الكتاب: مشيخة النعال البغدادي صائن الدين محمد بن الأنجب المؤلف: محمد بن الأنجب ابن أبي عبد الله، أبو الحسن، صائن الدين، النعّال البغدادي (المتوفى: 659هـ) تخريج: الحافظ المنذري 643 هـ المحقق: الدكتور ناجي معروف - الدكتور بشار عواد معروف الطبعة: الثانية 1993 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل ---------- مشيخة النعال النَّعَّال الكتاب: مشيخة النعال البغدادي صائن الدين محمد بن الأنجب المؤلف: محمد بن الأنجب ابن أبي عبد الله، أبو الحسن، صائن الدين، النعّال البغدادي (المتوفى: 659هـ) تخريج: الحافظ المنذري 643 هـ المحقق: الدكتور ناجي معروف - الدكتور بشار عواد معروف الطبعة: الثانية 1993 عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] أعده للشاملة: يا باغي الخير أقبل مشيخة النعال البغدادي صائن الدين محمد بن الأنجب 659 هـ تخريج الحافظ رشيد الدين محمد بن عبد العظيم المنذري 643 هـ تحقيق الدكتور ناجي معروف - الدكتور بشار عواد معروف الطبعة الثانية 1993 الجزء الأول من مشيخة الشيخ الأجل صائن الدين أبي الحسن محمد بن الأنجب بن أبي عبد الله بن عبد الرحمن الصوفي النعالي البغدادي رحمه الله تعالى آمين. تخريج الحافظ رشيد الدين أبي بكر محمد ابن الشيخ الإمام الحافظ زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة المنذري -تغمده الله برحمته بمحمدٍ وآله آمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 بسم الله الرحمن الرحيم . رب زدني علماً وفهماً الحمد لله جامع الشتات، ومخرج النبات، ومحيي الرفات، أحمده حمد من يسأله على ذلك الثبات. وأشهد أن لا إله إلا هو، شهادةً أدخرها ليوم الممات. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المنقذ به من الهلكات، المظهر على يديه من المعجزات خوارق العادات. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاةً تتضاعف على مر الأوقات. وبعد، فإنه كان من جملةٍ نعم الله تعالى علي، وعميم إحسانه إلي، أن قيض له في حال النشأة والصغر من فعل في حقي عنايةً ظهرت بركاتها أوان الشيخوخة والكبر، فحملني إلى مجالس الحديث، وأثبت اسمي في أهل الرواية والتحديث، وأخذ لي خطوط جماعة كبيرة، وثلة خطيرة من متعيني الرواة، وممن تقدم دروجه بالوفاة، والمتولي لذلك هو جدي الشيخ الأجل الصالح أبو القاسم هبة الله بن رمضان ابن أبي العلاء المقرئ -تغمده الله تعالى برضوانه، وأسكنه غرف جنانه- فاستخرت الله تعالى، وخرجت في هذا الكتاب جملةً من مشايخي المجيزين، متكلماً على حال كل واحد منهم على جهة الاختصار، متجنباً في ذلك للتطويل والإكثار، مرتباً لهم على قدم وفياتهم -أعاد الله تعالى علينا من بركاتهم- وخرجت في ترجمة كل شخص منهم حديثاً واحداً ليكون ذلك لي إن شاء الله تعالى يوم القيامة شاهداً فيها عليه بحسب ما يقتضيه الحال، منكباً عما يفضي إلى السآمة والإملال. وبدأت بذكر جدي المذكور أول الكتاب لما أشرت إليه في ترجمته من الأسباب. وإلى الله -سبحانه- الرغبة في حسن النية، وأن ينفعنا بذلك وسائر المسلمين بفضله - ورحمته. آمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 الشيخ الأول جدي لأمي أبو القاسم هبة الله بن رمضان ابن أبي العلاء بن شبيبا - بضم المعجمة وفتح الباءين الموحدتين بينهما ياء ساكنة مثناة من تحتها. هيتي الأصل بغدادي الدار سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وغيرهم. مولده سنة عشر وخمسمئة. وتوفي في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بالمقبرة المعروفة بالوردية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 خصصته بالتقديم لأوجه: أولها لقرابته. الثاني: لعنايته بي وإفادته. الثالث: لتمييز السماع وعلو درجته - ورحمه الله تعالى وجزاه عني أفضل الجزاء بمنه ورحمته. أخبرنا جدي أبو القاسم هبة الله بن رمضان بن أبي العلاء بن شبيبا المقرئ بقراءة الحافظ أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي عليه وأنا أسمع بمدينة السلام بغداد المحروسة في يوم الخميس سادس عشري شعبان سنة أربع وثمانين وخمسمئة، أنا أبو غالب محمد بن الحسن بن علي بن زوران الماوردي قراءة عليه في سنة إحدى وعشرين وخمسمئة، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن أحمد بن النقور البزاز أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن هارون الدقاق، ثنا عبد الله - يعني ابن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا أبو محمد خلف بن هشام البزاز ومنصور بن أبي مزاحم ومحمد بن سليمان الأسدي قالوا: ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس، قال: ((دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة وعلى رأسه مغفر فلما نزعه قيل هذا ابن خطلٍ متعلقٌ بأستار الكعبة، قال: فاقتلوه)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته وثبوته من حديث إمام دار الهجرة أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المدني. أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف التنيسي وعن إسماعيل بن أبي أويس، وعن يحيى بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 قزعة وعن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. وأخرجه مسلم عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وقتيبة بن سعيد البغلاني. وأخرجه أبو داود سليمان ابن الأشعث السجستاني في سننه عن القعنبي. وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في جامعه عن قتيبة بن سعيد، وعن عيسى بن أحمد العسقلاني عن عبد الله بن وهب. وأخرجه أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في سننه عن قتيبة بن سعيد، وعن عبيد الله بن فضالة عن عبد الله بن الزبير الحميدي، عن سفيان بن عيينة، وعن محمد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم. وأخرجه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه عن هشام بن عمار وسويد بن سعيد. كلهم عن مالك، وهم اثنا عشر رجلاً. وقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وفي حديث سفيان بن عيينة كأن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 شيخ شيخي سمعه من أبي عبد الرحمن النسائي وكانت وفاته سنة ثلاث وثلاثمئة. وتوفي شيخ شيخنا في شهر رمضان سنة خمس وعشرين وخمسمئة. وابن خطل -بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة- اسمه عبد الله، ويقال: هلال، ويقال: عبد العزى. الشيخ الثاني أبو الفضل وفاء بن أسعد بن النفيس بن البهي التركي الأصل البغدادي الخباز. سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، وأبا الخطاب محفوظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 بن أحمد الكلواذاني، وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم. ولد سنة خمسمئة. وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وخمسئمة. أخبرنا أبو الفضل وفاء بن أسعد الخباز إجازة، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر الكتاني قراءةً عليه أنا أبو القاسم عمر بن جعفر بن سلم الختلي ثنا أبو علي بشر بن موسى الأسدي، ثنا أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا عبد العزيز بن محمد بن صفوان بن سليم، وسعد بن سعيد، عن عمر بن ثابت، عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من صام رمضان وأتبعه بستٍ من شوال فكأنما صام الدهر)) . حدث به عن سعد بن سعيد جماعة من الرفعاء. وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن المبارك المروزي، وأبي هشام عبد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 ابن نمير الهمداني، وأبي إبراهيم إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير عن سعد. فأما حديث عبد العزيز الدراوردي الذي خرجناه الذي جمع فيه بين صفوان ابن سليم وسعد بن سعيد فأخرجه أبو داود في سننه عن عبد الله بن محمد النفيلي. وأخرجه النسائي عن خلاد بن أسلم، كلاهما عنه، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وصفوان بن سليم أحد الثقات الذين اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثهم، وقد تابع سعداً على رواية هذا الحديث عن عمر بن ثابت، وفي ذلك دفع لقول من يقول أن سعداً تفرد به. وقد تابعه عليه غير صفوان أيضاً. وله شواهد من رواية جماعة من الصحابة سوى أبي أيوب، وأبو أيوب الأنصاري اسمه خالد بن زيد - رضي الله عنهم. الشيخ الثالث أبو المحاسن محمد ابن أبي المظفر عبد الملك بن علي بن محمد. همذاني الأصل ولد ببغداد وسمع بها من أبي نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان، وأبوي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وزاهر بن طاهر الشحامي، وأبي الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وجماعة سواهم. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وخمسمئة. أخبرنا أبو المحاسن محمد بن عبد الملك ابن الهمذاني إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين إملاء، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد الواعظ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله ابن أحمد بن حنبل، ثنا أبي ثنا عفان، ثنا همام، أنا ثابت، عن أنس أن أبا بكر -رضي الله عنه- حدثه قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه، قال: فقال: ((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) . أخرجه أبو عيسى الترمذي في جامعه عن أبي هاشم زياد بن أيوب الطوسي، عن عفان بن مسلم فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وقد أخرجه البخاري عن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 عبد الله بن محمد المسندي. ومسلم عن زهير بن حرب، وعبد بن حميد. وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أربعتهم عن حبان بن هلال، عن همام فوقع لنا عالياً أيضاً. الشيخ الرابع أبو العلاء محمد بن جعفر بن عقيل -بفتح العين وكسر القاف- بصري الأصل بغدادي المولد والدار. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الخير المبارك بن الحسين الغسال -بالغين المعجمة والسين المهملة- وعلى غيره. وسمع من أبي غالب محمد بن عبد الواحد القزاز، وأبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، وأبي الغنائم محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 علي بن ميمون النرسي، وأبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري وغيرهم. وأجاز له جماعة منهم: الحاجب أبو الحسن علي بن محمد ابن العلاف وأبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، وأبو الفتح أحمد بن محمد ابن الحداد الأصبهاني، وأبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين الذهلي الحافظ، وأبو سعد محمد بن محمد بن المطرز. مولده في ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربعمئة. وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وخمسمئة، ودفن بالشونيزي. وقد حدث عنه الحافظ أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني وتوفي قبل مولدي بثلاث عشرة سنة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 أخبرنا أبو العلاء محمد بن جعفر البصري إجازة، أنا الرئيس أبو القاسم علي ابن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا محمد بن غالب، ثنا عبد الله بن مسلمة ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أحدٍ وشج فجعل يمسح الدم عن وجهه ثم يقول: ((كيف يفلح قومٌ شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله –عز وجل-؟)) . فأنزل الله -عز وجل- {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم} . هذا حديث صحيح انفرد به مسلم فرواه عن أبي عبد الرحمن عبد الله ابن مسلمة بن قعنب القعنبي. وقع لنا موافقة عالياً بحمد الله ومنه. وثابت: هو ابن أسلم، أبو محمد البناني البصري الزاهد. الشيخ الخامس أبو المجد محمود بن نصر بن حماد بن صدقة بن الحسين ابن الشعار الحراني الأصل البغدادي المولد والدار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 سمع من أبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد الحريري، وأبوي بكر: محمد بن الحسين