن شعبة، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد قال: حدثني عين، عن عكرمة -كذا في نسختي وإنما هو: حدثني عين يعني عكرمة-، عن ابن عباس رضي الله عنهما في الرجل يذبح ولا يسمي قال: ((لا بأس به)) . رواه غير واحد عن أبي مسرة، ورواه أبو أحمد بن عدي، عن محمد بن إبراهيم الأصبهاني، عن أبيه، عن أبي جابر مثله. الحديث: 221 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 222- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن مهدي الخطيب الحافظ، أنا الحسن بن أبي بكر، ثنا عبد الصمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن صالح السمرقندي، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن هو الدارمي، ثنا العباس بن سفيان هو الدبوسي، عن حرمي بن عمارة، عن شعبة، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه قال: ما سمعت عمر رضي الله عنه قط يقرءوها إلا ((فامضوا إلى ذكر الله)) . كذا رواه العباس عن حرمي، رواه غير واحد، عن عبد الله بن محمد بن صالح. ورواه غيره أيضاً عن الدارمي، وقيل: إنه غلط. الحديث: 222 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 223- أخبرنا بذلك أبو منصور بن زريق، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن علي المقري، أنا أبو مسلم بن مهران، أنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، ثنا أبو علي صالح بن محمد، ثنا عبيد الله بن واصل، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بإسناده نحوه. قال أبو علي: إنما هو حرمي، عن سفيان بن عيينة، يعني ليس فيه شعبة، ولشعبة عن ابن عيينة أحاديث غير هذه. الحديث: 223 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 رواية ابن عيينة عن رجل عن شعبة 224- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الكاتب، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني الحافظ، ثنا إسماعيل بن محمد وحمزة الدهقان قالا: ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي بن المديني، ثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة: لو شئت كنت ككرز في تعبده ... أو كابن طارق حول البيت في الحرم قد حال دون لذيذ العيش خوفهما ... وسارعا في طلاب الفوز والكرم قال سفيان: فحدثت به ابن المبارك، فقال: حدثت به شعبة، فقال: لو كنت في بني يشكر لأتيتك حتى أسمعه منك. الحديث: 224 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 225- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو أحمد في كتابه، حدثني عبد الرحمن بن الحسن، حدثني أبو جعفر النيسابوري، ثنا الصلت بن مسعود، [ثنا ابن عيينة] قال: سمعت ابن شبرمة، يقول: قلت لابن هبيرة: لو شئت كنت ككرز في تعبده ... أو كابن طارق حول البيت في الحرم قد حال دون لذيذ العيش خوفهما ... وسارعا في طلاب الفوز والكرم فقال لي ابن هبيرة: من كرز ومن طارق؟ قال: قلت: أما كرز فكان إذا كان في سفر واتخذ الناس منزلاً اتخذ هو منزلاً للصلاة، وأما ابن طارق فلو اكتفى أحد بالتراب كفاه كف من تراب. قال أبو حفص: ذكروا أن ابن طارق كان يقدر طوافه في اليوم عشرة فراسخ. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 225 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي والعشرين من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية أبي حنيفة النعمان بن ثابت عن سفيان الثوري 226- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد سنة ست وخمسمائة وجعفر بن عبد الواحد سنة ست عشرة رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ واللفظ له قال: ثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن الحسن الخلال بالبصرة من أصل كتابه، ثنا شعيب بن أيوب، ثنا أبو يحيى الحماني، ثنا أبو حنيفة، (ح) وأخبرنا به عالياً الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق (ح) قال سليمان: وثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم، (ح) قال: وثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي قالوا: عن سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ مرة مرة)) . قال علي بن عمر: لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ، وكان ثقة، وكان في أصل كتابه هكذا. قال علي: وحدثناه أحمد بن محمد بن سعدان، ثنا شعيب، ثنا أبو يحيى، عن سفيان [الثوري] بهذا، لم يذكر أبا حنيفة. هذا حديث صحيح من حديث سفيان أورده البخاري في كتابه عن محمد بن يوسف الفريابي هذا عن سفيان. الحديث: 226 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 رواية الثوري عن رجل عن أبي حنيفة 227- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا جعفر بن محمد بن نصير، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا عامر بن إسماعيل، ثنا مؤمل، ثنا سفيان حدثني عباد بن كثير قال: قلت لأبي حنيفة: رجل قال: أنا أعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم حق وأنه رسول الله -وذكر كلمة أخرى- أمؤمن هو؟ قال: نعم مؤمن. الحديث: 227 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 رواية مالك عن عبد الله بن لهيعة 228- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني رحمه الله بشرقي بغداد، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي التميمي، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا إسحاق بن عيسى أخبرني مالك، أخبرني الثقة، عن عمرو بن شعيب، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد سنة ست وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ سنة ست وعشرين وأربعمائة، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، أنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا محمد بن خالد، حدثني الوليد بن مسلم، حدثني ابن لهيعة، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد، أنا علي بن عمر، ثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النسائي بمصر، ثنا محمد بن سعيد التستري، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، حدثني النضر بن سلمة الخراساني، ثنا محمد بن معاوية النيسابوري، حدثني مالك بن أنس، ثنا عبد الله بن لهيعة المصري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن بيع العربان)) . رواه الحسن بن سوار عن مالك، عن الثقة، ولم يسمه أيضاً. ورواه الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمرو بن شعيب. الحديث: 228 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 229- وقال إسحاق الحنظلي بالإسناد الذي ذكرته عنه: أنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت محمد بن جعفر يحدث، عن زيد بن أسلم قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العربان فقال: ((هو حل)) . قال الإمام: والعربان والعَربون والعُربون: هو أن يدفع المشتري إلى البائع قبل المبايعة شيئاً على أنه إن تم البيع بينهما حسباه من الثمن، وإن لم يتم البيع كان للبائع، ولا يرجع المشتري فيه. الحديث: 229 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 رواية ابن لهيعة عن رجل عن مالك 230- أخبرنا أبو الخير عبد السلام بن محمود الحسناباذي رحمه الله، أنا أبو الحسن ابن أبي عيسى الحسناباذي، أنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، أنا محمد بن مخلد، أنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا يحيى بن بكير المصري، أخبرني من سمع ابن لهيعة قال: قدم أبو الأسود بمصر فقيل له: من تركت بالمدينة يفتي فإن ربيعة ويحيى بن سعيد بالعراق؟ قال أبو الأسود: فتى من ذي أصبح يقال له: مالك بن أنس. أبو الأسود: اسمه محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة، وقد رواه غيره، عن الرمادي فسمى شيخه إبراهيم بن أبي زرعة، وقد خولف في شيخ ابن لهيعة في هذه الحكاية. الحديث: 230 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 231- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم التاجر رحمه الله، أنا أحمد بن الفضل الكاتب وغيره، قال: أخبرنا الحسين بن علي بن الحسن الهمداني، ثنا أبو بكر محمد بن علي الفافا، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال: ذكره أبي، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني عبيد بن حبان أو غيره، عن ابن لهيعة قال: قدم علينا بكر بن سوادة فقلت له: من خلفت يعلم أهل الحجاز؟ قال: غلام من ذي أصبح، يعني: مالك بن أنس. الحديث: 231 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 رواية ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن مالك بن أنس 232- أخبرنا هبة الله بن عبد الله الواسطي بكرخ بغداد من غربيها قرأته عليه، أنا [ص: 140] أحمد بن علي بن مهدي، أنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر، أنا أبو الفتح الأزدي الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الهيثم المصري بالموصل، ثنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم العلاف بمصر، عن أصل كتابه، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أخبرني مالك بن أنس فتى أصبح، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: ((إذا فاتتك الركعة فاتتك السجدة)) . لا أعرف لربيعة عن مالك غير هذا، ولم أكتبه إلا من حديث محمد بن أحمد بن الهيثم. الحديث: 232 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 رواية مالك عن رجل عن ربيعة 233- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا [أبو محمد عبد الله] بن الهيثم [بن] خالد الطيني، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج قال: سمعت موسى بن محمد القرشي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت مالك بن أنس رحمه الله قال: قال لي سليمان بن بلال: دخلت على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجدته يبكي، فقلت: لم يا أبا عثمان، ما يبكيك؟ قال: أبكي والله أن هذا العلم تناوله من لم يكن من أهله. الحديث: 233 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 234- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب الطلحي، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، ثنا أبو عمر محمد بن أحمد البركاني القاضي قال: سمعت أبا زرعة الرازي قال: قدم ذمي مسلماً إلى عيسى بن أبان القاضي، فوجبت اليمين على المسلم فقال عيسى للمسلم: قل والله الطالب الغالب، فقال الذمي: أحلفه بالخالق فإنه إذا حلف بالاسم ذهب مالي باطلاً، قال: كيف؟ قال: قولك القرآن مخلوق، وأسماء الله عز وجل في القرآن، وإذا حلف بالمخلوق ذهب مالي باطلاً. قال أبو زرعة رحمه الله فكان الذمي أعلم بالله عز وجل من عيسى. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 234 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن والعشرين من شهر الله المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية شعبة عن سفيان الثوري رحمهما الله 235- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن [عبد الله بن] ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد في المعجم، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عمرو بن الناقد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله غير مرة، ثنا أبو نعيم الحافظ وأبو عمر بن مهرة قالا: أنا أبو القاسم الطبراني في المسند، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب قالا: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثني شعبة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا أبو قلابة، ثنا سعيد بن عامر، ثنا شعبة، عن سفيان الثوري، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا آكل متكئاً)) . هذا حديث صحيح ثابت رواه عن علي بن الأقمر مسعر وشريك ومنصور ورقية بن مصقلة وزكريا بن أبي زائدة. ورواه عن شعبة أيضاً روح بن عبادة، أورده البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحيهما. الحديث: 235 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 236- أخبرنا به عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة قالا: أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، (ح) وأخبرنا أبو غالب، أنا أبو بكر، أنا الطبراني، ثنا علي، ثنا أبو نعيم، ثنا مسعر، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن عمر بن يزيد، ثنا بكر بن بكار، ثنا مسعر كليهما عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا آكل متكئاً)) . فعلى هذا كأني سمعت الأول من الطبراني وأبي الشيخ رحمهما الله. الحديث: 236 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 237- أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ وأبو الفضل بن أبي منصور قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا قاسم بن زكريا المطرز، ثنا أحمد بن عبد الله بن كردي، [ثنا غندر] ، ثنا شعبة، عن سفيان، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل في قسم الغنائم عشراً من الشاء ببعير)) . الحديث: 237 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 238- أخبرنا [به] أبو علي الحداد قال: ثنا عبد الوهاب بن محمد المعلم، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا عمرو بن العباس، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن سعيد بن [مسروق بحديث] فيه هذا الذي ذكرناه، ثم قال في آخره: قال شعبة: وحدثنا سفيان عنه. فكأن شعبة سمعه عن سفيان عن أبيه، ثم سمعه عن أبيه. الحديث: 238 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 239- أخبرنا أبو الفضل بن أبي منصور والحسن بن أحمد قالا: أنا أبو طاهر الكاتب، أنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا مؤمل بن إهاب، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا شعبة، ثنا سفيان الثوري، عن يزيد بن أبي زياد، عن يزيد بن وهب، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أكلتنا الضبع يعنى السنة، فقال: ((أنا لغير ذلك أخوف، أن تفتح على أمتي الدنيا فياليت أمتي لا يلبسون الذهب)) . هذا حديث مشهور من حديث [سفيان، غريب من حديث] شعبة عنه. الحديث: 239 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 240- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن مخلد، ثنا أحمد بن منصور، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد قال: كنت أمسك على أبي المصحف فمر بهذه الآية: { [قل] هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً} قلت: هم الحرورية، قال: لا، هم أهل الكتاب، أما اليهود كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما النصارى كفروا بالجنة، قالوا ليس فيها طعام ولا شراب، قال: والحرورية: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه} قرأ إلى: {هم الفاسقون} ، وكان سعد يسميهم: الفاسقين. [ص: 143] فقال شعبة: فكنا عند منصور يوماً أنا وسفيان الثوري، فقال: أبلغكم في هذا شيء؟ فحدثته أنا بهذا، وحدثه سفيان عن علي بن الأقمر، عن مصعب بن سعد، وحدثنا هو عن هلال بن يساف، عن مصعب بن سعد بنحوه. رواه وهب بن جرير، عن شعبة، عن سفيان مختصراً. الحديث: 240 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 241- أخبرنا جعفر والحسن رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر، أنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة، ثنا أحمد بن يحيى الجلاب، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا شعبة، ثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قالت أم أيمن رضي الله عنها يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم: أبكي على انقطاع خبر السماء، فلما مات عمر رضي الله عنه قالت: اليوم وهى الإسلام. وهذا أيضاً مشهور عن سفيان، غريب من حديث شعبة عنه. ولشعبة عن سفيان روايات صالحة من موقوفات وكلمات في أحاديث. الحديث: 241 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 رواية سفيان عن رجل عن شعبة 242- أخبرنا الأصيل الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عبد الله رحمهم الله فيما كتب لي إذنه، (ح) وحدثني عنه من سمع قراءته عليه، أخبرنا أحمد بن الفضل المقرئ، أنا أحمد بن موسى، حدثني محمد بن حميد بن سهيل، ثنا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي، ثنا أبي، ثنا محمد بن حمير، ثنا سفيان الثوري، عن شريك، عن شعبة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي: أن رجلاً سأله عن الوتر فقال: إنه تطوع، ولكنه أشرف التطوع. غريب لم أعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 242 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 رواية مالك بن أنس عن سفيان الثوري رحمهما الله 243- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمود بن علي بن عبيد الهروي، (ح) [ص: 144] وأخبرناه نازلاً أستاذنا الإمام الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد، وأبو المظفر عبد الواحد بن محمد المقري رحمهما الله قالا: أنا عمر بن أحمد الفقيه، ثنا محمد بن علي الحافظ، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثني الحسن بن سهل، ثنا محمد بن يحيى بن ضرار المازني التستري قالا: ثنا محمد بن خليد الحنفي، ثنا مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه كذا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اطلبوا الخير عند صباح الوجوه)) . قال الدارقطني: وحدثني به محمد بن عمر بن محمد، ثنا محمد بن عمر بن حمدويه بالدينور من كتابه، ثنا عباد بن عمرو التيمي، ثنا مالك بن سلام، ثنا مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التمسوا الخير عند حسان الوجوه)) . رواه التستري وتفرد به عن قبيصة عن سفيان، وقال أيضاً: عن أبي هريرة. وروي عن يزيد بن هارون، عن طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنه. وللحديث طرق وفيها اختلاف، والمحفوظ من حديث سفيان عن طلحة، عن عطاء مرسلاً. ولمالك عن الثوري حديث آخر تقدم ذكرنا له. الحديث: 243 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 رواية الثوري عن رجل عن مالك 244- أخبرنا الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو نصر اليونارتي الحافظ، ثنا غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الرباطي، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد بجرجرايا، ثنا سعيد بن عبد الله بن عجب الأنباري، ثنا إسحاق بن البهلول، ثنا قبيصة، (ح) وأخبرناه عالياً عبد الكريم الصوفي وغيره وأجدادنا رحمهم الله: [ص: 145] أن طلحة بن عبد الرزاق أخبرهم، أنا محمد بن إسحاق الحافظ، أنا أحمد بن مهران الفارسي بمصر، ثنا جامع بن سوادة بمصر، ثنا خالد بن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن المغيرة، وقال خالد: عن شيخ من النخع يقال له: المغيرة، عن مالك بن أنس، عن هانئ بن حزام –وقال خالد: حرام أو حذام- قال: كنت عند عمر رضي الله عنه فجاءه كتاب عامل من عماله يسأله عن رجل وجد مع امرأته رجلاً فقتله؟ فكتب إليه عمر رضي الله عنه في السر: يعطي الدية، وكتب إليه في العلانية: أقد منه. مغيرة هو: أبو النعمان النخعي، كوفي. وقد رواه أبو عاصم، وأبو حذيفة عن سفيان، مثله. وهانئ: قيل: هو ابن حزام بالزاي وأن الراء فيه تصحيف من عبد الرحمن بن مهدي، وقيل: إن مالك بن أنس هذا نخعي، كوفي، وليس بمالك بن أنس المدني. غير أن أبا أحمد بن عدي الحافظ أورده في مسند مالك بن أنس المدني. الحديث: 244 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 245- أخبرنا الشريف الزاهد أبو محمد بن حمزة بن العباس العلوي، بانتقاء الإمام الحافظ قوام السنة أبي القاسم رحمهما الله، أنا الحسين بن عبد الله بن المرزبان، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم، حدثني عبد الله بن جابر، ثنا عبد الله بن خبيق، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، ثنا سفيان الثوري قال: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام. الحديث: 245 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 246- وأخبرنا حمزة هذا، ثنا الحسين، أنا محمد بن علي بن أحمد، أنا محمد بن المرزبان بمكة قال: سمعت علي بن محمد القاضي، قال: سمعت أبا عبيد المحاملي يقول: سمعت ابن أبي عوف يقول: أنا منذ عشرين سنة كلما قدمت بغلتي لأركبها أقول: اللهم اكفني شر من أحسنت إليه. الحديث: 246 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 247- أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز رحمه الله بقراءتي عليه، أنا عبد الرحمن بن أحمد الإمام، قال: سمعت محمد بن الحسين، عن علي بن سعيد الرازي، عن أبي محمد الجريري، قال: كان في جوار الجنيد رجل مصاب في خربة، فلما مات الجنيد رحمه الله، ودفناه ورجعنا من جنازته، تقدمنا ذلك المصاب، فصعد موضعاً رفيعاً واستقبلني وقال: يا أبا محمد، أتراني أرجع إلى تلك الخربة وقد فقدت ذلك السيد، ثم أنشأ يقول: [ص: 146] وا أسفى من فراق قوم ... هم المصابيح والحصون والمدن والمزن والرواسي ... والخير والأمن والسكون لم تتغير لنا الليالي حتى ... توفتهم المنون وكل جمر لنا قلوب ... وكل ماء لنا عيون آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 247 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية مسعر عن سفيان الثوري رحمهما الله 248- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله بقراءة والدي عليه رحمه الله سنة ست، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري واللفظ لهذه الرواية، (ح) وأخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الحرقي رحمه الله إذناً: أن أبا نعيم أجاز له، ثنا علي بن محمد بن إسحاق أبو الحسن الطوسي بمكة، ثنا إسماعيل بن محمد بن سنان الشيزري، ثنا الحسين بن السميدع، ثنا موسى بن أيوب، ثنا وكيع، ثنا مسعر، عن سفيان الثوري، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أشرب وأنا حائض من الإناء، فيأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب. الحديث: 248 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 249- وبه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت آخذ العرق وأنا حائض فأنهس منه، ثم يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فينهس منه. [ص: 147] قال وكيع: ثنا مسعر عن سفيان من كتابه. ورواه مسعر عن المقدام نفسه. قال أبو نعيم: تفرد به موسى عن وكيع. قال الإمام حرسه الله: هكذا رواه، وهو حديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه، عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي خيثمة، عن وكيع، عن مسعر وسفيان معاً، عن المقدام وهو الصحيح. الحديث: 249 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 250- وأخبرنا أبو الفتح السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن مخلد، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، ثنا شهاب بن عباد، ثنا محمد بن بشر، عن مسعر، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: سألت أبياً رضي الله عنه عن النبيذ، فقال: اشرب العسل، اشرب السويق، اشرب الماء، اشرب اللبن الذي نجعت به، ثم قال عن الخمر تسألني. هذا الحديث مشهور بهذا الإسناد من حديث جعفر الصائغ. الحديث: 250 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 رواية سفيان عن رجل عن مسعر 251- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه سنة ثمان رحمهما الله، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر اليزدي إذناً، أخبرنا أبو عبد الله بن إسحاق الحافظ، ثنا علي بن عبد الله المروزي بمرو، ثنا محمد بن يوسف الرازي، ثنا أشعث بن عطاء، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: جاءني أبو حنيفة يوماً فقال لي: يا أبا عبد الله مررت برجل يقال له مسعر فسمعته يقول: ثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((البزاق في المسجد خطيئة، وكفارته دفنه)) . فقلت له: إن هذا الحق كما أن هذا النهار حق. قال أبو بكر: سمعت أبا عبد الله يقول: هذا حديث غريب من حديث أبي حنيفة والثوري جميعاً. هذا حديث صحيح اتفق الأئمة على ثبوته، وأخرجوه في كتبهم الصحاح من عدة طرق. الحديث: 251 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 252- أخبرنا به عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد الرياحي، ثنا عبد العزيز القرشي، ثنا مسعر، ثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه [يرفعه] قال: ((البزاق في المسجد لخطيئة، وكفارتها أن تواريه)) . ساوى الحافظ أبا عبد الله في روايته. الحديث: 252 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 رواية محمد بن إدريس الشافعي عن أحمد بن حنبل رحمهما الله 253- قرأت على أبي القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي بكرخ بغداد في درب السلولي من غربي بغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن مهدي، أنا أبو بكر الخرشي، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، (ح) قال أحمد: وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الإستراباذي ببيت المقدس، ثنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن يعقوب، أنا الربيع بن سليمان المرادي، أنا الشافعي، أنا الثقة -زاد أبو سعد: وهو أحمد بن حنبل ثم اتفقا- عن عبد الله بن الحارث -إن لم أكن سمعته من عبد الله-، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن قسيط، عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة بنصف دية الموضحة. الحديث: 253 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 254- وأخبرنا هبة الله، أنا أبو بكر، أنا أبو سعيد الصيرفي، ثنا الأصم، ثنا الربيع، أنا الشافعي، أنا الثقة من أصحابنا، عن يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة. قال أبو بكر: قال لي أبو الفضل بن الفكهي الحافظ: الذي لم يسمه الشافعي هو: أحمد بن حنبل. الحديث: 254 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 255- أخبرنا به عالياً الحسن بن أحمد، أنا عبد الوهاب بن محمد المعلم سنة خمس [ص: 149] وعشرين، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا سليمان بن حرب، (ح) قال سليمان: وثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، (ح) قال: وثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق قالوا: ثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: أمد أهل الكوفة أهل البصرة من نهاوند وكان على أهل الكوفة عمار بن ياسر رضي الله عنهما، فأراد أن يشاركهم في غنائمهم، فقال رجل من بني عطارد: يا جدع تريد أن تشاركنا في غنائمنا، فقال حين أدنى: سببت، وكانت أذنه جدعت في سبيل الله، فكتب في ذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكتب عمر: إن الغنيمة لمن شهد الواقعة. فعلى هذا كأني سمعت الأول من الأصم. الحديث: 255 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 رواية أحمد بن حنبل عن رجل عن الشافعي رحمهم الله 256- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله، أنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين الرازي الزاهد السمان قدم علينا، قال: قرأت على أحمد بن محمد بن محمود البزار بتستر، حدثكم الحسن بن أحمد بن المبارك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، ثنا يحيى بن سليم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن الشمس كسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في كل ركعة ركوعين. الحديث: 256 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 257- أخبرنا به الإمام أبو نصر أحمد بن عمر الحافظ قرأته عليه، أنا مسعود بن ناصر السجستاني الحافظ، أنا أبو الحسن [علي بن بشري الليثي السجستاني، ثنا أبو الحسن] محمد بن الحسن العاصمي، ثنا أبو الوفا المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس إملاء في داره بنيسابور، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، أخبرنا الشافعي، أنا يحيى بن سليم الطائفي بمعنى هذا الحديث في الكسوف. الحديث: 257 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 258- وأخبرنا أبو علي الحداد فيما أذن، أن أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ كتب إليه من قزوين، ثنا أحمد بن محمد بن عمر الزاهد بنيسابور، ثنا عبد الملك بن عدي، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، ثنا ابن سليم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الخوف ركعتين، كل ركعة بركوعين وسجدتين. قال الخليل: تفرد به الشافعي عن يحيى، وتفرد به يحيى عن عبيد الله، قال [ص: 150] الخليل: أنا الحسن بن عبد الرزاق بن محمد، ثنا علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي وأنا سألته، حدثني سليمان بن داود الهاشمي، ثنا الشافعي بإسناده، مثله. كذا قال: صلاة الخوف، ولعله كان في بعض النسخ صلاة الخوف، وكانت السين ممدودة بلا أسنان فصحف بالخوف. الحديث: 258 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 259- أخبرنا أبو منصور [بن] زريق القزاز ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب، ثنا إبراهيم بن عمر البرمكي، أنا علي بن عبد العزيز البردعي، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا إبراهيم بن خالد الرازي، قال: سمعت محمد بن مسلم يقول: سمعت أبا الوليد الجارودي يقول: قدم علينا الشافعي رحمه الله [فقال] : ما خلفت بالعراق رجلين أعقل منهما: سليمان بن داود، وأحمد بن حنبل رحمهما الله. الحديث: 259 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 260- (ح) قال: الخطيب، أنا علي بن طلحة المقري، أنا أبو الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، أنا محمد بن محمد بن داود الكرخي، ثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال: بلغني عن ابن مسلم بن وارة قال: سمعت سليمان بن داود الهاشمي يقول: ربما أحدث بحديث ولي نية، فإذا أتيت على بعضه تغيرت نيتي، وإذا الحديث الواحد يحتاج إلى نيات. الحديث: 260 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 261- (ح) قال ابن خراش: وبلغني عن أحمد بن حنبل رحمه الله قال: لو قيل لي اختر للأمة رجلاً استخلفت عليهم، لاستخلفت سليمان بن داود الهاشمي. الحديث: 261 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 262- أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو سعد السمان، أنشدنا أبو العباس الوليد بن بكر الأندلسي، أنشدني أبو عبد الله محمد بن بكر بن الأشج الأديب بالمغرب قال: كان أبو بكر الزاهد بالأندلس كثيراً ما ينشدنا: انظر إلى الناس بعين البلى ... يقل في عينك أعلاهم كلهم دنياه متروكة ... فلا يغرنك دنياهم لله إخوانٌ لنا قد مضوا ... يهووننا كانوا ونهواهم ثم تولوا فكأن لم نكن ... يوماً من الدهر عرفناهم آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 262 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 مجلس آخر، أملي يوم السبت الثالث عشر من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية خارجة بن مصعب عن الليث بن سعد 263- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، واللفظ لروايته قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، (ح) قال سليمان: وحدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح قالا: ثنا موسى بن علي بن رباح، (ح) وأخبرنا أبو منصور محمد بن [عبد الله بن مندويه] الشروطي، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النصر، ثنا الليث، عن موسى بن علي، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أخبرنا علي بن عمر بن مهدي، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا خارجة بن مصعب، عن ليث بن سعد، عن موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول: سمعت عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه يقول: ((ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن، أو نقبر فيهن موتانا: حتى تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تميل الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب)) . هذا حديث صحيح، رواه الناس عن موسى بن علي، وهو مخرج في الصحيح من حديثه، ففي الطريق الأول كأني سمعته مع الدارقطني من شيخه. الحديث: 263 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 رواية الليث عن رجل عن خارجة 264- أخبرنا أبو منصور بن مندويه المعدل وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمهما الله [قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن صالح] ، حدثني الليث بن سعد، حدثني إبراهيم بن أعين، [ص: 152] عن خارجة بن مصعب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، [عن أبي هريرة] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولد والده، إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه)) . قال سليمان: لم يروه عن خارجة إلا إبراهيم، تفرد به الليث. هذا حديث ثابت مشهور من حديث سهيل، رواه عنه الأعلام كمالك، والثوري، وزهير، وجرير، وابن جريج، والعلاء بن خالد، وهدبة بن المنهال، وخالد بن عبد الله، وورقاء وجعفر بن زياد الأحمر، وعلي بن عاصم، وأبي خيثمة، وغيرهم، وتابع سهيلاً إسماعيل بن سميع، عن أبي صالح، أخرجه مسلم في صحيحه من حديث الثوري وجرير. الحديث: 264 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 265- (ح) أخبرنا به عالياً أبو القاسم غانم بن أبي نصر [البرجي] والحسن بن أحمد المقرئ رحمهما الله قالا: ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، [أنا] أبو عبد الله الجمال كتابة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي ثنا أبو عوانة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزي ولد والده إلا أن يجده عبداً فيعتقه)) . الحديث: 265 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 رواية أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن سفيان بن عيينة 266- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد الشروطي رحمه الله قرأته عليه بكرخ بغداد، أنا أحمد بن علي بن مهدي، أنا علي بن محمد بن عبد الله، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق، عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل، عن رجل من مزينة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال لهم: ((إن سمعتم أذاناً أو رأيتم مسجداً فلا تقتلوا أحداً)) . الحديث: 266 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 267- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد، أنا علي بن عمر، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، عن ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كنت أنا وأمي من المستضعفين)) . الحديث: 267 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 رواية ابن عيينة عن رجل عن أبي إسحاق الفزاري 268- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدثني صالح بن علي الحصيني بمصر، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا محمد بن منصور، ثنا سفيان، ثنا دفافة، عن أبي إسحاق الفزاري قال: قال عمر رضي الله عنه: أحب الناس إلي من أهدى إلي عيوبي. الحديث: 268 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 رواية بقية بن الوليد عن أبي ضمرة أنس بن عياض 269- أخبرنا إسماعيل بن الفضل التاجر، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسين بن محمد بن سعيد البزاز، ثنا جحدر بن الحارث، ثنا بقية، عن أنس بن عياض، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدران المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها تباشراً بالمدينة. الحديث: 269 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 رواية أبي ضمرة، عن رجل، عن بقية 270- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، أنا أبو محمد بن صاعد، ثنا هارون بن موسى القروي، ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض، ثنا بشر أو بشير بن سليمان -رجل من أهل التقوى-، عن بقية بن الوليد، حدثني يزيد بن سنان، حدثني منصور بن زاذان، حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مجوس العرب مجوس العرب وإن صلوا -يعني القدرية-)) . هذا حديث مشهور من هذا الطريق ببقية واختلف عليه في إسناده. الحديث: 270 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 رواية عبد الله بن المبارك عن سفيان بن عيينة 271- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن عبد الله بن البنا بقراءتي عليه ببغداد رحمه الله، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، وأبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق قالا: أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن المروزي، أنا عبد الله بن المبارك، أنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة رضي الله عنه يقول: ((قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه معاً، قالوا يا رسول الله: قد غفر الله تعالى لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أكون عبداً شكوراً)) . (ح) قال الحسين: أخبرناه سفيان بإسناده إلا أنه قال: ((حتى تورمت قدماه)) . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عيينة. الحديث: 271 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 272- قرأت على هبة الله بن عبد الله بن الواسطي الشروطي، بكرخ بغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن مهدي الحافظ، أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، أنا الحسن بن سفيان، أنا حبان، أنا عبد الله بن المبارك، عن سفيان بن عيينة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب قال: قال عبد الله بن جحش رضي الله عنه يوم أحد: ((اللهم إني أقسم عليك إذا لقينا العدو أن يقتلوني، ثم يبقروا بطني ثم يمثلوا بي، فإذا لقيتك سألتني: فيم هذا؟ فأقول: فيك، قال: فلقي العدو، فقتل وفعل به ذلك)) . قال ابن المسيب: وإني لأرجو أن يبر اله تعالى آخر قسمه كما أبر أوله. يروى هذا من غير هذا الوجه أيضاً، ولابن المبارك عن ابن عيينة أحاديث وآثار كثيرة. الحديث: 272 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 رواية ابن عيينة عن رجل عن ابن المبارك 273- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحمن، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد، ثنا إسحاق بن يعقوب أبو العباس العطار، قال: سمعت محمد بن عباد المكي يقول: ثنا سفيان قال: حدثوني عن ابن المبارك (عني عن ابن طاوس) عن أبيه قال: ((ليس في القلس وضوء)) هذا مما كان ابن عيينة نسيه، ثم حدث به أن ابن المبارك يروي عنه، فكان يحدث به هكذا، ومنهم من يقول: عن ابن عيينة، عن المبارك. الحديث: 273 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 274- قرأت على أبي الرجاء أحمد بن أبي الفضل المقرئ، أنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، أنا محمد بن الحسن إجازة، عن أبي نصر الطوسي، عن أبي علي اللؤلؤي: وقائلة ما بال وجهك شاحباً ... فقلت لها مالا يقوم له صبر تغير أحوالي وفقد حبايبي ... وموت أحبائي فقالت كذا الدهر آخر الجزء الثالث، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 274 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 الجزء الرابع من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني أبقاه الله مما لم يسبق إليه متعنا الله تعالى والمسلمين به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة، نور الأئمة، شمس الحفاظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني حرسه الله، إملاءً من لفظه يوم السبت العشرين من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي 275- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري التاجر، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا محمد بن أحمد بن زريق بن الأعجم بصنعاء، حدثني جرير بن المستلم أبو المستلم، ثنا عبد المجيد هو ابن أبي رواد، عن ابن جريج، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن المؤمن كقتله)) . كذا رواه ابن جريج، عن الأوزاعي (عن يحيى بن أبي كثير) معضلاً وهو بعض من حديث مشهور صحيح مسند متصل. الحديث: 275 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 276- أخبرنا به (أبو القاسم غانم) بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحسن بن أحمد المقري رحمهما الله قالا: ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا إسحاق الدبري، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة، عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، [ص: 160] ومن حلف بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قال لمؤمن: يا كافر فهو كقتله)) . وقد روي عن الأوزاعي أيضاً عن يحيى متصلاً مسنداً غير أنه ليس فيه لفظة اللعن. الحديث: 276 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 277- أخبرنا [بذلك] أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله التاني، أنا [أبو] القاسم الطبراني الحافظ، ثنا أنس بن مسلم الخولاني، ثنا صفوان بن صالح، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بملة سوى الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة، وليس على الرجل نذر فيما لا يملك)) . وهو حديث صحيح متفق عليه من حديث أيوب السختياني، ويحيى بن أبي كثير، وخالد الحذاء، عن أبي قلابة أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله في الصحاح من عدة طرق. الحديث: 277 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 رواية الأوزاعي عن رجل عن ابن جريج 278- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا هاشم بن مرثد، ثنا صفوان بن صالح، حدثني الوليد بن مسلم، حدثني أبو عمرة الأوزاعي، حدثني رجل، عن ابن جريج قال: سئل ابن عباس رضي الله عنهما، عن رجل جعل عليه المشي إلى الكعبة، من أين يمشي؟ فقال ابن عباس رضي الله عنه: ((من حيث نوى، فإن لم يكن نوى فمن ميقاته)) . الحديث: 278 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 رواية مالك بن أنس عن الليث بن سعد 279- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، ثنا منصور بن [ص: 161] سلمة، (ح) وأخبرنا عالياً أبو بكر أحمد بن علي بن موسى الأديب رحمه الله بقراءتي عليه في منزلي، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، (ح) وأخبرنا أبو علي المقرئ، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني وأبو الطيب بن شمة، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر الكاتب قالوا: أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا عيسى بن حماد، قالا: أنا الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله الخولاني قال: ((رأيت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها نصلي في درع سابغ لا إزار عليها)) . قال أبو سلمة منصور بن سلمة: وهذا مما كان رواه مالك بن أنس، عن الليث بن سعد. الحديث: 279 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 280- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز رحمه الله بغربي بغداد، أنا أحمد بن علي بن مهدي، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا علي بن محمد المصري، ثنا محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة، ثنا هارون بن سعيد، عن الهيثم قال: سمعت ابن وهب يقول: كل ما كان في كتب مالك: وأخبرني من أرضى من أهل العلم هو الليث بن سعد. الحديث: 280 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 281- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن إبراهيم بن علي، حدثني أخو أبي عجيبة الحافظ محمد بن موسى الحضرمي، ثنا غيلان بن محمد بن المغيرة قال: سمعت أبا صالح يقول: كنا على باب مالك بن أنس فامتنع علينا، فقلنا: ليس يشبه صاحبنا، قال: فسمع مالك كلامنا وأدخلنا عليه، فقال لنا: من صاحبكم؟ قلنا: الليث بن سعد قال: ((تشبهوني برجل كتبنا إليه في قليل عصفر نصبغ به ثياب صبياننا فأنفذ إلينا ما يصبغ به ثيابنا وثياب صبياننا، وثياب جيراننا، وبعنا الفضلة بألف دينار)) . الحديث: 281 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 رواية الليث عن رجل عن مالك 282- أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الكاتب رحمه الله، أنا محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا البرتي هو أبو حبيب العباس بن أحمد، ثنا خلف هو ابن هشام. (ح) قال أبو الشيخ: [ص: 162] وثنا أبو سعيد هو أحمد بن محمد بن سعيد المغيثي، ثنا أبو مصعب، (ح) قال أبو الشيخ: وحدثني محمد بن سهل العطار، ثنا هاشم بن يونس الدهان، ثنا أبو صالح، حدثني الليث، عن سعيد بن عبد الرحمن هو الجمحي جميعاً، عن مالك، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نذر أن يطيع الله تعالى فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله تعالى فلا يعصه)) . هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري، عن أبي نعيم، وأبي عاصم، عن مالك. الحديث: 282 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 رواية الليث عن رجل آخر عن مالك 283- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس، وفاطمة بنت عبد الله الجوزدانية رحمهما الله، قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، أخبرني يحيى بن أيوب، عن مالك بن أنس، عن [ابن] شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [يقول:] ((ليس الكذاب الذي يمشي [يصلح] بين الناس فينمي خيراً أو يقوله)) . قال سليمان: لم يروه عن مالك إلا يحيى، تفرد به الليث. الحديث: 283 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 284- أخبرنا به عالياً أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان قال: قال الزهري: عن حميد بن عبد الرحمن، عن أم كلثوم بنت عقبة -وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس [ص: 163] الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقول خيراً)) . صحيح متفق عليه من حديث الزهري، أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من حديثه، ورواه الجم الغفير عنه. فعلى هذا كأني سمعت الأول من الطبراني. الحديث: 284 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 رواية الليث عن رجل عن آخر عن مالك 285- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا أبو الحسن الحافظ قال: وحدث أيضاً يعني الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن مالك. الحديث: 285 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 286- أخبرنا أبو المؤيد الحسن بن محمد بن عبد الله المعلم الوراق من محلتنا، أنا إسماعيل بن مسعدة الجرجاني، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف، أنا أبو بكر الإسماعيلي، حدثني محمد بن أبي عمرو المصعبي، حدثني عبد الله بن إسحاق الصغدي، حدثني عثمان بن خروزاذ، ثنا أحمد بن دهقان، ثنا الفرات [بن] محبوب، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما مات أبو طالب ضرب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما أسرع ما وجدنا فقدك يا عماه)) . قال أبو صالح المؤذن في تخريجه، عن إسماعيل بن مسعدة: غريب من حديث أبي حصين، عن أبي صالح ذكوان، لم نكتبه إلا من هذا الوجه. الحديث: 286 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 287- وأخبرنا الحسن بن أحمد، أنا إسماعيل، أنا أبو إسماعيل أحمد بن حمزة بن محمد الصوفي الهروي، حدثني أبو عياض أحمد بن محمد بن يعقوب، ثنا منصور الحراني، ثنا منصور الحربي، ثنا جعفر بن محمد قال: سمعت الجنيد بن محمد قال: كلمت يوماً حسن المسوحي في شيء، عن الأنس بالله تعالى فقال لي: وهل تدري ما الأنس بالله تعالى؟! والله لو مات من تحت أديم السماء لما استوحشت. الحديث: 287 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 288- وأخبرنا الحسن، أنا إسماعيل، ثنا أبو الحسن محمد بن علي الطبري، [ص: 164] حدثني أبو محمد عبد الله بن روح بن الفرج الضرير، حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، أنشدني محمد بن محمد بن إسحاق القاضي الدبوسي: عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى ... وللمشتري دنياه بالدين أعجب وأعجب من هذين من باع دينه ... بدنيا سواه ذاك من ذين أعجب آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 288 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 مجلس آخر أملي يوم السبت السابع والعشرين من صفر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية صفوان بن سليم عن إبراهيم بن طهمان 289- أخبرنا القاضي أبو سهل عبد الله بن محمد بن عمر المعدل إمام الجامع رحمه الله، أخبرنا عبد الوهاب بن محمد التاجر، أنا والدي قراءة عليه، أنا محمد بن إبراهيم بن مروان، ثنا زكريا بن يحيى بن إياس، ثنا سعيد بن كثير بن يحيى، ثنا إسحاق بن إبراهيم المزني، عن صفوان بن سليم، عن إبراهيم بن طهمان قال: قال يزيد بن أبي زياد، قال مقسم: بينا نحن عند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إذ أتي بجفنة خبز ولحم فقال: ((خذوا باسم الله من جوانبها ودعوا ذروتها، فإنما ينزل الله تعالى البركة من ذروتها)) . قال: فأكلنا. قال: وبلغنا أن سعيد بن جبير كان يحدث عن ابن عباس مثل ذلك. الحديث: 289 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 290- وبه عن صفوان، عن ابن طهمان قال: قال مسعر بن كدام: قال القاسم بن عبد الرحمن: ((إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أتي بجارية لم تحض قد سرقت فخلى سبيلها)) . هذا حديث عزيز من حديث صفوان، وعداده في التابعين عن إبراهيم، وهو من أتباع التابعين، لم أكتبه فيما أعلم من حديث صفوان إلا من هذا الوجه. الحديث: 290 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 291- (ح) أخبرنا بالحديث الأول أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أتي ابن عباس بجفنة ذات ثريد وعراق فقال: ((خذوا باسم الله عليكم بالنواحي واتقوا الذروة، فإن الذروة تنزل عليها البركة)) ثم قام إلى بساط في البيت فصلى عليه، فقلت: يا أبا عباس: قد كان يقال: توضئوا مما مست النار، فقال: ((لولا النار لم نأكله، وما زادته النار إلا طيباً)) . وأما الحديث الآخر فقد روي مرفوعاً. الحديث: 291 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 292- أخبرنا به الحسن بن مهرة فيما كتب لي إذنه أن أحمد بن عبد الله حدثهم، ثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبدان، ثنا الحسن بن علي بن بحر قال: وجدت في كتاب: ثنا حكام بن مسلم، عن سعيد بن سابق، عن سفيان، عن مسعر، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجارية قد سرقت فوجدها لم تحض فلم يقطعها)) . الحديث: 292 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 رواية إبراهيم عن رجل عن صفوان 293- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الرزاق أبو طاهر الحسناباذي رحمه الله قرأنا عليه، عن كتاب أبي بكر بن أبي علي. (ح) وأخبرنا به أبو العباس أحمد بن أبي الفتح الخرقي رحمه الله إذناً أن عبد العزيز بن أحمد بن فاذويه وأبا القاسم بن أبي بكر أخبراه قالا: أخبرنا أبو محمد بن حبان، ثنا بشر بن أبي السري، أنا أحمد بن حفص، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان. (ح) قال أبو محمد: وأخبرنا إسحاق بن أحمد، ثنا محمد بن [ص: 166] حميد، ثنا كنانة، عن إبراهيم بن طهمان، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خفف على داود صلى الله عليه وسلم القرآن، فكان يأمر بدابته فتسرج فيقرأ القرآن قبل أن تسرج)) . هذا حديث صحيح، أخرجوه من وجوه عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا الطريق أورده البخاري رحمه الله في الصحيح معلقاً من غير سماع، وهذه نسخة صحيحة [صالحة] يقع فيها أحاديث حسان. الحديث: 293 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 رواية صفوان بن سليم عن يحيى بن سعيد الأنصاري 294- أخبرنا الحسن بن أحمد فيما أذن (لي) أن أبا نعيم حدثهم قال: ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن هارون الوراق بمكة، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، ثنا القاسم بن عبد الله بن عامر، ثنا محمد بن عمار الصائدي، ثنا داود بن الوازع، عن صفوان بن سليم، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث –يعني النساء- لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل)) . هذا حديث ثابت صحيح من حديث يحيى بن سعيد، رواه عنه الناس، وأخرجوه في الصحاح من حديثه، غريب من حديث صفوان عنه، لم نكتبه إلا من هذا الوجه. الحديث: 294 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 رواية يحيى عن رجل عن صفوان 295- أخبرنا الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليلي، ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير إملاءً من أصل كتابه، ثنا أبو الربيع الناقد، ثنا بشر بن عمر، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن صفوان بن [ص: 167] سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {اقرأ باسم ربك الذي خلق} . كذا ذكره ابن المقرئ. ورواه الطبراني عن أحمد بن زهير هذا فقال أبو الربيع الحارثي وهو الصواب، ذكرناه في الجزء الثاني لأن الناقد اسمه عيسى بن علي بن عيسى، والحارثي: عبيد الله بن محمد بن يحيى. رواه عيسى بن حماد زغبة، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان لم يذكر يحيى بن سعيد ولا يزيد بن الهاد. الحديث: 295 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 رواية يحيى بن سعيد القطان عن عبد الرحمن بن مهدي 296- أخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ومحمد بن صالح بن خلف الجواربي قالا: ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح في قوله عز وجل: {إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال: قال: لا إله إلا الله. (ح) قال عمرو بن علي: فحدثت به يحيى بن سعيد، فقال: كتبته عن عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي معاوية. الحديث: 296 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 297- (ح) وبه قال: أخبرنا الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: قال [عفان: قال] يحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن بن مهدي يقول: إن شعبة كان لا يقول: ثنا فلان للذي حدث عنه شعبة. قال أبي: وإنما أراد أن يعيب بهذا عبد الرحمن. الحديث: 297 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 رواية عبد الرحمن بن مهدي عن رجل عن يحيى بن سعيد 298- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن [ص: 168] عمر الحافظ، حدثني محمد بن داود بن سليمان النيسابوري، ثنا أحمد بن محمود بن مقاتل الهروي ومحمد بن عمير الرازي، قالا: ثنا محمد بن حماد المصيصي بالرملة، ثنا إبراهيم بن عثمان بن زياد المصيصي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن حسان، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن سعيد الثوري، عن يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وتعزروه} قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذاك؟)) قلنا: الله تعالى ورسوله أعلم قال: ((تنصرونه)) . (ح) قال علي: حدثني محمد بن الحسين بن علي النصيبي، ثنا عبد الله بن سعيد القاضي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، بهذا الإسناد. الحديث: 298 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 299- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب رحمه الله قرأته عليه، أنا أحمد بن محمد بن أحمد أبو طاهر الثقفي، أنا عبد الله بن محمد المقري، أنا أحمد بن محمد الصوفي، ثنا عبد الله بن محمد الأموي، ثنا هارون بن عبد الله يقول في بكائه: ويحي كيف أنسى من الموت ما [قد] وكل بي، ويحي أنساه ولا ينساني، ويحي إنه يقص أثري فإن فررت لقيني، وإن أقمت أدركني، ويحي كيف أغفل ولا يغفل عني، ويحي كيف تهنيني الحياة ولا أدري ما أجلي، أم كيف يطول أملي والموت في أثري. الحديث: 299 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 300- وبه قال عبد الله: حدثني محمد هو بن الحسين البرجلاني، حدثني يوسف ابن الحكم، قال: كان طريف القرشي الزاهد يقول: كم من عزيز الملك نغص ملكه ... بالعزل كرهاً أو بموت معجل ومشيد داراً يريد نزولها ... نزل القبور فعطلت لم تنزل ومبادر يسعى ليدرك حاجة ... يسعى ولا يدري لحتف مثكل ومكرم في الحي يؤمل نفعه ... وافى الحمام فصار غير مؤمل وجليس قوم كان يمزح صحة ... ألفوه مرمياً بداءٍ معضل وجماعة من حي صدق قد مضوا ... طحن الزمان جموعهم بالكلكل كنا جميعاً ثم فرق بيننا ... دهر سيلحق حينا بالأول آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 300 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 مجلس آخر أملي يوم السبت من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري أيضاً رحمهم الله 301- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبو الفتح المقري التاجر، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا أبو الحسين علي بن عمر بن أحمد الحافظ، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، ثنا سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفات فسمعته يقول: ((الحج عرفات)) . قد ذكرنا هذا الحديث بطرقه فيما تقدم مع غيره من رواية ابن عيينة عن الثوري، وهذا رواية الثوري عن رجل غير من ذكرناه فيما تقدم عن ابن عيينة. الحديث: 301 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 302- أخبرنا الشيخ الصالح أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الأسواري وغير واحد رحمهم الله فيما أذنوا لي: أن أحمد بن جعفر الفقيه أجاز لهم، أنا أبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله بن الخليل بقراءتي عليه، أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن بكير الصيرفي، حدثني أبو أسامة عبد الله بن قتادة بحران من أصل كتابه، ثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن هارون الوراق أبو أحمد الحافظ، حدثني أبو زكريا يحيى بن خشيش الهشامي بحران، ثنا محمد بن حماد الأنطاكي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن حسان التنيسي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن شعبة بن الحجاج، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت: {وما قدروا الله حق قدره} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عظموا الله حق عظمته)) . هذا حديث غريب [بهذا الإسناد] ، لم أكتبه هكذا إلا من هذا الوجه. الحديث: 302 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 [8] باب ذكر نوع آخر. وهو: أن يروي رجل عن شيخ ثم يروي ذلك الشيخ عن رجل عن آخر عن ذلك الرجل. من ذلك: رواية مالك بن أنس عن ابن أخته إسماعيل بن أبي أويس 303- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد، ثنا حماد بن المؤمل بن مطر الكلبي، ثنا محمد بن عبد الله أبو بكر الناقد، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني خالي مالك بن أنس عني، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ابن السبيل أحق بالماء والظل من الباني عليه. قال أبو بكر: فقلت لإسماعيل حدثنا أنت، فقال: حدثني كثير بن عبد الله ولكني أحب (أن) أدخل اسم خالي فيه. الحديث: 303 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 304- كتب إلي أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني رحمه الله من مدينة السلام غير مرة أن أبا بكر أحمد بن علي بن مهدي أخبرهم في جامع المنصور عند كرسي عبد الله بن أحمد بن حنبل، أنا [أبو] محمد بن يوسف بن رياح بن علي البصري، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر، ثنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي، ثنا جعفر بن مسافر، ثنا ابن أبي أويس، ثنا كثير بن عبد الله المزني، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام على المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس حجاج بيت الله عز وجل: ابن السبيل أحق بالظل والماء)) . قال ابن أبي أويس: سمعته من مالك، وقد تابع إسماعيل على هذا زيد بن الحباب فرواه عن كثير. الحديث: 304 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 رواية ابن أبي أويس عن رجل عن آخر عن مالك 305- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن عمر بن مهدي، حدثني محمد بن عمر بن سالم أبو بكر الأشقر، ثنا محمد بن أحمد بن الهيثم المصري، ثنا عبد الرحمن بن الحسين بن القاسم العلاف بمصر، ثنا إسماعيل ابن أبي أويس، حدثني أبي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، أخبرني مالك بن أنس فتى أصبح، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: ((إذا فاتتك الركعة فقد فاتتك السجدة)) . رواية مالك بن أنس عن الليث بن سعد قد ذكرناها فيما تقدم، وكذلك حكاية قول من قال: إن الليث روى عن رجل عن آخر عن مالك. الحديث: 305 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 [9] باب ذكر نوع آخر. وهو: أن يكون رجل سمع من شيخ له الحديث وروى عنه، ثم روى عن رجل، عن آخر عنه ولم نذكر من روى عن شيخ ثم روى عن رجل عنه، لأن ذلك يكثر فمن ذلك: عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم الحديث الكثير وصحبه وأسند عنه زيادة على سبعمائة حديث من ذلك: 306- ما أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز رحمه الله قرئ عليه وأنا حاضر سنة ثلاث وخمسمائة في رمضانها في أول مجلس أحضرت لسماع الحديث، أنا أبو الحسن عبيد الله بن المعتز بن منصور النيسابوري، ثنا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق، ثنا جدي محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا علي بن حجر، ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا عبد الله بن دينار، أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما قال: [قال] : رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله عز وجل)) وكانت قريش تحلف بآبائها، فقال: ((لا تحلفوا بآبائكم)) . هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله، عن قتيبة، عن إسماعيل، وأخرجه مسلم أيضاً، عن علي هذا. الحديث: 306 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 رواية ابن عمر عن امرأة عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم 307- أخبرنا الحسين بن عبد الملك الأديب رحمه الله قرأته عليه، عن كتاب أحمد بن علي بن مهدي إليه، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، ثنا عبد الكريم بن الهيثم، ثنا عبيد بن يعيش، ثنا يونس يعني ابن بكير، ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، عن أسماء بنت زيد بن الخطاب، عن عبد الله بن حنظلة رضي الله [ص: 173] عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) . هذا حديث ثابت أخرجه أبو داود السجستاني رحمه الله في سننه، واختلف في إسناده على وجوه. الحديث: 307 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 رواية ابن عمر عن امرأته عن أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم 308- أخبرنا إسماعيل بن الفضل [التاجر] ، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو صالح الأصبهاني، ثنا أبو مسعود، ثنا محمد بن الصلت، ثنا أبو شهاب، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه، عن صفية بنت أبي عبيد، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه رخص للنساء في الخفين عند الإحرام. الحديث: 308 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 309- أخبرنا به أبو بكر أحمد بن علي بن موسى المؤدب رحمه الله بقراءتي عليه في منزلي، أخبرنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى أبو الطيب، أنا أبو بكر بن المقرئ إجازة. (ح) وأخبرنا إسماعيل بن السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر بن المقرئ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن خالد أبو خالد الرملي (ح) قال: ابن المقرئ، وثنا أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب، ثنا محمد بن رمح، قالا: حدثنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن سالم، أنه أخبره: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقطع الخفين على النساء في الإحرام، حتى أخبرته صفية بنت أبي عبيد أن عائشة رضي الله عنها تفتي النساء بأن لا يقطعن. كذا رواه الليث موقوفاً، ولابن عمر رضي الله عنه، عن زوجته صفية بنت أبي عبيد أخت المختار الكذاب أحاديث، وهي تابعية ترويها، عن الصحابة رضي الله عنهم. الحديث: 309 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 رواية ابن عمر عن رجل عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم 310- قرأت على أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك، عن كتاب أبي بكر بن مهدي، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد الله النجار، ثنا عبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي، ثنا إبراهيم بن عبد الله [بن أيوب، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا أبو أويس، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله] : أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره: أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبره: أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة قصروا عن قواعد إبراهيم)) قالت: قلت: يا رسول الله! ألا تردها على قواعد إبراهيم عليه السلام؟ قال: ((لولا حدثان عهد قومك بالكفر)) . قال عبد الله بن عمر: فوالله لئن كانت عائشة سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم عليه السلام. هذا حديث صحيح في مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها له طرق. ولترجمة ابن عمر في الصحابة رضي الله عنهم نظائر، ذكرنا بعضها في ثلاثي الصحابة، ورباعيهم، وبعضها في رواية الصحابة عن التابعين، أضربنا عن ذكره لشهرته عند من يقع إليه. ونذكر إن شاء الله عز وجل من سوى الصحابة: الحديث: 310 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 311- قرأت على هبة الله بن محمد بن عبد الواحد رحمه الله في منزله بالمقندية من شرقي بغداد، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي سنة سبع وثلاثين، ثنا إبراهيم بن أحمد المقرئ، ثنا أبو بكر محمد بن علي بن مسلم السراج، ثنا أبو عمران موسى بن سهل الجوني، ثنا صالح بن حكيم التمار، ثنا أبو حذيفة، عن سفيان الثوري، عن طريف البصري قال: كان الحسن بن أبي الحسن رحمه الله يقول إذا أصبح: [ص: 175] فما الدنيا بباقية لحي ... ولا حي على الدنيا باقي وإذا أمسى قال: يسر الفتى ما كان قدم من تقى ... إذا عرف الداء الذي هو قاتله آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 311 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: يحيى بن سعيد الأنصاري سمع من أنس بن مالك رضي الله عنه وروى عنه -ففيه أكثر من ستين حديثاً- ثم روى عن جماعة من أصحاب أنس رضي الله عنهم وروى عن رجل عن آخر [عن أنس وقد روى أيضاً عن رجل] عن ثان عن ثالث عن أنس رضي الله عنه 312- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه الشروطي المعدل رحمه الله، حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي العطار ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد هو ابن العوام، عن يحيى يعني ابن سعيد: أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، أنا وأبو طلحة رضي الله عنه مكتنفاً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفية رضي الله عنها رديفه، فعثرت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرعت صفية، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جعلني الله فداءك، أصابك شيء؟ قال: ((لم أصب، عليك بالمرأة)) فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه، ثم أتاها فألقت ثوبها عليه، ثم أصلح لهما راحلتهما، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أشرف على المدينة أو قال: على الحرة قال: ((آيبون، تائبون، عابدون، [لربنا] حامدون)) قال: فما زال يقولها حتى دخل المدينة. قد وقع لنا بهذا الإسناد عن الحارث، عن يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن أنس حديث في السباعيات. الحديث: 312 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 ما روى يحيى عن رجل عن آخر عن أنس في ذكر صفية أيضا ً 313- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا علي بن عمر، ثنا الحسين بن إسماعيل وعلي بن سليمان بن مهران الوزان قالا: ثنا عبد الله بن شبيب، حدثني أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر هو ابن أبي أويس، عن سليمان بن يحيى بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حميد يعني الطويل، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عتقها صداقها، يعني صفية. هذا حديث مشهور ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية أنس رضي الله عنه، وقد رواه عن أنس: قتادة والزهري وشعيب بن الحبحاب وثابت وغيرهم، وروي عن صفية رضي الله عنها أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليحيى عن حميد، عن أنس رضي الله عنه في ذكر صفية غير هذا. الحديث: 313 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 314- أخبرنا الحسن بن أحمد فيما كتب لي إذنه، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري الخطيب بالكوفة، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا أيوب بن سليمان، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن حميد، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغير إذا سمع أذاناً، فلما أصبح لم يسمع أذاناً، فخرجوا عليهم بمساحيهم ومكاتلهم، فقالوا محمد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)) . وهذا أيضاً صحيح من حديث أنس رضي الله عنه. الحديث: 314 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 فأما ما رواه يحيى عن حميد عن أنس في ذكر صفية رضي الله عنهما 315- فأخبرنا به الحسن بن عبد الملك أبو عبد الله الأديب رحمه الله قرأته عليه، أخبرنا سعيد بن محمد النيسابوري، أنا محمد بن عمر بن شبويه، ثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ثنا إسماعيل [يعني] ابن أبي أويس حدثني أخي، عن سليمان، عن يحيى، عن حميد الطويل سمع أنس بن مالك رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام على صفية بنت حيي بطريق خيبر ثلاثة أيام حين أعرس بها، وكانت فيمن ضرب عليها الحجاب)) . هذا حديث صحيح ضيق المخرج مشهور برواية البخاري عن إسماعيل، فإذا قد جعل في ذكر صفية رواية عن أنس وعن رجل [عن أنس وعن رجل] ، عن آخر، عن أنس. الحديث: 315 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 سليمان التيمي رحمه الله سمع من أنس رضي الله عنه وبلغ مسنده عنه نحواً من ستين حديثاً 316- أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله البرجي وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن رحمهما الله قالا: ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الضبي [الجمال] إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، عن التيمي، عن أنس رضي الله عنه قال: ((عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر فقال: يا رسول الله شمت هذا ولم تشمتني؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه حمد الله فشمته وأنت لم تحمد الله تعالى ولم أشمتك)) . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث سليمان التيمي، أورده الأئمة من حديثه [ص: 178] وأخرجه البخاري من رواية شعبة عنه وقد ذكرنا هذا الحديث من طريق آخر مع غيره في السباعيات، وقد سمع سليمان من غير واحد من أصحاب أنس وروى عنهم عنه. الحديث: 316 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 ما روى سليمان التيمي عن رجل عن آخر عن أنس 317- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الخرقي رحمه الله إذناً: أن أحمد بن عبد الله أذن لهم، ثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر، ثنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن سنان، ثنا يحيى بن حبيب من عرين، ثنا المعتمر قال: قال أبي، عن الأعمش، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)) ، فقال بعض أهله وأصحابه: يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك وبما جئت به؟ فقال: ((نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقول بها هكذا يعني يقلبها)) . اختلف على الأعمش في إسناده فقيل عنه، عن غنيم بن قيس، عن أنس، وقيل: عن ثابت، عن أنس وقيل: عن أبي سفيان، عن أنس والأصح: عن أبي سفيان، عن جابر رضي الله عنه، ولهذا الحديث طرق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية النواس بن سمعان وعبد الله بن عمرو بن العاص وروايتهما أصح، وعن جابر وأبي ذر وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وعائشة وأم سلمة وأسماء بنت يزيد وغيرهم رضي الله عنهم واتفقوا على (لفظ) الإصبعين لم يغيروه، فنحن نرويه ونؤمن به ولا نتكلم فيه اقتداء بسلفنا الصالح. الحديث: 317 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 طريق ثان لسليمان التيمي هكذا 318- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو العباس بن أحمد بن محمد بن يوسف بن مسعدة الفزاري من كتابه، ثنا جعفر بن أحمد بن عبد الملك الخزاعي إملاءً، ثنا هريم بن عبد الأعلى أبو حمزة [ص: 179] الأسدي، ثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث، عن سليمان بن المغيرة، ثنا ثابت، عن أنس، عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك رضي الله عنهم قال -يعني أنساً-: فلقيت عتبان بعد ذلك فحدثني فأعجبني فقلت لابني: اكتبه فكتبه قال: عتبان وكان قد ذهب بصره، قلت: يا نبي الله لو أتيتني فصليت عندي في كان أتخذه مسجداً، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني فجعل يصلي- قال: وجعل أصحابه يتحدثون، فذكروا ما يلقون من المنافقين من الأذى، فجعلوا عظم ذلك على مالك بن الدخشم، فكان يعجبهم أن يحملوا النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو عليه فيهلك فقالوا: يا نبي الله، إن من أمره كذا وكذا [قال:] فقال نبي الله: ((أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟)) قالوا: إنما يقول ذلك بلسانه وليس له حقيقة في قلبه، قال: فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخله الله تعالى النار، أو قال: فتطعمه النار أبداً)) . قال معتمر: قال أبي: سمعته من أنس فما حدثت به أحداً. قال علي بن عمر: هكذا رواه هذا الشيخ، عن هريم، عن معتمر، عن أبيه، عن سليمان وغيره لا يذكر أبا المعتمر. هذا حديث متفق عليه من حديث الزهري عن محمود، ومن حديث سليمان عن ثابت، أورده مسلم. الحديث: 318 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 طريق ثالث لسليمان التيمي مثله 319- كتب إلي محمد بن عبد الله بن أحمد العطار رحمه الله أن أحمد بن أبي محمد أذن لهم، ثنا محمد بن حميد، ثنا صالح بن أبي مقاتل، ثنا جعفر بن أبي عثمان، ثنا علي بن المديني، ثنا عمرو بن عاصم، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن قتادة، عن معبد -يعني ابن هلال العنزي-، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بعثت أنا والساعة كهاتين)) . [ص: 180] هكذا رواه علي بن المديني وتابعه أبو موسى محمد بن المثنى عن عمرو بن عاصم، ورواه خالد بن عبد الله الواسطي عن سليمان عن معبد، لم يذكر قتادة. الحديث: 319 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 320- قرأت على الأديب أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك رحمه الله، ثنا السيد أبو طالب علي بن الحسن بن الحسين إملاءً، ثنا محمد بن عيسى قال: سمعت أبا الحسين يونس بن إبراهيم البلغاري يقول: سمعت أبا الحسن الربعي يقول: ((التأديب تعذيب، والوراقة فاقة، والكتابة كآبة، والفقه رقة، والقضاء بلاء، والتجارة خسارة، ومن هاب خاب، والهيبة خيبة، ومن جال نال، ومن طاف ضاف، ومن جسر أيسر، ومن كسل أعسر، ومن ساد ماد)) . الحديث: 320 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 321- وأنشدنا الأديب رحمه الله، أنشدنا نظام الملك [قال:] أنشدنا أبو عدنان القرشي، أنشدنا أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير، أنشدنا القاضي أبو أحمد الأزدي لنفسه: لما عدمت وسيلةً ألقى بها ربي ... تقي نفسي شديد عذابها صيرت رحمته لديه وسيلتي ... وكفى بها وكفى بها وكفى بها آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 321 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: سعيد المقبري سمع من أبي هريرة رضي الله عنه وروى عنه الكثير، وربما يروي عن أبيه وغيره عن أبي هريرة الكثير أيضاً: 322- أخبرنا أبو المنصور محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي المعدل رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ثنا أبو النصر، ثنا الليث، حدثني سعيد [ص: 181] المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم [قال] : ((إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليجلدها ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليبعها ولو بحبل من شعر)) . كذا رواه الحارث قال: عن سعيد، عن أبي هريرة، وهو حديث صحيح ثابت من حديث سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أخرجه مسلم بن الحجاج وغيره من عدة طرق، غير أن المحفوظ من رواية الليث عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، أخرجه كذلك البخاري ومسلم أيضاً. وعند سعيد أحاديث سمعها من أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرى سمعها من أبيه عنه، وأحاديث سمعها من أبي هريرة رضي الله عنه ومن أبيه أيضاً، فتارة كان يرويه عنه نفسه ومرة، عن أبيه عنه، وربما يجيء في الأسانيد، عن المقبري غير مسمى، عن أبي هريرة، فيشتبه هل هو الابن أو الأب، ولا يميز جميع ذلك إلا النحرير من أصحاب الحديث الذين انقرضوا منذ دهر. الحديث: 322 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وقد روى سعيد المقبري عن رجل عن آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه 323- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني رحمه الله ببغداد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي أحمد بن حنبل رحمه الله، ثنا حجاج، ثنا الليث، ثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي عبيدة، عن سعيد بن يسار: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه. وقبله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يوطن رجل مسلم المساجد للصلاة إلا تبشبش الله تبارك وتعالى به حتى يخرج من بيته كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم)) . [ص: 182] هذا حديث مشهور روه الأئمة والحفاظ وتلقوه بالقبول مسلمين له غير منكرين عليه ولا متكلمين فيه. اختلف على سعيد في إسناده وفي شيخه هذا فقيل: ابن عبيدة، وعبيدة، وأبو عبيدة، ولم يسمه أحد، ومنهم من قال: عن سعيد المقبري، عن سعيد بن سيار نفسه ومنهم من قال: عن المقبري عن أبي هريرة، ولم يذكر بينهما أحداً. الحديث: 323 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 عمرو بن دينار سمع من ابن عباس أحاديث وله عنه في الصحيحين معاً خمسة أحاديث 324- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن محمد، ثنا روح هو ابن عبادة، ثنا زكريا بن إسحاق، ثنا عمرو بن دينار، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج أفأحج عنه؟ قال: ((نعم)) ، قال الرجل: أيجزئ عنه؟ قال: ((نعم، أرأيت لو كان عليه دين فقضيت عنه ألا يجزئ عنه؟! فإنما هو مثل ذلك)) . هكذا رواه زكريا عن عمرو. الحديث: 324 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 وإنما رواه عمرو عن رجل عن آخر عن ابن عباس رضي الله عنه 325- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم [الحافظ] ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، ثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، ثنا أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان هو ابن عيينة، أنا الزهري قال: سمعت سليمان بن يسار يقول: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: إن امرأة من خثعم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة النحر والفضل ردفه، فقالت: إن فريضة الله تعالى في الحج على عباده أدركت أبي وهو شيخ كبير لا يستطيع أن يستمسك على الراحلة فهل ترى أن يحج عنه قال: ((نعم)) . [ص: 183] قال سفيان: وكان عمرو بن دينار حدثناه أولاً عن الزهري، عن سليمان بن يسار، عن ابن عباس وزاد فيه: فقالت: يا رسول الله أو ينفعه ذلك؟ قال: ((نعم، كما لو كان على أحدكم دين فقضاه)) ، فلما جاءنا الزهري تفقدته فلم يقله. هذا حديث صحيح في حديث الزهري أخرجه الشيخان -رحمهما الله- في الصحيحين من عدة طرق عنه. الحديث: 325 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 عمرو عن الزهري عن شيخ آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما 326- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي ومحمد بن الفضل القرآني ونوشران بن شيرزاذ الديلمي رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا خلف بن هشام البزاز قال: سليمان وثنا عبدان بن أحمد، ثنا يحيى بن درست قالا: ثنا محمد بن ثابت العبدي، عن عمرو بن دينار، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه: أنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ حمار وحش فرده وقال: ((إنا حرم)) . الحديث: 326 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 327- (ح) وبه قال: ثنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد، ثنا الحجاج، عن ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار، أن ابن شهاب أخبره، عن عبيد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن خيلاً أغارت من الليل، وأصابت من أبناء المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هم من آبائهم)) . [ص: 184] هذان الحديثان صحيحان أخرجهما من حديث الزهري الشيخان، فالحديث الأخير أخرجه مسلم من حديث عمرو عنه، وقد روى عمرو، عن طاووس، عن حجر المدري، عن ابن عباس رضي الله عنه حديث العمري، ذكرناه في رباعيات التابعين، وروى أيضاً عن أبي الشعثاء، عن عكرمة، عن ابن عباس ذكرناه فيما تقدم. الحديث: 327 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 عمرو بن دينار يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه أحاديث وجاء في حديث منها أنه قال: أشهد على أبي هريرة فيدل أنه سمع منه 328- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن رحمه الله، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا جعفر القلانسي، ثنا آدم يعني ابن أبي إياس، ثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((من باع [سلعة] فلم ينتقد فأفلس المبتاع أو مات والسلعة قائمة بعينها، فالبائع أحق بسلعته من سائر الغرماء)) . كذا رواه موقوفاً وهو حديث صحيح مسند له طرق. الحديث: 328 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 رواية عمرو عن رجل عن آخر عن أبي هريرة رضي الله عنه 329- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو بن دينار، أخبرني يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عبد القاري قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: ((ما نهيت عن صيام يوم الجمعة ولكن محمد صلى الله عليه وسلم ورب هذا البيت نهى عنه)) . الحديث: 329 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 330- وبه قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: ((ما أنا قلت: من أصبح [ص: 185] جنباً فقد أفطر ولكن محمد صلى الله عليه وسلم ورب هذه الكعبة قاله)) . هذا حديث روي من وجوه وذكر سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه رجع عن ذلك، وقيل إنه لما حدثته عائشة رضي الله عنها بخلاف ذلك قال: عائشة أعلم بذلك وإنما حدثنيه الفضل بن العباس رضي الله عنه. الحديث: 330 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 331- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن أبي عدي، ثنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن يحيى بن جعدة، عن عبد الله بن عبد القاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((توضئوا مما مست النار)) . عبد الله بن عبد هذا هو أخو عبد الرحمن بن عبد من بني القارة بطن من العرب. الحديث: 331 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 رواية عمرو بن دينار عن رجل آخر عن شيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه 332- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز إذناً رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن الممتنع، ثنا زكريا بن يحيى الوقار، ثنا زياد بن يونس، عن محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عمرو بن دينار، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) . هذا حديث غريب من هذا الوجه، محفوظ من حديث عمرو، عن عطاء نفسه يجمع طرقه عنه. الحديث: 332 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 333- أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن علي بن محمد بن إسماعيل العراقي قدم علينا، ثنا أبو سعيد محمد بن سعيد الفريحزاذي النوقاني، ثنا أبو عبد الرحمن السلمي، [ص: 186] ثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان قال: سمعت أبا محمد بن نعيم، يقول: سمعت أبا العيناء يقول: قال الأصمعي: سمعت يحيى بن خالد يقول: ما تاه إلا وضيع، ولا فاخر إلا سقيط، ولا تعصب إلا دخيل، وكان يقول: رب سلف أورث تلفاً. الحديث: 333 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 334- وأخبرنا أبو نصر هذا، ثنا أبو سعيد، أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنشدني أبو سعيد بن عبد الصمد، أنشدني أبو الفتح البستي الكاتب لنفسه: يا آمري باقتناء المال مجهداً ... كي ما أعيش بمالي في غد رغدا هبني بجهدي قد حصلت رزق غد ... فمن ضميني بتحصيل الحياة غدا آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 334 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: عمرو بن دينار سمع من عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أحاديث ذوي عدد 335- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه الشروطي المعدل رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار النصيبي ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ثنا روح هو ابن عبادة، ثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الشهر هكذا وهكذا)) وقبض إبهامه في الثالثة. الحديث: 335 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 336- وبهذا الإسناد قال: ثنا الحارث، ثنا هوذة بن خليفة، ثنا داود بن [ص: 187] عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كان له عبد بينه وبين (رجل) آخر فأعتق نصيبه فإنه يقام عليه فيعتقه)) . الحديث الأول صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج رحمه الله في صحيحه راوياً له عن هارون بن عبد الله، عن روح هذا، كأن شيخي سمعه من صاحبه. والحديث الثاني مختلف في إسناده. الحديث: 336 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 337- فأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، ثنا أبو علي بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان، ثنا عمرو بن دينار، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما عبد كان بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه فإن كان موسراً فإنه يقوم عليه بأعلى القيمة أو قال: قيمة لاوكس ولا شطط ثم يغرم لصاحبه حصته ثم يعتق)) . قال: سفيان: كأن عمرو يشك فيه هكذا. الحديث: 337 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 338- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر الخرقي وأبو علي الحسن بن أحمد المقرئ قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ. (ح) وأخبرنا غانم هذا، أخبرنا أبو عبد الله الجمال كتابة واسمه الحسين بن إبراهيم الضبي قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب أبو بشر، ثنا أبو داود سليمان بن داود، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت سبعاً وصلى خلف المقام ركعتين وطاف بين الصفا والمروة، وقال: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} . وهذا أيضاً صحيح متفق عليه، أخرجوه من عدة طرق، عن عمرو، ولعمرو أيضاً، عن أصحاب ابن عمر أحاديث كثيرة. الحديث: 338 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 وهذه رواية عمرو عن رجل عن آخر عن ابن عمر 339- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان يعني ابن عيينة، ثنا عمرو -قبل أن يلقى الزهري-، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين، ورأيه يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين، قال ابن عمر رضي الله عنه: -وذكر لي ولم أره-: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي حين يضيء له الفجر ركعتين. هذا حديث اختلف في إسناده على عمرو والأصح ما ذكرناه، ولعمرو طريق آخر هكذا روي عن القاسم بن أبي بزة، عن حمران بن أبان، عن ابن عمر رضي الله عنهما حديثاً آخر، وهذه الأسانيد أعلى ما يقع لأقراننا من حديث عمرو إذا وقع في الإسناد سابعاً، وقد وقع لنا في أسانيد قليلة سادساً. الحديث: 339 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 340- فيما كتب إلينا عبد الغفار بن محمد أبو بكر الجنابذي من نيسابور غير مرة أن أبا بكر أحمد بن الحسن الجندي أخبرهم سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، ثنا أبو زكريا يحيى بن زكريا المروزي ببغداد بباب خراسان سنة ثمان وستين ومائتين في المحرم، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو سمع نافع بن جبير يخبر، عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر [فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر] فليقل خيراً أو ليسكت)) . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث سعيد المقبري، عن أبي شريح، ومن حديث عمرو بن دينار هذا أخرجه مسلم عن زهير وابن نمير عن [ابن] عيينة، فكأن شيخي سمعه من صاحب مسلم. وعندنا عمرو بهذا الإسناد أحاديث، وأبو شريح اسمه: خويلد بن عمرو، وقال الطبراني وحده: اسمه هانئ بن عمرو، ولم يتابع عليه. الحديث: 340 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 صفوان بن سليم يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه بضعة عشر حديثاً وقد سمع منه 341- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر البجيري سنة ثمان وخمسمائة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة. (ح) وأخبرنا أبو علي المقري، ثنا أبو نعيم الحافظ قالا: ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا صالح بن شعيب الزاهد البصري بمصر، ثنا بكر بن محمد القرشي، ثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، عن صفوان بن سليم، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أذن في قرية أمنها الله [تعالى] من عذابه ذلك اليوم)) . قال سليمان: لم يروه عن صفوان إلا عبد الرحمن، تفرد به بكر. ورواه الإمام أبو عبد الله بن منده عن شيخين له، عن شيخيهما، فكأني سمعته منه. الحديث: 341 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 342- أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري بالنصرية من غربي بغداد، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري سنة ست وأربعين، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي، ثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا أبو عامر يعني العقدي، ثنا الزبير بن عبد الله، حدثني صفوان بن سليم قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: فرض الله تبارك وتعالى صيام رمضان، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه. هذا حديث غريب من حديث صفوان عن أنس رضي الله عنه، لم يروه عنه غير الزبير. ورواه محمد بن عمر المدني عن الزبير. الحديث: 342 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 وقد روى صفوان عن رجل عن آخر عن أنس رضي الله عنه 343- فيما أخبرنا القاضي أبو سهل عبد الله بن محمد بن عمر المعدل الإمام، أنا عبد الوهاب بن محمد التاجر، أنا والدي قراءة عليه، أخبرنا أبو عمرو أحمد بن محمد [ص: 190] بن إبراهيم، ثنا سيار بن الحسن التستري، ثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا إبراهيم بن مهاجر، عن صفوان بن سليم، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بعث الله تبارك وتعالى ثمانية آلاف من الأنبياء منهم ألف من بني إسرائيل)) . كذا في هذه الرواية: ألف من بني إسرائيل، وفي غير هذه الرواية: أربعة آلاف من بني إسرائيل، واختلف في هذا الإسناد على وجوه هذا أحد الأقوال منها. الحديث: 343 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 أبان بن تغلب روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه ثلاثة أحاديث وقيل إنه سمع منه 344- أخبرنا الشريف أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي الزاهد إذناً، أنا علي بن القاسم بن إبراهيم، ثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني، ثنا إسماعيل بن العباس الوراق، (ح) وأخبرنا الحسن بن أحمد المقري إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي البزاز بالكوفة وأبو النضر محمد بن أحمد بن العباس بن قهيار قالا: ثنا محمد بن مخلد قالا: ثنا حاتم بن الليث، ثنا كلثوم بن محمد الرازي، ثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت أبان بن تغلب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم سعداً رضي الله عنه يدعو بإصبعين، وأشار سفيان بأصبعه السبابة من يده اليمنى على ركبته اليمنى وأشار بإصبعه السبابة من يده اليسرى على ركبته اليسرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحد يا سعد)) . سقط كلثوم في رواية حمزة من الإسناد. الحديث: 344 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 أبان عن رجل عن آخر عن أنس رضي الله عنه 345- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبو الفتح المقري، أنا أبو طاهر محمد [ص: 191] بن أحمد بن محمد الكاتب، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي، ثنا علي بن إبراهيم بن معلى، ثنا يزيد بن زياد صاحب الحجارة، عن أبان بن تغلب، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} قال: فتح مكة. الحديث: 345 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 346- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه في هذه الآية: {إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً} قال: الحديبية. الحديث: 346 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 347- أخبرنا المشايخ الإمام أبو الطيب حبيب بن محمد بن أحمد الفقيه وأبو الخير المفضل بن محمد بن طاهر بن سلمة وأبو زيد عبد الرزاق بن علي بن محمد الصيدلاني بقراءة والدي عليهم رحمهم الله سنة سبع وخمسمائة، قالوا: أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن محمد الطهراني، أنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الصوفي الهروي، قدم علينا قال: زعم الفضل بن عبد الله: أنه سمع الشبلي يقول: دخلت على الصنوبري وهو عليل فسألته عن العلة فقال هذا البيت: ولي فؤادٌ إذا طال العذاب به ... هام اشتياقاً إلى لقيا معذبه يفديك بالنفس صب لو يكون له ... أعز من نفسه شيئاً فذاك به آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 347 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: سليمان بن مهران الأعمش روى عن أنس بن مالك رضي اله عنه أحاديث عدة 348- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه رحمهم الله وأنا حاضر سنة خمس وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا علي بن أحمد بن غيلان، ثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة، ثنا يوسف بن خالد، ثنا الأعمش، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يعرض أهل النار يوم القيامة صفوفاً فيمر بهم المؤمنون فيرى الرجل من أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه في الدنيا فيقول: يا فلان أما تذكر يوم استعنت بي على حاجة كذا وكذا؟ ويقول: أما تذكر يوم أعطيتك وضوءاً؟ فيذكر ذلك المؤمن فيشفع له إلى ربه عز وجل، فيشفعه فيه)) . الحديث: 348 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 349- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، ثنا حسين بن جعفر القتات، ثنا عبد الله بن نوفل الهاشمي، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك رضي الله عنه وهو قائم يصلي عند البيت، فكان إذا رفع رأسه من الركوع لم ينحط حتى يستوي عكين بطنه. الحديث: 349 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 350- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمد بن أحمد بن رزق ومحمد بن الحسين بن الفضل قالا: أنا دعلج بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، ثنا وكيع، عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك رضي الله عنه وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي بأصحابي. الحديث: 350 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 351- (ح) وبه قال: حدثنا الأبار، ثنا جعفر بن عمران، ثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش قال: سمعت أنساً رضي الله عنه يقول: ((إن ناشئة الليل هي أشد [ص: 193] وطءاً وأصوب قيلاً)) ، فقيل له: يا أبا حمزة: وأقوم قيلاً، فقال: أقوم وأصوب واحد. ثم حكم الأئمة أن نسخة الأعمش عن أنس مرسلة إلا أنه قد صح رؤيته له، وكان للأعمش يوم مات أنس رضي الله عنه نحو من أربعين سنة فإن مولده كان سنة ستين، ووفاة أنس رضي الله عنه في حدود سنة مائة. وروي عن الأعمش قال: رأيت أنس بن مالك وهو مع الحجاج فلم أسمع منه، كأنه أزرى به صحبته للحجاج، وقد روى الأعمش عن أصحاب أنس رضي الله عنه أحاديث كثيرة. الحديث: 351 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 وروى عن رجل عن آخر عن أنس رضي الله عنه 352- أخبرنا أبو الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، أنا أبو القاسم سليمان بن محمد الطبراني، أنا هلال بن العلاء في كتابه، ثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب. (ح) قال الطبراني: وحدثنا عبيد بن غنام، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير. (ح) قال الطبراني: وثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا العباس بن عبد العظيم العنبري قالا: ثنا أبو الجواب، ثنا عمار بن زريق، عن الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين. الحديث: 352 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 353- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الواسطي الشروطي بكرخ بغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الحافظ، أنا علي بن أحمد الرزاز، ثنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد بن خلف الأعور المروزي، ثنا يحيى بن هاشم، ثنا الأعمش، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، يعني ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي)) . تفرد به محمد بن خلف عن يحيى عن هاشم. الحديث: 353 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 طريق آخر للأعمش هكذا 354- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الكاتب، أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الواحد بن حماد بن الحارث، ثنا أبي، ثنا روح بن مسافر، ثنا الأعمش، عن شعبة بن الحجاج، عن رجل، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحب الأنصار إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق)) . الرجل الذي لم يسم في الإسناد هو: عبد الله بن عبد الله بن جبر. الحديث: 354 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 355- أخبرنا بذلك غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحسن بن أحمد المقري قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا يونس بن حبيب بن عبد القاهر، ثنا أبو داود سليمان بن داود الحافظ، ثنا شعبة، أخبرني عبد الله بن عبد الله بن جبر، سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((في الأنصار آية المؤمنين وآية المنافقين؛ لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق)) . هذا حديث صحيح بالاتفاق من حديث شعبة، وعلى الإسناد الأخير كأني سمعت الأول مع الدارقطني من شيخه. الحديث: 355 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 طريق آخر للأعمش مثله 356- [أخبرنا] إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا محمد بن العباس بن مهران المستملي وعبد الرحمن بن الحسن الهمداني، قالا: ثنا عيسى بن محمد بن عيسى الطهماني المروزي، حدثني محمد بن معبد أبو جعفر الخوارزمي من كتابه الأصل، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، قال: شعبة بن الحجاج: عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى. قال: كل ذي طمرين لو أقسم [ص: 195] على الله تبارك وتعالى لأبره)) . (ح) قال: وقال الهمداني: ثنا عيسى، ثنا محمد بن محمد بن عثمان الخوارزمي، وقال أيضاً قال: سمعت شعبة يحدث به. الحديث: 356 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 طريق رابع له مثله 357- أخبرنا إسماعيل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر [بن] عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثني محمد بن علي بن الحسن الحسني، قال: وجدت في كتاب شريك بن عبد الله فيما حدثني شريك وزكريا ابنا محمد بن عبد الرحمن بن شريك: أنه خط شريك بن عبد الله، عن الأعمش، عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع. غريب فرد، لا أعرفه من حديث الأعمش إلا من هذا الوجه. الحديث: 357 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي رأى أنس بن مالك رضي الله عنه وحكى عنه 358- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت الخطيب، أنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله إجازة، أخبرنا محمد بن أحمد بن يعقوب. (ح) قال الخطيب: ثم أخبرني الأزهري قراءة، ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي إسحاق بن إبراهيم ختن سلمة، نا سلمة، حدثني محمد بن إسحاق قال: رأيت على أنس بن مالك رضي الله عنه عمامة سوداء والصبيان يشتدون ويقولون: هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يلقى الدجال. الحديث: 358 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 وقد روى محمد بن إسحاق عن جماعة من أصحاب أنس رضي الله عنه وهذه روايته عن رجل آخر عن أنس رضي الله عنه 359- أخبرنا الحسن بن أحمد بن (الحسن المقرئ) وجعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي، قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: قرأت على أبي بكر بن مكرم، حدثكم عبيد الله بن سعد. (ح) قال أبو محمد: وحدثنا أحمد بن محمد البغدادي، ثنا عبد الله بن سعد، ثنا عمي، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني شعبة، عن عمرو بن عامر الأنصاري قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بقدح من ماء فتوضأ. قلت لأنس رضي الله عنه: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة؟ قال: نعم. قلت: فأنتم. قال: قد كنا نصلي الصلوات كلها بوضوء واحد. الحديث: 359 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 طريق آخر لمحمد بن إسحاق مثله 360- أخبرنا الحسن بن أحمد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الشيخ، ثنا أحمد بن محمد البغدادي، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عمي، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها)) . الحديث: 360 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 361- (ح) وبهذا الإسناد عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اعتدلوا في السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب)) . الحديث: 361 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 362- (ح) وبهذا الإسناد، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تواصلوا. فقيل إنك تفعل ذلك قال: لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى)) . الحديث: 362 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 363- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله المقري إملاءً، أخبرنا أبو الحسن بن الحمامي، ثنا أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ثنا أبو علي عبيد الله بن جعفر الرازي، أنشدنا [أبو] العباس إسماعيل بن علويه لابن عروس في الناصر لدين الله: أعزاء وقد تضمنك اللحد ... حرام منا العزاء حرام إن قوماً رأوك في سكرة الموت ... فلم يشركوك فيها لئام آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 363 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري سمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف حديثاً كثيراً 364- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه المعدل، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، نا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا سفيان وليث، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم [قال: ((إذا أراد أحدكم أن ينام وهو جنب فليتوضأ وضوءه للصلاة)) . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في كتابه عن يحيى بن يحيى وغيره، عن الليث، عن الزهري، غير أن لفظه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم] كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ)) . الحديث: 364 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 365- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحداد قالا: ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ. (ح) وأخبرنا غانم بن محمد الخرقي، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة [ص: 198] قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن فارس، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل شراب أسكر فهو حرام)) . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث سفيان بن عيينة وغيره عن الزهري، أخرجاه من عدة طرق، وأخرجه مسلم فيما أخرج، عن (عبد بن حميد) وغيره، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري. وللزهري عن أبي سلمة، عن عائشة عدة أحاديث في الصحاح وغيرها. الحديث: 365 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وقد روى عن رجل عن آخر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها 366- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا القاضي أبو عمر محمد بن يوسف وإسماعيل بن العباس الوراق، وعثمان بن إسماعيل بن بكر ومحمد بن مخلد قالوا: ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، حدثني أبو بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، عن الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير الذي كان يسكن اليمامة، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا وفاء لنذر في معصية الله، وكفارته كفارة يمين)) . لم يرو هذا الحديث عن الزهري هكذا غير هذين الرجلين، وأرسله يونس بن يزيد وعقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة. الحديث: 366 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 يحيى بن أبي كثير اليمامي روى عن عروة بن الزبير أحاديث ليست بالكثيرة 367- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام الدستوائي. (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير حدثه قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تبارك وتعالى لا يقبض العلم بقبض يقبضه، ولكن بقبض العلماء بعلمهم)) . هذا حديث صحيح من حديث أبي الأسود وهشام بن عروة عن عروة. الحديث: 367 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 368- أخبرنا القاضي أبو منصور بن مندويه، أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا مس أحدكم ذكره فليعد الوضوء)) . الحديث: 368 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 369- أخبرنا والدي رحمه الله بقراءتي عليه، أنا محمد بن أحمد بن جعفر بن أحمد في كتابه، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر العطار، أنا أبو العباس محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين الغازي الآملي الطبري، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: ذكره أبي، عن إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين، قلت: يحيى بن أبي كثير سمع من عروة بن الزبير قال: نعم. قال عبد الرحمن: سمعت أبا زرعة يقول: يحيى بن أبي [ص: 200] كثير لم يسمع من عروة، قال عبد الرحمن: قال لي يحيى بن أبي كثير: ما أراه سمع من عروة بن الزبير، لأنه يدخل بينه وبينه رجلاً أو رجلين، ولا يذكر سماعاً ولا رواية ولا سؤاله عن مسألة. قال الإمام أبو موسى حرسه الله وأبقاه: قد جاء في بعض الأحاديث ما يدل على سماعه منه مع قول يحيى بن معين الذي ذكرناه. الحديث: 369 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 370- أخبرنا بذلك أبو علي الحداد إجازة إن لم أكن سمعته منه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا محمد بن عثمان بن كرامة، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن يحيى، عن عروة أخبره: أن أبا أيوب رضي الله عنه أخبره: أنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن يتوضأ للصلاة ويغسل ذكره)) . هذا حديث صحيح مخرج في الصحاح [من حديث يحيى عن عروة، وفي هذا الطريق أثر السماع، وكذلك في الحديث الذي تقدمه] ، على أنه اختلف في إسناد هذا الحديث على ما نذكره بعد. الحديث: 370 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 فأما روايته عن رجل عن آخر عن عروة 371- أخبرنا أبو المواهب أحمد بن محمد بن عبد الملك المعروف بابن ملوك الوراق بقراءتي عليه في بستان داره بالجانب الغربي من مدينة السلام، أنا أبو محمد الحسن بن محمد الجوهري، ثنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، ثنا محمد بن محمد بن سليمان أبو بكر الباغندي، حدثني أحمد بن عمر بن عبد الرحمن، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة بن الزبير، عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجامع أهله فلا ينزل؟ قال: ((يتوضأ وضوءه للصلاة ويغسل مذاكيره)) . الحديث: 371 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 372- (ح) وبهذا الإسناد قال: ثنا ابن المظفر، ثنا عبد الواحد بن سليمان بن الأشعث، ثنا يزيد بن عبد الله بن زريق، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عمر بن عبد العزيز، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم. وهذا الحديث بهذا الإسناد أعرف من الحديث الذي قبله. الحديث: 372 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 طريق آخر ليحيى بن أبي كثير نحوه 373- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري في كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، عن حسين المعلم، عن يحيى، عن المهاجر قال: حدثني الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فقيل له: يا رسول الله، مم توضأت قال: ((إني حككت ذكري أو أفضيت بيدي إلى ذكري)) . الحديث: 373 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 يحيى بن سعيد الأنصاري يروي عن عروة بن الزبير أحاديث قليلة من ذلك: 374- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الحسين الأنماطي، ثنا سالم بن قادم، ثنا أبو معاوية هاشم بن عيسى الحمصي، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العالم رضى بما يصنع)) . وقد روي حديث قبض العلم عن يحيى بن سعيد أيضاً عن عروة، والمحفوظ فيه رواية يحيى بن أبي كثير عن عروة. الحديث: 374 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 375- (ح) وأخبرنا الحسن بن أحمد إذناً، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى يقول: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((إن الصلاة فرضت ركعتين في السفر والحضر، ثم زيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر)) . الحديث: 375 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 وقد روي عن رجل آخر عن عروة 376- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد المطهري بن أبي نزار وجعفر بن عبد الواحد الثقفي وأم الرجاء بنت علي بن أبي ذر رحمهم الله قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا الحسن بن علي بن الأشعث المصري، ثنا محمد بن يحيى بن سلام الأفريقي، ثنا أبي، ثنا عثمان بن مقسم البري، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن عمر بن عبد العزيز قال: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((فرضت الصلاة ركعتين فزيد في صلاة المقيم وأثبتت صلاة المسافر كما هي)) . قال سليمان: لم يروه كذلك عن يحيى غير عثمان، ورواه زهير بن معاوية عن يحيى عن عروة نفسه. قال الإمام أبو موسى حفظه الله: وكذلك رواه حماد بن زيد والليث بن سعد وجعفر بن عون، وعبد الوهاب الثقفي، وعباد بن العوام ويزيد بن هارون، عن يحيى، غير أن الطبراني رحمه الله كذلك أورده في المعجم الصغير قال: فيه سعيد بن يسار، ووهم، فإنه سليمان بن يسار، وقد يعثر [الجواد] والحفظ خوان، وقد حدث به في المعجم الأوسط على الصواب. الحديث: 376 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 377- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد بهذا [ص: 203] الإسناد، وقال: فيه سليمان بن يسار، وكذلك أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن علي بن إسماعيل الآبلي، ثنا أبو الحفاظ محفوظ بن حفاظ الأندلسي، ثنا محمد بن يحيى مثله. الحديث: 377 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 378- أخبرنا خورشيد بن أحمد الرقام أبو أحمد بقراءة والدي عليه سنة أربع وخمسمائة وبعد ذلك أيضاً قال: ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب قال: أنشدني أبو سعيد، أنشدني أبو بكر محمد بن إبراهيم الكسائي الأديب، أنشدني أبو محمد القاسم بن محمد الأديب الأصبهاني: قل لمن أبصر حالاً منكره ... ورأى من دهره ما حيره ليس بالمنكر ما أبصرته ... كل من عاش يرى ما لم يره آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 378 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس عشر من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: الليث بن سعد سمع من أبي بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عدة أحاديث 379- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقري، ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، ثنا أبو خالد يزيد بن خالد الرملي. (ح) قال ابن المقري: وثنا أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب بن زيان المصري، ثنا محمد بن رمح التجيبي قالا: ثنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة: أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما حدثه: أن رجلاً من الأنصار -وقال أبو خالد: أن حميداً رجلاً من الأنصار- خاصم الزبير رضي الله عنه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري: شرج الماء يمر فأبى عليه، واختصموا عند رسول الله [ص: 204] صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك)) فغضب الأنصاري، وقال: يا رسول الله، أن كان ابن عمتك. فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر)) ، فقال الزبير: والله لا أحسب هذه الآية إلا نزلت في ذلك: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} . هذا حديث صحيح باتفاق الأئمة أخرجه مسلم عن (ابن رمح) هذا، وأورده البخاري عن غيره عن الليث. والجدر: المسناة. وقوله: أن كان ابن عمتك، أي: لأن كان ابن عمتك، أو بأن كان ابن عمتك تحكم له بهذا. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما حكم على الزبير في الأول بالإيثار والفضل، وحكم له في الأخير بالحق والعدل. الحديث: 379 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 380- أخبرنا إسماعيل هذا، أنا أبو طاهر، أنا ابن المقري، أنا محمد بن الحسن، ثنا أبو خالد يزيد بن خالد، حدثني الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أنها أخبرته أنها كانت تحت ابن عمرو بن حفص بن المغيرة فطلقها ثلاث تطليقات، فزعمت أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتته في خروجها من بيتها، فأمرها أن تنتقل إلى ابن أم مكتوم الأعمى، فأبى مروان أن يصدق قول فاطمة في خروج المطلقة من بيتها، وقال عروة: أنكرت عائشة على فاطمة بنت قيس رضي الله عنهما. كذا رواه ابن المقري قال: عن الليث عن ابن شهاب، وأخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه من حديث الليث عن عقيل عن الزهري، ومن حديث الليث أيضاً عن عمران ابن أبي أنس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن. الحديث: 380 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 381- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بنيسابور، ثنا محمد بن إسحاق أبو العباس السراج، ثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثنا أبو صالح، عن الليث قال: ما رأيت عالماً قط أجمع من ابن شهاب ولا أكثر علماً منه، ولو سمعت ابن شهاب يحدث في الترغيب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن الأنبياء وأهل الكتاب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدث عن العرب والأنساب لقلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدثني عن القرآن والسنة كان حديثه نوعاً جامعاً. الحديث: 381 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 382- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو حامد الصايغ النيسابوري، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا محمد بن يحيى، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا الليث قال: قلت لابن شهاب: يا أبا بكر لو وضعت للناس هذه الكتب ودونته وتفرغت فقال: ما نشر أحد من الناس هذا العلم نشري ولا بذله بذلي، قد كان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يجالس، فلا يجترئ عليه أحد يسأله عن حديث حتى يأتيه إنسان فيسأله فيهيجه ذلك على الحديث، أو يبتدئ هو الحديث، وكنا نجالس سعيد بن المسيب لا نسأله عن حديث حتى يأتيه إنسان فيسأله فيهجيه ذلك فيحدث بالحديث، أو يبتدئ هو من عند نفسه فيحدث به. فقد تبين في هاتين الحكايتين لقي الليث الزهري وسماعه منه، وقد يروي عن جماعة من أصحاب الزهري، ثم ينزل فيه فيروي عن رجل سمع من أصحاب الزهري، وربما يروي عمن سمع ممن سمع من أصحاب الزهري فيتحصل بينه وبين الزهري ثلاثة. الحديث: 382 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 فمما روى الليث عن رجل عن آخر عن الزهري 383- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري سنة سبع، ثنا أبو نعيم الحافظ (ح) وأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله البابي قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، أخبرني يحيى بن أيوب، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنهما: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليس الكذاب الذي يمشي يصلح بين الناس فينمي خيراً أو يقوله)) . [ص: 206] قال أبو نعيم: قال سليمان: لم يروه عن مالك إلا يحيى، تفرد به الليث. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الزهري. الحديث: 383 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 طريق ثان للزهري كذلك 384- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبيد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث حدثني يحيى بن أيوب، عن ياسين بن معاذ الكوفي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أدرك أحدكم الركعتين يوم الجمعة فقد أدرك الجمعة، وإذا أدرك ركعة فليركع إليها أخرى، وإن لم يدرك ركعة فليصل أربع ركعات)) . قال سليمان: لم يروه بهذا اللفظ عن الزهري إلا ياسين الزيات. الحديث: 384 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 طريق ثالث 385- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ أبو عبد الله الآبلي محمد بن علي بن إسماعيل، ثنا أبو الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير، حدثني أبي، حدثني الليث بن سعد، عن الوليد بن مسلم، عن شيخ من جند دمشق يقال له: عبد الله بن زريق قال: سمعت ابن شهاب الزهري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من امرئ مسلم تصيبه مصيبة تحزنه فيرجع إلا قال الله تبارك وتعالى لملائكته: أوجعت قلب عبدي فصبر واحتسب، اجعلوا ثوابه منها الجنة قال: ومتى ما ذكر مصيبته فرجع إلا جدد الله تعالى له أجرها)) . الحديث: 385 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 طريق رابع 386- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ. (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أخبرنا أبو بكر بن ريذة قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب، [ص: 207] ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن شهاب، عن عروة بن الزبير، أخبرني بشير بن أبي مسعود الأنصاري، عن أبي مسعود رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تنزل علي جبريل عليه السلام فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه)) فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يصلي الهاجرة حين تزيغ الشمس وربما أخرها في شدة الحر، والعصر والشمس بيضاء مرتفعة يسير الرجل حتى ينصرف منها إلى ذي الحليفة ستة أميال قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب إذا وجبت الشمس ويصلي العشاء إذا اسود الأفق، وصلى الصبح فغلس بها ثم صلاها يوماً آخر فأسفر بها ثم لم يعد إلى الإسفار حتى قبضه الله تبارك وتعالى. قال سليمان: لم يروه، عن أسامة إلا يزيد، تفرد به الليث، ولم يحد -أحد ممن روى هذا عن الزهري- المواقيت إلا أسامة. هذا حديث صحيح، وعند الليث هذا الحديث عن الزهري نفسه، أخرجه الشيخان من حديثه عن الزهري، ورواه المطلب أيضاً عن عبد الله بن صالح عن الليث، ولعله إنما سمع هذا من يزيد عن أسامة عن الزهري بعد أن سمع أصل الحديث من الزهري لهذه الزيادة التي ذكرها الطبراني. الحديث: 386 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 طريق خامس 387- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن زياد وعبد الصمد البكري قالا: ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا الوليد بن صالح أبو محمد، ثنا ليث بن سعد، عن عقيل، أن أسامة بن زيد أخبره، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم. الحديث: 387 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 388- أخبرنا محمد بن الفضل بن محمد الحداد بقراءتي عليه، أخبرنا أبو العلاء صاعد بن منصور بن محمد الأزدي الهروي فيما كتب إلينا قال: أنشدنا والدي القاضي الإمام أبو أحمد منصور بن محمد لنفسه: اغتنم الفسحة في أمرك ... وانظر مع الذنب إلى عذرك وكل مع الدهر ولا تحتشم ... فإنه يأكل من عمرك آخر المجلس. آخر الجزء الرابع والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. الحديث: 388 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 الجزء الخامس من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الحافظ الإمام أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني أدام الله أيامه مما لم يسبق إليه نفعنا الله تعالى والمسلمين به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الإمام الحافظ، محيي السنة، نور الأئمة، شمس الحفاظ: أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني، أدام الله أيامه، إملاءً من لفظه يوم السبت الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: طريق سادس لرواية الليث عن رجل عن آخر عن الزهري 389- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة خمس وستة عشر وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه. (ح) وأخبرنا أبو علي سنة سبع، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، (ح) وأخبرنا أحمد بن علي بن محمد المؤدب رحمه الله، أنا عبد الرزاق بن عمر قالا: أنا ابن المقري، ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال الخولاني بمصر، ثنا أبو موسى عيسى بن حماد زغبة سنة اثنتين وأربعين ومائتين، (ح) قال ابن المقري: وأخبرنا محمد بن زبان بن حبيب، ثنا محمد بن رمح قالا: أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن عبد الله ابن أبي فروة -وفي رواية سمويه وزغبة عمارة بن أبي فروة، وفي رواية ابن رمح عمار ابن أبي فروة-: أن محمد بن مسلم بن شهاب حدثه أن عروة بن الزبير حدثه: أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته: أن عائشة رضي الله عنها حدثتها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فإن زنت الأمة فاجلدوها، وإن زنت فاجلدوها، وإن زنت فاجلدوها، ثم بيعوها ولو بضفير والضفير الحبل)) . هذا لفظ رواية الطبراني، زاد زغبة: قال الليث: لا تجلد الأمة على الزنا حد الزنا إلا أن تكون حملت من الزنا أو شهد عليها أربعة شهداء أنهم رأوها تزني أو تعترف بذلك فتجلد باعترافها. قال الطبراني: لم يروه عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة إلا عمار [ص: 212] [ولا عن عمار] إلا يزيد، تفرد به الليث. ورواه الناس عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد. ورواه ابن عيينة فزاد في إسناده شبلاً. ورواه ابن أبي ليلى عن إسماعيل بن أمية، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الحديث: 389 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 طريق سابع لذلك 390- أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار، وأبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي وأبو محمد نصر بن أبي القاسم بن محمد بن مردانه رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما أنا قاسم ويعطي الله عز وجل)) . وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) . وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تزال من هذه الأمة أمة قائمة على أمر الله تعالى لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم ظاهرون على الحق)) . هذا لفظ رواية ابن ريذة، زاد أبو نعيم بإسناده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى، عن مثل هذه يقول: ((إنما عذب بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم يعني القصة)) . الحديث: 390 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 391- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا عبد الله حدثني الليث، عن يزيد بن عبد الله، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى [ص: 213] إيلياء بقدحين خمر ولبن، فنظر إليهما ثم أخذ اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: الحمد لله الذي هداك للفطرة؛ لو أخذت الخمر غوت أمتك. قال سليمان: لم يرو هذه الأحاديث، عن عبد الوهاب إلا يزيد. الحديث: 391 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 #طريق ثامن 392- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: لأصومن الدهر، ولأقومن الليل ما عشت، [فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنت الذي تقول: لأصومن الدهر ولأقومن الليل ما عشت] )) قلت: قد قلت ذلك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنك لا تستطيع ذلك فأفطر وصم وقم ونم وصم من الشهر ثلاثة أيام؛ فإن الحسنة بعشرة أمثالها، ذلك مثل صياح الدهر)) . قلت: إني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صم يوماً وأفطر يوماً ذلك صيام داود عليه السلام [وهو أعدل الصيام] )) ، قلت: يا رسول الله، إني أطيق أفضل من ذلك. قال: ((لا أفضل من ذلك)) . رواه الليث أيضاً عالياً عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، عن الزهري. الحديث: 392 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 393- (ح) وبهذا الإسناد حدثني الليث، عن خالد، عن سعيد، عن ابن شهاب أن حميد بن عبد الرحمن أخبره أنه سمع معاوية رضي الله عنه وهو يخطب الناس بالمدينة يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((هذا يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه)) قال معاوية رضي الله عنه: إني صائم فمن أحب أن يصوم فليصم، ومن أحب أن يفطر فليفطر، يعني بذلك نفسه. الحديث: 393 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 394- وبه قال: حدثني الليث، عن خالد، عن سعيد، عن ابن شهاب، ثنا أبو عبد الله الأغر: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر)) . قال سليمان: لم يرو هذه الأحاديث عن سعيد إلا خالد، تفرد بها الليث. الحديث: 394 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 الليث روى عن هشام بن عروة أحاديث كثيرة 395- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، (ح) وأخبرنا أحمد بن علي بن موسى رحمه الله: أخبرنا عبد الرزاق بن عمر، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني وأبو الطيب بن شمة قالوا: أنا أبو بكر بن المقري، أنا أحمد بن عبد الوارث العسال، ثنا عيسى بن حماد، أنا الليث، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: ذكر الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( {إذ انبعث أشقاها} انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة)) ، ثم ذكر النساء فقال: ((إلام يعمد أحدكم فيجلد امرأته كما يجلد العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه)) ، ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال: ((إلام يضحك أحدكم مما يفعله)) . هذا إسناد صحيح عن هشام بن عروة. الحديث: 395 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 ثم روى الليث عن رجل عن آخر عن هشام 396- أخبرنا أبو علي الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل سمويه، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت في لحوم الضحايا: كنا نملح منه ويقدم به أناس إلى المدينة فقال: ((لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام)) ليست بالعزيمة، ولكن أراد أن يطعمون منه. الحديث: 396 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 397- أخبرنا محمد بن الفضل أبو طاهر الحداد قرأت عليه قال: كتب إلي شيخ الإسلام عبد الله بن محمد الأنصاري من هراة وأنشده ليحيى بن عمار: أرى الدنيا على الإدبار هماً ... وفي الإقبال مفسدة لديني فما حي بأغبط من دفينٍ ... تمدد في الضريح على اليقين نجا من باطل الدنيا سليماً ... وفاز برؤية الحق المبين الحديث: 397 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. مجلس آخر أملي يوم السبت، غرة جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: رواية الليث بن سعد عن نافع مولى ابن عمر له عنه نسخة مسموعة له منه 398- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه المعدل، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار ببغداد، ثنا الحارث بن أبي أسامة التميمي، ثنا عاصم بن علي، ثنا ليث بن سعد، حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أنه قال: إن رجلاً قام في المسجد فقال: من أين تأمرنا يا رسول الله أن نهل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يهل أهل المدينة من ذي الحليفة، ويهل أهل الشام من الجحفة، ويهل أهل نجد من قرن)) قال: ويزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يهل أهل اليمن من يلملم)) . [ص: 216] وكان عبد الله رضي الله عنه يقول: لم أفقه هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبد الله بن عمر إذا جاز الحليفة حاجاً أو معتمراً مكث بها ما بدا له، فإذا أراد أن يركب دخل المسجد فصلى فيه، فقدمت راحلته بفناء المسجد، فإذا خرج ركبها، فإذا استوت به قائمة أهل، ثم انطلق يهل يقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، وكان عبد الله يقول: هذه تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يزيد من عنده في أثر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: لبيك لبيك وسعديك، والخير كله في يديك والرغباء إليك والعمل. يهل بذلك وإذا دخل [أدنى] الحرم ترك الإهلال حتى يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، وكان كثيراً ما يقول عند الصفا والمروة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فما مكث بعد أن يفرغ من طوافه كله أهل حتى يروح من مكة إلى منى، فيهل عشية تلك الليلة التي يمكث بمنى وحتى يصبح بمنى، وكان إذا استطاع صلى الظهر يوم التروية بمنى، وإذا ركب غادياً من منى إلى عرفة ترك الإهلال حتى يقضي حجه، وأخذ يكبر ويهلل ويحمد ويسبح. هذا حديث حسن السياق، أخرج البخاري منه ذكر الإهلال في الصحيح عن قتيبة، عن الليث، وقد يروي الليث عن جماعة من أصحاب نافع. الحديث: 398 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 وروى عن رجل عن آخر عن نافع 399- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة خمس وستة عشر وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا [عبد الله بن جعفر قال: وجدت في كتابي، عن إسماعيل بن عبد الله سمويه. (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا] سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، ثنا الليث، حدثني خالد هو ابن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نافع: أن ابن عمر رضي الله عنه أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر والأضحى بالحربة يغرزها بين يديه حين يقوم ويصلي. قال سليمان: لم يروه عن سعيد إلا خالد، تفرد به الليث. الحديث: 399 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 طريق آخر لليث عن رجل عن آخر عن نافع 400- أخبرنا أحمد بن علي بن موسى أبو بكر المؤدب رحمه الله، أنا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقري إذناً، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن رمح، ثنا الليث، عن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر: أن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر حدثه، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين هلك أسيد بن الحضير رضي الله عنه وقام غرماؤه بماله سأل عمر: في كل يؤدي من ثمرة ماله ما عليه من الدين؟ فقيل: في أربع سنين. فقال لغرمائه: ما عليكم أن لا يباع، فإني أكفيكم وإنما تقضون في أربع سنين. قال فرضوا بذلك. فأقر المال لهم ولم يكن باع ثمار نخل أسيد أربع سنين من عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، ولكنه وضعه على يدي عبد الرحمن بن عوف للغرماء. رواه المعافى بن عمران عن الليث نحوه. الحديث: 400 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 401- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر ابن المقري، ثنا ابن قتيبة، ثنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن يحيى بن عبد الله بن سالم: أن عبيد الله بن عمر حدثه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه: أنه كان يقول فيمن قال لامرأته: أنت مني برية، أو أنت من خلية، أو قد طلقتك البتة، أنها ثلاث تطليقات. الحديث: 401 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 طريق ثالث 402- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عبد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن الأشج، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعتق عبداً فماله له إلا أن يشترط السيد ماله فيكون له)) . قال سليمان: لم يروه، عن عبد الله إلا الليث. الحديث: 402 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 403- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري بقراءة والدي عليه رحمه الله سنة سبع، [ثنا [ص: 218] أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا عبد الله بن إسحاق بن أحمد، ثنا الحسن بن علي المناطقي] ، ثنا أبو زهير، حدثنا السري، عن عامر، عن مسروق، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل جعل العلم قبضات ثم نبذها في البلاد، فإذا سمعتم بعالم قد قبض من أرض فقد رفعت قبضة من العلم، فلا يزال يقبض حتى لم يبق منها شيء)) . (ح) قال: أحمد: غريب من حديث عبد الله مرفوعاً، تفرد به أبو زهير، واسمه عبد الرحمن بن مغراء، عن السري وهو إسماعيل الهمداني. الحديث: 403 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 404- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، أنا عبد الله بن جعفر كتابة، ثنا هارون بن سليمان، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن عمارة يعني ابن عمير، عن حريث بن ظهير قال: قال عبد الله رضي الله عنه: ما من عالم يموت إلا انثلم في الإسلام ثلمة لا يجبرها أحد بعده. الحديث: 404 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 405- وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا الحسن بن سعيد بن جعفر هو ابن العباس المطوعي المقري، ثنا أبو خليفة، ثنا أبو عمر الضرير، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن عبد الله بن دينار قال: كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أن انظروا ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبوه،؛ فإني أخشى موت العلماء ودروس العلم. الحديث: 405 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 406- سمعت الشيخ الإمام الدين العالم أبا نجيح محمود بن المرجا بن أبي الطيب البزار رحمه الله لفظاً وحفظاً على منبر وعظه بالكرخ حين قفلنا من الحج سنة خمس وعشرين فعلقته عنه حفظاً، ولم أعلق عنه مسنداً غيره، قال: سمعت أبا العباس أحمد بن عبد الغفار بن أشته يقول: سمعت أبا الحسن بن عبد كويه الإمام يقول: سمعت أبا القاسم الطبراني يقول: سمعت أبا عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل (يقول: سمعت أبي رحمه الله) يقول: قبور الفساق من أهل السنة روضة من رياض الجنة، وقبور العباد من أهل البدعة حفرة من حفر النار. الحديث: 406 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 407- أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن أحمد الحداد قرأته عليه: أن الإمام أبا الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي كتب إليه وقد أنشد لنفسه: [ص: 219] يا كريم المزيد زدني مزيداً ... وأمتني على فراشي شهيدا إن تكرمت واستجبت دعائي ... كان موتي على الحقيقة عيدا ليت شعري وفي الأماني شفائي ... أشقياً كتبتني أم سعيدا آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 407 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: الليث بن سعد روى عن أبي الزبير نسخة عن جابر وعن غيره سمعها منه سماعا ً 408- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد الشروطي المعدل رحمه الله، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار النصيبي ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة، ثنا يونس بن محمد، ثنا ليث يعني ابن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عرض علي الأنبياء صلوات الله عليهم فإذا موسى عليه السلام ضرب من الرجال كأنه من رجال شنؤة، ورأيت عيسى ابن مريم عليهما السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود ورأيت إبراهيم عليه السلام فإذا أقرب ما رأيت به شبهاً صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليه وسلم ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دحية)) . هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم أخرجه عن قتيبة بن رمح، عن الليث وذكر جبريل ودحية في هذا الحديث لا أظنه في الصحيح، والضرب الخفيف اللحم. الحديث: 408 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 409- أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي الفتح بن محمد الخرقي رحمه الله في شعبان [ص: 220] سنة أربع وخمسمائة وأنا حاضر، أنا عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج وأم الرضا زهرة بنت محمد بن عمر بن الحسن قراءة عليه أيضاً سنة أربع قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قالا: أخبرنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ، (ح) وأخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري بالنصرية في مسجدها من غربي بغداد قرأته عليه، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري قالا: أنا أبو بكر محمد بن يحيى المروزي، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، ثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن أبي الزبير، عن سفيان بن عبد الرحمن، عن عاصم بن سفيان الثقفي، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ كما أمر وصلى كما أمر غفر له ما قدم من عمل، أكذاك يا عقبة قال: نعم)) . روى هذا الحديث غير واحد عن الليث، وقد روى ثابت بن أبي سليم أيضاً عن أبي الزبير، وربما يشتبهان على من لا يعرف. الحديث: 409 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 وقد روى الليث بن سعد عن رجل عن آخر عن أبي الزبير 410- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله العبدي، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين المصري، ثنا أبو صالح، سمعته من إبراهيم، عن أبي عمرو العبدي، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اعتذر إلى أخيه فلم يعذره أو لم يقبل عذره كان عليه مثل خطية صاحب مكس)) . قال أبو الزبير: المكاس العشار. قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا أبو عمرو ولا، عن أبي عمرو إلا إبراهيم، تفرد به الليث. ولم يذكر سليمان سماع أبي صالح من إبراهيم. الحديث: 410 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 طريق ثان 411- أخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين، عن بحر بن كنيز السقا قال: سمعت أبا الزبير يحدث، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكرم امرأ مسلماً فإنما يكرم الله عز وجل)) . قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا بحر، ولا عن بحر إلا إبراهيم، تفرد به الليث. الحديث: 411 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 الليث بن سعد روى عن سهيل بن أبي صالح لقيه وسمع منه 412- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري، ثنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا محمد بن إبراهيم بن المقري، أنا محمد بن زبان بن حبيب، ثنا محمد بن رمح، (ح) قال ابن المقري: وأخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا عيسى بن حماد زغبة إملاءً قالا: ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل، يعني ابن أبي صالح، عن أبيه: أنه سأل عبد الله بن عمرو سعد بن أبي وقاص وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري رضي الله عنهم: عن الزكاة أينفذها على ما أمره الله عز وجل أو يدفعها إلى الولاة؟ فقالوا: بل إلى الولاة. قال الليث: ثم لقيت سهيل بن أبي صالح فحدثني بذلك. الحديث: 412 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 وقد روى الليث عن رجل عن آخر عن سهيل 413- أخبرنا أبو منصور بن مندويه والحسن بن أحمد قالا: ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا مطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين، عن خارجة بن مصعب، عن سهيل بن ذكوان، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجزئ ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيعتقه)) . قال سليمان: لم يروه عن خارجة إلا إبراهيم، تفرد به الليث. الحديث: 413 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 وقد روى الليث عن عطاء بن أبي رباح 414- أخبرنا مؤدبي الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن موسى المقري رحمه الله قرأته عليه في منزلي: أخبرنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى أبو الطيب، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا ابن قتيبة، ثنا محمد بن رمح، أنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه نهى أن ينبذ الزبيب والتمر جميعاً، ونهى أن ينبذ البسر والرطب جميعاً. الحديث: 414 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 415- (ح) قال الليث: وحدثني عطاء بن أبي رباح المكي، عن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. أخبرنا به محمد بن عبد الله الشروطي، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عاصم بن علي، ثنا الليث بن سعد، عن عطاء، عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث ليث عن الزبير، وأخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن جريج، عن عطاء. الحديث: 415 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 الليث عن رجل عن آخر عن عطاء 416- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن عمر بن عيسى القرشي ثم الأسيدي، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنهما [أنه] قال: جاءت جارية إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت: إن سيدي اتهمني فأقعدني على النار حتى احترق فرجي فقال لها عمر رضي الله عنه: هل رأى ذلك عليك؟ قالت: لا، قال: فاعترفت له بشيء، قالت: لا، قال عمر رضي الله عنه: علي به، فلما رأى عمر الرجل قال: أتعذب بعذاب الله تعالى. قال: يا أمير المؤمنين اتهمتها في نفسها، قال: رأيت ذلك عليها؟ قال الرجل: لا، قال: فاعترفت لك به؟ قال: لا، قال: والذي نفسي بيده، لو لم أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يقاد مملوك من مالكه ولا ولد من والده)) ، لأقدتها منك، [ص: 223] فضربه مائة سوط، ثم قال: اذهبي؛ فأنت حرة لوجه الله تعالى، وأنت مولاة الله ورسوله، أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من حرق بالنار أو مثل مثله فهو حر، وهو مولى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم)) . قال الليث: هذا أمر معمول به. قال سليمان: لم يروه عن ابن جريج إلا عمر، تفرد به الليث. الحديث: 416 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 الليث عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن 417- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، ثنا مطلب، ثنا عبد الله، حدثني الليث، عن ربيعة، حدثني عبد الله بن دينار -وكان من صالحي المسلمين فضلاً وديناً- قال: غابت الشمس ونحن مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فسرنا فلما رأينا أنه قد أمسى قلنا: الصلاة! فسكت، فسار حتى غاب الشفق وتصوبت النجوم، فنزل فصلى الصلاتين جميعاً، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جد به السير صلى صلاتي هذه يقول جمع بينهما بعد ليل. قال سليمان: لم يروه عن ربيعة إلا الليث، رواه ابن وهب عن الليث قال: كتب إلي ربيعة. الحديث: 417 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 وقد روى الليث عن رجل عن آخر عن ربيعة 418- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا عبد الله، حدثني الليث، عن يحيى بن أيوب، عن أيوب بن موسى، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أخبرني عن اللقطة فقال: ((أعرف عفاصها ووكاءها وعرفها سنة، فإن أتى باغيها فردها عليه وإلا فاستنفقها)) قال: فأخبرني عن [ص: 224] ضالة الغنم؟ قال: ((خذها فإنها لك أو لأخيك أو للذئب)) قال: فأخبرني عن ضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمرت وجنتاه ثم قال: ((مالك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر، دعها حتى يأتيها صاحبها)) . قال سليمان: لم يروه عن أيوب إلا يحيى، تفرد به الليث. هذا حديث صحيح من حديث ربيعة، أخرجه البخاري ومسلم ورواه الناس عن ربيعة. الحديث: 418 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 419- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب المقري، أنا أبو الحسن بن الحماني ببغداد، أنا أحمد بن جعفر بن سليم الختلي، ثنا أبو علي عبيد الله بن جعفر لبعضهم: فمن يحمد الدنيا لعيش يسره ... فسوف لعمري، عن قليل يلومها إذا أدبرت كانت على المرء حسرة ... وإن أقبلت كانت قليلاً نعيمها آخر المجلس الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 419 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس عشر من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: الليث بن سعد له نسخة سمعها من سعيد بن أبي سعيد المقبري بعضها عن أبي هريرة وبعضها عن أبيه وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنهم 420- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي رحمه الله، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد [ص: 225] النصيبي، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا الليث، عن سعيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة)) . الحديث: 420 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 421- (ح) وبه قال الليث: حدثني سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار أخي أبي مرثد: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تصدق أحد بصدقة من طيب -ولا يقبل الله عز وجل إلا الطيب- إلا أخذها الرحمن تعالى بيمينه وإن كانت تمرة، فتربو في كف الرحمن تعالى حتى تكون مثل الجبل كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث سعيد بن يسار أخرجه مسلم عن الليث، [وأورده البخاري من رواية عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار أخي أبي مزرد، والليث] يقول: أبو مرثد. الحديث: 421 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 وقد روى عن رجل عن آخر عن سعيد 422- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة خمس وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ سنة أربع وعشرين، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود سمويه، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الحميد بن الحكم أنه كتب إليه يذكر: أن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة نصف النهار حتى تزيغ الشمس. الحديث: 422 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 رواية الليث عن الحسن البصري إن صح لقيه له وسماعه منه 423- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن زيد بن عبد الله رضي الله عنه قال: عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحية، فأذن لنا بها وقال: ((إنما هي مواثيق)) . والرقية: بسم الله شجة قرنية ملحة بحر قفطا. [ص: 226] قال سليمان: لا يروى هذا عن زيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث. كذا رواه الطبراني عن هذا الوجه في الأوسط، ولم يورده في الكبير مع إمكان لقي الليث الحسن، لأن الليث ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، وتوفي الحسن سنة عشر ومائة. ورواه يحيى بن بكير عن الليث، عن إسحاق بن رافع، عن سعد بن معاذ، عن زيد، وكان الأشبه. وهذه الكلمات سريانية. الحديث: 423 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 وللليث طريق آخر عن رجل عن آخر عن الحسن 424- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا الطبراني، [ثنا المطلب] ، ثنا عبد الله، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين، عن أبي المعلى قال: سمعت الحسن بن أبي الحسن، عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من دخل في شيء من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقاً على الله عز وجل أن يقذفه في معظم من النار)) . قال سليمان: لم يروه عن إبراهيم إلا الليث. الحديث: 424 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 طريق آخر للليث عن رجل عن آخر عن هشام بن عروة سوى ما تقدم 425- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا عبد الله حدثني الليث، عن عمرو بن الحارث، عن ابن أبي فروة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنتي عروس وقد أخذتها الحصبة فتساقط شعرها فأصل فيه؟ فقال: ((لعن الله الواصلة والمستوصلة)) . قال سليمان: لم يروه عن عمرو إلا الليث. الحديث: 425 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 رواية الليث عن رجل عن آخر عن الزهري سوى ما تقدم 426- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر بن المقري، أنا محمد بن زبان بن حبيب بمصر في جمادى الآخرة من سنة تسع وثلاثمائة، ثنا محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي، أنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سليمان بن سعد، عن ابن شهاب: أن رجلاً أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: كيف تأمرني، أن لا أبالي في الله لومة لائم أم أقبل على خويصة نفسي؟ فقال له عمر رضي الله عنه: إن وليت شيئاً من أمر الناس فلا تبال في الله لومة لائم، وإن لم يك شيئاً فأقبل على نفسك ومر بالمعروف وانه عن المنكر. قال ابن شهاب: فذكرته لعمر بن عبد العزيز، فقام بها على المنبر فقلت له: ما حملك على هذا؟ قال: إني لم أسمك. الحديث: 426 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 رواية الليث عن بكير بن عبد الله بن الأشج له عنه أحاديث كثيرة 427- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي ومحمد بن أبي القاسم القصار وأبو محمد بن أبي الفوارس الديلمي رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن عبد الحكم، (ح) قال سليمان: وحدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو الوليد الطيالسي، (ح) وأخبرنا أحمد بن علي بن موسى المؤدب وأبو علي الحداد قالا: أنا عبد الرزاق بن عمر، أنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا عيسى بن حماد قالوا: أنا الليث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن نايل صاحب العباء، عن عبد الله بن عمر، عن صهيب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فرد إلي إشارة، وقال: لا أعلم إلا أنه قال: إشارة بأصبعه. مشهور من حديث ابن عمر رواه عنه أيضاً زيد بن أسلم. الحديث: 427 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 رواية الليث عن رجل عن آخر عن بكير 428- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا سمويه، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن يحيى بن أيوب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن يعقوب بن عتبة، عن ابن المسيب: أنه سأل أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن الرجل يصلي في بيته ثم يأتي المسجد فيدرك تلك الصلاة أيعيدها مع الناس أم لا؟ قال أبو أيوب: قد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((نعم يعيدها ذلك له سهم جمع)) . الحديث: 428 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 429- (ح) أخبرنا به أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله بن صالح بهذا الحديث إلا أنه قال: يعقوب بن عقبة بن المسيب. وقال: ولك سهم جمع. قال سليمان: لا يروى عن أبي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرد به بكير. الحديث: 429 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 طريق ثان 430- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا مطلب، ثنا عبد الله، حدثني الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن بكير بن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن قال رجل لآخر: يا كافر، وجب الكفر على أحدهما)) . قال سليمان: لم يروه عن عبيد الله إلا الليث. الحديث: 430 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 رواية الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد وقد سمع منه 431- أخبرنا إسماعيل بن الإخشيد السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، (ح) وأخبرنا أحمد بن علي المؤدب، أنا أبو الطيب بن شمة قالا: أنا أبو بكر بن المقري، أنا محمد بن زبان، ثنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن يزيد بن الهاد، عن سهل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش الزرقي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال [ص: 229] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله تعالى بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)) . صحيح متفق عليه من حديث سهيل، وأخرجه مسلم عن ابن رمح هذا. الحديث: 431 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 رواية الليث عن رجل عن آخر عن يزيد بن الهاد 432- أخبرنا أبو الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد [بن عبد الله] ، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة)) . قال سليمان: لم يروه عن ابن الهاد إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا خالد، تفرد به الليث. الحديث: 432 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 433- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد قرأته عليه، ثنا أبو المظفر عبد الله بن شبيب بن عبد الله المقري إملاء، أنا أبو سعيد محمد بن علي، ثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري، ثنا عبد الواحد بن سعيد قال: سمعت محمد بن الحسن الرام يقول: قال محمد بن أسلم الطوسي رحمه الله: ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على يبس ما بال دينك ترضى أن تدنسه ... وإن ثوبك مغسول من الدنس آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 433 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: حديث آخر للليث عن رجل عن آخر عن يزيد بن الهاد 434- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد سنة خمس وستة عشر وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، ثنا عبد الله بن صالح، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد سنة ست، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة واللفظ له قالا: ثنا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة، عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم رضي الله عنهما: ((أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار الزيت يستسقي وهو مقنع بكفيه يدعو)) . كذا رواه الليث، ورواه ابن وهب عن حيوة، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمير قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على أحجاز الزيت. نقص المولى من الإسناد، وزاد محمد بن إبراهيم فيه. وكذلك رواه ابن لهيعة عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن عمير ولم يذكر مولاه، ولعمير أيضاً صحبة، ومولاه آبي اللحم لقب بذلك لأنه كان يأبى أكل اللحم، واسمه: عبد الله بن عبد الملك، وقيل: اسمه خلف من بني غفار، وكان شاعراً عريفاً، وظنه بعض الحفاظ كنية له فأورده في الكنى فوهم. وقوله: يقنع بكفيه -أي رافعهما، ومنه قوله سبحانه وتعالى: {مقنعي رءوسهم} أي: رافعيها، وأقنع صوته: رفعه. وبهذا الحديث يستدل أن الاستسقاء جائز في كل موضع، وإن لم يكن مصلى ولا مسجداً؛ لأنه موضع أحجار الزيت، قيل: إنه داخل المدينة. الحديث: 434 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 رواية الليث عن محمد بن عجلان 435- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن محمد بن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن العجلان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلف من العمل ما لا يطيق)) . هذا حديث صحيح أورده مسلم بن الحجاج من حديث عمرو بن الحارث عن بكير. وعجلان هو: والد محمد بن عجلان هذا، وهو مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة، وقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه في المملوك أيضاً: عجلان مولى المشمعل، ووهم فيه آدم بن أبي إياس فقال: عن ابن أبي ذئب عن عجلان أبي محمد بن عجلان. ولم يرو ابن أبي ذئب عن عجلان أبي محمد إنما روى عن مولى المشمعل. وللليث عن ابن عجلان عدة أحاديث مسموعة له منه. الحديث: 435 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 وقد روى عن رجل عن آخر عنه 436- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن هلال، عن محمد بن عجلان أن أبا الزبير المكي أخبره: أنه رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا سجد حتى يرفع رأسه من السجدة الأولى فقعد على أطراف أصابعه ويقول: إنه من السنة. قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن عجلان، ولا عن ابن عجلان إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا خالد، تفرد به الليث. الحديث: 436 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 رواية الليث عن صفوان بن سليم 437- أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا [ص: 232] الحارث، ثنا أبو النضر، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليلي، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو يعلى، ثنا غسان بن الربيع قالا: ثنا الليث، ثنا صفوان بن سليم، عن أبي بسرة، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر سفراً، فلم أره ترك الركعتين قبل الظهر. هذا حديث مشهور من حديث الليث، غريب من حديث صفوان، ويريد بهاتين الركعتين صلاة الزوال، وأبو بسرة غفاري لا يسمى، وهو معروف بهذا الحديث، وقد روى الليث عن أصحاب صفوان. الحديث: 437 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 ثم روى عن رجل عن آخر عنه 438- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو الفتح الدليلي، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير إملاءً من أصل كتابه، ثنا أبو الربيع الناقد، ثنا بشر بن عمر، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن صفوان بن سليم، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} )) . هذا حديث غريب من حديث الليث بهذا الإسناد، ورواه زغبة عن الليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن صفوان. الحديث: 438 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 رواية الليث عن مالك بن أنس 439- أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن موسى رحمه الله قرأته عليه في منزلي، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني المقري وأبو الطيب بن شمة قالوا: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي، أنا محمد بن زبان ومحمد بن الحسن بن قتيبة وإسماعيل بن وردان قالوا: أنا محمد بن رمح، أنا الليث بن سعد، [ص: 233] عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من سأله جاره أن يغرز خشبة في جداره فلا يمنعه)) . (ح) قال الليث: هذا أول ما صح لمالك عندي وآخره، يعني أنه ليس له سماع من مالك إلا لهذا الحديث وحده، وقد روى [عنه] غير هذا الحديث عن مالك إلا أنه لا يثبت. وهو صحيح متفق عليه من حديث مالك وغيره عن الزهري، وذكر بعض أصحاب الليث: أن الليث لم يرو عن مالك غيره، وقد كان مستغنياً عنه، وقد روى الليث عن غير واحد عن مالك. الحديث: 439 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 وقد روى عن رجل عن آخر عن مالك 440- فيما أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ قال: وحدثنا أيضاً يعني الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن مالك. قال الإمام: ولم أر هذا النوع في حديث أحد من الرواة أكثر منه في حديث الليث، وقد بقي منه ما لم يحضرني في الحال. الحديث: 440 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 يحيى بن سعيد الأنصاري روى عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أحاديث 441- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله البابي، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا إدريس بن جعفر العطار، ثنا يزيد بن هارون، (ح) قال الطبراني: وثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القعنبي، (ح) قال: وثنا علي بن المبارك الصنعاني، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، (ح) قال: وثنا بكر بن سهيل، ثنا عبد الله بن [ص: 234] يوسف كلهم، عن مالك، (ح) قال الطبراني: وثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا الحسن بن الربيع، ثنا حماد بن زيد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، [ثنا أحمد] بن داود المكي، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، (ح) وأخبرنا أبو علي واللفظ له، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق الديري، عن عبد الرزاق، (ح) قال سليمان: وثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي كلاهما، عن سفيان الثوري، خمستهم عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد الله بن بحينة رضي الله عنه قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم في الركعتين الأوليين من الظهر أو العصر، ولم يجلس، فلما قضى صلاته سجد سجدتين قبل التسليم. هذا حديث ثابت متفق على صحته من حديث الزهري، عال من رواية يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، أخرجه مسلم عن أبي الربيع عن حماد بن زيد في طرق غيره. وعبد الله بن بحينة: هو عبد الله بن مالك، وبحينة أمه، وربما ينسب إلى أبيه وأمه معاً فيقال: عبد الله بن مالك بن بحينة. وقد روي عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن الهاد عن صفوان بن سليم عن الأعرج في الترجمة التي تقدمت من حديث الليث عن رجل عن آخر عن صفوان. الحديث: 441 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 442- أخبرنا أبو بكر بن عبد الجبار بن عبيد الله بن محمد بن فورويه الصفار بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة خمس، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا سليم بن النضر، ثنا ابن عون قال: أنبأني الحسن قال: تكلموا عند معاوية رضي الله عنه، والأحنف بن قيس ساكت، فقال له معاوية: مالك لا تتكلم؟ قال: أخاف الله تعالى إن كذبت وأخافكم إن صدقت. الحديث: 442 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 443- أخبرنا أبو علي الحداد فيما أرى، ثنا أبو نعيم، أنشدنا أحمد بن محمد بن عبد الرحيم، أنشدنا أحمد بن محمد بن الفضل، أنشدني أبي، أنشدني أحمد بن عبيد: [ص: 235] يا لائم الدهر إذا ما نبا ... لا تلم الدهر على غدره الدهر مأمور له أمره ... ينصرف الدهر إلى أمره كم كافر بالله أمواله ... تزداد أضعافاً على كفره ومؤمن ليس له درهم ... يزداد إيماناً على فقره لا خير فيمن لم يكن عاقلاً ... يبسط رجليه على قدره آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 443 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: هشام بن عروة يروي عن أبيه الكثير سماعاً ثم يروي عن أخيه وغيره عن أبيه وقد روى عن رجل عن آخر عن أبيه 444- أخبرنا أبو سعد محمد بن علي الكاتب سنة خمس، وأبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه سنة سبع، وأبو علي الحسن بن أحمد المقري سنة ست وخمسمائة رحمهم الله قالوا: أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف النصيبي، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، ثنا عبيد الله بن موسى، أنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مراوح، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الرقاب أفضل؟ قال: ((أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً)) . هذا حديث صحيح متفق عليه من موافقات كتاب البخاري، عال من حديث هشام بن عروة، أخرجه البخاري عن عبيد الله هذا، وأخرجه مسلم نازلاً عن أبي الربيع وخلف بن هشام، عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، فكأن شيخي سمعه من صاحب مسلم، وقد علوت في الرواية إلى هشام بن عروة من خمسة عشر طريقاً ذكرته في غير هذا الموضع. الحديث: 444 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 فأما روايته عن رجل عن آخر عن أبيه عروة 445- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد المقري، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، حدثني عبد الصمد بن علي المكرمي، ومحمد ابن علي بن خاقان، (ح) وأخبرناه عالياً الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن علي بن حبيش قالوا: ثنا الحسين بن محمد بن حاتم، ثنا جبارة بن المغلس، ثنا عبد الله بن حكيم أبو بكر الزاهري، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت امرأة إليها ومعها ابنتان لها ومعها تمرة، فأخذت التمرة فشقتها نصفين، فأعطت كل واحدة منهما شقة، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما من أحد يكون له ابنتان فيحسن إليهما إلا سترتاه من النار)) . قال الدارقطني: محفوظ عن الزهري باختلاف عنه، قيل: عن الزهري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، وهو الصحيح. الحديث: 445 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 سهيل بن أبي صالح سمع من أبيه الحديث الكثير وقد يروي عن رجل عن أبيه 446- أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله الخرقي، أنا أبو نعيم الحافظ قراءة وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال إجازة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا وهيب، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله عز وجل ملائكة سيارة يلتمسون مجالس الذكر، فإذا أتوا على قوم يذكرون الله تعالى جلسوا فأظلوهم بأجنحتهم ما بينهم وبين سماء الدنيا، فإذا قاموا عرجوا إلى ربهم عز وجل فيقول تبارك وتعالى وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك يسبحونك ويحمدونك ويهللونك ويكبرونك ويستجيرونك من عذابك ويسألونك جنتك، فيقول الله جل جلاله: هل رأوا جنتي وناري؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوهما، فقد أجرتهم بما استجاروا، وأعطيتهم ما سألوا. فيقال: إن فيهم رجلاً مر بهم فقعد معهم، فيقول [ص: 237] الله عز وجل: وله قد غفرت، إنهم القوم لا يشقى بهم جليسهم)) . هذا حديث جليل حسن صحيح، أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم، عن بهز، عن وهيب، واستشهد به البخاري فيما أحسب. الحديث: 446 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 فأما رواية سهيل عن رجل عن آخر عن أبيه أبي صالح 447- فأخبرنا الحسن بن أحمد المقري وأبو الفتح بن الإخشيد السراج قالا: أنا محمد بن أحمد الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ، ثنا عبدان، ثنا أبو مروان العثماني، (ح) قال أبو الشيخ: وثنا محمد بن يحيى بن منده، وعبد الله بن قحطبة الصلحي قالا: ثنا أحمد بن عبدة قالا: ثنا الدراوردي، عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن)) . هكذا رواه سهيل عن الأعمش عن أبي صالح، والأعمش قيل: لم يسمعه من أبي صالح، وإنما سمعه من رجل عنه، فيكون رواية سهيل عن الأعمش عن رجل عن أبي صالح. الحديث: 447 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 448- أخبرنا بذلك عبد الكريم بن عبد الرزاق أبو طاهر الإمام المقري، أنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي إذناً، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبدان قال: ثنا سهيل بن سنان، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن)) . ولهذا الإسناد علة ذكرناها في غير هذا الموضع. الحديث: 448 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 محمد بن إسحاق بن يسار يروي عن عمرو بن شعيب 449- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة ست، ثنا أبو نعيم الحافظ سنة ست وعشرين، ثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان، [ص: 238] ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ثنا عبدة بن سليمان، ثنا محمد بن إسحاق (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا عبد الرزاق بن أحمد أبو الفضل البقال، (ح) وأخبرنا سعيد بن أبي الرجاء أبو الفرج، أنا عبد الواحد بن أحمد المعلم قالا: أنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن جميل، أنا جدي إسحاق، ثنا أحمد بن منيع، ثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة قام خطيباً فقال: ((يا أيها الناس لا حلف في الإسلام، وما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدةً، المسلمون يد على من سواهم يجير عليهم أدناهم ويرد سراياهم على قاعدهم، ولا يقتل مسلم بكافر، دية الكافر نصف دية المؤمن، لا جنب ولا جلب تؤخذ صدقات المسلمين في ديارهم)) . هذا حديث محفوظ من حديث عمرو بن شعيب. الحديث: 449 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 وقد روى محمد بن إسحاق عن رجل عن آخر عن عمرو 450- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن عبد الواحد بن زريق القزاز ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن كاتب الخطيب الحافظ، أخبرني الأزهري، ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي قال: سمعت علياً يعني ابن المديني يقول: إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة: حدثني أبو الزناد، ومرة: ذكر أبو الزناد، وروى عن رجل عمن سمع منه يقول: حدثني سفيان بن سعيد، عن سالم أبي النضر، عن عمر رضي الله عنه: صوم يوم عرفة. وهو من أروى الناس عن أبي النضر، ويقول: حدثني الحسن بن دينار، عن أيوب عن عمرو بن شعيب: في سلف وبيع، وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب. الحديث: 450 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 وقد روى محمد بن إسحاق بن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ثم روى عن رجل عن آخر عنه 451- فيما أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن المقري إذناً أن الخليل بن عبد الله الحافظ كتب إليه من قزوين قال: قال ابن إدريس: كيف لا يكون محمد بن إسحاق ثقة، وقد سمع عبد الرحمن الأعرج ويروي عنه، ثم يروي عن أبي الزناد عن الأعرج، ثم يروي عن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج. الحديث: 451 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 452- أخبرنا أبو طاهر رجاء بن [أبي] الفتح محمد بن أحمد بن عمر السمسار وأبو القاسم الخضر بن الفضل بن الخضر الغاري قالا: ثنا أبو الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم إملاء، ثنا أبو بكر أحمد بن علي الفقيه، ثنا القاسم بن أبي صالح، ثنا محمد بن عمر، حدثني إسحاق، حدثني محمد بن عبد الله الأصمعي قال: كان لأعرابي كلب وكان قصيراً وجعل يتبصبص حول الأعرابي من الجوع فأنشأ الأعرابي يقول: يشكو إلي الكلب شدة جوعه ... وبي مثل ما بالكلب أو بي أكثر كأني أمير المؤمنين من الغنى ... وأنت إلى حين كأنك جعفر آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 452 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: محمد بن سيرين يروي عن أبي المهلب الجرمي ثم يروي عن رجل عن آخر عنه 453- أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ الدشتج، أنا أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة [ص: 240] كلاهما سنة خمس وثلاثين. (ح) وأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي وأم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزدانية رحمهما الله قالا: أنا أبو بكر بن ريذة قالا: أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي قالا: ثنا بشر بن المفضل، ثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أخاكم النجاشي قد مات فقوموا فصلوا عليه)) فصففنا كما يصف على الميت وصلينا عليه كما نصلي على الميت. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب، واختلف في اسم أبي المهلب وأبيه على وجوه، أصحها: معاوية بن عمرو. الحديث: 453 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 فأما روايته عن رجل عن آخر عنه 454- فأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وجعفر بن عبد الواحد الكاتب رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو الصباح محمد بن الليث، ثنا الأنصاري، ثنا أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب بن عمرو، عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها فلم يسجد ولم يسلم. كذا في هذه الرواية والصحيح: ثم سجد ثم سلم. غريب من حديث ابن سيرين عن خالد، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله الأنصاري، والحديث صحيح على شرط مسلم أيضاً، أخرجه من حديث ابن علية وعبد الوهاب الثقفي عن خالد. الحديث: 454 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 النعمان بن سالم الطايفي سمع أوس بن أوس 455- فيما أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا محمد بن جعفر الرازي ومحمد بن عبدوس بن كامل قالا: ثنا علي بن الجعد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر قالا: ثنا شعبة، عن النعمان بن سالم قال: سمعت أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه يقول: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فكنا في قبة فذهب من كان فيها غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء رجل يساره فقال: ((اذهب فاقتله)) ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يشهد أن لا إله إلا الله)) قال: بلى، ولكن يقولها تعوذاً، فقال: ((ذره؛ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها)) . هذا حديث مشهور من حديث شعبة، ومن حديث النعمان أيضاً، رواه عن النعمان هكذا أيضاً سماك بن حرب، ورواه أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان عن عمرو بن أوس، عن أبيه، وهو وهم. الحديث: 455 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 وقد روي عن النعمان عن رجل عن آخر عن أوس حديث 456- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون العطار فيما كتب إلي من بغداد رحمه الله: أن أحمد بن علي بن مهدي أذن لهم، أنا هلال الحفار، ثنا أحمد بن سليمان النجار، ثنا محمد بن يونس -يعني الكديمي-، ثنا أبو عامر هو العقدي، ثنا شعبة، عن النعمان بن سالم قال: سمعت رجلاً يقال له: عبد الرحمن جده أوس، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله يتوضأ فاستوكف، قال: قلت: ما استوكف؟ قال: غسل يديه ثلاثاً، قال: ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه. [ص: 242] قال ابن مهدي، كذا رواه الكديمي. وقوله: عن أبيه وهم؛ لأنه محفوظ عن شعبة، عن النعمان، عن ابن عمرو بن أوس، عن جده، ليس فيه: عن أبيه، رواه كذلك عن شعبة: أبو داود، والنضر، وعاصم بن علي، وعلي بن الجعد، وآدم، وغندر، وابن مهدي، وابن أبي عدي، وغيرهم. قال الإمام حرسه الله: فإن يخرج الحديث من هذه الترجمة يدخل في ترجمة: من روى عن رجل ثم روى عن ولد ولده. الحديث: 456 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود روى عن أبيه الكثير مع الاختلاف في سماعه منه 457- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في يوم بدر فقلت: قتلت أبا جهل، قال: ((آلله الذي لا إله إلا هو)) . قال قلت: آلله الذي لا إله إلا هو. قال: ((آلله الذي لا إله إلا هو)) . [قال] : قلت: آلله الذي لا إله إلا هو. قال: ((الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده)) ، ثم قال: ((انطلق فأرنيه)) ، فانطلقت فأتيناه، فقال: ((هذا فرعون هذه الأمة)) . أبو إسحاق الأول هو: السبيعي، والذي يروي عن سفيان هو: الفزاري، وأبو عبيدة قيل: اسمه عامر، وقيل: اسمه كنيته. الحديث: 457 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 وقد روى عن أبي عبيدة عن رجل عن آخر عن أبيه 458- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني رحمه الله ببغداد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا أحمد بن محمد بن شيبة، ثنا ابن زنجويه، ثنا ابن إشكاب الكوفي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو [ص: 243] يحيى التيمي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يطلع عليكم رجل من أهل الجنة)) فطلع أبو بكر رضي الله عنه ثم قال: ((يطلع عليكم رجل من أهل الجنة)) فطلع عمر رضي الله عنه. (ح) قال الشافعي: كذا في كتاب الشيخ عن عمرو، عن أبي عبيدة، رواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عمرو عن عبد الله، وهو ابن سلمة بكسر اللام، عن عبيدة -بفتح العين- وهو: السلماني. الحديث: 458 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 أيوب السختياني روى عن أبي صالح السمان 459- أخبرنا والدي رحمه الله إذناً أخبرنا أحمد بن محمد بن عبيد الله الفقيه، ثنا أبو أحمد الهيثم بن محمد بن عبد الله، ثنا أبو القاسم بن أيوب، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا محمد بن ميمون المكي، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز، ثنا معمر، عن أيوب بن أبي تميمة، عن أبي صالح وسهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس فيما دون خمس أواق صدقة ولا فيما دون خمس ذود صدقة ولا فيما دون خمسة أوسق صدقة)) . هذا حديث صحيح المتن غريب الإسناد ولا أعرف لأيوب عن أبي صالح إلا هذا الحديث، وحديثاً آخر اختلف في إسناده. الحديث: 459 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 وقد روى عن أيوب عن رجل عن آخر عن أبي صالح 460- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عبيد الله بن عمر، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( [ما سبح الحاج تسبيحة ولا كبر من تكبيرة إلا بشر بها بشرى)) . الحديث: 460 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 461- وبهذا الإسناد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم] : ((العمرتان تكفران ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) ، (ح) قال حماد: فلقيت عبيد الله فحدثني عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. أظنه يعني الحديث الأخير. قال سليمان: لم يرو هذين الحديثين عن أيوب إلا حماد، ولا عن حماد إلا سليمان، تفرد بهما الحسن. الحديث: 461 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 462- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو الشيخ، أنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الجزري بالبصرة، أنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن أيوب، عن عبيد الله قال: فلقيت عبيد الله فحدثني، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: العمرة تكفر ما بينها وبين العمرة، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. وفي حديث أيوب: ((ما سبح الحاج تسبيحة أو كبر تكبيرة إلا بشر بها تبشيرة)) . الحديث: 462 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 463- أنشدني الأديب أبو عبد الله الحسن بن عبد الملك الخلال رحمه الله لغيره قال: وأنشدني أيضاً: اكسر دواتك واشتغل بالمحبره ... إن الوزارة منذ كانت مدبره وزارتكم وزرٌ وإمرتكم إمر ... وليس لكم نهيٌ يطاع ولا أمر آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 463 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث عشر من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: أسامة بن زيد الليثي روى عن القاسم بن محمد وسمع منه ثم سمع من رجل عن آخر [عنه] 464- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد رحمه الله سنة ست، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرد الكلام كسردكم، كان كلامه فصلاً يحفظه كل من سمعه. الحديث: 464 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 465- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني رحمه الله ببغداد، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا أحمد بن الحسين المديني، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا أبو أسامة، عن أسامة، (ح) قال الشافعي: وثنا محمد بن إسماعيل السلمي واللفظ لروايته، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن فروخ، ثنا أسامة بن زيد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت الصلاة ركعتين حين فرضت، فزيد في صلاة الحضر ركعتين، فصارت أربعاً وتركت صلاة السفر كما هي. هذا حديث مشهور له طرق، واختلف على أسامة في إسناده فروي عنه هكذا، ورواه عبد الله بن موسى التيمي، عن أسامة، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن [و] يحيى بن سعيد، عن القاسم. الحديث: 465 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 فأما رواية أسامة عن رجل عن آخر عن القاسم 466- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، ثنا أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني محمد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد الله بن موسى -وأثنى عليه إبراهيم-، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: في بريرة ثلاث سنن: أردت أن أشتريها فأعتقها فقال أهلها: لا نبيعها إلا أن تشترطي لنا ولاءها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم [إن كل شرط ليس في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم] باطل، إنما الولاء لمن أعتق)) ، فلما عتقت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اختاري)) ، وكان لها زوج مملوك وتصدق عليها بصدقة لحم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هو عليها صدقة ولنا هدية)) . قال الدارقطني: هذا حديث غريب من حديث الزهري عن القاسم، وقد سمع أسامة بن زيد من القاسم بعض هذا الحديث. قال الإمام أبو موسى حفظه الله: ورواه حاتم بن إسماعيل عن أسامة عن القاسم، لم يذكر بينهما أحداً. الحديث: 466 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 467- أخبرنا به القاضي أبو الفرج رجاء بن محمد بن أحمد بن روح، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الزعفراني، أنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا منجاب بن الحارث، أنا حاتم بن إسماعيل، عن أسامة، عن القاسم، به نحوه. الحديث: 467 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 وقد سمع أسامة من نافع مولى ابن عمر وروى عنه الكثير ثم سمع من رجل عن آخر عنه 468- أخبرنا القاضي أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن أبي منصور الصيرفي، أنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد المعلم، أنا عبيد الله بن يعقوب بن جميل، أنا جدي [ص: 247] إسحاق بن إبراهيم بن جميل، ثنا أحمد بن منيع، ثنا علي بن غراب، ثنا أسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذبح يوم النحر بالمصلى. الحديث: 468 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 469- أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي وأبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد قالا: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد الكاتب، أنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا ابن وهب، حدثني مالك وعبد الله بن عمر ويونس بن يزيد وأسامة بن زيد، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حق المسلم أن لا يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)) . هذا حديث صحيح له طرق في الصحاح، ومن حديث أسامة أخرجه مسلم عن هارون الأيلي عن ابن وهب عنه. الحديث: 469 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 فأما روايته عن رجل عن آخر عنه 470- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل، وأبو القاسم عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري، ومحمد بن أحمد بن أسد قالوا: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثني يحيى بن إبراهيم بن داود بن أبي قتيلة، ثنا عبد الله بن موسى التيمي، ثنا أسامة بن زيد، عن عبيد الله بن عمر، عن أيوب بن أبي تميمة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة)) . الحديث: 470 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 عبيد الله بن عمر العمري يروي عنه عن أبي صالح السمان 471- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله العطار الخرقي إذناً أن أبا نعيم أجاز له، أنا علي بن أحمد المقدسي، ثنا محمد بن عبيد بن عامر، ثنا عصام بن يوسف، (ح) قال [ص: 248] أبو نعيم: وثنا أبو محمد عمر بن محمد بن عبد الصمد المقري ببغداد، ثنا البغوي، ثنا عبيد الله العيشي قالا: ثنا حماد بن سلمة، ثنا عبيد الله بن عمر وسهيل بن أبي صالح، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((منبري هذا على ترعة من ترع الجنة، وما بين منبري وحجرتي روضة من رياض الجنة)) . هذا حديث ثابت مشهور له طرق وهذا الطريق غريب. الحديث: 471 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 وقد روى عبيد الله عن رجل عن آخر عن أبي صالح 472- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة ست، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا عبد العزيز بن يحيى، ثنا سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما وليس للحج المبرور جزاء إلا الجنة)) . قال سليمان: لم يدخل فيه سهيلاً بين سمي وعبيد الله إلا سليمان بن بلال، تفرد به عبد العزيز. قال أبو نعيم: ورواه حماد بن سلمة عن عبيد الله عن سمي، وتابعه زمعة وعبد الله بن سعيد بن أبي هند عن عبد الله. وقال إسماعيل بن زكريا: عن عبيد الله عن أبي صالح. الحديث: 472 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 سليمان بن بلال قيل لقي الزهري وقد روى عن رجل عن آخر عنه 473- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري إذناً: أن الخليل بن عبد الله بن أحمد أبا يعلى القزويني الحافظ كتب إليه: حدثني أبو مسلم غالب بن علي، أنا محمد بن [ص: 249] عبد الله الأبهري بإفادة ابن بكير، ثنا بكر بن محمد بن العلاء، ثنا أحمد بن مضارب الكلبي، ثنا أبي، عن محمد بن عمر، عن سليمان بن بلال، ثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت ذاك الفتى مالكاً، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار، وهو أول من سيب السوائب)) . (ح) قال سليمان: وحدثني به مالك، عن الزهري ويحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال محمد بن عمر: ثم سمعته من مالك. صحيح متفق عليه من حديث الزهري، غريب جداً من حديث ربيعة، عن مالك. الحديث: 473 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 474- أخبرنا أبو طاهر رجاء بن محمد بن أحمد بن عمر السمسار، وأبو القاسم الخضر بن الفضل بن الخضر الغازي رحمهما الله قالا: ثنا علي بن القاسم بن إبراهيم أبو الحسن الخياط، ثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوزيري النيسابوري قدم علينا الري، ثنا عبد الله بن عدي الحافظ، ثنا إبراهيم بن إسحاق بن عمر السمرقندي بمصر، ثنا أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب قال: سمعت الشافعي رحمه الله يقول: وأنطقت الدراهم بعد صمت ... أناساً بعد ما كانوا سكوتا فما عطفوا على أحد بفضل ... ولا عرفوا لمكرمة بيوتا آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 474 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 مجلس آخر أملي يوم السبت العشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: يحيى بن أبي كثير اليمامي يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن الكثير واشتهر سماعه منه ثم روى عن رجل عن آخر عنه 475- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه الشروطي -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ، [ص: 250] [أنا] أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي العطار ببغداد، ثنا أبو محمد بن الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي، ثنا عبد الله بن بكر، ثنا هشام بن أبي عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، أن أبا سلمة قال: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وعذاب النار، وفتنة المحيا والممات، وشر المسيح الدجال)) . هذا حديث صحيح أخرجه أبو عبد الله البخاري في صحيحه عن مسلم بن إبراهيم، عن هشام، وأورده مسلم بن الحجاج في الصحيح نازلاً عن أبي موسى عن ابن أبي عدي، عن هشام، فكأن شيخ شيخي سمعه من مسلم. الحديث: 475 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 476- أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله الخرقي -رحمه الله-، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ قراءة عليه، (ح) قال غانم: وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الضبي الجمال إجازة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد المقري، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قالا: ثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا أبو بشر يونس بن حبيب، ثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي، ثنا حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن الله تبارك وتعالى يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله عز وجل أن يأتي المؤمن ما حرم عليه)) . وهذا أيضاً صحيح متفق عليه من حديث يحيى بن أبي كثير، وأخرجه مسلم عن أبي موسى عن أبي داود هذا عن أبان بن يزيد وحرب بن شداد معاً عن يحيى بن أبي كثير. الحديث: 476 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 فأما روايته عن رجل عن آخر عن أبي سلمة 477- فأخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد الدمشقي، حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، ثنا علي بن محمد بن أبي سيف، ثنا عكرمة بن إبراهيم، حدثني هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن [ص: 251] يحيى بن أبي كثير، حدثني أيوب بن عتبة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة)) . الحديث: 477 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 طريق آخر ليحيى أيضاً كذلك 478- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أبو علي الصواف، ثنا محمد بن عثمان، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة، حدثني عطاء بن يسار: أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه أن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- حدثه، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. وقبله قال: تذاكرنا بيننا فقلنا: أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله: أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فهبنا أن يقوم منا أحد، فأرسل إلينا النبي صلى الله عليه وسلم حتى جمعنا رجلاً رجلاً، فجعل بعضنا يشير إلى بعض، فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم، يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} ، فتلاها من أولها إلى آخرها، قال: فتلاها علينا ابن سلام من أولها إلى آخرها، قال هلال: فتلاها علينا عطاء، قال يحيى: فتلاها علينا هلال من أولها إلى آخرها، قال الأوزاعي: فتلاها علينا يحيى من أولها إلى آخرها. هذا حديث مختلف في إسناده قد تقدم [شرحه] . الحديث: 478 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 يحيى بن أبي كثير روى عنه عن سعيد بن المسيب وقد روى عن رجل عن آخر عنه 479- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا سعدان بن زكريا الدورقي، ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي -رضي الله عنه- والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن سعيد بن المسيب، عن علي وابن جريج، عن [ص: 252] أبي الزبير، عن جابر -رضي الله عنه- قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على ثلاثة: أهل لا إله إلا الله، لا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك، ومعرفة المقادير خيرها وشرها من الله عز وجل، والجهاد ماض إلى يوم القيامة مذ بعث الله عز وجل محمداً صلى الله عليه وسلم إلى آخر عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة، ولا ينقص ذلك جور جائر ولا عدل عادل)) . قال سليمان: لم يروه عن الثوري والأوزاعي، وابن جريج إلا إسماعيل. [قال] الإمام أبو موسى -حرسه الله-: ولا أعرف ليحيى عن سعيد بن المسيب غير هذا الحديث الحديث: 479 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عن سعيد 480- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل المقري، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري بمصر، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي، ثنا الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، ثنا محمد بن عمر هو الواقدي، ثنا عصام بن عمر بن حفص بن عاصم، عن أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن معمر بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا فرع ولا عتيرة)) . هذا حديث مشهور عن الزهري غريب عن هذا الوجه عنه. الحديث: 480 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 يحيى بن أبي كثير روى عن الزهري أحاديث ثلاثة أو نحوها وروى عن أصحاب الزهري ثم روى عن أصحاب أصحابه 481- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري في كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد هو ابن يحيى بن زهير، ثنا محمد بن إدريس [ص: 253] الرازي، ثنا محمد بن يزيد بن سنان، حدثني يحيى بن أبي كثير، ثنا ابن شهاب أن عباد بن أويس حدثه: أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تفضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمساً وعشرين درجة)) . كذا رواه هذا الشيخ، وقال غيره: عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن الزهري عن عباد. الحديث: 481 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 فأما روايته عن رجل عن آخر عنه 482- فأخبرنا أبو الفتح السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسن بن الخضر المعدل بمكة، ثنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر، ثنا يحيى بن درست، ثنا أبو إسماعيل القناد، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقطع -يعني اليد- إلا في ربع دينار فصاعداً)) . وقد تقدم رواية يحيى عن عروة بن الزبير، ثم عن رجل عن آخر عنه. الحديث: 482 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أيوب بن عتبة اليمامي روى عن الزهري أحاديث وروى عن رجل عن آخر عنه 483- أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة أربع وخمسمائة وأنا حاضر، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج الأديب إذناً، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب المقري، ثنا أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل القاضي، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا عبد الله بن نافع، عن يعقوب بن المرار، عن أيوب بن عتبة، عن ابن شهاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أشار علي جبريل -عليه السلام- باليمين مع الشاهد)) . الحديث: 483 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 فأما روايته عن رجل عن آخر عن الزهري هي التي ذكرناها آنفاً في ترجمة يحيى بن أبي كثير، عن معمر عن الزهري، عن سعيد بن المسيب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 484- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد المقري بقراءة والدي عليه -رحمه الله-، أنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي قدم علينا سنة خمس وأربعين، قال: قرأت على أبي علي الحسن بن القاسم بن الحسين بن العلاء الخلال: حدثكم أحمد بن عبد الله بن محمد صاحب أبي صخرة، ثنا علي بن مسلم الطوسي، ثنا سيار بن حاتم، ثنا عبيد الله بن عبد الله أبو عاصم العباداني، ثنا الفضل الرقاشي قال: ما زال لقمان -عليه السلام- يعظ ابنه حتى انشقت مرارته فمات. الحديث: 484 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 485- أخبرنا أبو علي هذا، أنا أبو سعد السمان، قال: قرأت على أبي إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المقري، أنشدكم أحمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو بكر، أنشدنا الربيع بن سليمان، أنشدنا الشافعي -رضي الله عنه-: ولم أر مثل الفقر أوضع للفتى ... ولم أر مثل المال أرفع للغسل ولم أر عزاً مثل عز عشيرة ... ولم أر ذلاً مثل نأي عن الأهل ولم أر إعداماً أشد على الفتى ... إذا عاش بين الناس من عدم العقل آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 485 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 مجلس آخر أملي يوم السبت السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام سمع من الزهري أحاديث كثيرة، ثم روى عن رجل عن آخر عنه 486- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس بن محمد الكوشيذي قراءة عليه سنة أربع وخمسمائة وأنا حاضر، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الضبي الأديب، ثنا أبو القاسم الطبراني الحافظ، ثنا أحمد بن المعلى الدمشقي، ثنا العباس بن عثمان المعلم، (ح) وأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا هاشم بن مرثد الطبراني، ثنا صفوان بن صالح قالا: ثنا الوليد بن مسلم، ثنا [ص: 255] الأوزاعي: حدثني ابن شهاب، عن محمود بن الربيع الأنصاري -رضي الله عنه- قال: عقلت مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي من دلو معلقة في دارنا. الحديث: 486 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 487- قال: وحدثني عتبان بن مالك -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، إن بصري قد ساء وإن الأمطار إذا اشتدت سال وحال الوادي بيني وبين الصلاة في مسجد قومي، فلو صليت في منزلي مكاناً أتخذه مصلى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم)) فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر -رضي الله عنه- فاستأذنا، فأذنت لهما، فما جلس حتى قال: ((أين تحب أن أصلي من منزلك؟)) ، فأشرت له إلى ناحية، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه فصلى، وحبسنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على خزيرة صنعناها له. هذا لفظ حديث أبي غالب، وهو صحيح ثابت من حديث الزهري، أخرجه البخاري ومسلم من عدة طرق عنه، وأخرج مسلم فيما أخرج عن إسحاق بن راهويه، عن الوليد هذا. الحديث: 487 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 488- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل أبو الفتح التاجر، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثني معن بن الوليد بن هشام وجنادة بن محمد المديني قالا: ثنا مخلد بن الحسين، عن الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: قال لي عمر بن عبد العزيز: ما أتاك به ابن شهاب يسنده فاشدد يديك به. الحديث: 488 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 وروي عن الأوزاعي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وعن الأوزاعي عن رجل عن آخر عن القاسم 489- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين بقراءتي عليه ببغداد -رحمه الله-، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قال: وجدت في كتابي، عن البابلتي يعني يحيى بن عبد الله، عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد، عن نافع أن القاسم أخبره، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: ((اللهم اجعله صيباً هنيئاً)) . الحديث: 489 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 490- (ح) وبه قال: أخبرنا الشافعي حدثني ابن ياسين، ثنا علي بن داود، ثنا الحارث بن سليمان، ثنا عقبة بن علقة، حدثني الأوزاعي، عن الزهري أخبرني نافع أن القاسم أخبره، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان، مثله. الحديث: 490 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 491- وأخبرنا هبة الله، أنا ابن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا أبو أحمد محمد بن محمد المقري الشطوي، ثنا ميمون بن الأصبع، ثنا أبو مسهر، ثنا إسماعيل بن عبد الله يعني ابن سماعة، ثنا الأوزاعي قال: قال رجل: عن نافع مولى ابن عمر: أن القاسم أخبره، عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر مثله. هذا حديث مختلف في إسناده؛ رواه عيسى بن يونس وأبو المغيرة، عن الأوزعي، عن القاسم نفسه قال موسى بن هارون الحافظ: إن كان ضبط عيسى الإسناد فهو غريب قال: والمعروف عن الأوزاعي، عن نافع، عن القاسم، وقيل: عن الأوزاعي، عن الزهري، عن القاسم، وهو صحيح من حديث نافع عن القاسم. قال البخاري في الصحيح: ورواه الأوزاعي، عن نافع. الحديث: 491 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس المطلبي الشافعي رضي الله عنه سمع من مالك بن أنس الكثير وقرأ عليه الموطأ ثم روى عن رجل عن آخر عنه 492- كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الجنابذي من نيسابور، أن أبا بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الجرشي، أخبرهم، (ح) وقرأته على الإمام والدي -رحمه الله- وعلى غيره قالا: أنا أبو الحسن الرئيس، ثنا أبو بكر الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الربيع بن سليمان، أنا الشافعي، أنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه طلق امرأته وهي حائض في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر -رضي الله عنه-: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: ((مره فليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، فإن شاء أمسكها، وإن شاء طلقها قبل أن تمس، فتلك العدة التي أمر الله تبارك وتعالى أن تطلق لها النساء)) . هذا حديث عال من حديث الشافعي صحيح من حديث مالك، أخرجه البخاري ومسلم، عن أصحابه. الحديث: 492 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 فأما روايته عن رجل عن آخر عن مالك 493- فأخبرنا هبة الله بن عبد الله بن أحمد الواسطي الشروطي بقراءتي عليه بكرخ بغداد في درب السلولي -رحمه الله-، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا أبو بكر الجرشي، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا الربيع المرادي، (ح) قال أبو بكر: وأخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الإستراباذي ببيت المقدس، ثنا محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن يعقوب، أنا الربيع، أخبرنا الشافعي، أنا الثقة، عن عبد الله بن الحارث إن لم أكن سمعته من عبد الله، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن قسيط، عن سعيد بن المسيب: أن عمر وعثمان -رضي الله عنهما- قضيا في الملطاة بنصف دية الموضحة. قد تقدم شرح الحديث. الحديث: 493 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 حجاج بن محمد الأعور رأى علي بن أبي طلحة وروى عن رجل عن آخر عنه 494- كتب إلي أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون العطار من بغداد، أن أبا بكر بن مهدي أذن لهم قال: أنبأنا أبو الحسن بن رزقويه، أنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا حجاج، ثنا ليث حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، قال حجاج: وقد رأيت علي بن أبي طلحة يعني فيما أظن حديثه، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قوله تعالى: {سيهزم الجمع ويولون الدبر} قال: يوم بدر. الحديث: 494 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 منصور بن المعتمر يروي عن إبراهيم بن يزيد النخعي الكثير ثم يروي عن رجل عن آخر عنه 495- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة سبع، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا جعفر بن محمد القلاسي، ثنا آدم ابن أبي إياس، (ح) قال سليمان: وثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم قالا: ثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم: أن المشركين قالوا للمسلمين: علمكم محمد كل شيء حتى الخراءة، قال: أجل، أمرنا أن لا نستقبل القبلة بفروجنا، ولا نستنجي بأيماننا وأن نستنجي بثلاثة أحجار ولا نستنجي بعظم ولا رجيع. هكذا رواه شعبة ولم يسم الرجل، ورواه الثوري وغيره فقالوا: سلمان الفارسي. الحديث: 495 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 496- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم التاجر -رحمه الله-، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو بكر بن الفافا، أنا ابن أبي حاتم، ثنا صالح بن أحمد، ثنا علي، يعني ابن المديني، قال: سمعت عبد الرحمن يعني ابن مهدي، قال: سمعت سفيان وذكر منصوراً يوماً فقال: ربما حدث عن رجلين، عن إبراهيم، كأنه يقول: لا يرسل شيئاً. الحديث: 496 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 497- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز ببغداد -رحمه الله- بقراءتي عليه، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أخبرنا أبو الفضل -يعني محمد بن الحسين القطان-، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت إبراهيم بن السري السقطي، يقول: مرض أبو المغيرة القاص فبعث إلى أبي بالسلام فقال أبي: أقرئه السلام وقل له: ليس من حمد الله على سيلان الصديد كمن حمده على أكل الثريد، قال: فوقع من أبي المغيرة ذلك الكلام بالموقع، فما أظهر ما به حتى مات. الحديث: 497 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 498- وأخبرنا أبو منصور، أنا أبو بكر، أنا محمد بن علي بن مخلد الوراق، أنا أحمد بن محمد بن عمران، أنشدنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، أنشدنا أبو عبادة البحتري: إذا المرء لم يرض ما أمكنه ... ولم يأت من أمره أزينه وأعجب بالعجب فاقتاده ... وتاه به التيه فاستحسنه فدعه فقد ساء تدبيره ... سيضحك يوماً ويبكي سنه آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 498 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس من شهر الله الأصم رجب سنة ثمان وأربعون وخمسمائة قال: معمر بن راشد أبو عروة الصنعاني من كبار أصحاب الزهري المعروفين بالسماع منه المكثرين عنه وقد روى عن رجل عن آخر عنه 499- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة أربع وخمسمائة، في ذي الحجة وأبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي سنة سبع قالا: ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أنا عبد الرزاق بن همام، أنا معمر بن راشد، عن الزهري أخبرني أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن ناساً من الأنصار يوم حنين حين أفاء الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم أموال هوازن، طفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالاً من قريش المائة من الإبل كل رجل منهم، فقالوا: يغفر الله تعالى لرسوله، يعطي قريشاً ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، ولم يدع معهم أحداً غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ما حديث بلغني عنكم)) . فقالت الأنصار: أما ذوو رأينا فلم يقولوا شيئاً، وأما أناس حديثة أسنانهم فقالوا: كذا وكذا للذي قالوا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما أعطي رجالاً حدثاء عهد بكفر أتألفهم -أو قال: أستألفهم- أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون)) ، فقالوا: يا رسول الله، رضينا، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ستجدون بعدي أثرة شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله عز وجل ورسوله، فإني فرطكم على الحوض)) ، قال أنس: فلم يصبروا. هذا حديث ثابت متفق على صحته من حديث الزهري، ومن رواية معمر عنه، أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن محمد عن هاشم الصنعاني عنه، كأن شيخي سمعه من صاحب البخاري. الحديث: 499 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 500- قرأت على أبي بكر أحمد بن علي بن موسى الأديب -رحمه الله- في منزلي، أخبركم أحمد بن الفضل إذناً، ثنا أبو منصور بن محمد بن عبد العزيز الخبري، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا ابن الخليل، ثنا الحسين بن مهدي الأبلي، ثنا عبد الرزاق، أنا ابن المبارك، قال: حفاظ علم الزهري ثلاثة: معمر، ومالك، وابن عيينة، فإذا اختلفوا أخذنا بقول رجلين منهم. الحديث: 500 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 501- (ح) وبه قال: أبو أحمد، ثنا عبد الرحمن بن داود، ثنا عبد الرحمن بن عمرو هو أبو زرعة الدمشقي، حدثني عبيد الله بن النضر، عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة قال: لما رحل معمر إلى الزهري نبل، فكنا نسميه: معمر الزهري. الحديث: 501 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 502- (ح) قال أبو أحمد وذكوان: عن يحيى بن معين قال: معمر أثبت من ابن عيينة في الزهري. الحديث: 502 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 503- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، عن معمر قال: ما رأيت مثل الزهري في وجهه قط -يعني الحديث- ولا مثل حماد بن أبي سليمان في وجهه -يعني الرأي-. الحديث: 503 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 504- (ح) وبه قال: ثنا عبد الرزاق قال: سمعت معمراً يقول: كنا نرى، أنا قد أكثرنا عن الزهري حتى قتل الوليد، فإذا الدفاتر قد حملت على الدواب من خزانته يقول: من علم الزهري. الحديث: 504 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 505- (ح) وبهذا الإسناد قال: ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، قال: أتيت الزهري بالرصافة، فلم يكن أحد يسأله عن الحديث، فكان يلقي علي. الحديث: 505 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 فأما ما رواه معمر عن رجل عن آخر عن الزهري 506- فأخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن المقري، إذناً، ثنا أحمد بن عبيد الله، ثنا محمد بن حميد بن سهيل، حدثني أحمد بن سليمان النجاد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا حازم بن يحيى الحلواني، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن نبهان مولى أم سلمة، عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: دخلت علي وعلى عائشة ابن أم مكتوم -رضي الله عنهما- فقال لنا [ص: 262] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احتجبا منه)) فقلت: يا رسول الله، إنه أعمى، قال: ((أفعمياوان أنتما؟ ألستما تريانه؟!)) . الحديث: 506 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 507- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي أحمد بن العباس عالياً، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم، (ح) قال أبو القاسم: وحدثني عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا: ثنا ابن المبارك نحوه، إلا أنه ذكر مكان عائشة ميمونة. فعلى هذا كأني سمعت الأول من أحمد بن علي الأبار، وتوفي سنة تسعين ومائتين من نحو ثمان وخمسين ومائتي سنة. وهو حديث مشهور بيونس بن يزيد عن الزهري، وبابن المبارك عن يونس، غريب من حديث معمر عن ابن المبارك، عزيز الوجود لا أعرفه إلا من هذا الوجه. ورواه ابن وهب عن يونس فقال أيضاً: أم سلمة وميمونة. وروي من حديث سليمان التيمي عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد قال: كانت عائشة وحفصة. فالله تعالى أعلم. الحديث: 507 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 حماد بن زيد يروي الكثير عن أيوب السختياني ثم روى عن رجل عن آخر عنه 508- أخبرنا أبو علي الحداد سنة أربع وغانم بن أبي نصر سنة سبع قالا: ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم البرجي، أنا أبو عبد الله الجمال كتابة، قالا: ثنا عبيد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب أبو بشر، ثنا سليمان بن داود، أبو داود الطيالسي، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: نهي عن التخصر في الصلاة. التخصر: وضع اليد على الخصر أو على الخاصرة، وروي أنه من فعل اليهود. الحديث: 508 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 509- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن أحمد [ص: 263] بن علي بن مخلد، ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا آدم بن أبي إياس، (ح) قال أحمد: وثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا سليمان بن حرب قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي عثمان، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فقال: ((يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة: لا حول ولا قوة إلا بالله)) . رواه ابن وهب عن الحارث بن نبهان، عن أيوب، وهو حديث ثابت صحيح من وجوه. الحديث: 509 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 فأما ما رواه حماد عن رجل عن آخر عن أيوب 510- فأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا محمد بن عبد الله الضبي، أنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور والحسن بن علي الفسوي، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، قالا: ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن محمد بن سيرين، عن أيوب، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي، أو قال: سلعة ليست عندي. (ح) زاد أبو نعيم قال: ثنا حماد بن زيد، وحدثني أيوب، عن يوسف، عن حكيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. الحديث: 510 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 511- أخبرنا به أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد السراج، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا زكريا بن يحيى المكفوف، ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق وأبي الخشينة، عن ابن سيرين، عن أيوب السختياني، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام، مثله. [ص: 264] رواه أحمد بن إبراهيم بن حماد الموصلي عن حماد بن أبي خشينة وحده. واسم أبي خشينة عبد الله بن سعد، وقيل: عبد الله بن سعدي بصري يروي عن الحسن. الحديث: 511 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 طريق آخر لحماد هكذا 512- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن زيد، ثنا ميمون أبو عبد الله القصار قال: كنا عند الحسن وعنده أيوب فقام أيوب وخرج، فقال الحسن: هذا سيد الفتيان. الحديث: 512 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 513- (ح) قال أبو نعيم: وثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا حماد بن زيد، عن أبي راشد الحماني، قال: كنا عند الحسن فذكره. الحديث: 513 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 514- أخبرنا أبو سهل عبد الله بن محمد بن عمر بن عزيزة المعدل -رحمه الله- ثنا أبو المحاسن الروياني، ثنا عمر بن أحمد بنيسابور، أنا أبو سعيد السمسار، أنا محمد بن خزيمة، ثنا أبو حاتم السجستاني، ثنا الأصمعي قال: لقي أعرابي نصرانياً فقال له النصراني: إنهم يقولون لي: أسلم وكن قدرياً؟ فقال الأعرابي: اثبت على نصرانيتك. الحديث: 514 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 515- وأخبرنا أبو سهل، أنشدنا واقد بن الخليل أبو زيد القزويني قدم علينا، أنشدني الشريف أبو الحسن عمران بن موسى المقري، أنشدني أبو محمد لنفسه: لا تصحبن من الورى ... أحداً وإن أبدى دنوا ما تستفيد من الصديق ... وإن صفا إلا عدوا آخر الجزء الخامس والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. الحديث: 515 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 الجزء السادس من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ محيي السنة أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني مد الله في عمره مما لم يسبق إليه نفعنا الله تعالى والمسلمين به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الإمام الحافظ، محيي السنة، نور الأئمة، شمس الحفاظ، أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني، أدام الله أيامه إملاءً من لفظه يوم السبت الثاني عشر من رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: سفيان بن عيينة الهلالي سمع من زياد بن علاقة الثعلبي أربعة أحاديث ثم روى عن رجل عن آخر عنه 516- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس بن محمد الكوشيذي البابي -رحمه الله- أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا أبو خليفة، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان، ثنا زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- يقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم. الحديث: 516 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 517- (ح) قال: وحدثنا أبو خليفة، ثنا إبراهيم، ثنا سفيان، عن مسعر، عن زياد، عن جرير (بن عبد الله) -رضي الله عنه- قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم، وإني لكم ناصح. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، أخرجه البخاري عن أبي النعمان، عن أبي عوانة، عن أبي نعيم، عن سفيان، وأخرجه مسلم، عن أبي بكر وزهير وابن نمير، ثلاثتهم، عن ابن عيينة جميعاً، عن زياد، وقد صح سماع سفيان بن عيينة، عن زياد لهذا الحديث، ثم سمعه من مسعر عنه، لما كان يزيد فيه قول جرير: وإني لكم ناصح. الحديث: 517 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 518- أخبرنا بذلك أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان حدثني زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد الله البجلي [ص: 268] -رضي الله عنه- يقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم. قال سفيان: وزادني مسعر، عن زياد، عن جرير، أنه قال: وإني لكم ناصح. الحديث: 518 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 519- أخبرني به عالياً أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي فيما كتب إلي من نيسابور غير مرة، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، ثنا زكريا بن يحيى المروزي، ثنا سفيان، عن زياد، سمع جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-، مثله. الحديث: 519 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 520- أخبرنا الحسن بن أحمد بن الحسن المقري، ثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، حدثني زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- يقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له: يا رسول الله، قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفلا أكون عبداً شكوراً)) . الحديث: 520 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 521- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق عن ابن عيينة بإسناده، مثله. وهذا أيضاً متفق عليه من حديث ابن عيينة عن زياد، أخرجه الشيخان. الحديث: 521 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 522- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا سفيان، حدثني زياد بن علاقة، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، (ح) أنا أبو بكر، أنا الطبراني، ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا شيبان أبو معاوية، وسفيان بن عيينة، (ح) قال الطبراني: وثنا عبيد بن غنام واللفظ له، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنا شريك وسفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح: {والنخل باسقات لها طلع نضيد} . [ص: 269] وهذا صحيح على شرط مسلم، أخرجه عن أبي بكر بن أبي شيبة هذا، عن شريك وابن عيينة [معاً وعن زهير أيضاً، عن ابن عيينة] وقطبة هو: عم زياد بن علاقة وهما ثعلبيان -بالثاء المنقوطة بثلاث نقط وبالعين المهملة- من بني ثعلبة بن يربوع. الحديث: 522 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 523- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم [ثنا] الصواف، [ثنا] بشر، ثنا الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة، حدثني زياد بن علاقة قال: سمعت أسامة بن شريك العامري -رضي الله عنه- قال: شهدت الأعاريب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل علينا حرج في كذا؟ فقال: ((عباد الله وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئاً، فذلك الذي حرج وهلك)) قالوا: يا رسول الله، نتداوى؟ قال: ((تداووا، فإن الله عز وجل لم ينزل داءً إلا قد أنزل له شفاءً إلا الهرم)) قالوا: يا رسول الله، فما خير ما أعطي العبد المسلم؟ قال: ((خلق حسن)) . الحديث: 523 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 524- أخبرنا به أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، بإسناده نحوه، (ح) قال الطبراني: وثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا سفيان بإسناده بذكر حسن الخلق وحده. هذا حديث مشهور ثابت، رواه الجم الغفير عن زياد، وأظن هذه الأحاديث الأربعة هي التي سمعها سفيان من زياد. الحديث: 524 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 525- قرأت على هبة الله بن عبد الله بن الواسطي بكرخ بغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الحافظ، ثنا أبو بكر البرقاني، ثنا محمد بن المظفر الحافظ إملاء، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا إبراهيم بن عبد العزيز الأنطاكي قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي، يقول: ثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- أن الأعراب جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له علي بن المديني: من دون زياد بن علاقة يا أبا محمد؟ فقال: ما تريد إلى هذا يرحمك الله؟ قال: أحب أن أعلم. قال: مسعر بن كدام، قال: من دون مسعر، قال: اللهم غفراً، ثنا أبو أسامة. [ص: 270] هذا حديث غريب بهذا الإسناد، وقد تقدم قول سفيان في إسناد هذا الحديث: ثنا زياد، فإن صح هذا الإسناد، فيمكن أن يكون سمعه نازلاً وعالياً، فتارة رواه كذلك، وتارة هكذا، والله تعالى أعلم. الحديث: 525 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 سفيان بن عيينة سمع الزهري فأكثر عنه واشتهر بصحبته ومنهم من يقدمه على جميع أصحابه ثم روى عن رجل عن آخر عنه 526- أخبرنا غانم بن عبيد الله البرجي، وأبو علي الحداد -رحمهما الله- قالا: ثنا أبو نعيم، (ح) وأخبرنا غانم، أنا أبو عبد الله الجمال إذناً، قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر نخامة في قبلة المسجد، فحكها بحصاة، وقال: ((لا يبزقن الرجل أمامه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه)) . صحيح متفق عليه من حديث ابن عيينة وغير ابن عيينة يقرن مع أبي سعيد أبا هريرة -رضي الله عنهما-. الحديث: 526 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 527- أخبرنا غانم بن محمد الخرقي، أنا أبو علي بن شاذان، فيما كتب إلي، أنا أبو بكر أحمد بن سليمان العباداني، ثنا علي بن حرب الطائي، ثنا سفيان، عن الزهري عن عامر بن سعد، عن أبيه -رضي الله عنه- قال: مرضت عام الفتح مرضاً أشرفت منه على الموت، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعودني فقلت: يا رسول الله، إن لي مالاً كثيراً وليس يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: ((لا)) قلت: فالشطر؟ قال: ((لا)) قلت: فالثلث؟ قال: ((الثلث، والثلث كثير؛ إنك إن تترك ذريتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك)) قلت: يا رسول الله، أتخلف عن هجرتي؟ قال: ((إنك لن تخلف بعدي فتعمل عملاً تريد به وجه الله تعالى إلا ازددت به رفعة ودرجة، ولعلك أن تخلف بعدي حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على [ص: 271] أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة يرثي له [رسول الله صلى الله عليه وسلم] أن مات بمكة)) . هذا حديث كبير ثابت صحيح عالٍ، من حديث ابن عيينة، عن الزهري، أخرجه الشيخان، وعندنا بهذا الإسناد وغيره أحاديث صالحة عالية، عن ابن عيينة، عن الزهري وغيره. الحديث: 527 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 528- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن محمد بن المطرز فيما أذن لي وأخبرني عنه والدي -رحمه الله-، أنا نوح بن نصر الفرغاني قال: سمعت أبا إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن الحسن الفضايلي الخياط يقول: سمعت [أبا] الحسن عبد الله بن موسى السلامي، يقول: سمعت عمار بن علي اللوري باللور من رستاق خوزستان يقول: سمعت أحمد بن النضر الهلالي يقول: سمعت أبي يقول: كنت في مجلس سفيان بن عيينة فنظر إلى صبي قد دخل المجلس -وكان أهل المجلس يتهاونون يصغر سنه- فقال سفيان: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا} ثم قال لي سفيان: يا نصر لو رأيتني ولي عشر سنين وطولي خمسة أشبار ووجهي كالدينار، وأنا كشعلة نار، وثيابي صغار وأكمامي قصار، وذيلي بمقدار، ونعلي كآذان الفار، أختلف إلى علماء الأمصار مثل الزهري، وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار. ومحبرتي كالجوزة ومقلمتي كالموزة، وقلمي كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قال الناس: أوسعوا للشيخ الصغير، أوسعوا للشيخ الصغير، قال: ثم تبسم ابن عيينة، قال أحمد وتبسم أبي وضحك، قال عمار: وتبسم أحمد وضحك، قال السلامي: وتبسم عمار وضحك، قال الفضايلي: وتبسم السلامي وضحك، قال نوح: وتبسم الفضايلي وضحك، قال الفقيه: وتبسم نوح وضحك. قال أبي -رحمه الله-: وتبسم الفقيه وضحك. قال الإمام أبو موسى -حفظه الله-: وتبسم والدي -رحمه الله- وضحك. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 528 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع عشر من رجب سنة ثمان وأربعون وخمسمائة قال: فأما ما رواه سفيان بن عيينة عن رجل عن آخر عن الزهري 529- فأخبرنا الإمام الحافظ قوام السنة، أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل -رحمه الله- قرأته عليه، أخبرنا أحمد بن علي بن عبد الله الأديب بنيسابور، أنا محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ، أخبرني محمد بن أحمد الذهلي أبو الطيب الكرابيسي، ثنا إبراهيم بن محمد السكري مروزي، ثنا علي بن خشرم قال: قال لنا ابن عيينة: الزهري، فقيل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لا، ولا ممن سمعه من الزهري؛ حدثني عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري. الحديث: 529 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 روح بن عبادة القيسي يروي عن ابن جريج الكثير ثم روى عنه عن رجل عن آخر عن ابن جريج 530- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح، ثنا ابن جريج قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول: أمرت مسلم بن يسار مولى نافع -يعني ابن عبد الحارث- أن يسأل ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: وأنا جالس بينهما: أسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يجر إزاره من الخيلاء شيئاً؟ قال: سمعته يقول: ((لا ينظر الله تعالى إليه يوم القامة)) . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن جماعة من أصحاب روح عنه، كأن شيخي سمعه من صاحبه. الحديث: 530 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 531- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز ببغداد، أنا أحمد بن علي الخطيب، أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الملك، أنا عبد الرحمن بن عمر، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب، ثنا جدي، قال: سمعت محمد بن عمر يقول: سمعت علي بن المديني يقول: قلت لأبي عاصم النبيل: رأيت روح بن عبادة عند ابن جريج؟ فقال: أنا رأيت روح بن عبادة عند ابن جريج، [وكان] ابن جريج يصير لروح بن عبادة كل يوم شيئاً من الحديث يخصه [به] . الحديث: 531 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 فأما ما روى عنه عن رجل عن آخر عن ابن جريج 532- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن صالح بن أحمد بن حنبل إملاء علينا في مجلس أبي محمد البربهاري، ثنا أحمد بن صالح، حدثني جدي أحمد بن حنبل، ثنا روح بن عبادة، عن مالك بن أنس، عن سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد. قال الدارقطني: هكذا حدثنا به، وهذا إنباء يعرف عن روح، عن ابن جريج ليس فيه مالك والثوري، فالله تعالى أعلم. الحديث: 532 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 ثابت بن حماد روى عن شعبة ثم روى عن رجل عن آخر عنه 533- أخبرنا أبو الفتح بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا عمر بن عيسى بن عثمان الآجري، ثنا أبي، ثنا ثابت بن حماد، حدثني خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم، (ح) قال ثابت: وحدثني شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يذكره، عن أبي تميمة فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من خالد البصري، قال شعبة: فلقيت خالداً فحدثني عن أبي تميمة، عن جابر بن سليم، [قال ثابت] : وحدثني شعبة وحبيب بن الشهيد وعبيد الله بن العيزار، عن عقيل بن طلحة، عن جابر بن سليم، (ح) قال ثابت: وحدثني يونس بن عبيد وعبد الله بن المختار، عن عبيدة بن عمرو الهجيمي، عن جابر بن سليم: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اتق الله عز وجل ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تصب من [ص: 274] دلوك في إناء المستسقي ولو أن تلق أخاك ووجهك إليه منبسط)) . وذكر الحديث. هذا حديث مشهور غير أن هذه الطرق كلها غرائب، تفرد بها ثابت، ولم أعرفها إلا من رواية ابن عقدة، وفي [هذا] الإسناد أيضاً رواية ثابت عن خالد الحذاء وعن شعبة عن أبي إسحاق عن خالد. الحديث: 533 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عن شعبة 534- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا حسين بن عبد الرحمن بن محمد الأزدي أبو أحمد الشاعر، ثنا أبي، ثنا ثابت بن حماد، ثنا مطر الوراق، عن قتادة، عن رجل حدثه قال الدارقطني: يقال إنه شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبيد بن عمرو أنه سمع علياً -رضي الله عنه- يقول: ما أرى أن أحداً تابع الإسلام ينام حتى يقرأ سورة البقرة؛ إنها من كنز من تحت العرش. رواه مالك بن مغول وإسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق وقالا: فواتح البقرة وخواتمها. فأما من طريق مطر عن قتادة فغريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه. الحديث: 534 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 عبد الرحمن بن مهدي سمع من سفيان الثوري الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عنه 535- أخبرنا غانم بن [أبي] نصر أبو القاسم البرجي -رحمه الله- قرأته عليه، أنا الحسين بن إبراهيم أبو عبد الله الجمال في كتابه، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا هارون بن سليمان الخزاز، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع رأسه في حجرها فيقرأ القرآن وهي حائض. هذا حديث صحيح متفق عليه عالٍ من حديث عبد الرحمن، ساويت في روايته المشايخ، أخرجه البخاري عن أبي نعيم عن زهير، وعن قبيصة عن سفيان، وأخرجه مسلم [ص: 275] عن يحيى بن يحيى عن داود بن عبد الرحمن، جميعاً عن منصور -وهو ابن عبد الرحمن- وصفية أمه، وهو ينسب إليها في الغالب. الحديث: 535 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 536- أخبرنا أبو منصور بن مندويه وغيره قالا: ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو عبيد، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن سعيد، عن إسماعيل السدي، عن رفاعة الفتياني قال: كنت مع المختار فأردت قتله، فذكرت حديثاً حدثنيه عمرو بن الحمق -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أمن رجلاً على دمه ثم قتله فأنا بريء منه، وإن كان المقتول من أهل النار)) . قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري، تفرد به أبو عبيد عن ابن مهدي، ورواه الأشجعي أيضاً عن سفيان ورفاعة من بني فتيان -بالفاء وبعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها ثم بياء معجمة باثنتين من تحت- بطن من بجيلة. ويشتبه بالقتباني بطن من رعين -بالقاف والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها ياء معجمة بواحدة- ينسب إليه جماعة من أهل مصر. الحديث: 536 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 فأما روايته عن رجل عن آخر عنه 537- فأخبرنا إسماعيل بن السراج، أنا أبو طاهر [أنا] الدارقطني، ثنا دعلج بن أحمد، (ح) وأخبرنا به عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن جعفر بن سليم قالا: ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد الدورقي، ثنا بشر بن الحارث، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن يحيى القطان قال: قال لي ابن المبارك: إذا لقيت سفيان فلا تسأله عن شيء إلا عن رأيه؟ الحديث: 537 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 وقد سمع عبد الرحمن بن مهدي من سفيان بن عيينة الكثير أيضاً ثم روى عن رجل عن آخر عنه 538- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثت شعبة، عن سفيان بن عيينة، عن (الزهري، عن) سالم، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- [ص: 276] قال: ما سمعته يقرأ إلا فامضوا إلى ذكر الله. فقال [شعبة] : وجب عليك ضرب مائة؛ يكون عندك مثل هذا فلم تحدثني بي. الحديث: 538 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 539- أخبرنا أبو علي، ثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان بن عيينة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك --رضي الله عنه- قال: صليت أنا ويتيم خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأم سليم خلفنا. هذا حديث صحيح للبخاري. الحديث: 539 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 540- قرأت على هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن الواسطي ببغداد: أخبركم أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، أنا علي بن الحسن الدقاق، ثنا محمد بن عبد الله الدهان، ثنا محمد بن الحسن بن إبراهيم بن فيل، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا يحيى بن حسان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وتعزروه} قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما ذاكم؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: ((لتنصروه)) . الحديث: 540 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 541- حدثنا الإمام قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ إملاء، أنا المعلى بن إبراهيم العرفجي بمكة حرسها الله، أنا عبد العزيز بن بندار الشيرازي، أنا علي بن جهضم، ثنا محمد بن علي أبو بكر الكرجي، حدثني أبو محمد الرصافي، قال: خرج أبو حمزة يشيع بعض الغزاة فسمع قائلاً يقول: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول قال: فسقط مغشياً عليه. آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 541 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس والعشرين من رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: عبد الله بن وهب المصري سمع من مالك بن أنس الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عنه 542- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد المقري بقراءة والدي عليه -رحمه الله- سنة خمس، أنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الدليلي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا حرملة بن يحيى، أنا عبد الله بن وهب، أخبرني مالك بن أنس، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن بلال بن الحارث المزني -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله تعالى بها سخطه إلى يوم يلقاه)) . هذا حديث مشهور من حديث محمد بن عمرو، رواه عنه الناس، غير أنهم اختلفوا عليه في إسناده على وجوه: الحديث: 542 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 543- أخبرنا به عالياً من حديث مالك أبو بكر محمد بن الفضل القصار وأبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، وأبو الحسين علي بن هاشم الشريف العلوي -رحمهم الله جميعاً- سنة أربع وخمسمائة قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا القعنبي، (ح) قال أبو القاسم: وثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، (ح) قال أبو القاسم: وثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن عبد الحكم، جميعاً عن مالك بإسناده، نحوه. الحديث: 543 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 544- وأخبرنا به أعلى منهما القاضي أبو منصور بن مندويه وغيره، قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، [ص: 278] وسعيد بن عامر، قالا: ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده، عن بلال بن الحارث -رضي الله عنه-، نحوه. زاد في إسناده جد محمد بن عمرو، وهو: علقمة، وتابعهما عليه جماعة. الحديث: 544 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عن مالك 545- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدثني محمد بن عمر بن سالم، ثنا محمد بن أحمد بن الهيثم، ثنا موهب بن يزيد، ثنا ابن وهب، حدثني أيوب بن سعد قال: سمعت عبيد الله بن عمر يقول: مالك بن أنس أفضل أهل زمانه أحب ذاك محب وأبغضه مبغض. الحديث: 545 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري سمع من مالك الموطأ وروى عن رجل عن آخر عنه 546- أخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر بن أبي نزار -رحمه الله-، أنا جدي أبو عمر المطهر، وأبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي قالا: أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري، ثنا محمد بن عبدان بن عبد الغفار، ثنا أبو مصعب، ثنا مالك بن أنس، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، قال: سمعت أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس فيما دون خمس ذود صدقة، وليس فيما دون خمس أواق صدقة، وليس فيما دون خمسة أوسق صدقة)) . الحديث: 546 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 547- (ح) وبه قال: ثنا مالك، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه. هذا حديث صحيح على شرط البخاري من حديث مالك من الروايتين جميعاً. ومحمد هو: ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة نسب إلى جده. الحديث: 547 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عن مالك 548- فأخبرنا به إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرعيني المعدل، المعروف بابن النسائي بمصر، ثنا علي بن أحمد بن سليمان، ثنا أحمد بن سعيد الفهري قال: سمعت أبا مصعب قال: قال لي ابن أبي حازم: [قال سليمان بن بلال: سألت مالكاً، عن مسألة، فقلت له: قال ابن أبي حازم] كذا وكذا، وقال فلان: كذا وكذا، فقال: أما ابن أبي حازم فشغله التجارة، وأما فلان فقد دخل أرض مسيلمة. الحديث: 548 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 إسماعيل بن أبي أويس ابن أخت مالك بن أنس سمع من مالك الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عنه 549- أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الواحد الشروطي، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن يوسف النصيبي، ثنا الحارث بن محمد التميمي، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المديني، ثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم، وذكر أن النار شكت إلى ربها عز وجل فأذن لها في كل عام بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف)) . هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم عن إسحاق بن موسى عن معن بن عيسى عن مالك كذلك. الحديث: 549 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 550- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني حدثني محمد بن عمر بن سليم أبو بكر الأشقر، ثنا محمد بن أحمد بن الهيثم المصري، ثنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم العلاف بمصر، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني [ص: 280] أبي، عن ربيعة، عن أبي عبد الرحمن قال: أخبرني مالك بن أنس فتى أصبح، عن نافع، أن ابن عمر -رضي الله عنهما- كان يقول: إذا فاتتك الركعة فقد فاتتك السجدة. الحديث: 550 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي روى عن عبد الرزاق بن همام الكثير ورحل إلى اليمن للسماع منه بنفقة أعطاه يزيد بن هارون ثم روى عن رجل عن آخر عنه 551- أخبرنا غانم بن [أبي] نصر البرجي، وأبو علي الحداد قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة، قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- قالت: أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة -رضي الله عنها- اشتد مرضه حتى أغمي عليه قالت: فتشاور نساؤه في لده فلدوه، فلما أفاق قال: ((ما هذا إلا فعل نساء جئن من هاهنا)) وأشار إلى أرض الحبشة، وكانت فيهن أسماء قالوا: يا رسول الله، كنا نتهم بك ذات الجنب؟ قال: ((إن ذاك لداء ما كان الله عز وجل ليقذفني به لا يبقى في البيت أحد إلا التد إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم)) ، يعني عباساً -رضي الله عنه- فالتدت ميمونة وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث: 551 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 552- وجدت فيما روى أبو عثمان بن أبي هريرة، أخو أبي علي بن أبي هريرة، ثنا أبو مسعود، أنا بعض أصحابنا، عن أبي أسامة. 553- وأخبرنا به إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا دعلج بن [ص: 281] أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا محمد بن أبان البلخي، ثنا أبو أسامة، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها-: أنها زفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعها لعبها. الحديث: 552 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 554- أخبرنا الإمام أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد الحافظ بقراءتي عليه، أنا علي بن أحمد البندار بقراءتي عليه ببغداد، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي، ثنا أبو بكر محمد بن يحيى النديم، أنشدنا المبرد، محمد بن يزيد: هموم أناس في فنون كثيرة ... وهمي من الدنيا صديق مساعد تكون كروح بين شخصين قسما ... فجسماهما جسمان والروح واحد آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 554 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 مجلس أملي يوم السبت الرابع من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: يحيى بن سعيد الأنصاري روى عن الزهري أحاديث كثيرة وروايته عنه تدخل في رواية الأقران، ثم روى عن رجل عن آخر عنه 555- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن عمرو الخلال، ثنا يعقوب بن حميد، ثنا سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد وعمرو بن دينار ومعمر بن راشد، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة -رضي الله عنها-: أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر ذات ليلة إلى السماء فقال: ((سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن، أيقظن صواحب الحجر، فلرب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة)) . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن صدقة، عن ابن عيينة عن الثلاثة، غير أنه في رواية عمرو ويحيى لم يسم هنداً. وقال عن امرأة. الحديث: 555 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 556- فأخبرنا أبو علي الحداد سنة سبع وغيره بعده -رحمهما الله- قالا: أنا أبو منصور الخطيب، ثنا أبو الشيخ، ثنا محمد بن العباس، حدثني أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، ثنا سويد بن عمرو الكلبي، ثنا زهير بن معاوية، حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري: أن ابن جريج أخبره، عن سليمان بن موسى الدمشقي، أن الزهري محمد بن مسلم حدثه: أن عروة بن الزبير حدثه: أنه سمع عائشة -رضي الله عنها- تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، ولها الذي أعطاها بما أصاب منها فإن اشتجروا فذلك إلى السلطان، والسلطان ولي من لا ولي له)) . هذا حديث ثابت مشهور يحتج به، وقد رواه يعلى بن عبيد عن يحيى بن سعيد، مثله. الحديث: 556 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 يحيى يروي عن نافع مولى ابن عمر حديثاً كثيراً ثم روى عن رجل عن آخر عنه 557- أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنا يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن جارية لآل كعب بن مالك كانت ترعى غنماً لهم بسلع، فخافت على شاة منها، فأخذت حجراً فذبحتها به فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بأكلها. الحديث: 557 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 558- (ح) قال الحارث: ثنا خلف، ثنا زائدة، ثنا يحيى بن سعيد (به نحوه) ، وليس فيه: ابن عمر. الحديث: 558 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 فأما روايته عن رجل عن آخر عنه 559- فأخبرنا أبو شكر حمد بن علي الجدال، وأبو بكر محمد بن الفضل [القصار] وأبو غالب أحمد بن العباس وأبو محمد بن أبي الفوارس الديلمي، -رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا علي بن عياش، ثنا إسماعيل بن عياش، حدثني يحيى بن سعيد: أخبرني صالح بن كيسان أن إسماعيل بن محمد بن سعيد أخبره أن نافعاً أخبره، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما يحسد من حسد أو كما شاء الله أن يقول على خصلتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل أعطاه الله مالاً فهو ينفقه)) . الحديث: 559 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 رواية الليث بن سعد عن رجل عن آخر عن أبي الزبير سوى من تقدم 560- أخبرنا أبو نعيم عبيد الله بن الحسن الحافظ وغيره إذناً، رحمهما الله، أن أبا مسعود الحافظ أخبرهم، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر العطار الحافظ، ثنا أبو علي زاهر بن أحمد بسرخس، ثنا أبو بكر محمد بن سهل بن عبد الله القهستاني المعروف بأبي تراب بطوس، ثنا إسحاق بن الحسن الطحان المصري، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني ابن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنه نهى أن يقتل شيء من الدواب صبراً)) . للليث بهذا الإسناد أحاديث. الحديث: 560 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 رواية الليث عن رجل عن آخر عن عطاء بن أبي رباح سوى من تقدم 561- وبهذا الإسناد عن الليث: حدثني ابن وهب، حدثني ابن جريج، حدثني [ص: 284] عطاء بن أبي رباح، ثنا صفوان بن يعلى بن أمية حدثه، عن يعلى بن منية -رضي الله عنه- قال: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة العسيرة، وكانت أوثق أعمالي في نفسي، فكان لي أجير فقاتل إنساناً فعض أحدهما صاحبه فانتزع أصبعه فانقلعت ثنيته، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته، قال عطاء: فحسبت أن صفوان قد سمى لي الغلام فنسيته. صحيح من حديث ابن جريج، غريب من هذا الوجه عنه. الحديث: 561 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 آدم بن أبي إياس يروي عن شعبة وكان مكيناً عنده ولم يكن يدع شعبة أحداً يكتب عنده إلا آدم؛ فإنه كان يستملي له ببغداد ويكتب قياماً وكان (من ضابطي) أصحابه، ثم روى عن رجل عن آخر عنه 562- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد إملاء، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، أن أباه رضي الله عنه كان في الشمس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتحول إلى الظل. الحديث: 562 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 563- فأخبرنا الحسن بن أحمد المقري إذناً، أنا الخليل بن عبد الله الحافظ كتب إليه: حدثني محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي إملاء بنيسابور، ثنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد، ثنا الحسن بن مسعود العسقلاني، ثنا آدم بن أبي إياس، ثنا محمد بن كثير المصيصي، ثنا ابن المبارك، عن شعبة، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن [ص: 285] عبد الله -رضي الله عنهما- يقول: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مريض، فدعا بوضوء فتوضأ، ثم نضح علي من وضوئه فأفقت، فقلت: إن لي أخوات فنزلت آية الفرائض. قال الخليل: غريب جداً، حسن من رواية الأقران، آدم، عن محمد وهما غريبان ومحمد يوافق ابن المبارك في شيوخ الشام بل أدرك من لم يدركه ابن المبارك. لم يروه إلا الحسن وهو ثقة. الحديث: 563 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 أبو حاتم الرازي سمع من عبدة بن سليمان المروزي الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عنه 564- أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي بقراءتي عليه، أنا أبو نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، أنا أبو السائب عتبة بن عبد الرحمن القاضي، ثنا أبو الحسن علي بن الحسن المظالمي إملاء، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، ثنا عبدة بن سليمان المروزي، ثنا ابن المبارك، أنا أبان بن عبد الله البجلي، عن أبي بكر حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص قال: خرجت مع ابن عمر -رضي الله عنهما- إلى المصلى يوم العيد فلم أره صلى قبلها ولا بعدها، فذكرنا ذلك له، فقال: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. الحديث: 564 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 فأما روايته عن رجل عن آخر [عنه] 565- فأخبرنا محمد بن إبراهيم التاجر، أنا عبد الرحمن بن محمد، وأحمد بن الفضل الكاتب، قالا: أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا أبو بكر بن الفافا، أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا عمران بن هارون، عن عبدة -يعني ابن سليمان- قال: قيل لابن المبارك: لو أتيت هذا الرجل فوعظته قال: ليس الآمر الناهي من دخل عليهم إنما الآمر الناهي من جانبهم. الحديث: 565 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 طريق ثان لأبي حاتم كذلك 566- بهذا الإسناد عن ابن أبي حاتم قال: ذكره أبي، حدثني محمود بن إبراهيم ابن سميع، حدثني عمار بن موسى قال: سمعت عبدة -يعني ابن سليمان- يقول: رأيت ابن المبارك بين يدي أبي إسحاق الفزاري ومعه ألواح فقلت له في ذلك، فقال: ما أراني أدعه حتى أموت -يعني طلب الحديث-. الحديث: 566 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 567- أخبرنا أبو منصور عبد الواحد بن منصور المعبر بقراءتي عليه، أنا أبو معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري بمكة قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمود الزوزني شيخ الصوفية ببغداد قال: سمعت أبا بكر؟؟؟؟ يقول سمعت الحسن بن منصور وهو على الحسبة يقول: طلبت المستقر بكل أرض ... فلم أر لي بأرض مستقرا أطعت مطامعي فاستعبدتني ... فلو أني قنعت لكنت حرا الحديث: 567 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: موسى بن هارون الحافظ الحمال سمع من إسحاق بن راهويه الكثير، ثم روى عن رجل عن آخر عنه 568- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، والسيد أبو الحسين علي بن هاشم بن طاهر العلوي، قراءة على كل واحد منهما -رحمهما الله- قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني الحافظ، ثنا موسى بن هارون، ثنا إسحاق بن راهويه، (ح) قال أبو القاسم: وثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني، قالا: ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن عبد الوهاب بن بخت، عن عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاري -رضي الله [ص: 287] عنهما- يرتميان، فمل أحدهما فجلس، فقال له الآخر: كسلت؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كل شيء ليس من ذكر الله تعالى فهو لهو أو سهو إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الغرضين، وتأديبه فرسه، وملاعبة أهله، وتعلم السباحة)) . هذا حديث غريب لا يروى عن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن مسلمة، قاله الطبراني في غير هذه الرواية. الحديث: 568 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 569- فأخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن هارون، ثنا عطية بن بقية، حدثني أبي، ثنا إسحاق بن راهويه، عن المعتمر بن سليمان التيمي، عن محمد بن فضالة، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله يعني: عن أبيه -رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس. قال سليمان: لم يروه عن بقية إلا ابنه. الحديث: 569 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 محمد بن عاصم المديني الأصبهاني يروي عن يزيد بن هارون وعمن هو أقدم منه ثم روى عن رجل عن آخر عن يزيد 570- أخبرنا أبو طاهر أحمد بن مسعود بن أحمد بن شذرة المديني خطيبها بها، بقراءتي عليه، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسين الإسكافي المقري، ثنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي المقري، ثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، ثنا محمد بن عاصم بن عبد الله أبو جعفر، ثنا يزيد بن هارون، ثنا سليمان التيمي، عن سعد بن مسعود، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: ما من أحد له أبوان فيصبح [ص: 288] وهو محسن إليهما إلا فتح الله عز وجل له بابين من الجنة، ولا يسخط عليه واحد منهما فيرضى الله عز وجل عنه حتى يرضى. قال: قلت: وإن كان ظالماً؟ قال: وإن كان ظالماً. الحديث: 570 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عنه 571- فأخبرنا أبو طاهر هذا، أنا أبو الحسين، ثنا أبو عمر، ثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبدة -هو ابن سليمان-، عن آدم بن أبي إياس، ثنا أبو خالد يزيد بن هارون، عن حسن بن خليفة، عن ثابت البناني، قال: خرج رجل يوماً فنظر على السماء فرآها مصحية فقال: إنا لله ليس مطر، ثم رجع إلى نفسه فقال: فيم أنا هاهنا وما أنا وهذا وما لي ولهذا؟ فتعبد بتلك الكلمة زماناً. الحديث: 571 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 علي بن عبد الله بن المديني سمع من حماد بن زيد على ما ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبو بكر بن ثابت الخطيب ثم روى عن رجل عن آخر عنه 572- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، ثنا محمد بن أحمد الكاتب، ثنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا علي بن المديني، ثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد يقول: أخوف ما أخاف على أيوب وابن عون: الحديث. الحديث: 572 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 الفضل بن محمد العطار الأنطاكي سمع من هشام بن عمار ويروي عن رجل عن آخر عنه 573- أخبرنا أبو الفتح السراج، ثنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قال: [أنا] أبو الحسن [ص: 289] الدارقطني، ثنا أبو بكر النقاش، قال: سمعت الفضل بن محمد يقول: قلت لهشام بن عمار: عندنا بأنطاكية من يحدثنا عن الوليد بن مسلم عنك، عن أبيك، فقال: روى عني الوليد بن مسلم، وروى عني من هو أجل من الوليد: محمد بن شعيب بن شابور. الحديث: 573 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 فأما روايته عن رجل عن آخر عنه 574- فأخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا محمد بن الحسن النقاش، ثنا الفضل بن محمد العطار بأنطاكية، ثنا الحسين بن إسحاق الأنطاكي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا هشام بن عمار الدمشقي، عن أبيه أن أبا عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- لما هزم الروم يوم اليرموك قال لأصحابه: صلوا على ظهور دوابكم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرفع النصر ما دام الطلب)) . هذا آخر ما حضرني من هذا النوع. الحديث: 574 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 575- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا محمد بن حماد البربري، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا أبو أسامة، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: جلب رجل من أهل البصرة سكراً إلى أهل المدينة فكسد عليه فذكر لعبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، فأمر قهرمانه أن يشتريه، ثم يدعو الناس فيهبهم إياه، فقال البائع لعبد الله بن جعفر، آخذ معهم؟ قال: نعم. قال الإمام أبو موسى -حرسه الله-: قد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من جابر بن عبد الله بعيراً فأوفاه ثمنه، ثم رد عليه بعيره. الحديث: 575 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 576- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، قال: قال: أبو العباس ثعلب واسمه أحمد بن يحيى، وقال علي بن محمد المدايني، عن عوانة قال: رأى عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما رجلاً معه نجيب يريد بيعه فقال لمولى له: اشتر هذا النجيب، وأعجبه فاشتراه بثمانين ديناراً فلما قبض ثمنه قال: [ص: 290] وقد ننزع الحاجات يا أم مالك ... كرائم من رب بهن ضنين فقال عبد الله لمولاه: ادفع إليه نجيبه ولا تأخذ منه ثمنه. الحديث: 576 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 577- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا خلف بن عمرو، ثنا سليمان ابن أبي شيخ، عن محمد بن الحكم، عن عوانة، أن رجلاً كانت له قينة وكان بها معجباً، وكان له يسار، ثم تضعضعت حاله، وقل ما في يديه، فقالت له الجارية: إن رأيت أن تبيعني وتنتفع بثمني، وأصير أنا إلى قوم أنتفع بهم؟ فأتى بها عمر بن عبيد الله بن معمر فباعها منه بأربعين ألفاً، فلما قبض المال بكى وقال: فلولا قعود الدهر بي عنك لم يكن ... فراقك إلا بعد موتي فاعذري أبيت بحزن من فراقك موجع ... أناجي به قلباً طويل التفكر عليك سلام لا زيارة بيننا ... ولا وصل إلا أن يشاء ابن معمر قال: فأنا قد شئت، فخذ بيدها مع الأربعين ألفاً. آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 577 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن عشر من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: [10] باب ذكر نوع آخر. وهو: أن يروي رجل عن شيخ له قد سمع منه، ثم يروي عن رجل عن آخر عن ثالث عن ذلك الشيخ. من ذلك: رواية جماعة من الصحابة -رضي الله عنهم- ذكرناهم في رباعيات الصحابة وخماسيهم لم نعد ذكرهم. فأما ممن بعدهم: محمد بن سيرين روى عن عمران بن حصين رضي الله عنهما وقد سمع منه على ما ذكره أبو حاتم الرازي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين وأورد مسلم بن الحجاج في صحيحه من هذه الترجمة ثلاثة أحاديث ثم روى ابن سيرين عن رجل عن ثان عن ثالث عنه 578- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي، وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد -رحمهما الله- قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا: أخبرنا أبو عبد الله الجمال في كتابه قالا: ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن عبد الله بن [ص: 292] صبيح، عن محمد بن سيرين قال: ذكر في مجلس عمران بن حصين -رضي الله عنهما- الميت يعذب ببكاء الحي، فقال عمران: قاله نبيكم صلى الله عليه وسلم. هذا لفظ الطبراني. الحديث: 578 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 579- وبهذا الإسناد الذي تقدم، عن أبي داود، ثنا يزيد بن إبراهيم قال: سألت محمد بن سيرين، عن حديث عمران فقال: قال عمران للحكم الغفاري -رضي الله عنهما- وكلاهما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هل تعلم يوم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا طاعة في معصية الله عز وجل)) قال: نعم، قال عمران: الله أكبر، الله أكبر. هذا حديث مشهور من حديث محمد بن سيرين، رواه عنه جماعة جمة. ولابن سيرين عن عمران أحاديث صالحة. الحديث: 579 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 فأما ما بين ابن سيرين وعمران في إسناده ثلاثة أنفس 580- فأخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ رحمه الله، أنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن عمر الصفار، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن عقيل، رحمهما الله، قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، قالا: أنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا سعيد بن محمد بن ثواب الحصري، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو الصباح محمد بن الليث، (ح) وأخبرنا هبة الله بن عبد الله أبو القاسم بن الواسطي بكرخ بغداد، بقراءتي عليه -رحمه الله-، أنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أنا أبو بكر الخيري، أنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني، ثنا محمد بن يحيى قالوا: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران -يعني ابن حصين رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها في صلاته، فسجد سجدتي السهو ثم تشهد ثم سلم. [ص: 293] هذا لفظ الطبراني، وهو صحيح على شرط مسلم، أخرجه من حديث خالد هذا، وهو من حديث ابن سيرين عنه غريب فرد، تفرد به الأنصاري عن أشعث، ورواه أناس عن الأنصاري. الحديث: 580 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 581- أخبرنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي بقراءتي عليه، أنا غانم بن عبد الواحد بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو سعيد الزعفراني، ثنا عبد الله بن محمد بن زياد، قال: قال محمد بن يحيى -عقيب هذا الحديث-: وما أرى أشعث إلا واهماً فيه، لأن ابن عون رواه عن محمد قال: نبئت عن عمران أنه قال: ثم سلم ولم يذكر التشهد. الحديث: 581 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 582- أخبرنا هبة الله بن عبد الله بن الواسطي بقراءتي عليه ببغداد، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، أخبرني أبو سعد الماليني بقراءتي (ح) وأخبرنا الحسن بن محمد بن إبراهيم أبو نصر الحافظ بقراءتي، أنا أبو شكر غانم بن عبد الواحد، أنا أبو بكر الرباطي المفسر قالا: أنا أبو بكر محمد بن أحمد المقيد، ثنا سعيد بن عجب الأنباري، ثنا أيوب بن سليمان، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا أشعث، عن ابن سيرين، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشهرة. قال أحمد بن علي الحافظ: كذا قال، وما أراه إلا وهماً، والمحفوظ بهذا الإسناد حديث السهو، وأظن بعض الرواة صحف السهو بالشهرة، والله تعالى أعلم. الحديث: 582 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 583- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا علي بن محمد بن عبيد الحافظ، ثنا أحمد بن زهير بن حرب، ثنا علي بن المديني على باب عفان، ثنا معاذ بن معاذ، عن أشعث بن عبد الملك، عن محمد بن سيرين، عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- حديث القرعة بين المملوكين الستة، نحو حديث حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة. الحديث: 583 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 584- أخبرنا بحديث حماد أبو غالب الكوشيذي، وأبو طاهر الدشتج وفاطمة الجوزدانية، قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا عبد الواحد بن الهيثم أبو سعد الصفار، قالا: أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، (ح) قال الطبراني وثنا أبو مسلم الكجي، ويوسف القاضي قالا: ثنا سليمان بن حرب، (ح) قال وحدثنا يوسف القاضي والحسين بن إسحاق التستري قالا: ثنا أبو الربيع الزهراني قالوا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين رضي الله عنه: أن رجلاً أعتق ستة أعبد عند موته لم يكن له مال غيرهم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال للرجل قولاً شديداً، فجزأهم -يعني ثلاثة أجزاء- فأقرع بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث أيوب، وقد رواه عن أيوب غير واحد وتفرد به من حديث ابن سيرين، عن خالد معاذ بن معاذ. وأورده مسلم أيضاً في الصحيح من حديث هشام، عن ابن سيرين، عن عمران نفسه، وهذا مما اعترض فيه على مسلم. الحديث: 584 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 يحيى بن سعيد الأنصاري يروي عن عروة بن الزبير أحاديث ثم روى حديثاً لعروة بينه وبينه في إسناده ثلاثة 585- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا أبو معمر القطيعي، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هدايا الأمراء غلول)) . رواه عن إسماعيل محمد بن بكير أيضاً. الحديث: 585 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 فأما ما بينه وبين عروة فيه ثلاثة 586- فأخبرنا أبو سعد محمد بن علي بن إبراهيم الكاتب بقراءة والدي عليه سنة خمس وأبو علي الحداد سنة سبع وجعفر بن عبد الواحد رحمهم الله قالوا: أنا أبو منصور الخطيب، أنا أبو الشيخ، ثنا أبو جعفر بن الجارود، ثنا هارون بن إسحاق، ثنا يعلى [ص: 295] يعني ابن عبيد، عن يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، وقبله قال: ((لا نكاح إلا بولي فأيما امرأة نكحت بغير إذن ولي فنكاحها باطل ثلاثاً، فمن لم يكن له ولي فالسلطان ولي من لا ولي له)) . الحديث: 586 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 يعلى هو: ابن عبيد وتابعه زهير بن معاوية وأبو حمزة السكري عن يحيى، ورواه شجاع بن الوليد عن يحيى عن سليمان نفسه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 587- قرأت على عبد الواحد بن حمد أبي المظفر المقري رحمه الله: أخبركم أحمد بن الفضل المقري إذناً، حدثنا أبو القاسم علي بن عمر الهمداني، ثنا أبو أحمد بن عدي قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سأل أصحاب الحديث الزيادة من علي بن حجر فأنشأ يقول: لكم مائة في كل يوم أعدها ... حديثاً حديثاً لست زائدكم حرفا وما طال فيها من حديث فإنني ... به طالب منكم على قدره صرفا فإن أقنعتكم فاسمعوها صريحة ... وإلا فجيئوا من يحدثكم ألفا آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 587 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس والعشرين من شعبان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: سليمان الأعمش سمع من مجاهد بن جبير الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 588- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه رحمهم الله سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن علي بن مهرة، ثنا سليمان بن [ص: 296] أحمد الطبراني، ثنا محمد بن أسد بن يزيد الأصبهاني، ثنا أبو داود الطيالسي، (ح) قال سليمان: وثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عمرو بن مرزوق، (ح) وأخبرنا غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحداد قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود قالا: ثنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته} فقال: ((لو أن قطرة من الزقوم قطرت في بحار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معايشهم فكيف بمن يكون طعامه)) . ترجمة مجاهد عن ابن عباس صحيحة أخرجها كل واحد من أصحاب الصحاح في كتبهم. الحديث: 588 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 فأما ما رواه عن رجل عن ثان عن ثالث عنه 589- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد، ثنا الحسين بن إدريس بهزاتم، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال: وكان أبو معاوية إذا ذهب في حاجة وصى من يترك عند الأعمش أن يتحفظ عليه ما يمر بعده قال: فكان يجيء فيسأله عما مر بعده قال: فجئت يوماً فذكرها لي: أن ذكر عن مجاهد: من إيجاب المغفرة إطعام المسلم السغبان. [قال: فسألته عنه فقال لي: أليس أنت حدثتني به، عن هشام، عن سعيد العلاف، عن مجاهد؟ قال: فقلت له: فحدثني به، فحدثني به، قال ابن عمار: فألقى الأعمش: أبا معاوية وهشاماً وسعيداً، وقال مجاهد، ثم قال ابن عمار: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن حسان، عن سعيد العلاف، عن مجاهد قال: من إيجاب المغفرة إطعام المسلم السغبان] . هذا حسن جداً عزيز من حديث الأعمش عن أبي معاوية، وهو من رواية الأكابر، عن الأصاغر وقد جاز تدليس الأعمش في هذا على جماعة من الناس. الحديث: 589 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 590- أخبرنا به الحسن بن أحمد المقري ثنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، ثنا محاضر، عن الأعمش، عن مجاهد قال: إن من موجبات المغفرة إطعام الجايع السغبان. الحديث: 590 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 يحيى بن أبي كثير اليمامي يروي عن عروة بن الزبير أحاديث ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 591- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي، ثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام الدستوائي، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، ثنا معمر قالا: عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة بن الزبير، حدثه قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل لا يقبض العلم بقبض يقبضه ولكن يقبض العلماء بعلمهم)) الحديث. صحيح من حديث هشام بن عروة وأبي الأسود عن عروة. الحديث: 591 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 فأما ما رواه عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 592- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا الحسن بن الخضر المعدل بمكة، ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر، ثنا يحيى بن درست، ثنا أبو إسماعيل القناد، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يقطع إلا في ربع دينار فصاعداً)) . الحديث: 592 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 سفيان الثوري سمع من أبي إسحاق السبيعي الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 593- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أحمد بن يوسف أبو بكر بن خلاد العطار النصيبي ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق –هو الفزاري-، عن سفيان، (ح) وأخبرناه عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا ابن أبي مريم واسمه عبد الله بن محمد، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء بن [ص: 298] عازب رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يحمل التراب قد كاد يواري ظهره وهو يقول: والله لولا ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأولى قد بغوا علينا ... إذا أردوا فتنة أبينا هذا لفظ رواية الحارث، وهو صحيح من حديث شعبة وغيره عن أبي إسحاق. الحديث: 593 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 فأما ما رواه عن شيخ عن ثان عن ثالث عنه 594- فأخبرنا أحمد بن عبد الله بن المظفر بن محمد بن ماجه وإسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد أبو الوفا ابن الفتح فيما أذنا لي رحمهما الله قالا: أنا أبو زيد طلحة ابن عبد الرزاق بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ، أنا عمر بن الحسن بن مالك، ثنا محمد بن زكريا البغدادي، (ح) وأخبرنا أبو الفتح ابن الإخشيد قراءة عليه أنا محمد بن أحمد بن محمد، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا محمد بن محمود الواسطي، ثنا محمد بن زكريا بن يحيى بن الصلت، ثنا سويد بن سعيد، ثنا محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت سفيان الثوري يحدث، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي [بن] كعب رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام طبع كافرا)) . صحيح من حديث المعتمر أخرجه مسلم عن القعنبي عنه، قيل: تفرد به المعتمر، عن أبيه، وتفرد به رقبة، عن أبي إسحاق، ويقال: رواه عبد الجبار بن العباس عن أبي إسحاق وهو من حديث الثوري غريب. الحديث: 594 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 595- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب، ثنا محمد بن صالح بن الوليد، ثنا أبو حفص عمرو بن علي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فجاءته جارية فقالت: مولاي فلان الصيرفي يقرئك السلام، وقالت: يقول بعث إلي إنسان بعشرة آلاف درهم، فقال: ادفعها إلى سفيان بن عيينة، وهي عندي، فأخذ منها سفيان ثلاثة آلاف درهم وبقيت عنده سبعة آلاف، فجاء ابن أخيه عمران ذات يوم مع جماعة يخطب إليه بنته فقال: مرحباً يا ابن أخي جاء يطلب أخته إلا أن الله عز وجل قد أحلها له، ثم قال: اقرأ عشر آيات من كتاب الله عز وجل؟ فلم يحسن، فقال: هات ثلاثة أحاديث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلم يحسن، فقال: هات ثلاثة أبيات شعر من شعر العرب؟ فلم يحسن، فقال: لا تحسن آيات من كتاب الله تعالى ولا حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبيات شعر. اذهب إلى فلان الصيرفي فخذ منه أربعة آلاف درهم وتزوج إلى من شئت، وبقي عند الصيرفي ثلاثة آلاف درهم، فمر به الصيرفي يوماً فقال: ألا تبعث إلى بقية المال من يأخذه؟ قال أبو حفص -وقد كان الصيرفي قضى له حاجة- فقال: هو لك، فقال الرجل: لا حاجة لي بها، وأنا عنها غني، فقال: ابن أخيك اليتيم ادفعها إليه ولا تراجعني فيه. الحديث: 595 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 596- أخبرنا عبد الواحد بن حمد المقري، أنا أحمد بن الفضل المقري إذناً، ثنا أبو القاسم الهمذاني، ثنا أبو أحمد بن عدي، أنشدنا منصور بن إسماعيل الفقيه لنفسه: أجالس كلاً وإن لم يكن ... على ما أحب سوى الأحمق فإني أجالسه مرة ... وأنهض عنه فلا نلتقي آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 596 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: سفيان بن عيينة سمع من عمرو بن دينار الكثير ثم روى حديثاً بينه وبين عمرو في إسناده ثلاثة 597- أخبرنا الإمام والدي رحمه الله بقراءتي عليه، أنا مكي بن منصور قدم علينا، (ح) ، وأخبرناه عالياً أبو بكر الشيروي فيما أذن لي رحمه الله قالا: أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا زكريا بن يحيى أبو يحيى المروزي ببغداد، ثنا سفيان بن عيينة الهلالي، عن عمرو، عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو -كذا قال رضي الله عنه- قال: حاصر النبي صلى الله عليه وسلم أهل الطائف فلم ينل منهم شيئاً، قال: ((إنا قافلون غداً إن شاء الله)) قال المسلمون: أنرجع ولم نفتحه؟! قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اغدوا على القتال غداً)) فأصابهم جراح، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنا قافلون غداً إن شاء الله)) فأعجبهم ذلك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. كذا وقع في هذه الرواية عبد الله بن عمرو، ولأبي العباس السايب بن فروخ الشاعر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أحاديث إلا أن هذا الحديث إنما هو عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد وهم فيه جماعة من الحافظ فصيروه في مسند عبد الله بن عمرو، وهو صحيح أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عيينة. الحديث: 597 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 فأما ما وقع في إسناده بينه وبين عمرو ثلاثة 598- فأخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، أنا محمد بن حميد، ثنا عصام بن غياث، ثنا أبو رفاعة، (ح) وأخبرنا سعيد ابن أبي الرجاء وغيره رحمهما الله قالا: أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو عروبة وعبد الجبار بن نعيم الحصني ومحمد بن خالد بن يزيد البردعي والقاسم بن خليد القاضي، (ح) وأخبرنا هبة الله بن الواسطي ببغداد رحمه الله، أنا أبو بكر بن [ص: 301] [ثابت، ثنا محمد بن] الفرج البزاز، أنا عمر بن محمد الناقد، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وإسماعيل بن الفضل السراج قالا: أنا أحمد بن الفضل المقري، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله، ثنا أبو علي الحسين بن الوليد بتستر، ثنا محمد بن مخلد بن حفص قالوا: أنا أبو رفاعة واسمه عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يبيت مالاً ولا يقبله. فقال رجل: يا أبا محمد سماع من عمرو بن دينار؟ فقال: دعه لا تفسده، قال: سماع من عمرو؟ قال: ابن جريج عن عمرو، قال: سماع من ابن جريج عن عمرو؟ قال: أبو عاصم عن ابن جريج؟ قال: يا أبا محمد سماع من أبي عاصم؟ قال: ويحك كم تفسده، قال: سماع من أبي عاصم؟ قال: لا، حدثنيه علي بن المديني عن أبي عاصم. هذا رواية أبي علي عن أبي نعيم، زاد هبة الله في روايته ثم قال سفيان: تلوموني على علي بن المدني، لما أتعلم منه أكثر مما يتعلم مني. الحديث: 598 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 وقد سمع سفيان بن عيينة من الزهري الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 599- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة سبع، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، (ح) وأخبرناه عالياً عبد الغفار بن محمد فيما كتب إلي من نيسابور، أنا أبو بكر القاضي، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا زكريا بن يحيى قالا: ثنا سفيان، ثنا الزهري قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سقط النبي صلى الله عليه وسلم من فرس فجحش شقه الأيمن، فدخلنا نعوده فحضرت الصلاة، فصلى بنا قاعداً وصلينا خلفه قياماً، فلما قضى صلاته قال: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به؛ فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعون)) . [ص: 302] هذا لفظ رواية الحميدي وزاد: قال سفيان: وكان لفظ الزهري إذا حدث عن أنس وسهل: سمعت، سمعت. هذا حديث صحيح من حديث ابن عيينة بالاتفاق. الحديث: 599 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 فأما ما بينه وبينه فيه ثلاثة 600- فإني وجدت عن أبي مسعود الرازي قال: سمعت أبا داود الحفري يقول: سفيان بن عيينة أحذق بالتدليس من هشيم، قال: أبو مسعود: حدثت عن ابن عيينة أنه روى حديثاً عن الزهري، فقيل: حدثكم الزهري؟ فقال: معمر عن الزهري، [فقيل له: أحدثكم معمر عن الزهري؟] فقال: بلغني عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري، لو سكت كان خيراً لك. الحديث: 600 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 طريق آخر له كذلك 601- أخبرنا أبو علي الحداد وأبو الفتح بن الإخشيد قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الهروي، ثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد الزبيري [بن] أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أبي عبد الله، ثنا علي بن المديني قال: كنا يوماً عند سفيان بن عيينة فقال الزهري: عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما الناس كإبل مائة)) . فقيل له: سمعت من الزهري؟ فقال: دعه لا تفسده، معمر عن الزهري، فقيل له: سمعته من معمر؟ فقال: دعه لا تفسده، عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، فقيل: سمعته من عبد الرزاق؟ فقال: سمعته من هذا الفتى -يعني علياً- يذكره عن عبد الرزاق. الحديث: 601 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 602- (ح) أخبرنا بهذا الحديث عالياً غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحداد رحمهما الله قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان الطبراني، ثنا إسحاق الدبري، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة)) . هذا حديث صحيح من حديث الزهري رواه عنه جماعة. الحديث: 602 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 603- أخبرنا أبو منصور بن زريق ببغداد، أنا أبو بكر بن ثابت، أنا ابن الفضيل -يعني محمد بن الحسين بن الفضل-، أنا دعلج بن أحمد، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا الحسن بن علي، ثنا علي -يعني ابن المديني- قال: قال سفيان: جالست عمرو بن دينار من ثنتين وعشرين سنة، ومات سنة ست وعشرين، وجالسته وأنا ابن أربع عشرة سنة. قال أبو بكر: كذا قال، وهو خطأ، وصوابه: جالست عمرو بن دينار سنة ثنتين وعشرين، ومات سنة ست وعشرين، قال أبو بكر: أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا جعفر بن كزال قال: سمعت أبا مسلم يعني المستملي قال: سمعت سفيان يقول: سمعت من عمرو ما لبث نوح في قومه. - (ح) قال أبو بكر: أنا أبو نعيم، ثنا إبراهيم بن محمد المزكي، أنا أبو العباس السراج قال: سمعت سلمان بن توبة يقول: سمعت علياً يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ابن عيينة أحب إلي في الزهري من معمر. الحديث: 603 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 604- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن غندر قال: سمعت محمد بن جعفر بن سهل العسكري يقول: سمعت العباس الترقفي يقول: خرج علينا سفيان بن عيينة يوماً فنظر إلى أصحاب الحديث فقال: فيكم أحد من أهل مصر؟ فقالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم الليث بن سعد؟ قالوا: توفي، فقال: هل فيكم أحد من أهل الرملة؟ فقالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم ضمرة بن ربيعة الرملي؟ قالوا: توفي، قال: هل فيكم أحد من أهل حمص؟ قالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم بقية بن الوليد؟ قالوا: توفي، قال: هل فيكم أحد من أهل دمشق؟ قالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم الوليد بن مسلم؟ قالوا: توفي، قال: هل فيكم أحد من أهل قيسارية؟ قالوا: نعم، قال: ما فعل فيكم محمد بن يوسف الفريابي؟ قالوا: توفي، قال: فبكى طويلاً ثم أنشأ يقول: خلت الديار فسدت غير مسود ... ومن الشقاء تفردي بالسؤدد آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 604 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: الليث بن سعد سمع من الزهري الكثير كما تقدم ذكرنا له ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 605- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر بن المقري، (ح) وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن موسى المؤدب رحمه الله، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى المؤدب رحمه الله، أنا عبد الرزاق بن عمر بن موسى، أنا أبو بكر بن المقري إجازة، ثنا أبو بكر محمد بن زبان بن حبيب بمصر، ثنا محمد بن رمح، (ح) قال ابن المقري وحدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن خالد الرملي قالا: ثنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها أن قريشاً أهمتهم شأن المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة رضي الله عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتشفع في حد من حدود الله عز وجل، ثم قام فاختطب -وقال ابن رمح فخطب- فقال: يا أيها الناس إنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)) . هذا حديث صحيح متفق عليه؛ أخرجه البخاري عن قتيبة وأبي الوليد وسعيد بن سليمان، ورواه مسلم عن قتيبة وابن رمح هذا، جميعاً عن الليث. الحديث: 605 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 فأما ما رواه الليث وبينه وبين الزهري في إسناده ثلاثة 606- فأخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي، أنا أبو منصور عبد الرزاق بن أحمد الخطيب، أنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي بنيسابور، أنا أبو حامد أحمد بن حمدون بن عمارة الأعمش، ثنا أبو حصين جعفر بن الزبرقان، ثنا أبو صالح كاتب الليث، حدثني الليث، ثنا عبد الله بن وهب المصري، عن ابن جريج، عن سليمان بن [ص: 305] موسى، عن الزهري. عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل)) . الحديث: 606 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 طريق آخر للليث كذلك 607- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا المطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن مسلم بن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها: أنه سألها عن الآية من سورة النساء: {وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى} قالت: أنزلت في اليتيمة تكون عند الرجل فتكون شريكته في المال فينكحها بدون ما تعطى ثم يسيء صحبتها. الحديث: 607 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 608- (ح) وبهذا الإسناد عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها في قول الله عز وجل يعني: {ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب} ، إنما أنزلت في الرجل تكون عنده اليتيمة يملك أمرها فلا ينكحها ويرغب عنها ويمسكها حتى تموت ويرثها. قال سليمان: لم يرو هذين الحديثين عن ابن الهاد إلا سعيد، تفرد بهما الليث عن خالد. الحديث: 608 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 طريق ثالث للليث كذلك 609- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا أحمد بن منصور الرمادي (ح) وأخبرنا به عالياً أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني ابن الهاد، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((بينما أنا نائم رأيتني على قليب، فنزعت منها ما شاء الله تعالى، ثم نزع ابن [ص: 306] أبي قحافة ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف وليغفر الله له، ثم استحالت غرباً فأخذها عمر بن الخطاب، فلم أر عبقرياً من الناس ينزع نزعه حتى ضرب الناس بعطن)) . هذا حدث صحيح، أخرجه مسلم عن جماعة عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، وعند الليث بهذا الإسناد عن الزهري أحاديث. الحديث: 609 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 رواية الليث عن أبي الزبير وعن رجل عن آخر عن ثالث عنه 610- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يونس بن محمد، ثنا ليث، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج مفرداً وأقبلت عائشة رضي الله عنه مهلة بعمرة حتى إذا كانت بسرف عركت، حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة وبالصفا والمروة وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحل منا من لم يكن معه هدي قال: فقلنا حل ماذا؟ قال: الحل كله، قال: فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب، وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع ليال، ثم أهللت يوم التروية، ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة فوجدها تبكي فقال: ((ما شأنك)) قالت: شأني أني قد حضت، وقد حل الناس ولم أحلل ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن قال: ((فإن هذا أمر كتبه الله تعالى على بنات آدم، فاغتسلي ثم أهلي بحج)) ففعلت ووقفت الموقف حتى إذا طهرت طافت بالكعبة وبالصفا والمروة ثم قال: ((قد حللت من حجك وعمرتك جميعاً)) فقالت: يا رسول الله إني أجد في نفسي إن لم أطف بالبيت حتى حججت قال: ((فاذهب بها يا عبد الرحمن بن أبي بكر فأعمرها من التنعيم وذلك ليلة الحصبة)) . هذا حديث صحيح على شرط مسلم دون البخاري، أخرجه عن قتيبة وابن رمح، عن الليث. الحديث: 610 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 فأما ما رواه الليث وبينهما فيه ثلاثة 611- فأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد يعني ابن يزيد، عن سعيد يعني ابن أبي هلال، عن محمد بن عجلان أن أبا الزبير المكي أخبره: أنه رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنه إذا سجد حتى يرفع رأسه من السجدة الأولى فقعد على أطراف أصابعه ويقول: إنه من السنة. قال سليمان: لم يروه عن أبي الزبير إلا ابن عجلان، ولا عن ابن عجلان إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا خالد، تفرد به الليث. الحديث: 611 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 612- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز ببغداد، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت، أنا محمد بن الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، ثنا يعقوب بن سفيان قال: قال ابن بكير: وأخبرني من سمع الليث يقول: كتبت من علم ابن شهاب علماً كثيراً، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت أن لا يكون لله عز وجل فتركت ذلك. الحديث: 612 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 613- أخبرنا الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ببغداد، أنا أبو عبد الله محمد بن فتوح الحميدي إجازة، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال المصري بها، ثنا هبة بن إبراهيم الصواف، ثنا أبو يعقوب بن الدخيل، ثنا العقيلي، ثنا زكريا بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، [ثنا] عمي هو سعيد بن أبي مريم، ثنا الليث بن سعد قال: قدمت مكة فجئت أبا الزبير، فدفع إلي كتابين وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته فسألته أسمع هذا كله من جابر، فرجعت إليه فسألته فقال: منه ما سمعت ومنه ما حدثت عنه، فقلت: أعلم لي على ما سمعت، فأعلم [لي] على هذا الذي عندي. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 613 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس عشر من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: الليث بن سعد سمع من سعيد المقبري أحاديث صالحة ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 614- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر، ثنا الليث، حدثني سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه فيسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته)) . هذا إسناد صحيح، أخرج مسلم في صحيحه بهذا الإسناد حديثاً، وهذا الحديث وأمثاله يروى من غير إنكار ولا تأويل اقتداء بالسلف الصالح فيه. الحديث: 614 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 فأما ما رواه وبينهما فيه ثلاثة 615- فأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا المطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن عمر بن السائب، عن أسامة بن زيد، عن يعقوب بن الأشج، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل لا ينزع العلم منكم بعدما أعطاكموه انتزاعاً ولكن يقبض العلماء بعلمهم ويبقى الناس جهالاً فيسألون فيفتون فيضلون ويضلون)) . قال سليمان: لم يروه عن سعيد إلا يعقوب، ولا [عن] يعقوب إلا أسامة، ولا عن أسامة إلا عمر، تفرد به الليث. الحديث: 615 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 وقد روى الليث عن نافع مولى ابن عمر نسخة سمعها منه ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 616- أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النصر هاشم بن القاسم وعاصم بن علي قالا: ثنا الليث، حدثني نافع، عن عبد الله رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [أنه] قال: ((لا يحلبن أحدكم ماشية رجل بغير إذنه، أيسر أحدكم أن يؤتى مشربته فيكسر باب خزانته فيؤخذ طعامه، فإنما يخزن لهم ضروع مواشيهم أطعمتهم، فلا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه)) . لفظ هاشم هذا صحيح على شرط مسلم، أخرجه عن قتيبة وابن رمح عن الليث. الحديث: 616 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 فأما ما رواه من حديث نافع وبينهما ثلاثة 617- فأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا المطلب، ثنا عبد الله حدثني الليث، حدثني عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن بكير بن عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قال رجل لآخر: يا كافر، وجب الكفر على أحدهما)) . هذا حديث صحيح من حديث نافع، لم يروه عن عبيد الله إلا الليث. الحديث: 617 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 وقد روى الليث عن حيوة بن شريح -أبي زرعة الكندي المصري- الكثير –وليس بحيوة بن شريح الحضرمي الحمصي- ثم روى حديثاً له وبينهما في إسناده ثلاثة 618- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، وأبو بكر محمد بن أبي القاسم القصار، [ص: 310] ونوشروان الديلمي رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا الطبراني، ثنا مطلب، (ح) وأخبرنا أبو علي سنة خمس، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل سمويه قالا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني حيوة بن شريح، عن ابن شفي [واسمه حسين، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قفلة كغزوة)) . زاد الطبراني: يريد القفول من الغزو. الحديث: 618 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 619- (ح) وبهذين الإسنادين عن الليث، عن حيوة، عن شفي، وفي رواية سمويه: عن ابن شفي] ، عن شفي، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((للغازي أجره وللجاعل أجره)) . زاد الطبراني: وأجر الغازي. [هذا لفظ الطبراني] . الحديث: 619 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 فأما روايته عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 620- فأخبرنا أحمد بن علي بن موسى رحمه الله، أنا أبو الطيب بن شمة، أنا ابن المقري، أنا محمد بن زبان، أنا محمد بن رمح، أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب: أن يعقوب بن عبد الله بن الأشج وحيوة يعني حدثاه، عن القعقاع: أن رميثة بنت حكيم قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لم أزل أصلي ثماني ركعات وما كنت لأدعهن ولو نشر لي أبي من القبر)) . الحديث: 620 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 621- (ح) قال: وأخبرنا ابن المقري، ثنا أحمد بن عبد الوارث، ثنا عيسى بن حماد، أنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب، عن يعقوب بن الأشج، عن القعقاع: أن رميثة بنت خالد قالت: إني سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: لم أزل أصلي، وذكر مثله. كذا ذكره، وأظنه الأصح، غير أن أبا عبد الله بن منده رحمه الله ذكر في تاريخه: رميثة بنت حكيم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم روى عنها القعقاع، ولم يذكرها كذلك في معرفة الصحابة. الحديث: 621 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 622- أخبرنا أبو منصور بن زريق ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا محمد بن أحمد بن رزق، أنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، ثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل قال: سمعت أبي رحمه الله يقول: أصح الناس حديثاً عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، ليث، يفصل ما روى عن أبي هريرة وما روى عن أبيه، عن أبي هريرة، هو ثبت في حديثه جداً. الحديث: 622 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 623- أخبرنا ابن زريق، أنا الخطيب أخبرني الأزهري، ثنا إسماعيل بن سعيد، ثنا الحسين بن القاسم الكوكبي، أنا المبرد قال: وجه صالح بن شيخ يعني جد بشر بن موسى الأسدي إلى سعيد بن سليم بجوذابة أوزة ولم يوجه بالأوزة فكتب إليه سعيد: بعثت إلينا بجوذابة ... فأين التي جاء جوذابها فقال صالح لابنه موسى: أجبه، فقال موسى: بعثنا إليك بجوذابة ... وجاز الأوزة أربابها وذلك حظ الفتى الباهلي ... فلا يتعبنك تطلابها آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 623 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: الليث بن سعد سمع من يحيى بن سعيد الأنصاري الكثير ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 624- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، حدثني يحيى بن سعيد، عن محمد بن المنكدر، عن يزيد بن نعيم بن هزال، عن جده هزال رضي الله عنه: أنه قال لماعز بن مالك رضي الله عنه: اذهب [ص: 312] إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بحديثك، فأتاه فأخبره، فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم مراراً، فجعل يردد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال: ((أبه جنون؟)) قالوا: لا. قال: ((أفبكر أم ثيب؟)) قالوا: بل ثيب، فأمر به فرجم، ثم قال: ((ويحك [يا هزال] لو سترته بردائك كان خيراً لك)) . رواه عكرمة بن عمار عن يزيد أتم منه، وللحديث طرق. الحديث: 624 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 فأما ما في إسناده بينهما ثلاثة 625- فأخبرنا أبو علي الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله العبدي سمويه، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عبيد الله بن أبي جعفر، عن أبي الأسود، عن هشام بن عروة، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها: أنها قالت في لحوم الضحايا: كنا نملح منه ويقدم به أناس إلى المدينة فقال: ((لا تأكلوا إلا ثلاثة أيام ليست بالعزيمة ولكن أراد تطعمون منه)) . الحديث: 625 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 وقد روي عن الليث عن الحسن البصري حديث ذكرناه فيما تقدم من هذا الكتاب وذكرنا روايته عن رجل عن آخر عنه وقد روى حديثاً بينهما فيه ثلاثة 626- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا أبو بكر أحمد بن عبد الوارث بن جرير العسال بمصر، ثنا أبو موسى عيسى بن حماد زغبة، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن خالد بن كثير: أن أبا حفص العمري حدثه: أن الحسن البصري حدثه: أن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته، فأخذت الإداوة فذهبت معه، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم [من حاجته] توضأ وعليه جبة ضيقة الكمين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يخرج ذراعيه فلم يستطع من ضيقهما، فأخرج يده فجعلهما على منكبيه، فغسل وجهه ويديه ومسح على الخفين والعمامة -وذلك يوم صلى وراء عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه- وذلك أن [ص: 313] رسول الله صلى الله عليه وسلم تأخر في مخرجه فجاء وأصحابه يصلون وراء عبد الرحمن بن عوف يؤمهم، فتأخر عبد الرحمن، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى وراءه. غريب هذا الإسناد ولم أكتبه إلا من هذا الوجه. الحديث: 626 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 أحمد بن حنبل الشيباني سمع من عبد الرحمن بن مهدي الكثير ثم حكى عن رجل آخر عنه وهذا من النوع الذي قبله يقدم إليه 627- أخبرنا هبة الله بن الحصين ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو سعيد قالا: ثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، وقال أبو سعيد: ثنا عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله، ما تقول في رجل لقي امرأة لا يعرفها فليس يأتي الرجل من امرأته شيئاً إلا قد أتاه منها غير أن لا يجامعها؟ قال: فأنزل الله عز وجل هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} الآية فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((توضأ ثم صل)) قال معاذ رضي الله عنه: فقلت: يا رسول الله أله خاصة [أم للمؤمنين عامة] ؟ قال: ((بل للمؤمنين عامة، بل للمؤمنين عامة)) . هذا حديث مشهور له طرق. الحديث: 627 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 فأما ما حكاه عن رجل عن آخر عنه 628- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي قال: قال عفان: قال يحيى بن سعيد: إن عبد الرحمن بن مهدي يقول: إن شعبة كان يقول: حدثنا فلان، للذي حدث عنه شعبة، قال أبي: وإنما أراد عفان أن يعيب بهذا عبد الرحمن. الحديث: 628 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 629- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا إبراهيم بن عبد الله النيسابوري، ثنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت زياد بن أيوب يقول: كنا في مجلس هشيم، فلما قام أخذ أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وخلف بن سالم بيد فتى منا فأدخلوه مسجداً، وكتبوا عنه وكتبنا، فإذا هو عبد الرحمن بن مهدي. الحديث: 629 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 630- أخبرنا أبو منصور بن زريق ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان الدقاق، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، ثنا عمر بن محمد بن شعيب الصابوني ثنا حنبل بن إسحاق قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قدم علينا عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمانين وأبو بكر هاهنا - يعني ابن عياش- وقد خضب وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكنت أراه في مسجد الجامع، ثم قدم علينا بعد، فأتيناه ولزمناه وكتبت عنه هاهنا نحواً من ستمائة، [أو] سبعمائة، وكان في سنة ثمانين يختلف إلى أبي بكر بن عياش. الحديث: 630 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 631- أخبرنا الإمام الحافظ أبو نصر الغازي رحمه الله، أنا أبو إسماعيل الأنصاري بهراة قال: سمعت الفضل بن محمد يقول: رأيت بخط خالي محمد بن يعقوب بن إسحاق قال: ثنا [أبي، ثنا] أبو صالح بلال بن إسماعيل المقري السمرقندي، قال: بلغني عن عبد الرحمن بن مهدي قال: كاد هذا الغلام أن يكون إماماً في بطن أمه -يعني أبا عبد الله أحمد رحمه الله-. الحديث: 631 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 632- قرأت على عبد الوهاب الأنماطي ببغداد، أخبركم محمد بن فتوح الأندلسي، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد الدهان، ثنا أبو جعفر أحمد بن الحسن بن محمد البردعي، ثنا أبو هريرة أحمد بن عبد الله العدوي، قال: قرأت على حائط في دير أبي إسحاق باللاهون: لقد كتبت بكفي منتهى أثري ... وقد علمت بإتقان وتثبيت أن الكتاب سيبقى بعد كاتبه ... وأن نفسي إلى هلك وتمويت وأنني وجميع الناس كلهم ... إلى فناء وتفريق وتشتيت آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 632 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 مجلس آخر أملي يوم السبت غرة شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: طريق رابع للليث بن سعد عن رجل عن آخر عن ثالث عن الزهري 633- أخبرنا أبو بكر تمام بن أحمد بن محمد بن الإخشيد الطهراني وأمه لامعة أم العلاء بنت محمد بن عمر كلاهما بطهران أصبهان رحمهما الله قالا: ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم الطبراني، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المصاحفي، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني قالا: ثنا الحسن بن إسماعيل القاضي، ثنا محمد بن إشكاب، ثنا أبو سلمة وهو منصور بن سلمة الخزاعي، أنا ليث [يعني] ابن سعد، عن يزيد بن الهاد، عن عبد الوهاب بن أبي بكر، عن عبد الله بن مسلم، عن ابن شهاب، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال: ((نهر أعطانيه ربي عز وجل أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وفيه طير كأعناق الجزر)) ، فقال عمر رضي الله عنه: يا رسول الله، إن تلك الطير ناعمة، قال: ((آكلها أنعم منها يا عمر)) . رواه يحيى بن بكير وغيره عن الليث، وعبد الرحمن بن مسلم هو أخو الزهري. الحديث: 633 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 634- أخبرنا به أبو العباس أحمد بن علي الأسواري رحمه الله إذناً، أخبرنا أحمد بن جعفر الفقيه إجازة، ثنا أبو سعد الماليني، ثنا أبو الفرج البلوطي، ثنا أبو بكر بن مجاهد، ثنا محمد بن عبد الله بن المنادي، ثنا يونس، ثنا الليث، نحوه. الحديث: 634 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 عمرو بن مرة روى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عنه 635- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله غير مرة، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، ثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، ثنا يزيد بن هارون، أنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضع رجله بيني وبين فاطمة رضي الله عنها [ص: 316] فعلمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا: ثلاثاً وثلاثين تسبيحة وثلاثة وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة. قال علي رضي الله عنه: فما تركتها بعد. فقال [له] رجل: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين. هذا حديث عال من حديث يزيد بن هارون، غريب من حديث عمرو، تفرد به العوام، ورواه مجاهد عن ابن أبي ليلى. الحديث: 635 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 فأما الذي رواه وبينهما في إسناده ثلاثة 636- فأخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري إذناً، أنا أبو طالب العشاري إجازة، (ح) وأخبرنا هبة الله بن عبد الله الشروطي بكرخ بغداد، أنا أحمد بن علي الحافظ، أنا محمد بن علي بن الفتح هو العشاري، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، ثنا عبد الله بن عبد الغفار العجلي، ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عمرو بن مرة، عن هلال بن يساف، عن عمرو بن ميمون، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، قال هلال: فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقال: حدثتني امرأة من الأنصار: أن أبا أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوماً من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألم تسمعي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: وما قال؟ فرب خير قد أتى به صلى الله عليه وسلم، قال: قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ القرآن في ليلة؟)) قلنا: يا رسول الله وأينا يطيق ذلك؟ قال: ((يقرأ أحدكم {قل هو الله أحد} ثلاث مرات؛ فإنها تعدل ثلث القرآن. الحديث: 636 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمهما الله سمع من أبيه ما لم يسمعه غيره وشارك الناس فيما سمعوا منه 637- أخبرنا أبو منصور بن زريق القزاز ببغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب قال: قال ابن المنادي: لم يكن في الدنيا أحد أروى عن أبيه منه؛ لأنه سمع المسند وهو ثلاثون [ص: 317] ألفاً، والتفسير وهو مائة ألف وعشرون ألفاً، سمع منها ثمانين ألفاً والباقي وجادة، وسمع الناسخ والمنسوخ، والتاريخ، وحديث شعبة، والمقدم والمؤخر في كتاب الله تعالى، وجوابات القرآن، والمناسك الكبير والصغير، وغير ذلك من التصانيف وحديث الشيوخ. (ح) قال الخطيب: أنا علي بن محمد المعدل، أنا أبو علي الصواف قال: قال عبد الله بن أحمد: كل شيء أقول: قال أبي، فقد سمعته مرتين وثلاثة، وأقله مرة. الحديث: 637 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 638- أخبرنا أبو بكر [محمد] بن عبد الباقي الأنصاري رحمه الله، أنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى، (ح) وأخبرنا الزبير أبو القاسم الحصين، أنا أبو علي بن المذهب قالا: ثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا ابن نمير، ثنا مسعر، عن أبي العنبس، عن أبي العدبس، عن أبي مرزوق، عن أبي غالب، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمنا إليه فقال: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً)) ، فكأنا اشتهينا أن يدعو الله لنا. فقال: ((اللهم اغفر لنا وارحمنا وأرض عنها وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله)) ، فكأنا اشتهينا أن يزيد، فقال: ((قد جمعت لكم الأمر)) . الحديث: 638 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 فأما ما رواه وبينه وبين أبيه ثلاثة فيه 639- فأخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو عبد الرحمن الحلبي ابن أخي الإمام، حدثني أبو بكر الأعين، عن حميد الخزاز، عن أحمد بن حنبل رحمه الله، عن علي بن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاذ بن معاذ، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أظنه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن كهيئة الوفرة. الحديث: 639 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 640- أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن البنا ببغداد رحمه الله، أنا أبو محمد الجوهري، ثنا أبو عمر بن حيويه، أنا أبو عبد الله بن عرفة قال: أحسن بعض المحدثين في قوله: إن وجه الحمى لوجه صفيق ... حين يسطو به جهاراً نهارا لم تشن وجهه المليح ولكن ... جعلت ورد وجنتيه بهارا آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 640 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن من شهر شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: [11] باب نوع آخر. وهو أن يروي رجل عن شيخ سمع منه ثم روى حديثاً بينهما فيه أربعة: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رحمه الله سمع من معاذ بن معاذ العنبري ثم روى عن رجل عن آخر عن ثالث عن رابع عنه 641- أخبرنا أبو منصور بن زريق رحمه الله ببغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب أخبرني الأزهري، أنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن عمرو بن جابر قال: سمعت عبد الله -يعني ابن أحمد- يقول: [سمعت أبي يقول] : ما رأيت أفضل من حسين الجعفي وسعيد بن عامر، وما رأيت أحداً أعقل من معاذ بن معاذ العنبري. الحديث: 641 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 642- أخبرنا ابن زريق، أنا الخطيب، أنا العتيقي، أنا محمد بن عدي البصري في كتابه، ثنا أبي عبيد الآجري قال: سمعت أبا داود يقول: بلغني عن أحمد بن حنبل قال: ما رأيت أعقل من معاذ كأنه صخرة. الحديث: 642 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 فأما الذي بينهما فيه أربعة 643- فأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا محمد بن محمد بن صالح بن أحمد، حدثني إبراهيم بن يوسف بن خالد بالري، ثنا الفضل بن زياد، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو خيثمة، ثنا يحيى بن معين، ثنا علي بن المديني، ثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من شعورهن حتى تكون كالوفرة. وقد روي هذا الحديث عن أحمد بإسناد آخر بينه وبين معاذ فيه رجلان. الحديث: 643 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 [12] باب نوع آخر. نذكر فيه من سمع حديثاً من رجل، ثم أدرك شيخ شيخ شيخه فسمع منه ذلك الحديث، إذ قد يكثر من أدرك شيخ شيخه نذكرهم على ترتيب الحروف: أسامة بن زيد عن رجل عن آخر عن القاسم بن محمد حديثاً سمع بعضه من القاسم 644- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، حدثني أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، ثنا أحمد بن شعيب النسائي، أخبرني محمد بن إسماعيل، ثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني عبد الله بن موسى وأثنى عليه إبراهيم، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: في بريرة ثلاث سنن: أردت أن أشتريها فأعتقها فقال أهلها: لا نبيعها إلا أن يشترط لنا ولاؤها، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله تعالى ولا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إن كل شرط ليس في كتاب الله ولا سنة نبيه باطل، إنما الولاء لمن أعتق)) ، فلما عتقت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اختاري)) وكان لها زوج مملوك، وتصدق عليها بصدقة لحم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هو عليها صدقة ولنا هدية)) . قال علي بن عمر: هذا حديث غريب من حديث الزهري عن القاسم، وقد سمع أسامة بن زيد من القاسم بعض هذا الحديث، وقد ذكرنا روايته عن القاسم بهذا الحديث فيما تقدم. الحديث: 644 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن رجل عن آخر عن أبيه سعد حديثاً سمعه من أبيه 645- أخبرنا هبة الله بن الحصين رحمه الله ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يعقوب -يعني ابن إبراهيم بن سعد-، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن عبيد [الله] بن معمر قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: أهوى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبلني، قالت: فقلت له: يا رسول الله إني صائمة، قالت: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا صائم)) ثم قبلني. قال عبد الله: حدثني أبي، ثنا يعقوب وسعد هما ابنا إبراهيم بن سعد قالا: ثنا أبي، عن أبيه، عن طلحة بن عبد الله، نحوه. الحديث: 645 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 إسماعيل بن منصور بن إسحاق القاضي عن رجل عن آخر عن سليمان بن حرب ما سمعه من سليمان 646- أخبرنا أبو منصور بن زريق، [أنا] الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، ثنا أبو سهل بن زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا علي بن المديني، ثنا يحيى بن سعيد، عن سليمان بن حرب قال: سمعت حماد بن زيد يقول: أخوف ما أخاف على أيوب وابن عون: الحديث. قال القاضي: وسمعته من سليمان، ولكني لهذا أحفظ، أو كما قال القاضي. الحديث: 646 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 ثابت بن حماد عن رجل عن آخر عن خالد الحذاء حديثاً سمعه من خالد 647- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا عمرو بن عيسى بن عثمان الآجري، ثنا أبي، ثنا ثابت بن حماد، حدثني خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن جابر بن سليم، (ح) قال ثابت: وحدثني شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يذكره، عن أبي تميمة فقلت -يعني لأبي إسحاق-: ممن سمعته؟ قال: من خالد البصري، قال شعبة: فلقيت خالداً فحدثني به، عن أبي تميمة، عن جابر بن سليم رضي الله عنه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((اتق الله تعالى ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تصب من دلوك في إناء المستسقى، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط)) وذكر الحديث بطوله. كذا ذكره الدارقطني، وهذا حديث غريب من حديث شعبة عن خالد، لا أعرفه إلا من هذا الوجه. الحديث: 647 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 648- قرأت على أبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري في منزله بالتسترية من غربي بغداد: أخبركم أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن شمعون إملاء، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك، أنا المنذر بن محمد بن المنذر، حدثني أبي، حدثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، عن أبان بن تغلب، في قوله عز وجل: {كهيعص} يقال في تفسيرها: لا إله إلا الله، من حساب الجمل على الحروف؛ لأن الكاف عشرون، والهاء خمسة، والياء عشرة، والعين سبعون، والصاد تسعون، وكذلك عدد حروف: لا إله إلا الله. الحديث: 648 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 649- أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن نجا بن شاتيك الدباس بباب المراتب من شرقي بغداد، أنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، أنا أبو الحسن علي بن عمر السكري، ثنا إسماعيل بن العباس الوراق، ثنا السري بن عاصم، ثنا يحيى [ص: 322] ابن سعيد الأموي، عن هشام بن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم [قال] : ((إن من الشعر حكمة)) . قال السري: وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، من ذلك يقول: ومن يرد الدنيا لعيش يسره ... فسوف لعمري عن قليل يلومها إذا أدبرت كانت على المرء فتنة ... وإذا أقبلت كانت قليلاً دوامها آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 649 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس عشر من شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: حماد بن زيد عن رجل عن آخر عن أيوب حديثاً سمعه من أيوب 650- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي رحمه الله، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري والحسن بن علي الفسوي قالا: ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن محمد بن سيرين، عن أيوب السختياني، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي. (ح) وقد سمعه حماد عن غير يحيى أيضاً، عن ابن سيرين. الحديث: 650 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 651- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا زكريا بن يحيى المكفوف، ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق وأبي الخشينة، عن ابن سيرين، عن أيوب السختياني، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع ما ليس عندي. [ص: 323] رواه أحمد بن إبراهيم الموصلي، عن حماد، عن أبي خشينة واسمه عبد الله بن سعد يقال: ابن السعدي، بصري من أصحاب الحسن. الحديث: 651 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 652- أخبرنا أبو غالب، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا يوسف القاضي، ثنا سليمان بن حرب، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم قراءة، وعمر بن عبد الله بن الهيثم أبو القاسم إجازة قالا: أنا أبو بكر القباب، ثنا محمد بن شيرازاذ، ثنا يحيى الحماني قالا: ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي. وربما يظن من لا خبرة (له) بالحديث أن حماد أرسله عن أيوب أو دلسه عنه، ولا يعرف أن حماداً ليس من أهل التدليس فبين سماع حماد لهذا عن أيوب بما: الحديث: 652 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 653- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الحسن بن علي بن الوليد الفسوي، ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن عتيق، عن محمد بن سيرين، عن أيوب، عن يوسف بن ماهك، عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبيع ما ليس عندي -أو قال: سلعة ليست عندي-. (ح) قال حماد: وحدثني أيوب، عن يوسف، عن حكيم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. ولقد كانوا يتسمعون الحديث نازلاً أولاً [ثم يهتدون بعد ذلك] إلى سماعه عالياً، فلا يدعون رواية النازل أصلاً بل كانوا يروونه مرة نازلاً ومرة عالياً قضاء لحق كل واحد من الشيخين ومعرفة لحق من أسمعه أولاً ذلك الحديث، وهذا هو حق العلم. ولإسناد هذا الحديث علل ليس هذا موضوع ذكرها. الحديث: 653 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 الحسن بن موسى الأشيب عن رجل عن آخر عن شيبان حديثاً سمعه من شيبان 654- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني، ثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا الفضل بن سهل الأعرج، ثنا الحسن الأشيب، ثنا شيبان، عن ليث، عن [ص: 324] عطاء، عن عائشة رضي الله عنها. (ح) قال: وحدثنا شيبان، عن ليث، عن عبد الله بن عبيد، عن عياض بن عروة -كذا قال- عن عائشة رضي الله عنها قالت: أفطر الحاجم والمحجوم. قال الحسن الأشيب: وحدثني أحمد بن حنبل، عن هاشم أبي النضر، عن شيبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا. كذا قال، مرسلاً. الحديث: 654 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 655- (ح) قال الدارقطني: ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا [أبي ثنا] هاشم بن القاسم، ثنا أبو معاوية شيبان، عن ليث، عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مثله. الحديث: 655 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 خالد بن خداش عن رجل عن آخر عن مالك حديثاً سمعه من مالك 656- أخبرنا أبو علي الحداد فيما أذن لي: أن أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الحافظ كتب إليه من قزوين: حدثني محمد بن عبد الله النديم، ثنا أحمد بن محمد بن زياد، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا خالد بن خداش، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن الحسن بن محمد ابن الحنفية، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة. (ح) قال حماد بن زيد: ثم لقيت مالكاً فحدثنيه. قال خالد: ثم لقيت مالكاً فحدثنيه. الحديث: 656 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 زيد بن الحباب عن رجل عن آخر عن موسى بن علي حديثاً سمعه 657- أخبرنا الإمام أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الكوفي المقري رحمه [ص: 325] الله، أنا أحمد بن علي الحافظ إذناً، أنا أبو بكر البرقاني، أنا عمر بن نوح البجلي، ثنا علي بن فضالة الصغدي، ثنا أبو بكر الكلوذاني يعني محمد بن رزق الله، (ح) قال أحمد: وأخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الرقي، ثنا أبو الحسين عبد الله بن القاسم بن سهل الصواف بالموصل، ثنا عبد الله بن زياد، ثنا محمد بن رزق الله -واللفظ لحديث البرقاني-، ثنا زيد بن الحباب، ثنا سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد، عن موسى بن علي اللخمي، عن أبيه، عن أبي قيس مولى عمرو، عن عمرو -يعني ابن العاص رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم [قال] : ((فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)) . (ح) قال زيد: فلما ذهبت لأقوم من مجلس سفيان قال لي رجل: أنا خلفت أسامة حياً بالمدينة، فركبت راحلتي وأتيت المدينة، فلقيت أسامة فقلت: حديث حدثنيه سفيان الثوري عنك، عن موسى بن علي، عن أبيه، عن أبي قيس مولى عمرو، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)) . [قال: نعم، حدثني موسى بن علي بن رباح اللخمي، عن أبيه، عن أبي قيس مولى عمرو، عن عمرو رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)) ] . قال زيد: فلما ذهبت لأقوم من مجلس أسامة قال لي رجل: أنا خلفت موسى بن علي حياً بمصر، فركبت راحلتي وأتيت مصر، فجلست ببابه، فخرج إلي شيخ راكب فرس قال: ألك حاجة؟ قلت: نعم، حديث حدثنيه سفيان الثوري، عن أسامة بن زيد عنك، عن أبيك، عن أبي قيس مولى عمرو، عن عمرو رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فرق ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر)) . يعني فحدثني بهذا الحديث. الحديث: 657 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 658- أخبرنا به عالياً أبو علي سنة ثمان، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان إملاء وقراءة، ثنا بكر بن سهل، ثنا أبو صالح، ثنا موسى به. الحديث: 658 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 659- أخبرنا أبو منصور بن زريق رحمه الله ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا [ص: 326] عبد الله بن علي القرشي، أنشدنا يوسف بن إبراهيم الجرجاني، أنشدنا أبو نعيم عبد الملك محمد، أنشدنا ابن خراش الحافظ، واسمه: عبد الرحمن بن يوسف: وقائل كيف تهاجرتما ... فقلت: قولاً فيه إنصاف لم يك من شكلي فتاركته ... والناس أشكال وآلاف آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كيراً. آخر الجزء السادس. الحديث: 659 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 الجزء السابع من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الإمام الحافظ محيي السنة أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني أبقاه الله مما لم يسبق إليه، نفعنا الله تعالى والمسلمين به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الإمام الحافظ، محيي السنة، شمس الحفاظ، أبو موسى، محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني، حرسه الله، إملاء من لفظه يوم السبت الثاني والعشرين من شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: زيد بن الحباب عن رجل عن آخر عن مالك بن مغول حديثاً سمعه من مالك 660- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله سنة أربع وسنة ست، وغانم بن أبي نصر البرجي رحمه الله سنة ست وسنة سبع وخمسمائة قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا محمد بن عاصم المديني، ثنا زيد بن الحباب، عن مالك بن مغول، ثنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وأنا على باب المسجد، فأخذ بيدي فأدخلني المسجد، فإذا رجل يصلي يدعو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، قال: ((والذي نفسي بيده لقد سأل الله تعالى باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب)) . وإذا رجل من جانب المسجد يقرأ، فقال: ((لقد أعطي هذا مزماراً من مزامير آل داود عليه السلام)) ، فقلت: يا رسول الله أخبره؟ قال: ((نعم)) ، فأخبرته فقال: لن تزال لي صديقاً. وإذا هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه. قال زيد: فحدثت به زهير بن معاوية قلت: إن سفيان حدثنا بهذا الحديث عن [ص: 330] مالك بن مغول، فلقيت مالكاً فكتبته عنه، فقال زهير: سمعت أبا إسحاق السبيعي حدثنا به عن مالك بن مغول. هذا حديث عال من حديث زيد، غريب من حديث زهير عن أبي إسحاق، تفرد به زيد عنه، وقد روي عن شريك، عن أبي إسحاق، عن مالك، واختلف فيه على شريك، ورواه عن مالك سوى من ذكرناه: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن داود الخريبي، وعبيد الله بن موسى، ومعلى بن الفضل، ورواه الحسن بن عرفة، ويحيى بن جعفر بن الزبرقان، وإسحاق بن منصور، وصالح بن حامد. وأخرجه مسلم في الصحيح من حديث ابن نمير عن مالك، وأخرجه الترمذي، وأبو داود في كتابيهما، ورواه محمد بن جحادة عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، ورواه حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة، عن حنظلة بن علي، عن محجن بن الأدرع، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه حديث آخر أخرجه النسائي من هذا الوجه. الحديث: 660 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 سفيان بن عيينة عن رجل عن آخر عن عاصم بن عبيد الله حديثاً سمعه من عاصم 661- أخبرنا غانم بن محمد بن عبيد الله وأبو علي الحداد قراءة على كل واحد منهما سنة سبع وخمسمائة قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان، عن عاصم بن عبيد الله العمري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تابعوا بين الحج والعمرة فإن متابعة ما بينهما يزيدان في الأجل وينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث)) . قال سفيان: هذا الحديث حدثناه عبد الكريم الجزري، عن عبدة، عن عاصم، فلما قدم عبدة أتيناه نسأله عنه فقال: إنما حدثنيه عاصم، وعاصم هذا حاضر، فذهبنا إلى [ص: 331] عاصم فسألناه عنه، فحدثنا به هكذا، ثم سمعته منه بعد ذلك فمرة يقفه على عمر ولا يذكر فيه عن أبيه، وأكثر ذلك كان يحدث به عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال سفيان: وربما سكتنا عن هذه الكلمة: يزيدان في الأجل، ولا يحدث به مخافة أن يحتج به هؤلاء القدرية، وليس لهم فيها حجة. وقوله: فإن متابعة ما بينهما يزيدان في الأجل، يعني: فإن فعلهما متتابعاً يزيدان في الأجل، فلذلك ثنى الضمير. الحديث: 661 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 سويد بن سعيد عن رجل عن آخر عن معتمر حديثاً سمعه من معتمر 662- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أبو بكر محمد بن محمود بن محمد الواسطي بواسط، ثنا محمد بن زكريا بن يحيى بن الصلت أبو بكر المؤدب، ثنا سويد بن سعيد، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رقبة بن مصقلة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام طبع يوم طبع كافراً ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً)) . قال الدارقطني: ثنا محمد بن محمود، ثنا محمد بن زكريا، ثنا سويد بن سعيد، ثنا محمد بن الحسن الهمداني قال: سمعت سفيان الثوري يحدث، عن معتمر بن سليمان، عن أبيه بهذا الحديث، مثله. الحديث: 662 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 سعيد بن واصل عن رجل عن آخر عن شعبة حديثاً سمعه من شعبة 663- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، [ص: 332] ثنا أبو القاسم الطبراني، ثنا عبدان وأحمد بن محمد الصيدلاني البغدادي قالا: ثنا محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأيلي، ثنا سعيد بن واصل، ثنا وهيب بن خالد، عن أيوب السختياني، عن شعبة بن الحجاج، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن أبي بصير، عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم قال: ((أشاهد فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((أشاهد فلان؟)) قالوا: لا، قال: ((إن هاتين الصلاتين أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، والصف المقدم على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وكلما كثر فهو أحب إلى الله عز وجل)) . الحديث: 663 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 664- أخبرنا به إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر الكاتب، أنا الدارقطني، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا محمد بن سفيان، ثنا سعيد [بن واصل، ثنا وهيب، عن أيوب، عن شعبة بهذا الحديث. (ح) قال يحيى: وحدثنا محمد بن سفيان، ثنا سعيد] ، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق به، مثله. الحديث: 664 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 665- أخبرنا بن زريق رحمه الله، ثنا الخطيب، أنا الجوهري، أنا محمد بن عمران بن موسى، أنشدنا علي بن سليمان الأخفش، عن أبي العباس أحمد بن يحيى -ثعلب-، لمسلم بن الوليد الأنصاري: إني وإسماعيل يوم فراقه ... لكالجفن يوم الروع فارقه النصل يذكرنيك الجود والفضل والحجا ... والعلم والحلم والجهل فألقاك عن مذمومها متنزهاً ... وألقاك في محمودها ولك الفضل وآخر من أخلاقك البخل إنه ... بعرضك لا بالمال حاشا لك البخل وإني في أهلي ومالي كأنني ... لنأيك لا مال لدي ولا أهل فإن أغش قوماً بعده أو أزورهم ... فكالوحش يدنيها من القنص المحل آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 665 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع والعشرين من شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: شعبة عن أبي عصمة عن الأعمش عن عبيد بن الحسن أبي الحسن حديثاً سمعه من عبيد 666- أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا يزيد بن هارون، أنا شعبة. (ح) وأخبرنا غانم بن أبي نصر رحمه الله، أنا أبو نعيم سماعاً وأبو عبد الله الجمال إجازة، وأخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة وقيس، (ح) وأخبرنا أبو علي -واللفظ له-. ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا أبو الوليد، ثنا شعبة: أخبرني أبو الحسن، وقال الآخران: عن عبيد بن الحسن قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: ((اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات و [ملء] الأرض وملء ما شئت من شيء بعد)) . وليس في رواية الآخرين ذكر الرفع من الركوع، وهو الصواب. الحديث: 666 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 667- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمر بن هارون، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا والدي، ثنا عبد الله بن محمد بن الحارث البخاري، ثنا علي بن محمد السرخسي، ثنا محمد بن الوليد البسري، ثنا غندر، ثنا شعبة، حدثني أبو عصمة، عن الأعمش، عن عبيد بن الحسن، عن [ابن] أبي أوفى رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يدعو بهذا الدعاء إذا رفع رأسه [من الركوع] : ((سمع الله لمن حمده، ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد)) . الحديث: 667 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 668- أخبرنا هبة الله بن الحصين رحمه الله ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، (ح) وحجاج، عن شعبة قال: سمعت عبيداً أبا الحسن يقول: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: ((اللهم لك الحمد مل السماء وملء الأرض)) . قال حجاج: ملء السماء وملء الأرض وملء ما شئت بعد. (ح) قال محمد: قال شعبة: وحدثني أبو عصمة، عن سليمان الأعمش، عن عبيد، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو إذا رفع رأسه من الركوع.. .. أبو عصمة: اسمه نوح، يلقب بـ ((الجامع)) ، من أهل خراسان، والرواية الصحيحة عن شعبة هذا، وهذا الحديث عند شعبة أيضاً عن مجزأة بن زاهر، عن ابن أبي أوفى، والحديث صحيح. الحديث: 668 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 حديث آخر لشعبة عن رجل عن آخر عن عبد الله بن دينار سمعه من عبد الله 669- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا جعفر القلانسي، ثنا آدم، (ح) قال سليمان: وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا أبو الوليد، (ح) قال: وحدثنا أحمد بن داود المكي، ثنا حفص بن عمر الحوضي قالوا: ثنا شعبة، (ح) قال: وحدثنا أبو مسلم الكشي، ويوسف القاضي، قالا: ثنا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة، عن عبد الله بن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان متحرياً ليلة القدر فليتحرها في سبع يبقين، أو سبع وعشرين)) -شك شعبة. الحديث: 669 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 670- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا [ص: 335] الدارقطني، ثنا أبو بكر النيسابوري وابن مخلد وآخرون قالوا: ثنا أحمد بن الوليد الفحام، ثنا أسود بن عامر شاذان، ثنا شعبة، قال: عبد الله بن دينار أخبرني قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر [قال: ((من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين)) . (ح) قال شعبة: وذكر لي رجل ثقة عن سفيان] أنه كان يقول: إنما قال -يعني عبد الله بن دينار-: ((من كان متحريها فليتحرها في السبع البواقي)) قال شعبة: فلا أدري ذا أم ذا- شك شعبة. (ح) قال الدارقطني: وثنا ابن مخلد، ثنا صالح بن أحمد [بن حنبل] ، ثنا أبي، ثنا الأسود بن عامر، عن شعبة، بنحوه. وقال صالح: قال أبي: الرجل الثقة أظنه يحيى بن سعيد القطان. الحديث: 670 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 671- أخبرنا أبو علي الحداد وإسماعيل السراج قالا: أنا أحمد بن الفضل المقري قال: وفيما ذكر بعض شيوخ أصبهان [من] المحدثين المتقدمين قال: حدثني ورقاء بن أحمد السعدي أبو الفضل وأخذ بشحمة أذني قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الرحيم الشيخ الصالح في حانوت جعفر الخياط وأخذ بشحمة أذني قال: ذهبت إلى المدينة في يوم بارد، وأنا أريد مجلس محمد بن عاصم، فدخلت إليه وكان يوم مثلج، فاستعظم ذلك لإتياني إياه وجعل يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، ويسترجع فيه ويقول: جئتني في هذا الثلج والبرد؟!. قلت له: يا أبا جعفر كان يوم مجلسك فقلت: لعل أهل المدينة يحضرون فيسمعون وأحرم أنا من بينهم، فقال: ما أرى أن أحداً منهم يحضر في هذا اليوم، ثم عمد إلى مرقة فسخنها، وعمد إلى قصعة خشبية فيها ثلمة فثرد فيها، ثم جعل يغرف لي ويقول: أحس حتى يخرج البرد من جوفك أو من كبدك، فأكلنا فلما فرغنا وغسلنا أيدينا عمد إلى شحمة (أذني) فقبض عليها فقال: لم لا تسألني لم قبضت على شحمة أذنك؟ فقلت له: يا أبا جعفر لم قبضت على شحمة أذني؟ قال: دخلت على أبي سفيان صالح بن مهران فقبض على شحمة أذني، [فقال أبو سفيان: دخلت على النعمان بن عبد السلام فقبض على شحمة أذني] ، فقال النعمان: دخلت على سفيان الثوري فقبض على شحمة أذني، [ص: 336] قال سفيان: دخلت على الأعمش فقبض على شحمة أذني، قال الأعمش: دخلت على أبي وائل شقيق بن سلمة فقبض على شحمة أذني، قال أبو وائل: دخلت على عبد الله بن مسعود فقبض على شحمة أذني، فقال لي: يا [أبا] وائل، إن كنت تزداد بما تأخذ من العلم فازدد وإلا فلا تكثر الحجة عليك. الحديث: 671 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 672- أخبرنا الإمام أبو بكر محمد بن [أبي] نصر اللفتواني رحمه الله سماعاً أو إجازة، أنا فاهر دار فيما كتب إلي: أخبرنا خالي أبو حاتم أبي الحسن بن فارس: إذا كنت تأذى لحر المصيف ... وكرب الخريف وبرد الشتا ويلهيك حسن زمان الربيع ... فأخذك للعلم قل لي متى آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 672 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع عشر من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: حديث لشعبة عن رجل عن آخر عن أبي بشر سمعه من أبي بشر 673- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، أنا أبو عمر بن مهرة، ثنا الطبراني، ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا خالي محمد بن يزيد الأسفاطي، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا يحيى بن صاعد واللفظ له، (ح) وأخبرنا أبو علي والسراج قالا: أنا أحمد بن الفضل المقري الباطرقاني، ثنا عبد العزيز بن عبد الواحد الشيباني، ثنا أحمد بن محمود بن حرزاذ، ثنا علي بن روحان، (ح) قال الباطرقاني: وثنا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد، ثنا الفاروق بن عبد الكبير، ثنا العباس بن الفضل، (ح) وأخبرنا الإمام أبو نصر أحمد بن عبد الحافظ، أنا علي بن أحمد البندار، ثنا أبو أحمد الفرضي، ثنا أبو بكر الصولي إملاء، ثنا أبو الفضل الأسفاطي هو العباس، قالوا: ثنا محمد بن يزيد الأسفاطي أبو عبد الله بالبصرة، ثنا يحيى بن كثير بن درهم العنبري هو ابن غسان، ثنا شعبة، عن قتادة، عن سعيد بن جبير [ص: 337] عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم نبيذ الجر. قال شعبة: فقلت لقتادة: ممن سمعته؟ قال: حدثنيه أيوب السختياني. قال شعبة: فأتيت أيوب فسألته فقال: حدثنيه أبو بشر، قال شعبة: فأتيت أبا بشر فسألته فقال: أنا سمعت سعيد بن جبير يحدث به، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: تفرد به الأسفاطي بهذا الإسناد، وقد روي عن شعبة لهذا الحديث نيف وخمسون إسناداً، فأما من حديث ابن عمر فرواه محمد بن معمر، عن أبي داود، عن شعبة، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر. وقيل: عن شعبة، عن القاسم ابن أبي أيوب، عن سعيد بن جبير عنه. وقيل: عن شعبة، عن شرقي بن قطامي، عن سعيد عنه، في بضعة عشر وجهاً أخرى من حديث ابن عمر. الحديث: 673 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 حديث لشعبة عن رجل عن آخر عن سليمان أبي إسحاق الشيباني سمعه من أبي إسحاق 674- أخبرنا أبو علي الحداد، أنا أبو عمر بن مهرة، ثنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، (ح) قال الطبراني: وحدثنا أحمد بن عمرو القطراني، ثنا عمرو بن مرزوق، (ح) قال: وحدثنا معاذ بن المثنى وأبو خليفة ومحمد بن محمد التمار قالوا: ثنا أبو الوليد، (ح) [قال] : وحدثنا يوسف القاضي قال: ثنا سليمان بن حرب، قالوا: ثنا شعبة، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي [قال] : أخبرني من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ، فصفهم خلفه. قلت: من أخبرك هذا؟ قال: ابن عباس رضي الله عنه. هذا لفظ أبي الوليد. الحديث: 674 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 675- أخبرنا به غانم بن أبي نصر وأبو علي قالا: ثنا أبو نعيم، وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الجمال إجازة قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا [ص: 338] أبو داود، ثنا شعبة، عن سليمان الشيباني قال: سمعت الشعبي، ذكر نحوه. الحديث: 675 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 676- أخبرنا أبو علي والسراج قالا: أنا الباطرقاني، ثنا أبو روح بن محمد حفدة أبي بكر السني، ثنا أبو أحمد الحسين بن علي النيسابوري، ثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق المهرجاني، حدثني جعفر بن عبد الواحد، ثنا محمد بن عباد الهنائي، عن شعبة، (ح) وأخبرنا السراج، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا محمد بن مخلد، [ثنا محمد بن محمد] بن سليمان الصغير قال: سمعت جعفر بن عبد الواحد الهاشمي يقول: أنا يحيى بن كثير العنبري، ثنا شعبة، عن قتادة، عن الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعدما دفن. (ح) قال شعبة: فقلت لقتادة: سمعته عن الشعبي؟ قال: لا، حدثنيه عاصم الأحول -وفي رواية أبي عوانة: عاصم بن بهدلة- فسألته -يعني عاصماً-، فقلت: سمعته من الشعبي؟ قال: لا، حدثني الشيباني، قال شعبة: فأتيت الشيباني فسألته فقال: حدثني الشعبي، عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. هذا لفظ الدارقطني، ورواه وهب بن جرير، عن شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن ابن عباس، وعند شعبة هذا الحديث أيضاً عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه. وعن أبي بكر بن حفص، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه رضي الله عنه جميعاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث: 676 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 حديث لشبابة عن رجل عن آخر عن شعبة سمعه من شعبة 677- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو عمر بن مهرة، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، (ح) قال سليمان: وحدثنا يوسف القاضي، ثنا سليمان بن حرب قالا: ثنا شعبة، (ح) وأخبرنا السراج -واللفظ له- أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا أحمد بن علي والحسين بن إسماعيل قالا: ثنا زياد بن أيوب، ثنا شبابة، ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: والله ما أفاد رجل بعد الإسلام خيراً من امرأة حسنة الخلق ودود ولود، ولا أفاد رجل بعد كفر بالله عز وجل [ص: 339] شراً من امرأة سيئة الخلق حديدة اللسان، والله إن منهن غلاً ما يفدى منه وغنماً ما يجدى منه. (ح) قال شعبة: كان الأعمش يسألني عن هذا الحديث كثيراً، قال شبابة: قال أبو معاوية: كنت أرويه عن الأعمش عن شعبة، ثم لقيت شعبة بعد فحدثني به. قال شبابة: وكنا عند شعبة يوماً وأبو معاوية في ناحية، فذكر حديث الأعمش فقال: يا أبا معاوية سمعته من الأعمش؟ فقال أبو معاوية: نعم، فقال شعبة: هذا صاحب الأعمش فاعرفوه. قال الدارقطني في موضع آخر: ثنا أحمد والمحاملي قالا: ثنا زياد، ثنا شبابة، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن عمر به مختصراً. رواه مسعر وغيره عن شعبة. الحديث: 677 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 678- أخبرنا أبو منصور بن زريق ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب قال: أنشدنا القاضي أبو الطيب الطبري: أنشدنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري لنفسه: ألا قل لمن كان لي حاسداً ... أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في فعله ... لأنك لم ترض لي ما وهب فجازاك عنه بأن زادني ... وسد عليك وجوه الطلب آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 678 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: حديث لعبد الله بن إدريس عن أبيه عن رجل عن الأعمش سمعه من الأعمش 679- أخبرنا أبو سهل غانم بن أحمد بن محمد الحداد وإسماعيل بن الفضل بن أحمد قراءة على كل واحد منهما سنة خمس قالا: ثنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، أنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد العصفري، ثنا علي بن محمد بن هارون الحميري القاضي الكوفي، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد سنة ثمان، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني المقري سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا محمد بن عبد الرحيم بن محمد الكوفي -قدم علينا حران- وأحمد بن يحيى بن زهير التستري بتستر قالوا: أنا أبو كريب، ثنا عبد الله بن إدريس، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: لما نزلت: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أو ما سمعتم إلى قول لقمان: {إن الشرك لظلم عظيم} )) . (ح) قال ابن إدريس: حدثنيه أبي، عن أبان بن تغلب، عن الأعمش، ثم لقيت الأعمش فحدثني به. (ح) قال ابن المقري: سمعت أبا بكر الخطابي يقول: حدث بهذا الحديث محمد بن عبد الله بن نمير مثل ما حدث به أبو كريب. هذا حديث يعد في أفراد أبي كريب رواه الناس عنه فلذلك قال الجعابي ما قال. الحديث: 679 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 حديث لعبد الرزاق بن همام عن رجل عن آخر عن مالك بن أنس عرضه على مالك 680- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو بكر النيسابوري وابن مخلد قالا: ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج، عن سفيان الثوري، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن ابن المسيب: أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة -وهي السمحاق- بنصف ما في الموضحة. قال عبد الرزاق: ثم قدم علينا سفيان فسألناه عنه فحدثناه عن مالك، ثم لقيت مالكاً فقلت: إن سفيان حدثنا عنك، عن أبي قسيط، عن ابن المسيب: أن عمر وعثمان قضيا في الملطا وهي السمحاق بنصف ما في الموضحة. فقال: صدق، قد حدثته به، فقلت له: حدثني به، فقال: ما أحدث به اليوم، فقال له مسلم بن خالد وهو إلى جنبه: عزمت عليك [يا] أبا عبد الله إلا حدثته به، فقال: تعزم علي، لو كنت محدثاً به أحداً اليوم لحدثته به، [قال] : فقلت: لم لا تحدثني به وقد حدثت به غيري؟ قال: إن العمل عندنا على غيره، ورجله عندنا ليس بذاك. ذكر الحافظ أبو عبد الله الحميدي أن مالكاً لم يسمعه من أبي قسيط وإنما سمعه من رجل عنه فلذلك قال: رجله عندنا ليس بذاك، وقال: ذكره الطحاوي عن النسائي، عن الحارث بن مسكين، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الرحمن بن أشرس، عن مالك، عن رجل، عن يزيد. الحديث: 680 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 حديث لعامر الشعبي عن رجل عن آخر عن [ابن] أبي ليلى سمعه منه 681- أخبرنا أبو علي الحداد وأبو الفتح السراج قالا: أنا أبو بكر الباطرقاني، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، ثنا الصاغاني، ثنا روح يعني ابن عبادة، ثنا عمر بن أبي زائدة، حدثني عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن الربيع بن خيثمة مثل ذلك، يعني مثل حديث قبله: ((من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له [ص: 342] الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير [عشر مرات] كان كمن أعتق أربع رقاب من ولد إسماعيل)) . قال: وقلت للربيع: ممن سمعته؟ فقال: من عمرو بن ميمون، فقلت لعمرو بن ميمون: ممن سمعته؟ فقال: من ابن أبي ليلى، فقلت لابن أبي ليلى: ممن سمعته؟ فقال: عن أبي أيوب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. روي هذا الحديث عن شعبة، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي، عن أبي أيوب، وقيل: عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى، [عن أبي أيوب موقوفاً ومرفوعاً، ورواه زكريا ابن أبي زائدة عن الشعبي، عن ابن أبي ليلى] مثله. الحديث: 681 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 حديث لعمرو بن علي عن رجل عن آخر عن بشر بن السري سمعه من بشر 682- كتب إلي أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان رحمه الله من بغداد: أن عبد الملك بن محمد أبا القاسم بن بشران حدثهم سنة سبع وعشرين، أنا أبو بكر محمد بن الحسن الآجري بمكة سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، ثنا الفريابي، ثنا عمر بن علي، ثنا سفيان بن خليد الضبي، عن سالم بن نوح العطار، عن بشر بن السري -قال عمرو: ثم لقيت سالم بن نوح فحدثني به، عن بشر بن السري، ثم حججت فقيل: إن بشر بن السري بمكة فأتيته فسألته فحدثني بشر بن السري -قال: ثنا ابن سليم الهلالي قال: خطب عمر بن العزيز رحمه الله فقال: أما بعد فإن الله عز وجل لم يخلقكم عبثاً ولم يدع شيئاً من أمركم سدى وإن لكم معاداً ينزل الله عز وجل فيه في الحكم والقضاء بينكم، فذكره بطوله. الحديث: 682 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 حديث لعمرو أيضاً عن رجل عن آخر عن أبي معاوية سمعه منه 683- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا علي بن عمر الحافظ، ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ومحمد بن صالح بن خلف الجواربي قالا: ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن خالد، عن أبي صالح في قوله تعالى: {إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال: قال: لا إله إلا الله. قال أبو حفص -يعني عمرو بن علي-: فحدثت به يحيى بن سعيد فقال: أنا كتبته عن عبد الرحمن، عن أبي معاوية. الحديث: 683 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 684- قرأت على عم والدة أخي أبي شكر ثابت بن عبد الواحد قوله رحمهما الله: أخبركم عبد الرحمن بن محمد إجازة، أنشدنا أبو سهل محمد بن محمد بن عبد الله بن ماشاده الأصبهاني ببلخ، أنشدني أبو عامر النسوي لأبي الفتح البستي: [عليك بالحفظ فيما تكتبه ... فإن للكتب آفات تمزقها] الماء يغرقها والنار تحرقها ... والفأر يقرضها واللص يسرقها آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 684 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: حديث للفضل بن العباس عن رجل عن آخر عن سويد بن سعيد سمعه من سويد 685- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي رحمه الله سنة أربع، أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله [ص: 344] الحضرمي، (ح) قال أبو نعيم: وثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل قالا: ثنا يحيى الحماني، ثنا شريك، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا داود بن عمرو ومنصور بن أبي مزاحم وإسحاق بن إبراهيم المروزي وسويد بن سعيد قالوا: ثنا شريك، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو إسحاق بن حمزة، حدثنا إبراهيم بن هاشم، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا محمد بن عبد الله الأسدي، ثنا سفيان -يعني الثوري- كلاهما، عن عاصم الأحول، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الحضرمي، ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد، ثنا أبي، ثنا حرب بن ميمون، عن النضر بن أنس كلاهما، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لي: ((يا ذا الأذنين)) . الحديث: 685 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 686- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الحجازي من كتابه، حدثني أبو القاسم [الفضل] بن العباس السقطي من الثقات، ثنا داود بن رشيد، ثنا بقية بن الوليد، عن سويدكم هذا، عن شريك، عن عاصم، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ذا الأذنين)) . قال لي الفضل: فخرجت إلى سويد فقلت: حدثوا عن بقية عنك قال: ومن بقية! كتب عني من هو أكبر من بقية، مكثت مع بقية تسعاً وعشرين ليلة في مزرعة له يكتب عني وأكتب عنه. الحديث: 686 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 حديث للقاسم بن عاصم عن رجل عن آخر عن سعيد بن المسيب سمعه من سعيد 687- أخبرنا السراج، أنا أبو طاهر، أنا الدارقطني، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو صالح، حدثني الليث، عن عمرو بن الحارث، عن أيوب السختياني، عن القاسم يعني ابن عاصم، أنه قال لسعيد بن المسيب: إن عطاء بن أبي رباح حدثني، عن عطاء الخراساني، حدثه عنك في الرجل الذي أتى [ص: 345] رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أفطر في رمضان: أنه أمره بعتق رقبة، فقال: لا أجدها، قال: ((فاهد جزوراً)) ، قال: لا أجدها، قال: ((فتصدق بعشرين صاعاً)) . فقال سعيد: كذب عطاء الخراساني إنما قلت: قال: ((تصدق بصدقة)) . (ح) قال الدارقطني: قوله: كذب عطاء، يعني أخطأ، وذلك معروف في كلام العرب. ورواه ابن جريج عن عطاء بن يسار، عن عطاء الخراساني، ثم سأل الخراساني عنه، عن سعيد مرسلاً أيضاً. ورواه عبد الجبار بن عمر عن يحيى بن سعيد وعطاء الخراساني، عن [سعيد عن] أبي هريرة، وكذلك رواه إبراهيم [بن عامر] عن سعيد، عن أبي هريرة، إلا أنهما لم يذكرا الجزور، وقالا: خمسة عشر صاعاً. الحديث: 687 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 حديث لمحمد بن عمر هو الواقدي أو الأسلمي عن رجل عن آخر عن مالك سمعه من مالك 688- أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله في كتابه، أن الخليل بن عبد الله بن أحمد أبا يعلى الحافظ القزويني كتب إليه: حدثني أبو مسلم غالب بن علي، أنا محمد بن عبد الله الأبهري بإفادة ابن بكير، ثنا بكر بن محمد القلا، ثنا أحمد بن مضارب الكلبي، ثنا أبي، عن محمد بن عمر، عن سليمان بن بلال، ثنا ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال: سمعت ذاك الفتى مالكاً، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وهو أول من سيب السوائب)) . (ح) قال سليمان بن بلال: وحدثني به مالك عن الزهري، ويحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب. قال محمد بن عمر: ثم سمعته من مالك. هذا حديث غريب جداً من حديث ربيعة عن مالك لم أكتبه إلا من هذا الوجه، والحديث صحيح رواه الليث عن يزيد بن الهاد، عن الزهري، ورواه أبو صالح، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأكثم بن الجون: ((أنت أشبه الناس بعمرو بن لحي)) ثم ذكر القصة. ورواه محمد بن عمر عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الحديث: 688 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 حديث لأبي حاتم محمد بن إدريس الرازي عن رجل عن آخر عن هشام بن عبيد الله سمعه من هشام 689- قرأت على أبي منصور بن زريق بغداد: أخبركم أبو بكر الخطيب: حدثني أبو القاسم الرفاعي يعني عبد الله بن محمد الأصبهاني، (ح) وأخبرنا به محمد بن إبراهيم بن سعدويه وأحمد بن محمد أبو الرجاء المزكيان قالا: أنا محمد بن الفضل الخلاوي قال أحمد: إجازة، قالوا: ثنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ بأصبهان، ثنا أبو عمرو بن حكيم، ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية بن الوليد، ثنا هشام بن عبيد الله، (ح) قال أبو حاتم: وحدثنا هشام بن عبيد الله زاد الخلاوي ومسدد قالا: ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه قال: ميراث العلم خير من الذهب، والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ، ولا يستطاع العلم براحة الجسد. الحديث: 689 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 690- أخبرنا أبو علي: ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد قال: سمعت عبد الله بن يحيى بن أبي كثير يقول: [سمعت أبي يقول] : لا يأتي العلم براحة الجسد. (ح) وقال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن جعفر بن مسلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبي يقول: ميراث العلم خير من الذهب والنفس الصالحة خير من اللؤلؤ. رواه الناس عن مسدد، ورواه يحيى بن يحيى عن عبد الله بن يحيى. الحديث: 690 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 691- قرأت على ابن زريق، عن الخطيب قال: قرأت على الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني: أخبرني الصولي قال: كنا يوماً عند أبي العباس المبرد فقال له غلام لإسماعيل القاضي: كلمت فلاناً في حاجة لي فتغافل واسطية، فسئل أبو العباس عن هذا فقال: كتب الحجاج إلى عبد الملك أني قد بنيت مدينة على كرش دجلة فكان يصاح بالواحد منهم يا كرشي فيتغافل ويقول: أنا واسطي ولست بكرشي، ثم أنشد لفضل الرقاشي: [ص: 347] تركت عبادتي ونسيت بري ... وقدماً كنت بي براً حفيا فما هذا التغافل يا ابن عيسى ... أظنك صرت بعدي واسطيا آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 691 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: حديث لمحمد بن مسلم بن وارة عن رجل عن آخر عن أبي عاصم سمعه من أبي عاصم 692- قرأت على القاضي أبي سهل عبد الله بن محمد بن عمر بن عزيزة رحمه الله، ثنا أبو الفضل محمد بن [أبي] سعد، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الحافظ، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين الفقيه قال: سمعت محمد بن حامد بن شعيب المديني الأصبهاني يقول: سمعت أبا عبد الله العطار الرازي يقول: سمعت محمد بن مسلم بن وارة يقول: دخلت أنا وأبو حاتم على أبي زرعة رحمهم الله وهو في السوق، فقلنا: نلقنه، فأجللناه، فقلنا: نذكر الحديث، فقلت أنا: حدثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، فنسيت ما قبله وما بعده، فقال أبو حاتم: ثنا بندار بن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، فنسي ما قبله وما بعده، فقال أبو زرعة: ثنا بندار بن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح بن أبي غريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله دخل الجنة)) وفاضت نفسه. الحديث: 692 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 693- أخبرنا به عالياً أبو غالب الكوشيذي ومحمد بن الفضل القرآني ومحمد بن أحمد الصغير رحمهم الله قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، ثنا أبو القاسم الطبراني، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا فاروق الخطابي، قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم بهذا الإسناد، مثله. فإذا وازنا رواية ابن وارة عن أبي زرعة بهذه الرواية صرنا كأنا رويناه عن أصحاب ابن وارة. الحديث: 693 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 حكاية لابن وارة أيضاً عن رجل عن آخر عن أخي أبي عقيل سمعها من أخي أبي عقيل 694- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم التاجر، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو طاهر بن سلمة، أنا محمد بن علي بن الفافا، أنا ابن أبي حاتم، ثنا محمد بن مسلم، حدثني أبو عبد الله الطهراني، عن الحسن بن عيسى، عن أخي أبي عقيل القزويني، (ح) قال ابن وارة: ثم سمعت من الحسن بن عيسى ثم لقيت أخا أبي عقيل فسمعته منه قال: رأيت شاباً توفي بقزوين في النوم، فقلت: ما فعل ربك عز وجل بك؟ قال: غفر لي، قلت: غفر لك؟ قال: نعم وتعجب، ولفلان، ولفلان، قلت: ما لي أراك مستعجلاً ورأيته مستعجلاً قال: لأن أهل السموات من [السماء] السابعة إلى سماء الدنيا قد اشتغلوا بعقد الألوية لاستقبال أحمد بن حنبل وأنا أريد استقباله. وكان قد توفي أحمد بن حنبل رحمه الله في تلك الأيام. الحديث: 694 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 حديث عن محمد بن إسحاق السراج عن رجل عن آخر عن إسحاق بن راهويه سمعه من إسحاق 695- أخبرنا أبو منصور بن زريق القزاز قرأته عليه ببغداد قال: ثنا أبو بكر بن ثابت الخطيب، أنا محمد بن الحسين القطان، أنا علي بن إبراهيم المستملي، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا محمد بن رافع بن أبي زيد القشيري، ثنا يحيى بن آدم، ثنا أبو يعقوب الخراساني، عن عبد الرزاق، عن النعمان بن شيبة، عن أبي طاووس، عن أبيه قال: ليس في الأوقاص صدقة، قال السراج: فسألت أبا يعقوب إسحاق بن راهويه فحدثني به، وقال لي إسحاق: كتب عن يحيى بن آدم ألفي حديث. الحديث: 695 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 حديث لأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقري عن رجل عن آخر عن عبدان سأله عنه 696- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني، ثنا أبو بكر ابن المقري، ثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد عبدان الجواليقي القاضي العسكري بالعسكر سنة خمس وثلاثمائة، (ح) وأخبرنا أبو علي هذا، ثنا أبو نعيم، [ثنا] سفيان بن أحمد، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا زيد بن الحريش، ثنا عبد الله بن رجاء المكي، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غيروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود)) . قال سليمان: لم يروه عن سفيان يعني الثوري إلا ابن رجاء، تفرد به زيد. قال ابن المقري: أنا سألت عبدان عن هذا الحديث، وحدثني جماعة من أصحابنا عن يحيى بن صاعد عن عبدان بهذا الحديث. الحديث: 696 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 حديث للوليد بن حماد عن رجل عن آخر عن سفيان بن عيينة سمعه من سفيان 697- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا إبراهيم بن الوليد [بن حماد] ، ثنا أبي، ثنا الحسن بن زياد، ثنا قيس بن الربيع، عن سفيان، (ح) قال الوليد بن حماد: وسمعته من سفيان عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك} . الحديث: 697 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 698- أخبرنا به عالياً أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز وأبو مسلم الكشي قالا: ثنا حجاج بن المنهال، ثنا [ص: 350] سفيان بن عيينة بهذا الإسناد مثله إلا أنه قال: {ونادوا يا مال ليقض علينا ربك} . كذا رواه الطبراني: ((يا مال)) مرخماً. وهو حديث صحيح متفق عليه من حديث سفيان، أخرجه البخاري رحمه الله من حديث حجاج هذا وغيره عنه، ويعلى هو ابن أمية ويقال: ابن منية، أبوه أمية وأمه منية، ينسب إليه مرة وإليها أخرى. الحديث: 698 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 699- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا خلف بن عمرو العكبري، ثنا سليمان بن أبي شيخ، ثنا الحسين الحنفي قال: أتى رجل من أهل البصرة طلحة الطلحات بسجستان، فقال لحاجبه: إن لي عند طلحة يداً فأدخلني عليه، قال: فأخبرني بها قال: لا أخبر بها إلا طلحة، فقال الحاجب لطلحة يعني ذلك، فقال: أدخله فدخل فقال طلحة: ما يدك عندي؟، قال: أمطت عني قذاة، فقال طلحة: هذه يد لي عندك؟ فقال: صدقت، ولكني أتيتك لتربها، فقال: أربها والله، قال: فقدم على طلحة نفر من خزاعة بسجستان خرجوا إليه من البصرة وصحبهم أبو حزابة الشاعر، فلما قدموا على طلحة أمر بجوايزهم فدفعت إليهم، فقالوا لأبي حزابة: ما أمر لك الأمير بشيء؟ قال: لا، قال الخزاعيون بعضهم لبعض: أخرجوا لأبي حزابة من كل رجل شيئاً حتى يصير إليه ما صار إلى كل رجل منا، فقال أبو حزابة: لا حتى أدخل على الأمير، فدخل على طلحة فقال: يا طلح أكرم من مشى ... حسباً وأعطاه لنائل منك العطاء فأعطني ... وعلى مدحك في المحافل فقال: يا أبا حزابة ما أمرنا لك بشيء! فأمر له بعشرين ألفاً. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 699 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني عشر من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: حديث لهلال بن يساف عن رجل عن آخر عن ابن أبي ليلى سمعه من ابن أبي ليلى 700- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي الشروطي قرأته عليه بكرخ بغداد -رحمه الله- أنا أحمد بن علي الحافظ في كتابه، أنا محمد بن علي بن الفتح الحربي، (ح) وقد أجاز لي من أجاز له الحربي هذا قال: أنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا يعقوب بن يوسف بن زياد، ثنا عبد الله بن عبد الغفار العجلي ثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف، عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال هلال: فلقيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، فقال: حدثتني امرأة من الأنصار: أن أبا أيوب صاحب منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوماً من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألم تسمعي ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: وما قال؟ فرب خير أتى به (رسول الله) صلى الله عليه وسلم قال: قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ القرآن في ليلة)) قلنا: يا رسول الله وأينا يطيق ذلك، قال: ((يقرأ أحدكم {قل هو الله أحد} ثلاث مرات فإنها تعدل ثلث القرآن)) . هذا إسناد صحيح، وقد تابع منصور بن المعتمر عمرو بن مرة. الحديث: 700 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 701- أخبرنا به أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب بن حرب، ثنا أبو حذيفة، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا أبو علي الصواف، ثنا محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو قالا: ثنا زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، بإسناده نحوه. وللحديث علل قد صنف فيه جزء. الحديث: 701 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 حديث ليزيد بن هارون عن رجل عن آخر عن إسماعيل بن عياش سمعه من إسماعيل 702- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد [المقرئ] ، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم وأبو نعيم الحافظ قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن صدقة، ثنا محمد بن حرب النشائي، ثنا يزيد بن هارون، أنا شعبة، عن فرج بن فضالة، عن إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن أبي مريم، وعصمة بن راشد الأملوكي، عن حبيب بن عبيد، عن عوف بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على رجل من الأنصار، فقال: ((اللهم صل عليه واغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ومنقلبه، واغسله بماء وثلج وبرد، ونقه من (الذنوب و) الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وقه فتنة القبر أو عذاب القبر)) . قال عوف: فلقد رأيتني [أتمنى] في مقامي ذلك أن أكون الميت مكان ذلك الأنصاري، لما رأيت من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ح) قال يزيد: سمعت شعبة يحدث بهذا الحديث عن فرج بن فضالة، عن إسماعيل بن عياش، حتى قدم إسماعيل إلى بغداد فسمعته منه. هذا لفظ رواية بن مهرة، ورواية أبي نعيم مختصرة ولم يذكر عصمة في الإسناد، وقال: قال سليمان: لم يروه عن شعبة إلا يزيد. الحديث: 702 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 703- أخبرنا به عالياً أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، (ح) قال الطبراني: وحدثنا محمد بن إبراهيم أبو عامر الصوري النحوي، وجعفر بن محمد [ص: 353] الفريابي، قالا: ثنا سفيان بن عبد الرحمن الدمشقي، قالا: ثنا إسماعيل بن عياش عن عصمة بن راشد وأبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن عوف نحوه، والحديث صحيح من رواية جبير بن نفير عن عوف. الحديث: 703 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 حديث ليحيى بن عبد الوهاب عن رجل عن آخر عن ليث السرخسي قد أجازه له الليث 704- أخبرنا الحافظ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده -رحمهم الله- إذناً، أنا أبو الحسن ليث بن الحسن الليث السرخسي فيما كتب إلينا من سرخس، (ح) وحدثني أبو بكر جابر، عن عبيد الله بن محمد، عن أبيه عبيد الله عنه، ثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن ربيع الأندلسي، أخبرني أبو العباس أحمد بن سعيد بن بشر، وأحمد بن القاسم بن الفضل البزار الأندلسيان بها بقراءتي عليهما وأنا سألتهما قالا: [ثنا] محمد بن عيسى بن رفاعة الأندلسي، ثنا عبد الصمد بن عبد الرحمن الطائفي أبو صالح، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أكثر أهل الجنة البله)) . هذا حديث غريب جداً من حديث ابن عيينة عن الزهري، وإنما يعرف هذا من رواية محمد بن عزيز. الحديث: 704 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 705- أخبرنا به أبو القاسم غانم بن أبي نصر سنة أربع وخمسمائة بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- وسنة سبع أيضاً، أنا أبو العباس أحمد بن يوسف بن مردة سنة ثمانين، ثنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام، (ح) وأخبرنا أبو الرجاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز القاري بقراءتي عليه، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن المقري، أنا أبو الحسن علي بن جعفر الشيرواني غير مرة بقراءتي وقراءة غيري عليه، ثنا أبو عقال، (ح) وأخبرنا الحسن بن عبد الملك الأديب -رحمه الله تعالى- بانتقائي وقراءتي عليه، أنا أحمد بن الفضل المقري، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا [ص: 354] الحسن بن يوسف الطرائقي بمصر وأبو عقال بلال بن المبارك، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي (عليه) وانتقائه -رحمهما الله-، أنا أبو علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ سنة خمس وعشرين، (ح) أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد بمصر قالا: ثنا أبو علي الحسن بن يوسف الطرائقي قالوا: ثنا محمد بن عزيز الأيلي، ثنا سلامة بن روح، ثنا عقيل، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أكثر أهل الجنة البله)) . رواه أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابي عن ابن عزيز وإسحاق بن إسماعيل الأيلي معاً عن سلامة، وروي من حديث يونس عن الزهري، وقد روي أيضاً من حديث جابر رضي الله عنه، وكلها أفراد غرائب. الحديث: 705 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 706- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إبراهيم النيسابوري، ثنا محمد بن محمد بن عبيد الله، ثنا الحسن بن هارون، قال: سمعت أبا بكر بن أبي هاشم، يقول: قال محمد بن السماك، خرجت من العراق أريد بعض الثغور، فبينا أنا أسير في جبل لكام إذ نظرت إلى عابد على رأس جبل قد انفرد من المخلوقين واستأنس برب العالمين جل جلاله، فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم أنشأ يقول: إن كنت تفهم ما أقول وتعقل ... فارحل بنفسك قبل أن بك يرحل وذر التشاغل بالذنوب وخلها ... حتى متى وإلى متى تتعلل آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 706 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع عشر من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة قال: [13] باب ذكر نوع آخر أعلى من الأول برجل بأن علا الرجل في إسناده إلى ثلاثة رجال من ذلك: حديث سمعه شعبة من رجل عن آخر عن ثالث عن حميد بن هلال وقد سمعه قبل ذلك من حميد 707- أخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله- سنة أربع، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم بن أبي نصر سنة سبع وخمسمائة، أنا أبو نعيم قراءة وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الضبي الجمال إجازة، قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب في ترجمة زينب بنت جحش، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، أخبرني حميد بن نافع قال: سمعت زينب بنت أم سلمة، تحدث عن أم سلمة عن امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه مات حميم لها، فدعت بصفرة فجعلت تمسح بها وتقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت إلا على زوج أربعة أشهر وعشراً)) . الحديث: 707 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 708- (ح) وبه قال: ثنا شعبة، أخبرني حميد قال: سمعت زينب تحدث عن أم حبيبة بنت أبي سفيان -رضي الله عنهما- أن حميماً لها توفي، فدعت بصفرة، فذكر الحديث مثله. كذا قال في الرواية الأولى: عن أم سلمة عن امرأة. ولعله أراد: أو عن امرأة. الحديث: 708 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 709- أخبرنا به أبو غالب الكوشيذي -رحمه الله-، أنا أبو بكر الضبي، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا يحيى بن سعيد [ص: 356] عن شعبة، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر نحوه. يحيى هو: ابن سعيد القطان، ورواه الحمادان عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن حميد نفسه، ورواه عن حميد أيضاً عبد الله بن أبي بكر وأيوب بن موسى. الحديث: 709 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 710- أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، (ح) وحجاج قال: حدثني شعبة، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أم سلمة قالت: توفي حميم لأم حبيبة فدعت بصفرة فمسحت بذراعيها فقالت: إنما أصنع هذا الشيء؛ سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال حجاج: لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وذكر نحوه. قال: وحدثته زينب عن أمها عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم [أو] عن امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. هذا حديث صحيح، وقد اختلف في إسناده على شعبة كما ترى، وكذلك على غيره من الرواة. الحديث: 710 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 711- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر بن مهرة، أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو عبيد، (ح) قال الطبراني، وحدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي قالا: ثنا حجاج بن محمد، ثنا شعبة، قال: سألت عاصم الأحول عن المرأة تحد، فقال: حدثتني حفصة بنت سيرين، قالت: حدثني حميد بن عبد الرحمن الحميري، حدثني حميد بن نافع، نحو حديث زينب بنت أم سلمة. (ح) قال شعبة: فقلت لعاصم: قد سمعته أنا من حميد بن نافع، قال: أنت؟ قلت: نعم، قال شعبة: وكان عاصم يظن أنه قد مات من مائة سنة. كذا وجدته في نسختي لمسند شعبة: حدثني حميد بن عبد الرحمن الحميري، (ح) وأخبرنا الكوشيذي، أنا أبو بكر ريذة، أنا الطبراني ثنا علي، ثنا أبو عبيد، ثنا حجاج عن شعبة، عن عاصم بن سليمان، عن حفصة بنت سيرين، قال: كتب حميد بن نافع إلى حميد الحميري، فذكر حديث زينب وذكر قصة شعبة وعاصم. [ص: 357] قال الطبراني: لم يروه عن شعبة إلا حجاج ولا عن حجاج إلا أبو عبيد وأحمد. هذا هو الصواب، رواه دعلج عن عبد الله بن أحمد مثله، ورواه أبو بكر بن صدقة الحافظ عن يمان بن رضوان عن حجاج مثله، فعلى هذا هو من النوع الذي قبله. والحديث صحيح متفق عليه من حديث زينب عن أمها أم سلمة، وعن أم حبيبة وعن زينب غير أن بعض الرواة لم يضبط أسماءهن فاقتصر على بعضهن. وعند شعبة عن حميد بن نافع، بهذه الأسانيد. الحديث: 711 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 حديث آخر في العدة أيضاً مختلف فيه كذلك: 712- وهو ما أخبرنا به الشيخان غانم وأبو علي بإسنادهما عن أبي داود قال: ثنا شعبة، ثنا حميد بن نافع المديني قال: سمعت زينب بنت أم سلمة تحدث عن أمها أم سلمة: أن امرأة توفي عنها زوجها فاشتكت عيناها، فسئل النبي صلى الله عليه وسلم أتكتحل؟ فقال: ((لا، قد كانت إحداكن تمكث في بيت زوجها حولاً أو قال في أحلاس بيتها حولاً فإذا مر كلب رمت ببعرة ثم خرجت، لا حتى تمضي أربعة أشهر وعشر)) . وهذا أيضاً اختلف فيمن روت عنه زينب وهو صحيح من حديثها عن أم سلمة وأم حبيبة معاً. الحديث: 712 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 حديث لحميد بن الربيع رواه عن رجل عن آخر عن ثالث بن معاذ بن معاذ وقد سمعه من معاذ 713- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بقراءتي عليه، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد القباب، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك الجروآني، ثنا حميد بن الربيع، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا علي بن عبد الله، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن شعورهن كالوفرة. [ص: 358] قد لقي حميد علي بن المديني في جنازة معاذ فحدثه به عن معاذ، وقد سمعه من معاذ أيضاً. الحديث: 713 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 714- فيما قرأته على هبة الله بن عبد الله بن الواسطي بكرخ بغداد، أنا أحمد بن علي الحافظ إذناً، أنا علي بن محمد بن عيسى، أنا علي بن محمد أبو الحسن المصري، ثنا علي بن سعيد، ثنا محمد بن أبي عتاب الأعين، ثنا حميد بن الربيع، حدثني معاذ بن معاذ، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: كان شعور أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كتاج الوفرة. الحديث: 714 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 [14] باب ذكر نوع أعلى منه برجل وأكثر حديث لأحمد بن عاصم عن أربعة عن علي بن المديني سمعه من علي 715- أخبرنا هبة الله بن الواسطي، أنا أحمد بن علي إذناً، أنا أبو القاسم علي بن محمد بن عيسى بن موسى، أنا علي بن محمد المصري، ثنا محمد بن فيروز، حدثني أحمد بن محمد الدوري، ثنا أبو عبد الله الجوزجاني، ثنا أحمد بن عاصم البلخي، ثنا محمد بن خلف العسقلاني، ثنا أبو بكر الأعين، عن حميد بن الربيع الخزاز، عن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي، بإسناد الحديث الذي تقدم مثله. (ح) قال أحمد بن عاصم: فلقيت علي بن المديني فحدثني. قال ابن فيروز: حدثنا حميد بن الربيع، قال حميد: فلقيت علي بن المديني في جنازة معاذ بن معاذ فقال: لأحدثنك بحديث ما طن فأذنك مثله، حدثني صاحب هذا السرير -يعني معاذ بن معاذ-[يعني] بهذا الحديث. وفي هذا الإسناد رواية ابن فيروز عن حميد وعن رجل عن آخر عن ثالث عن رابع عن خامس عنه: الحديث: 715 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 716- أنشدنا الإمام قوام السنة إسناد أهل العصر أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ -رحمه الله- لبعضهم: أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم ... وليس لي في حرامٍ منهم وطر كذلك الحب لا إتيان معصية ... لا خير في لذةٍ من بعدها سقر آخر المجلس، وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 716 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، قال: حديث لشعبة نحوا مما تقدم 717- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن علي بن مسلم، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا محمد بن سعيد، ثنا نصر بن حماد، قال: سمعني شعبة أحدث، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من توضأ ثم صلى ركعتين غفر الله عز وجل له ما تقدم من ذنبه)) . فلطمني شعبة فتنحيت ناحية، فقال: ما له يبكي؟ فقال له ابن إدريس: إنك أسأت إليه، فقال شعبة: انظر ما يحدث عن إسرائيل عن أبي إسحاق، أنا قلت لأبي إسحاق: من حدثك بهذا الحديث، قال: حدثني عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر، فقلت: سمع عبد الله من عقبة، ومسعر حاضر، فقال مسعر: عبد الله بن عطاء بمكة، فرحلت إلى مكة ولم أرد الحج أردت الحديث، فسألت عبد الله بن عطاء عن الحديث، فقال سعد بن إبراهيم حدثني، فقال مالك بن أنس: سعد بالمدينة لم يحج العام، فرحلت إلى المدينة فسألت عنه سعداً فقال: الحديث من عندكم، زياد بن مخراق حدثني فقلت: أي شيء هذا الحديث؛ بينا هو كوفي إذ صار مكياً إذ صار مدنياً إذ صار بصرياً، فأتيت البصرة، فسألت عنه زيد بن مخراق فقال: ليس بحديث من يأتيك. قلت: لابد من أن تخبرني به، فقال: حدثني شهر بن حوشب عن أبي ريحانة عن عقبة، فلما ذكر شهراً، قلت: دمر علي هذا الحديث، قال نصر: قال شعبة: والله لو صح هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحب إلي من أهلي ومالي ومن الناس أجمعين. رواه غير واحد عن محمد بن سعيد عن يحيى العطار، ولهذا الحديث طريق غير هذا في صحيح مسلم. الحديث: 717 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 718- أخبرنا أبو علي الحداد وإسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، قالا: أنا أحمد بن [ص: 361] الفضل المقري، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الهروي، ثنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى، ثنا أبو محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن الفرج بن شاكر الأحمري، ثنا عبيد الله بن سعيد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيد القاسم بن سلام الأزدي، قاضي طرسوس، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن أبي إسحاق: حدثني عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: كنا نتناوب -يعني الرعية- على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئته يوماً فرأيته على المنبر وهو يقول: ((من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين كفرت خطاياه)) . فقلت لأبي إسحاق: من عبد الله بن عطاء؟ قال: شيخ من أهل الطائف لقيته بمكة، فحججت، وقدم عبد الله بن عطاء فلقيته فسألته عن الحديث، فحدثني به، فقلت: من حدثك بهذا؟ قال: سعد بن إبراهيم، فلقيت سعد بن إبراهيم فسألته عن الحديث فحدثني، فقلت: من حدثك بهذا؟ [قال: زياد بن مخراق، قال: فلقيت زياد بن مخراق فسألته عن الحديث، فقلت: من حدثك بهذا] الحديث؟ فقال: حدثني رجل عن شهر بن حوشب. ذكر أبو بكر الخطيب في المراسيل قال: بين عبد الله بن عطاء وعقبة -يعني في هذا الحديث- غير واحد، منهم: الأسود عن محمد بن المنكدر عن زياد بن مخراق عن رجل عن شهر عن أبي ريحانة عن عقبة، وقد رواه غير واحد عن أبي إسحاق فلم يذكروا العلة. الحديث: 718 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 719- كما أخبرنا [به] أبو غالب أحمد بن العباس -رحمه الله، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الضبي، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فكنا نتناوب الرعية، فلما كانت نوبتي سرحت إبلي ثم رحت فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فسمعته يقول: ((ما من مسلم يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم في صلاته فيعلم ما يقول فيها إلا انفتل (من صلاته) وهو كيوم ولدته أمه من الخطايا ليس عليه ذنب)) . فما ملكت نفسي عند ذلك أن قلت: بخ بخ. الحديث: 719 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 حديث لمقاتل بن سليمان عن رجل عن آخر عن ثالث عن رابع عن عمرو بن دينار وقد سمعه من عمرو 720- أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الخرقي [وغيره]-رحمهما الله- إذناً: أن أبا نعيم الحافظ أجاز لهما، ثنا عبد الرحمن بن أحمد العماري بنيسابور، أخبرني علي بن أحمد بن عبد العزيز: أن أبا بشر أحمد بن محمد بن عمرو المصعبي حدثهم، ثنا أبي وعمي قالا: ثنا نعيم بن عمرو المنقري صاحب مظالم المأمون قال: سمعت مقاتل يقول: ذكر لي مسعر بن كدام، عن سفيان الثوري، عن معمر، عن أيوب، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) . ثم قال مقاتل: ما تصنع بهؤلاء؟؛ حدثني عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة، مثله. هذا حديث غريب من حديث مسعر عن سفيان، ومن حديث سفيان عن معمر، لا أعرفه إلا من هذا الوجه عن مقاتل، فأما المشهور من حديث الثوري: الحديث: 720 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 721- فأخبرنا به أبو القاسم غانم بن أحمد بن محمد بن الأسود، أنا أبو الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم بن شنبويه في كتابه، أنا محمد بن إسحاق الحافظ، أنا خيثمة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد وغيره إجازة: أن أبا نعيم أجاز لهم: أن خيثمة أجاز له، قال: ثنا إسحاق الديري، ثنا عبد الرزاق، عن معمر وابن جريج والثوري، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) . هذا هو المحفوظ عنهم موقوفاً، وقد رفع ورواه أبو أحمد المطرز البغدادي عن أحمد [ص: 363] بن هشام، عن إسحاق الأزرق، عن سفيان عن إسماعيل بن مسلم، عن عمرو، ولم يتابع عليه، وهذا الحديث في الصحيح لمسلم مرفوعاً. الحديث: 721 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 722- أخبرنا غانم هذا، أنا علي إجازة، أنا محمد بن إسحاق، أنا محمد بن الفضل، ثنا عبد الله بن سليمان، ثنا محمد بن آدم، حدثنا الفضل بن موسى، ثنا مقاتل، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أخذ المؤذن في الإقامة فلا يصلين أحد)) . قال محمد بن إسحاق: مقاتل هو ابن حيان، فإذا قد رواه مقاتل بن سليمان وابن حيان جميعاً عن عمرو. الحديث: 722 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 723- قرأت على أبي الوفاء منصور بن محمد الدلال -رحمه الله- عن كتاب الحسين بن عبد الله بن المرزبان: حدثني أبو سعد أحمد بن عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن أحمد السلمي، ثنا علي بن محمد القاضي: حدثني محمد بن إبراهيم، ثنا ابن حميد، ثنا حيويه بن إسماعيل، عن عصام بن طليق، عمن حدثه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((إن في الجنة باباً يسمى الريان، سمي الري على اسم ذلك الباب الشر عنها مدفوع)) . الحديث: 723 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 724- قرأت على عبد الواحد بن محمد أبي المظفر، عن كتاب أبي بكر الباطرقاني، قال: أنشدنا أبو القاسم الهمداني: أنشدنا أبو بكر عبد الله بن أحمد بن روزبة الهمذاني: أنشدنا أبو السائب عتبة بن عبيد الله المسعودي قاضي القضاة ببغداد لأبي علي محمد بن عمرو السرخسي: كم من صديق أفدته في طريق ... صار بعد الطريق خير صديق ومن صديق أفدته بصديق ... صار أحظى من الصديق العتيق آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 724 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث من شهر الله المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: [15] باب نوع آخر من نحو ما تقدم ويسمى أحاديث التردد فيما ذكره لي والدي -رحمه الله- عن بعض مشايخه 725- أخبرنا أبو علي الحسين بن أحمد الحداد، أنا الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر، أنا إبراهيم بن شريك الأسدي، (ح) وأخبرنا الشريف الصالح أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي، [لقيته] ببغداد وأصبهان، أنا إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، أخبرتنا العمة أم الفضل سعيدة بنت أبي سعد قالت: ثنا جدي أبو بكر الإسماعيلي، ثنا إبراهيم بن شريك، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا سلام بن سلمة المدايني، ثنا هارون بن كثير، وأخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي -رحمه الله-، أنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي، أنا أبو بكر بن خشفس، أنا محمد بن علي بن مخلد، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، ثنا يوسف بن عطية، عن هارون بن كثير، ثنا زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-، (ح) وأخبرنا الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي فيما أذن لي، أنا الشريف أبو طاهر العباداني بالبصرة، أنا أبو عمر الهاشمي، أنا أبو العباس الأثرم، ثنا الحسن بن داود بن مهران، ثنا أبو عبد الله محمد بن بكار، ثنا بزيع أبو الخليل البصري، ثنا علي بن زيد بن جدعان، وعطاء بن أبي ميمونة، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث طويل في فضائل القرآن سورة سورة على اختلاف ألفاظ رواياتهم. وهو مشهور مدون بهذه الأسانيد غير ثابت عند أهل النقد. الحديث: 725 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 726- فأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب -رحمه الله- بقراءتي عليه، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو أحمد أحمد بن محمد بن عبد المؤمن الإسفراييني، أنا أبو حفص بن شاهين عمر بن أحمد بن عثمان، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا محمود بن غيلان، قال: سمعت المؤمل وذكر عنده الحديث الذي يروى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل القرآن فقال: حدثني رجل ثقة سماه لي قال: أتيت المدائن فلقيت الرجل الذي روى هذا الحديث، قال: حدثني رجل ثقة سماه لي فقلت له: حدثني فإني أريد أن آتي البصرة فقال: هذا الرجل الذي سمعنا منه، هو بواسط في أصحاب القصب، قال: فأتيت واسط فلقيت الشيخ، فقلت: إني كنت بالمدائن فدلني عليك الشيخ، وإني أريد أن آتي البصرة، فقال: إن هذا الشيخ الذي سمعت منه هو بالكلاء، فأتيت البصرة فلقيت الشيخ بالكلاء فقلت له: حدثني فإني أريد أن آتي عبادان، فحدثني بهذا الحديث، فقال: إن الشيخ الذي سمعنا منه هو بعبادان فأتيت عبادان، فلقيت الشيخ فقلت له: اتق الله تعالى ما حال هذا الحديث؟ أتيت المدائن فقصصت عليه، ثم واسط، ثم كلاء، فدللت عليك، وما ظننت إلا أن هؤلاء [كلهم] قد ماتوا فأخبرني بقصة هذا الحديث، فقال: إنا اجتمعنا هنا فرأينا الناس قد رغبوا عن القرآن وزهدوا فيه وأخذوا في هذه الأحاديث، فقعدنا فوضعنا لهم هذه الفضائل حتى يرغبوا فيه. الحديث: 726 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 727- أخبرنا حبيب بن محمد أبو الطيب بن شعيب الفقيه -رحمه الله-، أنا أحمد بن الفضل بن محمد، (ح) وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الفارسي الصوفي -رحمه الله-، أنا عبد الوهاب بن محمد أبو عمرو، قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ، أنا الهيثم بن كليب، أنا أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة، قال: قال عبد الله بن المبارك -رحمه الله-: في حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه-: من قرأ سورة كذا فله كذا، ومن قرأ سورة كذا فله كذا، أظن الزنادقة وضعته. الحديث: 727 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 728- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، وأبو الفتح إسماعيل بن الفضل قالا: أنا أحمد بن الفضل المقري، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل، [ص: 366] ثنا عبد الله بن عدي، ثنا يحيى بن زكريا بن حيويه قال: قرئ على عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي -رضي الله عنه- يقول: حدث شعبة، عن حماد، عن إبراهيم بحديث، قال شعبة: فلقيت حماداً فقلت له: أسمعته من إبراهيم: حدثني المغيرة؟ قال: فذهبت إلى مغيرة فقلت له: إن حماداً يخبرني عنك بكذا وكذا، فقال: صدق، قلت: سمعته من إبراهيم، قال: لا، ولكن حدثني الحكم، قال: فجهدت أن أعرف على من طريقه فلم أعرفه ولم يمكني. الحديث: 728 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 729- أخبرنا الإمام الحافظ قوام السنة أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل رحمه الله قراءة عليه، أنا أحمد بن علي الشيرازي، ثنا محمد بن عبد [الله] الحافظ، أنا الحسين بن محمد بن إسحاق الأزهري، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا علي بن المديني، حدثني حسين الأشقر، ثنا شعيب بن عبد الله النهمي، عن أبي عبد الله، عن نوف قال: بت عند علي -رضي الله عنه- فذكر كلاماً، قال علي بن المديني، فحدثني حسين، قلت لحسين: ممن سمعته؟ فقال: حدثني شعيب، عن أبي عبد الله، عن نوف، فقلت لشعيب: من حدثك بهذا؟ قال: أبو عبد الله الجصاص، قلت: عمن؟ قال: عن حماد القصار، فلقيت حماداً، فقلت: من حدثك بهذا؟ قال: بلغني عن فرقد السبخي، عن نوف. الحديث: 729 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 730- قرأت على عبد الواحد بن أحمد أبي المظفر المقرئ -رحمه الله-، عن كتاب أبي بكر الباطرقاني، ثنا أبو القاسم علي بن عمر بن إسحاق الهمذاني، ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، قال: نظر محمد بن عبد الله بن خالد الرازي في شيء أجمعه، فقال لي: ثنا محمد بن حميد الرازي قال: سمعت يحيى بن ضريس حديثاً، سمعت سفيان الثوري يقول: من ترأس في غير أوانه ضيع كثيراً من علمه. وقال أبو أحمد: أنشدني منصور بن إسماعيل [الفقيه] لنفسه في ابنه أبي الفضل حيث انتبه من الليل وطلب منه البيض، فقال منصور: [فقلت] له: إذا أصبحنا طلبت لك ما تريد، فقال: أصبحوا الآن، قال: فكتبت إلى جار لنا: [ص: 367] بأبي الفضل إذا هم بما يهوى لجاجه وله عندك مطلوب ومأمول وحاجه درة ليست من البحر ولكن من دجاجه قال منصور: فوجه إلينا جارنا بسبع عشرة بيضة فأعطينا الصبي منها واحدة، وجعلنا الباقي أدمنا في يومنا، فكان سؤاله علينا مباركاً. آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 730 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 مجلس آخر أملي يوم السبت، العاشر من شهر الله المحرم سنة تسع وخمسمائة قال: 731- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم الحافظ سنة تسع وعشرين وأربعمائة، ثنا أبو علي الصواف ببغداد، ثنا بشر بن موسى الأسدي، ثنا أبو علي، ثنا أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا أبو عبيد المحاملي، ثنا العباس بن يزيد البحراني، واللفظ له، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا عمرو بن دينار، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، (ح) قال سفيان: فلقيت عبد العزيز بن رفيع فحدثني، عن أبي صالح، عن عطاء بن يسار، ثم لقيت محمد بن المنكدر فسمعته يقول: أخبرني عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر: أنه سأل أبا الدرداء -رضي الله عنه- عن قول الله عز وجل: {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} فقال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: ((هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له)) . رواه علي بن المديني عن سفيان مثله، ولم يذكر الحميدي محمد بن المنكدر، [ص: 368] ولفظه قال: سألت أبا الدرداء -رضي الله عنه- يعني عن هذا، فقال: ما سألني عنها [أحدٌ] منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها غيرك إلا رجل واحد، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما سألني عنها [أحدٌ] منذ أنزلت غيرك إلا رجل واحد)) . هذا حديث ثابت مشهور له طرق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رواه عن أبي صالح غير واحد واختلف عليه فيه، وكذلك رواه عن عمرو بن دينار غير سفيان، ورواه جماعة عن سفيان عن محمد بن المنكدر ولم يذكروا غيره. الحديث: 731 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 732- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي -رحمه الله- أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، أنا أبي، (ح) قال الطبراني: وحدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا يحيى الحماني قالا: ثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أهل مصر قال: سألت أبا الدرداء -رضي الله عنه-، نحوه، وتابع سفيان عن ابن المنكدر سعيد بن سلمة بن أبي الحسام. الحديث: 732 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 733- قرأت على الإمام أبي طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي -رحمه الله-، عن كتاب عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، ثنا أبو محمد بن حيان، أنا أبو يعلى الموصلي، قال: قرئ على بشر بن الوليد، عن أبي يوسف، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: دخلت مع ابن عباس على معاوية -رضي الله عنهم- فقال: ما هاتان الركعتان اللتان يصليهما الناس، لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما ولا أمر بهما. فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ابن الزبير يصليهما ويفتي بهما، فجاء ابن الزبير -رضي الله عنهما- فسأله معاوية عنهما، فقال: أخبرتني عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما، فأرسل معاوية إلى عائشة وذهبت مع الرسول فقالت عائشة: أخبرتني أم سلمة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاهما؟ فأتى الرسول أم سلمة وأنا معه فسألها عن ذلك فقالت: يرحمها الله أولم أخبرها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عنهما، إنما جاء مصدق، قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استبطأ فقام معه فلم يزل يقسم ما جاء به، فأقيمت العصر فصلى العصر، ثم دخل علي فصلى ركعتين، فقلت: ما هاتان الركعتان؟ فقال: ((ركعتان كنت أصليهما بعد الظهر فشغلت عنهما في قسم ما جاء به فلان حتى صليت العصر فهما هاتان [ص: 369] الركعتان)) ونهانا أن نصليهما. قال أبو محمد: ثنا أبو يحيى هو الرازي، ثنا سهل -يعني ابن عثمان-، ثنا ابن فضيل، ثنا يزيد، بنحوه. زاد ونقص. الحديث: 733 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 734- أخبرنا [به] أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا أبو معشر، ثنا حنظلة السدوسي، عن عبد الله بن الحارث بمعناه، إلا أنه ذكر ميمونة الهلالية، بدل أم سلمة. ورواه نصر بن علي الجهضمي، قال: ثنا أبو أحمد، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن موهب، أخبرني عمي، أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: أتى علي العمرة، فلما حضر خروجه قال: لو دخلنا على الأمير فودعناه قلنا: ما شئت، فدخلنا على مروان وعنده نفر فيهم عبد الله بن الزبير، فذكروا الركعتين اللتين يصليهما ابن الزبير بعد العصر، فقال له مروان: عمن أخذتهما يا ابن الزبير؟ قال: أخبرني بهما أبو هريرة عن عائشة -رضي الله عنهما-، فأرسل مروان إلى عائشة ما ركعتين يذكرهما ابن الزبير أن أبا هريرة أخبره بهما عنك، فقالت: إنما أخبرتني أم سلمة، ثم ذكر نحوه. الحديث: 734 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 [16] باب ذكر نوع آخر. وهو أن يكون في الإسناد بين الرجل وأبيه واحد وهذا يشتمل على نوعين، منهم: من سمع من أبيه، ثم روى حديثاً أو أكثر عن رجل؛ إذ فاته سماعه من والده. ومنهم: من لم يسمع من والده شيئاً أصلاً لكونه صغيراً أو حملاً عند وفاة والده، نبين من ذلك ما أحطنا به خبراً. إبراهيم بن جرير بن عبد الله البجلي عن رجل عن جرير ولجرير -رضي الله تعالى عنه- أولاد عدة، منهم: المنذر، وعبيد الله، وعبد الله، وإبراهيم، وإسماعيل، وخالد، روى أكثرهم عن جرير، وكذلك ولد ولده أبو زرعة بن عمرو بن جرير. فأما إبراهيم فذكر أبو حاتم الرازي أن روايته عن أبيه مرسلة: 735- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن داود بن عبد الجبار، قال: خرجت مع إبراهيم بن جرير في جنازة وكان راكباً، فلما بلغنا المقبرة خرجت حية، فقال إبراهيم: حدثني أبي: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من رأى حية فلم يقتلها خوفاً منها فليس مني)) . فإن حفظت هذه الرواية فقد ثبت سماعه من أبيه لأنه يقول: حدثني. ورواه يحيى الحماني عن داود فلم يقل فيه: حدثني، ولإبراهيم عن جرير أحاديث لا يذكر فيها السماع. الحديث: 735 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 فأما ما رواه عن رجل عن أبيه 736- فأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني أبي رحمه الله، ثنا أسود -هو ابن عامر-، ثنا شريك، عن [ص: 371] إبراهيم بن جرير، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يدخل المخرج في خفيه ثم يخرج فيتوضأ ويمسح عليهما. الحديث: 736 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 737- وأخبرنا به عالياً أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، (ح) قال الطبراني: وثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى الحماني قالا: ثنا شريك، عن إبراهيم بن جرير، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير -رضي الله عنه- قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال فتوضأ ومسح على خفيه)) . رواه قيس بن مسلم وأبان بن عبد الله البجلي عن إبراهيم بن جرير عن أبيه مرسلاً. الحديث: 737 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 وقد روى شعبة عن إبراهيم حديثاً فقال: ابن أخي جرير 738- أخبرنا يحيى بن عبد الوهاب أبو زكريا الحافظ في كتابه -رحمه الله-، أنا أحمد بن عبد الرحمن الهمداني، أنا أبو بكر بن موسى، حدثني إبراهيم بن محمد: حدثني محمد بن يحيى، ثنا محمد بن المسيب، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، ثنا شعبة: أخبرني إبراهيم ابن أخي جرير، عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- سمعه منه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من لا يرحم لا يرحم)) . وفي هذا أيضاً بيان أن إبراهيم سمع من جرير إن كان هو الأول، وعند شعبة: هذا الحديث عن زياد بن علاقة عن جرير عن أبي إسحاق السبيعي عن أبيه عن جرير، وعن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن جرير، [و] عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن جرير، [و] عن الأعمش عن زيد بن وهب، وأبي ظبيان عن جرير، ورواه عن جرير بضعة عشر رجلاً، وعن قيس إسماعيل بن أبي خالد وبيان بن بشر. الحديث: 738 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 739- أنشدنا الأديب أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال رحمه الله لغيره: ألا موت يباع فأشتريه ... فهذا العيش ما لا خير فيه آخر المجلس، وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 739 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 مجلس آخر أملي يوم السبت السابع عشر من شهر الله المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: إبراهيم بن حميد الطويل يروي عن أصحاب أبيه كشعبة وحماد بن سلمة روي أنه قال: مات أبي وأنا ابن عشر ولم أسمع منه شيئاً، وله أخر أكبر يقال له: يحيى، يروي عن أبيه، له ابن يسمى أحمد بن يحيى، وقد رأيت أيضاً محمد بن يحيى، روى أن حماد بن زيد جاءهم بخبر موت حماد بن سلمة. وأحمد بن يحيى يروي أيضاً عن حماد بن سلمة، روى عنه أبو خليفة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 740- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا فاروق بن عبد الكبير، وحبيب بن الحسن القزاز، قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل، ثنا حماد، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر حن الجذع حتى أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتزمه فسكن فقال: ((لو لم ألتزمه لحن إلى يوم القيامة)) . الحديث: 740 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 أوس بن عبد الله بن بريدة الظاهر أنه لم يسمع من أبيه لأن عامة روايته عن رجل عن أبيه 741- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه، ثنا محمد بن مقاتل المروزي، واللفظ [ص: 373] له، (ح) وأخبرنا أبو طاهر إسحاق بن أحمد بن محمد الراشتبناني قدم علينا -رحمه الله-، أنا أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي، أنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو عمار الحسين بن حريث قالا: ثنا أوس بن عبد الله، عن أخيه سهل بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن بريدة، عن بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه-[قال] : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنه سيبعث بعوث فكن في بعث يأتي خراسان، ثم كن في بلدة يقال لها: مرو، ثم أسكن مدينتها فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة وقال: لا يصيب أهلها سوء)) . أكثر ما يرويه أوس بهذا الإسناد وهذا الحديث لا يعرف إلا به. الحديث: 741 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 وقد روى عن غير أخيه من أصحاب أبيه: 742- أخبرنا الشيخ أبو الطيب طلحة بن الحسين بن أبي ذر الصالحاني -رحمه الله- سنة عشر وخمسمائة، أنا جدي أبو ذر، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، [ثنا أبو عمار الحسين] بن حريث، ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة، حدثني الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير ولكن يتفاءل، قال: وكانت قريش جعلت مائة من الإبل لمن يأخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم فيرده عليهم، حيث توجه إلى المدينة، فأقبل بريدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم فتلقوا نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلاً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أنت؟)) قال: أنا بريدة، فالتفت إلى أبي بكر -رضي الله عنه- فقال: ((يا أبا بكر برد أمرنا وصلح)) ، ثم قال: ((ممن؟)) قال: من أسلم، قال: ((سلمنا)) ، قال: ((ثم ممن؟)) ، قال: من بني سهم، قال: ((خرج سهمك)) ، فقال بريدة لنبي الله صلى الله عليه وسلم: فمن أنت؟ قال: ((محمد بن عبد الله رسول الله)) ، قال بريدة: أشهد أن لا إله إلا الله وأنت عبده ورسوله. قال: فأسلم بريدة وأسلم الذين معه جميعاً، فلما أن أصبح قال للنبي صلى الله عليه وسلم: لا تدخل المدينة إلا ومعك لواء، قال: فحل عمامة، ثم شدها في رمح، ثم مشى بين يديه حتى دخل المدينة. الحديث: 742 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 743- أخبرني به أبو العباس أحمد بن علي الأسواري الصوفي -رحمه الله- إذناً: أن أحمد بن جعفر الفقيه أجاز له قال: أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أنا أبو بكر بن مكرم، ثنا أبو عمار، بالحديث إلى قوله: ((ممن؟)) قال: من بني سهم، قال: ((خرج سهمنا)) . قال أبو عمار: وسمعت أوساً بعد ذلك يحدث بهذا الحديث عن أخيه سهل بن عبد الله: أن أباه حدثه عن أبيه بريدة. قال أبو عمار: فأعدت عليه: من حدثك؟ قال: حدثني سهل بن عبد الله أخي. وهذا الحديث أيضاً لا يعرف إلا من حديث أولاد بريدة. الحديث: 743 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 وقد روى أوس عن الحسين غير هذا: 744- أخبرنا الإمام المقري والدي -رحمه الله- قرأته عليه في جامع جورجير، أنا أحمد بن محمد الحافظ، أنا محمد بن أحمد المعدل، ثنا أبو أحمد القاضي، ثنا موسى بن إسحاق، ثنا الحسين بن حريث، ثنا أوس بن عبد الله بن بريدة الأسلمي، عن الحسين بن (واقد، عن عبد الله بن) بريدة بن عبد الله، عن أبيه -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)) . الحديث: 744 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 وقد روى أوس عن غير هذين من أصحاب أبيه: 745- كتب إلي الإمام تاج الإسلام أبو بكر بن منصور السمعاني المروزي -رحمه الله- سنة ثمان وسنة تسع وخمسمائة غير مرة وتوفي سنة عشر: أن أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الصوفي أخبرهم قال: [أنا] الحاكم أبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن محمد، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبيد الله المعلم، أنا أبو منصور محمد بن مضر بن معن الرباطي، أنا الحسين بن حريث، أنا أوس بن عبد الله عن مقاتل بن سليمان، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عليكم بهذه الحبة السوداء فإن كان في شيء من هذه الأشياء شفاء ففي هذه فداووا بها وبالقسط البحري تدخنون بها)) . الحديث: 745 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 إدريس بن يزيد الأودي يروي عن أبيه الكثير 746- أخبرنا محمود بن أبي مسلم بن أبي نصر البنا النقاش -رحمه الله- بقراءتي عليه، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبي، أنا عبيد الله بن أحمد بن علي بن الجارود، أخبرني أبي، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، (ح) وأخبرنا الحسن بن أحمد المقري إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أحمد بن بندار، ثنا عباس بن حمدان الحنفي، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا محمد بن محمد بن الأشعث، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الصوفي، ثنا علي بن ثابت، ثنا منصور بن أبي الأسود، يعني عن إدريس بن يزيد الأودي، عن أخيه داود [بن يزيد] الأودي، عن أبيهما قال: كنت جالساً عند أبي هريرة -رضي الله عنه- في مسجد الكوفة فجاءه رجل فقال: يا أبا هريرة، أنشدك الله أشهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم؟ قال: نعم، قال: فما سمعته يقول في علي -رضي الله عنه-؟ قال: سمعته يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) . كذا رواه الصوفي عن علي وكان في النسخة المكتوبة عن أبي نعيم عن داود الأودي، عن أخيه إدريس، وهو وهم؛ إذ الناس رووه عن أحمد بن يحيى فقالوا: عن إدريس بن داود. الحديث: 746 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 747- أخبرنا به السيد الزاهد أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي بقراءة والدي عليه -رحمهما الله-، أنا أحمد بن الفضل المقري، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أحمد بن محمد بن سعيد، أنا أحمد بن يحيى، ثنا علي بن ثابت الدهان، ثنا منصور بن أبي الأسود، عن إدريس الأودي، عن أخيه داود بن يزيد، عن أبيهما، قال: كنت جالساً مع أبي هريرة -رضي الله عنه في مسجد الكوفة- يعني حين قدمها مع معاوية -رضي الله عنهما- فجاءه رجل فقال: يا أبا هريرة شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم؟، قال: نعم، قال: فما سمعته يقول لعلي -رضي الله عنه-؟ قال: سمعته يقول: [ص: 376] ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد بن عاداه)) قال: فقال الرجل: برئ الله تعالى منك، فأشهد أنك [قد] عاديت وليه وواليت عدوه، قال: ثم ولى، [قال] : فحصبه الناس بالحصا. رواه سعيد بن عثمان الخزاز عن منصور بن [أبي الأسود عن إدريس وداود معاً عن أبيهما، وكذلك قال يحيى بن عبد الرحمن إلا أنه قال: عن منصور بن] حازم عن إدريس وداود، ورواه دبيس بن حميد وعكرمة بن إبراهيم عن إدريس عن أبيه. الحديث: 747 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 748- قرأت على أبي منصور بن زريق القزاز -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب، أخبرني علي بن أيوب، أنا محمد بن عمران المرزباني، أخبرني علي بن عبد الرحمن، ثنا يحيى بن علي، ثنا أبو هلال الكاتب، قال: قال علي بن [أبي] أمية الكاتب: أحبك حباً لو يقص يسيره ... على الخلق مات الخلق من شدة الحب وأعلم أني بعد ذاك مقصر ... لأنك في أعلى المراتب من قلبي آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 748 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع والعشرين من شهر الله المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: إياس بن سلمة بن الأكوع سمع الكثير من أبيه وله في صحيح البخاري ثلاثة أحاديث، وفي صحيح مسلم اثنا عشر حديثاً، يكنى أبا سلمة، يروي عنه ابناه: محمد وسعيد، وقد روى [إياس] عن أخيه محمد حديثاً عن أبيهما. [ص: 377] 749- قرأت على أستاذنا [الإمام] قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ -رحمه الله-: أخبركم أبو مسعود بن [أبي] القاسم، أنا محمد بن أحمد المعدل، ومحمد بن عبد الله المفسر قالا: أنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سبرة بن سنان الحافظ، حدثني ابن الوليد بن جابر البلخي أبو الحسن، ثنا محمد بن مسكين هو ابن نميلة بالنون، ثنا عبد الرحيم بن الربيع هو ابن سليمان يماني، ثنا عبد الله بن يحيى بن زيد، عن عكرمة، عن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أخيه محمد، عن أبيه سلمة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يخرج عليكم من هذه الخوخة [رجل] يمتع في دنياه ولا خلاق له)) . الحديث: 749 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 750- أخبرني به أحمد بن علي الأسواري -رحمه الله- فيما أذن لي، عن كتاب أحمد بن جعفر بن محمد، أنا علي بن عمر، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن مكرم، ثنا محمد بن مسكين به إلا أنه قال: أول ما يخرج. كذا رواه محمد بن مسكين في الروايتين عنه عبد الرحيم بن الربيع، وقال الإمام أبو عبد الله بن منده في [غير] موضع: عبد الحميد بن الربيع، وقال أيضاً: محمد بن مسلمة، روى حديثه النضر بن محمد بن عكرمة بن عمار عن إياس عنه. الحديث: 750 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 أبان بن السري بن عبد الرحمن بن جابر يروي عن رجل عن أبيه السري 751- فيما قرأته على عمر بن محمد بن عمر أبي الخير المعدل -رحمه الله-، أنا أبو منصور وأبو ريذة ابنا أبي الحسن [الصوفي] قالا: أنا محمد بن إسحاق: أنا محمد بن نافع، ثنا محمد بن أحمد بن حماد، ثنا موسى بن سهل، ثنا أبو شبيب أبان بن السري: حدثني سليمان بن الجعد مولى الفرع: حدثني أبوك السري بن عبد الرحمن -وكان وصي الفارعة-: أن الفارعة بنت عبد الرحمن بن المنذر بن زهير كانت تقول عن أبيها: أن جدها زهير بن علقمة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم -وكانت كبشة أخت زهير تحت معاوية رضي الله [ص: 378] عنه- ولا أراها ذكرته إلا عن أبيها عن جدها. كان في الأصل الذي نقلته عنه بخط بعض الحفاظ: الفرع بضم الفاء وفتح الراء المهملة، وجماعة من الصحابة وغيرهم ينسبون إلى ما هذا شكله ويقولون: بطن من خثعم. وقال ابن حبيب: الفرع بطن من خثعم -بفتح الفاء والراء المعجمة- وهو الفرع بن شهران بن عفرس. وقال أيضاً في تميم وكلب وخزاعة: فزع -بسكون الزاي المنقوطة- وفزع -بكسر الفاء-: [اسم رجل، فأما بالراء المهملة فهم تميم، وفرع -بكسر الفاء-] مصري، ولم يذكروا الفزع -بضم الفاء- في القبائل ولا في الأسماء، والله تعالى أعلم. الحديث: 751 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 أبي بن العباس بن سهل بن سعد يروي عن أبيه أحاديث وقد روى عن أخيه عن أبيه 752- أخبرنا أبو علي الحداد وأحمد بن علي الصوفي -رحمهما الله- فيما أذنا لي عن كتاب أحمد بن جعفر، (ح) وقرأته على الإمام أبي عبد الله المفتي عن كتاب محمد بن أحمد بن جعفر هذا قالا: [ثنا] علي بن عمر الأسدابادي، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أخبرني إبراهيم بن أحمد، ثنا أبو الحسن بن صبيح، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا سليمان بن توبة، ثنا سعيد بن محمد الجرمي، أنا معن بن عيسى، ثنا أبي بن العباس بن سهل بن سعد، عن أخيه مصدق بن عباس، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندهم فرس يقال له: الظرب، وآخر يقال: اللزاز. كذا رواه أبو بكر بن السني وترجم لمصدق، ولا أعرف مصدقاً إلا في هذا الحديث، وله أخ آخر يقال له: عبد المهيمن بن العباس، وقد روى غير سعيد الجرمي عن معن هذا الحديث، فقال: عن أبي، عن أبيه عن جده. الحديث: 752 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 753- وكذلك أخبرنا أبو غالب الكوشيذي -رحمه الله-، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا جعفر بن سليمان النوفلي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا معن بن [ص: 379] عيسى، ثنا أبي بن عباس بن سهل، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- قال: كان لنبي الله صلى الله عليه وسلم فرس في حائط يقال له: اللحيف. وهذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن علي بن المديني عن معن، وليس لأبي هذا في الصحيحين غيره. الحديث: 753 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 754- وأخبرنا الكوشيذي أيضاً، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا أحمد بن زهير التستري، ثنا أبو الربيع الحارثي، ثنا ابن أبي فديك، عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم عند أبي سعد ثلاثة أفراس يعلفهن، قال: وسمعت أبي يسميهن: اللزاز، واللحيف، والظرب. قيل: سمي اللزاز بذلك لانطواء خلقته وشدة دموجه، وتلززه. واللحيف سمي به: لطول ذنبه كأنه يلحف الأرض به، فعيل صغير فاعل. والظرب: تصغير من الخيل شبه له لشدته. الحديث: 754 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 أيوب بن سليمان بن بلال يروي عن إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه سليمان نسخة كبيرة ولا أعلمه سمع من أبيه شيئا 755- قرأت على الرئيس أبي القاسم هبة الله بن الحصين -رحمه الله- ببغداد في جانبها الشرقي: أخبركم أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، ثنا أبو بكر -يعني ابن أبي أويس-، عن سليمان -يعني ابن بلال-، عن شريك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن شيبة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها، ولأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار، ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد)) . الحديث: 755 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 756- قرأت على ابن الحصين، أنا ابن غيلان، أنا الشافعي، ثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي: حدثني أيوب بن سليمان بن بلال: حدثني أبو بكر -يعني ابن أبي أويس-، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن [أبي] مريم، عن القاسم، عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهون خلق الله عز وجل)) . قال: روى البخاري في صحيحه عن أيوب هذا عن ابن أبي أويس عن سليمان حديثاً. الحديث: 756 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 757- وقد أخبرنا ابن الحصين أيضاً بقراءتي عليه، أنا أبو طالب، أنا الشافعي، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا أيوب بن سليمان، أخبرني سليمان -كذا في كتابي وأظنه سقط منه ابن أبي أويس-، عن شريك بن أبي نمر: أن كريباً مولى ابن عباس أخبره: أنه سمع الفضل بن عباس -رضي الله عنه- يقول: بت ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انصرف من العشاء عشاء الآخرة انصرفت معه، فلما دخل البيت ركع ركعتين خفيفتين، ركوعهما مثل قعودهما وسجودهما مثل قيامهما، وذلك في الشتاء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة وأنا في البيت فقلت: والله لأرمقن الليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأنظرن كيف صلاته؟ قال: فاضطجع في مصلاه حتى سمعت غطيطه، قال: ثم تعار فنظر في أفق السماء وكبر، ثم قرأ العشر الآيات من سورة آل عمران، ثم أخذ سواكاً فاستن، ثم خرج فقضى حاجته، ثم رجع إلى شن معلقة فصب على يده، ثم توضأ ولم يوقظ أحداً وصلى ركعتين ركوعهما مثل سجودهما، وسجودهما مثل قيامهما، قال: فأراه صلى مثل ما رقد، ثم اضطجع مكانه ورقد حتى سمعت غطيطه. الحديث: 757 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 758- أخبرنا الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي -رحمه الله- فيما كتب إلي إذنه بخطه قال: سمعت الإمام أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري ينشد على المنبر بهراة [في] يوم مجلسه: [ص: 381] (وما الشرف الموروث لا در دره ... بمحتسب إلا بأخر مكتب) إذا العود لم يثمر ولم يك أصله ... من المثمرات اعتده الناس في الحطب آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 758 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني من صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: جعفر بن عمرو بن أمية الضمري له عن أبيه أحاديث تخرج منها في الصحاح وقد روي عنه عن أخيه عن أبيه 759- فيما أخبرنا أبو غالب الكوشيذي -رحمه الله-، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا الحسن بن علي بن زولاق المصري والعباس بن الفضل الأسفاطي قالا: ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن جعفر بن عمرو بن أمية (الضمري) ، عن أخيه، عن أبيه -رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة يأكل منها ثم دعي إلى الصلاة، فقام يصلي ولم يتوضأ. تفرد بإدخال أخي جعفر في هذا الإسناد: يحيى بن سعيد، ولم يروه إلا إسماعيل ابن أبي أويس بهذا الإسناد، رواه عن إسماعيل غير واحد، ورواه جماعة عن الزهري ولم يذكروا بين جعفر وأبيه أحداً، منهم: معمر وابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة وصالح بن كيسان وإبراهيم بن سعيد وعقيل بن خالد ويونس بن يزيد وعمرو بن الحارث وفليح بن سليمان وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وهكذا أورده البخاري ومسلم في الصحيح ولم يذكروا بين جعفر وأبيه أخاه، ومنهم من ذكر أن أباه أخبره، ومنهم من قال: عن أبيه. ولجعفر أخوان: عبد الله والفضل، يرويان عن أبيهما. الحديث: 759 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 حسن بن سيف بن عميرة -كوفي لا أعلم روى عن أبيه شيئاً- يروي عن أخيه عن أبيه 760- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن سعيد، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن القطراني، ثنا حسن بن سيف بن عميرة، حدثني أخي علي بن سيف، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير، عن علي -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثلاثاً [ثلاثا] وأخذ لرأسه ماء جديداً. لا أعرف هذا الحديث من هذا الطريق، إلا من رواية أبي العباس بن سعيد، رواه أبو بكر بن مردويه عن شيخ له، ووجدت بخطه: حسين بن سيف، والصواب فيما أظن: حسن. الحديث: 760 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 حسين بن علي الجعفي من أفاضل أهل الكوفة لا ينسب أبوه ولا أعلمه سمع من أبيه يروي عن أخيه عن أبيه 761- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد -رحمه الله- إذناً أنا محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح إجازة، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا الحسن بن [أبي] الربيع، ثنا حسين الجعفي، عن أخيه الوليد بن علي، عن أبيه قال: كان سويد بن غفلة -رضي الله عنه- يقوم بنا في شهر رمضان وهو ابن عشرين ومائة سنة. رواه هناد بن السري عن الحسين مثله، وللحسين أخر آخر يسمى محمداً يروي عنه الحسين أيضاً. الحديث: 761 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 ربعي بن الجارود عن رجل عن الجارود 762- قرأت على عبد الكريم بن عبد الرزاق الصوفي -رحمه الله- عن كتاب عبد الرحمن بن محمد، (ح) وأخبرنا به أحمد بن أبي الفتح الخرقي -رحمه الله- إذناً، أنا عبد الرحمن بن محمد قراءة عليه، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الحسين بن علويه القطان، ثنا بشار بن موسى الخفاف، ثنا ربعي بن الجارود بن أبي سبرة، حدثني عمرو -يعني ابن أبي الحجاج-، ثنا جدك الجارود، حدثني أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر فأراد أن يتطوع بالصلاة استقبل بناقته القبلة فكبر، ثم صلى حيث توجهت الناقة)) . كذا نسب ربعياً إلى الجارود، وكذلك هو في كتاب المدبج للدارقطني. وإنما هو: ربعي بن عبد الله بن الجارود، ذكرته لئلا يشتبه على من لا يعرفه، وربما لا يكون في الرواية: حدثني جدك، ولربعي عن جده الجارود رواية وعن عمر وعنه. الحديث: 762 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 رياح بن عبيدة عن أخيه عن أبيه إن صح 763- أخبرنا أحمد بن علي الصوفي -رحمه الله- إذناً، أنا أحمد بن جعفر الحافظ إجازة، أخبرنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، قال رياح بن عبيدة، عن أخيه: ثنا أبو بكر بن [أبي] داود، ثنا إسحاق بن إبراهيم شاذان، ثنا عمر بن حبيب، ثنا داود بن أبي هند، ثنا رياح بن عبيدة، عن أخيه، عن أبيه، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كنت ليلة في حجرة حفصة -رضي الله عنها- وعلي ثوب جديد فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت الثوب، فقال: ((يا عبد الله ارفع ثوبك)) قال: قلت: [ص: 384] يا رسول الله، إنه مرتفع قال: ((إنه من جر ثوبه من خيلاء لا ينظر الله عز وجل إليه)) . هكذا رواه وترجم له. الحديث: 763 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 764- والمشهور ما أخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله إذناً، وسمعه منه والدي وأخي رحمهما الله، قال: ثنا أبو نعيم، ثنا أبو محمد بن حيان، أنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، ثنا أبو موسى، ثنا عبد الوهاب، ثنا داود بن أبي هند، عن رياح بن عبيدة، عن أسيد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر -رضي الله عنه-، بهذا. وهكذا رواه غير واحد عن داود وبعضهم قال: عن داود عن أسيد بن عبد الرحمن أخي عبد الحميد [وهو ابن سودة بنت عبد الله بن عمر عن ابن عمر، فلعل بعض الرواة صحف أسيداً بأبيه، وقوله: أخي عبد الحميد] بأخيه، والله تعالى أعلم. على أن الطبراني رواه عن عبدان عن محمد بن يحيى القطعي عن عمر بن حبيب عن داود عن رياح عن أبيه عن ابن عمر. الحديث: 764 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 الزبرقان بن عمرو بن أمية لم يسمع من عمرو شيئاً، وإنما يروي له 765- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، وبكر بن سوادة، عن الزبرقان بن عمرو بن أمية: أن أخاه جعفر بن عمرو بن أمية أخبره: أن أباه عمرو بن أمية -رضي الله عنه- أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح على الخفين. [ص: 385] هذا حديث صحيح من حديث جعفر عن أبيه واختلف فيما دونه فرواه أسد بن موسى عن ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن الزبرقان، ورواه ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن جعفر بن ربيعة وبكير بن الأشج عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جعفر. الحديث: 765 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 766- وأخبرنا أحمد بن علي الأسواري -رحمه الله- إذناً، أنا أحمد بن جعفر في كتابه، أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أنا أبو بكر بن مكرم، ثنا الفضل بن الصباح، ثنا أبو الحسين زيد بن الحباب، ثنا ابن لهيعة، حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج، عن الزبرقان بن عمرو بن أمية الضمري: أن أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أرسله إلى جعفر بن عمرو بن أمية الضمري يسأله عن المسح على الخفين؟ فقال: حدثني أبي -رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الخفين. والزبرقان هذا كذا في هاتين الروايتين أنه ابن عمرو بن أمية، وأكثر الناس على أنه ابن عبد الله بن عمرو، ونسب إلى جده، وهو الأشبه، وأورده ابن أبي حاتم وغيره على الشك. الحديث: 766 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 767- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، [أنا] الطبراني، ثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني حيوة بن شريح، (ح) وأخبرنا هبة الله بن الحصين -رضي الله عنه- ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، (ح) أنا أبو بكر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي -رحمه الله-، (ح) حدثاه عالياً أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث محمد، قالا: ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا حيوة، أنا عياش بن عباس: أن كليب بن صبيح أخبره: أن الزبرقان حدثه، عن عمه عمرو بن أمية البصري -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فنام عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس ولم يستيقظوا، فلما استيقظوا إذ الشمس قد طلعت، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بالركعتين فركعهما، ثم أقيمت الصلاة فصلى. قال أبو جعفر أحمد بن صالح: الصواب في هذا: عن عمه عن عمرو بن أمية [ص: 386] الزبرقان بن عبد الله بن عمرو بن أمية عن عمه جعفر، وعمرو بن أمية جد الزبرقان، وهذا الذي ذكره أحمد بن صالح صحيح فيما يغلب على ظني، غير أن البخاري وابن أبي حاتم فرقا بين هذا الزبرقان وبين الأول، أوردا هذا غير منسوب قالا: زبرقان عن عمه عمرو بن أمية، وروى عنه كليب، ذهبا إلى ظاهر هذه الرواية، ونسبا الآخر إلى عمرو أو إلى عبد الله بن عمرو على الشك، والله تعالى أعلم. الحديث: 767 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 768- أخبرنا أبو علي الحداد ثنا أبو نعيم، ثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق هو السراج، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا ابن أخي جويرية، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا معاذ بن سعد الأعور، قال: كنت جالساً عند عطاء بن أبي رباح فحدث بحديث فعرض رجل من القوم في حديثه فغضب، وقال: ما هذه الأخلاق وما هذه الطبائع؟ إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم به منه فأريه [أني] لا أحسن شيئاً منه. الحديث: 768 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 769- قرأت على أبي طاهر الحسناباذي -رحمه الله- عن كتاب أبي بكر بن ثابت إليه، أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي، ثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان، ثنا أبو الحسين الحربي، أنا أحمد بن مسروق، ثنا إبراهيم بن الجنيد، قال: كان بعض الحكماء يقول: إن من الأدب أن لا يشارك الرجل غيره في حديثه وإن كان أعلم [به] منه، وأنشد: فلا تشارك في الحديث أهله ... وإن عرفت فرعه وأصله آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 769 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع من صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: سهيل بن أبي صالح السمان يروي عن أبيه الكثير وخرج من حديثه مسلم في الصحيح جملة واستشهد به البخاري وقد سمع من أبيه 770- فيما أخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله- سنة ست، أنا أبو نعيم الحافظ إذناً، ثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري، ثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا جرير عن سهيل بن أبي صالح [ص: 387] قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأمين ثم يقول: ((اللهم رب السموات والأرض رب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر)) . وكان يروي ذلك عن أبي هريرة –رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا حديث صحيح على شرط مسلم، أخرجه عن زهير عن جرير هذا، وهو: ابن عبد الحميد الضبي الرازي، ولجرير بن حازم أيضاً رواية عن سهيل ذكرنا ذلك بشرحه فيمن يكنى أبا صالح من أصحاب أبي هريرة -رضي الله عنه- مع ذكر سهيل وخاله. الحديث: 770 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 771- وأخبرنا أبو علي هذا، أنا أبو نعيم إذناً، ثنا الغطريفي، ثنا [أبو] محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق، أنا سليمان بن حرب، عن حماد بن سلمة، عن سهيل بن [أبي] صالح، قال: كنت مع أبي في طريق فاطلع في دار فرأى امرأة فقال: لو فقئوا عيني لهدرت، ثم قال: حدثني أبو هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اطلع في دار قوم بغير إذنهم فعينه هدر)) . قال: فذهب أبي إلى صاحب الدار فاستحله، فجعلوه في حل. وقد ورد في غير حديث بيان سماع سهيل من أبيه. وقد روى سهيل عن جماعة من أصحاب أبيه، منهم: أخوه، وذكر أبو بكر ابن السني أنه: عباد بن أبي صالح، عن غير أن استشهد فيه بشيء وأورد له الحديث الذي: الحديث: 771 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 772- أخبرنا به أبو علي الحداد رحمه الله سنة سبع، أنا أبو نعيم إذناً، ثنا حبيب بن الحسن، ثنا أحمد بن هارون البرديجي أبو بكر، (ح) وأخبرنا أبو علي هذا، ثنا الفضل بن سعيد، ثنا أبو الشيخ، ثنا يحيى بن صاعد، قالا: ثنا حميد بن عياش، (ح) وأخبرنا أبو علي بقراءة والدي عليه -رحمهما الله-، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا [ص: 388] أبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، قال: قرئ على أبي بكر النيسابوري عبد الله بن محمد بن زياد وأنا أسمع، قيل له: حدثك حاجب قالا: ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سهيل بن أبي صالح، أخبرني أخي، عن أبي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أكثر ذكر الله عز وجل فقد برئ من النفاق)) . هذا لفظ رواية [القواس] . الحديث: 772 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 773- وأخبرنا أبو علي، أنا أبو نعيم إذناً، ثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا الملائي، ثنا زهير، (ح) وأخبرنا أبو علي هذا، أنا أبو نعيم قراءة عليه، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي، ثنا سهل بن عثمان، ثنا وكيع، عن سفيان كلاهما، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل وزغاً في الضربة الأولى فله كذا وكذا، وفي الثانية كذا، وفي الثالثة كذا)) . قال سهيل: الأول أكثر. وهذا أيضاً صحيح على شرط مسلم، أخرجه من حديث الثوري هذا وخالد بن عبد الله وجرير بن عبد الحميد وإسماعيل بن زكريا عن سهيل ولم يذكر الثوري الكرة الثالثة، وقال الطبراني: لم يروه عن سفيان إلا وكيع، وفي رواية مسلم في الصحيح عن محمد بن الصباح عن إسماعيل بن زكريا عن سهيل قال: وحدثني أخي عن أبي عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أنه قال: ((في أول ضربة سبعين حسنة)) . ورواه أحمد بن منصور عن محمد بن الصباح عن إسماعيل، وقال: قال سهيل: وحدثني أخي أو أختي بالشك. الحديث: 773 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 سهيل بن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح 774- أخبرنا أبو علي الحداد وغيره رحمهما الله قالا: أخبرنا أبو عبد الله محمد [ص: 389] بن علي الجصاص، ثنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ النيسابوري بها إملاء، ثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغازي، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي، ثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة جاء يوم القيامة بأفضل ما جاء به أحد إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)) . رواه مالك وغيره عن سمي، ومن هذا الطريق أخرجه في الصحيح مع حديث العمرة إلى العمرة من رواية عبد العزيز بن المختار عن سهيل عن سمي. الحديث: 774 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 سهيل بن عبد الله بن دينار عن أبيه أبي صالح 775- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه رحمهما الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا حبيب بن الحسن وفاروق بن عبد الكبير قالا: ثنا [أبو] مسلم إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن كثير، (ح) وأخبرنا أبو علي سنة ست، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا سفيان هو الثوري، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمان بضع وستين أو بضع وسبعين شعبة أعظمها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) . هذا لفظ رواية الطبراني وهو صحيح من حديث عبد الله بن دينار بالاتفاق، ومن طريق سهيل عنه أخرجه مسلم، وأورده أبو داود الطيالسي عن وهيب عن سهيل عن أبيه مرسلاً. الحديث: 775 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 سهيل بن عبيد الله بن مقسم عن أبيه أبي صالح 776- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا فاروق الخطابي، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حجاج -يعني ابن المنهال-، ثنا حماد، هو ابن سلمة، عن سهيل بن أبي [ص: 390] صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((المقتول في سبيل الله عز وجل شهيد، والمبطون شهيد، والمطعون شهيد)) ، (ح) قال سهيل: وحدثني عبد الله بن مقسم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والغرق)) . هذا الحديث صحيح أيضاً له طرق في صحيح مسلم عن سهيل. الحديث: 776 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 سهيل عن سعيد بن يسار، عن أبيه أبي صالح 777- أخبرنا أبو علي -رحمه الله-، أنا أبو نعيم في كتابه، ثنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا أبو محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما تعدون الشهداء؟)) قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله عز وجل، فقال: ((إن شهداء أمتي إذاً لقليل)) قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ فقال: ((من قتل في سبيل الله عز وجل فهو شهيد [ومن مات في سبيل الله عز وجل فهو شهيد] والمبطون شهيد والمطعون شهيد)) . (ح) قال: فقال عبيد الله بن مقسم: أشهد على أبيك أنه زاد في الحديث: والغريق شهيد. (ح) قال إسحاق: أخبرنا روح بن عبادة، ثنا حماد بن سلمة عن سهيل بهذا الإسناد مثله قال: وقال سهيل: ثنا سعيد بن يسار عن أبي صالح -يعني بزيادة- وذكر الغريق. الحديث: 777 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 778- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي -رحمه الله- سنة سبع قال: كتب إلي أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران من مدينة السلام: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجار، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا الوليد بن مسلم، قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال بن سعد يقول: لا تكن ولياً لله عز وجل في العلانية عدواً لله تعالى في السر. الحديث: 778 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 779- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن علي، هو: أبو بكر بن [ص: 391] المقري، أنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد، حدثني بعض أصحابنا، أنشدني ابن المبارك في إخوان العلانية وأعداء السريرة: أعداء غيب إخوة التلاقي ... يا سوأتا من هذه الأخلاق كأنما اشتقت من النفاق ... آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 779 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس عشر من صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: سهيل بن أبي صالح عن القعقاع بن حكيم عن أبيه أبي صالح 780- أخبرنا الشيخ الزاهد أبو طاهر عبد الكريم [بن] أبي الفتح الصوفي -رحمه الله-، أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي فيما كتب إلي: أنا أبو أحمد [محمد] بن عيسى بن عمرويه، ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، ثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج، ثنا أحمد بن الحسن بن خراش، ثنا عمر بن عبد الوهاب، حدثني يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن سهيل، عن القعقاع، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة سبع وخمسمائة واللفظ له: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان -يعني ابن عيينة-، ثنا محمد بن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما أنا لكم مثل الوالد أعلمكم فإذا ذهب أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بغائط ولا ببول)) . وأمر أن نستنجي بثلاثة أحجار، ونهى عن الروث والرمة وأن يستنجي الرجل بيمينه. هذا حديث مشهور ثابت من حديث ابن عجلان، رواه عنه الناس، وذكر بعض [ص: 392] الحفاظ أن عمر بن عبد الوهاب أخطأ على يزيد فيه؛ لأنه حديث يعرف بابن عجلان عن القعقاع، وليس لسهيل في هذا الإسناد أصل، ورواه أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن روح عن ابن عجلان عن القعقاع وهو الأصح. الحديث: 780 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 سهيل عن الأعمش عن أبيه أبي صالح 781- أخبرنا إسماعيل بن الفضل أبو الفتح السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، وجعفر بن عبد الواحد الثقفي -رحمهما الله- قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ، حدثني وليد بن بيان الواسطي قالا: ثنا محمد بن زنبور المكي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل يعني ابن أبي صالح، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في غزوة غزاها، فأصاب أصحابه جوع وفنيت أزوادهم، فجاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكون إليه ما أصابهم ويستأذنونه في أن ينحروا بعض رواحلهم، فأذن لهم، فخرجوا فمروا بعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: من أين جئتم؟ فأخبروه أنهم استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن ينحروا بعض إبلهم، قال: فأذن لكم؟ قالوا: بلى، قال: فإني أسألكم وأقسم عليكم ألا رجعتم معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجعوا معه فذهب عمر -رضي الله عنه- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أتأذن لهم أن ينحروا رواحلهم فماذا يركبون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فماذا أصنع ليس معي ما أعطيهم)) فقال عمر: بلى يا رسول الله، تأمر من كان معه فضل من زاد يأتي به إليك فتجمعه على شيء، ثم تدعو فيه بالبركة، ثم تقسمه بينهم، ففعل فدعاهم بفضل أزوادهم، فمنهم الآتي بالقليل ومنهم الآتي بالكثير فجعله في شيء ثم دعا فيه ما شاء الله عز وجل أن يدعو، ثم قسمه بينهم فما بقي من القوم أحد إلا ملأ ما كان معه من وعاء وفضل فضل، فقال عند ذلك: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، من جاء الله تعالى بها يوم القيامة غير شاك أدخله الله تعالى الجنة)) . صحيح على شرط مسلم، أخرجه في كتابه الصحيح من حديث أبي معاوية عن الأعمش، ورواه عن سهيل إسماعيل بن جعفر مثله، وعن ابن أبي حازم إسماعيل بن [ص: 393] أبي أويس، وعن ابن زنبور غير واحد، ولسهيل عن الأعمش عن أبي صالح أحاديث غير هذا ذكرناها في غير هذا الموضع، وقد روى سهيل عن رجل عن آخر عن أبيه أبي صالح، نذكره إن شاء الله تعالى مع نظيره في موضعه، وليس [ذلك] بعجب من سهيل، لأنه قد روى عن رجل عن نفسه: الحديث: 781 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 782- كتب إلى أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي -رحمه الله- من نيسابور: أن أبا بكر الحميري أخبرهم، قال: ثنا أبو العباس الأصم، أنا الربيع بن سليمان، أنا محمد بن إدريس الشافعي -رضي الله عنه-، أنا عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد. قال عبد العزيز: فذكرت ذلك لسهيل، قال: أخبرني ربيعة، وهو عندي ثقة، أني حدثته إياه ولا أحفظه. قال عبد العزيز: و [قد] كان أصابت سهيلاً علة أذهبت بعض عقله ونسي بعض حديثه، وكان سهيل بعد يحدثه عن ربيعة عنه عن أبيه. الحديث: 782 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 783- أخبرنا أبو منصور محمد بن إسماعيل الصيرفي -رحمه الله-، أنا أبو بكر بن شاذان الأديب، أنا أبو بكر القباب، ثنا ابن أبي عاصم، ثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا عبد العزيز بن محمد بالحديث، ولم يذكر قول عبد العزيز فيه، رواه عن سهيل جماعة، أخرجه أبو داود السجستاني في سننه، وفي بعض الروايات عن سهيل في هذا الإسناد قال: أخبرني ربيعة عني عن أبي. الحديث: 783 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 784- وأخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد السقطي، ومحمد بن الحسين بن علي النصيبي قالا: ثنا محمد بن الحسن بن الطفيل، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا عبد العزيز بن محمد، أخبرني سهيل بن أبي صالح، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحقوق بشاهد ويمين. الحديث: 784 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 سعد بن سعيد المقبري عن أخيه عبد الله عن أبيه سعيد ولا أظنه سمع من أبيه 785- أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن محمد بن محمد المطرز -رحمه الله- فيما أحضرت عنده، قال: أنا أبو القاسم الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود، أنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد المعدل، أنا إبراهيم بن السندي، ثنا الزبير بن بكار، ثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أخيه عبد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ستة أيام من الدهر يكره صيامهن: يوم من شعبان يوصل به رمضان، ويوم الفطر، ويوم النحر، وأيام التشريق، فإنها أيام أكل وشرب)) . رواه صفوان بن عيسى عن عبد الله بن سعيد عن جده، عن أبي هريرة، ورواه حفص بن غياث عن عبد الله عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. الحديث: 785 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 786- قرأت على القاضي أبي سهل عبد الله بن محمد -رحمه الله- قال: أنا محمد بن أحمد، ثنا أحمد بن موسى، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي، ثنا أحمد بن أحيد بن نوح البزاز، ثنا يحيى بن موسى خت، ثنا سعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، حدثني أخي، عن أبي، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث مهلكات وثلاث منجيات، فأما المنجيات: فخشية الله تعالى في السر والعلانية، والاقتصاد عند الفقر والغنى، والحكم بالعدل عند الغضب والرضا، وأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه)) . رواه الزبير بن بكار أيضاً عن سعد. الحديث: 786 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 787- أخبرنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن الأبرقوهي الحافظ -رحمه الله- إذناً، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو زرعة روح [بن] محمد، ثنا إبراهيم بن الحسن بن بشر، أنا ابن أبي حاتم، قال: سئل أبي، يعني: عن سعد بن سعيد المقبري، فقال: هو في نفسه مستقيم، وبليته: أنه يحدث عن أخيه عبد الله، وعبد الله بن سعيد ضعيف الحديث ولا يحدث عن غيره ولا أدري منه أو من أخيه. الحديث: 787 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 788- أخبرنا أبو الرجاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز القاري بقراءتي عليه، ثنا أحمد بن المفضل [المقري] ، حدثنا عبد الله بن عمر بن القاسم، ثنا عبد المنعم بن عمر، ثنا حيان، ثنا إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس، حدثني عبد الله بن محمد الرملي، ثنا أبو عمير بن النحاس، قال: سمعت ضميرة بن ربيعة يقول: قلت لإبراهيم بن أدهم: مالك لا تسمع الحديث؟ قال: قد سمعت حديثاً فإذا عملت به سمعت آخر. الحديث: 788 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 789- أخبرنا أحمد قال: أنشدنا أحمد، أنشدني إسماعيل بن علي الفقيه الرازي، أنشدني محمد بن عمر [بن إبراهيم المقري، أنشدنا أحمد بن نصر، أنشدنا أبو مزاحم الخاقاني قوله] : لا تسمني يا طالب العلم أمراً ... فيه تغيير نيتي في احتسابي وأرحني من شغل قلبي إذا ... كان عني بالبعد أصل كتابي خطأ بي إذا أعرتك أصلاً ... بسوى مسجدي ودربي وبابي آخر الجزء السابع، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 789 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 الجزء الثامن من كتاب ((اللطائف من علوم المعارف)) مما أملاه الشيخ الإمام الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني أبقاه الله مما لم يسبق إليه نفعنا الله تعالى به الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 بسم الله الرحمن الرحيم حدثنا الشيخ الإمام الحافظ، محيي السنة، نور الأئمة، شمس الحفاظ: أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني، حرسه الله وأبقاه، أملاه من لفظه يوم السبت الثالث والعشرين من شهر صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: سلمة بن نبيط بن شريط قد سمع من أبيه نبيط وقد روى عن رجل عن أبيه 790- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس التاني -رحمه الله-، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الضبي، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، قالا: ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سلمة بن نبيط، حدثني أبي أو نعيم بن أبي هند، عن أبي قال: حججت مع أبي وعمي -رضي الله عنهم- فقالا لي: أترى [ذاك] صاحب الجمل الأحمر الذي يخطب، ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو عبد الله بن منده -رحمه الله- عن عبد الله بن محمد بن إسحاق عن علي ابن عبد العزيز هذا، وقال فيه: ثنا سلمة، ثنا أبي أو نعيم بن أبي هند، عن أبيه، فعلى هذا الحديث عن والد سلمة أو والد نعيم، وهو: أبو هند النعمان بن أشيم صحابي أيضاً، وأورده أبو عبد الله في ترجمته، غير أن هذا الحديث بنبيط والد سلمة أشبه؛ لأنه رواه سفيان وعبد الحميد الحماني عن سلمة قال: أخبرني أبي، بلا شك، ولم يذكر فيه نعيماً، ولسلمة عن نعيم عن أبيه نبيط حديث آخر: الحديث: 790 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 791- أخبرنا [به] أبو علي الحداد -رحمه الله- في غير موضع، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسن بن الطيب، ثنا وهب بن بقية، ثنا إسحاق بن يوسف، عن سلمة بن نبيط، (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن أبي القاسم القرآني، وأبو غالب [ص: 400] الكوشيذي قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا عبد الله بن داود، ثنا سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد -رضي الله عنه- قال: أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فأفاق فقال: ((حضرت الصلاة؟)) فقلت: نعم، فقال: ((مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس)) فقالت عائشة -رضي الله عنها-: إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره فليصل بالناس، ثم أغمي عليه فأفاق، فقال: ((هل حضرت الصلاة؟)) قلت: نعم، قال: ((مروا بلالاً فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس)) فقالت عائشة -رضي الله عنها-: إن أبي رجل أسيف فلو أمرت فيصلي بالناس. فقال: ((أنتن صواحبات يوسف)) فأمر بلالاً فأذن وأمر أبا بكر فصلى بالناس، ثم أغمي عليه، فأفاق، فقال: ((أقيمت الصلاة؟)) قلت: نعم، قال: ((ائتوني بإنسان أعتمد عليه)) فجاء بريدة وإنسان آخر، فاعتمد عليهما فأتى المسجد، فدخل وأبو بكر -رضي الله عنه- قائم يصلي بالناس، فذهب أبو بكر يتنحى فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجلس إلى جنب أبي بكر حتى فرغ من صلاته، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر -رضي الله عنه-: لا أسمع رجلاً يقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بالسيف، فأخذ -يعني أبا بكر- رضي الله عنه بذراعي فاعتمد علي وقام يمشي حتى جئنا فقال: أوسعوا، فأوسعوا له، فأكب عليه ومسه، وقال: {إنك ميت وإنهم ميتون} ، قالوا: يا صاحب رسول الله [مات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فعلموا أنه كما قال، قالوا: يا صاحب رسول الله] أنصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: كيف نصلي عليه؟ قال: يدخل قوم فيكبرون ويدعون ويصلون، ثم ينصرفون، ويجيء آخرون حتى يفرغوا، قالوا: يا صاحب رسول الله، أيدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قالوا: وأين يدفن؟ قال: حيث قبض، فإن الله عز وجل لم يقبضه إلا في بقعة طيبة، فعلموا أنه كما قال، ثم قام، فقال: عندكم صاحبكم، فأمرهم يغسلونه، ثم خرج واجتمع المهاجرون يتشاورون، فقالوا: انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار فإن لهم في هذا الأمر نصيباً، فانطلقوا، فقال رجل من الأنصار: منا أمير ومنكم أمير، فأخذ عمر بيد أبي بكر -رضي الله عنهما- فقال: أخبروني من له الثلاثة: {ثاني اثنين إذ هما في الغار} من هما؟، {إذ يقول لصاحبه لا تحزن} من صاحبه؟ {إن الله معنا} ، فأخذ بيد أبي بكر [ص: 401] فضرب عليها، وقال للناس: بايعوه فبايعوه، بيعة حسنة جميلة. هذا لفظ رواية ابن ريذة وفيه ألفاظ غيرها أفصح منها، ورواية الآخرين مختصرة ورواه حميد بن عبد الرحمن عن سلمة بن نبيط، ورواه يونس بن بكير عن سلمة عن أبيه، لم يذكر نعيماً، ورواه سلمة بن كهيل عن نعيم عن سالم، لم يذكر نبيطاً. الحديث: 791 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 792- أخبرنا به أبو غالب الكوشيذي، ثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن نعيم بن أبي هند، عن سالم بن عبيد -رضي الله عنه- وكان من أهل الصفة، فالطريق الأول رواه إسحاق بن يوسف وهو الأزرق عن سلمة بن نبيط عن نعيم، وهذا الطريق رواه إسحاق أيضاً عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن نعيم، وهذا يشكل ضبطه. الحديث: 792 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 شعيب بن شعيب لا أعلمه سمع من أبيه شيئاً ويروي عن أخيه عمرو بن شعيب عن أبيهما وفي أهل بيتهم غير واحد أسماؤهم شعيب منهم هذان وشعيب بن عبد الله بن عمرو روى عنه حبيب بن أبي ثابت وثابت البناني 793- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري -رحمه الله- إذناً، أن أحمد بن جعفر أجاز لهم، ثنا علي بن عمر بن إسحاق، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أنا أبو بكر ابن مكرم وأبو محمد بن صاعد قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا شعيب بن شعيب، عن أخيه عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل دون ماله فهو شهيد)) . [ص: 402] وقد ترجم أبو بكر السني بعد هذا لشعيب بن شعيب أيضاً عن أخيه عمرو بن شعيب ولم يورد به حدثنا ولا أظنه إلا عن أبيهما أيضاً. الحديث: 793 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 صالح بن أبي صالح السمان يروي عن أبيه وقد روى عنه عن أخيه سهيل عن أبيهما 794- أخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا العباس بن الوليد النرسي، ثنا بشر بن منصور، عن سفيان، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الدين النصيحة، إنما الدين النصيحة، إنما الدين النصيحة)) قالوا: لمن يا رسول الله، قال: ((لله تعالى ولرسوله ولكتابه ولأئمة المؤمنين وعامتهم)) . هذا حديث ثابت له طرق اختلف على سهيل في إسناده لم يروه عن سفيان هكذا إلا بشر وتابع سفيان على هذا القول عن سهيل: مالك بن أنس وعبد الله بن جعفر المدني، ورواه جماعة عن سهيل عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري -رضي الله عنه- وهو الصحيح وفيه من اختلاف غير ذلك. الحديث: 794 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 795- كتب إلي عبد الوهاب بن المبارك الحافظ -رحمه الله- أنه قرأ على أبي غالب الباقلاني أنا أبو القاسم الصيرفي، قال: قرئ على الدارقطني الحافظ أنه قال في هذا الحديث: ورواه إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن صالح بن أبي صالح، قال: أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. الحديث: 795 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 796- ذكر أبو القاسم عبد الله بن أحمد السودرجاني وكتبته من خطه قال: ثنا أبو بكر بن المقرئ وأبو عبد الله بن منده، قالا: ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم بن زياد، ثنا محمد بن هشام المستملي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد قال: كنا عند أيوب وهو يحدثنا فسمع لغطاً فقال: ما هذا اللغط؟ أما بلغهم أن رفع الصوت عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرفع الصوت عليه في حياته. الحديث: 796 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 797- قرأت على عبد الكريم بن عبد الرزاق المقري -رحمه الله- عن كتاب أحمد بن علي إليه، قال: أنشدني محمد بن علي بن عبد الله: أنشدني محمد بن معقل الأزدي بحمص لنفسه: لم يضق مجلس بأهل وداد ... قط لكنه فسيح رحيب بسط الفضل بينهم من بساط الود ... ما استجمعت عليه القلوب آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 797 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 مجلس آخر أملي يوم السبت سلخ صفر من سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: عبد الله بن نافع عن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام روى عن أبيه وقد روى عن أخيه عن أبيه 798- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي ومحمد بن أبي القاسم القرآني، ونوشروان بن شيرزاد الديلمي -رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا عبيد الله بن محمد أبو الشيخ، أنا بهلول بن إسحاق الأنباري قالا: ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن أخيه، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مرتين. وفي رواية الطبراني: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثاً. هذا حديث إبراهيم بن حمزة لا أعرفه إلا من روايته، وأخو عبد الله بن نافع لا أعلمه سمي في هذا الإسناد. الحديث: 798 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عن أخويه عن أبيهم، وقد يروي عبد الله أيضاً عن أبيه 799- أخبرنا أبو الخير غانم بن الفضل بن محمد بن سرزرين -رحمه الله-، أنا أحمد بن الفضل بن محمد، أنا محمد بن إسحاق بن محمد، أنا أحمد بن إبراهيم الحداد بتنيس، ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، ثنا أبي، عن أبيه، يعني يحيى بن حمزة الحضرمي، قال: سمعت سلمة بن عمرو -وكان يقضي بين أهل دمشق- يحدث بحضرة الأوزاعي، قال: شهدت عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بدمشق على باب الصغير يصلي على جنازة بعض ولد صالح بن علي، فكبر عليه خمساً، ثم رفعت الجنازة وقدمت (جنازة) أخرى، وصلى عليها فكبر أربعاً، ثم انصرف وتبعه الناس وبسط له بساط وجلس عليه والناس قيام على رأسه، ما بين هاشمي وأموي وعربي ومولى، ما يقول لأحد: اجلس، فقال له حازم: أيها الأمير، إنك كبرت خمساً وأربعاً وأنت بين أعدائك من أهل الشام، فقال: تغضب -وفي غير هذه الرواية قال-: فغضب ثم قال: حدثني أخواي محمد وداود ابن علي، عن أبي وأبيهما علي بن عبد الله بن عباس، أنه رأى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- يصلي على الجنائز فيكبر خمساً ويكبر أربعاً يقول: كل سنة. وحدثني عن أبي وأبيهما: أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- توفي بالطائف فصلى عليه محمد بن الحنفية فكبر عليه أربعاً، وقال: لولا أني سمعت السنة -وفي غير هذه الرواية-: لولا أني سمعته يقول: السنة أربعاً، لكبرت عليه سبعاً، وإنما لما أدرج في أكفانه وأنزل في قبره خرج من أكفانه طير أبيض -وفي رواية غيره: طائر أبيض- وسمعوا صوتاً وهو يقول: {يا أيتها النفس المطمئنة} الآية. قال سلمة: فما رأيت الأوزاعي أنكره، وجعل يحرك رأسه كأنه يصدقه، ثم قال الأوزاعي: السنة أربعاً، على هذا أدركنا أهل العلم لا نعرف غيره والحمد لله، قال يحيى: فقلت لسلمة: فإن الناس يردون علينا ويقولون: إن صاحبكم يعني الأوزاعي كان يرى التكبير على الجنازة خمساً، قال [سلمة] : هو ذا صاحبنا ملء ثيابه لا يزيد على أربع فسلوه إن شئتم. [ص: 405] هذا حديث حسن لا أعرفه إلا من رواية يحيى بن حمزة. ولعبد الله بن علي من الأخوة غير هذين. الحديث: 799 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 عبد الله بن عطية بن سعد العوفي يروي عن أخيه عن أبيه لا أعلمه روى عن أبيه شيئا ً 800- أخبرنا أبو منصور، محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان، ثنا الحسين بن الفضل الواسطي، (ح) قال أبو نعيم: وثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ومحمد بن علي بن سهل، قالا: ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بشار، ثنا أبو قدامة، عبيد الله بن سعيد قالا: ثنا إبراهيم بن عيينة أخو سفيان بن عيينة، ثنا عبد الله بن عطية، عن أخيه الحسن بن عطية، عن أبيه عطية العوفي، عن أبي سعيد -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرجل ليتبعه أمثال الجبال من الخير فيقول: أنى هذا ولم أعمله فيقال: باستغفار ولدك من بعدك)) . هذا الحديث يعرف بإبراهيم بن عيينة، وقد روي عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مثله. الحديث: 800 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 عبد الله بن موسى بن جعفر العلوي روى عن أخيه عن أبيه 801- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري الصوفي وغيره إذناً -رحمهما الله-: أن أحمد بن جعفر الفقيه أذن لهم، أنا علي بن عمر بن إسحاق، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أنا أبو يحيى الساجي، ثنا عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زبالة، ثنا عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد، حدثني أخي علي بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، عن أبيه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان)) . الحديث: 801 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي يروي عن أبيه وقيل: لم يسمع منه، فيما وجدته من سماع هبة الله الأبزقوهي -رحمه الله- وأذن لي في روايته: أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو زرعة السني، أنا إبراهيم بن بشير، أنا ابن أبي حاتم قال: عبيد بن عمير روى عن عطاء وابنه عبد الله، ولم يلقه، سمعت أبي يقول ذلك، وقال البخاري -رحمه الله- عبد الله بن عبيد سمع من أبيه واستشهد على ذلك وهو الأصح. فمما رواه عن أبيه: 802- ما أخبرنا أبو علي الحداد: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا إبراهيم بن هاشم، (ح) قال أبو نعيم: وثنا أبو بكر الطلحي، ثنا موسى بن هارون قالا: ثنا حوثرة بن أبي أشرس، أخبرني سويد أبو حاتم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الصلاة أفضل؟ ((طول القنوت)) قال: أي الصدقة أفضل؟ قال: ((جهد المقل)) ، قال: أي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: ((أحسنهم خلقاً)) . الرجل السائل هو: عمير بن قتادة، الراوي له. الحديث: 802 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 803- فيما أخبرنا أبو شكر حمد بن علي الحبال، وأبو غالب أحمد بن العباس قالا: أنا محمد بن عبد الله الضبي، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا عمرو بن خالد الحراني، ثنا محمد بن سلمة الحلواني، عن بكر بن حبيش، عن أبي بدر، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- قال: كانت في نفسي مسألة أحزنتني لم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، ولم أسمع أحداً يسأله عنها، فكنت أتحينه، فدخلت ذات يوم وهو يتوضأ فوافقته على حالتين كنت أحب أن أوافقه عليهما: وجدته فارغاً طيب النفس فقلت: يا رسول الله ائذن لي فأسألك، قال: [ص: 407] ((نعم، سل عما بدا لك)) ، قلت: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: ((السماحة والصبر)) قلت: فأي المؤمنين أفضلهم إيماناً؟ قال: ((أحسنهم خلقاً)) قلت: فأي المسلمين أفضل إسلاماً؟ قال: ((من سلم الناس من يده ولسانه)) قلت: فأي الجهاد أفضل؟ فطأطأ رأسه فصمت طويلاً حتى خفت أن أكون قد شققت عليه وتمنيت أن لم أكن سألته، وقد سمعته بالأمس يقول: ((إن أعظم الناس في المسلمين جرماً لمن سأل عن شيء لم يحرم عليه فحرم من أجل مسألته)) ، فقلت: أعوذ من غضب الله تعالى وغضب رسوله، فرفع رأسه فقال: ((كيف قلت؟)) قلت: أي الجهاد أفضل؟ قال: ((كلمة عدل عند إمام جائر)) . قال الطبراني: أبو بدر هو عندي: بشار بن الحكم البصري صاحب ثابت البناني. الحديث: 803 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل سمع من أبيه أكثر مما سمع منه جميع أصحابه وقد روى حكايات عن رجل وأكثر عن أبيه 804- قرأت على الإمام أبي نصر أحمد بن عمر الحافظ -رحمه الله- قال: قرأت على عبد الله بن محمد الأنصاري، أنا إسحاق بن إبراهيم، أنا أحمد بن عبد الواحد الشيرازي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب المقري بأصبهان، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبي قالا: ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبو حفص عمر بن صالح الطرسوسي يقول: ذهبت أنا ويحيى الجلاء -وكان يقال: إنه من الأبدال- إلى أحمد بن حنبل -رحمه الله- وإلى جنبه فوزان وزهير وهارون الحمال، فقلت: رحمك الله أبا عبد الله بما يلين القلب، فنظر إلى أصحابه فغمزهم بعينه ثم أطرق ساعة، ثم رفع رأسه فقال: يا بني يأكل الحلال. سقط من رواية أبي نعيم ذكر عبد الله بن أحمد. الحديث: 804 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 805- وأخبرنا أبو نصر أخبرنا عبد الله، أنا يعقوب، أنا الفتح بن الحسن بن علي الشاشي، أنشدني أبو الربيع اليماني بطراز، أنشدني محمد بن الفضل الشاشي الحنبلي لنفسه: أنا حنبلي في حياتي وإن أمت ... فتوصيتي للناس أن يتحنبلوا آخر المجلس، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 805 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: عبد الله بن ثعلبة الأنصاري عن رجل عن أبيه 806- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا فاروق، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجيني، ثنا خالد بن الحارث، ثنا عبد الحميد بن جعفر، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن محمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي واللفظ له؛ لأنه أتم سياقاً، ثنا أحمد بن صالح العباداني، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا أبو عمر بن حمدان، [ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن المثنى، قالا: ثنا عبد الله بن حمدان] ، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة، أنه أتى عبد الرحمن بن كعب بن مالك وهو يقاد، وقد ذهب بصره، فسلم عليه، فقال: من هذا؟ فقلت: عبد الله بن ثعلبة، فقال: نعم، سمعت أباك -رضي الله عنه- يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة كانت نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة)) . فقلت: سمعت حديثاً آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: سمعت أباك يحدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((البذاذة من الإيمان)) . يعني التقشف. الحديث: 806 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 عبد الرحمن بن حرملة عن عمرو الأسلمي يروي عن رجل عن أبيه 807- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر الآجري، ثنا جعفر الفريابي، ثنا معلى بن مهدي، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا علي بن هارون، ثنا موسى بن هارون، ثنا نصر بن علي قالوا: ثنا بشر بن المفضل، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا [أبو] يعقوب يوسف بن يعقوب والحسن بن سعيد بن جعفر قالا: ثنا الحسن بن المثنى، (ح) قال أبو نعيم: وثنا عمر بن محمد بن حاتم، حدثني [جدي] محمد بن عبيد الله بن مرزوق، [ص: 409] (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا علي بن هارون وهو نازل، ثنا موسى بن هارون، ثنا مجاهد بن موسى قالوا: حدثنا عفان، ثنا وهب، (ح) قال أبو نعيم: وثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر، ثنا ضرار بن صرد، ثنا عبد العزيز بن محمد، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي، [ثنا أبو نعيم] قالا: ثنا الطبراني، ثنا يحيى بن أيوب العلاف المصري، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب، قال أربعتهم: بشر، ووهب، وعبد العزيز، ويحيى: عن عبد الرحمن بن حرملة، عن يحيى بن هند: أنه سمع حرملة بن عمرو وهو أبو عبد الرحمن -رضي الله عنه- قال: حججت حجة الوداع مردفي عمي سنان بن سنة -رضي الله عنه-، فلما وقفنا بعرفات رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعاً إحدى إصبعيه على الأخرى، فقلت لعمي: ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول: ((ارموا الجمار بمثل حصى الخذف)) . رواه جماعة جمة عن عبد الرحمن ولا أعرف لأبيه غيره. الحديث: 807 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 عبد الرحمن بن إبراهيم الجرمي عن أخيه عن أبيه 808- أخبرنا أحمد بن علي والحسن بن أحمد -رحمهما الله- فيما أذنا لي من كتاب أحمد بن جعفر بن محمد، أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أنا الحسن بن محمد المكتب، ثنا محمد بن عبدة المؤذن، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم أبو مسلم الجرمي، حدثني أخي اليسر بن إبراهيم، عن أبيه إبراهيم بن القعقاع، عن [أبي القعقاع، عن] عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((محاش النساء حرام)) . رواه غير إبراهيم عن أبي القعقاع الجرمي مثله. الحديث: 808 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي سمع من أبيه الكثير وقد يروي الحكايات عن رجل عن أبيه 809- قرأت على محمد بن إبراهيم التاجر -رحمه الله-، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا الحسين بن سلمة، ثنا أبو بكر بن الفافا، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، [ص: 410] قال: سمعت موسى بن إسحاق يقول لي: ما رأيت أحفظ من أبيك قال: وقد رأى أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبا بكر بن أبي شيبة وابن نمير وغيرهم. الحديث: 809 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن عبد الله بن حنطب يروي عن أبيه، وقد روى عن أخيه عن أبيه 810- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا عبدان بن محمد المروزي، ثنا إسحاق بن راهويه، (ح) قال: وحدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا بندار، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي قالوا: ثنا أبو عامر العقدي، (ح) قال أبو نعيم: وحدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا يعقوب بن إبراهيم، قالا: ثنا عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله، حدثني أخي الحكم بن المطلب، عن أبيه، عن قهيد بن مطرف الغفاري -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله [سائل] : إن عدا علي عاد؟ فأمره أن ينهاه ثلاث مرار، قال: فإن أبى؟ فأمره بقتاله، قال: فكيف بنا؟ قال: ((فإن قتلك فأنت في الجنة، وإن قتلته فهو في النار)) . رواه محمد بن إبراهيم عن عبد العزيز مثله، ورواه الليث بن سعد عن ابن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن قهيد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. الحديث: 810 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، يروي عن أبيه أحاديث، وقد روى عن هلال مولى أبيه عن أبيه 811- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، [ص: 411] ثنا أحمد بن الهيثم، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن [هلال مولى عمر بن عبد العزيز، عن عمر بن عبد العزيز] ، عن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- قال: علمتني أمي أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- شيئاً أمرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تقول عند الكرب: (( [الله] الله ربي لا أشرك به شيئاً)) . الحديث: 811 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 812- أخبرنا به نازلاً محمد بن علي بن أبي ذر -رحمه الله-، أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم إذناً، أنا أبو بكر القباب، أنا ابن أبي عاصم، ثنا ابن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر العبدي، ثنا عبد العزيز، (ح) وأخبرنا أبو سهل بن عزيزة، أنا أبو نصر ابن سسويه، أنا أبو سعيد الصيرفي، ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا ابن أبي الدنيا، حدثني هارون بن سفيان، (ح) وأخبرنا محمد بن إبراهيم الجنزي، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا علي بن إبراهيم بن حامد الهمذاني، ثا عبد الرحمن بن الحسين بن عبيد الهمذاني، ثنا إسماعيل بن محمد قالا: ثنا أبو نعيم، عن عبد العزيز، مثله، وتابعهما جماعة عن عبد العزيز. كذلك رواه أبو داود في سننه: ثنا مسدد ثنا الخريبي عن عبد العزيز عن هلال عن عبد الله، لم يذكر عمر. ورواه عمر بن علي المقدسي عن عبد العزيز بن هلال عن بعض أصحاب عبد الله عن عبد الله. ورواه مسعر عن محمد بن عبد الله عن عبد العزيز عن أبيه عن جده عن أسماء. الحديث: 812 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن رجل عن أبيه ولا أعلمه روى عن أبيه شيئا ً 813- أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء، أنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد المعلم، أنا عبيد الله بن يعقوب بن جميل، أنا جدي إسحاق بن إبراهيم، ثنا أحمد بن صنيع، ثنا [ص: 412] يزيد بن هارون، أنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمر بن أبي حسين، عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر يعني: عن أبيه -رضي الله عنه- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرفة منا المكبر ومنا المهلل، فأما نحن فنكبر. قال: قلت: العجب لكم، كيف لم تسألوه، كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم من حديث يزيد بن هارون، هكذا، وعبد العزيز هو: ابن عبد الله بن أبي سلمة، نسب إلى جده، وعمر هو: ابن حسين، وكان في النسخة: ابن أبي حسين. الحديث: 813 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 814- قرأت على الشيخ الصالح النبيل أبي المرجا الحسن بن محمد بن الفضل [بن] علي بن أحمد بن طاهر أخي الإمام قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ [في مسجدي هذا بحضرة والدي رحمهم الله، وكان كثير الاختلاف إليه سنة عشرين، وأخرج إلي خط] والدي بمولده، أنه في: سنة تسع وستين وأربعمائة التاسع عشر في جمادى الأولى، وتوفي -رحمه الله- ليلة السبت السابع من شهر ربيع الأول من سنة تسع وأربعين وخمسمائة ودفن بسنبلان إلى جنب والده -رحمهما الله- وكان بقية الأسلاف الذين يتبرك ببقائهم ولقائهم قال: أنا أبو عمر وعبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده -رحمه الله-، أنا والدي قال: سمعت الحسن بن يوسف الطرائفي يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: سمعت أبا ضمرة أنس بن عياض يقول: سمعت هشاماً يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عائشة -رضي الله عنها- تقول: رحم الله لبيداً حيث يقول: ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب قالت عائشة -رضي الله عنها-: فكيف بلبيد لو أدرك زماننا هذا. قال عروة: رحم الله عائشة كيف لو أدركت زماننا هذا؟!، قال هشام: رحم الله عروة كيف لو أدرك زماننا هذا، قال أبو ضمرة: رحم الله هشاماً كيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال محمد: رحم الله أبو ضمرة كيف لو أدرك زماننا هذا؟! قال الحسن: رحم الله محمداً كيف لو أدرك زماننا هذا؟!، قال محمد بن إسحاق: رحم الله الحسن كيف لو أدرك [ص: 413] زماننا هذا؟!، قال أبو عمرو: رحم الله والدي كيف لو أدرك زماننا هذا؟!، قال أبو المرجا: رحم الله أبا عمرو كيف لو أدرك زماننا هذا؟!، قال الحافظ أبو موسى -حرسه الله-: رحم الله أبا المرجا كيف لو أدرك زماننا هذا؟! الحديث: 814 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 815- أخبرني بعض مشايخي -رحمهم الله- إذناً، عن رزق الله بن عبد الوهاب، أنا علي بن المظفر المقري الأصبهاني، ثنا عبيد الله بن محمد، قال: سمعت الحسن بن إسماعيل يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: سمعت أحمد بن حنبل -رحمه الله- يقول: إنما الناس بشيوخهم فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش. آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 815 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 مجلس آخر أملي يوم السبت الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: عبد الجبار بن وائل بن حجر يروي عن أبيه أحاديث وذكر أبو حاتم الرازي أن روايته عن أبيه مرسلة لم يسمع منه شيئاً، وقال أبو حاتم ابن حبان: مات أبوه وهو حمل، وفي بعض الروايات أنه أدرك أباه صغيراً. 816- أخبرنا أبو منصور بن محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا الحسن بن موسى، ثنا زهير أبو خيثمة، عن أبي إسحاق، عن عبد الجبار بن وائل، عن وائل -رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى في الصلاة على اليسرى قريباً من الرصغ وما رأيته يرفع يديه حيث يوجب حتى تبلغا أذنيه، فصليت خلفه فأخذ يقرأ، قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: ((آمين)) ، فجهر. رواه جماعة عن أبي إسحاق، ومنهم من صيره أحاديث. الحديث: 816 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 وقد روى عبد الجبار عن أخيه علقمة عن أبيه 817- أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين بقراءتي عليه -رحمه الله- ببغداد في شرقيها في جامع القصر يوم الجمعة في ربيع الأول سنة خمس وعشرين، أنا أبو طالب بن غيلان محمد بن محمد بن إبراهيم، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى النيسابوري، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا عمران بن موسى، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي والهيثم بن محمد بن الهيثم رحمهما الله قالا: أنا أبو بكر بن ريذة، [أنا] الطبراني، ثنا حفص بن عمر بن الصباح الزقي، ثنا أبو معمر المقعد، (ح) قال الطبراني: وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، قالوا: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، ثنا محمد بن جحادة، [ثنا] عبد الجبار بن وائل قال: كنت غلاماً لا أعقل صلاة أبي، فحدثني وائل بن علقمة أو علقمة بن وائل، عن وائل بن حجر -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة رفع يديه ثم كبر، ثم التحف يعني بثوبه، ثم أدخل يديه في ثوبه، ثم أخذ شماله بيمينه، وإذا أراد أن يركع أخرج يديه من ثوبه فرفعهما، فكبر فإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه، ثم كبر فسجد ووضع وجهه بين كفيه، فإذا رفع رأسه من السجود رفع يديه، لم يزل يفعل ذلك حتى فرغ من صلاته. (ح) قال محمد -يعني ابن جحادة-: فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن البصري، فقال: هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله من فعله وتركه من تركه. هذا لفظ رواية بغداد رواه همام عن ابن جحادة. الحديث: 817 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 وقد روى عبد الجبار عن أمه أم يحيى عن أبيه 818- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر الطلحي وسليمان [ص: 415] بن أحمد، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي وأبو عدنان محمد بن أحمد البجيري، والهيثم بن محمد بن الهيثم، وأم الرجاء بنت علي الواعظة رحمهم الله، والسياق لها ولأبي غالب، قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الضبي، ثنا أبو القاسم الطبراني قالا: ثنا أبو هند يحيى بن عبد الله بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي بالكوفة، حدثني عمي محمد بن حجر، حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار، عن أبيه عبد الجبار بن وائل، عن أمه أم يحيى، عن وائل بن حجر -رضي الله عنه- قال: لما بلغنا ظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت وافداً عن قومي حتى قدمت المدينة، فلقيت أصحابه قبل لقائه فقالوا: قد بشرنا بك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أن تقدم بثلاثة أيام، فقال: ((قد جاءكم وائل بن حجر)) ، ثم لقيته صلى الله عليه وسلم، فرحب بي وأدنى مجلسي وبسط لي رداءه وأجلسني عليه، ثم دعا في الناس فاجتمعوا إليه، ثم اطلع المنبر وأطلعني معه، وأنا من دونه ثم حمد الله تعالى وقال: ((يا أيها الناس! هذا وائل بن حجر قد أتاكم من بلاد بعيدة من بلاد حضرموت طائعاً غير مكره بقية أبناء الملوك، بارك الله فيك يا وائل وفي ولدك [وفي ولد ولدك] )) ، ثم نزل وأنزلني معه وأنزلني منزلاً شاسعاً عن المدينة وأمر معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- أن ينزلني إياه، فخرجت وخرج معي حتى أدركنا ببعض الطريق، قال: يا وائل إن الرمضاء قد أصابت باطن قدمي فأردفني خلفك، قلت: ما أضن عنك بهذه الناقة ولكن لست من أرداف الملوك وأكره أن أعير بك، قال: فألق إلي حذاءك أتوقى به من حر الشمس، قلت: ما أضن عنك بهاتين الجلدتين، ولكن لست ممن يلبس لباس الملوك وأكره أن أعير بك، فلما أردت الرجوع إلى قومي أمر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتب ثلاثة منها كتاب لي خالص ففضلني فيه على قومي، وكتاب لي ولأهل بيتي بأموالنا هنالك، وكتاب لي ولقومي. في كتابي الخالص: ((بسم الله من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية [إن] وائلاً يستسعى ويترفل على الأقوال حيث كانوا من حضرموت)) . وفي كتابي الذي لي ولأهل بيتي: ((بسم الله الرحمن (الرحيم) من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية لأبناء معشر وأبناء ضمعاج أقوال شنؤه بما كان لهم فيها من ملك ومن أرض وعمران وبحر وملح أو محجة أو محجر، وما كان من مال أترثوه بما بعث، وما لهم فيها من مال بحضرموت أعلاها وأسفلها مني بالذمة والجوار، الله عز وجل لهم حيال والمؤمنون على [ص: 416] ذلك أنصار)) . وفي الكتاب الذي لي ولقومي: ((بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى وائل بن حجر والأقوال العباهلة من حضرموت بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة من الصرمة التيمة ولصاحبها البيعة لا جلب ولا جنب ولا شغار ولا وراط في الإسلام، لكل عشرة من السرايا ما يحمل القراب من التمر من أحيى فقد أربى وكل مسكر حرام)) . فلما ملك معاوية -رضي الله عنه- بعث رجلاً من قريش يقال له: بسر بن أبي أرطأة فقال له: قد ضممت إليك الناحية، فاخرج بجيشك فإذا أخلفت أفواه الشام فضع سيفك فاقتل من أبى بيعتي [حتى تصير إلى المدينة، ثم ادخل المدينة فاقتل من أبى بيعتي، ثم اخرج إلى حضرموت فاقتل من أبى بيعتي] ، ثم ادخل حضرموت فاقتل من أبى بيعتي وإن أصبت وائل بن حجر حياً فائتني به، ففعل وأصاب وائلاً حياً، فجاء به إليه، فأمر معاوية -رضي الله عنه- أن يتلقى وأذن له، فأجلس معه على سريره، فقال له معاوية -رضي الله عنه-: أسريري هذا أفضل أم ظهر ناقتك، قلت: يا أمير المؤمنين كنت حديث عهد بجاهلية وكفر، وكانت تلك سيرة الجاهلية، وقد أتانا الله اليوم بالإسلام فسيره الإسلام ما فعلت، قال: فما منعك من نصرنا، وقد اتخذك عثمان -رضي الله عنه- ثقة وصهراً، قلت: إنك قاتلت رجلاً هو أحق بعثمان منك، قال: وكيف يكون أحق بعثمان مني وأنا أقرب إلى عثمان في النسب؟ قال: قلت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بين علي وعثمان -رضي الله عنهما-، فالأخ أولى من ابن العم، ولست أقاتل المهاجرين، قال: أولسنا مهاجرين؟ قلت: أوليس قد اعتزلناكما جميعاً، وحجة أخرى: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رفع رأسه نحو المشرق وقد حضره جمع كثير، ثم رد إليه بصره، فقال: ((أتتكم الفتن كقطع الليل المظلم)) ، فشدد أمرها وعجله وقبحه، فقلت له -من بين القوم-: يا رسول الله، وما الفتن؟ قال: ((يا وائل إذا اختلف سيفان في الإسلام فاعتزلهما)) فقال: أصبحت شيعياً؟ فقلت: لا، ولكن أصبحت ناصحاً للمسلمين، فقال معاوية -رضي الله عنه-: لو سمعت ذا وعلمته ما أقدمتك؟ قلت: أوليس قد رأيت ما صنع محمد بن مسلمة عند مقتل عثمان -رضي الله عنه-، انتهى بسيفه إلى صخرة فضربه بها حتى انكسر، فقال: أؤلئك قوم يحملون علينا؟ فقلت: فكيف تصنع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحب الأنصار فبحبي، ومن أبغض الأنصار فببغضي)) ، فقال اختر أي البلاد شئت فإنك لست براجع إلى حضرموت؟ فقلت: عشيرتي بالشام، وأهل [ص: 417] بيتي بالكوفة، فقال: رجل من أهل بيتك خير من عشرة من عشيرتك، فقلت: ما رجعت إلى حضرموت سروراً بها، وما ينبغي للمهاجر أن يرجع إلى الموضع الذي هاجر منه إلا من علة، قال: وما علتك؟، قلت: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن: فحيث اختلفتم اعتزلناكم وحيث اجتمعتم جئناكم فهذه العلة، فقال: إني قد وليتك الكوفة فسر إليها، فقلت: ما ألي بعد النبي صلى الله عليه وسلم لأحد، ما رأيت أبا بكر قد أرادني فأبيت، وأرادني عمر -رضي الله عنه- فأبيت، وأرادني عثمان -رضي الله عنه- فأبيت، ولم أدع بيعتهم. قد جاءني كتاب أبي بكر -رضي الله عنه- حيث ارتد أهل ناحيتنا، فقمت فيهم حتى ردهم الله عز وجل إلى الإسلام بغير ولاية. فدعا عبد الرحمن بن أم الحكم فقال له: سر قد وليتك الكوفة، وسر بوائل بن حجر فأكرمه واقض حوائجه، فقال: يا أمير المؤمنين أسأت بي الظن؛ تأمرني بإكرام رجل قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرمه وأبا بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- وأنت، فسر معاوية -رضي الله عنه- ذلك منه، فقدمت معه الكوفة، فلم يلبث أن مات. (ح) قال محمد بن حجر: الوراط: القمار. والأقوال: الملوك. والعباهل: العظماء. هذا حديث لا يعرف إلا بأهل بيت وائل، رواه عنهم الناس باختلاف الألفاظ وتفاوت الروايات، وقع لنا عالياً من هذا الوجه، وسنشرحه إن شاء الله بعد جمعنا الروايات فيه. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 818 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: رواية عبد الجبار بن وائل بن حجر عن غير من ذكرناه عن أبيه 819- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي -رحمه الله-، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا مسعر، عن عبد الجبار بن وائل، حدثني أهلي، عن أبي -رضي الله عنه- قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم بدلو ماء فشرب، ثم مج في الدلو، ثم صب في البئر أو شرب من الدلو ثم مج في البئر ففاح منها مثل ريح المسك. الحديث: 819 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 820- (ح) قال الطبراني: ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا سفيان بن عيينة، عن مسعر، عن عبد الجبار بن وائل، عن بعض أهله، عن أبيه -رضي الله عنه-: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أتى بدلو فتوضأ منه فمضمض ثم مج فيه المسك [وأطيب من المسك] واستنثر خارجه. رواه وكيع وأبو أحمد الزبيري عن مسعر عن عبد الجبار، عن أبيه مرسلاً. الحديث: 820 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 821- أخبرنا به هبة الله بن الحصين الشيباني رحمه الله ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي رحمه الله، ثنا وكيع، ثنا مسعر قال: سمعت عبد الجبار بن وائل يذكر عن أبيه -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بدلو [من ماء] فشرب منه ثم مج. قال عبد الله: قال أبي: ثنا أبو أحمد ثنا مسعر، نحوه. الحديث: 821 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 822- أنا هبة الله هذا، أنا أبو علي، أنا أبو بكر، ثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا وكيع، عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، حدثني أهل بيتي، عن أبي: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه مع التكبيرة ويضع يمينه على يساره في الصلاة. الحديث: 822 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 823- (ح) وبه قال: ثنا وكيع، عن المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، حدثني أهل بيتي، عن أبي: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بين كفيه. الحديث: 823 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 824- أخبرنا غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحداد -رحمهما الله- قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا غانم هذا، أنا أبو عبد الله الجمال كتابة، قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا المسعودي، عن عبد الجبار بن وائل، حدثني بعض أهل بيتي، عن أبي -رضي الله عنه-: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عن يمينه وعن شماله. الحديث: 824 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 ذكر روايته عن مولى لهم عن أبيه 825- أخبرنا هبة الله بن الحصين رحمه الله، ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر بن عبد الله بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا عفان، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة، حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل، مولى لهم: أنهما حدثاه، عن أبيه وائل بن حجر -رضي الله عنه-: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر -وصف همام حيال أذنيه- ثم التحف بثوبه، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى، فلما أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما فكبر، فركع فلما قال: سمع الله لمن حمده، رفع يديه فلما سجد سجد بين كفيه. رواه محمد بن غالب بن حرب، عن عفان، مثله، وأخرجه مسلم في الصحيح عن زهير عن عفان. الحديث: 825 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر يروي عن أبيه ويقال: إنه لم يسمع منه شيئا ً 826- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، وأبو علي الحداد قالا: أنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا داود بن [ص: 420] المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال: قلت لابن عمر -رضي الله عنه-: أي حاج بيت الله أفضل وأعظم أجراً؟ قال: من جمع ثلاث خصال: نية صادقة، وعقلاً وافراً، ونفقة من حلال، فذكرت (ذلك) لابن عباس -رضي الله عنهما- فقال: صدق، فقلت: إذا صدقت نيته وكانت نفقته من حلال فما يضره [قلة] عقله؟ فقال يا أبا الحجاج سألتني عما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال: ((والذي نفسي بيده ما أطاع العبد ربه عز وجل بشيء أفضل من العقل، ولا يتقبل الله تعالى صوم عبد ولا صلاته ولا حجه ولا عمرته ولا صدقته ولا جهاده ولا شيئاً مما يكون منه من أنواع أعمال البر إذا لم يعمل بعقل، ولو أن جاهلاً فاق المجتهدين في العبادة كان ما يفسد أكثر مما يصلح)) . قال أبو نعيم: غريب من حديث مجاهد لم نكتبه إلا من حديث عباد عن عبد الوهاب. الحديث: 826 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 827- أخبرنا هبة الله بن الحسن الأبرقوهي إذناً، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو زرعة روح بن محمد، أنا أبو إسحاق بن بشر، ثنا ابن أبي حاتم، ثنا أبي قال: قال وكيع: كانوا يقولون: إن عبد الوهاب بن مجاهد لم يسمع من أبيه. الحديث: 827 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 عبد المنعم بن إدريس بن سنان ابن بنت وهب بن منبه يروي عن أبيه الكثير، ويقال: إنه لم يسمع منه 828- أخبرنا أبو علي الحداد سنة خمس، ثنا أبو نعيم الحافظ، وأبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه، ومحمد بن عبد الله، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا أبو بكر بن ريذة، قالوا: أنا الطبراني، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه، عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- في قول الله عز وجل: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً} إلى آخر السورة. قال: لما [ص: 421] نزلت قال محمد صلى الله عليه وسلم: ((نفسي قد نعيت)) قال جبريل -عليه السلام-: الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. الحديث: 828 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 829- أخبرنا أبو منصور بن عبد الرحمن [بن محمد بن عبد الواحد] بن زريق قرأته عليه ببغداد -رحمه الله-، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، أنا ابن الفضل هو محمد بن الحسين بن الفضل، أنا عثمان بن أحمد، ثنا سهل بن أحمد الواسطي، ثنا عمرو بن علي، قال: وعبد المنعم متروك الحديث أخذ كتب أبيه فحدث بها عن أبيه، ولم يكن يسمع من أبيه شيئاً. الحديث: 829 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 830- وأخبرنا أبو منصور، أنا الخطيب، أنا البرقاني، ثنا الأردبيلي، ثنا أحمد بن طاهر بن النجم، ثنا سعيد بن عمرو البردعي قال: قلت لأبي زرعة: عبد المنعم بن إدريس بن سنان، قال: واهي الحديث، ولد بعد موت أبيه وحدث عن أبيه. (ح) وذكر أبو حاتم الرازي، عن سلمة بن شبيب قال: سمعت إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني قال: مات أبو عبد المنعم عندنا باليمن وعبد المنعم يومئذ رضيع، (ح) وقال أحمد بن حنبل -رحمه الله-: مات أبوه وهو ابن ثلاث سنين. الحديث: 830 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 عيسى بن دينار المؤذن يروي عن أخيه عن أبيه وقد روى عن أبيه أحاديث 831- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري وأبو علي الحداد -رحمهما الله- إذناً، أن أحمد بن جعفر الفقيه أجاز لهم، أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، حدثني النعمان بن أحمد بن نعيم، ثنا أحمد بن ملاعب بن حيان، ثنا أبو نعيم، ثنا عيسى بن دينار، حدثني أخي، عن أبي، عن عمرو بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: ما صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعاً وعشرين أكثر مما صمنا ثلاثين. [ص: 422] قال أحمد بن محمد بن إسحاق: كذا قال. الحديث: 831 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 832- أخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن سابق، ثنا عيسى بن دينار الخزاعي، عن أبيه قال: سمعت عمرو بن الحارث يقول: سمعت ابن مسعود -رضي الله عنه- يقول: ما صمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعاً وعشرين أكثر مما صمت معه ثلاثين. (ح) قال الحارث: حدثنا عبد العزيز بن أبان عن عيسى، نحوه الحديث: 832 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 833- أخبرنا سعيد بن [أبي] الرجاء الصيرفي -رحمه الله-، أنا عبد الواحد بن أحمد بن محمد، أنا عبيد الله بن يعقوب، أنا جدي، ثنا أحمد بن منيع، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدثني عيسى بن دينار، عن أبيه، عن عمرو بن الحارث بن أبي ضرار عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: ما صمت، وذكر مثله. هكذا قال عمرو بن الحارث بن أبي ضرار، وأظنه خطأ؛ لأن ديناراً لم يرو عن عمرو بن الحارث بن المصطلق، وعن الحارث بن أبي ضرار فاشتبه ذلك على بعضهم، وكذلك روى أشعث بن عطاف عن عيسى عن أبيه، ولم يذكروا أخاه إلا أن السني ترجم له عن أخيه ولا أراه يثبت. الحديث: 833 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 834- أخبرنا الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي -رحمه الله- قرأته عليه ببغداد، أخبرنا محمد بن فتوح الأندلسي، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد الدهان، ثنا أبو جعفر أحمد بن حسن البردعي، أنشدنا أبو هريرة أحمد بن الحسن العدوي، أنشدنا أبو الطاهر الوكيل لنفسه: تبارك من سوى بدائع خلقه ... فأحسن في تركيب كل عجيب لقد قسم الأرزاق قسمه قادر ... عليم بأرزاق العباد رقيب فأوسعهم فضلاً ولطفاً تكرماً ... فلم يبق مخلوق بغير نصيب رأى الذرة الصغرى ضعيفاً دبيبها ... فأوسعها رزقاً بغير دبيب آخر المجلس، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله. الحديث: 834 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس من شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: عمر بن أبي سلمة المخزومي ربيب النبي صلى الله عليه وسلم توفي أبوه وله خمس سنين أو نحوه ولم يرو عنه شيئاً وإنما يروي عن أمه عن أبيه 835- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا فاروق بن عبد الكبير أبو حفص الخطابي بالبصرة، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، ثنا أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة، حدثني ثابت البناني، حدثني ابن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أم سلمة أم المؤمنين عن أبي سلمة بن عبد الأسد -رضي الله عنهم- ثلاثتهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد أصابته مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فآجرني فيها وأبدلني منها خيراً منها إلا أبدله [الله] تعالى خيراً منها)) . رواه سليمان بن المغيرة عن ثابت مثله. الحديث: 835 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 836- وأخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي -رحمه الله-، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن فاذشاه، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني -رحمه الله-، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، عن عبد الملك بن قدامة الجمحي، عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة، عن أم سلمة: أن أبا سلمة أخبرها -رضي الله عنهم- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من مسلم يصاب بمصيبة فيفزع إلى ما أمر الله به من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب مصيبتي فآجرني عليها إلا أعقبه الله تعالى خيراً منها)) . رواه عن أم سلمة أم أيمن والمطلب بن عبد الله وأبو سلمة بن عبد الرحمن [مثله ورواه ابن سفينة وأبو وائل وأبو سلام عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر أبي سلمة] وكلاهما صحيح؛ لأن أم سلمة سمعته من زوجها، ثم سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث: 836 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 عمر بن شبة بن عبيدة يروي عن أبيه وقد روى عن أخيه عن أبيه 837- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري الصوفي -رحمه الله- إذناً، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر الفقيه الحافظ إجازة، أن علي بن عمر بن إسحاق الاسدابادي، ثنا أحمد بن محمد بن إسحاق أبو بكر بن السني الحافظ الدينوري، أخبرني جعفر بن عيسى الحلواني، ثنا عمر بن شبة، حدثني أخي معاذ بن شبة، حدثني أبي قال: كنت مع المسعودي على باب المهدي، فراث برذونه، فقال: يا معاذ، سجره. شبة لقب. الحديث: 837 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 838- فيما أخبرنا الفقيه أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز -رحمه الله- إذناً، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا إبراهيم بن عبد الله الأصبهاني، ثنا محمد بن إسحاق السراج قال: سمعت عمر بن شبة -يعني يقول: وشبة اسمه: زيد- وإنما سمي شبة؛ لأن أمه كانت ترقصه وتقول: يا بأبي وشبا وعاش حتى دبا شيخاً كبيراً خبا الحديث: 838 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب زين العابدين يروي عن أبيه أحاديث 839- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبيد الله بن محمد العمري، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي عن سليمان بن بلال، عن محمد بن أبي عتيق، (ح) ، قال أبو نعيم: وحدثنا محمد بن أحمد الغطريفي وأبو عمرو بن حمدان، قالا: ثنا الحسن بن سفيان، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا [ص: 425] الليث بن سعد، عن عقيل قالا: عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، أن الحسين بن علي -رضي الله عنهما- أخبره: أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما: ((ألا تصليان)) قال علي -رضي الله عنه-: فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله عز وجل، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت [ذلك] له، ولم يرجع إلي شيئاً، ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه، ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلا} . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الزهري رواه عنه الناس، وذكر أبو علي البغدادي أن علي بن الحسين الأكبر قتل مع أبيه، وهذا الأصغر، وكان حينئذ غلاماً ولم يسمع من أبيه. وقوله هذا وهم؛ لأنه توفي سنة نيف وتسعين، وكان له ثمان وخمسون سنة، وأبوه قتل سنة إحدى وستين، فكان له على هذا القياس أكثر من عشرين سنة، وفي هذا الحديث الذي ذكرناه علامة السماع، والله تعالى أعلم. الحديث: 839 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 علي بن جعفر بن محمد العلوي، أكثر رواياته عن أخيه وغيره عن أبيه، وقد روى عن أبيه أيضاً فلا أدري أسمع منه أم لا 840- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو الحسن حيدرة، عن عمر بن الحسين بن الخطاب، ثنا الليث بن محمد بن الليث، ثنا بشر بن محمد المروزي، ثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق، عن عمه علي بن جعفر بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما استيسر من الهدي} : ((شاة)) . الحديث: 840 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 فأما روايته عن أخيه موسى عن أبيهما 841- فأخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه الشروطي، بقراءة والدي عليه رحمهما الله سنة أربع وخمسمائة وأنا حاضر، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن عمر بن سلم أبو بكر الجعابي الحافظ، حدثني أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسنى، ثنا علي بن الحسن بن عمر الحسنى، ثنا علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه [حسين بن علي، عن أبيه] علي -رضي الله عنهما-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من [صام] يوم الجمعة صبراً واحتساباً أعطي عشرة أيام غر زهر لا يشاكلن أيام الدنيا)) . الحديث: 841 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 842- وأخبرنا أبو منصور، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، وإسماعيل بن إسحاق المعمري، ومحمد بن مالك الكندي، وعبد الرحمن بن محمد بن المغيرة، قالوا: ثنا نصر بن علي بن نصر، حدثني علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي، عن جده علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم [بيد] حسن وحسين رضي الله عنهما فقال: ((من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة)) . هذا حديث عزيز في إسناده؛ رواية الحسين بن علي عن أبيه عن نفسه -رضي الله عنهما. الحديث: 842 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 843- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا زيد بن أبي بلال، ثنا جعفر بن محمد بن جعفر الحسنى العلوي، ثنا الحسن بن زيد، حدثني علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي، [عن علي] بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده وسألته عن رجل طلق امرأته في غير عدة، فقال: إن ابن عمر [ص: 427] -رضي الله عنهما- طلق امرأته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ولم يحتسب بتلك التطليقة. وقد روى علي عن أخيه عن أبيه حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي صلى الله عليه وسلم وشبه ذلك. الحديث: 843 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 فأما روايته عن غير أخيه عن أبيه 844- فأخبرنا أبو منصور بن مندويه، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر الجعابي، ثنا أبو الحسن علي بن أبي الأزهر، ثنا أبو الزبير محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن، حدثني علي بن جعفر بن محمد، حدثني حسين بن زيد بن علي، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر -رضي الله عنه- قال: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الحج أذن في الناس إني خارج فقدم الناس من كل وجه فكلهم يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث: 844 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 عون بن عبد الله بن الحارث عن أخيه عن أبيه 845- أخبرنا الحسن بن أحمد المقري بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة سبع، ثنا أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا محمد بن أبي معشر، حدثني أبي، عن عون بن عبد الله بن الحارث، عن أخيه، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلق الله تبارك وتعالى آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس الفردوس بيده)) . الحديث: 845 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 846- أنشدني والدي رحمه الله (تعالى) ، أنشدنا أبو محمد البغدادي، أنشدني أبو علي محمد بن أحمد بن محمد الهاشمي، أنشدني أبو العباس البلوري: وماء كقطع الليل في لونه ... تنزحه أقلامنا من قليب قطر الندى ينبت زهر الفدى ... ومده ينبت زهر القلوب خواطر النفس إذا ما صنعت ... تخبر عما في حجاب الغيوب نحوكه وشكا بأقلامنا ... فبعضه مخط وبعض مصيب آخر المجلس، وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 846 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: عدي بن عدي بن عميرة الكندي ذكر الطبراني -رحمه الله- أن له صحبة وقد روى عن أبيه، وقال أبو حاتم الرازي -رحمه الله تعالى-: إن روايته عن أبيه مرسلة، وروى عن عمه العرس بن عميرة وغيره عن أبيه. 847- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي -رحمه الله-، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز. حدثنا غارم، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد رحمه الله، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا علي بن حميد الواسطي، ثنا مسلم بن سهل، ثنا محمد بن أبان قالا: ثنا جرير بن حازم، ثنا عدي بن عدي، ثنا رجاء بن حيوة، والعرس بن عميرة، عن أبي عدي -رضي الله عنه- قال: كان بين امرئ القيس و [بين] آخر خصومة فاختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال الحضرمي البينة، فلم تكن له بينة، فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي: يا رسول الله، [إن] أمكنته من اليمين ذهبت والله أرضى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على يمين كاذباً لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان)) . قال رجاء بن حيوة: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً} الآية، قال امرؤ القيس -رضي الله عنه-: فماذا لي إن تركتها يا رسول الله؟، قال: ((الجنة)) فقال: إني أشهدك أني قد تركتها. هذا لفظ الطبراني رواه جماعة عن جرير نحوه، ورواه جماعة عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير بن عدي (بن عدي) ، عن أبيه، ورواه محمد بن جعفر أخو إسماعيل عن يحيى بن أبي الزبير عن عدي، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً من غير ذكر أبيه ولا عمه، فجعله الطبراني بذلك صحابياً. الحديث: 847 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 عمرو بن خزيمة بن ثابت يروي عن أخيه عن أبيه 848- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، وأبو بكر محمد بن أبي القاسم القرآني -رحمهما الله- قالا: ثنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن [أبي] شيبة، (ح) قال الطبراني: وحدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا أبي قالا: ثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت -رضي الله عنه- قال: [قال] رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاستطابة: ((ثلاثة أحجار ليس فيهن رجيع)) ، (ح) وقال الطبراني: ثنا عبدان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثني أبي، ثنا هشام بن عروة، أخبرني عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه خزيمة بن ثابت -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة فقال، مثله. ورواه وكيع عن هشام عن ابن أبي خزيمة عن عمارة، ورواه إسماعيل بن عياش عن هشام عن أبيه عن عمارة، ورواه سفيان بن عيينة عن هشام عن أبيه مرسلاً قال: ذكرت الاستطابة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال هشام: وأخبرني أبو وجزة عن عمارة بن خزيمة قيل لسفيان: إنهم يقولون: أبو خزيمة قال: لا إنما هو أبو وجزة الشاعر، ورواه أبو معاوية، فأدخل بين هشام وعمرو رجلاً. الحديث: 848 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 849- أخبرنا أبو بكر القرآني وأبو غالب الكوشيذي رحمهما الله قالا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق، ثنا عثمان بن أبي شيبة، وقال الطبراني: وحدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا أبي، قال: ثنا أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن عبد الرحمن بن سعد، عن عمرو بن خزيمة، عن عمارة بن خزيمة، عن أبيه، فذكره نحوه. ورواه علي بن حرب عن أبي معاوية، مثله. الحديث: 849 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 عطاء بن السائب روى عن أبيه أحاديث صالحة وذكر في بعضها الخبر 850- كما أخبرنا أبو شكر حمد بن علي الحبال، ونوشروان بن شيرزاذ الديلمي، وآخران -رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد السلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، أخبرني أبي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: لما جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة إلى علي -رضي الله عنهما- بعث معها بخميل. فقال عطاء: ما الخميل؟ قال: قطيفة ووسادة من أدم حشوها ليف وإذخر وقربة كانا يفترشان نصف الخميل ويلتحفان بنصفه. الحديث: 850 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 وقد روى عطاء عن حرب بن عبيد الله عن أبيه السائب 851- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل السراج بقراءة والدي عليه -رحمهما الله-، أنا أبو بكر أحمد بن المفضل المقري إذناً، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن عبدك، ثنا مصعب بن خارجة، ثنا أبي، عن مسعر، عن عطاء بن السائب قال: قال لي حرب بن عبيد الله: حدثني أبوك السائب بن مالك: أنه حفظه من عبد الله بن عمرو: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((اقرأ القرآن في خمس)) . الحديث: 851 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 852- أخبرنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي، وأبو علي الحداد -رحمهما الله- قراءة على كل واحد منهما مرتين قالا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن عاصم أبو جعفر المديني، ثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عطاء بن السائب، حدثني حرب بن عبد الله، عن السائب قال: حفظت عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ القرآن في خمس. رواه محمد بن علي [بن] الجارود عن محمد بن عاصم مثله، ورواه محمد بن [ص: 431] سهيل وأبو مسعود الرازي عن حسين مثله. وقال أبو مسعود في روايته: عن السائب بن مالك أبو عطاء. وقد وهم الطبراني -رحمه الله- في هذا الحديث، فترجم للسائب بن يزيد عن عبد الله بن عمرو في جملة رواية الصحابة عنه؛ ظنه السائب بن يزيد الصحابي وأخرج له هذا الحديث. الحديث: 852 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 853- كما أخبرنا أبو بكر القرآني، وأبو غالب الكوشيذي، وحمد الحبال، ونوشروان الديلمي -رحمهم الله- قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا أبو خليفة الفضل بن الخباب، ثنا علي بن المديني، ثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن السائب بن يزيد، قال: حفظت عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقرأ القرآن في خمس. وروى هذا الحديث جماعة عن عطاء عن أبيه من غير ذكر حرب فيه على اختلاف ألفاظه، وكذلك رواه محمد بن عبد الوهاب عن مسعر عن عطاء عن أبيه، فتبين من هذا أن السائب هو بن مالك لا ابن يزيد وأنه أبو عطاء، قال: قال أبو بكر بن مردويه: عطاء ابن السائب بن مالك الثقفي يكنى أبا زيد، ويقال: ابن السائب بن زيد كوفي مات سنة ست وثلاثين ومائة. الحديث: 853 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب سمع من أبيه على ما ذكر البخاري -رحمه الله- في حديث عن عاصم بن علي قال: ثنا عاصم بن محمد قال: سمعت هذا من أبي يعني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟)) . قال عاصم: فلم أحفظه فقومه لي واقد عن أبيه، [وقد روى] عن أبيه أحاديث غير هذا، وروى عن أخيه واقد عن أبيهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 854- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه، أنا أحمد بن عبد الله [ص: 432] الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عاصم بن علي، ثنا عاصم بن محمد، عن واقد بن محمد قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله -رضي الله عنه-: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: ((ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة)) قالوا [شهرنا هذا، قال: ((أي بلد تعلمونه أعظم حرمة)) ، قالوا: بلدنا هذا، قال: ((تعلمون أي يوم أعظم حرمة)) ، قالوا] : يومنا هذا، قال: ((فإن الله عز وجل قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها، كحرمة يومكم هذا في بلدكم في شهركم هذا، ألا هل بلغت -ثلاثاً-)) كل ذلك يجيبونه: ألا نعم قال: ((ويحكم أو ويلكم لا ترجعن بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) . هذا حديث صحيح؛ أخرجه البخاري عن محمد بن عبد الله عن عاصم [بن] علي مثله، وعن أبي موسى عن يزيد بن هارون عن عاصم بن محمد عن أبيه من غير ذكر واقد، ولعاصم عن أخيه عن أبيه أحاديث. الحديث: 854 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 وقد روى عاصم أيضاً عن أخيه عمر عن أبيه 855- أخبرنا أحمد بن علي الأسواري -رحمه الله- إذناً، أنا أحمد بن جعفر الفقيه [إذناً] ، أنا علي بن عمر الأسداباذي، أنا أبو بكر بن إسحاق، أنا أبو بكر النيسابوري، أنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا عاصم بن محمد، عن أخيه عمر بن محمد، عن أبيه محمد بن زيد، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة، لا موت ويا أهل النار، لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم)) . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث عمر، ولعاصم جماعة إخوة يروي عن غير هذين ولكن عن غير أبيه. الحديث: 855 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 856- وجدت بخط شيخي أحمد بن محمد بن فضلويه، عن أبي مسلم الليثي، قال: رأيت على ظهر كتاب للشيخ أبي الفضل الطرواحي لبعضهم: إذا ولى أخوك قفاه شبراً ... فول قفاك عنه وزده باعا إذا كان الصديق بغير نفع ... فزاد الله خلته انقطاعا إلى يوم التناد بلا رجوع ... وإن رام الرجوع فلا استطاعا آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 856 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 مجلس آخر أملي يوم السبت التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: محمد بن عجلان سمع من أبيه وروى عنه أحاديثه كثيرة وقد روى عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عجلان 857- أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي المعدل -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن محمد بن عجلان. (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا أبو بكر النيسابوري، ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، (ح) قال الدارقطني، وثنا ابن صاعد إملاء، ثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي وعبد الجبار بن العلاء والحسين بن الحسن المروزي قالوا: ثنا سفيان [يعني] ابن عيينة، ثنا ابن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن عجلان، وقال الحارث: عن العجلان، [ص: 434] عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل ما لا يطيق)) . وقال سفيان: إلا ما يطيق. ورواه وهيب وسليمان بن بلال وسعيد بن أبي أيوب وجماعة عن ابن عجلان، وكذا رواه عبد الرزاق، وأحمد بن حنبل وغيرهما -رحمهما الله- عن ابن عيينة، ورواه عن بكير عمرو بن الحارث، ومن طريقه أخرج مسلم في الصحيح وليس لعجلان في كتابه غيره وذكره البخاري ذكراً في متابعة حديث، ورواه الثوري عن ابن عجلان إلا أنه أرسله على [ما] . الحديث: 857 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 858- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا هارون بن إسحاق الهمداني، ثنا محمد بن عبد الوهاب القناد، ثنا سفيان، عن محمد بن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للمملوك طعام)) ، مثل لفظ ابن عيينة. وقد قيل: رواه الثوري عن ابن عجلان عن أبيه، لم يذكر بكيراً، وكذلك رواه إبراهيم بن طهمان والنعمان بن عبد السلام عن مالك عن ابن عجلان عن أبيه، وهو في الموطأ عن مالك أنه بلغه عن أبي هريرة، ولم يذكر إسناده. الحديث: 858 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 ولابن عجلان حديث آخر عن بكير عن أبيه 859- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم، ثنا أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثا الحميدي، ثنا سفيان، ثنا ابن عجلان، عن بكير، عن عجلان، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما سألمناهن منذ حاربناهن ومن ترك منهم شيئاً خيفة فليس مني)) يعني الحيات. رواه أحمد بن حنبل ولوين عن ابن عيينة. الحديث: 859 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى كان صغيراً عند وفاة أبيه قيل: غرق أبوه مع عشرة بنين، وقيل: بل قتل وخلف محمد لصغره يروي عن أخيه عيسى عن أبيه. 860- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي ومحمد بن أبي القاسم القرآني قالا: أنا أبو بكر ابن ريذة، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد [بن حنبل] ، حدثني أبي، (ح) قال لسليمان: وحدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، (ح) وأخبرنا الكوشيذي والقرآني قالا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق، ثنا عثمان بن أبي شيبة قالوا: ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن ابن ابن أبي ليلى، عن أخيه، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنه كان في سهوة له فكانت الغول تجيء فتأخذ من طعامه فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول [الله] )) ، فجاءت فأخذها، فقال: إني لا أعود، فأرسلها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك؟)) ، فقال: أخذتها فقالت: إني لا أعود، فأرسلتها، فقال: ((إنها عائدة)) ، فأخذها مرتين أو ثلاثاً كل ذلك تقول: لا أعود، ويجيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: ما فعل أسيرك؟)) ، فيقول: أخذتها، فتقول: إني لا أعود، فيقول: ((إنها عائدة)) ، فأخذها فقالت: أرسلني وأعلمك شيئاً تقوله ولا يقربك شيء، فعلمته آية الكرسي، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: ((صدقت وهي كذوب)) . هذا حديث له طرق عن [ابن] أبي ليلى، وروي عن أبي هريرة، وأبي بن كعب، أن كل واحد منهما كان صاحب هذه الحالة. الحديث: 860 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 861- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر بن مهرة، أنا الطبراني، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا آدم بن أبي إياس، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو عمر، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي وأبو بكر القرآني قالا: أنا أبو بكر بن ريذة قالا: أنا الطبراني، ثنا محمد بن عبدوس، ثنا علي بن الجعد، قالا: ثنا شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بن [ص: 436] أبي ليلى، عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله على كل حال وليقل الذي يشمته: يرحمك الله، وليقل هو يهديك الله ويصلح بالك)) . هذا حديث مشهور من حديث شعبة رواه عنه الناس. الحديث: 861 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 862- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر، أنا الطبراني، ثنا أحمد بن عمرو البزار، (ح) أخبرنا الكوشيذي والقرآني قالا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق التستري قال: ثنا يوسف بن موسى القطان، ثنا عبد الله بن الجهم، ثنا عبد الله بن العلاء بن خالد، ثنا شعبة، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه، عن أبيه، عن أبي أيوب -رضي الله عنه-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ذكاة الجنين ذكاة أمه)) . الحديث: 862 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 863- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو عمر، أنا الطبراني، ثنا جعفر القلانسي، ثنا آدم، ثنا شعبة، عن ابن أبي ليلى، قال: سمعت أخي عيسى بن عبد الرحمن حدث، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أشعر الجنين فكل)) . لم يجاوز ابن أبي ليلى. الحديث: 863 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 864- أخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل شيء حتى سألته عن مسح الحصا فقال: ((واحدة أو دع)) . الحديث: 864 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 865- أخبرنا والدي رحمه الله، أنا سعد بن منصور أبو صالح، وأخبرنا عبد الله [ص: 437] ابن محمد الإمام، أنا محمد بن عمر البيع، قالا: أخبرنا علي بن أحمد الفقيه، أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن مسلم الرازي، حدثني محمد بن سعيد بن سابق، ثنا عمرو بن أبي قيس، عن محمد -يعني ابن أبي ليلى-، عن عيسى أخيه، عن أبيه عبد الرحمن، عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، قالت: فربما أخر ذلك حتى يجتمع عليه صوم الشهر، قالت: وربما أخره حتى يصوم شعبان، فربما أردت أن أصوم، فلم أطق حتى إذا صام صمت معه. قال محمد بن مسلم: هذا حديث كبير. الحديث: 865 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 وقد روى ابن أبي ليلى عن الشعبي عن أبيه 866- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، وأبو بكر القصار قالا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا أحمد بن داود المكي، ثنا محمد بن كثير، (ح) وأخبرنا أبو علي، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان، ثنا ابن كيسان، ثنا أبو حذيفة، (ح) قال سليمان: وحدثنا حفص بن عمر الرقي، ثنا قبيصة بن عقبة، قالوا: ثنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب (الأنصاري) -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال في دبر صلاة الغداة عشر مرات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو [على] كل شيء قدير كن له كعدل أربع رقاب من ولد إسماعيل عليه السلام)) . وقال أبو حذيفة: من قال في دبر كل صلاة مكتوبة. هذا حديث صحيح له طرق وعلل. الحديث: 866 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 وقد روى ابن أبي ليلى أيضاً عن المنهال بن عمرو عن أبيه 867- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، قال: ثنا عمر بن الحسن القراطيسي، ثنا الحسن بن القاسم البجلي، ثنا [ص: 438] محمد بن عبد الله بن صالح، ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي -رضي الله عنه- يخرج إلينا في القباء المحشو في الصيف وفي الإزار في الشتاء، فأنكر الناس ذلك، فقالوا لأبي ليلى رضي الله عنه، فسأله [فقال] : أما كنت معنا بخير قال: بلى، قال: فإني والله ما وجدت حراً ولا قراً منذ دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الدارقطني: غريب من حديث أبي إسحاق لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وهو مشهور عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى حدث به عنه جماعة. الحديث: 867 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 وقد روى ابن أبي ليلى أيضاً عن الحكم بن عتيبة عن أبيه 868- أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا أسامة بن أحمد، ثنا هارون بن سعيد، ثنا خالد بن نزار، ثنا إبراهيم يعني ابن طهمان، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخفين والخمار. الحديث: 868 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 869- أخبرنا [به] أبو غالب الكوشيذي، وأبو بكر القرآني، وأبو الحسين بن طباطبا قالوا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الكشي، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان يعني ابن عيينة، عن [ابن] أبي ليلى وأبان بن تغلب، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن بلال –رضي الله عنه- قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الموقين والخمار. هذا حديث صحيح من حديث الحكم. الحديث: 869 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 870- وأنشد أبو عبد الله: سلمان بن عبد الله بن الفتى -رحمه الله-: فلو كنت الخليل وسيبويه ... أو الفراء أو كنت المبرد لما ساويت في حي رغيفاً ... ولا تبتاع بالماء المبرد آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله. الحديث: 870 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 مجلس آخر أملي يوم السبت السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: وقد روى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى حديثاً عن أخيه عيسى وعن الحكم بن عتيبة والمنهال بن عمرو ثلاثتهم عن أبيه عبد الرحمن 871- أخبرنا أبو الفتح سهل بن ناصر بن الحسن الكاتب بقراءتي عليه -رحمه الله-، أنا جدي أبو الوفاء محمد بن بديع الحاجب، أنا أحمد بن موسى، ثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن زيدان، ثنا محمد بن عبيد المحاربي، ثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى، عن الحكم والمنهال بن عمرو وعيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، [عن أبي ليلى] ، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: ((لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب الله تعالى (ويحب) رسوله، ويحبه الله تعالى ورسوله، يفتح له، ليس بفرار)) ، فدعا علياً -رضي الله (تعالى) عنه- فأتاه، فدفع إليه الراية، فقلت: يا رسول الله، كيف وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني ثم قال: ((اللهم اكفه أذى الحر والبرد)) ، [قال] : فما أذاني بعد حر ولا برد. الحديث: 871 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 872- أخبرنا سهل، أنا جدي، أنا أحمد، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا سمويه، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي هاشم، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال والحكم وعيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال علي -رضي الله عنه-: ما كنت معنا يا أبا ليلى، قلت: بلى والله لقد كنت معكم، قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر -رضي الله عنه- فسار بالناس فانهزم حتى رجع، ثم بعث عمر -رضي الله عنه- فانهزم حتى انتهى إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأعطين الراية رجلاً يحب الله تعالى ورسوله ويحبه الله تعالى ورسوله يفتح له، ليس بفرار)) ، فأرسل إلي، فدعاني، فأتيت وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فدفع إلي الراية فقلت: يا رسول الله [كيف] وأنا أرمد، فتفل في عيني ثم قال: ((اللهم اكفه الحر والبرد)) فما آذاني حر ولا برد. هذا حديث مشهور له طرق. الحديث: 872 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 محمد بن يزيد بن محمد بن خثيم الهلالي المحاربي إن صح يروي عن رجل عن أبيه 873- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم، أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الواعظ -رحمه الله-، أنا محمد بن أحمد بن محمد الكاتب في كتابه، أنا عبد الله بن محمد بن فورك، أنا أبو بكر بن أبي عاصم، ثنا أيوب بن سليمان بن عمر الأقطع، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن يزيد بن خثيم، عن محمد بن كعب القرظي، قال: حدثني أبوك يزيد بن خثيم، أن عمار بن ياسر -رضي الله عنهما- قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- رفيقين في غزوة العشيرة، فعمدنا إلى صور من النخل فنمنا تحته في دفعاء من التراب، فما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى علياً -رضي الله عنه- فغمزه برجله وقد تتربنا في ذلك التراب. إلى هنا ذكره أبو نعيم، ولفظ ابن أبي عاصم مختصر. وهذا حديث مشهور من حديث محمد بن إسحاق بن يسار، رواه عنه جماعة وخالفهم محمد بن سلمة فرواه كما أوردناه، قال: محمد بن يزيد بن محمد بن خثيم. وكذلك رواه حاجب بن الوليد أيضاً عن محمد بن سلمة. هكذا أورده الإمام أبو عبد الله بن منده في تاريخه: محمد بن يزيد بن خثيم، وذلك وهم من أبي سلمة، والصواب: يزيد بن محمد بن يزيد بن خثيم، عن محمد بن كعب، عن محمد بن يزيد، وسعيد فيما بعد، إن شاء الله تعالى. الحديث: 873 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 محمد بن طلحة بن مصرف 874- أخبرنا هبة الله بن الحسن الأبرقوهي الحافظ رحمه الله إذناً قال: أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا روح بن محمد أبو زرعة، أنا إبراهيم بن الحسن بن بشر، ثنا [ص: 441] عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين قال: قال أبو كامل يعني مظفر بن مدرك: قال محمد بن طلحة أدركت أبي كالحلم، قال: قد روى عن أبيه أحاديث صالحة. الحديث: 874 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 فمما روى عن أبيه 875- ما أخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف بن شمة، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي مصرف بن عمرو البابي، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة، عن عميرة بن سعد قال: نشد علي -رضي الله عنه- الناس في الرحبة فقال: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)) . فقام عشرون رجلاً كلهم يشهد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك. الحديث: 875 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 وقد روى محمد بن طلحة عن رجل عن أبيه 876- أخبرنا أبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد السراج، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الكاتب، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا أبو أسيد، ثنا محمد بن عاصم، (ح) وأخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الحافظ، أنا الحسن بن إسماعيل، ثنا يحيى بن السري، قالا: ثنا أبو النضر، ثنا محمد بن طلحة، عن مالك بن مغول، عن طلحة قال: سألت عبد الله بن أبي أوفى -رضي الله عنهما- هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، أوصى بالقرآن. رواه ابن عيينة ويونس بن بكير وغيرهما عن مالك، وتابع مالكاً: الجريش بن سليم عن طلحة. الحديث: 876 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 877- أخبرنا به عالياً أبو [علي] الحسن بن أحمد، أنا محمد بن عبد الله بن يوسف، وأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، وأبو بكر محمد بن الفضل القرآني، وأبو شكر حمد بن علي الحبال، -رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة قالا: أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا مالك بن مغول عن طلحة، نحوه. وهو حديث صحيح متفق عليه رواه البخاري في صحيحه عن أبي نعيم هذا وغيره عن مالك بن مغول، وأخرجه مسلم نازلاً من طرق أيضاً. الحديث: 877 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 وقد روى محمد بن طلحة عن رجل آخر عن أبيه 878- أخبرنا إسماعيل بن الفضل، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو محمد بن حيان، حدثني محمد بن السمط الجرجرائي، ثنا عثمان بن سعيد بن الصباح، ثنا جملة بن يونس، ثنا محمد بن طلحة، عن إدريس -يعني الأودي-، عن طلحة بن مصرف، عن مالك بن الحارث، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي يوصي بالخمس أفضل من الذي يوصي بالربع، والذي يوصي بالربع أفضل من الذي يوصي بالثلث، والثلث، يعني: جنف. كذا رواه جملة مرفوعاً، ورواه بكر بن بكار وجبارة بن مغلس عن محمد بن طلحة، فلم يرفعاه. الحديث: 878 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 879- أخبرنا به إسماعيل بن الفضل، أنا محمد بن أحمد الكاتب، أنا أبو الشيخ، ثنا جعفر بن عمر، ثنا جبارة، (ح) وأخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله- إذناً، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار قالا: ثنا محمد بن طلحة، به نحوه غير مرفوع. الحديث: 879 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 محمد بن عبد الرحمن بن مغيرة بن أبي ذئب يروي عن أبيه وقد روى عن أخيه عن أبيه 880- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري الصوفي -رحمه الله- إذناً، أن [ص: 443] أحمد بن جعفر أبا بكر أذن له قال: أنا أبو القاسم علي بن عمر بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أخبرني جماهر بن محمد، ثنا الوليد بن عتبة، ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني ابن أبي ذئب، (ح) قال أحمد بن محمد: وأخبرنا أبو بكر النيسابوري، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي ذئب، عن أخيه المغيرة بن أبي ذئب، أنه دخل مع أبيه على سعيد بن المسيب حين حضره الموت فأخذته غشية، فوجهوه للقبلة فلما أفاق قال: من صنع هذا بي، أولست امرأً مسلماً وجهي إلى الله تعالى حيثما كنت. الحديث: 880 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 881- أخبرنا أحمد بن محمد بن فضلويه إجازة وكتبته من خطه: أنا عمر بن علي أبو مسلم الحافظ، أنا محمد بن علي الزراد وعمر بن منصور البندار، قالا: ثنا أبو الفضل أحمد بن علي السليماني قال: أنشدني بعض أصحابنا: إن المكارم أنواع مصنفة ... فالدين أولها والعقل ثانيها والعلم ثالثها والحلم رابعها ... والجود خامسها والعرف سادسها والبر سابعها والصبر ثامنها ... والشكر تاسعها واللين عاشيها آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله [أجمعين] . الحديث: 881 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 مجلس آخر أملي يوم السبت الثالث من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: محمد بن إسماعيل بن عياش الحمصي روى عن أبيه أحاديث كثيرة وقيل إنه لم يسمع منه شيئا ً 882- أخبرنا غانم بن [أبي] نصر البرجي -رحمه الله- بقراءة والدي عليه -رحمه الله- سنة أربع وخمسمائة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأديب، أنا أبو بكر عبد الله محمد بن فورك القباب، ثنا أبو بكر أحمد بن عمر بن عاصم، ثنا محمد بن عوف، ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، ثنا أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن [ص: 444] عبيد قال: وقال عرباض بن سارية -رضي الله عنه-: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلينا في الصفة وعلينا الحوتكية فيقول: ((لو علمتم ما ذخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم وليفتحن لكم فارس والروم)) . الحديث: 882 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 883- وأخبرنا به عالياً أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، (ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا ابن عياش -يعني إسماعيل عن ضمضم، عن شريح بن عبيد، عن العرباض) -رضي الله عنه-، نحوه. الحديث: 883 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 884- أخبرنا هبة الله بن الحسن الحافظ رحمه الله إذناً، أنه قرأ على عبد الرحمن بن محمد، عن أبي زرعة روح بن محمد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن بشر، حدثنا ابن أبي حاتم قال: سألت أبي يعني عن محمد بن إسماعيل بن عياش فقال: لم يسمع من أبيه شيئاً، حملوه على أن يحدث فحدث، قال ابن أبي حاتم: روى عنه محمد بن عوف وأبو زرعة. وقد رواه ابن أبي عاصم عن جماعة من أصحاب أبيه إسماعيل بن عياش. الحديث: 884 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 محمد بن خالد بن عبد الله الطحان الواسطي قيل: لم يسمع من أبيه إلا حديثاً واحداً وقد روى عنه أحاديث صالحة 885- أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء رحمه الله، أنا أبو نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم، أنا أبو يعلى الموصلي، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل والحسن بن إسحاق التستري، قالوا: ثنا محمد بن خالد بن عبد الله الطحان الواسطي، حدثني أبي، عن سعيد، عن قتادة، عن عطاء، عن أم كرز -رضي الله عنهم-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في العقيقة: ((للغلام شاتان وللجارية شاة)) . هذا لفظ أبي يعلى. الحديث: 885 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 886- أخبرنا هبة الله إذناً، [أنه] قرأ على عبد الرحمن، عن أبي زرعة، عن أبي إسحاق بن بشر، عن ابن أبي حاتم قال: سمعت أبا زرعة يقول: أخبرني وهب القاضي قال: سمعت محمد بن خالد الواسطي يقول: لم أسمع من أبي إلا حديثاً واحداً: خالد، عن بيان، عن الشعبي قال: لا أدري أيهما أكثر في الناس: البخل أو الكذب. قال: ثم حدث عنه حديثاً كثيراً. رواه غيره عن بيان، فخالفه في اللفظ. الحديث: 886 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 887- أخبرنا به أبو علي الحداد، أنا أبو بكر محمد بن علي المقري، أنا أبو بكر بن المقري، ثنا فضل بن مزذين أبو القاسم، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم، ثنا يحيى بن أكثم، ثنا جرير، عن بيان، عن الشعبي، قال: لا أدري أيهما أبعد غوراً: الشح أو الكذب. ذكره عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني بخطه، ثنا عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن جميل، ثنا جدي، ثنا أحمد بن صنيع، ثنا علي بن عاصم، أخبرني بيان بن بشر، عن الشعبي قال: ما أدري أيهما أبعد غوراً في النار: الكذب أو الشح. الحديث: 887 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 محمد بن عبيد الله بن أبي رافع يروي عن أبيه الكثير وقد روى عن أخيه عن أبيه 888- أخبرنا أحمد بن علي الأسواري وغيره إذناً، أن أحمد بن جعفر الحافظ أذن لهم قال: أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الإمام، أنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد السامي، ثنا محمد بن سليمان -لوين-، ثنا حبان بن علي العنزي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع- كذا في كتابي-، عن أخيه عبد الله بن عبد الله، عن أبيه عن جده -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل عقرباً في الصلاة وهو يصلي. كذا ذكره أبو بكر ابن السني وترجم لمحمد بن عبد الله عن أخيه عبد الله عن أبيه. الحديث: 888 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 889- وأخبرنا السيد أبو الحسن بن طباطبا العلوي، وأبو غالب الكوشيذي ومحمد بن الفضل القرآني -رحمهم الله- قالوا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا أحمد بن عمرو القطراني، (ح) وقرأته على الإمام عبد الكريم بن عبد الرزاق الصوفي -رحمه الله- عن كتاب أبي بكر بن أبي القاسم، أنا أبو الشيخ، أنا أبو يعلى قالا: ثنا أبو الربيع، ثنا حبان بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل عقرباً وهو يصلي. وهذا هو الصحيح في إسناد هذا الصحيح. ولحبان بهذا الإسناد نسخة، غير أن لمحمد بن عبيد الله عن أخيه عبد الله عن أبيه رواية بغير هذا الحديث وهو ما: الحديث: 889 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 890- أخبرنا به الشريف أبو الحسن علي بن هاشم بن طاهر العلوي ومحمد بن أبي القاسم القرآني وأبو غالب الكوشيذي -رحمهم الله-، قالوا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا أحمد بن عمرو القطراني، (ح) وأخبرنا محمود بن إسماعيل أبو منصور الصيرفي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج الأديب، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد المقري، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، (ح) وأخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد بن المطهر بن أبي نزار، أنا أبو بكر بن أبي القاسم بن أبي علي، أنا القباب، ثنا ابن أبي عاصم قالا: ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا حبان بن علي، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن [أخيه] عبد الله بن عبيد الله [بن أبي رافع] ، عن أبيه، عن جده -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل علي وليقل: ذكر الله من ذكرني بخير)) . الحديث: 890 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 وقد روى محمد بن عبيد الله عن أخيه الآخر عن أبيه 891- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا أبو الحسين العلوي، وأبو غالب الكوشيذي ومحمد بن الفضل، قالوا: أنا ابن ريذة، قالا: أنا [ص: 447] الطبراني، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن الحسن بن فرات، ثنا علي بن هاشم، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، ثنا عون بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع -رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية. قال: ((الحمد لله)) ، فرآني إلى جانبه فقال: ((ما أضجعك هاهنا؟)) ، قلت: لمكان هذه الحية، قال: ((قم إليها فاقتلها)) فقتلتها ثم أخذ بيدي فقال: ((يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً، حق على الله عز وجل جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء)) . الحديث: 891 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 عبد الرحمن بن أبي رافع أغفلناه في موضعه وهذا الموضع أليق به بعد سقوطه عن موضعه يروي عن سلمى عن أبي رافع 892- أخبرنا أبو الحسن العلوي، وأبو بكر القرآني، وأبو غالب الكوشيذي، قالوا: أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا عارم أبو النعمان، ثنا حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع -رضي الله عنه- قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا شاة مطبوخة فقال: ((يا أبا رافع ناولني الذراع)) ، فناولته فأكلها ثم قال: ((ناولني الذراع)) ، فناولته فأكلها، ثم قال: ((ناولني الذراع)) ، فقلت: يا رسول الله وهل للشاة إلا ذراعين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو سكت لأعطيتني أذرعاً ما دعوتها)) . الحديث: 892 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 893- (ح) وبه قال: ثنا الطبراني، (ثنا أبو مسلم الكشي، ويوسف القاضي قالا: ثنا سليمان بن حرب. (ح) قال الطبراني) : وحدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو [ص: 448] الوليد الطيالسي، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن أبي رافع -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف على نسائه جمع فاغتسل عند كل امرأة منهن غسلاً، فقلت: يا رسول الله ألا جعلته غسلاً واحداً، قال: ((هذا أزكى وأطهر وأطيب)) . كذا وقع في هذا الإسناد وكذلك ذكره ابن أبي حاتم، وهذا لا يلتئم؛ لأن سلمى امرأة أبي رافع، فإن كان عبد الرحمن بن أبي رافع، فكيف تكون سلمى عمته، وإن كانت سلمى عمته فلا يكون ابن أبي رافع، والله أعلم بصحته. الحديث: 893 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان أبو بكر بن المقري لا أظنه سمع من أبيه شيئاً إنما يروي عن وجوده بخطه وقد سمع من رجل عنه 894- أخبرنا أبو علي الحداد، ثنا أبو بكر محمد بن علي الجوزداني المقري، أنا أبو بكر المقري، حدثني إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن علي بن عاصم المقري -يعني: والدي- يقول: سمعت محمد بن سيمويه الخفاف المقري يقول: سألني موسى بن عبد الرحمن بن مهدي حاجة، فالتقيت معه في الطريق فقال: يا أبا حفص أيش عملت في الحاجة؟ قلت: ما قصرت فيه ولكن لن يأذن الله عز وجل في قضائها قال: فقال موسى: كان والدي عبد الرحمن بن مهدي -رحمه الله- يقول: اللهم ما قدرت لي من رزق فيسره لي في عافية وما لم تقدره لي فضع عني مؤنة الطلب. الحديث: 894 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 895- أخبرنا أبو منصور بن زريق -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو بكر بن ثابت الخطيب، أخبرني الحسين بن علي، ثنا محمد بن عمران، أخبرني محمد بن يحيى قال: قال منصور النمري: الجود أحسن مساً يا بني مطر ... من أن تبزكموه كف مستلب ما أعلم الناس أن البذل مكسبة ... للحمد لكنه يأتي على النسب آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 895 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 مجلس آخر أملي يوم السبت العاشر من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: موسى بن طلحة بن عبيد الله يروي عن أبيه وقد روى عن أخيه عن أبيه 896- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أحمد بن محمد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن سهل بن زنجلة، ثنا أبو صالح الحراني، ثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة، حدثني أبي، عن جدي، عن أخته أم إسحاق بنت طلحة قالت: لقد سمعت أبي -رضي الله عنه- وهو يقول: لقد عقرت يوم أحد في جميع جسدي حتى في ذكري. الحديث: 896 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 897- أخبرنيه أبو العباس أحمد بن علي الأسواري -رحمه الله- إذناً، أنا أحمد بن جعفر الفقيه إجازة، أنا أبو القاسم علي بن عمر الهمذاني، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن السني، ثنا أبو بكر بن أبي داود، ثنا يحيى بن عبد الرحيم، ثنا الأعمش، ثنا سليمان بن أيوب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، عن أبيه، عن جده، عن موسى بن طلحة، عن أخته أم إسحاق بنت طلحة، قالت: سمعت أبي -رضي الله عنه- وهو يقول لأم الحسن بنت قسامة الطائية: لقد عقرت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع جسدي حتى في ذكري. قال أيوب: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكل نبي حواري وحواريي الزبير)) . الحديث: 897 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب يروي عن ابن عمر دونه في النسب عن أبيه 898- أخبرنا أبو بكر محمد بن الفضل القرآني وأبي غالب الكوشيذي ونوشروان بن شيرزاذ الديلمي -رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا الطبراني، ثنا موسى بن [ص: 450] هارون، ثنا مروان بن جعفر السمري، ثنا محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة، عن خبيب بن سليمان بن سمرة، عن أبيه، عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الأنبياء يومئذ يتباهون أيهم أكثر أصحاباً من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة، وإنه كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم)) . لمروان بهذا الإسناد نسخة كثيرة. الحديث: 898 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 معتمر بن سليمان سمع من أبيه الكثير وقد روى عن رجل عن أبيه 899- أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد [الكاتب]-رحمه الله-، أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ثنا يحيى ين معين، ثنا الأصمعي، عن معتمر بن سليمان، عن حزم القطعي، عن سليمان بن طرخان، قال: معتمر هو أبي، قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاث في ما أقولهن إلا ليعتبر معتبر: ما أتيت باب هؤلاء السلاطين إلا أن أدعى إليه، ولا دخلت بين اثنين حتى يكونا هما يدخلاني، وما ذكرت أحداً بعد أن يقوم من عندي إلا بخير. الحديث: 899 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 مالك بن ضيغم يروي عن خالته عن أبيه 900- أخبرنا الحافظ أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني والقاضي أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن مهران -رحمهما الله- قالا: أنا عبد الوهاب بن محمد، أنا الحسن بن محمد المديني، أنا أحمد بن محمد بن عمر الوراق، ثنا عبد الله بن محمد البغدادي، حدثني محمد بن الحسين، حدثني مالك بن ضيغم، حدثتني خالتي حبابة ابنة [ص: 451] ميمون العتكية قالت: رأيت أباك ضيغم نزل ذات ليلة من فوق البيت بكوز قد برد له حتى صبه، ثم اكتار من الجب ماء حاراً فشرب (منه) ، فقلت له بعد ذلك: بأبي أنت قد رأيت الذي صنعت فمم ذاك؟ قال: حانت مني مرة نظرة إلى امرأة، فجعلت على نفسي أن لا تذوق الماء البارد أيام الدنيا، قلت: أنغص عليها الحياة. الحديث: 900 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 هشام بن عروة سمع من أبيه الكثير وروى عن جماعة من أصحاب أبيه عنه 901- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد أبو الفتح السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، أنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قراءة عليه وأنا أسمع، ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد القطان قال: سمعت هشام بن عروة قال: سمعت الزهري يحدث، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه مأثم. قال يحيى: فلم أكتبه. هذا حديث صحيح للزهري أخرجوه من طرق، واختلف على هشام فيه. نذكر علته فيما بعد -إن شاء الله-، لا أعرفه [هكذا] إلا من رواية عمرو بن علي عن يحيى عنه. ولهشام عن الزهري حديثان آخران لكنهما عن غير عروة. الحديث: 901 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 وقد روى هشام عن أخيه عثمان عن عروة 902- أخبرنا أبو سعد محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم وأبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن -رحمهم الله- قالوا: ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، ثنا [ص: 452] محمد بن يحيى الكناسي، ثنا هشام، عن عثمان بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود)) . قال أبو نعيم في رواية أبي علي: غريب من حديث عروة، تفرد به ابن كناسة عن هشام، وحدث به عن أبي كناسة الأئمة: أبو بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأحمد بن حنبل، وأبو خيثمة. الحديث: 902 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 903- أخبرنا برواية أحمد -رحمه الله- عنه أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني -رحمه الله- بمدينة السلام، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ التميمي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي عنه، [به] . الحديث: 903 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 ولهشام عن عثمان عن أبيه حديث آخر 904- أخبرنا به أحمد بن علي الأسواري إذناً، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمد إجازة، أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أبو بكر الدينوري أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن [أبي] داود، ثنا عيسى بن حماد، أنا الليث بن سعد، عن هشام بن عروة، عن عثمان بن عروة، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لقد كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه بأطيب ما أجد. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث هشام عن أخيه عن أبيه. الحديث: 904 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 هشام عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة عن عروة 905- أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الإخشيد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، ثنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن [ص: 453] نصر بن بجير، ثنا جعفر بن محمد بن الحسن، ثنا منجاب بن الحارث، أنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير قال: ما زال أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى نشأ فيهم المولدون أبناء سبايا الأمم التي سبتهم بنو إسرائيل من غيرهم فأفتوا فيهم بالرأي فأضلوهم. الحديث: 905 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 906- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو بكر بن علي الخطيب، أخبرني الأزهري، ثنا محمد بن جعفر النجار، أنا أبو محمد العتكي، ثنا يموت بن المزرع، عن الجاحظ قال: طلب المعتصم جارية كانت لمحمود الوراق -وكان نخاساً- بسبعة آلاف دينار، فامتنع محمود من بيعها، فلما مات محمود اشتريت للمعتصم من ميراث محمود بسبعمائة دينار، فلما دخلت إليه قال لها: كيف رأيت تركتك حتى اشتريتك من سبعة آلاف بسبعمائة؟ قالت: أجل إذا كان الخليفة ينتظر بشهواته المواريث، فإن سبعين ديناراً كثيرة في تمني فضلاً عن سبعمائة فأخجلته. الحديث: 906 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 907- أخبرنا أبو منصور هذا، أنا الخطيب، أنا الجوهري، أنا محمد بن العباس، ثنا أبو الحسن علي بن موسى الرزاز، ثنا قاسم الأنباري، حدثني أبو بكر الطالقاني، عن أبيه قال: كنت جالساً عند محمود الوراق والناس يعزونه عن جاريته ((نشر)) ، وكان قد أعطي بها آلافاً من الدنانير، فإذا بعض المعزين يكرر فضلها عنده ليحزنه، ففطن له، فأنشأ يقول: ومنتصح يكرر ذكر نشر ... ليحدث لي بذكراها اكتئابا أقول وعد ما كانت تساوي ... سيخلفها الذي خلق الحسابا عطيته إن أعطى سرورا ... وإن أخذ الذي أعطى أثابا أنعمته التي أهدت سرورا ... أم الأخرى التي أهدت ثوابا فأي النعمتين أعم فضلا ... وأكرم في عواقبها إيابا بل الأخرى وإن نزلت بكره ... أحق بصبر من صبر احتسابا آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 907 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 مجلس آخر أملي يوم السبت السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: هشام بن عروة عن أخيه عبد الله عن أبيه عروة 908- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه الشروطي المعدل -رحمه الله-، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار النصيبي ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ثنا محمد بن جعفر، ثنا عيسى بن يونس، (ح) وأخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الضبي أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن المعلى ثنا هشام بن عمار، (ح) وقال سليمان: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، (ح) قال: وثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبي، (ح) قال: وحدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، ثنا أبي، قالوا: ثنا عيسى بن يونس -واللفظ لحديث الحارث عن هشام-، عن هشام بن عروة، عن أخيه عبد الله بن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جلس إحدى عشرة امرأة يتذاكرن من أمر أزواجهن شيئاً، فقالت الأولى: زوجي لحم جمل غث على ظهر جبل، لا سهل فيرتقى، ولا سمين فينتقل، وقالت الثانية: [زوجي] لا أبث خبره، وإني لأخاف ألا أذره، إن أذكره أذكر عجره وبجره، وقالت الثالثة: زوجي العشنق، إن أنطق أطلق، وإن أسكت أعلق، قالت الرابعة: زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف، ولا يولج الكف ليعلم البثه. قالت الخامسة: زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد، ولا يسأل عما عهد. قالت السادسة: زوجي طويل العماد عظيم الرماد، قريب البيت من الناد، قالت السابعة: زوجي المس مس أرنب، والريح ريح زرنب، قالت الثامنة: زوجي عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك، أو جمع كلاً لك، وقالت التاسعة: زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر، ولا مخافة ولا سآمة، قالت العاشرة: زوجي مالك و [ما] مالك، [مالك] خير من ذلك [ص: 455] له إبل قليلات المسارح، عظيمات المبارك، إذا سمعن صوت المزاهر أيقن أنهن هوالك، قالت الحادية عشرة: [زوجي] أو زرع، وما أبو زرع! أناس من حلي أذني، وملأ من شحم عضدي، وبجحني فبجحت إلى نفسي، ووجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في صهيل وأطيط ودائس ومنق، وعنده أقول فلا أقبح، وأرقد فأتصبح، وأشرب فأتقمح، أم أبي زرع: [يعني] وما أم أبي زرع! عكومها رداج، وبيتها فياح، ابن أبي زرع، وما ابن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة وتشبعه ذراع الجفرة، بنت أبي زرع، وما بنت أبي زرع! ملء كسائها، وغيظ جارتها، جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع! لا تبث حديثنا تبثيثاً ولا تنقل ميرتنا تنقيثاً ولا تملأ بيتنا تعشيشاً، قالت عائشة -رضي الله عنها-: حتى ذكرت كلب أبي زرع، ثم إن أبا زرع خرج والأوطاب تمخض فمر بجارية شابة تلعب من تحت درعها بالرمانتين -كذا قال وفي سائر الروايات: فمر بامرأة لها ولدان كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين -فأعجبته- يعني فنكحها - فطلقني، فنكحت بعده رجلاً شاباً، فركب فرساً عربياً وأخذ رمحاً خطياً وأراح علي نعماً ثرياً وقال: كلي أم زرع وميري أهلك، قالت: فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ ثمن آنية أبي زرع -كذا قال، وفي غير هذه الرواية: ما بلغ أصفر أو أصغر آنية أبي زرع- قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: ((كنت لك كأبي زرع لأم زرع)) . هذا حديث صحيح من حديث عيسى بن يونس مشهور من مشكلات الأحاديث فصار من كثرة ما شرحوه أشهر من أشهر منه مع بقاء مجال الكلام فيه، له طرق عن هشام بن عروة، وعن عروة أيضاً، اختلف في إسناده على وجوه، وفي متنه، منهم من رفع [جميعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من وقف جملته على عائشة، ومنهم من رفع] البعض ووقف البعض كما في هذه الرواية، ومنهم من اختصره، ومنهم من ساقه بطوله، وكان عيسى بن يونس يشك في لفظ ((عياياء)) أنه بالعين أو بالغين، وهو بالعين المهملة، وبالغين لا معنى له، ورواه عن عروة سوى عبد الله ابنه: يزيد بن رومان وأبو الزناد وعمر بن عبد الله بن عروة وقيل: يحيى بن عروة وهشام أيضاً، قال ابن لهيعة: كان أبو الأسود -يعني يتيم عروة- ينكر حديث أم زرع على هشام بن عروة حتى هجره فيه. [ص: 456] وسبب هذا الحديث: أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: فخرت بمال كان لأبي في الجاهلة، وكان قد بلغ ألف ألف أوقية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كنت لك كأبي زرع لأم زرع)) . أي: تزوجي بك بالإضافة إلى مال أبيك وإن كثر كأبي زرع بالإضافة إلى الزوج الثاني لأم زرع، وإن كان سرياً سخياً، حتى لو جمعت كل شيء أعطاه الزوج الآخر ما امتلأ به أصغر آنية من أواني أبي زرع، ولقد صدق صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق؛ فإن مال أبيها ولو كان أكثر من أكثر منه لفني ولم يبق له ذكر وصارت عائشة -رضي الله عنها- بتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بها أم جميع المؤمنين إلى يوم القيامة، وصار ذكرها في العالم مع ما ادخر لها في الآخرة على ما ورد لها من الفضائل السنية والمناقب الهنية -رضي الله عنها، وقد ورد في رواية ذكر أسامي بعض هؤلاء النسوة. الحديث: 908 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 هشام عن يزيد بن رومان عن عروة 909- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني الحافظ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عقبة بن خالد السكوني، ثنا هشام بن عروة، حدثني يزيد بن رومان، (ح) أخبرنا أبو علي الحداد إذناً، حدثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا الطبراني، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني يحيى بن نعيم، ثنا عقبة بن خالد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-، قال هشام: وحدثني يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: ((كنت لك كأبي زرع لأم زرع)) . والحديث محفوظ من حديث يزيد بن رومان أيضاً، رواه عنه سوى هشام: أبو أويس وإبراهيم بن أبي يحيى. الحديث: 909 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 وهشام عن أخيه يحيى عن أبيه 910- أخبرنا إسماعيل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني قال [ص: 457] عقيب حديث يزيد بن رومان هذا: خالفه عيسى بن يونس وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام، روياه عن هشام، عن أخيه يحيى، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها-، ورواه جماعة من أصحاب هشام عن هشام عن أبيه عن عائشة، لم يذكروا بينهما أحداً، وروي عن عبد الله بن إسحاق الطلحي عن عائشة، متابعاً لعروة، ورواه سويد بن عبد العزيز عن هشام عن أخيه عبد الله. الحديث: 910 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 هشام عن يحيى بن سعيد عن عروة 911- أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن زريق القزاز ببغداد -رحمه الله-، أنا أبو بكر الخطيب، أنا الحسن بن أبي بكر، أنا محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عمرو بن حفص السدوسي، ثنا إبراهيم بن زياد سبلان، (ح) وأخبرنا إسماعيل السراج، واللفظ له، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا الدارقطني، ثنا علي بن محمد بن عبيد الحافظ، ثنا أحمد بن أبي خيثمة، ثنا يحيى بن معين، ثنا ابن مهدي، كلاهما عن حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، حدثني الأمين المأمون على ما تغيب عليه يحيى بن سعيد، عن عروة قال: يقطع الآبق إذا سرق، رواية عارم عن حماد، نحوه. الحديث: 911 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 912- أخبرنا أبو زريق هذا، أنا الخطيب، أنا التنوخي، وهو أبو القاسم علي بن الحسن، ثنا أبو عبيد الله المرزباني، أنشدنا علي بن سليمان الأخفش، عن ثعلبة قال: قال مطيع بن إياس يرثي يحيى بن زياد الحارثي: انظر إلى الموت حين نادهه ... والموت مقدامه على النهم لو قد تدبرت ما سعيت به ... قرعت سناً عليه من ندم ذهب بمن شئت إذ ذهبت به ... ما بعد يحيى للمرء من ألم آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 912 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 مجلس آخر أملي يوم السبت الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي لا أعلمه يروي عن أبيه شيئاً، قد روى عن رجل عن أبيه 913- أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي -رحمه الله-، أخبرنا أبو بكر [ص: 458] محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عطال الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، (ح) قال الطبراني: وحدثنا إسحاق بن خالويه الواسطي، ثنا علي بن بحر، ثنا عيسى بن يونس، أنا محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن محمد بن يزيد بن خثيم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم بن يزيد، عن عمار بن ياسر -رضي الله عنه- قال: كنت أنا وعلي -رضي الله عنه- رفيقين في غزوة العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها وبها ناس من بني مدلج يعملون في عين لهم فقال لي: ((يا أبا اليقظان هل لك أن تأتي هؤلاء فتنظر كيف يعملون)) فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي -رضي الله عنه- حتى اضطجعنا في صور من النخل ودفعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أيقظنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدفعاء، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ((يا أبا تراب)) لما عليه من التراب قال: ((ألا أحدثكما بأشقى الناس، رجلين)) قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((أحيمر ثمود الذين عقروا الناقة، والذي يضربك يا علي هنا -يعني قرنه- حتى يبل هذه يعني لحيته)) . قد أشرنا فيما تقدم أن محمد بن سلمة قد وهم في إسناد هذا الحديث وقلت اسم راويه، وقد أضاف الطبراني رواية عيسى بن يونس إلى رواية أبي سلمة وحمل بعض لفظ أحدهما على بعض لفظ الآخر فأفسد روايتهما جميعاً وخلط بعضهما ببعض، وقد روى أبو إسحاق بن خرشيد قوله: طريق عيسى بن يونس، فجعل في روايته وهمان آخران، وهو. الحديث: 913 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 914- ما قرأته على أستاذنا الإمام قوام السنة أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ رحمه الله، وعلى غيره قالا: أنا محمد بن أحمد بن علي أبو بكر وإبراهيم بن محمد قالا: أنا ابن خرشيد قوله: ثنا أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشيباني، أنا إسحاق بن خالويه الباسيري، ثنا علي بن بحر بن بري، ثنا علي بن يونس، كذا قال وصوابه: عيسى بن يونس، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني سهل بن محمد بن خثيم المحاربي، كذا قال: وإنما هو: يزيد بن محمد بن خثيم، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم أبي يزيد، عن عمار، وهذا الصواب، لا ما ذكره الطبراني من قوله: محمد بن خثيم بن يزيد عن عمار، الحديث مختصراً. الحديث: 914 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 915- أخبرنا بحديث عيسى على الصواب: أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو علي بن المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي -رحمه الله-، ثنا علي بن بحر، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ابن إسحاق، حدثني يزيد بن محمد بن خثيم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم أبي يزيد، عن عمار، بسياق رواية الطبراني. (ح) وإنما علم أن رواية أبي سلمة وهم وقلب لمتابعة جماعة على خلافه، منهم: يونس بن بكير، وإبراهيم بن سعد الزهري، وصدقة بن سابق، كلهم بلغ عيسى بن يونس على قوله: يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب عن محمد بن خثيم أبي يزيد، لا كما ذكره محمد بن سلمة إذ قال: عن محمد بن يزيد بن خثيم عن محمد بن كعب عن يزيد بن خثيم. الحديث: 915 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 916- أخبرنا برواية ابن سلمة هكذا هبة الله بن الحصين أيضاً، أنا ابن المذهب، أنا ابن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا أحمد بن عبد الملك، ثنا محمد بن سلمة بالإسناد كما ذكرناه. الحديث: 916 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 يزيد بن زياد بن أبي الجعد لا أعلمه سمع من أبيه شيئاً، يروي عن رجل عن أبيه 917- أخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، ثنا أبي، ثنا وكيع، (ح) قال الطبراني: وثنا محمد بن راشد الأصبهاني، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا محمد بن ربيعة الكيلاني كلاهما، عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عمه عبيد بن أبي الجعد، عن زياد بن أبي الجعد، عن وابصة بن معبد -رضي الله عنه-: أن رجلاً صلى خلف الصف وحده، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة)) . هذا حديث لإسناده علة لا يسع الموضع شرحها، رواه عن يزيد هكذا غير واحد، وكذلك عن زياد غير واحد، وأيضاً رواه الأعمش عن عبيد عن أخيه زياد من رواية يوسف [ص: 460] ابن كامل عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش، ورواه معلى بن أسد عن عبد الواحد بن الأعمش هكذا، وعن الأعمش أيضاً عن عبيد بن أبي الجعد عن سلمة بن أبي الجعد عن وابصة، وقد يروى عن سالم عن وابصة من غير رواية أخيه، فإذاً الإخوة الثلاثة: زياد وسالم وعبيد، بنو أبي الجعد قد رووا هذا الحديث، وقيل: كانوا ستة إخوة: اثنان شيعيان، واثنان مرجئان، واثنان معتزليان، وكان أبو الجعد يقول: يا بني لقد خالف الله تعالى بينكم. قاله أبو حاتم بن حبان. الحديث: 917 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 يزيد بن عبد الله بن ضمرة لم يسمع من أبيه شيئاً يروي عن أخيه عن أبيهما 918- أخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن يوسف الفقيه، (ح) وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، أنا الطبراني، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، قالا: ثنا صابر، عن سالم بن حميد، حدثني أبي حميد بن يزيد، حدثني أبي يزيد، عن عبد الله بن ضمرة -رضي الله عنه-، أنه بينما هو ذات يوم قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه أكثرهم [من] اليمن، إذ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يمن)) ، فبقي القوم كل رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته، فإذا هو بجرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- قد طلع عليهم من الثنية، فجاء حتى سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه، فردوا عليه بأجمعهم السلام، ثم بسط رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض ردائه وقال له: ((على هذا يا جرير فاقعد)) فقعد معهم ملياً، ثم قام وانصرف. فقال جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، لقد رأينا منك اليوم منظراً لجرير، ما رأيناه منك لأحد، قال: ((نعم، هذا كريم قومه، وإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه)) . هذا حديث صابر رواه عنه جماعة ولا يروى لعبد الله بن ضمرة غيره. الحديث: 918 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 يحيى بن المغيرة بن إسماعيل المخزومي يروي عن أخيه عن أبيه 919- أخبرنا أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة سبع، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي، ثنا العباس بن أحمد بن محمد البرقي، ثنا يحيى بن المغيرة بن إسماعيل المخزومي، ثنا أخي، عن أبيه، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة)) . الحديث: 919 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 920- أخبرنا به أبو علي أيضاً، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن جعفر بن يوسف، ثنا أحمد بن الحسين الأنصاري، ثنا يحيى بن المغيرة، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للعلماء على الشهداء فضل درجة)) . الحديث: 920 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 يحيى بن غيلان يروي عن رجل عن أبيه حديثه في المعجم ولم يقع إلي في الحال 921- أخبرنا الشيخ الصالح السديد أبو طاهر بن [أبي] نصر بن أبي القاسم، واسمه: محمد بن إبراهيم بن محمد التاجر الخياط الصوفي، وكان من نبلاء الشيوخ المعمرين المحبين للحديث وأهله وروايته الذين سقط بموتهم روايات كثيرة على طريقة السلف الصالح، وتوفي يوم السبت السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين، وذكر قبل موته بقليل: أن له ثلاثاً وتسعين سنة -رحمه الله-. قرأته عليه عن كتاب أبي، أن عبد الله بن منده -رحمهما الله- قالا: أنا الحسن بن محمد المديني، أنا أحمد بن محمد الوراق، ثنا عبد الله بن محمد بن سفيان، حدثني محمد بن الحسين، حدثني حسان بن عبد الله بن رويشد بن الصبح الطائي، عن أبيه، قال: كان في الحي رجل قد طال عمره، فكان هو ناعي الحي لا يزال، قد نعى الرجل من السفر إلى أهله، فمرض أخ له، فلما حضره الموت دخل عليه فقال: يا أخي قد أرى ما بك [ص: 462] فأوصني، فقال بما أوصيك، ثم أنشأ يقول: كأن الموت يا ابن أبي وأمي ... وإن طالت حياتك قد أتاكا أتنعى الميتين وأنت حي ... إذا حي بموتك قد نعاكا إذا اختلف الضحى والعصر دأبا ... يسوقهما المنية أدركاكا آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله. الحديث: 921 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 مجلس آخر أملي يوم السبت غرة جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود اختلف في اسمه روى عن أبيه أحاديث 922- أخبرنا أبو القاسم غانم بن محمد بن عبد الله الحرقي -رحمه الله-، أنا أبو نعيم الحافظ قراءة وأبو عبد الله الجمال إجازة، (ح) وأخبرنا أبي علي الحداد -رحمهما الله-، ثنا أبو نعيم قالا: ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، ثنا أبو إسحاق قال: سمعت أبا عبيدة بن عبد الله يحدث، عن أبيه -رضي الله عنه- قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة: ((الحمد لله أو إن الحمد لله نستعينه ونستغفره (ونعوذ) بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يقرأ الثلاث الآيات: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} إلى آخر الآية، ويقرأ {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة} إلى آخر الآية، ثم يقرأ: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً} إلى آخر الآية [ص: 463] . ثم تتكلم بحاجتك. قال شعبة: قلت لأبي إسحاق: هذه في خطبة النكاح أو غيرها؟ قال: في كل حاجة. الحديث: 922 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 923- أخبرنا به أبو علي الحداد، ثنا أبو عمر عبد الوهاب بن محمد بن مهرة المعلم، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ثنا يوسف القاضي، ثنا حفص بن عمر الحوضي، (ح) قال سليمان: وحدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد الطيالسي ومحمد بن كثير، (ح) قال سليمان: وحدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عمر الضرير، ثنا حماد بن سلمة، قالوا: ثنا شعبة، (ح) قال: وحدثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، أنا شعبة بإسناده نحوه. هذا حديث محفوظ في مسند عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- رواه عنه ابنه وأبو الأحوص. وقوله: إن الحمد لله، [المحفوظ] عند أبي جعفر النحاس النحوي، -برفع الدال-: إن الحمد لله، وقال: معنى إن: أي نعم، ثم يبتدئ الحمد لله، واحتج بقوله تعالى: {إن هذان لساحران} ، واختلف في سماع أبي عبيدة عن سعيد. الحديث: 923 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 924- (ح) فأخبرنا محمد بن إبراهيم التاجر -رحمه الله-، أنا عبد الرحمن بن محمد، وأحمد بن الفضل بن محمد قالا: أنا الحسين بن علي الهمذاني، ثنا محمد بن علي أبو بكر، أنا ابن أبي حاتم، [ثنا] صالح بن أحمد بن علي يعني ابن المديني قال: سمعت سلمة بن قتيبة، قال: قلت لشعبة: إن البزي ثنا عن أبي إسحاق، أنه سمع أبا عبيدة يحدث، أنه سمع ابن مسعود، فقال: أوه، وكان أبو عبيدة ابن سبع سنين وجعل يضرب جبهته. وروي عن علي بن المديني قال: عبد الرحمن بن عبد الله سمع من أبيه وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. وقال يحيى بن معين: لم يسمع أبو عبيدة وعبد الرحمن من أبيهما. وقال ابن خراش، أبو عبيدة لم يسمع من أبيه شيئاً أخباره مراسيل؛ أدخل بينه وبين أبيه مسروقاً وغيره. الحديث: 924 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 فأما ما رواه عن مسروق عن أبيه 925- فأخبرنا محمد بن أبي الفتح التاجر، أنا أحمد بن أبي القاسم، أنا أبو بكر بن موسى، أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا الحسن بن أحمد بن الليث، ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة، ثنا محمد بن سلمة الحراني، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن مسروق بن الأجدع قال: ثنا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يجمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم، قياماً شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء، وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي)) . هذا حديث غريب من حديث زيد عن المنهال لم أكتبه إلا من هذا الوجه. الحديث: 925 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أبو بردة بن أبي موسى سمع من أبيه الكثير وقد روى عنه عن أخيه عن أبيه 926- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري إذناً، أخبرنا أحمد بن جعفر الفقيه إذناً، أنا أبو القاسم علي بن عمر بن إسحاق، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق، حدثني عمر بن سهل، ثنا عمر بن إبراهيم، ثنا معمر بن سهل، ثنا أبو محمد الزبيري، ثنا سفيان، عن ليث، عن أبي بردة، عن أبي بكر بن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استعملني، فقال: ((إنا لا نستعمل على عملنا من يريده)) . كذا رواه أبو بكر بن السني وترجم لرواية أبي بردة عن أخيه أبي بكر، ورواه هكذا، وهذا الحديث ثابت من حديث أبي بردة عن أبيه، رواه عنه غير واحد عن أبيه من غير ذكر أخيه فيه. الحديث: 926 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 أم بكر بنت المسور بن مخرمة روى عنها عن أبيها وعن رجل عن أبيها 927- أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي القاسم القرآني وأبو غالب أحمد بن العباس الكوشيذي، ونصر بن أبي القاسم الصباغ ومحمد بن أحمد الصغير -رحمهم الله- قالوا: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا موسى بن هارون، ثنا محمد بن عباد المكي، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، (ح) وأخبرنا السيد أبو محمد حمزة بن العباس العلوي -رحمه الله-، أنا أحمد بن الفضل المقري، أنا الحسن بن علي، أنا ابن أبي زرعة، ثنا عمي، ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، قالا: ثنا عبد الله بن جعفر المخزومي، عن أم بكر بنت المسور، وجعفر بن محمد، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن المسور بن مخرمة -رضي الله عنه-، أن الحسن بن محمد بعثه إلى المسور يخطب ابنة له فقال: قل له يوافيني في وقت قد ذكره، فلقيه، فحمد الله تعالى المسور فقال: ما سبب ولا نسب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((فاطمة شجنة مني يبسطني ما بسطها ويقبضني ما قبضها وإنه ينقطع يوم القيامة الأنساب إلا نسبي وسببي)) ، وتحتك ابنتها ولو زوجتك قبضها ذلك، فذهب عاذراً له. [هذا لفظ الطبراني، وفي رواية الآخر، قال: عن أم بكر عن أبيها وعن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن المسور] ، وكذلك رواه إبراهيم بن زكريا عن عبد الله بن جعفر عن أم بكر عن أبيها. الحديث: 927 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 أبو القاسم بن أبي الزناد قال مسلم بن الحجاج: روى عن أبيه يروي عن أخيه عن أبيه. 928- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري وأبو علي الحداد -رحمهما الله- إذناً، قالا: أنا أحمد بن جعفر الفقيه إذناً، أنا أبو القاسم علي بن عمر بن إسحاق، أنا [ص: 466] أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق، أخبرني إسماعيل بن إبراهيم بن إسحاق الحلواني، ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن المنذر بانتقاد الحسن بن علي الخلال، حدثني أبو القاسم بن أبي الزناد، حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن [أبي الزناد، عن] خارجة بن زيد بن ثابت، أنه قال: ما كانت تكون مأدبة إلا فيها الغناء ظاهراً، ثم يقول خارجة: ولكن الناس يومئذ لا يحضرون ذلك بما يحضرون به اليوم من السفه وسوء الرأي، قال خارجة: لقد رأيتنا [يوماً] وجئنا إلى مأدبة كانت في الغبيط من بني ساعدة، أنا وحسان بن ثابت وابنه عبد الرحمن بن حسان، وهو بيننا وذلك بعد أن كف بصر حسان، قال خارجة: فلما جئنا قدم الطعام فقال حسان لابنه عبد الرحمن: أطعام يد أم طعام يدين؟ قال: بل طعام يد، قال فأخذ حسان منه، ثم أتي بالشواء، فقال (حسان لابنه) : يا عبد الرحمن أطعام يد أم طعام يدين، قال: بل طعام يدين، قال: فكف حسان عن أكله، وكأنه استقبح أن ينتهس وهو أعمى، قال خارجة: ثم خرجت علينا قينتان تغنياننا بشعر حسان، قال: وجعل حسان يبكي كلما غنتا بشعره، قال خارجة: فما نسيت غناءهما إيانا يومئذ من شعر حسان بن ثابت قوله: انظر نهاراً بباب جلق هل ... تؤنس دون البرقاء من أحد قال خارجة: فجعل حسان يبكي ويقول: لقد أراني هناك سميعاً بصيراً، وجعل عبد الرحمن بن حسان كلما سكتتا أمرهما أن تغنيا بشعر أبيه، وكلما غنتا هاجتا عليه البكاء، وكان حسان قد عمر في الجاهلية ستين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، قال: وكان حسان يشبب بشعثاء في الجاهلية، فقال حسان في ذلك: هل في تصابي الكريم من فند ... أم هل لمر الأيام من نفد ذكرت سلمى ودونها لجبل الثلج ... عليه السحاب كالقدد تقول شعثاء لو تفيق من ... الخمر لألفيت ثري العدد يأبي لي السيف واللسان ... وقوم لم يزالوا كلبدة الأسد [ص: 467] انظر نهاراً باب جلق هل ... تؤنس دون البرقاء من أحد أجمال شعثاء إذ هبطن من ... المخمص بين الكثبان والسند يحملن بيضاً حور المدامع ... في الربط وبيض الوجوه كالبرد أهوى بحديث الندمان في ... وضع الصبح وصوت المفرد الغرد لا أخدش الخدش بالنديم ولا ... يخشى نديمي إذا انتشيت يدي آخر المجلس وصلى الله على محمد وآله أجمعين. الحديث: 928 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 مجلس آخر أملي يوم السبت الثامن من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: [17] باب ذكر من أدخل في الإسناد بينه وبين أمه رجلا ً أنس بن مالك عن زوج أمه عن أمه -رضي الله عنهم- 929- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد -رحمه الله- سنة سبع وخمسمائة، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ثنا سليمان بن أحمد الطبراني سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ثنا علي بن عبد الله الفرغاني -طغك- ثنا الحسن بن عثمان أبو حسان الزيادي، ثنا الوليد بن محمد الموقري، ثنا الزهري، عن أنس بن مالك، عن أبي طلحة، عن أم سليم -رضي الله عنها- قالت: لما نزل تحريم الخمر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتفاً يهتف: ألا إن الخمر [قد] حرمت فلا تبيعوها [ولا تبتاعوها] ، فمن كان عنده منها شيء فليهرقه. قال أبو طلحة -رضي الله عنه-: يا غلام احلل عن المزادة فاهرقها، فأهرق الناس وما لهم خمر يومئذ إلا البسر والتمر. قال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلا الوليد. الحديث: 929 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 عروة بن الزبير عن خالته عن أمه -رضي الله عنها- 930- أخبرنا القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه الشروطي المعدل -رحمه الله-، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد [الله] الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد العطار النصيبي ببغداد، ثنا أبو محمد الحارث بن أبي أسامة، ثنا عبد العزيز بن أبان بن محمد، ثنا معمر بن أبان بن حمران، أنا الزهري، ثنا عروة بن الزبير، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان دين [ص: 469] الإسلام، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار غدوة وعشية، فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر -رضي الله عنه- مهاجراً إلى أرض الحبشة حتى إذا أتى برك الغماد لقيه ابن الدغنة -وهو سيد القارة- فقال له ابن الدغنة: أين تريد يا أبا بكر؟ قال: أخرجني [قومي] فأنا أريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي عز وجل، قال ابن الدغنة: فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج أنت تكسو المعدم، وتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، يعني: فأنا لك جار، فارتحل ابن الدغنة ورجع معه أبو بكر، فطاف في كفار قريش فقال لهم: إن أبا بكر لا يخرج ولا يخرج مثله، إنه يكسب المعدم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق، فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وأمنوا أبا بكر -رضي الله عنه- وقالوا لابن الدغنة: مر أبا بكر فليعبد ربه عز وجل في داره وليصل فيها وليقرأ ما شاء ولا يؤذنا ولا يعلن به، فإنا نخشى أن يفتن أبناءنا ونساءنا، فقال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر -رضي الله عنه-، فلبث أبو بكر يعبد الله عز وجل في داره ولا يعلن القراءة، ثم بدا لأبي بكر -رضي الله عنه- فبنى مسجداً بفناء داره فبرز، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيأتيه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون، وكان أبو بكر -رضي الله عنه- يبكي لا يملك دمعته حين يقرأ القرآن، فأفزع ذلك كفار قريش فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم يعني: مكة، فقالوا: إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه قد جاوز ذلك فابتنى مسجداً بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة، وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فانهه، فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فسله أن يرد إليك ذمتك؛ فإن كرهنا أن نخفرك، ولسنا مقرين لأبي بكر بالاستعلان، فقالت عائشة -رضي الله عنها-: فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال: يا أبا بكر قد علمت الذي عقدت لك فإما أن تقتصر على ذلك، وإما أن ترجع إلي ذمتي؛ فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عهد رجلٍ عقدت له، قال أبو بكر -رضي الله عنه-: فإني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله عز وجل ورسوله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد أريت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين)) ، وهما الحرتان، فهاجر من هاجر قبل المدينة -حين ذكر ذلك- ورجع إلى المدينة بعض من كان مهاجراً إلى أرض الحبشة من المسلمين، وتجهز أبو بكر مهاجراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي)) . قال: [ص: 470] فحبس أبو بكر -رضي الله تعالى عنه- نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصحبه، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر شهراً، كذا كان في نسختي وفي سائر الروايات: أربعة أشهر. قال عروة: فحدثتني عائشة -رضي الله عنها- قالت: فبينا نحن يوماً جلوساً في بيتنا بحر الظهيرة فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً متقنعاً في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال له أبو بكر: فداك أبي وأمي، والله ما جاء بك هذه الساعة إلا أمر، قالت: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لأبي بكر) : ((أخرج من عندك؟)) قال أبو بكر -رضي الله عنه-: إنما هم أهلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإنه قد أذن لي في الخروج)) ، فقال أبو بكر: فالصحبة يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم)) ، فقال أبو بكر: فخذ بأبي وأمي يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بالثمن)) . قالت عائشة: فجهزناهما أحب الجهاز، فصنعنا لهم سفرة في جراب، وقطعت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- قطعت من نطاقها؛ أوكت به الجراب؛ فلذلك كانت تسمى: ذات النطاق. قالت: ثم لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر -رضي الله عنه- بغار جبل يقال له: ثور، فمكثا فيه ثلاث ليال، [يبيت] عندهما عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنه عنهما- وهو غلام شاب لقن، فيدلج من عندهما سحراً فيصبح مع قريش كبايت؛ لا يسمع أمراً يكادان به يعني إلا وعاه، حتى يأتيهما به ويخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر -رضي الله عنهما- منيحة من الغنم، فيريح عليهما حين يذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسل منيحتهما حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغلس، يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي، واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلاً من بني الدئل، ثم من بني عبد بن عدي هادياً خريتاً، والخريت: الهادي. إلى هنا ذكره الحارث بن [أبي] أسامة وهو حديث صحيح، أخرجه البخاري من حديث معمر بن راشد، وعقيل عن الزهري، ومعمر بن أبان هذا يقال: بصم الميم الأولى [ص: 471] وتشديد الثانية، وبفتح الأولى وسكون العين وتخفيف الميم الثانية أيضاً، والمقصود من هذا الحديث حكاية عائشة -رضي الله عنها- عن أختها وأم عروة أسماء بنت أبي بكر، وقد سمعه عروة أيضاً، عن أمه قصة النطاق، وله طرق في الصحيح ذكرناه في موضع آخر، وبرك الغماد بكسر الباء وفتح الغين ويقال بضمها: موضع، والقارة: قبيلة سمي أبوهم بذلك حيث قال: دعونا قارة لا تنقرونا ... فنجفل مثل إجفال الظليم وفي هذه الرواية ألفاظ غيرها أصبح منها ولكنه طريق عال. آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 930 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 [مجلس آخر أملي يوم السبت الخامس من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال] : حديث آخر لعروة بن الزبير عن خالته عائشة عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما 931- أخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا معاذ بن المثنى، ويوسف القاضي، قالا: ثنا محمد بن كثير، (ح) وأخبرنا به نازلاً أحمد بن علي الصوفي -رحمه الله- إذناً: أنا أحمد بن جعفر بن محمد في كتابه، أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أحمد بن محمد بن إسحاق، أخبرني أبو عروة، ثنا مخلد بن مالك الحراني، ثنا مصعب بن ماهان، ثنا سفيان يعني الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها-: أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أم لها مشركة قالت: جاءتني راغبة راهبة أصلها؟ قال: ((نعم)) . هذا حديث صحيح له طرق في الصحيح على وجوه في إسناده، وهذا هو المحفوظ من حديث سفيان على أنه خولف عنه، وأم أسماء: قتيلة بنت عبد العزى: الحديث: 931 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 منصور بن عبد الرحمن الحجبي يروي عن أمه صفية بنت شيبة الكثير وروى عن خاله عن أمه 932- أخبرنا أبو الخير عبد الكريم بن علي بن فورجه وأبو غالب الكوشيذي، وأبو بكر القرآني، وأبو زيد غانم بن علي -مشكة- وأبو العباس محمد بن أحمد الصغير تركه -رحمهم الله- سنة أربع وخمسمائة في شوال قالوا: أنا أبو بكر بن ريذة، أنا أبو القاسم الطبراني، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، (ح) وأخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي -رحمه الله- قرأته عليه، أنا أحمد بن الفضل بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ومحمد بن إسحاق قالا: ثنا عبد الرحمن بن الفيض، ثنا عقيل بن يحيى، ثنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن خاله مسافع بن شيبة، [عن صفية بنت شيبة]-ولم يسمعه منصور منها- قالت: أخبرتني امرأة من بني سليم قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم [إلي] عثمان بن طلحة -رضي الله عنه- فقال له: ((إني كنت أريت قرني الكبش حين دخلت البيت فنسيت أن آمرك أن تجمرهما؛ فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل مصلياً)) . هذا لفظ عقيل، رواه يحيى بن الربيع المكي عن سفيان عن منصور عن أمه، لم يذكر خاله. الحديث: 932 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 [18] باب ذكر نوع آخر. وهو أن يكون في الإسناد بين الرجل وأخيه رجل. عبد الله بن عباس عن أبيه عن أخيه الفضل بن عباس رضي الله عنهم 933- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الشيخ، ثنا هيثم بن خلف، ثنا رجاء بن مرجى، ثنا أيوب بن سليمان بن بلال، عن أبي بكر الأويسي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن أبي معبد، عن ابن عباس، عن عباس بن عبد المطلب، عن الفضل بن عباس -رضي الله عنهما-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بالمزدلفة. هذا أو نحوه رواه جماعة عن مرجى. الحديث: 933 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 934- وأخبرنا أبو غالب الكوشيذي، أنا ابن ريذة، [أنا] الطبراني، ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، حدثني أبو الزبير المكي، أن أبا معبد مولى ابن عباس -رضي الله عنه- أخبره، أنه سمع ابن عباس -رضي الله عنهما-، أن عباساً لما كان يوم عرفة والفضل ابن عباس -رضي الله عنهما- رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال عباس: فلما كثر الناس قلت: سيحدثني الفضل عما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لما دفع عشية عرفة دفع الناس معه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشد رأس بعيره يكف منه، وجعل ينادي: ((أيها الناس عليكم السكينة)) ، حتى إذا بلغ محسراً وضع شيئاً وجعل يقول: ((عليكم بحصا الخذف)) . كذا كان في نسختي، سقط منه بعض الحديث، ورواه جماعة عن إسماعيل فذكروا فيه المبيت بالمزدلفة والصلوات بها والدفع منها، وهذا حديث صحيح، روي على وجوه. الحديث: 934 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 [19] باب ذكر نوع آخر وهو أن يكون بين الرجل وأبيه في الإسناد رجلان هشام بن عروة عن رجل عن آخر عن أبيه 935- أخبرنا أبو علي الحداد -رحمه الله-، ثنا أبو نعيم الحافظ، (ح) وأخبرنا أبو عدنان محمد بن أحمد البحيري، وخجستة الصالحانية -رحمهما الله- قالا: أنا ابن ريذة قالا: أنا الطبراني، ثنا محمد بن حنين العطار البغدادي، ثنا داود بن رشيد، ثنا علي بن هاشم بن البريد، (ح) أخبرنا أبو الطيب طلحة بن الحسين بن أبي ذر -رحمه الله-، أنا جدي، أنا أبو الشيخ، أنا أبو يعلى، ثنا أبو معمر القطيعي، ثنا علي بن هاشم، ثنا هشام بن عروة، عن بكر بن وائل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه قط، ولا ضرب خادماً قط، ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله عز وجل، وما نيل منه شيء قط فينتقم له. رواه داود الطائي عن هشام عن أبيه مرسلاً، ورواه يحيى القطان عن هشام قال: سمعت الزهري يحدث عن عروة، وقال الطبراني في رواية أبي علي: لم يروه عن بكر إلا هشام، تفرد به علي بن هاشم. الحديث: 935 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 هشام بن عروة عن رجل غيره عن آخر عن أبيه عروة 936- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، حدثني عبد الصمد بن علي المكرمي ومحمد بن علي بن خاقان، قالا: ثنا الحسين بن محمد بن حاتم، ثنا جبارة بن المغلس، ثنا أبو بكر الزاهري عبد الله بن حكيم، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة [ص: 475] -رضي الله عنها- قالت: جاءت امرأة إليها ومعها بنتان لها، ومعها تمرة، فأخذت التمرة فشقتها نصفين، فأعطت كل واحدة منهما شقة، قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحد يكون له بنتان فيحسن إليهما إلا سترتاه من النار)) . قال الدارقطني: محفوظ عن الزهري باختلاف عنه، وقيل: عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر عن عروة، فعلى هذا يكون بين هشام وأبيه ثلاثة. الحديث: 936 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 937- أخبرنا بهذا الطريق أبو علي الحداد بقراءة والدي عليه -رحمهما الله- سنة ست وخمسمائة، ثنا أبو نعيم، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو اليمان، أنا شعبة بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني عبد الله بن أبي بكر، أن عروة بن الزبير أخبره، أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاءتني امرأة معها ابنتان لها تسألني فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، [فأخذتها] فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئاً، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وحدثته حديثها فقال صلى الله عليه وسلم: ((من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار)) . رواه جماعة عن الزهري. الحديث: 937 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن رجل عن آخر عن أبيه رضي الله عنه 938- أخبرنا هبة الله بن محمد بن عبد الواحد أبو القاسم بن الحصين الشيباني -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو طالب بن غيلان، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا أحمد بن محمد بن شيبة، ثنا ابن زنجويه، ثنا ابن إشكاب الكوفي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن سلمة، عن عبيدة، عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((يطلع عليكم [ص: 476] رجل من أهل الجنة)) ، فطلع أبو بكر -رضي الله عنه-، ثم قال: ((يطلع عليكم رجل من أهل الجنة)) ، فطلع عمر -رضي الله عنه-. كذا كان في كتاب الشافعي، رواه عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن عمرو عن عبد الله بن عبيدة، لم يذكر أبا عبيدة. الحديث: 938 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 939- أجاز لي أحمد بن محمد بن فضلويه وكتبته من خطه: أنا أبو مسلم الليثي، أنا أبو محمد الحكم بن محمد بن إسماعيل اليعقوبي، ثنا أبو ذر التميمي، ثنا أبو بكر بن الأنباري، ثنا أحمد بن محمد المقدمي، ثنا عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن، ثنا محمد بن إسحاق المسيبي، ثنا يوسف بن الحكم الأبرهي -من ولد أبرهة بن الضحاك-، قال: كنت عند معن بن زائدة بصنعاء، فأتي بثلاثمائة أسير من حضرموت، فأمر بضرب أعناقهم فقال له شاب منهم: يا أخا بني شيبان، نشدتك الله تعالى أن تقتلنا ونحن عطاش، فقال: اسقوهم، فلما شربوا قال له: يا أخا بني شيبان، نشدتك الله تعالى أن تقتل أضيافك، قال: أطلقوهم. الحديث: 939 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 940- (ح) قال أبو ذر: أنشدنا صالح بن طاهر الكاتب، أنشدنا أحمد بن عبد الرزاق المؤدب: أكرم الضيف إذا الضيف حصل ... ثم شيع نحو ميل إن رحل إن للضيف حقوقاً جمة ... فابد بالضيف إذا الضيف نزل آخر المجلس وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم. الحديث: 940 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 مجلس آخر أملي يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وخمسمائة قال: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن رجل عن آخر عن أبيه 941- أخبرنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين [ص: 477] الشيباني -رحمه الله- ببغداد، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ التميمي، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي -رحمه الله-، ثنا يعقوب يعني ابن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ثنا أبي، عن أبي إسحاق، حدثني شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، عن طلحة بن عبد الله، عن عثمان بن عبد الله بن معمر قال: سمعت عائشة -رضي الله عنها- تقول: أهوى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبلني قالت: فقلت له: يا رسول الله، إني صائمة، قالت: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وأنا صائم)) ثم قبلني. (ح) قال عبد الله: قال أبي: حدثنا حجاج، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، مثله، (ح) قال: وحدثنا يعقوب وسعد ابنا إبراهيم بن سعد قالا: ثنا أبي، عن أبيه، عن طلحة بن عبد الله، بمعناه. الحديث: 941 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 942- أخبرنا به القاضي أبو منصور محمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن مندويه الشروطي، ثنا أبو نعيم الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم، عن أبيه، عن طلحة به، نحوه. وهذا الحديث سمعه إبراهيم بن سعد من أبيه وسمعه من محمد بن إسحاق عن شعبة عن أبيه. الحديث: 942 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 سهيل بن أبي صالح عن رجل عن آخر عن أبيه 943- أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وأبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي -رحمهما الله- قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا أبو مروان العثماني، (ح) قال أبو الشيخ: وثنا محمد بن يحيى بن منده، وعبد الله بن قحطبة الصلحي، قالا: ثنا أحمد بن عبدة قالا: ثنا الدراوردي، يعني عبد العزيز، عن سهيل بن أبي صالح، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن)) . [ص: 478] وقال أبو الشيخ: ثنا عبدان، ثنا علي بن أبي صالح، ثنا عمر بن عبد الوهاب، ثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن سهيل، مثله. وهذا الحديث رواه جماعة جمة عن الأعمش عن أبي صالح، وقيل: إن الأعمش أرسله عنه، وإنما سمعه من رجل عنه. الحديث: 943 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 944- أخبرنا به محمد بن إبراهيم التاجر -رحمه الله-، أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا أبو طاهر الحسين بن علي (بن سلمة، ثنا أبو بكر محمد بن علي) بن الفافا، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا صالح بن أحمد بن حنبل، ثنا علي بن المديني، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: قال سفيان -يعني الثوري-: حديث الأعمش عن أبي صالح: ((الإمام ضامن)) ، لا أراه سمعه من أبي صالح. وبصحة قول سفيان: الحديث: 944 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 945- أخبرنا عبد الكريم بن عبد الرزاق -رحمه الله- من كتاب أبي القاسم بن أبي بكر، أنا أبو الشيخ، ثنا عبدان، ثنا سهل بن سنان، ثنا شجاع بن الوليد، ثنا الأعمش، قال: حدثت، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله. رواه أسباط بن محمد عن الأعمش، مثله. ورواه عبد الله بن نمير عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح [عن أبي هريرة سمعته منه. (ح) فعلى هذا هو عند سهيل عن الأعمش عن رجل عن أبي صالح] عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن سهيل عن أبيه، مرسلاً. الحديث: 945 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 بكار بن عبد الله بن عبيدة الربذي عن رجل عن آخر عن أبيه 946- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الأسواري، وأبو علي الحداد -رحمهما الله- إذناً، قالا: أنا أحمد بن جعفر الفقيه إذناً، قال: أنا علي بن عمر بن إسحاق، أنا أبو بكر بن السني، أخبرني الحسين بن محمد، ثنا أبو داود، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا [ص: 479] بكار بن عبد الله بن عبيدة، [حدثني عمي موسى بن عبيدة، حدثني أخي محمد بن عبيدة، عن أخيه عبد الله بن عبيدة] قال: سمعت عقبة بن عامر -رضي الله عنه- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قال: ((القوة: الرمي)) . رواه أبو عاصم ومكي بن إبراهيم عن موسى، مثله. الحديث: 946 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 947- أخبرنا به جعفر بن عبد الواحد، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الشيخ، حدثني عامر بن عقبة، ثنا أبو جعفر الرازي، ثنا مكي، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمد بن عبيدة، [عن عبد الله بن عبيدة] ، قال: سمعت عقبة، مثله. ورواه روح بن عبادة عن موسى عن عبد الله، لم يذكر محمداً. الحديث: 947 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 عبد الله بن أحمد بن حنبل عن رجل عن آخر عن أبيه وعن رجل عن ثان عن ثالث عن أبيه 948- أخبرنا إسماعيل بن الفضل السراج، أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أنا أبو الحسن الدارقطني، (ح) وأخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني -واللفظ له-، أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر في كتابه: أن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر هو اليزدي، أخبره بقراءة والده، أنا الشريف أبو محمد يحيى بن محمد بن أحمد النيسابوري إجازة، قالا: ثنا دعلج بن أحمد السجستاني ببغداد، ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبو عبد الرحمن الحلبي -ابن أخ الإمام-، حدثني أبو بكر الأعين، عن حميد الخزان، عن أحمد بن حنبل، عن علي بن المديني، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاذ بن معاذ، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن أبي سلمة، أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم [كن] يأخذن شعورهن حتى يدعنه وفرة. الحديث: 948 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 949- أخبرنا الإمام أبو نصر أحمد بن عمر الغازي الحافظ -رحمه الله-، أنا الإمام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري بهراة، أنا محمد بن محمد بن محمود، أنا [ص: 480] محمد بن أحمد الحافظ، أنا القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أحمد بن محمد بن بلال، قال: سمعت علي بن المديني يقول: دخلت منزل أحمد بن حنبل فما شبهت بيته إلا ببيت سويد بن غفلة -يعني من القشف-. الحديث: 949 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 950- وأخبرنا أبو نصر، أنا عبد الله، أنا إسحاق بن إبراهيم المعدل، أنا أحمد بن عبد الواحد الشيرازي، أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب المقري بأصبهان، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر، قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: أخبرت عن علي بن المديني، قال أحمد بن حنبل: سيدنا. الحديث: 950 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده عن رجل عن أبيه وعن رجل عن آخر عن أبيه 951- أخبرنا الأديب أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك، أنا عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سمعت أبا أحمد، أحمد بن محمد بن عبد المؤمن الإسفراييني يقول: سمعت أباك يقول: عندي مائة وسبعة عشر تفسيراً. الحديث: 951 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 952- أخبرنا أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب الحافظ، إذناً، أنا عمي الإمام أبو القاسم قال: سمعت أبا القاسم عبد الصمد بن الحسن التاجر الحافظ الشيرازي [بها يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن الحافظ الشيرازي] في كتاب الألقاب، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن منده الحافظ يقول: وجدت في كتاب جدي أبي زكريا يحيى بن منده بخطه، عن أبيه، عن النعمان قال: كنت إذا رأيت سلام بن مسكين كأنه رجل من أهل الجنة. الحديث: 952 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 953- وأخبرنا يحيى إذناً، أنا عمي عبد الرحمن، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني الحافظ، ثنا أبو حاتم سهل بن السري البخاري الحافظ، قال: قال لي ابن منده الأصبهاني في حديث -يعني لسليمان بن صرد- عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أجلى الأحزاب: قال أبو حاتم: لا أعرف سليمان هذا، هو الذي روى عن أبي بن كعب أو غيره. قال ابن منده: سليمان بن صرد لا يعرف في رواة العلم إلا هذا، وهو صحابي شهد مع [ص: 481] علي -رضي الله عنه- جمل وصفين، أبو المطرف، نزل الجزيرة، روى عنه أبو إسحاق، وروى عن سفيان عنه، وروى عنه عدي بن ثابت، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن أبي وجبير بن مطعم، ولا يعرف بهذا النسب غيره. الحديث: 953 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 عبد الرحمن أيضاً وأخوه عبد الوهاب عن رجل عن آخر عن أبيهما 954- قرأت على الحسن بن عبد الملك الأديب -رحمه الله-، أخبرنا عبد الرحمن وأبو عمرو في كتابيهما قالا: أخبرنا الحاكم أبو عبد الله في كتابه قال: سمعت أبا حازم عمر بن أحمد المسعودي يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ الأصبهاني يقول: كنت بمصر فبقيت يوماً عند أبي القاسم حمزة بن محمد الكناني الحافظ، فلما أردت الانصراف أركبني حماره، فكنت أسير في أسواق مصر والناس يقولون: انظروا هذا حمار الشيخ حمزة وقد أركب هذا الفتى حماره، فصار لي بذلك اليوم بمصر ذكر كثير. الحديث: 954 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 955- وجدت بخط أحمد بن محمد بن فضلويه، وأجاز لي: أن أبا مسلم الليثي أخبرهم قال: أنا أبو نصر محمد بن زيد الأديب، ثنا أبو نصر الحربي، أنشدني عبد الرحمن بن محمد، أنشدني ابن الرومي لنفسه: إذا ما كساك الله سربال نعمه ... ولم تخل من قوت يحل ويعذب فلا تغبطن المترفين فإنه ... على حسب ما يكسوهم الدهر يسلب آخر الجزء وهو آخر الكتاب، [وصلى الله على محمد وآله وعلى جميع الأنبياء والمرسلين] . (والحمد لله وحده حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، وله الحمد كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وعترته الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. وافق الفراغ من نسخه يوم الجمعة اثنين جمادى الثاني سنة (1341هـ) ألف وثلاثمائة وإحدى وأربعين، أحسن الله خاتمتها في خير وعافية آمين يا رب العالمين، وذلك لذمة دار الكتب الملوكية على يد العبد المنيب الراجي عفو ربه المجيب: محمد لبيب، غفر الله تعالى له ولوالديه ولمن دعا له بالتوبة والمغفرة ولجميع المسلمين آمين يا رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، آمين) . الحديث: 955 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481