الكتاب: جزء فيه أمالي من إملاء الإمام أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي المؤلف: عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر ابن محمد الفارسيّ (المتوفى: 529هـ) المحقق: أبي عبد الله حمزة الجزائري الناشر: الدار الأثرية [ضمن مجموع كتاب سلوك طريق السلف وستة أجزاء أخرى] الطبعة: الأولى 2009 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: أحمد الخضري (نسخ)، ويا باغي الخير أقبل (مقابلة) ---------- أمالي عبد الغافر الفارسي عبد الغافر الفارِسي الكتاب: جزء فيه أمالي من إملاء الإمام أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي المؤلف: عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر ابن محمد الفارسيّ (المتوفى: 529هـ) المحقق: أبي عبد الله حمزة الجزائري الناشر: الدار الأثرية [ضمن مجموع كتاب سلوك طريق السلف وستة أجزاء أخرى] الطبعة: الأولى 2009 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: أحمد الخضري (نسخ)، ويا باغي الخير أقبل (مقابلة) جزء فيه أمالي من إملاء: الإمام أبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أخبرنا به عنه: الإمام أبو سعد بن أبي حفص الصفار. وأخبرنا به عنه: الشيخ الإمام العالم أبو الطاهر إسماعيل بن ظفر بن أحمد النابلسي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 1- أخبرنا الشيخ الإمام العالم أبو الطاهر إسماعيل بن ظفر بن أحمد النابلسي بقراءتي عليه وذلك في ربيع الأول سنة اثنين وثلاثين وستمائة قلت له أخبركم أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار بنيسابور قراءة عليه وأنتم تسمعون في شهور سنة ستمائة فأقر به قال: ثنا الإمام أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي إملاءً يوم الجمعة العشرين من شهر صفر سنة خمس وعشرين وخمس مائة قال: أنا أبو محمد الحسن بن علي الضراب الحنيفي نا أبو محمد عبد الله بن يوسف إملاءً أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي نا عبد الرزاق أنا معمر عن الزهري أنا القاسم بن محمد أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي مستترة بقرام فيه تماثيل [ص: 252] فتلون وجهه وأهوى إلى القرام فهتكه ثم قال: ((إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله)) . متفق على صحته من حديث الزهري عن القاسم بن محمد، أخرجه البخاري عن يسرة بن صفوان عن إبراهيم بن سعد، وأخرجه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم عن إبراهيم بن سعد وعن إسحاق بن إبراهيم وأبي حميد عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري. الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 2- أخبرنا الإمام زين الإسلام جدي أبو القاسم ثنا أبو نعيم الإسفراييني أنا أبو عوانة نا أبو بكر الجعفي وأبو البختري قالا: حدثنا أبو أسامة ثنا الأعمش حدثني سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا أحدٌ أصبر على أذىً يسمعه من الله، يدعون لله ولدا ًويجعلون له يداً، وهو في ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم)) . [ص: 253] متفق على صحته من حديث الأعمش سليمان بن مهران، أخرجه الشيخان من طرق في الكتابين. والصبر في حق الله جل وعلا محمول على ترك العقوبة، وتأخيرها عن المستحقين مع القدرة عليها. الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 3- أخبرنا أبو الحسن أحمد بن أبي سعد الواعظ أنا الحسن بن داود الفقيه أنا أبو بكر التمار البصري أنا سليمان بن الأشعث نا محمد بن كثير أنا سفيان عن أبي سنان عن وهب بن خالد الحمصي عن ابن الديلمي قال أتيت أبي بن كعب فقلت: وقع في نفسي شيء من القدر فحدثني بشيء لعل الله يذهبه من قلبي. قال: ((لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالمٍ لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحدٍ ذهباً في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصبك، ولو مت على غير هذا لدخلت النار. قال: ثم أتيت [ص: 254] عبد الله بن مسعود، فقال مثل ذلك، قال ثم حذيفة فقال مثل ذلك، قال ثم أتيت زيد بن ثابت فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك)) . هذا حديث مشهور دائر بين أربعة من أكابر علماء الصحابة، صريح فيما هو مذهب أهل السنة والجماعة، ثبتنا الله تعالى عليه. الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 4- أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الفارسي