المزرفي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون وغيرهم. مولده سنة إحدى وخمسمئة. وتوفي في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وخمس مائة، ودفن في الجانب الشرقي. أخبرنا أبو المجد محمود بن نصر بن حماد الحراني إجازة، أنا الشيخ الفقيه أبو الوفاء علي بن عقيل بن محمد بن عقيل قراءة عليه وأنا أسمع في يوم السبت سلخ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 ربيع الأول من سنة ثمان وخمسمئة، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه وأنا أسمع، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو نعيم، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قال الله عز وجل: الصوم لي وأنا أجزي به. يدع شهوته وأكله وشربه من أجلي. والصوم جنة، وللصائم فرحتان: فرحةٌ حين يفطر وفرحةٌ حين يلقى الله -عز وجل- وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي محمد سليمان بن مهران الكاهلي، مولاهم، الكوفي الأعمش. أخرجه البخاري عن أبي نعيم، وهو الفضل بن دكين، فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي معاوية محمد بن خازم ووكيع بن الجراح، وعن زهير بن حرب عن جرير بن عبد الحميد ثلاثتهم عن الأعمش فوقع لنا عالياً جداً، فكأن شيخي حدث به عن صاحب مسلم. وأبو صالح: هو ذكوان السمان الزيات كان.. .. يجلبهما إلى الكوفة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 الشيخ السادس أبو الحسن ثعلب بن أبي المختار مذكور بن أرنب البغدادي الأكاف. سمع بإفادة أبيه من أبي العز محمد بن جابر الجناني، وأبي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وجماعة غيرهم وهو أخو شيخنا أبي الحرم رجب بن مذكور الذي يأتي ذكره والأكبر منهما. وكانت وفاته في شهر رمضان المعظم سنة تسع وسبعين وخمسمئة. أخبرنا أبو الحسن ثعلب بن مذكور بن أرنب إجازة، ثنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين لفظاً، وقرئ عليه أيضاً وأنا أسمع في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي الواعظ قراءة عليه من كتابه ونحن نسمع، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ابن مالك القطيعي قراءة عليه، فأقر به، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ابن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، قال: حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رحمه الله- ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 : ((لا يصيب المؤمن شوكةٌ فما فوقها إلا رفعه الله -عز وجل- بها درجةٌ وحط عنه بها خطيئةٌ)) . هذا حديث صحيح من حديث أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش. انفرد به مسلم فرواه عن أبي بكر بن أبي شيبة، وأبي كريب، وإسحاق بن إبراهيم عن أبي معاوية محمد بن خازم، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وقد أخرجه مسلم من حديث منصور بن المعتمر عن إبراهيم فوقع لنا عالياً أيضاً. الشيخ السابع أبو محمد صالح بن عبد الرحمن بن علي بن زرعان الواسطي الأصل البغدادي المولد والدار التاجر. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا الحسين محمد بن محمد بن الفراء، وأبوي غالب: محمد بن الحسن الماوردي وأحمد بن الحسن ابن البناء وأبوي بكر: محمد بن الحسين المزرفي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. وكان مولده سنة سبع وخمسمئة. وتوفي في صفر، ويقال في ليلة التاسع والعشرين من رجب، ويقال في شهر رمضان وهذا هو الأشبه، سنة تسع وسبعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وزرعان: بفتح الزاي وسكون الراء المهملة وعين مهملة وفي آخره نون. أخبرنا أبو محمد صالح بن عبد الرحمن بن علي التاجر إجازة، أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد القزاز قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمئة، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن إسماعيل بن سويد، أنا أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد، ثنا محمد، يعني ابن المنادي، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن إسماعيل، عن قيس، عن سعد بن أبي وقاص قال: ((لقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -ما لنا طعام إلا ورق الحبلة -أو الحبلة هكذا حدث شعبة- حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام. لقد خبت إذاً وضل عملي)) . أخرجه البخاري عن عبد الله بن محمد، عن وهب بن جرير، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وأخرجه البخاري ومسلم من طرق إلى إسماعيل، وهو ابن أبي خالد، وقيس: هو ابن أبي خازم. الشيخ الثامن أبو القاسم عبيد الله بن أبي الفرج علي بن خازم محمد بن أبي يعلى محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خلف ابن الفراء البغدادي الحنبلي العدل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 سمع بإفادة أبيه، وبنفسه، من أبوي الحسن: علي بن هبة الله بن عبد السلام وأحمد بن عبد الله ابن الأبنوسي، وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبي سعد أحمد بن محمد الزوزني، وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد ابن البدن، وأبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، وجماعة غيرهم. وهو من بيت الحديث، حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه. ولد في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمسمئة. وتوفي في ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمئة ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء الشاهد إجازة أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الصائغ قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر الخطيب، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الكتاني، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد، وهو ابن عبد العزيز البغوي، ثنا سريج، يعني ابن يونس، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن الأعمش عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل وهو صائم. هذا حديث صحيح انفرد به مسلم فرواه في كتابه عن أبي الفضل شجاع ابن مخلد البغوي، عن أبي سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 وأبو زائدة: اسمه خالد، ويقال هبيرة. وأبو الضحى: هو مسلم بن صبيح. الشيخ التاسع أبو محمد سعيد بن أبي البقاء الموفق بن علي بن جعفر النيسابوري ثم البغدادي الصوفي الخازن. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني وأبا عبد الله الحسين ابن الفرخان السمناني، وشيخ الشيوخ أبا البركات إسماعيل بن أحمد النيسابوري وغيرهم. ولد سنة خمس وخمسمئة في رجب. وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين وخمسمئة. أخبرنا أبو محمد سعيد بن الموفق بن علي الخازن إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين، أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو الأسود، عن عكرمة، عن عبد الله ابن عمرو، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من قتل دون ماله مظلوماً فله الجنة)) . أخرجه البخاري في صحيحه منفرداً به عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 يزيد المقرئ، فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. ولفظه في كتابه: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من قتل دون ماله فهو شهيدٌ)) . وخالف البخاري جماعة من كبار أصحاب أبي عبد الرحمن المقرئ فرووه باللفظ الذي أخرجناه. واسم أبي أيوب والد سعيد: مقلاص. وأبو الأسود: هو محمد بن عبد الرحمن المعروف باسم عروة. وعكرمة: هو أبو عبد الله مولى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- وليس له في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص سوى هذا الحديث الواحد. الشيخ العاشر أبو الفتح عبيد الله ابن أبي محمد عبد الله بن محمد بن نجا بن محمد بن علي بن شاتيل البغدادي الدباس. سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش، وأبا القاسم علي ابن الحسين الربعي وجماعةً. وتفرد بالرواية عن أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وأبي بكر أحمد بن المظفر بن سوسن، والحاجب أبي الحسن علي بن محمد بن العلاف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمئة. وتوفي في رجب سنة إحدى وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. وقد حدث عنه الإمام تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم ابن السمعاني. وتوفي قبل مولدي بسنين. أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدباس إجازة، أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد البندار، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز، أنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن الحارث الدهقان، ثنا أبو يحيى جعفر بن هاشم البزاز، ثنا أبو الوليد، ثنا أبو هاشم صاحب الزعفراني، ثنا صالح بن عبيد، عن قبيصة بن وقاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يكون عليكم أمراء بعدي يؤخرون الصلاة، فهي لكم وهي عليهم فصلوا معهم ما صلوا بكم القبلة)) . انفرد به أبو داود السجستاني فرواه عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي، مولاهم، البصري الطيالسي، عن أبي هاشم، وهو عمار بن عمارة الزعفراني البصري، فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وقبيصة بن وقاص له صحبة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهو سلمي من بني بهثة بن سليم، عداده في أهل البصرة. وقال أبو القاسم البغوي: سكن المدينة وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 الشيخ الحادي عشر أبو حفص عمر بن أبي بكر علي بن الحسين البغدادي المأموني المقرئ المعروف بابن التبان -بالتاء المثناة من فوقها والباء الموحدة وآخره نون-. سمع أبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني وزاهر بن طاهر ابن محمد الشحامي: وأبوي بكر: محمد بن الحسين المزرفي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم اليونارتي الحافظ وغيرهم. ولد في رجب سنة سبع وخمسمئة. وتوفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين وخمسمئة ببغداد. وسمى بعضهم إياه: غانماً. أخبرنا أبو حفص عمر بن أبي بكر بن علي المقرئ إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءةً عليه، أنا القاضي أبو القاسم علي ابن المحسن بن علي التنوخي قراءةً عليه، أنا الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق والحسن بن جعفر الخرقي، قالا: ثنا محمد بن يحيى بن سليمان، ثنا عاصم بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 علي، ثنا المسعودي، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة)) . هذا حديث غريب من حديث أبي عمرو يزيد بن أبان الرقاشي البصري، وكان رجلاً صالحاً وليس بالقوي في الحديث رواه عنه المسعودي، وهو عبد الرحمن ابن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي حدث عنه شعبة وجماعة من الكبار، ووثقه الإمام أحمد بن حنبل، وأثنى عليه مسعر بن كدام غير أنه اختلط بآخرةٍ. وعاصم بن علي: هو أبو الحسن الواسطي، حدث عنه البخاري في ((الصحيح)) ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، ثقة، وقد تابعه أبو محمد الحسن بن علويه القطان، وهو ثقة، فرواه عن عاصم بن علي. وقد رواه الحارث بن مرة الحنفي البصري، عن يزيد الرقاشي. كما رواه المسعودي. وقال يحيى بن معين: الحارث بن مرة ثقة. وقال أبو حاتم الرازي: يكتب حديثه. وقد روى هذا الحديث أبو إياس معاوية بن مرة عن أنس بن مالك وأخرجه أبو داود في سننه والترمذي في جامعه والنسائي في اليوم والليلة من حديثه، وقال الترمذي حديث حسن. ورواه أيضاً عن أنس بن مالك يزيد بن أبي مريم السلولي وأخرجه النسائي في اليوم والليلة من حديثه عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 الشيخ الثاني عشر أبو الغنائم عبد الرحمن، ويسمى أيضاً غنيمة، بن جامع بن غنيمة البغدادي الأزجي الميداني البناء الفقيه. سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأصفهاني وغيرهم. توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين وخمسمئة، ودفن بباب حرب. وهو من ميدان باب الأزج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 أخبرنا أبو الغنائم عبد الرحمن بن جامع بن غنيمة البناء الفقيه إجازة، أنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر اليوسفي، أنا محمد بن عبد الملك بن محمد بن بشران، أنا محمد بن العباس بن حيويه الخزاز، ثنا ابن أبي داود، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله، ثنا شعبة بن الليث بن سعد، عن كثير بن فرقد، عن نافع أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يكري المزارع فحدث أن رافع بن خديج يأثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن ذلك، فقال نافع: فخرج إليه أبي البلاط وأنا معه فسأله فقال: نعم نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كراء المزارع. فترك عبد الله كراءها. أخرجه أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في سننه عن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم بن أعين المصري. فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله تعالى ومنه. وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحهما من حديث أبي بكر أيوب بن أبي لهيعة السختياني عن نافع. الشيخ الثالث عشر أبو العز عبد المغيث ابن أبي حرب زهير بن علوي البغدادي الحربي. سمع آباء القاسم: هبة الله بن الحصين، وهبة الله بن أحمد الحريري وزاهر بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 طاهر الشحامي وعبد الله بن أحمد اليوسفي وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وجماعة غيرهم. ولد تخميناً سنة خمسمئة. وتوفي في المحرم سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو العز عبد المغيث بن زهير الحربي إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب قراءةً عليه، أنا أبو بكر أحمد بن حفص بن حمدان بن مالك القطيعي، أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني أنا أبي، ثنا وكيع، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أقبل الليل، وقال مرةً إذا جاء الليل، من هاهنا فقد أفطر الصائم - يعني المشرق والمغرب)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 أخرجه أبو داود سليمان بن الأشعث في سننه عن الإمام أبي عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن وكيع فوقع لنا بدلاً عالياً. واتفق البخاري ومسلم على إخراجه في الصحيح من حديث هشام بن عروة، عن أبيه، وإخراجه أبو عيسى الترمذي في جامعه عن هارون بن إسحاق عن عبدة بن سليمان، عن هشام. الشيخ الرابع عشر أبو السعادات نصر الله، ويسمى أيضاً المبارك، ابن أبي منصور عبد الرحمن ابن أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل -بضم الميم وفتح النون وبعد الألف زاي وآخره لام- الشيباني البغدادي القزاز البيع المعروف بابن زريق -بتقديم الزاي على الراء المهملة-. سمع جده أبا غالب محمد بن عبد الواحد، ووالدته شمس النهار بنت الحافظ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 أبي علي أحمد بن محمد البرداني، وأبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وأبا القاسم علي بن الحسين الربيعي، وأبا الحسن علي بن محمد ابن العلاف، وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي، وغيرهم. وتفرد بالرواية عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي وغيره. وهو من بيت الحديث، حدث هو، وأبوه، وجده، مولده في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربعمئة. وتوفي في ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. وحدث عنه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني -رضي الله عنهم أجمعين-. أخبرنا أبو السعادات نصر الله بن عبد الرحمن القزاز إجازة، أنا أبو سعد محمد ابن عبد الكريم بن محمد ابن عبد الكريم بن محمد بن خشيش الكاتب، أنا أبو علي الحسن بن أحمد ابن إبراهيم بن شاذان البزاز، أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الآدمي، ثنا علي بن محمد بن عبد الملك، ثنا أبو الوليد، ثنا سلام ابن أبي مطيع، قال: سمعت معمراً، عن الزهري، عن عامر بن سعد، عن سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطى قوماً ومنع آخرين، قال: قلت: يا رسول الله انطيت فلاناً ومنعت فلاناً وهو مؤمن، فقال: لا تقل مؤمن ولكن قل مسلم. قال: وقال ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 شهاب: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} . أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه عن أبي سعيد عمرو بن منصور النسائي، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي فوقع لنا عالياً جداً فكأن علي ابن شاذان سمعه من النسائي، وتوفي أبو علي ابن شاذان سنة ست وعشرين وأربعمئة وتوفي النسائي سنة ثلاث وثلاثمئة. واتفق البخاري ومسلم على إخراجه في الصحيح بمعناه من حديث جماعة من أصحاب الزهري. الشيخ الخامس عشر أبو الفتح محمد بن يحيى بن محمد بن مواهب بن إسرائيل البرداني البغدادي. سمع أبا غالب محمد بن عبد الواحد القزاز وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان، وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، وغيرهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 ولد في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربعمئة. وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو الفتح محمد بن يحيى بن مواهب البرداني إجازة، أنا الشريف أبو علي محمد بن محمد بن عبد العزيز ابن المهدي بالله قراءةً عليه في صفر سنة ثمان وخمسمئة، ثنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن عمر بن محمد القزويني إملاء، ثنا عمر بن أحمد بن هارون الآجري، ثنا عثمان بن عبدوس بن عمرو، ثنا علي بن شعيب، ثنا شبابة، ثنا شعبة عن التميمي، قال: سمعت أبا عثمان النهدي - يحدث عن أسامة بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي المعتمر سليمان بن طرخان البصري المري، مولاهم، ويعرف بالتميمي لنزوله فيهم. أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جماعة من أصحابه. فأما حديث أبي بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد هذا الذي أخرجناه فانفرد به البخاري فرواه في صحيحه، عن أبي الحسن آدم ابن أبي إياس، عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 الشيخ السادس عشر أبو جعفر هارون ابن أبي الفضل محمد بن أبي جعفر عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد (ابن) المهتدي بالله الهاشمي البغدادي العدل الخطيب. سمع أبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبا القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين وغيرهما. ولد في صفر، وقيل في محرم، سنة عشر وخمسمئة. وتوفي في صفر سنة أربع وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو جعفر هارون بن محمد بن عبد الله الهاشمي إجازة، أنا أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر قراءةً عليه وأنا أسمع في سنة خمس عشرة وخمسمئة، أنا أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني الحسن بن عبد العزيز المصري، ثنا عبد الله بن يحيى المعافري، ثنا حيوة، عن شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول: حدثني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه- يقول: ((إن دعاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 الأخ لأخيه في الله تعالى مستجابٌ)) . هذا إسناد مصري المخرج. والحسن بن عبد العزيز: هو أبو علي الجذامي الجروي المصري. وعبد الله بن يحيى: هو أبو يحيى البريس المصري. وحيوة: هو أبو زرعة حيوة بن شريح التجيبي المصري. وشرحبيل: هو أبو محمد شرحبيل بن عمرو بن شريك المعافري المصري. وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري المصري. والصنابحي: هو أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة المرادي شهد الفتح بمصر. وقد حدث به الحافظ أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن بريس بن عبد الأعلى الصدفي، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن وهب، عن حيوة بن شريح. الشيخ السابع عشر أبو محمد، ويقال أبو مقيم، ظاعن بن محمد بن محمود بن الفرج القرشي الأسدي الزبيري المقرئ البغدادي الأزجي. سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملة الأصبهاني، وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وغيرهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وحدث عنه تاج الإسلام أبو سعد ابن السمعاني، وأبو الخطاب عمر بن محمد العليمي الحافظان وغيرهما. ولد في ذي الحجة سنة ستة وتسعين وأربعمئة. وتوفي في ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو محمد ظاعن بن محمد بن محمود الزبيري إجازة، أنا [أبو] (1) عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن ملة الأصبهاني إملاءً من لفظه في ربيع الآخر سنة ثمان وخمسمئة، أنا عبد الرزاق بن أحمد، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب -رحمه الله-، ثنا أبو بكر ابن أبي عاصم، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن الزهري أن محموداً أخبره أن عبادة أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته وثبوته من حديث أبي بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري. أخرجه مسلم عن أبي محمد، ويقال أبو علي، الحسن بن علي الهذلي الحلواني الخلال فوقع لنا عالياً موافقة بحمد الله ومنه. وأخرجه هو والبخاري من طرق إلى الزهري. ومحمود: هو أبو محمد، ويقال أبو نعيم، محمود بن الربيع الأنصاري الحارثي المدني أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صغير، وعقل عنه.   (1) ليست في المطبوع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 الشيخ الثامن عشر أبو الفرج المبارك ابن أبي بكر عبد الله ابن أبي منصور محمد ابن أبي الحسين أحمد ابن أبي الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور البغدادي العدل البزاز. سمع بإفادة أبيه، وبنفسه، من آباء القاسم: هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني وهبة الله بن أحمد الحريري وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. ولد في سنة أربع عشرة وخمسمئة. وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. وهو من بيت الحديث، حدث هو، وأبوه وجده، وجد أبيه. وبه ختم بيت بني النقور. أخبرنا أبو الفرج المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور العدل إجازة، ثنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين إملاء، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي قراءة عليه، أنا القاضي أبو محمد جعفر بن أحمد بن البهلول وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتاني وأبو القاسم عبيد الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 بن محمد بن حيان قراءة عليهم، قالوا: أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة، عن أبي صخرة جامع بن شداد قال، سمعت حمران بن أبان - يحدث أبا بردة وأنا معه أنه سمع عثمان بن عفان -رضي لله عنه- حدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من أتم الوضوء كما أمره الله فالصلوات الخمس كفاراتٌ لما بينهن)) . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ العنبري، عن أبيه، وعن أبي موسى محمد بن المثنى وأبي بكر محمد بن بشار بندار، عن غندر. وأخرجه النسائي عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. وأخرجه ابن ماجة عن بندار، عن غندر ثلاثتهم عن شعبة فوقع لنا عالياً بحمد الله ومنه. فكأن أبا القاسم التنوخي سمعه من مسلم والنسائي وابن ماجة. وتوفي أبو القاسم التنوخي سنة سبع وأربعين وأربعمئة. الشيخ التاسع عشر أبو الحسن علي ابن أبي محمد يحيى بن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله البغدادي المدير ويعرف بابن الطراح. سمع من والده، ومن آباء القاسم: هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين وهبة الله بن عبد الله الواسطي وهبة الله بن أحمد الحريري المعروف بابن الطبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي النصري وغيرهم. وهو من بيت الحديث، حدث هو، وأبوه، وجده. ولد في صفر سنة إحدى وخمسمئة. وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بمقبرة الشونيزي. أخبرنا أبو الحسن علي بن يحيى بن علي بن محمد الوكيل إجازة، أنا أبو الفضل محمد بن الحسين الإسكاف قراءة عليه، أنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد الخياط. قال شيخنا أبو الحسن علي بن يحيى: وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري بقراءتي عليه قلت له: أخبركم أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري إجازة فأقر به، قالا جميعاً: أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يوسف العلاف، أنا أبو علي الحسن بن صفوان البردعي، ثنا أبو بكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، عن منصور بن أبي الأسود، عن الحسن بن عبيد الله، عن ثعلبة البصري قال: قال لنا أنس بن مالك: لأحدثنكم بحديث لا يحدثكم به أحد بعدي. كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - جلوساً فضحك، فقال: تدرون مما ضحكت؟ قالوا: الله ورسوله أعلم! قال: عجبت للمؤمن أن الله تعالى لا يقضي له قضاءً إلا كان خيراً له)) . أخرجه البخاري في تاريخه الكبير من حديث سعيد بن سليمان عن منصور. وثعلبة هذا: هو أبو بحر ثعلبة بن مالك، كوفي نزل البصرة، وقيل هو من أهل أصبهان. ويقال أنه مولى أنس بن مالك. قال أبو حاتم الرازي: صالح الحديث. وقد تابع الحسن بن عبيد الله على روايته هذا الحديث عن ثعلبة القاسم ابن سريح وغيره. وقد قيل فيه ثعلبة بن الحكم، وهو وهم، والصحيح ما قدمناه. الشيخ العشرون هو أبو طاهر عبد الجبار ابن أبي البقاء هبة الله بن القاسم بن منصور بن البندار البغدادي الحريمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 سمع أبا الغنائم محمد بن محمد بن المهتدي بالله، وأبا البركات هبة الله بن محمد بن البخاري، وأبا الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد الحريري (و) جماعة سواهم. وكان من بيت الحديث والرواية. ولد في شهر رمضان سنة أربع وخمسمئة. وتوفي في شوال سنة أربع وثمانين وخمسمئة ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو طاهر عبد الجبار بن هبة الله بن القاسم الحريمي إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري بقراءتي عليه في شوال سنة اثنتين وعشرين وخمسمئة، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة وأنا أسمع، أنا محمد، هو ابن عبد الله بن خلف بن بخيت أبو بكر الدقاق، ثنا محمد بن صالح بن ذريح، ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري حدثني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفرد الحج. أخرجه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي في جامعه، وأبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه، عن أبي مصعب أحمد ابن أبي بكر الزهري المدني فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه مسلم في صحيحه عن إسماعيل ابن أبي أويس وعن يحيى بن يحيى. وأخرجه أبو داود عن عبد الله بن مسلمة القعنبي. وأخرجه النسائي عن عبيد الله بن سعيد وإسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي. أربعتهم عن مالك، فوقع لنا بدلاً عالياً. وفي حديث ابن مهدي كأن أبا إسحاق البرمكي سمعه من أبي عبد الرحمن النسائي وكانت وفاة أبي إسحاق البرمكي سنة خمس وأربعين وأربعمئة. الشيخ الحادي والعشرون أبو طالب المبارك ابن أبي البركات المبارك بن المبارك البغدادي الكرخي الشافعي العدل الفقيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني والفقيه أبا الحسن محمد ابن المبارك بن الخل وبه تخرج، أبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد القاضي وغيرهم. ودرس بالمدرسة النظامية. وكانت وفاته في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وخمسمئة ببغداد، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. أخبرنا أبو طالب المبارك بن المبارك بن المبارك الكرخي إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، وأبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله الأنصاري قراءة عليهما، قالا أنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري الإمام، أنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني، ثنا أبو خليفة، ثنا القعنبي، عن شعبة عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود البدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت)) . أخرجه أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني في سننه، عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. أخرجه البخاري في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 صحيحه عن أبي الحسن آدم بن أبي أياس العسقلاني، عن شعبة، فوقع لنا بدلاً عالياً. وأبو مسعود، اسمه ابن عمر الأنصاري، وعرف بالبدري لنزوله ببدر لا لشهوده الواقعة المشهورة، وقد قيل أنه شهد بدراً، والمشهور هو الأول. الشيخ الثاني والعشرون أبو جعفر محمد ابن أبي المظفر عبد الواحد ابن أبي غالب محمد بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر بن أحمد ابن الصباغ البغدادي الشافعي العدل الفقيه. سمع أبا السعادات أحمد بن أحمد المتوكلي، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وغيرهم وناب في التدريس بالمدرسة النظامية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 وكان مولده في ذي القعدة سنة ثمان وخمسمئة. وتوفي في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وخمسمئة ببغداد ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الواحد بن محمد بن علي البغدادي إجازة، أنا أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد الهاشمي قراءة عليه، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد السمناني، ثنا أبو الحسن علي بن أحمد البيهصي، ثنا محمد بن عبد الله بن خالد الذهلي، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا بشر بن الوليد القاضي، ثنا أبو يوسف، ثنا أبو حنيفة، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) . هذا حديث غريب من حديث الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي الفقيه. وله طرق كثيرة عن أنس بن مالك. وروي أيضاً من حديث علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس وأبي سعيد الخدري وليس منها طريق تقوم به الحجة. الشيخ الثالث والعشرون أبو الحسن علي بن محمد بن علي البغدادي البراندسي المقرئ الفقيه. سمع أبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين وإسماعيل بن السمرقندي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 وأبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء، والحافظ أبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي. مولده سنة ثمانين وأربعمئة. وتوفي في ربيع الأول سنة ست وثمانين وخمسمئة، وهو ابن مائة سنة وست سنين على ما قيل. وبراندسي التي نسب إليها: قرية من قرى نهر عيسى. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب. أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا همام، عن ثابت، عن أنس قال: قال أبو بكر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 للنبي - صلى الله عليه وسلم - وهما في الغار: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، قال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما! هكذا وقع في الأصل وقد سقط منه رجل بين الإمام أحمد وهمام بن يحيى -رضي الله عنهما- والحديث معروف من رواية همام. وقد قال أبو عيسى الترمذي إنما يروى من حديث همام وقد تقدم الكلام عليه. الشيخ الرابع والعشرون أبو الفضل مسعود بن علي بن عبيد الله بن النادر البغدادي الصفار العدل. سمع الكثير من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري، وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وجماعة غيرهم. ولد في سلخ المحرم سنة ست عشرة وخمسمئة وتوفي في المحرم سنة ست وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بمقبرة السمرقندي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 أخبرنا أبو الفضل مسعود بن علي بن عبيد الله البغدادي إجازة، أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري بقراءتي عليه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب ابن ماسي البزاز، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي، ثنا الأنصاري، حدثني حميد، عن أنس أن الربيع بنت النضر عمته لطمت جارية فكسرت سنها فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا العفو فأبوا فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم بالقصاص فجاء أخوها أنس بن النضر. فقال يا رسول الله أتكسر سن الربيع والذي يأتيك بالحق لا تكسر سنها، قال: يا أنس كتاب القصاص، فعفا القوم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من عباد الله -عز وجل- من لو أقسم على الله لأبره)) . هذا حديث صحيح انفرد به البخاري فرواه عن أبي عبد الله، ويقال أبو المثنى، محمد بن عبد الله الأنصاري النصري، فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه البخاري أيضاً عن محمد بن سلامة البيكندي، عن مروان بن معاوية الفزاري، عن حميد الطويل، فوقع لنا عالياً. كأن أبا إسحاق البرمكي سمعه من البخاري وقد تقدم ذكر وفاته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 الشيخ الخامس والعشرون أبو العباس أحمد ابن أبي الحسن علي بن هبة الله بن الحسين بن علي بن محمد بن يعقوب بن الحسين بن المأمون الهاشمي البغدادي العدل المعروف بابن الزوال. سمع أبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وغيرهم. وكان مكثراً. ولد في ذي القعدة سنة تسع وخمسمئة ببغداد. وتوفي بها في شعبان سنة ست وثمانين وخمسمئة. أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن هبة الله بن المأمون إجازة، أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز قراءة عليه، ثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 الجوهري إملاء أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه وأنا أسمع، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن بكر-يعني ابن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار، عن عبد الرحمن -هو ابن جابر بن عبد الله-، عن أبي بردة بن نيار -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يحل لأحد أن يضرب أحداً فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله -عز وجل-)) . أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه، عن أبي يحيى محمد بن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، عن أبيه، فوقع لنا عالياً جداً، فكأن أبا محمد الجوهري سمعه من النسائي، وكانت وفاة أبي محمد سنة أربع وخمسين وأربعمئة وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحيهما من حديث بكير بن عبد الله بن الأشج. وقيل فيه عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عن أبيه، عن أبي بردة. وأبوه بردة: هو هانئ بن نيار الأنصاري المدني، وليس له في الصحيحين سوى هذا الحديث الواحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 الشيخ السادس والعشرون أبو محمد يوسف بن الحسن بن أبي البقاء بن الحسن العاقولي الأصل البغدادي المولد والدار المأموني المقرئ. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبا الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبوي الفضل محمد بن عمر الفقيه ومحمد بن ناصر الحافظ، وغيرهم. ولد في صفر سنة عشر وخمسمئة. وتوفي في صفر سنة سبع وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 أخبرنا أبو محمد يوسف بن الحسن ابن أبي البقاء العاقولي إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري قراءة عليه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي، أنا أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه أنا الباغندي، ثنا جعفر بن إسحاق الأزرق، ثنا إسحاق بن يوسف، عن شريك عن حصين، عن الشعبي، عن قيس بن سعد بن عبادة، قال: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لأساقفتهم ورهبانهم فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت يا رسول الله إنك أحق أن يسجد لك! إني رأيتهم يسجدون لرهبانهم وأساقفتهم فقال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. انفرد به أبو داود فأخرجه في سننه، عن أبي عثمان عمرو بن عون السلمي الواسطي، عن إسحاق بن يوسف الأزرق، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وشريك: هو أبو عبد الله شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي. وحصين: هو أبو الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي الكوفي المباركي. آخر الجزء الأول من مشيخة الشيخ الصالح أبي الحسن محمد ابن الأنجب البغدادي الصوفي. من تخريج الحافظ رشيد الدين أبي بكر محمد ابن الشيخ الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 الجزء الثاني من مشيخة الشيخ الأجل صائن الدين أبي الحسن محمد ابن الأنجب البغدادي الصوفي النعالي. تخريج الحافظ رشيد الدين أبي بكر محمد ابن الشيخ الإمام الحافظ زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة المنذري –تغمده الله برحمته- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 بسم الله الرحمن الرحيم. رب أعن الشيخ السابع والعشرون أبو المعالي عبد المنعم ابن أبي البركات عبد الله ابن أبي عبد الله محمد ابن أبي مسعود الفضل ابن أبي الفضل أحمد الصاعدي الفراوي الأصل النيسابوري المولد والدار. سمع من جده أبي عبد الله محمد بن الفضل، وأبيه أبي البركات عبد الله وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري وغيرهم. وتفرد بالرواية عن أبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيروئي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 ولد في شهر ربيع الأول سنة سبع وأربعمئة. وتوفي في شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمئة بنيسابور. وهو من بيت الحديث، حدث هو، وأبوه، وجده، وجد أبيه، وجد جده، وولده أبو الفتح منصور بن عبد المنعم، وولد ولده محمد بن منصور. أخبرنا أبو المعالي عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد إجازة، أنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروئي، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، ثنا زكريا بن يحيى بن أسد المروزي أبو يحيى ببغداد سنة ثمان وسبعين ومئتين، ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رجل: يا رسول الله متى الساعة، قال: ((وما أعددت لها)) فلم يذكر كثيراً إلا أنه يحب الله ورسوله، قال: ((فأنت مع من أحببت)) . هذا حديث صحيح انفرد به مسلم فرواه عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وأبي عثمان عمرو بن محمد بن بكير الناقد وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني وأبي عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، أربعتهم عن ابن عيينة، فوقع لنا بدلاً عالياً. وأخرجه مسلم أيضاً عن محمد بن رافع وعبد بن حميد، عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد، عن الزهري فوقع لنا عالياً جداً، فكأن أبا بكر الشيروئي سمعه من مسلم، وتوفي الشيروئي سنة عشر وخمسمئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 الشيخ الثامن والعشرون أبو طاهر يحيى ابن أبي القاسم مقبل بن أحمد بن بركة بن عبد الملك ابن الصدر البغدادي الحريمي المعروف بابن الأبيض. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد، وأبا بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وغيرهم. ولد في شعبان سنة عشر وخمسمئة. وتوفي في ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو طاهر يحيى بن مقبل بن أحمد إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبدة بن سليمان، ثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، وكان ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أفاض من عرفة، قال: فرأى الناس يوضعون فأمر مناديه فنادى: ((ليس البر بإيضاع الإبل والخيل فعليكم بالسكينة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 هذا المتن ثابت من رواية أبي العباس عبد الله بن العباس، عن أخيه أبي محمد الفضل بن العباس. وفي هذا الإسناد أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي قاضيها وهو ضعيف الحديث. وكان يحيى بن معين يضعف حديثه عن عطاء. وعطاء: هو أبو محمد عطاء بن أبي رباح، واسم أبي رباح أسلم القرشي، مولاهم، المكي. الشيخ التاسع والعشرون أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بن أبي حبة البغدادي الطحان سمع آباء القاسم: هبة الله بن محمد بن عبد الواحد وهبة الله بن أحمد الحريري وزاهر بن طاهر الشحامي وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبوي بكر: محمد بن الحسين المزرفي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. ولد في رجب سنة ست عشرة وخمسمئة. وتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمئة بمدينة حران، ودفن بظاهرها. وحبة: بفتح الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة وفتحها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 أخبرنا أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله البغدادي إجازة، أنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البناء قراءة عليه وأنا أسمع سنة ست وعشرين وخمسمئة، أنا القاضي أبو العلاء محمد بن الحسين بن محمد ابن الفراء قراءة عليه وأنا أسمع سنة ست وخمسين وأربعمئة، ثنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي الشكري، أنا أحمد بن عبد الجبار الصوفي، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا عبد الأعلى، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يبيع حاضر لباد ولا تناجشوا ولا يزيد الرجل على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتستلفي إناءها)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي عروة معمر بن راشد. أخرجه مسلم عن أبي بكر بن شيبة فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه البخاري عن مسدد بن مسرهد، عن يزيد بن زريع، عن معمر، فوقع لنا عالياً أيضاً. وأخرجاه من طرق أخر إلى الزهري. الشيخ الثلاثون أبو جعفر عبيد الله ابن أبي المعالي أحمد بن علي بن علي البغدادي المعروف بابن السمين. سمع أبوي القاسم: هبة الله بن أحمد بن الطبر وسعيد بن أحمد ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 البناء، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وأبا العباس أحمد ابن أبي غالب المعروف بابن الطلاية الزاهد وغيرهم. توفي بالموصل في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وخمسمئة. أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد البغدادي إجازة، أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز قراءة عليه في جمادى الأولى من سنة إحدى وثلاثين وخمسمئة. قيل له: أخبركم أبو الغنائم محمد بن علي بن علي الدجاجي، أنا أبو نصر أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الشاه المروروذي قدم علينا من الحج، أنا الإسماعيلي -يعني أبا بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني -الحافظ- ثنا أبو عثمان محمد بن عثمان بن أبي سويد الذراع، ثنا ابن قعنب، ثنا مالك، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث إمام دار الهجرة أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الحميري الأصبحي المدني الفقيه. أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف وعبد الله بن مسلمة القعنبي وأخرجه أبو داود عن القعنبي، فوقع لنا موافقة لهما بحمد الله ومنه. وأخرجه مسلم عن يحيى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 ابن يحيى. وأخرجه النسائي عن قتيبة بن سعيد كلاهما عن مالك فوقع لنا بدلاً بحمد الله ومنه. الشيخ الحادي والثلاثون أبو الحرم -بضم الحاء والراء المهملتين- ويقال أبو عثمان رجب ابن أبي المختار مذكور بن أرنب البغدادي الأزجي الأكاف. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبا غالب وأبا عبد الله أحمد ويحيى ابني الحسن بن أحمد ابن البناء، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفراء وغيرهم. وهو أخو شيخنا ثعلب بن مذكور المقدم ذكره. توفي أبو الحرم هذا في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وخمسمئة ببغداد ودفن بمقبرة الحلبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 أخبرنا أبو الحرم رجب بن مذكور الأكاف إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز قراءة عليه في شهر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وأربعمئة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قراءة عليه في صفر سنة أربع وخمسين وثلاثمئة، ثنا أبو المعلى محمد بن شداد المسمعي، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا هشام، عن قتادة، عن أنس، قال: لأحدثنكم حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحدثكموه أحد سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعدي، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويظهر الزنا وتشرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون في الخمسين امرأة القيم الواحد)) . هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه منفرداً به عن أبي عمر حفص بن عمر النمري البصري المعروف بالحوضي، وعن أبي عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، مولاهم، البصري، كلاهما عن أبي بكر هشام بن أبي عبد الله البصري المعروف بالدستوائي، فوقع لنا عالياً بحمد الله ومنه. وأبو عامر العقدي: بصري واسمه عبد الملك بن عمرو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 الشيخ الثاني والثلاثون أبو الفتح أحمد ابن أبي غالب محمد بن محمد بن محمد بن الحسين بن السكن البغدادي المراتبي المعروف بابن المعوج. سمع أبوي القاسم: إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وسعيد بن أحمد ابن البناء وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبا الحسن علي بن هبة الله ابن عبد السلام، وأبا عبد الله الحسين بن علي المقرئ سبط الشيخ أبي منصور الخياط وغيرهم. وهو من بيت الحديث. وتوفي في ذي القعدة، ويقال في ذي الحجة، سنة تسع وثمانين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن السكن إجازة، قال: قرأ علي والدي أبي غالب محمد بن محمد، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري قراءة عليه، أنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين، ثنا أبو الحسن نعيم بن عبد الملك الاسترابادي، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان، ثنا يحيى بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 عبيد الله بن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن ابن الهاد، عن الوليد بن أبي هشام، عن الحسن البصري، عن أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لن تؤمنوا بالله حتى تحابوا، أفلا أدلكم على ما تحابون عليه؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: أفشوا السلام بينكم، والذي نفسي بيده! لا تدخلون الجنة حتى تراحموا قالوا: يا رسول الله كلنا رحيم. قال: ليس رحمة أحدكم خاصة ولكن رحمة العامة مرتين)) . أخرجه أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في سننه عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري الفقيه، عن أبي عبد الملك شعيب بن الليث بن سعد، عن أبيه أبي الحارث الليث بن سعد الفهمي، مولاهم، فوقع لنا عالياً بحمد الله ومنه. ورواية الحسن عن أبي موسى منقطعة، ذكر علي بن المديني وأبو حاتم الرازي وغيرهما أن الحسن لم يسمع من أبي موسى. الشيخ الثالث والثلاثون أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس القزويني الطالقاني الشافعي الفقيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 سمع ببلده أبا إسماعيل بن يوسف وغيره. وسمع بنيسابور من أبي عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي، وأبي القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي وأخيه وجيه بن طاهر، وأبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري، وأبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي وغيرهم. وسمع بخراسان والعراق من جماعة. ووعظ بجامع القصر الشريف. ودرس بالمدرسة النظامية ببغداد. وأملى، وانتفع به جماعة. وكان مولده في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وخمسمئة. وتوفي في المحرم سنة تسعين وخمسمئة بقزوين. أخبرنا أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني إجازة، أنا أبو الفتوح إسماعيل بن علي بن محمد بن حمزة الجعفري الطوسي، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن خلف الشيرازي، أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصفهاني الزاهد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، أنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته وثبوته من حديث أبي سعيد يحيى بن سعيد الأنصاري المدني القاضي رواه عنه العدد الكبير من الأئمة وغيرهم. واتفق البخاري ومسلم على إخراجه عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي البصري، فوقع لنا موافقة، ولم يتفقا على إخراجه عن شيخ واحد سواه، وأخرجاه من طرق إلى يحيى بن سعيد. وأخرجه النسائي في سننه عن عمرو بن منصور عن القعنبي، فوقع لنا عالياً بحمد الله ومنه. الشيخ الرابع والثلاثون أبو الفرج عبد الرحمن ابن أبي الحسن محمد بن أبي طالب عبد القادر بن أبي بكر محمد بن عبد القادر بن يوسف الأصبهاني ثم البغدادي العدل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 سمع أبوي القاسم. هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد الحريري وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري. وله إجازة من جده أبي طالب عبد القادر بن محمد. ولد مستهل رجب سنة ست عشرة وخمسمئة. وتوفي في مستهل جمادى الأولى سنة تسعين وخمسمئة ببغداد. وهو من بيت الحديث، حدث هو، وأبوه، وجده، وجد أبيه. أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر بن يوسف إجازة، أنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز قراءة عليه وأنا أسمع سنة ثلاثين وخمسمئة، أنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد ابن الفراء، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن السكري، ثنا أبو حفص عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي سنة ثلاث وثلاثمئة، ثنا أبي، ثنا محمد بن مصعب القرقساني بطرسوس، ثنا همام، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أحب لقاء الله عز وجل -أحب الله لقاه، ومن كره لقاء الله -عز وجل- كره الله لقاه فقالت عائشة -رضي الله عنها- أبو بعض أزواجه -رحمة الله عليهن أجمعين- يا رسول الله أنا لنكره الموت. قال ليس من ذلك ولكن العبد المؤمن إذا حضر أجله بشر عند ذلك برضوان الله -عز وجل- وكرامته فليس شيء أحب إلى الله من لقائه وأحب لقاء الله -عز وجل- وأحب الله لقاه، وأن الرجل الكافر إذا حضر أجله بشر عند ذلك بسخط الله وعقابه فليس شيء أبغض إليه مما أمامه، فكره لقاء الله -عز وجل- فكره الله لقاه)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العوذي، مولاهم، البصري. أخرجه البخاري عن حجاج بن منهال، وأخرجه مسلم مختصراً عن هدبة بن خالد، كلاهما عنه، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. ورواية صحابي عن صحابي مستفادة. الشيخ الخامس والثلاثون أبو البقاء هبة الله بن صدقة بن هبة الله بن ثابت بن الحسن بن عصفور البغدادي الأزجي الصائغ. سمع أبا الحسن علي بن هبة بن عبد السلام، وأبا سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب الزاهد وغيرهم. ولد في شوال سنة خمسمئة. وتوفي في شوال سنة إحدى وتسعين وخمسمئة. أخبرنا أبو البقاء هبة الله بن صدقة بن هبة الله الصائغ إجازة، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد الصائغ قراءة عليه سنة سبع وثلاثين وخمسمئة، أنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 الخطيب أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر الصريفيني قراءة عليه، ثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الكتاني، ثنا عبد الله - يعني ابن محمد البغوي، ثنا أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز، ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} قال: يقومون فيبلغ الرشح أطراف آذانهم. أخرجه مسلم عن أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار (1) النسائي نزيل بغداد، وقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وقد رواه أيضاً حماد بن زيد عن أيوب السختياني. أخرجه الترمذي عن أبي زكريا يحيى بن درست البصري فوقع لنا عالياً بحمد الله ومنه. الشيخ السادس والثلاثون أبو جعفر عبد الله بن أحمد بن جعفر الواسطي الصلحي المقرئ الضرير. سكن بغداد، وسمع بها أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوردي، وأبوي الحسن: علي بن عبيد الله بن نصر بن   (1) في المطبوع: العمار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 الزاغوني، وسعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري وغيرهم. وكان مولده بواسط سنة ثلاث وخمسمئة. وتوفي يوم عرفة سنة إحدى وتسعين وخمسمئة ببغداد. أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن أحمد بن جعفر الصلحي إجازة، أنا أبو الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم ابن أبي سهل الكروخي قراءة عليه وأنا محمد الأنصاري قالا: ثنا أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن بن محمد العدل، أنا أبو علي حامد بن عبد الله الأزدي، ثنا محمد بن يونس، ثنا الضحاك بن مخلد، ثنا يونس بن الحارث، عن مشرس، عن أبيه قال: سمعت أبا شيبة يقول: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو شيبة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة)) . هذا حديث غريب ولا أعرف لأبي شيبة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواه. وهو أبو شيبة الخدري. له صحبة، مات بأرض الروم على حصار قسطنطينية ولا يعرف له اسم. وقد حدث بهذا الحديث عن أبي عاصم النبيل أبو علي الحسن بن علي الحلواني وأبو طالب زيد بن أخرم وأبو عبد الله محمد بن يحيى وأبو محمد عبد الله بن إسحاق الجوهري وغيرهم. وتابع أبا عاصم على روايته عن يونس أبو عمر بكر بن بكار القيسي. ويونس بن الحارث هذا: طائفي ضعيف. ومشرس: طائفي أيضاً. (أي من مدينة الطائف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 الشيخ السابع والثلاثون أبو منصور عبد الله ابن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حمدية -بفتح الحاء المهملة والميم وكسر الدال المهملة وتشديد التاء المثناة من تحتها- العكبري الأصل البغدادي المولد والمنشأ المراتبي البيع. سمع أبا علي الحسن بن المظفر ابن السبط، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن الدباس، وآباء القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن أحمد الحريري وزاهر بن طاهر الشحامي وجماعة سواهم. ولد سنة ثمان، ويقال سنة عشر، وخمسمئة. وتوفي في الثالث من صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمئة ببغداد ودفن بباب أبرز من الغد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أنا أبو منصور عبد الله بن محمد بن أحمد العكبري إجازة، ثنا الرئيس أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني إملاء من لفظه في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة بجامع القصر، أنا أبو علي الحسن بن علي ابن المذهب الواعظ، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الذهلي، حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رحمة الله عليه- ثنا سفيان، عن جامع، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من حلف على مؤمن يقتطع بها مال مسلم لقي الله -عز وجل- وهو عليه غضبان وقرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصداقه من كتاب الله تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله.. ..} . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي محمد سفيان بن عيينة ابن أبي عمران الهلالي، مولاهم، الكوفي. أخرجه البخاري عن أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي المكي وأخرجه مسلم عن أبي عبد الله محمد بن يحيى ابن أبي عمر العدني، كلاهما عن سفيان، عن جامع بن أبي راشد الكوفي الصيرفي وعبد الملك بن أعين الكوفي، كلاهما عن أبي وائل وهو سفيان بن سلمة الأسدي الكوفي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 الشيخ الثامن والثلاثون أبو محمد إسماعيل ابن أبي بكر محمد بن علي بن عبد العزيز بن السمذي البغدادي الحريمي الخباز. سمع من أبوي بكر: محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز، وأحمد بن علي بن الأشقر الدلال، وأبوي محمد: يحيى بن علي بن الطراح المدير والمبارك ابن بركة الكندي، وعمه أبي المكارم بن علي بن السمذي وغيرهم. وكانت وفاته في منتصف صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمئة ببغداد ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن محمد بن علي السمذي إجازة، أنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي قراءة عليه وأنا أسمع سنة خمس وثلاثين وخمسمئة ذي القعدة بالكرخ، أنا أبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد المهرواني الهمذاني قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 أحمد ابن أبي مسلم الفرضي، ثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء لثمان خلون من المحرم سنة ثلاثين وثلاثمئة، ثنا محمد بن المثنى أبو موسى، ثنا ابن أبي عدي، عن أبي عون، عن محمد، عن يونس، قال: لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس انظر هذا الغلام فلا يصيبن شيئاً حتى تغدو به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحنكه، فغدوت به فإذا هو في حائط وعليه خميصة حريثية وهو (1) يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح. هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي بكر محمد بن سيرين الأنصاري، مولاهم، البصري أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى محمد بن المثنى العنبري البصري، فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وابن أبي عدي: هو أبو عمرو محمد ابن أبي عدي إبراهيم السلمي، مولاهم، البصري. وابن عون: هو أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان المزني، مولاهم البصري. وهكذا وقع في روايتنا حوتية -بضم الحاء المهملة والواو وكسر التاء المثناة من فوقها. والمحفوظ: جونية -بالجيم والنون- أو: حريثية - بالحاء المهملة والراء. الشيخ التاسع والثلاثون أبو طاهر إبراهيم ابن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن حمدية العكبري الأصل البغدادي المولد والدار البيع.   (1) في المطبوع: وهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 أخو شيخنا أبي منصور عبد الله المقدم ذكره. سمع من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن عبد الله الواسطي وزاهر بن طاهر بن محمد الشحامي، وأبوي بكر محمد بن الحسين المزرفي ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وجماعة سواهم. ولد في شعبان سنة عشر وخمسمئة. وتوفي في الثاني والعشرين من صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب أبرز بجنب أخيه. أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن أحمد العكبري إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني قراءة وأنا أسمع، أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان قراءة عليه، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي. ثنا سفيان عن ابن أبي لبيد، عن أبي سلمة، قال: قلت لعائشة -رضي الله عنها- أي أمه! أخبريني عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: كانت صلاته في رمضان وغيره سواء ثلاث عشرة ركعة فيهما ركعتا الفجر. قلت: فأخبريني عن صيامه. قالت: كان يصوم حتى نقول ((قد صام)) ويفطر حتى نقول قد أفطر، وما رأيته صام شهراً أكثر من صيامه في شعبان، كان يصومه إلا قليلاً)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة، وأبي عثمان عمرو بن محمد بن بكير الناقد، وأخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وابن أبي لبيد: هو أبو المغيرة عبد الله بن أبي لبيد المدني مولى الأخنس بن شريق. وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف القرشي الزهري المدني الفقيه يقال اسمه كنيته ويقال اسمه عبد الله. الشيخ الأربعون أبو محمد عبد الخالق ابن أبي الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الطائي الأنباري المالكي الخفاف الضرير المعروف بابن الصابوني. سمع بإفادة أبيه وبنفسه أبا المعالي أحمد بن محمد ابن النجار، وأبا الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني وزاهر بن طاهر بن محمد الشحامي وغيرهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 وهو من بيت الحديث. مولده سنة سبع وخمسمئة في أحد الجماديين. وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بالجانب الغربي. والمالكي: نسبة إلى قرية على الفرات يقال لها (المالكية) ، ويقال إلى قبيلة والمشهور الأول. أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن عبد الوهاب بن محمد ابن الخفاف الحنبلي إجازة، أنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ابن المذكور، أنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نصير المعروف بابن لؤلؤ قراءة عليه في مسجد الرصافة يوم الجمعة من شهر رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمئة من أصله، أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج، ثنا الحكم بن موسى، ثنا هقل قال: سمعت الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن ابن ربيعة بن كعب قال: ((كنت أبيت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتيته بوضوئه وحاجته، فقال: سل، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة. قال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك. قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود)) . صحيح انفرد به مسلم فرواه عن أبي صالح الحكم بن موسى ابن أبي زهير شيرزاد النسائي الأصل البغدادي القنطري -قنطرة البردان- فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وليس لربيعة بن كعب في صحيح مسلم سوى هذا الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 وأخرجه أبو داود السجستاني وأبو عبد الرحمن النسائي في سننهما عن أبي الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي الظفري الدمشقي الخطيب عن هقل فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وليس لربيعة في سننهما سواه. وهقل: هو أبو عبد الله هقل بن زياد السكسكي الشامي البيروتي كاتب الأوزاعي وهو ممن انفرد مسلم بإخراج حديثه. وأبو سلمة: هو ابن عبد الرحمن بن عوف وقد تقدم الكلام عليه. الشيخ الحادي والأربعون أبو الحرم، ويقال أبو إسحاق، مكي ابن أبي القاسم عبد الله بن معالي بن عبد الباقي البغدادي المأموني الغراد. سمع من أبوي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن علي السلامي، وأبي الفتح عبد الملك ابن أبي القاسم الكروخي، وأبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبي بكر محمد بن عبيد الله الزاغوني، وأبي الوقت السجزي، وأبوي المظفر: هبة الله بن أحمد ابن الشبلي ومحمد بن أحمد ابن التريكي وجماعة كبيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وتوفي في المحرم سنة ثلاث وتسعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. والغراد: بفتح الغين المعجمة وفتح الراء المهملة وتشديدها وآخره دال مهملة. أخبرنا أبو الحرم مكي بن عبد الله بن معالي الغراد إجازة، أنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنا أسمع سنة سبع وأربعين وخمسمئة، ثنا الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن محمد ابن المهتدي بالله من لفظه وكتابه ثنا عمر بن شاهين، ثنا عبيد الله بن عثمان العثماني، ثنا علي بن المديني، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن سهيل بن أبي صالح، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) . صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب وأخرجه أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في سننه عن عمرو بن رافع القزويني كلاهما عن جرير بن عبد الحميد، فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وقد اتفق البخاري ومسلم على إخراجه من حديث سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 الشيخ الثاني والأربعون أبو عبد الله عبد الوهاب ابن الشيخ الزاهد أبي محمد عبد القادر ابن أبي صالح بن جنكي دوست الجيلي الأصل البغدادي المولد والدار الأزجي الفقيه الواعظ سمع أبا غالب أحمد بن الحسن بن البناء، وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن صرما، وأبا الفضل الأرموي، وأبا الوقت السجزي وغيرهم. وكان مولده سنة اثنتين وعشرين وخمسمئة في شعبان. وتوفي في شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمئة. أخبرنا أبو عبد الله عبد الوهاب بن عبد القادر ابن أبي صالح الجيلي إجازة، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الدقاق قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتاني، ثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، ثنا زيد بن أخرم، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سفيان، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)) . أخرجه النسائي في سننه عن أبي الحسن عبد الوهاب بن الحكم، ويقال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 ابن عبد الحكم بن نافع البغدادي الوراق، عن ابن معاذ العنبري، وعن محمود ابن غيلان، عن وكيع ابن الجراح وعبد الرزاق بن همام. وأخرجه في اليوم والليلة عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك، أربعتهم عن سفيان بن سعيد الثوري، فوقع لنا عالياً بحمد الله ومنه. وزاذان: هو أبو عمرو، ويقال أبو عبد الله الكندي، مولاهم، أخرج له مسلم في صحيحه. الشيخ الثالث والأربعون أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمد بن بوش البغدادي الأزجي الخباز. أفاده خاله أبو الحسن علي ابن أبي سعد الخباز وسمعه الكثير من أبي الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله، وأبي علي الحسن بن إسحاق الباقرحي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 والحافظ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي، وأبي سعد أحمد ابن عبد الجبار ابن الطيوري، وأبي الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف، وأبي البركات هبة الله بن محمد بن البخاري، وآباء القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين وهبة الله بن عبد الله الواسطي وهبة الله بن أحمد الحريري وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وجماعة كثيرة. ولد سنة عشر وخمس مائة. وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمس مائة ببغداد، ودفن بباب حرب. ويقال: توفي وهو ابن سبع وثمانين سنة. أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن بوش الأزجي إجازة، أنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي قراءة عليه وأنا أسمع في ربيع الأول سنة ست عشرة وخمسمئة والأديب أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس قراءة عليه وأنا أسمع، قالا: أنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النقور البزاز، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الصيرفي، ثنا الحسن بن الطيب، ثنا قتيبة بن سعيد والنعمان بن شبل وسعيد بن عبد الجبار وسويد بن سعيد، قالوا: ثنا مالك عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 هذا حديث صحيح أخرجه مسلم بن الحجاج في صحيحه، وأبو عيسى الترمذي في جامعه، وأبو عبد الرحمن النسائي في سننه، ثلاثتهم عن قتيبة بن سعيد، عن إمام دار الهجرة أبي عبد الله مالك بن أنس، فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه أبو داود السجستاني في سننه عن أحمد بن يونس اليربوعي وعبد الله بن مسلمة القعنبي. وأخرجه ابن ماجة القزويني في سننه عن إسماعيل بن موسى السدي، ثلاثتهم عن مالك. فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. الشيخ الرابع والأربعون أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفراتي الفقيه الشافعي المقرئ الضرير. سمع أبا الحسن محمد بن المبارك ابن الخل وتفقه عليه وبه تخرج في المذهب والخلاف، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأبا محمد يحيى بن علي الطراح وغيرهم. وكانت وفاته في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وخمسمئة ببغداد ودفن بالوردية عند شيخه أبي الحسن ابن الخل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفراتي إجازة، أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الأشعث السمرقندي، أنا أحمد بن محمد ابن النقور، أنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير إملاء، قال قرئ على القاضي أبي القاسم بدر بن الهيثم وأنا أسمع قيل له: حدثكم محمد بن العلاء أبو كريب الهمداني، ثنا أبو معاوية، ثنا بريد ابن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((إن الله تعالى يملي، وقال مرة يمهل، للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة.. ..} الآية. أخرجه أبو عيسى الترمذي محمد بن عيسى في جامعه عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفي فوقع لنا موافقة عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه البخاري عن صدقة بن الفضل. وأخرجه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير. وأخرجه ابن ماجة عن محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد، ثلاثتهم عن أبي معاوية فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. وبريد: هو أبو بردة بريد بن عبد الله ابن أبي بردة ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري الكوفي. وأبو بردة جده اسمه عامر. ووقع في روايتنا هاهنا عن أبيه. وكذلك حدث به الدارقطني عن بدر بن الهيثم فقال فيه: عن أبيه عن أبي موسى. ويجوز أن يكون سمى الجد أباً، على أن أكثر رواياته إنما يقول فيها: عن أبي بردة، أو عن جده أبي بردة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 الشيخ الخامس والأربعون أبو محمد عبد الخالق ابن أبي البقاء هبة الله بن القاسم بن منصور بن البندار البغدادي الحريمي. وهو أخو شيخنا عبد الجبار المقدم ذكره سمع أبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وهبة الله بن أحمد الحريري وأبا غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبا المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الوراق وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. ولد سنة اثنتي عشرة، ويقال سنة إحدى عشرة، وخمسمئة في جمادى الآخرة وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن هبة الله بن القاسم الحريمي إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، أنا أبو علي الحسن بن علي ابن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 المذهب، أنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن نعيم، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن أبي موسى، قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، قال: ((المرء مع من أحب)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي نعيم، وهو الفضل بن دكين التيمي، مولاهم، البوقي الملائي، فوقع لنا موافقة، وأخرجه مسلم من حديث أبي معاوية محمد بن خازم الضرير ومحمد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش. الشيخ السادس والأربعون أبو