الكتاب: كتاب الأربعين عن المشايخ الأربعين والأربعين صحابيا وصحابية رضي الله عنهم المؤلف: رَضِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي صَالِحٍ الطُّوْسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ (المتوفى: 617هـ) المحقق: عامر حسن صبري الناشر: دار البشائر الإسلامية [ضمن سلسلة الأجزاء والكتب الحديثية (7)] الطبعة: الأولى 1418 هـ - 1998 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل ---------- الأربعون للمؤيد بن محمد الطوسي الطوسي، أبو الحسن الكتاب: كتاب الأربعين عن المشايخ الأربعين والأربعين صحابيا وصحابية رضي الله عنهم المؤلف: رَضِيُّ الدِّيْنِ، أَبُو الحَسَنِ المُؤَيَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ حَسَنِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي صَالِحٍ الطُّوْسِيُّ، ثُمَّ النَّيْسَابُوْرِيُّ (المتوفى: 617هـ) المحقق: عامر حسن صبري الناشر: دار البشائر الإسلامية [ضمن سلسلة الأجزاء والكتب الحديثية (7)] الطبعة: الأولى 1418 هـ - 1998 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل سلسلة الأجزاء والكتب الحديثية (7) كتاب الأربعين عن المشايخ الأربعين والأربعين صحابيا وصحابية رضي الله عنهم للإمام المحدث المقرئ أبي الحسن المؤيد بن محمد الطوسي ثم النيسابوري 524 - 617 هـ وفيه تراجم شيوخه من أعلام حفاظ القرن السادس الهجري تقديم وتحقيق وتخريج الدكتور عامر حسن صبري دار البشائر الإسلامية الطبعة الأولى 1418 هـ - 1998 م بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين وعليه أتوكل الحمد لله الواحد الأحد الفرد السيد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، أحمده على ما أولى من النعم وأسدى من الكرم، وأصلي على رسوله محمد المنعوت بأعظم الشيم، المبعوث إلى أكرم الأمم، وأسلم عليه، وعلى آله تسليماً كثيراً. أما بعد: فإن الله من علي بعد منة الهداية بعلو الرواية في الصحاح التي هي الأعلام بشرائع الإسلام، كالصحيحين وموطأ مالك بن أنس الإمام، فتفردت برواية بعضه في هذا الزمان من بين الأقران، وعلوت في بعضه في الإسناد حتى ألحقت الأحفاد بالأجداد، فهممت أن أجمع أربعين حديثاً، اقتداء بأئمة السلف رضي الله عنهم أجمعين، ولما وردت من الفضائل في رواية الأربعين من سنن سيد المرسلين. فقد روى عبد الله بن عباس، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء العلماء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 ورواه أبو الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله فقيهاً، وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيداً. ورواه أبو هريرة بلفظةٍ أرجى من هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من روى عني أربعين حديثاً جاء في زمرة العلماء يوم القيامة. وعن ابن عباس في حديثٍ غريبٍ: من حفظ على أمتي حديثاً واحداً كان له أجر أحد وسبعين نبياً صديقاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 وفي روايةٍ: من حفظ على أمتي حديثاً واحداً من أمر دينهم، أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صديقاً. ورواه سفيان الثوري: عن ليثٍ، عن طاووس، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدى إلى أمتي حديثاً واحداً يقيم به سنة، ويرد بدعةً فله الجنة. فهذه الفضائل وأمثالها حداني لتخريج هذا الأربعين. وصدرته بالأربعة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين، وأستعين في جميع ذلك الله ونعم الوكيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 الحديث الأول عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أخبرنا الإمام فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي -رحمه الله- قراءة عليه وأنا أسمع، سنة ثلاثين وخمسمائة -وفيها مات رحمه الله- أخبرنا الشيخ أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه بن منصور الجلودي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث. ح: وبه: حدثنا مسلم، وحدثنا محمد بن رمحٍ، أخبرنا الليث، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاءً أدعو به في صلاتي، قال: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كبيراً -وقال قتيبة: كثيراً- ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم. وبه: حدثنا مسلم، قال: وحدثنيه أبو الطاهر، أخبرنا عبد الله بن وهبٍ، قال: أخبرني رجل سماه [و] عن عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني يا رسول الله دعاءً أدعو به في صلاتي وفي بيتي.. .. ثم ذكر بمثل حديث الليث، غير أنه قال: ظلماً كبيراً. هذا حديث صحيح، متفق على صحته. فرواه البخاري في الصلاة عن قتيبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 وفي الدعوات عن عبد الله بن يوسف، كلاهما عن الليث. ورواه في التوحيد عن يحيى بن سليمان، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث. ورواه مسلم في التوحيد أيضاً عن قتيبة ومحمد بن رمحٍ، عن الليث. وفي الدعوات كما أخرجناه. سمعت من هذا الشيخ صحيح مسلم -رحمه الله- بكماله، وهو فقيه الحرم أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس الصاعدي الفراوي، أصله من أهل ثغر فراوة، وولد بنيسابور سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتوفي بها ضحوة يوم الخميس الثاني والعشرين من شوال سنة ثلاثين وخمسمائة، وكان رحمه الله إماماً مفتياً مناظراً محدثاً واعظاً، أثنى عليه الإمام أبو سعد السمعاني، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 وقال: ما رأيت في شيوخنا مثله، مع كثرة ما لقي من المشايخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 الحديث الثاني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين بن القاسم بن عبد الصمد الفارسي -رحمه الله- أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي، أخبرنا أبو علي محمد بن عمر بن محمد الشبوي، أخبرنا محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري، حدثنا أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 المغيرة الجعفي، حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي، أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي، يقول: سمعت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على المنبر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأةٍ ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه. هذا حديث صحيح، متفق على صحته. فرواه البخاري في أول كتابه الصحيح كذلك. ورواه في الإيمان، والنكاح، والعتق، وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وترك الحيل، والأيمان والنذور، بطرق. ورواه مسلم في الجهاد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وغيره بطرق أيضاً. ولا يروى على الصحة إلا عن يحيى بن سعيد الأنصاري قاضي المدينة بإسناده. وروي بأسانيد أخر لا يصح منها شيء، والله أعلم. وشيخنا هذا عدل ثقة، سمع الحديث في صغره مع جده لأمه أبي الحسن عبد الجبار الدهان، وهو آخر من روى الصحيح عن أبي عثمان العيار، وتفرد برواية كتاب السنن الكبير، والمدخل إلى السنن، من تصانيف الأستاذ أبي بكر البيهقي، ولي عنه إجازة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 صحيحة، وسمعت منه صحيح البخاري بكماله بهذا الإسناد، ولد في شعبان سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وتوفي -رحمه الله- ليلة الأحد ثالث جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 الحديث الثالث عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أخبرنا الإمام أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي يوم الأحد السابع عشر من صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة، أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي الحيري، أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان الطوسي، حدثنا محمد بن حماد، حدثنا عبد الرزاق، عن معمرٍ، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن حمران بن أبانٍ، قال: رأيت عثمان بن عفان توضأ، فأفرغ على يديه ثلاثاً فغسلها، ثم تمضمض واستنشق، ثم غسل وجهه ثلاثاً، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً، ثم غسل اليسرى مثل ذلك، ثم مسح برأسه، ثم غسل قدمه اليمنى ثلاثاً، ثم اليسرى مثل ذلك، ثم قال: رأيت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: من توضأ وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه. هذا حديث صحيح متفق على صحته. فرواه البخاري في الطهارة عن عبد العزيز بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، عن الزهري. وعن إبراهيم، عن صالح، عن الزهري. وعن أبي اليمان، عن شعيب. وعن عبدان، عن عبد الله، عن معمر، كلاهما عن الزهري. ورواه مسلم عن أبي الطاهر، وحرملة، عن ابن وهبٍ، عن يونس، عن الزهري. فكأن بيني وبين الشيخين ثلاثة أنفس، باعتبار هذين الطريقين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 الآخرين، وصافحت الفارسي، والعيار الصوفي، والحفصي. وشيخنا هذا هو: الإمام الزاهد الثقة أبو البركات عبد الله بن الإمام فقيه الحرم أبي عبد الله الفراوي، كان ثقةً عالماً صدوقاً ديناً حسن الأخلاق كثير المشايخ والرواية، ولد سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وتوفي سنة تسع وأربعين وخمسمائة بعد إغارة الغز نيسابور، وقيل: أنه مات من الجوع رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 الحديث الرابع عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبرنا الشيخ الإمام أبو سعيد طاهر بن زاهر الشحامي، أخبرنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي الحيري، حدثنا حاجب بن أحمد الطوسي، حدثنا محمد بن حماد، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن أبي جحيفة، قال: سمعت علياً يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكرٍ، وخيرها بعد أبي بكرٍ عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لفعلت. وبه: حدثنا محمد بن حماد، حدثنا أبو معاوية، عن هارون بن سلمان مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث، قال: سمعت علياً يقول: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكرٍ، وخيرها بعد أبي بكرٍ عمر، ولو شئت أن أسمي الثالث لفعلت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 وبه: حدثنا أبو محمد حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان الطوسي، حدثنا عبد الله بن هاشم، حدثنا وكيع، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن علي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق على فرضةٍ من فرض الخندق، فقال: شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر حتى غابت الشمس، ملأ الله قبورهم، أو بيوتهم، أو بطونهم، أو أجوافهم - ناراً. حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصلاة عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير، عن وكيع. وعن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، كلاهما عن شعبة. وقع إلي عالياً، فكأن بيني وبين مسلم ثلاثة أنفسٍ، وكأني صافحت أبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وسمعت منه. وشيخنا هذا هو: الإمام الثقة العدل أبو سعيد طاهر بن زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 المرزبان بن علي بن عبد الله بن المرزبان الشحامي، ولد في شهور سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، بنيسابور، وتوفي بها في أواخر شوال سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة. وحديث أبي جحيفة عن علي رضي الله عنه حديث غريب. وقول علي رضي الله عنه: (ولو شئت أن أسمي الثالث لفعلت) لم يرد به نفسه، لما أخبرنا المشايخ العشرون قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمرو بن خلف الشيرازي، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، أخبرنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلى منذر بن يعلى الثوري، عن محمد بن الحنفية، قال: قلت لأبي يا أبة، أي الناس خيرٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر، قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وخشيت أن أقول: ثم من؟ فيقول: كذا، فقلت: ثم أنت يا أبة، فقال: ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين. هذا حديث صحيح. أخرجه البخاري في كتابه عن محمد بن كثير. وأبي جحيفة اسمه: وهب بن عبد الله السوائي، صحابي، سمع النبي صلى الله عليه وسلم. أخرج عنه أصحاب الصحاح، في الصحيحين أربعة عشر أحاديث. ولم يخرجا هذا الحديث، مع أنه من شرطهما، مع أنه حديث غريب عجيب، لأنه رواية الصحابي عن الصحابي، ورواه الشعبي -واسمه: عامر بن شراحيل- عن أبي جحيفة، عن علي، مع أنه أدرك علياً رضي الله عنه وروى عنه، ورواه إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي جحيفة، مع أنه أدرك أبا جحيفة وروى عنه غير حديث في الصحيحين، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 الحديث الخامس عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أخبرنا الإمام أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد بن محمد الشحامي الخطيب، أخبرنا أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي، أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدثني إسماعيل، حدثني مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجدٍ، ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس صلواتٍ في اليوم والليلة. فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع. قال رسول الله: وصيام رمضان. قال: هل علي غيره؟ قال: لا، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 إلا أن تطوع. قال: فقال رسول الله: الزكاة. فقال: هل علي غيرها؟ قال: لا، إلا أن تطوع. قال: فأدبر الرجل، وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص. قال رسول الله: أفلح الرجل إن صدق. هذا حديث صحيح، متفق على صحته. فرواه البخاري كذلك في كتاب الإيمان. وعن قتيبة عن إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل. ورواه مسلم عن قتيبة، عن مالك. وعن يحيى بن أيوب وقتيبة، عن إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل. وشيخنا هذا هو: الإمام أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان الشحامي، أخو أبي القاسم زاهر بن طاهر الأصغر منه، سمعه أبوه الكثير ورحل بنفسه إلى بغداد وهراة، وأدرك الشريف أبا نصرٍ محمد بن محمد بن علي الزينبي، وسمع منه، وكان يفتخر به، ولد بنيسابور صبيحة يوم الثلاثاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 منتصف شوال سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وتوفي بها ضحوة يوم الاثنين بعدما توضأ ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، سمعت منه صحيح البخاري من أوله إلى آخره بهذا الإسناد بحمد الله ومنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 الحديث السادس عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخبرنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع، أخبرني أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شعبة، عن الأعمش، عن زيد بن وهبٍ، عن عبد الله، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربعةٍ: برزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيدٌ، وإن أحدكم، أو أن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، أو غير ذراعٍ فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 ما يكون بينه وبينها غير ذراعٍ، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل [بعمل] أهل النار فيدخلها. حديث متفق على صحته. فرواه البخاري عن آدم. ورواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة. وروياه بطرقٍ أخر. وقع إلي عالياً موافقةً عن البخاري، وكأن بيني وبين ومسلم ثلاثة أنفس، وكأني رأيت أبا الحسين الفارسي وصافحته بحمد الله ومنه. واسم الأعمش: سليمان بن مهران، والأعمش لقب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وشيخنا أبو منصور عبد الخالق بن زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف الشحامي، شيخ عالم ثقة صدوق فاضل متميز، استملى على المشايخ سنين، وسمعه أبوه الكثير، واستملى عن أبيه نيابة، ثم استملى أصالة، ثم جلس مكان أبيه فأملى الحديث وكتبوا عنه، وبيتهم بيت الحديث: كان أبوه زاهر، وعمه وجيه. وزوجته أم سلمة ستيك. وأخواه: طاهر، والفضل. وأختاه: سعيدة، وجوهرناز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وابنه: عبد الجبار. وأولاد عمه: بكر، ومحمد، والخليل، ويوسف، وكامل، أولاد أبي بكر وجيه. وولدا عمه الآخر: أبو المظفر عبد الكريم، وفاطمة، ولدا خلف. وولدا عمته: أبو البركات عبد الله وشريفة، ولد فقيه الحرم محمد بن الفضل الفراوي، وهما ولدا طريفة بنت طاهر بن محمد الشحامي. وغيرهم كانوا يروون الحديث، قرأ على جميعهم الإمام أبو سعد السمعاني وغيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 ولد يوم السبت الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وآخر أمره أن عسكر الغز أغاروا على نيسابور في شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة ففقد شيخنا هذا، ومات في العقوبة والمطالبة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 الحديث السابع عن عائشة رضي الله عنها أخبرنا أبو المظفر عبد الكريم بن خلف الشحامي وآخرون، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، أخبرنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو، حدثنا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري، أخبرنا عبدان بن عثمان، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد. حديث متفق على صحته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 فرواه البخاري عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه. ورواه مسلم عن محمد بن الصباح وعبد الله بن عونٍ، عن إبراهيم بن سعد الزهري. قال الحاكم: حدثونا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه أنه قال: ينبغي أن يبتدأ بهذه الأحاديث في كل تصنيف، فإنها أصول الحديث. يعني هذا الحديث، وحديث عبد الله بن مسعود الذي تقدم، وحديث الأعمال بالنية. وشيخنا هذا أبو المظفر عبد الكريم بن خلف بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان، من بيت الحديث، وكان أحد العدول عند القاضي، ولد في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي بها يوم الخميس سلخ جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 والقاسم بن محمد الذي يروي عن عائشة هو ابن أخي عائشة، فأهل مصر يقولون: هو الطيب بن الخبيث، لأن أباه هو محمد بن أبي بكر الصديق سعى في قتل عثمان رضي الله عنه، والقاسم كان أوحد زمانه فقهاً وورعاً وزهداً، وكان كفارة أبيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 الحديث الثامن عن أبي حمزة أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي عنه أخبرنا الإمام أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، أخبرنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني، حدثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال جهنم تقول: هل من مزيدٍ، حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول: قط قط وعزتك، فيزوى بعضها إلى بعضٍ، ولا يزال في الجنة فضلٌ حتى ينشئ الله خلقاً فيسكنه فضول الجنة. اتفقا على إخراجه في الصحيح. فرواه البخاري عن آدم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 