الكتاب: مناقب الإمام الشافعي المؤلف: محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، أبو الحسن الآبري السجستاني (المتوفى: 363هـ) المحقق: د / جمال عزون الناشر: الدار الأثرية الطبعة: الأولى 1430 هـ - 2009 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل ---------- مناقب الشافعي للأبري الآبُري الكتاب: مناقب الإمام الشافعي المؤلف: محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم، أبو الحسن الآبري السجستاني (المتوفى: 363هـ) المحقق: د / جمال عزون الناشر: الدار الأثرية الطبعة: الأولى 1430 هـ - 2009 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل مناقب الإمام الشافعي تأليف الحافظ أبي الحسن محمد بن الحسين إبراهيم الأبري السجستاني المتوفى سنة 363 هـ من خلال قطعتين مخطوطين ونصوص مبثوثة في الكتب دراسة وتحقيق د/ جمال عزون الدار الأثرية الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م بسم الله الرحمن الرحيم 1- سمعت (1) الخليل بن أحمد ينشد في الجهاد يوماً: يجود بالنفس إذ ضن الجواد بها ... والجود بالنفس أقصى غاية الجود   (1) من هنا تبدأ القطعة المخطوطة المحفوظة في مكتبة جار الله ولي الدين أفندي بتركيا. الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 2- قال: وقال يحيى بن خالد بن برمك البرمكي: ((نظرنا في أمور الناس فوجدنا الشريف إذا تقوى تواضع، ووجدنا الدنيء إذا تقوى تجبر)) . الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 3- وفيما حكي لنا عن بعض مشايخنا عن داود بن علي أنه قال: حكي لنا عن الشافعي أنه قال: ((لا تقدم على أمر لا يعنيك، ولا تتكلف ما قد كفيت، ولا تتبسط إلى من لا يعرفك، ولا تخاصم من هو دونك، وما اشتبه عليك فدعه إلى غيره، ومن أكرمك فزده إكراماً، [و] من لم يكن نفسه على محبتك فتعده إلى غيره)) . الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 4- وسمعت بعض أصحابنا ينشد لبعض السلف: رأيت الناس يشكون الزمانا ... وما لزماننا عيبٌ سوانا نعيب زماننا والعيب فينا ... ولو نطق الزمان به رمانا الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 5- سمعت ابن أبي داود ببغداد يقول: سمعت ابن زغبة يقول: [ص: 66] سمعت الليث بن سعد يقول لأصحاب الحديث: ((يا هذا أنتم إلى الأدب أحوج منكم إلى الحديث)) . الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 6- وحدثنا ابن أبي داود إملاءً ببغداذ في الرصافة، وحدثنا محمد بن مصفى، حدثنا بقية، عن الزبيدي -وهو محمد بن الوليد الزبيدي الحمصي- حدثنا مكحول، عن عبادة بن الصامت قال: ((سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تقرؤون معي من القرآن شيئاً؟ قال: قلنا: نعم والله يا رسول الله، نهذه هذاً وندرسه درساً. قال: فلا تفعلوا إلا بأم القرآن سراً في أنفسكم)) . الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 7- وحدثنا محمد بن إسحاق الثقفي بنيسابور، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، قال: حدثنا مالك، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه، وإذا ركع وإذ رفع من الركوع، ولا يفعل ذلك بين السجدتين)) . قال أبو الحسن رضي الله عنه: المعنى واحدٌ واللفظ قريبٌ. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 8- سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: سمعت محمد بن يحيى يحكي عن علي بن عبد الله -يعني المديني- قال: قال سفيان: ((هذا مثل هذه الأسطوانة)) . الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 9- وسمعت من سمع أبا يعقوب -رحمه الله- يقول حين أملى هذا الحديث عن سفيان، عن الزهري فقال: ((كأنك تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهذا [ص: 67] الإسناد)) . الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 10- أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى بن آدم المصري فيما قرأناه عليه بالفسطاط, قال: أخبرنا محمد -يعني ابن عبد الله بن عبد الحكم- قال: حدثنا الشافعي قال: ((قال لي محمد بن الحسن: بم حكم عمر بن الخطاب بالدية باثني عشر ألف على وزن ستة؟ قال: قلت: فإذا كان على وزن ستة فهذه عشرة آلاف ونيف وأنت تقول: عشرة آلاف. قال: لم يكونوا يحسنون يحسبون. قال: قلت: فيحكم عمر بما يأخذ من أموال الناس بما لم يتعين حسابه ولا معرفته!)) . الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 11- قال لنا محمد بن يحيى بن آدم: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: ((على وزن ستة)) يريدون العشرة دراهم ستة دنانير وزنها. الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 12- أخبرني محمد بن يحيى خادم المزني بمصر, قال: أخبرنا محمد -يعني ابن عبد الله بن عبد الحكم- قرئ عليه, قال: أخبرنا الشافعي قال: ((ناظرت محمد بن الحسن في الدية فقال: نحن أعلم بالدية منكم. قال: فكيف؟ قال: لأنا أهل الورق وعلينا حكم؟ قال: قلت: لا ما هو كذلك. قال: فكيف؟ قال: قلت: الحاكم منا وتكونوا أنتم أعلم منا!)) . الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 13- أخبرني محمد بن يحيى المصري, قال: أخبرنا ابن عبد الحكم, قال: سمعت الشافعي يقول: ((قال لي محمد بن الحسن: روى أصحابكم في العارية شيئاً لم تعرفوا ما هو. قال النبي صلى الله عليه وسلم في العارية: هي علينا ضمانه. ليس بأن الضمان في أصل العارية. قال الشافعي: فقلت له: فما تقول فيمن قال -فيما لا يضمن-: هو علي ضمانه, أيضمن أم لا؟ قال محمد بن الحسن [ص: 68] لا يضمن. قال الشافعي: فقلت له: إنما تخدع هؤلاء)) . الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 14- قرأت على أبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان بمصر, وعلى أبي عبد الله محمد بن يوسف بن النضر الهروي بدمشق, وعلى محمد بن يحيى بن آدم بالفسطاط, أن ابن عبد الحكم أخبرهم قال: سمعت الشافعي يقول: ((قال لي محمد بن الحسن: لو علمت أن سيف بن سليمان يروي حديث اليمين مع الشاهد لأفسدته. قال: فقلت له: يا أبا عبد الله إذا أفسدته فسد)) . الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 15- أخبرنا محمد بن يحيى خادم المزني, قال: أخبرنا ابن عبد الحكم, قال: أخبرنا الشافعي قال: ((ناظر ابن.. .. (1) محمد بن الحسن فقال له: اترك القياس واستحسن. قال: فقال له: يا أبا عبد الله أما علمت أنك كشفت عورتك لبني آدم أنت تقول: إن القياس لا يكون إلا على الكتاب والسنة, ثم تقول: دع القياس واستحسن)) .   (1) في الأصل ابن البنا، ويبدو أنه مصحف، ولم أقف على مصدر للخبر يكشف رسم هذا الاسم. الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 16- أخبرني أبو بكر عبد الرحمن بن العباس الشافعي بمصر، عن محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثني مصعب الزبيري قال: ((قدم الشافعي المدينة وأقدمه رجلٌ طالبيٌ وكان موافقاً للقوم، فكان يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينشد أشعار الشعراء، وكان حسن اللفظ به، فصيح القول، عالماً بمعانيه. قال: فجلس عند أبي أياماً ثم قال له يوماً: ترضى في قرشيتك ما أنت فيه أن تكون شاعراً! قال: فقال: فما أصنع يا عم؟ قال: تتفقه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يرد الله به خيراً [ص: 69] يفقهه في الدين. قال: وأنى لي ذلك؟ قال: مالك بن أنس سيد المسلمين. فقال: قم بنا إليه. قال: فأتينا مالكاً فجلس عند مالك، وأخبر أبي مالكاً بشرفه وأمره. قال: فقربه مالكٌ وأدناه. قال: وجعل يسمع من مالك. فلما كان بعد أيام قال: أيش يقول مالك: أمرنا الذي عليه أهل بلدنا، والذي عليه أئمة المسلمين الراشدين المهديين؟ فقال له: إن أولهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان الذين توفوا بالمدينة. قال: فترك مذهبه وما كان فيه، وسمع الموطأ من مالك وسر به مالك. فأقصاه العلوي واشتد به الحال. قال: فأتى أبي العلوي فقال: أقدمت ابن عمك محمد بن إدريس ثم جفيته! قال: إنه ليستحكم ويصد الناس عن مذهبنا وقال بمقالته. فقال: وما يكون الناس يستمعون وينتقلون من رأي إلى رأي. فقال له: صدقت قد أخطأت. ثم وصله بثلاث مئة دينار. وكان الشافعي في خلال ذلك ربما جالس إبراهيم بن أبي يحيى فربما يقول: ما أجهله. ثم خرج إلى مكة فكتب عن سفيان بن عيينة، وعن مسلم بن خالد. ثم خرج بعد ذلك إلى اليمن فافتتن به أهل اليمن، فكتب السلطان الذي كان باليمن إلى هارون: إن قبلي رجلٌ من ولد شافع قد افتتن اليمن عن آخرها، لو أراد أن يخرج معه عن آخرهم لفعلوا. قال: فكتب إليه أن يحمله مغصوباً إليه. قال: فحمل فوافى به الرقة ولم يتركه أن يأخذ من شعره ولا من أظفاره. فلما وافى الرقة لقي محمد بن الحسن وكان معه ستون ديناراً، فاعتذر إليه ودفعها إلى كاتبه فقال: اكتب لي كتبه. قال: فكتب له. قال: فجلس محمد بن الحسن يوماً في مسجد الرقة وجعل يزري بأهل الحجاز ويقول: أيش يحسنوا، وهل فيهم أحدٌ يحسن مسألةً؟ قال: وكان الشافعي في ناحية، فبلغه فجاء فسلم عليه، وإن شاربه ليدخل [ص: 70] فمه، والفضل بن الربيع حاضرٌ. فقال الشافعي لابن الحسن: أما أصحابك فأعلم الناس بما لم يكن أبداً وأجهلهم بالسنن. فناظره فقال له: قد أكثرت -والفضل يكتب ما يجري بينهما- فقال الشافعي يومئذ: ما تقول في صلاة الخوف كيف يصليها الرجل؟ فقال محمد بن الحسن: منسوخ قال الله عز وجل: {وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة} ، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم لم تجب عليهم صلاة الخوف. فقال الشافعي: قال الله عز وجل: {خذ من أموالهم صدقةً تطهرهم} ، فلما خرج رسول الله من بين أظهرهم لم تجب عليهم! قال ابن الحسن: كلا بل تجب عليهم. فقال الشافعي: وكلا بل تجب عليهم)) . الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 17- وحدثني أبو الفرج سلامة بن أحمد بن الفضل النصيبي إملاءً علي في جامع نصيبين من كتابه، قال: حدثنا شجاع بن الهيثم بن موسى الرازي, قال: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي, قال: حدثني خالي عمارة بن زيد قال: ((كنت صديقاً لمحمد بن الحسن فدخلت معه على الرشيد, فسأله [ص: 71] عن أحواله فقال: في حبرة يا أمير المؤمنين. ثم تسارا فسمعت محمد بن الحسن يقول: يا أمير المؤمنين إن محمد بن إدريس الشافعي يزعم أنه للخلافة أهلٌ. قال: فغضب الرشيد فقال: علي به. فأتي به وأجثي بين يديه, فكره الرشيد أن يعجل عليه من غير امتحان فقال: هيه. فقال: فما هيه يا أمير المؤمنين؟ أنت الداعي وأنا المدعو, وأنت السائل وأنا المجيب. قال: كيف علمك بكتاب الله فإنه أولى أن يبتدأ به؟ قال: جمعه الله في صدري وجعل دفتيه جنبي، فقال: كيف علمك به؟ قال: أي علم تريد يا أمير المؤمنين, علم تأويله, أم علم تنزيله, مكيه أم مدنيه, ليليه أم نهاريه, أم سفريه أم حضريه, أم إنسيه أم وحشيه, أم نسقه وصفته, أم تسمية سوره؟ قال: فأعجب الرشيد ذلك فقال: لقد ادعيت من القرآن أمراً عظيماً فكيف علمك بالفرائض؟ قال: إني لأفرض الصلب, وأعرف اختلافهم في الجد. قال: فكيف علمك بالأحكام؟ قال: في عتاق أم طلاق, أم في قضاء, أم في الأشربة, أم في المتاجرات. قال: فكيف علمك بالطب؟ قال: أعرف منه ما قالت الروم وبابل وبقراط وساهمور وأرسطو طاليس وجالينوس. قال: فكيف علمك بالنجوم؟ قال: أعرف منه القطب الدائر والمائي والناري, والمذكر والمؤنث, وما يهتدى به في البر والبحر. قال: فكيف علمك بالشعر؟ قال: أعرف الشاذ منه وما [ص: 72] نبه للمكارم. قال: فكيف علمك بأنساب العرب؟ قال: أعرف منه نسب الكرام وفيهم نسب أمير المؤمنين ونسبي. فقال: لقد ادعيت من العلوم أمراً عظيماً تطول به المحنة فعظ أمير المؤمنين بموعظة -قد جرى ذكرها في الحكاية الأولى- قال: ثم التفت إلى محمد بن الحسن فقال: ناظره بين يدي حتى أكون فاصلاً بينكما. قال: فالتفت محمد بن الحسن إلى محمد بن إدريس فقال: ما تقول يا شافعي في رجل تزوج بامرأة ودخل بها, وتزوج ثانية ولم يدخل بها, وتزوج ثالثة ودخل بها, وتزوج رابعة ولم يدخل بها, أصاب الثانية أم الأولى والرابعة عمة الثالثة؟ قال الشافعي: ينزل عن الثانية والرابعة من غير أن يلزمه شيءٌ, ويتمسك بالأولى والثالثة. قال محمد: ما حجتك؟ قال: أما الثانية فإن الله عز وجل يقول: {فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم} , وأما الرابعة فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها. ما تقول أنت يا محمد بن الحسن كيف استقبل النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر وكبر؟ قال: فتعتع محمد بن الحسن. قال عبد الله بن محمد البلوي: ولو سأله كيف فعل أبو حنيفة لأخبره. فقال الشافعي: يا أمير المؤمنين سألني عن الأحكام فأجبته, وسألته عن سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتاج إليها الصادر والوارد فلا يجيبني, أمن الإنصاف هذا؟ فتبسم الرشيد وأمر له بعشرة آلاف درهم. فخرج الشافعي ففرقها على باب داره, وانصرف مكرماً)) . [ص: 73] قال أبو الحسن -رضي الله عنه-: في هذه الحكاية زيادة ونقصان عن الحكاية الأولى, ويشبه -والله أعلم- أنه كان للشافعي مناظرات واجتماعات مع محمد بن الحسن بين يدي هارون غير مرة والله أعلم. الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 18- أخبرني أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن العباس الشافعي -رحمه الله- قراءةً عليه في جامع الفسطاط, قال: حدثني يحيى بن زكريا النيسابوري, قال: حدثني أبو سعيد الفريابي, قال: سمعت محمد بن إدريس وراق الحميدي يقول: سمعت الحميدي يقول: سمعت الشافعي يقول: كنت أطلب الشعر وأنا صغيرٌ وأكتب, فبينا أنا أمشي بمكة أو في ناحية من مكة إذ سمعت صائحاً يقول: يا محمد بن إدريس عليك بطلب العلم. فالتفت فلم أر أحداً, فرجعت فكنت أطلب العلم وأكتبه على الخزف, وأطرحه في زير حتى امتلأ. وكنت يتيماً ولم يكن لأبي شيءٌ. قال: فولي عم لي بناحية اليمن على القضاء فخرجت معه, فلما قدمت من اليمن أتيت مسلم بن خالد الزنجي, فسلمت عليه فلم يرد علي السلام وقال: أحدهم يجيئنا حتى ظننت أنه صلح أفسد نفسه. قال: فصرت إلى سفيان بن عيينة فسلمت عليه, فرد علي السلام وقال: بلغني يا أبا عبد الله ما كنت فيه وما بلغني إلا خيرٌ فلا تعد. قال: ثم خرجت إلى المدينة فقرأت الموطأ على مالك. ثم خرجت إلى العراق فصرت إلى محمد بن الحسن, فكنت أتناظر مع أصحابه. قال: فشكوني إلى محمد بن الحسن في ذلك, وقالوا له: إن هذا الحجازي يعيب علينا قولنا ويخطئنا. قال: فذكر محمد بن الحسن لي ذلك. فقلت له: إنا كنا لا نعرف إلا التقليد فلما قدمنا عليكم سمعناكم تقولون: لا تقلدوا واطلبوا الحق والحجاج. فقال: ناظرني. فقلت: أناظر بعض أصحابك وأنت تسمع. فقال: لا إلا أنا. فقلت: فذاك. قال: تسأل أو أسأل؟ قلت: ما شئت. قال: فما تقول في رجل غصب من رجل عموداً فبنى عليه قصراً ثم جاء مستحق فاستحق؟ قلت: يخير بين العمود وبين قيمته؛ فإن اختار العمود هدم القصر وأخرج [ص: 74] العمود فيرد على صاحبه. قال: فما تقول في رجل غصب خشبةً فبنى عليها سفينة, ثم لجج بها في البحر ثم جاء صاحبه فاستحقه؟ قلت: يقدم إلى أقرب مرسى فيخير بين قيمته وبين الخشبة, فإن أخذ قيمته وإلا نقض السفينة, وترد الخشبة إلى صاحبها. قال: فما تقول في رجل غصب من رجل خيط إبريسم فخاط به جرحه ثم جاء صاحبه فاستحقه؟ قلت: له قيمته. قال: فكبر وكبر أصحابه وقالوا: تركت قولك يا حجازي. قال: قلت له: على رسلك أرأيت لو أن صاحب الدار أراد أن يهدم قصره ويرد العمود إلى صاحبه ولا يعطيه قيمته, أكان للسلطان أن يمنعه من ذلك؟ قال: لا. فقلت: أرأيت صاحب السفينة لو أراد أن ينقض السفينة ويرد الخشبة إلى صاحبها أكان للسلطان أن يمنعه؟ قال: لا. فقلت: أرأيت الخيط الذي خاط به الجرح [لو] أراد أن ينقض جرحه أكان للسلطان أن يمنعه؟ فقال: نعم. قلت: فكيف تقيس ما هو محظورٌ بما هو مباحٌ؟)) . الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 19- أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن يحيى الفقيه العسكري فيما قرأت عليه بطرسوس, قال: حدثنا أبو سعيد محمد بن عقيل الفريابي, عن ابن عبد الحكم, قال: سمعت الشافعي يقول: قال أبو يوسف: ((لأروحن الليلة إلى أمير المؤمنين على المدنيين في اليمن مع الشاهد بقاصمة الظهر. قال: فقال له رجلٌ: فيقول: ماذا قالوا؟ قال: أقول: لا يقضى إلا بشاهدين؛ لأن الله قد أبى إلا الشاهدين وتلا الآية في الدين. فقال له رجلٌ: فإن قالوا لك: فمن الشاهدان اللذان أمر الله أن يقبلا وأن لا يحكم إلا بهما؟ قال: أقول: مسلمين عدلين. قال: فقلت: فإن قالوا لك: فلم أجزت شهادة النصراني في الحقوق وقد قال الله [ص: 75] عز وجل: {من رجالكم} ، وقال: {ممن ترضون من الشهداء} ، قال: فتفكر ساعةً وقال: هم أحمق من أن يهتدوا لهذا. قال: فقلت: فإنما يحتج بقولك على ضعفاء الناس)) . الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 20- أخبرني أبو بكر عبد الرحمن بن العباس الشافعي، قال: سمعت يحيى بن زكريا النيسابوري يقول: سمعت ابن عبد الحكم يقول: قال لي الشافعي: ((ناظرت محمد بن الحسن في الدور فما وجدته بها ملياً. قال الشافعي: والدور إنما وضعه لهم يهوديٌ من أهل الحيرة)) . الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 21- أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان بمصر، وأبو عبد الله محمد بن يوسف بن النضر الهروي بدمشق، ومحمد بن يحيى بن آدم المصري خادم المزني بمصر وهذا لفظه، قرأت