الكتاب: الغوامض والمبهمات في الحديث النبوي المؤلف: أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن بشر بن مروان الأزدي المصري (المتوفى: 409هـ) المحقق: د / حمزة أبو الفتح بن حسين قاسم محمد النعيمي الناشر: دار المنارة الطبعة: الأولى 1421 هـ - 2000 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل ---------- الغوامض والمبهمات لعبدالغني بن سعيد عبد الغني الأزدي الكتاب: الغوامض والمبهمات في الحديث النبوي المؤلف: أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن بشر بن مروان الأزدي المصري (المتوفى: 409هـ) المحقق: د / حمزة أبو الفتح بن حسين قاسم محمد النعيمي الناشر: دار المنارة الطبعة: الأولى 1421 هـ - 2000 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل كتاب الغوامض والمبهمات في الحديث النبوي تصنيف الإمام عبد الغني بن سعيد بن علي الأزدي المتوفى سنة 409 هـ حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه د / حمزة أبو الفتح بن حسين قاسم محمد النعيمي الأستاذ المساعد بقسم الكتاب والسنة بالجامعة الإسلامية العالمية بكوالالمبور - ماليزيا دار المنارة الطبعة الأولى 1421 هـ - 2000 م باب 1- أخبرنا القاضي الفقيه أبو محمد عبد الله بن القاضي أبي الفضل عبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل العثماني الديباجي قراءة مني عليه، بعد أن نقلت من أصل سماعه، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المشرف بن المسلم بن حميد الأنماطي، قراءة مني عليه، في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وخمس ماية، قال: أخبرنا الشيخ الحافظ أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري، إجازة في سنة أربع [ص: 48] وخمسين وأربع ماية، قال: أخبرنا الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد الأزدي الحافظ، قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا أبو أحمد بن المفسر، أن علي بن غالب حدثهم، قال: حدثنا علي المديني، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا موسى بن عبيدة الربذي، قال: حدثنا عمر بن الحكم، أنه سمع [ص: 49] أبا أسيد، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بلجون. قال: فبعثني لآتيه بها. قال: فجئت بها فأنزلتها في الشوط، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: قد جئتك بأهلك. فانطلق يمشي، فأهوى ليقبلها. قال: وكان إذا اختلا النساء أصغى وأهوى وقبل. فقالت: أعوذ بالله منك، فقال لها: لقد استعذت معاذاً. ثم قال: ردها. فرددتها إلى أهلها. الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 2- حدثنا حميد بن الحسن الوراق، أن محمد بن خريم حدثهم، قال: حدثنا دحيم، قال: حدثنا [ص: 50] الوليد، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: سألت الزهري، أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه؟ فقال: أخبرني عروة، عن عائشة، أن ابنة الجون لما أدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدنا منها، قالت: أعوذ بالله منك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ص: 51] لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك. قال الزهري: الحقي بأهلك تطليقة. الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد: اسم هذه المرأة الجونية: أميمة بنت النعمان. والحجة في ذلك: 3- ما حدثنا أبو أحمد المصري، أن علي بن غالب حدثهم، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل، عن حمزة بن أبي [ص: 52] أسيد، عن أبي أسيد، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انطلقنا إلى حائط يقال له: الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين فجلسنا بينهما. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجلسوا هاهنا. قال: وأتي بالجونية أميمة بنت النعمان بن شراحيل، ومعها داية لها حاضنة، وقد أنزلت بيتاً من النخل. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: هبي نفسك. فقالت: هل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ فأومأ بيده، يضع يده عليها لتسكن. فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: لقد تعوذت معاذاً، ثم خرج علينا. فقال: يا أبا أسيد: أكسها رازقيتين، وألحقها بأهلها. يعني بالرازقيتين: أنه كساها ثوبين، متعها بذلك. الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد: ويقال إن هذه المرأة هي: فاطمة بنت الضحاك بن سفيان الكلابي. والحجة في ذلك: 4- ما حدثناه علي بن العباس بن الون، قال: حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، أن زكريا بن عيسى حدثهم، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم الكلابية، فلما أدخلت عليه دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أعوذ بالله منك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد عذت بمعاذ، الحقي بأهلك. [ص: 54] قال الزهري: وهي فاطمة بنت الضحاك بن سفيان. الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 باب 5- حدثنا سلم بن الفضل، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن [ص: 56] عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن رجلاً قام من الليل، فقرأ فرفع صوته بالقرآن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله فلاناً، كأين من آية أذكرنيها الليلة كنت أسقطتها. [ص: 57] قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الرجل هو: عبد الله بن يزيد الخطمي. والحجة في ذلك: الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 6- ما حدثناه أبو الطاهر السدوسي، قال: حدثنا موسى بن هارون، قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري، قال: حدثنا أبو زرعة الرازي. [ص: 58] قال لنا موسى: ثم لقيت أبا زرعة فحدثني، قال: حدثني إبراهيم بن موسى الفراء، قال: حدثنا عبد الله بن سلمة الأفطس، عن أبي جعفر الخطمي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عمرة، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع قارئاً يقرأ، فقال: صوت من هذا؟ فقالوا: عبد الله بن يزيد. قال: رحمه الله، لقد ذكرني آية كنت أنسيتها. الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 7- حدثنا محمد بن علي النقاش من أصله، أن أحمد بن كعب حدثهم، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، قال: حدثنا عبد الله بن سلمة وهو الأفطس، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة عن عائشة، قالت: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قراءة عبد الله بن يزيد الأنصاري، فقال: لقد ذكرني آية كنت نسيتها. كتبه علي بن عمر عن النقاش. [ص: 60] [قال الشيخ أبو محمد] : وفي حديث النقاش عن أحمد بن كعب، عن أبي حاتم خلافاً لحديث أبي زرعة؛ لأن في حديث أبي زرعة عبد الله بن أبي بكر مكان أبيه أبي بكر بن عمرو بن حزم. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 باب 8- حدثنا أبو الطاهر السدوسي، قال: حدثنا أحمد بن عمرو القطراني، قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر، أن رجلاً أعتق غلاماً له عن دبرٍ لم يكن له [ص: 62] مال غيره، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله بثمان مائة درهم، فدفعها إليه. قال جابر بن عبد الله: عبداً قبطياً مات عام أول. الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 9- حدثنا النقاش، قال: حدثنا زيد بن عبد العزيز، قال: حدثنا محمد بن يحيى الفياض، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثنا عزرة بن ثابت، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: أعتق [ص: 64] رجل من بني عذرة غلاماً له عن دبرٍ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم فباعه ودفع إليه ثمنه، وقال له: ابدأ بنفسك فتصدق عليها، ثم على والديك ثم على قرابتك، ثم هكذا، ثم هكذا، ثم هكذا. الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 10- [حدثنا أبو يوسف يعقوب بن المبارك، أن محمد بن جعفر بن أعين] حدثهم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا شريك، عن سلمة بن [ص: 65] كهيل، عن عطاء، وأبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مدبراً. الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 11- حدثنا أحمد بن بهزاذ إملاءً، أن محمد بن علي بن زيد حدثهم، قال: حدثنا محرز بن سلمة، قال: حدثنا المنكدر بن محمد، [ص: 67] عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: أعتق رجل -يعني: عبداً- لم يكن له مال غيره، فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده في الرق، وباعه من نعيم بن عبد الله النحام، وأعطى ثمنه لسيده. الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: مولى الغلام المنعم عليه بالعتق هو: أبو مذكور. الحجة في ذلك: 12- ما حدثنا به محمد بن علي النقاش أن محمد بن علي غلام طالوت حدثهم، قال: حدثنا موسى بن هارون أبو عيسى الطوسي، قال: حدثنا حسين بن محمد المروذي، عن جرير، قال: حدثني عبد الله بن [ص: 68] أبي نجيح، عن مجاهد، عن [جابر بن عبد الله] ، أن رجلاً يكنى أبا مذكور، أعتق عبداً له عن دبرٍ وليس له مال غيره، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم فباعه من نعيم بن عبد الله النحام بثمان مائة درهم، ودعاه فرد عليه الثمن. فقال: إنما يعتق من له فضل، وإلا فإنما يعود على نفسه. الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 [قال أبو محمد عبد الغني] : والغلام هو يعقوب. والحجة في ذلك: 13- ما حدثنا به الحسن بن الخضر، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم [ص: 69] الدورقي، قال: حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رجلاً من الأنصار يقال له: أبو مذكور، أعتق غلاماً له عن دبر يقال له: يعقوب. لم يكن له مال غيره. فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من يشتريه مني؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله النحام بثمان مائة درهم، ثم دفعها إليه. فقال: ((إذا كان أحدكم فقيراً فليبدأ بنفسه، فإن كان فضل فعلى عياله، فإن كان فضل على ذوي قرابته، أو على ذي رحمه، فإن كان فضل فها هنا، وها هنا)) . الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 باب 14- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الخصيب قاضي مصر، أن أبا محمد بهلول بن إسحاق بن بهلول حدثهم، قال: حدثنا سعيد بن منصور، عن سفيان وهو ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، قال: حدثني الحسن بن محمد [بن] (1) علي، أن عبيد الله بن أبي [ص: 71] رافع، أخبره عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير والمقداد، فقال: إيتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب. فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا لها: أخرجي الكتاب. قالت: ما عندي كتاب: قلنا: لتخرجن الكتاب [ص: 72] أو لنطرحن الثياب. فأخرجته من عقاصها. فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى مشركي أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حاطب، فقال: ما هذا؟ قال: لا تعجل علي يا رسول الله، فإني كنت امرأً ملصقاً في قريش، ولم أكن من أنفسها، وليس أحد من المهاجرين إلا ولهم قرابات يحمون بها أهاليهم وأموالهم، ووالله ما فعلته كفراً، ولا ارتداداً ولا رضاً بالكفر بعد إسلامي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدق. فقال عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم. [ص: 73] رواه حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي. وأبو الزبير، عن جابر. وإسحاق بن راشد، عن الزهري، عن عروة، عن عبد الرحمن بن حاطب بن أبي بلعتة، عن [ص: 74] أبيه.   (1) ساقطة من المطبوع. الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 15- حدثناه النقاش، عن أبي يعلى، عن هاشم بن الحارث، عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق. ح وحدثنا محمد بن علي النقاش، أن أبا يعلى حدثهم، قال: حدثنا كامل بن طلحة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، [ص: 75] أنه أخبره أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي المرأة التي معها الكتاب، فأرسل إليها، فأخذ كتابها من رأسها. فقال: يا حاطب! أفعلت؟ فقال: نعم. فقال: أما إني لم أفعله غشاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقاً، قد علمت أن الله مظهر رسوله، ومتمم له أمره، غير أني كنت بين ظهرانيهم وكانت والدتي معهم، فأردت أت أتخذها عندهم. فقال له عمر: ألا أضرب عنق هذا؟ قال: تقتل رجلاً من أهل بدر؟ لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم. الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد، هذه المرأة الحاملة لكتاب حاطب بن أبي بلعتة، هي: أم سارة مولاة لقريش. والحجة في ذلك: 16- ما حدثنا به يعقوب بن المبارك، أن محمد بن جعفر بن أعين حدثهم، قال: حدثنا الحسن بن بشر بن سلم الكوفي سنة عشرين، قال: أخبرنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس [بن [ص: 76] مالك] ، قال: أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة، إلا أربعة من الناس: عبد العزى بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأم سارة. فأما عبد العزى فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة. قال: ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه، وكان أخا عثمان بن عفان من الرضاعة، فأتى به سول الله صلى الله عليه وسلم يستشفع له. فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف وخرج في طلبه، فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهاب قتله، فجعل يتردد ويكره أن يقدم عليه لأنه في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبسط رسول الله يده فبايعه. ثم قال للأنصاري: قد انتظرتك أن توفي بنذرك. قال: يا رسول الله! هبتك أفلا أومضت إلي؟ قال: إنه ليس لنبي أن يومض. وأما مقيس بن صبابة: فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل خطأ، فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من بني فهر ليأخذ له عقله من الفهري. فلما جمع له [ص: 77] العقل ورجع يؤم الفهري، فوثب مقيس وأخذ حجراً فجلد به رأسه فقتله، ثم أقبل وهو يقول: شفى النفس من قد بات بالقاع مسنداً ... تضرج ثوبيه دماء الأخادع وكانت هموم النفس من قبل قتله ... تلم فتنيئني وطاء المضاجع حللت به نذري وأدركت ثؤرتي ... وكنت إلى الأوثان أول راجع وأما أم سارة: فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة فأعطاها شيئاً. [ص: 78] ثم أتاها رجل فدفع إليها كتاباً إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليهم ليحفظ به في عياله، وكان له بها عيال، فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك. فبعث في إثرها عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما. فلحقاها ففتشاها، فلم يقدرا على شيء معها، قأقبلا راجعين. فقال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا، ارجع بنا إليها، فرجعا إليها فسلا سيفيهما، وقالا: والله لنذيقنك الموت، أو لتدفعن إلينا الكتاب. فأنكرت، ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا ترداني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقبلا ذلك منها. فحلت عقاص رأسها، فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها، فدفعته إليهما. فرجعا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه. [فبعث إلى الرجل] ، فقال: ما هذا الكتاب؟ قال: أخبرك يا رسول الله. إنه ليس من أحد معك إلا وله بمكة من يحفظه في عياله غيري. فكتبت هذا الكتاب ليكونوا لي في عيالي. فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة [وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة] وأنا أعلم بما أخفيتم [ص: 79] وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل} . الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 باب 17- حدثنا محمد بن علي النقاش، أن أبا يعلى الموصلي حدثهم، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن ابن شهاب، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، أن جابر بن عبد الله أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة قبل أحد، فأدركتهم القائلة يوماً في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة، فعلق بها سيفه، فقال [ص: 81] رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عنده: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتاً، فقال لي: من يمنعك مني؟ فقلت: الله. فشام السيف. فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله. فشام السيف وجلس، وها هو ذا جالس، ثم لم يعاقبه. الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 18- حدثنا أبو الطاهر، أن أحمد بن أبي عوف البزوري حدثهم، قال: حدثنا مخلد بن خالد، قال: حدثنا إبراهيم بن خالد، قال: حدثنا رباح بن زيد، عن [ص: 83] معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قفلت معه، فأدركتنا القائلة يوماً في واد كثير العضاه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة قد علق سيفه، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعونا، فأجبناه، فإذا عنده أعرابي جالس. فقال: إن هذا قد اخترط سيفي وأنا نائم، وهو في يده، فقال: من يمنعك مني؟ فقلت: الله. فشام السيف. الحديث: 18 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: هذا الرجل الذي اخترط السيف، ولقي النبي صلى الله عليه وسلم بما لقيه به، هو: غورث بن الحارث، سماه سليمان اليشكري، عن جابر بن عبد الله. الحجة في ذلك: 19- حدثنا أبو الطاهر السدوسي، قال: حدثنا خلف بن عمرو العكبري، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا أبو عوانة، عن [ص: 85] أبي بشر، عن سليمان بن قيس، عن جابر بن عبد الله، قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب خصفة، فرأوا [من المسلمين] غرة، فجاء رجل منهم يقال له: غورث بن الحارث، حتى قام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، فقال: ما يمنعك مني؟ قال: الله. فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ. قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: ولكن أعاهدك أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك. فخلى سبيله. فرجع، فقال: جئتكم من عند خير الناس. فلم حضرت الصلاة صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف، فكان الناس طائفتين، طائفة بإزاء عدوهم، وطائفة صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فصلى بالطائفة الذين معه ركعتين، ثم انصرفوا، فكانوا بمكان أولئك الذين بإزاء العدو، وانصرف أولئك الذين كانوا بإزاء عدوهم، فصلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، [ص: 86] فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتين ركعتين. الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 باب 20- حدثنا محمد بن العباس بن سلام الحلبي، قال: حدثنا أبو عروبة، قال: حدثنا محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن أبي الزبير المكي، عن عبد الرحمن بن الهضهاض الدوسي، عن أبي هريرة، قال: جاء [ص: 89] ماعز بن مالك [الأسلمي] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: [إن الأبعد] قد زنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويلك! وما يدريك ما الزنا؟ ثم أمر به فطرد وأخرج. ثم أتاه الثانية، فقال: [يا رسول الله! إن الأبعد] قد زنا. فقال له: ويلك! وما يدريك ما الزنا؟ فطرد وأخرج. ثم أتاه الثالثة، فقال: يا رسول الله! إن الأبعد قد زنا. فقال: ويلك! وما يدريك ما الزنا؟ قال: أتيت امرأة حراماً ما يأتي الرجل من امرأته. فأمر فطرد وأخرج. ثم أتاه الرابعة، فقال: يا رسول الله! إن الأبعد قد زنا. فقال: ويلك، وما يدريك ما الزنا؟ أدخلت وأخرجت؟ قال: نعم. فأمر به أن يرجم. فلما وجد مس الحجارة تحمل إلى شجرة، فرجم عندها حتى مات. فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك معه نفر من أصحابه، فقال رجل منهم لصاحبه: وأبيك إن هذا لهو الخاين، أتى النبي صلى الله عليه وسلم مراراً، كل ذلك يرده، حتى قتل كما يقتل الكلب. [ص: 90] فسكت عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مر بجيفة حمار شائلاً رجله، فقال: كلا من هذا. قالا: من جيفة حمار يا رسول الله؟ قال: فالذي نلتما من عرض أخيكما آنفاً أكثر. والذي نفس محمد بيده، إنه لفي نهر من أنهار الجنة يتقمص. الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الجارية التي وقع عليها ماعز بن مالك تسمى فاطمة، فتاة هزال. [ص: 93] 21- كما حدثني إبراهيم بن علي الحنائي، قال: حدثنا الحسن بن المثنى، قال: حدثنا عفان بن مسلم، قال: أخبرنا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن نعيم بن هزال، أن هزالاً كان استأجر ماعز بن مالك. وكانت لهم جارية قد أمروها ترعى غنماً لهم يقال لها: فاطمة، وإن ماعز بن مالك وقع عليها، فأخذه هزال فخدعه، قال: انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعسى أن ينزل فيك قرآن. فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرجم. فلما عضه مس الحجارة انطلق يسعى، فاستقبله رجل بلحي، أو قال: ساق بعير، فضربه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت سترته بثوبك [ص: 94] لكان خيراً لك. الحديث: 21 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 باب 22- حدثنا محمد بن علي النقاش، أن أبا يعلى حدثهم، قال: حدثنا بشر بن الوليد الكندي، قال: حدثنا شريك، عن الأعمش، عن مجاهد عن عائشة، قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، فقربه وأدنى مجلسه، فلما خرج من عنده، قالت: قلت: يا رسول الله! ألست كنت تشكو هذا؟ قال: بلى. ولكن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء شرهم. الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الرجل المتقى هو: مخرمة بن نوفل أبو صفوان الزهري، والد المسور بن مخرمة، وقيل: إنه عيينة بن حصن. الحجة في ذلك: 23- ما حدثنا به أبو العباس أحمد بن عمرو بن مويس، أن محمد بن [ص: 98] فضلويه حدثهم، قال: حدثنا أحمد بن منصور المروزي -هو: زاج-، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: حدثنا أبو عامر الخزاز عن أبي يزيد المدني، عن عائشة، قالت: جاء مخرمة بن نوفل [يستأذن] ، فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته، قال: بئس أخو العشيرة. فلما دخل بش به حتى خرج. [ص: 99] فقلت: يا رسول الله! قلت له وهو على الباب ما قلت، فلما دخلت بششت به حتى خرج. قال: -أظنه قال- متى عهدتني فحاشاً؟ إن شر الناس من يتقى شره. الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 24- حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن جامع، قال: حدثنا هارون بن كامل، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا مالك بن أنس، أنه بلغه عن عائشة، أنها قالت: استأذن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس ابن العشيرة، ثم أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم. [ص: 100] فقالت عائشة: فلم أنشب أن سمعت ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم معه. فلما خرج الرجل، قالت له: يا رسول الله! قلت له ما قلت، ولم تنشب أن ضحكت معه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من شر الناس من اتقاه الناس لشره. روى الطهراني، عن عبد الرزاق، عن معمر، أنه بلغه أن هذا الرجل: عيينة ابن حصين. الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 باب 25- حدثنا صالح بن علي، أن محمد بن الحسن بن قتيبة حدثهم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، أن قريشاً أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح. فقالوا: من يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن [ص: 102] يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكلمه أسامة بن زيد. فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أتشفع في حد من حدود الله؟ فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله. فلما كان العشي، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإنما هلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني والذي [نفسي بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها] . ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطع يدها. قال ابن شهاب: قال عروة: قالت عائشة: فحسنت توبتها بعد، وتزوجت وكانت تأتي بعد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرفع حاجتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: هي فاطمة بنت أبي الأسد، بنت أخي أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد، زوج أم سلمة [زوج النبي صلى الله عليه وسلم] . والحجة في ذلك: [ص: 105] 26- ما حدثني به عبد الله بن أحمد بن طالب، أن محمد بن جعفر المطيري، حدثهم عن عيسى بن عبد الله الطيالسي، عن أسيد بن زيد الجمال، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن عمار الدهني، عن شقيق، قال: سرقت فاطمة بنت أبي الأسد بنت أخي أبي سلمة زوج أم سلمة، فأشفقت قريش أن يقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلموا أسامة بن زيد. [ص: 106] فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: كل شيء، ولا حد من حدود الله عز وجل، لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعتها. فقطعها. الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 باب 27- حدثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري، قال: حدثنا أبو بكر بن عمرو بن عبد الخالق البزار، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، عن أيوب، عن [ص: 108] محمد بن المنكدر، عن جابر، أن امرأة دعت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بعض أصحابه، فبسطت لهم على صور، وأتتهم بخبز ولحم، ثم خرجوا إلى الصلاة ورجعوا إلى بقية ذلك، فأكلوا ولم يتوضؤوا. الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: هذه المرأة: عمرة بنت حزم، أخت عمرو بن حزم. والحجة في ذلك: [ص: 109] 28- حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الذارع المهندس، أن أباه حدثه، قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن، قال: حدثنا عمرو بن طارق الهلالي. ح قال: وحدثنا شعيب بن يحيى المعافري، قال: حدثنا يحيى بن أيوب، عن محمد بن ثابت البناني، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن عمرة ابنة حزم، أنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم في صور [ص: 110] نخل ملتف كنسته، ورشته، وذبحت له شاة ودعته. فأكل، ثم توضأ، فصلى، فقدمت له من لحمها، فأكل وصلى العصر ولم يتوضأ. الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 باب 29- حدثنا حسين بن حامد بن نصر الجراد، قال: حدثنا أبو عبيد القاضي، قال: حدثنا زيد بن أخزم، قال: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن [ص: 112] هشام، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: يا شهاب. فقال: أنت هشام. الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 شهاب هذا، هو: هشام بن عامر، والد سعد بن هشام. 30- حدثنا محمد بن بكر الفقيه، قال: حدثنا محمد بن النعمان، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي الجحيم، قال: حدثنا معلى بن [ص: 113] أسد، قال: حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن هشام بن عامر، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: ما اسمك؟ قلت: شهاب. قال: بل أنت هشام، قلت: شهاب. قال: بل أنت هشام. الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 باب 31- حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن الخصيب قاضي مصر، أن الحسن بن علي بن الوليد حدثهم، قال: حدثنا عبد الجبار بن عاصم أبو طالب، قال: حدثنا أبو المليح الرقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: أول خبر قدم المدينة عن النبي صلى الله عليه وسلم في مخرجه، امرأة كان لها تابع، فجاء في صورة طائر، حتى وقع على جذع لها. فقالت: انزل! فتحدثنا ونحدثك، وتخبرنا ونخبرك. [ص: 115] فقال: إنه قد ظهر نبي بمكة حرم علينا الزنا، ومنع منا القرار. الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 [قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد:] اسم هذه المرأة: فطيمة اليثربية. والحجة في ذلك: 32- ما حدثناه محمد بن بكر النعالي الفقيه، قال: [حدثنا مأمون، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، [ص: 116] قال:] حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني علي بن حسين، قال: أول خبر قدم المدينة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امرأة من أهل يثرب تدعى فطيمة، كان لها تابع من الجن، فجاءها يوماً فوقع على جدارها. فقالت: ما لك لا تدخل؟ فقال: إنه قد بعث نبي يحرم الزنا. فحدثت بذلك المرأة عن تابعها من الجن. فكان أول خبر تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 باب 33- حدثنا يعقوب بن المبارك، قال: حدثنا عمرو بن أحمد بن السرح، قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثني بكر بن مضر، قال: حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره [ص: 118] أنه وطئ امرأته في رمضان. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تجد رقبة؟ قال: لا. قال: هل تستطيع صيام شهرين متتابعين؟ قال: لا. قال: أطعم ستين مسكيناً. قال: لا أجد. فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم تمراً وأمره أن يتصدق به. قال: فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأكله هو. الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 34- حدثنا إبراهيم بن علي الحنائي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم حمويه، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن ابن [ص: 120] شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رجلاً وقع بامرأته في شهر رمضان، فاستفتى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك. فقال: أتجد رقبة؟ قال: لا. قال: هل تستطيع صيام شهرين متتابعين؟ قال: لا. قال: فأطعم ستين مسكيناً. الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 35- حدثنا علي بن عبد الله بن الفضل، قال: حدثنا [أبو علي الحسين] بن بيهان العسكري بعسكر مكرم، قال: حدثنا سهل بن عثمان، قال: حدثنا ابن أبي [ص: 121] زائدة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رجلاً من الأنصار وقع على امرأته في رمضان، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعتق رقبة. قال: لا أجدها. قال: فصم شهرين متتابعين. قال: ما أقدر على ذلك. قال: [فأطعم ستين مسكيناً] . قال: ما عندي. فأمر له بعرق من تمر، فقال: تصدق بهذا. قال: ما أحد أحوج إليه مني. قال: فشأنك به. الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 قال أبو محمد عبد الغني [بن سعيد] : هذا الرجل هو: سلمة بن صخر البياضي. والحجة في ذلك: 36- ما حدثنا بكر بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو [ص: 122] الزنباع، قال: حدثنا عمرو بن خالد، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر البياضي، قال: كنت امرأ أستكثر من النساء، وكنت قد أوتيت من ذلك ما لم يؤت أحد. فلما دخل شهر رمضان تظهرت [ص: 123] من امرأتي مخافة أن يكون مني شيء في بعض الليل، فتتابع ذلك بي حتى يدركني الصبح. فبينما هي تخدمني ذات ليلة في شهر رمضان في البيت تكشف منها شيء. فوثبت عليها، فلما فرغت سقط في يدي. فلما أصبحت أتيت نادي قومي، فقلت: تعلمون أني كنت تظهرت من امرأتي حتى ينسلخ هذا الشهر، وقد وقعت عليها في ليلتي هذه. فانطلقوا معي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نسأله. قالوا: لا والله لا ننطلق معك، إنا نخاف أن يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء يلزمنا عاره، أو ينزل فينا قرآن بما نكره، فلنسلمنك بجريرتك، فانطلق أنت بنفسك حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلست بين يديه، قلت: أي رسول الله! كنت تظهرت من امرأتي حتى ينسلخ هذا الشهر، وقد أصبتها في هذه الليلة. قال: أنت بذلك يا سلمة؟ قلت: أنا بذلك يا رسول الله. قال: أنت بذلك يا سلمة؟ قلت: أنا بذلك يا رسول الله، فانظر فما حكم الله علي ورسوله فأمضه، فإني صابر له. قال: أتجد رقبة تعتقها؟ قال: فضربت بيدي على صفحة عنقي، ثم قلت: والذي بعثك بالحق! ما أصبحت أملك رقبة غيرها. [ص: 124] قال: أتطيق أن تصوم شهرين متتابعين؟ قلت: يا رسول الله! فهل علي، وهل أحد -يعني: أدخل علي ما أدخل إلا الصوم-. قال: فأطعم ستين مسكيناً. قلت: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق لقد بتنا البارحة وحشاً ما عندنا طعام نأكله. قال: فانطلق إلى صاحب صدقات بني زريق، وهم رهطك، فليدفع إليك ما اجتمع عنده من صدقاتهم، فأطعم عنك ستين مسكيناً، وأطعم بقيته أهلك. قال: فانطلقت إلى قومي، فقلت: وجدتك عندكم الضيق وسوء الرأي، ووجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة. أين صاحب صدقاتكم؟ فقد أمر لي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذتها وأطعمت عني ستين مسكيناً، وأطعمت بقية أهلي. الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 37- ومما يؤيد أنه سلمة بن صخر، هو ما رواه الأويسي، عن ابن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن [ص: 126] الحارث، عن محمد بن جعفر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في ظل فارعٍ، فجاءه رجل من بني بياضة، وذكر هذا الحديث. وفي حديث الليث، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن محمد بن جعفر، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أن [ص: 127] ذلك كان نهاراً، وهو أصح من قول ابن إسحاق ليلاً. الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 38- حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد، قال: حدثنا يحيى بن [ص: 128] أيوب وأحمد بن حماد، قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني محمد بن عجلان، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن سعيد بن المسيب، أن سلمة بن صخر الزرقي ظاهر من امرأته شهراً، ثم رأى منها شيئاً، فوقع عليها قبل أن يمضي الشهر. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتق رقبة. قال: لا أجد. [ص: 129] قال: فصم شهرين متتابعين. قال: ما أطيق الصيام. قال: أطعم ستين مسكيناً، قال: ما أقدر على شيء. قال: فاذهب إلى صاحب الصدقة فخذ ما تكفر به عن يمينك. الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 39- حدثنا عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن أيوب وأحمد بن حماد، قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله، عن سلمة بن صخر، نحوه. ليس فيه سعيد بن المسيب. الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 40- حدثنا علي بن أحمد بن إسحاق المزكي، أن أبا العلاء الكوفي حدثهم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد السلام بن حرب، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن بكير بن [ص: 130] عبد الله بن الأشج، عن سليمان بن يسار، عن سلمة بن صخر، قال: ظاهرت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوقعت عليها قبل أن أكفر، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم، فأفتاني بكفارة. الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 باب 41- حدثنا أبو بكر صالح [بن] (1) علي الحصيني، أن محمد بن الحسن بن قتيبة حدثهم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال: اقتتلت امرأتان من هذيل، فرمت إحداهما بطن الأخرى بحجر، فقتلها وما في بطنها، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقضى أن دية جنينها غرة عبد أو وليدة، وقضى بدية المرأة على عاقلتها، وورثها ولدها ومن معهم. فقال حمل بن مالك بن النابغة الهذلي: يا رسول الله! كيف أغرم من لا أكل ولا شرب، ولا نطق ولا استهل؟ فمثل هذا [ص: 132] يطل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما هذا من إخوان الكهان، ومن أجل سجعه الذي سجع.   (1) سقط من المطبوع. الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 42- حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد المديبري، قال: حدثنا أبو عروبة، قال: حدثنا أبو فروة، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا [ص: 135] جدي، قال: حدثنا زيد، عن الحكم، عن مجاهد أبي الحجاج، قال: كتب معاوية بن أبي سفيان إلى المغيرة بن شعبة، أن اكتب إلي: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قضى في امرأة حامل ضربت، فألقت ما في بطنها؟ فكتب إليه المغيرة: أن رجلاً من هذيل يقال له حمل بن مالك بن نابغة، كانت له امرأتان، هذلية وعامرية، فقامت العامرية إلى الهذلية فانتزعت عمود قبتها، فضربتها به وهي حامل، فألقت جنينها، ثم ماتت. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى في الجنين غرة، وجعل على عاقلة المرأة العامرية الدية. [ص: 136] فقام رجل من بني عامر، فقال: يا رسول الله! أندي من لا أكل ولا شرب ولا استهل؟ فدم ذلك هدر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن سجعك سجع الجاهلية، فأدوا الدية)) . قال أبو محمد عبد الغني [بن سعيد] : يقال: اسم المرأة ذات الجنين مليكة بنت عويمر، والمرأة الضاربة لها يقال لها: أم عفيف بنت مسروح. والحجة في ذلك: الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 43- ما حدثنا أبو جعفر الأسواني، أن موسى بن عبد الملك بن أبي مروان حدثهم، قال: حدثني موسى بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن عباد، قال: حدثنا محمد بن سليمان -يعني: المسمولي-، عن عمرو بن تميم بن عويمر إن شاء الله، عن أبيه، عن جده، قال: كانت أختي مليكة بنت عويمر، وامرأة منا يقال لها: أم عفيف ابنة مسروح من بني سعد، فضربت أم عفيف بنت مسروح مليكة ابنة عويمر بمسطح بيتها وهي [ص: 138] حامل، فقتلتها [وما في] بطنها. فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بالدية، وفي جنينها بغرة: عبد أو وليدة. فقال العلاء بن مسروح: يا رسول الله! أنغرم من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل؟ فمثل هذا يطل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسجاعٌ، أو: سجعانٌ سائر اليوم. الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 باب 44- حدثنا أبو الطاهر السدوسي، أن إبراهيم بن شريك حدثهم، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن أبي اليسر، قال: قال [ص: 140] رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أنظر معسراً، أو وضع عنه، أظله الله يوم لا ظل إلا ظله)) . قال: فبصق أبو اليسر في صحيفته، وقال لغريمه: اذهب فهي لك. وذكر أنه كان معسراً. الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: اسم غريم أبي اليسر: الحارث بن يزيد الجهني. والحجة في ذلك: 45- ما حدثنا محمد بن أحمد بن الفرج، أن علي بن الحسن حدثهم، قال: حدثنا أبو الطاهر، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: حدث جابر بن عبد الله، قال: قال أبو اليسر: كان لي على الحارث بن يزيد الجهني مال، فطال حبسه إياي، فجئته، فانكمأ مني. فلما كثر ندائي إياه خرج علي ابن له، فسألته عنه. فقال: هو في البيت يختبئ منك. فناديته أن قد رأيت مكانك. فخرج علي، فقلت: ساء هذا [ص: 142] عملاً! تمطلني وتختبئ مني؟ قال: أتاني طالب حق، وكنت معسراً، فأردت أن أتكمأ منه حتى يأتي الله بيساره. فاستحلفه أبو اليسر أربع مرات ما اختبأت إلا من عسرة؟ فحلف له الحارث بن يزيد. فقال أبو اليسر: فإني أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقال: ((إن أول من يستظل في ظل الله يوم القيامة رجل أنظر معسراً حتى يجد يساره فيعطيه، أو يتصدق عليه بما له عليه من الحق)) . وما لي عليك صدقة أبتغي به وجه الله. ثم محا صحيفته. الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 باب 46- حدثنا صالح بن علي أبو بكر الحصيني، أن محمد بن الحسن بن قتيبة حدثهم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة أخبرته، أن رفاعة القرظي طلق امرأته، فبت طلاقها. فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير. فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! إنها كانت تحت رفاعة، فطلقها آخر ثلاث تطليقات، وتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنه والله ما معه إلا مثل الهدبة، وأخذت هدبة من جلبابها. فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكاً، وقال: لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ لا! حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته. [ص: 144] قال: وأبو بكر الصديق جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخالد بن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة لم يؤذن له، فطفق خالد ينادي: يا أبا بكر! ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. [ص: 146] قال ابن شهاب: فمن أجل ذلك لا يحل لمن بت طلاق امرأته أن يتزوجها حتى تنكح زوجاً غيره، ويدخل بها، ويمسها. فإن مات قبل ذلك، أو طلقها، فلا تحل حتى تنكح من يمسها. الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: اسم امرأة رفاعة هذه: تميمة بنت وهب، والحجة في ذلك: 47- حدثنا بها أبو القاسم عبد الرحمن بن تمام بن زرعة وأبو عيسى عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله، قالا: حدثنا أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا يونس بن عبد [ص: 147] الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني مالك بن أنس، عن المسور بن رفاعة القرظي، عن الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير، عن أبيه، أن رفاعة بن سموأل طلق تميمة بنت وهب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً. فنكحها عبد الرحمن بن الزبير، فاعترض عنها فلم يستطع أن يمسها، فطلقها ولم يمسها. فأراد رفاعة وهو زوجها الذي كان طلقها قبل عبد الرحمن أن ينكحها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فنهاه عن تزويجها، وقال: ((لا تحل لك حتى تذوق العسيلة)) . قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث خطا، الصواب مرسل. وكذلك في الموطأ مرسل. [ص: 148] وسمعت علي بن عمر يقول: الزبير الأول بالضم، والثاني بالفتح، وأنه ضبط ذلك عن أبي بكر النيسابوري. قال الشيخ أبو محمد: وكذلك أخرجه البخاري في التاريخ. الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 باب 48- حدثني الحسين بن محمد بن سلم الكوفي -يعرف بابن سودان-، أن أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب حدثهم، قال: حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف البغلاني، قال: حدثنا الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر، وهو يقول: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما [ص: 150] آذاها. الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: اسم بنت هشام بن المغيرة: [ص: 152] العوراء ابنة أبي جهل. الحجة في ذلك: 49- حدثنا أبو الطاهر السدوسي، أن يحيى بن محمد بن صاعد حدثهم، قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: إن علياً قد أراد أن يخطب العوراء ابنة أبي جهل ولم يكن ذلك له، يجمع بين ابنة عدو الله وبين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما فاطمة بضعة مني، يغضبني ما أغضبها. الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 باب 50- حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، قال: حدثنا هارون بن كامل، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الحكم، قال: أخبرنا مالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأكل المسلم في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)) . الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 51- حدثنا أحمد بن إبراهيم بن جامع، قال: حدثنا هارون بن كامل، قال: حدثنا عبد الحكم، قال: أخبرنا مالك، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر، فأمر له بشاة فحلبت، فشرب حلابها. ثم أمر له بأخرى، فشرب حلابها، حتى شرب حلاب سبع شياه. ثم إنه أصبح فأسلم. فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة، فحلبت، [فشرب حلابها، ثم أمر به بأخرى] ، فلم يستتمها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء)) . [ص: 155] قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: سمعت أبا علي الحسن بن الخليل، يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة يقول في هذا الحديث: إن هذا الكافر مخصوص. قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن [ص: 156] سعيد: قد جاءت روايتان في هذا الرجل، إحداهما تخبر بأن هذا الرجل: نضلة بن عمرو الغفاري. والأخرى تخبر بأنه: أبو بصرة جميل بن بصرة الغفاري. الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 52- حدثنا أبو الطاهر السدوسي، قال: حدثنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا محمد بن إسحاق البلخي، قال: حدثنا محمد بن معن [بن محمد بن معن] بن نضلة بن عمرو الغفاري، قال: حدثني جدي محمد بن [ص: 157] معن، عن أبيه، عن جده نضلة بن عمرو، أنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوائل له، فحلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فشرب، ثم شرب فضلة فامتلأ. فقال: يا رسول الله! إني كنت أشرب فأكثر فما أمتلئ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء)) . الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 53- حدثنا أبو الطاهر، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا محمد بن كثير العبدي، قال: حدثنا سليمان بن كثير، عن [ص: 158] حصين، عن أبي صالح، قال: أقبل ركب من غفار قريب من ثلاثين راكباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتفرقوا في الناس، وكان فيهم رجل يكنى أبا بصرة، مثل السارية، فتحاماه الناس فتركوه قاعداً وحده. قال: فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام، فوضع ين يديه، فأكله، ثم حلب له، فشرب، حتى شرب سبعة أقداح. قال: فقيل له: قل لا إله إلا الله. قال: وتكلم بالإسلام. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فاستتبعته، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالإناء الذي وضع بين يديه بالأمس، فلم يأكل إلا يسيراً حتى قال: شبعت. قال: وحلب له في الإناء الذي كان يشرب فيه، فلم يشرب إلا يسيراً حتى قال: رويت. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكبيه، فقال: ((كنت بالأمس كافراً وأنت اليوم مسلم، وإن الكافر يأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن يأكل في معي واحد)) . الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 باب 54- حدثنا محمد بن علي النقاش، قال: حدثنا عبدان، قال: حدثنا عباس بن الوليد، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا عدي بن ثابت، أنه سمع البراء بن عازب [ص: 161] يقول: مر بي عمي ومعه الرمح، قال: فقلت: أين تريد؟ قال: فلان تزوج امرأة أبيه، بعثني إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتله، أو قال: أضرب عنقه. قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: يقال: إن هذا الرجل منظور بن زبان بن سيار بن عمرو. [ص: 162] ذكره المفضل بن غسان بن المفضل الغلابي. الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 باب 55- حدثنا أحمد بن عمر بن مويس، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل [من بني فزارة] إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إن امرأتي ولدت غلاماً أسود. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: حمرٌ. قال: فهل فيها من أورق؟ قلت: إن فيها لورقاً. قال: فأنى هذا لك؟ قلت: عسى نزعها عرق. قال: وهذا لعله نزعه عرق. الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الرجل الفزاري هو: ضمضم بن قتادة. والحجة في ذلك: 56- ما حدثنا به أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن إبراهيم الدمشقي، قال: حدثنا القاسم بن عيسى العصار، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن مطر بن العلاء بن أبي الشعثاء أخو بني فزراة الفزاري، قال: حدثني يحيى بن الغمر، وكان زوج بنت مطر بن العلاء، قال: سمعت جدك مطراً يحدث عن عمته، وقطبة بنت هرم بن [ص: 166] قطبة، أن مدلوكاً حدثهم، أن ضمضم بن قتادة ولد له مولود أسود، من امرأة له من بني عجل، فأوحش لذلك، فشكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: هل لك من إبل؟ قال: نعم. قال: فما ألوانها؟ قال: فيها الأحمر والأسود وغير ذلك، قال: فأنى ذلك؟ قال: عرق نزع. قال: وهذا عرق نزع. قال: فقدمن عجائز من بني عجل، فأخبرن أنه كان للمرأة جدة سوداء. الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 باب 57- حدثنا حمزة بن محمد الكناني ومحمد بن علي النقاش، قالا: أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا عمرو الناقد، قال: حدثنا سفيان -يعني ابن عيينة-، عن عمرو بن دينار، عن جابر، قال: قال رجل يوم أحد: يا رسول الله! إن قتلت أين أنا؟ قال: في الجنة. فألقى تمرات كن في يده فقاتل حتى قتل. الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: هذا الرجل هو عمير بن [ص: 168] الحمام. والحجة في ذلك: 58- ما حدثنا به أبو بكر النرسي، قال: حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائني، قال: حدثنا هارون بن عبد الله، ويوسف بن موسى، قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبسة [ص: 169] عيناً ينظر ما صنعت عير أبي سفيان. فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لا أدري استثنى بعض نسائه. قال: فحدثته الحديث. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم، فقال: إنا لنا طلبةً، فمن كان ظهره حاضراً. فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر. وجاء المشركون، فقال رسول الله قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض. قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله! جنة عرضها السموات والأرض؟ قال: نعم. قال: بخ بخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على [ص: 170] قولك: بخ بخ؟ قال: لا [والله يا رسول الله صلى الله عليه وسلم] ، إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن. ثم قال: لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه! إنها لحياة طويلة. قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل. في حديث جابر: أن ذلك كان يوم أحد. وفي حديث أنس هذا: كان يوم بدر، والله أعلم أي اليومين كان. الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 باب 59- حدثنا أبو الحسن النيسابوري، أن أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسوي أخبرهم، قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد وهو ابن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ذكوان، عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار فأرسل إليه، فخرج إليه ورأسه يقطر. فقال: لعلنا أعجلناك؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: فإذا أعجلت أو أقحطت، فلا غسل عليك، وعليك [ص: 172] الوضوء. الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: اسم هذا الرجل الأنصاري: صالح. والحجة في ذلك: 60- ما حدثنا أبو بكر النقاش، قال: حدثنا أبو يعلى، قال: حدثنا [ص: 173] عقبة بن مكرم الكوفي، قال: حدثنا يونس، يعني: ابن بكير، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، عن أبيه، عن جده أبي سعيد، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مسجد بني عمرو بن عوف، فمر بقرية بني سالم، فهتف برجل من أصحابه يقال له: صالح، فخرج إليه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، حتى إذا دخل المسجد نزع صالح يده من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعمد إلى بعض الحوائط فدخله، فاغتسل فيه، ثم أقبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم على باب المسجد. فقال: أين ذهبت يا صالح؟ قال: هتفت بي وأنا مع المرأة قد خالطتها، فلما دخلت المسجد كرهت أن أدخله حتى أغتسل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماء من الماء)) . الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 باب 61- حدثنا علي بن عبد الله بن الفضل أبو الحسين التميمي، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عنبر، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا جرير، عن برد بن أبي زياد، عن أبي فاختة، قال: حدثتني أم هانئ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهديت له حلة سيراء، فبعث بها إلى علي رضي الله عنه. [ص: 176] فراح علي وهي عليه. فقال: إنما كسوتكها لتجعلها خمراً للفواطم. [ص: 177] رواه أخوه يزيد بن أبي زياد، فأدخل بين أبي فاختة وأم هانئ جعدة بن هبيرة. قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: سمي من الفواطم أربع أنا ذاكرهن، فالذي قال عبد الله بن مسلم بن قتيبة في غريب الحديث: أن إحداهن: فاطمة بنت [محمد] رسول الله صلى الله عليه وسلم، زوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [ص: 178] والثانية: فاطمة بن أسد بن هاشم زوج أبي طالب، وأم علي وجعفر [وعقيل وطالب] وكانت قد أسلمت، ويقال: إنها أول هاشمية ولدت لهاشمي. ولا أعرف الثالثة. وكانت جدة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه فاطمة المخزومية ولا أراه رآها، ولا لحقت هذا الوقت. وكذلك أم خديجة، فاطمة بنت الأصم، لا أراها أدركت زمان قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لعلي -رحمة الله عليه- ما قال. قال أبو محمد عبد الغني بن سعيد: وقد ذكر يزيد بن أبي زياد في حديثه عن أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن أم هانئ، فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، فهذه ممن أدركت هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 62- حدثنا أبو الطاهر السدوسي، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر، قال: حدثنا عمران بن عيينة، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن أبي فاختة، عن جعدة بن هبيرة، عن علي رضي الله عنه، قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة مسيرة بحرير إما سداها وإما لحمتها، فبعث بها النبي صلى الله عليه وسلم إلي، فقلت: يا رسول الله! ما أصنع بها؟ ألبسها؟ قال: إني لا أرضى لك ما أكره لنفسي، اجعلها خمراً للفواطم. قال: فشققت منها أربعة أخمرة، خماراً لفاطمة بنت أسد بن هاشم -وهي أم علي- وخماراً لفاطمة بنت محمد، وخماراً لفاطمة بنت حمزة بن عبد الملطب. [ص: 180] قال يزيد: وذكر فاطمة أخرى نسيتها. الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 باب 63- حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل الخراساني، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عدي بن حاتم، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب، فإنكم ستفتحونها. فقام رجل فقال: هب لي يا رسول الله ابنة بقيلة. قال: هي لك. قال: قد [ص: 182] أخذتها. فأعطوه إياها، فجاء أبوها، فقال: أتبيعها؟ قال: نعم. بكم؟ قال: احتكم ما شئت. قال: بألف درهم، قال: قد أخذتها. قيل له: لو قلت: ثلاثين ألفاً. قال: وهي عدد أكثر من ألف؟ الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الرجل المستوهب هذه المرأة من النبي صلى الله عليه وسلم، هو: خريم بن أوس -ابن عم عدي بن حاتم-. الحجة في ذلك: 64- هي: ما دفعه إلي القاضي أبو الطاهر السدوسي في كتاب الفتوح للهيثم بن عدي، الذي سمعه من موسى بن زكريا التستري، عن [ص: 183] الصلت بن مسعود، عن الهيثم، ذكر أن مجاهداً أنبأهم عن الشعبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يسأله أحد شيئاً فيقول لا، وأنه قام إليه خريم بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، وكان أهدى إليه هدية، فقال: يا رسول الله! إن فتح الله عليك الحيرة، فأعطني ابنة حيان بن بقيلة. قال: هي لك. فلما قدم خالد بن الوليد في زمان أبي بكر رضي الله عنه، صالحوه على مئة ألف، على أن لا يهدم لهم قصراً، ولا يقتل أحداً، وأن يكونوا عيونه، وأن ينزلوا من مر من أصحابه. فقام إليه خريم بن أوس، فقال: لا تدخل ابنة حيان في صلحك، فإني كنت قد سألتها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطانيها. قال: ومن يشهد لك؟ قال: فشهد له بشير بن سعد ومحمد بن [ص: 184] مسلمة الأنصاريان. فأمر خالد بن الوليد أهل الحيرة أن لا يدخلوها في صلحهم لذلك. فقالوا: فدعنا فلنرضه. فقال: عندكم. فقالوا: نبتاعها منك، فإنها قد كبرت، وليست على ما عهدت في الشباب. قال: فأعطوني. قالوا: احتكم. قال: أحتكم إلى ألف درهم، على أن لي منها نظرة. فأجلسوا عجوزاً ليست بها. فقال: البائسة، قد عجزت بعدي. فأخذ ألف درهم. فلامه المسلمون على تقصيره. قال: ما كنت أرى أن الله عز وجل خلق عدداً أكثر من ألف. الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 باب 65- حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا علي بن سعيد، قال: حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة، قال: حدثنا حفص بن غياث، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كانت تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فيكرمها. فقلت: يا رسول الله! من هذه؟ قال: هذه امرأة كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان. الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد: هذه المرأة يقال لها: أم زفر. والحجة في ذلك: 66- ما حدثناه أبو بكر الذارع، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأنصاري، قال: حدثنا الزبير بن بكار، قال: أخبرني سليمان بن عبد الله بن سليمان الهاشمي، قال: أخبرني شيخ من أهل مكة، قال: هي أم زفر -ماشطة خديجة- يعني السوداء العجوز التي كانت تغشى النبي صلى الله عليه وسلم في حياة خديجة. الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 باب 67- حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، أن أبا أمامة بن سهل بن حنيف حدثه، أن مسكينة مرضت، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرضها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المساكين، ويسأل عنهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ماتت فآذنوني بها. فخرجوا بجنازتها ليلاً، وكرهوا أن يوقظوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما أصبحوا أخبروه بالذي كان من شأنها. فقال: ألم آمركم أن تؤذنوني بها؟ قالوا: يا رسول الله! كرهنا أن نوقظك. [ص: 188] فخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى صف بالناس على قبرها، وكبر أربع تكبيرات. الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 قال الشيخ أبو محمد عبد الغني: هذه المرأة هي: أم محجن. والحجة في ذلك: 68- ما حدثنا القاضي أبو الطاهر، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل، قال: حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا مهران بن أبي عمر، قال: حدثنا أبو سنان سعيد بن سنان الشيباني، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن [ص: 190] أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبر حديث عهد بدفن، ومعه أبو بكر رضي الله عنه، فقال: قبر من هذا؟ فقال: يا رسول الله! هذه أم محجن، كانت مولعة بأن تلقط القذى من المسجد. قال: أفلا آذنتموني؟ قال: كنت نائماً، فكرهنا أن نهيجك. قال: فلا تفعلوا، فإن صلاتي على موتاكم تنور لهم في قبورهم. قال: فصف بأصحابه فصلى عليها. قال أبو سنان: فعرضت هذا الحديث على عمرو بن مرة، فقال: إن أبا موسى وأصحابه، صلوا على قبر بعدما دفن، وقال: لا أسبق اليوم بالصلاة عليه. الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 باب 69- حدثنا أبو بكر النرسي، قال: حدثني [عبد الله بن إبراهيم الزبيبي] ، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا أبي، عن شعبة، عن سماك، عن إبراهيم، عن خاله، عن عبد [ص: 192] الله، أن رجلاً دخل مع امرأة في حش بالمدينة، فأصاب منها ما دون الجماع. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فكأنه لم يقل فيه شيئاً. فنزلت: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} . قال شعبة: وأحسب أنه قال: ألي خاصة، أم للناس كافة -أو عامة-؟ قال: بل للناس كافة -أو عامة-. الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 قال الشيخ أبو محمد عبد الغني بن سعيد: الرجل هو: أبو اليسر كعب بن عمرو. والحجة في ذلك: 70- ما حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا، قال: أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا محمد بن حاتم، قال: أخبرنا سويد بن [ص: 194] نصر، قال: أخبرنا عبد الله -يعني ابن المبارك-، عن شريك، قال: حدثنا عثمان -يعني ابن موهب-، عن موسى بن طلحة، عن أبي اليسر، قال: أتته امرأة، وزوجها غائب قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعث. فقالت له: يعني بدرهم تمراً. فقال لها: وأعجب لك، إن في البيت تمراً أطيب من هذا. فانطلق بها فغمزها، وقبلها، ففرغ، ثم خرج. فلقي أبا بكر رضي الله عنه، فقال له: هلكت. فقال: ما شأنك؟ فقص عليه أمره، وقال له: هل لي من توبة؟ قال: نعم. فتب ولا تعد، ولا تخبرن أحداً. ثم انطلق حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقص [عليه أمره. فقال: خلفت رجلاً من المسلمين غازياً في سبيل الله عز وجل، بهذا ظننت أني من أهل النار، وأن الله عز وجل لا يغفر لي أبداً. فأطرق علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى أنزل عليه: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل} إلى {ذكرى للذاكرين} [ص: 195] فأرسل إلي رسول الله فقرأهن علي] . آخر الكتاب. الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193