الكتاب: ألفية السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية المؤلف: أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (المتوفى: 806هـ) الناشر: دار المنهاج - بيروت الطبعة: الأولى- 1426 هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- ألفية السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية العراقي، زين الدين الكتاب: ألفية السيرة النبوية - نظم الدرر السنية الزكية المؤلف: أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي (المتوفى: 806هـ) الناشر: دار المنهاج - بيروت الطبعة: الأولى- 1426 هـ عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] [الفية السيرة النبوية] بسم الله الرّحمن الرّحيم بين يدي الكتاب الحمد لله الّذي نضّر وجوه أهل الحديث، وجعل منهم حفّاظا للسّنّة بسعيهم الحثيث، فاضت السّنّة عذبة المورد، دانية الجنى، باهرة السّنا. والصّلاة والسّلام على سيّد ولد عدنان، الّذي أمر بالبيان، فكانت سنّته مفصّلة لما أجمل في القرآن، وعلى آله الغرّ المطهّرين، وصحابته والتّابعين. أمّا بعد: فإنّ السّيرة النّبويّة مما تواردت الأقلام على تحريرها، والأفكار على الاستنباط منها، والموفّقون على اقتفاء توجيهاتها، والتّأسّي بأفضل الخلق على الإطلاق صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ لأنّه الإمام المتّبع، والمصطفى المشفّع، ولقد تفنّن أولو العلم في استجلاء تلك الطّلعة البهيّة، والاغتراف من الشّمائل المصطفويّة. وأهل العلم ما بين ناظم وناثر، ومتوسّع ومختصر، وشارح ومحشّ، والهدف واحد، وإن تنوّعت الأساليب، ألا وهو عرض سيرة المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم، وتبيان ما كان عليه من الخلق العظيم، والرّحمة للعالمين. رحمة كلّه وحزم وعزم ... ووقار وهيبة وحياء ما سوى خلقه النّسيم ولا غي ... ر محيّاه الرّوضة الغنّاء والإعلام بما كان عليه أصحابه من الجدّ والاجتهاد، في مرضاة ربّ العباد، حتّى قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الله، هذا وإنّ ممّن أدلى فيها بدلوه، وألّف فيها بنظمه: الحافظ زين الدّين عبد الرّحيم بن الحسين العراقيّ الّذي كان شيوخ عصره يشهدون له بالمعرفة؛ ويثنون عليه؛ كالسّبكيّ والعلائيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 وابن كثير وغيرهم، حتّى إنّ الإسنويّ وصفه بقوله: (حافظ العصر) ؛ إذ له مؤلفات بديعة في الحديث وعلومه، منها: «الألفية» الّتي اشتهرت في الآفاق، وشرحها جمع من أهل العلم، وتخريج أحاديث «الإحياء» الموسوم ب «المغني عن حمل الأسفار في الأسفار» وغيرهما. ومن ذلك: «ألفيّة رجزيّة في السّيرة النّبويّة» ، وهي من مهمّات المتون، وبدائع الفنون؛ لما تمّيزت به من ضبط محرر للأحداث، ودقّة في تواريخ الغزوات والسّرايا، لا سيّما والنّاظم قد أملاها في الرّوضة النّبويّة الشّريفة على فئة من محدثي عصره، وجماعة من المعنيّين بهذه الفنون، فهي بحقّ من الإتحافات السّنيّة، والمتون الرّجزيّة المفيدة، لذلك فهي قمنة بالاقتناء، جديرة بالاعتناء. وفي أثناء كتابة هذه الأحرف وبينما الكتاب ماثل للطبع.. انتقل إلى جوار ربّه الإمام العلم الّذي تناقلت الأقطار مناقبه وآثاره، وأشارت أكفّ الفضل إليه؛ السّيّد محّمد بن علويّ بن عبّاس المالكيّ، فكان من ترتيب الأقدار لهذا الكتاب المبارك: أن يكون تحقيقه والتّعليق عليه آخر أعمال الإمام المالكيّ العلميّة، والّتي طرّزت بها أنامله هذا السّفر المبارك، فبارك الله تعالى في هذه «الألفيّة» ، وعمّ بها النّفع، إنّه سميع مجيب. وقد جرّدت دار المنهاج عزمها لإخراج «ألفيّة السّيرة» في أجمل إهاب، وأحسن جلباب، وتفنّنت في إخراجها بالشّكل المرضيّ، وذهبت في ذلك إلى الشّأو القصيّ، بحيث يسرّ العيون منظرها، ويبهج الأفكار مخبرها، لا سيّما وقد التقى على صفحات هذا السّفر علمان محدّثان، قديم ومعاصر، والله تعالى ينفع به. النّاشر جدة في (21) رمضان (1425 هـ) (4) تشرين 2 (2004 م) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 بسم الله الرّحمن الرّحيم تقديم بقلم السيد أحمد بن محمد بن علوي المالكي الحسني الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام الأكملان على سيد الأولين والآخرين، سيدنا وشفيعنا وقائدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن مما نحمد الله عليه، ونشكره ونثني عليه الخير كله، أن جعل ميراثنا خير ميراث ورّثه لنا آباؤنا وهو العلم، فنشأنا بحمد الله وعظيم فضله في أحضانه، وبين أربابه وطلابه، فنهلنا من معين صاف مورده، وربينا على حبّ وعشق لمصدره. لقد ربّانا والدنا وقدوتنا سيدي الوالد العلامة المحدث السيد محمد بن علوي المالكي رحمه الله رحمة واسعة، وأعلى مقامه في عليين، وجمعنا وإياه مع سيد المرسلين، سيدنا محمد وآله وصحبه، وجميع أنبيائه وأوليائه في الفردوس الأعلى، آمين يا رب العالمين، أقول: ربّانا رحمه الله تعالى على العيش على منهج وسيرة سيد المرسلين، وشغل أوقاتنا وأفكارنا مع أرواحنا في سيرة هذا النبي العظيم، الرؤوف الرحيم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، لتكون النبراس الذي لا يغيب عن أعيننا وأرواحنا، فتعيش سيرته العطرة في أحشائنا، وتسري محبته في عروقنا؛ لتغذي جميع جوارحنا، فتغدو موئل عزّنا، ومنار فخرنا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 لقد كان رحمه الله تعالى مشتغلا دوما بعرض سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل أوقاته، ومؤلفاته، ومحاضراته، ومحاوراته، ومناقشاته مع محبّيه ومخالفيه، ومما ختم الله له به آخر أعماله، اشتغاله بالتعليق على منظومة الإمام الزين العراقي المتوفّى سنة (806 هـ) المسمّاة ب: «الدّرر السنية في نظم السير الزكية» ، والتي اصطلح على تسميتها ب: «ألفية الإمام العراقي في السيرة» ، تمييزا لها عن ألفيته في علوم الحديث. لقد كانت آخر ما كتبه بخطه الشريف تعليقا على بعض مواضع في هذه المنظومة، قبل وفاته رحمه الله تعالى بيوم واحد فقط، فوجدنا أنه من البرّ به، وتحقيقا لأمنيته في إبراز هذه المنظومة لطلبة العلم، ومحبي سيرة المصطفى ص أن تخرج هذه الطبعة بما يليق بها، وتتحقق بذلك بغية والدنا السيد الإمام رحمه الله تعالى، وسعيت في المشاركة في ثواب نشر العلم، وبرّ الوالد السيد الإمام رحمه الله تعالى أن أكتب ما تعلق في خاطري من معين دروس وكلام السيد الوالد، مع التماس العذر في عدم الاستيفاء في ذلك؛ لتكدر الخاطر وانشغاله، والله المعين على ذلك. فأقول: إنّ مما سمعته منه رحمه الله تعالى في أحد دروسه التي تكلم فيها على عظم تعلم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومعايشة أحوال تلك السيرة، أنها تهذب النفوس، وتبين الطريق الواضح المبين للمعاملات بين الناس، سواء الدينية أو الدنيوية، فمنها نتعلم كيف نعامل من خالفنا، وكيف نحكم تصرفاتنا، وكيف يعلم بعضنا بعضا، وكيف يرشده وينصحه، وكيف نتعلم أمور ديننا، وكيف نقيم الحدود ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونعرف حقوق بعضنا، والأمور التي تحكم سير المجتمع، وكيف نعالجه، إلى غير ذلك من مقومات المجتمع الإسلامي. لقد صادف حديثه ذلك حدوث بعض ما يؤلم في بعض المجتمعات الإسلامية الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 من تعد وفتن؛ فكانت مناسبة لبيان مفرزات البعد عن معرفة وفهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك أيضا: تكراره رحمة الله عليه على جميع محبّيه ومن يسمع حديثه، أو يتابع دروسه: أن يشتغل بتدبر ومعرفة دقائق ومواقف سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، لتربية النفس وردعها عن ما قد لا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عندما يقوم أحد بسؤاله عن فعل شيء أو تركه يربطه بقوله له: هل يرضى هذا حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم؟! كان رحمه الله تعالى يحث على تنشئة الصغار على معرفة سيرة المصطفى ص ومحبته، وشغل الوقت بقراءة ما يتصل بذلك، وعمل في ذلك كتابه «تاريخ الحوادث والأحوال النبوية» ضمن سلسلة (العلم والمعرفة للشباب) فصاغه بأسلوبه الماتع الشيق في سيرة مختصرة رزقت القبول لدى الصغار والكبار، بجميع فئاتهم وتوجهاتهم. إنّ تعلم السيرة النبوية وفهم مجريات أحداثها وأحوالها أعظم طريق لبناء مجتمع إسلامي يعرف هدفه ومسؤوليته، ويسلك المنهج الأسمى مستضيئا بها، لأنها معين لا ينضب، وشمس لا تغرب، ومعرفة تقصر الهمم عن إدراك منتهاها، سيرة تحمل جميع معطيات الأمن والأمان، والتهذيب والعرفان، وتغني عن جميع غيرها من السير القاصرة في معطياتها، القاحلة من مكارم الأخلاق. فشكر الله سعي والدي الإمام السيد محمد بن علوي المالكي، وأثابه من فضله وسعة منّه جزاء ما عمل على غرسه والعمل على جني ثمره، حبّا وتعظيما لجناب الشفيع المشفّع صلى الله عليه وسلم، وأنالنا من فضل جوده وكرمه ما يجعلنا قرّة عين لحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم. ختاما.. أسأل العلي القدير أن يبارك في بيت آل المالكي وعقبهم جميعا، ويجعل سره فينا إلى يوم نلقاه، آمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 اعتناء العلماء ب «ألفية السيرة» تظهر أهميّة هذا النظم الجليل بكثرة اعتناء أهل العلم به، فقد قام علماء أجلّة بالعناية به شرحا وتحشية؛ لإظهار فوائده، وإيضاح فرائده، وتزيين قلائده، وممّن قام بذلك: 1- الشّيخ محبّ الدّين محمّد بن أحمد بن محمّد بن الهائم (ت 798 هـ) ، «الغرر المضيّة في شرح نظم الدّرر السّنيّة» ، مخطوط «1» . 2- الإمام العلّامة شهاب الدين أحمد بن حسين بن حسن بن علي ابن أرسلان الرملي الشافعي (ت 844 هـ) ، «شرح ألفية العراقي في السيرة» «2» . 3- العلّامة المحدّث عبد الرؤوف بن تاج الدّين علي المناوي (ت 1031 هـ) ، «الفتوحات السّبحانية في شرح نظم الدّرّة السّنيّة» ، طبع بعنوان «العجالة السّنيّة على ألفيّة السّيرة النّبويّة» ، وهو أشهر شروح «الدّرر السّنيّة» . 4- شيخ المالكيّة الإمام نور الدّين علي بن محمّد بن عبد الرّحمن الأجهوري (ت 1066 هـ) ، «شرح الدّور السّنيّة في نظم السّيرة النّبويّة» ، مطبوع في مصر «3» . 5- الفقيه الشّيخ ياسين بن محمّد الخليلي، المعروف بابن غرس (ت 1086 هـ) ، «الفوائد البهيّة على الدّرر السّنيّةُ في نظم السّيرة الزّكيّة» ، مخطوط «4» .   (1) الأعلام (5/ 329) . (2) الضوء اللامع (1/ 285) . (3) بعناية وإشراف الدكتور علي جمعة محمد مفتي الديار المصرية. (4) قائمة بالمخطوطات العربية في مكتبة جامعة برنستون (ص 213) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 6- الشّيخ محمّد بن أحمد البرلّسي المالكي (ت 1097 هـ) ، «البدر المنير في شرح سيرة البشير النّذير» ، مخطوط «1» . 7- الشّيخ أبو إسحاق إبراهيم بن مرعي بن عطية الشّبرخيتي المالكي (ت 1106 هـ) ، «شرح ألفيّة العراقي في السّيرة» ، مخطوط «2» . 8- العلّامة أبو الصّفاء إبراهيم بن مصطفى الحلبي، عرف بالمداري (ت 1190 هـ) ، «شرح نظم السّيرة النّبويّة» ، مخطوط. 9- الشّيخ أبو عبد الله محمّد الطّيّب بن عبد المجيد بن عبد السّلام بن كيران (ت 1227 هـ) ، «شرح ألفيّة العراقي في السّيرة» ، مخطوط «3» . 10- الشّيخ علي بن الحسين السعاوي، كان حيّا سنة (1292 هـ) ، «الغرر العليّة في شرح الدّرر السّنيّة في نظم السيرة النبوية» ، مخطوط «4» . 11- العالم عبد الله بن إيبيه الديماني (ت 1328 هـ) ، «جامع السّيرة في شرح ألفيّة العراقي» . 12- الشّيخ أحمد بن محمّد بن أحمد الحسني الشّنقيطي (القرن الرابع عشر) ، «شرح ألفيّة زين الدّين العراقي في السّيرة» .   (1) فهرس الكتب الموجودة بالمكتبة الأزهرية (8/ 258) . (2) هدية العارفين (1/ 36) . (3) فهرس الخزانة العلمية الصبيحية بسلا- المغرب (ص 83) . (4) فهرس المخطوطات العربية في مكتبة الأوقاف العامة في بغداد (1/ 354) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 ترجمة الحافظ العراقيّ رحمه الله تعالى اسمه ونسبه هو الإمام العلّامة الحافظ الكبير زين الدّين أبو الفضل عبد الرّحيم بن الحسين بن عبد الرّحمن، العراقيّ الأصل، المهرانيّ المولد، المصري، الشّافعيّ. مولده ونشأته ولد في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبع مئة بمنشيّة المهراني على شاطىء النّيل، من أبوين صالحين عابدين، وتوفي والده وهو في الثّالثة من عمره. حفظ القرآن الكريم وهو ابن ثمان، و «التّنبيه» ، وأكثر «الحاوي» ، و «الإلمام» ، وكان أوّل اشتغاله في علم القراآت، ونظر في الفقه وأصوله، وتقدّم فيهما بحيث كان الإسنوي يثني على فهمه، ويستحسن كلامه ويصغي لمباحثه. ثمّ أقبل على علم الحديث بإشارة من العزّ ابن جماعة، فأخذ عن علماء بلده، ثمّ سافر لطلب الحديث في بلاد الشّام وغيرها. وكان كثير الحجّ والمجاورة بمكّة المكرّمة، واجتهد ونسه وقرأ وسمع حتّى صار حافظ الوقت كما قال عنه أقرانه. شيوخه وهم خلق كثير، منهم: - العلّامة المقرىء محمّد بن أبي الحسن بن عبد الملك بن سمعون. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 - العلّامة الأصولي محمّد بن إسحاق بن محمّد البلبيسي. - العلّامة الأصولي عبد الرّحيم بن الحسن بن علي الإسنوي. - العلّامة الأصولي محمّد بن أحمد بن عبد المؤمن المصري، المعروف بابن اللّبّان. - العلّامة المحدّث عبد الرّحيم بن عبد الله بن يوسف، المعروف بابن شاهد الجيش. - العلّامة المحدّث محمّد بن محمّد بن إبراهيم الميدومي. - العلّامة المحدّث محمّد بن محمّد بن محمّد ابن سيّد النّاس. - العلّامة المحدّث محمّد بن إسماعيل بن عبد العزيز. - الأمير سنجر بن عبد الله الجاولي. - العلّامة الفقيه عليّ بن أحمد بن عبد المحسن ابن الرّفعة. - العلّامة المحدّث عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الهادي المقدسي. - العلّامة المحدّث عليّ بن عبد الكافي السّبكيّ. - العلّامة المحدّث خليل بن كيكلدي العلائي. - العلّامة المحدّث عبد الله بن أحمد بن محمّد الطّبريّ. - العلّامة المحدّث يحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي. - العلّامة المحدّث أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد المرداوي. وغيرهم كثير. تلاميذه وهم خلق كثير أيضا، منهم: - ولده العلّامة أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم. - الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني. - الحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 - العلّامة الفقيه محمّد بن موسى الدّميريّ. - العلّامة المحدّث إبراهيم بن حجاج الأبناسي. - العلّامة علي بن أحمد بن إسماعيل القلقشندي. - العلّامة أبو بكر بن حسين بن عمر المراغي. - العلّامة محمّد بن ظهيرة الشّافعي. - العلّامة المحدّث إبراهيم بن محمد بن خليل المعروف بسبط ابن العجمي. وغيرهم كثير. صفته كان معتدل القامة للطّول أقرب، مليح الوجه، منوّر الشّيبة، كثّ اللّحية، كثير السّكون، طارحا للتّكلّف، شديد الحياء، غزير العلم، سخي النّفس، خفيف الرّوح، لطيف الطّبع، كثير الحياء، ظاهر الوضاءة كأن وجهه مصباح. ثناء العلماء عليه قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: صار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الشّيخ جمال الدّين الإسنوي وهلمّ جرا، ولم نر في هذا الفن أتقن منه، وعليه تخرّج غالب أهل عصره. وقال السّخاوي رحمه الله: وصار المشار إليه بالدّيار المصريّة وغيرها بالحفظ والإتقان والمعرفة مع الدّين والصّيانة والورع والعفاف والتّواضع والمروءة والعبادة. وقال ابن تغري بردي: كان شديد الحياء، غزير العلم، مقداما كريما، وكان لا يهاب سلطانا في قول الحقّ. وفاته توفّي رحمه الله في ثامن شعبان سنة ستّ وثمان مئة، وله إحدى وثمانون سنة، ورثاه تلميذه الحافظ ابن حجر بقصيدة مطلعها: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 مصاب لم ينفّس للخناق ... أصار الدمع جارا للماقي فروض العلم بعد الزهو ذاو ... وروح الفضل قد بلغ التراقي مصنفاته للحافظ العراقي رحمه الله عشرات المصنفات، منها ما كمل، ومنها ما لم يكمل، وهذه بعضها: - إخبار الأحياء بأخبار الإحياء، وهو تخريجه الكبير لكتاب «إحياء علوم الدين» ، ولم يخرج عن المسودة. - المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار. - تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد. - التّبصرة والتّذكرة، وهي ألفيّة الحديث. - التّقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق في كتاب ابن الصّلاح. - الدّرر السّنيّة في نظم السّير الزّكيّة، وهو كتابنا هذا. - منظومة في غريب القرآن العزيز. - النّجم الوهّاج في نظم المنهاج، يعني «المنهاج في الأصول» للبيضاوي. - المستخرج على المستدرك. - تكملة شرح جامع الترمذي لابن سيّد النّاس. - تخريج أحاديث منهاج البيضاوي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 وصف النّسخ الخطّيّة اعتمدنا في إخراج هذا الكتاب على أربع نسخ خطّيّة: الأولى: نسخة محفوظة في مكتبة جامعة برنستون في الولايات المتّحدة الأمريكية، وهي الأصل الذّي اعتمدناه، وهي بخطّ المصنّف، وعليها تعليقاته، وفي آخرها إجازاته لمن قرأها عليه. تتألّف من أربعين ورقة، في كلّ ورقة ستّ وعشرون بيتا، كتبت بخطّ نسخي مقروء، ضبط المصنّف أكثر كلماتها بالشّكل. ورمزنا لها ب (أ) . الثّانية: نسخة مكتبة شهيد علي في تركية، ناسخها العلّامة الإمام إبراهيم بن محمّد بن خليل المعروف بسبط ابن العجمي الحلبي الشّافعي سنة (811 هـ) ، وعليها تعليقات مفيدة بخطّ العلّامة الإمام محمّد بن أبي الوليد بن الشّحنة الحنفي، علّقها سنة (826 هـ) عند قراءته لها على سبط ابن العجمي. وهي نسخة نفيسة مقابلة على نسخة المؤلّف رحمه الله تعالى، مكتوبة بخطّ نسخي مقروء، ومضبوطة بالشّكل، تتألّف من ثلاثين ورقة، كلّ ورقة أربعون بيتا. ورمزنا لها ب (ب) . الثّالثة: نسخة مكتبة الحرم المكّيّ، غير معروفة النّاسخ، عليها تعليقات، كتب في الصّحيفة الأولى أنّها من «شرح الأجهوري» على المنظومة، نسخت في سنة (1335 هـ) ، مكتوبة بخطّ نسخي جيّد، ضبط فيها بعض الكلمات بالشّكل، تتألّف من عشرين ورقة، في كلّ ورقة أربعة وخمسون بيتا. ورمزنا لها ب (ج) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 الرّابعة: نسخة ثانية في مكتبة الحرم المكّيّ، ناسخها محمّد المنوي الفراتي، وفي آخرها أنّه فرغ منها سنة (1326 هـ) ، كتبت بخط مغربي مقروء، ضبط فيها بعض الكلمات بالشّكل، تتألّف من عشرين ورقة، في كلّ ورقة ثلاثون بيتا. ورمزنا لها ب (د) . «1»   (1) كتب على ظهر هذا المخطوط ما نصه: (أروي هذه الألفية عن شيخنا العلامة السيد أحمد البرزنجي، عن والده السيد إسماعيل البرزنجي، عن الشيخ صالح الفلاني العمري، عن محمد بن سنّة عن مولاي الشريف محمد بن عبد الله الولاتي، عن الشيخ محمد بن أركماش الحنفي، عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، عن مؤلفها الحافظ الإمام جمال الحفاظ الفخام زين الدين عبد الرحيم بن الشيخ الإمام الزاهد القدوة المسلّك حسين بدر الدين بن أبي بكر بن إبراهيم الكردي الرازناني الأصل ثم المصري الشافعي، المعروف بالزين العراقي، نسبة إلى عراق العرب قال: ... ) ثم سرد «الألفية» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 منهج العمل في الكتاب - قابلنا المخطوطة الأصل والّتي بخطّ المصنّف على النّسخ الآخرى، وأثبتنا الفروقات المهمّة. - ضبطنا النّصّ بالشّكل الكامل ضبطا دقيقا، معتمدين في ذلك على نسخة الأصل؛ لأنّ العراقيّ رحمه الله تعالى شكل معظمها، وكذلك على المصادر والمراجع لتوثيق ضبط الأعلام والأماكن. وما كان له أكثر من ضبط ضبطناه بالاثنين معا قدر الاستطاعة. - وضعنا علامات التّرقيم بشكل دقيق يساعد على فهم النّصّ. - شرحنا بعض المفردات الغريبة. - علّقنا على بعض المواضع التي رأينا أنّها بحاجة لذلك، وقد قصدنا الاختصار في التّعليقات؛ لأنّ مرادنا إخراج النّصّ بأفضل شكل ممكن، وليس إخراج شرح له. - رقمنا الأبيات ليسهل على الطلبة حفظها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 صور المخطوطات المستعان بها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 راموز ورقة العنوان للنسخة (أ) راموز الورقة الأولى للنسخة (أ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 راموز الورقة قبل الأخيرة للنسخة (أ) راموز الورقة الأخيرة للنسخة (أ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 راموز ورقة العنوان للنسخة (ب) راموز الورقة الأولى للنسخة (ب) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 راموز الورقة الأخيرة للنسخة (ب) راموز ورقة العنوان للنسخة (ج) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 راموز الورقة الأولى للنسخة (ج) راموز الورقة الأخيرة للنسخة (ج) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 راموز ورقة العنوان للنسخة (د) راموز الورقة الأولى والأخيرة للنسخة (د) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 الفيّة السّيرة النّبويّة المسمّاة نظم الدّرر السّنيّة في السّير الزّكيّة نظمها بالمدينة الشّريفة الإمام الكبير الحافظ المجدّد زين الدّين عبد الرّحيم بن الحسين العراقي رحمه الله تعالى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 بسم الله الرّحمن الرّحيم اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد وآله وصحبه وسلّم [مقدمة المؤلف] يقولُ رَاجي مَن إليهِ المَهرَبُ ... عبدُ الرحيمِ بنُ الحسينِ المُذنبُ: أحمدُ ربّي بأتمّ الحَمدِ ... وللصّلاة والسّلام أُهدِي إلى نبيّهِ وأَرجو الله ... في نُجْحِ ما سئلتُهُ «1» شِفَاها مِنْ نظمِ سيرةِ النَبيّ الأمْجَدِ ... ألفيةً «2» حاويةً للمَقصِدِ «3» وليعلمِ الطالبُ أنَّ السّيَرَا ... تَجمَعُ ما صحَّ وما قدْ أُنْكرَا «4» والقصدُ ذكرُ ما أتى أهلُ السّيَرْ ... بهِ، وإنْ إسنادُهُ لمْ يُعْتَبَرْ فإنْ يكنْ قدْ صحَّ غيرُ ما ذُكِرْ ... ذكرتُ ما قد صحّ منه واستطر «5»   (1) في (د) : (ما سألته) . (2) قوله: (ألفيّة) أي: ألف بيت، وهي غير «ألفيته» التي صنّفها في مصطلح الحديث وعلومه. (3) في هامش (ب) : (وجد بخط النووي: مقصد بكسر الصاد بالقلم، ولم أره لا في «الصحاح» ولا في غيره من كتب اللغة) . (4) أي: يتسامح في السيرة في نقل الأخبار فيما يدور بين الصحة والضعف، لكن لا يصل الحال إلى الموضوع والمختلق. (5) في (د) : (واشتهر) . واستطر- بالبناء للمفعول-: كتب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 أسماؤه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم محمدٌ، معَ المُقفّي، أحمَدا ... الحاشرُ، العَاقِبُ، والمَاحي الرّدى وهْوَ المسمَّى بنبيّ الرَّحمةِ ... في «مُسلمٍ» ، وبنبيّ التوبةِ «1» وفيهِ أيْضًا: بنبيّ المَلْحَمَهْ «2» ... وفي رِوايةٍ: نبيّ المرحمه «3» طه، وياسين، مَعَ الرَّسولِ ... كذاكَ عبدُ الله في التَّنْزيلِ والمُتَوَكّلُ، النبيُّ الأمّي ... والرَّؤُفُ، الرَّحيمُ أيُّ رُحْمِ وشاهِدًا، مُبَشّرًا، نَذيرَا ... كذا سِرَاجًا، صِلْ بِهِ منيرا كذا به المزّمّل، المدّثّر ... وداعيا لله، والمذكّر ورَحْمَةً، ونِعْمَةً، وهادي ... وغَيْرَها تَجِلُّ عن تَعدادِ وقدْ وعَى ابنُ العربيّ «4» سَبعهْ ... مِنْ بعدِ ستّين، وقيل: تسعه   (1) أخرجه مسلم (2355/ 126) . (2) في النسخة المطبوعة من «صحيح مسلم» : (نبي الرحمة) ، ولم نجد «نبي الملحمة» فيه، وقد ذكرها المزي في «تحفة الأشراف» (6/ 472) وعزاها لمسلم، وهذه الرواية أخرجها الحاكم (2/ 604) ، وابن حبان (6314) ، وأحمد (4/ 395) ، وغيرهم. (3) ذكرها النووي في «شرح مسلم» (14/ 106) ، والمناوي في «فيض القدير» (3/ 45) حيث قال: (بميم أوله بخط المصنف) . (4) هو الإمام القاضي أبو بكر محمد بن العربي المالكي، ذكر ذلك في «عارضة الأحوذي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 مِنْ بعدِ تسعينَ ولابنِ دِحْيةِ «1» ... الفَحْصَ يُوفِيها ثلاث مئة وكونها ألفا ففي «العارضة» «2» ... ذكره عن بعض ذي الصّوفيّة «3»   (1) هو العلامة المحدث أبو الخطاب عمر بن حسن بن محمد الكلبي الداني المتوفى سنة (632 هـ) . (2) وهو كتاب «عارضة الأحوذي» . (3) كل هذه الكثرة في الأسماء ليست بغريبة إذا كان التوسع فيها على سبيل الصفة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 ذكر نسبه الزّكيّ الطّيّب الطّاهر صلّى الله عليه وسلّم وهْو ابنُ عبدِ الله، عبدُ المطلبْ ... أبوهُ، وهْوَ: شَيبَةَ الحَمْدِ نُسِبْ «1» أبُوهُ عمرٌو هاشِمٌ، والجدُّ ... عبدُ مَنافِ بنُ قُصَيّ زَيْدُ «2» ابنُ كِلابٍ «3» ؛ أي: حكيمٍ يا أُخَيْ ... وهْوَ ابنُ مُرَّةَ بنِ كعْبِ بنِ لُؤَيْ وهْوَ ابنُ غالبٍ؛ أي: ابنِ فِهْرِ «4» ... وهْوَ ابنُ مالكٍ؛ أي: ابنِ النضْرِ وأبُهُ «5» كِنانةٌ ما أبْرَكَهْ ... والده خزيمة بن مدركه   (1) في (ب) وهامش (أ) : (نسخة: وهو ابن عبد الله والأب انتسب ... لشيبة الحمد اسم عبد المطّلب) وبعض أجداده الكرام يعرف باسمين، ولعل أحدهما اسم، والثاني لقب؛ كعبد المطلب؛ فإنه يقال له: شيبة الحمد. (2) عمرو: هو الجد الثاني للنبي صلى الله عليه وسلم، وهاشم لقب له، ولقّب بذلك لأنه كان يهشم الثريد للضيف. وعبد مناف: والد هاشم، اسمه المغيرة، وعبد مناف لقب له. وقصي: والد عبد مناف، اسمه زيد. وانظر في ذلك «سبل الهدى والرشاد» للعلامة الصالحي، و «الصرح الممرد» للعلامة عمر بن علوي الكاف رحمه الله؛ فإنهما من أجمع ما كتب في أجداد النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (3) كلاب: لقب لحكيم، وهو والد قصي، ولقب بذلك لمحبته الاصطياد بالكلاب، وقيل: لمكالبته الأعداء في الحرب. (4) الفهر: حجر طويل ناعم صلب، يسحق به الصيدليّ الأدوية، ولقّب بذلك لشبهه به من حيث الطول والصلابة، واسمه قريش، وهو الجد الجامع لهم على الأصح، انظر «الصرح الممرد» (ص 108) . (5) أبه: أبوه على لغة النقص، كقول رؤبة بن العجاج: بأبه اقتدى عديّ في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وهْوَ ابنُ إلْياسَ؛ أيِ: ابْنِ مُضَرا ... إبنِ نزارِ بْنِ مَعَدٍّ لا مِرا «1» وهو ابن عدنانَ، وأهلُ النسبِ ... قدْ أجْمعوا إلى هُنا في الكتُبِ وبعدَهُ خُلْفٌ كثيرٌ جَمُّ ... أصحُّهُ حواه هذا النّظم عدنان في القول الأصحّ ابنُ أُدَدْ ... وبعضُهُمْ يزيدُ أُدًّا في العَدَدْ بَينَهُما، وأُدَدٌ والدُهُ ... مُقَوَّمٌ، ناحورُ بعدُ جَدُّهُ وهْوَ ابنُ تَيْرَحٍ؛ أيِ: ابنِ يَعْرُبا ... وأنَّ يعربا هوَ ابنُ يَشجُبَا وهْو ابنُ نابِتٍ، وإسماعيلُ ... أب له، وجدّه الخليل إبراهيم بن تارح؛ أي: آزر ... وهو ابن ناحور، وهذا آخر «2» وهو ابن شاروح بنِ أرْغو، فالَخْ ... أبٌ له، ابنُ عَيْبرَ بنِ شالَخْ «3» وهْو ابنُ أرْفَخْشَذْ، أبوهُ سامُ ... أبوه نوح صائم قوّام   (1) لامرا: لا شك، فإن نسبه الشريف إلى عدنان مجمع عليه بين أهل النسب، وأخرج ابن سعد في «الطبقات» (1/ 56) بسنده: (أن النبي ص كان إذا انتسب.. لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أدد، ثم يمسك ويقول: «كذب النسابون، قال الله عز وجل: وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) . (2) قوله: (تارح؛ أي: آزر) أي: أن تارح هو نفسه آزر، وهو قول ابن إسحاق كما نقل ابن هشام (1/ 2) . وقوله: (وهذا آخر) أي: غير ناحور المتقدم. (3) في هامش (ب) : (شالخ: قيده بعض مشايخي فقال: كهاجر وغالب؛ لما رأيت في النسخة التي قرئت على مؤلف هذه: فالخ مكسور اللام، بالقلم، وإذا كان كذلك.. فشالخ مكسور اللام أيضا عنده، والله أعلم. وقد رأيت عن ابن بري في حواشي «المقرب» في الكلام على «لام» فالخ، قال: وهو على وزن أفعل أو فاعل مثل شالخ، فهذا صريح في أن لامه مفتوحة، والله أعلم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 وهو ابن لامك بن متّوشلخا ... إبن خنوخ، وهْو فيما وُرِّخا «1» إدريسُ- فيما زعموا- يَرْدٌ أبُهْ ... وهو ابنُ مَهْليلَ بنِ قَيْنن يَعْقِبُهْ يانش شيث أبه ابن آدما ... صلَّى عليه ربُّنا وسلَّما