الحسن علي ابن أبي المظفر المبارك ابن أبي العز محمد ابن أبي الحسن جابر بن الحسن البغدادي العدل. سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، وأبا نصر الحسن بن محمد اليونارتي الحافظ وغيرهما. مولده سنة عشر وخمسمائة وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو الحسن علي بن المبارك بن محمد بن جابر إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، أنا أبو علي الحسن بن علي، أنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، أنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي، ثنا عبد الرزاق، أنا سفيان، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((تسحروا فإن في السحور بركة)) . أخرجه أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في سننه، عن عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، عن يحيى بن آدم، عن سفيان -وهو ابن سعيد الثوري- فوقع لنا عالياً بحمد الله ومنه. وأخرجه النسائي من طرق أخر عن عطاء - وهو ابن أبي رباح. وابن أبي ليلى: هو وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى الكوفي الفقيه، وليس بالقوي في الحديث. وقد أخرجه البخاري ومسلم من حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك - رضي الله عنهم أجمعين. الشيخ السابع والأربعون أبو محمد المبارك بن المبارك بن الحسن بن الحسين بن سكينة البغدادي الأنماطي البيع. سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي الحافظ. وكان مولده سنة ثلاث عشرة وخمسمئة في شهر ربيع الآخر وتوفي في ربيع الأول سنة سبع وتسعين وخمسمئة بقرية من سواد بغداد ودفن بها. وسكينة في نسبه: بكسر السين المهملة وتشديد الكاف بعدها ياء مثناة من تحتها ثم نون. أخبرنا أبو محمد المبارك بن سكينة البيع إجازة أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر الحافظ قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 العكبري، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، ثنا أبو عمرو عثمان ابن أحمد بن عبد الله الدقاق، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، ثنا علي بن عبد الله المديني، ثنا يحيى بن سعيد العطار، ثنا عبيد الله بن عمر، ثنا نافع عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – {يوم يقوم الناس لرب العالمين} : قال: ((يقوم أحدهم في رشحه أنصاف أذنيه)) . هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي. وأبي موسى محمد بن المثنى البصري، وأبي قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، ثلاثتهم عن أبي سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ القطان البصري فوقع لنا بدلاً وقد رواه أبو أيوب ابن أبي تميمة السختياني عن نافع، وخرجناه فيما تقدم. ورواه أيضاً موسى ابن عقبة عن نافع. الشيخ الثامن والأربعون أبو الفرج عبد الرحمن ابن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادي -بضم الحاء المهملة وفتح الميم- القرشي التيمي البكري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 البغدادي الفقيه الحافظ الواعظ المعروف بابن الجوزي. سمع أبا الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري، وأبا عبد الله الحسين بن محمد البارع، وآباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين والشريف علي بن يعلى العلوي وهبة الله بن أحمد الحريري وهبة الله بن الحسين الحاسب وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي وجماعة كبيرة ضمنهم مشيخته التي خرجها لنفسه. مولده تخميناً سنة ثمان وخمسمئة، ويقال سنة عشر وخمسمئة ويقال غير ذلك. وتوفي في شهر رمضان المعظم سنة سبع وتسعين وخمسمئة ببغداد ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الحافظ إجازة، أنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري قراءةً عليه سنة عشرين وخمسمئة أنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني أنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، ثنا أبو القاسم البغوي، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعد، عن سعيد حدثني أبو جمرة، قال: سمعت ابن عباس يقول، إن وفد عبد القيس لما قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بالإيمان بالله، قال: أتدرون ما الإيمان بالله؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم)) . هذا حديث صحيح متفق على صحته من حديث أبي بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولاهم، الواسطي، أخرجه أبو داود عن أحمد فوقع لنا موافقة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 عالية بحمد الله ومنه. وأخرجه البخاري عن أبي بكر محمد بن بشار العبدي المعروف ببندار. وأخرجه مسلم عن أبي موسى محمد بن المثنى، وأبي بكر ابن أبي شيبة وبندار. وأخرجه النسائي في سننه عن بندار، ثلاثتهم عن محمد بن جعفر غندر، عن شعبة فوقع لنا عالياً أيضاً بحمد الله ومنه. وأخرجاه من طرق إلى أبي جمرة. وأبو جمرة: بالجيم والراء المهملة، نصر بن عمران الضبعي البصري. الشيخ التاسع والأربعون أبو الحسن علي ابن أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن ابن أبي نصر محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش البغدادي سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني. سمع من آباء القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني وهبة الله بن أحمد الحريري وزاهر بن طاهر الشحامي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري والحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي. وكان مولده سنة تسع عشرة وخمسمئة في شعبان. وتوفي في صفر سنة ثمان وتسعين وخمسمئة ببغداد، ودفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر -عليهما السلام- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن يعيش إجازة، أنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ثنا إسماعيل ابن الفضل البلخي، ثنا محمد بن أبان الواسطي، ثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن سفيان بن حسين، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يتوارث أهل ملتين ولا يرث مسلم كافراً ولا كافر مسلماً، وقرأ: {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض} . حديث الزهري عن علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم)) أخرجه البخاري ومسلم من طرق إلى الزهري وقوله: ((لا يتوارث أهل ملتين)) أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه عن علي بن حجر عن هشيم بن بشير عن الزهري بهذا الإسناد الذي ذكرناه. وقال هشيم: لم يتابع على قوله ((لا يتوارث أهل ملتين)) . وقد خرجنا هذا الفصل من حديث أبي محمد سفيان بن حسين الواسطي عن الزهري غير أن في حديثه عن الزهري مناكير. وقال الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني: ولسفيان -يعني ابن حسين- أحاديث عن الزهري وغيره، وهو في غير الزهري صالح الحديث كما قال ابن معين. الشيخ الخمسون أبو بكر عبد الرزاق ابن الشيخ أبي محمد عبد القادر ابن أبي صالح الجيلي الأصل البغدادي المولد والدار الفقيه الحافظ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 أخو شيخنا عبد الوهاب المقدم ذكره سمع الكثير بإفادة أبيه وبنفسه من أبي الحسن محمد بن أحمد بن صرما، وآباء الفضل: محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، وأحمد بن طاهر الميهني، ومحمد بن ناصر بن علي السلامي وجماعة كبيرة. وكان مولده في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وخمسمئة. وتوفي في شوال سنة ثلاث وستمئة ببغداد، ودفن بباب حرب. أخبرنا أبو بكر عبد الرزاق بن عبد القادر ابن أبي صالح الجيلي إجازة، أنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي، أنا أحمد بن محمد بن النقور، ثنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي، ثنا محمد بن هارون، ثنا داود بن رشيد، ثنا هشيم، أخبرني أبو الزبير، عن جابر قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، وقال: هم في الإثم سواء. هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي جعفر محمد بن الصباح البزاز وأبي خيثمة زهير بن حرب، وأبي الحسن عثمان ابن أبي شيبة، ثلاثتهم عن أبي معاوية هشيم ابن أبي خازم -بالخاء المعجمة- بشار السلمي، مولاهم، البلخي الأصل الواسطي فوقع لنا بدلاً عالياً بحمد الله ومنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 الشيخ الحادي والخمسون أبو القاسم عمر بن مسعود ابن أبي العز البغدادي الفراش البزاز. سمع أبوي الفضل: محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن علي الفارسي، وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وغيرهم، وصحب الشيخ أبا محمد عبد القادر ابن أبي صالح الجيلي. وكان مولده تقديراً سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وخمسمئة. وتوفي في شهر رمضان المعظم سنة ثمان وستمئة ببغداد، ودفن برباطه بالجانب الغربي. أخبرنا أبو القاسم عمر بن مسعود ابن أبي العز البزاز إجازة، أنا أبو القاسم سعيد ابن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءة عليه وأنا أسمع، أنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن محمد ابن البسري قراءة عليه، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، ثنا أبو شهاب (عن إسماعيل) عن ابن قيس، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 أخرجه أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزاز في مسنده عن أبي محمد العباس بن جعفر بن عبد الله الهاشمي، مولاهم، البغدادي، عن أبي جعفر محمد بن الصلت الأسدي الكوفي، عن أبي شهاب –وهو عبد ربه بن نافع المدائني الحناط- بالحاء المهملة والنون- عن أبي عبد الله إسماعيل ابن أبي خالد البجلي الأحمسي، مولاهم الكوفي –واسم أبي خالد: سعد، ويقال هرمز- عن أبي عبد الله ويقال أبو عبيد الله، قيس ابن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي –واسم أبي حازم: عوف بن عبد الحارث، وقيل غير ذلك- عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي، فوقع لنا عالياً جداً بحمد الله ومنه. ووقع في هذه الرواية: ((أبو شهاب عن قيس)) من غير ذكر إسماعيل والصواب إثباته. الشيخ الثاني والخمسون أبو الحسن علي ابن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد البغدادي الحريمي المقرئ المعروف والده بالسقاء. سمع أبا محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 الحسن ابن البناء وأبا علي أحمد بن أحمد ابن الخراز، وأبا الوقت السجزي وغيرهم مولده في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمئة. وتوفي في شهر رمضان المعظم سنة ثمان عشرة وستمئة بحربى من نواحي دجيل مما يلي الموصل ودفن بها. أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي ابن السقاء إجازة، أنا أبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وأبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البناء قراءة عليهما وأنا أسمع، قالا: أنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ثنا أبو الربيع، ثنا هشيم، ثنا علي بن يزيد، عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما بين منبري وحجرتي روضة من رياض الجنة وإن منبري على ترعة من ترع الجنة)) . هكذا وقع في روايتنا ((علي بن يزيد)) والصواب ((علي بن زيد)) هو ابن جدعان وهو ضعيف. وقد قال إبراهيم بن عبد الله الهروي أن هشيماً لم يسمع من علي بن زيد إلا حديث ((المداراة)) فعلى هذا يكون هذا منقطعاً، وقد صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 اتفق البخاري ومسلم على إخراجه من حديث حفص بن عاصم عن أبي هريرة، ومن حديث عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد الأنصاري. آخر الجزء الثاني من مشيخة الشيخ الصالح أبي الحسن محمد بن الأنجب البغدادي الصوفي. من تخريج الحافظ رشيد الدين أبي بكر محمد ابن الشيخ الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري -عفا الله تعالى عنهم- وهو آخر الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148