ورواه مسلم عن عبد بن حميد، عن يونس بن محمد، عن شيبان. وقع لي عالياً موافقة عن البخاري، وكأن بيني وبين مسلم ثلاثة أنفس. وشيخنا الإمام أبو حفص عمر بن أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن حبيب بن عبدوس الصفار أبو حفص بن أبي نصر بن أبي سعيد بن أبي بكر، من أهل نيسابور، ختن أبي نصر القشري على ابنته، ولد في ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وتوفي بين الخمسين والستين وخمسمائة رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الحديث التاسع عن أبي هريرة الدوسي حافظ الصحابة رضي الله عنه أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل العماني وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا إبراهيم بن سعد، أخبرنا ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمانٌ بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرورٌ. حديث متفق على صحته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 فرواه البخاري عن أحمد بن يونس. ورواه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم وغيره، عن إبراهيم بن سعد. وشيخنا هذا هو: أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن الحسين بن علي بن محمد بن أحمد العماني، من أهل نيسابور، شيخ صالح صدوق، من بيت الحديث، سمع من أبيه ومشايخ زمانه، توفي بنيسابور يوم الأربعاء بعد العصر العشرين من المحرم سنة ست وأربعين وخمسمائة رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 الحديث العاشر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبرنا أبو بكر عبيد الله بن جامع الفارسي وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا حامد بن محمود بن حرب المقرئ، حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، قال: سمعت حنظلة بن أبي سفيان، يقول: سمعت عكرمة بن خالد يحدث طاووساً: أن رجلاً قال لعبد الله بن عمر: ألا تغزو؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بني الإسلام على خمسٍ: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت. صحيح متفق على صحته. فرواه البخاري عن عبد الله بن موسى، عن حنظلة بن أبي سفيان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن حنظلة. ووقع إلينا عالياً، فكأن بيني وبين مسلم ثلاثة أنفس. وشيخنا هذا هو: أبو بكر عبيد الله بن جامع بن الحسين بن علي بن محمد بن عبيد الله بن محمد المقرئ الفارسي المعدل، من أهل نيسابور، شيخ ثقة صدوق عالم عارف بكتبة الصكوك، موثوق به، وأصوله من بيت العدالة والأمانة، سمع مشايخ وقته، وسمع منه الأئمة، وكانت ولادته في صفر سنة ستين وأربعمائة، ووفاته بنيسابور ليلة الخميس العشرين من شعبان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 الحديث الحادي عشر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن [الحسن] بن أحمد الكاتب وآخرون، قالوا: أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حاتم الزاهد، حدثنا الفضل بن محمد الشعراني حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة خردلٍ من إيمانٍ، فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة، أو الحيا -شك مالكٌ- فينبتون كما تنبت الحبة إلى جانب السيل، ألم تر أنها تخرج صفراء ملتويةٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 صحيح متفق على صحته. فرواه البخاري عن إسماعيل بن أبي أويس. ورواه مسلم عن هارون بن سعيد، عن عبد الله بن وهب، عن مالك. وقع إلينا عالياً موافقةً عن البخاري، وكأن بيني وبين مسلم ثلاثة أنفس. وشيخنا هذا هو: أبو القاسم عبد الكريم بن [الحسن] بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن أبي بكر بن أبي الفضل بن أبي العباس الكاتب التميمي، أخو أبي عبد الرحمن أحمد، وعبد الكريم هذا أكبر منه، شيخ فاضل عالم باللغة والأدب، وله شعر رائق حسن المباني، وهو من بيت العلم والفضل، سمع من مشايخ عصره، ولد يوم الجمعة الخامس والعشرين من المحرم سنة سبعين وأربعمائة، وتوفي بنيسابور في شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، رحمه الله. وعمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن المازني أنصاري، مات في الأربعين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 الحديث الثاني عشر عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن الحسن بن أحمد الكاتب وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني إملاءً، حدثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله، قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى القمر ليلة البدر، فقال: إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاتكم قبل طلوع الشمس وقبل غروبها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 فافعلوا، ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} صحيح متفق على صحته. فرواه البخاري عن الحميدي عن مروان بن معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد. ورواه مسلم عن زهير بن حربٍ، عن مروان بن معاوية، عن إسماعيل. وقع إلينا عالياً، فكأن بيني وبين الشيخين ثلاثة أنفس. وشيخنا هو: أخو أبي القاسم عبد الكريم الذي تقدم ذكره آنفاً، وأبو عبد الرحمن هذا أصغر منه، شيخ فاضل عالم واعظ، مليح الوعظ، فضال حسن اللهجة والعبارة، محظوظ من العربية والشعر كثير الحفظ قائم بصنعة الشعر والنثر، مكثر من الحديث، سمع بإفادة أبي الفضل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 صالح بن أبي صالح المؤذن، حكى أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر الشهرستاني أنه كان يثبت اسمه في أجزاء لم يكن سمعها، وتفرد بالرواية عن جماعة لم يرو عنهم أقرانه، والله أعلم، ولا يبعد ذلك، لأن صالح بن أبي صالح كان يقيده، وهو كان نقاباً بحاثاً عن المشايخ، توفي إن شاء الله بين الأربعين والخمسين خمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 الحديث الثالث عشر عن صهيب رضي الله عنه أخبرنا عبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم إملاءً سنة ثلاثين وثلثمائة، حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {للذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} قال: إذا دخل [أهل] الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى منادٍ: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعداً يشتهي أن ينجزكموه، قالوا: ما هذا الموعود، ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار، قال: فيرفع الحجاب، فينظرون إلى وجه الله تبارك وتعالى، قال: فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 حديث صحيح. رواه مسلم في كتابه عن عبيد الله بن عمر القواريري، عن عبد الرحمن بن مهدي. وعن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، كلاهما عن حماد بن سلمة. ولم يخرجه البخاري، لأن حماد بن سلمة ليس من شرطه. وشيخنا هذا هو: أبو الفتوح عبد الوهاب بن إسماعيل بن عمر الصيرفي من أهل نيسابور، من أسباط الأستاذ أبي القاسم القشيري، وأبي عبد الرحمن السلمي، عالم فاضل حسن الخط، كتب الحديث الكثير بخطه، وسمع مشايخ زمانه، ولد يوم الخميس بعد العصر الثالث عشر من المحرم سنة أربع وسبعين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي بها في شوال سنة أربع وخمسين وخمسمائة رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 الحديث الرابع عشر عن فقيه الأمة معاذ بن جبل والمقداد رضي الله عنهما أخبرنا الإمام أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، أخبرنا الأستاذ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالوا: أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي، أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن منذر بن يعلى، عن ابن الحنفية، عن علي رضي الله عنه، قال: كنت رجلاً مذاءٍ فكنت أستحي أن أسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكان ابنته، فأمرت المقداد فسأله، فقال: يغسل ذكره ويتوضأ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وبه: حدثنا أبو عبد الله الحافظ وحده، أخبرنا أبو عبد الله الحسين ابن الحسن الطوسي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا حيوة بن شريح، سمعت عقبة بن مسلم التجيبي، يقول: حدثنا أبو عبد الرحمن الحبلي، عن الصنابحي، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي يوماً، ثم قال لمعاذ: والله إني لأحبك، فقال معاذ: بأبي وأمي يا رسول الله، وأنا والله لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ، لا تدعن في دبر كل صلاةٍ أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. قال: وأوصى بذلك معاذٌ الصنابحي، وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن الحبلي، وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلمٍ. أما حديث المقداد رضي الله عنه فمتفق على صحته. رواه البخاري عن مسدد، عن عبد الله بن داود. وعن قتيبة، عن جرير، كلاهما عن الأعمش. قال: رواه شعبة عن الأعمش. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع، وأبي معاوية وهشيم، عن الأعمش، وعن يحيى بن حبيب، عن خالد بن الحارث، عن شعبة، عن الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 وابن الحنفية هو: أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، نسب إلى أمه، لأن أمه سبيت من بني حنيفة. وأما حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه فحديثٌ عزيزٌ حسنٌ. وشيخنا هذا هو: الإمام أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، خوار بيهق إمام الجامع المنيعي بنيسابور، مفتي مصيب وإمامٌ فاضل عارف بالمذهب، تفقه على الإمام أبي المعالي الجويني الملقب بإمام الحرمين، وعلق المذهب عليه وبرع فيه، وكان حسن السيرة سهل الأخلاق متواضعاً، سمع الأستاذ أبا بكر أحمد بن الحسين، ومن عاصره ببلده نيسابور وغيره من الواردين عليهم، ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وتوفي يوم الخميس التاسع عشر من شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 الحديث الخامس عشر عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أخبرنا أبو الفتوح عبد الرزاق بن الشافعي السياري رحمه الله، أخبرنا أبو بكر أحمد بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، أخبرنا عمر بن حفص، حدثنا عاصم بن علي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأةٌ فكلمته في شيءٍ، فأمر بها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول الله، أرأيت إن رجعت فلم أجدك، كأنها تعني الموت؟ قال: إن لم تجديني فأتي أبا بكرٍ. صحيح متفق على صحته. فرواه البخاري عن أبي [القاسم] عبد العزيز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 ورواه مسلم عن عباد بن موسى الختلي، عن إبراهيم بن سعد. وشيخنا هذا أبو الفتوح عبد الرزاق بن الشافعي بن أبي القاسم بن أحمد السياري، من أهل نيسابور، رجل متميزٌ عفيف كثير الرغبة إلى الخيرات سخي النفس، ينفق على الغرباء ويكرمهم، سافر الكثير ورحل وسمع بهراة وبلخٍ وغزنة ونيسابور، ودخل بغداد فسمع بها من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارئ، ولد في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفي في الخامس والعشرين من رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بنيسابور، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 الحديث السادس عشر عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أخبرنا أبو الفتوح عرفة بن علي [السميذي] رحمه الله، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، أخبرنا أبو عبد الله البيع النيسابوري، حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي، أخبرنا جعفر بن عونٍ، أخبرنا أبو حيان يحيى بن سعيد بن حيان، عن يزيد بن حيان، قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيها الناس، إنما أنا بشرٌ يوشك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أن يأتيني رسول ربي فأجيبه، وإني تاركٌ فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به. فحث عليه ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي. صحيح. رواه مسلمٌ في كتابه بأسانيد كثيرة عن أبي حيان، فرواه في الفضائل عن زهير وشجاع بن مخلدٍ، عن ابن عيينة، عن أبي حيان. وعن محمد بن بكار، عن حسان بن إبراهيم، عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. وقع إلينا عالياً، فكأني سمعته من أبي الحسين الفارسي، وبيني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 وبين مسلم ثلاثة أنفس. وشيخنا هذا هو: أبو الفتوح عرفة بن علي بن محمد السمرقندي ثم النيسابوري، شيخ صالح نظيف الثياب جميل الأمر من أهل الخير سمع من مشايخ عصره، ولد سنة [] وأربعمائة، وتوفي ليلة الأحد الخامس عشر من ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 الحديث السابع عشر عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أخبرنا أبو نصر منصور بن محمد الباخرزي رحمه الله وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ببغداد، حدثنا أبو بكر أحمد بن زهير بن حربٍ، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا أبو فروة، حدثني عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه سمع عبد الرحمن بن أبي ليلى، يقول: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هديةً سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: بلى، فأهدها لي، قال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليك أهل البيت؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميدٌ مجيدٌ. صحيح. رواه البخاري في كتابه عن موسى بن إسماعيل. وأبو فروة اسمه: مسلم بن سالم الجهني. وشيخنا هذا أبو نصر منصور بن محمد بن أبي نصر منصور الباخرزي الماليني، من أهل باخرز، سكن نيسابور، شيخ فقيه صالح ورع كثير العبادة، مكثر من الحديث، ولد سنة ست وستين وأربعمائة بمالين، وقتل بنيسابور في وقعة الغز وإغارتهم عليها في الحادي عشر من شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وقيل: إنه كان ابن اثنتين وتسعين سنة لما قتل، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 الحديث الثامن عشر عن أم سلمة رضي الله عنها أخبرنا أبو سعد محمد بن جامع الصيرفي رحمه الله وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن خلف الأديب، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، حدثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أمه، عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمارٍ: تقتلك الفئة الباغية. ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور، عن عبد الصمد. وبه: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا الإمام أبو بكر أحمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 إسحاق، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني، حدثنا ابن علية، حدثنا ابن عونٍ، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمار: تقتلك الفئة الباغية. رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن علية. وقع إلي عالياً من طريق أبي العباس الأصم، كأن بيني وبين مسلم ثلاثة أنفس، وصافحت عبد الغافر الفارسي رحمه الله. وأم الحسن اسمها: خيرة. وابن عونٍ اسمه: عبد الله. وابن علية اسمه: إسماعيل بن إبراهيم، وعلية أمه، فنسب إلى أمه واشتهر بها. وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، اسمها: هند بنت أبي أمية بن المغيرة، توفيت سنة تسع وخمسين بعد عائشة بستة أيام. وشيخنا هذا هو: أبو سعد محمد بن جامع بن أبي نصر بن إبراهيم الصيرفي المعروف بخياط الصوف، من أحفاد الإمام أبي بكر أحمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 الحسين بن مهران المقرئ صاحب كتاب الغاية في القراءات، شيخ صالح مكثر صاحب أصول، سمع بإفادة الحافظين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق، وأبي نعيم عبيد الله بن أبي علي الحداد الأصبهانيين من مشايخ زمانه، ولد في الثالث من رجب سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي يوم الثلاثاء السابع من شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 الحديث التاسع عشر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أخبرنا أبو الخير جامع بن أبي نصر السقا الصوفي وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى، حدثنا مسدد والحجبي، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهكٍ، عن عبد الله بن عمرو، قال: تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرةٍ سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة، صلاة العصر ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته، ويلٌ للأعقاب من النار. صحيح متفق على صحته. رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 ورواه مسلم عن أبي كامل الجحدري، كلاهما عن أبي عوانة. وأبو عوانة اسمه: الوضاح مولى يزيد بن عطاء اليشكري. وأبي بشر هو: جعفر بن أبي وحشية الأحمسي. والحجبي هو: عبد الله بن عبد الوهاب. وشيخنا هذا هو: أبو الخير جامع بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أبي نصر السقا الصوفي، صدوق صالح مستور عفيف، سمع مشايخ وقته، وكانت ولادته ليلة الجمعة الثاني عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفي في سنة سبع أو ثمان وأربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 الحديث العشرون عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الكرماني رحمه الله وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، أخبرنا أبو عبد الله الحاكم، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوسٍ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا أحمد بن صالح وهارون بن معروف، أن عبد الله بن وهب حدثهم، عن عمرو بن الحارث، عن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن ابن عمر، عن سعد بن أبي وقاصٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الخفين، وأن عبد الله بن عمر سأل عمر عن ذلك، فقال: نعم، إذا حدثك سعدٌ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً فلا تسأل غيره. حديث صحيح متفق على صحته. فرواه البخاري عن أصبغ. ورواه مسلم عن حرملة، جميعاً عن عبد الله بن وهبٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 وأبو سلمة اسمه: عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف. وأبو النضر اسمه: سالم هو مولى عمر بن عبيد الله. وشيخنا هذا هو: أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله بن الحسن الكرماني الزنجاري الأديب، من أهل نيسابور، أديب صائبٌ صالحٌ، سمع من مشايخ زمانه، قيل: ولد في شهر ربيع الأول سنة ست وأربعين وأربعمائة بنيسابور، وذكر هذا الشيخ في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة أنه ابن إحدى وتسعين. فتكون ولادته سنة ست وأربعين وأربعمائة، وهو الأصح، والأول وهمٌ، وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. وسعد بن أبي وقاص هو: سعد بن مالك بن وهيب، ويقال أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب أبو إسحاق الزهري، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، توفي بالعقيق، على سبعة أميال من المدينة، فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة سنة خمس وخمسين، ويقال: سنة ثمان وخمسين، وكان سنه يوم توفي أربعاً وسبعين، ويقال: ثلاثاً وثمانين، وصلى عليه مروان بن الحكم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 