أمَّا قريشٌ.. فالأصحُّ فهر «2» ... جماعها، والأكثرون: النّضر «3» وأمّه آمنة، والدُها ... وَهْبٌ، يَلي عبدُ منافٍ جَدُّها وهْوَ ابنُ زُهْرةَ يلي كِلابُ ... وفيهِ مَعْ أبيهِ الانتساب   (1) ورّخا: تسهيل من أرّخا، من التأريخ. (2) في هامش (ب) : (بني عليه قولان: الأول: وهو أن قريشا هو إلياس. والثاني: أنه مضر تتمة أربعة فيه، والله أعلم. وحكي في المسألة قول شاذ، رواه بعض مشايخي في «شرح المنهاج» أو «الغنية» أو هما، وقد ذكرته في تعليقي عليه) . (3) في (ب) : (جماعها، وقيل: ذاك النضر) . وكون قريش جماعها- أي: الجامع لها- هو الأصح كما قال البيهقي وعزاه للجلّة، كذا نقل المناوي في «العجالة السنية» (ص 39) ، وقصد بالأكثرين الإمام الشافعي وأكثر الفقهاء- كما نقل ذلك صاحب «الصرح الممرد» (ص 108) والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 ذكر مولده وإرضاعه صلّى الله عليه وسلّم وَوُلِدَ النبيُّ عامَ الفيلِ ... أيْ في ربيعِ الأولِ الفَضيلِ ليومِ الاثنينِ مُباركًا أتى ... لليلتينِ مِنْ ربيعٍ خَلتا وقيلَ: بل ذاكَ لثنتيْ عَشْرَهْ ... وقيلَ: بعدَ الفيلِ ذا بفترهْ بأربعينَ أو ثلاثينَ سنهْ ... ورُدَّ ذا الخُلْفُ وبعضٌ وهَّنَهْ «1» وقَدْ رَأتْ إذ وَضَعَتْهُ نورا ... خرَجَ منها، رأت القُصورا قصورَ بُصْرَى قَدْ أضاءتْ، ووُضِعْ ... بَصرُهُ إلى السماءِ مُرْتَفِعْ ماتَ أبوهُ ولهُ عامانِ ... وثلُثٌ، وقيلَ بالنقصَانِ عنْ قَدرِ ذا؛ بلْ صحَّ كانَ حَمْلا «2» ... وأرْضعَتْهُ حينَ كان طِفلا معْ عمّهِ حمزةَ ليثِ القَومِ ... ومَعْ أبي سلمة المخزومي «3»   (1) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 41) : (ردّ ابن الجزار على هذا الخلاف وحكى الإجماع على أنه ولد عام الفيل) . وكونه في عام الفيل.. قال الحافظ ابن كثير: (هو المشهور عند الجمهور) ، وقال إبراهيم بن المنذر شيخ البخاري رحمهما الله: (لا يشك فيه أحد من العلماء، ونقل غير واحد فيه الإجماع) . انظر «السيرة الحلبية» (1/ 59) . وانظر الأقوال في «طبقات ابن سعد» (1/ 100) ، و «المنتظم» (1/ 245) ، و «سبل الهدى والرشاد» (1/ 401) . (2) أخرج ذلك الحاكم (2/ 600) وصححه، ووافقه الذهبي. (3) وهو عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، من السابقين الأولين إلى الإسلام، كان من المهاجرين إلى الحبشة ثم إلى المدينة، شهد بدرا وأحدا ومات سنة أربع للهجرة من جرح أصابه يوم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 ثويبة، وهي إلى أبي لهَبْ «1» ... أعتَقها، وإنهُ حينَ انقَلبْ هُلْكًا، رُئي نومًا بشرِّ حِيبهْ ... لكنْ سُقِي بعتقِهِ ثُويبهْ «2» وبعدَها حَليمةُ السَّعدِيهْ ... فَظفِرتْ بالدُّرةِ السَّنِيَّهْ نَالتْ بهِ خيرًا وأيَّ خَيرِ ... مِنْ سَعةٍ ورَغَدٍ وَمَيْرِ «3» أقامَ في سَعدِ بنِ بكرٍ عندَها ... أربعةَ الأعوامِ تَجْني سَعْدَها وحينَ شَقَّ صدرَهُ جبريلُ ... خَافتْ عليهِ حَدَثًا يَؤولُ «4» ردَّتْهُ سَالمًا إلى آمنة ... وخرجت به إلى المدينة   أحد. والمعروف أن ثويبة أرضعت حمزة، ثم أبا سفيان ابن عمه الحارث ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أبا سلمة، ولا يلزم أن يكون الرضاع في وقت واحد، بل كان في أزمنة مختلفة، لذلك قيل: كان حمزة أسنّ من رسول الله ص بأربع سنين، وفي المسألة خلاف لا يهمّ. وانظر «السيرة الحلبية» (1/ 85) . (1) قوله: (وهي إلى أبي لهب) أي: منسوبة؛ إذ كانت رقيقة لأبي لهب وأعتقها. وخبر عتق ثويبة أخرجه البخاري مرسلا، وقد تكلمنا عنه بتوسّع في رسالتنا الموجزة عن المولد النبوي الشريف: «حول الاحتفال» . (2) في هامش (ب) : (الذي رآه هو العباس أخوه، رآه في النوم) . وحيبة- بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة-: حالة، قال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (9/ 145) : (5101) وانظر تعليق الحافظ ابن حجر على هذه المسألة ففيها فوائد مهمة، والله أعلم. (3) الميرة: الطعام الذي يدخره الإنسان. (4) هذا هو الشق الأول لصدره الشريق، والثابت: أن الشق كان أربع مرات: فالأولى: كان في بني سعد، وهو هذا، وأما المرّة الثانية: فقد شق صدره الشريف ص وهو ابن عشر سنين، وأما المرّة الثالثة: فقد شق صدره الشريف عند مجيء جبريل عليه السلام بالوحي حين نبّىء، وأما المرّة الرابعة: فهي ليلة الإسراء كما ورد في «الصحيحين» . وانظر «تاريخ الحوادث» (12- 13) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 تزور أخوالا له، فمرضت ... راجعة، وقبضت، فدفنت «1» هناك بالأبواءِ «2» ، وهْوَ عمُرُهْ ... ستُّ سنينَ معَ شيء يقدره ضابطه بمئة أيّاما ... وقيلَ: بلْ أربعَةٌ «3» أعوَاما وحينَ ماتَتْ حملتْهُ برَكَهْ «4» ... لجدِهِ بمكةَ المُبَارَكهْ كَفَلَهُ إلى تمام عمره ... ثمانيا، ثمّ مضى لقبره   (1) في (ب) : (فقبضت ودفنت) . (2) الأبواء- بالفتح وسكون الموحّدة تحت، وفتح الواو، وبعد ألف ممدودة-: وهي تقع شرق مستورة على يمين الذاهب إلى المدينة المنورة من الخط القديم، وهي محافظة تابعة للمدينة المنورة من أعمال الفرع، تسمى اليوم بالخريبة، بينها وبين رابغ (43) كيلومترا، وبينها وبين مكة المكرمة (200) كيلومترا تقريبا، فيها قبر السيدة آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم. (3) قال الأجهوري في «حاشيته على الألفية» : (قوله: «بل أربعة» عطف على «ست سنين» فهو مرفوع، لا على «بمئة» ) . (4) بركة: هي بركة بنت ثعلبة، وهي المعروفة بأم أيمن، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم وحاضنته، وكانت لأم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أم أيمن أمي بعد أمي» ، أعتقها رسول الله ص حين تزوج خديجة رضي الله عنها، وتزوج عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن، فولدت له أيمن. انظر «الإصابة» (4/ 432) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 ذكر كفالة أبي طالب له صلّى الله عليه وسلّم أوْصَى بهِ جَدُّهُ عبدُ المُطلِبْ ... إلى أبي طالبٍ الحَامي الحَدِبْ «1» يَكفُلُهُ بعدُ، فكانَتْ نَشْأتُهْ ... طاهرةً مَأمونةً غائِلتُهْ فكانَ يُدعى بالأمينِ، ورَحَلْ ... معْ عَمهِ للشَّامِ حتى إذْ وصَلْ بُصرى.. رأى منه بَحِيرا، الراهبُ ... ما دلَّ أنه النبيُّ العاقِبُ محمدٌ نبيُّ هذي الأمَّهْ ... فرَدَّهُ؛ تَخَوفًا مِنْ ثَمَّهْ مِنْ أنْ يَرَى بعضُ اليهودِ أمرَهْ ... وعمْرهُ إذ ذاك ثِنتا عشْرهْ ثمَّ مضَى للشَّامِ مَعْ مَيْسرةِ ... في مَتجرٍ، والمَالُ منْ خَديجةِ مِنْ قَبلِ تزويجٍ بها، فبلغا ... بصرى فباع وتقاضى ما بغى «2» وقدْ رأى ميسرةُ العَجَائبَا ... منهُ وما خُصَّ بهِ مواهِبا «3» وحدَّثَ السيدةَ الجَليلَهْ ... خديجةَ الكُبرى «4» فأحصَتْ قِيلَهْ ورغِبَتْ، فخطبَتْ محمَّدا ... فيَا لها من خطبة ما أسعدا   (1) الحدب: العطوف. (2) تقاضى: طالب بثمن ما باعه. وما بغى: اشترى الذي طلب، أو: اشترى ولم يتعد ويظلم في بيعه وشرائه على أصل العصمة له صلّى الله عليه وسلّم. (3) لم تثبت رواية صريحة بأن ميسرة بقي إلى البعثة. (4) في (ب) : (خديجة الفضلى) ، وفي هامشها: (نسخة: الكبرى) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 وكان إذا زُوّجَها «1» ابنَ خمسِ ... منْ بعدِ عشرينَ بغيرِ لبس «2»   (1) زوّجها: بالبناء للمفعول. (2) في هامش (أ) : (بلغ الشيخ شهاب الدين أحمد بن عثمان بن الكلوتاتي نفع الله به قراءة عليّ والجماعة سماعا. كتبه مؤلفه) . وفي هامش (ب) : (في سنه عليه الصلاة والسلام لما تزوج خديجة أقوال، هذا أحدها، وهو الذي ذكره غير واحد من أهل العلم، و [الثاني] : قال ابن عبد البر: خرج عليه الصلاة والسلام إلى الشام في تجارة لخديجة سنة خمس وعشرين، وتزوج خديجة بعد ذلك بشهرين وخمسة وعشرين يوما في عقب صفر سنة ست وعشرين، و [الثالث] : قال الزهري: كانت سنه عليه الصلاة والسلام يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة، و [الرابع] : قال أبو عمر ابن عبد البر: وقال أبو بكر بن عثمان وغيره: كان يومئذ ابن ثلاثين سنة. و [الخامس] : قال بعضهم: وقال ابن جريج: وله سبع وثلاثون سنة، و [السادس] : قال البرقي: تسع وعشرون) اه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 قصّة بناء الكعبة وإذْ بَنَتْ قريشٌ البيتَ، اختلَفْ ... ملاؤهُمْ «1» تنازعًا، حتى وقَفْ أمرُهمُ فيمنْ يكونُ يَضَعُ ... ألحجرَ الأسودَ حيثُ يُوضعُ إذْ جاءَ قالوا كلُّهُمْ: رَضِينا ... لوضعِهِ محمدَ الأمينَا فحُطَّ في ثوبٍ وقال: يَرْفعُ ... كلُّ قبيلٍ طرَفًا، فرفَعُوا ثُمَّتَ أودَعَ الأمينُ الحَجَرا ... مكانَهُ، وقد رضُوا بما جرى   (1) ملاؤهم: أغنياؤهم أو رؤساؤهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 بدء الوحي حتى إذا مَا بَلَغَ الرسولُ ... الأربعينَ.. جَاءهُ جبريلُ «1» وهْوَ بغارٍ بحِرَاءٍ مُختَلي ... فجاءهُ بالوحيِ منْ عندِ العَلي في يومِ الاثنينِ، وكانَ قدْ خَلَتْ ... منْ شَهرِ مولدٍ ثمانٌ انْ ثَبَتْ «2» وقيلَ: في سابعِ عشري «3» رَجبِ ... وقيلَ: بلْ في رمضانَ الطيّبِ «4» قالَ لهُ: اقرأ وهْوَ في المِرارِ ... يُجيبُ نُطقًا: ما أنا بِقاري فَغَطَّهُ ثلاثةً حتى بَلَغْ ... الجَهْدَ، فاشتدَّ لذاكَ وانصبَغْ «5» أقرأَهُ جبريلُ أولَ العلق ... قرأه كما له به نطق   (1) في هامش (ب) : (في سنه ص لما بعث أقوال: أربعون سنة، وهو الصحيح عند أهل السير والعلم بالأثر، وقيل: أربعون ويوم، وذكر بعضهم قيل: وعشرة أيام، وقال السهيلي: وقد روي أنه نبّىء لأربعين وشهرين من مولده، وفي المسألة قول خامس حكاه القاضي عياض عن ابن عباس وسعيد بن المسيب رواية شاذة: أنه بعث على رأس ثلاث وأربعين سنة، وصوب النووي: أنه على رأس الأربعين، والله أعلم) . (2) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 53) : (قال ابن عبد البر: وكان قد خلت من شهر ربيع الأول- وهو شهر مولده- ثمانية أيام سنة إحدى وأربعين منذ الفيل، واعترضه الناظم بأنه إنما يتم إن ثبت بتوقيف صحيح، وأنى به؟) وانظر هذه الأقوال وغيرها في «فتح الباري» أول (كتاب التعبير) (12/ 356) . (3) أي: عشرين، حذفت النون لإضافتها إلى رجب؛ تشبيها بنون الجمع. (4) قوله: (في رمضان الطيب) قال الحافظ في «فتح الباري» (12/ 356) : (وهو الراجح؛ لما تقدم من أنه الشهر الذي جاء فيه في حراء، فجاءه الملك، وعلى هذا: يكون سنّه حينئذ أربعين سنة وستة أشهر) . (5) فاشتدّ: قوي جسمه على الحركة. وانصبغ: قوي على مخالطة الروحانيات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 وكونُ ذا الأولَ فهْوَ الأشهَرُ ... وقيلَ: بل يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ وقيلَ: بلْ فاتحةَ الكتابِ ... والأولُ الأقربُ للصَوابِ «1» جَاءَ إلى خديجةَ الأمينَهْ ... يشكو لها ما قد رآه حينه فثبّتته إنّها موفّقه ... أوّل ما قد آمنت مُصَدِّقَهْ ثمَّ أَتَتْ بهِ تَؤمُّ وَرَقَهْ ... قَصَّ عليه ما رأى فصدّقه فهو الّذي آمن بعدُ ثانيا ... وكانَ بَرًّا صَادقًا مُواتِيا «2» والصادِقُ المصدوقُ قالَ: إنهْ ... رأى له تَخَضْخُضًا «3» في الجنّه   (1) انظر «فتح الباري» (1/ 28) فقد رجح هذا القول وأتى بالأدلة، والنووي في «شرح مسلم» (2/ 207) وصرح ببطلان القول الثاني. (2) مواتيا: مترفّقا متلطّفا. (3) تخضخضا: حركة واضطرابا، وقد اختلف في إسلام ورقة، والذي جزم به ابن كثير وابن الشحنة- ونسبه إلى جهابذة أئمة الأثر- والحافظ العراقي ومال إليه الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (3/ 597) إنما هو إسلامه، والله أعلم. وقد أخرج أبو يعلى في «مسنده» (2047) من طريق إسماعيل عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: سئل النبي ص عن ورقة بن نوفل، قال: «أبصرته في بطنان الجنة عليه سندس» ، وقال ابن عدي في «الكامل» (1/ 319) : (تفرد به إسماعيل عن أبيه) ، لكن تعقبه الحافظ في «الإصابة» (3/ 598) وقال: (قد أخرجه ابن السكن من طريق يحيى بن سعيد الأموي عن مجالد، لكن لفظه: «رأيت ورقة على نهر من أنهر الجنة؛ لأنه كان يقول: ديني دين زيد، وإلهي إله زيد» ) ، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (9/ 419) : (رواه أبو يعلى وفيه مجالد، وهذا مما مدح من حديث مجالد، وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا ورقة؛ فإني رأيت له جنة أو جنتين» رواه البزار متصلا ومرسلا، وزاد في المرسل: «كان بين أخي ورقة وبين رجل كلام، فوقع الرجل في ورقة ليغضبه ... » والباقي بنحوه، ورجال المسند والمرسل رجال الصحيح، وعن أسماء بنت أبي بكر: أن النبي ص سئل عن ورقة بن نوفل فقال: «يبعث يوم القيامة أمة وحده» رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 قدر إقامته بمكّة بعد البعثة أقَامَ في مَكَّةَ بعدَ البِعثَةِ ... ثلاثَ عَشْرةَ بغيرِ مِرْيةِ وقيلَ: عَشْرًا، أو فخمسَ عشْرَهْ ... قولانِ وهَّنُوهُما بمَرَّهْ «1» فكانَ في صَلاتهِ يَستقبِلُ ... بمكةَ القُدسَ، ولكنْ يَجعَلُ البيتَ منْ بينِ يديهِ أيضا ... فيما أتى تَطوّعًا أو فَرْضا «2»   قال الحافظ: (أخرج الزبير بن بكار عن عروة بن الزبير قال: كان بلال لجارية من بني جمح، وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء لكي يشرك، فيقول: أحد أحد، فيمر به ورقة وهو على تلك الحال فيقول: أحد أحد يا بلال، والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا، وهذا مرسل جيد، يدل على أن ورقة عاش إلى أن دعا النبي ص إلى الإسلام حتى أسلم بلال، والجمع بين هذا وبين حديث عائشة- أي: عند البخاري- أن يحمل قوله: «ولم ينشب ورقة أن توفي» أي: قبل أن يشتهر الإسلام ويؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد) . (1) قوله: (وهنوهما بمرة) ليس بمسلّم، فقد أخرج البخاري عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم (4464) ، والحاكم (2/ 626) عن عروة، والطبري في «تاريخه» (2/ 383) عن أنس وابن عباس وسعيد بن المسيب وعمرو بن دينار رضي الله عنهم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث بمكة عشرا) ، وأخرج مسلم (2353) ، والحاكم (2/ 627) والطبري في «التاريخ» (2/ 386) عن ابن عباس: (أن النبي ص مكث بمكة خمس عشرة سنة) ، أما القول الذي أورده المصنف.. فأخرجه البخاري (3902) ، ومسلم (235) ورجحه الحافظ في «الفتح» (8/ 151) ، ويجمع بين الأقوال: أن من قال بالعشرة لم يعد السنوات الثلاث في أول البعثة وقبل الأمر بإظهار الدعوة، ومن قال بخمس عشرة أخذ بقول من قال: إن النبي ص توفي وعمره خمس وستون سنة، وقال المناوي في «العجالة السنية» (ص 59) : (والثالث: حسب معها السنتين اللتين كان يرى فيهما الضوء والنور ويسمع الصوت ويرى الرؤيا فتجيء كفلق الصبح) والله أعلم. (2) في هامش (ب) : (وقال آخرون: إنه عليه السلام صلى أول ما صلى إلى الكعبة، ثم إنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وبعدَ هجرةٍ كذا للقُدْسِ ... عامًا وثُلثًا، أو ونصْفُ سُدْسِ «1» وحُوِّلتْ منْ بعدِ ذاكَ القِبلةُ ... لكعبة الله ونعم الجهة «2»   صرف إلى بيت المقدس، ومن الناس من قال: كانت صلاته عليه السلام إلى بيت المقدس من حين فرضت الصلاة بمكة إلى أن قدم المدينة، ثم بالمدينة إلى وقت التحويل، قال أبو عمر: وأحسن من ذلك قول من قال: إنه عليه السلام كان يصلي بمكة يستقبل القبلتين، فذكر القول الذي قاله شيخنا، وله مستند من حديث ابن عباس) . (1) قوله: (أو ونصف سدس) أي: عاما وثلثا ونصف سدس أيضا فتكون ستة عشر أو سبعة عشر شهرا- كما روى البخاري (40) - ورجح الحافظ في «فتح الباري» (1/ 96) القول الثاني، فانظره تستفد. (2) في هامش (ب) : (كم أقام عليه السلام يصلي إلى بيت المقدس بعد مقدمه المدينة؟ عشرة أقوال، وهي روايات: ستة عشر شهرا- وهو المعتمد؛ إذ في «صحيح مسلم» الجزم بها عن البراء فتعينت- الثاني: سنتان، 3- تسعة عشر شهرا، 4- ثمانية عشر شهرا، 5- سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام، 6- سبعة عشر شهرا، وهو قريب من الذي قبله، 7- ثلاثة عشر شهرا، 8- ثمانية أشهر، 9- تسعة أشهر، 10- شهران) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 ذكر السّابقين للإسلام مِنَ الرجالِ ابنُ أبي قُحَافهْ ... قالَ بهِ حسّان في القصيدة «1» وعِدةٌ من الصحَابةِ الأُلى ... وفَّوْا، وتابِعُوهُمُ ممن تلا خديجَةَ اذكرْ أولَ النّسوانِ ... عليًّا اعدُدْ أولَ الصّبيان وعمره ثمان او معشّر «2» ... أو ستّ او خمس، وقيل: أكبر من الموالي: زيد ابن حارثهْ ... كان مُجَالِسًا لهُ محادِثَهْ عثمَانُ والزبيرُ وابنُ عوْفِ ... طلحةُ سعدٌ أمِنوا مِنْ خَوفِ إذ آمنوا بدعوةِ الصديقِ ... كذا ابنُ مظعونٍ بذا الطريقِ ثم أبو عبيدةٍ والأرقمُ ... كذا أبو سلمةَ المكرَّمُ «3» وابنُ سعيدٍ خالدٌ قدْ أسلمَا ... وقيلَ: بلْ قبلَهُمُ تَقدَّما كذا ابنُ زيدٍ؛ أي: سعيدٌ لا مِرَا ... وزوجُهُ فاطمةُ أختُ عُمَرا كذاكَ عبدُ الله معْ قُدامَهْ ... هما لمظعونٍ سعيدا الهامه «4»   (1) وهو قوله في ديوانه (1/ 125) من البسيط: ألثّاني التّالي المحمود مَشْهدُه ... وأول الناس منهم صدق الرسلا (2) معشّر: عشر سنوات. (3) أبو سلمة: هو المخزومي أخو النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الرضاعة. (4) هما عبد الله وقدامة ابنا مظعون أخوا عثمان بن مظعون. وقوله: (سعيدا الهامة) أشار به إلى شجاعتهما. والهامة: الرأس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 وحاطبٌ حطابٌ «1» ابنا الحارثِ ... أسماءُ عائشْ وهْيَ غير طامث كذا ابن إسحاق بذاكَ انفرَدا ... ولم تكنْ عائِشُ ممنْ وُلِدا «2» فاطمةٌ «3» فُكَيْهَةُ الزوجانِ ... تلكَ لذاكَ هذهِ للثاني عبيدةُ بْنُ حارثٍ، خَبّابُ ... ابنُ الأرتِّ كلهُمْ أجَابُوا كذا سَلِيْطٌ وهُوَ ابنُ عمرِو ... وابنُ حذافةَ خُنَيْسٌ بَدري «4» وابنُ ربيعةَ اسمُهُ مسعودُ ... ومَعْمَرُ بنُ حارثٍ معدودُ وولدا جَحْشٍ هما عبدُ الله ... كذا أبو أحمدَ عبدٌ أوَّاهْ كذا شَبيهُ المُصطفى؛ أي: جَعفرُ ... أسماءُ زوجُهُ «5» ، الحَليفُ عامرُ عياشٌ اعني ابنَ أبي ربيعهْ ... وزوجه أسما إلى سلامة «6»   (1) حطاب: بالحاء المهملة- وقيل: بالخاء المعجمة- ابن الحارث الجمحي، وقد ضبطها العراقي بخطه بالمعجمة والمهملة. (2) قول ابن إسحاق: (إن عائشة رضي الله عنها كانت من السابقين) نقله عنه ابن هشام في «سيرته» (1/ 253) وابن عبد البر في «الدرر» (39) ، ورده المصنف، قال مغلطاي في «سيرته» (109) بعد نقله: (كذا قاله ابن إسحاق، وهو وهم، لم تكن عائشة ولدت بعد، فكيف تسلم؟! وكان مولدها سنة أربع من النبوة) والله أعلم. (3) في هامش (ب) : (فاطمة هذه هي: ابنة المجلّل بن عبد الله، وهي زوج حاطب بن الحارث المتقدم، وفكيهة بنت يسار هي زوج حطاب بن الحارث، فاعلمه) . (4) سليط: هو ابن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري. خنيس: هو ابن حذافة القرشي السهمي، وهو بدري قديم، تزوج حفصة بنت عمر قبل النبي صلى الله عليه وسلم. (5) أسماء: هي بنت عميس بن معد، زوجة جعفر بن أبي طالب، ووقع في مطبوع «العجالة السنية» تصحيف في (ص 69) ففيها: (زوجة عامر) ، والصواب ما في مخطوطها: (زوجته) أي: زوجة جعفر، فليتنبه. عامر: هو ابن ربيعة العنزي، حليف آل الخطاب. (6) قوله: (أسما إلى سلامة) أي: أسماء بنت سلامة بن مخربة التميمية، زوجة عياش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 نُعَيمٌ النَّحامُ، أيضًا حاطبُ ... وهو ابنُ عمروٍ، وكذاك السائبُ أي ابنُ عثمانَ بنِ مظعونٍ، ذكر ... أبوه، مع مطّلب ابن أزهَرْ وزوجُهُ رَملةُ، معْ أُمَيْنَهْ «1» ... بنت خلَفْ لخالد قرينه مضى اسمه، عمّار ابن ياسرِ ... وابنُ فُهَيْرةَ اسمِهِ بعامِرِ أبو حذيفةَ، صهيبٌ، جُنْدُبُ ... وهْوَ أبو ذرٍّ صَدوقٌ طيّبُ وقالَ: إني رابعٌ لأربعَهْ ... من تابِعِي النبيّ أسلموا معَهْ كذا أُنيسٌ أخُهُ قدْ أسلمَا ... ثُمَّتَ بعدُ أسلَمَتْ أمُهُمَا «2» كذا ابنُ عبدِ الله وهو واقد ... كذا إياسٌ، عاقِلٌ، وخَالدُ وعامرٌ أربعةٌ بنُو البُكَيرْ ... وابنُ أبي وقاصٍ اسمُه عُمَيرْ كذاك بنتُ أسدٍ فاطمةُ ... كذاك بنتُ عامرٍ ضُباعَةُ عمرٌو، أبو نَجِيحِ فيهمْ مَعدودْ ... عُتبةُ، عبدُ الله نجلا مسعود «3»   (1) رملة: هي بنت أبي عوف. أمينة- بالتصغير-: هي بنت خلف بن أسعد الخزاعية، زوجة خالد بن سعيد بن العاصي، مر ذكره. (2) قوله: (أمهما) أي: أم أبي ذر وأنيس، واسمها رملة بنت الوقيعة الغفارية. (3) أبو نجيح: هو عمرو بن عبسة السلمي. عتبة وعبد الله: هما ولدا مسعود بن غافل الزهري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 سبب إسلام ابن مسعود (رضي الله عنه) جاءَ لهُ النبيُّ وهْوَ يَرْعى ... غُنَيْمةً، يُسيمُها «1» في المرعَى قالَ لهُ: شاؤُكَ فيها لبنُ؟ ... قالَ: نعمْ، لكنني مُؤْتَمَنُ قالَ: فَهَلْ فيها إذن منْ شاةِ ... ما مسَّها الفَحلُ، إذًا فتَأْتي بِها، فمسَّ الضَّرْعَ وهْوَ يدْعو ... فامتَدَّ ضَرعُها وَدَرّ الضَّرْعُ فاحْتلَبَ الشاةَ وأسقى ثمَّ مَصْ ... في شربهِ قالَ لهُ: اقلُصْ «2» فَقلَصْ قالَ: فعلِّمني لَعَلي أعلَمُ ... قالَ له: غُلَيِّمٌ مُعَلَّمُ «3»   (1) يسيمها: يتركها ترعى. (2) أقلص- بضم اللام-: انزو وانضم. (3) في هامش (أ) : (بلغ الشيخ بدر الدين محمد بن محمد بن يعقوب الجعبري قراءة عليّ، والشيخ زين الدين خالد بن [ ... ] ، ونور الدين علي بن عبد الرحمن بن سليم الجبائي، وزين الدين عبد الرحيم بن أبي بكر بن محمود بن الأدمي الحموي سماعا في الأول. كتبه ناظمه. بلغ الحافظ نور الدين الهيثمي قراءة على ناظمه والجماعة سماعا بالروضة الشريفة في الأول) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 اجتماع المسلمين بدار الأرقم واتَّخَذَ النبيُّ دارَ الأرْقَمِ ... للصحْبِ مُسْتخفِينَ عنْ قَوْمِهِمِ وقيلَ: كانوا يخرجونَ تَتْرى ... إلى الشِّعَابِ للصلاةِ سِرّا حتَّى مَضَتْ ثلاثةٌ سِنينا ... وأظهرَ الرحمنُ بعدُ الدّينا وصَدعَ النبيُّ جَهرًا مُعلِنا ... إذْ نَزلتْ فَاصْدَعْ بِما فما ونى «1» وأنذرَ العشائرَ التي ذكِرْ ... بجمعِهِمْ، إذْ نزلتْ وَأَنْذِرْ «2»   (1) ما ونى: ما ضعف ولا تراخى عما أمر به. (2) في هامش (أ) : (بلغ أبو عبد الله محمد بن ثابت بن سعد الوريندي التلمساني قراءة عليّ، وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز الأنصاري التلمساني سماعا عليّ. كتبه مؤلفه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 ذكر تأييده صلّى الله عليه وسلّم بمعجزة القرآن وجعل الله له القرآنا ... آية حقّ أعجَزَتْ بُرهَانا أقامَ فيهمْ فوقَ عَشرٍ يَطلبُ ... إتيانَهُمْ بمثلِهِ فغُلِبُوا «1» ثمَّ بعَشْرِ سُوَرٍ، بسورة «2» ... فلمْ يُطِيقوها ولو قَصيرهْ وهُمْ لَعَمرِي الفُصحاءُ اللُّسْنُ ... فانقَلَبوا وهُمْ حَيارى لُكْنُ «3» وأُسمِعوا «4» التوبيخَ والتَّقريعا ... لدى المَلا مُفترِقًا مَجموعا فلمْ يفُهْ منهمْ فصِيحٌ بِشَفَهْ ... مُعَارِضًا، بل الإلهُ صَرَفَهْ «5»   (1) في هامش (أ) : (بلغ عبد الوهاب ولد ابن أبي زرعة قراءة عليّ، وشمس الدين محمد بن سليمان الشبراوي سماعا. كتبه مؤلفه) . (2) كذا في (أ) و (ج) ، وهي على حذف العاطف؛ أي: فطلب إتيانهم بسورة، وفي (د) : (فسورة) . (3) اللّسن- بضم اللام الثانية وسكون السين، جمع ألسن-: وهم الفصحاء. اللّكن- جمع ألكن-: وهو الذي عيّ وصعب عليه الإفصاح بالعربية لعجمة لسانه. (4) أسمعوا- بالبناء للمفعول-: أسمعهم الله فيما أنزل من محكم كتابه. (5) بشفة: أي: لم يفه بكلمة واحدة، وقوله: (بل الإله صرفه) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 76) : (وهذا الختام من الناظم يؤذن بميله إلى القول بالصرفة، وهو رأي مرجوح أطال المحققون في تقرير رده) . والصرفة: هو القول بأن المشركين كان في وسعهم الإتيان بمثل القرآن، ولكن الله صرفهم، وهو قول النظّام من المعتزلة، وقول البعض من أهل السنة، خلافا لقول الجمهور. ويمكن أن يقال: إن معنى الصرفة في قول المصنف هو المعنى اللغوي لا الاصطلاحي، أي: أن صرف الله سبحانه وتعالى لهم ظهور عجزهم عن معارضته في إيجازه وبلاغته وتراكيب ألفاظه ومعانيه مع كونه من جنس كلامهم؛ لكونه فاق في جميع فنون الكلام قدرتهم على الإتيان بمثله أو معارضته، فصار معجزة حيث عجزوا عن معارضته كلام الله بكلامهم، فأصبح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 فَقَائلٌ يقولُ: هذا سِحرُ ... وقائلٌ: في أذُنيَّ وَقْرُ وقائلٌ يقولُ ممّنْ قَد طَغَوا: ... لا تسمعُوا لهُ، وفيه فالْغوا «1» وهُمْ إذا بعضٌ ببعضٍ قدْ خَلا ... اعتَرَفوا بأنَّ حقًّا ما تلا وأنهُ ليس كلامَ البَشَرِ ... وأنّه ليسَ لهُ بمُفتَرِي اعترَف الوليدُ، ثمّ النَّضرُ ... وعتبةٌ بذاكَ، واستقَرّوا وابنُ شَرِيقٍ باءَ وهْوَ الأخنسُ ... كذا أبو جهل، ولكن أبلسوا «2»   - المعنى: صرفهم؛ أي: أعجزهم بكلامه وما فيه من فنون الكلام التي يعرفونها وينظمون على منوالها، حيث بلغت تلك الفنون رتبة عجزت عقولها عن أن تنظم كلاما يباري كلام الله عز وجل، وكلام المصنف رحمه الله يؤذن بذلك، فقد بدأ هذا الفصل بقوله: وجعل الله له القرآنا ... آية حق أعجزت برهانا وختمه بقوله: معجزة باقية على المدى ... حتى إلى الوقت الذي قد وعدوا وإذا أقيم معنى الصرفة على المعنى الاصطلاحي.. انتفى كون القرآن الكريم معجزا في ذاته، ولا سيما وأن القول بالصرفة على المعنى الاصطلاحي مردود من وجوه كثيرة، وقد أحسن الإمام ابن حجر الهيتمي في كتابه «المنح المكية» (ص 796) الردّ على القائلين بالصرفة فقال: (لكن أفسدوه- أي: القول بالصرفة- بأن قوله تعالى: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ الآية دليل على عجزهم مع بقاء قدرتهم، ولو سلبوا القدرة.. لم يبق فائدة لاجتماعهم؛ لأنه حينئذ بمنزلة اجتماع الموتى، وليس اجتماع الموتى مما يحتفل بذكره، هذا مع أن الإجماع منعقد على أن إضافة الإعجاز إلى القرآن، والقول بالصرفة يلزمه إضافته إلى الله تعالى لا إلى القرآن، وحينئذ يلزمه زوال الإعجاز بزوال التحدي، وفيه خرق لإجماع الأمة أن معجزة الرسول العظمى باقية، ولا معجزة له باقية أظهر من القرآن، ويلزم الصرفة أيضا أنه لا فضيلة للقرآن على غيره) . ومن أراد المزيد فعليه بما في مطولات كتب العقيدة، وعليه ب «دلائل الإعجاز» للجرجاني، و «الظاهرة القرآنية» لمالك بن نبي، والله أعلم. (1) فالغوا: فتكلموا بكلام باطل. (2) أبلسوا: أسكتوا لحيرة أو انقطاع حجة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 وكيفَ لا وهْوَ كلامُ الله ... مُنزهٌ عنْ نِحْلةِ اشتبَاهِ «1» يَهدي إلى التي هُدَاها أَقْوَمُ ... بهِ يُطَاعُ وبهِ يُعتَصَمُ وهْوَ لَدَيْنا حَبْلُهُ المَتينُ ... نعبُدُهُ بهِ، ونسْتعينُ وهْوَ الذي لا تَنقَضي عَجَائبُهْ ... ولا يَضلُّ أبدًا مُصاحِبُهْ معجزةً باقية على المدى ... حتّى إلى الوقت الّذي قد وعدا «2»   (1) نحلة اشتباه: الإتيان بشبهة. (2) قوله: (إلى الوقت الذي قد وعدا) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 77) : (أي: وعد الله فيه أن يرتفع فيه القرآن) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 ذكر كفاية الله المستهزئين وقد كفى المستهزئين البعدا ... ألله ربّنا، فباؤوا بالرَّدَى فَعَمِيَ الأسودُ، ثمَّ الأسودُ ... الآخرُ اسْتسْقَى فأردته اليَدُ «1» كذا أشارَ للوليدِ «2» فانتَقَضْ ... الجُرحُ، والعاصي «3» كذاك فعرض لرجله الشّوكة حتّى أرهقا ... والحارثُ «4» اجتيحَ بقيحٍ بَزَقا وعُقبَةٌ في يومِ بَدرٍ قُتِلا ... أَبو لَهَبْ بَاءَ سريعًا بالبَلا ثامِنُهُمْ أسلَمَ وهو الحَكمُ «5» ... فَقَدْ كَفَاهُ شَرَّه إذ يسلم   (1) الأول: هو الأسود بن المطلب بن أسد أبو زمعة، من بني أسد، دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعمي. والثاني: هو الأسود بن عبد يغوث بن وهب، من بني زهرة. وقول المصنف: (فأردته اليد) يقال: أومأ جبريل إلى بطنه، فسقى بطنه ومات حبنا- أي: انتفاخا- ويقال: إنه عطش فشرب الماء حتى انشق بطنه. وانظر «سبل الهدى والرشاد» (2/ 