الكتاب: جزء فيه مجلسان من أمالي أبي الحسين بن بشران المؤلف: علي بن محمد بن عبد الله بن بشران الأموي أبو الحسين البغدادي المعدل (المتوفى: 415هـ) المحقق: أبي عبد الله حمزة الجزائري الناشر: الدار الأثرية [ضمن مجموع كتاب سلوك طريق السلف وستة أجزاء أخرى] الطبعة: الأولى 2009 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: أحمد الخضري (نسخ)، ويا باغي الخير أقبل (مقابلة) ---------- مجلسان من أمالي أبي الحسين بن بشران ابن بشران، أبو الحسين الكتاب: جزء فيه مجلسان من أمالي أبي الحسين بن بشران المؤلف: علي بن محمد بن عبد الله بن بشران الأموي أبو الحسين البغدادي المعدل (المتوفى: 415هـ) المحقق: أبي عبد الله حمزة الجزائري الناشر: الدار الأثرية [ضمن مجموع كتاب سلوك طريق السلف وستة أجزاء أخرى] الطبعة: الأولى 2009 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: أحمد الخضري (نسخ)، ويا باغي الخير أقبل (مقابلة) جزء فيه: مجلسان من أمالي الإمام أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل (رحمة الله عليه) رواية: الإمام أبي الحطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر عنه. رواية: أبي الفضل عبد الله بن أحمد ابن محمد بن عبد القاهر عنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 بسم الله الرحمن الرحيم 1- قال: [أخبرنا] (1) الشيخ الإمام أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب بالموصل وذلك في شهر رجب سنة ست وستين [وخمسمئة] (2) قال: أنا الشيخ الإمام أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر قراءة عليه في شهر صفر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة قال: ثنا الشيخ أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل إملاءً في يوم الجمعة سابع عشر ذي الحجة سنة اثني عشرة وأربعمائة قال: أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل [ص: 210] الصفار ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي عن قتادة عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم قَالَ: ((إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ زَوَى لِي الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنَّ ملك أمتي سيبلغ مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَإِنِّي سَأَلْت رَبِّي عز وجل أن لا يهلكهم بسنةٍ عَامَّةٍ، وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيُهْلِكَهُمْ، وَأَنْ لاَ يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ، فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا أَعْطَيْتُ عَطَاءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ، وإني أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ يُهْلَكُوا بسنةٍ عامةٍ وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ، وََإِنْ اجْتُمِعَ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنَ (3) أَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يَهْلِكُ بَعْضًا وَبَعْضُهُمْ يَسْبِي بَعْضًا وَبَعْضُهُمْ يُفْنِي بَعْضًا، وَإِنَّهُ سَيَرْجِعُ قَبَائِلُ من أمتي إلى الشرك وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ، وَإِنَّ مِنْ أَخْوَفِ مَا أَخَافُ الأئمة المضلين، وإنه إذا وضع السيف فيهم لم يرفع إلى يوم القيامة وإنه سيخرج في أُمَّتِي كَذَّابُونَ دَجَّالُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلاَثِينَ، وَإِنِّي خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَلاَ تَزَالُ طائفةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورَةٌ حَتَّى يأتي أمر الله)) . [ص: 211] قال الشيخ أبو الفتح (رضي الله عنه ورحمه) : ((هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي إسحاق بن إبراهيم وزهير بن بشار وابن المثنى كلهم عن معاذ بن هشام عن أبيه ووقع إلينا عالياً)) .   (1) [[من المخطوط]] (2) [[من المخطوط]] (3) [[من المخطوط، وفي المطبوع: بني]] الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 2- أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو (1) بن البختري قال: ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي ثنا يزيد بن هارون قال: أنبا فضيل بن مرزوق قَالَ: حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى مِنْبَرِهِ يَقُولُ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا بِالأَعْمَالِ الصالحة، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةِ تُؤْجَرُوا وتحمدوا وترزقوا، واعلموا أن الله عز وجل قد فرض عَلَيْكُمُ الْجُمُعَةَ فَرِيضَةً مَكْتُوبَةً فِي مَقَامِي هَذَا فِي شَهْرِي هَذَا فِي عَامِي هَذَا إِلَى يوم القيامة مَنْ وَجَدَ إِلَيْهَا سَبِيلاً فَمَنْ تَرَكَهَا فِي حَيَاتِي أَوْ بَعْدِي جُحُودًا بِهَا، وَاسْتِخْفَافًا بِهَا وَلَهُ إمامٌ جائرٌ أَوْ عادلٌ فَلاَ جَمَعَ اللَّهُ لَهُ شَمْلا وَلاَ بَارَكَ اللَّهُ لَهُ في أمره ألا ولا صلاة له وَلاَ وُضُوءَ لَهُ أَلاَ وَلاَ زَكَاةَ لَهُ، ألا ولا حج له، أَلاَ وَلاَ بِرَّ لَهُ حَتَّى يَتُوبَ فَإنْ تاب، تاب الله عليه، ألا ولا تؤمن امرأةً رجلاً، ألا ولا يؤمن أعرابيٌ مهاجراً، ألا وَلاَ يَؤُمّنَ فاجرٌ مُؤْمِنًا، إِلاَّ أَنْ يَقْهَرَهُ بسلطان يخاف سيفه وسوطه)) .   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: عمر]] الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 3- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري قال: ثنا يحيى بن أيوب العلاف ثنا سعيد بن أبي مريم قال نا نافع بن زيد قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ غَزِيَّةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ أَنَّ أُمَّهُ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا، أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، لِفَاطِمَةَ: ((يَا بُنَيَّةُ أَحْنِي)) ، فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا سَاعَةً، ثُمَّ انْكَشَفَتْ عَنْهُ وَهِيَ تَبْكِي وَعَائِشَةُ حاضرةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بساعةٍ: ((احني علي بنية)) ، فأحنت عليه فناجاها ساعةً ثم انكشفت تضحك، قال فقالت عائشة: أي بنية أخبريني ماذا ناجاك أبوك؟ قالت فاطمة أو شكت رأته: ناجاني على حال سر وظننت أني أخبر بِسِرِّهِ وَهُوَ حيٌ؟ [قَالَ] (1) فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنْ يَكُونَ سِرٌّ دُونَهَا فَلَمَّا قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ قَالَتْ عَائِشَةُ لفاطمة رضي الله عنها: يا بنية ألا تخبريني بذلك الخبر؟ قالت: أَمَّا الآنَ فَنَعَمْ نَاجَانِي فِي الْمَرَّةِ الأُولَى فَأَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يُعَارِضُهُ بالْقُرْآنَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي القرآن العام مرتين وأخبرني: أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نبيٌ كَانَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ إلاَّ عَاشَ بَعْدَهُ نِصْفَ عُمْرِ الَّذِي كَانَ قبله وأنه أخبرني: أن عيسى ابن مريم عليه السلام عاش عشرين ومائة سنة فلا أراني إلا [ص: 213] ذاهباً على رأس الستين وأبكاني ذلك، وَقَالَ: ((يَا بُنَيَّةُ إنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ نساء المسلمين أعظم رزيةً مِنْك، فَلاَ تَكُونِي [مِنْ] أَدْنَى امرأةٍ صَبْرًا)) ، وناجاني في المرة الآخرة فَأَخْبَرَنِي: أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ وَقَالَ: ((إنَّك سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إلاَّ مَا كَانَ مِنَ الْبَتُولِ مَرْيَمُ بِنْتُ (2) عِمْرَانَ)) ، فَضَحِكْتُ لذلك (3) .   (1) [[من المخطوط]] (2) [[من المخطوط، وفي المطبوع: ابنة]] (3) [[من المخطوط، وفي المطبوع: بذلك]] الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 4- حدثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك قال: نا إسحاق ابن إبراهيم بن سنين قال: نا السري بن زيد بن المهلب وأبو الفضل المروزي ثنا إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله قال: نا أبو سنان عن الضحاك عن النزال بن سبرة قال: وافقنا ذات يوم علي بن أبي طالب طيب النفس مزاح فقلت له: يا أمير [ص: 214] المؤمنين حدثنا عن أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، قال: كل أصحاب رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصحابي، قالوا حدثنا عن أصحابك خاصة؟ قال: ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب إلا وهو صاحب لي (1) ، قال: سلوني؟، قالوا: حدثنا عن أبي بكر بن أبي قحافة؟ قال: ذاك امرؤ سماه الله [عز وجل] (2) الصديق على لسان جبريل ولسان محمد صَلَّى الله عليه وسلم، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة رضيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لديننا ورضيناه لدنيانا (3) ، قالوا: فحدثنا عن عمر بن الخطاب؟ قال: ذلك امرؤ سماه الله عز وجل الفاروق فرق بين الحق والباطل، سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((اللهم أعز الإسلام بعمر)) ، قالوا: حدثنا عن عثمان بن عفان؟، قال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين كان ختن رسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم على ابنتيه، ضمن له رسُول اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم بيتاً ببيت في الجنة.   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: صاحبي]] (2) [[من المخطوط]] (3) [[من المخطوط، وفي المطبوع: لديه ورضيناه لدينا]] الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 5- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دعلج قال: حدثنا أبو بكر ابن بنت معاوية قال: ثنا معاوية يعني ابن عمرو قال: حدثنا زائدة عن عبد الله بن عثمان ابن خُثَيْمٍ الْمَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّهُ حَدَّثَهُ ذَكْوَانُ حَاجِبُ عَائِشَةَ أَنَّهُ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَجِئْتُ وَعِنْدَ رَأْسِهَا ابْنُ أَخِيهَا عَبْدُ اللهِ بِنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقُلْتُ: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ فَأَكَبَّ عَلَيْهَا ابْنُ [أَخِيهَا] عَبْدُ الله فقال هذا ابن عباس يستأذن. فَقَالَتْ: دَعْنِي مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ لاَ حَاجَةَ لِي بِهِ، فَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ إِنَّ ابن عباسٍ من صالح بنيك، يسلم عَلَيْكِ وَيَدْعُو لكِ فَقَالَتْ: ائْذَنْ لَهُ إِنْ شِئْتَ، قَالَ: فَأَدْخَلْتُهُ، فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ أَبْشِرِي، فَقَالَتْ: أَيْضًا! فَقَالَ: مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَيْ (1) مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالأَحِبَّةَ إِلاَّ أَنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ مِنَ الجَسَدِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ إِلاَّ طَيِّبًا، وَسَقَطَتْ قِلادَتُكِ يومَ الأَبْوَاءِ فَأَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُصْبِحَ فِي الْمَنْزِلِ، وَأَصْبَحَ النَّاسُ لَيْسَ مَعَهُمْ ماءٌ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} وكَانَ ذَلِكَ فِي سَبَبِكِ (2) وما أنزل الله لهذه الأمة، وَأَنْزَلَ اللَّهُ بَرَاءَتَكِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سماواتٍ جاء بها الرُّوحُ الأَمِينُ، فَأَصْبَحَ لَيْسَ مسجدٌ مِنْ مَسَاجِدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ إِلاَّ هي تتلى فِيهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، فَقَالَتْ: دَعْنِي منك ويا ابن عباس فوالذي نَفْسِي بِيَدِهِ (3) لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا.   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: تلحقي]] (2) [[من المخطوط، وفي المطبوع: شأنك]] (3) [[من المخطوط، وفي المطبوع: يدي]] الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 6- أخبرنا أبو عمر بن عبد الواحد الزاهد قال: حدثنا الحارث بن محمد قال: ثنا الواقدي ثنا عبد الله بن جعفر الزهري عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ عَنْ هِنْدَ بِنْتِ الْحَارِثِ الفِرَاسِيَّةِ (1) عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَتْ: دَخَلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده وهو شاكي فتمنى الموت فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ تَتَمَنّواَ الْمَوْتَ فَإِنَّكَ إِنْ تَكُ مُحْسِنًا تَزْدَدْ (2) إحساناً إلى إحسانك، وإن تكن مسيئاً فتؤخر تستعتب، فلا تمنوا الموت)) .   