عليه قال: أخبرنا ابن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي يقول: ((قال محمد بن الحسن: أقمت على مالك بن أنس ثلاث سنين وكسر. وكان يقول: إنه سمع منه لفظاً أكثر سبع مئة حديث. قال: وكان إذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله، وكثر الناس حتى يضيق عليهم الموضع، وإذا حدثهم عن غير مالك لم يجئه إلا اليسير، فكان يقول: ما أعلم أحداً أسوأ ثناءً على أصحابكم منكم؛ إذا حدثتكم عن مالك [ص: 76] امتلأتم على الموضع، وإذا حدثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين)) . الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 22- أخبرني محمد بن يحيى المصري خادم المزني، أن الربيع بن سليمان أخبرهم، قال: سمعت الشافعي يقول: ((حملت عن محمد بن الحسن [حمل] بختي ليس عليه إلا سماعي)) . الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 23- أخبرني الزبير بن عبد الواحد بحمص، قال: حدثني يوسف بن عبد الأحد القمني، قال: حدثني بعض أصحابنا قال: قال الشافعي: ((كان لمحمد بن الحسن عندي يدٌ فما قدرت أن أكافئه بها إلا بكتابتي عنه)) . الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 24- وقرئ على مكحول بساحل الشام بمدينة بيروت وأنا أسمع، أنه سمع إبراهيم بن خرزاذ أخا عثمان بن خرزاذ أظن أنه قال: سمعت حرملة يقول: سمعت الشافعي يقول: ((كتبت عن محمد بن الحسن وقر حمل)) . الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 25- وقرأت فيما حكي عن البويطي قال: قال الشافعي -رحمه الله-: [ص: 77] ((كتب هارون البربري إلى هارون الرشيد: إن كانت لك حاجةٌ قبلنا فاحذر محمد بن إدريس الشافعي فإنه قد غلب على ما قبلي، فحملت إليه فألزمت الباب, فاجتمع أصحاب الحديث علي أن أضع على أبي حنيفة كتاباً. فقلت: لا أعرف قوله ولا يمكنني حتى أنظر في كتبهم. فأمرت فكتبت لي كتب محمد بن الحسن, فنظرت فيها سنةً فحفظتها, ثم وضعت عليهم الكتاب البغدادي)) . الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 26- وقرأت عن ابن بنت الشافعي قال: ((لما أدخل الشافعي على هارون فسمع كلامه قال: أكثر الله في أهلي مثلك)) . الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 27- حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الرازي بحمص, قال: حدثنا الحسين بن علي بن أبي مروان, قال: حدثنا الربيع بن سليمان, قال: قال لي الشافعي: ((سألت محمد بن الحسن كتاباً فدافعني به, فكتبت إليه بهذه الأبيات: قل لمن لم تر عين ... من رآه مثله ومن [كأن من] رآه ... قد رأى من قبله العلم ينهى أهله ... أن يمنعوه أهله لعله يبذله ... لأهله لعله الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 قال: فحمل محمدٌ الكتاب في كمه, وجاءني به معتذراً من حبسه)) . 28- أخبرني أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي بجرجان, ومحمد بن يحيى بن آدم خادم المزني بمصر, عن الربيع بن سليمان, قال: سمعت الشافعي يقول: ((ما رأيت أحداً يسئل مسألةً فيها نظر إلا رأيت الكراهة في وجهه إلا محمد بن الحسن)) . الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 29- وقرأت في بعض أخبار الشافعي, عن الربيع بن سليمان, قال: سمعت الشافعي يقول غير مرة: ((ما رأيت رجلاً كمحمد بن الحسن ينطق عن الحكمة, ويسمع ما لا يحب فيحتمل)) . الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 30- خبرني الزبير بن عبد الواحد بحمص, قال: حدثني أبو عمارة بمصر, قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ((لو أشاء أن أقول: نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن من فصاحته)) . الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 31- حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر بالشام, قال: حدثني أحمد بن علي المدائني بمصر, قال: حدثنا الربيع بن سليمان, قال: سمعت الشافعي يقول: ((ما تكلم أحدٌ في الرأي إلا وهو عيالٌ على أهل العراق, وما رأيت مثل محمد بن الحسن)) . الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 32- قال أبو الحسن -رضي الله عنه-: الشافعي -رحمه الله- رأى مالك بن أنس وسفيان بن عيينة [ص: 79] ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم من أجلة العلماء، وإنما عنى بقوله: ((ما رأيت مثل محمد بن الحسن)) يعني في أهل الرأي. الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 33- أخبرني الزبير بن عبد الواحد بحمص، قال: حدثني أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي، قال: حدثنا إبراهيم بن حبيب، قال: سمعت قتيبة بن سعيد البغلاني يقول: ((رأيت الشافعي يناظر محمد بن الحسن، فكان محمد في يده مثل الأكرة يديرها كيف يشاء)) . الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 يتلوه في الجزء الذي يليه: 34- قرأت عن الحسن بن إدريس الحلواني، قال: سمعت الشافعي يقول: ((ما أفلح سمينٌ قطٌ (1)) . وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين وسلم تسليماً، ورحم الله كاتبه وصاحبه ولمن قال: آمين رب العالمين، وحسبي الله وحده.   (1) تمامه إلا أن يكون محمد بن الحسن.. .. . الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 35- روي (1) عن ابن عباس قال: ((قريش حوتٌ في البحر يغلب الحيتان ويقهرهم، وهو أكبر دواب البحر، ويصطاد الحيتان وسائر الدواب في البحر فيأكلها؛ فلذلك سميت قريش قريشاً لأنها أغلب الناس وأحدهم وأشجعهم)) .   (1) من هنا تبدأ القطعة المخطوطة المحفوظة في مكتبة ألماي بتركيا الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 36- أخبرنا أبو يحيى زكريا بن دلشاذ بن مسلم بن العباس النيسابوري بفلهذجرد فيما قرأنا عليه، حدثنا محمد بن عقيل النيسابوري، حدثنا يحيى بن [ص: 82] أكثم، حدثنا عبد الملك بن جعونة، عن أبيه، عن عبد الملك بن عمير، حدثنا ربعي بن حراش: ((أن عبد الله بن عباس دخل على معاوية وعنده بطون قريش، وسعيد بن العاص جالسٌ عن يمينه، فلما نظر إلى ابن عباس مقبلاً قال سعيد: لألقين على ابن عباس مسائل. فسأله فيما سأل فقال: يا ابن عباس لم سميت قريشٌ قريشاً؟ فذكره)) . الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 37- حدثنا أبو الحسن علي بن عاذل بن وهب الموصلي بنصيبين، حدثنا نصر -وهو ابن عبد الملك السنجاري-، حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي، حدثنا يحيى بن بريد الأشعري أبو عمران، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي)) . قلت: [ص: 83] هذا باطل، ويحيى بن بريد ضعفوه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث. الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 38- قال ابن عبد الحكم: ((ما رأيت أحداً يناظر الشافعي إلا رحمته مع الشافعي)) . الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 39- حدثنا علي بن الحسن بن هارون النصيبي، حدثنا أبو طالب البغدادي الحافظ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الغني -يعني المصري- قال: سمعت الشافعي يقول: ((لو أن فلاناً بنى على أصول أهل المدينة كان الناس عيالاً عليه)) . الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 40- أخبرني أبو عبد الله الزبير بن عبد الواحد فيما ناولنيه من كتابه بحمص -وكان معنا يكتب في الرحلة- عن محمد بن عقيل قال: ((كنا يوماً عند الشافعي بين الظهر والعصر في الصحن في الصيف، والشيخ مستند، إذ جاء شيخ عليه جبة صوف وعمامة صوف وإزار صوف، وفي يده عكازة. قال: فقام الشافعي فسوى عليه ثيابه، واستوى جالساً. فسلم الشيخ وجلس. قال: وأخذ الشافعي ينظر إلى الشيخ هيبةً له إذ قال الشيخ: أسأل؟ فقال: اسأل. قال: أيش الحجة في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله عز وجل. قال: وماذا؟ قال: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وماذا؟ قال: اتفاق الأمة. قال: من أين قلت: اتفاق الأمة من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من كتاب الله. قال: فأين من كتاب الله؟ قال: ففكر الشافعي ساعةً. قال: فقال الشيخ: أجلتك ثلاثة أيام؛ فإن جئت في الاتفاق بحجة من كتاب الله وإلا تبت إلى الله. قال: فتغير لون الشافعي. قال: ثم إنه ذهب فلم يخرج إلينا -يعني الشافعي- ثلاثة أيام ولياليها. قال: فخرج اليوم الثالث في ذلك الوقت - [ص: 84] يعني من الظهر والعصر- وقد انتفخ وجهه ويداه ورجلاه -وهو مسقامٌ- قال: فجلس فلم يكن بأسرع أن جاء الشيخ فسلم وجلس فقال: حاجتي. فقال الشافعي: نعم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم, قال الله عز وجل: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم} , لا نصليه على خلاف المؤمنين إلا وهو فرضٌ. قال: فقال له: صدقت. ثم قام الشيخ وذهب. قال الفريابي: قال المزني أو الربيع: قال الشافعي: لما ذهب الشيخ قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات حتى وقعت عليه. قلت: هذه الحكاية فيها نظر, والاستدلال بالآية الكريمة لو احتج به الشافعي كان أولى المواضع به كتاب ((الرسالة)) , ولم يذكر الشافعي ذلك في الرسالتين لا القديمة ولا الجديدة, وسند هذه الحكاية فيه انقطاع والله أعلم. الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 41- قرأت على أبي عبيد الله محمد بن الربيع بن سليمان المصري الجيزي [ص: 85] بمصر, أنه سمع ابن عبد الحكم -وسأله أبو سعيد الفريابي-: ((هل كان الشافعي يناظر؟ قال: نعم, كان يناظر حتى إن كان صياحه ليسمع من خارج المسجد في الحذائين, ولكنه كان منصفاً)) . الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 42- أخبرني أبو علي الحسن بن هارون النصيبي بنصيبين, حدثنا أبو طالب -وهو الحافظ البغدادي, حدثنا إبراهيم بن النيقي الرملي, عن المزني قال: سمعت الشافعي يقول: ((قال لي محمد بن الحسن: عمن أخذتم صلاة الكسوف؟ قال: فقلت: عن عائشة وابن عباس. قال: فسكت عني حتى جاء إلى منزله, فلما أراد الدخول التفت إلي فقال: تحتج علي بصبي وامرأة)) . الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 43- وقال يونس بن عبد الأعلى: ((قلت للشافعي: ما تقول في رجل يصلي ورجل قاعدٌ, فعطس القاعد, فقال له الرجل الذي يصلي: رحمك الله؟ قال الشافعي: لا يقطع صلاته. قال يونس: فكيف وهذا كلامٌ؟ قال: إنما دعا الله له)) . رواه عبد الرحمن بن معمر الجوهري، عن يونس. ورواه إبراهيم بن محمد الصفار, عن يونس قال: [ص: 86] ((سمعت الشافعي يقول في الرجل يكون في الصلاة فيعطس رجلٌ؟ قال: لا بأس أن يقول المصلي: يرحمك الله. قيل له: ولم؟ قال: لأنه دعاء، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوم في الصلاة، ودعا على آخرون)) . الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 44- وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ((إذا ترك القنوت في الصلاة فعليه سجدتا السهو)) . الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 45- حدثني محمد بن عبد الله الرازي، حدثنا محمد بن زبرقال: ((سئل الربيع عن طلاق المكره؟ فلم يجب فيه بشيء. وقيل له: فما قول الشافعي؟ فقال: ما كان يجيب فيه بشيء. قال: وكان الربيع كأنه لا يرى طلاق المكره ولا عتاقه)) . الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 46- وعن يونس قال: ((كنا في مجلس الشافعي فقال: كل شيء مقطوع من حي فهو ميتة. فقام إليه غلامٌ لم يبلغ الحلم فقال: يا أبا عبد الله لا يختلف الناس أن الشعر والصوف مجزوزٌ من حي وهو طاهر. فقال الشافعي: لم أرد إلا في المتعبدين)) . قال أبو الحسن: يعني به كل شيء مقطوع من حي فهو ميت، يعني من شعر أو ظفر وما أشبه ذلك من بني آدم، ليس من البهائم لأنهم غير متعبدين. الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 47- أخبرنا محمد بن رمضان المصري، أخبرنا ابن عبد الحكم قال: ((قلت للشافعي: في حديث نافع عن ابن عمر أنه مر بزمارة راع فجعل إصبعه في أذنه، وعدل عن الطريق، وجعل يقول: يا نافع أتسمع؟ حتى قلت: لا. [ص: 87] فقال: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. فقلت: ينبغي لأن يكون حجة في تحريم السماع. فقال الشافعي: لو كان حراماً ما أباح لنافع ولنهاه أن يسمع، ولكنه على التنزه)) . الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 48- حدثني محمد بن عبد الله الرازي بحمص, أخبرني محمد بن إسماعيل بن الفرج القياس المصري, قال: سمعت الربيع يقول: قال الشافعي: ((خلق الله آدم بين طهارتين من ماء وطين؛ فالماء طهور يؤدي به الصلاة, والطين طهارة إذا أعوز الماء يؤدي به الصلاة. فلما خلق اله آدم من الطهارة استحال أن يخلق الأنبياء من نجاسة. مع الحديث: عن عائشة: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابن عباس قال: أمطه عنك بإذخرة. وسعد بن أبي وقاص قال: إنما هو مثل المخاط أو البزاق)) . الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 49- و [عن أبي عبد الله محمد بن يوسف, عن محمد بن يعقوب بن الفرجي] , عن أبي ثور أنه قال: [ص: 88] ((سألت الشافعي عن قطع السدر؟ فقال: لا بأس به, قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اغسله بماء وسدر. وقال أبو ثور: لا بأس به)) . قلت: ذهب أحمد بن حنبل إلى كراهة قطع السدر ففي ((علل الخلال)) عنه قال: ((أكره قطع السدر, ومن قطعه لم ير ما يحب في العاجل. قيل له: إن ابن عيينة يقول: إنما نهي عن قطع سدر الحرم. [فقال أحمد: روى فيه شيئاً أو] برأيه؟ [قالوا: برأيه] . فقال أحمد: لم يبلغه الحديث)) . قلت: والحديث المشار إليه هو ما رواه عبد الله بن موسى, أخبرنا ابن جريج, عن عمرو بن دينار, عن عروة بن الزبير, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قطع سدرةً صب الله له العذاب فوق رأسه صباً)) . ورواه ابن جريج, عن عثمان بن أبي سليمان, عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم, عن عبد الله بن حبشي, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ص: 89] ((من قطع سدرةً صوب الله رأسه في النار)) . والحديث لو ثبت كان القطع محرماً على القطع, وإن لم يثبت فالقول ما قال الإمام الشافعي والله أعلم. الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 50- قرأت على أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي, قال: سمعت البويطي يقول: سمعت الشافعي يقول: ((لا أجعل في حل من روى عني الكتاب البغدادي)) . الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 51- أخبرني ابن عبد الواحد, أخبرني عبد الرحمن بن معمر أخو كهمس قال: ((سألت الربيع بن سليمان قلت: رجل حلف بالطلاق أن ما في الأرض كتابٌ -يعني بعد كتاب الله- أكثر صواباً من كتاب مالك؟ قال: يحنث. قلت: فحلف أن ليس في الدنيا كتاب أكثر صواباً من كتب أبي حنيفة؟ قال: يحنث. قلت: فحلف أن ليس في الدنيا كتاب أكثر صواباً من كتب الشافعي؟ قال: لا يحنث)) . قلت: هذا مشكل, وقد نص الشافعي على أنه ليس بعد كتاب الله أكثر [ص: 90] صواباً من ((الموطأ)) , اللهم إلا أن يكون هذا من الربيع محمولاً على المتحذلق المعاند. الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 52- قرأت -فيما حكي- عن الحسن بن عبد العزيز الجروي, قال: سمعت الشافعي يقول: ((خلفت شيئاً بالعراق وضعته الزنادقة يسمونه التغبير, يشغلون به عن ذكر الله. قال الحسن بن عبد العزيز: فذكرت ذلك للربيع فقال: ما أدري ما هذا كان الشافعي يسمع هذا الشأن فلا ينكره)) . الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 53- وقال يونس بن عبد الأعلى: ((قال لي الشافعي: يا أبا موسى رضا الناس غايةٌ لا تدرك, ما أقوله لك إلا نصحاً, ليس إلى السلامة من الناس سبيل, فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه, ودع الناس وما هم فيه)) . الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 54- أخبرني مخبرٌ عن ابن سريج: ((أنه سئل عن رجل أوصى للفقهاء بمال هل يعطى من يتفقه على [ص: 91] مذهب داود؟ فقال: لا. قيل: ولم؟ قال: لأنهم ليسوا فقهاء, إنما الفقيه من يستنبط ويفرع ويقيس على الأصول, وهم لا يرون ذلك)) . الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 55- أخبرني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن النضر الشافعي بالشام, أخبرنا ابن عبد الحكم قال: ((قال لي رجل من المناظرين: كيف صار لعاب الكلاب إذا أصاب الطعام أكل ولم يغسل سبعاً؟ قلت: لأنهم أجمعوا أنه إذا صاد يؤكل ولا يغسل, وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأكله. قال أبو عبد الله: قلت له: إن الكلب إذا أصاب -يعني الإناء- يغسل سبع مرات؟ قال: نعم وواحدة بالتراب. ثم قال: ولست أقول: إنه نجس. فقلت له: إلا اتباع الحديث؟ فقال: نعم)) . الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 56- وقال حرملة: ((عندي قمطرٌ من مسائل الشافعي منثورة)) . الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 57- وقال حرملة: ((كان الشافعي يخرج لسانه فيبلغ أنفه)) . الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 58- أخبرني الزبير بن عبد الواحد بالشام، حدثني محمد بن سعيد [ص: 92] التستري، حدثني يحيى بن أيوب العلاف، عن حرملة بن يحيى، قال: سمعت الشافعي يقول: ((من زعم من أهل العدالة أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى {إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا تروهم} ، إلا أن يكون نبيٌ)) . الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 59- وقال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي: روى حرملة عن الشافعي: ((أنه صنف في الفرق بين السحر والنبوة، فروجع في ذلك فقال: هذا صنفه حفص الفرد، ولكنه عرضه على الشافعي فرضيه)) . الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 60- سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن قدامة الأردبيلي -قدم علينا نصيبين غازياً- قال: سمعت سعيد بن عمرو البرذعي يقول: ((وردت الري فدخلت على أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وأخبرته بقول أحمد بن حنبل فقلت: يا أبا زرعة سمعت حميد بن الربيع يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: [ص: 93] ما أعلم أحداً أعظم منةً على الإسلام في زمن الشافعي من الشافعي. فقال أبو زرعة: صدق أحمد بن حنبل، ما أعلم أحداً أعظم منةً على الإسلام في زمن الشافعي من الشافعي، ولا أحداً ذب عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما ذب الشافعي، ولا أحداً كشف عن سوءات القوم كشفه)) . الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 61- قال أبو الحسن المصنف: ((كان داود بن علي الأصبهاني من كبار أصحاب الشافعي، ثم إنه خالف وانتحل مذهباً لنفسه خالف فيه الأمة والإجماع، نعوذ بالله من الحور بعد الكور)) . الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 62- حكي عن داود: ((أنه قيل له: إن ابن علية وعيسى بن أبان وضعا على الشافعي كتباً وردا عليه، فلو نقضته عليهم. فقال: أما عيسى بن أبان فليس هو من أهل العلم عندي، وليس كتابه بشيء، الصبيان ينقضونه، إنما أعانه عليه ابن سختان، ولكني وضعت على ابن علية، وأنا على تمامه [ص: 94] إن شاء الله)) . الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 63- وذكر المؤلف من أصحاب الشافعي بشر المريسي فقال: ((كان أوله وآخره على غير السداد، محروماً من التوفيق والرشاد، سالكاً لطريق أهل الإلحاد، قد ساعده الحرمان، وجاوره الخذلان، نعوذ بالله من سوء القضاء)) . قلت: المريسي لم يكن من أصحاب الشافعي أصلاً. الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 64- حكي عن أبي ثور قال: قال الشافعي: ((ناظرت بشراً المريسي في القرعة قال: هي قمارٌ. فذكرت ذلك لأبي البختري القاضي فقال: آخر معك حتى أضرب عنقه؟ قلت: إني لم أرد هذا)) . الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 65- أخبرني محمد بن عبد الرحمن الهمذاني ببغداد, حدثنا محمد بن مخلد -[و] وهو العطار-, حدثنا أحمد بن محمد بن المؤمل العدوي, قال: قال لي يونس بن عبد الأعلى: ((جاءني رجلٌ قط وخطه الشيب سنة ثلاث عشرة -[يعني ومئتين]- عليه مبطنةٌ [وأزيرٌ] , وسألني عن حديث الشافعي, عن محمد بن خالد الجندي: لا يزداد الأمر إلا شدةً, فقال لي: من محمد بن خالد الجندي؟ فقلت: لا أدري. فقال [لي] : هذا مؤذن الجند وهو ثقةٌ. فقلت له: أنت يحيى بن معين؟ فقال: نعم. [فقلت له: حديث ابن وهب؟ فقال: ثقة وكان فيه تساهلٌ] )) . قال [أبو الحسن] الآبري: قد تواترت الأخبار واستفاضت [بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم -يعني] في المهدي- وأنه من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم , وأنه يملك سبع سنين, ويملأ الأرض عدلاً وأنه يخرج مع عيسى بن مريم, ويساعده في قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين, وأنه يؤم هذه الأمة, وعيسى -صلى الله عليه- يصلي خلفه [في طول من قصته وأمره] . ومحمد بن خالد الجندي [وإن كان يذكر عن يحيى بن معين ما ذكرته فإنه] غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل)) . الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 66- قال: وخبر زياد بن بيان, عن علي بن نفيل, عن سعيد بن المسيب, عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((المهدي من عترتي من ولد فاطمة)) . قد خرجه أبو داود في ((سننه)) . قال: ورواه سفيان الثوري, عن عاصم. ورواه فطرٌ, عن عاصم, عن زر, عن عبد الله, عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر المهدي. ورواه أيضاً زائدة, عن عاصم, عن زر, عن عبد الله. وزاد في روايته: ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم, حتى يبعث الله فيه رجلاً من أمتي أو من أهل بيتي, يواطئ اسمه اسمي, واسم أبيه اسم أبي [يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً] )) . وفي رواية فطر, عن عاصم, عن زر, عن عبد الله, عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يملأ الأرض قسطاً وعداً كما ملئت جوراً وظلماً)) . ورواه فطرٌ, عن القاسم بن أبي بزة, عن أبي الطفيل, عن علي, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو لم يبق في الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل [ص: 97] بيتي, يملأها عدلاً كما ملئت جوراً)) . الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 67- وحكى أبو داود عن عبد الله بن جعفر الرقي قال: سمعت أبا المليح يثني على علي بن نفيل ويذكر منه صلاحاً. وأبو المليح الرقي: هو الحسن بن عمرو. الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 68- حدثني إبراهيم بن محمد بن المولد الرقي بالرقة أملاه علي, عن الحسين بن الضحاك, عن الربيع قال: ((جاء حفصٌ الفرد إلى الشافعي وكان يبطل أخبار الآحاد, فقال [للشافعي] : يا أبا عبد الله يقولون: إنه لم يرو للنبي صلى الله عليه وسلم حديثٌ إلا وفيه فائدةٌ, فأي فائدة فيما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه أتى سباطة قوم فبال قائماً؟ وقال: فقال الشافعي: ويلك يا حفص في هذا أكبر فائدة, أما تعلم أن العرب تقول: إذا كان بالرجل وجع الظهر شفاه البول قائماً, وإنما بال النبي صلى الله عليه وسلم قائماً يطلب الشفاء, ثم ترك)) . الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 69- قرأت فيما حكي عن ابن بنت الشافعي, قال: سمعت أبي يقول: سمعت الشافعي يقول: ((نظرت بين دفتي المصحف فعرفت جميع مراد الله فيه إلا حرف [ص: 98] واحد: {قد خاب من دساها} فإني لم أجده في كلام العرب)) . الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 70- حدثني محمد بن عبد الله الرازي, حدثني ابن زبر الدمشقي, عن الربيع بن سليمان, قال: سمعت الشافعي يقول: ((إن فلاناً لم يكن يحل له أن يفتي, وكان لا يقرأ القرآن بالعربية)) . قال الآبري: معناه أنه ما كان يعرب, ولا يفصح على ما ينبغي. الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 71- أخبرني أبو نعيم -قرأت عليه بجرجان-, قال: سمعت الربيع, قال: سمعت الشافعي يقول: ((سمعت فلاناً يقول: أصابنا الليلة مطراً وأي مطراً. قال الربيع: وإنما هو مطرنا الليلة مطراً وأي مطر)) . الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 72- أخبرني ابن عبد الواحد بحمص, حدثنا أحمد بن علي, عن أحمد بن يحيى بن الوزير, قال: سمعت الشافعي يقول غير مرة: ((ما رأينا أكثر خطأً ولا أقل صواباً من فلان في رأيه. وسمعته أحياناً يقول في بعض ما يتكلم به: لو كان مبرسماً تكلم بهذا ما زاد)) . الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 73- سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت أبا العباس ابن رجاء البصري بالبصرة -أظنه قال-: سمعت فضلك الرازي يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت الشافعي قال: ((يا ربيع والله كما أن مصر مصر، وربيع ربيع، ماحل.. .. (1) أن يفتي)) .   (1) بياض ضبب عليه في الأصل بعلامة التضبيب. الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 74- أخبرني محمد بن يحيى بن آدم المصري، أخبرنا ابن عبد الحكم قال: [ص: 99] ((كنت عند الشافعي فجاء رجل فقال: ألا تعجب من قول المدنيين: في إصبع عشرٌ، وفي إصبعين عشرون، وفي ثلاث ثلاثون، وفي أربع عشرون؟! قال: ما يثبته عندي إلا هذا؛ أو قال: ما يشتبه عندي إلا هذا؛ لأن هذا ليس مما يأخذه العباد بعقولهم. قال ابن عبد الحكم: على أنه لم يكن يقول به. وهكذا قال سعيد بن المسيب)) . الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 75- حدثني أبو يعقوب بن يوسف بن يعقوب المقرئ، حدثنا علي بن خشرم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن سفيان الثوري، عن ربيعة قال: ((قلت لابن المسيب: كم في إصبع المرأة؟ قال: عشر. قلت: كم في اثنين؟ قال: عشرون. قلت: كم في ثلاث؟ قال: ثلاثون. قلت: كم في أربع؟ قال: عشرون. قلت: حين عظمت مصيبتها وألمت جراحتها كان نقصاً لعقلها. قال: أعراقيٌ أنت؟ قلت: عالم متثبت، أو جاهل متعلم. قال: أي أخي هكذا السنة)) . الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 76- أخبرنا محمد بن يوسف بن النضر بالشام، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: ((لم يزل الشافعي يقول بقول مالك ولا يخالفه إلا كما يخالفه بعض أصحابه، حتى أكثر فتيانٌ الأطرابلسي على الشافعي من حلفه [ص: 100] بالألفاظ التي لا تجوز، فحمله ذلك على ما وضع على مالك، وإلا كان دهراً إذا سئل عن الشيء قال: هذا قول الأستاذ مالك)) . الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 77- أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول البيروتي بساحل الشام -قرئ عليه وأنا أسمع-، حدثنا محمد بن إسحاق النيسابوري، قال: سمعت الحسن بن عبد الغفار الحمل يقول: سمعت الشافعي يقول: ((إذا قال مالك: الأمر عندنا فهو قضايا سليمان بن بلال، كان على سوق الدقيق وكان يقضي بينهم)) . الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 78- قرأت على أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب [ص: 101] قال: ((لما وضع الشافعي على مالك كتابه قلاه أهل مصر، فاجتمعوا إلى السلطان فقالوا له: أخرج عنا هذا -يعنون الشافعي-، فأجابهم السلطان إلى ذلك، فذهب الشافعي ومعه الهاشميون والقرشيون إلى السلطان فكلموه، فأبى عليهم وقال: إن هؤلاء قد كرهوه، وأخاف أن يفتن البلد، علي تأجيله ثلاثة أيام على أن يخرج من البلد، فلما كانت الليلة الثالثة مات الوالي، فجاء فكفي أمره)) . الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 79- حدثني محمد بن عبد الله الرازي بحمص، حدثنا محمد بن ينال المصري، قال: سمعت الربيع بن سليمان يقول: سمعت الشافعي يقول: ((دخل المغيرة بن شعبة على أربع نسوة كن له، وكان ينكح أربعاً ويطلق أربعاً، قال: فنظر إليهن وقد تزين وامتشطن وقعدن بين يديه، فقال: -وقد أعجبنه-: إنكن لطويلات الأعناق، وحسنات الأخلاق، وطيبات الأعراق، ولكني رجل مطلاق، إذهبن فأنتن طلاق)) . الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 80- أخبرني محمد بن رمضان المصري، قال: سمعت ابن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي يقول: ((تزوج الحجاج امرأةً فطلقها، فتزوجها بعده المغيرة أو رجلٌ من ولد المغيرة -شك ابن عبد الحكم- فجاءت بابن، فمر الابن بالحجاج فقال له: تعال من أنت؟ فقال: ابن فلان. قال: من أمك؟ قال: فلانة. قال له الحجاج: أما والله لقد طلبت مثلك منها فلم يقدر لي. فقال له الغلام: جاء الله بمن هو خير منك)) . الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 81- وقال المزني: قال الشافعي: [ص: 102] ((من أحسن ظنه بلئيم كان أدنى عقوبته الحرمان)) . الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 82- وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: ((أقدر الناس على طلب العلم الفقراء)) . الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102