الكتاب: إيجاز البيان عن معاني القرآن المؤلف: محمود بن أبى الحسن بن الحسين النيسابوري أبو القاسم، نجم الدين (المتوفى: نحو 550هـ) المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت الطبعة: الأولى - 1415 هـ   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة التفاسير] ---------- إيجاز البيان عن معاني القرآن النيسابوري، محمود بن أبى الحسن الكتاب: إيجاز البيان عن معاني القرآن المؤلف: محمود بن أبى الحسن بن الحسين النيسابوري أبو القاسم، نجم الدين (المتوفى: نحو 550هـ) المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت الطبعة: الأولى - 1415 هـ   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة التفاسير] المجلد الاول المدخل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون، وأنزل عليه: كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ، أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ. أحمده سبحانه أن خصّنا بالقرآن العظيم والنّور المبين، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، علّم القرآن، وجعله معجزة خاتم أنبيائه باقية ما بقي الزمان. وأشهد أنّ سيّدنا محمدا عبد الله ورسوله، المؤيد بهذا القرآن صلّى الله عليه وسلّم، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما دائما إلى يوم الدين. أما بعد: فإن العلماء قد عنوا بالقرآن عناية بالغة من جميع جوانبه، فمنهم من عني بحل ألفاظه وبيان معانيه وأحكامه، ومنهم من عني بمعرفة ناسخه ومنسوخه، وخاصه وعامه، ومنهم من كتب في أسباب نزوله، ومنهم من عني بذكر بلاغته وإعجازه ... وكتبوا في ذلك الكثير مما يعجز القلم عن حصره. ولما كانت علوم القرآن أشرف العلوم وأفضلها، ودراسته والعكوف على أسراره ومعانيه تعطي المسلم ذخيرة تنفعه في عاجله وآجله، فإنني وجهت اهتمامي إلى دراسة وتحقيق كتاب «إيجاز البيان عن معاني القرآن» للشّيخ العلامة بيان الحق محمود بن أبي الحسن النيسابوري رحمه الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 ذلك أن المؤلف قد أودع في كتابه هذا خلاصة ما صنّف في التفسير ومعاني القرآن. وذكر «1» - رحمه الله- أن كتابه هذا على رغم صغر حجمه قد اشتمل على أكثر من عشرة آلاف فائدة: من تفسير وتأويل، ودليل ونظائر وإعراب وأسباب نزول، وأحكام فقه، ونوادر لغات، وغرائب أحاديث. وقال: فمن أراد الحفظ والتحصيل، وكان راجعا إلى أدب وتمييز فلا مزيد له على هذا الكتاب. وقد التزم المؤلف- رحمه الله- بالمنهج الذي ذكره في مقدمته، وأورد الفوائد التي أشار إليها. ولا شك أن دراسة مثل هذا الكتاب تعطي الباحث حصيلة علمية جيدة في العلوم التي يعتمد عليها التفسير، ويحتاج إليها المفسر، مثل علم اللغة والقراءات، والإعراب ... وغيرها. وقد جاء كتاب إيجاز البيان للنيسابوري بعد عشرات الكتب التي صنّفت في معاني القرآن «2» . وقد كانت كتب المعاني القديمة تخلط بين المعنى والإعراب لكن الغالب عليها ذكر الإعراب ووجوه القراءات واللغة. ولعل من أقدم وأشهر هذه الكتب: معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن   (1) إيجاز البيان: 55. (2) ينظر الفهرست لابن النديم: 37، وكشف الظنون: (2/ 1730) ، ومعجم مصنفات القرآن الكريم: (4/ 209- 220) . وفي أوائل الذين صنفوا في المعاني يقول الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 12/ 405 بعد أن ذكر كتاب أبي عبيد في معاني القرآن: «وذلك أن أول من صنف في ذلك من أهل اللغة أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قطرب بن المستنير، ثم الأخفش. وصنف من الكوفيين الكسائي، ثم الفراء، فجمع أبو عبيد من كتبهم، وجاء فيه بالآثار وأسانيدها ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 زياد الفرّاء الإمام اللغوي النحوي المشهور، المتوفى سنة 207 هـ «1» . وقد عني الفرّاء في معاني القرآن عناية ظاهرة بإعراب الآيات، وتوجيه القراءات، وذكر الشواهد الشّعرية ... وغير ذلك» . وصنّف في معاني القرآن- أيضا- سعيد بن مسعدة المجاشعي المعروف ب «الأخفش الأوسط» المتوفى 215 هـ «3» ، صنف «معاني القرآن» استجابة لطلب الكسائي. ويغلب على كتاب الأخفش الجانب النّحوي، ويعتبر مصنّفه كتابا في إعراب القرآن، كما يعنى فيه بشرح الألفاظ الغربية، وذكر الشواهد الشعرية «4» . كما صنف في معاني القرآن أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج المتوفى سنة 311 هـ. ويهتم الزجاج في هذا الكتاب «5» - بجانب إعراب الآيات وتوجيه القراءات- بذكر أسباب النزول، والاستشهاد بالأحاديث والآثار. ثم جاء أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس المتوفى سنة 338 هـ- وهو تلميذ أبي إسحاق الزجاج- فصنف كتابا في معاني   (1) ترجمته في طبقات النحويين للزبيدي: 131، وإنباه الرواة: 4/ 1، وبغية الوعاة: 2/ 333. (2) طبع كتابه بالهيئة المصرية العامة للكتاب في ثلاثة أجزاء، وقد اشترك في تحقيقه الأساتذة: أحمد يوسف نجاتي، ومحمد علي النجار، وعبد الفتاح شلبي. (3) وقيل: إن وفاته كانت سنة 207 هـ، أو 210 هـ، أو 221 هـ، أو 225 هـ. ينظر مقدمة الدكتور عبد الأمير لمعاني الأخفش: 1/ 11. (4) طبع معاني القرآن للأخفش بتحقيق الدكتور عبد الأمير محمد أمين الورد، ونشرته دار عالم الكتب في بيروت عام 1405 هـ. وحققه- أيضا- الدكتور فائز فارس، ونشرت هذه الطبعة في الكويت عام 1400 هـ، وطبع بتحقيق الدكتورة هدى محمود قراعة، ونشرته مكتبة الخانجي بالقاهرة عام 1411 هـ. (5) طبع هذا الكتاب بتحقيق الدكتور عبد الجليل عبده شلبي، ويقع في خمسة أجزاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 القرآن، أفاد من كتب المتقدمين في هذا الفن، وخاصة شيخه الزجاج، وضمّن كتابه كثيرا من الأحاديث والآثار، كما اهتم فيه بذكر الأقوال المختلفة في معنى الآية، والترجيح بين تلك الأقوال في بعض الأحيان «1» . أما كتاب «إيجاز البيان عن معاني القرآن» لبيان الحق النيسابوري- وهو موضوع هذه الدراسة- فسيأتي الحديث عنه مفصلا في مبحث مستقل. هذا وقد اقتضت طبيعة البحث أن أقسمه إلى قسمين رئيسين: قسم الدراسة، وقسم التحقيق. أما قسم الدراسة فيتكون من مقدمة وفصلين: المقدمة: وفيها ذكر الباعث على اختيار هذا الكتاب وخطة البحث فيه. الفصل الأول: يشتمل على دراسة عصر المؤلف وحياته الشخصية، وفيه مبحثان: المبحث الأول: عصر النيسابوري. المبحث الثاني: حياة المؤلف، وفيه المطالب الآتية: المطلب الأول: اسمه، نسبه، أصله، كنيته، لقبه. المطلب الثاني: موطنه، مولده، وأسرته. المطلب الثالث: نشأته العلمية. المطلب الرابع: آثاره العلمية. المطلب الخامس: وفاته. الفصل الثاني: في التعريف بكتاب إيجاز البيان ودراسته، وفيه مبحثان:   (1) طبع معاني القرآن للنحاس بتحقيق الشيخ محمد علي الصابوني، ونشره معهد البحوث العلمية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة في ستة أجزاء. والنسخة الخطية التي اعتمدت في هذه الطبعة مخرومة وناقصة، حيث سقط جزء منها من سورة البقرة، وسقطت- أيضا- سورتا طه، والأنبياء، وتنتهي هذه الطبعة بنهاية سورة الفتح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 المبحث الأول: دراسة كتاب إيجاز البيان، وفيه المطالب الآتية: المطلب الأول: الباعث على تأليفه. المطلب الثاني: منهج المؤلف في هذا الكتاب. المطلب الثالث: مصادره. المطلب الرابع: قيمة الكتاب العلمية. المطلب الخامس: فيما يؤخذ عليه. المبحث الثاني: عملي في التحقيق، ويشتمل على المطالب التالية: المطلب الأول: عنوان الكتاب والتحقيق فيه. المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف. المطلب الثالث: وصف النسخ الخطية. المطلب الرابع: منهج التحقيق. أما القسم الثاني: فتضمّن النّصّ المحقّق تتبعه الفهارس العامة. وفي هذا المقام أجد لزاما عليّ أن أجدد شكري وأكرره إلى كل من كان له إسهام في هذا العمل العلمي، لوالديّ الكريمين، ولأهل بيتي الذين وفّروا لي الاستقرار الذهني والنفسي حتى انتهيت إلى هذه المرحلة، ولأساتذتي الأفاضل، وزملائي الكرام، الذين كان لهم عظيم الأثر في التوجيه والإرشاد والإفادة وفي مقدمة هؤلاء أستاذي المفضال الدكتور/ أحمد بن الشّيخ محمد نور سيف المهيري، الذي لم يبخل عليّ بوقته وعلمه، بل أشرف وتابع خطوات هذا العمل، منذ كان فكرة، وحتى صارعملا علميا من ثمار جهده وتوجيهاته السديدة. كما يسعدني أن أتقدم بالشكر والتقدير إلى: الشريف الدكتور/ منصور بن عون العبدلي، وسمو الأمير الأخ الدكتور/ محمد بن سعد بن عبد الرحمن آل سعود، والأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن إسماعيل، والأخ الدكتور/ عابد يشار، على رعايتهم للباحث وبحثه، وتقديم كل عون علمي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 له، وكذلك أذكر وأشكر كلّا من الأستاذين الفاضلين: الأستاذ الدكتور/ محمد أحمد القاسم، والأستاذ الدكتور/ عبد الباسط إبراهيم على تفضلهما بالاشتراك في مناقشة الرسالة وإثرائها بالحوار الخصيب، والملاحظات البناءة. وإنني إذ أثني على الجميع، فإنما أسأل المولى سبحانه وتعالى، أن يبارك هذا الجهد، وأن ينفع به: زادا فكريا وثقافيا يشارك به عربيّ مسلم في مسيرة العلم، والفكر المستنير، والثقافة النقية، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. د. حنيف بن حسن القاسمي مدينة العين في التاسع والعشرين من جمادى الأولى 1415 هـ 3/ 11/ 1994 م الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 المقدمة الفصل الأول عصر النيسابوري وحياته الشخصية المبحث الأول: عصره: لم تسعفني المصادر التي- وقفت عليها- والتي ترجمت لبيان الحق النيسابوري بكثير من الأخبار عن حياته، فلم تذكر شيئا عن زمن مولده أو وفاته، ولم أقف على تحديد للفترة التي عاش فيها. ومن المرجح أن يكون النيسابوري من علماء القرن السادس الهجري، وأن وفاته كانت بعد سنة 553 هـ. فقد ذكر إسماعيل باشا «1» أن النيسابوري فرغ من تأليف كتابه «إيجاز البيان عن معاني القرآن» ب «الخجند» «2» سنة 553 هـ. ويبدو أنه وقف على نسخة من الكتاب المذكور ورد فيه هذه الفائدة لأنه ذكر جميع ما أشار إليه النيسابوري من مصنفاته، أو ربما اطلع على نص من المتقدمين على ذلك. فإن هذا الأمر لا يدرك إلا بدليل أو تنصيص. وفي القرن السادس الهجري كانت الدولة العباسية تمر بمرحلة من أضعف مراحلها وتنتظر أفولها وانهيارها، حتى إنه لم يبق من الخلافة إلا اسمها.   (1) هدية العارفين: 2/ 403. (2) بضم الخاء المعجمة، وفتح الجيم، وسكون النون: مدينة بما وراء النهر على شاطئ سيحون، وهي أول مدن فرغانة من الغرب. معجم البلدان: 2/ 347، وبلدان الخلافة الشرقية: 522. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 وتشتت الدولة العباسية الكبيرة إلى دويلات متناثرة هنا وهنالك، فالفاطمية (358- 567 هـ) ، والأيوبية (567- 648 هـ) في مصر، ودولة خوارزم «1» (470- 628 هـ) ، والمرابطية في المغرب العربي (448- 541 هـ) . ومن أهم الأحداث التي وقعت في هذا العصر سقوط نيسابور في يد غير المسلمين، وكذلك «مرو» و «سرخس» . وقتل في نيسابور عدد كبير من الأهالي بينهم طائفة من العلماء الذين عرفوا بزهدهم وورعهم «2» . كما شهد أواخر القرن الخامس الهجري ومطلع القرن السادس صراعات بين أفراد الأسرة السلجوقية التي كانت تحكم البلاد فعليا في ظل الخلافة العباسية الشكلية «3» ، وقد كانت تلك الصراعات دموية ومؤسفة في كثير من الأحيان، وأدت في نهاية الأمر إلى ضعف الدولة السلجوقية السنية، وكان هذا الضعف سببا مباشرا للهجمات الصليبية على البلاد الإسلامية، وانقسمت الدولة السلجوقية العظيمة إلى دويلات الأتابكة التي حكمت البلاد بعد ذلك «4» . والأتابك- في الأصل- كانوا قوادا وأمراء للسلاطين السلاجقة، تولوا بعض الأقاليم التابعة للدولة السلجوقية، ثم انفردوا بحكم تلك الأقاليم عقب   (1) نسبة إلى مدينة خوارزم، وقد امتد حكم هذه الدولة من خراسان إلى ما وراء النهر. ينظر تاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم: (4/ 95، 96) . (2) الكامل لابن الأثير: (11/ 87، 88) ، والبداية والنهاية: 12/ 248، وتاريخ الإسلام: 4/ 58. (3) ينتسب السلاجقة إلى سلجوق (بفتح السين) ، أحد رؤساء الأتراك، وكانوا يسكنون بلاد ما وراء النهر في مكان قريب من بخارى، وكان عدد السلاجقة- كما يقول ابن خلكان- يجل عن الحصر والإحصاء، ظلوا في الحكم أكثر من مائة عام (447- 552 هـ) ، وإلى السلاجقة يرجع الفضل في تجديد قوة الإسلام وإعادة تكوين وحدته السياسية. ينظر الموسوعة العربية الميسرة: 1/ 993، وتاريخ الإسلام: 4/ 1. (4) تاريخ الإسلام: 4/ 62. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 الضعف الذي دب في بلاط السلطنة «1» . وقد شهد هذا القرن أعظم انتصار حققه المسلمون على الصليبيين، وذلك بدخول صلاح الدين الأيوبي- رحمه الله تعالى- بيت المقدس عام 583 هـ بعد احتلال دام أكثر من ثمانين عاما «2» . وتعاقب على الخلافة العباسية- الصورية- في القرن السادس الهجري والسابع الهجري سبعة خلفاءهم: 1- المستظهر بالله بن المقتدي (487- 512 هـ) . 2- المسترشد بالله بن المستظهر (512- 529 هـ) . 3- المنصور الراشد بالله بن المسترشد (529- 530 هـ) . 4- المقتفي لأمر الله بن المستظهر (530- 555 هـ) . 5- المستنجد بالله بن المقتفي (555- 566 هـ) . 6- المستضيء بأمر الله بن المستنجد (566- 575 هـ) . 7- الناصر الدين الله بن المستضيء (575- 622 هـ) . أما المجتمع الإسلامي في ذلك العصر فقد كان يتكون من عدة أجناس ففي المشرق كان أبرز تلك الأجناس الجنس العربي، والتركي، والفارسي. وفي المغرب الإسلامي والأندلس كان العرب والبربر والمولدون «3» وكانت الدولة تضم- بجانب المسلمين- أقليات دينية كاليهود والنصارى، حيث كانت الحرية مكفولة لهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وتقلد بعضهم مناصب عليا في الدولة. كما ظهرت بعض الفرق الباطنية كانوا محسوبين على المسلمين،   (1) تاريخ الإسلام: 4/ 62. (2) الكامل لابن الأثير: 11/ 546، والبداية والنهاية: (12/ 341- 344) ، وتاريخ الإسلام: 4/ 110. (3) هم أعقاب الأسبان الذين أسلموا بعد الفتح الإسلامي للأندلس. ينظر نهاية الأندلس: 70. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 فكانت الفاطمية في مصر لها حكم ونفوذ واستمرت دولتهم أكثر من مائتي عام. كما كان هناك الدروز والإسماعيلية في بلاد الشام وفارس «1» . ولا شك أن الوضع السياسي المضطرب في ذلك العصر قد أثر سلبا على حياة الناس من حيث الاستقرار والأمان، والمحافظة على قواعد الشريعة والأخلاق. وتأثر المجتمع العباسي خصوصا، والمجتمعات الإسلامية على وجه العموم بالخلافات السياسية، وبضعف السلطة الحاكمة، حيث إن الحكام مشغولون بالصراع على الحكم، وبتسيير الجيوش لقتال بعضهم بعضا، منصرفين عن الاهتمام برعاية مصالح العباد وتدبير شؤونهم الدينية والدنيوية. ونتيجة لذلك انتشر الفقر، وظهر الفساد الخلقي في معظم طبقات المجتمع بما في ذلك الطبقة الحاكمة التي كانت تدير البلاد، فأدمن بعضهم الخمر، واقترف الظلم وظهر الغش في المعاملات والبيوع وانتشر الربا، وضعفت القيم الروحية والأخلاق الفاضلة في نفوس الناس، وتهاون كثير منهم في أداء العبادات، وعظم الجهل في معرفة أحكامها وشروطها. وانعدم الأمن، وكثرت الجرائم والسرقات «2» . كما أدى ظهور الاتجاهات الفكرية والفرق الكلامية المختلفة إلى وقوع كثير من الفتن والمحن، وذلك بسبب اشتداد الخلاف بين تلك الاتجاهات المتباينة «3» . أما النشاط العلمي والثقافي فقد تأثر بالوضع المتدهور الذي كان سائدا   (1) ينظر في طبقات المجتمع الإسلامي والأقليات الدينية في: ظهر الإسلام: 1/ 3، وتاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم: 4/ 625. (2) ينظر صيد الخاطر لابن الجوزي: (262- 266) ، والبداية والنهاية: (12/ 237، 240، 246، 248) ، وتاريخ الإسلام للدكتور حسن إبراهيم: (4/ 625- 632) . (3) المنتظم: (10/ 198، 285) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 في ذلك العصر، لكنه ظل يقاوم المؤثرات التي كانت تحد من استمراره وقد ظهر خلال القرن السادس الهجري عدد كبير من الأئمة الأعلام، ونخبة متميزة من العلماء في مختلف فنون المعرفة. منهم- على سبيل المثال- الحافظ أبي طاهر السلفي المتوفى سنة 576 هـ، والحافظ ابن عساكر المتوفى سنة 571 هـ، والزمخشري المتوفى سنة 538 هـ، وابن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ. وقد خلف هؤلاء ثروة عظيمة ضخمة، نهل من مواردها من جاء بعدهم وأفادت الأجيال اللاحقة فائدة عظيمة. وقد شهد ذلك العصر- أيضا- ظاهرة حميدة وهي اهتمام الخلفاء والسلاطين والوزراء ببناء المدارس والأربطة، وتخصيص الأوقاف لعلماء وطلاب تلك المدارس. ومن أشهر المدارس التي كانت قائمة في ذلك الوقت وكانت مصدر نور وإشعاع- المدارس النظامية، التي أسسها الوزير السلجوقي نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي المتوفى سنة 485 هـ، وقد اكتمل بناء كبرى هذه المدارس ببغداد وبدأ التدريس بها عام 459 هـ «1» . كما كانت حلقات العلم والمجالس العلمية تعقد في المساجد المختلفة، ويتصدر للتدريس في تلك الحلقات أبرز العلماء في ذلك العصر.   (1) ينظر تاريخ دولة آل سلجوق: 32، والكامل لابن الأثير: (10/ 49، 50) . وقد وصف الحافظ الذهبي الوزير نظام الملك بقوله: الوزير الكبير، نظام الملك، قوام الدين، أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، عاقل سائس، خبير سعيد، متدين، محتشم، عامر المجلس بالقراء والفقهاء. أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد، وأخرى بنيسابور، وأخرى بطوس، ورغب في العلم، وأدرّ على الطلبة الصلات، وأملى الحديث، وبعد صيته ... » . ينظر سير أعلام النبلاء: 19/ 94. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 وشهدت الدولة في تلك الفترة ظاهرة طيبة، وهي التنافس بين الأمراء والحكام والوزراء على بناء المدارس، والاهتمام بها، والحرص على جلب خيار العلماء إليها، وتشجيع طلاب العلم بها على التحصيل. المبحث الثاني: حياة المؤلف: المطلب الأول: اسمه، ونسبه، وأصله، وكنيته، ولقبه: هو محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري أبو القاسم، وبيان الحق «1» . هكذا ذكر اسمه ونسبه وأصله وكنيته في مقدمة كتابه «إيجاز البيان عن معاني القرآن» . ويلقب- أيضا- ب «نجم الدين» ، ذكر ذلك حاجي خليفة «2» . وصرح المؤلف- رحمه الله- باسمه ونسبه في مقدمة كتابه «جمل الغرائب» «3» . فقال: «مؤلف هذا الكتاب محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري» وزاد ياقوت في معجم الأدباء في نسبه، فقال، «الغزنوي»   (1) مصادر ترجمته: - معجم الأدباء: (19/ 124، 125) . - الوافي بالوفيات: (79/ ب، 80 أ، 80 ب) نسخة طوب قابي رقم (2920) . - بغية الوعاة: 2/ 277. - طبقات المفسرين للداودي: 2/ 311. - كشف الظنون: (205، 601) . - هدية العارفين: 2/ 403. - الأعلام: 7/ 167. - معجم المؤلفين: 12/ 182. - ومعجم المفسرين لعادل نويهض: 2/ 666. - كما ورد له ذكر في الدارس للنعيمي: 1/ 589 ... (2) كشف الظنون: 205. (3) . 2/ أ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 وكذلك الصفدي في الوافي بالوفيات نسبة إلى غزنة «1» . وذكر صاحب هدية العارفين «القزويني» «2» بدل الغزنوي. أما «النيسابوري» فنسبة إلى «نيسابور» «3» مدينة مشهورة. ينتسب إليها طائفة من العلماء الأعلام. يقول السمعاني «4» : «والمنتسب إليها جماعة لا يحصون، وقد جمع الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع تاريخ علمائها في ثمان مجلدات ضخمة» . ومن أشهر من ينتسب إلى نيسابور: يحيى بن يحيى بن بكير بن عبد الرحمن التميمي الحنظلي النيسابوري الإمام المحدث الورع المتوفى سنة 226 هـ. - وعبد الرحمن بن الحسن الحافظ المحدث المتوفى سنة 307 هـ. - والإمام الحافظ المحدث الفقيه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابوري المتوفى سنة 324 هـ. - والإمام محمد بن عبد الله بن حمدويه الطهماني النيسابوري الشهير بالحاكم، من أكابر حفاظ الحديث، وهو صاحب كتاب المستدرك على الصحيحين، وتاريخ نيسابور، وغيرهما، توفي سنة 405 هـ.   (1) بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح النون. قال ياقوت في معجم البلدان: 4/ 201: «وهي مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان، وهي الحد بين خراسان والهند ... » . (2) نسبة إلى قزوين، بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو. مدينة مشهورة على نحو مائة ميل شمال غربي طهران. معجم البلدان: 4/ 342، والروض المعطار: 465، وبلدان الخلافة الشرقية: 253. (3) نيسابور: بفتح النون من أكبر مدن خراسان. قال الحميري في الروض المعطار: 588: «ونيسابور قلب لما حولها من البلاد والأقطار» . ينظر أيضا معجم البلدان: 5/ 331، وبلدان الخلافة الشرقية: 424. (4) الأنساب: 12/ 184. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 - وعلي بن أحمد بن محمد بن علي، أبو الحسن الواحدي، المفسّر، صاحب كتاب أسباب النزول، وله- أيضا- البسيط، والوسيط، والوجيز كلها في التفسير، توفي سنة 468 هـ. - والحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري، نظام الدين، المفسّر، صاحب كتاب غرائب القرآن ورغائب الفرقان، وغيره، توفي بعد 850 هـ. المطلب الثاني: موطنه، مولده، وأسرته: يبدو أن بيان الحق النيسابوري- رحمه الله تعالى- عاش مدة من حياته في نيسابور، ولعله خرج منها بعد سقوطها عام 536 هـ، ورحل إلى الخجند، ثم إلى دمشق حيث استقر به المقام هناك حتى وفاته في تاريخ لم أقف عليه. ولم تذكر المصادر التي وقفت على ترجمته فيها شيئا عن المكان الذي ولد فيه، ولا نعرف شيئا عن نشأته، فأخباره في الكتب شحيحة جدا، وأكثر اعتماد المترجمين له في ذلك على ياقوت في معجم الأدباء. أما أسرته فقد ذكر النيسابوري اثنين من أبنائه في مقدمة كتابه جمل الغرائب «1» ، وهما قاسم ومحمد. وذكر حاجي خليفة» «محمد بن محمود النيسابوري» فيمن صنف في خلق الإنسان، فلعله ابن نجم الدين النيسابوري. وقد خلف محمد أباه في التدريس بالمدرسة المعينية بدمشق، ذكر ذلك النعيمي «3» . المطلب الثالث: نشأته العلمية ومكانته: لم تسعفنا المصادر التي ترجمت للنيسابوري بذكر شيء عن نشأته العلمية المبكرة، ولم تذكر تلك المصادر- أيضا- شيئا عن شيوخه الذين   (1) . 3/ أ. (2) كشف الظنون: 1/ 722. (3) الدارس: 1/ 589. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 تلقى عنهم العلم في زمن طلبه العلم، ولم تذكر تلاميذه الذين أخذوا العلم عنه. كما أغفلت تلك المصادر رحلاته العلمية، ولعلي أقف في المستقبل- إن شاء الله- على تلك الجوانب الخفية في حياة هذه الشخصية. وقد ذكر النّعيمي «1» أن النيسابوري تصدر للتدريس بالمدرسة المعينية «2» بدمشق، واستمر في التدريس بها حتى وفاته، وخلفه بعد ذلك ابنه محمد. وإشارة أخرى ذكرها إسماعيل باشا «3» ، حيث قال إن النيسابوري فرغ من تصنيف كتابه إيجاز البيان سنة 553 هـ بالخجند «4» . أما مكانته العلمية فقد وصفه ياقوت «5» بقوله: «كان عالما بارعا مفسرا لغويا فقيها متفننا ... » . وأورد ياقوت بيتين من شعره هما «6» : فلا تحقرنّ خلقا من النّاس علّه ... وليّ إله العالمين ولا تدري   (1) الدارس: 1/ 589. (2) المدرسة المعينية: إحدى مدارس الحنفية بدمشق، أسسها معين الدين أنر بن عبد الله الطغتكيني مقدم عسكر دمشق، ذكره الذهبي في العبر: 4/ 121 في وفيات سنة 544 هـ. وذكر فيمن تولى التدريس في هذه المدرسة- أيضا- عبد الخالق بن أسد الدمشقي الحنفي المتوفى سنة 564 هـ، وأبا المظفر محمد بن أسعد بن الحكيم العراقي الحنفي المتوفى سنة 567 هـ. (3) هدية العارفين: 2/ 403. (4) تقدم التعريف بها ص 11. (5) معجم الأدباء: (19/ 124، 125) . (6) كما أوردهما الصفدي في الوافي بالوفيات: (80/ ب) نسخة طوبى قابي رقم (2920) ، وذكر سبب إنشاده هذين البيتين عن أبي الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي قال: سمعت القاضي أبا العلاء محمد بن محمود بن أبي الحسن الغزنوي: قدم علينا بنيسابور رسولا يقول: شهد عند الإمام- والدي- شيخ على بعض أصحابه، فاعترته شبهة في صدقه، وهمّ برد شهادته، فأخذ المشهود عليه يزكيه وينسبه إلى كل خير، فندم والدي على ما بدر منه وقال: فلا تحقرن ... . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 فذو القدر عند الله يخفى على الورى ... كما خفيت من علمهم ليلة القدر أما المناصب التي تولاها النيسابوري فيبدو أنه كان قد تولى القضاء، لذا وصفته حاجي خليفة «1» ب «القاضي بيان الحق محمود ... » . وجاء هذا الوصف- أيضا- في خطبة كتابه وضح البرهان «2» . المطلب الرابع: آثاره العلمية: كان الإمام بيان الحق النيسابوري من المكثرين في التصنيف في مختلف العلوم الإسلامية، فله في التفسير- مثلا- أكثر من مصنّف، أفاد ذلك المؤلف- رحمه الله- في مقدمة كتابه جمل الغرائب «3» حيث قال: «ومؤلف هذا الكتاب محمود بن أبي الحسن ... قد وفقه الله تبارك وتعالى- منه- في تفسير كتابه لغير واحد حتى استوى من مطولاته التي صنفها على كتاب إيجاز البيان في معاني القرآن ... » اهـ. أما مصنفاته التي صرح بها المؤلف، أو نسبت إليه فهي: 1- إيجاز البيان عن معاني القرآن، وهو موضوع هذه الدراسة، وسيأتي الحديث عنه مفصلا في الفصل الثاني. 2- وضح البرهان في مشكلات القرآن «4» . تبدأ النسخة المنشورة من هذا الكتاب بخطبة المؤلف، ثم تفسير سورة الفاتحة، وتنتهي بنهاية سورة التكوير.   (1) كشف الظنون: 1/ 601. (2) . 1/ 87. (3) . 2/ ب. (4) طبع هذا الكتاب عام 1410 هـ- 1990 م، ببيروت، بتحقيق صفوان عدنان داوودي. كما قامت بتحقيقه الطالبة/ سعاد بابقي ضمن متطلبات نيل درجة الماجستير في الكتاب والسنّة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وقد أشرف على هذه الأطروحة شيخنا العلامة الجليل الشريف الدكتور منصور بن عون العبدلي حفظه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وقد اطلعت على هذا الكتاب فوجدته حافلا بالشواهد الشعرية، والأمثال، كما يعنى فيه المؤلف بذكر الأحاديث والآثار ... وغير ذلك من الفوائد التي أوردها المؤلف- رحمه الله- في حل الآيات المشكلة، وأورد فيه- أيضا- ردودا على الآراء الفاسدة لبعض الفرق، كما صنع مع المعتزلة في مسألة الصّرفة «1» ، وقضية النسخ في القرآن ... وغير ذلك «2» . 3- جمل الغرائب «3» ، وهو كتاب في غريب الحديث ومشكله، قسمه المؤلف- رحمه الله- أربعة عشر كتابا وهي: الأول: كتاب التوحيد والإيمان وما جاء في القرآن. الثاني: كتاب النبوات وذكر بعض المعجزات. الثالث: كتاب البدء والحياة والحال والمآل. الرابع: كتاب الموت والبعث والثواب والعقاب. الخامس: كتاب العبادات. السادس: كتاب أحكام المعاملات. السابع: كتاب زواجر الجنايات. الثامن: كتاب الحرب والسلطان.   (1) معنى القول بالصرفة، أن الله صرف العرب عن معارضة القرآن مع قدرتهم عليها، فكان هذا الصرف خارقا للعادة. وينسب هذا القول إلى أبي إسحاق إبراهيم بن سيار النظّام المعتزلي، وإلى طائفة من علماء المعتزلة. قال القاضي أبو بكر الباقلاني في كتابه إعجاز القرآن: 30: «ومما يبطل ما ذكروه من القول بالصّرفة أنه لو كانت المعارضة ممكنة- وإنما منع منها الصّرفة- لم يكن الكلام معجزا، وإنما يكون المنع هو المعجز، فلا يتضمن الكلام فضيلة على غيره في نفسه» اهـ. [ ..... ] (2) وضح البرهان: (1/ 158، 217، 219) . (3) ينظر في نسبة هذا الكتاب إليه في معجم الأدباء: 19/ 124، وبغية الوعاة: 2/ 277، وطبقات المفسرين للداودي: 2/ 311، وكشف الظنون: 1/ 601، وهدية العارفين: 2/ 403. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 التاسع: كتاب المواعظ والوصايا. العاشر: كتاب الحكم والآداب. الحادي عشر: كتاب الألفاظ والأمثال. الثاني عشر: كتاب المحاسن والمحامد. الثالث عشر: كتاب المساوئ والمناهي. الرابع عشر: كتاب النساء. وذكر المؤلف- رحمه الله- في مقدمته المصادر الرئيسة التي اعتمد عليها وهي غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي عبيدة معمر بن المثنى، وابن قتيبة، والأصمعي، وأبي سعيد الضرير، وقطرب (محمد بن المستنير) ، والنّضر بن شميل، وإبراهيم الحربي، وابن الأنباري، وأبي سليمان الخطابي، وأبي عبيد الهروي، ... وغيرهم. ثم قال: «وانتخبت من فوائدهم واستعذبت من مواردهم ما حقّه أن يكتب بالتّبر على الأحداق لا بالحبر على الأوراق ... » . ووضع لكل واحد من تلك المصادر رمزا للاختصار، فعلامة «ص» للأصمعي وعلامة «هـ» للحربي، وعلامة «ق» لابن قتيبة ... وهكذا. ويعد كتاب النيسابوري هذا من المصادر المهمة التي اعتمد عليها الصاغاني في كتابه العباب الزاخر واللباب الفاخر، حيث صرّح الصاغاني بذلك في مقدمة العباب: 1/ 26. ولهذا الكتاب «جمل الغرائب» نسختان خطيتان، إحداهما بمكتبة الأسكوريال بمدريد، والأخرى بمكتبة أحمد الثالث بتركيا. 4- كتاب خلق الإنسان «1» ، أي في أسمائه وأعضائه وصفاته كما في كشف الظنون: 1/ 722.   (1) نسب هذا الكتاب إلى النيسابوري في معجم الأدباء: 19: 124، وبغية الوعاة: 2/ 277، وطبقات المفسرين للداودي: 2/ 211. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 وقد وقفت على قطعتين من كتاب خلق الإنسان منسوبتين إلى النيسابوري مصورتهما بمركز البحث العلمي عن دار الكتب المصرية، ولا يوجد دليل على صحة نسبة هاتين القطعتين إلى النيسابوري. كما أن المادة العلمية في هاتين القطعتين تتناول جوانب الزهد والأخلاق وغير ذلك من الفضائل والآداب، فالكتاب في خلق الإنسان لا في خلقه. 5- التذكرة والتبصرة (في متفق الفقه) ، ويشتمل على ألف نكتة، ذكر ذلك المؤلف- رحمه الله- في مقدمة كتابه جمل الغرائب «1» ، ووصف هذا الكتاب بقوله: «يطرد أكثر مسائل الفقه عليها، ويسند الاجتهاد في الفتاوى ظهره إليها» . 6- الأسئلة الرائعة والأجوبة الصادعة: ذكره المؤلف في مقدمة إيجاز البيان «2» ، وهو كتاب في التفسير. 7- غرر الأقاويل في معاني التنزيل، أشار إليه المؤلف- رحمه الله- في مقدمة إيجاز البيان «3» ، فقال: ومن أراد التبحر والتكثر فعليه بكتابنا غرر الأقاويل في معاني التنزيل. 8- شوارد الشواهد وقلائد القصائد. ذكره المؤلف في مقدمة إيجاز البيان «4» ، وقال: «ومن أراد ريحانة العلوم، وباكورة التفاسير وأمهات الآداب، ومقلدات الأشعار، فلينشر من كتابنا «شوارد الشواهد وقلائد القصائد» حلل الوشي وأنماطه، وليبسط منه زرابي الربيع ورياطه ... » . وهذا الكتاب يشتمل على أشعار مختارة.   (1) . 3/ أ. (2) ص 56، ونسب إليه- أيضا- في إيضاح المكنون: 1/ 83. (3) ص 55. (4) إيجاز البيان: 56. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 9- باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن، ذكره المؤلف في مقدمة إيجاز البيان «1» بهذا العنوان، ولم أقف عليه، ولم أجد أحدا نسب إليه هذا الكتاب بهذا العنوان، وقد تقدم أن للمؤلف- رحمه الله- كتاب وضح البرهان في مشكلات القرآن، فلعله الكتاب نفسه. 10- قطع الرياض في بدع الاعتراض، صرح به المؤلف في كتابه وضح البرهان «2» ، عند تفسير قوله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا [البقرة: 23] . قال: وَلَنْ تَفْعَلُوا اعتراض بين الشرط والجزاء، مثل: «وأنت منهم» في بيت شعر: لو أن المخلفين وأنت منهم ... رأوك تعلموا منك المطالا وقال عبد الله بن الحر: تعلم- ولو كاتمته الناس- أنني ... عليك- ولم أظلم بذلك- عاتب فقوله: ولو كاتمته الناس اعتراض بين الفعل ومفعوله، ولم أظلم بذلك اعتراض بين اسم أن وخبرها، والاعتراض في أشعار العرب كثير، لأنه يجري مجرى التوكيد، ولنا فيه كتاب اسمه «قطع الرياض في بدع الاعتراض» اهـ. 11- شرح الأبيات الواردة في كتاب وضح البرهان، أشار إليه المؤلف في وضح البرهان «3» عند تفسير قوله تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة: 129] ، فنقل عن ابن الأعرابي: سفه الرجل يسفه سفاهة وسفاها إذا جهل، وسفه نفسه يسفهها إذا جهلها، وأنشد: هيهات قد سفهت أمية رأيها ... فاستجهلت حلماؤها سفهاؤها «4» .   (1) إيجاز البيان: 56، وذكره الصفدي في الوافي بالوفيات بعنوان «باهر البرهان في التفسير» . (2) . 1/ 118. (3) . 1/ 170. (4) كذا ورد في طبقات فحول الشعراء: 1/ 365 برفع «حلماؤها» و «سفهاؤها» وفي مجالس ثعلب: 1/ 57: «حلماءها سفهاؤها» بنصب الأول ورفع الثاني. وذكر العلّامة الشيخ محمود محمد شاكر في هامش طبقات فحول الشعراء توجيه الجواليقي لرواية الرفع فيهما، وهو أنه يجوز أن يكون حلماؤها بدل من أمية، بدل اشتمال. وسفهاؤها رفع ب «استجهلت» ، تقديره: قد سفهت حلماء أمية، فاستجهلت سفهاؤها» . وأورد الشيخ محمود شاكر روايات البيت مع ذكر التوجيه لكل منها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 قال المؤلف- رحمه الله-: «كلاهما بالرفع كما نشرحه في كتاب بعد هذا مفرد في معاني أبيات هذا الكتاب» . 12- ملتقى الطرق إلى مجامع نكاتها ومنابع كلماتها، وهو كتاب في مختلف الفقه، ذكره المؤلف- رحمه الله- في مقدمة جمل الغرائب «1» ، فقال: كما هداه جل وعز- بفضله- في مختلف الفقه من كتاب «ملتقى الطرق ... » بحيث دوخت «2» له ساحتها ودونت في دفتيه كافتها. 13- له- أيضا- كتاب في أصول الفقه، ذكره في جمل الغرائب «3» وأحال إليه، فقال: وقد أوردت في أصول الفقه- تصنيفي- جملة أنواع المجاز إلى الاتساع، والتوكيد، والتمثيل ... فمن أراد تحقق هذه التأويلات فعليه بذلك الكتاب. 14- كتاب الغلالة في مسألة اليمين على شرب ماء الكوز ولا ماء في الكوز ذكره المؤلف- رحمه الله- في وضح البرهان «4» عند تفسير قوله تعالى: فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً [البقرة: 60] . وقد نسب إلى النيسابوري «5» كتاب بعنوان «زبدة التفاسير   (1) . 2/ ب. (2) بمعنى ذلّلت. الصحاح: 1/ 421 (دوخ) . (3) . 11/ أ. [ ..... ] (4) . 1/ 139. (5) نسبه إسماعيل باشا في هدية العارفين: 2/ 403. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 ولمعة الأقاويل» ولعل من نسبه إليه فهم ذلك من عبارة المؤلف في مقدمة إيجاز البيان وهي: ومن أراد محاورة المتكلمين ومحاضرة المتأدبين، فلينظر من أحد كتابينا إما كتاب «باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن» ، وإما كتاب «الأسولة الرائعة والأجوبة الصادعة» إلى حلبة البيان وحلية الإحسان وزبدة التفاسير ولمعة الأقاويل. اهـ. وليس في كلام المؤلف- رحمه الله- ما يدل على ذلك، وإنما هذه العبارة وصف لكتاب «الأسولة الرائعة والأجوبة الصادعة» . كما نسب إلى النيسابوري كتاب الموجز في الناسخ والمنسوخ، وتوجد منه نسخة بمكتبة شستربتي رقم (3883) تقع في عدة ورقات. وهذه النسخة ليست للنيسابوري قطعا، لأن بها نصوصا متقدمة جدا عن علماء من أواخر القرن الرابع الهجري، ينقلها مؤلف الكتاب مباشرة عن شيوخه. المطلب الخامس: وفاته: لم تحدد المصادر التي ترجمت له تاريخ وفاته، ولعله توفي بدمشق، فقد تقدم أن النعيمي «1» ذكر أنه تصدر للتدريس بالمدرسة المعينية بدمشق واستمر على ذلك حتى وافته المنية، ولم يذكر السنة التي توفي فيها النيسابوري. والمؤكد أن وفاته كانت بعد عام 553 هـ بفترة ليست بالقصيرة، لأنه كان في تلك السنة بالخجند- وهي بلدة بما وراء النهر- ثم رحل إلى دمشق وأقام بها حتى وفاته رحمه الله.   (1) الدارس: 1/ 589. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 الفصل الثاني في التعريف بكتاب إيجاز البيان ودراسته وفيه مبحثان: المبحث الأول: دراسة كتاب إيجاز البيان، وفيه المطالب التالية: المطلب الأول: الباعث على تأليفه: ذكر المؤلف- رحمه الله- في مقدمة الكتاب «1» الأمور التي دفعته إلى تأليف كتاب إيجاز البيان، فقال: إن تفاسير الأولين مقصورة على قول واحد أو مقصودة بالتكثير والتكرير عند المتأخرين، والأولى لعجمة الطباع واللسان لا تشفي القلب، والثانية لا تطاوع الحفظ لإطالة القول. كما ذكر أن كتابه على رغم صغر حجمه قد اشتمل على أكثر من عشرة آلاف فائدة، من تفسير، وتأويل ودليل، ونظائر، وإعراب، وأسباب النزول، وأحكام فقه، ونوادر لغات، وغرائب أحاديث. ثم قال: فمن أراد الحفظ والتحصيل، وكان راجعا إلى أدب وتمييز فلا مزيد له على هذا الكتاب. كما أن تأليفه لإيجاز البيان جاء بعد أن صنّف أكثر من كتاب مطول في معاني القرآن وتفسيره. المطلب الثاني: منهج المؤلف في هذا الكتاب: استهل المؤلف- رحمه الله تعالى- الكتاب بمقدمة موجزة، بين فيها الباعث على تأليفه هذا الكتاب، وذكر جملة من مصنفاته في معاني القرآن   (1) إيجاز البيان: 55. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 ومشكلاته، وذكر- أيضا- أهم ما ضمنه كتابه هذا، وأشار إلى أنه توخى الاختصار والإيجاز ليسهل على طالب العلم حفظ ما فيه من فوائد. بعد ذلك شرع في تفسير سورة الفاتحة، ثم سورة البقرة حتى نهاية القرآن. وفي ضوء مراجعتي لهذا الكتاب ودراستي له أمكنني حصر أهم ملامح منهجه فيما يأتي: أولا: اعتماده على القرآن في التفسير، وهو يفعل ذلك إما لبيان لفظة مبهمة ورد تفسيرها في موضوع آخر، مثال ذلك: ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ [يونس: 30] . قال «1» : ينكشف لها ما أسلفت فتختبر جزاءها، كقوله تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ. وأحيانا يستشهد في إعراب الآية بذكر آية مماثلة تعينه على التفسير بالوجه الذي يريده، كما صنع في قوله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ [النساء: 26] ، فقال «2» : اللام في تقدير المصدر، أي: إرادة الله التبيين لكم كقوله تعالى: لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ أي: الذين هم رهبهم لربهم. وقد يستعين في بيان وتفسير الألفاظ القرآنية الغريبة بالمقارنة بنظائرها التي وردت في مواضع أخرى كما صنع في قوله تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ [البقرة: 55] حيث قال «3» : والصاعقة هنا الموت، كما في قوله: فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ. ثم إنه قد يستعين بالآيات المماثلة والنظيرة لدفع وهم ظاهر التعارض فيجمع بين تلك الآيات رادا شبهة التعارض.   (1) إيجاز البيان: 399، وينظر نظائر هذا الوجه في الصفحات التالية: (418، 430، 478، 485، 593) . (2) إيجاز البيان: 236، وانظر أمثلة هذا النوع في الصفحات التالية: (297، 340، 426، 438، 441، 448، 524) . (3) إيجاز البيان: 96، وينظر نظائر هذا النوع في الصفحات التالية: (97، 108، 117، 119، 147، 188، 200) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 يقول النيسابوري في سورة الحجر «1» : والتوفيق بين قوله: لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، وقوله: لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ أنه لا يسأل: هل أذنبتم؟ للعلم به، ولكن: لم أذنبتم؟ أو المواقف مختلفة يسأل في بعضها أو في بعض اليوم. وقوله: هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ مع قوله: عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ فالمراد هو النطق المسموع المقبول. ثانيا: اعتماده على الحديث والأثر في تفسير القرآن، ويلاحظ كثرة ورود الأحاديث المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، وأغلب الأحاديث التي يوردها من غريب الحديث، حيث يربط بين اللفظة القرآنية الغريبة ويفسرها بما ورد في الحديث لبيان وتفسير تلك اللفظة. من ذلك ما ذكره عند تفسير قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ [البقرة: 2] ، قال «2» : الكتاب والفرض والحكم والقدر بمعنى واحد، واستشهد بحديث: «لأقضين بكتاب الله» «3» أي بحكمه. وفي قوله تعالى: وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ [البقرة: 3] قال «4» : الصلاة: الدعاء، وفي الحديث: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، وإن كان صائما فليصل» أي فليدع لصاحبه. كما أنه يستعين بما ورد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في تفسير بعض الآيات، مثال ذلك: ما أورده عند تفسير قوله تعالى: وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ [البقرة: 48] ، حيث قال «5» : والعدل: الفدية، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقد تكرر استشهاده بالحديث المرفوع- في المواضع التي صرح   (1) إيجاز البيان: 475، وانظر أمثلة هذا النوع في الصفحات التالية: (485، 562، 563) . (2) إيجاز البيان: 64. (3) ينظر تخريجه في موضع وروده في الكتاب. (4) إيجاز البيان: 65، وانظر: (67، 68، 70، 71، 73، 74، 479) . (5) إيجاز البيان: 93. وانظر أمثلة هذا النوع في الصفحات التالية: (187، 188، 206، 349، 377، 393) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 بذلك «1» - خلال هذا الكتاب في سبعة وثمانين موضعا. كما يعتمد النيسابوري- رحمه الله- على أقوال الصحابة والتابعين بذكر أقوالهم في التفسير، وأسباب النزول، ومعرفة الناسخ والمنسوخ، وأوجه القراءات المأثورة عنهم. وأبرز الصحابة الذين نقل عنهم في تفسيره: ابن عباس «2» ، وابن مسعود «3» ، وعلي بن أبي طالب «4» ، وابن عمر رضي الله تعالى عنهم أجمعين. وقد بلغت الآثار الموقوفة ثلاثة وتسعين. ومن التابعين: الحسن البصري «5» ، ومجاهد «6» ، وقتادة «7» ، وسعيد بن جبير «8» ... وغيرهم. وبلغت هذه الآثار عن التابعين تسعة وخمسين أثرا. ثالثا: عنايته بذكر أوجه القراءات القرآنية، فاهتمام المؤلف بهذا الجانب ظاهر في كتابه، فهو يعنى بذكر القراءات المختلفة وتوجيهها وتبيين الاختلاف في المعاني باختلاف القراءة. وغالب القراءات التي يوردها سبعية، وأحيانا يورد القراءات العشرية.   (1) ينظر بعض المواضع التي لم يصرح بها في الصفحات التالية: (65، 67، 68، 74، 93، 163، 173، 187) . (2) إيجاز البيان: (80، 83، 241، 242، 319، 346، 457، 511، 516، 517) . [ ..... ] (3) إيجاز البيان: (185، 240، 357، 490) . (4) إيجاز البيان: (68، 326، 461، 488) . (5) ينظر إيجاز البيان: (83، 90، 227، 236، 260، 367، 454) . (6) إيجاز البيان: (266، 321، 768، 776، 777) . (7) إيجاز البيان: (95، 465، 519) . (8) إيجاز البيان: (241، 448، 449) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أما القراءات الشاذة فلم ترد في هذا الكتاب إلا نادرا «1» ، وفي الغالب لا يعزو المؤلف القراءة إلى أصحابها، وأحيانا يفعل ذلك. كما أنه ينقل عن أئمة القراءات واللغة في توثيق النصوص التي يوردها في توجيه القراءة مثل أبي عمرو بن العلاء، وسيبويه، والزجاج، وأبي علي الفارسي ... وغيرهم. رابعا: اهتمامه بذكر أسباب النزول، وهو في ذلك- غالبا- يعتمد على الصحيح الوارد في هذا الشأن. مثال ذلك ما ذكره «2» عند تفسير قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ... [النساء: 19] ، حيث قال: يحبسها وهو كارهها ليرثها، أو على عادة الجاهلية في وارثة الميت امرأته، يمسكها بالمهر الأول أو يزوجها ويأخذ مهرها. نزلت في كبشة بنت معن الأنصارية ومحصن بن قيس الأنصاري «3» . خامسا: عنايته بذكر المسائل الفقهية، فقد تعرض المؤلف- رحمه الله- في كتابه لآيات الأحكام ذاكرا أقوال الفقهاء في ذلك «4» . وغالبا ما يورد قولي الحنفية والشافعية في تلك المسائل، مرجحا مذهب الحنفية بالدليل، مع ذكر حجج المخالف والرد عليها. فعند ذكر قوله تعالى: إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ [البقرة: 173] ، ضعّف قول من قال: غير باغ على الإمام ولا عاد في سفر،   (1) ينظر إيجاز البيان: (99، 136، 189، 197، 210، 271) . (2) إيجاز البيان: 231، وانظر بعض الأخبار في أسباب النزول في الصفحات التالية: (238، 245، 246، 250، 251، 257، 260) . (3) ينظر تخريج هذا الخبر في موضعه، ص 231. (4) ينظر بعض هذه المسائل في الصفحات التالية: (139، 140، 141، 142، 159، 160، 595) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 لأن سفر الطاعة لا يبيح ولا ضرورة، والحبس في الحضر يبيح ولا سفر، ولأن الميتة للمضطر كالذكية للواجد، ولأن على الباغي حفظ النفس عن الهلاك «1» . اهـ. وعند تفسير قوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ... [البقرة: 196] ، أورد معنى الإحصار ومذاهب العلماء فيه «2» . وعند تفسير قوله تعالى: لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ [البقرة: 226] ، ذكر حكم الإيلاء ومدته وكفارته «3» . وقد أفاد النيسابوري كثيرا من كتاب أحكام القرآن لأبي بكر الجصاص لكنه لم يصرح بالنقل عنه في هذا الكتاب، وصرح بذلك عند تعرضه لآيات الأحكام في كتابه وضح البرهان. سادسا: اهتمامه بالجانب اللغوي والنحوي في تفسير القرآن، فقد عني عناية كبيرة بشرح الألفاظ الغريبة، وبيان اشتقاقها، مستعينا في ذلك بنظائرها في القرآن الكريم، وبالحديث والأثر، وبلغة العرب. ففي قوله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ذكر معنى «الاسم» ، وأصل وضعه، واشتقاقه، وأورد الأقوال في ذلك «4» . وفي قوله تعالى: فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ [البقرة: 34] ذكر معنى «إبليس» ، وأصلها واشتقاقها «5» . كما أنه يهتم بذكر اللغات الواردة في الألفاظ القرآنية، وبيان معانيها،   (1) إيجاز البيان: (131) . (2) إيجاز البيان: (141، 142) . (3) إيجاز البيان: (152، 153) . (4) إيجاز البيان: (57) . [ ..... ] (5) إيجاز البيان: (84) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 فعند تفسير قوله تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة: 129] . نقل عن ابن الأعرابي: سفه يسفه سفاهة وسفاها: طاش وخرق، وسفه نفسه سفهها: جهلها «1» ، وعند قوله تعالى: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى [الأنفال: 42] قال: والعدوة بضم العين وفتحها وكسرها شفير الوادي، فتميم لا تعرف العدوة وتقول: خذ أعداء الوادي «2» . أما إعراب القرآن فهو ظاهر في كتابه، وقد عول في ذلك كثيرا على أبي إسحاق الزجاج، وأفاد منه إفادة كبيرة، لكنه قليل التصريح بالنقل عنه. كما ينقل عن أئمة النحو المتقدمين مثل الكسائي، وسيبويه، والفراء، وأبي عبيدة، والأخفش، وأبي علي الفارسي ... وغيرهم. وهو في إعرابه للآية يذكر أوجه الاختلاف فيها، كما فعل في إعراب غَيْرِ في قوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ حيث ذكر ثلاثة أوجه فيها «3» ، وكذلك في هُدىً من قوله تعالى: هُدىً لِلْمُتَّقِينَ [البقرة: 2] ذكر وجهين فيها «4» . وأحيانا يرجح بين تلك الوجوه في إعراب الآية، ويورد الدليل على ذلك، كما صنع «5» عند تفسير قوله تعالى: وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ. قال: «ما» بمعنى المصدر، وليس بمعنى «الذي» لأن «الذي» يحتاج   (1) إيجاز البيان: 123. (2) إيجاز البيان: 365، وانظر بعض أمثلة هذا النوع: (482، 715، 771) . (3) ينظر إيجاز البيان: 61. (4) إيجاز البيان: 65. (5) إيجاز البيان: 69، وينظر بعض الأمثلة على ذلك في الصفحات التالية: (72، 76، 94، 133، 182) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 إلى عائد من الضمير، وإنما جاءهم المفسدون مع فساد غيرهم لشدة فسادهم، فكأنه لم يعتد بغيره. وينتصر المؤلف- رحمه الله- في النحو للمذهب البصري، وذلك بترجيح أقوالهم، كما صنع في قوله تعالى: فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ [يوسف: 15] حيث قال «1» : محذوف الجواب، والكوفيون يجعلون «أجمعوا» جوابا، والواو مقحمة، وإقحامها لم يثبت، ولا له وجه في القياس. وقد يذكر- أحيانا- بعض المصطلحات الكوفية، مثل: النصب على القطع، أي: على الحال «2» . ولعله تأثر في ذلك بالفراء الذي جرى على هذه الاصطلاحات في كتابه معاني القرآن. أما استشهاد المؤلف في هذا الكتاب بأشعار العرب وأمثالهم وأقوالهم فقليل جدا، لكنه توسع في ذلك في وضح البرهان حيث أكثر من ذكر الشواهد الشعرية حتى إنه أفرد تلك الشواهد بمصنف خاص شرح فيه تلك الأبيات. سابعا: ذكر لطائف تتعلق بالنظم القرآني، وذلك من حيث أسلوبه وبلاغته، فأورد من ذلك على سبيل المثال، سبب تقديم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، فقال «3» : «وإياك نستعين» على نظم آي السورة، وإن كان «نعبدك» أوجز، ولهذا قدم «الرحمن» والأبلغ لا يقدم. وقدمت العبادة على الاستعانة لهذا، مع ما في تقديم ضمير المعبود من حسن الأدب. وعند تفسير قوله تعالى: وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ [البقرة: 8] قال «4» :   (1) إيجاز البيان: 431. (2) إيجاز البيان: 564. (3) إيجاز البيان: 60. (4) إيجاز البيان: 68. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 دخلت الباء في خبر «ما» مؤكدة للنفي، لأنه يستدل بها السامع على الجحد إذا غفل عن أول الكلام. وعند قوله تعالى: وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ [البقرة: 14] قال «1» : أبلغ من «خلوا بهم» ، لأن فيه دلالة الابتداء والانتهاء، لأن أول لقائهم للمؤمنين، أي: إذا خلوا من المؤمنين إلى الشياطين. وذكر فائدة «عشرة كاملة» في قوله تعالى: ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ [البقرة: 196] فقال «2» : المراد رفع الإبهام، فقد يتوهم في الواو أنها بمعنى «أو» . المطلب الثالث: مصادره: إن كتاب إيجاز البيان لبيان الحق النيسابوري يعتمد على أصلين يكثر المؤلف النقل عنهما، وهما «جامع التأويل لمحكم التنزيل» لأبي مسلم محمد بن بحر الأصفهاني المتوفى سنة 322 هـ، و «النكت والعيون» للإمام علي بن حبيب الماوردي المتوفى سنة 450 هـ. فقد أكثر من نقل أغلب فوائد هذين الكتابين، وتأثر بأقوالهما تأثرا واضحا، ونجده تارة يصرح بالنقل عن ابن بحر، وأحيانا كثيرة ينقل عنه دون الإشارة إليه، لكنه يصرح بذلك- أحيانا- في كتابه وضح البرهان. أما الماوردي فلم يصرح باسمه في هذا الكتاب «إيجاز البيان» ، ويفعل ذلك عند ما ينقل عنه في وضح البرهان. وقد أشرت أثناء التعليق على هذا الكتاب إلى المواضع التي تطابقت النصوص بألفاظها مع تفسير الماوردي. ثم إن النيسابوري- في غالب نقوله- لا يشير إلى المصدر الذي ينقل   (1) إيجاز البيان: 69. (2) إيجاز البيان: 142. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 عنه، وإذا عزا النصوص إلى أصحابها فإنه في الغالب يذكر اسم المؤلف دون التصريح باسم كتابه. وبالرجوع إلى مصنفات المؤلفين الذين ذكرهم استطعت التأكد من مصادره تلك بمقارنة النصوص التي أوردها النيسابوري في كتابه عنها. ثم إنه في كثير من الأحيان يسرد الأقوال دون عزوها إلى أصحابها وقائليها، وأجدها منسوبة في كتبه الأخرى مثل وضح البرهان في مشكلات القرآن، وجمل الغرائب في غريب الحديث، فيمكن التعرف عليها وتوثيقها من تلك المصادر، وقد أشرت إلى ذلك عند ورودها أثناء التعليق على هذه الأقوال. أما أهم الكتب التي يمكن أن تعدّ من مصادره المباشرة فهي: 1- الكتاب لأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر المعروف ب «سيبويه» (ت 180 هـ) . 2- معاني القرآن لأبي الحسن علي بن حمزة الكسائي (ت 189 هـ) . 3- معاني القرآن لأبي زكريا يحيى بن زياد الفراء (ت 207 هـ) . 4- مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت 210 هـ) . 5- معاني القرآن لأبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش (ت 215 هـ) . 6- صحيح البخاري لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 هـ) . 7- صحيح مسلم لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261 هـ) . 8- تأويل مشكل القرآن لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة (ت 276 هـ) . 9- تفسير غريب القرآن لابن قتيبة أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 10- الكامل لأبي العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر المبرد (ت 285 هـ) . 11- المقتضب للمبرد أيضا. 12- معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق إبراهيم بن السري الزّجّاج (ت 311 هـ) . 13- الزاهر لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري (ت 328 هـ) . 14- تاج المعاني في تفسير السبع المثاني لأبي نصر منصور بن سعيد بن أحمد بن الحسن. 15- تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت 370 هـ) . 16- أحكام القرآن لأبي بكر أحمد بن علي الرازي المعروف ب «الجصاص» (ت 370 هـ) . 17- الحجة في علل القراءات السبع لأبي علي الحسن بن عبد الغفار الفارسي (ت 377 هـ) . 18- غريب الحديث لأبي سليمان حمد بن محمد الخطّابي (ت 388 هـ) . 19- مجمل اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس (ت 395 هـ) . 20- تفسير أبي القاسم الحسن بن محمد بن الحسن بن حبيب النيسابوري (ت 406 هـ) . 21- الكشف والبيان في تفسير القرآن لأحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (ت 427 هـ) . 22- شروح المتفق، والمتفق كتاب في فروع الحنفية لأبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي المتوفى سنة 388 هـ. المطلب الرابع: قيمة الكتاب العلمية: إن أهمية كتاب إيجاز البيان تتجلى في الفوائد الكثيرة التي ضمنها النيسابوري هذا الكتاب على رغم صغر حجمه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 فقد أورد المؤلف فيه فوائد متنوعة أشار إليها في مقدمته، فحوى كتابه فوائد تفسيرية، وحديثية، وغريب لغة، ووجوه إعراب، وأحكام فقه ... وغير ذلك. ومن أهم الفوائد التي لاحظتها في كتابه ما يأتي: 1- كثرة الأحاديث والآثار التي وردت في الكتاب، الضعيف منها قليل جدا. 2- إعراضه عما لا فائدة فيه من ذكر الأخبار الإسرائيلية، وسرد القصص والحكايات الغريبة. 3- عنايته بالمسائل العقدية خاصة فيما يتعلق منها بعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد حرص المؤلف- رحمه الله- على الدفاع عنهم، رادا للشبه التي أثيرت حولهم والتي تنافي عصمتهم، موردا الدليل على بطلان تلك الشبه. ومن ذلك رده لما أثير حول إبراهيم- عليه الصلاة والسلام- من شبهة في قوله «1» : فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي ... فقال: هو على وجه تمهيد الحجة، وتقرير الإلزام، ويسميه أصحاب القياس: القياس الخلفي، وهو أن تفرض الأمر الواجب على وجوه لا يمكن ليجب به الممكن «2» . وكذلك تفسيره لقوله تعالى «3» : وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها ... بما يتفق مع عصمة يوسف عليه الصلاة والسلام، فقال: ولقد همت به   (1) سورة الأنعام: آية: 76. (2) إيجاز البيان: 299، وانظر توجيه المؤلف- رحمه الله- لقوله تعالى: رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ... وَتُبْ عَلَيْنا البقرة: 128، وتوجيهه لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أنا أحق بالشك منه» ص (168، 169) ، وتوجيهه لقوله تعالى: إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ (581، 582) . [ ..... ] (3) سورة يوسف: آية: 24. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 تقديره: ولولا أن رأى برهان ربه همّ بها، بدليل صرف السوء والفحشاء عنه، ولأن «لولا أن رأى» شرط، فلا يجب الكلام مطلقا «1» .... ومن ردود المؤلف على المعتزلة ما أورده من قولهم في قوله تعالى: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا [البقرة: 212] حيث قالت المعتزلة: المزين هو الشيطان، وعقب عليه المؤلف بقوله: بل الله يفعل ذلك ليصح التكليف وليعظم الثواب «2» . 4- اعتمد المؤلف في هذا الكتاب على مصادر أصلية، فقد أكثر من النقل عن أئمة القراءات، واللغة، والنحو المتقدمين وقد احتوى هذا الكتاب على نصوص لغوية ونحوية من كتب الأئمة المتقدمين مثل الكسائي، والأخفش، والمبرد ... وغيرهم. وقد فقد بعض مصنّفات هؤلاء، فحفظ المؤلف بذلك نصوصا مهمة في هذا الجانب. المطلب الخامس: فيما يؤخذ عليه: ويمكن تلخيص تلك المؤاخذات التي مرت بي أثناء دراسة هذا الكتاب في أمور منها: 1- أنه يورد- أحيانا- بعض القراءات الشاذة، وهو قليل جدا. مثال ذلك ما ذكره «3» في قوله تعالى: وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ   (1) إيجاز البيان: 433، وانظر توجيه المؤلف- رحمه الله- لقوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء: 82] . (2) كما نقد المؤلف قول المعتزلة بالصرفة في المشيئة. ينظر إيجاز البيان: 164. (3) إيجاز البيان: 99. وانظر بعض الأمثلة على ذلك في الصفحات التالية: (136، 189، 197، 210، 271) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 [البقرة: 58] ، حيث ذكر قراءة «حطة» بالنصب، ووجّهها. 2- ورود الأحاديث الضعيفة والموضوعة «1» ، وهي قليلة جدا بالنسبة إلى عدد الأحاديث التي وردت في الكتاب. 3- إنه يذكر- أحيانا- قولا ضعيفا في الآية رغم ورود الصحيح في ذلك كما فعل في سبب نزول قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ ... [التوبة: 58] قال «2» : وهو ثعلبة بن حاطب، قال: إنما يعطي محمد من يحب. اهـ. والصحيح أنه ذو الخويصرة التميمي. 4- إنه- في الغالب- ينقل نصوصا كاملة دون الإشارة إلى مصدره في ذلك وأكثر هذه النقول كانت عن تفسير الماوردي، ومعاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج. 5- يلجأ- أحيانا- إلى تأويل بعض الآيات وصرفها عن الظاهر دون الحاجة إلى ذلك حيث فسر «الغضب» في قوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ بقوله «3» : والغضب من الله إرادة المضار بمن عصاه، وكذلك عامة الصفات تفسر على أحوالنا بما هو أغراضها في التمام لا أغراضها في الابتداء. 6- إيراده لبعض أقوال المعتزلة دون تعقيب على تلك الأقوال وبيان فسادها. مثال ذلك ما ذكره من قول أبي علي الجبائي عند قوله تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ ... [الأنعام: 110] ، حيث قال «4» : في جهنم على لهب النار.   (1) ينظر إيجاز البيان: (213، 214، 429، 477) . (2) إيجاز البيان: (381، 382) . (3) إيجاز البيان: 61، وانظر بعض الأمثلة الدالة على ذلك في الصفحات التالية: (78، 181، 333، 453) . (4) إيجاز البيان: 308، وانظر آراء المعتزلة التي أوردها في المواضع التالية: (518، 612) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 7- ذكر بعض الأقوال الغريبة، وهي نادرة جدا، كالذي ذكره عند تفسير قوله تعالى: وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى [البقرة: 57] حيث قال «1» : والسلوان تراب قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ينقع في الماء فيشرب للتسلي. 8- الإخلال بترتيب الآيات في السورة الواحدة من حيث التقديم والتأخير، وقد تكرر ذلك في بعض المواضع «2» ، وإن كان المؤلف- رحمه الله- جاريا على ترتيب الآيات حسب ورودها في المصحف في الغالب. المبحث الثاني: عملي في التحقيق، ويشتمل على المطالب الآتية: المطلب الأول: عنوان الكتاب والتحقيق فيه: عرّف المؤلف- رحمه الله- باسم كتابه في مقدمته «3» ، وذكر في هذه المقدمة أهم الفوائد التي أوردها في هذا الكتاب. ونصّ المؤلف على التسمية- أيضا- في كتابه جمل الغرائب «4» فقال- حكاية عن نفسه-: «وقد وفقه الله- تبارك وتعالى- منة في تفسير كتابه لغير واحد، حتى استوى من مطولاته التي صنفها على كتاب «إيجاز البيان في معاني القرآن» أوجز كتاب لفظا وأطوله وأبسطه معنى، يشتمل على أكثر من عشرة آلاف فائدة ... » . كما نص على هذه التسمية كل من ياقوت في معجم الأدباء: 19/ 124، والسيوطي في بغية الوعاة: 2/ 277، والداودي في طبقات المفسرين: 2/ 311، وحاجي خليفة في كشف الظنون: 1/ 205.   (1) إيجاز البيان: 97، وانظر نحو تلك الأقوال في (213، 214، 678) . (2) إيجاز البيان: (356، 479، 772) . (3) إيجاز البيان: 57. (4) . 2/ ب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 المطلب الثاني: توثيق نسبته إلى المؤلف: أجمعت الأدلة على ثبوت نسبة كتاب «إيجاز البيان عن معاني القرآن» إلى النيسابوري، من ذلك. 1- ما جاء في مقدمة الكتاب ونصه: «قال الشيخ الإمام السيد بيان الحق فخر الخطباء أبو القاسم محمود بن أبي الحسن بن الحسين النيسابوري: بعد حمد الله كفاء حقه، والصلاة على نبيه محمد خير خلقه ... افتتاح كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن» . 2- ما صرح به المؤلف- رحمه الله- في كتابه جمل الغرائب، وقد تقدم ذكر نصه قبل قليل. 3- ما كتب على غلاف النسخة الأصلية المعتمدة في هذا التحقيق، وكذلك نسخة كوبرلي. 4- كتب التراجم التي ترجمت للنيسابوري ذكرت هذا الكتاب في مصنفاته. المطلب الثالث: وصف النسخ الخطية: بعون من الله- سبحانه وتعالى- وحسن وتوفيقه عثرت على ثلاث نسخ خطية للكتاب، نسخة مصورة بمكتبة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عن مكتبة شورى ملي بإيران ونسختين بتركيا، ووصف هذه النسخ كالآتي: 1- نسخة الأصل: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة شورى ملي بطهران رقم (4240) مصورتها في مكتبة مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى رقم (362) ويبدو أن هذه النسخة أقدم النسخ الثلاث، ويرجح أن تكون من خطوط القرن السادس الهجري. ليس فيها تاريخ النسخ أو اسم الناسخ. وهي نسخة كاملة للكتاب تقع في (108) ورقات، قياسها (20 22 سم) ، وعدد أسطر كل صفحة (21 سطرا) في كل سطر اثنتا عشرة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 كلمة تقريبا مكتوبة بخط نسخي مضبوط بالشكل في الغالب. كما أن هذه النسخة تمتاز- أيضا- بقلة وجود التصحيف والتحريف بها ويبدو أن ناسخها كان متقنا متمرسا. وقد قوبلت هذه النسخة بنسخة أخرى أشار الناسخ إلى الفروق بينهما في الحاشية، ورمز لذلك ب «خ» . وورد في الحاشية- أيضا- شرح لبعض الألفاظ الغريبة، وبيان للمبهم من المواضع ... وغير ذلك من الفوائد. 2- نسخة ك: وهي النسخة المحفوظة في مكتبة كوبرلي باسطنبول بتركيا، رقم (1589) ، عندي مصورتها، وهذه كاملة تشمل جميع سور القرآن، تقع في (37) ورقة، قياسها (11 22 سم) ، وعدد أسطر كل صفحة (37) سطرا، في كل سطر عشرون كلمة تقريبا، مكتوبة بخط نسخي جميل دقيق، كتبت الآيات فيها باللون المذهب، يكثر فيها التصحيف والتحريف، لذا لم أفد منها فائدة كبيرة. وجاء في آخر هذه النسخة اسم ناسخها، وهو عبد العزيز الملقب ب «ركن عدل» ، وتاريخ نسخها: في عشرين من شهر محرم الحرام لسنة أربع وخمسين وسبع مائة بدار الملك شيراز ... 3- نسخة ج: وهي النسخة المحفوظة بمكتبة جامعة اسطنبول بتركيا. تقع هذه النسخة في (80) ورقة، وهناك سقط في هذه النسخة أقدره بسبع ورقات، يبدأ هذا السّقط من الآية 12 من سورة طه حتى الآية 45 من سورة النور. وجاء في آخر هذه النسخة اسم ناسخها، وهو محمد بن فضل الله الملقب بالضياء في عام 783 هـ. وقد ذكر بروكلمان في تاريخ الأدب العربي: (الذيل: 1/ 733) نسخة من كتاب «إيجاز البيان» نسبها إلى النيسابوري، وأشار إلى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 وجودها بمكتبة الأسكوريال بمدريد رقم (1604) وقد وقفت على أصل هذه النسخة المنسوبة إليه فتبين أنها نسخة من كتاب جمل الغرائب في غريب الحديث للمؤلف نفسه. فكان ذلك وهما من بروكلمان، وجلّ من لا يسهو. المطلب الرابع: منهج التحقيق: بعد اختياري نسخة طهران أصلا في التحقيق حاولت- قدر استطاعتي- ضبط النص وذكر الفروق بينها وبين نسخة كوبرلي ونسخة جامعة اسطنبول، وإثبات الصواب في الأصل والإشارة إليها في الهامش. أما أهم الأعمال التي قمت بها أثناء التحقيق فهي: 1- ترقيم الآيات المفسرة التي أوردها المؤلف على يمين الصفحة، أما الآيات التي ترد في ثنايا الكتاب على سبيل الاستشهاد فقد أشرت إلى السورة ورقم الآية في الهامش. 2- ضبط الآيات القرآنية، وكل ما يحتاج فهمه إلى ضبط من نصوص الكتاب، وراعيت في كتابه الآيات رسم المصحف. 3- تخريج الأحاديث والآثار من مصادرها الأصلية، مشيرا إلى الجزء والصفحة، والكتاب والباب. فإن لم أعثر عليها في مظانها من كتب الحديث أشرت إلى مواضعها من كتب التفسير، وإذا كان الحديث مخرجا في الصحيحين أو في أحدهما فإني أكتفي بعزوه إليهما أو إلى أحدهما دون الإشارة إلى المصادر الأخرى التي خرجته. 4- تخريج معظم أقوال العلماء ونصوصهم من مصادرها الأصلية. 5- شرح الألفاظ الغريبة بالرجوع إلى معاجم اللغة المعتمدة. 6- التعريف بالأعلام والتعليق على الأماكن التي تحتاج إلى توضيح. 7- فهرسة الكتاب بفهارس علمية مختلفة، خدمة للكتاب وتسهيلا للرجوع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 إلى محتوياته، وهذه الفهارس هي: أ- فهرس الآيات القرآنية التي وردت في ثنايا الكتاب. ب- فهرس الأحاديث والآثار. ج- فهرس الأعلام. د- فهرس المفردات اللغوية. هـ- فهرس المواضع. وفهرس الأمثال والأقوال. ز- فهرس الأشعار. ح- فهرس الجماعات والقبائل والفرق. ط- فهرس المصادر والمراجع. ي- فهرس الموضوعات. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 صورة الورقة الأولى من نسخة الأصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 صورة الورقة الأخيرة من الأصل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 صورة الصفحة الأولى من نسخة «ك» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 صورة الصفحة الأخيرة من نسخة «ك» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 صورة الورقة الأولى من نسخة «ج» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 صورة الورقة الأخيرة من نسخة «ج» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 النّص المحقّق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 بسم الله الرّحمن الرّحيم قال الشّيخ الإمام السّيّد بيان الحقّ فخر الخطباء أبو القاسم محمود بن أبي الحسن بن الحسين النّيسابوري رحمه الله: بعد حمد الله كفاء حقّه، والصّلاة على نبيّه محمد خير خلقه، إنّ أفضل العلوم علم كتاب الله النازل من عنده، والسّبب الواصل بين الله وعبده، وتفاسيره مقصورة على قول واحد من الأولين، أو مقصودة بالتكثير والتكرير كما هو في مجموعات المتأخرين، والأولى لعجمة الطباع واللسان لا تشفي القلب، والثانية لا تطاوع الحفظ لإطالة القول، وهذا المجموع يجري من جميعها مجرى الغرّة «1» من الدّهم «2» والقرحة من الكميت «3» ، قد اشتمل مع تدانى أطرافه من وسائطه، وتقارب أقرانه من شواكله على أكثر من عشرة آلاف فائدة، من تفسير وتأويل ودليل ونظائر وإعراب وأسباب نزول، وأحكام فقه، ونوادر لغات، وغرائب أحاديث. فمن أراد الحفظ والتحصيل وكان راجعا إلى أدب وتمييز فلا مزيد له على هذا الكتاب. ومن أراد التبحر والتكثر فعليه بكتابنا «غرر الأقاويل في معاني التنزيل» .   (1) الغرة: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: 2/ 767 (غرر) : بياض في جبهة الفرس. وقيل: الأغر من الخيل الذي غرته أكبر من الدرهم. والقرحة قدر الدرهم فما دونه. ينظر اللسان: 5/ 14 (غرر) . (2) الدّهم: السواد. اللسان: 12/ 209 (دهم) . [ ..... ] (3) الكميت: لون بين السّواد والحمرة. الصحاح: 1/ 263 (كمت) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 ومن أراد محاورة المتكلمين ومحاضرة المتأدبين فلينظر من أحد كتابينا إمّا كتاب «باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن» ، وإمّا كتاب «الأسولة الرائعة والأجوبة الصادعة إلى حلبة البيان وحلية الإحسان وزبدة التفاسير ولمعة الأقاويل» . ومن أراد ريحانة العلوم وباكورة التفاسير وأمهات الآداب ومقلدات الأشعار فلينشر من كتابنا «شوارد الشواهد وقلائد القصائد» حلل [الوشي] «1» وأنماطه «2» وليبسط منه زرابي «3» الربيع ورياطه «4» ، وكل من ذلك ركض في ميدان قد حسرت عنه الجياد، وانقطعت دونه الآماد، ولكنه سنّة العلماء [1/ ب] الأولين أجمعين في تفسير ما أشكل للآخرين الأعجمين، والله وليّ التوفيق/ فيما نقصد، وعليه نتوكل وبه نستعين ونعتضد.   (1) ما بين معقوفين عن «ك» . والوشي: الثياب، والوشي في اللون: خلط لون بلون. اللسان: 15/ 392 (وشى) . (2) النمط: ضرب من البسط، والجمع أنماط. وفي اللسان: 7/ 417 (نمط) عن أبي منصور قال: «والنمط عند العرب والزوج ضروب الثياب المصبغة ولا يكادون يقولون نمط ولا زوج إلا لما كان ذا لون من حمرة أو خضرة أو صفرة، فأما البياض فلا يقال: نمط، ويجمع أنماطا اهـ. (3) الزرابي: البسط، وقيل: كل ما بسط وأتكئ عليه، وقيل: هي الطنافس، والمراد ب «الزرابي» هنا النبت والخضرة. ينظر اللسان: 1/ 447 (زرب) . (4) الرّيطة: الملاءة إذا كانت قطعة واحدة ولم تكن لفقين، والجمع: ريط ورياط. الصحاح: 3/ 1128، واللسان: 7/ 307 (ريط) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 افتتاح كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن من سورة الفاتحة 1 بِسْمِ اللَّهِ: الباء تقتضي تعلق فعل بالاسم إما خبرا أو أمرا، وموضعها نصب على معنى: أبدأ أو أبتدئ «1» ورفع على معنى ابتدائي «2» . والاسم من السّموّ «3» لجمعه على أسماء وتصغيره سميّ، وليس من السّمة «4» لأن محذوف الفاء لا يدخله ألف الوصل، وإنّما الاسم منقوص حذف لامه ليكون فيه بعض ما في الفعل من التصرف، إذ كان أشبه به من الحروف ولحقته ألف الوصل عوضا عن النقص.   (1) إعراب القرآن للنحاس: 1/ 166، مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب: 1/ 66، الكشاف: 1/ 26، تفسير القرطبي: 1/ 99، الدر المصون: 1/ 14. (2) وهو مذهب البصريين كما في إعراب القرآن للنحاس: 1/ 166، والدر المصون: 1/ 22. (3) معاني القرآن للزجاج: 1/ 40، معاني القرآن للنحاس: 1/ 51، مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 66 ونسب هذا الرأي للبصريين. وانظر الكشاف: 1/ 35، والدر المصون: 1/ 19. (4) وقد خطأ هذا القول أيضا الزجاج في معاني القرآن: 1/ 40، والنحاس في معاني القرآن: 1/ 51. وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 66 حيث نسب هذا القول للكوفيين وقال: «وقول البصريين أقوى في التصريف» . وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 1/ 19: «وذهب الكوفيون إلى أنه مشتق من الوسم وهو العلامة لأنه علامة على مسمّاه، وهذا وإن كان صحيحا من حيث المعنى لكنه فاسد من حيث التصريف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 اللَّهِ معناه: الذي يحق له العبادة وأصله الإله «1» ، حذفت الهمزة وجعلت الألف واللّام عوضا عنها، ونظيره [لكنا] «2» أصله: لكن أنا حذفت الهمزة وأدغمت إحدى النونين في الأخرى [فصار لكنا] «3» . الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اسمان من الرحمة. والرحمة: النعمة على المحتاج. وقدّم الرَّحْمنِ وإن كان أبلغ لأنه كالعلم، إذ كان لا يوصف به غير الله فصار كالمعرفة في الابتداء بها «4» . 2 والْحَمْدُ الوصف بالجميل على التفصيل «5» ، [وهو أن يذكره بصفاته المحمودة، أي: المرضية على التفصيل، والذكر بالجميل على الإجمال هو الثناء، وذكر المنعم بالجميل على إنعامه هو الشكر، وقيل: شكر المنعم هو إظهار نعمه قولا وفعلا واعتقادا] «6» . والربّ: الحافظ المدبر «7» ، ويقال للخرقة التي تحفظ فيها القداح: ربابة وربّة «8» .   (1) اشتقاق أسماء الله للزجاجي: (23، 24) ، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 52. وانظر تفسير الطبري: 1/ 125، وتفسير القرطبي: 1/ 102. (2) في الأصل: «لكنّ» ، والمثبت في النص عن «ك» . (3) ما بين معقوفين عن «ج» . (4) انظر: تفسير غريب القرآن: 6، تفسير الطبري: (1/ 126- 130) ، اشتقاق أسماء الله للزجاجي: (38- 40) ، مفردات الراغب: 191، الدر المصون: (1/ 32، 33) . (5) جاء في هامش الأصل: معنى «الحمد» الشكر لله على نعمائه والثناء عليه بما هو أهله. وانظر معنى الحمد في تفسير الطبري: 1/ 135، معاني القرآن للنحاس: 1/ 57، مفردات الراغب: 131، المحرر الوجيز: 1/ 99، تفسير القرطبي: 1/ 131، الدر المصون: 1/ 36. [ ..... ] (6) ما بين معقوفين عن «ج» . (7) ومن معاني الرّبّ في اللغة: السيّد والمالك والمعبود، ولا يطلق على غير الله سبحانه وتعالى إلا بقيد إضافة. انظر: تفسير غريب القرآن: 9، تفسير الطبري: (1/ 141، 142) ، اشتقاق أسماء الله: (32- 34) ، اللسان: 1/ 399 (ريب) . (8) غريب الحديث لأبي عبيد: 2/ 26، الاشتقاق لابن دريد: 180، اللسان: 1/ 406 (ريب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 والعالم ما يحويه الفلك «1» . وقيل العدد الكثير ممن يعقل ثم يدخل غيرهم فيه تبعا، فإنهم في الخليقة كالرؤوس والأعلام وأنهم مستدلون كما أنهم أدلة «2» . 4 والدِّينِ الجزاء والحساب والقضاء والطاعة «3» . والأصل الجزاء. وتخصيص الملك بيوم الدّين لأنّ الأمر فيه لله وحده «4» . وصفة ملك أمدح لاستغنائها عن الإضافة «5» ، والأولى أن يكون أصله من القدرة لا الشد   (1) أورد المؤلف رحمه الله هذا القول في كتابه «وضح البرهان» : 1/ 93، ونسبه للحسن رحمه الله، وفي مفردات الراغب: 345: «العالم عالمان» : الكبير وهو الفلك بما فيه، والصغير وهو الإنسان ... » . (2) قال الطبري في تفسيره: 1/ 143: «والعالمون جمع عالم، والعالم: جمع لا واحد له من لفظه كالأنام والرهط والجيش، ونحو ذلك من الأسماء التي هي موضوعات على جماع لا واحد له من لفظه. والعالم اسم لأصناف الأمم، وكل صنف منها عالم، وأهل كل قرن من كل صنف منها عالم ذلك القرن وذلك الزمان. والجن عالم، وكذلك سائر أجناس الخلق، كل جنس منها عالم زمانه، ولذلك جمع فقيل: عالمون وواحده جمع، لكون عالم كل زمان من ذلك عالم ذلك الزمان ... وهذا القول الذي قلناه، قول ابن عباس وسعيد بن جبير، وهو معنى قول عامة المفسرين» . وقال القرطبي في تفسيره: 1/ 138: «اختلف أهل التأويل في الْعالَمِينَ اختلافا كثيرا، ثم ذكر أقوال المفسرين في ذلك وصحح ما ذهب إليه الطبري» . (3) غريب القرآن لليزيدي: 61، تفسير غريب القرآن: 38، تفسير الطبري: 1/ 155، معاني القرآن للزجاج: 1/ 47، معاني القرآن للنحاس: 1/ 62، 63) ، وقال النحاس: «والدين في غير هذه الطاعة، والدين أيضا العادة ... والمعاني متقاربة لأنه إذا أطاع فقد دان» . (4) انظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 47، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 63، تفسير القرطبي: 1/ 142، البحر المحيط: 1/ 22. (5) لا يسلم للمؤلف- رحمه الله- فيما ذهب إليه هنا، فالقراءتان: ملك، ومالك، قراءتان سبعيتان متواترتان، أضف إلى ذلك أن قراءة «مالك» بالألف، فيها زيادة حرف، والحرف بعشر حسنات كما ثبت في الحديث الصحيح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 والربط لأنّ صفات الله تؤخذ من أشراف «1» المعاني. 5 [إيّا] «2» اسم موضوع مضمر مفرد غير مضاف. والكاف حرف خطاب لا موضع له [من الإعراب] «3» مثل كاف «ذلك» . وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ على نظم آي السورة [ولاقتضائه الحصر] «4» ، وإن كان نعبدك أوجز، ولهذا قدّم الرَّحْمنِ والأبلغ لا يقدم. [2/ أ] وقدّمت العبادة على الاستعانة/ لهذا، مع ما في تقديم ضمير المعبود من حسن الأدب. والحمد دون العبادة ففخّم بالغيبة ليقاربه لفظ العبادة بقصور المخاطبة في اللّفظ، وعلى هذا أسند لفظة النّعمة إلى الله وصرف لفظ الغضب إلى المغضوب عليهم. وسؤال الهداية الحاصلة للتثبيت عليها «5» لا سيّما وبإزاء كل دلالة شبهة. وقيل: هي الهداية إلى طريق الجنّة. وقيل «6» : هي حفظ القرآن والسنّة. والتعبد بالدعاء فيما «7» لا بد أن   (1) في ج، ك: أشرف. (2) في الأصل: «إياك» ، والمثبت في النّص عن نسخة «ج» . (3) عن نسختي «ك» و «ج» وعن كتاب المؤلف وضح البرهان في مشكلات القرآن. (4) عن نسخة «ج» . (5) انظر تفسير الطبري: 1/ 169، معاني القرآن للزجاج: 1/ 49، معاني القرآن للنحاس: 1/ 66، المحرر الوجيز: 1/ 120. وقال الحافظ ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره: 1/ 44: «فإن قيل: كيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وغيرها، وهو متصف بذلك؟ فهل هذا من باب تحصيل الحاصل أم لا؟ فالجواب: أن لا، ولولا احتياجه ليلا ونهارا إلى سؤال الهداية لما أرشده الله إلى ذلك، فإن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، وتبصره، وازدياده منها، واستمراره عليها، فإن العبد لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق. (6) لم أهتد إلى قائله، ونقل المؤلف في وضح البرهان عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّ الصراط المستقيم هنا كتاب الله فيكون سؤال الهداية لحفظه وتبين معانيه. [ ..... ] (7) في «ج» : مما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 يفعله الله زيادة لطف للعبد. 7 وغَيْرِ الْمَغْضُوبِ بدل من [الَّذِينَ وإلا فالمعرفة لا توصف بالنكرة «1» . وقال أبو علي «2» : غَيْرِ ها هنا معرفة لأنها مضافة إلى معرفة والمضاف أيضا في معرفة المعنى لأن له ضدا واحدا. ويجوز نصب غَيْرِ على الحال من «هم» في عَلَيْهِمْ، أو من الَّذِينَ «3» . والغضب من الله إرادة المضارّ بمن عصاه، وكذلك عامّة الصّفات تفسّر على أحوالنا بما هو أغراضها في التمام لا أغراضها في الابتداء «4» . و «آمين» أشبعت منه الهمزة كأنه فعيل من الأمن، وليس به، بل اسم   (1) معاني القرآن للأخفش: 1/ 165، معاني القرآن للزّجّاج: 1/ 53، الحجة لأبي علي الفارسي: 1/ 142، مشكل إعراب القرآن: 1/ 72، الدر المصون: 1/ 71. وقد أورد المؤلف هذا القول في وضح البرهان وقال: إنه مذهب الأخفش. (2) أبو علي الفارسي: (288- 377 هـ) . هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي، أبو علي، الإمام النحوي اللغوي. من تصانيفه: الحجة للقراء السبعة، والأغفال، والمسائل العسكرية ... وغير ذلك. أخباره في: وفيات الأعيان: (2/ 80) ، وسير أعلام النبلاء (16/ 379، 380) ، بغية الوعاة: (1/ 496- 498) ، ونص كلامه في الحجة: 1/ 144. (3) انظر السبعة في القراءات لابن مجاهد: 112، معاني القرآن للزجاج: 1/ 53، الحجة لأبي علي الفارسي: (1/ 142، 143) ، ونقل عن ابن مجاهد أنه قال: «والاختيار الذي لا خفاء به الكسر» اهـ وهي قراءة الجمهور. وقال الطبري في تفسيره: 1/ 182، وقد يجوز نصب «غير» في غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وإن كنت للقراءة بها كارها لشذوذها عن قراءة القراء. وإنّ ما شذ من القراءات عما جاءت به الأمة نقلا ظاهرا مستفيضا. فرأى للحق مخالف، وعن سبيل الله وسبيل رسوله صلّى الله عليه وسلّم وسبيل المسلمين متجانف، وإن كان له- لو كان جائزا القراءة به- في الصواب مخرج» . (4) الأولى أن تفسر مثل هذه الألفاظ على أنها صفات لله سبحانه وتعالى تليق بجلاله دون تأويل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 سمّي به الفعل، ومعناه: افعل أو استجب «1» . والسورة فاتحة الكتاب لأنه «2» يفتتح بها «3» . و «أمّ الكتاب» ، لأنها أصل معانيه «4» . و «السّبع المثاني «5» » ، لأنها تثنى في كل صلاة.   (1) انظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 54، المحرر الوجيز: 1/ 131، البيان لابن الأنباري: (1/ 41، 42) ، الدر المصون: 1/ 77. (2) في «ج» : لأنها. (3) وفي الحديث: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» . أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 1/ 154، كتاب الأذان، باب «وجوب القراءة للإمام والمأموم» . وانظر تفسير الطبري: 1/ 107، معاني القرآن للنحاس: 1/ 48، تفسير القرطبي: 1/ 111. (4) المراد بالكتاب هنا القرآن، وقد جاء في الحديث ما يدل عليه، من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 222، كتاب التفسير، باب قوله: وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «أم القرآن هي السبع المثاني» .. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 295، كتاب الصلاة، باب «وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ... عن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: قال يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا صلاة لمن لم يفترئ بأم القرآن» . (5) يدل على هذه التسمية الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري، والذي تقدم قبل قليل و «تثنى» بضم التاء وسكون الثاء، والمعنى: تكرر وتعاد. اللسان: 14/ 119 (ثنى) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 ومن سورة البقرة 1 الم ونظائرها قيل «1» : إنّها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وما سمّيت معجمة إلا لإعجامها «2» . والأصحّ أنّها اختصار كلام يفهمه المخاطب «3» ، أو أسماء للسّور «4»   (1) أورده المؤلف في وضح البرهان: 1/ 101، ورجح هذا القول ونسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ونقل النحاس هذا القول في معاني القرآن: (1/ 77، 78) عن الشعبي، وأبي حاتم الرازي، ونقله عن الشعبي أيضا البغوي في تفسيره: 1/ 44، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 138، وزاد نسبته إلى سفيان الثوري وجماعة من المحدثين. وانظر زاد المسير: 1/ 20، وتفسير القرطبي: 1/ 154، وفيه: «وروى هذا القول عن أبي بكر الصديق وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما» . (2) أشار الناسخ إلى ما بعده في الهامش ولم أستطع قراءته، وجاء في وضح البرهان: 1/ 101: «لإعجام بيانها وإبهام أمرها» . (3) وقد روي نحو هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، من ذلك ما أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 207، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 27، والنحاس في معاني القرآن: 1/ 73 في قوله: الم قال: أنا الله أعلم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 56، وزاد نسبته إلى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس، وقد رجح الزجاج في معاني القرآن: 1/ 62 هذا القول المنسوب إلى ابن عباس، وقال: «والدليل على ذلك أن العرب تنطق بالحرف الواحد تدل به على الكلمة التي هو منها، قال الشاعر: قلنا لها قفي قالت قاف ... لا تحسبي أنّا نسينا الإيجاف فنطق بقاف فقط، يريد قالت أقف» . (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 206 عن عبد الرحمن بن أسلم، وعزاه القاضي عبد الجبار في متشابه القرآن: (16، 17) إلى الحسن البصري، وكذا المؤلف في وضح البرهان: 1/ 102. وذكر الفخر الرازي في تفسيره: 2/ 6 أنه قول أكثر المتكلمين، واختيار الخليل وسيبويه. وقال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 300: «فإن كانت أسماء للسور، فهي أعلام تدل على ما تدل عليه الأسماء من أعيان الأشياء وتفرق بينها. فإذا قال القائل: (المص) أو قرأت: ص أو ن دل بذاك على ما قرأ كما تقول: لقيت محمدا وكلمت عبد الله، فهي تدل بالاسمين على العينين، وإن كان قد يقع بعضها مثل حم والم لعدة سور، فإن الفصل قد يقع بأن تقول: حم السجدة، والم البقرة، كما يقع الوفاق في الأسماء، فتدل بالإضافات وأسماء الآباء والكنى» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 لأنّ الله أشار بها إلى الكتاب، ولا تصلح صفة للمشار إليه، لأنّ الصّفة للتحلية بالمعاني أو هي إشارة إلى أنّ ذلك الكتاب الموعود مؤلف منها. فلو كان من عند غير الله لأتيتم بمثله، فيكون موضع الم رفعا بالابتداء، والخبر ذلِكَ الْكِتابُ «1» . وقال المبرّد «2» : ليس في الم إعراب لأنها حروف هجاء وهي لا يلحقها الإعراب، لأنها علامات إلا أنّها يجوز أن تجعل أسماء للحروف فتعرب. [2/ ب] والكتاب والفرض والحكم والقدر واحد «3» ، وفي/ الحديث «4» :   (1) معاني القرآن للزجاج (1/ 67، 68) ، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 73، والبيان لابن الأنباري: 1/ 43، والتبيان للعكبري: 1/ 14، والدر المصون: 1/ 81. (2) المبرد: (210- 285 هـ) . هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي، أبو العباس. الإمام النّحوي الأديب. صنّف الكامل في النحو، والمذكر والمؤنث، والمقتضب، وغير ذلك. قال الزّبيدي في شرح خطبة القاموس: 1/ 92: «المبرّد بفتح الراء المشددة عند الأكثر، وبعضهم بكسر» . أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: 101، معجم الأدباء: 19/ 111، بغية الوعاة: 1/ 269. (3) تفسير القرطبي: 1/ 159. (4) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 3/ 167، كتاب الصلح، باب «إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود» ، والإمام مسلم في صحيحه: 3/ 1325، كتاب الحدود، باب «من اعترف على نفسه بالزنا» عن أبي هريرة رضي الله عنه ورفعه، واللفظ عندهما: «لأقضين بينكما بكتاب الله» . وانظر النهاية لابن الأثير: 4/ 147. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 «لأقضينّ بكتاب الله» أي بحكمه. 2 لا رَيْبَ فِيهِ يخاطب أهل الكتاب لمعرفتهم به من كتابهم «1» . أو لا سبب شكّ وشبهة فيه من انتفاء أسباب التناقض والتعقيد ونحوهما «2» . هُدىً لِلْمُتَّقِينَ لأنهم الذين اهتدوا به، وموضع هُدىً نصب على الحال من «هاء» فِيهِ، والعامل فيه هو العامل في الظرف، وهو معنى رَيْبَ أي: لا ريب فيه هاديا، ويجوز موضعه رفعا بمعنى فيه هدى أو يكون خبر ذلِكَ الْكِتابُ «3» . 3 يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ بما يغيب عن الحواس، أو يؤمنون بظهر الغيب ولا ينافقون «4» ، والجار والمجرور في موضع حال، وعلى الأول في معنى مفعول به. والصَّلاةَ: الدعاء، وفي الحديث «5» : «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب وإن كان صائما فليصلّ» أي فليدع لصاحبه.   (1) المحرر الوجيز: 1/ 142، تفسير القرطبي: 1/ 158. (2) قال المصنف رحمه الله في كتابه «وضح البرهان» : 1/ 104: إخبار عن كون القرآن حقا وصدقا إذ أسباب الشك عنه زائلة، وصفات التعقيد والتناقض منه بعيدة، والإعجاز واقع، والهدى حاصل، والشيء إذا بلغ هذا المبلغ اتصف بأنه لا رَيْبَ فِيهِ. (3) تفسير الطبري: 1/ 231، معاني القرآن للزجاج: 1/ 70، إعراب القرآن للنحاس: 1/ 180، الدر المصون: 1/ 86. (4) ذكر المفسرون أقوالا كثيرة في المراد بِالْغَيْبِ، راجع هذه الأقوال في تفسير الطبري: 1/ 236، تفسير البغوي: 1/ 47، المحرر الوجيز: (1/ 145، 146) ، زاد المسير: (1/ 25، 26) ، تفسير القرطبي: 1/ 163. قال الإمام أبو جعفر الطبريّ رحمه الله: «وأصل الغيب: كل ما غاب عنك من شيء. وهو من قولك: غاب فلان يغيب غيبا» . وأورد ابن عطية رحمه الله بعض الأقوال، ثم قال: «وهذه الأقوال لا تتعارض، بل يقع الغيب على جميعها، والغيب في اللغة: ما غاب عنك من أمر، ومن مطمئن الأرض الذي يغيب فيه داخله. (5) أخرجه- باختلاف يسير في بعض ألفاظه- الإمام مسلم في صحيحه: 2/ 1054، كتاب النكاح، باب «الأمر بإجابة الداعي إلى دعوة» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: 1/ 178، النهاية لابن الأثير: 3/ 50، اللسان: 14/ 465 (صلا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 وقيل «1» : الصلاة من صليت العود، إذا لينته، لأنّ المصلى يلين ويخشع. وأصل الإنفاق «2» الإنفاد، أنفق القوم نفد زادهم «3» . 5 وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ: يدخل «هم» في مثله فصلا، وفي لفظ الكوفيين عمادا ولا موضع له من الإعراب «4» ، وإنما يؤذن أن الخبر معرفة، أو أن الذي بعده خبر لا صفة. 6 سَواءٌ عَلَيْهِمْ في قوم من الكفار، وسَواءٌ بمعنى مستو. وفي حديث علي رضي الله عنه: «حبّذا أرض الكوفة، سواء سهلة» «5» . والحكمة في الإنذار مع العلم بالإصرار إقامة الحجة، وليكون الإرسال عاما، وليثاب الرسول «6» . وسَواءٌ عَلَيْهِمْ يجوز أن يكون خبر (إن) ، ويجوز اعتراضا، والخبر لا يُؤْمِنُونَ «7» ، ولفظ الإنذار «8» في أَأَنْذَرْتَهُمْ معناه الخبر   (1) هذا القول بنصه في مجمل اللّغة لابن فارس: 2/ 38 (صلى) ، وأورده السمين الحلبي في الدر المصون: 1/ 94، وقال: «ذكر ذلك جماعة أجله وهو مشكل، فإن الصلاة من ذوات الواو، وهذا من الياء» . (2) من قوله تعالى: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ. (3) تهذيب الألفاظ: 21، مفردات الراغب: 502، الكشاف: 1/ 133، البحر المحيط: 1/ 39، الدر المصون: 1/ 96. (4) ينظر هذه المسألة في الجمل للزجاجي: 142، والإنصاف لابن الأنباري: 1/ 706. (5) أخرجه يحيى بن معين في تاريخه: 4/ 51، واللّفظ عنده: «يا حبذا الكوفة، أرض سواء معروفة تعرفها جمالنا المعلوفة» . أخرجه ابن معين عن علي رضي الله عنه، وفيه انقطاع لأن ابن عيينة لم يسمع من علي. واللّفظ الذي أورده المؤلف رحمه الله في غريب الحديث للخطابي: 2/ 187، والفائق للزمخشري: 2/ 209، النهاية: 2/ 427. [ ..... ] (6) في وضح البرهان: 1/ 105: «وقيل لثبات الرسول على محاجة المعاندين» . (7) إعراب القرآن للنحاس: 1/ 184، عن ابن كيسان. وانظر مشكل إعراب القرآن: 1/ 76، التبيان للعكبري: 1/ 21. (8) في «ك» و «ج» : الاستفهام، وكذلك في وضح البرهان للمؤلف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 للتسوية «1» التي في الاستفهام من الإبهام، ولا تسوية في «أو» «2» لأنها تكون في معنى «أي» وهذا معنى قولهم إن أو لا تعادل الألف، والمعادلة أن تكون أم مع الألف في معنى أي، ولا يجوز: لأضربنه قام أو قعد، ويجوز «أم» «3» ، إذ لا تسوية في الإبهام لأن المعنى لأضربنه على كل حال. 7 خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وسمها بسمة تعرفها الملائكة كما كتب الإيمان في قلوب المؤمنين «4» . وقيل/: هو حفظ ما في قلوبهم للمجازاة إذ ما يحفظ يختم. [3/ أ] وقيل: المراد ظاهره، وهو المنع بالخذلان عقوبة لا بسلب القدرة، والقلب مضغة معلقة بالنياط، وعربي خالص. وفي الخبر «5» : «لكلّ شيء قلب، وقلب القرآن يس» : ولم يجمع السمع للمصدر أو لتوسطه الجمع «6» [من طرفيه] «7» .   (1) ذكره الأخفش في معاني القرآن: (1/ 181، 182) ، وانظر معاني القرآن للزجّاج: 1/ 77، إعراب القرآن للنحاس: 1/ 184، الحجة لأبي علي الفارسي: (1/ 264، 265) ، التبيان للعكبري: 1/ 22، الدر المصون: 1/ 105. (2) الحجة للفارسي: 1/ 265. (3) راجع هذا المعنى ل «أم» في حروف المعاني للزّجاجي: 48، رصف المباني: 187، الجنى الداني: 225. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 67. (5) أخرجه الترمذي في السنن: 5/ 162، كتاب فضائل القرآن، باب «ما جاء في فضل يس» عن أنس رضي الله عنه مرفوعا، وقال: «هذا حديث غريب» . وأخرجه- أيضا- الدارمي في سننه: 2/ 456، كتاب فضائل القرآن، باب «في فضل يس» ، وفي سنده هارون أبو محمد مجهول. قال العجلوني في كشف الخفاء: 1/ 269: «وأجيب بأن غايته أنه ضعيف، وهو يعمل به في الفضائل» . (6) زاد في وضح البرهان: 1/ 107، «فكان جمعا بدلالة القرينة، مثل: السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، والظُّلُماتِ وَالنُّورَ. (7) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 وأصل العذاب: المنع، واستعذب عن كذا: انتهى «1» . وفي حديث علي «2» رضي الله عنه: «اعذبوا عن ذكر النساء، فإن ذلك يكسركم عن الغزو» ، وفي المثل «3» : لألجمنّك لجاما معذبا، أي: مانعا من ركوب الرأس. 8 وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ دخلت الباء في خبر «ما» مؤكدة للنفي «4» ، لأنه يستدل بها السامع على الجحد إذا كان غفل عن أول الكلام. 9 يُخادِعُونَ اللَّهَ: مفاعله للواحد، مثل: عافاه الله وقاتله، وعاقبت اللص، أو المراد: مخادعة الرسول والمؤمنين كقوله «5» : يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [أي: يخادعون رسول الله] «6» ، وأصل الخداع: إظهار غير ما في النفس «7» ، وفي المثل «8» : أخدع من [ضب] «9» حرشته. وفي الحديث «10» : «بين يدي الساعة سنون خدّاعة» .   (1) تهذيب اللغة: 2/ 321، الصحاح: 1/ 178، اللسان: 1/ 584 (عذب) . (2) الحديث ذكره أبو عبيد في غريب الحديث: 3/ 467 دون إسناد. وهو في الفائق للزمخشري: 2/ 405، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 76، والنهاية لابن الأثير: 3/ 195. (3) جمهرة الأمثال للعسكري: 2/ 215، ومجمع الأمثال للميداني: 3/ 130. (4) معاني القرآن للزجاج: 1/ 85، إعراب القرآن للنحاس: 1/ 187، مشكل إعراب القرآن: 1/ 77، التبيان للعكبري: 1/ 25. [ ..... ] (5) من آية 57 سورة الأحزاب. (6) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (7) انظر اللسان: 8/ 63، تاج العروس: 20/ 483 (خدع) . (8) الجمهرة لابن دريد: 1/ 512، تهذيب اللغة: 1/ 159، جمهرة الأمثال للعسكري: 1/ 440، مجمع الأمثال: 1/ 458. والمعنى- كما في مجمع الأمثال- أن خدع الضّبّ إنما يكون من شدة حذره، وأما صفة خدعة فأن يعمد بذنبه باب جحره، ليضرب به حية أو شيئا آخر إن جاءه، فيجيء المحترش فإن كان الضبّ مجرّبا أخرج ذنبه إلى نصف الجحر، فإن دخل عليه شيء ضربه، وإلا بقي في جحره. (9) في الأصل: «ظبي» ، والمثبت في النص من «ك» و «ج» . (10) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 2/ 291 باختلاف يسير في اللفظ. وابن ماجة في السنن: 2/ 1339، كتاب الفتن، باب «شدة الزمان» عن أبي هريرة مرفوعا وفي إسنادهما إسحاق بن أبي الفرات، جهّله الحافظ في التقريب: 102، وهو أيضا في غريب الحديث للخطابي: 1/ 530، الفائق للزمخشري: 3/ 55، النهاية: 2/ 14. وفي معنى الحديث قال ابن الأثير: «أي تكثر فيها الأمطار ويقل الرّيع، فذلك خداعها، لأنها تطمعهم في الخصب بالمطر ثم تخلف. وقيل: الخدّاعة: القليلة المطر، من خدع الرّيق إذا جفّ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 10 فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً: أي: عداوة الله «1» كقوله «2» : فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، أي: من ترك ذكر الله. وقيل «3» : ذلك بما كلّفهم من حدود الشريعة وفروضها. وقيل «4» : ذلك بزيادة تأييد الرسول تسمية للمسبب باسم السبب. 10 بِما كانُوا يَكْذِبُونَ: «ما» [مع الفعل] «5» بمعنى المصدر وليس بمعنى الذي «6» لأن «الذي» يحتاج إلى عائد من الضمير. وإنما جاءهم المفسدون مع فساد غيرهم لشدة فسادهم، فكأنه لم يعتد بغيره. 14 وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ: أبلغ من خلوا بهم «7» لأن فيه دلالة الابتداء والانتهاء، لأن أول لقائهم للمؤمنين أي: إذا خلوا من المؤمنين إلى الشياطين «8» .   (1) في «ج» : أي زادهم عداوة الله مرضا. (2) الزمر: آية: 22. (3) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 1/ 69. (4) المصدر السابق، أورد معناه دون لفظه. (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (6) وذكر السمين الحلبي في الدر المصون: 1/ 131 أن «ما» يجوز أن تكون بمعنى الذي، وقال: «وحينئذ فلا بدّ من تقدير عائد، أي: بالذي كانوا يكذّبونه، وجاز حذف العائد لاستكمال الشروط، وهو كونه منصوبا متصلا بفعل، وليس ثمّ عائد آخر» . (7) في «ج» : خلوا شياطينهم. راجع هذا المعنى في تفسير الماوردي: 1/ 70، والمحرر الوجيز: (1/ 174، 175) ، وتفسير القرطبي: 1/ 207، وتفسير ابن كثير: 1/ 77. (8) قال السمين الحلبي في الدر المصون: 1/ 145: «والأكثر في «خلا» أن يتعدى بالباء، وقد يتعدى بإلى، وإنما تعدّى في هذه الآية بإلى لمعنى بديع، وهو أنه إذا تعدّى بالباء احتمل معنيين أحدهما: الانفراد، والثاني: السخرية والاستهزاء، تقول: «خلوت به» أي سخرت منه، وإذا تعدّى بإلى كان نصا في الانفراد فقط، أو تقول: ضمن خلا معنى صرف فتعدّى بإلى، والمعنى: صرفوا خلاهم إلى شياطينهم ... » . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 15 اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ: يجازيهم على استهزائهم «1» أو يرجع وباله عليهم أو يستدرجهم بالزيادة في النعم على الإملاء في الطغيان. وفي حديث عدي بن حاتم أنه يفتح لهم باب الجنة ثم يصرفون إلى النار «2» . [3/ ب] وَيَمُدُّهُمْ: يملى لهم ويعمرهم «3» ، وقيل: يكلهم إلى نفوسهم/ ويخذلهم. 16 اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى: إذ كان الله فطرهم على الإيمان. ويقال: شريت واشتريت: بعت «4» . وشراة المال وشريه خياره [الذي] «5» يرغب في شراه وفرس شرى: خيار فائق وفي حديث أم   (1) انظر تأويل مشكل القرآن: 277، وتفسير الطبري: (1/ 302- 304) ، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 96، وتفسير الماوردي: 1/ 71. (2) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عدي بن حاتم، وورد هذا المعنى في أثر أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: 2/ 244 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وفي إسناده الكلبي، وأبو صالح، والكلبي متهم بالكذب كما في التقريب: 479. ووصف الطبري في تفسيره: 1/ 66 رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس بقوله: «وليست الرواية عنه من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله» . (3) أخرج الطبري في تفسيره: 1/ 307 عن ابن عباس، وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم: «يمدّهم» يملي لهم. ونقل الأخفش في معاني القرآن: 1/ 206 عن يونس بن حبيب: «ما كان من الشر فهو «مددت» وما كان من الخير فهو «أمددت» » . وانظر غريب القرآن وتفسيره لليزيدي: 65، وتفسير المشكل لمكي: 87، وتفسير الماوردي: 1/ 72. (4) فهو من الأضداد. انظر الأضداد لابن الأنباري: 72، واللسان: 4/ 428 (شرى) . (5) في الأصل: التي، والمثبت في النص عن «ج» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 زرع «1» : «ركب شريّا وأخذ خطّيّا» «2» . 17 مَثَلُهُمْ: في قوم أسلموا ثم نافقوا «3» . وقيل «4» : هم اليهود ينتظرون المبعث ويستفتحون   (1) قال الزبير بن بكار في الأخبار الموفقيات: 464: «وهي أمّ زرع بنت أكيمل بن ساعد» . وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: 9/ 167: «وسمى ابن دريد في «الوشاح» أم زرع عاتكة» . وأم زرع هي واحدة من إحدى عشرة امرأة من قرية من قرى اليمن كما في الأخبار الموفقيات: 462، وقد خرجن إلى مجلس لهن، فقال بعضهن لبعض: تعالين فلنذكر بعولتنا بما فيهم، ولا نكذب فتبايعن على ذلك ... » . والحديث في صحيح البخاري: 6/ 147، كتاب النكاح، باب «حسن المعاشرة مع الأهل» ، وصحيح مسلم: 4/ 1901، كتاب فضائل الصحابة، باب «ذكر حديث أم زرع» . (2) قال القاضي عياض رحمه الله في بغية الرائد: 160: «والشرى أيضا- بالشين المعجمة- الفرس الذي يستشري في سيره، أي يلج ويمضي بلا فتور ولا انكسار» ... و «الخطى» الرمح، نسب إلى الخط، وهو موضع من ناحية البحرين، تأتي الرماح إليها من الهند، ثم تفرق من الخط إلى بلاد العرب فينسب إليه ... » . وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: (2/ 308، 309) ، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 535، والنهاية لابن الأثير: 2/ 496. والخطّ بفتح أوله وتشديد ثانيه كما في معجم ما استعجم: 2/ 503، ومعجم البلدان: 2/ 378. (3) الآيات التي نزلت في المنافقين في صدر سورة البقرة (8- 20) من قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ إلى قوله تعالى: يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ ... الآية. وانظر خبرهم في تفسير الطبري: 1/ 322، وتفسير ابن كثير: (1/ 80، 81) ، والدر المنثور: (1/ 81، 82) . (4) هذه الآية والآيات التي قبلها نزلت في المنافقين قولا واحدا، ولم أجد من قال إنها نزلت في اليهود والمعنى الذي ذكره المؤلف ورد في قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ البقرة: 89. فهذه الآية نزلت في اليهود، وقد ورد خبر استفتاح اليهود بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في عدة روايات منها: ما أخرجه ابن إسحاق (السيرة لابن هشام: 1/ 211) ، والطبري في تفسيره: (2/ 332، 333) ، وأبو نعيم في الدلائل: (1/ 94- 96) ، والبيهقي في الدلائل: (2/ 75، 76) عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ منهم قالوا: فينا والله وفيهم- يعني في الأنصار، وفي اليهود- الذين كانوا جيرانهم- نزلت هذه القصة، يعني: وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا قالوا: كنا قد علوناهم دهرا في الجاهلية ونحن أهل الشرك، وهم أهل الكتاب- فكانوا يقولون: إن نبيا الآن مبعثه قد أظل زمانه، يقتلكم قتل عاد وإرم. فلما بعث الله تعالى ذكره رسوله من قريش واتبعناه، كفروا به. يقول الله: فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ اهـ. قال الشيخ أحمد شاكر في تخريج هذا الحديث: «هذا له حكم الحديث المرفوع، لأنه حكاية عن وقائع في عهد النبوة، كانت سببا لنزول الآية، تشير الآية إليها. الراجح أن يكون موصولا. لأن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري الظفري المدني: تابعي ثقة، وهو يحكي عن «أشياخ منهم» فهم آله من الأنصار. وعن هذا رجحنا اتصاله» اهـ. وانظر باقي الروايات الواردة في استفتاح اليهود بالنبي صلّى الله عليه وسلّم في تفسير الطبري: (2/ 333- 336) ، ودلائل النبوة لأبي نعيم: 1/ 96، ودلائل النبوة للبيهقي: (2/ 76، 77) ، وأسباب النزول للواحدي: (63، 64) ، والدر المنثور: (1/ 216، 217) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 به «1» ، فلما جاءهم كفروا. وهذا التمثيل إن كان لأنفس المنافقين بأنفس المستوقدين ف «الذي» في معنى الجمع لا غير «2» ، وإن كان ذلك تشبيه حالهم بحال المستوقد جاز فيه معنى الجمع والتوحيد، لأنه إذا أريد به الحال صار الواحد في معنى الجنس «3» ، إذ لا يتعين به مستوقد بخلاف إرادة الذات. 18 لا يَرْجِعُونَ أي: إلى الإسلام أو عن الكفر «4» ، لتنوع الرجوع إلى   (1) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 58: «كانت اليهود إذا قاتلت أهل الشرك استفتحوا عليهم أي استنصروا الله عليهم. فقالوا: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث إلينا ... والاستفتاح: الاستنصار» . وانظر تفسير الطبري: 2/ 332، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 171. (2) وهو قول الأخفش في معاني القرآن له: 1/ 209. (3) انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 15، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 102، والتبيان للعكبري، (1/ 32، 33) ، والدر المصون: 1/ 156. (4) أخرج الطبري في تفسيره: 1/ 332 عن ابن عباس وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم: «فهم لا يرجعون» : فهم لا يرجعون إلى الإسلام. ونقل الماوردي في تفسيره: 1/ 75 عن قتادة مثل هذا القول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 الشيء وعنه، ويقال: كلمني فلان فما رجعت إليه كلمة ولا رجعت «1» . 19 كَصَيِّبٍ: ذي صوب، فيجوز مطرا أو سحابا «2» فيعل من صاب يصوب وهو مثل القرآن فما فيه من ذكر الثواب والبشارة وأسباب الهداية كالمطر، وما فيه من الوعيد والتخسير «3» والذم كالظلمات. والصواعق والصاعقة: عذاب هدأت فيها النار، وصعق الصوت: شديدة «4» ، وفي الحديث «5» : «ينتظر بالمصعوق ثلاثا ما لم يخافوا عليه نتنا» . 19 حَذَرَ الْمَوْتِ أي: المنافقين آمنوا ظاهرا خوفا من المؤمنين، وتابعوا الكفار باطنا مخافة أن يكون الدائرة لهم، فهم يحذرون الموت كيف ما كانوا. 22 فِراشاً: بساطا [وقيل: فراشا يمكن الاستقرار عليه، ولم يجعلها حزنة غليظة والسماء بناء سقفا] «6» وفي الحديث «7» : «فرشنا للنّبيّ- عليه السلام- بناء في يوم مطر» أي نطعا «8» والمبناة قبة من أدم.   (1) في هامش الأصل ونسخة «ك» و «ج» : «ولا أرجعت» . [ ..... ] (2) قال ابن فارس في مجمل اللغة: 2/ 544: «الصوب: نزول المطر. والصّيّب: السحاب ذو الصّوب» . (3) في «ج» : والتحسر. (4) اللسان: 10/ 199 (صعق) . (5) هذا الأثر مقطوع، وهو من قول الحسن البصري رضي الله عنه، كما في الفائق: 2/ 299، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 590. وهو في النهاية: 3/ 32 دون عزو. قال ابن الأثير: «هو المغشى عليه، أو الذي يموت فجأة لا يعجّل دفنه» . (6) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (7) أخرجه- باختلاف في لفظه- الإمام أحمد في المسند: 6/ 85 عن عائشة رضي الله عنها. والخطابي في غريب الحديث: 1/ 230 وفي إسنادهما مقاتل بن بشير، قال عنه الحافظ في التقريب: 544: «مقبول» ، وبقية الرجال ثقات. وأورده الزمخشري في الفائق: 1/ 130، وابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 88، وابن الأثير في النهاية: 1/ 158. (8) قال الخطابي: «البناء: النّطع، والمشهور منه المبناة، يقال للنّطع مبناة ومبناة- بكسر الميم وفتحها- ... وإنما سمّي النطع مبناة، لأنها تتخذ من أديمين يوصل أحدهما بالآخر، والمبناة في قول أبي عبيدة خيمة، وهي العيبة أيضا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 21 لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ: على أصلها في الشك والرجاء من المخاطب للتقوى لئلا يأمن العبد مدلّا بتقواه. 22 فَأَخْرَجَ بِهِ: لما كان تقديره: أنه إذا أنزل الماء أخرج الثمرات قال (أخرج به) لأنه كالسبب وإن كان الله لا يفعل بسبب وآلة كقولهم: جازاه بعمله وإن كان فعل واحد لا يكون سبب فعل آخر. [4/ أ] 23 فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ: (من) للتبعيض «1» كقولك: هات من الدراهم درهما وليست من التجنيس مثل قوله: مِنَ الْأَوْثانِ «2» لأن التحدي ببعض المثل وليس الرجس ببعض الأوثان «3» . و «السورة» : الرفعة «4» وسور الرأس أعلاه. وفي الحديث «5» : «لا يضر المرأة أن لا تنقض شعرها إذا أصاب الماء سور الرأس» . 23 وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ: أعوانكم «6» ، أي: من يشهد لكم.   (1) ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: (1/ 201، 202) ورجحه. (2) سورة الحج، آية: 30. (3) راجع معاني القرآن للزجاج: 3/ 425، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 492. حيث قال: «من لإبانة الجنس وجعلها الأخفش للتبعيض على معنى: فاجتنبوا الرجس الذي هو بعض الأوثان. ومن جعل (من) إبانة الجنس فمعناه: فاجتنبوا الرجس الذي الأوثان منه فهو أعم في النهي وأولى» . وانظر البيان لابن الأنباري: 2/ 174، والتبيان للعكبري: 2/ 941. (4) انظر غريب الحديث للخطابي: 1/ 637، والمجموع المغيث: 2/ 148، وتفسير القرطبي: 1/ 65، واللسان: 4/ 386 (سود) . (5) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: 1/ 637 عن جابر مرفوعا، وفي سنده أحمد بن عصام، وهو ضعيف كما في لسان الميزان: 1/ 220، وانظر النهاية لابن الأثير: 2/ 421. (6) أخرج الطبري في تفسيره: 1/ 376 عن ابن عباس: «وادعوا شهداءكم من دون الله» ، يعني أعوانكم على ما أنتم عليه، «وإن كنتم صادقين» ، وأخرج نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 84. - ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 77 عن ابن عباس، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 98. وزاد نسبته إلى ابن إسحاق عن ابن عباس أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 24 وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ: هي حجارة الكبريت «1» فهي أشد توقدا أو الأصنام المعبودة فهي أشد تحسرا أو كأنهم حذّروا نارا تتقد بها الحجارة «2» . 25 مُتَشابِهاً: أي خيارا كلّه «3» أو التذاذهم بجميعه متساو لا يتناقض «4» ولا يتفاضل أو متشابها في اللّون وإن اختلف المطعم «5» فيقولون ما لم يطعموه هذا الذي رزقناه.   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: (1/ 381، 382) عن ابن مسعود، وابن عباس وابن جريج. والحاكم في المستدرك: (2/ 261) كتاب التفسير، سورة البقرة عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 90 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، والفريابي، وهناد بن السري، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم، والطبراني، والبيهقي، كلهم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. [ ..... ] (2) قال الفخر الرازي في تفسيره: 2/ 133: «إنها نار ممتازة من النيران بأنها لا تتقد إلا بالناس والحجارة، وذلك يدل على قوتها من وجهين. الأول: أن سائر النيران إذا أريد إحراق الناس بها أو إحماء الحجارة أو قدت أولا بوقود ثم طرح فيها ما يراد إحراقه أو إحماؤه، وتلك- أعاذنا الله منها برحمته الواسعة- توقد بنفس ما تحرق. الثاني: أنها لإفراط حرها تتقد في الحجر» . (3) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (1/ 389، 390) عن الحسن، وقتادة، وابن جريج. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 96، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن الحسن. (4) في «ج» : يتناقص. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: (1/ 387، 390) عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، وعن مجاهد، وعن يحيى بن أبي كثير. وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 79 وقال: وهذا قول ابن عباس، وابن مسعود، والربيع بن أنس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 96 وزاد نسبته إلى وكيع، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد، عن مجاهد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 مِنْ تَحْتِهَا، أي: من تحت أشجارها. ونهر الجنة يجري في غير أخدود «1» . 26 لا يَسْتَحْيِي: لا يدع ولا يمتنع لا على المأخذ الذي هو الابتداء بل التمام، وأصل الاستحياء: التهيّب «2» قال صلّى الله عليه وسلّم «3» : «اللهم لا ترني زمانا لا يتّبع فيه العليم ولا يستحيا فيه من الحليم» . 26 ما بَعُوضَةً: أي: يضرب مثلا ما من الأمثال ثم «بعوضة» نصب على البدل «4» . فَما فَوْقَها أي: في الصّغر «5» ، لأنّ القصد التمثيل بالحقير، كما   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: 13/ 97، كتاب الجنة، وابن قتيبة في غريب الحديث: 2/ 522، والطبري في تفسيره: 1/ 384، وأبو نعيم في صفة الجنة: 3/ 167 عن مسروق. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 95 وزاد نسبته إلى ابن مردويه والضياء المقدسي عن أنس مرفوعا. قال ابن الأثير في النهاية: 2/ 13: «الأخدود: الشّقّ في الأرض، وجمعه الأخاديد» . (2) قال المؤلف- رحمه الله- في كتابه «وضح البرهان» 1/ 119: «والاستحياء عارض في الإنسان يمتنع عنده عما يعاب عليه وذلك لا يجوز على الله، ولكن ضرب المثل بالحقير إذا تضمن جليل الحكمة لا يستحيا عنه، فقارب- جل اسمه- الخطاب في التفهيم باللفظ المعتاد» . (3) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 5/ 340 عن سهل بن سعد مرفوعا، واللفظ عنده: «اللهم لا يدركني زمان ولا تدركوا زمانا لا يتبع فيه العليم ولا يستحى فيه من الحليم، قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب» . وفي سنده عبد الله بن لهيعة، قال عنه الحافظ في التقريب: 319: «صدوق، من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه» . (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 21، معاني القرآن للزجاج: (1/ 103، 104) ، مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 83، التبيان للعكبري: 1/ 43، الدر المصون: 1/ 223. (5) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 20: «ولست أستحسنه لأن البعوضة كأنها غاية في الصغر، فأحبّ إلى أن أجعل «ما فوقها» أكبر منها ... » . وقال الطبري في تفسيره: 1/ 405: «وأما تأويل قوله «فما فوقها» : فما هو أعظم منها- عندي- لما ذكرنا قبل من قول قتادة وابن جريج: أن البعوضة أضعف خلق الله، فإذ كانت أضعف خلق الله فهي نهاية في القلة والضعف. وإذ كانت كذلك فلا شك أن ما فوق أضعف الأشياء، لا يكون إلا أقوى منه ... » . وانظر القول الذي ذكره المؤلف- رحمه الله- في المصدرين السابقين ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 35، ومعاني القرآن للأخفش: 1/ 215. وأورد ابن عطية القولين في المحرر الوجيز: 1/ 215، وقال: «والكل محتمل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 [يقول] «1» : هو قليل العقل فيقال: وفوق ذلك. يُضِلُّ: يحكم بالضّلال ويقضيه، أو يضل عن الجنّة والثّواب، أو يخليهم واختيار الضّلال، أو يملي لهم في الضّلال، أو يجدهم ضالين. أضل ناقته إذا ضلّت. وفي الحديث «2» : «أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قومه فأضلّهم» [أي: فوجدهم ضالين] «3» . 27 يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ: ما أمر به في كتبه، وقيل: هو حجة الله القائمة في العقول على التوحيد والنّبوات. وموضع «أن» في أَنْ يُوصَلَ خفض على البدل من الهاء في «به» «4» إذ يجوز أمر الله بأن يوصل. 28 وَكُنْتُمْ أَمْواتاً: نطفا في أصلاب آبائكم «5» ، أو أمواتا في القبور   (1) في «ك» : يقال. (2) أورده الخطابي في غريب الحديث: 1/ 716، مع أحاديث أخرى قائلا: «وهذه مقطعات من الحديث لم يحضرني إسنادها. وهو في الفائق للزمخشري: 2/ 346، والنهاية لابن الأثير: 3/ 98. ونقل الخطابي عن أبي موسى قال: «ومعناه أنه وجدهم ضلالا. تقول العرب: أتيت بني فلان فأحمدتهم: أي وجدتهم محمودين، وأبخلتهم: وجدتهم بخلاء، وأضللتهم: وجدتهم ضلالا» . (3) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، والمثبت في النص من «ك» . (4) معاني القرآن للأخفش: 1/ 216، معاني القرآن للزجاج: 1/ 106، التبيان للعكبري: 1/ 44، البحر المحيط: 1/ 128، الدر المصون: 1/ 236. (5) أخرج الطبري- رحمه الله- هذا المعنى في تفسيره: (1/ 419، 420) عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن قتادة، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 102، وقال: «وروى عن أبي العالية والحسن البصري وأبي صالح والسدي وقتادة نحو ذلك» . - وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 105 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. وصحح ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 57 هذا القول ونسبه إلى ابن عباس وقتادة ومقاتل والفراء وثعلب والزجاج وابن قتيبة وابن الأنباري. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 فأحياكم للسؤال «1» ، لأنّ الموت ما كان عن حياة، إلا «2» أن الميت ولا شيء سواء. [4/ ب] والواو في وَكُنْتُمْ للحال/، أي: كيف وهذه حالكم، وقد فيه مضمرة «3» . 29 ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ: قصد وعمد إلى خلقها «4» ، أو صعد أمره الذي به كانت الأشياء إليها «5» . أو تقديره: لأنّ القضاء والقدر من السّماء فحذف الأمر والتقدير لدلالة الحال. وقيل «6» : استولى على ملك السماء ولم يجعلها كالأرض المعارة من العباد.   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 419 عن أبي صالح، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 105 وزاد نسبته إلى وكيع عن أبي صالح. وانظر المحرر الوجيز: 1/ 221، وتفسير القرطبي: 1/ 249، وتفسير ابن كثير: 1/ 97. (2) في «ك» و «ج» : «أو لأن الميت ولا شيء سواء» . (3) انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 24، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 107، والتبيان للعكبري: 1/ 45، والدر المصون: 1/ 238. (4) نقل الزجاج في معاني القرآن: 1/ 107 عن بعضهم- ولم يسمهم- عمد وقصد إلى السماء كما تقول قد فرغ الأمير من بلد كذا وكذا، ثم استوى إلى بلد كذا، معناه قصد بالاستواء إليه. (5) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 1/ 107 وعزاه إلى ابن عباس رضي الله عنهما. (6) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 213 عند تفسير قوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الأعراف: 54، وأورد البيتين اللذين يستشهد بهما أصحاب هذا القول وهما قول الشاعر: حتى استوى بشر على العراق ... من غير سيف ودم مهراق وبقول الشاعر: - هما استويا بفضلهما جميعا ... على عرش الملوك بغير زور قال ابن الجوزي: «وهذا منكر عند اللغويين. قال ابن الأعرابي: العرب لا تعرف «استوى» بمعنى «استولى» ، ومن قال ذلك فقد أعظم، قالوا: وإنما يقال: استوى فلان على كذا، إذا كان بعيدا عنه غير متمكن منه، ثم تمكن منه، والله- عز وجل- لم يزل مستوليا على الأشياء، والبيتان لا يعرف قائلهما كذا قال ابن فارس اللغوي، ولو صحا فلا حجة فيهما لما بينا من استيلاء من لم يكن مستوليا. نعوذ بالله من تعطيل الملحدة وتشبيه المجسمة» . وقال القرطبي في تفسيره: 7/ 219: «وقد كان السلف الأول رضي الله عنهم لا يقولون بنفي الجهة، بل نطقوا هم والكافة بإثباتها لله تعالى كما نطق كتابه وأخبرت رسله. ولم ينكر أحد من السلف أنه استوى على عرشه حقيقة. وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات، وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 وقيل لمالك: كيف استوى؟ فقال: الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول «1» . ولا يصح معنى فَسَوَّاهُنَّ عند الحمل على الانتصاب، ولا يناقض الآية قوله «2» : وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها، لأنّ الدّحو: البسط «3» فإنّما دحاها بعد أن خلقها وبنى عليها السماء «4» .   (1) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: (2/ 150، 151) ، وتتمة كلام الإمام مالك: والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا. فأمر به أن يخرج. قال البيهقي: «وروى ذلك أيضا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن أستاذ مالك بن أنس رضي الله عنهما» . وانظر شرح العقيدة الطحاوية: 76، والدر المنثور: 3/ 474. (2) سورة النازعات: آية: 30. (3) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 513، وتأويل مشكل القرآن: 68، وتفسير المشكل لمكي: 374، وتفسير القرطبي: 19/ 204. (4) هذا الذي ذكره المؤلف رحمه الله نسب إلى مجاهد كما في زاد المسير: 1/ 58، وأورده ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 67 آية النازعات وقال: فدلت هذه الآيات على أنه خلق السماء قبل الأرض. وليس في كتاب الله تحريف الجاهلين، وغلط المتأولين. وإنما كان يجد الطاعن متعلّقا لو قال: والأرض بعد ذلك خلقها أو ابتدأها أو أنشأها، وإنما قال: دَحاها فابتدأ الخلق للأرض على ما في الآي الأول في يومين، ثم خلق السماوات وكانت دخانا في يومين، ثم دحا بعد ذلك الأرض، أي بسطها ومدها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 30 وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ: «إذ» دلالة على معنى في الماضي «1» ، وتأويله: اذكر إذ قال ربك. خَلِيفَةً: أي: آدم «2» ، أو جميع بنيه يخلف بعضهم بعضا «3» ، أو أولو الأمر منهم، فهم خلفاء الله في الحكم بين الخلق «4» وتدبير ما على الأرض. وفي حديث ابن عباس «5» أن أعرابيا قال له: أنت خليفة رسول الله، فقال: لا أنا الخالفة بعده. والخالفة الذي يستخلفه الرّئيس على أهله.   (1) انظر تفسير الطبري: 1/ 443، وحروف المعاني للزجاجي: 63، ورصف المباني: 148، والجنى الداني: 211، والدر المصون: 1/ 247. (2) المعنى أنه خلف من سلف في الأرض قبله، فخليفة على هذا «فعيلة» بمعنى «فاعله» أي: يخلف من سبقه. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (1/ 450، 451) عن ابن عباس رضي الله عنهما والربيع بن أنس، وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 261، كتاب التفسير، باب «سورة البقرة» عن ابن عباس وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي» . قال الطبري رحمه الله: «فعلى هذا القول إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً من الجن يخلفونهم فيها فيسكنونها ويعمرونها» . (3) ذكره الطبري في تفسيره: 1/ 451، وقال: وهذا قول حكى عن الحسن البصري. اهـ. ف «خليفة» على هذا القول «فعيلة» بمعنى «مفعولة» أي: مخلوف. (4) هذا المعنى فهمه الطبري رحمه الله من الرواية التي أخرجها في تفسيره: (1/ 451، 452) عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما وهي: أن الله جل ثناؤه قال للملائكة: «إني جاعل في الأرض خليفة» . قالوا: ربنا وما يكون ذلك الخليفة؟ قال: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا» . قال الطبري: «فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس: إنّي جاعل في الأرض خليفة منّي يخلفني في الحكم بين خلقي. وذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه ... » . وقال البغوي في تفسيره: 1/ 60: «والصحيح أنه خليفة الله في أرضه لإقامة أحكامه وتنفيذ قضاياه» . [ ..... ] (5) كذا في النسخ الثلاث، وفي تاج العروس: 23/ 278 (خلف) : وفيه حديث ابن عباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ على التألم أو الاغتمام لمن يفسد، وعلى الاستعظام للمعصية مع جلائل النّعمة، أو على استعلام وجه التدبير فيه «1» أو على السؤال أن يكونوا الخلفاء فيسبحوه بدل من يفسد فقال الله: إني أعلم من صلاح كل واحد ما لا تعلمون فدلهم به على أنّ صلاحهم في أن اختار لهم السماء وللبشر الأرض، وفي قوله: إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ إشارة إلى أنّ ذلك الخليفة يكون من ذريته أهل طاعة [وولاية] «2» ، وفيهم الأنبياء والعلماء، ولا تتم مصلحة الجميع إلا بما دبّرته من خلق من يفسد ويعصي معهم «3» . 31 وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها: أي: بمعانيها على اللّغات المختلفة «4» ، فلما تفرّق ولده تكلّم كل قوم بلسان أحبوه وتناسوا غيره. وتخصيص الأسماء لظهورها على الأفعال والحروف، كقوله «5» : وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ، ولم يكن التعليم بالعلم الضروري ولا/ [5/ أ] بالمواضعة «6» والإيماء تعالى الله عنه، بل بالوحي في أصول الأسماء والمصادر ومبادئ الأفعال والحروف عند حصول أول اللّغة بالاصطلاح ثم زيادة الهداية في التصريف والاشتقاق. 31 عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ: أي: المسمّيات «7» لقوله: أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ.   (1) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 1/ 109 وقال: «وتأويل استخبارهم هذا على جهة الاستعلام وجهة الحكمة، لا على الإنكار، فكأنهم قالوا: يا الله، إن كان ظننا فعرفنا وجه الحق فيه» . (2) في الأصل: وولادة، والمثبت عن نسخة «ك» و «ج» . (3) انظر تفسير البغوي: 1/ 61، والمحرر الوجيز: (1/ 229، 231) ، وزاد المسير: 1/ 60، وتفسير القرطبي: 1/ 274، وتفسير ابن كثير: (1/ 99، 100) . (4) انظر تفسير البغوي: 1/ 61، والمحرر الوجيز: 1/ 235، وتفسير القرطبي: 1/ 284. (5) سورة النور: آية: 45. (6) المواضعة: الموافقة على النظر في الأمر، وفي القاموس: 997: «وهلم أواضعك الرأي: أطلعك على رأي، وتطلعني على رأيك» . وينظر اللسان: 8/ 401، وتاج العروس: 22/ 343 (وضع) . (7) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 26: «فكان عَرَضَهُمْ على مذهب شخوص العالمين وسائر العالم، ولو قصد قصد الأسماء بلا شخوص جاز فيه «عرضهن» و «عرضها» . وهي في حروف عبد الله «ثم عرضهن» وفي حرف أبيّ «ثم عرضها» ، فإذا قلت: «عرضها» جاز أن تكون للأسماء دون الشخص وللشخوص دون الأسماء» . وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 46: أي عرض أعيان الخلق عليهم. وأخرج الطبري في تفسيره: 1/ 487 عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ثم عرضهم» ، ثم عرض الخلق على الملائكة. وأخرج عن مجاهد: «ثم عرضهم» ، عرض أصحاب الأسماء على الملائكة. وانظر المحرر الوجيز: 1/ 235، تفسير القرطبي: 1/ 283، تفسير ابن كثير: 1/ 105. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ: فيما هجس في نفوسكم أنكم أفضل، وقيل «1» : في «عرضهم» أنه خلقهم، وقيل: صوّرهم لقلوب الملائكة. وقيل: أَنْبِئُونِي أمر مشروط بمعنى: إن أمكنكم أن تخبروا بالصدق فيه فافعلوا، أو معناه التنبيه، كسؤال العالم للمتعلم: ما تقول في كذا؟ ليبعثه عليه ويشوقه [إليه] «2» . صادِقِينَ: عالمين، كقولك: أخبرني بما في يدي إن كنت صادقا، وإذا أفادتنا هذه الآية أنّ علم اللّغة فوق التحلي بالعبادة فكيف علم الشّريعة والحكمة «3» . 32 سُبْحانَكَ تنزيها لك أن يخفى عليك شيء، وهو نصب على المصدر «4» .   (1) في تفسير الماوردي: 1/ 90: ثم في زمان عرضهم قولان: أحدهما أنه عرضهم بعد أن خلقهم. والثاني أنه صورهم لقلوب الملائكة، ثم عرضهم قبل خلقهم. وانظر تفسير القرطبي: 1/ 283. (2) عن نسخة «ج» . (3) في وضح البرهان: 1/ 127: «وكان أبو القاسم الداودي يحتج بهذه الآية أن علم اللغة أفضل من التخلي بالعبادة، لأن الملائكة تطاولت بالتسبيح والتقديس ففضل الله عليهم بعلم اللغات فإن كان هذا الأمر على هذا في علم الألفاظ فكيف في المعالم الشرعية والمعارف الحكمية» اهـ. (4) معاني القرآن للأخفش: 1/ 220، وإعراب القرآن للنحاس: 1/ 210، والتبيان للعكبري: 1/ 49، والدر المصون: 1/ 265. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 إِلَّا ما عَلَّمْتَنا مرفوع استثناء من مجحود. 33 أَلَمْ أَقُلْ ألف تنبيه وتقرير كأنه أحضرهم ما علموه، كقوله «1» : أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وحكى سيبويه «2» أما ترى أيّ برق هاهنا. وفي الآيات بيان معجزات آدم عليه السلام [حيث] «3» فتق لسانه بما لا يعلمه الملائكة على خلاف مجرى العادة، فكان مفتتح المعجزات ومختتمها في آدم ومحمد عليهما السلام بالكلام. 34 اسْجُدُوا لِآدَمَ: هو السجود اللّغوي الذي هو التذلل، أو كان آدم كالقبلة لضرب تعظيم له فيه «4» . وعن ابن عباس «5» رضي الله عنه: أنّ إبليس كان ملكا من جنس المستثنى منهم. وقال الحسن «6» : الملائكة لباب الخليفة من الأرواح لا يتناسلون،   (1) سورة البقرة: آية: 106. (2) لم أقف على هذا النقل عن سيبويه في الكتاب. [ ..... ] (3) عن نسخة «ج» . (4) تفسير الماوردي: 1/ 91. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 502 وفي سنده بشر بن عمارة وهو ضعيف كما في التقريب: 123، ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 63 عن ابن عباس أيضا. وذكر القرطبي في تفسيره: 1/ 294 أنه قول الجمهور، ونسبه لابن عباس، وابن مسعود، وابن جريج، وابن المسيب، وقتادة وغيرهم. والصحيح أن الاستثناء هنا منقطع ليس من جنس الأول، وأن إبليس لم يكن من الملائكة، لأن الملائكة لا يعصون الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى: لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ [التحريم: 6] . (6) الحسن البصري: (21- 110 هـ) . هو الحسن بن يسار أبو سعيد، الإمام التابعي الجليل، إمام أهل البصرة، وحبر الأمّة، الفقيه الفصيح، الزاهد المشهور. - أخباره في حلية الأولياء: 2/ 131، وفيات الأعيان: 2/ 69، سير أعلام النبلاء: 4/ 563. وانظر هذا القول المنسوب إليه في تفسير الماوردي: 1/ 92، والمحرر الوجيز: 1/ 245، وزاد المسير: 1/ 65، وتفسير القرطبي: 1/ 294. وأخرج الطبري في تفسيره: 1/ 506 عن الحسن قال: «ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن، كما أن آدم أصل الإنس» . وأورد ابن كثير في تفسيره: 1/ 110 هذا الأثر وقال: «وهذا إسناد صحيح عن الحسن» . وهكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم سواء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 وإبليس من نار السموم وهو أب الجنّ «1» . وإبليس اسم أعجميّ بدليل أنه لا ينصرف عجمة وتعريفا «2» . وقيل «3» : بل عربيّ من الإبلاس، ولم ينصرف لأنه لا نظير له من الأسماء العربية فشبّه بالأعجمي. وكيف ونظيره كثير كإزميل للشّفرة «4» ، وإحريص لصبغ أحمر «5» ، وإصليت لسيف ماض «6» . 34 وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ: صار منهم إذ لا كافر قبله «7» .   (1) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 1/ 507: «وعلّة من قال هذه المقالة، أن الله جل ثناؤه أخبر في كتابه أنه خلق إبليس من نار السّموم، ومن مارج من نار، ولم يخبر عن الملائكة أنه خلقها من شيء من ذلك، وأن الله جل ثناؤه أخبر أنه من الجن- فقالوا: فغير جائز أن ينسب إلى غير ما نسبه الله إليه، قالوا: ولإبليس نسل وذرية، والملائكة لا تتناسل ولا تتوالد» . (2) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 38، والزجاج في معاني القرآن: 1/ 114، ورجحه الجواليقي في المعرّب: 71. (3) ذكره الطبري في تفسيره: 1/ 510، وانظر تفسير الماوردي: 1/ 92، ومفردات الراغب: 60، واللسان: 6/ 69 (بلس) . (4) اللسان: 11/ 311 (زمل) . (5) هكذا ورد في النسخ المعتمدة هنا، ولم أقف على هذا اللفظ بهذا المعنى فيما تحت يدي من المعاجم. (6) انظر اللسان: 2/ 53 (صلت) . (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 93 وعزاه للحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وابن بحر «1» يذهب في الجنة/ أنها «2» كانت بحيث شاء الله من [5/ ب] الأرض، لأنه لا انتقال عن الخلد، وإبليس لم يكن ليدخلها. والصحيح أنّها الخلد لتواتر النّقل وللام التعريف «3» . 36 وَقُلْنَا اهْبِطُوا أيضا يدل على أنهم كانوا في السماء ولم يكن إبليس إذ ذاك ممنوعا عنها كالجن عن استراق السمع إلى المبعث «4» . فوسوس لهما وهو على القرب من باب الجنّة «5» ، أو ناداهما وهما على العرف «6» .   (1) محمد بن بحر الأصفهاني أبو مسلم. له كتاب «جامع التأويل لمحكم التنزيل في التفسير» . أخباره في: بغية الوعاة: 1/ 59، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 106، كشف الظنون: 1/ 538. (2) أي الجنّة في قوله تعالى: وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ... ، وقد اختلف في تعيين هذه الجنة، وذكر الفخر الرازي رحمه الله في تفسيره: (3/ 3، 4) أربعة أقوال فيها، وأورد هذا القول الذي عزاه المؤلف لابن بحر ونسبه إليه أيضا- كما نسبه أيضا- إلى أبي القاسم البلخي، وأورد أدلتهما على هذا الرأي. وأما القول الثاني فقد نسبه إلى أبي علي الجبّائي وهو أن تلك الجنة كانت في السماء السابعة والدليل عليه قوله تعالى: اهْبِطُوا مِنْها، ثم إن الإهباط الأول كان من السماء السابعة إلى السماء الأولى والإهباط الثاني كان من السماء إلى الأرض. (3) قال الرازي رحمه الله: «وهو قول جمهور أصحابنا أن هذه الجنة هي دار الثواب، والدليل عليه أن الألف واللام في لفظة «الجنة» لا يفيدان العموم لأن سكنى جميع الجنان محال فلا بد من صرفها إلى المعهود السابق، والجنة التي هي المعهودة المعلومة بين المسلمين هي دار الثواب فوجب صرف اللّفظ إليها. وأورد الفخر الرازي قولا رابعا ولم ينسبه وهو: «أن الكل ممكن، والأدلة النقلية ضعيفة ومتعارضة فوجب التوقف وترك القطع، والله أعلم» . [ ..... ] (4) يدل عليه قوله تعالى: وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً. (5) نقله البغوي في تفسيره: 1/ 64 عن الحسن. (6) العرف: المكان المرتفع، وعرف الأرض: ما ارتفع منها، والجمع أعراف، اللسان: 9/ 242 (عرف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 وقيل» : دخل في فقم «2» الحيّة جانب الشّدق. والشجرة المنهية «3» : السّنبلة «4» ، ومنه يقال: كيف لا يعصي الإنسان وقوته من شجرة العصيان، وكيف لا ينسى العهد واسمه من النسيان. وقيل «5» : الكرم لأن الشجرة ما لها غصن وساق، ولأنها أصل كل فتنة.   (1) ورد هذا القول في رواية أخرجها الطبري في تفسيره: 1/ 527 عن ابن عباس، وعن مرّة عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم. وأورد السيوطي هذا القول في الدر المنثور: (1/ 130، 131) وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وعبد الرزاق. لم يثبت هذا الأثر من طريق صحيح يعتمد عليه، وهو من جملة الأخبار الإسرائيلية التي تسربت إلى كتب التفسير. (2) قال الطبري في تفسيره: 1/ 527: والفقم جانب الشدق. اهـ. والشدق: جانب الفم، كما في اللسان: 10/ 172 (فقم) . (3) في «ج» : والشجرة المنهي عنها. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: (1/ 517، 518) عن ابن عباس وأبي مالك الغفاري، وقتادة، ومحارب بن دثار، والحسن، وعطية العوفي، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 126 عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر المنثور: 1/ 129 ونسبه إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وانظر زاد المسير: 1/ 96، وتفسير ابن كثير: 1/ 113. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: (1/ 519، 520) عن ابن عباس وابن مسعود، وسعيد بن جبير، وجعدة بن هبيرة، والسّدّي، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 126 عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 129 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما. عقّب الطبري رحمه الله على الروايات في تعيين الشجرة قائلا: «ولا علم عندنا بأي شجرة كانت على التعيين، لأن الله لم يضع لعباده دليلا على ذلك في القرآن، ولا في السنة الصحيحة، فإنّى يأتي ذلك؟ وقد قيل: كانت شجرة البر، وقيل: كانت شجرة العنب، وقيل: كانت شجرة التين، وجائز أن تكون واحدة منها، وذلك علم، إذا علم لم ينفع العالم به علمه، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 35 فَتَكُونا نصب، لأن الفاء جواب النّهي «1» . مِنَ الظَّالِمِينَ بإحباط بعض الثواب، أو فاعل الصغيرة ظالم نفسه بارتكاب الحرام الواجب التوبة [عنه] «2» . 36 فَأَزَلَّهُمَا أكسبهما الزّلة بوسوسته «3» ، وبأن قاسمهما على نصحه «4» . ولا يجوز أن يكون آدم قبل من اللّعين لأنه أعظم المعاصي وفوق الأكل، وإنّما زلة آدم- عليه السلام- بالخطإ في التأويل، إما بحمل النّهي على التنزيه دون التحريم «5» ، أو بحمل اللّام على التعريف لا الجنس «6» ، وكأن الله أراد الجنس ومكّنه من الدليل عليه، فغفل عنه وظن أنه لا يلزمه «7» . 37 فَتابَ عَلَيْهِ: وإن كانت الصغيرة مكفّرة أي جبر نقيصة المعصية حتى كأنه لم يفعلها بما نال من ثواب هذه الكلمات وهي قوله «8» : رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا الآية. والهبوط «9» : النزول ونقصان المنزلة أيضا «10» ، ولذلك تكرر.   (1) والتقدير: إن تقربا تكونا. انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 26، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 114، وإعراب القرآن للنحاس: 1/ 214، والتبيان للعكبري: 1/ 52. (2) عن نسخة «ج» . (3) من قوله تعالى: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ [الأعراف: 20] . وانظر تفسير الطبري: (1/ 531، 532) ، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 115. (4) من قوله تعالى: وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ. (5) انظر عصمة الأنبياء للفخر الرازي: 39. (6) في «ج» : تعريف العهد لا الجنس. [ ..... ] (7) مصدر المؤلف في هذا النص الماوردي في تفسيره: 1/ 95. (8) سورة الأعراف: آية: 23. (9) من قوله تعالى: قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً .... (10) انظر مفردات الراغب: 536، واللسان: 7/ 422 (هبط) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 ويقال: هبط المرض العليل: نقّصه «1» . وفي الحديث «2» : «اللهم غبطا لا هبطا» أي: نسألك الغبطة ونعوذ بك من نقصان الحال. وقيل «3» : إن الهبوط الأول من الجنة إلى السماء، والثاني من السماء إلى الأرض. وينبغي أن يعلم أنّ الله تعالى خلق آدم للأرض، ولو لم يعص لخرج على غير تلك الحال «4» . 38 فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ. حذف الجواب الأول أي: فاتبعوه ونحوه «5» . [6/ أ] وقيل «6» : الشرط وجوابه/ نظير المبتدأ والخبر، ويجوز خبر المبتدأ جملة هي خبر ومبتدأ، فكذا «7» جواب الشرط جملة هي شرط وجواب، وإنّما دخلت «ما» مع «إن» في الشرط ليصح دخول النون للتوكيد في الفعل، فهي كاللام في أنها تؤكد أول الكلام والنون آخره. 39 أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ. أُولئِكَ بدل من «الَّذِينَ» «8» ، ويجوز عطف بيان، وأَصْحابُ النَّارِ بيان عنه، والخبر هُمْ فِيها خالِدُونَ. ويجوز أن يكون ابتداء وخبرا في موضع خبر الأول، ويجوز أن يكون   (1) في اللسان: هبط المرض لحمه نقصه وأحدره وهزله. (2) الحديث في الفائق: 3/ 46، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 145، والنهاية: 5/ 239، ولم أقف عليه مسندا. (3) تفسير الفخر الرازي: 3/ 2 عن أبي علي الجبّائي. (4) نقله الماوردي في تفسيره: 1/ 98 عن الحسن. (5) الدر المصون: (1/ 301، 302) . (6) ذكره المؤلف- رحمه الله- في كتابه «وضح البرهان» : 1/ 132 عن ابن سراج النحوي. (7) في «ج» : فكذلك. (8) في قوله تعالى: وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ .... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 على خبرين بمنزلة خبر «1» واحد كقولك: حلو حامض. 40 اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ. وهي كثرة من أرسل فيهم من الرسل وأنزل من الكتب ونحوها «2» . ويجوز أن يكون المراد النّعمة على أسلافهم فهي نعمة عليهم «3» . ويجوز النعم الواصلة إليهم. [وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم] «4» . وعهد الله: ما أمر به ونهى عنه، وعهدهم الرضا عنهم عند ذلك والمغفرة لهم «5» . وَإِيَّايَ منصوب بما دل عليه فَارْهَبُونِ وإنما لم ينصب لأنه مشغول بالضمير كما لا يجوز نصب زيد في قولك: زيدا فاضربه باضرب [الذي هو ظاهر] «6» .   (1) أشار الناسخ في هامش الأصل إلى نسخة أخرى جاء فيها: «على جزءين بمنزلة جزء» . (2) أخرجه الطبري في تفسير: (1/ 555، 556) عن أبي العالية. [ ..... ] (3) أخرجه الطبري في تفسيره: 1/ 556 عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 99 عن الحسن، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 73 عن الحسن والزجاج. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 267: «والنعمة هنا اسم الجنس، فهي مفردة بمعنى الجمع ... والعموم في اللفظ هو الحسن» . (4) عن نسخة «ج» . (5) أخرج الطبري في تفسيره: 1/ 559 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أوفوا بما أمرتكم به من طاعتي ونهيتكم عنه من معصيتي في النبي صلّى الله عليه وسلّم وفي غيره. «أوف بعهدكم» : يقول: أرض عنكم وأدخلكم الجنة» . قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 268: «واختلف المتأولون في هذا العهد إليهم، فقال الجمهور ذلك عام في جميع أوامره ونواهيه ووصاياه، فيدخل في ذلك ذكر محمد صلّى الله عليه وسلّم في التوراة ... » . (6) عن نسخة «ج» . وانظر معاني القرآن للأخفش: 1/ 246، معاني القرآن للزجاج: 1/ 121، إعراب القرآن للنحاس: 1/ 218، التبيان للعكبري: 1/ 57. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وانتصب مُصَدِّقاً على الحال من الهاء المحذوفة، كأنه: أنزلته مصدقا، أو انتصب ب «آمنوا» أي: آمنوا بالقرآن مصدقا. أَوَّلَ كافِرٍ: أول حزب كافر «1» ، أي: لا تكونوا أئمة الكفر. ثَمَناً قَلِيلًا قال الحسن «2» : هو الدنيا بحذافيرها. 43 وَارْكَعُوا مع ذكر الصلاة للتأكيد، إذ لا ركوع في صلاة أهل الكتاب «3» أو هو الركوع اللّغوي أي الخضوع «4» . 44 تَتْلُونَ الْكِتابَ: تتّبعونه «5» ، والتلاوة اتباع الحروف، والقراءة جمعها. [أَفَلا تَعْقِلُونَ ومصدره: العقل، وهو] «6» نوع علم يستبان به العواقب ويترك به القبائح، والعقل يكمل مع فقد بعض العلم، والعلم «7» لا يكمل مع فقد بعض العقل. والصبر حبس النّفس عمّا تنازع إليه «8» .   (1) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 1/ 123 عن البصريين، وعن الأخفش أن معناه أول من كفر به. ثم قال: وكلا القولين صواب حسن. وانظر: معاني القرآن للفراء: 1/ 32، وتفسير الطبري: 1/ 562. (2) أورده ابن كثير في تفسيره: 1/ 119 وعزا إخراجه إلى عبد الله بن المبارك. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 101 دون عزو، وقال البغوي في تفسيره: 1/ 67: «وذكر بلفظ الركوع لأن الركوع ركن من أركان الصلاة، ولأن صلاة اليهود لم يكن فيها ركوع، وكأنه قال: صلوا صلاة ذات ركوع» . وانظر المحرر الوجيز: (1/ 274، 275) ، وزاد المسير: 1/ 75. (4) وهذا قول الطبري في تفسيره: 1/ 574، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 102 عن الأصمعي والفضل. (5) انظر الجمهرة لابن دريد: 1/ 410، وتهذيب اللغة للأزهري: 14/ 316، واللسان: 14/ 104 (تلا) . (6) عن نسخة «ج» . (7) في نسخة «ج» . والعلم المكتسب. (8) نصّ هذا الكلام في تفسير الماوردي: 1/ 102. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وفي الحديث «1» : «أمسك رجل آخر حتى قتل، فقال عليه السلام: اقتلوا القاتل واصبروا الصابر» «2» . 45 وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ: أي: الاستعانة «3» ، أو كلّ واحد منهما «4» . إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ: لأنّهم تعوّدوها وعرفوا فضلها. 46 يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ: أي ملاقوه بذنوبهم وتقصيرهم «5» ، أو ملاقوه في كل حين/ مراقبة للموت، أو ملاقوا ثوابه، وينبغي أن يكون على [6/ ب] الظن [والطمع] «6» كقول إبراهيم عليه السلام: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي «7» .   (1) الحديث في غريب أبي عبيد: 1/ 254 يرويه أبو عبيد عن ابن المبارك عن معمر عن إسماعيل بن أمية مرفوعا، رجال إسناده ثقات إلا أنه مرسل لأن إسماعيل تابعي رفعه، وأخرجه البيهقي في السنن: 8/ 51، كتاب الجنايات، باب «الرجل يحبس الرجل للآخر فيقتله» عن إسماعيل بن أمية مرفوعا. وهو في الاشتقاق لابن دريد: 126، والفائق: 2/ 276، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 578، والنهاية: 3/ 8. (2) قال أبو عبيد في غريب الحديث: 1/ 255: «قوله: اصبروا الصابر يعني احبسوا الذي حبسه للموت حتى يموت ومنه قيل للرجل الذي يقدّم فيضرب عنقه: قتل صبرا، يعني أنه أمسك على الموت، وكذلك لو حبس رجل نفسه على شيء يريده قال: صبرت نفسي ... » . [ ..... ] (3) عن الحسين بن الفضل في تفسير البغوي: 1/ 69، وعن محمد بن القاسم النحوي في زاد المسير: 1/ 76 وجاء بعده في نسخة «ك» : « ... المدلول عليها باستعينوا بالصبر وإنها لكبيرة، وبالصلاة وإنها لكبيرة فحذف اختصارا. وقيل: رد الكناية إلى الصلاة لأنها أعمّ. وقيل: رد الكناية إلى القصة لأنها أعم. وقيل: رد الكناية إلى الصلاة لأن الصبر داخل في (الصلاة) كما قال الله تعالى: وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ولم يقل (يرضوهما) لأن رضا الرسول داخل في رضى الله تعالى، وقوله: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها لأن التجارة أعم لكونها من ضرورات البقاء» . ينظر معنى هذا النص في تفسير البغوي: (1/ 68، 69) . (4) تفسير الماوردي: 1/ 103. (5) تفسير الماوردي: 1/ 103. (6) في الأصل: «والطبع» ، والمثبت في النص من «ك» . (7) سورة الشعراء: آية: 82. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 إِلَيْهِ راجِعُونَ: لا يملك أمرهم في الآخرة أحد سواه كما هو الأمر في بدء خلقهم «1» ، والرجوع: العود إلى الحال الأولى. 47 فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ: عالمي زمانهم «2» ، أي: آبائهم، إذ في تفضيل الآباء شرف الأبناء. 48 [وَاتَّقُوا يَوْماً: أي: عقاب يوم فحذف المضاف وانتصب يَوْماً على أنه مفعول] «3» . [لا تَجْزِي نَفْسٌ أي: لا تجزئ فيه نفس فحذف الجار والمجرور العائد إليه اختصارا لدلالة ما ذكر عليه كقولك: البر بستين، أي: منه] «4» . لا تَجْزِي لا تغني حجازية، و «أجزأت» تميمية «5» . وقيل «6» : تجزي: تقضي، وتغني أبلغ من تقضي لأن تغني يكون نقصا وبدفع ومنع. والعدل: الفدية «7» .   (1) تفسير الماوردي: 1/ 104. (2) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 48، وقال: «وهو من العام الذي أريد به الخاص» . وأورده الطبري في تفسيره: 2/ 32، والزجاج في معاني القرآن: (1/ 127، 128) ، والبغوي في تفسيره: 1/ 69، وابن عطية في المحرر والوجيز: 1/ 281. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 76 إلى ابن عباس، وأبي العالية، ومجاهد، وابن زيد. (3) عن نسخة «ج» . (4) عن نسخة «ج» . (5) قال الأخفش في معاني القرآن: 1/ 261: «فهذه لغة أهل الحجاز لا يهمزون، وبنو تميم يقولون في هذا المعنى: «أجزأت عنه وتجزي عنه ... » . وانظر تفسير غريب في القرآن لابن قتيبة: 48، وتفسير المشكل لمكي: 91. (6) نقله المؤلف في وضح البرهان: 1/ 134 عن المفضل الضبي. وانظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 48، وتفسير الطبري: (2/ 27، 28) . (7) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 48: «وإنما قيل للفداء عدل لأنه مثل الشيء، يقال: هذا عدل هذا وعديله» . وانظر تفسير الطبري: 2/ 35، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 128، وزاد المسير: 1/ 77. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 [يروى ذلك] «1» عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم «2» . 49 يَسُومُونَكُمْ: يرسلون عليكم، من سوم الإبل في الرّعي. وفي الحديث «3» : «نهى عن السّوم قبل طلوع الشّمس» . قيل «4» : هي «5» مساومة السلعة في ذلك الوقت، لأنه وقت ذكر الله تعالى. وقيل «6» : من سوم الإبل في الرعي، لأنها إذا رعت قبل الشمس في النّدى أصابها الوباء، ويقال: سوّمته في مالي [أي] «7» حكّمته «8» ، وسوّأت   (1) عن نسخة «ج» . (2) أخرج الطبري في تفسيره: 2/ 34 عن عمرو بن قيس الملائي، عن رجل من بني أمية- من أهل الشام أحسن عليه الثناء- قال: قيل يا رسول الله، ما العدل؟ قال: العدل الفدية» . نقل هذا الأثر الحافظ ابن كثير في تفسيره: 1/ 127، والسيوطي في الدر المنثور: 1/ 166. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تخريجه: «وقد روى هذا الحديث مرفوعا، عن رجل أبهم اسمه وأثنى عليه، والراجح أنه تابعي، فيكون الإسناد مرسلا أو منقطعا، فهو ضعيف» . [ ..... ] (3) أخرجه ابن ماجة في سننه: 2/ 744، كتاب التجارات، باب «السوم» عن علي رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن السّوم قبل طلوع الشمس، وعن ذبح ذوات الدّرّ» وفي سنده نوفل بن عبد الملك قال عنه الحافظ في التقريب: 567: «مستور من السادسة» . وأخرجه- أيضا الخطّابي في غريب الحديث: 1/ 643، وهو في الفائق للزمخشري: 2/ 207، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 510، والنهاية: 2/ 425. (4) غريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 510، واللسان: 12/ 311 (سوم) عن أبي إسحاق الزجاج. (5) في «ج» : هو. (6) غريب الحديث للخطابي: 1/ 643 عن ابن الأعرابي، قال ابن الجوزي في غريب الحديث: «وهذا أظهر الوجهين، وهو اختيار الخطابي» . (7) عن نسخة «ج» . (8) تهذيب اللغة للأزهري: 13/ 112 عن أبي زيد الأنصاري، وانظر مجمل اللغة لابن فارس: 2/ 479، واللسان: 12/ 314 (سوم) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 عليه ما صنع قلت له: أسأت «1» . 49 بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ: البلاء الاختبار في الخير والشرّ، فبلاء محنة في ذبح أبنائكم، وبلاء نعمة في تنجيتكم. 51 أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ليس بظرف لأن الوعد «2» ليس فيها «3» ، بل [المراد] «4» انقضاء الأربعين وهو تقدير الإعراب، أي: وعدناه انقضاء أربعين مفعول ثاني. وذم المخاطبين بالعجل «5» - ولم يتخذوه لرضاهم، بما فعلته أسلافهم. 53 الْكِتابَ: التوراة، وَالْفُرْقانَ: فرق الله بهم البحر «6» ، أو الفرج من الكرب كقوله «7» : يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً. 54 فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ عقوبة للّذين لم ينكروا العجل كراهة القتال «8» ،   (1) تهذيب اللغة: 13/ 131. (2) في «ج» : الموعد. (3) كذا في «ك» ، وأشار ناسخ الأصل في الهامش إلى ورود «منها» في نسخة أخرى. (4) عن نسخة «ج» . (5) في قوله تعالى: ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ. (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 108 دون عزو. (7) سورة الأنفال: آية: 29. قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 2/ 71: «وأولى هذه التأويلات بتأويل الآية، ما روي عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد: من أنّ «الفرقان» ، الذي ذكر الله أنه آتاه موسى في هذا الموضع، هو الكتاب الذي فرق به بين الحق والباطل، وهو نعت للتوراة وصفة لها. فيكون تأويل الآية حينئذ: وإذ آتينا موسى التوراة التي كتبناها في الألواح وفرقنا بها بين الحق والباطل. فيكون «الكتاب» نعتا للتوراة أقيم مقامها استغناء به عن ذكر التوراة، ثم عطف عليه ب «الفرقان» إذ كان من نعتها» . (8) نقله الماوردي في تفسيره: 1/ 109 عن ابن جريج، وفيه أيضا: «فجعلت توبتهم بالقتل- الذي خافوه» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 وهو قتل البعض بعضا، أو الاستسلام للقتل لأنه ليس للمرء بعد قتله نفسه حال مصلحة ولم يسقط بالتوبة، لأنه وجب حدا. وحكى الحكم الرّعيني «1» أن خالدا القسري «2» أرسله إلى قتادة «3» يسأله عن حروف منها فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، فقال: إنما هو «فاقتلوا» من الاستقالة «4» .   (1) هو الحكم بن عمر- وقيل ابن عمرو بواو- الرّعيني: بضم الراء وفتح العين المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون. نسبة إلى ذي رعين من اليمن. عن الأنساب للسمعاني: 6/ 139. ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: 3/ 123، والذهبي في ميزان الاعتدال: 1/ 578، والمغني في الضعفاء: 1/ 273، وابن حجر في لسان الميزان: 2/ 42. وذكروا له رواية عن قتادة. ونقل الذهبي في الميزان عن يحيى بن معين قال: ليس بشيء، لا يكتب حديثه. وعن النسائي قال: ضعيف. (2) خالد القسري: (66- 126 هـ) . هو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري: بفتح القاف وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء المهملة نسبة إلى قسر، بطن من قيس. كان خالد واليا على مكة في زمن الوليد بن عبد الملك، ثم تولى إمارة العراق في عهد هشام بن عبد الملك واستمرت ولايته حتى عام 120 هـ حيث عزله هشام، وخلفه في إمارة العراق يوسف بن عمر الثقفي. وقتل سنة 126 هـ. أخباره في: الأنساب للسمعاني: 10/ 144، وفيات الأعيان: 2/ 226، سير أعلام النبلاء: 5/ 425، والبداية والنهاية: 10/ 19. (3) قتادة: (60- 117 هـ) . هو قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز السدوسي البصري أبو الخطاب، الإمام التابعي، أخذ عن سعيد بن المسيب والحسن البصري وغيرهما، وروى عنه أيوب السختياني، ومعمر بن راشد، والأوزاعي وغيرهم. ترجمته في: المعارف: 462، وإنباه الرواة: 3/ 35، تذكرة الحفاظ: 1/ 122، طبقات المفسرين للداودي: 2/ 43. (4) في نسخة «ج» : الاقتيال. وأورد ابن جني في المحتسب: 1 (82، 83) هذه الرواية من طريق ابن مجاهد، ثم قال: «اقتال هذه افتعل، ويصلح أن يكون عينها واوا كاقتاد، وأن يكون ياء كاقتاس. وقول قتادة: إنها من الاستقالة يقتضي أن يكون عينها ياء لما حكاها أصحابنا عموما: من قلت الرجل في البيع بمعنى أقلته، وليس في قلت دليل على أنه من الياء لقولهم: خفت ونمت وهما من الخوف والنوم، لكنه في قولهم في مضارعه: أقيله ... » . ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 298 قول قتادة، ثم قال: «والتصريف يضعف أن يكون من الاستقالة، ولكن قتادة- رحمه الله- ينبغي أن يحسن الظن به في أنه لم يورد ذلك إلا بحجة من عنده» . ونقل أبو حيان في البحر المحيط: 1/ 208 عن الثعلبي قال: «فأما فأقيلوا» فهو أمر من الإقالة وكأن المعنى: أن أنفسكم قد تورطت في عذاب الله بهذا الفعل العظيم الذي تعاطيتموه من عبادة العجل وقد هلكت فأقيلوها بالتوبة والتزام الطاعة وأزيلوا آثار تلك المعاصي بإظهار الطاعات» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 [7/ أ] والمشهور عن قتادة أنه غشيتهم ظلمة، فقاموا يتناجزون «1» فلما بلغ/ الله نقمته منهم انجلت الظلمة، وسقطت الشّفار «2» من أيديهم فكان ذلك للحي مصلحة وللمقتول شهادة «3» . والجهرة «4» : ظهور الشيء بالمعاينة «5» ، إلّا أنّ المعاينة ترجع إلى المدرك والجهرة إلى المدرك. وجهرت الجيش وأجهرتهم: إذا كثروا في عينك «6» . والصاعقة هنا: الموت «7» .   (1) في اللسان: 5/ 414 (نجز) : «المناجزة في القتال: المبارزة والمقاتلة، وهو أن يتبارز الفارسان فيتمارسا حتى يقتل كل واحد منهما صاحبه أو يقتل أحدهما ... وتناجز القوم: تسافكوا دماءهم كأنهم أسرعوا في ذلك» . (2) الشّفرة- بالفتح-: السكين العريضة العظيمة، وجمعها شفر وشفار، وشفرات السيوف: حروف حدّها. تهذيب اللغة: 11/ 351، واللسان: 4/ 420 (شفر) . (3) نقله ابن كثير في تفسيره: 1/ 131 عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 169 ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن قتادة أيضا. (4) من قوله تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة: 55] . (5) انظر معاني القرآن للأخفش: 1/ 267، وتفسير الماوردي: 1/ 109، وتفسير البغوي: 1/ 74. (6) هذا النصّ في تهذيب اللغة للأزهري: 6/ 49 عن الأصمعي، وانظر اللسان: 4/ 150، وتاج العروس: 10/ 490 (جهر) . (7) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 49، وقال: «يدلك على ذلك قوله: ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ، واختاره الزجاج في معاني القرآن: 1/ 137، وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 83: «هذا قول الأكثرين. وزعم أنهم لم يموتوا، واحتجوا بقوله تعالى: وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً وهذا قول ضعيف، لأن الله تعالى فرق بين الموضعين، فقال هناك: فَلَمَّا أَفاقَ وقال ها هنا: ثُمَّ بَعَثْناكُمْ والإفاقة للمغشي عليه، والبعث للميت» اهـ. وانظر تفسير المشكل لمكي: 92، وتفسير الماوردي: 1/ 109، وتفسير البغوي: 1/ 74. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 كما في قوله تعالى «1» : فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ. 56 ثُمَّ بَعَثْناكُمْ: أحييناكم، إذ قالوا: لا نعلم أنّ ما نسمع كلام الله فيظهر «2» لنا، فأهلكهم الله بالصاعقة ثم أحياهم إلى آجالهم. والمنّ «3» : التّرنجبين «4» ، وكان ينزل عليهم مثل الثلج. والسّلوى: طير مثل السّمانى «5» . أو المنّ: من المنّ الذي هو الإحسان. والسّلوى: مما أسلاك عن غيره. والسّلوان: تراب قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ينقع في الماء فيشرب للتسلي «6» .   (1) سورة الزمر: آية: 68. (2) في «ج» : فليظهر. (3) من قوله تعالى: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ... آية: 57. [ ..... ] (4) الترنجبين: بتشديد الراء وتسكين النون، ويقال: الطرنجبين بالطاء: طل ينزل من السماء وهو ندى شبيه بالعسل جامد متحبب. وهذا القول في المراد ب «المن» ذكره الطبري في تفسيره: 2/ 93 دون عزو، وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 75 وقال: الأكثرون عليه ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونقله القرطبي في تفسيره: 1/ 406 عن النحاس، وقال: وعلى هذا أكثر المفسرين. وقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 148، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ... ، والإمام مسلم في صحيحه: 3/ 1619، كتاب الأشربة، باب «فضل الكمأة ومداواة العين بها» عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين» . (5) أخرج الطبري رحمه الله في تفسيره: 2/ 97 عن ابن عباس، وعامر، والضحاك أنه السّماني بعينه. وانظر تفسير البغوي: 1/ 75، وزاد المسير: 1/ 84. (6) في اللسان: 14/ 395 (سلا) : والسّلوان: ما يشرب فيسلّى. وقال اللحياني: السلوان والسلوانة شيء يسقاه العاشق ليسلو عن المرأة. وقال: وقال بعضهم: هو أن يؤخذ من تراب قبر ميت فيذرّ على الماء فيسقاه العاشق ليسلو عن المرأة فيموت حبه» . والذي ذكره المؤلف هنا لم يرد له أصل شرعي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 والقرية «1» : بيت المقدس «2» . والباب: باب القبّة «3» التي كان يصلّي إليها موسى عليه السّلام. سُجَّداً: ركعا خضعا «4» . حِطَّةٌ: أي: دخولنا سجدا حطة لذنوبنا «5» ، أو مسألتنا حطة.   (1) من قوله تعالى: وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً ... آية: 58. (2) هو قول الجمهور، وأخرجه الطبري في تفسيره: (2/ 102، 103) عن قتادة، والربيع بن أنس، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 172 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن قتادة. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 84 وعزاه لابن عباس، وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم. ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 76 عن مجاهد. ورجحه ابن كثير في تفسيره: 1/ 138. (3) ذكر الزمخشري في الكشاف: 1/ 238، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 307 دون عزو. (4) أخرج الطبري في تفسيره: 2/ 104 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أمروا أن يدخلوا ركعا» . وأخرج- نحوه- الحاكم في المستدرك: 2/ 262، كتاب التفسير «سورة البقرة» . وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (1/ 172) ، 173) وزاد نسبته إلى وكيع، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا. قال الطبري رحمه الله: «وأصل السجود» الانحناء لمن سجد له تعظيما بذلك. فكل منحن لشيء تعظيما له فهو «ساجد» ... فذلك تأويل ابن عباس قوله: سُجَّداً ركعا لأن الراكع منحن، وإن كان الساجد أشد انحناء منه» . (5) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 41، وغريب القرآن لليزيدي: 70، وتفسير المشكل لمكي: 93. وقال ابن قتيبة في تفسير الغريب: 50: «وهي كلمة أمروا أن يقولوها في معنى الاستغفار من حططت. أي: حطّ عنا ذنوبنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 مثل قالُوا مَعْذِرَةً «1» ، أي: موعظتنا معذرة «2» . ونصبه «3» على معنى حط لنا حطة كقولك: سمعا وطاعة أي اسمع سمعا. فبدلوا «4» : إما قولا حنطة «5» بدل حطة وإما فعلا دخلوا على أستاههم «6» .   (1) سورة الأعراف: آية: 164. (2) معاني القرآن للأخفش: 1/ 270. (3) ذكر الأخفش قراءة النصب ولم ينسبها، ونسبها ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 308، وأبو حيان في البحر المحيط: 1/ 222، والسمين الحلبي في الدر المصون: 1/ 375 إلى إبراهيم بن أبي عبلة. ورجح الزمخشري في الكشاف: 1/ 283 هذا الوجه. ورجح النحاس في إعراب القرآن: 1/ 228 قراءة الرفع وقال: «وهو أولى في اللغة والأئمة من القراء على الرفع، وإنما صار أولى في اللغة لما حكى عن العرب في معنى بدل. قال أحمد بن يحيى: يقال: بدلت الشيء، أي: غيّرته ولم أزل عينه، وأبدلته أزلت عينه وشخصه ... » . (4) من قوله تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ [البقرة: 59] . (5) ورد معنى هذا القول بالإضافة إلى دخولهم على أستاههم في آثار أخرجها الطبريّ في تفسيره: (2/ 113، 114) عن ابن عباس، وابن مسعود، ومجاهد رضي الله تعالى عنهم. وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك: 2/ 262، كتاب التفسير، «سورة البقرة» ، وقال: «وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (1/ 172، 173) وزاد نسبته إلى وكيع، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. (6) أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: 5/ 148، كتاب التفسير، باب وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ. والإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: 4/ 2312، كتاب التفسير، كلاهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل: ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ فدخلوا يزحفون على أستاههم فبدلوا وقالوا: حطة حبة في شعرة» اهـ. وهذا الحديث يدل على أنهم بدلوا قولا وفعلا، وقرنوا بين ذلك مخالفة لأمر الله عز وجل. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 والرجز: العذاب «1» من الرجز داء يصيب الإبل «2» . وفي الأعراف «3» : «انبجست» ، وهو رشح الماء «4» ، والانفجار خروجه بكثرة وغزارة لأنه انبجس ثم انفجر، كما قال في العصا إنها جان «5» وهي حية صغيرة، والثعبان الكبيرة لأنها ابتدأت صغيرة. 60 وَلا تَعْثَوْا: عاث وعثي: أفسد أعظم الفساد «6» ، وقال مُفْسِدِينَ إذ بعض العيث في الظاهر باطنه صلاح، كخرق الخضر السفينة وقتله الغلام. والفوم «7» : الحنطة «8» ...............   (1) غريب القرآن لليزيدي: 70، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 70، تفسير الطبري: 2/ 116، وتفسير المشكل لمكي: 93. (2) قال ابن دريد في الجمهرة: 1/ 456: والرّجز داء يصيب الإبل في أعجازها، فإذا ثارت الناقة ارتعشت فخذاها. وانظر تهذيب اللغة: 10/ 612، واللسان: 5/ 349 (رجز) . (3) آية: 160، في قوله تعالى: فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً. (4) نقل الأزهري في تهذيب اللغة: 10/ 599 عن الليث قال: البجس: انشقاق في قرية أو حجر أو أرض ينبع منه الماء فإن لم ينبع فليس بانبجاس. وفي اللسان: 6/ 24 (بجس) : وماء بجيس: سائل. وفي تفسير البغوي: 1/ 77 عن أبي عمرو بن العلاء: انبجست عرقت وانفجرت، أي سالت. (5) في قوله تعالى: وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ سورة النمل: آية: 10. (6) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 41، ومعاني الأخفش: 1/ 272، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 50، وتفسير الطبري: 2/ 123، وتفسير المشكل لمكي: 93. (7) من قوله تعالى: وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها ... البقرة: آية: 61. (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (2/ 128، 129) عن ابن عباس، والحسن، وأبي مالك الغفاري. كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 10/ 308 عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 176 وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. - - قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 143: «ولا خلاف عند أهل اللغة أن الفوم الحنطة، وسائر الحبوب التي تخبز يلحقها اسم الفوم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 فوموا لنا «1» ، وقيل «2» : الثوم، كالجدف والجدث «3» ، والفوم والبصل لا يليق بألفاظ القرآن في فصاحتها وجلالتها، ولكنها حكاية عنهم وعن دناءتهم. 61 اهْبِطُوا مِصْراً: أيّ من الأمصار «4» ، فإنّ ما سألتم يكون فيها، وإن كان المراد موضعا بعينه «5» فصرفه/ على أنه اسم للمكان لا البلدة. [7/ ب]   (1) بمعنى: اختبزوا لنا. انظر معاني القرآن للفراء: 1/ 41، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 51، وتفسير الطبري: 2/ 130، معاني القرآن للزجاج: 1/ 143. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 129 عن مجاهد، والربيع بن أنس. (3) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 41: «وهي في قراءة عبد الله «وثومها» بالثاء ... والعرب تبدل الفاء بالثاء فيقولون: جدث وجدف، ووقعوا في عاثور شر وعافور شر، والأثاثي والأثافي. وسمعت كثيرا من بني أسد يسمى المغافير المغاثير» . وقد ذكر ابن قتيبة في تفسير الغريب: 51 قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: «ثومها» بالثاء، وكذا الطبري في تفسيره: 2/ 130، ومكي في تفسير المشكل: 94. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 2/ 133 عن قتادة، ومجاهد، وابن زيد، والسدي. وذكر ابن كثير هذا القول في تفسيره: 1/ 145 وعزا إخراجه إلى ابن حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 178 ونسب إخراجه إلى سفيان بن عيينة، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا. (5) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (2/ 135، 136) : «والذي نقول به في ذلك، أنه لا دلالة في كتاب الله على الصواب من هذين التأويلين، ولا خبر به عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم يقطع مجيئه العذر. وأهل التأويل متنازعون تأويله، فأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: إن موسى سأل ربّه أن يعطى قوم ما سألوه من نبات الأرض- على ما بينه الله جل وعز في كتابه- وهم في الأرض تائهون فاستجاب الله لموسى دعاءه، وأمره أن يهبط بمن معه من قومه قرارا من الأرض التي تنبت لهم ما سأل لهم من ذلك، إذ كان الذي سألوه لا تنبته إلا القرى والأمصار، وأنه قد أعطاهم ذلك إذ صاروا إليه. وجائز أن يكون ذلك القرار «مصر» ، وجائز أن يكون «الشأم» . فأما القراءة فإنها بالألف والتنوين: اهْبِطُوا مِصْراً. وهي القراءة التي لا يجوز عندي غيرها، لاجتماع خطوط مصاحف المسلمين، واتفاق قراءة القراء على ذلك. ولم يقرأ بترك التنوين فيه وإسقاط الألف منه، إلا من لا يجوز الاعتراض به على الحجة، فيما جاءت- به من القراءة مستفيضا بينها» اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 والذّلّة: الجزية «1» . وَباؤُ بِغَضَبٍ: رجعوا بغضب استولى عليهم، والغضب الأول لكفرهم بعيسى، والثاني لكفرهم بمحمد صلّى الله عليه وسلّم. 62 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا: أي: كلّهم سواء إذا آمنوا في المستقبل وعملوا الصالحات فلهم أجرهم لا يختلف حال الأجر بالاختلاف في الأحوال المتقدمة. واليهود لأنهم هادوا وتابوا «2» ، أو للنسبة «3» إلى يهود «4» ابن يعقوب، والنّصارى لنزول عيسى قرية ناصرة «5» ، ..............   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 137 عن الحسن وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 178 ونسب إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. [ ..... ] (2) قال الطبري في تفسيره: 2/ 143: «ومعنى (هادوا) تابوا. يقال منه: هاد القوم يهودون هودا وهادة. وقيل: إنما سميت اليهود «يهود» ، من أجل قولهم: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ الأعراف: 156» اهـ. وأخرج عن ابن جريج قال: إنما سميت اليهود من أجل أنهم قالوا: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ. وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره، سورة الأعراف: 2/ 551 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: نحن أعلم الناس من أين تسمى اليهود باليهودية بكلمة موسى عليه السلام: إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ، ولم تسمّت النصارى بالنصرانية، من كلمة عيسى عليه السلام: كُونُوا أَنْصارَ اللَّهِ. (3) في «ج» : بالنسبة إلى يهوذا بن يعقوب، ثم انقلبت الذال المعجمة دالا مهملة للتعريب. (4) كذا في نسخة «ك» : «يهود» بالدال المهملة. وقال الجواليقي في المعرّب: 405: «أعجمي معرّب. وهم منسوبون إلى يهوذا بن يعقوب فسمّوا «اليهود» وعرّبت بالدال» . وانظر تفسير الماوردي: 1/ 116، والتعريف والإعلام للسهيلي: 18، واللسان: 3/ 439 (هود) . (5) الناصرة: قرية بينها وبين طبرية ثلاثة عشر ميلا، وهي الآن في فلسطين المحتلة أعادها الله إلى حوزة المسلمين. ينظر معجم ما استعجم: 2/ 1310، معجم البلدان: 5/ 251، الروض المعطار: 571. وقد ورد سبب تسمية النصارى بذلك في أثر أخرجه ابن سعد في الطبقات: (1/ 53، 54) عن ابن عباس رضي الله عنهما، والطبري في تفسيره: 2/ 145 عن ابن عباس وقتادة. وانظر زاد المسير: 1/ 91، وتفسير ابن كثير: 1/ 148. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 أو لقوله «1» : مَنْ أَنْصارِي. والصابئون: قوم يقرءون الزّبور، ويصلّون [إلى] «2» القبلة، لكنّهم يعظّمون الكواكب لا على العبادة «3» حتى جوّز أبو حنيفة «4» - رحمه الله- التزوج بنسائهم وإذا همز كان من صبأ أي: خرج «5» ، وغير مهموز «6» من صبا يصبوا: مال. 63 وَاذْكُرُوا ما فِيهِ: تعرّضوا لذكر ما فيه، إذ الذكر والنسيان ليسا من الإنسان. وَرَفَعْنا: واو الحال، أي أخذنا ميثاقكم حال رفع الطور. 65 خاسِئِينَ: مبعدين «7» ، خسأت الكلب خسئا فخسأ خسؤا.   (1) سورة آل عمران: آية: 52، وسورة الصّف: آية: 14. قال السيوطي في الدر المنثور: 1/ 182: «وأخرج أبو الشيخ عن ابن مسعود قال: « ... وإنما تسمّت النصارى بالنصرانية لكلمة قالها عيسى: مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ فتسموا بالنصرانية» . (2) سقط من الأصل، والمثبت عن «ك» . (3) أخرج الطبريّ في تفسيره: 2/ 147 عن قتادة قال: الصابئون قوم يعبدون الملائكة، يصلّون إلى القبلة ويقرءون الزّبور. وانظر الاختلاف في الصابئين في تفسير الطبري: (2/ 146، 147) ، وتفسير الماوردي: 1/ 117، وتفسير البغوي: 1/ 79، والدر المنثور: (1/ 182، 183) . (4) شرح فتح القدير للكمال بن الهمام: 3/ 138، وتفسير القرطبي: 1/ 434. (5) غريب القرآن لليزيدي: 72، وقال ابن قتيبة في تفسير الغريب: 52: «وأصل الحرف من صَبَأتُ: إذا خرجت من شيء إلى شيء ومن دين إلى دين. ولذلك كانت قريش تقول في الرجل إذا أسلم واتبع النبي- صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله-: قد صبأ فلان- بالهمز- أي خرج عن ديننا إلى دينه» . والهمز في «الصابئون» قراءة الجمهور. (6) وهي قراءة نافع من القراء السبعة. انظر السبعة لابن مجاهد: 158، وحجة القراءات: 100. (7) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 43، ومعاني الأخفش: 1/ 277، وغريب القرآن- لليزيدي: 72، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 52، وتفسير المشكل لمكي: 94، واللسان: 1/ 65 (خسأ) . - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 66 فَجَعَلْناها نَكالًا: المسخة أو العقوبة، لأن النّكال العقوبة التي ينكّل بها عن الإقدام. والنّكل: القيد، وأنكلته عن حاجته: دفعته. وفي الحديث «1» : «مضر صخرة الله التي لا تنكل» ، أي: لا تدفع لرسوخها. لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها من القرى «2» ، أو من الأمم الآتية والخالية. 67 أَتَتَّخِذُنا هُزُواً: الهزء حدث فلا يصلح مفعولا إلا بتقدير: أصحاب هزو، أو الهزء [المهزوءة] «3» كخلق الله، وضرب بغداد. والفارض «4» : المسنّة «5» وهي الفريضة وفرض الرّجل: أسنّ.   (1) الحديث في تهذيب اللغة للأزهري: 10/ 246، والفائق: 4/ 24، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 436، والنهاية: 5/ 117. وقد ورد في النهاية لابن الأثير: 4/ 338، ولسان العرب: 5/ 178، وتاج العروس: 14/ 131 (مضر) حديث حذيفة، وذكر خروج عائشة فقال: «تقاتل معها مضر، مضّرها الله في النار» ، أي: جعلها في النار فهذا الحديث صريح في ذم مضر، والحديث الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في مدح هذه القبيلة، وكلاهما ذكرا في تلك المصادر بغير إسناد. (2) ذكره ابن قتيبة في تفسير الغريب: 52، وأخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 178، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 120، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 96 عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 149: «ومعنى: لِما بَيْنَ يَدَيْها يحتمل شيئين من التفسير: يحتمل أن يكون لِما بَيْنَ يَدَيْها لما أسلفت من ذنوبها، ويحتمل أن يكون لِما بَيْنَ يَدَيْها للأمم التي تراها وَما خَلْفَها ما يكون بعدها» . (3) في الأصل: «المهزوبة» . [ ..... ] (4) من قوله تعالى: قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ البقرة: 68. (5) ينظر غريب القرآن لليزيدي: 72، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 52، والصحاح: - 3/ 1097، واللسان: 7/ 203 (فرض) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 والبكر: الشّاب، وفي الحديث «1» : «لا تعلّموا أبكار أولادكم كتب النّصارى» يعني: الأحداث. والعوان: الوسط «2» ، عوّنت المرأة تعوينا. والفاقع: الخالص الصفرة «3» . والشّية «4» : العلامة «5» من لون «6» آخر، وشى يشي وشيا وشية. 71 وَما كادُوا يَفْعَلُونَ: لغلاء ثمنها «7» ، أو لخوف/ الفضيحة «8» . [8/ أ]   (1) أورده الخطابي في غريب الحديث: 2/ 72، وقال: «يرويه ابن المبارك، عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر أن عمر- رضي الله عنه- كتب إلى أهل حمص ... » . وذكره الزمخشري في الفائق: 3/ 402، وابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 84، وابن الأثير في النهاية: 1/ 149. (2) قال الجوهري في الصحاح: 6/ 2168 (عون) : «العوان: النصف في سنّها من كل شيء، والجمع عون ... وتقول منه: عوّنت المرأة تعوينا. وفي اللسان: 13/ 299 (عون) عن ابن سيده: العوان من النساء التي قد كان لها زوج، وقيل: هي الثيب. (3) معاني القرآن للأخفش: 1/ 279، وقال الزّجاج في معاني القرآن: 1/ 151: «فاقع نعت للأصفر الشديد الصفرة، يقال: أصفر فاقع، وأبيض ناصع، وأحمر قان ... » . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 344: «والفقوع نعت مختص بالصفرة ... » . وفي تفسير القرطبي: 1/ 451 عن الكسائي: يقال: فقع لونها يفقع فقوعا إذا خلصت صفرته. (4) من قوله تعالى: قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها ... البقرة: 71. (5) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 54: «أي لا لون فيها يخالف معظم لونها» ، وقال مكي في تفسير المشكل: 96: «أي لا لون فيها سوى لون جلدها» . (6) في «ج» : نوع. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 2/ 219 عن محمد بن كعب القرظي. وأورده الماوردي في تفسيره: 1/ 124 وزاد نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما. (8) أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 221 عن وهب بن منبه. وأورده الماوردي في تفسيره: 1/ 124 وزاد نسبته إلى عكرمة. قال الطبري بعد أن أورد القولين: «والصواب من التأويل عندنا: أن القوم لم يكادوا يفعلون ما أمرهم الله به من ذبح البقرة، للخلتين كلتيهما: إحداهما: غلاء ثمنها، مع ما ذكر لنا من صغر خطرها وقلة قيمتها، والأخرى: خوف عظيم الفضيحة على أنفسهم، بإظهار الله نبيّه موسى صلوات الله عليه وأتباعه على قاتله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 72 فَادَّارَأْتُمْ: تدافعتم «1» ، دفع كل قبيلة عن نفسه» . وهو تدارأتم، ثم أدغمت التاء في الدال، وجلبت لسكونها ألف الوصل، وكتب في المصحف «فادّارءتم» بغير ألف اختصارا كما في «الرحمن» لكثرة الاستعمال. 73 [اضْرِبُوهُ] «3» بَعْضِها: فيه حذف، أي: ليحيا فضرب فحيي «4» . والحكمة فيه ليكون وقت إحيائه إليهم ثم بضربهم إياه بموات. والسبب «5» أن شيخا موسرا قتله بنو أخيه وألقوه في محلة أخرى،   (1) ينظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 153، وتفسير المشكل لمكي: 96، واللسان: 1/ 71 (درأ) . (2) في «ج» : أنفسهم. (3) في الأصل: «فاضربوه» ، والمثبت في النّص هو الموافق لرسم المصحف ونسخة «ك» . (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 48، ونقل الماوردي في تفسيره: 1/ 125 عن الفراء قال: «وفي الكلام حذف وتقديره: فقلنا اضربوه ببعضها ليحيا فضربوه فحيي. كذلك يحيي الله الموتى فدل بذلك على البعث والنشور، وجعل سبب إحيائه الضرب بميت لا حياة فيه لئلا يلتبس على ذي شبهة أن الحياة إنما انتقلت إليه مما ضرب به لتزول الشبهة وتتأكد الحجة» . [ ..... ] (5) أخرجه الطبري في تفسيره: (2/ 183- 187) عن عبيدة السلماني، وأخرج نحو هذه الرواية عن أبي العالية والسدي. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 214 (سورة البقرة) عن عبيدة السلماني. وكذا البيهقي في السنن الكبرى: 6/ 220. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 186، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن عبيدة أيضا ونقله الطبريّ عن قتادة، ومجاهد، ووهب بن منبه، ومحمد بن كعب القرظي، وابن عباس، وقال: «فذكر جميعهم أن السبب الذي من أجله قال لهم موسى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً نحو السبب الذي ذكره عبيدة وأبو العالية والسدي، غير أن بعضهم ذكر أن الذي قتل القتيل الذي اختصم في أمره إلى موسى، كان أخا المقتول، وذكر بعضهم أنه كان ابن أخيه، وقال بعضهم: بل كانوا جماعة ورثة استبطئوا حياته، إلا أنهم جميعا مجمعون على أن موسى إنما أمرهم بذبح البقرة من أجل القتيل إذ احتكموا إليه ... » . وأورد ابن كثير رحمه الله في تفسيره: 1/ 157 هذه الروايات، وقال: «وهذه السياقات عن عبيدة وأبي العالية والسدي وغيرهم، فيها اختلاف ما، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل، وهي مما يجوز نقلها، ولكن لا نصدق ولا نكذب، فلهذا لا نعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا، والله أعلم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 وطلبوا الدّية، فسألوا موسى، فأمرهم بذبح بقرة، فظنوه هزؤا لما لم يكن في ظاهره جوابهم، فاستعاذ من الهزء، وعدّه «1» من الجهل. 74 أَوْ أَشَدُّ: أي عندكم، كقوله «2» : قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى، وقوله «3» : أَوْ يَزِيدُونَ، أي: لقلتم إنهم مائة ألف أو يزيدون «4» ، وقيل «5» : معناه الإباحة والتخيير، أي «6» : تشبه الحجارة إن شبّهت بها، وإن شبّهت بما هو أشد منها تشبهه. يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ: قيل: إنه متعد، أي: يهبط غيره إذا رآه فيخشع لله فحذف المفعول. ومعناه لازما: إن الذي فيها من الهبوط والهويّ- لا سيما عند الزلازل والرّجفان- انقياد لأمر الله الذي لو كان مثله من حي قادر لكان من خشية الله.   (1) في الأصل: ووعده. (2) سورة النجم: آية: 9. (3) سورة الصافات: آية: 147. (4) «أو» هنا بمعنى «بل» . ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 393، وتفسير الطبري: 2/ 237، وحروف المعاني للزجاجي: 52، ورصف المباني: 211، والجنى الداني: 246. (5) نصّ هذا القول في تفسير الماوردي: 1/ 127 دون عزو. وانظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 156، ومغني اللبيب: 1/ 62. (6) العبارة في «ج» : أي تشبه الحجارة وإن شبّهت بما هو أشد منها تشبهه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 79 يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ: فائدة ذكر الأيدي لتحقيق الإضافة «1» ، كقوله «2» : لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ إذ الفعل يضاف إلى الأمر كقوله «3» : يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ، وكانت صفة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في كتابهم أسمر ربعة «4» ، فكتبوا آدم كهلا «5» . 81 بَلى «6» : أصله: «بل» زيدت الياء «7» للوقوف «8» ، وبلى يخرج الكلام عن معنى المعطوف. قال الفراء «9» : لو قال لرجل: مالك «10» عليّ شيء، فقال: نعم كان براءة، ولو قال: بلى كان ردا عليه. 81 وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ: أهلكته، كقوله «11» : إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ،   (1) ينظر تفسير الطبري: 2/ 272 فقد ذكر كلاما نفيسا في هذا المعنى. ومصدر المؤلف- فيما يبدو- في هذا النص تفسير الماوردي: 1/ 132، وانظر المحرر الوجيز: 1/ 366، وزاد المسير: 1/ 106، والبحر المحيط: 1/ 277. (2) سورة ص: آية: 75. (3) سورة القصص: آية: 4. (4) أي مربوع الخلق، ليس بالطويل ولا بالقصير. الصحاح: 3/ 1214 (ربع) ، والنهاية: 2/ 190. (5) معاني القرآن للزجاج: 1/ 160، وتفسير البغوي: 1/ 89. ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 367 عن ابن إسحاق قال: «كانت صفته في التوراة أسمر ربعة فردّوه آدم طويلا» . (6) في قوله تعالى: بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ .... (7) في «ج» : ألفا. [ ..... ] (8) قال مكي في كتابه «شرح كلا وبلى ونعم» : 77: «ولو وقف على «بل» لانتظر السامع إتيان كلام آخر بعد «بل» ، فإذا جيء بالألف للوقف، علم أنه لا كلام بعد ذلك، إذ الوقف لا يكون إلّا عند انقطاع الكلام» . (9) أبو زكريا يحيى بن زياد (ت 207 هـ) . والنص في معاني القرآن له: 1/ 52. (10) كذا في «ك» ، وفي معاني الفراء: «أما لك مال؟» . (11) سورة يوسف: آية: 66. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ «1» . 78 إِلَّا أَمانِيَّ: الأكاذيب «2» ، أو التلاوة الظاهرة «3» ، أو ما يقدّرونه على آرائهم وأهوائهم. والمنى: القدر «4» . 83 لا تَعْبُدُونَ: رفعه بسقوط «أن» إذ أصله: / أن لا تعبدوا «5» ، [8/ ب] ويجوز رفعه جوابا للقسم «6» ، إذ معنى أخذ الميثاق التحليف، وتقول: حلفته لا يقوم. وَبِالْوالِدَيْنِ معطوف على معنى لا تَعْبُدُونَ، أي: بأن لا تعبدوا وبأن   (1) سورة الكهف: آية: 42. (2) رجح الفراء هذا القول في معاني القرآن: 1/ 50، وقال الطبريّ في تفسيره: 2/ 262: «و «التمني» في هذا الموضع، هو تخلق الكذب وتخرّصه وافتعاله. يقال منه «تمنيت كذا» ، إذا افتعلته وتخرّصته ... » . وانظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 159، وتفسير المشكل لمكيّ: 96، وتفسير غريب القرآن لابن الملقن: 58. (3) ينظر معاني الفراء: 1/ 49، وغريب القرآن لليزيدي: 74، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 55، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 159، وتفسير المشكل لمكيّ: 97، واللسان: 15/ 294 (منى) . (4) اللسان: 15/ 292 (منى) ، وفي «ج» : التقدير. (5) وهو مذهب الأخفش. ينظر معاني القرآن له: 1/ 308، ومعاني الزجاج: 1/ 162، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 101. وقد ذكر السّمين الحلبي هذا الوجه في الدر المصون: 1/ 459، وأورد أدلة القائلين به وشواهدهم، ثم قال: «وفيه نظر، فإن إضمار «أن» لا ينقاس، إنما يجوز في مواضع عدها النحويون وجعلوا ما سواها شاذا قليلا، وهو الصحيح خلافا للكوفيين، وإذا حذفت «أن» فالصحيح جواز النصب والرفع ... » . (6) وهو رأي سيبويه في الكتاب: 3/ 106، وذكره الفراء في المعاني: 1/ 54. وانظر التبيان للعكبري: 1/ 83، والدر المصون للسمين الحلبي: (1/ 458- 461) الذي أورد ثمانية أوجه في إعراب الآية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 تحسنوا «1» ، أو تقديره: ووصيناهم [إحسانا] «2» بالوالدين «3» . وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً: قولا ذا حسن، أو حسنا، فأقيم المصدر مقام الاسم. أو يكونان اسمين كالعرب والعرب. ولا وجه لقراءة «حسني» «4» لأن أفعل [وفعلى] «5» صفة لا تخلو «6» إما عن «من» أو عن الألف واللام على التعاقب. 84 أَقْرَرْتُمْ: رضيتم. 85 ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ: أي: يا هؤلاء «7» توكيد «أنتم» ، وعماده أي أنتم تقتلون فيكون تقتلون خبره رفعا. ويجوز هؤُلاءِ بمعنى: الذين «8» ، وتَقْتُلُونَ صلته ولا موضع له   (1) ينظر تفسير الطبري: 2/ 290، والبيان لابن الأنباري: 1/ 102، والدر المصون: 1/ 462. (2) عن نسخة «ج» . (3) معاني القرآن للأخفش: 1/ 309، ومعاني الزجاج: 1/ 163، وإعراب القرآن للنحاس: 1/ 241. (4) ذكر الأخفش هذه القراءة في معاني القرآن: 1/ 309، وذكرها الطبريّ في تفسيره: 2/ 294، والزجاج في معانيه: 1/ 163، والنحاس في إعراب القرآن: 1/ 241، وابن جني في المحتسب: 2/ 363، وابن الأنباري في البيان: 1/ 103. وتنسب أيضا إلى الحسن كما في إتحاف فضلاء البشر: 1/ 401. وقد ضعّف كلّ من الطبريّ والزّجاج والنحاس وابن الأنباري هذا الوجه. [ ..... ] (5) في الأصل: «وفعل» . والمثبت في النص من «ك» ، ومن المصادر التي مرت من قبل. (6) في «ك» و «ج» : «لا يخلوان» . (7) نقل النحاس في إعراب القرآن: 1/ 243 هذا التقدير عن ابن قتيبة، ثم قال: «هذا خطأ على قول سيبويه لا يجوز عنده: هذا أقبل» . وقال ابن الأنباري في البيان: 1/ 103: «وهو ضعيف ولا يجيزه سيبويه، لأن حرف النداء إنما يحذف مما لا يحسن أن يكون وصفا لأيّ، نحو: زيد وعمر، و «هؤلاء» يحسن أن يكون وصفا لأيّ، نحو: يا أيها هؤلاء. فلا يجوز حذف حرف النداء منه» . وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 102، والتبيان للعكبري: 1/ 86. (8) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: 1/ 167، وهو مذهب الكوفيين، كما في الإنصاف: 2/ 717. وذكره النحاس في إعراب القرآن: 1/ 243، ومكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 102، والعكبري في التبيان: 1/ 86 وضعفه. وأورد السّمين الحلبي في الدر المصون: (1/ 474- 478) سبعة أوجه في إعراب الآية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 كقوله «1» : وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ أي: [ما] «2» التي. وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى: أي من غير ملتكم تفدوهم. أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ: إخراجهم كان كفرا وفداؤهم كان إيمانا «3» . مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ: أي: الكفر والإيمان. 87 بِرُوحِ الْقُدُسِ: جبريل «4» ، أو الإنجيل «5» ، أو الاسم الذي كان   (1) سورة طه: آية: 17. (2) عن نسخة «ج» . (3) ينظر تفسير الطبري: (2/ 308، 309) ، وتفسير البغوي: 1/ 91، والمحرر الوجيز: 1/ 382، وزاد المسير: 1/ 112. قال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ: «يعني التوراة، والذي آمنوا به فداء الأسارى، والذي كفروا به قتل بعضهم بعضا وإخراجهم من ديارهم، وهذا توبيخ لهم، وبيان لقبح فعلهم» . (4) ورد هذا القول في تفسير الطبري: (2/ 220، 221) حيث أخرجه عن قتادة، والسدي، والربيع بن أنس، والضحاك، وشهر بن حوشب ورفعه. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 476 (تفسير سورة البقرة) عن ابن مسعود رضي الله عنه. ورجح الطبريّ- رحمه الله- هذا القول. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 386: «وهذا أصح الأقوال» . وانظر: معاني الزجاج: 1/ 168، وتفسير الماوردي: 1/ 135، وزاد المسير: 1/ 112، وتفسير القرطبي: 2/ 24، وتفسير ابن كثير: (1/ 175، 176) . (5) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 477 (تفسير سورة البقرة) عن الربيع بن أنس باختلاف يسير في اللفظ. وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 135 دون عزو، وقال: سماه روحا كما سمى الله القرآن روحا في قوله تعالى: وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا. ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 386 هذا القول عن مجاهد والربيع بن أنس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 يحيي به الموتى «1» . والقدس والقدس «2» واحد، وقيل لجبريل روح الله تشريفا وكذلك للمسيح. 88 غُلْفٌ: جمع أغلف «3» الذي لا يفهم كأنّ قلبه في غلاف. وهذا أصح من [قول القائل] «4» إنها أوعية للعلوم «5» امتلأت بها فلا موضع لما يقول: لأن كثرة العلم لا يمنع المزيد. واللّعن: الإبعاد من رحمه الله، فلا تلعن البهائم إذ الله لا يبعدها من رحمته. فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ: أي قليل منهم يؤمنون «6» «7» [وانتصب على   (1) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 2/ 321، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 477 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 134، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 386 عن ابن عباس أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 213، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن عباس. (2) في «ك» : «والقدوس» . وانظر تفسير الطبري: 2/ 323، والدر المصون: 1/ 497. (3) ينظر غريب القرآن لليزيدي: 75، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 57، وتفسير المشكل لمكي: 98، وتفسير غريب القرآن لابن الملقن: 59. (4) عن نسخة «ج» . (5) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 58: «ومن قرأه «غلف» مثقل. أراد جمع غلاف. أي هي أوعية للعلم» . وقد رجح الزجاج في معانيه: 1/ 169 ما رجحه المؤلف هنا. وانظر تفسير المشكل لمكي: 58، وتفسير الماوردي: 1/ 136. [ ..... ] (6) عن نسخة «ج» . (7) أخرج الطبري- رحمه الله- هذا القول في تفسيره: 2/ 329 عن قتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 136، والبغوي في تفسيره: 1/ 93، وابن عطية في المحرر الوجيز: 1/ 388 عن قتادة. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 113 وزاد نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 الحال و «ما» صلة] ، أو [بقليل] «1» يؤمنون «2» أو إيمانا قليلا يؤمنون: صفة مصدر محذوف «3» . 90 بِئْسَمَا اشْتَرَوْا: أي: بئس شيئا باعوا به أنفسهم «4» لأنّ الغرض واحد وهو المبادلة. وموضع أَنْ يَكْفُرُوا خفض على موضع الهاء في (به) على البدل «5» ، ويجوز رفعه على قولهم: نعم رجلا زيد. 91 وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً: نصبه بمعنى الحال [المؤكدة] «6» ، والعامل معنى الفعل، [أي: أثبته أو أحقه] » ، كقولك: هو زيد معروفا، أي:   (1) في الأصل: «فقليل» ، والمثبت في النص من «ك» . (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 329 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 136 عن قتادة، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 113 عن معمر. قال الطبريّ- رحمه الله-: «وأولى التأويلات في قوله: فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ بالصواب، ما نحن متقنوه إن شاء الله. وهو أن الله جل ثناؤه أخبر أنه لعن الذين وصف صفتهم في هذه الآية، ثم أخبر عنهم أنهم قليلو الإيمان بما أنزل الله إلى نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم. ولذلك نصب قوله: فَقَلِيلًا لأنه نعت للمصدر المتروك ذكره. ومعناه: بل لعنهم الله بكفرهم، فإيمانا قليلا ما يؤمنون. فقد تبين إذا بما بينا فساد القول الذي روي عن قتادة في ذلك لأن معنى ذلك لو كان على ما روى من أنه يعني به: فلا يؤمن منهم إلا قليل، أو فقليل منهم من يؤمن، لكان «القليل» مرفوعا لا منصوبا لأنه إذا كان ذلك تأويله، كان «القليل» حينئذ مرافعا «ما» فإذا نصب «القليل» - و «ما» في معنى «من» أو «الذي» - فقد بقيت «ما» لا مرافع لها. وذلك غير جائز في لغة أحد من العرب» . (3) ينظر البيان لابن الأنباري: 1/ 106، والتبيان للعكبري: 1/ 90، والبحر المحيط: 1/ 301، والدر المصون للسمين الحلبي: 1/ 502 الذي رجح هذا الوجه من بين ستة وجود ذكرها في إعراب فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ. (4) نسب هذا القول إلى الكسائي كما في مشكل إعراب القرآن: 1/ 104، والدر المصون: 1/ 508. (5) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 56، وانظر البيان لابن الأنباري: 1/ 109، والتبيان للعكبري: 1/ 91، والدر المصون: 1/ 510. (6) عن نسخة «ك» . وينظر: إعراب القرآن للنحاس: 1/ 248، والبيان لابن الأنباري: 1/ 109، والتبيان للعكبري: 1/ 93، والدر المصون: (1/ 515، 516) . (7) عن نسخة «ج» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 أعرفه عرفانا «1» . ولا يصح هو زيد قائما حالا لأن الحال لا يعمل فيها إلا [9/ أ] فعل/ أو معنى فعل، وجاز [قولك: هذا زيد قائما بدلالة اسم الإشارة على معنى الفعل، أي: أشير إلى زيد قائما، أي في حال قيامه] «2» . فَلِمَ تَقْتُلُونَ [أَنْبِياءَ اللَّهِ] «3» مِنْ قَبْلُ: والمراد: لم قتلتم لأنه كالصفة اللازمة لهم، كقولك للكاذب: لم تكذب؟ بمعنى: لم كذبت. 97 فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ: ردّ لمعاداتهم جبريل «4» ، أي: لو نزّله غير جبريل لنزّله أيضا على هذا الحد. 102 وَاتَّبَعُوا: يعني اليهود، ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ: أي: شياطين الإنس «5» من السّحر. وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ: ما سحر وذلك لإنكار اليهود نبوّته، وأنه ظهر من تحت كرسيّه كتب السّحر «6» .   (1) في «ج» : أثبته معروفا. (2) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (3) عن نسخة «ج» . (4) هذه الآية نزلت في اليهود. وقال الطبري في تفسيره: 2/ 377: «أجمع أهل العلم بالتأويل جميعا على أن هذه الآية نزلت جوابا لليهود من بني إسرائيل إذ زعموا أن جبريل عدوّ لهم، وأن ميكائيل وليّ لهم ... » . راجع سبب نزول الآية في مسند الإمام أحمد: 1/ 74، وتفسير الطبري: (2/ 383- 384) ، وأسباب النزول للواحدي: 64، وتفسير البغوي: 1/ 96، وتفسير ابن كثير: (1/ 185، 186) . (5) قال الفخر الرازي في تفسيره: (3/ 220) : «واختلفوا في «الشياطين» ، فقيل: المراد شياطين الجن وهو قول الأكثرين. وقيل: شياطين الإنس وهو قول المتكلمين من المعتزلة. وقيل: هم شياطين الإنس والجن معا ... » . [ ..... ] (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 59، وتفسير الطبري: (2/ 405- 407) ، وأسباب النزول للواحدي: (68، 69) ، وتفسير البغوي: (1/ 98، 99) ، وتفسير ابن كثير: 1/ 194. قال الطبري- رحمه الله-: «والصواب من القول في تأويل قوله: وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ أن ذلك توبيخ من الله لأحبار اليهود الذين أدركوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجحدوا نبوته، وهم يعلمون أنه لله رسول مرسل وتأنيب منه لهم في- رفضهم تنزيله، وهجرهم العمل به، وهو في أيديهم يعلمونه ويعرفون أنه كتاب الله، واتباعهم واتباع أوائلهم وأسلافهم ما تلته الشياطين في عهد سليمان، وقد بينا وجه جواز إضافة أفعال أسلافهم إليهم فيما مضى ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 وهو إما- إن فعلها- لئلا يعمل بها «1» ، أو افتعلها السّحرة بعده لتفخيم السّحر «2» وأنه استسخر به ولذلك قال: «تتلوا عليه» لأنّ في الحق: تلا «3» عنه. وقيل: عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ معناه: على «4» ذهاب ملكه، [أي: حين نزع الله عنه الملك] «5» . وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ أي: واتبعوا ذلك، وأنزل عليهما من السحر ليعلما ما السحر وفساده وكيف الاحتيال به. فِتْنَةٌ: خبرة «6» [من] «7» ، فتنت الذهب، أي تظهر «8» بما تتعلمون   (1) ينظر: متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار: (99- 103) ، وتفسير الفخر الرازي: (3/ 238- 239) ، وتفسير القرطبي: 2/ 54. (2) تفسير الفخر الرازي: 3/ 221. (3) المصدر السابق. (4) في «ج» و «ك» : «في ذهاب ملكه» . وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري: (2/ 411، 412) . (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . وقال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره: 3/ 221 «أما قوله: عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ فقيل: في ملك سليمان عن ابن جريج، وقيل: على عهد ملك سليمان. والأقرب أن يكون المراد: واتبعوا ما تتلوا الشياطين افتراء على ملك سليمان، لأنهم كانوا يقرءون من كتب السحر ويقولون: إن سليمان إنما وجد ذلك الملك بسبب هذا العلم، فكانت تلاوتهم لتلك الكتب كالافتراء على ملك سليمان» . (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 59، وفي تهذيب اللّغة للأزهري: 14/ 296: «جماع معنى الفتنة في كلام العرب الابتلاء والامتحان وأصلها مأخوذ من قولك: فتنت الفضّة والذهب إذا أذبتهما بالنار ليتميز الرديء من الجيّد ... » . وانظر لسان العرب: 13/ 317 (فتن) . (7) عن نسخة «ج» . (8) في «ك» و «ج» : «أي اختبرته ليظهر ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 منّا حالكم في اجتناب السحر الذي نعلم فساده والعمل به. فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما: أي: مكان ما علما من تقبيح السحر. ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ: وذلك بالتبغيض «1» ، أو إذا سحر كفر فتبين امرأته «2» . وقيل: بالجحد في (وما [أنزل] «3» ) . وصرف ويتعلمون منهما إلى السّحر والكفر لدلالة ما تقدّم عليهما. كقوله: يَتَجَنَّبُهَا «4» أي: الذكرى لدلالة سَيَذَّكَّرُ عليها. بِإِذْنِ اللَّهِ: بعلم الله «5» ، أو بتخليته، أو بفعله وإرادته لأنّ الضّرر بالسّحر وإن كان لا يرضاه عنه «6» تعالى عند السبب الواقع من الساحر. وقال: لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ مع قوله: وَلَقَدْ عَلِمُوا لأنه في فريق   (1) تفسير الطبري: 2/ 447 عن قتادة. (2) تفسير الفخر الرازي: 3/ 239. (3) عن نسخة «ك» و «ج» . (4) سورة الأعلى: الآيتان: (10، 11) . (5) قال الطبري- رحمه الله تعالى- في تفسيره: 2/ 449: «ول «الإذن» في كلام العرب أوجه منها: - الأمر على غير وجه الإلزام. وغير جائز أن يكون منه قوله: وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لأن الله جل ثناؤه قد حرّم التفريق بين المرء وحليلته بغير سحر- فكيف به على وجه السحر؟ - على لسان الأمة. - ومنها: التخلية بين المأذون له، والمخلّى بينه وبينه. - ومنها العلم بالشيء، يقال منه: «قد أذنت بهذا الأمر» إذا علمت به ... وهذا هو معنى الآية، كأنه قال جل ثناؤه: وما هم بضارين، بالذي تعلموا من الملكين، من أحد إلا بعلم الله، يعني: بالذي سبق له في علم الله أنه يضره» . وانظر تفسير الماوردي: 1/ 143، والمحرر الوجيز: 1/ 423، وتفسير الفخر الرازي: 3/ 239. [ ..... ] (6) من المعلوم أن «رضي» يأتي لازما فيتعدى بحرف الجر «عن» نحو قولك: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ويأتي متعديا بنفسه نحو قوله: وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً، وعليه تكون صحة العبارة إما أن يقال: ولا يرضى عنه تعالى، وإما أن يقال: ولا يرضاه تعالى، حيث لم يجر العرف اللغوي باستعمال الفعل لازما متعديا في عبارة واحدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 عاند وفي فريق جهل، أو لما لم يعملوا بما علموا كأنهم لم يعلموا «1» . لَمَنِ اشْتَراهُ: في معنى الجزاء «2» ، وجوابه مكتفى منه بجواب القسم كقوله «3» : لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ. والهاء في اشْتَراهُ يعود على السحر، أي من استبدل السحر بدين الله. والخلاق: النّصيب من الخير. 103 وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا: محذوف الجواب لأن شرط الفعل ب «لو» يجاب بالفعل، ولام لَمَثُوبَةٌ لام الابتداء. 104 راعِنا: أرعنا سمعك كما نرعيك «4» ، فنهوا عن لفظ المفاعلة، لأنّها/ للمماثلة. [9/ ب] انْظُرْنا: أفهمنا، أو انظر إلينا، أو انتظرنا نفهم ما تعلّمنا «5» . 106 ما نَنْسَخْ النّسخ «6» : رفع حكم شرعي إلى بدل منه، كنسخ الشمس بالظل. وقيل: هو بيان مدة المصلحة، والمصالح تختلف بالأوقات والأعيان والأحوال فكذلك الأحكام، وهو كتصريف العالم بين السرّاء والضراء   (1) معاني القرآن للزجاج: 1/ 186. (2) ينظر معاني الفراء: (1/ 65، 66) ، وتفسير الطبري: 2/ 452. (3) سورة الحشر: آية: 12. (4) تفسير الطبري: 2/ 460. قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 60: «وكان المسلمون يقولون لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: راعنا وأرعنا سمعك، وكان اليهود يقولون: راعنا- وهي بلغتهم سب لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالرّعونة- وينوون بها السّبّ: فأمر الله المؤمنين أن لا يقولوها: لئلا يقولها اليهود، وأن يجعلوا مكانها (انظرنا) أي انتظرنا» . (5) هذه الأقوال الثلاثة في تفسير الماوردي: 1/ 144. وانظر معاني الفراء: 1/ 70، وغريب القرآن لليزيدي: 78، وتفسير غريب القرآن: 60، وتفسير الطبري: (2/ 467، 468) . (6) ينظر تعريف النسخ في معجم مقاييس اللغة: 5/ 424، والإيضاح لمكي: 49، والمفردات للراغب: 490، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: 90، والبرهان للزركشي: 2/ 29، واللسان: 3/ 61 (نسخ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 لمصالح الخلق. أَوْ نُنْسِها: نتركها فلا ننسخها «1» ، أو ننسها من قلوب الحافظين «2» وننسأها «3» : نؤخرها «4» ، نسأته وأنساته. نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها: في التخفيف أو في المصلحة «5» . 108 أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى سألت قريش تحويل الصفا ذهبا «6» . 109 فَاعْفُوا: فاتركوهم، وَاصْفَحُوا: اعرضوا بصفحة وجوهكم «7»   (1) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 2/ 476 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن السّدّي، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 336 (سورة البقرة) ، والبيهقي في الأسماء والصفات: (1/ 362، 363) عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 255 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن عباس أيضا. (2) ينظر معاني الفراء: (1/ 64، 65) ، وتفسير الطبري: (2/ 474، 475) . (3) ننسأها- بفتح النون الأولى وأخرى بعدها ساكنة وسين مفتوحة بعدها ألف مهموزة- قراءة سبعية قرأ بها أبو عمرو وابن كثير، ونسبت إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وابن عباس، وعطاء بن أبي رباح ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وعبيد بن عمير. ينظر السبعة لابن مجاهد: 168، والتبصرة لمكي: 153، والتيسير للداني: 76، والبحر المحيط: 1/ 343، ومعجم القراءات: 1/ 99. (4) معاني الفراء: 1/ 65، وغريب القرآن لليزيدي: 79، وتفسير الطبري: 2/ 477، ومعاني الزجاج: 1/ 190، والمحرر الوجيز: 1/ 436. (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 61، وأخرج الطبري في تفسيره: 2/ 481، والبيهقي في الأسماء والصفات: 1/ 362 عن ابن عباس رضي الله عنهما: نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها يقول: خير لكم في المنفعة وأرفق بكم» . (6) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (2/ 490، 491) عن مجاهد، ونقله الواحدي في أسباب النزول: 70 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 261، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد. (7) قال الأزهري في التهذيب: 4/ 256: «وصفح كل شيء: وجهه وناحيته ... ، ويقال: صفح فلان عني أي أعرض بوجهه وولاني وجه قفاه ... يقال: صفح عن فلان أي أعرض عنه موليّا» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 كما جاء الإعراض في الإقبال بعرض الوجه. 111 هُوداً: يهودا، أسقطت الياء الزائدة «1» ، أو جمع هائد، كحول وحائل «2» [والحايل ولد الناقة] «3» . 112 بَلى مَنْ أَسْلَمَ: «بلى» جواب جحد أو استفهام مقدّر، كأنه قيل: ما يدخل الجنّة أحد، فيقال: بَلى مَنْ أَسْلَمَ، أو قيل: أما يدخل الجنّة أحد؟. وأَسْلَمَ: أخلص «4» كقوله تعالى «5» : وَرَجُلًا سَلَماً. وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ مع قوله: فَلَهُ أَجْرُهُ: ليعلم أنهم على يقين لا على رجاء يخاف معه. 117 بَدِيعُ السَّماواتِ: أبلغ من مبدعها لأنه صفة يستحقها في غير حال الفعل على معنى القدرة على الإبداع «6» .   (1) معاني الفراء: 1/ 73، تفسير الطبري: 2/ 571. ونقل مكي في مشكل إعراب القرآن: 109 هذا القول عن الفراء، وقال: «ولا قياس يعضد هذا القول» . وقال العكبري في التبيان: 1/ 105: «وهو بعيد جدا» . (2) في اللسان: 3/ 439: «الهود: التوبة، هاد يهود هودا وتهوّد: تاب ورجع إلى الحق، فهو هائد. وقوم هود. مثل حائك وحوك وبازل وبزل» . وانظر معاني الفراء: 1/ 73، وتفسير الطبري: 2/ 507، ومعاني الزجاج: 1/ 194. (3) عن نسخة «ج» . (4) ينظر تفسير الطبريّ: 2/ 510، وتفسير البغوي: 1/ 106، وزاد المسير: 1/ 133، وتفسير القرطبي: 2/ 75، والبحر المحيط: 1/ 352. (5) سورة الزمر: آية: 29. والقراءة التي أوردها المؤلف لابن كثير وأبي عمرو من القراء السبعة، ونسبت أيضا إلى ابن عباس، وابن مسعود، ومجاهد، والحسن، وعكرمة، وقتادة، والزهري رضي الله عنهم أجمعين. ينظر السبعة لابن مجاهد: 562، والتبصرة لمكي: 314، وتفسير الفخر الرازي: 26/ 277، والبحر المحيط: 7/ 424، ومعجم القراءات: (6/ 15، 16) . (6) تفسير الفخر الرازي: 4/ 27. وانظر تهذيب اللغة: 2/ 241، واللسان: (8/ 6، 7) (بدع) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 115 فَأَيْنَما تُوَلُّوا: في سفر، صلّوا بالتحري في ليلة مظلمة لغير القبلة «1» . وقيل «2» : في صلاة السّفر راكبا، وصلاة الخوف إذا تزاحفوا وتسابقوا «3» . فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ: أي: الاتجاه إلى الله، أي: وجه عبادة الله. 116 قانِتُونَ: دائمون تحت تدبيره وتقديره. 