605) ، و «سيرة ابن هشام» (2/ 410) . (2) هو الوليد بن المغيرة، أشار جبريل إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، فمر برجل يريش نبلا له فوطىء على سهم منها فخدشته خدشا يسيرا، فانتقض جرحه فقتله. (3) هو العاصي بن وائل السهمي، نزل في شعب على طريق الطائف، فأصابت رجله شوكة من شجرة، فانتفخت حتى صارت كعنق البعير، فقتلته. (4) هو الحارث بن قيس السهمي، أومأ إليه جبريل فأصابته جائحة- أي: آفة- فابتلي بقيح، فظل يبزق قيحا حتى مات. (5) الحكم بن أبي العاصي بن أمية، قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (2/ 608) : (أظهر الإسلام يوم الفتح، وكان مغموصا عليه في دينه، ولعنه صلى الله عليه وسلم وما ولد، وغرّبه من المدينة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 ذكر مشي قريش في أمره صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي طالب ثُمَّ مَشَتْ قريشٌ الاعداءُ ... إلى أبي طالبٍ، ان يساؤوا «1» من ابنِهِ محمدٍ في سَبّهِمْ ... وسبّ دينِهِمْ، وَذِكرِ عَيْبِهِمْ في مَرَّةٍ ومَرةٍ ومَرهْ ... وهْوَ يذبّ، ويقوّي أمره في آخر المَرَّاتِ قالوا: أعطِنا ... محمدًا وخُذْ عُمارةَ ابْنَنا بَدَلَهُ، قَالَ: أردتُم أكفُلُ ... إبنَكُمُ، وأُسْلِمُ ابْني يُقْتَلُ؟! ثمَّ مضَى يجهَرُ بالتوحيدِ ... ولا يخافُ سطوة العبيد وأجمعت قريش ان يقولوا: ... ساحر احْذروا، وعنهُ مِيلُوا وقَعَدوا في زمنِ المَواسِمِ ... يُحذِّرونَ منهُ كلَّ قادِمِ وافتَرَقَ الناسُ، فَشاعَ أمره ... بين القبائل، وسار ذكره   (1) في (د) : (طالب اذ يساؤوا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 ذكر قدوم وفد نجران وجاءَ مِنْ نَجرانَ قَومٌ أسْلَموا ... - عِدَّتُهُمْ عشرونَ- لما عَلِمُوا بِصدقِهِ، جَاءَ أبو جَهْلٍ فَسَبْ ... واقْذَعَ القولَ «1» لهُم بلا سَبَبْ فأعرَضوا، وقولُهُمْ: سَلامُ ... ليسَ لنا مَعْ جاهِلٍِ كلام   (1) في (د) : (وأفحش القول) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 ذكر قدوم ضماد بن ثعلبة ثمَّ أتى ضِمادُ وهْوَ الأزْدي ... ليَسْتبينَ أمرَهُ بالنَّقْدِ ما هُوَ إلا أَنْ محمدٌ خَطَبْ «1» ... أَسْلَمَ للوقْتِ بصِدْقٍ، وذهب   (1) في (أ) : (اختطب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 ذكر أذى قريش لنبيّ الله وللمستضعفين وأوذي النّبيّ ما لم يؤذا ... مَنْ قبلَهِ منَ النبيينَ، وَذَا ممَّا يضاعفُ له الأجورا ... ولو يشاءُ دُمِّروا تَدْميرا لكنهُمْ إذ أضمَروا الضَّغَائِنا ... ما مُكّنوا، فاستَضْعفوا مَنْ آمنا عَمَّارًا الطيبَ أمَّه أَبَهْ «1» ... أمَّ بلالٍ «2» وبلالا عذّبَهْ أميةٌ، ومنهُمُ جَاريةُ ... ومنهُمُ زِنْبَرَةُ الرُّومِيّةُ «3» كذاكَ أمُّ عَنْبَسٍ «4» وابنتُهَا ... وابنُ فُهَيْرةٍ فذي سبعتها   (1) في هامش (ب) : (أمه هي سمية بنت خباط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي) . (2) في هامش (ب) : (هي حمامة) . (3) أمية: هو ابن خلف الجمحي. جارية: قيل: اسمها لبيبة، وهي جارية لبني المؤمل بن حبيب بن تميم. زنبرة- بزاي فنون فباء موحدة-: كذا أثبتها المصنف، وهي بوزن عنبرة، قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (4/ 305) : (كذا وقع في «الإستيعاب» وتعقبه ابن فتحون) . ورجح الحافظ ابن حجر وغيره أنها بزاي فنون مشددة مكسورتين فمثناة تحتية ساكنة، (زنّيرة) ، وكذا هي في (ب) ، وهي في اللغة: الحصاة الصغيرة، وكان أبو جهل وعمر بن الخطاب- قبل إسلامه- يعذبانها. وانظر «سبل الهدى والرشاد» (2/ 482) . (4) أم عنبس: كذا بخط المصنف، قال المناوي في «العجالة» (ص 84) : (بفتح فسكون بضبط الناظم) . وهي عند ابن هشام في «السيرة» (1/ 318) ، وابن سعد في «الطبقات» (2/ 256) ، وابن حبيب في «المحبر» (ص 184) ، وابن عبد البر في «الإستيعاب» (4/ 457) ، وابن الأثير في «أسد الغابة» (5/ 601) ، والفاسي في «العقد الثمين» (8/ 344) وابن حجر في «الإصابة» (4/ 454) كلهم عبيس- تصغير عبس-، قال الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (2/ 483) : (أم عنيس- بعين مهملة مضمومة فنون فمثناة تحتية فسين مهملة- ويقال: عبيس بباء موحدة فمثناة تحتية) والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 ابتاعَها الصديقُ ثم أعتَقْ ... جَميعَهُمْ لله، بَرَّ وصدق   وفي (ب) : (أم عبيس) وأشار إلى صحتها، وفي هامشها: (والظاهر أن شيخنا نظمه أم عنبس بنون بعد العين، ثم موحدة، ولكن هذا تصحيف فيما أعلم، ويحتمل أن شيخنا وقف فيه على شيء، والله أعلم، وعلى ما قلته آنفا ينبغي أن يبدل النصف الأول من البيت فيقول: أم عبيس وكذاك ابنتها ... وقد ذكرها ابن الأثير في «أسده» بعد أم عبيد وقبل أم عثمان، ولو كانت كما قاله شيخنا.. لكانت بعد هذه المرتبة. وكأن الذي غر شيخنا [أن] جعلها ابن عبد البر بعد أم عمرو، ولكن أبو عمر لم يرتب؛ لأنه جعل أم عمارة قبل أم عثمان، وجعل أم عياش قبل أم عطاء، وقد جعل بعد أم عبيس أم عجرد) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 ذكرِ انشقاقِ القمرِ وإذْ بَغَتْ «1» منهُ قريشٌ أن يري ... آيا، أراهُمُ انشقاقَ القَمَرِ فصارَ فرقتينِ: فرقةٌ عَلَتْ ... وفرقةٌ للطودِ «2» منهُ نزلَتْ وذاكَ مَرتينِ بالاجماعِ ... والنّصّ والتّواتر السّماعي «3» زاد الّذين آمنوا إيمَانا ... ولأبي جَهْلٍ بهِ طُغْيانا وقالَ: ذا سحرٌ، فجاءَ السفْرُ «4» ... كلٌّ بهِ مُصدّقٌ مُقِرُّ «5»   (1) بغت: طلبت. (2) الطود: الجبل. (3) قال الحافظ في «فتح الباري» (7/ 183) : (ولا أعرف من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه صلى الله عليه وسلم، ولم يتعرض لذلك أحد من شراح «الصحيحين» ، وتكلم ابن القيم على هذه الرواية فقال: المرات يراد بها الأفعال تارة والأعيان أخرى، والأول أكثر، ومن الثاني: «انشق القمر مرتين» ، وقد خفي على بعض الناس فادعى أن انشقاق القمر مرتين، وهذا مما يعلم أهل الحديث والسير أنه غلط، فإنه لم يقع إلا مرة واحدة، وقد قال العماد ابن كثير: في الرواية التي فيها «مرتين» نظر، ولعل قائلها أراد فرقتين، قلت: وهذا الذي لا يتجه غيره جمعا بين الروايات، ثم راجعت نظم شيخنا فوجدته يحتمل التأويل، فيمكن أن يتعلق قوله «بالإجماع» بأصل الانشقاق لا بالتعدد، مع أن في نقل الإجماع في نفس الانشقاق نظرا سيأتي بيانه) . (4) السّفر: المسافرون. (5) في هامش (أ) : (بلغ الشيخ شهاب الدين أحمد بن عثمان بن الكلوتاتي نفع الله به قراءة عليّ والجماعة سماعا في المجلس الثاني. كتبه مؤلفه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 ذكر الهجرتين إلى النّجاشيّ وحصر بني هاشم في الشّعب لمّا فشَا الإسلامُ، واشتَدَّ على ... مَنْ أسلمَ البَلاءُ.. هاجروا إلى أَصْحَمَةٍ، في رجَبٍ مِنْ سنةِ ... خمسٍ مَضَتْ لهمْ مِنَ النبوةِ خَمسٌ من النّساءِ، واثنَا عَشرَا ... مِنَ الرجالِ، كُلُّهُمْ قدْ هَاجَرا «1» عثمانُ معْ زوجتِهِ رُقَيَّهْ ... أسْبَقُهُمْ للهجرةِ المَرْضِيّهْ «2» مُصعبُ، والزبيرُ، وابنُ عَوْفِ ... وحَاطبٌ، فأَمِنوا مِنْ خَوفِ كذا ابنُ مظعونِ، ابنُ مسعودٍ، أبو ... سَلَمَةٍ، وزوجُهُ تُصَاحِبُ أبو حُذَيْفةٍ أبوهُ عُتْبَةُ ... وزوجُهُ بنتُ سُهَيْلٍ سَهْلَةُ «3» وابنُ عميرٍ هاشمٌ «4» ، وعامرُ ... ابنُ ربيعةَ الحَليفُ الناصرُ   (1) في هامش (ب) : (وقيل: أحد عشر وامرأتان، وعن كتاب «الإقتصار على صحاح الأخبار» : عشرة رجال وأربع نسوة، وأميرهم عثمان بن مظعون، وأنكر ذلك الزهري فقال: لم يكن لهم أمير) . (2) في هامش (ب) : (وقيل: إن أول من هاجر إلى أرض الحبشة حاطب بن عمرو بن عبد شمس أخو سهيل بن عمرو، وقيل: سليط بن عمرو) . (3) في هامش (ب) : (هي أم سلمة بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رضي الله عنها) . (4) ابن عمير: هو منصور بن عمير بن هاشم، وقوله: (هاشم) بالرفع؛ أي: هاشم أبوه، والحذف للضرورة كقول الشاعر: أنساب سيّد الورى على الرّتب ... هو ابن عبد الله عبد المطّلب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وزوجُهُ ليلى، أبو سَبْرَةَ مَعْ ... زوجتِهِ- أي: أمِّ كُلْثومٍ- جُمَعْ «1» وَخَرَجَتْ قريشٌ في الآثارِ ... لم يصِلوا منهُمْ لأخْذِ الثَّارْ فجاوَرُوهُ في أتمّ حالِ ... ثمَّ أتَوْا مَكةَ في شَوَّالِ مِنْ عامِهِمْ، إذ قيلَ: أهلُ مكةِ ... قدْ أسلمُوا، ولمْ يكنْ بالثَّبَتِ «2» فاسْتَقبلُوهُمْ بالأذى والشدَّةِ ... فرجعوا للهجرة الثّانية في مئة عَدُّ الرجالُ منهُمُ ... اثنانِ منْ بعدِ الثمانينَ هُمُ فنزلَوا عندَ النجاشيِ على ... أتَمّ حالٍ، وتغيَّظَ المَلا على النبيّ، وعلى أصحابِهِ ... وكتبَ البغيضُ في كتابِهِ على بنِي هاشِمٍ الصحيفَهْ ... وعلّقت بالكعبة الشّريفه أن لا يناكحوهم ولا ولا «3» ... وحُصِروا في الشّعبِ حتى أقبَلا أوّل عام سبعة للبعث ... قاسموا به جَهْدًا بشَرّ مُكْثِ وسُمعتْ أصواتُ صبيانِهِمُ ... فسَاءَ ذاكَ بعضَ أقوامِهِمُ وأُطلعَ الرسولُ أن الأرَضَهْ ... أكلتِ الصحيفةَ المُبَغَّضهْ ما كانَ مِن جَوْرٍ وظلمٍ ذَهَبَا ... وبَقِيَ الذكرُ كما قدْ كتبا   (1) ليلى: هي بنت أبي حثمة بن غانم، وأبو سبرة: هو ابن أبي رهم العامري، وامرأته: هي أم كلثوم بنت سهيل بن عمرو. وفي تحديد أسماء المهاجرين إلى الحبشة خلاف بين أهل السير، فانظرها في مظانها. (2) قوله: (لم يكن بالثبت) أي: إسلام أهل مكة لم يثبت. (3) قوله: (ولا ولا) أي: ولا ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 فوجَدوا ذاكَ كمَا قالَ، وَقَدْ ... شُلَّتْ يدُ البغيض «1» والله الصّمد «2» فلبسوا السّلاح ثمّ أخرجوا ... مِنْ شَعبهِمْ، وكانَ ذاكَ المَخرجُ «3» في عامِ عَشْرةٍ بغيرِ مَيْنِ ... وقيلَ: كانَ مُكثُهُمْ عامَينِ   (1) في هامش (ب) : (البغيض: هو بغيض بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وفي «سيرة ابن هشام» : أن كاتبها: منصور بن عكرمة، فشلت يده فيما يزعمون. ويقال: إن كاتبها: هشام بن عمرو بن الحارث العامري، ذكره ابن سيد الناس أيضا، فتحررت الأقوال في كاتبها ثلاثة أشخاص، والله أعلم، ولعل الثلاثة كتب كل بعضا، فأطلق عليه أنه كتب، وهشام قد أسلم، وهو من المؤلفة، وبغيض ومنصور الظاهر هلاكهما على الكفر، والله أعلم، لأني لم أر من ذكرهما في الصحابة) . (2) والله الصمد: قسم. (3) في هامش (ب) : (ساق ابن سيد الناس في «سيرته» عن ابن شهاب، فذكر قصة دخولهم في الشعب، وفيه: ولم تترك الأرضة في الصحيفة اسما لله عز وجل إلا لحسته، وبقي ما كان فيها من شرك أو ظلم أو قطيعة رحم، ثم قال: وقال ابن هشام: وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله ص قال لأبي طالب: يا عم؛ إن ربي قد سلط الأرضة على صحيفة قريش، فلم تدع فيها اسما لله إلا أثبتته فيها، ونفت منها القطيعة والظلم والبهتان، وهذا الذي نظمه شيخنا وترك الأول والله أعلم، فيحتمل أنهم كتبوا صحيفيتن، فعلقت الواحدة، والآخرى عندهم، فاتفق لهذه كذا ولهذه كذا، والله أعلم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 ذكر وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) بعدَ خروجِهِمْ بِثُلْثَيْ عَامِ ... وثُلُثَيْ شَهرٍ ويوْمٍ طامي «1» سيق أبو طالب للحمام ... ثمّ تلا ثلاثةَ الأيامِ موتُ خديجةَ الرضَا فلم يَهُنْ ... على الرّسول فقد ذين وحزن   (1) طامي: زائد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 ذكر وفد الجن ّ «1» وبعدَ أنْ مَضَتْ له خَمْسونا ... وربعُ عامٍ جَاءَهُ يَسْعَونا جِنُّ نَصِيْبِيْنَ لهُ، وكانَا ... يَقْرأُ في صلاته قرآنا بنخلة «2» ، فاستمعوا، وأسلموا ... ورجعوا، فأنذروا قومهم «3»   (1) في هامش (ب) : (وبعد موت أبي طالب وخديجة خرج عليه السلام إلى الطائف، ولم ينظمه شيخنا، وقد جرى له معهم ما هو مذكور في السير، وفي رجوعه من الطائف جاءه وفد الجن، والله أعلم) . (2) نخلة: معروفة الآن بوادي اليمانية، على طريق السيل، قريب الزيمة، وبجانبها نخلة الشامية، بينها وبين مكة المكرمة نحو (50) كيلومترا. (3) في هامش (ب) : (كانوا سبعة- وقيل: تسعة- من جن نصيبين الجزيرة، وقد ذكروا أسماء السبعة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ذكر قصة الإسراء وبعدَ عَامٍ مَعَ نِصفٍ أُسْريا ... بهِ إلى السمَاءِ حتى حَظِيا مِنْ مَكةَ الغرَّا إلى القُدْسِ على ... ظَهرِ البُراقِ راكبًا، ثمَّ عَلا إلى السماءِ معَهُ جبريلُ ... فاستَفتَحَ البَابَ لهُ، يقولُ مُجيبًا اذ قيلَ لَهُ: مَنْ ذا معَكْ؟ ... مُحمدٌ مَعِي فرحَّبَ المَلَكْ ثمَّ تَلاقى معَ الأنبياءِ ... وكلُّ واحِدٍ لدى سَماءِ ثمَّ علا لمستَوى قدْ سَمِعا ... صَريفَ الاقلامِ بما قدْ وَقَعَا ثمَّ دنَا حتى رأى الإلها ... بعينِهِ مخاطبًا شِفَاها أوحى لهُ سبحانَه ما أوحى ... فلا تَسَلْ عمَّا جرى تَصْريحا وفَرضَ الصلاةَ خمسينَ على ... أمتِهِ حتَّى لخَمْسٍ نَزَلا والأجرُ خمسونَ كما قدْ كَانا ... وزادَهُ مِنْ فضلِهِ إحْسانا فصدَّقَ الصدّيقُ ذُو الوفاءِ ... وكَذَّبَ الكفَّارُ بالإسراءِ وسأَلُوهُ عنْ صِفاتِ القُدْسِ ... رفعَهُ إليهِ روحُ القُدْسِ جبريلُ، حتى حَقَّقَ الأوْصافَا ... لهُ، فمَا طَاقوا لهُ خِلافا لكنَّهُمْ قدْ كذَّبوا وجَحَدُوا ... فأُهْلِكوا، وفي العذاب أخلدوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 ذكر عرض النّبيّ نفسه على القبائل وبيعة الأنصار له صلّى الله عليه وسلّم وَعَرَضَ النبيُّ نفسَهُ على ... قبيلةٍ قبيلةٍ ليَحْصُلا إيواؤه مِنْ بعضِهِمْ؛ يبلِّغُ ... رسالةَ الله، فكلٌّ يَنْزَغُ إليهِمُ الشَّيطانُ حتَّى يُعْرِضوا ... عَنْ قولِهِ، ويهزؤوا، ويَرْفُضوا حتَّى أَتَاحَ الله للأنصارِ ... فاستَبَقُوا للخَيرِ باخْتيَارِ فيُسْلِمُ الواحدُ منهُمْ، يُسْلِمُ ... بهِ جَميعُ أهلِهِ؛ فرُحِمُوا لَقِيَ ستًّا او ثمانيًا لدَى ... عَقَبَةٍ دعاهُمُ إلى الهُدى فآمنُوا بالله، ثمَّ رَجَعُوا ... لقومهِمْ يَدْعُونَهُمْ؛ فَسَمِعُوا حتّى فَشَا الإسلامُ، ثمَّ قَدِمَا ... في قابِلٍ منهم وممَّنْ أسلَمَا لبيعة ضعف الّذين سلفوا «1» ... كبيْعةِ النساءِ، ثم انصَرَفوا ثمَّ أتى مِنْ قابِلٍ سَبْعونا «2» ... ونيفٌ، فبايَعُوا يُخْفونا بَيْعَتَهُم ليلاً، ونِعْمَ البَيْعةُ ... جزاءُ مَنْ بَايَعَ فيهَا الجَنَّةُ   (1) في هامش (ب) : (يعني اثني عشر) . (2) في هامش (ب) : (كانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتان: نسيبة بنت كعب أم عمارة، وأسماء بنت عمرو أم منيع، ويقال: كانوا سبعين رجلا، وقال ابن سعد: يزيدون رجلا أو رجلين، وقال الحاكم: خمسة وسبعون، وهذا موافق للقول الأول) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 ذكر الهجرة إلى المدينة وإذْ فَشَا الإسلامُ بالمَدينهْ ... هَاجرَ مَنْ يحفظُ فيها دِينَهْ وعَزمَ الصديقُ أن يُهاجِرا ... فَرَدَّهُ النبيُّ حتَّى هَاجَرا مَعًا، إليها فتَرافَقا إلى ... غَارٍ بثورٍ بعدُ، ثمَّ ارْتَحَلا وَمَعْهُمَا عامرُ مولَى الصّدّيقْ ... وابنُ أرَيْقِطٍ دَليلٌ للطريقْ «1» فأخَذوا نحوَ طريقِ الساحِلِ ... والحقُّ «2» للعدوِ خيرُ شاغلِ تَبِعَهُمْ سُراقةُ بنُ مالكِ ... يريدُ فَتْكًا، وهْوَ غيرُ فاتِكِ لمَّا دَعَا عَلَيهِ سَاخَتِ الفَرَسْ ... ناداه بالأمان إذ عنه حبس   (1) في هامش (ب) : (هو عبد الله بن أريقط، ولم يكن إذ ذاك مسلما، ثم أسلم بعد ذلك وصحب) . (2) والحقّ: الله الحق سبحانه وتعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 ذكر مروره صلى الله عليه وسلم بأم معبد مَرُّوا على خَيمَةِ أمِ مَعبَدِ ... وهْيَ علَى طريقِهِمْ بمَرْصَدِ» وعندَها شَاةٌ أضرَّ الجَهْدُ ... بها، وما بها قوى يشتدّ فَمَسَحَ النبيُّ منها الضَرْعَا ... فَحَلبَتْ ما قدْ كفاهم وسعا وحلبت بعد إناء آخرا ... ترك ذاك عندها وسافرا   (1) مرصد- بفتح الميم- وهو الموضع الذي يرصد فيه؛ أي: يقعد فيه ليرصد من يمرّ في الطريق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 ذكر وصوله صلّى الله عليه وسلّم إلى قباء ثمّ إلى المدينة حتّى إذا أتَى إلى قُبَاءِ ... نَزَلَها بالسَّعْدِ والهَنَاءِ في يومِ الاثنينِ لثنتَيْ عَشْرَهْ ... منْ شَهرِ مَوْلِدٍ فَنِعْمَ الهِجْرَهْ أقامَ أربعًا لديهِمْ، وَطَلَعْ ... في يومِ جمعَةٍ فصلَّى وَجَمَعْ في مَسجدِ الجُمْعةِ، وهْيَ أولُ ... ما جمَّعَ النبيُّ فيما نَقَلوا وقيلَ: بلْ أقامَ أرْبَعْ عَشْره ... فيهمْ، وهُمْ ينتَحِلُون «1» ذِكْرَهْ وهْوَ الذي أخرجَهُ الشّيخان ... لكنّ ما مرّ من الإتيان لمسجد الجمْعةِ يومَ جمعَةِ ... لا يستقيمُ مَعَ هذي المُدَّةِ إلا علَى القوْلِ بكونِ القَدْمَةِ ... إلى قُبَا كانتْ بيومِ الجُمْعَةِ «2» بنَى بِها مسجدَهُ، وارْتَحلا ... لطيبَةَ الفيحَاءِ طابتْ نُزُلا فَبَرَكَتْ ناقتُهُ المأْمورَهْ ... بموضعِ المَسْجدِ في الظَّهيرهْ فَحَلَّ في دارِ أبي أَيّوبا ... حتَّى ابْتَنى مسجدَهُ الرَّحِيبا وحولَهُ مَنَازِلا لأهلِهِ ... وحولَهُ أصحابُهُ في ظِلّهِ «3»   (1) ينتحلون: يجنحون ويميلون، والضمير هنا يرجع لأهل السير؛ أي: أنهم يميلون لهذا القول. (2) الحديث الذي أشار إليه المصنف أخرجه البخاري (428) ، ومسلم (524) . (3) ظلّه: كنفه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 طَابَتْ بهِ طيبةُ من بعْدِ الرَّدى ... أشرقَ ما قدْ كانَ منها أسْوَدا كانتْ لَمِنْ أَوْبأِ أرضِ الله ... فَزَالَ دَاؤُها بهَذا الجَاهِ ونقلَ الله بفضْلِ رحْمَةِ ... ما كانَ منْ حمَّى بها للجُحْفَةِ وليسَ دجالٌ ولا طَاعُونُ ... يَدخُلُها، فحِرْزُها حَصِينُ «1» أقامَ شَهْرًا، ثمَّ بَعدُ نَزَلَتْ ... عليهِ إتمامُ الصلاةِ أُكمِلَتْ «2» أَقَامَ مِنْ شهر ربيع لصفر ... يا بنى لهُ مسجدُهُ والمُستَقَرْ «3» وَوَادَعَ اليهودَ «4» في كتابِهِ ... ما بينهم وبين ما أصحابه وكان بدء الأمر بالأذانِ ... رؤيا ابنِ زَيْدٍ، أو لعَامٍ ثانِ «5» ففيه فرضُ الصَّومِ، والزكَاةِ ... للفِطرِ «6» ، والعيدينِ بالصلاةِ بخُطبتَينِ بَعدُ، والأضحيّةُ ... كذا زكاة مالِهِمْ، والقِبْلةُ للمَسجدِ الحَرَامِ، والبِنَاءُ ... بعائشٍ، كذلك الزهرَاءُ وبَدرٌ الكُبْرى، وفي الثّالثة ... دخوله بحفصة القانتة   (1) قد أفرد خصائص المدينة بالتأليف الدكتور محمد عبد الرحمن شميلة الأهدل في منظومة جمع فيها ما صحّ بنظم خال عن الحشو سماها «الدرة الثمينة في نظم ما صح من خصائص المدينة» ، ثم شرحها وطبعت مع الشرح في دار المنهاج. (2) في هامش (ب) : (وقال السهيلي: إنها أكملت بعد الهجرة بعام أو نحوه، وكذا قاله غيره، والأول قول أيضا، ويقال: بعد الهجرة بشهر وعشرة أيام) . (3) المستقر: الأماكن التي استقر فيها حول المسجد. (4) وادع اليهود: صالحهم وهادنهم على أمر كتبه في كتابه. (5) القول بأن الأذان شرع في السنة الأولى هو الذي رجحه الحافظ في «الفتح» (2/ 78) . (6) قوله: (الزكاة للفطر) أي: صدقة الفطر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 والزَّينبَينِ «1» ، وبنَى ابنُ عفَّانْ ... بأمّ كُلْثُومٍ، وفيهِ الجَمْعَانْ إلتَقيا بأحُدٍ، والرَّابعَهْ ... بئرُ مَعونةٍ بتلكَ الفَاجِعهْ «2» وغزوهُ بني النَّضيرِ وجَلَوا «3» ... ذاتُ الرِّقاعِ بعدَها كما حَكَوْا وقَائلٌ فيها الصلاةُ قُصِرَتْ ... والخمر حرّم، او ففي الّتي خلت «4» وقيل فيها آية التَّيَمُّمِ «5» ... كذا صَلاةُ الخَوْفِ مَعْ خُلْفٍ نُمي «6» وقيل في الخمس، وفيه نزلت ... آي الحِجَابِ «7» ، والخُسوفُ صُلِّيَتْ لِقَمَرٍ، وفيهِ غزوُ الخَنْدَقِ ... معَ قُرَيْظة، مَعَ المُصْطَلِقِ على الصَّحيحِ «8» ، وبها جُوَيْرِيَهْ ... بَنَى بِهَا، والإفكُ، أوْ في الآتيَهْ   (1) الزينبين: هما زينب بنت خزيمة الحارثية، وزينب بنت جحش رضي الله عنهما، لكن الراجح في زواجه صلى الله عليه وآله وسلم من زينب بنت جحش: أنه كان في الرابعة، وهناك من قال: إن ذلك كان في الخامسة. انظر «الإشارة» لمغلطاي (ص 252) . (2) الفاجعة: الرزيّة المؤلمة. (3) جلوا: خرجوا إلى خيبر. (4) في هامش (أ) : (والخمر حرّم او ففي الّتي خلت) . وقد رجح المصنف هنا تحريم الخمر في السنة الرابعة، وهو قول ابن إسحاق والبلاذري في «أنساب الأشراف» (1/ 272) ، وابن حزم في «جوامع السيرة» (ص 181) ، وقال ابن الجوزي في «تلقيح الفهوم» (ص 44) والقرطبي في «التفسير» (6/ 285) : إن ذلك كان في السنة الثالثة، ورجح الحافظ في «الفتح» (10/ 31) كون ذلك في السادسة، والله أعلم. (5) في هامش (ب) : (نزل التيمم سنة ست، وقيل: سنة أربع) . (6) نمي: روي؛ أي: أن هناك خلافا في تاريخ نزول آية التيمم وصلاة الخوف والمصنف هنا رجح أنهما في السنة الرابعة. (7) في هامش (ب) : (في السنة التي نزلت فيها آية الحجاب ثلاثة أقوال، هذا أحدها، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة ثلاث) . (8) قوله: (على الصحيح) ترجيح لكون ذلك في السنة الخامسة، وهو قول الواقدي في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 في السّتِّ كانتْ عُمْرَةُ الحُدَيْبِيَهْ ... وبَيعَةُ الرّضْوانِ تلكَ الزَّاكِيَهْ «1» وفيهِ فَرْضُ الحَجّ أو ما خَلَتِ ... أو في الثمانِ، أو ففي التاسِعَةِ «2» خُلْفٌ، وقيلَ: كان قبلَ الهِجرةِ ... وُجوبُهُ حَكَاهُ في «النهَايةِ» «3» وفيهِ قدْ سَابَقَ بينَ الخَيلِ ... وآية الظّهَارِ في ابنِ خَوْلي «4» في السَّبْعِ خَيْبرٌ، وعُمرَةُ القَضَا ... وَقَدِمَتْ أمُّ حَبِيْبَةَ الرِّضا بَنَى بها، وبعدَها ميمُونَهْ ... كذاكَ فيها قَبلَها صَفِيَّهْ   «المغازي» (1/ 404) ، وابن سعد في «الطبقات» (2/ 62) والبيهقي في «الدلائل» (4/ 44) ، ورجح ذلك الحافظ في «الفتح» (7/ 430) . (1) الحديبية: بتخفيف الياء كما هو رأي الحجازيين، قال في «معجم ما استعجم» : (الحجازيون يخففونها، والعراقيون يثقلونها) وهو اسم مكان في حدود الحرم من جهة طريق جدة؛ وتعرف الآن بالشميسي، وكانت هذه العمرة في السنة السادسة من الهجرة، ولكنه لم يتمكن من دخول مكة المكرمة، فتحلل عند حدود الحرم، وهو المكان المسمى بالحديبية، فنسبت العمرة إليه. ومعنى الزاكية: المباركة. (2) في هامش (ب) : (وقيل: الحج سنة سبع، وقيل: في العاشرة، الجملة سبعة أقوال) . (3) قوله: (النهاية) أي: «نهاية المطلب» لإمام الحرمين الجويني، فقد نقل المناوي في «العجالة السنية» (ص 129) أن إمام الحرمين حكى فيه أن الحج فرض قبل الهجرة، والمصنف هنا قدم القول بأنه كان في السادسة، وهو قول الإمام الشافعي كما نقله عنه البيهقي في «المعرفة» (3/ 491) والنووي في «الروضة» (7/ 406) وقدمه، ورجحه الحافظ في «الفتح» (3/ 378) وذكر أنه قول الجمهور، والله أعلم. (4) في هامش (ب) : (قوله: «في ابن خولي» .. هذا لا أعرفه، والذي أعرفه أن آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت أخي عبادة بن الصامت، ذكر ذلك جماعة ولم يذكروا فيه خلافا، وأما المظاهر منها ففي اسمها خلاف، والصحيح: خولة بنت مالك بن ثعلبة، وفي بعض الروايات: خولة بنت ثعلبة، وقيل غير ذلك، وفي قوله: خويلة بنت خويلد) . والمشهور في كتب الحديث والتفسير والسير: أن زوج خولة هو أوس بن الصامت، أما ابن خولي: فهو أوس بن خولي بن عبد الله الخزرجي الأنصاري الذي حضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 وفيهِ مَنعُ الحُمُرِ الأهليَّةِ ... ومتْعَةِ النساءِ، ثمَّ حَلَّتِ «1» يومَ حُنَينٍ، ثم قدْ حَرَّمَهَا ... مؤبدًا، ليسَ لذلكَ انْتِهَا وفي الثمَانِ وَقْعَةٌ بِمُؤتَةِ ... والفَتحُ مَعْ حُنينَ في ذي السنةِ وأَخْذُ جزية مجوس هجرا ... واتّخذ النّبيّ فيها المِنْبَرا في التسعِ غَزوةُ تَبُوكَ بعدَ أنْ ... صَلَّى على أصْحَمَ «2» غائبًا فسَنْ وفيهِ قَدْ آلى منَ النسوانِ ... شَهرًا، وفيهِ قصةُ اللِّعَانِ وحَجَّةُ الصديقِ، ثم أَرْسَلا ... له عليًّا بعدَهُ على الوِلا أن لا يَحُجَّ مُشركٌ بعدُ، ولا ... يَطوفُ عُريانٌ كفعلِ الجُهَلا وسُميتْ بسَنةِ الوُفودِ ... لكثرةِ القَادمِ مِنْ وفُودِ في العَشْرِ كانتْ حَجَّةُ الوَدَاعِ ... لا يَحْصُرُ الوَافونَ «3» باطلاعِ فقيلَ: كانوا أربعين ألفا ... أو ضعفها، وزد عليه ضِعْفا «4» وارتَدَّ فيها وادَّعى النُّبُوهْ ... الأسودُ العَنْسيُّ حتّى موّه «5»   (1) في هامش (ب) : (في كون المتعة في خيبر وقع ذلك في «الصحيح» ، ولكن السهيلي وبعده ابن القيم الحافظ شمس الدين نبها على غلط ذلك، وقد ذكر ابن القيم سبب الغلط وأوضحه برواية في «مسند الإمام أحمد» ، وهو مكان حسن ينبغي لك أن تنظره» . انظر «زاد المعاد» (2/ 142) . (2) أصحم: ترخيم أصحمة، وهو اسم النجاشي ملك الحبشة. (3) لا يحصر الوافون: لا يحصي عددهم أهل العلم المتمكنون. (4) وزد عليه ضعفا: فكانوا مئة وعشرين ألفا. (5) موّه: لبّس وزخرف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 لبعضِ قومِهِ بسَجْعٍ صَنَعَهْ ... فقُتِلَ الشقيُّ مَعْ مَنْ تَبِعَهْ فيما يَلِيها وهْيَ إحدى عَشْرَهْ ... قَضَى «1» نبيُّ الله فيها عُمْرَهْ عاشَ ثلاثًا بعدَ ستينَ على ... أصحّها، والخُلفُ في هذا خلا «2»   (1) قضى: تمّم. (2) خلا: سبق في باب إقامته في مكة بعد البعثة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 ذكر صفته صلّى الله عليه وسلّم وَرَبْعَةً كانَ منَ الرجَالِ ... لا منْ قِصارِهِمْ ولا الطِّوَالِ بعيدَ بينَ المَنْكِبَيْنِ شَعَرُهْ ... يَبلغُ شحمة الأذن، يُوفِرُهْ مَرةً اُخْرَى فَيَكونُ وَفْرُهُ «1» ... يَضربُ منْكبَيْهِ يعلُو ظَهْرَهُ يَحْلِقُ رأسَهُ لأجلِ النُّسُكِ ... وربما قَصَّرَهُ في نُسُكِ وقَدْ رَووا لا تُوضَعُ النَّواصي ... إلا لأجْلِ النُّسُكِ المحَّاصِ «2» أبيضَ قَدْ شرّب حُمْرةً عَلَتْ ... وفي «الصحيحِ» : أزهرُ اللونِ ثَبَتْ «3» وفي «الصحيحِ» : أشْكَلُ العَيْنينِ ... أي: حُمْرَةٌ لدى بَياضِ العَيْنِ «4» ولِعَليّ: أدْعَجٌ، وَفُسِّرا ... بشِدّةِ السَّوادِ في العين يرى «5»   (1) وفرة: الشعر الذي جاوز شحمة الأذن. (2) المحّاص: على وزن فعّال مبالغة في التحمصيص، وهو التطهير من الذنوب. (3) أخرجه البخاري (3547) ، ومسلم (2330/ 82) . (4) أخرجه مسلم (2339) ، وابن حبان (6288) ، والحاكم (2/ 606) ، والترمذي (3746) ، وغيرهم، وجاء عند مسلم: (قلت: ما أشكل العين، قال: طويل شق العين) ، قال النووي في «شرح مسلم» (15/ 93) : (أما قوله في: «أشكل العين» : فقال القاضي: هذا وهم من سماك باتفاق العلماء وغلط ظاهر، وصوابه ما اتفق عليه العلماء ونقله أبو عبيد وجميع أصحاب الغريب: أن الشكلة حمرة في بياض العينين) . وسماك: هو ابن حرب راوي الحديث عن جابر، والله أعلم. (5) هذه الرواية عند الترمذي (3638) من حديث طويل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 وفي «الصّحيح» : أنّه جعد الشَّعَرْ ... لا سَبِطٌ ولا بجَعْدٍ، الخَبَرْ «1» وعنْ عليّ سَبِطٌ لم يَثْبُتِ ... إسنادُهُ «2» ، وكان كَثَّ اللّحْيَةِ «3» وأشْعَرَ الصَّدْرِ دقيقَ المَسْرُبَهْ ... مِن سُرَّةٍ حتّى يحاذي لببه «4» وكان شَثْنًا كَفُّهُ والقَدَمُ ... وهو الغَليظُ قوةً يستلزم «5» إذا مشى كأنّما ينحطّ ... في صَبَبٍ، مِنْ صُعُدٍ «6» يَحُطُّ إذا مَشَى كأنَّما تَقَلَّعا ... مِنْ صَخْرٍ «7» ، ايْ: قويَّ مَشْيٍ مُسْرِعا يُقبِلُ كلُّهُ إذا ما الْتَفتا ... وليسَ يُلْوي عُنُقًا تَلَفُّتَا كأنما عَرَقُهُ كاللُّؤلؤِ ... أي: في البياض والصّفا إذا رئي   (1) قصد المصنف رحمه الله أن النبي ص لم يكن شعره شديد الجعودة بل كان بين الجعودة والترسل، وهذا الخبر أخرجه البخاري (3547) ، ومسلم (2338) . (2) أشار الحافظ العراقي هنا إلى الأثر الذي أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (3/ 259) و (3/ 262) عن علي رضي الله عنه أن النبي ص كان سبط الشعر، وحكم على إسناده بأنه لم يثبت، قال المناوي في «العجالة» (ص 134) : وأما ما رواه ابن عساكر عن علي كرم الله وجهه.. فهو غير ثابت من طريقيه، لأن في إحداهما مجهولا، وفي الآخرى ضعيفا. (3) كث اللحية: غزيرها. (4) لببه- باللام وبالموحدتين المفتوحتين-: النقرة التي فوق الصدر، أو موضع القلادة