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: الفارسية]] (2) [[من المخطوط، وفي المطبوع: تكن محسنا تزداد]] الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 7- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الطِّيبِيُّ رحمه الله قال: ثنا الحسين بن علي بن زياد قال: حدثني أحمد بن الحسين اللهبي قال: حدثني إبراهيم بن محمد عن محمد بن المنكدر عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ أَمِينَنَا (1) ، قَالَ: ثُمَّ طَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم في خاصرة أبي عبيدة، ثم قال: إن هذه لخاصرة مؤمنةٌ)) .   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: أمينا]] الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 8- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشافعي رحمه الله قال ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عمر بن عبد الوهاب الرياحي ثنا يزيد بن زريع ثنا رَوْحُ بْنُ القَاسِمِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءِ بْنِ أَبِي الْخُوَارِ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ الْبَرْصَاءِ قَالَ سَمِعْت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَمْشِي بَيْنَ جَمْرَتَيْنِ مِنَ الْجِمَارِ وَهُوَ يَقُولُ: ((مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنْ مَالِ أَخِيهِ بِيَمِينٍ فَاجِرَةٍ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتًا فِي النار)) . الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 9- أخبرنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي رحمه الله قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: ثنا أبي ثنا عبد الله بن يزيد ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدِ الله بن الوليد عن [خالد الْحَجْرِيِّ] (1) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ [ص: 219] قَالَ: لَوْلاَ ثَلاَثُ خِلاَلٍ لأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ أَبْقَى فِي الدُّنْيَا فَقُلْتُ وَمَا هُنَّ؟ فَقَالَ: لَوْلاَ وُضُوعُ (2) وَجْهِي لِلسُّجُودِ لِخَالِقِي فِي اخْتِلاَفِ الليل والنهار تَقَدُّمُهُ لِحَيَاتِي وَظَمَأُ الْهَوَاجِرِ وَمُقَاعَدَةُ أقوامٍ يَنْتَقُونَ الْكَلاَمَ كَمَا تُنْتَقَى الْفَاكِهَةُ وَتَمَامُ التَّقْوَى أَنْ يتقي الله العبد حتى [يتقيه] (3) في مِثْقَالِ ذَرَّةٍ [حَتَّى] (4) يَتْرُكَ بَعْضَ مَا يَرَى أنه حلالٌ خشية أن يكون حراماً حَاجِزًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَرَامِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قد بين للعباد الَّذِي هُوَ مَصِيرُهُمْ إِلَيْهِ قَالَ اللَّهَ عَزَّ وجل: {فمن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذرةٍ شَرًّا يَرَهُ} ، فَلاَ تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الشَّرِّ أَنْ تَتَّقِيَهُ وَلاَ شَيْئًا مِنَ الخير أن تفعله.   (1) هكذا جاء في الأصل وفي تاريخ دمشق، وجاء في الحلية وفي تاريخ دمشق كما سيأتي: عباس بن جليد الحجري.. .. ولعل هذا خطأ من بعض النساخ، والله أعلم. (2) [[من المخطوط، وفي المطبوع: وضعي]] (3) [[من المخطوط]] (4) [[من المخطوط]] الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 10- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ قال: ثنا يحيى بن محمد بن بشر الدقاق ثنا عُمَرُ النَّاقِدُ عَنْ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرواسي عن محمد بن مسلم الطائفي عن عثمان بن عبد الله بن أوس عَنْ عَمِّهِ عَمْرَو بْنَ أَوْسٍ قَالَ: ((الْمُخْبِتُونَ الَّذِينَ لاَ يَظْلِمُونَ وَإِذَا ظُلِمُوا لَمْ يَنْتَصِرُوا (1)) .   