الكتاب: مشيخة أبي بكر المراغي المؤلف: أبو بكر بن الحسين بن عمر، القرشي العبشمي الأموي العثماني، زين الدين، وكنيته أبو محمد ويقال اسمه (عبد الله) والمشهور (أبو بكر) المصري الشافعي المراغي (المتوفى: 816هـ) تخريج: جمال الدين أبي البركات محمد بن موسى بن علي المراكشي المكي 789 - 823 هـ المحقق: محمد صالح بن عبد العزيز المراد الناشر: جامعة أم القرى الطبعة: الأولى 1422 هـ - 2001 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل ---------- مشيخة أبي بكر المراغي المراغي، أبو بكر الكتاب: مشيخة أبي بكر المراغي المؤلف: أبو بكر بن الحسين بن عمر، القرشي العبشمي الأموي العثماني، زين الدين، وكنيته أبو محمد ويقال اسمه (عبد الله) والمشهور (أبو بكر) المصري الشافعي المراغي (المتوفى: 816هـ) تخريج: جمال الدين أبي البركات محمد بن موسى بن علي المراكشي المكي 789 - 823 هـ المحقق: محمد صالح بن عبد العزيز المراد الناشر: جامعة أم القرى الطبعة: الأولى 1422 هـ - 2001 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل المملكة العربية السعودية - وزارة التعليم العالي جامعة أم القرى - معهد البحوث العلمية مركز إحياء التراث الإسلامي - مكة المكرمة مشيخة الإمام أبي بكر بن الحسين بن عمر القرشي الشهير بالمراغي 727 - 816 هـ تخريج جمال الدين أبي البركات محمد بن موسى بن علي المراكشي المكي 789 - 823 هـ تحقيق الأستاذ محمد صالح بن عبد العزيز المراد الطبعة الأولى 1422 هـ - 2001 م الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحمد لله المتفرد بالعلو والقدم، المنزه عن الحدوث والعدم. الذي هدانا بنبيه إلى الملة الحنيفية، وأوضح به طرقها، فتركها كالشمس بيضاء نقية، أحمده على التوفيق لاتباع السنة، وأشكره على إفضاله المتواتر منه بعد منةٍ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تروي قائلها يوم العطش الأكبر من الماء المعين. وتسمعه منادي: {ادخلوها بسلامٍ آمنين} . وأشهد أن محمداً عبده ورسوله العالي رتبةً سنية، النازل في برج الكمال كل درجةٍ علية، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم، ورضي عن خلفائه الراشدين، وأبو بكر المقدم، وسائر الصحابة والتابعين، ما أضاء صبح وأظلم ليل. أما بعد: فإن علم السنن من أجل العلوم الزاهرة، والاعتناء به شرف لصاحبه في الدنيا والآخرة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التبليغ عنه بالطلب الحثيث، وحض على ذلك بقوله: ((نضر الله امرأً سمع)) الحديث. ولم يزل أئمة هذا الشأن ولا يزالون يرحلون فيه إلى أقاصي البلدان، لا يملون، خصوصاً لطلب أعلاه وروينا عن بعضهم أنه قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 ((قرب الإسناد قرب إلى الله)) فأحببت مرافقتهم وآثرت موافقتهم، إذ هم الأبدال والأوتاد، وكيف لا، وهم الذين حفظ بهم الدين حتى استقر وشاد. وكان شيخنا الشيخ الإمام العالم العلامة مفتي المسلمين، بقية السلف الصالحين، قاضي القضاة مسند الدنيا زين الدين أبو المناقب العلية، أبو بكر ابن الشيخ بدر الدين (عبد الله الحسين) بن عمر بن محمد بن يونس بن أبي الفخر بن عبد الرحمن بن نجم بن طولون القرشي العثماني المراغي أصلاً المصري ثم المدني الشافعي -أدام النفع به وبلغه من الخيرات نهاية مطلبه- ممن علا في الحديث سنده وقل رواته، لكن كثر عدده، وقد سمع من قديمٍ صغيراً من مدة ثمانين عاماً إلا يسيراً، وسمع بنفسه كبيراً، حديثاً كثيراً، وأجاز له من مدة ثلاثٍ وثمانين من السنين عدد من المسندين، منهم: أبو العباس الحجار، وناهيك بها رتبةٌ عليا لا تجد رجلاً يشاركه في ذلك في جميع الأمصار بل في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 جميع الدنيا، وكم له أسانيد. للمخرج عفا الله عنه: في زي ذي قصرٍ بدت ... لكنه عين السمو فاعجب لها فهي القصيرة كيف تنسب للعلو ... فجمعت له هذه المشيخة عمن ظفرت به من المشايخ الذين سمع منهم دون غيرهم ممن أجازوا له الرواية عنهم، إلا أنني لم أخلها من حديثٍ كثيرٍ منهم في التعليقات، ورتبتهم في الغالب على قدم الوفيات، وبدأت قبل ذلك بالمسلسل بالأولية، والله أسأل في جميع أموري حسن النية، وهو حسبي ونعم الوكيل. حدثنا مسند مصر صدر الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم ابن أبي القاسم الميدومي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا الرئيس أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا الإمام أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا والدي أبو صالح، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا الأستاذ أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وهو أول حديث سمعناه منه، قال: ثنا سفيان بن عيينة، وهو أول حديث سمعته من سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) . وأخبرناه الرئيس المعمر أبو العباس أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي في كتابه إلي منها، وهو أول حديث رويته عنه، قال: ثنا الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا الإمام أبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن صالح بن المعزم إمام جامع همدان بها، وهو أول حديث سمعته منه، قال: ثنا أبو منصور عبد الكريم بن محمد ابن الخيام من لفظه، وهو أول حديث سمعته منه. ح قال البكري: وحدثني أبو الفتوح محمد بن محمد بن الجنيد الصوفي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 بأصبهان، وهو أول حديث سمعته منه. قال: ثنا أبو القاسم -وهو ابن طاهر الشحامي- وهو أول حديث سمعته منه. قالا: ثنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن، وهو أول حديث سمعناه منه، قال: حدثني أبو طاهر الزيادي، وهو أول حديث سمعته منه، قال: حدثني أبو حامد بن بلال، وهو أول حديث سمعته منه، عن سفيان وهو أول حديث سمعته منه، عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء)) . وقال ابن المعز: من في الأرض. هذا حديث حسن. أخرجه أبو داود السجستاني في ((سننه)) ، عن مسدد، وأبي بكر بن أبي شيبة. ورواه الترمذي في ((جامعه)) وقال: حسن صحيح، عن محمد بن يحيى بن عمر العدني، ثلاثتهم عن ابن عيينة من غير تسلسل فوقع لنا بدلاً لهما عالياً. والله المحمود سبحانه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الشيخ الأول أخبرنا الشيخ المسند شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علان الدمشقي الحريري المدير، قراءة عليه وأنا أسمع في شهر شعبان من سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، بالقاهرة، وأجاز لي جميع مروياته، وهذا أقدم سماعٍ وجد لي، ولم يبق أحد سمع من هذا الشيخ غيري، قال: أنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد الحراني سماعاً قال: أنا أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد المقرئ الشافعي المعروف بالغسال قال: ثنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ إملاءً سنة ثمانٍ وثلاثين وأربعمائة قال: ثنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي إملاءً قال: ثنا إبراهيم بن شريك بن الفضل الأسدي، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا زهير بن معاوية. ح وأخبرني الأمير أبو سعيد غلبك بن عبد الله البدري الخازنداري، والمسندة أم عبد الله عائشة بنت علي بن عمر بن شبل الصنهاجي، قراءة عليهما وأنا أسمع قالا: أنا أبو الفرج ابن الصيقل الحراني سماعاً، قال: أنا عبد المنعم بن كليب، قال: أنا إسماعيل بن ملة الأصبهاني، قدم علينا بغداد، أنا الشيخ أبو عمر المطهر بن أبي نزار بأصبهان، ثنا أبو بكر بن المقرئ محمد بن إبراهيم، قال ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا حماد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 ابن زيد قالا: ثنا يحيى بن سعيد. ح وأخبرني أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي، سماعاً، قال: أنا يحيى بن محمود الثقفي، سماعاً، قال: أنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، قال: أنا أبو نعيم الحافظ، قال: ثنا أبو بكر الآجري، قال: ثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا زهير يعني ابن معاوية. وفي حديث الخلال عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لامرىءٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله -وفي حديث ابن ملة ((وإلى رسوله)) في الموضوعين -ومن كانت هجرته إلى دنيا- وفي حديث الخلال ((لدنيا)) - يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 هذا حديث جليل صحيح مشهور غريب، اتفق الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري على إخراجه في صحيحيهما من حديث حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد. فرواه البخاري عن أبي النعمان محمد بن الفضل، ومسدد بن مسرهد، ورواه مسلم عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني، وأخرجه النسائي في ((سننه)) ، عن يحيى بن حبيب بن عربي، أربعتهم عن حماد بن زيد فوقع لنا بدلاً لهم وعالياً، وأخرجه مسلم أيضاً، عن محمد بن عبد الله بن نمير، ورواه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، عن أبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن يزيد بن هارون، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً والحمد لله. ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عمر، تفرد به يحيى بن سعيد فمن فوقه. وأخبرناه بهذا العلو أيضاً مع السماع الخطيب أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم البكري قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن إبراهيم ابن محمد بن عبد الوهاب بن مناقب الحسيني، وأبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى الموصلي سماعاً قالا: أنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزذ، قراءة عليه، قال الثاني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وأنا حاضر، قال: أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قال: أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قال: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال: ثنا عبد الله بن روح المدائني ومحمد بن ربحٍ البزاز قالا: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىءٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) . وأخبرناه أعلى من جميع ما تقدم بدرجة أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً قال: أنا أبو المنجى بن اللتي سماعاً، أنا مسعود بن محمد بن شنيف الوراق قال: أنا أبو محمد الحسين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 ابن محمد بن السراج، وأبو غالب محمد بن محمد بن عبد الله العطار قالا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي قال: ثنا أبو محمد الحسن بن علي بن عفان العامري قال: ثنا جعفر بن عونٍ قال: ثنا يحيى بن سعيد فذكره بلفظ حديث أبي ملة السابق. أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي بكر المدير سماعاً قال: أنا عبد اللطيف بن أبي محمد الحريري قال: أنا أبو الفرج بن عبد الوهاب قال: أنا أبو الخير الغسال قال: ثنا الحسن بن محمد الحافظ قال: ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز قال: ثنا عبد الغافر بن سلامة الحمصي قال: ثنا مزداد بن جميل قال: ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((نهينا في القرآن أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يعجبنا أن يجئ الرجل العاقل من العرب يسأل ونسمع فجاء رجل فقال يا محمد أتانا رسولك فزعم أن الله عز وجل أرسلك قال: صدق، قال: فمن خلق السماء قال: ((الله)) عز وجل قال: فمن خلق الأرض قال: ((الله)) عز وجل، قال: فمن نصب الجبال وجعل فيها ما جعل قال: ((الله)) عز وجل قال: فبالذي خلق السموات والأرض وجعل فيها ما جعل آلله أرسلك إلينا قال: ((نعم)) قال: زعم رسولك أن علينا صوم شهرٍ في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 سنتنا قال: ((صدق)) قال: وزعم لنا رسولك أن علينا الحج من استطاع إليه سبيلاً قال: ((صدق)) قال: فبالذي خلق السموات والأرض ونصب الجبال وجعل فيها ما جعل آلله أمرك بهذا قال: ((نعم)) ثم ولى الرجل فقال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن شيئاً ولا أنقص منهن شيئاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن صدق ليدخلن الجنة)) . وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أبو العباس بن أبي النعم الدمشقي كتابةً قال: أنا عبد الله بن عمر البغدادي قال: أنا عبد الأول بن عيسى قال: أنا عبد الرحمن بن محمد قال: أنا عبد الله بن أحمد قال: أنا عيسى بن عمر قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال: ثنا علي بن عبد الحميد، عن سليمان بن [المغيرة] به، نحو ما تقدم. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، عن عمر بن محمد الناقد، عن أبي النضر هاشم بن القاسم، وعن عبد الله بن هاشم، عن بهز بن أسد، وقال البخاري في صحيحه: ورواه موسى، وعلي بن عبد الحميد، عن سليمان، ورواه أبو عيسى الترمذي، عن البخاري، عن علي بن عبد الحميد به، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 وأبو عبد الرحمن النسائي، عن محمد بن معمر، عن أبي عامر العقدي، كلهم عن سليمان بن المغيرة، فوقع لنا بدلاً للترمذي عالياً ولله الحمد. وبه إلى الحسن بن محمد الحافظ قال: ثنا محمد بن إسماعيل الوراق، وأحمد بن إبراهيم بن شاذان قالا: ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي. ح وأخبرناه أنزل من هذا بدرجة أبو سعيد غلبك بن عبد الله، وأم الخير عائشة بنت علي سماعاً عليهما قالا: أنا النجيب الحراني قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن البقلي، أنا أبو العز بن كادش قال: أنا أبو طالب العشاري قال: أنا أبو إسحاق الطبري قال: ثنا عمر بن الحسن الأشناني قال: ثنا عبد الله بن أبي الدنيا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ح وأخبرناه، أعلى من هذا بدرجتين، ومن الأول بواحدة أبو العباس الحجار في كتابه، عن محمد بن أحمد بن خلف القطيعي قال: أنا أبو بكر الزاغوني، قال: أنا أبو نصر الزينبي قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي قالا: ثنا أبو نصر التمار، ثنا القاسم بن الفضل الحداني، عن النضر -يعني ابن شيبان- قال: قلت لأبي سلمة: حدثني بشيءٍ سمعته من أبيك يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثنا أبي -يعني عبد الرحمن بن عوف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 رضي الله عنه- زاد المخلص في شهر رمضان، ثم اتفقوا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله فرض عليكم صيام رمضان -وقال المخلص: فرض الله عليكم شهر رمضان- وسننت لكم قيامه فمن صامه وقامه إيماناً واحتساباً أخرج -وقال المخلص: خرج- من الذنوب كيوم ولدته أمه)) . وحديث ابن أبي الدنيا نحو حديث المخلص. أخرجه النسائي، عن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل، وعن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، عن أبي هشام المخزومي، كلاهما عن القاسم بن الفضل، ورواه ابن ماجه، عن يحيى بن حكيم، عن أبي داود، عن نصرٍ بن علي، والقاسم بن الفضل، كلاهما عن النضر به، فوقع لنا عالياً جداً. وقال النسائي بعد إخراجه: وهذا خطأ والصواب حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة. انتهى. وقد حسن حديث النضر هذا، الحافظ أبو موسى المديني، والحديث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 معروف بالنضر بن شيبان، وقد تكلم فيه، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان ممن يخطئ. وذكر صحفا للحافظ أبي الحجاج المزي في ((الأطراف)) أن شيبان بن فروخ رواه عن القاسم بن الفضل عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، انتهى. قلت: وأحسب هذا خطأ، وإلا فهو اضطراب ابن شيبان، فقد رويناه في الجزء الثاني من ((الغيلانيات)) ، عن شيبان بن أبي شيبة -وهو ابن فروخ- عن القاسم، عن النضر، عن أبي سلمة، عن أبيه، هكذا رواه أبو بكر الشافعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن شيبان، لكن ليس فيه إلا ((من صام رمضان)) إلى آخره، وليس فيه تلك الزيادة. وقد تابع النضر على حديثه محمد بن الفرات أبو علي الكوفي، قدم بغداد وحدث بها، لكنه أضعف من النضر. أخبرنا بحديثه عالياً أبو العباس بن الحجار إذناً عن ابن اللتي قال: أنا ابن اللحاس قال: أنا الحسين بن السراج قال: أنا أبو علي بن شاذان قال: ثنا ابن السماك، ثنا عيسى بن محمد بن منصور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 أبو موسى الإشكابي، ثنا أمية بن خالد، عن محمد بن الفرات، عن أبي سلمة، عن أبيه قال: قال [رسول الله صلى الله عليه وسلم] . ((فرض الله عليكم شهر رمضان وسننت لكم قيامه)) . وبه إلى الحسن بن محمد الحافظ قال: ثنا أبو عمر بن حيويه الخزاز قال: ثنا أبو حامد الحضرمي إملاءً قال: ثنا علي بن مسلم الطوسي قال: ثنا زافر بن سليمان قال: ثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الله بن مسلم -رجل من أهل مرو- قال: ((كنت أجالس ابن سيرين فتركت مجالسته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 وجلست مع المعتزلة فرأيت في المنام أني مع قومٍ يحملون جنازة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مالك من جالست إنك مع قومٍ يدفنون ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . ولد هذا الشيخ في حدود الستين وستمائة. وسمع من النجيب الحراني ((مشيخته الكبرى)) ، والثالث والرابع من ((أبداله)) ، ((ومجالس الخلال العشرة)) ، وسمع أيضاً من الشيخ شمس الدين المقدسي، وإبراهيم بن مناقب وغيرهم. وحدث، سمعت منه الأربعة المجالس الأول من ((مجالس الخلال)) . ومات رحمه الله في ليلة التاسع والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 الشيخ الثاني أخبرنا الشيخ المسند الأصيل العدل الخير شمس الدين أبو البركات محمد ابن الإمام فخر الدين [أبو] عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان ابن أبي بكر بن محمد بن داود التوزري الأصل، المصري المولد والدار قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة إن شاء الله. وإلا فإجازة. وأجاز لي جميع مروياته، وليس على وجه الأرض أحد سمع منه غيري، قال: أنا النجيب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن المويد الأبرقوهي سماعاً قال: أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي قال: أنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني نزيل هراة قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 أنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد البحاثي قال: أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن هارون الزوزني قال: أنا أبو حاتم محمد ابن حبان بن أحمد بن حبان التميمي البستي رحمه الله قال: أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، وعدة. ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجة مع اتصال السماع أبو سعيد غلبك بن عبد الله الظاهري، وعائشة بنت علي الصنهاجي سماعاً قالا: أنا عبد اللطيف ابن [عبد المنعم الحراني] قال: أنا أبو محمد عبد الله ابن أبي الفضل نصر ابن أحمد ابن الثلاجي، قراءة عليه وأنا أسمع، والإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي التيمي الحافظ، اللفظ له، قالا: أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قال: أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن الغيلان البزاز قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 ح وأخبرني أبو العباس أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي في كتابه وإذنه قال: أنا الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد ابن البكري سماعاً. ح وأباح لي القاضي شرف الدين عبد الله بن الحسن بن عبد الله ابن الحافظ عبد الغني المقدسي عن أروي عنه ما أخبر به أبو الحسن علي بن يوسف الصوري قالا: أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن الشعري قالت: أنا وجيه بن الطاهر الشحامي قال: أنا أحمد بن الحسن الأزهري. ح وكتب إلي أحمد أبي العلاء، عن أبي علي التيمي سماعاً قال: أنا أبو روح عبد المعز بن محمد، وداود بن معمر بن الفاخر، قال الأول: أنا زاهر بن طاهر، وقال الثاني: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادية قالا: أنا سعيد بن أبي سعيد العيار قال هو والأزهري: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد قال هو والمزكي: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج قال: ثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنسٍ: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدخر شيئاً لغدٍ)) . وأنبأنية أعلى من هذا كله أحمد بن أبي طالب الحجار قال: أنبأنا داود ابن معمر عموماً فذكره. وأخبرنيه كذلك أحمد بن بيان الدمشقي كتابة، عن محمد بن أحمد بن الحسين السلامي قال: أنبأنا أبو الكرم الشهرزوري، عن أحمد بن محمد الكرخي، أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي قال: ثنا الحسن بن الطيب الشجاعي قال: ثنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا جعفر الضبعي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 ((كان رسول الله [صلى الله] عليه وسلم لا يدخر شيئاً لغدٍ)) . أخرجه أبو عيسى الترمذي في ((جامعه)) عن قتيبة على الموافقة العالية وقال: غريب، قال: وقد روي عن جعفرٍ، عن ثابتٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلٌ وكأني في الطريقين الأخيريين، رويته عن أبي روح الهروي شيخ شيخ شيخي، ولله الحمد سبحانه. وبه إلى ابن حبان قال: ثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال: ثنا قتيبة بن سعيدٍ قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: ((ألستم في طعامٍ وشرابٍ ما شئتم؟ لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 أخبرناه أعلى من هذا بدرجة مع اتصال السماع أبو العباس أحمد بن كشتغدي بن عبد الله المعزي سماعاً قال: أنا أبو الفرج بن منصور الجزري قال: أنا أبو الثناء حماد بن هبة الله الحراني. ح وكتب إلى عالياً بدرجة أخرى أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي قالا: أنا سعيد بن أحمد البنا، قال الثاني إجازة، قال: أنا أبو نصر محمد بن محمد ابن علي الزينبي قال: أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا عثمان -وهو ابن أبي شيبة- ثنا: أبو الأحوص سلام بن سليم، عن سماك، عن النعمان بن بشيرٍ سمعته يقول: ((ألستم في طعامٍ وشرابٍ ما شئتم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه)) . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم والترمذي في كتابيهما، عن قتيبة. وأخرجه مسلم أيضاً في الصحيح عن ابن راهويه، عن الملائي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 -وهو أبو نعيم-. عن إسرائيل، وعن محمد بن رافعٍ، عن يحيى بن آدم، عن زهير بن معاوية كلاهما عن أبي الأحوص، فوقع لنا موافقة لهما في الطريق الأولى، وبدلاً عالياً عالياً فيما بعدها لاسيما في الرواية الأخيرة، وكان شيخ شيخي باعتبار رواية مسلم النازلة، رواه عن صاحبه والحمد لله على جميع نعمه وأفضاله. وبه إلى ابن حبان قال: أنا أبو خليفة، قال: ثنا سليمان بن حربٍ قال: ثنا حماد بن زيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنس قال: ((ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما شممت ريحاً قط ولا عرقاً أطيب من ريح عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً قال: أنا الحسين ابن الزبيدي قال: أنا أبو الوقت، أنا الداوودي، أنا ابن حمويه قال: أنا محمد بن يوسف قال: ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا سليمان بن حرب فذكره. وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول بدرجتين أبو العباس أحمد ابن إدريس بن مزيز الحموي مكاتبةً، عن أبي محمد إبراهيم بن محمود بن الخير قال: أخبرتنا تجني [بنت] عبد الله الوهبانية قالت: أنا طراد بن محمد بن علي الزينبي قال: أنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر قال: أنا الحسين بن يحيى بن عباس القطان قال: ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 أبو الأشعث، ثنا حماد بن زيدٍ، عن ثابتٍ، عن أنسٍ رضي الله عنه قال: ((ما مسست ديباجاً ولا حريراً ولا شيئاً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحةٌ قط أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فو الله ما قال لي أفٍ قط ولا قال لشيءٍ فعلته لم فعلت كذا ولا لشيءٍ لم أفعله ألا فعلت كذا)) . هذا حديث صحيح صحيح أخرجه البخاري عن سليمان بن حرب كما قدمنا فوافقناه بنزول، لكن وقع لنا بدلاً عالياً في هذه الطريق الأخيرة، وليس في حديثه كما سبق هذه الزيادة من قوله: ((ولقد خدمت)) إلى آخره. وقد أخرجها مسلم في صحيحه عن سعيد بن منصور وأبي الربيع الزهراني كلاهما عن حماد بن زيد، فوقع لنا عشارياً، وبدلاً لمسلم أيضاً، وقد وقع لنا موافقة لمسلم. أنبأناه ابن أبي النعم، عن عبد الله بن عمر، عن ابن اللحاس قال: أنبأنا علي بن البسري قال أنا نصر بن أحمد بن الخليل إجازة، أنا أبو يعلى الموصلي، ثنا أبو الربيع، ثنا حماد، فذكر من قوله: ((ولقد خدمت)) إلى آخره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 وبه إلى ابن حبان قال: أنا أبو خليفة، ثنا محمد بن كثير، أنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي حازمٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه)) . أخبرناه عالياً بدرجة مع اتصال السماع أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي، قال: أنا إبراهيم بن مناقب وأبو الفضل بن المعلم قالا: أنا عمر بن معمر قال: أنا هبة الله بن محمد قال: أنا أبو طالب بن غيلان قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 ثنا أبو بكر الشافعي، ثنا أحمد بن بشر المرثدي. ح وأخبرنيه أعلى من هذه بدرجة ومن الأول باثنتين أحمد بن نعمة البياني إذناً، عن محمد بن أحمد بن الحسين المؤرخ قال: أنبأنا المبارك بن فتحان، عن عبد الله بن محمد الخطيب قال: أنا عبيد الله بن محمد قال: ثنا أبو القاسم المنيعي قالا: ثنا علي بن الجعد، أنا شعبة. وفي حديث المنيعي، ثنا شعبة، عن الأعمش به حرفاً بحرفٍ. هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري، وأبو داود، عن محمد بن كثير فوافقناهما في الرواية الأولى، والبخاري أيضاً عن علي بن الجعد فوافقناه أيضاً بعلو جداً في الرواية الأخيرة، وهو عند مسلم في الصحيح عن طرقٍ، منها عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن سفيان بروايتنا الأخيرة بعلو عنه بثلاث درجات ولله الحمد والمنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 أخبرنا محمد بن عثمان التوزري قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنا عبد العزيز بن عبد المنعم بن علي الحراني قال: أنا يحيى بن الربيع الواسطي قال: أنا الإمام أبو سعد محمد بن يحيى النيسابوري الفقيه قال: أنا أبو سعيد ابن أبي عبد الرحمن إملاءً قال: أنا أبو نعيم بشرويه بن محمد المعقلي قال: أنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني قال: ثنا أبو بكر الفريابي -وهو جعفر بن محمد بن المستفاض- قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أبو الفتح محمد بن محمد البكري سماعاً قال: أنا إبراهيم بن محمد الحسيني، وأبو الفضل بن أبي الحجاج الخطيب، قالا: أنا عمر بن أبي بكر قال: أنا أبو القاسم الأزرق قال: أنا محمد بن محمد الغيلاني قال: أنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد -يعني ابن غالب- قال: حدثني عبد الصمد -وهو ابن النعمان-، قال: ثنا مسلم -هو الزنجي- عن العلاء، فذكر نحوه. وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول بأخرى أحمد بن بيان، عن أبي المنجى ابن اللتي، وأحمد بن يعقوب المارستاني قالا: أنا أبو المعالي محمد بن محمد العطار قال: أنبأنا علي بن أحمد بن البسري قال: أنا عبد الواحد بن محمد بن مهدي قال: ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 أحمد بن إسماعيل المدني قال: ثنا الدراوردي، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ ينتفع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له)) . حديث صحيح أخرجه مسلم، عن قتيبة، فوافقناه في الرواية الأولى، وأخرجه أيضاً أبو داود، عن يحيى بن أيوب، ومسلم أيضاً، والترمذي، والنسائي، عن علي بن حجر، ثلاثتهم عن إسماعيل بن جعفر، فوقع بدلاً لهم، وعالياً عنهم بدرجتين بالنسبة لروايتنا الأخيرة، ولأبي داود فيه إسناد آخر رواه عن الربيع بن سليمان، عن ابن وهبٍ، عن سليمان بن بلال، عن العلاء، فكان شيخ شيخي في الرواية الأخيرة، حدث به عن صاحبه، وقد وقع لنا ذلك موافقة له. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 أخبرنا به أحمد بن كشتغدي سماعاً، أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم قال: أنا حماد بن هبة الله قال: أنا أبو القاسم سعيد بن البناء. ح وكتب إلي بعلو درجة من هذا الوجه أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي، عن سعيد بن البناء، أنا أبو نصر الزينبي قال: أنا المخلص قال: ثنا يحيى -هو ابن صاعد- قال: ثنا الربيع بن سليمان، ثنا عبد الله [بن] وهب، عن سليمان بن بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، فذكره. وبه إلى محمد بن يحيى النيسابوري قال: أنا أبو حامد أحمد بن علي ابن محمد بن عبدوس قال: أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، قال: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي. وأخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو سعيد الخازنداري، وأم الخير ابنة علي الحميري، سماعاً عليهما، قالا: أنا عبد اللطيف بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 عبد المنعم الحراني قال: أنا أبو علي الحسن بن إبراهيم بن منصور الفرغاني المعروف بابن أشنانة ببغداد، أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قال: ثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر محمد بن الوضاح السمسار قال: ثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني، قالا: ثنا عفان، ثنا همام، عن ثابتٍ، وقال ابن حنبل: أنا ثابت، عن أنس بن مالكٍ أن أبا بكرٍ حدثه قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن بالغار: -وقال ابن حنبلٍ: وهو في الغار، وقال مرةً: ونحن في الغار، ثم اتفقا-، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، قال: فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) . هذا حديث صحيح من حديث أنسٍ، عن الصديق رضي الله عنهما، وثابت من رواية ثابتٍ، عن أنسٍ، اتفق الشيخان على إخراجه في صحيحيهما، فرواه البخاري عن أبي بكر محمد بن سنان الباهلي، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي، كلاهما عن همام، وأخرجه أيضاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 عن عبد الله بن محمد المسندي. وأما مسلم فرواه عن عبد الله بن حميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبي خيثمة أربعتهم عن حبان بن هلال، عن همام. وأخرجه أبو عيسى الترمذي في ((جامعه)) عن زياد بن أيوب الطوسي، عن عفان، فوقع لنا بدلاً وعالياً. لكن. أخبرنا أبو العباس الحجار كتابة قال: أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد، أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا إبراهيم بن خزيم، ثنا عبد بن حميد. ح وبه قال عبد الله، وأنا عيسى بن عمر، قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قالا واللفظ لعبد: ثنا حبان بن هلال، ثنا همام بن يحيى، ثنا ثابت البناني، ثنا أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق رضي الله عنهما قال: نظرت إلى المشركين ونحن في الغار وهم على رؤسنا فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه، فقال: ((يا أبا بكرٍ ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) . فوافقنا مسلماً في شيخيه بعلو درجتين ولله الحمد. قرئ على أبي البركات بن أبي عمر التوزري وأنا أسمع، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 أخبرك عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى الموصلي، وعبد العزيز بن عبد المنعم الحراني قراءة عليهما وأنك تسمع في الخامسة، قال الأول: أنا، وقال الثاني: أنبأنا عمر بن طبرزذ، قال: أنا أبو المعالي أحمد بن منصور بن أحمد بن المؤمل، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور. وأخبرني محمد بن أبي عمرو الشاهد سماعاً قال: أنا محمد بن عبد الله بن محمد بن النن الأسدي في الثالثة من عمري، قال: أنا أبو الفضل سليمان بن محمد بن علي الموصلي قال: أنا محمد بن السلال، قال أنا أبو علي بن وشاح قالا: أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير. وكتب إلي عالياً المعمر أبو العباس الحجار، عن محمد بن خلف البغدادي، أنبأنا ابن فتحان، عن أبي الحسين بن النقور، قال: أنا عيسى بن علي المذكور، قال: أنا القاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب قال: ثنا أبو السكين زكريا بن يحيى [بن] عمر بن حصين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الكوفي ببغداد في سنة خمسين ومائتين قال: ثنا المحاربي، عن موسى الفراء، عن سلمة بن كهيل، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) . ولموسى الفراء فيه إسناد آخر، كتب إلينا بذلك أحمد بن علي بن حسن الجزري، وأحمد بن إدريس بن مزيزٍ، وعبد الله بن الحسن المقدسي قالوا: أنبأنا علي بن عبد اللطيف الخيمي، وغير واحد، قالوا: أنا أبو الفتح بن نجا الدباس، أنا علي بن محمد العلاف، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي، أنا [محمد] يعني ابن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: ثنا أحمد بن زياد، ثنا أبو نعيم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 ثنا موسى بن قيس الفراء، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن خياركم أو قال: أفاضلكم من تعلم القرآن)) . هذا حديث جليل صحيح من حديث أمير المؤمنين ذي النورين أبي عمرو عثمان بن عفان رضي الله عنه، أخرجه البخاري منفرداً به، عن حجاج بن منهال، وأبو داود، عن حفص بن عمر، والترمذي، عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، والنسائي، عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد، أربعتهم عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي. ح أخبرناه موافقة للبخاري وعالياً، أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً قال: أنا عبد الله بن عمر بن اللتي قال: أنا أبو الوقت، قال: أنا الداودي، قال: أنا ابن حمويه، قال: أنا عيسى بن عمر، قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أنا الحجاج بن منهال ثنا شعبة. وأخبرناه من هذا الوجه عالياً بدرجة أحمد بن بيان الدمشقي في كتابه عن أبي الحسن بن خلف قال: أنبأنا المبارك بن فتحان، عن عبد الله بن محمد الخطيب، قال: أنا أبو القاسم بن حبابة، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: أنا علي بن الجعد، قال واللفظ له: ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 شعبة، عن علقمة بن مرثدٍ، قال سمعت سعد بن عبيدة يحدث عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) . هكذا رواه شعبة، ولم يختلف عنه في ذلك، وتابعه على روايته هكذا كما قال الحافظ المزي: زهير بن معاوية، عن محمد بن جحادة، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن علقمة بن مرثدٍ، وقال: تفرد به يحيى بن عمرو الجعفي، عن زهير بن معاوية، وكذلك رواه يحيى بن آدم، عن شعبة وقيس بن الربيع، عن علقمة. انتهى. قلت: وذلك من رواية الحسن بن علي بن عفان العامري، عن يحي بن آدم، وهذه المتابعة ليست بتلك القائمة فلا يعول عليها فإن قيس بن الربيع وإن كان صدوقاً في نفسه، قد أثنى عليه بعضهم، فهو سيء الحفظ، ضعفه جماعة كثيرون، وكادوا يجمعون على ضعفه، وقال ابن حبان: ((سبرت أخبار قيس من روايات المتقدمين والمتأخرين وتتبعتها فرأيته صدوقاً مأموناً حيث كان شاباً فلما كبر ساء حفظه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وامتحن بابن سوءٍ، فكان يدخل عليه)) . انتهى. وذكر الساجي أن أحمد بن حنبل قال: ((كان له ابنٌ يأخذ حديث مسعر والمتقدمين فيدخلها في حديث أبيه وهو لا يعلم)) انتهى، وأظن ذاك من هذا القبيل. وأما يحيى بن عمرو الجعفي الذي تفرد عن زهير بالخبر فلم أقف منه على جرح، وإن ثبت ذلك فقد خالفهم من هو أحفظ وأثبت، فرووه عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرحمن نفسه بلا واسطة، منهم: سفيان الثوري، وهو سفيان، قال يحيى بن سعيدٍ: ((ما أحد يعدل عندي شعبة، وإذا خالفه سفيان أخذت بقول سفيان)) . وأبو حنيفة النعمان بن ثابتٍ الفقيه، وموسى بن قيسٍ، وقد وثقه ابن معينٍ، وقال أبو حاتمٍ: لا بأس به، وسبق إخراج حديثه، وعمرو بن قيس الملائي، والجراح بن الضحاك الكندي، وسلمة بن صالحٍ، كما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 سنورد حديثهم لكونه وقع لنا، وطائفة سواهم. وأخرجه البخاري عن أبي نعيم، والترمذي، عن محمود بن غيلان، عن بشر بن السري، والنسائي عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، وابن ماجه، عن علي بن محمدٍ، عن وكيعٍ، أربعتهم عن سفيان به، وكان كلا الحديثين عند البخاري صحيح، وقد ذكر الترمذي في ((جامعه)) بعد إخراجه هذا الحديث الاختلاف فيه عقبة بقوله: وكأن حديث سفيان أصح، انتهى. قلت: وأشار إلى ذلك أيضاً محمد بن بشار بندار، وهو كما قالا: حديث سفيان هو المحفوظ، وهو مما يحكم له فيه على شعبة، على ما ذكر المزي، ومال عامة الحفاظ إلى ذلك، وإن كان الدارقطني على خلافه. قال الحافظ أبو بكر البزار: إلا أن يحيى بن سعيد جمع شعبة والثوري في هذا الحديث، فروياه عن علقمة، عن سعد، عن أبي عبد الرحمن. قال المزي: ولم يتابعه -يعني يحي بن سعيد- أحد على هذا القول فيما نعلم، ولعله حمل أحد الحديثين على الآخر، والله أعلم، انتهى. قلت: أما قوله: لم يتابعه أحد، فقد وجدنا ابن عدي قال: رواه الحسن بن عفان، عن يحيى بن آدم، عن زيد بن الحباب عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 الثوري، وقيس بن الربيع، عن علقمة، عن سعد، عن أبي عبد الرحمن انتهى. وأحسب هذا وهماً فقد سبق عن ابن عفان، عن يحيى بن آدم خلاف ذلك، لكن ليس فيه ذكر لزيد بن الحباب، وهو من أقران يحيى بن آدم، فإما أن يكون تخبيطاً واضطراباً، أو سقط من الأصل. والله أعلم. وأما قول الحافظ المزي: لعله [حمل] أحد الحديثين على الآخر، فأظن يحيى القطان رحمه الله كان على بينةٍ من حديثيهما، فقد أخبرنا غلبك بن عبد الله الخازنداري، وعائشة بنت علي الحميري سماعاً قالا: أنا عبد اللطيف بن الصيقل، أنا هبة الله بن الحسين البيع ببغداد، قال: أنا القاضي أبو بكر الأنصاري قال: أنا أبو محمد الحسن بن علي بن الجوهري من أصل كتابه، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن خضر الحربي، قال: ثنا قاسم -هو ابن زكريا المطرز- قال: ثنا محمد بن المثنى، وعمرو بن علي، وبندار، قالوا: ثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: ثنا شعبة وسفيان، قال: حدثني علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خياركم من تعلم القرآن وعلمه)) . زاد عمرو بن علي، فقلت ليحيى أنهم لا يقولون عن سفيان، عن سعد بن عبيدة، قال: سمعته من شعبة، ثم حدثنا سفيان، فلم أنكره، فهذا بذلك على ما ذكرت، ومع ذلك ففي النفس شيء، وقد حكم على القطان بالوهم في ذلك ابن مهدي، وعلي بن المديني، وغيرهما، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 وأخرج حديث القطان هذا الترمذي، وابن ماجه، عن محمد بن بشار، والنسائي عن أبي قدامة السرخسي كلاهما عنه، فوقع لنا موافقة عالية للترمذي، وابن ماجه، وبدلاً للنسائي بعلو ولله الحمد. ولسفيان إسناد آخر في هذا الحديث رواه معاوية بن هشام القصار عنه، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي عبد الرحمن السلمي، وقد انفرد الثوري به على ما ذكر الدراقطني، وروى هذا الحديث شريك فجعله من مسند ابن مسعود، واختلف عليه أيضاً، وروي نحوه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث علي، وسعد، وأبي هريرة، وأبي بكرة، وأبي أمامة الباهلي، وغيرهم، رضي الله عنهم بأسانيد لا تثبت. وحديث عمرو بن قيس الملائي -الذي أشرنا إليه، وقد وثقه أحمد، وأخرج [له] مسلم- هو ما أخبرنا به أعلى من حديث القطان بدرجتين أبو العباس ابن بيان الصالحي إذناً، عن محمد بن سعيد بن الموفق قال: أنا أحمد ابن المقرب الكرخي قال: أنا طراد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 محمد بن علي الزينبي قال: أنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي العيسوي، في الأول من فوائده، قال: ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البختري إملاءً، قال: ثنا سعدان بن نصر، قال: ثنا أبو بدر، عن عمرو بن قيس الملائي، يحدث عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)) . غريب حديث عمرو، تفرد به أبو بدرٍ شجاع بن الوليد بن قيسٍ السكوني، وكذلك رواه أبو همام، وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي، عن أبي بدر. وأما حديث الجراح بن الضحاك الكندي، فأخبرنا به إدريس بن مزيزٍ الحموي في كتابه، وغيره، قال: أنبأنا محمد بن علي بن بقاء السباك، ومحمد بن نصر ابن الحصري، قالا: أنا ابن شاتيل، قال: أنا علي بن محمد بن علي العلاف قال: أنا علي بن أحمد الحمامي، قال: ثنا عثمان بن أحمد بن السماك، قال: ثنا يحيى بن أبي طالب، قال: ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: أنا الجراح بن الضحاك الكندي، عن علقمة بن مرثدٍ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 الجراح هذا صالح الحديث، قاله الذهبي، أخرج له الترمذي. وأما حديث سلمة بن صالح فهو: ما أخبرنا به أعلى من هذا كله أبو العباس بن نعمة البياني مكاتبةً، عن محمد بن أحمد بن الحسين قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني، قال: أنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري قال: أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن هارون، قال: ثنا أحمد ابن منيع قال: شهدت سلمة بن صالح يحدث عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن خيركم أو أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه)) . سلمة بن صالح: قال ابن معين: ليس بثقة، ومرة: ليس بشيء، كتبت عنه. وقال النسائي: ضعيف، وأما ابن عدي فقال: لم أر له متناً منكراً، ربما يهم، وهو حسن الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 أخبرنا محمد بن عثمان التوزري، قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنا عبد العزيز بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا يحيى بن الربيع أبو علي، قال: أنا محمد بن يحيى الفقيه، قال: أنا أبو علي الخشنامي -يعني نصر الله بن أحمد بن عثمان-. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن بيان الخياط، عن أبي بكر بن الخازن، قال: أنا أبو زرعة المقدسي سماعاً، قالا: أنا أبو بكر الحيري، قال: ثنا أبو العباس الأصم، قال: أنا الربيع بن سليمان، قال: أنا الشافعي رضي الله عنه، أنا مالك رضي الله عنه. ح وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول بدرجتين أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً، عن عبد الله بن عمر بن اللتي قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 أنا أبو الوقت الصوفي، قال: أنا أبو عاصم الفضيلي، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدثني مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: ((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجدٍ، ثائر الرأس نسمع دوي صوته، ولا نفقه ما يقول حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلواتٍ في اليوم والليلة قال: هل علي غيرها، قال: لا إلا أن تطوع، قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الصدقة، قال: فهل علي غيرها؟، قال: لا إلا أن تطوع، قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلح إن صدق)) . اللفظ لحديث مصعب، وانتهى حديث الشافعي إلى آخر ما يتعلق بالصلوات، نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري، عن إسماعيل، ابن أبي أويس، ومسلم، والنسائي، عن قتيبة، وأبو داود، عن القعنبي كلهم عن مالك، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً جداً في روايتنا الأخيرة، وهو من أعلى ما يوجد اليوم من حديث الإمام مالك. أخبرنا محمد بن أبي عمرو التوزري، قال: أنا محمد بن عبد الله ابن النن حضوراً في الثلاثة، قال: أنا أبو الفضل سليمان بن علي الموصلي، أنا محمد بن محمد ابن السلال، أنا أبو علي بن وشاح. ح وقرئ على ابن محمد بن عثمان المعدل وأنا أسمع، أخبرك أبو الفضل بن العلم الموصلي، وأبو العز ابن منصور قراءة عليهما وأنت تسمع في الخامسة، قال الأول: أنا، وقال الثاني: أنبأنا عمر بن أبي بكر الحساني، قال: أنا أبو المعالي أحمد بن منصور بن المؤمل. ح وكتب إلي بعلو درجة أحمد بن نعمة الدمشقي، عن القطيعي قال: أنا المبارك بن الحسن المقرئ إجازة، قالا: أنا أبو الحسين بن النقور، قال الثاني: إذناً، قالا: أنا عيسى بن علي الوزير، قال أنا علي بن الحسين بن حرب. قال: ثنا أبو السكين الكوفي، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 حدثني عم أبي زحر بن حصن، عن جده حميد بن منهب قال: حدثني طاوس، عن أبي هريرة قال: ((مر رجل بلقمان والناس مجتمعون عليه فقال له: ألست العبد الأسود الذي كنت تراعينا بموضع كذا وكذا؟، قال: بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟، قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك ما لا يعنيني)) . وبه إلى أبي السكين قال: ثنا المحاربي، عن مالك بن مغول، عن عطية العوفي قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} . ولد شيخنا هذا في شهر رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة. وأحضره أبوه في الثالثة على ابن النن، وشمس الدين ابن العماد، وأحمد بن شجاع بن ضرغام في آخرين. وفي الرابعة على العز الحراني ((مشيخة ابن كليب)) ، وسمع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 منه ومن غازي الحلاوي، وأبي بكر ابن الأنماطي، وابن خطيب المزة. وأبي العز بن عبد المحسن الحموي، والقطب محمد بن أحمد بن علي القسطلاني، سمع منه ((العوارف)) للسهروردي، بسماعه منه. وأجاز له جماعة، وحدث، سمعت منه ((صحيح)) الحافظ أبي حاتم بن حبان، ببعض أفوات و ((الأربعين)) لمحمد بن يحيى النيسابوري، والنصف الثاني من ((حديث)) السكين البلدي، من خبر خاصمت أخت لعبد الله بن عامر أخاها إلى آخر الخبر. وكان خيراً مباركاً، حسن الأخلاق، يحب أهل الحديث، ويعرف بعض مسموعاته، وكان يجلس مع الشهود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 مات رحمه الله في العشرين من شوال سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ودفن بالقرافة، وهو أقدم شيخ سمعت منه وفاة. آخر الجزء الأول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ الثالث أخبرنا المسند الأصيل المعمر الملك أسد الدين أبو محمد عبد القادر ابن الملك المغيث شهاب الدين عبد العزيز بن الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب بن شاذي بن مروان المصري قراءة عليه وأنا أسمع، وأجاز لي جميع مروياته، ولم يبق رجل سمع منه غيري، قال: أنا الخطيب أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقديسي خطيب مردا، قال: أنا أبو الطاهر إسماعيل بن صالح بن ياسين، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، قال: أنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر، قال: ثنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها. ح وقرئ على أحمد بن كشتغدي وأنا أسمع، أخبرك عبد اللطيف ابن عبد المنعم الحراني، قال: أنا حماد بن هبة الله الحراني، قال: [أنا] أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البناء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي، عن ابن البناء قال: أنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي النرسي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قالا: ثنا عبد الله -وهو البغوي- قال: ثنا داود بن رشيد، قال: ثنا يعلى بن الأشدق، قال: سمعت النابغة يقول: أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم: بلغنا السماء مجدنا وجدودنا ... وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا قال: أين المظهر يا أبا ليلى؟ قلت: الجنة، فقال: أجل، فقال: فقلت: إن شاء الله، وفي حديث المخلص قال: أجل إن شاء الله، ثم قلت: ولا خير في حلم إذا لم تكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدرا ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له ... حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أجدت لا يفضض الله فاك)) ، مرتين. وفي حديث المخلص: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أجدت لا يفضض فوك)) ، مرتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 يعلى بن الأشدق بن جراد، أصله من نواحي الطائف، روى عن جماعة غير معروفين، وزعم أن لهم صحبة، [قال] البخاري: لا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: وضعوا له أحاديث فحدث بها، وقال أبو زرعة: ليس بشيء لا يصدق. وبه إلى البغوي، قال: ثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا سعيد ابن ميسرة البكري، عن أنس بن مالك قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازةٍ كبر عليها أربعاً، وإنه كبر على حمزة سبعين تكبيرةٍ)) . ولفظ حديث المخلص: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على حمزة سبعين صلاةٍ)) . سعيد بن ميسرة البكري هذا، قال البخاري فيه: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات وقال الحاكم: روى عن أنس موضوعات، وكذبه القطان، وأورد له ابن عدي أحاديث منكرة، من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 جملتها هذا، وقال: هو مظلم الأمر. أخبرنا عبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة، في شهر ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي الفتح المقدسي، قال: أنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري، قال: أنا أبو صادق مرشد بن يحيى المديني قال: أنا محمد بن الحسين بن الطفال، قال: ثنا محمد بن زكريا بن حيويه، قال: ثنا أحمد بن شعيبٍ النسائي، قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد، ثنا ابن جريجٍ، عن محمد بن يوسف، عن سليمان بن يسارٍ، قال: دخلت على أم سلمة فحدثتني: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنباً من غير احتلامٍ ثم يصوم)) . وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أبو العباس أحمد بن أبي النعم الدمشقي إذناً، عن محمد بن أحمد بن خلفٍ، أنبأنا أبو بكرٍ الزاغوني، قال: أنا أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 القاسم علي بن البسري، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص قال: ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا يعقوب الدورقي، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن ابن جريجٍ، عن محمد بن يوسفٍ، عن سليمان بن يسارٍ، عن أم سلمة أنه سألها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً ثم يصوم؟ قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من غير احتلامٍ ثم يصوم)) . وأنبأنيه أعلى من هذا بدرجةٍ، ومن الأول بدرجتين أبو العباس ابن أبي النعم المذكور بإسناده هذا إلى البغوي، قال: ثنا الحسن بن إسرائيل النهرتيري، قال: ثنا أسامة بن زيدٍ، قال: سمعت سليمان بن يسارٍ يقول: سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وسئلت عن الرجل يصبح جنباً وهو يريد الصوم، فقالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من أهله من غير احتلامٍ فيتم صومه ولا يفطر)) . هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 سلمة، وانفرد مسلم بإخراجه من حديث سليمان بن يسارٍ، فرواه عن أحمد بن عثمان النوفلي، عن أبي عاصمٍ، فوقع لنا بدلاً له عالياً بدرجتين، وأخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه من حديث نافعٍ مولى أم سلمة عنها، فرواه عن أحمد بن عبد الله بن حفصٍ السلمي، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن الحجاج بن الحجاج الأسلمي، عن قتادة بن دعامة، عن عبد ربه بن قيسٍ الأنصاري، عن أبي عياضٍ، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشامٍ، عن نافعٍ مولى أم سلمة عنها، فباعتبار هذا العدد كأني في حديثي البغوي الأخيرين رويته عن النسائي، ولله الحمد والشكر سبحانه. أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن الملوك سماعاً عليه، قال أنا محمد بن أبي الطاهر الخطيب قال: أنا يحيى بن محمودٍ الثقفي، قال: أنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، قال: أنا أبو نعيمٍ الحافظ، قال: ثنا محمد بن الحسين الآجري، قال: ثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، قال: ثنا محمد بن الحسين البلخي، أنا ابن المبارك قال: أنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجةٍ الأمير أبو سعيدٍ غلبك بن عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 الله الخازنداري، وأم الخير عائشة بنت علي الصنهاجي سماعاً، قالا: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا المبارك بن هبة الله الحريمي، قال: أنا أبو القاسم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله الخطيب قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز، قال: أنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي، قال: ثنا الأنصاري محمد بن عبد الله، قال ثنا ابن عون، عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم -، ووالله لا أسمع أحداً بعده يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين، وإن بين ذلك أمور مشتبهات -وربما قال: مشتبهة- وسأضرب لكم في ذلك مثلاً: إن الله حمى حمى، وإن حمى الله ما حرم الله، وإنه من يرع حول الحمى يوشك أن يخالط الحمى، -وربما قال: -ومن يخالط الريبة يوشك أن يجسر)) . لفظ الحديث لابن عون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري من طرق، وأخرجه مسلم، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جده، عن خالد ابن يزيد الجمحي، عن سعيد بن أبي هلالٍ، عن عون بن عبد الله بن عتبة، عن الشعبي، فوقع لنا عالياً جداً، ومن حيث العدد كان شيخ شيخي في الرواية الأخيرة، سمعه من مسلم، وصافحه به ولله الحمد. أخبرنا عبد القادر بن عبد العزيز فيما قرئ عليه وأنا أسمع أن محمد بن إسماعيل المقدسي أخبره، قال: أنا إسماعيل بن صالح بن ياسينٍ، قال: أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، قال: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفتح الحكمي الوراق بمصر، قال: أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصرٍ الذهلي، ثنا أبو عثمان محمد بن عثمان بن أبي سويدٍ الذارع قال: ثنا القعنبي، قال ثنا مالك، عن ابن شهابٍ، عن عباد بن تميمٍ، عن عمه: ((أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقياً في المسجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 واضعاً إحدى رجليه على الأخرى)) . وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن البياني كتابة، عن أبي الحسن بن خلف، قال: أنبأنا المبارك بن الحسن الشهرزوري، قال: أنا عبد الله بن محمد ابن الخطيب إذناً، قال: أنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو خيثمة، وسريج، وغيرهما، عن ابن عيينة. ح قال البغوي: وثنا كامل بن طلحة، عن مالك، يعني كلاهما عن ابن شهابٍ، عن عباد بن تميمٍ، فذكر مثله سواء، غير أنه رأى قال النبي صلى الله عليه وسلم. وأخبرناه من حديث سفيان بن عيينة عالياً أيضاً أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي في كتابه، عن أبي القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة الأنصاري، وأذنت لي أم محمد عائشة بنت محمدٍ [بن] المسلم الحرانية أن أروي عنها ما أخبرها به محمد بن أبي بكرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 ابن أحمد البلخي، قالا: أنا أحمد بن محمد السلفي، قال الثاني: إجازة، قال: أنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي، قالا: أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، قال: أنا أبو بكر أحمد بن سليمان العباداني، قال: ثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان، فذكره بلفظه السابق. هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري وأبو داود، عن القعنبي، عن يحيى بن يحيى، والنسائي، عن قتيبة، ثلاثتهم عن مالك، فوقع لنا موافقة للبخاري ولأبي داود، وبدلاً لمسلم والنسائي وعالياً. وأخرجه البخاري أيضاً، عن علي بن المديني، ومسلم عن أبي خيثمة، وابن نمير، وإسحاق، وابن أبي عمر، وأبي بكر بن أبي شيبة، والترمذي، عن سعيد بن منصور، كلهم عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً بحمد الله وموافقةً عاليةً لمسلم. أخبرني عبد القادر بن عبد العزيز، قال: أنا محمد بن إسماعيل، قال: أنا أبو القاسم البوصيري، قال: أنا أبو صادق المديني، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 أنا محمد بن الحسين، قال: أنا ابن حيويه، قال: ثنا أبو عبد الرحمن النسائي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول: ((إن ثمامة بن أثالٍ انطلق إلى نخلٍ قريبٍ من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، يا محمد ما كان على وجه الأرض أبغض من وجهك، وقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان دين أبغض إلي من دينك، فقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي، ووالله ما كان من بلدٍ أبغض إلي من بلدك، فقد أصبح بلدك أحب البلاد إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة، فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يعتمر)) . متفق عليه، أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود في كتبهم عن قتيبة، فوافقناهم، ووقع لنا عالياً، والحمد لله وله الشكر سبحانه. وبه إلى النسائي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن شهابٍ، عن عروة، عن عائشة قالت: استفتت أم حبيبة بنت جحشٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض، فقال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 ((إنما ذلك عرقٌ فاغتسلي ثم صلي)) ، وكانت تغتسل عند كل صلاةٍ. أخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن نعمة الصالحي إذناً، عن عبد الله بن عمر العناني، وغيره، عن أبي الفرج بن أبي علي الثقفي، قال: أنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق الثقفي السراج، قال: ثنا قتيبة، فذكره. أخرجه مسلم والترمذي، عن قتيبة، فوافقناهما، والنسائي في الرواية الأخيرة بعلو ولله الحمد، وأخرجه ((عند كل صلاة)) مسلم أيضاً، عن ابن رمح، وأبو داود، عن يزيد بن خالدٍ، كلاهما عن الليث، فوقع بدلاً عالياً. وبالإسنادين إلى قتيبة، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن جعفر بن ربيعة، عن عراكٍ، عن عروة، عن عائشة قالت: إن أم حبيبة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدم، وقالت عائشة: رأيت مركنها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 ملأن دماً، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أمكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثم اغتسلي)) . أخرجه مسلم، وأبو داود، عن قتيبة، فوقع لنا موافقةً لهما عاليةً، وموافقةً عاليةً للنسائي أيضاً، في طريقنا الأخيرة. أخبرنا أبو محمد عبد القادر بن المغيث سماعاً، قال: أنا محمد بن إسماعيل بن أبي الفتح، أنا إسماعيل بن صالحٍ، أنا محمد بن أحمد بن الخطاب، أنا أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي التميمي بمصر، قال: ثنا أبو محمد الحسن بن رشيقٍ العسكري، قال: أنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيبٍ الحافظ، قال: أنا قتيبة، وعتبة بن عبد الله، عن مالكٍ، عن الزهري، عن عطاءٍ بن يزيدٍ، عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 أنبأناه عالياً بدرجة أحمد بن بيانٍ الصالحي، عن الأنجب الحمامي، وغير واحد، أن أبا الفرج بن أبي علي المحمودي أنبأهم عن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، قال: أنا زاهر بن أحمد السرخسي إجازة، قال: أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: أنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن ابن شهابٍ، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيدٍ به، حرفاً بحرف. هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري، عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى، وأبو داود، عن القعنبي، والترمذي عن قتيبة، فوافقناه بعلو، ووقع لنا بدلاً له وللباقين عالياً في الرواية الأخيرة، ولله الحمد والمنة. وبه إلى محمد بن أحمد بن الخطاب، قال: أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن محمد بن الفارسي بمصر، قال: ثنا أبو أحمد عبد الله بن محمد ابن المفسر الدمشقي، إملاءً، قال: ثنا أبو سليمان حويت بن أحمد بن أبي حكيم القرشي بدمشق، قال: ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان السرخسي، قال: ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعبٍ: ((إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن)) ، قال: وسميت لك، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 ((نعم)) ، قال: وذكرت هناك، وجعل يبكي، قال: فزعموا أنه قرأ عليه {لم يكن} . أخبرناه أبو العباس أحمد بن علي الجزري في الأذن قال: أنا محمد بن عبد الهادي المقدسي، عن أبي طاهرٍ بن محمد الفقيه، قال: أنا المبارك بن عبد الجبار، وعبد الرحمن بن عمر التميمي، والحسين بن الحسين الفانيذي، ومحمد بن عبد الكريم الخشيشي، وغيرهم، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، قال: أنا عثمان بن أحمد ابن السماك، قال: ثنا محمد بن عبيد الله المنادي، قال: ثنا روح بن عبادة، ثنا سعد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعبٍ: ((إن الله أمرني أن أقرئك القرآن، أو أقرأ عليك القرآن)) ، قال: الله سماني لك، قال: وقد ذكرت عند رب العالمين، قال: ((نعم)) ، فذرفت عيناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 هذا حديث صحيح أخرجه البخاري، عن ابن المنادي، فوافقناه بعلو في طريقنا الثانية. أخبرنا أسد الدين بن عبد العزيز بن أيوبٍ، قال: أنا محمد بن أبي الطاهر المرداوي، قال: أنا يحيى بن محمود الثقفي، قال: أنا أبو علي المقرئ، أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: ثنا أبو بكر الآجري، قال: ثنا الفريابي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيعٍ. ح وكتب إلي عالياً بدرجةٍ أبو العباس بن أبي أحمد الشامي، عن أبي الفضل بن علي القاري، قال: أنا أحمد بن محمد الحافظ، قال: أنا محمد بن عبد السلام الأنصاري ببغداد، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: أنا علي بن عبد الرحمن بن ماتي الكاتب، قال: أنا إبراهيم بن عبد الله القصار، قال: أنا وكيع، عن الأعمش، وعن ابن أبي شيبة، ثنا الأعمش، عن المعرور بن سويد، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال: ((هم الأخسرون)) ، وفي طريق القصار: في ظل الكعبة وهو يقول: ((هم الأخسرون ورب الكعبة)) ، قال: فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت، فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي، من هم؟، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 ((هم الأكثرون -زاد القصار- أموالاً، إلا من، قال: زاد القصار: بالمال، ثم اتفقا هذه أو هكذا بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، وقليل ما هم)) انتهى حديث القصار. وزاد ابن أبي شيبة: ((ما من صاحب إبلٍ ولا غنمٍ لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأخفافها، كلما نفدت عليه أخراها، عادة عليه أولاها، حتى يقضى بين الناس)) . متفق عليه، أخرجه مسلم بتمامه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، فوافقناه بعلو، وأخرجه النسائي، عن محمد بن عبد الله بن المبارك، وابن ماجه مختصراً: ((ما من صاحب إبلٍ)) عن علي بن محمد كلاهما عن وكيع، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً، ولمسلمٍ أيضاً وله الحمد والمنة. أخبرنا عبد القادر، قال: أنا محمد بن إسماعيل. ح وأخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم البكري سماعاً، قال: أنا عبد الله بن عبد الواحد بن علاق، قالا: أنا هبة الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 ابن علي البوصيري، قال: أنا مرشد بن يحيى، قال: أنا أبو الحسن علي بن عمر بن حمصة، قال: ثنا حمزة بن محمد الكناني الحافظ إملاءً قال: ثنا محمد بن إسماعيل البغدادي، ثنا ابن أبي صفوان، ثنا ابن أبي عدي، ثنا شعبة، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فركب راحلته قال بأصبعه هكذا وقال: ((اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والمال، اللهم أصحبنا بنصحٍ واقلبنا بذمةٍ، اللهم زو لنا الأرض وهون علينا السفر، أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب)) . قال حمزة: ولا أعلم أحداً روى هذا الحديث عن شعبة غير ابن أبي عدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 أخرجه الترمذي، والنسائي، عن محمد بن عمر بن علي المقدمي، عن ابن أبي عدي، وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعبة، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً بحمد الله. أخبرناه من وجه آخر عن أبي هريرة، وأعلى بدرجتين المسند أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد، وإن لم يكن سماعاً فإجازةً، وغير واحد، قالوا: أنا أحمد بن عبد الدائم سماعاً، قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أنا نصر بن أحمد بن البطر، قال: أنا عبد الله بن البيع، قال: ثنا المحاملي، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، قال: حدثني سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سافر قال: ((اللهم أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم اطو لنا الأرض، وهون علينا السفر)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 حديث حسن عال، أخرجه أبو داود، عن مسدد، والنسائي في اليوم والليلة، عن الدورقي، كلاهما عن يحيى بن سعيد، فوقع لنا موافقة عالية للنسائي، وبدلاً لأبي داود عالياً أيضاً. أخبرنا عبد القادر بن أيوب سماعاً، قال: أنا محمد بن إسماعيل المقدسي، أنا يحي بن محمود الثقفي، قال: أنا الحسن بن أحمد المقرئ قال: أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: ثنا الآجري أبو بكر، قال: ثنا الفريابي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي. ح قال الآجري: وثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا عبد العزيز الدراوردي. ح قال وحدثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز، ثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبو بكرٍ في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة والزبير في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد بن زيدٍ في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 وأخبرناه أحمد بن كشتغدي المعزي، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا حماد بن هبة الله. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي، قال: أنبأنا، وقال حماد: أنا سعيد بن أحمد بن الحسن البناء، قال: أنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي النرسي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أبو بكرٍ في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاصٍ في الجنة، وسعيد بن زيدٍ في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)) ، رضي الله عنهم أجمعين. هذا الحديث أخرجه الترمذي والنسائي، عن قتيبة، عن الدراوردي، فوقع لنا موافقة وبدلاً لهما عاليين، ولله الحمد والمنة. وبه إلى الآجري قال: ثنا أبو أحمد هارون بن يوسف التاجر. ح ونبئت بأعلى منه عمن أجاز له أبو الكرم الشهرزوري ما أخبره به أبو الحسين بن النقور إذناً، أنا علي بن عمر الحربي، ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 العباس بن الوليد، قالا: ثنا العدني وهو محمد بن يحيى بن أبي عمر، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن سعير بن الخمس، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمسٍ شهادة أن لا إله إلا الله -زاد الآجري- وأن محمداً رسول الله -ثم اتفقنا- وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت)) . وأخبرناه بهذا العلو وأحسن أحمد بن أبي طالب الحجار مكاتبةً، عن أبي المنجا البغدادي، قال: أنا أبو الوقت، أنا أم الفضل ابنة عبد الصمد، قالت: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: ثنا ابن صاعد، ثنا محمد بن ميمون الخياط، ثنا سفيان، عن سعير ومسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمسٍ شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضانٍ)) . وأخبرناه كذلك متصلاً بالسماع، أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، قال: أنا إبراهيم بن مناقب، وأبو الفضل بن يوسف، قالا: أنا عمر بن أبي بكر، قال: أنا هبة الله بن محمد.. .. أنا أبو طالب الغيلاني، قال: أنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: ثنا عمر بن حفص، قال: ثنا أبو بلال الأشعري، عن حماد بن شعيب الحماني، عن حبيب بن أبي ثابت الكاهلي، عن ابن عمر، قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمسٍ)) ، فذكره بلفظ حديث الآجري. حماد بن شعيب: اتفقوا على تضعيفه، وأبو بلالٍ الأشعري: ضعفه الدارقطني، والحديث أخرجه الترمذي في جامعه، عن ابن عمر، على الموافقة العالية، وقد وقع لنا بدلاً له عالياً أيضاً فلله الحمد والشكر. أخبرنا عبد القادر الأيوبي، قال: أنا محمد بن أبي الفتح الخطيب، قال: أنا أبو طاهر بن أبي التقى العمراني، قال: أنا محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 ابن أحمد العدل، قال: [أنا] أبو الفضل أحمد بن علي بن سلمة الفهمي بمصر، قال: أنا أبو بكر عتيق بن موسى بن هارون الأزدي، ثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المؤدب، قال: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي، ثنا مالك بن أنسٍ عن نافعٍ، عن عبد الله بن عمر: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعاً من تمرٍ، أو صاعاً من شعيرٍ، على كل حر أو عبدٍ ذكرٍ أو أنثى من المسلمين)) . حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم، وأبو داود، عن القعنبي، ومسلم أيضاً، والنسائي، عن قتيبة، كلهم عن مالكٍ. فوقع لنا بدلاً لهم، وعالياً ولله الحمد والمنة، وهو من عوالي يحيى بن بكيرٍ. أخبرنا عبد القادر بن عبد العزيز قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد المقدسي إجازة. ح وأذن لي أحمد بن مزيزٍ الحموي أن أروي عنه، عن أبي القاسم بن رواحة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 ح وكتب إلي عبد الله بن الحسين بن أبي التائب الأنصاري، قال: أنا إسماعيل بن أحمد العراقي، قالوا: أنا أحمد بن محمد السلفي في ((شرط القراءة على الشيوخ)) له، قال ابن رواحة: سماعاً، وقال الآخران: إجازةً، قال: أنا أبو الفتح أحمد بن عبد الله بن أحمد السوذرجاني الأديب بأصبهان، ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر اليزدي، قال: أنا عمر بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، ثنا يوسف بن خيران، ثنا محمد بن جعفر النيسابوري، قال: سمعت أبا عبد الرحمن الطوسي يقول: سمعت محمد بن أسلم الطوسي يقول: ((قرب الإسناد قرب إلى الله)) . أخبرني ابن الملوك، قال: أنبأنا محمد بن عبد الهادي. ح وكتب إلي أحمد بن نعمة بن جعفر بن علي المقرئ قال: أنا، وقال ابن عبد الهادي: أنبأنا أحمد بن محمد السلفي، قال: سمعت القاسم بن الفضل يقول: سمعت أبا عمرو بن بالويه النيسابوري بها يقول: سمعت محمد بن يعقوب الأصم يقول: سمعت الربيع بن سليمان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 يقول: سمعت الشافعي يقول: ((طلب العلم أفضل من صلاة النافلة)) . وبه إلى السلفي، قال: سمعت أبا علي الحسن بن محمد بن أحمد البرداني الحافظ ببغداد في آخرين، قالوا: سمعنا أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ يقول: حدثني أبو القاسم هبة الله بن الحسن الحافظ اللالكائي، قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله ما تقول في ((صحيح البخاري)) ، فقال لي: صحيح كله، أو جيد كله، أو ما هذا معناه، لو أنه أدخل فيه الشافعي)) . وبه إلى السلفي، قال: أنشدنا القاضي أبو زكريا يحيى بن أحمد ابن الحسين الغضايري بدربند، قال: أنشدنا أبو علي الحسن بن رافع الشهرزوري الأديب، نزيل بلدنا، قال: أنشدنا قاضي القضاة أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني بالري لنفسه: يقولون لي فيك انقباض وإنما ... رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما إذا قيل هذا مشرب قلت قد أرى ... ولكن نفس الحر تحتمل الظما ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما أأغرسه عزاً وأجنيه ذلةً ... إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أهانوه فهان ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما شيخنا هذا سمع من خطيب مردا كثيراً، من ذلك ((مشيخة الرازي)) . و (سداسياته)) ، و ((الأربعون الآجرية)) والثاني من ((الطهارة)) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 للنسائي، و ((جزء البطاقة)) ، سمعت جميع ذلك منه، وسمعت عليه أيضاً بإجازته من محمد بن عبد الهادي، عن السلفي، الجزء المعروف ((بجزء ابن قلينا)) من ((فوائد السلفي)) و ((شرط القراءة على الشيوخ)) له، وممن أجاز له أيضاً عبد الحميد بن عبد الهادي أخو عبد الهادي، وإبراهيم بن خليل، وعبد الله بن الخشوعي، وابن عبد الدائم، وغيرهم. وكانت وفاته في.. .. سنة [سبع] وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 الشيخ الرابع أخبرنا الشيخ المسند المعمر أبو الخير وأبو التقى صالح بن مختار بن صالح بن أبي الفوارس الأشنهي الأعزازي ثم القرافي الصوفي قراءة عليه وأنا أسمع في أحد الجمادين سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وأجاز لي جميع مروياته، وما على وجه الأرض اليوم أحد سمع منه غيري، قال: أنا عبد الوهاب بن ظافر بن رواج إجازةً، وهي عامة، ومحمد بن عبد الهادي المقدسي إذناً خاصاً. ح وحدثني أنزل من هذا بدرجة، لكنه متصل بالسماع، المحدث ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي لفظاً، قال: أنا أبو الفتوح نصر بن السديد عبد الله بن عبد القوي الأنصاري، قال: أنا ابن رواج المذكور سماعاً قال: أنا، وقال ابن عبد الهادي: أنبأنا أحمد بن محمد السلفي، قال: أنا محمد بن علي بن أبي الصقر الواسطي، قال: ثنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون بن محمد القطان إملاءً، قال: ثنا أبو غانم سهل بن أحمد بن مليل الفقيه، ثنا علي بن عقدة البغدادي، قال: ثنا كامل بن طلحة، قال: ثنا عبد العزيز بن مسلم، قال: ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 مسعود رضي الله عنه قال: ثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهو الصادق المصدوق: ((إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك فيؤمر بأربع كلماتٍ فيقول: اكتب رزقه، وأجله وعمله، وشقي أم سعيد، وإن أحدكم ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل الجنة وإنه مكتوب عند الله من أهل النار، وإنه ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب عند الله من أهل الجنة)) . وأخبرناه أعلى من هذا الثاني بدرجة متصلاً بالسماع، أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز المصري سماعاً أن محمد بن إسماعيل الخطيب أخبره، أنا يحيى بن محمود الثقفي، قال: أنا أبو علي الحداد، قال: أنا أبو نعيم قال: ثنا محمد بن الحسين الآجري قال: ثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا محمد بن الصباح الدولابي، قال: ثنا إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول اله صلى الله عليه وسلم: وهو الصادق المصدوق: ((إن خلق أحدكم في بطن أمه أربعين ليلةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً فيؤمر بأربع كلماتٍ فيكتب عمله وأجله ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)) . وأخبرناه أبو سعيد غلبك بن عبد الله الخازنداري، وعائشة بنت علي الصنهاجي، سماعاً قالا: أنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قال: أنا عبد الله بن محمد بن عبد القاهر الحربي البيع، قال: أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، قال: [أنا] أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، قال: ثنا محمد بن أحمد ابن الغطريف بجرجان، قال: ثنا أبو خليفة -يعني الفضل بن الحباب الجمحي-، قال: ثنا أبو الوليد، وشعيث بن محرز، عن شعبة، عن سليمان، عن زيد بن وهب، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: -وهو الصادق المصدوق-: ((إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلةً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً فيؤمر بأربع كلماتٍ، يقول اكتب عمله وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، وإن الرجل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيغلب عليه الكتاب، الذي سبق فيختم له بعمل أهل النار فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيغلب عليه الكتاب الذي سبق، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة)) . وأخبرناه أعلى من هذا كله أحمد بن نعمة الصالحي إذناً، عن أبي بكر محمد بن سعيد بن الموفق البغدادي، قال: أنا أحمد بن المقرب الكرخي، ح وكتب إلي أحمد بن مزيز من حماة، عن إبراهيم بن محمود بن الخير، ومحمد بن مقبل بن المني. ح، وأنبأني الحجار عنهما، وعن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي، ونصر بن عبد الرزاق الجيلي، وعبد العزيز بن دلف، قالوا: أخبرتنا شهدة الإبرية. ح وأباح لي عبد الله بن الحسين بن أبي التائب أن أروي عنه ما أخبره به إسماعيل بن أحمد العراقي سماعاً، عن شهدة، قالا: أنا طراد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أنا علي بن عبد الله الهاشمي، قال: أنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن منصور الحارثي، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: رسول الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 صلى الله عليه وسلم: -وهو الصادق المصدوق-: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً -أو قال أربعين ليلةً- ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الله عز وجل إليه الملك فيؤمر بأربع كلماتٍ، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، قال: فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب بعمل أهل النار فيكون من أهل النار، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع وإنه فيسبق عليه الكتاب، فيختم له بعمل أهل الجنة فيكون من أهلها)) . وأخبرناه أيضاً عالياً أحمد بن عبد الرحمن بن العجمي الواني كتابةً، قال: أنا أحمد بن عبد الدائم المقدسي، أنا يحيى بن محمود، أنا أبو علي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر بن فارس، ثنا أحمد بن يونس، ثنا الوليد بن شجاع، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ومحاضر بن المورع، قالوا: ثنا الأعمش نحوه بمعناه. حديث صحيح متفق عليه، أصل من أصول الدين، أخرجه البخاري، عن أبي الوليد، وآدم، وأبو داود، عن حفص بن عمر، ثلاثتهم عن شعبة، وأخرجه الترمذي، عن بندار، عن القطان، فوقع لنا بدلاً لهم، وموافقة للبخاري، وكل ذلك عالٍ بحمد الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 وبه إلى أبي القاسم القطان، قال: أنا أبو بكر محمد بن أحمد ابن محمد ابن موسى، قال: ثنا أبو بكر جعفر بن محمد بقرية حسان، ثنا محمد بن عثمان، عن خالد بن مروان، قال: ثنا إبراهيم ابن سعد، عن ابن شهاب. ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجة عبد الله بن الحسين الأنصاري إذناً، قال: أنا إسماعيل بن أحمد العراقي. ح وأنبأني عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن الحافظ، عن أبي القاسم بن مكي، قال: أنا، وقال العراقي: أنبأنا أحمد بن محمد الفقيه، قال: أنا مكي بن منصور، قال: أنا أحمد بن الحسن الحيري، أنا محمد بن أحمد بن معقل الميداني، قال: ثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، -زاد الذهلي في حديثه ابن عبد الرحمن- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره -وفي حديث الذهلي- فلا يؤذين جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت، وقال الذهلي أو ليصمت)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 وأخبرناه من وجه آخر عن أبي هريرة، أحمد بن بيان الدمشقي كتابةً، عن جعفر بن علي المقرئ، قال: أنا أحمد بن محمد السلفي، قال: أنا عبد الله بن علي الآبنوسي، قال: أنا أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن الحسين المأموني. ح وأخبرناه عالياً جداً أحمد بن أبي طالب فيما سوغ لي أن أرويه عنه عن أبي الحسن القطعي أن أبا الكرم السهروردي أنبأه عن عبد الصمد بن المأمون، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا البغوي، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وداود بن عمرو، ومنصور بن أبي مزاحم، قالوا: ثنا أبو الأحوص، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذين جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) . زاد ابن المأمون في حديثه، قال أبو بكر بن أبي شيبة: لم يرو أبو الأحوص، عن أبي حصين غير هذا. هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري عن قتيبة، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن ماجه، عن أبي بكر أيضاً ببعضه، وهو: ((فليقل خيراً)) ، كلاهما عن أبي الأحوص، كما أخرجناه في الرواية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 الأخيرة، فوقع لنا موافقة لمسلم وابن ماجه وبدلاً لهما البخاري عاليين، وأخرجه مسلم أيضاً، عن محمد بن المتوكل العسقلاني، عن عبد الرازق، كما أخرجناه في الرواية الثانية، فوقع لنا بدلاً له أيضاً بدرجتين، ولله الحمد والشكر سبحانه. أخبرنا صالح بن مختار بن أبي الفوارس الأشنهي قراءة عليه وأنا أسمع، وأخبرني عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد المقدسي إجازةً إن لم يكن سماعاً، قالا: أنا أحمد بن عبد الدائم، قال: أنا يحيى بن محمود الثقفي، قال: أنا أبو القاسم إسماعيل بن الفضل التيمي الأصبهاني، قال: أنا محمد بن أحمد بن علي، قال: أنا إبراهيم بن خرشيذ قوله، قال: أنا أبو بكر النيسابوري، قال: ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب أن مالكاً أخبره، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما حق امرئٍ مسلم له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 أخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب إجازةً، أنا ابن الزبيدي، قال: أنا أبو الوقت، قال: أنا الداودي، أنا ابن حمويه، أنا الفربري، ثنا محمد بن إسماعيل، قال: ثنا عبد الله بن يوسف. قال: أنا مالك. ح وكتب إلى أحمد بن مزيز الحموي منها في اللفظ له، عن أبي القاسم بن رواحة قال: أنا أحمد بن محمد السلفي، قال: أنا أبو القاسم بن الفضل الثقفي، قال: أنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي بنيسابور، قال: ثنا محمد بن يعقوب الأصم، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أنا عبد الله بن وهب، قال أخبرني رجال من أهل العلم، منهم عبد الله بن عمر، ومالك بن أنس، ويونس بن يزيد، وأسامة بن زيد الليثي، أن نافعاً حدثهم، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حق امرئٍ مسلمٍ له شيء يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)) . وبه إلى السلفي. ح وكتب إلي أبو المعالي عبد الله بن الحسين الأنصاري، قال: أنا محمد بن أبي بكر البلخي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 ح وأنبأني عبد الله بن الحسن بن الحافظ، عن أبي القاسم الأطرابلسي، قال: أنا، وقال البلخي: أنبأنا السلفي، قال: أنا أبو بكر الطريثيثي، وجماعة، قالوا أنا أبو القاسم بن بشران، قال: ثنا عبد الله ابن محمد بن إسحاق الفاكهي، قال: أنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: ثنا ابن جابر -يعني محمد بن عبد الملك المكي- قال: ثنا هشام بن الغاز، قال: سمعت نافعاً يحدث عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ينبغي لمسلم أن يبيت ليلتين إلا ووصيته عنده)) . وأخبرناه أحمد بن أبي العلاء إذناً، عن أبي القاسم يحيى بن أبي السعود البغدادي، قال: أخبرتنا شهدة بنت الإبري، قالت: أنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، قال: أنا الحسن بن أحمد بن شاذان، قال: ثنا عبد الله -يعني ابن إسحاق الخراساني- قال: ثنا عباس بن محمد بن دس ابن المعدل، قال: عفان، قال: ثنا صخر بن جويرية، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حق امرئٍ مسلم له مال يوصي فيه، يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)) . هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري، عن عبد الله بن يوسف كما سقناه، والنسائي، عن محمد بن سلمة، عن ابن القاسم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 كلاهما عن مالك، وأخرجه مسلم، عن ابن السرح، عن ابن وهب عن أسامة بن زيد، كلهم عن نافع، فوق لنا بدلاً للبخاري، وبدلاً لمسلم عالياً، وعالياً عن النسائي ولله الحمد. أخبرنا صالح بن أبي الفوارس، عن عبد الوهاب بن رواج عموماً، ومحمد ابن عبد الهادي إذناً خاصاً. ح وحدثني محمد بن أبي القاسم الفارقي: قال لنا نصر بن السديد عبد الله بن عبد القوي الأنصاري: قال ابن رواج: قال: أنا، وقال ابن عبد الهادي: أنبأنا أحمد بن محمد السلفي، قال: أنا محمد بن علي بن أبي الصقر، قال: أنا أبو القاسم عبيد الله بن هارون القطان، قال: ثنا أبو الطيب عبيد الله بن محمد بن فرح، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: حدثني الأصمعي، قال: دخل بعض العرب الحضر في الشتاء فأضافه قوم وجلسوا يتحدثون، فقال: مالكم لا تنامون؟ قالوا نخشى دواب تأكلنا، يقال لها: البراغيث، قال: يا قوم والله لو أنها الأفاعي لما جاز أن تخافوا، فأطفئوا المصابيح وناموا، قال: فجعل البرغوث ينهده، فلما كان وقت السحر أنشأ يقول لها: برح بالعينين برغوث صلف ... ينام بين المرفقين يختلف أما ترى كما تنام يغترف ... ينقدني النقدة ثم ينصرف ويعقر العقرة كالفهد الثقف ... يا بردها على الفؤاد لو يقف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 شيخنا هذا مولده في عام اثنتين وأربعين وستمائة في رمضان وسمع من ابن عبد الدائم ((الترغيب والترهيب)) للأصبهاني، و ((أربعين)) الآجري، و ((ثالث حديث علي بن حجر)) ، و ((جزء ابن عرفة)) ، وسمع من البخاري، وابن أبي عمر، وشمس الدين محمد بن عبد الرحيم المقدسي، وغير واحد. وأجاز له إبراهيم بن خليل، وابنا ابن عبد الهادي، وعبد الله بن بركات الخشوعي، والحسن بن المهير، ومكي بن عبد الرازق، وغيرهم. وحدث، سمعت منه قطعاً من كتاب ((الترغيب والترهيب)) المذكور، وذلك من قوله: باب الجوع وقلة الأكل، إلى باب الذال، باب الترغيب في ذكر الله، ومن قوله: فصل أنا أبو القاسم سليمان بالكوفة، قال: أنا زيد بن جعفر، فذكر حديث أنس مرفوعاً: ((أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة)) ، إلى قوله: فصل في تعظيم حق الوالدين ومن باب الترغيب في كظم الغيظ إلى باب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 البان مجلساً من ((فوائد)) أبي القاسم عبيد الله بن هارون القطان، يعرف ((بجزء البراغيث)) . وكانت وفاته في النصف في جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة بالقرافة، ودفن هناك. وأشنه: بالهمزة المضمومة، وسكون الشين المعجمة، والنون المفتوحة، بعدها هاء، من أذربيجان. آخر الجزء الثاني والحمد لله وحده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الشيخ الخامس أخبرنا المسند المعمر العدل شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن غالي بن نجم بن عبد العزيز الدمياطي المصري قراءة عليه وأنا أسمع في محرم عام أربعة وثلاثين وسبعمائة، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا أبو إبراهيم إسحاق بن محمود بن بلكويه البروجردي سماعاً، قال: أنا عمر بن طبرزد، قال: أنا أحمد بن الوراق، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، قالا: أنا أبو الطيب القاضي الطبري، قال: ثنا محمد -يعني ابن أحمد الغطريف- قال: ثنا أبو خليفة لفظاً، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا شعبة، عن زبيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 ومنصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) . وأخبرناه محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الأيوبي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا محمد بن إسماعيل الأنماطي، قال: أنا عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل، وأنبأنا المؤيد بن محمد الطوسي، قال: أنا وقال الأول: أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنا أبو عثمان البحيري، قال: أنا زاهر بن أحمد. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن أبي طالب الحجار، عن محمد بن أحمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 عمر القطيعي، قال: أنبأنا المبارك بن الحسن الشهرزوري، عن عبد الله بن محمد الصريفيني، قال: أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا: أنبأنا البغوي، قال ثنا محمد بن بكار بن الريان، قال: ثنا محمد بن طلحة، عن زبيدٍ، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)) . هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري، عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن منصور وحده، وعن محمد بن عرعرة، عن شعبة، عن زبيد وحده به، وأخرجه مسلم من الوجهين اللذين أخرجه منهما البخاري، لكن بنزول، ورواه أيضاً، عن محمد بن بكار كما سقناه في الرواية الثانية، فوافقناه بعلو درجتين في طريقنا الثالثة، ووقع لنا هذا الحديث موافقة وبدلاً للبخاري في طريقنا الأولى والحمد لله. أخبرنا محمد بن غالي بن نجم الدمياطي سماعاً، قال: أنا أبو إبراهيم البروجردي، قال: أنا الشيخ أبو تراب يحيى بن إبراهيم بن محمد البغدادي الكرخي قال: أنا الإمام أبو الحسن محمد بن المبارك بن الخل الفقيه، قال: أنا القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 شيذ له، قال: أنا أبو إسحاق، إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي الفقيه، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم ابن أيوب البزاز، قال: ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا هشام -يعني الدستوائي- عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يتقدمن أحدكم رمضان بيومٍ ولا يومين إلا أن يكون صوماً كان يصومه فليصم ذلك اليوم)) . أخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً، قال: أنبأنا محمد بن أحمد بن خلف القطيعي، قال: أنا ابن الخل، فذكره. وكتب إلينا أحمد بن مزيزٍ الحموي -ولم يبق من يروي عنه سواي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 -قال: أنا الحافظ أبو علي الحسن بن محمد بن محمد البكري سماعاً، قال: أنا عبد المعز بن محمد الهروي، وحرة بنت عبد الرحمن، قالا: أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، قال: أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، قال: أنا عبد الله بن محمد بن عطاء بن واصل الرازي، قال: أنا محمد بن أيوب بن الضريس، قال: ثنا مسلم بن هشام، قال: قال: ثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يومٍ ولا يومين إلا رجل كان يصوم صوماً فيصوم ذلك اليوم)) . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري وأبو داود، عن مسلم بن إبراهيم فوافقناهما ولله الحمد والمنة. قرئ على محمد بن غالي وأنا أسمع، أخبرك عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي الكرم ملاح الشط، قال: أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الحصيني الشيباني، قال: أنا أبو محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع، قال: ثنا أحمد بن منصور اليشكري، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 إملاءً، قال: ثنا أبو عبد الله بن عرفة، ثنا أحمد بن الوليد الفحام، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أنا سليمان -يعني التيمي- عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيدٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)) . وبه أبي القاسم الحصيني. ح وأخبرني محمد بن محمد بن إبراهيم الخطيب، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الحسيني، وأبو الفضل ابن الخطيب المزة، قالا: أنا عمر بن طبرزد، قال: أنا هبة الله بن محمد الحصيني، قال: أنا أبو طالب البزاز، قال أنا أبو بكر الشافعي، قال: ثنا يوسف بن يعقوب، قال: أنا عمرو بن مرزوق، قال: ثنا شعبة، عن التيمي، عن أسامة بن زيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 قال: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)) . وبه قال الشافعي: وثنا محمد بن غالب، ثنا مسدد، قال: ثنا معتمر، عن أبيه. ح قال الشافعي: وثنا محمد بن يونس، قال: ثنا أبو النعمان، ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يحدث عن أبي عثمان. ح قال الشافعي: وثنا معاذ بن المثنى، ثنا عمي عبيد الله، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه، عن أبي عثمان. ح وحدثنا محمد بن الحسن بن سماعة، [ثنا] محمد بن عبد الأعلى، ثنا معتمر، عن أبيه. ح وحدثنا قاسم المطرز، قال: ثنا سويد، ومحمد بن عبد الأعلى، قالا: ثنا معتمر، عن أبيه -يعني عن أبي عثمان- عن أسامة بن زيد، وسعيد بن زيد رضي الله عنهم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)) . كلفظ حديث ابن غالي. وأخبرنيه أبو العباس أحمد بن كشتغدي سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف ابن عبد المنعم، قال: أنا عبد العزيز بن محمود الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين بن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبيد الله بن الرطبي. ح وكتب إلي أعلى من جميع ما تقدم بدرجة أحمد بن بيان الصالحي عن محمد بن أحمد القطيعي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، وأبي المنجا السقلاطوني، ومحمد بن عبد الواحد بن المتوكل الهاشمي، قال: أنبأنا ابن الرطبي المذكور، وقال أبو المنجا: أنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البنا إذناً، وقال المارستاني: قرئ على أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 المعالي بن اللحاس وأنا أسمع، وقال القطيعي: أنبأنا نصر بن نصر العكبري، قالوا أربعتهم: أنا علي بن أحمد بن البسري، قال ابن اللحاس: إجازة، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو بكر -وهو ابن أبي شيبة- ثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حبان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)) . وأخبرناه بهذا العلو متصلاً بالسماع محمد بن غالي الدمياطي، قال: أنا أبو الفرج بن نصر، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي ياسر، قال: أنا أبو القاسم الأزرق، قال: أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، قال: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا هوذة بن خليفة، قال: ثنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أسامة بن زيدٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)) . حديث صحيح متفق عليه، أخرجه مسلم والترمذي، عن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 عبد الأعلى، زاد مسلم: وسويد بن [سعيد] ، وأبو بكر بن أبي شيبة بأسانيدهم السابقة، فوافقناهما بعلو، ووقع لنا أيضاً بدلاً لهما وللبخاري، إذ أخرجه عن آدم، عن شعبة. وبه إلى ملاح الشط، قال: أنا أبو القاسم بن الحصين، قال علي ابن المحسن التنوخي، قال: ثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي المقرئ، قال: ثنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: ثنا إسحاق ابن راهويه، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من حسنةٍ يعملها ابن آدم إلا كتب له عشر حسناتٍ إلى سبعمائة ضعفٍ، قال الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، والصيام جنة، وللصائم فرحتان، فرحةٌ عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أبو سعيد غلبك بن عبد الله الخازنداري، وأم الخير عائشة بنت علي بن عمر الحميري، سماعاً، قالا: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم، قال: أنا عبد الوهاب بن سكينة، قال: أنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: ثنا الحسن بن علي الجوهري إملاءً، قال: أنا أبو بكر بن حمدان القطيعي، قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا أبو نعيم، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي، والصوم جنة، وللصائم فرحتان، فرحةٌ عند فطره، وفرحةٌ حين يلقى الله عز وجل ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) . هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري، عن عثمان بن أبي شيبة، وقتيبة، وأخرجه النسائي، عن إسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير، كما أخرجناه في الرواية الأولى، فوقع لنا موافقة للنسائي، وبدلاً للبخاري عاليين، وأخرجه البخاري أيضاً، عن أبي نعيم، فوافقناه في الرواية الثانية بعلو أيضاً، ولله الحمد والمنة. أخبرنا محمد بن غالي، قال: أنا أبو الفرج عبد اللطيف الحراني، قال: أنا ملاح الشط، قال: أنا أبو القاسم بن الحصين، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 أنا الحسن بن علي التميمي، قال: أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، قراءةً عليه، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ جالساً وفي يده عود ينكت به، قال: فرفع رأسه فقال: ما منكم من نفسٍ إلا وقد علم منزلها من الجنة والنار، قال: فقالوا: يا رسول الله فلم نعمل، قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى} )) . وأخبرناه عبد القادر بن عبد العزيز بن الملوك قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا محمد بن إسماعيل الخطيب، قال: أنا يحيى بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 محمود، قال: أنا أبو علي الحداد، قال: أنا أبو نعيم، قال: ثنا محمد بن الحسين، قال: أنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((كنا في جنازةٍ في بقيع الغرقد، قال: فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله، ومعه مخصرة، فنكس رأسه فجعل ينكت الأرض بمخصرته، ثم قال: ما منكم من أحدٍ، من نفسٍ منفوسةٍ إلا قد كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا وقد كتب شقيةً أو سعيدةً، فقال رجل: يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، فمن كان منا من أهل السعادة فسيصير إلى أهل السعادة، ومن كان منا من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة، فقال: اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون لعلم أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى. وأما من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى. فسنيسره للعسرى} )) . متفق عليه أخرجه البخاري عن عثمان بن أبي شيبة، كما أخرجناه في الرواية الثانية، وأخرجه مسلم عن أبي كريب، وابن ماجه عن علي بن محمد كلاهما عن أبي معاوية كما في روايتنا الأولى، فوقع لنا موافقة للبخاري، وبدلاً لمسلم وابن ماجه بعلو ولله الحمد والشكر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 أخبرنا محمد بن نجم المعدل: قال أنا إسحاق بن محمود البروجردي، قال: أنا أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة عبد الله بن الحسين الأنصاري إذناً، قال: أنا عثمان بن علي بن خطيب القرافة، قالا: أنا أبو طاهر السلفي، قال ابن المفضل سماعاً: وقال الآخر: إجازة، قال: أنا مكي بن منصور أبو الحسن الكرجي، قال: أنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي، قال: ثنا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، قال: ثنا محمد -يعني ابن يحيى الذهلي- قال: ثنا بشر بن عمر، قال: ثنا مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوءٍ)) . صحيح أخرجه النسائي، عن الذهلي علي الموافقة العالية، ولله الحمد والمنة. أخبرنا محمد بن غالي، قال: أنا أبو إبراهيم بن بلكويه، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 أنا محمد بن الحسن بن عيسى الرستاني الصوفي، بقراءتي قال: أنا الوزير أبو المظفر سعيد بن سهل الفلكي النيسابوري بدمشق، قال: أنا الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني إملاءً، قال: أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، قال: ثنا أبو العباس الأصم، قال: أنا الربيع بن سليمان، قال: أنا بشر بن مكي، قال: ثنا الأوزاعي، حدثني ابن شهاب. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الفيومي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا عبد الله بن عبد الواحد بن علاق الأنصاري، قال: أنا أبو القاسم البوصيري، قال: أنا مرشد بن يحيى المديني، قال: أنا أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي التميمي، قال: أنا الحسن بن رشيق، قال: أنا محمد بن عبد السلام السراج، قال: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني إبراهيم -وهو ابن سعد-، عن ابن شهاب، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مستترة بقرامٍ فيه صورة -زاد إبراهيم بن سعد- فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تناول الستر، -ثم اتفقا- فهتكه، ثم قال: ((أشد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز وجل)) . وأخبرناه أيضاً بهذا العلو أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز بن الملوك، سماعاً، قال: أنا محمد بن إسماعيل المقدسي. ح وقرئ على أبي الفتح الميدومي وأنا أسمع، أخبرك عبد الله ابن عبد الواحد بن علاق، قالا: أنا هبة الله بن علي البوصيري، قال: أنا أبو صادق المديني، قال: أنا علي بن عمر الحراني، قال: أنا حمزة ابن محمد الكناني الحافظ، قال: أنا محمد بن سعيد بن عثمان بن عبد السلام السراج، قال: أنا عبد الله بن صالح، فذكره بلفظ السابق إلا أنه قال: فتلون وجهه. هذا حديث صحيح متفق عليه، وقع لنا بدلاً للشيخين، عالياً لمسلم، إذ أخرجه البخاري عن يسرة بن صفوان، ومسلم، عن منصور بن أبي مزاحم، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، وأخرجه مسلم أيضاً، عن حرملة، عن ابن وهب، عن يونس، وعن عبد بن حميد، عن عبد الرازق، عن معمر، كلاهما عن الزهري، فوقع لنا عالياً عالياً، ولمسلم فيه إسناد آخر، رواه في الصحيح، عن إسحاق بن إبراهيم، وعقبة ابن مكرم كلاهما عن سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، وقد وقع لنا ذلك بدلاً له بعلو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 أخبرناه محمد بن محمد بن أبي إسحاق القرشي سماعاً، قال: أنا إبراهيم بن محمد الحسيني، وعبد الرحيم بن أبي الحجاج الموصلي، قالا: أنا عمر بن أبي بكر الحساني، قال: أنا أبو القاسم الأزرق، قال: [ثنا] أبو طالب البزاز، قال: ثنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: ثنا محمد بن يونس القرشي، قال: ثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان لنا ثوب فيه تصاوير، فجعلته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، قالت: فنهاني، أو قالت: كره ذلك، قالت: فجعلته وسادتين)) . وأخبرناه أيضاً من حديث القاسم، عن عائشة، غلبك بن عبد الله، وعائشة بنت علي سماعاً عليهما، قالا: أنا عبد اللطيف الحراني، قال: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن عقبة، أنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أنا أبو طالب العشاري، قال: ثنا أبو حفص الكتاني، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا زهير بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن القاسم، عن عائشة قالت: ((دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استترت بقرامٍ فيه تماثيل، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 فلما رآه تلون وجهه وهتكه، وقال: أشد الناس عذاباً الذين يشبهون بخلق الله عز وجل)) . أخرجه مسلم، عن أبي خيثمة فوافقناه بعلو درجتين، لله الحمد. أخبرنا محمد بن غالي، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا عبد الله بن مسلم بن ثابت، قال: أنا إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي في ((فضائل العباس)) له، قال: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن ابن القطيعي، عن أبي الكرم الشهرزوري، عن أبي الحسين المذكور، قال: أنا محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي، قال: ثنا عبد الله بن بنت أحمد بن منيع، قال: ثنا محمد بن عباد المكي، قال: ثنا محمد بن طلحة التيمي، عن أبي سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الخيل، فأقبل العباس رضوان الله عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا العباس بن عبد المطلب عم نبيكم أجود قريشٍ كفاً وأوصلها)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 وبالإسنادين إلي أبي الحسين البزاز، قال: ثنا عيسى بن علي، قال: أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، قال: ثنا محمد بن عباد. وذكر مثله سواء، ولم يذكر: في بقيع الخيل. ح وأخبرناه أبو الفتح الخطيب سماعاً قال: أنا ابن مناقب، وابن خطيب المزة، قالا: أنا ابن طبرزد، قال: أنا ابن الحصين، قال: أنا ابن غيلان، قال: ثنا أبو بكر الشافعي، قال: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا إبراهيم بن حمزة، وعلي بن المديني، قالا: ثنا محمد بن طلحة، عن أبي سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثاً بسوق الخيل -وهو اليوم موضع سوق النخاسين- فطلع العباس بن عبد المطلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذا العباس عم نبيكم أجود قريشٍ كفاً وأوصلها)) . هذا حديث صالح الإسناد، فإن محمد بن طلحة وثقه بعضهم، وقال أبو حاتم محله الصدق لا يحتج به، وقد أخرج هذا الحديث أبو عبد الرحمن النسائي في سننه، عن حميد بن مخلد النسائي، عن ابن المديني، فوقع لنا بدلاً له عالياً عالياً في الطريق الأخيرة، وعالياً جداً بالنسبة إلى روايتنا الثانية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 أخبرنا ابن غالي، قال: أنا البروجردي، قال: أنا أبو أحمد بن عبد الجبار الصوفي ببغداد، قال: أنا أبو نصر بن عبد الخالق بن يوسف، قال: أنا أبو الفضل بن طاهر الحافظ، قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن نعمة، عن أنجب الحمامي، عن مسعود الثقفي، عن أبي بكر هذا، قال: أنا محمد بن الحسين، قال: سمعت يوسف ابن صالح الدسكري يقول: أنشدني أبو الحسن بن المنجم: ليهنك أني لا أرى لك عائباً ... سوى حاسدٍ والحاسدون كثير وأنك مثل الغيث أما وقوعه ... فخصب وأما ماؤه فطهور وأخبرنا محمد بن نجم، أنا ابن بلكويه، أنا محمد بن عبد الله العبدوني، قال: أنا محمد بن محمد بن علي. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي، قال: أنا أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي المذكور، قال: أنشدنا الزاهد أبو عبد الله محمد بن أميرجه الهروي، قال: أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسين بن حمزة، قال: أنشدنا أبو الحسن المقرئ لنفسه: أفق واطلب لنفسك مستواها ... ودع عصباً قد اتبعت هواها وسنة أحمد المختار فالزم ... وعظمها وعظم من رواها وإن رغمت أنوف من أناسٍ ... فقل يا رب لا ترغم سواها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 ولد شيخنا هذا في سنة خمسين وستمائة، وسمع من المعين الدمشقي ((صحيح البخاري)) ، و ((الجمعة)) للنسائي، وغير ذلك، ومن النجيب الحراني كثيراً، من ذلك ((الغيلانيات)) ، وسمع أيضاً من ابن علاق، وأبي عبد الله محمد بن صالح البهنتي، وعبد الهادي العبسي، وإسماعيل المليجي، وأبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي المنصور الأنصاري، وأبي حفص عمر بن منصور الأرسوفي، وأبي المفاخر يوسف بن محمد القرشي، ويوسف بن محاسن الحمزي، وسمع من البروجردي ((مشيخته)) سمعتها منه، وسمعت منه أيضاً المجلس الخامس عشر من ((أمالي ابن الحصين)) ، و ((فضائل العباس)) للسمرقندي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 وكانت وفاته في ليلة اليوم الثالث من ربع الأول سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بالقاهرة. رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 الشيخ السادس أخبرنا الأمير المسند المعمر زين الدين أبو سعيد غلبك بن عبد الله البدري الظاهري الخازنداري، قراءة عليه وأنا أسمع في مستهل جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، وأجاز لي جميع مروياته. وقرئ على عائشة بنت أبي الحسن علي بن عمر الصنهاجي وأنا أسمع في التاريخ مجتمعين، قالا: أنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني قراءة عليه ونحن نسمع في ((مشيخته الصغرى)) قال: أنا عبد العزيز بن أبي نصر الحافظ، قال: أنا أبو بكر بن أبي طاهر، قال: أنا إبراهيم بن عمر البرمكي، قال: أنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز، قال: ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: ثنا حميد، عن أنس: أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جاريةً فكسرت سنها، فعرضوا عليهم الأرش فأبوا، فطلبوا العفو فأبوا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالقصاص، فجاء أخوها أنس بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 النضر فقال: يا رسول الله أتكسر سن الربيع، والذي بعثك بالحق لا تكسر سنها، قال: ((يا أنس كتاب الله القصاص)) فعفا القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره)) . أخرجه البخاري، عن الأنصاري، فوافقناه بعلو ولله الحمد، ووقع لنا عشارياً. أخبرنا غلبك بن عبد الله، وعائشة بنت علي، قالا: أنا عبد اللطيف الحراني، قال: أنا عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، قال: أنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد الدينوري، قال: أنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني، قال: أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: ثنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا أحمد بن حنبل، قال: ثنا يحيى بن سعيد -يعني [القطان]- عن شعبة، قال: أخبرني أبو جمرة، قال: سمعت ابن عباس يقول: إن وفد عبد القيس لما قدموا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم بالإيمان بالله تعالى ((أتدرون ما الإيمان بالله، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت وأن تعطوا الخمس من المغنم)) . أنبأني به أعلى من هذا بدرجة أحمد بن نعمة، عن محمد بن أحمد بن أبي حفص البغدادي، قال: أنا أبو بكر المجلد، قال: أنا علي ابن أحمد بن البسري، قال: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال ابن أسد الشيباني، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: أخبرني أبو جمرة، قال: سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالإيمان بالله، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 ((أتدرون ما الإيمان بالله عز وجل؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم)) . وأخبرناه محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الأيوبي سماعاً، قال: أنا أبو بكر بن الأنماطي، قال: أنا عبد الصمد بن محمد الحرستاني حضوراً، وأبو روح الهروي إجازة، قال الأول: أنبأنا، وقال الثاني: أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنا سعيد بن محمد، قال: أنا زاهر بن أحمد. ح وكتب إلي أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول بأخرى عشارياً أحمد بن أبي طالب، عن محمد بن أحمد بن الحسين، قال: أنبأنا أبو الكرم المقري، عن عبد الله بن محمد الخطيب، قال: أنا أبو القاسم بن حبابة، قالا واللفظ لابن حبابة: ثنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أبي جمرة، قال: كنت أقعد مع ابن عباس، وكان يجلسني معه على سريره، فقال لي: أقم عندي حتى أجعل لك سهماً من مالي، قال: فأقمت معه شهرين، فقالت لي امرأة: سله عن نبيذ الجر، وكانت علي يمين أن لا أسأله عن نبيذ الجر، فسألوه عن ذلك فنهاهم عنه ثم قال: إن وفد عبد القيس لم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم قال: من القوم، أو من الوفد، قالوا: ربيعة، قال: مرحباً بالقوم أو الوفد غير خزايا ولا ندامى، قالوا: يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 فمرنا بأمر فصلٍ نخبرٌ به من وراءنا وندخل به الجنة، قال: وسألوه عن الأشربة فأمرهم بأربعةٍ، ونهاهم عن أربعةٍ، أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس، ونهاهم عن أربعةٍ: عن الدباء، والحنتم، والنقير، وربما قال المقير، وقال: احفظوهن، وأخبروهن من وراءكم)) . متفق عليه أخرجه أبو داود، عن أحمد بن حنبل فوافقناه، والشيخان، عن بندار، عن غندر، عن شعبة، فوقع لنا عالياً جداً، وأخرجه البخاري أيضاً عن علي بن الجعد كما سقناه في الطريقين الأخيرين، فوافقناه أيضاً بعلو ولله الحمد والمنة سبحانه، وأخرجه البخاري أيضاً، عن مسدد، ومسلم، عن خلف بن هشام، والترمذي، عن قتيبة، ثلاثتهم، عن حماد بن زيد، ومسلم أيضاً عن نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، عن قرة بن خالد، كلاهما عن أبي جمرة، وقد وقع لنا ذلك عالياً أيضاً وبدلاً من طريق حماد، وموافقة في شيخيه نصر، وخلف. أخبرناه أحمد بن بيان في الأذن، عن محمد بن خلف الحافظ، قال: أنبأنا ابن فتحان، عن عبد الصمد بن علي، قال: أنا أبو الحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 الدارقطني، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا خلف بن هشام، ثنا حماد بن زيد، عن أبي جمرة قال: سمعت ابن عباس يقول: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن هذا الحي من ربيعة، وقد حال بيننا وبينك كفار مضر فلسنا نخلص إليك إلا في الشهر الحرام، فمرنا بشيءٍ نأخذه عنك وندعوا إليه من رواءنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((آمركم بأربعٍ، وأنهاكم عن أربعٍ الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله، -وعقد بيده -وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت)) . وبه إلى الدارقطني، قال: ثنا محمد بن منصور بن أبي الجهم، قال: ثنا نصر بن علي، قال: ثنا أبي، عن قرة بن خالد، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال: قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((مرحباً بالوفد غير الخزايا ولا الندامى)) هكذا في الأصل مختصر. أخبرنا الشيخان المذكوران غلبك وعائشة سماعاً عليهما، قالا: أنا النجيب الحراني، قال: أنا أبو جعفر النفيس بن هبة الله بن وهبان الحديثي، قال: أنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، قال: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، قال: أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني، قال: ثنا عبد الله -يعني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 ابن محمد البغوي- قال: ثنا خلف بن هشام، ومنصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن سليمان الأسدي، قالوا: ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس قال ((دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعلى رأسه المغفر فلما نزعه قيل: هذا ابن خطلٍ متعلق بأستار الكعبة قال: اقتلوه)) . وأخبرناه عالياً عشارياً أحمد بن أبي طالب الحجار في كتابه، قال: أنا أبو المنجا ابن اللتي سماعاً، قال: أنا أبو المعالي ابن اللحاس، عن علي بن أحمد بن البسري، قال: أنا أبو الحسن بن الصلت، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر، فلما نزعه جاءه رجل فقال: يا رسول الله ابن خطلٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 متعلق بأستار الكعبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقتلوه)) . هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري في صحيحه في عدة مواضع، عن محمد بن يوسف، وأبي الوليد، ويحيى بن قزعة، فرقهم، ورواه مسلم، عن قتيبة، ويحيى بن يحيى، والقعنبي، وأخرجه أبو داود، عن القعنبي، والترمذي والنسائي، عن قتيبة، وابن ماجه، عن هشام بن عمار، وسويد بن سعيد، كلهم عن مالك، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً عالياً، والحمد لله على ما رزقنا، وله الشكر. وأخرجه النسائي أيضاً، عن عبيد الله بن فضالة، عن الحميدي، عن سفيان، عن مالك به مختصراً، فكان شيخ شيخنا في الرواية الأخيرة، سمعه من صاحب النسائي ولله الحمد. أخبرنا أبو سعيد الخازنداري، وأم عبد الله عائشة بنت علي الشبلي، قالا: أنا أبو الفرج بن منصور، قال: أنا أبو الفضائل كامل بن عبد الجليل بن أبي تمام الهاشمي، قال: أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن أبي أحمد الشامي، عن محمد بن عبد الواحد الهاشمي، وجمع، عن أبي الوقت السجزي، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الداودي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 ح وأنبأني أحمد بن أبي طالب، عن أحمد بن يعقوب المارستاني، قال: أنا أبو المعالي محمد بن محمد العطار، عن أبي القاسم بن البسري، قالوا: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءً، قال: ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال: ثنا ابن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها، وخرج من أسفلها)) . أخرجه الجماعة إلا ابن ماجه، عن محمد بن المثنى، على الموافقة العالية ولله الحمد. قرئ على الشيخين المذكورين وأنا أسمع، أخبركما النجيب أبو الفرج الحراني سماعاً، قال: أنا أحمد بن الحسن بن أبي البقاء العاقولي، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أنا أبو الغنائم عبد الصمد ابن علي بن المأمون الهاشمي، قال: أنا أبو الحسن الدارقطني. ح وأخبرني محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز المصري سماعاً، قال: أنا محمد ابن إسماعيل الأنماطي، قال: أنا عبد الصمد بن محمد حضوراً، وعبد المعز الهروي، إجازة، قال: أنا، وقال عبد الصمد: أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنا سعيد بن محمد، قال: أنا زاهر بن أحمد. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن نعمة، عن أبي الحسن القطيعي أن أبا الكرم بن فتحان، أنبأه، عن عبد الصمد بن المأمون، قال: أنا الدارقطني، قالا واللفظ للدارقطني: ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، قال: ثنا سعيد بن يحيى الأموي، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبو بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: ((سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام أفضل؟ قال: ((من سلم المسلمون من لسانه ويده)) . أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي عن سعيد بن يحيى، فوافقناهم بعلو، والمنة لله. وبه إلى النجيب الحراني، قال: أنا علي بن أحمد بن الحسين بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 أيوب، بقراءتي عليه، قال: أنا أبو منصور عبد الرحمن [بن] محمد القزاز، ثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، قال: أنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: أنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان)) . متفق عليه أخرجاه عن قتيبة فوافقناهما بعلو ولله الحمد. وبه إلى النجيب الحراني، قال: أنا عبد الواحد بن عبد السلام البيع، ثنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر إملاءً، قال: قرأت على أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، قلت له: أخبركم أبو محمد البيع قراءة عليه وأنت تسمع، فقال: نعم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 ح وكتب إلي عالياً أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الواني، قال: أنا أحمد بن عبد الدائم، قال: أنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي إذناً. ح وأنبأني أحمد بن مزيزٍ الحموي، عن أبي القاسم بن رواحة، قال: أنا أحمد بن محمد السلفي، قالا: أنا أبو الخطاب بن البطر، قال: أنا ابن البيع، قال: أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاءً، قال: ثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: أنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلاً مات فدخل الجنة، فقيل له: ما كنت تعمل؟ (فإما ذكر وإما ذكر) فقال: إني كنت أبايع الناس، وكنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو في النقد، فغفر له)) فقال أبو مسعود: أنا سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه مسلم عن ابن المثنى وذلك من أحسن الموافقات ولله الحمد على نعمه. وبه إلى النجيب الحراني قال: أنا يوسف بن المبارك الخفاف، قال: ثنا الحافظ أبو سعد أحمد بن محمد بن أبي سعد البغدادي من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 لفظه، قال: ثنا عبد الوهاب بن محمد بن منده، والمطهر بن عبد الواحد البزاني. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن نعمة، عن ابن اللتي وغيره، عن أبي الفرج المحمودي، قال: أنا عبد الوهاب بن منده، قالا: ثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده، قال أنا محمد بن الحسين القطان، قال: ثنا أبو زرعة عبيد الله ابن عبد الكريم الرازي، قال: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحويل عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك)) . أخرجه مسلم عن أبي زرعة وليس له في الصحيح سواه فوافقناه بعلو جداً. أخبرنا غلبك وعائشة، قالا: أنا عبد اللطيف، قال: أنا الحسين ابن أبي طاهر أحمد بن الحسين الكرخي الكاتب بقراءتي عليه في المحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، قال: أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الربعي، قال: ثنا أبو جعفر -يعني ابن المسلمة- إملاءً، قال: ثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين الدقاق، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن منيع، قال: ثنا أبو خيثمة، ثنا وكيع، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساً جهلاً فسئلوا فأفتلوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا)) . وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب إذناً، عن محمد بن أحمد القطيعي، قال: أنا محمد بن المبارك بن الخل الفقيه الشافعي. ح وأنبأتني عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية قالت: أنا محمد بن عبد الهادي المقدسي، عن أبي طاهر السلفي وشهدة بنت الإبري، قالوا: أنا نصر بن البطر، قال: أنا أبو محمد البيع، ثنا المحاملي، قال: ثنا إسحاق بن بهلول، ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا هشام بن عروة، قال: حدثني أبي، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص من فيه إلى في يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. ح وأخبرني أحمد بن نعمة البياني مكاتبةً، عن أبي الفضل بن علي القاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 ح وكتبت إلي عائشة ابنة سلامة، أن محمد بن أبي بكر البلخي أخبرها، قالا: أنا أحمد بن محمد الفقيه، قال الثاني: إجازة، قال: أنا المبارك بن عبد الجبار، وأحمد ابن علي الطريثيثي. ح وأنبأني أحمد بن أبي طالب، عن أبي الحسن القطيعي، أن أبا الكرم الشهرزوري أنبأه عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزابادي، قالوا: أنا أبو علي بن شاذان، قال: أنا أبو بكر أحمد بن سليمان العباداني، قال: ثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان -يعني ابن عيينة- ووكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه -زاد علي بن حرب: من الناس- ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبق على وجه الأرض عالم -وقال علي بن حرب: يبق عالماً- اتخذ الناس رؤساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلوا وأضلوا)) . وأخبرناه ابن أبي التائب كتابة قال: أنا مكي بن علان، عن أبي طاهر السلفي، أنا القاسم بن الفضل، أنا محمد بن الحسين السلمي، قال: ثنا الأصم، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثنا أنس ابن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله لا يقبض العلم.. ..)) وذكر الحديث. هكذا في الأصل. متفق عليه، أخرجه مسلم، عن أبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 شيبة، كلاهما عن وكيع، وعن ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، وعن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد. فوقع لنا موافقة له، وبدلاً عاليين ولله المنة. أخبرنا غلبك وعائشة، قالا: أنا عبد اللطيف، قال: أنا سعيد بن أبي الفضل بن عطاف الهمداني، قال: أنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف، قال: ثنا أبو الحسين بن المهتدي بالله، من لفظة، قال: أنا أبو الحسن علي بن عمر -هو القصار- المالكي، قال: ثنا علي بن الفضل -يعني ابن إدريس السامري-. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب الحجار، قال: أنا أبو المنجا ابن اللتي سماعاً، قال: أنا أبو المعالي محمد بن محمد ابن العطار، عن أبي القاسم علي بن أحمد ابن البسري، قال: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى القرشي، أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قالا: ثنا الحسن بن عرفة، قال: ثنا المحاربي عبد الرحمن ابن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعمار -وقال الهاشمي: إنما أعمار- أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك)) . وقال الهاشمي: يجاوز ذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 أخرجه الترمذي وابن ماجه عن الحسن بن عرفة فوافقناهما بعلو ولله الحمد والشكر. قرئ على غلبك بن عبد الله الظاهري، وعائشة بنت علي الصنهاجي، وأنا أسمع، أخبركما أبو الفرج ابن الصيقل، قال: أنا أبو الشكر محمود بن أيتكين بن عبد الله الشرفي البواب، قال: أنا الحافظ أبو الفضل بن ناصر. ح قال أبو الفرج: وأنا الإمام أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الحافظ في كتابة إلي من دمشق، ثم من مصر، واللفظ له، قال: أنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي البغدادي، وأبو الحسن علي ابن عبد الرحمن بن محمد الطوسي. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن بيان الصالحي، عن إبراهيم بن عثمان الكاشغري، وعبد اللطيف بن محمد القبيطي، وعلي بن محمد بن كبة، وثامر بن مسعود بن مطلق، وأنجب بن أبي السعادات الحمامي، وأبي الفضل محمد بن محمد بن الحسن بن السباك، وغيرهم، قالوا: أنا محمد بن عبد الباقي ابن البطي -زاد الكاشغري فقال: وأبو الحسن علي بن تاج القراء، قالا: أنا مالك بن أحمد بن علي الفراء، قال: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد المجبر، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ثنا أبو سعيد، ثنا عبد السلام عن خصيفٍ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 قال: ((في ثلاثين من البقر تبيعٌ أو تبيعةٌ، وفي أربعين مسنةٌ)) . أخرجه الترمذي، عن أبي سعيد الأشج، فوافقناه بعلو، وعن محمد بن عبيد المحاربي. وابن ماجه، عن سفيان بن وكيع جميعاً، عن عبد السلام، فوقع لنا بدلاً عالياً. ولله المنة. أخبرني الشيخان المذكوران غلبك وعائشة، قالا: أنا عبد اللطيف، قال: أنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد، قال: أنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أنا الحسن بن علي التميمي، قال: أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: ثنا عبد الله بن أحمد، ثنا أبي، ثنا ابن نمير، ثنا سفيان بن سعيد بن مسروق، عن سمي، عن النعمان بن أبي عياشٍ، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ((من صام يوماً في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفاً)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 أخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن نعمة الصالحي إذناً، عن محمد بن خلف السلامي، أنبأنا محمد بن عبيد الله المجلد، قال: أنا ابن البسري، قال: أنا أبو طاهر الذهبي، ثنا يحيى -وهو ابن صاعد- ثنا سوار بن عبد الله العنبري، قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن سهيل ابن أبي صالح، عن النعمان -يعني ابن أبي عياش الزرقي- عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يصوم عبد يوماً في سبيل الله إلا بعد الله بذلك اليوم وجهه من النار سبعين خريفاً)) . متفق عليه من حديث سهيل، لكن البخاري قرنه بآخر، وقد أخرجه النسائي، عن عبد الله بن أحمد على الموافقة العزيزة، فوقع لنا عالياً أيضاً من طريقنا الأخيرة. وبه إلى عبد اللطيف، قال: أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت عبد الله ابن أحمد بن الطويرة البزاز، قالت: أنا أبو منصور محمد بن عبد الملك ابن هارون، قال: أنبأنا الحسن بن علي الجوهري، قال: ثنا محمد بن العباس بن حيوية، ثنا الحليمي أبو عبد الله محمد بن أحمد، قال: حدثني أبو الفضل ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان الكاتب، قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((من عرف من أخيه مروءة فلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 يقبل فيه أقاويل الرجال فإنه قد يرمي الرامي ويطيش السهم، ويحيل، الكلام، وباطل ذلك عند الله يبور، وليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع، ثم وضع يده بين عينيه وأذنه وقال: الباطل أن يقول: سمعت، والحق أن يقول: رأيت)) . أنشدنا الشيخان غلبك بن عبد الله، وعائشة بنت علي، فيما قرئ عليهما وأنا أسمع، قالا: أنشدنا أبو الفرج الحراني كذلك، قال: أنشدنا أبو عبد الله، وأبو سعد محمد بن النفيس بن مسعود المعروف بابن صعوة لنفسه، وكتبته بخطي: رق يا من قلبه حجر ... لجفونٍ حشوها سهر ولجسمٍ ما لناظره ... منه إلا الرسم والأثر فغرامي لو تحمله ... صخر رضوى كان ينفطر إن يومي في هواك ... لمن شر ما يأتي به القدر يا بديعاً جل عن شبهٍ ... ما يداني وجهك القمر صل ووجه الدهر مقتبلٌ ... فزمان الوصل مختصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 شيخنا غلبك هذا سمع من النجيب الحراني، وأخيه العز، فمما سمعه على النجيب، بعض ((أبداله)) ، و ((فضل شعبان)) لابن الأخضر، و ((مشيخته)) ، و ((ذيلها)) تخريج الحسيني، و ((فضل رمضان)) لابن أبي الدنيا. سمعته عليه، وعلى عائشة المذكورة، مع المشيخة والذيل. وكانت وفاته في ليلة السابع والعشرين من شوال سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بالقاهرة، ودفن بالقرافة، رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 الشيخ السابع أخبرنا المحدث المسند بدر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن أبي بكر الفارقي المصري، قراءة عليه وأنا أسمع في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا محمد بن منصور بن نجم الكناني. ح وحدثني أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي من لفظه، قال: أنا محمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن عبد الحميد بن عبد الله بن خلف بن المؤدب، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان التوزري، قالوا أربعتهم: أنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن سلامة الشافعي ابن بنت الجميزي. ح وأنبأني عبد الله بن الحسين الأنصاري بصعود درجةٍ، قال: أنا عثمان بن علي ابن خطيب القرافة. ح وكتب إلي عبد الله بن الحسن المقدسي الحاكم، عن أبي القاسم السبط، قال: أنا أحمد بن محمد السلفي، قال ابن خطيب القرافة إجازةً، قال: أنا مكي بن منصور، قال: أنا أبو بكر الحرشي، قال: ثنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الأموي، قال: أنا أبو يحيى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 زكريا بن يحيى المروزي، ثنا سفيان ابن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: ((قال رجل: يا رسول الله متى الساعة، قال: وما أعددت لها، فلم يذكر كبيراً إلا أنه يحب الله ورسوله، قال: فأنت مع من أحببت)) . وأخبرناه أيضاً أحمد بن عبد الرحمن الواني ابن العجمي، إذناً، قال: أنا أحمد بن عبد الدائم، قال: أنا يحيى بن محمود، قال: أنا أبو علي الحداد، قال: أنا أبو نعيم، أنا عبد الله بن جعفر بن فارس، قال: ثنا أحمد بن عصام، قال: ثنا عثمان [بن] سعد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: ((إن أعرابياً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال: هي آتيةٌ فما أعددت لها، قال: ما أعددت لها من كبير عملٍ إلا أني أحب الله ورسوله، قال: المرء مع من أحب)) . حديث صحيح متفق عليه أخرجه مسلم، عن محمد بن عبد.. .. اليشكري، عن عبدان، والبخاري، عن عبدان نفسه، عن أبيه، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنس، فكان شيخ شيخي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 سمعه من مسلم ومن صاحب البخاري، ولله الحمد والمنة. وبه إلى السلفي، قال: أنا أبو الحسن بن منصور الكرجي بأصبهان قال: أنا أبو بكر بن أبي علي الحيري بنيسابور، قال: أنا محمد بن يعقوب ابن يوسف الأصم، قال: ثنا زكريا بن يحيى بن أسد قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: ((سقط رسول الله صلى الله عليه وسلم من فرسٍ فجحش شقه الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصلاة، فصلى قاعداً فصلينا قعوداً، فلما قضى الصلاة قال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا جلوساً أجمعون)) . أخرجه البخاري، عن ابن المديني، وأبي نعيم، ومسلم، عن ابن يحيى، وقتيبة، وأبي كريب، وأبي خيثمة، والناقد، وأبي بكر بن أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 شيبة، والنسائي عن هناد بن السري، وابن ماجه، عن هشام بن عمار، عشرتهم عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً، وأخرجه أيضاً البخاري ومسلم والترمذي والنسائي في كتبهم، عن قتيبة، عن الليث، عن الزهري، عن أنس، وقد وقع لنا ذلك موافقة عالية. أخبرنا به أبو العباس الحجار إذناً، عن أبي المنجا ابن اللتي، وغير واحد، قالوا: أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي، قال: أنا عبد الوهاب بن مندة، قال: أنا أبو الحسين الخفاف كتابة، قال: أنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن ابن شهابٍ، عن أنسٍ قال: ((خر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فرسٍ فجحش شقه فصلى لنا قاعداً فصلينا معه قعوداً، ثم انصرف، فقال: إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قاعداً فصلوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 قعوداً أجمعين)) . وبه إلى ابن بنت الجميزي، قال: قرئ على فخر النساء شهدة بنت أبي نصر الإبري ببغداد، وأنا أسمع، أخبرك أبو عبد الله الحسين بن أحمد النعالي. ح وأنبأني عالياً بدرجة أحمد بن مزيزٍ، عن ابن الخير، قال: أخبرتنا شهدة، قال: أنا النعالي، قال: أنا أبو عمر بن مهدي، قال: ثنا الحسين بن إسماعيل -يعني المحاملي- قال: ثنا أبو جعفر محمد ابن زنجويه بن يزيد، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع في ربع دينارٍ فصاعداً)) . وبه إلى ابن الجميزي، قال: أناه أبو طاهر الأصبهاني بثغر الإسكندرية. ح وأنبأني عالياً أحمد بن أبي العلاء الحموي، عن ابن رواحة، قال: أنا السلفي أبو طاهر، قال: أنا الرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل المحمودي، قال: ثنا القاضي أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب، ثنا محمد بن يعقوب الأصم، قال: ثنا أحمد بن شيبان الرملي، ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 سفيان بن عيينة، عن الزهري بهذا الإسناد نحوه. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى، وإسحاق ابن إبراهيم، وابن أبي عمر، وأبو داود، عن أحمد بن حنبل، والترمذي، عن علي بن حجر، والنسائي، عن إسحاق بن إبراهيم، وقتيبة، كلهم عن ابن عيينة به، فوقع لنا بدلاً عالياً، ورواه النسائي أيضاً، عن محمد ابن حاتم، عن حبان، عن ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، فكان شيخ شيخي حدث به عن النسائي، وهو متفق عليه من حديث الزهري. وبه إلى ابن الجميزي، قال: أنا أحمد بن محمد بن سلفة. ح وكتب إلي بعلوٍ أبو محمد عبد الله بن أبي علي الحاكم، عن عبد الرحمن الأطرابلسي، قال: أنا ابن سلفة، قال: أنا أبو الحسن بن منصور قال: أنا أحمد بن أبي علي الحيري، قال: ثنا محمد بن يعقوب المعقلي. ح وأنبأني أحمد بن إدريس الحموي، عن أبي القاسم بن أبي السعود، قال: أخبرتنا تجني ابنة عبد الله الوهبانية، قالت: أنا الحسين ابن طلحة، أنا محمد بن أحمد بن رزقوية، ثنا إسماعيل بن محمد، قالا: ثنا زكريا بن يحيى، ثنا سفيان بن عيينة، عن ابن المنكدر، سمع جابر يقول: ((ولد لرجلٍ منا غلام فسماه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعم لك عيناً، فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 ذلك له، فقال: سم ابنك عبد الرحمن)) ، السياق واحد، إلا أن إسماعيل قال في حديثه: فآتيت فذكرت. أخرجه البخاري، عن المسندي، وصدقة بن الفضل، ورواه مسلم، عن ابن نمير، والناقد، كلهم عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً، ولله الحمد والمنة. وبه إلى ابن الجميزي، قال: سمعت أبا طاهر السلفي يقول: سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن زنجويه يقول: سمعت يحيى بن علي بن الطيب بحلوان يقول: سمعت أبا أحمد الغطريفي يقول: سمعت أبا العباس -يعني محمد بن إسحاق السراج- يقول: سمعت يحيى ابن أبي طالب يقول: سمعت يعقوب ابن أخي معروف يقول: سمعت عمي يقول: ((كلام العبد فيما لا يعنيه خذلان من الله عز وجل)) . وبه إلى ابن الجميزي، قال: أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، نزيل ثغر الإسكندرية بها لنفسه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 ما يعجب المال سوى مائقٌ ... إذ منتهى المال المواريث والمرء من يعجبه العلم لا ... غير وأعلاه الأحاديث وحافظوها فحولٌ ولا ... يبغضهم إلا المخانيث شيخنا هذا ولد في.. .. واعتنى به المحدثون، لإحسان أبيه إليهم، فأسمع من النجيب الحراني، وأخيه العز، والقاضي شمس الدين محمد بن إبراهيم المقدسي، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكلي، ومحمد بن مرتضى بن العفيف، وعبد العزيز بن عبد القادر الغيالي، ومؤمل بن محمد البالسي، وابن مناقب، وآخرين. ورحل به أبوه إلى الإسكندرية، فأسمعه من أبي بكر عبد الله بن أحمد السعدي، وعبد الوهاب بن الفرات، وأبي عبد الله بن النن، وجماعة، وسمع ببلبيس من الفضل بن رواحة، وأبي عبد الله محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 ابن مجلي اللخمي وأبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن زنون اللخمي، وغيرهم. وحج وسمع بالحجاز من أبي اليمن بن عساكر، والعفيف بن مزروع، وطلب بنفسه، فقرأ، وسمع، وكتب، وكان شيخاً فاضلاً حسن الأخلاق، مليح المحاضرة، ريض النفس، خرج له شيخه ابن الظاهري، ((أربعين موافقات)) ، ثم عمل له ((معجماً)) ، وحدث بالكثير. سمعت منه الثالث من ((الفوائد المدنية)) تخريج ابن مسدي لابن الجميزي. وكانت وفاته في عاشر ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، ودفن بالقرافة، وانقطع بموته حديث كثير. رحمه الله وإيانا والمسلمين. آخر الجزء الثالث والحمد لله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه الشيخ الثامن أخبرنا المسند المعمر شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي محمد كشتغدي بن عبد الله الخطائي المعزي، عرف بابن الصيرفي، قراءة عليه وأنا أسمع، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو الثناء حماد بن هبة الله الحراني، قال: أنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسين البنا. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي، عن سعيد هذا، قال: أنا أبو نصر الزينبي، قال: أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو أبو الجهم العلاء بن موسى بن عطية الباهلي، ثنا ليث بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 ((إن الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله)) . وأخبرناه عالياً أيضاً لكنه أحسن، أحمد بن أبي طالب فيما أذن لي أن أرويه عنه، قال: أنا أبو المنجا ابن اللتي، قال: أنا عبد الأول بن عيسى، قال: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، قال: أنا عبد الرحمن ابن أبي شريح، قال: ثنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا أبو الجهم، ثنا الليث بن سعد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله)) . حديث صحيح عال من حديث نافع، وقع لنا عشاري العدد، وأخرجه الترمذي عن قتيبة، عن الليث، فوقع بدلاً له عالياً ولله الحمد على ذلك. وبالإسناد إلى المخلص، قال: ثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثني جدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: قلت لعبد الرحمن بن القاسم: كان أبوك يحدث عن عائشة رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم؟)) قال: نعم. وأخبرني أحمد بن أبي محمد المعزي، سماعاً قال: أنا عبد اللطيف بن أبي محمد، قال: أنا عبد العزيز بن محمود، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين ابن النقور. ح قال عبد العزيز: وأنا محمد بن عبد الله الرطبي. ح وأخبرني عالياً أحمد بن نعمة إجازةً، عن محمد بن عبد الواحد بن المتوكل الهاشمي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، ومحمد بن أحمد ابن القطيعي، قال: الأول: أنبأنا ابن الرطبي المذكور، وقال الثاني: أنا أبو المعالي ابن اللحاس سماعاً، وقال الثالث: أنا نصر بن نصر العكبري إذناً، قالوا: أنا علي بن أحمد البندار، قال ابن البسري، إجازة، قال هو وأبو الحسين: أنا أبو طاهر [المخلص] ، قال: أنا أبو القاسم المنيعي، قال: ثنا علي بن الجعد بن عبيد الجوهري، قال: ثنا زهير، عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 يقبل وهو صائم)) . وبه إلى المنيعي، قال: ثنا هارون بن موسى الفروي، قال: ثنا أبو ضمرة، حدثني عبيد الله، عن القاسم بن محمدٍ، عن عائشة رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم، وأنها كانت تقول: وأيكم أملك لإربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . قال: وكان القاسم بن محمد يقول: لولا أن يعدو الرجل إلى غيره لم يكن بذلك بأس. أخرجه مسلم والنسائي، عن علي بن حجر، ومسلم أيضاً، عن ابن أبي عمر كلاهما عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً في الحديث الأول، وأخرجه مسلم أيضاً، عن أبي بكر بن شيبة، عن علي بن مسهر، عن عبيد الله بن عمر به، فوقع لنا عالياً، وأخرجه أيضاً النسائي من حديث عروة، عن عائشة، فرواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى الأشيب، والنسائي عن محمد بن سهل بن عساكر، عن عبيد الله بن موسى، كلاهما عن شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عمر بن عبد العزيز الأموي، عن عروة، عنها، فباعتبار هذا العدد كان شيخي حدث به عن مسلم والنسائي، ورزقناه عالياً بحمد الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 أخبرنا أحمد بن كشتغدي الخطائي، قال: أنا أبو الفرج بن نصر، قال: أنا حماد بن هبة الله. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن نعمة. عن عبد الله بن عمر السقلاطوني، قال: أنبأنا، وقال حماد: أنا سعيد بن أحمد بن البناء، قال: أنا محمد بن محمد بن علي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا شيبان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن حازم، قال: ثنا عبد الملك بن عمير، عن سالم بن منقذ، عن عمرو بن أوس الثقفي. قال: دخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو ينزع فقال: ما أخبارك وراءك، إني محدثك حديثاً حدثتنيه أم حبيبة بنت أبي سفيان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى ثنتي عشر ركعةً مع صلاة النهار بنى الله له بيتاً في الجنة)) . وأخبرناه أعلى مما تقدم أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي سماعاً، قال: أنا أبو إسحاق الحسيني، وعبد الرحيم بن يوسف الموصلي، قالا: أنا عمر بن معمر، قال: أنا أبو القاسم بن الحصين، أنا أبو طالب البزار، أنا أبو بكر الشافعي إملاءً، قال: حدثني إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي، قال: ثنا عبد الله بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 رجاء، قال: ثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، عن محمد بن المنكدر عن أم حبيبة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى في يومٍ ثنتي عشر ركعة بني له بيت في الجنة)) . هذا حديث صحيح، وغريب من الطريق المروي، أجمع فيها خمسة من التابعين يروي بعضهم عن بعض، أخرجه مسلم من حديث النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، وأخرجه النسائي من طرق متكاثرة بروايات عديدة، منها عن يزيد بن محمد بن عبد الصمد، عن هشام بن إسماعيل العطار، عن إسماعيل بن سماعة، عن موسى بن أعين، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن عنبسة، فباعتبار العدد كان شيخي في الرواية الأخيرة سمعه من صاحب النسائي ولله المنة. أخبرنا أحمد بن كشتغدي قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا حماد بن هبة الله. ح وأنبأني بعلو درجة أحمد بن بيان، عن عبد الله بن عمر، قالا: أنا سعيد بن أحمد بن البنا، قال الثاني إجازة، قال: أنا محمد بن محمد بن علي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن [المخلص،] قال: ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو خيثمة وعثمان بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 أبي شيبة، قالا: ثنا عبدة، عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((نفست أسماء بنت عميس بالشجرة، فأمر رسول الله أبا بكر رضي الله عنه أن تغتسل وتهل)) . وأخبرناه أبو الفتح الخطيب سماعاً، قال: أنا إبراهيم بن مناقب، وأبو الفضل بن يوسف، قالا: أنا ابن طبرزد، قال: أنا هبة الله بن محمد الكاتب، قال: أنا محمد بن محمد بن غيلان، قال: أنا أبو بكر الشافعي، قال: حدثني محمد بن بشر بن مطر، قال: ثنا عثمان -يعني ابن أبي شيبة- وذكر نحوه. أخرجه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، عن عثمان بن أبي شيبة، ومسلم أيضاً، عن أبي خيثمة، فوافقناهم بعلو والحمد لله. أخبرنا أحمد بن أبي محمد الصيرفي، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم، قال: أنا عبد العزيز بن محمود، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين ابن النقور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 ح قال عبد العزيز: وأنا محمد بن عبيد الله بن سلامة الرطبي. ح وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن نعمة، كتابة، عن محمد ابن عبد الواحد بن المتوكل، وأحمد بن يعقوب المارستاني، ومحمد بن أحمد بن عمر القطيعي، قال أنبأنا نصر بن نصر، وقال المارستاني: أنا ابن اللحاس، وقال ابن المتوكل: أنا ابن الرطبي إجازةً، قال ابن اللحاس: أنبأنا، وقال الآخران: أنا أبو القاسم ابن البسري، قالا: أنا المخلص، قال: ثنا البغوي، قال: ثنا أبو بكر -يعني ابن أبي شيبة- قال: ثنا وكيع بن الجراح، عن هشام، عن قتادة. ح وأخبرناه أحسن من هذا أحمد بن أبي طالب فيما أذن لنا، قال: أنا الحسين بن المبارك الزبيدي، قال: أنا أبو الوقت، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا محمد بن يوسف، قال: أنا محمد بن إسماعيل. ح وكتب إلي أحمد بن إدريس بن مزيز من حماة أن أبا علي الحافظ أخبره، قال: أنا أبو روحٍ الهروي، وزينب الشعرية، قالا: أنا زاهر بن طاهر، قال إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، قال: أنا عبد الله بن محمد بن عطاء، قال: أنا محمد بن أيوب بن الضريس، قالا: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال ثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، قال: ثنا قتادة، عن أنسٍ، عن زيد بن ثابتٍ، قال: ((تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 الصلاة، قلنا: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسون آية)) ، اللفظ لحديث البغوي. حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخاري، عن مسلم بن إبراهيم، كما سقناه، فوافقناه في الرواية الأخرى، وأخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، والترمذي، عن هناد، والنسائي، عن إسحاق بن إبراهيم، وابن ماجه، عن علي بن محمد، أربعتهم عن وكيع به، فوقع لنا موافقة عالية لمسلم وبدلاً عالياً للباقين، والحمد لله. أخبرنا أحمد بن كشتغدي، وأحمد بن نعمة سماعاً على الأول، وإجازة من الثاني، بإسنادهما المذكور أولاً إلى البغوي، قال: ثنا أبو بكر -يعني ابن أبي شيبة- قال: ثنا حميد بن عبد الرحمن. ح قال البغوي: وثنا أبو بكر، قال: ثنا عبدة بن سليمان، وعبد الله بن نمير كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: سمعت أسامة، وقال حميد: سمعت أسامة بن زيدٍ ((سئل كيف كان يسير رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفع من عرفاتٍ؟ قال: كان يسير العنق، فإذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 وجد فجوةً نص)) . قال هشام في رواية حميدٍ: والنص أرفع من العنق. وأخبرتنا الشيخة المسندة عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية إذناً أن محمد بن عبد الهادي أخبرها قال: أنبأنا أحمد بن محمد، وشهدة بنت أحمد، قالا: أنا نصر بن البطر، قال: أنا أبو محمد ابن البيع، قال: ثنا المحاملي، قال: ثنا يعقوب، ثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أسامة بن زيدٍ ((أنه سئل عن مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فقال: كان يسير العنق، فإذا وجد فجوةً نص)) . والنص فوق العنق. أخرجه مسلم عن أبي بكر بن شيبة، والنسائي، عن يعقوب بن إبراهيم، فوافقناهما بعلو درجتين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 وبه إلى البغوي، قال: أنا أبو بكر -وهو ابن أبي شيبة- قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيدٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر)) . أخبرناه أحمد بن أبي طالب الحجار فيما سوغ لي روايته عنه، قال: أنا أبو المنجا البغدادي، قال: أنا السديد بن أبي مريم الهروي، قال: أنا محمد بن أبي مسعود الفارسي، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: أنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا أبو الجهم العلاء بن موسى، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم)) . متفق عليه أخرجه أبو الحسين القشيري في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة، ويحيى بن يحيى، وإسحاق بن إبراهيم، وأبو داود، عن مسدد، والترمذي، عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وابن أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 عمر، وغير واحد، والنسائي عن قتيبة، والحارث بن مسكين، وابن ماجه، عن هشام بن عمار، ومحمد بن الصباح، كلهم عن ابن عيينة، فوقع موافقة عالية بدرجتين لمسلم وبدلاً له وللباقين كذلك، والحمد لله. وأخبرنا بهذا الحديث أيضاً أبو المعالي بن أبي التائب الأنصاري، كتابة، قال: أنا عثمان بن علي القرشي سماعاً، قال: أنا أبو طاهر السلفي إذناً، قال: أنا مكي بن منصور، قال: أنا أحمد بن الحسن، قال: أنا محمد بن محمد بن معقل، قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، فذكره أتم مما تقدم، وفيه قصة مشهورة. أخرجه ابن ماجه، عن محمد بن يحيى، وهو الذهلي - فوقع لنا موافقة له عالية عالية. أخبرنا أبو العباس بن أبي محمد الخطائي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا النجيب عبد اللطيف بن أبي محمد المصري، قال: أنا حماد بن هبة الله الحراني. ح وكتب إلي عالياً المعمر أبو العباس ابن أبي النعم، عن عبد الله ابن أبي الخطاب العتابي، قالا: أنا أبو القاسم ابن البنا، قال الثاني: إجازة، قال: أنا أبو نصر الهاشمي، قال: أنا أبو طاهر بن العباس، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا عثمان، قال: ثنا علي بن مسهر قاضي الموصل، عن سعد بن طارقٍ، عن ربعي بن حراشٍ، عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 ((إن حوضي لأبعد من أيلة وعدن، والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم ولهو أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، والذي نفسي بيده إني لأذود عنه الرجل كما يذود الرجل الغريبة من الإبل عن حوضه، قال: قيل: يا رسول الله وهل تعرفنا يومئذٍ؟ قال: نعم تردون علي غراً محجلين من آثار الوضوء ليست لأحدٍ غيركم)) . أخرجه مسلم وابن ماجه، عن عثمان، فوافقناهما، بعلو ولله المنة. وبه إلى البغوي، قال: ثنا محمد بن عباد المكي وغيره، قالوا: ثنا ابن عيينة، عن عمرو، عن أبي صالح، قال: سمعت أبا سعيد يقول: قال لي ابن عباس: حدثني أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما الربا في النسيئة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 وبه إلى البغوي قال: ثنا سريج بن يونس، ومحمد بن عباد، وأبو بكر بن أبي شيبة. ح وأخبرني أحمد بن أبي محمدٍ المعزي سماعاً قال: أنا عبد اللطيف بن منصور، قال: أنا عبد العزيز بن المبارك، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أحمد بن محمدٍ بن النقور. ح وأنبأني عالياً أحمد بن بيان، عن محمد بن عبد الواحد بن المتوكل، وأحمد بن يعقوب، ومحمد بن أحمد بن عمر بن خلف، قال الأول: أنبأنا ابن الرطبي المذكور، وقال الثاني: أنا محمد بن محمد ابن اللحاس سماعاً، وقال الثالث: أنا نصر ابن نصر بن يونس، قالوا: أنا علي بن أحمد البندار، قال ابن اللحاس إجازةً، قالا: أنا المخلص، قال: ثنا البغوي، قال: ثنا أبو بكر -وهو ابن أبي شيبة، قالوا: ثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس، عن أسامة رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الربا في النساء)) . هذا لفظ حديث ابن النقور، وابن البسري عن المخلص، وقال أبو نصر الزينبي في حديثه عنه: سمع ابن عباس يقول: أخبرني أسامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما الربا في النساء)) . حديث صحيح متفق عليه، أخرج مسلم الحديث الثاني، عن أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وإسحق، وابن أبي عمر، والنسائي عن عمرو بن علي خمستهم عن ابن عيينة، فوقع لنا موافقة لمسلم، وبدلاً له وللنسائي عالياً. وأما حديث عمرو بن دينار فأخرجه مسلم عن محمد بن حاتم ومحمد بن عباد، وابن أبي عمر، وابن ماجه عن محمد بن الصباح، كلهم عن ابن عيينة به، فوافقنا مسلم بعلو في شيخه محمد بن عباد، ووقع لنا بدلاً له وللآخر بعلو أيضاً ولله المنة. وبه إلى ابن النقور، وابن البسري، قالا: أنا ابن المخلص، قال: أنا عبد الله -وهو البغوي- قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا عبد الله بن مبارك، عن إبراهيم بن عقبة، قال: حدثني كريب مولى ابن عباسٍ، قال: سمعت أسامة ابن زيدٍ يقول: ((أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفاتٍ فلما انتهى إلى الشعب قام بال -ولم يقل أهراق الماء- قال: فدعا بماءٍ فتوضأ وضوءاً مكيثاً ليس بالبالغ، قال: قلت: يا رسول الله الصلاة، قال: الصلاة أمامك)) . متفق عليه أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة على الموافقة العالية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 وبهذا الإسناد إلى البغوي، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا أبو معاوية عن عاصمٍ، عن أبي عثمان، عن أسامة بن زيدٍ قال: ((دمعت عين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أتي بابنة زينت ونفسها تقعقع كأنها في شن، فقال له قيس بن عبادة: أتبكي وقد نهيت عن البكاء، فقال: إنما هذه رحمة جعلها الله عز وجل في قلوب عباده، وإنما يرحم الله عز وجل من عباده الرحماء)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 وهذا الحديث أيضاً متفق عليه، وهو في الموافقة مثل الذي قبله. وبه إلى البغوي، قال: ثنا أبو بكر ثنا إسماعيل بن علية، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ الخدري قال: ثنا زيد بن ثابتٍ قال: ((بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائطٍ لبني النجار، على بغلةٍ له، فحادت به وكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقبر فقال رجل: أنا، فقال: متى مات هؤلاء فقال: ماتوا في الإشراك، فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا دعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، قلنا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من عذاب القبر، قلنا: نعوذ بالله من عذاب القبر، قال: تعوذوا بالله من الفتن، قلنا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، قال: تعوذوا بالله من الدجال: قلنا: نعوذ بالله من الدجال)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 وهذا أيضاً مثل الذي قبله في الموافقة. اخبرنا أبو العباس أحمد بن كشتغدي المعزي، قراءة عليه وأنا أسمع قال: أنا أبو الفرج الحراني سماعاً، قال: أنا أبو الثناء بن هبة الله الأديب. ح وأنبأني عالياً أحمد بن بيان الصالحي، عن عبد الله بن عمر السقلاطوني، قال: أنبأنا، وقال أبو الثناء: أنا سعيد بن أحمد بن الحسن، قال: أنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن عباد المكي، إملاءً، قال: ثنا حاتم بن إسماعيل، عن أبي حزرة يعقوب بن مجاهد المدني، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، قال خرجت أنا وأبي لطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا، وكان أول من لقينا أبو اليسر السلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعه غلام له، وعليه برد ومعافري، وعلى غلامه بردٌ ومعافري ومعه ضمامة صحفٍ، فقال له أبي: كأني أرى في وجهك سفعةٌ من غضبٍ، فقال: أجل، كان لي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 على فلانٍ بن فلانٍ الحرامي مالٌ، فأتيت أهله فقلت: أثم هو؟ قالوا: لا، فخرج علي ابن له جفر فقلت له: أين أبوك، فقال: سمع كلامك فدخل أريكة أمي، فقلت: اخرج إلي فقد علمت أين أنت، فخرج إلي، فقلت: ما حملك على أن اختبأت مني؟ فقال: أنا والله أحدثك عني ولا أكذبك خشيت والله أحدثك فأكذبك أو أعدك فأخلفك، وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت والله معسراً، فقلت: آلله فقال: آلله، فقال: آلله، ثلاث مراتٍ فقالها، فنشر الصحيفة فمحى الحق، وقال: إن وجدت قضاء فاقضني وإلا فأنت في حل، فأشهد لبصر عيني هاتين، وسمع أذني هاتين -ووضع إصبعيه في أذنيه- ووعاه قلبي هذا -وأشار إلى نياط قلبه- رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أنظر معسراً، ووضع له، أظله الله في ظله)) . وذكر الحديث بطوله، فوقع له جابر، هكذا في الأصل. أخرجه مسلم، عن محمد بن عباد، فوافقناه بعلو درجتين ولله المنة. وبه إلى البغوي، قال: ثنا عثمان -وهو ابن أبي شيبة- ثنا عبد الله ابن إدريس، وجرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الليل لساعةٌ لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله فيها خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلةٍ)) . أخرجه مسلم، عن عثمان فوافقناه بعلو درجتين أيضاً. وبه إلى البغوي، قال: ثنا سريج بن يونس أبو الحارث، قال: ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، عن أبيه، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: خطبنا عمار فأبلغ وأوجز، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنةٌ من فقهه فأطيلوا الصلاة وقصروا الخطبة فإن من البيان سحراً)) . أخرجه مسلم، عن سريج، فوافقناه بعلو درجتين. وبه إلى محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا يحيى -يعني ابن صاعد- ثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا يعقوب بن الوليد المدني، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الوقت الأول من الصلاة رضوان الله عز وجل، والوقت الآخر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 عفو الله عز وجل)) . أخرجه الترمذي، عن أحمد بن منيع، فوقع لنا موافقةً عاليةً بدرجتين ولله المنة. وبه إلى المخلص، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا أبو عبيد الله المخزومي، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، وداود بن أبي هند، وزكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن عروة بن مضرس بن أوسٍ قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف بالمزدلفة، فقال: ((من صلى معنا صلاتنا هذه هاهنا، ثم أقام معنا ووقف قبل ذلك بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد تم حجه)) . صحيح أخرجه النسائي عن أبي عبيد الله هذا، واسمه سعيد بن عبد الرحمن، فوافقناه بعلو درجتين، وأخرجه الترمذي، عن ابن أبي عمر، عن ابن عيينة، وقال: حسن صحيح، فوقع لنا بدلاً عالياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 وبه إلى المخلص، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا محمد بن ميمون الخياط، قال: ثنا سفيان، قال: أتيت الزهري وهو في دار الندوة، فسألته فقال: حدثني سعيد وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((العجماء جرحها جبار، والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس)) . قال سفيان: فلما خرجنا من عند الزهري مررت بإسماعيل بن أمية، وإسماعيل بن مسلم، وأناس يقولون: ثنا عن سعيد، وآخرون يقولون: عن أبي سلمة، فلما رأوني قالوا: سلوا الصغير فإنه يحفظ، فقالوا: عمن تحفظ، قال: وكنت لا أحسن العربية، قال: فقلت: عن كلوهما، قالوا: صدقت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة، وعبد الأعلى بن حماد، وأبو داود، عن مسدد، والترمذي عن أحمد بن منيع، والنسائي، عن إسحاق بن إبراهيم، وابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، خلا قوله: ((وفي الركاز الخمس)) ، وأخرج ابن ماجه أيضاً منه، ((وفي الركاز الخمس)) . عن محمد بن ميمون المكي، وهشام ابن عمار، كلهم عن ابن عيينة، فوقع لنا موافقة لابن ماجة في ابن ميمون، وبدلاً لهم أجمعين عالياً، وفي حديث مسلم، وأبي داود، وابن ماجه في روايته عن محمد بن ميمون، وهشام الزهري، عن أبي سلمة، وسعيد كما رويناه، وتابع سفيان على ذلك مالك والليث، وعند الترمذي، والنسائي، وابن ماجه في روايته عن أبي بكر الزهري، عن سعيد وحده، والله تعالى أعلم. وبه إلى المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا أحمد بن محمد بن حنبل، قال: ثنا محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ من جنازةٍ بالبقيع، وأنا أجد صداعاً في رأسي، وأنا أقول: وارأساه فقال: ((بل أنا وارأساه)) ، ثم قال: ((ما يضرك لو مت قبلي فكفنتك ثم صليت عليك ودفنتك)) ، قالت: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 كأني بك والله لو قد فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي فعرست فيه ببعض نسائك، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بدى به في وجعه الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم. أخرجه النسائي، عن عمرو بن هشام، عن محمد بن سلمة، وابن ماجه، عن الذهلي، عن أحمد بن حنبل، فوقع لنا بدلاً عالياً للنسائي بدرجتين، ولابن ماجه بثلاث درجات، ولله المنة. وبه إلى المخلص، قال: ثنا عبد الله -وهو البغوي- قال: ثنا عثمان -وهو ابن أبي شيبة- قال: سمعت أبا نعيمٍ قال: سمعت سفيان الثوري كتب إلى ابن أبي ذئبٍ: من سفيان بن سعيدٍ إلى محمد ابن عبد الرحمن، سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأوصيك بتقوى الله، فإنك إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس فلن يغنوا عنك من الله عز وجل شيئاً، فعليك بتقوى الله، أما بعد. ولد هذا الشيخ في رمضان سنة ثلاث وستين وستمائة، وسمع من المعين الدمشقي وابن عزون، وابن علاق، والنجيب الحراني وأبي حامد ابن الصابوني، وأبو البركات ابن النحاس، وعبد الهادي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 القيسي، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الكلي، ومحمد بن أحمد بن المؤيد الأبرقوهي، وجماعة كثيرين. وأجاز له طائفة من دمشق، منهم: ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني، وابن أبي اليسر، ويحيى بن أبي منصور، ويحيى بن عبد الرحمن بن نجم، وأحمد بن سلامة الحداد. سمعت منه الجزء الثالث والسادس من ((حديث المخلص)) ، وكلاهما انتقاء ابن أبي الفوارس وكانت وفاته في حادي عشر صفر سنة أربع وأربعين وسبعمائة بالقاهرة، ودفن من يومه بالقرافة رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 الشيخ التاسع أخبرنا الشيخ الجليل المسند ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد ابن محمد بن إسماعيل بن يوسف البكري الفيومي ثم المصري، قراءة عليه وأنا أسمع بالقاهرة، في شوال سنة أربعٍ وثلاثين وسبعمائة، وأجاز لي جميع مروياته. قال: أنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن علاق الأنصاري سماعاً، قال: أنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري، قال: أنا أبو صادق مرشد بن يحيى، قال: أنا أبو الحسن علي بن ربيعة بن علي التميمي، قال: أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري العدل، قال: ثنا محمد بن عبد السلام بن أبي السوار السراج، قال: ثنا عبد الله بن صالح أبو صالح كاتب الليث بن سعد، قال: حدثني إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة أنه قال: قال الناس: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ هل تضارون في القمر ليلة البدر، قالوا: لا، قال: فكذلك ترونه يجمع الله عز وجل الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من يعبد الشمس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 الشمس، ويتبع من يعبد القمر القمر، ويتبع من يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها شافعوها أو منافقوها، فيأتيهم الله في صورةٍ غير صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز، ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذٍ: اللهم سلم سلم، وفي جهنم كلاليب كشوك السعدان. هل رأيتم السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإنه مثل شوك السعدان غير أنه لا يدري ما قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم فمنهم المؤمن بقي بعمله، ومنهم المخردل -أو كلمة تشبهها- ثم ينجى، فإذا أراد الله أن يخرج من النار برحمته من يشاء أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئاً ممن يقول: لا إله إلا الله، ممن أراد الله أن يرحمه، فيعرفونهم في النار بأثر السجود، حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجونهم من النار قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون تحته كما تنبت الحبة في حميل السيل، ويبقى رجلٌ مقبلٌ بوجهه إلى النار، فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار، فقد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فيدعو ما شاء الله أن يدعو، فيقول: هل عسيت إن أعطيت ذلك أن تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي ربه مما يشاء من عهودٍ ومواثيق، فيصرف الله وجهه عن النار، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب، قدمني إلى باب الجنة، فيقول الله عز وجل: أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك ألا تسأل غير ما أعطيت، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو حتى يقول: هل عسيت إن أعطيت أن تسأل غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيرها، فيعطي ربه من عهودٍ ومواثيق ما شاء الله، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا قام على باب الجنة، انفهقت له الجنة، فرأى ما فيها من الحبرة والسرور، فيسكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: أي رب أدخلني الجنة، فيقول: ويلك ابن آدم ما أغدرك، ألم تعط عهودك ومواثيقك أن لا تسألني غير ما أعطيت، فيقول: أي رب لا أكون أشقى خلقك، فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك الله منه قال له: ادخل الجنة، فإذا دخل الجنة قال الله له: تمن، فيتمنى، حتى إن الله ليذكره فيقول: تمن كذا وكذا، وإذا انقطعت به الأماني قال الله عز وجل، ذلك لك ومثله معه)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 قال عطاء بن يزيد: قال أبو سعيدٍ الخدري وهو مع أبي هريرة يحدث هذا الحديث لا يرد عليه شيئاً من حديثه حتى إذا قال: ذلك لك ومثله معه، قال أبو سعيد: أشهد لحفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذلك لك وعشرة أمثاله معه)) . قال أبو هريرة: وذلك آخر أهل الجنة دخولاً الجنة. وأخبرنا به مختصراً محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز الأيوبي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا محمد بن إسماعيل الأنماطي سماعاً، قال: أنا عبد الصمد بن محمد الحرستاني حضوراً، وأبو روح الهروي إجازة، قال: أنا، وقال الأول أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنا سعيد بن محمد، قال: أنا زاهر بن أحمد. ح وكتب إلي عالياً جداً أحمد بن نعمة، عن عبد الله بن عمر، عن مسعود بن حسن القاسمي، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق، عن زاهر ابن أحمد المذكور، قال: أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: ثنا محمد بن جعفر الوركاني، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهابٍ، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الناس: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: ((هل تضارون في القمر ليلة البدر، قالوا: لا، قال: فكذلك ترونه يجمع الله العباد يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 وذكر الحديث. كذا في الأصل. أخرجه البخاري، عن عبد العزيز بن عبد الله، ومسلم عن أبي خيثمة، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد بالحديث جميعه، فوقع لنا بدلاً عالياً للبخاري، وعالياً لمسلم، لا سيما في الطريق الأخيرة، وأخرجه البخاري عن أبي اليمان، ومسلم عن الدارمي، عنه، عن شعيب، عن الزهري، عن سعيدٍ وعطاء، عن أبي هريرة بالحديث كله، وقد وقع لنا هذا الحديث موافقة لهما عاليةً، لكنه مختصر. أخبرنا أحمد بن أبي طالب الحجار، فيما أذن لنا أن أبا المنجا ابن اللتي أخبره سماعاً، قال: أنا عبد الأول بن عيسى الصوفي، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا عيسى بن عمر، قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: ثنا الحكم بن نافع، عن شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: هل نرى ربنا يوم القيامة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب، قالوا: لا، قال: فإنكم ترونه كذلك)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 أخبرنا محمد بن محمد بن محمد بن إسماعيل الفيومي سماعاً، قال: أنا عبد الله بن عبد الواحد، قال: أنا هبة الله بن علي، قال: أنا مرشد بن يحيى، أنا علي بن ربيعة البزار، قال: أنا الحسن بن رشيق، قال: أنا محمد بن عبد السلام السراج، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني إبراهيم بن سعد. ح وأنبأني بصعود درجة أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الخياط -واللفظ له- عن محمد بن أحمد بن الحسين المورخ، قال: أنا ابن فتحان المقرئ إجازةً، عن أبي الحسين الكرخي، قال: أنا عيسى بن علي الويزر. قال: أنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: ((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله، قيل: ثم ماذا، قال: ثم الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا، قال: ثم حج مبرور)) . أخرجه مسلم، عن منصور على الموافقة العالية بدرجتين. وبه إلى عبد الله بن صالح قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالحٍ بن كيسان، عن ابن شهابٍ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيفٍ، عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 ((بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمصٌ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره، فقال من حوله: فما أولت ذلك يا رسول الله قال: الدين)) . وأخبرناه المعمر أبو المعالي عبد الله بن الحسين الأنصاري كتابة قال: أنا عثمان بن علي القرشي. ح وكتب إلي عبد الله بن الحسين القاضي المقدسي، عن أبي القاسم السبط قال: أنا، وقال عثمان: أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ قال: أنا مكي ابن منصور، قال: أنا أبو بكر الحيري، قال: أنا أبو علي الميداني، قال: ثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 (( [بينا] أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمصٌ، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا ما أولت ذلك يا رسول الله، قال: الدين)) . متفق عليه أخرجه البخاري، عن محمد بن عبيد الله، ومسلم، عن منصور بن أبي مزاحم، كلاهما عن إبراهيم بن سعد، فوقع لنا بدلاً لهما، وأخرجه البخاري أيضاً، عن علي بن المديني، ومسلم، والترمذي عن عبد بن حميد، زاد مسلم: وزهير بن حرب، وحسن الحلواني، وأخرجه النسائي عن محمد بن يحيى الذهلي، خمستهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، فوقع لنا موافقة عالية للنسائي، وبدلاً للباقين عالياً أيضاً، ولله الحمد على ما رزقنا. وبه إلى عبد الله بن صالحٍ، قال: ثنا إبراهيم بن سعدٍ. ح وأخبرني أبو الفتح الميدومي، قال أنا إبراهيم بن محمد الحسيني، وعبد الرحيم بن أبي الحجاج الموصلي، قالا: أنا عمر بن أبي بكرٍ، قال: أنا أبو القاسم الشيباني، قال: أنا أبو طالب بن غيلان، قال: ثنا أبو بكر الشافعي، قال: ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر أبو بكر قال: ثنا محمد بن خالد بن عبد الله الطحان، قال: ثنا إبراهيم بن سعدٍ. ح وقرئ على محمد بن إسماعيل الأيوبي، وأنا أسمع، أخبرك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 محمد بن أبي الطاهر المحدث، قال: أنا عبد الصمد بن محمد حضوراً، وأبو روحٍ الهروي، إجازةً، قال: أنا، وقال عبد الصمد: أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنا سعيد بن محمد، قال: أنا زاهر بن أحمد السرخسي. ح وأذن لي أبو العباس البياني أن أروي عنه، عن أنجب بن أبي السعادات الحمامي، وغير واحد، عن أبي الفرج بن أبي علي المحمودي، قال: أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق الحافظ، قال: أنا زاهر بن أحمد إجازةً، قال: أنا البغوي، قال: ثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن زيد، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص قال: ((استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده نساء من قريشٍ يكلمنه ويستكثرنه عاليةً أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب تبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل عمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنك بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي فلما سمعن صوتك تبادرن الحجاب فقال عمر: فأنت كنت أحق أن يهبن يا رسول الله، ثم أقبل عليهن فقال: أي عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلن: نعم أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إيهاً يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 سلك غير فجك)) . اللفظ لحديث عبد الله بن صالح، وحديث الطحان، والوركاني نحوه بمعناه. هذا متفق على صحته أخرجه البخاري عن عبد العزيز بن عبد الله، وإسماعيل بن عبد الله، وأخرجه مسلم، عن منصور بن أبي مزاحم ثلاثتهم، عن إبراهيم بن سعد، فوقع بدلاً لهما عالياً ولله الحمد. شيخنا هذا مولده في عام ستين وستمائة. وسمع من عبد الله بن علاق ((مشيخة الرازي)) و ((سداسياته)) ، و ((الجمعة)) للنسائي، و ((نسخة إبراهيم بن سعد)) . وكانت وفاته في يوم الجمعة رابع عشر شوال سنة سبع وأربعين وسبعمائة، ظاهر القاهرة، ودفن بالقرافة رحمه الله تعالى وإيانا والمسلمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 الشيخ العاشر أخبرنا المسند المعمر الخير زين الدين أبو الفرج وأبو محمد عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر الدمشقي - قدم علينا- قراءة عليه وأنا أسمع، في أواخر سنة ست وأربعين وسبعمائة، بالقرافة الصغرى، بسفح المقطم، وأجاز لي جميع ما يرويه. وأنبأني أبو المعالي بن أبي التائب، وأبو عمرو عثمان بن سالم بن خلف، وأبو محمد عبد الله بن الحسن الحاكم، قالوا: أنا أحمد بن عبد الدائم المقدسي سماعاً، زاد الأخير فقال: وأبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف المقدسي سماعاً أيضاً، قالا: أنا أبو عبد الله محمد ابن علي بن محمد بن صدقة الحراني سماعاً. ح وأخبرني أبو الفرج بن محمد بن مقدام سماعاً، قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي إذناً، قال: أنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي، قالا: أنا محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفراوي، قال: أنا أبو الحسين عبد الغافر ابن محمد بن عبد الغافر الفارسي، قال: أنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 عبد الرحمن الجلودي، قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه الزاهد، قال: أنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، قال: ثنا قتيبة، ثنا ليث. ح قال: وثنا محمد بن رمح، أنا الليث. ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجتين أحمد بن أبي طالب في كتابة وإذنه، واللفظ له، قال: أنا عبد الله بن عمر البغدادي سماعاً، قال: أنا السديد بن عيسى الماليني، قال: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، قال: أنا عبد الرحمن ابن أبي شريح، قال: أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو الجهم، قال: ثنا الليث، عن نافعٍ، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركبٍ، وعمر يحلف بأبويه، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله عز وجل وإلا فليصمت)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 هذا حديث صحيح متفق على صحته، أخرجه البخاري، عن قتيبة ومسلم، كما قدمنا، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً في طريقنا الثانية، وموافقةً للبخاري نازلةً في الأولى، وأخرجه مسلم أيضاً، عن عبد الملك بن شعيبٍ بن الليث، عن أبيه، عن جده، عن عقيل، عن الزهري، عن سالمٍ، عن أبيه، عن عمر، فوقع لنا عالياً جداً، فباعتبار هذا العدد وجعله من مسند عمر أكون في الرواية الأخيرة كأني رويته عن صاحب مسلمٍ، ولله الحمد والمنة. وبالإسنادين إلى الليث، واللفظ لحديث أبي الجهم، قال: ثنا الليث بن سعد، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أيما مملوكٍ كان بين شركاء فأعتق أحدهم نصيبه، فإنه يقوم في مال الذي أعتق قيمة عدلٍ، فيعتق إن بلغ ذلك ماله)) . أخرجه النسائي عن قتيبة، وعلقه البخاري فقال: وقال الليث، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 فوقع لنا بدلاً عالياً جداً وموافقةً للنسائي أيضاً مساوية، وأخرجه أبو داود، عن أحمد بن صالحٍ، والنسائي عن محمد بن يعقوب الزبيري، كلاهما عن ابن وهبٍ، عن الليث، وعبدة عن عبيد الله بن أبي جعفر القرشي مولاهم، عن بكير بن عبد الله، عن نافعٍ به، فكان شيخي سمعه من صاحبي أبي داود، والنسائي، ولله الحمد. وبهما إلى الليث، وهذا لفظ أبي الجهم، قال: ثنا الليث [بن] سعدٍ، عن نافعٍ، أن عبد الله بن عمر قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى إذا كان ثلاثة نفرٍ أن يتناجى اثنان دون واحد)) . وبه عن عبد الله أنه قال: ((سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضب فقال: لا آكله ولا أحرمه)) . وبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 ((لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه)) . وهذه الأحاديث الثلاثة وقعت لنا بدلاً لمسلم في روايتنا الثانية، وجميع ما تقدم عشاري الإسناد في غاية العلو، فلله الحمد والمنة. وبالإسنادين السابقين إلى الليث، واللفظ لأبي الجهم، قال: ثنا الليث بن سعدٍ، عن أبي الزبير، عن جابرٍ: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم مبشرٍ الأنصارية، فرأى نخلاً لها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: من غرس هذا النخل؟ أمسلم كافر؟ قالت: بل مسلم، قال: لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابةٌ ولا شيء إلا كان له صدقة)) . ووقع لنا هذا الحديث أيضاً بدلاً عالياً لمسلم بدرجتين في روايتنا الثانية عشارياً. أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد المقدسي، سماعاً، وأبو المعالي ابن أبي التائب، وعبد الله بن الحسن بن الحافظ، وأبو عمرو عثمان بن سالم بن خلف إذناً، قالوا: أنا أحمد بن عبد الدائم سماعاً، زاد الثاني فقال: ومحمد ابن عبد الهادي سماعاً أيضاً. قالا: أنا محمد بن علي الحراني. ح وقرئ علي عبد الرحمن بن محمد الدمشقي وأنا أسمع، أخبرك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 أبو إسحاق بن فارس إذناً، قال: أنا أبو الفتح الفراوي، قال: أنا محمد بن الفضل الفقيه، قال: أنا أبو الحسين الفارسي، قال: أنا أبو أحمد الجلودي، قال: أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، قال: ثنا مسلم بن الحجاج، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجةٍ أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم القرشي سماعاً، قال: أنا ابن مناقب وابن خطيب المزة، قالا: أنا عمر بن طبرزذ، قال: أنا هبة الله بن محمد، قال: أنا أبو طالب البزار، قال: أنا أبو بكر الشافعي، قال: ثنا إسحاق الحربي، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجةٍ ومن الأول باثنتين أبو العباس بن أبي النعم الصالحي إجازةً، قال: أنا عبد الله بن أبي حفصٍ السلامي، قال: أنا عبد الأول بن عيسى السجزي، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد البوشنجي، قال: أنا عبد الله بن أحمد السرخسي، قال: أنا إبراهيم بن خزيم، قال: ثنا عبد بن حميدٍ، قال: أنا عبيد الله ابن موسى، عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا حضرتم الميت فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 تقولون قالت: فلما مات أبو سلمة قلت: يا رسول الله كيف أقول؟ قال: قولي اللهم اغفر له وأعقبنا منه عقبى صالحةً)) ، فأعقبني الله منه محمداً صلى الله عليه وسلم (اللفظ لحديث عبيد الله بن موسى) ، والأولان قريب منه. صحيح انفرد مسلم بإخراجه من طريق أبي وائل، فرواه كما قدمناه، ورواه أيضاً، عن محمد بن موسى الواسطي القطان، عن المثنى بن معاذٍ بن معاذ، عن أبيه، عن عبيد الله بن الحسن العنبري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن قبيصة بن ذؤيبٍ الخراعي، عن أم سلمة، وفيه قصة، فمن حيث العدد كان شيخي في الرواية الثالثة، سمعه من صاحب مسلم، والله تعالى المحمود سبحانه. وبه إلى مسلم، قال: ثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالكٍ، عن نافعٍ عن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 يسافر بالقرآن إلى أرض العدو)) . أنبأناه عالياً بدرجتين أحمد بن أبي طالبٍ، عن ابن اللتي، قال: أنا أبو الوقت، أخبرتنا بيبي ابنة عبد الصمد، قالت: أنا ابن أبي شريحٍ، قال: أنا عبد الله -وهو البغوي- قال: ثنا مصعب، حدثني مالك، عن نافعٍ أن عبد الله بن عمر قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو)) . رواه البخاري، وأبو داود، عن القعنبي، عن مالك، فوقع لنا بدلاً لهما ولمسلم في هذه الرواية بعلو. وبه إلى مسلم قال: ثنا أبو خيثمة زهير بن حربٍ. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجتين محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي سماعاً، واللفظ له، قال: أنا إبراهيم بن محمد بن مناقب، وأبو الفضل بن خطيب المزة، قالا: أنا عمر بن أبي بكر الحساني، قال: أنا أبو القاسم الأزرق، قال: أنا أبو طالب البزار، قال: ثنا محمد بن عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 الله بن عبدويه، قال: ثنا موسى بن سهل بن كثير الوشاء، قالا: -واللفظ للوشاء- أنا إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن مخافة أن يناله العدو)) . وبه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم)) . اللفظ للوشاء. هذان الحديثان أخرجهما مسلم عن أبي خيثمة كما قدمنا، فوقعا لنا عاليين بدرجتين عنه في الرواية الثانية، وبدلاً، والحمد لله. وبه إلى مسلم، قال: ثنا داود بن رشيدٍ. ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجةٍ أبو الفتح الميدومي، قال: أنا ابن مناقب، وابن خطيب المزة، قالا: أنا ابن طبرزد، قال: أنا ابن الحسين، قال: أنا ابن غيلان، أنا الشافعي أبو بكرٍ، قال: ثنا أحمد بن يعقوب المقرئ، وعبد الله بن ناجية، قالا: ثنا داود بن رشيدٍ، قال: ثنا الوليد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 ابن مسلمٍ، عن أبي غسانٍ محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن علي ابن حسينٍ، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعتق رقبةً أعتق الله بكل إربٍ منها إرباً منه من النار حتى باليد اليد، وبالرجل الرجل، وبالفرج الفرج)) . فقال له علي بن حسين: يا سعيد سمعت هذا من أبي هريرة؟ قال: نعم، قال لغلامٍ له أقرب غلمانه، أدع لي منطيا، فلما قام بين يديه قال: إذهب فأنت حر لوجه الله، اللفظ لحديث الشافعي. وأخبرناه محمد بن إسماعيل بن أيوب سماعاً، قال: أنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الأنماطي، قال: أنا عبد الصمد بن محمد، حضوراً، وأبو روحٍ الهروي إجازةً، قال: أنا، وقال الأول أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنا سعيد بن محمد، قال: أنا زاهر بن أحمد السرخسي. ح وكتب إلي عالياً جداً أحمد بن نعمة الصالحي، عن محمد بن أحمد بن الحسين البغدادي، قال: أنبأنا المبارك بن فتحان، قال: أنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 عبد الله بن محمد الصريفيني إجازةً، قال: أنا محمد بن عبد الله بن أخي ميمي، قالا: -واللفظ لمحمد- ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا داود بن رشيدٍ، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن أبي غسانٍ محمد بن مطرف، عن زيدٍ بن أسلم، عن علي بن الحسين، عن سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أعتق رقبةً أعتق الله بكل عضوٍ منها عضواً منه من النار حتى فرجه بفرجه)) . متفق عليه، أخرجه مسلم، عن داود بن رشيد كما قدمنا، والبخاري، عن محمد بن عبد الرحيم صاعقة، عن داود بن رشيدٍ، فوقع لنا موافقةٍ لمسلم وبدلاً للبخاري عاليين، وهذا النوع عزيز، وهو أن يروي مسلم عن شيخ حديثاً قد رواه البخاري عن رجل، عن ذلك الشيخ، ولم يقع في الصحيحين منه إلا هذا الحديث، وحديثان آخران، وأما عكسه فكثير. وبه إلى مسلمٍ قال: ثنا أبو بكرٍ بن أبي شيبة. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجةٍ أبو العباس أحمد بن كشتغدي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 قراءةً عليه وأنا أسمع -واللفظ له- قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني سماعاً، قال: أنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين بن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبيد الله الرطبي. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أخرى أحمد بن أبي طالب، عن محمد بن عبد الواحد الهاشمي، ومحمد بن أحمد القطيعي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، قال الأول: أنبأنا ابن الرطبي المذكور، وقال الثاني: أنا نصر بن نصر إجازةً، وقال الثالث، أنا أبو المعالي بن اللحاس سماعاً، قالوا: أنا علي بن أحمد البندار، قال الثالث: إجازةً، قال: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا أبو بكر -يعني ابن أبي شيبة- قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن أسامة بن زيدٍ قال-: قيل له: ألا تدخل على هذا الرجل فتكلمه -يعني عثمان- فقال ((أترون أني لا أكلمه إلا لأسمعكم؟ والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمراً ربما أكون أول من فتحه، ولا أقول لرجلٍ يكون علي أميراً بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يؤتي بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: فلان مالك ألم تك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فيقول: بلى كنت آمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه)) . أخرجه مسلم عن أبي بكرٍ، وآخرين، فوقع لنا موافقة وبدلاً عاليين والحمد لله. وبه إلى مسلم، قال: ثنا عبد الله بن عبد الرحمن. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجتين أبو العباس الحجار إذناً -واللفظ له- أن عبد الله بن عمر أخبره، قال: أنا عبد الأول بن عيسى، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد قال: أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه، قال: أنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندي، قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: ثنا يحيى بن حسان، قال: ثنا سليمان بن بلال، عن هشامٍ بن عروة عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نعم الإدام الخل)) . وبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يجوع أهل بيت عندهم التمر)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 هذان الحديثان أخرجهما مسلم، وأبو عيسى الترمذي، عن الدارمي، كما قدمنا، فوقعا لنا عاليين بدرجتين في روايتنا الثانية، وموافقةً، والحمد لله على نعمه. وبالإسنادين إلى مسلم، وابن حمويه، قال مسلم: ثنا عبد بن حميدٍ، وقال ابن حمويه: -واللفظ له- أنا إبراهيم بن خزيمٍ، قال: ثنا عبد بن حميدٍ، قال: ثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان، عن قتادة، ثنا أنس رضي الله عنه: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال جهنم تقول: هل من مزيدٍ حتى يضع فيها رب العزة قدمه، فتقول: قط، قط، وعزتك، ويزوى بعضها إلى بعضٍ)) . أخرجه مسلم والترمذي، عن عبدٍ، عن الموافقة العالية بدرجتين ولله المنة. وبه إلى مسلمٍ، قال: ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجةٍ، وموافقةً لمسلمٍ، أحمد بن نعمة البياني، قال: أنا عبد الله بن أبي الخطاب العتابي، سماعاً، قال: أنا محمد بن عبد الباقي الحاجب، وأحمد بن بنيمان المستعمل، قال الأول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 أنا علي بن الحسين ابن أيوب سماعاً، وأبو الفضل بن خيرون إجازةً، وقال الثاني: أنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، قالوا: أنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، قال: أنا أبو بكر النجاد، قال: ثنا إسماعيل بن إسحاق، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن عبد الله، قالوا: ثنا محمد بن أبي بكرٍ المقدمي، قال: ثنا حماد بن زيدٍ، عن أيوب، عن نافعٍ، عن ابن عمر ((أن عمر قبل الحجر وقال: إني لأقبلك وإني لأعلم أنك حجر، ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك)) . سمع شيخنا من ابن عبد الدائم ((صحيح مسلم)) و ((الترغيب والترهيب)) لأبي القاسم الأصبهاني، و ((الدعاء)) للمحاملي. و ((جزء الصفار)) . رواية ابن رزقويه، وسمع أيضاً من الفخر علي، وعبد الرحمن ابن الزين، وابن أبي عمر، ومن الشيخ محي الدين النووي ((الأربعين)) له، وسمع من آخرين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 وأجاز له جماعة، وحدث بدمشق ومصر والقاهرة، وكان صالحاً خيراً. سمعت منه ((صحيح مسلم)) بكماله. ومات رحمه الله في الطاعون العام سنة تسعٍ وأربعين وسبعمائة في خامس ذي القعدة بدمشق رحمه الله وإيانا. آخر الجزء الرابع والحمد لله وحده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الشيخ الحادي عشر أخبرنا المسند المعمر رحلة البلاد صدر الدين أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم بن عنان بن موسى بن إسماعيل بن عبد الله بن مكي القرشي البكري الخطيب المعروف بالميدومي، قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة أربع وخمسين وسبعمائةٍ، وفيها مات، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا الشريف أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب بن مناقب الحسيني، وأبو الفضل عبد الرحيم بن يوسف بن يحيى الشافعي الموصلي، عرف بابن خطيب المزة، قراءةً عليهما وأنا أسمع قالا: أنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد، قراءةً عليه، قال ابن مناقب: وأنا أسمع، وقال الآخر: وأنا حاضر، قال: أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، قال: أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزار، قال: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، إملاءً، قال: ثنا محمد بن سليمان الواسطي، قال: سألت محمد بن عبد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 الأنصاري فقال: حدثني حميد، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((كان لي أخٌ صغيرٌ يقال له: أبو عمير، وكان له عصفورٌ يلعب به فمات العصفور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل بيتنا فيقول: أبا عمير ما فعل النغير)) . وبه قال الشافعي: أنا القاضي إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل ابن حماد بن زيد، قال: ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: ((كان ابن لأم سليمٍ يقال له: أبو عميرٍ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه إذا دخل على أم سليم، فدخل يوماً فوجده حزيناً فقال: ما بال أبي عميرٍ حزيناً قالوا: يا رسول الله مات نغيره الذي كان يلعب به، فجعل يقول: أبا عميرٍ ما فعل النغير)) . متفق عليه من حديث أبي التياح، عن أنس، هو كذلك عند الشيخين، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وانفرد النسائي، بإخراجه من حديث حميدٍ، فرواه في ((اليوم والليلة)) من سننه، عن عمران بن بكار، عن الحسن بن خمير، عن الجراح بن مليحٍ، عن شعبة، عن محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 ابن قيسٍ عن حميدٍ، عن أنس، فباعتبار العدد كأني سمعته من رجل سمعه من صاحب النسائي ولله الحمد، وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده، عن الأنصاري، فوافقناه بعلو درجة ولله المنة، وحديث أبي التياح أخرجه البخاري عن مسدد، ومسلم عن أبي الربيع الزهراني وشيبان، بن فروخ، ثلاثتهم عن عبد الوارث بن سعيد عنه به، وقد وقع لنا ذلك موافقة عالية للبخاري وبدلاً لمسلم عالياً أيضاً. أخبرنا به محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي بالسند المتقدم آنفاً إلى أبي بكر الشافعي، قال: ثنا معاذ، ثنا مسدد، ثنا عبد الوارث عن أبي التياح، عن أنسٍ قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخٌ يقال له: أبو عميرٍ، أحسبه فطيماً، وكان إذا جاء قال: يا أبا عمير ما فعل النغير)) . وبه إلى الشافعي قال: ثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز، قال: ثنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: ثنا حميد عن أنس رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقٍ ومعه أناسٌ من أصحابه، فعرضت له امرأةٌ فقالت: يا رسول الله لي إليك حاجةٌ، فقال: يا أم فلانٍ اجلسي في أدني نواحي السكك حتى أجلس إليك، ففعلت، فجلس إليها حتى قضت حاجتها)) . أخرجه الإمام أحمد، عن عبد الله بن بكر، فوافقناه بعلو درجة ولله الحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 وبه إلى الشافعي، قال: ثنا إسماعيل القاضي، قال: ثنا أبو الهذيل العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري، قال: حدثني عبيد الله بن عكراش، قال: حدثني أبي، قال: ((بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمت عليه المدينة، فوجدته جالساً بين المهاجرين والأنصار، فأتيته بإبل كأنها عروق الأرطى، فقال: من الرجل؟ فقلت: عكراش بن ذؤيب فقال: ارفع في النسب فقلت: ابن حرقوصٍ بن جعدة بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد، وهذه صدقات بني مرة بن عبيد، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: هذه إبل قومي هذه صدقات قومي، ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها، ثم أخذ بيدي فانطلق بي إلى منزل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل من طعامٍ؟ فأتينا بجفنة كثيرة الثريد والوذر فأقبلنا نأكل منها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم مما بين يديه، وجعلت أخبط في نواحيها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يده اليمنى، ثم قال: يا عكراش كل من موضعٍ واحدٍ، فإنه من طعامٍ واحدٍ ثم أتينا بطبق فيه ألوان من رطب أو تمرٍ - شك عبيد الله بن عكراش رطباً كان أو تمراً فجعلت آكل من بيدي يدي، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق، ثم قال: يا عكراش كل من حيث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 شئت فإنه من غير لونٍ واحدٍ، ثم أتينا بماءٍ فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ثم مسح ببلل كفيه وجهه وذراعيه، ورأسه، ثم قال: يا عكراش هذا الوضوء مما غيرت النار)) . هذا حديثٌ غريبٌ، رواه الترمذي بطوله، وابن ماجه، بعضه عن بندار، عن العلاء، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً وقد تفرد العلاء بهذا الحديث كما قال الترمذي قال الذهبي: وهو صدوق إن شاء الله، وقال ابن حبان: كان ممن ينفرد بأشياء مناكير عن أقوامٍ مشاهير لا يعجبني الاحتجاج بأخباره التي أنفرد بها، انتهى. وأما عبيد الله بن عكراش، فقال ابن حبان أيضاً: منكر الحديث، وقال البخاري: في إسناده نظر. وبه إلى الشافعي قال: ثنا محمد بن غالبٍ، قال: ثنا عبد الصمد ابن النعمان، قال: ثنا ورقاء، عن سليمان، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما، قال: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فأصابتنا مجاعةٌ، وأصابوا حمراً أهليةً فذبحوها فغلت القدور ببعضها، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكفئوا القدور ولا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 تطعموا من لحوم الحمر شيئاً)) . وبه إلى الشافعي، قال: ثنا محمد بن مسلمة الواسطي، قال: ثنا يزيد ابن هارون، قال: أنا الحجاج، عن أبي إسحاق، وثابت بن عبيدٍ، عن البراء بن عازبٍ رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية)) . وأخبرناه أعلى مما تقدم بدرجة، عشاري الإسناد أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً، وليس في الدنيا رجل يروي عنه سواي، قال: أنا الحسين بن المبارك الزبيدي سماعاً، قال: أنا أبو الوقت السجزي، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد ابن الداودي، قال: أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه، قال: أنا محمد بن يوسف، قال: ثنا محمد بن إسماعيل الحافظ، قال: أنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، قال: ثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نيراناً توقد يوم خيبر، قال: علام توقد هذه النيران؟ قالوا: على الحمر الإنسية، قال: كسروها وأهريقوها، قالوا: ألا نهريقها ونغسلها، فقال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 اغسلوها)) . حديث النهي عن لحوم الحمر الأهلية صحيحٌ متفق عليه أخرجه الأئمة في كتبهم من حديث جماعة من الصحابة، وحديث سلمة هذا أخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي النضر، عن أبي عاصم، فوقع لنا بدلاً له عالياً بدرجتين، وأخرج النسائي هذا الحديث من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فرواه في جمعه لحديث مالك، عن زكريا بن يحيى السجري، عن إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي، عن سعيد بن محبوب، عن عبثر بن القاسم، عن سفيان الثوري، عن مالك، عن الزهري، عن الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن علي، فباعتبار هذا العدد، كأني في حديث سلمة ساويت النسائي في هذا الحديث، ومن سمعه مني فكأنما سمعه منه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولم يقع لنا من هذا الضرب إلا هذا الحديث الواحد، وقد وقع لنا من حديث مالك وابن عيينة، عن الزهري عالياً أيضاً، إلا أنه في العدد أنزل من حديث سلمة بدرجتين، ومن حديث البراء، وابن أبي أوفى بدرجة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 أخبرناه أحمد بن نعمة الصالحي فيما أذن لنا أن نرويه عنه، عن أبي محمد الأنجب بن أبي السعادات الحمامي، وأبي طالب عبد اللطيف ابن محمد ابن القبيطي، وأبي إسحاق إبراهيم بن عثمان الكاشغري، وأبي الحسن علي بن محمد بن كبة، وأبي المظفر ثامر بن مطلق، وأبي الفضل محمد بن محمد بن الحسن ابن السباك، وغيرهم، قالوا: أنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي -زاد الكاشغري- فقال: وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد بن تاج القراء، قالا: أنا مالك بن أحمد بن علي الفراء، قال: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت المجبر، قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمي، قال: أنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس رحمه الله، عن ابن شهابٍ، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 أخرجه البخاري، عن عبد الله بن يوسف التنيسي، ويحيى بن قزعة، ورواه مسلم، عن يحيى بن يحيى النيسابوري، ثلاثتهم عن مالك، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً للبخاري بدرجة، ولمسلم بدرجتين. وأخبرنا به أبو العباس بن أبي النعم البياني كتابةً، عن محمد ابن أحمد بن عمر، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني، قال: أنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن مخلد الباقرحي، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حماد بن المتيم الواعظ، قال: ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول إملاءً، قال: ثنا بشر بن مطر أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن الزهري، عن الحسن بن محمد وعبد الله ابن محمد، عن أبيهما أن علياً قال لابن عباس رضي الله عنهم: ((أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية)) . رواه البخاري، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وابن نمير، وأبي خيثمة، والترمذي، عن محمد ابن يحيى بن أبي عمر، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والنسائي، عن محمد بن منصور الجواز الملكي، والحارث بن مسكين، ثمانيتهم عن ابن عيينة به، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً، ولله الحمد والمنة سبحانه. أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو إسحاق بن مناقب، وأبو الفضل ابن خطيب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 المزة، قالا: أنا عمر بن محمد البغدادي قال: أنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أنا أبو طالب البزاز، قال: ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، قال: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا القعنبي، ثنا أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه حين أحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت)) . وأخبرناه أحمد بن كشتغدي، قال: أنا ابن الصيقل، أنا ابن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا ابن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبيد الله الرطبي. ح وأنبأني الحجار، عن محمد بن عبد الواحد الهاشمي، ومحمد بن أحمد القطيعي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، قال الأول: أنبأنا ابن الرطب المذكور، وقال الثاني: أنا نصر بن نصر إجازةً، وقال الثالث: أنا محمد بن محمد بن اللحاس، قالوا: أنا ابن البسري، قال ابن اللحاس فقط، إجازة، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن، قال: أنا عبد الله ابن محمد البغوي، قال: ثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، قال: ثنا أبو معاوية، عن عبيد الله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة قالت: ((طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله ولحرمه، وطيبته لإحرامه حين أحرم ولإحلاله حين أحل)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 أخرجه مسلم عن القعنبي، فوافقناه بعلو درجة في الرواية الأولى، وأخرجه ابن ماجه، عن علي بن محمد الطنافسي، عن أبي معاوية كما في روايتنا الثانية، فوقع لنا بدلاً له عالياً، واتفقوا على إخراجه من حديث الأسود، عن عائشة، فرواه البخاري، عن إسحاق بن إبراهيم ابن نصر، والنسائي، عن عبدة بن عبد الله الصفار، كلاهما عن يحيى ابن آدم، عن إسرائيل بن يونس ابن أبي إسحاق، وأخرجه مسلم، عن محمد بن حاتم المؤدب، عن إسحاق بن منصور السلولي، عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، فكان شيخي شيخنا سمعاه من مسلم، ومن صاحبي البخاري والنسائي. وبه إلى الشافعي، قال: ثنا معاذ بن المثنى، ثنا القعنبي، ثنا أفلح ابن حميد، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أشعرها وقلدها، ثم بعث بها إلى البيت فأقام بالمدينة فما حرم عليه شيءٌ كان له حلاً)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 وبه قال الشافعي: ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا عثمان بن عمر، ثنا أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر كلمةً وبعدها بدنته، وقلدها، ثم بعث بها إلى البيت فأقام بالمدينة فما حرم عليه شيءٌ كان له حلاً)) . متفق عليه، رواه البخاري عن أبي نعيم، ومسلم وأبو داود، عن القعنبي كلاهما عن مالك، فوقع لنا موافقة لهما عالية، وبدلاً للبخاري، وأخرجه مسلم أيضاً من حديث الأسود، عن عائشة، فرواه من طرق منها عن إسحاق بن منصور الكوسج، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن محمد بن جحادة، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، فباعتبار العدد كان شيخي سمعه من صاحب مسلم، ولله المنة سبحانه. وبه إلى الشافعي قال: ثنا أبو عيسى موسى بن هارون الواسطي، قال: ثنا عمرو بن حكام، قال: ثنا شعبة، عن أبي بشر قال: سمعت مهاجراً قال: سمعت أم سلمة رضي الله عنها بالبطحاء تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ليخسفن بقوم ببيداء من الأرض)) . أنبأناه أعلى من هذا بدرجةٍ أحمد بن بيان الصالحي، عن محمد ابن خلف الحافظ، قال: أنا أبو بكر المجلد إجازةً، قال: أنا علي بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 أحمد ابن البسري، قال: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا هارون بن عبد الله، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة، عن نافع بن جبير، سمع أم سلمة تقول: ((ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الجيش الذي يخسف بهم، فقالت أم سلمة: لعل فيهم المكره، قال: إنهم يبعثون على نياتهم)) . هذا حديث صحيح أخرجه الترمذي، وابن ماجه، عن نصر بن علي، وابن ماجه أيضاً عن هارون بن عبد الله، وغيره، كلهم عن ابن عيينة، فوقع لنا موافقة عالية لابن ماجه، وبدلاً لثلاثتهم عالياً، ورواه مسلم، عن محمد بن حاتم البغدادي، عن الوليد بن صالح، عن عبيد الله ابن عمرو الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الملك بن ميسرة العامري، عن يوسف بن ماهكٍ، عن عبد الله بن صفوان بن أمية، عن أم المؤمنين رضي الله عنها، ولم يسمعها، فمن حيث العدد كان شيخي في الرواية الثانية، حدث به عن مسلم ولله المنة. وبه إلى الشافعي، قال: ثنا محمد بن مسلمة الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أنا الحجاج -يعني ابن أرطأة- عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد، عن علي رضي الله عنه قال: ((نهينا عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 خاتم الذهب، وعن القسي، وعن الميثرة)) . أخبرنا بهذا الحديث أيضاً من وجه آخر أحسن من هذا أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً، قال: أنا ابن اللتي سماعاً، قال: أنا أبو الوقت السجزي، قال: أنا محمد بن عبد العزيز، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: ثنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا أبو الجهم الباهلي إملاءً، قال: ثنا الليث، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن بعض موالي العباس، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المعصفر والثياب القسية وأن يقرأ الرجل وهو راكعٌ)) . صحيح من حديث علي رضي الله عنه، رواه عنه جماعة وأخرجه الترمذي عن قتيبة، عن الليث، فوقع لنا بدلاً له عالياً، ورواه مسلم، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 محمد بن إسحاق الصغاني، عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن زيدٍ بن أسلم، وأخرجه النسائي، عن هارون بن عبد الله، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حرب بن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمرو بن سعد الفدكي، عن نافع مولى ابن عمر، كلاهما عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي، فباعتبار العدد كان شيخينا سمعاه من صاحب النسائي، ومن رجل، عن صاحب مسلم، ولله المنة. وبه إلى الشافعي قال: ثنا محمد بن يونس، قال: ثنا عثمان بن عمر قال: ثنا علي بن المبارك الهنائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: سألت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((جاورت بحراءٍ فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئاً فنظرت عن يساري فلم أر شيئاً فنظرت من خلفي فلم أر شيئاً فرفعت رأسي فرأيت شيئاً بين السماء والأرض، فأتيت خديجة فقلت: دثروني وصبوا علي ماءً بارداً، فنزلت هذه الآية: {يا أيها المدثر. ثم فأنذر. وربك فكبر} )) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 متفق عليه أخرجه مسلم، عن محمد بن المثنى، عن عثمان فوقع لنا بدلاً له عالياً بدرجتين، وأخرجه البخاري، عن سعيد بن مروان الرهاوي، عن محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، عن سلمويه بن صالح، عن ابن المبارك، عن يونس ابن يزيد، عن الزهري، عن أبي سلمة، فباعتبار العدد كان شيخي شيخي سمعاه من صاحب البخاري ولله الحمد والشكر. وبه إلى الشافعي، قال: ثنا جعفر بن محمد، قال: ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا بكر بن مضر عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سجد العبد سجد معه سبعة آرابٍ وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه)) . أخرجه مسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، عن قتيبة، فوافقناهم بعلو درجة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 وبه إلى الشافعي، قال: ثنا موسى بن هارون، قال: ثنا قتيبة بن سعيدٍ، ثنا الليث، عن نافعٍ، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم)) . متفق عليه، أخرجه البخاري، ومسلم، والنسائي، عن قتيبة، فوافقناهم ووقع لنا عالياً. وبه إلى الشافعي، قال: ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن الهيثم البلدي، قال: ثنا علي بن عياشٍ الحمصي، قال: ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته إلا حلت له شفاعتي يوم القيامة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 أخرجه البخاري، عن علي بن عياش فوافقناه، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده عن علي أيضاً، على الموافقة العالية بدرجة، وأخرجه أبو داود، عن أحمد بن حنبل، والترمذي، عن محمد بن سهل بن عسكر، وإبراهيم بن يعقوب، والنسائي عن عمرو بن منصور، وابن ماجه، عن الذهلي، والعباس ابن الوليد الخلال، ومحمد بن أبي الحسين السمناني، سبعتهم عن علي بن عياش، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً بدرجتين، ولله الحمد والشكر سبحانه على ما أعطى. وبه إلى الشافعي قال: ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، وسعيد بن عامر، قالا: ثنا شعبة، عن سفيان، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما أنا فلا آكل متكئاً)) . وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أبو العباس أحمد بن كشتغدي المعزي سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا حماد بن هبة الله الأديب. ح وأنبأني عالياً أحمد بن نعمة، عن أبي المنجا البغدادي، قال: أنبأنا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 وقال حماد: أنا سعيد بن أحمد بن الحسن، قال: أنا أبو نصر الزينبي، قال: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا عثمان -يعني ابن أبي شيبة-، قال: ثنا شريك، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا آكل وأنا متكئ)) . حديث صحيح ثابت، أخرج الترمذي الطريق الأولى، وهي حديث شعبة عن سفيان، فرواها في الشمائل عن الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، عن يعقوب الحضرمي، فوقع لنا بدلاً عالياً بدرجتين، وأخرجه أبو داود، عن محمد بن كثير، عن سفيان الثوري، فوقع بدلاً له أيضاً، وحديث شريك أخرجه الترمذي، والنسائي، عن قتيبة عنه فوقع لنا بدلاً لهما بعلو درجتين، وهذا الحديث عند البخاري في الصحيح، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن منصور، عن علي ابن الأقمر، وقد وقع لنا ذلك موافقة عالية. أخبرناه أبو العباس أحمد بن كشتغدي سماعاً، قال: أنا ابن الصيقل، قال: أنا أبو الثناء الحراني. ح وكتب إلي بعلو أحمد بن بيان، عن عبد الله بن عمر العتابي، قال: أنبأنا، وقال الأول: أنا أبو القاسم بن أحمد بن الحسن، قال: أنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا عثمان، ثنا جرير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 ابن عبد الحميد، عن منصور، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده: ((لا آكل وأنا متكئٌ)) . وقد روى هذا الحديث محمد بن عيسى بن الطباع على ما قال المزي، عن أبي عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن علي بن الأقمر، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، انتهى. قلت: ما أحسب ابن الطباع صنع شيئاً، هذا سعيد بن منصور، وهو الحافظ الكبير الذي اتفق الشيخان على الإخراج له في الصحيح، ونعيم بن الهيصم، قد خالفاه، عن أبي عوانة بإسناده، فلم يذكرا عوناً. أخبرنا بذلك أبو الفتح الميدومي بإسناده السابق إلى أبي بكر الشافعي، قال: ثنا بشر بن موسى، قال: ثنا سعيد بن منصور. ح قال الشافعي: وثنا أحمد بن بشر المرثدي، قال: ثنا نعيم ابن هيصم، قالا: ثنا أبو عوانة، عن رقبة بن مصقلة، عن علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل عنده: ((أما أنا فلا آكل متكئاً)) ، ولفظ حديث نعيم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما أنا فلا آكل متكئاً)) . وعلى تقدير أن يكون ابن الطباع حفظ، فلم يتابع رقبة أحد على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 روايته عن علي فيما علمت، بل كلهم يقول: علي عن أبي جحيفة. سفيان الثوري، ومنصور بن المعتمر وشريك، وقد تقدم حديثهم، ومسعر وحديثه كذلك عند البخاري في الصحيح، عن أبي نعيم عنه، وغيرهم، على أن ابن السماك قال في الثاني من فوائده: ثنا عبيد الله بن أحمد ابن منصور الكسائي، قال: ثنا مخلد بن خليد، قال ثنا عبد الواحد بن زياد، عن مسعر، عن علي بن الأقمر، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، فذكره، وهذا خطأ، والله أعلم، فعبد الواحد بن زياد لا يقاوم أبا نعيم هذا إن سلم ممن قبل عبد الواحد، وقد اتفق أصحاب الكتب على إخراجه من حديث علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة، إلا مسلماً، وأظن المانع له من ذلك الاختلاف في ذكر عون وإسقاطه، وهذا ليس بقادح ولا نعرف هذا الحديث إلا من حديث علي بن الأقمر، كذا قال الترمذي وقد أخبرنا أبو الفتح الميدومي بإسناده السابق إلى أبي بكر الشافعي، قال: ثنا ابن حنبل، قال: ثنا أبو الشعثاء علي بن الحسين بن سليمان، قال: ثنا حسين الجعفي، عن زائدة، عن منصور، عن كلثوم بن الأقمر عن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عنده: ((لا آكل متكئاً)) . كلثوم مجهول، قال أبو حاتم، وهذا الإسناد صحيح إليه، فإن أبا الشعثاء روى عنه مسلم في صحيحه، وباقيه أئمة معروفون، ومع هذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 فيما أبعد أن يكون أتى من قبل أبي الشعثاء أو غيره على أنني أحسب كلثوماً وعلياً واحداً، فالله تعالى أعلم. وبه إلى الشافعي قال: ثنا محمد بن خالد، وبشر بن موسى قال: ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى مرةً غنماً)) . أخرجه البخاري، عن أبي نعيم، فوافقناه، ووقع لنا عالياً. وبه إلى الشافعي قال: ثنا محمد بن يونس القرشي، ثنا عبد الملك ابن عمرو، قال: ثنا عبد الله بن جعفر، عن سعد بن إبراهيم، قال: سألت القاسم عن رجل له مساكن فأوصى بثلث كل مسكنٍ فقال: لا يجمع له في مسكنٍ واحدٍ، أخبرتني عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) . وبه إلى الشافعي، قال: ثنا جعفر بن محمد بن الخلال، قال: ثنا يعقوب بن حميد، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) . وأخبرنا أبو العباس أحمد بن كشتغدي الخطائي سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم، قال: أنا عبد العزيز بن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار ابن توبة، قال: أنا أبو الحسين الكرخي. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبيد الله ابن الرطبي. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن بيان الصالحي، عن محمد بن عبد الواحد الهاشمي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، ومحمد بن أحمد القطيعي، قال الأول: أنبأنا ابن الرطبي المذكور وقال الثاني: أنا محمد بن محمد ابن اللحاس وقال الثالث: أنبأنا نصر بن نصر العكبري، قالوا: أنا علي بن أحمد ابن البسري، قال الثاني: إجازة، قال أبو الحسين المذكور: أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي، وإسحاق بن إبراهيم المروزي، قالا: ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد)) وليس في حديث إسحاق لفظة ((هذا)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 وبه إلى البغوي، قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: ثنا عبد العزيز، عن عبد الواحد بن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من فعل أمراً ليس عليه أمرنا فهو رد)) . متفق عليه أخرجه مسلم من الوجه الأول الذي أخرجناه منه، عن عبد بن حميد، وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، وأخرجه أبو داود، عن محمد بن عيسى كلاهما عن عبد الله بن جعفر به، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً لمسلم. وأما حديث إبراهيم بن سعد فأخرجه البخاري عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ومسلم عن محمد بن الصباح، وعبد الله بن عون، وأبو داود، عن ابن الصباح وحده، وابن ماجه عن أبي مروان محمد بن عثمان العثماني، كلهم عن إبراهيم بن سعد به، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً، ولله الحمد. وقال البخاري: ورواه عبد الله بن جعفر المخرمي، وعبد الواحد بن أبي عون، عن سعد بن إبراهيم، فرزقناه عالياً بحمد الله من حديثهما، وفي حديث أبي داود المتقدم ذكره عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جعفر، وإبراهيم بن سعد، جمعهما. أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي المصري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 قراءة عليه، وأنا أسمع قال: أنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن علاق الأنصاري. ح وقرئ على الملك أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز بن أيوب وأنا أسمع، أخبرك محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي، قالا: أنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري، قال: أنا مرشد بن يحيى المديني، قال: أنا علي بن عمر بن حمصة، قال: ثنا حمزة بن محمد الكناني الحافظ، قال: أنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب، قال: ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال حدثني الليثي بن سعد، عن عامر بن يحيى المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي أنه قال: سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يصاح برجلٍ من أمتي على رؤس الخلائق يوم القيامة، فتنشر له تسعةً وتسعون سجلاً كل سجل منها مد البصر، ثم يقول الله تبارك وتعالى له: أتنكر من هذا شيئاً فيقول: لا يا رب ثم يقول الله ألك عذرٌ أو حسنةٌ، فيهاب الرجل، فيقول: لا يا رب، فيقول الله عز وجل: بلى إن لك عندنا حسناتٍ وإنه لا ظلم عليك، فتخرج له بطاقةٌ فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول عز وجل: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفهٍ والبطاقة في كفةٍ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 وأخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب في كتابه، قال: أنا عبد الله بن عمر، قال: أنا أبو الوقت، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا إبراهيم بن خزيم قال: ثنا عبد بن حميد، قال: أنا أبو عبد الرحمن المقرئ، قال: ثنا عبد الرحمن ابن زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. ح وأنبأني أحمد بن مزيز، عن أبي الحجاج يوسف بن خليل الحافظ، قال: أنا محمد بن أبي زيد، قال: أنا محمود بن إسماعيل، قال: أنا أبو الحسين بن فاذشاه قال: أنا سليمان بن أحمد الطبراني، قال: ثنا هارون ابن ملول، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، قال: ثنا عبد الرحمن بن زياد، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بالرجل يوم القيامة، ثم يؤتى بالميزان، ثم يؤتى بتسعة وتسعين سجلاً كل سجل منها مد البصر، فيها ذنوبه وخطاياه، فتوضع في كفة الميزان، ثم يؤتى بقرطاسٍ مثل هذا، وأشار بيده وأمسك إبهامه، فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فتوضع في الكفة الأخرى، فترجح بخطاياه وذنوبه)) . هذا حديث حسن أخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث الليث نازلاً فوقع لنا عالياً، ورواته في الطريق الأول من شيخنا أبي الفتح إلى منتهاه مصريون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 ولد شيخنا هذا في أربع عشر شعبان سنة أربع وستين وستمائة، واعتنى به أبوه كثيراً، ومن العجيب أنه لم يوجد له مع ذلك حضورٌ، لكنه أسمعه من النجيب الحراني، وابن علاق، فكان خاتمة أصحابهما، وسمع أيضاً من الشريف ابن مناقب، وابن خطيب المزة، والقطب القسطلاني، وأبي بكر الأنماطي، وشامية بنت البكري، وجماعة وأجاز له ابن عبد الدائم، وابن أبي اليسر، وابن عبد، والنووي، وآخرون، وحدث دهراً طويلاً، سمعت منه ((الغيلانيات)) و ((جزء البطاقة)) و ((عوالي عبد الرحمن بن عتاب)) والثلاثة عشر جزءاً الأولى من ((سنن أبي داود)) تجزئة الخطيب، وكانت وفاته في سنة أربع وخمسين وسبعمائة رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 الشيخ الثاني عشر أخبرنا الإمام فقيه مكة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي العمري الحرازي ثم المكي الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع بمكة -زادها الله شرفاً-، في عام اثنتين وخمسين وسبعمائة وأجاز لي جميع مروياته، والإمام أبو الفضل خليل بن عبد الرحمن المالكي سماعاً أيضاً، قالا: أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن حريث العبدري، قال الأول: بقراءتي، وقال الثاني: سماعاً، قال: أنا أبو محمد عبد المهيمن بن عبد الله بن محمد الأنصاري، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي، قال: أنا محمد بن حسن بن عطية بن غازي. ح وأخبرني أحمد بن قاسم الحرازي أيضاً، قال: أنا أبو القاسم خلف ابن عبد العزيز الغافقي القبتوري، بقراءاتي، قال: قرأت على أبي عبد الله ابن أبي القاسم الأنصاري، قال: أنا أبو زيد عبد الرحمن بن محمد الخزرجي، قال: أنا أبو جعفر أحمد بن علي بن حكم القيسي سماعاً قالا: أنا القاضي أبو الفضل عياض بن موسى، قال: ثنا أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 عبد الله محمد بن عيسى التميمي، والفقيه أبو الوليد هشام بن أحمد بقراءاتي عليهما. ح وأنبأني بعلو ثلاث درجات عما سبق، صالح بن مختار بن أبي الفوارس، وعبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي إن لم يكن سماعاً، قالا: أنبأنا محمد بن عبد الهادي المقدسي، عن أبي طاهر السلفي، عن المذكورين، قالا: أنا أبو علي الغساني، قال: ثنا النمري، ثنا ابن عبد المؤمن ثنا أبو بكر التمار، قال: ثنا أبو داود. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة ومما قبله بأربع من اتصال السماع محمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي القاسم، قال: أنا أبو الفضل بن أبي الحجاج، قال: أنا عمر بن طبرزد، قال: أنا إبراهيم بن محمد الكرخي، قال: أنا أبو بكر الخطيب. ح وكتب إلي عالياً عن هذا الأخير بدرجة أبو العباس بن مزيز، عن صفية بنت عبد الوهاب، قالت: أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي، والحسن بن العباس الرستمي، قال الأول: أنبأنا الخطيب، وقال الثاني: أنا أبو علي التستري، وأبو منصور محمد بن أحمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 شكرويه إذناً، قالوا ثلاثتهم: أنا أبو عمر الهاشمي، قال: أنا أبو علي اللؤلؤي. ح وأنبأناه أيضاً أحمد بن نعمة الخياط، عن محمد بن عبد الواحد ابن المتوكل، عن أبي الوقت، قال: أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف، قال: أنا منصور بن عبد الله الخالدي، قال: أنا محمد بن بكر بن داسة قالا: أنا أبو داود السجستاني. ح وأخبرني أعلى من الأول بست درجات، ومن الأخير بدرجة أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً، عن محمد بن أحمد القطيعي، قال: أنبأنا المبارك بن أبي علي السلامي، عن أبي الحسين الكرخي، وأبي الحسين بن المهتدي بالله قالا: أنا أبو القاسم بن حبابة، قال: ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال هو وأبوه، واللفظ لعبد الله: أنا محمد بن سلمة، قال: ثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، وحيوة، وسعيد بن أبي أيوب، عن كعب بن علقمة، عن عبد الرحمن بن جبير، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا الله تعالى لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 وأخبرناه ابن أبي التائب إذناً، قال: أنا محمد بن أبي بكر البلخي. ح وكتب إلي أحمد بن مزيز، عن أبي القاسم بن رواحة، قالا: أنا السلفي، قال الأول: إجازة، قال: أنا أبو بكر الطريثيثي، وجماعة، قالوا: أنا أبو القاسم بن بشران، قال: ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، قال: ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، قال: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: ثنا سعيد ابن أبي أيوب، قال: ثنا كعب بن علقمة. ح وقال المقرئ أيضاً: ثنا حيوة، قال: أنا كعب بن علقمة، فذكر نحوه. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم، وأبو داود عن محمد بن سلمة، كما سقناه لأبي داود، إلا أن مسلماً لم يذكر ابن لهيعة، بل قال: وغيرهما، فوقع لنا موافقة لهما عالية، وقد ساويت في الروايتين الأخيرتين القاضي عياضاً ولله الشكر. وبالإسنادين إلى أبي الفضل عياض، قال: أنا أبو عمران موسى بن أبي تليد الفقيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 ح وأنبأني عالياً عبد الله بن الحسن بن الحافظ، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي، قال: أنا جدي أحمد بن محمد الحافظ إجازة إن لم يكن سماعاً، قال: أنا ابن أبي تليد المذكور كتابة، قال: ثنا أبو عمر الحافظ، قال: ثنا سعيد بن نصر، قال: ثنا قاسم بن أصبغ، قال: ثنا محمد بن وضاح، قال: ثنا يحيى، قال: ثنا مالك، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله في الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب)) . وأخبرناه بهذا العلو متصلاً بالسماع القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد المعطي الشافعي، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن أبي الحرم الصقلي، وعلي بن محمد بن هارون الثعلبي. ح وأنبأنيه أعلى من هذا بدرجة أبو العباس الحجار، وأخبرني عنه الإمام أبو السيادة المطري بقراءتي، قال الحجار، والصقلي، والثعلبي: أنا الحسين بن المبارك الزبيدي، قال: أنا عبد الأول بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 عيسى، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه، قال: أنا محمد بن يوسف، قال: أنا محمد بن إسماعيل البخاري. ح وأخبرناه أحمد بن نعمة الصالحي كتابة، قال: أنا عبد الله ابن عمر بن اللتي، قال: أنا السديد الهروي، قال: أنا أبو محمد البوشنجي، قال: أنا عبد الله بن أعين، قال: أنا عيسي بن عمر، قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قالا واللفظ للدارمي: أنا الحكم ابن نافع، ثنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، أخبرني محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن لي أسماء أنا أحمد، وأنا محمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب والعاقب الذي ليس بعده أحد)) . وأخبرناه الحاكم أبو محمد عبد الله بن الحسن الدمشقي، وأحمد بن إدريس بن مزيز الحموي كتابة، قالا: أنا مكي بن المسلم ابن علان، قال: أنا أبو المعالي بن خلدون، قال: أنا أبو الحسن ابن الموازيني، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر، قال: أنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم، قال: أنا أبو العباس محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 شادل الهاشمي، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه، قال: أنا سفيان، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لي أسماء)) . ح وأخبرناه كذلك مع اتصال السماع الأمير أبو سعيد غلبك بن عبد الله البدري، وأم الخير ابنة علي بن عمر الصنهاجي سماعاً، قالا: أنا عبد اللطيف الحراني، قال: أنا عبد الله بن المبارك بن سكينة -بكسر السين المهملة وتشديد الكاف المكسورة- قال: ثنا أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر من لفظه، قال: ثنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي إملاءً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه. ح وأنبأني أعلى من هذا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الواني العجمي، قال: أنا أحمد بن عبد الدائم المقدسي سماعاً، عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، قال: أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، قال: أنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان بعكبرا، قال: أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، قال: ثنا علي بن حرب، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 ((أنا محمد وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر -وقال ابن عبد الدائم في حديثه- يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي أحشر الناس، وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبي -وفي حديث ابن راهويه- الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي)) . متفق عليه، أخرجه البخاري من حديث مالك، ورواه أيضاً كما قدمنا، عن الحكم بن نافع، فوافقناه في الرواية التي بعدها، وأخرجه مسلم، عن الدارمي، عن أبي اليمان الحكم به، فوافقناه بعلو درجتين، وعن إسحاق بن راهويه، وأبي خيثمة، وابن أبي عمر، والترمذي، عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، أربعتهم عن أبي عيينة، فوافقنا مسلماً أيضاً في ابن راهويه بعلو درجة، ووقع لهما بدلاً له وللترمذي في الرواية الأخيرة عالياً بدرجتين، ولله المنة. وبه إلى أبو الفضل عياض، قال: ثنا أبو الحسن يونس بن مغيث الفقيه بقراءتي عليه. ح وأخبرني عالياً صالح بن مختار الأشنهي، وعبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي إذناً إن لم يكن سماعاً، عن محمد بن عبد الهادي المقدسي، قال: أنبأنا أحمد بن محمد الحافظ، عن يونس بن مغيث المذكور، كتابة، قال: ثنا حاتم بن محمد، قال: ثنا أبو حفص الجهني، قال: ثنا أبو بكر الآجري، قال: ثنا إبراهيم بن موسى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 الجوزي، قال: ثنا داود بن رشيد، ثنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض ابن سارية رضي الله عنه في حديثه في موعظة النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((فعليكم بسنتي)) . وأخبرناه أتم من هذا مع اتصال السماع، عبد القادر بن الملوك فيما سمعته عليه، قال: أنا محمد بن إسماعيل الخطيب، قال: أنا يحيى بن محمود الثقفي، قال: أنا أبو علي الحداد، قال: أنا أبو نعيم الحافظ، قال: ثنا أبو بكر الآجري، قال: ثنا إبراهيم بن موسى الجوزي، ثنا داود بن رشيد، ثنا الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر الكلاعي، قالا: دخلنا على العرباض بن سارية، وهو من الذين نزل فيهم: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع} الآية. وهو مريض، قال: فقلت له: إنا جئنا زائرين، وعايدين، ومقتبسين، فقال عرباض: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً الغداة، ثم أقبل علينا فوعظنا موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 قائل: يا رسول الله إن هذه لموعظة مودع فما تعهد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعلكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعةٌ وكل بدعةٍ ضلالةٌ)) . وأخبرناه أنزل من هذا بدرجة أبو سعيد غلبك بن عبد الله، وأم الخير عائشة بنت علي، قالا: أنا ابن الصيقل، قال: أنا عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي. ح وكتب إلي عالياً كالذي قبل هذا أحمد بن مزيز، عن صفية القرشية، قالا: أنا مسعود بن الحسن الثقفي، قال عبد الباقي: سماعاً، وقالت المرأة: إجازة، قال: أنا أبو الحسن سهل بن عبد الله الغازي، قال: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق، ثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، قال: ثنا أبو عبد الله الهيثم بن محمد قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، فذكره مختصراً من قوله: ((فعليكم بسنتي) . إلى قوله: ((بالنواجذ)) ، نحو ما تقدم. وأنبأناه أعلى من هذا كله أحمد بن نعمة الصالحي، قال: أنا عبد الله بن عمر البغدادي، قال: أنا عبد الأول بن عيسى، قال: أنا عبد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 الرحمن بن محمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد، قال: أنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندي، قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أنا أبو عاصم، قال: أنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: ((صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر، ثم وعظنا موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائلٌ: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم والمحدثات، فإن كل محدثةٍ بدعةٌ وكل بدعةٍ ضلالةٌ)) . وأخبرناه أحمد بن مزيز كتبة، عن أبي القاسم بن رواحة، قال: أنا أحمد ابن محمد السلفي قال: أنا القاسم بن الفضل، قال: أنا محمد بن إبراهيم الجرجاني إملاءً، قال: ثنا محمد بن يعقوب الأصم، قال: ثنا أبو عتبة أحمد ابن الفرج الحمصي، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد ابن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي، عن العرباض بن سارية، فذكره بتمامه، نحواً مما سبق. هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، عن الوليد ابن مسلم، وأبي عاصم، فوافقناه في شيخيه بعلو في أبي عاصم، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 وأخرجه أبو داود عن أحمد بن حنبل، عن الوليد، والترمذي، عن الحسن بن علي الخلال، وغير واحد، عن أبي عاصم، ولم يذكر في الإسناد حجراً، وعن علي بن حجر، عن بقية، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً ولله المنة. وبه إلى القاضي عياض، قال: ثنا القاضي أبو عبد الله محمد ابن عبد الرحمن الأشعري، وأبو القاسم أحمد بن بقي الحاكم، وغير واحد فيما أجازونيه، قالوا: أنا أبو العباس أحمد بن عمر بن دلهاث، قال: ثنا أبو الحسن علي بن فهر، قال: ثنا: أبو بكر محمد بن أحمد ابن الفرج، قال: ثنا أبو الحسين عبد الله بن المنتاب، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: ثنا ابن حميدٍ قال: ((ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال مالك له: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فإن الله عز وجل أدب قوماً فقال: {لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي} الآية، ومدح قوماً فقال: {إن الذين يغضون أصواتهم} الآية وذم قوماً فقال: {إن الذين ينادونك} الآية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً، فاستكان لها أبو جعفر، وقال: يا أبا عبد الله استقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك، آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به يشفعك الله، قال الله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم} الآية)) . ولد شيخنا هذا في شهور سنة خمس وسبعين وستمائة ببلده كما وجد بخطه، وقدم إلى مكة، فسمع على الفخر التوزري، والصفي والرضي الطبريين، وبالمدينة على ابن حريث ((الشفاء)) ، وسمعه أيضاً علي أبي القاسم القبتوري، سمعته منه، ((والمجالس المكية)) للميانشي، وكان له معرفة بالفقه، ويشارك في غيره مع عبادة وديانة، وكان شيخ مكة، والمعتمد عليه في الفتوى بها. مات رحمه الله في ثاني عشر شوال سنة خمس وخمسين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 الشيخ الثالث عشر أخبرنا المسند المعمر ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن عبد العزيز بن عيسى بن أبي بكر بن أيوب بن شادي بن مروان المصري ابن أخي شيخنا عبد القادر المقدم ذكره، قراءة عليه وأنا أسمع في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة وأجاز لي جميع مروياته، قال أنا أبو بكر محمد بن أبي الطاهر إسماعيل بن الأنماطي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا الشيخان أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الحرستاني حضوراً، وأبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي إجازة، قال: أنا، وقال الحرستاني: أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري قراءة عليه وأنا أسمع. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن نعمة البياني، عن أنجب الحمامي، قال: أنبأنا مسعود بن الحسن، عن عبد الرحمن بن محمد ابن إسحاق، قالا: أنا زاهر بن أحمد، قال الثاني: إجازة، قال: أنا المنيعي، قال: ثنا هدبة، ثنا همام بن يحيى، ثنا قتادة، عن أنس، عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)) . أخرجه الشيخان، عن هدبة، فوافقناهما بعلو ولله الحمد. وأخبرناه أنزل من هذا بدرجة، وهو كالأول في العدد، وأبو العباس بن نعمة الصالحي، عن محمد بن خلف الحافظ، قال: أنبأنا أبو بكر المجلد، قال: أنا أبو نصر الزينبي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا يحيى -هو ابن صاعد- قال: ثنا عمرو بن علي، قال: ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، ثنا قتادة، عن أنس، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن)) ثم ذكر نحوه. وأخبرناه أنزل بدرجة أخرى من حيث العدد فقط الأمير أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 سعيد غلبك بن عبد الله الخازنداري، وأم الخير ابنة أبي الحسن الشبلي سماعاً أن أبا الفرج الحراني أخبرهما، قال: أنا محمد بن الحسين بن طاهر النهرواني الحذاء إجازةً إن لم يكن سماعاً قال: أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن السلال، وأبو الفضل محمد بن عمر الأرموي، قالا: أنا أبو جعفر بن المسلمة، قال: أنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: أنا جعفر بن محمد الفريابي، قال: ثنا محمد بن المثنى، ومحمد ابن بشار، قالا: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا شعبة، حدثني قتادة، عن أنس بن مالك، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كمثل الأترجة طيبة الطعم طيبة الريح، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طيبة الطعم لا ريح لها ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة طيبة الريح وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة مرة الطعم لا ريح لها)) . أخرجه مسلم، وابن ماجه، عن محمد بن مثنى زاد ابن ماجه: ومحمد بن بشار، والنسائي، عن عمرو بن علي فوافقناهم بعلو ولله المنة. وبالإسنادين إلى زاهر بن أحمد، قال: أنا أبو إسحاق الزينبي قال: ثنا بندار محمد بن بشار، قال: ثنا محمد -يعني ابن جعفر- قال: ثنا شعبة، قال: سمعت قتادة يحدث عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 ((أقيموا الركوع والسجود فوالله إني لأراكم من بعدي -وربما قال: بعد ظهري- إذا ركعتم وإذا سجدتم)) . وأنبأناه أحمد بن أبي النعم، عن أبي الحسن المؤرخ، قال: أنا أبو بكر المجلد، قال: أنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي، قال: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن مطيع، وإسحاق بن إبراهيم المروزي، قالا: ثنا إسماعيل بن جعفر عن حميد، وقال إسحاق: أخبرني حميد، عن أنس قال: ((أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه حين قام إلى الصلاة قبل أن يكبر فقال: أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري)) . لفظ إسحاق. وأخبرناه أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً، قال: أنا ابن اللتي، قال: أنا أبو الوقت، قال: أنا الداودي، قال: أنا ابن حمويه، قال: أنا إبراهيم بن خزيم، قال: ثنا عبد بن حميد، قال: أنا يزيد بن هارون، أنا حميد، عن أنس بن مالكٍ، ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 بعد أن أقيمت الصلاة قبل أن يكبر أقبل على القوم بوجهه فقال: ((أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري)) ، قال: لقد كنت أرى الرجل يلزق منكبه بمنكب أخيه، وقدمه بقدمه، وركبته بركبته في الصلاة. أخرجه الشيخان، عن بندار، فوافقناهما بعلو في الرواية الأولى، وأخرجه النسائي عن محمد بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر كما في روايتنا الثانية، فوقع بدلاً له عالياً عشارياً. وبهما إلى زاهر السرخسي: قال: أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: ثنا هدبة بن خالد، قال: ثنا همام، ثنا قتادة، عن أنسٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم يسقط على بعيره قد أضله بأرض فلاةٍ)) . أخرجه البخاري ومسلم، عن هدبة، فوافقناهما بعلو في الطريق الثاني. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أيوب سماعاً، قال: أنا محمد بن أبي الطاهر الأنماطي سماعاً، قال: أنا عبد الصمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 محمد الحرستاني حضوراً، وأبو روح الهروي إجازة، قال: أنا، وقال عبد الصمد: أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنا سعيد بن محمد، قال: أنا زاهر بن أحمد، قال: ثنا المنيعي، ثنا أحمد بن حنبل سنة ثمان وعشرين ومائتين، قال: ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن الحصين، عن أم الحصين قال: ((حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فرأيت أسامة بن زيدٍ وبلالاً، وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر يستره بثوبه من الحر، حتى رمى جمرة العقبة)) . أخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب كتابةً، عن ابن اللتي، عن مسعود الثقفي، عن عبد الرحمن بن منده، عن زاهر بن أحمد، فذكره. وأخبرناه أعلى من هذا الثاني بدرجة، من الأول بدرجتين أحمد ابن بيان الدمشقي إذناً، عن محمد بن أحمد بن خلف، قال: أنا محمد بن عبيد الله قال: أنا أبو نصر النرسي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الجبار، قال: حدثني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة، عن يحيى بن حصين، عن أم حصين قالت: ((حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع)) ثم ذكر الحديث نحواً مما تقدم وفيه زيادة. أخرجه مسلم وأبو داود، عن أحمد بن حنبل، فوافقناهما بعلو في الرواية الأولى، وأخرجه النسائي، عن عمرو بن هشام، عن محمد بن سلمة فوقع لنا بدلاً له عالياً، وعالياً عنهم في روايتنا الأخيرة. وبالإسنادين إلى زاهر بن أحمد، قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي. ح وأخبرناه أحمد بن بيان في الأذن، عن أبي الحسن القطيعي، عن أبي الكرم بن فتحان، قال: أنا عبد الله بن محمد الصريفيني إذناً، قال: أنا أبو القاسم بن حبابة، قال: أنا البغوي، ثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن سيار أبي الحكم، عن ثابتٍ البناني، عن أنسٍ أنه مر على صبيانٍ فسلم عليهم، ثم حدث: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبيان فسلم عليهم)) . أخرجه البخاري، عن علي بن الجعد فوافقناه بعلو ولله الحمد. وبالإسنادين إلى زاهر بن أحمد قال: أنا البغوي المنيعي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 ح وأخبرناه متصلاً بالسماع أبو العباس أحمد بن كشتغدي الخطائي، وأبو سعيد غلبك بن عبد الله الخازنداري، وعائشة ابنة علي ابن عمر الصنهاجي قراءة عليهم وأنا أسمع، قالوا: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا حماد بن هبة الله الأديب. ح وأنبأني بعلو درجةٍ عن هذا أحمد بن أبي طالب، عن عبد الله بن عمر العتابي، قالا: أنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البنا، قال الثاني: إجازة، قال: أنا أبو نصر محمد بن علي الزينبي، وفي حديث غلبك وعائشة أبو القاسم بن البسري مكان أبي نصر الزينبي، وهو خطأ، والله أعلم، وقع كذلك في ((مشيخة النجيب الصغرى)) ، قال: أنا أبو طاهر المخلص، قال: أنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} ، قال: يقومون حتى يبلغ الرشح إلى أطراف آذانهم)) ، وليس في حديث المخلص لفظة ((إلى)) ، فأما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 حديث ابن البسري فأنبأنا به أحمد بن نعمة، عن أحمد بن يعقوب المارستاني، قال: أنا أبو المعالي محمد بن محمد بن اللحاس، قال: أنبأنا أبو القاسم ابن البسري، قال: أنا أبو طاهر المخلص، فذكره. أخرجه مسلم، عن أبي نصر التمار هذا فوافقناه بعلو درجتين ولله الحمد. وأخبرنا بهذا الحديث أيضاً أحمد بن أبي النعم الصالحي فيما أباح لي روايته عنه، عن عبد الله بن أبي الخطاب السلامي، قال: أنا السديد ابن أبي مريم الماليني، قال: أخبرتنا أم الفضل ابنة عبد الصمد، قالت: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح قال: أنا عبد الله بن -وهو ابن جعفر بن أحمد بن خشيش- ثنا يوسف -يعني ابن موسى- قال: ثنا سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر، عن ابن عون، عن نافعٍ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال: ((يقوم أحدكم في رشحه إلى أنصاف أذنيه)) . متفق عليه من حديث ابن عون، أخرجه مسلم وابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي خالد الأحمر -وهو سليمان بن حيان- المذكور في روايتنا الثانية، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً، والله المحمود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن الملوك قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو بكر ابن الأنماطي، قال: أنا أبو القاسم بن محمد بن أبي الفضل حضوراً، وعبد المعز بن محمد إجازةً، قال: أنا، وقال أبو القاسم: أنبأنا أبو القاسم بن طاهر، قال: أنا أبو عثمان البحيري، قال: أنا زاهر بن أحمد السرخسي، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن حفص الشعراني، قال: ثنا علي بن خشرم، ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، وأبي ظبيان عن جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)) . أخبرناه أعلى من هذا بدرجة أبو العباس أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي في كتابه إلي منها، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، قال: أحمد بن محمد بن أحمد الإسكندري، قال: أنا القاسم بن الفضل الثقفي، قال: أنا أبو سعيد الصيرفي، قال: ثنا محمد بن يعقوب الأصم، قال: ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، وزيد بن وهبٍ، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 قال: ((من لا يرحم الناس لا يرحمه الله)) . وأخبرناه بهذا العلو متصلاً بالسماع محمد بن محمد بن أبي إسحاق القرشي سماعاً، قال: أنا إبراهيم بن محمد الحسيني وأبو الفضل بن يوسف سماعاً قالا: أنا عمر بن محمد بن طيرزد، قال الثاني: وأنا حاضر، قال: أنا أبو القاسم الشيباني، قال: أنا أبو طالب البزار، قال: ثنا أبو بكر الشافعي، قال: ثنا أبو يعلى محمد بن شداد المسمعي، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يرحم الله من لا يرحم الناس)) . متفق عليه، أخرج مسلم الطريق الأولى، عن علي بن خشرم، فوافقناه بعلو، والطريق الثانية أخرجها البخاري، عن محمد بن سلامٌ ومسلم عن أبي كريب، كلاهما عن أبي معاوية، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً، والطريق الثالثة أخرجها الترمذي، عن بندار، عن القطان، فوقع لنا بدلاً له عالياً، ولله الحمد والمنة سبحانه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 مولد هذا الشيخ في عام أربعة وسبعين وستمائة، وسمع على العز الحراني ((صحيح البخاري)) ، و ((مشيخة القاضي أبي بكر الأنصاري الكبرى)) ، وبعض ((المعجم الكبير)) للطبراني، وسمع أيضاً من ابن الأنماطي، انتخاب أبي مسعود الدمشقي، من ((حديث زاهر السرخسي)) ، سمعته منه، وسمعت منه أيضاً قطعة من مسموعه من ((المعجم)) لم يتحرر لي الآن، للبعد عن الأصول. وكانت وفاته في يوم السبت سابع عشر جمادى الأولى سنة ستٍ وخمسين وسبعمائة رحمه الله وإيانا. آخر الجزء الخامس والحمد لله وحده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الشيخ الرابع عشر أخبرنا الإمام العالم الزاهد القدوة ضياء الدين أبو الفضل محمد ويعرف بخليل ابن الإمام بهاء الدين عبد الرحمن ابن الإمام ضياء الدين محمد بن عمر بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون القسطلاني أصلاً، المكي المالكي، قراءة عليه وأنا أسمع بالمسجد الحرام، وأجاز لي جميع مروياته، والإمام أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي سماعاً أيضاً، قالا: أنا الإمام رضي الدين أبو أحمد إبراهيم ابن محمد بن إبراهيم الطبري، قال: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي حرمي فتوح بن بنين الكاتب المكي، قال: أنا أبو الحسن علي بن حميد ابن عمار الأطرابلسي، قال: أنا عيسى بن أبي ذر الهروي، قال: أنا أبي، قال: أنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد المعطي بن سالم الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع أن أبا عبد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 محمد بن أبي الحرم مكي بن أبي الذكر الصقلي، وأبا الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي، أخبراه. ح وقرأت على الإمام عفيف الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف الأنصاري، أخبرك أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار قراءة عليه وأنت تسمع، فأقر به. ح وأجاز لي ذلك أبو العباس الحجار في كتابه، وليس في الدنيا رجل يروي عنه سواي، قالوا ثلاثتهم: أنا الحسين بن المبارك الزبيدي، قال: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى الصوفي، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الداوودي، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قالوا: أنا محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: أنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، قال: ثنا المكي بن إبراهيم، قال: ثنا يزيد بن أبي عبيدٍ، قال: ((كنت آتي مع سلمة بن الأكوع فيصلي عند الأسطوانة، التي عند المصحف، فقلت له: يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، قال: فإني رأيت رسول الله يتحرى الصلاة عندها)) . أخرجه مسلم، عن أبي موسى، عن مكي فوقع لنا بدلاً له عالياً بدرجتين، عشارياً من طريقه الأخيرة. وبه إلى البخاري قال: ثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيدٍ، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثةٍ وفي بيته منه شيءٌ، فلما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي؟ قال: كلوا، وأطعموا، وادخروا، فإن ذلك العام كان بالناس جهدٌ فأردت أن تعينوا فيها)) . أخرجه مسلم في صحيحه عن إسحاق بن منصور، عن أبي عاصم، فوقع لنا بدلاً له عالياً بدرجتين عشارياً. وبه إلى البخاري قال: ثنا قتيبة. ح وأنبأني به أعلى من الأول بثلاث درجات، ومن الثاني باثنتين، ومن الثالث بواحدة، أبو العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي، قال: أنا أبو المنجا عبد الله بن عمر البغدادي سماعاً، قال: أنا عبد الأول بن عيسى الهروي، قال: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، قالا: -واللفظ للعلاء- ثنا الليث ابن سعد، عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه قال: ((رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامةً في قبلة المسجد وهو يصلي بين يدي الناس فحتها ثم قال حين انصرف من الصلاة: إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإن الله قبل وجهه فلا يتنخمن أحدكم قبل وجهه في الصلاة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 متفق عليه أخرجه البخاري، والنسائي عن قتيبة كما سبق إخراجه من طريق البخاري، ورواه مسلم، وابن ماجه، عن محمد بن رمح، زاد مسلم: وقتيبة، فوافقنا مسلماً والنسائي في قتيبة بعلو من طريق البخاري، ووقع لنا بدلاً للجميع عالياً جداً في الرواية الأخيرة. وبه إلى البخاري، قال: ثنا قتيبة، ثنا عبد العزيز، عن أبي حازمٍ، عن سهل بن سعدٍ قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخندق وهم يحفرون التراب، ونحن ننقل التراب على أكتادنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار)) . أخبرناه أبو العباس ابن كشتغدي، قال: أنا ابن الصيقل، قال: أنا حماد بن هبة الله. ح وأنبأني عالياً بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي، قالا: أنا سعيد بن البنا، قال الثاني إجازةً، قال: أنا أبو نصر الزينبي، قال: أنا محمد ابن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا خلف بن هشام البزار سنة ست وعشرين ومائتين، قال: ثنا عبد العزيز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار)) . أخرجه النسائي، عن قتيبة فوافقناه من طريق البخاري الأخيرة عالياً، ورواه مسلم عن القعنبي، عن عبد العزيز بن أبي حازم، ووقع لنا بدلاً للجميع عالياً بحمد الله والمنة. وبه إلى البخاري والبغوي، قال البخاري: ثنا مسلم، وقال البغوي: ثنا شيبان بن فروخ، قالا: ثنا أبو الأشهب، قال: ثنا أبو الجوزاء، عن ابن عباسٍ أنه قال: (اللات والعزى) ، قال ((كان اللات والعزى رجلاً يلت سويق الحاج)) ولفظ البخاري، عن ابن عباس: (اللات والعزى) كان اللات رجلاً يلت سويق الحاج)) . وقع لنا بدلاً للبخاري في طريق البغوي عالياً عشارياً ولله المنة. وبه إلى البخاري، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا هشام، وشعبة، قالا: ثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((العائد في هبته كالعائد في قيئه)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 وأخبرناه أبو العباس أحمد بن إدريس بن أبي الفرج الحموي كتابةً، وتفردت عنه، قال: أنا الحسن بن محمد بن محمد البكري سماعاً، قال: أنا أبو روح عبد المعز بن محمد الهروي، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري، قالا: أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، قال: أنا إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، قال: أنا عبد الله بن محمد بن عطاء، قال: أنا محمد ابن أيوب بن الضريس، قال: ثنا مسلم [بن] إبراهيم، قال: ثنا أبان بن يزيد، قال: ثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما. ح وكتب إلي عالياً بدرجةٍ أحمد بن أبي النعم الصالحي، عن أبي الحسن بن خلف، قال: أنبأنا المبارك بن فتحان، عن عبد الله بن محمد الصريفيني، قال: أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق المتوثي قال: ثنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا علي بن الجعد، قال: أنا شعبة، عن قتادة، قال: سمعت سعيد ابن المسيب يحدث عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العائد في هبته كالعائد في قيئه)) . أخرجه البخاري كما قدمنا، وأبو داود، عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان ابن يزيد، وهمام بن يحيى، وشعبة، كلهم عن قتادة فوقع لنا موافقة عالية لأبي داود، وبدلاً له وللبخاري بعلو في روايتنا الأخيرة، والله المحمود سبحانه، ورواه مسلم، عن حجاج بن الشاعر، والنسائي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 عن إسحاق الكوسج، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حرب ابن شداد، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، عن أبي جعفر محمد ابن علي، عن سعيد بن المسيب، فباعتبار العدد كان شيخ شيخي في الرواية الأخيرة، رواه عن مسلم والنسائي ولله الحمد والشكر. أخبرنا الإمام أبو الفضل خليل بن عبد الرحمن المالكي قراءة عليه وأنا أسمع، والإمام أبو محمد اليافعي، قالا: أنا إبراهيم بن محمد الطبري، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي حرمي، قال: أنا علي بن حميد، قال: أنا عيسى بن أبي ذر، قال: أخبرني أبي، قال: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، وأبو الهيثم الكشميهني، وأبو محمد بن حمويه. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد المعطي الشافعي سماعاً، قال: أنا علي بن محمد الثعلبي، ومحمد بن أبي الذكر الصقلي. ح وأنبأني عالياً بدرجة أخرى أحمد بن أبي طالب الحجار، وقرأت على عبد الله بن محمد الأنصاري، عنه، قالوا: أنا الحسين ابن الزبيدي، قال: أنا عبد الأول بن عيسى قال: أنا الحسن الداودي، قال: أنا ابن حمويه، قالوا: أنا محمد بن يوسف، قال: أنا محمد بن إسماعيل، قال: أنا أبو اليمان، أنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 ((لا طيرة وخيرها الفأل. قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم)) . أخبرناه أيضاً أبو العباس بن أبي النعم الدمشقي إذناً، قال: أنا عبد الله بن عمر البغدادي، قال: أنا السديد الهروي، قال: أنا عبد الرحمن بن معاذ، قال: أنا عبد الله بن أعين، قال: أنا عيسى بن عمر، قال: أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أنا أبو اليمان، فذكره. أخرجه مسلم، عن الدارمي، فوافقناه، والبخاري في هذه الرواية، ووقع لنا عالياً بحمد الله. وبه إلى البخاري، قال: ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى، قال: ثنا عبيد الله، ثنا القاسم بن محمدٍ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار، لقد رأيتني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا مضطجعةٌ بينه وبين القبلة، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فقبضتها)) . وأخبرناه عالياً أيضاً متصلاً بالسماع أبو الفتح محمد بن محمد القرشي الخطيب سماعاً، قال: أنا إبراهيم بن محمد بن عبد الوهاب الحسيني، وعبد الرحيم بن أبي المحاسن الشافعي، قالا: أنا عمر بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 طبرزد، قال: أنا هبة الله بن محمد الكاتب، قال: أنا أبو طالب البزار، قال: أنا أبو بكر الشافعي، قال: حدثنا معاذ، قال: ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله. قال: سمعت القاسم بن محمد، يحدث عن عائشة، قالت: ((بئسما عدلتمونا بالحمار والكلب، لقد رأيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة بين يديه فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فضممتها إلي ثم سجد)) . وأخبرنا أيضاً أبو العباس أحمد بن كشتغدي بن عبد الله المعزي سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا عبد العزيز بن محمود ابن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة الرطبي. ح وكتب إلي أعلى من هذا بدرجة أخرى أحمد بن أبي طالب الحجار، عن محمد بن عبد الواحد الهاشمي، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، قال الأول: أنبأنا ابن الرطبي المذكور، وقال الثاني: أنا نصر بن نصر بن يونس إذناً، وقال الثالث: أنا أبو المعالي ابن اللحاس سماعاً، قال: أنبأنا، وقال الآخران: أنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن البسري، قالا: أنا أبو طاهر الذهبي، قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا يحيى -يعني ابن سعيد- عن عبيد الله بن عمر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 قال: سمعت القاسم يحدث عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار، لقد رأيتني معترضةٌ على فراشي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فإذا أراد أن يسجد غمز رجلي فضممتها إلي، ثم سجد)) . أخرجه البخاري، عن الفلاس كما قدمنا، وأبو داود، عن مسدد، والنسائي عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، فوقع لنا عالياً جداً، وموافقة لأبي داود والنسائي، ولله الحمد. وبه إلى البخاري، قال: ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما ((أن علياً حرق قوماً، فبلغ ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا بعذاب الله، ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه)) . وأخبرنيه أحمد بن كشتغدي سماعاً، وبعلو، أحمد بن أبي طالب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 إجازةً، بإسنادهما هذا إلى أبي طاهر الذهبي، قال: ثنا يحيى بن محمد، ثنا لوين، ثنا ابن عيينة، عن أيوب، عن عكرمة قال: قال ابن عباس: أما أنا لو كنت لم أحرقهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تعذبوا بعذاب الله، وقتلتهم بقول رسول لله صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه)) . أخرج ابن ماجه منه ((من بدل دينه فاقتلوه)) عن محمد بن الصباح، عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً عالياً له وللبخاري، لاسيما في روايتنا، عن الحجار، والحمد لله. أخبرنا أبو الفضل خليل بن عبد الرحمن القسطلاني، قراءة عليه، وأنا أسمع، وأبو العباس أحمد بن قاسم الفقيه سماعاً أيضاً أن أبا عبد الله محمد ابن محمد بن حريث العبدري، أخبرهما، قال: أنا أبو محمد عبد المهيمن بن عبد الله الأنصاري، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأزدي، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن حسن بن عطية بن غازي. ح وأخبرني أبو العباس الحرازي بمكة المشرفة، قال: أنا الأديب أبو القاسم خلف بن عبد العزيز بن خلف الغافقي، بقراءتي قال: أنا أبو عبد الله ابن أبي القاسم الأنصاري، قال: أنا أبو زيد عبد الرحمن ابن محمد بن عبد الرحمن الخزرجي، قال: أنا أبو جعفر أحمد بن علي ابن حكم القيسي، قالا: أنا القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي، قال: أنا الفقيه أبو الوليد، بقراءتي، قال: أنا الحسين بن محمد قال: ثنا يوسف بن عبد الله قال: ثنا ابن عبد المؤمن، ثنا أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 بكر التمار، قال: أنا أبو داود، ثنا أحمد بن معين، ثنا زهير، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد. ح وقرئ عالياً على أبي محمد عبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي وأنا أسمع، أخبرك محمد بن إسماعيل الخطيب، فأقر به، قال: أنا يحيى بن محمود الثقفي، قال: أنا الحسن بن أحمد الحداد، قال: أنا أبو نعيم، قال: ثنا محمد بن الحسين الآجري، قال: ثنا أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ثنا عبيد الله بن محمد العيشي، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: أنا سهيل بن أبي صالحٍ، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن تميم الداري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الدين النصيحة -ثلاث مرات-، قالوا: يا رسول الله لمن، قال: لله، ولكتابه، ولأئمة المسلمين، ولعامتهم)) قال سهيلٌ: قال لي أبي: إحفظ هذا الحديث. لفظ الحديث للآجري. وأنبأناه أعلى من جميع ما تقدم أحمد ابن أبي العلاء الحموي كتابة، عن أبي القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري، قال: أنا أحمد بن محمد الحافظ، قال: أنا القاسم بن الفضل الأصبهاني، قال: ثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ إملاءً، قال: ثنا محمد بن محمد بن مالك، ثنا الحارث بن محمد، قال: ثنا علي بن عاصم، عن سهيل بن أبي صالح، عن عطاء بن يزيد. فذكره بمعناه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، عن محمد بن حاتم، والنسائي، عن يعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن ابن مهدي، عن الثوري، عن سهيل، فوقع لنا عالياً جداً من طريقنا الأخيرة. شيخنا الإمام ضياء الدين هذا، مولده في سادس شهر شوال سنة ثمان وثمانين وستمائة، وسمع الحديث من الشرف يحيى بن محمد ابن علي الطبري، والأمين محمد ابن القطب القسطلاني، والفخر التوزري، والصفي أحمد، والرضي إبراهيم، ابني محمد بن إبراهيم الطبري، وغيرهم كثيراً، وقرأ بالروايات على الدلاصي، والقصري، وأخذ الفقه عن غير واحد، والأصول والنحو عن القونوي والتصوف، عن الشريف أبي عبد الله الفاسي، وغيره، ودرس وأفتى، وحدث، وأقرأ، وكان إماماً عالماً زاهداً، شديد الورع، كثير البذل والإيثار، له الجلالة التامة عند الخاص والعام، يقصد للدعاء والتبرك أم بمقام المالكية دهراً طويلاً قريباً من خمسين سنة، سمعت عليه ((صحيح البخاري)) و ((الشفا)) ، وكانت وفاته في شهر شوال سنة ستين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 الشيخ الخامس عشر حدثنا الإمام المحدث ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل بن مظفر الفارقي المصري، من لفظه في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة المعزية، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا محمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الأنماطي، ومحمد بن عبد الحميد بن عبد الله بن خلف المؤدب، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان التوزري. ح وأخبرني المسند بدر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن أبي بكر الفارقي سماعاً، قال: أنا محمد بن منصور بن نجم الكناني، قالوا: أنا علي بن هبة الله بن سلامة الشافعي، قال: أنا أبو شاكر يحيى بن يوسف بن أحمد البغدادي، بها، قال [أنا] أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم المقرئ، قال: أنا أبو علي بن شاذان، قال: أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق، قال: ثنا يحيى بن جعفر، قال: ثنا محمد بن عبيد، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس، عن جرير بن عبد الله قال: ((بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم)) . أخبرناه أعلى من هذا بدرجة محمد بن أحمد بن خالد المصري سماعاً، قال: أنا محمد بن رضوان. ح وحدثنا محمد بن أبي القاسم بن مظفر، قال: أنا أبو عمرو الأفريقي، ومحمد بن خلف المعلم، ومحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب، قالوا أربعتهم: أنا علي بن أبي الفضائل الفقيه. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول باثنتين المعمر أسد الدين عبد القادر بن عبد العزيز الأيوبي، قراءة عليه وأنا أسمع أن أبا عبد الله محمد ابن عبد الهادي المقدسي أنبأه. وأجاز لي أبو المعالي عبد الله بن الحسين الأنصاري أن أروي عنه ما أخبره به إسماعيل بن أحمد العراقي، وعثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي سماعاً. ح وأنبأني أحمد بن أبي العلاء إدريس بن مزيز الحموي، عن أبي القاسم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 ابن رواحة الأنصاري. ح وكتب إلي عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي، قال: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن مكي بن الحاسب، قالوا: أنا الحافظ أبو طاهر بن سلفة، قال ابن عبد الهادي، والعراقي، وعثمان القرشي: إجازةً، وقال: أنا أبو الحسن بن منصور السلار، قال: أنا أبو بكر بن الحسن الحرشي، قال: ثنا أبو العباس الأصم، قال: ثنا أبو يحيى المروزي، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن زياد بن علاقة، سمع جرير بن عبد الله يقول: ((بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلمٍ)) . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير بن حرب، وابن نمير، والنسائي، عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، أربعتهم عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً. وبالإسنادين إلى ابن الجميزي، قال: قرئ على الكاتبة فخر النساء شهدة ابنة أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري، بمنزلها بمدينة السلام، وأنا أسمع، أخبرك أبو عبد الله الحسين بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 علي بن أحمد البندار فأقرت به، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن عبد الجبار السكري، قال: قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار وأنا أسمع، قال: ثنا سعدان بن نصر البزار، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه قال: ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه، وإذا أراد أن يركع، وبعدما يرفع من الركوع، ولا يرفع بين السجدتين)) . وبه قال ابن الجميزي: أنا أحمد بن محمد بن أبي طاهر الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو القاسم بن الفضل الرئيس بأصبهان، قال: أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد البرجي، قال: ثنا محمد بن عمر بن حفص، قال: ثنا أبو جعفر محمد بن عاصم، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: ((رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه كلما ركع وسجد)) . أخبرناه عالياً من الوجه الأول أحمد بن أبي طالب إذناً، عن علي بن عبد اللطيف ابن الخيمي، ومحمد بن عبد الكريم السيدي، وعلى بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 عبد العزيز بن الأخضر، وغيرهم، قالوا: أخبرنا أبو الفتح ابن شاتيل أنا الحسين بن علي البسري، فذكره. وأخبرناه من الوجه الثاني أبو العباس أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي كتابةً، عن أبي القاسم بن رواحة، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي طاهر الأصبهاني، فذكره. صحيح أخرجه مسلم، عن ستةٍ من أصحاب ابن عيينة، منهم يحيى بن يحيى، ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، والترمذي، والنسائي، عن قتيبة، وغيره، وابن ماجه، عن هشام بن عمار، وغيره، كلهم، عن سفيان، بن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً ولله الحمد. وبه إلى ابن الجميزي، قال: قرئ على فخر النساء ابنة أحمد بن الفرج بمدينة السلام، وأنا أسمع. ح وأنبأني عالياً بدرجة أحمد بن نعمة البياني، عن أبي الحسن القطيعي، قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد سماعاً، قالت: أنا الحسين ابن أبي القاسم ابن البسري، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، قال: أنا أبو علي إسماعيل بن محمد، ثنا سعدان بن نصر المخرمي، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن أمها أم حبيبة، عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: ((استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومٍ محمراً وجهه وهو يقول: لا إله إلا الله -ثلاث مرات- ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه -وحلق حلقةٍ بإصبعه- قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 كثر الخبث)) . هذا حديث صحيح متفق عليه، رواه عقيل بن خالد الأيلي، كما في الصحيحين، ومحمد بن أبي عتيق، وشعيب بن حرب، كما عند البخاري، ويونس بن يزيد الأيلي، وصالح بن كيسان كما عند مسلم، وسليمان بن كثير العبدي أخو محمد، وهو وإن كان ضعفه بعضهم، وقال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري، فلم ينفرد بما يخالف، وقد أخرج له الشيخان في الصحيح كل هؤلاء، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش، لا يعلم بين أصحاب الزهري اختلافاً في ذلك إلا أن سفيان بن عيينة رواه، عن الزهري، فزاد في الإسناد حبيبة بين زينب وأم حبيبة، وقال الحميدي: عنه حفظت من الزهري في هذا الحديث أربع نسوةٍ، ولم يتابعه أحد على روايته فيما نعلم، ومع ذلك فقد اختلف عليه فيه، وأظن الاضطراب من قبل سفيان، فرواه عنه كما رواه أصحاب الزهري، مالك بن إسماعيل أبو غسان، وأخرجه البخاري عنه في صحيحه هكذا، وعمرو الناقد رواه مسلم في صحيحه عنه كذلك، ومسدد، وسعيد بن منصور، ونعيم بن حماد، وخالفهم عامة أصحاب سفيان، فرووه بذكر الأربع النسوة، وهكذا أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة زهير الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 بن حرب، وسعيد بن عمرو الأشعثي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، والترمذي، عن سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وغير واحد، والنسائي، عن عبيد الله بن سعيد، وابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة كلهم عن ابن عيينة كما سقناه في روايتنا، عن سعدان بن نصر عنه، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً، وأخرجه مسلم عن عبد الملك بن شعيب بن الليث عن أبيه، عن جده، عن عقيلٍ، عن الزهري، كما قدمنا بإسقاط حبيبة، فباعتبار العدد إلى الزهري كان شيخ شيخي سمعه من صاحب مسلم ولله الحمد. وقد شذ علي بن حرب الطائي فرواه عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن زينب بنت جحش وقد وقع لنا حديثه عالياً. أنبأناه أحمد بن أبي النعم، عن جعفر بن علي، وأبو العباس أحمد بن مزيز، عن أبي القاسم بن رواحة، وعائشة بنت محمد بن المسلم قالت: أنا محمد بن أبي بكر البلخي، قالوا ثلاثتهم: أنا أحمد بن محمد الحافظ، قال البلخي: إجازةً، قال: أنا المبارك بن عبد الجبار، وأبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي قالا: أنا أبو علي بن شاذان قال: أنا أبو بكر العباداني، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا الزهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة، عن زينب بنت جحشٍ ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استيقظ)) فذكر الحديث. حدثنا محمد بن أبي القاسم، ومحمد بن أحمد الفارقيان، سماعاً عليهما من لفظ الأول، قال أبي القاسم: أنا محمد بن عبد الحميد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 المؤدب، ومحمد بن أبي بكر الأنماطي، وعثمان بن محمد التوزري، وقال شيخنا الثاني: أنا محمد بن منصور الكناني، قالوا: أنا أبو الحسن بن أبي الفضائل الفقيه. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة أبو العباس أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي كتابةً منها، قال: أنا مكي بن المسلم، قالا: أنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، قال: سمعت أبي يقول سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: سمعت أبا نصر الطوسي السراج يحكي عن يوسف بن الحسين قال: قام رجل بين يدي ذو النون المصري رضي الله عنه، فقال: أخبرني عن التوحيد ما هو؟ فقال: ((هو أن تعلم أن قدرة الله في الأشياء بلا علاجٍ وصنعه للأشياء بلا علاجٍ، علة كل شيءٍ صنعه، ولا علة لصنعه، وليس في السموات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 العلى، ولا في الأرض السفلى مدبر غير الله عز وجل، وكل ما يصور في وهمك فالله عز وجل بخلاف ذلك)) . ولد شيخنا هذا في سنة ست وسبعين وستمائة، وسمع ابن خطيب المزة، وعبد الله بن الشمعة، والشيخ نجم الدين ابن حمدان، وخلائق، ورحل إلى الإسكندرية سنة إحدى وسبعمائة، فسمع بها من التاج الغرافي في آخرين. وقرأ وكتب، وتعب، وأفاد، وحدث، سمعت من لفظه الجزء الثالث من ((الفوائد المدنية)) لابن الجميزي، وجزءاً من حديث أبي القاسم القطان، يعرف ((بجزء البراغيث)) . ومات رحمه الله في ليلة الجمعة رابع عشر المحرم سنة إحدى وستين وسبعمائة بالقاهرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 الشيخ السادس عشر أخبرنا الشيخ الإمام العلامة الحافظ علاء الدين مغلطاي ابن قليج بن عبد الله البكجري الحنفي قراءةً عليه وأنا أسمع في ((سيرة النبي صلى الله عليه وسلم)) من تأليفه، قال: ((فلما كانت ليلة السبت لسبع عشرة ليلةٍ خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً، وهو نائمٌ في بيته، أتى جبرائيل وميكائيل، فقالا: انطلق إلى ما كنت تسأل، وذلك أنه كان يسأل أن يرى الجنة والنار، فانطلقا به إلى [ما] بين المقام وزمزم، فأتي بالمعراج فعرج به إلى السماء السابعة، وفرضت عليه الصلوات، وقيل: كان المعراج قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل بسنةٍ، وقيل: بعد النبوة بخمسة أعوامٍ، وقيل: بعام ونصف عامٍ، وقال عياض: بعد مبعثه بخمسة عشر شهراً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 وقال الحربي: ليلة سبعٍ وعشرين من ربيع الآخر قبل الهجرة بسنةٍ، وقيل: لسبع عشرة خلت من ربيع الأول وقال ابن قتيبة: بعد سنةٍ ونصف من رجوعه من الطائف، وقيل: في رجب، وقال الواقدي: ليلة سبع عشرة من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، من شعب أبي طالب إلى بيت المقدس، وقيل: قبل الهجرة بستة أشهرٍ، وقال ابن فارسٍ: فلما أتت عليه إحدى وخمسون سنةً وتسعة أشهرٍ أسري به من زمزم إلى بيت المقدس، وفي البخاري: بينا أنا نائمٌ في الحطيم، وربنا قال: في الحجر، ومنهم من قال: بين النائم واليقظان إذ أتاني آتٍ فشق ما بين هذه إلى هذه -يعني ثغرة نحره إلى مراقه- فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهبٍ مملوءةٍ إيماناً فغسل قلبي، ثم حشي، ثم أعيد، [ثم] أتيت بدابةٍ دون البغل وفوق الحمار أبيض، وهو البراق، يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه فانطلق بي إلى السماء، وذكر الأنبياء الذين رآهم في بيت المقدس والسماء، وذكر الجنة والنار، وسدرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 المنتهى، والأنهار الأربعة، والآنية الثلاث، الماء والخمر واللبن، وفرض الصلوات، واختلف في المعراج والإسراء هل كانا في ليلةٍ واحدةٍ أم لا؟ وهل كانا أو أحدهما يقظةً أو مناماً، وهل كان المعراج قبل الإسراء، وهل كان المعراج مرة أو مراتٍ؟ والصحيح أن المعراج كان بجسده، وأنه مراتٍ متعددةٍ، وأنه رأى ربه عز وجل بعين رأسه صلى الله عليه وسلم)) . شيخنا الإمام علاء الدين هذا سئل عن مولده فقال: سنة تسع وثمانين وستمائة، وسمع الحديث من الشيخ تاج الدين ابن دقيق العيد، والحجار، والواني، وعبد الرحيم المنشاوي، والدبوسي، والختني، وجمعٌ، وأول سماعه ((الصحيح)) سنة سبع عشرة وسبعمائة، وادعى السماع من جماعةٍ قديماً، فتكلم فيه النقاد لأجل ذلك ببراهين واضحة، والله يغفر له، وولي درس الظاهرية بعد ابن سيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 الناس، ودرس أيضاً بدرس الحديث بجامع القلعة، ثم بطل الدرس المذكور، ودرس أيضاً بالمدرسة الصرغتمشية مدةٌ، وصنف التصانيف الكثيرة المفيدة، وكان عارفاً بالأنساب معرفة تامة، وله فيما عداها مشاركة جيدة، وحدث، سمعت منه ((رسالة أبي داود السجستاني)) وصف كتابه السنن، ((وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم)) من تأليفه خلا شيئاً يسيراً منها فقرأته عليه. وكانت وفاته في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من شعبان سنة إحدى وستين وسبعمائة رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 الشيخ السابع عشر أخبرنا المسند المكثر المعمر مظفر الدين محمد بن علاء الدين محمد بن يحيى بن عبد الكريم القرشي العسقلاني الأصل المصري المولد والدار، النحاس، المعروف بابن العطار، قراءةً عليه وأنا أسمع، وإجازةً لجميع ما يرويه قال: أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ترجم المازني، قال: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح العرضي، قال: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي، أنا أبو حفص عمر بن معمر البغدادي، قالا: أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال: أنا أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي، وأبو نصر عبد العزيز بن علي الترياقي. ح وكتب إلي بعلو درجةٍ أحمد بن نعمة، بن عبد الله بن عمر البغدادي، وجماعة، قالوا: أنبأنا عبد الأول بن عيسى، أنا أبو عامر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 الأزدي، قالوا: أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي، قال: أنا محمد بن أحمد بن محبوب، قال: أنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: ثنا قتيبة. وأخبرنيه بهذا العلو متصلاً بالسماع، غلبك بن عبد الله الخازنداري، وعائشة بنت علي الصنهاجي سماعاً، قالا: أنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، أنا إسماعيل بن أبي البركات البغدادي الخرقي. ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول باثنتين أبو العباس أحمد بن أبي طالب كتابة، قال: أنا أبو المنجا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، قال: أنا محمد بن أبي مسعود، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: أنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو الجهم، قالا: -واللفظ لأبي الجهم- ثنا الليث بن سعدٍ، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم، وامرأة الرجل راعيةٌ على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم، والعبد راعٍ على مال سيده وهو مسئول عنه، ألا وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 أخرجه مسلم عن قتيبة، وابن رمحٍ، كلاهما عن الليث، فوافقناه في أحد شيخيه في روايتنا الأولى، ووقع لنا بدلاً له وللترمذي عالياً في الرواية الأخيرة. وبه إلى الترمذي قال: ثنا قتيبة. ح وكتب إلي عالياً عشارياً أحمد بن أبي طالب، قال: أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، قال: أنا محمد بن أبي مسعود، أن ابن أبي شريح، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال ثنا أبو الجهم، قالا: -واللفظ لأبي الجهم- ثنا الليث بن سعدٍ، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يدخل أحدٌ ممن بايع تحت الشجرة النار)) . أخرجه الترمذي، عن قتيبة كما سقناه، وأبو داود، والنسائي أيضاً، عن قتيبة، فوافقناهما في الرواية الأولى، ووقع لنا بدلاً لثلاثتهم عالياً في الرواية الثانية. وبه إلى الترمذي، قال: ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ابن ابنه السدي: ((يأتي على الناس زمانٌ الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 وأخبرناه عالياً عشارياً متصلاً بالسماع أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز ابن الملوك سماعاً، قال: أنا محمد بن إسماعيل المقدسي، قال: أنا إسماعيل بن صالح، قال: أنا محمد بن أحمد الرازي، قال: أنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب البغدادي بالقسطاد، قال: أنا موسى ابن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار ببغداد، قال: ثنا أبو عمرو أحمد بن الفضل النفري، قال: ثنا إسماعيل بن موسى، قال: ثنا عمر بن شاكر، ثنا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على الناس زمانٌ الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر)) ، قال: وحدثنا به مرة أخرى بهذا الإسناد: ((يأتي على الناس زمانٌ الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم، قالوا: يا رسول الله خمسين منا؟ قال: نعم خمسين منكم)) . وافقنا الترمذي في شيخه عمر بن شاكر بعلو جداً في روايتنا الثانية ولله الحمد. وبه إلى الترمذي: ح وأخبرني أبو العباس أحمد بن نعمة الصالحي مكاتبةً، عن محمد بن مسعود بن بهروز، وأبي المنجا ابن اللتي، قالا: أنا أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 الوقت، قال: أنا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي، قال: أنا عبد الجبار بن محمد الجراحي، أنا محمد بن أحمد بن محبوب، قال: أنا محمد بن عيسى الترمذي. ح وأخبرنيه بهذا العلو مع اتصال السماع أبو العباس أحمد بن كشتغدي بن عبد الله المعزي سماعاً، قال: أنا أبو الفرج الحراني عبد اللطيف بن محمد، قال: أنا حماد بن هبة الله الأديب. ح وأخبرنيه أعلى من هذا كله أحمد بن بيان الدمشقي إذناً، عن عبد الله بن عمر البغدادي، قال: أنبأنا، وقال حماد: أنا أبو القاسم بن أحمد، قال: أنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، قال: ثنا يحيى -يعني بن محمد بن صاعد- قال: هو الترمذي، ثنا أحمد بن المقدام، قال: ثنا أمية بن خالدٍ، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال: حدثني ابن كعب بن مالك، عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري -وفي حديث ابن صاعد- أو يماري به السفهاء، ويصرف به -وفي حديث ابن صاعد- أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار)) . وقع لنا هذا الحديث أيضاً موافقة عالية بدرجتين للترمذي في الطريق الأخيرة ولله الحمد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 وبه إلى الترمذي وابن صاعد، خلا طريق أبي إسماعيل الهروي، قالا: ثنا خلاد بن أسلم، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحرم بالحج والعمرة أجزأه طوافٌ واحدٌ، ولا يحل لواحدٍ منهما حتى يحل منهما جميعاً)) . لفظ الحديث لابن صاعد وللترمذي نحوه، وقال: حسنٌ غريبٌ صحيحٌ، أخرجه ابن ماجه عن محرز بن سلمة، فوقع لنا بدلاً له، وموافقةٌ للترمذي عاليين بحمد الله. وبالإسناد المذكور إلى الترمذي، وابن صاعد، قالا: ثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: ثنا يحيى بن يمان، عن شريكٍ، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) . وهذا الحديث أيضاً وقع لنا موافقةٍ عاليةٍ للترمذي. وبه إلى الترمذي، قال: ثنا أحمد بن عبدة الضبي قال: ثنا المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس قال: ((قيل: يا رسول الله من أحب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 الناس إليك، قال: عائشة، قيل: من الرجال قال: أبوها)) . أخبرناه عالياً متصلاً بالسماع المسند أبو العباس أحمد بن أبي محمد الخطائي سماعاً، قال: أنا أبو الفرج بن منصور الجزري، قال: أنا عبد العزيز بن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين بن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبيد الله بن الرطبي. ح وأنبأني أعلى من هذا الأخير بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن أحمد بن يعقوب المارستاني، وأبي الحسن القطيعي، ومحمد بن عبد الواحد الهاشمي، قال: أنبأنا ابن الرطبي المذكور، وقال القطيعي: أنا نصر بن نصر العكبري إجازةً، وقال المارستاني: أنا أبو المعالي ابن اللحاس سماعاً، قال: أنبأنا، وقال ابن الرطبي والعكبري: أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري، قال هو وابن النقور: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا يحيى -يعني ابن صاعد- قال: ثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: أنا المعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنسٍ: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقالوا: لسنا نعني النساء، قال: فأبوها إذاً)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 أخرجه ابن ماجه، عن الحسين بن الحسن المروزي، عن أحمد بن عبدة الضبي، فوافقناه في مشيخته، لكن بعلو في الحسين، ووقع لنا بدلاً عالياً للترمذي في الرواية الأخيرة، ولله الحمد والشكر. وبالإسنادين إلى الترمذي، والمخلص، قال الترمذي: ثنا قتيبة، وقال المخلص: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا أبو محمد شيبان بن أبي شيبة، وابن أبي الشوارب، قالوا: ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -في حديث الترمذي- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله)) ، -وعند الترمذي- ((لعن زوارات القبور)) . هذا حديث حسنٌ صحيح كذا قال الترمذي عقب إخراجه، وقد وقع لنا بدلاً له عالياً ولله الحمد. وبالإسنادين إلى الترمذي والمخلص، قال الترمذي: ثنا قتيبة وقال المخلص: ثنا عبد الله، قال: ثنا العباس -يعني ابن الوليد النرسي-، قالا: ثنا أبو عوانة، عن عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غيروا ولا تشبهوا باليهود)) ، لفظ البغوي، وللترمذي نحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 أخرجه الترمذي كما سقناه، فوقع لنا بدلاً عالياً في الطريق الأخيرة. وبالإسنادين إلى الترمذي، والمخلص، قال الترمذي، ثنا هناد، وقال المخلص: ثنا يحيى بن محمد، ثنا لوين، قالا: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سأل الله الجنة ثلاث مراتٍ قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة ومن استجار بالله من النار قالت النار: اللهم أجره من النار)) . وفي حديث الترمذي: ((ومن استجار من النار ثلاث مراتٍ)) . أنبأناه أيضاً الحجار، عن ابن اللتي، ومحمد بن أحمد ابن القطيعي، قال الأول: أنا ابن اللحاس، وقال الثاني: أنبأنا أبو بكر المجلد، قالا: أنا علي بن أحمد ابن البسري، قال الأول: إجازة، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال لوين، فذكره. أخرجه النسائي، عن قتيبة، والترمذي، والنسائي في ((اليوم والليلة)) ، وابن ماجه في شيخهما، ووقع لنا بدلاً لهم كلهم عالياً في طريقنا إلى البغوي وابن صاعد. مولد شيخنا هذا سنة ثمانين وستمائة، وحضر في الرابعة عند الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 العز الحراني، وتفرد بذلك في مصر والقاهرة، وسمع من ابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وعبد العزيز ابن الحصري، وابن ترجم، وابن الشمعة، وابن حمدان، وخلقٍ، وهو مكثرٌ، سمعت منه ((جامع الترمذي)) مع رفيقه علي بن أحمد العرضي الآتي ذكره. وكانت وفاته في ليلة الجمعة ثاني عشر ذي القعدة سنة إحدى وستين وسبعمائة بمصر رحمه الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 الشيخ الثامن عشر أخبرنا الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف بن أبي بكر بن أبي الفتح السجزي أصلاً، المكي الحنفي، إمام مقام الحنفية بالمسجد الحرام، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد المحسن الغرافي سماعاً، قال: أنا الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن الحسن ابن النجار البغدادي سماعاً. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن أبي طالب الحجار، عن ابن النجار المذكور، قال: أنبأنا ذاكر بن كامل، قال: كتب إلي أبو علي الحداد أن أبا نعيم الحافظ أخبره إجازةً، عن أبي محمد الخلدي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: أنا الزبير بن بكار، قال: ثنا محمد بن حسن بن زبالة، عن إبراهيم بن أبي يحيى قال: ((للمدينة في التوراة أحد عشر اسماً: المدينة، وطيبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 وطابة، والمسكينة، وجابرة، والمجبورة، والمرحومة، والهذراء، والمحبة، والمحبوبة، والقاصمة)) . وبه قال: ثنا ابن زبالة، عن عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن عطاء بن أبي مروان، عن أبيه، عن كعب قال: ((نجد في كتاب الله الذي نزل على موسى أن الله تعالى قال للمدينة: يا طيبة، يا طابة، يا مسكينة، لا تقبلي الكنوز أرفع أجاجيرك، على أجاجير القرى، قال عبد العزيز بن محمد: وبلغني أن لها في التوراة أربعين اسماً. شيخنا هذا مولده في سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وأجاز له القاضي شمس الدين ابن العماد، وابن خطيب المزة، وابن الأنماطي، وابن مناقب، وخليل المراغي، والقطب القسطلاني، وأبو اليمن بن عسكر، والمحب الطبري، وشامية بنت البكري، وغيرهم من مصر ومكة، وقدم الإسكندرية فسمع بها من التاج الغرافي ((تاريخ المدينة)) ، لابن النجار، سمعت منه قطعةً من أوله، وأجاز لي جميع مروياته، وولي الإمام لأصحاب أبي حنيفة رضي الله عنه بمكة دهراً طويلاً حتى مات الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 في يوم الجمعة رابع عشري ذي القعدة الحرام سنة اثنتين وستين وسبعمائة بمكة، هكذا ذكر وفاته بعضهم، وقال غيره: سنة ثلاث وستين، وهو أصح إن شاء الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 الشيخ التاسع عشر أخبرنا الشيخ أبو العباس أحمد، بن محمد بن أبي بكر العسقلاني المصري المعروف بابن العطار، قراءة عليه وأنا أسمع، وأجاز لي جميع مروياته. وقرئ على عثمان بن محمد بن يوسف بن عوض السنباطي، وأبي العباس أحمد بن يوسف بن أحمد الخلاطي، وأنا أسمع، قالوا: أنا الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، قال: أنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي سماعاً. ح وكتب إلي بعلو درجة أحمد بن إدريس بن مزيز من حماة، عن ابن خليل هذا، قال أنا أبو الفتح ناصر بن محمد الويرج، قال: أنا إسماعيل بن الفضل بن الأخشيذ، قال: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم. ح وأنبأني أعلى من الأول بدرجتين، ومن الثاني بواحدة أبو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 العباس أحمد بن أبي طالب الصالحي، عن محمد بن أحمد بن عمر المؤرخ، قال: أنا المبارك بن الحسن الشهرزوري إذناً، عن أبي الحسين ابن المهتدي بالله، قالا: أنا الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، قال الثاني: إجازة، قال: ثنا أبو علي الصفار، قال: ثنا محمد بن علي الوراق، قال: ثنا عفان، قال: ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكثر عذاب القبر من البول)) . صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، قاله الحاكم، رواه ابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن عفان، فوقع لنا بدلاً له عالياً. شيخنا هذا سمع الحديث من غازي المشطوبي، والأبرقوهي، والدمياطي، وابن أبي الذكر، وغيرهم، وحدث، سمعت منه مع رفيقه السنباطي، والخلاطي ((سنن الدراقطني)) بفوتٍ يسيرٍ، وهو من قوله: ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا عثمان بن خرزاد، حديث ابن عمر في الفصل بين الواحدة والثنتين من الوتر بالتسليم إلى كتاب الزكاة. وكانت وفاته في الثامن والعشرين من المحرم سنة ثلاث وستين وسبعمائة، رحمه الله تعالى وإيانا وصلى على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً. آخر الجزء السادس والحمد لله وحده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 الشيخ العشرون أخبرنا الشيخ الإمام العالم القاضي ، ناصر الدين أبو عبد الله محمد المالكي المعروف بابن جميل، قراءة عليه وأنا أسمع، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن غلام الله بن الشمعة، ومحمد بن عبد القوي بن عزون، أنا عبد العزيز بن باقا البغدادي. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب الحجار، عن عبد اللطيف بن محمد بن علي بن حمزة ابن القبيطي، قالا: أنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي. ح وكتب إلي أيوب بن نعمة الكحال، قال: أنا عثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي، وأبو الفضل إسماعيل بن أحمد بن الحسين العراقي، سماعاً، قالا: أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي، قالا: أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني، قال أنا أبو نصر بن الكسار، قال أنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن السني، قال: أنا الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، قال: أنا قتيبة، ثنا الليث، عن نافعٍ، أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 ابن عمر قال: ((من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته بالليل وتراً، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بذلك)) . أخبرناه أعلى من هذا الثاني بدرجة، ومن الأول بدرجتين أبو العباس أحمد بن بيان الصالحي إذناً، قال: أنا عبد الله بن عمر ابن اللتي، قال: أنا أبو الوقت السجزي، أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، ثنا الليث بن سعدٍ، عن نافع أن عبد الله قال: ((من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وتراً، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بذلك)) . أخرجه مسلم، عن قتيبة، وابن رمح، فوافقناه بعلو درجة، ووقع لنا بدلاً وللنسائي عالياً عشارياً. أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي القاسم التونسي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو العباس أحمد بن جعفر الباهي المالكي، سماعاً، قال: أنا أبو عمر وعثمان بن حسن بن محمد علي بن دحية قال: أنا أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، قال: ثنا حاتم بن محمد الطرابلسي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجة أبو العباس بين بيان الدمشقي مكاتبة، عن أبي الفضل بن علي بن أبي البركات المقرئ، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن يحيى العثماني، بقراءتي عليه، قال: أنا أبو عبد الله محمد ابن منصور الحضرمي، قال: أنا عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري، قالا: ثنا علي بن محمد بن خلف القابسي، قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد ابن مسرور العبدي، المعروف بابن الدباغ، قراءة عليه، عن أبي جعفر أحمد بن أبي سليمان. ح قال القابسي: وأنا أبو محمد عبد الله بن أبي هاشم التجيبي، قراءةً عليه، عن أحمد بن سليمان، وأبي موسى عيسى بن مسكين، عن أبي سعيد سحنون بن سعيد، عن أبي عبد الله عبد الرحمن بن القاسم المصري، عن الإمام أبي عبد الله مالك بن انس، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة: أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليال، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته أن تنكح فأذن لها فنكحت)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 وأخبرنيه بهذا العلو متصلاً بالسماع القاضي ناصر الدين أبو عبد الله التونسي، سماعاً بإسناده المتقدم إلى النسائي، قال: أنا محمد ابن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، واللفظ لمحمدٍ، قالا: أنا عبد الرحمن بن القاسم، عن مالك، عن هشام بن عروة، فذكره بلفظه السابق إلا أنه قال: فاستأذنت. وأخبرنيه: أعلى من هذا بثلاث درجات، ومن الأول بأربع أبو العباس بن أبي النعم الصالحي إذناً، قال: أنا عبد الله بن عمر العتابي، وأبو الحسن بن خلف إذناً، قال الأول: أنبأنا سعيد بن البناء، وقال الثاني: أنا أبو بكر المجلد إجازةً، وقالا: أنا أبو نصر الزينبي، قال: أنا أبو بكر بن خلف بن زنبور، أنا أبو بكر بن أبي داود، قال: ثنا عيسى بن حماد، أنا الليث عن هشام، عن عروة، عن المسور بن مخرمة. ح وكتب إلي بأحسن من هذا أحمد بن نعمة الدمشقي، عن ابن اللتي، سماعاً، قال: أنا السديد بن أبي مريم الماليني، قال: أنا محمد ابن عبد العزيز، قال: أنا أبو محمد بن مخلد، قال: أنا أبو القاسم بن المرزبان، قال: ثنا ابن عطية، ثنا الليث، عن هشام بن عروة عن أبيه، عن المسور بن مخرمة: ((أن سبيعة الأسلمية توفي عنها زوجها وهي حبلي، فلم تمكث إلا ليالي حتى وضعت، فلما حلت خطبت فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النكاح حين وضعت فأذن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 لها فنكحت)) . أخرجه البخاري عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، فوقع لنا بدلاً عالياً، ورواه النسائي أيضاً، عن محمد بن وهب أبي المعافى، عن محمد بن سلمة، عن خالد بن أبي يزيد الحراني، عن زيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن عبيد الله بن عتبة، عن زفر بن أوس، عن أبي السنابل بن بعكك، عن سبيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكأني في الطريق الأخيرة رويته عن النسائي باعتبار هذا العدد، ولله سبحانه الحمد والمنة على جميع نعمه. وبالإسناد إلى سحنون، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن مالكٍ، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أغلقوا الأبواب، وأوكوا السقاء واكفؤا الإناء أو خمروا الإناء وأطفئوا المصباح فإن الشيطان لا يفتح غلقاً ولا يحل وكاءً ولا يكشف إناءً، وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 أخبرناه عالياً عشاري الإسناد أبو العباس بن نعمة الخياط كتابةً، عن أبي الحسن بن خلف قال: أنبا المبارك بن الحسن، قال: أنا عبد الله ابن محمد الخطيب إذناً، قال: أنا أبو القاسم بن حبابة، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا علي بن الجعد، أنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أغلقوا الأبواب وأوكوا الأسقية وخمورا الآنية وأطفئوا السرج فإن الشيطان لا يفتح غلقاً ولا يحل وكاءً، وإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم)) . صحيح أخرجه مسلم في صحيحه من حديث القعقاع بن حكيم، عن جابر فرواه عن عمرو بن محمد الناقد، عن هاشم بن القاسم، وعن نصر بن علي الجهضمي، عن أبيه، كلاهما عن الليث بن سعد، وعن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد، عن يحيى بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله الأوسي، عن القعقاع، فباعتبار العدد كأني رويته في الطريق الأخيرة، عن صاحب مسلم، ولله الحمد سبحانه. أخبرني محمد بن محمد بن أبي القاسم بن جميل الربعي قراءة عليه، وأنا أسمع، قال: أنا محمد بن عبد القوي بن عزون، وعبد الله بن إسماعيل الصواف، قالا: أنا عبد العزيز بن أحمد بن سالم، قال: أنا أبو زرعة المقدسي، أنا عبد الرحمن بن حمد الدوني، قال: أنا أحمد بن الحسين بن الكسار، قال: أنا أبو بكر بن السني، قال: أنا الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي، قال: أنا قتيبة، قال: ثنا حماد، عن محمد، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 أبيه، عن عمران، قال: قال: -يعني- النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا نذر في غضبٍ وكفارته كفارة يمينٍ)) . أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أحمد بن نعمة البياني إذناً، عن محمد بن أحمد بن الحسين السلامي، عن مبارك بن حسن البغدادي، قال: أنا أحمد بن محمد الكرخي إجازة، قال: أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق، قال: ثنا أبو القاسم عبد الله البغوي، قال: ثنا إسحاق ابن أبي إسرائيل، قال: ثنا حماد بن زيد، عن محمد بن الزبير، عن أبيه، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا نذر في غضبٍ وكفارته كفارة يمينٍ)) . وقع لنا هذا الحديث في روايتنا الثانية بدلاً للنسائي عالياً بدرجتين، ورواه أبو داود والترمذي والنسائي في كتبهم من حديث عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو منكر من حديثها، وفيه اضطراب كثير، فأخرجه أبو داود، عن أحمد بن محمد المروزي، والترمذي، والنسائي، عن محمد بن إسماعيل الترمذي، كلاهما عن أيوب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 بن سليمان بن بلال، عن عبد الحميد بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق وموسى بن عقبة، عن الزهري، عن سليمان بن أرقم، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة، فباعتبار العدد كأني في الرواية الثانية رويته عن أبي داود والترمذي والنسائي، وصافحتهم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. أخبرني محمد بن محمد بن أبي القاسم الربعي، قال: أنا ابن الشمعة، وابن عزون، قالا: أنا ابن باقا. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن نعمة، عن عبد اللطيف بن حمزة قالا: أنا طاهر بن محمد. ح وأنبأني أيوب بن نعمة الكحال، قال: أنا عثمان بن علي بن عبد الواحد القرشي، وإسماعيل بن أحمد العراقي، قالا: أنبأنا أحمد بن محمد السلفي، قالا: أنا أبو محمد الدوني، قال: أنا أبو نصر الدينوري، قال: أنا أبو بكر ابن السني، قال: أنا أحمد بن شعيب الحافظ، قال: أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن. ح وأخبرنيه بهذا العلو متصلاً بالسماع أبو العباس أحمد بن كشتغدي ابن عبد الله الخطائي، سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا حماد بن هبة الله الحراني، قال: أنا سعيد بن أحمد ابن البناء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 ح وكتب إلي أعلى من هذا بدرجةٍ ومن الذي قبله بأخرى، أحمد بن أبي النعم الدمشقي، عن عبد الله بن عمر السقلاطوني، قال: أنبأنا سعيد بن البناء، قال: أنا محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا محمد بن عباد، قالا: ثنا سفيان، قال عبد الرحمن: وسمعته عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أرى وجه أبي حذيفة من دخول سالم علي، قال: وكان حليفاً لأبي حذيفة، وكان قد تبناه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهبي فأرضعيه، فقالت كيف أرضعه؟ وهو رجلٌ كبيرٌ، قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ألست أعلم أنه رجلٌ كبيرٌ، قال عبد الرحمن: وكان قد شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم جاءت فقالت: والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما رأيت في وجه أبي حذيفة بعد شيئاً أكرهه)) . أخرجه مسلم، عن ابن [أبي] ، عمر، وعمرو الناقد، وابن ماجه، عن هشام بن عمار، كلهم عن سفيان، فوقع لنا بدلاً لهما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 وللنسائي في روايتنا الثانية عالياً والحمد لله. وبالإسنادين إلى سفيان -وهو ابن عيينة- عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه قال: سمعت عائشة -وبسطت يدها- تقول: ((كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين، ثم يبعث بها، ثم لا يعتزل شيئاً ولا يتركه، ثم قالت عائشة: ولا نعلم الحاج يحله شيءٌ إلا الطواف بالبيت)) . اللفظ لحديث محمد بن عباد، وهو أتم، والآخر نحوه بمعناه. أخرجه مسلم، عن سعيد بن منصور، عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً له وللنسائي عالياً في روايتنا الثانية. وبالإسنادين إلى النسائي والبغوي، قال النسائي: أنا قتيبة، وقال البغوي: ثنا عثمان، قالا: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن النعمان قال: ((لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الصفوف كما يقوم القداح، فأبصر يوماً صدر رجل خارجاً من الصف، فقال: لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 حديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وحسن بن الربيع كلاهما عن أبي الأحوص، فوقع لنا بدلاً له وللنسائي أيضاً في روايتنا الأخيرة عالياً بحمد الله ومنه. وبالإسنادين إلى النسائي والبغوي، قال النسائي: أنا إسماعيل بن مسعود، وقال البغوي: ثنا نعيم بن الهيصم أبو محمد الهروي، قال: أنا، وقال إسماعيل: ثنا بشر بن المفضل، عن يونس، عن ابن سيرين، وفي حديث البغوي، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، قال: ((حدثني من صلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النسائي: بعض من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قام هنيهةً، وفي حديث النسائي: فلما قال: سمع الله لمن حمده في الركعة الثانية قام هنيهةً)) ، وانتهى حديثه، قال أبو القاسم البغوي: ولا أعلم حدث به إلا بشر بن المفضل. أخرجه أبو داود، عن مسدد، عن بشر بن المفضل، فوقع لنا بدلاً له وللنسائي عالياً في الرواية الثانية ولله الحمد والمنة. قرئ على محمد بن محمد بن أبي الفضل الحاكم، وأنا أسمع: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 أخبرك محمد ابن عبد القوي بن أبي العز، وأبو محمد بن غلام أمنه، قالا: أنا عبد العزيز بن أبي الفتح، قال: أنا طاهر بن أبي الفضل، قال: أنا عبد الرحمن بن حمد الدوني، قال: أنا أحمد بن الحسين الدينوري، أنا أبو بكر بن محمد الحافظ، قال: أنا أحمد بن شعيب، قال: أنا سليمان بن داود، والحارث بن مسكين، قراءةً عليه وأنا أسمع، عن ابن وهبٍ. ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجة أبو العباس بن أبي محمد المعزي سماعاً، قال: أنا أبو الفرج بن منصور المصري، قال: أنا أبو الثناء الحراني. ح وأخبرنيه أعلى من هذا الثاني بدرجة، ومن الأول باثنتين أحمد بن بيان الصالحي في كتابه، عن عبد الله بن أبي الخطاب السلامي، قال: أنبأنا، وقال أبو الثناء: أنا أبو القاسم بن أحمد بن الحسن، قال: أنا محمد بن محمد الهاشمي، قال: أنا أبو طاهر [السلفي] ، قال: ثنا يحيى -يعني ابن صاعد- قال: ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، أنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث وغيره، وليس في حديث النسائي وغيره، ثم اتفقا عن المنذر بن عبيد، عن القاسم بن محمد عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 نهى أن يبيع أحدٌ طعاماً اشتراه بكيلٍ حتى يستوفيه)) . أخرجه أبو داود عن أحمد بن صالح، عن ابن وهب، فوقع لنا بدلاً له وللنسائي عالياً في الرواية الثانية ولله الحمد. وبالإسنادين إلى النسائي وأبي طاهر، قال النسائي: أنا محمد ابن بشار، وقال الثاني: أنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا محمد ابن الفرج أبو جعفر مولى بني هاشم، قال: ثنا، وقال ابن بشار: حدثني محمد بن الزبرقان، قال: ثنا يونس بن عبيد، عن الحسن، عن أنس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبيع حاضرٌ لبادٍ)) ، اتفقا، وفي حديث البغوي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: ((لا يبيع حاضرٌ لبادٍ -ثم اتفقا- وإن كان أخاه لأبيه وأمه)) . أخرجه أبو داود، عن زهير بن حرب، عن محمد بن الزبرقان، فوقع لنا بدلاً له عالياً، وللنسائي كذلك في الرواية الثانية، ولله الحمد. أخبرني القاضي أبو عبد الله بن جميل المالكي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا شاكر الله بن غلامٍ الصواف، ومحمد بن عبد القوي بن أبي العز، قالا: أنا عبد العزيز بن سلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة أبو العباس بن بيان الدمشقي كتابةً، قال: أنبأنا عبد اللطيف بن فارس، قالا: أنا طاهر بن محمد. ح وكتب إلي أبو الصبر أيوب بن نعمة الكحال، قال: أنا أبو الفضل، العراقي، وعثمان بن علي ابن خطيب القرافة، قالا: أنبأنا أبو طاهر السلفي، قال: أنا عبد الرحمن بن حمد، قال: أنا أحمد بن الحسين، قال: أنا ابن السني، قال: أنا أحمد بن شعيب الحافظ، قال: أنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، وسليمان بن داود، واللفظ له، عن ابن نافع. ح وأخبرناه بهذا العلو مع اتصال السماع أحمد ابن الصيرفي المصري، سماعاً، قال: أنا أبو الفرج بن أبي محمد الجزري، قال: أنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة ابن الرطبي. ح وأنبأنيه أعلى من هذا الأخير بدرجة أحمد بن أبي طالب الحجار، عن أحمد بن يعقوب المارستاني، ومحمد بن أحمد بن خلف المؤرخ، ومحمد بن عبد الواحد بن المتوكل الهاشمي، قال: أنبأنا ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 الرطبي المذكور، وقال ابن خلف: أنا نصر بن نصر العكبري إجازةً، وقال المارستاني: أنا محمد بن محمد ابن اللحاس سماعاً، قالوا ثلاثتهم: أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري، قال ابن اللحاس إذناً، قالا: أنا أبو طاهر الذهبي، قال: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: ثنا إسحاق بن بهلول قال: ثنا عبد الله بن نافع، عن داود بن قيس الفراء، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أسامة بن زيدٍ، عن بلال رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الأسواق فتوضأ ومسح على الخفين)) ، اللفظ حديث ابن بهلولٍ، وحديث النسائي أتم من هذا بمعناه. أخرجه النسائي كما تقدم، فوقع لنا في الطريق الثانية بدلاً له عالياً ولله الحمد. وبالإسنادين إلى النسائي، وابن صاعد، قال النسائي: ثنا يحيى بن حبيب بن عربي، قال: ثنا حماد، قال: ثنا خالد، وقال ابن صاعدٍ: ثنا محمد بن زياد بن الربيع الزيادي، قال: ثنا حماد بن زيدٍ، عن خالدٍ الحذاء، ثم اتفقا، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم -قال ابن صاعد في حديثه-: سلم في سجدتي السهو وانتهى حديثه، وقال النسائي صلى ثلاثاً ثم سلم، فقال الخرباق: إنك صليت ثلاثاً فصلى بهم الركعة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 الباقية، ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو، ثم سلم)) . أخرجه النسائي كما سقناه فوقع لنا بدلاً له في الرواية الثانية، والحمد لله سبحانه. مولد شيخنا هذا في عام أحد وثمانين وستمائة، وسمع الحديث من ابن خطيب المزة، وغازي الحلاوي، وعبد العزيز ابن الحصري، وابن الشمعة، والشيخ نجم الدين بن حمدان، وابن ترجم، وإسحاق الماراني، وغازي الشطوبي، ومحي الدين ابن عبد الظاهر وجماعة مشيخته، وتفرد عن عدة منهم، وولي نيابة الحكم عن المالكي بالحسينية، سمعت منه ((سنن النسائي)) ، و ((الملخلص)) للقابسي، ومن أول الجزء الرابع عشر من ((سنن أبي داود)) تجزئة الخطيب إلى آخر الكتاب، وباقيه على شيخنا أبي الفتح الميدومي المتقدم الذكر، وكانت وفاته في حادي عشر صفر سنة ثلاث وستين وسبعمائة، رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 الشيخ الحادي والعشرون أخبرنا الشيخ المسند الخير أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن صالح بن ندى العرضي الدمشقي التاجر، قراءة عليه وأنا أسمع، وإجازةً لما له أن يرويه، قال: أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي ابن البخاري، سماعاً، قال: أنا عمر بن محمد بن معمر بن طبرزذ الدارقزي. ح وأخبرني أبو المظفر محمد بن محمد يحيى النحاس، قال: أنا محمد بن إبراهيم المازني، قال: أنا أبو الحسن علي بن أبي الكرم الخلال، قالا: أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال: أنا الأشياخ أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد الأزدي، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد بن أبي الفضل الغورجي، وأبو نصر عبد العزيز بن علي الترياقي. ح وكتب إلي بعلو درجة أحمد بن نعمة، عن عبد الله بن عمر البغدادي، وجماعة، قالوا: أنبأنا عبد الأول بن عيسى، قال: أنا محمود بن القاسم الأزدي، قالوا: أنا عبد الجبار بن محمد الجراحي، قال: أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، قال: أنا الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، قال: ثنا قتيبة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 قال: ثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبع بعضكم على بيع بعضٍ ولا يخطب بعضكم على خطبة بعضٍ)) . أخبرناه عالياً بدرجة أخرى عشارياً أحمد بن أبي طالب الحجار إجازةً، قال: أنا أبو المنجا ابن اللتي سماعاً، قال: أنا أبو الوقت السجزي، قال: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، قال: أنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، قال: أنا أبو القاسم البغوي، قال: أنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، قال: أنا الليث بن سعدٍ، عن نافعٍ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يبع بعضكم على بعضٍ)) هكذا وقع مختصراً في روايتنا هذه. أخرجه مسلم، عن آدم، وابن رمحٍ، وهو أيضاً، والنسائي، عن قتيبة فوقع لنا موافقة لهما في الرواية الأولى، وبدلاً لثلاثتهم عالياً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 في الثانية. وبه إلى الترمذي، ثنا محمد بن حميدٍ الرازي، ثنا محمد بن المعلى، قال: ثنا زياد بن خيثمة، عن أبي داود، عن عبد الله بن سخبرة، عن سخبرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من طلب العلم كان كفارةٌ لما مضى)) . أخبرناه أعلى من الأول بدرجة أبو العباس أحمد بن أبي محمد كشتغدي بن عبد الله المعزي، سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، أنا عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزار. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبيد الله ابن الرطبي. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول بأخرى أبو العباس ابن أبي النعم الصالحي إذناً، عن محمد بن عبد الواحد بن المتوكل، ومحمد بن أحمد بن خلف القطيعي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، قال الأول: أنا ابن الرطبي المذكور إذناً، وقال الثاني: أنبأنا نصر بن نصر ابن يونس العكبري، وقال الثالث: أنا أبو المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس سماعاً، ثلاثتهم عن أبي القاسم علي بن أحمد بن محمد ابن البسري سماعاً، إلا ابن اللحاس فإجازةً، قالا: أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 البغوي- قال: ثنا محمد بن حميد الرازي، قال: ثنا محمد ابن المعلى، قال: ثنا زياد بن خيثمة، عن أبي داود، عن عبد الله بن سخبرة، عن سخبرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ابتلي فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فاستغفر، وظلم فغفر، ثم سكت، فقالوا: ماله، فقال: {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} )) . وكنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر رجلان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إجلسا فإنكما على خيرٍ، قالا: لنا خاصةً أم للعامة، فقال: ما من مسلمٍ يطلب العلم إلا كان كفارةٌ)) . هذا حديث ضعيف الإسناد من قبل أبي داود، وهو نفيع الأعمى، فإنه واهٍ، قال الترمذي: ولا يعرف لعبد الله بن سخبرة كبير شيءٍ، ولا لأبيه، وقد وافقنا الترمذي في شيخه بعلوٍ ولله الحمد. وبه إلى الترمذي والبغوي، قالا: ثنا محمد بن حميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، وفي حديث البغوي سلمة عن ابن إسحاق، ثم اتفقا عن حميد عن أنسٍ رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاةٍ -قال البغوي في حديثه: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 قال أنسٌ: ونحن نتجزئ بوضوءٍ واحدٍ للصلوات- وقال الترمذي: قلت لأنسٍ: فكيف كنتم تصنعون أنتم؟ قال: كنا نتوضأ وضوءاً واحداً)) . حسنه الترمذي، وقد وافقناه في شيخه بعلو ولله الحمد. وبه إلى الترمذي، قال: ثنا بشر بن هلال الصواف. ح وأخبرنيه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي محمد الخطائي، سماعاً، قال: أنا أبو الفرج بن الصيقل، قال: أنا أبو بكر الشكر الحراني. ح وكتب إلي عالياً عن هذا الثاني بدرجة أحمد بن أبي طالب الصالحي، عن عبد الله بن أبي الخطاب العتابي، قالا: أنا أبو نصر الزينبي، قال: أنا أبو طاهر الذهبي، قال: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: ثنا بشر بن هلالٍ، ثنا عبد الوارث -زاد الترمذي- ابن سعيدٍ، عن يونس، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لعن عبد الدينار، لعن عبد الدراهم)) . هذا حديث منقطع، فإن الحسن لم يسمع عن أبي هريرة، قال الترمذي فيه: حسن غريب من هذا الوجه، وقد وافقناه بحمد الله في شيخه مع العلو عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 وبالإسنادين إلى الترمذي والبغوي، قال الترمذي: ثنا هناد، وقال البغوي: ثنا عثمان، قالا: ثنا شريك -زاد البغوي- ابن عبد الله النخعي، ثم اتفقا، عن سماك بن حرب -وليس عند الترمذي ابن حرب- عن جابر بن سمرة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهودياً ويهوديةً، ولفظ حديث البغوي قال-: رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودياً ويهوديةً)) . حسنه الترمذي واستغربه، وقد أخرجه ابن ماجه، عن إسماعيل ابن موسى عن شريك، فوقع لنا بدلاً له وللترمذي عالياً بحمد الله ومنه. وبالإسنادين إلى الترمذي، وأبي طاهر الذهبي، قال الترمذي: ثنا قتيبة، وقال الثاني: ثنا يحيى بن صاعد، قال ثنا لوين، قالا: ثنا قزعة بن سويدٍ -وهو ابن حجير الباهلي- عن محمد بن المنكدر، قال: حدثني جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ((كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسير بعرفة، فأخرجت أعرابية رأسها من هودجٍ لها، ومعها صبي فقالت: يا رسول الله ألهذا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 حج؟ قال: نعم، ولك أجرٌ)) . اللفظ لحديث ابن صاعدٍ، وللترمذي نحوه بمعناه. معطوفاً على حديث قبله. أخرجه الترمذي كما سقناه، فوقع لنا بدلا له عالياً في الرواية الأخرى. وبه إلى الترمذي، قال: ثنا قتيبة. ح وأخبرنيه عالياً بدرجة أبو العباس بن أبي محمد الصيرفي سماعاً، قال: أنا أبو الفرج بن الصيقل الحراني، قال: أنا أبو محمد الجنابذي، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، أنا أحمد بن محمد الكرخي. ح قال الجنابذي: وأنا محمد بن عبيد الله بن سلامة. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول بأخرى أحمد بن نعمة الدمشقي، عن محمد بن عبد الواحد بن المتوكل علي العباسي، ومحمد بن أحمد بن خلف القطيعي، وأحمد بن يعقوب المارستاني، قال الأول: أنا ابن سلامة المذكور إذناً، وقال الثاني: أنبأنا نصر بن نصر بن يونس، وقال الثالث: أنا محمد بن محمد بن اللحاس سماعاً، قال: أنبأنا، وقال الآخران: أنا علي بن أحمد بن محمد البندار، قالا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا يحيى بن صاعد، قال: ثنا محمد بن عمر بن سليمان، قالا: ثنا يزيد بن زريع، عن خالد -يعني الحذاء- عن أبي معشرٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله -يعني ابن مسعود- قال: قال رسول الله: ((ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإياكم وهيشات الأسواق)) . اللفظ لحديث المخلص، أخرجه مسلم، عن يحيى بن حبيب بن عربي، وصالح بن حاتم، وأبو داود، عن مسدد، والنسائي، عن حميد بن مسعدة، فوقع لنا بدلاً لهم وللترمذي عالياً في الرواية الأخيرة. وبه إلى الترمذي، والمخلص، قال الترمذي: ثنا سفيان بن وكيع، وعبد ابن حميدٍ، وقال المخلص: ثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: أنا أبو بكر - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 يعني ابن أبي شيبة، قالوا: واللفظ لابن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلدٍ، ثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر بن زيد بن المهاجر، قال: أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال، قال: أخبرني حسن بن أسامة، قال: أخبرني أبي أسامة بن زيدٍ رضي الله عنهما قال: ((طرقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لحاجة فخرج وهو مشتملٌ عليه، فإذا هو حسنٌ وحسينٌ على وركيه، فقال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إنك أني أحبهما فأحبهما)) ثلاث مرات. حسنه الترمذي واستغربه، ورواه كما سقنا، فوقع لنا في الرواية الثانية بدلاً له عالياً، ولله الحمد والمنة. وبه إلى الترمذي والمخلص، قال الترمذي: ثنا محمد بن بشار، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 وقال الثاني: ثنا يحيى بن محمد، قال: ثنا عمرو بن علي، قالا: ثنا أبو داود -زاد عمرو- وعبد الصمد، قالا: ثنا السكن بن المغيرة عن الوليد بن أبي هشام، عن فرقد أبي طلحة، عن عبد الرحمن بن خبابٍ السلمي، قال: ((خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحض على الجيش العسرة، فقال عثمان بن عفان: علي مائة -يعني ناقةٍ- بأحلاسها وأقتابها، ثم حض فقال عثمان: علي مائتين، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مرقاةً فحض، فقال عثمان: علي ثلاثمائة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على عثمان ما فعل بعد اليوم)) . اللفظ لحديث عمرو بن علي، وللترمذي قريبٌ منه بمعناه. أخرجه الترمذي كما أشرنا إليه، وقال: غريب من هذا الوجه، فوقع بدلاً عالياً في روايتنا الأخر ولله الحمد والمنة. وبه إلى الترمذي والمخلص، قال الترمذي: ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وقال المخلص: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا محمد -وهو ابن حميد الرازي- قال: ثنا أبو تميلة، قال: ثنا الزبير بن جنادة الهجري -وفي حديث الترمذي، عن الزبير بن جنادة ثم اتفقا- عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 ((لما انتهينا إلى بيت المقدس قال جبريل بإصبعه فخرق بها الحجر وشد به البراق)) . هذا لفظ حديث الترمذي، وقال البغوي: ((إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به انتهى مع جبريل عليه السلام إلى بيت المقدس، فنزل عن البراق، فأراد أن يشدها فقال جبريل بإصبعه فنقب الحجارة فشده)) . أخرجه الترمذي كما سقناه، وقال: غريب، فوقع لنا بدلاً له عالياً في الرواية الثانية. شيخنا هذا سمع من ابن الزين، وابن البخاري، وابن المجاور، وزينب بنت مكي، وغيرهم، وحدث، سمعت منه ((جامع الترمذي)) مع رفيقه مظفر الدين ابن العطار المقدم ذكره، وكانت وفاته في شوال سنة أربع وستين وسبعمائة بالإسكندرية، عن خمس وثمانين سنة، رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 الشيخ الثاني والعشرون أخبرنا الشيخ فخر الدين أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن عوض السنباطي المكتب، قراءة عليه وأنا أسمع، وأبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر العسقلاني القرشي ابن العطار، وأحمد بن يوسف بن أحمد الخلاطي سماعاً أيضاً، قالوا: أنا الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، قال: أنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي منها، عن يوسف بن خليل هذا، قال: أنا ناصر بن محمد أبو الفتح الويري، قال: أنا إسماعيل بن الفضل ابن الأخشيذ، قال: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم، قال: أنا الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني. ح وأنبأني أعلى من هذا الثاني بدرجة، ومن الأول بأخرى أحمد بن أبي طالب إذناً، من محمد بن أحمد بن عمر القطيعي، قال: أنبأنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 أبو الكرم الشهرزوري، وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني، قال الأول: أنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله إجازةً، وقال الثاني: كتب إلي أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، قالا: أنبأنا الدارقطني، قال: ثنا أبو صالح الأصباني عبد الرحمن بن سعيد بن هارون، قال: أنا إسماعيل ابن يزيد القطان، قال: ثنا معن بن عيسى، قال: حدثني سعيد بن السائب، عن نوح بن صعصعة، عن يزيد بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جئت إلى الصلاة فوجدت الناس يصلون فصل معهم وإن كنت قد صليت تكن لك نافلةً)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 الشيخ الثالث والعشرون أخبرنا الإمام العالم المحدث الحافظ عفيف الدين أبو السيادة عبد الله ابن الإمام جمال الدين محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى ابن عساس بن يوسف بن بدر بن علي [بن] عثمان الأنصاري السعدي العبادي المطري أصلاً المدني بقراءتي عليه بطيبة، شرفها الله تعالى، والإمامان أبو محمد عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي، وأبو الفضل خليل بن عبد الرحمن ابن محمد بن عمر القسطلاني سماعاً، قالوا: أنا الإمام رضي الدين إبراهيم بن محمد ابن إبراهيم الطبري سماعاً، قال: أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي حرمي الكاتب، قال: أنا أبو الحسن علي بن حميد بن عمار الأطرابلسي، قال: أنا أبو مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أنا أبي، قال: أنا الأشياخ أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قال الطبري: وأنا عم أبي يعقوب بن أبي بكر، وعبد الرحيم بن عبد الرحيم ابن العجمي، قال الأول: أنا يونس بن يحيى الهاشمي، وقال الثاني: أنا ثابت بن مشرف بن أبي سعد. ح وقرئ عالياً بدرجة [على] أبي عبد الله محمد بن عبد المعطي الشافعي ابن السبع، وأنا أسمع، أخبرك محمد بن أبي الحرم، مكي بن أبي الذكر الصقلي، وأبو الحسن علي بن محمد بن هارون القارئ. ح وقرأت على عبد الله بن محمد السعدي، أخبرك أحمد بن أبي طالب الحجار. ح وأجاز لي الحجار ذلك، وهو أعلى بدرجة أخرى، قالوا: أنا الحسين بن المبارك بن الزبيدي، قالوا ثلاثتهم: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداوودي، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قالوا: أنا محمد بن يوسف بن مطر الفربري، قال: ثنا محمد بن إسماعيل البخاري الحافظ، قال: ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا يزيد أبي عبيدٍ، عن سلمة، قال: ((كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 المغرب إذا توارت بالحجاب)) وبه إلى البخاري، ثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيدٍ، عن سلمة قال: ((بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة فقال لي: يا سلمة ألا تبايع؟ قلت: يا رسول الله قد بايعت في الأولى، قال: وفي الثانية)) . متفق عليهما، وقعا لنا بعلو درجتين عن مسلم ولله الحمد والمنة. وبه إلى البخاري، ثنا خلاد بن يحيى، ثنا عيسى بن طهمان، قال: سمعت أنس بن مالكٍ يقول: ((لما أنزلت آية الحجاب في زينب بنت جحشٍ، فأطعم عليها يومئذٍ خبزاً ولحماً، كانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تقول: إن الله عز وجل أنكحني في السماء)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 قرأت على الإمام عفيف الدين عبد الله بن محمد المطري، وأخبرني محمد ابن عبد المعطي بن سالم، قال: أنا محمد بن أبي الذكر، وعلي بن محمد الثعلبي، وقال الأول: أنا أحمد بن أبي طالب الحجار سماعاً، ولي أنا من الحجار إجازةً أرويه بها، فعلى لي بذلك درجةً، قالوا ثلاثتهم: أنا الحسين ابن الزبيدي سماعاً، قال: أنا أبو الوقت السجزي، أنا أبو الحسن بن المظفر، قال: أنا ابن حمويه، أنا محمد بن يوسف، قال: أنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: ثنا أبو النعمان، ثنا حماد بن زيدٍ، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: ((جاء رجلٌ والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فقال: أصليت يا فلان، قال: لا، قال: قم فاركع)) . أخبرناه عالياً عشاري الإسناد أبو العباس أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي إذناً، عن أبي القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة، أنا أحمد بن محمد الحافظ، أنا القاسم بن الفضل الثقفي، ثنا أبو الفتح هلال بن محمد، ثنا الحسين بن يحيى بن عياش، قال: ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام، قال: ثنا حماد بن زيدٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله: ((أن رجلاً أتى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 أصليت يا فلان، قال: لا، قال: قم فاركع)) . أخرجه البخاري، عن أبي النعمان كما قدمناه، ومسلم، والترمذي، والنسائي عن قتيبة، وأبو داود، عن سليمان بن حرب، كلهم عن حماد، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً في روايتنا الثانية. وأخبرناه من وجه آخر بهذا العلو وأحسن، المعمر أبو العباس الصالحي كتابةً، قال: أنا عبد الله بن عمر البغدادي. ح وأخبرناه من هذا الوجه متصلاً بالسماع إلا أنه أنزل بدرجة الأمير أبو سعيد غلبك بن عبد الله الخازنداري، وأم الخير عائشة بنت علي الصنهاجي، قالا: أنا ابن الصيقل عبد اللطيف، قال: أنا عبد الرحيم بن عبد العزيز ابن البندار الحريمي الخياط، قالا: أنا أبو الوقت السجزي، قال: أنا محمد بن عبد العزيز الفارسي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، قال: أنا أبو القاسم البغوي، قال: ثنا أبو الجهم، أنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله أنه قال: ((جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة، والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر، فقعد قبل أن يصلي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أركعت ركعتين؟ قال: لا، قال: قم فاركعهما)) . أخرجه مسلم عن قتيبة، وابن رمحٍ عن الليث، فوقع لنا بدلاً له عالياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 وبه إلى البخاري، قال: ثنا قتيبة. ح وأخبرنيه عالياً عشارياً أحمد بن أبي طالب إذناً، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا محمد بن عبد العزيز، أنا ابن أبي شريح، أنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا أبو الجهم، قالا: -واللفظ لأبي الجهم- ثنا الليث بن سعدٍ، عن نافعٍ: ((أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلق امرأةً له وهي حائضٌ تطليقةٌ واحدةٌ، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها، ثم يمسكها حتى تطهر، ثم تحيض عنده حيضةً أخرى، ثم يمهلها حتى تطهر من حيضتها، فإن أراد أن يطلقها فليطلقها حين تطهر من قبل أن يجامعها فتلك العدة التي أمر الله أن يطلق لها النساء، فكان عبد الله بن عمر إذا سئل عن ذلك قال: أما أنت طلقت امرأتك تطليقة أو تطليقتين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني بهذا فإن كنت طلقتها ثلاثاً فقد حرمت عليك حتى تنكح زوجاً غيرك، وعصيت الله فيما أمرك من طلاق امرأتك)) . أخرجه البخاري كما قدمنا، ومسلم عن يحيى بن يحيى، وقتيبة، وابن رمحٍ، وأبو داود، عن قتيبة أيضاً، كلهم عن الليث، فوقع لنا بدلاً لهم في الرواية الأخيرة عالياً، وموافقة لمسلم وأبي داود، بعلو عن مسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 وبه إلى البخاري والبغوي، قال البخاري: ثنا قتيبة، وقال البغوي: ثنا أبو الجهم، قالا: -واللفظ لأبي الجهم- ثنا الليث بن سعدٍ، عن نافعٍ: ((أن عبد الله بن عمر كان إذا سئل عن نكاح الرجل النصرانية أو اليهودية، قال: إن الله حرم المشركات على المسلمين ولا أعلم من الإشراك شيئاً أكبر من أن تقول المرأة: ربها عيسى، وهو عبدٌ من عبيد الله)) . أخرجه البخاري كما قدمنا، فوقع لنا بدلاً عالياً في الرواية الأخيرة، ولله الحمد. أخبرنا الإمام عفيف الدين المطري سماعاً، أنا والدي قال: ثنا أبو اليمن بن عساكر، قال: أنا الحسين بن الزبيدي. ح وأخبرني الإمامان أبو محمد اليافعي، وأبو الفضل خليل القسطلاني سماعاً، قالا: أنا إبراهيم بن محمد الطبري، أنا يعقوب بن أبي بكر الطبري، وعبد الرحيم ابن العجمي، قال الأول: أنا يونس بن يحيى الهاشمي، وقال الثاني: أنا ثابت بن مشرف. ح وأخبرني أعلى مما تقدم بدرجة القاضي أبو عبد الله محمد ابن عبد المعطي بن سالم الشافعي، قال: أنا علي بن محمد الثعلبي، ومحمد بن أبي الذكر الصقلي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 ح وقرأت على عبد الله بن محمد بن أحمد بن الحافظ، أخبرك أحمد بن أبي طالب الحجار. ح وأباح لي الحجار رواية ذلك عنه، فعلى لي بذلك درجة أخرى، قالوا ثلاثتهم: أنا الحسين بن المبارك ابن الزبيدي، قال هو وثابت ويونس: أنا أبو الوقت السجزي، قال: أنا أبو الحسن الداودي، أنا أبو محمد بن حمويه، قال: أنا محمد بن يوسف الفربري، قال: أنا محمد ابن إسماعيل البخاري، قال: ثنا عبد الله بن يوسف. ح وأنبأني أعلى من هذا الأخير بدرجة أحمد بن نعمة، عن عبد الله بن عمر، عن أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي، أنا أبو القاسم ابن أبي عبد الله الحافظ إذناً، عن زاهر بن أحمد السرخسي، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، أنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر قالا: -واللفظ لأبي مصعب- أنا مالك، عن زيد بن رباحٍ، وعبيد الله بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه إلا المسجد الحرام)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 متفق عليه، أخرجه البخاري كما قدمنا، وابن ماجه، عن أبي مصعب كما سقنا، فوافقناه بعلو، ووقع بدلاً للبخاري عالياً. أخبرناه من وجه آخر غلبك بن عبد الله الخازنداري، وعائشة بت علي الصنهاجي، سماعاً، قالا: أنا النجيب عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا أبو بكر عبد الله بن مبادر المقرئ. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن بيان، عن أبي الحسن بن خلف، قال: أنبأنا، وقال: ابن مبادر: أنا أبو الكرم المبارك بن الحسن المقرئ، قال: أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا عبد الله -يعني ابن محمد بن زياد- ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن يحيى بن شعبة الأنصاري، قال: حدثني ذكوان أبو صالحٍ، عن عبد الله إبراهيم بن قارظٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاةٌ في مسجدي أفضل من ألف صلاةٍ فيما سواه، إلا المسجد الحرام)) . وأخبرناه أحمد بن بيان إذناً بإسناده السابق إلى المخلص، قال: ثنا يحيى -يعني ابن صاعد- ثنا أبو موسى، سمعت يحيى قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 سألت أبا صالحٍ: هل سمعت أبا هريرة يذكر فضل الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، ولكن أخبرني عبد الله بن إبراهيم بن قارظٍ أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الصلاة في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ، أو كألف صلاةٍ فيما سواه من المساجد إلا أن يكون المسجد الحرام)) . أخرجه مسلم، عن أبي قدامة السرخسي، وأبي خيثمة، ومحمد بن حاتم، ثلاثتهم، عن يحيى القطان، فوقع لنا بدلاً له عالياً بدرجتين ولله الحمد وأخرجه مسلم أيضاً، عن أبي موسى -وهو محمد بن المثنى- فوافقناه بعلو في الطريق الأخيرة. أخبرنا الإمام عفيف الدين المطري بقراءتي، ومحمد بن عبد المعطي الشافعي، سماعاً، قال الأول: أنا أحمد بن أبي طالب الحجار، وقال الثاني: أنا علي بن محمد الثعلبي، ومحمد بن أبي الدكر. ح وأنبأني الحجار المذكور، قالوا: أنا ابن الزبيدي، أنا أبو الوقت، أنا الداوودي، أنا ابن حمويه، أنا الفربري، أنا البخاري، قال: ثنا قتيبة، ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباسٍ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 المنبر يقول: ((إنكم ملاقوا الله حفاةً عراةً غرلاً)) . أخبرناه أحمد بن كشتغدي فيما قرئ عليه وأنا أسمع، عن أبي الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم سماعاً، قال: أنا حماد بن هبة الله، قال: أنا أبو القاسم سعيد بن أحمد بن البناء. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن نعمة البياني، عن عبد الله بن عمر العتابي، عن ابن البنا المذكور، قال: أنا أبو نصر محمد ابن محمد بن علي الزينبي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- ثنا عثمان بن أبي شيبة غرة جمادي سنة أربع وثلاثين ومائتين، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: ((إنكم موافوا الله يوم القيامة عراةً حفاةً غرلاً)) . متفق عليه، أخرجه البخاري، عن ابن المديني وقتيبة، فرقهما، ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي خيثمة، وابن أبي عمر، وإسحاق وأخرجه النسائي عن قتيبة، فوافقناه بعلواً، ووقع لنا بدلاً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 لثلاثتهم عالياً في الطريق الأخيرة. وبالإسنادين إلى البخاري والمخلص، قال البخاري: ثنا موسى ابن إسماعيل، وقال المخلص: ثنا يحيى بن صاعد، قال: ثنا لوين، قالا: أبو عوانة، عن عاصم وحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ((أقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يقصر، فنحن إذا سافرنا تسعة عشر قصرنا، وإن زدنا أتمننا)) هذا لفظ البخاري، وقال لوين في حديثه: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام سبعة عشر يقصر الصلاة، قال ابن عباس: ((ونحن إذا سافرنا فأقمنا سبع عشرة قصرنا، وإذا زدنا أتممنا)) . وقع لنا بدلاً عالياً للبخاري، من طريق المخلص ولله الحمد. وبالإسنادين إلى البخاري، وابن صاعد، قال البخاري: ثنا عبد الله ابن محمد، وقال ابن صاعد: ثنا علي بن نصر الجهضمي، قالا: ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن إسماعيل، عن قيسٍ، عن سعدٍ، قال: ((لقد رأيتني سابع سبعةٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم مالنا طعامٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 إلا ورق الحبلة -أو الحبلة- حتى يضع أحدنا ما تضع الشاة، ثم أصحبت بنو أسدٍ تعزرني على الإسلام، خسرت إذاً وضل سعيي)) -هذا لفظ البخاري- وقال ابن صاعد في حديثه: ((لقد رأيتني وأبي سابع سبعةٍ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعامٌ إلا ورق الحبلة أو الحبلة حتى إن أحدنا ليضع مثل ما تضع الشاة، ثم أصبحت بنو أسدٍ تعزرني على الإسلام، لقد خسرت وضاع عملي)) . أخبرناه أعلى مما تقدم أحمد بن مزيزٍ كتابةً، عن يوسف بن خليل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 الحافظ، قال: أنا الخليل بن أبي الرجاء الرارني، ومحمد بن أحمد ابن نصر الصيدلاني، ومسعود بن أبي منصور الحمال، وأبو المكارم أحمد بن محمد بن اللبان، قالوا: أنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، ثنا عبد الله بن جعفر، قال: ثنا محمد -يعني بن أحمد بن أبي المثنى- قال: ثنا جعفر -وهو ابن عون- ثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن قيس ابن أبي حازمٍ، قال: سمعت سعداً يقول: ((إني لأول العرب رمى بسهمٍ في سبيل الله، والله إن كنا لنغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعامٌ إلا ورق الحبلة، وهذا السمر حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ماله خلطٌ، ثم أصبحت بنو أسدٍ تعيرني لقد حنبت إذاً وضل عملي)) . أخرجه البخاري كما قدمنا فوقع لنا بدلاً له عالياً من طريق ابن صاعد، وعالياً جداً في روايتنا الأخيرة، وهو متفق عليه. وبالإسناد إلى البخاري، قال: ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن سليمان الأحول خال ابن أبي نجيح، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد، قال سفيان: وثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد. قال: وأظن ابن أبي لبيد ثنا، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال: ((اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط فلما كان صبيحة عشرين قفلنا متاعنا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 قال: من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه فإني رأيت هذه الليلة، ورأيتني أسجد في ماءٍ وطينٍ، فلما رجع إلى معتكفه وهاجت السماء فمطرنا فوالذي بعثه بالحق لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد عريشاً، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين)) . أخبرناه أحمد بن أبي محمد الخطائي المعزي، قال: أنا أبو الفرج بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا عبد العزيز بن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا الحسين بن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبيد الله الرطبي. ح وأنبأني أحمد بن نعمة الصالحي، عن أحمد بن يعقوب المارستاني، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن خلف، ومحمد بن عبد الواحد بن المتوكل، قال: أنبأ ابن الرطبي المذكور، وقال ابن خلف: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 أنا نصر بن نصر بن يونس إذناً، وقال المارستاني: أنا أبو المعالي بن اللحاس، سماعاً، قال: أنبأنا، وقال الآخران: أنا علي بن أحمد بن البسري، قال هو وابن النقور: أنا أبو طاهر الذهبي، قال: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا عبد الجبار، قال: ثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن سليمان الأحول، عن أبي سلمة، عن أبي سعيدٍ الخدري، ومحمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي سعيدٍ الخدري قال: ((إعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأوسط من رمضان فلما كان صبيحة عشرين ذهبنا ننقل متاعنا فقال لنا: من كان منكم اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني رأيت هذه الليلة فنسيتها، ورأيتني أسجد في ماءٍ وطينٍ، قال أبو سعيدٍ: فوالذي بعثه بالحق لهاجت السماء علينا تلك الليلة وكان المسجد عريشاً، فلقد رأيته صلى الله عليه وسلم وإن على أنفه وأرنبته - يعني أثر الماء والطين)) . أخرجه البخاري كما سقناه، فوقع لنا بدلاً له عالياً في هذه الطريق. أنشدني الإمام عفيف الدين المطري بقراءتي، قال: أنشدنا أبو محمد عبد الله بن عمران البكري لنفسه غير مرةٍ: دار الحبيب أحق أن تهواها ... وتحن من طربٍ إلى ذكراها القصيدة جميعها، ومنها: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 جزم الجميع بأن خير الأرض ما ... قد حاط ذات المصطفى وحواها ونعم لقد صدقوا، بساكنها علت ... كالنفس حين زكت زكى مأواها وبهذه ظهرت مزية طيبةٍ ... فغدت وكل الفضل في معناها ومنها: لا كالمدينة منزلٌ وكفى بها ... شرفاً حلول المصطفى بفناها إنسان عين الكون سر وجوده ... يس إكسير المحامد طه صلى الله عليه وسلم شيخنا هذا ولد في رابع عشري شوال سنة ثمانٍ وتسعين وستمائة، وسمع من أبيه، وسمع بمكة من الفخر التوزري، والرضي الطبري، وغيرهما، وبمصر من أبي الحسن الواني، ويونس الدبوسي، ويوسف الختني، وجماعة، وبدمشق من القاسم بن عساكر، وأبي نصر ابن الشيرازي، والحجار، وغير واحدٍ، وبالإسكندرية من ابن مخلوفٍ، وببيت المقدس من زينب بنت شكر، وسمع ببغداد من جماعةٍ، سمع منه شيخه الحافظ الذهبي، وانتقى عليه جزءاً [من] مروياته، وذكره من معجمه فقال: له فهمٌ وذكاءٌ ورحلٌ ولقاءٌ، وأفادني أشياء حسنةً مهمةً، وذكره أيضاً في المعجم المختص فقال: العالم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 الفاصل المحدث، ارتحل في سماع الحديث، وكتب وحصل أفادني أشياء حسنةٌ. انتهى. سمعت منه، وقرأت عليه الكثر، مما قرأته عليه ((صحيح البخاري)) و ((تاريخ المدينة)) لأبيه، وغير ذلك، وسمعت منه بعض ((الجامع)) لأبي عيسى الترمذي، وأشياء غيره، وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة خمسٍ وستين وسبعمائةٍ، رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 الشيخ الرابع والعشرون أخبرنا القاضي الإمام العلامة عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن القاضي بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي بن جماعة بن حازمٍ بن صخرٍ الكناني الشافعي، قراءةً عليه وأنا أسمع بالمدينة النبوية شرفها الله تعالى، في عام سبعة وستين وسبعمائة، وفيه مات، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن عساكر قراءةً عليه وأنا حاضرٌ بدمشق أن أبا روحٍ عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي أجاز لهم، أنا محمد بن إسماعيل الفضيلي، قال: أنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد الإشكابي المعروف بالعيار، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد الفامي، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، قال: ثنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: ثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: ((إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالبٍ، فلا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالبٍ أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعةٌ مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها)) . وأخبرناه أحمد بن كشتغدي سماعاً، قال: أنا النجيب الحراني أنا حماد ابن هبة الله. وكتب إلي عالياً كالذي قبله في العدد، أحمد بن نعمة، عن عبد الله ابن عمر، قال: أنبأنا، وقال حماد: أنا سعيد بن أحمد بن الحسن، أنا أبو نصر الزينبي، أنا أبو طاهر المخلص، ثنا يحيى بن صاعد، ثنا خلاد بن أسلم، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما فاطمة بضعةٌ مني فمن أغضبها أغضبني)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 وأخبرناه أعلى من هذا كله أحمد بن أبي طالب كتابةً، عن أبي الحسن القطيعي، أنبأنا المبارك بن الحسن الشهرزوري، عن أبي الحسين بن المهتدي بالله، قال: ثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قال: ثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، قال: ثنا عيسى بن حماد زغبة، قال: ثنا الليث بن سعد، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، فذكره كالحديث الأول، إلا أنه قال: ((استأذنوني أن ينكحوا)) وليس فيه ((على المنبر)) . وبه إلى أبي روحٍ قال: أنا زاهر بن طاهر الشحامي، أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، أنا أبو الحسين الخفاف، أنا أبو العباس السراج، قال: ثنا قتيبة بن سعيدٍ، ثنا الليث، عن عقيلٍ، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبناً ثم دعا بماءٍ فتمضمض، ثم قال: [إن] له دسماً)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 أخبرناه متصلاً بالسماع عبد القادر بن عبد العزيز ابن الملوك، قال: أنا محمد بن إسماعيل المقدسي خطيب مردا، قال: أنا هبة الله بن علي، أنا مرشد بن يحيى، قال: أنا محمد بن الحسين بن الطفال، قال: أنا محمد بن عبد الله بن حيويه، قال: ثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: ثنا قتيبةٌ، فذكره بحروفه إلا أنه قال: ((فمضمض)) . وأنبأنيه أعلى من هذا بدرجةٍ أحمد بن بيان، عن عبد الله بن عمر السقلاطوني، وغيره، عن مسعود بن الحسن الثقفي، قال: أنا أبو عمرو عبد الوهاب بن منده، سماعاً، قال: أنا أبو الحسين الحفاف كتابةً، فذكره. وبه إلى أبي روحٍ قال: أنا محمد بن إسماعيل الفضيلي، قال أنا أبو نصر محلم بن إسماعيل الضبي، أنا القاضي أبو سعيد خليل بن أحمد السجزي، قال: أنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي السراج، ثنا قتيبة، ثنا بكر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن يزيد مولى سلمة ابن الأكوع، عن سلمة بن الأكوع قال: ((لما نزلت هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فديةٌ طعام مسكينٍ} )) . كان من أراد منا أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 فنسختها)) . وبه إلى الفضيلي، قال: ثنا أبو عثمان أحمد بن محمد بن نعيم الصوفي، أنا أبو محمد الصيرفي -يعني عبد الله بن أحمد- أنا أبو العباس، ثنا قتيبة، ثنا الليث بن سعد، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنين امرأةٍ من بني لحيان سقط ميتاً، بغرةٍ، عبدٍ أو أمةٍ، ثم إن المرأة التي قضي عليها توفيت، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن ميراثها لبنيها وزوجها، وأن العقل على عصبتها)) . أخرج هذه الأحاديث الأربعة الأئمة الخمسة في كتبهم، عن قتيبة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 فوقعت لنا موافقات لهم، والحديثان الأولان منها بعلو، وأخرج البخاري الأول منها أيضاً، عن أبي الوليد، ومسلم عن أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، والنسائي، عن الحارث بن مسكين، كلهم عن ابن عيينة، وابن ماجه، عن زغبة، فوافقنا ابن ماجه في شيخه بعلو، ووقع لنا بدلاً لهم أجمعين عالياً، ولله الحمد والشكر. أخبرنا القاضي أبو عمر بن جماعة، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا الشيخ كمال الدين المذكور إجازة -يعني أنا أبو الفرج ابن وريدة-، عن أبي أحمد بن سكينة. ح أخبرنيه متصلاً بالسماع أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي سماعاً، أنا أبو إسحاق بن مناقب، وأبو الفضل بن يوسف. قالا: أنا ابن طبرزد، قال الثاني: حضوراً، قالا: أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد، قال: أنا أبو طالب محمد بن محمد البزاز، أنا أبو بكر الشافعي، قال: ثنا محمد بن غالب، قال: حدثني مسلم بن إبراهيم، أنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباسٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور)) . أخرجه البخاري، عن مسلم بن إبراهيم، فوافقناه، ووقع عالياً. أخبرنا الحاكم أبو عمر الكناني، قال: أنبأنا ابن عساكر، وزينب ابنة كندي، عن أبي المظفر بن أبي سعد السمعاني، قال: أنا والدي، قال: حدثني أبو الفضل صالح بن أحمد بن عبد الملك، قال: أنا جامع بن الحسين، قال: أنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز، قال: سمعت أبا الحسين أحمد بن فارس الأديب، قال: سمعت الأستاذ أبا الفضل محمد بن العميد يقول: ((ما كنت أظن أن في الدنيا حلاوة ألذ من الرئاسة والوزارة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو بكر بن الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلب ابن الجعابي بكثرة حفظه، وأبو بكر بن الجعابي يغلب الطبراني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 بفطنته وذكائه، حتى ارتفعت أصواتهما، ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال ابن الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هاته، فقال: حدثنا أبو خليفة، قال: ثنا سليمان بن أيوب، فحدث بالحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني يعلو إسنادك، فإنك تروي عن أبي خليفة عني فخجل ابن الجعابي، وغلبه الطبراني، قال ابن العميد، فوددت في مكاني من الوزارة والرئاسة أنهما لم يكونا لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث. أو كما قال)) . أخبرنا بذلك أيضاً أحمد بن علي بن حسن المقرئ إذناً، عن أبي بكر بن مسدي الحافظ، قال: -ومن خطه نقلت- أنا الأستاذ أبو البقاء يعيش بن علي المقرئ بفاس، قراءة عليه لكتاب ((شرف المحدثين)) للغساني، قال: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن خليل، قراءة عليه، محضره مراكش، قال: أنا أبو علي الغساني، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن منظور القيسي الإشبيلي، بها، قال: ثنا أبو النجيب عبد الغفار بن عبد الواحد الحافظ الأرموي بمكة في المسجد الحرام، قال: سمعت الحسن بن علي المقرئ -هو الزنجاني- يقول: سمعت أبا الحسين بن فارس، فذكرها نحواً مما تقدم. فروايتنا الأولى أعلى من هذه بدرجتين، والحديث المشار إليه هذا. أخبرنا به أحمد بن علي المقرئ، إذناً، بإسناده هذا إلى أبي علي الغساني، قال: ثنا أبو عبد الله بن منظور من لفظه، قال: ثنا أبو النجيب الأرموي، قال: ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 أبو نعيم الحافظ لفظاً، وأنا سألته، قال: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى الملحمي، إملاء، قال: أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال: ثنا سليمان بن أيوب الطبراني، قال: أنا محمد بن جعفر، ثنا علي بن المديني، ثنا وهب بن جرير، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر، قال: ((لما توفي أبو طالبٍ، خرج النبي صلى الله عليه وسلم ماشياً على قدميه إلى الطائف، فدعاهم إلى الله عز وجل، فلم يجيبوا، فأتى ظل شجرةٍ فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت أرحم بي من أن تكلني إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريبٍ ملكته أمري، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك، أو تحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك)) . قال أبو النجيب: وثناه أبو نعيمٍ، قال: ثنا الطبراني، ثنا محمد بن جعفر بإسناده مثله، وقد وقع لنا الحديث آخر في رواية الجعابي، عن أبي خليفة، عن الطبراني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 أخبرنا به أحمد بن أبي الحسن بن داود المكاري كتابةً، عن أبي المكارم بن أبي أحمد الغرناطي، أنا محمد بن محمد بن أبي المفاخر، قال: أنا أبو طاهر الأصبهاني. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة صالح بن مختار الأشنهي، إن لم يكن سماعاً، وغيره، عن محمد بن عبد الهادي، عن أبي طاهر المذكور، أنا المبارك ابن عبد الجبار، أنا هناد بن إبراهيم، أنا أحمد ابن الحسن النهاوندي، ثنا لاحق ابن الحسن بن لاحق، ثنا محمد بن عمر بن سبرة -هو الجعابي- ثنا الفضل ابن الحباب، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا نعيم بن حمادٍ، ثنا رشدين ابن سعدٍ، عن عقيل بن خالدٍ، عن الزهري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)) . أخبرنا القاضي عز الدين ابن جماعة، سماعاً، قال: أنبئت، عن المؤيد الطوسي، وأبي المظفر عبد الرحيم بن الإمام أبي سعد عبد الكريم السمعاني، قالا: أنا أبو سعد السمعاني إجازةً، قال: سمعت أبا المنذر محمد بن علي بن حمد بقرميسين، قال: سمعت أبي أبا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 السعادات ببندنيجين، سمعت عم والدي أبا سعد ابن الهمداني يقول: أتاني آت في المنام فقال لي: أنت عقيل بن الحسين الموصوف بالأدب، فقلت: أنا هو. فقال: هل لك أن تمصرع وأتمم، أو أمصرع وتتم؟ فقلت: لا بل أمصرع وتتم، فقال: يا عيار هربت من القافية، ولكن قل: فقلت: هل عندكم رحمة يرجو عواطفها فقال: صب تشكت إلى الشكوى جوارحه فقلت: أغلقتم كل بابٍ عن مسرته فقال: وفي يدي ظبيكم كانت مفاتحه فقلت: ما أمسكت قلبه إذ لم يطر جزعاً فقال: من فرط برح الهوى إلا جوانحه مولد شيخنا القاضي عز الدين هذا في تاسع عشر المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة، وأحضر بدمشق على ابن القواس، وابن عساكر، وإسماعيل الفراء، وسمع أيضاً من الحسن الخلال وغيره، وبمصر من الأبرقوهي، والدمياطي، وابن الفوي، وابن الصواف، وابن القيم في خلائق، ورحل، فسمع بعدة بلاد وأجاز له من العراق، والشام، ومصر والمغرب، والحجاز، أممٌ، وتفرد بإجازة البوصيري صاحب ((البردة)) وغيره، وصنف التصانيف، وانتقى لنفسه، ولبعض الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 شيوخه، وانتقى له جماعة، منهم: الحافظ الذهبي، وأثنى عليه، وغيره من الكبار. سمعت عليه جزأه الكبير الذي خرجه لنفسه، و ((الشفاء)) للقاضي عياض، وغير ذلك كثيراً، وكان رحمه الله من قضاة العدل، استعفي من القضاء مراتٍ، وتردد إلى الحجاز كراتٍ، فأدركه الأجل في ثالث عشر جمادى الآخرة سنة سبعٍ وستين وسبعمائةٍ بمكة، ودفن بالمعلاة، جوار الفضيل بن عياضٍ رحمه الله تعالى. آخر الجزء السابع والحمد لله وحده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم الشيخ الخامس والعشرون أخبرنا الشيخ مجد الدين أبو العباس أحمد بن يوسف بن أحمد بن عمر الخلاطي قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة.. .. وخمسين وسبعمائة، وأجاز لي جميع مروياته، وفخر الدين عثمان بن محمد بن يوسف بن عوض السنباطي، وأحمد بن محمد بن أبي بكر العسقلاني سماعاً أيضاً في التاريخ، قالوا: أنا الحافظ أبو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي، قراءةً عليه ونحن نسمع، قال: أنا أبو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي الحافظ. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن إدريس بن مزيز الحموي منها، عن يوسف بن خليل هذا، قال: أنا أبو الفتح ناصر بن محمد الويرج، قال: أنا إسماعيل بن الفضل الأخشيذ، قال: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة، ومن الأول بدرجتين أحمد بن أبي النعم الدمشقي، عن محمد بن خلف الحافظ، قال: أنا ابن فتحان المقرئ، إجازة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 عن أبي الحسين محمد بن علي الهاشمي، قالا: أنا علي بن عمر الدارقطني الحافظ، قال الثاني: إجازةً، قال: أنا أبو محمد ابن صاعد، قال: ثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر، ثنا خالد بن عبد الله، عن سهيل بن أبي صالح، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسماء بنت عميسٍ رضي الله عنها قالت: ((قلت: يا رسول الله إن فاطمة بنت أبي حبيشٍ استحيضت منذ كذا وكذا، قال: سبحان الله، هذا من الشيطان فلتجلس في مركنٍ، فجلست فيه حتى رأت الصفرة فوق الماء، فقال: تغتسل للظهر والعصر غسلاً واحداً، ثم تغتسل للمغرب والعشاء غسلاً واحداً، ثم تغتسل للفجر غسلاً واحداً، ثم تتوضأ بين ذلك)) . أخرجه أبو داود، عن وهب بن بقية، عن خالدٍ، فوقع لنا بدلاً له عالياً، ولله المنة. شيخنا هذا.. .. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 الشيخ السادس والعشرون أخبرنا الإمام العلامة الزاهد القدوة العلم عفيف الدين أبو محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي اليمني ثم المكي الشافعي رحمه الله، قراءةً عليه وأنا أسمع، والإمام أبو الفضل خليل بن عبد الرحمن المالكي سماعاً أيضاً، قالا: أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطبري، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي حرمي الكاتب، قال: أنا أبو الحسن علي بن حميد بن عمار الأطرابلسي، قال: أنا أبو مكتوم عيسى بن عبد ابن أحمد الهروي، قال: أنا أبي، قال: أنا المشايخ [الثلاث] ، أبو الهيثم الكشميهني، وأبو إسحاق المستملي، وأبو محمد بن حمويه. ح وأخبرني أعلى من هذا بدرجة القاضي أبو عبد الله محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 عبد المعطي بن سالم الشافعي، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو الحسن علي ابن محمد القارئ، ومحمد بن مكي الصقلي سماعاً. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة، ومن الذي قبله بدرجة أخرى المعمر أبو العباس الحجار. وقرأت على الإمام أبي السيادة المطري عنه قالوا ثلاثتهم: أنا أبو عبد الله الحسين بن المبارك الزبيدي، قال: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه، قال: أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه، قالوا: أنا محمد بن يوسف، قال: ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا يزيد بن أبي عبيد قال: ((رأيت أثر ضربةٍ في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلمٍ ما هذه الضربة؟ فقال: هذه ضربةٌ أصابتنيها يوم خيبر، فقيل: أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فنفث فيها ثلاث نفثاتٍ، فما اشتكيتها حتى الساعة)) . أخرجه أبو داود، عن أحمد بن أبي سريجٍ، عن مكي بن إبراهيم، فعلى لنا عنه بدرجتين، ووقع بدلاً عشارياً. وبه إلى البخاري، قال: ثنا عصام بن خالدٍ، ثنا حريز بن عثمان أنه سأل عبد الله بن بسرٍ صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم كان شيخاً؟ قال: كان في عنفقته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 شعرات بيضٌ)) . أخبرناه عالياً أيضاً متصلاً بالسماع الملك أسد الدين عبد القادر ابن عبد العزيز قراءة عليه وأنا أسمع، أن أبا عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد المقدسي أخبره، قال: أنا إسماعيل بن صالح بن ياسين، قال: أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، قال: أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بفسطاط بمصر، قال أبو الحسن علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي بانتقاء الدارقطني وقراءته، قال: ثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال: ثنا الوليد بن هشام القحذمي قال: ثنا حريز بن عثمان، قال: سألت عبد الله بن بسرٍ ((أشاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأومأ بيده إلى عنفقته)) . وبه إلى البخاري، قال: ثنا أحمد بن يونس، أنا الليث. ح وكتب إلي بصعود درجةٍ المعمر أبو العباس البياني، قال أنا عبد الله بن محمد البغدادي، قال: أنا عبد الأول بن أبي مريم الهروي، قال: أنا محمد بن عبد العزيز، قال: أنا عبد الرحمن بن أحمد، قال: ثنا عبد الله بن محمد، قال: ثنا العلاء بن موسى بن كتابه، قال: -واللفظ له- ثنا الليث بن سعدٍ، عن نافعٍ أن عبد الله بن عمر قال: ((إن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم مقتولةٌ فأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل النساء والصبيان)) . أخرجه البخاري كما تقدم، ومسلم عن يحيى بن يحيى، وقتيبة، وابن رمح، وأبو داود، عن يزيد بن خالد بن موهب، وأبو داود أيضاً، والترمذي، والنسائي، عن قتيبة، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً عالياً عشارياً في الطريق الأخيرة، والحمد لله على ما أعطى. وبه إلى البخاري، قال: ثنا محمد بن سنان، قال: ثنا [سليم] ابن حيان، ثنا سعيد بن ميناء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجلٍ بنى داراً فأكملها وأحسنها إلا موضع لبنةٍ، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون ويقولون: لولا موضع اللبنة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 وبه إلى البخاري، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: أشبهت خلقي [و] خلقي)) . أخرجهما الترمذي، عن البخاري، فوافقناه بعلو درجتين. وبه إلى البخاري، قال: ثنا مسدد، قال: ثنا يحيى بن سعيد. ح وأخبرني عالياً بدرجة القاضي شرف الدين أبو محمد عبد الله بن الحسن بن عبد الله الحافظ في كتابه، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي السبط. ح وكتب إلي أحمد بن علي بن حسن الجزري، قال: أنا محمد بن عبد الهادي المقدسي حضوراً، قالا: أنا أحمد بن محمد السلفي، قال الثاني: إجازة، قال: أنا القاسم بن الفضل الثقفي، قال: أنا علي بن محمد بن بشران، قال: ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري إملاءً، قال: ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، ثنا خثيم بن عراك، ثنا أبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على المسلم في فرسه ولا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 مملوكه صدقة)) . متفق عليه، أخرجه البخاري، عن شيخه الذي تقدم، فوقع لنا في هذه الرواية بدلاً له عالياً بدرجة، وأخرجه النسائي في جمعه لحديث مالك، عن عبد الملك بن شعيب بن الليث، عن أبيه، عن جده، عن يحيى بن أيوب، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عراك، عن أبي هريرة، فمن حيث العدد كأني رويته عن صاحب النسائي، ولله الحمد والمنة. وبه إلى البخاري، قال: ثنا قتيبة. ح وأنبأناه عالياً أحمد بن نعمة البياني، عن عبد الله بن عمر السقلاطوني، قال: أنا أبو القاسم سعيد بن أحمد، قال: أنا أبو نصر الهاشمي، قال: أنا أبو بكر محمد بن خلف، قال: أنا عبد الله بن أبي داود، قال: ثنا عيسى بن حماد، قالا: -واللفظ لعيسى- أنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً فصلى على الميت، ثم انصرف إلى المنبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 فقال: إني فرطكم على الحوض، وأنا شهيدٌ عليكم وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخاف أن تتنافسوا فيها)) . متفق عليه أخرجه البخاري، ومسلم وأبو داود، والنسائي، عن قتيبة، فوقع لنا موافقة عالية بدرجة لمن سوى البخاري في روايتنا عنه، وبدلاً للجميع في الرواية الأخيرة عالياً عالياً، ولله الحمد والشكر، رواه البخاري أيضاً عن صاعقة، عن زكريا بن عدي، وأبو داود، عن الحلواني، عن يحيى بن آدم، كلاهما عن ابن المبارك، ومسلم عن ابن مثنى، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، كلاهما عن يزيد ابن أبي حبيب، وكان شيخ شيخي سمعه من أصحابهم، ورزقناه عالياً جداً بحمد الله. وبه إلى البخاري، قال: ثنا مسدد، ثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس وعطاء، عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: ((احتجم النبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 صلى الله عليه وسلم وهو محرمٌ)) . أخبرناه عالياً أيضاً متصلاً بالسماع أحمد بن كشتغدي سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا حماد بن هبة الله الحراني. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن ابن اللتي، قال: أنبأنا، وقال حماد: أنا سعيد بن أحمد بن البنا، قال: أنا محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أنا أبو طاهر الذهبي، قال: ثنا يحيى -يعني ابن صاعد- ثنا لوين، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو -يعني ابن دينار- عن عطاء وطاوس، عن ابن عباسٍ: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرمٌ)) . متفق عليه أخرجه البخاري عن مسدد، وابن المديني، فرقهما، ومسلم عن زهير بن حرب، والترمذي، والنسائي عن قتيبة، زاد النسائي: ومحمد بن منصور، ثمانيتهم عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 وبه إلى البخاري، قال: ثنا آدم، ثنا ابن أبي ذئب. ح وأخبرنيه أبو العباس بن أبي محمد الخطائي ابن الصيرفي، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنا أبو الفرج بن أبي محمد الجزري، قال: أنا عبد العزيز بن محمود الحافظ، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين بن النقور. ح قال عبد العزيز: وأنا محمد بن عبيد الله الرطبي. ح وأنبأني أحمد بن الحسن الخياط، عن محمد بن عبد الواحد الهاشمي، وأبي الحسن محمد بن أحمد المؤرخ، وأبي العباس أحمد بن يعقوب المارستاني، قال الأول: أنا ابن الرطبي المذكور إجازةً، وقال الثاني: أنبأنا نصر بن نصر العكبري، وقال الثالث: أنا أبو المعالي محمد بن محمد بن اللحاس سماعاً، قال: أنبأنا، وقال الآخران: أنا علي بن أحمد بن محمد البندار، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- ثنا أبو بكر -وهو ابن أبي شيبة- ثنا وكيع -واللفظ لحديثه- عن ابن أبي ذئب، عن يزيد ابن عبد الله بن قسيط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابتٍ قال: ((قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنجم فلم يسجد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 فيها)) . متفق عليه. ح كما قدمنا، وعن صادق، عن يحيى بن موسى، كلاهما عن وكيع. وبه إلى البخاري، ومحمد بن عبد الرحمن المخلص، قال البخاري: ثنا أبو النعمان، وقال المخلص: ثنا يحيى بن صاعد، ثنا أحمد بن المقدام، قالا: -واللفظ لابن المقدام- ثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، قال: سمعت جندب بن عبد الله -ولا أعلم إلا أنه قد رفعه- قال: ((اقرؤا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه)) . رواه بعضهم موقوفاً، وهو في الصحيحين مرفوع، وقد أورده النسائي، عن محمد بن عبد الله بن عمار، عن المعافي، وعن هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، عن أبيه، كلاهما عن سفيان، عن الحجاج بن فرافصة، عن أبي عمران، فكان شيخ شيخي سمعه من صاحبه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 شيخنا هذا أشهر من أن ننبه على قدره، وأجل من الإطناب في ذكره، مولده ظناً سنة ثمان وتسعين وستمائة، واشتغل بالعلم بعدن على الإمام العلامة محمد بن أحمد الدهي ابن البصال، والقاضي شرف الدين أحمد بن علي الحرازي، قاضي عدن ومفتيها، وحج، وسمع بمكة من الإمام رضي الدين الطبري، بقراءته الكثير من مروياته، ومن غيره، وصحب المشايخ الكبار، منهم.. الوقت أبو الحسن علي، المعروف بالطواشي، ودخل ديار مصر، والشام، وزار القدس والخليل، على قدم التجريد، ذكره الشيخ جمال الدين الأسنائي في طبقاته وختمها به، فقال: كان إماماً يسترشد بعلومه ويقتدى، وعلماً يستضاء بأنواره ويهتدى، إلى [أن] قال: وعكف على التصنيف والإقراء والإسماع، فصنف تصانيف كثيرة في أنواع من العلوم، وكان يصرف أوقاته في وجوه البر، وأكثرها في العلم، كثير الإيثار والصدقة، مع الاحتياج، متواضعاً مع الفقراء، مترفعاً على أبناء الدنيا، مربياً للطلبة والمريدين، ولهم به جمال وعزةٌ. انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 سمعت عليه ((صحيح البخاري)) وغير ذلك، ووقف على بعض تصانيفي، وأثنى عليه، وكانت وفاته في العشرين من شهر جمادى الآخر سنة ثمان وستين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 الشيخ السابع والعشرون أخبرنا الإمام العالم قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن عبد المعطي بن سالم بن عبد العظيم بن محمد الكناني العسقلاني الأصل، الشافعي، الشهير بابن السبع، قراءةً عليه وأنا أسمع، قال أبو عبد الله محمد ابن أبي الحرم مكي بن أبي الذكر الصقلي، وأبو الحسن علي بن محمد بن هارون الثعلبي، سماعاً. ح وكتب إلي عالياً من هذا بدرجة، أحمد بن أبي طالب الحجار. وقرأت على عبد الله بن محمد المطري، عنه، قالوا: أنا الحسين بن المبارك الزبيدي، سماعاً، قال: أنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد الداودي، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه، قال: أنا محمد بن يوسف، قال: أنا محمد بن إسماعيل الحافظ، قال: ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، قال: ثنا يزيد بن أبي عبيدٍ، عن سلمة بن الأكوع قال: ((غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزواتٍ، وغزوت مع ابن حارثة استعمله علينا)) . متفق عليه، وقع لنا عالياً عن مسلم بدرجتين، ولله الحمد والمنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 وبه إلى البخاري، قال: ثنا قتيبة، ثنا ليث، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: ((ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان)) . أنبأناه عالياً عشارياً أحمد بن نعمة الصالحي، قال: أنا عبد الله ابن عمر ابن اللتي، قال: أنا عبد الأول بن عيسى، قال: أنا محمد بن عبد العزيز قال: أنا ابن أبي شريح، قال: ثنا البغوي، ثنا أبو الجهم، قال: ثنا الليث بن سعدٍ، عن نافعٍ، عن عبد الله بن عمر، فذكره بلفظه. أخرجه مسلم، عن قتيبة، وابن رمحٍ، فوافقناه بعلو درجةٍ في طريقنا الأخيرة إلى البخاري، ووقع لنا بدلاً له وللبخاري عالياً جداً في روايتنا الأخيرة. وبالإسنادين إلى الليث بن سعدٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر: ((أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيرقد أحدنا وهو جنبٌ؟ قال: نعم، إذا توضأ أحدكم فليرقد)) واللفظ لحديث أبي الجهم، وقع لنا عالياً عشارياً، وبدلاً للبخاري في الرواية الأخيرة عالياً. وبه إلى البخاري، قال: ثنا قتيبة، عن إسماعيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 ح وأخبرني عالياً أحمد بن أحمد بن حسن الخياط إذناً، عن محمد بن خلف البغدادي، قال: أنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي، قال: أنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، قال: أنا أحمد ابن إبراهيم بن فراس، قال: ثنا محمد بن إبراهيم الديبلي، قال: ثنا محمد بن أبي الأزهر، قال: ثنا إسماعيل بن جعفر، ثنا عبد الله ابن دينار أنه سمع ابن عمر يقول: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً وأمر عليهم أسامة بن زيدٍ، فطعن الناس في إمرته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن تطعنوا في إمرته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبله، وايم الله إن كان لخليقاً للإمارة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده)) . اللفظ لحديث ابن أبي الأزهر، وللبخاري نحوه. أخرجه البخاري كما قدمنا، وأورده مسلم، عن يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وعلي بن حجر، والترمذي، والنسائي، عن علي ابن حجر، أربعتهم عن إسماعيل بن جعفر، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 عشارياً في الرواية الأخيرة، وموافقة عالية لمسلم في الأولى. وبه إلى البخاري، قال: ثنا علي بن عبد الله. ح وأخبرناه عالياً أحمد بن نعمة كتابةً، عن عبد الله بن عمر العتابي، قال: أنا سعيد بن البنا حضوراً، قال: أنا أبو نصر الزينبي، قال: أنا محمد بن عمر بن خلف، ثنا أبو بكر بن أبي داود، قال: ثنا محمد بن بشار، ونصر بن علي، قالوا: أنا أبو عبد الصمد العمي قال: ثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله ابن قيس الأشعري، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جنتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضةٍ آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدنٍ)) . اللفظ لحديث أبي داود. أخرجه البخاري عن ابن المديني كما قدمنا، وعبد الله بن أبي الأسود، ومحمد بن المثنى، وأخرجه مسلم، عن نصر بن علي، ومالك بن إسماعيل، وإسحاق بن إبراهيم، وابن ماجه، عن بندار، فوقع لنا موافقة لهم إلا البخاري فبدلاً له والباقين أيضاً عالياً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 وبه إلى البخاري، قال: ثنا عبد الله بن يوسف. ح وأخبرناه عالياً أحمد بن نعمة البياني إذناً، عن داود بن معمر عموماً، قال: أخبرتنا فاطمة بنت محمد بن أحمد البغدادي، قال: أنا سعيد بن أبي سعيد العيار، قال: أنا الحسن بن أحمد البخاري، قال: ثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: ثنا قتيبة بن سعيد. ح وأخبرني أحسن من هذا أحمد بن أبي طالب في كتابه عن ابن اللتي سماعاً، قال: أنا أبو المعالي محمد بن محمد العطار، عن أبي القاسم ابن البسري، قال: أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت، قال: ثنا إبراهيم بن عبد الصمد، قال: ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، كلهم عن مالك بن أنس، عن سمي، مولى أبي بكرٍ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((السفر قطعةٌ من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل الرجوع إلى أهله)) . اللفظ لحديث أبي مصعب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 أخرجه الشيخان، فأما البخاري فرواه عن عبد الله بن يوسف كما قدمنا، وعن غيره أيضاً، وأما مسلم فعن أبي مصعب وغيره، ورواه أيضاً والنسائي، عن قتيبة، وأورده ابن ماجه، عن أبي مصعب، كلهم، عن مالك، فوافقنا مسلماً والنسائي وابن ماجه بعلو، ووقع لنا بدلاً لهم وللبخاري أيضاً عالياً، ولله المنن. وبه إلى البخاري، قال: ثنا أبو نعيم، ثنا مالك، عن طلحة ابن عبد الملك عن القاسم، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ح قال البخاري: وثنا أبو عاصم النبيل، عن مالك. ح وأخبرنيه عالياً أيضاً متصلاً بالسماع، أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي، سماعاً، قال: أنا إبراهيم بن مناقب، وأبو الفضل ابن خطيب المزة، قالا: أنا ابن طبرزد، قال: أنا ابن الحصين، أنا ابن غيلان، قال: ثنا الشافعي أبو بكر، قال: ثنا محمد ابن إدريس بن موسى، قال: ثنا فهد بن حيان، قال: ثنا مالك بن أنس. ح وأخبرنيه أحمد بن كشتغدي، قراءة عليه وأنا أسمع، أنا عبد اللطيف ابن الصيقل، قال: أنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر، قال: أنا عبد الجبار بن توبة، قال: أنا أبو الحسين بن النقور. ح قال ابن الأخضر: وأنا محمد بن عبد الله ابن الرطبي. ح وأنبأني أعلى من هذا كله أبو العباس أحمد بن نعمة الصالحي، عن محمد بن خلف، ومحمد بن عبد الواحد بن المتوكل، وأحمد بن يعقوب المارستاني، قال: أنبأنا ابن الرطبي المذكور، وقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 ابن خلف: أنا نصر بن نصر إجازة، وقال المارستاني: أنا محمد بن محمد بن اللحاس سماعاً، قالوا: أنا علي بن أحمد ابن البسري، قال ابن اللحاس: إجازة، قالا: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا عبد الله -يعني البغوي- قال: ثنا خلف بن هشام البزار، قال: قيل لمالك بن أنس: -وأنا أسمع- حدثك طلحة بن عبد الملك الأيلي، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه)) . قال خلف: قال مالك: ونعم. اللفظ لحديث البغوي، أخرجه البخاري كما قدمنا، ومسلم، وأبو داود، عن القعنبي، والترمذي، والنسائي، عن قتيبة، كلهم عن مالك، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً في روايتنا الأخيرة. وبه إلى البخاري والبغوي، قال البخاري: ثنا علي بن عبد الله، وقال البغوي: -واللفظ له- ثنا أبو بكر -يعني ابن أبي شيبة- قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطمٍ من آطام المدينة فقال: ((هل ترون ما أرى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 إني لأرى مواقع الفتن من خلال بيوتكم كمواقع القطر)) . أخبرناه أيضاً غلبك بن عبد الله، وعائشة بنت علي الصنهاجي، قالا: أنا عبد اللطيف بن الصيقل، قال: أنا بركة بن نزار النساج، أنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر البسري، قال: أنا أبو طالب محمد بن علي الحربي، قال: أنا أبو طاهر المخلص فذكره كما تقدم سواء. متفق عليه أخرجه البخاري، عن ابن المديني وغيره، ومسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد، وغيرهما، كلهم عن ابن عيينة، فوقع لنا موافقة لمسلم، وبدلاً لهما عاليين. مولد شيخنا هذا في عام خمسة وثمانين وستمائة، سمع ((صحيح البخاري)) من ابن أبي الذكر، وأبي الحسن القارئ، وبعضه من الحجار، ووزيرة، وكان يذكر العز الحراني أجاز له، وأنه سمع من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 ابن دقيق العيد، والدمياطي، وأنه تفقه على الشيخ نجم الدين ابن الرفعة، ولي القضاء والخطابة والإمامة بالمدينة النبوية، فباشر ذلك بحسن سيرةٍ وخلقٍ، وكانت وفاته في.. .. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 الشيخ الثامن والعشرون أنشدنا الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد أحمد بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي ابن تمام بن يوسف ابن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار بن سليم الأنصاري الخزرجي السبكي الشافعي من لفظه لنفسه قصيدة أولها: تيقظ لنفسٍ عن هداها تولت ... وبادر ففي التأخير أعظم خشية فحتام لا تلوي لرشدٍ عنانها ... وقد بلغت من غيها كل بغيية ومنها: وأمارةٌ بالسوء لوامةٌ لمن ... نهاها فليست منه بالمطمئنة إذا أزمعت أمراً فليس يردها ... عن الفعل إخوان التقى والمبرة وإن مر فعل الخير في بالها ... انثنى أبو مرةٍ يثنيه في كل مرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 ولي قدمٌ لو قدمت لظلامةٍ ... لطارت ولو أني دعيت لقربة لكنت كذي رجلين رجلٌ صححة ... ورجلٌ رمى فيها الزمان فشلت ومنها: وقائلةٍ لما رأت ما أصابني ... وما أنا فيه من لهيبٍ وزفرة رويدك لا تقنط وإن كثر الخطا ... ولا تيأسن من نيل روحٍ ورحمة مع العسر يسرٌ والتصبر نصرةٌ ... ولا فرجٌ إلا بشدة أزمة وكم عاملٍ أعمال أهل جهنمٍ ... فلما دنا منه أعيد لجنة فقلت لها جوزيت خيراً على الذي ... منحت من البشرى وحسن النصيحة فهل من سبيلٍ للنجاة من الردى ... وما حيلتي في أن تفرج كربتي فقالت فطب نفساً وقم متوجهاً ... لطيبة تسلم من بوارٍ وخيبة فكم آيسٌ من رحمة الله قد خطا ... إليها فحطت عنه كل خطيئة فديتك فاقصدها بذل فإنها ... تقيل بني الزلات من كل عثرة وإن لم يكن أهلاً للثم ترابها فمن ... شأنها الإغضاء عن ذي الجريمة وإن لم تكن حصلت زاداً من التقى ... فزاد التقى يلقى بتلك المدينة وقف في حمى خير الورى بتأدب ... وذل وكسرٍ وافتقارٍ ووحشة وقل يا أعز المرسلين ومن له ... على ذروة العلياء أعظم رتبة وخير نبي جاء من خير عنصرٍ ... بخير كتابٍ قد هدى خير أمة وأولهم فضلاً ونشراً إذا دعوا ... وآخرهم بعثاً وأوسط نسبة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 لك المعجزات الغر لاحت خوارقاً ... وباهر آياتٍ عن الحصر جلت ومنها: هديت إلى النجدين هدي دلالةٍ ... فقومٌ إلى رشدٍ وقومٌ لشقوة وأوضحت بالنوعين شرعة ديننا ... فطوراً بتفصيل وطوراً بجملة وأسعدت بالأمرين فرقتي الورى ... فريقٌ بلينٍ أو فريقٌ بشدة وأرشدت للدارين من طاع أو عصى ... فهذا إلى نارٍ وذاك لجنة وبالقمرين النيرين هديتنا ... كتابٌ من الله الكريم وسنة وصليت نحو القبلتين تفرداً ... وكل نبيٌ ماله غير قبلة ومنها: وعندي يمينٌ لا يمين بأن في ... يمينك وكفاً كيفما السحب ضنت لقد نزه الرحمن ظلك أن يرى ... على الأرض ملقى فانطوى للمزية شيخنا الإمام أبو حامد السبكي هذا مولده في سنة تسع عشرة وسبعمائة بالقاهرة، وسمع بها من الحجار والقاضي بدر الدين ابن جماعة، وأبي الحسن الواني، ويونس الدبوسي، وأحمد بن كشتغدي، وجماعة من قدماء مشايخنا، واشتغل يحصل علوماً جمةً في فنونٍ، أخذ عن أبيه، والمجد الزنكلوني، والقاضي شمس الدين ابن القماح، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 والأستاذ أبي حيان، وكان عارفاً بالفقه، والأصولين، والعربية والمعاني والبيان والأدب، درس بعدة مواضع، وصنف التصانيف المفيدة، وولي قضاء دمشق في سنة ثلاث وستين، وكانت وفاته بمكة في شهر رجب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة رحمه الله وإيانا، سمعت من لفظه جميع هذه القصيدة، منشداً لها تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شفاء للسقام في زيارة خير الأنام، لوالده بسماعه منه، ولي أنا من والده شيخ الإسلام تقي الدين السبكي إجازةً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 الشيخ التاسع والعشرون أخبرنا الإمام العالم بدر الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن عمر بن خالد بن عبد المحسن بن نشوان القرشي المخزومي الشافعي، الشهير بابن الخشاب، قراءة عليه وأنا أسمع، وأجاز لي جميع مروياته عن أبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار، وأم محمد وزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا. ح وأخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد المعطي بن سالم، قال: أنا علي بن محمد بن هارون، ومحمد بن أبي الذكر. ح وأخبرنا عالياً أحمد بن أبي طالب المتقدم ذكره إجازةً، وقرأت على عبد الله بن محمد الأنصاري، عنه سماعاً، قالوا: أنا الحسين بن أبي بكر الزبيدي، قال: أنا عبد الأول بن عيسى، قال: أنا عبد الرحمن ابن محمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه، قال: أنا محمد بن يوسف، قال: أنا محمد بن إسماعيل، ثنا المكي بن إبراهيم، ثنا يزيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 ابن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار)) . أخبرناه محمد بن عالي الدمياطي سماعاً، قال: أنا إسحاق بن محمود البروجردي، قال: أنا عبد الباقي بن عبد الجبار الهروي الصوفي، قال: أنا أبو الوقت، فذكره. انفرد به البخاري كما سقناه، ووقع لنا عشارياً عالياً. وبه إلى البخاري، خلا طريق محمد بن عالي، ثنا علي بن الجعد. ح وأخبرني محمد بن إسماعيل بن الملوك، وسماعاً قال: أنا أبو بكر ابن أبي الطاهر الأنماطي، قال: أنا عبد الصمد بن محمد الحرستاني حضوراً، وأبو روح الهروي إجازةً، قال الأول: أنبأنا، وقال الثاني: أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، قال: أنا سعيد بن محمد، أنا زاهر بن أحمد. ح وأنبأني أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الواني، قال: أنا أحمد بن بكير الناسخ، قال: أنا المكرم بن هبة الله البغدادي، قال: أنا محمد بن عبد الباقي البزار. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن نعمة الخياط، عن محمد بن أحمد بن عمر البغدادي، قال: أنبأنا المبارك بن الحسن السلامي، قالا: أنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 عبد الله بن محمد الصريفيني، قال: الباقي إجازة، قال: أنا أبو القاسم ابن حبابة، قالا: أنا أبو القاسم -وهو البغوي- قال: -واللفظ له- أنا علي بن الجعد، أنا شعبة. أخبرني منصور بن المعتمر، قال: سمعت ربعي يقول: سمعت علياً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي يلج النار)) . فوقع لنا موافقة عالية للبخاري، ولله الحمد. وبه إلى البخاري، قال: ثنا قتيبة، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ح وأخبرنيه أعلى مما تقدم أحمد بن أبي طالب في كتابه، عن محمد بن أحمد بن خلف، قال: أنا أحمد بن محمد العباسي، قال: أنا الحسن بن عبد الرحمن المكي، قال: أنا أحمد بن إبراهيم بن فراس، ثنا أبو جعفر محمد ابن إبراهيم الديبلي، ثنا محمد بن أبي الأزهر، ثنا إسماعيل بن جعفر، قال: أنا عبد الله بن دينار أنه سمع ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشجر شجرةً لا يسقط الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحيت، ثم قالوا: حدثنا يا رسول الله -زاد قتيبة ((ما هي)) ، ثم اتفقا- قال: هي النخلة، وانتهى حديث قتيبة، زاد ابن أبي الأزهر: فذكرت ذلك لعمر، فقال: لأن تكون قلت هي النخلة كان أحب إلي من كذا وكذا)) . أخرجه الشيخان، عن قتيبة، فوافقنا مسلماً بعلو، ووقع بدلاً له وللبخاري عالياً في في روايتنا الأخيرة ولله الحمد والشكر. وبه إلى البخاري، قال: ثنا عبد الله بن يوسف قال: أنا مالكٌ، عن ابن شهابٍ، عن سالمٍ، عن أبيه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجلٍ من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 وأخبرناه أيضاً أحمد بن نعمة بن بيان إذناً، قال: أنا عبد الله بن عمر السقلاطوني، قال: أنا السديد بن أبي مريم، قال: أنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد بن حمويه، قال: أنا إبراهيم بن خزيم، قال: ثنا عبد بن حميد، قال: أنا عبد الرزاق، قال: أنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان)) . وأخبرناه بهذا العلو متصلاً بالسماع من حديث مالك بن سعيد، علي بن عبد الله البدري، وعائشة بنت علي الحميري، قالا: أنا عبد اللطيف ابن الصيقل، قال: أنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن محمد بن سعترة البيع، قال: أنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد البغدادي. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن عبد اللطيف ابن القبيطي، وأبي الفضل بن السباك، وإبراهيم بن عثمان الكاشغري، وعلي بن محمد بن كبه، وثامر بن مطلق، وزهرة بنت حاضر، وغير واحد، قالوا: أنا محمد بن عبد الباقي، زاد الكاشغري فقال: وأنا أبو الحسن بن تاج القراء أيضاً، أنا مالك بن أحمد، ثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 قال: أنا أبو الحسن المجبر، قال: أنا إبراهيم بن عبد الصمد، عن، فذكره بلفظه إلا أنه لم يقل من الأنصال ولا دعه. وأنبأناه من حديث ابن عيينة، عن الزهري عالياً أيضاً، أحمد ابن بيان الصالحي، عن محمد بن خلف القطيعي، قال: أنبأنا المبارك ابن فتحان، عن عبد الله بن محمد الصريفيني، قال: أنا ابن حبابة، قال البغوي: ثنا أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وغير واحد، قالوا: ثنا سفيان. ح وأخبرني أحمد بن علي بن حسن الجزري إذناً، عن عيسى ابن سلامة الخياط قال: أنبأنا محمد بن عبد الباقي الحاجب، عن أبي نصر الزينبي، قال: أنا أبو بكر بن خلف، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن حنبل، وجدي هو أحمد بن منيع، وزهير بن حرب، وسريج بن يونس، وابن المقرئ، قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان)) . متفق عليه، وقع لنا بدلاً عالياً للبخاري من حديث مالك في الرواية الثانية، وأخرجه مسلم أيضاً، عن عبد بن حميد كما سقناه، فوقع لنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 موافقة له في شيخيه، وللترمذي والنسائي في شيخيهما، وبدلاً لهم، كل ذلك بعلو ولله الحمد والمنة سبحانه. شيخنا القاضي بدر الدين هذا مولده سنة ثمان وتسعين وستمائة في رابع عشر ربيع الأول منها، وسمع من جده، وأبي الحسن ابن القيم، والشريف عز الدين، وابن ظافر، وسعد الدين الحارثي، وابن ساعد، وسمع من الحجار، ووزيرة ((صحيح البخاري)) ، بفوت المجلس الأول، وحدث، سمعت قطيعة من أوائل الصحيح داخلة في فوته فيما أظن، وعوالي جده بسماعه منه، ((البردة)) للبوصيري، وتخميسها له، و ((الشاطبية)) ، وكان فقيهاً فاضلاً، جمع ((مناسك كبرى)) ، و ((وسطى)) ، و ((صغرى)) ، وشرح قطعة من ((المنهاج)) للنووي، وغير ذلك، وله ديوان خطب، ولي القضاء بالمدينة النبوية، فحمدت سيرته، ومات رحمه الله في سنة خمس وسبعين وسبعمائة، ببعض جزائر البحر متوجهاً إلى الطور، رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 الشيخ الثلاثون أخبرنا المسند المعمر زين الدين أبو الفرج عبد الرحمن [بن] أبي الحسن علي بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون الثعلبي، عرف بابن القارئ، قراءة عليه وأنا أسمع، وأجاز لي جميع مروياته، قال: أنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد الأبرقوهي قراءةً عليه وأنا حاضر، وإجازةً، قال: أنا المبارك بن أبي الجود البغدادي. ح وقرئ على غلبك بن عبد الله الخازنداري، وأم الخير عائشة بنت علي بن عمر الصنهاجي، وأنا أسمع، قيل لهما: أخبركما أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، قال: أنا أبو محمد عبد المحسن بن أبي القاسم، قالا: أنا أحمد بن أبي غالب الوراق، قال: أنا عبد العزيز بن علي، قال: أنا أبو طاهر، قال: ثنا عبد الله بن محمد -يعني البغوي- قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن رجلاً زار أخاً له في قريةٍ أخرى، فأرصد الله على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أردت أخاً لي في قرية كذا وكذا، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا. إلا أني أحبه في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك إن الله قد أحبك كما أحببته)) . أخبرناه أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم البكري سماعاً، قال: أنا إبراهيم ابن محمد الحسيني، وأبو الفضل عبد الرحيم بن أبي الحجاج، قال: أنا عمر بن طبرزد. ح وأخبرني أبو عبد الله محمد بن غالي الدمياطي سماعاً، قال: أنا عبد اللطيف بن منصور، قال: أنا أبو الفرج بن أبي ياسر الملاح، قالا: أنا أبو القاسم بن الحصين، قال: أنا محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز، قال: أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا ابن شاكر الصايغ، قال: ثنا عفان بن مسلم، وعبيد الله ابن محمد بن عائشة، عبد الأعلى بن حماد. ح قال الشافعي: وثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النصر، ثنا ابن عائشة، قال: وثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا حجاج، قالوا: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابتٍ، عن أبي ثابتٍ، عن أبي رافعٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله جل وعز على مدرجته ملكاً، فلما أتى عليه الملك قال: أين تريد؟ قال: أزور أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 من نعمةٍ، قال: لا إلا أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك إن الله عز وجل قد أحبك كما أحببته له)) . قال جعفر -وهو ابن شاكر-: هذا حديث عفان، وقال ابن عائشة وعبد الأعلى: كما أحببته فيه. وأخبرناه أيضاً عبد القادر بن عبد العزيز بن الملوك سماعاً، قال: أنا محمد بن إسماعيل المرداوي، قال: إسماعيل بن صالح العمراني، قال: أنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الشاهد، قال: أنا أبو القاسم علي بن عبد الواحد النجيرمي الكاتب، وعبد الرحمن بن المظفر الكحال النحوي بمصر، قالا: أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس، ثنا أبو شيبة داود بن إبراهيم البغدادي، قال: ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، فذكره بلفظ حديث البغوي، إلا أنه قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ((أريد أخاً لي في هذه القرية)) وقال: ((غير أني أحببته فيه)) ، وباقيه سواء كما تقدم. أخرجه مسلم عن عبد الأعلى بن حماد، على الموافقة العالية، ولله المنة. أخبرنا ابن علي القارئ، قال: أنا أحمد بن إسحاق الأبرقوهي، قال: أنا المبارك بن أبي الجود. ح وقرئ على أبي سعيد الطاهري، وأم الخير ابنة علي الشبلي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 وأنا أسمع، أخبركما عبد اللطيف الحراني، قال: أنا أبو منصور عبد الملك بن المبارك الحريمي القاضي، قالا: أنا أحمد بن أبي غالب الزاهد، قال: أنا عبد العزيز بن علي بن أحمد الأنماطي، قال: أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن، قال: ثنا محمد -يعني ابن هارون- قال: ثنا إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة، قال: ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن شعبة، عن قتادة، عن أنسٍ: ((أن ناساً اجتووا المدينة فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فقتلوا الراعي واستاقوا الإبل، فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم)) . أخبرناه عالياً أبو المعالي بن أبي التائب كتابةً، عن مكي بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 علان، أخبره عن أبي طاهر السلفي، قال: أنا أبو بكر الحيري، قال: أنا أبو سعيد ابن شاذان، قال: أنا محمد بن يعقوب الأصم، قال: أنا محمد بن هشام النميري، قال: ثنا مروانٌ، ثنا حميدٌ، عن أنسٍ، قال: ((قدم أناسٌ من عرينة فاجتووا المدينة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من ألبانها، قال قتادة: وقد ذكر أبوالها -فخرجوا فلما صحوا قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل وانطلقوا هراباً فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم، وأخذوا، فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم)) . وأخبرناه أحسن من هذا أبو المعالي عبد الله بن الحسين الأنصاري، وأبو عمرو عثمان بن سالم بن خلف فيما سوغ إلي أن أرويه عنهما، قال الثاني: أنا أحمد بن عبد الدائم، وقال الأول: أنا مكي بن علان، قالا: أنا يحيى بن محمود، قال: أنا الحسن بن أحمد المقرئ، قال: أنا أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: ثنا عبد الله بن جعفر ابن فارس، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات، قال: أنا يزيد بن هارون، عن حميد الطويل، عن أنسٍ: ((أن حياً من العرب اجتووا المدينة، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: لو خرجتم إلى أبلنا فأصبتم من ألبانها)) قال حميد وقال قتادة: قال أنسٌ: وأبوالها. هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث أبي قلابة، عن أنسٍ، أخرجه البخاري عن صاعقةٍ، عن أبي عمر الحوضي، ورواه مسلم، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 هارون بن عبد الله الحمال، عن سليمان بن حرب، كلاهما عن حماد بن زيدٍ، عن أيوب السجستاني، وحجاج الصواف، كلاهما عن أبي رجاء سلمان مولى أبي قلابة، عن أبي قلابة ورواه النسائي، عن أبي المعافي محمد بن وهب، عن محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أمية، عن طلحة بن مصرف، عن يحيى بن سعيد كلاهما عن أنس، فكان شيخ شيخي سمعه من البخاري ومسلم والنسائي، وصافحهم، ولله الشكر. وبه إلى المبارك بن أبي الجود. ح وأخبرني غلبك، وعائشة، قالا: أنا ابن الصيقل، قال: أنا أحمد بن علي بن شعلة الحربي، قالا: أنا أحمد بن الطلاية، قال: أنا أبو القاسم الأنماطي. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن الحسن القطيعي، قال: أنبأنا المبارك بن الحسن الشهرزوري، عن عبد الله بن محمد الصريفيني قالا: أنا أبو طاهر المخلص، قال: ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن أبي فديكٍ، أخبرني ابن أبي ذئب، عن شرحبيل، عن أبي سعيدٍ الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لأن يتصدق الرجل في حياته بدرهمٍ خيرٌ من أن يتصدق بمائة دينارٍ عند موته)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 أخرجه أبو داود عن أحمد بن صالح شيخ ابنه، فوقع لنا موافقة له عالية عالية، ولله الحمد. وبه إلى المبارك بن أبي الجود. ح وقرئ على أبي سعيد الخازنداري، وأنا أسمع، وعلى أم الخير عائشة ابنة أبي الحسن الحميري أيضاً وأنا أسمع، أخبركما عبد اللطيف بن أبي محمد الجزري سماعاً، قال: أنا ترك بن محمد بن بركة العطار، قالا: أنا أحمد بن الطلاية، قال: أنا ابن الأنماطي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، قال: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد قال: ثنا زياد بن يحيى، ثنا مالك ابن سعير، ثنا الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ستر على مسلمٍ عورةً ستره الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان في عون أخيه، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، ومن نفس عن مسلمٍ كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن أقال مسلماً عثرته أقله الله عثرته يوم القيامة)) . أخبرنا ببعضه عالياً عما تقدم بدرجة أحمد بن بيان الصالحي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 إذناً، عن محمد بن أحمد بن الحسين السلامي، قال: أنا ابن فتحان المقرئ إذناً، عن أبي الحسين أحمد بن محمد الكرخي، وعبد الصمد بن علي الهاشمي، قالا: أنا علي بن عمر الحربي، قال: أنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: ثنا يحيى بن معين، قال: ثنا حفص بن غياثٍ، عن الأعمش، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أقال مسلماً عثرته أقاله الله عثرته يوم القيامة)) . رجاله محتجٌ بهم في الصحيحين، وقد أخرج ابن ماجه منه ((من أقال مسلماً)) إلى آخره، عن زياد بن يحيى، وأخرجه أبو داود، عن ابن معين، فوافقناهما بعلو، ولله الحمد والمنة. وبه إلى المبارك بن أبي الجود. ح وأخبرني غلبك، وعائشة، قالا: أنا ابن الصيقل، قال: أنا المظفر بن أبي القاسم المسلم بن علي بن قيبا الحريمي، قالا: أنا أحمد بن أبي غالب، قال: أنا ابن الأنماطي، قال: أنا أبو طاهر الذهبي، قال: أنا أبو بكر بن أبي داود، إملاءً، قال: ثنا عمرو بن علي بن بحر الصيرفي، ثنا يزيد بن زريع، وخالد بن الحارث، ويحيى بن سعيد وابن أبي عدي، قالوا: ثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندبٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((على اليد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 ما أخذت حتى تؤديه)) وزاد خالد بن الحارث، وابن أبي عدي، ثم نسي الحسن الحديث فقال: هو مؤتمنٌ لا ضمان عليه. أخرجه النسائي، عن عمرو بن علي، [على] الموافقة العالية ولله المنة. وبه إلى المبارك بن أبي الجود، قال: أنا أبو العباس الوراق، أنا عبد العزيز بن علي، قال: أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، قال: ثنا يحيى -هو ابن صاعد- ثنا أحمد بن عبد الرحمن بحران، ثنا عثمان ابن عبد الرحمن الحراني، عن الحسن بن حي، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا صليتم الجمعة فصلوا بعدها أربعاً)) . أخبرناه عالياً بدرجة أبو سعيد البدري، وأم عبد الله ابنة علي الشبلية، قالا: أنا عبد اللطيف بن أبي محمد قال: أنا عبد الله [بن] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 أبي غالب ابن نزال بن همام الدارقزي إجازة إن لم يكن سماعاً، قال: أنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الوراق، قال: أنا حمزة ابن محمد بن عيسى الكاتب، ثنا نعيم بن حماد الخزاعي ثنا ابن إدريس، وعبد العزيز بن محمد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان منكم مصلياً يوم الجمعة فليصل بعدها أربعاً)) . صحيح أخرجه مسلم وابن ماجه، عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره، عن ابن إدريس، وهو عبد الله، فوقع لنا بدلاً لهما عالياً. وبالإسناد إلى عبد العزيز بن علي. ح وكتب إلي عالياً بدرجة أحمد بن أبي طالب، عن [ابن] اللتي قال: أنا أبو المعالي ابن اللحاس، قال: أنبأنا علي بن أحمد ابن البسري، قالا: أنا محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال: ثنا عبد الله بن محمد، ثنا سويد بن سعيد، ثنا زياد بن الربيع، عن أبي صالح الدهان، عن جابر بن زيد، قال: ((نظرت في أعمال المرء فإذا الصلاة تجهد البدن ولا تجهد المال، والصيام مثل ذلك، والحج يجهد المال والبدن، فرأيت أن الحج أفضل من ذلك كله)) . مولد شيخنا هذا في سنة خمس أو أربع وتسعين وستمائة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 تقريباً، وحضر في الخامسة على الأبرقوهي، وتفرد عنه، وسمع من أبيه وابن الصواف، وإبراهيم بن الحبوبي، وعلي بن عبد الغني بن تيمية، وابن أخيه عبد الأحد، ومحمد بن أبي نصر بن غنيمة، وجماعة، سمعت منه ((جزء ابن الطلاية)) ، وكانت وفاته في ذي القعدة أو ذي الحجة من سنة ست وسبعين وسبعمائة بالقاهرة رحمه الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 الشيخ الحادي والثلاثون أخبرنا الشيخ الإمام العالم تقي الدين عبد الرحمن بن الإمام فخر الدين الحسين بن عبد الله بن نصر بن المعمر الواسطي البكري، قراءةً عليه وأنا أسمع بالروضة النبوية عام ثلاثةٍ وسبعين وسبعمائةٍ، قال: أنا الإمام أبو الفضائل يحيى بن عبد الله بن الحسن بن عبد الملك الواسطي، قال: أنا الإمام عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي. ح قال شيخنا: وأنبأنا عالياً أبو محمد صالح بن عبد الله بن جعفر، شهر بابن الصباغ، الكوفي. ح وأنبأني أيضاً غير واحد، منهم الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي، عن الفاروثي، إن لم يكن سماعاً وإجازة، أنا أبو الفضائل الحسن بن محمد الصغاني رحمه الله، قال ابن الصباغ: إجازةً، قال: رأيت كأني على سطحٍ وقد شرعت في صلاة المغرب، والنبي صلى الله عليه وسلم تسليماً قاعدٌ يتعشى، ومعه نفرٌ، فدعاني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 إلى العشاء، فأردت أن أتم الصلاة، ثم أجيب، فذكرت قوله لأبي سعيد بن المعلى وقد ناداه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في الصلاة، فلم يجب حتى فرغ، فقال له عليه الصلاة والسلام: ((ألم يقل الله {استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم} )) فذهبت إليه، وقعدت عنده، فقلت: يا رسول الله أصحيحٌ ((إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء: قال: نعم)) . سمعت عليه ((مشارق الأنوار)) للصغاني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 الشيخ الثاني والثلاثون أنشدني الأديب الفاضل شمس الدين [محمد بن أحمد بن محمد الإسكندري] الشهير بابن الفوية، لنفسه: أتلفت في الحمراء والخضراء ... جملاً من البيضاء والصفراء ونعمت بالبيض الكواعب فانجلا ... ما كنت أشكوه من السوداء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 الشيخ الثالث والثلاثون أنشدني الإمام العالم الأديب كريم الدين محمد المهلبي المصري، لنفسه قصيدة مدح بها صاحب حماة، أولها: ألم بي نائياً عن الملل ... مولياً عن مقالة العذل تهزه خمرة الدلال على ... رشيق قد القوام معتدل أحور أحوى إذا أخاطبه ... يصبغ خديه وردة الخجل بت ولي من رضاب ريقته ... مغن عن القرقفي والعسل في ليلةٍ بت من سرائرها ... بين سويداء الفؤاد والمقل لا الصبح يغري به فأرهبه ... ولا سواد الظلام يشفع لي ومنها في المدح: يعطيك قبل السؤال خيفة أن ... تخاف سلطانه فلم تسل وهو يناسيك شكر نعمته ... كأنها زلة من الزلل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 الشيخ الرابع والثلاثون قرأت على العلامة شيخ الأدباء جمال الدين محمد بن محمد بن محمد ابن الحسن بن نباتة، من شعره، فأقر به قوله: ظبي من المغل إذا ما بدا ... أبصرت ظبياً فاتن الشكل ينفع لقياه هوى علي ... إن الهوى ينفعه المغلي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 شيخه أخبرتني الشيخة المعمرة الصالحة أم محمد عائشة بنت علي ابن عمر بن شبل بن محمود بن رافع الحميري الصنهاجي المصرية قراءةً عليها وأنا أسمع، في مستهل جمادى الأول، وأجازت لي جميع مروياتها، وأبو سعيد غلبك بن عبد الله الخازنداري، قراءة عليه وأنا أسمع، في التاريخ مجتمعين، قالا: أنا أبو الفرج عبد اللطيف ابن عبد المنعم بن علي الحراني، سماعاً في ((مشيخته الصغرى)) قال: أنا أبو القاسم بن معالي، أنا محمد بن عبد الباقي العدل، قال: أنا الحسن بن علي المقنعي، قال: أنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي، قال: أنا أبو يعلى أحمد بن علي ابن المثنى الموصلي، قال: ثنا بندار، ثنا عبد الرحمن وأبو داود، قالا: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة قال: سمعت سعد بن عبيدة يحدث، عن البراء بن عازب: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً إذا أخذ مضجعه أن يقول: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك رغبةً ورهبةً إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت، فإن مات مات على الفطرة)) . أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين، عشاري الإسناد، عبد الله بن الحسين بن أبي التائب الأنصاري كتابةً، قال: أنا عثمان بن علي القرشي. ح وأنبأني عبد الله بن الحسن المقدسي، عن أبي القاسم الأطرابلسي، قالا: أنا أحمد بن محمد السلفي، قال الأول: إجازةً، قال مكي بن منصور الكرجي، قال: أنا أبو بكر الحيري، قال: ثنا محمد بن يعقوب الأصم، قال: ثنا زكريا بن يحيى، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، سمع البراء بن عازب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أخذ مضجعه: ((اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري، وإليك ألجأت ظهري رغبةً ورهبةً، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 -أو نبيك- الذي أرسلت، فإن مات مات على الفطرة)) . متفق عليه أخرجه مسلم والنسائي في اليوم والليلة، عن بندار، فوافقناهما بعلو في طريقنا الأولى، والطريق الثانية أخرجها الترمذي، عن ابن أبي عمر، والنسائي في اليوم والليلة، عن قتيبة، كلاهما عن سفيان فوقع لنا بدلاً لهما عالياً، ورواه النسائي في اليوم والليلة أيضاً من طرق منها: عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصغاني، عن محمد ابن سابق، عن إبراهيم بن طهمان، عن منصور عن الحكم، عن سعد ابن عبيدة، عن البراء، فمن حيث العدد كان (شيخي شيخينا) في الرواية الأخيرة رواه عن النسائي ولله المنة. أخبرنا الشيخان المذكوران عائشة وغلبك، قالا: أنا عبد اللطيف الحراني، قال: ثنا أبو المعالي أحمد بن يحيى الخازن من لفظه، أنا أبو الكرم الشهرزوري، قال: أنا طراد بن محمد الزينبي. ح وأنبأني أعلى من هذا بدرجة، عشاري الإسناد، أحمد بن أبي طالب الحجار، عن أبي الحسن القطيعي، قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد، قالت: أنا طراد المذكور، أنا أبو الحسن بن رزقويه، ثنا محمد ابن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، ثنا جدي علي بن حرب، ثنا سفيان ابن عيينة، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباسٍ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 ((أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاةٍ لميمونة فقال: ألا أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به، فقالوا: يا رسول الله إنها ميتة، فقال: إنما حرم أكلها)) . وأخبرناه أيضاً أحمد بن عبد الرحمن الواني إذناً، أنا أحمد بن عبد الدائم، عن أبي الفضل الخطيب، قال: أنا طراد الزينبي، فذكره. متفق عليه، أخرجه الشيخان من حديث ابن عيينة، فوقع بدلاً لهما عالياً، وأخرجه البخاري، عن أبي خيثمة، ومسلم عن عبد بن حميد، كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، فكان شيخ شيخنا سمعه من صاحب البخاري ومسلم ولله الحمد. أخبرنا عائشة وغلبك، قالا: أنا النجيب الحراني، قال: أنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن محمد بن سعترة البيع، أنا محمد ابن عبد الباقي بن أحمد البغدادي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 ح قال النجيب: وأنا العلامة أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الأصفهاني في كتابه إلي من دمشق -واللفظ له- أنا شيخ الشيوخ أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري. ح وأخبرني به أعلى من هذا بدرجة أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار كتابة، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عثمان بن يوسف الكاشغري، وأبي الفضل محمد بن محمد بن الحسن ابن السباك، وأبي طالب عبد اللطيف بن محمد القبيطي، والأنجب بن أبي السعادات الحمامي، وابن المظفر تامر بن مطلق، وعلي بن محمد بن كبه وزهرة بنت حاضر، قالوا: أنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ابن البطي، زاد الكاشغري، وأبو الحسن بن تاج القراء، قالوا ثلاثتهم: أنا مالك بن أحمد بن علي البانياسي، أنا أحمد بن محمد بن موسى المجبر، أنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [مر برجل] وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 أخبرناه أبو العباس أحمد بن نعمة الصالحي كتابةً، عن أبي الحسن محمد بن أحمد القطيعي، عن أبي بكر محمد بن عبيد الله الزاغواني، قال: أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قال: أنا أبو بكر بن خلف، قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن حنبل، وجدي -هو أحمد بن منيع- وزهير بن حرب، وسريج بن يونس، وابن المقرئ، قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالمٍ، عن ابن عمر قال: ((مر النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ يعظ أخاه في الحياء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان)) . وأنبأني أحمد بن نعمة الصالحي أيضاً، عن القطيعي، عن أبي الكرم الشهرزوري قال: أنا عبد الله بن محمد الصريفيني إذناً، قال: أنا أبو القاسم بن حبابة، قال: ثنا البغوي، ثنا أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وغير واحد، قالوا: ثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن سالمٍ، عن ابن عمر قال: ((سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحياء من الإيمان)) . وأخبرناه كالطريق الأولى في العدد أحمد بن أبي طالب الحجار إذناً، قال: أنا ابن اللتي، قال: أنا أبو الوقت، أنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أنا عبد الله بن أحمد، أنا إبراهيم بن خزيم، ثنا عبد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 حميد، أنا عبد الرازق، أنا معمر، عن الزهري، عن سالمٍ، عن ابن عمر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجلٍ من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فإن الحياء من الإيمان)) . متفق عليه أخرجه البخاري، عن عبد الله بن يوسف، وأبو داود، عن القعنبي، كلاهما، عن مالك فوقع لنا بدلاً لهما عالياً في الحديث الأول، وأخرجه مسلم، عن أبي خيثمة زهير بن حرب، والترمذي، عن أحمد بن منيع وابن ماجه، عن ابن المقرئ، ومسلم أيضاً عن عبد بن حميد، فوقع لنا موافقة لهم عالية بدرجتين ولله الحمد والمنة. وبه إلى النجيب الحراني قال: أنا أبو يعلى حمزة بن علي بن حمزة بن فارس ابن القبيطي، قال: أنا أبو بكر أحمد بن علي الدلال، قراءةً عليه وأنا حاضرٌ اسمع. ح وأنبأني عالياً بدرجة أحمد بن بيان، عن محمد بن أحمد ابن أبي حفص السلامي، قال: أنبا ابن فتحان، قالا: أنا أبو الحسن ابن المهتدي بالله تعالى، الثاني إجازةً، قال: ثنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي إملاءً، قال: ثنا الحسن بن الطيب البلخي، ثنا قتيبة ابن سعيدٍ، ثنا بكر، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه)) . متفق عليه أخرجه البخاري ومسلم، والنسائي، عن قتيبة، فوقع موافقة لهم عالية والحمد لله. وبه إلى النجيب الحراني، قال: أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العمري البغدادي القاضي، قال: أنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قال: أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أبو القاسم بن إبراهيم بن أحمد الخرقي، ثنا جعفر -يعني الفريابي- قال: ثنا عثمان -وهو ابن أبي شيبة- ثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قالوا: إنك تواصل، قال: إنما مني رحمة رحمكم الله بها، إني لست كهيئتكم، إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني)) . متفق عليه، أخرجه الشيخان، عن عثمان، فوقع لنا موافقة لهما بعلو. أخبرنا عائشة وغلبك أيضاً، قالا: أنا عبد اللطيف بن عبد المنعم قال: أنا عبد الله بن المبارك بن الطويلة، قال: أنا القاضي أبو بكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 الأنصاري، قال: أنا أبو الحسن علي بن عيسى الباقلاني، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي إملاءً، قال: ثنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة، قال: ثنا ابن كثير، وأبو الوليد، عن شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن قزعة مولى زياد، عن أبي سعيد الخدري، قال: ثلاث قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سمعهن منه، آنقنني وأعجبني ((لا تسافر امرأة مسيرة يومين أو ليلتين إلا ومعها ذو محرم، أو زوجها، ولا صوم يومين يوم النحر ويوم الفطر، ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 متفق عليه، أخرجه البخاري، عن أبي الوليد، فوافقناه، ووقع لنا عالياً بحمد الله. أخبرنا الشيخان عائشة وغلبك قالا: أنا أبو الفرج عبد اللطيف الحراني، قال: أنا أبو زكريا يحيى بن الحسين بن أحمد بن الحسين ابن جميلة المقرئ الضرير. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن نعمة، عن أبي الحسن القطيعي، قالا: أنا أبو الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري، قال الثاني إذناً، قال: أنا رزق الله بن عبد الوهاب، قال: أنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي، قال: أنا محمد بن مخلد العطار، ثنا محمد بن كرامة، ثنا خالد ابن مخلد، عن سليمان ابن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تبارك وتعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنني بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، فلئن سألني عبدي لأعطيته، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيءٍ أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساقه ولا بد منه)) . وقع لنا هذا الحديث موافقةً عاليةٌ للبخاري ولله الحمد والمنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 أخبرنا الشيخان المذكوران عائشة وغلبك، قالا: أنا عبد اللطيف الحراني، قال: أنا عبد الرحمن بن أبي الكرم بن أبي ياسر المعروف بابن ملاح، الشط، قال: أنا هبة الله بن محمد الشيباني إملاءً، قال: أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا جعفر ابن محمد الفريابي، قال: ثنا أمية بن بسطامٍ، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في طريق مكة فمر على جبلٍ يقال له: جمدان فقال: هذا جمدان، سبق المفردون. قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ قال: الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)) . أخرجه مسلم في صحيحه، عن أمية بن بسطام، فوافقناه بعلو ولله الحمد. وبه إلى النجيب عبد اللطيف الحراني، قال: أنا صالح بن دهبل بن كاره، قال: أنا محمد بن عبد الباقي الفرضي، أنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، قال: أنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري، قال: ثنا أحمد بن الحسن الصوفي، قال: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 ((مثل المؤمن مثل الزرع لا تزال الريح تميله، ولا يزال المؤمن يصيبه بلاءٌ، ومثل المنافق مثل شجر الأرز لا تهتز حتى تستحصد)) . أخرجه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، فوقع لنا موافقة عالية ولله الحمد. وبه إلى النجيب الحراني قال: أخبرتنا أم عثمان درة بنت عثمان ابن قيامة، أنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطبر قراءةً عليه وأنا أسمع، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، ثنا الشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون إملاءً، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلم الكاتب، ثنا عبد الله بن محمد بن أيوب، قال: ثنا سفيان، عن الزهري، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء)) . أخبرناه أعلى من هذا بدرجة أحمد بن مزيز مكاتبة، عن أبي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 القاسم ابن رواحة. ح وأنبأني أحمد بن أبي طالب، عن جعفر بن علي. ح وأخبرتني عائشة بنت محمد بن المسلم، قالت: أنا محمد بن أبي بكر البلخي سماعاً، قال: أنبأنا، وقال الآخران: أنا أبو طاهر السلفي، قال: أنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبو بكر أحمد بن علي الطوسي، قالا: أنا أبو علي بن شاذان، أنا أبو بكر العباداني، قال: ثنا علي بن حرب. ح وكتب إلي أحمد بن مزيز، عن أبي القاسم ابن القميرة، قال: أخبرتنا تجني الوهبانية، أنا الحسين بن طلحة، أنا ابن رزقويه، أنا إسماعيل الصفار، قال: ثنا المخرمي، قالا: ثنا سفيان بن عيينة فذكره. أخرجه مسلم، عن عمرو الناقد، وأبي خيثمة، وأبي بكر بن أبي شيبة، والترمذي، عن قتيبة، والنسائي، عن محمد بن منصور، وابن ماجه، عن هشام بن عمار، كلهم عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً لهم عالياً عشارياً. وبه إلى النجيب الحراني، أنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن السبط، قال: أنا والدي أبو علي بن المظفر، قال: أنا الحسن بن علي الجوهري، أنا عبد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: ثنا أحمد -هو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 ابن عبد الله بن سابور- قال: ثنا سفيان -يعني ابن وكيع بن الجراح- ثنا أسباط بن محمد القرشي، عن ابن قيسٍ، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((معقباتٌ لا يخيب قائلهن يسبح في دبر كل صلاةٍ ثلاثاً وثلاثين ويحمده ثلاثاً وثلاثين ويكبره أربعاً وثلاثين)) . أخرجه مسلم، عن محمد بن حاتم، عن أسباط، فوقع لنا بدلاً له عالياً ولله المنة. أخبرنا الشيخان عائشة بنت علي، وغلبك الظاهري، قالا: أنا أبو الفرج عبد اللطيف الحراني، قالا: أنا عمر بن محمد بن الحسن الأزجي القطان، ثنا أبو القاسم الشيباني. ح وقرئ وأنا أسمع على أبي الفتح الميدومي، أخبرك ابن مناقب، وابن خطيب المزة قالا: أنا ابن طبرزد، أنا أبو القاسم المذكور، قال أنا أبو طالب البزاز، قال: ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، قال: ثنا أبو يعلى محمد بن شداد المسمعي، قال: ثنا أبو عامرٍ العقدي، ثنا هشامٌ، عن قتادة، عن أنسٍ، قال: لأحدثنكم حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم واحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 يقول: ((إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويظهر الزنا، ويشرب الخمر، ويقل الرجال، وتكثر النساء حتى يكون في الخمسين امرأةٍ القيم الواحد)) . أخرجه البخاري، عن حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم، كلاهما، عن هشام، فوقع بدلاً له وعالياً. وبه إلى أبي الفرج الحراني قال: أنا أبو حفص عمر بن أبي بكر، أنا أبو غالب بن البنا، قال: أنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الفقيه، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزار، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال: ثنا أبو مصعب، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الغادر ينصب له لواءٌ يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلانٍ)) . أخرجه البخاري، عن القعنبي، عن مالك، فوقع لنا بدلاً له عالياً. أخبرنا الشيخان عائشة بنت [علي] وغلبك الظاهري، قالا: أنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 أبو الفرج عبد اللطيف الحراني، قال: أنا أبو شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي ابن المقرون. وأنبأني عالياً أحمد بن أبي طالب، عن أبي الحسن القطيعي، قال: أنبأنا، وقال ابن المقرون: أنا أبو الكرم الشهرزوري، قال أنا أبو الحسين ابن المهتدي بالله، فيما أذن لي في روايته عنه، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ليلاً، ثنا داود بن عمرو الضبي، ثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن عطاء ابن يسارٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة)) . أخرجه مسلم، عن أحمد بن حنبل، عن غندر، عن شعبة، عن ورقاء، عن عمرو بن دينار، فوقع لنا عالياً. أنشدتني أم محمد عائشة بنت علي بن عمر الصنهاجي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 وأنشدني أبو سعيد غلبك الخازنداري، فيما قرئ عليهما وأنا أسمع، قالا: أنشدنا عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني كذلك، قال: أنشدنا رفيقنا أبو نصر عبد الرحيم ابن شيخنا أبي جعفر النفيس بن هبة الله ابن وهبان الحديثي لنفسه، وكتبته بخطي: تبلى يدي بعدما خطت أناملها ... كأن لم يكن طوعاً لها القلم يا نفس ويحك نوحي حسرةً وأسى ... على زمانك إذ وجداننا عدم واستدركي فارط الزلات واغتنمي ... شرخ الشبيبة فالأوقات تغتنم وقدمي صالحاً تزكو عواقبه ... يوم الحساب إذا ما أبلس الأمم أخبرتني عائشة بنت علي الصنهاجي سماعاً، وأبو سعيد الخازنداري أيضاً، قالا: أنا عبد اللطيف بن الصيقل، قال: أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن البخيل قال: أنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي. ح وكتب إلي عالياً أحمد بن نعمة، وأحمد بن مزيز، الأول عن ابن اللتي وجماعة، والثاني عن صفية بنت عبد الوهاب، قالوا: أنبأنا مسعود بن الحسن الثقفي. ح وأنبأني الحجار، عن أبي الحسن القطيعي، عن أبي الكرم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 الشهرزوري، قالوا: أنا الحسين أحمد بن محمد بن النقور، قال السمرقندي: سماعاً، وقال الآخران: إجازةً، قال: أنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي، إملاءً، ثنا أبو بكر محمد بن علي بن عبد الله التميمي، ثنا أبو عبد الله الحسين ابن شرك بالبصرة، ثنا القاسم بن أحمد بن [بشر] الحص ثنا سفيان بن عيينة، عن سمي، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وشماتة الأعداء، وسوء القضاء)) . متفق عليه، أخرجه البخاري، عن ابن المديني، ومسدد، ورواه مسلم عن أبي خيثمة، وعمرو الناقد، فوقع لنا بدلاً عالياً. شيختنا هذه مكثرةً سماعاً وشيوخاً، سمعت بإفادة أبيها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 المحدث نور الدين، من عبد الله بن علاق، وابن عزون، والمعين الدمشقي، والبروجردي، وأبي الدر لؤلؤ بن أحمد بن عبد الله المقرئ، والنجيب الحراني، وجماعة، سمعت عليها ((مشيخة)) النجيب الصغرى، وذيلها: و ((فضل رمضان)) لابن أبي الدنيا، ومنتقى من ((موافقات)) النجيب الحراني، وغير ذلك، وكانت وفاتها يوم الخميس مستهل ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة، ودفنت من يومها بالقرافة [رحمها] الله وإيانا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 آخر الجزء الثامن وبتمامه تم جميع المشيخة والحمد لله. قد فرغت من كتابة هذه النسخة الموثوقة في يوم الثلاثاء والثامن والعشرين من شهر شوال سنة خمس عشر وثمانمائة على يد العبد الفقير المحتاج إلى رحمة الله تعالى أبي بكر بن محمد بن منصور الكيجي المكراني الحنفي، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً إلى يوم الدين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468