منه. المسربة- بضم الراء وفتحها-: الشعر المستدق الذي يأخذ من وسط الصدر إلى السّرة، كأن ذلك من السّرب؛ أي: المسلك. (5) قوله: (قوة يستلزم) للدلالة على أن المراد من قوله: (شثن) غلظ. أي: امتلاء وضخامة العضو في الخلقة الذي يستلزم القوة، لا خشونة الجلد، والله أعلم. (6) الصبب: الطريق المنحدر. الصّعد- جمع صعود-: وهو ضد الهبوط. (7) تقلع من صخر: مشى بقوة، وكأنه ينحدر من ارتفاع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 تَجمَعُهُ أمُّ سَلِيمٍ، تَجْعَلُهْ ... في طِيبِها، فهْوَ لَعَمْري أفضَلُهْ يقولُ مَنْ يَنْعَتُهُ: ما قَبلَهُ ... أو بعده رأيت قطّ مثله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 ذكر وصف أمّ معبد له صلّى الله عليه وسلّم تقولُ فيهِ بِلِسَانٍ نَاعِتِ ... أبْلَجُ وجهٍ ظَاهرُ الوضَّاءَةِ «1» الخَلْقُ مِنْهُ لمْ تَعِبْهُ ثَجْلَهْ ... كَلاَّ ولَمْ تُزْرِ بهِ مِنْ صَعْلَهْ «2» أَدَعْجُ والأهدابُ فيها وَطْفُ ... مِنْ طولِها أو غَطَفٌ أوَ عَطْفُ «3» والجِيدُ فيهِ سَطَعٌ، وَسِيمُ ... والصَّوْتُ فيهِ صحل، قسيم «4» كيثف لِحْيةٍ، أَزَجُّ، أَقْرَنُ «5» ... أَحْلاه مِنْ قُرْبٍ لَهُ وأحسن أجمله من بعد وأبهى ... يَعْلُوهُ إذْ ما يَتَكَلمُ الْبَهَا كذاكَ يَعْلُوهُ الوقار إن صمت ... منطقه كخرز «6» تحدّرت   (1) ناعت: واصف. الأبلج: الأبيض الحسن الواسع الوجه. (2) الثجلة: عظم البطن واسترخاؤه، وهو بضم المثلاثة كما في كتب اللغة، ووقع في نسخة الناظم بالفتح، وعند المناوي في «العجالة» (138) بفتح المثلاثة. الصعلة- بفتح الصاد وإسكان العين المهملة-: الدقة والنحول والخفة في البدن. (3) الوطف: كثرة شعر الأهداب مع استرخاء وطول. الغطف والعطف والوطف بمعنىّ، وقول المصنف (أو) يشير إلى روايات أخرى فيها الغطف والعطف مكان الوطف. (4) الجيد: العنق. السطع: الطول والارتفاع. الصحل: بحة في الصوت. قسيم- من القسامة- وهي: الحسن والجمال. (5) أزج- من الزجج- وهو: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه وامتداد. أقرن- من القرن- وهو: التقاء الحاجبين. (6) الخرز- جمع خرزة-: وهي التي تنظم في السلك ليتزين بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 فَصْلُ الكلامِ ليسَ فيه هَذرُ ... حُلوُ المَقَالِ ما عَرَاهُ نَزْرُ «1» لا بَائِنٌ طولا، ولا يُقْتَحَمُ ... مِنْ قِصَرٍ «2» ، فهْوَ عَلَيهِمْ يَعظُمُ بِنَضْرَةِ المَنْظَرِ والمِقدَارِ ... تَحُفُّهُ الرِّفْقَةُ بائتِمَارِ إنْ أُمِروا.. تَبَادَروا امْتِثَالا ... أو قالَ قَولا.. أنْصَتوا إجْلالا فَهْوَ لدَى أصحابِهِ مَحْفودُ ... أيْ: يُسْرِعونَ طَاعَةً، مَحْشودُ «3» ليسَ بعابِسٍ، ولا مُفنِّدِ ... بِذَاكَ عَرَّفَتْهُ أمّ معبد «4»   (1) الهذر: الكلام الكثير، وضده النزر: القليل. (2) الطول البائن: المفرط، وقوله: (لا يقتحم من قصر) أي: لا يطوله أحد. (3) المحشود: الذي يخدمه أصحابه ويجتمعون إليه. المحفود: المخدوم. (4) المفند: الذي لا فائدة في كلامه، وحديث أم معبد في وصف النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الحاكم (3/ 9) وصححه، وأقره الذهبي، والبيهقي في «الدلائل» (1/ 278) ، وابن سعد في «الطبقات» (1/ 230) ، وغيرهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 ذكر وصف هند بن أبي هالة له صلّى الله عليه وسلّم وابنُ أبي هالةَ زادَ لَمَّا ... وَصَفَهُ: مُفَخَّمًا وَفَخْمَا «1» لوجهِهِ تَلألؤٌ كالبَدرِ ... مُعتَدِلُ الخَلْقِ، عَريضُ الصَّدْرِ عَظيمُ هَامٍ، واسعُ الجَبينِ ... فَمٌ ضَليعٌ، أقنأ العرنين «2» يعلوه نور، من رآه إذْ ما ... لم يَتَأمَّلْ ظنَّهُ أشَمَّا «3» مُفَلَّجُ الأسنانِ، سَهلُ الخَدِّ ... أشْنبُ، بَادنٌ، طويلُ الزَّنْدِ «4» عُنُقُهُ يُرَى كجِيدِ دُميةِ ... مَعَ صَفَاءِ لونِهِ كالفِضَّةِ «5» أزجُّ في غيرِ قَرَنْ، إذا غَضِبْ ... بينهما عرق يدرّه الغضب «6»   (1) هند بن أبي هالة: هو ابن السيدة خديجة من زوجها الأول، وحديثه أخرجه الترمذي في «الشمائل» (8) ، والبيهقي في «الدلائل» (1/ 161) ، والطبراني في «الكبير» (22/ 155) . وقوله: (مفخما) : معظما في العيون والصدور. و (فخما) : عظيما في نفسه. (2) فم ضليع: واسع، وهي صفة محمودة عند العرب تدل على الفصاحة. أقنأ- مخففة من القنا، وهمز لأجل الوزن- وهو: ارتفاع أعلى الأنف واحديداب وسطه. العرنين: ما صلب من عظم الأنف أو كله. (3) أشم- من الشمم- وهو: ارتفاع قصبة الأنف. (4) مفلج الأسنان: مفرج ما بين الثنايا. سهل الخد: غير مرتفع الوجنتين. أشنب: أبيض الأسنان. بادن: صخم البدن. الزند: ما انحسر عنه اللحم من الذراع. (5) دمية: صورة مجسّمة من رخام أو عاج. (6) قوله: (في غير قرن) أي: قرن تام، فلا يعارض ما مر في حديث أم معبد. يدرّه: يحرّكه ويظهره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وسَائلُ الأطرافِ، رَحبُ الراحَةِ ... ضَخمُ الكَرَاديسِ، ذَريعُ المشية «1»   (1) سائل الأطراف: ممتد الأصابع بلا تعقد ولا انقباض. الكراديس: رؤوس العظام. ذريع المشية: سريعها مع سعة الخطوة. وفي هامش (أ) : (بلغ الشيخ شهاب الدين أحمد بن عثمان بن الكلوتاتي نفع الله به قراءة عليّ والجماعة سماعا في الثالث. كتبه مؤلفه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 ذكر أخلاقه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم أكرم به خلقه القرآن ... فَهْوَ لَدى غَضَبِهُ غَضْبانُ يَرضَى بما يرضَاهُ، ليسَ يَغضَبُ ... لنفسِهِ إلا إذا تُرْتَكَبُ مَحَارِمُ الله إذًا فيَنْتَقِمْ ... فَأَحَدٌ لذاكَ أصلاً لم يَقمْ بَعَثَهُ الرحمنُ بالإرفاقِ ... كيمَا يَتِمَّ صَالحَ الأخلاقِ أشْجَعُهُمْ في مَوطِنٍ وأنْجَدا ... وأجودُ الناسِ بنانا ويدا ما سيل «1» قَطُّ حَاجَةً فقالَ: لا ... وليسَ يأوي مَنْزِلا إنْ فَضَلا ممَّا أتى دِرْهمٌ أو دينَارُ ... حتى تريحَ منهُمَا الأقْدارُ أصدَقُ لَهْجَةً، وأوفى ذِمَّهْ ... ألينُهُمْ عَرِيكَةً «2» في الأُمَّهْ أكرمُهُمْ في عِشْرةٍ، لا يَحسبُ ... جليسُهُ أَن سواهُ أقْربُ حَياؤهُ يَربُو على العَذْراءِ ... في خِدرِها، لِشِدَّةِ الحَيَاءِ نَظَرُهُ للأرْضِ مِنهُ أكثَرُ ... إلى السمَاءِ، خَافِضٌ إذْ يَنْظُرُ «3» أكثرُهُمْ تواضعًا، يُجيبُ ... دَاعِيَهُ بعيد او قريب   (1) سيل: سئل، مسهّلة لضرورة الشعر. (2) أصدق لهجة: يعني كلامه أصدق كلام. ألينهم عريكة: أحسنهم معاشرة. (3) خافض إذ ينظر: أي كان لا يثبت بصره في وجه أحد لشدة حيائه صلى الله عليه وسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 مِنْ عبدٍ أو حُرٍّ فقيرٍ أو غنِي ... وأرحمُ الناسِ بكلِّ مؤْمنِ وطَائفٍ يَعْرُوهُ «1» ، حتَّى الهِرهْ ... يُصغي لها الإناءَ غَيرَ مَرَّهْ كانَ أعَفَّ الناس، ليسَ يُمْسِكُ ... أيديَ مَنْ ليسَ لَهُنَّ يَمْلِكُ يُبَايِعُ النساءَ لا يُصَافِحُ ... أيدِيَهُنَّ، بل كلام صالح «2» أشدُّهُمْ لصَحبِهِ إكرامًا ... ليسَ يَمُدُّ رِجلَهُ احْتِرامًا بينَهُمُ، ولَمْ يَكنْ يُقَدِّمُ ... رُكبَتَهُ على الجَليسِ يكرم فمن بديهة رآه هَابَهُ ... طَبعًا، ومَنْ خالطَهُ أحبَّهُ يَمْشي معَ المِسكينِ والأرْملَةِ ... في حَاجَةٍ مِنْ غيرِ ما أَنَفَةِ «3» يَخْصِفُ نَعلَهُ، يَخِيطُ ثَوْبَهُ ... يَحلِبُ شَاتَهُ، ولنْ يَعِيبَهُ يَخْدِمُ في مَهْنَةِ أهلِهِ كمَا ... يَقطَعُ بالسكينِ لَحْمًا قَدُما يُردِفُ خَلفَهُ على الحِمَارِ ... على إكافٍ «4» غير ذي اسْتِكبَارِ يَمْشي بلا نَعلٍ ولا خُفٍّ إلى ... عِيَادةِ المريضِ حولَهُ المَلا يُجالسُ الفَقيرَ والمِسْكينا ... ويُكرِمُ الكِرَامَ إذْ يَأْتونا ليسَ مُوَاجِهًا بشَىءٍ يَكرَهُهْ ... جَليسُهُ، بَلْ بالرضَا يُواجِهُهْ يَمْزَحُ لا يَقولُ إلا حقّا ... يجلس في الأكل مع الأرقّا   (1) يعروه: يقصده. (2) بل كلام صالح: يبايعهن بالكلام الذي يوفي بالغرض بلا مصافحة. (3) أنفة: بفتح الهمزة والنون، يقال: أنف من الشيء، إذا شرفت نفسه عنه، وتنزه عنه. (4) الإكاف: البرذعة، وهي: ما يوضع على الحمار أو البغل ليركب عليه، كالسرج للفرس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 يَأتي إلى بَسَاتِنِ الإخْوَانِ ... يُكرِمُهُمْ بِذَلكَ الإتْيانِ قِيلَ لهُ يَدعُو على الكُفَّارِ ... دَوْسٍ وغَيرِهِمْ مِنَ الفُجَّارِ فقالَ: إنما بُعِثتُ رَحْمَهْ ... وليسَ لَعَّانًا نبيُّ الرَّحمَهْ بلْ سَألَ: اللهُمَّ فَاهدِ دَوْسا ... وَأتِ بهِمْ فأصْبَحُوا رُؤوسا لمْ يَكُ فَحَّاشًا ولا لَعَّانًا ... ولا بَخِيلاً لا ولا جَبَانَا يَخْتَارُ أَيْسَرَ الأمورِ إذْ مَا ... خُيِّرَ، إلا أنْ يَكونَ إثمَا لمْ يُرَ ضَاحِكًا بملء فيه ... ضحكه تبسّم يُبْديهِ يَعْجَبُ ممَّا يعجَبُ الجَليسُ ... منهُ، فمَا بوجهِهِ عُبُوسُ أصْحابُهُ إذْ يَتَناشَدُونا ... بينَهُمُ الأشْعارَ يَضْحَكونَا ويَذْكرونَ جَاهِليَّةً، فمَا ... يَزيدُ أنْ يَشْرَكَهُمْ تَبَسُّمَا قَدْ وُسِعَ النَّاسَ بَبَسْطِ الخُلْقِ ... فَهُمْ سَواءٌ عندَهُ في الحَقّ ما انْتهَرَ الخَادِمَ قطُّ فيمَا ... يأتِيْهِ أو يتْرُكُهُ مَلُومَا في صُنعِهِ للشَّىءِ: لِمْ صَنَعْتَهُ؟ ... وتَرْكِهِ للشَّىءِ: لِمْ تَرَكْتَهُ؟ يقولُ: لوْ قُدِّرَ شىءٌ كانَا ... سُبْحانَ مَنْ كَمَّلَهُ سُبْحانَا «1» وفي الجُلوسِ يَحْتَبي تَواضُعَا ... ومرّة كالقرفصاء خاضعا «2»   (1) في (ج) و (د) : (إنسانا) ، وفي هامش (أ) وهامش (ب) : (نسخة: إنسانا) . (2) يحتبي، احتبى فلان: جلس على أليتيه وضم فخذيه وساقيه إلى بطنه بذراعيه استغناء عن الاستناد. القرفصاء: هو أن يجلس على ركبتيه متكئا، ويلصق بطنه بفخذيه، ويتأبط كفّيه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 مَجلِسُهُ حِلْمٌ، وصَبْرٌ، وَحَيَا ... يَبْدأُ بالسَّلامِ مَنْ قَدْ لَقِيَا ويُؤْثِرُ الداخلَ بالوسَادَهْ ... أو يَبْسُطُ الثوبَ لهُ زِيادَهْ «1» ليسَ يقولُ في الرّضَا والغَضَبِ ... قَطعًا سِوى الحَقّ، فخُذْهُ واكْتُبِ يَعِظُ بالجدّ إذا ما ذَكَّرا ... كأنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ حَذَّرا ويَسْتَنِيرُ وَجهُهُ إنْ سُرّا ... تَخَالُهُ مِنَ السُّرُورِ بَدْرا يَمنَعُ أن يَمشيَ خَلفَهُ أَحَدْ ... بَل خَلفَهُ مَلائِكُ الله الأَحَدْ وليسَ يَجْزي سيِّئًا بمِثْلِهِ ... لكنْ بِعَفْو وبصَفْحٍ فَضْلِهِ كان يُحِبُّ الفَأَلَ ممّن ذكره ... وكان يكره اتّباع الطّيره «2»   (1) زيادة: في إكرامه. (2) في هامش (أ) : (بلغ ابن أبي حاتم قراءة عليّ والجماعة سماعا في الأول في الروضة الشريفة. كتبه مؤلفه) . وفي هامشها أيضا: (بلغ عبد الوهاب ولد ابن أبي زرعة قراءة عليّ، وحافظ الدين عبد الغني المقدسي الحنبلي من «ذكر وصوله إلى قباء ثم إلى المدينة» . كتبه مؤلفه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في الطّعام والشّراب ولمْ يَعِبْ قَطُّ طَعَامًا يَحضُرُهْ ... يأكلُهُ إن يَشْتَهي، أَوْ يَذَرُهْ ولمْ يكُنْ جُلُوسُهُ مُتَّكِيَا ... في حالة الأكل ولكن مقعيا «1» تعجبه الذّرَاعُ، والدُّبَّاءُ ... والعَسلُ المَحبوبُ، والحَلوَاءُ «2» ويأكُلُ البّطيخَ والقِثَّاءَ ... بِرُطَبٍ، يَبْغي بهِ الدَّواءَ يقولُ: يُطْفي بردُ ذَيْنِ حَرَّ ذا ... وكلُّ إرْشادٍ فعَنْهُ أُخِذا يَأْكُلُ بالأصَابِعِ الثَّلاثَةِ ... يَلعَقُها، لِقَصْدِ ذي البَرَكَةِ يبدأُ باسمِ الله ثمَّ يَختِمُ ... بالحَمْدِ في شُرْبٍ وأَكْلٍ يَطْعَمُ يَشْرَبُ في ثَلاثَةٍ أنْفَاسَا ... يَمُصُّ فَهْوَ أَهْنَأُ اخْتِلاسَا لمْ يَتَنَفَّسْ في الإنَا إذْ يَشرَبُ ... يُبِينُهُ عنْ فِيهِ فَهْوَ أَطْيَبُ يَشْرَبُ قَاعِدًا، ومِنْ قِيامِ ... لِعَارِضٍ، كزَمْزِمِ الحَرامِ وشُربُهُ مِنْ قِرْبَةٍ معَلَّقَهْ ... دَلَّ به للرُّخْصَةِ المُحَقَّقَهْ يُنَاوِلُ الأيْمَنَ قَبلَ الأيْسَرِ ... إلا بِإذنِهِ لِحَقِّ الأكبَرِ والبَارِدُ الحُلْوُ يُحِبُّ شُربَهُ ... واللبَنَ اسْتَزادَ إذْ أحَبَّهُ يقولُ: زِدْنا مِنْهُ فهْوَ يُجْزي ... عنِ الشَّرابِ والطعَامِ المُجْزي   (1) مقعيا يقال: أقعى في جلوسه: إذا جلس على أليتيه ونصب ساقيه وفخذيه. (2) الدباء: القرع. الحلواء: كل ما عولج من الطعام بسكّر أو عسل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في اللباس يَلبَسُ ما مِنَ الثيابِ وَجَدَا ... مِنَ الإزارِ، والقَمِيصِ، والرِّدَا وبُرْدَةٍ، وشَمْلَةٍ، وَحِبَرَهْ ... وَجُبَّةٍ، أو فقُبَاءٍ حَضَرَهْ «1» لَبِسَ أيْضًا حُلَّةً حمراء ... فزادها بحسنه سناء «2» وربَّما ارتَدَى الكِسَاءَ وَحْدَهْ ... ليْسَ عَليهِ غَيرُهُ، لَمْ يعدُهْ وربَّمَا كانَ الإزارُ وَحدَهُ ... ليسَ عليه غيره بعقده «3» وربَّما كانَ عليهِ مَرْطُ ... مُرَحَّلٌ، يَقْنَعُ لا يَشْتَطُّ «4» وربَّما صَلَّى بِثَوْبٍ وَاحِدِ ... مُلْتَحِفًا بهِ بِغيرِ زَائدِ لا يُسْبِلُ القَميصَ والإزَارَا ... بل فَوقَ كَعبَيْهِ هُمَا اقْتِصَارا بل رُبَّما كانَا لنصف السّاق ... تَواضُعًا لِرَبّهِ الخَلاقِ يَلْبَسُ ثَوبَهُ منَ المَيامِنِ ... ونَزْعُهُ بالعَكْسِ؛ للتَّيَامُنِ كانتْ لهُ مِلحَفَةٌ مَصبُوغَةُ ... بزعفران أو بورس «5» ينبت   (1) الشملة: كساء من صوف أو شعر يتغطى به. الحبرة: ثوب من قطن أو كتان مخطط كان يصنع باليمن. القباء: ثوب يلبس فوق الثياب. (2) كذا في (أ) و (ج) و (د) ، وفي (م) وهامش (أ) : (نسخة: بهاء) . (3) كذا في (أ) وهامش (ج) أي: يربطه بعقد يعقد بها، وفي (ج) و (د) : (يعقده) . (4) مرط: ثوب غير مخيط من صوف يؤتزر به. مرحّل: منقوش عليه تصاوير. يشتط: يجاوز القدر المحدود. (5) الورس: نبات كالسمسم يصبغ به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 يَقولُ عندَ اللُّبْسِ باللسَانِ: ... الحمدُ لله الذي كَسَاني ما يَستُرُ العَورَةَ مِنْ لِبَاسِ ... معََ التَّجَمُّلِ بهِ في النَّاسِ ويَصْعَدُ المِنبَرَ إذْ يَشَاءُ ... بِرَأسِهِ عِصَابَةٌ دَسْمَاءُ «1» ونَعْلُهُ الكَريمَةُ المَصُونَهْ ... طُوبى لمَنْ مَسَّ بِها جَبِينَهْ لهَا قِبَالانِ بِسَيْرٍ وَهُمَا ... سِبْتِيَّتَانِ سَبَتوا شَعْرَهُمَا «2» وطُولُهَا شِبْرٌ وإصْبَعَانِ ... وعَرْضُها مِمَّا يَلي الكَعبَانِ «3» سَبْعُ أصَابِعَ، وبَطْنُ القَدَمِ ... خَمْسٌ، وفَوقَ ذا فَسِتٌّ فاعلَمِ وَرَأْسُهَا مُحَدَّدٌ، وعَرْضُ مَا ... بَينَ القِبَالَينِ اصْبَعَانِ، اضبِطْهُمَا وهَذهِ تِمثَالُ تِلكَ النَّعْلِ ... ودورهَا، أكْرِمْ بها من نعل   (1) دسماء: سوداء. (2) قبالان- تثنية قبال- وهو: الزمام الذي بين الإصبع الوسطى والتي تليها. سبتيتان- تثنية سبتية- وهي: المصنوعة من جلود البقر المدبوغة، سميت بذلك لأن شعرها سبت؛ أي: حلق. (3) في هامش (ب) : (هذا على لغة، والله أعلم، ولو قال شيخنا: «وطولها شبر مع اصبعين» بالنقل؛ أي: ترك همزة «إصبع» وتحريك العين.. من «مع» كان موزونا، ويقول في النصف الثاني: «الكعبين» كان أحسن ولم تكن فيه ضرورة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 ذكر صفة خاتمه صلّى الله عليه وسلّم خَاتمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وفَصُّهُ ... مِنهُ، ونَقْشُهُ عَليهِ، نَصُّهُ (مُحمَّدٌ) سَطْرٌ، (رَسولُ) سَطرُ ... (الله) سَطْرٌ، ليس فيه كبر «1» وفَصُّهُ لِبَاطِنٍ يَختِمُ بِهْ ... وقالَ: لا يُنْقَشْ عَليهِ يَشْتَبِهْ «2» يَلْبَسُهُ- كمَا رَوَى البُخَارِي- ... في خنصَرٍ، يَمينٍ أو يَسارِ «3» كِلاهُما في «مُسلمٍ» ويُجْمَعُ ... بَأنَّ ذَا في حَالَتَينِ يَقَعُ «4» أو خَاتَمَينِ كُلُّ وَاحِدٍ بِيَدْ ... كَمَا بِفَصّ حَبَشِيّ قد ورد «5»   (1) قوله: (كبر) كذا بخط المصنف، وعند المناوي في «العجالة السنية» (ص 163) : (كسر) أي: كان كل سطر حروفه كاملة. والله أعلم. (2) أي: لا ينقش أحد النقش نفسه لخوف الاشتباه. (3) الحديث عند البخاري برقم (5874) . (4) الأول عند مسلم برقم (2094/ 62) ، والثاني برقم (2095) . (5) هذه الرواية أخرجها مسلم (2094/ 61) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 ذكر فراشه صلّى الله عليه وسلّم فِراشُهُ مِنْ أَدَمٍ «1» وحَشْوُهُ ... لِيْفٌ، فلا يُلْهي بِعُجبٍ زَهْوُهُ وربَّما نَامَ على العَبَاءةِ ... بثَنْيَتَينِ عِندَ بعضِ النّسْوةِ «2» وربَّما نَامَ على الحَصِيرِ ... ما تحته شيء سوى السّرير   (1) أدم- بفتحتين، جمع أديم-: وهو الجلد المدبوغ. (2) في هامش (ب) : (عند حفصة رضي الله عنها) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 ذكر طيبه وكحله صلّى الله عليه وسلّم الطِّيبُ والنسَاءُ حُبِّبَا لَهُ ... ويَكرَهُ الريحَ الكَريهَ كُلَّهُ وطِيبُهُ غَالِيَةٌ ومِسْكُ ... والمِسكُ وحدَهُ، كذاكَ السُّكُّ «1» بَخُورُهُ الكافورُ والعُودُ النَّدي ... وعَينُهُ يَكْحُلُهَا بالإثمِدِ ثَلاثَةً في العَيْنِ للإيتَارِ ... ورُوِيَ اثنتَينِ في اليسار «2»   (1) الغالية: طيب مركب من المسك والعنبر والعود والكافور. السك: نوع من الطيب يركّب من مسك وشيء أسود يخلط به. (2) في هامش (أ) : (بلغ أبو الفتح محمد بن العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين المراغي قراءة عليّ والجماعة سماعا في الثاني بمسجد المدينة الشريف. كتبه مؤلفه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 ذكر معجزاته صلّى الله عليه وسلّم أعظمها معجزة القرآن ... تَبْقَى على تَعَاقُبِ الأزْمَانِ كذا انْشِقاقُ البَدْرِ حتّى افترقا ... بِفِرْقتَيْنِ، رَأيَ عَيْنٍ حُقِّقَا وقَدْ زَوَى لَهُ الإلهُ حَقَّا ... الأرضَ مَغْربًا لَها وَشَرْقَا وقالَ: «ما زَوَاهُ لي سَيَبْلُغُ ... إليهِ مُلْكُ أُمَّتي» فَبَلَغُوا وحَنَّ جِذْعُ النَّخْلِ لمَّا فَارقَهْ ... لِمِنْبَرٍ إليهِ، حتَّى اعْتَنَقَهْ وَنَبَعَ الْمَاءُ فَجَاشَ كَثْرَه «1» ... من بين إصبعيه «2» غير مرّه «3» وسبّح الحصى بِكَفِّهِ بِحَقْ ... كَذا الطعَامُ عِندَهُ بهِ نَطَقْ وَشَجَرٌ وَحَجَرٌ قَدْ سَلَّما ... عَلَيْهِ نُطْقًا، والذّرَاع كلّما وقد شكا له البعير إذ جهد ... وبالنّبوّة له الذّيب شهد وجاء مرّة قضاء الحاجة ... ولم يجد شيئا «4» سوى أشاءة «5»   (1) جاش: ارتفع وفار. (2) في هامش (ب) : (لو قال شيخنا: «من نفس إصبعيه» .. كان أحسن؛ لأن الصحيح أن الماء تفجر من نفس الأصابع، مع احتمال كل من القولين، والله أعلم) . (3) في هامش (ب) : (قال ابن عبد البر في أول «الإستيعاب» : إن ذلك كان من النبي صلى الله عليه وسلم مرات في مواطن شتى. اه وعن ابن حبان في «صحيحه» : أنه اتفق مرات عددها خمسة) . (4) في (ج) و (د) : (سترا) بدل (شيئا) . (5) أشاءة- بفتح الهمزة وشين معجمة-: نخلة صغيرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 ومِثْلِهَا، لكنْ هُمَا بَعُدَتا ... أمَرَ كلاًّ مِنْهُما فَأَتَتَا تَخُدُّ «1» الأرْضَ ذي وذي حتَّى قَضَى ... حاجته، أمر كلّا فمضى وازدلفت إليْهِ سِتُّ بُدْنِ ... للنَّحْرِ، كُلٌّ سَابِقٌ للطَّعْنِ وَنَدَرَتْ «2» عَيْنُ قَتَادَةَ فَرَدْ ... تِلكَ فكانتْ مِنْ صحيحة أحد وبرئت عَيْنُ عَليٍّ إذْ تَفَلْ ... فِيهَا لِوَقْتِهِ، وما عَادَ حَصَلْ وابْنُ عَتِيْكٍ رِجْلُهُ أُصيبَتْ ... فَهْيَ بمسحه سريعا برئت وقَالَ: أقْتُلُ أُبَيَّ بْنَ خَلَفْ ... خَدَشَهُ خَدْشًا يسِيرًا فانْحَتَفْ «3» كَذَاكُمُ أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفِ ... قُتِلَ كافِرًا ببَدْرٍ فَوُفِي وَعَدَّ في بَدْرٍ لهُمْ مَصَارِعا ... كلٌّ بما سَمّى لهُ قَدْ صُرِعا وقالَ عَنْ قَوْمٍ: «سَيَرْكَبُونا ... ثَبَجَ «4» هذا البَحْرِ» أيْ: يَغْزُونا ومنهُمُ أمُّ حَرَامٍ رَكِبَتْ ... البَحرَ، ثمَّ في رجوعِهِمْ قَضَتْ «5» وقَالَ في الحَسَنِ سِبْطِ نَسَبِهْ ... يَومًا: لَعَلَّ الله أنْ يُصْلِحَ بِهْ ما كَانَ بَيْنَ فِئتَينِ وَهُمَا ... عَظيمَتانِ، الكُلُّ مِمَّنْ أسْلَمَا فكانَ ذا، وقالَ في عثمانا: ... «تصيبه البلوى» فحقّا كانا   (1) تخد: تشق. (2) ندرت: سقطت. (3) فانحتف: من لقي حتفه إذا مات. (4) ثبج: وسط. (5) قضت: ماتت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 ومَقْتَلُ الأسوَدِ في صَنْعَا اليَمَنْ ... ذَكَرَهُ لَيلَةَ قَتْلِهِ، وَمَنْ قَتَلَهُ «1» ، كَذاكَ كِسْرَى أخْبَرَا ... بِقَتْلِهِ، فَكَانَ ذا بِلا مِرَا وقَالَ إخْبَارًا عَنِ الشَّيْمَاءِ «2» ... «قَدْ رُفعَتْ في بَغْلَةٍ شَهْبَاءِ» خِمَارُها أسْودُ حتَّى أُخِذَتْ ... عَهدَ أبي بكرٍ كما قَد وُصِفَتْ وَقَدْ دَعَا لوَلَدِ الخَطَّابِ ... بِعِزَّةِ الدّينِ بهِ، أوْ بأَبِي جَهْلٍ، أصَابَتْ عُمَرًا فأسْلَمَا ... عَزَّ بهِ مَنْ كانَ أضْحَى مُسْلِمَا ولِعَلِيٍّ بذَهابِ الحَرّ ... والبَرْدِ، لمْ يكنْ بِذَينِ يَدْري ولابنِ عَباسٍ بِفقهِ الدّينِ مَعْ ... عِلْمٍ بتأويلٍ، فَبَحْرًا اتَّسَعْ وثَابِتٍ بِعَيْشِهِ سَعِيدًا «3» ... حَيَاتَهُ، وموتِهِ شَهيدًا فَكانَ ذا، وأنسٍ بِكَثْرَةِ ... المَالِ والوُلْدِ وَطُولِ المُدَّةِ في عمْرِهِ، فَعَاشَ نَحوَ المئة «4» ... وكانَ يُؤْتي نَخْلُهُ في السَّنَةِ حِمْلَيْنِ، والوُلْدُ لصلب مئة ... من بعد عشرين ذكورا أثبتوا   (1) في هامش (ب) : (الذي قتله هو فيروز الديلمي، أسلم في حياته عليه السلام، وتعد له صحبة) . (2) الشيماء: هي بنت بقيلة الأزدية، وخبرها أخرجه الطبراني في «الكبير» (4/ 213) ، والبيهقي في «الدلائل» (5/ 268) ، ووقع في «العجالة السنية» (173) للمناوي: أنها الشيماء بنت الحارث السعدية، فوهم في ذلك، ثم أتى بالحديث فذكر الشيماء الأزدية. (3) في هامش (ب) : (هو ثابت بن قيس بن شماس) . (4) في هامش (ب) : (وعاش على قول فوق المئة، والله أعلم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 وقَالَ فيمَنِ ادَّعَى الإسْلامَا «1» ... وَقَدْ غَزا مَعْهُ العِدَا وَحَامَا «2» مَعْ شِدَّةِ القِتَالِ للكفَّارِ ... مَعْهُ: بأنهُ مِنَ أهلِ النارِ فَصَدَّقَ الله مقالَ السَّيّدِ ... بِنَحرِهِ لِنَفسِهِ عَمْدَ اليَدِ «3» وكانَ مِنْ عتبة بنِ أبي لَهَبْ ... أذًى لهُ، دَعَا عَليهِ، فوجب يسلّط الله عليهِ كَلْبا ... قَتَلَهُ الأَسَدُ قَتْلاً صَعْبا وقد شكا لَهُ قُحُوطَ المَطَرِ ... شَاكٍ، أتاهُ وهْوَ فوقَ المِنبرِ فَرَفَعَ اليَدَيْنِ لله، وَمَا ... قَزَعَةٌ «4» ولا سَحَابٌ في السَّمَا فَطَلَعَتْ سَحَابَةٌ وانتشَرَتْ ... فأُمْطِروا جمعة تواترت حتّى شكا لَهُ انقطاعُ السُّبُلِ ... فأَقْلَعَتْ لمَّا دَعَا الله العَلي وأطْعَمَ الألفَ زَمَانَ الخَنْدَقِ ... مِنْ دونِ صَاعٍ وبُهَيْمةٍ، بَقي بَعدَ انْصِرافِهِمْ عَنِ الطعَامِ ... أكثرُ ممَّا كان مِنْ طَعَامِ كذاكَ قدْ أطعمَهُمْ مِنْ تَمْرٍ ... أَتَتْ بهِ جَارِيَةٌ في صُغْرِ وأَمَرَ الفَاروقَ أن يُزَوّدا ... مئينَ أرْبعًا أتَوْا فَزَوَّدا والتمرُ كانَ كالفَصيلِ الرَّابِضِ ... كأنهُ ما مسّه من قابض «5»   (1) في هامش (ب) : (هو قزمان، وكنيته أبو الغيداق) . (2) حام: احتفل وانتصر له. (3) عمد اليد: بنصب (عمد) أي: قتل نفسه بيده عمدا. (4) قزعة: قطعة من الغيم. (5) الفصيل: ولد الناقة. الرابض: البارك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 كذاكَ أقراصُ شَعيرٍ جُعِلَتْ ... مِنْ تَحتِ إبْطِ أنَسٍ، فَأَكَلَتْ جَمَاعَةٌ منها ثَمانونَ، وَهمْ ... قَدْ شَبِعوا، وهْوَ كما أُتي لَهُمْ وأطعَم الجيشَ فكلٌّ شَبِعا ... مِنْ مِزْوَدٍ، وما بقي فيهِ دعا لِصَاحِبِ المِزْوَدِ فيهِ «1» ، فَأُكِلْ ... منهُ حيَاتَهُ إلى حَينَ قُتِلْ عُثمانُ، ضَاعَ، وَرَوَوا أنْ حِمْلا ... خمسينَ وِسْقًا منهُ لله علا وفي بِنَائِهِ بزَيْنَبْ أطْعَمَا ... خَلقًا كثيرًا منْ طَعَامٍ قُدِّما أهدَتْ لهُ أمُّ سُليمٍ، رُفِعَا ... مِنْ بينِهِمْ، وَهْوَ كَمَا قدْ وُضِعا والجَيشُ في يَومِ حُنَينِ إذ رُموا ... مِنهُ بقَبْضَةٍ تُرَابًا هُزمُوا وأنْزلَ الله بِهِ كِتَابَا ... وامتلأَتْ أعْيُنُهُمْ ترابا كذا التّراب في رؤوس القَوْمِ قَدْ ... وَضَعَهُ، ولمْ يَرَهْ منهُمْ أَحَدْ وكمْ لهُ مِنْ مُعجزاتٍ بَيّنَهْ ... تَضيقُ عَنهَا الكتب المدوّنه «2»   (1) صاحب المزود هو سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وقصته أخرجها البيهقي في «الدلائل» (6/ 110) . (2) أجمع كتاب ضمها هو «حجة الله على العالمين في معجزات سيّد المرسلين» للعلامة النبهاني رحمه الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 ذكر خصائصه صلّى الله عليه وسلّم «1» خُصَّ النبيُّ بوجوبِ عِدَّهْ ... الوِتْرِ، والسّوَاكِ، والأُضْحِيَّهْ كذا الضُّحى- لَوْ صَحَّ- والمُصَابَرَهْ ... على العَدُوّ، وكذا المُشاوَرَهْ والشافعِي عَنِ الوجوبِ صَرَفَهْ «2» ... حَكَاهُ عنهُ البيهقِيْ في «المَعْرِفَهْ» «3» كذا التَّهَجُّدُ ولَكِنْ خفّفا ... نسخا، وقيل: بل هذا كرم كذا قَضَاءُ دَيْنِ مَنْ مَاتَ وَلَمْ ... يَتْرُكْ وَفَاءً، قِيلَ: بَلْ هَذَا كَرَمْ كذاكَ تَخْيِيرُ النّساء اللّاتي ... معه، وأمّا في المحرّمات ممّا أبيح لسواه حرّما ... عليه، فهي مَدُّ عَيْنَيْهِ لِمَا قدْ مُتّعَ الناسُ بهِ مِنْ زَهْرَةِ ... دُنْيَاهُمُ، كَذاكَ مِنْ خائنَةِ الأعْيُنِ، اعْدُدْهُ، ونَزْعُهُ لِمَا ... لَبِسَ مِنْ لأْمَةِ حَرْبٍ حُرِمَا «4» حتَّى يُلاقيَ العِدَا فَيَنْزِعا ... صَدَقةً فامْنَعْ ولو تطوّعا والشّعر، والخطّ، وقيل: يمنع ... ثوم ونَحوُهُ، وأكلٌ يَقَعُ معَ اتّكَاءٍ، والنكَاحَ للأَمَهْ ... مع الكتابيّة غير المسلمه   (1) أجمع كتاب فيها «الخصائص الكبرى» للحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى. (2) في هامش (ب) : (صرف ذلك إلى الاستحباب؛ يعني وجوب المشاورة، لا كل ما ذكر) . (3) أي: كتاب «معرفة السنن والآثار» للبيهقي. (4) قوله: (لأمة حرب) أي: الدرع. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 كذاكَ إمْسَاكُ التي قدْ كَرِهَتْ ... نِكَاحَهُ، والخُلْفُ في هذا ثَبَتْ وَقَدْ أباحَ ربُّهُ الوِصَالا ... لهُ، وفي سَاعَةٍ القِتَالا بمَكَّةٍ، كذا بِلا إحرَامِ ... دُخولُهَا، وليسَ بالمَنَامِ مُضطَجِعًا نَقضُ وضوئِهِ حصل ... كذا اصطفاء ما له الله أَحَلْ منْ قَبْلِ قِسْمةٍ، كذاكَ يَقْضي ... لنفسِهِ وَوُلْدِهْ فيَمْضي كذا الشهَادَةُ، كذاكَ يَقبَلُ ... مَنْ شَهِدوا لهُ، كذاكَ يَفْصِلُ في حُكمِهِ بِعِلمِهِ للعِصْمَةِ ... واخْتلَفُوا في غيرِهِ للرِّيبَةِ «1» كَذَا له أنْ يَحْمِيَ المَواتَا ... لِنَفسِهِ، ويأخُذَ الأقْوَاتَا وغيرَهَا منَ الطعَامِ مَهْمَا ... إحْتاجَ، والبَذلَ فأوْجِبْ حَتْما مِنْ مَالِكٍ، وإن يكنْ مُحْتَاجَا ... لكنَّهُ لفِعْلِ هذا مَا جَا والخُلْفُ في النَّقضِ بِلَمْسِ المَرأةِ ... والمُكثِ في المَسجِدِ مَعْ جَنَابَةِ وجَائِزٌ نِكَاحُهُ لتِسْعَةِ ... وفَوقَهَا، وعَقْدُهُ بالهِبَةِ فإنْ فلا بالعَقدِ حَتم مَهرِهِ ... ولا الدُّخولُ بخِلافِ غَيرِهِ «2»   (1) في (أ) و (ج) وهامش (د) وهامش (ب) رواية أخرى: (في حكمه لعلمه إجماعا ... وغيره فيه الخلاف شاعا) (2) في هامش (ب) : (إذا قلنا: إنه يعقد نكاحه ص بلفظ الهبة كما هو الأصح.. فلا يجب المهر بالعقد ولا بالدخول كما هو مقتضى الهبة، هذا معنى هذا البيت، فنزله عليه؛ فإني كذلك رأيته في الأصل المنقول منه، وهأنا أحلّه لك، فقوله: «فإن» أي: فإن قلنا بانعقاد نكاحه بالهبة ... أو فإن وقع مثل ذلك ... وقوله: «فلا بالعقد» أي: فلا يجب مهر بالعقد، والله أعلم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 كذَا بلا وَليّ، او شُهودٍ، او ... في حَالِ إحرامٍ، بِخُلْفٍ قدْ حَكَوْا ومَنْ يَرُمْ نِكاحَهَا، لَزِمَهَا ... إجابَةٌ، وحَرُمَتْ خِطْبَتُهَا ومَنْ لهَا زوجٌ فحَقًّا وَجَبَا ... طَلاقُهَا، كما جَرَى لِزيْنَبَا «1» وفي وُجوبِ قَسْمِهِ بَينَ الإمَا ... وبَيْنَ زَوجاتٍ لَهُ خُلْفٌ نَمَا «2» زَوْجاتُهُ كُلٌّ مُحرمَاتُ ... هُنَّ لذي الإيمَانِ أُمهَاتُ نِكاحُهُنَّ مَعْ عُقوقِهِنَّهْ ... معَ الوجوبِ لاحتِرَامِهِنّهْ لا نَظَرٌ وخَلْوةٌ بِهِنَّهْ ... ولا بِتَحريمِ بَناتِهِنَّهْ «3» مَنْ دَخَلَتْ عَليهِ، أوْ قَدْ فُورِقَتْ ... أو مَاتَ عَنْها، أو تَكونُ سَبَقَتْ «4»   (1) المصنف هنا يشير لقصة زواج النبي ص بزينب رضي الله عنها، وأنه ص رآها فأعجبته إلى آخر هذه القصة المدسوسة، والعجب من المصنف- وهو هو في علم الحديث- كيف أشار إليها مع أنه اعتمد إيراد ما صح من السّير، قال الصالحي الشامي في «سبل الهدى والرشاد» (11/ 321) : وقال القاضي والحافظ وغيرهما: وما زعمه هؤلاء من أن النبي ص هوي امرأة زيد، وأحب طلاقها، وأنه أخفى ذلك عن زيد حين استشاره في طلاقه غير صحيح، وإن صح عن قائله.. فهو منكر من القول، يتحاشى جانب النبوة عنه، إذ كيف يتصور أن سيد الأولين والآخرين ينظر إلى زوجة رجل من أصحابه الخصيصين، الذي ادعاه ولدا له، وأنها تقع في خاطره، وأنه يقصد فراق زوجها ليتزوجها؟ معاذ الله أن ينسب ذلك إليه، ولو نسب ذلك لآحاد الناس لم يرضه لنفسه، ولا يرضاه أحد لغيره، ومن قال هذه المقالة فقد اقتحم أمرا عظيما في جانب النبي صلى الله عليه وسلم. (2) نما: ظهر وانتشر. (3) قوله: (لا نظر ... ) أي: أن حكم أمهات المؤمنين في الاحترام والإعظام وتحريم نكاحهن، ولا يجري هذا الحكم بالنسبة إلى النظر إليهن والخلوة بهن وزواج بناتهن. والهاء في المصراعين للسكت. (4) في هامش (ب) : (أي: سبقته بالوفاة، كخديجة وزينب بنت خزيمة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وهُنَّ أفْضَلُ نِسَاءِ الأُمَّةِ «1» ... ضُعِّفْنَ في الأجْرِ وفي العُقوبَةِ أفْضَلُهُنَّ مُطلقًا خَدِيجَةُ ... وبَعدَها عَائِشَةُ الصِّدِّيقَةُ «2» وأَنَّهُ خَاتَمُ الأنبِيَاءِ ... خَيْرُ الخَلائِقِ بِلا مِرَاءِ أمَّتُهُ في النَّاسِ أفضَلُ الأُمَمْ ... مَعْصومَةٌ منَ الضَّلالِ بِعِصَمْ «3» أصْحَابُهُ خَيرُ القرونِ في المَلا ... كِتَابُهُ المَحفوظُ أنْ يُبَدَّلا شِرْعَتُهُ قَدْ أُبّدَتْ وَنَسَخَتْ ... كُلَّ الشَّرَائعِ التي قَبلُ خَلَتْ والأرضُ مَسجِدٌ لهُ طهورُ ... والرُّعْبُ شَهْرًا نَصرُهُ يسير سيّد أولاد أبينا آدما ... قَدْ حَلَّلَ الله لهُ الغَنائِمَا أُرْسِلَ للنَّاسِ جَميعًا، أُعْطِيَا ... مَقامَهُ المَحمودَ حتى رَضِيَا وخُصَّ بالشفَاعةِ العُظْمَى التي ... يُحْجِمُ عَنْها كُلُّ مَنْ لَها أُتي أوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ ... ولا يَنَامُ قَلْبُهُ بَلْ غَمْضُ أَوَّلُّ مَنْ يَقُومُ للشَّفَاعَةِ ... أوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الجَنَّةِ أكْثَرُ الأنبيَاءِ حَقًّا تَبَعا ... يَرَى وَرَاءَهُ كَقُدَّامِ معا آتاه ربُّهُ جَوامِعَ الكَلِمْ ... قَرينُهُ «4» أَسْلَمَ «5» ، فَهْوَ قَدْ سلم   (1) في هامش (ب) : (أي: بعد بناته الأربع، وأفضلهن فاطمة) . (2) في هامش (ب) : (وبعد عائشة زينب بنت جحش، هذا الذي يظهر، والله أعلم) . (3) بعصم- جمع عصمة-: وهي الحفظ. (4) جوامع الكلم: يعني أن كلامه كثير المعاني، قليل الألفاظ. قرينة: صاحبه من الجن. (5) في هامش (ب) : (في هذا اختيار من شيخنا لرواية «فأسلم» بالفتح، وفي الميم روايتان لرواة مسلم، وكأن الشيخ ترجح عنده الفتح) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 صُفُوفُهُ والأمَّةِ المُبَارَكَهْ ... كَصَفّ عِندَ رَبّهَا المَلائِكهْ «1» ولا يَحِلُّ الرَّفْعُ فَوْقَ صَوْتِهِ ... ولا يُنادَى باسمِهِ بَلْ نَعْتِهِ خُوطِبَ في الصَّلاةِ بالسَّلامِ ... عَلَيكَ دونَ سَائِرِ الأنَامِ ومَنْ دَعَاهُ في الصَّلاةِ وَجَبَتْ ... إجابَةٌ لَهُ، وفَرضُهُ ثَبَتْ «2» وبَولُهُ ودَمُهُ إذ أُتِيَا ... تَبَرُّكًا مِنْ شَارِبٍ ما نُهِيَا يَقْبَلُ ما يُهْدَى لَهُ فَحِلُّ ... دُونَ الوُلاةِ فَهْوَ لا يَحِلُّ فَاتَتْهُ رَكْعتَانِ بَعْدَ الظهْرِ ... صَلاهُمَا ودَامَ بَعْدَ العَصْرِ وما لنَا دَوامُ ذا بَلْ يَمتَنِعْ ... وما سِوَى سَبَبِهِ فمنقطع ونسب يوم القيامة «3» ، ومن ... رآه نوما فهو قد رآه لَنْ يَكونَ للشيطَانِ مِنْ تَمَثُّلِ ... بِصورَةِ النَّبيّ أو تَخَيُّلِ وكَذِبٌ عَليهِ لَيْسَ كَكَذِبْ ... عَلى سواه «4» ، فهو أكبر الكذب «5»   (1) قوله: (والأمة) بالجر معطوف على الضمير المجرور، يعني: أن صفوفه وصفوف أمته عند الله كصفوف الملائكة. وقوله: (كصف) فصل بينه وبين ما أضيف إليه (الملائكة) بالظرف. (2) قوله: (وفرضه ثبت) يعني: أن صلاته لا تبطل بذلك وإن كانت فرضا. (3) يعني: أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببه ونسبه صلى الله عليه وسلم، ومعناه: أنه ينتفع يومئذ بالنسبة إليه، ولا ينتفع بسائر الأنساب. (4) في هامش (ب) : (أي من البشر، وإلا.. فالكذب على الله عز وجل أكبر) . (5) في هامش (أ) : (بلغ الحافظ نور الدين الهيثمي قراءة على ناظمها والجماعة سماعا في الثالث بالروضة الشريفة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 ذكر حجّه وعمره صلّى الله عليه وسلّم قَدْ حَجَّ بَعدَ هِجرَةٍ لِطَيبَه ... سَنَةَ عَشْر قَطْ بِغيرِ مِرَيه «1» واعتَمَرَ النبيُّ بَعدَ الهجرَةِ ... أربعَةً، والكُلُّ في ذي القَعْدَةِ إلا التي في حجّة الوداع ... قرنها، لم تخل من نزاع أوَّلُهَا سَنَةَ سِتّ صُدَا ... فيهَا عن البَيتِ، فَحَلَّ «2» قَصْدَا كَانَتْ بِهَا بَيْعَتُهُ المَرضِيَّهْ ... ثم تَليهَا عُمرَةُ القَضِيَّهْ سَنةَ سَبعٍ، بَعدَهَا الجِعْرانَهْ ... عَامَ ثمانٍ، واعدُدَنْ قِرَانَهْ ولم يَعُدَّ مَالِكٌ ذي الرَّابِعَهْ ... وقالَ: حَجَّ مُفرَدًا، وتابَعَهْ بَعضُهُمُ، وَحَجَّ قَبلَ الهجرَةِ ... ثِنتَينِ، أو أكثرَ، أو فَمَرَّةِ ولمْ يَصِحَّ عَدَدُ الحَجَّاتِ ... مِن قَبلِ هجرة، ولا العمرات «3»   (1) في هامش (ب) : (أو يقال: «في عشرة» ، وحذف «قط» هو الوزن في كلام المصنف، وفي بعض النسخ: سنة عشر) . (2) فحلّ: فتحلل بذبح الهدي والحلق. (3) في هامش (ب) : (بلغ على أصله) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 ذكر عدد مغازيه صلّى الله عليه وسلّم سبعا وعشرين اعددنّ الغزوا ... أوّلها ودّان وهي الأبوا «1» ثمّ بواط بعد، فالعشيرا ... فبدر الأولى، فبدر الكبرى «2» فقينقاع، فالسّويق، غطفان ... وهي فذو أمر، فغزو بحران «3» فأحد بعد، فحمراء الأسد ... ثمّ بنو النّضير، ثمّ في العدد «4» ذات الرّقاع، ثمّ بدر الموعد ... فدومة، فالخندق، اذكر واعدد «5»   (1) ودّان: هي الأبواء وقد مرت. (2) بواط- بفتح الباء وضمها-: جبل من جبال جهينة بناحية رضوى- وقيل: واد- شمال ينبع. العشيرة: تقع في الجنوب الشرقي لينبع، وقد اندرس موضعها الآن، وبقربها عين البركة لا تزال معروفة حتى الآن. (3) قينقاع- بفتح القافين وسكون التحتية وتثليث النون، والضم أشهر- قال السمهودي في «الوفا» : (منازل بني قينقاع عند جسر بطحان مما يلي العالية، ولهم شجاعة) . ذو أمر- بفتح الهمزة والميم وتشديد الراء، وخفف هنا للوزن-: موضع بنجد من ديار غطفان. بحران- بضم الموحدة وسكون المهملة-: موضع بناحية الفرع، بينها وبين المدينة المنورة ثمانية برد شرق رابغ على مسافة تسعين كيلومترا. (4) حمراء الأسد: موضع على ثمانية أميال من المدينة المنورة، عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة. بنو النضير- بفتح النون وكسر الضاد المعجمة-: قبيلة من اليهود، ينسبون إلى سيدنا هارون عليه السلام، سكنوا مع العرب، ودخلوا فيهم. (5) بدر الموعد: وهي غزوة بدر الصغرى، وتسمى بدر الموعد؛ للمواعدة عليها مع أبي سفيان يوم أحد. ذات الرقاع- بكسر الراء، جمع رقعة-: موضع على بعد (100) كيلومترا شمال المدينة المنورة بين نخل وادي الحناكية وبين الشّقرة. دومة الجندل: مدينة معروفة بين الشام والمدينة المنورة شمال مدينة تيماء على مسافة (450) كيلومترا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 قريظة، لحيان، ثمّ ذو قرد ... ثمّ المريسيع على القول الأسد «1» ثمّ تليها عمرة الحديبيه ... فخيبر، فعمرة القضيّه «2» ففتح مكّة، حنين، وتلا ... غزاة طائف تبوك، قاتلا منها بتسع: أحد، والخندق ... بدر، بني قريظة، المصطلق خيبر، والفتح، حنين، طائف ... وقد حكوا عن قول بعض السّلف «3» بأنّه قاتل في النّضير ... وغابة، وادي القرى المشهور «4»   (1) قريظة: بضم القاف وفتح الراء، وبنو قريظة كانوا يسكنون العوالي من المدينة المنورة، ففيها منازلهم. لحيان- بكسر اللام وفتحها-: قبيلة من هذيل. ذو قرد- بفتح القاف والراء، وقيل: بضمها، وقيل: بضم الأول وفتح الثاني-: ماء على ليلتين من المدينة المنورة، بينها وبين خيبر، تبعد عن المدينة المنورة (35) كيلومترا شمال شرق. المريسيع: ماء في ناحية قديد إلى الساحل، بينها وبين سيف البحر (80) كيلومترا. (2) خيبر: على وزن جعفر، وهي مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير، تقع شمال المدينة المنورة، تبعد عنها حوالي (179) كيلومترا، وهي محافظة تتبعها قرى، وتتبع محافظة خيبر إمارة منطقة المدينة المنورة. (3) حنين: اسم موضع في طريق الطائف إلى جنب ذي المجاز، وهو سوق كان للعرب على فرسخ من عرفة. الطائف: محافظة معروفة تابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة. تبوك- بفتح الفوقية وضم الباء: - مدينة عامرة لها إمارة مستقلة تتبعها عدة محافظات، وتقع شمال المدينة المنورة، وتبعد عنها (760) كيلومترا. (4) الغابة: موضع قرب المدينة المنورة من ناحية الشام تبعد عنها (6) كيلومترا من جهة الشمال الغربي. وادي القرى- بضم القاف وفتح الراء-: واد بين المدينة المنورة وتبوك، بينه وبين المدينة (350) كيلومترا من جهة الشمال. وفي هامش (أ) : (بلغ الشيخ شهاب الدين أحمد بن عثمان الكلوتاتي نفع الله به قراءة عليّ في الخامس والجماعة سماعا. كتبه مؤلفه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 ذكر بعوثه وسراياه صلّى الله عليه وسلّم عدّتها من بعث او سريّة ... ستّون فالأوّل بعث حمزة لنحو سيف البحر من ناحية ... ألعيص، لم يقتتلوا بالجملة «1» فبعثه عبيدة بن الحارث ... لرابغ «2» ، أو قبل ذا، أو ثالث بأنّه شيّع كلّا منهما ... معا، لذا أشكل ذا وأبهما وكان رمي بينهم لم يعدوا ... أوّل من رمى بسهم سعد «3» فبعثه سعدا إلى الخرّار ... للعير فاتت، رجعوا للدّار «4» بعث ابن جحش «5» بعده، أو أوّل ... لنخلة، فغنموا، وقتلوا في سلخ شهر رجب إنسانا «6» ... وأنزل الله به قرآنا   (1) سيف البحر- بكسر السين-: ساحله. ناحية العيص- بكسر العين وسكون التحتية-: قرية عامرة تقع في شمال المدينة المنورة، تبعد عن المدينة المنورة (320) كيلومترا، ولا تزال تعرف بهذا الاسم. (2) رابغ- بكسر الباء وبغين معجمة- تقع على الطريق القديم بين جدة ومكة، وهي محافظة عامرة، تبعد عن المدينة المنورة من الطريق القديم (260) كيلومترا، وتتبع إمارة منطقة مكة المكرمة. (3) لم يعدوا: لم يجاوزوا الرمي إلى سلّ السيوف. سعد: هو ابن أبي وقاص رضي الله عنه. (4) الخرّار- بفتح الراء المشددة-: موضع قرب الجحفة، وقيل غير ذلك، وقوله: (للدار) يعني المدينة المنورة. (5) قوله: (ابن جحش) هو عبد الله بن جحش الأسدي. (6) في هامش (ب) : (هو عمرو بن الحضرمي، رماه واقد بن عبد الله التميمي بسهم فقتله) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 أي: يَسْئَلُونَكَ «1» أزالت كربا ... وبأمير المؤمنين لقّبا فبعثه عميرا الخطميّا «2» ... لقتل عصما؛ هجت النّبيّا فبعث سالم إلى أبي عفك ... قتله؛ آذى النّبيّ وأفك «3» فبعثه محمّد بن مسلمه ... في رفقة لقتل كعب الملأمه «4» جاؤوا برأسه، فإذ رموه ... قال لهم: أفلحت الوجوه فبعثه زيدا إلى القردة ... ماء بنجد، بقريب غمرة «5» فحصّلوا مئة ألف مغنما ... وأسروا فرات «6» ، ثمّ أسلما فبعده بعث ابن عبد الأسد ... لقطن؛ لولدي خويلد «7»   (1) قوله: (أي: يسألونك) إشارة إلى قوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ. (2) قوله: (عمير) هو ابن عدي بن خرشة الأنصاري الخطمي، قتل عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد كانت تعيب الإسلام وتحرض على المسلمين وتؤذيهم، انظر «الإصابة» (3/ 34) . (3) قوله: (سالم) هو: ابن عمير بن عبد الله بن ثابت الأنصاري الأوسي، و (أبو عفك) : يهودي من بني عمرو بن عوف، كان أبو عفك يؤذي النبي ص ويحرض عليه. أفك: كذب. (4) الملأمة: هو الذي يفعل ما يلام عليه، كما قال المناوي في «العجالة» (ص 278) . (5) غمرة: موضع بين نجد وتهامة من طريق الكوفة. قوله: (زيدا) هو ابن حارثة رضي الله عنه. (6) قوله: (فرات) هو ابن حيان بن ثعلبة اليشكري العجلي، كان عينا لأبي سفيان في حروبه، فلما أسر أسلم وحسن إسلامه، انظر «الإصابة» (3/ 196) . (7) قوله: (ابن عبد الأسد) هو عبد الله بن عبد الأسد المخزومي. قطن- بفتح القاف والطاء المهملة-: جبل في ديار عبس بن بغيض عن يمين النباج والمدينة، بين أثال وبطن الرمة، وهو جبل فيه مياه، ولا يزال معروفا غرب منطقة القصيم شرق عقلة الصقور، يراه المتجه إلى المدينة المنورة عن يمينه رأي العين، ويبعد عن بريدة غربا نحو (160) كيلومترا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 طليحة مع أخيه سلمه ... قد جمعا حرب نبيّ المرحمه فلم يصل حتّى تفرّق الملا ... وغنموا شاء لهم وإبلا يليه بعث ابن أنيس «1» ، العامد ... لقتل سفيان، هو: ابن خالد «2» إبن نبيح، كان صوب عرنه «3» ... يجمع للنّبي، فلمّا أمكنه إحتزّ رأسه، فلمّا أحضره ... دعا له، وخصّه بمخصره «4» فبعثه المنذر والقرّا إلى ... بئر معونة، فطابوا نزلا «5»   (1) ابن أنيس: هو عبد الله بن أنيس الجهني الأنصاري. (2) ابن خالد: هو سفيان بن خالد بن نبيح، وهو كذلك عند ابن سعد في «الطبقات» (2/ 50) ، والبيهقي في «الدلائل» (4/ 40) ، وابن الجوزي في «المنتظم» (2/ 289) ، وابن سيد الناس في «عيون الأثر» (2/ 55) ، والحافظ مغلطاي في «الإشارة» (239) ، والبرهان الحلبي في «سيرته» (3/ 164) والصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (6/ 57) ، والقول الثاني في اسمه: أنه خالد بن سفيان بن نبيح وهو عند ابن خزيمة (982) ، وابن حبان (7160) ، والضياء في «المختارة» (9/ 29) ، وأبي داود (1249) ، وأحمد (3/ 496) ، وأبي يعلى (905) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (9/ 38) ، وابن هشام في «السيرة» (4/ 619) ، والله أعلم. (3) عرنة: هو واد ممتد مما يلي مكة يمينا وشمالا وليس من عرفات. (4) قوله: (وخصه بمخصرة) أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاءه ابن أنيس برأس سفيان بن خالد.. أعطاه عصا وقال له: «تخصّر بهذه في الجنة» ، انظر «طبقات ابن سعد» (2/ 50) . (5) المنذر: هو ابن عمرو الأنصاري الخزرجي. بئر معونة: يقع بين جبال يقال لها: أبلى، في طريق المصعد من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وهو في أرض بني سليم وبني كلاب وبني عامر، وكلاهما قريبة من بني سليم (وهي معروفة الآن بقرية السّلمان أو السّلمي) وقد قتل عنده بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرثاهم حسان بقوله: على قتلى معونة فاستهلي ... بدمع العين سحّا غير نزر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 فاستشهد السّبعون إلّا كعبا ... هو ابن زيد، كان رزآ «1» صعبا ووجد النّبيّ حزنا، حتّى ... قنت شهرا في الصّلاة بحتا «2» يدعو على القاتل حتّى أنزلا ... لَيْسَ لَكَ الآية ربّنا علا «3» وبعثه إلى الرّجيع مرثدا ... أو عاصم بن ثابت، وأسندا «4» هذا البخاريّ، وفيه خانا ... بسبعة منهم بنو لحيانا «5» وأسروا زيدا خبيبا بيعا ... وقتلوا ابن طارق صريعا «6» ثمّ الّذي ابتاع خبيبا قتله ... كذا بزيد مشتريه فعله «7» وقصدت هذيل رأس عاصم ... حمته دبر «8» ، ثمّ سيل عاصم   (1) كذا في (ب) و (ج) : (رزآ) أي: كان استشهادهم مصيبة شديدة صعبة على المسلمين، وقال الأجهوري في «شرحه» (ت 320) : (أي [أن كعب بن زيد] كان مصيبة على أعدائه) . وفي (أ) و (د) : (رتئا) وهي بمعنى شديد القوة، والله أعلم. (2) وجد: حزن. بحتا: خالصا. (3) وهي قوله تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ. (4) الرجيع- بفتح الراء وكسر الجيم وبعين مهملة-: وهو أسفل وادي مدركة، مما يلي هدى الشام، ويعرف عند أهل المنطقة بالبناية. قوله: (مرثدا) هو مرثد بن أبي مرثد الغنوي. وفي هامش (ب) : (بعث الرجيع عند البخاري عشرة رجال، وقال ابن إسحاق: ستة، وعند ابن سعد أنهم عشرة كما رواه البخاري، والسبعة قتلوا وسلم منهم خبيب وزيد بن دثنة وعبد الله بن طارق، فأخذوا من بني لحيان العهد والميثاق أن لا يقتلوا منهم أحدا، ثم قتل عبد الله بن طارق بمر الظهران، وسلم الاثنان، ثم قتلا بمكة) . (5) أخرجه البخاري (3989) . (6) قوله: (زيدا) هو ابن الدثنّة الخزرجي، وقوله: (خبيبا) هو ابن عدي الأنصاري، وقوله: (ابن طارق) هو عبد الله بن طارق رضي الله عنهم. (7) قوله: (الذي ابتاع خبيبا) وهو عتبة بن الحارث. وقوله: (مشتريه) هو صفوان بن أمية. (8) الدّبر: الزنابير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 فبعثه محمّد بن مسلمه ... للقرظا «1» أصاب منهم مغنمه شاء لهم ونعما أصابوا ... بعضهم، وبعضهم هرّاب لم يعرضوا للظّعن، أمر رامه ... أميرهم، وأسروا ثمامه «2» فبعثه عكّاشة بن محصن ... لغمر مرزوق، مويه لبني «3» أسد على يومين؛ أي: من فيد «4» ... فهربوا، وما لقوا من كيد وبعثه أيضا إلى ذي القصّة «5» ... محمّدا إلى بني ثعلبة في عشرة، فأحدق الأعراب ... بهم، وكانوا مئة، أصابوا كلّهم قتلا سوى ابن مسلمه ... جرح جرحا سالما ما أسلمه فبعثه لهم أبا عبيده ... لم يجد القوم، وحادوا حيده «6» لكن أصابوا رجلا فأسلما ... وغنموا شاء لهم ونعما   (1) القرظا: بالظاء المعجمة، كذا بخط المصنف، وضبطها كتابة المناوي في «العجالة السنية» (ص 283) ، وضبطها الصالحي الشامي في «سبل الهدى والرشاد» (6/ 115) بالطاء المهملة، وهي كذا عند ابن ماكولا في «الإكمال» (7/ 87) وغيره، وهو الراجح، والله أعلم. (2) الظعن- جمع ظعينة-: وهي المرأة ما دامت في الهودج. ثمامة: هو ثمامة بن أثال بن النعمان الحنفي اليمامي، انظر «الإصابة» (1/ 204) . (3) غمر مرزوق: اسم ماء لبني أسد. مويه- تصغير ماه- وهو: الماء، والهمزة مبدلة من الهاء، والتصغير للوزن. (4) فيد: بلد على نصف الطريق بين الكوفة ومكة، قال في «المراصد» : (كان الناس يودعون فيها فواضل أزوادهم إلى حين رجوعهم، وما ثقل من أمتعتهم وهي قرب أجاء وسلمى، جبلي طيء) . (5) ذي القصة: موضع بطريق العراق على بريد من المدينة. قوله: (محمدا) هو محمد بن مسلمة. (6) حادوا حيدة: تنحوا عن مكانهم وصعدوا الجبال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 فبعث زيد لبني سليم ... وهم ببطن نخل بالجموم «1» وقد أصابوا نعما وشاء ... وأسروا ما الله منهم شاء فبعثه للعيص حتّى أخذوا ... عير قريش كلّها ونفذوا «2» وفضّة كثيرة، وأسرى ... ممّن مع العير أتوا، والصّهرا «3» صهر النّبيّ زوج زينب استجار ... بها، أجارته، وأهل أن يجار فبعثه رابعة إلى الطّرف «4» ... ماء قريب من مراض، فانصرف إلى بني ثعلبة أصابوا ... أنعامهم، وهرب الأعراب وبعثه خامسة لحسمى «5» ... إلى جذام، فأتاهم هجما صبحا على القوم، أصابوا العارضا «6» ... وأبه هنيدا المعارضا في قومه لدحية الكلبيّ ... فقطعوا طريقه بالقيّ «7» وكان زيد معه خمس مئه ... فأخذوا الأنعام والسّبي فئه مئة النّساء والصّبيانا ... فجاء زيد «8» من جذام، كانا   (1) زيد: هو ابن حارثة. الجموم: ناحية ببطن نخلة من المدينة على أربعة برد. (2) نفذوا: ذهبوا بها إلى المدينة المنورة. (3) الصّهر: هو أبو العاصي بن الربيع. (4) قوله: (رابعة) أي: مرة رابعة. الطرف: ضبطها المصنف بخطه بفتح الراء، وفي «سبل الهدى والرشاد» (6/ 139) بكسرها، والله أعلم. (5) حسمى- بكسر الحاء المهملة وسكون السين-: موضع من أرض جذام وراء وادي القرى. (6) العارض: هو عارض بن الهنيد بن عارض الصّلعي. (7) القيّ: الأرض الخالية. (8) زيد: هو زيد بن رفاعة الجذامي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 معه كتاب المصطفى إذ أسلما ... له وللقوم فسال المغنما أموالهم مع حريمهم، فرد ... كلّا إليهم وافيا بما عهد فبعثه أيضا له مؤمّرا ... سادسة لوجهة: وادي القرى به أصيب المسلمون قتلا ... وارتثّ «1» زيد من خليط القتلى بعث ابن عوف «2» بعده لكلب ... بدومة الجندل، فاز الكلبي أميرهم أصبغ «3» بالإسلام ... ومعه ناس من الأقوام وأمر النّبيّ أن يصاهرا ... نكح ذاك ابنة ذا تماضرا فبعثه لفدك «4» عليّا ... إلى بني سعد بن بكر، أحيا ألللّيل سيرا وكمن نهارا ... حتّى أتاهم غفلة أغارا فهربوا إذ جاءهم بالظّعن ... واستاق أنعامهم غير وني «5» فبعثه زيدا لأمّ قرفه ... سابعة فقتلت بعسفه «6» وصحّ في «مسلم» الطّريق ... بأنّما أميرها الصّدّيق «7»   (1) ارتث: حمل مثخنا بالجراح. (2) قوله: (ابن عوف) : هو عبد الرحمن بن عوف الزهري. (3) قوله: (أصبغ) هو الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة الكلبي القضاعي، انظر «الإصابة» (1/ 116) . (4) فدك- بفتح الفاء والدال- بلدة عامرة، بينها وبين المدينة المنورة يومان، تسمى الآن بالحائط، وتتبع منطقة إمارة حائل، وتقع شرق خيبر. (5) وني: ضعيف. (6) أم قرفة: فاطمة بنت ربيعة بن بدر، وكانت عجوزا في بيت شرف من قومها وكانت تسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقتلت. عسفة: قتلة عنيفة. (7) أخرجه مسلم (1755) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 فبعثه لابن عتيك معه ... قوم من الخزرج كي تمنعه «1» لخيبر لابن أبي الحقيق «2» ... لقتله أعين بالتّوفيق واختلفوا فقيل: ذا في السّادسه ... أو ثالث أو رابع أو خامسه «3» فبعده بعث، ثلاثون رجل ... أمير ذاك ابن رواحة البطل لخيبر فقتلوا أسيرا ... إبن رزام لا أصاب خيرا ومخرش من شوحط «4» كان معه ... فشجّ عبد الله لمّا صرعه فبصق النّبيّ في شجّته ... فلم تكن تؤذيه حتّى موته فبعثه كرز بن جابر إلى ... ألعرنيّين «5» الّذين مثّلا بهم رسول الله في القتل، كما ... قد فعلوا هم في الرّعاة مثل ما وما رواه ابن جرير كونا ... جرير المرسل فاردد وهنا «6» فبعث عمرو بن أميّة إلى ... قتل أبي سفيان فيما فعلا   (1) ابن عتيك: هو عبد الله بن عتيك، وقوله: (تمنعه) أي: تمنع ابن عتيك من أن يصل إليه أحد. (2) ابن أبي الحقيق: هو عبد الله بن أبي الحقيق- مصغّرا- اليهودي. (3) انظر «الإشارة» (273) ، و «فتح الباري» (7/ 342) . (4) مخرش: عصا معوجة الرأس. شوحط: نوع من الشجر تتخذ منه القسي. (5) في هامش (ب) : (كون كرز هو الأمير يومئذ، قاله ابن سعد، وقال موسى بن عقبة: الأمير سعيد بن زيد أحد العشرة، كذا قيده بعضهم عن ابن عقبة، وبعضهم أطلقه عن ابن عقبة) والعرنيين- بضم العين وفتح الراء- سموا بذلك؛ لأن أكثرهم من عرينة، بطن من بجيلة. (6) قوله: (وهنا) أي: لضعفه، فقد أورد ابن جرير الطبري في «تفسيره» الحديث عن جرير، وقصة العرنيين كانت في السادسة، وإسلام جرير في العاشرة، فلا يصح ذلك، لكن ابن جرير نفسه في «تاريخه» (2/ 644) ذكر السرية وأن أميرها كان كرز بن جابر، فلينظر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 من كونه جهّز أعرابيّا ... بخنجر ليقتل النّبيّا فلم يطق، فأسلم الأعرابي ... وراح عمرو «1» معه صحابي جبّار «2» او سلمة بن أسلما ... وقدّر الله له أن يسلما فلم يطيقا قتله، وقتلا ... عمرو ثلاثة وأسرا رجلا بعث أبان بن سعيد نجدا ... من بعد فتح خيبر قد عدّا ثمّ إلى تربة «3» بعث عمر ... نحو هوازن أتاهم الخبر فهربوا لم يلق منهم أحدا ... وعاد راجعا لنحو أحمدا بعث أبي بكر إلى كلاب ... يعقبه، ومرّ في كتابي «4» بأنّ بعثه إلى فزارة ... في «مسلم» قد صحّ مع زيادة فبعثه بشيرا الأنصاري ... لفدك، فساق في انحدار شاء لهم ونعما، فأدركوا ... أصحابه، فقتلوا وسفكوا وأخذوا أموالهم، وسلما ... من بعد ما ارتثّ بشير قدما فبعثه اللّيثيّ غالبا إلى ... ميفعة من أرض نجد قتلا «5»   (1) قوله: (عمرو) هو: ابن أمية بن خويلد الضمري، انظر «الإصابة» (2/ 517) . (2) قوله: (جبار) هو ابن صخر بن أمية الأنصاري السلمي، انظر «الإصابة» (1/ 221) . (3) تربة- بضم المثناة فوق وفتح الراء ثم موحّدة مفتوحة-: موضع على أربعة ليال من مكة على طريق صنعاء. (4) أي: في هذه الأرجوزة. (5) قوله: (الليثي غالبا) أي: غالب بن عبد الله الكناني الليثي. ميفعة: قرية وراء بطن نخل من أرض نجد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 قوما وساق نعما وشاء ... لهم، ولم يستأسرن من جاء قيل: بها أسامة بن زيد ... قتل من نطق بالتّوحيد قال له النّبيّ: هلّا قلبه ... شققت عنه؟! هل تحسّ كذبه؟! وفي «البخاري» بعثه أسامه ... للحرقات ساق ذا تمامه «1» وسيجيء ذكر ذي الواقعة ... من بعد ذكري لبعوث عشرة فبعثه بشيرا الأنصاري ... ثانية ليمن «2» والجبار «3» لغطفان، هربوا وقد هجم ... أرضهم، فلم يجد إلّا النّعم فساقها، ورجلين أسرا ... فأسلما، وأرسلا إذ أحضرا يليه بعث ابن أبي العوجاء ... وهو بعيد عمرة القضاء إلى سليم، جاءهم عين لهم ... فجاءهم وقد أعدّوا نبلهم ثمّ تراموا ساعة فقاتلا ... أصحابه، وهو فقد تحاملا من بعد جرحه إلى أن قدما ... على النّبيّ سالما مسلّما   (1) أخرجه البخاري (4269) . الحرقات: نسبة إلى الحرقة، واسمه جهيش بن عامر بن ثعلبة، وسمي حرقة لأنه حرق قوما وبالغ في ذلك. (2) في هامش (أ) : (نسخة: لأمن، وأمن: قول في يمن) . (3) يمن- بفتح المثناة التحتية وضمها وسكون الميم-: أرض لغطفان. جبار: موضع بقرب خيبر، أو ماء بقرب وادي القرى، وهو بفتح الجيم، وضبطها صاحب «القاموس» بضم الجيم. وقد ضبطها المؤلف في أصله بالحاء المهملة والياء المثناة التحتية، ولم نجد في الجزيرة العربية موضعا بهذا الاسم وإنما الحيار- كما قال ياقوت- موضع من قنّسرين بينه وبين حلب يومان، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 فبعث غالب إلى الكديد «1» ... إلى بني الملوّح الرّقود شنّ عليهم غارة فاستاقا ... نعمهم، وأدركوا لحاقا به، فجاء الله بالسّيل فما ... قدّرهم أن يستردّوا النّعما فبعثه ثالثة إلى فدك ... أجل مصاب من بها قبل هلك مع بشير، فأصابوا النّعما ... وقتلوا في الله قتلى لؤما بعث شجاع بعده إلى بني ... عامر بالسّيّ «2» إلى هوازن يسير ليلا، يكمن النّهارا ... فسار حتّى صبّح الدّيارا أصاب منهم نعما وشاء ... وخمّسوا وقسّموا ما جاء فبعث كعب بن عمير من غفار ... لذات أطلاح «3» فحلّوا بالدّيار فوجدوا الجمع كثيرا، قاتلوا ... من أعظم القتال حتّى قتلوا إلّا الأمير ابن عمير كعبا ... نجا جريحا، كان رزاء صعبا وبعث عمرو وهو ابن العاصي ... إلى قضاعة بمرمى قاصي ذات السّلاسل «4» وكان من معه ... عدّ ثلاث مئة مجتمعه   (1) الكديد: موضع بالحجاز شمال غربي مكة المكرمة، يبعد عنها (90) كيلومترا، ويسمى اليوم الحمض. (2) شجاع: هو شجاع بن وهب الأسدي. السّيّ- بكسر السين المهملة وتهمز-: موضع على خمس ليال من المدينة. (3) ذات أطلاح: موضع وراء ذات القرى إلى المدينة، وقيل: هي من أرض الشام. (4) ذات السلاسل: ماء لبني جذام، وهي اليوم شمال غرب المملكة العربية السعودية بين ضبا والوجه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 وبلغ ابن العاص كثر الجمع ... أرسل يستمدّ قدر الوسع أرسل له أبا عبيدة ورد ... في مئتين، منهما شيخا الرّشد ألعمران يلحقان عمرا ... فلحقوه، ثمّ ساروا طرّا حتّى لقوا جمعا من الكفّار ... فهرب الكفّار للأدبار فبعثه أيضا أبا عبيدة ... في عدّة، وهم ثلاث مئة وهو الّذي تعريفه جيش الخبط ... يلقون عيرا لقريش، ففرط «1» وكان زادهم جراب تمر ... فأكلوا الخبط فقد التّمر «2» وفيه ألقى البحر حوتا ميّتا ... يدعونه العنبر حتّى ثبتا شهرا عليه الجيش حتّى سمنوا ... من أكله، وحملوا، وادّهنوا وفيه قيس بن سعد نحرا ... جزائرا للجيش، حتّى ائتمرا عمر مع أميرهم، فمنعا ... وجاء سعد فاشتكى من منعا بعث أبي قتادة الأنصاري ... بعد إلى خضرة للمغار «3» على محارب بنجد سارا ... ليلا بهم، وكمن النّهارا فقتلوا من جاء، واستاقوا النّعم ... وأخرج الخمس الأمير، وقسم فبعثه أيضا إلى بطن إضم «4» ... حين أراد غزو مكّة وهم   (1) ففرط: فسبقهم ذلك العير ولم يدركوه. (2) في (د) : (بعد