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: ينتقموا]] الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 11- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْدَعِيُّ ثنا عبد الله بن محمد قال ثنا الحسن بن حماد الضبي ثنا حسين الْجُعْفِيُّ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ قَالَ: ((كَانَ مِنْ دُعَائِهِمْ اللَّهُمَّ زَهِّدْنَا في الدنيا ووسع علينا منها، ولا تردها عَنَّا فَتُرَغِّبَنَا فِيهَا)) . آخر المجلس سمعت وابني محمد مجلس يوم الجمعة بعد الصلاة في جامع المهدي لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربع مائة. الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 12- حدثنا الشيخ أبو الحسين علي بن محمد بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَشْرِانَ الْمُعَدِّلُ إمْلاَءً قال ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا ابْنَ أُخْتِي كَانَ أَبَوَاكَ (1) الزُّبَيْرَ وَأَبُو بَكْرٍ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ، قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ أُحُدٍ وَأَصَابَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ مَا أَصَابَهُمْ خَافَ أَنْ يَرْجِعُوا، فَقَالَ: مَنْ يَنْتَدِبُ لِهَؤُلاَءِ فِي آثَارِهِمْ حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ بِنَا قُوَّةً؟ قَالَ: فَانْتُدِبَ أَبُو بَكْرٍ وَالزُّبَيْرُ فِي سبعين فخرجوا في آثارهم فسمعوا بهم فانصرفا بنعمةٍ مِنَ اللهِ وفضلٍ، قَالَ: لَمْ يَلْقُوا عَدُوًّا. [ص: 221] قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ مِنْ حَدِيثِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ووقع إلينا عالياً.   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: أبوك]] الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 13- أخبرنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو عمر أنيس الدلال ثنا داود بن رشيد قال: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَمَّارٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظًا، وَكَفَى بِالْيَقِينِ غِنًى، وَكَفَى بِالْعِبَادَةِ شُغْلاً)) . الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 14- أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد المصري ثنا سليمان بن شعيب ثنا بشر بن بكر ثنا الأوزاعي ثنا إبراهيم بْنِ مُرَّةَ قَالَ: حدَّثَنِي الزُّهْرِيِّ قَالَ: حدَّثَنِي (1) أَبُو سَلَمَة قَالَ حدَّثَنِي أَبُو هُرَيرة قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يكون بعدي خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون، وسيكون بعدهم خلفاء يعملون بما لا يعلمون، ويفعلون بما لا يؤمرون فمن أنكر برئ، ومن أمسك يدا سلم، ولكن من رضي وتابع)) .   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: حدثنا]] الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 15- أخبرنا أبو عمر عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّمَّاكِ قال: ثنا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ عبد السلام المروزي ثنا الصلت بن مسعود الجحدري ثنا المعلى بن راشد أبو اليمان القواس ثنا زياد بن ميمون أبو عمارة عن أنس بن مالك قال: بينما النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسلَّمَ قاعد في ملإٍ من أصحابه إذا ضحك أو بكى فقال له اصحابه يا نبي الله ما الذي اضحكك أو ابكاك؟ قال: ((عجبت من رجلٍ يجيء يوم القيامة متعلقاً إلى ربه عز وجل، فيقول: يا رب خذ لي حقى من هذا، قال: فيقول الرب عز وجل: أعط أخاك هذا حقه فيقول يا رب والله ما لي حسنة. قال: فيقول الرب زعم أخوك هذا انه ليس له حسنة. قال: فيقول: يا رب فخذ من سيئاتى فاحملها عليه. فيقول الرب ارفع طرفك فانظر. قال: فيرفع طرفه فينظر فيفتح له أبواب الجنان فيرى فيها قصور الدر (1) والياقوت والذهب، قال فيقول: يا رب لمن هذا؟ لأي ملك هذا؟ أو لأي نبي هذا؟ أو لأي مصطفى هذا؟ قال فيقول له الرب عز وجل: هذا لمن أعطى ثمنه. قال: ومن عنده ثمن هذا أو من يقدر عليه؟ قال: فيقول له الرب عز وجل: هو عندك وأنت تقدر عليه، فيقول: يا رب وما هو؟ قال: تعفو عن أخيك هذا. قال: فيقول: يا رب عفوت، يا رب عفوت، يا رب عفوت عنه ثلاثا. قال فيقول الرب جل وعز: فخذ بيده. قال: فياخذ بيده ثم ينطلقان جميعا حتى يدخلا الجنة)) . [ص: 224] قال أبو عبد الله [محمد بن خلف] (2) : سمعت هذا الحديث مع أحمد بن حنبل من هذا الشيخ.   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: قصور من الدر]] (2) [[من المخطوط]] الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 16- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ إملاءً ثنا معاذ بن المثنى ثنا عبد الله بن مسلم القرشي ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا طعن عمر رضي الله عنه أمر بِالشُّورَى (1) ، دَخَلَتْ عَلَيْهِ ابْنَتُهُ حَفْصَةُ فَقَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ تَكَلَّمُوا. فَقَالَ: أَسْنِدُونِي فَلَمَّا أُسْنِدَ قَالَ: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((يَا عَلِيُّ يَدَكُ فِي يَدِي تَدْخُلُ مَعِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) ، حَيْثُ أَدْخُلُ مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلاَئِكَةُ السَّمَاءِ)) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عُثْمَانَ خَاصَّةً؟ أَو النَّاسِ عَامَّةً؟ قَالَ: ((لِعُثْمَانَ خَاصَّةً)) ، قَالَ مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سقط رحله: ((من يسوي رحلي وهو في الجنة؟)) فبدر (2) طلحة وسواه لَهُ حَتَّى رَكِبَ فَقَالَ [لَهُ] (3) النَّبِيُّ صَلَّى الله عليه وسلم: ((يا طلحة، الله يقرؤك السلام ويقول لك: أنا معك في أهوال القيامة أُنْجِيَكَ مِنْهَا)) ، مَا عَسَى يَقُولُون فِي الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَأَيْتُ رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ نَامَ [ص: 225] فَجَلَسَ الزُّبَيْرُ عِنْدَ وجهه حتى استيقظ فقال له: ((أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمْ تَزَلْ؟)) ، قَالَ: لَمْ أزل بأبي وأمي قال: ((هذا جبريل يقرؤك السَّلاَمَ، وَيَقُولُ لَكَ أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حتى أذهب عن وجهك شرر جهنم)) . ما عسى يَقُولُون فِي سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؟ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً وَيَقُولُ له: ((ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)) . مَا عَسَى يَقُولُون فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ؟ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي مَنْزِلِ فَاطِمَةَ والحسن والحسين يبكيان جوعاً ويتضوران فَقَالَ [لَهُ] (4) النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ؟)) ، فَطَلَعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عوف بصحفة فيها حيسة، ورغيفين بينهما إهالة فقال النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((كَفَاكَ اللَّهُ أمر دنياك، فأما آخرتك فأنا لها ضامنٌ)) .   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: بأمر الشورى]] (2) [[من المخطوط، وفي المطبوع: فنزل]] (3) [[من المخطوط]] (4) [[من المخطوط]] الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 17- أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدُ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العباس ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ [ص: 226] وَحَمَّادُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: ((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَبَاهَى النَّاسُ بِالْمَسَاجِدِ)) . الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 18- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دعلج ثنا جعفر الحصيبي وأبو جعفر بن حيان التمار قالا: ثنا أبو كريب ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ شَيْبَانَ (1) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ الله عنه: يا رسول الله أراك شِبْتَ. قَالَ: ((شَيَّبَتْنِي هودٌ، وَالْوَاقِعَةُ، وَالْمُرْسَلاَتُ، وَعَمَّ يتساءلون، وإذا الشمس كورت)) .   