أنا الأستاذ أبو سعد عبد الملك ابن أبي عثمان الواعظ أنا أحمد بن أبي عمران الحنيفي بمكة حرسها الله ثنا محمد [ص: 255] ابن أحمد بن الحسين ثنا بشر بن موسى نا عبد الله بن صالح أنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية قال كتب محمد بن أبي النضر الحارثي إلى أخ له، أما بعد: فإنك في دار تمهيدٍ وأمامك منزلان لا بد لك من أن تسكن أحدهما، ولم يأتك أمانٌ فيطمئن، ولا تراه فتقصر، والسلام. الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 5- أخبرنا الشيخ أبو الفضل الحسين بن محمد البتاني بقصبة طرثيث ثنا أبو نصر محمد بن علي بن محمد البشتي أنا محمد بن الحسين بن موسى قال: لما وقع بصر الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن جسرة الفارسي زير الأمير تاش على الإمام أبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكي وقد استقبله في مشايخ نيسابور أنشده: ووافيت مشتاقاً على نائه ... يسايرني في كل ركب له ذكر واستكبر الأخبار قبل لقائه ... فلما التقينا صغر الخبر الخبر بلغت المجلس إملاءً وقرأه باستملاء الزكي أبي منصور زاهر الشحامي والمشايخ الأئمة عمر بن أحمد بن منصور الصفار وابنه أبو سعد وابن المملي أحمد بن عبد الغافر وآخرين. الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 مجلس آخر من أماليه يوم الجمعة الرابع من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمس مائة 6- أنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي أنا أبو بكر الجوزقي الحافظ أنبا مكي بن عبدان نا أبو الأزهر ثنا عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود زريق يقال له: لبيد ابن الأعصم قالت: كان عليه السلام يخيل إليه أن يفعل الشيء وما يفعله. قالت: حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا ثم دعا ثم دعا فقال: ((يا عائشة شعرت أن الله قد أفتاني فيما سأستفتيه فيه، جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما وجع الرجل؟ قال: مطبوبٌ. قال: من طبه؟ قال: لبيد ابن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة. قال: وجف طلعة ذكر قال: فأين هو؟ قال في بئر ذي أروان)) . قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه ثم قال: ((يا عائشة، والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين)) ، قالت: فقلت يا رسول الله، أفلا أحرقتها؟ قال: ((لا، أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شراً فأمرت بها فدفنت)) . [ص: 257] هذا حديث متفق على صحته، أخرجه مسلم عن أبي كريب عن عبد الله بن نمير، وأخرجه البخاري من طرق أخرى باختلاف الألفاظ. فالمطبوب المسحور وجف الطلعة وعاءها الذي يكون فيه، والطلع الشمراخ، أول ما يخرج يروى في جب طلعة وبئر ذي أروان بفتح الهمزة، بئر معروفة بالمدينة، وقيل في هذه القصة أنزلت المعوذتان. الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 7- كما أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن الحسين الفقيه كتابة من مرو، وحدثني عنه والدي قال: أنا أبو العباس أحمد بن محمد الطحان أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب أنا أبو عيسى الحافظ أنبا بندار نا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد قال: حدثني قيس وهو ابن أبي حازم عن عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قد أنزل علي آياتٌ لم ير مثلهن: قل أعوذ برب الناس إلى آخر السورة، وقل أعوذ برب الفلق، إلى آخر السورة)) . [ص: 258] قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 8- أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الصوفي أنبا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى حدثني أبو بكر الطلحي أملاه علي ثنا حبيب ابن نصر بن زياد المهلبي قال: دخل أعرابي على داود بن يزيد بن المهلب فقال: يا أيها الأمير إني مادحك فاستوى جالساً فقال: فدعا بثياب فلبسها وبكرسي فجلس عليه ثم قال: هات يا أعرابي فإن كان حسناً قبلناه، وإن كان قبيحاً رددناه فأنشأ يقول: أميت بداود جود يمينه من ... الحدث المخشي والبؤس والفقر فأصبحت إذا خشي من الدهر نبوة ... ولا حدثاناً إذ شددت به ظهري فما طلحة الطلحات داناه في الندى ... ولا حاتم الطائي ولا خالد القسري له حكم لقمان وصورة يوسف ... وفهم سليمان وصدق أبي بكر فتى تفرق الأموال من جود كفه ... كما يفر الشيطان من ليلة القدر [ص: 259] قال: فقال له يا أعرابي أعطيك على قدرك أم على قدري؟ قال: لا بل على قدري، قال: وكم قدرك؟ قال: كذا وكذا ألفاً قال: يدفع إليه كذا وكذا فلما خرج، قال له بعض حاشية داود أنت أعرابي جاهل، لو قلت على قدرك لأغناك وأغنى عقبك قال: فإني حسبت لو قلت له على قدرك إلا بقي ما في بيوت المال بقدره. قال: فبلغ ذلك داود، فأضعف له ما أعطاه. بلغت المجلس إملاءً وقراءة، والمشايخ باستملاء أبي منصور الشحامي عمر ابن أحمد بن منصور الصفار وابنه أبو سعد وابن المملي أحمد بن عبد الغافر في آخرين. الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 مجلس آخر من أماليه أملاه علينا يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمس مائة 9- أخبرنا أبو الفتح نصر بن علي قدم علينا أنا أبو علي الحسين بن محمد الفقيه بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد بن مسرهد وموسى بن إسماعيل قالا: نا عبد العزيز بن المختار ثنا عبد الله الداناج حدثني حضين بن المنذر الرقاشي هو أبو ساسان قال شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجلٌ آخر، فشهد أحدهما أنه رآه شربها يعني الخمر وشهد آخر أنه رآه يتقيؤها، فقال عثمان: إنه لم يتقيؤها حتى شربها، فقال لعلي أقم عليه الحد، فقال علي للحسن: أقم عليه الحد، قال الحسن: ول حارها من تولى قارها، فقال علي لعبد الله بن جعفر، أقم عليه الحد، قال فأخذ السوط فجلده وعلي يعد، فلما بلغ أربعين قال: حسبك، جلد النبي صلى الله عليه وسلم أربعين، أحسبه قال: وجلد أبو بكر أربعين وعمر ثمانين، وكل سنةٌ وهذا أحب إليه. [ص: 261] هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وزهير وأبي بن حجر عن ابن علية عن ابن أبي عروبة عن عبد الله الداناج، وأخرجه أيضاً من طريق آخر. الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 10- وقال أبو داود: ثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ثنا شريك عن أبي حصين عن عمير بن سعيد عن علي رضي الله عنه قال: لا أدري أو ما كنت أدري من أقمت عليه حداً إلا شارب الخمر فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسن فيه شيئاً، إنما هو شيءٌ قلناه نحن. [ص: 262] وهذا حديث متفق على صحته من طريق سفيان الثوري عن أبي حصين، أخرجاه جميعاً، وقول علي: لم يسن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيئاً أراد لم يسن مقداره، فإنه صح في الروايات أنه أمر أصحابه بالضرب فضربوه بالجريد والنعال والعصا وغيرها، وكان علي يميل إلى التخفيف فيه حتى أجمع الأكثرون على ثمانين فحسب، قال: من شرب هذي ومن هذي افترى فأرى أن يجعل عليه حد المفترين وأما قول الحسن: ول حرها من تولى قرها، أي في سديدها من تولى هنيها. وأبو ساسان حضين بن المنذر كان يسند قومه. الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 11- أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف أنبا أبو طاهر محمد بن الفضل السلمي أنبا جدي إمام الأئمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة أنا بشر بن خالد العسكري هو محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال: سمعت أبا وائل يحدث [ص: 263] عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أول ما يحكم به بين العباد في الدماء)) . متفق على صحته من حديث سليمان الأعمش، أخرجه مسلم عن بشر بن خالد عن غندر عن شعبة، وأخرجه البخاري عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه، كلاهما عن الأعمش. الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 12- أخبرنا السيد أبو القاسم بن مهدي وأبو الفضل محمد بن عبيد الله الصرام رحمهما الله قالا: نا الإمام أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش أنا أبو طاهر محمد بن الحسن البزاز ثنا إبراهيم بن عبيد الله السعدي أنا يزيد بن هارون أنا حميد عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة ليأخذوا عنه. [ص: 264] هذا حديث عال من حديث يزيد بن هارون عن حميد لم نكتبه إلا من هذا الوجه. الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 13- أخبرنا السيد أبو الحسن إسماعيل بن الحسين الهروي قدم علينا ثنا أبو عثمان القرشي قال: أنا أبو الحسين محمد بن ظفر الجارودي ثنا عبد الله بن عروة ثنا علي بن مسلم ثنا سيار بن حاتم ثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار يقول: ((إن البدن إذا سقم لم ينجح فيه طعامٌ ولا شرابٌ ولا نومٌ ولا راحةٌ، فكذلك