التمر) ، والخبط: ورق السّمر. (3) قوله: (للمغار) أي: لشن الإغارة. خضرة- بضم الخاء-: أرض بني محارب بنجد. (4) إضم: بكسر الهمزة، واد يقع بعد منطقة سيد الشهداء (سيدنا حمزة) ومنه وادي النقمي الذي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 وكان في البعث محلّم قتل ... عامر أشجع وبئس ما فعل «1» حيّاهم تحيّة الإسلام ... قتله؛ فباء بالآثام ونزلت وَلا تَقُولُوا «2» الآيا ... ثمّ لقوا النّبيّ عند السّقيا ولابن إسحاق بأن ذي القصّة ... لابن أبي حدرد وهو عروة بعثه مع رجلين نحوا ... رفاعة «3» ؛ جاء يريد غزوا للمسلمين، مع بطن من جشم ... قتله عروة واستاق النّعم فبعثه أسامة بن زيد ... للحرقات، وهو ذو ترديد هل كان في السّبع كما قد مرّا ... أو في الثّمان كان، وهو أحرى وفيه قتله لمن قد ذكرا ... كلمة التّوحيد حتّى أنكرا فبعث خالد لهدم العزّى ... فحزّها باثنين حزّا حزّا «4» فبعث عمرو ثانيا، فهدما ... سواع، والسّادن عاد مسلما فبعث سعد وهو ابن زيد ... هدم مناتهم على قديد فبعث خالد إلى جذيمة ... ثانية يدعو لخير ملّة ليس مقاتلا، وكانوا أسلموا ... قالوا: صبأنا، وهو لفظ مفهم   بمنطقة الخليل شمال المدينة المنورة. (1) محلم: هو ابن جثّامة الليثي. عامر: هو ابن الأضبط الأشجعي وقد ترجم له الحافظ في «الإصابة» (2/ 238) . (2) وهي قوله تعالى: وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً إلى آخر الآية. (3) رفاعة: هو رفاعة بن قيس. (4) فحزّها: قطعها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 أمرهم خالد أن يقتّلا ... كلّ أسيره، فبعض قتلا وبعضهم أمسك كابن عمرا ... وصحبه؛ لم يقتلوا من أسرا قال النّبيّ إذ أتاه الوارد ... أبرأ ممّا قد أتاه خالد ودى لهم قتلاهم النّبيّ ... ذهب بها إليهم عليّ فبعثه طفيلا الدّوسيّا ... لذي الكفين «1» صنما، فهيّا نارا له، ومنشدا في ذلكا: ... يا ذا الكفين لست من عبّادكا ميلادنا أقدم من ميلادكا ... إنّي حشوت النّار في فؤادكا فبعث قيس وهو ابن سعد ... إلى صداء، أمروا بالرّدّ «2» لمّا أتى أخو صداء «3» ، التزما ... بقومه، أتى بجمع أسلما فبعثه ضحّاكا الكلابي «4» ... لقومه وهم بنو كلاب فبعثه عيينة الفزاري ... إلى تميم؛ أجل أخذ الثّار إذ منعوا مصدّق الرّسول «5» ... من أخذ ما أمر بالفضول   (1) ذو الكفين- بتشديد الفاء وخفف للوزن-: صنم من خشب كان لعمرو بن حممة الدوسي. (2) صداء: حي من العرب باليمن، وقوله: (أمروا بالرد) أي: عندما أتى أخو صداء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعهد بإسلام قومه، أمر النبي ص السرية بالرجوع. (3) في هامش (ب) : (هو زياد بن الحارث الصدائي) . (4) قوله: (ضحاكا) هو ابن سفيان. (5) المصدق: آخذ الصدقات وجامعها، والرجل الذي أرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى بني كعب ليأخذ الصدقات منهم: هو بشر بن سفيان، من بني سعد هذيم، فلما جمعت.. استكثرت ذلك بنو تميم، ومنعوه من أخذها. انظر «سبل الهدى والرشاد» (6/ 324) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 يسير ليلا، يكمن النّهارا ... صبّحهم فهربوا فرّارا أسر منهم فوق خمسين «1» ، قدم ... على النّبيّ بهم، كما علم فجاء عشر للنّبيّ منهم ... من رؤساء قومهم «2» ، فقدّموا عطاردا «3» ، خطب ثمّ كلّما ... ردّ لهم أسراهم والمغنما ونزلت: إِنَّ الَّذِينَ المنزل ... في (الحجرات) فيهم ليعقلوا فبعث قطبة هو ابن عامر ... لخثعم ببيشة في صفر «4» سنة تسع أن يشنّوا الغاره ... ففعلوا، وواقعوهم غرّه فكثر القتلى وساقوا النّعما ... مع نسائهم فكان مغنما فابن مجزّز والاسم علقمه ... وابن حذافة ببعث يمّمه «5» للحبش في جزيرة في البحر ... فهربوا، وفيه بدء أمر إبن حذافة لمن كان معه ... أن يقعوا في النّار، ثمّ منعه   (1) في هامش (ب) : (أخذ منهم أحد عشر رجلا، ووجدوا في المحلة إحدى وعشرين امرأة وثلاثين صبيا) . (2) في هامش (ب) : (في «سيرة ابن سيد الناس» [2/ 261] : فقدم فيهم عدة من رؤسائهم: عطارد بن حاجب، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم، والأقرع بن حابس، وقيس بن الحارث، ونعيم بن سعد، وعمر بن الأهتم، ورباح بن الحارث بن مجاشع، فهؤلاء ثمانية، وقال شيخنا: عشرة، وكذا قال مغلطاي، وسمى بعضهم ولم يسمّ باقيهم) . (3) قوله: (عطاردا) هو ابن حاجب بن زرارة التميمي، انظر «الإصابة» (3/ 476) . (4) خثعم- بفتح الخاء وسكون المثلاثة- اسم جبل بناحية بيشة، تابع لقبيلة خثعم. بيشة- بكسر الموحدة التحتية وسكون المثناة التحتية-: قرية غنّاء في واد من بلاد اليمن. (5) ابن مجزز- بجيم وزايين معجمتين الأولى مكسورة ثقيلة. ابن حذافة: هو عبد الله بن حذافة السهمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 وقال: كنت مازحا، فأخبرا ... بذلك النّبيّ قال منكرا: لا تسمعوا ولا تطيعوهم في ... معصية، بل ذاك في المعروف بعث عليّ بعده ليهدما ... ألفلس- بالفاء- وكان صنما لطيّيء، فشنّ غارة على ... حلّة آل حاتم «1» ، حتّى ملا أيديهم سبيا وشاء ونعم ... وخرّب الفلس جميعا، وغنم أدراعه ثلاثة، ومخذما ... مع اليماني ورسوب مغنما «2» وقسم السّبي، وآل حاتم ... عزلهم لصاحب المراحم قامت له سفّانة «3» فاستأمنت ... محمّدا، فحين منّ أسلمت سافرت الشّام إلى عديّ ... بشورها «4» جاء إلى النّبيّ وذكر ابن سعد: انّ المرسلا ... في البعث خالد، كما قد نقلا فبعثه عكّاشة بن محصن ... ثانية إلى الجباب «5» موطن لغطفان، أو بلي وعذرة «6» ... أو بين كلب وبني فزارة   (1) حلّة آل حاتم: منزلهم. (2) مخذم واليماني ورسوب: أسماء سيوف من سيوف النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (3) سفّانة- بفتح السين وتشديد الفاء، وبعد الألف نون مفتوحة ثم تاء التأنيث- وهي أخت حاتم بن عدي الطائي، والسّفّانة في الأصل هي الدّرة. (4) بشورها: بإشارتها. (5) الجباب- بكسر الجيم، وقيل: بضمها، ثم موحدتين تحتيتين بينهما ألف، ويقال: الجبابه (بالهاء) . (6) بلي وعذرة: قبيلتان من قضاعة، وبلي: بفتح الموحدة وكسر اللام. وعذرة: بضم العين وسكون الذال المعجمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 فبعثه إلى أكيدر دومة «1» ... إبن الوليد خالدا في فئة وقال: يا خالد سوف تجده ... وهو يريد بقرا يصّيّده «2» فأرسلت بقر وحش حكّت ... قرونها حائطه في ليلة نشّطه ذاك يصيد البقرا ... شدّت عليه خيله فاستأسرا أجاره خالد، ثمّ صالحه ... على رقيق ودروع صالحه مع رماح وجمال، ورحل ... معه إلى النّبيّ بعد ما فصل «3» فبعثه أيضا إلى عبد المدان «4» ... أو لبني الحارث نحو نجران «5» أتاهم، فأسلموا، وأقبلوا ... معه إلى النّبيّ حتّى وصلوا بعث عليّ بعده إلى اليمن ... وهي بلاد مذحج «6» ، ففرّقن أصحابه جاؤوه بالنّساء ... وولدهم ونعم وشاء ثمّ دعاهم، لم يجيبوا، فقتل ... منهم رجالا نحو عشرين رجل فانهزموا، فكفّ ثمّ إذ دعا ... ثانية، أجاب بعض مسرعا فأسلموا، وجمع الغنائما ... خمّسها لله، ثمّ قسما   (1) أكيدر دومة: هو أكيدر بن عبد الملك صاحب دومة الجندل. (2) يصّيّده: بفتح المثناة التحتية أوّله، وصاد وياء مشددتين. (3) بعد ما فصل: انفصل أمر الصلح. (4) المدان- بفتح الميم بوزن سحاب-: صنم بنجران. (5) نجران- بفتح النون وسكون الجيم- مدينة عامرة، وهي إمارة مستقلة تقع في المنطقة الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وتتبعها عدة قرى ومحافظات. (6) مذحج: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وكسر الحاء المهملة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 بعث بني عبس «1» ، وكانوا وفدوا ... له إلى عير قريش فهدوا آخر من بعثه أسامه ... لأهل أبنى لم يرم مقامه «2» حتّى قضى النّبيّ قبل سفره ... ردّ أسامة بجمع عسكره بعثه الصّدّيق حتّى أرهقا ... قاتل زيد وسبا وحرّقا واختلفوا في عدّها «3» ، فالأكثر ... عن قدر ما عددت منها قصّروا ولابن نصر عالم جليل ... بل فوق سبعين، وفي «الإكليل» «4» : أنّ البعوث عدّها فوق المئه ... ولم أجد ذا لسواه ابتدأه «5»   (1) عبس: بفتح العين وسكون الباء. (2) أبنى- بضم الهمزة وسكون الموحّدة التحتية ونون وألف مقصورة-: موضع بناحية البلقاء من الشام. لم يرم: لم يبرح. (3) في عدّها: في عد البعوث والسرايا. (4) الإكليل: اسم كتاب للحاكم النيسابوري. (5) في هامش (أ) : (بلغ الشيخ شهاب الدين أحمد بن عثمان بن الكلوتاتي نفع الله به قراءة عليّ والجماعة سماعا في السادس. كتبه مؤلفه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 ذكر كتّابه صلّى الله عليه وسلّم كُتَّابُهُ اثْنَانِ وأَرْبَعُونَا ... زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ حِيْنَا «1» كَاتِبَهُ، وَبَعْدَهُ مُعَاوِيَهْ ... إِبْنُ أَبِي سُفْيَانَ كَانَ وَاعِيَهْ كَذَا أَبُو بَكْرٍ، كَذَا عَلِيُّ، ... عُمَرُ، عُثْمانُ، كَذَا أُبَيُّ «2» وَابْنُ سَعِيدٍ خَالِدٌ، حنظلة «3» ... كذا شرحبيل امّه حسنة وعامر، وثابت بنُ قَيْسِ ... كَذَا ابنُ أرقَمَ بِغَيْرِ لَبْسِ «4» واقْتَصَرَ المِزّيُّ مَعْ عَبْدِ الغَنِي ... مِنْهُم عَلَى ذَا العَدَد المُبَيّنِ وَزِدْتُ مِنْ مُفْتَرِقَاتِ السّيَرِ ... جَمْعًا كَثِيرًا، فاضْبِطَنْهُ واحْصُرِ: طَلْحَةَ، والزُّبَيْرَ، وابنَ الحَضْرَمِي ... وابنَ رَوَاحَةٍ، وَجَهْمَا فَاضْمُمِ «5» وابْنَ الوَلِيدِ خَالِدًا، وَحَاطِبَا ... هُو ابنُ عَمْرٍو، وَكَذَا حوَيْطِبَا حُذَيْفَةً، بُرَيْدَةً «6» ، أَبَانَا ... ابنَ سَعِيدٍ، وأبا سُفْيَانَا كَذَا ابنُه يَزِيْدُ بَعْضُ مُسلِمهْ ... الفَتْحِ، مَعْ محمّد بن مسلمه   (1) ذكر الحافظ مغلطاي قبل المصنف في «الإشارة» اثنين وأربعين كاتبا، وذكر فيهم سعد بن أبي وقاص، والعلاء بن عقبة، وجهيم بن الصلت بدل: جهيم بن عتبة. (2) أبي: هو ابن كعب. (3) حنظلة: هو ابن ربيع. (4) عامر: هو ابن فهيرة، مولى أبي بكر رضي الله عنهما. ابن أرقم: هو عبد الله بن الأرقم القرشي. (5) ابن الحضرمي: هو العلاء بن الحضرمي. جهم: هو ابن سعد. (6) حذيفة: هو ابن اليمان. بريدة: هو ابن الحصيب الأسلمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 عَمْرٌو هُو ابنُ العَاصِ، مَعْ مُغِيرَةِ ... كَذَا السّجِلُّ، مَعَ أبِي سَلَمَةِ «1» كَذَا أَبُو أَيُّوبٍ الأَنْصَارِي ... كَذَا مُعَيْقِيبٌ هُو الدَّوسِيُّ وابنَ أبي الأَرْقَمِ أَرْقَمَ اعدُدِ ... فِيهِم، كَذَاكَ ابنُ سلول المُهتدِي «2» كَذَا ابنُ زَيْدٍ واسمُه عَبدُ الله ... والجدّ عبد ربّه بلا اشتباه جهيما العلا؛ أي: ابن عُتبَةِ ... كذَا حُصَين بن نُمَيرٍ أَثبِتِ «3» وَذَكَرُوا ثَلاثَةً قَدْ كَتَبُوا ... وارْتَدَّ كُلٌّ مِنْهُمُ وانقَلَبُوا   (1) مغيرة: هو ابن شعبة الثقفي، وأبو سلمة: هو عبد الله بن عبد الأسد المخزومي. وقوله: (كذا السجل) ميل منه رحمه الله إلى إثبات وجود كاتب للنبي ص اسمه السجل، وهي مسألة كثر الكلام فيها بين العلماء المتقدمين: فقد تصدى ابن جرير الطبري في «تفسيره» (17/ 10) للإنكار على الحديث الوارد في تفسير السجل بأنه كاتب النبي ص وقال: (لا يعرف في الصحابة أحد اسمه السجل، وكتّاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم معروفون، وليس فيهم أحد اسمه السجل) ، وما يروى في هذا الباب عن ابن عباس قال: السجل كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم.. قال ابن كثير في «تفسيره» (3/ 174) : (صرح جماعة من الحفاظ بوضعه وإن كان في «سنن أبي داود» منهم: شيخنا الحافظ الكبير أبو الحجاج المزي) ، وقد نقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية في حواشيه على «تهذيب المنذري للسنن» (4/ 96) وضعه. لكن الحافظ في «الإصابة» (2/ 15) ترجم للسجل بين الصحابة، وذكر الحديث وصحح إسناده من طريق الخطيب في «تاريخه» وابن منده في «المعرفة» وقال: (فهذا الحديث صحيح بهذه الطريق، وغفل من زعم أنه موضوع) ثم ذكر بعده- لأمانته وإنصافه- ما يعارضه فقال: (نعم؛ ورد ما يخالفه ... ) وذكره. والحديث رواه أيضا النسائي في «السنن الكبرى» (11335) ، وعزاه الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (11/ 384) لابن منده وابن مردويه من رواية ابن عمر رضي الله عنهما. والله أعلم. (2) ابن سلول: يعني عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول. (3) في هامش (أ) أثبت هذا البيت وكتب بعده: (ألحق من المسوّدة في شعبان سنة ثلاث وتسعين) أي: وسبع مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 إبن أبي سرح، مع ابن خطل ... وآخر أُبْهِمَ، لَمْ يُسَمَّ لِي «1» وَلَمْ يَعُد مِنْهُم إِلى الدّينِ سِوَى ... ابن أَبِي سَرْحٍ، وبَاقِيهِم غوى   (1) ابن أبي سرح: هو عبد الله بن أبي سرح. ابن خطل: اسمه عبد العزى، فلما أسلم.. سماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 ذكر رسله إلى الملوك صلّى الله عليه وسلّم أَوَّلُ مَنْ أَرْسَلَهُ النَّبيُّ ... لِمَلِكٍ: عَمْرٌو هُوَ الضَّمْريُّ «1» إِلَى النَّجَاشِيّ، فَلَمَّا قدِمَا ... نَزَلَ عَنْ فِرَاشِهِ فَأَسْلَمَا وَأَرْكَبَ المُهَاجِرِيْنَ البَحْرَا ... إِلَيْهِ فِي سَفِينَتَيْنِ طُرَّا زَوَّجَهُ رَمْلَةَ عَمْرٌو قَبْلَهْ ... لَهُ وَمَهْرَهَا النَّجَاشِي بَذَلَهْ «2» وَدِحْيةٌ «3» أَرْسَلَهُ لِقَيْصَرَا ... وَهْوَ هِرَقْلٌ، فَعَصَى واسْتَكْبَرَا وابن حُذَافَةٍ مَضَى لِكِسْرَى ... فمَزَّقَ الكِتَابَ بَغْيًا نُكْرَا وَحَاطِبًا أَرْسَل لِلْمُقَوْقِسِ ... فقال خيرا، ودنا لم يوئس «4» أَهْدَى لَهُ مَارِيَةَ القُبْطِيَّهْ ... وأخْتَهَا سِيريْنَ، مَعْ هديّه من ذهب وقدح ومن عَسَلْ ... وَطُرَفٍ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَنْهَا العَسَلْ «5»   (1) عمرو: هو ابن أمية الضمري. (2) وفي رواية أخرى في (أ) : وزوّج الوكيل عنه عمرا ... أمّ حبيبة فأعطى المهرا وقوله: (مهرها) وهو أربعة آلاف درهم. رملة: هي أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان. (3) دحية: هو ابن خليفة الكلبي. (4) قوله: (فقال خيرا) أي قال: ننظر في أمر هذا الرجل؛ إنه لا يأمر بمرهوب، ولا ينهى عن مرغوب فيه، و (حاطبا) هو ابن أبي بلتعة، وقوله: (دنا) أي: قرب من الإسلام ولم يسلم. (5) بنها: بلدة معروفة في مصر تمتاز بعسلها الفائق. الطرف- جمع طرفة-: وهو ما يستملح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 وَأَرْسَلَ ابنَ العَاصِ حَتَّى أَدَّى ... كِتَابَهُ إِلَى ابنِي الجَلُنْدَى «1» فَأَسْلَمَا، وَصَدَّقَا، وَخَلَّيَا ... مَا بَيْنَ عَمْرٍو والزَّكَاةَ، هَدَيَا وَأَرْسَلَ السَّلِيطَ لِليَمَامةِ ... لِهُوذةٍ ملك بني حنيفة «2» وأكرم الرَّسُولَ إذْ أنْزَلَهُ ... وَقَالَ: ما أحسنَ مَا يدعو له وسال أَنْ يُجْعَلْ بَعْضَ الأمْرِ ... لَهُ، فَلَمْ يُعْطَ، قَضَى فِي الكُفْرِ «3» كَذَا شُجَاعُ الأَسْديُّ يَلْقَى ... الحارِثَ الغَسانَ مَلِكَ البَلقَا رَمَى الكِتَابَ قَالَ: إنّي سَائِرُ ... إِلَيْهِ، رَدّهُ هِرَقْلُ قَيْصَرُ وَقِيلَ: بَلْ أَرْسَلَهُ لِجَبْلَهْ «4» ... فَقَارَبَ الأَمْرَ، ولَكِنْ شَغَلَهْ المُلْكُ، ثُمّ فِيْ زَمَانِ عُمَرَا ... أسْلَمَ، ثُمَّ ارتَدَّ حَتَى كَفَرَا وابنَ أَبي أُمَيَّةَ المُهَاجِرَا ... أَرْسَلَهُ لِحَارِثِ بنِ حِمْيَرَا عَبْدُ كُلالِ أَبُهُ، فَرَدّدا ... أَنْظُرُ في أمري، وبعْدُ وَفَدا عَلَى النَّبيّ مُسلمًا، فَاعْتَنَقَهْ ... وَفَرَشَ الرِدا له ووَمَّقَهْ «5» وَأَرْسَلَ العَلا؛ أَيِ: ابنَ الحَضْرَمِي ... لِمُنْذِرٍ وَهْوَ ابن ساوى الدّارمي «6»   (1) الجلندى- بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال مقصورا- وابني الجلندى هما: جيفر وعبد. (2) في هامش (ب) : (في «سيرة أبي الفتح اليعمري» : إلى ثمامة بن أثال وهوذة بن علي الحنفيين ملكي اليمامة) . واليمامة في الأصل: بلدة في نجد، وقد دخلت الآن في مدينة الرياض، معروفة بحي اليمامة. (3) قضى: مات. (4) جبلة- بالتحريك- هو جبلة بن الأيهم الغساني، آخر ملوك بني غسان. (5) ومّقه: تودّد له. (6) ابن ساوى: بفتح السين المهملة والواو، وقيل: بكسرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 كَانَ مَع العَلا أبُو هُرَيْرَةِ ... فَانْقَادَ مُنْذِرٌ لخير مِلّةِ وَوَفَدَ المُنْذِرُ عَامَ الفَتْحِ؛ أَوْ ... فِي عَامِ تِسْعَةٍ، خِلافًا قَدْ حَكَوا كَذَاكَ قَدْ أرسلْ مُعَاذًا وَأَبَا ... مُوسَى إلَى مخَالِفٍ فاقتَرَبا «1» وَقَالَ: يسّرَا ولا تُعَسّرَا ... وَبشّرَا طَوْعًا ولا تنفّرا كذا جريرا «2» نَحْوَ ذِي الكلاعِ ... وَنَحْوَ ذي عَمرٍو، ونِعَم الدَّاعي دَعَاهُمَا لِمِلَّةِ الإسْلامِ ... فَأسْلمَا لله باسْتِسْلامِ وَعَمْرًا الضَّمْرِي إِلى مُسَيْلِمَهْ ... فَلَمْ يَؤُبْ «3» عَنْ كِذْبِهِ وَلَزِمَهُ أَرْسَلَ لَهْ كِتَابَهُ مَعْ سَائِبِ «4» ... ثَانِيَةً، فَلَمْ يَكُنْ بِالتائِبِ وَبَعْدَهُ عَيَّاشًا «5» أيْضًا أَرْسَلا ... إِلى بَنِي عَبْدِ كُلالٍ قَبِلا كُلُّهُمُ كِتَابَهُ، وأَسْلَموا ... نَعِيْمٌ الحَارِثُ مَسْرُوحٌ هُمُ وَأَرْسَلَ النَّبِيُّ أَيْضًا إِذْ كَتَبْ ... لِعِدَّةٍ، لَمْ يُسْمَ مَنْ بِها ذَهَبْ لِفَرْوَةَ بنِ عَمْرٍو الجُذَامِي ... أَفْلَحَ إِذ أَقَرَّ بِالإسْلامِ وَلِبَنِي عَمْرٍو وَهُمْ من حمير ... كذا لمعدي كَرِبَ المُشْتَهِرِ وَلأَسَاقِفَ بِنَجْرَان كَتَبْ ... كَذَا لِمَنْ أسلم من حدس عرب «6»   (1) مخالف- بفتح الميم وخاء معجمة- جمع مخلاف: وهو الناحية أو الأقليم أو المنطقة. (2) قوله: (جريرا) هو جرير بن عبد الله البجلي. (3) لم يؤب: لم يرجع. (4) قوله: (سائب) هو ابن العوام أخو الزبير. (5) قوله: (عياشا) هو عياش بن أبي ربيعة المخزومي. (6) حدس- بفتح الدال-: قبيلة عربية، وسكنت الدال للوزن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 وابنِ ضِمَادٍ خَالِدِ الأَزْدِيّ ... ولابْنِ حَزْمٍ عَمْرٍو الرّضيّ ولأخي تميم اوس كتبا ... وهو لدى أولاده ما ذهبا «1» وليزيد بن الطّفيل الحارثي ... ولبني زياد بن الحارث   (1) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 316) : (وكتب لنعيم بن أوس الداري بأن له حبرى- كفعلى- قرية بين وادي القرى والشام، وهذا الاقتطاع عند أولاده قرنا بعد قرن ما ذهب منهم إلى الآن) . وفي هامش (أ) : (بلغ أبو الفتح محمد بن العلامة زين الدين أبي بكر الحسين قراءة في الثالث على مؤلفه والجماعة سماعا في مسجد المدينة الشريف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 ذكر أولاده صلّى الله عليه وسلّم كَانَ لَهُ ثَلاثَةٌ بَنُونَا ... القاسِمُ الذِي بِه يَكْنُونَا بِمَكَّةٍ قَبْلَ النُّبوةِ وُلِدْ ... والطّيّبُ الطَّاهرُ وَهْوَ وَاحِدْ وَهْوَ الصَّحِيحُ، واسْمُه عَبْدُ الله ... وَقِيْلَ: بَلْ هَذَانِ فَابنَانِ سِوَاهْ والثالثُ ابراهيمُ بالمَدينةِ ... عَاشَ بِها عامًا ونصْف سنةِ وَقِيلَ: مع نقصان شهر، وقضى ... سنة عَشْرَ، فَرَطًا «1» لَهُ رِضَا وَمَاتَ قَاسِمٌ لَهُ عَامَانِ ... وَعِدَّةُ الأولادِ مِنْ نِسْوَانِ أَرْبَعَةٌ: فَاطِمَةُ البَتُولُ ... زَوَّجَهَا عَلِيًّا الرَّسُولُ وَزَيْنَبٌ زَوَّجَهَا أَبَا العَاصْ ... إبنَ الرَّبيعِ وَافِيًا ذَا إِخْلاصْ بِوَعْدِهِ، وَزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ ... تَعاقُبًا عُثمانَ ذا النُّورَيْنِ رُقَيَّةٌ وأمّ كُلْثُوم تَلِيْ ... وَنِعْمَ ذَاكَ الصّهْرُ عُثْمانُ الوَليْ وَجُمْلَةُ الأوْلادِ مِنْ خَدِيجَةِ ... لَكِنَّ إِبْرَاهِيمَ مِن مَارِيَةِ وَلَيْسَ في بَنَاتِه مَنْ أَعْقَبَا «2» ... إِلا البتول طاب أمّا وأبا «3»   (1) فرطا: سابقا. (2) من أعقبا: كانت لها ذريّة. (3) في هامش (أ) : (بلغ الحافظ نور الدين الهيثمي قراءة على ناظمه والجماعة سماعا في الثالث بالروضة الشريفة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 ذكر أعمامه وعمّاته صلّى الله عليه وسلّم أَعْمَامُهُ: حَمْزَةُ، والعَبَّاسُ ... قَدْ أَسْلَمَا وَأُرْغِمَ الخَنَّاسُ زبير، الحارث، جحل «1» ، قُثَمُ، ... ضِرَارٌ، الغَيْدَاقُ، والمُقَوّمُ «2» عَبْدُ مَنَافٍ «3» ، مَعْ عَبْدِ الكَعْبَهْ ... كَذَا أَبُو لَهَبٍ أردِي كَسْبَهْ «4» عَمَّاتُهُ: صَفِيَّةٌ، عَاتِكَةُ ... أُمُّ حَكِيْمٍ، بَرَّةٌ، أُمَيْمَةُ أَرْوَى، وَلَم يُسْلِم سِوَى صَفِيَّةِ ... قِيْل: وَمَعْ أروى ومع عاتكة   (1) كذا هو في النسخ، وقيل: هو بحاء مهملة ثم جيم، واسمه المغيرة. انظر «توضيح المشتبه» (2/ 233) ، و «تهذيب الأسماء واللغات» (1/ 27) ، و «الصرح الممرد» (143) . (2) الغيداق- بفتح الغين المعجمة- واسمه مصعب، وقيل: نوفل، وسمي بالغيداق؛ لأنه كان أجود قريش وأكثرها طعاما ومالا. المقوّم: بفتح الواو وكسرها مشددة. (3) قوله: (عبد مناف) هو أبو طالب الذي كفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (4) أبو لهب: اسمه عبد العزى، وقوله: (أردى كسبه) أي: أهلك ماله وولده فلم ينفعاه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 ذكر أزواجه صلّى الله عليه وسلّم زَوْجَاتُهُ اللاَّتِي بِهنَّ قَدْ دَخَلْ ... ثِنْتَا أَوِ احْدَى عَشْرَةٍ خُلْفٌ نَقَلْ خَدِيجَةُ الأُولى تَلِيها سَوْدَةُ ... ثُمَّ تَلِي عَائِشَةُ الصّديقَةُ وَقِيْلَ: قَبْلَ سَوْدَةٍ، فَحَفْصَةُ، ... فَزَيْنَبُ وَالِدُهَا خُزَيْمَةُ فَبَعْدَهَا هِنْدٌ؛ أيِ: امُّ سَلَمَهْ ... فَابْنَةُ جَحْشٍ زَينبُ المُكَرَّمَهْ تَلِي ابْنَةُ الحَارِثِ؛ أَي: جُوَيْريَةْ ... فَبَعْدَهَا رَيْحَانَةُ المسَّبِيَّهْ وَقِيْلَ: بَلْ مِلْكُ يَمِينٍ فَقَطُ ... لَمْ يَتَزَوَّجهَا، وَذَاكَ اضبَطُ بِنْتُ أبي سُفْيَانَ وَهْيَ رَمْلَةُ ... أُمُّ حَبِيبَةٍ، تَلِي صَفِيَّةُ مِنْ بَعْدِهَا، فَبَعْدَهَا مَيْمُونَهْ ... حِلاًّ، وَكانَتْ كاسمِها مَيْمُونَهْ «1» وَابنُ المُثنَّى مَعْمَرٌ قَد أدْخَلا ... فِي جُمْلَةِ اللاتِي بهنّ دخلا «2»   (1) فائدة: نظم بعضهم ضابطا لأسماء زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم على ترتيب دخوله بهن بأول حرف من كل كلمة من قوله: خليلي سبا عقلي حلا زين هالة ... زها جفنها رمزا صحيحا مهذبا (2) قول المصنّف: (وابن المثنى معمر ... ) إلخ يشير به إلى ما ذكر عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أنّ النبي ص تزوج ثماني عشرة إمرأة، وذكر منهن فاطمة بنت شريح، وسنا بنت أسماء السّلمية، وذكر المقريزي في «الإمتاع» (6/ 93) : أنّ زواجه ص من فاطمة بنت شريح كان بعد زواجه من السيدة صفية بنت حييّ، وكذا نقل الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (2/ 254) ، وذكر الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (4/ 370) كلام ابن المثنى، وسبقهم في نقل كلام أبي عبيدة معمر بن المثنى البيهقي في «دلائل النبوة» (7/ 288) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 بِنْتَ شُرَيْحٍ واسْمُها فَاطِمَةُ ... عَرَّفَهَا بأَنَّها الوَاهِبَةُ وَلَمْ أَجِدْ مَنْ جَمَعَ الصَّحَابَهْ ... ذَكَرَهَا وَلا ب «أسد الغَابَهْ» «1» وَعَلَّها التِي استَعَاذَتْ مِنْهُ ... وَهْيَ ابنَةُ الضَّحَّاكِ بَانَتْ عَنْهُ وَغَيْرُ مَنْ بَنَى بِهَا، أَوْ وَهَبَتْ ... إِلى النَّبِيّ نَفْسَها، أَوْ خُطِبَتْ وَلَمْ يَقَعْ تَزْوِيجُهَا، فَالعِدَّةُ ... نَحْو ثَلاثِينَ بِخُلْفٍ أثبتوا «2»   (1) وقول المصنف: (ولم أجد من جمع ... ) إلخ.. لا يعني والله أعلم النّفي، فغيرها ممن ذكرنا أنه ص تزوّج بهنّ لم يذكرن في كتاب «أسد الغابة» ، وفي هذه المسألة خلاف كبير في ذكر العدد، أو الأسماء، توسع فيه كتّاب السيرة النبوية الشريفة، فانظر مثلا: «سبل الهدى والرشاد» (12/ 15) . وفي هامش (ب) : ( «أسد الغابة» كتاب جليل في الصحابة، لم أر في المطولات أجمع منه، وقد اختصره الشيخ محيي الدين النووي، ولم أره، واختصره ابن سيد الناس، وعندي منه نسخة، وهو من جمع الإمام الحافظ العلامة عز الدين أبي الحسن علي بن الأثير أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، توفي في شعبان سنة ثلاثين وست مئة) . (2) في هامش (ب) : (هذا الكلام نقله أبو الفتح اليعمري في «سيرته» عن أبي محمد الدمياطي، وقد قال الإمام ابن قيم الجوزية في «هدي النبي صلى الله عليه وسلم» : وأما من خطبها ولم يتزوجها ومن وهبت نفسها له ولم يتزوجها.. فنحو أربع أو خمس، وقال بعضهم: هن ثلاثون امرأة، وأهل العلم بالسيرة وأحواله ص لا يعرفون هذا، بل ينكرونه، والمعروف عندهم أنه بعث في الجونية ليتزوجها فدخل عليها ليخطبها، فاستعاذت منه فأعاذها ولم يتزوجها، وكذلك الكلبية، وكذلك التي رأى بكشحها بياضا فلم يدخل بها، والتي وهبت نفسها له فزوجها غيره على سور من القرآن، هذا هو المحفوظ. اهـ وفي «الأحاديث المختارة» ما يشهد لهذا؛ روى أنس أنه عليه السلام تزوج خمس عشرة امرأة، ودخل منهن باثنتي عشرة، ومات عن تسع، كذا عزاه بعض مشايخي) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 ذكر خدّامه من الرّجال والنّساء صلّى الله عليه وسلّم فَأَنَسٌ أَلْزَمُهُمْ لِلخِدْمَةِ ... أسماءُ، هِنْدٌ وَلَدَا حَارِثَةِ كَذَا بِلالٌ، عُقْبَةُ بنُ عامِرِ ... سَعْدٌ فَتَى الصّديقِ «1» ، مَع ذِيْ مِخمرِ «2» رَبِيعَةٌ، مَعَ ابنِ مَسْعُودٍ، أَبُو ... ذَرّ، بُكَيْرٌ، وَلِليْثِ نُسِبُوا «3» وابنُ شريك أسلع، وأربد «4» ... كَذَا ابنُ مَالِكٍ والاسْمُ الاسْودُ وابنُ أَخِيهِ الحدرجان جسر «5» ... له بخدّام النّبيّ ذكر   (1) في هامش (ب) : (سعد مولى أبي بكر، ويقال: سعيد، روى له من أصحاب الكتب ابن ماجه، وروى له أحمد في «المسند» ، نزل البصرة، روى عنه الحسن حديثين) . (2) ذو مخمر: وهو ابن أخي النجاشي، أو ابن أخته. (3) ربيعة: هو ابن كعب الأسلمي، وقوله: (ولليث نسبوا) أي: نسبوا بكيرا؛ لأنه بكير بن شريح الليثي. (4) أربد: قيل: هو ابن حمير، وقيل غيره. (5) أي: جسر بن الحدرجان أخي الأسود، كان من خدام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ووهم المناوي هنا فقال في «العجالة السنية» (ص 322) : (وابن أخيه الحدرجان بن مالك، وقيل: إنما هو أخوه) ، والصواب: أن الحدرجان هو أخو الأسود قولا واحدا، ولم يقل أحد بغير ذلك، أما قول المصنف (جسر) .. فلم نجد من سماه بذلك؛ فقد ورد في «أسد الغابة» (1/ 281) و «الإشارة» (ص 364) ، و «الإصابة» (1/ 235) ، وغيرها من المراجع أن اسمه جزء، والله أعلم. وفي هامش (ب) : (في «سيرة ابن سيد الناس» : والأسود بن مالك، وأخوه الحدرجان بن مالك، وجزء بن الحدرجان، ذكرهم ابن منده، فانظر في هذا وفي نظم شيخنا، ففيه تباين واختلاف، والله أعلم، وكذا ذكر الذهبي في «تجريده» : الأسود، وأخاه الحدرجان، وجزء بن الحدرجان، والظاهر أن جزء بن الحدرجان هذا هو، والله أعلم، ولم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 وَسَابِقٌ، وَسَالِمٌ قَدْ ذُكِرَا ... وَقِيلَ: سَلْمَى، واعدُدِ المُهَاجِرَا قَيْسُ بنُ سَعْدٍ، أَيمَنٌ، ثَعْلَبَةُ «1» ... كَذَا نُعَيْمٌ أبُهُ رَبِيْعَةُ «2» كَذَا أَبُو السَّمْحِ، أَبُو الحَمْرَاءِ «3» ... أَبُو عُبَيْدٍ، وَمِنَ النّسَاءِ مَارِيَةُ اثْنَتَانِ «4» ، مع رزينة ... وأمة الله لهذه ابنة   أر أحدا في الصحابة اسمه جسر في «تجريد الذهبي» ، وهو أجمع كتاب رأيته فيهم، والله أعلم، لكن لم يبين في واحد منهم أنه من الخدام، بل ذكر الثلاثة في الصحابة فقط، ومغلطاي ذكر الأسود بن مالك وجزآ في الخدم ولم يذكر منهم الحدرجان، فإن لم يكن جسرا، بل هو جزء.. فينبغي أن يقال: وابن أخيه الحدرجان جزء ... له بخدام الرسول عزو وعلى ما قاله ابن سيد الناس والذهبي.. فينبغي أن يقال بعد البيت الذي آخره «الأسود» : معه أخوه الحدرجان جزء ... له بخدام النبي عزو والله أعلم) . (1) أيمن: هو أيمن ابن أم أيمن. ثعلبة: هو ابن عبد الرحمن الأنصاري. (2) في هامش (ب) : (قال الذهبي في «تجريده» : نعيم بن ربيعة بن كعب، وصوابه: نعيم عن ربيعة كما تقدم. اهـ، ولم أره فيما تقدم من كلامه، ولعله يشير بذلك إلى أن نعيما هذا هو نعيم المجمر؛ فإنه روى عن ربيعة بن كعب الأسلمي، وقد ذكر الذهبي شخصا يقال له: ربيعة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو عمران الجوني، له في «معجم ابن قانع» اهـ) . (3) أبو السمح: قيل: اسمه إياد. أبو الحمراء: هو هلال بن الحارث. (4) في هامش (ب) : (قوله: «مارية اثنتان» يعني مارية جدة المثنى بن صالح، لها حديث عند الكوفيين، والثانية مارية أم الرباب، لها حديث عند البصريين، ذكرهما ابن عبد البر وذكر حديثيهما، وقال في الثانية: لا أدري أهي التي قبلها أم لا؟! قال الذهبي في «تجريده» في التي حديثها عند الكوفيين: والظاهر: أنها التي قبلها، يعني مارية أم الرباب، وقال في أم الرباب: لعلها التي قبلها، يعني مارية القبطية أم إبراهيم، رضي الله عنهما) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 صفيّة، وخولة، خضرة ... سلمى، وأمّ أيمن بركة وأمّ عبّاس «1» ، كَذا مَيْمُونَةُ ... وَفِي المَوالِي ذُكِرت ذِي الخَمْسَةُ   (1) أم عباس: كذا بخط المصنف بالباء الموحدة والسين المهملة، وهي في (هـ) وعند ابن عبد البر في «الإستيعاب» (4/ 457) ، وابن الأثير في «أسد الغابة» (5/ 606) ، وابن حجر في «الإصابة» (4/ 459) : أم عياش بالياء المثناة التحتية والشين المعجمة، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 ذكر مواليه صلى الله عليه وسلم زَيْدٌ، أُسَامَةُ ابنُهُ، ثَوْبَانُ ... أَنَسَةٌ، وَصَالِحٌ شَقرَانُ كَذَا أَبُو كَبْشَةَ واسْمُهُ سَلِيْم ... أَو أَوْسٌ اسْمَاهُ بِهِ أبُو نَعِيْم كَذَا رَبَاحٌ، وَيَسارٌ، مُدْعَمُ ... كَذَا أَبُو رَافِعِ وَهْوَ أَسْلَمُ وَقِيلَ: إبْرَاهِيمُ أَوْ فَثَابِتُ ... أَوْ هِرْمِزٌ يَزِيْدُ خُلْفٌ ثَابِتُ «1» وَرَافِعٌ، كَرْكَرَةٌ «2» ، فَضَالَهْ ... وَوَاقِدٌ، سَفِينَةٌ، فَزَارَهْ طَهْمَانُ أو كَيسَانُ أو مَهْرَانُ ... مَولاهُ أو ذكْوَانُ أو مَروَانُ «3» جَدُّ هِلالِ بنِ يَسارٍ زَيْدُ ... حُنَيْنُ، مَابُورٌ، كَذا عُبَيْدُ أَبُو عَسِيبٍ «4» ، وَأبُو عبيد ... مع أبي ضميرة سعيد   (1) قوله: (خلف ثابت) أي: خلاف كثير في اسم أبي رافع، فقد ذكر له الحافظ في «الإصابة» (4/ 68) عشرة أسماء، وأسلم هو ما رجحه ابن عبد البر ويحيى بن معين، والله أعلم. (2) قال الحافظ في «الإصابة» (3/ 277) : (وحكى البخاري الخلاف في كافه، هل هي بالفتح أو الكسر؟ ونقل ابن قرقول أنه يقال بفتح الكافين وبكسرهما، ومقتضاه: أن فيه أربع لغات، وقال النووي: إنما الخلاف في الكاف الأولى، وأما الثانية.. فمكسورة جزما) اهـ (3) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 324) : (هذه الأسماء الخمسة علم شخص وقع في تعيين اسمه خلاف فقيل كذا وقيل كذا) وقد ترجم له الحافظ في «الإصابة» (1/ 471) باسم ذكوان، وذكر له أسماء أخرى، والله أعلم. (4) أبو عسيب، واسمه: أحمر أو مرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 ومن مواليه أبو مويهبه «1» ... حَازوا بِهِ فَخرًا عَلَى المَرتَبَةِ وَكُلُّ مَن سُمّي فِيها أَو كُنِي ... فَلَم يَزِدْ عَلَيْهِمُ عَبْدُ الغَنِي «2» وَزَادَ بَعضُهُم عَلَيْهِ فِي العَدَدْ ... تسعا وأربعين كلّ قد ورد أفلح، مع أَنْجَشَهْ، وَأَسْلَمُ «3» ... أَيْمَنُ، بَاذَامُ، وَبَدْرٌ، حَاتِمُ دَوْسٌ، قَفِيزٌ، سَابِقٌ، رُوَيْفِعُ ... سَعِيدٌ اثنَانِ «4» ، عُبَيْدٌ، رافِعُ سَنْدَرُ، سَالِمٌ، كُرَيْبُ، غَيْلانْ ... كَذَا عُبَيْدُ الله، سَعْدُ، سَلْمَانْ مُحَمَّدٌ هُوَ ابنُ عَبدِ الرَّحمنْ ... مَكْحُولُ، نَافِعٌ، نَفِيعٌ «5» ، وَرْدانْ هُرْمُزُ، واقدٌ، يَسارُ، شَمْعُونْ «6» ... ضُمَيْرَةٌ، فضالةٌ، وَعَمْرُونْ كَذَا نُبَيْهٌ، وَنَبِيلٌ، وهلال «7» ... كذا أبو رافع اخر يُقَالْ أَبُو البَشِيرِ، وأبُو أُثَيْلهْ «8» ... أَبُو لَقِيطٍ، وأبو صفيّة   (1) مويهبة: ويقال فيه: أبو موهبة وأبو موهوبة، وانظر «الفخر المتوالي» للسخاوي (ص 68) . (2) أي: الحافظ الكبير عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي الدمشقي صاحب «الكمال في أسماء الرجال» وذكر ذلك في «سيرته» ، انظر ترجمته في «سير أعلام النبلاء» (21/ 443) . (3) أسلم بن عبيد أو ابن عبيدة، وهو غير أبي رافع المتقدم ذكره. (4) قوله: (سعيد اثنان) سعيد بن زيد، ذكره الدمياطي، وسعيد بن كندة، ذكره ابن الجوزي، ذكر ذلك المناوي في «العجالة السنية» (ص 325) . (5) نفيع: وهو أبو بكرة نفيع بن الحارث. (6) يسار: هو يسار بن زيد. شمعون: قال الحافظ في «الإصابة» (2/ 153) : (شمعون بمعجمتين، ويقال: بمهملتين- سمعون- وبمعجمة وعين مهملة: شمعون) . (7) هو ابن الحارث، ويقال: ابن ظفر. (8) أبو البشير: بفتح الموحدة وكسر المعجمة. أبو أثيلة: بالتصغير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 كَذا أَبُو الحَمْرا، أَبُو سَلاَّمِ «1» ... مَع أَبي هِنْدٍ؛ أي: الحَجَّامِ كَذا أَبو اليُسْرِ، أَبو لُبَابَةِ ... كَذا أَبو سَلْمى، مَع ابِي قَيْلَةِ «2» أَما الإمَاءُ فذُكِرْن خَمْسَهْ ... فِيمَا مَضَى رَضْوَى «3» ، كَذَا أُمَيْمَهْ رُبَيْحَةٌ «4» ، رَزِينَةٌ، رُكَانَةُ ... كَذَاكَ قَيسرُ «5» اختها مَارِيةُ مَيمُونَةُ اثنتانِ «6» ، والبعضُ جَعَلْ ... تَيْنِ من الخدّام فيما قد نقل   (1) أبو سلام- بتشديد اللام- واسمه حريث. (2) أبو اليسر: بضم التحتية، قيل: اسمه كعب بن عمرو. أبو قيلة: بفتح القاف وسكون المثناة التحتية. (3) رضوى: بفتح الراء والواو. (4) ربيحة: بالتصغير والمهملة. (5) ذكرها الحافظ مغلطاي في «الإشارة» (ص 381) بلفظ: (قيصر) . (6) قوله: (ميمونة اثنتان) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 326) : (ميمونة بنت سعد المذكورة في خدامه، وميمونة بنت أبي عسيب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 ذكر أفراسه صلّى الله عليه وسلّم سَكْبٌ، لِزَازٌ، ظَرِبٌ، وَسَبْحَهْ ... مُرتَجزٌ، وَردٌ، لَحِيفٌ، سَبْعَهْ «1» وَلَيْسَ فِيها عِنْدَهمْ مِنْ خُلْفِ ... والخُلْفُ فِي مَلاوحٍ، والطُّرْفِ «2» كَذاكَ ضِرسٌ «3» ، وشَحَا، مَنْدُوبُ ... مِرْوَاحُ، بَحْرٌ، أدْهمٌ، نجيبُ «4» أَبلقُ، معْ مُرْتَجِلٍ، مع يعسوب ... سرحان، ذو العقّال، سجل، يعبوب «5»   (1) سكب- بفتح فسكون- وهو أول فرس ملكه، سمي به لسرعة جريه. لزاز- بكسر اللام وزاي- قال السهيلي: (معناه: لا يسابق شيئا إلا لزه؛ أي: أثبته) . ظرب: بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء، ويقال: بكسر أوله وسكون الراء. سبحة: بفتح السين المهملة وسكون الموحدة وحاء مهملة. مرتجز- بكسر الجيم- سمي به لحسن صهيله كأنه ينشد رجزا. لحيف: بفتح اللام، وقيل: بضمّها. (2) ملاوح: بضم الميم وكسر الواو. الطرف: بكسر الطاء المهملة وسكون الراء بعدها فاء. (3) في هامش (ب) : (صوابه: ضريس، كذا ذكر في أفراسه، وكذا هو في نسخة) . (4) ضرس: بفتح الضاد المعجمة. شحا: بفتح الشين المعجمة وحاء مهملة. مراوح: بكسر الميم. وفي هامش (ب) : (قال ابن سيد الناس في «سيرته» : والشحا من قولهم: فرس بعيد الشحوة؛ أي: بعيد الخطوة) . (5) مرتجل: بكسر الجيم. سرحان: بكسر المهملة وسكون الراء. سجل: بكسر السين وسكون الجيم. وفي هامش (ب) : (العقال- بضم العين المهملة، وبعضهم يشدد قافه- وهو: ظلع في قوائم الدواب) . وفي هامشها أيضا: (ذكر أبو الفتح في أفراسه المختلف فيها: ذا اللمة) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 ذكر بغاله وحميره صلّى الله عليه وسلم بِغَالُهُ خَمْسةٌ، أو فَسِتّهْ ... دُلْدُلُ، مع فِضةَ، والأَيْلِيَّهْ وَبغلةً أهدى لهُ الأُكيْدِرُ ... وجَاء مِن كِسْرى، وفِيهِ نَظَرُ وَبَغلةً أَهدى له النّجاشي ... وهو ب «أخلاق النَّبِيِ» الفَاشِي «1» حِمَارُهُ عُفَيْرٌ، أو يَعْفُورُ ... أو فَهُمَا اثنَانِ، وذا المَشْهُورُ «2» وكَونُهُ كَان اسمُهُ زيادا ... أو فيزيد منكر إسنادا وثالث أعطاه سعد يسنده ... رديفه قيس بن سعد ولده   (1) جاء بخط الحافظ العراقي رحمه الله في هامش (أ) : (أي: وما ذكر من إهداء النجاشي له بغلة هو في كتاب «أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم» لأبي الشيخ ابن حيان. الفاشي: المشهور، وهو صفة للتصنيف المذكور) . (2) القول بأنهما واحد عزاه الحافظ في «الفتح» (6/ 59) إلى ابن عبدوس، وذكر ذلك أيضا ابن كثير في «البداية والنهاية» (6/ 381) ، لكن رد ذلك القول- كما ذكر الحافظ ابن حجر- الدمياطيّ، وضعفه مغلطاي في «الإشارة» (ص 387) ، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 ذكر لقاحه وجِمالِهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَه لِقاحٌ: الحِنَّاءُ ... عُرَيِّسٌ، بغُومٌ، السَّمْرَاءُ «1» بُرْدَةُ، والمَروةُ، والسَّعدية ... حَفدةٌ، مهْرَةُ، واليَسِيرةُ «2» رِيَّاءُ، والشّقراء، والصّهباء ... عضباء، جدعاء، هما القَصْوَاءُ «3» وَغَيرُهُنَّ، والجِمَالُ: الثَّعْلَبُ ... وَجَملٌ أحمرُ، والمُكتَسَبُ غَنِمَهُ في يومِ بدرٍ مِنْ أَبِي ... جهلٍ، فأهداهُ إلى البيتِ النَّبي فِي أنفِهِ بِرةٌ؛ اي: مِن فِضهْ ... غَاظَ بهِ كُفَّار أهل مكّة «4»   (1) عريّس: بضم العين وفتح الراء المهملتين وشد التحتية وسين مهملة. بغوم: بضم الباء الموحدة والغين المعجمة وسكون الواو. (2) السعدية: بفتح السين المهملة، وسكون العين، وكسر الدال المهملتين. حفدة: بفتح الحاء المهملة وكسر الفاء، مهرة: بضم الميم. اليسيرة- بفتح أوله-: كذا بخط المصنف وضبطه، وقال المناوي في «العجالة السنية» (ص 330) : (بضم أوله) . وفي «بهجة المحافل» و «شرحها» (2/ 166) : (النسيرة: بالنون والمهملة مصغرة) ، والله أعلم. (3) ريّاء: بفتح الراء وتشديد المثناة التحتية. وفي هامش (ب) : (القصوى: هي التي هاجر عليها، وكان لا يحمله إذا نزل عليه الوحي غيرها، قيل: إنها العضباء، اهـ من كتاب «الجمان في مختصر أخبار الزمان» للشيخ شهاب الدين أحمد المقّري، رحمه الله) . (4) في هامش (ب) : (قوله: «غاظ به كفار أهل مكة» .. فيه إشارة إلى أن الإهداء كان في حال كفر أهل مكة، وقد فعل ذلك في الحديبية لا في القضية) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 ذكر منائحه وديكه صلّى الله عليه وسلّم كَانَتْ لَهُ مَنَائِحٌ: بَرَكَةُ ... زَمزَمُ، سُقيا، عَجْرَةٌ «1» ، وَوَرْشَةُ أطلالٌ، اطرافٌ، قَمَر، مع يمنِ ... غوثةُ أو غَيثةُ، بل في السننِ كَانَتْ له مئة شاةٍ غَنَمَا ... ولا يُريدُ أن تزيدَ، كلَّمَا وُلِدَ مِنْهَا بَهْمَةٌ، رَاعِيْها ... ذَبَحَ شَاةً لا يَزِيدُ فِيْهَا وَكَانَ أيضًا عِندَه ديكٌ لَهُ ... أبيض، فالمحبّ قد نقله «2»   (1) سقيا: بضم السين. عجرة: بفتح المهملة وسكون الجيم. (2) قوله: (فالمحب) أي: العلامة أحمد بن عبد الله بن محمد محب الدين الطبري، فقيه شافعي متفنن توفي سنة (694 هـ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 ذكر سلاحه صلّى الله عليه وسلّم كان له من الرّماح خمسة ... من قينقاع جاءه ثلاثة ورابع له يسمّى: المثويا ... والخامس: المثني، بذاك سمّيا أقواسه خمسة: الرّوحاء ... وقوس شوحط «1» هي البيضاء وقوس نبع «2» وهي الصّفراء ... كذلك الكتوم، والزّوراء كانت له ترس به تمثال ... كرهه، فذهب التّمثال كذا الزّلوق للسّلاح يزلق ... وترسه الثّالث فهو الفتق «3» أسيافه: الحتف، وذو الفقار «4» ... مأثور، العضب، مع البتّار كذاك مخذم، كذا رسوب «5» ... والقلعي لم يسم «6» ، والقضيب وقيل: ذا قضيبه الممشوق ... كان بأيدي الخلفا يشوق   (1) شوحط- بشين معجمة مفتوحة ثم واو ساكنة فحاء وطاء مهملتين- صنف من شجر الجبال. (2) قوس نبع: بفتح النون وسكون الموحدة وعين مهملة. (3) الزلوق: بفتح الزاي وضم اللام وآخره قاف. الفتق: بضم الفاء والمثناة الفوقية. (4) الحتف: بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة فوق وفاء. ذو الفقار: بكسر الفاء، وقيل: بفتحها. (5) مخذم بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الذال. رسوب: براء مفتوحة وسين مهملة. (6) القلعي: بفتح القاف واللام، وقوله: (لم يسم) أي: هذه صفته؛ لأنه من موضع يسمى: مرج القلعة، ولم يرد أن لهذا السيف اسما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 أدراعه سبعة: السّغديّة «1» ... ذات الفضول، وكذاك فضّة ذات الحواشي، ما لها كفاء ... ذات الوشاح، الخرنق، البتراء «2» كانت له منطقة أديم ... فضّة الحلق والإبزيم «3» راياته: العقاب كالنّمراء ... مع راية صفراء، مع سوداء كانت له ألوية بيض كذا ... أسود، مع أغبر، منها اتّخذا حرابه البيضاء، ثمّ النّبعة ... وحربة صغيرة عنزة «4» مغفره: السّبوغ، والموشّح ... فسطاطه الكنّ «5» ، كما قد صرّحوا محجنه «6» قدر ذراع يستلم ... في حجّه الرّكن به كما علم كانت له هراوة «7» بالنّقل ... كذا عسيب من جريد النّخل كانت له مخصرة يختصر ... بها، اسمها العرجون فيما ذكروا كان له خفّان ساذجان ... أهداهما أصحمة الرّبّاني كذا له أربعة منها أخر ... أصابها من سهمه من خيبر   (1) السغدية: بضم السين وسكون الغين المعجمة. (2) كفاء: كفؤ: لم يكن لها مثيل في الحسن. الخرنق: بكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر النون. (3) في هامش (ب) : (أنكر أبو العباس بن تيمية أنه كان له منطقة) . (4) النبعة: بنون مفتوحة وموحدة ساكنة وعين مهملة. عنزة: بفتح العين المهملة وفتح النون والزاي. (5) الكنّ: بكسر الكاف. (6) المحجن- بكسر الميم فمهملة ساكنة فجيم مفتوحة-: خشبة في طرفها اعوجاج. (7) الهراوة- بكسر الهاء- وهي العصا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 له ثلاث من جباب تلبس ... في الحرب، إحداهنّ منها سندس أخضر، ثمّ جبّة طيالسه ... تغسل للمرضى، وكانت ملبسه ونبله سمّي بالمؤتصله ... ومنه ما سمّي بالمتّصله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 ذكر أقداحه وآنيته وركوته وربعته وسريره صلّى الله عليه وسلّم أقداحه: الرّيّان، والمغيث ... وآخر مُضَبَّبٌ يَغِيثُ بِهِ إِذَا ما مَسَّهُم مِنْ حاج ... وقدح آخر مِن زُجاجِ وقَدَح تحتَ السَّريرِ عَيدانْ «1» ... يقضي بهِ حاجَتَهُ في الأحْيانْ مَرْكِنُهُ مِنْ شبهٍ، وتَوْرَه «2» ... حجَارةٌ، مَنْ نَالَهُ يَميرَهْ رَكوتُهُ كَانت تُسمى الصَّادِرهْ ... قَصعتُهُ الغرَّاء ليست قاصِرَهْ كَان لهُ صاعٌ لأجلِ الفِطرةِ ... وقَعْبُهُ «3» كَان اسمُهُ بالسَّعَةِ كَانَتْ لَه ربعَةٌ؛ اي: مُرَبَّعَهْ ... كجُونَةٍ يُجعلُ فيها أَمْتِعَهْ «4» سِواكُهُ، ومِشْطُهُ، والمُكْحُلَهْ ... كذلكَ المِرآةُ، والمِقْراضُ لَهْ كَانَ لَهُ سريرٌ اهدَاهُ لَهُ ... أَسعدُ «5» ، وَهْوَ سَاجٌ استَعمَلَهُ مُوشَّحٌ باللّيفِ، ثم وضعا ... عَليهِ لَمَّا مَاتَ، ثم رُفِعَا عَلَيْهِ أيضًا بعدَهُ الصّديقُ ... كَذَاك أيضًا عُمَرُ الفاروق   (1) عيدان: بفتح أوله وسكون ثانيه. (2) المركن: وعاء تغسل فيه الثياب. الشبه: ضرب من النحاس. التور: إناء من حجر. (3) القعب: القدح الضخم. (4) الربعة: وعاء صغير ذو غطاء يوضع فيه الطيب. الجونة: سليلة مستديرة مغشاة بالجلد، يحفظ العطار فيها الطيب. (5) أسعد: هو ابن زرارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 ذكر الوفود الّذين وفدوا عليه صلى الله عليه وسلم أَولُ وفْدٍ وفَدوا المَدينهْ ... سنةَ خمْسٍ: وافِدوا مُزَينهْ وهَكذا سعدُ بنُ بكرٍ في رَجَبْ ... وعامَ سَبْعةٍ: جُذَامٌ وعَقبْ الأَشعريُّونَ، ودَوسُ القَومُ ... وفي الثَّمَانِ ألفتْ سُلَيمُ «1» ثَعلَبَةٌ، ثُمَالةٌ «2» ، والحَدَانْ ... فِيها، وفِي التاسعِ وفدُ هَمدَانْ كَذا بنو الدارِ، وفيهِ في صَفَرْ ... عذرةُ، بعدَها بَلِي، وحِمْيَرْ وَبعدُ في العَاشِرِ وفدُ خَولانْ ... وكِنْدةٍ، وغَامِدٍ، وغَسَّانْ وفدُ الرُّهاويينَ، وَفدُ نَجْرَانْ ... وَفْدُ صُدَا، والأَزْدِ، مَعْ سلامان «3» بجيلة، وحضر موت، النَّخَعُ «4» ... والحَارِثِ بنِ كعبٍ أيضًا أَجْمَعُ وَفِيْهِما مُرةُ، عَبسٌ، أَسدُ ... وَفْدُ تَميمٍ فيهمُ عُطَارِدُ «5»   (1) قال الأجهوري في شرحه على «الألفية» (ق 364) : (ألّفت- بالتشديد- أي: بلغت ألفا، وهذا مبني على أن القادمين عليه في الثمان ألف) . (2) ثمالة: بمثلاثة مضمومة فميم فألف. (3) الرهاويون- بضم الراء- حي من مذحج. صدا: بضم الصاد المهملة مقصورا للوزن. سلامان- بفتح السين وتخفيف اللام- وفي العرب ثلاث ينسبون إليه: بطن من الأزد، وبطن من طيء، وبطن من قضاعة. (4) النخع- بفتح النون والخاء المعجمة- قبيلة من اليمن. (5) قوله: (وفيهما) قال المناوي: يحتمل عود الضمير على سنة عشر وإحدى عشر؛ أي: في السنتين؛ إما هذه، وإما هذه. عطارد: هو ابن حاجب من رؤساء بني تميم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 بَاهِلَةٌ، وجعدَةٌ، فَزَارَةُ ... عَقيلُ «1» ، عبدٌ، أشجعٌ، كِنَانَةُ لقيطُ، بكرٌ، وابنُ عَمَّارٍ قُدَدْ ... مَاتَ رُجوعًا، وَكِلابٌ، وَوَفَدْ «2» وَفْدُ ثَقِيفٍ، مَعَ عبدِ القَيْسِ ... رُؤاسِ، عامِرٍ، هِلالٍ، عَنْسِ «3» قَشِيرُ، تغلبُ، وبعضٌ مسلم ... أمّا النّصارى منهم فالتزموا أَنْ يَمْنَعُوا أَولادَهُم من صِبْغَةِ ... في دِينهم، وفد بني حَنِيفةِ ومِن وفودِ اليَمنِ اليَمانِ ... وفدُ تجيب، طيّىء، جَيشانِ «4» كَلبٌ، خُشَيْنٌ، ومرادٌ، والصَّدِفْ «5» ... وخَثْعَمٌ، سعدُ العَشيرةِ رَدَفْ أزدٌ عُمَانٌ، وزُبيدٌ، اسلَمُ «6» ... وبارقٌ، وابنُ حَميدٍ سَالِمُ سعدُ هُذَيمٍ، جَرْمُ، بَهْرا، مهرة «7» ... ووفد جعفيّ، كذا جهينة   (1) عقيل: بفتح المهملة وكسر القاف. (2) في هامش (ب) : (قدد بدالين، نظمه شيخنا كما ترى، وكذا هو في نسخة في «التجريد» للذهبي، ولكن في خط أبي الفتح اليعمري رحمه الله بالراء في مكانين، والله أعلم، وكذا رأيته في «سيرة مغلطاي» في نسخة صحيحة قرئت على المؤلف، فإما أن يقال بهما، أو أن أحدهما خطأ) . وقدد- بدالين على وزن عمر، ويقال: آخره راء، ويقال: قرن بفتحتين ونون- وهو قدد بن عمار، وقوله: (مات رجوعا) أي: في رجوعه إلى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. (3) رؤاس- بضم الراء وفتح الهمزة- وهم من كلاب. عنس: بفتح العين المهملة وسكون النون. (4) اليمان: هو ابن جابر والد حذيفة. تجيب: بضم المثناة الفوقية وكسر الجيم. جيشان: بفتح الجيم وسكون المثناة التحتية. (5) خشين: بخاء وشين معجمتين مصغرّا. الصدف: بفتح الصاد وكسر الدال المهملة. (6) أزد عمان: بضم العين المهملة فميم مخففة. زبيد: بضم الزاي وفتح الموحدة. (7) هذيم: بضم الهاء وفتح المعجمة. جرم: بفتح الجيم وسكون الراء. بهرا: بفتح الموحدة وسكون الهاء. مهرة: بفتح الميم وسكون الهاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 سنةَ إِحدى عَشْرةٍ جاءَ النَّخَعْ ... فِي مِئتينِ بعدَ مَن قَبلُ نَجَعْ وَفْدُ السّبَاعِ والذّئَابِ ذكرا «1» ... في غابة وغيرها، واستنكرا «2»   (1) في هامش (ب) : (رأيت وفد الذئاب في «سنن الدرامي» في أوائله، ذكره بسنده، وهو سند صحيح، لكن صحابيّه مجهول، ولا يضر الجهل به؛ لأن أصحابه كلهم عدول) . (2) قال المناوي في «العجالة السنية» (ص 344) ، (كان عليه أن يذكر وفد الجن؛ فإنهم وفدوا عليه وفادة كوفادة الإنس، فجاؤوا فوجا بعد فوج وقبيلة بعد قبيلة بمكة وبعد الهجرة كما أخرجه أبو نعيم وغيره، ولهم معه وقائع كثيرة وأسئلة وأجوبة مذكورة في كتب شهيرة، فإهمال ذلك تقصير) . ومن أراد التوسع في الاطلاع على هذه الوفود.. فليرجع إلى المجلد السادس من «سبل الهدى والرشاد» للصالحي الشامي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 ذكر أمرائه صلى الله عليه وسلم «1» أمَّرَ بَاذانَ بِلادَ اليَمَنِ ... ثُمَّ ابنَهُ شَهْرًا بِصَنْعا يَمَنِ «2» وابنَ أَبِي أُمَيَّةَ المُهَاجِرا ... كِنْدَةَ والصَّدِفْ، فقبل أن سرى لِعَمَلِهْ، قَضَى النَّبيُّ بالمَوت ... كَذا زيادُ بنُ لبيد حضر موت كذا أبا مُوسَى زَبيدًا «3» وَعَدَنْ ... وَزَمْعِ «4» والسَّاحِل مِن أرضِ اليَمَنْ كَذَاكَ قَد وَلَّى معاذًا الجَنَدْ ... كَذَاكَ عَتَّابًا عَلَى خَيرِ بَلَدْ كَذَاكَ قد وَلَّى أَبَا سُفْيَانَا ... صَخْرَ بنَ حرْبٍ بَعْدَ ذَا نجرانا كذا ابنه يزيد؛ أي: تَيْماءَ ... وابنَ سَعِيدٍ خَالدًا صَنعَاء كَذَاكَ عَمْرًا أَخَهُ وَادِي القِرَى ... وحكمًا أَخاهما على قُرَى   (1) المراد ب (أمرائه) : الولاة الذين ولّاهم المصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم على البلاد والقضاء والصدقات والحج. (2) في هامش (هـ) : (شهر بن باذام، ذكره الذهبي في «تجريده» ، فالصحيح: أنه عنده بالميم، قال: استعمله عليه السلام، قتله الأسود) . (3) قوله: (زبيدا) - بفتح الزاي- أي: ولّى أبا موسى زبيدا، واد باليمن وهو غير زبيد، وزبيد: قبيلة ينسب إليها جماعة. (4) كذا شكلها المؤلف بخطه، وهي كذلك في سائر النسخ، ويؤيده ما ذكره البكري في «معجم ما استعجم» (2/ 702) : أنها بزاي مفتوحة وميم ساكنة وعين مهملة، لكن يعارض ذلك ما ذكره الفيروز آبادي في «القاموس» والزبيدي في «التاج» : أنها بكسر الراء المهملة وفتح الميم، وقد ضبطها البعض بكسر الراء وسكون الميم، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 عُرينةِ «1» ، كَذَاكَ أيضًا أَعْطَى ... أَخاهُمَا أبانَ منهُ الخطّا «2» كذلك ابنَ العاصِ عمرًا بِعُمَانْ ... كَذا على الطَّائِفِ ولّى عثمان إبن أبي العاصي كذاك ولّيا ... محمئة الأخماس «3» ، ثمّ وليا عليّ القضاءَ والأَخْماسَا ... بِيَمَنٍ، فَكَانَ فِيه رَاسَا كَذاك أمّر ابن حاتم عدي ... في صدقات طيّئ وَأَسَدِ وَغَيْرَهُ مِن أُمَرَاءِ الصّدَقَهْ ... تَجْمَعُ مِن قبائل مفرّقه وَأَمَّرَ الصّديقَ في الحَجّ لَدَى ... سَنَةِ تِسعٍ، وَعليًّا فِي النّدا أَنْ لا يحُجَّ بعد عَامي مُشْرِكُ ... ويقرأ السورةَ، خَابَ المُشْرِكُ أَمَّا الألى أمّرهم في البعث ... فذكروا في كلّ بعث بعث   (1) في هامش (هـ) : (وفي «الإستيعاب» في ترجمة عمرو بن سعيد بن العاصي ما لفظه: «واستعمل رسول الله ص عمرو بن سعيد على قرى عربية، منها تبوك وخيبر وفدك» اهـ، فما في الأصل فيه نظر، ولعل الشيخ نظمه «عربية» ، غير أنه بتسكين الراء، وهو جائز، والله أعلم) . (2) الخطّا- بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة-: ما بين عمان إلى البصرة. وفي هامش (هـ) : (وهو خط هجر، تنسب إليه الرماح الخطية؛ لأنها تحمل من بلاد الهند، فتقوّم به) . (3) قوله: (محمئة الأخماس) كذلك ولي محمئة الأخماس، ومحمئة- بفتح أوّله وكسر ثالثه وفتح الهمزة-: هو ابن جزء بن عبد يغوث الزبيدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم مَرِضَ فِي العشْرِ الأَخيرِ من صَفَرْ ... أَقَامَ فِي شَكْوَاهُ ذاكَ اثْنَي عَشَرْ أَو عَشْرًا، أو أقَامَ أَربعْ عَشْرهْ ... أَو فَثَلاثَ عشْرةٍ قَدْ ذَكَرَهْ كَذَا ابنُ عَبدِ البَرّ فِي ربيعِ ... فِي يومِ الاثْنينِ لَدى الجَمِيْع وَفَاتُه إِمَّا بِثَانِي الشَّهْرِ ... أوْ مُسْتهَلّ، أَو بِثَانِي عَشْرِ وَهْوَ الذِي أَوْرَدَهُ الجُمهورُ ... لَكِن عَلَيْهِ نَظَرٌ كَبِيرُ لأن وَقفَةَ الوَدَاعِ الجُمُعَهْ ... فَلا يصِحُّ كَونُها فِيه مَعَهْ وَقِيْل: بَل في ثامِنٍ بالجَزْمِ ... وَهْو الذِي صَحَّحَه ابنُ حَزْمِ وَكَانَ ذاكَ عِندما اشتدَّ الضُّحَى ... أَو حِينَ زَاغَ الشَّمسُ، خُلْفٌ صرحَا غَسَّلَهُ عَلِيُّ والعَباسُ ... وقُثَمٌ والفَضْلُ، ثُم نَاسُ أُسامةٌ شَقْرَانُ يَصْبُبَانِ ... ألما، فأوس «1» حاضِرُ المَكَانِ وَقِيلَ: كَان ينقُلُ الماءَ لهُ ... وأَنَّ عَمَّهْ لَم يشاهِدْ غَسْلَهُ غَسِلَ مِن بئْرِهِ بئرِ غَرْسِ «2» ... وَلَم يُجَرّدْ مِن قَميصِ اللّبس   (1) أي: أوس بن خولي بن عبد الله الخزرجي السالمي رضي الله عنه. (2) بئر غرس- بفتح الغين وسكون الراء وسين مهملة-: بئر تقع بالمدينة المنورة في المنطقة بين العوالي وقباء جوار مجمع مدارس الشاوي، ولا تزال آثارها ظاهرة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 يَدْلُكُهُ بِخِرْقَةٍ عَلِيُّ ... مِنْ تَحْتِه، وَهْو لَهُ وَلِيُّ بِالمَاءِ والسّدرِ ثَلاثًا غُسِلا ... وفِي ثلاثةٍ ثِيَابًا جُعِلا وتلكَ بيضٌ من سَحُولِ اليَمَنِ «1» ... وَلم يَكُن قَمِيصُهُ في الكَفَنِ وقَد رَوى الحَاكمُ أنْ قد كُفّنَا ... في سَبعةٍ، وبالشُّذوذِ وُهّنَا ثُمَّ أَتى الرّجالُ فَوجًا فَوجا ... صَلُّوا فرادى، ومضوا خروجا ثمّ النّساء بعدهم، فالصّبية ... وَفِي حَدِيثٍ وَبِهِ جَهَالَةُ: صَلَّى عَليه أَوَّلا جبريل ... ثمّت ميكال، فإسرافيل ثُمَّ يَلِيهم مَلَكُ المَوْتِ، مَعَهْ ... جُنُودُهُ المَلائِكُ المُجْتَمَعَهْ «2» وَقِيْلَ: مَا صَلّوا عَلَيْه، بَل دَعَوْا ... وانصَرفُوا، وذَا ضعيفٌ «3» ، ورَوَوْا عَن مالكٍ: أن عدد الصّلاة ... تسعون واثنان من المرّات «4»   (1) سحول- بفتح السين وضمها- وهي قرية باليمن. (2) أخرجه البيهقي في «الدلائل» (7/ 231) ، والبزار في «كشف الأستار» (9/ 398) ، والطبري في «التاريخ» (3/ 191) ، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (9/ 25) : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي وهو ثقة. والله أعلم. (3) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (2/ 290) . والبيهقي في «الدلائل» (7/ 250) ، (4) في هامش (ب) : (صوابه: سبعون، وكذا رأيته في ... السيرة، وهو كذلك في كلام مغلطاي في «سيرته» ، ورأيته كذلك في «الروض الأنف» وعزاه عن مالك ابن الماجشون وأنه كصلاة حمزة، والحديث فيه: أنه ص صلى على حمزة ثنتين وسبعين صلاة، وهو حديث ابن عباس، رواه ابن إسحاق عمن لا يتهم عن مقسم عنه، وفي ابن ماجه: عن ابن عباس من طريق مقسم عنه: أنه أتي بهم فجعل يصلي على عشرة عشرة وحمزة هو كما هو، يرفعون وهو كما هو موضوع، والحديث فيه مقال أنه صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة، فهو في سنده مجهول، قيل: إنه الحسن بن عمارة، فهو متروك، وحديث ابن ماجه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 وليسَ ذَا متَّصِلَ الاسنَادِ ... عن مالكٍ في كُتُبِ النُّقّادِ «1» وَدفنُه في بقعةِ الوَفاةِ ... بِخَبرِ الصّدّيق بالإثبات ودخل القبر الألى في الغسل ... وقيل: لا، أُسامةٍ وخوْلِي «2» زَادَ ابنُ سعدٍ أيضًا: ابنَ عوفِ ... معَ عقيلٍ أَمِنُوا من خوفِ وَفُرِشَت فِي قَبْرِه قُطَيْفَةُ ... وَقِيل: أُخْرِجَتْ، وَهَذَا أَثبَتُ «3» وَلحَدوا لحْدًا له، ونُصِبَتْ ... عَلَيْه تِسْعُ لَبِنَاتٍ أُطْبِقَتْ وَسَطَّحُوا مَعْ رَشّهم بالماءِ ... واشتَركَ الأَنامُ فِي العَزَاءِ وَذَاكَ فِي ليلةِ الاربعاءِ ... أَو قَبلَها بِليلةٍ لَيلاءِ «4» وَقِيلَ: يومَ الموتِ بالتعجيلِ ... صحَّحهُ الحاكمُ في «الإكْلِيلِ» وَفَسَّر الصّديقُ للصّديقَةِ ... منامها أن سقطت في الحجرة   فيه يزيد بن أبي زياد، وفيه مقال كثير، وشهر أنهم كانوا سبعين، فإذا صلى عليهم عشرة عشرة ومع كل عشرة حمزة.. فكيف نخصه بهذا العدد؟!) . (1) ذكر مغلطاي في «الإشارة» (ص 357) : (قال ابن الماجشون لما سئل كم صلي عليه صلاة؟ فقال: اثنتان وسبعون صلاة كحمزة، فقيل له: من أين لك هذا؟ فقال: من الصندوق الذي تركه مالك بخطه عن نافع عن ابن عمر) . (2) في هامش (ب) : (هو خولي بن أوس الأنصاري، زعم ابن جريج أنه ممن نزل في قبر رسول الله ص مع علي والفضل. قاله ابن عبد البر في «الإستيعاب» ، لكن قال الذهبي لما ذكر خولي: «في هذا تحريف» ، قال: «وإنما هو أوس بن خولي» اهـ، فما نظمه الشيخ هو من زعم ابن جريج، والصواب خلافه، والله أعلم، وعلى ما شرطه شيخنا يكون صوابه خولي، لا أوس، وفيه نظر) . (3) ذكر ابن عبد البر تخريجها في «الإستيعاب» (1/ 20) . (4) لبلاء: طويلة شديدة صعبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 حجرتها ثلاثة أقمارا ... ها خير الاقمار أتاك الدَّارَا «1» صَلَّى عَليه رَبُّنا وسَلَّمَا ... وَصَاحِبَيْهِ نُعّمَا وَأَنعَمَا «2» هُما الضَّجِيعانِ منَ الأَقْمارِ ... قَد جَاورا في اللَّحْدِ خَيرَ جَارِ ثُمَّ عَلَى عثمانَ مع عليّ ... وسائر الأصحاب والوليّ كتبها ناظمها عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي بالمدينة الشريفة، وبعضها بالروضة بجوار الحجرة الشريفة «3»   (1) في (د) وهامش (أ) : (ها خير أقمارك حلّ الدّارا) . وفي هامش (ب) : (يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال: قالت عائشة رضي الله عنها: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطت في حجرتي، فسألت أبا بكر فقال: يا عائشة؛ إن تصدق رؤياك.. يدفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله ص ودفن.. قال: يا عائشة؛ هذا خير أقمارك، قال الحاكم: «خ م» ، قال: وقد كتبناه من حديث أنس، قال الذهبي: ثم ساقه مرفوعا من تعبيره عليه السلام، وقال «خ م» ، قلت: هو من رواية عمر بن حماد بن سعيد الأبح أحد الضعفاء، تفرد به عنه موسى بن عبد الله السلمي، لا أدري من هو. اهـ ما في «تلخيص المستدرك» للذهبي. وفي كتاب الرؤيا من «التلخيص» عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت: رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي. الحديث صحيح لم يتعقبه الذهبي) . (2) نعّما: نعّمهما الله بنعمته. أنعما: زادا فضلا، أو صارا إلى النعيم. (3) جاء في آخر (أ) : (الحمد لله وحده، وصلى الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد: فقد سمع جميع هذه الألفية في سيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على ناظمها سيدنا وشيخنا الإمام العلامة شيخ الإسلام جمال الأنام عمدة الحفاظ والمحدثين قاضي قضاة المسلمين ... أبي الفضل زين الدين عبد الرحيم، وسيدنا الإمام ... ) . وفي هامش (أ) : (بلغ الحافظ نور الدين الهيثمي قراءة على ناظمها، والجماعة سماعا في الخامس بالروضة الشريفة. بلغ ابني محمد أبو حاتم قراءة علي في الثالث، والجماعة سماعا في الحجرة الشريفة. كتبه مؤلفه. بلغ ضياء الدين عمر بن أبي بكر بن محمد البيضاوي قراءة علي في ثمانية مجالس والجماعة سماعه في المسجد الشريف النبوي. ثم بلغ أبو الفتح محمد بن العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين قراءة عليّ والجماعة سماعا في الرابع بمسجد المدينة الشريف) . وفي هامش (ج) : (تمت بحمد الله تعالى وحسن توفيقه جل وعلا في يوم الخميس «7» الحجة سنة «1335 هـ» ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) . وفي هامش (د) : (كملت «ألفية السيرة» بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه، وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما، ووافق الفراغ منه يوم الأحد أواخر الثاني من شهر جمادى الثانية عام «1326 هـ» ست وعشرين وثلاث مئة وألف على يد كاتبه محمد المنوي الفراتي، غفر الله له. آمين، والحمد لله رب العالمين) . وفي آخر (ب) : (تمت الدرر السنية) . وفي هامشها: (علقتها في أوائل جمادى الأولى من سنة إحدى عشرة وثمان مئة بالمدرسة الشرقية بحلب، إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي الحلبي، ولله الحمد والمنة، سبحانه، وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة، وعلى آله وصحبه وسلم) . وفي هامشها أيضا: (بلغ مقابلة على أصله) . وفي هامشها أيضا: (في هامش أصله في آخره ما صورته بخط شيخنا المؤلف الناظم زين الدين العراقي: قابلت هذه النسخة بيدي وهو يقرأ من النسخة التي بخطي بقراءة ابني أبي زرعة. كتبه ناظمها عبد الرحيم بن الحسين) . وفي هامشها أيضا: (الحمد لله وحده، قرأت جميع هذه السيرة بحضرة شيخنا الإمام الحافظ العلامة حافظ عصره، وواحد دهره، برهان الدين أبي الوفاء سبط ابن العجمي كاتب هذا الأصل أمتعني الله تعالى والمسلمين بطول حياته على الإمام قاضي القضاة صدر المدرسين شهاب الدين أبي جعفر محمد العجمي الشافعي، أسبغ الله ظلاله إجازته لها ولغيرها من الناظم حافظ الإسلام زين الدين أبي الفضل العراقي، وصح ذلك وثبت في خمسة مجالس معينة بهوامش نسختي، آخرها يوم السبت سادس عشر ذي الحجة الحرام من سنة ست وعشرين وثمان مئة بمنزل شيخنا بالمدرسة الشرقية بحلب وأجاز لنا ما يجوز له روايته في التاريخ المذكور، قال ذلك من ذا خطه: محمد بن أبي الوليد بن الشحنة، عفا الله عنه ولطف به، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 سماعات النّسخ الخطّيّة (أ) الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. سمع علي هذه السيرة من نظمي بقراءة ابني محمد أبي حاتم: الشيخ الإمام الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، والشيخ الإمام المقرئ محيي الدين يحيى بن محمد بن يحيى التلمساني الأصل، المدني الدار، وولده عبد الرحمن بن يحيى المذكور، وأبو الفضل محمد بن الحسين بن الحسن بن قاسم- عرف بابن القطان- المدني، والطواشي سراج الدين عبد اللطيف المارديني، أحد خدام الحرم الشريف، وسمع نور الدين علي بن محمد بن موسى المحلي سبط الزبير من أولها إلى ذكر خلقه في الطعام والشراب، ومن قوله في البعوث والسرايا: فبعث كعب بن عمير من غفار ... لذات أطلاع فحلوا بالديار إلى آخر السيرة، وسمع شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن علي النشرتي المالكي من أولها إلى ذكر خلقه في الطعام والشراب، وكذلك سمع عبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي، وسمع أحمد بن جمعان بن رشيد الخضار من قوله: ذكر كتّابه إلى آخر السيرة. وصح في ثلاثة مجالس آخرها في مستهل ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بالروضة النبوية، وأجزت لهم أن يرووا ذلك عني وجميع ما يجوز لي وعني روايته متلفظا. كتبه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن خطيب الحضرة النبوية. غفر الله له. آمين. الحمد لله، وسمعها عليّ بقراءة الفقيه ضياء الدين عمر بن رضي الدين أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن إبراهيم بن عيسى بن مفلح بن زكريا بن يحيى بن محمد بن علي بن بجاد الحميدي البيضاوي الحاكم والده ببنها الحصى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 من بلاد اليمن.. الشيخ الإمام الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، والشيخ الإمام المقرىء محيي الدين يحيى بن محمد بن يحيى التلمساني الأصل المدني، والشيخ الفاضل المقرىء عز الدين الحسن بن عبد الرحمن بن أبي بكر الشيباني البغدادي التلعفري الحنبلي، والشيخ الإمام محيي الدين عبد القادر بن محمد بن علي الحجار المدني الحنبلي، والشيخ علي بن محمد بن عثمان الصالحي، وشمس الدين محمد بن علي بن محمد بن علي النشرتي المالكي، والشيخ شرف الدين يعقوب بن إبراهيم بن علي البخاري الحنفي، والشيخ محمد بن حسين بن حسن الأصفهاني، والطواشي فاخر السلامي أحد خدام الحرم الشريف، وسمع الطواشي المشتغل المحصل عبد اللطيف الفارسي المجلس الأول والرابع والمجالس الثلاثة الأخيرة، وسمع الطواشي عبد اللطيف المارديني المجالس الستة الأول، وسمع الطواشي عبد القوي المجلس السابع، وسمع الطواشي نجيب الأشرفي المجلس الأخير، وسمعها بكمالها عبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي، وسمعها بدون المجلس الأخير الشيخ عبد الرحمن بن سعد بن محمد بن عنتر اليمني الحضرمي، وكان سمع قبل هذا المجلسين الأخيرين بقراءة الحافظ نور الدين الهيثمي فكمل له سماعه، وسمع شهاب الدين أحمد بن جمعان بن رشيد الخضار المجالس الخمسة الأول، ومن قوله في السادس: (فبعثه زيدا إلى ذي القرده «1» ) إلى آخر السابع، ومن ذكر مرضه ووفاته إلى آخرها، وسمعها بكمالها الشيخ إبراهيم بن عمر بن أحمد الحلبي، وسمع أحمد بن علي بن أسعد الحارثي كاملا بفوت يسير من أول المجلس السادس وأول السابع، وسمع بفوت المجلس الأول والسابع الشيخ أحمد بن عمر بن محمد الإسكندري، وسمع بفوت الأولين عبد الله بن الحمامي، وسمع بفوت الأولين والسابع الحاج رشيد الدين أبي رسلان وولده أحمد، وسمع سعيد بن عيسى بن علي التلمساني   (1) البيت في القصيدة: فبعثه زيدا إلى القردة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 الأول، ومن قوله في الثاني: (السابقون إلى الإسلام) إلى آخر الثالث والخامس أيضا، وسمع عبد الرحمن بن يحيى بن محمد التلمساني المتقدم ذكر أبيه المجلس الأول والثالث، وسمع أحمد بن محمد بن محمد النشار المصري المجلس الثالث والسادس خلا من قوله فيه: (فبعث قطبة هو ابن عامر) إلى آخره، وسمع ابن أبي ريحان المجلس الثالث، وسمع محمد بن [ .... ] «1» الحمصي البنا المجلسين الأخيرين، وسمع أبو الفتح محمد بن الشيخ الإمام العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين العثماني الثالث والرابع، ومن قوله في الخامس: ذكر خصائصه إلى آخره، ومن قوله في السادس: (فبعثه بشيرا الأنصاري) إلى آخره، ومن قوله في السابع: (وأرسل السليط لليمامة) إلى آخره، ومن قوله في الأخير: (وفيهما مرّة عبس أسد) إلى آخر الكتاب، وسمع الشيخ نور الدين علي بن محمد المحلي سبط الزبير من قوله في المجلس الخامس: (وعدّ في بدر لهم مصارعا) إلى آخر المجلس المذكور، وسمع عيسى بن عبد الرحمن بن محمد الحصيني من قوله في المجلس الثاني: سبب إسلام ابن مسعود إلى آخر المجلس المذكور. وصح في ثمانية مجالس آخرها في ليلة الإثنين حادي عشر ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بالمسجد الشريف النبوي، وأجزت للجماعة المذكورين ما يجوز لي وعني روايته، وحضرت فاطمة ابنة الحافظ نور الدين الهيثمي المتقدم ذكره في الرابعة من قوله: ذكر أقداحه وآنيته إلى آخر السيرة، وأجزت لها معهم. كتبه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ابن العراقي الشافعي. وسمعها عليّ بقراءة الولد النجيب المشتغل أبي الفتح محمد بن العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين المراغي: الجماعة الفضلاء: الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي، ومحيي الدين يحيى بن محمد بن يحيى   (1) بياض في الأصل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 التلمساني، وعز الدين الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر البغدادي التلعفري، وأحمد بن جمعان بن رشيد الخضار، وعبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي، ومحمد بن حسين بن حسن الأصفهاني، وبفوت المجلس الأول السيد الشريف ركن الدين أشرف بن عبد الملك بن أبي طالب الحسيني الغزنوي، والطواشيان المشتغلان عبد اللطيف الفاسي ودينار الهندي، وبفوات ذكر الهجرتين إلى الحبشة إلى ذكر صفته شمس الدين محمد بن علي بن محمد النشرتي، وبفوات من ذكر الهجرتين إلى الحبشة إلى ذكر صفته والمجلس الأخير أيضا الطواشي عبد اللطيف المارديني، وأحمد بن علي بن أسعد الحارثي، وبفوات من ذكر أولاده إلى ذكر أزواجه أحمد بن رشيد الدين أبي رسلان، وسمع أخوه أبو البركات محمد من ذكر أزواجه إلى آخر «الألفية» ، وسمع أبوهما رشيد من ذكر الإسراء إلى ذكر معجزاته، ومن ذكر غزواته إلى ذكر أولاده، ومن ذكر سلاحه إلى آخر «الألفية» ، وسمع بقي ابن الإمام المرحوم عز الدين عبد السلام الكازروني، وعمر بن عمر بن عبد الواحد المعري المجلسين الأولين، وسمع عبد الرحمن بن يحيى التلمساني المتقدم ذكر أبيه المجلسين الأخيرين، وسمع محمد بن علي بن صعلوك الثاني والرابع، وسمع الشيخ علي بن عثمان بن محمد الصالحي الثاني والثالث، ومن ذكر أزواجه إلى آخر «الألفية» ، وسمع إبراهيم بن عمر بن أحمد الحلبي الثاني ومن ذكر سلاحه إلى آخر «الألفية» ، وسمع الطواشي مفتاح الهندي المجلس الأخير. وصح ذلك في أربعة مجالس آخرها ليلة الثلاثاء تاسع عشر ذي قعدة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بالحرم الشريف النبوي بقرب الحجرة الشريفة، وأجزت لهم أن يرووها عني وما يجوز لي وعني روايته متلفظا بذلك. كتبه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن الشافعي. حامدا لله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 سماعات النّسخ الخطّيّة (ب) كتاب نظم الدرر السنية في السير الزكية نظم شيخنا الحافظ العلامة زين الدين أبي الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم ابن العراقي. على أصلها ما صورته بخط شيخنا الناظم: الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، سمع عليّ هذه المنظومة الألفية المسماة بنظم الدرر السنية في السير الزكية بقراءة ابني أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم ابنه أبو الوفاء عبد الوهاب في الرابعة من عمره، والشيخ الإمام العالم المحدث زين الدين قاسم بن محمد بن إبراهيم الشهير بابن المالكي والشيخ الإمام الفقيه المحدث تاج الدين محمد بن محمد بن يحيى السندبيسي الشافعي، وولده عبد الرحمن، والشيخ الإمام فخر الدين عثمان بن إبراهيم بن أحمد البرماوي، والجماعة الفضلاء الأئمة الشيخ شهاب الدين أحمد بن شاور بن عيسى العاملي، والشيخ شمس الدين محمد بن أحمد خليل الغراقي، وشهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد الحنبلي عرف بابن العجمي، والقاضي بدر الدين حسن بن أحمد بن محمد الدمالجي وعز الدين عبد العزيز، وزين الدين عبد الرحيم ولدا محمد بن أبي بكر الهيثمي، ونور الدين علي بن عافية بن أحمد الغراقي، وولده محمد، وأحمد بن محمد بن عبد الله الهيثمي ربيب الشيخ تاج الدين الهيثمي، وشمس الدين محمد بن إبراهيم الزيلعي سبط الشيخ عبد الرحمن الزيلعي، وشمس الدين محمد بن عبد الماجد بن علي العجمي والد شيخ جامع الجديد والده كان وآخرون مكملون ومفوتون يكتبون على الأصل. وصح في يوم الجمعة التاسع عشر من شوال سنة اثنتين وتسعين وسبع مئة بالخانقاه الطغتمرية الدوادارية خارج باب البرقية، وأجزت لمن سمعه أو حضره أو بعضه ما يجوز لي وعني روايته. كتبه ناظمه عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن ابن العراقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 وعليها ما صورته بخط الناظم شيخنا ابن العراقي: الحمد لله، سمع صاحب هذه النسخة: المحدث الفاضل المفيد شمس الدين محمد بن محمد بن عمر البسكري المدني علي جميع هذه الألفية بقراءة الإمام الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي في خمسة مجالس آخرها في الحادي والعشرين من شوال سنة إحدى وتسعين وسبع مئة. وسمع معه جماعة كثيرون، منهم قاضي القضاة زين الدين عبد الرحمن ابن العلامة قاضي القضاة نور الدين علي بن يوسف الروندي المدني، وابنا أخيه يوسف وحسن ولدا قاضي القضاة فتح الدين أبي الفتح وابن أخيه أيضا محمد بن عبد الوهاب وابنا أخيه أيضا يوسف وحسن ولدا الشيخ محب الدين محمد، وسمع بفوت المجلس الثالث ابن أخيه أيضا نور الدين علي بن قاضي القضاة فتح الدين المذكور، والشيخ الإمام فخر الدين أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن ابن الشامي والشيخ الإمام محيي الدين عبد القادر محمد بن علي الحجار العمري الحنبلي، وابنه أبو الفرج، وحفيده محمد بن الحسين، وربيبه محمد بن علي بن محمد بن دهيم الينبعي، والشيخ عز الدين حسن بن عبد الله بن أبي بكر البغدادي التلّعفري الحنبلي، والسيدان الشريفان أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم البنزوي المالكي، وركن الدين أشرف بن عبد الملك الحسيني الغزنوي، وشمس الدين محمد بن النشرتي المالكي، وشرف الدين يعقوب بن إبراهيم بن علي البخاري، وشمس الدين محمد بن عمر بن خلف الضيومي، وجمال الدين محمد ابن العلامة زين الدين أبي بكر بن الحسين المراغي، وأخوه أبو الفتح، وفاته المجلس الرابع، وسراج الدين عبد اللطيف بن عبد الله بن عمر الخرار المالكي وكمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد اللطيف الزرندي، والطواشي عبد اللطيف بن عبد الله المارديني وعبد الرحمن بن سليمان بن حاجي الكردي وآخرون مفوتون كتبوا على الأصل. وصح ذلك بالمدينة الشريفة بالروضة الشريفة في التاريخ المتقدم ذكره، وأجزت لجميعهم ما يجوز لي وعني روايته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وسمع المجلس الأول والأخير ابنتا صاحب البيت خديجة وحضرت أختها صفية في الرابعة ابنتا الشيخ شمس البسكري، وأجزت لهما [ ... ] مع ما يجوز لي روايته. كتبه عبد الرحيم بن الحسين، حامدا لله تعالى. نقله حرفا حرفا إبراهيم الحلبي. الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: فقد قرأ علي الشيخ الإمام البارع العلامة الحافظ جمال الدين محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزومي المكي هذه «الألفية» في السيرة، فسمع ذلك الشيخ الإمام العلامة جمال المدرسين والمحققين تقي الدين محمد بن أحمد بن محمد بن حاتم، والشيخ الإمام العلامة المحدث تاج الدين محمد بن محمد بن يحيى السّندبيسي، والشيخ المحصل المشتغل محمود بن جمال الدين بن طاهر الهروي، وكان يكتب في بعض السماع، وقد سمع قبل ذلك المقدار الذي كان يكتب فيه بقراءته وقراءة الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي. وصح ذلك في مجلس واحد في يوم النفر الأول، وهو يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وسبع مئة بمنى، وأجزت لهم أن يرووا ذلك عني وجميع ما يجوز لي وعني روايته. كتبه عبد الرحيم بن الحسين ابن العراقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 أهمّ مصادر ومراجع التّحقيق «1» - أسد الغابة في معرفة الصحابة، العلامة علي بن محمد الشيباني المعروف بابن الأثير (ت 630 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان. - أطلس الحديث النبوي من الكتب الصحاح الستة، الدكتور شوقي أبو خليل، ط 1، (2003 م) ، دار الفكر، سورية. - الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، الأمير الحافظ علاء الدين علي بن بلبان الفارسي (ت 739 هـ) ، تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط 3، (1997 م) ، مؤسسة الرسالة، لبنان. - الإشارة إلى سيرة المصطفى، الإمام العلامة مغلطاي بن قليج (ت 762 هـ) ، تحقيق محمد نظام الدين الفتيح، ط 1، (1996 م) ، دار القلم، سورية. - الإصابة في تمييز الصحابة، الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار الكتاب العربي، لبنان. - بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل، العلامة يحيى بن أبي بكر العامري (ت 893 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار صادر، لبنان. - تاج العروس من جواهر القاموس، الإمام العالم محمد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت 1205) ، تحقيق عبد الستار أحمد فراج، (1385 هـ) ، وزارة الإرشاد والأنباء، الكويت. - تاريخ الطبري- تاريخ الأمم والملوك، الإمام الحافظ محمد بن جرير الطبري (ت 310 هـ) ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بدون تاريخ، طبعة مصورة بدون ناشر، لبنان.   (1) اعتمدنا في فهرسة المصادر على التالي: اسم الكتاب، اسم المؤلف وتاريخ وفاته، اسم المحقق، سنة طبع الكتاب، اسم الدار الناشرة ومقرها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 - تفسير القرطبي- الجامع لأحكام القرآن، الإمام المفسر محمد بن أحمد القرطبي (ت 671 هـ) ، بدون تحقيق، (1985 م) ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان. - دلائل النبوة، الإمام الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد المعطي قلعجي، ط 1، (1988 م) ، دار الريان، مصر. - ديوان حسان بن ثابت، الصحابي الجليل حسان بن ثابت (ت 40 هـ) ، تحقيق الدكتور وليد عرفات، (1974 م) ، دار صادر، لبنان. - روضة الطالبين وعمدة المفتين، الإمام الحافظ محيي الدين يحيى النووي (ت 676 هـ) ، إشراف زهير الشاويش، ط 3، (1991 م) ، المكتب الإسلامي، لبنان. - سبل الهدى والرشاد، الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 هـ) ، تحقيق مجموعة من المحققين، (1997 م) ، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، مصر. - سنن الترمذي- الجامع الصحيح، الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 هـ) ، تحقيق أحمد شاكر ومحمد فؤاد عبد الباقي وإبراهيم عطوة، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان. - سير أعلام النبلاء، الإمام الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت 748 هـ) ، إشراف شعيب أرناؤوط، ط 11، (1996 م) ، مؤسسة الرسالة، لبنان. - السيرة النبوية، الإمام عبد الملك بن هشام الحميري (ت 218 هـ) ، تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار ابن كثير، سورية. - شرح صحيح مسلم- المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج، الإمام الحافظ محيي الدين يحيى النووي (ت 676 هـ) ، بدون تحقيق، (1349 هـ) ، طبعة مصورة لدى مكتبة الغزالي، سورية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 - الشمائل المحمدية، الإمام الحافظ محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 هـ) ، ومعه المواهب اللدنية على الشمائل المحمدية، الإمام الفقيه إبراهيم بن محمد الباجوري (ت 1277 هـ) ، تحقيق الشيخ محمد عوامة، ط 1، (2001 م) ، نشره محققه، لبنان. - صحيح البخاري- الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، الإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) ، عني به الدكتور محمد زهير بن ناصر الناصر، ط 1، (1422 هـ) ، دار طوق النجاة، لبنان. - صحيح مسلم- الجامع الصحيح، الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261 هـ) ، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، (1954 م) ، دار إحياء الكتب العربية، مصر. - الصرح الممرد والفخر المؤبد لآباء سيدنا محمد، السيد الشريف عمر بن علوي بن أبي بكر الكاف (ت 1412 هـ) ، ط 1، (2001 م) ، دار الحاوي، لبنان. - الطبقات الكبرى، الإمام المؤرخ محمد بن سعد بن منيع البصري (ت 230 هـ) ، تقديم الدكتور إحسان عباس، بدون تاريخ، دار صادر، لبنان. - العجالة السنية على ألفية السيرة النبوية، الإمام الشيخ عبد الرؤوف المناوي (ت 1031 هـ) ، بدون تحقيق، ط 1، (2000 م) ، دار المشاريع، لبنان. - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، الإمام محمد بن أحمد بن علي الفاسي المكي (ت 832 هـ) ، تحقيق محمد حامد الفقي، (1958 م) ، مطبعة السنة المحمدية، مصر. - فتح الباري بشرح صحيح البخاري، الإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) ، عني به محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى مكتبة الغزالي، سورية. - الفخر المتوالي فيمن انتسب إلى النبي ص من الخدم والموالي، الإمام الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902 هـ) ، (1423 هـ) ، قدم له مشهور حسن سلمان، (1423 هـ) ، غراس للنشر، الكويت. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 - القاموس المحيط، الإمام العلامة مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز اباذي (ت 817 هـ) ط 1، (1991 م) ، دار إحياء التراث العربي، لبنان. - كتاب المغازي، الإمام العلامة محمد بن عمر الواقدي (ت 207 هـ) ، تحقيق الدكتور مارسدن جونس، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى مؤسسة الأعظمي للمطبوعات، لبنان. - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الإمام الحافظ علي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 هـ) ، بدون تحقيق، (1986 م) ، مكتبة المعارف، لبنان. - المحبر، العلامة محمد بن حبيب بن أمية الهاشمي البغدادي (ت 245 هـ) ، عني به الدكتورة إيلزة ليختن شتيتر، (1361 هـ) ، طبعة مصورة لدى دار الآفاق الجديدة، لبنان. - المستدرك على الصحيحين، الإمام الحافظ محمد بن محمد الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) ، بدون تحقيق، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار المعرفة، لبنان. - معجم البلدان، الإمام العلامة ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 هـ) ، بدون تحقيق، ط 2، (1995 م) ، دار صادر، لبنان. - المعجم الكبير، الإمام الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 هـ) ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، ط 2، بدون تاريخ، دار إحياء التراث العربي، لبنان. - معرفة السنن والآثار، الإمام الحافظ أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ) ، تحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي، ط 1، (1991 م) ، دار قتيبة ودار الوعي ودار الوفاء، سوريا ومصر. - النهاية في غريب الحديث والأثر، الإمام المبارك بن محمد الجزري الشهير بابن الأثير (ت 606 هـ) ، تحقيق محمود محمد الطناحي وطاهر أحمد الزاوي، بدون تاريخ، طبعة مصورة لدى دار إحياء التراث العربي، لبنان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 محتوى الكتاب بين يدي الكتاب 5 تقديم بقلم السيد أحمد بن محمد بن علوي المالكي 7 اعتناء العلماء ب «ألفية السيرة» 10 ترجمة الحافظ العراقي رحمه الله تعالى 12 وصف النسخ الخطية 16 منهج العمل في الكتاب 18 صور المخطوطات المستعان بها 19 «ألفية السيرة النبوية» مقدّمة المؤلف 29 أسماؤه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم 30 ذكر نسبه الزّكيّ الطّيّب الطّاهر صلّى الله عليه وسلّم 32 ذكر مولده وإرضاعه صلّى الله عليه وسلّم 35 ذكر كفالة أبي طالب له صلّى الله عليه وسلّم 38 قصّة بناء الكعبة 40 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 بدء الوحي 41 قدر إقامته بمكّة بعد البعثة 43 ذكر السّابقين للإسلام 45 سبب إسلام ابن مسعود رضي الله عنه 48 اجتماع المسلمين بدار الأرقم 49 ذكر تأييده صلّى الله عليه وسلّم بمعجزة القرآن 50 ذكر كفاية الله المستهزئين 53 ذكر مشي قريش في أمره صلّى الله عليه وسلّم إلى أبي طالب 54 ذكر قدوم وفد نجران 55 ذكر قدوم ضماد بن ثعلبة 56 ذكر أذى قريش لنبيّ الله وللمستضعفين 57 ذكر انشقاق القمر 59 ذكر الهجرتين إلى النّجاشيّ وحصر بني هاشم في الشّعب 60 ذكر وفاة عمّه أبي طالب وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها 63 ذكر وفد الجنّ 64 ذكر قصّة الإسراء 65 ذكر عرض النّبيّ نفسه على القبائل وبيعة الأنصار له صلّى الله عليه وسلّم 66 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 ذكر الهجرة إلى المدينة 67 ذكر مروره صلى الله عليه وسلم بأم معبد 68 ذكر وصوله صلّى الله عليه وسلّم إلى قباء ثمّ إلى المدينة 69 ذكر صفته صلّى الله عليه وسلّم 75 ذكر وصف أمّ معبد له صلّى الله عليه وسلّم 78 ذكر وصف هند بن أبي هالة له صلّى الله عليه وسلّم 80 ذكر أخلاقه الشّريفة صلّى الله عليه وسلّم 82 ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في الطّعام والشّراب 86 ذكر خلقه صلّى الله عليه وسلّم في اللّباس 87 ذكر صفة خاتمه صلّى الله عليه وسلّم 89 ذكر فراشه صلّى الله عليه وسلّم 90 ذكر طيبه وكحله صلّى الله عليه وسلّم 91 ذكر معجزاته صلّى الله عليه وسلّم 92 ذكر خصائصه صلّى الله عليه وسلّم 97 ذكر حجّه وعمره صلّى الله عليه وسلّم 102 ذكر عدد مغازيه صلّى الله عليه وسلّم 103 ذكر بعوثه وسراياه صلّى الله عليه وسلّم 105 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 ذكر كتّابه صلّى الله عليه وسلّم 123 ذكر رسله إلى الملوك صلّى الله عليه وسلّم 126 ذكر أولاده صلّى الله عليه وسلّم 130 ذكر أعمامه وعمّاته صلّى الله عليه وسلّم 131 ذكر أزواجه صلّى الله عليه وسلّم 132 ذكر خدّامه من الرّجال والنّساء صلّى الله عليه وسلّم 134 ذكر مواليه صلّى الله عليه وسلّم 137 ذكر أفراسه صلّى الله عليه وسلّم 140 ذكر بغاله وحميره صلّى الله عليه وسلّم 141 ذكر لقاحه وجِمالِهِ صلى الله عليه وسلم 142 ذكر منائحه وديكه صلّى الله عليه وسلّم 143 ذكر سلاحه صلّى الله عليه وسلّم 144 ذكر أقداحه وآنيته وركوته وربعته وسريره صلّى الله عليه وسلّم 147 ذكر الوفود الّذين وفدوا عليه صلّى الله عليه وسلّم 148 ذكر أمرائه صلّى الله عليه وسلّم 151 ذكر مرضه ووفاته صلى الله عليه وسلم 153 سماعات النسخة الخطية (أ) 158 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 سماعات النسخة الخطية (ب) 162 صورة تمثال النعل الشريف 165 أهم مصادر ومراجع التحقيق 167 محتوى الكتاب 171 الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175