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: سنان]] الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 19- أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الزاهد رحمه الله نا أحمد بن عبيد الله نا عبيد الله بن موسى نا ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} قال: [ينزل] تَبَارَك وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فِي شَهْرِ رمضان، فيدبر أمر السماء، فَيَمْحُوَ مَا يَشَاءُ غَيْرَ الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ وَالْمَوْتِ والحياة. الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 20- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشافعي ثنا أحمد بن زكريا الجوهري ثنا محمد بن موسى بن بزيع الشيباني ثنا حماد بن خالد الخياط الكوفي ثنا أَبُو [ص: 228] مُعَاذٍ الصَّائِغُ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)) . الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 21- أخبرنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي ثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ثنا أبي ثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن جرير قال: قال لي سلمان: يا جرير بن عبد الله: تواضع لله عَزَّ وَجَلَّ في الدنيا، فإنه من تواضع لله عز وجل في الدنيا يرفعه الله عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة. تدري يا جرير ما ظلمة النار يوم القيامة؟ قال: هو ظلم الناس بعضهم بعضا في الدنيا. الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 22- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الطِّيبِيُّ ثنا إبراهيم بن الحسين (1) الهمداني ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ضمرة بن سعيد عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِي [ص: 229] قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يغفر لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} قَالَ: يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ الْعَظِيمَ، وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ عَلَى الصغير.   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: الحسن]] الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 23- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ الْبَرْدَعِيُّ ثنا عَبْدُ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ القُرَشِيُّ قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ حَدَّثَنِي وَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ قال حدثني أبو كثير اليماني لقيته بمكة سَنَةَ سَبْعِينَ قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: الْمُؤْمِنُ مُفَكِّرٌ مُذَكِّرٌ مُزْدَجِرٌ تَفَكَّرَ فَعَلَتْهُ السَّكِينَةُ، سَكَنَ فَتَوَاضَعَ، قَنَعَ فَلَمْ يَهْتَمَّ، رَفَضَ الشَّهَوَاتِ فَصَارَ حُرًّا، أَلْقَى الْحَسَدَ فَظَهَرَتْ لَهُ الْمَحَبَّةُ، زَهِدَ فِي كُلِّ فَانٍ فَاسْتَكْمَلَ الْعَقْلَ، رَغِبَ فِي كُلِّ بَاقٍ فَعَقَلَ الْمَعْرِفَةَ، فَقَلْبُهُ مُتَعَلِّقٌ بَهَمِّهِ وَهْمُهُ مُوَكَّلٌ بِمَعَادِهِ، لاَ يَفْرَحُ إِذَا فَرِحَ أَهْلُ الدُّنْيَا لِفَرَحِهِمْ بَلْ حُزْنُهُ عَلَيْهِ سرمد فَهُوَ دَهْرُهُ مَحْزُونٌ، وَفَرَحَهُ إِذَا مَا نَامَتِ الْعُيُونُ، يَتْلُو كِتَابَ اللهِ يُرَدِّدُهُ عَلَى قَلْبِهِ فمرة يفرح قلبه، ومرة تهمل عيناه، يقطع عَنْهُ اللَّيْلَ بِالتِّلاَوَةِ، وَيَقْطَعُ عَنْهُ النَّهَارَ بِالْخُلْوَةِ، مفكراً في ذنوبه مستصغراً في أعماله، قال وهب: هذا (1) يُنَادَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ذَلِكَ الْجَمْعِ الْعَظِيمِ عَلَى رُؤُوسِ الْخَلاَئِقِ قُمْ أَيُّهَا الْكَرِيمُ فَادْخُلِ الجنة. آخر المجلس   (1) [[من المخطوط، وفي المطبوع: هذا]] الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229