القلب إذا علقت فيه الدنيا لم تنجح فيه المواعظ)) . الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 14- أنشدنا الإمام زين الإسلام جدي أبو القاسم لنفسه: خليلي قول للذي صرم الجبلا ... أجدك هذا الهجر أم كان ذا هزلا أما يرتجى منكم رجوع إلى الهوى ... أما سورة للوصل في دينكم تبلى [ص: 265] ملكت عناني كيف سبت وطاعتي ... فقدني كما تهوي فإنك بي أولى بلغت المجلس والمشايخ إملاء وقرأه باستملاء ابن المملي أحمد بن عبد الغافر وعمر بن أحمد الصفار وابنه أبو سعد ومحمد بن أميرك الجويني وآخرين. الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 مجلس آخر من أماليه أملاه علينا يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمس مائة 15- قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم المختار أنا أبو علي الحسن بن داود الفقيه أنا أبو بكر البصري التمار أنا سليمان بن الأشعث ثنا مسدد ثنا بشر بن المفضل نا عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جئنا امرأة من الأنصار في الأسواق، فجاءت المرأة بابنتين، فقالت: يا رسول الله هاتان بنتا ثابت بن قيس، قتل معك يوم أحد، وقد استفاء عنهما مالهما وميراثهما كله، فلم يدع لهما مالاً إلا أخذه فما ترى يا رسول الله؟ فوالله لا تنكحان أبداً إلا ولهما مال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقضي الله في ذلك، قال ونزلت سورة النساء {يوصيكم الله في أولادكم.. .. ..} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا لي المرأة وصاحبها)) ، فقال لعمهما: ((أعطهما الثلثين، وأعط أمهما الثمن وما بقي فلك)) . [ص: 267] قال أبو عيسى الترمذي: ((حديث جابر هذا حديث صحيح، قال الحفاظ أخطأ في هذا الحديث بشر بن المفضل لأن البنتين هما ابنتا سعد بن الربيع لأن ثابت بن قيس قتل يوم اليمامة)) ، والذي يدل على ذلك: الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 16- ما أخبرناه أبو الفتح نصر بن علي الطوسي أنا أبو علي الحسين بن محمد الطوسي أنا ابن داسة أنا أبو داود ابن السرح نا ابن وهب أخبرني داود بن قيس وغيره من أهل العلم عن محمد بن عبد الله بن عقيل عن جابر بن عبد الله أن امرأة سعد بن الربيع قالت: يا رسول الله، إن سعداً هلك وترك ابنتين، وساق الحديث نحوه. قال أبو داود: ((هذا هو الصواب)) . [ص: 268] وقولها إن عمهما استفاء مالهما أي أخذه فيئاً واستبد به ولم يدفع إلى البنتين شيئاً كما يؤخذ الغنيمة. الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 17- حدثنا الإمام الشهيد جدي أبو القاسم إملاءً أنا الإمام أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي نا المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفرٍ فدخل رجل غيضةً فأخرج منها بيضةً حمرةٍ فجاءت الحمرة فرفرفت على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال: ((أيكم فجع هذه؟، فقال رجل من القوم: أنا أخذت بيضتها فقال: ((رده، رده، رحمةً بها)) . [ص: 269] هذا حديث غريب من حديث الحسن بن سعد مولى الحسن البصري لم نكتبه إلا من حديث الطيالسي عن المسعودي عنه. الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 18- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن الفقيه المروزي كتابة منها وحدثني عنه والدي أنبا أبو العباس بن سراج الطحان أنا أبو العباس محمد ابن أحمد المحبوبي نا أبو عيسى الترمذي ثنا عمر بن حفص الشيباني نا عبد الله ابن وهب أخبرني حيي عن أبي عبد الرحمن عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فرق بين والدةٍ وولدها، فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة)) . [ص: 270] قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 19- حدثنا الشيخ أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني إملاءً أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الفارسي نا محمد بن أحمد المديني نا الحسن بن إسماعيل نا عبيد الله بن عمر نا حماد بن زيد قال سمعت أيوب السختياني يقول ذات يوم: ((ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعاً لله عز وجل)) . الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 20- أنشدنا أبو الحسن علي بن فضال النحوي لنفسه: محبك مشتاق إليك ومغرم ... يحبك في قيد الغرام أسير تسير بنا الأيام شرقاً ومغرباً ... ولست لمأمول سواك أسير. الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270