الحديث الحادي والعشرون عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل الجيزباذاني وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، أخبرنا أبو عبد الله الحاكم، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا بحر بن نصرٍ الخولاني، قال: قرئ على ابن وهب، أخبرك مالك بن أنس، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد. صحيح متفق على صحته. رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 ورواه مسلم عن القعنبي، كلاهما عن مالك. وأبو قتادة الأنصاري يقال له: فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، اسمه الحارث بن ربعي، وقيل: النعمان بن ربعي، وقيل: عمرو بن ربعي. وشيخنا هذا هو: أبو عبد الله أحمد بن إسماعيل بن أبي سعد عبد الحميد بن محمد الجيزباذاني أبو الفضل العقار الصيدلاني، ويقال كنيته أبو الفضل، من أهل نيسابور، شيخٌ مستورٌ من بيت الحديث وأهله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 الحديث الثاني والعشرون عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه أخبرنا أبو نصر سعيد بن أبي بكر الشعري -رحمه الله- وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن ثوبٍ، حدثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن مغفلٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بين كل أذنين صلاةٌ، ثلاث مراتٍ، ثم قال في الثالثة: لمن شاء. صحيح متفق على صحته. فرواه البخاري عن عبد الله بن يزيد المقرئ. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وكيع، عن كهمس. ووقع إلينا عالياً، موافقة عن البخاري، وكأن بيني وبين مسلم ثلاثة أنفس، وصافحت عبد الغافر رحمه الله. وشيخنا أبو نصر سعيد بن أبي بكر بن أبي نصر الشعري، من أهل نيسابور، شيخ صالح خير، سمع من مشايخ زمانه، ولد في حدود سنة ست وسبعين وأربعمائة، وتوفي في العشرين من صفر سنة ست وأربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 الحديث الثالث والعشرون عن عبد الله بن مالك بن بحينة رضي الله عنه أخبرنا أبو الفتوح عبد الله بن علي المؤذن -رحمه الله- وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري، حدثنا أحمد بن الليث الكرميني، حدثنا محمد بن الضوء الكرميني، حدثنا محمد بن أبي رجاء، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك بن بحينة، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجلٍ وقد أقيمت صلاة الصبح، وهو يصلي ركعتين، فكلمه بشيء، فلم نفهمه، فقلنا: ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: قال لي: يوشك أحدكم أن يصلي الصبح أربعاً. صحيح، متفق على صحته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 فرواه البخاري عن عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد. ورواه مسلم عن القعنبي، عن إبراهيم بن سعد. وبحينة أم مالك، فإنه عبد الله بن مالك بن سعد بن القشب، من أزدشنؤة، وبحينة هي بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف. وشيخنا أبو الفتوح عبد الله بن علي بن سهل بن العباس الخركوشي، من أهل نيسابور، شيخ صالح سديد السيرة لطيف الظاهر والباطن متودد، مكثرٌ من الحديث، ولد في الثامن والعشرين من سنة ست وستين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي بها ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شوال سنة أربع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 الحديث الرابع والعشرون عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد السنجبستي، رحمه الله، وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الأديب، أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، جدثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ومحمد بن أيوب، قالا: حدثنا علي بن المديني، حدثنا سفيان، حدثنا الزهري، عن محمد بن الربيع، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. صحيح، متفق على صحته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 رواه البخاري عن علي بن المديني. ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، وعمرو بن محمد الناقد، كلهم عن سفيان. وسفيان هذا هو سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم من تحتٍ. ومحمود بن الربيع صحابي، يروي عن صحابي، لأنه عقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مجةً مجها رسول الله في وجهه من بئر في دارهم، وكان ابن خمس سنين. واستدل البخاري بصحة سماع الصبي ابن خمس سنين بحديث محمود بن الربيع. وشيخنا أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد السنجبستي، وسنجبست قرية من قرى نيسابور، فقيه صالح خيرٌ معمر جاوز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 التسعين، صحب الأكابر والأئمة مدة مديدة، حتى ضعف وعجز عن الخروج، سمع مشايخ وقته، ولد في جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وتوفي عصر يوم الأربعاء غرة شهر ربيع الأول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 الحديث الخامس والعشرون عن أبي المعلى الأنصاري رضي الله عنه أخبرنا أبو سعيد محمد بن محمد بن خليفة الصوفي، رحمه الله، أخبرنا الإمام أبو عبد الرحمن طاهر بن محمد الشحامي، أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصروي، أخبرنا أبو بكر القطيعي ببغداد، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي المعلى، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوماً، فقال: إن رجلاً خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء الله أن يعيش، فيها يأكل من الدنيا ما شاء الله، وبين لقاء ربه، فاختار لقاء ربه، قال: فبكى أبو بكر، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تعجبون من هذا الشيخ، أن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً صالحاً خيره ربه بين الدنيا وبين لقاء ربه، فاختار لقاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 ربه، وكان أعلمهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: بل نفديك بأموالنا وأولادنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من الناس أحدٌ أمن علينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت ابن أبي قحافة، ولكن ود وإخاء إيمان، مرتين، وإن صاحبكم خليل الله. حديث صحيح المتن غريب الإسناد، ومع غرابته صحيح. وهو مشهور من حديث أبي سعيد الخدري. أخبرناه محمد بن إسماعيل الفارسي، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي، أخبرنا أبو علي محمد بن عمر بن محمد بن شبويه، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، ثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أبو عامر، حدثنا فليحٌ، حدثني سالم أبو النضر، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري، قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، وقال: إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكرٍ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبدٍ خير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير، وكان أبو بكرٍ أعلمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكرٍ [ولو كنت] متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكرٍ، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد بابٌ إلا سد، إلا باب أبي بكرٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 صحيح متفق على صحته من هذا الوجه. فرواه البخاري هكذا. ورواه مسلم عن سعيد بن منصور، عن فليح. وأبو المعلى الأنصاري صحابي، روى غير حديث بهذا الإسناد. ولا نعرف له ولا لابنه اسم. وأبو سعيد الخدري اسمه: سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن [عبيد] بن الأبجر. وشيخنا هذا أبو سعيد محمد بن محمد بن خليفة بن منصور بن محمد بن درست دادا المقرئ الصوفي، من أهل نيسابور مقرئ فقيه، واعظ صوفي، ظريف لطيف الطبع، كبير المحفوظ والفوائد، حسن العشرة متودد إلى الناس، سمع من مشايخ زمانه، ولد في ذي الحجة سنة ثمان وستين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي ليلة الجمعة السادس عشر من جمادي الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 الحديث السادس والعشرون عن البحر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبرنا الإمام أبو الأسعد هبة بن عبد الواحد القشيري، رحمه الله إملاء، عصر يوم الخميس الحادي عشر من جمادى الأولى من سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، حدثنا الإمام والدي، أخبرنا أبو طالب محمد بن علي الحربي، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري، أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، حدثنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 يحيى بن معين، حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: قرأت على الفضيل بن ميسرة، عن أبي حريز، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تزوج المرأة على العمة، أو على الخالة، وقال: إنكن إذا فعلتن ذلك قطعتن أرحامكن. حديث صحيح على شرط البخاري. ولم يخرجه، مع أنه خرج عن أبي حريز، عن عكرمة، عن ابن عباس قالت امرأةٌ للنبي: إن أمي ماتت وعليها صومٌ.. .. الحديث. وأبو حريز اسمه: عبد الله بن الحسين قاضي سجستان. والحديث مشهور صحيح من طريق جابر وأبي هريرة، مخرج في الصحاح. وشيخنا هذا هو: الإمام المقدم في القشيرية، وله أسماء ثلاثة: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 هبة الله وهبة الرحمن وأسعد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن بن محمد بن عبد الملك بن طلحة القشيري، حضر مجلس جده الأستاذ، وسمع من مشايخ زمانه، ولد ليلة الخميس العشرون من جمادى الأولى سنة ستين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي بها يوم الأربعاء الرابع عشر من شوال سنة ست وأربعين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 الحديث السابع والعشرون عن أبي شريحٍ الكعبي رضي الله عنه أخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر السيدي رحمه الله، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، حدثنا مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، جائزته يومٌ وليلةٌ، والضيافة ثلاثة أيامٍ، فما كان بعد ذلك فهو صدقةٌ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه. حديث صحيح، متفق على صحته. رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، وإسماعيل عن مالك. ورواه مسلم عن قتيبة، عن الليث، عن سعيد المقبري. وقع إلينا عالياً، كأن بيني وبين الشيخين ثلاثة أنفس، وصافحت العيار الصوفي، والحفصي، وعبد الغافر الفارسي، بحمد الله ومنه. وأبو شريحٍ الكعبي اسمه خويلد بن عمرو. وشيخنا هذا هو أبو محمد هبة الله بن سهل بن عمر بن محمد بن الحسين بن محمد بن القاسم بن مالك بن أبي الهيثم البسطامي المعروف بالسيدي، من أهل نيسابور ختن الإمام إمام الحرمين أبي المعالي الجويني على ابنته، من بيت العلم والتقدم، وهو نفسه فقيه عالمٌ خير كثير العبادة والتهجد، وكان يحترز عن الرواية، وما قرئ عليه كتاب الموطأ إلا بجهد جهيد، وسمعت منه الكتاب بأسره، إلا ما كان فوتاً لزاهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 الفقيه، وهو كتاب الفرائض والمساقاة والقراض، وما استثنى الإمام تاج الإسلام أبو سعد السمعاني إلا كتاب المساقاة والقراض فقط، والاحتياط ما ذكرناه، والله أعلم. وقع لي عالياً بحمد الله ومنه، حتى ألحقت الأحفاد بالأجداد، وتفردت بروايته، وكانت ولادته في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ببغداد، وتوفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شوال سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 الحديث الثامن والعشرون عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله البجيري إجازة، وآخرون، قالوا: أخبرنا أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي، أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه للصلاة غير رجليه، وغسل فرجه وما أصابه من الأذى، ثم أفاض عليه الماء، ثم نحى رجليه فغسلهما، هذه غسله من الجنابة. صحيح، متفق على صحته. فرواه البخاري في كتابه كذلك، ومن طرق أخر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 وأخرجه مسلم من أوجه عن الأعمش. وميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت الحارث الهلالية، من ولد عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وبنى بها بسرفٍ، وسرفٌ على عشرة أميال من مكة، سنة سبع في ذي القعدة، توفيت بسرفٍ سنة ثمان وثلاثين، فدفنت هناك، رضي الله عنها. وشيخنا هذا: أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح بن حيان بن مختار البحيري العدل المزكي الملقاباذي، من أهل نيسابور، شيخٌ صالح سديد معتمد ثقة صدوق أمين، من بيت العلم والحديث والعدالة، سمع من مشايخ زمانه، ولد في العاشر من شوال سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة بنيسابور، وتوفي فجأةً ليلة الخميس الثالث عشر من جمادى الأولى سنة أربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 وهذا الشيخ لي عنه إجازة بجميع مسموعاته، ومن مسموعاته المتفق للجوزقي، عن أبي بكر المغربي عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الحديث التاسع والعشرون عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أخبرنا أبو الفتوح عبد الوهاب بن شاه بن أحمد الشاذياخي وغيره، قالوا: أخبرنا أبو سهل محمد بن أحمد بن عبيد الله الحفصي، أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، أخبرنا أبو عبد الله يوسف الفربري، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم [يقول] : من يقل علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار. صحيح، تفرد البخاري بإخراجه من هذا الوجه. وسلمة هو أبو مسلم سلمة بن الأكوع، واشتهر بهذا، وقال أبو عبد الله بن مندة الحافظ: هو سلمة بن عمرو بن وهب بن سنان، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 وهو الأكوع الأسلمي المدني، قال النبي صلى الله عليه وسلم: خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع. وشيخنا هذا: أبو الفتوح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد بن عبيد الله الشاذياخي الخرزي العزري، من أهل نيسابور، من محلة باب عزرة، كان له دكان بباب عزرة، يبيع فيه الخرز، وهو شيخ صالح من أهل الخير والصلاح، والده كان من مريدي الأستاذ أبي القاسم القشيري، وعبد الوهاب هذا سمع من الأستاذ أبي القاسم الحديث، ومن مشايخ زمانه، ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وتوفي بنيسابور ليلة الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 الحديث الثلاثون عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه أخبرنا جدي لأمي أبو محمد العباس بن محمد الواعظ الطوسي، رحمه الله، أخبرنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزاذي، أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي، لفظاً سنة سبع وثلاثين وثلثمائة، حدثنا أبو العباس عبد الله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني، سنة ثمان وعشرين وثلثمائة، حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن أبي بكير الكرماني، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا سفيان، عن علقمة بن مرثد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم [إذا بعث أميراً] على سريةٍ أو جيشٍ أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً، وقال: أغزوا باسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، أغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً. حديث صحيح. رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن وكيع. وبريدة هو ابن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن زراح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم الأسلمي، سكن بمرو ودفن بها، رحمه الله. وشيخنا هذا هو الإمام الواعظ أبو محمد العباس بن محمد بن أبي القاسم العصاري المعروف بعباسة، كان شيخاً صالحاً واعظاً، سمعت منه كتاب: الكشف والبيان في تفسير القرآن، من أوله إلى آخره بهذا الإسناد، سمع هذا الشيخ من مشايخ زمانه، وكانت ولادته في شهور سنة ستين وأربعمائة بطوس، وفقد بنيسابور في وقعة الغز في شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 الحديث الحادي والثلاثون عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه أخبرنا الإمام أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحصيري الرازي في كتابه، أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسن بن أحمد بن الهيثم المقومي القزويني، أخبرنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر محمد بن أحمد الخطيب القزويني، حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان القزويني، حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن طلحة بن عبد الله بن عوفٍ، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيدٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 هذا حديث حسن. وشيخنا هذا هو: الإمام أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحصيري الرازي، فقيه إمام صالح دين حسن السيرة، سمع سنن أبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه بهذا الإسناد، وأنا أرويه عنه كتابةً بحمد الله ومنه، وسمع مشايخ وقته، ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من شوال سنة ست وأربعين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 الحديث الثاني والثلاثون عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه أخبرنا جدي الإمام أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن أبي صالح المقرئ الصوفي الطابراني المعروف بالمحتسب، أخبرنا الإمام أبو حامد أحمد بن عبد الجبار بن علي النيسابوري، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن علي بن عبد الله الكركاني، أخبرنا أبو منصور طاهر بن العباس المروزي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عثمان الدينوري، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز النسائي التمار، حدثني عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنمٍ، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال في دبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 صلاة الفجر، وهو ثاني رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيءٍ قديرٌ، عشر مراتٍ، يكتب بكل واحدٍ عشر حسناتٍ، ومحي عنه عشر سيئاتٍ، ورفع له عشر درجاتٍ، وكان له بكل واحدٍ عدل رقبةٍ، وكان يومه ذلك في حرزٍ من كل مكروهٍ، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنبٍ يدركه إلا الشرك بالله تعالى. هذا حديث حسن، أورده أصحاب الحسان في كتبهم، فرواه الترمذي في الدعوات عن إسحاق بن منصور، عن علي بن معبد، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، وقال: حسن غريب صحيح. ورواه النسائي في اليوم والليلة عن زكريا بن يحيى، عن حكيم بن سيف الرقي، عن عبيد الله بن عمرو. وأما شيخنا جدي، فقال الإمام أبو سعد السمعاني رحمه الله فيه: أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الطوسي المقرئ، من أهل طوس سكن نيسابور، وكانت إليه القراءة والختمة والإمامة في الصلوات الثلاث التي يجهر فيها، وكان فاضلاً عالماً بالقراءات حسن الإقراء طيب الصوت والنغمة سديد السيرة جميل الأمر عفيفاً نظيفاً نزه النفس، تلمذ للمقرئ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 أبي الحسن الغزال، وأثنى عليه كثيراً، وسمع منه أحاديث، ولد في سنة [] وأربعمائة، وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 الحديث الثالث والثلاثون عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أخبرنا أبو بكر أحمد بن سهل بن إبراهيم المساجدي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسماعيل التفليسي، أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، أخبرنا أبو الحسن علي بن بندار، أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا يزيد بن صالح، حدثنا ابن المبارك، حدثنا بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده، عن أبي موسى، قال: قال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً. صحيح، متفق على صحته. رواه البخاري عن خلاد بن يحيى ومحمد بن يوسف، عن سفيان، عن بريد، وعن أبي كريب، عن أبي أسامة، عن بريد. ورواه مسلم عن أبي بكر وعبد الله بن براد، عن عبد الله بن أدريس، وأبي أسامة، وعن أبي كريب، عن ابن المبارك وابن إدريس وأبي أسامة. وأبو موسى الأشعري اسمه: عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن بكر بن عدي بن وائل بن ناجيه بن الجماهر بن الأشعر. وشيخنا هذا هو: الشيخ أبو بكر أحمد بن سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم المسجدي السبعي، من أهل نيسابور، ظاهره الخير، من أولاد المحدثين، سمع من الإمامين أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 يوسف الشيرازي، وأبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني وغيرهما، ولد بنيسابور سنة [] وأربعمائة، وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 الحديث الرابع الثلاثون عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أخبرنا الأديب البارع أبو الفضل محمد بن بنيمان بن يوسف الهمذاني في كتابه، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن الدوني، أخبرنا القاضي أبو نصر أحمد بن الحسين بن الكسار الدينوري، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الدينوري، أخبرنا أبو عبد الرحمن، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا الأعمش، عن خيثمة، عن أبي حذيفة، عن حذيفة، قال: كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعينا إلى طعامٍ، فلم نضع أيدينا حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فدعينا إلى طعامٍ، فلم يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكففنا أيدينا، فجاء أعرابي كأنما يطرد، فأهوى بيده إلى القصعة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فأجلسه، ثم جاءت جاريةٌ فأهوت بيدها إلى القصعة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان لما أعياه أن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 ندع ذكر اسم الله على طعامنا جاء بهذا الأعرابي ليستحل به طعامنا، فلما أجلسناه، جاء بهذه الجارية ليستحل بها طعامنا، فوالله أن يده في يدي مع يدها، ثم ذكر اسم الله فأكل. هذا حديث حسن صحيح. أخرجه مسلم عن أبي بكر وأبي كريب عن أبي معاوية، وعن إسحاق عن عيسى بن يونس، كما أخرجناه، وعن أبي بكر بن نافع، عن عبد الرحمن، عن سفيان، كلهم عن الأعمش. واسم أبي حذيفة: سلمة بن صهبة، وقيل صهيبة. وشيخنا هذا هو: الإمام البارع الأديب أبو الفضل محمد بن بنيمان بن يوسف بن أبي بكر بن أبي سعد بن عبد الملك بن عبد الجبار المؤذن الأشناني، وهو سبط أبي العلاء حمد بن نصرٍ المؤدب، أديب فاضل عالم مليح الخط حسن السيرة جميل الطريقة، كان له سمتٌ ووقار وصلاح وتؤدة، ومكثر من الحديث، يروي سنن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن بحرٍ النسائي، وكتاب يوم وليلة بهذا الإسناد، أما السنن فعن ابن السني عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأما كتاب يوم وليلة فعن ابن السني نفسه، ولد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وعاش إلى قريب من سنة سبعين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 الحديث الخامس والثلاثون عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أخبرنا أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد الزيادي الحنفي، وأبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي كتابةً، قالا: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، قراءةً عليه من أصله في المسجد الجامع ببوشنج في سنة إحدى وثمانين وثلثمائة، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي، حدثنا أبو محمد عبد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 حميد بن نصرٍ، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الحارث بن [شبيل] ، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقم، قال: كنا يكلم أحدنا صاحبه في الصلاة في الحاجة، حتى نزلت: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين} فأمرنا بالسكوت. حديث صحيح، متفق على صحته. فرواه البخاري عن إبراهيم بن موسى، عن عيسى، عن إسماعيل. وعن مسدد، عن يحيى، عن إسماعيل. ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى، عن هشيم. وعن أبي بكر، عن ابن نمير، ووكيع. وعن إسحاق، عن عيسى بن يونس، كلهم عن إسماعيل. وقع إلينا عالياً، كأن بيني وبين الشيخين ثلاثة أنفس. وأبو عمرو اسمه: سعد بن أياس الشيباني، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 وأما شيخنا أبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد بن محمد بن زياد بن محمد بن زياد الحنفي، من أهل هراة، كان شيخاً صالحاً عفيفاً سديد السيرة كثير الخير، دائم الصلاة والذكر، كان يسرد الصوم ولا يفطر إلا في الأعياد، وكان مستغرق الأوقات بالعبادة، حتى لو فاته وردٌ ما كان أن يقضيه لاستغراق أوقاته، سكن قرية مالين، روى منتخب عبد بن حميد بهذا الإسناد، وكان يروي أيضاً مسند الدارمي عن أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الحمويي، عن أبي عمران عيسى بن عمر السمرقندي، عن مصنفه أبي محمد الدارمي، وسمع صحيح البخاري أيضاً عن الداودي هذا، عن أبي محمد الحمويي، عن أبي عبد الله الفربري، عن البخاري. ولد ليلة الجمعة الرابع عشر من شهر ربيع الآخر من سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وتوفي ليلة الأحد السادس من جمادي الأولى سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وقد أجاز لي رواية جميع مسموعاته وإجازاته في سنة أربعين وخمسمائة. وأما شيخنا أبو الوقت فهو: عبد الأول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق السجستاني الأصل الهروي المولد والمنشأ، شيخٌ صالح حسن السمت والأخلاق، متوددٌ متواضع سليم الجانب، استسعد بصحبة الإمام عبد الله الأنصاري، وكان قد سماه أبوه: محمداً، فسماه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 عبد الله الأنصاري: عبد الأول وكناه بأبي الوقت، فاشتهر به، سمع مشايخ وقته، فسمع ما سمع شيخنا أبو المحاسن الزيادي، وبقي إلى أن ألحق الأحفاد بالأجداد في صحيح البخاري، ولد في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وأظنه مات ببغداد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 الحديث السادس والثلاثون عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أخبرنا الإمام أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي، في كتابه، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن محمد بن عبد الله الخليلي الزيادي الدهقان سنة سبع وثمانين وأربعمائة، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الله الخزاعي، سنة ثمان وأربعمائة، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل، سنة أربع وثلاثين وثلثمائة، أخبرنا أبو الفضل العباس بن محمد الدوري، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، عشر مراتٍ، بعد صلاة الغداة، كأن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 عتق أربع رقابٍ من ولد إسماعيل. ابن أبي ليلى الأول اسمه: محمد، وابن أبي ليلى الثاني اسمه: عبد الرحمن. مجمع على صحته، وروى فيه: يحيي ويميت. وبه: أخبرنا الهيثم، حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك يحيي ويميت، وهو على كل شيءٍ قديرٌ، عشر مراتٍ، كن له كعدل رقبةٍ أو رقابٍ شك داود بن أبي هند. واسم ابن أبي ليلى: سيار. وأبو أيوب اسمه: خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الأنصاري، شهد بدراً واستشهد بالروم، ودفن هناك، يستشفي ويستسقي به أهل الروم، رحمه الله. والحديث متفق على صحته، رواه البخاري عن عبد الله بن محمد المسندي، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 ورواه مسلم عن أبي أيوب سليمان بن عبد الله الغيلاني، عن أبي عامر العقدي، عن عمر بن أبي زائدة، عن عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن الربيع بن خثيم، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب. وبطرق أخر وقع إلي عالياً، كأني سمعت الحديث من الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، والإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري، وصافحتهما، بحمد الله ومنه. وشيخنا هذا هو: الإمام أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر البسطامي ثم البلخي، إمام أصحاب الشافعي -رضي الله عنه- ومقدمهم في وقته، وكان إماماً مفتياً مفسراً محدثاً حافظاً أديباً شاعراً كاتباً حاسباً، حسن السيرة، جميل الظاهر والباطن، نظيف الثياب، وقوراً حيياً ظريفاً، لطيف الطبع، رقيق القلب، مليح المعاشرة، كثير المحفوظ، سمع مشايخ زمانه، ورحل إلى الآفاق، وكان يروي مسند الهيثم بن كليب بهذا الإسناد ما كان مسموعاً للخليلي، عن الخزاعي، عن المصنف. ولد ببلخٍ في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وتوفي سنة اثنتين وستين وخمسمائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 الحديث السابع والثلاثون عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن السمرقندي، فيما كتب إلينا، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز، أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا علي بن الجعد بن عبيد الجوهري أبو الحسن، أخبرنا شعبة، أخبرني عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى -وكان من أصحاب الشجرة- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قومٌ بصدقةٍ قال: اللهم صل عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى. حديث صحيح، متفق على صحته. أخرجه البخاري عن حفص بن عمر وآدم، عن شعبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبي بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد، عن وكيع، عن شعبة. وعن عبيد الله بن معاذ، عن أبيه. وعن زهير، عن ابن إدريس، كلاهما عن شعبة. وقع إلينا ثمانياً عالياً، كأن بيني وبين البخاري ثلاثة أنفس، وبيني وبين مسلم نفسين، وصافحت أبا أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، مع أني تفردت برواية صحيح مسلم، وبيني وبين مسلم أربعة أنفس. وشيخنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث بن السمرقندي، مقرئٌ حافظ تفرد برواية عن الشيوخ المتقدمين، كان يروي كتاب الكامل في الضعفاء، تصنيف أبي أحمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 عبد الله بن عدي الحافظ، عن أبي القاسم إسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، عن حمزة بن يوسف السهمي. وشيخ أخر عن المصنف. وتاريخ جرجان لحمزة بن يوسف، عن أبي القاسم الإسماعيلي أيضاً، عن حمزة المصنف. والمعجم لأبي أحمد الحافظ، عن الإسماعيلي، عن حمزة، عنه. والمغازي لمحمد بن إسحاق، عن أبي الحسين بن النقور، عن أبي طاهر المخلص، عن رضوان بن أحمد الصيدلاني، عن أحمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 العطاردي، عن يونس بن بكير، عنه. وكتاب الردة والفتوح لسيف، عن ابن النقور هذا، عن ابن المخلص، وعن أبي بكر أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد السجستاني، عن السري بن يحيى، عن شعيب بن إبراهيم التيمي، عن سيف بن عمر التميمي الأسيدي بجميع الفتوح، وهو أربعة وعشرون جزءاً أخره كتاب الجمل. وكتاب الزهد والرقاق لابن المبارك، عن أبي الحسين ابن النقور أيضاً عن أبي طاهرٍ المخلص، عن أبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد، عن الحسين بن الحسن المروزي، عن عبد الله بن المبارك. قال شيخنا أبو القاسم هذا: ما بقي من يروي عن أبي نصر بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 طلابٍ، وعبد الدائم بن الحسين الهلالي، ثم أنشد: وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم ... على أنهم ما خلفوا في من بطشٍ قال الإمام أبو العلاء الحافظ الهمذاني: ما أعدل بأبي القاسم بن السمرقندي أحداً من شيوخ خراسان والعراق، وقيل هو إسناد خرسان كله والعراق، وما فاته من الإسناد العالي والنازل شيء ببغداد، ولد يوم الجمعة وقت الصلاة الرابع من شهر رمضان سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله، وأجاز لنا جميع رواياته سماعاً وإجازة، بحمد الله ومنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 الحديث الثامن والثلاثون عن أم عطية رضي الله عنها أخبرنا الإمام أبو الفتوح محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الخطيب في كتابه، أخبرنا أبو الخير محمد بن موسى الصفار، أخبرنا أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا ابن أبي عدي، عن ابن عونٍ، عن محمد، قالت أم عطية: أمرنا أن نخرج، فنخرج الحيض والعواتق وذوات الخدور -قال ابن عونٍ: أو العواتق ذات الخدور- فأما الحيض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم. حديث صحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 تفرد البخاري بإخراجه من هذا الوجه. واتفقا على إخراجه من رواية حفصة بنت سيرين، عن أم عطية. وابن أبي عدي اسمه: محمد. وابن عونٍ اسمه: عبد الله بن عون بن أرطبان. ومحمد هو ابن سيرين، هو وأخته حفصة يرويان هذا الحديث في الصحيح، عن أم عطية الأنصارية. غزت مع النبي صلى الله عليه وسلم، لا يعرف لها اسم، وهي التي كانت في النساء الآتي غسلن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 وأما شيخنا الإمام أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي توبة الخطيب الكشميهني الصوفي، فكان شيخ مرو في عصره، ومقدم الصوفية، وكان عالماً عاملاً ورعاً، داهياً في الأمور كيساً فطناً، مبالغاً في الاحتياط في خدمة الصوفية، وهو آخر من روى الصحيح عن أبي الخير محمد بن موسى الصفار، ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة بمرو، وتوفي بها سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، ولي عنه إجازة صحيحة بحمد الله ومنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 الحديث التاسع والثلاثون عن أبي بن كعبٍ رضي الله عنه أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي الهروي كتابة، وأبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام بن أبي الفضل بن أبي منصور التاجر الهروي، قالا: أخبرنا القاضي أبو عامر الأزدي وغيره، قال: أخبرنا الجراحي، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر المحبوبي، حدثنا أبو عيسى محمد بن سورة الترمذي، حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن نوفاً البكالي يزعم أن موسى بني إسرائيل ليس بموسى صاحب الخضر، فقال: كذب عدو الله، سمعت أبي بن كعبٍ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قام موسى خطيباً في بني إسرائيل، فسئل: أي الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله، فأوحى الله إليه: أن عبداً من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: أي رب، فكيف به، فقال له: احمل حوتاً في مكتلٍ، فحيث تفقد الحوت فهو ثم، فانطلق معه فتاه.. الحديث بطوله. حديثٌ صحيحٌ، رواه البخاري عن علي بن المديني والحميدي وقتيبة وعبد الله بن محمد كلهم عن سفيان بن عيينة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 ورواه مسلم عن ابن أبي عمر، عن سفيان موافقةً. واسم ابن أبي عمر: محمد بن يحيى بن أبي عمر. وشيخنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماح الهروي الكروخي، شيخ صالح دين خير حسن السيرة، صدوق ثقة، سكن مطرآباذ من أعمال الفرات والحلة، سمع مشايخ زمانه، ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة بهراة، وتوفي بمكة مجاوراً في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة. وشيخنا أبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام بن أبي الفضل بن أبي منصور الفامي التاجر، من أهل هراة، خير أمين صدوق، سمع مشايخ وقته، ولد في شهر رمضان سنة سبعين وأربعمائة بهراة، وتوفي أظنه في عشر الخمسين وخمسمائة، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 الحديث الأربعون عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه أخبرنا الإمام أبو طالب محمد بن عبد الرحمن بن أبي الوفا الجيزاباذان، والإمام أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري إجازة، قال أبو طالب: أخبرنا الحاكم أبو الحسن أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، بما كان مسموعاً له، أخبرنا أبو علي الحسن بن داود بن رضوان السمرقندي، أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر بن داسة التمار. ح: وقال أبو الأسعد: أخبرنا أبو الفتح نصر بن علي بن أحمد بن منصور الحاكمي الطوسي، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 محمد بن علي الروذباري، أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق، حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني، حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو معاوية. ح: قال أبو داود، وحدثنا ابن المثنى، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: كنت أضرب غلاماً لي، فسمعت من خلفي صوتاً، اعلم أبا مسعودٍ، اعلم أبا مسعودٍ، لله اقدر عليك منك عليه، فالتفت فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هو حر لوجه الله، فقال: أما لو لم تفعل للفعتك النار أو لمستك النار. صحيح أخرجه مسلم في كتابه عن أبي كريب محمد بن العلاء، كما أخرجه أبو داود السجستاني. واسم أبي مسعود: عقبة بن عمرو. واسم أبي إبراهيم: يزيد بن شريك التيمي. واسم الأعمش: سليمان بن مهران. واسم أبي معاوية: محمد بن خازم الضرير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 واسم ابن المثنى: محمد. وشيخنا أبو طالب محمد بن عبد الرحمن بن أبي الوفا الحيري الجيزباذان الكنجروذي، سكن جيزة نيسابور، وكان إماماً فاضلاً مناظراً حسن السيرة، سمع من مشايخ زمانه الكثير، ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، أجاز لنا هذا الشيخ والإمام أبو الأسعد جميع مسموعاتهم ومجازاتهم، وكانا يرويان كتاب السنن لأبي داود السجستاني، أبو الأسعد جميع الكتاب بإسناده، وأبو طالب ما كان مسموعاً منه للحاكم أبي الحسن الإسماعيلي، وهو من أول الكتاب إلى آخر كتاب الصلاة، ومن أول المناسك إلى باب وقت الإحرام، ومن باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم إلى باب لبسة الصماء، ومن أول كتاب الترجل إلى أول كتاب الخاتم، ومن أول كتاب السنة إلى آخر السنن. فهذه أربعون حديثاً صحاحاً وزيادة، عن أربعين صحابي وصحابية وزيادة، رويناها سماعاً وإجازةً، بورك فيه لراويه ومخرجه وقارئه وسامعه وناقليه. الحمد لله رب العالمين، والصلاة على رسوله محمد، وآله أجمعين. وهذا آخر الأربعين، نفع الله بها، آمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171