117 فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ: يجوز حقيقة أمر، وأنّ ما يحدثه الله عن إبداع واختراع، أو يخلقه على توليد وترتيب بأمره «4» وقوله: كُنْ، ويكون «5» ذلك علامة يعرفها «6» الملائكة أنّ عندها يحدث خلقا، ويجوز مثلا، أي يطيع الكون لأمره في الحال كالشيء الذي يقال له: كن فيكون، إذ معنى «كن» الخبر، وإن كان اللّفظ أمرا وليس [فيكون] «7» بجواب أمر لأن جواب الأمر غير الأمر كقولك: [10/ أ] زرني/ فأكرمك. وكن فيكون واحد لأن الكون الموجود هو الكون المأمور. والكسائي «8»   (1) ينظر تفسير الطبري: 2/ 531، وأسباب النزول للواحدي: 73. (2) أخرج الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 486، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب «جواز صلاة النافلة على الدابة حيث توجهت» ، عن ابن عمر قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي وهو مقبل من مكة إلى المدينة على راحلته حيث كان وجهه. قال: وفيه نزلت: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ. وأخرج نحوه الإمام أحمد في مسنده: 6/ 324، والطبريّ في تفسيره: 2/ 530. (3) تفسير الطبري: 2/ 530، وأسباب النزول للواحدي: 73. (4) في «ج» : فبأمره. (5) في «ج» : ليكون. (6) في «ج» : تعرّف بها الملائكة. (7) عن نسخة «ج» . (8) هو علي بن حمزة بن عبد الله الكسائي، الكوفي، الإمام اللّغوي النحوي المشهور، وأحد القراء السبعة. إنباه الرواة: 2/ 256، إشارة التعيين: 217، غاية النهاية: 1/ 535. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 ينصب فَيَكُونُ في سورتي «النحل» «1» و «يس» «2» لا على جواب الأمر بالفاء ولكن بالعطف على قوله: أَنْ نَقُولَ، وأَنْ يَقُولَ. 118 أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ: إنّما لم يؤتوا ما سألوا لأنّ صلاحهم فيها «3» ، أو فسادهم، أو هلاكهم إذا عصوا بعدها، أو إصرارهم «4» على التكذيب معها، كما فعلته ثمود لا يعلمه إلا الله. 124 وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ: الابتلاء مجازه تكليف ما يشق ليثاب عليه، ولما كان في الحاضر الأوامر في مثله على الاختبار خاطبنا الله بما نتفاهم، بل من العدل أن يعاملنا الله في أوامره معاملة المبتلى الممتحن لا العالم الخبير ليقع جزاؤه على عملنا لا على علمه بنا. بِكَلِماتٍ: هي السّنن العشر «5» ، وقيل «6» : مناسك الحج.   (1) آية: 40، من قوله تعالى: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. ينظر هذه القراءة للكسائي في السبعة لابن مجاهد: 373، والتيسير للداني: 137. (2) آية: 83، من قوله تعالى: إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. ينظر هذه القراءة للكسائي في السبعة لابن مجاهد: 544، والتيسير للداني: 137. (3) في «ج» : صلاحهم في ذلك ولأن فيها فسادهم. (4) في «ج» : لإصرارهم. (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 63، وأخرج الطبريّ في تفسيره: 3/ 9 عن ابن عباس رضي الله عنهما وقتادة، والحاكم في المستدرك: 2/ 266، كتاب التفسير عن ابن عباس قال: «ابتلاه الله بالطهارة خمس في الرأس، وخمس في الجسد. في الرأس: قصّ الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك وفرق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء» . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 154، وزاد المسير: 1/ 140، وتفسير القرطبي: 2/ 98. (6) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (3/ 12، 13) عن ابن عباس وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 154 عن قتادة، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 140 عن قتادة عن ابن عباس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 وقيل «1» : النجوم. وقيل «2» : الهجرة، وقرى الأضياف، وذبح الولد، والنار. 125 مَثابَةً: موضعا للثّواب، أو مرجعا إليه، وأصله: مثوبة «مفعلة» من ثاب يثوب «3» . وَأَمْناً: أي للخائف إذا لجأ إليه، أو من ظهور الجبابرة عليه. وَاتَّخِذُوا: عطف على معنى مَثابَةً إذ تضمنت: ثوبوا إليه. 126 فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا: بالرزق أو بالبقاء. 128 وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ: هو تسليم النّفس وإخلاص العمل، أو بما يكون من الله ليثبّت به العبد على الإسلام. وَتُبْ عَلَيْنا: على وجه السّنّة والتعليم ليقتدى بهما فيه، أو هي   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 3/ 14 عن الحسن، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 154، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 140 عن الحسن أيضا. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 3/ 14 عن الحسن، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 140، والرازي في تفسيره: 4/ 42 عن الحسن أيضا. قال الطبريّ- رحمه الله-: «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله عز وجل أخبر عباده أنه اختبر إبراهيم خليله بكلمات أوحاهن إليه، وأمره أن يعمل بهن فأتمهن، كما أخبر الله جل ثناؤه عنه أنه فعل، وجائز أن تكون بعضه. لأن لإبراهيم صلوات الله عليه قد كان امتحن فيما بلغنا بكل ذلك، فعمل به، وقام فيه بطاعة الله وأمره الواجب عليه فيه. وإذا كان ذلك كذلك فغير جائز لأحد أن يقول: عنى الله بالكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم شيئا من ذلك بعينه دون شيء، ولا عنى به كل ذلك، إلا بحجة يجب التسليم: من خبر عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، أو إجماع من الحجة. ولم يصح في شيء من ذلك خبر عن الرسول بنقل الواحد، ولا بنقل الجماعة التي يجب التسليم لما نقلته ... » . (3) نصّ عليه الطبريّ في تفسيره: 3/ 25، وأورد نحوه الزجاج في معانيه: 1/ 206، وقال: «والأصل في «مثابة» مثوبة، ولكن حركة الواو نقلت إلى التاء، وتبعت الواو الحركة فانقلبت ألفا، وهذا إعلال إتباع، تبع «مثابة» باب «ثاب» ، وأصل ثاب ثوب، ولكن الواو قلبت ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، لا اختلاف بين النّحويين في ذلك» . وانظر تفسير القرطبي: 2/ 110، والدر المصون: 2/ 104. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 للتوبة «1» في الصغائر والعصمة «2» منها. 129 وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ: القرآن، وَالْحِكْمَةَ: العلم بالأحكام «3» . 130 سَفِهَ نَفْسَهُ أوبقها وأهلكها «4» ، أو سفه في نفسه «5» فانتصب بنزع الخافض. وعن ابن الأعرابي «6» : سفه «7» يسفه سفاهة وسفاها: طاش وخرق. وسفه نفسه يسفهها. «8» : جهلها «9» ، والأصل أنّ الفعل بمعنى فعل يوضع موضع صاحبه كقوله «10» : بَطِرَتْ مَعِيشَتَها أي: سخطتها، لأنّ البطر مستثقل للنّعمة غير راض بها. والشّقاق «11» : الاختلاف والافتراق، إذ كل مخالف في شق غير شق   (1) في «ج» : التوبة من الصغائر وطلب العصمة منها. (2) ينظر عصمة الأنبياء للفخر الرازي: 27، وتفسيره: 4/ 69. (3) اختاره الطبري في تفسيره: 3/ 87، وينظر زاد المسير: 1/ 146، وتفسير القرطبي: 2/ 131. (4) وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن له: 1/ 56، واليزيدي في غريب القرآن: 82. (5) في «ج» : بنفسه. [ ..... ] (6) ابن الأعرابي: (150- 231 هـ) . هو محمد بن زياد بن الأعرابي الكوفي أبو عبد الله، الإمام الغوي النسابة. قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/ 688: «له مصنفات كثيرة أدبية، وتاريخ القبائل، وكان صاحب سنة واتباع» . أخباره في: تاريخ بغداد: 5/ 282، وطبقات النحويين للزبيدي: 195، وإنباه الرواة: 3/ 128. (7) في «ج» : سفه نفسه سفها وسفاها. (8) في «ج» : وسفه نفسه يسفه سفها. (9) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 64، وتفسير الطبري: 3/ 90 وهو اختيار الزجاج في معاني القرآن: 1/ 211، وتهذيب اللغة: 6/ 133. (10) سورة القصص: آية: 58. (11) من قوله تعالى: وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. [البقرة: 137] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 صاحبه «1» أو يسومه ما يشق عليه «2» . [10/ ب] 133 أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ: استفهام في معنى/ الجحد «3» ، أي: ما كنتم شهداء. 137 فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ ما آمَنْتُمْ بِهِ: أي: على مثل إيمانكم «4» كقولك: كتبت على ما كتبت، كأنك جعلت المثال آلة تعمل به. 138 صِبْغَةَ اللَّهِ: دين الله «5» ، كأنّ نور الطهارة وسيما العبادة شبيه اللّون الّذي يظهر عند الصّبغ. 143 وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ: العامل في الكاف «جعلنا» . وَسَطاً: عدلا «6» ، أو خيارا «7» .   (1) راجع هذا المعنى في معاني الزجاج: 1/ 214، وتفسير الماوردي: 1/ 162، والمحرر الوجيز: 1/ 504، وتفسير القرطبي: 2/ 143. (2) تفسير القرطبي: 2/ 143. (3) البحر المحيط: 1/ 400، قال أبو حيان: «ومعنى الاستفهام هنا التقريع والتوبيخ، وهو في معنى النفي أي: ما كنتم شهداء فكيف تنسبون إليه ما لا تعلمون ولا شهدتموه أنتم ولا أسلافكم» . (4) رأى النيسابوري هنا أن الباء بمعنى «على» . وانظر هذا المعنى في معاني الزجاج: 1/ 214، والبحر المحيط: 1/ 409، والدر المصون: 2/ 140. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (3/ 118، 119) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقتادة، وأبي العالية، ومجاهد، والربيع بن أنس، والسدي، وابن زيد. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 402 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 59، ومعاني القرآن للأخفش: 1/ 340، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 64، وتفسير الماوردي: 1/ 162. (6) ورد هذا المعنى في حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 151، كتاب التفسير، والإمام أحمد في مسنده: 3/ 9 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا. وأخرجه الطبريّ في تفسيره: (3/ 142، 143) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة مرفوعا أيضا. وانظر هذا المعنى في معاني الفراء: 1/ 83، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 59، وتفسير الماوردي: 1/ 165. (7) ذكره الطبريّ في تفسيره: 3/ 141، واستشهد بقول زهير بن أبي سلمى: هم وسط ترضى الأنام بحكمهم ... إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم وانظر معاني الزجاج: 1/ 219، وتفسير الماوردي: 1/ 164. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ: في تبليغ محمد، أو في تبليغ جميع الرسل كما سمعتم من الرسول الصّادق. أو الشّهادة هي الحجّة وظهور الدّلالة، أي: قولكم وإجماعكم حجة. إِلَّا لِنَعْلَمَ: ليعلم رسولنا وحزبنا «1» كما يقال: بنى الأمير وجبى الوزير، أو هو على ملاطفة الخطاب لمن لا يعلم «2» ، كقولك لمن ينكر ذوب الذّهب: فلتنفخ عليه بالنّار لنعلم أيذوب؟. أو المعنى [ليوجد أي] «3» ليكون الموجود كما نعلم «4» لأن الموجود لا يخالف معلومه، فتعلق الموجود بمعلومه فوق تعلق المسبّب بالسبب. وَإِنْ كانَتْ: أي: القبلة «5» ، أو التحويلة «6» .   (1) أورده الطبري في تفسيره: 3/ 158 وقال: «إن الله جل ثناؤه هو العالم بالأشياء كلها قبل كونها، وليس قوله: وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ، بخبر عن أنه لم يعلم ذلك إلا بعد وجوده ... أما معناه عندنا، فإنه: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا ليعلم رسولي وحزبي وأوليائي من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، فقال جل ثناؤه: إِلَّا لِنَعْلَمَ ومعناه: ليعلم رسولي وأوليائي، إذ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأولياؤه من حزبه، وكان من شأن العرب إضافة ما فعلته أتباع الرئيس إلى الرئيس، وما فعل بهم إليه، نحو قولهم: فتح عمر بن الخطاب سواد العراق وجبى خراجها، وإنما فعل ذلك أصحابه، عن سبب كان منه في ذلك ... » . وانظر تفسير الماوردي: 1/ 166، والمحرر الوجيز: 2/ 8، وتفسير الفخر الرازي: 4/ 114. [ ..... ] (2) هو قول الفراء في معاني القرآن له: 2/ 360، وانظر زاد المسير: 1/ 155، وتفسير الفخر الرازي: 4/ 115. (3) عن نسخة «ج» . (4) تفسير الفخر الرازي: 4/ 114. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 3/ 164 عن أبي العالية. وبه قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 220، وانظر تفسير الماوردي: 1/ 166، وتفسير البغوي: 1/ 123، وزاد المسير: 1/ 155. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 3/ 164 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، ونقل الماوردي في تفسيره: 1/ 166 هذا القول عنهم، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 155 وزاد نسبته إلى مقاتل. قال الطبري- رحمه الله-: «قال بعض نحويي البصرة: أنّثت «الكبيرة» لتأنيث القبلة، وإياها عنى جل ثناؤه بقوله: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً. وقال بعض نحويي الكوفة: بل أنّثت «الكبيرة» لتأنيث التولية والتحويلة. فتأويل الكلام على ما تأوله قائلو هذه المقالة: وما جعلنا تحويلتنا إياك عن القبلة التي كنت عليها وتوليتناك عنها، إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت تحويلتنا إياك عنها وتوليتناك لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ. وهذا التأويل أولى التأويلات عندي بالصواب لأن القوم إنما كبر عليهم تحويل النبي صلّى الله عليه وسلّم وجهه عن القبلة الأولى إلى الأخرى، لا عين القبلة، ولا الصلاة، لأن القبلة الأولى والصلاة، قد كانت وهي غير كبيرة عليهم، إلا أن يوجّه موجّه تأنيث «الكبيرة» إلى «القبلة» ، ويقول: اجتزئ بذكر «القبلة» من ذكر التولية والتحويلة، لدلالة الكلام على ذلك، كما قد وصفنا لك في نظائره. فيكون ذلك وجها صحيحا ومذهبا مفهوما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 إِيمانَكُمْ: توجهكم إلى القبلة الناسخة. وقيل «1» : صلواتكم إلى   (1) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: (5/ 150، 151) ، كتاب التفسير عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت، وأنه صلى أو صلاها صلاة العصر، وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ. وأخرج الإمام أحمد في مسنده: 4/ 241 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما حرمت الخمر قال أناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يشربونها؟ فأنزلت: لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا، قال: ولما حوّلت القبلة قال أناس: يا رسول الله، أصحابنا الذين ماتوا وهم يصلون إلى بيت المقدس؟ فأنزلت: وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «إسناده صحيح» . وأخرج نحوه الترمذي في سننه: 5/ 208، كتاب التفسير، باب «ومن سورة البقرة» ، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» . والطبري في تفسيره: (3/ 167- 169) عن ابن عباس رضي الله عنهما، والبراء، وقتادة، وسعيد بن المسيب، والربيع بن أنس. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 269، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 253، وزاد نسبته إلى وكيع، والفريابي، والطيالسي، وعبد بن حميد، وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر أسباب النزول للواحدي: 77، وتفسير الماوردي: 1/ 167، وتفسير ابن كثير: 1/ 278. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 المنسوخة. 145 وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ: في مداراتهم حرصا على إيمانهم. 144 قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ: لتوقع الوحي في الموعود بتحويل القبلة «1» ، لا بتتبع النّفس هوى الكعبة، إذ كان يحب الكعبة لا عن هوى ولكنها «2» قبلة العرب فيتوفر بها دواعيهم إلى الإيمان. 148 لِكُلٍّ وِجْهَةٌ : شرعة ومنهاج «3» . وقيل «4» : قبلة، أي: لكل أهل دين، أو لكل أهل بلدة من المسلمين. َ مُوَلِّيها : أي وجهه «5» ، والضمير في وَالله، أي: الله مولّيها إياه، بمعنى: موليه إياها. ومن قال «6» : معناه مولّي إليها فالضمير «لكل» .   (1) راجع سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري: 5/ 152، كتاب التفسير، وصحيح مسلم: (1/ 374، 375) ، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب «تحويل القبلة من القدس إلى الكعبة» ، وأسباب النزول للواحدي: 78. (2) في «ج» : لأنها. (3) تفسير الفخر الرازي: 4/ 145 عن الحسن رضي الله عنه. (4) انظر غريب القرآن لليزيدي: 84، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 65، وتفسير الطبري: (3/ 192، 193) ، وتفسير الماوردي: 1/ 170، والمحرر الوجيز: 2/ 22، وزاد المسير: 1/ 159. (5) في «ك» و «ج» : «الوجهة» . (6) قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 225: «وهو أكثر القول ... وكلا القولين جائز» . وانظر البيان لابن الأنباري: 1/ 128، والبحر المحيط: 1/ 437، والدر المصون: (2/ 173، 174) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 وقيل «1» : معناه متوليها أي: متبعها وراضيها. 150 لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ: في خلاف ما في التوراة من تحويل القبلة، وموضع لام لِئَلَّا [مع ما بعدها] «2» نصب، والعامل معنى الكلام أي: عرّفتكم ذلك لئلا يكون حجة «3» . إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا: إلّا أن يظلموكم في كتمانه «4» . [11/ أ] أو معناه: ولكن الّذين ظلموا يحاجونكم بالباطل والشّبهة «5» / كقول النّابغة «6» : ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهنّ فلول من قراع الكتائب أي: إن كان فيهم عيب فهذا، وليس هذا بعيب، فإذا لا عيب فيهم «7» . وإن كان على المؤمنين حجة فللظالم، ولا حجة له، فليس إذا عليهم حجة.   (1) عزاه الفخر الرازي في تفسيره: 4/ 146 إلى أبي معاذ. (2) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . [ ..... ] (3) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 60، وقد صرح المؤلف رحمه الله بالنقل عنه في وضح البرهان: 1/ 179. وانظر معاني الزّجّاج: 1/ 226، والتبيان للعكبري: 1/ 128، والدر المصون: 2/ 177. (4) على أنه استثناء متصل كما ذكر الفخر الرازي في تفسيره: 4/ 154، وقال: «والمراد ب «الناس» أهل الكتاب فإنهم وجدوه في كتابهم أنه عليه الصلاة والسلام يحول القبلة فلما حوّلت بطلت حجتهم إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا بسبب أنهم كتموا ما عرفوا، عن أبي روق» . (5) وهذا المعنى على تقدير أنه استثناء منقطع. انظر تفسير الطبريّ: 3/ 201، وتفسير الماوردي: 1/ 172، وتفسير الفخر الرازي: 4/ 154. (6) هو النابغة زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني، الشاعر الجاهلي المشهور (ت نحو 18 قبل الهجرة) ، والبيت في ديوانه: 44. (7) قال الفخر الرازي في تفسيره: 4/ 155: «ويقال له: ما على حق إلا التعدي، يعني: يتعدى ويظلم، ونظيره أيضا قوله تعالى: إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ، وهذا النوع من الكلام عادة مشهورة للعرب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 154 بَلْ أَحْياءٌ: قيل «1» : المراد أرواحهم، فالروح: الإنسان. والصحيح أنّ الله يلطّف بعد الموت أو القتل ما يقوم به البنية الحيوانية فيجعله بحيث شاء من علّيين أو سجّين «2» . 158 شَعائِرِ اللَّهِ: معالم دينه وأعلام شرعه. من شعرت: علمت «3» وأشعار الهدي ليعلم به. فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما: أي: لولا أنهما من شعائر الحج لكان التطوف «4» بهما جناحا. وقيل «5» : إنه بسبب صنمين كانا عليهما: إساف ونائلة. فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ: مجاز، لأن مقابلة الجزاء للعمل كالشكر للنّعمة. 163 لا إِلهَ إِلَّا هُوَ: موضع (هو) رفع لأنه بدل من موضع «لا» مع الاسم «6» ، ولا تنصبه على قولك: ما قام أحد إلّا زيدا لأنّ البدل يدل على أنّ الاعتماد على الثاني، والنّصب يدل على أنّ الاعتماد على الأول. 165 كَحُبِّ اللَّهِ: كحبّهم لله، لأنّ المشرك يعرفه إلّا أنه يشرك   (1) هذا قول أبي بكر الجصاص في أحكام القرآن: 1/ 94، وقد صرح المؤلف رحمه الله بالنقل عنه في وضح البرهان: 1/ 179. وانظر تفسير الفخر الرازي: 4/ 162. (2) هذا معنى قول جمهور أهل السّنّة في أن نعيم القبر وعذابه للروح والجسد. ينظر شرح العقيدة الطحاوية: (456، 457) . (3) معاني القرآن للزجاج: 1/ 233، وتهذيب اللّغة: 1/ 417، واللسان: 4/ 415 (شعر) . (4) في «ج» : الطواف. (5) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري: 5/ 153، كتاب التفسير، وصحيح مسلم: 2/ 928، كتاب الحج، باب «بيان أن السعي بين الصفا والمروة ركن لا يصح الحج إلا به» ، وتفسير الطبري: (3/ 231- 234) ، وأسباب النزول للواحدي: (79، 80) . (6) البيان لابن الأنباري: 1/ 131، والتبيان للعكبري: 1/ 132، والبحر الحيط: 1/ 463، والدر المصون: 2/ 197. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 به «1» . أو معناه: كحب الله الواجب عليهم «2» ، أو كحب المؤمنين «3» لله. وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا: «لو» : إذا جاء فيما يشوّق إليه أو يخوّف منه قلّما يوصل بجوابه ليذهب القلب فيه كلّ مذهب «4» . أَنَّ الْقُوَّةَ: موضع «أن» نصب «5» على معنى الجواب المحذوف أي: لرأوا أنّ القوة لله. ويكسر «6» على الاستئناف أو الحكاية فيما حذف من الجواب بمعنى: لقالوا إن القوة [لله] «7» .   (1) اختاره الزّجّاج في معاني القرآن له: 1/ 237، وانظر تفسير البغوي: 1/ 136، والمحرر الوجيز: 2/ 54، وزاد المسير: 1/ 170، وتفسير الفخر الرازي: 4/ 226. (2) تفسير الفخر الرازي: 4/ 226. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 3/ 280 عن ابن زيد، وذكره البغوي في تفسيره: 1/ 136 دون عزو، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 170 عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي العالية، وابن زيد، والفراء. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 401 ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن عكرمة. وذكره الزجاج في معاني القرآن: 1/ 237، وقال: «وهذا قول ليس بشيء، ودليل نقضه قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ، والمعنى: أن المخلصين الذين لا يشركون مع الله غيره هم المؤمنون حقا. وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 2/ 211: «وهذا الذي قاله الزجاج من الدليل واضح لأن التسوية بين محبة الكفار لأوثانهم وبين محبة المؤمنين لله ينافي قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ فإن فيه نفي المساواة» . [ ..... ] (4) جواب «لو» محذوف، وفي تقديره اختلاف كثير. ينظر تفسير الطبري (3/ 283، 286) ، ومعاني الزجاج: 1/ 238، والمحرر الوجيز: (2/ 55، 56) ، والبحر المحيط: 1/ 471، والدر المصون: (2/ 212- 214) . (5) وهي قراءة الجمهور. ينظر السبعة لابن مجاهد: 174، والمحرر الوجيز: 2/ 56، والبحر المحيط: 1/ 471، ومعجم القراءات: 1/ 132. (6) وهي قراءة الحسن، وقتادة، وشيبة بن نصاح، وأبي جعفر، ويعقوب. المحرر الوجيز: 2/ 56، وتفسير القرطبي: 2/ 205، والبحر المحيط: 1/ 471، والدر المصون: 2/ 213، ومعجم القراءات: 1/ 132. (7) عن نسخة «ج» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 168 خُطُواتِ الشَّيْطانِ: أعماله ووساوسه. 171 كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ: أي: مثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم، أو مثل داعي الكافرين إلى الله كمثل النّاعق بما لا يسمع، فاكتفى في الأول بالمدعوّ، وفي الثاني بالدّاعي لدلالة كل واحد منهما على الآخر «1» . 173 أُهِلَّ بِهِ: الإهلال: رفع الصّوت بالدّعاء «2» . غَيْرَ باغٍ: أي: للذة وشهوة، وَلا عادٍ: متعدّ مقدار الحاجة. وقول الشّافعي «3» : غير باغ على الإمام/ ولا عاد في سفر حرام [11/ ب] ضعيف لأنّ سفر الطّاعة لا يبيح ولا ضرورة، والحبس في الحضر يبيح ولا سفر، ولأنّ الميتة للمضطر كالذكيّة للواجد، ولأنّ على الباغي حفظ النّفس عن الهلاك. 175 فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ: أجرأهم على عمل يدخل النّار. وحكى الفرّاء «4» : أنّ أحد الخصمين حلف عند قاضي اليمن، فقال صاحبه: ما أصبرك على الله [أي: على عذاب الله] «5» . وقال المبرّد «6» : هو استفهام توبيخ لهم وتعجيب «7» لنا.   (1) ينظر ما سلف في: تفسير الطبري: (3/ 311- 313) ، وتفسير الماوردي: 1/ 184، وتفسير الفخر الرازي: (5/ 8، 9) ، وملاك التأويل: (1/ 180- 182) . (2) تفسير الطبري: 3/ 319، ومعاني الزجاج: 1/ 243، وتهذيب اللّغة: 5/ 366، واللسان: 11/ 701 (هلل) . (3) ينظر معنى هذا القول في كتاب الأم: (1/ 184، 185) . (4) معاني القرآن: 1/ 103 عن الكسائي قال: سألني قاضي اليمن وهو بمكة، فقال: اختصم إليّ رجلان من العرب، فحلف أحدهما على حق صاحبه، فقال له: ما أصبرك على الله! وفي هذه أن يراد بها: ما أصبرك على عذاب الله، ثم تلقى العذاب فيكون كلاما كما تقول: ما أشبه سخاءك بما تم» . (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (6) المقتضب: (4/ 183، 184) . (7) في «ج» : تعجب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 177 وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ: أي: البرّ برّ من آمن، أو ذا البرّ من آمن، والقولان على حذف المضاف، والأول أجود «1» ، لأنّ الخبر أولى بالحذف من المبتدأ، لأنّ الاتساع أليق بالأعجاز من الصّدور. وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ: أي: على حبّ المال «2» . أو على حبّ الإيتاء «3» . وَفِي الرِّقابِ أي: عتقها، أو إعانة المكاتبين «4» . والْبَأْساءِ: الفقر، وَالضَّرَّاءِ: السّقم، وَحِينَ الْبَأْسِ القتال. وَالْمُوفُونَ: على تقدير: ولكنّ ذا البر- أي البار- من آمن بالله والموفون.   (1) وهو قول قطرب كما في البحر المحيط: 2/ 3، واختاره سيبويه في الكتاب: 1/ 212، وانظر معاني الزجاج: 1/ 246، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 118، والتبيان للعكبري: 1/ 143، والدر المصون: 2/ 246. (2) مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 118، والبيان لابن الأنباري: 1/ 139، والتبيان للعكبري: 1/ 144، وقال أبو حيان في البحر المحيط: 2/ 5: «والمعنى أنه يعطي المال محبا له، أي في حال محبته للمال واختياره وإيثاره، وهذا وصف عظيم أن يكون نفس الإنسان متعلقة بشيء تعلق المحب بمحبوبه ثم يؤثر به غيره ابتغاء وجه الله ... والظاهر أن الضمير في حُبِّهِ عائد على المال لأنه أقرب مذكور، ومن قواعد النحويين أن الضمير لا يعود على غير الأقرب إلا بدليل ... » . وانظر ترجيح السمين الحلبي لهذا الوجه في الدر المصون: 2/ 247. (3) ذكر هذا الوجه مكي في مشكل الإعراب: 1/ 119، وابن الأنباري في البيان: 1/ 140، والعكبري في التبيان: 1/ 144، ونقله أبو حيان في البحر: 2/ 5 عن ابن الفضل، ثم عقب عليه بقوله: «بعيد من حيث اللّفظ ومن حيث المعنى، أما من حيث اللّفظ، فإنه يعود على غير مصرح به وعلى أبعد من المال، وأما المعنى فلأن من فعل شيئا وهو يحب أن يفعله لا يكاد يمدح على ذلك، لأن في فعله ذلك هوى نفسه ومرادها ... » . وانظر الدر المصون (2/ 247، 248) . [ ..... ] (4) تفسير الطبري: 3/ 347، ونسبه الماوردي في تفسيره: 1/ 188 إلى الإمام الشافعي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 ونصب «الصابرين» على المدح «1» . وعند الكسائي «2» : بإيتاء المال. أي: آتاه ذوي القربى والصابرين، فيكون وَأَقامَ الصَّلاةَ، وَالْمُوفُونَ اعتراضا، ولكنّ الاعتراض لا يكون معتمد الكلام. 178 فَمَنْ عُفِيَ لَهُ: أي: القاتل، عفا عنه الوليّ وصالحه «3» ، أو عفا بعض الأولياء، أو الوليّ عن بعض القصاص ليفيد التقييد ب «شيء» «4» . فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ: يطلب الدّية بالمعروف، وينظر القاتل إن أعسر. وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ: لا يماطل القاتل ولا ينقص. فَمَنِ اعْتَدى: كان «5» يصالح عن القاتل أولياؤه، حتى إذا أمن يقتل ثم يرمى إليهم بالدّية «6» . 179 وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ: كانوا يتفانون بالطوائل «7» فكفاها   (1) معاني الفراء: 1/ 105، وتفسير الطبري: 3/ 352، ومعاني الزجاج: 1/ 247، وإعراب القرآن للنحاس: 1/ 280، والدر المصون: 2/ 250. قال الطبري- رحمه الله-: «وأما «الصابرين» فنصب، وهو من نعت «من» على وجه المدح. لأن من شأن العرب- إذ تطاولت صفة الواحد- الاعتراض بالمدح والذم بالنصب أحيانا، وبالرفع أحيانا ... » . (2) إعراب القرآن للنحاس: 1/ 281، وذكره الفراء في معاني القرآن له: 1/ 108، دون نسبة وردّه، وكذا الطبريّ في تفسيره: (3/ 353، 354) ، والزجاج في معاني القرآن: 1/ 247. (3) تفسير الطبري: 3/ 371. (4) تفسير الفخر الرازي: (5/ 57، 58) . (5) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها: كان أولياء القتيل يصالحون مع أولياء القاتل عند تواريه واختفائه، حتى إذا أمن فظهر رموا إليه بالدّية وقتلوه. (6) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 3/ 377 عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 421 وزاد نسبته إلى وكيع وعبد بن حميد عن الحسن أيضا. (7) جاء في اللسان: 11/ 414 (طول) : والطوائل: الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال: فلان يطلب بني فلان بطائلة أي بوتر كأن له فيهم ثارا فهو يطلبه بدم قتيله، وبينهم طائلة أي عداوة وترة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 القصاص ويقال «1» : أقصّ الحاكم فلانا من فلان وإباءه وأمثله فامتثل أي: اقتص. 181 فَمَنْ بَدَّلَهُ: أي: الوصية «2» ، لأنّ الوصية والإيصاء واحد «3» ، أو فمن بدّل قول الموصي «4» . والجنف والإثم «5» : التوصية في غير القرابة، أو التفاوت بينهم هوى وميلا أو إعطاء البعض دون البعض «6» . [12/ أ] وقال/ طاوس «7» : جنفه: توليجه، وهو أن يوصي لابن بنته ليكون   (1) تهذيب اللغة: 8/ 255، واللسان: 7/ 76 (قصص) . (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 73، وتفسير الطبري: (3/ 396، 397) ، ومعاني الزجاج: 1/ 251. (3) جاء في هامش الأصل: «إشارة إلى وجه تذكير الضمير الراجع إلى الوصية- أن الوصية بمعنى الإيصاء، وبهذا الاعتبار والتأويل ذكّر الضمير» . (4) تفسير الماوردي: 1/ 194. (5) من قوله تعالى: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً ... ، [البقرة: 182] . قال الفخر الرازي في تفسيره: 5/ 71: «والفرق بين الجنف والإثم أن الجنف هو الخطأ من حيث لا يعلم به، والإثم هو العمد» . (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 3/ 402 عن عطاء. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 195. [ ..... ] (7) طاوس: (33/ 106 هـ) . هو طاوس بن كيسان الجندي الخولاني أبو عبد الرحمن. الإمام الحافظ، التابعي، قال عنه الذهبي: «الفقيه القدوة عالم اليمن» . أخباره في طبقات ابن سعد: 5/ 537، وطبقات الفقهاء للشيرازي: 73، وتذكرة الحفاظ: 1/ 90، وسير أعلام النبلاء: 5/ 38. وهذا القول الذي أورده المؤلف عن طاوس في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 73، وأخرجه الطبريّ في تفسيره: 3/ 402، وأورده البغوي في تفسيره: 1/ 148. قال الطبريّ- رحمه الله-: «وأولى الأقوال في تأويل الآية أن يكون تأويلها: فمن خاف من موص جنفا أو إثما وهو أن يميل إلى غير الحق خطأ منه، أو يتعمد إثما في وصيته، بأن يوصي لوالديه وأقربيه الذين لا يرثونه بأكثر مما يجوز له أن يوصي لهم به من ماله، وغير ما أذن الله له به مما جاوز الثلث أو بالثلث كله وفي المال قلة، وفي الورثة كثرة فلا بأس على من حضره أن يصلح بين الذين يوصى لهم، وبين ورثة الميت وبين الميت، بأن يأمر الميت في ذلك بالمعروف ويعرّفه ما أباح الله له في ذلك وأذن له فيه في الوصية في ماله، وينهاه أن يجاوز في وصيته المعروف الذي قال الله تعالى ذكره في كتابه: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 المال كلّه للبنت، فيصلح بينهم الأمير أو الوصيّ. وقيل «1» : خافَ علم، لأنّ الخشية للمستقبل والوصية واقعة. 184 أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ: ثلاثة أيام من كل شهر ثم نسخ «2» .   (1) هذا قول ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 191، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 99 عن ابن عباس وقتادة والربيع. وانظر الوجوه والنظائر للدامغاني: 165، وزاد المسير: 1/ 183، وتفسير الفخر الرازي: (5/ 71، 72) . (2) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (3/ 414، 415) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن قتادة وعطاء. وروايته عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد العوفي عن أبيه عن عمه (الحسين بن الحسن بن عطية) عن أبيه (الحسن) عن أبيه (عطية بن سعد بن جنادة) . وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء. - انظر ترجمة محمد بن سعد العوفي في تاريخ بغداد: (5/ 322، 323) . - وترجمة أبيه سعد بن محمد بن الحسن في تاريخ بغداد: 9/ 126، ولسان الميزان: 3/ 19. - وعمه الحسين بن الحسن في تاريخ بغداد: (8/ 29- 32) ، والمغني في الضعفاء للذهبي: 1/ 252، ولسان الميزان: 2/ 278. - وترجمة الحسن بن عطية بن سعد العوفي في التاريخ الكبير للبخاري: 2/ 301، والجرح والتعديل: 3/ 26، وتقريب التهذيب: 162. - وترجمة عطية بن سعد بن جنادة في الجرح والتعديل: (6/ 382، 383) ، وتقريب التهذيب: 393. وانظر القول الذي ذكره المؤلف- رحمه الله- في الناسخ والمنسوخ للنحاس: 25، والناسخ والمنسوخ لابن العربي: 2/ 55، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: (169، 170) ، والدر المنثور: 1/ 429. وأورده الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (3/ 413- 417) أقوالا أخرى في المراد ب «الأيام» ثم قال: «وأولى ذلك بالصواب عندي قول من قال: عنى الله جل ثناؤه بقوله: أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ أيام شهر رمضان. وذلك أنه لم يأت خبر تقوم به حجة، بأن صوما فرض على أهل الإسلام غير صوم شهر رمضان، ثم نسخ بصوم شهر رمضان، وأن الله تعالى قد بين في سياق الآية، أن الصيام الذي أوجبه جل ثناؤه علينا هو صيام شهر رمضان دون غيره من الأوقات بإبانته عن الأيام التي أخبر أنه كتب علينا صومها بقوله: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ فمن ادعى أن صوما كان قد لزم المسلمين فرضه غير صوم شهر رمضان الذي هم مجمعون على وجوب فرض صومه- ثم نسخ ذلك- سئل البرهان على ذلك من خبر تقوم به حجة، إذ لا يعلم ذلك إلا بخبر يقطع العذر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 185 شَهْرُ رَمَضانَ مبتدأ خبره الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ، ونصبه «1» على الأمر، أي: صوموه، أو على البدل من أَيَّاماً «2» . هُدىً: حال من الشَّهْرَ «3» . وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ: عدد ما أفطر المريض والمسافر «4» . وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ: هو التكبير يوم الفطر «5» ، وقيل «6» : تعظيم الله   (1) تنسب قراءة النصب إلى الحسن، ومجاهد، وشهر بن حوشب، وهارون الأعور. ينظر معاني الفراء: 1/ 112، وإعراب القرآن للنحاس: 1/ 286، وتفسير الفخر الرازي: 5/ 90، والبحر المحيط: 2/ 38. (2) في الأصل: «أيام» ، والمثبت في النص من «ك» . قال الزّجّاج في معانيه: 1/ 254: «ومن نصب «شهر رمضان» نصبه على وجهين، أحدهما: أن يكون بدلا من «أيام معدودات» ، والوجه الثاني: على الأمر، كأنه قال: عليكم شهر رمضان على الإغراء» . وقال النحاس في إعراب القرآن: 1/ 287: «وهذا بعيد أيضا لأنه لم يتقدم ذكر الشهر فيغرى به» . وانظر البحر المحيط: 2/ 39، والدر المصون: (2/ 277، 278) . (3) في «ك» و «ج» : «حال من القرآن» . (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 3/ 477 عن الضحاك وابن زيد. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 3/ 478 عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن سفيان وزيد بن أسلم، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 362 (سورة البقرة) عن زيد بن أسلم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 468، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والمروزي عن زيد بن أسلم. (6) ذكره الطبري في تفسيره: 3/ 478، وانظر تفسير الماوردي: 1/ 202، وتفسير الفخر الرازي: 5/ 100. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 على ما هدى إليه. 186 فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي: هو الانقياد في كلّ ما أوجبه الله حتى إذا استجاب لله في أوامره أجابه الله في مسائله. والرّفث: الجماع «1» ، وأصله الحديث عن النّساء بقول فاحش «2» . 188 وَتُدْلُوا بِها: أدليت الدلو أرسلتها لتملأها، ودلوتها: انتزعتها ملأى «3» . وفي استسقاء عمر [رضي الله عنه] : «وقد دلونا به إليك» «4» يعني العباس. فيكون الحاكم سبب المتوسل إليه في احتجان «5» المال كسبب الدّلو.   (1) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (3/ 487، 488) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وعن قتادة ومجاهد والسدي. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 367 (سورة البقرة: عن ابن عباس رضي الله عنهما) . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 478 وزاد نسبته إلى وكيع وابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس أيضا. كما عزاه السيوطي إلى ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما. وانظر هذا المعنى في معاني الفراء: 1/ 114، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 74، وغريب الحديث للخطابي: 2/ 566. (2) اللسان: 2/ 153، وتاج العروس: (5/ 263، 264) (رفث) . (3) ينظر هذا المعنى في معاني الزجاج: 1/ 258، وتهذيب اللغة: 14/ 171، واللسان: 14/ 267 (دلا) . (4) ذكره بهذا اللفظ ابن قتيبة في غريب الحديث: (2/ 182، 183) ، والخطابي في غريب الحديث: (2/ 242، 243) ، وابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 347، وابن الأثير في النهاية: 1/ 132. قال ابن قتيبة: «يروى حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما من وجوه بألفاظ مختلفة، وهذا أتمها. وهو رواية أبي يعقوب الخطابي عن أبيه عن جده» . (5) قال ابن الأثير في النهاية: 1/ 348: «والاحتجان: جمع الشيء وضمّه إليك» . وفي اللسان: 13/ 109 (حجن) : «واحتجان المال: إصلاحه وجمعه وضمّ ما انتشر منه. واحتجان مال غيرك: اقتطاعه وسرقته» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 189 يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ: في زيادتها ونقصانها «1» . وَلَيْسَ الْبِرُّ «2» : كانت العرب في الجاهلية إذا أحرمت نقبت «3» في ظهور بيوتها للدخول والخروج «4» ، وإن اعتبرت عموم اللفظ فهو الدخول في الأمر من بابه. 191 ثَقِفْتُمُوهُمْ: ظفرتم بهم، ثقفته ثقفا: وقفت له فظفرت به «5» . 194 الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ: القتال في الشّهر الحرام قصاص الكفر فيه.   (1) تفسير الطبريّ: 3/ 553، ونقل الواحدي في أسباب النزول: (85، 86) عن الكلبي قال: «نزلت في معاذ بن جبل وثعلبة بن عنمة، وهما رجلان من الأنصار، قالا: يا رسول الله ما بال الهلال يبدو فيطلع دقيقا مثل الخيط، ثم يزيد حتى يعظم ويستوي ويستدير، ثم لا يزال ينتقص ويدق حتى يكون كما كان، لا يكون على حال واحدة؟ فنزلت هذه الآية» . وأورد نحوه السيوطي في الدر المنثور: 1/ 490 ونسبه إلى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما وضعف السيوطي سند ابن عساكر. (2) وتمامه: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. (3) أي: ثقبت. الصحاح: 1/ 227، واللسان: 1/ 765 (نقب) . (4) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 157، كتاب التفسير، في سبب نزول قوله تعالى: وَلَيْسَ الْبِرُّ ... الآية عن البراء رضي الله عنه أنه قال: «كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله: وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها. وانظر سبب نزول هذه الآية- أيضا- في صحيح مسلم: 4/ 2319، كتاب التفسير، وتفسير الطبري: (3/ 556- 560) ، وأسباب النزول للواحدي: 86، والدر المنثور: (1/ 491- 493) . (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 76، وتفسير الطبري: 3/ 564، معاني القرآن للزجاج: 1/ 263، معاني القرآن للنحاس: 1/ 106، وتفسير الماوردي: 1/ 210، وتحفة الأريب: 82. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ: متساوية فكيف يحرم القتال ولا يحرم الكفر، وإن اعتبرت خصوص السّبب فقريش صدّت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن المسجد الحرام في ذي القعدة عام الحديبية، فأدخله الله مكة في ذي القعدة القابل «1» . 196 فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ: قال الشّافعي «2» رحمة الله عليه: الإحصار منع العدوّ لأنّها «3» في عمرة الحديبية، ولقوله: فَإِذا أَمِنْتُمْ. وعندنا «4» الإحصار بالمرض وبالعدو، والحصر في العدو خاصّة. قال أبو عبيد «5» : الإحصار ما كان من المرض وذهاب/ النفقة، وما [12/ ب] كان من سجن أو حبس. قيل: حصر فهو محصور. قال المبرّد «6» : حصر: حبس، وأحصر: عرض للحبس على الأصل نحو اقتله عرّضه للقتل وأقبره جعل له القبر.   (1) ورد هذا السبب- باختلاف في ألفاظه- في عدة روايات منها ما أخرجه الطبريّ في تفسيره: (3/ 575- 578) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن أبي العالية، ومجاهد، وقتادة. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 88 عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 497 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن مجاهد وقتادة. (2) ينظر قول الإمام الشافعي في الأم: 2/ 185، وأحكام القرآن: (1/ 130، 131) ، واستدل فيه بحديث ابن عباس: «لا حصر إلا حصر العدو» ، وقال: وعن ابن عمر وعائشة معناه. وقال أيضا: «فمن حال بينه وبين البيت مرض حابس فليس بداخل في معنى الآية، لأن الآية نزلت في الحائل من العدو، والله أعلم» . (3) في «ج» : لأنه. (4) أي عند الحنفية. ينظر هذا القول في أحكام القرآن للجصاص: (1/ 268، 269) ، وبدائع الصنائع: 2/ 175، والهداية: 1/ 180، وفتح القدير لابن الهمام: 3/ 51. (5) لم أقف على قوله في كتابه غريب الحديث، ونقله الأزهري في تهذيب اللغة: 4/ 223 عن أبي عبيد بن أبي عبيدة، وهو في مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى: 1/ 69. وانظر معاني القرآن للأخفش: 1/ 355، والصحاح: 2/ 632، واللسان: 4/ 195 (حصر) . (6) لم أجد قوله فيما تيسر لي من كتبه، وذكره النحاس في معاني القرآن له: 1/ 117 دون عزو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ: جمع هديّة «1» وهو «2» شاة، وموضع «ما» رفع «3» ، ويجوز نصبه «4» على «فليهد» . ومَحِلَّهُ: الحرم «5» . وعند الشافعي «6» موضع الإحصار. والمتمتع بالعمرة إلى الحج: هو المحرم بالعمرة في أشهر الحج، إذا أحرم بالحج بعد الفراغ من العمرة من غير أن يلمّ بأهله عند العبادلة «7» والفقهاء «8» . ولفظ مشايخنا في «شروح المتفق» «9» هو المتزوّد من العمرة إلى الحج.   (1) مجاز القرآن: 1/ 69 عن أبي عمرو بن العلاء، وعنه أيضا: تقديرها جدية السرج، والجميع الجدي، مخفف. قال أبو عمرو: ولا أعلم حرفا يشبهه. وانظر تفسير الغريب: 78، وتفسير الطبري: 4/ 34. قال الطبري- رحمه الله- و «الهدى» عندي إنما سمي «هديا» لأنه تقرب به إلى الله جل وعز مهدية، بمنزلة الهدية يهديها الرجل إلى غيره متقربا بها إليه. يقال منه: «أهديت الهدى إلى بيت الله، فأنا أهديه إهداء» . كما يقال في الهدية يهديها الرجل إلى غيره: أهديت إلى فلان هدية وأنا أهديها» ، ويقال للبدنة هدية ... » . (2) في «ج» : وهي. (3) معاني الفراء: 1/ 118، تفسير الطبري: 4/ 34، معاني الزجاج: 1/ 267. وقال العكبري في التبيان: 1/ 159: «ما» في موضع رفع بالابتداء، والخبر محذوف، أي: فعليكم. ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ محذوف أي: فالواجب ما استيسر. [ ..... ] (4) معاني الزجاج: 1/ 268، ومشكل إعراب القرآن: 1/ 123، والدر المصون: 2/ 313. (5) وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: 1/ 272، وبدائع الصنائع: 2/ 178. (6) كتاب الأم: (2/ 158، 159) ، وأحكام القرآن: 1/ 131. ورجحه الطبري في تفسيره: (4/ 50، 51) ، وابن العربي في أحكام القرآن: 1/ 122، والقرطبي في تفسيره: 2/ 379. (7) هم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم. ينظر: تدريب الراوي: 2/ 219. (8) ينظر الكافي لابن قدامة: 1/ 394، وروضة الطالبين: 3/ 46، وحاشية الهيثمي على الإيضاح: 156، والخرشي على مختصر خليل: (2/ 310، 311) . (9) كتاب المتفق في فروع الحنفية لأبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد الجوزقي المتوفى سنة 388 هـ. ترجمته في الأنساب: 3/ 365، وتذكرة الحفاظ: 3/ 1013، وسير أعلام النبلاء: 16/ 493. وذكر حاجي خليفة في كشف الظنون: 2/ 1685 من شروحه المحقق، ولم يذكر مؤلفه. والتمتع عند الحنفية: هو الترفق بأداء النسكين (العمرة والحج) في أشهر الحج في عام واحد من غير أن يلم بأهله إلماما صحيحا بين العمرة والحج. والإلمام الصحيح: هو الذي يكون في حالة تحلّله من العمرة وقبل شروعه في الحج. ينظر لباب المناسك: 179، وشرحه المسلك المتقسط: (172، 173) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وقال السّدّي «1» : هو فسخ الحج بالعمرة «2» . وقال ابن الزّبير «3» : هو المحصر إذا دخل مكة بعد فوت الحج. فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ: قبل [يوم] «4» النحر ما بين إحرامه في أشهر الحج إلى يوم عرفة «5» ، وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ: إذا رجع المتمتع من   (1) السدي: (- 127 هـ) . هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي. تابعي روى عن ابن عباس وطائفة. وعنه أبو عوانة والثوري وغيرهما. والسّدّي كما في اللباب لابن الأثير: 2/ 110: «- بضم السين المهملة وتشديد الدال- هذه النسبة إلى السدة، وهي الباب، وإنما نسب السّدّي الكبير إليها لأنه كان يبيع الخمر بسدة الجامع بالكوفة» . ترجمه الحافظ في التقريب: 108، وقال: «صدوق بهم ورومي بالتشيع» . وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال: 1/ 236، وطبقات المفسرين للداودي: 1/ 109. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 4/ 91 عن السدي. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 214. (3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 4/ 134، كتاب الحج، باب «في الرجل يهل بالحج فيحصر ما عليه» . وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: (4/ 88، 89) وابن أبي حاتم في تفسيره: 467. وضعف المحقق إسناده. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 516 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن الزبير أيضا. (4) عن نسخة «ج» . (5) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 4/ 94 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: (1/ 293- 295) ، والمسلك المتقسط: 177. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 الحج «1» . وعند الشّافعي «2» : إذا رجع إلى الأهل. تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ: في الأجر «3» ، أو قيامها مقام الهدي «4» ، أو المراد رفع الإبهام «5» فلا يتوهم في «الواو» أنها بمعنى «أو» . وحاضر والمسجد الحرام: أهل المواقيت ومن دونها إلى مكة، فليس لهم أن يتمتعوا عندنا «6» ، ولو فعلوا لزمهم دم الجناية لا المتعة. 197 الْحَجُّ أَشْهُرٌ: أي: أشهر الحج فحذف المضاف، أو الحج حج أشهر، فحذف المصدر المضاف، أو جعل الأشهر الحجّ لمّا كان الحج فيها كقولك: ليل نائم، ونهار صائم. وأشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة جمعت لبعض الثالث «7» ، والفعل في بعض اليوم فعل في اليوم. فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ: أوجب على نفسه، أي: أحرم. والرّفث: الجماع وذكره عند النساء «8» . والفسوق: السّباب «9» .   (1) أحكام القرآن للجصاص: 1/ 299. (2) أحكام القرآن: 1/ 130، ونهاية المحتاج: 2/ 446 وهو اختيار الطبري في تفسيره: 4/ 106، وقال النحاس في معانيه: 1/ 126: «وهذا كأنه إجماع» . (3) معاني القرآن للزجاج: 1/ 268. [ ..... ] (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 4/ 108 عن الحسن رحمه الله، وذكره الزجاج في معاني القرآن: 1/ 268. (5) ينظر هذا المعنى في معاني القرآن للزجاج: 1/ 268، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 126. (6) أي عند الحنفية. ينظر هذا القول في أحكام الجصاص: 1/ 289، وبدائع الصنائع: 2/ 169. وقد أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 4/ 111 عن عطاء، ومكحول. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 215، وأحكام القرآن لابن العربي: 1/ 131. (7) معاني الفراء: 1/ 119. (8) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 120، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 79، وأخرجه الطبري في تفسيره: (4/ 129- 133) عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والربيع وعطاء بن أبي رباح. (9) معاني الفراء: 1/ 120، وتفسير الغريب: 79، وأخرجه الطبري في تفسيره: (4/ 138، 139) عن ابن عمر، وابن عباس، ومجاهد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 والجدال: الملاحاة مع أهل الرفقة. وقيل «1» : لا جدال لا خلاف في الحج أنه في ذي الحجة، وهو وجه امتناع لا جدال. وإن قرأت «2» : «لا رفث ولا فسوق ولا جدال» نفي، إذ لم يجادلوا أنّ الحج في ذي الحجة فكانت لا نافية، ولا/ رفث نهي، إذ ربّما [13/ أ] يفعلونه فكانت بمعنى «ليس» . 198 أَفَضْتُمْ: دفعتم بكثرة منها إلى مزدلفة كفيض الإناء عند الامتلاء. والإفاضة: سرعة الرّكض، وأفاضوا في الحديث: اندفعوا فيه «3» . وصرف عَرَفاتٍ مع التأنيث والتعريف لأنها اسم واحد على حكاية الجمع «4» . وعرفات من تعارف النّاس في ذلك المجمع «5» ،   (1) ذكره النحاس في إعرابه: 1/ 295. (2) برفع «الرفث والفسوق» وتنوينهما، وفتح «جدال» بغير تنوين، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: 180، والتبصرة لمكي: 159 فتكون «لا» الأولى للنهي، أي: لا ترفثوا ولا تفسقوا، وتكون «لا» الثانية لنفي الجنس التي تعمل عمل «ليس» ، على معنى نفي الجدال في أن الحج في ذي الحجة- أي لا جدال كائن في الحج وأنه فيه- أما «الرفث والفسوق» فقد يفعلونهما فنهوا عنهما. ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: 1/ 120، وتفسير الطبري: (4/ 153، 154) ، والكشف لمكي: 1/ 286. (3) ينظر ما سبق في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 79، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 272، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 136، ومفردات الراغب: 388، واللسان: 7/ 212 (فيض) . (4) هذا قول الزجاج في معانيه: 1/ 272، وقال السّمين الحلبي في الدر المصون: 2/ 331: «والتنوين في «عرفات» وبابه فيه ثلاثة أقوال، أظهرها: أنه تنوين مقابلة، يعنون بذلك أن تنوين هذا الجمع مقابل لنون جمع الذكور ... الثاني: أنه تنوين صرف وهو ظاهر قول الزمخشري. الثالث: أن جمع المؤنث إن كان له جمع مذكر كمسلمات ومسلمين فالتنوين للمقابلة وإلّا فللصرف كعرفات» . (5) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 5/ 188 دون عزو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 وقيل «1» : من تعارف آدم وحواء هناك. وقيل «2» : كان جبريل يعرّف إبراهيم- عليه السلام- المناسك، فلمّا صار بعرفات قال: عرفت. والمشعر الحرام ما بين جبلي مزدلفة «3» ، وقيل «4» : الجبل الذي يقف عليه الإمام بجمع «5» .   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 218 دون عزو، ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 174 عن الضحاك، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 174، وقال: «والظاهر أنه اسم مرتجل كسائر أسماء البقاع» . (2) أخرجه الطبري في تفسيره: (4/ 173، 174) عن ابن عباس من طريق وكيع بن مسلم القرشي، عن أبي طهفة، عن أبي الطفيل عن ابن عباس نحوه. قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «هذا إسناد مشكل لا أدري ما وجه صوابه. أما «وكيع بن مسلم القرشي» فما وجدت راويا بهذا الاسم ولا ما يشبهه. والذي أكاد أجزم به أنه «وكيع بن الجراح» الإمام المعروف. وأن كلمة «بن» محرفة عن كلمة «عن» ، ثم يزيد الإشكال أن لم أجد من اسمه «مسلم القرشي» وإشكال ثالث، أن «أبا طهفة» هذا لا ندري ما هو؟ واليقين- عندي- أن الإسناد محرف غير مستقيم» كما أخرج الطبري هذا القول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، من طريق ابن جريج قال: قال ابن المسيب: قال علي بن أبي طالب وذكر نحوه. وهذا منقطع بين ابن جريج وسعيد بن المسيب، وأخرج الطبري- نحوه- عن عطاء، والسدي، ونعيم بن أبي هند. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 519 (سورة البقرة) عن عبد الله بن عمرو، وضعّف محقق هذا الجزء من تفسير ابن أبي حاتم إسناد هذا الأثر، لمحمد بن داود: مسكوت عنه، وأبي حذيفة النهدي: صدوق سيء الحفظ، وثابت بن هرمز: صدوق يهم. وأورد السيوطي هذا الخبر في الدر المنثور: 1/ 536 ونسب إخراجه إلى وكيع، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (4/ 176، 177) عن ابن عباس، وابن عمر، وسعيد بن جبير ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 539 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. [ ..... ] (4) ذكره أبو حيان في البحر: 2/ 96. (5) أي: بمزدلفة. - ينظر تفسير الطبري: 4/ 179، ومعاني الزجاج: 1/ 273، ونقل النحاس في معانيه: 1/ 138 عن قتادة قال: هي جمع، وإنما سميت جمعا، لأنه يجمع فيها بين صلاة المغرب والعشاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 199 مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ: أمر لقريش بالإفاضة من عرفات إلى جمع وكانوا يقفون بجمع بأنّا أهل الحرم لا نخرج عنه، [لأنّ جمعا من الحرم وعرفات من الحلّ] «1» ، بل الإفاضة من عرفات مذكورة فهي الإفاضة من جمع إلى منى. والنّاس: إبراهيم ومن تبعه «2» . مِنْ خَلاقٍ: من نصيب «3» ، من الخلافة التي هي الاختصاص «4» ، أو الخليفة التي هي من حظ الفتى من طبيعته «5» . والأيّام المعدودات «6» : أيام التشريق «7» ، ثلاثة بعد المعلومات عشر ذي   (1) عن نسخة «ج» . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 4/ 189 عن الضحاك، ونقله النحاس في معانيه: 1/ 140، والبغوي في تفسيره: 1/ 176، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 177، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 214 عن الضحاك أيضا. (3) تفسير الطبري: 4/ 203، ومعاني الزجاج: 1/ 274، ومعاني النحاس: 1/ 142. (4) ينظر اللسان: 10/ 91، وتاج العروس: 25/ 253 (خلق) . (5) في اللسان: 10/ 86 (خلق) : والخليقة: الطبيعة التي يخلق بها الإنسان. (6) من قوله تعالى: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ... البقرة: 203. (7) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (4/ 208- 211) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح، وقتادة، والربيع بن أنس، والضحاك، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 562 وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، والمروزي، وابن المنذر وابن مردويه، والبيهقي في الشعب، والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما. كما عزا إخراجه إلى ابن أبي الدنيا، والمحاملي في أماليه، والبيهقي عن مجاهد. قال الماوردي في تفسيره: 1/ 220: «وهذا قول جمع المفسرين، وإن خالف بعض الفقهاء في أن أشرك بين بعضها وبين الأيام المعلومات» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 الحجة «1» ، فهي معدودات لقلتها بالقياس إلى المعلومات «2» التي يعلمها النّاس للحج. وذكر الله فيها التكبير المختصّ به، وابتداؤه عند أبي حنيفة «3» - رحمه الله- من فجر يوم عرفة في أدبار الصلوات الثمان التي آخرها عصر يوم النّحر. وأوّل أيام التشريق: يوم القرّ «4» لاستقرار الناس بمنى، والثاني: يوم النّفر الأول إذ ينفرون ويخرجون إلى أهليهم، وهو قوله: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ أي الخروج في النّفر الأول، ومن تأخر إلى النّفر الثاني وهو ثالث أيام منى فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقى أي: الصيد «5» إلى يوم الثالث، وقيل «6» : اتقى في جميع الحج، أو في بقية عمره لئلا يحبط عمله «7» .   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 71، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 80. (2) قال الزجاج في معانيه: 1/ 275: «معدودات: يستعمل كثيرا في اللّغة للشيء القليل وكل عدد قل أو كثر فهو معدود، ولكن معدودات أدل على القلة لأن كل قليل يجمع بالألف والتاء، نحو دريهمات وجماعات ... » . (3) ينظر تحفة الفقهاء للسمرقندي: 1/ 288، والهداية: 1/ 87. (4) ينظر الأيام والليالي والشهور للفراء: 79، وغريب الحديث لأبي عبيد: 2/ 53، والنهاية: 4/ 37، واللسان: 5/ 87 (قرر) . (5) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 4/ 221، وابن أبي حاتم في تفسيره: 561 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 566 وزاد نسبته إلى سفيان بن عيينة، وابن المنذر عن ابن عباس. [ ..... ] (6) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (4/ 221، 222) عن قتادة، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 218 عن قتادة أيضا. (7) أخرجه الطبري في تفسيره: 4/ 220 عن أبي العالية وإبراهيم. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 220 عن أبي العالية، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 568 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن أبي العالية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 204 والخصام مصدر «1» ، أو جمع خصم «2» كبحر وبحار. 207 يَشْرِي: يبيع «3» . 208 ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ: في طائفة أسلموا ولم يتركوا السّبت «4» . [فأمروا بترك السبت، أي بترك تعظيمه بالدخول في الإسلام إلى منتهى شرائعه] «5» . بل هو أمر المؤمنين بشرائع الإسلام، أو بالدوام على الإسلام كقوله «6» : يا أَيُّهَا/ الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا. [13/ ب] كَافَّةً: جميعا. كففت: جمعت «7» ، وكفّة الميزان لجمعه ما فيه، ويجوز من الكفّ المنع «8» لأنهم إذا اجتمعوا تمانعوا.   (1) وهو قول الخليل كما في تفسير القرطبي: 3/ 16، وذكره دون نسبه النحاس في إعراب القرآن: 1/ 299، ومكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 125. وقال العكبري في التبيان: 1/ 166: ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام. ويجوز أن الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل، كما يوصف بالمصدر في قولك: رجل عدل وخصم. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 80، ومعاني الزجاج: 1/ 277، وإعراب القرآن للنحاس: 1/ 299، والبيان لابن الأنباري: 1/ 148، والتبيان للعكبري: 1/ 166. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 71، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 81: «يقال: شريت الشيء إذا بعته واشتريته. وهو من الأضداد» . وانظر تفسير الطبري: 4/ 246، والأضداد لابن الأنباري: 72، واللسان: 14/ 428 (شرى) . (4) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (4/ 255، 256) عن عكرمة، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: 59 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 223، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 198 عن عكرمة. (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (6) سورة النساء: آية: 136. (7) اللسان: 9/ 301 (كفف) . (8) معاني القرآن للزجاج: 1/ 279، وتهذيب اللّغة: 9/ 455، واللسان: 9/ 305 (كفف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 210 يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ: أي: آياته. أو أمره «1» ، كقوله «2» : أْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ. 212 زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: قيل «3» : الشيطان يزينها لهم. بل الله يفعل ذلك: ليصح التكليف وليعظم الثواب «4» . بِغَيْرِ حِسابٍ: بغير استحقاق على التفضل «5» ، وعَطاءً حِساباً «6» يكافئ العمل ويقابله وكأنه يعطي المحسوب «7» بما   (1) أورد الطبري- رحمه الله- هذا القول في تفسيره: 4/ 265 دون نسبة، ونقل عن بعضهم: «لا صفة لذلك غير الذي وصف به نفسه عز وجل من المجيء والإتيان والنزول. وغير جائز تكلف القول في ذلك لأحد إلا بخبر من الله جل جلاله أو من رسول مرسل. فأما القول في صفات الله وأسمائه، فغير جائز لأحد من جهة الاستخراج إلا بما ذكرنا» . (2) سورة النحل: آية: 33. (3) هو قول المعتزلة الذين لا ينسبون خلق فعل الشر إلى الله. ينظر قولهم في متشابه القرآن للقاضي عبد الجبار: 122، والكشاف: 1/ 354. (4) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 203: «المزيّن هو خالقها ومخترعها وخالق الكفر. ويزينها الشيطان بوسوسته وإغوائه ... وخصّ الذين كفروا لقبولهم التزيين جملة، وإقبالهم على الدنيا، وإعراضهم عن الآخرة بسببها. والتزيين من الله تعالى واقع للكل ... » . وأورد أبو حيان قول الزمخشري في البحر المحيط: 2/ 129، ثم قال: «وهو جار على مذهب المعتزلة بأن الله تعالى لا يخلق الشر، وإنما ذلك من خلق العبد، فلذلك تأول التزيين على الخذلان أو على الإمهال. وقيل: المزين الشيطان، وتزيينه بتحسين ما قبح شرعا وتقبيح ما حسن شرعا. والفرق بين التزيينين أن تزيين الله بما ركبه ووضعه في الجبلة، وتزيين الشيطان بإذكار ما وقع غفالة وتحسينه بوساوسه إياها لهم. [ ..... ] (5) تفسير الفخر الرازي: 6/ 9. (6) سورة النبأ: آية: 36. (7) في «ج» : مما لا يحسب. قال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره: 6/ 10: «فإن قيل: قد قال تعالى في صفة المتقين وما يصل إليهم: عَطاءً حِساباً أليس ذلك كالمناقض لما في هذه الآية؟. قلنا: أما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على التفضل، وحمل قوله: عَطاءً حِساباً على المستحق بحسب الوعد على ما هو قولنا، أو بحسب الاستحقاق على ما هو قول المعتزلة، فالسؤال ساقط، وأما من حمل قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ على سائر الوجوه، فله أن يقول إن ذلك العطاء إذا كان يتشابه في الأوقات ويتماثل، صح من هذا الوجه أن يوصف بكونه عطاء حسابا، ولا ينقضه ما ذكرناه في معنى قوله: بِغَيْرِ حِسابٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 لا يحتسب. 213 كانَ النَّاسُ أُمَّةً: ملّة وطريقة «1» ، أي: أهل ملّة، وتلك الملّة: الضلال فهو الغالب عليهم، وإن كانت الأرض لم تخل عن حجة الله. وقيل «2» : كانوا على الحق متفقين فاختلفوا. بَغْياً بَيْنَهُمْ: مفعول، أي: اختلفوا للبغي «3» . 214 وَلَمَّا يَأْتِكُمْ: لم يأتكم، كقوله «4» : وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ. وَزُلْزِلُوا: أزعجوا بالخوف يوم الأحزاب «5» ، وهو «زلّوا» ضوعف   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 72، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 81، وقال الطبري في تفسيره: 4/ 276: «وأصل «الأمة» الجماعة تجتمع على دين واحد، ثم يكتفى بالخبر عن «الأمة» من الخبر عن الدين لدلالتها عليه، كما قال جل ثناؤه: وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً [سورة المائدة: 48، سورة النحل: 93] ، يراد به: أهل دين واحد وملة واحدة ... » . (2) أخرجه الطبري في تفسيره: (4/ 275، 276) عن ابن عباس وقتادة، وأخرجه الحاكم في المستدرك: (2/ 546، 547) ، كتاب التاريخ، «ذكر نوح النبي صلّى الله عليه وسلّم» عن ابن عباس، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 186 عن قتادة وعكرمة، وابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 207 عن ابن عباس وقتادة. قال الفخر الرازي في تفسيره: (6/ 11، 12) : «وهذا قول أكثر المحققين» . وقال ابن كثير في تفسيره: 1/ 365 عن هذا القول المنسوب إلى ابن عباس أنه: «أصح سندا ومعنى، لأن الناس كانوا على ملة آدم عليه السلام حتى عبدوا الأصنام، فبعث الله إليهم نوحا عليه السلام، فكان أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض» . (3) معاني الزجاج: (1/ 284، 285) ، ومعاني النحاس: 1/ 162، والتبيان للعكبري: 1/ 171، والدر المصون: 2/ 378. (4) سورة الجمعة: آية: 3. (5) ينظر تفسير الطبري: (4/ 288، 289) ، وأسباب النزول للواحدي: 98، وتفسير ابن كثير: 1/ 366، والدر المنثور: 1/ 584. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 لفظه لمضاعفة معناه. حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ يسأل النّصر الموعود، لا أنه استبطأ النّصر، لأن الله لا يؤخره عن وقته. 219 ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ: أي: الفضل عن الحاجة «1» ، أو السهل المتيسر، خذ ما عفا: أي سهل وصفا «2» ، ونصبه على أنه جواب المنصوب وهو «ماذا» «3» و «ماذا» اسم واحد، ولهذا لا يصح «4» «عمّ ذا تسأل» كما يصح «عم تسأل» . ومن رفع «5» الْعَفْوَ جعل «ذا» بمنزلة «الذي» [ويجعلهما] «6» .   (1) أخرج الطبري في تفسيره: 4/ 337 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: العفو ما فضل عن أهلك. وأخرج نحوه ابن أبي حاتم في تفسيره: 656 (سورة البقرة) . والنحاس في الناسخ والمنسوخ: 67، والطبراني في المعجم الكبير: 11/ 386، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 607 وزاد نسبته إلى وكيع، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر والبيهقي- كلهم- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وبه قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 141، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 82، وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: (4/ 337، 338) عن قتادة وعطاء والحسن. وأورد الطبري- رحمه الله- أقوالا أخرى في المراد ب «العفو» ثم قال: «وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: معنى «العفو» : الفضل من مال الرجل عن نفسه وأهله في مؤونتهم ما لا بد لهم منه. وذلك هو الفضل الذي تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالإذن في الصدقة ... » . وقال النحاس في معانيه: 1/ 175: «وهذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد، لأن العفو في اللّغة: ما سهل» . (2) ينظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 73، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 82، ومعاني النحاس: 1/ 175، ومفردات الراغب: 339. (3) معاني الزجاج: 1/ 293، وإعراب النحاس: 1/ 309، والكشف لمكي: 1/ 293، والتبيان للعكبري: 1/ 176، والدر المصون: 2/ 409. (4) في «ج» : لا يصلح عن ماذا تسأل. (5) وهي قراءة أبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: 182، وإعراب القرآن للنحاس: 1/ 309. والكشف لمكي: 1/ 292. (6) في الأصل: ويجعلها، والمثبت في النص عن «ج» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 اسمين كأنه: ما الذي ينفقون «1» . 220 لَأَعْنَتَكُمْ: لشدد عليكم «2» . 222 يَطْهُرْنَ: ينقطع دمهن ويَطْهُرْنَ «3» : يتطهرن فأدغمت. 223 أَنَّى شِئْتُمْ: كيف شئتم، أو من أين شئتم بعد أن لا يخرج عن موضع الحرث بدليل نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ. وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ: التسمية عند الجماع «4» . [أو طلب الولد الذي يدعو له بالخير بعد موته] «5» . بل العبرة بعموم اللفظ «6» . 224 عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ: علة وحجة في ترك البرّ والاصطلاح» فتعتلوا بالأيمان، فكأنّ اليمين سبب يعرض فيمنع من البرّ والتقوى، أو يوجب الإعراض عنهما. وقيل «8» : لا تجعلوا الله بذلة أيمانكم/ من غير حاجة وبغير استثناء. [14/ أ] أَنْ تَبَرُّوا: أن لا تبرّوا، على هذا موضع أَنْ تَبَرُّوا نصب «9»   (1) ينظر معاني الزجاج: (1/ 287، 293) ، وإعراب النحاس: 1/ 309، والكشف لمكي: 1/ 292، والدر المصون: (2/ 408، 409) . (2) ينظر معنى «العنت» في تفسير الغريب: 83، وتفسير الطبري: (4/ 359، 360) ، ومعاني الزجاج: (1/ 294، 295) ، وتفسير القرطبي: 3/ 66، وتحفة الأريب: 219. (3) بفتح الطاء والهاء وتشديدهما، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية شعبة. ينظر السبعة لابن مجاهد: 182، والتبصرة لمكي: 160، والتيسير للداني: 80. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 4/ 417، عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله البغوي في تفسيره: 1/ 199 عن عطاء، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير 1/ 253 وقال: «رواه عطاء عن ابن عباس» . (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (6) ينظر تفسير الطبري: (4/ 417، 418) ، وتفسير الفخر الرازي: 6/ 79. (7) في «ج» : الإصلاح. (8) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: 6/ 80. (9) قال الزجاج في معانيه: 1/ 299: «والنصب في «أن» في هذا الموضع هو الاختيار عند جميع النحويين» . - وانظر إعراب النحاس: (1/ 311، 312) ، والتبيان للعكبري: 1/ 178، والدر المصون: 2/ 426. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 لوصول الفعل إليه مع الجار، أو خفض «1» ، لأن التقدير: لأن تبروا، أي تكونوا بررة أتقياء إذا لم تجعلوه عرضة [أي: بدلة] «2» . واللّغو «3» : اليمين على الظن إذا تبين خلافه «4» ، أو ما يسبق به اللّسان عن سهو أو غضب من غير قصد «5» . 226 يُؤْلُونَ: يحلفون، إيلاء وأليّة وألوة وألوة «6» . والإيلاء هنا: قول الرّجل لامرأته: والله لا أقربك، أو حرّمها على نفسه بهذه النيّة، فإن فاء إليها بالوطء ورجع قبل أربعة أشهر كفّر عن يمينه، وإلّا بانت «7» .   (1) وهو قول الكسائي والخليل كما في مشكل الإعراب لمكي: 1/ 130، وتفسير القرطبي: 3/ 99. (2) عن نسخة «ج» . (3) من قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ... [البقرة: 225] . (4) أخرج الطبري- رحمه الله- نحو هذا القول في تفسيره: (4/ 432- 437) عن أبي هريرة، وابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وأبي مالك. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 239 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. (5) أخرج الإمام البخاري- رحمه الله- في صحيحه: 7/ 225 كتاب الأيمان والنذور، باب: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ ... عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أنزلت في قوله: لا والله وبلى والله» . وأخرجه أبو داود في سننه: 3/ 571، كتاب الأيمان والنذور، باب «لغو اليمين» عن عائشة مرفوعا. وأخرجه الطبري في تفسيره: (4/ 428- 432) عن عائشة، وابن عباس، والشعبي، وعكرمة. وهو قول الشافعي رحمه الله كما في: أحكام القرآن له: 2/ 110. وقال الصنعاني في سبل السلام: 4/ 207: «وتفسير عائشة أقرب لأنها شاهدت التنزيل وهي عارفة بلغة العرب» . [ ..... ] (6) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 73، وتفسير الغريب لابن قتيبة: (85، 86) ، وتفسير الطبري: 4/ 456، واللسان: 14/ 40 (ألا) . (7) ينظر معنى «الإيلاء» في اصطلاح الفقهاء، وشروطه، واختلاف المذاهب فيه في بدائع الصنائع: 3/ 170، والخرشي على مختصر خليل: 4/ 89، ومغني المحتاج: 3/ 344، والمغني لابن قدامة: 7/ 298. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 والتربّص: الانتظار «1» ، أو مقلوبة أي: التصبّر «2» . والقرء «3» : الحيض «4» ، أقرأت: حاضت [فهي] «5» مقرئ، وأصله- إن كان- الاجتماع بدليل القرآن، والقرية للنّاس وللنّمل، [واجتماع] «6» الدّم في الحيض، وإلّا لسال دفعة. وإن كان الانتقال «7» من قرأت النجوم وأقرأت «8» ، فالانتقال إلى الحيض الذي هو طارئ. ويقال: هو يقرئ جاريته أي: يستبرئها، واستقريت الأرض واقتريتها   (1) معاني القرآن للزجاج: 1/ 301، ومفردات الراغب: 185، وتفسير الفخر الرازي: 6/ 86. (2) الدر المصون: 2/ 435. (3) من قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ... [البقرة: 228] . (4) هذا قول الإمام أبي حنيفة وأصحابه كما في أحكام القرآن للجصاص: 1/ 364، والهداية: 2/ 28، واللباب لابن المنبجي: 2/ 714. وقد أخرجه الطبريّ في تفسيره: (4/ 500- 503) عن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والضحاك، والربيع، والسّدّي. وذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 1/ 259 وزاد نسبته إلى علي بن أبي طالب، وأبي موسى، وعبادة بن الصامت، وأبي الدرداء، وسفيان الثوري، والأوزاعي. وانظر تفسير ابن كثير: 1/ 397، والدر المنثور: 1/ 657. وقد رجح ابن القيم هذا القول في زاد المعاد: (5/ 600، 601) . (5) في الأصل: «فهو» ، والمثبت في النص من «ك» ، وانظر تفسير الطبري: 3/ 113. (6) في الأصل: «فاجتماع» ، والمثبت في النص عن «ج» . (7) في وضح البرهان: 1/ 209: وإن كان الأصل «الانتقال» من قول العرب: قرأت النجوم وأقرأت ... » . (8) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 74: «وأظنه أنا من قولهم: قد أقرأت النجوم، إذا غابت» . ونقل الفخر الرازي في تفسيره: 6/ 94 عن أبي عمرو بن العلاء قال: أن القرء هو الوقت، يقال: أقرأت النجوم إذا طلعت، وأقرأت إذا أفلت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 سرت فيها تنظر حالها. وجمع قروء على الكثرة، لأنه حكم كلّ مطلّقة في الدّنيا فقد دخلها معنى الكثرة «1» ، أو هو على تقدير: ثلاثة من القروء «2» . 229 الطَّلاقُ مَرَّتانِ: أي: الطلاق الرّجعي، وسأل رجل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن الثالثة فقال «3» : أَوْ تَسْرِيحٌ. 231 فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: قاربنه وشارفنه «4» ، أو بلغن أجل الرّجعة. آياتِ اللَّهِ هُزُواً: كان الرجل يطلّق ويعتق ثم يقول: كنت هازلا [هازئا] «5» . وأمّا عموم اللّفظ: لا تستهزءوا بالأحكام مع كثرة فروعها. ولا تعضلوهن «6» : العضل: المنع والتضييق، أعضل الأمر أعيا،   (1) التبيان للعكبري: 1/ 181، والدر المصون: 2/ 438. (2) هذا مذهب المبرد كما في المقتضب: (2/ 156، 157) ، وانظر الدر المصون: 2/ 439. (3) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: 6/ 338، كتاب النكاح، باب (الطلاق مرتان) ، عن أبي رزين الأسدي مرسلا، وكذا الطبري في تفسيره: 4/ 545. وقال الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله-: «وهو حديث مرسل ضعيف» ، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 756 (سورة البقرة) ، والنحاس في ناسخه: 82 عن أبي رزين، والبيهقي في سننه: 7/ 340، كتاب «الخلع والطلاق» ، باب «ما جاء في موضع الطلقة الثالثة من كتاب الله عز وجل» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 664 وزاد نسبته إلى وكيع، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وأبي داود، وابن مردويه عن أبي رزين الأسدي. وأخرجه البيهقي في سننه: 7/ 340 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 664 وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن أنس أيضا. (4) إعراب القرآن للنحاس: 1/ 208، وتفسير الماوردي: 1/ 247، وتفسير الفخر الرازي: 6/ 187، وقال القرطبي في تفسيره: 3/ 155: «معنى «بلغن» قاربن بإجماع من العلماء ولأن المعنى يضطر إلى ذلك لأنه بعد بلوغ الأجل لا خيار له في الإمساك، وهو في الآية التي بعدها بمعنى التناهي لأن المعنى يقتضي ذلك، فهو حقيقة في الثانية مجاز في الأولى» . [ ..... ] (5) من نسخة «ج» . (6) من قوله تعالى: وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ ... [البقرة: 232] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 وعضلت المرأة: عسرت ولادتها «1» . نزل «2» في معقل بن يسار المزنيّ «3» ، منع أخته جميلة «4» الرجوع إلى زوجها الأول أبي البدّاح «5» بن عاصم. وقوله «6» : فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ في   (1) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 88، وتفسير الطبري: 5/ 24، وتفسير الماوردي: 1/ 248، ومفردات الراغب: 338، واللسان: 11/ 451 (عضل) . (2) صحيح البخاري: 5/ 160، كتاب التفسير، باب (وإذا طلقتم النساء ... ) ، وليس فيه ذكر لاسم المرأة وزوجها. وانظر تفسير الطبري: (5/ 17- 20) ، وأسباب النزول للواحدي: (111- 114) ، وتفسير ابن كثير: 1/ 416. (3) هو معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر المزني، صحابي جليل، أسلم قبل الحديبية، وشهد بيعة الرضوان. ترجمته في الاستيعاب: 3/ 1432، وأسد الغابة: 5/ 232، والإصابة: 6/ 184. (4) في «ك» و «ج» : «جميل» ، والذي ورد في الأصل ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح: 9/ 93 عن الثعلبي. وورد في رواية الطبري في تفسيره: 5/ 20 عن ابن جريج أن اسمها «جمل» ، وكذا في غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال: 1/ 293، والإصابة: 7/ 555 (ترجمة جمل بنت يسار) . وذكر السهيلي في التعريف والإعلام: 29 أن اسمها «جميل» ، وقيل: اسمها «ليلى» . وذكر الحافظ في الفتح: 9/ 93 قولا آخر في اسمها وهو «فاطمة» ثم قال: «ويحتمل التعدد بأن لها اسمان ولقب أو لقب واسم» . (5) ترجمة أبي البدّاح بن عاصم بن عدي الأنصاري في الاستيعاب: 4/ 1608، وأسد الغابة: 6/ 27، والإصابة: 7/ 35. (6) سورة البقرة: آية: 229. وقد ثبت اسم جميلة في سبب نزول هذه الآية فيما أخرجه الإمام البخاري- رحمه الله- تعليقا عن عكرمة (صحيح البخاري: 6/ 171، كتاب الطلاق، باب «الخلع وكيف الطلاق فيه» ) . وثبت ذلك أيضا في رواية أخرجها ابن ماجة في سننه: 1/ 663، كتاب الطلاق، باب «المختلعة تأخذ ما أعطاها، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره: 1/ 403 وعزا إخراجه إلى أبي بكر بن مردويه عن ابن عباس أيضا. وقيل في اسم المختلعة: حبيبة بنت سهل، كما في موطأ الإمام مالك: 2/ 564، كتاب الطلاق، باب «وما جاء في الخلع» ، ومسند الإمام أحمد: (6/ 433، 434) ، وسنن أبي داود: (2/ 668، 669) ، كتاب الطلاق، باب «ما جاء في الخلع» ، وتفسير الطبري: 4/ 555، وتفسير ابن كثير: 1/ 402. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 جميلة «1» بنت عبد الله بن أبيّ بن سلول خالعت زوجها ثابت «2» بن قيس بن شمّاس بمهرها. [14/ ب] 233 لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها: بأخذ ولدها بعد/ ما [رضي] «3» بها. وَلا مَوْلُودٌ لَهُ: أي: الأب بردّ الولد عليه بعد ما عرف أمه ولا يقبل ثدي غيرها. وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ: أي: على وارث الولد من النّفقة، وترك المضارّة «4» ما على المولود له وهو الوالد إذا كان حيّا. فِصالًا: فطاما قبل الحولين «5» . و «التراضي» لئلا يكره أحدهما   (1) ترجمتها في الاستيعاب: 4/ 1802، وأسد الغابة: 7/ 54، والإصابة: (7/ 562، 563) . (2) ثابت بن قيس بن شمّاس الخزرجي الأنصاري، صحابي جليل، استشهد يوم اليمامة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. ترجمته في: الاستيعاب: (1/ 200- 203) ، وأسد الغابة: (1/ 275، 276) ، والإصابة: (1/ 395- 396) . (3) في الأصل: «رضيت» ، والمثبت في النص عن «ج» . (4) على الأمرين معا وهما: النفقة، وترك المضارة. وهذا مذهب الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: (1/ 406، 407) ، وتفسير النسفي: 1/ 118. وأورده ابن كثير في تفسيره: 1/ 418 وقال: «وهو قول الجمهور» . ونقل ابن العربي هذا القول في أحكام القرآن: 1/ 205 عن قتادة والحسن، وقال: «ويسند إلى عمر رضي الله عنه، فأوجبوا على قرابة المولود الذين يرثونه نفقته إذا عدم أبوه في تفصيل طويل لا معنى له. وقالت طائفة من العلماء: إن قوله تعالى: وَعَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِكَ لا يرجع إلى جميع ما تقدم كله وإنما يرجع إلى تحريم الإضرار. والمعنى: وعلى الوارث من تحريم الإضرار بالأم ما على الأب. وهذا هو الأصل فمن ادعى أنه يرجع العطف فيه إلى جميع ما تقدم فعليه الدليل ... » . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 297: «فالإجماع من الأمّة ألا يضار الوارث، والخلاف هل عليه رزق وكسوة أم لا؟» . وانظر تفسير القرطبي: (3/ 169، 170) ، والبحر المحيط: 2/ 216. (5) معاني الزجاج: 1/ 313، معاني النحاس: 1/ 220، وقال فيه: «وأصل «الفصال» في اللّغة التفريق، والمعنى (عن تراض) من الأبوين ومشاورة ليكون ذلك من غير إضرار منهما بالولد» . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 298: «الضمير في أَرادا للوالدين، وفِصالًا معناه: فطاما عن الرضاع، ولا يقع التشاور ولا يجوز التراضي إلا بما لا ضرر فيه على المولود، ... وتحرير القول في هذا أن فصله قبل الحولين لا يصح إلا بتراضيهما، وألا يكون على المولود ضرر، وأما بعد تمامها فمن دعا إلى الفصل فذلك له، إلا أن يكون في ذلك على الصبي ضرر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 الفطام [أو ليرضى] «1» بما لا يعلمه الآخر. والتشاور: ليكون التراضي عن تفكر فلا تضرّ «2» الرضيع. فسبحانه وبحمده يؤدّب الكبير ولا [يهمل] «3» الصّغير. تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ: أي: لأولادكم «4» إذا أرادت الأمّ أن تتزوج وحذفت اللام، لأن الاسترضاع لا يكون إلّا للأولاد. 235 لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا: لا تشاوروهنّ بالنكاح، أو لا تنكحوهن سرا «5» .   (1) عن نسخة «ج» . [ ..... ] (2) في «ج» : يردّ. (3) في الأصل: «يمهل» ، والمثبت في النّص من «ك» ، ومن وضح البرهان للمؤلف. (4) هذا قول الزجاج في معانيه: 1/ 314، ونسبه إليه- أيضا- النحاس في معانيه: 1/ 221، والقرطبي في تفسيره: 3/ 172. قال النحاس في إعراب القرآن: 1/ 317: «التقدير في العربية: وإن أردتم أن تسترضعوا أجنبية لأولادكم وحذفت اللام لأنه يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف ... » . وانظر البحر المحيط: 2/ 218، والدر المصون: (2/ 473، 474) . (5) وهو قول عبد الرحمن بن زيد. أخرجه الطبريّ في تفسيره: 5/ 110، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 254، والبغوي في تفسيره: 1/ 216، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 278، والقرطبي في تفسيره: 3/ 191 عن ابن زيد أيضا. قال النحاس في معانيه: 1/ 228: «ولا يكون السرّ النكاح الصحيح، لأنه لا يكون إلّا بولي وشاهدين، وهذا علانية» . وقال الفخر الرازي في تفسيره: 6/ 142: «السر ضد الجهر والإعلان، فيحتمل أن يكون السر هاهنا صفة المواعدة على شيء: ولا تواعدوهن مواعدة سرية. ويحتمل أن يكون صفة للموعود به على معنى: ولا توعدوهن بالشيء الذي يكون موصوفا بوصف كونه سرا ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ: تنقضي العدّة «1» ، والكتاب ما كتب عليها من الحداد والقرار. 236 لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ: لأنّها لا تطلّق في طهر المسيس «2» . أو لا جناح في النّفقة والمهر سوى متعة قدر المكنة، وأدنى متعة الطلاق درع وخمار «3» . وتخصيص المحسن لأنّهم الّذين يقبلونه ويعملون به. ونصب مَتاعاً على المصدر «4» من «متعوهنّ» ، ويجوز   (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 90، وتفسير الطبري: (5/ 115، 116) ، وتفسير البغوي: (1/ 216، 217) ، والمحرر الوجيز: 2/ 310، وتفسير ابن كثير: 1/ 423. (2) أي في طهر جامعها فيه زوجها. قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 5/ 118: «والمماسّة في هذا الموضع كناية عن اسم الجماع» . (3) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (5/ 121، 122) عن الربيع بن أنس، وقتادة، والشعبي. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 280 عن الإمام أحمد. قال الجصاص في أحكام القرآن: 1/ 433: «وإثبات المقدار على اعتبار حاله في الإعسار واليسار طريقه الاجتهاد وغالب الظن، ويختلف ذلك في الأزمان أيضا لأن الله تعالى شرط في مقدارها شيئين: - أحدهما: اعتبارها بيسار الرجل وإعساره. - والثاني: أن يكون بالمعروف مع ذلك، فوجب اعتبار المعنيين في ذلك ... » . وانظر الأقوال التي قيلت في مقدار المتعة في تفسير الماوردي: 1/ 255، وتفسير البغوي: 1/ 218، وتفسير القرطبي: 3/ 201. (4) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: 2/ 234، والسمين الحلبي في الدر المصون: 2/ 490. قال أبو حيان: «وتحريره أن المتاع هو ما يمتع به، فهو اسم له، ثم أطلق على المصدر على سبيل المجاز والعامل فيه: وَمَتِّعُوهُنَّ، ولو جاء على أصل مصدر وَمَتِّعُوهُنَّ لكان «تمتيعا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 حالا «1» من قَدَرُهُ. وحَقًّا على الحال من قوله بِالْمَعْرُوفِ، ويجوز تأكيدا لمعنى الجملة، أي: أخبركم به حقا. 237 أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ: هو الزّوج «2» لا غير، وعفوه إذا   (1) إعراب القرآن للنحاس: 1/ 319، ومشكل الإعراب لمكي: 1/ 132، وفي البحر: 2/ 234: «وجوّزوا فيه أن يكون منصوبا على الحال، والعامل فيها ما يتعلق به الجار والمجرور، وصاحب الحال الضمير المستكن في ذلك العامل، والتقدير: قدر الموسع يستقر عليه في حال كونه متاعا ... » . (2) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبريّ في تفسيره: 5/ 157 عن عمرو بن شعيب ورفعه. وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: (842، 843) ، والبيهقي في سننه: (7/ 251، 252) ، كتاب الصداق باب «من قال الذي بيده عقدة النكاح الزوج» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 699 وزاد نسبته إلى الطبراني عن عمرو بن شعيب مرفوعا، وقال: «بسند حسن» . وأخرج الطبري هذا القول أيضا عن علي بن أبي طالب، وابن عباس، وشريح، وابن سيرين، وسعيد بن المسيب، وسعيد بن جبير، ومحمد بن كعب القرظي، والشعبي، والضحاك، والربيع بن أنس. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 4/ 281، كتاب النكاح، باب «في قوله تعالى: أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، وشريح، وابن المسيب، والشعبي، ونافع، ومحمد بن كعب. وهو قول الإمام أبي حنيفة وأصحابه، كما في: أحكام القرآن للجصاص: 1/ 439، وتفسير النسفي: 1/ 121. وقال الكيا الهراس في أحكام القرآن: 1/ 305: «وهو أصح قولي الشافعي» . وقيل في الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ: الوليّ، أخرجه الطبري في تفسيره: (5/ 146- 149) عن ابن عباس، والحسن، وعلقمة، وشريح، والشعبي، والزهري. وانظر القولين في أحكام القرآن لابن العربي: (1/ 219، 220) ، وتفسير القرطبي: (3/ 206، 207) ، وتفسير ابن كثير: (1/ 425، 426) . ورجح الطبري في تفسيره: 5/ 158 الأول بقوله: «وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: المعني بقوله: الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ، الزوج. وذلك لإجماع الجميع على أن وليّ جارية بكر أو ثيب صبية صغيرة كانت أو مدركة كبيرة، لو أبرأ زوجها من مهرها قبل طلاقها إياها، أو وهبه له أو عفا له عنه إن إبراءه ذلك وعفوه له عنه باطل، وأن صداقها عليه ثابت ثبوته قبل إبرائه إياه منه ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 سلّم كلّ المهر لا [يرتجع] «1» النصف بالطّلاق، أو إن لم يسلّم وفّاه كملا، كأنه من عفوت الشّيء إذا وفرته وتركته حتى يكثر «2» . وفي الحديث «3» : «ويرعون عفاءها» ، والعفاء: ما ليس لأحد فيه ملك» . وأبهمت الصّلاة الوسطى مع فضلها ليحافظ على الصّلوات، ولهذا أخفيت ليلة القدر. 239 فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا: صلّوا على أرجلكم، أو على ركابكم «5» وقوفا ومشاة وسمّي الرّاجل لأنّه يستعمل رجله في المشي «6» . 240 غَيْرَ إِخْراجٍ: نصب على صفة «المتاع» «7» . [15/ أ] فَإِنْ خَرَجْنَ: أي: بعد/ الحول، أو قبل الحول إذا سكنّ في بيوتهن. فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ: في قطع نفقة السّكنى. والوصية للأزواج والعدّة إلى الحول منسوختان «8» ، ومن لا يرى   (1) في الأصل: «يرتجعه» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (2) غريب الحديث للخطابي: 2/ 293، واللسان: 15/ 76 (عفا) . (3) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: 2/ 109، وابن الأثير في النهاية: 3/ 266. (4) اللسان: 15/ 79 (عفا) . [ ..... ] (5) من قوله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ البقرة: 238. (6) من قوله تعالى: أَوْ رُكْباناً. (7) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 92، ومفردات الراغب: 190، والبحر المحيط: 2/ 243. (8) أي نسخت الوصية بنزول الفرائض، ونسخت العدة إلى الحول بالأربعة أشهر وعشرا. أما نسخ الوصية فبقوله تعالى: وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ سورة النساء: 12. وأما نسخ العدة إلى الحول فبقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً البقرة: 234، ومن القائلين بنسخ هذه الآية: عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وقتادة وعكرمة، والربيع بن أنس، وابن زيد، والضحاك، وعطاء. ينظر تفسير الطبري: (5/ 254- 256) ، والمحرر الوجيز: 2/ 340، ونواسخ القرآن لابن الجوزي: (214- 216) ، وتفسير القرطبي: 3/ 226، والدر المنثور: (1/ 738، 739) ، ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: 5/ 259، وكذا القرطبي: 3/ 227. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 النّسخ «1» قال: إنها في وصيتهم على عادة الجاهلية حولا، فبيّن الله أنّ وصيّتهم لا تغيّر حكم الله في تربّص أربعة أشهر وعشرا. 245 فَيُضاعِفَهُ رفعه للعطف على يُقْرِضُ اللَّهَ «2» ، والنّصب على جواب الاستفهام بالفاء «3» ، إلّا أنّ فيه معنى الجزاء، أي: من يقرض الله فالله يضاعفه وجواب الجزاء بالفاء مرفوع «4» . يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ: يقبض الصّدقة، ويبسط الجزاء «5» ، أو يقبض الرزق على بعض ويبسطها على بعض ليأتلفوا بالاختلاف.   (1) وهو قول مجاهد كما أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 160، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً ... ، وأخرجه الطبري في تفسيره 5/ 258 عن مجاهد أيضا. (2) قرأ بالرفع نافع، وحمزة، والكسائي، وأبو عمرو، وابن كثير. ينظر السبعة لابن مجاهد: (184، 185) ، والحجة لأبي علي الفارسي: 2/ 344، وحجة القراءات: 139، والكشف لمكي: 1/ 300. ورجح الطبري في تفسيره: 5/ 287 قراءة الرفع، وكذا الفارسي في الحجة: (2/ 344، 345) . (3) معاني القرآن للزجاج: 1/ 324، ومشكل الإعراب لمكي، والبيان لابن الأنباري: 1/ 164، والتبيان للعكبري: 1/ 194، الدر المصون: 2/ 509. وقراءة النصب وإثبات الألف قراءة عاصم، وأما ابن عامر فقرأ من غير ألف وبالنصب والتشديد. ينظر السبعة لابن مجاهد: 185، والحجة لأبي علي الفارسي: 2/ 344، وحجة القراءات: 139، والكشف لمكي: 1/ 300. (4) ينظر تفسير الطبري: (5/ 287، 288) ، والحجة للفارسي: (2/ 344، 345) . (5) هو قول الزجاج في معانيه: 1/ 325، ونقله عنه الماوردي في تفسيره: 1/ 262. قال الزجاج: «وإخلافها جائز أن يكون ما يعطى من الثواب في الآخرة، وجائز أن يكون مع الثواب أن يخلفها في الدنيا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 246 هَلْ عَسَيْتُمْ: هل ظننتم «1» إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا إذ كلّ ما في القرآن من (عسى) على التوحيد فهو على وجه الخبر، وما هو على الجمع فعلى الاستفهام. 248 إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ: إذ كانوا فقدوه فأتاهم به الملائكة «2» . فِيهِ سَكِينَةٌ: أي: في إتيانه بعد الافتقاد كما قال رسولهم. وقيل «3» : كانت فيه صورة يتيمّن بها في الخطوب والحروب.   (1) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 77، وتفسير الطبري: 5/ 300: «هل تعدون» . قال السمين الحلبي في الدر المصون: 2/ 516: «واعلم أن مدلول «عسى» إنشاء لأنها للترجي أو للإشفاق، فعلى هذا: فكيف دخلت عليها «هل» التي تقتضي الاستفهام؟ فالجواب أن الكلام محمول على المعنى» . وقال الزمخشري في الكشاف: 1/ 378: «والمعنى: هل قاربتم أن لا تقاتلوا، يعني: هل الأمر كما أتوقعه أنكم لا تقاتلون، أراد أن يقول: عسيتم أن لا تقاتلوا، بمعنى أتوقع جبنكم عن القتال، فأدخل «هل» مستفهما عما هو متوقع عنده ومظنون، وأراد بالاستفهام التقرير، وتثبيت أن المتوقع كائن وأنه صائب في توقعه كقوله تعالى: هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ [سورة الإنسان: آية: 1] معناه التقرير» . وأورد السمين الحلبي قول الزمخشري الذي تقدم ثم قال: «وهذا من أحسن الكلام، وأحسن من قول من زعم أنها خبر لا إنشاء، مستدلا بدخول الاستفهام عليها» . (2) هذا معنى قوله تعالى: تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ... الآية، وانظر هذه القصة في تفسير الطبري: 5/ 321. (3) ينظر الأقوال في المراد ب «السكينة» في هذه الآية في تفسير الطبري: (5/ 326- 329) ، وتفسير الماوردي: 1/ 263، وتفسير البغوي: 1/ 229، وزاد المسير: 1/ 294، وتفسير ابن كثير: 1/ 445. وعقّب الطبري- رحمه الله- على هذه الأقوال بقوله: «وأولى هذه الأقوال بالحق في معنى «السكينة» ما قاله عطاء بن أبي رباح: من الشيء تسكن إليه النفوس من الآيات التي يعرفونها. وذلك أن «السكينة» في كلام العرب «الفعلية» ، من قول القائل: «سكن فلان إلى كذا وكذا» إذا اطمأن إليه وهدأت عنده نفسه» . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 361: «والصحيح أن التابوت كانت فيه أشياء فاضلة من بقايا الأنبياء وآثارهم، فكانت النفوس تسكن إلى ذلك، وتأنس به وتقوى ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 وَبَقِيَّةٌ: قيل «1» إنها الكتب، وقيل «2» : عصا موسى وعمامة هارون. 249 مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ: ليعلم أن من يخالف بالشرب من النهر لا يواقف العدو فيجرد العسكر عنه. والغرفة «3» - بالفتح- لمرة واحدة «4» ، وبالضم اسم ما اغترف. إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ: وكانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدد أصحاب بدر «5» .   (1) لعله يريد بالكتب الألواح التي ألقاها موسى عليه السلام بعد أن رجع إلى قومه فرآهم قد عبدوا العجل. وقد أخرج الطبري في تفسيره: 5/ 331 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن «البقية» هي رضاض الألواح. وانظر المحرر الوجيز: 2/ 361، وزاد المسير: 1/ 295، وتفسير القرطبي: 3/ 249. (2) ورد هذا المعنى في خبر ذكره السيوطي في الدر المنثور: 1/ 758 وعزا إخراجه إلى إسحاق بن بشر في «المبتدأ» وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورد الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (5/ 331- 334) عدة أقوال في المراد ب «البقية» ثم قال: «وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن التابوت الذي جعله آية لصدق قول نبيه صلّى الله عليه وسلّم الذي قال لأمته: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً إن فيه سكينة منه وبقية من تركة آل موسى وآل هارون. وجائز أن تكون تلك البقية: العصا، وكسر الألواح، والتوراة، أو بعضها ... وذلك أمر لا يدرك علمه من جهة الاستخراج ولا اللّغة، ولا يدرك على ذلك إلا بخبر يوجب عنه العلم. ولا خبر عند أهل الإسلام في ذلك للصفة التي وصفنا، وإن كان كذلك، فغير جائز فيه تصويب قول وتضعيف آخر غيره، إذ كان جائزا فيه ما قلنا من القول» . [ ..... ] (3) من قوله تعالى: إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ. (4) تفسير الطبري: 5/ 342، والصحاح: 4/ 1410، واللسان: 9/ 263 (غرف) . وقرأ بالفتح ابن كثير، وأبو عمرو بن العلاء، ونافع. ينظر السبعة لابن مجاهد: 187، والحجة لأبي علي الفارسي: 2/ 350، وحجة القراءات: 140، والكشف لمكي: 1/ 303. (5) ورد في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 5، كتاب المغازي، باب «عدة أصحاب بدر» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كنا أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم نتحدث أن عدة أصحاب بدر على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا النهر ولم يجاوز معه إلّا مؤمن بضعة عشر وثلاثمائة» . وانظر مسند الإمام أحمد: 4/ 290 عن البراء، وتفسير الطبري: (5/ 346- 351) عن البراء، وقتادة، والسدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ: يحدّثون أنفسهم به، وهو أصل الظن، ولذلك صلح للشك واليقين «1» . 253 وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا: مشيئة الإلجاء «2» ، أو مشيئة الصّرفة والصّرفة مشيئة مفتنة «3» . 254 لا بَيْعٌ فِيهِ: خصّ البيع لما في البيع من المعاوضة فيكون كالفداء   (1) فهو من الأضداد. ينظر ثلاثة كتب في الأضداد للأصمعي: 34، والسجستاني: (76، 77) ، وابن السكيت: 188، وتفسير الطبري: 5/ 352، والأضداد لابن الأنباري: 3، واللسان: 13/ 272 (ظنن) . (2) الصّرفة: رأى للمعتزلة يقول إن العبد قادر على فعل الشيء، لكنه صرف عنه، كقولهم بأن العرب كانت تستطيع الإتيان بمثل القرآن لكن الله سبحانه وتعالى صرفهم عن ذلك في ذلك الوقت، مع قدرتهم على القول بمثله. ينظر المغني للقاضي عبد الجبار: (16/ 246- 252) وقد ردّ العلماء رأي المعتزلة هذا، ومن أبرزهم الباقلاني في إعجاز القرآن: (29- 31) ، والفخر الرازي في تفسيره: 6/ 220 الذي أجاب عن شبهة المعتزلة بقوله: «إن أنواع المشيئة وإن اختلفت وتباينت إلّا أنها مشتركة في عموم كونها مشيئة، والمذكور في الآية في معرض الشرط هو المشيئة من حيث إنها مشيئة، لا من حيث إنها مشيئة خاصة، فوجب أن يكون هذا المسمى حاصلا، وتخصيص المشيئة بمشيئة خاصة، وهي إما مشيئة الهلاك، أو مشيئة سلب القوى والقدر، أو مشيئة القهر والإجبار، تقييد للمطلق وهو غير جائز، وكما أن هذا التخصيص على خلاف ظاهر اللفظ فهو على خلاف الدليل القاطع، وذلك لأن الله تعالى إذا كان عالما بوقوع الاقتتال، والعلم بوقوع الاقتتال حال عدم وقوع الاقتتال جمع بين النفي والإثبات، وبين السلب والإيجاب، فحال حصل العلم بوجود الاقتتال لو أراد عدم الاقتتال لكان قد أراد الجمع بين النفي والإثبات وذلك محال، فثبت أن ظاهر الآية على ضد قولهم، والبرهان القاطع على ضد قولهم» اهـ. (3) في «ك» : «مسألة مفتنة» ، وفي وضح البرهان: 1/ 219: «والصّرفة مسألة كلامية مفتنة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 من العذاب كقوله «1» : وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ. 255 الْقَيُّومُ: القائم بتدبير خلقه «2» . والسّنة «3» في الرأس، والنّوم في العين. كُرْسِيُّهُ: علمه «4» ، يقال للعلماء: كراسي «5» . وقيل/: قدرته [15/ ب] بدليل قوله: وَلا يَؤُدُهُ: أي: ولا يثقله. وقيل «6» : الكرسيّ جسم عظيم يحيط بالسماوات إحاطة السماء بالأرض والعرش أعظم منه كهو من السماوات. الطاغوت «7» : الشيطان وكل مارد من إنس وجان «8» .   (1) سورة الأنعام: آية: 70. (2) نقله الماوردي في تفسيره: 1/ 269 عن قتادة. وانظر معاني الزجاج 1/ 336، ومعاني النحاس: 1/ 259، وزاد المسير: 1/ 302. (3) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 78: «السّنة: النّعاس» . وينظر معاني الزجاج: 1/ 337، ومعاني النحاس: 1/ 261، وتفسير المشكل لمكي: 118، وقال الماوردي في تفسيره: 1/ 269: «السّنة: النعاس في قول الجميع، والنعاس ما كان في الرأس، فإذا صار في القلب صار نوما» . (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 5/ 397 عن ابن عباس. ونقل الأستاذ محمود محمد شاكر في هامش تفسير الطبري: 5/ 401 عن الأزهري قال: «والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أنه قال: «الكرسي موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره» . قال: وهذه رواية اتفق أهل العلم على صحتها. قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم، فقد أبطل» . وهذا هو قول أهل الحق إن شاء الله. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 270، وزاد المسير: 1/ 304. (5) قال الطبري في تفسيره: 5/ 402: «وأصل «الكرسي» العلم. ومنه قيل للصحيفة يكون فيها علم مكتوب «كراسة» ... ومنه يقال للعلماء «الكراسي» ، لأنهم المعتمد عليهم ... » . وانظر هذا المعنى الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في تفسير الماوردي: 1/ 270. (6) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: 7/ 12 دون عزو. (7) في قوله تعالى: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ البقرة: 256. (8) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 79: «الطاغوت: الأصنام، والطواغيت من الجن والإنس شياطينهم» . وأخرج الطبري في تفسيره: (5/ 416، 417) عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: «الطاغوت: الشيطان» . وأخرج مثله عن مجاهد، والشعبي، وقتادة، والضحاك، والسّدّي. قال الطبري رحمه الله: «والصواب من القول عندي في «الطاغوت» أنه كل ذي طغيان على الله، فعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، وإما بطاعة ممن عبده له، إنسانا كان ذلك المعبود، أو شيطانا، أو وثنا، أو صنما، أو كائنا ما كان من شيء» . وانظر المحرر الوجيز: (2/ 392، 393) ، وتفسير الفخر الرازي: 6/ 17. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 فعلوت «1» من الطّغيان قلبت لام طغووت إلى موضع العين وانقلبت ألفا «2» . والعروة الوثقى: الإيمان «3» ، شبه المعنى بالصورة المحسوسة مجازا. 258 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ: «إلى» هنا للتعجب لأنها للنهاية فالمعنى: هل انتهت رؤيتك إلى من هذه صفته ليدلّ على بعد وقوع مثله. فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ: ليس بانتقال «4» ، ولكن لمّا عاند نمروذ حجة الإحياء بتخلية واحد وقتل آخر، كلّمه من وجه لا يعاند، وكانوا أصحاب تنجيم، وحركة الكواكب من المغرب إلى المشرق معلومة لهم، والحركة الشرقية المحسوسة [لنا] «5» قسريّة كتحريك الماء النّمل على الرّحى «6» إلى غير جهة حركة النّمل فقال: إنّ ربي يحرّك الشمس قسرا على   (1) في «ج» : فلعوت. (2) ينظر تفسير الطبري: 5/ 419، وتفسير الفخر الرازي: 7/ 16، والدر المصون: 2/ 548. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 5/ 421، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1000 (سورة البقرة) عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 23، وزاد نسبته إلى سفيان وعبد بن حميد عن مجاهد أيضا. (4) أي ليس بانتقال من دليل إلى آخر. ينظر تفسير الفخر الرازي: 7/ 26، وعصمة الأنبياء له: (60- 62) . (5) في الأصل: «لها» والمثبت في النص عن «ج» . (6) الرّحى: الأداة التي بطحن بها. النهاية: 2/ 211، واللسان: 14/ 312 (رحا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 غير حركتها فإن كنت ربّا فحرّكها بحركتها فهو أهون. فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ: أي دهش «1» . 259 لَمْ يَتَسَنَّهْ: إن قلت: سانيته مساناة «2» وجمعته على سنوات، فالهاء للوقف «3» . وإن قلت: سانهت «4» وجمعت على سنهات فالهاء لام الفعل «5» ، أي: لم يتغير باختلاف السّنين، أو لم يتصبّب، أي هو على حاله وكما تركته، فيكون لم يتسن: لم يأخذ سننا أو سنّة الطريق. وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً: علامة في إحياء الموتى. وقيل «6» : بل الآية أنه   (1) قال الجوهري في الصحاح: 1/ 244 (بهت) : «وبهت الرجل- بالكسر- إذا دهش وتحيّر. وبهت- بالضم- مثله، وأفصح منها بهت، كما قال جل ثناؤه: فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ لأنه يقال رجل مبهوت ولا يقال باهت ولا بهيت» . وانظر تفسير الماوردي: 1/ 274، ومفردات الراغب: 63، وتفسير الفخر الرازي: 7/ 29، وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 79: «فبهت: انقطع، وذهبت حجته ... » . (2) نقل القرطبي في تفسيره: 3/ 293 عن المهدوي قال: «ويجوز أن يكون أصله من سانيته مساناة، أي عاملته سنة بعد سنة» . (3) معاني الفراء: 1/ 172، وتفسير الطبري: 5/ 460، ومعاني الزجاج: 1/ 343، والبحر المحيط: 2/ 292، والدر المصون: 2/ 563، وقرأ حمزة والكسائي: لم يتسنّ بحذف الهاء في الوصل، وإثباتها في الوقف. ينظر السبعة: 189، والحجة لأبي علي الفارسي: 2/ 369، والكشف لمكي: 1/ 307. قال الطبري- رحمه الله-: «ومن قرأه كذلك فإنه يجعل الهاء في يَتَسَنَّهْ زائدة صلة، كقوله: فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وجعل «تفعلت» منه: «تسنيت تسنيا» ، واعتل في ذلك بأن «السنة» تجمع «سنوات» ، فيكون «تفعلت» على صحة» . وقال مكي: «وحجة من حذف الهاء في الوصل أن الهاء جيء بها للوقف، لبيان حركة ما قبلها ولذلك سمّيت هاء السكت ... » . (4) من سنهت النخلة وتسنّهت: إذا أتت عليها السنون. الصحاح: 6/ 2235 (سنه) . (5) تفسير الطبري: 5/ 461، ومعاني الزجاج: 1/ 343، والدر المصون: 2/ 564. ومن قال بمعنى هذا الاشتقاق قرأ بإثبات الهاء في الوصل والوقف. وهي قراءة عامة قراء أهل المدينة والحجاز كما في تفسير الطبري، والسبعة: (188، 189) ، والكشف: 1/ 307. (6) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 311 عن ابن عباس رضي الله عنهما. - وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 411: «وفي إماتته هذه المدة ثم إحيائه أعظم آية، وأمره كله آية للناس غابر الدهر لا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 كان ابن أربعين سنة وابنه كان ابن مائة وعشرين سنة. نُنْشِزُها: نرفع بعضها إلى بعض «1» ، والنّشز: المكان المرتفع «2» . ونشوز المرأة ترفّعها «3» . 260 كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى: سببه «4» أنه رأى جيفة استهلكت في الرياح، فأحبّ معاينة إحيائها ليقوى اليقين بالمشاهدة، فيكون ألف أَوَلَمْ تُؤْمِنْ [16/ أ] بالتقدير «5» أي: قد آمنت فلم تسأل هذا؟ فقال: ليطمئن قلبي/ بمشاهدة ما أعلمه «6» . أو أعلم أني خليلك مستجاب الدعوة «7» . وقرئت الآية عند النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقيل: شك إبراهيم ولم يشك نبينا. فقال- عليه السلام-: «أنا أحق بالشك منه» «8» . وإنما قاله تواضعا وتقديما، أي:   (1) هذا قول اليزيدي في كتابه غريب القرآن: (97، 98) ، وفي تفسير الطبري: 5/ 475: «بمعنى وانظر كيف نركب بعضها على بعض، وننقل ذلك إلى مواضع من الجسم وانظر معاني النحاس: (1/ 281، 282) . (2) تفسير الطبري: 5/ 476، ومعاني الزجاج: 1/ 344، ومعاني النحاس: 1/ 282، وتهذيب اللغة: 11/ 305، واللسان: 5/ 417 (نشز) . [ ..... ] (3) قال الراغب في المفردات: 493: «ونشوز المرأة بغضها لزوجها ورفع نفسها عن طاعته وعينها عنه إلى غيره» . (4) ينظر ذلك في تفسير الطبريّ: 5/ 485، وأسباب النزول للواحدي: 117، وتفسير البغوي: 1/ 247، والدر المنثور: (2/ 32، 33) . (5) في «ج» : للتقرير. (6) قال النحاس في معانيه: 1/ 283: «وهذا القول مذهب الجلة من العلماء، وهو مذهب ابن عباس والحسن» . وانظر عصمة الأنبياء للفخر الرازي: 64، وتفسيره: 7/ 41. (7) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (5/ 488، 489) عن سعيد بن جبير، والسدي. (8) الحديث في صحيح البخاري: 5/ 163، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى عن أبي هريرة رضي الله عنه. وفي صحيح مسلم: 1/ 133، كتاب الإيمان باب «زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة» عن أبي هريرة أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 أنا دونه ولم أشك فكيف يشك إبراهيم «1» ؟!. 260 فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ: الدّيك، والطاوس، والغراب، والحمام «2» . فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ: قطّعهنّ «3» ، فيكون إِلَيْكَ من صلة فَخُذْ. أو معناه: أملهن «4» ، صاره يصيره ويصوره. والصّوار: قطعة من المسك «5» من القطع، ومن إمالة حاسّة الشمّ إليها، والصّورة لأنها تميل إليها النّفوس «6» ، ولأنها على تقطيع وتقدير. 261 مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: أي: مثل أموالهم «7» .   (1) ينظر الشفا للقاضي عياض: 2/ 697، وفتح الباري: 6/ 475، كتاب الأنبياء، باب قول الله عز وجل: وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ .... (2) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 1/ 466: «اختلف المفسرون في هذه الأربعة: ما هي؟ وإن كان لا طائل تحت تعيينها، إذ لو كان في ذلك مهم لنصّ عليه القرآن ... » . (3) معاني الفراء: 1/ 174، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 80، وغريب القرآن لليزيدي: 98، ومعاني الزجاج: 1/ 345، ومعاني النحاس: 1/ 286. (4) غريب القرآن لليزيدي: 98، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 96: «يقال صرت الشيء فانصار، أي: أملته فمال. وفيه لغة أخرى: «صرته» بكسر الصاد» . وانظر تفسير الطبري: 5/ 495، ونقل الزجاج في معانيه: 1/ 345 عن أهل اللّغة قولهم: «معنى صرهن أملهن إليك وأجمعهن إليك» . قال الزجاج: «قال ذلك أكثرهم» . ونقل النحاس في معانيه: 1/ 286 عن الكسائي قال: «من ضمّها جعلها من صرت الشيء أملته وضممته إليّ، وصر وجهك إليّ أي أقبل به» . قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 423: «فقد تأول المفسرون اللّفظة، بمعنى التقطيع، وبمعنى الإمالة فقوله: «إليك» على تأويل التقطيع متعلق ب فَخُذْ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب فَصُرْهُنَّ وفي الكلام متروك يدل عليه الظاهر تقديره: فأملهن إليك وقطعهن ... » . (5) ينظر معاني القرآن للنحاس: 1/ 287، وتهذيب اللغة: 12/ 228، والنهاية: 3/ 59. (6) في تهذيب اللّغة: 12/ 228 عن الليث: «الصّور: الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء: إذا مال نحوه بعنقه ... » وينظر النهاية: 3/ 59، واللسان: 4/ 474 (صور) . (7) قال الطبري- رحمه الله تعالى- في تفسيره: 5/ 512: «وهذه الآية مردودة إلى قوله: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: 245] . ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 316 عن ثعلب قال: «إنما المثل- والله أعلم- للنفقة، لا للرجال، ولكن العرب إذا دل المعنى على ما يريدون، حذفوا، مثل قوله تعالى: وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ فأضمر «الحب» لأن المعنى معلوم، فكذلك ها هنا. أراد: مثل الذين ينفقون أموالهم ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 وَاللَّهُ واسِعٌ: أي: واسع الفضل بالتضعيف عليهم. 262 الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ: في عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما «1» . 263 قَوْلٌ مَعْرُوفٌ: ردّ حسن، وَمَغْفِرَةٌ: ستر الفقر على السائل «2» ، أو التجافي عما يبدر منه عند الرّدّ «3» . 264 فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ: صفته صفة حجر أملس. والصّفوان جمع صفوانة، والصّفا جمع صفاة «4» . والصّلد: الأرض [التي] «5» لا تنبت شيئا «6» ، وزند صلاد لا ينقدح «7» .   (1) نقله الواحدي في أسباب النزول: 119، والبغوي في تفسيره: 1/ 249 عن الكلبي، ونسبه ابن عطية في المحرر الوجيز: 2/ 429 إلى مكي بن أبي طالب القيسي. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 316 إلى مقاتل وابن السائب الكلبي. [ ..... ] (2) تفسير الماوردي: 1/ 281، وتفسير البغوي: 1/ 250، والمحرر الوجيز: 2/ 431. (3) تفسير البغوي: 1/ 250. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 82، وقال الطبريّ في تفسيره: 5/ 524: «والصفوان هو الصفا، وهي الحجارة الملس» . وانظر هذا المعنى في معاني الأخفش: 1/ 385، وتفسير القرطبي: 3/ 313. (5) في الأصل: «الذي» ، والمثبت في النص من «ج» . (6) مجاز القرآن: 1/ 82، وتفسير الطبري: 5/ 524، ومفردات الراغب: 285، وتفسير القرطبي: 3/ 313، واللسان: 3/ 257 (صلد) . (7) قال الجوهري في الصحاح: 2/ 498 (صلد) : «وصلد الزند يصلد- بالكسر- صلودا إذا صوّت ولم يخرج نارا. وأصلد الرجل: أي صلد زنده» . وينظر اللسان: 3/ 257، وتاج العروس: 8/ 291 (صلد) ، ونقل الزبيدي عن أبي عمرو قال: «ويقال للبخيل: صلدت زناده» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 وفي الحديث «1» : «خرج اللّبن من طعنة عمر أبيض يصلد» أي: يبرق ويبصّ. 266 إِعْصارٌ: أعاصير الرّياح: زوابعها «2» ، كأنها تلتف بالنّار التفاف الثّوب المعصور بالماء. وعطف «أصاب» على «يودّ» لأنّ «يود» يتضمن التمني، والتمني يتناول الماضي والمستقبل «3» . 267 وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ: لا تقصدوا رذال المال وحشف «4» التمر في الزكاة.   (1) أخرج نحوه ابن قتيبة في غريب الحديث: 1/ 623 عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. واللّفظ عنده: «أن الطبيب من الأنصار سقاه لبنا حين طعن، فخرج من الطعنة أبيض يصلد» . وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 1/ 71، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 81 وقال: رجاله رجال الصحيح. والحديث- أيضا- في الفائق: 2/ 311، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 599، والنهاية: 3/ 46. (2) قال الزجاج في معانيه: 1/ 349: «الإعصار: الريح التي تهب من الأرض كالعمود إلى السماء، وهي التي تسميها الناس الزوبعة، وهي ريح شديدة، لا يقال إنها إعصار حتى تهبّ بشدة. قال الشاعر: إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا وانظر معاني النحاس: 1/ 295، وتهذيب اللّغة: 2/ 15، واللسان: 4/ 578 (عصر) . (3) هذا جواب الفراء في معانيه: 1/ 175 على الإشكال في عطف الماضي على المستقبل. فحمل العطف على المعنى. وقال الزمخشري في الكشاف: 1/ 396: إن «الواو» للحال لا للعطف، ومعناه: أيود أحدكم لو كانت له جنة وأصابه الكبر» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 7/ 64، والبحر المحيط: 2/ 314، والدر المصون: 2/ 597. (4) الحشف: اليابس الفاسد من التمر. ينظر غريب الحديث لابن قتيبة: 2/ 74، والنهاية: 1/ 391، واللسان: 9/ 47 (حشف) وفي سبب نزول هذه الآية أخرج الإمام الترمذي في سننه: 5/ 219، كتاب «تفسير القرآن» ، باب «ومن سورة البقرة» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «نزلت فينا معشر الأنصار، كنا أصحاب نخل فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلّته ... وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشّيص والحشف، وبالقنو قد انكسر فيعلقه فأنزل الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ قالوا: لو أنّ أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطاه لم يأخذ إلّا على إغماض وحياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده» . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب صحيح» . وأخرج نحوه ابن ماجة في السنن: 1/ 583 كتاب الزكاة، باب «النهي أن يخرج في الصدقة شر ماله» ، والطبري في تفسيره: (5/ 559، 560) ، والحاكم في المستدرك: 2/ 285، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث غريب صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأخرجه أيضا البيهقي في سننه: 4/ 136، كتاب الزكاة، باب ما يحرم على صاحب المال من أن يعطي الصدقة شر ماله» عن البراء أيضا. وانظر أسباب النزول للواحدي: 120، وتفسير ابن كثير: (1/ 473، 474) ، والدر المنثور: 2/ 58) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ: أي: بوكس ونقصان في الثّمن «1» . 271 فَنِعِمَّا هِيَ: نعم ما هي على تقدير الفاعل، ونصب «ما» على التفسير «2» ، أي: نعم الشّيء شيئا هو. 272 ابْتِغاءَ: نصب على المفعول له. 273 لِلْفُقَراءِ: أي: الصّدقة للفقراء. أُحْصِرُوا: احتبسوا على التصرف لخوف الكفار «3» ، أو لحبسهم أنفسهم على العبادة «4» .   (1) قال الزجاج في معانيه: 1/ 350: «يقول: أنتم لا تأخذونه إلا بوكس، فكيف تعطونه في الصدقة» . (2) ذكره مكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 141، وينظر البيان لابن الأنباري: 1/ 177، والتبيان للعكبري: 1/ 221، والبحر المحيط: 2/ 323. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (5/ 592، 593) عن قتادة، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 287 عن قتادة وابن زيد أيضا. (4) ذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 1/ 327 وعزاه إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ومقاتل. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 وقيل «1» : أحصروا بالمرض والجراحات [المثخنة في الجهاد] «2» عن الضّرب في الأرض. والضّرب: الإسراع في السير «3» ، يقال «4» : ضربت له الأرض كلّها، أي: طلبته/ في كلّ الأرض. [16/ ب] لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً: لا يكون منهم سؤال فيكون [إلحافا] «5» ، لأنهم لو سألوا لم يحسبهم الجاهل بهم أغنياء. وفي الحديث «6» : «من سأل وله أربعون درهما فقد ألحف» . 275 لا يَقُومُونَ: أي: من قبورهم «7» .   (1) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1117 (سورة البقرة) عن سعيد بن جبير، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 328 عن سعيد بن جبير، والكسائي، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 89، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه. (2) في الأصل: «المتخذة في الجهات» . والمثبت في النص من «ك» . (3) اللسان: 1/ 545 (ضرب) . (4) تهذيب اللغة: 12/ 22 عن أبي زيد الأنصاري. (5) في الأصل: «إلحاف» ، والمثبت في النص من «ك» . ومعنى إِلْحافاً إلحاحا كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 83، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 98، وتفسير الطبري: 5/ 597. (6) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 334، وقال: «رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن يونس وهو ثقة» . وأخرج النسائي في سننه: 5/ 98، كتاب الزكاة، باب «من الملحف» عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا بلفظ: «من سأل وله أربعون درهما فهو الملحف» . وأخرج أحمد في مسنده: 3/ 7، وأبو داود في سننه: 2/ 279، كتاب الزكاة، باب «من يعطى من الصدقات، وحد الغنى» عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: «من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف» . قال الخطابي: «والأوقية عند أهل الحجاز أربعون درهما» . وانظر نص الحديث الذي أورده المؤلف في: معاني الزّجّاج: 1/ 357، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 317، والنهاية: 4/ 237. (7) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 98، تفسير الطبري: 6/ 8، والمحرر الوجيز: 2/ 480. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ: يضربه ويصرعه «1» مِنَ الْمَسِّ: من الجنون «2» . والخبط: ضرب البعير وصرعه بيديه «3» ، والرّمح بالرّجلين «4» ، والزّبن «5» بالرّكبتين. وهذا الصّرع بامتلاء بطون الدماغ من رطوبات الفجّة امتلاء غير كامل. وإضافته إلى الشّيطان على مجاز إضافة الإغواء الّذي يلقي المرء في مصارع وخيمة «6» . وفي الحديث «7» : إنّ آكلي الربا يعرفون في الآخرة كما يعرف المجنون في الدّنيا ينهضون ويسقطون. وكلّ زيادة تؤخذ بغير بدل صورة أو معنى فهو ربا «8» . 279 لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ: لا تأخذون أكثر من رؤوس أموالكم ولا   (1) ينظر تفسير الطبري: 6/ 8. (2) معاني الفراء: 1/ 182، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 98، وقال الطبري في تفسيره: 6/ 11: ومعنى قوله: يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ يتخبله من مسّه إياه. يقال عنه: قد مسّ الرجل وألق، فهو ممسوس ومألوق ... » . وينظر معاني الزجاج: 1/ 358، ومعاني النحاس: 1/ 306، وزاد المسير: 1/ 330، وتفسير القرطبي: 3/ 354. (3) تهذيب اللّغة: 7/ 249، ومفردات الراغب: 142، واللسان: 7/ 280 (خبط) . (4) قال الأزهري في تهذيب اللّغة: 5/ 53: «ويقال رمحت الدّابّة، وكل ذي حافر يرمح رمحا إذا ضرب رجليه ... » وانظر اللسان: 2/ 454 (رمح) . (5) الزّبن: الدّفع. انظر الصحاح: 5/ 2130، واللسان: 13/ 194 (زبن) . (6) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 1/ 288. (7) لم أقف عليه مسندا. وذكر ابن الجوزي هذا المعنى الذي أورده المؤلف- دون الإشارة إلى كونه حديثا- في زاد المسير: 1/ 330 دون عزو، ونقله الفخر الرازي في تفسيره: (7/ 96، 97) عن وهب بن منبه. [ ..... ] (8) قال القرطبي- رحمه الله- في تفسيره: 3/ 348: «والربا الذي عليه عرف الشرع شيئان: تحريم النّساء والتفاضل في العقود ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 تنقصون منها «1» . نزلت في العبّاس وعثمان، كانا يؤخّران ويضعّفان «2» . فَأْذَنُوا: فاعلموا «3» ، أو «آذنوا» «4» : أعلموا، آذنه بالشّيء فأذن به. وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ: الإعسار الواجب للإنظار هو الإعدام «5» ، أو كساد المتاع ونحوه «6» .   (1) ينظر تفسير الطبري: 6/ 28، وأحكام القرآن للجصاص: 1/ 474، وتفسير البغوي: 1/ 265، وتفسير الفخر الرازي: 7/ 108. (2) نقل الواحدي في أسباب النزول: 125، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 332 عن عطاء وعكرمة أنهما قالا: «نزلت الآية في العباس بن عبد المطلب، وعثمان بن عفان، وكانا قد أسلفا في التمر، فلما حضر الجذاذ قال لهما صاحب التمر: لا يبقى لي ما يكفي عيالي إذا أنتما أخذتما حظّكما كله، فهل لكما أن تأخذا النصف وتؤخرا النصف وأضعف لكما؟ ففعلا، فلما حل الأجل طلبا الزيادة، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فنهاهما وأنزل الله تعالى هذه الآية، فسمعا وأطاعا وأخذا رؤوس أموالهما» . وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: 2/ 889، كتاب الحج، باب «حجة النبي» عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه مرفوعا: «وأول ربا أضع ربانا، ربا العباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله ... » . (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 98، وتفسير المشكل لمكي: 122، وتحفة الأريب: 53. (4) جاء في هامش الأصل: «إشارة إلى قراءة بالمد» . وقرأ بالمد وكسر الذال حمزة، وعاصم في رواية شعبة. ينظر السبعة: 192، والحجة لأبي علي الفارسي: 2/ 403، والكشف: 1/ 318، والدر المصون: 2/ 639. قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 98، «ومن قرأ: فآذنوا بحرب أراد: آذنوا غيركم من أصحابكم. يقال: آذنني فأذنت» . ورجح الطبري في تفسيره: 6/ 24 القراءة الأولى، قراءة قصر الألف وفتح الذال. (5) الإعدام هنا: شدة الفقر. (6) قال ابن العربي في أحكام القرآن: 1/ 246: «فإن قيل: وبم تعلم العسرة؟ قلنا: بأن لا نجد له مالا فإن قال الطالب: خبأ مالا. قلنا للمطلوب: أثبت عدمك ظاهرا ويحلف باطنا، والله يتولى السرائر» . وقال الفخر الرازي في تفسيره: 7/ 111: «فأما من له بضاعة كسدت عليه، فواجب عليه أن يبيعها بالنقصان إن لم يكن إلا ذلك، ويؤديه في الدّين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 282 إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ: ذكر الدّين، إذ يكون تَدايَنْتُمْ: تجازيتم «1» . وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ: أي: على إقراره «2» . وَلا يَبْخَسْ: ليشهد عليه «3» . أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ: لخرس «4» ، أو صبا، [أو] «5» عته «6» . أَنْ تَضِلَّ: أن تنسى «7» .   (1) في تفسير الطبري: 6/ 46: «فإن قال قائل: وما وجه قوله: بِدَيْنٍ وقد دل بقوله: إِذا تَدايَنْتُمْ عليه؟ وهل تكون مداينة بغير دين، فاحتيج إلى أن يقال: بدين؟. قيل: إن العرب لما كان مقولا عندها: «تداينا» بمعنى: تجازينا، وبمعنى: تعاطينا الأخذ والإعطاء بدين أبان الله بقوله «بدين» ، المعنى الذي قصد تعريف من سمع قوله: تَدايَنْتُمْ حكمه، وأعلمهم أنه حكم الدين دون حكم المجازاة» . وينظر معاني النحاس: 1/ 314، وأورد البغوي في تفسيره: 1/ 267 نحو قول الطبري، وقال: «وقيل ذكره تأكيدا» . (2) تفسير الطبري: 6/ 56، وقال الفخر الرازي في تفسيره: 7/ 121: «الكتابة وإن وجب أن يختار لها العالم بكيفية كتب الشروط والسجلات لكن ذلك لا يتم إلا بإملاء من عليه الحق فليدخل في جملة إملائه اعترافه بما عليه من الحق في قدره وجنسه وصفته وأجله إلى غير ذلك ... » . (3) في تفسير الطبري: 6/ 56، ومعاني الزّجّاج: 1/ 362، وتفسير الفخر الرازي: 7/ 121: «أي: لا ينقص منه شيئا» . وقال القرطبي في تفسيره: 3/ 385: «والبخس النقص» . (4) ذكره الطبري في تفسيره: 6/ 58، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 294 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير البغوي: 1/ 268، وتفسير الفخر الرازي: 7/ 121. (5) المثبت في النص عن «ك» ، وفي الأصل: «و» . (6) العته: الجنون. (7) ينظر معاني الفراء: 1/ 184، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 83، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 99، ومعاني الزجاج: 1/ 363، ومعاني النحاس: 1/ 318، وتفسير الماوردي: 1/ 295. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً: تقع وتحدث «1» ، أو تِجارَةً اسم كان وتُدِيرُونَها «2» خبرها. وَلا يُضَارَّ: لا يجبر على الكتابة والشّهادة «3» ، أو الكاتب والشّهيد لا يضارّان ولا يعدوان الحقّ «4» . 286 إِنْ نَسِينا: تركنا «5» . أَوْ أَخْطَأْنا: أتينا بخطإ، كقولك: أبدعت أتيت ببدعة. خطيء خطأ: تعمد الإثم، وأخطأ: لم يتعمد «6» . إِصْراً: ثقلا، والعهد والرّحم إصر لأنّ القيام بحقهما ثقيل، والإصر هنا: إثم العقد إذا ضيّعوا «7» . وفي الحديث «8» : «من بكّر وابتكر ودنا كان له كفلان من الإصر»   (1) تفسير الطبري: 6/ 79، ومعاني الزّجاج: (1/ 365، 366) . (2) قرأ بالرفع القراء السبعة إلّا عاصما. ينظر السبعة: 193، والتبصرة لمكي: 166، والتبيان للعكبري: 1/ 231، والدر المصون: 2/ 673. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (6/ 88- 90) عن ابن عباس، ومجاهد، والربيع، والضحاك، والسدي. وانظر هذا القول في معاني النحاس: (1/ 323، 324) ، وتفسير الماوردي: 1/ 296. (4) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (6/ 85، 86) عن الحسن، وقتادة، وطاوس، وابن زيد. وقال الطبري رحمه الله: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ، بمعنى ولا يضارهما من استكتب هذا أو استشهد هذا، بأن يأبى على هذا إلا أن يكتب له وهو مشغول بأمر نفسه، ويأبى هذا إلا أن يجيبه إلى الشهادة وهو غير فارغ ... » . (5) تفسير الطبري: 6/ 133، ومعاني الزجاج: 1/ 370، ونقله النحاس في معانيه: 1/ 332 عن طرب. (6) معاني النحاس: 1/ 333. (7) نصّ هذا الكلام في معاني الفراء: 1/ 189، وانظر معاني الزّجّاج: 1/ 370. (8) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وهكذا ورد في الأصل، ويبدو أنه اعتمد في ضبط اللفظة «دنأ» الهمز، وعليه جرى تفسير المؤلف لهذه اللفظة بمعنى الدناءة، وفي تاج العروس: 1/ 230 عن كتاب المصادر: دنؤ الرجل يدنؤ دنوءا ودناءة إذا كان ماجنا، وعن أبي منصور قال: أهل اللغة: لا يهمزون دنؤ في باب الخسة وإنما يهمزون في باب المجون. اهـ. هكذا فسر الحديث بهذا السياق للحديث. وقد جاء في نسخة «ج» ما يدل على توجيه آخر وهو المشهور من لفظ الحديث بتفسير الدنو بالقرب ففيها: «من بكر وابتكر ودنا كان له كفلان من الأجر، ومن تأخر ولغا كان له كفلان من الإصر» أي بكر إلى الجمعة وابتكر: سمع أول الخطبة، ولغا أي: هزل، واللاغي: الماجن، كان له كفلان من إثم العقد إذا ضيعه للغوه. ينظر هذا الحديث في مسند الإمام أحمد: 2/ 209، وسنن ابن ماجة: 1/ 346، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة، وسنن الترمذي: 2/ 368، أبواب الصلاة، باب ما جاء في فضل الغسل يوم الجمعة. وانظر: في معنى الدنو بمعنى القرب في تاج العروس: 10/ 131 (دنا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 [17/ أ] / أي: بكّر إلى الجمعة، وابتكر: سمع أول الخطبة، ودنا: هزل، والدّنيّ: الماجن «1» . كان له كفلان من إثم العقد إذا ضيّعه للغوه.   (1) الصحاح: 6/ 2342، واللسان: 14/ 274 (دنا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 ومن سورة آل عمران 1 الم: فتحت الميم لالتقاء الساكنين «1» ، أو طرحت فتحة الهمزة عليها «2» . 2 الْقَيُّومُ: فيعول من قام «3» : وهو القائم بالقسط، والقائم على كل نفس بما كسبت. 3 نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ: بالتشديد لتكرير تنزيل القرآن. وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ: بالتخفيف، لأنهما أنزلا دفعة. وأعاد ذكر الفرقان «4» وهو الكتاب لزيادة فائدة الفرق بين الحق والباطل. 7 مُحْكَماتٌ: المحكم ما يبيّن واتفق تفسيره فيقطع على مراد بعينه.   (1) هذا قول سيبويه في الكتاب: 2/ 275. ونقله الزجاج في معانيه: 1/ 373 عن بعض البصريين. وانظر إعراب النحاس: 1/ 353، ومشكل الإعراب لمكي: 1/ 148، والتبيان للعكبري: 1/ 235. قال السمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 6: «وهو مذهب سيبويه وجمهور الناس فإن قيل: أصل التقاء الساكنين الكسر فلم عدل عنه؟ فالجواب أنهم لو كسروا لكان ذلك مفضيا إلى ترقيق لام الجلالة والمقصود تفخيمها للتعظيم فأوثر الفتح لذلك. وأيضا فقبل الميم ياء وهي أخت الكسرة، وأيضا فقبل هذه الياء كسرة فلو كسرنا الميم الأخيرة لالتقاء الساكنين لتوالى ثلاثة متجانسات فحرّكوها بالفتح كما حركوا في نحو «من الله» . (2) معاني الزجاج: 1/ 373 عن بعض البصريين، وقال: «وهذا أيضا قول الكوفيين» . (3) معاني الفراء: 1/ 190، وقال الأخفش في معانيه: 1/ 394: فإن «القيوم» : الفيعول، ولكن الياء إذا كانت قبل واو متحركة قلبت الواو ياء، وأصله القيووم ... » . (4) في قوله تعالى: مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ ... [آل عمران: 4] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 وقيل «1» : ما يعلم على التفصيل والوقت والمقدار. والمتشابه بخلافه مثل: وقت الساعة وأشراطها، ومعرفة الصغائر بأعيانها «2» . فالوقف على قوله: إِلَّا اللَّهُ «3» . ومن وقف على «وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» ، كان يَقُولُونَ في موضع الحال «4» ، أي يعلمون تأويله «5» قائلين: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا.   (1) ذكر النحاس في معانيه (1/ 344- 348) أقوالا كثيرة في المراد ب «المحكم» ثم قال: «وأجمع هذه الأقوال أن المحكم ما كان قائما بنفسه لا يحتاج إلى استدلال، والمتشابه ما لم يقم بنفسه، واحتاج إلى استدلال» . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (3/ 16، 17) : «المحكمات: المفصلات المبينات الثابتات الأحكام، والمتشابهات هي التي فيها نظر وتحتاج إلى تأويل ويظهر فيها ببادئ النظر إما تعارض مع أخرى أو مع العقل إلى غير ذلك من أنواع التشابه، فهذا الشبه الذي من أجله توصف بمتشابهات، إنما هو بينها وبين المعاني الفاسدة التي يظنها أهل الزيغ ومن لم يمعن النظر وهذا نحو الحديث الصحيح عن النبي عليه السلام: «الحلال بين الحرام بين، وبينهما أمور متشابهات» أي يكون الشيء حراما في نفسه فيشبه عند من لم يمعن النظر شيئا حلالا، وكذلك الآية يكون لها في نفسها معنى صحيح فتشبه عند من لم يمعن النظر أو عند الزائغ معنى آخر فاسدا فربما أراد الاعتراض به على كتاب الله، هذا عندي معنى الإحكام والتشابه في هذه الآية ... » . [ ..... ] (2) ذكره الطبري في تفسيره: (6/ 179، 180) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. قال الطبري- رحمه الله-: «وهذا القول ذكرناه عن جابر بن عبد الله أشبه بتأويل الآية ... » . وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: 1/ 305، وتفسير البغوي: 1/ 279، والمحرر الوجيز: 3/ 19. (3) اختاره الفراء في معانيه: 1/ 191، وعزاه النحاس في معاني القرآن: 1/ 351 إلى الكسائي والأخفش، والفراء، وأبي عبيد، وأبي حاتم الرازي. (4) التبيان للعكبري: 1/ 239، والبحر المحيط: 2/ 384، والدر المصون: 3/ 29. (5) أورد النحاس في معانيه: 1/ 354 هذا القول والذي قبله ثم قال: «والقول الأول وإن كان حسنا فهذا أبين منه، لأن واو العطف الأولى بها أن تدخل الثاني، فيما دخل فيه الأول، حتى يقع دليل بخلافه. وقد مدح الله عز وجل الراسخين بثباتهم في العلم، فدخل على أنهم يعلمون تأويله ... » واختاره مكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 149 فقال: «عطف على اسم «الله» جل ذكره فهم يعلمون المتشابه، ولذلك وصفهم الله تعالى بالرسوخ في العلم. ولو كانوا جهالا بمعرفة المتشابه لما وصفوا بالرسوخ في العلم ... » . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (3/ 25، 26) : «وهذه المسألة إذا تؤملت قرب الخلاف فيها من الاتفاق، وذلك أن الله تعالى قسم آي الكتاب قسمين: محكما ومتشابها، فالمحكم هو المتضح المعنى لكل من يفهم كلام العرب لا يحتاج فيه إلى نظر ولا يتعلق به شيء يلبس، ويستوي في علمه الراسخ وغيره، والمتشابه يتنوع، فمنه ما لا يعلم ألبتة، كأمر الروح، وآماد المغيبات التي قد أعلم الله بوقوعها إلى سائر ذلك، ومنه ما يحمل على وجوه اللّغة ومناح في كلام العرب، فيتأول تأويله المستقيم، ويزال ما فيه مما عسى أن يتعلق به من تأويل غير مستقيم كقوله في عيسى رُوحٌ مِنْهُ إلى غير ذلك، ولا يسمّى أحد راسخا إلا بأن يعلم من هذا النوع كثيرا بحسب ما قدر له، وإلا فمن لا يعلم سوى المحكم فليس يسمى راسخا، وقوله تعالى: وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ عائد على جميع متشابه القرآن ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 وأصل المتشابه «1» : أن يشبه اللّفظ اللفظ والمعنيان مختلفان، كقوله «2» : وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً، ومن المتشابه المشكل أي: دخل في شكل غيره فأشبهه وشاكله. وكأنّ المحكم أمّ الكتاب لأنّه كالأصل في استخراج علم المتشابه منه، وذلك كالاستواء في المتشابه يكون بمعنى الجلوس، وبمعنى القدرة والاستيلاء. والأول لا يجوز على الله بدليل المحكم وهو قوله «3» : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. والحكمة في المتشابه البعث على النظر لئلا يهمل العقل «4» . 8 لا تُزِغْ قُلُوبَنا: لا تملها عن القصد والهدى «5» .   (1) نص هذا الكلام في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: 101. وانظر تفسير الطبري: 6/ 173، ومعاني النحاس: 1/ 346. (2) سورة البقرة: آية: 25. (3) سورة الشورى: آية: 11. (4) قال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 86: «ولو كان القرآن كلّه ظاهرا مكشوفا حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل، لبطل التفاضل بين الناس وسقطت المحنة وماتت الخواطر، ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة، ومع الكفاية يقع العجز والبلادة» . (5) معاني الزجاج: 1/ 379، وفيه أيضا: أي لا تضلنا بعد إذ هديتنا، وقيل أيضا: لا تُزِغْ قُلُوبَنا لا تتعبدنا بما يكون سببا لزيغ قلوبنا وكلاهما جيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 11 كَدَأْبِ موضع الكاف رفع في موضع خبر الابتداء، أي: دأبهم مثل دأب «1» . ولا يجوز نصبا «2» ب كَفَرُوا لأن كَفَرُوا في صلة الَّذِينَ والكاف خارجة عن الصّلة فلا يعمل فيها ما في الصّلة. 12 سَتُغْلَبُونَ: أي: قل لهم: ستغلبون، والياء «3» بلّغهم بأنهم سيغلبون. [17/ ب] 13 يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ: قصّة بدر، وكان المسلمون ثلاثمائة/ وبضعة عشر رجلا «4» ، والمشركون زهاء ألف، فقللهم الله في أعين المسلمين لتثبيت قلوبهم. 14 زُيِّنَ لِلنَّاسِ: الله زيّنها للابتلاء «5» ، وقد زهّد فيها بأن أرى زوالها.   (1) وهو قول الزجاج في معانيه: 1/ 380، والنحاس في معاني القرآن: 1/ 360، وانظر الكشاف: 1/ 414، والمحرر الوجيز: 3/ 32، وتفسير القرطبي: 4/ 23، والدر المصون: 3/ 37. (2) قال بالنصب الفراء في معانيه: 1/ 191، وردّه الزجاج في معاني القرآن: 1/ 380، ومكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 150، والسمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 37. (3) جاء في هامش الأصل: «أي قراءة الياء: بلغهم إلخ» اهـ. وهي قراءة حمزة والكسائي. كما في السبعة لابن مجاهد: 202، والكشف لمكي: 1/ 335. (4) صحيح البخاري: 5/ 5، كتاب المغازي، باب «عدة أصحاب بدر» ، تفسير الطبري: 5/ 346، وتاريخه: 2/ 433. (5) ذكر هذا المعنى الزجاج في معانيه: 1/ 383. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 40: «اختلف الناس من المزين؟ فقالت فرقة: الله زين ذلك وهو ظاهر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه قال لما نزلت هذه الآية: قلت الآن يا رب حين زينتها لنا فنزلت: قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ. وقالت فرقة: المزين هو الشيطان، وهذا ظاهر قول الحسن بن أبي الحسن ... وإذا قيل زين الله، فمعناه بالإيجاد والتهيئة لانتفاع وإنشاء الجبلة عن الميل إلى هذه الأشياء، وإذا قيل زين الشيطان فمعناه بالوسوسة والخديعة وتحسين أخذها من غير وجوهها. والآية تحتمل هذين النوعين من التزيين ولا يختلف مع هذا النظر ... » . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 والقنطار من الدينار ملء مسك ثور «1» . وقيل «2» : ألف مثقال. والمقنطرة: المضاعفة «3» . وقيل «4» : المعدّة المنضّدة على قياس الدنانير المدنّرة. وفي الحديث «5» «جاء الإسلام وبمكة مائة رجل كلّهم قد قنطر» ، أي: صار لهم قنطار من المال.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 6/ 248 عن أبي نضرة، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 310، وابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 42 عن أبي نضرة أيضا. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 115 (تفسير سورة آل عمران) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 162 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد والبيهقي عن أبي سعيد الخدري. والمسك: بفتح الميم وسكون السين: الجلد. اللسان: 10/ 486 (مسك) . (2) ذكره ابن قتيبة في تفسير الغريب: 102، ومكي في تفسير المشكل: 125 دون عزو، ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 359 عن الكلبي أن القنطار ألف مثقال من ذهب أو فضة. وقال ابن سيده في المحكم: 6/ 385: «وهو بلغة بربر ألف مثقال من ذهب أو فضة» وأورد الطبري رحمه الله في تفسيره: (6/ 244- 249) الأقوال التي قيلت في تحديد «القنطار» ثم قال: «وقد ذكر أهل العلم بكلام العرب: أن العرب لا تحد القنطار بمقدار معلوم من الوزن، ولكنها تقول: هو قدر وزن ... وقد ينبغي أن يكون ذلك كذلك، لأن ذلك لو كان محددا قدره عندها، لم يكن بين متقدمي أهل التأويل فيه كل هذا الاختلاف. فالصواب في ذلك أن يقال: هو المال الكثير، كما قال الربيع بن أنس، ولا يحدّ قدر وزنه بحدّ على تعسّف ... » . وقال الزجاج في معانيه: 1/ 383: «ومعنى القناطير» عند العرب الشيء الكثير من المال وهو جمع قنطار. (3) معاني الفراء: 1/ 195، وتفسير الطبري: 6/ 349، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 310، عن قتادة. وانظر تفسير البغوي: 1/ 284، والمحرر الوجيز: 3/ 43. (4) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 6/ 250 عن السدي. وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 310. (5) ذكره البغوي في تفسيره: 1/ 284 وعزاه إلى سعيد بن جبير، وعكرمة وأورده الزمخشري في الكشاف: 1/ 416 دون عزو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 والمسوّمة: المعلّمة «1» ، وقيل «2» : السّائمة الراتعة. 18 شَهِدَ اللَّهُ: قضى الله «3» ، وقيل «4» : قال الله، بلغة قيس عيلان، أو «5» شهادة الله: إخبار، وشهادتنا: إقرار. أو شهادة الله: خلقه العالم فمشاهدة آثار الصّنعة شهادة على صانعها الحكيم. قائِماً بِالْقِسْطِ: على الحال من اسم الله، أي: ثبت تقديره واستقام تدبيره بالعدل، ونظير هذه الحال مما يؤكّد الأول: هو زيد معروفا، وهو الحقّ مصدّقا. 19 إِنَّ الدِّينَ: بالكسر على الاستئناف «6» ، وبالنصب «7» على البدل من أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 6/ 254 عن ابن عباس، وقتادة. ورجحه الطبري ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 311 عن ابن عباس وقتادة أيضا. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 6/ 252 عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، والربيع بن أنس، ومجاهد. قال الطبري: «وأما من تأوله بمعنى: الراعية، فإنه ذهب إلى قول القائل، أسمت الماشية فأنا أسيمها أسامة» إذا رعيتها الكلأ والعشب ... » . وقد حسّن الزجاج هذا القول في معاني القرآن: 1/ 384. (3) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 89، وقد رده الطبري في تفسيره: 6/ 272 بقوله: «فأما ما قال الذي وصفنا قوله: من أنه عني بقوله: شَهِدَ، قضى. فمما لا يعرف في لغة العرب ولا العجم، لأن «الشهادة» معنى، والقضاء غيرها» . (4) لغات القبائل الواردة في القرآن: (64، 65) . وانظر البحر المحيط: 2/ 402، والدر المصون: 3/ 74، واللسان: 3/ 239 (شهد) . (5) في «ج» : إذ. (6) معاني الفراء: 1/ 200، واختاره الطبري في تفسيره: 6/ 268. وقال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 386: «والأكثر على فتح أَنَّهُ وكسر إِنَّ الدِّينَ. (7) قراءة النصب الكسائي كما في معاني الفراء: 1/ 200، والسّبعة لابن مجاهد: (202، 203) ، والكشف لمكي: 1/ 338، والدر المصون: 3/ 83. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 وحكى غالب بن [خطاف] «1» القطان عن الأعمش «2» أنه تهجد ليلة فمر بهذه الآية فقال: وأنا أشهد بما شهد الله به، وأستودع الله هذه الشهادة. ثم حدّث «3» عن أبي وائل «4» عن عبد الله «5» عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى: عهد إليّ عبدي وأنا أحق من وفّى بالعهد، أدخلوا عبدي الجنّة» «6» .   (1) في الأصل: غالب بن داور القطان، والمثبت في النص عن «ك» وعن المصادر التي أوردت هذا الأثر وهو غالب بن خطّاف القطان. قال الحافظ في التقريب: 442: وهو ابن أبي غيلان القطان، أبو سليمان البصري «صدوق من السادسة» . وقال عنه الحافظ الذهبي في المغني: 2/ 92: «ثقة مشهور، سمع الحسن. ذكر ابن الجوزي حديثا لغالب بن خطاف القطان عن الأعمش في شَهِدَ اللَّهُ قال: وهو معضل. وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين. وقال أحمد بن حنبل: ثقة ثقة. قال الذهبي: قلت لعل الذي ضعفه ابن عدي غالب آخر فيتأمل ذلك» . ونقل القرطبي في تفسيره: 4/ 42 قول ابن الجوزي. وتوثيق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين لغالب. ثم قال: «يكفيك من عدالته وثقته أن خرّج له البخاري ومسلم في كتابيهما، وحسبك» . (2) هو سليمان بن مهران الأسدي الكوفي، الإمام الحافظ المشهور. ترجمته في: تذكرة الحفاظ: 1/ 154، وسير أعلام النبلاء: 6/ 226، وتقريب التهذيب: 254. [ ..... ] (3) أي الأعمش. (4) هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي. أدرك النبي صلّى الله عليه وسلّم ولم يره، قال عنه الحافظ في التقريب: 268: «ثقة، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله مائة سنة» . وانظر ترجمته في وفيات الأعيان: 2/ 476، وسير أعلام النبلاء: 4/ 161، وطبقات الحفاظ: 20. (5) هو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. (6) أخرجه ابن عدي في الكامل: (5/ 1693، 1694) ، والطبراني في الكبير: 10/ 245، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 464، 465) ، باب في تعظيم القرآن، فصل في فضائل السور والآيات، وضعفه. وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد: 7/ 193، والبغوي في تفسيره: (1/ 286، 287) ، كلهم من طريق عمر بن المختار وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: (6/ 328، 329) ، وقال: «رواه الطبراني وفيه عمر بن المختار، وهو ضعيف» . وضعف المناوي في الفتح السماوي: 1/ 374 سند هذا الحديث. وعمر بن المختار متهم بالوضع. ينظر ميزان الاعتدال: 3/ 223، ولسان الميزان: 4/ 329. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 بَغْياً بَيْنَهُمْ: مفعول للاختلاف «1» ، أو مصدر فعل محذوف، أي: بغوا بينهم بغيا «2» . 25 فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ: أي: كيف حالهم. 26 اللَّهُمَّ: الميم بدل من ياء النّداء، ولهذا لا يجمع بينهما «3» . 27 بِغَيْرِ حِسابٍ: إذ المحسوب يقال للقليل. 29 يَعْلَمْهُ: مجزوم بالشرط، وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ: مرفوع على الاستئناف «4» . 30 وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: لتحقيق الاختصاص كتحقيقه بالصفة «5» لو   (1) مشكل إعراب القرآن: 1/ 152، والتبيان للعكبري: 1/ 248، والدر المصون: 3/ 90. (2) هذا قول الزجاج في معانيه: 1/ 387، وانظر الدر المصون: 3/ 90. (3) هذا مذهب البصريين ودليلهم عدم الجمع بينهما. ينظر الإنصاف لابن الأنباري: 1/ 343. والكوفيون لا يعتبرون الميم عوضا عن الياء، وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 97: «وهذا خاص بالاسم الشريف فلا يجوز تعويض الميم من حرف النداء في غيره إلا في ضرورة ... » . ونقل الزجاج في معاني القرآن: 1/ 394 عن الخليل وسيبويه- وجميع النحويين الموثوق بعلمهم- أن «اللهم» بمعنى يا الله، وأن الميم المشددة عوض من «يا» لأنهم لم يجدوا ياء مع هذا الميم في كلمة، ووجدوا اسم الله جل وعز مستعملا ب «يا» وإذا لم يذكر الميم. فعلموا أن الميم من آخر الكلمة بمنزلة «ياء» في أولها والضمة التي في أولها ضمة الاسم المنادى في المفرد، والميم مفتوحة لسكونها وسكون الميم التي قبلها ... » . (4) معاني الفراء: 1/ 306، والتبيان للعكبري: 1/ 252. وقال السمين الحلبي في الدر المصون: (2/ 113، 114) : «ويعلم: مستأنف، وليس منسوقا على جواب الشرط، وذلك أن علمه بما في السموات وما في الأرض غير متوقف على شرط فلذلك جيء به مستأنفا، وفي قوله: وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ من باب ذكر العام بعد الخاص وهو ما فِي صُدُورِكُمْ. (5) جاء في هامش الأصل: «في التذكرة يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ معناه: يحذركم الله منه إلا أن فعل الفاعل لا يوقع على نفسه، لا تقول: حذرتكني ولا أحذرك إياي، ولكن أحذرك نفسي. ونفس الشيء الشيء بعينه في هذا الموضع كقوله تعالى في حكاية كلام عيسى: تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 قيل: حذّركم «1» الله المجازى لكم. 31 تُحِبُّونَ اللَّهَ: تقصدون طاعته. والمحبة من الله العفو والإنعام، ومن العبد/ الطاعة والرضا «2» . [18/ أ] 33 آلَ إِبْراهِيمَ: أهل دينه من كلّ حنيف مسلم «3» . آلَ عِمْرانَ: موسى وهارون «4» . 34 ذُرِّيَّةً: نصبها على البدل من آلَ إِبْراهِيمَ» ، ويجوز حالا «6» . وأصلها من ذرا الله الخلق «7» ، أو ذرر من الذرّ كما في الخبر «8» أنّ الخلق   (1) في «ج» : أحذركم. (2) هذا النص- بمعناه- في معاني الزجاج: 1/ 397. وانظر معاني النحاس: 1/ 384. (3) ذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 1/ 374 وعزاه إلى ابن عباس والحسن. (4) على هذا القول يكون عمران- هنا- ابن يصهر بن قاهث. وهو قول مقاتل كما في تفسير البغوي: 1/ 294، وزاد المسير: 1/ 375، والبحر المحيط: 2/ 434. قال ابن عسكر في التكميل والإتمام: (17 أ- 17 ب) : «واحتج صاحب هذا القول بأن إبراهيم- عليه السلام- يقرن بموسى في القرآن كثيرا. وذكر بعضهم أن عمران هنا هو ابن ماثان، كما ذكره الشيخ أبو زيد (السهيلي في التعريف والإعلام: 32) ، فآله على هذا مريم وعيسى عليهما السلام. وبين عمران والد موسى وعمران والد مريم ألف وثمانمائة سنة. والظاهر- والله أعلم- أن عمران في قوله: وَآلَ عِمْرانَ هو ابن ماثان والد مريم كما ذكره الشيخ، بدليل قوله تعالى: إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ وهي أم مريم ... فبالإشارة إلى عمران المتقدم، دل على أن الأول هو الثاني ... » . وانظر المعارف لابن قتيبة: 52، وتاريخ الطبري: 1/ 585، والمحرر الوجيز: 3/ 83، والبحر المحيط: 2/ 434، وتفسير ابن كثير: 2/ 26. (5) الكشاف: 1/ 424، والبحر المحيط: 2/ 435، والدر المصون: 3/ 129. [ ..... ] (6) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 207، والأخفش في معاني القرآن: 1/ 200. وانظر معاني الزجاج: 1/ 399، والتبيان للعكبري: 1/ 253، والدر المصون: 3/ 129. (7) معاني الزجاج: (1/ 399، 400) ، وزاد المسير: 1/ 375. (8) أخرج الإمام أحمد في مسنده: 1/ 172، والحاكم في المستدرك: 2/ 544، والبيهقي في الأسماء والصفات: 2/ 58 عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة، فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرها بين يديه كالذر، ثم كلمهم قبلا: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا إلى قوله: الْمُبْطِلُونَ. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 من الذرّ، أو ذرو، أو ذري من ذروت الحبّ وذرّيته «1» كقوله «2» : تَذْرُوهُ الرِّياحُ. 35 مُحَرَّراً: مخلصا على عاداتهم «3» للتبتّل وحبس الأولاد على العبادة في بيت المقدس «4» ، أو عتيقا من أمر الدنيا للتّخلّي بالعبادة «5» . 37 وَأَنْبَتَها نَباتاً: أي: أنبتها فنبتت نباتا حسنا «6» . وَكَفَّلَها: قبلها وقام بأمرها، وفي الحديث «7» : الرّابّ كافل» ، وهو زوج أمّ اليتيم، وبالتثقيل «8» أمر بتكفّلها.   (1) في اللسان: 4/ 303 (ذرر) : ذررت الحبّ ... أذره ذرا: فرقته» . (2) سورة الكهف: آية: 45. (3) في «ج» : عادتهم. (4) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 103، وتفسير الطبري: 6/ 329، ومعاني الزجاج: 1/ 401. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 90، وأخرج الطبري في تفسيره: 6/ 331 عن مجاهد قال: «خالصا لا يخالطه شيء من أمر الدنيا» . قال النحاس في معاني القرآن: 1/ 386: «وهذا معروف في اللغة، أن يقال لكل ما خلص: حر ومحرر بمعناه» . وقال القرطبي في تفسيره: 4/ 66: «مأخوذ من الحرية التي هي ضد العبودية من هذا تحرير الكتاب، وهو تخليصه من الاضطراب والفساد ... » . وانظر تفسير المشكل لمكي: 127، والمحرر الوجيز: 3/ 86. (6) عن معاني القرآن للزجاج: 1/ 402، قال الزجاج: «أي جعل نشوءها نشوءا حسنا ... » . (7) الحديث في الفائق: 3/ 272، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 297، والنهاية: 4/ 192. (8) وهي قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: (204، 205) ، والكشف لمكي: 1/ 341. ورجح الطبري هذه القراءة في تفسيره: 6/ 345. قال السمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 142: «وأما قراءة بقية السبعة فكفل مخفف عندهم متعد لواحد وهو ضمير مريم، وفاعله «زكريا» ولا مخالفة بين القراءتين لأن الله لما كفّلها إياه كفلها ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 والمحراب: أعلى موضع في المجلس «1» ، وفي الحديث «2» : «أنه كان يكره المحاريب» ، أي: لم يكن يترفع. 38 هُنالِكَ عند ذلك «3» ، وهناك ظرف مكان، وباللّام يصير ظرف زمان لأنّ اللام للتعريف، والزمان أدخل في التعريف. 39 يُبَشِّرُكَ: من البشارة «4» ، وبالتخفيف «5» من بشرته أبشره إذا فرّحته. بِكَلِمَةٍ: بعيسى لأنه كان بكلام الله كُنْ «6» ، ولم يكن من أب، أو كان يهتدى به كما بكلمات الله «7» ، أو الله تكلّم في التوراة بولادته   (1) قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 403: «والمحراب في اللغة الموضع العالي الشريف» وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 91: «المحراب: سيد المجالس ومقدّمها وأشرفها وكذلك هو من المساجد» . وانظر تفسير الطبري: 6/ 357، ومعاني النحاس: 1/ 388، والنهاية لابن الأثير: 1/ 359. (2) الحديث بهذا اللّفظ في النهاية: 1/ 359. وفي غريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 199: «وكان أنس يكره المحاريب» أي لم يكن يحب الترفع عن الناس. (3) تفسير الطبري: 6/ 359، وقال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 404: «والمعنى في ذلك المكان من الزمان ومن الحال دعا زكريا ربه ... » . [ ..... ] (4) تفسير الطبري: 6/ 368. (5) «يبشرك» بضم الياء وكسر الشين وتخفيفها. هي قراءة حميد بن قيس كما في تفسير الطبري: 6/ 369، والبحر المحيط: 2/ 447. (6) إشارة إلى قوله تعالى: ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ. ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [سورة مريم: 34، 35] . وانظر هذا التعليل الذي ذكره المؤلف في معاني النحاس: 1/ 391، وتفسير البغوي: 1/ 299 وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 6/ 411 عن قتادة، وانظر تفسير ابن كثير: 2/ 34. (7) معاني النحاس: 1/ 392، وتفسير الماوردي: 1/ 320، وتفسير البغوي: 1/ 299. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 من العذراء البتول «1» . والحصور: الممنوع عن إتيان النساء «فعول» بمعنى «مفعول» : كناقة حلوب، وطريق ركوب «2» ، ويقال للملك: حصير «3» لأنّه محجوب عن النّاس فهو محصور. 40 أَنَّى: يكون على التعجب لا التشكك استعظاما للقدرة على نقض العادة «4» ، أو هو سؤال حاله من الولد، أيردّ إلى الشّباب وامرأته ولودا، فقال كَذلِكَ: أي على حالكما في العقم والكبر «5» . 41 رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً: علامة لوقت الحمل لتعجّل السّرور به «6» ،   (1) ذكر البغوي نحو هذا القول في تفسيره: 1/ 299، وأضاف المؤلف في وضح البرهان: 1/ 240: «وأنه يكلم في المهد ويحيي الموتى» . (2) معاني الفراء: 1/ 213، ومجاز القرآن لأبي عبيدة 1/ 92، وتفسير الطبري: (6/ 376- 380) ، واللسان: 4/ 194 (حصر) . وأورد الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: 8/ 40، ثم قال: «وهذا القول عندنا فاسد لأن هذا من صفات النقصان، وذكر صفة النقصان في معرض المدح لا يجوز ولأن على هذا التقدير لا يستحق به ثوابا ولا تعظيما. والقول الثاني- وهو اختيار المحققين- أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد، وذلك لأن الحصور هو الذي يكثر منه حصر النفس ومنعها كالأكول الذي يكثر منه الأكل وكذا الشروب، والظلوم، والغشوم، والمنع إنما يحصل أن لو كان المقتضى قائما، فلولا أن القدرة والداعية كانتا موجودتين، وإلا لما كان حاصرا لنفسه فضلا عن أن يكون حصورا، لأن الحاجة إلى تكثير الحصر والدفع إنما تحصل عند قوة الرغبة والداعية والقدرة، وعلى هذا «الحصور» بمعنى الحاصر، فعول بمعنى فاعل» اهـ. (3) أساس البلاغة: 1/ 177 (حصر) . (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 321 دون عزو، وانظر تفسير ابن كثير: 2/ 31. (5) معاني الزجاج: 1/ 408، معاني النحاس: (1/ 395، 396) ، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 321، والبغوي في تفسيره: 1/ 300، عن الحسن. ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 384 إلى الحسن، وابن الأنباري، وابن كيسان. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 106: «وهذا تأويل حسن يليق بزكريا عليه السلام» . (6) معاني الزجاج: 1/ 409، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 108: «سأل علامة على وقت الحمل ليعرف متى يحمل بيحيى» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 فمنع كلام النّاس ولم يمنع ذكر الله «1» . والرّمز: الإيماء الخفيّ «2» . وإنّما ألقوا الأقلام «3» وضربوا عليها بالقداح تفاديا عنها «4» لأنّ السّنين «5» ألحّت عليهم. وقيل «6» : بل تنافسوا في كفالتها مقترعين فقرعهم زكريا. وسمّي بالمسيح «7» لأنه مسح بالتبرك «8» ، أو مسحه إيلياء/ بالدّهن، [18/ ب] «فعيل» بمعنى «مفعول» «9» كالصّريع والجريح، وقيل ما مسح ذا عاهة إلّا برأ «10» بمعنى «الفاعل» كالرّحيم والعليم.   (1) بدليل قوله تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ وسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 105، وقال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 409: «والرمز في اللّغة كل ما أشرت به إلى بيان بلفظ، أي بأي شيء أشرت، أبفم أم بيد أم بعينين. والرمز والترمز في اللّغة الحركة والتحرّك» . وفي اللسان: 5/ 356 (رمز) : «الرّمز: تصويت خفي باللسان كالهمس، ويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللّفظ من غير إبانة بصوت إنما هو إشارة بالشفتين ... » . (3) إشارة إلى قوله تعالى: وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آية: 44] . والأقلام: السهام قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 411: «وإنما قيل للسّهم القلم لأنه يقلم أي يبرى وكل ما قطعت منه شيئا بعد شيء فقد قلمته ... » . (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 323 عن سعيد. [ ..... ] (5) المراد ب «السنين» هنا شدّة الجدب والقحط. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: (6/ 408، 409) عن مجاهد، وقتادة، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 323 عن ابن عباس، وعكرمة، والحسن، والربيع. (7) من قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ [آية: 45] . (8) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها: بالبركة. وكذا ورد في تفسير الطبري: 6/ 414 عن سعيد، وفي تفسير الماوردي: 1/ 324، وزاد المسير: 1/ 389 عن الحسن وسعيد بن جبير. (9) تفسير الطبري: 6/ 414، وفيه: «يعني مسحه الله فطهره من الذنوب» . (10) نقله البغوي في تفسيره: 1/ 302، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 389، والقرطبي في تفسيره: 4/ 89 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر المحرر الوجيز: 3/ 119، وتفسير ابن كثير: 2/ 34. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 وقيل: هو المصدّق، أي: صدّقه الحواريون بمعنى المفعّل كالوكيل والوليد. وإخبار الملائكة بكلامه كهلا «1» دليل على أنّه يبلغ الكهولة وهذا علم الغيب، وفيه أيضا ردّ على النّصارى، لأنّ من تختلف أحواله لا يكون إلها. وموضع وَيُكَلِّمُ نصب بالعطف على وَجِيهاً أي: وجيها: ومكلما كهلا ورسولا. 52 مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ: أي لله «2» ، أو مع نصرة الله بتقدير: من ينضاف نصره إلى الله «3» ، وإلّا فلا يجوز سرت إليه وأنت تريد معه. والحواريّون: القصّارون لتحويرهم وتبييضهم الثياب «4» ، والحواريات: النساء اللّائي ينزلن الأمصار «5» . 53 مَعَ الشَّاهِدِينَ: [مع] «6» الذين شهدوا بتصديق الأنبياء. 54 وَمَكَرَ اللَّهُ: على مزاوجة الكلام «7» ، أو هو على تمام معنى المكر   (1) من قوله تعالى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ [آية: 46] . (2) ذكره السّمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 208، وقال: «كقوله: يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ: أي: للحق، كذا قدّره الفارسي» . (3) معاني النحاس: 1/ 405، وتفسير القرطبي: 4/ 97، والدر المصون: (3/ 207، 208) . (4) تفسير الطبري: 6/ 450، ومعاني الزجاج: 1/ 417، ومعاني النحاس: 1/ 406، وقال الراغب في المفردات: 135: «حوّرت الشيء بيضته ودوّرته، ومنه الخبز الحوّار. والحواريّون أنصار عيسى صلّى الله عليه وسلّم، وقيل: كانوا قصارين ... » . (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 95، ومعاني الزجاج: 1/ 417، وقال الزمخشري في الكشاف: 1/ 432 «ومنه قيل للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن» . (6) عن نسخة «ج» . (7) قال الماوردي في تفسيره: 1/ 325: «وإنما جاز قوله: وَمَكَرَ اللَّهُ على مزاوجة الكلام وإن خرج عن حكمه، نحو قوله: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وليس الثاني اعتداء. وأصل المكر: الالتفاف، ولذلك سمي الشجر الملتف ماكرا والمكر هو الاحتيال على الإنسان لالتفاف المكروه به، والفرق بين المكر والحيلة أن الحيلة قد تكون لإظهار ما يعسر من غير قصد إلى الإضرار، والمكر: «التوصل إلى إيقاع المكروه به» . وقال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 419: «المكر من الخلائق خبّ وخداع، والمكر من الله المجازاة على ذلك، فسمى باسم ذلك لأنه مجازاة عليه كما قال عز وجل: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ فجعل مجازاتهم على الاستهزاء بالعذاب، لفظه لفظ الاستهزاء. وكما قال جل وعز: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فالأولى سيئة والمجازاة عليها سميت باسمها، وليست في الحقيقة سيئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 منا من إرادة ضرر الممكور به بتدبير خفيّ، وكانوا أرادوا قتل نبيهم فقتل الله صاحبهم تطيانوس «1» . 55 مُتَوَفِّيكَ: قابضك برفعك إلى السماء «2» . توفّيت منه حقي: تسلمته [وافيا] «3» ، وإضافة الرّفع إليه للتفخيم كقول إبراهيم حين ذهب من العراق إلى الشام إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي «4» . 61 تَعالَوْا: تقدموا لأنّ التقدّم تعال «5» ، وقولك: قدّمته إلى الحاكم   (1) هذا من رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما كما ذكره البغوي في تفسيره: 1/ 307، والفخر الرازي في تفسيره: 11/ 102، وفي تفسير الطبري: 9/ 372 عن ابن إسحاق أنه كان أحد حواري عيسى عليه السلام وأنّ اسمه «سرجس» . وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1701 (سورة النساء) عن ابن عباس رضي الله عنهما دون ذكر اسم الحواري- وفيه أن عيسى عليه السلام- قال: «أيكم يلقى عليه شبهي. فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي ... » . قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 2/ 401: «وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، ورواه النسائي عن أبي كريب، عن أبي معاوية بنحوه. وكذا ذكر غير واحد من السلف أنه قال لهم: أيكم يلقي عليه شبهي، فيقتل مكاني، وهو رفيقي في الجنة» . وانظر المحرر الوجيز: 4/ 284، والدر المنثور: (2/ 727، 728) . [ ..... ] (2) هذا على أنه قبض من الأرض بغير موت، وقد رجحه الطبري في تفسيره: 6/ 458 وقال: «لتواتر الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال، ثم يمكث في الأرض مدة ذكرها، اختلفت الرواية في مبلغها، ثم يموت فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه» . (3) عن نسخة «ج» . (4) سورة الصافات: آية: 99. (5) قال المؤلف رحمه الله في كتابه وضح البرهان: 1/ 245: «تعالوا أصله «تعاليوا» فسقطت الياء تخفيفا وبقيت الواو علامة للجمع ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 كقولك: ترافعنا إليه. نَبْتَهِلْ: نلتعن «1» ، وفي حديث أبي بكر «2» : «من ولى من أمر النّاس شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله» . وقيل: نخلص في الدعاء على الكاذب، فامتنع المحاجّون عن المباهلة، وهم نصارى نجران «3» . 62 إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ: الْحَقُّ خبر «هذا القصص» ، ولَهُوَ عطف بيان لتقرير المعنى «4» . 66 حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ: فيما في كتابكم من نبوّة محمد «5» . فَلِمَ تُحَاجُّونَ: فيما ليس فيه من دين إبراهيم أنه كان يهوديا. 72 وَجْهَ النَّهارِ: أوله «6» ، وكان- عليه السّلام- يصلّي إلى بيت [19/ أ] المقدس في أوّل مقدمه المدينة، ثم صرفه الله إلى الكعبة آخر النّهار «7» /.   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 96، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 106، وتفسير الطبري: 6/ 474، ومفردات الراغب: 63، واللسان: 11/ 72 (بهل) . (2) أورده ابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 93، وابن الأثير في النهاية: 1/ 167 و «بهلة الله» أي: لعنة الله وتضم باؤها وتفتح. (3) راجع قصة المباهلة في السيرة لابن هشام: (1/ 573- 584) ، وتفسير الطبري: (6/ 151- 153) ، وأسباب النزول للواحدي: 137. (4) قال المؤلف في كتابه وضح البرهان: 1/ 246: لَهُوَ عطف بيان، ويجيء في مثل هذا الموضع لتقرير المعنى. والكوفيون يقولون لمثله «العماد» ولا يرون له موضعا من الإعراب وكذلك حكم هؤلاء في قوله: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ. (5) تفسير البغوي: (1/ 312، 313) . (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 96، وتفسير الطبري: 6/ 508، ومعاني الزجاج: 1/ 429، ومعاني النحاس: 1/ 420. (7) ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 168 عن جماعة من المفسرين. وأورد- نحوه- ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 405، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس» . وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: (2/ 48، 49) : «هذه مكيدة أرادوها ليلبسوا على الضعفاء من الناس أمر دينهم، وهو أنهم اشتوروا بينهم أن يظهروا الإيمان أول النهار، ويصلوا مع المسلمين صلاة الصبح، فإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس إنما ردّهم إلى دينهم اطلاعهم على نقيصة وعيب في دين المسلمين، ولهذا قالوا: لعلهم يرجعون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 وَاكْفُرُوا آخِرَهُ: أي: ما أنزل في آخره لعلهم يرجعون إلى القبلة الأولى. أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ: هو حكاية قول اليهود لقومهم: إنا والمسلمون على هدى، ولكن لا تؤمنوا لهم لئلا يصدّقهم المشركون ويحاجوكم في إيمانهم. فيكون قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ اعتراضا من قول الله في حكاية كلامهم. 75 لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ: أي: فيما أصبنا من أموال العرب «1» في يهوديّ أنكر أمانة يهوديّ لما أسلم «2» . والعرب أميّون للنسبة إلى أمّ القرى «3» ، أو لأنهم لا يكتبون فهم على ما ولدتهم أمّهم «4» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 6/ 522 عن قتادة والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 243 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن قتادة. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 330، وتفسير البغوي: 1/ 317. وقال ابن العربي في أحكام القرآن: 1/ 276: «المعنى: فعلوا ذلك لاعتقادهم أن ظلمهم لأهل الإسلام جائز، تقدير كلامهم: ليس علينا في ظلم الأميين سبيل، أي إثم. وقولهم هذا كذب صادر عن اعتقاد باطل مركب على كفر، فإنهم أخبروا عن التوراة بما ليس فيها، وذلك قوله تعالى: وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ اهـ. (2) أخرج الطبري في تفسيره: 6/ 523 عن ابن جريج قال: «بايع اليهود رجال من المسلمين في الجاهلية، فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم، فقالوا: ليس لكم علينا أمانة، ولا قضاء لكم عندنا، لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه قال: وادّعوا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم، فقال الله عز وجل: وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. وأخرج- نحوه- ابن أبي حاتم في تفسيره: 350 (سورة آل عمران) عن ابن جريج أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 244، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن جريج. (3) ذكره النحاس في معاني القرآن: 1/ 426، والرازي في تفسيره: 8/ 102. [ ..... ] (4) ويدل على ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 2/ 230، كتاب الصوم، باب «قول النبي صلّى الله عليه وسلّم لا نكتب ولا نحسب» ، والإمام مسلم في صحيحه: 2/ 761، كتاب الصيام، باب «وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال ... عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 159، ومعاني النحاس: 1/ 425، وتفسير الماوردي: 1/ 130. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 76 بَلى: مكتفية بنفسها وعليها وقف تام «1» ، أي: بلى عليهم سبيل. 78 يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ: يحرّفونها بالتبديل «2» . 79 رَبَّانِيِّينَ: أي: بالعلم أي يربونه «3» ، أو الرّبانيّ منسوب إلى الرّبّ، فغيّر بنيته للإضافة كالبحراني واللّحياني «4» . 81 لَما آتَيْتُكُمْ: لام التّحقيق على «ما» الجزاء «5» ، ومعناه: لمهما   (1) وهو قول الزجاج في معانيه: 1/ 434 وقال: «ثم استأنف فقال عز وجل: مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ وَاتَّقى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ أي فإن الله يحبه. ويجوز أن يكون استأنف جملة الكلام بقوله: بَلى لأن قولهم: ليس علينا فيما نفعل جناح كقولهم: نحن أهل تقوى في فعلنا هذا فأعلم الله أن أهل الوفاء بالعهد والتقى يحبهم الله، وأنهم المتقون ... » . وقال مكي في كتابه شرح كلا وبلى ونعم: 84: «الوقف على بَلى حسن جيد، لأنها جواب النفي في قولهم: لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ. فالمعنى: بلى عليكم فيهم سبيل. ويدل على حسن الوقف على بَلى أن ما بعدها ابتداء وخبر، وهو قوله تعالى: مَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ ف «من» شرط في موضع الابتداء، وفَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ الخبر، والفاء جواب شرط» . (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 97، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 107، وتفسير الطبري: 6/ 536، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 428، والمحرر الوجيز: 3/ 184. (3) نسب هذا القول إلى المبرد في تفسير البغوي: 1/ 321، وتفسير الفخر الرازي: 8/ 123. (4) هذا قول سيبويه في الكتاب: 3/ 380. وقال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 345: «والربانيون أرباب العلم والبيان، أي كونوا أصحاب علم وإنما زيدت الألف والنون للمبالغة في النسب، كما قالوا للكبير اللحية لحياني ... » . وانظر تفسير الماوردي: 1/ 332، وزاد المسير: 1/ 413، والدر المصون: 3/ 275. (5) المقتضب: 4/ 413. وصرّح المؤلف في كتابه وضح البرهان: 1/ 249 بالنقل عن المبرد، وأورد النص الذي ذكره هنا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به. أو هي لام الابتداء، و «ما» بمعنى «الذي» «1» ، أي: الذي آتيتكم لتؤمنن به، ولام لَتُؤْمِنُنَّ لام القسم، كقولك لزيد: والله لتأتينه. ومن قرأ: لَما «2» آتَيْتُكُمْ كان من أجل: ما آتيتكم أخذ الميثاق «3» ، أو يكون بمعنى بعد «4» ، أي: بعد ما آتيتكم كقولك: لثلاث خلون. وقرئ لما «5» ويعود معنى الكلام إلى الشرط، كقولك: لمّا جئتني أكرمتك. 83 أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ: الفاء لعطف جملة على جملة «6» .   (1) هو قول الأخفش في معانيه: 1/ 413، وأبي علي الفارسي في الحجة: (3/ 64، 65) ، وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 165، والكشاف: 1/ 441، والدر المصون: 3/ 284. (2) بكسر اللّام وتخفيف الميم، وهي قراءة حمزة كما في السبعة لابن مجاهد: 213، والتبصرة لمكي: 173. (3) قال أبو علي في الحجة: 3/ 62: «وجه قراءة حمزة لما أتيتكم بكسر اللام أنه يتعلق بالأخذ كأن المعنى: أخذ ميثاقهم لهذا، لأن من يؤتى الكتاب والحكمة يؤخذ عليه الميثاق لما أوتوه من الحكمة، وأنهم الأفاضل وأماثل الناس ... » . (4) ذكر السمين الحلبي في الدر المصون: (3/ 287، 288) في توجيه هذه القراءة أربعة أوجه، وقال في هذا الوجه: «وهو أغربها ... وهذا منقول عن صاحب النظم ولا أدري ما حمله على ذلك؟ وكيف ينتظم هذا كلاما، وإذ يصير تقديره: إذ أخذ الله ميثاق النبيين بعد ما آتيناكم، ومن المخاطب بذلك؟» . (5) بتشديد لما وهي قراءة سعيد بن جبير والحسن رضي الله عنهما. ينظر الكشاف: 1/ 441، والتبيان للعكبري: 1/ 276، وتفسير القرطبي: 4/ 126، والبحر المحيط: 2/ 509، والدر المصون: 3/ 290. (6) الكشاف: 1/ 441، والدّر المصون: 3/ 295. قال الزمخشري: «والمعنى: فأولئك هم الفاسقون فغير دين الله يبغون، ثم توسطت الهمزة بينهما. ويجوز أن يعطف على محذوف تقديره: أيتولون فغير دين الله يبغون، وقدّم المفعول الذي هو غير دين الله على فعله لأنهم أهم من حيث إن الإنكار الذي هو معنى الهمزة متوجه إلى المعبود الباطل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 وَلَهُ أَسْلَمَ: استسلم وانقاد أهل السّماوات طوعا، وأهل الأرض بعضهم كرها، إمّا لخوف السّيف أو عند المعاينة «1» . 93 إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ: كان لحوم الإبل أحبّ الطّعام إلى يعقوب، فنذر إن شفاه الله من عرق النّساء «2» أن لا يأكلها «3» . وتحريم الحلال جائز وموجبة الكفّارة «4» [إذا .......   (1) نقله البغوي في تفسيره: 1/ 323 عن الحسن رضي الله عنه. وفي كتاب وضح البرهان: 1/ 250: «إما من خوف السيف في حالة الاختيار، أو لدى المعاينة عند الاضطرار» . (2) النّسا: بوزن العصا عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ. النهاية: 5/ 51، واللسان: 15/ 321 (نسا) . [ ..... ] (3) أخرج- نحوه- الإمام أحمد في مسنده: 1/ 274، والإمام البخاري في التاريخ الكبير: 2/ 114، والترمذي في سننه: 5/ 294، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الرعد» رقم 3117، والطبري في تفسيره: (7/ 14، 15) ، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 396، والطبراني في المعجم الكبير: 12/ 246 رقم (13012) - كلهم- عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 263 وزاد نسبته إلى ابن عباس أيضا. وأخرجه الطبري- أيضا- عن الحسن، وعبد الله بن كثير، وعطاء بن أبي رباح. ورجح الطبري هذا القول لأنّ اليهود مجمعة إلى اليوم على ذلك من تحريمها، كما كان عليه من ذلك أوائلها. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 217: «وظاهر الأحاديث والتفاسير في هذا الأمر أن يعقوب- عليه السلام- حرّم لحوم الإبل وألبانها وهو يحبها تقربا إلى الله بذلك، إذ ترك الترفه والتنعم من القرب، وهذا هو الزهد في الدنيا ... » . (4) جعل المؤلف- رحمه الله- التحريم هنا بمنزلة اليمين فلزم أن يكفّر إذا حنث. وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: 2/ 19. وقال الجصاص في أحكام القرآن: 3/ 465 عند تفسيره لقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ قال: «ومن الناس من يقول لا فرق بين التحريم واليمين، لأن اليمين تحريم للمحلوف عليه والتحريم أيضا يمين وهذا عند أصحابنا يختلف في وجه ويتفق في وجه فالوجه الذي يوافق اليمين فيه التحريم أن الحنث فيهما يوجب كفارة اليمين. والوجه الذي يختلفان فيه أنه لو حلف أنه لا يأكل هذا الرغيف فأكل بعضه لم يحنث، ولو قال: قد حرمت هذا الرغيف على نفسي فأكل منه اليسير حنث ولزمته الكفارة، لأنهم شبهوا تحريمه الرغيف على نفسه بمنزلة قوله: «والله لا أكلت من هذا الرغيف شيئا تشبيها له بسائر ما حرمه الله من الميتة والدم أنه اقتضى تحريم القليل منه والكثير» . وانظر أحكام القرآن للكيا الهراس: (2/ 38، 39) ، وأحكام القرآن لابن العربي: 1/ 283، وتفسير القرطبي: 4/ 135. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 استباحه] «1» . بكّة «2» : بطن مكة من التّباكّ وهو الازدحام «3» ، أو لأنها تبكّ أعناق الجبابرة «4» . 97 فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ: من اجتماع الغزلان والذئبان، وإهلاك من عتى فيه، والبركة الظاهرة، واستشفاء المرضى، و/ قصة أصحاب الفيل، [19/ ب] وانمحاء أثر الجمار على طول الرمي، وامتناع الطير من الوقوع على البيت «5» ... إلى غير ذلك من بئر زمزم، وأثر قدمي إبراهيم في الحجر الصّلد. 99 شُهَداءُ: عقلاء «6» ، كقوله «7» : أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ. تَبْغُونَها عِوَجاً: [أي: تبغون] «8» لها عوجا، كقوله «9» :   (1) عن نسخة «ج» . (2) في قوله تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً ... [آية: 96] . (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 97، ومعاني الزجاج: 1/ 445، ونقله النحاس في معانيه: 1/ 443 عن سعيد بن جبير، وابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 222 عن ابن جبير، وابن شهاب، وجماعة كثيرة من العلماء. (4) أي تدقها وتحطمها. ينظر أخبار مكة للأزرقي: 1/ 280، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 445، والنهاية لابن الأثير: 1/ 150، واللسان: 10/ 402 (بكك) ، ونقل البغوي في تفسيره: 1/ 328، وابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 225 هذا القول عن عبد الله بن الزبير. (5) ذكره النحاس في معاني القرآن: 1/ 444، والبغوي في تفسيره: 1/ 329، دون عزو. (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 336. (7) سورة ق: آية: 37. (8) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (9) سورة التوبة: آية: 47. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ. والعوج «1» في القول والعمل والأرض، والعوج في الحيطان والسواري. 103 إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً: أي: ما كان من الطّوائل «2» بين الأوس والخزرج فأفناها الله بالإسلام. شَفا حُفْرَةٍ: شفيرها وحرفها «3» ، والجمع: أشفاء، وفي الحديث «4» : «لا تنظروا إلى صوم الرجل وصلاته ولكن إلى ورعه إذا أشفى» «5» [أي: أشرف على الدنيا] . 104 وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ: أي: لتكن كلّكم، ف «من» لتخصيص المخاطبين من سائر الأجناس، ومثله: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ «6» . قاله الزّجاج «7» . وأنكر عليه لأنّه فرض كفاية   (1) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 98: «مكسورة الأول، لأنه في الدين، وكذلك في الكلام والعمل فإذا كان في شيء قائم نحو الحائط، والجذع فهو عوج مفتوح الأول» . وانظر تفسير الطبري: 7/ 54، ومعاني الزّجّاج: 1/ 447، وتفسير الماوردي: 1/ 336. (2) راجع معنى الطوائل عند تفسير قوله تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ [البقرة: آية: 179] . (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 98، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 108: «أي: حرف حفرة، ومنه أشفى على كذا إذا أشرف عليه» . وانظر تفسير الطبري: 7/ 85، ومعاني الزجاج: 1/ 451، ومعاني النحاس: 1/ 455. [ ..... ] (4) غريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 552، وهو من حديث عمر رضي الله تعالى عنه كما في النهاية لابن الأثير: 2/ 489. (5) عن نسخة «ج» ، وانظر هذا المعنى في النهاية لابن الأثير: 2/ 489. (6) سورة الحج: آية: 30. (7) الزّجّاج: (241- 311 هـ) . هو إبراهيم بن السري بن سهل، البغدادي، أبو إسحاق الزجاج، النحوي، اللغوي، المفسر صنف معاني القرآن وإعرابه، والاشتقاق، والعروض ... وغير ذلك. أخباره في: تاريخ بغداد: 6/ 89، وطبقات النحويين للزبيدي: (111، 112) ، وبغية الوعاة: (1/ 411- 413) ، وطبقات المفسرين للداودي: (1/ 7- 10) ونص كلامه في معاني القرآن له: 1/ 452. وقال أيضا: ويجوز أن تكون أمرت منهم فرقة، لأن قوله: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ذكر الدعاة إلى الإيمان، والدعاة ينبغي أن يكونوا علماء بما يدعون إليه، وليس الخلق كلهم علماء والعلم ينوب فيه بعض الناس عن بعض، وكذلك الجهاد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 بالاتفاق «1» . 105 كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا: أي: بالعداوة واختلفوا في الديانة. 106 أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ: أي: بالنّبيّ قبل مبعثه «2» . 110 كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ: أي: فيما يتسامعه الأمم. أو «كان» تامّة بمعنى: حدثتم إذ «كنتم» و «أنتم» سواء، إلا [في] «3» ما يفيد «كان» من تأكيد وقوع الأمر «4» . 111 وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ: من دلالة النّبوّة لأنه كان كذلك حال يهود المدينة وخيبر.   (1) تفسير الطبري: 7/ 90، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 254: «أمر الله الأمّة بأن يكون منها علماء يفعلون هذه الأفاعيل على وجوهها ويحفظون قوانينها على الكمال ويكون سائر الأمة متبعين لأولئك، إذ هذه الأفعال لا تكون إلا بعلم واسع، وقد علم تعالى أن الكل لا يكون عالما ... » . وأورد ابن عطية قول الزجاج ورده. وانظر تفسير الفخر الرازي: 8/ 182، والبحر المحيط: 3/ 20. (2) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: 1/ 455. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 338، وزاد المسير: 1/ 436. وذكر الماوردي ثلاثة أقوال أخرى في «الذين كفروا بعد إيمانهم» . (3) عن نسخة «ج» . (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 229. وقال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 295 في باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه: «ومنه أن يأتي الفعل على بنية الماضي وهو دائم، أو مستقبل كقوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، أي أنتم خير أمة، وقوله: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ، أي: وإذ يقول الله يوم القيامة. يدلك على ذلك قوله سبحانه: هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ. وانظر تفسير الطبري: 7/ 106، وزاد المسير: (1/ 439، 440) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 112 بِحَبْلٍ: بعهد «1» . 113 لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ: حين أسلم عبد الله بن سلام «2» وجماعة قالوا: لم يسلم إلّا أشرارنا «3» . أُمَّةٌ قائِمَةٌ: عادلة «4» ، أو قائمة بطاعة الله «5» . 115 فلن تكفروه «6» : لا يستر عنكم ............   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 101، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 108. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 111- 113) عن مجاهد، وقتادة، وعكرمة، والربيع، والضحاك، وابن زيد. وانظر معاني الزجاج: 1/ 457، والمحرر الوجيز: 3/ 271، وزاد المسير: 1/ 441. (2) عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي، ثم الأنصاري. صحابي جليل، أسلم بعد هجرة النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة، كان اسمه في الجاهلية الحصين فسماه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين أسلم عبد الله. توفي سنة ثلاث وأربعين للهجرة. ترجمته في الاستيعاب: (3/ 921- 923) ، وأسد الغابة: (3/ 264، 265) ، والإصابة: (4/ 118- 120) . (3) السيرة لابن هشام: (1/ 557) وأخرجه الطبري في تفسيره: (7/ 120، 121) ، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 485 (سورة آل عمران) عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونقله الواحدي في أسباب النزول: 114 عن ابن عباس ومقاتل. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 296، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والطبراني، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر عن ابن عباس أيضا. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 7/ 123، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 486 عن مجاهد. ونقله النحاس في معاني القرآن: 1/ 462 عن مجاهد أيضا. (5) تفسير غريب القرآن: 108، وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 7/ 123، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 485 عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الطبري رحمه الله: «فتأويل الكلام: من أهل الكتاب جماعة معتصمة بكتاب الله، متمسكة به، ثابتة على العمل بما فيه وما سن لهم رسوله صلّى الله عليه وسلّم» . وانظر تفسير البغوي: 1/ 343، وزاد المسير: 1/ 442، وتفسير ابن كثير: 2/ 87. (6) تكفروه: بالتاء، قراءة ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر، وهي المشهورة عن أبي عمرو بن العلاء. وقرأ حفص، وحمزة، والكسائي «يكفروه» بالياء. ينظر: السبعة لابن مجاهد: 215، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 73، والكشف لمكي: 1/ 354، والدر المصون: 3/ 358. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 ثوابه «1» ، سمّي المنع كفرا كما سمّي ثواب الله شكرا «2» . 117رٌّ : صوت ريح باردة من الصّرير «3» . 118 بِطانَةً: دخلاء يستبطنون أمر المرء «4» . لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا: لا يقصّرون فيكم فسادا «5» . 119 ها أَنْتُمْ: تنبيه، وأُولاءِ خطاب للمنافقين، أو أُولاءِ بمعنى الذين. 120 لا يَضُرُّكُمْ: كان لا يضرركم مجزوما بجواب الشرط، فأدغمت/ [20/ أ] الراء في الراء ونقلت ضمّة الأولى إلى الضّاد، وضمّت الراء الأخيرة اتباعا للضّاد كما قالوا: مد في أمدد. 121 وَإِذْ غَدَوْتَ: في يوم أحد «6» .   (1) تفسير الطبري: 7/ 132، وتفسير البغوي: 1/ 344. (2) في «ك» و «ج» : «سمي منع الثواب كفرا كما سمى ثواب الله شكرا» . (3) معاني الزجاج: 1/ 461، وتفسير الماوردي: 1/ 340، وتفسير القرطبي: (4/ 177، 178) ، واللسان: 4/ 450 (صرر) . (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 103، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 109. وقال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 461: «البطانة: الدخلاء الذين يستبطنون ويتبسط إليهم، يقال فلان بطانه لفلان أي مداخل له ومؤانس، فالمعنى أن المؤمنين أمروا ألا يداخلوا المنافقين ولا اليهود ... » . (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 109، وقال الطبري في تفسيره: 7/ 140: «وأصل الخبل والخبال الفساد ... » ، وانظر معاني الزجاج: 1/ 462، ومعاني النحاس: 1/ 466. (6) تفسير الطبري: (7/ 160، 161) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والربيع بن أنس، والسدي، وابن إسحاق. وقيل في يوم الأحزاب. ورجح الطبري القول الذي أورده المؤلف قائلا: «وأولى هذين القولين بالصواب قول من قال: عنى بذلك يوم أحد، لأن الله عز وجل يقول في الآية التي بعدها: إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا، ولا خلاف بين أهل التأويل أنه عنى بالطائفتين: بنو سلمة وبنو حارثة، ولا خلاف بين أهل السير والمعرفة بمغازي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أن الذي ذكر الله من أمرهما إنما كان يوم أحد، دون يوم الأحزاب» . وانظر أسباب النزول للواحدي: (153، 154) ، وتفسير البغوي: 1/ 346، وتفسير ابن كثير: 2/ 90. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 122 هَمَّتْ طائِفَتانِ: بنو سلمة «1» وبنو حارثة حيّان من الأنصار» . وَاللَّهُ وَلِيُّهُما: أي: كيف يفشل من الله وليّه. 123 أَذِلَّةٌ: أي: عددكم قليل، وكانوا يوم بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا «3» ، وفي يوم أحد ثلاثة آلاف «4» ، ويوم حنين اثني عشر ألفا «5» . 125 مِنْ فَوْرِهِمْ: من وجههم «6» ، أو من غضبهم «7» من فوران القدر.   (1) بنو سلمة- بفتح السين وكسر اللام-: هم بنو سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج. الجمهرة لابن حزم: 358. (2) ثبت ذلك في صحيح البخاري: (5/ 170، 171) ، كتاب التفسير، باب إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا. (3) ينظر صحيح البخاري: 5/ 5، كتاب المغازي، باب «عدة أصحاب بدر» ، وتاريخ الطبري: 2/ 433. (4) المشهور أن عدد المشركين يوم أحد كان ثلاثة آلاف، وفي السيرة لابن هشام: (2/ 63- 65) ، وتاريخ الطبري: 2/ 504، وجوامع السيرة لابن حزم: (157، 158) أن النبي صلّى الله عليه وسلّم خرج إلى أحد في ألف مقاتل، فبقي معه سبعمائة، ورجع عبد الله بن أبيّ في ثلاثمائة. وانظر دلائل النبوة للبيهقي: (3/ 220، 221) ، والبداية والنهاية: 4/ 14. (5) السيرة لابن هشام: 1/ 440. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 181، 182) ، وابن أبي حاتم في تفسيره: (2/ 523، 524) ، (سورة آل عمران) عن الحسن، والربيع، وقتادة، والضحاك، والسدي. وانظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 467، ومعاني النحاس: 1/ 469. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 182، 183) عن عكرمة، ومجاهد، والضحاك، وأبي صالح. قال الطبري رحمه الله: «وأصل «الفور» ابتداء الأمر يؤخذ فيه، ثم يوصل بآخر. يقال منه: «فارت القدر فهي تفور فورا وفورانا، إذا ابتدأ ما فيها بالغليان ثم اتصل. ومضيت إلى فلان من فوري ذلك، يراد به: من وجهي الذي ابتدأت فيه ... » . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 310: «والفور: النهوض المسرع إلى الشيء، مأخوذ من فور القدر والماء ونحوه، ومنه قوله تعالى: وَفارَ التَّنُّورُ فالمعنى: ويأتوكم في نهضتكم هذه ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 مُسَوِّمِينَ: أرسلوا في الكفار كالسّائمة في الرعي «1» . وقيل «2» من السّومة: أي: سوّموا وأعلموا، وكانت سومتهم عمائم بيض «3» ، وأصواف خضر في نواصي الخيل. والاختيار الكسر «4» لتظاهر الأخبار أنهم سوّموا خيلهم بأصواف خضر. 126 إِلَّا بُشْرى: دلالة على أنكم على الحق. 127 لِيَقْطَعَ طَرَفاً: في يوم بدر «5» .   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 1/ 342، ونقل النحاس في معاني القرآن: 1/ 470، والسمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 387 عن الأخفش قال: «معنى مسوّمين: مرسلين» . [ ..... ] (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 103، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 110، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 467، وقال النحاس في معاني القرآن: 1/ 470: «لا نعلم اختلافا أن معنى مسومين من السّومة إلا عن الأخفش ... » . ونقل عن أبي زيد الأنصاري أنه قال: «السّومة أن يعلم الفارس نفسه في الحرب ليظهر شجاعته» . (3) نقله البغوي في تفسيره: 1/ 349 عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 309 وعزا إخراجه إلى الطستي عن ابن عباس. (4) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم، وقرأ الباقون بفتح الواو على اسم المفعول. ينظر السبعة لابن مجاهد: 216، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 76، والكشف لمكي: 1/ 355، والدر المصون: 3/ 387. ورجح الطبري في تفسيره: 7/ 185 قراءة الكسر بقوله: وأولى القراءتين في ذلك بالصواب قراءة من قرأ بكسر «الواو» لتظاهر الأخبار عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأهل التأويل منهم ومن التابعين بعدهم بأن الملائكة هي التي سومت أنفسها، من غير إضافة تسويمها إلى الله عز وجل، أو إلى غيره من خلقه ... » . (5) أخرج الطبري في تفسيره: 7/ 192، وابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 531 (سورة آل عمران) عن الحسن رضي الله عنه قال: «هذا يوم بدر، قطع الله طائفة منهم وبقيت طائفة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 أَوْ يَكْبِتَهُمْ: يخزيهم «1» ، وقيل «2» : يصرعهم. 128 لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ: أي: في عقابهم، أو استصلاحهم حتى يقع إنابتهم وتوبتهم «3» . 130 أَضْعافاً مُضاعَفَةً: كلما جاء أجله أجّلوه ثانيا وزادوا على الأصل «4» . والفضل ربا. 133 وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ: قيل «5» للنّبيّ عليه السّلام: إذا كانت الجنة عرضها [السماوات] «6» والأرض فأين النار؟. قال: «سبحان الله! إذا جاء النّهار فأين اللّيل؟» . وقيل «7» : عَرْضُهَا: ثمنها لو جاز بيعها، من ............   (1) تفسير الطبري: 7/ 193، ومفردات الراغب: 420. (2) هو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 103، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 110، وتفسير الطبري: 7/ 193، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 467، ومعاني النحاس: 1/ 472. (3) تفسير الماوردي: 1/ 343، وزاد المسير: 1/ 457، وتفسير الفخر الرازي: 8/ 239. (4) قال الطبري في تفسيره: 7/ 204: «كان أكلهم ذلك في جاهليتهم أن الرجل منهم كان يكون له على الرجل مال إلى أجل، فإذا حل الأجل طلبه من صاحبه، فيقول له الذي عليه المال: أخّر عني دينك وأزيدك على مالك. فيفعلان ذلك. فذلك هو الربا أَضْعافاً مُضاعَفَةً، فنهاهم الله عز وجل في إسلامهم عنه ... » . (5) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3/ 442 عن التنوخي رسول هرقل مرفوعا وكذا الطبري في تفسيره: 7/ 209 وأخرجه موقوفا على عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهم. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 1/ 36، كتاب الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه ورفعه. وقال: «حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة ولم يخرجاه ووافقه الذهبي» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 315، وزاد نسبته إلى البزار عن أبي هريرة مرفوعا. ونسبه- أيضا- إلى عبد بن حميد، وابن المنذر موقوفا على عمر رضي الله عنه. (6) في الأصل: «السماء» ، والمثبت في النص عن «ج» . (7) ذكر المؤلف رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: 1/ 257 فقال: «وتعسف ابن بحر في تأويلها، فقال: عَرْضُهَا ثمنها لو جاز بيعها من المعارضة في عقود البياعات» . ونقل الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 6 عن أبي مسلم الأصبهاني- وهو ابن بحر- قال: «وفيه وجه آخر وهو أن الجنة لو عرضت بالسماوات والأرض على سبيل البيع لكانتا ثمنا للجنة، تقول إذا بعت الشيء بالشيء الآخر: عرضته عليه وعارضته به، فصار العرض يوضع موضع المساواة بين الشيئين في القدر، وكذا أيضا معنى القيمة لأنها مأخوذة من مقاومة الشيء بالشيء حتى يكون كل واحد منهما مثلا آخر» . وذكر الرازي وجها آخر فقال: «المقصود المبالغة في وصف سعة الجنة وذلك لأنه لا شيء عندنا أعرض منهما، ونظيره قوله: خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ فإن أطول الأشياء بقاء عندنا هو السموات والأرض، فخوطبنا على وفق ما عرفناه، فكذا هاهنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 المعاوضة «1» في العقود،. 134 يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ: لأنهما داعيتا البخل عند كثرة المال منافسة فيه، وعند قلته حاجة إليه. 139 إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: وهم مؤمنون، ليعلم أنّ من صدق الإيمان أن لا يهن المؤمن ولا يحزن لثقته بالله. 140 قَرْحٌ: بالفتح جراح، وبالضمّ ألم الجراح «2» ، في يوم أحد. فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ: أي: أهل بدر. نُداوِلُها: نصرّفها بتخفيف المحنة وتشديدها، ولم يرد مداولة النّصر لأنه لا ينصر الكافرين، ولم يكن الأيام أبدا لأولياء الله، لأنه أدعى إلى احتقار الدنيا وأعرف لقيمة الظّفر، وليعلم «3» أنّ تداولها لمصالح.   (1) في «ك» و «ج» : المعارضة، وانظر هذا المعنى في التعليق الذي تقدم، وهو نقل الفخر الرازي عن ابن بحر (أبو مسلم الأصفهاني) . (2) معاني القرآن للفراء: 1/ 234 قال: «وأكثر القراء على فتح القاف» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 104، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 112، وتفسير الطبري: 7/ 236، وتفسير المشكل لمكي: 132، وتفسير القرطبي: 4/ 217. قرأ بالضم حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر عنه، وقرأ الباقون بفتح القاف. ينظر السبعة لابن مجاهد: 216، والتبصرة لمكي: 174، والبحر المحيط: 3/ 62، والدر المصون: 3/ 402. (3) في «ج» : وليعلم الله أن تداولها لمصالح، وانظر ما سبق في تفسير الفخر الرازي: 9/ 16. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا: وصبرهم في الجهاد. [20/ ب] والمعنى: نعاملهم معاملة من/ يريد أن يعلم، أو يعلمهم متميّزين بالصبر والإيمان من غيرهم «1» . 141 وَلِيُمَحِّصَ: يخلّص ويصفّي من الذنوب «2» . محصت الماشية محصا: انملصت وذهب وبرها. 142 وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ معناه حدوث معلوم لا حدوث علم «3» . وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ: نصب يَعْلَمِ على الصّرف عن العطف، إذ ليس المعنى نفي الثاني حتى يكون عطفا على نفي الأول، بل على منع اجتماع الثاني والأول «4» ، كما ...............   (1) نصّ هذا الكلام في تفسير الفخر الرازي: (9/ 17، 18) ، وانظر معاني القرآن للزجاج: (1/ 470، 471) ، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 482. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 341: «دخلت الواو لتؤذن أنّ اللّام متعلقة بمقدّر في آخر الكلام، تقديره: وليعلم الله الذين آمنوا فعل ذلك، وقوله تعالى: وَلِيَعْلَمَ معناه: ليظهر في الوجود إيمان الذين قد علم أزلا أنهم يؤمنون، وليساوق علمه إيمانهم ووجودهم، وإلا فقد علمهم في الأول وعلمه تعالى لا يطرأ عليه التغيير ... » . (2) قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 471: «وتأويل المحص في اللغة التنقية والتخليص» ، ونقل عن المبرد: «يقال: محص الحبل محصا، إذا ذهب منه الوبر حتى يملص وحبل محص أو ملص بمعنى واحد، وتأويل قول الناس: محص عنا ذنوبنا، أي: أذهب عنا ما تعلق بنا من الذنوب» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 1/ 483، والمحكم لابن سيده: 3/ 124، ومفردات الراغب: 464. (3) معاني القرآن للنحاس: 1/ 484، وقال الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 20: «ظاهر الآية يدل على وقوع النفي على العلم، والمراد وقوعه على نفي المعلوم، والتقدير: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يصدر الجهاد عنكم، وتقريره أن العلم متعلق بالمعلوم، كما هو عليه، فلما حصلت هذه المطابقة لا جرم، حسن إقامة كل واحد منهما مقام الآخر» . (4) هذا مذهب البصريين في توجيه إعراب هذه الآية، وقال الكوفيون: إن النّصب كان بواو الصّرف، وإنه كان من حق هذا الفعل أن يعرب بإعراب ما قبله، فلما جاءت الواو صرفته إلى وجه آخر من الإعراب. - ينظر هذه المسألة في الإنصاف لابن الأنباري: (555، 556) ، والتبيان للعكبري: 1/ 295، والبحر المحيط: 3/ 66، والدر المصون: 3/ 411. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 قيل «1» : لا تنه عن خلق وتأتي مثله 143 تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ: غاب رجال عن بدر فتمنوا الشهادة، ثم تولوا في أحد «2» . 144 وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ: أشيع موته يوم أحد، وقالوا: لو كان نبيا ما قتل. 146 وَكَأَيِّنْ معناه: كم «3» ، وهي «أي» دخلته كاف الجر فحدث لها بعده معنى «كم» وفيه لغات: كأي «4» ، وكائن «5» بوزن «كاع» ، وكأين «6»   (1) عجزه: عار عليك إذا فعلت عظيم والبيت من قصيدة طويلة مشهورة نسبه المؤلف في وضح البرهان: 1/ 259 إلى المتوكل الليثي، وهو في خزانة الأدب للبغدادي: 8/ 564. وفي نسبة البيت قال الأستاذ عبد السلام هارون رحمه الله: «نسبه سيبويه للأخطل. ويروى لسابق البربري، وللطرماح، وللمتوكل الليثي» . ينظر معجم شواهد العربية: 355. (2) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 577 (سورة آل عمران) نحو هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه الطبري في تفسيره: 7/ 248 عن مجاهد وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 333 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد. (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 237، وتفسير الطبري: 7/ 263، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 475، والبحر المحيط: 3/ 73. (4) تنسب هذه القراءة إلى ابن محيصن، والأشهب، والأعمش. كما في المحتسب: 1/ 170. (5) وهي قراءة ابن كثير. ينظر السبعة لابن مجاهد: 216، والتبصرة لمكي: 174. (6) تنسب هذه القراءة إلى ابن محيصن، والأشهب، والعقيلي. ينظر البحر المحيط: 3/ 72، والدر المصون: 3/ 424، ومعجم القراءات: 2/ 70. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 بهمزة بعد الكاف بوزن «كعين» ، وكئن «1» في وزن «كعن» . 146 قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ: في موضع الجرّ على وصف النّبيّ «2» ، أو النّصب للحال «3» . والربيّون: العلماء الصّبر «4» . وقيل «5» : جماعات في فرق. فَما وَهَنُوا: الوهن: انكسار الحدّ بالخوف «6» . والضّعف: نقصان القوة «7» . والاستكانة: الخضوع عن ذل «8» . 152 صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ: أي: يوم أحد.   (1) نسب القرطبي في تفسيره: 4/ 228 هذه القراءة إلى ابن محيصن، وذكرها السّمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 424، وقال: «نقلها الداني قراءة عن ابن محيصن أيضا» . (2) مشكل إعراب القرآن: 1/ 176، والتبيان للعكبري: 1/ 299. (3) تنسب قراءة «ربيون» بفتح الراء إلى ابن عباس. ينظر المحتسب لابن جني: 1/ 173، والبحر المحيط: 3/ 74، والدر المصون: 3/ 431. قال ابن جني: «والفتح لغة تميم» . وقال الزمخشري في الكشاف: 1/ 469: «وقريء بالحركات الثلاث، فالفتح على القياس، والضم والكسر من تغييرات النسب» . وانظر مشكل إعراب القرآن: 1/ 176، والتبيان للعكبري: 1/ 299. (4) نصّ هذا القول في معاني القرآن للنحاس: 1/ 491 عن الحسن رضي الله عنه. وأخرج الطبريّ في تفسيره: 7/ 267 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «علماء كثير» ، وعن الحسن أنه قال: «فقهاء علماء» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 1/ 476، وتفسير ابن كثير: 2/ 111، والدر المنثور: 2/ 340. [ ..... ] (5) نقله المؤلف في وضح البرهان: 1/ 260 عن يونس، وقطرب. (6) في تفسير الماوردي: 1/ 347: «الوهن: الانكسار بالخوف» . وقال النحاس في معاني القرآن: 1/ 491: «والوهن في اللّغة: أشد الضعف» . وانظر معنى الوهن في مفردات الراغب: 535، واللسان: 13/ 453 (وهن) . (7) عن تفسير الماوردي: 1/ 347. (8) تفسير غريب القرآن: 113، وتفسير الطبري: 7/ 269، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 491، وتفسير المشكل لمكي: 133، وتفسير الماوردي: 1/ 347. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 تَحُسُّونَهُمْ: تستأصلونهم قتلا «1» . وَعَصَيْتُمْ في الرّماة، أخلّوا بالموضع الذي وصّاهم به النّبيّ عليه السّلام «2» . مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا: النّهب والغنم وهم الرّماة «3» ، ومنكم من يقصد الآخرة، وهم عبد الله بن جبير «4» وأصحابه. 153 تُصْعِدُونَ: تعلون طريق مكة. أصعد: ابتدأ السّير، وصعد: ذهب من أسفل إلى فوق «5» . وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ: من خلفكم: «يا معشر المسلمين قفوا» «6» .   (1) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 104، وفيه أيضا: «يقال: حسسناهم من عند آخرهم، أي استأصلناهم» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 113، وتفسير الطبري: 7/ 287، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 478. (2) السيرة لابن هشام: 1/ 114، وقال الطبري في تفسيره: 7/ 289: «وإنما يعنى بذلك الرماة الذين كان أمرهم صلّى الله عليه وسلّم بلزوم مركزهم ومقعدهم من فم الشّعب بأحد بإزاء خالد بن الوليد ومن كان معه من فرسان المشركين ... » . (3) أخرج الطبري في تفسيره: 7/ 295 عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «ما علمنا أن أحدا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يريد الدنيا وعرضها، حتى كان يومئذ» . (4) هو عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري، شهد العقبة وبدرا، واستشهد بأحد. وكان أمير الرماة يومئذ. الاستيعاب: 3/ 877، وأسد الغابة: 3/ 194، والإصابة: 4/ 35. (5) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 239: «الإصعاد في ابتداء الأسفار والمخارج» . تقول: أصعدنا من مكة ومن بغداد إلى خراسان، وشبيه ذلك. فإذا صعدت على السلم أو الدرجة ونحو هما قلت: صعدت، ولم تقل أصعدت» . وانظر المعنى الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في معاني القرآن للفراء: 1/ 239، ومعاني القرآن للزجاج: (1/ 478، 479) ، ومعاني النحاس: 1/ 495، وتفسير الماوردي: 1/ 347. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 7/ 303 عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: «إليّ عباد الله ارجعوا، إليّ عباد الله ارجعوا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ: أي: على غم «1» ، كقولك: نزلت به. والغمّ الأول بما نيل منهم، والثاني بما أرجف أنّ الرسول قتل «2» . 154 وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ: المنافقون، معتّب «3» بن قشير وأصحابه، حضروا للغنيمة فظنوا ظنا جاهليا أنّ الله لا يبتلي المؤمنين للتمحيص والشّهادة «4» . [21/ أ] إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ: نصب كُلَّهُ على/ التأكيد للأمر، أو على البدل من الْأَمْرِ «5» ، أي: إنّ كلّ الأمر لله. ورفع   (1) تفسير الطبري: (7/ 304، 305) ، وتفسير الماوردي: 1/ 348. قال الطبري رحمه الله: «وإنما جاز ذلك، لأن معنى قول القائل: «أثابك الله غما على غم» ، جزاك الله غما بعد غم تقدمه، فكان كذلك معنى: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ، لأن معناه: فجزاكم الله غما بعقب غم تقدمه، وهو نظير قول القائل: «نزلت ببني فلان، ونزلت على بني فلان» ، و «ضربته بالسيف وعلى السيف» . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 7/ 306 عن قتادة، والربيع بن أنس. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 2/ 612 (سورة آل عمران) عن قتادة، وحسّن المحقق إسناده ونقله النحاس في معاني القرآن: 1/ 496 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 351 وعزا إخراجه إلى ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه. (3) معتّب: بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد التاء المكسورة. وهو معتب بن قشير بن مليل، من بني عمرو بن عوف. قال الحافظ في الإصابة: 6/ 175: «وقيل: إنه كان منافقا، وإنه الذي قال يوم أحد: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا. وقيل: إنه تاب» . ترجمته في الإكمال: 7/ 280، والاستيعاب: 3/ 1429، وأسد الغابة: 5/ 225. (4) أخرج الطبري في تفسيره: 7/ 323 عن الزبير قال: «والله إني لأسمع قول معتب بن قشير، أخي بني عمرو بن عوف، والنعاس يغشاني، ما أسمعه إلا كالحلم حين قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا» . وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: (2/ 618- 620) عن ابن عباس، والزبير. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 353 وزاد نسبته إلى ابن إسحاق، وابن راهويه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي عن الزبير رضي الله عنه. [ ..... ] (5) ذكره الأخفش في معاني القرآن: 1/ 425، والطبري في تفسيره: 7/ 323، ونقله مكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 177 عن الأخفش. وانظر تفسير القرطبي: 4/ 242، والدر المصون: 3/ 449. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 كُلَّهُ «1» على أنه مبتدأ ولِلَّهِ خبره «2» ، والجملة من المبتدأ والخبر خبر إِنَّ. 155 إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ: عثمان وأصحابه «3» ، وكان عمر من المنهزمين ولكنّه لم يبعد وثبت على الجبل «4» إلى أن صعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأما عثمان فبلغ «الجعيلة» «5» ورجع بعد ثالثة، فقال: - عليه   (1) وهي قراءة أبي عمرو بن العلاء كما في السبعة لابن مجاهد: 217، والتبصرة لمكي: 174. (2) ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج: 1/ 480، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 90، والكشف لمكي: 1/ 361، والبحر المحيط: 3/ 88. (3) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 34، كتاب المغازي، باب «قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ ... عن عثمان بن موهب قال: جاء رجل حج البيت، فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القعود؟ قالوا: هؤلاء قريش. قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر. فأتاه فقال: إني سائلك عن شيء أتحدثني، قال: أنشدك بحرمة هذا البيت أتعلم أن عثمان بن عفان فرّ يوم أحد؟ قال: نعم، قال: فتعلمه تغيب عن بدر فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: فكبّر، قال ابن عمر: تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه. أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه، وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت مريضة، فقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: إنّ لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه. وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعزّ ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه، فبعث عثمان، وكان بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم بيده اليمنى: هذه يد عثمان فضرب بها على يده، فقال: هذه لعثمان، اذهب بهذا الآن معك» . (4) نص هذه الرواية في تفسير الفخر الرازي: 9/ 52. وأخرجه الطبري في تفسيره: 7/ 327 عن عاصم بن كليب عن أبيه. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 385، والسيوطي في الدر المنثور: 2/ 355. (5) ورد في هامش الأصل: «الجلعب» ، وكذا في تفسير الطبري: 7/ 329، والدر المنثور: 2/ 355. وضبطه أبو عبيد البكري في معجم ما استعجم: 1/ 389 بفتح الجيم وسكون اللام وفتح العين. وضبطه ياقوت في معجم البلدان: 2/ 154 بفتح الجيم واللام وسكون العين المهملة والجلعب جبل بناحية المدينة مما يلي الأعوص. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 السلام «1» -: «لقد ذهبتم منها عريضة» «2» . ويروى «3» أن فاطمة سألت عليا ما فعل عثمان- رضي الله عنهما- فقال: فضح الذّمار «4» والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم يسمع فقال: «مه يا عليّ، ثم قال: أعياني أزواج الأخوات أن يتحابّوا» . الْتَقَى الْجَمْعانِ: جمع محمد صلّى الله عليه وسلّم وجمع أبي سفيان. إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا: أذكرهم خطايا كانت لهم فكرهوا لقاء الله إلّا على حال يرضونها «5» . 156 غُزًّى: جمع «غاز» ك «شاهد» و «شهّد» «6» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 7/ 329 عن ابن إسحاق، وأورده السيوطي في الدر المنثور: (3/ 355، 356) وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن ابن إسحاق أيضا. (2) أي واسعة. ينظر غريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 82، والنهاية: 3/ 210. (3) نص هذه الرواية في تفسير الفخر الرازي: 9/ 52، وذكر نحوها ابن المديني في المجموع المغيث: 1/ 708، وابن الأثير في النهاية: 3/ 167، والنكارة ظاهرة عليها، بل كان عثمان وعلي رضي الله عنهما من المتحابين المتصافين في الله سبحانه وتعالى. (4) قال ابن الأثير في النهاية: 2/ 167: «الذّمار: ما لزمك حفظه مما وراءك وتعلّق بك» . (5) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 1/ 481، وقال أيضا: «أي لم يتولوا في قتالهم على جهة المعاندة، ولا على الفرار من الزحف رغبة في الدنيا خاصة وإنما أذكرهم الشيطان ... فلذلك عفا عنهم، وإلا فأمر الفرار والتولي في الجهاد إذا كانت أقل من المثلين، أو كانت العدة مثلين، فالفرار أمر عظيم ... وانظر هذا القول في معاني النحاس: 1/ 500، والمحرر الوجيز: 3/ 387، وزاد المسير: 1/ 483. وأورد أبو حيان في البحر: 3/ 91 قول الزجاج ثم قال: «ولا يظهر هذا القول لأنهم كانوا قادرين على التوبة قبل القتال وفي حال القتال، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وظاهر التولي هو تولى الأدبار والفرار عن القتال، فلا يدخل فيه من صعد إلى الجبل لأنه من متحيز إلى جهة اجتمع في التحيز إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن ثبت معه فيها ... » . (6) معاني القرآن للأخفش: 1/ 426، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 114، وتفسير الطبري: 7/ 332، ومعاني الزجاج: (1/ 481، 482) ، والدر المصون: 3/ 453. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 158 وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ: اللام الأولى لام قسم، والثانية جواب له، أي: والله لتحشرون «1» . 159 فَبِما رَحْمَةٍ: فبأيّ رحمة من الله «2» ، تعظيما للنّعمة عليه فيما أعانه من اللّين لهم، وإلّا لَانْفَضُّوا عنه هيبة وخوفا فيطمع العدو. و «الفظّ» : الجافي الغليظ «3» ، و «الافتظاظ» شرب ماء الكرش لجفائه على الطبع «4» . لَانْفَضُّوا: ذهبوا. فضّ الماء وافتضه: صبّه، و «الفضيض» : الماء السائل «5» . وَشاوِرْهُمْ: أي: فيما ليس عندك فيه وحي من أمور الحرب «6» .   (1) قال المؤلف في وضح البرهان: 1/ 263: «اللام الأولى حلف من أنفسهم، والثانية جواب كأنه: والله إن متم لتحشرون» . وانظر التبيان للعكبري: 1/ 305، والبحر المحيط: (3/ 96، 97) ، والدر المصون: 3/ 459. (2) ذكر الفخر الرازي هذا الوجه في تفسيره: (9/ 64، 65) ، ونص كلامه في التفسير: «وهاهنا يجوز أن تكون «ما» استفهاما للتعجب تقديره: فبأي رحمه من الله لنت لهم، وذلك لأن جنايتهم لما كانت عظيمة ثم أنه ما أظهر ألبتة، تغليظا في القول، ولا خشونة في الكلام، علموا أن هذا لا يتأتى إلا بتأييد رباني وتسديد إلهي، فكان ذلك موضع التعجب من كمال ذلك التأييد والتسديد، فقيل: فبأي رحمة من الله لنت لهم، وهذا هو الأصوب عندي» . وأورد ابن حيان في البحر: 3/ 98 قول الرازي هذا وخطّأه ثم قال: «وكان يغنيه عن هذا الارتباك والتسلق إلى ما لا يحسنه والتسور عليه قول الزجاج في «ما» هذه أنها صلة فيها معنى التوكيد بإجماع النحويين» . [ ..... ] (3) ينظر تفسير الطبري: 7/ 341، ومعاني القرآن للزجاج: 1/ 483، ومعاني النحاس: 1/ 501، وتفسير الماوردي: 1/ 340. (4) في معاني القرآن للزجاج: 1/ 483: «والفظ ماء الكرش والفرث، وسمّي فظا لغلظ مشربه» . وانظر الفائق للزمخشري: 4/ 102، والنهاية لابن الأثير: 3/ 454. (5) النهاية: 3/ 454، واللسان: 7/ 208 (فضض) . (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 343، 344) ، عن قتادة. وذكره الزجاج في معاني القرآن: 1/ 483، والنحاس في معانيه: 1/ 501، والماوردي في تفسيره: 1/ 349. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 وهذا الأمر لتأليفهم والرفع من قدرهم «1» . وقيل: للاقتداء به. 160 وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ: أي: لا تظنن أنك تنال منالا تحبّه إلّا بالله «2» . 161 أَنْ يَغُلَّ: يخون «3» ، ويغلّ «4» : يخان «5» ، أو يخوّن «6» أو يوجد غالا «7» نحو: أجبنته وأبخلته، أو يقال له: غللت نحو أكذبته وأكفرته. وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ: أي: حاملا خيانته على ظهره «8» . أو   (1) رجحه الطبري في تفسيره: 7/ 345، وانظر معاني الزجاج: 1/ 483، وتفسير الماوردي: (1/ 349، 350) . (2) نصّ هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 1/ 483. (3) معاني القرآن للأخفش: 1/ 427، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 115، وتفسير الطبري: 7/ 348، ومعاني الزجاج: 1/ 483، وتفسير المشكل لمكي: 134. (4) بضم الياء وفتح الغين، وهي قراءة الكسائي، ونافع، وحمزة، وابن عامر. ينظر السبعة لابن مجاهد: 218، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 94، والتبصرة لمكي: 175. (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 246، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 107، وتفسير الطبري: 7/ 353. (6) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 246 وقال: «وذلك جائز وإن لم يقل: يغلّل فيكون مثل قوله: فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ- ويكذبونك» . (7) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 115: «ومن قرأ: يَغُلَّ أراد يخان. ويجوز أن يكون يلفى خائنا. يقال: أغللت فلانا، أي وجدته غالا. كما يقال: أحمقته وجدته أحمق، وأحمدته وجدته محمودا» . وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للنحاس: 1/ 503، 504) ، والدر المصون: (3/ 465، 466) . (8) يدل على هذا القول عدة أحاديث صحيحة وردت في صحيح البخاري: (4/ 36، 37) ، كتاب الجهاد، باب «الغلول وقول الله ومن يغلل يأت بما غل» ، وصحيح مسلم: 3/ 1461، كتاب الإمارة، باب «غلظ تحريم الغلول» ، حديث رقم (1831) ، وسنن أبي داود: 3/ 135، كتاب الإمارة، باب «في غلول الصدقة» ، حديث رقم (2947) ، وسنن ابن ماجة: 1/ 579، كتاب الزكاة، باب «ما جاء في عمال الصدقة» ، حديث رقم (1810) ، وانظر تفسير الطبري: (7/ 356- 364) ، وتفسير ابن كثير: (2/ 133، 134) . قال الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 75 «قال المحققون: والفائدة فيه أنه إذا جاء يوم القيامة وعلى رقبته ذلك الغلول ازدادت فضيحته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 لأنّه لا يكفّره إلّا ردّه على صاحبه. 163 هُمْ دَرَجاتٌ: مراتب الثواب والعقاب مختلفة. النّار دركات، والجنّة درجات «1» . وفي الحديث «2» : «إنّ أهل الجنّة ليرون أهل عليين كما يرى النّجم في السّماء» /. [21/ ب] 164 رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ: ليكون ذلك من شرفهم ولسهولة تفهمهم عنه، لأنّه بلسانهم ولشدّة علمهم بأحواله من الصّدق والأمانة [ونحوهما] «3» . 165 قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها: قتل يوم أحد سبعون من المسلمين، وقد قتلوا يوم بدر سبعين وأسروا سبعين «4» .   (1) قال الراغب في المفردات: 167: «الدّرك كالدّرج لكن الدرج يقال اعتبارا بالصعود والدّرك اعتبارا بالحدور، ولهذا قيل درجات الجنة ودركات النار» . وفي معنى «الدرجات» نقل الحافظ ابن كثير في تفسيره: 2/ 136 عن أبي عبيدة والكسائي قالا: منازل، يعني: متفاوتون في منازلهم ودرجاتهم في الجنة، ودركاتهم في النار» . وقال المؤلف في وضح البرهان: 1/ 265: «ولما اختلفت أعمالهم جعلت كاختلاف الذوات في تفاوت الدرجات» . (2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3/ 61 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا، واللفظ عنده: «إن أهل الجنة ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء» ، وورد نحوه في صحيحي البخاري ومسلم في أثر أخرجاه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن أهل الجنة بها يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم» . ينظر صحيح البخاري: 4/ 88، كتاب بدء الخلق، باب صفة الجنة وإنها مخلوقة، وصحيح مسلم: 4/ 2177، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء. [ ..... ] (3) في الأصل: «ونحوها» ، والمثبت في النص عن «ج» . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 372- 375) عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، والسدي، والضحاك. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 495 وقال: «وهذا قول ابن عباس، والضحاك، وقتادة، والجماعة ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 166 فَبِإِذْنِ اللَّهِ: بتخليته «1» ، أو بعلمه «2» . ودخلت الفاء لأنّ خبر «ما» التي بمعنى «الذي» يشبه جواب الجزاء لأنّه يتعلق بالفعل في الصّلة كتعلّقه بالفعل في الشّريطة «3» . 167 أَوِ ادْفَعُوا: أي: بتكثير السّواد إن لم تقاتلوا «4» . 170 وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا: يطلبون السّرور في البشارة بمن تقدّم عليهم من إخوانهم كما يبشر بقدوم الغائب أهله. ويروى «5» : «يؤتى الشّهيد بكتاب فيه من يقدم عليه من أهله» .   (1) ذكر الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 85 عدة وجوه في تفسير قوله تعالى: فَبِإِذْنِ اللَّهِ وذكر هذا الوجه حيث قال: «الأول: إن إذن الله عبارة عن التخلية وترك المدافعة، استعار الإذن لتخلية الكفار فإنه لم يمنعهم منهم ليبتليهم، لأن الإذن في الشيء لا يدفع المأذون عن مراده، فلما كان ترك المدافعة من لوازم الإذن أطلق لفظ الإذن على ترك المدافعة على سبيل المجاز» . (2) هو قول الزجاج في معاني القرآن: 1/ 488، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 497 عن الزجاج أيضا. وأورده الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 83 وقال: «كقوله: وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ أي: إعلام، وكقوله: آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ، وقوله: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ، وكل ذلك بمعنى العلم» . (3) في «ك» : في الشرط. وانظر المحرر الوجيز: 3/ 412، والبحر المحيط: 3/ 108، والدر المصون: 3/ 475. (4) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 7/ 380 عن ابن جريج والسدي. وذكره النحاس في معاني القرآن: 1/ 508 دون عزو، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 351 عن السدي، وابن جريج، والبغوي في تفسيره: 1/ 360 عن السدي. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 497 إلى ابن عباس، والحسن، وعكرمة، والضحاك، والسدي، وابن جريج. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 369، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. (5) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 7/ 397، عن السدي، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 891 (سورة آل عمران) . وحسّن المحقق إسناده. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 353، وتفسير ابن كثير: 2/ 143، والدر المنثور: 2/ 375. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 واسم الشّهيد لأنّ أرواحهم أحضرت دار السّلام وأرواح غيرهم لا تشهدها إلى يوم البعث «1» ، أو لأنّ الله شهد لهم بالجنّة «2» . ولما أراد معاوية أن يجري العين عند قبور الشّهداء أمر مناديا فنادى بالمدينة: من كان له قتيل فليخرج إليه، فخرجنا إليهم «3» وأخرجناهم رطابا، فأصاب المسحاة إصبع رجل من الشّهداء فانقطرت دما «4» . 173 الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ: هو نعيم «5» بن مسعود، ضمن له أبو سفيان مالا ليجبّن المؤمنين ليكون التأخر منهم «6» . وإقامة الواحد مقام الجمع لتفخيم الأمر، أو للابتداء كما لو انتظرت قوما، فجاء واحد قلت: جاء النّاس. 175 يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ: يخوّفكم أولياءه «7» ، أو يخوّف بأوليائه،   (1) اللسان: 3/ 242 (شهد) . (2) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 570 عن ثعلب. وانظر النهاية: 2/ 513، واللسان: 3/ 242 (شهد) . (3) ذكر الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 96 أن القائل هو جابر بن عبد الله. (4) راجع هذه الرواية في تفسير الفخر الرازي: 9/ 96. (5) نعيم- بضم النون وبالعين المهملة- بن مسعود بن عامر بن أنيف الأشجعي. صحابي جليل، أسلم ليالي الخندق، وهو الذي أوقع الخلف بين الحيين قريظة وغطفان في وقعة الخندق. ترجمته في الاستيعاب (4/ 1508، 1509) ، وأسد الغابة: 5/ 348، والإصابة: 6/ 461. (6) المغازي للواقدي: 1/ 327، وطبقات ابن سعد: 2/ 59، وتاريخ الطبري: (2/ 560، 561) . (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 7/ 416 عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 490: «قال أهل العربية: معناه يخوفكم أولياءه، أي من أوليائه، والدليل على ذلك قوله جل وعز: فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ أي: كنتم مصدقين فقد أعلمتكم أني أنصركم عليهم فقد سقط عنكم الخوف» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 كقوله «1» : لِيُنْذِرَ بَأْساً، أو يخوّف أولياءه فيخافون. وأمّا المؤمنون فلا يخافون بتخويفه. 178 لِيَزْدادُوا إِثْماً «2» : لتكون عاقبة إبقائهم ازدياد الإثم «3» . 179 وَما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ: في تمييز المؤمنين من المنافقين لما فيه من رفع المحنة «4» . وجمع بين الزّبر والكتاب «5» لاختلاف المعنى فهو زبور لما فيه من الزّبر والزّجر «6» ، وكتاب لضم الحروف وجمع الكلمات «7» . [22/ أ] 194 رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا: فائدة الدّعاء/ لما هو كائن إظهار الخضوع للرّبّ «8» من العبد المحتاج إليه في كلّ حال.   (1) سورة الكهف: آية: 2. قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 248: «المعنى: لينذركم بأسا شديدا، البأس لا ينذر وإنما ينذر به» . وانظر تفسير الطبري: 7/ 417، ومعاني القرآن للنحاس: 1/ 512. (2) الآية بتمامها: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 109، وتفسير الطبري: 7/ 421. (4) ذكر الطبري في تفسيره: 7/ 427، والقرطبي في تفسيره: 4/ 289 وقال: «وهذا قول أكثر أهل المعاني» . (5) في قوله تعالى: فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ: 184. (6) قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 495: «والزبور كل كتاب ذو حكمة» . وذكر الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 128 قول الزجاج ثم قال: وعلى هذا الأشبه أن يكون معنى الزبور من الزبر الذي هو الزجر، يقال: زبرت الرجل إذا زجرته عن الباطل، وسمّي الكتاب زبورا لما فيه من الزبر عن خلاف الحق، وبه سمي زبور داود لكثرة ما فيه من الزواجر والمواعظ» . وانظر هذا المعنى في تفسير القرطبي: 4/ 296، والبحر المحيط: 3/ 133، والدر المصون: 3/ 519. (7) اللسان: 1/ 698 (كتب) . (8) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 356، والفخر الرازي في تفسيره: (9/ 152، 153) وقال: «هاهنا سؤال: وهو أن الخلف في وعد الله محال، فكيف طلبوا بالدعاء ما علموا أنه لا محالة واقع؟ والجواب عنه من وجوه: الأول: أنه ليس المقصود من الدعاء طلب الفعل، بل المقصود منه إظهار الخضوع والذلة والعبودية، وقد أمرنا بالدعاء في أشياء نعلم قطعا أنها توجد لا محالة، كقوله: قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ، وقوله: فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 196 لا يَغُرَّنَّكَ: أي: أيّها السّامع «1» . 198 نُزُلًا: على معنى المصدر «2» ، أو على التفسير «3» كقولك: «هو لك هبة» . 199 سَرِيعُ الْحِسابِ: أي: المجازاة على الأعمال وأنّ وقتها قريب، أو محاسبة جميع الخلق في وقت واحد. 200 اصْبِرُوا: على طاعة الله، وَصابِرُوا أعداء الله. وَرابِطُوا: في سبيل الله، وهو ربط الخيل في الثّغر «4» .   (1) تفسير الماوردي: 1/ 357، وتفسير الفخر الرازي: 9/ 157. (2) الكشاف: 1/ 491، والتبيان للعكبري: 1/ 323، والبحر المحيط: 3/ 148، والدر المصون: 3/ 547. (3) هو قول الفراء في معاني القرآن: 1/ 251. وقال الطبري في تفسيره: (7/ 494، 495) : «ونصب نُزُلًا على التفسير من قوله: لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ، كما يقال: «لك عند الله جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا» ، وكما يقال: «هو لك صدقة» ، و «هو لك هبة» . وانظر البحر المحيط: 3/ 148، والدر المصون: 3/ 547. (4) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 117، وزاد المسير: 1/ 534، وتفسير الفخر الرازي: 9/ 156. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 ومن سورة النساء 1 تَسائَلُونَ بِهِ: تطلبون حقوقكم به «1» . وَالْأَرْحامَ: أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها «2» ، أو هو عطف على موضع بِهِ من «التساؤل» فما زالوا يقولون: أسألك بالله وبالرحم «3» . وكسر الأرحام ضعيف «4» إذ لا يعطف على الضمير المجرور لضعفه، ولهذا ليس للمجرور ضمير منفصل. رَقِيباً: حفيظا «5» ، وقيل «6» : عليما. والحفيظ بإحصاء الأعمال، والعالم بها كلاهما رقيب عليها. 2 وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ: مال اليتيم بالطّيّب من مالكم. 3 وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ: أي: أدرك   (1) نصّ هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 6. (2) معاني القرآن للفراء: 1/ 252، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 118، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 520- 522) عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، والسدي، والربيع بن أنس، وابن زيد. ونقله النحاس في معاني القرآن: 2/ 8 عن عكرمة. [ ..... ] (3) تفسير الطبري: 7/ 518، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 8. (4) كسر «الأرحام» لحمزة، وهو من القراء السبعة، ولا يضعف أي من القراءات السبع لأنها جميعا متواترة ثابتة إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 113. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 7/ 523 عن مجاهد. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 3 عن ابن عباس، ومجاهد. (6) نقله الماوردي في تفسيره: 1/ 359 عن ابن زيد. وأخرج الطبري في تفسيره: 7/ 523 عن ابن زيد في قوله: إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً على أعمالكم، يعلمها ويعرفها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 من النّساء، طابت الثمرة: أدركت «1» . فالمراد التحذير من ظلم اليتيمة وأنّ الأمر في البالغة أخف. وعن عائشة «2» - رضي الله عنها-: «أنها اليتيمة في حجر وليّها، فيرغب فيها ويقصّر في صداقها» . وقيل «3» : كانوا يتحرّجون في اليتامى ولا يتحرّجون في النّساء فنزل، أي: إن خفتم ألّا تقسطوا في اليتامى فخافوا كذلك في النّساء. وجاء ما طابَ ولم يجيء «من» في اليتامى لأنّه قصد النكاح، أي: انكحوا الطيّب الحلال، ف «ما» بمعنى المصدر «4» ، أو في معنى الجنس «5» . كما يقال: ما عندك؟ فيقول: رجل. مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ: صيغ لأعداد مفردة مكررة في نفسها منعت الصّرف «6» إذ عدلت عن وضعها لفظا ومعنى «7» .   (1) في اللسان: (درك) : أدركت الثمار: إذا بلغت أناها وانتهى نضجها. (2) صحيح البخاري: 5/ 177، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى، وصحيح مسلم: 4/ 2313، كتاب التفسير، حديث رقم (3018) . وانظر تفسير الطبري: (7/ 531- 533) ، وأسباب النزول للواحدي: (174، 175) ، وتفسير ابن كثير: 2/ 181، والدر المنثور: 2/ 427. (3) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (7/ 536- 538) عن سعيد بن جبير، وقتادة، والسدي، والضحاك. وذكره الواحدي في أسباب النزول: 175 وزاد نسبته إلى ابن عباس رضي الله عنهما. وورد نحو هذا المعنى في أثر أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 7/ 150 كتاب النكاح، باب عدد ما يحل من الحرائر والإماء عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) التبيان للعكبري: 1/ 328، والبحر المحيط: 3/ 162، والدر المصون: 3/ 561. (5) ينظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 8، والتبيان للعكبري: 1/ 328، والبحر المحيط: 3/ 162. (6) هذا مذهب جمهور النحاة وأجاز الفراء صرفها، وإن كان المنع عنده أولى. ينظر معاني القرآن للفراء: 1/ 254، والدر المصون: 3/ 562. (7) هو قول الزجّاج في معاني القرآن: 2/ 9 ونص قوله هناك: «معناه اثنين اثنين، وثلاثا ثلاثا، وأربعا أربعا، إلا أنه لا ينصرف لجهتين لا أعلم أن أحدا من النحويين ذكرهما وهي أنه اجتمع فيه علتان أنه معدول عن اثنين اثنين، وثلاث ثلاث، وأنه عدل عن تأنيث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 تَعُولُوا: تجوروا «1» ، أو تميلوا «2» إلى واحدة منهن. عال يعول عولا وعيالة، وعول الفريضة: ميل قسمتها عن قسمة سهامها «3» . وقال الشّافعيّ «4» : معناه لا يكثر عيالكم ولكنّ الغابر منه يعيل. وهبه لم يعرف اللّغة «5» ، أذهب عليه معنى الكلام، وهو أنّ الرّجل له   (1) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: 1013 (سورة النساء) عن عائشة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا تجوروا» . قال ابن أبي حاتم: قال أبي هذا حديث خطأ، والصحيح عن عائشة موقوفا. وأورده ابن كثير في تفسيره: 2/ 185 وزاد نسبته إلى ابن مردويه وابن حبان عن عائشة مرفوعا. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 117. (2) معاني القرآن للفراء: 1/ 255، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 119. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 549- 552) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والربيع بن أنس. (3) قال أبو عبيد في غريب الحديث: 4/ 384: «والعول أيضا عول الفريضة، وهو أن تزيد سهامها فيدخل النقصان على أهل الفرائض ... وأظنه مأخوذا من الميل، وذلك أن الفريضة إذا عالت فهي تميل على أهل الفريضة جميعا فتنقصهم» . وانظر تفسير الطبري: 7/ 548، ومفردات الراغب: 354، واللسان: 11/ 484 (عول) . [ ..... ] (4) ينظر كتاب الأم: (5/ 106) ، وأحكام القرآن: 1/ 260. وأورد المؤلف رحمه الله هذا القول في وضح البرهان: 1/ 273 ولم ينسبه للإمام الشافعي فقال: «ومن فسّره بكثرة العيال فقد حمله على المعنى لا على لفظ العيال، وإنما هو من قولهم: عال الميزان إذا رجحت إحدى كفتيه على الأخرى، فكأنه إذا كثر عياله ثقلت عليه نفقتهم ... » . (5) هذا الوصف لا يليق بعلماء المسلمين فضلا عن أحد أبرز أئمتهم المشهود له بالتبحر في جميع العلوم. وقد وجّه الزمخشري في الكشاف: (1/ 497، 498) توجيها غير الذي ذكره المصنف رحمه الله فقال: «والذي يحكى عن الشافعي- رحمه الله- أنه فسر أَلَّا تَعُولُوا: أن لا تكثر عيالكم، فوجهه أن يجعل من قولك: عال الرجل عياله يعولهم، كقولهم: مانهم يمونهم إذا أنفق عليهم لأن من كثر عياله لزمه أن يعولهم، وفي ذلك ما يصعب عليه المحافظة على حدود الورع وكسب الحلال والرزق الطيب. وكلام مثله من أعلام العلم وأئمة الشرع ورؤوس المجتهدين حقيق بالحمل على الصحة والسداد، وأن لا يظن به تحريف «تعيلوا» إلى «تعولوا» فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لا تظنن بكلمة خرجت من في أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا» وكفى بكتابنا المترجم بكتاب «شافي العي من كلام الشافعي» شاهدا بأنه كان أعلى كعبا وأطول باعا في علم كلام العرب من أن يخفى عليه مثل هذا، ولكن للعلماء طرقا وأساليب، فسلك في تفسير هذه الكلمة طريقة الكنايات ... » . وانظر رد الفخر الرازي في تفسيره: (9/ 183- 185) للاعتراض الوارد على قول الشافعي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 امرأتان أو واحدة/ أو ملك اليمين فهو يعولها «1» فكيف يكون أَلَّا [22/ ب] تَعُولُوا؟! بل ملك اليمين أدلّ على كثرة العيال لأنّ المباح من الأزواج أربع ومن ملك اليمين ما شاء. وقال الله «2» في موضع آخر: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فذكر الميل مع العدل. 4 صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً: كان الرّجل يصدق امرأته أكثر من مهر مثلها، فإذا طلّقها أبى إلّا مهر مثلها، فبيّن الله أنّ الزّيادة التي كانت في الابتداء تبرّعا و «نحلة» وجبت بالتسمية «3» . وقيل «4» : نحلة هبة من الله للنّساء.   (1) ذكر الزجاج هذا الاعتراض في معاني القرآن: 2/ 11، والنحاس في معاني القرآن: 2/ 15 عن المبرد، والجصاص في أحكام القرآن: 2/ 57. وقد رده الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 185 من وجهين فقال: «الأول: ما ذكره القفال- رضي الله عنه- وهو أن الجواري إذا كثرن فله أن يكلفهن الكسب، وإذا اكتسبن أنفقن على أنفسهن وعلى مولاهن أيضا، وحينئذ تقل العيال، أما إذا كانت المرأة حرة لم يكن الأمر كذلك فظهر الفرق. الثاني: أن المرأة إذا كانت مملوكة فإذا عجز المولى عن الإنفاق عليها باعها وتخلص منها، أما إذا كانت حرة فلا بد له من الإنفاق عليها، والعرف يدل على أن الزوج ما دام يمسك الزوجة فإنها لا تطالبه بالمهر، فإذا حاول طلاقها طالبته بالمهر فيقع الزوج في المحنة» . (2) سورة النساء: آية: 129. (3) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (7/ 552، 553) عن ابن عباس، وقتادة، وابن جريج، وابن زيد. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 11 وزاد نسبته إلى مقاتل. (4) اختاره الفراء في معاني القرآن: 1/ 256، وعزاه الماوردي في تفسيره: (1/ 362، 363) إلى أبي صالح. وانظر أحكام القرآن لابن العربي: 1/ 316. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 هَنِيئاً: هنأني الطّعام ومرأني «1» ، وهنوء ومروء وهنيته «2» ، فإذا أفردت قلت: أمرأني. 5 وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ: أي: [الجهال] «3» بموضع الحق. أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِياماً: أي: التي بها قوام أمركم» ، أو جعلها تقيمكم فتقومون بها قياما «5» . 6 أَنْ يَكْبَرُوا: أي: لا تأكلوا مخافة أن يكبروا فتمنعوا «6» عنه. وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ: قرضا ثم يقضيه «7» .   (1) نصّ هذا القول في معاني القرآن للزجاج: (2/ 12، 13) ، وقال: «وهذا حقيقته أن «مرأني» تبينت أنه سينهضم وأحمد مغبته، فإذا قلت: أمرأني الطعام فتأويله أنه قد انهضم وحمدت مغبته» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 18، وتفسير القرطبي: 5/ 27، والدر المصون: 3/ 579. (2) اللسان: 1/ 185 (هنأ) . (3) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (4) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 120: «قياما وقواما بمنزلة واحدة. يقال: هذا قوام أمرك وقيامه، أي: ما يقوم به أمرك» . وأخرج الطبري في تفسيره: 7/ 570 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: وقوله: قِياماً، بمعنى: «قوامكم في معايشكم» . وأخرج- نحوه- عن الحسن، ومجاهد. وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 14، وزاد المسير: 2/ 13. (5) نصّ هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 14. (6) قال الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 197: «أي مسرفين ومبادرين كبرهم، أو لإسرافكم ومبادرتكم كبرهم تفرطون في إنفاقها وتقولون: ننفق كما نشتهي قبل أن يكبر اليتامى فينزعوها من أيدينا» . (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (7/ 582- 585) عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والشعبي، وأبي العالية، وأبي وائل. واختاره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 14، وانظر زاد المسير: 2/ 16، وتفسير الفخر الرازي: 9/ 198. وقال ابن العربي في أحكام القرآن: 1/ 326: «والصحيح أنه لا يقضي لأن النظر له، فيتعين به الأكل بالمعروف، والمعروف هو حق النظر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 وقال الحسن «1» : لا يقضي ما صرفه إلى ستر العورة وردّ الجوعة. 7 وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ: إذ كانت العرب لا تورّث البنات «2» . 10 إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً: لما كانت غايتهم النّار «3» .   (1) تفسير الماوردي: 1/ 365، وزاد نسبته إلى إبراهيم النخعي، ومكحول، وقتادة. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 7/ 587 عن إبراهيم النخعي. قال الطبري رحمه الله (7/ 593، 594) : «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: «المعروف» الذي عناه الله تبارك وتعالى في قوله: وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ أكل مال اليتيم عند الضرورة والحاجة إليه، على وجه الاستقراض منه فأما على غير ذلك الوجه، فغير جائز له أكله. وذلك أن الجميع مجمعون على أن والي اليتيم لا يملك من مال يتيمه إلّا القيام بمصلحته: فلما كان إجماعا منهم أنه غير مالكه، وكان غير جائز لأحد أن يستهلك مال أحد غيره، يتيما كان ربّ المال أو مدركا رشيدا، وكان عليه إن تعدى فاستهلكه بأكل أو غيره، ضمانة لمن استهلكه عليه، بإجماع من الجميع، وكان والي اليتيم سبيله سبيل غيره في أنه لا يملك مال يتيمه كان كذلك حكمه فيما يلزمه من قضائه إذا أكل منه، سبيله سبيل غيره، وإن فارقه في أن له الاستقراض منه عند الحاجة إليه، كما له الاستقراض عليه عند حاجته إلى ما يستقرض عليه، إذا كان قيّما بما فيه مصلحته ... » . [ ..... ] (2) ينظر تفسير الطبري: 7/ 597، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 23، وأسباب النزول للواحدي: (137، 138) ، وتفسير ابن كثير: 2/ 191. (3) ذكر- نحوه- النحاس في معاني القرآن: 2/ 27 حيث قال: هذا مجاز في اللّفظ، وحقيقته في اللغة: «أنه لما كان ما يأكلون يؤديهم إلى النار، كانوا بمنزلة من يأكل النار، وإن كانوا يأكلون الطيبات» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 9/ 207. وفي الآية قول آخر وهو إجراؤها على ظاهرها، وقد أخرج الطبريّ في تفسيره: (8/ 26، 27) عن السدي قال: «إذا قام الرجل يأكل مال اليتيم ظلما، يبعث يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه ومن أذنيه وأنفه وعينيه، يعرفه من رآه بأكل مال اليتيم، وأخرج عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حدثنا النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ليلة أسري به، قال: نظرت فإذا أنا بقوم لهم مشافر كمشافر الإبل، وقد وكّل بهم من يأخذ بمشافرهم، ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار يخرج من أسافلهم، قلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا» . وأورد ابن كثير هذا الأثر في تفسيره: 2/ 194 وعزاه إلى ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ولم يعلّق عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 وَسَيَصْلَوْنَ: صلي النّار وبالنّار يصلى صلاء: إذا لزمها «1» . وَسَيَصْلَوْنَ: بالضم «2» من صليته [أصليه] «3» نارا، لازم ومتعد. وفي الحديث «4» : «أتي بشاة مصليّة» أي: مشويّة «5» . 11 فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ: أي: الأخوان فصاعدا، يحجب الإخوة الأمّ عن الثلث «6» ، وإن لم يرثوا مع الأب معونة للأب إذ هو كافيهم   (1) اللّسان: 14/ 65 (صلا) ، ونقل الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 202 عن أبي زيد الأنصاري: «يقال: صلى الرجل النار يصلاها صلى وصلاء وهو صالى النار، وقوم صالون وصلاء» . وقال الفراء في كتابه المقصور والممدود: 36: «والصّلاء بالنار يكسر ويمد وقد يقصر، والمدّ أكثر والقصر قليل» . (2) وهي قراءة ابن عامر، وعاصم في رواية شعبة. السبعة لابن مجاهد: 227، والتبصرة لمكي: 179. (3) عن نسخة «ج» . (4) أخرجه الترمذي في سننه: 3/ 61، كتاب الصوم، باب «ما جاء في كراهية صوم يوم الشك» حديث رقم (686) عن عمار بن ياسر رضي الله عنه موقوفا، وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه النسائي في سننه: 4/ 153، كتاب الصوم، باب «صيام يوم الشك» حديث رقم (2188) وذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 130، والزجاج في معاني القرآن: 2/ 65، والنحاس في معاني القرآن: 2/ 117. (5) ينظر مفردات الراغب: 285، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 602، وقال ابن الأثير في النهاية: 3/ 50 «يقال: صليت اللحم- بالتخفيف-: أي شويته، فهو مصليّ ... فأما إذا أحرقته وألقيته في النار قلت صلّيته بالتشديد، وأصليته. (6) هذا قول الجمهور في أن الأخوين يحجبان الثلث عن الأم. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّ أقل الجمع ثلاثة إخوة. قال الطبري رحمه الله في تفسيره: (8/ 39، 40) : «اختلف أهل التأويل في عدد الأخوة الذين عناهم الله تعالى ذكره بقوله: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ. فقال جماعة أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتابعين لهم بإحسان، ومن بعدهم من علماء أهل الإسلام في كل زمان: عنى الله جل ثناؤه بقوله: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ، اثنين كان الأخوة أو أكثر منهما ... واعتل كثير ممن قال ذلك، بأن ذلك قالته الأمة عن بيان الله جل ثناؤه على لسان رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فنقلته أمة نبيه نقلا مستفيضا قطع العذر مجيئه، ودفع الشك فيه عن قلوب الخلق وروده. وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول: بل عنى الله جل ثناؤه بقوله: فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ، جماعة أقلها ثلاثة. وكان ينكر أن يكون الله جل ثناؤه حجب الأم عن ثلثها مع الأب بأقل من ثلاثة إخوة ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 وكافلهم «1» وهذا معنى لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً. فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ: حال مؤكّدة «2» . و «الكلالة» «3» : ما عدا الوالد والولد «4» من القرابة المحيطة بالولاد «5» إحاطة الإكليل بالرأس «6» . ونصبه على الحال «7» . 12 غَيْرَ مُضَارٍّ: حال «8» ، أي: غير مضار لورثته بأن يوصي فوق الثلث.   (1) ينظر أحكام القرآن لابن العربي: 1/ 339، وقال القرطبي في تفسيره: 5/ 72: «الإخوة يحجبون الأم عن الثلث إلى السدس، وهذا هو حجب النقصان، وسواء كان الإخوة أشقاء أو للأب أو للأم، ولا سهم لهم» . (2) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 25: «منصوب على التوكيد والحال من وَلِأَبَوَيْهِ أي: ولهؤلاء الورثة ما ذكرنا مفروضا. ففريضة مؤكدة لقوله: يُوصِيكُمُ اللَّهُ وانظر المحرر الوجيز: 3/ 519، والدر المصون: 3/ 606. (3) من قوله تعالى: وَإِنْ كانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً ... آية: 12. (4) رجح الطبري هذا القول في تفسيره: 8/ 60، والفخر الرازي في تفسيره: 9/ 229. (5) كذا في «ك» ، ووضح البرهان. وأشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها: «بالولادة» ، وهو موافق لما جاء في تفسير الفخر الرازي: 9/ 229. (6) عن تفسير الماوردي: 1/ 371 وأضاف: «فكذلك الكلالة لإحاطتها بأصل النسب الذي هو الوالد والولد» . وانظر تفسير الفخر الرازي: (9/ 229، 230) ، والدر المصون: 3/ 607. [ ..... ] (7) مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 192، والتبيان للعكبري: 1/ 336، والبحر المحيط: 3/ 189، والدر المصون: 3/ 608. (8) معاني القرآن للزجاج: 2/ 27، والكشاف 1/ 510، والتبيان للعكبري: 1/ 337، والدر المصون: 3/ 611. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 14 يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها: خالِداً: حال من الهاء «1» في يُدْخِلْهُ، أو صفة للنّار «2» بمعنى نارا خالدا هو فيها، كقولك: زيد مررت [23/ أ] بدار ساكن/ فيها. 15 وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ: منسوخة «3» . والسّبيل التي جعل الله لهنّ الجلد والرّجم. ومن لا يرى النّسخ «4» يحملها على سحق النساء، والسّبيل: التزوج. 16 وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ: الرجلان يخلوان بالفاحشة بينهما بدليل تثنية الضّمير على التذكير دون جمعه «5» .   (1) معاني القرآن للزجاج: 1/ 27، والبحر المحيط: 3/ 192. (2) أجاز الزجاج هذا الوجه في معاني القرآن: 1/ 27، ومنعه الزمخشري في الكشاف: 1/ 511 فقال: «فإن قلت: هل يجوز أن يكونا صفتين ل «جنات» و «نارا» ؟ قلت: لا لأنهما جريا على غير من هما له، فلا بد من الضمير وهو قولك: خالدين هم فيها، وخالدا هو فيها» . وأورد أبو حيان في البحر المحيط: 3/ 192 قول الزجاج ثم قال «وما ذكره ليس مجمعا عليه بل فرع على مذهب البصريين، وأما عند الكوفيين فيجوز ذلك ولا يحتاج إلى إبراز الضمير إذا لم يلبس على تفصيل لهم في ذلك ذكر في النحو وقد جوّز ذلك في الآية الزجاج والتبريزي أخذا بمذهب الكوفيين» . (3) ذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 39، ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 232 عن جمهور المفسرين. وقال ابن كثير في تفسيره: 2/ 204: «وهو أمر متفق عليه» . ودليل هذا المذهب قوله تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ سورة النور: آية: 2، والحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 3/ 1316، كتاب الحدود، باب «حد الزنا» ، حديث رقم (1690) عن عبادة بن الصامت قال: كان نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أنزل عليه أثر عليه وكرب لذلك وتربد له وجهه، فأنزل الله عز وجل عليه ذات يوم، فلما سرى عنه قال: «خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا: البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم» . (4) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 9/ 239 وعزاه إلى أبي مسلم الأصفهاني. وقال المؤلف- رحمه الله- في كتابه وضح البرهان: 1/ 277: «وابن بحر لا يرى النسخ، فيحملها على خلوة المرأة بالمرأة في فاحشة السحق» . (5) وهو قول مجاهد كما أخرجه الطبري في تفسيره: 8/ 82، وضعّفه الطبري. وأورد النحاس قول مجاهد في معاني القرآن: 2/ 40 ثم قال: «وهذا الصحيح في اللغة الذي هو حقيقة، فلا يغلب المؤنث على المذكر إلا بدليل» . وقال ابن العربي في أحكام القرآن: 1/ 360: «والصواب مع مجاهد، وبيانه أنّ الآية الأولى نصّ في النّساء بمقتضى التأنيث والتصريح باسمهن المخصوص لهن، فلا سبيل لدخول الرجال فيه، ولفظ الثانية يحتمل الرجال والنساء، وكان يصح دخول النساء معهم فيها لولا أنّ حكم النساء تقدم، والآية الثانية لو استقلت لكانت حكما آخر معارضا له، فينظر فيه، ولكن لما جاءت منوطة بها، مرتبطة معها، محالة بالضمير عليها فقال: يَأْتِيانِها مِنْكُمْ علم أنه أراد الرجال ضرورة ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 18 أَعْتَدْنا: أفعلنا من «العتاد» ، ومعناه: أعددناه من العدّة «1» . 19 أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً: يحبسها وهو كارهها ليرثها «2» . أو على عادة الجاهلية في وراثة وليّ الميّت امرأته، يمسكها بالمهر الأول أو يزوّجها ويأخذ مهرها «3» نزلت «4» في كبشة «5» بنت معن الأنصارية ومحصن «6» بن قيس الأنصاري.   (1) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 120، وانظر تفسير الطبري: 8/ 103، ومفردات الراغب: 321، وتفسير الفخر الرازي: 10/ 10. (2) تفسير الطبري: 8/ 108، وتفسير ابن كثير: 2/ 209، والدر المنثور: 2/ 462. (3) ينظر هذا المعنى في الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 178، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً ... عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير الطبري: 8/ 104، وأسباب النزول للواحدي: 178، وتفسير البغوي: 1/ 408، والدر المنثور: 2/ 462. (4) تفسير الطبري: 8/ 106، وأسباب النزول للواحدي 178، والدر المنثور: 2/ 463. (5) كذا في الدر المنثور: 2/ 463. ويقال: «كبيشة» كما في تفسير الطبري: 8/ 106، وأسباب النزول: (178، 179) . وانظر ترجمتها في أسد الغابة: (7/ 250، 251) ، والإصابة: 8/ 92. (6) ذكر الواحدي في أسباب النزول: 178 أن اسمه «حصن» ، ونقل عن مقاتل أن اسمه قيس بن أبي قيس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 19 بِفاحِشَةٍ: نشوز «1» . وقيل «2» : زنا فيحل أخذ الفدية. مُبَيِّنَةٍ: متبيّنة، يقال: بيّن الصّبح لذي عينين. بِالْمَعْرُوفِ: النّصفة في القسم والنّفقة «3» . 20 أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً: ظلما كالظلم بالبهتان، أو تبهتوا أنكم ما ملكتموه منهن. 21 أَفْضى: خلا بها «4» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 116، 117) عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، وعطاء بن أبي رباح. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 374 عن ابن عباس، وعائشة رضي الله عنهم. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 41 وزاد نسبته إلى ابن مسعود رضي الله عنه. [ ..... ] (2) أخرجه الطبريّ في تفسيره: (8/ 115، 116) عن الحسن، والسدي، وعطاء الخراساني، وأبي قلابة. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 30، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 46، وتفسير الماوردي: 1/ 374، وزاد المسير: 2/ 41. قال الطبري رحمه الله- بعد أن ذكر القولين-: «وأولى ما قيل في تأويل قوله: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، أنه معنيّ به كل فاحشة: من بذاء باللسان على زوجها، وأذى له، وزنا بفرجها. وذلك أن الله جل ثناؤه عمّ بقوله: إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ، كلّ فاحشة متبينة ظاهرة، فكل زوج امرأة أتت بفاحشة من الفواحش التي هي زنا أو نشوز، فله عضلها على ما بين الله في كتابه، والتضييق عليها حتى تفتدي منه، بأي معاني الفواحش أتت، بعد أن تكون ظاهرة مبيّنة بظاهر كتاب الله تبارك وتعالى، وصحة الخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. (3) هذا معنى قول الزجاج في معاني القرآن: 2/ 30، وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 47، وتفسير الفخر الرازي: 10/ 13. (4) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 259: «الإفضاء أن يخلو بها وإن لم يجامعها» . وفسّر ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 122: «الإفضاء» بالمجامعة. وقال الطبري في تفسيره: 8/ 125: « ... والذي عني به «الإفضاء» في هذا الموضع، الجماع في الفرج» . وأخرج عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «الإفضاء الجماع، ولكن الله يكني» . وقال الفخر الرازي في تفسيره: 10/ 14: «وإفضاء بعضهم إلى البعض هو الجماع على قول أكثر المفسرين ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 مِيثاقاً غَلِيظاً: أي: عقد النكاح، فكان يقال في النكاح: الله عليك لتمسكنّ بمعروف أو لتسرّحنّ بإحسان «1» . 22 وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ بمعنى المصدر «2» ، أي: نكاحهم، فيجوز هذا المصدر على حقيقته ويتناول جميع أنكحة الجاهلية المحرّمة. ويجوز بمعنى المفعول به، أي: لا تنكحوا منكوحة آبائكم صنيع الجاهلية «3» ، أي: لا تطئوا موطوءتهم. إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ: أي: لكن ما سلف فمعفوّ. 23 أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ: أي: دون من تبنيتم «4» به، إذ دخل   (1) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 8/ 127 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 476 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة. (2) اختاره الطبري في تفسيره: 8/ 137 وقال: «ويكون قوله: إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ بمعنى الاستثناء المنقطع، لأنه يحسن في موضعه: «لكن ما قد سلف فمضى» - إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا» . وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 375، وقال: «هذا قول بعض التابعين» . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 133- 135) عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، وعطاء بن أبي رباح. وذكره القرطبي في تفسيره: 5/ 103 وقال عنه: «أصح، وتكون «ما» بمعنى «الذي» و «من» . والدليل عليه أن الصحابة تلقت الآية على ذلك المعنى، ومنه استدلت على منع نكاح الأبناء حلائل الآباء ... » . (4) أخرج الطبري في تفسيره: (8/ 149، 150) : عن عطاء بن أبي رباح قال: «كنا نحدّث، والله أعلم، أنها نزلت في محمد صلّى الله عليه وسلّم، حين نكح امرأة زيد بن حارثة، قال المشركون في ذلك، فنزلت: وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ ونزلت: وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ، ونزلت: ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ. ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 48 عن عطاء قال: «إنما ذكر الأصلاب، لأجل الأدعياء» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 1/ 55، وأحكام القرآن لابن العربي: 1/ 379، والمحرر الوجيز: 3/ 555. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 فيه حلائل أبناء الرّضاع «1» . 24 وَالْمُحْصَناتُ: أحصن فهو محصن، مثل: أسهب فهو مسهب، وألفج فهو ملفج «2» . ومعنى أحصن «3» : دخل في الحصن، مثل أحزن وأسهل وأسلم، وإن كان متعديا فإدخال النّفس في الحصن «4» . والاتفاق على النّصب «5» في هذا الموضع للاتفاق على أنهنّ ذوات الأزواج وأنّهن محرّمات «6» .   (1) تفسير الطبريّ: 8/ 149، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 3/ 555: «وحرمت حليلة الابن من الرضاع- وإن لم يكن للصلب- بالإجماع المستند إلى قوله صلّى الله عليه وسلّم: «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب» اهـ. ينظر الحديث في صحيح الإمام البخاري: 6/ 125، كتاب النكاح، باب «وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ويحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب» . وصحيح الإمام مسلم: 3/ 1068، كتاب النكاح، باب «ما يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة» ، حديث رقم (1444) . (2) في تهذيب اللّغة: 6/ 136 عن ابن الأعرابي قال: «كلام العرب كله على «أفعل» فهو «مفعل» إلّا ثلاثة أحرف: أسهب فهو مسهب، وأحصن الرجل فهو محصن، وألفج فهو ملفج: إذا أعدم» . وزاد ابن سيده في المحكم: (3/ 110، 111) عن ابن الأعرابي: «وأسهم فهو مسهم» . وانظر اللسان: 13/ 120 (حصن) ، والدر المصون: 3/ 646. (3) عبارة المؤلف رحمه الله في كتابه وضح البرهان: 1/ 280: «وللإحصان معنيان: لازم ومتعد. لازم على معنى الدخول في الحصن، مثل: أسهل وأحزن وأسلم وأمن. والمتعدي على معنى إدخال النفس في الحصن» . (4) في «ج» : فإدخال النفس الحصن. (5) السبعة لابن مجاهد: 230. وقال أبو علي الفارسي في الحجة: 3/ 146: «ولم يختلف أحد من القراء في هذه وحدها أنها بفتح الصاد ... » . وانظر الكشف لمكي: 1/ 384، والدر المصون: 3/ 645. (6) في وضح البرهان: 1/ 280: «فإنهن محرمات على غير الأزواج» . وانظر تفسير الطبري: 8/ 165، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 56، والمحرر الوجيز: 4/ 6، وتفسير القرطبي: 5/ 121، وتفسير ابن كثير: 2/ 223. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 وقال أبو عبيدة «1» : «المحصنة ذات الزوج، وأما العفيفة فهي الحصان «2» والحاصن» . إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ: بالسّبي «3» . كِتابَ اللَّهِ: أي: حرّم ذلك كتابا/ من الله عليكم، مصدر لغير [23/ ب] فعله «4» . فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ: من هبة المهر، أو حطّ بعضه، أو تأجيله، أو زيادة الزّوج عليه» .   (1) أبو عبيدة: (110- 210 هـ) . هو معمر بن المثنى التيمي البصري، أبو عبيدة، الإمام النحوي، اللغوي، الأديب. صنف مجاز القرآن، نقائض جرير والفرزدق، معاني القرآن، ... وغير ذلك. أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: (175- 178) ، وفيات الأعيان: 5/ 235، وسير أعلام النبلاء: 9/ 445. [ ..... ] (2) في مجاز القرآن: 1/ 112: والحاصن: العفيفة. قال السمين الحلبي في الدر المصون: (3/ 646، 647) : «وأصل هذه المادة الدلالة على المنع ومنه «الحصن» لأنه يمنع به، و «حصان» للفرس من ذلك. ويقال: أحصنت المرأة وحصنت، ومصدر حصنت: «حصن» عن سيبويه، و «حصانة» عن الكسائي وأبي عبيدة، واسم الفاعل من أحصنت محصنة، ومن حصنت حاصن ... ويقال لها: «حصان» أيضا بفتح الحاء» . (3) لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 2/ 1079، كتاب الرضاع، باب «جواز وطء المسبية بعد الاستبراء» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس فلقوا عدوا فقاتلوهم، فظهروا عليهم، فأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين، فأنزل الله عز وجل في ذلك: وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ أي: فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن» اهـ. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 8/ 151 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 50 عن علي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن عمر، وابن عباس رضي الله تعالى عنهم. (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 260، وتفسير الطبري: 8/ 169، وتفسير الماوردي: 1/ 377. (5) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 8/ 181: «وأولى هذه الأقوال بالصواب، قول من قال: معنى ذلك: ولا حرج عليكم أيها الناس، فيما تراضيتم به أنتم ونساؤكم من بعد إعطائهن أجورهن على النكاح الذي جرى بينكم وبينهن، من حطّ ما وجب لهن عليكم، أو إبراء، أو تأخير ووضع. وذلك نظير قوله جل ثناؤه: وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 و «الخدن» «1» : الأليف في الريبة «2» ، والعنت: الزنا «3» ، أو شهوة الزنا «4» . وقال الحسن «5» : العنت ما يكون من العشق فلا يتزوّج الحرّ بأمة إلّا إذا أعتقها «6» . 25 وَأَنْ تَصْبِرُوا: أي: عن نكاح الإماء لما فيه من إرقاق الولد. 26 يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ: اللام في تقدير المصدر، أي: إرادة الله التبيين لكم كقوله «7» : [لِلَّذِينَ] «8» هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ: أي: الذين هم رهبهم لربهم «9» .   (1) من الآية: 25 سورة النساء. (2) قال الطبري في تفسيره: 8/ 193: «الأخدان: اللواتي حبسن أنفسهن على الخليل والصديق، للفجور بها سرا دون الإعلان بذلك» . وفي اللسان: 13/ 139 (خدن) : «والخدن والخدين: الذي يخادنك فيكون معك في كل أمر ظاهر وباطن» . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 204- 206) عن ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، والضحاك. ونقله النحاس في معاني القرآن: 2/ 67 عن الشعبي. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 380، وزاد المسير: 2/ 58. (4) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 42. وقال الطبري رحمه الله في تفسيره: 8/ 206: «والصواب من القول في قوله: ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ، ذلك لمن خاف منكم ضررا في دينه وبدنه» . (5) لم أقف على هذا القول المنسوب للحسن رحمه الله تعالى. (6) في «ج» : عشقها. (7) سورة الأعراف: آية: 154. (8) في الأصل: «والذين» ، وما جاء في «ك» موافق لرسم المصحف. (9) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: (2/ 42، 43) . وانظر البحر المحيط: 2/ 225، والدر المصون: 3/ 659. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 28 ضَعِيفاً: أي: في أمر النّساء «1» . 29 وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ: بعضكم بعضا وجعله «قتل أنفسهم» لأنّ أهل الدّين الواحد كنفس واحدة. أو معنى القتل: أكل الأموال بالباطل «2» ، فظالم غيره كمهلك نفسه. 31 مُدْخَلًا اسم الموضع «3» ، أو هو مصدر «4» أي: إدخالا كريما. 33 جَعَلْنا مَوالِيَ: عصبات من الورثة «5» ، والمولى: كل من يليك ويواليك، فيدخل فيه مولى اليمين، والحليف، والقريب، وابن العمّ، والمنعم، والمنعم عليه، والمعتق والمعتق، والوليّ في الدّين «6» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 8/ 216، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1199 (سورة النساء) عن طاوس. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 60 إلى طاوس، ومقاتل. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 494 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن المنذر عن طاوس. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 10/ 74: «اتفقوا على أن هذا نهي عن أن يقتل بعضهم بعضا» . [ ..... ] (2) ذكره البغوي في تفسيره: 1/ 418. (3) ذكر الطبري هذا المعنى في تفسيره: (8/ 257، 258) ، وأبو علي الفارسي في الحجة: (3/ 153- 155) توجيها لقراءة نافع «مدخلا» بفتح الميم، وانظر السبعة لابن مجاهد: 232، والكشف لمكي: 1/ 386، والدر المصون: 3/ 665. (4) تفسير الطبري: 8/ 359، والبحر المحيط: 3/ 235، والدر المصون: 3/ 665. (5) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: (5/ 178، 179) ، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ ... الآية عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «ورثة» . وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 170، 271) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 384، وتفسير ابن كثير: 2/ 252، والدر المنثور: 2/ 509. (6) صحيح البخاري: 5/ 178 عن معمر. وانظر تفسير الطبري: 8/ 269، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 75. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ: الحلفاء، فنسخ «1» . 34 الرِّجالُ قَوَّامُونَ: بالتأديب والتدبير، في رجل لطم امرأته فهمّ النّبيّ عليه السلام- بالقصاص «2» . 34 قانِتاتٌ: قيّمات بحقوق أزواجهن «3» . بِما حَفِظَ اللَّهُ: بما حفظهن الله في مهورهن ونفقتهن «4» . 36 وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى: القريب والمعارف. وعن ميمون «5» بن مهران أنه الذي يتوصّل إليك بجوار قرابتك.   (1) راجع رواية البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما التي تقدمت قبل. (2) تفسير الطبري: (8/ 291، 292) ، وأسباب النزول للواحدي: (182، 183) ، وتفسير البغوي: 1/ 422. (3) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 47. وذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 77. وقيل في معنى: قانِتاتٌ أي: مطيعات. ينظر تفسير الطبري: 8/ 294، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 77، وتفسير الماوردي: 1/ 385. (4) عن معاني القرآن للنحاس: 2/ 78. وانظر تفسير الطبري: 8/ 296. (5) ميمون بن مهران: (37- 117 هـ) . هو ميمون بن مهران الجزري الرقي، أبو أيوب، الإمام التابعي، الفقيه المشهور. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: 556: «ثقة فقيه، ولي الجزيرة لعمر بن عبد العزيز، وكان يرسل، من الرابعة» . راجع ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي: 77، تذكرة الحفاظ: 1/ 98، وسير أعلام النبلاء: 5/ 71، وقد أخرج الطبري عنه هذا القول في تفسيره: 8/ 336، ثم قال: «وهذا القول قول مخالف المعروف من كلام العرب. وذلك أن الموصوف بأنه «ذو القرابة» في قوله: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، الجار دون غيره. فجعله قائل هذه المقالة جار ذي القرابة. ولو كان معنى الكلام كما قال ميمون بن مهران لقيل: «وجار ذي القرابة» ، ولم يقل: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، فكان يكون حينئذ- إذا أضيف «الجار» إلى ذي القربى الوصية ببر جار ذي القرابة، دون الجار ذي القربى. وأما و «الجار» بالألف واللام، فغير جائز أن يكون «ذي القربى» إلا من صفة «الجار» . وإذا كان ذلك كذلك، كانت الوصية من الله في قوله: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى ببرّ الجار ذي القربى، دون جار ذي القرابة. وكان بينا خطأ ما قال ميمون بن مهران في ذلك» . وانظر رد ابن عطية لقول ميمون في المحرر الوجيز: 4/ 52. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 وَالْجارِ الْجُنُبِ: الغريب «1» . والجنب صفة على «فعل» كناقة أجد. ومن قرأ «2» : وَالْجارِ الْجُنُبِ فتقديره: ذي الجنب، أي: النّاحية «3» . وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ: الزّوجة «4» . وقيل «5» : رفيق السّفر الذي ينزل بجنبك.   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 126، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 126، وتفسير الطبري: 8/ 339، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 50. (2) بفتح الجيم وسكون النون، وهي قراءة عاصم في رواية المفضل عنه. وقراءة الأعمش، ينظر تفسير الفخر الرازي: 10/ 100، وتفسير القرطبي: 5/ 183، والبحر المحيط: 3/ 254، والدر المصون: 3/ 676. (3) معاني القرآن للأخفش: 1/ 446. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 342، 343) عن علي بن أبي طالب، وعبد الله ابن مسعود، وابن عباس، وإبراهيم النخعي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 532 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه. ونسبه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه. [ ..... ] (5) ذكره أبو عبيد في مجاز القرآن: 1/ 126، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 127، وأخرجه الطبري في تفسيره: (8/ 340- 342) ، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والسدي، والضحاك. قال الطبري رحمه الله: «والصواب من القول في تأويل ذلك عندي: أن معنى «الصاحب بالجنب» ، الصاحب إلى الجنب، كما يقال: «فلان بجنب فلان، وإلى جنبه» ، وهو من قولهم: «جنب فلان فلانا فهو يجنبه جنبا» ، إذا كان لجنبه ... وقد يدخل في هذا: الرفيق في السفر، والمرأة والمنقطع إلى الرجل الذي يلازمه رجاء نفعه، لأن كلهم بجنب الذي هو معه وقريب منه. وقد أوصى الله تعالى بجميعهم، لوجوب حق الصاحب على المصحوب» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 وَابْنِ السَّبِيلِ: الضّيف، يجب قراه وتبليغه مقصده «1» . 37 وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ: يجحدون اليسار «2» اعتذارا عن البخل «3» . 41 فَكَيْفَ إِذا جِئْنا: أي: فكيف حالهم، والحذف في مثله «4» أبلغ. [24/ أ] مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ: بنبيّها يشهد عليها «5» . / وكان ابن مسعود يقرأ «النّساء» على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلمّا بلغ الآية دمعت عيناه صلّى الله عليه وسلّم «6» . 42 لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ: أي: يودون لو جعلوا والأرض سواء «7» ،   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 50. وذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 267، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 127. وأخرجه الطبري في تفسيره: (8/ 346، 347) عن مجاهد، وقتادة، والضحاك. (2) أي ينكرون الغنى الذي هم فيه. (3) ذكر ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 2/ 82 عن الماوردي. وذكر قولا آخر هو: أنهم اليهود، أوتوا علم نعت محمد صلّى الله عليه وسلّم فكتموه، وقال: «هذا قول الجمهور» ، ورجحه الطبري في تفسيره: 8/ 354. (4) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 53: «أي فكيف تكون حال هؤلاء يوم القيامة، وحذف «تكون حالهم» لأن في الكلام دليلا على ما حذف، و «كيف» لفظها لفظ الاستفهام، ومعناها معنى التوبيخ ... وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للنحاس: 1/ 89، وزاد المسير: 2/ 85. (5) ينظر تفسير الطبري: 8/ 369، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 54، وتفسير الماوردي: 1/ 391، وزاد المسير: 2/ 86. (6) ثبت ذلك في صحيح البخاري: 6/ 113، كتاب «فضائل القرآن» ، باب «قول المقرئ للقارئ حسبك» ، وصحيح مسلم: 1/ 551، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب «فضل استماع القرآن» . (7) تفسير الطبريّ: 8/ 372، وذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 90، وقال: «ويدل على هذا: الَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً، وكذلك تُسَوَّى لو سوّاهم الله عز وجل لصاروا ترابا مثلها» . وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: 1/ 392، وتفسير البغوي: 1/ 430، والكشاف: - 1/ 528، وتفسير القرطبي: 5/ 198، والدر المصون: 3/ 685. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 أو تعدل بهم الأرض على وجه الفداء «1» . وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ: أي: لا تكتمه جوارحهم وإن كتموه «2» . 43 إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ إلّا مجتازا «3» لدلالة الصّلاة على المصلّى «4» . أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ. قال عطاء «5» ، وسعيد بن جبير: هو اللّمس. وقال عبيد «6» بن عمير: هو الجماع، فذكر ذلك لابن عبّاس، فقال:   (1) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: 3/ 253، والسمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 686. قال أبو حيان: وقيل: المعنى لو تعدل بهم الأرض، أي: يؤخذ منها ما عليها فدية» . (2) عن معاني القرآن للأخفش: 1/ 446، وأخرج الطبري معنى هذا القول في تفسيره: 8/ 373 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير المشكل لمكي: 142، والمحرر الوجيز: (5/ 68، 69) . (3) في «ج» : مجتازين. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 382- 385) عن ابن عباس، وإبراهيم النخعي، وسعيد بن جبير، وعكرمة، والحسن، والزهري، ورجح الطبري هذا القول على قول من قال إنه سبيل المسافر إذا كان جنبا لا يصلي حتى يتيمم. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 127، وتفسير الماوردي: 1/ 393، وزاد المسير: 2/ 90. (4) تفسير الطبري: 8/ 382، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 198. (5) عطاء: (27- 114 هـ) . هو عطاء بن أبي رباح، المكي، القرشي مولاهم. الإمام التابعي الجليل. حدّث عن عائشة، وأم سلمة، وأم هانئ، وأبي هريرة، وابن عباس وغيرهم من الصحابة. ترجمته في سير أعلام النبلاء: (5/ 78- 88) ، وتهذيب التهذيب: (7/ 199- 203) ، وطبقات الحفاظ: 39. (6) هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي المكي. ولد في حياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وحدّث عن أبيه، وعن عمر بن الخطاب، وعلي، وأبي ذر، وعائشة، وأبي موسى الأشعري، وابن عباس ... وغيرهم. قال عنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/ 157: «وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة، وكان يذكر الناس، فيحضر ابن عمر رضي الله عنهما مجلسه» . - - توفي عبيد بن عمير سنة أربع وسبعين للهجرة. وانظر ترجمته في طبقات ابن سعد: 5/ 463، وتذكرة الحفاظ: 1/ 50، وتقريب التهذيب: 377. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 «أصاب العربيّ وأخطأ الموليان» «1» . 45 وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا: دخول الباء تأكيد الاتصال «2» لأنّ الاسم في «كفى الله» يتّصل اتصال الفاعل فاتصل بالباء اتصال المضاف [إليه] «3» أيضا. 46 وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ يقولونه على أنّا نريد: لا تسمع ما تكره، وقصدهم الدّعاء بالصّمم، أي: لا سمعت «4» . وَراعِنا: شتم عندهم «5» . وقيل «6» : أرعنا سمعك، أي: اجعل   (1) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 8/ 390 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 550 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير. (2) معاني القرآن للزجاج: 2/ 57. وذكر الفخر الرازي في تفسيره: 10/ 120 فوائد في ورود الباء هنا فقال: «الأول: لو قيل: كفى الله، كان يتصل الفعل بالفاعل. ثم هاهنا زيدت الباء إيذانا بأن الكفاية من الله ليست كالكفاية من غيره في الرتبة وعظم المنزلة. الثاني: قال ابن السراج: تقدير الكلام: كفى اكتفاؤك بالله وليا، ولما ذكرت «كفى» دل على الاكتفاء، لأنه من لفظه، كما تقول: من كذب كان شرا له، أي: كان الكذب شرا له، فأضمرته لدلالة الفعل عليه. الثالث: يخطر ببالي أن الباء في الأصل للإلصاق، وذلك إنما يحسن في المؤثر الذي لا واسطة بينه وبين التأثير، ولو قيل: كفى الله، دل ذلك على كونه تعالى فاعلا لهذه الكفاية، ولكن لا يدل ذلك على أنه تعالى يفعل بواسطة أو بغير واسطة، فإذا ذكرت حرف الباء دل على أنه يفعل بغير واسطة ... » . (3) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (4) ينظر تفسير الطبري: 8/ 434، وتفسير الماوردي: 1/ 396، وتفسير الفخر الرازي: 10/ 122. (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 396، وقال: «فأطلع الله نبيّه عليها فنهاهم عنها» . (6) معاني القرآن للزجاج: 2/ 59. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 10/ 119: «كانوا يلوون ألسنتهم حتى يصير قولهم: راعنا راعينا، وكانوا يريدون أنك كنت ترعى أغناما لنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 سمعك لكلامنا مرعى، فذلك اللّي والتحريف. إِلَّا قَلِيلًا: إيمانا قليلا «1» . 47 نَطْمِسَ وُجُوهاً نمحو آثارها فنصيّرها كالقفاء «2» . وقيل «3» : الوجه تمثيل، والمعنى: نضلّهم مجازاة. أَوْ نَلْعَنَهُمْ: نمسخهم قردة «4» . و «الفتيل» «5» : ما يفتل بالإصبعين من وسخها «6» . و «النقير» «7» :   (1) تفسير الطبري: 8/ 439، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 59. وذكر الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: 10/ 123 على أن القليل صفة للإيمان. وقال: «والتقدير: فلا يؤمنون إلا إيمانا قليلا، فإنهم كانوا يؤمنون بالله والتوراة وموسى، ولكنهم كانوا يكفرون بسائر الأنبياء ... » . وذكر قولا آخر هو أن القليل صفة للقوم وقال: «والمعنى: فلا يؤمن منهم إلا أقوام قليلون ... » . (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 129، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 128. وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (8/ 440، 441) عن ابن عباس، وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 396 عن ابن عباس وقتادة أيضا. (3) أخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: (8/ 441، 442) ، عن مجاهد، والحسن، والسدي، والضحاك. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 396، وتفسير الرازي: 10/ 125. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 447، 448) عن الحسن، وقتادة، والسدي. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1334 (سورة النساء) عن الحسن، وحسّن المحقق إسناده. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 556 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن الضحاك. (5) من قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: آية: 49] . (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 1/ 273، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 129، والمفردات للراغب الأصفهاني: 371. وأخرج الطبري في تفسيره: (8/ 456، 457) ، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1344 (سورة النساء) هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال الراغب في المفردات: 371: «ويضرب به المثل في الشيء الحقير» . (7) من الآية: 53 سورة النساء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 ما ينقر بالظفر كنقر الدينار «1» . «الجبت» «2» : السحر، و «الطاغوت» : الشيطان «3» . وقيل «4» : هما صنمان. 51 وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: يعني قريشا، والقائلون جماعة اليهود «5» كحيي «6» بن أخطب، وكعب «7» بن الأشرف.   (1) تفسير الطبري: 8/ 475، وتفسير الماوردي: 1/ 398. وقال الفراء في معاني القرآن: 1/ 373: «النقير: النقطة في ظهر النواة» ، وقيل: هي الحبة التي تكون في وسط النواة كما في تفسير الطبري: 8/ 474. قال الطبري رحمه الله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله وصف هؤلاء الفرقة من أهل الكتاب بالبخل باليسير من الشيء الذي لا خطر له، ولو كانوا ملوكا وأهل قدرة على الأشياء الجليلة القدر. فإذا كان ذلك كذلك، فالذي هو أولى بمعنى «النقير» أن يكون أصغر ما يكون من النقر. وإذا كان ذلك أولى به، فالنقرة التي في ظهر النواة من صغار النّقر، وقد يدخل في ذلك كل ما شاكلها من النقر» . [ ..... ] (2) من الآية: 51 سورة النساء. (3) أخرج الطبري في تفسيره: 8/ 462، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1354 (سورة النساء) هذا القول عن عمر رضي الله عنه ومجاهد، والشعبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 564 وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عمر رضي الله عنه. (4) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 134، والطبري في تفسيره: 8/ 461، عن عكرمة. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 397، وتفسير البغوي: 1/ 441، والدر المنثور: 2/ 564. (5) السيرة لابن هشام: (1/ 561، 562) . وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (8/ 469، 470) عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر أسباب النزول للواحدي: (187، 188) ، والدر المنثور: (2/ 562، 563) . (6) حييّ- بضم الحاء المهملة، ويجوز كسرها وياءين الآخرة منها مشددة- ابن أخطب النضري، وابنته صفية، إحدى أمهات المؤمنين، اصطفاها النبي صلّى الله عليه وسلّم. أسر حييّ يوم قريظة، ثم قتل، وذلك في السنة الخامسة للهجرة. ينظر السيرة لابن هشام: 2/ 241، والمغازي للواقدي: 2/ 530، والمؤتلف والمختلف للدارقطني: 2/ 786، والإكمال: 2/ 582. (7) هو كعب بن الأشرف الطائي، أمه من بني النضير، وكان يقيم في حصن قريب من المدينة. - بكى قتلى بدر، وشبّب بنساء رسول الله ونساء المسلمين، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم محمد بن سلمة ورهطا معه من الأنصار بقتله، فقتلوه. وذلك في السنة الثالثة من الهجرة. ينظر السيرة لابن هشام: 2/ 51، وصحيح البخاري بشرح الفتح: (7/ 336- 340) ، كتاب المغازي، باب «قتل كعب بن الأشرف» ، وصحيح مسلم: (3/ 1425، 1426) ، كتاب الجهاد والسير، باب «قتل كعب بن الأشرف طاغوت اليهود» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 56 بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها: تبديل الجلود بإفنائها وإعادتها كحال القمر في ذهابه عند السّرار «1» ثم عوده بعده، وكما يقال: صاغ له غير ذلك الخاتم «2» . 58 إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ: في مفتاح الكعبة، أخذه النّبيّ- عليه السلام- يوم الفتح من بني عبد الدار «3» . «أولوا الأمر» «4» : الأمراء والعلماء ومن يقوم بالمصالح وأمور   (1) في اللسان: 4/ 357 (سرر) عن الكسائي: «السرار آخر الشهر ليلة يستسر الهلال» . وعن الفراء: السّرار آخر ليلة إذا كان الشهر تسعا وعشرين، وسراره ليلة ثمان وعشرين، وإذا كان الشهر ثلاثين فسراره ليلة تسع وعشرين» . (2) ذكره الطبري في تفسيره: 8/ 486 وقال: «فلذلك قيل: «غيرها» ، لأنها غير الجلود التي كانت لهم في الدنيا، التي عصوا الله وهي لهم ... وذلك نظير قول العرب للصّائغ إذا استصاغته خاتما من خاتم مصوغ، بتحويله من صياغته التي هو بها، إلى صياغة أخرى: «صغ لي من هذا الخاتم خاتما غيره» فيكسره ويصوغ له منه خاتما غيره، والخاتم المصوغ بالصياغة الثانية هو الأول، ولكنه لما أعيد بعد كسره خاتما قيل: «هو غيره» ... فكذلك معنى قوله: كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها، لما احترقت الجلود ثم أعيدت جديدة بعد الإحراق، قيل: «هي غيرها» على ذلك المعنى» . وانظر هذا المعنى الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للزجاج: 2/ 65، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 117، وتفسير البغوي: 1/ 443، وتفسير القرطبي: 5/ 254. (3) أخرجه الأزرقي في أخبار مكة: 1/ 265، عن مجاهد. والطبري في تفسيره: 8/ 491 عن ابن جريج. والواحدي في أسباب النزول: 189 عن مجاهد. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 114 عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مجاهد، والزهري، وابن جريج، ومقاتل. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 570، وعزا إخراجه إلى ابن مردويه عن ابن عباس، من طريق الكلبي عن أبي صالح. (4) يريد قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... [النساء: الآية: 59] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 الدين «1» . 59 وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا: عاقبة ومرجعا «2» . 69 إِلَى الطَّاغُوتِ: كعب بن الأشرف «3» . 62 فَكَيْفَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ: أي: قتل صاحبهم بما ردّ حكم النّبيّ «4» صلّى الله عليه وسلّم. إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً: أي: ما أردنا بطلبنا دم صاحبنا إلّا الإحسان   (1) قيل: هم الأمراء. أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 497، 498) عن أبي هريرة رضي الله عنه وابن زيد. وعزاه الماوردي في تفسيره: 1/ 400 إلى ابن عباس، وأبي هريرة، والسدي، وابن زيد. وقيل: هم أهل العمل والفقه. أخرجه الطبري في تفسيره: (8/ 499- 501) عن جابر بن عبد الله، وابن عباس، ومجاهد، وعطاء بن السائب، والحسن، وأبي العالية. وقيل: هم أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم. وقيل: إنهم أبو بكر وعمر. وعقب الطبري رحمه الله على هذه الأقوال بقوله: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعة، وللمسلمين مصلحة» . (2) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 130، وتفسير الطبري: 8/ 506، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 68، وقال النحاس في معاني القرآن: 2/ 125: «وهذا أحسن في اللغة، ويكون من آل إلى كذا ويجوز أن يكون المعنى: وأحسن من تأويلكم» . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 511- 513) عن ابن عباس، ومجاهد، والربيع بن أنس، والضحاك. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 193 عن ابن عباس من رواية الكلبي عن أبي صالح. (4) ذكر الماوردي في تفسيره: (1/ 402، 403) في سبب نزول هذه الآية قولين: أحدهما: أن عمر رضي الله عنه قتل منافقا لم يرض بحكم رسول الله، فجاء إخوانه من المنافقين يطالبون بدمه، وحلفوا بالله إننا ما أردنا في المطالبة بدمه إلا إحسانا إلى النساء، وما يوافق الحق في أمرنا. والثاني: أن المنافقين بعد القود من صاحبهم اعتذروا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في محاكمتهم إلى غيره بأن قالوا: ما أردنا في عدولنا عنك إلّا توفيقا بين الخصوم، وإحسانا بالتقريب في الحكم دون الحمل على مرّ الحق، فنزلت الآية» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 وما/ يوافق الحق «1» . [24/ ب] 69 وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً: وحّد على معنى الجنس والحال كقولك: لله درّهم فارسا «2» . 71 حِذْرَكُمْ: سلاحكم. أو احذروا عدوّكم. 72 لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ: أي: المنافقين «3» . يبطّئون «4» النّاس عن الجهاد. ولام لَمَنْ لام الابتداء ولهذا دخلت على الاسم، والثانية لام القسم، دخلت مع نون التوكيد على الفعل «5» .   (1) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: 2/ 69. (2) هذا قول الأخفش في معاني القرآن: (1/ 449، 450) . وانظر تفسير الطبري: 8/ 533، والتبيان للعكبري: 1/ 371، والبحر المحيط: 3/ 288، والدر المصون: 4/ 24. (3) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 8/ 538: «وهذا نعت من الله تعالى ذكره للمنافقين، نعتهم لنبيه صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه ووصفهم بصفتهم فقال: وَإِنَّ مِنْكُمْ، أيها المؤمنون، يعني من عدادكم وقومكم، ومن يتشبه بكم، ويظهر أنه من أهل دعوتكم وملتكم، وهو منافق يبطّئ من أطاعه منكم عن جهاد عدوكم وقتالهم إذا أنتم نفرتم إليهم «فإن أصابتكم مصيبة» ، يقول: فإن أصابتكم هزيمة، أمرنا لكم قتل أو جراح من عدوكم- «قال قد أنعم الله عليّ إذا لم أكن معهم شهيدا» ، فيصيبني جراح أو ألم أو قتل، وسرّه تخلفه عنكم، شماتة بكم ... » . وتساءل الفخر الرازي في تفسيره: 10/ 183 بقوله: «إذا كان هذا المبطئ منافقا فكيف جعل المنافق قسما من المؤمن في قوله: وَإِنَّ مِنْكُمْ؟. قال: «والجواب من وجوه: الأول: أنه تعالى جعل المنافق من المؤمنين من حيث الجنس والنسب والاختلاط. الثاني: أنه تعالى جعلهم من المؤمنين بحسب الظاهر لأنهم كانوا في الظاهر متشبهين بأهل الإيمان. الثالث: كأنه قيل: يا أيها الذين آمنوا في زعمكم ودعواكم، كقوله: يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ اهـ. (4) قال الراغب في المفردات: 52: «أي يثبط غيره. وقيل يكثر هو التثبط في نفسه، والمقصد من ذلك أن منكم من يتأخر ويؤخر غيره» . (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 275، وتفسير الطبري: 8/ 529، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 75، والدر المصون: (4/ 28، 29) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 73 كأن لم يكن «1» بينكم وبينه مودّة: اعتراض «2» . 71 فَانْفِرُوا ثُباتٍ: أي: انفروا جماعات متفرقة «3» . أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً: مجتمعا بعضكم إلى بعض. 75 وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ: أي شيء لكم تاركين القتال؟ «4» . حال. وَالْمُسْتَضْعَفِينَ: أي: وفي المستضعفين «5» .   (1) قرأ ابن كثير، وحفص والمفضل عن عاصم: كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بالتاء، وقرأ نافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمزة، والكسائي: يكن بالياء. ينظر السّبعة لابن مجاهد: 235، والكشف لمكي: 1/ 392. قال مكي: «والاختيار الياء، لأن الجماعة عليه» . (2) معاني القرآن للزجاج: 2/ 76. وقال أبو علي الفارسي في الحجة: 3/ 171: «اعتراض بين المفعول وفعله، فكما أن قوله: قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً في موضع نصب، كذلك قوله: يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً في موضع نصب بقوله: لَيَقُولَنَّ اهـ. (3) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 132: «واحدتها ثبة، ومعناها: جماعات في تفرقة ... وتصديق ذلك أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً، وقد تجمع ثبة: ثبين» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 130، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 75، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 131. (4) عن معاني القرآن للزجّاج: 2/ 77. ونص كلام الزجاج هناك: «ما منفصلة. المعنى: أي شيء لكم تاركين القتال. ولا تُقاتِلُونَ في موضع نصب على الحال كقوله- عز وجل-: فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ اهـ. وقال أبو حيان في البحر: 3/ 295: «والظاهر أن قوله: لا تُقاتِلُونَ في موضع الحال» . (5) نقله النحاس في معاني القرآن: 2/ 133 عن المبرد. وهو قول الزجّاج في معاني القرآن: 2/ 78، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 4/ 133، والفخر الرازي في تفسيره: 10/ 187، وقال: «اتفقوا على أن قوله: وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ متصل بما قبله، وفيه وجهان: أحدهما: أن يكون عطفا على السبيل، والمعنى: ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله وفي المستضعفين. والثاني: أن يكون معطوفا على اسم الله عز وجل، أي في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 والْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها: مكة «1» . 78 مُشَيَّدَةٍ: مجصّصة «2» ، والشّيد: الجصّ «3» . أو مبنية في اعتلاء، حتى قال الربيع «4» : إنّها بروج السّماء «5» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (8/ 544- 546) ، عن ابن عباس، ومجاهد، والسدي، وابن زيد. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1430 (سورة النساء) عن عائشة رضي الله عنها، وضعف المحقق إسناده لأن فيه راويا مبهما. وذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 77، والنحاس في معانيه: 2/ 134، وابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 132. وقال القرطبي في تفسيره: 5/ 279: «القرية هنا «مكة» بإجماع من المتأولين» . (2) أخرج ابن أبي حاتم هذا القول في تفسيره: 1442 (سورة النساء) عن عكرمة. ونقله النحاس في معاني القرآن: 2/ 134 عن عكرمة، وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 406 وقال: «هذا قول بعض البصريين» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 595 وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن عكرمة. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 132، وتفسير الطبري: 8/ 554. (4) هو الربيع بن أنس بن زياد البكري، الخراساني. روي عن أنس بن مالك، والحسن، وأبي العالية. وقال أبو حاتم والعجلي: «صدوق» ، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن معين: كان يتشيع فيفرط. قال الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام، من الخامسة، مات سنة أربعين ومائة، أو قبلها. ترجمته في الجرح والتعديل: (3/ 454، 455) ، وسير أعلام النبلاء: (6/ 169، 170) ، وتقريب التهذيب: 205. [ ..... ] (5) زاد المسير: 2/ 137. وأخرج الطبري في تفسيره: 8/ 553 عن الربيع في قوله: أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ يقول: «ولو كنتم في قصور السماء» . ونقل ابن كثير في تفسيره: 2/ 316 هذا القول عن السدي وقال: «وهو ضعيف، والصحيح أنها المنيعة، أي: لا يغني حجر وتحصن من الموت» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 79، وتفسير الماوردي: 1/ 406، والدر المنثور: 2/ 595. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 81 وَيَقُولُونَ طاعَةٌ: منا طاعة، أو أمرنا طاعة «1» . فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ: لا تسمّهم بما أراد الله من ستر أمرهم إلى أن يستقيم الإسلام «2» . 85 شَفاعَةً حَسَنَةً: الدّعاء للمؤمنين. والكفل: النّصيب «3» ، والمقيت: الحفيظ المقتدر «4» . 88 فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ: حال «5» ، أي: مختلفين فيهم، تقول طائفة: هم منا وأخرى بخلافه. في قوم بالمدينة أظهروا الإسلام ثمّ رجعوا إلى مكة فأشركوا «6» ، أو سمّوا منافقين بعد إظهار الشّرك نسبة إلى ما كانوا   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 81 وقال: «والمعنى واحد، إلا أن إضمار أمرنا أجمع في القصة وأحسن» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 137، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 204، والدر المصون: 4/ 50. (2) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: 2/ 81. وذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 139، والبغوي في تفسيره: 1/ 445، والفخر الرازي في تفسيره: 10/ 201. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 135، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 132، وتفسير الطبري: 8/ 581، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 85، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 146. (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 280، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 135، وتفسير الغريب لابن قتيبة: 132. وأخرج الطبري في تفسيره: 8/ 583 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً، يقول: حفيظا» . (5) معاني القرآن للأخفش: 1/ 451، وتفسير الطبري: 9/ 14، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 88، وحكاه الفخر الرازي في تفسيره: 10/ 225 عن سيبويه. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (9/ 9، 10) عن مجاهد. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 199 عن مجاهد أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 610 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد. وأخرج الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 181، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: - فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ، والإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2142، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، حديث رقم (2776) عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «رجع ناس من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم من أحد، وكان الناس منهم فرقتين فريق يقول: اقتلهم وفريق يقول لا، فنزلت: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ، وقال: إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 عليه، ويحسن ذلك مع التعريف، تقول: هذه العجوز هي الشّابّة، ولا تقول: هذه العجوز شابّة. أَرْكَسَهُمْ: ردّهم ونكّسهم «1» . 90 إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ: يدخلون في قوم آمنتموهم. في بني مدلج «2» كان بينهم وبين قريش عهد، فحرم الله من بني مدلج ما حرّم من قريش «3» . حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ: ضاقت عن قتالهم وقتال قومهم، وهو نصب   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 136، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 133، وتفسير الطبري: 9/ 7، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 88، والمفردات للراغب: 202. (2) مدلج: بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وكسر اللام وجيم بعدها. هم بطن من كنانة. ينظر مشارق الأنوار للقاضي عياض: 1/ 404، واللباب لابن الأثير: 3/ 183. (3) أورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: (2/ 327، 328) رواية ابن أبي حاتم عن الحسن أن سراقة بن مالك المدلجي حدثهم قال: «لما ظهر النبي صلّى الله عليه وسلّم على أهل بدر وأحد، وأسلم من حولهم قال سراقة: بلغني أنه يريد أن يبعث خالد بن الوليد إلى قومي بني مدلج، فأتيته فقلت: أنشدك النعمة، فقالوا: مه، فقال: دعوه، ما تريد؟ قلت: بلغني أنك تريد أن تبعث إلى قومي، وأنا أريد أن توادعهم، فإن أسلم قومك أسلموا ودخلوا في الإسلام، وإن لم يسلموا لم تخشن قلوب قومك عليهم. فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيد خالد فقال: اذهب معه فافعل ما يريد، فصالحهم خالد على أن لا يعينوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإن أسلمت قريش أسلموا معهم، ومن وصل إليهم من الناس كانوا على مثل عهدهم، فأنزل الله: وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ حتى بلغ: إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ فكان من وصل إليهم كانوا معهم على عهدهم» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 613 وزاد نسبته إلى أبي نعيم في الدلائل عن الحسن أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 على الحال، كقولك: جاءني فلان ذهب عقله «1» . وإن كان المعنى دعاء فهو اعتراض «2» . 91 أُرْكِسُوا فِيها: وجدوا راكسين، أي: مقيمين عليها. 92 إِلَّا خَطَأً: استثناء منقطع بمعنى «لكن» «3» . مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ: أي: كفار، إذ لا يرثون المؤمن «4» . [25/ أ] مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ: أهل الذمّة «5» /.   (1) عن معاني القرآن للفراء: 1/ 282. وقال الطبري في تفسيره: 9/ 22: «وفي قوله: أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ، متروك، ترك ذكره لدلالة الكلام عليه. وذلك أن معناه: أو جاءوكم قد حصرت صدورهم، فترك ذكر «قد» لأن من شأن العرب فعل مثل ذلك. تقول: «أتاني فلان ذهب عقله» ، بمعنى: قد ذهب عقله ... » . وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 89، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 156، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 205، والبحر المحيط: 3/ 317. قال السّمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 66: «إذا وقعت فعلا ماضيا ففيها خلاف: هل يحتاج إلى اقترانه ب «قد» أم لا؟ والراجح عدم الاحتياج لكثرة ما جاء منه، فعلى هذا لا تضمر «قد» قبل «حصرت» ومن اشترط ذلك قدّرها هنا» . (2) هو قول المبرد في المقتضب: 4/ 124 وقال القرطبي في تفسيره: 5/ 310: «وضعفه بعض المفسرين» ، ونقل أبو حيان في البحر المحيط: 3/ 317، والسّمين الحلبي في الدر المصون: 3/ 66 رد أبي على الفارسي على قول المبرد ب «أنا مأمورون بأن ندعو على» الكفار بإلقاء العداوة بينهم فنقول: «اللهم أوقع العداوة بين الكفار» لكن يكون قوله: أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ نفي ما اقتضاه دعاء المسلمين عليهم» . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (4/ 165، 166) : «وقول المبرد يخرج على أن الدعاء عليهم بأن لا يقاتلوا المسلمين تعجيزا لهم، والدعاء عليهم بأن لا يقاتلوا قومهم تحقير لهم، أي: هم أقل وأحقر، ويستغنى عنهم، كما تقول إذا أردت هذا المعنى: لأجعل الله فلانا عليّ ولا معي أيضا، بمعنى استغنى عنه واستقل دونه» . (3) تفسير الطبري: 9/ 31، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 90، ومعاني القرآن للنحاس: (2/ 158، 159) ، والتبيان للعكبري: 1/ 380، والدر المصون: 4/ 69. (4) أي: إذا كان القتيل مؤمنا وقومه لا يزالون على الكفر فلا تؤدى لهم الدية. [ ..... ] (5) تفسير الطبري: 9/ 41، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 163، وتفسير الماوردي: 1/ 416. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 95 غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ: رفع على الصّفة للقاعدين» ، أو هو استثناء «2» وتقديره: إلّا أولوا الضّرر فإنّهم يساوونهم. ومن نصبه «3» جعله حالا، أي: لا يساوونهم في حال صحتهم كقولك: جاءني زيد غير مريض، أي: صحيحا «4» . 98 وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا: أي: إلى دار الهجرة «5» . 100 مُراغَماً: متّسعا لهجرته، أي: موضع المراغمة «6» كالمزاحم   (1) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 283: «وقد ذكر أن «غير» نزلت بعد أن ذكر فضل المجاهد على القاعد، فكان الوجه فيه الاستثناء والنصب ... إلا أن اقتران «غير» بالقاعدين يكاد يوجب الرفع لأن الاستثناء ينبغي أن يكون بعد التمام. فتقول في الكلام: لا يستوي المحسنون والمسيئون إلا فلانا وفلانا» . وقراءة الرفع لابن كثير، وأبي عمرو، وحمزة، وعاصم. ينظر السبعة لابن مجاهد: 237، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 178، والكشف لمكي: 1/ 396، والبحر المحيط: 3/ 330، والدر المصون: 4/ 76. (2) ذكره الزجاج في معاني القرآن: (2/ 92، 93) ، ونص كلامه: «ويجوز أن يكون «غير» رفعا على جهة الاستثناء. المعنى: لا يستوي القاعدون والمجاهدون إلا أولو الضرر، فإنهم يساوون المجاهدين لأن الذي أقعدهم عن الجهاد الضرر ... » . (3) وهي قراءة نافع، والكسائي، وابن عامر. كما في السبعة لابن مجاهد: 237، والتبصرة لمكي: 184. (4) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 93. وانظر معاني القرآن للفراء: 1/ 284، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 171، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 206، والتبيان للعكبري: 1/ 383، والدر المصون: 4/ 76. (5) أخرج الطبري في تفسيره: 9/ 111 نحو هذا القول عن عكرمة، ومجاهد، والسدي، وكذا أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: (1541- 1543) . ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 179 عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 649 وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة. (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 138، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 134: «المراغم والمهاجر واحد. تقول: راغمت وهاجرت قومي. وأصله أن الرجل كان إذا أسلم خرج عن قومه مراغما لهم. أي مغاضبا ... وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 96، ومعاني القرآن للنحاس: (2/ 174، 175) ، وتفسير المشكل لمكي: 147. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 موضع المزاحمة. وَسَعَةً: أي: في الرّزق «1» ، أو في إظهار الدّين «2» . 101 وَإِذا ضَرَبْتُمْ: سرتم «3» ، أي: استمررتم في السّير كاستمرار الضّرب باليد، ومنه: ضرب المثل، لاستمراره في البلاد، والضّريبة لاستمرارها. 102 فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً: يحملون حملة رجل واحد «4» . 103 فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ: رجعتم إلى الموطن وأمنتم «5» . كِتاباً مَوْقُوتاً: فرضا موقّتا «6» . 107 يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ : يجعلونها خائنة «7» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 9/ 121 عن ابن عباس، والربيع بن أنس، والضحاك. (2) تفسير الماوردي: 1/ 418. وأورد الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (9/ 121، 122) الأقوال التي قيلت في المراد ب «السعة» ثم قال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أن من هاجر في سبيله يجد في الأرض مضطربا ومتسعا. وقد يدخل في «السعة» ، السعة في الرزق، والغنى والفقر، ويدخل فيه السعة من ضيق الهمّ والكرب الذي كان فيه أهل الإيمان بالله من المشركين بمكة، وغير ذلك من معاني «السعة» ... » . (3) تفسير الطبري: 9/ 123، واللسان: 1/ 545 (ضرب) . (4) تفسير الطبري: 9/ 162، وتفسير البغوي: 1/ 475. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 4/ 213: «بناء مبالغة، أي: مستأصلة لا يحتاج معها إلى ثانية» . (5) قال النحاس في معاني القرآن: 2/ 182: «والمعروف في اللغة أن يقال: اطمأنّ: إذا سكن» ، فيكون المعنى: فإذا سكن عنكم الخوف، وصرتم إلى منازلكم فأقيموا الصلاة» . وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 188: «وفي المراد بالطمأنينة قولان: أحدهما: أنه الرجوع إلى الوطن عن السفر، وهو قول الحسن، ومجاهد، وقتادة. والثاني: أنه الأمن بعد الخوف، وهو قول السدي، والزجاج، وأبي سليمان الدمشقي. (6) عن معاني القرآن للزجّاج: 2/ 99، وقال النحاس في معاني القرآن: 2/ 183: «والمعنى عند أهل اللغة: مفروض لوقت بعينه. يقال: وقته فهو موقوف ووقّته فهو موقّت» . (7) قال ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 193: «أي: يخونون أنفسهم، فيجعلونها خائنة- بارتكاب الخيانة» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 112 وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً : ذنبا بينه وبين الله، أَوْ إِثْماً : دينا من مظالم العباد «1» . 113 يُضِلُّوكَ : يهلكوك «2» . 115 نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى: ندعه وما اختار «3» . 117 إِلَّا إِناثاً: ضعافا عاجزين. سيف أنيث: كهام «4» . وإناث كلّ شيء: أراذله «5» . 118 مَفْرُوضاً: معلوما «6» . 119 فَلَيُبَتِّكُنَّ: يشقّون أذن البحيرة «7» ، أو نسيلة الأوثان «8» .   (1) تفسير الفخر الرازي: 11/ 39. (2) لم أقف على هذا القول بهذا اللّفظ، وفي تفسير الطبري: 9/ 199: «يزلوك عن طريق الحق ... » ، ونقل الزّجاج في معاني القرآن: 2/ 104: «وقال بعضهم معنى أَنْ يُضِلُّوكَ: أن يخطئوك في حكمك» . وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 197: «وفي الإضلال قولان: أحدهما: التخطئة في الحكم. والثاني: الاستزلال عن الحق» . (3) نقل النحاس في معاني القرآن: 2/ 190 عن مجاهد قال: أي نتركه وما يعبد» . قال النحاس: «وكذلك هو في اللغة، يقال: ولّيته ما تولى: إذا تركته في اختياره» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 11/ 43، وتفسير القرطبي: 5/ 386. (4) في اللسان: 12/ 529: «وسيف كهام وكهيم: لا يقطع، كليل عن الضربة ... » . (5) عن تفسير الماوردي: 1/ 423. (6) تفسير الطبري: 9/ 212 عن الضحاك. (7) سيأتي بيان المؤلف لمعنى «البحيرة» عند قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ ... [المائدة: 103] . وانظر معاني القرآن للفراء: 1/ 322، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: (1/ 179، 180) ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 147، وتفسير الطبري: (11/ 128- 130) ، واللسان: 4/ 43 (بحر) . (8) أي نسيلة القرابين إلى الأوثان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ: دين الله «1» . وحمله أنس «2» على خصاء الغنم وكرهه. 122 وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا: أي: لا أحد أصدق من الله، وإنّما كان معناه النّفي لأن جوابه لا يتوجه إلّا عليه «3» . 123 لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ: ليس ثواب الله بأمانيكم «4» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (9/ 218- 220) عن ابن عباس، وإبراهيم النخعي، والحسن، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي، وابن زيد. وانظر هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 136، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 110، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 195، وتفسير الماوردي: 1/ 424، والدر المنثور: 2/ 690. (2) هو أنس بن مالك الصّحابي الجليل رضي الله عنه. وأخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 140، والطبري في تفسيره: 9/ 215. عن أنس رضي الله تعالى عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (2/ 688، 689) وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أنس أيضا. قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 9/ 222: «وأولى الأقوال بالصواب في تأويل ذلك، قول من قال: معناه: وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ، قال: دين الله. وذلك لدلالة الآية الأخرى على أن ذلك معناه، وهي قوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ [سورة الروم: 30] . وإذا كان ذلك معناه، دخل في ذلك فعل كل ما نهى الله عنه: من خصاء ما لا يجوز خصاؤه، ووشم ما نهى عن وشمة ووشره، وغير ذلك من المعاصي ودخل فيه ترك كل ما أمر الله به» . (3) قال أبو حيان في البحر المحيط: 3/ 355: «القيل والقول واحد، أي: لا أحد أصدق قولا من الله، وهي جملة مؤكدة- أيضا- لما قبلها. وفائدة هذه التواكيد المبالغة فيما أخبر به تعالى عباده المؤمنين بخلاف مواعيد الشيطان وأمانيه الكاذبة المخلفة لأمانيه» . (4) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 111. ونص كلام الزجاج هناك: «اسم ليس» مضمر المعنى: ليس ثواب الله بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، وقد جرى ما يدل على إضمار الثواب، وهو قوله: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا أي إنما يدخل الجنة من آمن وعمل صالحا. ليس كما يتمنى أهل الكتاب، لأنهم كانوا يزعمون أنهم أبناء الله وأحباؤه، وقالوا: - لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً فأعلم الله- عز وجل- أن دخول الجنة وثواب الله على الحسنات والسيئات ليس بالأماني ولكنه بالأعمال ... » . وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 197، وتفسير الماوردي: 1/ 424، وزاد المسير: 2/ 209. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 127 وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ: في الواجب لهن [وما] «1» عليهن «2» . وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ: أي: مبيّن، وذلك حذف الخبر «3» . وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ: أي: في المستضعفين، وكانوا لا يورّثونهن. 135 إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما: رؤوف «4» بالفقير وأعلم بحال الغنيّ. في فقير وغنيّ اختصما إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقيل: الفقير لا يظلم الغنيّ «5» . فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا: أي: عن الحق، أو لا تتركوا العدل بالهوى. وَإِنْ تَلْوُوا: لوى يلوى ليّا: مطل ودافع «6» ، أي: وإن تدفعوا بأداء الشهادة.   (1) عن نسخة «ج» . (2) تفسير الطبري: 9/ 253. [ ..... ] (3) مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 209، والتبيان للعكبري: 1/ 393. قال السّمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 100: «وفي الخبر احتمالان، أحدهما: أنه الجار بعده وهو «في الكتاب» والمراد بما يتلى القرآن ... والاحتمال الثاني: أن الخبر محذوف أي: والمتلو عليكم في الكتاب يفتيكم أو يبين لكم أحكامهن ... » . (4) في «ج» : أرأف. (5) أخرج الطبري في تفسيره: 9/ 303 عن السدي في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ ... ، قال: نزلت في النبي صلّى الله عليه وسلّم، واختصم إليه رجلان: غني وفقير، وكان ضلعه مع الفقير، يرى أن الفقير لا يظلم الغنيّ، فأبى الله إلّا أن يقوم بالقسط في الغني والفقير، فقال: إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا الآية» . وانظر أسباب النزول للواحدي: 216، وزاد المسير: 2/ 222. (6) تفسير الطبري: 9/ 310، وتفسير الماوردي: 1/ 428، وتفسير القرطبي: 5/ 413. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 [25/ ب] ومن قرأ: تلوا «1» فهو أيضا تلووا/ أبدلت الواو للضمة «2» همزة، ثم حذفت وألقيت حركتها على اللام، كما قيل في «أدؤر» : أدور، ثم «أدر» «3» . أَوْ تُعْرِضُوا: تكتموها «4» . 136 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: أي: بالأنبياء السابقين، آمَنُوا: بمحمد «5» ودوموا على الإيمان. 137 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً. الإيمان الأول: دخول المنافقين في الإسلام لحقن الدماء والأموال. والثاني: نفاقهم بقولهم: آمنا، وازديادهم «6» قولهم: إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ «7» . 141 أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ: نحط بكم للمعونة ونغلب عليكم بالموالاة، ونمنعكم منهم بما كنا نعلمكم من أخبارهم «8» . وفي الحديث «9» في الصّلاة: «حاذ عليها بحدودها» ، أي: حاطها.   (1) وهي قراءة حمزة، وابن عامر بواو واحدة واللام مضمومة. ينظر السبعة لابن مجاهد: 239، والتبصرة لمكي: 185. (2) في «ج» : بالضمة. (3) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: 2/ 118، ذكره في توجيه هذه القراءة. وانظر معاني القرآن للفراء: 1/ 291، وتفسير الطبري: 9/ 310، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 215، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 186. (4) تفسير الطبري: 9/ 308. (5) ذكره الطبري في تفسيره: 9/ 312، والماوردي في تفسيره: 1/ 429، وقال: «ويكون ذلك خطابا لليهود والنصارى» . (6) تفسير الفخر الرازي: 11/ 79. (7) سورة البقرة: آية: 14 حكاية عن المنافقين. (8) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: 2/ 122. وانظر تفسير الطبري: 9/ 324، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 219، وتفسير الماوردي: 1/ 430، وزاد المسير: 2/ 229. (9) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: 1/ 269 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه-- مرفوعا، وفي سنده بكر بن بكار متكلم فيه. ينظر الجرح والتعديل: 2/ 383، وميزان الاعتدال: 1/ 343، ولسان الميزان: 2/ 48. وينظر الحديث أيضا في الفائق: 1/ 333، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 250، والنهاية: 1/ 457. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 و «الأحوذيّ» : الجاد المتحفظ «1» . 143 مُذَبْذَبِينَ: مترددين «2» . 146 [وَسَوْفَ] «3» يُؤْتِ اللَّهُ: حذفت الياء من الخطّ كما حذفت من اللفظ لسكونها وسكون اللام «4» ، وكذلك سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ «5» ، ويَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ «6» . وأما قوله «7» : ما كُنَّا نَبْغِ، وقوله «8» : يُنادِ الْمُنادِ فحذفت لثقلها ودلالة الكسرة عليها «9» . 148 إِلَّا مَنْ ظُلِمَ: موضع مِنَ رفع على إعمال المصدر «10» ، أي: لا يجهر إلا من ظلم فيدعو على ظالمه أو ينتصر منه.   (1) اللسان: 3/ 487 (حوذ) . [ ..... ] (2) تفسير الطبري: 9/ 332، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 223، والمفردات للراغب: 177. وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 23: «المذبذب: المتردد بين أمرين، وأصل التذبذب: التحرك، والاضطراب، وهذه صفة المنافق، لأنه محيّر في دينه لا يرجع إلى اعتقاد صحيح» . (3) في الأصل: «فسوف» . (4) هذا النص عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 125 وفيه: «وسكون اللام في «الله» . وانظر البحر المحيط: 3/ 381، والدر المصون: (4/ 132، 133) . (5) سورة العلق: آية: 18. (6) سورة القمر: آية: 6. (7) سورة الكهف: آية: 64. (8) سورة ق: آية: 41. (9) معاني القرآن للزجاج: 2/ 125. (10) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: 3/ 382، والسمين الحلبي في الدر المصون: (4/ 133، 134) عن أبي علي الفارسي. قال أبو حيان: «وحسّن ذلك كون الجهر في حيز النفي، وكأنه قيل: لا يجهر بالسوء من القول إلا المظلوم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 نزلت في أبي بكر «1» رضي الله عنه، شتمه رجل فسكت عنه، ثم ردّ عليه. 155 فَبِما نَقْضِهِمْ: فبشيء أو أمر عذبناهم «2» ، ونَقْضِهِمْ بدل عنه وتفسير «3» ، تنزيها عن لفظ الزيادة. بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ: جعلها كالمطبوع عليها «4» . قال الحسن «5» : أهل الطبع لا يؤمنون أصلا. 157 وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً: ما تبينوه علما «6» ، تقول: قتلته علما وقتلته   (1) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 237، وأبو حيان في البحر المحيط: (3/ 381، 382) عن مقاتل. وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 11/ 92 دون عزو. وأخرج أبو داود في سننه: 5/ 204، كتاب الأدب، باب «في الانتصار» عن سعيد بن المسيب قال: «بينما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالس ومعه أصحابه وقع رجل بأبي بكر، فآذاه، فصمت عنه أبو بكر ثم آذاه الثانية، فصمت عنه أبو بكر، ثم آذاه الثالثة، فانتصر منه أبو بكر، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين انتصر أبو بكر، فقال أبو بكر: أوجدت عليّ يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نزل ملك من السماء يكذّبه بما قال لك، فلما انتصرت وقع الشيطان، فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان» . وأخرج أبو داود- نحوه- متصلا من طريق ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه دون الإشارة إلى أنها سبب لنزول الآية. (2) تفسير الطبري: 9/ 365، وفي متعلق الباء قال الفخر الرازي في تفسيره: 11/ 98: «إنه محذوف تقديره: فبما نقضهم ميثاقهم وكذا لعناهم وسخطنا عليهم، والحذف أفخم، لأن عند الحذف يذهب الوهم كل مذهب، ودليل المحذوف أن هذه الأشياء المذكورة من صفات الذم فيدل على اللّعن» . (3) مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 212، والتبيان للعكبري: 1/ 403، والدر المصون: 4/ 142. (4) تفسير الماوردي: 1/ 433 عن الزّجاج، ونص قوله: «ذمهم بأن قلوبهم كالمطبوع عليها التي لا تفهم أبدا ولا تطيع مرشدا» . (5) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره: 1/ 496 دون عزو. [ ..... ] (6) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 294: «الهاء هنا للعلم، كما تقول قتلته علما، وقتلته يقينا، للرأي والحديث والظن» . - وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 137، وتفسير الطبري: 9/ 377، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 192، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 234. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 ممارسة [وتذليلا] «1» . 158 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ: إلى موضع لا يجري عليه أمر أحد من العباد «2» . 172نْ يَسْتَنْكِفَ : لن يأنف «3» . من نكفت الدّمع: نحّيته «4» . وفي الحديث «5» : «فانتكف العرق عن جبينه» ، وفي حديث آخر «6» :   (1) في الأصل: «تكليلا» والمثبت في النص عن «ك» ، وهو أنسب للسياق. (2) ينظر هذا المعنى عند تفسير قوله تعالى: إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ ... [آل عمران: آية: 55] . (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 144، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 137، وتفسير الطبري: 9/ 424، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 136، والمفردات للراغب: 507، وتفسير القرطبي: 6/ 26. (4) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 136. وانظر: معاني القرآن للنحاس: 2/ 241، وغريب الحديث للخطابي: 1/ 140، واللسان: 9/ 340 (نكف) . (5) ذكره الخطابي في غريب الحديث: 2/ 198 من حديث علي رضي الله عنه، ونصّه: «أنه لما أخرج عين أبي نيزر، وهي ضيعة له، جعل يضرب بالمعول حتى عرق جبينه، فانتكف العرق عن جبينه» . وهو في الفائق: 4/ 25، والنهاية: 5/ 116. قال الخطابي رحمه الله: «يقال: نكفت العرق والدّمع إذا سلته بإصبعك، وانتكف العرق إذا سال وانقطع» . (6) ذكره الخطابي- بغير سند- في غريب الحديث: 2/ 199، ونص كلامه: «ويقال في قصة حنين: إن مالك بن عوف النّصري، قال لغلام له حادّ البصر: ما ترى؟ فقال: أرى كتيبة حرشف، كأنهم قد تشذروا للحملة، ثم قال له: «ويلك صف لي؟ قال: قد جاء جيش لا يكت ولا ينكف آخره» . وهو في الفائق: 1/ 264، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 436. قال الخطابي رحمه الله: «لا ينكف أي لا يقطع آخره» . وانظر اللسان: 9/ 340 (نكف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 «جاء جيش لا ينكف آخره» . 159 وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ: بالمسيح قَبْلَ مَوْتِهِ إذا نزل [26/ أ] من السماء «1» . أو قبل موت الكتابي عند المعاينة «2» . رواه شهر «3» / بن حوشب عن محمد بن الحنفية «4» للحجّاج «5» ، فقال: أخذته من عين   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 9/ 380 عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحسن، وقتادة، وأبي مالك، وابن زيد. واختاره الطبري رحمه الله. ينظر تفسيره: 9/ 386. وأخرج الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 143، كتاب الأنبياء، باب «نزول عيسى بن مريم عليهما السلام» ، والإمام مسلم في صحيحه: (1/ 135، 136) ، كتاب الإيمان، باب «نزول عيسى بن مريم» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها» . ثم يقول أبو هريرة: «واقرءوا إن شئتم: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً. (2) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (9/ 382- 386) عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والحسن، وابن سيرين، والضحاك. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 2/ 733، وزاد نسبته إلى الطيالسي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. (3) شهر بن حوشب: (20- 100 هـ) . هو شهر بن حوشب الأشعري، الشامي، أبو سعيد. ترجم له الحافظ في التقريب: 269، وقال: «صدوق، كثير الإرسال والأوهام» . وانظر ترجمته في: طبقات ابن سعد: 7/ 449، الجرح والتعديل: 4/ 382، سير أعلام النبلاء: 4/ 372. (4) ابن الحنفية: (21- 81 هـ) . هو محمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم المعروف ب «ابن الحنفية» . الإمام التابعي المشهور. قال عنه الحفاظ في التقريب: 497: «ثقة، عالم، من الثانية» . وانظر ترجمته في: طبقات ابن سعد: 5/ 91، وفيات الأعيان: 4/ 169، سير أعلام النبلاء: 4/ 110. (5) هو الحجاج بن يوسف الثقفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 صافية «1» . 162 وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ: نصب على المدح «2» ، وهو أوجه وأولى مما يروى عن عائشة أنها قالت لعروة: يا بني هذا مما أخطأ فيه الكتّاب «3» . 166 لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ: إذ قالت اليهود: لا نشهد بما أنزل الله، فشهد   (1) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: (11/ 105، 106) . وأورده السيوطي في الدرّ المنثور: 2/ 734 وعزا إخراجه إلى ابن المنذر عن شهر بن حوشب. (2) هو قول سيبويه في الكتاب: (2/ 62- 64) . واختاره الزّجّاج في معاني القرآن: (2/ 131، 132) ونسبه إلى الخليل وسيبويه. وذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 238. قال مكي في مشكل إعراب القرآن: (1/ 212، 213) : «ومن جعل نصب «المقيمين» على المدح جعل خبر «الراسخين» «يؤمنون» ، فإن جعل الخبر قوله: أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ لم يجز نصب «المقيمين» على المدح لأن المدح لا يكون إلا بعد تمام الكلام» . وانظر التبيان للعكبري: 1/ 407، والبحر المحيط: (3/ 395، 396) ، والدر المصون: 4/ 153. [ ..... ] (3) أخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 9/ 395 عن عروة رضي الله عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (2/ 744، 745) وزاد نسبته إلى أبي عبيد في فضائله، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن أبي داود، وابن المنذر عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما. قال أبو حيان في البحر المحيط: (3/ 395، 396) : «وذكر عن عائشة وأبان بن عثمان أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف، ولا يصح عنهما ذلك لأنهما عربيان فصيحان وقطع النعوت أشهر في لسان العرب، وهو باب واسع ذكر عليه شواهد سيبويه وغيره، وعلى القطع خرّج سيبويه ذلك» . وقال الزمخشري في الكشاف: 1/ 582: «ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنا في خط المصحف، وربما التفت إليه من لم ينظر في «الكتاب» ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتتان، وغبي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام وذبّ المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدّها من بعدهم، وخرقا يرفوه من يلحق بهم» . وانظر الدر المصون: 4/ 155. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 الله بما أنزل وأظهر من المعجزات «1» . 170 فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ: أي: يكن خيرا لكم «2» . 176 يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا: أي: لولا تبيينه. وقيل «3» : كراهة أن تضلوا.   (1) تفسير الطبري: 9/ 409، وتفسير البغوي: 1/ 501، وزاد المسير: 2/ 257، وتفسير الفخر الرازي: 11/ 113. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 143. ونقل مكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 214 عن أبي عبيدة قال: «هو خبر «كان» مضمرة، تقديره: فآمنوا يكن الإيمان خيرا لكم» . وانظر تفسير البغوي: 1/ 501، والدر المصون: (4/ 164، 165) . (3) معاني القرآن للزجاج: 2/ 137 عن البصريين. وقال الزجاج: « ... ولكن حذفت «كراهة» لأن في الكلام دليلا عليها، وإنما جاز الحذف عندهم على حد قوله: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ والمعنى: واسأل أهل القرية، فحذف الأول جائز، ويبقى المضاف يدل على المحذوف ... » . وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 216، وتفسير البغوي: 1/ 504، وزاد المسير: 2/ 266، وتفسير الفخر الرازي: 11/ 123، والدر المصون: 4/ 176. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 ومن سورة المائدة نزلت المائدة والنبي صلّى الله عليه وسلّم واقف بعرفة على راحلته «1» ، فتنوخت لئلا تندقّ ذراعها. 1 أَوْفُوا بِالْعُقُودِ: ما عقدها الله عليكم، وما تعاقدتم بينكم «2» . بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ قال رجل عند مجاهد «3» : دعونا من هذه الأحاديث،   (1) أخرج الإمام أحمد في مسنده: 6/ 455 عن أسماء بنت يزيد قالت: «إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ أنزلت عليه «المائدة» كلها، وكادت من ثقلها تدق بعضد الناقة» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 3 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن جرير، ومحمد بن نصر، والطبراني، وأبي نعيم في «الدلائل» ، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن أسماء بنت يزيد أيضا. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 4/ 311: «هذه السورة مدنية بإجماع ... ومن هذه السورة ما نزل في حجة الوداع، ومنها ما نزل عام الفتح وهو قوله: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ الآية. وكل ما نزل من القرآن بعد هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم فهو مدني، سواء ما نزل بالمدينة أو في سفر من الأسفار أو بمكة، وإنما يرسم بالمكي ما نزل قبل الهجرة ... » . وانظر تفسير البغوي: 2/ 5، وزاد المسير: 2/ 267، وتفسير القرطبي: (6/ 30، 31) . (2) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 139، وقال: «والعقود: العهود، يقال: وفيت بالعهد وأوفيت. والعقود واحدها عقد، وهي أوكد العهود، يقال: عهدت إلى فلان في كذا وكذا، تأويله ألزمته ذلك ... » . (3) مجاهد: (21- 104 هـ) . مجاهد بن جبر- بفتح الجيم وسكون الموحدة- المكي، القرشي، أبو الحجاج. الإمام التابعي الثبت، المقرئي المفسّر، الحافظ. ترجمته في: تذكرة الحفاظ: 1/ 92، سير أعلام النبلاء: 4/ 449، تهذيب التهذيب: (10/ 42) ، وطبقات الحفاظ: (35، 36) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 عليكم بالقرآن، فقال رجل من الكوفة: فما تقول في لحم القرد؟. فقال مجاهد: ليس القرد من بهيمة الأنعام «1» . 2 لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ: مناسك الحج وعلاماته «2» . وقيل «3» : الهدايا المشعرة، أي: المطعونة. وفي الحديث «4» : «لا سلب إلّا لمن أشعر أو قتل» أي: طعن. وَلَا الْهَدْيَ: ما يهدى إلى البيت، فلا يذبح حتى يبلغ الحرم «5» . وَلَا الْقَلائِدَ: كانوا يقلّدون «6» من لحاء شجر «7» الحرم ليأمنوا، أي: فلا تقتلوا من تقلد به «8» .   (1) أخرج عبد الرزاق في مصنفه: 4/ 529، كتاب المناسك، باب «الثعلب والقرد» عن مجاهد أنه سئل عن أكل القرد، فقال: «ليس من بهيمة الأنعام» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 7، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن مجاهد أيضا. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 9/ 463 عن ابن عباس ومجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 440 عن ابن عباس ومجاهد، وابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 372 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 146، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 250، ونقله البغوي في تفسيره: 2/ 7 عن أبي عبيدة وقال: «والإشعار من الشعار، وهي العلامة، وأشعارها: أعلامها بما يعرف أنها هدي، والاشعار هاهنا: أن يطعن في صحفة سنام البعير بحديدة حتى يسيل الدم، فيكون ذلك علامة أنها هدي» . (4) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: 3/ 136 بلفظ: «لا سلب إلا لمن أشعر علجا أو قتله» عن مكحول، وهو في الفائق للزمخشري: 2/ 250، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 543، والنهاية: 2/ 479. قال الخطابي رحمه الله: «قوله: أشعر علجا: أي أثخنه جراحا. يقال: أشعرت الرجل، إذا جرحته فسال دمه. ومنه إشعار البدن، وهو أن تطعن بالحربة في سنامها ... » . (5) تفسير الطبري: 9/ 466. (6) لحاء الشجرة: - بكسر اللّام-: قشرها. اللسان: 15/ 241 (لحا) . (7) في «ج» : يتقلدون. [ ..... ] (8) معاني القرآن للفراء: 1/ 299، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 139، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (9/ 468، 469) عن عطاء، ومجاهد، والسدي، وابن زيد. وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: 2/ 251، وتفسير الماوردي: 1/ 441، وزاد المسير: 2/ 273. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 وقيل «1» : على عكسه، أي: لا تحلّوا التقلّد به لأنه عادة جاهلية ولئلا يتشذّب «2» شجر الحرم. وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ: أي: لا تحلّوا قاصدين البيت «3» . وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ: لا يكسبنكم «4» . شَنَآنُ قَوْمٍ: أهل مكة،   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 9/ 469 عن عطاء، ومطرّف بن الشخير. وذكره البغوي في تفسيره: 2/ 7. قال الطبري رحمه الله: «والذي هو أولى بتأويل قوله: وَلَا الْقَلائِدَ- إذ كانت معطوفة على أول الكلام، ولم يكن في الكلام ما يدل على انقطاعها عن أوله، ولا أنه عني بها النهي عن التقلد أو اتخاذ القلائد من شيء- أن يكون معناه: ولا تحلوا القلائد. فإذا كان ذلك بتأويله أولى، فمعلوم أنه نهي من الله جل ذكره عن استحلال حرمة المقلّد، هديا كان ذلك أو إنسانا، دون حرمة القلادة. وإن الله عز ذكره، إنما دل بتحريمه حرمة القلادة، على ما ذكرنا من حرمة المقلّد، فاجتزأ بذكره «القلائد» من ذكر «المقلد» ، إذ كان مفهوما عند المخاطبين بذلك معنى ما أريد به» . (2) في أساس البلاغة: 1/ 483: «شذب الشجرة. ونخل مشذّب، وطار عن النخل شذ به وهو ما قطع عنه» . وانظر اللسان: 1/ 486 (شذب) . (3) قال الفراء في معاني القرآن: 1/ 299: «نسخت هذه الآية الآية التي في التوبة فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى آخر الآية» . وانظر تفسير الطبري: 9/ 471، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 252، والمحرر الوجيز: 4/ 323. (4) هذا نص قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 139، ونقله النحاس في معاني القرآن: 2/ 253 عن أبي عبيدة. ولم أقف على هذا القول له في كتابه مجاز القرآن. وإنما قال: «مجازه: ولا يحملنكم ولا يعدينكم» . ينظر مجاز القرآن: 1/ 147. قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 143: «والمعنى واحد، وقال الأخفش: لا يجنفنكم بغض قوم. وهذه ألفاظ مختلفة والمعنى واحد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 أَنْ صَدُّوكُمْ: عام الحديبية. أَنْ تَعْتَدُوا: موضع «أن» الأولى مفعول له، والثانية مفعول به «1» ، أي: لا يكسبنكم بغضكم قوما بصدّهم إياكم الاعتداء على هؤلاء الحجاج. والمهلّ والمستهلّ: رافع صوته بذكر الله تعالى، وفي حديث المولود «2» : «لا يورّث حتى يستهل صارخا» . 3 وَالْمَوْقُوذَةُ: المضروبة ضربا مبرّحا حتى تموت فتكون أرخص للحمها «3» . وَالْمُتَرَدِّيَةُ: الهاوية من جبل أو [في] «4» بئر «5» . [26/ ب] وَالنَّطِيحَةُ: / نطحتها أخرى فماتت «6» .   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 143، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 140، وتفسير الطبري: (9/ 488، 489) ، وزاد المسير: (2/ 276، 277) . (2) أخرجه ابن ماجة في سننه: 2/ 919، كتاب الفرائض، باب «إذا استهل المولود ورث» عن جابر بن عبد الله والمسور بن مخرمة مرفوعا. وقال: واستهلاله، أن يبكي ويصيح أو يعطس. وأخرج- نحوه- الدارمي في سننه: (2/ 393) عن مكحول مرفوعا. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما موقوفا. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 151، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 140، وتفسير الطبري: 9/ 495. (4) عن نسخة «ج» . (5) كذا في معاني القرآن للفراء: 1/ 301، وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 151: «التي تردت فوقعت في بئر أو وقعت من جبل أو حائط أو نحو ذلك فماتت» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 140، وتفسير المشكل لمكي: 150، وزاد المسير: 2/ 280، وتفسير القرطبي: 6/ 49. (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 140. قال الطبري في تفسيره: 9/ 499: «وأصل النطيحة المنطوحة، صرفت من مفعولة إلى فعلية» . وقال مكي في تفسير المشكل: 150: «ويجوز أن تكون هي الناطحة نطحت غيرها فماتت، فتكون النطيحة بمعنى الناطحة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 والتذكية: فري الأوداج «1» وانهار الدم. قال أبو حنيفة رحمة الله عليه: كل ما فرى الأوداج من شظية «2» ، أو شظاظ، أو ليطة. و «النّصب» : الأصنام المنصوبة واحدها «نصاب» «3» . أو واحد وجمعه «أنصاب» «4» . و «نصايب» . وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا: تطلبوا قسمة الجزور «5» بالميسر. قال المبرد «6» : تأويل الاستقسام أنهم ألزموا أنفسهم ما تخرج به الأزلام كما يفعل ذلك في اليمين، فيقال: أقسم به، أي: ألزم نفسه وجعله قسمه. وكانوا يحيلون القداح مكتوبا عليها الأمر والنهي ليقسم لهم ما يفعلون أو يتركون «7» . وحكى أبو سعيد الضرير «8» : تركت فلانا   (1) أي قطعها. النهاية لابن الأثير: 3/ 442، واللسان: 15/ 153 (فرا) . (2) جاء في هامش الأصل: «الشّظية: القطعة من العصا. الشظاظ: العود. اللّيطة: قشر القصب» . اللسان: 14/ 443 (شظى) ، 7/ 445 (شظظ) ، 7/ 396 (ليط) . وانظر قول الإمام أبي حنيفة في أحكام القرآن للجصاص: (2/ 306، 307) ، والهداية للمرغيناني: 4/ 65. (3) معاني القرآن للزجاج: 2/ 146، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 258، وتفسير الفخر الرازي: 11/ 137. [ ..... ] (4) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 152، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: (140، 141) ، والطبري في تفسيره: 9/ 508، والزجاج في معاني القرآن: 2/ 146. (5) قال ابن الأثير في النهاية: 1/ 266: «الجزور: البعير ذكرا كان أو أنثى ... » . (6) لم أقف على قول المبرد فيما تيسر لي من كتبه. وينظر قوله في تفسير الماوردي: 1/ 444. (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 152، وتفسير الطبري: 9/ 510، ومعاني القرآن للزجاج: (2/ 146، 147) ، وتفسير القرطبي: 6/ 58. (8) هو أحمد بن خالد البغدادي، أبو سعيد. وصفه القفطي في إنباه الرواة: 1/ 41 ب «اللغوي الفاضل الكامل» ، وقال: «لقي ابن- الأعرابي وأبا عمرو الشيباني، وحفظ عن الأعراب نكتا كثيرة» . وانظر أخباره في إنباه الرواة: 4/ 95، ومعجم الأدباء: (3/ 15- 26) ، وبغية الوعاة: 1/ 305. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 يستقسم، أي: يروي ويفكّر بين أمرين. والقداح أزلام لأنها تزلم، أي: تسوّى وتؤخذ من حروفها «1» . 4 مِنَ الْجَوارِحِ: الكواسب «2» . مُكَلِّبِينَ: ذوي كلاب «3» . أو معلّمين الكلاب الصيد «4» ك «المؤدب» لمعلم الأدب.   (1) جاء في اللسان: 2/ 270 (زلم) : «زلّم القدح: سوّاه ولينه. وزلّم الرّحى: أدارها وأخذ من حروفها ... ويقال: قدح مزلم وقدح زليم إذا طرّ وأجيد قدّه وصنعته» . (2) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 154: «أي الصوائد، ويقال: فلان جارحة أهله أي كاسبهم ... ويقال: امرأة أرملة لا جارح لها، أي لا كاسب لها» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 141، وتفسير الطبري: 9/ 543، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 264، والصحاح: 1/ 358، واللسان: 2/ 423 (جرح) . (3) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 302، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 154، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 9/ 549 عن الضحاك، والسدي. وقيل أيضا هو كل ما علّم الصيد من بهيمة أو طائر. أخرجه الطبري في تفسيره: (9/ 547- 549) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعبيد ابن عمير، وخيثمة بن عبد الرحمن. قال الطبري- رحمه الله- بعد أن أورد القولين: «وأولى القولين بتأويل الآية قول من قال: كل ما صاد من الطير والسباع فمن الجوارح، وأنّ صيد جميع ذلك حلال إذا صاد بعد التعليم، لأنّ الله جل ثناؤه عمّ بقوله: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ، كل جارحة، ولم يخصص منها شيئا. فكل جارحة كانت بالصفة التي وصف الله من كل طائر وسبع، فحلال أكل صيدها ... فإن ظنّ ظان أن في قوله: مُكَلِّبِينَ، دلالة على أن الجوارح التي ذكرت في قوله: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ، هي الكلاب خاصة، فقد ظن غير الصواب. وذلك أن معنى الآية: قل أحل لكم، أيها الناس، في حال مصيركم أصحاب كلاب الطيبات، وصيد ما علمتوه الصيد من كواسر السباع والطير. فقوله: مُكَلِّبِينَ: صفة للقانص، وإن صاد بغير الكلاب في بعض أحيانه ... » . (4) ذكره البغوي في تفسيره: 2/ 12 دون عزو. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 292 إلى أبي سليمان الدمشقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 ويقال «أكلب» إذا كثرت كلابه، و «أمشى» كثرت ماشيته «1» . وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ: على الإرسال «2» . 5 وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ: ذبائحهم «3» . 6 وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ: خفض أرجلكم على الجوار «4» . ومن قرأ: وَأَرْجُلَكُمْ «5» فيقدر فيه تكرار الفعل. وأرجلكم بالرفع «6» على الابتداء المحذوف الخبر، أي: وأرجلكم مغسولة. وقيل «7» : إنه معطوف على الرأس في اللفظ والمعنى، ثم نسخ بالسنة، أو بدليل التحديد إلى الكعبين.   (1) ينظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 263، والمحرر الوجيز: (4/ 354، 355) ، وزاد المسير: 2/ 292. (2) ذكره الطبري في تفسيره: 9/ 571، والقرطبي في تفسيره: 6/ 74، وقال: «وقيل المراد بالتسمية هنا عند الأكل، وهو الأظهر ... » . (3) تفسير الطبري: 9/ 572، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 151، وتفسير الماوردي: 1/ 449، وقال القرطبي في تفسيره: 6/ 76: «والطعام اسم لما يؤكل والذبائح منه، وهو هنا خاص بالذبائح عند كثير من أهل العلم بالتأويل» . (4) وهي قراءة ابن كثير، وحمزة، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: 243، والتبصرة لمكي: 186. (5) وهي قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي، وعاصم في رواية حفص. ينظر السّبعة لابن مجاهد: (243، 244) ، والكشف لمكي: 1/ 406، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 152. [ ..... ] (6) وتنسب هذه القراءة إلى الحسن البصري والأعمش وهي قراءة شاذة. ينظر المحتسب لابن جني: 1/ 208، والكشاف: 1/ 598، وتفسير القرطبي: 6/ 91. (7) هذا توجيه آخر لقراءة الخفض، وقد ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 155، والزجاج في معاني القرآن: 2/ 154، وأبو علي الفارسي في الحجة: (3/ 215، 216) ، وابن عطية في المحرر الوجيز: 4/ 371، والقرطبي في تفسيره: 6/ 91، والسمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 215. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 وروى الأزهري «1» بإسناد له عن أبي زيد الأنصاري «2» أنّ المسح عند العرب غسل ومسح «3» . 7 وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ: يعني: بيعة الرضوان «4» . عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ: بضمائرها، ولذلك أنثت، وإنما لم تجيء «ذوات الصّدور» لينبئ عن التفصيل في كل ذات. 12 نَقِيباً: حفيظا أمينا «5» . وَعَزَّرْتُمُوهُمْ: عزرته أعزره عزرا: حطته، وعزّرته: فخّمت   (1) الأزهري: (282- 370 هـ) . هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، أبو منصور. الإمام اللغوي الأديب، صاحب كتاب تهذيب اللّغة، وعلل القراءات، وشرح ديوان أبي تمام ... وغير ذلك. أخباره في معجم الأدباء: 17/ 164، وفيات الأعيان: 4/ 334، والطبقات الكبرى للسبكي: 3/ 63، وبغية الوعاة: 1/ 19. (2) أبو زيد الأنصاري: (119- 215 هـ) . هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، البصري. إمام اللّغة والأدب في عصره، وصفه الذهبي بقوله: «الإمام العلامة، حجة العرب ... صاحب التصانيف» . صنف «النوادر» في اللّغة، وخلق الإنسان، ولغات القرآن، وغريب الأسماء ... وغير ذلك. أخباره في: تاريخ بغداد: 9/ 77، إنباه الرواة: 2/ 30، سير أعلام النبلاء: 9/ 494. (3) لم أقف على قول أبي زيد في تهذيب اللغة للأزهري. وينظر قوله في معاني القرآن للنحاس: 2/ 272، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 215، والمحرر الوجيز: 4/ 371، وتفسير القرطبي: 6/ 92. (4) ذكره الزمخشري في الكشاف: 1/ 598 دون عزو. وانظر زاد المسير: 2/ 306، وتفسير الفخر الرازي: 11/ 183، وتفسير القرطبي: (6/ 108، 109) . (5) قال الطبري في تفسيره: 10/ 110: «والنقيب في كلام العرب، كالعريف على القوم، غير أنه فوق العريف. يقال منه: نقب فلان على بني فلان فهو ينقب نقبا» . وانظر الصحاح: 1/ 227، واللسان: 1/ 769 (نقب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 أمره «1» ، فكأنّه لقربه من «الأزر» كانت التقوية معناه. 13 عَلى خائِنَةٍ: مصدر ك «الخاطئة» و «الكاذبة» «2» أو اسم ك «العافية» / و «العاقبة» «3» . [27/ أ] 15 وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ: لما أخبرهم بالرجم من التوراة «4» أخبرهم بعلمه غير ذلك لئلا يجاحدوه. 22 وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها: هي أريحا «5» . كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ: الذين كتب لهم دخولها غير الذين حرّمت عليهم أربعين سنة، دخلوها بعد موت موسى بشهرين مع يوشع بن   (1) فهو من الأضداد كما في الأضداد لابن الأنباري: 147، واللسان: 4/ 562 (عزر) ونقل الماوردي في تفسيره: 1/ 452 عن الفراء قال: «عزرته عزرا: إذا رددته عن الظلم، ومنه التعزير لأنه يمنع عن معاودة القبح» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 141، وتفسير الطبري: 10/ 121، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 159، وتفسير الفخر الرازي: 11/ 190، وتفسير القرطبي: 6/ 114. (2) قال الطبري في تفسيره: 10/ 131: «و «الخائنة» في هذا الموضع: الخيانة، وضع- وهو اسم- موضع المصدر، كما قيل: «خاطئة» للخطيئة، وقائلة «للقيلولة» . (3) معاني القرآن للزجاج: 2/ 160. (4) أخرج الطبريّ في تفسيره: 10/ 141. والحاكم في المستدرك: 4/ 359، كتاب الحدود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، قوله عز وجل: يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ، فكان الرجم مما أخفوا» . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. (5) أريحا: مدينة بفلسطين المحتلة. وأخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 10/ 168 عن ابن عباس، وابن زيد، والسدي. وقيل: هي الطور، وقيل: الشام، وقيل: إنها دمشق وفلسطين وبعض الأردن. وعقب الطبري على هذه الأقوال بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: هي الأرض المقدسة، كما قال نبي الله موسى، لأن القول في ذلك بأنها أرض دون أرض، لا تدرك حقيقة صحته إلا بالخبر، ولا خبر بذلك يجوز قطع الشهادة به. غير أنها لن تخرج من أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر، لإجماع جميع أهل التأويل والسّير والعلماء بالأخبار على ذلك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 نون «1» عليهما السلام. 25 لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي: أَخِي رفع أي: وأخي لا يملك إلا نفسه «2» . ويجوز نصبا «3» لأنه إذا ملك طاعة أخيه فكأنه ملكه. 29 بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ: بإثم قتلي وإثمك إذ لم يقبل قربانك «4» . 30 فَطَوَّعَتْ: فوق «أطاعت» لأن فيه معنى «انطاع» «5» . 32 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ: من أجله ومن جراه ومن جرائه وجاره «6» . فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ: بما سن القتل، قال عليه السلام «7» : «على ابن   (1) يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. فتى موسى عليه السلام، ابتعثه الله بعد موسى وأمره الله بالسير لقتال الجبارين، واختلف أهل العلم في تفاصيل ذلك. ينظر المعارف لابن قتيبة 44، وتاريخ الطبري: (1/ 435- 438) . (2) أي أن رفع «أخي» على الابتداء، والخبر محذوف تقديره: لا يملك إلا نفسه. ينظر مشكل إعراب لمكي: 1/ 223، والتبيان للعكبري: 1/ 431، والدر المصون: 4/ 235. [ ..... ] (3) بأن يكون معطوفا على «نفسي» . ذكر ذلك الزجاج في معاني القرآن: 2/ 65: وقال: «فيكون المعنى: لا أملك إلا نفسي، ولا أملك إلا أخي، لأن أخاه إذا كان مطيعا له فهو ملك طاعته» . وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 223، والتبيان للعكبري: 1/ 431. ورجح أبو حيان هذا الوجه في البحر المحيط: 3/ 457، وكذا السّمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 234. (4) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 167. وانظر تفسير الطبري: 10/ 215، وتفسير الماوردي: 1/ 458، وتفسير الفخر الرازي: 11/ 212 عن الزجاج. (5) معاني القرآن للزجاج: 2/ 167، وزاد المسير: 2/ 337، وتفسير القرطبي: 6/ 138، والدر المصون: 4/ 242. (6) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 162: «أي من جناية ذلك وجرّ ذلك، وهي مصدر أجلت ذلك عليه» . وقال الطبري في تفسيره: 6/ 145: «أي من جرّاء ذلك القاتل وجريرته» . (7) الحديث باختلاف في بعض ألفاظه في صحيح البخاري: 4/ 104، كتاب الأنبياء، باب- «خلق آدم وذريته» ، وصحيح مسلم: 3/ 1304، كتاب القسامة، باب «بيان إثم من سن القتل» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 آدم القاتل أولا كفل «1» من إثم كلّ قاتل بني آدم» . وَمَنْ أَحْياها: أنقذها من هلكة في دين أو دنيا «2» . 33 أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ: يحبسوا «3» . أو يقاتلوا حيث توجهوا «4» . أو من قتلهم فدمه هدر، إذ لا يجوز إلجاؤهم إلى دار الحرب. نزلت في عرنيين «5» وعكل «6» وكانوا ارتدوا وساقوا إبل الصدقة «7» . وخطب الحجاج يوم الجمعة فقال: أتزعمون أني شديد العقوبة، وهذا   (1) الكفل: بكسر الكاف وسكون الفاء: الحظ والنصيب. والكفل- أيضا- ضعف الشيء. قال الحافظ في الفتح: 12/ 201: «وأكثر ما يطلق على الأجر والضعف على الإثم» . وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: 4/ 429، والنهاية لابن الأثير: 4/ 192. (2) ينظر تفسير الطبري: 10/ 233، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 169، وتفسير الماوردي: 1/ 460، وزاد المسير: 2/ 343، وتفسير الفخر الرازي: 11/ 219. (3) وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: 2/ 412. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 11/ 222: «وهو اختيار أكثر أهل اللّغة» . (4) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 170. (5) العرنيون نسبة إلى عرينة: بضم العين المهملة وفتح الراء وآخرها نون ثم هاء حي من قضاعة وحي من بجيلة. وهم من بجيلة في هذه الحادثة كما ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 462. وينظر الاشتقاق لابن دريد: 226. (6) عكل: بضم العين وسكون الكاف: بطن من طابخة، من العدنانية. قال ابن دريد في الاشتقاق: 183: «واشتقاق (عكل) من قولهم: عكلت الشيء أعكله عكلا، إذا جمعته» وفي «عكل» قال الحازمي في عجالة المبتدي: 93: «هي امرأة حضنت ولد عوف بن إياس بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة فنسبوا إليها ... » . وانظر الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر: 62. (7) راجع هذه الحادثة في صحيح البخاري: 8/ 43، كتاب الديات، باب «القسامة» ، وصحيح مسلم: 3/ 1296 كتاب القسامة، باب «حكم المحاربين والمرتدين» حديث رقم (1671) ، وأسباب النزول للواحدي: 225. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 أنس «1» حدثني أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قطع أيدي رجال وأرجلهم وسمل أعينهم «2» . فقال أنس: فوددت أنّي متّ قبل أن حدّثته. وقال أبو عبيد «3» : سألت محمد بن الحسن «4» عن قوله: أَوْ يُصَلَّبُوا فقال: هو أن يصلب حيا ثم يطعن بالرماح «5» . قلت: هذا مثلة. قال: فالمثلة تراد. 41 وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ: فضيحته «6» ، أو عذابه «7» ، ........   (1) هو أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. (2) سمل العين: فقؤها بحديدة محماة. النهاية: 2/ 403، واللسان: 11/ 347 (سمل) . [ ..... ] (3) أبو عبيد: (157- 224 هـ) . هو القاسم بن سلام الهروي الأزدي. الإمام المحدث، الفقيه، الأديب المشهور. وصفه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: 10/ 490 بقوله: «الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون ... » . أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: 199، وفيات الأعيان: 4/ 60، وتذكرة الحفاظ: 1/ 417. (4) محمد بن الحسن: (131- 189 هـ) . هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، أبو عبد الله. الإمام الفقيه المشهور، صاحب الإمام أبي حنيفة. أخباره في: تاريخ بغداد: 2/ 172، طبقات الفقهاء للشيرازي: 135، سير أعلام النبلاء: 9/ 134، الجواهر المضيئة: 3/ 122. (5) هذا مذهب أبي حنيفة ومحمد بن الحسن رحمهما الله تعالى، وهو أن المحارب إذا قدر عليه صلب حيا وطعن حتى يموت. ينظر أحكام القرآن للجصاص: 2/ 412، والكشاف: 1/ 609. ورجح ابن العربي المالكي هذا القول في أحكام القرآن: 2/ 602، فقال: «والصلب حيا أصح لأنه أنكى وأفضح، وهو مقتضى الردع الأصلح» . (6) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: 2/ 176، وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 467، وابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 359 عن الزجاج. وانظر اللسان: 13/ 319 (فتن) . (7) ذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 308 دون عزو. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 467- عن الحسن. وابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 359 عن الحسن وقتادة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 كقوله «1» : عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ. 48 وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ: أمينا، أو شاهدا «2» . هيمن عليه: شهده وحفظه مفيعل من «الأمان» مثل: مبيطر ومسيطر، فانقلبت الهمزة هاء «3» وليست الياء للتصغير «4» ، بل لحقت «فعل» فألحقته بذوات الأربعة. 52 يُسارِعُونَ فِيهِمْ: في الكفار «5» ، في مرضاتهم وولايتهم «6» . 54 أَذِلَّةٍ: رحماء ليّنون «7» . 58 نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ: أدّيتم. 59 تَنْقِمُونَ مِنَّا: تكرهون وتعيبون «8» .   (1) سورة الذاريات: آية: 13. (2) ذكره الزّجاج في معاني القرآن: 2/ 179، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 471 عن قتادة والسدي. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 371 وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وقتادة، والسدي، ومقاتل» . (3) أي أن أصل الكلمة: «مؤيمن» وهو قول المبرد كما في معاني القرآن للزجاج: 2/ 180، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 318، وزاد المسير: 2/ 30. ونقل السمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 287 عن أبي عبيدة قال: «لم يجيء في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ: مبيطر ومسيطر ومهيمن ومحيمر» ونقل عن الزجاجي لفظا خامسا هو: مبيقر. (4) قال السمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 288: «وقد سقط ابن قتيبة سقطة فاحشة حيث زعم أن «مهيمنا» مصغر، وأن أصله «مؤيمن» تصغير «مؤمن» اسم فاعل ثم قلبت همزته هاء كهراق، ويعزى ذلك لأبي العباس المبرد أيضا» . (5) هم المنافقون الذين يتوددون إلى الكفار. (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 144، وتفسير الطبري: 10/ 403، وتفسير المشكل لمكي: 154، وزاد المسير: 2/ 379. (7) تفسير الطبري: 10/ 421. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 183: «أي جانبهم ليّن على المؤمنين، ليس أنهم أذلاء مهانون» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 324، وزاد المسير: 2/ 382. (8) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 170، وتفسير الطبري: 10/ 433، ومعاني القرآن للزجاج: - 2/ 186 قال الزجاج: «يقال: نقمت على الرجل أنقم، ونقمت عليه أنقم، والأجود نقمت أنقم ... ومعنى نقمت بالغت في كراهة الشيء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 [27/ ب] 60 وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ: أي: الشيطان «1» ، فعطف الفعل على مثله وإن اختلفا في الفاعل. 61 وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ: أي: دخلوا وخرجوا بالكفر، لا بما أظهروه «2» ، أو استمروا على الكفر وتصحّفوا فيه. قال معاوية: أبو بكر رضي الله عنه- سلم من الدنيا وسلمت منه، وعمر عالجها وعالجته، وعثمان رضي الله عنه نال منها ونالت منه، وأما أنا فقد تصحّفت فيها ظهرا لبطن «3» . 63 لَوْلا يَنْهاهُمُ: هلّا ينهاهم، و «لولا» في الماضي توبيخ وفي المستقبل تحريض «4» . 66 مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ: النّجاشيّ وبحيرا «5» وأمثالهما القائلون في عيسى بالحق «6» .   (1) معاني القرآن للزجاج: 2/ 187، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 332، وزاد المسير: 2/ 390. [ ..... ] (2) تفسير الطبري: 10/ 444، وزاد المسير: 2/ 391. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 12/ 41: «الباء في قوله: دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وخَرَجُوا بِهِ يفيد بقاء الكفر معهم حالتي الدخول والخروج من غير نقصان ولا تغيير فيه ألبتة، كما تقول: دخل زيد بثوبه وخرج به، أي: بقي ثوبه حال الخروج كما كان حال الدخول» . (3) لم أقف على هذا الأثر. (4) في تفسير الفخر الرازي: 12/ 42، والبحر المحيط: 3/ 522، والدر المصون: 4/ 342 أن «لولا» حرف تحضيض ومعناه «التوبيخ» . (5) بحيرا- بفتح أوله وكسر ثانيه- كان عالما نصرانيا، رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل مبعثه وآمن به. ترجمته في: أسد الغابة: 1/ 199، والإصابة: (1/ 271، 352) . (6) أخرج الطبري في تفسيره: (10/ 465، 466) عن مجاهد قال: «هم مسلمة أهل الكتاب ... » دون تسمية أحد منهم. وكذا نقل ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 395 عن ابن عباس، ومجاهد. وورد اسم النجاشي فقط في تفسير الفخر الرازي: 122/ 50، وتفسير القرطبي: 6/ 241. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 69 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا: أظهروا الإيمان، يعني: المنافقين «1» . وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ: رفع «الصابئين» على تقدير التأخير، كأنه: ولا هم يحزنون والصابئون كذلك «2» . أو عطف على ضمير هادُوا أي: والذين هادوا هم والصابئون «3» . أو ارتفع لضعف عمل «إن» لا سيما وهو عطف على المضمر الذي لم يظهر إعرابه «4» . وبلغ ابن عباس قراءة أهل المدينة «5» : «والصّابون» فأنكرها وقال:   (1) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 194، والنحاس في معاني القرآن: 2/ 339. وقال الزجاج: فأما مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ «وقد ذكر الذين آمنوا، فإنما يعني الذين آمنوا هاهنا المنافقين الذين أظهروا الإيمان بألسنتهم ودلّ على أن المعنى هنا ما تقدم من قوله: لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ. وقيل: هم المسلمون الذين صدقوا الله ورسوله. وهو قول الطبري في تفسيره: 10/ 476، وابن كثير في تفسيره: 3/ 147. (2) هذا قول سيبويه في الكتاب: 2/ 155. وعزاه الزجاج في معاني القرآن: 2/ 193 إلى سيبويه والخليل وإلى جميع البصريين. وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 2/ 53، والمحرر الوجيز: 4/ 522، والتبيان للعكبري: 1/ 451، والدر المصون: 4/ 353. (3) هذا قول الكسائي وردّه الفراء في معاني القرآن: 1/ 312، وخطّأه الزجاج في معاني القرآن: 2/ 194 فقال: «وهذا القول خطأ من جهتين، إحداهما: أن الصابئ يشارك اليهودي في اليهودية وإن ذكر أنّ هادوا في معنى تابوا فهذا خطأ في هذا الموضع أيضا لأن معنى «الذين آمنوا» هاهنا إنما هو إيمان بأفواههم، لأنه يعنى به المنافقون، ألا ترى أنه قال: من آمن بالله، فلو كانوا مؤمنين لم يحتج أن يقال إن آمنوا فلهم أجرهم» . وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 232، والتبيان للعكبري: 1/ 451، والدر المصون: (4/ 356، 357) . (4) معاني القرآن للفراء: (1/ 310، 311) ، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 232، والدر المصون: 4/ 362. (5) وهي قراءة نافع كما في الكشف لمكي: 1/ 245، والتيسير لأبي عمرو الداني: 74 وفي توجيه هذه القراءة السبعية قال مكي: «فأما من لم يهمز فهو على أحد وجهين إما أن يكون خفف الهمزة على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة، أو واوا مضمومة، في الرفع، فلما- انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء، استثقالا للضم على حرف علة، فاجتمع حرفان ساكنان، فحذف الأول لالتقاء الساكنين، ... والوجه الثاني أن يكون من «صبا يصبو» إذا فعل ما لا يجب له فعله، كما يفعل الصبي، فيكون في الاعتلال، قد حذف لامه في الجمع، وهي واو مضمومة في الرفع، وواو مكسورة في الخفض والنصب، فجرى الاعتلال على إلقاء حركة الواو على الياء، وحذف الواو الأولى لسكونها وسكون واو الجمع أو يائه بعدها ... » . ونسب ابن جني هذه القراءة في المحتسب: 1/ 216 إلى أبي جعفر وشيبة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 إنما الصابون ما يغسل به الثّياب. 71 ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بأن أرسل محمدا يعلمهم أنهم إن آمنوا تاب عليهم «1» . فَعَمُوا وَصَمُّوا: لم يعملوا بما سمعوا ولا ما رأوا «2» . كَثِيرٌ مِنْهُمْ: يرتفع على البدل من الواو في عَمُوا وَصَمُّوا. وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ: رفعه بمعنى: أنه لا تكون «3» . 77 قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ: عن الهدى في الدنيا.   (1) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: 2/ 195. وذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 341، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 401 عن الزجاج. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 4/ 525، وقال: «وخص بهذا العمى كثيرا منهم لأنّ منهم قليلا آمن» . (2) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 195: «هذا مثل، تأويله: أنهم لم يعملوا بما سمعوا ولا بما رأوا من الآيات، فصاروا كالعمي الصّمّ» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 341، وزاد المسير: 2/ 401. (3) ورد هذا التوجيه لقراءة أبي عمرو، وحمزة، والكسائي برفع تكون وقرأ باقي السبعة تَكُونَ نصبا. ينظر السبعة لابن مجاهد: 247، والتبصرة لمكي: 188. قال الزجاج في معانيه: 2/ 195: «فمن قرأ بالرفع فالمعنى: أنه لا تكون فتنة، أي: حسبوا فعلهم غير فاتن لهم وذلك أنهم كانوا يقولون إنهم أبناء الله وأحباؤه» . ينظر توجيه القراءتين في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 174، والكشف لمكي: 1/ 416. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ: عن طريق الجنة في الآخرة «1» . 82 قِسِّيسِينَ: عابدين، من الاتباع، يقال في اتباع الحديث: يقسّ، وفي أثر الطّريق يقصّ «2» ، جعلوا الأقوى لما فيه أثر مشاهد كالوصيلة في المماسّة الحسيّة، والوسيلة في القربة، والفسيل «3» في نتاج النخيل «4» ، والفصيل في الإبل «5» . 93 لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا: لما حرّمت الخمر قالت الصحابة: كيف بمن مات من إخواننا «6» . إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا: الاتقاء الأول: فعل الاتقاء، والثاني: دوامه، والثالث: اتقاء مظالم العباد بدليل/ ضم الإحسان إليه «7» . [28/ أ]   (1) تفسير الطبري: 10/ 487، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 67. [ ..... ] (2) ليس هذا على الإطلاق، ولكنه في الغالب، فقد استعمل القرآن في اتباع الحديث (يقص) كما في قوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ [سورة النمل: 76] ، وقوله تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [سورة يوسف: آية: 3] ، واستعمله أيضا في تتبع الأثر كما في قوله تعالى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ [سورة القصص: آية: 11] . ينظر المفردات للراغب: (403، 404) ، واللسان: 6/ 174 (قسس) ، (7/ 74 (قصص) . (3) ينظر كتاب النخل لأبي حاتم: (54، 55) ، واللسان: 11/ 519 (فسل) . (4) اللسان: 11/ 519 (فسل) . (5) النهاية لابن الأثير: 3/ 451، واللسان: 11/ 522 (فصل) . (6) سنن الترمذي: 5/ 254، كتاب التفسير، باب «ومن سورة المائدة» عن البراء بن عازب رضي الله عنه. ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 357، وأسباب النزول للواحدي: 242، وتفسير الماوردي: 1/ 485، وزاد المسير: 2/ 419. (7) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 12/ 89. وقال الطبري في تفسيره: 10/ 577: «الاتقاء الأول: هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول والتصديق، والدينونة به والعمل. والاتقاء الثاني: الاتقاء بالثبات على التصديق، وترك التبديل والتغيير. والاتقاء الثالث: هو الاتقاء بالإحسان، والتقرب بنوافل الأعمال» . - وتوجيه الطبري للحالة الثالثة أنسب لأن الديمومة على التقوى تستلزم الحالة الثالثة التي ذكرها المصنف وهي اتقاء الظلم، وليس ضم الإحسان دليلا على ذلك، فالإحسان أمر زائد على الفرائض والواجبات وترك المنهيات، ولذا كان توجيه الطبري أنسب حيث جعله في دائرة التقرب بنوافل الأعمال. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 95 فَجَزاءٌ مِثْلُ «1» ما قَتَلَ: أي: عليه جزاء مثل ما قتل فيكون «الجزاء» بمعنى المصدر، وهو غير المثل لأنه فعل المجازي «2» . ويقرأ: فَجَزاءٌ مِثْلُ «3» . ف «مثل» صفة للجزاء «4» . 96 صَيْدُ الْبَحْرِ: هو الطريّ «5» ، وَطَعامُهُ: المالح «6» .   (1) برفع «فجزاء» بغير تنوين وخفض «مثل» وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر. السّبعة لابن مجاهد: 247، والتبصرة لمكي: 188. (2) الحجة لأبي علي الفارسي: (3/ 256، 257) . وقال السّمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 419: «و «جزاء» مصدر مضاف لمفعوله تخفيفا، والأصل: فعليه جزاء مثل ما قتل، أي أن يجزئ مثل ما قتل، ثم أضيف، كما تقول: «عجبت من ضرب زيدا» ثم «من ضرب زيد» ... وبسط ذلك أن الجزاء هنا بمعنى القضاء والأصل: فعليه أن يجزي المقتول من الصيد مثله من النعم، ثم حذف المفعول الأول لدلالة الكلام عليه وأضيف المصدر إلى ثانيهما ... » . (3) وهي قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي كما في السّبعة لابن مجاهد: 248، والتبصرة لمكي: 188. (4) الحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 254 وقال: «والمعنى: فعليه جزاء من النّعم مماثل المقتول، والتقدير: فعليه جزاء وفاء للازم له، أو فالواجب عليه جزاء من النعم مماثل ما قتل من الصيد» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 217، والبحر المحيط: 4/ 19، والدر المصون: 4/ 418. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 57- 59) عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وسعيد بن جبير، رضي الله تعالى عنهم أجمعين. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 198 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 65- 68) عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وإبراهيم النخعي، وقتادة، ومجاهد، والسدي. - ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 489 عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 وقيل «1» : ما نضب عنه الماء فأخذ بغير صيد. 97 قِياماً لِلنَّاسِ: عمادا وقواما «2» ومعناه ما في المناسك من منافع الدين، وما في الحج من معايش أهل مكة. 97 قوله تعالى: ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ ... : أن من علم أموركم قبل خلقكم جعل لكم حرما يؤمن اللّاجيء إليه ويقيم معيشة الثاوي «3» فيه، فهو الذي يعلم ما في السماوات والأرض. البحيرة «4» : المشقوقة الأذن وهي النّاقة نتجت خمسة أبطن فإن كان آخرها سقبا- أي: ذكرا- أكلوه وبحروا أذن الناقة وخلّيت، لا تحلب ولا تركب. وإن كانت الخامسة أنثى صنعوا بها هذا دون أمها «5» . والسائبة: الإبل تسيّب بنذر أو بلوغ راكبها حاجته «6» . والوصيلة: الشّاة ولدت سبعة أبطن فإن كان ذكرا «7» أكله الرجال.   (1) رجحه الطبري في تفسيره: 11/ 69 بدليل: «أنّ الله تعالى ذكره ذكر قبله صيد الذي يصاد، فقال: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ، فالذي يجب أن يعطف عليه في المفهوم ما لم يصد منه، فقال: أحل لكم ما صدتموه من البحر، وما لم تصيدوه منه ... » . (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 147، والمفردات للراغب: 417. [ ..... ] (3) أي المقيم فيه. قال الخطابي في غريب الحديث: 1/ 498: «والثواء: طول المكث بالمكان، والمثوى: المنزل» . (4) من قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [المائدة: 103] . (5) عن مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 180. وانظر تفسير الطبري: 11/ 130، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 213. (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 179، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 147، وتفسير الطبري: 11/ 125، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 213، وزاد المسير: 2/ 438. (7) أي فإن كان السابع ذكرا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 وإن كانت أنثى أرسلت في الغنم، وكذلك إن كان ذكرا وأنثى «1» وقالوا: وصلت أخاها. والحامي: الفحل يضرب في الإبل عشر سنين فيصير ظهره حمى «2» . وقيل «3» : هو الذي نتج ولده. 105 عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ: نصب على الإغراء «4» ، أي: احفظوها. لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ: أي: في الآخرة «5» . أما الإمساك عن إرشاد الضّالّ فلا سبيل إليه «6» .   (1) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 178: «وإذا ولدت سبعة أبطن، كل بطن ذكرا وأنثى، قالوا: قد وصلت أخاها، وإذا وضعت بعد سبعة أبطن ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها، فأحموها وتركوها ترعى ولا يمسها أحد ... » . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 147، وتفسير الطبري: 11/ 124، والمفردات للراغب: 525، وزاد المسير: 2/ 439. (2) نص هذا القول في زاد المسير: 2/ 440، وقال: «ذكره الماوردي عن الشّافعي» ، وقال الماوردي في تفسيره: 1/ 493: «وأما الحام ففيه قول واحد أجمعوا عليه وهو البعير ينتج من صلبه عشرة أبطن فيقال: حمى ظهره ويخلّى» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 179، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 148، وتفسير الطبري: (11/ 124، 125) ، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 213. (3) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 322، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 148، والطبري في تفسيره: 11/ 130 والسمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 448 وقال: «فيقولون» : قد حمى ظهره، فلا يركب ولا يستعمل ولا يطرد عن ماء ولا شجر» . (4) معاني القرآن للفراء: (1/ 322، 323) ، وقال الطبري في تفسيره: 11/ 138: «ونصب قوله: أَنْفُسَكُمْ بالإغراء، والعرب تغري من الصفات ب «عليك» ، و «عندك» ، و «دونك» ، و «إليك» ... » . وقال السّمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 450: «الجمهور على نصب أَنْفُسَكُمْ على الإغراء ب عَلَيْكُمْ لأن عَلَيْكُمْ هنا اسم فعل، إذ التقدير: الزموا أنفسكم أي: هدايتها وحفظها مما يؤذيها ... » . (5) لم أقف على هذا القول. (6) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 75: «وجملة ما عليه أهل العلم في هذا أن الأمر بالمعروف متعين متى رجى رد المظالم ولو بعنف ما لم يخف المرء ضررا يلحقه في خاصته أو فتنة يدخلها على المسلمين إما بشق عصا وإما بضرر يلحق طائفة من الناس فإذا خيف هذا فعليكم أنفسكم محكم واجب أن يوقف عنده» . - - وقال ابن كثير في تفسيره: 3/ 207: «وليس في الآية مستدل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا كان فعل ذلك ممكنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 106 شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ: أي: أسبابه «1» . اثْنانِ: شهادة اثنين، أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ: من غير ملتكم في السّفر «2» ، ثم نسخ «3» ، فيحلفان بعد صلاة العصر «4» إذ هو وقت يعظّمه   (1) زاد المسير: 2/ 445، وقال الفخر الرازي في تفسيره: 12/ 121: «والمراد بحضور الموت مشارفته وظهور أمارات وقوعه ... » . وقال القرطبي في تفسيره: 6/ 348: «معناه إذا قارب الحضور، وإلا فإذا حضر الموت لم يشهد ميت، وهذا كقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وكقوله: إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ ومثله كثير» . (2) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 324، وأخرجه الطبريّ في تفسيره: (11/ 160- 166) عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وشريح وعبيدة السّلماني، وابن زيد، وزيد بن أسلم. ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: 11/ 168. وانظر هذا القول وأدلة القائلين به في معاني القرآن للزجاج: 2/ 215، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 376، وتفسير الماوردي: 1/ 494، وزاد المسير: 2/ 446، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 122. (3) الناسخ والمنسوخ للنحاس: 163 عن زيد بن أسلم، ومالك بن أنس، والشافعي، وأبي حنيفة. وذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن: 32 وقال: «وهو قول زيد بن أسلم. وإليه يميل أبو حنيفة ومالك والشّافعي، قالوا: وأهل الكفر ليسوا بعدول» . وقيل: إن الآية محكمة والعمل على هذا عندهم باق. وقال مكي في الإيضاح: 275: «أكثر الناس على أنه محكم غير منسوخ» . ونقل مكي هذا القول عن ابن عباس، وعائشة، وأبي موسى الأشعري، والشعبي، وابن سيرين، وسعيد بن المسيب، وشريح، وإبراهيم النخعي، والأوزاعي. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 446، ونواسخ القرآن: 321 ونسبه إلى ابن عباس، وابن المسيب، وابن جبير، وابن سيرين، وقتادة، والشعبي، والثّوري، وأحمد بن حنبل. وصحح ابن الجوزي هذا القول وقال: «لأن هذا موضع ضرورة كما يجوز في بعض الأماكن شهادة نساء لا رجل معهن بالحيض والنفاس والاستهلال» . [ ..... ] (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 174، 175) عن سعيد بن جبير، وشريح، -- وإبراهيم النخعي، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 225 وعزا إخراجه إلى عبد الرازق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عبيدة السّلماني، قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 216: «كان الناس بالحجاز يحلفون بعد صلاة العصر، لأنه وقت اجتماع الناس» . ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 448 عن ابن قتيبة قال: «لأنه وقت يعظمه أهل الأديان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 أهل الكتاب. لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً: لا نطلب عوضا. ومن لا يرى نسخ القرآن فهو شهادة حضور الوصية لا الأداء «1» . أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ: وصيّان من غير قبيلتكم «2» ، والوصيّ يحلّف عند التهمة لا الشاهد. 107 فَإِنْ عُثِرَ: اطّلع «3» ، عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا: اقتطعا بشهادتهما أو [28/ ب] يمينهما «إثما» حلّف آخران أوليان بالميت، / أي: بوصيته على العلم أنهما لم يعلما من الميت ما ادعيا عليه وأن أيمانهما أحق من أيمانهما.   (1) الناسخ والمنسوخ للنحاس: 162، والإيضاح لمكي: 279، وتفسير الماوردي: 1/ 493. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 445، وقال: «واستدل أرباب هذا القول بقوله: فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ قالوا: والشاهد لا يلزمه يمين» . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 166، 167) ، عن الحسن، وعكرمة، والزهري، وعبيدة السّلماني. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 446 عن الحسن، وعكرمة، والأزهري، والسدي. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 181، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 148. وقال الطبري في تفسيره: 11/ 179: «وأصل «العثر» الوقوع على الشيء والسقوط عليه ... وأما قوله: عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً، فإنه يقول تعالى ذكره: فإن اطلع من الوصيين اللذين ذكر الله أمرهما في هذه الآية- بعد حلفهما بالله لا نشتري بأيماننا ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله- عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً، يقول: على أنهما استوجبا بأيمانهما التي حلفا بها إثما، وذلك أن يطلع على أنهما كانا كاذبين في أيمانهما بالله ما خنّا ولا بدلنا ولا غيرنا. فإن وجدا قد خانا من مال الميت شيئا، أو غيرا وصيته، أو بدّلا، فأثما بذلك من حلفهما بربهما فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما، يقول يقوم حينئذ مقامهما من ورثة الميت، الأوليان الموصى إليهما» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ: أي: بكسبهم الإثم على الخيانة، وهم أهل الميت «1» ، هما الأوليان بالشهادة من الوصيين. 109 قالُوا لا عِلْمَ لَنا: أي: بباطن أمورهم «2» التي المجازاة عليها بدليل قوله: إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، أو ذلك لذهولهم عن الجواب لأهوال القيامة «3» . 111 أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ: ألقيت إليهم، والوحي: الإلقاء السريع، والوحي: السرعة، والأمر الوحي: السريع «4» . 112 هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ: هل يطيع إن سألت، أو هل يستجيب «5» . أو قالوا ذلك في ابتداء أمرهم قبل استحكام إيمانهم «6» ، أو بعد إيمانهم لمزيد اليقين «7» ، ولذلك قالوا: وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا. 116 وَإِذْ قالَ اللَّهُ: جاء إِذْ وهو للماضي لإرادة التقريب، ولأنه   (1) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 1/ 495 وعزاه إلى سعيد بن جبير. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 2/ 450 وقال: «قاله الجمهور» . (2) تفسير الطبري: 11/ 211، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 218. وذكره النحاس في معاني القرآن: (2/ 381، 382) وقال: «هذا مذهب ابن جريج» . (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 324، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 148. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 11/ 20 عن الحسن، ومجاهد، والسدي. وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 218، وتفسير الماوردي: 1/ 496، وزاد المسير: 2/ 453. (4) ينظر معنى «الوحي» في تفسير الطبري: (6/ 405، 406) ، والمفردات للراغب: 515، واللسان: (15/ 379- 382) (وحى) . (5) تفسير الطبري: 11/ 219، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 220، وتفسير الماوردي: 1/ 499. (6) معاني القرآن للزجاج: 2/ 221، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 385، وزاد المسير: 2/ 456. (7) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 221. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 كائن «1» . أَأَنْتَ قُلْتَ: يقول الله ذلك لتوبيخ أمته «2» . أو لإعلامه كيلا يشفع لهم. 118 وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ: تفويض الأمر إلى الله «3» ، أو تغفر كذبهم عليّ لا كفرهم «4» . 119 هذا يَوْمُ يَنْفَعُ: رفعه «5» على الإشارة إلى «اليوم» ، ونصبه «6» على الظرف.   (1) أي: أن هذا القول سيكون يوم القيامة. وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 234، 235) عن ابن جريج، وقتادة، وميسرة. وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 390، وزاد المسير: 2/ 463، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 142. (2) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 222 فقال: «فالمسألة هنا على وجه التوبيخ للّذين ادعوا عليه لأنهم مجمعون أنه صادق الخبر وأنه لا يكذبهم وهو الصادق عندهم فذلك أوكد في الحجة عليهم وأبلغ في توبيخهم، والتوبيخ ضرب من العقوبة» . (3) ذكر النحاس هذا القول في معاني القرآن: 2/ 391 وصححه. وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 505، والفخر الرازي في تفسيره: 12/ 146. [ ..... ] (4) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 223 فقال: «اختلف أهل النظر في تفسير قول عيسى: إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فقال بعضهم: معناه إن تغفر لهم كذبهم عليّ، وقالوا: لا يجوز أن يقول عيسى عليه السلام: إن الله يجوز أن يغفر الكفر، وكأنه على هذا القول: إن تغفر لهم الحكاية فقط، هذا قول أبي العباس محمد بن يزيد، ولا أدري أشيء سمعه أم استخرجه» . وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: (2/ 392، 393) ، وتفسير الماوردي: 1/ 505. (5) أي رفع يَوْمُ والجمهور على رفعه من غير تنوين. ينظر معاني القرآن للفراء: 1/ 326، وتفسير الطبري: 11/ 241، والسبعة لابن مجاهد: 250، والدر المصون: 4/ 520. (6) وهي قراءة نافع. كما في السّبعة لابن مجاهد: 250، والتبصرة لمكي: 189. وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 224، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 283، والدر المصون: 4/ 520. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 ومن سورة الأنعام 1 الْحَمْدُ لِلَّهِ: جاء على صيغة الخبر في معنى الأمر لينتظم المعنى [ويلتئم] «1» اللفظ «2» . بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ: أي: يعدلون به الأصنام. 2 ثُمَّ قَضى أَجَلًا: أجل الحياة، وَأَجَلٌ مُسَمًّى: أجل الموت إلى البعث «3» . 6 مِنْ قَرْنٍ: أهل كل عصر قرن لاقتران الخالف بالسالف «4» . 8 لَقُضِيَ الْأَمْرُ: لحق إهلاكهم، وأصل «القضاء» : انقطاع الشيء وتمامه «5» .   (1) في الأصل: «وتعليم» ، والمثبت في النص عن «ج» . (2) عن تفسير الماوردي: 1/ 507. ونص كلام الماوردي: «وقوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ جاء على صيغة الخبر وفيه معنى الأمر، وذلك أنه أولى من أن يجيء بلفظ الأمر فيقول: أحمد الله، لأمرين: أحدهما: أنه يتضمن تعليم اللفظ والمعنى، وفي الأمر المعنى دون اللفظ. الثاني: أن البرهان إنما يشهد بمعنى الخبر دون الأمر» . وانظر تفسير الطبري: 11/ 249. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 11/ 256 عن الحسن، وقتادة، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 509 عن الحسن وقتادة. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 3 وقال: «روي عن ابن عباس، والحسن، وابن المسيب، وقتادة، والضحاك، ومقاتل» . (4) معاني القرآن للزجاج: 2/ 229، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 400، وزاد المسير: (3/ 4- 6) ، وعزاه ابن الجوزي إلى ابن الأنباري. (5) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 230. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 9 لَجَعَلْناهُ رَجُلًا لأن الجنس إلى الجنس أميل وعنه أفهم، ولئلا يقولوا: إنما قدرت على ما أتيت به من آية بلطفك ولو كنا ملائكة لفعلنا مثله «1» . وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ: أي: إذا جعلناه رجلا شبهنا عليهم فلا يدرى أملك أو آدميّ. 13 وَلَهُ ما سَكَنَ: لأن الساكن أكثر من المتحرك «2» ، ولأن سكون الثقيل من غير عمد أعجب من حركته إلى جهة الهويّ. 19 لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ: أي: ومن بلغه القرآن «3» . [29/ أ] 23 ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ: أي: بليّتهم «4» التي غرتهم إلا/ مقالتهم   (1) قال الفخر الرازي في تفسيره: 12/ 171: «وذلك لأن أي معجزة ظهرت عليه قالوا: هذا فعلك فعلته باختيارك وقدرتك، ولو حصل لنا مثل ما حصل لك من القدرة والقوة والعلم لفعلنا مثل ما فعلته أنت ... » . (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 512، والبغوي في تفسيره: 2/ 87، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 10 وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 141: «وسكن» هي من السكنى ونحوه، أي: ما ثبت وتقرر، قاله السدي وغيره. وقال فرقة: هو من السكون، وقال بعضهم: لأن الساكن من الأشياء أكثر من المتحرك إلى غير هذا من القول الذي هو تخليط، والمقصد في الآية عموم كل شيء، وذلك لا يترتب إلا أن يكون «سكن» بمعنى استقر وثبت وإلا فالمتحرك من الأشياء المخلوقات أكثر من السواكن، ألا ترى إلى الفلك والشمس والقمر والنجوم السابحة والملائكة وأنواع الحيوان والليل والنهار حاصران للزمان» . وذكر القرطبي في تفسيره: 6/ 396 مثل قول المؤلف ثم قال: «وقيل: المعنى ما خلق، فهو عام في جميع المخلوقات متحركها وساكنها، فإنه يجري عليه الليل والنهار، وعلى هذا فليس المراد بالسكون ضد الحركة بل المراد الخلق، وهذا أحسن ما قيل لأنه يجمع شتات الأقوال» . (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 329، وتفسير الطبري: 11/ 290، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 406، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 186. (4) نقل الماوردي في تفسيره: 1/ 515، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 16 عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: «يعني بليتهم التي ألزمتهم الحجة وزادتهم لائمة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 ما كُنَّا مُشْرِكِينَ. ونصب فِتْنَتُهُمْ «1» بخبر كان. وإِلَّا أَنْ قالُوا: أحق بالاسم لأنه أشبه المضمر من حيث لا يوصف، والمضمر أعرف من المظهر ولأن «الفتنة» قد تكون نكرة «وإن قالوا» لا تكون إلا معرفة «2» . وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ: ذلك قولهم في موقف الذهول والدهش في القيامة. 25 أَكِنَّةً: جمع «كنان» ، وهو الغطاء «3» ، وكانوا يؤذون النبي- عليه السلام- إذا سمعوا القرآن فصرفهم الله عنه «4» . 26 وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ: أي: عن متابعة الرسول، وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ: يبعدون عنه بأنفسهم «5» . وقيل» : إنه أبو طالب ............... ......   (1) وهي قراءة نافع، وأبي عمرو، وعاصم في رواية شعبة. ينظر السبعة لابن مجاهد: 255، والتبصرة لمكي: 191. (2) الحجة لأبي علي: 3/ 290، والبحر المحيط: 4/ 95، والدر المصون: 4/ 572. [ ..... ] (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 188، وتفسير الطبري: 11/ 305، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 236، والمفردات للراغب: 442. (4) عن تفسير الماوردي: 1/ 516، ونص كلامه: «فصرفهم الله عن سماعه بإلقاء النوم عليهم وبأن جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوه» . (5) تفسير الطبري: 11/ 311، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 238، ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 1/ 517 عن محمد بن الحنفية، والحسن، والسدي. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 21 وقال: «رواه الوالبي عن ابن عباس، وبه قال ابن الحنفية، والضحاك، والسدي» . (6) أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 313، 314) عن ابن عباس، وعطاء بن دينار، والقاسم بن مخيمرة، وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 315، كتاب التفسير، «تفسير سورة الأنعام، عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: 247 عن ابن عباس أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 260 وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد الرازق، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والطبراني، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والبيهقي في الدلائل- كلهم- عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 21: «فعلى هذا القول يكون قوله: وَهُمْ كناية عن واحد وعلى الثاني عن جماعة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 [كان] «1» ينهاهم عن إيذاء الرسول ثم يبعد عن الإيمان به. 28 بَلْ بَدا لَهُمْ: للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة تخفى من أمر الحشر والنشر «2» . 29 وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا: إنما استبعدوا النّشأة الثانية لجريان العادة بخلافها على مرور الأزمان، والدليل على صحة الثانية صحة الأولى، لأنها إن صحّت بقادر دبرها بحكمته فيه تصح الثانية وهو الحق، وإن صحّت على زعمهم بطبيعة فيها تصح الثانية حتى إنها لو صحّت بالاتفاق لصحّت بها الثانية أيضا. 30 وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ: على مسألته «3» . 33 فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ «4» : على نحو: ما كذّبك فلان وإنما كذبني.   (1) عن نسخة «ج» . (2) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 240، ونص كلام الزجاج: «أي بل ظهر للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والنشور لأن المتصل بهذا قوله عز وجل: وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ. وانظر تفسير الطبري: 11/ 322، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 204، وتفسير القرطبي: 6/ 410. (3) ينظر تفسير البغوي: 2/ 92، والكشاف: 2/ 13، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 206. (4) قراءة التشديد لعاصم، وأبي عمرو، وابن عامر، وابن كثير، وحمزة. وقرأ نافع والكسائي: لا يُكَذِّبُونَكَ بالتخفيف. ينظر السّبعة لابن مجاهد: 257، والتبصرة لمكي: 192. قال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 111: «قيل هما بمعنى واحد نحو كثر وأكثر» . وقيل بينهما فرق، حكى الكسائي أن العرب تقول: «كذّبت الرجل» إذا نسبت إليه الكذب، وأكذبته إذا نسبت الكذب إلى ما جاء به دون أن تنسبه إليه، وتقول العرب أيضا: «أكذبت الرجل إذا وجدته كذابا كما تقول: أحمدت الرجل إذا وجدته محمودا. - - فعلى القول بالفرق يكون معنى التخفيف: لا يجدونك كاذبا، أو لا ينسبون الكذب إليك. وعلى معنى التشديد يكون إما خبرا محضا عن عدم تكذيبهم إياه ... وإما أن يكون نفي التكذيب لانتفاء ما يترتب عليه من المضار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 292 أو لا يجدونك كاذبا، كقولك: عدّلته وفسّقته وكذا لا يُكَذِّبُونَكَ، كقولك: أبخلته وأجبنته «1» . قال أبو جهل: ما أكذبناك ولكنا نكذب ما جئتنا به «2» . 35 نَفَقاً: سربا في الأرض «3» . ونفّق: اتخذ نفقا، وتنفّقته: أخرجته من نفقه «4» . فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ: لا تجزع في مواطن الصّبر فتقارب الجاهلين بعواقب الأمور، وحسن تغليظ الخطاب للتبعيد من هذه الحال «5» . 36 إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ: إنما يسمع الأحياء لا الأموات. وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ: أي: الكفار «6» الذين هم في الحياة موتى.   (1) معاني القرآن للفراء: 1/ 331، وتفسير الطبري: 11/ 331، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 418، والبحر المحيط: 4/ 111، والدر المصون: (4/ 603، 604) . (2) تفسير الطبري: 11/ 334، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 418، وأسباب النزول للواحدي: 249. (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 153، وتفسير الطبري: 11/ 337. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 244: «والنفق الطريق النافذ في الأرض ... » . (4) اللسان: (10/ 358، 359) (نفق) . (5) قال الفخر الرازي في تفسيره: (12/ 218، 219) : «وهذا النهي لا يقتضي إقدامه على مثل هذه الحالة كما أن قوله: وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ لا يدل على أنه صلّى الله عليه وسلّم أطاعهم، وقبل دينهم، والمقصود أنه لا ينبغي أن يشتد تحسرك على تكذيبهم، ولا يجوز أن تجزع من إعراضهم عنك، فإنك لو فعلت ذلك قرب حالك من حال الجاهل، والمقصود من تغليظ الخطاب التبعيد والزجر له عن مثل هذه الحالة، والله أعلم ... » . (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 341، 342) عن الحسن، ومجاهد، وقتادة. ونقله النحاس في معاني القرآن: 2/ 421 عن الحسن ومجاهد. والماوردي في تفسيره: 1/ 521، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 33 عن الحسن، ومجاهد، وقتادة. - - قال الماوردي: «ويكون معنى الكلام: إنما يستجيب المؤمنون الذين يسمعون، والكفار لا يسمعون إلا عند معاينة الحق اضطرارا حين لا ينفعهم حتى يبعثهم الله كفارا ثم يحشرون كفارا» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 37 وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ: ما عليهم في الآية من البلاء لو أنزلت، ولا ما وجه تركها «1» . 38 يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ: إذ يقال للمسرع: طر «2» . [29/ ب] إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ: في حاجة النّفس، أو الحاجة/ إلى من يدبرهم ويريح عللهم، أو في اختلاف الصّور والطبائع، أو في الدلالة على الصانع. ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ: اللوح «3» ، ففيه أجل كل دابة وطير وأرزاقها. أو القرآن «4» ، ففيه كل شيء إما جملة أو تفصيلا. 44 مُبْلِسُونَ: الإبلاس: السكوت مع اكتئاب «5» .   (1) قال الطبري في تفسيره: 11/ 343: «وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ يقول: ولكن أكثر الذين يقولون ذلك فيسألونك آية، لا يعلمون ما عليهم في الآية، إن نزّلها من البلاء، ولا يدرون ما وجه ترك إنزال ذلك عليك. ولو علموا السبب الذي من أجله لم أنزلها عليك، لم يقولوا ذلك، ولم يسألوكه، ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك» . وانظر هذا المعنى في تفسير الماوردي: 1/ 522، وزاد المسير: 3/ 34، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 221. (2) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 245: «وقال يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ على جهة التوكيد، لأنك قد تقول للرجل: طر في حاجتي أي أسرع، وجميع ما خلق الله عز وجل فليس يخلو من هاتين المنزلتين، إما أن يدب أو يطير» . (3) زاد المسير: 3/ 35، وتفسير القرطبي: 6/ 420. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 523، وقال: «وهو قول الجمهور» . وذكر الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: 12/ 226 وقال: «وهذا أظهر لأن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد انصرف إلى المعهود السابق، والمعهود السابق من الكتاب عند المسلمين هو القرآن، فوجب أن يكون المراد من الكتاب في هذه الآية القرآن» . وانظر زاد المسير: 3/ 35، وتفسير القرطبي: 6/ 420. (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 335، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 192، واللسان: (6/ 29، -- 30) (بلس) وقال الطبري في تفسيره: 11/ 362: «وأصل الإبلاس في كلام العرب، عند بعضهم: الحزن على الشيء والندم عليه. وعند بعضهم: انقطاع الحجة، والسكوت عند انقطاع الحجة، وعند بعضهم: الخشوع. وقالوا: هو المخذول المتروك ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 45 دابِرُ الْقَوْمِ: آخرهم الذي يدبرهم ويعقبهم «1» ، والتدبير: النظر في العواقب «2» . 46 أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ: جواب إِنْ محذوف أغنى عنه مفعول «رأيت» وموضعها نصب على الحال، كقولك: اضربه إن خرج، أي: خارجا «3» وموضع مَنْ رفع على الابتداء وإِلهٌ خبره، وغَيْرُ صفة ل إِلهٌ، وكذا يَأْتِيكُمْ «4» ، والجملة في موضع مفعولي «رأيتم» والهاء في بِهِ عائد على المأخوذ المدلول عليه ب «أخذ» «5» . ولفظ الزّجّاج «6» : هو عائد على الفعل، أي: يأتيكم بما أخذ منكم. 50 خَزائِنُ اللَّهِ: مقدوراته «7» .   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 192، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 154، وتفسير الطبري: 11/ 464، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 425، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 237. (2) اللسان: 4/ 273 (دبر) . (3) البحر المحيط: 4/ 132، والدر المصون: 4/ 635. (4) أي: وكذا يَأْتِيكُمْ صفة ثانية ل إِلهٌ. (5) الدر المصون: 4/ 636. وقال الطبري في تفسيره: (11/ 366، 367) : «فإن قال قائل: وكيف قيل: مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ، فوحد «الهاء» ، وقد مضى الذكر قبل بالجمع فقال: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ؟. قيل: جائز أن تكون «الهاء» عائدة على السمع» ، فتكون موحّدة لتوحيد «السمع» ، وجائز أن تكون معنيا بها: من إله غير الله يأتيكم بما أخذ منكم من السمع والأبصار والأفئدة، فتكون موحدة لتوحيد «ما» ، والعرب تفعل ذلك، إذا كنّت عن الأفعال، وحّدت الكناية، وإن كثر ما يكنى بها عنه من الأفاعيل، كقولهم: «إقبالك وإدبارك يعجبني» . (6) نص هذا القول عن الزجاج في زاد المسير: 3/ 41. ولفظ الزجاج في كتابه معاني القرآن: 2/ 349: «أي بسمعكم، ويكون ما عطف على السمع داخلا في القصة إذ كان معطوفا على السمع» . (7) قال القرطبي في تفسيره: 6/ 430: «والخزانة ما يخزن فيه الشيء ... وخزائن الله- مقدوراته، أي لا أملك أن أفعل كل ما أريد مما تقترحون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 52 وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ: مثل سلمان «1» والموالي «2» . مِنْ حِسابِهِمْ: حساب عملهم «3» . أو حساب رزقهم «4» ، أي: مؤنة فقرهم. 53 فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ: امتحنا الفقراء بالأغنياء في السّعة والجدة والأغنياء بالفقراء في سبق الإسلام وغيره ليتبين صبرهم وشكرهم ومنافستهم في الدين أو الدنيا. لِيَقُولُوا: لكي يقولوا، لام العاقبة «5» .   (1) هو سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه. وورد ذكر سلمان في نزول هذه الآية الكريمة في رواية أخرجها ابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 261 (تفسير سورة الأنعام) عن الربيع بن أنس، وكذا الواحدي في أسباب النزول: 251. وذكره- أيضا- السّهيلي في التعريف والأعلام: 54، ثم قال: «إلّا أن سلمان الأصح فيه أنه أسلم بالمدينة، والسّورة مكية» . (2) ذكر منهم بلال بن رباح، وابن مسعود، وعمار بن ياسر، وصهيب بن سنان. ينظر المحرر الوجيز: 5/ 207، والتعريف والأعلام: 54. وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 1878، كتاب فضائل الصحابة، باب «في فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه» عن سعد قال: «كنا مع النبي صلّى الله عليه وسلّم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلّى الله عليه وسلّم: اطرد هؤلاء عنك لا يجترءون علينا، قال: كنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما شاء الله أن يقع، فحدّث نفسه، فأنزل الله عز وجل: وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ. [ ..... ] (3) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 1/ 527 عن الحسن، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 47. (4) عن تفسير الماوردي: 1/ 527. وانظر تفسير البغوي: 2/ 100، وزاد المسير: 3/ 47، وتفسير الفخر الرازي: 12/ 248. (5) إعراب القرآن للنحاس: 2/ 68، والتبيان للعكبري: 1/ 499، وتفسير القرطبي: 6/ 434. وقال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 139: «واللام في لِيَقُولُوا الظاهر أنها لام كي، أي: هذا الابتلاء لكي يقولوا هذه المقالة على سبيل الاستفهام لأنفسهم والمناجاة لها، - ويصير المعنى: ابتلينا أشراف الكفار بضعفاء المؤمنين ليتعجبوا في نفوسهم من ذلك، ويكون سببا للنظر لمن هدى ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 54 وَإِذا جاءَكَ: العامل في «إذا» قل «1» ، وموضع جاءَكَ جرّ بإضافة «إذا» إليه، كقولك: حين جاءك. 55 وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ: السّبيل مؤنثة «2» ، كقوله «3» : قُلْ هذِهِ سَبِيلِي، وإن جعلت الاستبانة متعدية ونصبت «السّبيل» «4» فالخطاب للنبي أو للسامع «5» . 57 يَقُصُّ الْحَقَّ: يقضي القضاء الحق أو يضع الحق «6» . 59 وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها: ليعلم أن الأعمال أولى بالإحصاء للجزاء «7» . إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ: في إِلَّا معنى الواو، وكذا كل استثناء بعد استثناء، كقولك: ما زيد إلا عند عمرو إلا في داره، بخلاف الاستثناء من الاستثناء.   (1) قال السّمين الحلبي في الدر المصون: 4/ 648: «أي: فقل: سلام عليكم وقت مجيئهم، أي: أوقع هذا القول كلّه في وقت مجيئهم إليك، وهذا معنى واضح» . (2) وهي لغة الحجاز، وتذكير «السبيل» لغة نجد وتميم. تفسير الطبري: 11/ 396، والدر المصون: 4/ 655. (3) سورة يوسف: آية: 108. (4) وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: 257، والتبصرة لمكي: 193. (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 337، وتفسير الطبري: 11/ 395، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 254، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 432، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 315. (6) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 256. وانظر معاني القرآن للنحاس: 2/ 435، وتفسير الماوردي: 1/ 529، وزاد المسير: 3/ 52، وتفسير القرطبي: 6/ 439. (7) هذا قول الكوفيين كما في الإنصاف لابن الأنباري: 1/ 266، وذهب البصريون إلى أنها لا تكون بمعنى الواو. وعزاه المرادي في الجنى الداني: 473 إلى الأخفش والفراء. ينظر- أيضا- رصف المباني: 177، والبحر المحيط: 4/ 146، والدر المصون: 4/ 661. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 60 يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ: يقبضكم عن التصرف «1» ، أو يحصيكم بالليل، من «توفى العدد» «2» ، ومنه أيضا: تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا «3» أي: الحفظة، ومنه: [30/ أ] يَتَوَفَّاكُمْ/ مَلَكُ الْمَوْتِ «4» أي: يستوفيكم. 65 يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً: يخلطكم فرقا مختلفين تتحاربون. 70 اتَّخَذُوا دِينَهُمْ: إذ ما من قوم إلا ولهم عيد لهو، إلا أمّة محمد صلّى الله عليه وسلّم، فأعيادهم صلاة وتكبير وبرّ وخير. 70 تُبْسَلَ: تسلم وتحبس «5» . 71 اسْتَهْوَتْهُ: استتزلّته، من «الهويّ» ، أو استمالته، من «الهوى» «6» . 73 فِي الصُّورِ «7» : في الصور «8» ك «السّور» ، والسّور جمع سورة.   (1) في تفسير الماوردي: 1/ 529، وزاد المسير: 3/ 55: «يعني به النوم لأنه يقبض الأرواح فيه عن التصرف كما يقبضها بالموت» . (2) قال الطبري في تفسيره: 11/ 405: «ومعنى «التوفي» في كلام العرب استيفاء العدد ... » . (3) سورة الأنعام: آية: 61. (4) سورة السجدة: آية: 11. [ ..... ] (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 155، وتفسير الطبري: (11/ 442، 443) ، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 443، وزاد المسير: 3/ 65. (6) تفسير الطبري: (11/ 450، 451) ، وتفسير الماوردي: 1/ 537، وزاد المسير: 3/ 66. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 13/ 31: «اختلفوا في اشتقاق اسْتَهْوَتْهُ على قولين: القول الأول: أنه مشتق من الهوي في الأرض، وهو النزول من الموضع العالي إلى الوهدة السافلة العميقة في قعر الأرض، فشبه الله تعالى حال هذا الضال به، وهو قوله: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ، ولا شك أن حال هذا الإنسان عند هويه من المكان العالي إلى الوهدة العميقة المظلمة يكون في غاية الاضطراب والضعف والدهشة. والقول الثاني: أنه مشتق من إتباع الهوى والميل، فإن من كان كذلك فإنه ربما بلغ النهاية في الحيرة، والقول الأولى أولى لأنه أكمل في الدلالة على الدهشة والضعف» . (7) يضم الصاد وفتح الواو، وهي قراءة تنسب إلى الحسن وعمرو بن عبيد، وعياض كما في البحر: 4/ 161، وتفسير القرطبي: 7/ 21. (8) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 196: «يقال إنها جمع «صورة» تنفخ فيها روحها-- فتحيا، بمنزلة قولهم: سور المدينة واحدتها سورة» . وينظر تفسير الطبري: 11/ 463، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 264. وقيل في معنى «الصور» إنه قرن ينفخ فيه نفختان، وهو ما رجحه الطبري في تفسيره: 11/ 463. وابن كثير في تفسيره: 3/ 276 لما أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 2/ 192 عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال أعرابي: يا رسول الله، ما الصور؟ قال: قرن ينفخ فيه» . وأخرجه الترمذي في سننه: 4/ 620، أبواب صفة القيامة، باب «ما جاء في الصور» حديث رقم (2430) وقال: «هذا حديث حسن صحيح» . والحاكم في المستدرك: 2/ 436، كتاب التفسير، «تفسير سورة الزمر» . وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 75 وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ: أي: نريه الملكوت ليستدل به وليكون ... و «الملكوت» : أعظم الملك ك «الرهبوت» أعظم الرهبة «1» . 76 جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ: جنّه جنانا وجنونا وأجنّه إجنانا: غشيه وستره «2» ، وجاء جَنَّ عَلَيْهِ لأنه بمعنى أظلم عليه، وليس في «جنّه» سوى ستره «3» . هذا رَبِّي: على وجه تمهيد الحجة وتقرير الإلزام، ويسميه أصحاب القياس: القياس الخلفيّ، وهو أن تفرض الأمر الواجب على وجوه لا يمكن ليجب به الممكن «4» .   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: (1/ 197، 198) ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 156، وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 265: «والملكوت بمنزلة الملك، إلا أن الملكوت أبلغ في اللّغة من الملك لأن الواو والتاء تزادان للمبالغة، ومثل الملكوت الرّغبوت، والرّهبوت، ووزنه من الفعل «فعلوت» ... » . (2) معاني القرآن للفراء: 1/ 341، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 198، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 156، وتفسير الطبري: 11/ 478، والمفردات للراغب: 98. قال الماوردي في تفسيره: 1/ 539: «ومعنى جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ أي: ستره، ولذلك سمّي البستان جنّة لأن الشجر يسترها، والجن لاستتارهم عن العيون، والجنون لأنه يستر العقل، والجنين لأنه مستور في البطن، والمجن لأنه يستر المتترس» . (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 198، وتفسير الطبري: (11/ 478، 479) ، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 266، وتفسير الفخر الرازي: 13/ 47. (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 341، والمبين في شرح ألفاظ المتكلمين: 84. - - قال الفخر الرازي في تفسيره: 13/ 52: « ... إن إبراهيم- عليه السلام- لم يقل هذا رَبِّي على سبيل الإخبار، بل الفرض منه أنه كان يناظر عبدة الكوكب، وكان مذهبهم أن الكوكب ربهم وإلههم، فذكر إبراهيم- عليه السلام- ذلك القول الذي قالوه بلفظهم وعبارتهم حتى يرجع إليه فيبطله، ومثاله: أن الواحد منا إذا ناظر من يقول بقدم الجسم، فيقول: الجسم قديم فإذا كان كذلك، فلم نراه ونشاهده مركبا متغيرا؟ فهو إنما قال: الجسم قديم إعادة لكلام الخصم حتى يلزم المحال عليه، فكذا هاهنا قال: هذا رَبِّي، والمقصود منه حكاية قول الخصم، ثم ذكر عقبيه ما يدل على فساده، وهو قوله: لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ، وهذا الوجه هو المتعمد في الجواب، والدليل عليه: أنه تعالى دل في أول الآية على هذه المناظرة بقوله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ ... » اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 80 أَتُحاجُّونِّي: أصله «أتحاجّونني» الأولى علامة الرفع في الفعل، والثانية لسلامة بناء الفعل من الجر «1» . وَلا أَخافُ ما تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشاءَ رَبِّي شَيْئاً: بحسبه وبقدره، أو معناه: لكن أخاف مشيئة ربي يعذبني بذنب سلف مني «2» ، استثناء منقطع. 83 وَتِلْكَ حُجَّتُنا: وهي أن لا يجوز عبادة من لا يملك الضر والنفع، وأن من عبده أحق بالخوف، ومن عبد من يملك ذلك أحق بالأمن. 86 وَالْيَسَعَ: دخلته الألف واللام لأنه اسم أعجمي وأفق أوزان العرب «3» . وَكلًّا فَضَّلْنا: «كلّ» بالصيغة نكرة من غير إضافة، ومن حيث التقدير أي: وكل الأنبياء فضلنا، معرفة. 89 فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ: أهل مكة، فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً: أهل المدينة «4» .   (1) يطلق النحاة على هذه النون نون الوقاية. (2) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 269. (3) ينظر هذا القول في تفسير الطبري: (11/ 511، 512) ، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 350، والدر المصون: 5/ 29. (4) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 342، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 515، 516) عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، وابن جريج. - - ونقله النحاس في معاني القرآن: 2/ 455 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 312 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونسبه- أيضا- إلى عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 300 90 فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ: الهاء للاستراحة، لأجل الوقف «1» . أو هاء الضمير للمصدر المقدّر، أي: فبهداهم اقتد اقتداء «2» ، أو زيدت الهاء عوضا من الياء المحذوفة في «اقتد» فإذا وصلت صار حرف الوصل عوضا وسقط. 91 ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ: لم يجزم يَلْعَبُونَ لأنه ليس بجواب، بل/ توبيخ في موضع الحال «3» ، وأما قوله «4» : ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا [30/ أ] فكان يجوز سبب أكلهم تركه لهم، إذ يحسن ذلك ولا يقبح قبح إحالة اللعب إلى تركه. 94 فُرادى جمع «فريد» ك «رديف» ، و «ردافى» أو جمع «فردان» ك «سكران» و «سكارى» ، وتقول العرب: «فراد» أيضا ك «ثلاث» و «رباع» «5» .   (1) الكشاف: 2/ 34، والبحر المحيط: 4/ 176، والدر المصون: 5/ 31. قال الفخر الرازي في تفسيره: 13/ 75: «قرأ ابن عامر: اقْتَدِهْ بكسر الدال وثم الهاء للكسر من غير بلوغ ياء، والباقون: اقْتَدِهْ ساكنة الهاء، غير أن حمزة والكسائي يحذفانها في الوصل ويثبتانها في الوقف، والباقون يثبتونها في الوصل والوقف. والحاصل: أنه حصل الإجماع على إثباتها في الوقف. قال الواحدي: الوجه الإثبات في الوقف والحذف في الوصل لأن هذه الهاء هاء وقعت في السكت بمنزلة همزة الوصل في الابتداء، وذلك لأن الهاء للوقف، كما أن همزة الوصل للابتداء بالساكن، فكما لا تثبت الهمزة حال الوصل، كذلك ينبغي أن لا تثبت الهاء ... » . (2) تفسير الفخر الرازي: 13/ 76، والدر المصون: 5/ 32. [ ..... ] (3) الكشاف: 2/ 35. (4) سورة الحجر: آية: 3. (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 345، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 157، وتفسير الطبري: 11/ 544، والمفردات للراغب: 375، والدر المصون: 5/ 44. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ: ذهب تواصلكم «1» وليس بظرف بل اسم ل «الوصل» «2» فإنه من الأضداد «3» ، ومن نصبه «4» أقره على الظرف على تقدير: تقطّع ما بينكم «5» بل تقطّع السبب بينكم لأن الصلة والموصول كاسم واحد فلا يحذف الموصول. 95 فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى: ففلق الحبة عن السنبلة والنواة عن النخلة «6» . يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ: النبات الغض النامي من الحب اليابس، وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ الحب اليابس، مِنَ الْحَيِّ النبات النامي «7» . وقيل «8» : النطفة من الإنسان والإنسان من النطفة.   (1) هذا المعنى على قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، وعاصم في رواية أبي بكر برفع النون في بَيْنَكُمْ. ينظر السّبعة لابن مجاهد: 263، وحجة القراءات: 261، والكشف لمكي: 1/ 440. (2) قال أبو علي الفارسي في الحجة: 3/ 358: «والدليل على جواز كونه اسما قوله: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ [فصلت: 5] ، وهذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [الكهف: 78] ، فلما استعمل اسما في هذه المواضع جاز أن يسند إليه الفعل الذي هو تَقَطَّعَ في قول من رفع ... » . (3) الأضداد لابن الأنباري: 75، واللسان: 13/ 62 (بين) . (4) وهي قراءة نافع والكسائي وعاصم في رواية حفص. السبعة لابن مجاهد: 263، والتبصرة لمكي: 196. (5) ينظر معاني القرآن للفراء: 1/ 345، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 459، والكشف لمكي: 1/ 441. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 11/ 551 عن قتادة، والسّدي، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 546 عن الحسن، وقتادة، والسدي، وابن زيد. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 90، وقال: «روى هذا المعنى أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال الحسن، والسدي، وابن زيد» . (7) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 273. ورجحه الطبري في تفسيره: 11/ 553. وأخرج- نحوه- عن السدي، وأبي مالك. (8) أخرجه الطبري في تفسيره: (11/ 553، 554) عن ابن عباس رضي الله عنهما ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 13/ 92 عن ابن عباس أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 96 فالِقُ الْإِصْباحِ: شاق عمود الصبح عن سواد الليل «1» . حُسْباناً: حسابا مصدر «حسبته» «2» ، أو جمع «حساب» ك «شهاب» و «شهبان» «3» ، أي: سيّرهما بحساب معلوم. أو حساب الشهور والأعوام بمسيرهما «4» . 97 لِتَهْتَدُوا بِها: النجوم المهتدى بها هي المختلفة مواضعها في الجهات الأربع. 98 فَمُسْتَقَرٌّ في الصّلب، أو على الأرض، وَمُسْتَوْدَعٌ: في الرحم، أو في القبر «5» .   (1) عن تفسير الطبري: 11/ 554. وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 274. (2) ذكره الطبري في تفسيره: 11/ 559 فقال: «وقد قيل إن «الحسبان» في هذا الموضع مصدر من قول القائل: حسبت الحساب أحسبه حسابا وحسبانا. وحكى عن العرب: على الله حسبان فلان وحسبته، أي: حسابه» . وانظر: زاد المسير: 3/ 91، وتفسير الفخر الرازي: 13/ 99. (3) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 201. وانظر تفسير الطبري: 11/ 559، والكشاف: 2/ 38، وتفسير الفخر الرازي: 13/ 105. [ ..... ] (4) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 11/ 558 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 91 عن مقاتل. (5) قال البغوي في تفسيره: 2/ 118: «روى عن أبيّ أنه قال: مستقر في أصلاب الآباء، ومستودع في أرحام الأمهات» . ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 92 عن ابن بحر قال: «المستقر في الأصلاب، والمستودع في الأرحام» . وذكر الفخر الرازي في تفسيره: 13/ 109: أنّ المستقر صلب الأب والمستودع رحم الأم لأن النطفة حصلت في صلب الأب لا من قبل الغير وهي حصلت في رحم الأم بفعل الغير، فحصول تلك النطفة في الرحم من قبل الرجل مشبه بالوديعة لأن قوله: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ يقتضي كون المستقر متقدما على المستودع، وحصول النطفة في صلب الأب مقدم على حصولها في رحم الأم، فوجب أن يكون المستقر ما في أصلاب الآباء، والمستودع ما في أرحام الأمهات. - وجمهور المفسرين على أن المراد ب «المستقر» الرحم، وب «المستودع» الصلب. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (11/ 565- 571) عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وعطاء، وإبراهيم النخعي، والسدي، وقتادة، والضحاك، وابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (3/ 331، 332) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 11/ 571: «وأولى التأويلات في ذلك بالصواب أن يقال: وإنّ الله جل ثناؤه عمّ بقوله: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ، كلّ خلقه الذي أنشأ من نفس واحدة، مستقرا ومستودعا، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى. ولا شك أنّ من بني آدم مستقرا في الرحم، ومستودعا في الصلب، ومنهم من هو مستقر على ظهر الأرض أو بطنها، ومستودع في أصلاب الرجال، ومنهم مستقر في القبر، مستودع على ظهر الأرض. فكلّ «مستقر» أو «مستودع» بمعنى من هذه المعاني، فداخل في عموم قوله: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ومراد به، إلّا أن يأتي خبر يجب التسليم له بأنه معني به معنى دون معنى، وخاص دون عام» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 99 نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ: رزقه، وقيل: نبات كل صنف من النبات «1» ، كقوله «2» : لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ. وليس إنزال الماء سببا مولدا ولكنه مؤدّ. حَبًّا مُتَراكِباً: السنبل الذي تراكب حبه. وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها: ذكر الطلع «3» مع النخل لأنه طعام وإدام بخلاف سائر الأكمام «4» .   (1) عن معاني القرآن للفراء: 1/ 347، ونص كلام الفراء: «يريد ما ينبت ويصلح غذاء لكل شيء، وكذا جاء التفسير، وهو وجه الكلام. وقد يجوز في العربية أن تضيف النبات إلى كل شيء وأنت تريد بكل شيء النبات أيضا، فيكون مثل قوله: إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ، واليقين هو الحق» اهـ. (2) سورة الواقعة: آية: 95. (3) نقل الفخر الرازي في تفسيره: 13/ 114 عن أبي عبيدة قال: «والطلع أول ما يرى من عذق النخلة، الواحدة طلعة» . وانظر كتاب النخل لأبي حاتم: 68، واللسان: 8/ 238 (طلع) . (4) تفسير الفخر الرازي: 13/ 115. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 قِنْوانٌ جمع على حد التثنية «1» مثل صِنْوانٌ «2» . والقنو: العذق «3» . دانِيَةٌ: متدلية قريبة «4» ، أو دانية بعضها من بعض. وَيَنْعِهِ: نضجه وإدراكه. 100 وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ: ذلك قولهم: الملائكة بنات الله «5» ، سموا جنا لاجتنانهم عن العيون «6» . والْجِنَّ هو المفعول الأول أي: جعلوا لله الجن شركاء «7» .   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 202، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 157، وتفسير الطبري: 11/ 575، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 275. (2) من آية: 4 سورة الرعد. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 202، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 157، والمفردات للراغب: 414، واللسان: 15/ 204 (قنا) . (4) تفسير الطبري: 11/ 576، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 464، وزاد المسير: 3/ 94. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 275: «ودانية» أي قريبة المتناول، ولم يقل: ومنها قنوان بعيدة لأن في الكلام دليلا أن البعيدة السحيقة من النخل قد كانت غير سحيقة، واجتزأ بذكر القريبة عن ذكر البعيدة، كما قال عز وجل: سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ ولم يقل: وسرابيل تقيكم البرد لأن في الكلام دليلا على أنها تقي البرد لأن ما يستر من الحر يستر من البرد» . (5) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 1/ 549 وعزاه إلى قتادة، والسدي، وابن زيد، ثم قال: «كقوله تعالى: وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ، فسمى الملائكة لاختفائهم عن العيون جنة» . وانظر هذا القول في زاد المسير: 3/ 96. (6) تفسير الماوردي: 1/ 549، والمفردات للراغب: 99، وتفسير الفخر الرازي: 13/ 199. (7) معاني القرآن للفراء: 1/ 348، وتفسير الطبري: 12/ 7، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 87. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 277: «أما نصب الجن فمن وجهين، أحدهما: أن يكون «الجن» مفعولا، فيكون المعنى: وجعلوا لله الجن شركاء، ويكون «الشركاء» مفعولا ثانيا كما قال: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 [31/ أ] وَخَرَقُوا: كذبوا لأن الكذب خرق/ لا أصل «1» له. ومن شدّد «2» ذهب إلى التكثير والمبالغة «3» . 105 وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ: موضع الكاف نصب على صيغة المصدر «4» : أي: نصرف الآيات في غير هذه الصورة «5» تصريفا مثل التصريف في هذه. وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ: ودارست «6» أي: قرأت وكتبت الكتب وذاكرت   (1) معاني القرآن للفراء: 1/ 348، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 157، وتفسير الطبري: 12/ 8، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 278، وتفسير الماوردي: 1/ 550. [ ..... ] (2) أي «خرّقوا» بتشديد الراء، وهي قراءة نافع كما في السّبعة لابن مجاهد: 264، والتبصرة لمكي: 196. (3) معاني القرآن للنحاس: 2/ 466، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 373، وزاد المسير: 3/ 97، وتفسير القرطبي: 7/ 53. (4) على صيغة المصدر المحذوف. وانظر هذا التقدير الذي ذكره المؤلف في تفسير الطبري: 12/ 25، والدر المصون: 5/ 93، وقدره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 279: «ونصرف الآيات في مثل ما صرفناه فيما تلي عليك» . (5) في «ك» : «السورة» . (6) «دارست» بألف، قراءة ابن كثير، وأبي عمرو. السبعة لابن مجاهد: 264، والتبصرة لمكي: 196. قال الطبري في تفسيره: 12/ 26: «اختلفت القراء في قراءة ذلك. فقرأته عامة قراء أهل المدينة والكوفة: وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ، يعني: قرأت أنت، يا محمد، بغير ألف. وقرأ ذلك جماعة من المتقدمين، منهم ابن عباس، على اختلاف عنه، وغيره وجماعة من التابعين، وهو قراءة بعض قراء أهل البصرة: وليقولوا دارست، بألف، بمعنى: قارأت وتعلمت من أهل الكتاب ... وأولى القراءات في ذلك عندي بالصواب، قراءة من قرأه: وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ بتأويل قرأت وتعلمت، لأن المشركين كذلك كانوا يقولون للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد أخبر الله عن قبلهم ذلك بقوله: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ. فهذا خبر من الله ينبئ عنهم أنهم كانوا يقولون: إنما يتعلم محمد ما يأتيكم به من غيره ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 أهلها، لام العاقبة «1» ، وقيل «2» : اللام في معنى النفي، أي: لئلا يقولوا دارست. 108 زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ: أي: العمل المأمور به «3» ، وقيل: التزيين بميل الطباع إلى ابتغاء المحاسن واجتناب الفواحش. 109 وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها: فتح أَنَّها «4» على حذف اللام أي: وما   (1) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 280، وقال: «وهذه اللّام يسميها أهل اللّغة لام الصيرورة، وهذا كقوله تعالى: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً فهم لم يلتقطوه يطلبون بأخذه أن يعاديهم ولكن كانت عاقبة أمره أن صار لهم عدوا وحزنا. وكما تقول: كتب فلان هذا الكتاب لحتفه، فهو لم يقصد بالكتاب أن يهلك نفسه، ولكن العاقبة كانت الهلاك» . وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: 2/ 469، والتبيان للعكبري: 1/ 528، والبحر المحيط: 4/ 198، والدر المصون: 5/ 93. (2) قال الماوردي في تفسيره: 1/ 551: «وفي الكلام حذف، وتقديره: ولئلا يقولوا درست، فحذف ذلك إيجازا كقوله تعالى: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا: أي: لئلا تضلوا» . (3) ذكر الزجاج نحو هذا القول في معاني القرآن: 2/ 281، وردّه. وأورده النحاس في معاني القرآن: 2/ 472 دون عزو، وعزاه الماوردي في تفسيره: 1/ 552، وأبو حيان في البحر المحيط: 2/ 200 إلى الحسن. قال أبو حيان: «وما فسر به الحسن قد أوضحه بعض المعتزلة، فقال: المراد بتزيين العمل تزيين المأمور به لا المنهي عنه، ويحمل على الخصوص، وإن كان عاما، لئلا يؤدي إلى تناقض النصوص، لأنه نص على تزيين الله للإيمان وتكريهه للكفر في قوله: حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ فلو دخل تزيين الكفر في هذه الآية في المراد لوجب التناقض بين الآيتين، ولذلك أضاف التزيين إلى الشيطان بقوله: فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فلا يكون الله مزينا ما زينه الشيطان، فنقول الله يزين ما يأمر به، والشيطان يزين ما ينهى عنه حتى يكون ذلك عملا بجميع النصوص» انتهى. قال أبو حيان- وأجيب أن لا تناقض لاختلاف التزيين، تزيين الله بالخلق للشهوات وتزيين الشيطان بالدعاء إلى المعاصي. فالآية على عمومها في كل أمة وفي عملهم» . (4) على قراءة نافع، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص كما في السبعة لابن مجاهد 265، ورجح مكي هذه القراءة في الكشف: 1/ 445. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 يشعركم إيمانهم؟ لأنها إذا جاءت لا يؤمنون «1» ، أو لا صلة «2» وفي الكلام حذف، أي: وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون أو لا يؤمنون؟. وقيل «3» : معنى أَنَّها لعلها. وكسر إنها «4» لتمام الكلام بقوله: قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَما يُشْعِرُكُمْ، ثم قال: أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ على الاستئناف «5» . 110 وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ في جهنم على لهب النار «6» ، أو نقلبها في الدنيا   (1) الحجة لأبي علي الفارسي: (3/ 377، 378) ، والكشف لمكي: 1/ 445، وزاد المسير: 3/ 104. (2) أي زائدة، وهو قول الفراء في معاني القرآن: 1/ 350، وقال: «كقوله: وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ المعنى: حرام عليهم أن يرجعوا ... » . ونسب النحاس في إعراب القرآن: 2/ 90، وكتابه معاني القرآن: 2/ 473 هذا القول إلى الكسائي ثم قال: «وهذا عند البصريين غلط، لأن «لا» لا تكون زائدة في موضع تكون فيه نافية» . وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 283: «والذي ذكر أن «لا» لغو غالط، لأن ما كان لغوا لا يكون غير لغو في مكان آخر» . وانظر الحجة لأبي علي: (3/ 380، 381) ، والكشف لمكي: 1/ 444. (3) نقله سيبويه في الكتاب: 2/ 123، والزجاج في معاني القرآن: 2/ 282، والنحاس في إعراب القرآن: 2/ 90، وأبو علي الفارسي في الحجة: 3/ 380 عن الخليل، ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: 12/ 43. (4) وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو. السبعة لابن مجاهد: 265، والتبصرة لمكي: 197. (5) الكتاب لسيبويه: 3/ 123 عن الخليل. وانظر هذا القول في تفسير الطبري: 12/ 40، والحجة لأبي علي الفارسي: (2/ 376، 377) ، والكشف لمكي: 1/ 445، والبحر المحيط: 4/ 201، والدر المصون: 4/ 101. [ ..... ] (6) نص هذا القول في تفسير الفخر الرازي: 13/ 154 عن الجبائي. وردّه الفخر الرازي بقوله: «أما الوجه الذي ذكره الجبائي فمدفوع لأنّ الله تعالى قال: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ ثم عطف عليه فقال: وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ولا شك أن قوله: وَنَذَرُهُمْ إنما يحصل في الدنيا، فلو قلنا: المراد من قوله: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ إنما يحصل في الآخرة، كان هذا سوءا للنظم في كلام الله تعالى حيث-- قدم المؤخر وآخر المقدم من غير فائدة ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 بالخير «1» . كَما لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ أنزلت الآيات فهم لا يؤمنون ثانيها «2» ، وعلى الأول كما لم يؤمنوا أول مرّة في الدنيا. 111 قُبُلًا معاينة ومقابلة «3» ، رأيته قبلا وقبلا، وقبلا «4» . أو جمع «قبيل» وهو الكفيل «5» ، أي: لو حشرنا كل شيء فكفل بما تقول لم يؤمنوا، أو «القبل» جمع «قبيل» والقبيل جمع قبيلة «6» ، أي: لو جاءهم كل شيء قبيلة قبيلة وصنفا صنفا لم يؤمنوا. 113 وَلِتَصْغى إِلَيْهِ: لام العاقبة، أي: ليصير أمرهم إلى ذلك «7» .   (1) تفسير الماوردي: 1/ 553. (2) تفسير البغوي: 2/ 123، وزاد المسير: 3/ 106. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 13/ 156: «دخلت الكاف على محذوف تقديره: فلا يؤمنون بهذه الآيات كما لم يؤمنوا بظهور الآيات أول مرة أتتهم الآيات مثل انشقاق القمر وغيره من الآيات، والتقدير: فلا يؤمنون في المرة الثانية من ظهور الآيات كما لم يؤمنوا في المرة الأولى. (3) ورد هذا المعنى على قراءة نافع وابن عامر: قُبُلًا بكسر القاف وفتح الباء. ينظر السبعة لابن مجاهد: 266، والتبصرة لمكي: 197، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 12/ 49 عن ابن عباس وقتادة. (4) قال أبو زيد الأنصاري في النوادر: 235: ويقال: لقيت فلانا قبلا، ومقابلة وقبلا، وقبلا، وقبليا، وقبيلا، وكلّه واحد وهو المواجهة» . وانظر الحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 384، واللسان: 11/ 528 (قبل) . (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 350، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 204، وتفسير الطبري: 12/ 48، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 283، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 475. (6) معاني القرآن للفراء: 1/ 351، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 204. وقال الطبري في تفسيره: (12/ 48، 49) : «فيكون القبل» حينئذ جمع «قبيل» الذي هو جمع «قبيلة» فيكون «القبل» جمع الجمع» . (7) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 284. وانظر هذا القول في الكشاف: 2/ 45، والبحر المحيط: 4/ 208، والدر المصون: 5/ 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 114 أَبْتَغِي حَكَماً الحكم من كان أهلا أن يتحاكم إليه، والحاكم من شأنه أن يحكم وإن كان لا يحكم بالحق «1» . 115 وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ: وجبت النصرة لأوليائه. 117 إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ: مَنْ يَضِلُّ في موضع نصب وتقديره: بمن يضل، بدليل ظهور الباء بعده في وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ، أو هو رفع بالابتداء على الاستفهام ويَضِلُّ خبره، أي: هو أعلم أيهم يضل، ولا يجوز جرا «2» بإضافة أَعْلَمُ لأن أفعل في الإضافة بعض المضاف [إليه] «3» . وتعالى الله عنه. [31/ ب] ولا يجوز أن يكون أَعْلَمُ/ بمعنى: يعلم «4» لأنه لا يطابق وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. 118 فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ: فيه ما يخشى على مستحل متروك التسمية الكفر، وهو اقترانه بقوله: إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ. 122 أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ: أي: ضالا فهديناه.   (1) قال الماوردي في تفسيره: 1/ 556: «والفرق بين الحكم والحاكم أن الحكم هو الذي يكون أهلا للحكم فلا يحكم إلّا بحق، والحاكم قد يكون من غير أهله فيحكم بغير حق، فصار الحكم من صفات ذاته، والحاكم من صفات فعله، فكان الحكم أبلغ في المدح من الحاكم» . (2) تفسير الطبري: 12/ 66، وقال العكبري في التبيان: 1/ 534: «ولا يجوز أن يكون «من» في موضع جر بالإضافة على قراءة من فتح الياء لئلا يصير التقدير: هو أعلم الضالين، فيلزم أن يكون سبحانه ضالا، تعالى عن ذلك» . وأورد السمين الحلبي في الدر المصون: (5/ 126، 127) وجوه الإعراب التي ذكرها المؤلف، وأورد وجها آخر فقال: «الرابع: أنها منصوبة بفعل مقدّر يدل عليه أفعل، قاله الفارسي ... » ، ورجح السمين الحلبي هذا القول فقال: «والراجح من هذه الأقوال نصبها بمضمر وهو قول الفارسي، وقواعد البصريين موافقة له» . (3) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (4) رد هذا القول- أيضا- الطبري في تفسيره: (12/ 66، 67) . وانظر البحر المحيط: 4/ 210، والدر المصون: 5/ 126. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 125 فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ: وهو تسهيل السبيل إلى الإسلام بالدلائل الشارحة للصدر. والإضلال تصعيبها «1» بالشّبه التي يضيق بها الصدر. ضَيِّقاً حَرَجاً: ذا حرج «2» ، أو هو بمنزلة «قمن» «3» و «قمن» صفة لا مصدر «4» . كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ: من ضيق صدره عن الإسلام كمن يراد على ما لا يقدر «5» . يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ: العذاب في الآخرة واللعنة في الدنيا. 127 لَهُمْ دارُ السَّلامِ: السلامة من الآفات، عِنْدَ رَبِّهِمْ مضمون عند ربهم. وَهُوَ وَلِيُّهُمْ: يتولى أمرهم، أو ينصرهم على عدوهم.   (1) في «ج» : تضييعها. (2) قال الطبري في تفسيره: 12/ 103: «والحرج، أشد الضيق، وهو الذي لا ينفذه، من شدة ضيقه، وهو هنا الصدر الذي لا تصل إليه الموعظة، ولا يدخله نور الإيمان، لرين الشّرك عليه» . وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 290: «والحرج في اللغة أضيق الضيق» . [ ..... ] (3) قمن: بفتح الميم. قال ابن الأثير في النهاية: 4/ 111: «يقال: قمن وقمن: أي: خليق وجدير، فمن فتح الميم لم يثنّ ولم يجمع ولم يؤنث، لأنه مصدر، ومن كسر ثنى وجمع، وأنث، لأنه وصف، وكذلك القمين» . وانظر اللسان: 13/ 347 (قمن) . (4) هذا المعنى على قراءة: حرجا بكسر الراء، وهي لنافع، وعاصم في رواية شعبة. السبعة لابن مجاهد: 268. وانظر توجيه هذه القراءة في تفسير الطبري: (12/ 106، 107) ، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 290، والحجة لأبي علي الفارسي: 3/ 401، والدر المصون: (5/ 142، 143) . (5) قال النحاس في معاني القرآن: 2/ 487: «كأنه يريد أن يصعد إلى السماء وهو لا يقدر على ذلك، كأنه يستدعي ذلك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 128 يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ: من إغوائهم «1» . واستمتع الإنس بالجن بتزيين الشهوات والعون على الهوى، والجن بالإنس باتباعهم خطوات الجن «2» . إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ: من الفائت قبله إذ الفائت من العقاب، يجوز تركه بالعفو عنه، ومن الثواب لا يجوز لأنه بخس. 129 نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً: نسلّط «3» ، أو نكل بعضهم إلى بعض «4» ، كقوله «5» : نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى. وقيل «6» : هو من الموالاة والتتابع في النار. 130هِدْنا عَلى أَنْفُسِنا : بوجوب الحجة علينا وتبليغ الرسل إلينا «7» . 135 عَلى مَكانَتِكُمْ: طريقتكم «8» ، أو تمكنكم إن رضيتم بالعقاب.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (12/ 115، 116) عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 562 عن ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد. وانظر زاد المسير: 3/ 123. (2) تفسير الماوردي: 1/ 562، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 123 وقال: «روى هذا المعنى عطاء عن ابن عباس، وبه قال محمد بن كعب، والزجاج» . (3) أي نسلّط بعض الظلمة على بعض. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 12/ 119 عن ابن زيد، ونقله الماوردي في تفسيره: 1/ 564، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 124 عن ابن زيد أيضا. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 563، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 124 إلى الماوردي. (5) سورة النّساء: آية: 115. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 112 عن قتادة. وانظر تفسير الماوردي: 1/ 564، وزاد المسير: 3/ 124. (7) تفسير الطبري: 12/ 123، وتفسير الماوردي: 1/ 565، وزاد المسير: 3/ 126. (8) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 1/ 566. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 136 مِمَّا ذَرَأَ: خلق «1» ، مِنَ الْحَرْثِ: سمّوا لله حرثا «2» ولأصنامهم حرثا، ثم ما اختلط من حرث الله بحرث الأصنام تركوه، وقالوا: الله غنيّ عنه وعلى العكس. ساءَ ما يَحْكُمُونَ موضع «ما» رفع «3» ، أي: ساء الحكم حكمهم، أو نصب «4» ، أي: ساء حكما حكمهم. 137 وَلِيَلْبِسُوا: لبست الثّوب ألبسه، ولبست عليه الأمر ألبسه «5» . 142 حَمُولَةً: كبار الإبل التي يحمل عليها، وَفَرْشاً: صغارها «6» . 143 ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ: أي: أنشأ الأنعام ثمانية أزواج «7» / من أربعة [32/ أ] أصناف، من كل صنف اثنين، ذكرا وأنثى، فذكر الضأن والمعز ثم البقر والإبل.   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 206، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 160، وتفسير الطبري: 12/ 130، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 495. (2) أي: زرعا. (3) إعراب القرآن للنحاس: 2/ 97، والبيان لابن الأنباري: 1/ 342. [ ..... ] (4) قال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 228: «ويجوز أن تكون ما تمييزا على مذهب من يجيز ذلك في «بئسما» ، فيكون في موضع نصب، التقدير: ساء حكما حكمهم» . وانظر الدر المصون: 5/ 160. (5) قال الراغب في المفردات: 447: «وأصل اللّبس ستر الشيء، ويقال ذلك في المعاني، يقال: لبست عليه أمره» . (6) ينظر معنى «الحمولة» و «الفرش» في معاني القرآن للفراء: 1/ 359، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 207، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 162، وتفسير الطبري: 12/ 178، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 503. قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 298: «وأجمع أهل اللغة على أن الفرش صغارها» . (7) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 162: «أي ثمانية أفراد. والفرد يقال له: زوج. والاثنان يقال لهما: زوجان وزوج» . وانظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: 498، وتفسير الطبري: (12/ 183، 184) ، وتفسير المشكل لمكي: 168. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ: إن كان التحريم من جهة الذكر فكل ذكر حرام، أو من جهة الأنثيين فكل أنثى حرام، أم الجميع حلال في الحال ثم حرم ما يتولد منه فكله حرام لأن الأرحام تشتمل على الجميع «1» . نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ: خبروني بعلم. 144 أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ: فخبروني عن مشاهدة فالكلام على أتم قسمة في الإلزام. 146 كُلَّ ذِي ظُفُرٍ: يدخل فيه الإبل والنّعام «2» . وأظفار الإبل: مناسم أخفافها «3» ، وأظفار السباع: براثنها. الْحَوايا: المباعر «4» ، بل ما يحوى عليه البطن «5» ، «فواعل» واحدها «حاوياء» «6» ، و «حاوية» مثل: «قاصعاء» «7» ، و «قواصع» ، وإن كان   (1) ينظر ما سبق في معاني القرآن للفراء: 1/ 360، وتفسير الطبري: (12/ 184، 185) ، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 299. (2) قال الطبري في تفسيره: 12/ 198: «وهو من البهائم والطير ما لم يكن مشقوق الأصابع، كالإبل والنّعام والأوز والبط» . وأخرج هذا القول عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، والسدي. وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 301، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 510، وزاد المسير: 3/ 141. (3) أي: أطراف أخفافها. اللسان: 12/ 574 (نسم) . (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 363، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 163، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 301، قال الطبري في تفسيره: 12/ 203: «و «الحوايا» جمع واحدها «حاوياء» ، و «حاوية» ، «حويّة» ، وهي ما تحوي من البطن فاجتمع واستدار، وهي بنات اللبن، وهي المباعر، وتسمى «المرابض» ، وفيها الأمعاء» وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (12/ 203، 204) عن ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وقتادة، والضحاك، والسدي. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 1/ 575 عن علي بن عيسى. (6) عن سيبويه في معاني القرآن للنحاس: 2/ 512، وعن الأصمعي في زاد المسير: 3/ 143. (7) القاصعاء: جحر الفأر أو اليربوع. اللسان: 8/ 275 (قصع) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 314 واحدها: «حويّة» فهي «فعائل» ، ك «سفينة وسفائن» . 149 قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ: القرآن ومحمد «1» . 150 قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ: أي: لا يعلم ما ذهبتم إليه بعقل ولا سمع، وما لا يصح أن يعلم بوجه فهو فاسد، وإنما أمر بأن يدعوهم إلى الشهادة مع ترك قبولها إذ لم يشهدوا على الوجه الذي دعوا إليه من بينة يوثق بها. وهَلُمَّ يكون بمعنى تعالوا «2» ... فلا يتعدى، وبمعنى، هاتوا «3» ، فيتعدى تماما. 154 عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ: أي: أحسنه موسى من طاعة الله «4» ، أو تماما على إحسان الله إلى موسى بالنبوة «5» . وتَماماً: مفعول له.   (1) لم أقف على هذا القول. وقال البغوي في تفسيره: 2/ 140: «التامة على خلقه بالكتاب والرسول والبيان» . وقال ابن كثير في تفسيره: 3/ 352: «أي: له الحكمة التامة، والحجة البالغة في هداية من هدى، وإضلال من أضل ... » . (2) مشكل إعراب القرآن: 1/ 227، وزاد المسير: 3/ 146، وتفسير القرطبي: 7/ 130. قال السّمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 213: «و «هلمّ» تكون متعدية بمعنى أحضر، ولازمة بمعنى أقبل، فمن جعلها متعدية أخذها من اللّمّ وهو الجمع، ومن جعلها قاصرة أخذها من اللّمم وهو الدنو والقرب» . (3) اختاره أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 248 فقال: «و «هلم» هنا على لغة الحجاز، وهي متعدية، ولذلك انتصب المفعول به بعدها، أي: أحضروا شهداءكم وقربوهم ... » . [ ..... ] (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 306، وذكره النحاس في معاني القرآن: 2/ 519، والماوردي في تفسيره: 1/ 579. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 154 عن الحسن وقتادة. (5) ذكره النحاس في إعراب القرآن: 2/ 108 عن المبرد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 156 أَنْ تَقُولُوا: لئلا تقولوا «1» ، أو كراهة أن تقولوا «2» . 158 أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ: يصير الأمر كله لله. بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ: أشراط الساعة «3» . أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً: بعمل النوافل ووجوه البر «4» . 159 وَكانُوا شِيَعاً: اليهود، شايعوا المشركين على المسلمين «5» . 160 عَشْرُ أَمْثالِها: عشر حسنات أمثالها «6» .   (1) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 366، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 163: «يريد هذا كتاب أنزلناه لئلا تقولوا: إنما أنزل الكتاب على اليهود والنصارى قبلنا، فحذف «لا» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 306، والبحر المحيط: (4/ 256، 257) ، والدر المصون: 5/ 229. (2) ذكره الطبري في تفسيره: 12/ 239 عن بعض نحويي البصرة. قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 307: «وقال البصريون: معناه أنزلناه، كراهة أن تقولوا، ولا يجيزون إضمار «لا» ، لا يقولون جئت أن أكرمك، أي لئلا أكرمك، ولكن يجوز فعلت ذلك أن أكرمك، على إضمار محبة أن أكرمك، وكراهة أن أكرمك، وتكون الحال تنبئ عن الضمير. فالمعنى: أنزل الكتاب كراهة أن يقولوا: إنما أنزلت الكتب على أصحاب موسى وعيسى» . وانظر هذا الوجه في إعراب القرآن للنحاس: 2/ 108، ومعاني القرآن للنحاس أيضا: 2/ 521، والدر المصون: 5/ 229. (3) أخرج الإمام أحمد في مسنده: 3/ 31 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في قول الله عز وجل: يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ قال: طلوع الشمس من مغربها» . وأخرج نحوه الترمذي في سننه: 5/ 264، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الأنعام» ، وقال: «هذا حديث حسن غريب، ورواه بعضهم، ولم يرفعه» . وأخرج الطبري في تفسيره: 12/ 247 عن أبي سعيد الخدري أيضا. (4) تفسير الطبري: (12/ 266، 267) . (5) لم أقف على هذا القول، والمراد ب «شيعا» في الآية الكريمة: فرقا وأحزابا، ويدخل في ذلك اليهود والنصارى، وليست من المشايعة التي بمعنى المناصرة كما ذكر المؤلف، والآية فسّرت ذلك: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً .... (6) معاني القرآن للفراء: 1/ 366، وتفسير الطبري: 12/ 274. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 و «عشر أمثالها» على صفة عشر «1» . 163 وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ: أي: من هذه الأمة «2» . 164 قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا: استفهام في معنى الإنكار «3» إذ لا جواب لصاحبه إلا أن يبغي الله ربا. 165 خَلائِفَ: يخلف أهل كلّ عصر أهل عصر قبلهم «4» . وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ: إذ ذاك يدعو إلى طاعة من يملكها رغبة في المرغوب فيه منها، ورهبة من أضدادها «5» . / ونصب دَرَجاتٍ على [32/ ب] وقوعه موقع «6» المصدر كأن القول رفعه بعد رفعه.   (1) بالتنوين ورفع «أمثالها» وتنسب هذه القراءة إلى الحسن، وسعيد بن جبير، ويعقوب، والأعمش، وعيسى بن عمر. ذكر النحاس هذه القراءة في إعراب القرآن: 2/ 110 وقال: «وتقديرها: فله حسنات عشر أمثالها، أي: له من الجزاء عشرة أضعاف مما يجب له، ويجوز أن يكون له مثل ويضاعف المثل فيصير عشرة» . ينظر البحر المحيط: 4/ 261، والدر المصون: 5/ 238، والنشر: 3/ 70. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 12/ 285 عن قتادة. وذكره الماوردي في تفسيره: 1/ 583، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 161 عن الحسن، وقتادة. (3) المحرر الوجيز: 5/ 419، وتفسير القرطبي: 7/ 156. قال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 263: «الهمزة للاستفهام ومعناه الإنكار والتوبيخ، وهو رد عليهم إذ دعوه إلى آلهتهم، والمعنى أنه كيف يجتمع لي دعوة غير الله ربا وغيره مربوب له؟» . (4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 164، وتفسير الطبري: 12/ 288، ومعاني القرآن للنحاس: 2/ 526، وتفسير الماوردي: 1/ 584، وزاد المسير: 3/ 163. (5) قال الماوردي في تفسيره: 1/ 584: «يعني ما خالف بينهم في الغنى بالمال، وشرف الآباء، وقوة الأجسام، وإن ابتدأه تفضلا من غير جزاء ولا استحقاق، لحكمة منه تضمنت ترغيبا في الأعلى وترهيبا من الأدنى لتدوم له الرغبة والرهبة» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 14/ 15. (6) في «ج» : موضع. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 في الحديث «1» : «سورة الأنعام من نواجب القرآن» ، ويروى «2» : «نجائب القرآن» ، [والنجيبة] «3» التي قشرت نجبته، أي: لحاؤه وبقي لبابه» .   (1) أخرجه الدارمي في سننه: 2/ 545 كتاب «فضائل القرآن» ، باب «فضائل الأنعام والسور» عن عمر رضي الله تعالى عنه. وفي إسناده زهير بن معاوية عن أبي إسحاق بن سليمان بن أبي سليمان الشيباني الكوفي عن عبد الله بن خليفة. أما زهير فهو ثقة، وكذلك أبو إسحاق، ولكنه سمع عن أبي إسحاق بعد اختلاطه. ينظر التقريب: (218، 252) ، والكواكب النيرات: 350. وأما عبد الله بن خليفة فهو مقبول كما في التقريب: 301. وعليه يكون إسناد الدارمي ضعيفا. والحديث ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: 2/ 391، وابن الأثير في النهاية: 5/ 17. (2) غريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 391، والنهاية: 5/ 17. (3) في الأصل: النجيب، والمثبت في النص عن «ج» . (4) قال ابن الأثير في النهاية: 5/ 17: «نواجب القرآن: أي من أفاضل سوره. فالنجائب: جمع نجيبة، تأنيث النجيب. وأما النواجب: فقال شمر: هي عتاقه، من قولهم: نجبته، إذا قشرت نجبه، وهو لحاؤه وقشره، وتركت لبابه وخالصه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 ومن سورة الأعراف للتسمية بالحروف المعجمة معان وهي: أنها فاتحة لما هو منها، وأنها فاصلة بينها وبين ما قبلها، وأن التأليف الذي بعدها معجز وهو كتأليفها «1» . وموضع المص رفع بالابتداء، وخبره كِتابٌ «2» ، وعلى قول ابن عباس «3» : «أنا الله أعلم وأفصل» لا موضع له، لأنه في موضع جملة «4» . 2 فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ: نهي عن التعرض للحرج، وفيه من البلاغة أن الحرج لو كان مما ينهى لنهينا عنك، فانته أنت عنه بترك التعرض له «5» و «الفاء» للعطف، أي: هذا كتاب أنزلناه إليك فلا يكون بعد إنزاله   (1) ينظر البرهان للزركشي: (1/ 167- 170) ، والإتقان: (3/ 25- 30) . (2) هذا قول الفراء في معاني القرآن: 1/ 368، وانظر مشكل إعراب القرآن: 1/ 281، وتفسير القرطبي: 7/ 160، والبحر المحيط: 4/ 267، والدر المصون: 5/ 241. (3) أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 293، وابن أبي حاتم في تفسيره: 1/ 2 (سورة الأعراف) ، والنحاس في معاني القرآن: 1/ 73 بلفظ: «أنا الله أفصل» . (4) اختار الزجاج هذا القول في معاني القرآن: (2/ 313، 314) ، فقال: وهذه الحروف ... في موضع جمل، والجملة إذا كانت ابتداء وخبرا فقط لا موضع لها. فإذا كان معنى كهيعص معنى الكاف كاف، ومعنى الهاء هاد، ومعنى الياء والعين من عليم، ومعنى الصاد من صدوق وكان معنى الم أنا أعلم، فإنما موضع كموضع الشيء الذي هو تأويل لها. ولا موضع في الإعراب لقولك: أنا الله أعلم، ولا لقولك: هو هاد، وهو كاف، وإنما يرتفع بعض هذا ببعض، والجملة لا موضع لها» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 14/ 16. (5) البحر المحيط: 4/ 266، والدر المصون: 5/ 242. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 حرج في صدرك. ويكون فيه أيضا معنى «إذا» أي: إذا أنزل إليك لتنذر به فلا يحرج صدرك بل لتنذر على انشراح الصدر. والحرج: الضيق «1» ، وقيل: الشك، بلغة قريش «2» . وَذِكْرى في موضع نصب على أُنْزِلَ أي: أنزل إنذارا وذكرى «3» . وعلى تقدير: وهو ذكرى رفع «4» . وعلى تقدير: لأن تنذر وذكرى جرّ «5» . 4 وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ: «كم» في الخبر للتكثير «6» ، وفي الاستفهام لا يجب   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 210، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 165، وتفسير الطبري: 12/ 295، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 315، والمفردات للراغب: 112، ورجح الطبري هذا القول. (2) لغات القبائل الواردة في القرآن لأبي عبيد: 98. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (12/ 295، 296) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي. وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 165 وقال: «وأصل الحرج: الضيق، والشاك في الأمر يضيق صدرا لأنه لا يعلم حقيقته، فسمى الشّك حرجا» . وقال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 266: «وفسّر «الحرج» هنا بالشّك، وهو تفسير قلق، وسمّي الشك حرجا لأنّ الشّاك ضيّق الصدر كما أن المتيقن منشرح الصدر، وإن صح هذا عن ابن عباس فيكون مما توجه فيه الخطاب إليه لفظا وهو لأمته معنى، أي: فلا يشكّوا أنّه من عند الله» . (3) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 315 وقال: «أي ولتذكر به ذكري، لأن في الإنذار معنى التذكير» . (4) أي أنها خبر لمبتدأ محذوف. ينظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 316، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 114، والكشاف: 2/ 66، والبحر المحيط: 4/ 267. (5) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 316: «فأما الجر فعلى معنى لتنذر، لأن معنى «لتنذر» : لأن تنذره فهو في موضع جر، المعنى للإنذار والذكرى» . وانظر البحر المحيط: 4/ 267، والدر المصون: 5/ 244. [ ..... ] (6) قال الطبري في تفسيره: 12/ 299: «وقيل: وَكَمْ لأن المراد بالكلام ما وصفت من- الخبر عن كثرة ما قد أصاب الأمم السالفة من المثلات، بتكذيبهم رسله وخلافهم عليه. وكذلك تفعل العرب إذا أرادوا الخبر عن كثرة العدد ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 ذلك لأن الاستفهام موكول إلى الجواب. أَهْلَكْناها: حكمنا لها بالهلاك، أو وجدناها تهلك. بَياتاً: ليلا «1» ، أَوْ هُمْ قائِلُونَ نصف النهار «2» ، وأصله الراحة. أقلته البيع: أرحته منه، وقال تعالى «3» : وَأَحْسَنُ مَقِيلًا، والجنة لا نوم فيها «4» . 5 دَعْواهُمْ: دعاؤهم «5» . حكى سيبويه «6» : اللهم أدخلنا في دعوى المسلمين. 8 فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ: هو ميزان واحد، ولكن الجمع على تعدد أجزاء الميزان، أو بعدد الأعمال الموزونة، ونحوه ثوب أخلاق، وحبل أحذاق. وقال مجاهد «7» : الوزن في الآخرة العدل.   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 210، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 165، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 317. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 165، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 9. (3) سورة الفرقان: آية: 24. (4) قال الأزهري في تهذيب اللّغة: 9/ 306: «والقيلولة عند العرب والمقيل: الاستراحة نصف النهار إذا اشتد الحر وإن لم يكن مع ذلك نوم، والدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها. وانظر المفردات للراغب: 416، واللسان: (11/ 577، 578) (قيل) . (5) قال الطبري في تفسيره: 12/ 303: «وعنى بقوله جل ثناؤه: دَعْواهُمْ في هذا الموضع دعاءهم» . ول «الدعوى» في كلام العرب وجهان: أحدهما: الدعاء، والآخر: الادعاء للحق. ومن «الدعوى» التي معناها الدعاء، قول الله تبارك وتعالى: فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ. ينظر هذا المعنى أيضا في معاني القرآن للزجاج: 2/ 318، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 10، وزاد المسير: 3/ 168. (6) الكتاب: 4/ 40 بلفظ: «اللهم أشركنا في دعوى المسلمين» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 318، والدر المصون: 5/ 254. (7) أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 310، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 10 عن مجاهد. - - وأورده الفخر الرازي في تفسيره: 14/ 28، والقرطبي في تفسيره: 7/ 165 وزاد نسبته إلى الضحاك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 [33/ أ] 11 وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ: يعني آدم «1» ، أو خلقناكم/ في أصلاب آبائكم «2» . ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ: في الأرحام، ثم أخبرناكم أنا قلنا للملائكة. 12 ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ: ما حملك على أن لا تسجد «3» جاء على المعنى. 13 قالَ فَاهْبِطْ مِنْها: قيل له على لسان بعض الملائكة، أو رأى معجزة دلّته عليه «4» . 15 إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ: إجابة دعاء الكافر، قيل: لا يجوز، لأنه كرامة، فهو بيان ما سبق به التقدير لا الإجابة «5» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 12/ 320 عن مجاهد، ورجحه الطبري. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 12/ 319 عن عكرمة، والأعمش. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 11 عن عكرمة. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 172 وقال: «رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عكرمة» . (3) ذكر الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: (14/ 34، 35) ورجحه، لأن كلمة «لا» هاهنا مفيدة وليست لغوا. وقيل: إن «لا» في الآية زائدة مؤكدة. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 441: «وجملة هذا الغرض أن يقدر في الكلام فعل يحسن حمل النفي عليه، كأنه قال: ما أحوجك، أو حملك، أو اضطرك ... » . (4) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 12. (5) تفسير الماوردي: 2/ 13. وقال الطبري في تفسيره: 12/ 331: «فإن قال قائل: فإن الله قد قال له إذ سأله الإنظار إلى يوم يبعثون: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ في هذا الموضع فقد أجابه إلى ما سأل؟ قيل له: ليس الأمر كذلك، وإنما كان مجيبا له إلى ما سأل لو كان قال له: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلى الوقت الذي سألت، أو: إلى يوم البعث، أو: إلى يوم يبعثون» ، أو ما أشبه ذلك، مما يدل على إجابته إلى ما سأل من النظرة. وأما قوله: إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، فلا دليل فيه- لولا الآية الأخرى التي قد بيّن فيها مدة إنظاره إياه إليها، وذلك قوله: فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ [سورة الحجر: 37، 38، سورة ص: 80، 81] كم المدة التي أنظره إليها، لأنه إذا أنظره يوما واحدا أو أقل منه أو أكثر، فقد دخل في عداد المنظرين، وتمّ فيه وعد الله الصادق، ولكنه قد بيّن قدر مدة ذلك بالذي ذكرناه، فعلم بذلك الوقت الذي أنظر إليه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 وقيل: يجوز على وجه الاستصلاح والتفضل العام في الدّنيا. 16 فَبِما أَغْوَيْتَنِي: على القسم «1» ، أو على الجزاء أي: لإغوائك. وفسّر الإغواء بالإضلال «2» ، وبالتخييب «3» ، وبالتعذيب «4» ، وبالحكم بالغي، وبالإهلاك «5» ، غوي الفصيل: أشفى «6» . لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ: أي: على صراطك «7» ، ضرب الظهر،   (1) قال الطبري في تفسيره: 12/ 333: «وكان بعضهم يتأول ذلك أنه بمعنى القسم، كأن معناه عنده: فبإغوائك إياي، لأقعدن لهم صراطك المستقيم، كما يقال: بالله لأفعلن كذا» . وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 13، وتفسير البغوي: 2/ 151، وزاد المسير: 3/ 176، والدر المصون: 5/ 264. [ ..... ] (2) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: (12/ 332، 333) عن ابن عباس، وابن زيد. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 175 عن ابن عباس والجمهور. (3) ذكره النحاس في معاني القرآن: 3/ 16، وإعراب القرآن: 2/ 117، والماوردي في تفسيره: 2/ 13، والبغوي في تفسيره: 2/ 151، والرازي في تفسيره: 14/ 40. (4) نقله المارودي في تفسيره: (2/ 13، 14) عن الحسن، وقال: «معناه عذبتني كقوله تعالى: فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا أي: عذابا» . (5) تفسير الطبري: 12/ 333، وتفسير الماوردي: 2/ 14، وزاد المسير: 3/ 175، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 40. (6) في تفسير الماوردي: 2/ 14: «يقال: غوى الفصيل إذا أشفى على الهلاك بفقد اللبن» . وانظر تفسير الطبري: 12/ 333. (7) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 375، ونقله الطبري في تفسيره: (12/ 336، 337) عن بعض نحويي البصرة وقال: «كما يقال: توجه مكة، أي إلى مكة» . وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 324: «ولا اختلاف بين النحويين في أن «على» محذوفة، ومن ذلك قولك: ضرب زيد الظهر والبطن» . وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: 3/ 16، وإعراب القرآن له أيضا: 2/ 117. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 أي: عليه، أو هو نصب على الظرف «1» لأن الطريق مبهم غير مختص. 17 ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ: أضلنّهم من جميع جهاتهم، ولم يقل: «من فوقهم» ، لأن رحمة الله تنزل منه «2» . و «خلف» و «قدّام» أدخل فيها «من» لأن منها طلب النهاية. مَذْؤُماً مَدْحُوراً: الذّام فوق الذم «3» ، والدّحر: الطرد على هوان «4» . لَمَنْ تَبِعَكَ: لام الابتداء دخلت موطئة للام القسم في لَأَمْلَأَنَّ «5» .   (1) تفسير الطبري: 12/ 337، وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 267: «والتقدير لأقعدن لهم في صراطك، وهذا أيضا ضعيف لأن صِراطَكَ ظرف مكان مختص، والظرف المكاني المختص لا يصل إليه الفعل بنفسه بل ب «في» ، تقول: صليت في المسجد ونمت في السوق، ولا تقول صليت المسجد، إلا فيما استثنى في كتب النحو، وإن ورد غير ذلك كان شاذا كقولهم: رجع أدراجه، و «ذهبت» مع الشام خاصة أو ضرورة ... » اهـ. وأورد السمين الحلبي شواهد شعرية للدلالة على هذه الضرورة. (2) تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: 348، وتفسير الطبري: (12/ 341، 342) . (3) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 211: «وهي من: ذأمت الرجل، وهي أشد مبالغة من ذممت ومن ذمت الرجل تذيم، وقالوا في المثل: لا تعدم الحسناء ذاما، أي: ذما، وهي لغات» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 166، وتفسير الطبري: 12/ 342، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 324، والمفردات للراغب: 180. (4) تفسير الطبري: 12/ 343، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 19، والمفردات للراغب: 165، والدر المصون: 5/ 272. (5) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: 2/ 325، ونقله النحاس في إعراب القرآن: 2/ 117 عن الزجاج، ثم قال: «وقال غيره: لَمَنْ تَبِعَكَ هي لام التوكيد ل «أملأن» لام القسم، الدليل على هذا أنه يجوز في غير القرآن حذف اللام الأولى ولا يجوز حذف الثانية، وفي الكلام معنى الشرط والمجازاة، أي: من تبعك عذّبته، ولو قلت: من تبعك أعذبه لم يجز، إلا أن تريد لأعذبه» . وانظر التبيان للعكبري: 1/ 559، وتفسير القرطبي: 7/ 176، والدر المصون: 5/ 273. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 21 وَقاسَمَهُما: أقسم لهما «1» ، مفاعلة بمعنى الفعل «2» ، والقسم تأكيد الخبر بها سبيله أن يعظّم، أي: حق الخبر كحق المحلوف به. 22 فَدَلَّاهُما: حطّهما عن درجتهما «3» ، أو جرّأهما على الأكل، وأصله: دللهما «4» من «الدّلّ» و «الدّالة» ، أي: الجرأة «5» . وَطَفِقا: جعلا «6» ، يَخْصِفانِ: يرقعان الورق بعضها على بعض من «خصف النّعال» . 26 وَلِباسُ التَّقْوى: العمل الذي يقي العقاب «7» . وقيل «8» : هو لبسة   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 212، وتفسير الطبري: 12/ 349، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 327، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 21. قال الماوردي في تفسيره: 2/ 17: «أي حلف لهما على صدقه في خبره ونصحه في مشورته، فقبلا قوله وتصورا صدقه لأنهما لم يعلما أن أحدا يجترئ على الحلف بالله كاذبا» . (2) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 459: «وهي مفاعلة، إذ قبول المحلوف له وإقباله على معنى اليمين كالقسم وتقريره، وإن كان بادئ الرأي يعطي أنها من واحد ... » . وقال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 279: «والمقاسمة مفاعلة تقتضي المشاركة في الفعل فتقسم لصاحبك ويقسم لك، تقول: قاسمت فلانا: حالفته، وتقاسما: تحالفا، وأما هنا فمعنى وَقاسَمَهُما أقسم لهما، لأن اليمين لم يشاركاه فيها» . وانظر تفسير القرطبي: 7/ 179، والدر المصون: 5/ 279. (3) قال الماوردي في تفسيره: 2/ 18: «معناه: فحطهما بغرور من منزلة الطاعة إلى حال المعصية» . [ ..... ] (4) تفسير القرطبي: 7/ 180، وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 282: «فاستثقل توالي ثلاثة أمثال فأبدل الثالث حرف لين، كقولهم: تظنيت في تظننت وقصّيت أظفاري في قصصت ... » . (5) اللسان: (11/ 247، 248) (دلل) . (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 166، وتفسير الطبري: 12/ 352، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 327. (7) وهو أولى الأقوال عند الطبري بالصواب. ينظر تفسيره: (12/ 366- 369) . (8) ذكره النحاس في إعراب القرآن: 2/ 120، والبغوي في تفسيره: 2/ 155، والقرطبي في-- تفسيره: 7/ 185، ورده قائلا: «من قال إنه لبس الخشن من الثياب فإنه أقرب إلى التواضع وترك الرعونات فدعوى فقد كان الفضلاء من العلماء يلبسون الرفيع من الثياب مع حصول التقوى ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 المتواضع المتقشّف من الصوف وخشن الثياب، ورفعه «1» على الابتداء، وذلِكَ خَيْرٌ خبره، أو «الخير» خبر وذلِكَ فصل لا موضع له «2» ، والنّصب «3» على العطف على «ريشا» . والريش: ما يستر الرجل في جسده ومعيشته «4» . وقال الفراء «5» : «الرّيش، والرياش» واحد. ويجوز «الرياش» جمع «ريش» ك «شعب» و «شعاب» «6» ويجوز مصدرا كقولك: لبس ولباس. [33/ ب] وفي حديث علي رضي الله عنه: أنه اشترى/ ثوبا بثلاثة دراهم، وقال: «الحمد لله الذي هذا من رياشه» «7» . وفي الحديث «8» : «النّاس كسهام الجعبة، منها القائم   (1) أي: رفع وَلِباسُ وهي قراءة عاصم، وابن كثير، وأبي عمرو، وحمزة. ينظر السبعة لابن مجاهد: 280، والتبصرة لمكي: 202. (2) معاني القرآن للزجاج: 2/ 328، والكشف لمكي: 1/ 461. (3) على قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد: 280، والكشف لمكي (1/ 460، 461) . (4) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 328: «والريش: اللباس، العرب تقول: أعطيته بريشته، أي بكسوته، والريش: كل ما ستر الرجل في جسمه ومعيشته، يقال: تريش فلان أي صار له ما يعيش به» . وقال النحاس في معاني القرآن: 3/ 23: «والريش عند أكثر أهل اللغة: ما ستر من لباس أو معيشة» . وانظر زاد المسير: 3/ 182، وتفسير القرطبي: 7/ 184. (5) معاني القرآن: 1/ 375، ولفظه: «فإن شئت جعلت «رياش جميعا واحده «الريش» وإن شئت جعلت «الرياش» مصدرا في معنى «الريش» كما يقال: لبس ولباس» . (6) الكشاف: 2/ 74، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 55، والبحر المحيط: 4/ 282. (7) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 426، وابن الأثير في النهاية: 2/ 288. (8) أخرجه الخطّابي في غريب الحديث: 2/ 86 عن جرير بن عبد الله عن عمر رضي الله عنه موقوفا. وفيه: «أن جريرا قدم على عمر رضي الله عنه فسأله عن سعد بن أبي وقاص فأثنى- عليه خيرا قال: فأخبرني عن الناس. قال: هم كسهام الجعبة، منها القائم الرائش، ومنها العصل الطائش، وابن أبي وقاص يغمز عصلها، ويقيم ميلها، والله أعلم بالسرائر» ، وفي سند الخطابي مجهول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 الرائش «1» ، ومنها العصل الطائش» رشت السّهم فهو مريش. وفي المثل» : لا أقذّ ولا مريش. 27 لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ وهي دعاؤه إلى الخطيئة بوجه خفي كما تشتهيه النفس. إِنَّهُ يَراكُمْ: أبصار الجن أحدّ لأنهم يرون الدقيق والكثيف «3» . 29 وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ أدركتم صلاته، ولا تؤخروها لمسجدكم «4» . قيل «5» : هو أمر بالتوجه إلى الجماعة. وقيل «6» : توجهوا   (1) قال الخطابي في شرح غريب هذا الحديث: «القائم الرائش، هو المستقيم ذو الريش. يقال: رشت السهم أريشه، وسهم مريش، وارتاش الرجل وتريّش إذا حسنت حاله فصار كالسّهم المريش، والعصل من السهام: المعوج. والعصل: الالتواء. ومنه قيل للأمعاء الأعصال، والطائش: الزالّ عن الهدف والذاهب عنه. والمعنى أن الناس من بين مستقيم له، ومعوج مستعص عليه، وهو على ذلك يثقفهم ويقيم أودهم» . وانظر غريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 427، والنهاية: 2/ 289. [ ..... ] (2) جمهرة الأمثال للعسكري: 1/ 381. واللسان: 3/ 503 (قذذ) وفيه: «القذّة: ريش السهم، وقذذت السهم أقذه قذا وأقذذته: جعلت عليه القذذ ... والأقذ أيضا: الذي لا ريش عليه. وما له أقذّ ولا مريش، أي: ما له شيء. وعن اللحياني: ما له مال ولا قوم» . (3) تفسير الفخر الرازي: 14/ 57. (4) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن: 1/ 376، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 167، والزجاج في معاني القرآن: 2/ 330، والماوردي في تفسيره: 2/ 23، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 185 عن ابن عباس، والضحاك، وقال: «واختاره ابن قتيبة» . (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 23 وقال: «معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة فهذا أمر بالجماعة لها ندبا عند الأكثرين وحتما عند الأقلين» . وأورد ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 3/ 185 وعزاه إلى الماوردي. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 12/ 381 عن الربيع بن أنس، ورجحه. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 22، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 185 عن الربيع أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 بالإخلاص لله. كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ: كما خلقكم ولم تكونوا شيئا كذلك نعيدكم أحياء «1» أو كما بدأكم فمنكم شقيّ وسعيد كذلك تبعثون «2» ، أو كما بدأكم من التراب تعودون إليه «3» كقوله «4» : مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ. 30 وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ: نصبه ليقابل فَرِيقاً هَدى، وتقديره: وفريقا أضل «5» . 32 خالِصَةً نصب على الحال والعامل اللام، أي: هي ثابتة للذين آمنوا في الدنيا في حال خلوصها يوم القيامة «6» ، والحال يقتضي المصاحبة لكونها لهم يوم القيامة مصاحب لكونها لهم في الدنيا، إذ هما داران لا واسطة بينهما. ورفع خالصة «7» خبر بعد خبر، كقولك: زيد عاقل لبيب «8» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 12/ 385 عن الحسن، وقتادة، ومجاهد. (2) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن: 1/ 376. وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: (12/ 382- 384) عن ابن عباس، وجابر، ومجاهد، وأبي العالية، والسدي، ومحمد بن كعب. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: (3/ 185، 186) وقال: «روى هذا المعنى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والقرطبي، والسدي، ومقاتل، والفراء» . (3) ذكره البغوي في تفسيره: 2/ 156 عن قتادة، وأبو حيان في البحر المحيط: 4/ 288 عن الحسن. (4) سورة طه: آية: 55. (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 376. قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 213: «نصبهما جميعا على إعمال الفعل فيهما، أي: هدى فريقا، ثم أشرك الآخر في نصب الأول وإن لم يدخل في معناه، والعرب تدخل الآخر المشرك بنصب ما قبله على الجوار وإن لم يكن في معناه ... » . وانظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 122، وتفسير الطبري: 12/ 401، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 333، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 133، والدر المصون: 5/ 299. (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 1/ 377، وتفسير الطبري: 12/ 401، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 333، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 123، والكشف لمكي: 1/ 461. (7) وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: 280، والتبصرة لمكي: 202. (8) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 333 وقال أيضا: «والمعنى قل هي ثابتة للذين آمنوا في-- الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة» . وانظر الكشف لمكي: 1/ 461، والبحر المحيط: 4/ 291، والدر المصون: 5/ 302. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 38 ادَّارَكُوا: تداركوا «1» ، أي: تلاحقوا بعضهم ببعض. 40 لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ: لأرواحهم «2» ، أو لدعائهم «3» ، أو لأعمالهم «4» ، أو لدخول الجنّة «5» لأن الجنّة في السّماء.   (1) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 167: «أدغمت التاء في الدال، وأدخلت الألف ليسلم السكون لما بعدها، يريد: تتابعوا فيها واجتمعوا» . وانظر تفسير الطبري: 12/ 416، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 336، وزاد المسير: 3/ 195. [ ..... ] (2) اختاره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 167، وأخرجه الطبري في تفسيره: (12/ 421، 422) عن ابن عباس والسدي، ورجح الطبري هذا القول فقال: «وإنما اخترنا في تأويل ذلك ما اخترنا من القول، لعموم خبر الله جل ثناؤه أن أبواب السماء لا تفتح لهم. ولم يخصص الخبر بأنه يفتح لهم في شيء، فذلك على ما عمّه خبر الله تعالى ذكره بأنها لا تفتح لهم في شيء مع تأييد الخبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما قلنا في ذلك» ... وأخرج عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذكر قبض روح الفاجر وأنه يصعد بها إلى السماء، قال: «فيصعدون بها، فلا يمرون على ملأ من الملائكة إلا قالوا: «ما هذا الروح الخبيث» ؟ فيقولون: فلان، بأقبح أسمائه التي كان يدعى بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء، فيستفتحون له فلا يفتح له. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ اهـ. وأخرج الإمام أحمد نحو هذا الأثر في مسنده: (4/ 287، 288) ، وابن ماجة في سننه: (2/ 1423، 1424) ، كتاب الزهد، باب ذكر الموت والاستعداد له، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وانظر المستدرك للحاكم: (1/ 37- 40) ، كتاب الإيمان، باب «مجيء ملك الموت عند قبض الروح ... » . والدر المنثور: 3/ 452. (3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 27 عن الحسن. (4) نقله الماوردي في تفسيره: 2/ 27 عن مجاهد، وإبراهيم النخعي، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 196 وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس» . (5) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 337 عن بعضهم- ولم يسمّهم- ونص القول: «لا تفتح لهم أبواب السماء، أي أبواب الجنة، لأن الجنة في السماء، والدليل على ذلك قوله: - وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ. وذكر هذا القول أيضا النحاس في معاني القرآن: 3/ 34، والماوردي في تفسيره: 2/ 27 وقال: «وهذا قول بعض المتأخرين» وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 197 إلى الزجاج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 سَمِّ الْخِياطِ: ثقب الإبرة «1» . 42 وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها: لا نُكَلِّفُ اعتراض لا موضع له، والخبر الجملة في أُولئِكَ «2» ، ويجوز رفعا، وخبرها على حذف العائد، أي: لا منهم ولا من غيرهم «3» . 43 أُورِثْتُمُوها: أعطيتموها بأعمالكم «4» . 45 يَبْغُونَها عِوَجاً: مفعول به، أي: يبغون لها العوج، أو مصدر، أي: يطلبونها طلب العوج كقولك: رجع القهقرى. 46 وَعَلَى الْأَعْرافِ: سور بين الجنة والنار لارتفاعها «5» .   (1) معاني القرآن للفراء: 1/ 379. قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 214: «أي في ثقب الإبرة، وكل ثقب من عين أو أنف أو أذن أو غير ذلك فهو سم والجميع سموم» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 168، وتفسير الطبري: 12/ 427، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 338. (2) التبيان للعكبري: 1/ 568، وتفسير القرطبي: 7/ 207. قال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 298: «وخبر الَّذِينَ الجملة من لا نُكَلِّفُ نَفْساً منهم. أو الجملة من أُولئِكَ وما بعده، وتكون جملة لا نُكَلِّفُ اعتراضا بين المبتدأ والخبر، وفائدته أنه لما ذكر قوله: وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ نبه على أن ذلك العمل وسعهم وغير خارج عن قدرتهم، وفيه تنبيه للكفار على أن الجنة مع عظم محالها يوصل إليها بالعمل السهل من غير مشقة» . وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 323. (3) التبيان للعكبري: 1/ 568، والدر المصون: 5/ 323. (4) قال القرطبي في تفسيره: 7/ 208: «أي ورثتم منازلها بعملكم، ودخولكم إياها برحمة الله وفضله. كما قال: ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ، وقال: فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ ... » . (5) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 215، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 168. - - وأخرجه الطبري في تفسيره: (12/ 449- 452) عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والسدي. وانظر هذا القول في المحرر الوجيز: 5/ 512، وزاد المسير: 3/ 204. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 رِجالٌ قيل «1» : هم العلماء الأتقياء. وقيل «2» : ملائكة يرون في صورة/ الرجال، وقيل «3» : قوم جعلوا على تعريف أهل الجنة وأهل النار. [34/ أ] وقيل «4» : قوم توازنت حسناتهم سيئاتهم، وقفهم الله بالأعراف لم   (1) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 12/ 458 عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 29، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 205 عن الحسن ومجاهد. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: (12/ 459، 460) عن أبي مجلز. ونقله المارودي في تفسيره: 2/ 29، وابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 514، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 206، والقرطبي في تفسيره: 7/ 212 عن أبي مجلز أيضا. قال ابن الجوزي: «واعترض عليه، فقيل: إنهم رجال، فكيف تقول ملائكة؟. فقال: إنهم ذكور وليسوا بإناث» . وقال الطبري رحمه الله: «والصواب من القول في أصحاب الأعراف أن يقال كما قال الله جل ثناؤه فيهم: هم رجال يعرفون كلا من أهل الجنة وأهل النار بسيماهم، ولا خبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصح سنده، ولا أنه متفق على تأويلها ولا إجماع من الأمة على أنهم ملائكة. فإذا كان ذلك كذلك، وكان ذلك لا يدرك قياسا، وكان المتعارف بين أهل لسان العرب أن «الرجال» اسم يجمع ذكور بني آدم دون إناثهم ودون سائر الخلق غيرهم، كان بيّنا أن ما قاله أبو مجلز من أنهم ملائكة قول لا معنى له، وأن الصحيح من القول في ذلك ما قاله سائر أهل التأويل غيره» . (3) ذكره نحوه الزجاج في معاني القرآن: 2/ 343 فقال: «ويجوز أن يكون- والله أعلم- على الأعراف، على معرفة أهل الجنة وأهل النار هؤلاء الرجال» . وانظر هذا القول في تفسير الفخر الرازي: 14/ 92. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: (12/ 452- 457) عن ابن مسعود، وابن عباس، وحذيفة، وسعيد بن جبير، والضحاك، والشعبي. وأخرج الحاكم في المستدرك: 2/ 320، كتاب التفسير، عن حذيفة: «إنهم قوم تجاوزت بهم حسناتهم النار، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ... » . وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي» . - ومما يشهد لهذا القول ما أورده ابن عطية في المحرر الوجيز: 5/ 515 حيث قال: «وقع في مسند خيثمة بن سليمان في آخر الجزء الخامس عشر حديث عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة. ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار. قيل: يا رسول الله، فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال: أولئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 يدخلوا الجنة ولا النار، وهم يطمعون ويخافون. وعلى الأقاويل الأول يكون طمع يقين «1» ، وحسن ذلك لعظم شأن المتوقع. بِسِيماهُمْ بعلامتهم في نضرة الوجوه أو غبرتها، وهي «فعلى» من سام إبله: أرسلها في المرعى معلمة، أو من وسمت، نقلت الواو إلى موضع العين فيكون «عفلى» «2» . 51 الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً: [اتخذوا أمر دينهم] كأمر دنياهم، والدنيا لهو وباطل، أو معناه: جعلوا عادتهم اللهو «3» . فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ: نتركهم من رحمتنا «4» ، أو نعاملهم معاملة المنسيين في النار لا يخرجون منها. 53 هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ: ينتظرون ما يؤول إليه أمرهم من البعث والحساب. فَيَشْفَعُوا لَنا: نصب على جواب التمني   (1) قال السمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 330: «والطمع هنا يحتمل أن يكون على بابه، وأن يكون بمعنى اليقين، قالوا: لقوله تعالى حكاية عن إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام: «والذي أطمع أن يغفر» . [ ..... ] (2) ينظر تفسير الطبري: 12/ 464. (3) تفسير الفخر الرازي: 14/ 99. (4) أخرج الطبري في تفسيره: 12/ 476 عن ابن عباس قال: «نتركهم من الرحمة، كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا» . وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للزجاج: 2/ 341، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 99، وتفسير القرطبي: 7/ 216. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 بالفاء «1» ، أَوْ نُرَدُّ: رفع بالعطف على تقدير: هل يشفع لنا شافع أو نرد «2» . 54 ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ: بين أنه مستو، أي: مستول عليه. يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ: يلبسه «3» . 55 إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ: الصائحين في الدعاء «4» . 56 إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ: على المعنى، أي: إنعامه وثوابه «5» ، أو تقديره: مكان رحمة الله أو زمانها «6» .   (1) إعراب القرآن للنحاس: 2/ 130، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 293، وتفسير القرطبي: 7/ 218، والدر المصون: 5/ 337. (2) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 342. وانظر تفسير الطبري: 12/ 482، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 130، وتفسير القرطبي: 7/ 218. (3) قال الطبري في تفسيره: 12/ 483: «يورد الليل على النهار فيلبسه إياه، حتى يذهب نضرته ونوره» . وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 342: «والمعنى أن الليل يأتي على النهار فيغطيه، ولم يقل يغشى النهار الليل، لأن في الكلام دليلا عليه، وقد جاء في موضع آخر: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ. (4) تفسير الطبري: (12/ 486، 487) ، وتفسير القرطبي: 7/ 226. (5) ذكر الطبري هذا المعنى في تفسيره: (12/ 487، 488) . وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 344: «إنما قيل: قَرِيبٌ لأن الرحمة والغفران في معنى واحد، كذلك كل تأنيث غير حقيقي» . وانظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 131، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 294، وتفسير الماوردي: 2/ 34، والدر المصون: 5/ 344. (6) أي على الظرفية، وهو قول الفراء في معاني القرآن: (1/ 380، 381) ، وأبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 216. وانظر هذا القول عنهما في مشكل إعراب القرآن: 1/ 294، وتفسير الماوردي: 2/ 34، والبحر المحيط: 4/ 131، والدر المصون: (5/ 345، 346) . وخطّأ الزجاج هذا القول في معاني القرآن: 2/ 345 بقوله: «وهذا غلط، لأن كل ما قرب بين مكان أو نسب فهو جار على ما يصيبه من التأنيث والتذكير» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 57 يرسل الرّيح نشرا «1» جمع «نشور» «2» ك «رسول» و «رسل» لأنّها تنشر السّحاب، والتثقيل حجازية والتخفيف لتميم «3» ، أو هو بالتخفيف مصدر كالكره، والضعف. ومن قرأ بفتح النون «4» فعلى المصدر والحال «5» ، أي: ذوات نشر أو ناشرات، كقوله «6» : يَأْتِينَكَ سَعْياً. أَقَلَّتْ سَحاباً: الإقلال حمل الشيء بأسره «7» ، كأنه يقلّ في قوة الحامل. لِبَلَدٍ مَيِّتٍ موته تعفّى مزارعه، ودروس مشاربه «8» . بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ: أي: قدّام المطر، كما يقدم الشّيء بين يدي الإنسان «9» . فَأَخْرَجْنا بِهِ بالماء أو بالبلد «10» .   (1) نشرا: بضم النون والشين قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن كثير. السبعة لابن مجاهد: 283، والتبصرة لمكي: 203. (2) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 169، وقال: «ونشر الشيء ما تفرق منه يقال اللهم اضمم إلى نشري، أي ما تفرق من أمري» . وانظر تفسير الطبري: 12/ 491، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 345، والكشف لمكي: 1/ 465، والبحر المحيط: 4/ 316، والدر المصون: 5/ 347. (3) ينظر الكتاب لسيبويه: 4/ 113، واللسان: 5/ 207 (نشر) . (4) وهي قراءة حمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 283، والتبصرة لمكي: 203. (5) البحر المحيط: 4/ 316، وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 348: «ووجهها أنها مصدر واقع موقع الحال بمعنى ناشرة، أو منشورة، أو ذات نشر ... » . [ ..... ] (6) سورة البقرة: آية: 260. (7) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 169، وتفسير الطبري: 12/ 492، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 345، والمفردات للراغب: 410. (8) تفسير الطبري: 12/ 492. (9) قال الطبري في تفسيره: 12/ 492: «والعرب كذلك تقول لكل شيء حدث قدام شيء وأمامه: جاء بين يديه، لأن ذلك من كلامهم جرى في أخبارهم عن بني آدم، وكثر استعماله فيهم، حتى قالوا ذلك في غير ابن آدم وما لا بد له» . (10) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 345: «جائز أن يكون: فأنزلنا بالسحاب الماء فأخرجنا- به من كل الثمرات. الأحسن- والله أعلم-. فأخرجنا بالماء من كل الثمرات، وجائز أن يكون: فأخرجنا بالبلد من كل الثمرات، لأن البلد ليس يخصّ به هاهنا بلد سوى سائر البلدان» . وانظر زاد المسير: 3/ 219، وتفسير القرطبي: 7/ 230. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 59 ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ رفع غَيْرُهُ على الصفة بموضع إِلهٍ أي: ما إله غيره لكم. ويجوز على البدل من إِلهٍ واعتبار حذف المبدل كأنه: ما غيره لكم. أو هو اسم «ما» أخر، أي: ما غيره لكم إله «1» . وجرّه «2» على الصفة للإله «3» ، واسم «ما» في قوله: ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ في الجملة من الصفة/ والموصوف، وخبره في لَكُمْ أي: ما من إله غير الله [34/ ب] لكم. 60، 65 إِنَّا لَنَراكَ: يجوز بمعنى العلم «4» ، وبرؤية العين، وللرأي الذي هو غالب الظن «5» . 72 وَقَطَعْنا دابِرَ الَّذِينَ استأصلناهم عن آخرهم «6» . والدابر: الكائن خلف الشيء، وضده: القائد، وفي حديث عمر «7» : «كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا» أي يخلفنا «8» .   (1) راجع ما سبق في مشكل إعراب القرآن: (1/ 295، 296) ، والتبيان للعكبري: 1/ 577، وتفسير القرطبي: 7/ 233، والبحر المحيط: 4/ 320، والدر المصون: 5/ 354. (2) أي جر «غير» ، وهي قراءة الكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 284، والتبصرة لمكي: 203. (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 382، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 348، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 134، والبحر المحيط: 4/ 320. (4) قال الراغب في المفردات: 209: «ورأى إذا عدّي إلى مفعولين اقتضى معنى العلم» . (5) المفردات للراغب: 209، وتفسير القرطبي: 7/ 236، والدر المصون: 5/ 355. (6) تفسير الطبري: 12/ 524، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 167. (7) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 8/ 126، كتاب الأحكام، باب «الاستخلاف» . (8) قال الخطابي في كتابه غريب الحديث: 2/ 63: «قوله: يدبرنا معناه: يخلفنا بعد موتنا ويبقى خلافنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 73 وَإِلى ثَمُودَ يصرف «ثمود» على اسم الحي، ولا يصرف على القبيلة «1» ، والأولى ترك صرفه في الجر لأنه أخف. 82 وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ: الوجه نصب جَوابَ لأن الاسم بعد «إلا» وقع موقع الإيجاب لأن ما قبلها كان نفيا «2» . 86 وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ: «قعد» يتعاقب عليه حروف الإضافة، قعد به، وفيه، وعليه، لانتظامه معنى الإلصاق، والاستعلاء، والحلول «3» . 88 أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا: على التغليب أن متّبعيه قد كانوا فيها «4» ، أو   (1) تفسير الطبري: 12/ 525. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 348: «وثمود في كتاب الله مصروف وغير مصروف. فأما المصروف فقوله: أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ [هود: 68] الثاني غير مصروف، فالذي صرفه جعله اسما للحي، فيكون مذكرا سمي به مذكر، ومن لم يصرفه جعله اسما للقبيلة» . وانظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 136، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 168، وتفسير القرطبي: 7/ 238، والدر المصون: 5/ 361. [ ..... ] (2) ينظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 352، والدر المصون: 5/ 373. (3) معاني القرآن للأخفش: 1/ 527. وقال الطبري في تفسيره: 12/ 558: «ولو قيل في غير القرآن: «لا تقعدوا في كل صراط» ، كان جائزا فصيحا في الكلام، وإنما جاز ذلك لأن الطريق ليس بالمكان المعلوم، فجاز ذلك كما جاز أن يقال: «قعد له بمكان كذا، وعلى مكان كذا، وفي مكان كذا» . وانظر إعراب القرآن للنحاس: (2/ 138، 139) ، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 182، والدر المصون: 5/ 376. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 39 فقال: «فإن قيل: فالعود إلى الشيء الرجوع إليه بعد الخروج منه فهل كان شعيب على ملة قومه من الكفر حتى يقول: إنا عدنا في ملتكم؟ ففي الجواب عنه ثلاثة أوجه: أحدها: أن هذه حكاية عمن اتبع شعيبا من قومه الذين كانوا قبل اتباعه على ملة الكفر. والثاني: أنه قال ذلك على التوهم أنه لو كان عليها لم يعد عليها. والثالث: أنه يطلق ذكر العود على المبتدئ بالفعل وإن لم يسبق منه فعل مثله من قولهم: قد عاد على فلان مكروه وإن لم يسبقه بمثله ... » . وانظر زاد المسير: 3/ 230، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 184، والبحر المحيط: 4/ 342. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 336 على التوهم أنه كان فيها. 89 إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ: ما يجوز التعبد به مما في ملتهم «1» . 92 لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا: لم يقيموا إقامة مستغن بها عن غيرها «2» . 94 لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ: بمعنى اللام «3» . أو عاملناهم معاملة الشّاك مظاهرة في الحجة. 95 عَفَوْا: كثروا «4» ، وأصله الترك، أي: تركوا حتى كثروا. 97 أَفَأَمِنَ: إنما يدخل ألف الاستفهام على فاء العطف مع منافاة العطف الاستئناف لأن التنافي في المفرد، إذ الثاني إذا عمل فيه الأول كان من الكلام الأول، والاستئناف يخرجه عن أن يكون منه، ويصح ذلك في عطف جملة على جملة لأنه على الاستئناف جملة بعد جملة «5» . 101 فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ: أي: عتوهم في الكفر يمنعهم عنه. 103 فَظَلَمُوا بِها: ظلموا أنفسهم بها، أو جعلوا بدل الإيمان الكفر بها   (1) ينظر هذا القول في إعراب القرآن للنحاس: 2/ 139، وتفسير الماوردي: 2/ 39، والمحرر الوجيز: 6/ 5، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 186. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 170، وتفسير الطبري: 12/ 569. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 358: «أي: كأن لم ينزلوا فيها. قال الأصمعي: المغاني: المنازل التي نزلوا بها، يقال غنينا بمكان كذا وكذا، أي نزلنا به، ويكون كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا كأن لم ينزلوا كأن لم يعيشوا فيها مستغنين» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 3/ 55، وتفسير القرطبي: 7/ 252، والبحر المحيط: 4/ 346. (3) أي: ليتضرعوا ويتذللوا. ينظر الكشاف: 2/ 97. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 222، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 170، وتفسير الطبري: 12/ 573. (5) البحر المحيط: (4/ 348، 349) ، والدر المصون: 5/ 390. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه «1» . فَإِذا هِيَ «2» : «إذا» هذه للمفاجأة «3» وليست التي للجر، وهي من ظروف المكان بمنزلة «ثمّ» و «هناك» . 111 أَرْجِهْ: أخّره «4» ، أو احبسه «5» .   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 223، وتفسير الطبري: 13/ 12، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 362، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 198. (2) من قوله تعالى: فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ [الأعراف: 107] ، أو من قوله تعالى: وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ [الأعراف: 108] . (3) وهو قول المبرد في المقتضب: (3/ 178، 274) . وذكره النحاس في إعراب القرآن: 2/ 142، ومكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 297، وابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 27، والسّمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 406 عن المبرد أيضا. ورجحه أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 357 فقال: «والصحيح الذي عليه شيوخنا أنها ظرف مكان كما قاله المبرد، وهو المنسوب إلى سيبويه ... » . وقال السمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 406: «المشهور عند الناس قول المبرد وهو مذهب سيبويه، وأما كونها زمانا فهو مذهب الرياشي، وعزي لسيبويه أيضا ... » . (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 388، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 225، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 170. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 13/ 22 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 44 عن ابن عباس، والحسن. ونقله البغوي في تفسيره: 2/ 186 عن عطاء. قال النحاس في معاني القرآن: 3/ 62: «والمعروف عند أهل اللغة، أن يقال: أرجأت الأمر إذا أخرته» . (5) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 388. وأخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 22 عن قتادة. وعزاه الماوردي في تفسيره: 2/ 44، والفخر الرازي في تفسيره: 14/ 207 إلى قتادة والكلبي. قال الفخر الرازي: «قال المحققون: هذا القول ضعيف لوجهين: الأول: أن الإرجاء في اللغة هو التأخير لا الحبس. والثاني: أن فرعون ما كان قادرا على حبس موسى بعد ما شاهد حال العصا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 116 وَاسْتَرْهَبُوهُمْ: استدعوا رهبتهم «1» . 122 رَبِّ مُوسى وَهارُونَ جاز نبيان في وقت واحد، ولا يجوز إمامان لأن الإمام لما كان يقام بالاجتهاد كان إقامة/ الواحد أبعد من اختلاف [35/ أ] الكلمة وأقرب إلى الألفة. 124 مِنْ خِلافٍ: كل واحد منهما من شق «2» . 130 بِالسِّنِينَ: بالجدب «3» . 131 يَطَّيَّرُوا بِمُوسى: يتشاءموا. طائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ: الطائر اسم للجمع غير مكسر «4» ، أي: ما يجري به الطير من السعادة والشقاوة والنفع والضر. 132 مَهْما تَأْتِنا: أي شيء، وهو «مه» بمعنى كف، دخلت على «ما» بمعنى الشرط «5» .   (1) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 366. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 240، والفخر الرازي في تفسيره: 14/ 212 عن الزجاج. [ ..... ] (2) قال الطبري رحمه الله في تفسيره: 13/ 34: «يقول تعالى ذكره، مخبرا عن قيل فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله وصدقوا رسوله موسى: لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وذلك أن يقطع من أحدهم يده اليمنى ورجله اليسرى، أو يقطع يده اليسرى ورجله اليمنى، فيخالف بين العضوين في القطع، فمخالفته في ذلك بينهما هو القطع من خلاف» . (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 392، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 225، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 171، وتفسير الطبري: 13/ 45، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 368، والمفردات للراغب: 245. (4) نقل المؤلف- رحمه الله- هذا القول في وضح البرهان: 1/ 364 عن سيبويه. وقال: «فيكون المعنى على الجمع ما يجري به الطير، وهي جمع أيضا من السعادة والشقاوة، والنفع والضر، والجدب والخصب. فكلها من عند الله لا صنع فيه لخلق ولا عمل لطير» . وانظر تفسير الطبري: 13/ 48، وتفسير الماوردي: 2/ 49، وتفسير القرطبي: 7/ 265. (5) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 369 ولفظ الزجاج: «جائز أن تكون «مه» بمعنى الكف، كما تقول: مه، أي: اكفف، وتكون «ما» الثانية للشرط والجزاء، كأنهم قالوا- والله أعلم: «اكفف ما تأتينا به من آية» . ينظر هذا القول أيضا في إعراب القرآن للنحاس: 2/ 146، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 299، والتبيان للعكبري: 1/ 590، والدر المصون: 5/ 431. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 139 مُتَبَّرٌ: مهلك، من التبار «1» . 143 تَجَلَّى رَبُّهُ: ظهر وبان بأمره «2» الذي أحدثه في الجبل. دَكًّا: مدكوكا، كقوله «3» : خَلْقُ اللَّهِ أي: مخلوقه. أو ذا دك. أو دكّه دكا مصدر على غير لفظ الفعل «4» ، كقوله «5» : تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً ومعناه: جعل أحجارها ترابا وسوّاه على وجه الأرض. ناقة دكّاء: لا سنام بها «6» ، وقريء بها «7» ، أي: جعل الجبل أرضا دكاء مثل هذه الناقة. صَعِقاً: مغشيا عليه. وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ: إنه لا يراك أحد في الدنيا «8» وسؤاله الرؤية في   (1) تفسير الطبري: 13/ 83، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 371، والمفردات للراغب: 72، وتفسير القرطبي: 7/ 273، واللسان: 4/ 88 (تبر) . (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 172، وتفسير الماوردي: 2/ 54. قال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 384: «والظاهر نسبة التجلي إليه تعالى على ما يليق به ... » . (3) سورة لقمان: آية: 11. (4) ينظر معاني القرآن للأخفش: 2/ 531، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 373، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 244، والبحر المحيط: 4/ 384، والدر المصون: 5/ 405. (5) سورة الأنعام: آية: 63. (6) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 228: «ويقال: ناقة دكّاء أي ذاهبة السّنام مستو ظهرها أملس، وكذلك أرض دكّاء» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 172، وتفسير الطبري: 13/ 101، وتفسير القرطبي: 7/ 279. (7) بالمد وفتح الهمزة بغير تنوين. وهي قراءة حمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد: 293، والتبصرة لمكي: 207. (8) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 374، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 55 عن ابن- عباس، والحسن. وانظر تفسير البغوي: 2/ 198، وزاد المسير: 3/ 258. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 الدنيا على وجه استخراج الجواب لقول قومه: لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً. 148 لَهُ خُوارٌ: قيل «1» : إن الروح لم يدخلها، وإنما جعل له خروق يدخلها الريح فيسمع كالخوار «2» ، وإن صار ذا روح يشبه المعجزة لإجراء الله العادة أن القبضة من أثر الملك إذا ألقيت على أية صورة حييت. 149 سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ: يقال للعاجز النادم سقط، وأسقط في يده فهو مسقوط. ويقرأ «سقط» «3» ، ومعناه أيضا الندم. 150 أَسِفاً: حزينا «4» . وقيل «5» : شديد الغضب.   (1) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 377: «والجسد هو الذي لا يعقل ولا يميز، إنما معنى الجسد معنى الجثة فقط» . ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: (3/ 261، 262) عن ابن الأنباري قال: «ذكر الجسد دلالة على عدم الروح منه، وأن شخصه شخص مثال وصورة، غير منضم إليهما روح ولا نفس» . (2) الخوار صوت البقر. مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 228، والمفردات للراغب: 160، وزاد المسير: 3/ 262، واللسان: 4/ 261 (خور) . [ ..... ] (3) بفتح السين والقاف مبنيا للفاعل، وتنسب هذه القراءة إلى ابن السميفع، وأبي عمران الجوني. ينظر الكشاف: 2/ 118، وزاد المسير: 3/ 263، والبحر المحيط: 4/ 394. وفي توجيه هذه القراءة قال النحاس في معاني القرآن: 3/ 81: «أي: ولما سقط الندم في أيديهم» . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 13/ 121 عن ابن عباس، والحسن، والسدي. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 57، وتفسير البغوي: 2/ 201. (5) أخرجه الطبري في تفسره: (13/ 120، 121) عن أبي الدرداء. وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 173 وقال: «يقال: أسفني فأسفت، أي: أغضبني فغضبت» . وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 378، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 82. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 قالَ ابْنَ أُمَّ: بالفتح «1» على جعل الاسمين اسما واحدا «2» ، كقوله: جئته صباح مساء. وبالكسر «3» على حذف ياء الإضافة «4» . 154 وَلَمَّا سَكَتَ: أولى من «سكن» لتضمنه مع سكون الغضب سكوته عن أخيه، ومن كلام العرب: جرى الوادي ثلاثا ثم سكت، أي: انقطع «5» . وسكون غضبه لأنهم تابوا «6» . لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ: اللام بمعنى التعدية لأن المفعول إذا تقدم ضعف عمل الفعل فكان كما لم يتعد «7» ، أو في معنى من أجله «8» .   (1) وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم في رواية حفص. السبعة لابن مجاهد: 295، والتبصرة لمكي: 207. (2) معاني القرآن للفراء: 1/ 393، وتفسير الطبري: 13/ 128. قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 378: «فمن قال «ابن أمّ» بالفتح فإنه إنما فتحوا في «ابن أمّ» و «ابن عم» لكثرة استعمالهم هذا الاسم، وأن النداء كلام محتمل للحذف فجعلوا «ابن» و «أمّ» شيئا واحدا نحو خمسة عشر» . وانظر الكشف لمكي: 1/ 478، وتفسير القرطبي: 7/ 290، والبحر المحيط: 4/ 396. (3) وهي قراءة ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية شعبة. السبعة لابن مجاهد: 295، والتبصرة لمكي: 207. (4) قال مكي في الكشف: 1/ 479: «وحجة من كسر أنه لما يدخل الكلام تغيير، قبل حذف الياء، استخف حذف الياء، لدلالة الكسرة عليها، ولكثرة الاستعمال، فهو نداء مضاف بمنزلة قولك: يا غلام غلام ... » . وانظر توجيه هذه القراءة أيضا في تفسير القرطبي: 7/ 290، والبحر المحيط: 4/ 396، والدر المصون: 5/ 467. (5) في تفسير القرطبي: 7/ 293: «أي أمسك عن الجري» . وانظر البحر المحيط: 4/ 398، والدر المصون: (5/ 471، 472) . (6) قال أبو حيان في البحر المحيط: 4/ 398: «سكوت غضبه كان- والله أعلم- بسبب اعتذار أخيه وكونه لم يقصر في نهي بني إسرائيل عن عبادة العجل ... » . (7) قال الزمخشري في الكشاف: 2/ 121: «دخلت اللام لتقدم المفعول لأن تأخر الفعل عن مفعوله يكسبه ضعفا، ونحوه لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ، وتقول: لك ضربت» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 15/ 17، وتفسير القرطبي: 7/ 293، والدر المصون: 5/ 472. (8) أي من أجل ربهم يرهبون. - ينظر معاني القرآن للأخفش: 2/ 535، وتفسير الطبري: 13/ 139، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 154، والتبيان للعكبري: 1/ 596، والبحر المحيط: 4/ 398. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 157 وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ: ويقطع عنهم إصرهم، وَالْأَغْلالَ المواثيق الغلاظ التي هي كالأغلال «1» . 158 إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً: جَمِيعاً حال من الكاف والميم في إِلَيْكُمْ، والعامل معنى الفعل في رَسُولُ «2» . 160 اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً/ بدل «3» ، ولو كان تمييزا لكان «سبطا» [35/ ب] كقوله: اثني عشر رجلا «4» ، أو هو صفة موصوف محذوف كأنه: اثنتي عشرة فرقة أسباطا، ولذلك أنّثت. 163 شُرَّعاً: ظاهرة على الماء «5» ، ومنه الطريق الشارع «6» . يَسْبِتُونَ: يدعون السّمك في السّبت، ويَسْبِتُونَ «7» : يقيمون السبت.   (1) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 173: «هي الفرائض المانعة لهم من أشياء رخّص فيها لأمة محمد صلى الله عليه وعلى آله» . (2) الكشاف: 2/ 123، والبحر المحيط: 4/ 405. (3) يريد أن أَسْباطاً بدل من اثْنَتَيْ عَشْرَةَ. ينظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 383، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 303، وتفسير الفخر الرازي: 15/ 36. [ ..... ] (4) في نسخة «ك» : كقولك: اثنا عشر فرقة أسباطا، وفي وضح البرهان: 1/ 367: «كما يقال: عشر رجلا» . (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 13/ 183، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 384، وتفسير الماوردي: 2/ 65، وتفسير البغوي: 2/ 208، وزاد المسير: 3/ 277، وتفسير القرطبي: 7/ 305. (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 174، وتفسير الطبري: 13/ 183، وتفسير الفخر الرازي: 15/ 40. (7) بضم الياء وكسر الباء، وتنسب هذه القراءة إلى الحسن كما في إتحاف فضلاء البشر: 2/ 66، والبحر المحيط: 4/ 411. قال أبو حيان: «من أسبت: إذا دخل في السبت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 343 164 قالُوا مَعْذِرَةً: موعظتنا معذرة «1» ، فحذف المبتدأ، أو: معذرة إلى الله نريدها، فحذف الخبر. ومن نصبه «2» فعلى المصدر، أي: نعتذر معذرة «3» . 165 بِعَذابٍ بَئِيسٍ: من بئس باسة إذا شجع وصار مقدامة، أي: عذاب مقدم عليهم غير متأخر عنهم. ومن قرأ بيس «4» - فعلى الوصف مثل «نقض» «5» - و «نضو» أو   (1) بالرفع وعلى هذه القراءة القراء السبعة إلا عاصما في رواية حفص كما في السبعة لابن مجاهد: 296، والتبصرة لمكي: 208. واختار سيبويه في الكتاب: 1/ 220 لأنهم: «لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا من أمر ليموا عليه، ولكنه قيل لهم: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً؟ قالوا: موعظتنا معذرة إلى ربكم. ولو قال رجل لرجل: معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا، يريد اعتذارا، لنصب» . قال النحاس في إعراب القرآن: 2/ 158 بعد أن ذكر قول سيبويه: «وهذا من دقائق سيبويه رحمه الله ولطائفة التي لا يلحق فيها» . (2) هو عاصم في رواية حفص. (3) معاني القرآن للزجاج: 2/ 386، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 158، والكشف لمكي: 1/ 481، والتبيان للعكبري: 1/ 600، والدر المصون: 5/ 495. (4) قرأ نافع، وأبو جعفر بكسر الباء وياء ساكنة، وقرأ ابن عامر بهمزة ساكنة بئس. ينظر السبعة لابن مجاهد: 296، والتبصرة لمكي: 208، والنشر: 3/ 82. ذكر السمين الحلبي في توجيه القراءتين أربعة أوجه: «أحدها: أن هذا في الأصل فعل ماض سمّي به فأعرب كقوله عليه السلام: «أنهاكم عن قيل وقال» بالإعراب والحكاية، وكذا قولهم: «مذ شبّ إلى دبّ» و «مذ شبّ إلى دبّ» فلما نقل إلى الاسمية صار وصفا. ك «نضو» و «نقض» والثاني: أنه وصف وضع على فعل ك «حلف» . والثالث: أن أصله «بيئس» كالقراءة المشهورة، فخفف الهمزة، فالتقت ياءان ثم كسر الباء اتباعا ك «رغيف» و «شهيد» ، فاستثقل توالي ياءين بعد كسرة، فحذفت الياء المكسورة فصار اللفظ «بئس» ، وهو تخريج الكسائي. الرابع: أن أصله «بئس» بزنة «كتف» ثم أتبعت الباء للهمزة في الكسر، ثم سكنت الهمزة ثم أبدلت ياء. وأما قراءة ابن عامر فتحتمل أن تكون فعلا منقولا، وأن تكون وصفا كحلف» اهـ. (5) النّقض والنقضة: هما الجمل والناقة اللذان قد هزلتهما وأدبرتهما ... والنّقض- بالكسر البعير الذي أنضاه السفر، وكذلك النضو. ينظر اللسان: 7/ 243، تاج العروس: 19/ 89 (نقض) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 كان بئيسا» فخففت الهمزة، ونقلت حركة العين إلى الفاء كما قيل: كبد وكبد «1» . 167 تَأَذَّنَ رَبُّكَ: تألّى «2» وأقسم قسما سمعته الآذان. وقيل «3» : أمر. أو أعلم، من «آذن» «4» . لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ: يعني العرب تأخذهم بالجزية والذلة «5» . 168 وَقَطَّعْناهُمْ: شتتنا شملهم. 169 يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى: يرتشون على الحكم «6» . وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ: أي: لا يكفيهم شيء ولا يشبعهم مال. أو يأخذون من الخصم الآخر كما من الأول «7» .   (1) الكشاف: 2/ 127، والبحر المحيط: 4/ 413، والدر المصون: 5/ 496. (2) بمعنى حلف وأقسم، وهو قول الزجاج في معاني القرآن: 2/ 387، وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 66، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 279 عن الزجاج أيضا. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 13/ 204 عن مجاهد. ونقله البغوي في تفسيره: 2/ 209 عن مجاهد أيضا. (4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 174، وتفسير الطبري: 13/ 204، وذكره النحاس في معاني القرآن: 3/ 96، وقال: «وهذا قول حسن، لأنه يقال: تعلم بمعنى أعلم» . وانظر تفسير الماوردي: 2/ 66، وتفسير البغوي: 2/ 209، وزاد المسير: 3/ 279. (5) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 66. وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: (13/ 205- 207) عن ابن عباس، وقتادة، وسعيد بن جبير، والسدي. [ ..... ] (6) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 388. وانظر تفسير الطبري: 13/ 211، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 99، وتفسير الماوردي: 2/ 67، والمحرر الوجيز: 6/ 128. (7) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 13/ 214 عن ابن زيد. ونقله القرطبي في تفسيره: 7/ 312 عن ابن زيد أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 وَدَرَسُوا ما فِيهِ: تركوه حتى صار دارسا، أو تلوه ودرسوه ثم خالفوه مع تلاوته «1» . 171 نَتَقْنَا الْجَبَلَ: قلعناه ورفعناه من أصله «2» ، وسببه أنهم أبو قبول فرائض التوراة «3» . وَظَنُّوا: قوي في نفوسهم وقوعه إن لم يقبلوا «4» . 172 وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ: قال ابن عباس «5» : أخرج الله من ظهر آدم ذريته، وأراه إياهم كهيئة الذر، وأعطاهم من العقل، وقال: هؤلاء   (1) نص هذا الكلام في تفسير الماوردي: 2/ 67 دون عزو. وانظر تفسير القرطبي: 7/ 312. (2) معاني القرآن للفراء: 1/ 399، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 232، وتفسير الطبري: 13/ 217، والمفردات للراغب: 482، وزاد المسير: 3/ 283. (3) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 174: «وكان نتق الجبل أنه قطع منه شيء على قدر عسكر موسى فأظل عليهم، وقال لهم موسى: إما أن تقبلوا التوراة وإما أن يسقط عليكم» . ونقل الماوردي في تفسيره: 2/ 68 عن مجاهد قال: «وسبب رفع الجبل عليهم أنهم أبوا أن يقبلوا فرائض التوراة لما فيها من المشقة، فوعظهم موسى فلم يقبلوا، فرفع الجبل فوقهم، وقيل لهم: إن أخذتموه بجد واجتهاد وإلا ألقى عليكم» . قال الماوردي: «واختلف في سبب رفع الجبل عليهم هل كان انتقاما منهم أو إنعاما عليهم؟ على قولين: أحدهما: أنه كان انتقاما بالخوف الذي دخل عليهم. والثاني: كان إنعاما لإقلاعهم به عن المعصية» . (4) تفسير الماوردي: 2/ 68. (5) روي نحوه موقوفا على ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وروي مرفوعا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرجه مرفوعا الإمام أحمد في مسنده: 4/ 151، حديث رقم (2455) . قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «إسناده صحيح» . وأخرجه مرفوعا أيضا الطبري في تفسيره: 13/ 222، والحاكم في المستدرك: 1/ 27، كتاب الإيمان، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي- مرفوعا- في مجمع الزوائد: (7/ 28) ، كتاب التفسير، باب «سورة الأعراف» ، وقال: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 ولدك آخذ عليهم الميثاق أن يعبدوني. وإنما أنسانا الله ذلك ليصح الاختبار ولا نكون مضطرين، وفائدته علم آدم وما يحصل له من السرور بكثرة ذريته. وقيل «1» : إنهم بنو آدم الموجودون على الدهر، فإن الله أشهدهم على أنفسهم بما أبدع فيها من دلائل التوحيد حتى صاروا/ بمنزلة من قيل لهم: [36/ أ] ألست بربكم؟ قالوا: بلى على وجه الدلالة والاعتبار. 175 آتَيْناهُ آياتِنا: أمية ابن [أبي] «2» الصلت. وقيل «3» : بلعم بن   (1) تفسير ابن كثير: 3/ 506. (2) ما بين المعقوفين عن نسخة «ك» و «ج» ، وعن هامش الأصل الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى. وأمية بن أبي شاعر جاهلي، أدرك الإسلام لكنه لم يسلم، توفي في السنة الخامسة للهجرة. أخباره في: طبقات فحول الشعراء: (1/ 262- 267) ، والشعر والشعراء: (1/ 459- 462) ، والمعارف لابن قتيبة: 60. وقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال في قوله تعالى: آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها أنه أمية بن أبي الصّلت. أخرج ذلك عبد الرزاق في تفسيره: 193، والنسائي في التفسير: 1/ 508 حديث رقم (212) ، والطبري في تفسيره: (13/ 255- 257) ، وابن أبي حاتم في تفسيره: 675. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 609، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والطبراني- كلهم- عن عبد الله بن عمرو. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 3/ 508: «وقد روي من غير وجه عنه، وهو صحيح إليه، وكأنه إنما أراد أن أميّة بن أبي الصّلت يشبهه فإنه كان قد اتصل إليه علم كثير من علم الشرائع المتقدمة، ولكنه لم ينتفع بعلمه ... » . (3) أخرجه الطبري في تفسيره: (13/ 253- 255) عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة. وينظر تاريخه: (1/ 437- 439) ، والتعريف والإعلام للسهيلي: 61. وأخرج الطبري في تفسيره: 13/ 273، وابن أبي حاتم في تفسيره: 679 (سورة الأعراف) ، عن قتادة قال: «هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه ... » . وقال الطبري- رحمه الله- بعد أن ذكر الأقوال في اسم هذا الرجل: «والصواب من القول- في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر نبيه صلّى الله عليه وسلّم أن يتلو على قومه خبر رجل كان أتاه حججه وأدلته، وهي الآيات وجائز أن يكون الذي كان الله آتاه ذلك بلعم، وجائز أن يكون أمية ... » . انظر تفسيره: (13/ 259، 260) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 باعوراء «1» كان عنده اسم الله الأعظم فدعا به على موسى. فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ: أتبعته: لحقته، وتبعته: سرت خلفه «2» ، أي: لحقه الشّيطان فأغواه» . 176 أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ سكن إليها ورضى بما عليها، وأصله اللزوم على الدوام، والمخلّد من لا يكاد يشيب أو يتغير. أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ: كل شيء [يلهث] «4» فإنما يلهث من تعب أو عطش، والكلب يلهث في كل حال، فالكافر يتبع هواه أبدا «5» .   (1) كذا ورد في رواية الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكره السهيلي في التعريف والإعلام: 61، والكرماني في غرائب التفسير: 1/ 427. وقيل: هو بلعم بن أبر، وقيل: بلعم بن باعر، وقيل: هو من بني إسرائيل، وقيل: من الكنعانيين، وقيل: من العمالقة. ينظر الاختلاف في اسمه ونسبه في المحبّر لابن حبيب: 389، وتاريخ الطبري: 1/ 437، ومروج الذهب للمسعودي: 1/ 52. وفي التعريف والإعلام للسهيلي: «وأصله من بني إسرائيل ولكنه كان مع الجبارين وكان قد أوتي الاسم الأعظم، فسألوه أن يدعو على موسى وجيشه فأبى، فأرى في المنام ألّا يفعل فلم يزالوا به حتى فتنوه، فقلب لسانه فأراد أن يدعو على موسى فدعا على قومه، وخلع الإيمان من قلبه ونسي الاسم الأعظم ... » . (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 174، وتفسير الماوردي: 2/ 71، وزاد المسير: 3/ 289. (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 71. وقال الطبري في تفسيره: 13/ 261: «وقوله: فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ يقول فصيّره لنفسه تابعا ينتهي إلى أمره في معصية الله، ويخالف أمر ربه في معصية الشيطان وطاعة الرحمن» . (4) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . [ ..... ] (5) تفسير الطبري: 13/ 273، وزاد المسير: 3/ 290. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 391: «ضرب الله عز وجل بالتارك لآياته والعادل عنها أخس مثل في أخسّ أحواله، فقال عز وجل: فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إذا كان الكلب- لهثان، وذلك أن الكلب إذا كان يلهث فهو لا يقدر لنفسه على ضرّ ولا نفع، لأن التمثيل به على أنه يلهث على كل حال حملت عليه أو تركته، فالمعنى: فمثله كمثل الكلب لاهثا. ثم قال: ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وقال: ساءَ مَثَلًا الْقَوْمُ ... المعنى: ساء مثلا مثل القوم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 179 ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ: لما كان عاقبتهم جهنم كأنه خلقهم لها «1» . بَلْ هُمْ أَضَلُّ: لأنها «2» لا تدع ما فيه صلاحها حتى النملة والنحلة، وهم كفروا مع وضوح الدلائل «3» . 180 يُلْحِدُونَ: لحد وألحد: مال عن الحق «4» . وقال الفراء «5» : اللّحد: الميل، والإلحاد بمعنى الإعراض. وإلحادهم في أسماء الله قولهم: اللات من الله، والعزى من العزيز «6» . 181 وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ: عن النبي عليه السلام: أنها هذه الأمة «7» .   (1) وتسمى اللام في قوله تعالى: لِجَهَنَّمَ لام العاقبة. (2) الضمير عائد إلى «الأنعام» . (3) ينظر تفسير الطبري: 13/ 281، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 392، وتفسير البغوي: 2/ 217، وتفسير القرطبي: (7/ 324، 325) . (4) تفسير الطبري: 13/ 283، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 108، والمفردات للراغب: 448، وتفسير القرطبي: 7/ 328، والدر المصون: 5/ 522. قال الطبري- رحمه الله-: «وأصل «الإلحاد» في كلام العرب العدول عن القصد، والجور عنه، والإعراض. ثم يستعمل في كل معوج غير مستقيم ... وقد ذكر عن الكسائي أنه كان يفرق بين «الإلحاد» و «اللحد» ، فيقول في الإلحاد إنه العدول عن القصد، وفي اللحد إنه الركون إلى الشيء ... » . (5) لم أقف على قوله في معاني القرآن له. (6) ينظر تفسير الطبري: 13/ 282، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 108، وتفسير الماوردي: 2/ 72، والدر المصون: 5/ 523. (7) أخرج الطبري في تفسيره: 13/ 286، عن ابن جريج قال: «ذكر لنا أن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم قال: هذه أمتي! قال: بالحق يأخذون ويعطون ويقضون» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 3/ 617 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن ابن جريج. وأخرج الطبري في تفسيره: 13/ 386 عن قتادة قال: «بلغنا أن نبي الله صلّى الله عليه وسلّم كان يقول إذا قرأها: «هذه لكم، وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها: وَمِنْ قَوْمِ مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ » . وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور: 3/ 617 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 وفيه دلالة على حجة الإجماع «1» . 182 سَنَسْتَدْرِجُهُمْ: نهلكهم، من درج: هلك «2» ، أو من الدّرجة «3» ، أي: نتدرج بهم على مدارج النعم إلى الهلاك. مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ: بوقت الهلاك لأن صحة التكليف في إخفائه. 183 وَأُمْلِي لَهُمْ: انظرهم، والملاوة: الدهر «4» . 187 أَيَّانَ مُرْساها: متى مثبتها «5» . لا يُجَلِّيها: لا يظهرها. يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها: أي: يسئلونك عنها كأنك حفيّ بها «6» ، فأخر «عن» وحذف الجار والمجرور للدلالة عليها، فإنه إذا كان حفيا بها   (1) ينظر تفسير الفخر الرازي: 15/ 77. (2) زاد المسير: 3/ 295، وتفسير الفخر الرازي: 15/ 77، والبحر المحيط: 4/ 430. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 73، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 295. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 234، وقال الطبري في تفسيره: 13/ 287: «وأصل الإملاء من قولهم: مضى عليه مليّ، وملاوة وملاة، وملاة- بالكسر والضم والفتح- من الدهر، وهي الحين، ومنه قيل: انتظرتك مليا» . (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 175. وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 393: «ومعنى مُرْساها مثبتها، يقال رسا الشيء يرسو إذا ثبت فهو راس، وكذلك «جبال راسيات» أي ثابتات. وأرسيته: إذا أثبته» . (6) هذا قول الفراء في معاني القرآن: 1/ 399، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 299 إلى ابن الأنباري، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 15/ 86. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 سئل عنها كما أنه إذا سئل عنها فليس ذلك إلا لحفاوته بها. 188 لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ: أعددت في الرخص للغلاء، وما مسني الفقر. وقيل «1» : لاستكثرت من العمل الصالح، وما أقول هذا عن آفة، وما مسني جنون. 189 هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ: من آدم، وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها: من كل نفس زوجها على طريق الجنس ليميل إليها ويألفها. /. [36/ ب] فَلَمَّا تَغَشَّاها: أصابها «2» ، حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً أي: المنى «3» . فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً: ولدا سويا صالح البنية «4» . ومن قال: إن المراد آدم وحواء «5» كان معنى جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 302 عن ابن جريج، ومجاهد، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 74 عن الحسن، وابن جريج. (2) تفسير الطبري: 13/ 304. قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 395: «كناية عن الجماع أحسن كناية» . وينظر معاني القرآن للنحاس: 3/ 113، وتفسير البغوي: 2/ 220، وزاد المسير: 3/ 301. (3) ينظر تفسير الطبري: 13/ 304، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 395. (4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 176، وتفسير الطبري: 13/ 306. ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 75 عن الحسن، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 301 عن الحسن وقتادة. (5) في قوله تعالى: فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ واستدل قائلو هذا القول بالحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 5/ 11 عن سمرة بن جندب عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «لما حملت حواء طاف بها إبليس وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسموه عبد الحارث فعاش. وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره» . - وأخرج الترمذي نحوه في سننه: 5/ 267، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الأعراف» وقال: «هذا حديث حسن غريب» . والطبري في تفسيره: 13/ 309، والحاكم في المستدرك: 2/ 545، كتاب التاريخ، ذكر آدم عليه السلام. وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وفي إسناد هذا الحديث عمر بن إبراهيم. قال الترمذي: «لا نعرفه مرفوعا إلّا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه. عمر بن إبراهيم شيخ بصري» . وأورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره: 3/ 529، وقال: هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه: أحدها: «أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري، وقد وثقه ابن معين، ولكن قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر، عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعا، فالله أعلم. الثاني: أنه قد روى من قول سمرة نفسه، ليس مرفوعا. الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه» . وذكر ابن العربي في أحكام القرآن: (2/ 819، 820) الحديث الذي أخرجه الترمذي ثم قال: «وذلك مذكور ونحوه في ضعيف الحديث في الترمذي وغيره. وفي الإسرائيليات كثير ليس لها ثبات، ولا يعوّل عليها من له قلب، فإن آدم وحواء وإن كان غرهما بالله الغرور- فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وما كان بعد ذلك ليقبلا له نصحا ولا يسمعا منه قولا» . أما التأويل المقبول لهذه فكما ورد في تحفة الأحوذي: (8/ 465) عن الحسن رحمه الله قال: عني بها ذرية آدم ومن أشرك منهم. فتفسير الآية محمول على جنس الإنسان، ولم يشرك آدم ولا حواء وآدم معصوم لأنه نبي. قال القفال: المراد جنس الذرية الذين ينسبون الأولاد إلى الكواكب وإلى الأصنام، وقد ذكر آدم وحواء توطئة لما بعدهما من شرك بعض الناس وهم أولادهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 الولدين لأنها كانت تلد توأما «1» . 194 إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ: الدعاء الأول: تسميتهم الأصنام آلهة، والدعاء الثاني: في طلب النفع والضر من   (1) زاد المسير: (3/ 303، 304) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 [جهتهم] «1» وسماها عبادا لأنها مخلوقة مذللة «2» . 200 وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ: يزعجنك «3» ، مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ: وسوسة. 201 طائِفٌ: خاطر «4» ، أو لمم كالطيف الذي يلم في النوم «5» ، و «طيف» «6» لغة في «طائف» ، مثل «ضيف» و «ضائف» ، و «درهم زيف» و «زائف» . والشيطان لا يقدر أن يفعل في القلب خاطرا وإنما يوجد فيه إيهام «7» ما دعا إليه. 203 لَوْلا اجْتَبَيْتَها: هلّا تقبّلتها من ربك «8» ، أو هلّا اقتضبتها «9» من عند نفسك.   (1) في الأصل: «جهنم» ، والمثبت في النص من «ك» ، و «ج» . (2) تفسير القرطبي: 7/ 342. (3) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 77. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 15/ 102: «وقيل: النزغ: الإزعاج، وأكثر ما يكون عند الغضب، وأصله الإزعاج بالحركة إلى الشر» . (4) تفسير الفخر الرازي: 15/ 104. ونقل السّمين الحلبي في الدر المصون: 5/ 547 عن أبي علي الفارسي قال: «الطيف كالخطرة، والطائف كالخاطر» . (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 402، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 236، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 120، وتفسير القرطبي: 7/ 350 عن النحاس. (6) وهي أيضا قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي كما في السّبعة لابن مجاهد: 301، والتبصرة لمكي: 209. وانظر الكشف لمكي: 1/ 487، والبحر المحيط: 4/ 449، والدر المصون: 5/ 546. (7) في «ك» و «ج» : «إفهام» . (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 13/ 342 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 78 عن ابن عباس أيضا. [ ..... ] (9) أخرج الطبري في تفسيره: 13/ 341 عن مجاهد قوله: - «وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها» - قالوا: «لولا اقتضبتها! قالوا: تخرجها من نفسك» . وفي اللسان: 1/ 680 (قضب) : «واقتضاب الكلام: ارتجاله، يقال: هذا شعر مقتضب، وكتاب مقتضب. واقتضبت الحديث والشعر: تكلمت به من غير تهيئة أو إعداد له» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 اجتبيته، واختلقته، وارتجلته، واقتضبته، واخترعته بمعنى «1» . 204 وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا: عن عمر «2» أنه أتاه البشير بفتح «تستر» «3» . وهو يقرأ البقرة- فقال: يا أمير المؤمنين أبشر أبشر- يردد عليه وهو لا يلتفت إليه حتى فرغ، ثم أقبل عليه بالدّرة «4» ضربا ويقول: كأنك لم تعلم ما قال الله في الإنصات عند قراءة القرآن. 206 إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ: أي: الملائكة «5» ، فهم رسل الله إلى الإنس، أو هم في المكان المشرّف الذي ينزل الأمر «6» منه.   (1) قال الطبري في تفسيره: 13/ 343: «وحكي عن الفراء أنه كان يقول: «اجتبيت الكلام واختلفته، وارتجلته إذا افتعلته من قبل نفسك» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 397، والمفردات للراغب: 87، وتفسير القرطبي: 7/ 353، والبحر المحيط: 4/ 451. (2) لم أقف على هذا الخبر فيما تيسر لي من المصادر. (3) تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى، مدينة بعربستان تقع على بعد ستين ميلا شمال الأهواز. ينظر معجم ما استعجم: 1/ 312، ومعجم البلدان: 2/ 29، وبلدان الخلافة الشرقية: 269. (4) الدّرة: بالكسر السّوط يضرب به. قال الأزهري في تهذيب اللغة: 14/ 62: «والدّرة: درة السلطان التي يضرب بها» . وينظر اللسان: 4/ 282، وتاج العروس: 11/ 281 (درر) . (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 176، وتفسير الطبري: 13/ 357، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 398، وتفسير البغوي: 2/ 227، وزاد المسير: 3/ 314. وحكى القرطبي في تفسيره: 7/ 356 الإجماع على هذا القول. (6) ينظر تفسير القرطبي: 7/ 356. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 ومن سورة الأنفال عن عبادة بن الصامت «1» رضي الله عنه: «لما كان يوم بدر اختلفنا في النّفل من محارب ومن حارس لرسول الله، وساءت فيه أخلاقنا، فنزعه الله من أيدينا، وأنزل قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وجعلها إلى الرسول، فقسمه بيننا عن بواء، أي: سواء» . 1 ذاتَ بَيْنِكُمْ: حال بينكم، ومعناه: حقيقة وصلكم «2» ، أي: تواصلوا على أمر الإسلام. 5 كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ: أي: جعل النّفل لك وإن كرهوه ولم يعلموا أنه أصلح لهم كما أخرجك عن وطنك وبعضهم كارهون، / فيكون العامل في [37/ أ] «كاف» كَما معنى الفعل المدلول عليه بقوله: قُلِ الْأَنْفالُ «3» .   (1) أخرجه باختلاف في لفظه- الإمام أحمد في مسنده: (5/ 323، 324) ، والطبري في تفسيره: (13/ 369- 371) ، والحاكم في المستدرك: 2/ 326، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه- أيضا- الواحدي في أسباب النزول: 266، والبيهقي في السنن الكبرى: 6/ 292، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب «مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 5، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ، وابن مردويه. (2) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 400. وانظر معاني القرآن للنحاس: 3/ 129، وزاد المسير: 3/ 320. (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 403، وقال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 400: «فموضع الكاف في كَما نصب، المعني: الأنفال ثابتة لك مثل إخراج ربك إياك من بيتك بالحق» . واختار الزمخشري أيضا هذا القول في الكشاف: 2/ 143، وابن عطية في المحرر-- الوجيز: 6/ 219. وانظر تفسير القرطبي: (7/ 367، 368) ، والبحر المحيط: 4/ 461، والدر المصون: 5/ 561. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 أو العامل معنى «الحق» أي: نزع الأنفال من أيديهم بالحق كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بالمدينة إلى بدر بِالْحَقِّ «1» . 6 كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ: لعدوله عليه السلام بهم عن العير إلى النفير. 7 وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ: لما أقبلت عير قريش من الشام مع أبي سفيان سار إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فخرجت نفير قريش وهم «ذات الشوكة» إليها لحفظها، فشاور النبي- عليه السلام- أصحابه فقال سعد بن معاذ: يا رسول الله قد آمنا بك وصدقناك فامض لما أردت فو الذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر «2» لنخوضه معك. فقال عليه السلام: «سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم» «3» . لِيُحِقَّ الْحَقَّ: ليظهره لكم. وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ: يظفركم بذات الشوكة فإنه أقطع لدابرهم.   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 82. (2) قال الأستاذ محمود محمد شاكر في هامش تحقيقه لتفسير الطبري: 13/ 401: «استعرض البحر، أو الخطر: أقبل عليه لا يبالي خطره. وهذا تفسير للكلمة استخرجته لا تجده في المعاجم» . (3) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: (13/ 399- 401) عن عروة بن الزبير، وابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 26 وزاد نسبته إلى ابن إسحاق، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير البغوي: (2/ 230، 231) ، وزاد المسير: (3/ 323، 324) ، وتفسير ابن كثير: 3/ 557. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 9 مُرْدِفِينَ: تابعين «1» ، ردف وأردف، ومنصوبا «2» أردف بعضهم بعضا، فكانوا زمرا زمرا. 10 وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى: أي: الإمداد بالملائكة ليبشروا بالنصر. والملائكة لم يقاتلوا «3» لأن ملكا واحدا يدمر على جميع المشركين. وقيل «4» : بل قاتلت حتى قال أبو جهل لابن مسعود: من أين كان يأتينا الضرب ولا نرى الشخص؟ قال: من قبل الملائكة فقال: فهم غلبونا لا أنتم. 12 فَوْقَ الْأَعْناقِ: أي: الرؤوس، أو على الأعناق. كُلَّ بَنانٍ: كل مفصل، أبّن بالمكان: أقام به «5» ، فكل مفصل أقيم عليه عضو.   (1) معاني القرآن للفراء: 1/ 404، وتفسير الطبري: 13/ 412، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 402. [ ..... ] (2) وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: 304، والتبصرة لمكي: 211. قال مكي في الكشف: 1/ 489: «وحجة من فتح أنه بناه على ما لم يسمّ فاعله، لأن الناس الذين قاتلوا يوم بدر أردفوا بألف من الملائكة: أي: أنزلوا إليهم لمعونتهم على الكفار. ف مُرْدِفِينَ بفتح الدال نعت ل «ألف» ، وقيل: هو حال من الضمير المنصوب في مُمِدُّكُمْ، أي: ممدكم في حال إردافكم لألف مِنَ الْمَلائِكَةِ. وحجة من كسر الدال أنه بناه على ما سمى فاعله، فجعله صفة ل «ألف» أي: بألف من الملائكة مردفين لكم، يأتون لنصركم بعدكم ... » . وانظر البحر المحيط: (4/ 465، 466) ، والدر المصون: 5/ 567. (3) ذكر ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز: 6/ 229 فقال: «وقيل: لم تقاتل يوم بدر وإنما وقفت وحضرت. وهذا ضعيف» . (4) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 229: «روى في الأشهر أن الملائكة قاتلت يوم بدر، واختلف في غيره ... » . وقال القرطبي في تفسيره: 4/ 192: «وتظاهرت الروايات بأن الملائكة حضرت يوم بدر وقاتلت ... » . (5) ينظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 405، وتفسير القرطبي: 7/ 379، والصحاح: 5/ 2080، واللسان: 13/ 59 (بنن) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 14 ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ: أي: الأمر ذلكم فذوقوه، أي: كونوا للعذاب كالذائق للطعام لأن معظمه بعده «1» . وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ تقديره: وبأن، أو واعلموا أن «2» . 15 زَحْفاً: قريبا، زحف القوم إلى القوم: دلفوا «3» . 16 مُتَحَيِّزاً: طالب حيّز، أي: ناحية يقوى به. 17 وَما رَمَيْتَ: أخذ عليه السلام قبضة تراب فحثاه في وجوههم وقال «4» : «شاهت الوجوه» ، فكانت الهزيمة.   (1) قال المؤلف رحمه الله في وضح البرهان: 1/ 380: «وقال: فَذُوقُوهُ لأن الذائق أشد إحساسا بالطعم من المستمر على الأكل، فكان حالهم أبدا حال الذائق في إحساسهم العذاب» . (2) هذا قول الفراء في معاني القرآن: 1/ 405 على أن موضع «أن» نصب، ونص قوله: «فنصب «أن» من جهتين. أما إحداهما: وذلك بأن للكافرين عذاب النار، فألقيت الباء فنصبت. والنصب الآخر أن تضمر فعلا ... » . وذكر النحاس هذا القول في إعراب القرآن: 2/ 181 عن الفراء، وكذا مكي في مشكل إعراب القرآن: 1/ 313. (3) قال الزمخشري في الكشاف: 2/ 148: «والزحف: الجيش الدهم الذي يرى لكثرته كأنه يزحف، أي: يدب دبيبا ... والمعنى: إذا لقيتموهم للقتال وهم كثير جم وأنتم قليل فلا تفروا فضلا عن أن تدانوهم في العدد أو تساووهم» . ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 331 عن الليث قال: «الزحف: جماعة يزحفون إلى عدوهم» . وقال ابن الجوزي: «والتزاحف: التداني والتقارب» . (4) أخرجه الطبري في تفسيره: (13/ 444، 445) عن محمد بن قيس، ومحمد بن كعب القرظي، والسدي. وقال الواحدي في أسباب النزول: 268: «وأكثر أهل التفسير على أن الآية نزلت في رمي النبي عليه السلام القبضة من حصباء الوادي يوم بدر حين قال للمشركين: شاهت الوجوه، ورماهم بتلك القبضة، فلم تبق عين مشرك إلا دخلها منه شيء» . ينظر هذا المعنى في رواية الإمام مسلم في صحيحه: 3/ 1402، حديث رقم (1777) ، كتاب الجهاد والسير، باب «في غزوة حنين» . وذكر البغوي في تفسيره: 2/ 237 أنه قول أهل التفسير والمغازي أيضا. وانظر المحرر الوجيز: 6/ 249، وزاد المسير: 3/ 332، والدر المنثور: 4/ 40. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 وإنما جاز نفي الفعل حقيقة وإثباته مجازا لقوة السبب المؤدي/ على [37/ ب] المسبب. وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً: ينعم نعمة «1» . 18 ذلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ: أي: الحق ذلكم. 19 إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ: قال المشركون يوم بدر: اللهم من كان أقطعنا للرحم وأظلمنا فأمطر عليهم «2» . 22 إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ: شرّ ما دبّ على الأرض. 23 لَأَسْمَعَهُمْ: أي: كلام الذين طلبوا إحياءه من قصيّ بن كلاب وغيره «3» . وإن اعتبرت عموم اللّفظ كان المعنى: لأسمعهم آياته سماع تفهيم وتعليم «4» . 24 اسْتَجِيبُوا ... لِما يُحْيِيكُمْ: لما يورثكم الحياة الدائمة في نعيم الآخرة «5» .   (1) قال الطبري في تفسيره: 13/ 448: «وذلك البلاء الحسن» ، رمى الله هؤلاء المشركين، ويعنى ب «البلاء الحسن» النعمة الحسنة الجميلة، وهي ما وصفت وما في معناه» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 3/ 141، وزاد المسير: 3/ 334، وتفسير الفخر الرازي: 15/ 145. (2) وورد أيضا- أن القائل هو أبو جهل. ينظر مسند أحمد: 5/ 431، وتفسير الطبري: (13/ 450- 454) ، وأسباب النزول للواحدي: (268- 269) ، وتفسير ابن كثير: 3/ 572، والدر المنثور: 4/ 42. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 93 عن بعض المتأخرين. وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 2/ 240، وتفسير القرطبي: 7/ 388. (4) رجح الطبري هذا القول في تفسيره: 13/ 463، وأخرج نحوه عن ابن جريج، وابن زيد. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 93، وتفسير البغوي: 2/ 240، وزاد المسير: 3/ 338. (5) ذكره النحاس في معانيه: 3/ 144، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 93 عن علي بن عيسى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 وقيل «1» : هو إحياء أمرهم بجهاد عدوهم. وقيل «2» : هو بالعلم الذي يهتدون به. يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ: أي: بالوفاة ونحوها من الآفات، فلا يمكنه الإيفاء بما فات «3» ، أو هو حوله- تعالى- بين القلب وما يعزم عليه أو يتمناه. وفي الحديث «4» : «إنه ما يحول به بين المؤمن والمعاصي» .   (1) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 13/ 465 عن ابن إسحاق. وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 93 عن ابن إسحاق أيضا. وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره: 289 (سورة الأنفال) عن عروة بن الزبير رضي الله عنهما في قوله: إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ أي الحرب التي أعزكم الله بها بعد الذل، وقواكم بها بعد الضعف، ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم. وحسّن المحقق إسناده» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 44، وزاد نسبته إلى ابن إسحاق عن عروة. [ ..... ] (2) معاني القرآن للزجاج: 2/ 409. (3) في «ج» : تلافي ما فاته. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 469، وابن أبي حاتم في تفسيره: 292 (سورة الأنفال) عن ابن عباس رضي الله عنهما. وكذا الحاكم في المستدرك: 2/ 328، كتاب التفسير، «تفسير سورة الأنفال» . وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 44، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال الطبري رحمه الله في تفسيره: (13/ 471، 472) معقبا على هذه الأقوال بقوله: «وأولى الأقوال بالصواب عندي في ذلك أن يقال: إن ذلك خبر من الله عز وجل أنه أملك لقلوب عباده منهم، وأنه يحول بينهم وبينها إذا شاء، حتى لا يقدر ذو قلب أن يدرك به شيئا من إيمان أو كفر، أو أن يعيي به شيئا، أو أن يفهم، إلا بإذنه ومشيئته وذلك أن الحول بين الشيء والشيء، إنما هو الحجز بينهما، وإذا حجز جل ثناؤه بين عبد وقلبه في شيء أن يدركه أو يفهمه، لم يكن للعبد إلى إدراك ما قد منع الله قلبه وإدراكه سبيل. وإذا كان ذلك معناه، دخل في ذلك قول من قال: يحول بين المؤمن والكفر، وبين الكافر والإيمان، وقول من قال: يحول بينه وبين عقله، وقول من قال: يحول بينه وبين قلبه حتى لا يستطيع أن يؤمن ولا يكفر إلا بإذنه، لأن الله إذا حال بين عبد وقلبه، لم يفهم العبد بقلبه الذي قد حيل بينه وبين ما منع إدراكه به على ما بينت. غير أنه ينبغي أن يقال: إن الله عم بقوله: وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، الخبر عن أنه يحول بين العبد وقلبه، ولم يخصص من المعاني التي ذكرنا شيئا دون شيء، والكلام محتمل كل هذه المعاني، فالخبر على العموم حتى يخصه ما يجب التسليم له» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 25 لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً: أي: خاصة بهم، ولو كان المعنى عموم الفتنة لكان: «لا تصيب» «1» . 26 تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ: أي: المؤمنون في أول الإسلام، أو قريش «2» ، وكانوا قليلا [أيام] «3» جرهم «4» وخزاعة. 27 لا تَخُونُوا اللَّهَ: لا تخونوا مال الله «5» .   (1) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 262: «هذه الآية تحتمل تأويلات: أسبقها إلى النفس أن يريد الله أن يحذر جميع المؤمنين من فتنة إن أصابت لم تخص الظلمة فقط، بل تصيب الكل من ظالم وبريء ... فيجيء قوله: لا تُصِيبَنَّ على هذا التأويل صفة للفتنة، فكان الواجب- إذا قدرنا ذلك- أن يكون اللفظ «لا تصيب» ، وتلطف لدخول النون الثقيلة في الخبر عن الفتنة» . (2) ورد هذان القولان عند تفسير قوله تعالى: إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ في الآية نفسها ويدل عليه قول المؤلف بعد ذلك: وكانوا قليلا أيام جرهم. أما القول الأول فقد ذكره الطبري في تفسيره: 13/ 476، والماوردي في تفسيره: 2/ 95، والبغوي في تفسيره: 2/ 242. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 343 إلى ابن عباس رضي الله عنهما. وأما القول الثاني فقد أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 13/ 478 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 47، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وأبي الشيخ عن قتادة أيضا. (3) في الأصل: «أياما» والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (4) جرهم: بضم الجيم وسكون الراء وضم الهاء: بطن من القحطانية، رحلوا إلى مكة وأقاموا بها، وتزوج منهم إسماعيل عليه السلام. ينظر المعارف لابن قتيبة: 27، واللسان: 13/ 97 (جرهم) . (5) فسّره أصحاب هذا القول ب «الغنائم» . ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 15/ 156، وقال: «ويحتمل أن يريد بالأمانة كل ما تعبد به، وعلى هذا التقدير: فيدخل فيه الغنيمة وغيرها ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ: أنها أمانة، أو تعلمون ما في الخيانة. 29 يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً: هداية في قلوبكم تفرّقون بها بين الحق والباطل «1» . وقيل «2» : مخرجا في الدنيا والآخرة. 30 لِيُثْبِتُوكَ: أي: في الوثاق «3» ، أو الحبس «4» . وقيل: أي: يثخنوك، رماه فأثبته، وأصبح المريض مثبتا: لا حراك به. أَوْ يُخْرِجُوكَ قال أبو البختري «5» : نشده على بعير شرود حتى يهلك. وقال أبو جهل: تجتمع عليه القبائل فلا يقاومهم بنو هاشم فيرضون بالدّية «6» فحينئذ هاجر.   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: (2/ 96، 97) عن ابن زيد، وابن إسحاق. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: 13/ 490 عن ابن إسحاق. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: (13/ 488، 489) عن مجاهد، والضحاك، وعكرمة. قال الطبري رحمه الله: «والفرقان في كلام العرب مصدر من قولهم: «فرقت بين الشيء والشيء أفرق بينهما فرقا وفرقانا» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 178، ومعاني النحاس: 3/ 147. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (13/ 491، 492) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والسدي. وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 97 وزاد نسبته إلى الحسن. (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 409، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 179. وأخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 492 عن عطاء، وابن زيد. وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: 3/ 148، وتهذيب اللغة للأزهري: 14/ 267. (5) اسمه العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى. هو الذي ضرب أبا جهل فشجه عند ما منع أبو جهل أن يحمل الطعام إلى خديجة بنت خويلد وهي في الشعب أثناء المقاطعة، وكان أحد الذين شقوا الصحيفة، وقتله المجذر بن ذيام يوم بدر. ينظر السيرة لابن هشام: 1/ 375، وتاريخ الطبري (2/ 336، 451) . (6) وصوّب إبليس هذا الرأي، وكان حاضرا معهم وذلك بعد أن ادعى أنه شيخ من نجد. ينظر خبر دار الندوة في السيرة لابن هشام: (1/ 480- 482) ، والطبقات لابن سعد: - (1/ 227، 228) ، وتاريخ الطبري (2/ 370- 372) ، وتفسير الطبري: (13/ 494- 501) ، وتفسير ابن كثير: (3/ 585، 586) . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 32 وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ: قال النّضر «1» بن كلدة. 33 وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ: لأنه أرسل رحمة للعالمين. وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ: لما خرج عليه السلام من مكة بقيت فيها بقية من المؤمنين يستغفرون «2» . و «المكاء» «3» ، صوت المكاء يشبه الصفير، والتصدية: التصفيق «4» أو هو من صدّ يصدّ: إذا ضجّ «5» ، كقوله «6» : إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ. 38 فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ: في العقاب بالاستئصال وبالأسر [38/ أ] .   (1) هو النضر بن الحارث بن كلدة من بني عبد الدار بن قصي، من أشراف قريش. خرج مع المشركين في غزوة بدر وأسره المسلمون، فقتله علي بن أبي طالب. المغازي للواقدي: 1/ 37، والسيرة لابن هشام: 1/ 295، وتاريخ الطبري: 2/ 437. وأخرج الطبري في تفسيره: (13/ 505، 506) عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء، والسدي: أن القائل هو النضر بن الحارث بن كلدة. وكذا ذكره البغوي في تفسيره: 2/ 245، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 348 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقيل: إن القائل أبو جهل، ثبت ذلك في صحيح البخاري: 5/ 199، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَإِذْ قالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ .... وصحيح مسلم: 4/ 2154، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب في قوله تعالى: وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (13/ 509- 511) عن أبي مالك، وابن أبزى، والضحاك. (3) من قوله تعالى: وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً ... [آية: 35] . (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 246، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 179، وتفسير الطبري: (13/ 521- 523) . (5) ذكره النحاس في إعراب القرآن: 2/ 187. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 292 عن النحاس. (6) سورة الزخرف: آية: 57. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 والقتل وغيره «1» . 39 وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ: أي: كفر «2» لأنهم يدعون الناس إلى مثل حالهم فيفتنونهم. وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ: الطاعة بالعبادة. 37 فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً: يجعل بعضه فوق بعض كالسحاب الركام «3» . 41 غَنِمْتُمْ: ما أخذ من المشركين بقتال غنيمة وبغيره فيء. فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ: لبيت الله «4» . وقيل «5» : سهم الله وسهم الرسول واحد، وذكر الله تشريف السهم. قال محمد بن الحنفية: هذا مفتاح كلام، لله الدّنيا والآخرة «6» .   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 102. وينظر تفسير الطبري: 13/ 536، وتفسير البغوي: 2/ 248. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (13/ 537- 539) عن ابن عباس والحسن، وقتادة، والسدي، وابن زيد. وفي معنى هذه الآية قال الزجاج في معانيه: 2/ 413: «أي حتى لا يفتن الناس فتنة كفر، ويدل على معنى فتنة كفر قوله عز وجل: وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ» . (3) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 413: «والركم أن يجعل بعض الشيء على بعض، ويقال: ركمت الشيء أركمه ركما. والركام الاسم» . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (13/ 550، 551) ، وابن أبي حاتم في تفسيره: 395 (سورة الأنفال) عن أبي العالية. قال محقق تفسير ابن أبي حاتم: «فيه أبو جعفر صدوق سيء الحفظ، والربيع صدوق له أوهام، ولم يتابعا فهو مرسل ضعيف» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 66، وزاد نسبته إلى أن أبي شيبة، وابن المنذر، عن أبي العالية أيضا. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: (13/ 549، 550) عن ابن عباس، وعطاء. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 103 عن الحسن، وعطاء، وقتادة، وإبراهيم النخعي، والشافعي. (6) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 5/ 238، كتاب الجهاد، باب «ذكر الخمس وسهم ذوي القربى» عن الحسن بن محمد بن الحنفية، وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال: 22، وابن أبي شيبة في المصنف: 12/ 431، كتاب الجهاد، باب «في الغنيمة كيف تقسم» ، والطبري في تفسيره: 13/ 548، وابن أبي حاتم في تفسيره: 393 (سورة الأنفال) وصحح المحقق إسناده، وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 128 كتاب قسم الفيء. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 65 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن الحسن بن محمد بن الحنفية. قال الطبري رحمه الله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: قوله: فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ افتتاح كلام، وذلك لإجماع الحجة على أن الخمس غير جائز قسمه على ستة أسهم. ولو كان لله فيه سهم، كما قال أبو العالية، لوجب أن يكون خمس الغنيمة مقسوما على ستة أسهم. وإنما اختلف أهل العلم في قسمه على خمسة فما دونها، فأما على أكثر من ذلك، فما لا نعلم قائلا له قاله غير الذي ذكرناه من الخبر عن أبي العالية، وفي إجماع من ذكرت، الدلالة الواضحة على صحة ما اخترنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 والعدوة «1» : بضم العين «2» وفتحها «3» وكسرها «4» : شفير الوادي، فتميم لا تعرف العدوة [بضم العين] «5» وتقول: خذ أعداء الوادي «6» . 42 وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ: أبو سفيان وأصحابه.   (1) من قوله تعالى: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى ... [آية: 42] . (2) فهي مثلثة، وقراءة الضم لعاصم، ونافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد: 306، وحجة القراءات: 311، والتبصرة لمكي: 212. [ ..... ] (3) تنسب قراءة الفتح إلى الحسن البصري، وقتادة، وعمرو بن عبيد، وزيد بن علي. المحتسب: 1/ 280، والبحر المحيط: 4/ 499. قال ابن جني: «الذي في هذا أنها لغة ثالثة، كقولهم في اللبن: رغوة ورغوة ورغوة. ولها نظائر مما جاءت فيها فعلة وفعلة وفعلة، منه قولهم: له صفوة مالي وصفوته وصفوته ... » . (4) وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو. السبعة لابن مجاهد: 306، والتبصرة لمكي: 212. (5) ما بين معقوفين عن «ك» . (6) في اللسان: 15/ 40 (عدا) : «يقال الزم عداء الطريق، وهو أن تأخذه لا تظلمه، ويقال خذ عداء الجبل، أي: خذ في سنده تدور فيه حتى تعلوه، وإن استقام فيه أيضا فقد أخذ عداءه ... والعدى والعدا: الناحية والجمع «أعداء» ، والعدى والعدوة والعدوة والعدوة- كلّه- شاطئ الوادي» . وينظر تاج العروس: 10/ 236، (عدا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 وَلَوْ تَواعَدْتُمْ: أي: من غير عون الله لَاخْتَلَفْتُمْ، وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ. 43 فِي مَنامِكَ قَلِيلًا: هي رؤيا النبي صلّى الله عليه وسلّم بالبشارة والغلبة «1» . والرّؤيا تكون من الله، ومن الشيطان، ومن غلبة الأخلاط، ومن الأفكار. وقيل «2» : فِي مَنامِكَ: في عينيك لأنها موضع النوم كالمقام موضع القيام. 44 وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ: لئلا يستعدوا لكم، وجاز أن يري الله الشّيء على خلاف ما هو به لأنّ الرؤيا تخيّل من غير قطع. 47 وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ: نفير «3» قريش خرجوا   (1) وتكون الرؤيا على هذا القول منامية، وهو قول مجاهد كما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 206، والطبري في تفسيره: 13/ 570، وابن أبي حاتم في تفسيره: 421 (سورة الأنفال) ، وقال المحقق: مرسل حسن لغيره. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 363، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 74، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن مجاهد. ورجحه الزجاج في معاني القرآن: 2/ 419 فقال: «وهذا المذهب أسوغ في العربية، لأنه قد جاء: وإذ يريكهموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم فدل بهذا أن هذا رؤية الالتقاء، وأن تلك رؤية النوم» . ورجح النحاس أيضا هذا القول في معاني القرآن: 3/ 161، والماوردي في تفسيره: 2/ 106، وقال: «وهو الظاهر، وعليه الجمهور» . (2) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 247، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 179، والطبري في تفسيره: 13/ 570، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 422 (سورة الأنفال) عن الحسن، ونقله الزجاج في معاني القرآن: 2/ 419، والنحاس في معانيه: 3/ 161، والماوردي في تفسيره: 2/ 106، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 363- كلهم- عن الحسن رحمه الله تعالى. وأورده ابن كثير في تفسيره: 4/ 13 وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الحسن، ثم قال: «وهذا القول غريب، وقد صرح بالمنام ها هنا، فلا حاجة إلى التأويل الذي لا دليل عليه» . (3) في «ج» : يعني قريشا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 366 حامين للعير، فلما نجا أبو سفيان أرسل إليهم: أن ارجعوا فقد أمنا ونزلنا بالجحيفة «1» . فقال أبو جهل: لا حتى نرد بدرا، وننحر جزرا، ونشرب خمرا، وتعزف لنا القيان «2» . وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ: إحاطة علم واقتدار. 48 وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ: ظهر في صورة سراقة «3» بن مالك بن جعشم الكناني في جماعة من جنده، وقال: هذه كنانة قد أتتكم تنجدكم «4» ، فلما رأى الملائكة نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ رجع القهقرى ذليلا. وقال الحسن «5» : وسوس لهم ذلك ولم يظهر. وقال: إِنِّي أَخافُ اللَّهَ لأنه ظن أن الوقت [المنظر] «6» إليه حضر. 56 الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ: أي: من شأنهم نقض العهد. 57 فَشَرِّدْ بِهِمْ/ مَنْ خَلْفَهُمْ: نكّل بهم تنكيلا، تشرد غيرهم وتفرقهم به. [38/ ب] .   (1) كذا ورد في «ك» مصغرا. والحجفة- بالضم ثم السكون- موضع بالحجاز بينها وبين البحر ستة أميال، وبينها وبين مكة ستة وسبعون ميلا، وهي ميقات أهل الشام ومصر والمغرب. معجم ما استعجم: 1/ 367، ومعجم البلدان: 2/ 111، والروض المعطار: 156. (2) القيان: جمع قينة، وهي الأمة أو الجارية. النهاية: 4/ 135. وانظر خبر أبي جهل وأبي سفيان في السيرة لابن هشام: (1/ 618، 619) ، وتفسير الطبري: 13/ 578، وتفسير ابن كثير: 4/ 16، والدر المنثور: 4/ 77. (3) صحابي جليل، أسلم يوم الفتح. ترجمته في الاستيعاب: 2/ 851، وأسد الغابة: 2/ 331، والإصابة: 3/ 41. (4) ينظر تفسير الطبري: (14/ 7- 9) ، والتعريف والإعلام للسهيلي: (65، 66) ، وتفسير القرطبي: 8/ 26، وتفسير ابن كثير: 4/ 16. (5) نص هذا القول في الكشاف: 2/ 162 عن الحسن رضي الله عنه. وأورده ابن عطية في المحرر الوجيز: (6/ 333، 334) عن المهدوي وغيره، ثم قال: «ويضعف هذا القول أن قوله: وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ ليس مما يلقي بالوسوسة. وقال الجمهور في ذلك بما روى وتظاهر أن إبليس جاء كفار قريش ... » . (6) في الأصل: المنتظر، والمثبت في النص عن «ج» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 58 فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ: فألق إليهم حديث الحرب على استواء في العلم منك ومنهم. 60 وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ: بنو قريظة «1» ، وقيل «2» بنو قينقاع. 63 وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ: الأوس والخزرج وكانوا يتفانون حربا «3» . 65 حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ: التحريض أن يحث المرء حثا، يحرض، أي: يهلك إن تركه «4» ، ويقال: حارض على الأمر وواظب وواكب وواصب. 67 ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى: في أسارى بدر حين رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 14/ 36، وابن أبي حاتم في تفسيره: (487، 488) (سورة الأنفال) عن مجاهد. وذكره السهيلي في التعريف والإعلام: 68، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 361، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 375 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 97، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، والفريابي، وابن المنذر، وأبي الشيخ- كلهم- عن مجاهد. [ ..... ] (2) في الأصل: «وما قيل» ، والمثبت في النص عن «ج» . (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 417، وتفسير الطبري: 14/ 45. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 366: «وهذه إشارة إلى العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج في حروب بعاث، فألف الله تعالى قلوبهم على الإسلام، وردهم متحابين في الله، وعددت هذه النعمة تأنيسا لمحمد صلّى الله عليه وسلّم ... » . وفي الصحيحين أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب في الأنصار في شأن غنائم حنين: «يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي- كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمنّ ... » . صحيح البخاري: 5/ 104، كتاب المغازي، باب «غزوة الطائف» . وصحيح مسلم: 2/ 738، كتاب الزكاة، باب «إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوى إيمانه» . (4) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 423. وانظر معاني النحاس: 3/ 168، وتهذيب اللغة: (4/ 203، 204) ، واللسان: (7/ 133، 134) (حرض) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 368 فيهم الفداء «1» . حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ: يكثر من القتل «2» . ومتاع الدنيا: عرض «3» لقلة بقائه ووشك فنائه. 68 لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ: أنه لا يعذب إلا بعد مظاهرة البيان «4» ، أو أنه يحل لكم الغنائم «5» . 70 فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً: بصيرة «6» . يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ: من الفداء. في العباس حين فدا نفسه وابني أخيه عقيلا «7» ونوفلا «8» . قال العباس «9» : فآتاني الله خيرا منه، مالا كثيرا، منها عشرون عبدا   (1) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح مسلم: 3/ 1385، كتاب الجهاد، باب «الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم» حديث رقم (1763) ، وتفسير الطبري: 14/ 63، وأسباب النزول للواحدي: (273- 276) ، وتفسير ابن كثير: 14/ 32. (2) تفسير الطبري: 14/ 59. قال الزجاج في معانيه: 2/ 425: «معناه حتى يبالغ في قتل أعدائه، ويجوز أن يكون حتى يتمكن في الأرض. والأثخان في كل شيء قوة الشيء وشدته. يقال: قد أثخنته» . وانظر معاني النحاس: 3/ 170، والكشاف: 2/ 168، واللسان: 13/ 77 (ثخن) . (3) من قوله تعالى: تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [آية: 67] . (4) لم أقف على هذا القول، وأورد السيوطي في الدر المنثور: 4/ 110 أثرا عزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن مجاهد في قوله تعالى: لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ قال: «في أنه لا يعذب أحدا حتى يبين له ويتقدم إليه» . وانظر نحو هذا القول في الكشاف: 2/ 169، والمحرر الوجيز: 6/ 382، وتفسير الفخر الرازي: 15/ 209. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 64- 66) عن أبي هريرة، وابن عباس، والحسن. وانظر معاني النحاس: 3/ 170، وتفسير الماوردي: 2/ 113، وزاد المسير: 3/ 381. (6) في كتاب وضح البرهان للمؤلف: 1/ 389: «بصيرة وإنابة» . (7) هو عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه. (8) هو نوفل بن الحارث بن عبد المطلب. (9) أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 73، والحاكم في المستدرك: 3/ 324، كتاب معرفة- الصحابة، «ذكر إسلام العباس رضي الله عنه» عن عائشة رضي الله عنها. وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وانظر أسباب النزول للواحدي: (276، 277) ، والدر المنثور: (4/ 111- 112) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 أدناهم يضرب بعشرين ألف دينار. 72 مِنْ وَلايَتِهِمْ: الاجتماع على التناصر «1» . وقال الأزهري «2» : الولاية بالفتح في النسب والنصرة، وبالكسر في الإمارة. 74 وَرِزْقٌ كَرِيمٌ: طعام أهل الجنة لا يستحيل نجوا «3» [بل] «4» كالمسك رشحا «5» .   (1) معاني القرآن للفراء: 1/ 419، وتفسير الطبري: 14/ 81، ومعاني النحاس: 2/ 174. (2) تهذيب اللّغة: 14/ 449 عن الزجاج. وقراءة الكسر لحمزة وقرأ باقي السبعة بالفتح. ينظر السبعة لابن مجاهد: 309، والتبصرة لمكي: 213 والتيسير للداني: 117. [ ..... ] (3) النجو: ما يخرج من البطن من فضلات الإنسان. النهاية لابن الأثير: 5/ 26، واللسان: 15/ 306 (نجا) . (4) عن «ك» ، وكتاب وضح البرهان للمؤلف ليستقيم المعنى. (5) في تفسير الطبري: 14/ 88: «يقول: لهم في الجنة مطعم ومشرب هنيّ كريم، لا يتغير في أجوافهم فيصير نجوا، ولكنه يصير رشحا كرشح المسك» . وفي صحيح مسلم: (4/ 2180، 2181) ، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب «في صفات الجنة وأهلها» عن جابر قال: سمعت النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون» ، قالوا: فما بال الطعام؟ قال: «جشاء ورشح كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النّفس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 ومن سورة براءة 1 بَراءَةٌ: رفعها على خبر المبتدأ، أي: هذه براءة «1» . والبراءة: انقطاع العصمة «2» . ولم يكتب في أولها التسمية لمقارنتها الأنفال أو لأن التسمية أمان و «براءة» نزلت لرفع الأمان «3» . 2 فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ: أولها عاشر ذي الحجة سنة تسع، وآخرها عاشر شهر ربيع الآخر «4» . هذه مدة النداء بالبراءة لمن ليس له عهد، ولمن له عهد فإلى تمام مدته والسّيح: السير على مهل «5» .   (1) معاني القرآن للفراء: 1/ 420، وتفسير الطبري: 14/ 95، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 201، والتبيان للعكبري: 2/ 634. (2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 117، وذكر الماوردي قولا آخر هو: أنها انقضاء عهدهما. (3) عن تفسير الماوردي: 2/ 116، وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 427، ومعاني النحاس: 3/ 180، وأحكام القرآن لابن العربي: 2/ 892، وزاد المسير: 3/ 390، وتفسير القرطبي (8/ 62، 63) . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره (14/ 99- 101) عن محمد بن كعب القرظي، وقتادة، ومجاهد، والسدي. وانظر معاني القرآن للنحاس: 3/ 181، وتفسير الماوردي: 2/ 118، والمحرر الوجيز: (6/ 400، 401) . (5) تفسير الماوردي: 2/ 117 عن الكلبي، واختاره الطبري في تفسيره: 14/ 102. وقال ابن كثير في تفسيره: 4/ 45: «وهذا أحسن الأقوال وأقواها» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 ويروى «1» أن النبي صلّى الله عليه وسلّم أتبع أبا بكر بعلي- رضي الله عنهما- إلى مكة، وقال: «لا يبلّغ عني إلّا رجل مني» . 3 وَأَذانٌ مِنَ اللَّهِ: إعلام- عطف على «براءة» . [39/ أ] والحج الأكبر: الوقوف بعرفة. وقيل «2» : يوم عرفة. وقيل «3» : يوم النحر وقد اجتمع في ذلك اليوم أعياد الأمم. والحج: القصد إلى أعمال المناسك بحكم الشرع. وأمهات أعماله سبع عشرة خصلة: الإحرام بعد الاغتسال، والتلبية، وطواف القدوم، والسعي بين الصفا والمروة والمبيت بمنى، والصلاة بمسجد إبراهيم «4» ،   (1) نص هذه الرواية في تفسير الماوردي: 2/ 116، وذكره الزجاج في معانيه: 2/ 428 بلفظ: «لن يبلغ ... » . وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: 1/ 156 بلفظ: «لا يبلغه إلّا أنا أو رجل منّي» . وصحح الشيخ أحمد شاكر- رحمه الله تعالى- إسناده. وقال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: 5/ 33: «والمقصود أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث عليا رضي الله عنه بعد أبي بكر الصديق ليكون معه ويتولى علي بنفسه إبلاغ البراءة إلى المشركين عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لكونه ابن عمه من عصبته. (2) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 182، وأخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 114- 116) عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وعطاء، وأبي جحيفة، وابن الزبير، ومجاهد، وطاوس. (3) هو قول الجمهور من الصحابة والتابعين، واختاره الطبري في تفسيره: 14/ 127، والنحاس في معانيه: 3/ 183. وأخرج الإمام البخاري- رحمه الله تعالى- في صحيحه: 3/ 96، كتاب الجزية، باب «كيف ينبذ إلى أهل العهد» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر ... » . ونقل الإمام مسلم- رحمه الله تعالى- في صحيحه: 2/ 982، كتاب الحج، باب «لا يحج البيت مشرك ... » عن ابن شهاب قال: «فكان حميد بن عبد الرحمن يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة» . (4) مسجد فوق جبل أبي قبيس بمكة المكرمة كما في أخبار مكة للفاكهي: 4/ 16، والصلاة في هذا المسجد ليست من أمهات أعمال الحج كما ذكر المؤلف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 والوقوف بعرفة، والمصير إلى مزدلفة والمبيت بها، والوقوف بالمشعر الحرام، والمصير إلى جمرة العقبة لرميها، وحلق الرأس، والنحر، وطواف الزيارة، ثم الإحلال، ثم الرجوع إلى منى والمقام بها ثلاثة أيام، ثم العمرة. 7 كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ: أي: مع إضمار الغدر. والمعاهدون عند المسجد الحرام «1» : قوم من كنانة «2» . 8 إِلًّا: حلفا وعهدا. وقيل «3» : مودة ووصلة. وفي حديث أمّ زرع «4» : «وفيّ الإلّ، كريم الخلّ، برود الظلّ» . 9 اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلًا: في الأعراب الذين جمعهم أبو سفيان على طعامه «5» . 12 نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ: قريش إذ غدروا بخزاعة حلفاء النبي صلّى الله عليه وسلّم.   (1) من قوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ ... [آية: 7] . (2) ذكر ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 400 أنهم بنو ضمرة بن كنانة، ونسب هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير الطبري: 14/ 142، وتفسير الماوردي: 2/ 121، والتعريف والإعلام للسهيلي: 69. [ ..... ] (3) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 433، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 402، والقرطبي في تفسيره: 8/ 79. قال الطبري في تفسيره: 14/ 148: «و «الإلّ» اسم يشتمل على معان ثلاثة: وهي العهد، والعقد والحلف، والقرابة، وهو أيضا بمعنى «الله» فإذا كانت الكلمة تشمل هذه المعاني الثلاثة، ولم يكن الله خصّ من ذلك معنى دون معنى، فالصواب أن يعمّ ذلك كما عمّ بها جل ثناؤه معانيها الثلاثة، فيقال لا يرقبون في مؤمن الله ولا قرابة ولا عهدا ولا ميثاقا ... » . (4) تقدم تخريجه ص (71) . وينظر شرح غريب ألفاظه في بغية الرائد للقاضي عياض: (147، 148) . (5) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 122. وأخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 151، وابن أبي حاتم في تفسيره: 645 (سورة التوبة) ، وقال المحقق: إسناده صحيح. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 135، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن مجاهد أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 14 وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ: هم خزاعة «1» . 15 وَيَتُوبُ: رفع، لخروجه عن موجب القتال. 16 وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ: لما يفعل، نفي الفعل مع تقريب وقوعه، و «لم» نفي بغير إيذان بوقوعه، ومعناه: لم يعلم علما يجازي عليه وهو العلم بما يظهر منهم وإنما جاء على النفي لأنه أبلغ، والتقدير: ولما يجاهدوا ولم يتخذوا «وليجة» يعلم الله ذلك منهم فجاء نفي العلم على معنى نفي المعلوم، لأنّه مهما كان شيء علمه الله «2» . وَلِيجَةً خلطاء يناجونهم. وقيل «3» : البطانة الذي يلج في باطن أمر الرجل، وفيه دليل على تحريم مخالطة الفاسق. 17 شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ: أي: فيما يقولون دليل عليهم. 25 وَيَوْمَ حُنَيْنٍ: واد بين مكة والطائف «4» . إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ: كانوا اثني عشر ألفا، فقالوا: لن نغلب اليوم   (1) قال السهيلي في التعريف والإعلام: 69: «قال أهل التأويل: هم خزاعة شفوا صدورهم من بني بكر يوم الفتح» . وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (14/ 160، 161) عن مجاهد والسدي. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 406 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 138، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة. وقال ابن كثير في تفسيره: 4/ 60: «وهذا عام في المؤمنين كلهم» . (2) ينظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 437، ومعاني النحاس: 3/ 190، وتفسير الفخر الرازي: (16/ 6، 7) ، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 433: «والمراد بقوله: وَلَمَّا يَعْلَمِ لما يعلم ذلك موجودا كما علمه أزلا بشرط الوجود، ولما يظهر فعلكم واكتسابكم الذي يقع عليه الثواب والعقاب، ففي العبارة تجوز، وإلا فحتم أنه قد علم الله في الأزل الذين وصفهم بهذه الصفة مشروطا وجودهم، وليس يحدث له علم تبارك وتعالى عن ذلك» . (3) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 183: «البطانة من غير المسلمين، وأصله من الولوج، وهو أن يتخذ الرجل من المسلمين دخيلا من المشركين وخليطا وودا» . (4) ينظر معجم ما استعجم: 2/ 471، ومعجم البلدان: 2/ 313، والروض المعطار: 202. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 عن قلّة. فولّوا ولم يبق مع النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا نفر دون المائة فيهم العباس وأبو سفيان بن الحارث «1» ، وكان ابن عم رسول الله وأخاه من الرضاعة «2» ، وكان من أشدّ النّاس عداوة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يهجوه ويجلب عليه، ثم أسلم قبل حنين بسنة، فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا أرينّ/ وجهه» «3» ثم رضي عنه يوم [39/ ب] حنين. 28 بَعْدَ عامِهِمْ هذا: أي: العام الذي حج أبو بكر وتلا عليّ رضي الله عنهما سورة براءة، وهو لتسع من الهجرة، وبعده حجة الوداع. وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً: فقرأ بانقطاع المتاجر «4» . فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ: شرط الغنى بالمشيئة، لتنقطع الآمال إلى الله. 29 قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ: وأهل الكتاب يؤمنون بهما، لكن إيمانهم على غير علم واستبصار «5» ، وبخلاف ما هو   (1) ثبت ذلك في صحيح البخاري: (5/ 98، 99) ، كتاب المغازي، باب قول الله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ، وصحيح مسلم: 3/ 1398، كتاب الجهاد والسير، باب «في غزوة حنين» . عن العباس رضي الله عنه. وينظر تفسير الطبري: (14/ 182- 185) ، وتفسير ابن كثير: 4/ 68، والدر المنثور: 4/ 161. (2) أرضعتهما حليمة السعدية، وتوفي أبو سفيان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ترجمته في الاستيعاب: 4/ 1673، وأسد الغابة: 6/ 144، والإصابة: 7/ 179. (3) لم أقف على هذا الأثر. (4) معاني الفراء: 1/ 431، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 184، وتفسير الطبري: 14/ 192. والمراد بانقطاع المتاجر هو خوف المسلمين من انقطاع قوافل التجارة التي كان المشركون يأتون بها إلى مكة، فإذا منعوا من دخول مكة انقطعت تلك التجارة. (5) معاني القرآن للزجاج: 2/ 441، ومعاني النحاس: 3/ 197. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 455: «ونفى عنهم الإيمان بالله واليوم الآخر من حيث تركوا شرع الإسلام الذي يجب عليهم الدخول فيه، فصار جميع مالهم في الله عز وجل وفي البعث من تخيلات واعتقادات لا معنى لها، إذ تلقوها من غير طريقها، وأيضا فلم تكن اعتقاداتهم مستقيمة، لأنهم تشعبوا وقالوا: عزيز ابن الله، والله ثالث ثلاثة، وغير ذلك. ولهم في البعث آراء كثيرة، كشراء منازل الجنة من الرهبان، وقول اليهود في النار: نكون فيها أياما بعدد، ونحو ذلك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 أحوال اليوم ومدة العذاب «1» ، أو لأنهم في عظم الجرم كمن لا يؤمن كما أنهم بالكفر كالمشرك في عبادة الله. عَنْ يَدٍ: عن قهر واستعلاء منكم عليهم «2» . أو عن يدي المؤدّي، فإن الذمي يقام بين يدي من يأخذ الجزية ليؤديها عن يده صاغرا، ولا يبعث بها «3» ، فالمعنى: قاتلوهم حتى يذلّوا، أو جاز الرضا من أهل الكتاب بالجزية دون عبدة الأوثان لأنهم أقرب إلى الحق بالنبوة السابقة. 30 وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ: ذلك قول بعض اليهود «4» ، فهو   (1) جاء في هامش الأصل: «يعني قولهم: لن تمسنا النار» . (2) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 256: «كل من انطاع لقاهر بشيء أعطاه من غير طيب نفس به وقهر له من يد في يد فقد أعطاه عن يد، ومجاز الصاغر: الذليل الحقير» . [ ..... ] (3) ذكره نحوه النحاس في معاني القرآن: 3/ 199 فقال: وقيل- وهو أصحها- يؤدونها بأيديهم، ولا يوجّهون بها، كما يفعل الجبارون» . وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 128، وابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 460، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 420، والفخر الرازي في تفسيره: 16/ 31. قال الزمخشري في الكشاف: 2/ 184: «إما أن يراد يد المعطي أو الآخذ، فمعناه على إرادة يد المعطي: حتى يعطوها عن يد، أي: عن يد مواتية غير ممتنعة لأن من أبى وامتنع لم يعط يده بخلاف المطيع المنقاد، ولذلك قالوا: أعطى بيده، إذا انقاد وأصحب، ألا ترى إلى قولهم: نزع يده عن الطاعة، كما يقال: خلع ربقة الطاعة عن عنقه. أو حتى يعطوها عن يد إلى يد غير نسيئة لا مبعوثا على يد أحد ولكن عن يد المعطي إلى يد الآخذ. وأما على إرادة يد الآخذ فمعناه: حتى يعطوها عن يد قاهرة مستولية، أو عن إنعام عليهم، لأن قبول الجزية منهم، وترك أرواحهم لهم نعمة عظيمة عليهم» . (4) قال الماوردي في تفسيره: 2/ 129: «فإن قيل: فإذا كان ذلك قول بعضهم فلم أضيف إلى جميعهم؟ قيل: لأن من لم يقله عند نزول القرآن لم ينكره، فلذلك أضيف إليهم إضافة جمع وإن تلفظ به بعضهم» . وأورد ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 424 جوابا آخر هو: «أن إيقاع اسم الجماعة على الواحد معروف في اللّغة» . وكذا ذكر الفخر الرازي في تفسيره: 16/ 35 فقال «يقال فلان يركب الخيول ولعله لم يركب إلا واحدا منها، وفلان يجالس السلاطين ولعله لا يجالس إلا واحدا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 كقول الخوارج تقول بتعذيب الأطفال، وإنما تقوله الأزارقة «1» منهم. و «المضاهاة» «2» : معارضة الفعل بمثله «3» ، وفي الحديث «4» : «أشدّ النّاس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون خلق الله» يعني المصوّرين «5» . 35 يُحْمى عَلَيْها: يوقد عليها «6» . 36 أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: يعظم انتهاك المحارم فيها. فِي كِتابِ اللَّهِ: اللوح «7» . ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ: الحساب المستقيم «8» ، لا ما يفعله العرب من   (1) ينتسبون إلى أبي راشد نافع بن الأزرق بن قيس الحنفي البكري الوائلي. قال البغدادي في الفرق بين الفرق: 50: «لم تكن للخوارج قط فرقة أكثر عددا ولا أشد منهم شوكة» . وينظر قولهم الذي أورده المؤلف في مقالات الإسلاميين: 89، والملل والنحل: 1/ 122. (2) من قوله تعالى: يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ [آية: 30] . (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 256، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 443، وتفسير القرطبي: 8/ 118. (4) الحديث في صحيح البخاري: 7/ 65، كتاب اللباس، باب «ما وطيء من التصاوير» . (5) النهاية: 3/ 106، واللسان: 14/ 487 (ضها) . (6) تفسير الطبري: 14/ 230، والمحرر الوجيز: 6/ 478. وفي صحيح مسلم: 2/ 680، كتاب الزكاة، باب «إثم مانع الزكاة» عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ... » . (7) هو اللّوح المحفوظ كما في تفسير البغوي: 2/ 289، والمحرر الوجيز: 6/ 484، وزاد المسير: 2/ 432، وتفسير القرطبي: 8/ 132. (8) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 185، وذكره النحاس في معانيه: 3/ 206، - وابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 484، والقرطبي في تفسيره: 8/ 134 دون عزو. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 135، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 433 عن ابن قتيبة. قال ابن عطية رحمه الله: «والأصوب عندي أن يكون الدِّينُ ها هنا على أشهر وجوهه، أي: ذلك الشرع والطاعة لله، الْقَيِّمُ أي: القائم المستقيم ... » . وانظر تأويل مشكل القرآن: 454. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 نساء الشهور، ومثله: يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ «1» أي: حساب ما عملوا. فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ: بإحلالها، أو بمعصية الله فيها «2» . 37 إِنَّمَا النَّسِيءُ: يجوز مصدرا بمعنى النّساء. ك «النذير» و «النكير» وفاعلا، ك «البشير» ، أي: الناسئ ذو زيادة في الكفر «3» ، ومفعولا. ك «القتيل» و «الجريح» أي: الشهر المؤخر زيادة في الكفر. وكانوا يؤخرون المحرم سنة لحاجتهم إلى القتال، أو يؤخرون أشهر [40/ أ] الحج/. لِيُواطِؤُا: يجعلوا غير الأشهر الحرم كالحرم في العدّة بأنّ هذه أربعة كتلك. والمواطأة: المماثلة والاتفاق على الشّيء «4» . 38 انْفِرُوا: اخرجوا. اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ: تثاقلتم إلى أوطانكم، أدغمت التاء في الثاء ودخلت ألف الوصل للابتداء، أنزلت في المخلّفين عن تبوك «5» .   (1) سورة النور: آية: 25. (2) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 485: «ونهى الظلم فيها تشريفا لها بالتخصيص والذكر، وإن كان منهيا عنه في كل الزمن» . (3) تفسير الطبري: 14/ 243، والمحرر الوجيز: (6/ 487، 488) ، والتبيان للعكبري: 2/ 643، والبحر المحيط: 5/ 39، والدر المصون: 6/ 46. (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 447. [ ..... ] (5) ينظر تفسير الطبري: 14/ 253، وأسباب النزول للواحدي: 283، وتفسير ابن كثير: -- 4/ 94، والدر المنثور: 4/ 190. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 40 إِذْ هُما فِي الْغارِ: مكث النبي صلّى الله عليه وسلّم ثلاثا مع أبي بكر- رضي الله عنه- في نقب في جبل بمكة يقال له: ثور «1» . والهاء في عَلَيْهِ يعود على أبي بكر لأنه الخائف الذي احتاج إلى السكينة «2» . بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها: نزلت الملائكة بالبشارة بالنصر وإلقاء البأس في قلوب المشركين فانصرفوا خائبين «3» . 41 انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا: شبانا وشيوخا «4» ، أو خفافا من الثقل والسلاح «5» .   (1) جبل ثور: أحد جبال مكة في الجنوب منها، بينها وبين مكة ميلان. معجم البلدان: (2/ 86، 87) ، والروض المعطار: 151. (2) ينظر قصة الغار في صحيح البخاري: 5/ 204، كتاب التفسير، «تفسير سورة التوبة» ، وصحيح مسلم: 4/ 1854، كتاب الصحابة، باب «من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه» ، والسيرة لابن هشام: (1/ 485- 488) ، وتاريخ الطبري: (2/ 375- 379) ، والروض الآنف: (2/ 230- 233) . (3) الروض الأنف: 2/ 232. (4) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 187، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (14/ 262- 264) عن الحسن، وعكرمة وأبي طلحة، والضحاك، ومقاتل بن حيان، ومجاهد. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 449، ومعاني النحاس: 3/ 211، وتفسير الماوردي: 2/ 139، والمحرر الوجيز: 6/ 502، وزاد المسير: 3/ 442. (5) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 443 عن الثعلبي. قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 14/ 269: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر المؤمنين بالنفر لجهاد أعدائه في سبيله، خفافا وثقالا. وقد يدخل في «الخفاف» كل من كان سهلا عليه النفر لقوة بدنه على ذلك، وصحة جسمه وشبابه، ومن كان ذا يسر بمال وفراغ من الاشتغال، وقادرا على الظهر والركاب، ويدخل في «الثقال» كل من كان بخلاف ذلك، من ضعيف الجسم وعليله وسقيمه، ومن معسر من المال، ومشتغل بضيعة ومعاش، ومن كان لا ظهر له ولا ركاب، والشيخ ذو السن والعيال. فإذا كان قد يدخل في «الخفاف» و «الثقال» من وصفنا من أهل الصفات التي ذكرنا، ولم يكن الله جل ثناؤه خصّ من ذلك صنفا دون صنف في الكتاب، ولا على لسان الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولا نصب على خصوصه دليلا، وجب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أمر المؤمنين من أصحاب رسوله بالنفر للجهاد في سبيله خفافا وثقالا مع رسوله صلّى الله عليه وسلّم، على كل حال من أحوال الخفة والثقل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 42 عَرَضاً قَرِيباً: متاعا قريب المأخذ، وَسَفَراً قاصِداً: سهلا مقتصدا ذا قصد عدل. 46 كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ: نهوضهم إليها، بعثته فانبعث «1» . ومن قول العرب: لو دعينا لاندعينا «2» . فَثَبَّطَهُمْ: وقّفهم «3» . قالت عائشة رضي الله عنها: «كانت سودة امرأة ثبطة» «4» ، أي: بطيئة «5» . اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ: النساء والصبيان «6» . 47 خَبالًا: فسادا واضطرابا في الرأي، وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ: أسرعوا بينكم بالإفساد «7» .   (1) جاء في اللسان: «يقال: انبعث فلان لشأنه إذا ثار ومضى ذاهبا لقضاء حاجته ... ، والبعث إثارة بارك أو قاعد، تقول: بعثت البعير فانبعث إذا أثرته فثار» . ينظر اللسان: (2/ 116، 117) (بعث) . (2) أي: لأجبنا. ذكره الجوهري في الصحاح: 6/ 2338 (دعا) عن الأخفش. وانظر هذا القول في اللسان: 14/ 262 (دعا) . (3) قال الزجاج في معاني القرآن: 2/ 450: «والتثبيط ردّك الإنسان عن الشيء يفعله، أي: كره الله أن يخرجوا معكم فردهم عن الخروج» . (4) الحديث في صحيح البخاري: 2/ 178، كتاب الحج، باب «من قدّم ضعفة أهله بليل فيقفون بالمزدلفة ويدعون ويقدّم إذا غاب القمر» . وصحيح مسلم: 2/ 939، كتاب الحج، باب «استحباب تقديم دفع الضعفة من النساء وغيرهن من مزدلفة إلى منى في أواخر الليالي قبل زحمة الناس» . (5) ينظر غريب الحديث للخطابي: 2/ 586، والنهاية: 1/ 207، واللسان: 7/ 267 (ثبط) . (6) تفسير الطبري: 14/ 277، والمحرر الوجيز: 6/ 511، وزاد المسير: 3/ 447. (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 261، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 187، وتفسير الطبري: 14/ 278، ومعاني الزجاج: 2/ 451. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 49 وَلا تَفْتِنِّي: في الجدّ «1» بن قيس، قال للنبي صلّى الله عليه وسلّم: لا تفتني ببنات الروم فإني مستفتن، أي: مولع مستهتر بالنساء، قاله لقرب تبوك من الروم «2» . 55 لِيُعَذِّبَهُمْ بِها: بحفظها والحزن عليها والمصائب فيها مع عدم الانتفاع بها «3» ، وهي لام العاقبة. 57 مَلْجَأً: قوما يلجئون إليهم. مَغاراتٍ: غيرانا في الجبال تسترهم» . مُدَّخَلًا: سربا في الأرض يدخلونه «5» . 58 يَلْمِزُكَ: يعيبك «6» ، ............... ......   (1) هو الجدّ بن قيس بن صخر بن خنساء أبو عبد الله، أنصاري، سلمي. كان يتهم بالنفاق، مات في خلافة عثمان بن عفان. أخباره في الاستيعاب: 1/ 266، وأسد الغابة: 1/ 327، والإصابة: 1/ 468. [ ..... ] (2) ينظر سبب نزول هذه الآية في السيرة لابن هشام: 1/ 526، وأسباب النزول للواحدي: (284، 285) ، والتعريف والإعلام للسهيلي: 70. وأخرج ذلك الطبري في تفسيره: (14/ 286- 288) عن ابن عباس، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (4/ 213- 215) ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، وأبي نعيم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. (3) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 144 عن ابن زيد. وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 452، وأبو حيان في البحر المحيط: 5/ 55، والسمين الحلبي في الدر المصون: 6/ 68. (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 443، وتفسير الطبري: 14/ 298، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 218، وقال الطبري رحمه الله: «وهي الغيران في الجبال، واحدتها «مغارة» ، وهي «مفعلة» ، من: غار الرجل في الشيء يغور فيه، إذا دخل، ومنه قيل: غارت العين، إذا دخلت في الحدقة» . (5) معاني الفراء: 1/ 443، وتفسير الطبري: 14/ 298، ومعاني الزجاج: 2/ 455. (6) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 262، وغريب القرآن لليزيدي: 165، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 188، وتفسير القرطبي: 8/ 166. - قال الطبري رحمه الله: «يقال منه: «لمز فلان فلانا يلمزه، ويلمزه» إذا عابه وقرصه، وكذلك «همزه» ، ومنه قيل: «فلان همزة لمزة» . تفسيره: 14/ 300. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 وهو ثعلبة بن حاطب «1» ، قال: إنما يعطي محمد من يحب. 60 لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ: الفقير: الذي فقره الفقر كأنه أصاب فقاره. والمسكين الذي أسكنه العدم وذهب بتصرفه «2» .   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 145، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 454. والصحيح أنه ابن ذو الخويصرة التميمي لما أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينا النبي صلّى الله عليه وسلّم يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله، قال: ويلك من يعدل إذا لم أعدل. قال عمر بن الخطاب: دعني أضرب عنقه، قال: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه يمرقون من الدين كما يمرق السّهم من الرّمية ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل إحدى يديه- أو قال ثدييه مثل ثدي المرأة، أو قال مثل البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس-. قال أبو سعيد: أشهد، سمعت من النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأشهد أن عليا قتلهم وأنا معه جيء بالنعت الذي نعته النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: فنزلت فيه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ اهـ» . ينظر صحيح البخاري: (8/ 52، 53) ، كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم، باب «من ترك قتال الخوارج للتآلف وأن لا ينفر الناس عنه» . راجع أيضا مصنف عبد الرزاق: (10/ 146، 147) ، وتفسير الطبري: 14/ 303، وأسباب النزول للواحدي: 285، 286) ، وتفسير ابن كثير: 4/ 104، والدر المنثور: 4/ 219، وقد ورد لثعلبة بن حاطب ذكر في سبب نزول قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ [التوبة: آية: 75] . أورده الحافظ في الإصابة: (1/ 400، 401) ، وذكر أن ثعلبة هذا غير ثعلبة بن حاطب الأنصاري فقال: «وفي كون صاحب هذ القصة- إن صح هذا الخبر ولا أظنه يصح- هو البدري المذكور قبله نظر ... وقد ثبت أنه صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية» ، وحكى عن ربه أنه قال لأهل بدر: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» ، فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا في قلبه وينزل فيه ما أنزل؟ فالظاهر أنه غيره» . (2) ينظر الأقوال التي قيلت في «الفقير» ، و «المسكين» في تفسير الطبري: (14/ 305- 308) ، ومعاني النحاس: 3/ 223، وزاد المسير: 3/ 456، وتفسير القرطبي: (8/ 168- 170) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 وفي الحديث «1» : «فقرات «2» ابن آدم ثلاث: يوم ولد ويوم يموت ويوم/ يبعث حيا» وهي الأمور العظام «3» كأنها تكسر الفقار. [40/ ب] وَالْعامِلِينَ عَلَيْها: السّعاة على الصدقات «4» . وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ: مثل: أبي سفيان، وابنه معاوية، والأقرع «5» بن حابس، وعيينة «6» بن حصن رضي الله عنهم. وَفِي الرِّقابِ: المكاتبين «7» ، وقيل «8» : عبيد يشترون فيعتقون.   (1) أخرجه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور: 5/ 509 عن الشعبي. وأورد الزمخشري في الفائق: 3/ 136 عن الشعبي قال في قوله عز وجل: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا فقرات ابن آدم ثلاث: يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا، هي التي ذكر عيسى عليه السلام. (2) فقرات: بضم الفاء، نص عليه الزمخشري في الفائق: 3/ 136. (3) الفائق: 3/ 136، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 201، والنهاية: 3/ 463. (4) معاني القرآن للفراء: 1/ 443، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 188، وتفسير الطبري: 14/ 310. (5) هو الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي الدارمي، صحابي جليل، وفد على النبي صلّى الله عليه وسلّم، وشهد فتح مكة وحنينا، وهو من المؤلفة قلوبهم. ترجمته في الاستيعاب: 1/ 103، وأسد الغابة: 1/ 128، والإصابة: 1/ 101. (6) هو عيينة بن حصن بن حذيفة الفزاريّ. أسلم قبل الفتح، وشهدها، وشهد حنينا والطائف، وبعثه النبي صلّى الله عليه وسلّم لبني تميم فسبى بعض بني العنبر. ترجم له الحافظ في الإصابة: 4/ 767: وقال «يقال» كان اسمه حذيفة فلقب عيينة، لأنه كان أصابته شجة فجحظت عيناه» . وانظر ترجمته في الاستيعاب: 3/ 1249، وأسد الغابة: 4/ 331. (7) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 443، والطبري في تفسيره: 14/ 316 وعزا هذا القول إلى الجمهور. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 189، ومعاني الزجاج: 2/ 456، ومعاني النحاس: 3/ 225. [ ..... ] (8) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 148 وعزاه إلى ابن عباس ومالك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 وَالْغارِمِينَ: الذين لا يفي مالهم بدينهم «1» . 61 هُوَ أُذُنٌ: صاحب أذن يصغي إلى كل أحد، أو أذن لا يقبل إلا الوحي، وقيل: أذن فمتى حلفت له صدّقك. قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ: أي: مستمع للخير. وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ: يصدقهم، كقوله «2» : رَدِفَ لَكُمْ، أو هو لام الفرق بين إيمان التصديق وإيمان الأمان «3» . وَرَحْمَةٌ «4» : عطف على أُذُنُ خَيْرٍ، أي: مستمع خير ورحمة. ورفعه «5» على تقدير: قل هو أذن خير لكم وهو رحمة، أي: ذو رحمة. 63 يُحادِدِ اللَّهَ: يكون في حد غير حدّه «6» . 69 وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا: إشارة إلى ما خاضوا فيه «7» ، والمراد   (1) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 189: «من عليه الدّين ولا يجد قضاء. وأصل الغرم: الخسران، ومنه قيل في الرهن: له غنمه وعليه غرمه، أي ربحه له وخسرانه أو هلاكه عليه، فكأنّ الغارم هو الذي خسر ماله» . وانظر تفسير الطبري: 14/ 318، ومعاني الزجاج: 2/ 456، وزاد المسير: 3/ 458. (2) سورة النمل: آية: 72. (3) ينظر التبيان للعكبري: 2/ 648، والدر المصون: 6/ 75. (4) وهي قراءة حمزة كما في السبعة لابن مجاهد: 315، والتبصرة لمكي: 215، والتيسير للداني: 118. (5) قراءة باقي السبعة. وانظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي: 1/ 503، والبحر المحيط: 5/ 63، والدر المصون: 6/ 74. (6) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 458، ونص قول الزجاج هناك: «معناه» : من يعادي الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله. واشتقاقه من اللغة كقولك: من يجانب الله ورسوله، أي: من يكون في حدّ، والله ورسوله في حد» . وانظر معاني النحاس: 3/ 230. (7) يعني بذلك قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ... [آية: 65] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 384 «كالذين» ، فحذفت النون تخفيفا لطول الاسم بالصلة. وكانوا يقولون: أيرجو محمد أن يفتح حصون الشام، هيهات، فأطلعه الله عليه «1» . 72 وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ: أي: من جميع النّعم «2» . وروى معاذ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أن جنة العدن في السماء [العليا] . «3» لا يدخلها إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عدل، أو محكّم في نفسه، وجنة المأوى في السماء الدّنيا يأوي إليها أرواح المؤمنين «4» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 14/ 334 عن قتادة. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 288 عن قتادة أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 230 وعزا إخراجه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن قتادة. (2) يدل عليه ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن الله يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، يقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا» . صحيح البخاري: 7/ 200، كتاب الرقاق، باب «صفة الجنة والنار» ، وصحيح مسلم: 4/ 2176، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب «إحلال الرضوان على أهل الجنة فلا يسخط عليهم أبدا» . (3) في الأصل: «الدنيا» ، والمثبت في النّص عن «ج» ، وهو الصحيح. (4) ذكر الماوردي هذه الرواية في تفسيره: 2/ 152 وقال: «رواه معاذ بن جبل مرفوعا» . وأخرج الطبري في تفسيره: 14/ 354 عن الحسن قال: «جنات عدن، وما أدراك ما جنات عدن؟ قصر من ذهب، لا يدخله إلا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو حكم عدل، ورفع بها صوته» . وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه: 13/ 127، كتاب الجنة عن بشر بن كعب عن كعب قال: إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل، فيها سبعون ألف دار، في كل دار سبعون ألفا من الحور العين، ولا يدخلها إلّا نبي، أو صديق، أو شهيد، أو إمام عادل، أو محكم في نفسه، قال: قلنا: يا كعب وما المحكم في نفسه؟ قال: الرجل يأخذه العدو فيحكمونه بين أن يكفر أو يلزم الإسلام فيقتل، فيختار أن يلزم الإسلام» . وأخرج نحوه أبو نعيم في حلية الأولياء: 5/ 380 عن كعب أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 238 وعزا إخراجه إلى ابن أبي شيبة عن كعب الأحبار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 385 73 جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ: جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بالقلب واللسان. 74 يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ: في الجلاس «1» بن سويد بن الصامت، قال: إن كان قول محمد حقا فنحن شر من الحمير، ثم حلف أنه لم يقل «2» . وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا: همّ الجلاس بقتل الذي أنكر عليه «3» . وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ: وذلك أن مولى للجلاس قتل، فأمر له النبي صلّى الله عليه وسلّم بديته فاستغنى بها «4» . 77 فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً: أي: بخلهم بحقوق الله. إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ: أي: بخلهم. وقيل «5» : جازاهم الله ببخلهم وكفرهم. [41/ أ] 79 الَّذِينَ يَلْمِزُونَ/ الْمُطَّوِّعِينَ: ترافد «6» المسلمون بالنفقات في غزوة تبوك على وسعهم فجاء [علبة] «7» بن زيد الحارثي بصاع من تمر   (1) كان من المنافقين ثم تاب وحسنت توبته. ترجمته في الاستيعاب: 1/ 264، وأسد الغابة: 1/ 346، والإصابة: 1/ 493. (2) السيرة لابن هشام: (1/ 519، 520) . وأخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 361- 363) عن عروة بن الزبير عن أبيه، وعن ابن إسحاق. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1047 (سورة التوبة) عن كعب بن مالك. [ ..... ] (3) قيل: إنه ابن امرأة الجلاس واسمه عمير بن سعد الأنصاري الأوسي. ينظر تفسير الطبري: 14/ 362، والدر المنثور: 4/ 240. (4) تفسير الطبري: 14/ 366. (5) تفسير الطبري: (14/ 369، 370) ، وزاد المسير: 3/ 475، وتفسير القرطبي: 8/ 212. (6) بمعنى تعاون، والترافد التعاون، والرّفادة الإعانة. النهاية: 2/ 242، واللسان: 3/ 181 (رفد) . (7) في الأصل: «علية» كما ضبطه الناسخ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» وعن كتاب وضح البرهان للمؤلف، وهو علبة بن زيد بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الأوسي. ترجم له ابن عبد البر في الاستيعاب: 3/ 1245، وقال: «هو أحد البكائين الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع ... » . وعلبة بضم وسكون اللام وفتح الباء المعجمة بواحدة. كذا ضبطه ابن ماكولا في الإكمال: 6/ 254، والحافظ ابن حجر في الإصابة: 4/ 546. وانظر ترجمته في المؤتلف والمختلف للدار قطني: 3/ 1585، وأسد الغابة: 4/ 80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 386 فسخر منه المنافقون «1» . 80 إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً: على المبالغة دون التقدير لأنّ السبعة أكمل الأعداد لجمعها معاني العدد، لأن العدد أزواج وأفراد، والسبعة فرد أول مع زوج ثان، أو زوج مع فرد ثان، ولأن السنة أول عدد تام، لأنها زيادة بواحدة على تعديل نصف العقد ولأنها تعادل أجزاءها، إذ نصفها ثلاثة وثلثها اثنان وسدسها واحدة وجملتها ستة سواء. وهي مع الواحدة سبعة فكانت كاملة إذ ليس بعد التمام سوى الكمال، ولعل واضع اللغة سمى الأسد سبعا لكمال قوته «2» ، كما أنه أسد لإساده في السّير «3» .   (1) لم أقف على من قال إن هذه الآية نزلت في علبة رضي الله عنه. وأورد الحافظ في الإصابة: (4/ 546، 547) ، رواية ابن مردويه، وابن مندة، والطبراني، والبزار أن النبي صلّى الله عليه وسلّم حضّ على الصدقة فجاء كل رجل بطاقته وما عنده، فقال علبة بن زيد: اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به، اللهم إني أتصدق بعرضي على من ناله من خلقك، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مناديا فنادى: أين المتصدق بعرضه البارحة؟ فقام علبة، فقال: قد قبلت صدقتك. ونقل الحافظ عن البزار أنه قال: علبة هذا رجل مشهور من الأنصار، ولا نعلم له غير هذا الحديث. وجاء في صحيح البخاري، وصحيح مسلم أن الآية نزلت بسبب أبي عقيل الأنصاري، جاء بنصف صاع فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا. ينظر صحيح البخاري: 5/ 205، كتاب التفسير، باب الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ، وصحيح مسلم: 2/ 706، كتاب الزكاة، باب «الحمل بأجرة يتصدق بها، والنهي الشديد عن تنقيص المتصدق بقليل» . (2) في تفسير الماوردي: 2/ 154: «ولذلك قالوا للأسد سبع، أي: قد ضوعفت قوته سبع مرات» . (3) في الجمهرة: 2/ 1092: «تقول أسأدت السير أسئدة إسئادا، إذا دأبت عليه، وأسأدت الكلب أسوده إيسادا: إذا أغريته» . قال ابن فارس في مقاييس اللغة: 1/ 106: «الهمزة والسين والدال يدل على قوة الشيء، ولذلك سمي الأسد أسدا لقوته، ومنه اشتقاق كل ما يشبهه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 ثم «سبعين مرّة» غاية الغاية إذا الآحاد غايتها العشرات، فكان المعنى: إنه لا يغفر لهم وإن استغفرت أبدا، وهذا معنى قولهم في قوله تعالى: وَفُتِحَتْ أَبْوابُها «1» ، وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ «2» إنها واو الثمانية وواو الاستئناف لأن بعد انتهاء الكمال يستأنف الحال «3» . 81 خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ: بعده وخلفه «4» ، أو على مخالفته «5» . 83 مَعَ الْخالِفِينَ: المفسدين، خلف خلوفا: تغيّر إلى الفساد «6» . وقيل «7» : الخالف من تأخر عن الشاخص. 84 وَلا تُصَلِّ: أراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يصلي على عبد الله بن أبيّ بن سلول فأخذ جبريل- عليه السلام- بثوبه وقال: لا تصلّ «8» .   (1) سورة الزمر: آية: 73. (2) سورة الكهف: آية: 22. (3) ينظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 277، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 453، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 439، وتفسير الماوردي: 2/ 474، والتبيان للعكبري: 2/ 843. (4) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن للزجاج: 1/ 264. وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 155، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 478 عن أبي عبيدة أيضا. (5) نصّ هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 2/ 463. وذكره النحاس في معانيه: 3/ 238، والماوردي في تفسيره: 2/ 155، وقال: «وهذا قول الأكثرين» . ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 478 عن الزجاج. (6) تفسير الطبري: 14/ 405، والمحرر الوجيز: 6/ 588. [ ..... ] (7) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 265: «الخالف الذي خلف بعد شاخص فقعد في رحله، وهو من تخلف عن القوم. ومنه: «اللهم اخلفني في ولدي، ويقال: فلان خالفه أهل بيته، أي مخالفهم، إذا كان لا خير فيه» . (8) كذا أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 407 عن أنس رضي الله تعالى عنه. وفي سنده يزيد الرقاشي، قال فيه الحافظ في التقريب: 599: «زاهد ضعيف» . وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور: 4/ 259 وزاد نسبته إلى أبي يعلى، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه. وثبت في صحيحي البخاري ومسلم أن الذي جذبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. صحيح البخاري: 5/ 207، كتاب التفسير، باب قوله: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً. وصحيح مسلم: 4/ 2141، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، حديث رقم (2774) . وينظر تفسير الطبري: (14/ 406، 407) ، وأسباب النزول للواحدي: (294، 295) ، والتعريف والإعلام للسهيلي: 71. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 87 الْخَوالِفِ: النّساء والصبيان لتخلفهم عن الجهاد «1» . 90 الْمُعَذِّرُونَ: المقصرون يظهرون عذرا ولا عذر. أعذر: بالغ «2» ، وعذّر: قصّر. 97 الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً [هم] «3» أهل البدو لجفاء الطبع. 98 الدَّوائِرَ: دول الأيام ونوب الأقسام «4» . 99 قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ: يتخذ نفقته ودعاء الرسول قربة إلى الله «5» .   (1) ذكر الفراء في معاني القرآن: 1/ 447، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 265، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 191 أن المراد ب «الخوالف» النساء، دون ذكر الصبيان معهن. كذا أخرج الطبري في تفسيره: (14/ 413، 414) عن ابن عباس، وقتادة، والحسن، والضحاك، وابن زيد. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 6/ 592: «وهذا قول جمهور المفسرين» . (2) في وضح البرهان للمؤلف: 1/ 407: «يقال: أعذر في الأمر بالغ ... » . وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 191: «يقال: عذرت في الأمر إذا قصرت، وأعذرت حذرت» . وانظر تفسير الطبري: 14/ 416. (3) عن نسخة «ج» . (4) في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 191: «ودوائر الزمان بالمكروه: صروفه التي تأتي مرة بالخير ومرة بالشر» . وانظر معاني النحاس: 3/ 245، وتفسير الماوردي: 2/ 159. (5) تفسير الطبري: 14/ 432، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 466، ومعاني النحاس: 3/ 246، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 10: «والصلاة في هذه الآية الدعاء إجماعا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ: من تبعهم من الصحابة «1» . وقيل: من التابعين، وقيل «2» : الذين اتبعوهم إلى يوم القيامة. 101 مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ: مرنوا عليه «3» وتجردوا عن غيره. [41/ أ] سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ: / في الدنيا بالجوع والخوف، وفي القبر بالعذاب «4» . أو أحد العذابين: أخذ مالهم في جهاز الحرب، والثاني: أمرهم بالجهاد «5» . 102 وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا: في نفر تخلفوا عن تبوك «6» . عَسَى اللَّهُ: على الإطماع ليأملوا ولا يتكلوا. 103 وَصَلِّ عَلَيْهِمْ: ادع لهم «7» ، إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ: تثبيت   (1) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 11: «ويدخل في هذا اللفظ التابعون وسائر الأمة لكن بشريطة الإحسان، وقد لزم هذا الاسم الطبقة التي رأت من رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم» . (2) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 450، والزجاج في معانيه: 2/ 466. (3) معاني القرآن للفراء: 1/ 450، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 268، وتفسير الطبري: 14/ 440. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (7/ 13، 14) : «والظاهر من معنى اللفظ أن التمرد في الشيء أو المرود عليه إنما هو اللجاج والاستهتار به والعتو على الزاجر وركوب الرأس في ذلك، وهو مستعمل في الشر لا في الخير، من ذلك قولهم: شيطان مارد ومريد ... » . (4) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (14/ 442، 443) عن مجاهد، وأبي مالك. وعزاه الماوردي في تفسيره: 2/ 161 إلى ابن عباس. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 15: «وأكثر الناس أن العذاب المتوسط هو عذاب القبر، واختلف في عذاب المرة الأولى، فقال مجاهد وغيره: هو عذابهم بالقتل والجوع، وهذا بعيد لأن منهم من لم يصبه هذا ... » . (5) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره: 2/ 162 عن الحسن. (6) ينظر خبرهم في تفسير الطبري: (14/ 447، 453) ، وأسباب النزول للواحدي: 297، وتفسير ابن كثير: 4/ 144. (7) تفسير الطبري: 14/ 454، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 467. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 يسكنون إليها. 104 وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ: يقبلها ويضاعف عليها. 106 مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ: مؤخّرون محبوسون لما ينزل من أمره، وهم الثلاثة «1» الذين خلّفوا هلال «2» بن أميّة، ومرارة «3» بن الربيع، وكعب «4» بن مالك. 107 وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً: ابتداء وخبره لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً «5» . وكانوا نفرا منافقين بنوا مسجدا ليتناجوا فيه «6» ، فبعث عليه صلّى الله عليه وسلّم عاصم «7» بن عدي فهدمه.   (1) ينظر خبر الثلاثة في صحيح البخاري: (5/ 130- 135) ، كتاب المغازي، باب «حديث كعب بن مالك» وقول الله عز وجل: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا ... ، وصحيح مسلم: (4/ 2120- 2128) كتاب التوبة، باب «حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه» ، وتفسير الطبري: (14/ 546- 556) ، وتفسير ابن كثير: (4/ 165- 169) . (2) هلال بن أمية بن عامر بن قيس الأنصاري الواقفي. شهد بدرا وما بعدها. ترجمته في الاستيعاب: 4/ 1542، وأسد الغابة: 5/ 406، والإصابة: 6/ 546. (3) هو مرارة بن الربيع الأنصاري الأوسي، صحابي جليل، شهد بدرا على الصحيح. الاستيعاب: 3/ 1382، وأسد الغابة: 5/ 134، والإصابة: 6/ 65. (4) كعب بن مالك بن أبي كعب الأنصاري السلمي، الشاعر المشهور. شهد العقبة وبايع بها، وشهد أحدا وما بعدها، وتخلف في تبوك. ينظر الاستيعاب: 3/ 1323، وأسد الغابة: 4/ 487، والإصابة: 5/ 610. (5) هذا قول الكسائي كما في إعراب القرآن للنحاس: 2/ 235، والمحرر الوجيز: 7/ 30، والبحر المحيط: 5/ 98، والدر المصون: 6/ 119. (6) السيرة لابن هشام: 2/ 530. وينظر تفسير الطبري: (14/ 468، 469) ، وتاريخه: (3/ 110، 111) ، وأسباب النزول للواحدي: (298- 300) ، والروض الأنف: 4/ 198، والتعريف والإعلام: (71، 72) . (7) هو عاصم بن عدي بن الجد بن العجلان، أبو عبد الله، حليف الأنصار. صحابي جليل، كان سيد بني العجلان، شهد بدرا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، توفي سنة خمس وأربعين للهجرة. ترجمته في الاستيعاب: 2/ 781، وأسد الغابة: 3/ 114، والإصابة: 3/ 572. وذكر مع عاصم أيضا أخوه معن بن عدي، ومالك بن الدّخشم، وعامر بن السّكن، ووحشي انطلقوا جميعا إلى المسجد فهدموه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 108 لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى: مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة «1» . وقيل «2» : مسجد قباء فهو أول مسجد في الإسلام. 109 شَفا جُرُفٍ: شفير الوادي الذي جرف الماء أصله «3» . هارٍ: مقلوب «هائر» «4» ، و «تيهورة» قطعة من الرمل «5» ، أيضا: «هيرورة» من هار الجرف وانهار. 111 إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: مجاز، لأنه إنّما يشترى ما لا يملك،   (1) ثبت ذلك في حديث أخرجه الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيت بعض نسائه، فقلت: يا رسول الله! أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: «هو مسجدكم هذا» (لمسجد المدينة) . صحيح مسلم: 2/ 1015، كتاب الحج، باب «بيان أن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة» . وفي سنن الترمذي: 5/ 280، كتاب تفسير القرآن، باب «ومن سورة التوبة» . ومسند الإمام أحمد: 5/ 331 بلفظ: «هو مسجدي هذا» . ورجح الطبري في تفسيره: 14/ 479 قول من قال إنه مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمدينة وقال: «لصحة الخبر بذلك عن رسول الله» . (2) أخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 478، 479) عن ابن عباس، وعروة بن الزبير، وابن زيد، وعطية. وأورد السهيلي في التعريف والإعلام: 73، القولين، وذكر بأنه ممكن الجمع بينهما: «لأن كل واحد منهما أسس على التقوى، غير أن قوله سبحانه: مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ يرجح الحديث الأول لأن مسجد قباء أسس قبل مسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم غير أن اليوم قد يراد به المدة والوقت، وكلا المسجدين أسس على هذا من أول يوم، أي من أول عام من الهجرة، والله أعلم» . (3) بعده في وضح البرهان للمؤلف: 1/ 410: «فبقي واهيا لا يثبت عليه البناء» . (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 269، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 192، وتفسير الطبري: (14/ 491، 492) ، ومعاني القرآن للزجاج: 2/ 470، وزاد المسير: 3/ 502. (5) ينظر تهذيب اللغة: 6/ 412، والصحاح: 2/ 856، واللسان: (5/ 269، 270) (هور) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 ولكن المعنى تحقيق العوض في النفوس «1» . 112 السَّائِحُونَ: الصائمون «2» ، وفي الحديث «3» : سياحة أمّتي الصّوم» . وقيل «4» : المهاجرون، وقيل «5» : الذين يسافرون في طلب العلم.   (1) عن تفسير الماوردي: 2/ 168، ونص كلام الماوردي هناك: «وهذا الكلام مجاز معناه: أن الله تعالى أمرهم بالجهاد بأنفسهم وأموالهم ليجازيهم بالجنة، فعبر عنه بالشراء لما فيه من عوض ومعوض، فصار في معناه، ولأن حقيقة الشراء لما لا يملكه المشتري» . وانظر هذا المعنى في المحرر الوجيز: 7/ 49، وزاد المسير: 3/ 504، وتفسير الفخر الرازي: 16/ 204، وتفسير القرطبي: 8/ 267. (2) ورد هذا التفسير عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرج الطبري في تفسيره: (14/ 502، 503) عن عبيد بن عمير قال: سئل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن «السائحين» فقال: «هم الصائمون» . قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 4/ 157: «وهذا مرسل جيد» . وأخرج الطبري نحوه عن أبي هريرة مرفوعا وموقوفا عليه. وأورد ابن كثير الروايتين في تفسيره ثم قال: «وهذا الموقوف أصح» . وورد أيضا هذا التفسير عن ابن عباس، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والحسن، والضحاك، وغيرهم. أخرج ذلك الطبري في تفسيره: (14/ 503- 506) . [ ..... ] (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 169، وقال: «روى أبو هريرة مرفوعا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ... » . وأخرج الطبري في تفسيره: 14/ 506 عن عائشة رضي الله عنها قالت: «سياحة هذه الأمة الصيام» . وفي إسناده إبراهيم بن يزيد الخوزي، وهو متروك الحديث كما في التقريب: 95. قال الأستاذ محمود محمد شاكر: «هذا خبر ضعيف الإسناد جدا» . (4) نقله الماوردي في تفسيره: 2/ 169، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 506 عن ابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 298، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن زيد. (5) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 1275 (سورة التوبة) عن عكرمة. وفي إسناده الوليد بن بكير التميمي: ليّن الحديث، وعمر بن نافع الثقفي: ضعيف. ينظر تقريب التهذيب: (417، 581) فعلى هذا يكون إسناده ضعيفا. وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 169، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 506، والفخر الرازي في تفسيره: 16/ 209 عن عكرمة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 298، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ عن عكرمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 114 إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ: كان أبوه وعده أن يؤمن فاستغفر له أن يرزقه الإيمان ويغفر له الشرك «1» . فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ: بموته مشركا «2» . تَبَرَّأَ مِنْهُ: أي: من أفعاله، أو من استغفاره له «3» . 117 لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ: لإذنه المنافقين في التخلف عنه «4» . اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ: وقت العسرة، إذ كانوا من تبوك في جهد جهيد «5» . 118 وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ: الذين خلّفوا من [التوبة] «6» والجفوة «7» حتى أمر نساؤهم باعتزالهم «8» .   (1) أورده الزجاج في معاني القرآن: 2/ 473 بصيغة التمريض فقال: «يروى ... » ، ولم يسند هذا القول لأحد. وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 171، وابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 62، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 509، والفخر الرازي في تفسيره: 16/ 216. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (14/ 520، 521) عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 261 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 171، والمحرر الوجيز: 7/ 63، وزاد المسير: 3/ 509. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 171 دون عزو. (4) ذكره البغوي في تفسيره: 2/ 333، وابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 511، والفخر الرازي في تفسيره: (16/ 219، 220) . (5) في كتاب وضح البرهان للمؤلف: 1/ 413: «أي: وقت العسرة، إذ كانوا من غزوة تبوك في جهد جهيد من العطش وعوز الظهر» . (6) في الأصل و «ك» و «ج» : «النبوّة» ، والمثبت في النص عن تفسير الطبري: 14/ 543، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 264. (7) في تفسير الماوردي: 2/ 174: «بما لقوه من الجفوة لهم» . (8) ينظر خبرهم في صحيح البخاري: (5/ 130- 135) ، كتاب المغازي، باب «حديث كعب بن مالك وقول الله عز وجل: وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا. وصحيح مسلم: (4/ 2120- 2128) ، كتاب التوبة، باب: «حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه» ، وتفسير الطبري: (14/ 546- 556) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا: ليدوموا على التوبة. 122 وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً: لما نزلت: إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ «1» : قال المنافقون: هلك الذين لم/ ينفروا، وكان ناس من [42/ أ] الصحابة خرجوا إلى قومهم يفقّهونهم «2» . 124 وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ: «ما» مسلّط ل «إذا» على الجزاء، أو صلة مؤكدة «3» . فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: من المنافقين يقول بعضهم لبعض، أو يقولون لضعفة المؤمنين على الهزو «4» . 125 وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ: إنما كان الشك في الدين مرضا لأنه فساد يحتاج إلى علاج كالفساد في البدن، ومرض القلب أعضل، وعلاجه أعسر، ودواؤه أعز، وأطباؤه أقل. فَزادَتْهُمْ رِجْساً: لما ازدادوا بها رجسا حسن وصفها به، كما حسن: كفى بالسلامة داء.   (1) الآية: 39 من سورة التوبة. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 570 عن عكرمة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 323، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ عن عكرمة. وانظر زاد المسير: (3/ 516، 517) ، وتفسير ابن كثير: 4/ 174. (3) تفسير الفخر الرازي: 16/ 238، وتفسير القرطبي: 8/ 298. [ ..... ] (4) ليس هذا على إطلاقه، وإنما يقال هذا في مقام لا يكون فيه الخير نافعا لصاحبه لعدم انتفاعه به فيكون وبالا عليه، وهذا ما تشير إليه الآية حيث كانت الهداية بنزول الآيات نافعة للمؤمنين ووبالا على الكافرين لعدم انتفاعهم بنزولها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 128 عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ: شديد عليه ما شق عليكم «1» ، أو أثمتم به «2» . ومن سورة يونس 2 قَدَمَ صِدْقٍ: ثواب واف بما قدّموا «3» . 3 فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ: ليشاهد «4» الملائكة شيئا بعد شيء فيعتبرون، ولأن تصريف الخلق حالا بعد حال أحكم وأبعد من شبهة الاتفاق «5» . 4 وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ بِالْقِسْطِ: بنصيبهم وقسطهم من الثواب، وليس معناه العدل «6» لأن العدل محمول عليه الكافرون والمؤمنون «7» .   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 177 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 521، وقال: «رواه الضحاك عن ابن عباس» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 477، ومعاني النحاس: 3/ 271، والمحرر الوجيز: 7/ 89، وتفسير القرطبي: 8/ 302. (2) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 521، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس» . (3) تفسير الطبري: 15/ 14. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 180 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 5، وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس» . (4) في «ك» : «لتشهده» . (5) ينظر هذا المعنى في تفسير الماوردي: 2/ 32، وتفسير الفخر الرازي: 14/ 105، عند تفسير قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ... [آية: 54 من سورة الأعراف] . وذكر الفخر الرازي في تفسيره: 17/ 12: «إنه يحسن منه كلما أراد، ولا يعلل شيء من أفعاله بشيء من الحكمة والمصالح، وعلى هذا القول يسقط قول من يقول: لم خلق العالم في ستة أيام وما خلقه في لحظة واحدة؟ لأنا نقول: كل شيء صنعه ولا علة لصنعه فلا يعلل شيء من أحكامه ولا شيء من أفعاله بعلة، فسقط هذا السؤال» . (6) وهو قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 274، وأخرجه الطبري في تفسيره: (15/ 21، 22) عن مجاهد، وذكره النحاس في معانيه: 3/ 278. (7) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: (15/ 33، 34) ، وقال: «وهذا الوجه، لأنه في مقابلة قوله: بِما كانُوا يَكْفُرُونَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 5 وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ: خص به القمر لأن حساب العامة وعلمهم بالسّنين هلاليّ، ولأن المنازل «1» تنسب إلى القمر. والضياء أغلب من النور فجعله للشمس. 10 دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ: إذا اشتهوا شيئا قالوا: سبحانك اللهم فيأتيهم، وإذا فرغوا منه قالوا: الحمد لله فيذهب «2» . وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ: ملكهم سالم من الزوال «3» . 11 وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ: يستجيب إذا دعوا على أنفسهم وأولادهم «4» . 16 وَلا أَدْراكُمْ بِهِ: ولا أعلمكم به «5» . 19 وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ: في أن لا يعاجل العصاة، أو لا يستعجل عن الأجل. 21 مَكْرٌ فِي آياتِنا: كفر وتكذيب «6» .   (1) وهي ثمانية وعشرون منزلا. ينظر كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: 23، والأنواء لابن قتيبة: 4. (2) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 2/ 182 عن الربيع وسفيان. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 345، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الربيع. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 10 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 182، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 11 عن الماوردي. (4) في «ج» : وأموالهم. (5) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 194، وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 42 عن ابن عباس، وابن زيد. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 282 عن الضحاك. (6) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 276: «مجاز المكر هاهنا مجاز الجحود بها والرد لها» . وأخرج الطبري في تفسيره: 15/ 49 عن مجاهد قال: «استهزاء وتكذيب» ، ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 285 عن مجاهد. ونقل الماوردي في تفسيره: 2/ 186 عن ابن بحر قال: المكر هاهنا الكفر والجحود، وعن مجاهد قال: إنه الاستهزاء والتكذيب. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 26 لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى: أي: الجنّة «1» ، فهي مأوى كلّ حسن على أفضل وجه. وَلا يَرْهَقُ: ولا يغشى «2» ، قَتَرٌ: غبرة وسواد «3» . 27 قِطَعاً: لغة في قطع «4» . ك «ظلع» و «ظلع» فلذلك وصف ب «مظلما» «5» ، وإن كان جمع قطعة ف «المظلم» حال من اللّيل، أي: [42/ ب] أغشيت قطعا من الليل حال إظلامه «6» /. 29 فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً: تمييز، أي: كفى به من الشهداء.   (1) هذا قول جمهور المفسرين كما في تفسير الطبري: (15/ 62- 68) ، والمحرر الوجيز: 7/ 137، وزاد المسير: 4/ 24، وتفسير القرطبي: 8/ 330، وتفسير ابن كثير: (4/ 198، 199) وقد ورد هذا المعنى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 163، كتاب الإيمان، باب «إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى» ، عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أوتوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل» ... ثم تلا هذه الآية: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 277، وتفسير الطبري: 15/ 72، ومعاني الزجاج: 3/ 15. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 277، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 196، والمفردات للراغب: 393، وتفسير القرطبي: 8/ 331. وأخرج الطبري في تفسيره: 15/ 73 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «سواد الوجوه» . (4) بإسكان الطاء، وهي أيضا قراءة الكسائي، وابن كثير. السبعة لابن مجاهد: 325، والتبصرة لمكي: 219. (5) معاني القرآن للفراء: 1/ 462، ومعاني الزجاج: 2/ 16، والكشف لمكي: 1/ 517. (6) هذا التوجيه على قراءة الفتح. قال مكي في الكشف: 1/ 517: «وفيه المبالغة في سواد وجوه الكفار» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 278، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 196، وتفسير الطبري: (15/ 75، 76) ، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 16، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 251. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 أو حال، أي: وكفى الله في حال الشهادة. 30 تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ: ينكشف لها ما أسلفت فتختبر جزاءها «1» ، كقوله «2» : يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ: تختبر بالكشف. 33 حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ: وعيده «3» . 35 أَمَّنْ لا يَهِدِّي: اهتدى يهتدي، وهدى يهدي، وهدي يهدى. أما فتح الهاء والياء «4» ، فلأنه لما أدغمت التاء في الدال ألقيت حركة التاء على الهاء كقولك: «عدّ وفرّ، والأصل: اعدد» [وافرر] «5» وأما فتح الياء وكسر الهاء «6» فلاجتماع ساكنين بالإدغام فكسرت الهاء على أصل حركة الساكن وكسرهما لاستتباع الآخرة الأولى [أي الياء] «7» . 45 يَتَعارَفُونَ بَيْنَهُمْ: يعرف بعضهم بعضا ثم ينقطع التعارف لأهوالها «8» . وقيل «9» : يعترفون ببطلان ما كانوا عليه.   (1) في «ج» : جزاء. (2) سورة الطارق: آية: 9. (3) معاني القرآن للزجاج: 3/ 18، وزاد المسير: 4/ 29. (4) وهي قراءة ابن كثير، وابن عامر، وأبي عمرو، وورش عن نافع. ينظر السبعة لابن مجاهد: 326، وحجة القراءات: 331. (5) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، والمثبت عن «ك» و «ج» . (6) قراءة عاصم في رواية حفص. السبعة لابن مجاهد: 326، وحجة القراءات: 332، والتبصرة لمكي: 220. (7) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» ، وانظر توجيه القراءتين اللتين ذكرهما المؤلف في: معاني القرآن للزجاج: 3/ 19، وإعراب القرآن للنحاس: (2/ 253، 254) ، والكشف لمكي: 1/ 518، والبحر المحيط: 5/ 156، والدر المصون: 6/ 199. (8) تفسير الطبري: 15/ 97، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 22، ومعاني النحاس: 3/ 297، وتفسير الماوردي: 2/ 190، وتفسير الفخر الرازي: (17/ 109، 110) ، وتفسير القرطبي: 8/ 348. [ ..... ] (9) لم أقف على هذا القول، وفي تفسير الماوردي: 2/ 190: «يعرفون أن ما كانوا عليه باطل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 53 إِي وَرَبِّي: كلمة تحقيق «1» ، أي: كائن لا محالة. 59 فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالًا: أي: البحيرة ونحوها «2» . 61 وَما يَعْزُبُ: يغيب أو يبعد «3» ، وفي الحديث «4» : «من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب» ، أي: بعد عهده بما ابتدأ به. 64هُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا : بشارة الملائكة عند الموت «5» . وقيل «6» : الرؤيا الصالحة.   (1) تفسير الماوردي: 2/ 191، وزاد المسير: 4/ 39. وقال القرطبي في تفسيره: 8/ 351: «إي: كلمة تحقيق وإيجاب وتأكيد بمعنى نعم. وَرَبِّي قسم، إِنَّهُ لَحَقٌّ جوابه، أي: كائن لا شك فيه» . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 111، 112) عن ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 25، ومعاني النحاس: 3/ 301، وتفسير البغوي: 2/ 358، وزاد المسير: 4/ 41. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 278، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 197، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 26، ومعاني النحاس: 3/ 202، والمفردات للراغب: 333. قال الطبري في تفسيره: 15/ 116: «وأصله من عزوب الرجل عن أهله في ماشيته، وذلك غيبته عنهم فيها. يقال منه: عزب الرجل عن أهله يعزب ويعزب» . (4) الحديث في الفائق: 2/ 426، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 91، والنهاية: 3/ 227، وذكره السمين الحلبي في الدر المصون: 6/ 229. (5) ذكره الطبري في تفسيره: 15/ 140، وقال: «كما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أن الملائكة التي تحضره عند خروج نفسه تقول لنفسه: اخرجي إلى رحمة الله ورضوانه» . وعلق الشيخ محمود محمد شاكر عليه قائلا: «حديث بغير إسناد، لم أستطع أن أجده بلفظه في مكان قريب» . وأورد ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 44 القول الذي ذكره المؤلف، وعزاه إلى الضحاك، وقتادة، والزهري. (6) وهي الرؤيا التي يراها المؤمن أو ترى له. وقد ثبت هذا المعنى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في عدة آثار أخرجها الإمام أحمد في مسنده: (12/ 9، 10) رقم 7044 عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله- إسناده. وهو في المسند أيضا (5/ 315) عن عبادة بن الصامت مرفوعا، و (6/ 447) عن أبي الدرداء مرفوعا. وأخرجه الترمذي في سننه: (5/ 286، 287) ، كتاب تفسير القرآن، باب «من سورة يونس» . وابن ماجة في سننه: 2/ 1283، كتاب تعبير الرؤيا، باب «الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له» . والطبري في تفسيره: (15/ 124- 139) . وانظر تفسير ابن كثير: (4/ 214، 215) ، والدر المنثور: (4/ 374، 375) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 65 وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ: كسرت «إن» للاستئناف بالتذكير لما ينفي الحزن، لا لأنها بعد القول لأنها ليست حكاية عنهم «1» . 66 وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ: يجوز «ما» في معنى «أي» «2» ، ويجوز نافية «3» ، أي: لم يتّبعوا حقيقة واتبعوا الظن في الشرك. 71 لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً: مغطى «4» ، أي: أظهروا ما عندكم من طاعة أو معصية. 78 لِتَلْفِتَنا: تصرفنا، لفتّه لفتا «5» .   (1) معاني القرآن للفراء: 1/ 471، وتفسير الطبري: 15/ 142، والتبيان للعكبري: 2/ 679، والدر المصون: 6/ 233. (2) بمعنى الاستفهام. قال الفخر الرازي في تفسيره: 17/ 137: «كأنه قيل: أي شيء يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء، والمقصود تقبيح فعلهم، يعني أنهم ليسوا على شيء» . وانظر الكشاف: 2/ 244، والتبيان للعكبري: 2/ 680، والدر المصون: 6/ 235. (3) مشكل إعراب القرآن: 1/ 349، والبيان لابن الأنباري: 1/ 416، وتفسير الفخر الرازي: 17/ 137، والتبيان للعكبري: 2/ 680، وتفسير القرطبي: 8/ 360. (4) قال الطبري في تفسيره: (15/ 149، 150) : «يقول: ثم لا يكون أمركم عليكم ملتبسا مشكلا مبهما. من قولهم: غمّ على الناس الهلال، وذلك إذا أشكل عليهم فلم يتبينوه ... » . (5) ينظر معاني القرآن للفراء: 1/ 475، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 280، وتفسير الطبري: 15/ 157. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 77 أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا: تقديره: أتقولون للحق لما جاءكم إن هذا لسحر مبين، أسحر هذا «1» ؟. 83 إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ: جماعة كانت أمهاتهم من بني إسرائيل وآباؤهم من القبط «2» . 85 لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً: لا تعذبنا بأيدي آل فرعون فيظن بنا الضلال «3» . 87 أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُوتاً: وذلك إذ هدم فرعون المساجد وبنى [43/ أ] الكنائس يومئذ/ فأمروا أن يصلوا في بيوتهم» . 88 لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ: استفهام «5» ، أي: أليضلوا عن سبيلك   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 29، ورجحه الطبري في تفسيره: (15/ 155، 156) . (2) هذا قول الفراء في معانيه: 1/ 476. وأورده الطبري في تفسيره: 15/ 166، فقال: «وقد زعم بعض أهل العربية ... » ، ثم عقب عليه بقوله: «والمعروف من معنى «الذرية» ، في كلام العرب، أنها أعقاب من نسبت إليه من قبل الرجال والنساء، كما قال الله جل ثناؤه: ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ [سورة الإسراء: 3] ، وكما قال: وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ، ثم قال بعد: وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ [سورة الأنعام: 84، 85] ، فجعل من كان من قبل الرجال والنساء من ذرية إبراهيم» . [ ..... ] (3) في معاني القرآن للزجاج: 3/ 30: «أي لا تهلكنا وتعذبنا فيظن آل فرعون إنا إنما عذّبنا لأننا على ضلال» . ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 54، القول الذي ذكره المؤلف عن مجاهد. وانظر تفسير القرطبي: 8/ 370. (4) زاد المسير: 4/ 54، وتفسير القرطبي: 8/ 371. (5) لم أقف على قول من قال: إن اللام هنا بمعنى الاستفهام، وذكر الفخر الرازي في تفسيره: 17/ 156 وجها قريبا منه وهو: «أن يكون موسى- عليه السلام- ذكر ذلك على سبيل التعجب المقرون بالإنكار، والتقدير: كأنك آتيتهم ذلك الغرض فإنهم لا ينفقون هذه الأموال إلا فيه، وكأنه قال: آتيتهم زينة وأموالا لأجل أن يضلوا عن سبيل الله، ثم حذف حرف الاستفهام» . ولعل هذا الذي ذكره المؤلف توجيه لقراءة أبي الفضل الرقاشي: «أإنك آتيت» على الاستفهام. ذكر هذه القراءة الزمخشري في الكشاف: 2/ 250، وأبو حيان في البحر المحيط: 5/ 187 وقال أبو حيان: «واللام في لِيُضِلُّوا الظاهر أنها لام «كي» ، على معنى: آتيتهم ما آتيتهم على سبيل الاستدراج، فكان الإتيان لكي يضلوا. ويحتمل أن تكون لام الصيرورة والعاقبة كقوله: فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 أعطيتهم ذلك كله؟. اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ: أذهب نورها وبهجتها «1» . وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا: خرج على الدعاء من موسى عليهم، ومعناه: فلا آمنوا «2» . 89 وَلا تَتَّبِعانِّ: بتشديد النون وتخفيفها «3» ، وهما نونا التوكيد انكسرت فيهما لمشابهتهما نون «يفعلان» في الخبر بوقوعهما بعد الألف واجتماع ساكنين. قوله تعالى: فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ: نلقيك على نجوة «4» من الأرض بدرعك «5» .   (1) قال الزجاج في معانيه: 3/ 31: «وتأويل تطميس الشيء إذهابه عن صورته والانتفاع به على الحال الأولى التي كان عليها» . وانظر المفردات للراغب: 307، وزاد المسير: 4/ 56، وتفسير القرطبي: 8/ 374. (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 1/ 477، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 281، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 31، وتفسير القرطبي: 8/ 375. (3) بتشديد النون قراءة الجمهور وعليها القراء السبعة إلا ابن عامر فقد نقل عنه التخفيف. ينظر السبعة لابن مجاهد: 329، والتبصرة لمكي: 220. (4) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 281: «نلقيك على نجوة، أي ارتفاع» . وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 199: «والنّجوة والنّبوة: ما ارتفع من الأرض» . (5) ذكره النحاس في معانيه: 3/ 315، ونقل الماوردي في تفسيره: 2/ 198 عن أبي صخر قال: كان له درع من حديد يعرف بها» . وقال الأخفش في معاني القرآن: 2/ 574: «وليس قولهم: «إن البدن ها هنا الدرع بشيء ولا له معنى» . وانظر تفسير البغوي: 2/ 367، وزاد المسير: 4/ 62، وتفسير القرطبي: 8/ 380. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً: ليرى قدرة الصادق في الربوبية على الكاذب، ولم ير في الغرقى غير فرعون «1» . 93 فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ: الفرائض والأحكام «2» ، أي: كانوا على الكفر، فلما جاءهم العلم من جهة الرسول والكتاب اختلفوا فآمن فريق وكفر فريق. وقيل «3» : كانوا على الإقرار بمحمد- عليه السّلام- قبل مبعثه بصفته فما اختلفوا حتى جاءهم معلوم العلم به. 94 فَإِنْ كُنْتَ: أيها السامع، فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ: على لسان نبينا فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ. ومن قال إن الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم فذلك على قسمة الكلام وقضية الخطاب «4» .   (1) ذكره النحاس في معاني القرآن: 3/ 315. (2) فيكون المراد ببني إسرائيل هنا الذين كانوا قبل موسى عليه السلام ثم عاصروه. وقد ذكر الفخر الرازي نحو هذا القول في تفسيره: 17/ 165 فقال: «والمراد أن قوم موسى عليه السلام بقوا على ملة واحدة ومقالة واحدة من غير اختلاف حتى قراء التوراة، فحينئذ تنبهوا للمسائل والمطالب ووقع الاختلاف بينهم. ثم بين تعالى أن هذا النوع من الاختلاف لا بد وأن يبقى في دار الدنيا، وأنه تعالى يقضي بينهم يوم القيامة» . (3) ذكره الفراء في معاني القرآن: 1/ 478، والطبري في تفسيره: 15/ 199، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 198 عن ابن بحر وابن جرير الطبري. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 63 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر المحرر الوجيز: (7/ 216، 217) ، وتفسير القرطبي: 8/ 381. (4) لعله يريد أن الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام، والمراد به غيره من الشاكين وقد ذكر ابن قتيبة هذا القول في تأويل مشكل القرآن: (270- 272) ، ورجحه وقال: «لأن القرآن نزل عليه بمذاهب العرب كلهم، وهم قد يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره، ولذلك يقول متمثلهم: إياك أعني واسمعي يا جارة. ومثله قوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد بالوصية والعظة المؤمنون، يدلك على ذلك أنه قال: وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً ولم يقل: «بم تعمل خبيرا» . ورجح الزجاج هذا القول في معاني القرآن: 3/ 32، وابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 217، والفخر الرازي في تفسيره: 17/ 167. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 100 أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ: بعلمه أو بتمكينه وإقداره، وأصل «الإذن» «1» الإطلاق في الفعل «2» . 101 قُلِ انْظُرُوا ماذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: أي: من العبر باختلاف اللّيل والنّهار، ومجرى النجوم والأفلاك، ونتاج الحيوان، وخروج الزرع والثمار، ووقوف السماوات والأرض بغير عمد. وَما تُغْنِي الْآياتُ: «ما» يجوز نافية «3» ، ويجوز استفهاما، أي: أيّ شيء يغنى عنهم إذا لم يستدلوا بها؟. 109 وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ: يأمرك بالهجرة والجهاد.   (1) في «ج» : على الأصل في الإذن الإطلاق في الفعل. (2) التعريفات للجرجاني: 16. [ ..... ] (3) قال أبو حيان في البحر المحيط: 5/ 194: «و «ما» الظاهر أنها للنفي، ويجوز أن تكون استفهاما، أي: وأيّ شيء تغني الآيات، وهي الدلائل، وهو استفهام على جهة التقرير، وفي الآية توبيخ لحاضري رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المشركين» . وانظر المحرر الوجيز: 7/ 226، وتفسير الفخر الرازي: 17/ 177، والتبيان للعكبري: 2/ 686، وتفسير القرطبي: 8/ 386، والدر المصون: 6/ 271. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 ومن سورة هود 1 أُحْكِمَتْ: بالأمر والنهي، ثُمَّ فُصِّلَتْ: بالوعد والوعيد «1» ، أو أحكمت آياته من الباطل ثم فصلت بالأحكام «2» . 2 أَلَّا تَعْبُدُوا: فصلت لئلا تعبدوا «3» . [43/ ب] 3 وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ: من الذنوب السالفة ثم توبوا من/ الآنفة، أو اطلبوا المغفرة ثم توصّلوا «4» إليها بالتوبة، فالمغفرة أول في الطلب وآخر في السبب «5» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 225، 226) عن الحسن. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 327، والماوردي في تفسيره: 2/ 202 عن الحسن. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 399، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، وأبي الشيخ عن الحسن رحمه الله. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 226 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 399، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن قتادة رحمه الله. (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 3، وتفسير الطبري: 15/ 228، والمحرر الوجيز: 7/ 235. (4) في «ج» : توسلوا. (5) الوجهان في تفسير الماوردي: 2/ 203، ونص كلام الماوردي هناك: «أحدهما: استغفروه من سالف ذنوبكم ثم توبوا إليه من المستأنف متى وقع منكم. قال بعض الصلحاء: الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين. الثاني: أنه قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب والتوبة هي السبب إليها، فالمغفرة أول في الطلب وآخر في السبب» . وانظر هذا المعنى في زاد المسير: 4/ 75، وتفسير الفخر الرازي: (17/ 188، 189) ، وتفسير القرطبي: 9/ 3. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 5 يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ: الثني: الإخفاء، ثناه يثنيه، أي: يكتمون ما في صدورهم «1» . وروى هشيم «2» عن عبد الله بن شدّاد «3» قال: كان أحدهم إذا مرّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثنى صدره وتغشّى بثوبه حتى لا يراه النبي «4» عليه السلام. 6 وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها: حياتها وموتها «5» . 7 وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ: بنية ما بناه، وذلك أعجب «6» . وأصل العرش «7» خشبات توضع عليها ثمام «8» يستظل بها الساقي والضال.   (1) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 201، والكشاف: 2/ 258، وزاد المسير: 4/ 77، وتفسير القرطبي: 9/ 5. (2) هو هشيم- بضم الهاء-، ابن بشير- بفتح الباء وكسر الشين المعجمة- بن القاسم بن دينار السّلمي، أبو معاوية الواسطي. ترجم له الحافظ في التقريب: 574، وقال: «ثقة ثبت كثير التدليس والإرسال الخفي، من السابعة، مات سنة ثلاث وثمانين، وقد قارب الثمانين» . وانظر ترجمته في تاريخ بغداد: 14/ 85، وتذكرة الحفاظ: 1/ 248، وسير أعلام النبلاء: 8/ 287. (3) هو عبد الله بن شدّاد بن الهاد اللّيثي، أبو الوليد، المدني ثم الكوفي ولد في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ومات بالكوفة مقتولا سنة إحدى وثمانين للهجرة، وقيل بعدها، ذكره العجلي من كبار التابعين الثقات. ترجمته في سير أعلام النبلاء: 3/ 488، وتقريب التهذيب: 307. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 234. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 400، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن عبد الله بن شداد. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 243 عن الربيع بن أنس. (6) قال الفخر الرازي في تفسيره: 17/ 195: «فإن البناء الضعيف إذا لم يؤسس على أرض صلبة لم يثبت، فكيف بهذا الأمر العظيم إذا بسط على الماء» . (7) تهذيب اللغة: 1/ 414، واللسان: 6/ 315 (عرش) . (8) المراد ب «الثمام» : العيدان قال الجوهري: «الثمام: نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص، وربما حشي وسدّ به خصاص البيوت، الواحدة ثمامة» . الصحاح: 5/ 1881 (ثمم) ، وانظر اللسان: 12/ 81 (ثمم) . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 لِيَبْلُوَكُمْ: أنه خلق الخلق ليظهر إحسان المحسن فهو الغرض من الخلق. 8 إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ: أجل محدود «1» ، وبلغة أزد شنوءة: سنين معلومة «2» . 12 فَلَعَلَّكَ تارِكٌ: أي: لعظم ما يرد عليك من تخليطهم يتوهّم أنهم يزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربك «3» . وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ: أحسن من «ضيّق» لأنه عارض، ولأنه أشكل ب «تارك» . 14 فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ: الخطاب للمؤمنين، أي: لم يجبكم الكافرون إلى ما تحدثوهم. ويجوز الخطاب للمشركين، أي: لم يستجب لكم من دعوتموه ليعينكم. فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ: أنه حق من عنده. وقيل: بِعِلْمِ اللَّهِ: بمواقع تأليفه في علوّ طبقته. 15 نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ: أي: من أراد الدنيا وفّاه الله ثواب حسناته   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 285، وتفسير الطبري: (15/ 252، 253) ، ومعاني الزجاج: 3/ 40، وتفسير البغوي: 2/ 375، وتفسير القرطبي: 9/ 9. (2) ينظر كتاب لغات القبائل الواردة في القرآن لأبي عبيد: 131. (3) نص هذا القول في زاد المسير: 4/ 82. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 249: «سبب هذه الآية أن كفار قريش قالوا: يا محمد، لو تركت سب آلهتنا وتسفيه آبائنا لجالسناك واتبعناك. قالوا: ايت بقرآن غير هذا أو بدله، ونحو هذا من الأقوال، فخاطب الله تعالى نبيّه صلّى الله عليه وسلّم على هذه الصورة من المخاطبة، ووقفه بها توقيفا رادا على أقوالهم ومبطلا لها، وليس المعنى أنه صلّى الله عليه وسلّم همّ بشيء من هذا فزجر عنه، فإنه لم يرد قط ترك شيء مما أوحى إليه، ولا ضاق صدره، وإنما كان يضيق صدره بأقوالهم وأفعالهم وبعدهم عن الإيمان» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 في الدنيا، وهو أن يصل الكافر رحما، أو يعطي سائلا فيجازى بسعة في الرزق. 16 وَحَبِطَ ما صَنَعُوا: فسد، حبط بطنه: فسد بالمطعم الوبيء «1» . 17 أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ: أي: القرآن «2» ، أو ما ركز في العقل من دلائل التّوحيد «3» . وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ: ما تضمنه القرآن فهو شاهد العقل، وعلى [القول] «4» الأول ما تضمنه العقل فهو شاهد القرآن «5» . 19 وَيَبْغُونَها عِوَجاً: يريدون غير الإسلام دينا «6» ، أو يؤولون القرآن تأويلا باطلا «7» . 20 ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ: استماع الحق، بغضا له. 22 لا جَرَمَ: لا بد «8» ، والجرم: القطع، / أي: لا قاطع عنه ولا مانع [44/ ا] أنهم في الآخرة هم الأخسرون. 23 وَأَخْبَتُوا: اطمأنوا عن خشوع «9» .   (1) الصحاح: 3/ 1118، واللسان: 7/ 270 (حبط) . (2) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 206، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 85 عن عبد الرحمن بن زيد. وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 17/ 209 دون عزو. (3) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 2/ 206 عن ابن بحر. (4) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (5) تفسير الماوردي: 2/ 207، والمحرر الوجيز: 7/ 258، وزاد المسير: 4/ 86، وتفسير القرطبي: 9/ 17. (6) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 208 عن أبي مالك. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 413، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن أبي مالك أيضا. (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 208 عن علي بن عيسى. (8) معاني القرآن للفراء: 2/ 8، وتفسير الماوردي: 2/ 208، وزاد المسير: 4/ 91. (9) معاني القرآن للفراء: 2/ 9، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 286، وتفسير الطبري: 15/ 290، وتفسير القرطبي: 9/ 21. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 26 إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ: وإن كان عذاب الكافر يقينا لأنه لا يدرى إلى أي شيء يؤول حالهم من إيمان أو كفر، وهذا الوجه ألطف وأقرب في الدعوة. 27 بادِيَ «1» الرَّأْيِ: أول الرأي، وبغير الهمز ظاهر الرأي، ونصبه على الظرف، أي: في بادئ الرأي، ويجوز ظرفا «2» للرؤية وللأتباع وللأرذال. 29 وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا: أي الذين قيل لهم «الأرذال» ، لأنهم ملاقو ربهم «3» . 34 إِنْ كانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ: مجازاة على كفركم، أو يحرمكم من رحمته «4» . 36 فَلا تَبْتَئِسْ: لا تحزن ولا تأسف، من «البأساء» «5» . 37 وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا: بحفظنا «6» ، حفظ من يعاين، وَوَحْيِنا:   (1) بالهمز قراءة أبي عمرو، وقرأ باقي السبعة بادِيَ الرَّأْيِ بغير همز. السبعة لابن مجاهد: 332، والتبصرة لمكي: 222. وانظر توجيه القراءتين في: معاني الفراء: 2/ 11، ومجاز أبي عبيدة: 1/ 287، والكشف لمكي: 1/ 526، والبحر المحيط: 5/ 215. (2) المحرر الوجيز: 7/ 272، والبيان لابن الأنباري: 2/ 11، والتبيان للعكبري: 2/ 695، والبحر المحيط: 5/ 215، والدر المصون: (6/ 310، 311) . [ ..... ] (3) قال الماوردي في تفسيره: 2/ 210: «يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون قال ذلك على وجه الإعظام لهم بلقاء الله تعالى. الثاني: على وجه الاختصام بأني لو فعلت ذلك لخاصموني عند الله» . (4) تفسير الفخر الرازي: (17/ 227، 228) . (5) قال الطبري في تفسيره: 15/ 306: «وهو «تفتعل» من «البؤس» ، يقال: ابتأس فلان بالأمر يبتئس ابتئاسا» . وفي اللسان: 6/ 21 (بأس) : «والبأساء والمبأسة: كالبؤس» . وانظر مفردات الراغب: 66. (6) ينظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 50، وتفسير الماوردي: 2/ 212. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 تعليمنا وأمرنا «1» . 40 وَفارَ التَّنُّورُ: فار الماء من مكان النار آية للعذاب «2» . وقيل «3» : التنور وجه الأرض من «تنوير الصبح» «4» ، فكما أن الصبح إذا نور طبق الآفاق، فكذلك ذلك الماء. وقيل: إنه مثل شدة غضب الله عليهم، كقوله عليه السلام: «الآن   (1) عن تفسير الماوردي: 2/ 212، ونص كلام الماوردي هناك: وَوَحْيِنا فيه وجهان: أحدهما: وأمرنا لك أن تصنعها. الثاني: وتعليمنا لك كيف تصنعها» . وأخرج الطبري في تفسيره: 15/ 309 عن مجاهد في قوله تعالى: وَوَحْيِنا قال: كما نأمرك. وانظر المحرر الوجيز: 7/ 288، وزاد المسير: 4/ 101. (2) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في وضح البرهان: 1/ 434 عن مجاهد. وفي معاني الفراء: 2/ 14: «إذا فار الماء من أحرّ مكان في دارك فهي آية للعذاب فأسر بأهلك» . (3) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 318 عن ابن عباس، وعكرمة، والضحاك. وذكره الزجاج في معاني القرآن: 3/ 51، والنحاس في معانيه: 3/ 348، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 214 عن ابن عباس، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 105 عن ابن عباس، وعكرمة، والزهري. ووصفه ابن كثير في تفسيره: 4/ 254 بأنه أظهر. (4) ظاهر هذا الكلام أنه متعلق بما قبله، وهو قول آخر كما أخرجه الطبري في تفسيره: (15/ 318، 319) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 214 عن علي أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 423، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ، وابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه. وعقّب النحاس على هذه الأقوال بقوله: «وهذه الأقوال ليست بمتناقضة، لأن الله قد خبرنا أن الماء قد جاء من السماء والأرض، فقال: فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً. فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة» . انظر معاني القرآن: 3/ 348. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 حمي الوطيس» «1» . مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ: أي: ذكر وأنثى في حال ازدواجهما، والزوج واحد له شكل، والاثنان زوجان، تقول: عندي زوجان من الخفّ «2» . 41 مَجْراها وَمُرْساها: إجراؤها وإرساؤها، بمعنى المصدر «3» ، أو بمعنى الوقت «4» كالممسي والمصبح، ولم يجز «مرسيها» «5» بالفتح وإن قريء «مجريها» «6» لأن السفينة تجري ولا ترسو إلا إذا أرساها الملّاح.   (1) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 3/ 1399، كتاب الجهاد والسير، باب «في غزوة حنين» واللفظ فيه: «هذا حين حمي الوطيس» . وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار: 2/ 285: «وقوله: حمي الوطيس هو التنور، واستعاره لشدة الحرب، ويقال إنه من كلامه الذي لم يسبق إليه صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله» . (2) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 51، ونص كلامه: «أي من كل شيء، والزوج في كلام العرب واحد ويجوز أن يكون معه واحد، والاثنان يقال لهما: «زوجان» ، يقول الرجل: عليّ زوجان من الخفاف، وتقول: عندي زوجان من الطير، وإنما تريد ذكرا أو أنثى فقط» . وانظر تفسير الطبري: (15/ 322، 323) ، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 349، وزاد المسير: 4/ 106. (3) بمعنى المصدر الميمي ذي الأصل الرباعي من أجريته مجرى وإجراء. (4) على الظرفية، والتقدير: اركبوا فيها مسمّين وقت جريانها ورسوها. وهذا التوجيه والذي قبله على قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وأبي بكر عن عاصم، بضم الميمين في «مجراها ومرساها» . السبعة لابن مجاهد: 333، والتبصرة لمكي: 223. وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج: 3/ 52، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 283، والكشف لمكي: 1/ 528، والبحر المحيط: 5/ 225، والدر المصون: 6/ 325. (5) أي لا يجوز إمالة الياء في «مرسيها» ، لأن أصل الألف واو بخلاف «مجريها» فإن أصل الألف ياء. قال مكي في الكشف: 1/ 528: «وقد أجمعوا على الضم في «مرساها» من «أرسيت» ... » . (6) بفتح الميم والإمالة، وهي قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص. السبعة لابن مجاهد: 333، والتبصرة لمكي: 223، والتيسير للداني: 124. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 42 وَكانَ فِي مَعْزِلٍ: أي من السفينة «1» ، وهو الموضع المنقطع عن غيره. ارْكَبْ مَعَنا: دعاه إلى الركوب لأنه كان ينافق بإظهار الإيمان، أو دعاه على شريطة الإيمان. 44 يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ: تشرّبي «2» في سرعة بخلاف العادة فهو أدلّ على القدرة وأشد في العبرة. وَيا سَماءُ أَقْلِعِي: لا تمطري «3» ، وَغِيضَ الْماءُ: نقص، غاض الماء وغضته «4» . 46 إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ: ذو عمل «5» ، أو عمله عمل غير صالح «6» ، أو سؤالك هذا غير صالح «7» .   (1) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 54: «وقال: «يجوز أن يكون كان في معزل من دينه، أي: دين أبيه. ويجوز أن يكون- وهو أشبه- أن يكون في معزل من السفينة» . وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: 3/ 352، وزاد المسير: 4/ 110. (2) تفسير الطبري: 15/ 334، والمحرر الوجيز: 7/ 305. (3) تفسير الطبري: 15/ 334، وتفسير الماوردي: 2/ 216، وزاد المسير: 4/ 111. قال الماوردي: «من قولهم: أقلع عن الشيء إذا تركه» . (4) غريب القرآن وتفسيره لليزيدي: 174، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 204، ومعاني الزجاج: 3/ 55، والمفردات للراغب: 368. (5) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 3/ 55، والنحاس في معانيه: 3/ 355. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 114 عن الزجاج. قال الآلوسي في روح المعاني: 12/ 69: «وأصله إنه ذو عمل فاسد، فحذف «ذو» للمبالغة بجعله عين عمله لمداومته عليه، ولا يقدّر المضاف لأنه حينئذ تفوت المبالغة المقصودة منه ... » . (6) ذكره النحاس في معاني القرآن: 3/ 355 دون عزو. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 347 عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وإبراهيم، ورجحه الطبري. وكذا النحاس في معانيه: 3/ 355، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 114. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 [44/ ب] وقراءة عَمَلٌ «1» غَيْرُ صالِحٍ: فعل سوءا/. 50 ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ: أبو عمرو «2» يختار حمل الصّفة على الموضع «3» لأن فيها معنى الاستثناء، كأنه: مالكم إلا هو، أي: لكم هو. 56 إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ: على الحق والعدل «4» ، أو فيه حذف أي: يدل على صراط مستقيم «5» . 59 وَعَصَوْا رُسُلَهُ: لأن الرسل قد قامت عليهم حجة دعوتهم، وأنهم عصوا هودا «6» .   (1) «عمل» بفتح العين، وكسر الميم، وفتح اللام، و «غير» بفتح الراء وهي قراءة الكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 334، والتبصرة لمكي: 223، والتيسير للداني: 125. (2) أبو عمرو بن العلاء: (70- 154 هـ) . هو زبان بن عمار التميمي البصري، أبو عمرو. الإمام اللغوي الأديب، أحد القراء السّبعة. أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: 35، ووفيات الأعيان: 3/ 466، ومعرفة القراء الكبار: 1/ 100. (3) قرأ أبو عمرو برفع «غير» ، وكذا باقي السبعة إلا الكسائي فقد قرأ بالخفض. السبعة لابن مجاهد: 284، وحجة القراءات: 286، والتبصرة لمكي: 203. قال العكبري في التبيان: 1/ 577: «و «غيره» بالرفع فيه وجهان: أحدهما: هو صفة ل «إله» على الموضع. والثاني: هو بدل من الموضع، مثل: لا إله إلا الله» . وانظر مشكل إعراب القرآن: 1/ 367، والكشف لمكي: 1/ 467، والبحر المحيط: 4/ 320. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 364 عن مجاهد. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 359، والماوردي في تفسيره: 2/ 218، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 118 عن مجاهد أيضا. (5) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 118، والفخر الرازي في تفسيره: 18/ 14 دون عزو. (6) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 327: «وذلك أن في تكذيب رسول واحد تكذيب سائر الرسل وعصيانهم، إذ النبوات كلها مجمعة على الإيمان بالله والإقرار بربوبيته» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 61 وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها: جعلكم عمّارها «1» ، فيدل على أن الله يريد عمارة الأرض لا التبتل. وقيل «2» : جعلها لكم مدة أعماركم، بمعنى: أعمره داره عمرى «3» . وقيل «4» : أطال أعماركم فيها بمنزلة عمّركم، وكانت ثمود طويلة الأعمار، فاتخذوا البيوت من الجبال. 63 إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي: جواب إِنْ فاء فَمَنْ يَنْصُرُنِي، وجواب إِنْ الثانية مستغنى عنه بالأول بتقدير: إن عصيته فمن ينصرني؟! ومعنى الكلام: أعلمتم من ينصرني من الله إن عصيته بعد بينة من ربي ونعمة. فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ: أي: غير تخسيري لو اتّبعت دين آبائكم، أو غير تخسيركم حيث «5» أنكرتم تركي دينكم. 67 جاثِمِينَ: هلكى ساقطين على الوجوه والركب «6» . 69 قالُوا سَلاماً: سلمت سلاما، قالَ سَلامٌ: أي: وعليكم سلام «7» .   (1) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 291، وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 123 عن أبي عبيدة. والقرطبي في تفسيره: 9/ 56. [ ..... ] (2) ذكره الطبري في تفسيره: 15/ 368، والماوردي في تفسيره: 2/ 218 عن مجاهد. وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 123. (3) في تفسير الطبري: «من قولهم: «أعمر فلان فلانا داره، وهي له عمرى» و «عمرى» بضم العين وسكون الميم، مصدر مثل «رجعي» . يقال: أعمره الدار إذا جعله يسكن الدار مدة عمره. اللسان: 4/ 603 (عمر) . (4) نقله الماوردي في تفسيره: 2/ 218 عن الضحاك، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 123، والقرطبي في تفسيره: 9/ 56. (5) في «ج» : حين. (6) عن تفسير الماوردي: 2/ 219، وينظر تفسير الطبري: 15/ 381، وتحفة الأريب: 89. (7) تفسير الطبري: 15/ 382. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 و «الحنيذ» » المشوي بالرّضاف «2» حتى يقطر عرقا، من حناذ الخيل، وهو أن يظاهر عليها جلّ «3» فوق جلّ لتعرق. 70 وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً: أحسّ وأضمر «4» لأنه رآهم شبّانا أقوياء ولم [يتحرمون] «5» بطعامه؟ وكان ينزل طرفا بمنزلة الأشراف بالأطراف. 71 فَضَحِكَتْ: تعجّبا من غرّة قوم لوط «6» ، أو من إحياء العجل الحنيذ «7» ، أو سرورا بالولد- على التقديم والتأخير- أي: فبشرناها فضحكت «8»   (1) ينظر مجاز القرآن: 1/ 292، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 205، وتفسير الطبري: 15/ 383، ومعاني الزجاج: 3/ 61، واللسان: 3/ 484 (حنذ) . (2) الرّضف: الحجارة التي حميت بالشمس أو النار. اللسان: 9/ 121 (رضف) . (3) الجلّ: بضم الجيم، ما تلبس الدابة لتصان به. الصحاح: 4/ 1658، واللسان: 11/ 119 (جلل) . (4) تفسير الطبري: 15/ 389، ومعاني الزجاج: 3/ 61، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 363. (5) في الأصل ونسخة «ك» : «يتحرموا» ، والمثبت في النص هو الصواب، ولعل الناسخ قرأها «لم» فجزم الفعل. (6) أي من غفلتهم ومما أتاهم من العذاب. وقد أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 239، والطبري في تفسيره: 15/ 390 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 451 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن قتادة. ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 394 فقال: «وأولى الأقوال التي ذكرت في ذلك بالصواب، قول من قال: معنى قوله: فَضَحِكَتْ، فعجبت من غفلة قوم لوط عمّا قد أحاط بهم من عذاب الله وغفلتهم عنه. وإنما قلنا هذا القول أولى بالصواب، لأنه ذكر عقيب قولهم لإبراهيم: لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ، فإذا كان ذلك كذلك، وكان لا وجه للضحك والتعجب من قولهم لإبراهيم: لا تَخَفْ، كان الضحك والتعجب إنما هو من أمر قوم لوط» . (7) أورده الماوردي في تفسيره: 2/ 223 عن عون بن أبي شداد، والفخر الرازي في تفسيره: 18/ 27 دون عزو. (8) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 22، والطبري في تفسيره: 15/ 391. وقال النحاس في معانيه: 3/ 364: «وهذا القول لا يصح، لأن التقديم والتأخير لا يكون في الفاء» . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 أو ضحكت لسرورها بأمن زوجها فأتبعوها بسرور آخر وهو البشارة بالولد «1» . ومن قال إن «ضحكت» : حاضت «2» ، فلعله من ضحاك الطّلعة «3» انشقاقها «4» . فإنما حاضت لروعة ما سمعت من العذاب، أو حاضت مع الكبر لتوقن بالولد «5» . 72 قالَتْ يا وَيْلَتى: على عادة النساء إذا عجبن، وألف وَيْلَتى ألف   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 22، وتفسير الطبري: 15/ 392 ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 131 عن الفراء. (2) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 239 عن عكرمة، وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 205 عن عكرمة أيضا. وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 392 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 451، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الفراء في معانيه: 2/ 22: «وأما قوله: فَضَحِكَتْ: حاضت فلم نسمعه من ثقة» . وقال الزجاج في معاني القرآن: 3/ 62: «فأما من قال: ضحكت: حاضت، فليس بشيء» . ووصفه النحاس في معانيه: 3/ 364 بقوله: «وهذا قول لا يعرف ولا يصح» . (3) في «ج» : الكمامة. (4) جاء في اللسان: 10/ 460 (ضحك) : «والضّحك: طلع النخل حين ينشق، وقال ثعلب: هو ما في جوف الطلعة ... » . (5) قال الماوردي في تفسيره: 2/ 222: «فإن حمل تأويله على الحيض ففي سبب حيضها وجهان: أحدهما: أنه وافق عادتها فخافت ظهور دمها وأرادت شدادة فتحيرت مع حضور الرسل. والقول الثاني: ذعرت وخافت فتعجل حيضها قبل وقته، وقد تتغير عادة الحيض باختلاف الأحوال وتغير الطباع. ويحتمل قولا ثالثا: أن يكون الحيض بشيرا بالولادة لأن من لم تحض لا تلد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 ندبة «1» ، أو منقلبة من ياء الإضافة «2» . [45/ أ] 73 أَتَعْجَبِينَ: ألف تنبيه في صيغة الاستفهام، / ولم يجز التعجب من أمر الله إذا عرف سببه وهو قدرته على كل شيء. رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ: دعاء لهم، أو تذكير بذلك عليهم «3» . 74 يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ: يراجع القول فيهم مع رسلنا «إنّ فيها لوطا» «4» . و «الأوّاه» «5» : كثير التأوّه من خوف الله «6» ، وقيل «7» : كثير الدعاء. «حليم» : كان- عليه السّلام- يحتمل ممن آذاه ولا يتسرع إلى مكافأته. 77 ذَرْعاً: أي: وسعا «8» ، وذرع النّاقة: خطوها، ومذارعها: قوائمها «9» .   (1) اختاره الطبري في تفسيره: 15/ 399. (2) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 3/ 63، وقال: «والأصل: «يا ويلتي» فأبدل من الياء والكسرة الألف، لأن الفتح والألف أخف من الياء والكسرة» . واختاره النحاس في إعراب القرآن: 2/ 293، والزمخشري في الكشاف: 2/ 281، وابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 348، وأبو حيان في البحر المحيط: 5/ 244. (3) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 351: «يحتمل اللّفظ أن يكون دعاء وأن يكون إخبارا، وكونه إخبارا أشرف، لأن ذلك يقتضي حصول الرحمة والبركة لهم، وكونه دعاء إنما يقتضي أنه أمر يترجى ولم يتحصل بعد» . وينظر تفسير البغوي: 2/ 393، وزاد المسير: 4/ 133، وتفسير القرطبي: 9/ 71. (4) هذا بعض آية: 32 من سورة العنكبوت. (5) من قوله تعالى: إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ [آية: 75] . (6) معاني القرآن للفراء: 2/ 23، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 193، ومعاني الزجاج: 3/ 65. (7) رجحه الطبري في تفسيره: 14/ 532، وذكره الزجاج في معاني القرآن: 2/ 473. (8) المحرر الوجيز: 7/ 357، وزاد المسير: 4/ 136، وتذكرة الأريب: 1/ 252، وتفسير القرطبي: 9/ 74. (9) في اللسان: 8/ 95 (ذرع) : «مذراع الدابة: قائمتها تذرع بها إلى الأرض، ومذرعها: ما بين ركبتها إلى إبطها ... » . [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 يَوْمٌ عَصِيبٌ: عصيب بالشر. عصب يومنا يعصب عصابة «1» . 78 يُهْرَعُونَ: يسرعون «2» من الأفعال التي يرفع فيها الفعل بالفاعل، ومثله: أولع وأرعد وزهي «3» . وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ: ألفوا الفاحشة فجاهروا بها. هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ: لو تزوجتم بهن «4» ، أو أراد نساء أمّته. وكلّ نبيّ أبو أمّته وأزواجه أمّهاتهم «5» .   (1) عن غريب القرآن وتفسيره لليزيدي: 177، وتفسير الطبري: 15/ 409. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: (7/ 357، 358) : «و «عصيب» بناء اسم فاعل معناه: يعصب الناس بالشر كما يعصب الخابط السّلمة (ضرب من الشجر) إذا أراد خبطها ونفض ورقها ... ف «عصيب» بالجملة: في موضع شديد وصعب الوطأة» . وانظر تفسير القرطبي: 9/ 74، والدر المصون: 6/ 361. (2) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 206: «يقال: أهرع الرجل: إذا أسرع على لفظ ما لم يسم فاعله، كما يقال: أرعد. ويقال: جاء القوم يهرعون، وهي رعدة تحل بهم حتى تذهب عندها عقولهم من الفزع والخوف إذا أسرعوا» . (3) زاد المسير: 4/ 137، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 32، وتفسير القرطبي: 9/ 75، وفي تهذيب اللّغة: 6/ 371: «زهى فلان: إذا أعجب بنفسه» . (4) قال الماوردي في تفسيره: 2/ 226: «فإن قيل كيف يزوجهم ببناته مع كفر قومه وإيمان بناته؟ قيل عن هذا ثلاثة أجوبة: أحدها: أنه كان في شريعة لوط يجوز تزويج الكافر بالمؤمنة، وكان هذا في صدر الإسلام جائزا حتى نسخ، قاله الحسن. الثاني: أنه يزوجهم على شرط الإيمان كما هو مشروط بعقد النكاح. الثالث: أنه قال ذلك ترغيبا في الحلال وتنبيها على المباح ... » . وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 67، ومعاني النحاس: 3/ 368، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 34. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 414 عن مجاهد. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 368، والماوردي في تفسيره: 2/ 226 عن مجاهد أيضا. وهذا القول باطل من وجوه: الأول: النبي ليس أبا لأمته ولا أزواجه أمهاتهم وإنما هو أب للمؤمنين وأزواجه أمهات للمؤمنين. الثاني: عرضه بناته عليهم ليس على إطلاقه وإنما هو تنبيه إلى الحلال بشرطه. الثالث: أن قوله: بَناتِي لا يلزم منه أن تكفي للجميع، وإنما تنبيه إلى الفطرة التي خلق الإنسان عليها لحفظ النسل وبدأ ببناته للترغيب والتنبيه إلى الفطرة التي تجاهلوها بعصيانهم وفسوقهم، وهي كما تتحقق في بناته تتحقق في سائر البنات لكن بالنسبة لبناته هو المالك لعصمتهن فبدأ بهن. وكيف يدعى أبوة لا يسلم الخصم بأبوته، ومن يريد إحجاج خصمه فلا بد أن يبدأ بمقدمة مسلمة منه ليبني عليها حكمه، وإلّا لقالوا: ومن أعطاك هذا الحق؟. ويؤيد ذلك أيضا قولهم: «ما لنا في بناتك من حق» وإلا فقالوا: وهل هن بناتك حتى تعرضهن علينا؟ ويكون فيه أيضا إجراء الحق على ظاهره دون حاجة إلى تأويل. وينظر أضواء البيان: (3/ 34، 35) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 79 ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ: من حاجة «1» ، فجعلوا تناول ما لا حاجة فيه كتناول ما لا حق فيه. 80 رُكْنٍ شَدِيدٍ: عشيرة منيعة «2» . 81 بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ: نصف الليل، كأنه قطع بنصفين «3» . وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ: أي: إلى ماله ومتاعه لئلا يفترهم عن   (1) تفسير الماوردي: 2/ 227، وزاد المسير: 4/ 139. قال الفخر الرازي في تفسيره: 18/ 35: «وفيه وجوه: الأول: ما لنا في بناتك من حاجة ولا شهوة، والتقدير أن من احتاج إلى شيء فكأنه حصل له فيه نوع حق، فلهذا السبب جعل نفي الحق كناية عن نفي الحاجة. الثاني: أن نجري اللفظ على ظاهره، فنقول: معناه إنهن لسن لنا بأزواج ولا حق لنا فيهن ألبتة. ولا يميل أيضا طبعنا إليهن فكيف قيامهن مقام العمل الذي نريده وهو إشارة إلى العمل الخبيث. الثالث: ما لنا في بناتك من حق لأنك دعوتنا إلى نكاحهن بشرط الإيمان ونحن لا نجيبك إلى ذلك فلا يكون لنا فيهن حق» . (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 24، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 294، وتفسير الطبري: 15/ 418، وتفسير الماوردي: 2/ 227، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 36. (3) عن تفسير الماوردي: 2/ 228. وانظر تفسير الفخر الرازي: 18/ 37، وتفسير القرطبي: 9/ 80. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 الخروج «1» ، وإلا ففي لفتة النّظر عبرة. 82 سِجِّيلٍ: حجارة صلبة «2» ، قيل: إنها معربة «سنك» و «كل» «3» ، بل هو «فعيل» مثل السّجل في الإرسال «4» . والسّجل: الدّلو «5» ، وقيل: من أسجلته: أرسلته من السّجل والإرسال «6» . مَنْضُودٍ: نضد: جمع «7» . 83 مُسَوَّمَةً: معلمة باسم من يرمى به «8» .   (1) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 228، وقال: «حكاه علي بن عيسى» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 18/ 37، وتفسير القرطبي: 9/ 80. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 296، وتفسير الطبري: 15/ 433، وتفسير الماوردي: 2/ 230. (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 207، وتفسير الطبري: 15/ 433. وينظر المعرّب للجواليقي: 229، والمهذّب للسيوطي: 96. (4) ذكره الطبريّ في تفسيره: 15/ 435. وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: «والذي أراه أرجح وأصح، أنها عربية، لأنها لو كانت معرّبة عن «سنك» و «كل» بمعنى: حجارة وطين، لما جاءت وصفا للحجارة، لأن لفظها حينئذ يدل على الحجارة، فلا يوصف الشيء بنفسه» . راجع هامش المعرّب: 229. (5) في تهذيب اللغة للأزهري: 10/ 584: «وهو الدّلو ملآن ماء، ولا يقال له وهو فارغ: سجل ولا ذنوب» . وانظر اللسان: 11/ 325 (سجل) . (6) تهذيب اللّغة: 10/ 586، واللسان: 11/ 326 (سجل) . وفي تفسير الماوردي: 2/ 230: «يقال: أسجلته أي: أرسلته، ومنه سمي الدلو سجلا لإرساله في البئر فكأن «السجيل» هو المرسل عليهم» . [ ..... ] (7) ينظر غريب القرآن لليزيدي: 177، ومعاني النحاس: 3/ 371، والصحاح: 2/ 544، واللسان: 3/ 424 (نضد) . (8) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 146، والفخر الرازي في تفسيره: 18/ 40 عن الربيع. وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 230، وابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 373، والقرطبي في تفسيره: 9/ 83، وابن كثير في تفسيره: 4/ 271 دون عزو. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 عِنْدَ رَبِّكَ: في خزانته التي لا يملكها غيره، رجم بهذه الحجارة من غاب عن المؤتفكات «1» . وقيل «2» : رجموا أولا ثم قلبت المدائن. وفي الحديث «3» : «أن جبريل- عليه السّلام- أخذ بعروتها الوسطى ثم حرجم بعضها على بعض «4» ، ثم أتبع شذّاذ «5» القوم صخرا من سجّيل» . يقال: حرجم الطعام: أكله بعنف. وعن زيد «6» بن أسلم: أن السّجيل السماء الدنيا، والسّجين الأرض   (1) المؤتفكات: سمّيت بذلك للانتقال والانقلاب. وقيل: المؤتفكة مدينة بقرب سلمية بالشام. معجم البلدان: 5/ 219، ومراصد الاطلاع: 3/ 1329، والروض المعطار: 566. (2) لم أقف على هذا القول، ويدفعه ظاهر الآية الذي يفيد بأنهم عوقبوا بالرجم بعد أن قلبت المدائن بهم، قال تعالى: فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ، وعلى هذا الترتيب جرت التفاسير. ينظر تفسير الطبري: (15/ 441، 442) ، وتفسير الماوردي: 2/ 229، وتفسير النسفي: 2/ 200، والبحر المحيط: 5/ 249، والدر المنثور: 4/ 463. (3) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: (15/ 441، 442) عن قتادة والسدي. وذكره ابن كثير في تفسيره: 4/ 271 عن قتادة. قال الشوكاني في فتح القدير: 2/ 517: «وقد ذكر المفسرون روايات وقصصا في كيفية هلاك قوم لوط طويلة متخالفة، وليس في ذكرها فائدة لا سيما وبين من قال بشيء من ذلك وبين هلاك قوم لوط دهر طويل لا يتيسر له في مثله إسناد صحيح، وذلك مأخوذ عن أهل الكتاب، وحالهم في الرواية معروف، وقد أمرنا بأنا لا نصدقهم ولا نكذبهم ... » . (4) ينظر الصحاح: 5/ 1898 (حرجم) ، والنهاية: 1/ 362. (5) أي ما تفرق منهم. (6) هو زيد بن أسلم العدوي، المدني، الإمام التابعي، الفقيه الثقة. روى عن جماعة من الصحابة، وأرسل عن جابر، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وعائشة، وعلي رضي الله عنهم. وروى عنه مالك بن أنس، وابن جريج وغيرهما. قال عنه الحافظ ابن حجر: «ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومائة» ، وذكره في المرتبة الأولى من المدلسين الذين يقبل حديثهم. ترجمته في الكاشف: 1/ 336، وتقريب التهذيب: 222، وتعريف أهل التقديس لابن حجر: 37. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 السفلى «1» . 91 لَرَجَمْناكَ: لرميناك بالحجارة، أو لشتمناك «2» . 92 وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا: منسيا، كقوله «3» : وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً: [أي] «4» ذليلا هيّنا كالشيء المنسي «5» ، أو نبذتم أمره وراء ظهوركم. /. [45/ ب] ظهرت به: أعرضت [عنه] «6» وولّيته ظهري «7» . 93 اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ: تهديد بصيغة الأمر، أي: كأنكم أمرتم بأن تكونوا كذلك كافرين، والمكانة: التمكن من العمل «8» . 98 يَقْدُمُ قَوْمَهُ: يتقدمهم «9» ، أو يمشي على قدمه.   (1) الأثر في تفسير الطبري: 15/ 434 عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بلفظ: «السماء الدنيا اسمها «سجيل» ، وهي التي أنزل الله على قوم لوط» . كذا ورد في تفسير الماوردي: 2/ 230، والمحرر الوجيز: 7/ 370، وزاد المسير: 4/ 144، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 39، وتفسير القرطبي: 9/ 82- كلهم- عن ابن زيد. وقد ضعّف ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز: 7/ 371 فقال: «وهذا ضعيف» . ويرده وصفه ب «منضود» . (2) نقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 385 عن ابن زيد. وذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 235، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 153، والفخر الرازي في تفسيره: 18/ 51، وتفسير القرطبي: 9/ 91 دون عزو. (3) سورة الفرقان: آية: 55. (4) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 77، ومفردات الراغب: 317، واللسان: 4/ 522 (ظهر) . (6) عن نسخة «ج» . [ ..... ] (7) اللسان: (4/ 522، 523) (ظهر) . (8) تفسير الطبري: 15/ 463، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 52. (9) في معاني القرآن للزجاج: 3/ 76: «يقال: قدمت القوم أقدمهم قدما وقدوما إذا تقدمتهم، أي يقدمهم إلى النار، ويدل على ذلك قوله: فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 99 بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ: بئس العطية النار بعد الغرق «1» . والرّفد: العون على الأمر «2» ، وارتفدت منه: أصبت من كسبه. 100 قائِمٌ وَحَصِيدٌ: عامر وخراب «3» ، أو قائم على بنائه وإن خلا من أهله. وَحَصِيدٌ: مطموس العين والأثر «4» . والتتبيب «5» والتباب: الهلاك، وقيل «6» : الخسران. و «الزّفير» «7» الصّوت في الحلق، والشّهيق في الصدر «8» ، فالشّهيق   (1) ذكره الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 336 عن الكلبي. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 156 إلى الكلبي ومقاتل. قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 208: «الرّفد: العطية، يقال: رفدته أرفده، إذا أعطيته وأعنته. والْمَرْفُودُ المعطي. كما تقول: بئس العطاء والمعطي» . (2) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 298: «مجازه: العون المعان، يقال: رفدته عند الأمير، أي أعنته، وهو من كل خير وعون، وهو مكسور الأول، وإذا فتحت أوله فهو القدح الضخم ... » . وانظر تفسير الطبري: 15/ 468، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 77. (3) تفسير الطبري: 15/ 470، وتفسير الماوردي: 2/ 337. (4) تفسير الطبري: 15/ 471، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 379. (5) من قوله تعالى: وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ [آية: 101] . (6) ورد هذان المعنيان في اللّغة. ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 299، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 209، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 77، ومعاني النحاس: 3/ 379، وتهذيب اللغة: 14/ 256، والصحاح: 1/ 90، واللسان: 1/ 226 (تبب) . (7) من قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ [آية: 106] . (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 480 عن أبي العالية. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 238 عن الربيع بن أنس. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 159، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال أبو العالية، والربيع بن أنس» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 أمدّ من شاهق الجبل، والزّفير أنكر من «الزّفر» وهو الحمل العظيم «1» . 107 إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ: أي: من أهل التوحيد حتى تلحقهم رحمة الله «2» أو ما شاء ربك من الزيادة عليها، ويستدل بهذا في قوله: لك عليّ ألف إلّا ألفين على أنه إقرار بثلاثة آلاف، لأنه استثناء زائد من ناقص، كأنّه [قال] «3» : لك عليّ ألف سوى ألفين «4» . 108 وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا: من قرأ: سُعِدُوا «5» فعلى حذف الزيادة من أسعدوا، ك مجنون ومحبوب، والفعل أجنّه وأحبّه «6» . غَيْرَ مَجْذُوذٍ: غير مقطوع «7» .   (1) في تفسير الماوردي: 2/ 238، عن علي بن عيسى قال: «الزفير تردد النفس من شدة الحزن، مأخوذ من «الزفر» وهو الحمل على الظهر لشدته، والشهيق النفس الطويل الممتد، مأخوذ من قولهم: جبل شاهق، أي: طويل» . وانظر هذا القول في زاد المسير: 4/ 159، وتفسير القرطبي: (9/ 98، 99) ، واللسان: 4/ 325 (زفر) . (2) ذكره ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 77 وقال: «وهو أن يكون الاستثناء من الخلود مكث أهل الذنوب من المسلمين في النار حتى تلحقهم رحمة الله، وشفاعة رسوله، فيخرجوا منها إلى الجنة. فكأنه قال سبحانه: خالدين في النار ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من إخراج المذنبين المسلمين إلى الجنة وخالدين في الجنة ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك من إدخال المذنبين النار مدة من المدد، ثم يصيرون إلى الجنة. (3) عن نسخة «ج» . [ ..... ] (4) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 79، ونحوه في معاني الفراء: 2/ 28. وانظر معاني النحاس: 3/ 382، والدر المصون: 6/ 394. (5) بضم السين، قراءة حمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص. السبعة لابن مجاهد: 339، والتبصرة لمكي: 225، والتيسير للداني: 126. (6) تفسير الطبري: 15/ 486، والكشف لمكي: 1/ 536، والبيان لابن الأنباري: 2/ 28، والتبيان للعكبري: 2/ 715. (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 299، وغريب القرآن لليزيدي: 178، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 210، والمفردات للراغب: 90. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 109 فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ: لا تشك في كفرهم. 111 وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ: بالتشديد «1» بمعنى: «إلّا» «2» ، كقوله «3» : لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ لأن «لم» و «لا» للنفي فضمّت إلى إحداهما «ما» وإلى الأخرى «إن» وهما أيضا للنفي، فكان سواء، وكان «لممّا» . قال الفراء «4» : أصله «لمن ما» ، فأدغم النون فصار «ممّا» فخفف وأدغم الميم المفتوحة ليوفينهم وما بمعنى من فحذفت إحدى الميمات لكثرتها. أو هي من لممت الشّيء: جمعته «5» ، ولم يصرف مثل: «شتى»   (1) بتخفيف «إن» وتشديد «لمّا» وهي قراءة عاصم في رواية شعبة. ينظر السبعة لابن مجاهد: 339، والتبصرة لمكي: 225، والتيسير للداني: 126 وقد ذكر السمين الحلبي في الدر المصون: 6/ 409 هذا الوجه في توجيه هذه القراءة ضمن ثمانية أوجه أوردها في ذلك. (2) اختاره الزجاج في معاني القرآن: 3/ 81. وذكر الفراء هذا الوجه في معاني القرآن: 2/ 29، وقال: وأما من جعل «لمّا» بمنزلة «إلّا» فإنه وجه لا نعرفه. وقد قالت العرب: بالله لمّا قمت عنا، وإلا قمت عنا، فأما في الاستثناء فلم يقولوه في شعر ولا في غيره ألا ترى أن ذلك لو جاز لسمعت في الكلام: ذهب الناس لمّا زيدا» . ورده- أيضا- الطبري في تفسيره: 15/ 496، والسمين الحلبي في الدر المصون: 6/ 409. (3) سورة الطارق: آية: 4. (4) معاني القرآن: 2/ 29. وقد رد الزجاج هذا القول في معاني القرآن: 3/ 81 فقال: «وهذا القول ليس بشيء، لأن «من» لا يجوز حذفها لأنها اسم على حرفين. ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 410 تضعيف أبي علي الفارسي لقول الفراء ونصه: «وهذا ضعيف، وقد اجتمع في هذه السورة ميمات أكثر من هذه في قوله: أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ولم يدغم هناك فأحرى ألّا يدغم هنا» . (5) ذكره النحاس في إعراب القرآن: 2/ 306 عن أبي عبيد القاسم بن سلام. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 82، والمحرر الوجيز: 7/ 411. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 و «تترى» ، أي: وإن كلا جميعا ليوفينهم، أو «لمّا» فيه معنى الظرف «1» وقد دخل الكلام اختصار، كأنه: وإنّ كلّا لمّا بعثوا ليوفينهم ربك أعمالهم ولإشكال هذا الموضع قال الكسائي «2» : ليس لي بتشديد لَمَّا علم، وإنّما نقرأ كما أقرئنا. وأمّا لما بالتخفيف «3» ف «ما» بمعنى «من» «4» ، كقوله «5» : فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ، أو هو لام القسم دخلت على «ما» التي [46/ أ] للتوكيد «6» . «زلف «7» اللّيل» : ساعاته «8» . 116 فَلَوْلا كانَ: فهلّا كان، تعجيب وتوبيخ. إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنا: استثناء منقطع لأنه إيجاب لم يتقدمه نفي «9» .   (1) بمعنى حين، وهو نظير قوله تعالى: إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا [يونس: آية: 98] . وقوله: فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات: آية: 103] . ينظر رصف المباني: 354. (2) ينظر قول الكسائي في حجة القراءات: (352، 353) ، والكشف لمكي: 1/ 538، ومشكل إعراب القرآن: 1/ 375، والمحرر الوجيز: 7/ 411، والبيان لابن الأنباري: 2/ 29، والدر المصون: 6/ 414. (3) وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، والكسائي. السبعة لابن مجاهد: 339، وإعراب القرآن للنحاس: (2/ 304، 305) . (4) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 28، والطبري في تفسيره: 15/ 497. وانظر حجة القراءات: 350، وتفسير القرطبي: 9/ 105، والدر المصون: 6/ 412. قال أبو حيان في البحر: 5/ 367: «وهذا وجه حسن ومن إيقاع «ما» على من يعقل ... » . (5) سورة النساء: آية: 3. [ ..... ] (6) الكشاف: 2/ 295، والبحر المحيط: 5/ 267، والدر المصون: 6/ 412. (7) من قوله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ [آية: 114] . (8) معاني القرآن للفراء: 2/ 30، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 300، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 210، وتفسير الطبري: 15/ 505. (9) قال الزجاج في معاني القرآن: 3/ 83: «المعنى: لكنّ قليلا ممّن أنجينا منهم من نهى عن الفساد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِ: هلكوا وتبعتهم آثارهم وديارهم. 117 لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ: أي: بظلم منه، تعالى عنه. 118 وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ: أي: في الآراء والديانات «1» . 119 إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ: من أهل الحق «2» ، أو مختلفين في الأحوال «3» ليأتلفوا بالاختلاف إلا من رحم ربك بالرضا والقناعة. وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ: للاختلاف «4» ، أو للرحمة «5» ، ولم يؤنث على معنى المصدر، أي: خلقهم ليرحمهم. 120 وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ: في هذه السورة «6» ، ............   (1) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 15/ 131 عن عطاء، والحسن. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 242 عن مجاهد، وعطاء. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 532، 533) عن ابن عباس، ومجاهد. (3) من الفقر والغنى، ذكره المؤلف في كتابه وضح البرهان: 1/ 447. وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 534 عن الحسن. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 242، وابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 424، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 172 عن الحسن. قال ابن عطية: «وهذا قول بعيد معناه من معنى الآية» . (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 535 عن الحسن. ورجحه بقوله: «لأن الله جل ذكره ذكر صنفين من خلقه: أحدهما أهل اختلاف وباطل، والآخر أهل حق، ثمّ عقّب ذلك بقوله: وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ، فعمّ بقوله: وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ، صفة الصنفين، فأخبر عن كل فريق منهما أنه ميسّر لما خلق له ... » . (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 536، 537) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة، والضحاك. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 540- 542) عن أبي موسى، وابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والحسن، وسعيد بن جبير، وأبي العالية، والربيع بن أنس. واختاره الفراء في معانيه: 2/ 30، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 211، والزجاج في معاني القرآن: 3/ 84. ورجحه الطبري في تفسيره: 15/ 543، وقال: «لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن- الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 وقيل «1» : في هذه الدنيا. 121 اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ: على ما أنتم عليه «2» ، أو على شاكلتكم التي تمكنتم عليها. 123 وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ: قال عليه السلام: «من أحبّ «3» أن يكون أقوى النّاس فليتوكل على الله» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 542، 543) عن قتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 243، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 173 عن الحسن، وقتادة. (2) معاني القرآن للنحاس: 3/ 392، والكشاف: 2/ 299، وزاد المسير: 4/ 174. (3) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التوكل على الله: 44، والحاكم في المستدرك: 4/ 270، كتاب الأدب، وأبو نعيم في الحلية: 3/ 218 عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا. وفي إسناد ابن أبي الدنيا عبد الرحيم بن زيد العمّي، وهو ضعيف جدا، وكذبه ابن معين، كما في تقريب التهذيب: 354. وفي إسناد الحاكم هشام بن زياد، وصفه الذهبي في التلخيص بقوله: «متروك» ، وفيه أيضا محمد بن معاوية، قال عنه الذهبي: كذبه الدارقطني، ثم قال: «فبطل الحديث» . وأورد المناوي هذا الأثر في فيض القدير: 6/ 150، وزاد نسبته إلى إسحاق بن راهويه، وعبد بن حميد، وأبي يعلى، والطبراني، والبيهقي في الزهد من طريق هشام. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 ومن سورة يوسف 3 نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ: نبين لك أحسن البيان. 4 يا أَبَتِ: يا أبي «1» ، و «التاء» للمبالغة، ك «العلّامة» و «النسّابة» ، أو للتفخيم، ك «يوم القيامة» [للقيام] «2» ، أو منقلبة عن الواو المحذوفة من لام الفعل مثل: «كلتا» فأصلها «كلوا» . وأعاد رَأَيْتُهُمْ لأنّها رؤية سجودهم له، والأولى رؤيته إياهم «3» . والسجود: الخضوع «4» ، والسجود من أفعال ذوي العقل فجاء ساجِدِينَ فيمن «5» لا يعقل على صيغة العقل، كقوله «6» : يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ. 5 يا بُنَيَّ: ثلاث ياءات: ياء التصغير، والأصلية، وياء الإضافة   (1) جاء بعده في كتاب وضح البرهان للمؤلف: 1/ 449: «فحذفت ياء الإضافة، وهذه التاء للمبالغة ... » . [ ..... ] (2) عن نسخة «ج» . (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 245، وذكره- أيضا- الفخر الرازي في تفسيره: 18/ 89 وظاهر هذا القول أن الرؤية تكررت، وسياق الآية لا يدل عليه، وإنما إعادة الفعل لتأكيد المعنى لأنه إخبار عن رؤية منامية فلئلا يتوهم الغلط والنسيان أكد الفعل ولم يعطف. قال أبو حيان في البحر المحيط: 5/ 280: «والظاهر أن رَأَيْتُهُمْ كرر على سبيل التوكيد للطول بالمفاعيل ... » . وينظر الدر المصون: (6/ 436، 437) . (4) عن تفسير الماوردي: 2/ 245، وينظر البحر المحيط: 5/ 280، والدر المصون: 6/ 437. (5) في «ج» : فيما. (6) سورة النمل: آية: 18. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 حذفت اجتزاء بالكسرة. 8 أَبانا لَفِي ضَلالٍ: غلط في تدبير أمر الدّنيا «1» إذ نحن أنفع له منه. 15 فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ: محذوف الجواب «2» ، والكوفيون يجعلون أَجْمَعُوا جوابا «3» ، والواو مقمحة «4» ، وإقحامها لم يثبت بحجة ولا له وجه في القياس. غَيابَتِ الْجُبِّ: أسفله حيث يغيب عن الأبصار «5» . 17 نَسْتَبِقُ: ننتضل، من السباق في الرّمي، أو نستبق بالعدو. / أيّنا [46/ ب] أسرع. 19 يا بُشْرى: موضع الألف فتح، منادى مضاف «6» . وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً: المدلي ومن معه لئلا يسألوهم الشركة لرخص ثمنه «7» .   (1) قال القرطبي في تفسيره: 9/ 131: «لم يريدوا ضلال الدين، إذ لو أرادوا لكانوا كفارا، بل أرادوا لفي ذهاب عن وجه التدبير، في إيثار اثنين على عشرة مع استوائهم في الانتساب إليه. (2) الكشاف: 2/ 306، والبيان لابن الأنباري: 2/ 35، والتبيان للعكبري: 2/ 725، والبحر المحيط: 5/ 287، والدر المصون: 6/ 453. (3) ذكره الطبري في تفسيره: 15/ 575. وينظر الإنصاف لابن الأنباري: 2/ 456، والبحر المحيط: 5/ 287. (4) في «ج» : وادعو أن الواو مقحمة.. (5) ينظر تفسير الطبري: 15/ 566، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 93، ومعاني النحاس: 3/ 400، والمفردات للراغب: 367. (6) هذا التوجيه على قراءة من أثبت الألف، وهذه القراءة لابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر. ينظر السبعة لابن مجاهد: 347، وحجة القراءات: 357، والكشف لمكي: 2/ 7، والبحر المحيط: 5/ 290، والدر المصون: 6/ 459. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 4، 5) عن مجاهد. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 406، والماوردي في تفسيره: 2/ 253 عن مجاهد أيضا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 20 وَشَرَوْهُ: باعوه «1» ، بِثَمَنٍ بَخْسٍ: ظلم «2» . وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ: لعلمهم بظلمهم، وذلك أن إخوته جاءوا إلى البئر ليبحثوا عنه فإذا هم به في يد الواردين، فقالوا: عبدنا وبضاعتنا ثم باعوه منهم «3» . 22 وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ: كمال القوة، من ثمانية عشر إلى ستين «4» .   (1) وهو من الأضداد. ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 304، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 214، والأضداد لابن الأنباري: 72. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 12 عن قتادة. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 407، والماوردي في تفسيره: 2/ 254، وابن عطية في المحرر الوجيز: (7/ 465، 466) عن قتادة أيضا. ورجح الزجاج في معاني القرآن: 3/ 98 هذا القول فقال: «لأن الإنسان الموجود (الحر) لا يحل بيعه» . [ ..... ] (3) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 8 عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق محمد بن سعد عن أبيه ... » ، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء تقدم بيان أحوالهم ص (135) . وليس في سياق الآيات ما يدل على هذا المعنى، بل العكس، فقد كانوا يحاولون التخلص منه واتفقت كلمتهم على أن يلقوه في البئر بإدلائه في البئر، ثم تركوه فكيف يرجعون للبحث عنه؟. أما الذين باعوه فهم الذين أدلوا دلوهم في البئر ووجدوه واصطحبوه معهم وباعوه على الذي اشتراه من مصر، وكانوا فيه من الزاهدين لظنهم أنه لا يرغب في شرائه أحد، إما لصغره، أو لضعفه بسبب ما لحقه من أذى إخوته. (4) ذكره الطبري في تفسيره: 16/ 21. وأورد أقوالا أخرى في ذلك ثم قال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله أخبر أنه آتى يوسف لما بلغ أشده حكما وعلما، و «الأشد» هو انتهاء قوته وشبابه، وجائز أن يكون آتاه ذلك وهو ابن ثماني عشرة سنة، وجائز أن يكون آتاه وهو ابن عشرين سنة، وجائز أن يكون آتاه وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، ولا دلالة له في كتاب الله، ولا أثر عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولا في إجماع الأمة، على أيّ ذلك كان. وإذا لم يكن ذلك موجودا من الوجه الذي ذكرت، فالصواب أن يقال فيه كما قال عز وجل، حتى تثبت حجة بصحة ما قيل في ذلك من الوجه الذي يجب التسليم له، فيسلم لها حينئذ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 23 وَراوَدَتْهُ: طلبته بهوى وميل من الإرادة، وجاءت على المفاعلة لأنها في موضع دواعي الطبعين. هَيْتَ لَكَ: هلمّ إلى ما هو لك «1» . إِنَّهُ رَبِّي: أي: العزيز «2» مالكي حكما، بل الله ربي أحسن مثواي في طول مقامي. 24 وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ: تقديره: ولولا أن رأى برهان ربّه همّ بها «3» ، بدليل صرف السوء والفحشاء عنه ولأن لَوْلا أَنْ رَأى شرط فلا يجعل الكلام مطلقا. وقيل: همّ بها من قبل الشهوة التي جبل الإنسان عليها لا بعلّة «4» ، والثواب على قمعها في [وقت] «5» غلبتها.   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 305، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 215، ومعاني الزجاج: 3/ 99. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 31 عن مجاهد. وذكره الزجاج في معانيه: 3/ 101 ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 258 عن مجاهد، وابن إسحاق، والسدي. وقال البغوي في تفسيره: 2/ 418: «وهذا قول أكثر المفسرين» . (3) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 3/ 101. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 259، وابن الجوزي في زاد المسير: (4/ 205، 206) عن قطرب. ويكون هذا المعنى على أن في الكلام تقديما وتأخيرا. قال ابن الجوزي: «فلما رأى البرهان، لم يقع منه الهم، فقدّم جواب «لولا» عليها، كما يقال: قد كنت من الهالكين، لولا أن فلانا خلصك، لكنت من الهالكين ... » . زاد المسير: 4/ 205. (4) يعني ليس بدافع نفسي فاسد من الميل إلى الوقوع في المحرم. (5) في الأصل و «ج» : «وزن» ، والمثبت في النص عن «ك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 ويحكى أن سليمان «1» بن يسار علقته بعض نساء المدينة من صميم شرفها وحسنات دهرها، ودخلت عليه من كل مدخل، ففر من المدينة فرأى يوسف في المنام فقال له: أنت الذي هممت فقال يوسف: وأنت الذي لم تهم «2» . 30 قَدْ شَغَفَها حُبًّا: بلغ حبّه شغاف قلبها «3» ، كما يقال: رأسه، ودمغه «4» . و «الشّغاف» : غلاف القلب جلدة بيضاء «5» . وقيل: الشّغاف: داء تحت الشّراسيف «6» أصابها من حبّه ما يصيب من الشغاف.   (1) هو سليمان بن يسار الهلالي، المدني، أحد الفقهاء السبعة. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: 255: «ثقة» ، فاضل، من كبار الثالثة، مات بعد المائة» . ترجمته في: طبقات ابن سعد: 5/ 174، وطبقات الفقهاء للشيرازي: 60، وتذكرة الحفاظ: 1/ 91، وسير أعلام النبلاء: 4/ 444. (2) أخرج أبو نعيم نحو هذه الرواية في حلية الأولياء: (2/ 190، 191) عن مصعب بن عثمان. وأوردها الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: 4/ 446، وعقّب عليها بقوله: فإنّ هذا يقتضي أن تكون درجة الولاية أرفع من درجة النبوة وهو محال ولو قدّرنا يوسف غير نبي فدرجته الولاية، فيكون محفوظا كهو ولو غلقت على سليمان الأبواب، وروجع في المقال والخطاب، والكلام والجواب مع طول الصحبة لخيف عليه الفتنة وعظيم المحنة، والله أعلم. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 308، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 215. (4) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 215: «يقال: قد شغفت فلانا، إذا أصبت شغافه. كما يقال: كبدته، إذا أصبت كبده. وبطنته: إذا أصبت بطنه» . وينظر تفسير الطبري: 16/ 63، والصحاح 4/ 1382، واللسان: 9/ 179 (شغف) . (5) تهذيب اللّغة: 16/ 175، واللسان: 9/ 179 (شغف) . (6) الشراسيف: جمع شرسوف بوزن عصفور، وهو غضروف معلق بكل ضلع مثل غضروف الكتف. اللسان: 9/ 175 (شرسف) . وفي تهذيب اللّغة: 16/ 177 عن الأصمعي: «أن الشغاف داء في القلب، إذا اتصل بالطحال قتل صاحبه» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 105، والصحاح: 4/ 1382 (شغف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 31 وَأَعْتَدَتْ: من «العتاد» «1» ، مُتَّكَأً: مجلسا «2» ، أو وسادة، أو طعاما «3» لأن الضيف يطعم ويكرم على متّكاء يطرح له، تقول العرب: اتكأنا عند فلان، أي: طعمنا «4» . أكبرن: أعظمن «5» ، وقيل «6» : حضن، وليست من كلام العرب، وعسى أن يكون من شدة ما أعظمنه حضن. 32 فَاسْتَعْصَمَ: امتنع طالبا للعصمة. 33 السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ: أي: حبيب «7» ، لا أن الحبّ جمعهما، ثم السجن أحب إليّ من الفحشاء «8» /. [47/ أ] .   (1) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 308: «أفعلت من العتاد، ومعناه: أعدت له متكئا» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 216، وتفسير الطبري: 16/ 69، ومعاني الزجاج: 3/ 105. [ ..... ] (2) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 42، والطبري في تفسيره: 16/ 70. (3) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 216، وأخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 72- 74) عن مجاهد، وقتادة، وعكرمة، وابن إسحاق، وابن زيد. (4) عن تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 216. (5) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 309، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 217، وأخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 75، 76) عن مجاهد، وقتادة، والسدي، وابن زيد. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 422 عن مجاهد، ثم قال: «وهذا هو الصحيح» . (6) أورده أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 309 فقال: «ومن زعم أن أَكْبَرْنَهُ: حضن، فمن أين؟ وإنما وقع عليه الفعل ذلك، لو قال: أكبرن، وليس في كلام العرب أكبرن: حضن، ولكن عسى أن يكون من شدة ما أعظمنه حضن» . وأورد هذا القول أيضا الطبري في تفسيره: 16/ 76، والزجاج في معاني القرآن: 3/ 106، والنحاس في معانيه: 3/ 422، وجميعهم ضعف هذا القول. (7) العبارة في «ج» : أي: حبيب لأن «أفعل» يقتضي أن الحب جمعهما ... (8) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 16/ 88 عن السدي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 أَصْبُ: أمل «1» . 36 مِنَ الْمُحْسِنِينَ: في عبارة الرؤيا «2» ، وقيل «3» : كان يداوي مرضاهم، ويعزّي حزينهم، ويعين المظلوم، وينصر الضعيف، ويجتهد في عبادة ربه. 37 لا يَأْتِيكُما طَعامٌ تُرْزَقانِهِ: كان يخبر بما غاب مثل عيسى عليه السلام «4» ، فقدم هذا على التعبير ليعلما ما خصّه الله به. و «التأويل» الخبر عما حضر بما يؤول إليه فيما غاب. 42 فَأَنْساهُ الشَّيْطانُ ذِكْرَ رَبِّهِ: أي: ذكر يوسف لملكه «5» ، أو أنسى   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 311، وتفسير الطبري: 16/ 88، ومعاني النحاس: 3/ 424، وقال الزجاج في معانيه: 3/ 108: «يقال: صبا إلى اللهو يصبو صبوا، وصبيّا، وصبّا، إذا مال إليه» . (2) ذكره النحاس في معاني القرآن: 3/ 426. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 269، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 223 عن ابن إسحاق. (3) أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 98 عن الضحاك، وقتادة. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 426، والماوردي في تفسيره: 2/ 268، والقرطبي في تفسيره: 9/ 190 عن الضحاك. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 223، وقال: «رواه مجاهد عن ابن عباس» . (4) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 269 عن الحسن رحمه الله تعالى. وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 224، والقرطبي في تفسيره: 9/ 191. (5) فيكون الناسي على هذا القول صاحبه الذي كان معه في السجن. وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 109، 110) عن ابن إسحاق، ومجاهد، وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 271 عن ابن إسحاق. قال النحاس في معانيه: 3/ 428: «وذلك معروف في اللغة أن يقال للسيد: رب ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 الشيطان أن يذكر الله «1» وسوّل له الاستعانة بغيره وزيّن الأسباب التي ينسى معها. والبضع ما دون العشر، من ثلاث إلى عشر «2» . 44 أَضْغاثُ أَحْلامٍ: أخلاطها وألوانها «3» ، و «الضّغث» : ملء الكف من الحشيش الذي فيه كل نبت «4» ، والضغث: ما اختلط من الأمر «5» . وفي حديث عمر «6» - رضي الله عنه-: «اللهم إن كتبت عليّ إثما أو ضغثا فامحه عنّي فإنك تمحو ما تشاء» . 45 وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ: بعد انقضاء أمّة من الناس «7» .   (1) يكون الناسي على هذا القول يوسف عليه السلام. ذكره الطبري في تفسيره: 16/ 111، والزجاج في معانيه: 3/ 112. ونقله النحاس في معاني القرآن: 3/ 429 عن مجاهد. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 227 إلى مجاهد، ومقاتل، والزجاج. (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 271 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 517: «والبضع في كلام العرب اختلف فيه، فالأكثر على أنه من الثلاثة إلى العشرة، قاله ابن عباس، وعلى هذا هو فقه مالك رحمه الله في الدعاوى والأيمان» . وقال الطبري في تفسيره: 16/ 115: «والصواب في «البضع» ، من الثلاث إلى التسع، إلى العشر، ولا يكون دون الثلاث. وكذلك ما زاد على العقد إلى المائة، وما زاد على المائة فلا يكون فيه بضع. [ ..... ] (3) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 217، وتفسير الطبري: 16/ 117، وتفسير الماوردي: 2/ 272. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 312، وغريب القرآن لليزيدي: (183، 184) ، وتفسير الطبري: 16/ 117، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 112، وتفسير الماوردي: 2/ 272، والمفردات للراغب: 297، واللسان: 2/ 164 (ضغث) . (5) اللسان: 2/ 163 (ضغث) . (6) الحديث في الفائق للزمخشري: 2/ 341، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 12، والنهاية: 3/ 90، وتهذيب اللغة للأزهري: 8/ 5. قال ابن الأثير: «أراد عملا مختلطا غير خالص. من ضغث الحديث إذا خلطه، فهو فعل بمعنى مفعول. ومنه قيل للأحلام الملتبسة: أضغاث» . (7) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 273 عن الحسن رحمه الله تعالى. والقول المشهور في المراد ب «الأمّة» هنا هو الحين من الدهر، وقد أخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 120، 121) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والسدي، وعكرمة. وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 113، ومعاني النحاس: 3/ 432، والمحرر الوجيز: 7/ 522، وتفسير القرطبي: 9/ 201. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 47 تَزْرَعُونَ ... دَأَباً: نصب على المصدر «1» لأن تَزْرَعُونَ يدل على تدأبون، أو هو حال «2» ، أي: تزرعون دائبين، كقوله «3» : وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً، أي: راهيا. 48 يَأْكُلْنَ: يؤكل فيهن، على مجاز: ليل نائم «4» . 49 يُغاثُ: من الغيث «5» ، تقول العرب: «غثنا ما شئنا» «6» . يَعْصِرُونَ: أي: العنب «7» ، أو ينجون «8» ، و «العصرة» النجاة من   (1) إعراب القرآن للنحاس: 2/ 332، والمحرر الوجيز: 7/ 526، والتبيان للعكبري: 2/ 734، وتفسير القرطبي: 9/ 203. (2) والوجه الذي ذكره المؤلف على تقدير حذف مضاف. ينظر البحر المحيط: 5/ 315، والدر المصون: 6/ 510، وتفسير القرطبي: 9/ 203. (3) سورة الدخان: آية: 24. (4) أورده ابن عطية في المحرر الوجيز: 7/ 528، وقال: «وهذا كثير في كلام العرب» . وانظر تفسير الطبري: 16/ 126، وتفسير الماوردي: 2/ 275، وزاد المسير: 4/ 233. (5) أي: المطر. ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 218، وتفسير الطبري: 16/ 128، وزاد المسير: 4/ 234، والبحر المحيط: 5/ 315، وتفسير ابن كثير: 4/ 318. (6) أي: مطرنا ما أردنا. اللسان: 2/ 175 (غيث) ، والدر المصون: 6/ 510. (7) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 218. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: (16/ 129، 130) عن ابن عباس، ومجاهد، والسدي، وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 275 عن قتادة، ومجاهد. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 234، وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والجمهور» . (8) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 313، واليزيدي في غريب القرآن: 184 ورده الطبري في تفسيره: 16/ 131 بقوله: «وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من أهل التأويل، ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب، يوجه معنى قوله: وَفِيهِ يَعْصِرُونَ إلى: وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث، ويزعم أنه من «العصر» و «العصرة» ، التي بمعنى المنجاة ... » . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 الجوع والعطش، و «تعصرون» «1» : تمطرون من قوله «2» : وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ. 51 حاشَ لِلَّهِ: عياذا به وتنزيها من هذا الأمر «3» . تقول: كنت في حشا فلان: ناحيته، وتركته بحياش البلاد: بالبعد من أطرافها، وهو لا ينحاش من شيء: لا يكترث «4» . حَصْحَصَ الْحَقُّ: ظهر وتبين «5» من جميع وجوهه. من حصّ رأسه: صلع «6» ، أو من الحصّة، أي: بانت حصّة الحق من الباطل. وقال الأزهريّ «7» : هو من حصحص البعير بثفناته «8» في الأرض إذا برك حتى يتبين آثارها فيه.   (1) بضم التاء على البناء للمفعول، قراءة عيسى البصري، وهي شاذة. ينظر المحتسب: 1/ 345، والبحر المحيط: 5/ 316، والدر المصون: 6/ 511. [ ..... ] (2) سورة النبأ: آية: 14. (3) المفردات للراغب: 136، وتفسير البغوي: 2/ 430، وتفسير القرطبي: 9/ 207. (4) ينظر ما سبق في تهذيب اللغة: 5/ 142، واللسان: (6/ 290، 291) (حوش) . (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 314، وغريب القرآن لليزيدي: 184، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 218، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 438، والمفردات للراغب: 120. (6) تفسير الطبري: 16/ 140، وتفسير الماوردي: 2/ 277، وتفسير القرطبي: 9/ 208. وفي تهذيب اللغة: 3/ 401: «إذا ذهب الشعر كله قيل: رجل أحصّ وامرأة حصّاء» . وانظر اللسان: 7/ 13 (حوص) ، والدر المصون: 6/ 513. (7) لم أقف على قوله في مظانه في تهذيب اللغة، وهو في تفسير الفخر الرازي: 18/ 157، والدر المصون: 6/ 513 دون نسبة. (8) الثفنات: جمع «ثفنة» ، وهي ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ وغلظ، كالركبتين وغيرها. الصحاح: 5/ 2088، واللسان: 13/ 78 (ثفن) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 55 خَزائِنِ الْأَرْضِ: معنى اللام تعريف الإضافة لأنها بدل منها، أي: خزائن أرضك «1» ، وسأل ذلك لصلاح العباد بحسن تدبيره لها. [47/ ب] 62 بِضاعَتَهُمْ: وكانت/ ورقا «2» ، وإنما ردها ليتوسع بها أبوه وقومه «3» . 63 نَكْتَلْ: وزنه [نفتل] «4» محذوف العين، سأله المازنيّ «5» عن ابن السكّيت «6» عند الواثق «7» ، فقال: «نفعل» قال: فماضيه- إذا-   (1) تفسير الطبري: 16/ 148، وتفسير الماوردي: 2/ 280، والكشاف: 2/ 328، والبحر المحيط: 5/ 319. (2) تفسير الطبري: 16/ 157، وتفسير الماوردي: 2/ 285. والورق: الدرهم المضروبة وربما سميت الفضة ورقا. ينظر الصحاح: 4/ 1564، واللسان: 10/ 375 (ورق) . (3) ذكره الطبري في تفسيره: 16/ 157. (4) في الأصل: «نفتعل» ، والمثبت في النص عن «ج» . (5) المازني: (- 249 هـ) . هو بكر بن محمد بن حبيب بن بقيّة المازني، أبو عثمان. الإمام النحويّ، من أهل البصرة. من مؤلفاته: ما تلحن فيه العامة، وكتاب الألف واللّام والتصريف وعليه شرح ابن جني المسمّى «المنصف» . أخباره في: طبقات النحويين للزّبيدي: 87، وتاريخ بغداد: 7/ 93، ومعجم الأدباء: 7/ 107، وسير أعلام النبلاء: 12/ 270، وبغية الوعاة: 1/ 463. (6) ابن السكّيت: (- 244 هـ) . هو يعقوب بن إسحاق بن السّكّيت البغدادي أبو يوسف. صنّف إصلاح المنطق، والقلب والإبدال وكتاب الألفاظ، والأضداد ... وغير ذلك. أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: 202، ومعجم الأدباء: 20/ 50، ووفيات الأعيان: 6/ 395، وبغية الوعاة: 2/ 349. (7) يريد الواثق بالله الخليفة العباسي كما في معجم الأدباء لياقوت: 7/ 117، وأورد المناظرة التي جرت بينهما كاملة. وفي طبقات النحويين للزبيدي: 203، ووفيات الأعيان: (6/ 397، 398) ، وسير أعلام النبلاء: 12/ 17 أن المناظرة كانت في مجلس محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم. وذكر الذهبي في موضع آخر من سير أعلام النبلاء: (12/ 271، 272) أن المناظرة كانت في مجلس الخليفة المتوكل. وهو موافق لما ذكره القفطي في إنباه الرواة: 1/ 250. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 «كتل» «1» . 64 فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً: مصدر، كقراءة من قرأ: خير حفظا «2» ، كقوله «3» : أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ أي: دعاء الله. 65 ما نَبْغِي: ما الذي نطلب بعد هذا «4» ؟. نَمِيرُ أَهْلَنا: نحمل لهم الميرة وهي ما يقوت الإنسان «5» . وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ: كان يعطي كل واحد منهم حمل بعير. ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ: نناله بيسر.   (1) أورد الزجاجي هذه المناظرة في مجالس العلماء: 230 مسندة إلى أبي عثمان المازني أنه قال: «جمعني وابن السكيت بعض المجالس، فقال لي بعض من حضر: سله عن مسألة- وكان بيني وبين ابن السكيت ودّ، فكرهت أن أتهجمه بالسؤال، لعلمي بضعفه في النحو، فلما ألح عليّ قلت له: ما تقول في قول الله جل وعزّ: فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ ما وزن «نكتل» من الفعل ولم جزمه؟ فقال: وزنه «نفعل» وجزمه لأنه جواب الأمر. قلت له: فما ماضيه؟ ففكر وتشوّر، فاستحييت له، فلما خرجنا قال لي: ويحك ما حفظت الود، خجّلتني بين الجماعة. فقلت: والله ما أعرف في القرآن أسهل منها» . قال: وزن نكتل نفتعل، من اكتال يكتال، وأصله نكتيل، فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف لسكونها وسكون اللام فصار نكتل. (2) بكسر الحاء من غير ألف. وهي قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر. السبعة لابن مجاهد: 350، والتبصرة لمكي: 229. (3) سورة الأحقاف: آية: 31. (4) تكون «ما» على هذا القول استفهامية. قال الفخر الرازي في تفسيره: 18/ 174: «والمعنى لما رأوا أنه رد إليهم بضاعتهم قالوا: ما نبغي بعد هذا، أي: أعطانا الطعام، ثم رد علينا ثمن الطعام على أحسن الوجوه، فأي شيء نبغي وراء ذلك؟» . وذكر الزمخشري هذا الوجه في الكشاف: 2/ 331، وابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 18، وأبو حيان في البحر: 5/ 323، ورجحه السّمين الحلبي في الدر المصون: 6/ 519. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 314، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 219، والمفردات للراغب: 478، واللسان: 5/ 188 (مير) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 66 إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ: إلا أن تهلكوا جميعا «1» . 67 لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ: خاف عليهم العين «2» . 69 فَلا تَبْتَئِسْ: أي: لا تبأس، أي: لا يكن عليك بأس بعملهم، والسّقاية والصّواع والصّاع «3» : إناء يشرب فيه ويكال أيضا «4» . والعير: الرفقة «5» . 70 إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ: كان ذلك من قول الخازن أو الكيّال، ولم يعلم من جعل السقاية فيه، ولو كان قول يوسف فعلى أنهم سرقوه من أبيه «6» . 73 وَما كُنَّا سارِقِينَ: لأنهم ردوا البضاعة التي وجدوها في رحالهم «7» . 75 مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ: كان حكم السارق في دين بني   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 163 عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 287، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 253 عن مجاهد أيضا. (2) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 50، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 219. وأخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 165، 166) عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، ومحمد بن كعب، والسدي. (3) من قوله تعالى: فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ [آية: 70] ومن قالُوا نَفْقِدُ صُواعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ [آية: 72] . (4) عن تفسير الماوردي: 2/ 289، ونص كلامه: «والسقاية والصواع واحد قال ابن عباس: وكل شيء يشرب فيه فهو صواع» . وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 51، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 315، وتفسير البغوي: 2/ 439، وتفسير القرطبي: 9/ 229. (5) تفسير الماوردي: 2/ 289، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 182. (6) ينظر القولان السابقان في تفسير الماوردي: 2/ 289، وتفسير البغوي: 2/ 439، وزاد المسير: (4/ 257، 258) ، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 183، وتفسير القرطبي: 9/ 231. (7) ذكره الطبري في تفسيره: (16/ 181، 182) ، والزجاج في معانيه: 3/ 121. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 290، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 184. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 إسرائيل أن يسترقّه صاحب المال «1» . وتقدير الإعراب: جزاؤه استرقاق من وجد في رحله فهذا الجزاء جزاؤه، كما تقول: جزاء السارق القطع فهو جزاؤه لتقرير البيان «2» . 76 كَذلِكَ كِدْنا: صنعنا» ودبّرنا، أو أردنا «4» ، أو كدنا إخوته له ووعظناهم بما دبّرنا في أمره. ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ: كان حكم السارق الضرب والضمان في دين الملك «5» .   (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 220، وتفسير الطبري: 16/ 182، وتفسير الماوردي: 2/ 291، وتفسير البغوي: 2/ 440. (2) وفي الآية ثلاثة وجوه أخرى. ينظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 121، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 338، والتبيان للعكبري: 2/ 739، والبحر المحيط: 5/ 331، والدر المصون: (6/ 529- 532) . [ ..... ] (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 186- 188) عن مجاهد، والضحاك، والسدي. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 291 عن الضحاك، وابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 32 عن الضحاك، والسدي. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 261، وقال: «قاله الضحاك عن ابن عباس» . ونقل القرطبي هذا القول في تفسيره: 9/ 236 عن ابن عباس. وأما قول المؤلف «ودبرنا» عطفا على «صنعنا» فهو قول آخر ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 291 عن ابن عيسى، والقرطبي في تفسيره: 9/ 236 عن ابن قتيبة. وذكره البغوي في تفسيره: 2/ 440 دون عزو. (4) ذكره البغوي في تفسيره: 2/ 440 دون عزو. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 261، والقرطبي في تفسيره: 9/ 236 عن ابن الأنباري. (5) تفسير البغوي: 2/ 440، وزاد المسير: 2/ 261. وقال الفخر الرازي في تفسيره: 18/ 186: «والمعنى: أنه كان حكم الملك في السارق أن يضرب ويغرم ضعفي ما سرق، فما كان يوسف قادرا على حبس أخيه عند نفسه بناء على دين الملك وحكمه، إلا أنه تعالى كاد له ما جرى على لسان إخوته أن جزاء السارق هو الاسترقاق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ: من استرقاق السارق على دين بني إسرائيل «1» . وموضع أَنْ نصب لإمضاء الفعل إليها عند سقوط [الباء] «2» ، أي: بمشيئة الله «3» . وتسريق أخيه مع براءته احتيال تضمّن وجوها من الحكمة: من أخذه [48/ أ] عنهم على حكمهم، وأن أخاه كان عالما بالقصة فلم يكن بهتانا وأن/ القصة كانت بغرض الظهور وأنه كالتلعب بهم مع ما جدّوا في إهلاكه، ويكون ذلك من الملاينة والمقاربة، وأنه جعل لهم مخلصا لو فطنوه، فإنه جعل بضاعتهم في رحالهم ولم يعلموا فهلّا قالوا: الصّواع جعلت في رحالنا بغير علمنا «4» . 77 فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ: قيل: كان يوسف في صباه- أخذ شيئا من الدار [ودفعه] «5» إلى سائل «6» . وقيل: كان في حضانة عمته، فلما أراد يعقوب أخذه منها على كراهتها جعلت مخنقة «7» في جيبه من غير علمه وسرّقته لتسترقه فتمسكه «8»   (1) عن تفسير الماوردي: 2/ 291. (2) في الأصل: «الهاء» ، والمثبت في النص عن «ك» . (3) معاني القرآن للزجاج: 3/ 122. (4) تفسير الماوردي: 2/ 292. (5) في الأصل: ودفعها، والمثبت في النص عن «ج» . (6) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره: 2/ 441 عن مجاهد. (7) كذا في «ك» ، وكتاب وضح البرهان للمؤلف. وورد في المصادر التي ذكرت هذا الخبر: «منطقة» . قال ابن الأثير في النهاية: 5/ 75: «والمنطق: النطاق، وجمعه: مناطق، وهو أن تلبس المرأة ثوبها، ثم تشد وسطها بشيء وترفع وسط ثوبها، وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال، لئلا تعثر في ذيلها» . (8) أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 196 عن مجاهد وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 273 (سورة يوسف) . ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 293، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 263، والقرطبي في تفسيره: 9/ 239 عن مجاهد أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 563، وزاد نسبته إلى ابن إسحاق، عن مجاهد. - وحكاه ابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 36 عن الجمهور. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 80 فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا: يئسوا «1» . نَجِيًّا: جمع «ناج» «2» . وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ: موضع ما نصب بوقوع الفعل عليه، وهو وما بعده بمنزلة المصدر «3» كأنه: ألم تعلموا ميثاق أبيكم وتفريطكم. و «الكظيم» «4» : الصّابر على حزنه «5» ، من «كظم الغيظ» ، أو الممتلئ حزنا كالسقاء المكظوم «6» . 85 تَفْتَؤُا: لا تفتؤا «7» ، أي: لا تنفك.   (1) غريب القرآن لليزيدي: 186، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 220، وتفسير الطبري: 16/ 203، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 450. (2) فيكون «ناج» على قول المؤلف من النجاة، وهو السالم من الهلاك وليس من النجوى، ولم أقف على قوله فيما رجعت إليه من المصادر. والذي ورد في كتب المعاني والتفسير أن «نجيا» بمعنى النجوى وجمعه أنجية. ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 315، وتفسير الطبري: 16/ 204، ومعاني الزجاج: 3/ 124، والبحر المحيط: 5/ 235، والدر المصون: 6/ 638، واللسان: 15/ 308 (نجا) . (3) ينظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 341، والمحرر الوجيز: 8/ 44، والكشاف: 2/ 337، والتبيان للعكبري: 2/ 742، وتفسير القرطبي: 9/ 242، والبحر المحيط: 5/ 336، والدر المصون: 6/ 539. [ ..... ] (4) من قوله تعالى: وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ [آية: 84] . (5) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 221، وقال: «أي» كاظم، كما تقول: قدير وقادر. والكاظم: الممسك على حزنه، لا يظهره، ولا يشكوه» . ورجح ابن عطية هذا الوجه في المحرر الوجيز: 8/ 51. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 297، وتفسير البغوي: 2/ 444، وزاد المسير: 4/ 271، وتفسير القرطبي: 9/ 249. (6) ذكره الزمخشري في الكشاف: 2/ 339. وانظر المحرر الوجيز: 8/ 51، وتفسير القرطبي: 9/ 249. (7) قال الطبري في تفسيره: 16/ 221: «وحذفت «لا» من قوله: تَفْتَؤُا وهي مرادة في الكلام، لأن اليمين إذا كان ما بعدها خبرا لم يصحبها الجحد، ولم تسقط «اللام» التي يجاب بها الأيمان وذلك كقول القائل: «والله لآتينك» وإذا كان ما بعدها مجحودا تلقيت ب «ما» أو ب «لا» ، فلما عرف موقعها حذفت من الكلام، لمعرفة السامع بمعنى الكلام» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 حَرَضاً: مريضا مدنفا «1» ، أحرضه الهمّ: أبلاه، وأحرض الرجل: ولد له ولد سوء، وهو حارضة قومه: فاسدهم «2» . 86ثِّي : هو تفريق الهمّ بإظهاره عن القلب. و «التحسّس» «3» : طلب الشّيء بالحسّ. 88 مُزْجاةٍ: يسيره لا يعتدّ بها. 89 هَلْ عَلِمْتُمْ: معنى هَلْ ها هنا التذكير بحال يقتضي التوبيخ «4» ، والذي فعلوه بأخيه هو إفراده عن أخيه لأبيه وأمه مع شدّة إذلالهم إياه. إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ: أي: جهل الصبا فاقتضى أنهم الآن على خلافه، ولولا ذلك لقال: وأنتم جاهلون، وحين قال لهم هذا أدركته الرقّة فدمعت عينه «5» . 92 لا تَثْرِيبَ: لا تعيير «6» . ثرّب: عدّد ذنبه.   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 54، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 221، وتفسير الطبري: 16/ 221، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 126، والمفردات للراغب: 113. (2) تهذيب اللغة: 4/ 205، واللسان: (7/ 134- 136) (حرض) . (3) من قوله تعالى: يا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ ... [آية: 87] . (4) ينظر تفسير الفخر الرازي: 18/ 207، وتفسير القرطبي: 9/ 255، والدر المصون: 6/ 551. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 243 عن ابن إسحاق. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 301، والبغوي في تفسيره: 2/ 446 عن ابن إسحاق أيضا. (6) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 222: «لا تعيير عليكم بعد هذا اليوم بما صنعتم، وأصل التثريب: الإفساد. يقال: ثرّب علينا: إذا أفسد» . وانظر تفسير الطبري: 16/ 246، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 456، وتفسير الماوردي: - 2/ 302، واللسان: 1/ 235 (ثرب) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 94 تُفَنِّدُونِ: تعذلون «1» . 95 ضَلالِكَ الْقَدِيمِ: محبتك «2» أو محنتك «3» . 100 وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ: وكانوا بادية، أهل وبر ومواش. والبادية: القوم المجتمعون الظاهرون للأعين «4» ، وعادة العامة أن البادية بلد الأعراب. نَزَغَ الشَّيْطانُ: أفسد ما بينهم. 106 وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ: هو إيمان المشركين/ [48/ ب] بالله «5» وأنه الخالق الرازق ثم الأصنام شركاؤه وشفعاؤه. وقيل «6» : إنه مثل قول الرجل: لولا الله وفلان لهلكت.   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 318، وتفسير الطبري: 16/ 252. ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 304 عن ابن بحر، وأنشد لجرير: يا عاذليّ دعا الملامة واقصرا ... طال الهوى وأطلتما التفنيدا وقيل في معنى تُفَنِّدُونِ تسفهون، وقيل: تكذبون، وقيل: تقبحون، وقيل: تضللون، وقيل: تهرّمون. ذكر هذه الأقوال القرطبي في تفسيره: 9/ 260، ثم قال: «وكله متقارب المعنى، وهو راجع إلى التعجيز وتضعيف الرأي ... » . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 256، 257) عن قتادة، وسفيان الثوري، وابن جريج. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 305، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 212. (3) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 2/ 305 عن مقاتل. (4) اللسان: 14/ 67 (بدا) . [ ..... ] (5) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (16/ 286- 288) عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 294، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وعكرمة، والشعبي، وقتادة» . (6) نقله الماوردي في تفسيره: 2/ 312 عن أبي جعفر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 وقال الحسن «1» : هم أهل الكتاب معهم شرك وإيمان. وإنما كان اليهوديّ مشركا مع توحيده لأن عظم جرمه بجحده النّبوّة قد قام مقام الإشراك في العبادة. وجاز أن يجتمع كفر وإيمان ولا يجتمع صفة مؤمن وكافر لأن صفة مؤمن مطلقا صفة مدح ويتنافى استحقاق المدح والذم. 109 وَلَدارُ الْآخِرَةِ: دار الحالة الآخرة، كقوله «2» : وَحَبَّ الْحَصِيدِ: أي: وحبّ الزّرع الحصيد. 110 حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا: بالتشديد «3» الضمير للرسل. والظن بمعنى اليقين، أي: لما استيأس الرسل من إيمان قومهم وأنهم كذبوهم جاءهم نصرنا، وبالتخفيف «4» الضمير للقوم، أي: حسب القوم أن الرسل كاذبون فهم على هذا مكذوبون لأن كل من كذبك فأنت مكذوبه، كما في صفة الرسول- عليه السلام- الصّادق المصدوق، أي: صدّقه جبريل عليه السلام. وسئل سعيد بن جبير عنها- في دعوة حضرها الضحاك «5» مكرها-   (1) نص هذا القول عن الحسن- رحمه الله- في الكشاف للزمخشري: 2/ 346. وذكره القرطبي في تفسيره: 9/ 272 عن الحسن، وقال: «حكاه ابن الأنباري» . (2) سورة ق: آية: 9. (3) قراءة ابن كثير، ونافع وأبي عمرو، وابن عامر. السبعة لابن مجاهد: 351، والتيسير للداني: 130. وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج: 3/ 132، والكشف لمكي: 2/ 15، والدر المصون: 6/ 565. (4) قراءة عاصم، والكسائي، وحمزة. كما في السبعة لابن مجاهد: 352، والتبصرة لمكي: 230. وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 132، والكشف لمكي: (2/ 15، 16) ، وتفسير القرطبي: (9/ 275، 276) ، والبحر المحيط: 5/ 355. (5) هو الضحاك بن مزاحم الهلاليّ، تابعي، حدّث عن ابن عباس، وابن عمر، وأنس بن مالك، وسعيد بن جبير ... وغيرهم. قال عنه الحافظ في التقريب: 280: «صدوق كثير الإرسال، من الخامسة» . ترجمته في سير أعلام النبلاء: (4/ 598- 600) ، وطبقات الداودي: 1/ 222. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 فقال: نعم حتى إذا استيئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم وظن قومهم أن الرسل كذبوهم. فقال الضحاك: ما رأيت كاليوم قط، رجل يدعى إلى علم فيتلكأ!! لو رحلت في هذا إلى اليمن لكان يسيرا «1» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 300. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 597، وزاد نسبته إلى ابن المنذر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 ومن سورة الرعد 2 بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها: أي: بعمد لا ترونها «1» . بل معناه: بغير عمد وترونها كذلك «2» . و «العمد» جمع «عمود» «3» وعمدته: أقمته. ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ: استولى بالاقتدار ونفوذ السلطان «4» . كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى: في أدوارها وأكوارها «5» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 323، 324) عن ابن عباس، ومجاهد، وذكره الفراء في معانيه: 2/ 57، فقال: «خلقها بعمد لا ترونها، لا ترون تلك العمد. والعرب قد تقدم الحجة من آخر الكلمة إلى أولها يكون ذلك جائزا» . (2) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 136. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 315 عن قتادة، وإياس بن معاوية. قال الطبري في تفسيره: 16/ 325: «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال الله تعالى: اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فهي مرفوعة بغير عمد تراها، كما قال ربنا جل ثناؤه ولا خبر بغير ذلك، ولا حجة يجب التسليم لها بقول سواه» . (3) في تفسير الطبري: 16/ 322: «والعمد» جمع عمود، وهي السّواري، وما يعمد به البناء، ... وجمع «العمود» عمد، كما جمع «الأديم» أدم، ولو جمع بالضم فقيل «عمد» جاز، كما يجمع «الرسول» رسل، و «الشكور» شكر» . وانظر المفردات للراغب: 346، وتفسير البغوي: 3/ 5، وتفسير الفخر الرازي: 18/ 236. (4) ينظر تفسير «الاستواء» فيما سبق 78، ومذهب السلف في «الاستواء» أنه معلوم والكيف مجهول. (5) قال الراغب في المفردات: 443: «كور الشيء إدارته وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة، وقوله: يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما» . وانظر الصحاح: 2/ 810، واللسان: 5/ 156 (كور) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 3 وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ: نوعين اثنين من الحلو والحامض، والرّطب واليابس، والنافع والضار ولهذا لم يقع الاكتفاء ب «الزوجين» عن «الاثنين» «1» . 4 صِنْوانٌ: مجتمعة متشاكلة «2» . قيل «3» : هي النخلات، أصلها واحد، وركيّتان «4» صنوان إذا تقاربتا ولم يكن بينهما حوض. و «المثلات» «5» : العقوبات يمثّل بها «6» ، واحدها «مثله» / [49/ أ] ك «صدقة» و «صدقات» «7» . 8 وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ: تنقص من مدة الولادة، وَما تَزْدادُ عليها. أو ما تغيض من استواء الخلق، وما تزداد من الحسن والجثّة.   (1) عن تفسير الماوردي: 2/ 316. وأورده المؤلف في كتابه وضح البرهان: 1/ 472، وأضاف: «فهو من مشاكلة النقيض للنقيض، لأن الأشكال تقابل بالتناقض أكثر مما تقابل بالنظائر» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 321، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 224، وتفسير الطبري: 16/ 329، وتفسير القرطبي: 9/ 281. [ ..... ] (2) ذكره نحوه الماوردي في تفسيره: 2/ 317، وقال: «قاله بعض المتأخرين» . (3) عزاه المؤلف في وضح البرهان: 1/ 472 إلى ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 335- 338) عن البراء بن عازب، وابن عباس، ومجاهد، وقتادة. وذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 58، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 322، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 224. (4) الركيّة: البئر. الصحاح: 6/ 2361، واللسان: 14/ 334 (ركا) . (5) من قوله تعالى: وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ ... [آية: 6] . (6) ينظر تفسير الطبري: 16/ 350، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 472، وتفسير الماوردي: 2/ 318، وتفسير القرطبي: 9/ 284. (7) معاني القرآن للفراء: 2/ 59، وتفسير الطبري: 16/ 350. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ: أي: كل ما يفعله- تعالى- على مقدار الحكمة والحاجة بلا زيادة ولا نقصان. 10 مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ: مخف عمله في ظلمة اللّيل «1» . وَسارِبٌ: ذاهب سارح «2» . وقيل: [هو] «3» الداخل في سربه، أي: مذهبه «4» . مستتر فيها. 11 لَهُ مُعَقِّباتٌ: الملائكة «5» ، يتعاقبون بأمر الله في العالم، يأتي بعضهم في عقب بعض. عقّب وعاقب وتعقّب وتعاقب. وفي الحديث «6» : «كان عمر يعقّب   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 320. وانظر تفسير الطبري: 16/ 366، وزاد المسير: 4/ 309. (2) عن تفسير الماوردي: 2/ 320، ونص كلامه: «والسارب: هو المنصرف الذاهب، مأخوذ من السّروب في المرعى، وهو بالعشي، والسروح بالغداة ... » . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 225، والمفردات للراغب: 229. (3) عن نسخة «ج» . (4) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 323: «مجازه: سالك في سربه، أي: مذاهبه ووجوهه، ومنه قولهم: أصبح فلان آمنا في سربه، أي في مذاهبه وأينما توجه» . وانظر تفسير الطبري: 16/ 367، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 141، وتفسير البغوي: 3/ 9، والمفردات للراغب: 299.. (5) ينظر تفسير الطبري: 216/ 370، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 142، وتفسير البغوي: 3/ 9، وزاد المسير: 4/ 310. وفي الحديث المرفوع: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون» . صحيح البخاري: 1/ 139، كتاب مواقيت الصلاة، باب «فضل صلاة العصر» . صحيح مسلم: 1/ 439، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب «فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما» . (6) أخرجه أبو داود في سننه: 3/ 364، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب «في تدوين العطاء» . وانظر غريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 110، والنهاية: 3/ 267. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 الجيوش كل عام» ، أي: يردّ قوما ويبعث آخرين. يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ: بما أمرهم الله به، تقول: جئتك من دعائك، أي: بدعائك «1» . 13 وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ: يدعو إلى تسبيح الله بما فيه من الآيات «2» . وَالْمَلائِكَةُ: الملك على مفهوم دين نبينا- صلوات الله عليه- جسم رقيق «3» هوائيّ حيّ على الصورة المخصوصة ذات الأجنحة «4» ، اصطفاه الله تعالى لرسالته وعظّمه على غيره. والرّعد: اصطكاك أجرام السحاب بقدرة الله «5» . والصّاعقة: نار لطيفة تسقط من السماء بحال هائلة «6» .   (1) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 60، وقال: «كما تقول للرجل: أجبتك من دعائك وإياي وبدعائك إياي» . وانظر تفسير الطبري: 16/ 386، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 142، وزاد المسير: 4/ 311. (2) الأولى إجراء التسبيح على ظاهره، ولا حاجة لمثل هذا التأويل، فالقرآن أثبت التسبيح للجمادات جميعا، قال تعالى: وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ. وقال الشوكاني في تسبيح الرعد: «أي» : يسبح الرعد نفسه بحمد الله، أي ملتبسا بحمده، وليس هذا بمستبعد، ولا مانع من أن ينطقه بذلك ... » . ينظر فتح القدير: 3/ 72. [ ..... ] (3) وهم مخلوقون من نور كما في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2294، كتاب الزهد والرقائق، باب أحاديث متفرقة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار ... » . (4) يدل عليه قوله تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ ... [آية: 1 من سورة فاطر] . (5) تفسير الفخر الرازي: 2/ 87. (6) قال الفخر الرازي في معنى الصاعقة: «إنها قصف رعد ينقض منها شعلة من نار. وهي نار لطيفة قوية لا تمر بشيء إلا أنت عليه إلا أنها مع قوتها سريعة الخمود» . تفسيره: 2/ 88. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 شَدِيدُ الْمِحالِ: عظيم الحول والقوة «1» ، أو المكر وهو العقوبة «2» على وجه الاستدراج. 14 لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ: أي: لله دعوة الحقّ من خلقه، وهي شهادة أن لا إله إلّا الله على إخلاص التوحيد «3» . وقال الحسن «4» : الله الحق فمن دعاه دعا بحق «5» . 15 وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً: أي: السجود واجب الله، فالمؤمن يفعله طوعا والكافر يؤخذ به كرها «6» . أو الكافر في حكم الساجد وإن أباه، لما فيه من الحاجة الداعية إلى الخضوع. وأما سجود الظل «7» فيما فيه من التغيّر الدّال على مغيّر غير متغيّر. وَالْآصالِ: جمع «أصل» ، و «أصل» جمع «أصيل» وهو ما بين   (1) أخرج الطبري في تفسيره: 16/ 396 عن مجاهد قال: «شديد القوة» ، كذا أخرجه عن ابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 333، والبغوي في تفسيره: 3/ 11، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 316 عن مجاهد أيضا. (2) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 325، وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 11، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 316. (3) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 260 عن ابن عباس، وقتادة. وأخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 398 عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد. واختاره الطبري رحمه الله. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 628، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) ينظر قوله في الكشاف: 2/ 354، وزاد المسير: 4/ 317، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 30، وتفسير القرطبي: 9/ 300. (5) في «ج» : الحق. (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 61، وتأويل مشكل القرآن: 418، وتفسير الطبري: 16/ 403، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 144، وتفسير الماوردي: 2/ 325. (7) من قوله تعالى: وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 العصر إلى المغرب. 17 أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ يعني القرآن فإنه في عموم نفعه كالمطر «1» . 29 طُوبى لَهُمْ: نعمى «2» ، أو/ حسنى «3» «فعلى» من الطيّب، [49/ ب] تأنيث الأطيب. 31 وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ: حين سألت قريش هذه المعاني «4» ، وحذف جوابها ليكون أبلغ عبارة وأعمّ فائدة. أَفَلَمْ يَيْأَسِ: لم يعلم ولم يتبين «5» ، سمّي العلم يأسا لأنّ العالم يعلم ما لا يعلم غيره فييأس منه، أو هو اليأس المعروف «6» ، أي: لم ينقطع   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 61. وقال الماوردي في تفسيره: 2/ 327: «وهذا مثل ضربه الله تعالى للقرآن وما يدخل منه في القلوب، فشبه القرآن بالمطر لعموم خيره وبقاء نفعه، وشبه القلوب بالأودية يدخل فيها من القرآن مثل ما يدخل في الأودية من الماء بحسب سعتها وضيقها» . (2) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 328، عن عكرمة. وكذا القرطبي في تفسيره: 9/ 316، وأبو حيان في البحر المحيط: 5/ 389. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 435 عن قتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 330، والبغوي في تفسيره: 3/ 18، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 328 عن قتادة أيضا. [ ..... ] (4) سألت قريش إحياء الموتى، وتوسيع أودية مكة. وغير ذلك. ينظر ذلك في تفسير الطبري: (16/ 447- 450) ، وأسباب النزول للواحدي: 316، وتفسير ابن كثير: 4/ 382، والدر المنثور: (4/ 651- 653) . (5) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 332، واختاره الطبري في تفسيره: 16/ 455. ينظر هذا القول- أيضا- في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 227، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 149، ومعاني النحاس: 3/ 497. قال النحاس: «وأكثر أهل اللغة على هذا القول» . ونقل النحاس عن الكسائي أنه قال: «لا أعرف هذه، ولا سمعت من يقول: يئست بمعنى علمت» . (6) هذا قول الكسائي كما في معاني القرآن للنحاس: 3/ 498، وتفسير الماوردي: 2/ 331، وزاد المسير: 4/ 332. وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 149، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 55. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 طمعهم من خلاف هذا علما بصحته، أو أفلم ييأسوا من إيمانهم في الكافرين. 33 وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ: أي: صفوهم بما فيهم ليعلموا أنها لا تكون آلهة «1» . أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ: أي: ب «الشريك» ، أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ: باطل زايل «2» . وقد تضمنت الآية إلزاما تقسيميا، أي: أتنبئون الله بباطن لا يعلمه أم بظاهر يعلمه؟ فإن قالوا: بباطن لا يعلمه أحالوا، وإن قالوا: بظاهر يعلمه قل: سمّوهم ليعلموا أنّه لا سميّ له ولا شريك «3» . 35 مَثَلُ الْجَنَّةِ: صفتها «4» ، كقوله «5» : وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى: أي: صفته العليا، أو: مثل الجنّة أعلى مثل فحذف الخبر «6» .   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 332. وانظر تفسير البغوي: 3/ 21، وزاد المسير: 4/ 333. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 466 عن قتادة، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 333، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 333 عن قتادة. (3) ينظر ما سبق في تفسير القرطبي: (9/ 322، 323) . (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 65، وذكره الطبري في تفسيره: 16/ 469 عن بعض النحويين البصريين، فنقل ما نصه: «معنى ذلك: صفة الجنة، قال: ومنه قوله تعالى: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى، معناه: ولله الصفة العليا. قال: فمعنى الكلام في قوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أو فيها أنهار، كأنه قال: وصف الجنة صفة تجري من تحتها الأنهار، أو صفة فيها أنهار، والله أعلم» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 150، ومعاني النحاس: 3/ 501، وتفسير البغوي: 3/ 21، والمحرر الوجيز: 8/ 176، والبحر المحيط: 5/ 395. (5) سورة النحل: آية: 60. (6) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: (1/ 333، 334) . وانظر البيان لابن الأنباري: 2/ 52، والتبيان للعكبري: 2/ 759، والبحر المحيط: 5/ 395. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 36 وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ: يعني أصحاب محمد «1» . وَمِنَ الْأَحْزابِ: اليهود والنصارى والمجوس «2» . 39 يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ: من الأعمال التي يرفعها الحفظة، فلا يثبت إلا ما له ثواب أو عليه عقاب «3» . وعن ابن عباس «4» رضي الله عنه: إنّ الله يمحو ويثبت مما كتب من أمر العباد إلا أصل السعادة والشقاوة فإنه في أمّ الكتاب. وإثبات ذلك ليعتبر المتفكر فيه بأن ما يحدث على كثرته قد أحصاه الله. 41 نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها: بالفتوح على المسلمين من أرض الكافرين «5» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 473 عن قتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 333 عن قتادة وابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 658، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن أبي حاتم عن قتادة. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 474 عن ابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 658، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ عن ابن زيد أيضا. (3) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 66، وأورده النحاس في معاني القرآن: 3/ 502 من رواية أبي صالح. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 335 عن الضحاك. وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 338 عن الضحاك، وأبي صالح. (4) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 263، والطبري في تفسيره: 16/ 477. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 334 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 659، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «الشعب» عن ابن عباس أيضا. (5) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 229، وأخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 494 عن ابن عباس، والحسن، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 335. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 340، وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس» . ورجح الطبري هذا القول، وكذا ابن كثير في تفسيره: 4/ 393. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 وقيل «1» : بموت العلماء وخيار أهلها. لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ: لا رادّ لقضائه. 42 فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً: أي: جزاء المكر «2» . 43 كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً: دخول الباء لتحقيق الإضافة من جهة الإضافة وجهة حرف الإضافة. وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ: مثل عبد الله بن سلام، وتميم الداري «3» ، وسلمان الفارسي.   (1) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 66، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 229. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: 16/ 497 عن ابن عباس، ومجاهد. وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 1/ 264 عن مجاهد. وأخرج الحاكم في المستدرك: 2/ 350، كتاب التفسير، «تفسير سورة الرعد» من طريق الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها قال: «موت علمائها وفقهائها» . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، وتعقبه الذهبي بقوله: طلحة بن عمرو. قال أحمد: متروك» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 4/ 665، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد في الفتن، وابن المنذر، وابن أبي حاتم- كلهم- عن ابن عباس بنحوه. (2) تفسير الفخر الرازي: 19/ 70، وتفسير القرطبي: 9/ 335، والبحر المحيط: (5/ 400، 401) . (3) تميم الداري صحابيّ جليل، منسوب إلى الدار، بطن من لخم. أسلم تميم سنة تسع للهجرة، ومات بالشام، رضي الله تعالى عنه. ترجمته في الاستيعاب: 1/ 193، وأسد الغابة: 1/ 256، والإصابة: 1/ 367. ينظر القول الذي ذكره المؤلف في تفسير الطبري: 16/ 503، وزاد المسير: 4/ 341، والتعريف والإعلام: 85، ومفحمات الأقران: 127. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 ومن سورة إبراهيم 3 يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ: يعتاضونها ويؤثرونها/ [50/ أ] عليها. 5 وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ: بنعم أيامه ونقمها «1» . 7 تَأَذَّنَ [رَبُّكُمْ] «2» : آذن وأعلم، كقولك: توعّد وأوعد «3» . 9 فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ: عضوا عليها من الغيظ «4» ، أو ردّوا أيديهم على أفواه الرّسل على المثل «5» ، إما على ردّهم قولهم، وإما لخوفهم   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 155، ونص كلامه: «وتذكيرهم بأيام الله، أي: تذكيرهم بنعم الله عليهم، وبنقم الله التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، أي: ذكرهم بالأيام التي سلفت لمن كفر وما نزل بهم فيها، وذكرهم بنعم الله ... » . وانظر تفسير الطبري: 16/ 519، وزاد المسير: 4/ 346. (2) في الأصل: «ربك» ، وهي قراءة نسبها الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 86، إلى ابن مسعود رضي الله عنه، والمثبت في النص موافق لرسم المصحف والقراءات المعتمدة. (3) ينظر تفسير الطبري: 16/ 526، ومعاني القرآن للنحاس: 3/ 517. (4) روى هذا القول عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. أخرج ذلك عبد الرزاق في تفسيره: 265، والطبري في تفسيره: (16/ 530- 533) ، والحاكم في المستدرك: 2/ 351، وقال: «هذا حديث صحيح بالزيادة على شرطهما» ، ووافقه الذهبي. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 340 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 10، وزاد نسبته إلى الفريابي، وأبي عبيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني عن ابن مسعود. ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 535، وكذا النحاس في معاني القرآن: (3/ 519، 520) . (5) ذكره الطبري في تفسيره: 16/ 535 دون عزو. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 341، وابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 208، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 349 عن الحسن رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 منهم، وإما بإيمائهم إليهم أن اسكتوا «1» . وحكى أبو عبيدة «2» : كلّمته في حاجتي فرد يده في فيه: إذا سكت فلم يجب. 16 مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ: من ماء مثل الصديد كقولك: هو أسد «3» ، أو من ماء يصدّ الصّادي عنه لشدته «4» . 17 وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ: أي: أسبابه من جميع جسده «5» . 18 فِي يَوْمٍ عاصِفٍ: ذي عصوف «6» ، أو عاصف الرّيح.   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 156. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 340، وزاد المسير: 4/ 349، وتفسير القرطبي: 9/ 345. (2) مجاز القرآن: 1/ 336، ونص كلامه: «مجازه مجاز المثل، وموضعه موضع كفوا عما أمروا بقوله من الحق ولم يؤمنوا به ولم يسلموا، ويقال: ردّ يده في فمه، أي أمسك إذا لم يجب» . ونقل ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 230 قول أبي عبيدة هذا ثم قال: «ولا أعلم أحدا قال: ردّ يده في فيه، إذا أمسك عن الشيء! والمعنى: ردّوا أيديهم في أفواههم، أي: عضوا عليها حنقا وغيظا ... » . وأورد الطبري في تفسيره: 16/ 535 قول أبي عبيدة ورده بقوله: «وهذا أيضا قول لا وجه له، لأن الله عز ذكره، قد أخبر عنهم أنهم قالوا: «إنا كفرنا بما أرسلتم» ، فقد أجابوا بالتكذيب» . (3) عن تفسير الماوردي: 2/ 343، ونص كلامه: «من ماء مثل الصديد، كما يقال للرجل الشجاع: أسد، أي: مثل الأسد. وانظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 331، ومعاني النحاس: 3/ 522، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 105، وتفسير القرطبي: 9/ 351. (4) في تفسير الماوردي: 2/ 343: «من ماء كرهته تصد عنه، فيكون الصديد مأخوذا من الصد» . والصادي شديد العطش كما في النهاية: 3/ 19. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 343 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وكذا القرطبي في تفسيره: 9/ 352. (6) قال الفراء في معانيه: (2/ 73، 74) : «فجعل «العصوف» تابعا لليوم في إعرابه، وإنما العصوف للريح وذلك جائز على جهتين، إحداهما: أن العصوف وإن كان للريح فإن اليوم يوصف به لأن الريح فيه تكون، فجاز أن تقول: «يوم عاصف كما تقول: يوم بارد ويوم حار ... » . والوجه الآخر: أن يريد في يوم عاصف الريح، فتحذف الريح لأنها ذكرت في أول الكلمة» . وانظر تفسير الطبري: (16/ 554، 555) ، وتفسير الماوردي: 2/ 344، وتفسير البغوي: 3/ 30، والمحرر الوجيز: 8/ 221، وتفسير القرطبي: 9/ 353. [ ..... ] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 22 بِمُصْرِخِكُمْ: الصّارخ: المستغيث، والمصرخ: المغيث «1» . من لغات السّلب كالمشكي والمعتب «2» . 26 اجْتُثَّتْ: انتزعت كأنه أخذت جثتها بكمالها «3» . 27 بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ: المسألة في القبر «4» . 28 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً: قال عليّ رضي الله عنه: هم الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المغيرة، فأما بنو أمية فمتّعوا إلى حين، وأمّا بنو المغيرة فأخزاهم الله يوم بدر «5» . وعن ابن عمر «6»   (1) تهذيب اللغة: 7/ 135، واللسان: 3/ 33 (صرخ) وهو في تفسير الفخر الرازي: 19/ 116 عن ابن الأعرابي. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 339، وتفسير الطبري: 16/ 561، ومعاني الزجاج: 3/ 159، وتفسير القرطبي: 9/ 357. (2) المشكي والمعتب من أساليب السلب، وهي صفة إذا أطلقت على الشيء نفت ضدها. ينظر اللسان: 1/ 578، وتاج العروس: 3/ 311 (عتب) . ومعاني النحاس: 3/ 529، والمفردات للراغب: (88، 447) . (3) معاني القرآن للزجاج: 3/ 161. (4) ثبت ذلك في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 220، كتاب التفسير، باب «يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت» عن البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعا. وكذا في صحيح مسلم: 4/ 2201، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه» . وانظر تفسير الطبري: 16/ 589، وتفسير ابن كثير: 4/ 413. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 221، والحاكم في المستدرك: 2/ 352، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 41، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن مردويه عن علي رضي الله تعالى عنه. (6) كذا في «ك» ، ولم أقف على هذا الأثر عنه. لكن الإمام البخاري أخرجه في التاريخ الكبير: 8/ 373 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مختصرا. وكذا الطبري في تفسيره: 13/ 221 وإسناده حسن ورجاله ثقات، إلا حمزة بن حبيب الزيات فهو صدوق كما في التقريب: 179. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 41، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن مردويه عن عمر رضي الله عنه، ولعل «ابن» زائدة هنا فيكون من مسند عمر رضي الله عنه. وفي صحيح البخاري: 5/ 220، كتاب التفسير باب «ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا» عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «هم كفار أهل مكة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 رضي الله عنهما مثله. 33 دائِبَيْنِ: دائمين فيما سخرهما الله عليه. 34 وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ: ما احتجتم إليه من غنى وعافية وولد وخول «1» ونجاة وشرح صدر ونحوها. 37 أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ: تكسير «وفود» على «أوفدة» «2» ثم قلب اللّفظ وقلبت الواو ياء كما قلبت في الأفئدة جمع «فؤاد» . تَهْوِي إِلَيْهِمْ: تقصدهم. 40 وتقبّل دعائي «3» : عبادتي «4» . 41 رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ: كانا في الأحياء فرجي إيمانهما «5» ، أو هو على وجه التعليم.   (1) في النهاية: 2/ 88: «الخول: حشم الرجل وأتباعه، واحدهم خائل. وقد يكون واحدا، ويقع على العبد والأمة، وهو مأخوذ من التخويل: التملك، وقيل: من الرعاية» . (2) تفسير القرطبي: 9/ 373. (3) بإثبات الياء في الوصل، وهي قراءة ابن كثير، وحمزة، وأبي عمرو، وحفص عن عاصم. ورواية البزّي عن ابن كثير إثبات الياء في الوصل والوقف. ينظر السبعة لابن مجاهد: 363، والتبصرة لمكي: 237، والبحر المحيط: 5/ 434. (4) تفسير الطبري: 13/ 235، والكشاف: 2/ 382، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 142، وتفسير القرطبي: 9/ 375. (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 351، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 369، والفخر الرازي في تفسيره: 19/ 142. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 42 تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ: ترتفع «1» . 43 مُهْطِعِينَ: مسرعين «2» ، وبعير مهطع: في عنقه تصويب خلقة «3» ، ولا يفسّر بالإطراق «4» ، لقوله: مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ، والإقناع: رفع الرأس إلى السّماء من غير إقلاع «5» . وقيل «6» : المقنع والمقمح الشّاخص ببصره. وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ: جوف عن القلوب للخوف «7» . وقيل «8» : منخرقة للرّعب كهواء الجوّ في الانخراق وبطلان الإمساك   (1) تفسير البغوي: 3/ 39، واللسان: 7/ 46 (شخص) . (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 342، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 233، ورجحه الطبري في تفسيره: 13/ 237. ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 2/ 352 عن سعيد بن جبير، والحسن، وقتادة. وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 370، والقرطبي في تفسيره: 9/ 376. (3) عن الليث في تهذيب اللغة: 1/ 134، واللسان: 8/ 372 (هطع) . [ ..... ] (4) وهو قول ابن زيد كما في تفسير الطبري: 13/ 237، وتفسير الماوردي: 2/ 352، وزاد المسير: 4/ 370، وتفسير القرطبي: 9/ 376. (5) معاني القرآن للزجاج: 3/ 166، وتفسير البغوي: 3/ 39، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 144، واللسان: 8/ 299 (قنع) . (6) معاني القرآن للنحاس: 3/ 538، وقال الفراء في معانيه: 2/ 373: «والمقمح: الغاض بصره بعد رفع رأسه» . وقال الزجاج في معانيه: 4/ 279: «المقمح: الرافع رأسه الغاض بصره» . وانظر تهذيب اللغة: (4/ 81، 82) ، والمفردات للراغب: 412، واللسان: 2/ 566 (قمح) . (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 344، وتفسير البغوي: 3/ 39، وزاد المسير: 4/ 371 عن أبي عبيدة. (8) تفسير الماوردي: 2/ 353، والمحرر الوجيز: 8/ 261، وزاد المسير: 4/ 371، وتفسير القرطبي: 9/ 377. قال البغوي في تفسيره: 3/ 39: «وحقيقة المعنى: أن القلوب زائلة عن أماكنها والأبصار شاخصة من هول ذلك اليوم» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 [50/ ب] فالهواء لا يثبت على حال ولا يثبت فيه شيء/ 44 يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ: نصب يَوْمَ على المفعول به والعامل فيه «أنذرهم» ، وليس بظرف. [إذا] «1» لم يؤمر بالإنذار في ذلك اليوم. 46 وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ: أي: ما كان توهينا لأمرهم «2» . 48 يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ: تصوّر صورة أخرى أرضا بيضاء كالفضّة لم يعمل عليها معصية «3» ، وَالسَّماواتُ: بانتشار نجومها «4» . 49 مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ: يجمعون في الأغلال كما كانوا مقترنين على الضلال «5» .   (1) في الأصل: «إذا» ، والمثبت في النص من «ك» و «ج» . (2) تفسير الماوردي: 2/ 354، وزاد المسير: 4/ 374. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 264: «وهذا على أن تكون إِنْ نافية بمعنى «ما» ، ومعنى الآية تحقير مكرهم، وأنه ما كان لتزول منه الشرائع والنبوات وأقدار الله بها التي هي كالجبال في ثبوتها وقوتها، وهذا تأويل الحسن وجماعة المفسرين» . (3) ورد في هذا المعنى أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 164 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «أرض بيضاء كالفضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها خطيئة» . وأخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير: 9/ 232. وأشار إليه الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 48، وقال: «إسناده جيد» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 57، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، والحاكم، والبيهقي في «البعث» عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا. وأخرج الطبراني في المعجم الكبير: 10/ 199 عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في قوله: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ، قال: أرض بيضاء، كأنها فضة لم يسفك فيها دم حرام ولم يعمل فيها بمعصية» . وفي إسناده جرير بن أيوب البجلي، قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 48: وهو متروك» . (4) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 169، والماوردي في تفسيره: 2/ 355. (5) عن تفسير الماوردي: 2/ 355. وانظر معنى «الأصفاد» في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 234، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 170، ومعاني النحاس: 3/ 546، والمفردات للراغب: 282. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 ومن سورة الحجر 2 رُبَما «1» يَوَدُّ: ربّ للتقليل «2» ، فيكون معناه هنا أنّه يكفي قليل النّدم فكيف كثيره؟ أو العذاب يشغلهم عن تمنّي ذلك إلّا في القليل، أو يقينهم أنه لا يغني عنهم التمني أقل تمنيهم. 12 كَذلِكَ نَسْلُكُهُ: ندخله، أي: الكذب أو الاستهزاء، عن قتادة «3» ،   (1) بتشديد الباء قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي وبالتخفيف قراءة عاصم ونافع. ينظر السبعة لابن مجاهد: 366، وحجة القراءات: 380، والتبصرة لمكي: 238. وفي حجة القراءات عن الكسائي أنه قال: «هما لغتان والأصل التشديد، لأنك لو صغّرت «ربّ» لقلت: «ربيب» ، فرددت إلى أصله» . (2) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 173، ورد قول من قال إنها للتكثير فقال: «فأما من قال إن «ربّ» يعنى بها الكثير فهذا ضد ما يعرفه أهل اللغة لأن الحروف التي جاءت لمعنى تكون على ما وضعت العرب، ف «رب» موضوعة للتقليل، و «كم» موضوعة للتكثير، وإنما خوطبوا بما يعقلون ويستفيدون» . وقال الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 156: «اتفقوا على أن «رب» موضوعة للتقليل ... » . وقيل: إن «ربّ» وضعت في الأصل للتقليل ولكنها في هذا الموضع جاءت للتكثير، ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 358، والبغوي في تفسيره: 3/ 43، وابن الأنباري في البيان: 2/ 64، والقرطبي في تفسيره: (10/ 1، 2) ، وأبو حيان في البحر المحيط: 5/ 442، وقال: «ودعوى أبي عبد الله الرازي الاتفاق على أنها موضوعة للتقليل باطلة، وقول الزجاج أن «ربّ» للكثرة ضد ما يعرفه أهل اللغة ليس بصحيح، وفيها لغات وأحكامها كثيرة ذكرت في كتب النحو، ولم تقع في القرآن إلا في هذه السورة على كثرة وقوعها في لسان العرب» . (3) أخرج الطبري في تفسيره: 14/ 9 عن قتادة قال: «إذا كذبوا سلك الله في قلوبهم أن لا يؤمنوا به» . وينظر تفسير البغوي: 3/ 45، والمحرر الوجيز: 8/ 287، وتفسير الفخر الرازي: - 19/ 166، وتفسير القرطبي: 10/ 7. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 ويكون ذلك بالإخطار بالبال ليجتنب. وقال الحسن «1» : هو الذكر وإن لم يؤمنوا به. 15 سُكِّرَتْ أَبْصارُنا: سدّت. من سكر الشق «2» ، وليلة ساكرة: مكفوفة الريح والبرد «3» . 19 مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ: مقدّر، بمقدار لا ينقص عن الحاجة ولا يزيد زيادة تخرج عن الفائدة، ولو كان المراد الأشياء الموزونة فذكرها دون الكيل، لانتهاء الكيل إلى الوزن. 20 وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ: أي: ولمن لستم ترزقونه، أو هو منّة بالخول كما منّ ب المعايش. 21 خَزائِنُهُ: مقدوراته، لأنّ الله يقدر أن يوجد ما شاء من جميع الأجناس «4» . 22 لَواقِحَ: بمعنى ملاقح «5» على تقدير: ذوات لقاح أو لقحة «6» .   (1) أورده القرطبي في تفسيره: 10/ 7، وقال: «ذكره الغزنوي» . [ ..... ] (2) في تفسير الفخر الرازي: 19/ 171: «وأصله من «السكر» ، وهو سد الشق لئلا ينفجر الماء» . وفي اللسان: 4/ 375 (سكر) : «وسكر النهر يسكره سكرا: سدّ فاه. وكل شق سدّ فقد سكر، والسّكر ما سدّ به، والسّكر: سد الشق ومنفجر الماء» . (3) ينظر الصحاح: 2/ 688، واللسان: 4/ 375 (سكر) . (4) المحرر الوجيز: 8/ 295. (5) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 348، ونص كلامه: «مجازها مجاز «ملاقح» ، لأن الريح ملقحة للسّحاب، والعرب قد تفعل هذا فتلقي الميم لأنها تعيده إلى أصل الكلام ... » . قال الجوهري في الصحاح: 1/ 401 (لقح) : «ورياح لواقح، ولا يقال ملاقح، وهو من النوادر» . وأورد ابن قتيبة قول أبي عبيدة ثم قال: «ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير بهذا الاستكراه. وهو يجد العرب تسمى لواقح، والريح لاقحا ... » . راجع تفسير غريب القرآن: 236. (6) ينظر كتاب الريح لابن خالويه: (79، 80) ، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 180. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 والرّياح- ولا سيما- الصّبا «1» ملقحة للسّحاب. وفي الحديث «2» : «الرياح أربعة: الأولى تقمّ الأرض قما «3» ، والثانية تثير السّحاب فتبسطه في السّماء وتجعله كسفا «4» ، والثالثة تؤلف بينه فتجعله ركاما، والرابعة اللّواقح» . فَأَسْقَيْناكُمُوهُ: أسقاه، إذا جعل لأرضه سقيا «5» وإذا دعا له بالسّقيا. 24 الْمُسْتَقْدِمِينَ: الذين كانوا وماتوا «6» . أو أراد المستقدمين في الخير والمستأخرين عنه «7» .   (1) قال المبرد في الكامل: 2/ 953: «إذا هبت من تلقاء الفجر فهي «الصّبا» تقابل القبلة، فالعرب تسميها القبول» . وفي اللسان: 14/ 451 (صبا) : «الصّبا ريح معروفة تقابل الدبور» . وفي الحديث المرفوع: «نصرت بالصّبا وأهلكت عادٌ بالدّبور» . صحيح البخاري: 4/ 76، كتاب بدء الخلق، باب «ما جاء في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ. وصحيح مسلم: 2/ 617، كتاب الاستسقاء، باب «في ريح الصبا والدبور» . (2) أخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 14/ 21 عن عبيد بن عمير. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 73، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن عبيد بن عمير أيضا. (3) في اللسان: 12/ 493 (قمم) : «قمّم الشيء قما: كنسه» . (4) بمعنى: قطعا. ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 261، والمفردات للراغب: 431، وتحفة الأريب: 272. (5) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 350، وتفسير الطبري: 14/ 22، والمفردات للراغب: 236، وتهذيب اللغة: 9/ 228، واللسان: 14/ 391 (سقي) . (6) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (14/ 23، 24) عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 366 عن الضحاك. وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 396 عن ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، والضحاك، والقرظي. (7) أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 25 عن الحسن. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 366 عن قتادة. والبغوي في تفسيره: 3/ 48 عن الحسن. وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 397 عن قتادة، والحسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 و «الصّلصال» «1» : الطين اليابس الذي يصلّ بالنّقر كالفخّار «2» . [51/ أ] والحمأ: الطين الأسود «3» /. و «المسنون» : المصبوب، سننت الماء: صببته «4» ، أو المصوّر، من سنّة الوجه: صورته «5» ، أو المتغيّر، من سننت الحديدة على المسنّ فتغيّر بالتحديد «6» . 27 وَالْجَانَّ: أبو الجنّ إبليس «7» .   (1) من قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ [آية: 26] . (2) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 350: «الصلصال: الطين اليابس الذي لم تصبه نار فإذا نقرته صلّ فسمعت له صلصلة، فإذا طبخ بالنار فهو فخّار، وكل شيء له صلصلة صوت فهو صلصال سوى الطين» . ومعنى: يصلّ يصوت كما في معاني القرآن للزجاج: 3/ 178. وانظر غريب القرآن لليزيدي: 200، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 237، وتفسير الطبري: 14/ 27، والمفردات للراغب: 284. [ ..... ] (3) تفسير الطبري: 14/ 28، وتفسير الماوردي: 2/ 367، والمفردات: 133. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 351، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 238، وتفسير الطبري: 14/ 29، والمحرر الوجيز: 8/ 306، وتفسير القرطبي: 10/ 22. (5) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 184، وعزاه إلى سيبويه، وكذا القرطبي في تفسيره: 10/ 22. وانظر تفسير الطبري: 14/ 29، والكشاف: 2/ 390، وزاد المسير: 4/ 398، والبحر المحيط: 5/ 453. (6) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 88. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 238، وتفسير الطبري: 14/ 29، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 179، والمحرر الوجيز: 8/ 305، وزاد المسير: 4/ 398، وتفسير القرطبي: 10/ 22، والبحر المحيط: 5/ 453. (7) أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 30 عن قتادة. وفرّق بعضهم بين أبي الجن، وإبليس. فنقل الماوردي في تفسيره: 2/ 368 عن الحسن أنه قال إنه إبليس. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 399 وزاد نسبته إلى عطاء، وقتادة، ومقاتل. أما أبو الجن، فذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 399، وقال: «قاله أبو صالح عن ابن عباس. ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 184 عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: وهو قول الأكثرين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نارِ السَّمُومِ: نار لطيفة «1» تناهت في العليّان «2» في أفق الهواء، وهي بالإضافة إلى النّار- التي جعلها الله متاعا- كالجمد إلى الماء والحجر إلى التراب. 32 ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ: موضع «أن» نصب بإسقاط «في» ، أي: أيّ شيء لك في أن لا تكون «3» . 47 إِخْواناً: حال «4» . مُتَقابِلِينَ: لا ينظر بعضهم في قفا بعض «5» .   (1) وفي صحيح مسلم: 4/ 2294، كتاب الزهد والرقائق، باب «في أحاديث متفرقة» عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار ... » . (2) العليّان كصليّان، والمراد بالعليان الطول والارتفاع. اللسان: 15/ 92 (علا) . (3) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 179، وانظر تفسير الطبري: 14/ 32، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 380، والبيان لابن الأنباري: 2/ 69، والبحر المحيط: 5/ 453. (4) معاني القرآن للزجاج: 3/ 180، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 382، والمحرر الوجيز: 8/ 320. قال العكبري في التبيان: 2/ 783: «هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى: جَنَّاتٍ، ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في ادْخُلُوها مقدرة، أو من الضمير في آمِنِينَ وقيل: هو حال من الضمير المجرور بالإضافة، والعامل فيها معنى الإلصاق والملازمة» . وانظر تفسير القرطبي: (10/ 33، 34) ، والبحر المحيط: 5/ 457. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 14/ 38 عن مجاهد. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 320 عن مجاهد أيضا. وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 180، وتفسير البغوي: 3/ 52. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 65 بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ: بظلمة «1» ، وقيل «2» : بآخر الليل. وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ: سر خلفهم. 66 دابِرَ هؤُلاءِ: آخرهم «3» . 72 لَعَمْرُكَ: وحياتك «4» . وقيل «5» : مدة بقائك. لَفِي سَكْرَتِهِمْ: سكرة الجهل غمورة «6» النّفس. 73 مُشْرِقِينَ: داخلين في وقت الإشراق وهو إضاءة الشمس، والشروق: طلوعها. 75 لِلْمُتَوَسِّمِينَ: للمتفكرين «7» .   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 373 عن قطرب. (2) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 142 عن ابن عباس رضي الله عنهما. والماوردي في تفسيره: 2/ 373 عن الكلبي. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 353، وتفسير الطبري: 14/ 42، وتفسير الماوردي: 2/ 373، والمفردات للراغب: 164. (4) أخرج الطبري في تفسيره: 14/ 44 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «ما حلف الله تعالى بحياة أحد إلا بحياة محمد صلّى الله عليه وسلّم، قال: وحياتك يا محمد وبقائك في الدنيا ... » . وأخرج نحوه أبو نعيم في دلائل النبوة: 1/ 70، والبيهقي في الدلائل: 5/ 488 عن ابن عباس. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 89، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، والحارث بن أبي أسامة، وأبي يعلى، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأشار الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 49 إلى رواية أبي يعلى وقال: «وإسناده جيد» . [ ..... ] (5) تفسير الطبري: 14/ 44. (6) في «ج» : غمرة. (7) هذا قول الفراء في معانيه: 2/ 91، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 374 عن ابن زيد، والبغوي في تفسيره: 3/ 55 عن مقاتل، وعزاه القرطبي في تفسيره: 10/ 43 إلى ابن زيد، ومقاتل. قال الزجاج في معاني القرآن: 3/ 184: «وحقيقته في اللغة المتوسمون النظار المتثبتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سمة الشيء، تقول: توسّمت في فلان كذا وكذا، أي: عرفت وسم ذلك فيه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 76 لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ: طريق واضح، كقوله «1» : لَبِإِمامٍ مُبِينٍ، ومعناه: أنّ الاعتبار بها ممكن، لأنّ آثارها ثابتة مقيمة، وهي قرية «سدوم» «2» . و «أصحاب الأيكة» «3» : قوم شعيب «4» ، بعث إليهم وإلى أهل مدين، فأهلك الله مدين بالصّيحة «5» والأيكة بالظّلّة فاحترقوا بنارها «6» . 79 وَإِنَّهُما: مدينة قوم لوط وأصحاب الأيكة «7» ، لَبِإِمامٍ مُبِينٍ: طريق يؤمّ ويتّبع «8» . 80 الْحِجْرِ: ديار ثمود «9» .   (1) آية: 79 من سورة الحجر. (2) سدوم: بفتح أوله وضم ثانيه: مدينة من مدائن قوم لوط. وفي معجم البلدان: 3/ 200 عن أبي حاتم الرازي في كتاب «المزال والمفسد» قال: إنما هو «سذوم» بالذال المعجمة، قال: والدال خطأ» . قال الأزهري: «وهو الصحيح، وهو أعجمي» . وانظر تهذيب اللّغة: 12/ 374، ومعجم ما استعجم: 3/ 729، والروض المعطار: 308. (3) من قوله تعالى: وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ [آية: 78] . (4) تفسير الطبري: 14/ 48، وتفسير البغوي: 3/ 55، والمحرر الوجيز: 8/ 344. (5) وقال الله تعالى فيهم: وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ [هود: 94] . (6) قال تعالى: فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الشعراء: آية: 189] . وانظر تفسير الماوردي: 2/ 375، والمحرر الوجيز: 8/ 345. (7) تفسير الطبري: 14/ 49، وتفسير الماوردي: 2/ 375، وتفسير البغوي: 3/ 55. (8) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 91، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 239، وتفسير الطبري: 14/ 49. (9) ذكره الطبري في تفسيره: 14/ 50، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 375 عن ابن شهاب. وينظر تفسير البغوي: 3/ 55، والتعريف والإعلام للسهيلي: 90. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 347: «وهي ما بين المدينة وتبوك» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 85 فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ: الإعراض من غير احتفال، كأنّه يولّيه صفحة الوجه «1» . وعند من لا يرى النّسخ «2» هو فيما بينه وبينهم لا فيما أمر من جهادهم. 87 سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي: الفاتحة «3» ، لأنّها سبع آيات والذكر فيها مثنى مقسوم بين الرّبّ والعبد «4» . وقيل «5» : هي السّبع الطّول من أول القرآن.   (1) تفسير الطبري: 14/ 51، والمفردات للراغب: 282، وتفسير القرطبي: 10/ 54. (2) ذكره القرطبي في تفسيره: 10/ 54 فقال: «ليس بمنسوخ، وإنه أمر بالصفح في حق نفسه فيما بينه وبينهم» . وذكر الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 210 قول من قال إن الآية منسوخة بآية السيف ثم رده بقوله: «وهو بعيد لأن المقصود من ذلك أن يظهر الخلق الحسن والعفو والصفح، فكيف يصير منسوخا؟» . [ ..... ] (3) يدل عليه الحديث المرفوع الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 146، كتاب التفسير، باب «ما جاء في فاتحة الكتاب» بلفظ: «الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته» . وانظر تفسير الطبري: (14/ 54- 57) ، وزاد المسير: 4/ 413، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 212، وتفسير ابن كثير: 4/ 465. (4) وفي الحديث القدسي: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي. وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجدني عبدي ... » الحديث. وهو في صحيح مسلم: 1/ 296، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 51- 54) عن ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك. وأخرجه الطبراني في المعجم (الكبير: 11/ 59، والحاكم في المستدرك: 2/ 355، كتاب التفسير، «تفسير سورة الحجر» ، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأشار الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 49 إلى رواية الطبراني عن ابن عباس، ثم قال: «ورجاله رجال الصحيح» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 وقيل «1» : بل [هي] «2» السّور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصّل، لأنّها مثاني المئين، والمئين كالمبادي فإذا جعلت السّبع المثاني ف «من» للتبيين، وإذا جعلت القرآن مثاني لتثنية الأخبار والأمثال ف «من» للتبعيض «3» . 88 أَزْواجاً مِنْهُمْ: أصنافا وأشكالا «4» . 90 الْمُقْتَسِمِينَ: أي: أنزلنا عليك الكتاب/ كما أنزلنا على أهل [51/ ب] الكتاب فاقتسموه، آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه» . وقيل «6» : هم كفار قريش اقتسموا طرقات مكّة فإذا مرّ بهم مارّ إلى   (1) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 213، وقال: «واختار هذا القول قوم واحتجوا عليه بما روى ثوبان أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله تعالى أعطاني السبع الطوال مكان التوراة، وأعطاني المئين مكان الإنجيل، وأعطاني المثاني مكان الزبور، وفضلني ربي بالمفصّل» . ثم قال الفخر الرازي رحمه الله: وأقول إن صحّ هذا التفسير عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلا غبار عليه، وإن لم يصح فهذا القول مشكل، لأنا قد بينا أن المسمى بالسبع المثاني يجب أن يكون أفضل من سائر السور، وأجمعوا على أن هذه السور التي سموها بالمثاني ليست أفضل من غيرها، فيمتنع حمل السبع المثاني على تلك السور» . والسور المئون سميت بذلك لأن آيات كل سورة منها لا تزيد على المائة أو تقاربها، والمفصّل لقصر أعداد سوره من الآي، أو لكثرة الفصول التي بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم. انظر البرهان للزركشي: (1/ 244، 245) ، والإتقان: (1/ 179، 180) ، واللسان: 11/ 524 (فصل) . (2) في الأصل: «هو» ، والمثبت في النص من «ك» . (3) ينظر ما سبق في معاني الزجاج: 3/ 185، وزاد المسير: 4/ 415، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 214. (4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 239، وتفسير الماوردي: 2/ 377، والكشاف: 2/ 397. (5) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 222، كتاب التفسير، باب قوله: الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «هم أهل الكتاب جزّءوه أجزاء وآمنوا ببعضه وكفروا ببعضه» . وانظر تفسير الطبري: (14/ 61، 62) ، ومفحمات الأقران: 130، والدر المنثور: 5/ 98. (6) ذكره الفراء في معانيه: (2/ 91، 92) ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 239، وأخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 63 عن قتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 378 عن الفراء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال بعضهم: هو ساحر، وقال آخر: هو شاعر، وآخر: مجنون وكاهن، فكانوا مقتسمين إمّا طرق مكة، أو القول في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقوله: عِضِينَ يدلّ على اقتسام القول، أي: جعلوا القول في القرآن [فرقا] «1» من شعر وكهانة وأساطير كأنّهم عضوه أعضاء كما يعضّى الجزور، والأصل «عضة» منقوصة فكانت «عضوة» ك «عزة» و «عزين» «2» و «برة» و «برين» «3» . وقال الفراء «4» : «العضة» : السّحر، والجمع «العضون» . وفي الحديث «5» : «لعن الله العاضهة والمستعضهة» ، أي: السّاحرة والمستسحرة «6» . ويقال: ينتجب غير عضاهة: ينتحل شعر غيره «7» .   (1) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج» . (2) عزون: جمع «عزه» ، وهي الجماعة من الناس. مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 270، والمفردات: 334. (3) عن معاني القرآن للفراء: (2/ 92، 93) قال: «وواحد البرين برة. ومثل ذلك «الثبين» و «عزين» . ويجوز فيه ما جاز في العضين والسنين، وإنما جاز ذلك في هذا المنقوص الذي كان على ثلاثة أحرف فنقصت لامه، فلما جمعوه بالنون توهموا أنه «فعول» إذ جاءت الواو وهي واو جماع، فوقعت في موقع الناقص، فتوهموا أنها الواو الأصلية وأن الحرف على فعول ... » . (4) معاني القرآن: 2/ 92. (5) ذكره مرفوعا الماوردي في تفسيره: 2/ 379، والزمخشري في الكشاف: 2/ 399، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 419، والقرطبي في تفسيره: 10/ 59. قال الحافظ ابن حجر في الكافي الكشاف: 94: «رواه أبو يعلى، وابن عدي، من حديث ابن عباس، وفي إسناده زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام، وهما ضعيفان، وله شاهد عند عبد الرزاق من رواية عن ابن جريج عن عطاء» . [ ..... ] (6) تهذيب اللغة: 1/ 130، والنهاية: 3/ 255. (7) هذا من أقوال العرب كما في تهذيب اللغة للأزهري: 1/ 132، واللسان: 13/ 518 (عضه) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 والتوفيق بين قوله «1» : لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، وقوله «2» : لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ أنّه لا يسأل هل أذنبتم؟ للعلم به، ولكن لم أذنبتم؟ «3» ، أو المواقف مختلفة يسأل في بعضها أو في بعض اليوم «4» . وقوله «5» : هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ، مع قوله «6» : عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ فالمراد هو النّطق المسموع المقبول. 94 فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ: احكم بأمرنا. 95 إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ: هم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، وأبو زمعة «7» ، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن [الطلاطلة] «8» ، وطيء الحارث شبرقة «9» فلم يزل يحك بدنه حتى مات. وقال العاص: لدغت لدغت، فلم يجدوا شيئا فمات مكانه.   (1) الحجر: آية: 92. (2) سورة الرحمن: آية: 39. (3) ذكره البغوي في تفسيره: (3/ 58، 59) ، ثم قال: «واعتمده قطرب فقال: السؤال ضربان سؤال استعلام وسؤال توبيخ، فقوله تعالى: فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ يعني: استعلاما، وقوله: لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ يعني توبيخا وتقريعا» اهـ. وانظر هذا القول في المحرر الوجيز: 8/ 358، وزاد المسير: (4/ 419، 420) ، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 218، وتفسير القرطبي: 10/ 61. (4) ذكره البغوي في تفسيره: 3/ 59، وعزاه إلى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 420. وانظر تفسير الفخر الرازي: 19/ 219، وتفسير القرطبي: 10/ 61. (5) سورة المرسلات: آية: 35. (6) سورة الزمر: آية: 31. (7) هو الأسود بن المطلب بن أسد. (8) في الأصل و «ك» و «ج» : «حنظلة» ، والمثبت في النص عن المصادر التي ذكرت هذه الرواية. (9) الشّبرق: نبت حجازي يؤكل وله شوك، وإذا يبس يسمّى الضّريع. النهاية لابن الأثير: 2/ 440، واللسان: 10/ 172 (شبرق) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 وعمي أبو زمعة، وأصابت الأسود الآكلة «1» ، وتعلقت بالوليد سروة- أي دودة «2» - فخدشته فلم يبرح مريضا حتى مات «3» . 99 وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ: النّصر الموعود «4» ، أو الموت «5»   (1) الآكلة جمع أكلة، ويقال فيها أواكل، والأواكل قروح إذا ظهرت أكلت ما حولها من اللحم وقشرت العظم الذي يليها لحريفية المادة، وربما أبطلت العضو، وقد تدعو الحاجة إلى قطع ما فوقها لسلامة باقي البدن. ينظر تذكرة أولي الألباب: 2/ 12. (2) اللسان: 14/ 381 (سرا) . (3) ورد نحو هذه الرواية في السيرة لابن هشام: (1/ 409، 410) ، وتفسير الطبري: (14/ 69، 72) ، ودلائل النبوة لأبي نعيم: (1/ 355، 356) ، ودلائل النبوة للبيهقي: (2/ 316- 318) ، ومجمع الزوائد: (7/ 49، 50) عن الطبراني في «الأوسط» عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: «وفيه محمد بن عبد الملك النيسابوري» ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، وبين هذه الروايات اختلاف كثير. قال الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 220: «واعلم أن المفسرين قد اختلفوا في عدد هؤلاء المستهزئين في أسمائهم وفي كيفية طريق استهزائهم، ولا حاجة إلى شيء منها. والقدر المعلوم أنهم طبقة لهم قوة وشوكة ورئاسة لأن أمثالهم هم الذين يقدرون على إظهار مثل هذه السفاهة مع مثل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في علو قدره وعظيم منصبه، ودل القرآن على أن الله تعالى أبادهم وأزال كيدهم. والله أعلم» اهـ. [ ..... ] (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 381 عن ابن شجرة، وكذا القرطبي في تفسيره: 10/ 64، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 424، وقال: «حكاه الماوردي» ، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: 5/ 471 عن ابن بحر. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 74 عن سالم بن عبد الله بن عمر، ومجاهد، وقتادة، والحسن، وابن زيد. وأورده الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 222 عن سالم تعليقا. ويدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 2/ 71، كتاب الجنائز، باب «الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه» أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على عثمان بن مظعون- رضي الله عنه- وقد مات، فقالت أم العلاء الأنصارية: رحمة الله عليك يا أبا السائب (كنية عثمان بن مظعون) فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «وما يدريك أنّ الله أكرمه؟ فقلت (أم العلاء) : بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟ فقال عليه السلام: أما هو فقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي، قالت: فو الله لا أزكي أحدا بعده أبدا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 الذي هو موقن به. قال عليه السلام «1» : «ما أوحي إليّ أن اجمع المال فأكون من التاجرين، ولكن أوحي إليّ أن سبّح بحمد ربك ... » الآيتان.   (1) أخرج ابن عدي في الكامل: 5/ 1897 هذا الحديث وعدة أحاديث غيره من طريق أبي طيبة عيسى بن سليمان عن كرز بن وبرة، ثم قال: «وهي كلها غير محفوظة، وأبو طيبة هذا كان رجلا صالحا ولا أظن أنه كان يتعمد الكذب» . ورواه أيضا السّهمي في تاريخ جرجان: 342، وأبو نعيم في حلية الأولياء: 2/ 231، عن ابن مسعود مرفوعا. وأخرجه البغوي في تفسيره: 3/ 60 عن جبير بن نفير مرفوعا. وعزاه القرطبي في تفسيره: 10/ 64 إلى أبي مسلم الخولاني مرفوعا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 105، ونسب إخراجه إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، والحاكم في «التاريخ» ، وابن مردويه، والديلمي- كلهم- عن أبي مسلم الخولاني مرفوعا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 المجلد الثاني بسم الله الرّحمن الرّحيم ومن سورة النحل 1 أَتى أَمْرُ اللَّهِ: استقرّ دينه، وأحكامه «1» ، فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ: بالتكذيب، أو أتى أمره وعدا فلا تستعجلوه وقوعا «2» . و/ «الروح» «3» : الوحي بالنّبوّة «4» ، كقوله تعالى «5» : يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ، أو هو البيان عن الحق الذي يجب العمل به، أو هو الروح الذي تحيا به الأبدان.   (1) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 14/ 75 عن الضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 382 عن الضحاك، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 365، وقال: «ويبعده قوله: فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ لأنا لا نعرف استعجالا إلّا ثلاثة: اثنان منها للكفار في القيامة وفي العذاب، والثالث للمؤمنين في النصر وظهور الإسلام» . وانظر زاد المسير: 4/ 427، وتفسير الفخر الرازي: 19/ 223، وتفسير القرطبي: 10/ 65. (2) ذكره الطبريّ في تفسيره: (14/ 75، 76) ، ورجحه، وضعّف القول الأول الذي نسب إلى الضحاك فقال: «وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب، قول من قال: هو تهديد من الله أهل الكفر به وبرسوله، وإعلام منه لهم قرب العذاب منهم والهلاك، وذلك أنّه عقب ذلك بقوله سبحانه وتعالى: عَمَّا يُشْرِكُونَ فدل ذلك على تقريعه المشركين، ووعيده لهم. وبعد، فإنه لم يبلغنا أن أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم استعجل فرائض قبل أن تفرض عليهم، فيقال لهم من أجل ذلك: قد جاءتكم فرائض الله فلا تستعجلوها، وأما مستعجلو العذاب من المشركين، فقد كانوا كثيرا» اه. (3) في قوله تعالى: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ ... [آية: 2] . (4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 241، وتفسير الطبري: 14/ 77، وتفسير الماوردي: 2/ 383، والمحرر الوجيز: 8/ 368، وزاد المسير: 4/ 428، وتفسير القرطبي: 10/ 67. (5) سورة غافر: آية: 15. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 478 4 فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ: أي: من أخرج من النطفة ما هذه صفته فقد أعظم العبرة «1» . 5 دِفْءٌ: ما يستدفأ به من لباس «2» ، سمّي بالمصدر من دفؤ الزمان يدفؤ دفأ فهو دفيء، ودفيء الرجل فهو دفآن. وفي الحديث «3» : «أنّه أتي بأسير يوعك فقال: أدفوه» فقتلوه «4» ، فوداه «5» أراد عليه السّلام: أدفئوه، فترك الهمز إذ لم يكن في لغته، ولو أراد القتل لقال: دافّوه، داففت الأسير: أجهزت عليه «6» . 7 بِشِقِّ الْأَنْفُسِ: بجهدها «7» . 6 تُرِيحُونَ: باللّيل إلى معاطنها «8» ، وَحِينَ تَسْرَحُونَ: بالنّهار إلى مسارحها «9» .   (1) عن تفسير الماوردي: 2/ 383. وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 429: «والمعنى: أنه مخلوق من نطفة، وهو مع ذلك يخاصم وينكر البعث، أفلا يستدل بأوله على آخره، وأنّ من قدر على إيجاده أولا، يقدر على إعادته ثانيا ... » . (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 241، وتفسير الطبري: 14/ 78، ومعاني الزجاج: 3/ 190. (3) أورده أبو عبيد في غريب الحديث: 4/ 33. وهو أيضا في الفائق: 1/ 428، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 341، والنهاية: 2/ 123، وقد جاء في هذين الأخيرين «يرعد» بدل «يوعك» . (4) الإدفاء: القتل في لغة اليمن. النهاية لابن الأثير: 2/ 123، واللسان: 1/ 76 (دفأ) . (5) أي: أدى ديته. (6) الجمهرة لابن دريد: 2/ 1060، وغريب الحديث للخطابي: 2/ 269. [ ..... ] (7) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 97، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 241، وتفسير الطبري: 14/ 80، والمفردات للراغب: 264. (8) معاطن الإبل: مباركها ومنازلها. النهاية: 3/ 258، واللسان: 13/ 286 (عطن) . (9) قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 14/ 80: «يعني تردونها بالعشي من مسارحها إلى مراحها ومنازلها التي تأوي إليها، ولذلك سمي المكان: المراح، لأنها تراح إليها عشيا، فتأوي إليه، يقال منه: أراح فلان ماشيته، فهو يريحها إراحة. وقوله: وَحِينَ تَسْرَحُونَ يقول: وفي وقت إخراجكموها غدوة من مراحها إلى مسارحها، يقال منه: سرح فلان ماشيته يسرحها تسريحا، إذا أخرجها للرعي غدوة، وسرحت الماشية: إذا خرجت للمرعى تسرح سرحا وسروحا، فالسرح بالغداة، والإراحة بالعشي» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 9 وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ: بيان الحق. أو إليه طريق كلّ أحد لا يقدر أحد أن يجوز عنه. وَمِنْها جائِرٌ: أي: من السّبيل ما هو مائل عن الحق «1» . 10 تُسِيمُونَ: ترعون أنعامكم، والسّوم في الرعي من التسويم بالعلامة «2» لأنّ الراعي يسم الراعية بعلامات يعرف بها البعض عن البعض. أو يظهر في مواضع الرعي علامات وسمات من اختلاء النبات «3» ومساقط الأبعار. 14 وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ: أي: جواري «4» . مخرت السفينة كما تمخر الرّيح. والمخر: هبوب الريح، والمخر: شق الماء بشيء يعترض في جهة جريانه «5» .   (1) قال الطبري في تفسيره: 14/ 84: «يعني تعالى ذكره: ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوج، فالقاصد من السبل: الإسلام، والجائر منها: اليهودية والنصرانية، وغير ذلك من ملل الكفر كلها جائر عن سواء السبيل وقصدها، سوى الحنيفية المسلمة» . (2) معاني القرآن للزجاج: 3/ 192، واللسان: 12/ 312 (سوم) . (3) اختلاء النبات: نزعها وقطعها. وفي اللسان: «واختلاه فانخلى: جزّه وقطعه ونزعه» . اللسان: 14/ 243 (خلا) . (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 124 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 242، والزجاج في معانيه: 3/ 193، والبغوي في تفسيره: 3/ 64، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 435 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وكذا الفخر الرازي في تفسيره: 20/ 7. (5) ينظر تفسير الماوردي: 2/ 386، والمفردات للراغب: 464، والكشاف: 2/ 404، وزاد المسير: 4/ 435، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 7، وتفسير القرطبي: 10/ 89، واللسان: 5/ 160 (مخر) . قال الفخر الرازي رحمه الله: «إذا عرفت هذا فقول ابن عباس: «مواخر» أي: جوار، إنما حسن التفسير به، لأنها لا تشق الماء إلا إذا كانت جارية» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 480 وقيل «1» : مَواخِرَ: مواقر مثقلات. 15 أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ: لئلا تميد «2» . 27 كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ: تظهرون شقاق المسلمين لأجلهم. 28 فَأَلْقَوُا السَّلَمَ: الخضوع والاستسلام لملائكة العذاب «3» . 46 تَقَلُّبِهِمْ: تصرّفهم في أسفارهم وأعمالهم «4» . 47 أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ: أي: ما يتخوّفون منه من الأعمال السّيئة «5» . أو [ما يتخوفون] «6» عليه من متاع الدنيا. وقيل «7» : هو على تنقّص، أي: نسلّط عليهم الفناء فيهلك الكثير في   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 14/ 88 عن الحسن رحمه الله تعالى. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 386 عن الحسن أيضا، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 435، والقرطبي في تفسيره: 10/ 89. (2) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 242: «أي: لئلا تميد بكم الأرض. والميد: الحركة والميل. ومنه يقال: فلان يميد في مشيته: إذا تكفّا» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 357، وتفسير الطبري: 14/ 90، وتفسير البغوي: 3/ 64. (3) قال ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 442: «قال المفسرون: وهذا عند الموت يتبرؤون من الشرك، وهو قولهم: ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ وهو الشرك، فترد عليهم الملائكة فتقول: بَلى، وقيل: هذا رد خزنة جهنم عليهم: بَلى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ من الشرك والتكذيب. (4) تفسير الطبري: 14/ 112، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 201، وتفسير الماوردي: 2/ 392، وتفسير القرطبي: 10/ 109، وتفسير ابن كثير: 4/ 493. (5) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 2/ 392. (6) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . [ ..... ] (7) معاني القرآن للفراء: 2/ 101، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 360. وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 243: «ومثله: التخوّن، يقال: تخوفته الدهور وتخونته، إذا نقصته وأخذت من ماله أو جسمه» . وانظر تفسير الطبري: (14/ 112- 114) ، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 201، وتفسير البغوي: 3/ 70. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 وقت يسير، أو بنقصهم في أموالهم وثمارهم «1» . وسأل عمر عنها على المنبر فسكت النّاس حتى قام شيخ هذليّ فقال: هذه لغتنا، التخوّف: التنقّص. فقال عمر: و/ هل شاهد «2» ؟ فأنشد لأبي كبير «3» : تخوّف الرّحل «4» منها تامكا «5» قردا ... كما تخوّف عود النّبعة السّفن «6»   (1) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 3/ 201. وانظر زاد المسير: 4/ 451، وتفسير القرطبي: (10/ 109، 110) . (2) كذا في «ك» وورد في المصادر التي ذكرت الرواية: «فهل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال: نعم ... » . (3) كذا ورد في الرواية التي ذكرها القرطبي في تفسيره: 10/ 110، والبيضاوي في تفسيره: 1/ 557، منسوبا إلى أبي كبير الهذلي. ونسبه الأزهري في التهذيب: 7/ 594 إلى ابن مقبل، والجوهري في الصحاح: 4/ 1359 (خوف) إلى ذي الرمة، والزمخشري في الكشاف: 2/ 411 إلى زهير. وأورده صاحب اللسان مرتين، نسبه في الأولى مادة (خوف) إلى ابن مقبل، وفي الثانية (سفن) إلى ذي الرمة. وقد ذكر الزبيدي هذا الاختلاف في نسبة البيت فقال: «وقد روى الجوهري هذا الشعر لذي الرمّة، ورواه الزجاج، والأزهري لابن مقبل، قال الصّاغاني: وليس لهما. وروى صاحب الأغاني- في ترجمة حمّاد الراوية- أنه لابن مزاحم الثمالي، ويروى لعبد الله بن العجلان النّهدي. قلت (الزبيدي) : وعزاه البيضاوي في تفسيره إلى أبي كبير الهذلي، ولم أجد في ديوان شعر هذيل له قصيدة على هذا الرويّ» اه. ينظر تاج العروس: 23/ 292 (خوف) . (4) في تهذيب اللّغة، والصحاح، واللسان، وتاج العروس: «السّير» : مكان «الرحل» . (5) في الأصل: «تامكا صلبا قردا ... » ، وأثبت ما ورد في «ك» ، وسائر المصادر التي ذكرت البيت. (6) قال القرطبي في شرح هذا البيت: «تمك السنام يتمك تمكا، أي: طال وارتفع فهو تامك، والسّفن والمسفن ما ينجر به الخشب» . ينظر تفسيره: 10/ 111. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 482 فقال عمر: عليكم بديوانكم شعر العرب «1» . 48 يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ: يتميل ويتحول «2» ، وتفيّأت في الشّجرة: دخلت في أفيائها، والفيء: الظلّ بعد الزوال لأنه مال «3» . عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ: في أول النهار وآخره «4» ، إذ بالغداة يتقلص «5» الظلّ من إحدى الجهتين وبالعشيّ ينبسط من الأخرى. وجمع الشَّمائِلِ للدلالة على أنّ المراد ب «اليمين» الجمع على معنى الجنس، ولأنّ الابتداء من اليمين ثم ينقبض حالا فحالا عن الشمائل «6» .   (1) أورد هذا الأثر الزمخشري في الكشاف: 2/ 411، والفخر الرازي في تفسيره: 20/ 40، والقرطبي في تفسيره: 10/ 110، والبيضاوي في تفسيره: 1/ 557. وأشار إليه المناوي في الفتح السماوي: 2/ 755، وقال: «لم أقف عليه» . ونقل محقق الفتح السماوي عن ابن همات الدمشقي في تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي أنه قال: «قال السيوطي: لا يحضرني الآن تخريجه، لكن أخرج ابن جرير (تفسير الطبري: 14/ 113) عن عمر أنه سألهم عن هذه الآية فقالوا: ما نرى إلا أنه عند تنقص ما يردده من الآيات، فقال عمر: ما أرى إلّا أنه على تنتقصون من معاصي الله، فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقي أعرابيا فقال: يا فلان ما فعل ربك؟ قال: قد تخيفته يعني- تنقصته- فرجع إلى عمر فأخبره، فقال: قدر الله ذلك» . (2) عن تفسير الماوردي: 2/ 392. (3) هذا قول رؤبة بن العجاج، قال ثعلب في كتابه «الفصيح» : 319: «وأخبرت عن أبي عبيدة قال: قال رؤبة بن العجاج: كل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو فيء وظلّ وما لم تكن عليه الشمس فهو ظل» . وانظر تهذيب اللغة: (15/ 577، 578) ، والمحرر الوجيز: 8/ 432، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 41. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 14/ 115 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 393 عن قتادة، والضحاك. وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 71. (5) في «ج» : يتنقص. (6) ينظر المحرر الوجيز: 8/ 432، وزاد المسير: 4/ 453، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 43، وتفسير القرطبي: 10/ 112. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 سُجَّداً: خضّعا «1» لأمر الله لا يمتنع على تصريفه، إذ التصرف لا يخلو عن التغير، والتغيّر لا بدّ له من مغيّر ومدبّر فهي في تلك الشهادة كالخاضع السّاجد. داخِرُونَ: صاغرون خاضعون «2» بما فيهم من التسخير ودلائل التيسير. 50 يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ: أي عذابه وقضاءه، إذ قدرته فوق ما أعارهم من القوى والقدر، كقوله «3» : وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ، أو لمّا وصف الله بالتعالي على معنى لا قادر أقدر منه، وأنّ صفته في أعلى مراتب صفات القادرين حسن القول مِنْ فَوْقِهِمْ ليدل على هذا المعنى. 53 تَجْئَرُونَ: ترفعون أصواتكم بالاستغاثة «4» . 52 وَلَهُ الدِّينُ: الطاعة «5» ، واصِباً: دائما، أو خالصا «6» . والوصب «7» : التّعب بدوام العمل.   (1) تفسير الماوردي: 2/ 393، وزاد المسير: 4/ 453، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 44. [ ..... ] (2) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 360، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 243، وتفسير الطبري: 14/ 116، والمفردات للراغب: 166. (3) سورة الأنعام: آية: 61. (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 204، وقال: «يقال: جأر الرجل يجأر جؤارا» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 361، وتفسير الطبري: 14/ 121، وتفسير البغوي: 3/ 72. (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 243، وتفسير الطبري: 14/ 118، ومعاني الزجاج: 3/ 203، وتفسير الماوردي: 2/ 394. (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 104، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 361، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 243، وتفسير الطبري: (14/ 119، 120) ، وتفسير البغوي: 3/ 72. (7) تفسير الطبري: 14/ 118، وتهذيب اللغة للأزهري: 12/ 255، واللسان: 1/ 797 (وصب) ، والبحر المحيط: 5/ 500. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 55 لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ: بما أنعمنا عليهم، أي: جعلوا ما أنعمنا به عليهم سببا للكفر، فهم بمنزلة من أشرك في العبادة ليكفروا بما أوتى من النعمة كأنّه لا غرض في شركه إلّا هذا. 56 تَاللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ: سؤال التوبيخ وهو الذي لا جواب لصاحبه إلا بما فيه فضيحته، وهو يشبه سؤال الجدال من المحق للمبطل. وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ: أنه يضر وينفع. نَصِيباً: يتقربون به إليه، أي: الأصنام، كما في قوله «1» : وَهذا لِشُرَكائِنا. 57 وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ: أي: من البنين. 60 وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى: مع/ قوله «2» : فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ [35/ أ] لأنّها الأمثال التي توجب الاشتباه «3» . ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ: أي: من أهل الظلم «4» ، أو لأنّه لو أهلك   (1) سورة الأنعام: آية: 136. (2) سورة النحل: آية: 74. (3) في «ك» : الأشباه. وذكر القرطبي هذا القول في تفسيره: 10/ 119، وقال: «أي لا تضربوا لله مثلا يقتضي نقصا وتشبيها بالخلق، و «المثل الأعلى» وصفه بما لا شبيه له ولا نظير ... » . (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 396، وابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 450، عن فرقة، قال: «ويدل على هذا التخصيص أن الله تعالى لا يعاقب أحدا بذنب أحد. واحتجت- الفرقة- بقوله تعالى: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى. وهذا كله لا حجة فيه وذلك أن الله تعالى لا يجعل العقوبة تقصد أحدا بسبب إذ ناب غيره، ولكنه إذا أرسل عذابا على أمة عاصية لم يمكن البريء التخلص من ذلك العذاب، فأصابه العذاب لا بأنه له مجازاة. ونحو هذا قوله: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث» . ثم لا بد من تعلق ظلم ما بالأبرياء وذلك بترك التغيير ومداجنة أهل الظلم ومداومة جوارهم» اه. وانظر تفسير الفخر الرازي: 20/ 61، وتفسير القرطبي: (10/ 119، 120) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 الآباء لم يكن الأنباء «1» . 62 لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ: وجب قطعا، أو كسب فعلهم أنّ لهم النّار، فيكون لا ردّا للكلام «2» ، أو صلة. مُفْرَطُونَ: معجّلون «3» ، أو مقدمون، تقول: أفرطناه في طلب الماء: قدمناه. 66 مِمَّا فِي بُطُونِهِ: التذكير للرد إلى لفظ «ما» «4» ، أو للردّ على النّعم. والنّعم والأنعام واحد «5» لأنّ النّعم اسم جنس فيذكّر على اللّفظ، ألا ترى أنّ النعم يؤنث على نية الأنعام فيذكّر الأنعام على نية النّعم. أو ردّ الكناية إلى البعض «6» ، أي: نسقيكم مما في بطون البعض منها إذ ليس لكلّها لبن يشرب.   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 396 دون عزو، وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 74، والفخر الرازي في تفسيره: 20/ 61، والقرطبي في تفسيره: 10/ 119. (2) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 207، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 460، والفخر الرازي في تفسيره: 20/ 62، والقرطبي في تفسيره: 10/ 121 عن الزجاج. (3) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: (244، 245) : «أي معجلون إلى النار. يقال: فرط مني ما لم أحسبه، أي: سبق. والفارط: المتقدم إلى الماء لإصلاح الأرشية والدلاء حتى يرد القوم وأفرطته: أي: قدمته» . وانظر تفسير الطبري: 14/ 128، ومعاني الزجاج: 2/ 207، والكشاف: 2/ 415، والمفردات للراغب: 376. (4) ذكره الطبري في تفسيره: 14/ 132، والفخر الرازي في تفسيره: 20/ 66. ونقله القرطبي في تفسيره: 10/ 124 عن الكسائي. [ ..... ] (5) ذكره الفراء في معانيه: (2/ 108، 109) . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 362، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 245، وتفسير الطبري: 14/ 131، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 401، وزاد المسير: 4/ 463. (6) نقله المؤلف في وضح البرهان: 1/ 507 عن المؤرج. وأورده النحاس في إعراب القرآن: 2/ 402، وقال: «حكاه أبو عبيد عن أبي عبيدة» ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 463، والقرطبي في تفسيره: 10/ 124 عن أبي عبيدة أيضا. وانظر تفسير الطبري: 14/ 133، والمحرر الوجيز: 8/ 457. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 67 سَكَراً: شرابا مسكرا «1» ، وَرِزْقاً حَسَناً: فاكهة. وقيل «2» : السكر ما شربت، والرزق الحسن ما أكلت. 68 وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ: ألهمها «3» ، أي: جعله في طباعها حتى صارت سبله لها مذلّلة سهلة، فتراها تبكّر إلى الأعمال وتقسمها بينها كما يأمرها اليعسوب «4» فبعض يعمل الشّمع، وبعض العسل، وبعض يبني البيوت، وبعض يستقي الماء ويصبّه في الثّقب. يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ: سمّاه شرابا إذ يجيء منه الشّراب وإن كانت تجيء بالعسل بأفواهها فهو يخرج من جهة أجوافها وبطونها ويكون باطنا في فيها ولأن الاستحالة لا يكون إلّا في البطن فالنّحل تخرج العسل من البطن إلى الفم كالريق، وخوطب بهذا الكلام أهل تهامة وضواحي كنانة   (1) فيكون هذا القول محمولا على قبل تحريم الخمر، وقد ذكر هذا القول الفراء في معانيه: 2/ 109، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 245، وأخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 134- 136) عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والحسن، ومجاهد. قال الفخر الرازي في تفسيره: 20/ 70 «فإن قيل: الخمر محرمة فكيف ذكرها في معرض الإنعام؟ أجابوا عنه من وجهين: الأول: أن هذه السورة مكية، وتحريم الخمر نزل في سورة المائدة، فكان نزول هذه الآية في الوقت الذي كانت فيه غير محرمة. الثاني: أنه لا حاجة إلى التزام هذا النسخ، وذلك لأنه تعالى ذكر ما في هذه الأشياء من المنافع وخاطب المشركين بها، والخمر من أشربتهم فهي منفعة في حقهم، ثم إنه تعالى نبه في هذه الآية أيضا على تحريمها، وذلك لأنه ميز بينها وبين الرزق الحسن في الذكر، فوجب أن يكون السكر رزقا حسنا، ولا شك أنه حسن بحسب الشهوة، فوجب أن يقال الرجوع عن كونه حسنا بحسب الشريعة، وهذا إنما يكون كذلك إذا كانت محرمة» اه. (2) نقله المؤلف- رحمه الله- في كتابه وضح البرهان: 1/ 508 عن الحسن رحمه الله تعالى، ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 75 عن الشعبي. (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 109، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 245، وتفسير الطبري: 14/ 139، ومعاني الزجاج: 3/ 310، والمحرر الوجيز: 8/ 460. (4) اليعسوب: فحل النحل. النهاية: 3/ 234، واللسان: 1/ 599 (عسب) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 - وهم أهل العسل- فلم ينكر أحد هذا المجاز. فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ: إذ المعجونات كلها بالعسل، وفي الحديث «1» : «عليكم بالشفاءين: القرآن والعسل» . 70 أَرْذَلِ الْعُمُرِ: أردأه وأوضعه «2» ، وهو إذا صار إلى خمس وسبعين سنة، عن عليّ رضي الله عنه «3» . لِكَيْلا يَعْلَمَ: لما فيه من الاعتبار بتصريف الأحوال. 71 فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ: أي: ما ملكت أيمانهم لا يشاركونهم في ملكهم ولا يملكون/ شيئا من رزقهم، فكيف يجعلون لله من خلقه شركاء في ملكه «4» . و «الحفدة» «5» : الخدم والأعوان «6» . وبنو البنين بلغة سعد   (1) أخرجه ابن ماجة في السنن: 2/ 1142، كتاب الطب، باب «العسل» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 4/ 200، كتاب الطب، باب «الشفاء شفاءان قراءة القرآن وشرب العسل» عن عبد الله بن مسعود مرفوعا، وقال: «هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 144، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه عن ابن مسعود موقوفا. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 246، وتفسير الطبري: 14/ 141، والكشاف: 2/ 418، وتفسير القرطبي: 10/ 140، واللسان: 11/ 281 (رذل) . (3) أخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 141، 142) عن علي رضي الله عنه. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 400 عن علي أيضا، وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 76، وابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 464، وابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 467. (4) ينظر تفسير الطبري: 14/ 142، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 212، وتفسير البغوي: 3/ 77، والمحرر الوجيز: 8/ 465. (5) في قوله تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً ... [آية: 72] . (6) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 110، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 364، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 246، وأخرجه الطبري في تفسيره: (14/ 144، 145) عن ابن عباس، وعكرمة، والحسن، ومجاهد، وقتادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 العشيرة «1» ، أي: الله جعل من الأزواج بنين ومن يعاون على ما يحتاج إليه بسرعة. يقال: حفد أسرع في العمل «2» . 76 كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ: وليّه. 77 وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ: أي: إذا أمرنا «3» . أَوْ هُوَ أَقْرَبُ: على تقدير قول المخاطب وشكه، أي: كونوا فيها على هذا الظن. 84 نَبْعَثُ [مِنْ] «4» كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً: يبعث الله يوم القيامة من أهل كل عصر من هو حجة عليهم فيشهد. 90 إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ: تجالس مسروق «5» وشتير «6» ، فقال شتير:   (1) ورد في كتاب لغات القرآن لأبي عبيد: 160 أن «الحفدة» : الأختان، بلغة سعد العشيرة. وقد أخرج الطبري في تفسيره: 14/ 146 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «هم الولد وولد الولد» . ورجحه ابن العربي في أحكام القرآن: 3/ 1162 فقال: «الظاهر عندي من قوله: بَنِينَ أولاد الرجل من صلبه، ومن قوله: حَفَدَةً أولاد ولده. وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا، ونقول: تقدير الآية على هذا: والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا، ومن أزواجكم بنين، ومن البنين حفدة» . (2) ينظر تفسير الطبري: 14/ 147، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 213، وتهذيب اللغة: 4/ 426، واللسان: 3/ 153 (حفد) . [ ..... ] (3) قال الزجاج في معانيه: 3/ 214: «ليس يريد أن الساعة تأتي في أقرب من لمح البصر، ولكنه يصف سرعة القدرة على الإتيان بها» . وانظر زاد المسير: 4/ 474، وتفسير القرطبي: 10/ 150. (4) في الأصل: «في» . (5) هو مسروق بن الأجدع بن مالك الهمداني، الوادعي، الكوفي. الإمام التابعي الجليل. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: 528: «ثقة فقيه عابد، مخضرم، من الثانية» . ترجمته في طبقات ابن سعد: 6/ 76، وتذكرة الحفاظ: 1/ 49، وسير أعلام النبلاء: 4/ 63. (6) هو شتير بن شكل بن حميد العبسي الكوفي. ضبط ابن ماكولا اسمه فقال: «أوله شين معجمة مضمومة بعدها تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها وآخره راء» . الإكمال: 4/ 378. ترجم له الحافظ في التقريب: 264، فقال: «يقال إنه أدرك الإسلام، ثقة، من الثانية» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 إمّا أن تحدّث ما سمعت من عبد الله «1» وأصدّقك وإمّا أن أحدّثك وتصدقني. قال مسروق: بل تحدّث وأصدقك، فقال شتير: سمعت عبد الله يقول: أجمع آية في القرآن لخير وشرّ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ الآية. فقال مسروق: صدقت «2» . 92 أَنْكاثاً: أنقاضا «3» . دَخَلًا: غرورا ودغلا، كأنّ داخل القلب يخالف ظاهر القول «4» . أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ: أعزّ وأزيد «5» ، وكانوا يعقدون الحلف ثم ينقضونه إذا وجدوا من هو أقوى. و «الحياة الطيّبة» «6» : الرزق الحلال «7» ، أو القناعة «8» وأكثر   (1) هو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه. (2) أخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 356، كتاب التفسير، باب «أجمع آية في القرآن للخير والشر» وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ... » ووافقه الذهبي. وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 14/ 163 عن ابن مسعود رضي الله عنه. وانظر هذا الأثر عن عبد الله بن مسعود في تفسير البغوي: 3/ 82، والمحرر الوجيز: 8/ 493، وزاد المسير: 4/ 484. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 367، وتفسير الطبري: 14/ 166، والمفردات للراغب: 504، وتفسير القرطبي: 10/ 171. (4) قال الراغب في المفردات: 166: «والدّخل كناية عن الفساد والعداوة المستبطنة كالدّغل..» . (5) تفسير الطبري: 14/ 167، وتفسير الماوردي: 2/ 410. (6) من قوله تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً ... [آية: 97] . (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 14/ 170 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 164، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، والفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس. (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 14/ 171 عن الحسن، والضحاك. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 164، وعزا إخراجه إلى وكيع عن محمد بن كعب القرظي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 المسلمين ليسوا متّسقي الأرزاق. 103 لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ: يميلون ويضيفون إليه «1» ، حين اتهموا النّبيّ- عليه السلام- في معرفة الأخبار ببعض العجم ممن قرأ. 112 فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ: أي: جعل ما يظهر عليهم من الهزال وسوء الحال كاللباس عليهم. وإنّما يقال لصاحب الشدّة: ذق لأنّه يتجدّد عليه إدراكه كما يتجدد على الذائق. 120 إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً: إماما يأتمّ به النّاس «2» . قانِتاً: دائما على العبادة. حَنِيفاً: مسلما مستقبلا في صلاته الكعبة «3» . 122 وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ: فيه غاية الترغيب في الصّلاح والمدح لإبراهيم- عليه السلام-، إذ شرف جملة هو منها حتى يصير الاستدعاء إليها بأنه فيها. وإنّما جاز أن/ يتبع الأفضل المفضول «4» لسبقه إلى القول بالحق [54/ أ] والعمل به وإن كان نبيّنا أفضل الأنبياء.   (1) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 249، ومعاني الزجاج: 3/ 219، والمفردات: 219. (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 415 عن الكسائي، وأبي عبيدة. [ ..... ] (3) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 541: «الحنيف: المائل إلى الخير والإصلاح، وكانت العرب تقول لمن يختتن ويحج البيت حنيفا» . (4) لعله تفسير لقوله تعالى: ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً ... [آية: 123] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 124 إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ: التشديد في يوم السّبت «1» . عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ: جاءهم موسى بالجمعة فقال أكثرهم: لا، بل يوم السّبت «2» .   (1) قال القرطبي في تفسيره: 10/ 199: «كان السبت تغليظا على اليهود في رفض الأعمال وترك التبسيط في المعاش بسبب اختلافهم فيه ... » . (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 114، وتفسير الطبري: 14/ 193. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 8/ 544: «قوله تعالى: إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ، أي: لم يكن من ملة إبراهيم، وإنما جعله الله فرضا عاقب به القوم المختلفين فيه، قاله ابن زيد، وذلك أن موسى- عليه السلام- أمر بني إسرائيل أن يجعلوا من الجمعة يوما مختصا بالعبادة وأمرهم أن يكون يوم الجمعة، فقال جمهورهم: بل يكون يوم السبت، لأن الله فرغ فيه من خلق مخلوقاته ... » . وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدا والنصارى بعد غد» اه. صحيح البخاري: (1/ 211، 212) ، كتاب الجمعة، باب «فرض الجمعة ... » . وصحيح مسلم: (2/ 585، 586) ، كتاب الجمعة، باب «هداية هذه الأمة ليوم الجمعة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 ومن سورة بني إسرائيل 1 سُبْحانَ: لا ينصرف، لأنّه علم لأحد معنيين: إمّا التبرئة والتنزيه، وإمّا التعجب «1» . أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا: بمعنى «بعض ليل» على تقليل وقت الإسراء «2» . والإسراء في رواية أبي هريرة «3» وحذيفة بن اليمان «4» كان بنفسه في الانتباه. وفي رواية عائشة ومعاوية بروحه حال النّوم «5» .   (1) ينظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 413، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 427، وتفسير الماوردي: 2/ 420، ونور المسرى في تفسير آية المسرى: (47، 48) . (2) قال العكبري في التبيان: 2/ 811: «وتنكيره يدل على قصر الوقت الذي كان الإسراء والرجوع فيه» . وانظر الكشاف: 2/ 436، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 147، وتفسير القرطبي: 10/ 204. (3) في صحيح البخاري: (4/ 140، 141) ، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها. وصحيح مسلم: 1/ 154، كتاب الإيمان، باب «الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات» . وانظر تفسير الطبري: (15/ 6، 7) ، ودلائل النبوة للبيهقي: 2/ 358، والدر المنثور: (5/ 198، 199) . (4) ينظر مسند أحمد: 5/ 387، وسنن الترمذي: 5/ 307، كتاب تفسير القرآن «سورة الإسراء» حديث رقم (3147) ، قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . ومستدرك الحاكم: 2/ 359، كتاب التفسير، وقال: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. ودلائل النبوة للبيهقي: 2/ 364، والدر المنثور: 5/ 216. (5) نقل ابن إسحاق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الله أسرى بروحه» . وأخرج عن معاوية رضي الله تعالى عنه أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كانت رؤيا من الله تعالى صادقة» . قال ابن إسحاق: «فلم ينكر ذلك من قولهما ... » السيرة: (1/ 399، 400) . وعلق الحافظ ابن كثير على نقل ابن إسحاق بقوله: «وقد توقف ابن إسحاق في ذلك، وجوز كلّا من الأمرين من حيث الجملة، ولكن الذي لا يشك فيه ولا يتمارى أنه كان يقظانا لا محالة لما تقدم، وليس مقتضى كلام عائشة رضي الله عنها- أن جسده صلى الله عليه وسلم ما فقد وإنما كان الإسراء بروحه أن يكون مناما كما فهمه ابن إسحاق، بل قد يكون وقع الإسراء بروحه حقيقة وهو يقظان لا نائم وركب البراق وجاء بيت المقدس وصعد السماوات وعاين ما عاين حقيقة ويقظة لا مناما. لعل هذا مراد عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ومراد من تابعها على ذلك، لا ما فهمه ابن إسحاق من أنهم أرادوا بذلك المنام، والله أعلم» اه. ينظر البداية والنهاية: (3/ 112، 113) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 والحسن أوّل قوله «1» : وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ بالمعراج «2» . وقد رويت الروايتان بطرق صحيحة، فالأولى الجمع والقول بمعراجين: أحدهما في النّوم، والآخر في اليقظة «3» . وروي أنّ المشركين سألوه عن بيت المقدس وما رآه في طريقه فوصفه لهم شيئا فشيئا، وأخبرهم أنّه رأى في طريقه قعبا «4» مغطى مملوء ماء فشرب منه، ثم غطّاه كما كان، ووصف لهم إبلا كانت في طريق الشّام يقدمها جمل أورق «5» ، فوجدوا الأمر كما وصف.   (1) سورة الإسراء: آية: 60. (2) ينظر قوله في السيرة لابن هشام: 1/ 400، وتفسير الماوردي: 2/ 421، وتفسير ابن كثير: 5/ 41، والدر المنثور: 5/ 309. وأخرج البخاري في صحيحه: 5/ 227، كتاب التفسير، باب وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «هي رؤيا عين أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسرى به ... » . (3) ذكره ابن العربي في أحكام القرآن: 3/ 1194، ورجحه السهيلي في الروض الأنف: 2/ 149، وأبو شامة المقدسي في نور المسرى: 117. (4) أي قدحا. اللسان: 1/ 683 (قعب) . (5) الأورق: الأسمر. النهاية: 5/ 175. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 2 أَلَّا تَتَّخِذُوا: معناه الخبر لئلا يتخذوا. 3 ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا: أي: يا ذريّة «1» . 4 وَقَضَيْنا: أعلمنا وأوحينا، كقوله «2» : وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ... أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ. 5 بَعَثْنا عَلَيْكُمْ: خلّيناهم وإياكم، وكان أولئك هم العمالقة «3» . وقيل: إنّه بختنصّر «4» ، إذ كان أصحاب سليمان بن داود عرفوا من جهة أنبيائهم خراب الشّام ثم عودها إلى عمارتها، ولما وقفوا على قصد بختنصّر انجلوا عنها واعتصموا بمصر «5» .   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 116، وقال الزجاج في معانيه: 3/ 226: «وهي منصوبة على النداء، كذا أكثر الأقوال، المعنى: «يا ذرية من حملنا مع نوح ... » . (2) سورة الحجر: آية: 66. (3) نقله الماوردي في تفسيره: 2/ 423، والكرماني في غرائب التفسير: 1/ 621، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 9 عن الحسن رحمه الله تعالى. (4) بختنصّر: كان حاكما لبلاد بابل من قبل ملك الفرس. وكلمة «بختنصر» مركب مزجى، وتركيبه من «بخت» معرب «بوخت» ، بمعنى: ابن و «نصر» اسم صنم. ينظر تاريخ الطبري: 1/ 558، والصحاح: 1/ 243 (بخت) ، والمعرّب للجواليقي: 129. (5) ينظر هذه الرواية في تفسير الطبري: (15/ 21- 30) ، وتفسير الماوردي: 2/ 423، والتعريف والإعلام للسهيلي: 98، وزاد المسير: 5/ 9. وأشار إليها ابن كثير في تفسيره: 5/ 44، ثم قال: «وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية لم أر تطويل الكتاب بذكرها لأن منها ما هو موضوع، من وضع زنادقتهم، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحا، ونحن في غنية عنها، ولله الحمد. وفيما قص الله تعالى علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله، ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم. وقد أخبر الله تعالى أنهم لما بغوا وطغوا سلط عليهم عدوهم، فاستباح بيضتهم، وسلك خلال بيوتهم وأذلهم وقهرهم، جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد، فإنهم كانوا قد تمردوا وقتلوا خلقا من الأنبياء والعلماء» اه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 فَجاسُوا: مشوا وترددوا «1» . وقيل «2» : عاثوا وأفسدوا. 7 وَعْدُ الْآخِرَةِ: [وعد] «3» المرّة الآخرة «4» . لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ: أي: الموصوفون بالبأس يسوءوا ساداتكم «5» . وَلِيُتَبِّرُوا: يهلكوا ويخرّبوا «6» . ما عَلَوْا: ما وطئوا من الديار. حَصِيراً: محبسا» . 9 لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ: للحال التي هي أقوم وهي توحيد الله، والإيمان برسله، والعمل بطاعته/ «8» . 11 وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ: يدعو على نفسه وولده غضبا، أو يطلب   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 424 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر المفردات للراغب: 103، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 157، وتفسير البيضاوي: 1/ 578. (2) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 251، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 10، والفخر الرازي في تفسيره: 20/ 157 عن ابن قتيبة أيضا. (3) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (4) تفسير الطبري: 15/ 31، وتفسير الماوردي: 2/ 425، وتفسير البغوي: 3/ 106، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 159. (5) ذكره القرطبي في تفسيره: 10/ 223 فقال: «قيل: المراد ب «الوجوه» السادة، أي: ليذلوهم» . (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 251، وتفسير الطبري: 15/ 43، وتفسير الفخر الرازي: 20/ 160. (7) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 371: «من الحصر والحبس، فكأن معناه: محبسا، ويقال للملك: حصير، لأنه محجوب» . وانظر تفسير الطبري: 15/ 45، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 228، وتفسير القرطبي: 10/ 224. (8) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 229. وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري: (15/ 46، 47) ، والمحرر الوجيز: 9/ 26، وتفسير القرطبي: 10/ 225. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 ما هو شرّ له ليعجّل الانتفاع. 12 فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ: هو السواد الذي في القمر «1» . مُبْصِرَةً: أهلها بصراء كمضعف لمن قومه ضعفاء. 13 طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ: عمله «2» : فيكون في اللّزوم كالطوق للعنق، أو طائِرَهُ: كتابه الذي يطير إليه يوم القيامة «3» . 14 كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً: شاهدا، وقيل: حاكما. ولقد أنصفك من جعلك حسيبا على نفسك. 16 وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً : هذه الإرادة على مجاز المعلوم من عاقبة الأمر. أَمَرْنا «4» تْرَفِيها: أمرناهم على لسان رسولهم بالطاعة. فَفَسَقُوا : خرجوا عن أمرنا، كقوله: أمرته فعصى «5» ، أو أمرنا:   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 49 عن ابن عباس، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 247، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في «المصاحف» عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [ ..... ] (2) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 118، وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 51 عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. (3) نص هذا القول في البحر المحيط: 6/ 15 عن السدي. وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 252: «المعنى فيما أرى- والله أعلم-: أن لكل امرئ حظا من الخير والشر قد قضاه الله عليه فهو لازم عنقه. والعرب تقول لكل ما لزم الإنسان- قد لزم عنقه، وهو لازم صليف عنقه. وهذا لك عليّ وفي عنقي حتى أخرج منه. وإنما قيل للحظ من الخير والشر: طائر، لقول العرب: جرى له الطائر بكذا من الخير، وجرى له الطائر بكذا من الشر على طريق الفأل والطيرة، وعلى مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سببا، فخاطبهم الله بما يستعملون، وأعلمهم أن ذلك الأمر الذي يجعلونه بالطائر، هو ملزمة أعناقهم ... » . (4) بفتح الميم وإسكان الراء، وهي قراءة الجمهور وعليها القراء السبعة. ينظر السبعة لابن مجاهد: 379، والبحر المحيط: 6/ 17. (5) ينظر البحر المحيط: 6/ 18. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 كثّرنا «1» ، أمره وآمره. وفي الحديث «2» : «خير المال مهرة مأمورة» «3» . 20 كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ: أي: من أراد العاجلة ومن أراد الآخرة. مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ: من رزقه. 23 أُفٍّ: معناه التكرّه والتضجّر «4» . 24 وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ: لن لهما جانبك متذللا من مبالغتك في الرحمة لهما «5» . 26 وَلا تُبَذِّرْ: لا تنفق في غير طاعة الله شيئا. 27 إِخْوانَ الشَّياطِينِ: قرناءهم في النّار «6» ، أو أتباعهم في   (1) ورد هذا المعنى على قراءة الجمهور بالقصر وفتح الميم وإسكان الراء، وكذلك على قراءة «آمرنا» بالمد. وهي قراءة عشرية، قرأ بها يعقوب بن إسحاق البصري، وتنسب هذه القراءة أيضا إلى علي بن أبي طالب، وابن عباس، والحسن، وقتادة، وأبي العالية، وعاصم، وابن كثير، وأبي عمرو، ونافع. ينظر السبعة لابن مجاهد: 379، والمحتسب لابن جني: (2/ 15، 16) ، والغاية في القراءات العشر لابن مهران: 190، والنشر: 3/ 150، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 195، والبحر المحيط: 6/ 20. (2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3/ 468 عن سويد بن هبيرة، ورفعه. وكذا الطبراني في المعجم الكبير: 7/ 91، والقضاعي في مسند الشهاب: (2/ 230، 231) . وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/ 260 وقال: «رجال أحمد ثقات» . وأورده السيوطي- أيضا- في الجامع الصغير: 2/ 11، ورمز له بالصحة. (3) أي: كثيرة الولد. مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 373. (4) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: (9/ 55، 56) : «ومعنى اللفظة أنها اسم فعل، كأن الذي يريد أن يقول: أضجر، أو أتقذر، أو أكره، أو نحو هذا، يعبر إيجازا بهذه اللفظة فتعطي معنى الفعل المذكور، وجعل الله تعالى هذه اللفظة مثلا لجميع ما يمكن أن يقابل به الآباء مما يكرهون، فلم ترد هذه اللفظة في نفسها وإنما هي مثال الأعظم منها والأقل، فهذا هو مفهوم الخطاب الذي المسكوت عنه حكمه حكم المذكور» . (5) عن معاني القرآن للزجاج: 2/ 235. (6) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 20/ 195، وقال: «كما قال: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، وقال تعالى: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ، أي قرناءهم من الشياطين. اه. وانظر هذا القول في الكشاف: 2/ 446، وتفسير القرطبي: 10/ 248، والبحر المحيط: 6/ 30. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 498 آثارهم «1» . 28 وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ: أي: الذين أمرنا بإعطائهم إذا أعرضت عنهم لعوز فقل لهم قولا ليّنا ييسّر عليهم فقرهم. و «الرحمة» : الرزق «2» . 29 مَحْسُوراً: منقطعا به «3» ، أو ذا حسرة «4» ، أو مكشوفا، من حسرت الذراع «5» . 31 خِطْأً: يجوز اسما ك «الإثم» «6» ، ومصدرا ك «الحذر» «7» .   (1) قال الطبري في تفسيره: 15/ 74: «وكذلك تقول العرب لكل ملازم سنة قوم وتابع أثرهم: هو أخوهم» . وانظر تفسير الفخر الرازي: 20/ 195. (2) ذكره الطبري في تفسيره: 15/ 75، والبغوي في تفسيره: 3/ 112، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 28، وقال: «قاله الأكثرون» . (3) ينظر هذا القول في معاني الفراء: 2/ 122، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 254، وتفسير الطبري: 15/ 76، وتفسير البغوي: 3/ 113، والكشاف: 2/ 447. (4) ذكر القرطبي هذا القول في تفسيره: 10/ 251 عن قتادة، ثم قال: «وفيه بعد لأن الفاعل من «الحسرة» حسر وحسران، ولا يقال: محسور» . [ ..... ] (5) اللسان: 4/ 189 (حسر) . (6) معاني القرآن للفراء: 2/ 133، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 76، وتفسير الطبري: 15/ 79، ومعاني الزجاج: 3/ 236. (7) قرأ ابن عامر- من السبعة خطا بفتح الخاء والطاء. قال أبو زرعة في حجة القراءات: 401: «وهو مصدر ل خطى الرجل يخطأ خطئا» . ووجه الطبري لقراءة الكسر وجهين فقال: أحدهما: أن يكون اسما من قول القائل: خطئت فأنا أخطأ، بمعنى: أذنبت وأثمت. ويحكى عن العرب: خطئت: إذا أذنبت عمدا، وأخطأت: إذا وقع منك الذنب خطأ على غير عمد منك له. والثاني: أن يكون بمعنى «خطأ» بفتح الخاء والطاء، ثم كسرت الخاء وسكنت الطاء، كما قيل: قتب وقتب، وحذر وحذر، ونجس ونجس. و «الخطء» بالكسر اسم، و «الخطأ» بفتح الخاء والطاء مصدر من قولهم: خطيء الرجل، وقد يكون اسما من قولهم: أخطأ، فأما المصدر منه ف «الإخطاء ... » اه. راجع تفسيره: 15/ 79، والسبعة لابن مجاهد: 379، والتبصرة لمكي: 224، والمحرر الوجيز: 9/ 67. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 36 وَلا تَقْفُ: لا تتبع، من «قفوت أثره» «1» . إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا: أي: عن الإنسان لأنها الأشهاد يوم القيامة، أو كان الإنسان عن ذلك مسؤولا لأنّ الطاعة والمعصية بها «2» . 38 كان سيئة «3» عند ربك مكروها: أراد ب «السيئة» : الذنب «4» . أو مَكْرُوهاً بدل عن السّيئة وليس بوصف «5» . وأمّا سَيِّئُهُ بالإضافة «6» فلأنّه تقدّم أوامر ونواهي فما كان في كلّ المذكور من سيئ كان عند الله مكروها/، فيعلم به أنّ ما كان من حسن كان مرضيّا. 40 أَفَأَصْفاكُمْ: أخلص لكم البنين فاختصكم بالأجلّ. 41 وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ: صرّفنا القول فيه على وجوه من أمر   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 123، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 379، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: (254، 255) ، وتفسير الطبري: 15/ 87، ومعاني الزجاج: 3/ 239. (2) عن تفسير الماوردي: 2/ 435. وانظر تفسير البغوي: 3/ 114، والمحرر الوجيز: (9/ 86، 87) . (3) هذه قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو. ينظر السبعة لابن مجاهد: 380، والتبصرة لمكي: 244، والتيسير للداني: 140. (4) زاد المسير: 5/ 36. (5) والتقدير: كان سيئة وكان مكروها. ينظر تفسير الفخر الرازي: 20/ 213، والمحرر الوجيز: 9/ 91، وتفسير القرطبي: 10/ 262، والبحر المحيط: 6/ 38. (6) بإضافة السيء إلى الهاء، وهي قراءة عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد: 380، وحجة القراءات: 403، والتبصرة لمكي: 244. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 ونهي، ووعد ووعيد، وتسلية وتحسير وتزكية وتقريع وقصص وأحكام وتوحيد وصفات وحكم وآيات. وَما يَزِيدُهُمْ: أي: هذه المعاني، إِلَّا نُفُوراً إلّا اعتقادهم الشبه. 42 لَابْتَغَوْا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا: إلى ما يقرّبهم إليه لعظمته عندهم. 44 وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ: أي: من جهة خلقته، أو في معنى صفته وهي حاجته بحدوثه إلى صانع أحدثه. 45 حِجاباً مَسْتُوراً: ساترا لهم عن إدراكه، ك «مشؤوم» و «ميمون» في معنى شائم ويا من لأنّه من شامهم ويمنهم «1» . وقيل «2» : مستورا عن أبصار النّاس. 46 نُفُوراً: جمع «نافر» «3» . 47 وَإِذْ هُمْ نَجْوى: اسم للمصدر، أي: ذوو نجوى يتناجون «4» . 50 قُلْ كُونُوا حِجارَةً: أي: استشعروا أنكم منها فإنّه يعيدكم، إذ القدرة التي بها أنشأكم هي التي بها يعيدكم «5» .   (1) عن معاني القرآن للأخفش: 2/ 613. وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري: (15/ 93، 94) ، والمحرر الوجيز: 9/ 99، وزاد المسير: 5/ 41. (2) ذكره الطبري في تفسيره: 15/ 94، ورجحه. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 437، وتفسير البغوي: 3/ 117، وتفسير القرطبي: 10/ 271. (3) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 381: «بمنزلة قاعد وقعود وجالس وجلوس» . (4) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 243. (5) قال الزجاج في معانيه: 3/ 244: «ومعنى هذه الآية فيه لطف وغموض، لأن القائل يقول: كيف يقال لهم كونوا حجارة أو حديدا وهم لا يستطيعون ذلك؟. فالجواب في ذلك أنهم كانوا يقرّون أن الله جل ثناؤه خالقهم، وينكرون أن الله يعيدهم خلقا آخر، فقيل لهم: استشعروا أنكم لو خلقتم من حجارة أو حديد لأماتكم الله ثم أحياكم لأن القدرة التي بها أنشأكم وأنتم مقرون أنه أنشأكم بتلك القدرة بها يعيدكم، ولو كنتم حجارة أو حديدا، أو كنتم الموت الذي هو أكبر الأشياء في صدوركم» . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 51 فَسَيُنْغِضُونَ: يحرّكون، وهو تحريك المستبطئ للشيء والمبطل له المستهزئ به. 52 فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ: أي: بأمره «1» . وقيل «2» : تستجيبون حامدين. إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا: أي: في الدنيا بالقياس إلى الآخرة. 60 وَإِذْ قُلْنا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنَّاسِ: أي: علمه وقدرته فيعصمك منهم. إِلَّا فِتْنَةً: ابتلاء بمن كفر به، فإنّ قوما أنكروا المعراج فارتدوا «3» . وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ: أي: وما جعلنا الشجرة الملعونة [في القرآن] «4» إلّا فتنة، إذ قال أبو جهل: هل رأيتم الشّجر ينبت في النّار «5» . وقيل «6» : الشجرة الملعونة بنو أميّة فإنّهم الذين بدلوا وبغوا.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 101 عن ابن عباس، وابن جريج. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 439 عن ابن جريج وسفيان. وانظر المحرر الوجيز: 9/ 109، وزاد المسير: 5/ 45. (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 439 دون عزو. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 45 عن سعيد بن جبير. (3) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 258. وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 15/ 110 عن الحسن. (4) ما بين معقوفين عن «ج» و «ك» . (5) أخرج الطبري في تفسيره: 15/ 114 عن قتادة قال: «هي شجرة الزقوم، خوف الله بها عباده، فافتنوا بذلك، حتى قال قائلهم أبو جهل بن هشام: زعم صاحبكم هذا أن في النار شجرة، والنار تأكل الشجر» . وانظر تفسير الماوردي: 2/ 443، وتفسير البغوي: 3/ 120. (6) ذكر الحافظ ابن كثير هذا القول في تفسيره: 5/ 90، ثم قال «وهو غريب ضعيف» . والأثر الذي أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 112 عن سهل بن سعد قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم- بني فلان ينزون على منبره نزو القرود، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى مات- قال: وأنزل الله في ذلك: وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ ... الآية. وضعف ابن كثير إسناده فقال: «وهذا السند ضعيف جدا، فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك، وشيخه أيضا ضعيف بالكلية. ولهذا اختار ابن جرير أن المراد بذلك ليلة الإسراء، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم، قال: لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، أي: في الرؤيا والشجرة» اه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 502 والرؤيا: ما رآه النبي- عليه السلام- من نزوهم «1» على منبره. 62 أَرَأَيْتَكَ: معناه أخبر، والكاف للخطاب ولا موضع لها، لأنّها للتوكيد، والجواب محذوف، وهذَا منصوب ب «أرأيت» ، أي: أخبرني عن هذا الذي كرّمته عليّ لم كرّمته «2» ؟. لَأَحْتَنِكَنَّ/ ذُرِّيَّتَهُ: لأستولينّ عليهم وأستأصلنّهم كما يحتنك [55/ ب] الجراد الزّرع «3» . 64 وَاسْتَفْزِزْ: استخفّ «4» ، أو استزل بصوتك بدعائك إلى المعاصي «5» . وقيل «6» : إنه الغناء بالأوتار والمزامير.   (1) أي: وثوبهم عليه. النهاية لابن الأثير: 5/ 44، واللسان: 15/ 319 (نزا) . (2) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 349. وانظر إعراب القرآن للنحاس: 2/ 432، والبحر المحيط: 6/ 57. (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 127، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 384، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 258، وتفسير الطبري: 15/ 117، والمفردات للراغب: 134. (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 127، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 384، وتفسير غريب القرآن: 258، وتفسير الطبري: 15/ 118، والمحرر الوجيز: 9/ 135. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 118 عن ابن عباس، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 312، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 118 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 312 وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي الدنيا في «ذم الملاهي» ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رحمه الله تعالى. وعقّب الطبري على هذه الأقوال بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال: إن الله تبارك وتعالى- قال لإبليس: واستفزز من ذرية آدم من استطعت أن تستفزه بصوتك، ولم يخصص من ذلك صوتا دون صوت، فكل صوت كان دعاء إليه وإلى عمله وطاعته، وخلافا للدعاء إلى طاعة الله، فهو داخل في معنى صوته الذي قال الله تبارك وتعالى اسمه- له: وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ اه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ: أجمع عليهم، بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ: بكل راكب وماش في الضلالة، وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ: ما يكسبونه من حرام وينفقونه في معصية «1» ، وَالْأَوْلادِ: إذا ولدوهم بالزنا «2» ، أو عوّدوهم الضلالة والبطالة. 67 ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ: بطل، كقوله «3» : أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ، أو غاب كقوله «4» : أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ. «الحاصب» «5» : الحجارة الصغار «6» . وقيل «7» : الريح التي ترمى   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 258. وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 15/ 119 عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 444 عن الحسن رحمه الله تعالى. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 258. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 120، 121) عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 312، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما. [ ..... ] (3) سورة محمد: آية: 1. (4) سورة السجدة: آية: 10، ومصدره في القولين- فيما يبدو- تفسير الماوردي: 2/ 445. وانظر زاد المسير: 5/ 61. (5) في قوله تعالى: أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِباً ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا [آية: 68] . (6) تفسير الطبري: 15/ 124، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 251. (7) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 259. وانظر تفسير الطبري: 15/ 124، وتفسير البغوي: 3/ 124. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 504 بالحصباء، كما سمّي الجمار بالمحصّب لرمي الحصباء بها. وحصب في الأرض: ذهب فيها «1» . و «القاصف» » : الريح التي تقصف الشّجر «3» . والتبيع: المنتصر الثائر «4» . 71 يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ: بنيّهم «5» ، أو بدينهم وكتابهم «6» ، أو بأعمالهم «7» ، أو بقادتهم ورؤسائهم «8» .   (1) اللسان: (1/ 319، 320) (حصب) . (2) في قوله تعالى: فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِما كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً [آية: 69] . (3) عن ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 259. وانظر تفسير الماوردي: 2/ 445، والمفردات للراغب: 405، وتفسير البغوي: 3/ 125. (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 127، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 259، وتفسير الطبري: 15/ 125، وتفسير البغوي: 3/ 125. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 126 عن مجاهد، وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 446 عن مجاهد، وابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 148 عن قتادة ومجاهد. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 65 إلى أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 316، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والخطيب عن أنس رضي الله عنه. (6) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 253، والماوردي في تفسيره: 2/ 446، وابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 148. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (15/ 126، 127) عن ابن عباس، والحسن، والربيع بن أنس. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 446 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (8) ذكر- نحوه- ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 259 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 64، وقال: «قاله أبو صالح عن ابن عباس» . وأورد ابن عطية الأقوال التي قيلت في المراد ب «الإمام» ، ثم قال: «ولفظة «الإمام» تعمّ هذا كله، لأن الإمام هو ما يؤتم به ويهتدى به في القصد ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 505 72 وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى: أي: عن الطاعة والهدى، فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى: عن طريق الجنة «1» . أو من عمي عن هذه العبر المذكورة فهو عمّا غاب عنه من أمر الآخرة أعمى «2» . 73 وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ: همّوا صرفك. في وفد ثقيف حين أرادوا الإسلام على أن يمتّعوا باللّات سنة ويكسر باقي أصنامهم «3» . 74 لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ: هممت من غير عزم «4» ، وهو حديث النفس المرفوع. 75 ضِعْفَ الْحَياةِ: ضعف عذاب الحياة «5» ، أي: مثليه، لعظم ذنبك   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 446. [ ..... ] (2) تفسير الطبري: 15/ 129، والمحرر الوجيز: 9/ 150، وتفسير القرطبي: 10/ 298. (3) ذكر نحوه الزمخشري في الكشاف: 2/ 460، وقال الحافظ في الكافي الشاف: 100: «لم أجده، وذكره الثعلبي عن ابن عباس من غير سند» . وأخرج الطبري في تفسيره: 15/ 130 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: « ... أن ثقيفا كانوا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله أجلنا سنة حتى يهدى لآلهتنا، فإذا قبضنا الذي يهدى لآلهتنا أخذناه، ثم أسلمنا وكسرنا الآلهة، فهمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم، وأن يؤجلهم، فقال الله: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا. وفي إسناده محمد بن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه، وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء. وقد تقدم بيان حالهم، راجع ص (135) . وانظر أسباب النزول للواحدي: 335، وتفسير البغوي: (3/ 126، 127) ، والفتح السماوي: 2/ 778. (4) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 155: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يركن، ولكنه كاد بحسب همه بموافقتهم طمعا منه في استئلافهم» . وقال الكرماني في غرائب التفسير: 1/ 367: «لولا تدل على امتناع الشيء لوجود غيره، فالممتنع في الآية إرادة الركون لوجود تثبيت الله إياه، هذا هو الظاهر في الآية» اه. وانظر تفسير القرطبي: 10/ 300. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 386، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 259، وتفسير الطبري: 15/ 132. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 506 على شرف منزلتك. أو «الضعف» هو العذاب «1» ، لتضاعف الألم كما هو عذاب لاستمراره في الأوقات، كالعذاب الذي يستمر في الحلق، ولما نزلت هذه الآية قال عليه السّلام «2» : «اللهم لا تكلني [إلى نفسي] «3» طرفة عين» . 76 وَإِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ، حين قالت اليهود: إن أرض الشّام أرض الأنبياء وفيها الحشر والنشر «4» . والاستفزاز: الاستخفاف بالإزعاج «5» . 78 لِدُلُوكِ الشَّمْسِ: لزوالها «6» . والآية جمعت الصلوات الخمس، لأنّه بدأ «7» من/ الزوال إلى «الغسق» وإلى قُرْآنَ الْفَجْرِ وهو صلاته، [56/ أ]   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 448، وانظر تفسير البيضاوي: 1/ 593. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 131 عن قتادة ورفعه، واللفظ عنده: «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين» . وذكر مثله الماوردي في تفسيره: 2/ 448، وابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 154، والزمخشري في الكشاف: 2/ 461. وقال الحافظ في الكافي الشاف: 101: «لم أجده، وذكره الثعلبي عن قتادة مرسلا» . (3) في الأصل: «على طرفة عين» ، والمثبت في النص عن الهامش و «ج» ، الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى. (4) أخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 15/ 132، عن حضرمي. وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 5/ 254، عن عبد الرحمن بن غنم رضي الله عنه وذكر الحافظ ابن كثير هذا القول في تفسيره: 5/ 97، وقال: «وهذا القول ضعيف لأن هذه الآية مكية، وسكنى المدينة بعد ذلك» ، ثم أورد رواية البيهقي، وقال: «وفي هذا الإسناد نظر، والأظهر أن هذا ليس بصحيح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغز تبوك عن قول اليهود، إنما غزاها امتثالا لقوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وقوله تعالى: قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ، وغزاها ليقتص وينتقم ممن قتل أهل مؤتة من أصحابه، والله أعلم ... » اه. (5) معاني القرآن للفراء: 2/ 129، وتفسير الطبري: 15/ 132، والمفردات للراغب: 379. (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 129، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 387، وتفسير الطبري: (15/ 135، 136) ، ومعاني الزجاج: 3/ 255. (7) في «ج» : مدّ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 سمّيت الصلاة قرآنا لتأكيد القراءة فيها «1» ، ونصب قُرْآنَ على الإغراء «2» . كانَ مَشْهُوداً: يشهده ملائكة الليل وملائكة النّهار «3» . 79 نافِلَةً لَكَ: خاصة. مَقاماً مَحْمُوداً: الشفاعة «4» . وقيل «5» : إعطاؤه لواء الحمد. مُدْخَلَ صِدْقٍ: أي: أدخلني فيما أمرتني به وأخرجني عما نهيتني عنه «6» . 81 وَزَهَقَ الْباطِلُ: ذهب. 82 وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ: وذلك أنّه البيان الذي يزيل عمى الجهل وحيرة الشكّ، وأنّه برهان معجز يدلّ على صدق الرسول، وأنه يتبرّك به فيدفع به المضارّ والمكاره، وأنّ تلاوته الصلاح الداعي إلى كل صلاح.   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 450، وانظر معاني القرآن للزجاج: (3/ 255، 256) . (2) والتقدير: وعليك قرآن الفجر إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً. ينظر تفسير الطبري: 15/ 139، والتبيان للعكبري: 2/ 830، وتفسير القرطبي: 10/ 305. (3) ثبت ذلك في صحيح البخاري: (5/ 227، 228) ، كتاب التفسير، باب قوله: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً من رواية أخرجها عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا. وكذا في صحيح مسلم: 1/ 450، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب «فضل صلاة الجماعة، وبيان التشديد في التخلف عنها» عن أبي هريرة أيضا. [ ..... ] (4) يدل عليه ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 228، كتاب التفسير، باب قوله: عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً عن آدم بن علي قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا كلّ أمة تتبع نبيّها، يقولون: يا فلان اشفع حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود» . وانظر صحيح مسلم: 1/ 179، كتاب الإيمان، باب «أدنى أهل الجنة منزلة فيها» . (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 451، دون عزو. (6) نقله الماوردي في تفسيره: 2/ 452، عن بعض المتأخرين. وأورده القرطبي في تفسيره: 10/ 311، وقال: «وهذا القول لا تنافر بينه وبين الأول، فإنه يكون بيده لواء الحمد ويشفع» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً: لكفرهم به وحرمان أنفسهم المنافع التي فيه. 83 وَنَأى بِجانِبِهِ: بعّد بنفسه عن القيام بحقوق النّعم، كقوله «1» : فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ. كانَ يَؤُساً: لا يثق بفضل الله «2» . 84 شاكِلَتِهِ: عادته أو طريقته التي تشاكل أخلاقه «3» . طريق ذو شواكل: متشعب منه الطرق «4» . 85 قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي: من خلق ربّي، لأنهم سألوه عنه: أقديم «5» ؟، وإن كان معناه: من علم ربّي، فإنما لم يجبهم عنه لأن طريق معرفته العقل لا السّمع، فلا يجري القول فيه على سمت النّبوّة كما هو في كتب الفلاسفة، ولئلا يصير الجواب طريقا إلى سؤالهم عما لا يعنيهم، وليراجعوا عقولهم في معرفة مثله لما فيه من الرياضة على استخراج الفائدة. وقيل في حد الروح: إنه جسم رقيق هوائيّ على بنية حيوانية في كل   (1) سورة الذاريات: آية: 39. (2) قال القرطبي في تفسيره: 10/ 321: «أي إذا ناله شدة من فقر أو سقم أو بؤس يئس وقنط، لأنه لا يثق بفضل الله تعالى» . (3) في «ج» أخلاطه. (4) ينظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 257، والكشاف: 2/ 464، واللسان: 11/ 357 (شكل) . (5) وفي سبب نزول هذه الآية أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينا أنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر عليه اليهود، فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، فقال: ما رابكم إليه؟ وقال بعضهم: لا يستقبلكم بشيء تكرهونه، فقالوا: سلوه، فسألوه عن الروح، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليهم شيئا. فعلمت أنه يوحى إليه، فقمت مقامي، فلما نزل الوحي قال: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا. راجع صحيح البخاري: 5/ 228، كتاب التفسير، باب «ويسألونك عن الروح» . وصحيح مسلم: 4/ 2152، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب «سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح» ، وأسباب النزول للواحدي: 337. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 509 جزء منه حياة «1» . 86 وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ: أي: لمحوناه من القلوب والكتب «2» . ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ: من تتوكّل عليه في ردّ شيء منه «3» . 87 إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ: أي: لكن رحم الله فأثبته في قلبك وقلوب المؤمنين «4» . و «ينبوع» «5» يفعول من «ينبع بالماء» «6» ، أي: يفور. 92 كِسَفاً: قطعا «7» ، كسفت الثوب أكسفه وذلك المقطوع كسف.   (1) في تفسير الماوردي: 2/ 455- عن بعض المتكلمين-: «أنه لو أجابهم عنها ووصفها بأنها جسم رقيق تقوم معه الحياة، لخرج من شكل كلام النبوة، وحصل في شكل كلام الفلاسفة، فقال: مِنْ أَمْرِ رَبِّي، أي: هو القادر عليه» اه. وأورد القرطبي في تفسيره: 10/ 324 الأقوال التي قيلت في «الروح» ، ثم عقب عليها بقوله: «والصحيح الإبهام لقوله: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي دليل على خلق الروح، أي: هو أمر عظيم وشأن كبير من أمر الله تعالى، مبهما له وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها. وإن كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا كان يعجزه عن إدراك حقيقة الحق أولى. وحكمة ذلك تعجيز العقل عن إدراك معرفة مخلوق مجاور له، دلالة على أنه عن إدراك خالقه أعجز» اه. (2) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: (15/ 157، 158) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 258، وتفسير الماوردي: 2/ 455، وزاد المسير: 5/ 83. (3) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 259، وانظر تفسير الماوردي: 2/ 455، وتفسير البغوي: 3/ 135. (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 259. (5) في قوله تعالى: وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً [آية: 90] . (6) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 390، ومعاني الزجاج: 3/ 259، وتفسير القرطبي: 10/ 330. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 193: «والينبوع» : الماء النابع، وهي صفة مبالغة إنما تقع للماء الكثير» . [ ..... ] (7) معاني القرآن للفراء: 2/ 131، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 390، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 261، والمفردات للراغب: 431. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 قَبِيلًا: معاينة نعاينهم «1» ، أو جميعا من «قبائل العرب» ، و «قبائل الرأس» : شؤونه لاجتماع/ بعضها إلى بعض «2» . 97 وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً: أي: عمّا يسرّهم. بكما: عن التكلّم بما ينفعهم. 101 وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ: العصا، واليد، واللسان، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمّل، والضفادع، والدّم «3» . مَثْبُوراً: مهلكا «4» . قال المأمون لرجل: يا مثبور، ثم حدّث عن الرّشيد، عن المهدي، عن المنصور، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس- رضي الله عنه- أنّ «المثبور» ناقص العقل «5» . 104 لَفِيفاً: جميعا من جهات مختلفة «6» .   (1) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 390، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 261. وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 162 عن قتادة، وابن جريج. ورجحه الطبري بقوله: «وأشبه الأقوال في ذلك بالصواب، القول الذي قاله قتادة من أنه بمعنى المعاينة، من قولهم: قابلت فلانا مقابلة، وفلان قبيل فلان، بمعنى قبالته ... » . وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 259، وتفسير البغوي: 3/ 137، والمحرر الوجيز: 9/ 197. (2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 457 عن ابن بحر. (3) تفسير الطبري: (15/ 171، 172) ، وتفسير الماوردي: 2/ 459، وتفسير ابن كثير: 5/ 122، والدر المنثور: 5/ 343. (4) قال الزجاج في معانيه: 3/ 263: «يقال: ثبر الرجل فهو مثبور إذا هلك» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 392، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 261، وتفسير الطبري: 15/ 176، وغريب الحديث للخطابي: 2/ 365، وتفسير القرطبي: (10/ 337، 338) . (5) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: (5/ 94، 95) ، وقال: «رواه ميمون بن مهران عن ابن عباس» . وكذا القرطبي في تفسيره: 10/ 337. (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 132، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 262، وتفسير الطبري: 15/ 177، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 263. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 106 مُكْثٍ: تثبّت وتوقّف «1» ليقفوا على مودعه فيعملوا به. 109 يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ: إذا ابتدأ المبتدئ يخرّ فأقرب الأشياء من وجهه إلى الأرض الذقن «2» . 110 أَيًّا ما تَدْعُوا: أي: أيّ أسمائه تدعو، و «ما» أيضا بمعنى «أيّ» ، كررت مع اختلاف اللّفظ للتوكيد، كقولك: ما إن رأيت كالليلة ليلة. 111 وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً: أي: عما لا يجوز في صفته، أو صفه بأنّه أكبر من كلّ شيء «3» .   (1) في تفسير الماوردي: 2/ 461 عن مجاهد. وانظر الكشاف: 2/ 469، والمحرر الوجيز: 9/ 216، وزاد المسير: 5/ 97. (2) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 264، وقال ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 98: «ويجوز أن يكون المعنى: يخرون للوجوه، فاكتفى بالذقن من الوجه كما يكتفى بالبعض من الكل، وبالنوع من الجنس» . وانظر القول الذي ذكره المؤلف في تفسير الفخر الرازي: 21/ 70، وتفسير القرطبي: 10/ 341. (3) ذكر الماوردي هذين القولين في تفسيره: 2/ 464 دون عزو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 ومن سورة الكهف 1، 2 أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً: أي: أنزل الكتاب قيّما على الكتب كلّها «1» . وقيل «2» : مستقيما، إليه يرجع، ومنه يؤخذ. وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً: عدولا عن الحق. 5 كَبُرَتْ كَلِمَةً: أي: كبرت الكلمة. كَلِمَةً: نصب على القطع «3» ، ولفظ البصريين نصب على التمييز «4» ، أي: كبرت مقالتهم بالولد كلمة. 6 باخِعٌ نَفْسَكَ: قاتل لها «5» . بخع الشاة: بالغ في ذبحها، وبخع الأرض: نهكها وتابع حراثها «6» . إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا: كسرت إِنْ لأنّها في معنى الجزاء، ولو فتحت   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 133، وتفسير الطبري: 15/ 190، وتفسير الماوردي: 2/ 465. (2) عن تفسير الماوردي: 2/ 465، وانظر تفسير الطبري: 15/ 190، وتفسير البغوي: 3/ 144. (3) أي: على الحال، وهو اصطلاح الكوفيين. البحر المحيط: 6/ 97. (4) ينظر تفسير الطبري: 15/ 193، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 268، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 447، والبيان لابن الأنباري: 2/ 100، والتبيان للعكبري: 2/ 838، والبحر المحيط: 6/ 97. [ ..... ] (5) معاني القرآن للفراء: 2/ 134، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 263، وتفسير الطبري: 15/ 194، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 268، والمفردات للراغب: 38. (6) تهذيب اللغة: 1/ 168، واللسان: 8/ 5 (بخع) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 في مثل هذا جاز» . 8 صَعِيداً: أرضا مستوية، جُرُزاً: يابسة لا نبات فيها، أو كأنه حصد نباتها، من «الجرز» : القطع «2» . 9 وَالرَّقِيمِ: واد عند الكهف «3» . ورقمة الوادي: موضع الماء «4» . وقيل «5» الرَّقِيمِ: لوح كتب فيه قصّة أصحاب الكهف. 11 فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ: كقوله: ضربت على يده إذا منعته عن التصرف. 12 أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى: الفتية أم أهل زمانهم «6» ؟. أَمَداً: غاية «7» .   (1) في معاني القرآن للفراء: «وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت مثل قوله في موضع آخر: أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ وإِنْ كُنْتُمْ اه. (2) تفسير الطبري: (15/ 196، 197) ، وتفسير البغوي: 3/ 144، والمفردات للراغب: 91، والبحر المحيط: 6/ 92. (3) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 394، وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 198 عن ابن عباس، وقتادة، ومجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 467 عن الضحاك، وعزاه ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 237 إلى ابن عباس، وقتادة. (4) تفسير الطبري: 15/ 199، والمحرر الوجيز: 9/ 239، واللسان: 12/ 250 (رقم) . (5) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 134، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 263، وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 199 عن سعيد بن جبير، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 467، عن مجاهد. وأورده البغوي في تفسيره: 3/ 145، وابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 238 عن سعيد بن جبير. ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 199، وأورده ابن كثير في تفسيره: 5/ 135، ثم قال: «وهذا هو الظاهر من الآية، وهو اختيار ابن جرير ... » . (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 469 دون عزو. (7) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 394، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 264، وتفسير الطبري: 15/ 206، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 271. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 514 16 مِرفَقاً: معاشا في سعة، ويجوز/ اسما وآلة لما يرتفق به [57/ أ] الاسم «1» كمرفق اليد، وكالدرهم، والمسحل للحمار الوحشي «2» ، والآلة كالمقطع والمثقب. 17 تَتَزاوَرُ: تميل وتنحرف «3» . تَقْرِضُهُمْ: تقطعهم، أي: تجوزهم منحرفة عنهم «4» . 18 وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً: لانفتاح عيونهم، أو لكثرة تقليبهم «5» . فَجْوَةٍ: متّسع «6» ، وإنّما هذا لئلا يفسدهم ضيق المكان لعفنه، ولا تؤذيهم الشمس بحرّها. «الوصيد» «7» : فناء الباب «8» ، أو الباب نفسه «9» ، أوصدت الباب: أطبقته.   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 395، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 264، ومعاني الزجاج: 3/ 272. (2) اللسان: 11/ 329 (سحل) . (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 395، وتفسير الطبري: 15/ 210، والمفردات للراغب: 217. (4) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 470، وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 396، وتفسير الطبري: 15/ 211، ومعاني الزجاج: 3/ 273، والمفردات: 400. (5) في «ج» : تقليبهم. [ ..... ] (6) معاني القرآن للفراء: 2/ 137، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 396، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 264، ومعاني الزجاج: 3/ 273، وتفسير الماوردي: 2/ 470. (7) في قوله تعالى: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ [آية: 18] . (8) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 137، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 1/ 397، والطبري في تفسيره: 15/ 214. (9) المصادر السابقة، وأورد ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 264 قولا آخر، ورجحه، فقال: «ويقال: عتبة الباب. وهذا أعجب إليّ لأنهم يقولون: أوصد بابك، أي: أغلقه، ومنه: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ أي: مطبقة مغلقة. وأصله أن تلصق الباب بالعتبة إذا أغلقته، ومما يوضح هذا: أنك إن جعلت الكلب بالفناء كان خارجا من الكهف. وإن جعلته بعتبة الباب أمكن أن يكون داخل الكهف. والكهف وإن لم يكن له باب وعتبة- فإنما أراد أن الكلب منه بموضع العتبة من البيت ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 19 وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ: أي: كما حفظناهم طول تلك المدة كذلك بعثناهم من الرقدة «1» . 21 وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ: كما أطلعناهم على حالهم في مدّة نومهم أطلعناهم على القيامة، فنومهم الطويل شبيه الموت، والبعث بعده شبيه البعث. وقيل: أطلعنا ليعلم منكروا البعث أنّ وعد الله حقّ. إِذْ يَتَنازَعُونَ: إِذْ منصوب ب أَعْثَرْنا أي: فعلنا ذلك إذ وقعت المنازعة في أمرهم. وتنازعهم أنّه لما ظهر عليهم وعرف خبرهم أماتهم الله، فقال بعضهم: ابنوا عليهم مسجدا. وقيل: بنيانا يعرفون به. وقيل «2» : قال بعضهم: ماتوا، وقال بعضهم: نيام كما هم أول مرة. 22 رَجْماً بِالْغَيْبِ: أي: يقولونه ظنا. وإنّما دخل الواو في الثامن لابتداء العطف بها لتمام الكلام بالسبعة التي هي عدد كامل «3» . ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ: قال ابن عبّاس «4» رضي الله عنه: أنا من   (1) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: 15/ 216، وتفسير البغوي: 3/ 155. (2) راجع القولين في تفسير الماوردي: 2/ 474، والمحرر الوجيز: 9/ 271، والبحر المحيط: 6/ 113. (3) قال البغوي في تفسيره: 3/ 156: «قيل: هذه واو الثمانية، وذلك أن العرب تعدل فتقول: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية لأن العقد كان عندهم سبعة كما هو عندنا عشرة ... » . وانظر الكشاف: (2/ 478، 479) ، والمحرر الوجيز: 9/ 274، وزاد المسير: 5/ 125. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 226. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 375، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، والفريابي، وابن سعد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 516 القليل الذي استثنى الله، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، ولم يكن الكلب من شأنهم، ولكنهم مرّوا براعي غنم فقال لهم: أين تذهبون؟ فقالوا: إلى ربنا. فقال الراعي: ما أنا بأغنى عن ربّي منكم فتبعه الكلب. 24 وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ: أمرا ثم تذكرته، فإن لم تذكره فقل: عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً. وقيل: أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن [فاستثن] «1» . 25 وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً: لتفاوت ما بين السنين المذكورة، شمسيها ثلاث مائة وخمسة وستّون يوما وكسرا، وقمريّها ثلاث مائة وأربعة وخمسون/ يوما وكسرا. وتنوين ثَلاثَ مِائَةٍ «2» على أن يكون سِنِينَ بدلا «3» ، أو عطف بيان «4» ، أو تمييزا «5» لأنّ ثَلاثَ مِائَةٍ يتناول الشهور والأيام والأعوام.   (1) في الأصل: «واستثن» ، والمثبت في النص عن «ك» ، وهو الصواب لأنه في جواب الشرط الواقع طلبا فيقترن بالفاء ويبدو أن مصدر المؤلف- رحمه الله- في هذا القول هو معاني القرآن للزجاج: 3/ 278، فقد جاء فيه: «أي: أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن، فاستثن، وقل: إن شاء الله» اه. وانظر تفسير الطبري: 15/ 229، وتفسير البغوي: 3/ 157. (2) قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم، وابن عامر. السبعة لابن مجاهد: 389، وحجة القراءات: 414، والتبصرة لمكي: 248. (3) يكون في موضع خفض بدلا من «مائة» ، لأن «المائة» في معنى «سنين» ، ويجوز أن يكون منصوبا على البدل من «ثلاث» . إعراب القرآن للنحاس: 2/ 453، والبيان لابن الأنباري: 2/ 106، والتبيان للعكبري: 2/ 844. (4) فيكون في موضع نصب عطف بيان على «ثلاث» . مشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 440، والبيان لابن الأنباري: 2/ 106. (5) ينظر تفسير الطبري: 15/ 232، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 453، والكشف لمكي: 2/ 58، والمحرر الوجيز: 9/ 284، وتفسير القرطبي: 10/ 387. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 517 ومن لم ينوّن للإضافة «1» اعتمد على «الثلاث» في المعنى دون «المائة» «2» ، وإن كان هو نعت «مائة» . 26 قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا: أي: إن حاجوك فيهم، أو الله أعلم به إلى وقت أن أنزل نبأهم» . أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ: خرج على التعجب في صفته تعالى على جهة التعظيم له «4» . 27 مُلْتَحَداً: معدلا أو مهربا «5» . 28 وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ: وجدناه غافلا «6» ، ولو كان بمعنى صددنا لكان العطف بالفاء فاتبع هواه حتى يكون الأول علة للثاني، كقولك: سألته فبذل «7» . فُرُطاً: ضياعا «8» ، والتفريط في حق الله تعالى: تضييعه.   (1) وهي قراءة حمزة والكسائي. السبعة لابن مجاهد: 390، والتبصرة لمكي: 248، والتيسير للداني: 143. [ ..... ] (2) ينظر الكشف لمكي: 2/ 58، والبيان لابن الأنباري: 2/ 106. (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 477. وانظر تفسير الطبري: 15/ 232، وتفسير القرطبي: 10/ 287. (4) قال الزجاج في معانيه: 3/ 280: «أجمعت العلماء أن معناه: ما أسمعه وأبصره، أي: هو عالم بقصة أصحاب الكهف وغيرهم» اه. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 398، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 266، وتفسير الطبري: 15/ 233، ومعاني الزجاج: 3/ 280، واللسان: 3/ 389 (لحد) . (6) أورده الماوردي في تفسيره: 2/ 478، وبه قال الزمخشري في الكشاف: 2/ 482، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: (21/ 116- 118) ، ونسب هذا القول إلى المعتزلة، ثم أورد الأدلة على بطلانه، وأثبت أن المراد بقوله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ هو إيجاد الغفلة لا وجدانها. (7) ينظر تفسير الفخر الرازي: 21/ 118. (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 236 عن الحسن رحمه الله تعالى. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 133 عن مجاهد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 518 وقيل «1» : سرفا وإفراطا. 29 أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها: [عن] «2» يعلى بن أميّة «3» عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «سرادقها: البحر المحيط بالدنيا» «4» . وعن قتادة «5» : سُرادِقُها: دخانها ولهبها. «المهل» : كل جوهر معدني إذا أذيب أزبد «6» . 30 قوله تعالى: إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا: قيل: إنّه خبر «إن» الأولى بمعنى: لا نضيع أجرهم فأوقع المظهر وهو مَنْ موقع المضمر.   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 479. وانظر معناه في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 398، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 266، والمحرر الوجيز: 9/ 293. (2) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (3) هو يعلى بن أمية بن أبيّ بن عبيدة بن همام التميمي الحنظلي، صحابي جليل، أسلم يوم الفتح، وشهد حنينا والطائف وتبوك. راجع ترجمته في الاستيعاب: 4/ 1584، وأسد الغابة: 5/ 523، والإصابة: 6/ 685. (4) عن تفسير الماوردي: 2/ 479. وأخرج الإمام أحمد في مسنده: 4/ 223 عن صفوان بن يعلى عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «البحر هو جهنم» ، قالوا ليعلى فقال: ألا ترون أن الله عز وجل يقول: ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها ... » . وأخرجه الإمام البخاري في التاريخ الكبير: 1/ 70، والطبري في تفسيره: 15/ 239. وأخرج نحوه الحاكم في المستدرك: 5/ 596، كتاب الأهوال، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 385، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في «البعث» عن يعلى بن أمية رضي الله عنه. (5) في تفسير الماوردي: 2/ 479، وتفسير القرطبي: 10/ 393. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 298 دون عزو، وكذا الفخر الرازي في تفسيره: 21/ 121. (6) تفسير الطبري: 15/ 240، وتفسير الماوردي: 2/ 479، وتفسير الفخر الرازي: 21/ 121. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 519 وقيل: «إن» الثانية بدل من الأولى فلا تحتاج الأولى إلى خبر «1» . «الأساور» «2» : جمع أسوار. ذكر قطرب «3» الأساور جمع «إسوار» على حذف الياء لأنّ جمع «أسوار» : أساوير «4» . وقيل: الأسورة جمع سوار اليد- بالكسر-، وقد حكي سوار- بالضم- مجموع على أسورة «5» . و «الأرائك» : الأسرة «6» . 32 وَحَفَفْناهُما: جعلنا النّخل مطيفا بهما «7» . وكان عمر- رضي الله عنه- أصلع له حفاف، وهو أن ينكشف الشّعر عن قمّة الرأس ويبقى   (1) ينظر ما سبق في إعراب القرآن للنحاس: 2/ 454، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 1/ 441، والبيان لابن الأنباري: 2/ 107، والتبيان للعكبري: (2/ 845، 846) ، والبحر المحيط: 6/ 121. [ ..... ] (2) من قوله تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ ... [آية: 31] . (3) قطرب: (؟ - 206 هـ) . هو محمد بن المستنير بن أحمد البصري، أبو علي، النحوي، اللغوي، تلميذ إمام النحو سيبويه. قال عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان: 4/ 312: «كان من أئمة عصره» . صنف معاني القرآن، والأضداد، وغريب الحديث ... وغير ذلك. أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: (99، 100) ، وبغية الوعاة: 4/ 242، وطبقات المفسرين للداودي: 2/ 254. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 401، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 267، والمحرر الوجيز: 9/ 301، واللسان: 4/ 388 (سور) . (5) اللسان: 4/ 387 (سور) . (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 401، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 267، والمفردات للراغب: 16. (7) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 284. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 402، وتفسير الطبري: 15/ 244، والكشاف: 2/ 483. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 520 ما حوله «1» . 33 وَلَمْ تَظْلِمْ: لم تنقص «2» . 34 وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ: أموال مثمرة نامية. 40 حُسْباناً: نارا أو عذابا بحساب الذنب «3» . وقيل «4» : الحسبان سهام ترمى في مرمى واحد. صَعِيداً زَلَقاً: أرضا ملساء، لا ينبت فيها نبات ولا يثبت قدم «5» . 41 ماؤُها غَوْراً: غائرا «6» . 42 يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ: يضرب إحداهما على الأخرى تحسّرا. 38 لكِنَّا: «لكن أنا» بإشباع ألف «أنا» فألقيت حركة همزة «أنا» على نون «لكن» ، كما قالوا/ في الأحمر: «الحمر» ، فصار «لكننا» فأدغمت [58/ أ] كقوله «7» : ما لَكَ لا تَأْمَنَّا، وإثبات الألف للعوض عن الهمزة المحذوفة.   (1) الفائق: 1/ 297، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 224، والنهاية: 1/ 408. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 402، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 267، وتفسير الطبري: 15/ 244، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 284. (3) هذا قول الزجاج في معانيه: 3/ 290، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 145 عن الزجاج. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 403، وتفسير الطبري: 15/ 248، والمفردات للراغب: 116. (4) ذكره القرطبي في تفسيره: 10/ 408 دون عزو. (5) عن تفسير الماوردي: 2/ 482، وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 145، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 403، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 267، ومعاني الزجاج: 3/ 290، والمفردات للراغب: 215. (6) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 267، وقال: «فجعل المصدر صفة، كما يقال: رجل نوم ورجل صوم ورجل فطر، ويقال للنساء: نوح: إذا نحن» . وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 403، وتفسير الطبري: 15/ 249، ومعاني الزجاج: 3/ 290، وتفسير القرطبي: 10/ 409. (7) سورة يوسف: آية: 11. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 وفي «أنا» ضمير الشأن والحديث أي: لكن أنا الشأن. والحديث، الله ربّي «1» . 44 هُنالِكَ الْوَلايَةُ: بالفتح «2» مصدر «الوليّ» ، أي: يتولون الله في مثل تلك الحال ويتبرّؤون مما سواه. وبالكسر «3» مصدر «الوالي» ، أي: الله يلي جزاءهم. لِلَّهِ الْحَقِّ: كسر الْحَقِّ على الصّفة لله، أي: الله على الحقيقة، ورفعه على النعت ل «الولاية» «4» . هُوَ خَيْرٌ ثَواباً: أي: لو كان يثيب غيره لكان هو خير «5» ثوابا. وَخَيْرٌ عُقْباً: أي: الله خير لهم في العاقبة. 45 كَماءٍ أَنْزَلْناهُ: تمثيل الدّنيا بالماء من حيث إنّ أمورها في السّيلان، ومن حيث إنّ قليلها كاف وكثيرها إتلاف، ومن حيث اختلاف أحوال بينهما كاختلاف ما ينبت بالماء. و «الهشيم» : النّبت جفّ وتكسّر «6» . تَذْرُوهُ الرِّياحُ: ذرته الريح وذرّته وأذرته: نسفته وطارت به «7» .   (1) ينظر ما سبق في معاني الفراء: (2/ 144، 145) ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 403، وتفسير الطبري: 15/ 247، ومعاني الزجاج: 3/ 286. [ ..... ] (2) قراءة ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم. السبعة لابن مجاهد: 392، وحجة القراءات: 418، والتبصرة لمكي: 249. (3) وهي قراءة حمزة والكسائي. (4) قرأ برفع: الحق الكسائي، وأبو عمرو، وباقي السبعة بكسر القاف. السبعة لابن مجاهد: 392. ينظر توجيه قراءات هذه الآية في حجة القراءات: 419، وإعراب القرآن للنحاس: 2/ 459، والكشف لمكي: 2/ 63، والتبيان للعكبري: 2/ 849. (5) في «ج» : خيرا. (6) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 268: «وأصله: من هشمت بالشيء إذا كسرته، ومنه سمي الرجل: هاشما» . (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 405، وتفسير الطبري: 15/ 252، والمفردات للراغب: 178، وتفسير القرطبي: 10/ 413، واللسان: 14/ 282 (ذرا) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 وَكانَ اللَّهُ: تأويل كانَ إن ما شاهدتم من قدرته ليس بحادث وأنه كان كذلك لم يزل. 46 وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ: كل عمل [صالح] «1» يبقى ثوابه. وَخَيْرٌ أَمَلًا: لأنّه لا يكذب بخلاف سائر الآمال. 47 وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً: لا يسترها جبل، أو برز ما في بطنها من [الأموات] «2» والكنوز. َدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ : أي: أحياء. 52 مَوْبِقاً: محبسا «3» . وقيل «4» : مهلكا. وبق يبق وبوقا «5» . 55 قُبُلًا: مقابلة «6» ، أو أنواعا من العذاب كأنه جمع «قبيل» أو   (1) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج» . (2) في الأصل: «الأموال» والمثبت في النص عن «ك» وانظر هذا القول في تفسير القرطبي: 10/ 416 عن عطاء. (3) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 156 عن الربيع بن أنس. ونقل الأزهري في تهذيب اللغة: 9/ 354 عن ابن الأعرابي قال: «كل حاجز بين شيئين فهو موبق» . (4) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 147، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 269، وأخرجه الطبري في تفسيره: 15/ 264 عن ابن عباس، وقتادة. وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 295، وتفسير الماوردي: 2/ 489، وزاد المسير: 5/ 155. (5) ينظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 295، وتهذيب اللغة: 9/ 355، واللسان: 10/ 370 (وبق) . (6) في «ج» : مفاجأة. وذكر أبو عبيدة هذا المعنى الذي ورد في الأصل في مجاز القرآن: 1/ 407، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 269، ومكي بن أبي طالب في الكشف: 2/ 64 توجيها لقراءة من كسر القاف، وأشار- أيضا- إلى أن من قرأ بضم القاف يحتمل هذا المعنى. ونقل عن أبي زيد الأنصاري أنه قال: «لقيت فلانا قبلا ومقابلة وقبلا وقبلا وقبيلا وقبليا، كله بمعنى مقابلة، أي: عيانا، فالمعنى في الآية: أن يأتيهم العذاب مقابلة يرونه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 523 «مقابلة» ، وهي بمعنى «قبلا» ، وفي الحديث «1» : «إنّ الله كلّم آدم قبلا» ، أي: معاينة. و «قبلا» : مستأنفا «2» . 56 لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ: يبطلوه ويزيلوه. 58 مَوْئِلًا: منجى «3» وملجأ. 59 لِمَهْلِكِهِمْ: لإهلاكهم، مصدر «4» ، كقوله «5» : مُدْخَلَ صِدْقٍ. ويجوز «مهلكهم» اسم زمان الهلاك، أي: جعلنا لوقت إهلاكهم موعدا، ولكنّ المصدر أولى لتقدم أَهْلَكْناهُمْ «6» ، والفعل يقتضي المصدر وجودا وحصولا، وهو المفعول المطلق، ويقتضي الزّمان والمكان محلا وظرفا، وكلّ فعل زاد على ثلاثة/ أحرف فالمصدر واسم الزّمان والمكان منه على   (1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: (5/ 265، 266) عن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا. وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 1/ 164 وقال: «رواه أحمد والطبراني في الكبير ... ومداره على علي بن يزيد وهو ضعيف» . وأخرجه الخطابي في غريب الحديث: 2/ 157 عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه مرفوعا. (2) قال الخطابي في غريب الحديث: 2/ 157: «وقوله: «قبلا» ، إذا كسرت القاف كان معناه المقابلة والعيان، وكذلك قبلا، يقال: لقيت فلانا قبلا وقبلا: أي مقابلة، وإذا فتحت القاف والباء كان معناه الاستقبال والاستئناف» . وانظر غريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 217، والنهاية: 4/ 8. [ ..... ] (3) في الأصل: «منجاء» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 408، وتفسير الطبري: 15/ 369، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 297. (4) على قراءة الكسائي، ونافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، بضم الميم وفتح اللام الثانية. ينظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 297، وحجة القراءات: (421، 422) ، والكشف لمكي: 2/ 66. (5) سورة الإسراء: آية: 80. (6) في قوله تعالى: وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا .... الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 مثال «المفعول» «1» ، وإذا كان «المهلك» اسم زمان «الهلاك» لا يجوز «الموعد» اسم الزمان لأنّ الزّمان وجد في المهلك فلا يكون للزّمان زمان بل يكون الموعد بمعنى المصدر، أي: جعلنا لزمان هلاكهم وعدا وعلى العكس «2» . وهذا من المشكل حتى على الأصمعي «3» ، فإنه أنشد للعجاج «4» : جأبا «5» ترى تليله مسحجا   (1) أي يأتي على وزن اسم المفعول بأن يؤتى بالمضارع من الفعل المزيد فيضم أوله ويفتح ما قبل آخره. (2) ينظر ما سبق في معاني القرآن للزجاج: 3/ 397. (3) الأصمعي: (122- 216 هـ) . هو عبد الملك بن قريب بن علي الباهلي، أبو سعيد. الإمام اللغوي المشهور. من كتبه: خلق الإنسان، والخيل، واشتقاق الأسماء. أخباره في تاريخ بغداد: 10/ 410، وطبقات النحويين للزبيدي: 167، وبغية الوعاة: 2/ 112. (4) العجاج: (؟ - نحو 90 هـ) . هو عبد الله بن رؤبة بن لبيد بن صخر التميمي، أبو رؤبة. راجز من أهل البصرة، قوي العارضة، كثير الرجز. ذكر ابن قتيبة في الشعر والشعراء: 2/ 591 أنه لقي أبا هريرة وسمع منه أحاديث. أخباره في طبقات فحول الشعراء: 2/ 738. والبيت في ديوانه: 373. (5) الجأب: الحمار الوحشي الضخم، يهمز ولا يهمز، والجمع جؤوب. وجاء في شرح ديوان العجاج: الجأب الغليظ، ويروى: بليته، قال أبو حاتم: كان الأصمعي ينشد: ترى تليله. والتليل العنق، وهو الذي كان يختاره. وغيره يقول: بليته، أي بعنقه، والليتان ناحيتا العنق. قال أبو حاتم: رواه الناس كلهم: بليته مسحّجا، فقال الأصمعي: هذا تصحيف. قال أبو حاتم: ويخلط الأصمعي، فقلت له: لم؟ قال: كيف يكون ترى بعنقه مسحّجا؟ لو كان ذاك لقال: تسحيجا، قلت له: في كتاب الله وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ يريد كل تمزيق. فسكت وعرف الحق» اه. راجع هذه المناظرة- أيضا- في الخصائص لابن جني: (1/ 366، 367) ، وشرح ما يقع فيه التصحيف للعسكري: 100، والمزهر للسيوطي: (2/ 375، 376) ، واللسان: 2/ 296 (سحج) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 فقال أبو حاتم «1» : إنّما هو «بليته» ، فقال: من أخبرك بهذا؟ فقال: من سمعه من فلق في رؤبة «2» - يعني أبا زيد «3» - فقال: هذا لا يكون. قال: بلى، جعل «مسحّجا» مصدرا، كما قال «4» : ألم تعلم مسرّحي القوافي فكأنه أراد أن يدفعه، فقال: فقد قال الله «5» : وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ. 60 وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ: وهو ابن أخيه يوشع بن نون «6» .   (1) أبو حاتم: (؟ - 248 هـ) . هو سهل بن محمد بن عثمان الجشعي السجستاني. المقرئ، اللغوي، النحوي، الشاعر. له كتاب «المعمرين» ، وما تلحن فيه العامة، والأضداد ... وغير ذلك. وقيل: إن وفاته كانت سنة 255 هـ، وقيل: سنة 250 هـ. أخباره في الفهرست لابن النديم: 64، ووفيات الأعيان: 2/ 430، وسير أعلام النبلاء: 12/ 268، وطبقات المفسرين للداودي: 1/ 216. (2) رؤبة: (؟ - 145 هـ) . هو رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي. الراجز المشهور، له ديوان مطبوع. أخباره في طبقات فحول الشعراء: 2/ 761، والشعر والشعراء: 2/ 594، ووفيات الأعيان: 2/ 303. (3) هو أبو زيد الأنصاري، وقد تقدم التعريف به. (4) هو جرير الشاعر المشهور، والبيت في ديوانه: 2/ 651. (5) سورة سبأ: آية: 19. [ ..... ] (6) ثبت ذلك في رواية أخرجها الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 230، كتاب التفسير، «سورة الكهف» ، باب وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ... عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا. وانظر التعريف والإعلام للسهيلي: 103، وتفسير القرطبي: 11/ 9، ومفحمات الأقران: 140. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 لا أَبْرَحُ: لا أزال أمشي. مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ: بحر روم وبحر فارس «1» ، يبتدئ أحدهما من المشرق والآخر من المغرب فيلتقيان. وقيل «2» : أراد بالبحرين الخضر وإلياس لغزارة علمهما. حُقُباً: حينا طويلا «3» . 61 فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما: إفريقيّة «4» . فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ: الحوت، أحياه الله فطفر «5» في البحر. سَرَباً: مسلكا «6» ، وهو مفعول كقولك: اتخذت طريقي مكان كذا، ويجوز مصدرا يدل عليه «اتخذ» أي سرب الحوت سربا «7» . 63 وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ: «أن» بدل من الهاء، لاشتمال   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 15/ 271 عن قتادة، ومجاهد. ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 171، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 164 عن قتادة. (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 492 عن السدي. وقيل: إن البحرين موسى والخضر. ذكره الزمخشري في الكشاف: 2/ 490، ووصفه بأنه من بدع التفاسير. وضعفه ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 350، والقرطبي في تفسيره: 11/ 9. (3) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 269، وتفسير الطبري: 15/ 271، والمفردات للراغب: 126. (4) نقل البغوي هذا القول في تفسيره: 3/ 171 عن أبي بن كعب، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 164. وأورده السيوطي في مفحمات الأقران: 141، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب رضي الله عنه. (5) الطفر بمعنى الوثوب. اللسان: 4/ 501 (طفر) . (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 409، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 269، وتفسير الطبري: 15/ 273. (7) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 299. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 الذكر على الهاء في المعنى، أي: ما أنساني أن أذكره إلّا الشّيطان «1» ، شغل قلبي بوسوسته حتى نسيت ذلك. 64 ما كُنَّا نَبْغِ «2» : أوحى إلى موسى أنك لتلقى الخضر حيث تنسى شيئا من زادك. فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً: رجعا يقصان الأثر ويتبعانه. 71 شَيْئاً إِمْراً: عجيبا «3» . 73 لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ: تركت. وَلا تُرْهِقْنِي: لا تعاسرني «4» . 74 زاكية «5» : تامة نامية «6» ، وكان المقتول شابا يقطع الطريق «7» . وزكية في الدين والعقل فهو على ظاهر الأمر «8» .   (1) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 300، وانظر تفسير الطبري: 15/ 275. (2) وهي قراءة نافع، وأبي عمرو، والكسائي بإثبات الياء في الوصل، وقرأ ابن كثير بإثبات الياء في الحالين، وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة بحذف الياء في الحالين. ينظر السبعة لابن مجاهد: 403، والكشف لمكي: 2/ 83، والمحرر الوجيز: 9/ 356، وزاد المسير: 5/ 167، والبحر المحيط: 6/ 147. (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 269، وتفسير البغوي: 3/ 174. (4) معاني القرآن للزجاج: 3/ 302، والكشاف: 2/ 493، وزاد المسير: 5/ 171. (5) هذه قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: 395، وحجة القراءات: 424، والتبصرة لمكي: 250. (6) أورده الماوردي في تفسيره: 2/ 498، وقال: «قاله كثير من المفسرين» . وانظر هذا القول في زاد المسير: 5/ 173. [ ..... ] (7) نقله البغوي في تفسيره: 3/ 174، والقرطبي في تفسيره: 11/ 21 عن الكلبي. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 365 دون عزو. (8) عن أبي عبيدة في تفسير الماوردي: 2/ 498، ونص قوله: إن الزاكية في البدن، والزكية في الدين. وقد ذكر هذا التوجيه لقراءة عاصم، وحمزة، والكسائي، وابن عامر زَكِيَّةً بغير ألف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 77 يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ: يكاد يسقط «1» ، ويقال: قضضنا عليهم الخيل [59/ أ] فانقضّت «2» . 80 فَخَشِينا: كرهنا «3» ، أو علمنا «4» ، مثل «حسب» و «ظنّ» تقارب أفعال الاستقرار والثبات. 81 وَأَقْرَبَ رُحْماً: أكثر برا لوالديه ونفعا «5» ، وأصل الرحم العطف من الرحمة «6» . مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً: علما يتسبّب به إليه «7» . 85 فَأَتْبَعَ سَبَباً: طريقا من المشرق والمغرب «8» ،   (1) عن تفسير الماوردي: 2/ 499. وانظر نحو هذا القول في تفسير غريب القرآن: 270، ومعاني الزجاج: 3/ 306، وتفسير البغوي: 3/ 175، والمحرر الوجيز: 9/ 373. (2) في اللسان: 7/ 219 (قضض) : «قضّ عليهم الخيل يقضّها قضا: أرسلها. وانقضت عليهم الخيل: انتشرت، وقضضناها عليهم فانقضت عليهم» . (3) هذا قول الأخفش في معانيه: 2/ 620، وعلل قائلا: «لأن الله لا يخشى» . وهو قول الزجاج في معانيه: 3/ 305، وقال: «لأن الخشية من الله عز وجل معناه الكراهة، ومعناها من الآدميين الخوف» . قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 382: «والأظهر عندي في توجيه هذا التأويل- وإن كان اللفظ يدافعه- أنها استعارة، أي: على ظن المخلوقين والمخاطبين لو علموا حاله لوقعت منهم خشية الرهق للأبوين. وقرأ ابن مسعود: فخاف ربك، وهذا بيّن في الاستعارة، وهذا نظير ما يقع في القرآن في جهة الله تعالى من «لعل» و «عسى» ، فإن جميع ما في هذا كله من ترجّ وتوقّع وخوف وخشية إنما هو بحسبكم أيها المخاطبون» اه. (4) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن: 2/ 157، والماوردي في تفسيره: 2/ 502، والبغوي في تفسيره: 3/ 176، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 382 عن الطبري. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 4 عن قتادة. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 180 عن ابن عباس، وقتادة. (6) ينظر المفردات للراغب: 191، وزاد المسير: 5/ 180. (7) تفسير الطبري: 16/ 9، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 308، وتفسير الماوردي: 2/ 504. (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 10 عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 504 عن مجاهد، وقتادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 كقوله «1» : أَسْبابَ السَّماواتِ: طرائقها. 86 تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ: ذات حمأة «2» ، فإنّ من ركب البحر وجد الشّمس تطلع وتغرب فيه، وحامية «3» : حارّه. إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ: أي: بالقتل لإقامتهم على الشّرك، أو تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً: تحسن إليهم بأن تأسرهم فتعلّمهم الهدى. 88 جَزاءً الْحُسْنى: الجنّة الحسنى، فحذف الموصوف «4» . ومن قرأه بالنصب والتنوين «5» يكون مصدرا في موضع الحال، أي: فله الحسنى مجزيا بها جزاء «6» .   (1) سورة غافر: آية: 37. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 11 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال الزجاج في معانيه: 3/ 308: «من قرأ «حمئة» أراد في عين ذات حمأة، ويقال: حمأت البئر إذا أخرجت حمأتها، وأحمأتها: إذا ألقيت فيها الحمأة، وحمئت هي تحمأ فهي حمئة إذا صارت فيها الحمأة» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 413، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 270، وتفسير الماوردي: 2/ 505. والحمأة: الطين الأسود المنتن. اللسان: 1/ 61 (حمأ) . (3) قرأ بها عامر، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية أبي بكر. السبعة لابن مجاهد: 398، وحجة القراءات: 428، والتبصرة لمكي: 251. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 270، وتفسير الطبري: 16/ 12، ومعاني الزجاج: 3/ 308، والكشف لمكي: 2/ 73. (4) على قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر- بالرفع والإضافة. ينظر تفسير الطبري: 16/ 13، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 309، وحجة القراءات: 430. [ ..... ] (5) وهي قراءة حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم. ينظر السبعة لابن مجاهد: 399، وحجة القراءات: 430، والتبصرة لمكي: 251. (6) نص هذا الكلام في معاني القرآن للزجاج: 3/ 309. وانظر تفسير الطبري: 16/ 13، والكشف لمكي: (2/ 74، 75) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 90 لَمْ نَجْعَلْ [لَهُمْ] «1» مِنْ دُونِها سِتْراً: كنّا «2» ببناء، أو خمرا. والمراد دوام طلوعها عليهم في الصّيف، وإلا فالحيوان يحتال المكن حتى الإنسان، وهذا المكان وراء بريّة من تلقاء «بلغار» «3» ، تدور الشّمس فيه بالصّيف ظاهرة فوق الأرض إلّا أنّها لا تسامت رؤوسهم «4» . 94 خَرْجاً: خراجا كالنبت والنبات «5» . 95 رَدْماً: هو ما جعل بعضه على بعض، ثوب مردّم رقّع رقعة فوق رقعة. 96 زُبَرَ الْحَدِيدِ: قطعا منه. ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ: بين الجبلين، كلّ واحد يصادف صاحبه ويقابله «6» . أو ينحرف عن صاحبه بمعنى الصّدوف «7» ، والمعنى: حتى إذا   (1) في الأصل: «لها» . (2) المراد ب «الكن» و «الخمر» هنا ما يسترهم ويحجبهم عن الشمس من بناء أو شجر أو لباس. (3) بلغار: بضم الباء، والغين معجمة بلد معروف بأوروبا. قال ياقوت في معجم البلدان: 1/ 485: «مدينة الصقالبة ضاربة في الشمال ... » . (4) عقب ابن عطية- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في هؤلاء القوم، وصفتهم، ومكان وجودهم بقوله: وكثّر النقّاش وغيره في هذا المعنى، والظاهر من الألفاظ أنها عبارة عن قرب الشمس منهم، وفعلها بقدرة الله- تبارك وتعالى- فيهم، ونيلها منهم، ولو كان لهم أسراب تغني لكان سترا كثيفا، وإنما هم في قبضة القدرة سواء كان لهم أسراب أو دور أو لم يكن ... » . ينظر المحرر الوجيز: 9/ 398. (5) ينظر تفسير الطبري: 16/ 22، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 310. و «خراجا» قراءة حمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 400، والتيسير للداني: 146. (6) في تهذيب اللغة للأزهري: 12/ 146: «يقال لجانب الجبلين إذا تحاذيا: صُدُفان وصَدَفان لتصادفهما أي تلاقيهما، يلاقي هذا الجانب الجانب الذي يلاقيه، وما بينهما فج أو شعب أو واد، ومن هذا يقال: صادفت فلانا، أي لاقيته» . (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 508 عن ابن عيسى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 وازى رؤوسهما بما جعل بينهما. قِطْراً: نحاسا مذابا. 97 أَنْ يَظْهَرُوهُ: يعلوه. 98 دَكَّاءَ: هدما حتى يندكّ «1» ويستوي بالأرض. 99 يَمُوجُ فِي بَعْضٍ: يضطرب ويختلط كما تختلط أمواج البحر. 100 وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ: أظهرناها. 101 لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً: لعداوتهم النّبيّ صلى الله عليه وسلم. 103 بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالًا: تمييز لإبهامه «2» . 108 حِوَلًا: تحوّلا، مصدر «حال حولا» ، مثل «صغر صغرا» ، وعظم عظما «3» . وقيل «4» : حيلة، أي: لا يحتالون منزلا غيرها.   (1) في «ج» : ينفك. (2) قال الزجاج في معاني القرآن: 3/ 314: «منصوب على التمييز، لأنه إذ قال: بِالْأَخْسَرِينَ دل على أنه كان منهم ما خسروه، فبين ذلك الخسران في أي نوع وقع، فأعلم- جل وعز- أنه لا ينفع عمل عمل مع الكفر به شيئا فقال: الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ... » . (3) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 315. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 161، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 416، وتفسير الطبري: 16/ 38. (4) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 315. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 532 ومن سورة مريم 2 ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ/ عَبْدَهُ: هذا ذكر «1» . أو فيما أنزل عليك ذكر [59/ ب] رحمت ربّك عبده بالرحمة، لأنّ ذكر الرحمة إياه لا يكون إلّا بالله «2» . 5 خِفْتُ الْمَوالِيَ: الذين يلونه في النّسب «3» . 6 يَرِثُنِي: على صفة الولي «4» ، وبمعنى النكرة، أي: وليا وارثا، وإنّما دعا أن يرثه الدين لئلّا يغيّر بنو عمّه كتبه إذ كانوا أشرارا «5» . 7 سَمِيًّا: نظيرا «6» . 8 أَنَّى يَكُونُ لِي [غُلامٌ] «7» : على الاستخبار أبتلك الحال أم بقلبه شابا» ؟.   (1) فيكون خبرا لمبتدأ محذوف هو «هذا» . [ ..... ] (2) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 318. وانظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 4، وزاد المسير: 5/ 206، والتبيان للعكبري: 2/ 865. (3) قال الزجاج في معانيه: 3/ 319: «والموالي واحدهم مولى، وهم بنو العم وعصبة الرجل، ومعناه الذين يلونه في النسب كما أن معنى القرابة الذين يقربون منه في النسب» . وانظر تفسير الماوردي: 2/ 516، وزاد المسير: 5/ 207. (4) معاني القرآن للزجاج: 3/ 320. (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 2/ 516 دون عزو. (6) ينظر تفسير الطبري: 16/ 49، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 320، وتفسير الماوردي: 2/ 517. (7) في الأصل: «ولد» . (8) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 517، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 21/ 189. وراجع ص (144) عند تفسير قوله تعالى: قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ [آل عمران: 40] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 عِتِيًّا: سنا عاليا «1» . 13 وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا: رحمة من عندنا «2» . وقيل «3» : تعطفا وتحنّنا على عبادنا، أو على دعاء الناس إلينا. وَزَكاةً: تطهيرا لمن يدعوه إلى الله «4» ، أو زكيناه بالثناء عليه «5» . 16 انْتَبَذَتْ : تباعدت واحتجبت لتعبد الله «6» . 19 زَكِيًّا : ناميا على الخير والبركة «7» . «البغيّ» «8» الفاجرة «9» ، مصروفة عن الباغية «10» ، أو بمعنى   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 2، وتفسير الماوردي: 2/ 517، وتفسير البغوي: 3/ 189. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 55، 56) عن ابن عباس، وقتادة، وعكرمة، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 519 عن ابن عباس، وقتادة. وذكره الفراء في معانيه: 2/ 163، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 2، والزجاج في معانيه: 3/ 322. (3) أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 56 عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 519 عن مجاهد أيضا. (4) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 322، وابن عطية في المحرر الوجيز: 9/ 437. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 214 عن الزجاج. (5) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 519. (6) معاني القرآن للزجاج: 3/ 323، وتفسير القرطبي: 11/ 90. (7) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: 19/ 200. وقال الطبري في تفسيره: 16/ 61: «والغلام الزكي: هو الطاهر من الذنوب، وكذلك تقول العرب: غلام زاك وزكى، وعال وعليّ» . [ ..... ] (8) في قوله تعالى: قالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا [آية: 20] . (9) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 164، وتفسير البغوي: 3/ 191، وزاد المسير: 5/ 217. (10) فهي فعيل بمعنى فاعل، ذكر هذا الوجه ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 218 عن ابن الأنباري. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 المفعولة «1» ، كقولك: نفس قتيل، وكفّ خضيب. 23 فَأَجاءَهَا: ألجأها أو جاء بها «2» . نَسْياً مَنْسِيًّا: مصدر موصوف من لفظه، كقوله «3» : حِجْراً مَحْجُوراً. وقيل: النّسي ما يرمى به لوقاحته. 24 تَحْتَكِ سَرِيًّا: شريفا وجيها «4» . وقيل «5» : السّريّ: النهر الصغير ليكون الرطب طعامها والنهر شرابها.   (1) البحر المحيط: 6/ 181. (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 164، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 4، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 273. (3) سورة الفرقان: آية: 22. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 70 عن الحسن، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 522 عن الحسن، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 222 إلى الحسن، وعكرمة، وابن زيد. (5) ذكر الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 140، كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ تعليقا موقوفا على البراء بن عازب قال: «سريا» : نهر صغير بالسريانية. وأخرجه عبد الرازق في تفسيره: 326 عن البراء، والحاكم في المستدرك: 2/ 373، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 69، 70) عن البراء بن عازب، وابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك، وقتادة. ورجحه الطبري فقال: «وأولى القولين في ذلك عندي بالصواب قيل من قال: عني به الجدول، وذلك أنه أعلمها ما قد أعطاها الله من الماء الذي جعله عندها، وقال لها: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا فَكُلِي من هذا الرطب، وَاشْرَبِي من هذا الماء، وَقَرِّي عَيْناً بولدك، و «السري» معروف من كلام العرب أنه النهر الصغير ... » اه. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 165، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 5، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 274. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 25 تُساقِطْ: تتساقط، أدغمت التاء في السين «1» . رُطَباً: نصب على التمييز «2» ، أو على وقوع الفعل لأنّ التساقط متعد كالتقاضي والتناسي، قال الله تعالى «3» : فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ، أو التقدير: هزي رطبا جنيا بجذع النخل تساقط عليك «4» . 27 فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَها تَحْمِلُهُ: يجوز تَحْمِلُهُ حالا منها ومنه ومنهما «5» ، ولو كان تحمله إليهم لجاز حالا منهم أيضا لحصول الضمائر في الجملة التي هي حال. فَرِيًّا: عجيبا «6» ، أو مفترى من الفرية «7» . 29 مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا: أي: من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه «8» ؟. 34 ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: أي: ذلك الذي قال: إني عبد الله   (1) ورد هذا التوجيه لقراءة حمزة بفتح التاء والتخفيف. ينظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 12، وحجة القراءات: 442، والكشف لمكي: 2/ 88. (2) معاني القرآن للزجاج: 3/ 326، والتبيان للعكبري: 2/ 872. (3) سورة طه: آية: 62. (4) ينظر وجوه الإعراب في هذه الآية في معاني القرآن للزجاج: 2/ 325، وإعراب القرآن للنحاس: (3/ 12، 13) ، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 452، والتبيان للعكبري: 2/ 672، والبحر المحيط: 6/ 185. (5) ينظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 14، والتبيان للعكبري: 2/ 673. (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 7، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 274. [ ..... ] (7) هذا قول اليزيدي في غريب القرآن: 238، قال: «يقال فريت الكذب وافتريته وكذلك تَخْلُقُونَ إِفْكاً تصنعونه. خلقت الكذب واختلقته مثل فريته وافتريته، ومنه إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ، أي: افتراء الأولين ... » . (8) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 328، وقال: «يكون «من» في معنى الشرط والجزاء ويكون المعنى: من يكن في المهد صبيا- ويكون صَبِيًّا حالا- فكيف نكلمه. كما تقول: من كان لا يسمع ولا يعقل فكيف أخاطبه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 عيسى بن مريم لا ما تقول النصارى أنه ابن الله «1» . قَوْلَ الْحَقِّ: أي: هو قول الحق وكلمته، أو الذي تلوناه من صفته وقصّته قَوْلَ الْحَقِّ. 37 فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ: تحزبوا إلى يعقوبيّة، وملكائيّة، ونسطورية [60/ أ] وغيرها «2» . 38 أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا: أي: لئن عموا وصمّوا عن الحقّ في الدّنيا فما أسمعهم يوم لا ينفعهم!. 44 لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ: لا تطعه فيما سول. 45 فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا: موكولا إليه وهو لا يغني عنك شيئا. 46 لَأَرْجُمَنَّكَ: لأرمينّك بالشّتم «3» ، وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا: حينا طويلا. 47 حَفِيًّا: لطيفا رحيما «4» ، والحفاوة: الرأفة والكرامة «5» .   (1) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 329، والماوردي في تفسيره: 2/ 526. ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 195، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 231 عن الزجاج. (2) هذه الفرق الثلاث نسبة إلى ثلاثة من علماء النصارى هم: يعقوب، وملكاء، ونسطور. فقالت اليعقوبية: عيسى هو الله، هبط إلى الأرض ثم صعد إلى السماء. وقالت الملكائية: هو عبد الله ونبيه، وقالت النسطورية: إنه ابن الله. ينظر تفسير الطبري: 16/ 84، وتفسير البغوي: 3/ 196، وتفسير القرطبي: 11/ 108، وتفسير ابن كثير: (5/ 225، 226) ، وتفسير البيضاوي: 2/ 34. (3) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 169، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 274، والطبري في تفسيره: 16/ 91. وقال الزجاج في معانيه: 3/ 332: «يقال: فلان يرمي فلانا ويرجم فلانا، معناه يشتمه، وكذلك قوله عز وجل: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ، معناه: يشتمونهن، وجائز أن يكون لَأَرْجُمَنَّكَ لأقتلنك رجما، والذي عليه التفسير أن الرجم هاهنا الشتم» . (4) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 169، وتفسير الطبري: 16/ 92، ومعاني الزجاج: 3/ 333، والمفردات للراغب: 125. (5) اللسان: 14/ 187 (حفا) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 52 وَقَرَّبْناهُ: قرّب «1» من أعلى الحجب حتى سمع صرير «2» القلم. 57 وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا: رفع إلى السّماء الرابعة «3» ، وروي:   (1) هو موسى عليه الصلاة والسلام. (2) في «ك» : «صريف» ، وصرير القلم صوته. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 94، 95) عن ابن عباس، وأبي العالية. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 373، كتاب التفسير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 515، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن أبي العالية، كما عزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. (3) أي: إدريس عليه السلام. وقد ورد هذا القول في أثر أخرجه الترمذي في سننه: 5/ 316، كتاب تفسير القرآن، باب «ومن سورة مريم» عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «لما عرج بي رأيت إدريس في السماء الرابعة» . قال الترمذي: وفي الباب عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: وهذا حديث حسن وقد رواه سعيد بن أبي عروبة وهمام وغير واحد عن قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حديث المعراج بطوله، وهذا عندنا مختصر من ذاك» اه. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 96، 97) عن أنس مرفوعا. وأخرجه عن أبي سعيد الخدري، وكعب، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 518، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن مردويه. عن قتادة عن أنس مرفوعا. وأخرج البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث المعراج: أنه رأى إدريس في السماء الرابعة. ينظر صحيح البخاري: 4/ 77، كتاب بدء الخلق، باب «ذكر الملائكة صلوات الله عليهم» . وصحيح مسلم: 1/ 150، كتاب الإيمان، باب «الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 السّادسة «1» ، وروي: السّابعة «2» . 58 بُكِيًّا «3» : جمع «باك» ، ك «شاهد» ، و «شهود» «4» ، ويجوز مصدرا بمعنى البكاء «5» . 59 أَضاعُوا الصَّلاةَ: صلّوها في غير وقتها «6» . يَلْقَوْنَ غَيًّا: خيبة وشرا «7» ، أو جزاء الغيّ على حذف المضاف «8» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 96، 97) عن ابن عباس، والضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 529 عن ابن عباس رضي الله عنهما، والضحاك أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 518، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس، والضحاك. (2) أورده ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 241، وقال: «حكاه أبو سليمان الدمشقي» . (3) من قوله تعالى: إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا [آية: 58] . (4) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 335. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 8، وتفسير الطبري: 16/ 98، وتفسير الماوردي: 2/ 530. [ ..... ] (5) رده الزجاج في معانيه: 3/ 335 قائلا: «ومن قال: بُكِيًّا هاهنا مصدر فقد أخطأ لأن سُجَّداً جمع ساجد، وبُكِيًّا عطف عليه، ويقال: بكى بكاء وبكيا» اه. وانظر القول الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في إعراب القرآن للنحاس: 3/ 21، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 456، والبيان لابن الأنباري: 2/ 128، والبحر المحيط: 6/ 200. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 98 عن القاسم بن مخيمرة. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 530 عن ابن مسعود، وعمر بن عبد العزيز. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 526، ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن ابن مسعود رضي الله عنه. كما عزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم، والخطيب في «المتفق والمفترق» عن عمر بن عبد العزيز. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 101 عن ابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 531، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 246 عن ابن زيد أيضا. (8) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 336. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 246 عن الزجاج. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 61 مَأْتِيًّا: مفعولا من الإتيان «1» . 62 إِلَّا سَلاماً: اسم جامع للخير. بُكْرَةً وَعَشِيًّا: مقدار ما بين الغداة والعشي على التمثيل بعادة الدنيا. 64 وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ: استبطأ جبريل- عليه السلام- فقال: «ما يمنعك أن تزورنا أكثر» «2» . ما بَيْنَ أَيْدِينا: من أمر الآخرة وَما خَلْفَنا: ما مضى من أمر الدنيا. وَما بَيْنَ ذلِكَ: من الحال إلى يوم القيامة. 68 جِثِيًّا: باركين على الركب، وأصلها: «جثووا» فوقعت الواو طرفا قبلها ضمّة «3» . 69 أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا: أي: ننزع الأعتى فالأعتى. وأَيُّهُمْ رفع على الحكاية «4» ، أي: الذي يقال أيّهم أشد. وعند   (1) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 336، وقال: «لأن كل ما وصل إليك فقد وصلت إليه، وكل ما أتاك فقد أتيته، يقال: وصلت إلى خبر فلان ووصل إليّ خبر فلان، وأتيت خبر فلان وأتاني خبر فلان، فهذا على معنى: أتيت خبر فلان» . (2) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 237، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ. وانظر تفسير الطبري: 16/ 103، وأسباب النزول للواحدي: 347، وتفسير ابن كثير: 5/ 243. (3) أصلها جثوو (جثوّ) ثم قلبت ياء فصارت «جثويا» ثم اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون في كلمة فقلبت الواو الأولى ياء وأدغمت الياء في الياء فصارت «جثيّا» ، وقلبت ضمة الثاء كسرة فصارت «جثيا» ثم أتبعت حركة الثاء فقلبت كسرة فقالوا: «جثيا» ، فحركة الجيم اتباعا لحركة الثاء، وحركة الثاء لمجانسة الياء بعدها. وينظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 23، والبيان لابن الأنباري: 2/ 130. (4) هذا قول الخليل كما في الكتاب لسيبويه: 2/ 399. واختاره الزجاج في معانيه: 3/ 329. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 سيبويه «1» هو مبنيّ بتقدير: الذي هو أشدّ، فلما حذف «هو» واطّرد الحذف صار كبعض الاسم فبني. 71 وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها: ورود حضور ومرور «2» . وقال رجل من الصّحابة- لآخر: أيقنت بالورود؟ قال: نعم، قال: وأيقنت بالصّدر؟ قال: لا، قال: ففيم الضحك؟ ففيم التثاقل «3» ؟!. 73 نَدِيًّا: مجلسا «4» ، ندوت القوم أندوهم: جمعتهم فندوا: اجتمعوا «5» . 74 وَرِءْياً: مهموزا «6» على وزن «رعي» اسم المرئيّ، رأيته رؤية ورأيا، والمصدر رئي كالرّعي والرّعي، أي: أحسن متاعا ومنظرا «7» .   (1) الكتاب: 2/ 398. (2) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 16/ 110 عن قتادة. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 256 عن عبيد بن عمير. (3) نقل ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 255 عن الحسن البصري أنه قال: «قال رجل لأخيه: يا أخي أتاك إنك وارد النار؟ قال: نعم، قال: فهل أتاك أنك خارج منها؟ قال: لا، قال: ففيم الضحك؟!» . وأورد نحوه القرطبي في التذكرة: 404 عن الحسن رحمه الله تعالى. قال القرطبي رحمه الله: «وقد أشفق كثير ممن تحقق الورود، والجهل بالصدر. كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه يقول: ليت أمي لم تلدني. فتقول له امرأته: يا أبا ميسرة إنّ الله قد أحسن إليك وهداك إلى الإسلام، قال: أجل، ولكن الله قد بين لنا أنّا واردو النار ولم يبين لنا أنا صادرون» . (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 171، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 10، وغريب القرآن لليزيدي: 241. (5) اللسان: 15/ 317 (ندى) . (6) قراءة عاصم، وابن كثير، وأبي عمرو، وحمزة، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد: 411، وحجة القراءات: 446، والتبصرة لمكي: 256. [ ..... ] (7) معاني القرآن للفراء: 2/ 71، وغريب القرآن لليزيدي: 241، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 275. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 [60/ ب] وأمّا/ الرّيّ «1» - مشدّدا- فمن ريّ الشّباب وأنواع النعمة. 75 فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا: فليدعه في ضلالته وليمله في غيّه، واللّفظ أمر والمعنى خبر «2» . 76 وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ: الطاعات التي تسلم من الإحباط وتبقى لصاحبها. وَخَيْرٌ مَرَدًّا: مرجعا يردّ إليه. 77 أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا: العاص بن وائل السّهمي «3» .   (1) وهي قراءة نافع، وابن عامر. (2) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 343. ونص كلامه هناك: «هذا لفظ أمر في معنى الخبر، وتأويله أن الله- عز وجل- جعل جزاء ضلالته أن يتركه فيها، ويمده فيها، كما قال جل وعز: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأعراف: 186] إلّا أن لفظ الأمر يؤكد معنى الخبر، كأن لفظ الأمر يريد به المتكلم نفسه إلزاما، كأنه يقول: أفعل ذلك وآمر نفسي به، فإذا قال القائل: من رآني فلأكرمه، فهو ألزم من قوله: أكرمه، كأنه قال: من زارني فأنا آمر نفسي بإكرامه وألزمها ذلك» اه. وانظر تفسير الطبري: 16/ 119، وتفسير البغوي: 3/ 207، والمحرر الوجيز: 9/ 522، وتفسير القرطبي: 11/ 144. (3) ورد ذلك في صحيح البخاري وصحيح مسلم من رواية أخرجاها عن خبات بن الأرت رضي الله عنه قال: «كنت قينا في الجاهلية، وكان لي دين على العاص بن وائل. قال: فأتاه يتقاضاه، فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم. فقال: «والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث. قال: فذرني حتى أموت ثم أبعث فسوف أوتي مالا وولدا فأقضيك. فنزلت هذه الآية: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً اه. اللفظ للبخاري في صحيحه: 5/ 238، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا. وهو في صحيح مسلم: 4/ 2153 كتاب «صفات المنافقين وأحكامهم» ، باب «سؤال اليهود النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الروح» . وانظر تفسير الطبري: 16/ 120، وأسباب النزول للواحدي: 349، والتعريف والإعلام: 111. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 542 78 عَهْداً: أي: عهد بعمل صالح قدّمه «1» . لَأُوتَيَنَّ مالًا وَوَلَداً: أي: إذا بعثت. 79 سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ: نحفظه عليه. 80 وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ: نجعل المال والولد لغيره ونسلبه ذلك. و «الولد» «2» : جمع كأسد ووثن. 83 أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ: خلّيناهم وإيّاهم «3» . تَؤُزُّهُمْ أَزًّا: تزعجهم إزعاجا «4» . 84 نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا: أي: أعمالهم للجزاء وأنفاسهم للفناء. 85 وَفْداً: ركبانا مكرّمين. 86 وِرْداً: عطاشا «5» . من ورود الإبل.   (1) ذكره الطبري في تفسيره: 16/ 122، ونقله الماوردي في تفسيره: 2/ 536 عن قتادة، وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 208، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 361. (2) على قراءة «ولد» بضم الواو، وهي لحمزة والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 412، والتبصرة لمكي: 257، والتيسير للداني: 150. وانظر توجيه المؤلف لهذه القراءة في الكشف لمكي: 2/ 92، والبحر المحيط: 6/ 213. (3) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 345، وذكر وجها آخر وقال: «وهو المختار أنهم أرسلوا عليهم وقيضوا لهم بكفرهم كما قال عز وجل: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ [الزخرف: 35] ... ومعنى الإرسال هاهنا التسليط، يقال: قد أرسلت فلانا على فلان: إذا سلّطته عليه، كما قال: إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ، فأعلم الله عز وجل: أن من اتبعه هو مسلط عليه» اه. وانظر المحرر الوجيز: 9/ 533. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 125 عن قتادة. وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 2/ 172، ومعاني الزجاج: 3/ 345، وتفسير القرطبي: 11/ 150. (5) بلغة قريش كما في كتاب لغات القبائل: 189 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 127، 128) عن ابن عباس، وأبي هريرة، والحسن، وقتادة، وسفيان. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 543 89 إِدًّا: منكرا عظيما «1» . 90 هَدًّا: هدما بشدة صوت «2» . 96 وُدًّا: محبة في قلوب النّاس «3» . 97 لُدًّا: ذوي جدل بالباطل. 98 رِكْزاً: صوتا خفيا «4» . 95 فَرْداً: لا أنصار له ولا أعوان كلّ امرئ مشغول بنفسه.   (1) تفسير الطبري: 16/ 129، ومعاني الزجاج: 3/ 346، والمفردات للراغب: 14. (2) تفسير الطبري: 16/ 130، والمفردات: 537. (3) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 276. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: 16/ 132 عن ابن عباس، ومجاهد. (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 14، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 276، وتفسير الطبري: 16/ 134، ومعاني الزجاج: 3/ 347، والمفردات: 202. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 ومن سورة طه 2 لِتَشْقى: تتعب بقيام جميع اللّيل «1» . وقيل «2» : لتحزن على قومك بأن لا يؤمنوا. 7 يَعْلَمُ السِّرَّ: ما يسرّه العبد عن غيره، وَأَخْفى: ما يخطر بالبال. ويهجس في الصّدر، أو هو ما يكون من الغيب الذي لا يعلمه ولا يسرّه أحد «3» . 12 فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ: ليباشر بقدمه بركة الوادي «4» ، أو هو أمر تأديب وخضوع عند مناجاة الرّب «5» .   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 8 عن مجاهد. وانظر تفسير الفخر الرازي: 22/ 4، وتفسير القرطبي: 11/ 168. [ ..... ] (2) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 8 عن ابن بحر، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 4، وقال: «وهو كقوله: لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ الآية، وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ. (3) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 16/ 140 عن ابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 9، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 271 عن ابن زيد أيضا. قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 16/ 141: «والصواب من القول في ذلك قول من قال: معناه: يعلم السر وأخفى الله سره، لأن «أخفى» فعل واقع متعد، إذ كان بمعنى «فعل» على ما تأوله ابن زيد، وفي انفراد «أخفى» من مفعوله، والذي يعمل فيه لو كان بمعنى «فعل» الدليل الواضح على أنه بمعنى «أفعل» . وأن تأويل الكلام: فإنه يعلم السر وأخفى منه ... » اه. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: (16/ 143، 144) عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 9 عن علي بن أبي طالب، والحسن، وابن جريج. وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 17 عن الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد. (5) نص هذا القول في تفسير القرطبي: 11/ 173 دون عزو. وأورد نحوه الماوردي في تفسيره: 3/ 9، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 10. وذكر الفخر الرازي وجها آخر فقال: «أن يحمل ذلك على تعظيم البقعة من أن يطأها إلّا حافيا ليكون معظما لها وخاضعا عند سماع كلام ربه، والدليل عليه أنه تعالى قال عقيبة: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً وهذا يفيد التعليل، فكأنه قال تعالى: اخلع نعليك لأنك بالوادي المقدس طوى» اه. ينظر تفسيره: 22/ 17. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 545 طُوىً: اسم عجميّ لواد معروف، فلم ينصرف للعجمة والتعريف، أو للعدل عن «طاو» معرفة «1» . 15 أَكادُ أُخْفِيها: أريد أخفيها «2» . لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ: لأنّ من شرط التكليف إخفاء أمر السّاعة والموت. 17 وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ: السؤال للتنبيه «3» ليقع المعجز بها بعد التثبت فيها.   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 351، وقد ورد هذا التوجيه لقراءة من لم ينوّن «طوى» ، وهذه القراءة لابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: 417، والتبصرة لمكي: 259، والتيسير للداني: 150. وانظر توجيه هذه القراءة أيضا في إعراب القرآن للنحاس: 3/ 34، والكشف لمكي: 2/ 96، والتبيان للعكبري: 2/ 886. (2) ذكر الطبري هذا الوجه في تفسيره: 16/ 151، وقال: «وذلك معروف في اللّغة، ثم أورد الأدلة والشواهد على ذلك» . وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 11، وتفسير البغوي: 3/ 214، والمحرر الوجيز: 10/ 15. (3) تفسير الطبري: 16/ 154، وتفسير البغوي: 3/ 214، والمحرر الوجيز: 10/ 17. قال الزجاج في معانيه: 3/ 354: «وهذا الكلام لفظه لفظ الاستفهام ومجراه في الكلام مجرى ما يسأل عنه، ويجيب المخاطب بالإقرار له لتثبت عليه الحجة بعد ما قد اعترف مستغنى بإقراره عن أن يجحد بعد وقوع الحجة، ومثله من الكلام أن تري المخاطب ماء فتقول له: ما هذا؟ فيقول: ماء، ثم تحيله بشيء من الصبغ فإن قال إنه لم يزل هكذا قلت له: ألست قد اعترفت بأنه ماء؟!» اه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 18 أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها: أعتمد، وَأَهُشُّ: أخبط الورق للغنم «1» . 23 آياتِنَا الْكُبْرى: الكبر، فجرى على نظم الآي. / أو هو من آياتنا [61/ أ] الآية الكبرى. 39 مَحَبَّةً مِنِّي: من رآك أحبّك «2» . وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي: تغذّى وتربّى بإرادتي ورعايتي. صنعت الجارية: تعهّدتها حتى سمنت «3» ، وهو صنيعه: تخريجه وتربيته. 40 وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً: بلوناك بلاء «4» بعد بلاء، أو خلّصناك تخليصا «5» ،   (1) في غريب القرآن لليزيدي: 244: «خبطت وهششت واحد» . وانظر المعنى الذي ذكره المؤلف في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 17، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 278، وتفسير الطبري: 16/ 154، والمفردات للراغب: 543. (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 14 عن ابن زيد. وأورد نحوه السيوطي في الدر المنثور: 5/ 567، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 179، وتفسير الطبري: 16/ 161، وزاد المسير: 5/ 284. (3) تهذيب اللغة: 2/ 38، واللسان: 8/ 210 (صنع) . (4) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 19، والطبري في تفسيره: 16/ 164، والزجاج في معانيه: 3/ 357. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 14 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 569، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم. (5) عن تفسير الماوردي: 3/ 14، ونص كلامه: «خلصناك تخليصا، من محنة بعد محنة، أولها أنها حملته في السنة التي كان يذبح فيها فرعون الأطفال ثم إلقاؤه في اليم، ومنعه الرضاع إلا من ثدي أمه، ثم جره بلحية فرعون حتى همّ بقتله، ثم تناوله الجمرة بدل التمرة فدرأ ذلك عنه قتل فرعون، ثم مجيء رجل من شيعته يسعى بما عزموا عليه من قتله» . وأورد ابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 31 القول الذي ذكره المؤلف، ثم قال: «هذا قول جمهور المفسرين» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 من فتنت الذهب بالنار «1» . عَلى قَدَرٍ: موعد ومقدار الرسالة وهو أربعون سنة «2» . 44 لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ: على رجاء الرسل لا المرسل، إذ لو يئس الرسول من ذلك لم يحسن الإرسال، أو الكلام معدول إلى المرسل إليه، كأنه: لعلّه يتذكّر متذكر عنه وما حل به. 45 نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا: يعجل بقتلنا «3» . 47 وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى: أي: سلم من العذاب من اتبع الهدى. 50 أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ: صورته التي لا يشبهها فيها غيره «4» ، أو المراد صورة الأنواع المحفوظة بعضها عن بعض، أو أعطى كل شيء من الأعضاء خلقه، فأدرك كلّ حاسة بإدراك، وأنطق اللسان، ومكّن اليد من البطش والأعمال العجيبة، والرّجل من المشي، خلق كلّ شيء فقدّره تقديرا «5» .   (1) في تهذيب اللغة للأزهري: 14/ 296: «فتنت الفضة والذهب إذا أذبتهما بالنار ليتميز الرديء من الجيد ... » . وانظر الصحاح: 6/ 2175، واللسان: 13/ 317 (فتن) . (2) ينظر تفسير الطبري: (16/ 167، 168) ، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 357، وتفسير الماوردي: 3/ 15. [ ..... ] (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 180، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 19، وغريب القرآن لليزيدي: 246. وقال الطبري في تفسيره: 16/ 170: «وهو من قولهم: فرط مني إلى فلان أمر: إذا سبق منه ذلك إليه، ومنه: فارط القوم وهو المتعجل المتقدم أمامهم إلى الماء أو المنزل ... » . (4) نقل البغوي نحو هذا القول في تفسيره: 3/ 220 عن مجاهد. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 291، وقال: «رواه الضحاك عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وسعيد بن جبير» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 582، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن مجاهد. (5) تفسير القرطبي: 11/ 205. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 ثُمَّ هَدى: للمعيشة في الدنيا والسعادة في الآخرة. 51 فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى: حين حذّره البعث، فقال: ما بال الأمم الخالية كيف يبعثون ومتى وهم رمم بالية؟. 58 مَكاناً سُوىً: المكان النّصف بين الفريقين يستوي مسافته عليهما «1» . 59 يَوْمُ الزِّينَةِ: ارتفع يَوْمُ لأنّه خبر مَوْعِدُكُمْ، على أنّ الموعد اسم زمان الوعد أو مكانه، ومن نصب «2» نصبه على الظرف للموعد، وجعل الموعد حدثا كالوعد لئلا يتكرر الزمان. 61 فَيُسْحِتَكُمْ: يستأصلكم «3» . سحت وأسحت، وسمّي السّحت لأنّه مهلك «4» ، ودم سحت: هدر «5» . 63 إِنْ هذانِ لَساحِرانِ: قال أبو عمرو «6» ، إني لأستحي أن أقرأ: إِنْ هذانِ والقرآن أفصح اللّغات.   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 181، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 20، وغريب القرآن لليزيدي: 247، ومعاني الزجاج: (3/ 360، واللسان: (14/ 413، 414) (سوا) . (2) تنسب قراءة النصب إلى الحسن رحمه الله تعالى، كما في إعراب القرآن للنحاس: 3/ 42، والبحر المحيط: 6/ 252، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 248. وانظر توجيه هذه القراءة في معاني الزجاج: 3/ 360، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 464، والتبيان للعكبري: 2/ 892، والبحر المحيط: 6/ 252. وقال ابن الأنباري في البيان: 2/ 144: «ولا يجوز أن يكون يَوْمُ ظرفا لأن العرب لم تستعمله مع الظرف استعمال سائر المصادر، ولهذا قال تعالى: إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ اه. (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 182، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 280، ومعاني الزجاج: 3/ 361، والمفردات للراغب: 225. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 21. (5) اللسان: 2/ 41 (سحت) . (6) قراءته في هذا الموضع: «إنّ هذين» . ينظر السبعة لابن مجاهد: 419، وحجة القراءات: 454، والتبصرة لمكي: 260. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 549 وأمّا خط المصحف فروى عيسى «1» بن عمر أنّ عثمان- رضي الله عنه- قال: أرى فيه لحنا ستقيمه العرب بألسنتها «2» . [60/ ب] وقرأ ابن كثير «3» : إِنْ هذانِ فهي ضعيفة في نفسها خفيفة/ من المثقلة، فلم تعمل فيما بعدها، فارتفع ما بعدها على الابتداء والخبر، ودخل اللام الخبر فرقا بينها وبين إن النافية، أو هي بمعنى «ما» نافية واللّام في   (1) هو عيسى بن عمر الثقفي البصري، كان صديقا ملازما لأبي عمرو بن العلاء. وصفه الذهبي بقوله: «العلّامة، إمام النحو ... » ، توفي عيسى بن عمر سنة 149 هـ. أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: 40، وسير أعلام النبلاء: 7/ 200، وتقريب التهذيب: 440. (2) ذكر الفراء الرواية المنسوبة إلى أبي عمرو بن العلاء عن عثمان رضي الله عنه، لكنه لم يصرح بذكر عثمان، وإنما قال: «عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ... » . معاني القرآن: 2/ 183. وأورد الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 74، والقرطبي في تفسيره: 11/ 216، نص الرواية التي وردت عند المؤلف هنا. ودافع الفخر الرازي عن قراءة الجمهور، ونقد الرواية المذكورة عن عثمان رضي الله عنه، فقال: «إنه لما كان نقل هذه القراءة في الشهرة كنقل جميع القرآن فلو حكمنا ببطلانها جاز مثله في جميع القرآن، وذلك يفضي إلى القدح في التواتر وإلى القدح في كل القرآن وأنه باطل، وإذا ثبت ذلك وامتنع صيرورته معارضا بخبر الواحد المنقول عن بعض الصحابة. وثانيها: أن المسلمين أجمعوا على أن ما بين الدفتين كلام الله تعالى، وكلام الله تعالى لا يجوز أن يكون لحنا وغلطا، فثبت فساد ما نقل عن عثمان وعائشة رضي الله عنهما أن فيها لحنا وغلطا. وثالثها: قال ابن الأنباري: إن الصحابة هم الأئمة والقدوة، فلو وجدوا في المصحف لحنا لما فوضوا إصلاحه إلى غيرهم من بعدهم مع تحذيرهم من الابتداع وترغيبهم في الاتباع ... » . وينظر نقد هذه الرواية عن عثمان رضي الله عنه في مجموع الفتاوى لابن تيمية رحمه الله (15/ 250- 254) . (3) هو عبد الله بن كثير الداري، أحد القراء السبعة، توفي سنة 120 هـ. ترجمته في: معرفة القراء الكبار: 1/ 86، وغاية النهاية: 1/ 443. وانظر قراءته في السبعة لابن مجاهد: 419، وحجة القراءات: 456، والتبصرة لمكي: 260. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 550 خبرها بمعنى «إلا» ، أي: ما هذان إلّا ساحران «1» ، كقوله «2» : وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ. وأما القراءة المعروفة «3» فهي على لغة كنانة، وبلحارث بن كعب، وخثعم، وزبيد، ومراد، وبني عذرة، فالتثنية في لغاتها بالألف أبدا «4» . وقيل «5» : معنى إِنْ نعم، وقيل «6» : هو على حذف الهاء بمعنى «إنه» . وزبدة كلام أبي عليّ «7» أنّ هذانِ ليس بتثنية «هذا» «8» لأنّ «هذا» من أسماء الإشارة، فيكون معرفة أبدا، والتثنية والجمع من خصائص النكرات لأنّ واحدا أعرف، فلما لم يصح تنكير هذا لم يصح [تثنية] «9» «هذا» [وجمعه] «10» من لفظه.   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 23، ومشكل إعراب القرآن: 2/ 467، والبحر المحيط: 6/ 255. (2) سورة الشعراء: آية: 186. [ ..... ] (3) يريد قراءة الجمهور بتشديد «إنّ» و «هذان» مرفوعا. ينظر السبعة لابن مجاهد: 419، وتفسير الطبري: 16/ 180، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 43، والبحر المحيط: 6/ 255. (4) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 184، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 362، والكشف لمكي: 2/ 99، والمحرر الوجيز: (10/ 49، 50) ، والبحر المحيط: 6/ 255. (5) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 22، والزجاج في معانيه: 3/ 363، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 48، وأبو حيان في البحر: 6/ 255. (6) في معاني الزجاج: 3/ 362 عن النحويين القدماء. وانظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 46، وحجة القراءات: 455، والمحرر الوجيز: 10/ 50. (7) يريد أبا علي الفارسي. (8) هذا معنى قول الفراء في معانيه: 2/ 184، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 50 عن الفراء أيضا. (9) في الأصل: «تثنيته» ، والمثبت في النص عن «ك» . (10) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، والمثبت عن «ك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 ألا ترى أنّ «أنت» و «هو» و «هي» لما كانت معارف لم تثنّ على لفظها، فلا يقال: «أنتان» و «هوان» ، بل يصاغ لها أسماء مبنيّة في التثنية لا يختلف أبدا على صورة الأسماء المثناة، وهي «أنتما» و «هما» ، فكذا صيغ ل «هذا» عند التثنية لفظ مبنيّ، ألا ترى كيف فعلوا في «الذين» هكذا. وقيل «1» : إنّ الألف لما حذفت عوّضت منها ألف التثنية فلم تزل على حالها. 64 فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ: إجماع الأمر بمعنى جمعه، وبمعنى اجتماع الرأي والتدبير «2» . ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا: مصطفين جميعا، والصفّ مجتمع القوم «3» . 67 فَأَوْجَسَ: أسرّ وأخفى «4» . 69 تَلْقَفْ ما صَنَعُوا: تأخذه بفيها وتبتلعها «5» . 77 لا تَخافُ دَرَكاً: منصوب على الحال، أي: اضرب لهم طريقا غير خائف «6» . أو على نعت الطريق، أي: طريقا مأمونا غير مخشيّ فيه الدرك. 87 ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا: بطاقتنا «7» ، أو بملكنا   (1) يريد أنه حذف ألف «هاذا» الأخيرة ثم عوض عنها بألف التثنية فقامت مقامها وسدت مسدها ولزمت حالها وأخذت حكمها فلم تتغير ألف البناء. (2) اللسان: 8/ 57 (جمع) . (3) ينظر تفسير البغوي: 3/ 223، واللسان: 9/ 194 (صفف) . (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 23، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 280. (5) تفسير الطبري: 16/ 186، وتفسير الماوردي: 3/ 21، وتفسير البغوي: 3/ 224. (6) إعراب القرآن للنحاس: 3/ 50، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 3/ 470، والبيان لابن الأنباري: 2/ 150، والتبيان للعكبري: 2/ 899. [ ..... ] (7) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 281، وأخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 198 عن قتادة والسدي. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 314 عن قتادة والسدي أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 552 الصّواب «1» . أو لم نملك اختيارنا، أو لم نملك أنفسنا «2» . وَلكِنَّا حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ: إذ السّامريّ قال لهم: إنّها أوزار الذنوب والمال الحرام فانبذوه في النّار، وكان صائغا «3» . 88 فَنَسِيَ: ترك السّامريّ إيمانه «4» ، أو هو قول السّامريّ: / نسي [62/ أ] موسى إلهه عندكم فلذلك أبطأ «5» . 96 فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ: من تراب حافر فرس الرسول، فحذف المضافات. 97 فِي الْحَياةِ أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ: أمر موسى بني إسرائيل أن لا يقاربوه ولا يخالطوه «6» . وقيل: هرب السّامريّ وتوحش في البراري خوفا، لا يماسّ أحدا «7» . لَنَنْسِفَنَّهُ: نذرّينّه، نسف الطعام بالمنسف ذرّاه ليطير قشوره «8» .   (1) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 189، والزجاج في معانيه: 3/ 371. (2) ينظر تفسير البغوي: 3/ 228، وزاد المسير: 5/ 314، وتفسير القرطبي: 11/ 234. (3) نقله القرطبي في تفسيره: 11/ 235 عن قتادة. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 16/ 201 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وانظر معاني القرآن للزجاج: 3/ 372، وتفسير الماوردي: 3/ 25، والمحرر الوجيز: 10/ 78. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 16/ 201 عن قتادة، ورجح هذا القول. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 25 عن قتادة، والضحاك. (6) ذكره الطبري في تفسيره: 16/ 206 دون عزو، وكذا الماوردي في تفسيره: 3/ 28، والبغوي في تفسيره: 3/ 230، والقرطبي في تفسيره: 11/ 240. (7) تفسير الماوردي: 3/ 28، وتفسير البغوي: 3/ 230. (8) تهذيب اللغة: 13/ 6، والصحاح: 4/ 1431، واللسان: 9/ 328 (نسف) . قال الجوهري: «والمنسف» : ما ينسف به الطعام، وهو شيء طويل منصوب الصدر أعلاه مرتفع» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 553 102 زُرْقاً: عميا «1» . وقيل «2» : عطاشا لأنّ سواد العين من شدّة العطش يتغيّر حتى يزرق. 103 يَتَخافَتُونَ: يتناجون «3» . 106 صَفْصَفاً: مستويا «4» . 107 عِوَجاً: غورا، أَمْتاً: نجدا «5» . 108 هَمْساً: صوتا خفيّا، وهو هاهنا صوت وطئ الأقدام «6» . 111 وَعَنَتِ الْوُجُوهُ: ذلّت وخشعت، والعاني: الأسير «7» . 114 وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ: لا تسأل إنزاله قبل الوحي إليك، وقيل «8» : كان يعاجل جبريل في التلقن حرصا عليه.   (1) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 191، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 282، والزجاج في معانيه: 3/ 376، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 29 عن الفراء. (2) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 376. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 191، وتفسير الطبري: 16/ 210، وتهذيب اللغة للأزهري: 8/ 428. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 29، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 282، والمفردات للراغب: 152. (4) في المفردات: 282: «والصفصف المستوي من الأرض كأنه على صف واحد» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 29، وغريب القرآن لليزيدي: 250، وتفسير القرطبي: 11/ 246. (5) أي مرتفعا، والأمت ما ارتفع من الأرض. معاني القرآن للفراء: 2/ 191، واللسان: 2/ 5 (أمت) . [ ..... ] (6) معاني القرآن للفراء: 2/ 192، وغريب القرآن لليزيدي: 251، والمفردات للراغب: 350. (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 30، وغريب القرآن لليزيدي: 251، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 282، واللسان: 15/ 101 (عنا) . (8) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 32 عن الكلبي. وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 232، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 98 دون عزو. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 602، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 121 فَغَوى: ضلّ عن الرأي. 124 وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى: لا حجة له يهتدي إليها «1» . 128 أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ: فاعل يَهْدِ مضمر يفسره كَمْ أَهْلَكْنا: ولا يجوز رفعها ب يَهْدِ، لأنه على طريق الاستفهام بمنزلة: قد تبيّن لي أقام زيد أم عمرو. 129 وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ: تقديره: ولولا كلمة سبقت من ربك وأجل مسمّى لكان لزاما، أي: عذابا لازما.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (16/ 228، 229) عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 33، والبغوي في تفسيره: 3/ 235 عن مجاهد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 555 ومن سورة الأنبياء 1 اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ: لقلّة ما بقي بالإضافة إلى ما مضى «1» ، أو لأنّ كلّ آت قريب. وحساب الله العبد إظهاره تعالى ما للعبد وما عليه للجزاء. 2 مُحْدَثٍ: أي: في التنزيل «2» . 3 لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ: مشتغلة، من لهيت ألهى لهوا ولهيّا «3» . أو طالبة للهو، من لهوت ألهو، وإذا تقدّمت الصّفة انتصب، كقول الشّاعر «4» : لميّة موحشا طلل ... يلوح كأنّه خلل وَأَسَرُّوا النَّجْوَى: تمّ الكلام عليه، ثم كأنه فسّره فقال: هم الذين   (1) ذكر الماوردي هذا القول والذي يليه في تفسيره: 3/ 36، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 339. وانظر تفسير القرطبي: 11/ 267، والبحر المحيط: 6/ 295. (2) تفسير الطبري: 17/ 2، وتفسير الماوردي: 3/ 36، والمحرر الوجيز: 10/ 122. قال القرطبي في تفسيره: 11/ 267: «أي ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث، يريد في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة، وآية بعد آية، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت، لا أن القرآن مخلوق» . (3) اللسان: 15/ 258 (لها) ، وانظر تفسير القرطبي: 11/ 267، والبحر المحيط: 6/ 295. (4) هو كثيّر عزّة، والبيت له في الكتاب لسيبويه: 2/ 123، وخزانة الأدب: 2/ 211. وهو في مغني اللبيب: 1/ 85، واللسان: 11/ 220 (خلل) دون نسبة. قال الأستاذ عبد السلام هارون- رحمه الله- في هامش تحقيقه لكتاب سيبويه: «والشاهد فيه نصب «موحشا» على الحال، وكان أصله صفة ل «طلل» ، فتقدمت على الموصوف فصارت حالا» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 ظلموا، كقوله» : ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ. أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ: أفتقبلونه «2» ؟. 10 فِيهِ ذِكْرُكُمْ: شرفكم «3» إن [عملتم] «4» به. 12 يَرْكُضُونَ: يسرعون ويستحثون. 13 لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ: لتسألوا عما كنتم تعملون «5» . 15 حَصِيداً خامِدِينَ/: خمدوا كالنّار وحصدوا كما يحصد الزّرع. 19 لا يَسْتَحْسِرُونَ: لا يتعبون ولا ينقطعون عن العمل، من البعير الحسير. 21 يُنْشِرُونَ: يحيون. أنشر الله الموتى فنشروا. 29 وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ: قيل «6» : إنّه إبليس في دعائه إلى طاعته. 30 كانَتا رَتْقاً: ملتصقتين، ففتق الله بينهما بالهواء «7» ، أو فتق السّماء بالمطر والأرض بالنبات «8» .   (1) سورة المائدة: آية: 71. (2) في تفسير الطبري: 17/ 3: «قال بعضهم لبعض: أتقبلون السحر، وتصدقون به وأنتم تعلمون أنه سحر؟ يعنون بذلك القرآن» . (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 200، وتفسير الطبري: 17/ 7، ومعاني الزجاج: 3/ 385، وتفسير البغوي: 3/ 239. (4) في الأصل: «علمتم» ، ولا يستقيم به السياق. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 39 عن ابن بحر. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 17 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 625، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة أيضا. [ ..... ] (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 18 عن الحسن، وقتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 42 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (8) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 201، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 37، واليزيدي في غريب القرآن: 254، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 286. وأخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 19 عن عكرمة، وعطية، وابن زيد. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 382، كتاب التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» . وفي إسناده: طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي. قال عنه الذهبي في التلخيص: «واه» . ووصفه الحافظ في التقريب: 283 بقوله: «متروك، من السابعة» . وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: 1/ 61 عن ابن عباس، وفي إسناده طلحة بن عمرو أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 625، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورجح الطبري هذا القول فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا من المطر والنبات، ففتقنا السماء بالغيث، والأرض بالنبات. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: جَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ على ذلك، وأنه جلّ ثناؤه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدمه من ذكر أسبابه ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 557 38 يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ: يعيبهم. 37 خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ: فسر بالجنس، أي: خلق على حبّ العجلة في أمره «1» ، كقوله «2» : وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا: وفسّر بآدم «3» - عليه السلام- وأنّه لمّا نفخ فيه الرّوح فقبل أن استكمله «4» نهض. وقال الأخفش «5» : معناه: خلق الإنسان في عجلة.   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 45، وذكر نحوه الطبري في تفسيره: 17/ 26. (2) سورة الأسراء: آية: 11. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 26 عن السدي، ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 244 عن سعيد بن جبير، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 630، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، عن عكرمة. (4) في «ك» : فقبل استكماله. (5) الأخفش: (- 215 هـ) . هو سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، الإمام اللّغوي النّحويّ المشهور، أصله من «بلخ» . لازم سيبويه وروى عنه كتابه. أخباره في: إنباه الرواة: 2/ 36، ومعجم الأدباء: 4/ 242، وإشارة التعيين: 131. ونص كلامه في معانيه: 2/ 633 كالتالي: «من تعجيل الأمر، لأنه قال: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ، فهذا العجل كقوله: فَلا تَسْتَعْجِلُونِ. وانظر قوله في تفسير القرطبي: 11/ 289، والبحر المحيط: 6/ 313. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 وقيل العجل: الطين «1» وتلفيقه «2» بقوله: فَلا تَسْتَعْجِلُونِ أن من خلق الإنسان مع ما فيه من بديع الصّنعة لا يعجزه ما استعجلوه من الآيات. 40 فَتَبْهَتُهُمْ: فتفجؤهم أو تحيّرهم «3» . 46 نَفْحَةٌ: دفعة يسيرة «4» . وقيل «5» : نصيب، نفح له من عطائه «6» . 47 الْمَوازِينَ الْقِسْطَ: أي: ذوات القسط، والقسط: العدل، مصدر يوصف به، يكون للواحد وللجميع «7» . 58 جُذاذاً: قطعا، جمع جذاذة، ك «زجاجة» وزجاج.   (1) ذكره اليزيدي في غريب القرآن: 254، وأورده ابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 151، ونقل القرطبي في تفسيره: 11/ 289 عن أبي عبيدة وكثير من أهل المعاني أن العجل الطين بلغة حمير. وعقب ابن عطية على هذا القول بقوله: «وهذا أيضا ضعيف مغاير لمعنى الآية» . (2) كذا في الأصل، ولعل المناسب للسياق هنا: «وتعقيبه» ، لدلالة: فَلا تَسْتَعْجِلُونِ عليه. (3) في تفسير البغوي: 3/ 245: «يقال فلان مبهوت، أي: متحير» . وقال القرطبي في تفسيره: 11/ 290: «يقال: بهته يبهته إذا واجهه بشيء يحيره. وقيل: فتفجأهم» . (4) قال القرطبي في تفسيره: 11/ 293: «والنفحة في اللغة الدفعة اليسيرة، فالمعنى: ولئن مسهم أقل شيء من العذاب لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ، أي: متعدين، فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف» . (5) ذكره الطبري في تفسيره: 17/ 32، ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 246 عن ابن جريج، وكذا القرطبي في تفسيره: 11/ 293. (6) في اللسان: 2/ 622 (نفح) : «ونفحه بشيء، أي: أعطاه، ونفحه بالمال نفحا: أعطاه» . (7) معاني القرآن للزجاج: 3/ 394. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 559 و «جذاذا» «1» جمع جذيذ «2» ، ك «خفيف» وخفاف. 63 بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ: أي: يجب أن يفعله كبيرهم أن لو كان معبودا لئلا يعبد معه غيره على إلزام الحجة لا الخبر، أو هو خبر معلق بشرط لا يكون، وهو نطق الأصنام فيكون نفيا للمخبر به «3» . وإذا وقفت على بَلْ فَعَلَهُ «4» كان المعنى: بل فعله من فعله، ثم الابتداء بقوله: كَبِيرُهُمْ هذا. 68 حَرِّقُوهُ: قاله رجل من أكراد فارس «5» ، ولم تحرق النّار إلّا وثاقة «6» ، ولما أوثقوه قال: لا إله إلّا أنت سبحانك ربّ العالمين، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك «7» . 69 كُونِي بَرْداً: قيل: أحدث فيها البرد بدلا من الحرّ.   (1) بكسر الجيم المعجمة، وهي قراءة الكسائي كما في السبعة: 429، وحجة القراءات: 468، والتبصرة لمكي: 264. (2) قال اليزيدي في غريب القرآن: 255: «و «جذيذ» بمعنى مجذوذ كالقتيل والجريح» . وانظر المعنى الذي أورده المؤلف في معاني الفراء: 2/ 206، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 396، والكشف لمكي: 2/ 112. (3) ينظر هذا المعنى في تفسير الماوردي: 3/ 47، وتفسير البغوي: 3/ 249، وزاد المسير: 5/ 359. (4) وقد نقل عن الكسائي أنه كان يقف على قوله تعالى: بَلْ فَعَلَهُ. ينظر تفسير البغوي: 3/ 249، وتفسير القرطبي: 11/ 300، والبحر المحيط: 6/ 325. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 43 عن مجاهد. (6) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 341، والطبري في تفسيره: 17/ 44 عن كعب الأحبار. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 639، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن كعب أيضا. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 45 عن أرقم، وذكره ابن كثير في تفسيره: 5/ 345 دون عزو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 وقيل «1» : حيل بينها وبينه فلم تصل إليه. 71 إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها: أرض الشّام «2» . وبركتها أنّ أكثر الأنبياء منها، وهي أرض خصيب يطيب فيها عيش الغنيّ والفقير. 74 الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ/ الْخَبائِثَ: قرية سدوم «3» ، وخبائثهم إتيان الذكران وتضارطهم في أنديتهم «4» . 78 نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ: رعت ليلا «5» ، نفشت الغنم، ونفشها أهلها، وأسداها أيضا باللّيل، وأهملها بالنهار «6» . 79 فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ: دفع الغنم إلى صاحب الحرث لينتفع بدرها ونسلها ودفع الحرث إلى صاحب الغنم، وجعل عليه عمارته حتى إذا نبتت في السنة القابلة ترادّا «7» . 78 وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ: جمع في موضع التثنية لإضافته إلى المحكوم لهم ومن حكم.   (1) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 189. (2) ورد هذا القول في آثار أخرجها الطبري في تفسيره: (17/ 46، 47) عن أبيّ بن كعب، والحسن، وقتادة، والسدي، وابن جريج، وابن زيد. وأورد ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 368 القول الذي ذكره المؤلف، ثم قال: «وهذا قول الأكثرين» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 642، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب. (3) ذكره الطبري في تفسيره: 17/ 49، والماوردي في تفسيره: 3/ 50، والبغوي في تفسيره: 3/ 252، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 370. (4) المصادر السابقة. (5) غريب القرآن لليزيدي: 256، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 287، وتفسير الطبري: 17/ 53، والمفردات للراغب: 502، واللسان: 6/ 357 (نفش) . (6) الهمل، بالتحريك: الإبل بلا راع، مثل النّفش، إلّا أن الهمل بالنهار والنّفش لا يكون إلّا ليلا. يقال: إبل همل وهاملة وهمّال وهوامل، وتركتها هملا أي: سدى إذا أرسلتها ترعى ليلا بلا راع. ينظر اللسان: 11/ 710 (همل) . (7) تفسير الطبري: (17/ 51- 54) ، وتفسير البغوي: 3/ 253، وتفسير ابن كثير: 5/ 349. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 79 وَكُنَّا فاعِلِينَ: نقدر على ما نريد. 82 وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ: كثّف أجسام الجن حتى أمكنهم تلك الأعمال معجزة لسليمان «1» . وسخّر الطير له بأن قوّى إفهامها كصبياننا الذين يفهمون التخويف. 83 أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ: لم يكن ما نزل به من المرض فعلا للشّياطين كما ذكره في سورة «ص» «2» ، ولكن إنّما آذاه «3» بالوسوسة ونحوها. 84 وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ: ابن عباس قال «4» : أبدل بكل شيء ذهب له ضعفين. «ذو الكفل» «5» رجل صالح كفل لنبيّ بصيام النّهار وقيام اللّيل وألّا يغضب ويقضي بالحق «6» . وذَا النُّونِ «7» صاحب الحوت، إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً: أي:   (1) تفسير الفخر الرازي: (22/ 202، 203) . (2) قوله تعالى: وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ [آية: 41] . (3) في الأصل: «إنما وإنما آذاه ... » ، ولا يستقيم به السياق. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 72 بسند فيه: محمد بن سعد عن أبيه عن عمه ... وقد سبق بيان ضعفهم ص (135) . (5) في قوله تعالى: وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ [آية: 85] . (6) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (17/ 74، 75) عن أبي موسى الأشعري، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 661، وزاد نسبته إلى ابن حاتم، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وعبد بن حميد عن مجاهد رحمه الله. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 5/ 357: «الظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي. وقال آخرون: إنما كان رجلا صالحا، وكان ملكا عادلا، وحكما مقسطا، وتوقف ابن جرير في ذلك، فالله أعلم» اه. (7) في قوله تعالى: وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ... [آية: 87] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 562 مغاضبا لقومه حين استبطأ وعد الله، فخرج بغير أمر ولم يصبر بدليل قوله «1» : فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ. 87 فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ: لن نضيّق «2» ، كقوله «3» : وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أو فظنّ أن لن نقدّر عليه البلاء من القدر «4» لا القدرة، كأنه: فظن أن لن نقدر عليه ما قدرنا من كونه في بطن الحوت، أو هو على تقدير الاستفهام «5» ، أي: أفظنّ؟. فِي الظُّلُماتِ: ظلمة اللّيل والبحر وبطن الحوت «6» . إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ: أي: لنفسي في خروجي قبل الإذن. 90 وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ: كانت عقيما فجعلها الله ولودا «7» . وقيل «8» : كان في خلقها سوء فحسّن الله خلقها.   (1) سورة القلم: آية: 48. (2) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 287، وذكره الطبري في تفسيره: 17/ 78 ورجحه. وانظر تفسير الماوردي: 3/ 57، والمحرر الوجيز: 10/ 196، وتفسير القرطبي: 11/ 329. (3) سورة الطلاق: آية: 7. (4) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 402. (5) ذكره الطبري في تفسيره: 17/ 79، والماوردي في تفسيره: 3/ 58، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 196. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 80 عن ابن عباس، ومحمد بن كعب القرظي، وقتادة، وعمرو بن ميمون. وذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 209، والزجاج في معانيه: 3/ 402، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 197. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 83 عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة. وذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 210، والماوردي في تفسيره: 3/ 59، ورجحه ابن كثير في تفسيره: 5/ 364. [ ..... ] (8) ذكره الطبري في تفسيره: 17/ 83، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 59 عن عطاء، وابن كامل. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 670، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والخرائطي في «مساوئ الأخلاق» ، وابن عساكر عن عطاء بن أبي رباح. وعقّب الطبري- رحمه الله- على القولين اللذين تقدما بقوله: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أصلح لزكريا زوجه، كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخلق، لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها، ولم يخصص الله جل ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه، ولا على لسان رسوله، ولا وضع على خصوص ذلك دلالة، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 563 91 فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا: أجرينا فيها روح المسيح كما يجري الهواء بالنّفخ «1» . [63/ ب] 92 إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ: دينكم «2» ، أُمَّةً واحِدَةً: دينا واحدا، ونصبه على القطع «3» ، أو أنكم خلق واحد فكونوا على دين واحد «4» . 93 وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ: اختلفوا في الدين وتفرقوا «5» . 95 وَحَرامٌ: واجب «6» ، عَلى قَرْيَةٍ: على أهل قرية،   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 60، وانظر زاد المسير: 5/ 385. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 85 عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 60 عن ابن عباس، وقتادة. (3) أي على الحال، وهو اصطلاح جرى عليه الفراء. ينظر معاني القرآن له: 2/ 210، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 79، والتبيان للعكبري: 2/ 926، ومعجم المصطلحات النحوية: 188. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 60. (5) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 288، وتفسير الطبري: 17/ 84، وتفسير البغوي: 3/ 268، وتفسير القرطبي: 11/ 341. (6) نقل الزجاج هذا القول في معانيه: 3/ 405، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 387 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 672، وعزا إخراجه إلى الفريابي، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «الشعب» عن ابن عباس أيضا. وفي توجيه هذا القول ذكر الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 221: أن الحرام قد يجيء بمعنى الواجب، والدليل عليه الآية والاستعمال والشعر. أما الآية فقوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً، وترك الشرك واجب وليس بمحرم، وأما الشعر فقول الخنساء: وإن حراما لا أرى الدهر باكيا ... على شجرة إلا بكيت على عمرو يعني: وإن واجبا. وأما الاستعمال فلأن تسمية أحد الضدين باسم الآخر مجاز مشهور، كقوله تعالى: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها. إذا ثبت هذا فالمعنى أنه واجب على أهل كل قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون ... » اه. وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 204: «ويتجه في الآية معنى ضمنه وعيد بيّن، وذلك أنه ذكر من عمل صالحا وهو مؤمن، ثم عاد إلى ذكر الكفرة الذين من كفرهم ومعتقدهم أنهم لا يحشرون إلى ربّ، ولا يرجعون إلى معاد، فهم يظنون بذلك أنه لا عقاب ينالهم، فجاءت الآية مكذبة لظن هؤلاء، أي: ممتنع على الكفرة المهلكين أنهم لا يرجعون، بل هم راجعون إلى عقاب الله وأليم عذابه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 564 أَهْلَكْناها: بالعذاب، أو وجدناها هالكة بالذنوب، كقولك: أعمرت بلدة وأخربتها: وجدتها كذلك، أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ: لا يؤمنون. 96 حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ: أي: جهة يأجوج. و «الحدب» : فجاج الأرض «1» . يَنْسِلُونَ: يخرجون ويسرعون «2» ، من نسلان الذئب. 98 حَصَبُ جَهَنَّمَ: حطبها «3» . وقيل: يحصبون فيها بالحصباء «4» .   (1) المفردات للراغب: 110، واللسان: 1/ 301 (حدب) . (2) قال اليزيدي في غريب القرآن: 256: «والنسلان والنسول مشي سريع في استخفاء مثل نسلان الذئب» . وانظر تفسير الطبري: 17/ 91، ومعاني الزجاج: 3/ 405، والمفردات للراغب: 491، واللسان: 11/ 661 (نسل) . (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 212، وأخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 94 عن مجاهد، وقتادة، وعكرمة. (4) أي: يرمون فيها بالحصى، وفي تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 288: «وأصله من الحصباء، وهي: الحصى. يقال: حصبت فلانا: إذا رميته حصبا- بتسكين الصاد- وما رميت به: حصب، بفتح الصاد ... واسم حصى الحجارة: حصب» . وانظر تفسير الطبري: 17/ 94، واللسان: 1/ 320 (حصب) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 100 لا يَسْمَعُونَ: أي: لا يسمعون ما ينتفعون به وإن سمعوا ما يسؤوهم «1» . 101 إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى: الطاعة لله «2» . وقيل «3» : إنّهم عيسى وعزير والملائكة عبدوا وهم كارهون. و «الحسيس» «4» : الصوت الذي يحسّ «5» . 103 الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ: النفخة الأخيرة «6» . وقيل «7» : إطباق باب النّار على أهلها.   (1) ينظر تفسير الفخر الرازي: 22/ 225، وتفسير القرطبي: 11/ 345، والبحر المحيط: 6/ 341. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 96 عن مجاهد. (3) ورد هذا القول في أثر طويل عن ابن عباس رضي الله عنهما، في سياق المناظرة بين أحد رؤوس الشرك في مكة- وهو ابن الزّبعرى- وبين النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أخرجه الطبري في تفسيره: (17/ 96، 97) ، والطبراني في المعجم الكبير: 12/ 153، حديث رقم (12739) ، والحاكم في المستدرك: 2/ 385، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: (353، 354) عن ابن عباس أيضا. وانظر تفسير ابن كثير: (5/ 374، 375) ، والدر المنثور: 5/ 679. [ ..... ] (4) من قوله تعالى: لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ [آية: 102] . (5) غريب القرآن لليزيدي: 357، وتفسير الطبري: 17/ 98، واللسان: 6/ 49 (حسس) . (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 99 عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن عمه، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء، تقدم بيان حالهم ص (135) . ونقل الماوردي في تفسيره: 3/ 62 هذا القول عن الحسن رحمه الله تعالى. (7) أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 98 عن سعيد بن جبير، وابن جريج. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 63 عن ابن جريج. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 394، وقال: «رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال الضحاك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 كَطَيِّ السِّجِلِّ: الصّحيفة «1» : فيكون «الكتاب» «2» مصدرا كالكتابة. كَما بَدَأْنا: العامل في كَما ... : نُعِيدُهُ، أي: نعيد الخلق كما بدأناه «3» . وَعْداً: مصدر، والعامل فيه معنى نُعِيدُهُ «4» . 105 وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ: الكتب المزبورة المنزلة على الأنبياء. والذِّكْرِ: أم الكتاب «5» . 109 آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ: أمر بيّن سويّ «6» ، أو سواء في البلاغ، لم أظهر بعضكم على شيء كتمته عن غيره «7» ، فيدلّ على إبطال مذهب الباطنية «8» لعنهم الله. 111 لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ: أي: إبقاؤكم على ما أنتم عليه كناية عن مدلول غير مذكور.   (1) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 213، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 288، وأخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 100 عن ابن عباس، ومجاهد. ورجح الطبري هذا القول. (2) بالتوحيد على قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية شعبة. كما في السبعة لابن مجاهد: 431، 471، والتبصرة لمكي: 264. وانظر الكشف لمكي: 2/ 114، والبيان لابن الأنباري: 2/ 166، والبحر المحيط: 6/ 343. (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 213، والتبيان للعكبري: 2/ 929. (4) معاني القرآن للزجاج: 3/ 406، والتبيان للعكبري: 2/ 929، وتفسير القرطبي: 11/ 348. (5) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 17/ 103 عن مجاهد، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 63 عن مجاهد. (6) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 64 عن السدي. (7) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 64 عن علي بن عيسى. وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 233، والقرطبي في تفسيره: 11/ 350. (8) تفسير النسفي: 3/ 91. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 وعن الرّبيع بن أنس «1» أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به رأى فلانا- وهو بعض بني أميّة على المنبر يخطب النّاس- فشق عليه، فنزل: وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ. 112 رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ، بحكمك الحق «2» ، أو افصل بيننا بإظهار الحق «3» وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا شهد حربا قرأها «4» .   (1) أورد الشوكاني هذا الأثر في فتح القدير: 3/ 433، وعزا إخراجه إلى ابن أبي خيثمة، وابن عساكر عن الربيع. وذكر نحوه القرطبي في تفسيره: 11/ 351 دون عزو. (2) ذكره الطبري في تفسيره: 17/ 108 فقال: «وقد زعم بعضهم أن معنى قوله: رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ قل: ربّ احكم بحكمك الحق، ثم حذف «الحكم» الذي «الحق» نعت له، وأقيم «الحق» مقامه ... » . [ ..... ] (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 64، وقال: «هذا معنى قول قتادة» . (4) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 345 عن قتادة، وكذا الطبري في تفسيره: 17/ 108، وعزاه ابن كثير في تفسيره: 5/ 383 إلى زيد بن أسلم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 5/ 689، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رحمه الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 568 ومن سورة الحج «الزّلزلة» «1» : شدّة الحركة على الحال الهائلة «2» ، من: «زلّت قدمه» ثمّ ضوعف لفظه ليتضاعف/ معناه «3» . 3 شَيْطانٍ مَرِيدٍ: أي: «مارد» «4» ، وهو المتجرد للفساد. 4 كُتِبَ عَلَيْهِ: الشّيطان، أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ: اتبعه. فَأَنَّهُ: فإنّ الشّيطان، يُضِلُّهُ «5» . وفتح «أن» عطفا على الأولى للتوكيد «6» ، أو التقدير: فلأنه يضله. 5 مُخَلَّقَةٍ: مخلوقة تامّة التصوير «7» . لِنُبَيِّنَ لَكُمْ: بدء خلقكم وترتيب إنشائكم «8» .   (1) من قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [آية: 1] . (2) ينظر تهذيب اللغة: 13/ 165، والكشاف: 3/ 3، وتفسير البغوي: 3/ 273. (3) المفردات للراغب: 214، وتفسير القرطبي: 12/ 3، واللسان: 11/ 308 (زلل) . (4) معاني القرآن للزجاج: 3/ 410. (5) معاني القرآن للفراء: 2/ 215، وتفسير الطبري: 17/ 116، وتفسير البغوي: 3/ 275. (6) عن معاني القرآن للزجاج: 3/ 411. وانظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 86، ومشكل إعراب القرآن: 2/ 486، والبيان لابن الأنباري: 2/ 168. (7) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 290، وتفسير الطبري: 17/ 117، وتفسير الماوردي: 3/ 67. (8) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: 17/ 118، وتفسير الماوردي: 3/ 67. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 هامِدَةً: غبراء يابسة «1» ، همدت النّار «2» ، وهمد الثّوب: بلي «3» . اهْتَزَّتْ: استبشرت وتحركت ببنائها، والاهتزاز شدّة الحركة في الجهات «4» ، وَرَبَتْ: انتفخت فطالت «5» . مِنْ كُلِّ زَوْجٍ: نوع أو لون، بَهِيجٍ: يبهج من رآه «6» . 6 هُوَ الْحَقُّ: المستحق لصفات التعظيم. 9 ثانِيَ عِطْفِهِ: لاوى عنقه تكبّرا «7» . 10 ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ: ذلِكَ مبتدأ، والخبر بِما قَدَّمَتْ، وموضع «أنّ» خفض على العطف على «ما» «8» . لَيْسَ بِظَلَّامٍ: على بناء المبالغة، وهو لا يظلم مثقال ذرة، إذ أقلّ قليل الظّلم- مع علمه بقبحه واستغنائه- كأكثر الكثير منّا. وسبب النزول أنهم لم يعرفوا وجوه الثواب وأقدار الأعواض في الآخرة، ولا ما في الدنيا من ائتلاف المصالح باختلاف الأحوال فعدّوا شدائد الدنيا ظلما.   (1) عن تفسير الماوردي: 3/ 68. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 290، والمفردات للراغب: 545. (2) أي: طفئت. المفردات: 545، واللسان: 3/ 436 (همد) . (3) اللسان: 3/ 437 (همد) . (4) عن المبرد في تفسير القرطبي: 12/ 13، وانظر اللسان: 5/ 424 (هزز) . [ ..... ] (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 68، وقال: «فعلى هذا الوجه يكون مقدما ومؤخرا، وتقديره: فإذا أنزلنا عليها الماء ربت واهتزت، وهذا قول الحسن، وأبي عبيدة» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 290، وتفسير القرطبي: 12/ 13، واللسان: 14/ 305 (ربا) . (6) ينظر هذا المعنى في تفسير القرطبي: 12/ 14. (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 45، وغريب القرآن لليزيدي: 259، وتفسير الطبري: 17/ 121. (8) معاني القرآن للزجاج: 3/ 414، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 88. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 11 عَلى حَرْفٍ: ضعف رأي في العبادة مثل ضعف القائم على حرف «1» ، وباقي الآية أحسن تفسير للعبادة على حرف. 13 يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ: تقديره: تأخير «يدعو» ليصحّ موضع اللام «2» ، أي: لمن ضرّه أقرب من نفعه يدعو، أو يَدْعُوا موصول بقوله: هو الضّلال البعيد يدعوه، ولَمَنْ ضَرُّهُ مبتدأ وخبره «3» لَبِئْسَ الْمَوْلى. 15 أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ: أي: محمدا «4» ، فليتسبب أن يقطع عنه النّصر من السماء. وقيل «5» : المعنى المعونة بالرزق، أي: من يسخط ما أعطى وظنّ أنّ الله لا يرزقه فليمدد بحبل في سماء بيته من حلقه ثم ليقطع الحبل حتى يموت مختنقا.   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 69 عن علي بن عيسى. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 411، وقال: «وبيان هذا أن القائم على حرف الشيء غير متمكن منه» . (2) قال العكبري في التبيان: 2/ 934: «هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة، وسبب ذلك أن اللام تعلّق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب، و «يدعو» ليس منها ... » اه، وأورد وجوه الإعراب التي قيلت في هذه الآية. (3) عن معاني القرآن للزجاج: (3/ 415، 416) . وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 488، والبيان لابن الأنباري: 2/ 170، والتبيان: 2/ 935. (4) ومعنى هذا القول كما في تفسير الطبري: 17/ 125 أن من كان يحسب أن لن ينصر الله محمدا في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل إليّ، وهو «السبب» إلى سماء بيته، وهو سقفه ثم ليقطع الحبل ... » . وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (17/ 125- 127) عن ابن عباس، وقتادة، وابن زيد. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 137 عن مجاهد، وهو معنى قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 46. وانظر تفسير الماوردي: 3/ 70، وتفسير البغوي: 3/ 278، وتفسير الفخر الرازي: 23/ 18. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 571 17 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا: خبره إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ. 19 هذانِ خَصْمانِ: أهل القرآن وأهل الكتاب «1» . وقيل «2» : الفريقان من المؤمنين والكافرين يوم بدر. [64/ ب] قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ: أي: يحيط بهم/ النّار إحاطة الثياب «3» . 20 يُصْهَرُ: يذاب. 22 كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا: النّار ترميهم إلى أعلاها حتى يكادوا يخرجوا فتقمعهم الزّبانية إلى قعرها. 25 إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ: عطف المستقبل على الماضي لأنّه على تقدير: وهم يصدّون، أي: من شأنهم الصد «4» كقوله «5» : الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ. سَواءً «6» الْعاكِفُ فِيهِ: سَواءً رفع بالابتداء. والْعاكِفُ   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 132 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 357 عن ابن عباس، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 20، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة. (2) ثبت هذا القول في أثر عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 242، كتاب التفسير، باب قوله: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2323، كتاب التفسير، باب في قوله تعالى: هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ. وانظر تفسير الطبري: (17/ 131، 132) ، وأسباب النزول للواحدي: 356، وتفسير ابن كثير: 5/ 401. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 72، والبغوي في تفسيره: 3/ 280. (4) ينظر معاني القرآن للفراء: (2/ 220، 221) ، ومعاني القرآن للزجاج: 3/ 420، وإعراب القرآن للنحاس: (3/ 92، 93) ، والتبيان للعكبري: 2/ 938. (5) سورة الرعد: آية: 28. [ ..... ] (6) بالرفع والتنوين، وهي قراءة السبعة إلا عاصما في رواية حفص، فإنه قرأ «سواء» بالنصب والتنوين. ينظر السبعة لابن مجاهد: 435، وحجة القراءات: 475، والتبصرة لمكي: 266. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 572 خبره وصلح مع تنكيره للابتداء لأنّه كالجنس في إفادة العموم الذي هو أخو العهد فكان في معنى المعرفة «1» . والْعاكِفُ: المقيم «2» ، ووَ الْبادِ «3» : الطارئ، ولهذه الآية لم نجوّز بيع دور مكة «4» . وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ: أي: من يرد فيه صدا، بِإِلْحادٍ: ميل عن الحق «5» ، ثم فسّر الإلحاد بظلم إذ يكون إلحاد وميل بغير ظلم. وقال الزّجّاج «6» : المعنى من إرادته فيه بأن يلحد بظلم. 26 وَإِذْ بَوَّأْنا: قرّرنا وبيّنا «7» .   (1) هذا قول الزجاج في معانيه: 3/ 420. وذكره النحاس في إعراب القرآن: 3/ 93، وذكر وجهين آخرين هما: «أن ترفع «سواء» على خبر «العاكف» ، وتنوي به التأخير، أي: العاكف فيه والبادي سواء، والوجه الثالث: أن تكون الهاء التي في «جعلناه» مفعولا أول و «سواء العاكف فيه والبادي في موضع المفعول الثاني ... » . وقال أبو حيان في البحر المحيط: (6/ 362، 363) : «والأحسن أن يكون «العاكف والبادي» هو المبتدأ، و «سواء» الخبر، وقد أجيز العكس. (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 221، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 48، وغريب القرآن لليزيدي: 260، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 291. (3) البادي- بالياء- قراءة ابن كثير وقفا ووصلا، وقرأ بها أبو عمرو ونافع في رواية ورش في حالة الوصل فقط. السبعة لابن مجاهد: 436، والتبصرة لمكي: 268، والتيسير للداني: 158. (4) مذهب الإمام أبي حنيفة في ذلك الكراهة، وذهب الإمام مالك إلى أن دور مكة لا تباع ولا تكرى، ومذهب الشافعية والجمهور على جواز ذلك. ينظر أحكام القرآن للجصاص: (3/ 229، 230) ، وأحكام القرآن للكيا الهراس: 4/ 236، وأحكام القرآن لابن العربي: 3/ 1274، وتفسير القرطبي: (12/ 32، 33) . (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 291، وتفسير الماوردي: 3/ 74. (6) معاني القرآن: 3/ 421. (7) اللسان: 1/ 38 (بوأ) . . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 573 قال السّدي «1» : كان ذلك بريح هفافة كنست مكان البيت يقال له: الخجوج. وقيل «2» : بسحابة بيضاء أظلّت على مقدار البيت. 27 وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ: قام إبراهيم في المقام فنادى: يا أيها النّاس إنّ الله دعاكم إلى الحج. فأجابوا ب «لبّيك اللهم لبيك» «3» . رِجالًا: جمع «راجل» . يَأْتِينَ: على معنى الركاب، أو كُلِّ ضامِرٍ: تضمّن معنى الجماعة. و «الفجّ» : الطريق بين الجبلين «4» ، و «العميق» : البعيد الغائر «5» . 28 أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ: أيام العشر. عن ابن عبّاس «6» ، والنّحر ويومان   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 143. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 31، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن السدي. (2) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 74 عن قطرب، والبغوي في تفسيره: 3/ 283 عن الكلبي. (3) أخرج- نحوه- ابن أبي شيبة في المصنف: 11/ 521، كتاب الفضائل حديث رقم (11875) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا الطبري في تفسيره: (17/ 144، 145) عن ابن عباس، ومجاهد، وسعيد بن جبير. وأخرجه الحاكم في المستدرك: (2/ 388، 389) ، كتاب التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 5/ 176، كتاب الحج، باب «دخول مكة بغير إرادة حج ولا عمرة» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 32، وزاد نسبته إلى ابن منيع، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) المفردات للراغب: 373، واللسان: 2/ 338 (فجج) . (5) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 49، وغريب القرآن لليزيدي: 261، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 292، والمفردات للراغب: 348. (6) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 76 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وزاد نسبته إلى الحسن رحمه الله تعالى. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 37، وعزا إخراجه إلى أبي بكر المروزي في كتاب «العيدين» عن ابن عباس رضي الله عنهما. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 بعده عن ابن عمر «1» . 29 ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ: حاجتهم من مناسك الحجّ «2» من الوقوف، والطواف، والسّعي، والرّمي، والحلق بعد الإحرام من الميقات. وقيل «3» : هو تقشّف الإحرام لأن «التفث» الوسخ «4» ، وقضاؤه: التنظف بعده من الأخذ عن الأشعار وتقليم الأظفار «5» . وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ: من الطّوفان «6» .   (1) أورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 38 وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما. وأورد الحافظ ابن كثير رواية ابن أبي حاتم عن ابن عمر وصحح إسناده. ينظر تفسيره: 5/ 412. (2) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 86 عن مجاهد، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: (17/ 149، 150) عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما. (3) في النهاية: 4/ 66: «القشف: يبس العيش. وقد قشف يقشف ورجل متقشّف، أي: تارك للنظافة والترفّد» . وانظر اللسان: 9/ 282 (قشف) . (4) الكشاف: 3/ 11، وزاد المسير: 5/ 427. وفي تفسير القرطبي: 12/ 50 عن قطرب قال: «تفث الرجل إذا كثر وسخه» . (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 149 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 77 عن الحسن. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 40، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورجح ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 5/ 427. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 224، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 50، وغريب القرآن لليزيدي: 261. (6) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 424 بصيغة التمريض فقال: «وقيل: إن البيت العتيق الذي عتق من الغرق أيام الطوفان، ودليل هذا القول: وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ، فهذا دليل أن البيت رفع وبقي مكانه» . وأورد السيوطي في الدر المنثور: 6/ 41 القول الذي ذكره المؤلف، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. ونقله ابن كثير في تفسيره: 5/ 414 عن عكرمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 أو من استيلاء الجبابرة «1» . أو «العتيق» : القديم «2» ، وهو أول بيت وضع للنّاس «3» ، بناه آدم ثم [65/ أ] جدّده إبراهيم عليهما السّلام «4» . / وهذا طواف الزيارة الواجب «5» . 30 إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ: أي: من الصّيد «6» .   (1) يدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في تاريخه: 1/ 201 عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما سمى الله البيت العتيق لأنه أعتقه من الجبابرة» . وأخرج- نحوه- الترمذي في سننه: 5/ 324، كتاب تفسير القرآن، باب «ومن سورة الحج» عن عبد الله بن الزبير، وقال: «هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا» . وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 389، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه» . وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 1/ 125، والطبري في تفسيره: 17/ 151. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 41، وزاد نسبته إلى ابن مردويه، والطبراني عن ابن الزبير أيضا. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 17/ 151 عن ابن زيد، وعزاه الزجاج في معاني القرآن: 3/ 424 إلى الحسن. ورجحه الطبري، وكذا القرطبي في تفسيره: 12/ 52. وانظر أخبار مكة للأزرقي: 1/ 280، والعقد الثمين: 1/ 35، وشفاء الغرام: 1/ 48. (3) قال تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ [آل عمران: 96] . (4) ينظر تفسير القرطبي: 2/ 120، وتفسير ابن كثير: 1/ 259، والدر المنثور: 1/ 308. (5) وهو طواف الإفاضة. قال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 17/ 152: «عني بالطواف الذي أمر جل ثناؤه حاجّ بيته العتيق به في هذه الآية طواف الإفاضة الذي يطاف به بعد التعريف، إما يوم النحر، وإما بعده، لا خلاف بين أهل التأويل في ذلك» . وانظر أحكام القرآن لابن العربي: 3/ 1284، وزاد المسير: 5/ 427، وتفسير القرطبي: 12/ 50. (6) لعله يريد: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ. وقد ذكر هذا القول الماوردي في تفسيره: 3/ 78، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 428، والقرطبي في تفسيره: 12/ 54. وجمهور المفسرين على أن المراد: «إلا ما يتلى عليكم من: المنخنقة والموقودة والمتردية ... » . ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 224، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 292، وتفسير الطبري: 17/ 153، ومعاني الزجاج: 3/ 424، وتفسير الماوردي: 3/ 78، وزاد المسير: 5/ 428، وتفسير القرطبي: 12/ 54. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 مِنَ الْأَوْثانِ: «من» لتلخيص الجنس، أي: اجتنبوا الرجس الذي هو وثن «1» . 31 حُنَفاءَ لِلَّهِ: مستقيمي الطريقة على أمر الله «2» . 32 وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ: مناسك الحج «3» ، أو يعظّم البدن المشعرة ويسمّنها ويكبّرها «4» . 33 إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى: إلى أن تقلد أو تنحر «5» . 34 جَعَلْنا مَنْسَكاً: حجا «6» . وقيل «7» : عيدا وذبائح. وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ: المطمئنين بذكر الله.   (1) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 3/ 425، وذكره النحاس في إعراب القرآن: 3/ 96، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 428 عن الزجاج. (2) تفسير الماوردي: 3/ 78، والمفردات للراغب: 133، وتفسير القرطبي: 12/ 55. [ ..... ] (3) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 17/ 156 عن ابن زيد. وانظر تفسير الماوردي: 3/ 79، والمفردات للراغب: 262، وزاد المسير: 5/ 430. (4) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 17/ 156 عن ابن عباس، ومجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 56، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. (5) ينظر تفسير الطبري: 17/ 158، وتفسير الماوردي: 3/ 79، وتفسير البغوي: 3/ 287. (6) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 80 عن قتادة، وكذا القرطبي في تفسيره: 12/ 58. (7) ذكره الزجاج في معانيه: 3/ 426، والماوردي في تفسيره: 3/ 80، ورجحه القرطبي في تفسيره: 12/ 58. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 35 الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ: الوجل يكون عند خوف الزّيغ والتقصير في حقوقه، والطمأنينة عن ثلج اليقين وشرح الصّدور بمعرفته، فهما حالان، فلهذا جمع بينهما مع تضادّهما. 36 وَالْبُدْنَ: الإبل المبدّنة بالسّمن، بدّنت النّاقة: سمّنتها «1» . مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ: معالم دينه «2» . صَوافَّ: مصطفة معقولة «3» ، وصوافي «4» : خالصة لله. وصوافن «5» : معقّلة في قيامها بأزمّتها. وَجَبَتْ: سقطت لنحرها «6» . وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ: الْقانِعَ الذي ينتظر الهدية، وَالْمُعْتَرَّ من يأتيك سائلا «7» ، .....   (1) ينظر الصحاح: 5/ 2077، واللسان: 13/ 48 (بدن) . (2) تفسير القرطبي: 12/ 56، واللسان: 4/ 414 (شعر) . (3) ورد هذا المعنى على قراءة الجمهور كما في معاني القرآن للفراء: 2/ 226، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 50. (4) بكسر الفاء وبعدها ياء، ونسبت هذه القراءة إلى الحسن، وأبي موسى الأشعري، ومجاهد، وزيد بن أسلم، والأعرج، وسليمان التيمي، وهي من شواذ القراءات. ينظر تفسير الطبري: 17/ 165، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 99، والمحتسب: 2/ 81، والبحر المحيط: 6/ 369. (5) نسبت هذه القراءة إلى ابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وقتادة، ومجاهد، وعطاء، والضحاك. ينظر تفسير الطبري: 17/ 162، والمحتسب: 2/ 81، والبحر المحيط: 6/ 369، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 275. (6) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 51، وغريب القرآن لليزيدي: 262، وتفسير الطبري: 17/ 166، والمفردات للراغب: 512. (7) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 51، وأخرجه الطبري في تفسيره: (17/ 167، 168) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 82 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 54، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 وقيل «1» على العكس. وفي الحديث «2» : «لا تجوز شهادة القانع مع أهل البيت لهم» ، وهو كالتابع والخادم. 37 لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها: لن يتقبل الله اللّحم والدماء ولكن يتقبّل التقوى. 39 أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ: أول آية في القتال «3» .   (1) أي أن القانع هو الذي يسأل، والمعتر الذي لا يتعرض للناس. وهو قول الفراء في معانيه: 2/ 226، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 293. وأخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 168 عن الحسن، وسعيد بن جبير. ورجح الطبري هذا القول. (2) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 2/ 204 عن عبد الله بن عمرو مرفوعا، وصحح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إسناده في شرح المسند: 11/ 122. وأخرجه الترمذي في سننه: 4/ 545، كتاب الشهادات، باب «ما جاء فيمن لا تجوز شهادته» . وأخرج- نحوه- أبو داود في سننه: 4/ 24، كتاب الأقضية، باب «من ترد شهادته» . وفي معالم السنن للخطابي: «ومعنى رد هذه الشهادة: التهمة في جر النفع إلى نفسه، لأن التابع لأهل البيت ينتفع بما يصير إليهم من نفع، وكل من جر إلى نفسه بشهادته نفعا فهي مردودة ... » . وانظر النهاية لابن الأثير: 4/ 114. [ ..... ] (3) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 1/ 216 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وصحح الشيخ أحمد شاكر إسناده في شرح المسند: 3/ 261. وأخرجه- أيضا- عبد الرزاق في تفسيره: 325، والنسائي في تفسيره: 6/ 2، كتاب الجهاد، باب «وجوب الجهاد» ، والطبري في تفسيره: 17/ 172، والحاكم في المستدرك: 2/ 390، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 9/ 11، كتاب السير، باب «مبتدأ الإذن بالقتال» . وانظر أسباب النزول للواحدي: 357، وتفسير ابن كثير: 6/ 430، والدر المنثور: 6/ 57. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 40 وَبِيَعٌ: كنائس النّصارى «1» ، وَصَلَواتٌ: كنائس اليهود «2» ، وكانت «صلوتا» : فعرّبت «3» . والمراد من ذلك في أيام شريعتهم. وقيل «4» : وَصَلَواتٌ مواضع صلوات المسلمين. 45 وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ: أي: أهلكنا البادية والحاضرة، فخلت القصور من أربابها والآبار من واردها «5» . والمشيد: المبنيّ بالشّيد «6» . 46 وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ: لبيان أنّ محلّ العلم القلب، ولئلا يقال إنّ القلب يعنى به غير هذا العضو على قولهم: القلب لبّ كل شيء. والهاء في فَإِنَّها للعماية، وهو الإضمار على شريطة التفسير «7» . 51 مُعاجِزِينَ: طالبين للعجز كقوله: غالبته «8» ، أو مسابقين «9» كأن المعاجز يجعل صاحبه في ناحية العجز منه كالمسابق.   (1) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 227، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 293، وأخرجه الطبري في تفسيره: 17/ 176 عن قتادة. (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 227، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 293، وتفسير الطبري: 17/ 176، ومعاني الزجاج: 3/ 430. (3) ينظر المعرّب للجواليقي: 259، والمهذّب للسيوطي: 107. (4) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 17/ 177 عن ابن زيد. (5) تفسير الطبري: 17/ 180. (6) وهو الجصّ كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 53، وغريب القرآن لليزيدي: 262، ومعاني الزجاج: 3/ 432، واللسان: 3/ 244 (شيد) . (7) تفسير القرطبي: 12/ 77، والبحر المحيط: 6/ 378. (8) ذكره البغوي في تفسيره: 3/ 292، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 302. (9) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 294، ونقله القرطبي في تفسيره: 12/ 79 عن الأخفش. وذكر الزمخشري في الكشاف: 3/ 18، وقال: «وعاجزه: سابقه، لأن كل واحد منهما في طلب إعجاز الآخر عن اللحاق به، فإذا سبقه قيل: أعجزه وعجزه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 52 وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ: الرسول الشّارع، والنّبيّ: الحافظ شريعة/ غيره «1» ، والرسول يعمّ البشر والملك «2» . إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ: كلّ نبيّ يتمنى إيمان قومه فيلقي الشّيطان في أمنيته بما يوسوس إلى قومه ثم يحكم الله آياته «3» ، أو يوسوس إلى النبي بالخطرات المزعجة عند تباطئ القوم عن الإيمان، أو تأخر نصر الله. وإن حملت الأمنية على التلاوة فيكون الشّيطان الملقي فيها من شياطين الإنس، فإنّه كان من المشركين من يلغوا في القرآن «4» ، فينسخ الله ذلك فيبطله ويحكم آياته. وما يروى في سبب النزول أنّه- عليه السّلام- وصل وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى «5» ب «تلك الغرانقة الأولى «6» ، وإنّ شفاعتهن لترتجى» . إن   (1) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره: 3/ 87 عن الجاحظ. وأورد الفخر الرازي- رحمه الله- عدة فروق بين الرسول والنبي، فقال: «أحدها: أن الرسول من الأنبياء من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه، والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب، وإنما أمر أن يدعو إلى كتاب من قبله. والثاني: أن من كان صاحب المعجزة وصاحب الكتاب ونسخ شرع من قبله فهو الرسول، ومن لم يكن مستجمعا لهذه الخصال فهو النبي غير الرسول. والثالث: أن من جاءه الملك ظاهرا وأمره بدعوة الخلق فهو الرسول، ومن لم يكن كذلك بل رأى في النوم كونه رسولا، أو أخبره أحد من الرسل بأنه رسول الله فهو النبي الذي لا يكون رسولا. وهذا هو الأولى» اه. ينظر تفسيره: 23/ 50. (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 86 دون عزو. (3) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 91، وعزاه إلى جعفر بن محمد. (4) واستدل قائلو هذا القول بقوله تعالى: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت: 26] . [ ..... ] (5) سورة النجم: آية: 20. (6) في «ك» : «تلك الغرانيق العلى» . وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 307: «واختلفت الروايات في الألفاظ ففي بعضها: «تلك الغرانقة» ، وفي بعضها: «تلك الغرانيق» ، وفي بعضها: «وإن شفاعتهم» ، وفي بعضها: «فإن شفاعتهن ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 ثبت «1» لم يكن ثناء على أصنامهم إذ مخرج الكلام على زعمهم، كقولهم «2» : يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ، أي: نزل عليه الذكر على زعمه وعند من آمن به، ولو كان عند القائل لما كان عنده مجنونا. 55 يَوْمٍ عَقِيمٍ: شديد لا رحمة فيه «3» ، أو فرد لا يوم مثله «4» . 68 وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ: أي: جادلوك مراء وتعنتا كما يفعله السّفهاء فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول، وينبغي أن يتأدّب بهذا كلّ أحد.   (1) لكنه لم يثبت، وقد رد الأئمة العلماء هذه الرواية من أساسها، وأوردوا الأدلة على بطلانها نقلا وعقلا. قال القاضي عياض رحمه الله في الشفا: 2/ 750: «يكفيك أن هذا حديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند سليم متصل، وإنما أولع به ويمثله المفسرون والمؤرخون المولعون بكل غريب، المتلقفون من الصحف كل صحيح وسقيم» اه. ثم أورد القاضي عياض طرق الحديث وكشف ضعفها وبطلانها، ثم قال: «أما من جهة المعنى فقد قامت الحجة وأجمعت الأمة على عصمته صلى الله عليه وسلم ونزاهته عن مثل هذه الرذيلة، إما من تمنيه أن ينزل عليه مثل هذا من مدح آلهة غير الله، وهو كفر، أو أن يتسور عليه الشيطان، ويشبّه عليه القرآن حتى يجعل فيه ما ليس منه، ويعتقد النبي صلى الله عليه وسلم أن من القرآن ما ليس منه حتى ينبهه جبريل عليه السلام، وذلك كله ممتنع في حقه صلى الله عليه وسلم، أو يقول ذلك النبي صلى الله عليه وسلم من قبل نفسه عمدا، وذلك كفر، أو سهوا، وهو معصوم من هذا كله ... » . وأشار الحافظ ابن كثير في تفسيره: 5/ 438 إلى الروايات التي وردت في سياق هذه القصة ثم قال: «ولم أرها مسندة من وجه صحيح» . وممن رد هذه الرواية ابن العربي في أحكام القرآن: (3/ 1300- 1303) ، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 305، والفخر الرازي في تفسيره: 23/ 51، والقرطبي في تفسيره: 12/ 80. (2) سورة الحجر: آية: 6. (3) نقل- نحوه- الماوردي في تفسيره: 3/ 88 عن الحسن رحمه الله تعالى. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 88، والبغوي في تفسيره: 3/ 295. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 582 73 وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ: بإفساده لطعامهم وثمارهم «1» . 76 ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: أول أعمالهم، وَما خَلْفَهُمْ: آخرها «2» . 78 مِلَّةَ أَبِيكُمْ: أي: حرمة إبراهيم- عليه السلام- على المسلمين كحرمة الوالد على الولد، وإلّا فليس يرجع جميعهم إلى ولادة إبراهيم. لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ: بالطاعة والمعصية في تبليغه. وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ: بأعمالهم فيما بلّغتموهم من كتاب ربّهم وسنّة نبيهم.   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 89. وذكره القرطبي في تفسيره: 12/ 97، وقال: «وخص الذباب لأربعة أمور تخصه: لمهانته وضعفه ولاستقذاره وكثرته» . (2) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: (3/ 89، 90) عن الحسن رحمه الله، وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 299. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 ومن سورة المؤمنين 1 قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ: فازوا بما طلبوا ونجوا عما هربوا «1» . 2 خاشِعُونَ: خائفون بالقلب، ساكنون بالجوارح. والخشوع في الصلاة بجمع الهمّة لها، والإعراض عمّا سواها، ومن الخشوع أن لا يجاوز بنظره موضع سجوده. و «اللّغو» «2» : كلّ سلام ساقط حقّه أن يلغى «3» ، يقال: لغيت ألغى [66/ أ] ولغوت/ ألغو «4» . 4 لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ: لما كانت الزكاة توجب زكاء المال كان لفظ الفعل أليق به من لفظ الأداء والإخراج. 10 أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ: قال عليه السلام «5» : «ما منكم إلّا وله   (1) ذكر المؤلف هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 95 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقل الماوردي في تفسيره: 3/ 92 عن ابن عباس قال: «المفلحون الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا» . (2) من قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [آية: 3] . (3) معاني القرآن للزجاج: 4/ 6، ومعاني النحاس: (4/ 442، 443) ، وزاد المسير: 5/ 460، والبحر المحيط: 6/ 395. (4) اللسان: 15/ 250 (لغا) . (5) أخرج نحوه ابن ماجة في سننه: 2/ 1453، كتاب الزهد، باب «صفة الجنة» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. وصحيح البوصيري إسناده في مصباح الزجاجة: 2/ 361، وأخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 6. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 90، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في كتاب «البعث» عن أبي هريرة مرفوعا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 منزلان فإن مات على الضّلال ورث منزله في الجنة أهل الجنّة، وإن مات على الإيمان ورث منزله في النّار أهل النّار» . 12 مِنْ سُلالَةٍ: سلّ كلّ إنسان من ظهر أبيه «1» . مِنْ طِينٍ: من آدم «2» عليه السلام. وجمعت العظام مع إفراد أخواتها لاختلافها «3» بين صغير وكبير، ومدوّر وطويل، وصلب وغضروف. 14 ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ: بنفخ الروح فيه «4» ، أو بنبات الشّعر والأسنان «5» ، أو بإعطاء العقل والفهم «6» . وقيل «7» : حين استوى شبابه.   (1) والسّلّ: انتزاع الشيء وإخراجه في رفق. والسليل: الولد، سمي سليلا لأنه خلق من السلالة. اللسان: (11/ 338، 339) (سلل) . [ ..... ] (2) رجحه الطبري في تفسيره: 18/ 8، والنحاس في معانيه: 4/ 447، وقال: «وهو أصح ما قيل فيه، ولقد خلقنا ابن آدم من سلالة آدم، وآدم هو الطين لأنه خلق منه» . وانظر زاد المسير: 5/ 462، وتفسير القرطبي: 12/ 109. (3) في قوله تعالى: ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ... [آية: 14] . (4) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 296، وأخرجه الطبري في تفسيره: (18/ 9، 10) عن ابن عباس، وعكرمة، والشعبي، ومجاهد، وأبي العالية، والضحاك، وابن زيد. ورجح الطبري هذا القول، وكذا النحاس في معانيه: 4/ 449. (5) ذكره الزجاج في معاني القرآن: 4/ 9، والنحاس في معانيه: 4/ 449، وابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 463، والقرطبي في تفسيره: 12/ 110 عن الضحاك. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 92، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن الضحاك. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 95، والبغوي في تفسيره: 3/ 304 عن قتادة. (6) نص هذا القول في زاد المسير: 5/ 463 عن الثعلبي. وذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 95 دون عزو. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 10 عن مجاهد. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 463، والقرطبي في تفسيره: 12/ 110 إلى ابن عمر، ومجاهد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 وقيل «1» : بل ذلك الإنشاء في السّنة الرابعة لأنّ المولود في سني التربية يعدّ في حيّز النقصان، والشّيء قبل التمام في حدّ العدم. 17 سَبْعَ طَرائِقَ: سبع سموات لأنها طرائق الملائكة» ، أو لأنها طباق بعضها على بعض. أطرقت النّعل: خصفتها «3» ، وأطبقت بعضها على بعض. 20 سَيْناءَ: فيعال «4» من السّناء، ك «ديّار» ، و «قيّام» . وسيناء «5»   (1) تفسير البغوي: 3/ 304، وزاد المسير: 5/ 463. وعقّب ابن عطية رحمه الله على هذه الأقوال بقوله: «وهذا التخصيص كله لا وجه له، وإنما هو عام في هذا وغيره من وجوه النطق والإدراك وحسن المحاولة هو بها آخر، وأول رتبة من كونه آخر هو نفخ الروح فيه، والطرف الآخر من كونه آخر تحصيله المعقولات إلى أن يموت» اه. وانظر تفسير القرطبي: 12/ 110. (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 95، وقال: «قاله ابن عيسى» . وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 3/ 305، وتفسير القرطبي: 12/ 111، والبحر المحيط: 6/ 400. (3) ينظر الصحاح: 4/ 1516، واللسان: 10/ 219 (طرق) . (4) على قراءة عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي بفتح السين. السبعة لابن مجاهد: 445، وحجة القراءات: 484، والتبصرة لمكي: 269. و «السّناء» : المجد والشرف. ينظر اللسان: 14/ 403. (5) على قراءة الكسر وهي لابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، كما في السبعة: 444، والتيسير للداني: 159. ولم أقف على من ذكر أن «سيناء» على وزن «فيعال» . قال الزجاج في معانيه: 4/ 10: «يقرأ: مِنْ طُورِ سَيْناءَ بفتح السين، وبكسر السين، ... فمن قال «سينا» فهو على وصف صحراء، لا ينصرف، ومن قال «سيناء» - بكسر السين- فليس في الكلام على وزن «فعلاء» على أن الألف للتأنيث، لأنه ليس في الكلام ما فيه ألف التأنيث على وزن «فعلاء» ، وفي الكلام نحو «علباء» منصرف، إلّا أن «سيناء» هاهنا اسم للبقعة فلا ينصرف» . وانظر الكشف لمكي: (2/ 126، 127) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 فيعال. ك «ديماس» «1» و «قيراط» . تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ: تنبت ما تنبت والدهن فيها «2» . وذكر ابن درستويه «3» : أن الدّهن: المطر اللين «4» . ومن فتح التاء «5» فمعناه: تنبت وفيها دهن، تقول: جاء زيد بالسّيف، أي: سيفه معه «6» . 24 يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ: يكون أفضل منكم. 27 واصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا: أي: تصنعه وأنت واثق بحفظ الله له ورؤيته إياه فلا تخاف. 36 هَيْهاتَ: بعد الأمر جدا حتى امتنع. وبني لأنّها بمنزلة الأصوات غير مشتقة من فعل «7» .   (1) الديماس: الكن والحمام. الصحاح: 3/ 930 (دمس) ، والنهاية لابن الأثير: 2/ 133. (2) هذا المعنى على قراءة «تنبت» بضم التاء وهي لابن كثير، وأبي عمرو. ينظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي: 2/ 127. (3) ابن درستويه: (258- 347 هـ) . هو عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه، من أئمة اللغة في بغداد في عصره. صنف تصحيح الفصيح، والإرشاد في النحو، وأخبار النحويين، ونقض كتاب العين ... وغير ذلك. وضبط ابن ماكولا في الإكمال: 3/ 322 درستويه بفتح الدال والراء. وفي الأنساب للسمعاني: 5/ 299 بضم الدال المهملة والراء وسكون السين المهملة وضم التاء. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد: 9/ 428، وإنباه الرواة: 2/ 113، وسير أعلام النبلاء: 15/ 531. [ ..... ] (4) ينظر قوله المذكور هنا في تفسير الماوردي: 3/ 96، وتفسير القرطبي: 12/ 116. (5) قراءة عاصم، ونافع، وابن عامر، وحمزة، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد: 445، وحجة القراءات: 484، والتبصرة لمكي: 269. (6) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 10، وانظر معاني القرآن للنحاس: 4/ 453، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 499، والكشاف: 3/ 29. (7) قال النحاس في إعراب القرآن: 3/ 114: «وبنيت على الفتح وموضعها رفع لأن المعنى البعد لأنها لم يشتق منها فعل فهي بمنزلة الحروف فاختير لها الفتح لأن فيها هاء التأنيث، فهي بمنزلة اسم ضمّ إلى اسم، ك «خمسة عشر» ... » . وانظر المحرر الوجيز: 10/ 354، والبيان لابن الأنباري: 2/ 184. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 40 عَمَّا قَلِيلٍ: «ما» في مثله لتقريب المدى «1» ، أو تقليل الفعل، كقوله بسبب ما، أي: بسبب وإن قلّ. 41 فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً: هلكى، كما يحتمله الماء من الزبد والورق البالي «2» . فَبُعْداً: هلاكا، على طريق الدعاء عليهم، أو بعدا لهم من رحمة الله، فيكون بمعنى اللّعنة «3» . 44 تَتْرا: متواترا. وأصله: وتر، من وتر القوس لاتصاله «4» . آيَةً: حجة على اختراع الأجسام من غير شيء، كاختراع عيسى من [66/ ب] غير أب وحمل أمه/ إياه من غير فحل «5» . إِلى رَبْوَةٍ: الرّملة من فلسطين «6» .   (1) البحر المحيط: 6/ 405. (2) ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 297، وتفسير الطبري: 18/ 22، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 13، ومعاني النحاس: 4/ 458. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 97، والقرطبي في تفسيره: 12/ 134. (4) عن تفسير الماوردي: 3/ 97، وانظر اللسان: 5/ 278 (وتر) . (5) ذكر نحوه الطبري في تفسيره: 18/ 25، وانظر معاني الزجاج: 4/ 14، وتفسير الماوردي: 3/ 98. (6) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 357 عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وكذا أخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 26. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 101 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وأبي نعيم، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه. واستبعد الطبري هذا القول، فقال: «لأن الرملة لا ماء بها معين، والله تعالى ذكره وصف هذه الربوة بأنها ذات قرار ومعين» . وقال النحاس في معانيه: 4/ 463: «والصواب أن يقال: إنها مكان مرتفع، ذو استواء، وماء ظاهر» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 ذاتِ قَرارٍ: استواء يستقر عليها. وقيل «1» : ثمارا، أي: لأجل الثمار يستقرّ فيها. وَمَعِينٍ: مفعول عنته أعينه «2» ، أو هو «فعيل» من معن «يمعن» ، وهو الماعون للشيء القليل «3» . 52 وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً: سأل سهولة ملتكم وطريقتكم في التوحيد وأصول الشرائع. وفتح أن «4» على تقدير: ولأنّ هذه أمّتكم، أي: فاتقون لهذا «5» ، وانتصاب أُمَّةً على الحال. 53 فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً: افترقوا في دينهم فرقا، كلّ ينتحل كتابا ويدّعي نبيا. وعن الحسن «6» : قطّعوا كتاب الله قطعا وحرفوه. وهو في قراءة: زُبُراً «7» ظاهر، أي: قطعا جمع   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 28 عن قتادة، وعقب عليه بقوله: «وهذا القول الذي قاله قتادة في معنى ذاتِ قَرارٍ وإن لم يكن أراد بقوله: إنها إنما وصفت بأنها ذات قرار لما فيها من الثمار، ومن أجل ذلك يستقر فيها ساكنوها، فلا وجه له نعرفه» . (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 237، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 297، وتفسير الطبري: 18/ 28، ومعاني القرآن للنحاس: 4/ 464. (3) ذكره الطبري في تفسيره: 18/ 28، والزجاج في معانيه: 4/ 15، واستبعده بقوله: وهذا بعيد لأن «المعن» في اللغة الشيء القليل، والماعون هو الزكاة، وهو «فاعول» من المعن، وإنما سميت الزكاة بالشيء القليل، لأنه يؤخذ من المال ربع عشره، فهو قليل من كثير» . (4) وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: 446، وحجة القراءات: 488، والتبصرة لمكي: 270. [ ..... ] (5) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 102 عن الخليل. وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 15، والتبيان للعكبري: 2/ 956. (6) أورد السيوطي هذا المعنى في الدر المنثور: 6/ 103 عن الحسن، وعزا إخراجه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن جرير، وابن أبي حاتم عنه. (7) بضم الزاي وفتح الباء، وهي قراءة شاذة. انظر غرائب التفسير للكرماني: 2/ 779. ونسبها النحاس في معاني القرآن: 4/ 466 إلى الأعمش، وابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 367 إلى أبي عمرو، والأعمش، وكذا القرطبي في تفسيره: 12/ 130، ونسبها ابن الجوزي في زاد المسير: 5/ 478 إلى ابن عباس، وأبي عمران الجوني. وأشار الطبري- رحمه الله- إلى هذه القراءة فقال: «وقرأ ذلك عامة قراء الشام ... بمعنى: فتفرقوا أمرهم بينهم قطعا كزبر الحديد، وذلك القطع منها واحدتها «زبرة» من قول الله: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ فصار بعضهم يهودا، وبعضهم نصارى. والقراءة التي نختار في ذلك قراءة من قرأه بضم الزاي والباء لإجماع أهل التأويل في تأويل ذلك على أنه مراد به الكتب، فذلك يبين عن صحة ما اخترنا في ذلك لأن «الزبر» هي الكتب، يقال منه: زبرت الكتاب: إذا كتبته» اه. انظر تفسيره: 18/ 30. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 «زبرة» «1» . ك «برمة» و «برم» » . 56 نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ: نقدّم لهم ثواب أعمالهم لرضانا عنهم!!. بَلْ: لا، بل للاستدراج والابتلاء. 61 وَهُمْ لَها سابِقُونَ: لأجلها سبقوا الناس، أو سبقوا إلى الجنّة «3» . 63 وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ: من دون ما ذكروا بها من أعمال البرّ. 66 تَنْكِصُونَ: ترجعون إلى الكفر. 67 مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ: أي: بالحرم «4» ، أي: بلغ أمركم أنكم تسمرون   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 60، وغريب القرآن لليزيدي: 266، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 298، والكشاف: 3/ 34. (2) في اللسان: 12/ 45 (برم) : «والبرمة: قدر من حجارة، والجمع برم وبرام وبرم» . (3) ذكر الماوردي هذين الوجهين في تفسيره: 3/ 100. وقال الزجاج في معانيه: 4/ 17: «فيه وجهان، أحدهما: معناه إليها سابقون، كما قال: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها، أي: أوحى إليها. ويجوز: وَهُمْ لَها سابِقُونَ، أي: من أجل اكتسابها، كما تقول: أنا أكرم فلانا لك، أي: من أجلك» . (4) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 239، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 298. وأخرجه الطبري في تفسيره: (18/ 38، 39) عن ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وسعيد ابن جبير، وقتادة، والضحاك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 590 بالبطحاء لا تخافون، وتوحيد سامِراً على المصدر «1» ، أي: تسمرون سمرا كقولك: قوموا قائما، ويجوز حالا للحرم «2» لأنّ السمر ظلّ القمر «3» ، يقال: جاء بالسّمر والقمر، أي: بكل شيء. ويجوز السّامر جمعا «4» ، كالحاضر للحيّ الحلول «5» ، والباقر والجامل جمع البقر والإبل. تَهْجُرُونَ: أي: القرآن. أو تقولون الهجر وهو البهتان «6» . و «تهجرون» «7» من الإهجار، وهو الإفحاش في القول «8» ، وفي الحديث «9» : «إذ طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا» . 71 بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ: بشرفهم، بالرسول منهم، والقرآن بلسانهم «10» .   (1) التبيان للعكبري: 2/ 958. (2) مشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 504، والبيان لابن الأنباري: 2/ 187، والتبيان للعكبري: 2/ 958. (3) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 18، وكذا النحاس في معاني القرآن: 4/ 475. (4) وهو قول المبرد في الكامل: 2/ 799، وقال: «وهم الجماعة يتحدثون ليلا» . وانظر معاني القرآن للنحاس: 4/ 475، وتهذيب اللّغة للأزهري: 4/ 199، واللسان: 4/ 197 (سمر) . (5) في تهذيب اللغة: 4/ 199: «والعرب تقول: حيّ حاضر بغير هاء إذا كانوا نازلين على ماء عدّ ... » . (6) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 18. (7) بضم التاء وكسر الجيم، وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: 446، وحجة القراءات: 489، والتبصرة لمكي: 270. [ ..... ] (8) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 299، والكشف لمكي: 2/ 129، والنهاية: 5/ 246، واللسان: 5/ 251 (هجر) . (9) ذكره أبو عبيد في غريب الحديث: 2/ 64 موقوفا على أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وهو- أيضا- في غريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 489، والنهاية: 5/ 246. قال ابن الأثير: «يروى بالضم والفتح» . (10) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 103. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 239، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 299، وتفسير الطبري: 18/ 43، ومعاني الزجاج: 4/ 19. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 76 فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ: بالجدب الذي أصابهم بدعائه عليه السلام «1» . 77 باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ: يوم بدر «2» . 87 سيقولون الله: لمطابقة السؤال في مَنْ، وذكر أنه في مصاحف الأمصار بغير ألف، إلّا مصحف أهل البصرة «3» ، فيكون على المعنى كقولك: من مولاك؟ فيقول: لفلان «4» .   (1) ثبت ذلك في أثر أخرجه النسائي في تفسيره: 2/ 100 (السنن الكبرى) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا الطبري في تفسيره: (18/ 44، 45) ، والطبراني في المعجم الكبير: 11/ 370 حديث رقم (12038) . وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 394، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: 362، والبيهقي في دلائل النبوة: 4/ 81. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 111، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 45 عن ابن عباس، وابن جريج. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 104، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 112، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 10/ 389: «و «العذاب الشديد» إمّا يوم بدر بالسيوف كما قال بعضهم، وإما توعد بعذاب غير معين، وهو الصواب لما ذكرناه من تقدم بدر للمجاعة» . (3) قرأ أبو عمرو بن العلاء البصري، من السبعة، ويعقوب من القراء العشرة بإثبات الألف في لفظ الجلالة، وقرأ الباقون: لِلَّهِ بغير ألف. ينظر السبعة لابن مجاهد: 447، وحجة القراءات: 490، والتبصرة لمكي: 270، والغاية في القراءات العشر لابن مهران: 216، والنشر: 3/ 206. وأورد الطبري- رحمه الله- القراءتين ثم قال: «والصواب من القراءة في ذلك أنهما قراءتان قد قرأ بهما علماء من القراء متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، غير أني مع ذلك أختار جميع ذلك بغير ألف، لإجماع خطوط مصاحف الأمصار على ذلك، سوى خط مصحف أهل البصرة» . (تفسير الطبري: 18/ 48) . (4) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: (18/ 47، 48) ، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 20. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 97 هَمَزاتِ الشَّياطِينِ: دفعهم/ بالإغواء إلى المعاصي. 100 وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ: من أمامهم حاجز، وهو ما بين الدنيا والآخرة «1» أو ما بين الموت والبعث «2» . 101 وَلا يَتَساءَلُونَ: أن يحمل بعضهم عن بعض، ولكن يتساءلون عن حالهم وما عمّهم من البلاء، كقوله «3» : فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ. وسألت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أإنا نتعارف؟ فقال: «ثلاث مواطن تذهل فيها كلّ نفس: حين يرمى إلى كلّ إنسان كتابه، وعند الموازين، وعلى جسر جهنم» «4» . و «اللّفح» «5» : إصابة سموم النّار «6» ، و «الكلوح» : تقلّص الشفتين عن الأسنان «7» .   (1) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 62، واليزيدي في غريب القرآن: 268، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 300، وأخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 53 عن الضحاك. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 53 عن مجاهد، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 105 عن ابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 115، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي نعيم عن مجاهد. (3) سورة الصافات، آية: 50. (4) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج- نحوه- الإمام أحمد في مسنده: 6/ 110، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: (10/ 361، 362) ثم قال: رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وقد وثّق، وبقية رجاله رجال الصحيح. (5) من قوله تعالى: تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ [آية: 104] . (6) ينظر المفردات للراغب: 452. (7) ورد هذا المعنى في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3/ 88 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته» . وأخرجه- أيضا- الترمذي في سننه: 5/ 328، كتاب التفسير، باب «ومن سورة المؤمنون» ، وقال: «هذا حديث حسن صحيح غريب» . والحاكم في المستدرك: 2/ 395، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 118، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في «صفة النار» ، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا. وانظر تفسير الطبري: (18/ 55، 56) ، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 23. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 108 اخْسَؤُا: اسكتوا وابعدوا. خسأته فخسأ وخسئ وانخسأ «1» . 114 إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا: في الدنيا، أو في القبور بالإضافة إلى لبثهم في النّار «2» .   (1) ينظر تفسير الطبري: 18/ 59، ومعاني الزجاج: 4/ 24، ومعاني النحاس: 4/ 488. (2) أورد الماوردي القولين في تفسيره: 3/ 106 دون عزو. وانظر تفسير البغوي: 3/ 319، وزاد المسير: 5/ 495، وتفسير القرطبي: 12/ 155. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 ومن سورة النور 1 سُورَةٌ: هذه سورة إذ لا يبتدأ بالنكرة، والسّورة المنزلة المتضمنة لآيات متصلة. أَنْزَلْناها: أمرنا جبريل بإنزالها. وَفَرَضْناها: فرضنا العمل بها، وَفَرَضْناها «1» : فصّلناها. والفرض واجب بجعل جاعل، والواجب قد يكون بغير جاعل كشكر المنعم والكف عن الظّلم. 2 الزَّانِيَةُ: على تقدير فيما فرض، وإلّا كان نصبا على الأمر «2» . والابتداء ب «الزانية» بخلاف آية السّارق «3» لأنّ المرأة هي الأصل في الزنا وزناهنّ أفحش وأقبح. 3 وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ: هو نكاح وطء لا عقد «4» فإنّ غير   (1) بتشديد الراء المفتوحة: وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: 452، والتبصرة لمكي: 272، والتيسير للداني: 161. وانظر توجيه القراءتين في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 63، وغريب القرآن لليزيدي: 269، وتفسير الطبري: 18/ 65، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 27، والكشف لمكي: 2/ 133. (2) والنصب اختيار سيبويه في الكتاب: 1/ 144، وذكره الزجاج في معانيه: 4/ 28 عن الخليل وسيبويه. (3) يريد بذلك قوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالًا مِنَ اللَّهِ [المائدة: 38] . (4) نص عليه الجصاص في أحكام القرآن: 3/ 266، فقال: «وحقيقة النكاح هو الوطء في اللّغة فوجب أن يكون محمولا عليه على ما روي عن ابن عباس ومن تابعه في أن المراد الجماع، ولا يصرف إلى العقد إلا بدلالة، لأنه مجاز، ولأنه إذا ثبت أنه قد أريد به الحقيقة انتفى دخول المجاز فيه ... » . وأخرج الطبري في تفسيره: (18/ 73، 74) هذا القول عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، ورجحه الطبري فقال: «وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: عني بالنكاح في هذا الموضع: الوطء، وأن الآية نزلت في البغايا المشركات ذوات الرايات، وذلك لقيام الحجة على أن الزانية من المسلمات حرام على كل مشرك، وأن الزاني من المسلمين حرام عليه كل مشركة من عبدة الأوثان. فمعلوم إذ كان ذلك كذلك، أنه لم يعن بالآية أن الزاني من المؤمنين لا يعقد عقد نكاح على عفيفة من المسلمات، ولا ينكح إلا بزانية أو مشركة. وإذ كان ذلك كذلك، فبين أن معنى الآية: الزاني لا يزني إلا بزانية لا تستحل الزنا، أو بمشركة تستحله» اه. واستبعد الزجاج في معانيه: 4/ 29 قول الطبري، ورده الزمخشري في الكشاف: 3/ 49 لأمرين فقال: «أحدهما: أن هذه الكلمة أينما وردت في القرآن لم ترد إلا في معنى العقد» . والثاني: فساد المعنى وأداؤه إلى قولك: الزاني لا يزني إلا بزانية والزانية لا يزني بها إلا زان» . وانظر أقوال العلماء في هذه المسألة في تفسير الماوردي: 3/ 109، وأحكام القرآن لابن العربي: 3/ 1329، وتفسير القرطبي: 12/ 167، وتفسير آيات الأحكام للسائس: (3/ 117- 122) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 الزاني يستقذر الزّانية ولا يشتهيها. 5 إِلَّا الَّذِينَ تابُوا: الاستثناء من الفسق «1» لأنّ ما قبله ليس من جنسه «2» ، لأنّه اسم وخبر وما قبله فعل وأمر. 6 فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ نصبه «3» لوقوعه موقع المصدر أو مفعول به، كأنّه يشهد أحدهم الشّهادات الأربع، فتكون الجملة مبتدأ .....   (1) في الآية قبل هذه، وهو قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ... وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ. (2) وهو الاستثناء المنقطع. (3) نصب (أربع) ، قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وعاصم في رواية شعبة. ينظر السبعة لابن مجاهد: 452، والتبصرة لمكي: 272، والتيسير لأبي عمرو الداني: 161. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 والخبر إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ «1» ، ومن رفع أَرْبَعُ «2» جعله خبر «شهادة» . 11 بِالْإِفْكِ: بالكذب «3» لأنّه صرف عن الحق. بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ: لأنّ الله برّأها، وأثابها. وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ: عبد الله بن أبيّ بن سلول، جمعهم في بيته «4» . ومن عدّ حسّان بن ثابت معه عدّ حدّه، وذهاب/ بصره من عذابه العظيم «5» . 16 وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ: هلّا «6» .   (1) ينظر توجيه هذه القراءة في تفسير الطبري: 18/ 81، ومعاني الزجاج: 4/ 32، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 129، والكشف لمكي: 2/ 134. (2) قراءة حمزة، والكسائي وعاصم في رواية حفص، كما في السبعة لابن مجاهد: 453، وحجة القراءات: 495، والتبصرة لمكي: 272. (3) قال النحاس في معاني القرآن: 4/ 507: «وأصله من قولهم: أفكه يأفكه إذا صرفه عن الشيء، فقيل للكذب إفك. لأنه مصروف عن الصّدق ومقلوب عنه، ومنه المؤتفكات» . (4) ثبت ذلك في أثر أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 5، كتاب التفسير، باب «قوله إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ... عن عائشة رضي الله تعالى عنها. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2131، كتاب التوبة، باب «في حديث الإفك، وقبول توبة القاذف» . وقال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 18/ 89: «لا خلاف بين أهل العلم بالسير أن الذي بدأ بذكر الإفك وكان يجمع أهله ويحدثهم عبد الله بن أبي بن سلول، وفعله ذلك على ما وصفت كان توليه كبر ذلك الأمر» اه. (5) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 10، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «جاء حسّان بن ثابت يستأذن عليها. قلت: أتأذنين لهذا؟ قالت: أو ليس قد أصابه عذاب عظيم. قال سفيان: تعني ذهاب بصره» . وأخرج عن عائشة أنها قالت: «وأيّ عذاب أشدّ من العمى» . [ ..... ] (6) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 36، وقال: «لأنّ المعنى: ظن المؤمنون بأنفسهم، في موضع الكناية عنهم وعن بعضهم، وكذلك يقال للقوم الذين يقتل بعضهم بعضا أنهم يقتلون أنفسهم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 15 تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ: كلّما سمعه سامع نشره كأنّه تقبّله «1» . وقراءة عائشة «2» : تَلَقَّوْنَهُ وهو الاستمرار على الكذب «3» . وشأن الإفك أنّها في غزوة بني المصطلق تباعدت لقضاء الحاجة، فرجعت وقد رحلوا، وحمل هودجها «4» على أنّها فيه، فمرّ بها صفوان «5» بن المعطّل السّهمي فأناخ لها بعيره وساقه حتى أتاهم بعد ما نزلوا «6» . 22 وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ: لا يحلف على حرمان أولي القربى. أَنْ يُؤْتُوا: أن لا يؤتوا. في أبي بكر- رضي الله عنه- حين حرم   (1) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 64، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 301. (2) بكسر اللام وضم القاف، وردت هذه القراءة لعائشة رضي الله تعالى عنها في صحيح البخاري: 6/ 10، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ» . وانظر هذه القراءة عن عائشة في معاني القرآن للفراء: 2/ 248، وتفسير الطبري: 18/ 98، وتفسير القرطبي: 12/ 204، والبحر المحيط: 6/ 438. (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 248، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 301، وتفسير القرطبي: 12/ 204. (4) الهودج: بفتح الهاء والدال بينهما واو ساكنة وآخره جيم: محمل له قبة تستر بالثياب ونحوه، يوضع على ظهر البعير يركب عليه النساء. اللسان: 2/ 389، وتاج العروس: 6/ 274 (هدج)) . (5) هو صفوان بن المعطل بن ربيعة الذكواني، ورد ذكره في حديث الإفك، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «ما علمت عليه إلّا خيرا» . استشهد صفوان رضي الله عنه في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انظر ترجمته في الاستيعاب: 2/ 725، وأسد الغابة: 3/ 30، والإصابة: 3/ 440. (6) ينظر خبر الإفك في صحيح البخاري: 5/ 55، كتاب المغازي، باب «حديث الإفك» . وصحيح مسلم: (4/ 2129- 2136) ، كتاب التوبة، باب «في حديث الإفك» . والسيرة لابن هشام: (2/ 297- 302) ، وتفسير الطبري: (18/ 90- 94) ، وأسباب النزول للواحدي: (368- 373) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 مسطح «1» بن أثاثة- ابن خالته- بسبب دخوله في الإفك. 24 يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ: شهادتهما بأن يبنيهما الله بنية تنطق. وشهادة الألسنة بعد شهادتهما لما رأوا أنّ الجحد لم ينفعهم. ويجوز أن يخرج الألسنة ويختم على الأفواه. 25 يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ: جزاءهم «2» . 27 تَسْتَأْنِسُوا: تستبصروا، أي: تطلبوا من يبصركم «3» . وقيل «4» : تَسْتَأْنِسُوا: بالتنحنح والكلام الذي يدل على الاستئذان.   (1) مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي المطلبي. قال الحافظ في الإصابة: 6/ 93: «كان اسمه عوفا، وأما مسطح فهو لقبه ... ومات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان، ويقال: عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين، ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين» . وانظر ترجمته في الاستيعاب: 4/ 1472، وأسد الغابة: 4/ 156. (2) ذكره ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 453، وأخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 106 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر معاني القرآن للنحاس: 4/ 514، وتفسير القرطبي: 12/ 210. (3) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره: 3/ 336 عن الخليل. وفي تهذيب اللغة للأزهري: 13/ 89: «وأصل الإنس والأنس والإنسان من الإيناس وهو الإبصار، يقال: أنسته وأنسته: أي أبصرته» . وانظر الصحاح: 3/ 905، واللسان: 6/ 16 (أنس) . (4) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/ 419، كتاب الأدب، باب «في الاستئذان» عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! هذا السلام فما الاستئناس؟ قال: يتكلم الرجل بتسبيحة وتكبيرة ويتنحنح ويؤذن أهل البيت» . وأخرجه ابن ماجة في سننه: 2/ 1221، كتاب الأدب، باب «الاستئذان» عن أبي أيوب مرفوعا وفي إسناده أبو سورة، قال في مصباح الزجاجة: 2/ 247: «هذا إسناد ضعيف، أبو سورة هذا قال فيه البخاري: منكر الحديث، يروى عن أبي أيوب مناكير لا يتابع عليها. رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده هكذا بإسناده سواء» . وأخرجه- أيضا- ابن أبي حاتم في تفسيره: 221 (سورة النور) ، وأورده ابن كثير في تفسيره: 6/ 41 وقال: «هذا حديث غريب» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 29 بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ: حوانيت التجار ومناخات «1» الرّحال للسّابلة. 31 وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ: أمر لهن بالاختمار على أستر ما يكون دون التطوّق بالخمار. أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ: من الإماء «2» . أَوِ التَّابِعِينَ: الذي يتبعك بطعامه ولا حاجة له في النساء. وقيل: هو العنّين «3» . وقيل «4» : الأبله الذي لا يقع في نفوس النساء. لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ: لم يبلغوا أن يطيقوا النساء، ظهر عليه: قوي «5» . وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ: إذ إسماع صوت الزينة كإظهارها، ومنه   (1) أي: المواضع التي تناخ فيها الإبل، وهي مواضع بروكها. والسابلة: أبناء السبيل المختلفون على الطرقات في حوائجهم. اللسان: 3/ 65 (نوخ) ، 11/ 320 (سبل) . وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 119. ونقل القرطبي في تفسيره: 12/ 221 عن محمد بن الحنفية، وقتادة، ومجاهد قالوا: «هي الفنادق التي في طرق السابلة» . (2) نقل النحاس هذا القول في معاني القرآن: 4/ 525 عن سعيد بن المسيب، وكذا ابن العربي في أحكام القرآن: 3/ 1375، والقرطبي في تفسيره: 12/ 234، واستبعده النحاس بقوله: «هذا بعيد في اللغة، لأن «ما» عامة» . وهو مذهب الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: 3/ 318، وأحد قولي الشافعي. كما في أحكام القرآن للكيا الهراس: 4/ 288، وتفسير آيات الأحكام للسائس: 3/ 14. (3) العنّين: الذي لا يأتي النساء ولا يريدهن. الصحاح: 6/ 2166، واللسان: 13/ 291 (عنن) . [ ..... ] (4) أورد النحاس في معاني القرآن: 4/ 526 الأقوال السابقة وغيرها ثم قال: «وهذه الأقوال متقاربة، وهو الذي لا حاجة له في النساء، نحو الشيخ الهرم، والخنثى، والمعتوه، والطفل، والعنين» . وانظر تفسير الطبري: 18/ 122، وأحكام القرآن لابن العربي: 3/ 1374، وزاد المسير: (6/ 33، 34) . (5) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 250، ومعاني النحاس: 4/ 526. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 سمّي صوت الحليّ وسواسا «1» . 33 إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً: قوة على الاحتراف «2» . وقيل «3» : صدقا ووفاء. وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ: هو حطّ شيء من الكتابة على الاستحباب «4» . أو سهمهم من الصّدقة «5» . 35 اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: هادي أهلها، ومدبّر أمرها. أو منوّرهما «6» ، كما يقال: هو زادي، أي: مزوّدي/. كَمِشْكاةٍ: كوّة لا منفذ لها. كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ: منسوب إلى الدّر في حسنه وصفائه «7» .   (1) الصحاح: 3/ 988 (وسوس) ، واللسان: 6/ 254 (وسس) . (2) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 18/ 127 عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 127 عن ابن عمر، وابن عباس أيضا. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (18/ 127، 128) عن الحسن، ومجاهد، وطاوس، وعطاء، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 127 عن طاوس، وقتادة. وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 37 عن إبراهيم النخعي. (4) هذا مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى كما في أحكام القرآن للجصاص: 3/ 322. وحمله الشافعي- رحمه الله- على الوجوب، ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 127. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 131 عن إبراهيم النخعي. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 127 عن الحسن، وإبراهيم النخعي، وابن زيد. وهو أولى القولين بالصواب عند الطبري في تفسيره: 18/ 132. (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 129 دون عزو، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 345، ونقله القرطبي في تفسيره: 12/ 257 عن الضحاك، والقرظي، وابن عرفة، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: 6/ 455 عن الحسن. (7) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 44، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 305. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ: لأنّ الله بارك في زيتون الشّام، وزيتها أضوأ وأصفى، ويسيل من غير اعتصار. لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ: ليست من الشّرق دون الغرب، أو الغرب دون الشّرق لكنها من شجر الشّام واسطة البلاد بين المشرق والمغرب «1» . أو ليست بشرقية في جبل يدوم إشراق الشّمس عليها، ولا غربية نابتة في وهاد «2» لا يطلع عليها الشّمس، بل المراد أنها ليست من شجر الدنيا التي تكون شرقية أو غربية ولكنها من شجر الجنّة «3» ، وكما قال بأنه مَثَلُ نُورِهِ فلا يؤول على ظاهره، ولكن نور الله: الإسلام، والمشكاة: صدر المؤمن، والزّجاجة: قلبه، والمصباح: فيه الإيمان، والشّجرة المباركة: شجرة النّبوة «4» .   (1) عن تفسير الماوردي: 3/ 130، ونص كلامه: «أنها ليست من شجر الشرق دون الغرب ولا من شجر الغرب دون الشرق، لأن ما اختص بأحد الجهتين أقل زيتا وأضعف، ولكنها شجر ما بين الشرق والغرب كالشام لاجتماع القوتين فيه. وهو قول ابن شجرة وحكى عن عكرمة» . وأورد الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: 23/ 237، وضعفه بقوله: «وهذا ضعيف لأن من قال: الأرض كرة لم يثبت المشرق والمغرب موضعين معينين، بل كل بلد مشرق ومغرب على حدة، ولأن المثل مضروب لكل من يعرف الزيت، وقد يوجد في غير الشام كوجوده فيها» . (2) الوهاد: جمع وهدة، المكان المنخفض من الأرض. الصحاح: 2/ 554، واللسان: 3/ 470 (وهد) . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 142 عن الحسن رحمه الله تعالى. وهو عن الحسن أيضا في معاني القرآن للزجاج: 4/ 45، وتفسير الماوردي: 3/ 131، وتفسير البغوي: 3/ 346، وزاد المسير: 6/ 43، وغرائب التفسير للكرماني: 2/ 798. وضعف الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: 23/ 237 فقال: «وهذا ضعيف لأنه تعالى إنما ضرب المثل بما شاهدوه، وهم ما شاهدوا شجر الجنة» . (4) ينظر ما سبق في تفسير البغوي: (3/ 346، 347) ، وزاد المسير: 6/ 45، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: (23/ 235، 236) عن بعض الصوفية. وفي هذا القول تكلف ظاهر لأن الله سبحانه وتعالى أثبت لنفسه نورا فلا حاجة لمثل هذا التأويل، ويقال في إثباته كما يقال في بقية صفاته. ولا يلزم من المثل التشبيه، وإنما تقريب ذلك إلى الأذهان، ولله المثل الأعلى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 نُورٌ عَلى نُورٍ: فهو يتقلب في خمسة أنوار: فكلامه نور، وعمله نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة «1» . 36 فِي بُيُوتٍ: أي: المساجد «2» ، أي: هذه المشكاة فيها. و «البيع» «3» قد يكون لغير التجارة فجمع بينهما. 37 تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ: ببلوغها إلى الحناجر، وَالْأَبْصارُ: بالشّخوص والزّرقة والردّ على الأدبار. 39 كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ: جمع «قاع» . ك جار وجيرة «4» . والسّراب: شعاع يتكثف فيتسرّب ويجري كالماء تخيّلا «5» . 40 فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ: مضاف إلى اللّجة وهو معظم البحر «6» .   (1) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 138 عن أبي بن كعب رضي الله عنه، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 373 (سورة النور) . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 197، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، والحاكم، وابن مردويه- كلهم- عن أبي بن كعب. وانظر تفسير البغوي: 3/ 347، وتفسير الفخر الرازي: 23/ 238، وتفسير ابن كثير: 6/ 64. [ ..... ] (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 144 عن ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وسالم بن عمر، وابن زيد. ورجحه الطبري وقال: «وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك لدلالة قوله: يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ على أنها برزت وبنيت للصلاة، فلذلك قلنا هي المساجد» . (3) في قوله تعالى: رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ [آية: 37] . (4) عن معاني القرآن للفراء: 2/ 245، وقال الزجاج في معانيه: 4/ 47: «والقيعة والقاع ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبات» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 305، ومعاني القرآن للنحاس: 4/ 540، واللسان: 8/ 304 (قوع) . (5) اللسان: 1/ 465 (سرب) . (6) نص هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 67. وانظر غريب القرآن لليزيدي: 273، وتفسير الطبري: 18/ 150، وتفسير البغوي: 3/ 349. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ: ظلمة اللّيل، وظلمة السّحاب، وظلمة البحر، مثل الكافر في ظلمة حاله واعتقاده ومصيره إلى ظلمة النار. إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها: لم يرها إلّا بعد جهد، أو لم يرها ولم يكد «1» ، وهي نفي مقاربة الرّؤية، أي: لم يقارب أن يراها. 41 وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ: مصطفة الأجنحة في الهواء. كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ: الإنسان، وَتَسْبِيحَهُ: ما سواه «2» . 43 يُزْجِي سَحاباً: يسيّره ويسوقه. رُكاماً: متراكبا «3» . والودق: المطر «4» لخروجه من السّحاب، ودقت سرّته: خرجت فدنت من الأرض «5» . [68/ ب] وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ: «من» لابتداء/ الغاية. مِنْ جِبالٍ: للتبيين فيها، مِنْ بَرَدٍ: للتبعيض لأنّ البرد بعض الجبال والجبال هي السّحاب على الكثرة والمبالغة. 45 وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ: أصل الخلق من الماء، ثم قلب إلى   (1) ذكره المبرد في الكامل: 1/ 252، والزجاج في معانيه: 4/ 48. وانظر معاني القرآن للنحاس: 4/ 542، وتفسير الطبري: 12/ 151، وتفسير القرطبي: 12/ 285. (2) اختاره الطبري في تفسيره: 18/ 152، وأخرجه عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 136 عن مجاهد، وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 350. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 67، وتفسير الطبري: 18/ 153، والمفردات للراغب: 203. (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 256، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 67، والمفردات للراغب: 517. (5) في اللسان: 10/ 373 (ودق) : «ودقت سرّته تدق ودقا إذا سالت واسترخت» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 النّار فخلق منه الجن، وإلى الريح «1» فخلق منه الملائكة، وإلى الطين فخلق منه آدم. 53 قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ : أي: طاعة أمثل من أن تقسموا. أو طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ أولى من طاعتكم [المدخولة] «2» أو طاعتكم معروفة أنها كاذبة قول بلا عمل «3» . 58 وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ: أي: وهو مميّز ويصف. ثَلاثُ عَوْراتٍ: أوقات عورة وخصّها بالاستئذان لأنّها أوقات تكشّف وتبذل. 60 وَالْقَواعِدُ: اللاتي قعدن بالكبر عن الحيض والحبل. غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ: غير مظهرات زينتها. 61 أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ: من أموال عيالكم أو بيوت أولادكم. أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ: ما يتولاه وكيل الرّجل في ماله وضياعه،   (1) كذا في تفسير الماوردي: 3/ 137، ويبدو أنه مصدر المؤلف في هذا النص. وذكره أيضا البغوي في تفسيره: 3/ 351، والزمخشري في الكشاف: 3/ 71. والمعروف أن الملائكة مخلوقون من نور كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2294، كتاب الزهد والرقائق، باب «في أحاديث متفرقة» عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم» . قال أبو حيان في البحر المحيط: 6/ 465: «ويخرج عما خلق من ماء ما خلق من نور وهم الملائكة، ومن نار وهم الجن، ومن تراب وهو آدم ... » . وانظر تفسير الفخر الرازي: 24/ 16، وتفسير القرطبي: 12/ 291، وفتح القدير للشوكاني: (4/ 42، 43) . (2) في الأصل: «المدخول» ، والمثبت هنا عن «ك» ، ووضح البرهان للمؤلف. (3) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 306: «وفي هذا الكلام حذف للإيجاز، يستدل بظاهره عليه. كأن القوم كانوا ينافقون ويحلفون في الظاهر على ما يضمرون خلافه فقيل لهم: لا تقسموا، هي طاعة معروفة، صحيحة لا نفاق فيها، لا طاعة فيها نفاق» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 فيأكل مما يقوم عليه «1» ، أو هو فيما يتولاه القيّم من أموال اليتامى. وفي حديث الزهري «2» : كانوا إذا خرجوا إلى المغازي يدفعون مفاتيحهم إلى الضّيف «3» ليأكلوا مما في منازلهم فتوقّوا أكله، فنزلت: أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ. أَوْ صَدِيقِكُمْ: إذا كان الطعام حاضرا غير محرز «4» ، أو كان الصديق بحيث لا يحتجب بعضهم عن بعض في مال ونفس. فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ: أي: بيوتا فارغة فقولوا: السّلام علينا وعلى عباد الله الصالحين «5» . 62 عَلى أَمْرٍ جامِعٍ: الجهاد وكل اجتماع في الله حتى الجمعة والعيدين.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 18/ 170، وابن أبي حاتم في تفسيره: 524 (سورة النور) عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 224، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والبيهقي عن ابن عباس أيضا. [ ..... ] (2) الزهري: (58- 124 هـ) . هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري، الإمام التابعي الجليل. وصفه الحافظ في التقريب: 606 بقوله: «الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه» . ترجمته في حلية الأولياء: 3/ 360، وتذكرة الحفاظ: 1/ 108، وسير أعلام النبلاء: 5/ 326. وانظر حديثه في تفسير عبد الرزاق: 2/ 64، وتفسير الطبري: 18/ 169، والدر المنثور: 6/ 225. (3) الضيف: لإرادة الجنس كما في قوله تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي. (4) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 143. (5) أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد: 363 عن ابن عمر رضي الله عنهما، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 8/ 460، كتاب الأدب، باب «في الرجل يدخل البيت ليس فيه أحد» عن ابن عمر أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 228، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، والبيهقي عن أبي مالك رضي الله عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 63 لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ: أي: تحاموا «1» عن سخطته فإنّ دعاءه مسموع «2» . وقيل: لا تدعوه باسمه ولكن: يا رسول الله. يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً: يلوذ بعضهم ببعض ويستتر به حتى ينسلّ من بين القوم فرارا من الجهاد.   (1) كذا في كتاب وضح البرهان للمؤلف، وورد في هامش الأصل: «تجافو» . (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 18/ 177 عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه ... ، وهذا الإسناد مسلسل بالضعفاء. راجع ص (135) . وأورد النحاس هذا القول في معانيه: 4/ 565 عن ابن عباس بصيغة التمريض، واستحسن النحاس هذا القول فقال: «وهذا قول حسن، لكون الكلام متصلا، لأن الذي قبله والذي بعده نهي عن مخالفته، أي: لا تتعرضوا لما يسخطه، فيدعو عليكم فتهلكوا، ولا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس» اه. وذكر ابن عطية هذا القول في المحرر الوجيز: 10/ 556، وقال: «ولفظ الآية يدفع هذا المعنى» ، وأشار إلى القول الثاني ورجحه، وقال: «وذلك هو مقتضى التوقير والتعزير ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 607 ومن سورة الفرقان 1 تَبارَكَ تفاعل من البركة، وهي الكثرة في كل خير «1» . وقيل: أصله الثبوت، من بروك الإبل «2» . [69/ أ] نَذِيراً: داعيا إلى الرشد وصارفا عن الغيّ، ويجوز صفة للنبي/ صلى الله عليه وسلم وللقرآن «3» . 6 يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ: أي: أنزله على مقتضى علمه ببواطن الأمور. 9 فَضَلُّوا: ناقضوا إذ قالوا: اختلقها وافتراها وقالوا فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ «4» . 13 وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً: في الحديث «5» : «إنهم يستكرهون في   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 57. وانظر معاني الفراء: 2/ 262، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 310، وتفسير الطبري: 18/ 179. (2) ينظر المفردات للراغب: 44، وتفسير الفخر الرازي: 24/ 44، وتفسير القرطبي: 13/ 1، واللسان: 10/ 396 (برك) . (3) تفسير البغوي: 3/ 360، وتفسير القرطبي: 13/ 2. (4) سورة الفرقان: آية: 5. (5) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 587 (سورة الفرقان) عن يحيى بن أبي أسيد مرفوعا وإسناده منقطع، ويحيى مسكوت عنه. ينظر الجرح والتعديل: 9/ 129. وأورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره: 6/ 105، ولم يعلق عليه، وكذا الشوكاني في فتح القدير: 4/ 66. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 النار كما يستكره الوتد في الحائط» . مُقَرَّنِينَ: مصفّدين، قرنت أيديهم إلى أعناقهم في الأغلال «1» ، أو قرنوا مع الشياطين «2» . 14 ثُبُوراً: هلاكا على هلاك «3» ، من ثابر على كذا: داوم. 16 وَعْداً مَسْؤُلًا: هو قول الملائكة: رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ «4» . أو قول المؤمنين: رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا «5» . 18 بُوراً: هلكى «6» . أو كاسدين، من بوار التجارة، وبوار الأرض تعطيلها من الزرع «7» . 19 فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً: صرف العذاب «8» ، أو الصّرف: الحيلة «9»   (1) تفسير الطبري: 18/ 187. (2) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 150 عن يحيى بن سلام. (3) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 310، وتفسير الطبري: 18/ 188، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 59، والمفردات للراغب: 78، واللسان: 4/ 99 (ثبر) . [ ..... ] (4) من آية 8 سورة غافر. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 60، وتفسير الماوردي: 3/ 151، وزاد المسير: 6/ 77. (5) من آية 194 سورة آل عمران. وذكر الفراء هذا القول في معانيه: 2/ 263، والطبري في تفسيره: 18/ 189، وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 77. (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 72، وغريب القرآن لليزيدي: 276، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 311، وتفسير الطبري: 18/ 190، والمفردات للراغب: 65. (7) تفسير الطبري: 18/ 191، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 61، وتفسير الماوردي: 3/ 152، والمفردات للراغب: 65، واللسان: 4/ 86 (بور) . (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (18/ 192، 193) عن مجاهد، وابن زيد. وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 61، والمفردات للراغب: 279. (9) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 311، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 152 عن ابن قتيبة. وانظر تفسير البغوي: 3/ 364، واللسان: 9/ 189 (صرف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 و «الصّيرفيّ» لاحتياله في الاستيفاء إذا اتزن والتطفيف إذا وزن «1» . 20 إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ: أي: إلّا قيل إنهم ليأكلون «2» . بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً: هو افتنان المقلّ بالمثري والضّويّ «3» بالقويّ. أَتَصْبِرُونَ: أي: على هذه الفتنة أم لا تصبرون فيزداد غمكم. وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً: بالحكمة في اختلاف المعاش. ويحكى أنّ بعض الصالحين تبرّم «4» بضنك عيشه، فخرج ضجرا فرأى أسود خصيا في موكب عظيم، فوجم لذلك، فإذا بإنسان قرأ عليه: وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ فتنبّه وازداد تبصّرا أو تصبّرا. 21 لا يَرْجُونَ لِقاءَنا: لا يخافون «5» ، وجاز «يرجو» بمعنى يخاف لأنّ الراجي قلق فيما يرجوه كالخائف. 22 وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً: كان الرجل في الجاهليّة يقول لمن يخافه في أشهر الحرم: حِجْراً مَحْجُوراً: أي: حراما محرّما عليك قتلي في هذا الشهر، فلا يبدأه بشرّ، فإذا كان القيامة رأى المشركون ملائكة   (1) ينظر الصحاح: 4/ 1368، واللسان: 9/ 190 (صرف) . (2) ذكره البغوي في تفسيره: 3/ 364، وقال: «كما قال في موضع آخر: ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ [سورة فصلت: آية: 43] . وانظر هذا القول في تفسير القرطبي: 13/ 13، وغرائب التفسير للكرماني: 2/ 812. (3) الضّوى: الضعيف. النهاية: 3/ 106، واللسان: 14/ 489 (ضوا) . (4) أي: سئم وملّ. ينظر النهاية: 1/ 121، والصحاح: 5/ 1869، واللسان: 12/ 43 (برم) . (5) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 265، وقال: «وهي لغة تهامية، يضعون الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه جحد. من ذلك قول الله: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، أي: لا تخافون له عظمة ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 العذاب فقالوا: حِجْراً مَحْجُوراً وظنوا أنّه ينفعهم «1» . 23 وَقَدِمْنا: عمدنا وقصدنا «2» . مِنْ عَمَلٍ: من قرب. 24 وَأَحْسَنُ مَقِيلًا: موضع قائلة، ولا نوم في الجنّة إلا أنه من تمهيدها تصلح للنوم. تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ: أي: عن الغمام، وهو نزول الملائكة منها في الغمام «3» /. 27 يَعَضُّ الظَّالِمُ: وذلك فعل النّادم والغضبان، وفي المثل: يعلك على الأرّم و «يحرق» أيضا «4» . والأرّم الأصابع. 28 يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا: في عقبة «5» بن أبي معيط، كان يجالس النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسمع القرآن فقال له أبيّ بن خلف: تجالسه وهو يسفّه أحلام قريش، وجهي من وجهك حرام حتى تشتمه، ففعل، فلمّا قتل من بين الأسارى قال: أأقتل من بين قريش؟!.   (1) نص الكلام السالف في زاد المسير: (6/ 82، 83) عن ابن فارس. وانظر نحوه في تفسير الطبري: 19/ 3، وتفسير البغوي: 3/ 365، والمحرر الوجيز: 11/ 26، وتفسير القرطبي: 13/ 21. (2) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 64، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 27: «ومعنى الآية: وقصدنا إلى أعمالهم التي هي في الحقيقة لا تزن شيئا إذ لا نية معها، فجعلناها على ما تستحق لا تعدل شيئا، وصيرناها هباء منثورا، أي: شيئا لا تحصيل له» . (3) تفسير الطبري: 19/ 6. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 6/ 114: «يخبر تعالى عن هول يوم القيامة، وما يكون فيه من الأمور العظيمة، فمنها انشقاق القمر وتفطرها وانفراجها بالغمام، وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار، ونزول ملائكة السماء يومئذ، فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر، ثم يجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء» . [ ..... ] (4) اللسان: 13/ 14 (أرم) . (5) عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن عبد شمس، كان شديد الأذى للمسلمين في أول أمر الإسلام بمكة، أسر يوم بدر ثم قتل. السيرة لابن هشام: 1/ 708، والروض الأنف: 3/ 65. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 فتمثّل عمر: حنّ قدح ليس منها «1» ، وقال: فمن للصّبية؟ فقال عليه السلام: [النار] «2» . 30 هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً: بإعراضهم عن التدبر فيه «3» ، أو بقولهم فيه بالهجر «4» . 31 وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ: أي: جعلنا ببياننا أنهم أعداؤهم، كما تقول: جعله لصا «5» .   (1) ورد هذا المثل في كتاب الأمثال لأبي عبيد: 285، ومجمع الأمثال للميداني: 1/ 341، والجمهرة للعسكري: 1/ 370، والمستقصى للزمخشري: 2/ 68، واللسان: 13/ 130 (حنن) ، ويضرب هذا المثل للرجل يدخل نفسه في القوم ليس منهم، أو يمتدح بما لا يوجد فيه. والهاء في «منها» راجعة إلى القداح. (2) في الأصل «النكد» ، والمثبت في النص موافق لما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 376 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأشار إليه ناسخ الأصل المعتمد هنا إلى وروده في نسخة أخرى. وورد خبر عقبة- أيضا- في السيرة لابن هشام: 1/ 361، ودلائل النبوة لأبي نعيم: (2/ 606، 607) . وأسباب النزول للواحدي: 385، وتفسير البغوي: 3/ 367، والتعريف والإعلام للسهيلي: 123، الذي قال: «وكني عنه ولم يصرح باسمه لئلا يكون هذا الوعيد مخصوصا به ولا مقصورا عليه، بل يتناول جميع من فعل مثل فعليهما والله أعلم» اه. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 6/ 116: «وسواء كان سبب نزولها في عقبة بن أبي معيط أو غيره من الأشقياء، فإنها عامة في كل ظالم ... » . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 19/ 9 عن ابن زيد، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 156 عن ابن زيد أيضا. قال الطبري رحمه الله: «وهذا القول أولى بتأويل ذلك، وذلك أن الله أخبر عنهم أنهم قالوا: لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه، وذلك هجرهم إياه» . (4) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 313: «والهجر الاسم، يقال: فلان يهجر في منامه، أي: يهذي، وفي معاني الزجاج: 4/ 66: «والهجر ما لا ينتفع به من القول، وكانوا يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم يهجر» . (5) ذكر الفخر الرازي هذا القول في تفسيره: 24/ 77 عن أبي علي الجبائي، ورده بقوله: «إن التبيين لا يسمونه ألبتة جعلا، لأن من بيّن لغيره وجود الصانع وقدمه لا يقال إنه جعل الصانع وجعل قدمه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً: يجوز حالا وتمييزا «1» . 32 لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ: أي: باتصال الوحي، أو لنثبته في فؤادك بالإنزال متفرقا. وَرَتَّلْناهُ: فصّلناه، والرّتل في الثّغر أن يكون مفلّجا لا لصص فيه «2» . والقرية التي أمطرت مطر السوء «3» : سدوم قرية لوط «4» عليه السلام. 45 مَدَّ الظِّلَّ: أي: اللّيل لأنّه ظل الأرض الممدود على قريب من نصف وجهها. وقيل «5» : هو ما بين طلوع الفجر إلى شروق الشمس.   (1) ينظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 66، وتفسير القرطبي: 13/ 28، والبحر المحيط: 6/ 496. (2) جاء في لسان العرب: «وثغر رتل ورتل: حسن التنضيد مستوى النبات، وقيل: المفلّج، وقيل: بين أسنانه فروج لا يركب بعضها بعضا» . والفلج في الأسنان: تباعد ما بين الثنايا والرباعيات خلقة. واللّصص: تقارب ما بين الأضراس حتى لا ترى بينها خللا» . ينظر اللسان: 2/ 346 (فلج) ، 7/ 87 (لصص) ، 11/ 265 (رتل) . (3) في قوله تعالى: وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ ... [آية: 40] . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 19/ 16 عن ابن جريج. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 259، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 69، وتفسير الماوردي: 3/ 158، وتفسير ابن كثير: 6/ 121، ومفحمات الأقران: 149. (5) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 268، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 313. وأخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 18 عن ابن عباس، وسعيد بن جبير. وانظر هذا القول في معاني الزجاج: 4/ 70، وتفسير البغوي: 3/ 370، وزاد المسير: 6/ 93. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 613 وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً: أي: بإبطال كلتي الحركتين: الغربيّة التي بها النهار واللّيل، والشّرقية التي بها فصول السّنة. ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا: إذ كان طول الظل وقصره بحسب ارتفاع الشّمس وانحطاطها ولأنّ الظلّ إذا لم يدرك أطرافه لم يسمّ ظلا بل ظلاما وليلا. 46 ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا: [هو] «1» من الغداة إلى الظهيرة، والظلّ هو المخصوص بالقبض «2» كما أنّ الفيء مخصوص بالبسط وهذه الإضافة لأنّ غاية قصر الظل عند غاية تعالي الشمس، والعلو موضع الملائكة وجهة السّماء التي فيها أرزاق العباد، ومنها نزول الغيث والغياث، وإليها ترتفع أيدي الراغبين وتشخص أبصار الخائفين. قَبْضاً يَسِيراً: خفيا سهلا «3» لبطء حركة الظل بالقرب من نصف النهار. [70/ أ] و «النّشور» «4» : الانتشار/ للمعايش «5» ، و «السبات» : قطع العمل «6» . و «الأناسي» «7» : جمع أنسي. ك «كرسي» ، و «كراسيّ» ، أو كان   (1) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 268، وتفسير الطبري: 19/ 20، وتفسير القرطبي: 13/ 37. [ ..... ] (3) في تفسير الطبري: 19/ 20: «وقيل: إنما قيل: ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً لأن الظل بعد غروب الشمس لا يذهب كله دفعة، ولا يقبل الظلام كله جملة، وإنما يقبض ذلك الظل قبضا خفيا، شيئا بعد شيء ويعقب كل جزء منه يقبضه جزء من الظلام» . وانظر القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للفراء: 2/ 268، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 313، وتفسير الماوردي: 3/ 158. (4) من قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً [آية: 47] . (5) المفردات للراغب: (492، 493) . (6) تفسير الماوردي: 3/ 159، والمفردات: 221، واللسان: 2/ 38 (سبت) . (7) من قوله تعالى: لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً [آية: 49] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 614 «أناسين» جمع «إنسان» ، فعوّضت الياء من النون «1» . 50 وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا: أي: المطر مرّة هاهنا ومرة هناك «2» . وعن ابن عباس «3» رضي الله عنه: ما عام بأمطر من عام ولكنّ الله يصرّفه كيف يشاء. فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً: يقولون مطرنا بنوء كذا «4» . 53 مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ: مرج وأمرج: خلّى «5» ، كأنّه أرسلهما في مجاريهما كما يرسل الخيل في المرج. حِجْراً مَحْجُوراً: لا يفسد أحدهما الآخر «6» . 55 وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً: على أولياء ربّه معينا يعاديهم «7» .   (1) عن معاني القرآن للفراء: 2/ 269، وانظر تفسير الطبري: 19/ 21، ومعاني الزجاج: 4/ 71. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 19/ 22 عن ابن زيد، وأخرج نحوه عن مجاهد. وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 314. (3) أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 22، والحاكم في المستدرك: 2/ 403، كتاب التفسير، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأخرجه أيضا- البيهقي في السنن الكبرى: 3/ 363، كتاب صلاة الاستسقاء، باب «كثرة المطر وقلته» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 264، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) ينظر تفسير الطبري: 19/ 22، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 71، وتفسير الماوردي: 3/ 160، وتفسير البغوي: 3/ 373. (5) في «ج» : خلط. وفي معاني القرآن للزجاج: 4/ 72: «معنى «مرج» خلّى بينهما، تقول: مرجت الدابة وأمرجتها إذا خليتها ترعى ... » . وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 77، وغريب القرآن لليزيدي: 278، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 314، وتفسير الطبري: 19/ 23، واللسان: 2/ 364 (مرج) . (6) معاني القرآن للفراء: 2/ 270، وتفسير الطبري: 19/ 24، وتفسير القرطبي: 13/ 59. (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 162، وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 97 دون عزو. قال الماوردي: «مأخوذ من المظاهرة، وهي المعونة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 أو كان هيّنا عليه لا وزن له «1» ، من قولك: ظهرت بحاجتي إذا لم تعن بها. 59 فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً: سل بسؤالك إياه خبيرا، وسل به عارفا يخبرك بالحق في صفته. 58 وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ: احمده منزّها له عما لا يجوز عليه. 62 جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً: خلفا عن صاحبه فمن فاته من عمل في أحدهما قضاه في الآخر «2» ، أو إذا مضى أحدهما خلفه صاحبه «3» . يقال: الأمر بينهم خلفة، أي: نوبة كل واحد يخلف صاحبه «4» ،   (1) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 77. وأورده القرطبي في تفسيره: 13/ 62، وقال: «هذا معنى قول أبي عبيدة» . وذكره الطبري في تفسيره: 19/ 27، وعقب عليه بقوله: «وكأن «الظهير» كان عنده «فعيل» صرف من مفعول إليه من مظهور به، كأنه قيل: وكان الكافر مظهورا به ... » . وقال الفخر الرازي في تفسيره: 24/ 102: «وقياس العربية أن يقال «مظهور» ، أي مستخف به متروك وراء الظهر، فقيل فيه «ظهير» في معنى «مظهور» ، ومعناه: هين على الله أن يكفر الكافر وهو- تعالى- مستهين بكفره» اه. (2) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 271، وأخرجه الطبري في تفسيره: (19/ 30، 31) عن عمر ابن الخطاب، وابن عباس، والحسن رضي الله تعالى عنهم. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 163 عن عمر رضي الله عنه، والحسن رحمه الله تعالى. وأورد السيوطي في الدر المنثور: 6/ 270 رواية أبي داود الطيالسي عن الحسن: أن عمر أطال صلاة الضحى، فقيل له: صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه فقال: إنه بقي عليّ من وردي شيء وأحببت أن أتمه أو أقضيه. وتلا هذه الآية: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً ... الآية، ولم أقف على هذا الخبر في مسند الطيالسي المطبوع. [ ..... ] (3) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 271، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 79، واليزيدي في غريب القرآن: 279، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 314، وأخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 31 عن مجاهد، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 772 (سورة الفرقان) . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 270، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد. (4) المفردات للراغب: (155، 156) ، واللسان: 9/ 86 (خلف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 والقوم خلفة، أي: مختلفون. 63 وَعِبادُ الرَّحْمنِ: مرفوع إلى آخر السورة على الابتداء، وخبره: أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ «1» . هَوْناً: بسكينة ووقار دون مرح واختيال. وقيل «2» : حلماء علماء لا يجهلون، وإن جهل عليهم. قالُوا سَلاماً: تسلما منكم، أي: نتارككم ولا نجاهلكم «3» . وقيل «4» : سلما: سدادا من القول. 65 غَراماً: هلاكا لازما «5» . 68 أَثاماً: عقوبة وجزاء. 69 يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ: عذاب الدنيا والآخرة، وجزمه على البدل لأن مضاعفة العذاب هي لقيّ الآثام «6» .   (1) من الآية: 75، من سورة الفرقان، وهذا القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للزجاج: 4/ 74. ونقله النحاس في إعراب القرآن: 3/ 167 عن الزجاج، وكذا مكي في مشكل إعراب القرآن: 2/ 524. قال الزجاج: «ويجوز أن يكون قوله: وَعِبادُ الرَّحْمنِ رفعا بالابتداء، وخبره الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً. وقال أبو حيان في البحر المحيط: 6/ 512: «والظاهر أن وَعِبادُ مبتدأ، والَّذِينَ يَمْشُونَ الخبر» اه. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 19/ 34 عن عكرمة، والحسن. (3) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 74. (4) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 315، وتمامه: «لا رفث فيه، ولا هجر» . وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: 19/ 35 عن مجاهد. (5) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 80، وغريب القرآن لليزيدي: 279، وتفسير الطبري: 19/ 35، والمفردات للراغب: 360. (6) هذا قول سيبويه في الكتاب: 3/ 87، وهو في معاني القرآن للزجاج: 4/ 76، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 168، وتفسير القرطبي: 13/ 77 عن سيبويه أيضا. وقراءة الجزم لنافع، وأبي عمرو، وحمزة، والكسائي، وعاصم في رواية حفص. وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم يضاعف بالرفع. السبعة لابن مجاهد: 467، والتبصرة لمكي: 276، والتيسير للداني: 164. قال مكي في مشكل إعراب القرآن: 2/ 526: «من جزم جعله بدلا من يَلْقَ لأنه جواب الشرط ولأن لقاء الأثام هو تضعيف العذاب والخلود فأبدل منه، إذ المعنى يشتمل بعضه على بعض، وعلى هذا المعنى يجوز بدل الأفعال بعضها من بعض، فإن تباينت معانيها لم يجز بدل بعضها من بعض» . وانظر حجة القراءات: 514، والكشف لمكي: 2/ 147، والبيان لابن الأنباري: 2/ 209. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 70 يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ: يغيّر أعمالهم أو يبدلها بالتوبة والندم على فعلها حسنات. 72 مَرُّوا كِراماً: أي: مرّ الكرماء الذين لا يرضون باللّغو ومخالطة أهله. 73 لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها: لم يسقطوا عليها. صُمًّا وَعُمْياناً: بل سجّدا وبكيا. [70/ ب] وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً: توحيده على المصدر «1» ، أمّ إماما/ كقام قياما أو هو جمع آم كقائم وقيام، أو إمام نفسه جمع إمام، وإن كان على لفظه كقولهم: درع دلاص «2» وأدرع دلاص، وناقة هجان «3» ونوق هجان،   (1) ينظر هذا المعنى في الكشاف: 3/ 1040، والتبيان للعكبري: 2/ 992، وتفسير القرطبي: 13/ 83. (2) درع دلاص: براقة ملساء لينة بينة الدّلص، ويقال: درع دلاص وأدرع دلاص، الواحد والجمع على لفظ واحد» . انظر الصحاح: 3/ 1040، واللسان: 7/ 37 (دلص) . (3) الهجان من الإبل: البيض الكرام ويستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع، يقال: بعير هجان وناقة هجان. وفي اللسان: 13/ 431 (هجن) عن ابن سيده: «الهجان من الإبل البيضاء الخالصة اللون» . وانظر تهذيب اللغة: 6/ 58، والصحاح: 6/ 2216 (هجن) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 وفقهه أنه يكسر فعيل على فعال كثيرا، فيكسر فعال على فعال أيضا لأنّ فعيلا وفعالا أختان كلاهما ثلاثي الأصل وثالثة حرف لين، وقد اعتقبا أيضا على الشيء الواحد، نحو عبيد وعباد، وكليب وكلاب. 77 ما يَعْبَؤُا بِكُمْ: ما يصنع بكم «1» ، أو أيّ وزن يكون لكم «2» ؟. لَوْلا دُعاؤُكُمْ: رغبتكم إليه وطاعتكم له، أو دعاؤه إياكم إلى طاعته. وقيل «3» : ما يصنع بعذابكم لولا ما تدعون من دونه. فَقَدْ كَذَّبْتُمْ: على القول [الأول] «4» قصّرتم في طاعتي «5» . لِزاماً: عذابا لازما.   (1) هذا قول الفراء في معانيه: 2/ 275، وذكره الطبري في تفسيره: 19/ 55. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 169 عن مجاهد، وابن زيد. ونقل الفخر الرازي في تفسيره: 24/ 116 عن الخليل: «ما أعبأ بفلان، أي: ما أصنع به. كأنه يستقله ويستحقره» . (2) في معاني القرآن للزجاج: 4/ 78: «وتأويل: ما يَعْبَؤُا بِكُمْ أي: أيّ وزن يكون لكم عنده، كما تقول: ما عبأت بفلان، أي: ما كان له عندي وزن ولا قدر. وأصل العبء في اللغة الثقل، ومن ذلك: عبأت المتاع جعلت بعضه على بعض» . وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 82، وتفسير الطبري: 19/ 55، والكشاف: 3/ 103، والمفردات: 320. (3) ذكر نحوه ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: 438، فقال: «في هذه الآية مضمر، وله أشكلت، أي: ما يعبأ بعذابكم ربي لولا ما تدعونه من دونه من الشريك والولد. ويوضح ذلك قوله: فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً، أي: يكون العذاب لمن كذب ودعا من دونه إلها لازما» اه. وأشار الطبري في تفسيره: 19/ 57 إلى قول ابن قتيبة فقال: «وقد كان بعض من لا علم له بأقوال أهل العلم يقول في تأويل ذلك: قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ما تدعون من دونه من الآية والأنداد. وهذا قول لا معنى للتشاغل به لخروجه عن أقوال أهل العلم من أهل التأويل» . [ ..... ] (4) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 169، وقال: «مأخوذ من قولهم: قد كذب في الحرب، إذا قصّر» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 ومن سورة الشعراء 4 فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ: جماعاتهم، عن عنق من النّاس: جماعة «1» . وقيل «2» : رؤساؤهم، ومن حملها على ظاهرها استعارة فتذكيرها للإضافة إلى المذكر. ومعنى «ظلت» تظلّ، والماضي في الجزاء بمعنى المستقبل، كقولك: إن زرتني أكرمتك، أي: أكرمك «3» . 7 زَوْجٍ كَرِيمٍ: منتفع به، ك الكريم في النّاس: النّافع المرضيّ، ومعنى الزوج: كلّ نوع معه قرينه من أبيض وأحمر وأصفر، ومن حلو وحامض، ومن رائحة مسكيّة وكافوريّة. 13 فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ: ليعينني ويؤازرني «4» .   (1) ذكر الأخفش هذا القول في معانيه: 2/ 644، وقال الزجاج في معانيه: 4/ 83: «وجاء في اللغة: جماعاتهم، يقال: جاء لي عنق من الناس، أي: جماعة» . (2) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 277، والطبري في تفسيره: 19/ 59، ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 381، والقرطبي في تفسيره: 13/ 89 عن مجاهد. وانظر المفردات للراغب: 350، وزاد المسير: 6/ 116. (3) ينظر معاني القرآن للأخفش: 2/ 644، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 174، والبحر المحيط: 7/ 5. (4) قال الفراء في معانيه: 2/ 278: «ولم يذكر معونة ولا مؤازرة. وذلك أن المعنى معلوم كما تقول: لو أتاني مكروه لأرسلت إليك، ومعناه: لتعينني وتغيثني وإذا كان المعنى معلوما طرح منه ما يرد الكلام إلى الإيجاز» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 620 16 إنَّا رَسُولُ : يذكر الرسول بمعنى الجمع «1» ، أو كلّ واحد منا رسول «2» . أو هو في موضع رسالة فيكون صفة بمعنى المصدر «3» . 20 وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ: الجاهلين «4» بأنّها تبلغ القتل. ومعنى إِذاً: إذ ذاك «5» . 19 وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ: أي: بحق نعمتي وتربيتي «6» . 22 وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ: كأنّه اعترف بنعمته أن «7» لم يستعبده كما استعبدهم، أو هو على الإنكار «8» ، وتقدير الاستفهام، كأنه: أو تلك نعمة؟ أي: تربيتك نفسا مع إساءتك إلى الجميع. 32 ثُعْبانٌ مُبِينٌ: أي: وجه الحجة به. 36 أَرْجِهْ «9» : أخّره واحبسه.   (1) ذكره اليزيدي في غريب القرآن: 281، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 316. (2) أورده الماوردي في تفسيره: 3/ 172، وقال: «ذكره ابن عيسى» . وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 382 دون عزو، وكذا الزمخشري في الكشاف: 3/ 108. (3) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 84، وذكره اليزيدي في غريب القرآن: 281، ونقله ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 316 عن أبي عبيدة. وانظر تفسير الطبري: 19/ 65، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 85، وتفسير الماوردي: 3/ 172. (4) تفسير الطبري: 19/ 67، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 86، وتفسير الماوردي: 3/ 172. والضمير في قول المؤلف: «بأنها» يرجع إلى الضربة التي قتل بها موسى عليه السلام القبطي. (5) تفسير القرطبي: 13/ 95. (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 279، وتفسير الطبري: 19/ 66، ومعاني الزجاج: 4/ 86. (7) في «ك» : أنه، وفي معاني القرآن للفراء: 2/ 279: «يقول: هي- لعمري- نعمة إذ ربيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. ف «أن» تدل على ذلك» . (8) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 86. [ ..... ] (9) تقدم بيان معنى هذه اللفظة عند تفسير قوله تعالى: قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ ... فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ [الأعراف: آية: 111] . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 [71/ أ] لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ «1» : أي: كلّ واحد/ قليل ذليل، فجمع على المعنى «2» . وشرذمة كلّ شيء: بقيّته «3» ، وكانوا ستمائة ألف وسبعين ألفا «4» . 56 حذرون «5» : متيقظون «6» ، وحاذِرُونَ: مستعدون بالسلاح ونحوه «7» . وأصل «فعل» للطبع و «فاعل» للتكلّف «8» . 60 مُشْرِقِينَ: داخلين في وقت شروق الشّمس وهو طلوعها «9» .   (1) من قوله تعالى: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ [آية: 54] . (2) ينظر تفسير الطبري: 19/ 75، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 91، وتفسير الماوردي: 3/ 174. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 86، وتفسير الطبري: 19/ 74، والمحرر الوجيز: 11/ 111. (4) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 75 عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 100 (سورة الشعراء) . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 295، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن مسعود. وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 91، وتفسير الماوردي: 3/ 174، ومفحمات الأقران: 151. (5) «حذرون» بغير ألف، قراءة أبي عمرو بن العلاء، ونافع، وابن كثير. السبعة لابن مجاهد: 471، والتبصرة لمكي: 278، والتيسير لأبي عمرو الداني: 165. (6) ينظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 92، وحجة القراءات: 517، وتفسير الماوردي: 3/ 175. (7) «حاذرون» بألف، قراءة عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، كما في السبعة لابن مجاهد: 471، والتيسير للداني: 165. (8) معاني القرآن للفراء: 2/ 280، وغريب القرآن لليزيدي: 282، وتفسير الطبري: 19/ 77، والكشف لمكي: 2/ 151. (9) تفسير الماوردي: 3/ 175. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 63 كُلُّ فِرْقٍ: كلّ جزء انفرق منه. والفرق والفريقة: القطيع من الغنم يشذّ عن معظمها «1» . 64 وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ: قرّبناهم إلى البحر- بحر القلزم «2» - الذي يسلك النّاس فيه من اليمن ومكة إلى مصر. 66 ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ: الآخر الثاني من قسمي أحد، كقولك: أعطي أحدهما وحرم الآخر، والآخر الثاني من قسمي الأول تقول: أعطي الأول وحرم الآخر. 67 وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ: أي: لم يؤمن أكثرهم مع هذا البرهان فلا تستوحش أيّها المحق «3» . 77 فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ: أي: إلّا من عبد ربّ العالمين «4» . 82 أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي: على التلطف فيما هو كائن كالعلم إذا جاء على المظاهرة في الحجاج ذكر بالظن، أي: يكفي في مثله الظن «5» . 84 لِسانَ صِدْقٍ: ثناء حسنا، أو خلفا يصدّق بالحق بعدي، وهو محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون «6» به.   (1) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 92، وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 126. ينظر الصحاح: (4/ 1542، 1543) ، واللسان: 10/ 304 (فرق) . (2) وهو المعروف الآن بالبحر الأحمر. (3) قال الفخر الرازي- رحمه الله- في تفسيره: 24/ 141: «وفي ذلك تسلية له (أي النبي صلى الله عليه وسلم) فقد كان يغتم بتكذيب قومه مع ظهور المعجزات عليه فنبهه الله تعالى بهذا الذكر على أن له أسوة بموسى وغيره، فإن الذي ظهر على موسى من هذه المعجزات العظام التي تبهر العقول لم يمنع من أن أكثرهم كذبوه وكفروا به مع مشاهدتهم لما شاهدوه في البحر وغيره. فكذلك أنت يا محمد لا تعجب من تكذيب أكثرهم لك واصبر على إيذائهم فلعلهم أن يصلحوا ويكون في هذا الصبر تأكيد الحجة عليهم» اه. (4) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره: 3/ 389 عن الحسين بن الفضل. [ ..... ] (5) ينظر تفسير الفخر الرازي: 24/ 145. (6) ذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 125 عن مكي، ثم قال: «وهذا معنى حسن إلا أن لفظ الآية لا يعطيه إلا بتحكم في اللفظ» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 86 وَاغْفِرْ لِأَبِي: اجعله من أهل المغفرة. 89 بِقَلْبٍ سَلِيمٍ: مسلم أو سالم من الشّكّ «1» ، والجوارح إنّما تسلم بسلامة القلب. 94 فَكُبْكِبُوا: قلبوا بعضهم على بعض «2» ، أو كبّوا وأسقطوا على وجوههم «3» ، وحقيقته تكرر الانكباب «4» . 98 نُسَوِّيكُمْ: نشرككم في العبادة. 101 صَدِيقٍ حَمِيمٍ: قريب. حمّ الشّيء: قرب «5» ، أو الصّديق: الذي يصدق في المودّة، والحميم: الذي يحمي لغضب صاحبه «6» . 128 رِيعٍ: مكان مشرف «7» ، آيَةً: بناء يكون لارتفاعه كالعلامة. 137 خُلُقُ «8» الْأَوَّلِينَ: خرصهم واختلاقهم «9» ، وإن أراد الإنشاء   (1) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 19/ 87 عن مجاهد. وقال البغوي في تفسيره: 3/ 390: «أي خالص من الشرك والشك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد، هذا قول أكثر المفسرين» . (2) غريب القرآن لليزيدي: 282، ومعاني الزجاج: 4/ 94، ومعاني النحاس: 5/ 89. (3) ذكره الطبري في تفسيره: 19/ 88، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 179 عن ابن زيد، وقطرب. وانظر المفردات للراغب: 420، وتفسير القرطبي: 13/ 116. (4) هذا قول الزجاج في معانيه: 4/ 94، ونص كلامه: «ومعنى «كبكبوا» طرح بعضهم على بعض، وقال أهل اللغة: معناه هوّروا، وحقيقة ذلك في اللغة تكرير الانكباب كأنه إذا ألقى ينكبّ مرة بعد مرة حتى يستقر فيها يستجير بالله منها» . وانظر اللسان: 1/ 697 (كبب) ، وزاد المسير: 6/ 132. (5) الصحاح: 5/ 1904، واللسان: 12/ 152 (حمم) . (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 180 عن ابن عيسى. (7) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 88، وغريب القرآن لليزيدي: 283، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 318، وتفسير الطبري: 19/ 93، والمفردات للراغب: 208. (8) بفتح الخاء المعجمة وإسكان اللام، قراءة الكسائي، وأبي عمرو، وابن كثير. السبعة لابن مجاهد: 472، والتبصرة لمكي: 278، والتيسير للداني: 166. (9) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 281، وتفسير الطبري: 19/ 97، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 97. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 فالمعنى: ما خلقنا إلا كخلق الأولين ونراهم يموتون ولا يبعثون. و «خلق «1» الأولين» بالضّم: عادتهم في ادعاء الرسالة «2» ، فيرجع الضمير إلى الأنبياء أو إلى آبائهم، أي: تكذيبنا لك كتكذيب آبائنا للأنبياء. 148 طَلْعُها/ هَضِيمٌ «3» : منضمّ منفتق انشق عن البسر لتراكب «4» بعضه بعضا. 149 فرهين «5» : أشرين، وفارهين: حاذقين «6» . 153 الْمُسَحَّرِينَ: المسحورين مرّة بعد أخرى «7» . وقيل: المعلّلين بالطعام والشراب. ولم يقل في شعيب: أخوهم «8» ، لأنه لم يكن من نسبهم «9» .   (1) بضم الخاء واللام، قراءة نافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة. (2) ينظر معاني الفراء: 2/ 281، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 97، والبحر المحيط: (7/ 33، 34) . (3) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 319: «والهضيم: الطلع قبل أن تنشق عنه القشور وتنفتح. يريد: أنه منضم مكتنز. ومنه قيل: أهضم الكشحين، إذا كان منضمهما» . [ ..... ] (4) في «ج» : كتراكب. (5) «فرهين» بغير ألف قراءة ابن كثير، ونافع وأبي عمرو، وقرأ عاصم وابن عامر، وحمزة، والكسائي «فارهين» بألف. ينظر السبعة لابن مجاهد: 472، والتبصرة لمكي: 278، والتيسير للداني: 166. (6) راجع هذا المعنى، وتوجيه القراءتين في معاني القرآن للفراء: 2/ 282، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 88. (7) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 97 فقال: «وجائز أن يكون من المسحرين، من «المفعلين» من السحر، أي ممن قد سحر مرة بعد مرة» . وانظر تفسير الطبري: 19/ 102، وتفسير الماوردي: 3/ 183. (8) إشارة إلى قوله تعالى: إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ [آية: 177] . (9) قال ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 141: «إن قيل: لم لم يقل: أخوهم كما قال في الأعراف؟ (آية: 85) ، فالجواب: أن شعيبا لم يكن من نسل أصحاب الأيكة، فلذلك لم يقل: أخوهم، وإنما أرسل إليهم بعد أن أرسل إلى مدين، وهو من نسل مدين، فلذلك قال هناك: أخوهم» . وانظر تفسير البغوي: 3/ 397، وتفسير القرطبي: 13/ 135. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 182 بِالْقِسْطاسِ: بالميزان «1» ، وقيل «2» : بالعدل. 189 يَوْمِ الظُّلَّةِ: أظلهم سحاب فاستظلّوا بها من حرّ نالهم فأطبق عليهم فاحترقوا «3» . 193- قوله تعالى: نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ: جبريل عليه السلام لأنّ الأرواح تحيى بما ينزله من البركات، أو لأنّ جسمه رقيق روحانيّ، أو الحياة أغلب عليه فكأنّه روح كله. عَلى قَلْبِكَ: أي: نزل عليه فوعاه فثبت فيه فلا ينساه. 197 أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ: أَنْ يَعْلَمَهُ اسم كان، وآيَةً خبرها، أي: أو لم يكن علم علماء بني إسرائيل ومن آمن منهم بمحمد- عليه السلام- آية لهم؟. 198 عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ: أي: إذا لم يؤمنوا به وأنفوا، كذلك حالهم، وقد أنزلنا عليهم وسلكناه في قلوبهم، أي: هم معاندون. وحكى [محمد] «4» بن أبي موسى قال: كنت واقفا بعرفات مع عبد الله بن مطيع «5» فقرأت هذه الآية، فقال: لو أنزل على جملي هذا وعلى كلّ   (1) ذكره الطبري في تفسيره: 19/ 108، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 183 عن الأخفش، والكلبي. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 90، وغريب القرآن لليزيدي: 284، والمفردات للراغب: 403. (3) ينظر تفسير الطبري: (19/ 109، 110) ، وتفسير ابن كثير: 6/ 170، والدر المنثور: 6/ 320. (4) في الأصل ونسخة «ك» و «ج» : عمر بن أبي موسى، والتصويب من تفسير الطبري: 19/ 114، والتاريخ الكبير للبخاري: 1/ 236، وتهذيب التهذيب: 9/ 483. (5) هو عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة القرشي العدوي المدني، صحابي جليل. أمره ابن الزبير على الكوفة، وقتل معه بمكة سنة ثلاث وسبعين للهجرة. ينظر ترجمته في الاستيعاب: 3/ 994، وأسد الغابة: 3/ 393، والإصابة: 5/ 25. وأشار الحافظ ابن حجر إلى هذا الأثر عن عبد الله بن مطيع، وعزا إخراجه إلى البغوي من طريق داود بن أبي هند عن محمد بن أبي موسى. ووصف هذا الأثر بأنه موقوف. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 دابّة عجماء فقرأ عليهم ما كانوا به مؤمنين «1» . 214 وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ: خصّهم لأنّه يمكنه أن يجمعهم. أو الإنسان يساهل قرابته، فأمر بإنذارهم من غير تليين، أو ليعلموا أنّه لا يغني عنهم من الله شيئا «2» . 218 يَراكَ : رؤية الله الإدراك بما يغني عن بصره «3» . 219 وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ: ليكفيك كيد من يعاديك. 223 يُلْقُونَ السَّمْعَ: الكهنة «4» . 225 يَهِيمُونَ: يجارون ويكذبون «5» . 227 وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا: شعراء المسلمين نافحوا عن النّبي صلى الله عليه وسلم قال عليه السلام لحسّان: «اللهم أيده بروح القدس» «6» .   (1) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 19/ 114 عن عبد الله بن مطيع موقوفا. (2) يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: «قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، قال: يا معشر قريش- أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم لا أغنى عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغنى عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب لا أغنى عنك من الله شيئا ... » . الحديث في صحيح البخاري: 6/ 17، كتاب التفسير، باب قوله: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ، وصحيح مسلم: (1/ 192، 193) ، كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. (3) الأولى إجراء هذه الصفة على ظاهرها بما يليق بجلاله، ولا داعي لمثل هذا التأويل. [ ..... ] (4) أي أن الشياطين يسترقون السمع ثم يلقون ما سمعوه إلى أوليائهم من الإنس وهم الكهنة. ينظر تفسير الطبري: 19/ 125، وتفسير البغوي: 3/ 402، وزاد المسير: 6/ 149. (5) تفسير الطبري: 19/ 128، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 104. (6) أخرجه الإمام البخاري- رحمه الله تعالى- في صحيحه: 4/ 79، كتاب بدء الخلق، باب «ذكر الملائكة صلوات الله عليهم» . والإمام مسلم- رحمه الله تعالى- في صحيحه: 4/ 1933، كتاب فضائل الصحابة، باب «فضائل حسان بن ثابت رضي الله عنه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 ومن سورة النمل 6 لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ: يقال: لقّاني كذا: أعطاني «1» ، فتلقّيته منه: قبلته. 7 بِشِهابٍ قَبَسٍ: مقبوس، أو ذي قبس على الوصف «2» . وبالإضافة «3» يكون الشهاب قطعة من القبس «4» ، و «القبس» النار، كقولك/: ثوب خزّ «5» . 8 نُودِيَ أَنْ بُورِكَ: نودي موسى أنه قدّس من في النّار. مَنْ إما صلة «6» ، أو بمعنى «ما» ، أي: ما في النار من النور أو   (1) ينظر تفسير الماوردي: 3/ 188، والمحرر الوجيز: 11/ 168، واللسان: 15/ 255 (لقا) . (2) أي أن «القبس» صفة ل «شهاب» ، وهي قراءة التنوين لعاصم، وحمزة، والكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد: 478، والتبصرة لمكي: 281، والتيسير للداني: 167، والكشف لمكي: 2/ 154. (3) قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر. (4) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 322، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 199. (5) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 19/ 133 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 189 عن ابن عباس أيضا، وكذا البغوي في تفسيره: 3/ 407، ونقله القرطبي في تفسيره: 13/ 158 عن ابن عباس، والحسن، وسعيد بن جبير. (6) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 155 عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: 13/ 158: «وحكى أبو حاتم أن في قراءة أبيّ، وابن عباس، ومجاهد «أن بوركت النار ومن حولها» . قال النحاس: «ومثل هذا لا يوجد بإسناد صحيح، ولو صح لكان على التفسير، فتكون البركة راجعة إلى النار، ومن حولها إلى الملائكة وموسى» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 الشجرة التي في النار، وكانت تزداد على اشتعال النار اخضرارا. وقيل «1» : بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ: أي: الملائكة، وَمَنْ حَوْلَها: أي: موسى. أو بورك من في طلب النّار، وَمَنْ حَوْلَها، من الملائكة «2» . أو بورك من في النار سلطانه وكلامه، فيكون التقديس لله المتعالي عن المكان والزمان. وفي التوراة «3» : جاء الله من سيناء وأشرق من [ساعير] «4» واستعلن من فاران. أي: منها جاءت آيته ورحمته حيث كلّم موسى بسيناء، وبعث عيسى من [ساعير] ومحمدا من فاران جبال مكة «5» . 10 وَلَمْ يُعَقِّبْ: لم يرجع ولم يلتفت، من «العقب» «6» .   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 189. (2) ذكره القرطبي في تفسيره: 13/ 159. (3) سفر التثنية، الإصحاح الثالث والثلاثون، ص 280، والنص هناك: «وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته، فقال: جاء الربّ من سيناء، وأشرق من سعير، وتلألأ من جبل فاران، وأتى من ربوات القدس ... » ، وأورد البغوي في تفسيره: 3/ 407 هذا النص عن التوراة ولم يعلق عليه، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: (11/ 173، 174) وعزاه إلى الثعلبي. (4) في الأصل: «ساعين» ، والمثبت في النص من «ك» و «ج» ، وفي معجم البلدان: 3/ 171: «ساعير: في التوراة اسم لجبال فلسطين ... وهو من حدود الروم وهو قرية من الناصرية بين طبرية وعكا» . (5) قال ياقوت في معجم البلدان: 4/ 225: «فاران: بعد الألف راء، وآخره نون، كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة ذكرها في التوراة. وقيل: هو اسم لجبال مكة» . [ ..... ] (6) وهو مؤخر الرجل. ينظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 92، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 322، وتفسير الطبري: 19/ 136، والمفردات للراغب: 340، واللسان: 1/ 614 (عقب) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 629 11 إِلَّا مَنْ ظَلَمَ: استثناء منقطع، أي: لكن من ظلم من غيرهم لأنّ الأنبياء لا يظلمون. 12 وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ: كان عليه مدرعة «1» صوف بغير كمين «2» . 13 مُبْصِرَةً: مبصّرة من البصيرة، أبصرته وبصّرته، مثل: أكذبته وكذبته أو ذوات بصر نحو أمر مبين، أي: ذو بيان. 16 وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ: أي: ملكه ونبوّته «3» ، وكانت له تسعة عشر ولدا «4» . عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ: كان يفهمهم «5» كما يتفاهم بعضها عن بعض وكما يفهم بكاء الفرح من بكاء الحزن. وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: يؤتاه الأنبياء والناس «6» . 17 وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ: كان معسكره مائة فرسخ   (1) أي: القميص. النهاية: 2/ 114، واللسان: 8/ 82 (درع) . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 19/ 138 عن مجاهد، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 86 (سورة النمل) . (3) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 288، وأخرجه الطبري في تفسيره: 19/ 141 عن قتادة، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 111 (سورة النمل) . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 344، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره: 6/ 192، ثم قال: «وليس المراد وراثة المال إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده من بين سائر أولاد داود، فإنه كان لداود مائة امرأة، ولكن المراد بذلك وراثة الملك والنبوة فإن الأنبياء لا تورث أموالهم، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن معشر الأنبياء لا نورث ما تركناه» . (4) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 288، والبغوي في تفسيره: 3/ 408، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 191 عن الكلبي. (5) في «ج» : كان يفهم عنهم. (6) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 111، وانظر تفسير البغوي: 3/ 410. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 630 [خمسة] «1» وعشرون للإنس، ومثلها للجن، ومثلاها للطير والوحش «2» . فَهُمْ يُوزَعُونَ: يكفّون ويحبسون، أي: يحبس أولهم على آخرهم «3» . ومعرفة تلك النّملة لسليمان «4» ، وحديث هدهد، على اختصاصهما به وحدهما في زمن نبيّ بما يكون معجزة له، بمنزلة كلام الذئب «5» وكلام الصّبيّ في المهد، وأمّا من كلّ نوع من الحيوان وفي كل زمن فلا فضل في معارف العجم منها على خاص مصالحها. 19 أَوْزِعْنِي: ألهمني، وحقيقته: كفّني عن الأشياء إلّا عن شكرك «6» . 20 وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ: هذا التفقد منه أدب/ للملوك والأكابر في   (1) في الأصل: «خمس» ، والمثبت في النص من «ك» . (2) أخرج نحوه الطبريّ في تفسيره: 19/ 141 عن محمد بن كعب، وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 589، كتاب التاريخ، باب «ذكر نبي الله سليمان بن داود وما آتاه الله من الملك صلى الله عليه وسلم» . (3) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 112، وقال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 323: «وأصل «الوزع» : الكفّ والمنع. يقال: وزعت الرجل: إذا كففته. و «وازع الجيش» هو الذي يكفهم عن التفرق، ويردّ من شذّ منهم» . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 92، وغريب القرآن لليزيدي: 286، وتفسير الطبري: 19/ 141، والمفردات للراغب: 521. (4) يريد قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [آية: 18] . (5) ثبت ذلك في حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 149، كتاب الأنبياء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وذلك أن ذئبا اختطف شاة من الغنم أيام مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانتزعها الراعي منه، فقال الذئب: من لها يوم السّبع. وأما كلام الصّبي في المهد فمنه معجزة عيسى عليه الصلاة والسلام. قال تعالى: وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ [سورة آل عمران: آية: 46] . (6) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: (4/ 112، 113) ، وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 289، وغريب القرآن لليزيدي: 286، وتفسير الطبري: 19/ 143، والمفردات للراغب: 522. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 631 استشفاف «1» أمر الجند ومقابلة من أخلّ منهم بمكانه من الإمكان بما يستحقه. 21 لَيَأْتِيَنِّي: إن كانت النون ثقيلة مشاكلة لقوله: لَأُعَذِّبَنَّهُ، فحذفت إحداهما استثقالا، وإن كانت الخفيفة فلا حذف، ولكن أدغمت في نون الإضافة «2» . 22 مِنْ سَبَإٍ: صرفه لأنّه في الأصل اسم رجل غلب على اسم البلد «3» . 25 أَلَّا يَسْجُدُوا: ألا يا، ثم استؤنف وقال: اسجدوا، وليست «يا» للنداء «4» [بل استعملت للتنبيه كقول الشاعر: ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد ] «5» . وقريء: أَلَّا «6» يَسْجُدُوا أي: زيّن الشّيطان أعمالهم لئلا يسجدوا.   (1) بمعنى النظر في أمرهم. اللسان: 9/ 180 (شفف) . [ ..... ] (2) ينظر هذا المعنى في إعراب القرآن للنحاس: (3/ 202، 203) ، والكشف لمكي: 2/ 155. وقراءة التشديد لابن كثير، وقرأ باقي السبعة بالتخفيف. السبعة لابن مجاهد: 479، والتيسير للداني: 167. (3) ينظر تفسير الطبري: 19/ 147، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 114، والتبيان للعكبري: 2/ 1007، والبحر المحيط: 7/ 66. (4) ورد هذا التوجيه على قراءة التخفيف، وهي للكسائي من السبعة، وهي أيضا قراءة أبي جعفر، ويعقوب في رواية رويس عنه، وهما من العشرة. قال الزجاج في معانيه: 4/ 115: «من قرأ بالتخفيف ف «ألا» لابتداء الكلام والتنبيه، والوقوف عليه «ألايا» ، ثم يستأنف فيقول: اسجدوا لله» . وانظر السبعة لابن مجاهد: 480، والغاية في القراءات العشر لابن مهران: 226، والكشف لمكي: 2/ 156، والنشر: 3/ 226. (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» ، والبيت في البحر: 7/ 68 غير منسوب، وفي اللسان: 2/ 276 (دمج) : الدملجة تسوية الشيء كما يدملج السوار. دملج الشّيء: إذا سوّاه وأحسن صنعته. (6) في الأصل: «أن لا» ، وأثبت رسم المصحف، والتوجيه الذي ذكره المؤلف ورد لقراءة التشديد، وعلى هذه القراءة القراء السبعة إلا الكسائي. ينظر السبعة لابن مجاهد: 480، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 115، وحجة القراءات: 527، والكشف لمكي: 2/ 157، والبحر المحيط: 7/ 68. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 632 31 أَلَّا «1» تَعْلُوا: موضع «أن» رفع على البدل من [كِتابٌ، أو نصب، بمعنى: بأن لا تعلوا «2» . 25 يُخْرِجُ الْخَبْءَ: غيب السّماوات والأرض «3» . وقيل «4» : خبء السماوات المطر، وخبء الأرض النبات. فِي السَّماواتِ: أي: منها، لأنّ ما أخرج من شيء فهو فيه قبله. 40 الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ: رجل من الإنس عنده علم اسم الله الأعظم الذي هو: يا إلهنا وإله الخلق جميعا إلها واحدا لا إله إلّا «5» أنت. وكان يجاب دعوته معجزة لسليمان. قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ: أي: تديم النّظر حتى يرتدّ الطّرف كليلا «6» .   (1) في الأصل: «أن لا» ، والمثبت موافق لرسم المصحف. (2) إعراب القرآن للنحاس: 3/ 209، والبيان لابن الأنباري: (2/ 221، 222) ، والتبيان للعكبري: 2/ 1008. (3) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 291. (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 291، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 324، وتفسير الطبري: 19/ 150. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 13/ 163 عن الزهري، وكذا ابن أبي حاتم في تفسيره: 247 (سورة النمل) ، وفي إسناديهما عثمان بن مطر الشيباني، وهو ضعيف كما في التقريب: 386. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 19/ 164 عن مجاهد، وكذا ابن أبي حاتم بإسناد صحيح، ينظر تفسيره: 253 (سورة النمل) . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 361، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 633 وقيل «1» : هو على المبالغة في السرعة. و «العفريت» «2» : النافذ في الأمر مع خبث ونكر «3» . وفي الحديث «4» : «إنّ الله يبغض العفرية «5» النّفرية» ، أي: الداهي الخبيث. 43 وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ: عن أن تهتدي للحق «6» . وقيل «7» : صدها سليمان عما كانت تعبد. 47 تُفْتَنُونَ: تمتحنون بطاعة الله ومعصيته. 49 تَقاسَمُوا: تحالفوا. 51 إنا دمرناهم: على الاستئناف «8» ، أو معناه بيان العاقبة، أي: انظر أيّ شيء كان عاقبة مكرهم، ثم يفسّره إنا دمرناهم. ويقرأ أَنَّا «9» بمعنى لأنا دمّرناهم، أو على البدل من كَيْفَ.   (1) تفسير الفخر الرازي: 24/ 198. (2) من قوله تعالى: قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ [آية: 39] . (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 294، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 324، وغريب الحديث للخطابي: 1/ 249، واللسان: 4/ 586 (عفر) . [ ..... ] (4) أورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية: 2/ 341، كتاب الطب، باب «كفارات المرض وثواب المريض» بلفظ: «إن الله يبغض العفريت النفريت ... » ، وهو من مسند الحارث بن أبي أسامة، رواه مرسلا. والحديث باللفظ الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في الفائق: 1/ 414، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 107، والنهاية: 3/ 262. (5) في «ج» : العفريت النفرية. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 19/ 167 عن مجاهد، وذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 203 دون عزو. (7) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 295، والطبري في تفسيره: 19/ 168، والماوردي في تفسيره: 3/ 203. (8) على قراءة كسر الهمزة، وهي لنافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر. ينظر السبعة لابن مجاهد: 484، والتبصرة لمكي: 282، والتيسير للداني: 168. (9) وهي قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي كما في السبعة: 484. وانظر توجيه هذه القراءة في حجة القراءات: 532، والكشف لمكي: 2/ 163، والبحر المحيط: 7/ 86. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 634 52 خاوِيَةً: خالية، وهي حال، أي: انظر إليها خاوية. وهذه البيوت بواد القرى بين المدينة والشّام «1» . 54 تُبْصِرُونَ: تعلمون أنها فاحشة فهي أعظم لذنوبكم. وقيل: يرى ذلك بعضهم من بعض/ عتوا وتمرّدا. 56 فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا: نصب جَوابَ خبرا ل «كان» لأنّ النفي أحق بالخبر «2» . يَتَطَهَّرُونَ: قالوه هزءا. والحاجز بين البحرين «3» : المانع أن يختلطا، وفيه دليل على إمكان كف النّار عن الحطب حتى لا تحرقه ولا تسخّنه. 66 بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ [تدارك] «4» أدغمت التاء في الدال واجتلبت ألف الوصل «5» ، والمعنى إحاطة علمهم في الآخرة بها عند مشاهدتهم وكانوا في [شك] «6» منها. أو هو تلاحق علمهم وتساويه بالآخرة بما في العقول من وجوب جزاء الأعمال. بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ من وقت ورودها، بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ: تاركون مع ذلك التأمل.   (1) في تاريخ الطبري: 1/ 204: «وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله» . وانظر هذا الموضع في معجم البلدان: 5/ 345، والروض المعطار: 602. (2) معاني القرآن للزجاج: 4/ 126. (3) من قوله تعالى: وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً ... [آية: 61] . (4) ما بين معقوفين عن هامش الأصل، وعن نسخة «ك» و «ج» . (5) جاء بعده في إعراب القرآن للنحاس: 3/ 218: «لأنه لا يبتدأ بساكن، فإذا وصلت سقطت ألف الوصل وكسرت اللّام لالتقاء الساكنين» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 128، والكشف لمكي: 2/ 165. (6) في الأصل: «شد» ، والمثبت في النص من «ك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 635 72 رَدِفَ لَكُمْ: تبعكم ودنا منكم «1» ، واللام تقتضي زيادة تتابع واتصال مع الدنوّ حتى فسّر ب «عجل لكم» «2» . 82 وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ: وجب الغضب [عليهم] «3» - أو حق القول بأنهم لا يؤمنون- أخذوا بمبادئ العقاب بإخراج الدابّة. وسئل- عليّ رضي الله عنه- عن دابّة الأرض فقال: والله ما لها ذنب وإنّ لها للحية «4» . وقال ابن عباس «5» - رضي الله عنهما-: هي دابّة ذات زغب «6» وريش تخرج من وادي تهامة «7» . وفي الحديث «8» : «يخرج ..........   (1) انظر غريب القرآن لليزيدي: 288، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 326، والمفردات للراغب: 193. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 20/ 10 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 375، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد. وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 128، وتفسير الماوردي: 3/ 209. [ ..... ] (3) المثبت عن «ك» ، وانظر هذا القول في معاني القرآن للفراء: 2/ 300، وتفسير الطبري: 20/ 13. (4) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 397 (تفسير سورة النمل) ، وإسناده ضعيف لأن فيه يونس بن بكير، وهو صدوق يخطئ، ولعنعنة ابن إسحاق عمن روى عنه دون تصريحه بالسماع، وهو معروف بالتدليس. ينظر ترجمة يونس بن بكير في الجرح والتعديل: 9/ 236، والتقريب: 613. وترجمة ابن إسحاق في التقريب: 467. (5) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 404 (تفسير سورة النمل) - بلفظ: «هي دابة ذات زغب وريش لها أربع قوائم ثم تخرج في بعض أودية تهامة» . وإسناده صحيح ورجاله ثقات. وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور: 6/ 381، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، ونعيم بن حماد، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما. (6) الزّغب: صغار الريش ولينه، وقيل: هو دقاق الريش الذي لا يطول ولا يجود. النهاية: 2/ 304، واللسان: 1/ 450 (زغب) . (7) تهامة- بالكسر-: سهول ممتدة تساير البحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال. انظر معجم ما استعجم: 1/ 13، ومعجم البلدان: 2/ 63، والروض المعطار: 141. (8) هذا جزء من حديث طويل أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره: 396، (تفسير سورة النمل) عن علي رضي الله عنه واللفظ عنده: «لتخرج حضر الفرس ثلاثا، وما خرج ثلثاها» . وفي إسناده الليث بن أبي سليم بن زنيم. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب: 464: «صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 636 حضر «1» الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثها بعد» . 87 فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ: أسرع الإجابة «2» ، إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ: من البهائم ومن لا ثواب له ولا عقاب. ومن [حمله] «3» على الفزع بمعنى الخوف كان الاستثناء للملائكة والشهداء. وفي الحديث «4» : «الشهداء ثنيّة الله في الخلق» : أي: استثناؤه فلا يصعقون وهم الأحياء المرزوقون. 89 مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ: أي: قال: لا إله إلّا الله «5» ، فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها: أي: خيره كله منها، لا أنّ الجنّة خير من كلمة التوحيد. 88 وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً: أي: في يوم القيامة تجمع وتسيّر، وكلّ شيء عظم حتى غصّ به الهواء يكون في العين [واقفا وهو سائر] «6» . صُنْعَ اللَّهِ: مصدر، وعامله معنى وَتَرَى الْجِبالَ: أي: صنع ذلك صنعا «7» .   (1) في النهاية: 1/ 398: «الحضر- بالضم-: العدو، وأحضر يحضر فهو محضر إذا عدا» . (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 212، ونقله القرطبي في تفسيره: 13/ 240 عن الماوردي. (3) في الأصل: «حمل» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (4) ذكره البغوي في تفسيره: 3/ 431، وهو من قول كعب الأحبار كما في غريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 130، والنهاية لابن الأثير: 1/ 225. ونسب أيضا إلى سعيد بن جبير. (5) تفسير الطبري: 20/ 22، وتفسير الماوردي: 3/ 213، وتفسير البغوي: 3/ 432. (6) في الأصل و «ج» : «واقفة وهي سائرة» ، وأثبت ما أشار إليه الناسخ في نسخة أخرى. وانظر هذا المعنى في تأويل مشكل القرآن: 4، وتفسير البغوي: 3/ 432، وتفسير القرطبي: 13/ 242. (7) ينظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 130، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 224، والبيان لابن الأنباري: 2/ 227. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 637 ومن سورة/ القصص [73/ أ] 4 شِيَعاً: فرقا، أي: فرّق بني إسرائيل فجعلهم خولا للقبط. 5 وَنُرِيدُ: واو الحال «1» ، أي: يريد فرعون أمرا في حال إرادتنا لضده. وفيه بيان أن سنتنا فيك وفي قومك كهي في موسى وفرعون. 7 وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى: ألهمناها «2» ، ويجوز رؤيا منام «3» . فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ: أن يسمع جيرانك صوته «4» ، وكان موسى ولد في عام القتل، وهارون في عام الاستحياء إذ بنو إسرائيل تفانوا بالقتل «5» ،   (1) قال أبو حيان في البحر المحيط: 7/ 104: وَنُرِيدُ: حكاية حال ماضية، والجملة معطوفة على قوله: إِنَّ فِرْعَوْنَ، لأن كلتيهما تفسير للبناء، ويضعف أن يكون حالا من الضمير في يَسْتَضْعِفُ لاحتياجه إلى إضمار مبتدأ، أي: ونحن نريد، وهو ضعيف. وإذا كانت حالا فكيف يجتمع استضعاف فرعون وإرادة المنة من الله، ولا يمكن الاقتران» . [ ..... ] (2) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 133، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 216 عن ابن عباس، وقتادة. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 216، وقال: «حكاه أبو عيسى» ، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 202 عن الماوردي. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 262: «وجملة أمر أم موسى أنها علمت أن الذي وقع في نفسها هو من عند الله ووعد منه، يقتضي ذلك قوله تعالى: فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ. (4) الكشاف: 3/ 165، وزاد المسير: 6/ 202. (5) في اللسان: 15/ 164 (فنى) : «تفانى القوم قتلا: أفنى بعضهم بعضا، وتفانوا أي أفنى بعضهم بعضا في الحرب» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 638 فقالت القبط: خولنا منهم، وقد فنيت شيوخهم موتا وأولادهم قتلا «1» . 10 فارِغاً: أي: من كلّ شيء إلّا من ذكر موسى «2» ، أو من موسى أيضا لأنّ الله أنساها ذكره، أو ربط على قلبها وآنسه. والربط على القلب تقويته بإلهام الصّبر «3» . إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ: لما رأت الأمواج تلعب بالتابوت كادت تصيح وتقول: يا ابناه «4» . 11 قُصِّيهِ: اتبعي أثره لتعلمي خبره «5» . عَنْ جُنُبٍ: عن بعد وجنابة «6» . وقيل: عن جانب كأنها ليست تريده. 12 وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ: تحريم منع لا شرع «7» . مِنْ قَبْلُ: من قبل أن تجيء أخته» . ومن أمر الله أن استخدم لموسى- عليه السلام- عدوّه في كفالته وهو يقتل العالم لأجله.   (1) تفسير ابن كثير: (6/ 231، 232) ، والدر المنثور: (6/ 389، 390) . (2) ذكره اليزيدي في غريب القرآن: 289، وأخرجه الطبري في تفسيره: (20/ 35، 36) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. ورجحه الطبري، وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 437، وقال: «هذا قول أكثر المفسرين» . (3) عن الزجاج في معاني القرآن: 4/ 134، وزاد المسير: 6/ 205. (4) نص هذا القول في تفسير البغوي: 3/ 437 عن مقاتل. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 303، وتفسير الطبري: 20/ 37، وزاد المسير: 6/ 205. (5) معاني القرآن للفراء: 2/ 202، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 98، والمفردات للراغب: 404. (6) ورد هذا المعنى، وكذلك القول الذي بعده في أثر ذكره الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما معلقا. انظر صحيح البخاري: 6/ 18، كتاب التفسير، سورة القصص، الباب الأول. (7) ينظر تفسير الطبري: 20/ 40، وتفسير القرطبي: 13/ 257. (8) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 219، وقال: «وفي قوله: مِنْ قَبْلُ وجهان أحدهما: ما ذكرناه (أي من قبل مجيء أخته) ، الثاني: من قبل رده إلى أمه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 639 14 وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ: بلغ نهاية القوة وهي ثلاث وثلاثون سنة «1» . ويجوز واحد الأشدّ «شدّة» «2» ك «نعمة» و «أنعم» ، وشد ك «فلس» و «أفلس» وشدّ يقال: هو «ودّي» والجمع أودّ «3» . وَاسْتَوى: استحكم وانتهى شبابه، وذلك إذا تم له أربعون «4» . 15 عَلى حِينِ غَفْلَةٍ: نصف النهار وقت القائلة. هذا مِنْ شِيعَتِهِ: إسرائيلي. فَوَكَزَهُ مُوسى: دفعه بجمع «5» كفه. فَقَضى عَلَيْهِ: قتله. هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ: لأنّ الغضب من نفخ الشّيطان. 17 فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً: دخلت الفاء لأنه يدل أنه لا يكون ظهيرا لهم لما أنعم الله عليه، فهو كجواب الجزاء في أن الثاني لأجل الأول «6» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 20/ 42 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 220 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (2) قال المؤلف- رحمه الله- في كتابه وضح البرهان: 2/ 148: «والأشد لا واحد له من لفظه، وقيل: واحده شدة ... » . وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 99، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 215، واللسان: (3/ 235، 236) (شدد) . [ ..... ] (3) اللسان: 3/ 445 (ودد) . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 20/ 42 عن مجاهد، وقتادة، وابن زيد. وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 3/ 52، والمحرر الوجيز: 11/ 273. (5) عن مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 99، وجمع الكفّ: حين تقبضها، يقال: ضربوه بإجماعهم إذا ضربوا بأيديهم. وضربته بجمع كفي- بضم الجيم-» . وانظر الصحاح: 3/ 1198، واللسان: 8/ 56 (جمع) . (6) ينظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 232، وتفسير القرطبي: 13/ 263، والبحر المحيط: 7/ 110. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 640 18 فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ: أي: الإسرائيلي الذي خلصه موسى استغاث به ثانيا، فقال له/ موسى: إِنَّكَ لَغَوِيٌّ، أي: للقبطي «1» ، فظنّ الإسرائيليّ أنّه عناه، فقال: تريد أن تقتلني كما قتلت [نفسا بالأمس] «2» وسمعه القبطيّ فسعى به «3» . 20 وَجاءَ رَجُلٌ: كان نجارا مؤمنا من آل فرعون اسمه حزبيل «4» . 20 يَأْتَمِرُونَ بِكَ: يتشاورون في قتلك، أي: يأمر بعضهم بعضا. 21 خائِفاً يَتَرَقَّبُ: أن يلحقه من يطلبه. تَذُودانِ: غنمهما أن تقرب الماء «5» . يُصْدِرَ «6» الرِّعاءُ: ينصرف الرعاة، ويُصْدِرَ: قريب من يصدر لأنّ الرعاة إذا صدروا فقد أصدروا، إلّا أنّ المفعول في يُصْدِرَ   (1) وقيل: بل قال ذلك للإسرائيلي. ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 222، والبغوي في تفسيره: 3/ 440. ووصفه البغوي بأنه أصوب وعليه الأكثرون. (2) ما بين معقوفين عن «ك» . (3) أخرج الطبري نحو هذه الرواية في تفسيره: 20/ 48 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر تفسير الماوردي: 3/ 222، وتفسير ابن كثير: (6/ 235، 236) . (4) كذا في «ك» ، والذي ورد في التفاسير: «حزقيل» . ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 223 عن الضحاك، والكلبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 402 وعزا إخراجه إلى ابن المنذر عن ابن جريج. قال القرطبي في تفسيره: 13/ 266: «قال أكثر أهل التفسير: هذا الرجل هو حزقيل بن صورا مؤمن آل فرعون، وكان ابن عم فرعون. ذكره الثعلبي» . (5) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 332: «أي تكفان غنمهما» . وحذف «الغنم اختصارا» . (6) بفتح الياء وضم الدال، وهي قراءة ابن عامر، وأبي عمرو. وقرأ باقي السبعة بضم الياء وكسر الدال. السبعة لابن مجاهد: 492، والتبصرة لمكي: 286، والتيسير للداني: 171. وانظر توجيه القراءتين في معاني الزجاج: 4/ 139، وحجة القراءات: 543، والكشف لمكي: 2/ 173. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 641 محذوف كما هو محذوف في [قوله] «1» : لا نَسْقِي، وتَذُودانِ. 24 رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ: كان أدركه جوع شديد «2» . 25 نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ: ليس لفرعون سلطان بأرضنا. وكان بين مصر ومدين «3» ثماني ليال نحو ما بين الكوفة والبصرة. 26 الْقَوِيُّ الْأَمِينُ: قوّته سقية الماشية بدلو واحدة وحده. وأمانته غضّ طرفه وأمره لها أن تمشي خلفه. 27 عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي: تأجر لي، أي: تكون أجيرا لي «4» ، وإن كان الصداق لها، إذ مال الولد في الإضافة للوالد، ولأنّ القبض إليه. 28 وَكِيلٌ: شاهد على عقدنا. 29 جَذْوَةٍ: قطعة من النار «5» . جذوت: قطعت. 31 تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ: انقلاب العصا حيّة دليل أن الجواهر جنس واحد، إذ لا حال أبعد إلى الحيوان من الخشب. 32 وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ: اضمم يدك إلى صدرك يذهب الله ما بك من فرق «6» ، أي: لأجل الحيّة. أو هو على التوطين والتسكين   (1) عن نسخة «ج» . (2) ينظر تفسير الطبري: (20/ 58، 59) ، وتفسير الماوردي: 3/ 225، وتفسير البغوي: 3/ 441. (3) مدين: بفتح أوله وسكون ثانيه، وفتح الياء المثناة من تحت، وآخره نون مدينة على البحر الأحمر محاذية لتبوك، وهي مدينة شعيب عليه السلام. معجم البلدان: 5/ 77، والروض المعطار: 525. (4) هذا قول الزجاج في معانيه: 4/ 141، وانظر تفسير البغوي: 3/ 442، وزاد المسير: 6/ 215، واللسان: 4/ 11 (أجر) . [ ..... ] (5) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 332، وتفسير الطبري: 20/ 69، والمفردات: 90، واللسان: 14/ 138 (جذا) . (6) الفرق- بالتحريك-: الخوف والفزع. الصحاح: 4/ 1541، واللسان: 10/ 304 (فرق) ، والنهاية: 3/ 438. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 642 كما يقال: ليسكن جأشك وليفرخ روعك «1» . والحكمة في تكرر هذه القصص أنّ المواعظ تكرر على الأسماع ليتقرر في الطباع. أو هو التحدي إلى الإتيان بمثله، ولو بترديد بعض هذه القصص، أو تسلية للنّبيّ وتحسيرا للكافرين حالا بعد حال. 41 وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً: من الجعل بمعنى «الوصف» ، كقوله: جعلته رجل سوء «2» . أو ذلك في الحشر حيث يقدمون أتباعهم إلى النار. 42 مِنَ الْمَقْبُوحِينَ: الممقوتين، قبحه الله وقبّحه «3» . قال عمّار لمن تناول عائشة: اسكت مقبوحا منبوحا «4» .   (1) ينظر ما سبق في تفسير البغوي: 3/ 445، والكشاف: 3/ 175، والمحرر الوجيز: 11/ 298، وزاد المسير: 6/ 219، وتفسير القرطبي: 13/ 284. (2) ذكر نحوه الزمخشري في الكشاف: 3/ 180، فقال: «معناه: ودعوناهم أئمة دعاة إلى النار، وقلنا: إنهم أئمة دعاة إلى النار كما يدعى خلفاء الحق أئمة دعاة إلى الجنة، وهو من قولك: جعله بخيلا وفاسقا إذا دعاه وقال إنه بخيل وفاسق. ويقول أهل اللغة في تفسير فسقه وبخله جعله بخيلا وفاسقا، ومنه قوله تعالى: وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً اه. وأورد الفخر الرازي نحو هذا القول في تفسيره: 24/ 254 عن الجبائي، من أئمة المعتزلة. وقال الفخر الرازي: «تمسك به الأصحاب في كونه- تعالى- خالقا للخير والشر» . وأورد أبو حيان في البحر: 7/ 120 نص كلام الزمخشري، وعقّب عليه بقوله: «وإنما فسر «جعلناهم» بمعنى: دعوناهم لا بمعنى صيّرناهم جريا على مذهبه من الاعتزال لأن في تصييرهم أئمة خلق ذلك لهم، وعلى مذهب المعتزلة لا يجوزون ذلك من الله ولا ينسبونه إليه» . (3) إذا جعله قبيحا. انظر تفسير البغوي: 3/ 447، والمفردات للراغب: 390، وتفسير القرطبي: 13/ 290. (4) أي: مبعدا، وانظر قول عمار رضي الله عنه في الفائق: 3/ 402، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 215، والنهاية: 4/ 3. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 643 [74/ ب] ساحران «1» تظاهرا/: هما موسى ومحمد «2» عليهما السلام، وذلك حين بعث أهل مكة إلى يهود مدينة فأخبروه بنعته وأوان مبعثه من كتابهم، وسِحْرانِ: التوراة والقرآن «3» . 49 هُوَ أَهْدى مِنْهُما: من كتابي موسى ومحمد عليهما السلام. 51 وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ: في الخبر عن أمر الدنيا والآخرة «4» . وقيل «5» : بما أهلكنا من القرون قبلهم ليتذكروا. 52 بِهِ يُؤْمِنُونَ: بالقرآن «6» . 54 مَرَّتَيْنِ: أي: بإيمانهم بالكتاب قبل محمد وبالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. 55 سَلامٌ عَلَيْكُمْ: بيننا وبينكم المتاركة والتسليم. 61 مِنَ الْمُحْضَرِينَ: للجزاء أو إلى النار «7» .   (1) هذه قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي سِحْرانِ بدون ألف قبل الحاء. ينظر السبعة لابن مجاهد: 495، والتبصرة لمكي: 287، والتيسير للداني: 172. (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 306، وتفسير الطبري: (20/ 83، 84) ، ومعاني الزجاج: 4/ 148، والكشف لمكي: 2/ 175. (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 306، وتفسير الطبري: 20/ 84، وتفسير الماوردي: 3/ 231، وحجة القراءات: 547. (4) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 20/ 88 عن ابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 231، والبغوي في تفسيره: 3/ 449 عن ابن زيد أيضا. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 20/ 88 عن قتادة، وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 148، وتفسير الماوردي: 3/ 231، وتفسير القرطبي: 13/ 296. (6) ذكره الطبري في تفسيره: 20/ 88، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 232 عن يحيى بن سلام. وانظر تفسير البغوي: 3/ 449. (7) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 334، وأخرجه الطبري في تفسيره: 20/ 97 عن قتادة، ومجاهد. وانظر تفسير الماوردي: 3/ 235، وتفسير البغوي: 3/ 451. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 644 68 وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ: أي: الذي هو خير «1» لهم. ويجوز نفيا «2» ، أي: ما كان لهم الخيرة على الله وله الخيرة عليهم. 76 إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى: كان ابن أخته «3» . بغى عليه «4» : طلب العلو بغير حق. لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ: يثقلها حتى تمليها كأنه لتميل «5» بالعصبة من الثقل. ناء: مال، والنّوء: الكوكب، مال عن العين عند الغروب «6» . لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ: البطرين «7» .   (1) تكون «ما» على هذا المعنى موصولة. ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 125، والنحاس في إعراب القرآن: 3/ 241، والزمخشري في الكشاف: 3/ 188، وأبو حيان في البحر المحيط: 7/ 129، وهو اختيار الطبري في تفسيره: 20/ 100. [ ..... ] (2) رجحه الزجاج في معانيه: (4/ 151، 152) ، وانظر هذا القول في البيان لابن الأنباري: 2/ 235، والتبيان للعكبري: 2/ 1024، والبحر المحيط: 7/ 129. (3) كذا في «ك» ، ولم أقف على هذا القول، والذي ورد في التفاسير أنه ابن أخيه، فلعله تصحف هنا. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 329: «واختلف الناس في قرابة قارون لموسى عليه السلام، فقال ابن إسحاق: هو عمه. وقال ابن جريج، وإبراهيم النخعي: هو ابن عمه، وهذا أشهر، وقيل: ابن خالته، فهو بإجماع رجل من بني إسرائيل، كان ممن آمن بموسى، وحفظ التوراة، وكان من أقرأ الناس لها، وكان عند موسى عليه السلام من عبّاد المؤمنين، ثم لحقه الزهو والإعجاب ... » . وانظر الاختلاف في قرابته لموسى عليه السلام في تفسير الطبري: 20/ 105، وتفسير البغوي: 3/ 454، وتفسير ابن كثير: 6/ 263. (4) يريد قوله تعالى: فَبَغى عَلَيْهِمْ [آية: 76] . (5) في «ج» : تميل. (6) الصحاح: 1/ 79، واللسان: 1/ 176 (نوا) . (7) غريب القرآن لليزيدي: 293، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 335، وتفسير الطبري: 20/ 111، وتفسير القرطبي: 13/ 313. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 645 79 فِي زِينَتِهِ: في موكبه على بغلة شهباء بمركب ذهب في لباس أرجواني «1» . 81 فَخَسَفْنا بِهِ: قال موسى: يا أرض خذيه فابتلعته، فقيل: أهلكه ليرثه، فخسف بداره «2» . 82 وَيْكَأَنَّ اللَّهَ: قيل: «وي» مفصول، وهو اسم سمّي به الفعل، أي: أعجب، ثم ابتدأ وقال: «كأن الله يبسط» «3» . وقيل «4» : بأنه «ويك بأنّ الله» فحذفت الباء، ومعناه: ألم تر؟ أو ألم تعلم؟ أو معناه: «ويح» أو «ويلك» «5» ، ومعنى الجميع التنبيه. 85 فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ: أنزل على لسانك فرائضه «6» ، أو فرض العمل به «7» أو حملك تبليغه «8» .   (1) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 20/ 115، عن ابن جريج، والحسن. ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 455 عن مقاتل، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 243 إلى وهب بن منبه. قال الزجاج في معاني القرآن: 4/ 156: «الأرجوان في اللغة صبغ أحمر» . (2) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 240 عن مقاتل، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 3/ 245، والقرطبي في تفسيره: 13/ 317. (3) هذا قول الخليل في كتابه: العين 8/ 443، وهو عن الخليل أيضا في الكتاب لسيبويه: 2/ 154، وتأويل مشكل القرآن: 526، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 157، وصحح الزجاج هذا القول. (4) انظر هذا القول في الكتاب لسيبويه: 2/ 154، ومعاني الأخفش: 2/ 654، وتفسير الطبري: 20/ 120، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 156، والبحر المحيط: 7/ 135. (5) ذكره الخليل في العين: 8/ 442. وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 312، ومعاني الزجاج: 4/ 156، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 244. (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 241 عن ابن بحر. (7) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 336، والزجاج في معانيه: 4/ 157، وأورده الماوردي في تفسيره: 3/ 241، وقال: «حكاه النقاش» . ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 458 عن عطاء. (8) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 241، وقال: «حكاه ابن شجرة» . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 646 لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ: مكة «1» . نزلت ب «الجحفة» حين عسف «2» به الطريق إليها فحنّ. 88 إِلَّا وَجْهَهُ: إلّا ما أريد به وجهه «3» .   (1) ورد هذا القول في أثر أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 18، كتاب التفسير، باب إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر هذا القول في تفسير الطبري: 20/ 125، وتفسير الماوردي: 3/ 241، وتفسير ابن كثير: 6/ 270. (2) قال ابن الأثير في النهاية: 3/ 237: «العسف في الأصل: أن يؤخذ المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم» . وفي الصحاح: 4/ 1403 (عسف) : «العسف: الأخذ على غير الطريق» . (3) ذكره الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 17، كتاب التفسير، تفسير سورة القصص. وذكره الطبري في تفسيره: 3/ 127، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 242 عن سفيان الثوري، وأورده ابن الجوزي في تفسيره: 6/ 252، وقال: «رواه عطاء عن ابن عباس، وبه قال الثوري» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 647 ومن سورة العنكبوت 2 أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا: موضع أَنْ نصب بمعنى: لأن يقولوا، أو على البدل من أَنْ الأولى فيعمل فيه «حسب» «1» . وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ: بالأوامر والنواهي «2» ، أو في أموالهم وأنفسهم «3» . 3 فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ: يظهرنّه ويميّزنّه، أو يعلمه كائنا واقعا. [75/ أ] 4 أَنْ يَسْبِقُونا: يفوتونا فوت السابق لغيره «4» /. 5 مَنْ كانَ يَرْجُوا: ... مَنْ رفع بالابتداء، وكانَ خبره، وجواب الجزاء فَإِنَّ، كقولك: إن كان زيد في الدار فقد صدق الوعد. 7 وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ: هو طاعتهم لله فلا شيء أحسن منه. 10 جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ: في قوم من مكة أسلموا، فلما فتنوا وأوذوا ارتدّوا «5» .   (1) عن معاني القرآن للزجاج: (4/ 159، 160) ، وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 314، وتفسير الطبري: 20/ 128، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 247، والبحر المحيط: 7/ 139. (2) ذكره البغوي في تفسيره: 3/ 460، وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 255 دون عزو. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 20/ 128 عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 243، عن مجاهد أيضا. وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 159. (4) تفسير الطبري: 20/ 130، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 160، وزاد المسير: 6/ 256. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 20/ 133 عن الضحاك، ونقله الواحدي في أسباب النزول: 396 عن الضحاك أيضا. وانظر الدر المنثور: 6/ 453. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 648 12 وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ: أي: اكفروا، فإن كان عليكم شيء فهو علينا. 13 وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ: أي: أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم «1» ، أو هي أوزار السنن الجائرة «2» . 20 يُنْشِئُ النَّشْأَةَ: أي: ينشئ الخلق فينشئون. وقريء (النشاءة) «3» . 21 يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ: بالانقطاع إلى الدنيا «4» . وقيل «5» : بسوء الخلق. 22 وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ: لو كنتم فيها «6» ،   (1) ذكره الطبري في تفسيره: 20/ 135، وأخرج نحو هذا القول عن ابن زيد. وقال البغوي في تفسيره: 3/ 463: «نظيره قوله عز وجل: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ [النحل: 25] . (2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 245، ويدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2674، كتاب العلم، باب «من سن سنة حسنة أو سيئة» عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» . (3) هذه قراءة أبي عمرو، وابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد: 498، والتبصرة لمكي: 289، والتيسير للداني: 173. وقال مكي في الكشف: 2/ 178: «والنشاءة- بالمد- هو المصدر كالإعطاء، يدل على المدّة الثانية في الخلق كالكرة الثانية، فهو مصدر صدر من غير لفظ (ينشئ) ، ولو صدر عن لفظ (ينشى) لقال: الإنشاءة الآخرة، والتقدير فيه: ثم الله ينشئ الأموات، فينشئون النشأة الآخرة، فهو مثل قوله: وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً [آل عمران: 37] ... » . (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 246. (5) المصدر السابق. (6) ذكره الطبري في تفسيره: 20/ 140، والزجاج في معانيه: 4/ 165. وانظر تفسير البغوي: 3/ 464، والمحرر الوجيز: 11/ 375. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 649 أو هو على تقدير: ولا من في السماء «1» . 26 مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي: خارج عن جملة الظالمين على جهة الهجر لهم إلى حيث أمرني ربي، وقد كان هاجر من «كوثى» «2» قرية بسواد الكوفة إلى الشّام. 25 مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ: أي: الآلهة التي اتخذتموها من دونه تتوادّون بها في الدنيا وتتبرأون منها يوم القيامة، فتكون مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ مبتدأ «3» ، والخبر فِي الْحَياةِ الدُّنْيا، أي: مودّة بينكم بسببها كائنة في الدنيا ثم ينقطع يوم القيامة. 29 وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ: أي: سبيل الولد برفض النساء «4» . 32 مِنَ الْغابِرِينَ: الباقين في العذاب.   (1) ذكره الفراء في معاني القرآن: 2/ 315، ثم قال: «وهو من غامض العربية، للضمير الذي لم يظهر في الثاني» . قال أبو حيان في البحر: 7/ 247: «وهذا عند البصريين لا يكون إلا في الشعر لأن فيه حذف الموصول وإبقاء صلته» . وانظر القول الذي أورده المؤلف- رحمه الله- في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة: 217، وتفسير الطبري: 20/ 139، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 165، والمحرر الوجيز: 11/ 375. (2) كوثى- بالضم ثم السكون، والثاء مثلثة، وألف مقصورة. كذا ضبطه ياقوت في معجم البلدان: 4/ 487. وانظر هذا الموضع في معجم ما استعجم: 4/ 1138، والروض المعطار: 503. أما السواد فسمي بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار. معجم البلدان: 3/ 272. (3) على قراءة أبي عمرو، والكسائي، وابن كثير برفع «مودة» . انظر السبعة لابن مجاهد: 499، والتيسير للداني: 173، والكشف لمكي: 2/ 178، وحجة القراءات: 550، والتبيان للعكبري: 2/ 1031. (4) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 316، وانظر معاني القرآن للزجاج: 2/ 168، وتفسير الماوردي: 2/ 247، والمحرر الوجيز: 11/ 383، وزاد المسير: 6/ 268. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 650 38 وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ: عقلاء ذوي بصائر «1» ، أو مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها «2» . 41 لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ: إذ لا يكنّ «3» من حرّ أو برد ولا يحصّن عن طالب. 45 وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ: أي: ذكر الله لكم بالرحمة أكبر من ذكركم له بالثناء «4» ، أو ذكركم الله أفضل من جميع عملكم. 46 إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: أي: في إيراد الحجة من غير سباب واضطراب. إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ: أي: منع الجزية وقاتل «5» ، أو أقام على الكفر بعد أن حجّ وألزم «6» . 49 بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ: أي: حفظ القرآن وحفظ الكتاب   (1) هذا قول الفراء في معانيه: 2/ 317، ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 467 عن الفراء أيضا، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 272، والقرطبي في تفسيره: 13/ 344. (2) نص هذا القول في تفسير القرطبي: 20/ 150، ونقله البغوي في تفسيره: 3/ 467 عن قتادة، ومقاتل، والكلبي. (3) أي: لا يفي ولا يصون. الصحاح: 6/ 2188، واللسان: 13/ 361 (كنن) . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (20/ 156، 157) عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 466، وعزا إخراجه إلى ابن السّني، وابن مردويه، والديلمي عن ابن عمر مرفوعا. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 6/ 292: «روي هذا من غير وجه عن ابن عباس، وروي أيضا عن ابن مسعود، وأبي الدرداء، وسلمان الفارسي وغيرهم» . (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 1 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: (6/ 468، 469) ، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد أيضا. (6) ذكره الطبري في تفسيره: 21/ 2، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 249 عن ابن زيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 651 بتمامه لهذه الأمّة «1» . [75/ ب] وفي الحديث «2» : «أنا جيلهم في/ صدورهم وقرابينهم من نفوسهم» . 56 فَإِيَّايَ : الفاء للجزاء، بتقدير: إن ضاق بكم موضع فإيّاي فاعبدون، لأنّ أرضي واسعة «3» . 60 وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ: لما أمروا بالهجرة قالوا: ليس لنا بالمدينة منازل ولا أموال «4» . لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا: لا تدّخر «5» . 66 لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ: على الوعيد، كقوله «6» : فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ.   (1) ذكره الطبري في تفسيره: 21/ 6، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 250، والبغوي في تفسيره: 3/ 471 عن الحسن. (2) ورد نحو هذا القول في حديث طويل أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة: 1/ 77- 79 عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا وفي إسناده سهيل بن أبي صالح. قال أبو نعيم: «وهذا الحديث من غرائب حديث سهيل، لا أعلم أحدا رواه مرفوعا إلا من هذا الوجه، تفرد به الربيع بن النعمان وبغيره من الأحاديث عن سهيل، وفيه لين» . والحديث بلفظ: «أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال، قربانهم الذي يتقربون به إليّ دماؤهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار» . في معجم الطبراني: 10/ 110 حديث رقم (10046) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 8/ 274 وقال: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. (3) ينظر معاني القرآن للزجاج: (4/ 172، 173) ، والكشاف: 3/ 210، والبحر المحيط: 7/ 157. (4) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 253 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا القرطبي في تفسيره: 13/ 360. [ ..... ] (5) معاني القرآن للفراء: 2/ 318، وتفسير الطبري: 21/ 11، ومعاني الزجاج: 4/ 173، وتفسير القرطبي: 13/ 359. (6) سورة الكهف: آية: 29. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 652 ومن سورة الروم 2 غُلِبَتِ الرُّومُ: غلبتهم الفرس في زمن «أنو شروان» «1» ، فأخبر الله رسوله أنّ الروم ستدال «2» على فارس فغلبوهم عام الحديبية «3» . 3 فِي أَدْنَى الْأَرْضِ: في الجزيرة «4» ، وهي أقرب أرض الروم إلى فارس. 4، 5 وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ: الروم على فارس لتصديق الوعد. أو لأنّ ضعف فارس قوة العرب» . 7 يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا: أي: عمرانها «6» ، متى يزرعون   (1) ذكر السهيلي في التعريف والإعلام: 134 أن كسرى الفرس حين غلبوا الروم كان أبرويز بن هرمز بن أنو شروان. وذكر الطبري في تاريخه: 2/ 154 أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان في عهد أنو شروان، وأنه مات وعمر النبي صلى الله عليه وسلم ست سنوات. وانظر أخباره في تاريخ الطبري: (2/ 98، 154، 172) ، والمعارف لابن قتيبة: 663. (2) في «ك» : «ستبدل» ، وفي «ج» : «يدال» . (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 256، وانظر زاد المسير: 6/ 289، وتفسير القرطبي: 14/ 4. (4) الجزيرة: موضع بين العراق والشام، ويطلق على البلاد العليا التي ما بين النهرين الجزيرة. معجم ما استعجم: 2/ 381، ومعجم البلدان، 2/ 134، وبلدان الخلافة الشرقية: 40. (5) عن تفسير الماوردي: 3/ 257، وانظر تفسير الطبري: 21/ 17، وتفسير البغوي: (3/ 475، 476) . (6) أخرج عبد الرزاق نحو هذا القول في تفسيره: 2/ 102 عن قتادة. وأخرجه الطبري في تفسيره: 21/ 22 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 484، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 653 ويحصدون، وكيف يبنون، ومن أين يعيشون. 8 إِلَّا بِالْحَقِّ: إلّا بالعدل، أو إلّا للحق، أي: لإقامة الحق «1» . 10 السُّواى: أي: النّار «2» . 15 يُحْبَرُونَ: يسرّون «3» . والحبرة كل نعمة حسنة «4» . 17 فَسُبْحانَ اللَّهِ: سبحوا الله في هذه الأوقات، وهو مصدر عقيم بمعنى تسبيح الله وتنزيهه. 21 مِنْ أَنْفُسِكُمْ: من شكل أنفسكم. لِتَسْكُنُوا إِلَيْها: سكون أنس إذا كانت من جنسها. 24 وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ: تقديره: ومن آياته البرق يريكم، أو آية يريكم البرق فيها «5» .   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 178، وانظر تفسير الطبري: 21/ 24، وتفسير الماوردي: 3/ 258، وتفسير البغوي: 3/ 478. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 25 عن قتادة، وذكره الفراء في معانيه: 2/ 322. وانظر هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 340، ومعاني الزجاج: 4/ 179، وتفسير القرطبي: 14/ 10. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 120، وغريب القرآن لليزيدي: 297، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 340، وتفسير الطبري: 21/ 27. (4) هذا قول الزجاج في معانيه: 4/ 180، وانظر المحرر الوجيز: 11/ 436، وزاد المسير: 6/ 293، واللسان: 4/ 158 (حبر) . (5) جاء في وضح البرهان: (2/ 166، 167) : «ولم يجيء «أن» في يُرِيكُمُ الْبَرْقَ لأنه عطف على وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ فكان المعطوف بمعنى المصدر، ليكون عطف اسم على اسم. وقيل: تقديره: ويريكم البرق خوفا وطمعا من آياته، فيكون عطف جملة على جملة» اه. وانظر تفسير الطبري: 21/ 33، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 182، والبيان لابن الأنباري: 2/ 250. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 654 خَوْفاً: للمسافر، وَطَمَعاً: للمقيم «1» . أو خَوْفاً: من الصّواعق، وَطَمَعاً: في الغيث «2» . 25 إِذا دَعاكُمْ: أخرجكم بما هو بمنزلة الدعاء «3» . 27 وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ: أي: عندكم «4» ، أو أهون على المعاد لأنّه في الابتداء ينقل حالا فحالا «5» . وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى: الصفة العليا، أي: إذا كان من بنى بناء يهون «6» عليه إعادته مع نقصه فمن لا يلحقه النقص والعجز أحق بالإعادة لما خلق.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 32 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 263 عن قتادة. وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 444، والقرطبي في تفسيره: 14/ 18. وعقب عليه ابن عطية بقوله: «ولا وجه لهذا التخصيص ونحوه، بل الخوف والطمع لكل بشر» . [ ..... ] (2) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 263 عن الضحاك، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 445، والقرطبي: 14/ 18. (3) عن تفسير الماوردي: 3/ 263، واللفظ هناك: «أنه أخرجه بما هو بمنزلة الدعاء، وبمنزلة قوله: كُنْ فَيَكُونُ. قاله ابن عيسى» . (4) في تفسير البغوي: 3/ 481: «قيل: هو أهون عليه عندكم» ، ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 450 عن الحسن، ثم قال: «وقال بعضهم: وهو أهون على المخلوق أن يعيد شيئا بعد إنشائه، فهذا عرف المخلوقين، فكيف تنكرون أنتم الإعادة في جانب الخالق؟» . (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 264، وقال: «وهذا مروي عن ابن عباس» ، وأورده البغوي في تفسيره: 3/ 481، وقال: «وهذا معنى رواية ابن حيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس» . قال ابن عطية- رحمه الله- في المحرر الوجيز: (11/ 450، 451) : «والأظهر عندي عود الضمير على الله تعالى، ويؤيده قوله: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى، لما جاء بلفظ فيه استعارة واستشهاد بالمخلوق على الخالق، وتشبيه بما يعهده الناس من أنفسهم، خلص جانب العظمة بأن جعل له المثل الذي لا يصل إليه تكييف. (6) في «ج» : «فيهون» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 655 28 ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ: أي: لستم تجعلون عبيدكم شركاءكم فكيف «1» ؟. كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ: معناه أن للسيد سلطانا على عبده/ وليس للعبد ذلك عليه، فلا يجوز «2» أن يستويا في الخوف إذا أجريت الأمور على حقها، وأنتم قد جعلتم الخيفة من العبد كالخيفة من مالك العبد إذ عبدتموه كعبادته «3» . 32 وَكانُوا شِيَعاً: صاروا فرقا. 38 فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ: من البرّ وصلة الرحم. 41 ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ: أجدب البر وانقطعت مادة البحر «4» . وقيل «5» : البرّ مدائن البلاد والبحر جزائرها. لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا: أي: جزاءه، أقيم السبب مكان المسبّب «6» . 43 فَأَقِمْ وَجْهَكَ: قصدك، أو اجعل وجهتك للدين القيّم «7» . يَصَّدَّعُونَ: يتفرقون «8» ، فريق إلى الجنّة وفريق إلى النار.   (1) على حذف المستفهم عنه لدلالة ما قبله عليه. (2) في «ك» : «فلا يجب» ، وأشار إليه ناسخ الأصل في الهامش. (3) ينظر ما سبق في تفسير الطبري: 21/ 39، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 184، وزاد المسير: 6/ 299. (4) هذا قول الفراء في معانيه: 2/ 325. (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 269 عن الضحاك. ونقل ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 465 عن الحسن أنه قال: «البر والبحر هما المعروفان المشهوران في اللغة» . قال ابن عطية: «وهذا القول صحيح» ، وانظر تفسير القرطبي: 14/ 40. (6) البحر المحيط: 7/ 176. (7) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 188، وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 11/ 466، ونقله القرطبي في تفسيره: 14/ 42 عن الزجاج. (8) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 325، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 123، وتفسير الطبري: 21/ 51، والمفردات للراغب: 276، والبحر المحيط: 7/ 176. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 656 49 وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ: الأول من قبل الإنزال، والثاني من قبل الإرسال «1» . 50 آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ: آثار المطر الذي هو رحمة. 51 وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا: أي: السّحاب، وإذا كان مصفرا لم يمطر «2» ، ولام لَئِنْ للقسم، ولام لَظَلُّوا جواب القسم «3» . 55 ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ: أي: من حين انقطاع عذاب القبر. 56 لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللَّهِ: في علم الله «4» ، أو ما بيّن في كتابه «5» .   (1) نقله الزجاج في معانيه: 4/ 189 عن قطرب. وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 3/ 487، وزاد المسير: 6/ 309، وتفسير القرطبي: 14/ 44. [ ..... ] (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 271، وقال: «حكاه علي بن عيسى» ، ونقله أبو حيان في البحر المحيط: 7/ 179 عن ابن عيسى، وضعفه. ثم قال: «والضمير في (فرأوه) عائد على ما يفهم من سياق الكلام، وهو النبات، وقيل إلى الأثر، لأن الرحمة هي الغيث وأثرها هو النبات» اه. وانظر تفسير القرطبي: 14/ 45. (3) البحر المحيط: (7/ 179، 180) . (4) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 192، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 273 عن الفراء، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 312. (5) تفسير الماوردي: 3/ 273 عن ابن عيسى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 657 سورة لقمان 6 لَهْوَ الْحَدِيثِ: الغناء «1» . نزلت في قرشي اشترى مغنية «2» . وقيل «3» : الأسمار الكسروية اشتراها النّضر بن الحارث المقتول في أسرى بدر. 12 وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ: قال طاوس: الْحِكْمَةَ: العقل، فقال له مجاهد: ما العقل؟ قال: [يؤتيها] «4» من يطيع الله، وإن كان أسود   (1) ثبت هذا المعنى في عدة آثار وردت عن ابن عباس، وابن مسعود، وغيرهما من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم. راجع ذلك في الأدب المفرد: 275، وتفسير الطبري: (21/ 61- 63) ، والمستدرك للحاكم: 2/ 411، كتاب التفسير، «تفسير سورة لقمان» ، والسنن الكبرى للبيهقي: 10/ 225، كتاب الشهادات، باب «الرجل يتخذ الغلام والجارية المغنيين ويجمع عليهما ويغنيان» . وانظر تفسير ابن كثير: (6/ 333، 334) ، والدر المنثور: (6/ 504، 505) . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 63 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 504، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن مردويه عن ابن عباس أيضا. وانظر أسباب النزول للواحدي: 400، وتفسير الماوردي: 3/ 277. (3) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 326، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 276 عن الفراء والكلبي. ونقله الواحدي في أسباب النزول: 400 عن الكلبي، ومقاتل. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان: 4/ 305، حديث رقم (5194) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. والمراد ب «الأسمار الكسروية» كتب الأعاجم وحكاياتهم وأساطيرهم القديمة. (4) عن نسخة «ج» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 658 اللّون، منتن الريح، قبيح المنظر، صغير الخطر «1» . 14 وَهْناً عَلى وَهْنٍ: نطفة وجنينا «2» . أو ضعف الحمل على ضعف الأنوثة «3» . أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ: اشكر لي حق النعمة، ولهما حق التربية «4» . 15 وَإِنْ جاهَداكَ: جهدا في قبولك الشرك وجهدت في الامتناع. وسئل الحسن: أرأيت إن قالا له: لا تصل في المسجد. قال: فليطعهما، فإنّما يأمرانه به شفقة أن يصيبه شيء «5» . 16 إِنَّها إِنْ تَكُ: الهاء كناية عن الخطيئة، أو عائدة إلى الحسنة «6» . ويجوز رفع مِثْقالَ «7» مع هذا التأنيث لأنّ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ/ خَرْدَلٍ: معناه خردلة. و «المثقال» مقدار يوازن غيره ف «مثقال حبة» : مقدار وزنها، وقد كثر المثقال على مقدار الدينار، فإذا قيل: مثقال كافور فمعناه: مقدار الدينار الوازن، وعلى هذا قول أبي حنيفة «8» في استثناء   (1) لم أقف على تخريج هذا الخبر. (2) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 3/ 280. (3) انظر هذا القول في تفسير الطبري: 21/ 69، وتفسير الماوردي: 3/ 280، والمحرر الوجيز: 11/ 494، وزاد المسير: 6/ 319. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 280، والقرطبي في تفسيره: 14/ 65. (5) لم أقف على تخريج هذا الخبر. (6) تفسير الطبري: 21/ 71، وتفسير البغوي: 3/ 492، والمحرر الوجيز: 11/ 499، والبحر المحيط: 7/ 187. [ ..... ] (7) وهي قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: 513. وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: 2/ 328، ومعاني القرآن للزجاج: (4/ 197، 198) ، وحجة القراءات: 565، والكشف لمكي: 2/ 188، والبحر المحيط: 7/ 187. (8) وهو قول أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، كما في تحفة الفقهاء للسمرقندي: (3/ 327- 328) . وانظر أقوال العلماء في هذه المسألة في الاستغناء للقرافي: (723- 724) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 659 المقدر من المقدور وإن لم يكن جنسا. 18 وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ: لا تكثر إمالته كبرا وإعراضا «1» . ولا تصاعر «2» : لا تلزم خدك الصّعر. 19 لَصَوْتُ الْحَمِيرِ: إذ أوّله زفير وآخره شهيق «3» . 28 كَنَفْسٍ واحِدَةٍ: كخلق نفس واحد «4» . 27 وَالْبَحْرُ: بالرفع على الابتداء، والخبر يَمُدُّهُ وحسن الابتداء في أثناء الكلام لأنّ قوله: وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ قد فرغ فيها «أن» من عملها. وقيل: واو وَالْبَحْرُ واو حال وليس للعطف، أي: والبحر هذه حاله «5» . 31 لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ: كل معتبر مفكّر في الخلق. 32 مَوْجٌ كَالظُّلَلِ: في ارتفاعه وتغطيته ما تحته. فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ: عدل وفيّ بما عاهد الله عليه في   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 127، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 344، ومعاني الزجاج: 4/ 198، والمفردات للراغب: 281. (2) هذه قراءة نافع، والكسائي وحمزة، وأبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: 513، والتبصرة لمكي: 295، والتيسير للداني: 176. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 77 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 284 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 524، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة أيضا. (4) ينظر هذا القول في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 128، وتفسير الطبري: 21/ 82، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 200، وتفسير الماوردي: 3/ 286. (5) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 200، وانظر إعراب القرآن للنحاس: (3/ 287، 288) ، والبيان لابن الأنباري: 2/ 256، والتبيان للعكبري: 2/ 1045. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 660 البحر «1» . كُلُّ خَتَّارٍ: غدّار «2» ، وختره الشراب: أفسد مزاجه «3» .   (1) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 288 عن النقاش، ونص كلامه: معناه: عدل في العهد، يفي في البر بما عاهد الله عليه في البحر» . (2) غريب القرآن لليزيدي: 299، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 345، وتفسير الطبري: 21/ 85، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 201، والمفردات للراغب: 142. (3) اللسان: 4/ 229 (ختر) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 661 سورة السجدة في الحديث «1» : أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يأوي إلى فراشه حتى يقرأ تنزيل السجدة وتبارك الملك. 3 أَمْ يَقُولُونَ: فيه حذف، أي: فهل يؤمنون به أم يقولون «2» ؟ أو معناه: بل يقولون «3» . 5 يُدَبِّرُ الْأَمْرَ: معناه يدبّر الأمر من السّماء ثم ينزل بالأمر الملك إلى الأرض «4» .   (1) أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن: 184 عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه. وكذا الإمام أحمد في مسنده: 3/ 340، والإمام البخاري في الأدب المفرد: 414، والدارمي في سننه: 2/ 547، كتاب فضائل القرآن، باب «في فضل سورة تنزيل السجدة وتبارك» والترمذي في سننه: 5/ 165، كتاب فضائل القرآن، باب «ما جاء في فضل سورة الملك» ، والنسائي في عمل اليوم والليلة: 431، وابن السّني في عمل اليوم والليلة: 318، والحاكم في المستدرك: 2/ 412، كتاب التفسير، «تفسير سورة السجدة» ، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. (2) تفسير البغوي: 3/ 497. (3) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 130، وقال الزمخشري في الكشاف: 3/ 240: «وهذا أسلوب صحيح محكم أثبت أولا أن تنزيله من رب العالمين، وأن ذلك ما لا ريب فيه، ثم أضرب عن ذلك إلى قوله: أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ، لأن «أم» هي المنقطعة الكائنة بمعنى «بل» ، والهمزة إنكارا لقولهم وتعجيبا منه لظهور أمره في عجز بلغائهم عن مثل ثلاث آيات منه، ثم أضرب عن الإنكار إلى إثبات أنه الحق من ربك ... » . وانظر هذا المعنى ل «أم» في كتاب حروف المعاني للزجاجي: 48، ورصف المباني: 179، والجنى الداني: 225، واللسان: 12/ 35 (أمم) . (4) تفسير الماوردي: 3/ 291، وزاد المسير: 6/ 333. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 662 ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ: إلى المكان الذي أمر أن يقوم فيه. فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ: أي: الملائكة التي تصعد بأعمال العباد في يوم واحد، تصعد وتقطع مسافة ألف سنة «1» ، أو الله يقضي أمر العالم لألف سنة في يوم واحد ثمّ يلقيه إلى الملائكة «2» . 4 ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ: ب «ثمّ» صح معنى استولى على العرش بإحداثه «3» ، كقوله «4» : حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ حتى يصح معنى نَعْلَمَ، أي: معنى الصفة بهذا. 7 أحسن كل شيء خلقه «5» : خلقه بدل من كُلَّ شَيْءٍ بدل الشيء من نفسه، أي: أحسن خلق كل شيء حتى جعل الكلب في خلقه حسنا. ولفظ الكسائي: أحسن ما خلق، وقول/ سيبويه «6» : إنه مصدر من   (1) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 21/ 93 عن ابن زيد، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 292، والقرطبي في تفسيره: 14/ 87 عن ابن شجرة. (2) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 292 عن مجاهد، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 334، والقرطبي في تفسيره: 14/ 87. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: (21/ 92، 93) عن مجاهد. ثم قال: «وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم، كان مقدار ذلك اليوم في عروج ذلك الأمر إليه، ونزوله إلى الأرض ألف سنة مما تعدون من أيامكم، خمسمائة في النزول، وخمسمائة في الصعود، لأن ذلك أظهر معانيه، وأشبهها بظاهر التنزيل» اه. (3) تقدم بيان مذهب السلف في الاستواء، وأنه معلوم والكيف مجهول. ينظر ص 79. (4) سورة محمد: آية: 31. (5) بإسكان اللام، قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر. السبعة لابن مجاهد: 516، والتبصرة لمكي: 296، وانظر توجيه هذه القراءة في معاني الزجاج: 4/ 204، وحجة القراءات: 568، والكشف لمكي: 2/ 191. (6) ينظر قول سيبويه في إعراب القرآن للنحاس: 3/ 292، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 567، والبحر المحيط: 7/ 199. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 663 غير صدر أي: خلق كل شيء خلقه، وعلى قراءة خلقه «1» الضمير في الهاء يجوز للفاعل وهو الله، وللمفعول [وهو] «2» المخلوق. 10 إِذا «3» ضَلَلْنا: هلكنا وبطلنا «4» ، وصللنا «5» : تغيّرنا أو يبسنا والصّلّة: الأرض اليابسة «6» . 13 لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها: بالإيحاء «7» . أو إلى طريق الجنّة «8» . 16 تَتَجافى جُنُوبُهُمْ: تنبو وترتفع «9» . وعن أنس «10» : أنها نزلت فينا   (1) بفتح اللام، قراءة عاصم، ونافع، وحمزة، والكسائي. السبعة لابن مجاهد: 516، والتبصرة لمكي: 296، والتيسير للداني: 177. (2) ما بين معقوفين عن «ك» . (3) هكذا في الأصل، وهي قراءة ابن عامر كما في السبعة لابن مجاهد: 516، وقرأ الباقون: أَإِذا ضَلَلْنا. (4) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 346، وتفسير الطبري: 21/ 97، والمفردات للراغب: 298، وتفسير القرطبي: 14/ 91. (5) في الأصل: «وضللنا» بالضاد المعجمة، والصواب بالصاد المهملة عن معاني الزجاج: 4/ 205. وهي قراءة شاذة نسبت إلى علي وابن عباس، وأبان بن سعيد بن العاص، والحسن، والأعمش. ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 331، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 293، والمحتسب لابن جني: 2/ 173، والبحر المحيط: 7/ 200. (6) ينظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 205، والصحاح: 5/ 1744، واللسان: 11/ 384 (صلل) . (7) في «ج» : بالإلجاء. (8) ينظر تفسير الماوردي: 3/ 295، وتفسير القرطبي: 14/ 96. [ ..... ] (9) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 132، وغريب القرآن لليزيدي: 300، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 346، وتفسير الطبري: 21/ 99، واللسان: 14/ 148 (جفا) . (10) أخرجه الواحدي في أسباب النزول: 404، وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 500، بغير سند. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 546، وعزا إخراجه إلى ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 664 معشر الأنصار، كنا نصلي المغرب فلا نرجع إلى رحالنا حتى نصلي العشاء. 21 مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى: مصائب الدنيا «1» . 27 الْأَرْضِ الْجُرُزِ: اليابسة، كأنها تأكل نباتها «2» . رجل جروز: لا يبقي من الزاد شيئا «3» . 23 وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ: أي: بعد الموت «4» . أو لقاء ربه «5» . قال الحسن «6» : آتيناه الكتاب فلقي من قومه أذى، فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ أذى مثله. 28 مَتى هذَا الْفَتْحُ: فتح الحكم بيننا وبينكم، ويوم الفتح: يوم القيامة «7» . 30 إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ: الموت الذي يؤدي إلى ذلك، أو سيأتيهم ذلك فكأنهم ينتظرونه.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (21/ 108، 109) عن ابن عباس، وأبي بن كعب، وأبي العالية، والحسن، والضحاك. (2) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 211. وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 133، وغريب القرآن لليزيدي: 300، وتفسير غريب القرآن: 347، والمفردات للراغب: 91. (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 333، واللسان: 5/ 316 (جرز) . (4) لم أقف على هذا القول، وأورد الماوردي في تفسيره: 3/ 299 قولا لم ينسبه، وهو: «فلا تكن يا محمد في شك من لقاء موسى في القيامة وستلقاه فيها» . وذكره- أيضا- القرطبي في تفسيره: 14/ 108. (5) أي من لقاء موسى عليه السلام لربه. وأخرج الطبراني في المعجم الكبير: 12/ 160 عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ، قال: «جعل موسى هدى لبني إسرائيل، وفي قوله: فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ قال: «لقاء موسى ربه عز وجل» . وانظر تفسير الماوردي: 3/ 299، وزاد المسير: 6/ 343، وتفسير ابن كثير: 6/ 372. (6) ينظر قوله في تفسير الماوردي: 3/ 299، والمحرر الوجيز: (11/ 550، 551) ، وزاد المسير: 6/ 343، والبحر المحيط: 7/ 205. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 116 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 557، وزاد نسبته إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 665 سورة الأحزاب 1 اتَّقِ اللَّهَ: أكثر من التقوى، أو أدمها «1» . وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ: فيما سألته وقد ثقيف أن يمتّعوا باللّات سنة «2» . 4 ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ: في رجل قال: لي نفس تأمرني بالإسلام ونفس تنهاني [عنه] «3» . وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ: في زيد بن حارثة كان يدعى ابن النبي «4» صلى الله عليه وسلم.   (1) معاني القرآن للزجاج: 4/ 213، وتفسير الماوردي: 3/ 301، وتفسير البغوي: 3/ 505، وزاد المسير: 6/ 348. (2) لم أقف على هذا القول في سبب نزول هذه الآية، وذكر الواحدي في أسباب النزول: 407 أن الآية نزلت في أبي سفيان، وعكرمة بن أبي جهل، وأبي الأعور السلمي، قدموا المدينة بعد قتال أحد، فنزلوا على عبد الله بن أبي، وقد أعطاهم النبي صلى الله عليه وسلم الأمان على أن يكلموه، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق، فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم وعنده عمر بن الخطاب: ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزى ومناة، وقل: إن لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها، وندعك وربك. فشق على النبي صلى الله عليه وسلم قولهم، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ائذن لنا يا رسول الله في قتلهم فقال: إني قد أعطيتهم الأمان، فقال عمر: اخرجوا في لعنة الله وغضبه، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر أن يخرجهم من المدينة، وأنزل الله عز وجل هذه الآية. وأورده الحافظ في الكافي الشاف: 132، وقال: «هكذا ذكره الثعلبي والواحدي بغير سند» . (3) ما بين معقوفين عن «ج» و «ك» . وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 118 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 302 عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 561، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الحسن. (4) ينظر صحيح البخاري: 6/ 22، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ، وصحيح مسلم: 4/ 1884، كتاب الفضائل، باب «فضائل زيد بن حارثة وأسامة بن زيد رضي الله عنهما» ، وتفسير الطبري: 21/ 119، وأسباب النزول للواحدي: 408. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 666 6 النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ: من بعضهم ببعض، أو أولى بهم فيما يراه لهم منهم بأنفسهم. ولمّا نزلت قال- عليه السلام «1» -: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيّما رجل توفي وترك دينا، أو ضيعة فإليّ ومن ترك مالا فلورثته» . وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ: في التحريم والتعظيم. إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ: أي: لكن فعلكم إلى أوليائكم معروفا جائز، وهو أن يوصى لمن لا يرث. 8 لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ: الله كان أم للناس، أو ليسأل الأنبياء عن تبليغهم تبكيتا «2» لمن أرسل إليهم «3» . 9 إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ: لما أجلى النبيّ- عليه السلام- يهود بني النّضير/ قدموا مكة، وحزّبوا الأحزاب، وتذكّر قريش طوائلهم «4» ، وقائدهم أبو سفيان، وقائد غطفان عيينة بن حصن، وصار المشركون واليهود يدا واحدة، وكان النبيّ صلى الله عليه وسلم وادع بني قريظة وهم أصحاب حصون بالمدينة،   (1) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 22، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ عن أبي هريرة مرفوعا واللفظ عنده: «ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم: النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فأيما مؤمن هلك وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فإني مولاه» . [ ..... ] (2) التبكيت: التقريع والتوبيخ. الصحاح: 1/ 244، واللسان: 2/ 11 (بكت) . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 126 عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 307 عن النقاش. (4) الطوائل: الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال: «فلان يطلب بني فلان بطائلة، أي بوتر، كأن له فيهم ثأرا ... » . اللسان: 11/ 414 (طول) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 667 فاحتال لهم حييّ بن أخطب ولم يزل يفتلهم في الذّروة والغارب «1» حتى نقضوا العهد، فعظم البلاء. فأشار سلمان بالمقام بالمدينة، وأن يخندق «2» . فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً: كانت ريح صبا «3» [تطير] «4» الأخبية. 10 إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ: عيينة في أهل نجد، وأَسْفَلَ مِنْكُمْ: أبو سفيان في قريش «5» . وزاغَتِ الْأَبْصارُ: شخصت «6» ، وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ: لشدّة الرعب والخفقان. ويروى «7» أن المسلمين قالوا: بلغت الحناجر فهل من شيء نقوله؟.   (1) هذا مثل يضرب في المخادعة، يقال ذلك للرجل لا يزال يخدع صاحبه حتى يظفر به. جمهرة الأمثال للعسكري: 2/ 98، ومجمع الأمثال: 2/ 436، والنهاية: 3/ 410. (2) ينظر خبر هذه الغزوة في السيرة لابن هشام: (2/ 214، 215) ، وتفسير الطبري: (21/ 127، 128) ، ودلائل النبوة للبيهقي: 3/ 392، وفتح الباري: (7/ 453، 454) ، وعيون الأثر: 2/ 55. (3) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 21/ 127 عن مجاهد وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 573، وزاد نسبته إلى الفريابي وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ والبيهقي عن مجاهد. ويدل عليه الحديث المرفوع: «نصرت بالصّبا وأهلكت عاد بالدبور» . أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 2/ 22، كتاب الاستسقاء، باب «قول النبي صلى الله عليه وسلم: نصرت بالصبا» . وأخرجه- أيضا- الإمام مسلم في صحيحه: 2/ 617، كتاب صلاة الاستسقاء، باب «في ريح الصبا والدبور» . (4) في الأصل: «نظير» ، والتصويب من نسخة «ج» ، ومن كتاب وضح البرهان للمؤلف. (5) تفسير الطبري: 21/ 129، وفتح الباري: 7/ 462. (6) تفسير الطبري: 21/ 131، والمفردات للراغب: 217، واللسان: 8/ 432 (زيغ) . (7) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3/ 3، والطبري في تفسيره: 21/ 127 عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه مرفوعا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 573، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي سعيد أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 668 فقال عليه السلام: «قولوا: اللهم استر عورتنا وآمن روعتنا» . وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا: الألف لبيان الحركة «1» ، إذ لو وقف بالسكون لخفي إعراب الكلمة، وكما تدخل الهاء لبيان الحركة في مالِيَهْ «2» وحِسابِيَهْ «3» . 12 ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً: قاله معتّب «4» بن قشير. 13 وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ: بنو سليم «5» . يَقُولُونَ [إِنَ] «6» بُيُوتَنا عَوْرَةٌ: وهم بنو حارثة «7» . 19 سَلَقُوكُمْ: بلغوا في إيحاشكم «8» .   (1) معاني القرآن للزجاج: 4/ 218، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 305، والبيان لابن الأنباري: 2/ 265، والتبيان للعكبري: 2/ 1053، والبحر المحيط: 7/ 217. (2) من الآية: 28، سورة الحاقة. (3) من الآية: 20، سورة الحاقة. (4) ذكر الفراء في معانيه: 2/ 336 أن القائل هو معتب. وأورده السيوطي في مفحمات الأقران: 164، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي. وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 516، وابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 24. [ ..... ] (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 310. (6) سقط من الأصل. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 21/ 135 عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق محمد بن سعد عن أبيه ... ، وهذا إسناد مسلسل بالضعفاء، وقد تقدم بيان أحوالهم ص (135) . وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 3/ 433 عن ابن عباس أيضا. وذكره البغوي في تفسيره: 3/ 516، وابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 25 دون عزو. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 579، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما. (8) كذا في «ك» وفي وضح البرهان: 2/ 182: «بلغوا في أذاكم بالكلام الموحش كل مبلغ» . وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 135: «أي بالغوا في عيبكم ... » . وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 339، وغريب القرآن لليزيدي: 302، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 349، والمفردات للراغب: 239. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 669 21 أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ: حسن مواساة ومشاركة «1» ، إذ قاتل يوم أحد حتى جرح وقتل عمّه وخاصّته. 23 مَنْ قَضى نَحْبَهُ: مات، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ: أي: الموت. وإن كان النّحب: النّذر «2» ، فهو نذر صدق القتال. 25 وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ: لما اشتد الخوف أتى نعيم بن مسعود مسلما من غير أن علم قومه، فقال عليه السّلام: «إنّما أنت فينا رجل واحد وإنّما غناؤك أن تخادع عنّا فالحرب خدعة» . فأتى بني قريظة وكان نديمهم، فذكّرهم ودّه، وقال: إنّ قريشا وغطفان طارئين على بلادكم، فإن وجدوا نهزة «3» وغنيمة أصابوها، وإلّا لحقوا ببلادهم، ولا قبل لكم بالرجل، فلا تقاتلوا حتى تأخذوا رهنا من أشرافهم [78/ أ] ليناجزوا القتال، ثم أتى قريشا وغطفان فذكرهم ودّه/ لهم، وقال: بلغني أمر أنصحكم فيه فاكتموه عليّ، إنّ معشر اليهود ندموا وترضّوا محمّدا على أن يأخذوا منكم أشرافا ويدفعوهم إليه، ثم يكونون معه عليكم، فوقع ذلك من القوم، وأرسل أبو سفيان وعيينة إلى بني قريظة: إنا لسنا بدار مقام، وقد هلك الخف والحافر «4» ، فلنناجز «5» محمدا. فطلبوا رهنا، فقالت قريش:   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 314 عن السدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 583، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 349، والمفردات: 484، واللسان: 1/ 750 (نحب) . (3) أي: فرصة. الصحاح: 3/ 900 (نهز) ، والنهاية: 5/ 135. (4) كناية عن الإبل والفرس، وفي النهاية لابن الأثير: 2/ 55: «ولا بد من حذف مضاف: أي ذي خف ... وذي حافر. والخفّ للبعير كالحافر للفرس» . وانظر اللسان: 9/ 81 (خفف) . (5) أي: نقاتل. النهاية لابن الأثير: 5/ 21. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 670 والله إنّ حديث نعيم لحقّ، وتخاذل القوم وانصرفوا «1» . 26 مِنْ صَياصِيهِمْ: حصونهم «2» . نزل جبريل ورسول الله في بيت زينب بنت جحش- تغسل رأسه- فقال: عفا الله عنك ما وضعت الملائكة سلاحها منذ أربعين ليلة فانهض إلى بني قريظة فإني تركتهم في زلزال وبلبال. فحاصرهم عليه السلام وقتلهم وسباهم «3» . 27 وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها: أرض فارس والروم «4» . 30 يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ: لأنّ النّعمة عندهن بصحبة الرسول أعظم والحجة عليهن ألزم.   (1) ينظر خبر نعيم بن مسعود رضي الله عنه في السيرة لابن هشام: (2/ 229، 230) ، وجوامع السيرة لابن حزم: (190، 191) ، وزاد المعاد: (3/ 273، 274) . (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 340، وغريب القرآن لليزيدي: 303، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 349، وتفسير الطبري: 21/ 150، والمفردات للراغب: 291. (3) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 21/ 150 عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 591، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة. وقيل: بل المراد خيبر، وقيل: اليمن، وقيل: مكة. وعقب ابن عطية- رحمه الله- على هذه الأقوال بقوله: «ولا وجه لتخصيص شيء من ذلك دون شيء» . المحرر الوجيز: 12/ 49. وقال الطبري رحمه الله في تفسيره: 21/ 155: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنه أورث المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض بني قريظة وديارهم وأموالهم، وأرضا لم يطئوها يومئذ، ولم تكن مكة ولا خيبر، ولا أرض فارس والروم ولا اليمن، مما كان وطئوها يومئذ، ثم وطئوا ذلك بعد، وأورثهموه الله، وذلك كله داخل في قوله: وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها لأنه تعالى ذكره لم يخصص من ذلك بعضا دون بعض» اه. (4) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 2/ 115 عن الحسن، وكذا الطبري في تفسيره: 21/ 155. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 592، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن الحسن رحمه الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 671 وقال أبو عمرو: أقرأ بالتشديد «1» للتفسير بالضعفين» ، ولو كان مضاعفة لكان العذاب ثلاثا أو أكثر. 33 وَقَرْنَ «3» : من: وقر يقر وقورا ووقارا، أي: كن ذوات وقار «4» ، ولا تخفقن بالخروج. والتبرّج: التبختر والتكسر «5» . 36 وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ: في زينب بنت جحش ابنة عمة النّبيّ صلى الله عليه وسلم خطبها لزيد بن حارثة فامتنعت [هي] وأخوها عبد الله «6» .   (1) قراءة أبي عمرو: يضعّف بالياء وتشديد العين وفتحها. السبعة لابن مجاهد: 521، والتبصرة لمكي: 299، والتيسير للداني: 179. [ ..... ] (2) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 350: «كأنه أراد: يضاعف لها العذاب، فيجعل ضعفين، أي: مثلين، كل واحد منهما ضعف الآخر. وضعف الشيء: مثله، ولذلك قرأ أبو عمرو: يضعّف، لأنه رأى أن «يضعّف» للمثل، و «يضاعف» لما فوق ذلك» . وانظر توجيه قراءة أبي عمرو في معاني القرآن للزجاج: 4/ 226، والكشف لمكي: 2/ 196، والبحر المحيط: 7/ 228. (3) بكسر القاف، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة، والكسائي. السبعة لابن مجاهد: 522، والتبصرة لمكي: 299، والتيسير للداني: 179. (4) قال مكي في الكشف: 2/ 198: «فيكون الأصل في «وقرن» و «اقررن» ، فتحذف الراء الأولى استثقالا للتضعيف، بعد أن تلقى حركتها على القاف، فتنكسر القاف، فيستغنى بحركتها عن ألف الوصل، فيصير اللفظ «قرن» ... » . (5) تفسير الطبري: 22/ 4، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 225، وتفسير الماوردي: 3/ 322. (6) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . أي: وامتنع أخوها عبد الله بن جحش كذلك، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: 22/ 11 عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة. دون ذكر عبد الله بن جحش. وأخرج نحوه أيضا الدارقطني في سننه: 3/ 301، كتاب المهر، عن الكميت بن زيد عن مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب رضي الله عنها. وأورده الزمخشري في الكشاف: 3/ 261، والحافظ في الكافي الشاف: 134، وقال: «لم أجده موصولا- وأشار إلى رواية الدارقطني ثم قال-: وإسناده ضعيف» . وأشار المناوي في الفتح السماوي: (3/ 935، 936) إلى رواية الدارقطني، وضعف سنده. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 6/ 419: «هذه الآية عامة في جميع الأمور، وذلك إذا حكم الله ورسوله بشيء، فليس لأحد مخالفته ولا اختيار لأحد هاهنا ولا رأى ولا قول كما قال تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ، ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 672 37 أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ: [أي: على زيد] «1» بالإسلام، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ: بالعتق «2» . وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ: من الميل إليها وإرادة طلاقها «3» . وقيل «4» : هو ما أعلمه الله بأنها تكون زوجته. فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً: من طلاقها «5» . وقيل «6» : من نكاحها. 38 وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً: جاريا على تقدير وحكمة. 40 ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ: [أي: من رجالكم البالغين] «7» الحسن والحسين إذ ذاك لم يكونا رجلين، والقاسم وإبراهيم والطيّب والمطهّر «8» توفوا صبيانا.   (1) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (2) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 2/ 117 عن قتادة. وكذا الطبري في تفسيره: 22/ 13، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 614، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني عن قتادة أيضا. وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 3/ 531، وتفسير القرطبي: 14/ 188، وتفسير ابن كثير: 6/ 419. (3) المصادر السابقة. (4) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 327 عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 616، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن السدي. (5) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 229، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 327، والقرطبي في تفسيره: 14/ 194 عن قتادة. (6) تفسير القرطبي: 14/ 194. (7) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (8) كذا ورد في رواية الطبري في تفسيره: 22/ 16 عن قتادة، وأيضا في معاني القرآن للزجاج: 4/ 230، وتفسير ابن كثير: 6/ 422. وذكر ابن حبيب في المحبر: 53 أن عبد الله هو الطيب وهو الطاهر. وقال ابن حزم في الجمهرة: 16: «وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الولد سوى إبراهيم: القاسم، وآخر اختلف في اسمه، فقيل: الطاهر، وقيل: الطيب، وقيل: عبد الله ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 673 43 يُصَلِّي عَلَيْكُمْ: يوجب بركة الصلاة لكم، وهو الدعاء بالخير، وتوجبه الملائكة بفعل الدّعاء «1» ، وهذا مما يختلف فيه معنى الصفتين، ك «توّاب» بمعنى كثير القبول للتوبة، وبمعنى كثير الفعل لها. [78/ ب] 48 وَدَعْ أَذاهُمْ: / لا تحزن وكلهم إلينا. 50 وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها: هي ميمونة «2» بنت الحارث. وقيل «3» : زينب بنت خزيمة. 49 مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها: تحسبونها «تفتعلون» من العدّ «4» . 51 تُرْجِي: تؤخر، وَتُؤْوِي: تضم «5» ، ومعناهما الطلاق والإمساك.   (1) قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله- في تفسيره: 6/ 428: «وأما الصلاة من الملائكة فبمعنى الدعاء للناس والاستغفار، كقوله: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ... الآية» اه. [ ..... ] (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 22/ 23 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 333 عن ابن عباس، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 406، والقرطبي في تفسيره: 14/ 209. (3) أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 23 عن علي بن الحسين، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 333، والبغوي في تفسيره: 3/ 537 عن الشعبي. وأورده الحافظ ابن حجر في الفتح: 8/ 386، وقال: «جاء عن الشعبي وليست بثابت ... ومن طريق قتادة عن ابن عباس قال: التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم هي ميمونة بنت الحارث، وهذا منقطع، وأورده من وجه آخر مرسل وإسناده ضعيف، ويعارضه حديث سماك عن عكرمة عن ابن عباس، «لم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة وهبت نفسها له» . أخرجه الطبري وإسناده حسن، والمراد أنه لم يدخل بواحدة ممن وهبت نفسها له وإن كان مباحا له، لأنه راجع إلى إرادته لقوله تعالى: إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها ... » . (4) المحرر الوجيز: 12/ 83، والتبيان للعكبري: 2/ 1058. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 139، وغريب القرآن لليزيدي: 304، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 351، وتفسير الطبري: 22/ 24، وتفسير البغوي: 3/ 537. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 674 وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ: طلبت إصابته بعد العزل. ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ: إذا علمن أنك لا تطلقهن أو لا تتزوج عليهن. 52 لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ: نكاح النساء أو شيء من النساء. مِنْ بَعْدُ: من بعد التسع إذ لمّا خيّرن فاخترنه أمر أن يكتفي بهن «1» . 53 غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ: منتظرين وقت «2» نضجه «3» . 59 ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ: الحرّة من الأمة «4» ، أو الصالحات من المتبرجات «5» . 69 آذَوْا مُوسى: اتهموه بقتل هارون، فأحياه [الله] «6» فبرّأه ثم مات «7» .   (1) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 22/ 29 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 334 عن ابن عباس، وقتادة. وأورده ابن العربي في أحكام القرآن: 3/ 1570 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (2) في «ج» : بعد. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 140، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 352، والمفردات للراغب: 29. والمعنى كما جاء في تفسير الطبري: 22/ 34: «يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله، لا تدخلوا بيوت نبي الله إلّا أن تدعوا إلى طعام غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ، يعني: غير منتظرين إدراكه وبلوغه، وهو مصدر من قولهم: قد أنى هذا الشيء يأني إليّ وأنيا وإناء ... وفيه لغة أخرى، يقال: قد آن لك، أي: تبين لك أينا، ونال لك، وأنال لك ... » . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 22/ 46 عن قتادة، ومجاهد. وذكره الواحدي في أسباب النزول: 421 عن السدي بغير سند. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 339 عن قتادة. (5) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره: 3/ 339. (6) عن نسخة «ج» . (7) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 52 عن ابن عباس رضي الله عنهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخرجه- أيضا- الحاكم في المستدرك: 2/ 579، كتاب التاريخ، باب «ذكر وفاة هارون بن عمران» ، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 666، وزاد نسبته إلى ابن منيع، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه. وأشار الحافظ في الفتح: 8/ 395 إلى رواية الطبري وابن أبي حاتم، وقوى إسنادهما. وثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا أن بني إسرائيل اتهموا موسى عليه الصلاة والسلام بأنه آدر، أو به برص، أو آفة في جسمه. (صحيح البخاري: 4/ 129، كتاب الأنبياء) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر ... » ذكره تعقيبا على الروايتين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 675 وَجِيهاً: رفيع القدر إذا سأله أعطاه. 72 إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ: الأمانة: ما أودعها الله من دلائل التوحيد فأظهروها إلّا الإنسان «1» . «الجهول» : الكافر بربه. وقيل: هو على التمثيل أي منزلة الأمانة منزلة ما لو عرض على الأشياء مع عظمها وكانت تعلم ما فيها لأشفقت منها، إلّا أنّه خرج مخرج الواقع لأنّه أبلغ من المقدّر. وقيل: العرض بمعنى المعارضة، أي: عورضت السّماوات والأرض، وقوبلت بثقل الأمانة، فكانت الأمانة أوزن وأرجح «2» . فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها: لم يوازنها. 73 لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنافِقِينَ: في الأمانة، وَالْمُشْرِكِينَ: بتضييعها. وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ: بحفظهم لها.   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 343 وقال: «قاله بعض المتكلمين» . وأورد الطبري- رحمه الله- عدة أقوال في المراد ب «الأمانة» هنا، ثم قال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا: إنه عني بالأمانة في هذا الموضع جميع معاني الأمانات في الدين، وأمانات الناس، وذلك أن الله لم يخص بقوله: عَرَضْنَا الْأَمانَةَ بعض معاني الأمانات لما وصفنا» . (تفسير الطبري: 22/ 57) . وقال القرطبي في تفسيره: 14/ 253: «و «الأمانة» تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال» . (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 343 عن ابن بحر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 676 ومن سورة سبأ 1 وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ: حمد أهل الجنّة سرورا بالنعيم من غير تكلف «1» وذلك قولهم: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ «2» . 2 يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ: من المطر، وَما يَخْرُجُ مِنْها: من النبات، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ: من الأقضية والأقدار، وَما يَعْرُجُ فِيها: من الأعمال «3» . 7 إِذا مُزِّقْتُمْ: بليتم بتقطيع أجسامكم. 10 أَوِّبِي مَعَهُ: رجّعي بالتسبيح «4» ، وَالطَّيْرَ: نصبه بالعطف على موضع المنادى «5» .   (1) في تفسير الماوردي: 3/ 345: «من غير تكلف» ، ويبدو أنه مصدر المؤلف في هذا النص. [ ..... ] (2) سورة الزمر: آية: 74. (3) ينظر ما سبق في تفسير الماوردي: 3/ 345، وتفسير البغوي: 3/ 548، وزاد المسير: 6/ 532. (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 355، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 353، وتفسير الطبري: 22/ 65، والمفردات للراغب: 30. (5) هذا قول سيبويه في الكتاب: (2/ 186، 187) . وقال الزجاج في معانيه: 4/ 243: «والنصب من ثلاث جهات: أن يكون عطفا على قوله: وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا ... وَالطَّيْرَ، أي: وسخرنا له الطير. حكى ذلك أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء، ويجوز أن يكون نصبا على النداء، المعنى: يا جبال أوّبي معه والطير، كأنه قال: دعونا الجبال والطير، فالطير معطوف على موضع «الجبال» في الأصل، وكل منادى- عند البصريين كلهم- في موضع نصب ... ويجوز أن يكون «والطير» نصب على معنى «مع» ، كما تقول: قمت وزيدا، أي: قمت مع زيد، فالمعنى: أوّبي معه ومع الطير» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 677 و «السّرد» «1» : دفع المسمار في ثقب الحلقة، والتقدير فيه: أن يجعل [79/ أ] المسمار على قدر/ الثقب «2» . 12 وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ: سالت له عين القطر، وهو النحاس، من عين فيما وراء أندلس بمسيرة أربعة أشهر، فبنى منه قصرا، وحصر فيها مردة الشياطين، ولا باب لهذا القصر. ذكر ذلك في حكاية طويلة من أخبار عبد الملك بن مروان وأنّ من جرّده لذلك تسورها من أصحابه عدد فاختطفوا فكرّ راجعا «3» . 13 كَالْجَوابِ: كالحياض يجمع فيها الماء «4» . وَقُدُورٍ راسِياتٍ: لا تزول عن أماكنها. اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً: اعملوا لأجل شكر الله «5» . مفعول له. 14 مِنْسَأَتَهُ: عصاه. أنسأت الغنم: سقتها «6» . 16 سَيْلَ الْعَرِمِ: المسنيات واحدها عرمة «7» . ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ: ثمر خمط، والخمط: شجر الأراك «8» ، عطف   (1) من قوله تعالى: أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ... [آية: 11] . (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 356، وتفسير الطبري: (22/ 67، 68) ، وتفسير القرطبي: 14/ 267. (3) لم أقف على أصل هذه الحكاية ولعلها من الخرافات الشائعة في ذلك العصر. (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 356، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 144، وتفسير الطبري: 22/ 71. (5) في «ك» : «لأجل الشكر لله» . (6) اللسان: 1/ 169 (نسأ) . (7) معاني القرآن للفراء: 2/ 358، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 146، وغريب القرآن لليزيدي: 307. و «المسناة» : الجسر، أو السد يقام فوق الوادي، والتقدير هنا: فأرسلنا سيل السد العرم. (تفسير القرطبي: 14/ 285) ، والبحر المحيط: 7/ 370. (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 22/ 81 عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد. وذكره الفراء في معانيه: 2/ 359، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 356. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 678 بيان، أي: الأكل ثمر هذا الشجر. وقيل «1» : الخمط صفة حمل الشجر وهو المرّ الذي فيه حموضة. والأثل: شبيه بالطرفاء «2» ، والسّدر: النّبق. 17 هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ: أي: بمثل هذا الجزاء. وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى: كانت بينهم وبين بيت المقدس «3» . قُرىً ظاهِرَةً: إذا قاموا في واحدة ظهرت لهم الثانية. وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ: للمبيت والمقيل من قرية إلى قرية. 19 باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا: قالوا: ليتها كانت بعيدة فنسير على نجائبنا. فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ: حتى قيل في المثل: تفرقوا أيدي سبأ «4» . وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ: ف «غسّان» لحقوا بالشّام [والأنصار] «5» بيثرب وخزاعة بتهامة، والأزد بعمان «6» .   (1) هذا قول الزجاج في معانيه: 4/ 249، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 356 عن الزجاج. وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 446، والقرطبي في تفسيره: 14/ 286. (2) في اللسان عن أبي حنيفة الدينوري: «الطرفاء من العضاه وهدبه مثل هدب الأثل، وليس له خشب وإنما يخرج عصيا سمحة في السماء» . اللسان: 9/ 220 (طرف) . [ ..... ] (3) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 250، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 356 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) مجمع الأمثال: 2/ 4، والمستقصى: 2/ 88، واللسان: 15/ 426 (يدي) عن ابن بري: قولهم أيادي سبأ يراد به نعمهم، واليد: النعمة لأن نعمهم وأموالهم تفرقت بتفرقهم. (5) في الأصل: «الأنمار» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» ، وعن المصادر التي أوردت هذا القول. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 86 عن عامر الشعبي. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 358، والبغوي في تفسيره: 3/ 556 عن الشعبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 6/ 693، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الشعبي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 679 20 وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ: أصاب في ظنّه، وظنّه أنّ آدم لما نسي قال: لا يكون ذريته إلّا ضعافا عصاة «1» . 21 وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ: لولا التخلية [بينهم وبين وساوسه] «2» للمحنة. إِلَّا لِنَعْلَمَ: لنظهر المعلوم. 23 فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ: أزيل عنها الفزع، أفزعته: ذعّرته، وفزّعته: نفّست عنه «3» ، مثل: أقذيت وقذّيت، وأمرضت، ومرّضت، والمعنى: أنّ الملائكة يلحقهم فزع عند نزول جبريل- عليه السلام- بالوحي ظنا [منهم] «4» أنه ينزل بالعذاب، فكشف عن قلوبهم الفزع فقالوا: ماذا قالَ رَبُّكُمْ: أي: لأيّ شيء نزل جبريل «5» . وقيل «6» : حتى إذا كشف الفزع عن قلوب المشركين قالت   (1) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه ابن أبي حاتم (كما في الدر المنثور: 6/ 695) عن الحسن رحمه الله تعالى. وانظر تفسير ابن كثير: 6/ 500. (2) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (3) فهو من الأضداد كما في اللسان: 8/ 253 (فزع) . (4) في الأصل: «منه» ، والمثبت في النص عن «ج» . (5) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 252، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز: (12/ 180، 181) : «وتظاهرت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذه الآية- أعني قوله تعالى:: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ إنما هي في الملائكة إذا سمعت الوحي إلى جبريل بالأمر يأمر الله به سمعت كجرّ سلسلة الحديد على الصفوان، فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة» . وانظر الأحاديث التي أشار إليها ابن عطية- رحمه الله- في صحيح البخاري: 6/ 28، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ... الآية. وتفسير ابن كثير: 6/ 503، والدر المنثور: 6/ 697. (6) نقله البغوي في تفسيره: 3/ 557، وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 453 عن الحسن، وابن زيد. واستبعده ابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 182. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 680 الملائكة/: ماذا قال ربكم في الدنيا؟ قالوا: الحق. 24 وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ: أي: أنا وأنتم لسنا على أمر واحد، فيكون أحدنا على هدى والآخر في ضلال، فأضلهم بأحسن تعريض، كما يقول الصادق [للكاذب] «1» إنّ أحدنا لكاذب «2» . 28 إِلَّا كَافَّةً: رحمة «3» شاملة جامعة. 33 بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ: مكرهم فيها، أو كأنّهما يمكران بطول السّلامة فيهما، أو بمرّهما واختلافهما، فقالوا: إنّهما لا إلى نهاية «4» . 45 وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ: ما بلغ أهل مكة معشار ما أوتي الأولون من القوى والقدر، أو الأولون ما بلغوا معشار ما أوتوا، فلا أنتم أعلم منا، ولا كتاب أهدى من كتابنا. 46 أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى: تناظرون مثنى، وتفكرون في أنفسكم فرادى. فهل تجدون في أفعاله وأحواله ومنشأه ومبعثه ما يتهمه؟! «5» . 49 وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ: لا يثبت إذا [بدا] «6» وَما يُعِيدُ: لا يعود إذا زال. أو لا يأتي بخير في البدء والإعادة، أي: الدنيا والآخرة. 52 وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ: التناول «7» ، ناوشته: أخذته من بعيد، والمراد   (1) في الأصل: «الكاذب» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» ، ووضح البرهان للمؤلف. (2) راجع هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 2/ 362، وتأويل مشكل القرآن: 269، وتفسير الطبري: 22/ 95، ومعاني الزجاج: 4/ 253. (3) في «ج» : نعمة. (4) تفسير غريب القرآن: 357، وتفسير الطبري: 22/ 98، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 354، وتفسير الماوردي: 3/ 360. [ ..... ] (5) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 364. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: (22/ 104، 105) عن قتادة. (6) في الأصل: «أبدا» ، والمثبت في النص عن «ج» ، و «ك» وكتاب وضح البرهان: 2/ 208، وتفسير الماوردي: 3/ 365. (7) معاني القرآن للفراء: 2/ 365، وغريب القرآن لليزيدي: 308، وتفسير غريب القرآن: 358، والمفردات للراغب: 509. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 681 الإيمان والتوبة، أي: كيف التناول من بعيد لما كان قريبا فلم يتناولوه. 53 وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ: يقولون: لا بعث ولا حساب «1» . مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ: أي: يقذفون من قلوبهم، وهي بعيدة عن الصدق والصّواب.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 22/ 112 عن قتادة، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 470 عن الحسن، وقتادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 682 ومن سورة الملائكة 1 مَثْنى وَثُلاثَ: هذه الأوزان لتكرير تلك الأعداد ولذلك عدل عن البناء الأول «1» ، ف ثُلاثَ هي ثلاث ثلاث فتكون ثلاثة أجنحة من جانب ومثله من جانب فيعتدل، فلا يصح قول الطاعن: إنّ صاحب الأجنحة الثلاثة لا يطير ويكون كالجادف. أو يجوز أن يكون موضع الجناح الثالث بين الجناحين فيكون عونا لهما فتستوي القوى والحصص. 3 هَلْ مِنْ خالِقٍ: لا أحد يطلق له صفة خالق، أو لا خالق على هذه الصّفة إلّا هو. 5 الْغَرُورُ: الشّيطان «2» . ويقرأ «الغرور» «3» أي: الأباطيل، جمع «غار» ك «قاعد» و «قعود» «4» .   (1) البناء الأول هو اثنان، ثلاثة، أربعة ... وانظر المعنى الذي ذكره المؤلف في الكشاف: 3/ 298، والمحرر الوجيز: (12/ 213، 214) ، وتفسير القرطبي: 14/ 319. (2) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 117 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 217، وابن كثير في تفسيره: 6/ 521 عن ابن عباس أيضا. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 263، وتفسير البغوي: 3/ 565، وتفسير القرطبي: 14/ 323. (3) بضم الغين المعجمة، وتنسب هذه القراءة إلى أبي حيوة، وأبي السّمال العدوي، ومحمد بن السميفع، وسماك بن حرب. انظر إعراب القرآن للنحاس: 3/ 361، وتفسير القرطبي: 14/ 323، والبحر المحيط: 7/ 300. (4) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 263. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 683 10 إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ: التوحيد والعمل الصالح يرفعه، أي: [80/ أ] يرتفع الكلم الطّيّب بالعمل الصالح «1» ، أو العمل الصالح يرفعه/ الكلم الطّيّب «2» إذ لا يقبل العمل إلّا من موحد. 11 وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ: أي: من عمر آخر غير الأول كقولك: عندي درهم ونصفه «3» ، بل لا يمتنع أن يزيد الله في العمر أو ينقصه. كما روي «4» أنّ صلة الرحم تزيد في العمر. على أنّ الأحوال مستقرة في سابق العلم. 13 قِطْمِيرٍ: لفافة النّواة «5» ، والنّقير «6» : النقرة التي في ظهرها،   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 22/ 121 عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 370 عن سعيد بن جبير، والضحاك. وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات: 2/ 168 عن مجاهد. وأورده البغوي في تفسيره: 3/ 566، وقال: «وهو قول ابن عباس، وسعيد بن جبير والحسن، وعكرمة، وأكثر المفسرين» . (2) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 367، والطبري في تفسيره: 22/ 120. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 370 عن يحيى بن سلام، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 478، وقال: «وبه قال أبو صالح وشهر بن حوشب» . (3) عن معاني القرآن للفراء: 2/ 368، ونص كلامه: ما يطوّل من عمر، ولا ينقص من عمره، يريد آخر غير الأول، ثم كنى عنه بالهاء كأنه الأول. ومثله في الكلام: عندي درهم ونصفه، يعني نصف آخر، فجاز أن يكنى عنه بالهاء، لأن لفظ الثاني كلفظ الأول، فكنى عنه ككناية الأول» . (4) أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله تعالى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه» . صحيح البخاري: 3/ 8، كتاب البيوع، باب «من أحب البسط في الرزق» . صحيح مسلم: 4/ 1982، كتاب البر، باب «صلة الرحم وتحريم قطعها» . (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 360، وتفسير الطبري: 22/ 125، ومعاني الزجاج: 4/ 266، والمفردات للراغب: 408. قال ابن قتيبة- رحمه الله-: «وهو من الاستعارة في قلة الشيء وتحقيره» . (6) وردت هذه اللفظة مرتين في سورة النساء في قوله تعالى: أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً آية: 53. وفي قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً [آية: 124] . وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 266، والمفردات للراغب: 503. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 684 والفتيل «1» : الذي في وسطها. 14 يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ: بعبادتكم إياهم. 27 جُدَدٌ: طرائق، جمع «جدّة» ك «مدة» ومدد «2» . والمقتصد «3» : المتوسط في الطاعة، والسّابق: أهل الدرجة القصوى منها، والظالم: مرتكب الصغيرة «4» ، كقوله في الآية الأخرى «5» : وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ فكان لهؤلاء الجنّة. قال عمر- رضي الله عنه- «6» : «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج،   (1) من قوله تعالى: بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: 49] ، ومن قوله تعالى: قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا [النساء: 77] ، وقوله تعالى: فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [الإسراء: 17] . وانظر المفردات للراغب: 371. (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 369، وغريب القرآن لليزيدي: 309، وتفسير غريب القرآن: 361، وتفسير الطبري: 22/ 131. (3) في قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ [آية: 32] . (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 376، وابن الجوزي في زاد المسير: 6/ 489، والقرطبي في تفسيره: 14/ 346، ويكون الضمير في قوله تعالى: يَدْخُلُونَها عائدا على الأصناف الثلاثة، ولا يكون الظالم هاهنا كافرا ولا فاسقا. قال القرطبي رحمه الله: «وممن روي عنه هذا القول عمر، وعثمان، وأبو الدرداء، وابن مسعود، وعقبة بن عمرو وعائشة» . وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره: 6/ 533 الاختلاف في هذه الآية، ثم قال: «والصحيح أن الظالم لنفسه من هذه الأمة، وهذا اختيار ابن جرير كما هو ظاهر الآية، وكما جاءت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرق يشد بعضها بعضا ... » اه-. وأورد طائفة من الآثار للدلالة على هذا القول. (5) سورة فاطر: آية: 36. (6) أخرجه البغوي في تفسيره: 3/ 571 عن عمر رضي الله تعالى عنه ورفعه. وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: 139 وعزاه إلى البيهقي في «الشعب» من رواية ميمون بن سياه عن عمر رضي الله عنه مرفوعا، وقال الحافظ: «وهذا منقطع، وأخرجه الثعلبي، وابن مردويه من وجه آخر عن ميمون بن سياه عن أبي عثمان النهدي عن عمر، فيه الفضل بن عميرة، وهو ضعيف. ورواه سعيد بن منصور عن فرج بن فضالة عن أزهر بن عبد الله الحرازي عمن سمع عمر، فذكره موقوفا» اه-. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 25، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، والبيهقي في «البعث» عن عمر رضي الله عنه موقوفا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 685 وظالمنا مغفور له» . 45 عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ: لأنّها خلقت للنّاس. ومن سورة يس 6 ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ: يجوز ما نافية، ويجوز بمعنى «الذي» «1» أي: لتخوفنّهم الذي خوّف آباؤهم لأنّ الأرض لا تخلو من حجة. 8 إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ: هي صورة عذابهم، أو مثل امتناعهم عن الإيمان كالمغلول عن التصرف «2» . وفي حديث النساء «3» : «منهن غلّ قمل» فإنّه إذا يبس الغلّ قمل في   (1) معاني القرآن للأخفش: 2/ 666، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 278، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 383، والتبيان للعكبري: 2/ 1079. (2) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 383 عن يحيى بن سلام، وذكره البغوي في تفسيره: 4/ 6، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 6، ونقله القرطبي في تفسيره: 15/ 8 عن يحيى بن سلام، وأبي عبيدة. (3) هو من حديث عمر رضي الله عنه كما في غريب الحديث لابن قتيبة: (1/ 602، 603) ، ولفظ الحديث: «النساء ثلاث، فهينة لينة، عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش، ولا تعين العيش على أهلها، وأخرى وعاء للولد، وأخرى غل قمل، يضعه الله في عنق من يشاء، ويفكه عمّن يشاء ... » . قال ابن قتيبة: «قوله: «غل قمل» ، الأصل فيه أنهم كانوا يغلون بالقدّ وعليه الشعر فيقمل على الرجل» . وانظر الحديث ومعناه في الفائق: 4/ 122، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 161، والنهاية: 3/ 381. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 686 عنقه، فتجتمع عليه محنتان، فضربه مثلا للسليطة اللّسان، الغالية المهر. مُقْمَحُونَ: مرفوعة رؤوسهم، والمقمح الذي يصوّب رأسه إلى ظهره على هيئة البعير، بعير قامح وإبل قماح «1» . 11 وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ: أي: بالغيب عن الناس، أو فيما غاب عنه من أمر الآخرة. 12 وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا: أعمالهم وَآثارَهُمْ: سننهم بعدهم في الخير والشر، كقوله «2» : يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ. 13 أَصْحابَ الْقَرْيَةِ: أهل أنطاكية «3» . والرسولان الأولان: توصا وبولص «4» ، والثالث: شمعون «5» . 20 رَجُلٌ يَسْعى: حبيب النجّار «6» .   (1) غريب القرآن لليزيدي: 311، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 363، ومعاني الزجاج: 4/ 279، وتهذيب اللغة: 4/ 81. (2) سورة القيامة: آية: 13. (3) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 22/ 155 عن عكرمة، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 49، وعزا إخراجه إلى الفريابي عن ابن عباس رضي الله عنهما. كما نسبه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة. وقال الماوردي في تفسيره: 3/ 385: «هي أنطاكية في قول جميع المفسرين» وأنطاكية: بالفتح ثم السكون والياء مخففة مدينة بالشام قريبة من حلب. انظر: معجم ما استعجم: 1/ 200، ومعجم البلدان: 1/ 266، والروض المعطار: 38. (4) في «ك» : توماء وبولص، وجاء في هامش الأصل عن ابن إسحاق في اسميهما: «تاروص» و «ماروص» وعن كعب «صادوق» ، و «صدوق» ، وعن مقاتل: «تومان» ، و «مانوص» . وانظر الأقوال في اسميهما في زاد المسير: 7/ 10، وتفسير القرطبي: 15/ 14. (5) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 286: «وذكر الناس في أسماء الرسل: صادق مصدوق، وشلوم، وغير هذا، والصحة معدومة فاختصرت» . [ ..... ] (6) تفسير الطبري: 22/ 158، وتفسير الماوردي: 3/ 388، والتعريف والأعلام للسهيلي: 144، وتفسير القرطبي: 15/ 17. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 687 وكانت السماء أمسكت فتطيروا بهم وقتلوهم، فلما رأى حبيب نعيم الجنة تمنى إيمان قومه. 27 بِما غَفَرَ لِي: بأي شيء غفر [لي] «1» . [80/ ب] 28 مِنْ جُنْدٍ: / أي: لم نحتج إلى جند. 29 خامِدُونَ: ميتون «2» . 30 يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ: تلقين لهم أن يتحسروا على ما فاتهم، أو معناه: حلّوا محلّ من يتحسّر عليه «3» . والحسرة: شدّة النّدم حتى يحسر كالحسير البعير المعيي «4» . 32 وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ: لما بالتخفيف «5» على أنّ «ما» صلة مؤكدة و «إن» مخففة من المثقلة، أي: إن كلا لجميع لدينا محضرون. وبالتشديد «6» على أنها بمعنى الأوان جحدا، بمعنى: أي: ما كلّ إلّا جميع لدينا. وجَمِيعٌ في الوجهين تأكيد ل كُلٌّ. 35 لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ: أي: يأكلوا من ثمره بغير صنعة كالرطب والفواكه، ويعملون منه بأيديهم كالخبز والحلاوى.   (1) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (2) تفسير الطبري: 23/ 2، والمفردات للراغب: 158، واللسان: 3/ 165 (خمد) . (3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 389 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) أي: المتعب. وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 285، واللسان: 4/ 188 (حسر) . (5) وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي. التبصرة لمكي: 306، والتيسير للداني: 126. وانظر توجيه هذه القراءة، وقراءة التشديد في معاني القرآن للفراء: 2/ 377، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 286، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 393، والكشف لمكي: 2/ 215. (6) قراءة عاصم، وابن عامر كما في الغاية في القراءات العشر: 246، والتبصرة لمكي: 306، والتيسير للداني: 126. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 688 أو هو على النفي، أي: ليأكلوا ولم يعملوا ذلك بأيديهم «1» . 36 خَلَقَ الْأَزْواجَ: الأشكال. 37 نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ: نخرج منه ضوءه كما تسلخ الشّاة من جلدها «2» . 38 لِمُسْتَقَرٍّ لَها: لأبعد مغاربها من الأفق ثم ترجع إليها «3» . 39 قَدَّرْناهُ مَنازِلَ: المنازل المعروفة الثمانية والعشرون [الشّرطان، البطين، الثّريا، الدّبران، الهقعة، الهنعة، الذّراع، النّثرة، الطّرف، الجبهة، الزّبرة، الصرفة، العوّاء، السّماك، الغفر، الزّباني، الإكليل، القلب، الشّولة،، النعائم، البلدة، سعد الذابح، سعد بلع، سعد السّعود، سعد الأخبية، فرغ الدلو المقدم، فرغ الدلو المؤخر، بطن الحوت. هذه ثمانية وعشرون منزلا، أربعة عشر منها شامية أولها الشرطان وآخرها السّماك، لأنها في شق الشام من السماء، وأربعة عشر منها يمانية أولها الغفر وآخرها بطن الحوت لأنها في شق اليمن عن السماء، وهي تعرف في الهيئات من النجوم] «4» .   (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 365، وتفسير الطبري: 23/ 4، ومعاني الزجاج: 4/ 286. (2) انظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 287، والمفردات للراغب: 238، واللسان: 3/ 24 (سلخ) . (3) انظر هذا المعنى في تفسير الطبري: 23/ 6، وتفسير البغوي: 4/ 12، وزاد المسير: 7/ 19. وأخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله تعالى عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها قال: «مستقرها تحت العرش» . صحيح البخاري: 6/ 30، كتاب التفسير، سورة يس، باب قوله: وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها. وصحيح مسلم: 1/ 139، كتاب الإيمان، باب «بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان» . (4) ما بين معقوفين عن نسخة «ك» ، وانظر أسماء منازل القمر في كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب: (23، 24) ، والأنواء لابن قتيبة: 4، واللسان: 1/ 176 (نوأ) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 689 كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ: العذق اليابس «1» . يقولون: عرجون «فنعول» من «الانعراج» بل «فعلون» «2» . 40 لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ: لسرعة سير القمر «3» . وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ: لا يأتي اللّيل إلّا بعد انتهاء النّهار. وسئل الرضا «4» - عند المأمون- عن اللّيل والنهار أيّهما أسبق؟ فقال: النهار ودليله: أمّا من القرآن: وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ، ومن الحساب أنّ الدنيا خلقت بطالع «السّرطان» والكواكب في إشرافها، فتكون الشّمس في «الحمل» عاشر الطالع وسط السّماء. يَسْبَحُونَ: يسيرون بسرعة فرس سابح وسبوح «5» .   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 1/ 161، وغريب القرآن لليزيدي: 311، وتفسير الطبري: 23/ 6، وتفسير القرطبي: 15/ 30. (2) في «ك» : بل فعلون، من الانعراج. وفي وزن «عرجون» قال العكبري في التبيان: 2/ 1083: «فعلول، والنون أصل. وقيل: هي زائدة لأنه من الانعراج وهذا صحيح المعنى، ولكنه شاذ في الاستعمال» . وانظر الكشاف: 3/ 323، والبيان لابن الأنباري: 2/ 295، وتفسير القرطبي: 15/ 30. (3) قال النحاس في إعراب القرآن: 3/ 395: «وأحسن ما قيل في معناه وأبينه مما لا يدفع أن سير القمر سير سريع فالشمس لا تدركه في السير» . [ ..... ] (4) الرّضا: (153- 203 هـ-) . هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق، كان مقربا من الخليفة العباسي المأمون، الذي عهد إليه بالخلافة من بعده، لكنه مات في حياة المأمون ب «طوس» . قال الحافظ ابن حجر في التقريب: 405: «صدوق، والخلل ممن روى عنه، من كبار العاشرة ... » . وانظر أخباره في تاريخ الطبري: 8/ 568، وسير أعلام النبلاء: 9/ 387، وشذرات الذهب: 2/ 6. (5) سبح الفرس: جريه، وفي النهاية: 2/ 332: «فرس سابح، إذا كان حسن مدّ اليدين في الجري» . وانظر الصحاح: 1/ 372، واللسان: 2/ 470، وتاج العروس: 6/ 444 (سبح) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 690 41 حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ «1» : آباءهم «2» لأنّه ذرأ «3» الأبناء منهم، تسمية للسبب باسم المسبّب، وإن كان الذرية الأولاد فذكرهم لأنه لا قوة لهم على السّفر كقوّة الرجال. 42 مِنْ مِثْلِهِ: من سائر السّفن التي هي مثل سفينة نوح «4» ، أو هو الإبل فإنّهن سفن البرّ «5» . 45 اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ: من عذاب الدنيا، وَما خَلْفَكُمْ: من عذاب الآخرة «6» . 49 وَهُمْ يَخِصِّمُونَ: في متاجرهم ومبايعهم/. وفي الحديث «7» : «النّفخات ثلاث: نفخة الفزع، والصعق، والقيام   (1) بالجمع قراءة نافع، وابن عامر كما في السبعة لابن مجاهد: 540، والتبصرة لمكي: 307، والتيسير للداني: 184. (2) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 392 عن أبان بن عثمان رضي الله عنهما. ولفظ الذرية يطلق على الآباء وعلى الأبناء، فهو من الأضداد كما في اللسان: (14/ 285، 286) (ذرا) . (3) أي: خلق الأبناء منهم. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 10 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورجحه الطبري: «لدلالة قوله: وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ على أن ذلك كذلك، وذلك أن الغرق معلوم أنه لا يكون إلا في الماء، ولا غرق في البر» . (5) أخرجه الطبري في تفسيره: (23/ 10، 11) عن محمد بن سعد عن أبيه ... ، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء، تقدم بيان أحوالهم ص (135) . وأخرجه أيضا عن عكرمة، وعبد الله بن شداد، والحسن. (6) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 289، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 393 عن سفيان، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 23، والقرطبي في تفسيره: 15/ 36. (7) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 14 عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. وأورده القرطبي في تفسيره: 13/ 240، ثم قال: «ذكره علي بن معبد والطبري والثعلبي وغيرهم، وصححه ابن العربي» . وذكره ابن كثير في تفسيره: 5/ 385، وقال: «وهذا الحديث قد رواه الطبراني وابن جرير، وابن أبي حاتم، وغير واحد، مطولا جدا ... » . قال القرطبي- رحمه الله تعالى- في التذكرة: 266: «واختلف في عدد النفخات، فقيل: ثلاث، نفخة الفزع لقوله تعالى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ ونفخة الصعق، ونفخة البعث، لقوله تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ. وهذا اختيار ابن العربي وغيره ... وقيل: هما نفختان، ونفخة الفزع هي نفخة الصعق، لأن الأمرين لا زمان لها، أي: فزعوا فزعا ماتوا منه ... » اه-. وصحح القرطبي هذا القول وأورد الأدلة عليه، فانظره هناك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 691 لرب العالمين» . 52 مِنْ مَرْقَدِنا: يخفّف عنهم بين النفختين فينامون «1» . 55 فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ: ناعمون «2» ، و «الشغل» : افتضاض الأبكار «3» . وقيل: السّماع، بل هو كلّ راحة ونعيم. والفكه الذي يتفكه مما يأكل، والفاكه صاحب الفاكهة ك «التامر» «4» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 16 عن قتادة، ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 15 عن ابن عباس، وأبي بن كعب، وقتادة. (2) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 366، وتفسير الماوردي: 3/ 396، واللسان: 13/ 524 (فكه) . (3) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 18 عن عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنهم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 64، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما كما عزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد، وابن مسعود رضي الله عنه. وانظر هذا القول في معاني الزجاج: 4/ 291، وتفسير الماوردي: 3/ 396، وتفسير ابن كثير: 6/ 569. (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: (2/ 163، 164) ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 366، واللسان: 13/ 524 (فكه) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 692 56 والْأَرائِكِ: الفرش في الحجال «1» . 57 ما يَدَّعُونَ: يستدعون ويتمنّون «2» . 58 سَلامٌ قَوْلًا: أي: ولهم من الله سلام يسمعونه، وهو بشارتهم بالسّلامة أبدا. 59 وَامْتازُوا: ينفصل فرق المجرمين بعضهم عن بعض «3» . 62 جِبِلًّا «4» وجبلّا: خلقا «5» . 66 لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ: أعميناهم في الدنيا. فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ: الطريق. فَأَنَّى يُبْصِرُونَ: فكيف. 67 لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ: في منازلهم حيث يجترحون المآثم. فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا: لم يقدروا على ذهاب ومجيء. 68 وَمَنْ نُعَمِّرْهُ: نبلغه ثمانين سنة «6» نُنَكِّسْهُ: نرده من القوة إلى   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 164، وغريب القرآن لليزيدي: 312، وتفسير غريب القرآن: 366، وتفسير الطبري: 23/ 20، والمفردات للراغب: 16. قال الزجاج في معانيه: 4/ 292: «وهي في الحقيقة «الفرش» كانت في حجال أو غير حجال» . وفي الصحاح: 4/ 1667 (حجل) : «والحجلة بالتحريك: واحدة حجال العروس، وهي بيت يزيّن بالثياب والأسرة والستور» . [ ..... ] (2) مجاز القرآن: 2/ 164، وتفسير الطبري: 20/ 21، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 292. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 397 عن الضحاك. (4) بضم الجيم والباء وتخفيف اللام قراءة ابن كثير، وحمزة، والكسائي، وقرأ نافع، وعاصم بكسر الجيم والباء وتشديد اللام. السبعة لابن مجاهد: 542، والتبصرة لمكي: 308، والتيسير للداني: 184. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 164، وتفسير الطبري: 23/ 23، ومعاني الزجاج: 4/ 293، والمفردات للراغب: 87. (6) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 399 عن سفيان، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 70، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سفيان. والصواب في ذلك ما قاله المفسرون إن المراد من قوله تعالى: نُعَمِّرْهُ: نمد له في العمر ونطيل فيه، ونرده إلى أرذله. انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 368، وتفسير الطبري: 23/ 26، وتفسير البغوي: 4/ 18، وزاد المسير: 7/ 33، وتفسير القرطبي: 15/ 51. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 693 الضعف ومن الزيادة إلى النقصان. 70 مَنْ كانَ حَيًّا: حيّ القلب «1» . وَيَحِقَّ: يجب. 71 مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا: تولّينا خلقه «2» ، وكقوله «3» : فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ أو مما عملت قوانا. واليد والأيد: القوّة «4» ، والله متعال أن تحله القوة أو الضعف، فالمعنى: قوانا التي أعطيناها الأشياء. مالِكُونَ: ضابطون لأن القصد إلى أنها ذليلة لقوله: وَذَلَّلْناها لَهُمْ «5» . 75 جُنْدٌ مُحْضَرُونَ: في النار «6» ، أو عند الحساب «7» : أي: لا   (1) أخرج الطبري في تفسيره: 23/ 28 عن قتادة قال: حيّ القلب حيّ البصر» . ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 400 عن قتادة، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 19، وابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 324. (2) تفسير البغوي: 4/ 20. (3) سورة الشورى: آية: 30. (4) ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن: 368، وتأويل مشكل القرآن: 154، 155، والمحرر الوجيز: 12/ 325، والصحاح: 6/ 2540، واللسان: 15/ 424 (يدي) . (5) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 294. وانظر تفسير الطبري: 13/ 28، وتفسير الماوردي: 3/ 401، وتفسير البغوي: 4/ 20. (6) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 401 عن الحسن، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 73، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الحسن رحمه الله تعالى. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 29 عن مجاهد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 694 ينصرون «1» وهم حاضرون. 78 قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ: قاله أبيّ بن خلف «2» . ولا يجوز نصب فَيَكُونُ من قوله: كُنْ فَيَكُونُ «3» لأنّ الفعل واحد وإنما ينصب الثاني الذي يجب بوجوب الأول كقولك: ائتني فأكرمك. ومن سورة الصافات 1 وَالصَّافَّاتِ: الملائكة «4» ، لأنها صفوف في السّماء «5» ، أو تصفّ أجنحتها حتى يؤمروا بما خلقوا لها. 2 فَالزَّاجِراتِ زَجْراً: أي: زجرا تدركه القلوب كما تدرك وسوسة الشّيطان «6» .   (1) في «ك» و «ج» : ينصرونهم. (2) انظر تفسير الطبري: 23/ 30، وأسباب النزول: 423، وتفسير ابن كثير: 6/ 579، والدر المنثور: (7/ 74، 75) . [ ..... ] (3) في هذا القول نظر، لأن قراءة النصب سبعية، قرأ بها ابن عامر والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 544، والتيسير للداني: 137. وانظر توجيه هذه القراءة في إعراب القرآن للنحاس: 3/ 408، وحجة القراءات: 3/ 408. (4) هذا قول الجمهور، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 438 عن ابن مسعود، وقتادة. وأخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 33 عن ابن مسعود، وقتادة، ومجاهد، والسدي. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 429 عن ابن مسعود رضي الله عنه، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 78، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، والطبراني، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود. وحكى الطبري- رحمه الله تعالى- إجماع أهل التأويل على هذا القول. (5) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 404 عن مسروق، وقتادة. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 44 إلى ابن عباس رضي الله عنهما. (6) ينظر هذا المعنى في تفسير الفخر الرازي: 26/ 115، وتفسير القرطبي: 15/ 62، وروح المعاني: 23/ 65. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 695 3 فَالتَّالِياتِ ذِكْراً: تلاوة كتاب الله على أنبيائه «1» . أو ذِكْراً [81/ ب] تسبيحه وتقديسه «2» ، وهذه/ جمع الجمع، لأنّ الملائكة ذكور فجمعهم «صافّة ثم صافات» . 6 بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ: الزينة اسم، أي: بزينة من الكواكب. 7 وَحِفْظاً: حفظناها حفظا. مارِدٍ: خارج إلى أعظم الفساد «3» . 9 دُحُوراً: قذفا في النار «4» ، وقيل «5» : دفعا بعنف. واصِبٌ: دائم «6» . 10 إِلَّا مَنْ خَطِفَ: استلب السّمع واسترق. شِهابٌ ثاقِبٌ: شعلة من النار يثقب ضوؤها. 11 أَمْ مَنْ خَلَقْنا: من السماء والأرض «7» ، أو من الملائكة «8» ، أو   (1) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 45، وقال: «قاله ابن مسعود، والحسن، والجمهور» . (2) المحرر الوجيز: 12/ 333. (3) اللسان: 3/ 400 (مرد) ، وروح المعاني: 23/ 69. (4) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 406 عن قتادة. (5) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 369، وتفسير الطبري: 23/ 39، وتفسير الماوردي: 3/ 406. (6) معاني القرآن للفراء: 2/ 383، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 166، وغريب القرآن لليزيدي: 314، والمفردات للراغب: 524. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 41 عن مجاهد، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 81، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رحمه الله تعالى. (8) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 407 عن سعيد بن جبير، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 81، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 696 من الأمم الذين أهلكوا «1» . لازِبٍ: لاصق، لازق، لازم: ألفاظ أربعة متقاربة «2» . 14 يَسْتَسْخِرُونَ: يستدعون السّخرية «3» ، أو ينسبون الآيات إلى السّخرية [كقولك] «4» استحسنته: وصفته به. 18 داخِرُونَ: أذلّاء صاغرون «5» . 21 يَوْمُ الْفَصْلِ: يوم يفصل بينكم بالجزاء. 22 وَأَزْواجَهُمْ: أشباههم، يحشر الزاني مع الزاني «6» . 23 فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ: دلّوهم وحسنت الهداية فيه لأنّها أوقعت موقع الهداية إلى الجنّة، وهو كقوله «7» : فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ. 24 وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ: أي: «عن عمره فيما أفناه، وعن جسده   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 407، وقال: «حكاه ابن عيسى» . (2) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 369، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 299، واللسان: 1/ 738 (لزب) . [ ..... ] (3) قال الماوردي في تفسيره: 3/ 408: «هو أن يستدعي بعضهم من بعض السخرية بها لأن الفرق بين «سخر» و «استخسر» كالفرق بين «علم» و «استعلم» ..» . (4) في الأصل و «ج» : «كقوله» ، والمثبت في النص عن «ك» . (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 168، وغريب القرآن لليزيدي: 315، ومعاني الزجاج: 4/ 301، والمفردات للراغب: 166. (6) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 46 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأخرجه- أيضا- عن ابن عباس، ومجاهد، وأبي العالية، والسدي، وابن زيد. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 430 عن عمر بن الخطاب، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 83، وزاد نسبته إلى عبد الرازق، والفريابي، وابن أبي شيبة، وابن منيع في مسنده، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «البعث» - كلهم- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (7) بعض آية 21 من سورة آل عمران، وآية 34 سورة التوبة، وآية 24 سورة الانشقاق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 697 فيما أبلاه، وعن ماله ممّ اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه فيما عمل به» «1» . 27 يَتَساءَلُونَ: يقول هذا لذاك: لم غرّرتني؟ وذلك يقول: لم قبلت مني؟. 28 تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ: تقهروننا بالقوة «2» ، أو «اليمين» مثل الدّين، أي: تأتوننا من قبله فتصدّوننا عنه «3» . 41 رِزْقٌ مَعْلُومٌ: لأنّ النّفس إلى المعلوم أسكن. 45 بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ: سمّيت الخمر ب «المعين» إمّا من ظهورها للعين، أو لامتداد العين بها لبعد اطّرادها، أو لشدّة جريها، من «الإمعان»   (1) ورد هذا المعنى في عدة آثار من عدة طرق، منها ما أخرجه الدارمي في سننه: (1/ 144، 145) حديث رقم 537، باب «من كره الشهرة والمعرفة» عن أبي برزة الأسلمي مرفوعا، وأخرجه- أيضا- الترمذي في سننه: 4/ 612، كتاب صفة القيامة، باب «في القيامة» عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا، وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه- أيضا- عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا، وفي إسناده الحسين بن قيس الرّحبي المعروف ب «حنش» ، وهو ضعيف متهم كما في التقريب: 168. قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعّف في الحديث من قبل حفظه. والحديث أخرجه ابن عدي في الكامل: (2/ 763، 764) عن ابن مسعود مرفوعا، وفي إسناده- أيضا- الحسين بن قيس الرّحبي. كما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 11/ 102، حديث رقم (11177) عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/ 349: وفيه حسين بن الحسن الأشقر، وهو ضعيف جدا، وقد وثقه ابن حبان مع أنه يشتم السلف. (2) و «اليمين» في اللغة القوة والقدرة. انظر معاني القرآن للفراء: 2/ 384، وتفسير الطبري: 23/ 49، واللسان: 13/ 461 (يمن) . (3) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 384، وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 23/ 49 عن مجاهد، وقتادة، والسدي، وابن زيد. وانظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 302، وتفسير الماوردي: 3/ 411. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 698 في السّير، أو لكثرتها، من «المعن» وهو الكثير، و «الماعون» لكثرة الانتفاع به. ويقال «شرب ممعون» لا يكاد ينقطع «1» . 46 بَيْضاءَ: مشرقة منيرة فكأنّها بيضاء. 47 لا فِيها غَوْلٌ: أذى وغائلة «2» ، أو لا تغتال عقولهم «3» . ولا يُنْزِفُونَ «4» : لا يسكرون لئلا يقل حظهم من النّعيم، أو لا ينفد شرابهم، من باب «أقل» و «أعسر» . 48 قاصِراتُ الطَّرْفِ: يقصرن طرفهن على أزواجهن «5» . 49 كَأَنَّهُنَّ/ بَيْضٌ: في نقائها واستوائها. مَكْنُونٌ: مصون «6» ، أو الذي يكنّه ريش النّعام «7» .   (1) راجع ما سبق في تفسير الطبري: 23/ 52، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 303، واللسان: (13/ 410، 411) (معن) . (2) تفسير الطبري: 23/ 53، وتفسير الماوردي: 3/ 412، واللسان: 11/ 509 (غول) . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 54 عن السدي، وذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 169، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 371، والزجاج في معانيه: 4/ 303. (4) قرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي، وقرأ الباقون بفتحها. قال الزجاج في معانيه: 4/ 303: «فمن قرأ يُنْزَفُونَ فالمعنى: لا تذهب عقولهم بشربها، يقال للسكران نزيف ومنزوف. ومن قرأ ينزفون، فمعناه: لا ينفدون شرابهم، أي: هو دائم أبدا لهم. ويجوز أيكون يُنْزَفُونَ: «يسكرون» . وانظر معاني القرآن للفراء: 2/ 385، وغريب القرآن لليزيدي: 316، وتفسير الطبري: 23/ 55، والسبعة لابن مجاهد: 547، والكشف لمكي: 2/ 224. (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 371، وتفسير الطبري: 23/ 56، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 56. (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 170، وغريب القرآن لليزيدي: 317، والمفردات للراغب: 442. [ ..... ] (7) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 304، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 413 عن الحسن رحمه الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 699 مدينون «1» : مجزيّون «2» . 55 سَواءِ الْجَحِيمِ: وسطها، لاستواء المسافة منه إلى الجوانب «3» . أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ: يقوله المؤمن سرورا بنعمة الله، أو توبيخا لقرينه بما كان ينكره «4» . 62 شَجَرَةُ الزَّقُّومِ: أخبث شجر، وتزقّم الطعام: تناوله على كره «5» . 65 طَلْعُها: ما يطلع منها، وقبح صورة الشّيطان متقرّر فجرى الشبيه عليه وإن لم ير. 67 مِنْ حَمِيمٍ: ماء حار. 68 ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ: النار الموقدة، وذلك يدل أنهم في تطعّمهم الزقوم بمعزل عنها، كما قال «6» : يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ. 77 وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ: النّاس كلّهم من ذريّته، فالعرب والعجم أولاد سام، والسّودان أولاد حام، والتّرك والصقالبة أولاد يافث «7» . 78 وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ: أبقينا له الثناء الحسن «8» .   (1) قوله تعالى: أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ [آية: 53] . (2) انظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 170، وغريب القرآن لليزيدي: 316، وتفسير الطبري: 23/ 60. (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 414. (4) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 28 دون عزو، وكذا الزمخشري في الكشاف: 3/ 342، وابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 363. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 61، وقال: «ذكره الثعلبي» . (5) الصحاح: 5/ 1942 (زقم) ، وتفسير الفخر الرازي: 26/ 141. (6) سورة الرحمن: آية: 44. (7) انظر تاريخ الطبري: (1/ 201- 203) ، وتفسير الماوردي: 3/ 417، والتعريف والإعلام: 145. (8) معاني القرآن للفراء: 2/ 387، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 372، وتفسير الطبري: 23/ 68، وتفسير الماوردي: 3/ 417. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 700 84 بِقَلْبٍ سَلِيمٍ: سالم من الشّك والرياء. 87 فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ: أنّه [ماذا] «1» يصنع بكم حين خلقكم ورزقكم وعبدتم غيره «2» ؟. 88 فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ: للاستدلال بها على الصّانع، أو ليس هو نجوم السّماء، بل ما نجم في قلبه من الأصنام «3» ، وقصد إهلاكها. وقيل: كان علم النّجوم حقا ومن النّبوة، ثم نسخ «4» . بل النّسخ في الأحكام وما كان من علم النّجوم ثابتا من تصريف الله على أمور في العالم، فذلك ثابت أبدا وما ليس بثابت اليوم من فعلها في العالم من تلقاء أنفسها فلم يكن قطّ إلّا أن يقال: الاشتغال بمعرفتها نسخ، فيكون صحيحا. 89 فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ: استدل بها على سقم في بدنه، أو خلقت للموت فأنا سقيم أبدا «5» .   (1) ما بين معقوفين عن «ج» و «ك» . (2) تفسير الطبري: 23/ 70، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 308، وتفسير البغوي: 4/ 30. (3) نقل المؤلف- رحمه الله تعالى- هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 229 عن الحسن رحمه الله. (4) نقله المؤلف في وضح البرهان: 2/ 230 عن الضحاك. وذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 418، والقرطبي في تفسيره: 15/ 92 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن: (335، 336) : «يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدل على ذلك قوله: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ، ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو. وإنما أراد بالنظر فيها أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة ... » . (5) قال الزجاج في معانيه: 4/ 308: «وإنما قال: إِنِّي سَقِيمٌ، لأن كل واحد وإن كان معافى فلا بد أن يسقم ويموت، قال الله تعالى: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ، أي: إنك ستموت فيما يستقبل، كذلك قوله: إِنِّي سَقِيمٌ، أي سأسقم لا محالة» . وانظر أقوال العلماء في توجيه هذه الآية في تأويل مشكل القرآن: 336، وتفسير الطبري: 23/ 71، وتفسير الماوردي: 3/ 418، وتفسير الفخر الرازي: 26/ 148. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 701 93 فَراغَ عَلَيْهِمْ: مال «1» ، ضَرْباً بِالْيَمِينِ: بالقوة «2» ، أو باليمين الذي هي خلاف الشّمال «3» ، أو بالحلف التي تألّى بها «4» ، فمن قوله «5» : وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ. 94 يَزِفُّونَ: يسرعون «6» . زفّ يزفّ زفيفا وأزفّ إزفافا. والزّفيف: ابتداء عدو النعام «7» . 102 فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ: أوان السّعي في عبادة الله «8» ، أو أطاق أن يسعى معه. [82/ ب] فَانْظُرْ ماذا تَرى: ليس على/ المؤامرة، ولكن اختبره أيجزع أم يصبر «9» . فقال: سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ. 103 وَتَلَّهُ: أضجعه على جبينه، أو ضرب به على تلّ «10» .   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 388، وتفسير الطبري: 23/ 73، ومعاني الزجاج: 4/ 409. (2) معاني الفراء: 2/ 384، وتفسير الطبري: 23/ 73، واللسان: 13/ 461 (يمن) . (3) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 419 عن الضحاك، وقال: «لأنها أقوى والضرب بها أشد» . وانظر تفسير البغوي: 4/ 31، وزاد المسير: 7/ 68، وتفسير ابن كثير: 7/ 22. (4) ذكره الطبري في تفسيره: 23/ 73، والماوردي في تفسيره: 3/ 419، والبغوي: 4/ 31. (5) سورة الأنبياء: آية: 57. (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 171، وغريب القرآن لليزيدي: 317، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 372، والمفردات للراغب: 213. (7) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 309. وانظر اللسان: 9/ 137، وتاج العروس: 23/ 393 (زفف) . (8) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 421 عن ابن زيد، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 32، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 72، والقرطبي في تفسيره: 15/ 99. (9) عن تفسير الماوردي: 3/ 422، ويريد ب «المؤامرة» هنا: الأمر. ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 390، وزاد المسير: 7/ 75. (10) نقل المؤلف- رحمه الله- هذا القول في كتابه وضح البرهان: 2/ 235 عن قطرب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 702 ويروى «1» أنه كلما اعتمد بالشّفرة عليه انقلبت. ويروى أنه يذبح ويصل الله ما يفرى فلا فصل. وإنما قيل للنّبيّ إنّه من المؤمنين «2» ترغيبا في الإيمان. 112 وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا: بشرناه بنبوّته بعد ما بشرناه بولادته. 130 «ياسين» : محمد وأمّته لأنّه أهل سورة ياسين «3» . 125 أَتَدْعُونَ بَعْلًا: صنم من ذهب، وبه سمّي بعلبك «4» . مُغاضِباً «5» : المغاضب المتسخط للشّيء الكئيب به، ولمّا ركب السّفينة خافوا الغرق، فقالوا: هنا عبد مذنب لا ننجو أو نلقيه في البحر، فخرجت القرعة على يونس، فذلك قوله: فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ أي: قارع بالسّهام «6» .   (1) ذكر نحوه القرطبي في تفسيره: 15/ 102، وأورده السيوطي في الدر المنثور: (7/ 109- 111) ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد. ونسبه- أيضا- إلى الخطيب في «تالي التلخيص» عن فضيل بن عياض رضي الله عنه. (2) في قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ [آية: 111] . (3) أورده البغوي في تفسيره: 4/ 41، وقال: «وهذا القول بعيد، لأنه لم يسبق له ذكر» . وأبطله السهيلي في التعريف والإعلام: 148 وأورد الأدلة على ذلك. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 92 عن الضحاك، وابن زيد. وذكره الفراء في معانيه: 2/ 392، والماوردي في تفسيره: 3/ 425، والقرطبي في تفسيره: 15/ 116. [ ..... ] (5) هذه اللفظة الكريمة من الآية 87 من سورة الأنبياء، وقد وردت في سياق قصة يونس عليه السلام هناك. (6) ورد ذلك في عدة آثار، منها ما أخرجه عبد الرازق في تفسيره: 2/ 154 عن طاوس عن أبيه، والطبري في تفسيره: 23/ 98 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 121، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس. كما عزا إخراجه إلى أحمد في «الزهد» ، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن طاوس. وانظر تفسير البغوي: 4/ 42، وتفسير ابن كثير: 7/ 33. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 703 مِنَ الْمُدْحَضِينَ : المقروعين المغلوبين «1» . 145 فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ: بالفضاء. وَهُوَ سَقِيمٌ: كالصّبي المنفوس «2» . 146 مِنْ يَقْطِينٍ: [من] «3» قرع «4» ، أو ما يبسط ورقه على الأرض، «يفعيل» من قطن بالمكان «5» . 147 أَوْ يَزِيدُونَ: على شكّ المخاطبين «6» ، أو للإبهام كأنه قيل أحد العددين «7» . 158 وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً: قالوا: الملائكة بنات الله حتى قال لهم أبو بكر: فمن أمهاتهم «8» ؟. أو الْجِنَّةِ: الأصنام لأن الجنّ تكلّمهم منها وتغويهم فيها،   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 393، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 374، ومعاني الزجاج: 4/ 313. (2) في تفسير الطبري: 23/ 101: «وهو كالصبي المنفوس: لحم نيئ» . والنفوس: الطفل الصغير حين يولد. الصحاح: 3/ 985، واللسان: 6/ 239 (نفس) . (3) عن نسخة «ج» . (4) القرع: بإسكان الراء وتحريكها، نبات معروف، وأكثر ما تسميه العرب: الدّباء. اللسان: 8/ 269 (قرع) . (5) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 314، وانظر الصحاح: 6/ 2183، واللسان: 13/ 345 (قطن) ، والتعريف والإعلام للسهيلي: 149. (6) تفسير الطبري: 23/ 104، ومعاني الزجاج: 4/ 314، وزاد المسير: 7/ 90، وتفسير القرطبي: 15/ 132. وهو أولى الأقوال عند الفخر الرازي في تفسيره: 26/ 166. (7) انظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 314، وتفسير الفخر الرازي: 26/ 166. (8) أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 108 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 133، وزاد نسبته إلى آدم بن إياس، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن مجاهد رحمه الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 704 والنّسب: الشّركة، وهذا أولى لقوله: لَمُحْضَرُونَ أي: مزعجون في العذاب، فيكون على القول الأول لَمُحْضَرُونَ قائلو هذا القول. بِفاتِنِينَ «1» : مضلّين «2» . 164 مَقامٌ مَعْلُومٌ: لا يتجاوزه. 165 لَنَحْنُ الصَّافُّونَ: حول العرش «3» . 172 إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ: لم يقتل نبيّ أمر بالجهاد. وفي الحديث «4» : «من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر فليكن آخر كلامه في مجلسه: سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ ... الآيات. ومن سورة ص 1 ذِي الذِّكْرِ: [ذي] «5» الشّرف، أو ذكر الأنبياء والأمم، أو ذكر جميع أغراض القرآن «6» ، وجواب القسم محذوف ليذهب فيه القلب كلّ   (1) من قوله تعالى: ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ [آية: 162] . (2) معاني القرآن للفراء: 2/ 394، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 375، وتفسير الطبري: 23/ 109، والمفردات للراغب: 372. (3) وهو معنى قوله تعالى: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ [الزمر: آية: 75] . وانظر تفسير الماوردي: 3/ 430، وتفسير ابن كثير: 7/ 115. (4) أخرجه البغوي في تفسيره: 4/ 46 عن علي رضي الله تعالى عنه موقوفا. وأورده ابن كثير في تفسيره: 7/ 42، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الشعبي مرسلا، وأخرجه عبد الرازق في المصنف: 2/ 237، كتاب الصلاة، باب «التسبيح والقول وراء الصلاة» عن علي رضي الله عنه بلفظ: «من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل عند فروغه من صلاته ... » . [ ..... ] (5) عن نسخة «ج» . (6) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 376، وتفسير الطبري: 23/ 118، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 319، وتفسير الماوردي: 3/ 433، وزاد المسير: 7/ 98. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 705 مذهب، فيكون دليله أغزر وتجوزه أزجر «1» . [83/ أ] 2 فِي عِزَّةٍ: / منعة، وقيل «2» : حميّة الجاهلية. شِقاقٍ: خلاف وعداوة. 3 لاتَ حِينَ مَناصٍ: ليس حين ملجأ «3» ، ولا تعمل «لات» بالنصب إلا في «الحين» وحده لأنّها مشبّهة ب «ليس» فلا تقوى قوة المشبّه به «4» . 7 وفِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ: التّنصر، لأنها آخر الملل «5» . 9 أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ: فيمنعونك ما منّ الله به عليك من الرسالة. 10 فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ: أي: إلى السّماء فليأتوا منها بالوحي إلى من يشاءوا. 11 جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ: بشارة بهزيمتهم، فكانت يوم   (1) في «ك» وكتاب وضح البرهان: «وبحره أزخر» . (2) ذكره الطبري في تفسيره: 23/ 119، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 434 عن قتادة. (3) معاني القرآن للفراء: 2/ 397، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 176، والمفردات: 509. (4) راجع هذا المعنى في الكتاب لسيبويه: (1/ 57، 58) ، ومعاني القرآن للأخفش: 2/ 670، وتفسير الطبري: (23/ 121، 122) ، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 320، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 451. (5) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 23/ 126 عن ابن عباس، ومحمد بن كعب القرظي، والسدي. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 436 عن ابن عباس، وقتادة، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 146، وعزا إخراجه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد. كما نسبه إلى عبد حميد عن قتادة. وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 4/ 49، وزاد المسير: 7/ 103، وتفسير ابن كثير: 7/ 47. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 706 بدر «1» . وما صلة مقوية للنكرة المبتدأة. 12 ذُو الْأَوْتادِ: ذو الأبنية العالية كالجبال التي هي أوتاد الأرض. أو ذو الملك الثابت ثبات الوتد في الجدار «2» . 15 ما لَها مِنْ فَواقٍ: بالفتح والضم «3» مثل غمار النّاس وغمارهم، بل «الفواق» ما بين الحلبتين مقدار ما يفوق اللّبن فيه إلى الضّرع ويجتمع. و «الفواق» - بالضم- مصدر كالإفاقة مثل الجواب والإجابة، فالأول مقدار وقت الراحة والثاني نفي الإفاقة عن الغشية «4» . 16 عَجِّلْ لَنا قِطَّنا: حظّنا، أي: ما كتبت لنا من الرزق «5» . وقيل «6» : من الجنّة. وقيل» : من العذاب.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 130 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 147، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة. (2) في «ج» : الجبال. (3) قراءة الضم لحمزة، والكسائي، وقرأ باقي السبعة بفتح الفاء. السبعة لابن مجاهد: 552، والتبصرة لمكي: 311، والتيسير لأبي عمرو الداني: 187. (4) انظر توجيه القراءتين في معاني الفراء: 2/ 400، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 179، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: (377، 378) ، وتفسير الطبري: (23/ 132، 133) ، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 323. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 135 عن إسماعيل بن أبي خالد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 439، والقرطبي في تفسيره: 15/ 157 عن إسماعيل بن أبي خالد أيضا. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 135 عن السدي، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 439 عن سعيد بن جبير، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 50، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 109. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 148، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 134 عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة. وعقب الطبري- رحمه الله تعالى- على الأقوال السالفة بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب أن يقال: إن القوم سألوا ربهم تعجيل صكاكهم بحظوظهم من الخير أو الشر الذي وعد الله عباده أن يؤتيهموها في الآخرة قبل يوم القيامة في الدنيا استهزاء بوعيد الله ... » . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 707 17 ذَا الْأَيْدِ: ذا القوّة في الدين «1» ، فكان يقوم نصف كلّ ليلة ويصوم نصف كلّ شهر «2» . 19 كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ: يرجّع التسبيح معه «3» . وقيل «4» : رجّاع إلى ما يريده. 20 وَفَصْلَ الْخِطابِ: علم الحكم بين الناس «5» ، أو قطع ما خاطب   (1) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه عبد الرازق في تفسيره: 2/ 161 عن قتادة رحمه الله تعالى. وأخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 136 عن قتادة، وابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 148، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن قتادة. وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 2/ 401، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 179، ومعاني الزجاج: 4/ 323. (2) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 323، والماوردي في تفسيره: 3/ 439. وأخرج الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبّ الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه» . صحيح البخاري: 4/ 134، كتاب الأنبياء، باب «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود ... » . وصحيح مسلم: 2/ 816، كتاب الصيام، باب «النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به ... » . (3) معاني القرآن للزجاج: 4/ 324، وتفسير البغوي: 4/ 51، وزاد المسير: 7/ 111. (4) تفسير البغوي: 4/ 51، وزاد المسير: 7/ 111. قال ابن الجوزي: «هذا قول الجمهور» . (5) هو علم القضاء، وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 139 عن مجاهد، والسدي، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 440 عن ابن عباس، والحسن. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 154، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رحمه الله تعالى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 708 بعض بعضا «1» . 21 نَبَأُ الْخَصْمِ: يتناول العدد والفرد لأنّه لفظ المصدر، والمصدر للجنس «2» . تَسَوَّرُوا: أتوه من أعلى سوره، وجاء تَسَوَّرُوا، وهما اثنان لأن الاثنين جمع لأن الجمع ضم عدد إلى عدد «3» . 22 وَلا تُشْطِطْ: أشطّ في الحكم: عدل عن العدل وبعد عن الحق. شطّت به النّوى: تباعدت «4» . وشأنها أنّ جماعة من أعدائه «5»   (1) العبارة في وضح البرهان للمؤلف: 2/ 245: «كأنه قطع المخاطبة وفصل ما خاطب به بعض بعضا» . (2) تفسير الطبري: 23/ 140، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 325، والبيان لابن الأنباري: 2/ 314. (3) ينظر التبيان للعكبري: 2/ 1098، والبحر المحيط: 7/ 391. (4) ينظر معاني القرآن للفراء: 2/ 403، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 378، والمفردات للراغب: 260، واللسان: 7/ 334 (شطط) . (5) جمهور المفسرين على أن «الخصم» كانوا ملائكة. قال ابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 437: «ولا خلاف بين أهل التأويل أن هؤلاء الخصم إنما كانوا ملائكة بعثهم الله ضرب مثل لداود عليه السلام، فاختصموا إليه في نازله قد وقع هو في نحوها ... » . وقال القرطبي في تفسيره: 15/ 165: «ولا خلاف بين أهل التفسير أنه يراد به ها هنا ملكان» . ينظر أيضا تفسير الماوردي: 3/ 441، وزاد المسير: 7/ 118، وتفسير الفخر الرازي: 26/ 189، وتفسير البيضاوي: 2/ 307، وروح المعاني: 23/ 178. قال الكرماني في غرائب التفسير: 2/ 996: «اختلف المفسرون في «الخصم» فذهب الأكثرون إلى أنهم الملائكة. الغريب: كانا آدميين. العجيب: كانا ملكين على صورة آدميين. وقيل: لو كان ملكين لم يقولا: خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ، ولم يقولا: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً، لأن الملائكة لا تكذب ولا يبغي بعضهم على بعض، ولا يكونان خصمين، ولا يملكان النعجة ولا غيرها، بل كانا آدميين، دخلا بغير إذنه في غير وقت الخصوم ففزع منهم، ولا يأمرهم الله بالكذب أيضا. وذهب بعضهم إلى أنهما كانا ملكين، وقالا: أرأيت إن كنا خصمين بغى بعضنا على بعض ... إلى آخر الآية. وقيل: تقديره، ما تقول: خصمان قال بغى بعضنا على بعض «الآيات، إنما هو مثل» اه-. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 709 تسوّروا محرابه وقصدوه بسوء في وقت غفلة «1» ، فلما رأوه متيقظا انتقض تدبيرهم، فاخترع بعضهم خصومة أنهم قصدوه لأجلها، ففزع منهم، فقالوا: لا بأس. [83/ ب] خَصْمانِ «2» : / فقال داود: لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ. أي [إن] «3» كان الأمر كما تقول، فحلم عنهم وصبر مع الأيد «4» وشدّة الملك. 24 وَخَرَّ راكِعاً: وقع من ركوعه إلى سجوده «5» . وَأَنابَ: إلى الله شكرا لما وفّقه من الصّبر والحلم. فَاسْتَغْفَرَ: لذنوب القوم، أو قال: ربّ اغفر لي ولهم. 25 فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ: أي: لأجله. وقيل في تأويل خطيئته: إنّ الخصم لما قال: إِنَّ هذا أَخِي لَهُ كان الواجب أن يسأله تصحيح دعواه، أو يسأل الخصم الآخر عنه، فعجّل وقال: لَقَدْ ظَلَمَكَ «6» ، وإن ثبت حديث .....   (1) في «ج» : غفلته. (2) يريد قوله تعالى: خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ ... وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ. (3) ما بين معقوفين عن «ك» . (4) أي: القوة، وقد تم بيان هذا المعنى قبل قليل. [ ..... ] (5) قال ابن العربي في أحكام القرآن: 4/ 1639: «لا خلاف بين العلماء أن الركوع ها هنا السجود لأنه أخوه إذ كل ركوع سجود، وكل سجود ركوع فإن السجود هو الميل، والركوع هو الانحناء، وأحدهما يدل على الآخر، ولكنه قد يختص كل واحد منهما بهيئة، ثم جاء على تسمية أحدهما بالآخر، فسمى السجود ركوعا» . وانظر تفسير الماوردي: 3/ 443، وزاد المسير: 7/ 122، وتفسير القرطبي: 15/ 182. (6) أورده النحاس في إعراب القرآن: 3/ 461، والماوردي في تفسيره: 3/ 443. وقال ابن العربي- رحمه الله- في أحكام القرآن: 4/ 1638: «أما من قال: إنه حكم لأحد الخصمين قبل أن يسمع من الآخر فلا يجوز ذلك على الأنبياء ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 710 أوريا «1» ، فخطيئته خطبته على خطبته «2» ، أو استكثاره من النساء، ويكون فَغَفَرْنا لَهُ بعد الإنابة وإن كانت خطيئته مغفورة فتكون مغفرة على مغفرة. 23 أَكْفِلْنِيها: اجعلني كافلها وانزل أنت عنها «3» . وَعَزَّنِي: غلبني «4» . 31 الصَّافِناتُ الْجِيادُ: القائمة على ثلاث قوائم «5» [الثّانية] «6» رابعتها.   (1) لم يثبت هذا الحديث ورد جماهير العلماء هذه الرواية الدخيلة، الذي يتنزه عن ارتكاب بعض ما جاء فيها الفضلاء من الناس فضلا عن أنبياء الله المعصومين. قال القاضي- رحمه الله تعالى- في الشفا: 2/ 827: «وأما قصة داود عليه السلام فلا يجب أن يلتفت إلى ما سطّره فيه الأخباريون من أهل الكتاب الذين بدلوا وغيروا، ونقله بعض المفسرين، ولم ينص الله على شيء من ذلك ولا ورد في حديث صحيح ... » . ورده- أيضا- ابن العربي في أحكام القرآن: 4/ 1636، والفخر الرازي في تفسيره: 26/ 189 الذي أورد أدلة قوية في بطلان هذه القصة. وانظر البحر المحيط: 7/ 393، وتفسير ابن كثير: 7/ 51. (2) ذكره ابن العربي في أحكام القرآن: 4/ 1639، وقال: «وهذا باطل يرده القرآن والآثار التفسيرية كلها» . (3) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 327. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 379، وتفسير الطبري: 23/ 143، وتفسير القرطبي: 15/ 174. (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 404، وغريب القرآن لليزيدي: 322، ومعاني الزجاج: 4/ 327. (5) قال الزجاج في معانيه: 4/ 330: «الصافنات: الخيل القائمة، وقال أهل اللّغة وأهل التفسير: الصافن: القائم الذي يثنى إحدى يديه أو إحدى رجليه حتى يقف بها على سنبكه- وهو طرف الحافر- فثلاث من قوائمه متصلة بالأرض، وقائمة منها تتصل بالأرض طرف حافرها ... » . ينظر- أيضا- تفسير الماوردي: 3/ 445، وتفسير البغوي: 4/ 60، واللسان: 13/ 248 (صفن) . (6) في الأصل: «النايئة» ، والمثبت في النص عن «ك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 711 32 أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ: آثرت حبّ المال «1» على ذكر ربّي. حَتَّى تَوارَتْ: أي: الخيل «2» ، أو الشمس «3» ، ودلّ عليها إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ. 33 فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ: كواها في الأعناق والقوائم «4» ، وجعلها حبيسا في سبيل الله مسوّمة كفارة لصلاة فاتته، أو ذبحها وعرقبها «5» وتصدّق بلحومها كفارة. وقيل «6» : جعل يمسح أعراف الخيل وعراقيبها حبّا لها.   (1) أخرج عبد الرزاق نحو هذا القول في تفسيره: 2/ 163 عن الحسن، وقتادة. وأخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 155 عن قتادة، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 177، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن، وقتادة رحمهما الله تعالى. كما عزا إخراجه إلى ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. (2) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 446، وقال: «حكاه ابن عيسى» . ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 456 عن بعض المفسرين ولم يسمهم، وعده الكرماني في غرائب التفسير: 2/ 1000 من غرائب الأقوال، وعزاه إلى ابن عيسى. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 155 عن ابن مسعود رضي الله عنه. ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 60 عن مقاتل. وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 456، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 130، والقرطبي في تفسيره: 15/ 196، وقال: «الأكثر في التفسير أن التي تواترت بالحجاب هي الشمس» . (4) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 61، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 132، وقال: «حكاه الثعلبي» . (5) أي: قطع عرقوبهما، وفي الصحاح: 1/ 180 (عرقب) : العصب الغليظ ... وعرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 446 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 178، وزاد نسبته إلى أبي حاتم عن ابن عباس أيضا، ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 61 عن الزهري، وابن كيسان، ثم قال: «وهذا قول ضعيف» . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 712 34 فَتَنَّا سُلَيْمانَ: خلّصناه «1» ، أو ابتليناه «2» . وسبب فتنته قربانه بعض نسائه في الحيض. وقيل: احتجابه عن النّاس ثلاثة أيام. وقيل «3» : تزوّجه في غير بني إسرائيل. وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً: أي: ألقيناه لأنه مرض فصار كالجسد الملقى «4» . ثُمَّ أَنابَ: إلى الصحة. 35 لا يَنْبَغِي: لا يكون لأنه لما مرض عرض لقلبه زوال ملك الدنيا،   (1) من قولهم: فتنت الذهب إذا خلصته، وهو أن يذاب بالنار ليتميز الرديء من الجيد. الصحاح: 6/ 2175، والمفردات للراغب: 371، واللسان: 13/ 317 (فتن) . (2) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 446 عن السدي. (3) وردت هذه الأقوال في كتب التفسير، مثل تفسير الماوردي: 3/ 447، وتفسير البغوي: 4/ 64، وزاد المسير: (7/ 133، 134) ، وتفسير القرطبي: 15/ 199. وأوردها الفخر الرازي في تفسيره: 26/ 208، وعقب عليها بقوله: «واعلم أن أهل التحقيق استبعدوا هذا الكلام ... » ، ثم ذكر الوجوه التي رد بها هذه الأقوال. (4) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 448 عن ابن بحر. وأورده ابن عطية في المحرر الوجيز: 12/ 461، وغيره من الأقوال في الآية، ثم قال: «وهذا كله غير متصل بمعنى هذه الآية» . وذكر القرطبي في تفسيره: 15/ 202 القول الذي ذكره المؤلف فقال: «وقيل: إن الجسد كان سليمان نفسه وذلك أنه مرض مرضا شديدا حتى صار جسدا، وقد يوصف به المريض المضني فيقال: كالجسد الملقى» اه. وأخرج الإمام البخاري في صحيحه: 3/ 209، كتاب الجهاد والسير، باب «من طلب الولد للجهاد» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على مائة امرأة- أو تسع وتسعين- كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلّا امرأة واحدة جاءت بشق رجل، والذي نفس محمد بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون» . قال القاضي عياض في الشفا: 2/ 835، «قال أصحاب المعاني: والشق هو الجسد الذي ألقى على كرسيه حين عرض عليه، وهي عقوبته ومحنته» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 713 فسأل ملك الآخرة «1» . 36 حَيْثُ أَصابَ: قصد وأراد «2» . يقال: أصاب الصواب فأخطأ الجواب «3» . 41 بِنُصْبٍ: بضرّ «4» ، وبِنُصْبٍ «5» تعب، وإنما اشتكى وسوسة الشّيطان لا المرض، لقوله: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً: كان الشّيطان يوسوس أن [84/ أ] داءه يعدي، فأخرجوه واستقذروه، وتركته امرأته «6» /. 42 ارْكُضْ بِرِجْلِكَ: حرّكها واضرب بها الأرض، فضرب فنبعت عينان «7» . 43 وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ: كانوا مرضى فشفاهم، وقيل «8» : غائبين فردّهم. وقيل «9» : موتى فأحياهم.   (1) ذكر نحوه الفخر الرازي في تفسيره: 6/ 210. (2) ذكره الفراء في معانيه: 2/ 405، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 183، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 379، وأخرجه الطبري في تفسيره: 23/ 167 عن ابن عباس، ومجاهد، والحسن، والسدي، والضحاك، وابن زيد. قال الزجاج في معانيه: 4/ 333: «إجماع المفسرين وأهل اللغة أنه حيث أراد، وحقيقته: قصد وكذلك قولك للمجيب في المسألة: أصبت، أي: قصدت فلم تخطئ الجواب» . (3) عن الأصمعي في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 380، وتفسير الماوردي: 3/ 450، وتفسير القرطبي: 15/ 205، واللسان: 1/ 535 (صوب) . (4) معاني القرآن للفراء: 2/ 406، ومعاني الزجاج: 4/ 334، وتفسير القرطبي: 15/ 207. (5) بفتح النون والصاد، قراءة يعقوب من القراء العشرة، وتنسب هذه القراءة أيضا إلى الحسن، وعاصم الجحدري. ينظر الغاية لابن مهران: 250، والنشر: 3/ 277، والبحر المحيط: 7/ 400. (6) ينظر تفسير الطبري: 23/ 168، وتفسير ابن كثير: 7/ 65. (7) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 23/ 166 عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 193، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن قتادة أيضا. (8) ذكر الماوردي هذين القولين في تفسيره: (3/ 452، 453) ، وقال: «حكاهما ابن بحر» . (9) ذكر الزجاج في معاني القرآن: 4/ 335، والماوردي في تفسيره: 3/ 453، وقال: «عليه الجمهور» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 714 مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ: أي: الخول والمواشي، أو وهب لهم من أولادهم مثلهم «1» . 44 وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً: جاءته بأكثر مما كانت تأتيه من خير الخبز، فاتهمها «2» . والضغث: الحزمة من الحشيش «3» . 45 أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ: القوى في العبادة والبصائر في الدين «4» . 46 بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ: إذا نونت الخالصة كانت ذِكْرَى الدَّارِ بدلا عنها، أي: أخلصناهم بذكرى الدار بأن يذكروا بها، أو يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: بخالصة هي ذكر الدار. وإن لم تنون «5» كانت «الخالصة» صفة لموصوف محذوف، أي:   (1) تفسير الماوردي: 3/ 453، والمحرر الوجيز: 12/ 468. [ ..... ] (2) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 543 عن سعيد بن المسيب، وكذا القرطبي في تفسيره: 15/ 212. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 185، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 381، ومعاني الزجاج: 4/ 335، واللسان: 2/ 164 (ضغث) . (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 170 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 197، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 197، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أيضا. وانظر هذا القول في معاني الزجاج: 4/ 336، وتفسير الماوردي: 3/ 454، وتفسير البغوي: 4/ 66. (5) هذه قراءة نافع كما في السبعة لابن مجاهد: 554، والتبصرة لمكي: 311، والتيسير للداني: 188. وانظر توجيه القراءتين في معاني القرآن للزجاج: 4/ 336، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 467، والكشف لمكي: (2/ 231، 232) ، والبحر المحيط: 7/ 402. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 715 بخصلة خالصة ذكر الدار. وفي الخبر «1» : أن «الخالصة» هي الكتب المنزلة التي فيها ذكر الدار. وعن مقاتل «2» : أَخْلَصْناهُمْ: بالنّبوّة، وذكر الدار: الآخرة، أي: يكثرون ذكرها. 49 هذا ذِكْرٌ: أي: شرف يذكرون به، وإنّ لهم مع ذلك لَحُسْنَ مَآبٍ. 52 أَتْرابٌ: على مقدار أسنان الأزواج «3» . 57 هذا فَلْيَذُوقُوهُ: الأمر هذا حميم منه، حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ منتن مظلم «4» بالتخفيف «5» ، والتشديد غسق الجرح سال، وغسق اللّيل: أظلم «6» . 58 وَآخَرُ: عذاب آخر. مِنْ شَكْلِهِ: شكل ما تقدم ذكره، ويجوز أن يتعلق ب آخَرُ. أي: وعذاب آخر كائن من هذا الشّكل، ثم أَزْواجٌ صفة بعد صفة «7» . 59 هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ: هم فوج بعد فوج يقتحمون النّار، فالفوج   (1) أورده الماوردي في تفسيره: 3/ 455، وقال: «وهذا قول مأثور» . (2) ينظر قول مقاتل في تفسير الماوردي: 3/ 455. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 455. (4) تفسير الطبري: 23/ 178، وتفسير الماوردي: 3/ 456، وتفسير البغوي: 4/ 67، وتفسير القرطبي: 15/ 222. (5) بتخفيف السين قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، وأبي بكر عن عاصم، وتشديد السين قراءة حمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم. السبعة لابن مجاهد: 555، والتبصرة لمكي: 312، والتيسير للداني: 188. (6) ينظر المفردات للراغب: 361، والكشاف: 3/ 379، واللسان: 10/ 288 (غسق) . (7) التبيان للعكبري: 2/ 1105، والبحر المحيط: 7/ 406. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 716 الأول: الشّياطين، والثاني: الإنس «1» ، أو الأول الرؤساء، والثاني الأتباع «2» . لا مَرْحَباً بِهِمْ: لا اتسعت أماكنهم. 63 أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا: من الاستفهام الذي معناه التوبيخ، أي: كانوا من السّقوط بحيث يسخر منهم. 61 عَذاباً ضِعْفاً: لكفرهم ولدعائهم إليه. 69 بِالْمَلَإِ الْأَعْلى: بالملائكة «3» اختصموا في آدم حين قيل لهم «4» : إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً. 72 نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي: توليت خلقه من غير سبب كالولادة التي تؤدي إليها، وكذا تفسير لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ كلّ ذلك لتحقيق الإضافة، وأنّه لم يكن بأمّ أو بسبب. 84 فَالْحَقُّ: [رفعه على أنه خبر المبتدأ، أي: قال: أنا الحق] «5» نصبه على التفسير «6» ، فقدّمه، أي: لأملأنّ جهنّم حقّا/. [84/ ب]   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 456 عن الحسن. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 180 عن قتادة، ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 67، والقرطبي في تفسيره: 15/ 223 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (3) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (23/ 183، 184) عن ابن عباس، وقتادة، والسدي. وأخرجه عبد الرازق في تفسيره: (2/ 168، 169) عن الحسن. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 202، وزاد نسبته إلى محمد بن نصر المروزي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. كما عزا إخراجه إلى عبد بن حميد، ومحمد بن نصر المروزي عن قتادة. ينظر هذا القول- أيضا- في تفسير الماوردي: 3/ 458، وتفسير البغوي: 4/ 69، وزاد المسير: 7/ 154، وتفسير القرطبي: 15/ 226. [ ..... ] (4) سورة البقرة: آية: 30. (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (6) على قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر، والكسائي. السبعة لابن مجاهد: 557، والتبصرة لمكي: 312، والتيسير للداني: 188. وانظر توجيه هذه القراءة في تفسير الطبري: 23/ 187، وإعراب القرآن للنحاس: 3/ 474، والكشف لمكي: 2/ 234، والبحر المحيط: 7/ 411. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 717 وَالْحَقَّ أَقُولُ: اعتراض أو قسم «1» ، كقولك: عزمة «2» صادقة لآتينّك. ومن سورة الزمر 1 لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ: ما لا رياء له «3» . وقيل «4» : الطاعة بالعبادة المستحق بها الجزاء لأنه لا يملكه إلّا هو. إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي: لحجته، أو لثوابه. 6 فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ: ظلمة البطن والرحم والمشيمة «5» . 9 أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ: استفهام محذوف الجواب، أي: كمن هو غير قانت «6» .   (1) معاني القرآن للفراء: 2/ 412، والبيان لابن الأنباري: 2/ 320، والتبيان للعكبري: 2/ 1107. (2) أشار ناسخ الأصل إلى نسخة أخرى ورد فيها «عزيمتي» . وانظر هذه العبارة في معاني الفراء: 2/ 412. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 460. (4) تفسير الطبري: 23/ 191، وزاد المسير: 7/ 161. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 23/ 196 عن ابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة، والضحاك. وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 382، والزجاج في معانيه: 4/ 345، والماوردي في تفسيره: 3/ 461. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: (7/ 163، 164) ، وقال: «قاله الجمهور» . (6) معاني القرآن للفراء: 2/ 417، والبيان لابن الأنباري: 2/ 322، والبحر المحيط: 7/ 419. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 718 15 خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ: بإهلاكها في النّار، وَأَهْلِيهِمْ: بأن لا يجدوا في النّار أهلا مثل ما يجد أهل الجنة «1» . أو أهليهم الذين كانوا أعدّوا لهم من الحور «2» . 16 لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ: الأطباق والسّرادقات. وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ: الفرش والمهاد، وهي ظلل وإن كانت من تحت لأنّها ظلّل من هو تحتهم «3» . 19 أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ: معنى الألف هنا التوقيف «4» ، وألف أَفَأَنْتَ مؤكدة معادة لما طال الكلام، ومعنى الكلام: إنّك لا تقدر على إنقاذ من أضلّه الله. 21 يَهِيجُ: ييبس «5» ، حُطاماً: فتاتا متكسرا «6» .   (1) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 464 عن مجاهد، وابن زيد. وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 169. (2) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 464، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 169 عن الحسن، وقتادة، ونقله أبو حيان في البحر: 7/ 420 عن الحسن رحمه الله. (3) تفسير البغوي: 4/ 74، والمحرر الوجيز: (12/ 518، 519) ، وزاد المسير: 7/ 169، وتفسير القرطبي: 15/ 343، والبحر المحيط: 7/ 420. (4) عن معاني الزجاج: 4/ 349، ونص كلام الزجاج هناك: «هذا من لطيف العربية، ومعناه معنى الشرط والجزاء وألف الاستفهام ها هنا معناها معنى التوقيف، والألف الثانية في أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ جاءت مؤكدة معادة لمّا طال الكلام، لأنه لا يصلح في العربية أن تأتي بألف الاستفهام في الاسم وألف أخرى في الخبر. والمعنى: أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذه؟ ومثله: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ [المؤمنون: 35] ، أعاد أَنَّكُمْ ثانية، والمعنى: أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما مخرجون ... » . وانظر تفسير الطبري: 23/ 208، والمحرر الوجيز: 12/ 521. (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 383، وتفسير الطبري: 23/ 208، واللسان: 2/ 395 (هيج) . [ ..... ] (6) معاني القرآن للزجاج: 4/ 351، والمفردات للراغب: 123. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 719 22 فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ: أي: للقاسية من ترك ذكر الله. 23 كِتاباً مُتَشابِهاً: يشبه بعضه بعضا، مَثانِيَ: ثنّي فيها أقاصيص الأنبياء، وذكر الجنّة والنّار «1» . أو يثنّى فيها الحكم بتصريفها في ضروب البيان، أو يثنّى في القراءة فلا تملّ «2» . 28 غَيْرَ ذِي عِوَجٍ: غير معدول به عن جهة الصّواب. 29 مُتَشاكِسُونَ: متعاسرون «3» ، خلق شكس. ورجلا سالما «4» : خالصا ليس لأحد فيه شركة، ليطابق قوله: رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ، وسَلَماً «5» : مصدر سلم سلما: خلص خلوصا. 42 وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها: أي: يقبضها عن الحسّ والإدراك مع بقاء الروح. قال عليّ «6» رضي الله عنه: «الرؤيا من النّفس في السّماء، والأضغاث   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 383، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 467 عن ابن زيد. (2) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 467 عن ابن عيسى، وذكره الزمخشري في الكشاف: 3/ 395، والقرطبي في تفسيره: 15/ 249. (3) هذا قول المبرد، وهو من: شكس يشكس فهو شكس، مثل: عسر يعسر عسرا فهو عسر. (إعراب القرآن للنحاس: 4/ 10) . وانظر تفسير المشكل لمكي: 303، واللسان: 6/ 112 (شكس) . (4) بالألف وكسر اللام، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: 562، والتبصرة لمكي: 314، والتيسير للداني: 189. (5) قراءة نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وابن عامر. وانظر توجيه القراءتين في معاني القرآن للزجاج: 4/ 352، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 10، والكشف لمكي: 2/ 338. قال الزمخشري في الكشاف: 3/ 397: «وقرئ سَلَماً بفتح الفاء والعين، وفتح الفاء وكسرها مع سكون العين، وهي مصادر «سلم» ، والمعنى: ذا سلامة لرجل، أي: ذا خلوص له من الشركاء، من قولهم: سلمت له الضيعة» . (6) أورده الماوردي في تفسيره: 3/ 471 مع اختلاف في بعض ألفاظه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 720 منها قبل الاستقرار في الجسد يلقيها الشّياطين» . وقال ابن عبّاس «1» رضي الله عنهما: «لكلّ جسد نفس وروح، فالأنفس تقبض في المنام دون الأرواح» . 45 اشْمَأَزَّتْ: انقبضت «2» . 49 إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ: أي: سأصيبه «3» ، أو بعلم علّمنيه الله «4» . أو على علم يرضاه عني «5» . 56 أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ: لئلا تقول «6» ، أو كراهة أن تقول/ «7» . [85/ أ] يا حَسْرَتى: الألف بدل ياء الإضافة لمدّ الصّوت بها في الاستغاثة «8» . فِي جَنْبِ اللَّهِ: في طاعته «9» ، أو أمره «10» . يقال: صغر في جنب ذلك، أي: أمره وجهته لأنّه إذا ذكر بهذا الذكر دلّ على اختصاصه به من وجه قريب من معنى صفته.   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 470، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 230، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما. (2) تفسير الطبري: 24/ 10، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 15، وتفسير القرطبي: 15/ 264. (3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 471، وقال: «حكاه النقاش» . (4) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 471 عن الحسن، وكذا القرطبي في تفسيره: 15/ 266. (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 471 عن ابن عيسى. (6) ذكره الطبري في تفسيره: 24/ 18، ونقله النحاس في إعراب القرآن: 4/ 17 عن الكوفيين. (7) قال الزجاج في معانيه: 4/ 359: «المعنى: اتبعوا أحسن ما أنزل خوفا أن تصيروا إلى حال يقال فيها هذا القول، وهي حال الندامة ... » . [ ..... ] (8) ينظر تفسير الطبري: 24/ 18، وتفسير القرطبي: 15/ 270، والبحر المحيط: 7/ 435. (9) نقل البغوي هذا القول في تفسيره: 4/ 85 عن الحسن رحمه الله، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 192، والقرطبي في تفسيره: 15/ 271. (10) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 19 عن مجاهد، والسدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 721 السَّاخِرِينَ: المستهزئين. 61 بِمَفازَتِهِمْ: ما فازوا به من الإرادة «1» . 67 وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ: في حكمه وتحت أمره «2» . 68 فَصَعِقَ: مات «3» ، أو غشي عليهم «4» . إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ: من الملائكة «5» . ثُمَّ نُفِخَ: يقال: بين النّفختين أربعون سنة «6» . 71 زُمَراً: أمما.   (1) تفسير الماوردي: 3/ 473. (2) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 7/ 104: «وقد وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة، والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف» . (3) ذكره الطبري في تفسيره: 24/ 30، والزجاج في معانيه: 4/ 362، والماوردي في تفسيره: 3/ 474، وقال: «وهو قول الجمهور» . ينظر أيضا تفسير البغوي: 4/ 87. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 474، وقال: «حكاه ابن عيسى» . (5) راجع الاختلاف في المستثنين في هذه الآية عند تفسير قوله تعالى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ [النمل: 87] . ورجح الطبري في تفسيره: 24/ 30 القول الذي أورده المؤلف رحمه الله. (6) ورد هذا القول في أثر طويل أخرجه ابن أبي داود في كتاب البعث: 80 عن أبي هريرة مرفوعا، وأخرجه ابن مردويه كما في فتح الباري: 8/ 552، والدر المنثور: 7/ 252 عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. قال الحافظ ابن حجر: «وهو شاذ» . وأخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله تعالى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بين النفختين أربعون. قالوا: يا أبا هريرة! أربعون يوما، قال: أبيت. قال: أربعون سنة، قال: أبيت، قال: أربعون شهرا، قال: أبيت ... » . ينظر صحيح البخاري: 6/ 34، كتاب التفسير، باب قوله: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ. وصحيح مسلم: 4/ 2270، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب «ما بين النفختين» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 722 73 وَفُتِحَتْ أَبْوابُها: واو الحال، أي: يجدونها عند المجيء مفتّحة الأبواب، وأمّا النّار فمغلقة لا تفتح إلّا عند دخولهم «1» . 71 حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ: ظهر حقّها بمجيء مصداقها. 74 وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ: أرض الجنّة «2» لأنّها صارت لهم في آخر الأمر كما يصير الميراث «3» . 75 حَافِّينَ: محدقين مطيفين «4» . ومن سورة المؤمن في الحديث «5» : «مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب» . 3 وَقابِلِ التَّوْبِ: جمع «توبة» ك «دومة» ودوم، و «عومة» وعوم. أو   (1) ينظر معاني القرآن للزجاج: 4/ 364، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 23، وزاد المسير: 7/ 199، والمحرر الوجيز: 12/ 571، وتفسير القرطبي: 15/ 285. (2) هذا قول أكثر المفسرين كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 384، وتفسير الطبري: 24/ 37، ومعاني القرآن للزجاج، 4/ 364، وتفسير الماوردي: 3/ 476، وتفسير القرطبي: 15/ 287. (3) عن تفسير الماوردي: 3/ 476. (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 192، وتفسير الطبري: 24/ 37، ومعاني الزجاج: 4/ 463. (5) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 365 مرفوعا، وكذا القرطبي في تفسيره: 15/ 288، وعزاه إلى الثعلبي. وهو أيضا في المحرر الوجيز: 14/ 111 (ط. المغرب) ، والبحر المحيط: 7/ 446. والحبرات جمع حبرة: ضرب من برود اليمن، والحبير من البرود ما كان موشيا مخططا. النهاية لابن الأثير: 1/ 328، واللسان: 4/ 159 (حبر) . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 723 مصدر مثل «توبة «1» . ذِي الطَّوْلِ: ذي الإنعام الطويل مدّته «2» . وَالْأَحْزابُ: عاد وثمود «3» . 6 وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ: أي: على مشركي العرب كما حقّت على من قبلهم. أَنَّهُمْ: بدل من كَلِمَةُ. 7 وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً: هذا مما نقل فيه الفعل إلى الموصوف مبالغة، نحو: طبت به نفسا، والتقدير: وسعت رحمتك وعلمك كلّ شيء. 10 لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ: حين يقول أهل النّار: مقتنا أنفسنا، وهي لام الابتداء «4» ، أو لام القسم «5» . 15 يُلْقِي الرُّوحَ: الوحي الذي يحيي به القلوب، أو يرسل جبريل. يَوْمَ التَّلاقِ: يوم يتلقى «6» الأولون والآخرون «7» . أو يتلقى أهل   (1) معاني القرآن للأخفش: 2/ 674، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 26، والمحرر الوجيز: 14/ 113. (2) تفسير القرطبي: 15/ 291، واللسان: 11/ 414 (طول) . (3) ينظر تفسير الطبري: 24/ 42، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 366، والكشاف: 3/ 415، وتفسير القرطبي: 15/ 293. (4) هذا قول الأخفش في معانيه: 2/ 675، ونص كلامه: «فهذه اللام هي لام الابتداء، كأنه: ينادون يقال لهم، لأن النداء قول، ومثله في الإعراب، يقال: لزيد أفضل من عمرو» . وحكى الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 47 عن البصريين. وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 27، وتفسير القرطبي: 15/ 296. (5) اختاره الطبري في تفسيره: 24/ 47. (6) في «ج» : يلتقي. (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 482، وقال: «وهو معنى قول ابن عباس» . وانظر هذا القول عن ابن عباس رضي الله عنهما في زاد المسير: 7/ 211، وتفسير القرطبي: 15/ 300. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 724 السماء والأرض «1» ، أو يلقى فيه المرء عمله «2» . 16 لِمَنِ الْمُلْكُ: يقوله بين النّفختين «3» ، أو في القيامة «4» فيجيب الخلائق: لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ. 18 يَوْمَ الْآزِفَةِ: القيامة «5» ، أو يوم الموت «6» الذي هو قريب. إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ: تلصق بالحنجرة لا ترجع ولا تخرج فيستراح. كاظِمِينَ: ساكتين «7» / مغتمين، حال محمولة على المعنى إذ [85/ ب]   (1) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرازق في تفسيره: 2/ 180 عن قتادة، وأخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 50 عن قتادة، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 279، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة. (2) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 94 دون عزو، وكذا ابن عطية في المحرر الوجيز: 14/ 123. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 211، وقال: «حكاه الثعلبي» . وذكر القرطبي في تفسيره: 15/ 300 الأقوال السابقة وقال: «وكله صحيح المعنى» . (3) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 483 عن محمد بن كعب القرظي. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 483، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 212 وقال الماوردي رحمه الله: «وفي المجيب عن هذا السؤال قولان: أحدهما: أن الله هو المجيب لنفسه وقد سكت الخلائق لقوله، فيقول: لله الواحد القهار. قاله عطاء. الثاني: أن الخلائق كلهم يجيبه من المؤمنين والكافرين، فيقولون: لله الواحد القهار. قاله ابن جريج» . (5) وهو قول الجمهور كما في زاد المسير: 7/ 212. وأخرجه الطبري في تفسيره: 24/ 52 عن مجاهد، وقتادة، والسدي، وابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 281، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد. (6) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 483 عن قطرب، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 212. (7) المفردات للراغب: 432، واللسان: 12/ 520 (كظم) . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 725 الكاظمون أصحاب القلوب «1» . 28 يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ: هذا باب من النظر يذهب فيه إلى إلزام الحجة بأيسر الأمر، وليس فيه نفي الكلّ. قال الشاعر- وهو النّابغة «2» -: قد يدرك المتأنّي بعض حاجته ... وقد يكون من المستعجل الزّلل فكان مؤمن آل فرعون- وهو حزبيل «3» -، وكان لفرعون بمنزلة وليّ العهد قال: أقل ما يكون في صدقه: أن يصيبكم بعض الذي يعدكم، وفي بعض ذلك هلاككم. 19 خائِنَةَ الْأَعْيُنِ: هو مسارقة النّظر «4» ، أو النظر إلى ما نهي عنه «5» ، أي: يعلم الأعين الخائنة. 46 يُعْرَضُونَ: تجلد «6» جلودهم في النّار غدوة وعشيا بهذه المقادير من ساعات الدنيا. قال الحسن «7» : وجميع أهل النّار تعرض أرواحهم على النّار غير   (1) معاني القرآن للزجاج: 4/ 369، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 29، والتبيان للعكبري: 2/ 1117. (2) كذا في الأصل ولم يرد اسمه في نسخة (ك) ، والصحيح أنه القطامي والبيت في ديوانه: 2 من قصيدة طويلة، وبعده: والناس من يلق خيرا قائلون له ... ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل (3) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 485 عن الكلبي، وعزاه البغوي في تفسيره: 4/ 96 إلى ابن عباس رضي الله عنهما وأكثر العلماء. وقيل في اسمه: «شمعان» بالشين المعجمة، قال السهيلي في التعريف والإعلام: 151: «وهو أصح ما قيل فيه» . وانظر الاختلاف فيه في زاد المسير: 7/ 217، وتفسير القرطبي: 15/ 306. (4) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 484 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وذكره البغوي في تفسيره: 4/ 95 دون عزو. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 54 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 282 وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا. (6) في «ج» : تجدد. (7) لم أقف على تخريج هذا الأثر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 726 أنّ لأرواح آل فرعون من الألم والعذاب ما ليس لغيرهم، وكذلك أرواح المؤمنين يغدا بها ويراح على أرزاقها في الجنّة، غير أنّ لأرواح الشّهداء من السّرور واللّذة ما ليس لغيرهم، فاستدلّ بهذا من قوله على أنه يذهب إلى أنّ الأرواح أجسام. 74 بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً: ليس بإنكار، إذ لا يكذبون في تلك النّار، ولكنه كقولك: ما صنعت شيئا ولم أك في شيء. سورة حم السجدة 4 لا يَسْمَعُونَ: لا يقبلون «1» . 9 خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ: ثم قال: فِي أَرْبَعَةِ: أي: الإكمال والإتمام في «أربعة» . 8 سَواءً: مصدر، أي: استوت سواء «2» ، ورفعه «3» على تقدير: فهي سواء. لِلسَّائِلِينَ: معلّق بقوله: وَقَدَّرَ لأنّ كلّا يسأل الرزق «4» . 8 مَمْنُونٍ: منقوص «5» . 12 فَقَضاهُنَّ: أحكم خلقهنّ «6» .   (1) أي: لا يسمعون سماع قبول. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 196، ومعاني الزجاج: 4/ 381، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 50. (3) وهي قراءة أبي جعفر كما في تفسير الطبري: 24/ 98، والبحر المحيط: 7/ 486، والنشر: 3/ 288. (4) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 381. (5) تفسير الطبري: 24/ 93، والمفردات للراغب: 474. (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 288، ومعاني الزجاج: 4/ 381، وتفسير الماوردي: 3/ 498. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 727 11 أَتَيْنا طائِعِينَ: لم يمتنع عليه كونهما وكانتا كما أراد، وجمع العقلاء لأنّ الخبر عنهما وعمّن يكون فيهما من العباد المؤمنين. ريح صرصر «1» : باردة «2» . 16 نَحِساتٍ: صفة مثل: حذر وفزع «3» . ونَحِساتٍ: ساكنه الحاء «4» مصدر وجمعه لاختلاف أنواعه ومرّاته، أو نحسات هي الباردات «5» ، والنّحس: البرد «6» . 17 صاعِقَةُ: صيحة جبريل «7» عليه السّلام. [86/ أم] 20 حَتَّى إِذا ما جاؤُها: «ما» بعد/ «إذا» تفيد معنى «قد» في تحقيق الفعل «8» . 19 يُوزَعُونَ: يدفعون «9» . 21 وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ: كناية عن الفروج «10» .   (1) في قوله تعالى: فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ ... [آية: 16] . [ ..... ] (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 102 عن قتادة، والضحاك، والسدي. (3) الكشاف: 3/ 449، والبحر المحيط: 7/ 490. (4) قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد: 576، والتبصرة لمكي: 319، والتيسير: 193. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 499 عن النقاش، وكذا القرطبي في تفسيره: 15/ 348. (6) اللسان: 6/ 227 (نحس) . (7) ينظر هذا القول في تفسير الماوردي: 2/ 219، وتفسير البغوي: 2/ 391، وتفسير القرطبي: 9/ 61. (8) ذكر المؤلف- رحمه الله- هذا القول في وضح البرهان: 2/ 267 عن المغربي، والعبارة هناك: «ما إذا جاءت بعد إذا أفاد معنى «قد» في تحقيق وقوع الفعل الماضي» . (9) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 197، وتفسير البغوي: 4/ 112، وتفسير القرطبي: 15/ 350. (10) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 16، وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 389، والزجاج في معانيه: 4/ 382، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 500 عن ابن زيد. وعزاه البغوي في تفسيره: 4/ 112 إلى السدي وجماعة. وضعف الطبري هذا القول في تفسيره: 24/ 106. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 728 25 وَقَيَّضْنا: خلينا «1» ، يقال: هذا قيض لهذا وقيّاض، أي: مساو، وقضني به وقايضني: بادلني «2» . ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: زيّنوا لهم الدنيا، وَما خَلْفَهُمْ: أنسوهم أمر الآخرة «3» أو هو دعاؤهم: أن لا بعث ولا جزاء «4» . وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ: بمصيرهم إلى العذاب الذي أخبروا به. 26 وَالْغَوْا فِيهِ: لغا يلغو [لغوا] «5» ولغى يلغي لغا: إذا خلط الكلام «6» . وقيل: لغى تكلم فقط «7» ، واللّغة [محذوفة اللام] «8» «فعلة» منه، أي: تكلموا فيه بالرد. ولا تَسْمَعُوا: لا تقبلوا. 29 أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا: إبليس وقابيل سنّا الفساد وبدءا به «9» .   (1) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 501 عن ابن عيسى. (2) ينظر تفسير القرطبي: 15/ 354، واللسان: 7/ 225 (قيض) . (3) تفسير الطبري: 24/ 111، وتفسير الماوردي: 3/ 501. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 501 عن الكلبي. (5) عن نسخة «ج» . [ ..... ] (6) معاني القرآن للزجاج: 4/ 384، والمفردات للراغب: 451، واللسان: 15/ 251 (لغا) . (7) اللسان: 15/ 251 (لغا) . (8) عن نسخة «ج» . (9) ورد هذا القول في أثر أخرجه عبد الرازق في تفسيره: 2/ 186، والطبري في تفسيره: (24/ 113- 114) عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وعن قتادة. وأخرجه- أيضا- الحاكم في المستدرك: 2/ 440، كتاب التفسير، عن علي رضي الله عنه، وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. ونقله القرطبي في تفسيره: 15/ 357 عن ابن عباس، وابن مسعود وغيرهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 321، وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن علي رضي الله عنه. قال السهيلي في التعريف والإعلام: 152: «ويشهد لهذا القول الحديث المرفوع: «ما من مسلم يقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من ذنبه، لأنه أول من سن القتل» اه. الحديث أخرجه البخاري في صحيحه: 4/ 104، كتاب الأنبياء، باب «خلق آدم وذريته» . ومسلم في صحيحه: 3/ 1304، كتاب القسامة، باب «بيان إثم من سن القتل» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وضعف ابن عطية في المحرر الوجيز: (14/ 181، 182) القول الذي ذكره المؤلف، لأن ولد آدم مؤمن وعاص، وهؤلاء إنما طلبوا المضلين بالكفر المؤدي إلى الخلود من النوعين ... وقال: «ولفظ الآية يزحم هذا التأويل، لأنه يقتضي أن الكفرة إنما طلبوا اللذين أضلا» . وقال أبو حيان في البحر المحيط: 7/ 495: «والظاهر أن «اللذين» يراد بهما الجنس، أي: كل مغو من هذين النوعين» اه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 729 30 ثُمَّ اسْتَقامُوا: جمعت «1» جميع الخيرات. ُمُ الْبُشْرى : يبشّرون في ثلاثة مواضع: عند الموت، وفي القبر، ويوم البعث «2» . 34 وادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: التبسّم عند اللقاء، والابتداء بالسّلام. 35 وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا: أي: دفع السّيئة بالحسنة. 36 يَنْزَغَنَّكَ: يصرفنّك عن الاحتمال. فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ: من شرّه وامض على علمك «3» . 37 الَّذِي خَلَقَهُنَّ: غلب تأنيث اسم الشّمس تذكير غيرها لأنّها أعظم. أو يرجع على معنى الآيات، إذ قال: ومن آياته هذه الأشياء «4» .   (1) في «ج» : جمعوا. (2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 503. (3) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 387، وفيه: «وامض على حلمك» . (4) الكشاف: 3/ 454، والبحر المحيط: 7/ 498. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 730 39 خاشِعَةً: غبراء متهشمة «1» . وَرَبَتْ: عظمت، ويقرأ «2» : وربأت لأنّ النّبت إذا همّ أن يظهر ارتفعت له الأرض «3» . 40 يُلْحِدُونَ: يميلون عن الحق في أدلّتنا. 42 مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ: لا يبطله شيء مما وجد قبله أو معه ولا يوجد بعده «4» . وقيل «5» : لا في إخباره عمّا تقدم ولا عمّا تأخر. 44 ءَ أَعْجَمِيٌّ: أي: لو جعلناه أعجميا لقالوا: كتاب أعجميّ وقوم عرب. والأعجميّ الذي لا يفصح ولو كان عربيا، والعجمي من العجم ولو تفاصح بالعربية «6» . يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ: لقلة أفهامهم، أو لبعد إجابتهم. 48 مِنْ مَحِيصٍ: من محيد «7» . 47 آذَنَّاكَ: أعلمناك «8» . إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ: كلّ من سئل عنها قال: الله أعلم.   (1) تفسير الطبري: 24/ 122، ومعاني الزجاج: 4/ 387، وتفسير البغوي: 4/ 116. (2) هذه قراءة أبي جعفر من القراء العشرة. النشر: 3/ 289، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 444. (3) عن معاني الزجاج: 4/ 388، وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 63. (4) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 388، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 507 عن قتادة. (5) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 507 عن ابن جريج، وكذا القرطبي في تفسيره: 15/ 367 وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 262 دون عزو. (6) معاني القرآن للزجاج: 4/ 389، واللسان: 12/ 387 (عجم) . [ ..... ] (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 198، والمفردات للراغب: 136. (8) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 390، وتفسير الطبري: 25/ 2، ومعاني الزجاج: 4/ 391. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 731 ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ: يشهد أن لك شريكا «1» ، أو شهيد لهم «2» . ذو دعاء عريض «3» : كلّ عرض له طول، فقد تضمّن المعنيين، ولأنه [86/ ب] على مجانسة صدر/ الآية أَعْرَضَ «4» . 53 وَفِي أَنْفُسِهِمْ: بالأمراض والأسقام «5» . وفِي الْآفاقِ: بالصّواعق «6» ، وقيل «7» : في ظهور مثل الكواكب ذوات الذوائب. وقيل «8» : فِي الْآفاقِ: بفتح أقطار الأرض، وَفِي أَنْفُسِهِمْ بفتح مكة. ومن سورة حم. عسق 3 كَذلِكَ يُوحِي: كالوحي المتقدم يوحي إليك. 5 يَتَفَطَّرْنَ: أي: تكاد القيامة تقوم والعذاب يحضر.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (25/ 1، 2) عن السدي، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 265 عن مقاتل. (2) هذا معنى قول الفراء في معانيه: 3/ 20، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 390، وانظر زاد المسير: 7/ 265، وتفسير الفخر الرازي: 27/ 138. (3) من قوله تعالى: وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ [آية: 51] . (4) ينظر تفسير الماوردي: 3/ 509، والمحرر الوجيز: 14/ 199. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 510 عن ابن جريج، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 267، وذكره القرطبي في تفسيره: 15/ 374 دون عزو. (6) ينظر المصادر السابقة. (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 509، والفخر الرازي في تفسيره: 27/ 129 دون عزو. ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 119، وابن عطية في المحرر الوجيز: 14/ 199 عن عطاء، وابن زيد. (8) نقله الماوردي في تفسيره: 3/ 509 عن السدي، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 267 إلى السدي، ومجاهد، والحسن. وانظر تفسير البغوي: 4/ 118، وتفسير الفخر الرازي: 27/ 139. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 732 11 لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ: لا مثل له ولا ما يقاربه في المماثلة، تقول: هو كزيد إذا أردت التشبيه المقارب «1» ، وإذا أردت أبعد منه قلت: هو كأنه زيد، والكاف أبلغ في نفي التشبيه «2» ، أي: لو قدّر له مثل في الوهم لم يكن لذلك المثل شبيه فكيف يكون لمن لا مثل له شبيه وشريك «3» ؟. يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ: يخلقكم «4» ، أو يكثّركم «5» ، أي: على هذا الخلق المشتمل عليكم وعلى أنعامكم. 12 لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ: مفاتيحها بالمطر، وَالْأَرْضِ بالثمار والنّبات «6» . 15 لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ: لا حجاج بعد الذي أوضحناه من البينات، وتصديتم لها بالعناد. وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ: أي: في التبليغ والإعلام «7» . 16 مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ: لظهور حجته بالمعجزات «8» . 19 لَطِيفٌ بِعِبادِهِ: في إيصال المنافع وصرف الآفات من وجه يلطف إدراكه.   (1) في «ج» : المتقارب. (2) كذا في «ك» ووضح البرهان للمؤلف، وعزا هذا القول هناك إلى القاضي كثير بن سهل، ولعل العبارة نفي الشبيه، وقد يكون المراد نفي التشبيه، لأن نفيه أبلغ من نفي المشابهة. (3) راجع ما سبق في تفسير الفخر الرازي: (27/ 152، 153) . (4) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 199، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 391، ومكي في تفسير المشكل: 307. [ ..... ] (5) اختاره الزجاج في معانيه: 4/ 395، والفخر الرازي في تفسيره: 27/ 149، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 276 إلى الفراء، والزجاج. (6) نقل البغوي هذا القول في تفسيره: 4/ 122 عن الكلبي. وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 27/ 154، والقرطبي في تفسيره: 15/ 274. (7) ينظر تفسير الماوردي: 3/ 516، والمحرر الوجيز: 4/ 211، وتفسير القرطبي: 16/ 13. (8) ذكره الماوردي في تفسيره: 3/ 517. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 733 20 وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها: أي: كما نؤتي غيره، لا أنّه يؤتى كل ما يسأل وفي الحديث «1» : «اخرجوا إلى معايشكم وخرائثكم» . 23 إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى: إلّا أن توددوني لقرابتي منكم «2» ، أو إلّا أن تودّدوا قرابتي «3» ، أو إلّا التّودّد على التقرّب إلى الله بالعمل الصالح «4» . 24 يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ: ينسك القرآن «5» .   (1) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: 1/ 554 عن معتمر بن سليمان عن أبيه، وهو من قول المشركين في غزوة بدر عند ما بلغهم خروج أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر يرصدون العير، وفي إسناد الخطابي يعقوب بن زهير، لم أجد له ترجمة، وبقية رجاله ثقات. والحديث أيضا في الفائق: 1/ 274، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 200. قال الخطابي رحمه الله: «الحرائث: أنضاء الإبل، واحدتها حريثة، وأصله في الخيل إذا هزلت ... » . (2) يدل على هذا القول الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 37، كتاب التفسير، باب قوله: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن قوله: إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم. فقال ابن عباس: عجلت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلّا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة. اه. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 25/ 23 عن ابن عباس، وعكرمة، وأبي مالك. وهو قول الأكثرين كما في زاد المسير: 7/ 284، ورجحه- أيضا- ابن كثير في تفسيره: (7/ 187، 188) . (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 25/ 25 عن علي بن الحسين، وسعيد بن جبير، وعمرو بن شعيب. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 518 عن علي بن الحسين، وعمرو بن شعيب، والسدي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 348، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور عن سعيد ابن جبير. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (25/ 25، 26) عن الحسن رحمه الله تعالى. ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 518، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 285 عن الحسن، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 350، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن الحسن رحمه الله. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 25/ 27 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 350، وزاد نسبته إلى عبد الرازق، وعبد بن حميد عن قتادة. وانظر تفسير الماوردي: 3/ 518، وتفسير البغوي: 4/ 126، وتفسير القرطبي: 16/ 25. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 734 26 وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا: أي: دعاء ربهم، أو في دعاء بعضهم لبعض. و «السين» في مثله لتوكيد الفعل، كقولك: ثبت واستثبت، وتعظم واستعظم. 31 وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ: الكلمة التي سبقت في تأخير عذابهم. 35 وَيَعْلَمَ: نصبه على الصرف «1» من الجزم عطفا على قوله: وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ. 38 وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ: لا يستأثر بعضهم على بعض/ ولا ينفرد [87/ أ] برأي. ومثله: أمرهم فوضى. والشّور: العرض «2» . 48 كَفُورٌ: يعدّد المصائب ويجحد النعم «3» . 51 وَحْياً: إلهاما «4» . أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ: بكلام بمنزلة ما يسمع من وراء حجاب. 52 رُوحاً مِنْ أَمْرِنا: القرآن «5» .   (1) يعني أن يَعْلَمَ منصوب، وصرف عن الجزم مع أنه معطوف على الفعل وَيَعْفُ، وهو مجزوم، وعلامة الجزم حذف حرف العلة وهو الواو والضمة قبلها دليل عليها، وقد ورد هذا التوجيه على قراءة النصب، وهي لعاصم، وابن كثير، وحمزة، والكسائي، وأبي عمرو. ينظر السبعة لابن مجاهد: 581، والكشف لمكي: 2/ 252، والبيان لابن الأنباري: 2/ 349. (2) ينظر اللسان: 4/ 435، وتاج العروس: 12/ 253 (شور) . (3) نص هذا القول في تفسير الطبري: 25/ 44. (4) ذكره الطبري في تفسيره: 25/ 45، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 525 عن مجاهد، وكذا القرطبي في تفسيره: 16/ 53. (5) ذكر الطبري هذا القول في تفسيره: 25/ 46، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 298 عن ابن عباس رضي الله عنهما. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 735 سورة الزخرف 4 أُمِّ الْكِتابِ: اللّوح المحفوظ «1» . لَعَلِيٌّ: في أعلى طبقات البلاغة، حَكِيمٌ: ناطق بالحكمة. 5 أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً: نعرض ولا نوجب الحجة. أَنْ كُنْتُمْ: لأن كنتم. 13 لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ: على التذكير لأنّ الأنعام كالنّعم اسم جنس «2» . مُقْرِنِينَ: مطيقين «3» . 15 جُزْءاً: نصيبا «4» . 26 بَراءٌ: مصدر لا يثنّى ولا يجمع «5» ، و «براء» » جمع «برىء» .   (1) ذكره الزجاج في معانيه: 4/ 405، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 527 عن مجاهد. وانظر تفسير البغوي: 4/ 133، وزاد المسير: 7/ 302، وتفسير القرطبي: 16/ 62. (2) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 28. وأورده النحاس في إعراب القرآن: 4/ 101، ثم قال: «وأولى من هذا أن يكون يعود على لفظ «ما» لأن لفظها مذكر موحد، وكذا ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ جاء على التذكير» اه-. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 202، ومعاني القرآن للأخفش: 2/ 688، وتفسير القرطبي: 16/ 65. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 202، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 395، ومعاني الزجاج: 4/ 406، وتفسير الطبري: 25/ 54. (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 202، وتفسير غريب القرآن: 396، وتفسير الطبري: 25/ 55، والمفردات للراغب: 93. (5) مجاز القرآن: 2/ 203، وتفسير الطبري: 25/ 62، ومعاني الزجاج: 4/ 409، والبحر المحيط: 18/ 11. (6) بضم الباء، قرأ بها جماعة منهم الزعفراني، وأبو جعفر، وابن المناذري عن نافع. (البحر المحيط: 8/ 11) ، وانظر هذه القراءة في الكشاف: 3/ 484، والمحرر الوجيز: 14/ 251. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 736 29 بَلْ مَتَّعْتُ: بلغ الإمتاع غايته فلم يبق إلّا الإيمان أو العذاب. 32 نَحْنُ قَسَمْنا: أي: «فرحمة ربّك» : [وهي] «1» النّبوّة أولى باختيار موضعها «2» . 31 عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ: من إحداهما: مكة والطائف، وهما الوليد بن المغيرة من مكة، وحبيب بن عمرو الثقفي من الطائف «3» . والسّقف «4» : جمع «سقيفة» كل خشب عريض، أو جمع «سقف» ك «رهن» و «رهن» «5» . والمعنى: أنّ في إغناء البعض وإحواج البعض مصلحة العالم، وإلّا لبسط على الكافر الرزق، وفيه توهين أمر الدنيا أيضا.   (1) في الأصل و «ج» : وهو، والمثبت في النص عن «ك» وعن وضح البرهان للمؤلف، وذكر القرطبي في تفسيره: 16/ 84 هذا القول في المراد ب «الرحمة» دون عزو. (2) في «ك» : مواضعها. (3) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 25/ 65 عن ابن عباس من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن جده ... ، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء. تقدم بيان ذلك ص (135) . وقد عقب الطبري- رحمه الله- على هذا القول وغيره من الأقوال في المراد ب «الرجل» فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال كما قال جل ثناؤه، مخبرا عن هؤلاء المشركين: وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ إذ كان جائزا أن يكون بعض هؤلاء، ولم يضع الله تبارك وتعالى لنا الدلالة على الذين عنوا منهم في كتابه، ولا على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، والاختلاف فيه موجود على ما بينت» اه. (4) من قوله تعالى: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ [آية: 33] . (5) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 32، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 203، وتفسير الطبري: 25/ 69، ومعاني الزجاج: 4/ 410. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 737 36 وَمَنْ يَعْشُ: العشو: السّير في الظّلمة «1» . نُقَيِّضْ لَهُ: نعوّضه عن إغفاله الذكر بتخلية الشّيطان وإغوائه. 38 الْمَشْرِقَيْنِ: المشرق والمغرب، كقولهم: العمران والقمران. 39 وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ: معناه: منع روح التآسي «2» . 49 يا أَيُّهَا السَّاحِرُ: خاطبوه بما تقدّم له عندهم من التسمية «3» . بِما عَهِدَ عِنْدَكَ: فيمن آمن «4» به من كشف العذاب عنه «5» . 51، 52 أَفَلا تُبْصِرُونَ. أَمْ أَنَا خَيْرٌ: أي: أم أنتم بصراء لأنهم لو قالوا: أنت خير، كان كقولهم: نحن بصراء ليصحّ معنى المعادلة في أَمْ، والتقدير في المعادلة: على أي الحالين أنتم؟ أعلى حال البصر أم على خلافه «6» ؟. مَهِينٌ: يمتهن نفسه في عمله، ليس له من يكفيه. 55 آسَفُونا:   (1) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 3/ 534، وقال: «مأخوذ من «العشو» ، وهو البصر الضعيف، ومنه قول الشاعر: لنعم الفتى تعشو إلى ضوء ناره ... إذا الريح هبت والمكان جديب وانظر اللسان: 15/ 57 (عشا) . (2) ذكره الزجاج في معانيه: (4/ 412، 413) عن المبرد، وقال: «لأن التأسي يسهل المصيبة، فاعلموا أن لن ينفعهم الاشتراك في العذاب وأن الله- عز وجل- لا يجعل فيهم أسوة ... » . (3) هذا قول الزجاج في معانيه: 4/ 414، ونص كلامه: «إن قال قائل: كيف يقولون لموسى- عليه السلام- يا أيها الساحر وهم يزعمون أنهم مهتدون؟ فالجواب أنهم خاطبوه بما تقدم له عندهم من التسمية بالسحر» . [ ..... ] (4) في «ج» : بربك. (5) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 414، وأخرجه الطبري في تفسيره: 25/ 80 عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 537 عن الضحاك. (6) عن معاني القرآن للزجاج: 4/ 415. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 738 أغضبونا «1» . 57 وَلَمَّا/ ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا: آية في القدرة على كلّ شيء بخلق [87/ ب] إنسان من غير أب. يَصِدُّونَ: يضجّون «2» ، ومنه مُكاءً وَتَصْدِيَةً «3» . والجدل والخصومة «4» قولهم: رضينا أن تكون آلهتنا مع المسيح لما نزل إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ «5» . 61 وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ: نزول عيسى «6» عليه السلام، أو القرآن «7» ، ففيه أنّ السّاعة كائنة قريبة.   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 35، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 399، وتفسير الطبري: 25/ 84، والمفردات للراغب: 17. (2) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 205، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 400، وتفسير الطبري: 25/ 86. (3) سورة الأنفال: آية: 35. (4) من قوله تعالى: ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ [آية: 58] . (5) سورة الأنبياء: آية: 98. وانظر أسباب النزول للواحدي: 435، وتفسير الماوردي: 3/ 539. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (25/ 90، 91) عن ابن عباس، ومجاهد، والسدي، والضحاك، وابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 386، وزاد نسبته إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، ومسدد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما. ورجح الحافظ ابن كثير هذا القول في تفسيره: 7/ 222، فقال: «بل الصحيح أنه عائد على عيسى، فإن السياق في ذكره، ثم المراد بذلك نزوله قبل يوم القيامة، كما قال تبارك وتعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ... » . (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 25/ 91 عن الحسن، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 541 عن الحسن، وسعيد بن جبير. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 387، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وعبد الرزاق عن قتادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 739 65 فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ: اليهود والنّصارى «1» ، مِنْ بَيْنِهِمْ: من تلقاء أنفسهم. 67 بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ: أي: المتحابون في الدنيا على المعاصي. 81 أَوَّلُ الْعابِدِينَ: من عبد: أنف «2» ، ولكنه عبد يعبد فهو عبد، فالمعنى: فأنا أول العابدين على أنه واحد ليس له ولد. أو معنى الْعابِدِينَ: الموحدين، إذ كل من يعبده يوحّده «3» . 86 إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ: أي: لا تشفع الملائكة إلّا من شهد بالحق وهو يعلم الحق «4» . 88 وَقِيلِهِ: أي: إلّا من شهد بالحقّ، وقال: «قيله» «5» ، نصبه على المصدر، وجرّه «6» على معنى عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وعلم قِيلِهِ.   (1) تفسير الطبري: 25/ 93، وتفسير الماوردي: 3/ 542. (2) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 401، وقال: «ويقال: عبدت من كذا أعبد عبدا، فأنا عبد وعابد. قال الشاعر: وأعبد أن تهجى تميم بدارم أي: آنف. اه-. وأورد الطبري هذا القول في تفسيره: 25/ 102، والزجاج في معانيه: 4/ 420، ونقله الماوردي في تفسيره: 3/ 545 عن الكسائي، وابن قتيبة. (3) ينظر ما سبق في معاني القرآن للزجاج: 4/ 420. (4) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 3/ 546 عن الحسن، وذكره القرطبي في تفسيره: 16/ 122. [ ..... ] (5) ورد هذا التوجيه لقراءة نافع، وابن كثير، وابن عامر، وأبي عمرو بنصب اللام في (قيله) . ينظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 123، والكشف لمكي: 2/ 263، وتفسير الماوردي: 3/ 547، وزاد المسير: 7/ 434، والبحر المحيط: 8/ 30. (6) وهي قراءة عاصم، وحمزة كما في السبعة لابن مجاهد: 589، والتبصرة لمكي: 325، والتيسير للداني: 197. وانظر هذا المعنى في تفسير الطبري: 25/ 106، ومعاني القرآن للزجاج: 4/ 421، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 123، وتفسير القرطبي: 16/ 123. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 740 سورة الدخان 3 إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ: [أي ليلة القدر] «1» أي: ابتداء إنزاله فيها «2» . 4 أَمْرٍ حَكِيمٍ: أمر فيه حكمة. 5 أَمْراً مِنْ عِنْدِنا: نصب أَمْراً، ورَحْمَةً على الحال، أي: [إنا] أنزلناه آمرين أمرا وراحمين رحمة «3» . 10 بِدُخانٍ: أي: الظلمة التي تغشى الأبصار للجوع، حين دعا على قريش «4» . 13 أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى: أي: التذكر. وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ: فكذبوه. 16 الْبَطْشَةَ الْكُبْرى: يوم القيامة «5» . وقيل «6» : يوم بدر.   (1) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (2) عن نسخة «ج» . (3) ينظر معاني القرآن للأخفش: 2/ 691، ومعاني الزجاج: 4/ 424، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 126، وتفسير الطبري: 25/ 110. (4) أي حين دعا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بسنين كسني يوسف، فأصابهم من الجهد والجوع حتى أكلوا العظام والميتة وجعلوا يرفعون أبصارهم إلى السماء فلا يرون إلا الدخان. وقد ورد هذا المعنى في أثر طويل أخرجه البخاري في صحيحه: 5/ 19، كتاب التفسير، «تفسير سورة الروم» عن ابن مسعود رضي الله عنه. وانظر تفسير الطبري: 25/ 111، وتفسير ابن كثير: 7/ 233. (5) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 25/ 117 عن ابن عباس، والحسن. وصحح الحافظ ابن كثير في تفسيره: 7/ 237 إسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما، ورجح هذا القول فقال: «والظاهر أن ذلك يوم القيامة، وإن كان يوم بدر يوم بطشة أيضا» . (6) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 40، وأبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 208، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 402. وأخرجه الطبري في تفسيره: (25/ 116، 117) عن ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 408، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 741 19 وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ: لا تستكبروا عن أمره، أو لا تطغوا بافتراء الكذب عليه «1» . 21 وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ: اصرفوا أذاكم عني. 24 رَهْواً: ساكنا «2» . 33 ما فِيهِ بَلؤُا مُبِينٌ: إحسان ونعمة «3» . 36 فَأْتُوا بِآبائِنا: لم يجابوا فيه لأنّ النشأة الأخيرة للجزاء لا لإعادة التكليف. 37 أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ: عدل عن جوابهم إلى الوعيد لأنّ من تجاهل وشغب فالوجه العدول إلى الوعظ له. 38 وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ: أي: لو بطل الجزاء على الأعمال لكان [88/ أ] الخلق/ أشبه شيء باللهو واللعب. اعتلوه «4» - بكسر التاء وضمها «5» -: ادفعوه بعنف «6» ، و «العتل» أن   (1) تفسير الطبري: 25/ 119. (2) ينظر هذا المعنى في معاني القرآن: 3/ 41، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 208، ومعاني الزجاج: 4/ 426، والمفردات للراغب: 204، واللسان: 14/ 341 (رها) . (3) معاني القرآن للفراء: 3/ 42، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 403، وتفسير القرطبي: 16/ 143. (4) من قوله تعالى: خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ [آية: 47] . (5) بكسر التاء قراءة عاصم، والكسائي، وحمزة، وأبي عمرو. وقرأ نافع، وابن كثير، وابن عامر بضم التاء. ينظر السبعة لابن مجاهد: (592، 593) ، والتبصرة لمكي: 326، والتيسير للداني: 198. (6) تفسير غريب القرآن: 403، وتفسير الطبري: 25/ 133، ومعاني الزجاج: 4/ 428، وتفسير المشكل لمكي: 313. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 742 تأخذ بمجامع ثوبه عند صدره تجرّه «1» . 49 إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ: كان أبو جهل يقول: أنا أعز من بها «2» وأكرم. إستبرق «3» : قيل ذلك لشدّة بريقه «4» . مُتَقابِلِينَ: أي: بالمحبة لا متدابرين بالبغضة. سورة الجاثية 13 وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ: من الشّمس والقمر والنّجوم والأمطار ... وغيرها، فكلها تجري على منافع العباد. 14 لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ: لا يطمعون في نصره في الدنيا ولا في ثوابه في الآخرة «5» . 23 اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ: لا يعصيه ولا يمنعه منه خوف الله. 29 نَسْتَنْسِخُ: نستدعي. [نسخته] «6» أي: نأمر الملائكة بكتابه «7» لنحتج به عليهم.   (1) المفردات للراغب: 321، واللسان: 11/ 424 (عتل) . (2) أي بمكة، وانظر خبره في تفسير الطبري: 25/ 134، وتفسير الماوردي: 4/ 17، وأسباب النزول للواحدي: 436، وتفسير ابن كثير: 7/ 246. (3) من قوله تعالى: يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ [آية: 53] . (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 4/ 428. (5) ينظر هذا المعنى في تفسير الماوردي: 4/ 20، والمحرر الوجيز: 14/ 310، وتفسير القرطبي: 16/ 162. (6) في الأصل: «نسخت» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» ، وذكر المؤلف رحمه الله هذا القول في وضح البرهان: 2/ 292 دون عزو. (7) في «ك» : بكتابته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 743 سورة الأحقاف 4 أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ: علم تأثرونه من غيركم «1» . 9 بِدْعاً: أي: لست بأول رسول. 10 وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ: عبد الله بن سلام «2» . 11 وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا: أسلمت جهينة ومزينة وأسلم وغفار، فقالت بنو عامر وغطفان وأسد وأشجع: هم رعاة البهم ونحن أعز منهم «3» . 15 ووصينا الإنسان بوالديه حسنا «4» : ليأتي فيهما حسنا لأنّ وَصَّيْنَا استوفى مفعوليه فلا يبقى له عمل «5» . حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً: ثقل الحمل وأمراضه وأعراضه.   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 50، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 407، ومعاني الزجاج: 4/ 438. (2) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 7/ 262: «وهذا الشّاهد اسم جنس يعم عبد الله بن سلام وغيره، فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبد الله بن سلام ... » . وقد ثبت ذكر عبد الله بن سلام رضي الله عنه في سياق هذه الآية في أثر أخرجه الإمام البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: «ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام. قال: وفيه نزلت هذه الآية: وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ الآية. صحيح البخاري: 4/ 229، كتاب مناقب الأنصار، باب «مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه» . (3) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 51، والزجاج في معاني القرآن: 4/ 440. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 29 عن الكلبي، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 166. وانظر هذا القول في تفسير القرطبي: 16/ 190، والبحر المحيط: 8/ 59. (4) هذه قراءة نافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: (إِحْساناً) . السبعة لابن مجاهد: 596، والتبصرة لمكي: 328، والتيسير للداني: 199. (5) البحر المحيط: 8/ 60. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 744 20 أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ: إذهابها في الدنيا، من الذهاب بالشّيء على معنى الفوز به. 21 بِالْأَحْقافِ: الحقف نقاء «1» من الرمل يعوج ويدق «2» ، وكانت منازل عاد برمال مشرفة على البحر بالشّحر «3» من اليمن. 24 عارِضٌ: سحاب في عرض السّماء، أي: ناحيتها «4» . 26 فِيما إِنْ [مَكَّنَّاكُمْ] «5» فِيهِ: أي: في الذي ما مكناكم فيه لئلا يتكرر «ما» «6» .   (1) النقاء: الكثيب من الرمل. اللسان: 15/ 339 (نقا) . (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 54، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 407، ومعاني الزجاج: 4/ 444، والمفردات للراغب: 176، واللسان: 9/ 52 (حقف) . [ ..... ] (3) الشّحر: بكسر أوله، وسكون ثانيه: موضع قريب من عدن على ساحل بحر الهند. ونقل ياقوت عن الأصمعي: هو بين عدن وعمان. ينظر معجم ما استعجم: 3/ 783، ومعجم البلدان: 3/ 327، والروض المعطار: 338. وفي تحديد موضع «الأحقاف» خلاف، والذي ذكره المؤلف- رحمه الله- قول ابن زيد كما في تفسير الطبري: 26/ 23، وزاد المسير: 7/ 384، وتفسير القرطبي: (16/ 203، 204) وقيل غير ذلك، وعقب الطبري رحمه الله على ذلك بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تبارك وتعالى أخبر أن عادا أنذرهم أخوهم هود «بالأحقاف» ، والأحقاف ما وصفت من الرمال المستطيلة المشرفة ... وجائز أن يكون ذلك جبلا بالشام. وجائز أن يكون واديا بين عمان وحضرموت. وجائز أن يكون الشحر، وليس في العلم به أداء فرض، ولا في الجهل به تضييع واجب، وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوما منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة» اه- . (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 213، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 207، وتفسير الطبري: 26/ 25، والمفردات للراغب: 330. (5) في الأصل: «مكناهم» . (6) هذا معنى قول المبرد، وهو إن «ما» بمعنى الذي، و «أن» بمعنى ما. وهو أيضا قول الزجاج في معانيه: 4/ 446. وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 56، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 170، وتفسير البغوي: 4/ 171، وتفسير القرطبي: 16/ 208. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 745 35 أُولُوا الْعَزْمِ: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين. ومن سورة محمد صلى الله عليه وسلم 1 أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ: أبطلها «1» ، وهي نحو صدقاتهم، وصلة أرحامهم. وَأَصْلَحَ بالَهُمْ: [أمرهم] «2» وحالهم في الدين. 4 فَضَرْبَ الرِّقابِ: نصب على الأمر، أي: فاضربوها ضربا «3» . وفي الحديث «4» : «لم أبعث لأعذّب/ بعذاب الله، إنّما بعثت بضرب الرقاب وشدّ الوثاق» . أَثْخَنْتُمُوهُمْ: أكثرتم فيهم القتل «5» ، فَشُدُّوا الْوَثاقَ: عند الأسر. تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها: أهل الحرب آثامها، فلا يبقى إلّا مسلم أو   (1) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 409، وتفسير الماوردي: 4/ 42، وتفسير البغوي: 4/ 177. (2) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج» . (3) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 57. وانظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 6، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 179. (4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: 12/ 390، كتاب الجهاد، باب «من نهى عن التحريق بالنار» عن القاسم بن عبد الرحمن ورفعه. والحديث مرسل وفي إسناده عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي اختلط قبل موته. ورواية وكيع عنه قبل اختلاطه، كما في الكواكب النيرات: 293. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 459، وزاد نسبته إلى الطبري عن القاسم عن عبد الرحمن مرفوعا. (5) معاني القرآن للزجاج: 5/ 6، والكشاف: 3/ 531. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 746 مسالم «1» . أو أَوْزارَها: أثقالها من الكراع والسّلاح «2» . 6 عَرَّفَها: طيّبها «3» ، أو إذا دخلوها عرف كلّ منزله فسبق إليه «4» . 15 غَيْرِ آسِنٍ: أسن الماء يأسن وياسن وياسن أسنا وأسنا وأسونا فهو آسن وأسن إذا تغير «5» ، ويجوز المعنى حالا، أي: غير متغير، واستقبالا، أي: غير صائر إلى التغير وإن طال جمامه بخلاف مياه الدنيا. 17 وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ: ثوابها «6» ، أو ألهموها «7» . 18 فَأَنَّى لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِكْراهُمْ: من أين لهم الانتفاع بها في ذلك الوقت. 19 فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ: دم عليه اعتقادا وقولا «8» .   (1) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 57، وذكره الطبري في تفسيره: 26/ 42، والبغوي في تفسيره: 4/ 179، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 397 عن الفراء. (2) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 409، ومكي في تفسير المشكل: 316 ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 398 عن ابن قتيبة. و «الكراع» : السلاح، وقيل: هو اسم يجمع الخيل والسلاح. ينظر اللسان: 8/ 307 (كرع) . (3) ذكر ابن قتيبة هذا القول في تفسير غريب القرآن: 410، والماوردي في تفسيره: 4/ 45، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 398، وقال: «رواه عطاء عن ابن عباس» . وانظر هذا القول في تفسير البغوي: 4/ 179، وتفسير القرطبي: 16/ 231. (4) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 44 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 45، والقرطبي في تفسيره: 16/ 231. (5) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 60، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 215، وتفسير الطبري: 26/ 49، ومعاني الزجاج: 5/ 9، والمفردات للراغب: 18. [ ..... ] (6) ذكر الفراء هذا القول في معاني القرآن: 3/ 61، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 48 عن السدي، وعزاه البغوي في تفسيره: 4/ 181 إلى سعيد بن جبير. (7) ذكره الفراء في معاني القرآن: 3/ 61، والزجاج في معانيه: 5/ 11. (8) معاني القرآن للزجاج: 5/ 12، وتفسير البغوي: 4/ 182، وتفسير الفخر الرازي: 28/ 61. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 747 21 طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ: أي: هذا قولهم في الأمر. فَإِذا عَزَمَ الْأَمْرُ: كرهوه «1» . 22 إِنْ تَوَلَّيْتُمْ: وليتم أمور النّاس أن تصيروا إلى أمركم الأول في الفساد وقطيعة الرحم. 30 لَحْنِ الْقَوْلِ: فحواه وكنايته «2» . 35 يَتِرَكُمْ: يسلبكم، والوتر: السلب «3» . يحفكم «4» : يجهدكم في المسألة «5» . 38 فَإِنَّما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ: عن داعي نفسه لا عن ربّه. سورة الفتح 1 إِنَّا فَتَحْنا: صلح الحديبية «6» . «الحديبية» بوزن «تريقية» تصغير «ترقوة» .   (1) في تفسير الطبري: 26/ 55: «فإذا وجب القتال وجاء أمر الله بفرض ذلك كرهتموه» . (2) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 215، والمفردات للراغب: 449، والبحر المحيط: 8/ 71، واللسان: 13/ 380 (لحن) . (3) اللسان: 5/ 274 (وتر) . (4) من قوله تعالى: إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ [آية: 37] . (5) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 411، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 17، وتفسير المشكل لمكي: 316، والمفردات للراغب: 125. (6) قال الزجاج في معاني القرآن: 5/ 19: «وأكثر ما جاء في التفسير أنه فتح الحديبية» . وقال البغوي في تفسيره: 4/ 188: «الأكثرون على أنه صلح الحديبية» . ويدل على هذا القول ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 44، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً عن أنس رضي الله عنه قال: «الحديبية» ، وأخرج البخاري أيضا في صحيحه: 5/ 62، كتاب المغازي، باب «غزو الحديبية» عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا ونحن نعد الفتح بيعة الرضوان يوم الحديبية ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 748 وعد الله فتح مكة عند اللفاية «1» منها، وهي بئر وفيها تمضمض صلى الله عليه وسلم وقد غارت ففارت بالعذب للرواء، وعندها «2» بويع بيعة الرضوان، وأطعموا نخل خيبر، وظهرت الرّوم على فارس «3» ، فيكون معنى «الفتح المبين» القضاء الفصل في مهادنة أهل مكة. وقيل «4» : هو فتح المشكلات عليه في الدين، كقوله «5» : وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ فيكون معنى لِيَغْفِرَ لتهتدي أنت والمسلمون وعلى المعنى الظاهر لم يكن الفتح ليغفر له بل لينصره نصرا عزيزا، ولكنه لما عدّ عليه هذه النعمة وصله بما هو أعظم النعم. 2 ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ: ما كان قبل الفتح، أو قبل البعثة «6» . وغفران/ الصّغيرة مع أنها مكفّرة: سترها سترا دائما ودفع الضّرر [89/ أ] عليها «7» . 4 أَنْزَلَ السَّكِينَةَ: الثقة بوعد الله والصّبر على حكم الله «8» . لِيَزْدادُوا إِيماناً: يقينا «9» . وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ: أي: لو شاء نصركم بها عاجلا ودمّر على   (1) كذا في الأصل، ولم أتبين معنى هذه الكلمة، وفي «ك» و «ج» : الكفاية منها، وفي وضح البرهان: 2/ 303: عند انكفائه منها. (2) في الأصل: «وعندهما» ، والمثبت في النص عن نسخة «ك» . (3) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 71 عن الشعبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 509، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن المنذر، والبيهقي في «البعث» . وانظر معجزات هذه الغزوة في السيرة لابن هشام: 2/ 310، وفتح الباري: 7/ 507. (4) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره: 4/ 56، ونقله المؤلف- رحمه الله- في وضح البرهان: 342 عن ابن بحر. (5) سورة الأنعام: آية: 59. [ ..... ] (6) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 57، وتفسير القرطبي: 16/ 263. (7) في «ك» : «وغفران الصغيرة على قول من يقول إنها تقع مكفرة ... » . (8) عن تفسير الماوردي: 4/ 57. (9) في «ك» : إيقانا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 749 من منعكم الحرم، لكنه أنزل السكينة عليكم ليكون ظهور كلمته بجهادكم وثوابه لكم. 9 تُعَزِّرُوهُ: تنصروه «1» ، وَتُسَبِّحُوهُ: تنزهوه من كلّ ذمّ وعيب، أو تصلّوا عليه «2» . 10 إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ: هي بيعة الرضوان على أن تنصروا ولا تفروا. وسمّيت بيعة لقوله تعالى «3» : إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، ولأنها في تواجب الجنة بالشّهادة كالبيع. 10 يَدُ اللَّهِ: أي: في الثواب، فَوْقَ أَيْدِيهِمْ: في النّصر. أو منّة الله عليهم بالهداية فوق طاعتهم، أو عقد الله في هذه البيعة فوق عقدهم، لأنّهم بايعوا الله ببيعة نبيّه «4» . سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ: لما أراد النّبيّ صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة عام الحديبية استنفر من حول المدينة. مِنَ الْأَعْرابِ: جهينة ومزينة «5» . شَغَلَتْنا أَمْوالُنا: ليس لنا من يقوم بأموالنا [ومن] «6» يخلفنا في أهلينا.   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 412 عن أبي صالح، وأخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 74 عن قتادة. وهو قول الزجاج في معانيه: 5/ 21، والبغوي في تفسيره: 4/ 190. (2) كذا في «ك» ، وفي تفسير البغوي: 4/ 190: «تصلوا له» ، قال أبو حيان في البحر المحيط: 8/ 91: «والظاهر أن الضمائر عائدة على الله تعالى» . واختاره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 427، والفخر الرازي في تفسيره: 28/ 86. (3) سورة التوبة: آية: 111. (4) ينظر ما سبق في معاني القرآن للزجاج: 5/ 22، وتفسير الماوردي: (4/ 59، 60) ، وزاد المسير: (7/ 427، 428) ، وتفسير القرطبي: 16/ 267. (5) ينظر خبرهم في السيرة لابن هشام: 1/ 308، وتفسير الطبري: 26/ 77، وزاد المسير: 7/ 429، وتفسير القرطبي: 16/ 268. (6) ما بين معقوفين عن «ك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 750 12 ظَنَّ السَّوْءِ: أنّ الرسول لا يرجع «1» . 15 يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ: وعده أهل الحديبية أنّ غنيمة خيبر لهم خاصة «2» . 16 سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ: الرّوم وفارس «3» . وقيل «4» : بني حنيفة مع مسيلمة. 18 إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ: وهي سمرة «5» ، وكانوا ألفا وخمسمائة «6»   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 60 عن مجاهد، وقتادة. وانظر تفسير البغوي: 4/ 191، وتفسير القرطبي: 16/ 269. (2) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 80 عن قتادة. واختار الطبري هذا القول، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 192. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (26/ 82، 83) عن الحسن، وقتادة، وابن زيد، وابن أبي ليلى. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 431 عن الحسن، ومجاهد. (4) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 66 عن الكلبي، وأخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 83 عن الزهري، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 431 عن الزهري، وابن السائب الكلبي، ومقاتل. وعقب الطبري- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في «القوم» فقال: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء المخلفين من الأعراب أنهم سيدعون إلى قتال قوم أولى بأس في القتال، ونجدة في الحروب، ولم يوضع لنا الدليل من خبر ولا عقل على أن المعنيّ بذلك هوازن، ولا بنو حنيفة ولا فارس ولا الروم، ولا أعيان بأعيانهم، وجائز أن يكون عنى بذلك بعض هذه الأجناس، وجائز أن يكون عني بهم غيرهم، ولا قول فيه أصح من أن يقال كما قال الله جل ثناؤه: إنهم سيدعون إلى قوم أولى بأس شديد اه-. [ ..... ] (5) السّمرة: ضرب من شجر الطلح، وهي نوع من شجر العضاة، والعضاة: كل شجر يعظم وله شوك. النهاية: 2/ 399، واللسان: 4/ 379 (سمر) . وقد ورد القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن: 3/ 67، وتفسير الطبري: 26/ 86، ومعاني الزجاج: 5/ 25. (6) ورد هذا القول في أثر أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 63، كتاب المغازي، باب «غزوة الحديبية» عن قتادة عن سعيد بن المسيب. وأخرجه الطبري في تفسيره: (26/ 85، 87) عن قتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 61 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 751 وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً: فتح خيبر «1» . 21 وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها: فارس وروم «2» . قَدْ أَحاطَ اللَّهُ بِها: قدر عليها «3» ، أو علمها «4» ، بل المعنى: جعلهم بمنزلة ما قد أدير حولهم فيمنع أن يفلت أحد منهم، وهذه غاية في البلاغة ليس وراءها. 24 وَهُوَ الَّذِي كَفَّ: بعث المشركون أربعين رجلا [ليصيبوا] «5» من المسلمين، فأتي بهم النّبي صلى الله عليه وسلم أسرى فخلّاهم «6» . 25 وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً: مجموعا موقوفا «7» ، وكان ساق   (1) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 91 عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقتادة. وذكره الزجاج في معانيه: 5/ 25، والماوردي في تفسيره: 4/ 62، وابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 435. وفي معنى هذه الآية قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 7/ 322: «وهو ما أجرى الله على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم، وما حصل بذلك من الخير العام المستمر المتصل بفتح خيبر وفتح مكة، ثم فتح سائر البلاد والأقاليم عليهم، وما حصل لهم من العز والنصر والرفعة في الدنيا والآخرة ... » . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 26/ 91 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه- أيضا- عن قتادة، وعبد الرحمن بن أبي ليلى. (3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 63 عن ابن بحر. (4) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 436، والقرطبي في تفسيره: 16/ 279. (5) في الأصل: «ليصبو» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (6) ينظر صحيح مسلم: 3/ 1442، كتاب الجهاد، باب قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ. وتفسير الطبري: 26/ 94، وأسباب النزول للواحدي: 443، وتفسير ابن كثير: 7/ 323. (7) تفسير الماوردي: 4/ 64، عن أبي عمرو بن العلاء. وانظر معاني الفراء: 3/ 67، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 27، والمفردات للراغب: 343، واللسان: 9/ 255 (عكف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 752 أربعين «1» بدنة. مَعَرَّةٌ: إثم «2» ، أو شدّة «3» . تَزَيَّلُوا: تميّزوا «4» حتى لا يختلط بمشركي مكة مسلم/. [89/ ب] 26 فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ: لما أرادهم سهيل «5» بن عمرو أن يكتبوا: باسمك اللهم «6» . كَلِمَةَ التَّقْوى: سمعنا وأطعنا «7» . وقيل «8» : شهادة أن لا إله إلّا الله.   (1) في «ك» : سبعين بدنة، وقد ورد كلا العددين. ينظر مسند الإمام أحمد: 4/ 323، والسيرة لابن هشام: (2/ 308، 309) ، وتفسير الطبري: (26/ 95، 96) ، وتفسير ابن كثير: 7/ 327. (2) تفسير الطبري: 6/ 102، وتفسير الماوردي: 4/ 64 عن ابن زيد. (3) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 64 عن قطرب. (4) معاني القرآن للفراء: 3/ 68، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 217، وتفسير الطبري: 26/ 102، والمفردات للراغب: 218. (5) هو سهيل بن عمرو بن شمس بن عبد ود القرشي العامري، أبو زيد. صحابي جليل، وكان أحد الأشراف من قريش وساداتهم في الجاهلية. ترجمته في الاستيعاب: 2/ 669، وأسد الغابة: 2/ 480، والإصابة: 3/ 212. [ ..... ] (6) ينظر خبر سهيل رضي الله عنه في صحيح البخاري: 3/ 181، كتاب الشروط، باب «الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحروب وكتابة الشروط» . والسيرة لابن هشام: 2/ 317، وتفسير الطبري: 26/ 99، وتفسير ابن كثير: 7/ 327. (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 65، وقال: «وسميت «كلمة التقوى» لأنهم يتقون بها غضب الله» . (8) ورد هذا القول في أثر أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 5/ 138 عن الطفيل بن أبيّ بن كعب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرجه- أيضا- الترمذي في سننه: 5/ 386، كتاب التفسير، تفسير سورة الفتح عن الطفيل من طريق الحسن بن قزعة ثم قال: «هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسن بن قزعة، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث فلم يعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه» . وأخرجه الطبري في تفسيره: (26/ 104، 105) عن الطفيل ورفعه. وأخرجه- أيضا- عن علي، وابن عباس، وعمرو بن ميمون، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد، والضحاك، وعكرمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 753 27 إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ: الاستثناء للتأديب على مقتضى الدين، يعني: لتدخلنه بمشيئة الله. أو الاستثناء في دخول جميعهم، إذ ربّما يموت بعضهم، أو إن] بمعنى: إذ شاء الله «1» . 29 مَثَلُهُمْ: صفتهم «2» . شَطْأَهُ: الشّطأ والشّفاء والبهمى: شوك السّنبل «3» . وقيل «4» : فراخه الذي يخرج في جوانبه من شاطئ النّهر. فَآزَرَهُ: قوّاه وشدّ أزره «5» ، أي: شدّ فراخ الزّرع أصوله. فَاسْتَغْلَظَ: قوي باجتماع الفراخ مع الأصول «6» . عَلى سُوقِهِ: السّاق: قصبه الذي يقوم عليه. لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ: أهل مكة، وهذا مثل المؤمنين إذ كانوا أقلاء فكثروا وأذلاء فعزوا «7» .   (1) هذا قول أبي عبيدة كما في تفسير البغوي: 4/ 205، وتفسير القرطبي: 16/ 290، والبحر المحيط: 8/ 101 وردّه النحاس في إعراب القرآن: 4/ 204 بقوله: «وهذا قول لا يعرج عليه، ولا يعرف أحد من النحويين «إن» بمعنى «إذ» ، وإنما تلك «أن» فغلط، وبينهما فصل في اللغة والأحكام عند الفقهاء والنحويين» . (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 413، وتفسير الطبري: 26/ 112، ومعاني الزجاج: 5/ 29. (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 66 عن قطرب. وانظر اللسان: 1/ 100، وتاج العروس: 1/ 281 (شطأ) . (4) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 67 عن الأخفش، وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 218، وتفسير المشكل لمكي: 317، والمفردات للراغب: 261. (5) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 69، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 413، وتفسير المشكل لمكي: 317، والمفردات للراغب: 17. (6) عن تفسير الماوردي: 4/ 67. (7) ينظر تفسير الطبري: 26/ 15، وتفسير الماوردي: 4/ 67. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 754 وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ: قاموا على الإيمان. مِنْهُمْ مَغْفِرَةً: ومنهم لتخليص الجنس، كقولك: أنفق من الدراهم لا من الدنانير «1» . سورة الحجرات 1 لا تُقَدِّمُوا: لا تقدّموا، عجّل في الأمر وتعجل، ويقال: قدّم وأقدم، وتقدّم واستقدم، أو معنا: لا تقدّموا أمرا على ما أمركم الله به، فحذف المفعول «2» . 2 أَنْ تَحْبَطَ: فتحبط، أو لأن تحبط، لام الصّيرورة «3» . 3 امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى: أخلصها «4» ، قال عمر «5» رضي الله   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 29، وتتمة كلامه: «المعنى: اجعل نفقتك من هذا الجنس، وكما قال: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ، لا يريد أن بعضها رجس وبعضها غير رجس، ولكن المعنى: اجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان» . وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 206، وتفسير القرطبي: 16/ 296، والبحر المحيط: 8/ 103. (2) قال أبو حيان في البحر المحيط: 8/ 105: «وحذف مفعوله ليتناول كل ما يقع في النفس مما تقدم فلم يقصد لشيء معين، بل النهي متعلق بنفس الفعل دون تعرض لمفعول معين، كقولهم: فلان يعطي ويمنع ... » . (3) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 32، وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 70، وتفسير الطبري: 26/ 120، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 209. (4) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 70، ونص كلامه: «أخلصها للتقوى كما يمتحن الذهب بالنار، فيخرج جيده، ويسقط خبثه» . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 415، وتفسير الطبري: 26/ 120، ومعاني الزجاج: 5/ 33، واللسان: 13/ 401 (محن) . [ ..... ] (5) نص قوله في الكشاف: 3/ 557، ولم يعلق عليه الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف وورد في تفسير القرطبي: 16/ 309 بلفظ: «أذهب عن قلوبهم الشهوات» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 755 عنه: «أذهب الشّبهات عنها» . 4 الْحُجُراتِ: والحجرات جمع «حجرة» . 7 لَعَنِتُّمْ: أثمتم «1» أو حرجتم «2» . 11 لا يَسْخَرْ قَوْمٌ: رجال. وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ: لا تعيبوا إخوانكم. واللّمز باللّسان، والهمز بالإشارة، والنّبز: اللّقب الثابت إذا ثلم العرض «3» . 12 إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ: الذي لصاحبه طريق إلى العلم. وَلا تَجَسَّسُوا: لا تتبعوا عثرات النّاس، ولا تبحثوا عما خفي «4» . والتجسس: التبحّث في الشر، وبالحاء في الخير «5» . فَكَرِهْتُمُوهُ: أي: يكره لحم الميّت طبعا فأولى أن يكره الغيبة المحرمة عقلا لأنّ داعي العقل بصير وعالم و [داعي] «6» الطّبع أعمى جاهل. [90/ أ] 13 لِتَعارَفُوا: نبّه أنّ اختلاف/ القبائل للتعارف لا للتفاخر. والشّعب اسم الجنس لأنواع الأحياء، ثم أخص منه القبائل، ثم العمائر، ثم البطون، ثم الأفخاذ، ثم الفضائل، ثم   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 71 عن مقاتل. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 7/ 461، والقرطبي في تفسيره: 16/ 314. (2) ينظر هذا القول في تفسير الطبري: 26/ 125، وتفسير المشكل لمكي: 318، وتفسير الماوردي: 4/ 71. (3) هذا قول المبرد كما في إعراب القرآن للنحاس: 4/ 213، وتفسير الماوردي: 4/ 73. (4) عن تفسير الماوردي: 4/ 75، وانظر تفسير البغوي: 4/ 215. (5) ينظر اللسان: 6/ 50 (حسس) ، وفيه أيضا عن ابن الأعرابي: تجسست الخبر وتحسسته بمعنى واحد. (6) في الأصل: «دواعي» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» لأنه أنسب للسياق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 756 العشائر «1» . 14 قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا: أي: وإن صاروا سلما بالشّهادتين فإنهم لم يصدقوا ولم يثقوا بما دخلوا فيه. لا يَلِتْكُمْ: و «لا يألتكم» «2» : لا ينقصكم «3» . ألت يألت ألتا، وولت يلت ولتا، ولات يليت ليتا، وألت يولت إيلاتا «4» ، [كلها بمعنى النقصان] «5» . ومن سورة ق 4 عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ: علمنا الأجزاء التي تأكل الأرض منهم. 5 مَرِيجٍ: مختلط مختلف «6» ، مرّة يقولون: ساحر، ومرّة: شاعر ومعلّم ومجنون. 6 مِنْ فُرُوجٍ: شقوق وفتوق يمكن فيها السلوك. 9 حَبَّ الْحَصِيدِ: كل ما يحصد من الحبوب.   (1) ينظر تفسير الطبري: 26/ 139، وتفسير القرطبي: 16/ 344، واللسان: 1/ 500 (شعب) . (2) بالهمز قراءة أبي عمرو، كما في السبعة لابن مجاهد: 606، والتبصرة لمكي: 333، والتيسير للداني: 202. (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 221، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 416، وتفسير المشكل لمكي: 318، وتفسير القرطبي: 16/ 348. (4) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 39، وتفسير البغوي: 4/ 219، وتفسير القرطبي: 16/ 348. (5) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، والمثبت عن «ك» . (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 222، وتفسير غريب القرآن: 417، والمفردات للراغب: 465. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 757 10 باسِقاتٍ: طوال «1» . نَضِيدٌ: منضود متراكب «2» . 11 كَذلِكَ الْخُرُوجُ: أي: من القبور «3» ، أو من بطون الأمّهات «4» . 15 أَفَعَيِينا: عجزنا عن إهلاك الخلق الأول، ألف تقرير» ، لأنّهم اعترفوا بأنه الخالق وأنكروا البعث. عييّ بالأمر: لم يعرف وجهه، وأعيى: تعب «6» . 16 حَبْلِ الْوَرِيدِ: حبل العاتق «7» ، وهو الوتين ينشأ من القلب فينبثّ في البدن. 17 الْمُتَلَقِّيانِ: ملكان يتلقيان عمل العبد وهما الكاتبان. قَعِيدٌ: رصد «8» . 18 رَقِيبٌ: خبر واحد عن اثنين كأنه عن اليمين قعيد، وعن الشّمال   (1) معاني القرآن للفراء: 3/ 76، وتفسير الطبري: 26/ 152، والمفردات: 46. [ ..... ] (2) ينظر معاني الفراء: 3/ 76، ومجاز القرآن: 2/ 223، وتفسير غريب القرآن: 418. (3) هذا قول جمهور العلماء كما في تفسير الطبري: 26/ 154، وتفسير البغوي: 4/ 221، وزاد المسير: 8/ 8، وتفسير الفخر الرازي: 28/ 160، وتفسير القرطبي: 17/ 7. (4) لم أقف على هذا القول. (5) ذكره النحاس في إعراب القرآن: 4/ 223 وقال: «وهكذا الاستفهام الذي فيه معنى التقرير والتوبيخ يدخله معنى النفي، أي: لم يعي بالخلق الأول» . وانظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 43، والمفردات للراغب: 356، وتفسير البغوي: 4/ 222. (6) معاني القرآن للزجاج: 5/ 43، واللسان: 15/ 113 (عيا) . (7) قال الطبري في تفسيره: 26/ 157: «والحبل هو الوريد، فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ اسمه» . وقال القرطبي في تفسيره: 17/ 9: «وهذا تمثيل للقرب، أي: نحن أقرب إليه من حبل وريده الذي هو منه وليس على وجه قرب المسافة» . (8) ينظر تفسير الطبري: 26/ 158، وتفسير الماوردي: 4/ 85، والمفردات: 409. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 758 قعيد «1» ، أو كلاهما قعيد. 19 وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ: الباء متعلقة ب جاءَتْ، كقولك: جئت بزيد، أي: أحضرته وأجأته «2» . 21 مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ: سائِقٌ: من الملائكة يسوقها إلى المحشر. وَشَهِيدٌ: من أنفسهم عليها بعملها «3» . وقيل «4» : هو العمل نفسه. وعن سعيد «5» بن جبير: «السائق» «6» الذي يقبض نفسه، و «الشّهيد» الذي يحفظ عمله. 22 فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ: علمك نافذ «7» . 23 وَقالَ قَرِينُهُ: الملك الكاتب الشّهيد عليه «8» . وقيل «9» : قرينه الذي قيّض له من الشّياطين.   (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 418، وتفسير الطبري: 26/ 158، ومعاني الزجاج: 5/ 44، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 224، وتفسير القرطبي: 17/ 10. (2) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 45، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 225. (3) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (26/ 161، 162) عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن الضحاك. (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 45، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 87 عن أبي هريرة رضي الله عنه. (5) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى سعيد بن جبير رضي الله عنه. (6) في «ج» : السائق من الملائكة ... (7) قال الزجاج في معانيه: 5/ 45: «أي فعلمك بما أنت فيه نافذ، ليس يراد بهذا البصر- من بصر العين- كما تقول: فلان بصير بالنحو والفقه، تريد عالما بهما، ولم ترد بصر العين» . [ ..... ] (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 26/ 164 عن قتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 88 عن قتادة، والحسن. وأورده القرطبي في تفسيره: 17/ 16، وزاد نسبته إلى الضحاك. (9) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 88 عن مجاهد، وعزاه القرطبي في تفسيره: 17/ 16 إلى مجاهد أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 759 هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ: عمله محصى عندي، وعلى القول الآخر المراد [90/ ب] به العذاب، و «ما» في مذهب النكرة، أي: هذا شيء لديّ عتيد/ «1» . 24 أَلْقِيا: خطاب [لمالك] «2» على مذهب العرب في تثنية خطاب الواحد «3» . أو هو «القين» بالنون الخفيفة، فأجرى الوصل فيه مجرى الوقف «4» . 27 قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ: يقول شيطانه: ما أغويته «5» ، وعلى الأول يقول الكافر: إن الملك زاد عليّ فيما كتب «6» . 29 ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ: ما يكتب غير الحق ولا يكذب عندي. 30 هَلِ امْتَلَأْتِ: سؤال توبيخ لمن فيها «7» . وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ: هل بقي فيّ موضع لم يملأ «8» ؟ .....   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 45. (2) في الأصل: «للمالك» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 78، وتفسير الطبري: 26/ 165، ومعاني الزجاج: (5/ 45، 46) ، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 684. (4) هذه قراءة تنسب إلى الحسن رحمه الله تعالى، كما في المحتسب لابن جني: 2/ 284، والكشاف: 4/ 8، وتفسير القرطبي: 17/ 16، والبحر المحيط: 8/ 126. وقال أبو حيان: «وهي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف» . وانظر التبيان للعكبري: 3/ 1175. (5) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 167 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه- أيضا- عن مجاهد، وقتادة، والضحاك. ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 17 إلى الجمهور. (6) ينظر تفسير البغوي: 4/ 224، وزاد المسير: 8/ 18، وتفسير القرطبي: 17/ 17. (7) هذا قول الزجاج في معانيه: 5/ 47. (8) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 47، وجاء بعده عند الزجاج: «أي قد امتلأت» . ومعنى هذا القول أنه لا مزيد مكان في جهنم، وقيل في معنى هذه الآية أن قول جهنم هذا بمعنى الاستزادة أي: هل من شيء أزداده؟. ورجحه الطبري في تفسيره: (26/ 170، 171) للحديث الذي أخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «اختصمت الجنة والنار.. وأما النار فيلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ ويلقون فيها وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع فيها قدمه، فهناك تملأ، ويزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط قط» . الحديث أخرجه الإمام البخاري: 6/ 47، كتاب التفسير، تفسير سورة «ق» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 760 كقوله- عليه السلام «1» -: «وهل ترك لنا عقيل من دار» . 32 حَفِيظٍ: في الخلوات، أو على الصّلوات. 34 ادْخُلُوها بِسَلامٍ: سلامة من الزوال. 35 وَلَدَيْنا مَزِيدٌ: مما لم يخطر ببالهم، أو على مقدار استحقاقهم «2» . 36 فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ: ساروا في طرقها وطوّفوا «3» . والنّقب: الطريق في الجبل «4» . 37 أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ: ألقى سمعه نحو كتاب الله. وَهُوَ شَهِيدٌ: حاضر قلبه. 39 قَبْلَ الْغُرُوبِ: صلاة الظهر والعصر «5» . 40 وَمِنَ اللَّيْلِ: العشاء والمغرب «6» .   (1) أخرج- نحوه- الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 92، كتاب المغازي، باب «أين ركز النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم الفتح» . والإمام مسلم في صحيحه: 2/ 984، كتاب الحج، باب «النزول بمكة للحاج وتوريث دورها» عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما. (2) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 47، وتفسير البغوي: 4/ 226، وزاد المسير: 8/ 21. (3) معاني القرآن للفراء: 3/ 79، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 224، وتفسير الطبري: 26/ 176، ومعاني الزجاج: 5/ 48. (4) المفردات للراغب: 503، واللسان: 1/ 767 (نقب) . [ ..... ] (5) نقل ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 8/ 23 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وأورده البغوي في تفسيره: 4/ 226، وقال: «روى عن ابن عباس» . (6) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 227، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 23 عن مقاتل. وأخرج الطبري في تفسيره: 26/ 180 عن مجاهد قال: «من الليل كله» ، ورجح الطبري قول مجاهد فقال: «والقول الذي قاله مجاهد في ذلك أقرب إلى الصواب، وذلك أن الله جل ثناؤه قال: وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ فلم يحد وقتا من الليل دون وقت. وإذا كان ذلك كذلك كان على جميع ساعات الليل ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 761 وَأَدْبارَ السُّجُودِ: جمع «دبر» «1» ، وبالكسر «2» على المصدر، وفيه معنى الظرف والوقت، وهو ركعتان بعد المغرب «3» . و «إدبار النّجوم» «4» : ركعتان قبل الفجر «5» . 41 مَكانٍ قَرِيبٍ: صخرة بيت المقدس «6» .   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 80، ومعاني الزجاج: 5/ 49، وتفسير القرطبي: 17/ 26، والبحر المحيط: 8/ 130. (2) بكسر الهمزة قراءة نافع، وابن كثير، وحمزة كما في السبعة لابن مجاهد: 607، والتبصرة لمكي: 334. وانظر توجيه هذه القراءة في الكشف لمكي: 2/ 285، وتفسير القرطبي: 17/ 26، والبحر المحيط: 8/ 130. (3) هذا قول أكثر المفسرين كما في تفسير البغوي: 4/ 227. وأخرج الترمذي في سننه: 5/ 393، كتاب التفسير، باب «ومن سورة الطور» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إدبار النجوم: الركعتان قبل الفجر، وإدبار السجود: الركعتان بعد المغرب» . أخرجه الترمذي عن أبي هشام الرفاعي، عن محمد بن فضيل، به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اه-. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 610، وزاد نسبته إلى ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما. كما أخرج الطبري هذا القول- الذي ذكره المؤلف- عن علي بن أبي طالب، وأبي هريرة، والحسن، ومجاهد، والشعبي، رضي الله تعالى عنهم. ورجح الطبري- رحمه الله- هذا القول: «لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك» . ينظر تفسيره: (26/ 180- 182) . (4) من الآية: 49، من سورة الطور. (5) ينظر هذا القول في تفسير الطبري: 27/ 39، وتفسير القرطبي: 17/ 25، وتفسير ابن كثير: 7/ 416، والدر المنثور 7/ 638. (6) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 81، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 419. وأخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 183 عن كعب، وقتادة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 762 وقيل «1» : من تحت أقدامهم. جبّار «2» : مسلّط تجبرهم على الإيمان. سورة والذاريات 1 وَالذَّارِياتِ: الرياح «3» . 2 فَالْحامِلاتِ: السحاب «4» . 3 فَالْجارِياتِ: السفن «5» . 4 فَالْمُقَسِّماتِ: الملائكة «6» . وهذه أقسام يقسم الله بها ولا يقسم بها الخلق لأنّ قسم الخلق استشهاد على صحة قولهم بمن يعلم السّرّ كالعلانية وهو الله، وقسم الخالق إرادة تأكيد الخبر في نفوسهم، فيقسم ببعض بدائع خلقه على وجه يوجب الاعتبار ويدل على توحيده. فالرياح بهبوبها وسكونها لتأليف السّحاب، وتذرية الطّعام واختلاف «7» الهواء وبعصوفها «8» مرّة ولينها أخرى. والسّحاب بنحو وقوفها مثقلات بالماء من غير عماد، وصرفها في وقت الغنى عنها بما لو دامت لأهلكت، ولو انقطعت/ لم يقدر أحد على قطرة منها، وبتفريق المطر، وإلّا [91/ أ]   (1) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: 8/ 130 دون عزو. (2) من قوله تعالى: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ [آية: 45] . (3) معاني القرآن للفراء: 3/ 82، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 225، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 420، ومعاني الزجاج: 5/ 51، وتفسير المشكل لمكي: 321. (4) المصادر السابقة. (5) المصادر السابقة. (6) المصادر السابقة. [ ..... ] (7) في «ك» : وإصلاح الهواء. (8) عصوف الريح: هبوبها بشدة. اللسان: 9/ 248 (عصف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 763 لأهلك الحرث والنّسل، والسّفن فبتسخير البحر لجريانها، وتقدير الريح لها بما لو زاد لغرق، ولو ركد لأهلك. والملائكة بتقسيم الأمور بأمر ربّها. 6 وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ: الجزاء على الأعمال «1» . 7 الْحُبُكِ: طرائق الغيم وأثر حسن الصّنعة فيه «2» . و «المحبوك» : ما أجيد عمله «3» . 8 لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ: أمر مختلف واحد مؤمن وآخر كافر، ومطيع وعاصي «4» . أو قائل إنّه ساحر، وآخر إنّه شاعر، وآخر [إنه] «5» مجنون، وفائدته أنّ أحدهما في هذه الاختلاف مبطل لأنّه اختلاف تناقض. 9 يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ: يصرف عن هذه الأقوال من صرف. 10 قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ: لعن الكذّابون. من «الخرص» ، والخرص: القطع «6» ، فالخرّاص يقتطع الكلام من أصل لا يصحّ. 13 عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ: يحرقون كما يفتن الذهب بها. 16 آخِذِينَ ما آتاهُمْ رَبُّهُمْ: من الفرائض «7» ، أم من الثواب «8» .   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 420، وأخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 188 عن قتادة. وانظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 51، وتفسير الماوردي: 4/ 97. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 224، وتفسير غريب القرآن: 420، وتفسير الطبري: 26/ 189، والمفردات للراغب: 106. (3) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 52. وانظر اللسان: 10/ 408 (حبك) . (4) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 98، وتفسير البغوي: 4/ 229، وتفسير القرطبي: 17/ 33، وتفسير ابن كثير: 7/ 393. (5) ساقط من الأصل، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (6) اللسان: 7/ 21 (خرص) . (7) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 196 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله القرطبي في تفسيره: 17/ 35 عن ابن عباس، وسعيد بن جبير. (8) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 99 عن الضحاك، وكذا القرطبي في تفسيره: 17/ 35. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 764 19 وَالْمَحْرُومِ: الذي لا يسأل حياء «1» . وقيل: المحارف «2» الذي نبا عنه مكسبه. 21 أَفَلا تُبْصِرُونَ: لا تنظرون بقلوبكم نظر من كأنّه يرى الحقّ بعينه. 22 وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ: الأمطار «3» ، أو تقدير رزقكم «4» . وَما تُوعَدُونَ: من خير أو شرّ «5» . وقيل «6» : الجنّة لأنّها في السّماء الرابعة. ونصب مِثْلَ على الحال، أي: إنّه لحق مماثلا لكونكم ناطقين.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 26/ 202 عن قتادة، والزهري. ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 231 عن قتادة، والزهري، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 32، والقرطبي في تفسيره: 17/ 38. (2) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 421: «وهو المقتر عليه في الرزق. وقيل: الذي لا سهم له في الغنائم» . وعقب الطبري- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في «المحروم» بقوله: «والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعم، كما قال جل ثناؤه: وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ اه-. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 26/ 205 عن مجاهد، والضحاك. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 34، وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس، وليث عن مجاهد، وهو قول الجمهور» . (4) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 102، وذكره- أيضا- القرطبي في تفسيره: 17/ 41. [ ..... ] (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (26/ 205، 206) عن مجاهد، ورجحه: «لأن الله عم الخبر بقوله: وَما تُوعَدُونَ عن كل ما وعدنا من خير أو شر، ولم يخصص بذلك بعضا دون بعض، فهو على عمومه كما عمه الله جل ثناؤه» . (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 26/ 206 عن سفيان بن عيينة. ونقله القرطبي في تفسيره: 17/ 41 عن سفيان بن عيينة أيضا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 765 أو التقدير: إنه لحق حقا مثل نطقكم «1» . ومن رفع «2» جعله صفة لَحَقٌّ، والمعنى في الجميع: إنه لحق مثل أنكم ممّن ينطق حق. 25 قَوْمٌ مُنْكَرُونَ: غرباء لا تعرفون. 26 فَراغَ: مال في خفية «3» . و «الصرّة» «4» : الصّيحة «5» ، من «الصّرير» . 33 حِجارَةً مِنْ طِينٍ: محجّر، كقوله «6» : مِنْ سِجِّيلٍ لا من حجارة البرد التي أصلها الماء. 38 وَفِي مُوسى: أي: آية فيه «7» ، عطف على وَتَرَكْنا فِيها آيَةً. 39 فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ: أعرض بجموعه وجنوده «8» . 41 الرِّيحَ الْعَقِيمَ: الدّبور «9» ، لا تلقح وتقشع السّحاب.   (1) ينظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: 3/ 85، ومعاني الزجاج: 5/ 54، والكشف لمكي: 2/ 287. (2) قراءة حمزة، والكسائي، وشعبة عن عاصم. السبعة لابن مجاهد: 609، والتبصرة لمكي: 335، والتيسير للداني: 203. (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 86، وتفسير الطبري: 26/ 208، ومعاني الزجاج: 5/ 54، والمفردات: 208. (4) من قوله تعالى: فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها ... [آية: 29] . (5) معاني القرآن: 3/ 87، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 421، وتفسير الطبري: 26/ 209، والمفردات: 279. (6) بعض آية: 82، سورة هود، وآية: 74، سورة الحجر، وآية: 4 سورة الفيل. (7) إعراب القرآن للنحاس: 4/ 246، وتفسير القرطبي: 17/ 49، والبحر المحيط: 8/ 140. (8) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 422، والطبري في تفسيره: 27/ 3. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 105، والقرطبي في تفسيره: 17/ 49 عن ابن زيد. (9) يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس مرفوعا: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور» . صحيح مسلم: 2/ 617، كتاب صلاة الاستسقاء، باب في ريح الصّبا والدبور» . وانظر تفسير الطبري: 27/ 4، وتفسير الماوردي: 4/ 106، وتفسير البغوي: 4/ 233. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 766 42 كَالرَّمِيمِ: كالتراب «1» . وقيل «2» : كل بال فان. 45 فَمَا اسْتَطاعُوا مِنْ قِيامٍ: ما نهضوا بالعذاب وما قدروا على دفاع. 47 لَمُوسِعُونَ: / ذو سعة وقدرة، أو لموسعون السّماء أو الرزق. [91/ ب] 49 خَلَقْنا زَوْجَيْنِ: ضدين: غنى وفقرا، وحسنا وقبحا، وحياة وموتا. 58 ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ: المتين: القويّ، ولا يفسّر ب «الشّديد» لأنّه ليس في أسماء الله، فكأنه ذو القوة التي يعطيها خلقه، القويّ في نفسه، فخولف بين اللّفظين لتحسين النّظم «3» . 59 ذَنُوباً: نصيبا «4» مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا «5» . سورة والطور 1 وَالطُّورِ: اسم جبل بالسّرياني «6» ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ: القرآن «7» . أو التوراة «8» بسبب الطور، أو اللّوح «9» ، أو صحيفة الأعمال «10» .   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 106 عن السدي. وعزاه القرطبي في تفسيره: 17/ 51 إلى أبي العالية، والسدي. (2) تفسير الطبري: 27/ 6، وتفسير البغوي: 4/ 234، وتفسير القرطبي: 17/ 52. (3) تفسير الفخر الرازي: 28/ 237. [ ..... ] (4) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 90، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 228، وتفسير غريب القرآن: 423، ومعاني الزجاج: 5/ 59، والمفردات للراغب: 181. (5) في «ك» : هلكوا. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 15 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 627، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا،. (7) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 109 دون عزو. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 46 عن الماوردي. (8) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 109 عن ابن بحر. (9) أورده ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 45، وقال: «قاله أبو صالح عن ابن عباس» . وذكره ابن كثير في تفسيره: 7/ 403. (10) ذكره المارودي في تفسيره: 4/ 109 عن الفراء. وكذا القرطبي في تفسيره: 17/ 59. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 767 4 وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ: بيت الحرام «1» . وقيل «2» : بيت في السّماء السّادسة حيال الكعبة. 6 وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ: في الحديث «3» : «أنه جهنم» ولفظ مجاهد «4» : «المسجور: الموقد نارا» . 9 تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً: تدور وترجع «5» . وقيل «6» : تجيء وتذهب كالدخان ثم تضمحل.   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 110 عن الحسن، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 47، والقرطبي في تفسيره: 17/ 60. (2) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 91، وأخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 16 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد ثبت في الصحيح أنه في السماء السابعة، وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء: «ثم رفع إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله في كل يوم سبعون ألفا لا يعودون إليه آخر ما عليهم» . أخرجه البخاري في صحيحه: 4/ 78، كتاب بدء الخلق، باب «ذكر الملائكة صلوات الله عليهم» . ومسلم في صحيحه: 1/ 150، كتاب الإيمان، باب «الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات» . قال الحافظ ابن كثير في معنى هذا الحديث: «يعني يتعبدون فيه ويطوفون به، كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم كذلك ذاك البيت، هو كعبة أهل السماء السابعة ... » . ينظر تفسيره: 7/ 403. (3) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 18 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وذكره المارودي في تفسيره: 4/ 111، وقال: «رواه صفوان بن يعلى عن النبي صلى الله عليه وسلم» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 630، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ في «العظمة» عن علي رضي الله عنه. (4) نص هذا القول في تفسير المارودي: 4/ 111، وأخرج نحوه الطبري في تفسيره: 27/ 19 عن مجاهد. (5) ينظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 3/ 91، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 424، وتفسير الطبري: 27/ 21، ومعاني الزجاج: 5/ 61. (6) تفسير القرطبي: 17/ 63. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 768 13 دَعًّا: دفعا عنيفا. 15 أَفَسِحْرٌ هذا: يقال لهم ذلك لما عاينوا العذاب توبيخا بما كانوا يقولون. 20 مُتَّكِئِينَ: مستندين استناد راحة. 19 هَنِيئاً: صفة في موضع المصدر، أي: هنئتم هنأتم هنيئا «1» . 21 وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ: أي بإيمان الآباء ألحقوا بدرجة الآباء كرامة لهم «2» . وَما أَلَتْناهُمْ: من غير أن ينقص من أجور الآباء. 26 مُشْفِقِينَ: أي [الخائفين] «3» من المصير إلى عذاب الله. 35 أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ: لغير شيء، أي: باطلا «4» . وقيل «5» : أم خلقوا من غير خالق. أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ: فلا يطيعون الله. 37 أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ: المسلّطون. 38 أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ: فيستمعون الوحي أو يصرفونه. 44 كِسْفاً مِنَ السَّماءِ: قطعة من العذاب يقولوا لطغيانهم: هذا سحاب.   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 63، وينظر تفسير القرطبي: 17/ 65، والبحر المحيط. 8/ 148. [ ..... ] (2) تفسير الطبري: 27/ 24، وتفسير ابن كثير: (7/ 407، 408) . (3) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (4) ذكر الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 33، وكذا الزجاج في معانيه: 5/ 65، وابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 56، والقرطبي في تفسيره: 17/ 74. (5) أورده البغوي في تفسيره: 4/ 241، وقال: «ومعناه: أخلقوا من غير شيء خلقهم فوجدوا بلا خالق، وذلك مما لا يجوز أن يكون، لأن تعلق الخلق بالخالق من ضرورة الاسم، فلا بدّ له من خالق، فإن أنكروا الخالق لم يجز أن يوجدوا بلا خالق» اه-. وانظر هذا القول في زاد المسير: 8/ 56، وتفسير القرطبي: 17/ 74. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 769 سورة والنجم 1 وَالنَّجْمِ إِذا هَوى: الثريا سقط مع الفجر «1» أو هو القرآن إذا نزل «2» . 2 ما غَوى: لم يخب عن الرّشد «3» . 6 ذُو مِرَّةٍ: حزم في قوة [ملكية «4» ] . فَاسْتَوى: ارتفع إلى مكانه. أو استوى على صورته، وذلك أنّه [92/ أ] رأى/ جبريل- عليه السّلام- على صورته في الأفق الأعلى، أفق المشرق فملأه [أو] «5» : استوى جبريل ومحمد- عليهما السّلام- بِالْأُفُقِ الْأَعْلى «6» . أو جبريل بالأفق: ثُمَّ دَنا أي جبريل نزل بالوحي في الأرض «7» ،   (1) أخرج عبد الرازق نحو هذا القول في تفسيره: 2/ 250، والطبري في تفسيره: 27/ 40 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 640، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد. ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 244 عن ابن عباس رضي الله عنهما ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 41. (2) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 427، وأخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 40 عن مجاهد. (3) تفسير الطبري: 27/ 41، وتفسير القرطبي: 17/ 84. (4) ما بين معقوفين عن نسخة «ك» . وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 95، وتفسير الطبري: 27/ 43، ومعاني الزجاج: 5/ 70. (5) في الأصل: «أي» ، والمثبت في النص عن «ج» . (6) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 70، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 427، وتفسير الطبري: (27/ 43، 44) ، وتفسير البغوي: 4/ 245. (7) عند ما نزل جبريل عليه السلام بالوحي لأول مرة على هيئته الملكية والنبي- صلى الله عليه وسلم- يتعبد في غار حراء. ينظر هذا القول في تفسير القرطبي: 17/ 88، وتفسير ابن كثير: 7/ 420، وهو اختيار الحافظ ابن كثير. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 770 وعلى الأول محمد دنا من جبريل عليهما السّلام. 8 فَتَدَلَّى: زاد في القرب «1» ، والتدلي: النزول والاسترسال «2» . 9 فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ: قدر قوسين، أي: بحيث الوتر من القوس مرّتين. وعن ابن عباس «3» رضي الله عنهما: «القوس: الذراع بلغة أزد شنوءة» . ولا شكّ في الكلام، إذ المعنى: فكان على ما تقدرونه أنتم. 11 ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى: أي رآه فؤاده «4» ، يعني العلم- لأنّ محل الوحي القلب، كقوله «5» : فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ.   (1) هذا قول الزجاج في معانيه: 5/ 70، ونص كلامه: «ومعنى دنا وتدلى» واحد لأن المعنى أنه قرب، و «تدلى» : زاد في القرب ... » . (2) اللسان: 14/ 267 (دلا) . (3) ورد هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما في أثر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/ 103، حديث رقم (12603) ولكن دون ذكر أزد شنوءة، واللفظ عنده: «القاب القيد والقوسين الذراعين» . وفي إسناده عاصم بن بهدلة، قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 117: وهو ضعيف وقد يحسّن حديثه. وأورد السيوطي الأثر الذي أخرجه الطبراني، وزاد نسبته إلى ابن مردويه، والضياء في «المختارة» عن ابن عباس رضي الله عنهما (الدر المنثور: 7/ 645) . [ ..... ] (4) ورد هذا القول في أثر أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 158، كتاب الإيمان، باب «معنى قول الله عزّ وجلّ: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «رآه بفؤاده مرتين» . وانظر تفسير الطبري: (27/ 47، 48) ، وتفسير البغوي: 4/ 246، وتفسير ابن كثير: 7/ 422. (5) سورة البقرة: آية: 97. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 771 وروى محمد بن كعب «1» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «2» : «رأيته بفؤادي ولم أره بعيني» . 13 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى: رأى جبريل- عليه السّلام- في صورته مرّة أخرى «3» . عند السّدرة وقيل لها: الْمُنْتَهى لأنّ رؤية الملائكة إليها تنتهي. أو إليها ينتهي ما يعرج إلى السماء من الملائكة وأرواح الشّهداء «4» . 12 أَفَتُمارُونَهُ: تجادلونه جدال الشّاكين، أَفَتُمارُونَهُ «5» : تجحدونه على علمه. 16 إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ: رأى رفرفا أخضر من رفارف الجنّة قد سدّ   (1) هو محمد بن كعب بن سليم بن أسد القرظي، أبو حمزة، التابعي المعروف توفي سنة 120 هـ-. قال عنه الحافظ في التقريب: 504: «ثقة عالم، من الثالثة، ولد سنة أربعين على الصحيح» . (2) أخرجه الطبري في تفسيره: (27/ 46، 47) بلفظ: «لم أره بعيني، رأيته بفؤادي مرتين، ثم تلا ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى. اه-. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 648، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب مرفوعا. (3) ينظر تفسير الطبري: 27/ 50، وتفسير البغوي: 4/ 247، وتفسير ابن كثير: 7/ 426. (4) أورد الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (27/ 52، 53) الأقوال التي قيلت في وجه تسمية السدرة ب «المنتهى» ثم عقّب عليها بقوله: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن معنى المنتهى الانتهاء، فكأنه قيل: عند سدرة الانتهاء» ، وأشار إلى الأقوال التي وردت في ذلك، وقال: «ولا خبر يقطع العذر به بأنه قيل ذلك لها لبعض ذلك دون بعض، فلا قول فيه أصح من القول الذي قال ربنا جل جلاله، وهو أنها سدرة المنتهى» اه-. (5) بفتح التاء وإسكان الميم من غير ألف بعدها، وهي قراءة حمزة، والكسائي. كما في السبعة لابن مجاهد: 614، والتبصرة لمكي: 338، والتيسير للداني: 204، وانظر توجيه القراءتين في تفسير الطبري: (27/ 49، 50) ومعاني الزجاج: 5/ 72، والكشف لمكي: (2/ 294، 295) وتفسير القرطبي: 17/ 93. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 772 الأفق «1» . وفي الحديث «2» : «سدرة المنتهى: صبر الجنّة» ، أي: أعلى نواحيها، وصبر كل شيء ويصبره: جانبه «3» . 17 ما زاغَ الْبَصَرُ: ما أقصر عما أبصر. وَما طَغى: ما طلب ما حجب «4» . 19 أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ: صنم لتثقيف، وَالْعُزَّى: سمرة «5» لغطفان. 20 وَمَناةَ: صخرة لهذيل وخزاعة «6» ، وأنثوا اسمها تشبيها لها بالملائكة على زعمهم أنّها بنات الله، فقال الله أَلَكُمُ الذَّكَرُ. 22 ضِيزى: جائرة ظالمة «7» . ضازه حقّه يضيزه، وضيزى «فعلى» إذ لا «فعلى» في النعوت «8» كسرت الضّاد لليائي مثل: الكيسى، والضيقي تأنيث «الأكيس» و «الأضيق» وهي «الكوسى» ، ومثل بيض وعين وهو   (1) أخرج الإمام البخاري هذا القول في صحيحه: 6/ 51، كتاب التفسير، «تفسير سورة والنجم» عن ابن مسعود رضي الله عنه. وانظر تفسير الطبري: 27/ 57، وتفسير البغوي: 4/ 71. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 54 عن ابن مسعود- رضي الله عنه وهو في الفائق: 2/ 284، وغريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 578، والنهاية: 3/ 9. (3) اللسان: 4/ 440 (صبر) . (4) تفسير البغوي: 4/ 249، وقال القرطبي في تفسيره: 17/ 98: «وهذا وصف أدب النبي- صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام، إذ لم يلتفت يمينا ولا شمالا» . (5) السّمرة: ضرب من الشجر. (6) ينظر ما سبق في تفسير الطبري: (27/ 58، 59) ، وزاد المسير: 8/ 72، وتفسير القرطبي: 17/ 100. (7) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 428، وتفسير الطبري: 27/ 60، ومعاني الزجاج: 5/ 73، وتفسير المشكل لمكي: 327. [ ..... ] (8) قال الزجاج في معانيه: 5/ 73: «وأجمع النحويون أن أصل «ضيزى» ضوزى، وحجتهم أنها نقلت من «فعلى» إلى «فعلى» أي من «ضوزى» إلى «ضيزى» لتسلم الياء، كما قالوا: أبيض وبيض، فهو مثل «أحمر» و «حمر» وأصله «بيض» ، فنقلت الضمة إلى الكسرة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 773 [92/ ب] بوض، مثل حمر/ وسود. 24 أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى: أي من الذكور. أو له ما تمنى من غير جزاء «1» . 30 ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ: لأنّ علمهم انتهى إلى نفع الدنيا فاختاروها. 32 إِلَّا اللَّمَمَ: الصّغائر. قال السّدى: قال أبو صالح «2» : سئلت عنه فقلت: هو الرجل يلمّ بالذنب ثمّ لا يعاود: فقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: لقد أعانك عليه ملك كريم «3» . 33 أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى: هو العاص «4» بن وائل. 49 إِذا تُمْنى: تسأل وتصبّ «5» . أو تخلق وتقدّر «6» . 48 أَغْنى وَأَقْنى: أعطى الغنية والقنية «7» .   (1) تفسير القرطبي: 17/ 104. (2) هو ذكوان، أبو صالح السمّان الزيات. قال الحافظ في التقريب: 203: «ثقة ثبت، وكان يجلب الزيت إلى الكوفة، من الثالثة، مات سنة إحدى ومائة» . (3) ذكر البغوي هذا الأثر في تفسيره: 4/ 252، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 657، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 129، وزاد المسير: 8/ 78، وتفسير القرطبي: 17/ 111، ومفحمات الأقران: 191، والدر المنثور: 7/ 659. (5) تفسير البغوي: 4/ 255، وزاد المسير: 8/ 83، وتفسير القرطبي: 17/ 118. (6) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 238، وذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 429 والراغب في المفردات: 475، ونقله القرطبي في تفسيره: 17/ 118 عن أبي عبيدة. (7) قال الزجاج في معانيه: 5/ 76: «قيل في «أقنى» قولان: أحدهما أقنى هو أرضى، والآخر أقنى جعل له قنية، أي جعل الغنى أصلا لصاحبه ثابتا، ومن هذا قولك: قد اقتنيت كذا وكذا، أي عملت على أنه يكون عندي لا أخرجه من يدي» . وقال أبو حيان في البحر: 8/ 168: «ولم يذكر متعلق (أغنى وأقنى) لأن المقصود نسبة هذين الفعلين له تعالى ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 774 و «الشّعرى» «1» أحد كوكبي ذراعي الأسد «2» ، وقد عبده أبو كبشة الخزاعي «3» وكان جدّ جدّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان «4» : لقد عظم ملك ابن أبي كبشة. 50 عاداً الْأُولى: ابن ارم أهلكوا بريح صرصر، وعادا الآخرة أهلكوا ببغي بعضهم على بعض «5» . 51 وَثَمُودَ: اتّسق على عاد، أي: أهلك ثمودا فما أبقاهم، ولا ينصب ب «ما أبقى» لأنّ «ما» بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها لأنّ لها صدر الكلام «6» . 53 وَالْمُؤْتَفِكَةَ: المنقلبة، مدائن قوم لوط. أَهْوى: رفعها جبريل- عليه السّلام- إلى السّماء ثم أهوى بها «7» . وفي حديث أنس «8» : «البصرة إحدى المؤتفكات» . أي: غرقت مرّتين. 55 فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ: ذكر النعمة لأنّ النقم المعدّدة التي نزلت بمن قبل   (1) من قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى آية: 49. (2) هذا قول الزجاج في معانيه: 5/ 77، وانظر تفسير القرطبي: 17/ 119. (3) تفسير القرطبي: 17/ 119، والبحر المحيط: 8/ 169. (4) ورد هذا القول في سياق خبر أبي سفيان مع هرقل، وقد أخرجه البخاري في صحيحه: 1/ 6، كتاب بدء الوحي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أبي سفيان رضي الله عنه بلفظ: «لقد أمر أمر ابن أبي كبشة» ، ومعنى «أمر» : عظم كما في الفتح: 1/ 53. (5) ينظر تفسير الطبري: 27/ 28. (6) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 77، وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 281، والتبيان للعكبري: 2/ 1191. [ ..... ] (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 79 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 665، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ عن مجاهد. وقد تقدم خبرهم ص 422. (8) لم أقف على حديثه فيما تيسر لي من مصادر. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 775 نعم على من جاء بعد لما فيها من المزاجر. 57 أَزِفَتِ الْآزِفَةُ: اقتربت القيامة، لَيْسَ لَها من يكشف عن علمها ويجلّيها. أو من يكشفها ويدفع شدائدها. والهاء من قبل إن كاشفة مصدر ك «عاقبة» و «عافية» «1» . 59 أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ: أي القرآن. روى مجاهد أنّ النّبيّ- عليه السّلام- لم ير ضاحكا ولا مبتسما بعد نزول هذه الآية «2» . 61 سامِدُونَ: جائرون «3» . وقيل «4» : لاهون. وقال مجاهد: غضاب مبرطمون.   (1) معاني القرآن للفراء: 3/ 103، وتفسير القرطبي: 17/ 122، والبحر المحيط: 8/ 170. (2) لم أقف على هذا الأثر من طريق مجاهد رحمه الله تعالى، وأخرجه وكيع بن الجراح في الزهد: 1/ 266 حديث رقم (36) عن صالح بن أبي مريم، وكذا ابن أبي شيبة في المصنف: 13/ 224 رقم (16203) كتاب الزهد، باب «ما ذكر عن نبينا صلى الله عليه وسلم في الزهد. وأخرجه- أيضا- هناد بن السري في الزهد: 1/ 562 رقم (482) وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: 161 وذكر أن الإمام أحمد أخرجه في الزهد، وكذا الثعلبي، كلاهما عن صالح بن أبي مريم. وقال الحافظ: رواه ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بإسناد ضعيف. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 666، وعزا إخراجه إلى ابن أبي شيبة، وأحمد في الزهد، وهناد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن صالح. ومعنى هذا الأثر ضعيف لأن هذه الآية مكية، وقد ورد في الصحيح ما يدل على خلاف هذا القول. وورد أنه صلى الله عليه وسلم تبسم وضحك حتى بدت نواجذه. ينظر: صحيح البخاري (7/ 92- 94) كتاب الأدب، باب التبسم والضحك، وصحيح مسلم: 2/ 616، كتاب صلاة الاستسقاء، باب «التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر» . (3) كذا في «ك» ، ولم أقف على هذا القول، وذكر الماوردي في تفسيره: 4/ 133 تسعة أقوال في هذه اللفظة، منها «خامدون» عن المبرد. وانظر تفسير القرطبي: 17/ 123، والبحر المحيط: 8/ 170. (4) هذا قول جمهور العلماء كما في معاني القرآن للفراء: 3/ 103، ومجاز القرآن: 2/ 239، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 430، وتفسير الطبري: 27/ 82، ومعاني الزجاج: 5/ 78. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 776 فسئل عن البرطمة، فقال: الإعراض «1» . سورة [القمر] «2» 1 وَانْشَقَّ الْقَمَرُ: قال الحسن «3» : أي ينشق، فجاء/ المستقبل على [93/ أ] صيغة الماضي لوجوب وقوعه. أو لتقارب وقته. أو لأنّ المعنى مفهوم أنّه في المستقبل. وقيل: إنه على الاستعارة والمثل لوضوح الأمر كما يقال في المثل: اللّيل طويل وأنت مقمر. والمنقول المقبول «4» أنه على الحقيقة، انشق القمر نصفين حين سأله حمزة «5» بن عبد المطلب فرآه جلة الصّحابة .....   (1) نص هذه الرواية عن مجاهد في تفسير البغوي: 4/ 257. وأخرج- نحوه- الطبري في تفسيره: 27/ 83 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 667، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا. (2) في الأصل «الساعة» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (3) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 135، والقرطبي في تفسيره: 17/ 126. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 88 دون عزو، وعقّب عليه بقوله: «وهذا القول الشاذ لا يقاوم الإجماع، ولأن قوله: وَانْشَقَّ لفظ ماض. وحمل لفظ الماضي على المستقبل يفتقر إلى قرينة تنقله ودليل، وليس ذلك موجودا. وفي قوله: وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا دليل على أنه قد كان ذلك» . اه-. وانظر رد أبي حيان في البحر المحيط: 8/ 173 لقول الحسن. (4) ورد في ذلك أخبار صحيحة كثيرة. ينظر ذلك في صحيح البخاري: (6/ 52، 53) ، كتاب التفسير، تفسير سورة اقتربت الساعة. وصحيح مسلم: 4/ 2158 كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب «انشقاق القمر» . وأسباب النزول للواحدي: 462، وتفسير ابن كثير: (7/ 447- 450) . (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 135، والقرطبي في تفسيره: 17/ 126. والذي ورد في الصحيح أن أهل مكة هم الذين سألوا وطلبوا أن يريهم آية، فكانت هذه المعجزة العظيمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 777 وقال ابن مسعود «1» : رأيت شقة من القمر على أبي قبيس «2» وشقة على السّويداء «3» . فقالوا: سحر القمر. ولا يقال: لو انشق لما خفي على أهل الأقطار لجواز أن يحجبه الله عنهم بغيم. 2 سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ: من السّماء إلى الأرض «4» . وقيل «5» : شديد محكم. استمرّ الأمر: استحكم، وأمّره: أحكمه «6» . 3 وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ: أي للجزاء «7» .   (1) أخرج الحاكم هذا القول عن ابن مسعود في المستدرك: 2/ 471، كتاب التفسير: «سورة القمر» وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ... » ، ووافقه الذهبي. وأخرجه- أيضا- البيهقي في الدلائل: 2/ 265. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 670، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه. وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود أنه قال: «انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشهدوا» . صحيح البخاري: 6/ 52، كتاب التفسير، «تفسير سورة اقتربت الساعة» . وصحيح مسلم: 4/ 2158، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب «انشقاق القمر» . (2) أبو قبيس: جبل معروف بمكة المكرمة. معجم البلدان: (1/ 80، 81) . (3) السّويداء: موضع بمكة المكرمة تلى الخندمة، والخندمة: بفتح الخاء المعجمة- أحد جبال مكة يطل على أبي قبيس من جهة الشرق. ينظر أخبار مكة للفاكهي: 4/ 47، والروض المعطار: (222، 223) . [ ..... ] (4) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 135 عن مجاهد. وذكره القرطبي في تفسيره: 17/ 128، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 174 دون عزو. (5) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 240، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 431، ونقله القرطبي في تفسيره: 17/ 127 عن أبي العالية، والضحاك. (6) تفسير البغوي: 4/ 258، واللسان: 5/ 169 (مرر) . (7) معاني القرآن للزجاج: 5/ 85، وتفسير الماوردي: 4/ 136، وتفسير البغوي: 4/ 258، وزاد المسير: 8/ 89. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 778 5 حِكْمَةٌ بالِغَةٌ: نهاية الصّواب. 4 مُزْدَجَرٌ: منتهى «1» ، مفتعل من «الزّجر» ، أبدلت التاء دالا لتؤاخي الزاي بالجهر «2» . و «النكر» : «3» ما تنكره النّفس. صفة ك «جنب» . 7 خاشعا «4» أبصارهم: لم يجمع خاشعا وأجرى مجرى الفعل أن «5» تخشع «6» أبصارهم، ووصف الأبصار بالخشوع لأنّ ذلة الذليل وعزّة العزيز في نظره. 8 مُهْطِعِينَ: مسرعين «7» ، وقيل «8» : ناظرين لا يقلعون البصر. 12 فَالْتَقَى الْماءُ: التقى المياه، إذ الجنس كالجمع. أو التقى ماء السماء، وماء الأرض «9» . وكانت السّفينة تجري بينهما. عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ: في أمّ الكتاب، وهو إهلاكهم.   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 104، وتفسير الطبري: 27/ 89، ومعاني الزجاج: 5/ 85. (2) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 85، وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 286، وتفسير القرطبي: 17/ 128. (3) من قوله تعالى: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ: آية: 6. (4) ينظر التبيان للعكبري: 2/ 1192، والبحر المحيط: 8/ 175. (5) هذه قراءة حمزة، والكسائي، وأبي عمرو، كما السبعة لابن مجاهد: 618، والتبصرة لمكي: 340، والتيسير للداني: 205. (6) في «ك» و «ج» : أي تخشع. (7) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 240، واختاره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 233، وذكره مكي في تفسير المشكل: 329. (8) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 86. وانظر معاني الفراء: 3/ 106، وتفسير الطبري: 27/ 91. (9) ينظر هذا القول في معاني القرآن للفراء: 3/ 106، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 240، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 432، وتفسير الطبري: 27/ 92، ومعاني الزجاج: 5/ 87، وتفسير البغوي: 4/ 260. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 779 وفي الحديث «1» : «خلقت الأقوات قبل الأجساد وخلق القدر قبل البلاء» . 13 وَدُسُرٍ: المسامير التي تدسر بها السّفن وتشدّ، واحدها دسار «2» . 14 تَجْرِي بِأَعْيُنِنا: بمرأى منا «3» . أو بوحينا وأمرنا «4» . جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ: جزاء لهم لكفرهم بنوح عليه السلام. أو فعلنا ذلك جزاء لنوح فنجيناه ومن معه وأغرقنا المكذّبين جزاء لما صنع به. 15 فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ: طالب علم فيعان عليه، وهو «مذتكر» مفتعل من الذكر فأدغم «5» . 19 يَوْمِ نَحْسٍ: يوم ريح النحس الدّبور. مُسْتَمِرٍّ: دائم الهبوب. [39/ ب] 20 تَنْزِعُ النَّاسَ: تقلعهم من حفر حفروها للامتناع/ من الريح، ثم ترمي بهم على رؤوسهم فيدقّ رقابهم. كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ: أصولها التي قطعت فروعها «6» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 93 عن محمد بن كعب القرظي بلفظ: «كانت الأقوات قبل الأجساد، وكان القدر قبل البلاء» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 675، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن محمد بن كعب رحمه الله تعالى. [ ..... ] (2) ينظر معاني الفراء: 3/ 106، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 240، والمفردات: 169، واللسان: 4/ 285 (دسر) . (3) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 432، واختاره الطبري في تفسيره: 27/ 94، وانظر تفسير البغوي: 4/ 260، وزاد المسير: 8/ 93، والبحر المحيط: 8/ 178. (4) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 137 عن الضحاك، وعزاه البغوي في تفسيره: 4/ 260 إلى سفيان. (5) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 240، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 432، وتفسير الطبري: (27/ 95، 96) ، ومعاني الزجاج: 5/ 88. (6) معاني القرآن للفراء: 3/ 108، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 241، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 433، وتفسير الطبري: 27/ 99. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 780 مُنْقَعِرٍ: منقلع عن مكانه، و «كأنّ» في موضع الحال، أي: تنزعهم مشبهين بالنخل المقلوع من أصله «1» . 22 وَلَقَدْ يَسَّرْنَا: أعيد ذكر [التيسير] «2» ليتبين عن أنه يسّر بهذا الوجه من الوعظ كما يسّر بالوجه الأول. أو يسّر بحسن التأليف للحفظ كما يسّر بحسن البيان للفهم. 24 ضَلالٍ وَسُعُرٍ: أي تركنا دين آبائنا. أو التغير به كدخول النّار التي تنذرنا بها «3» . وقيل «سعر» : جنون ناقة مسعورة «4» . 29 فَنادَوْا صاحِبَهُمْ: نادى مصدع بن زهير «5» قدار «6» بن سالف بعد ما رماه مصدع سهمه «7» [فعقرها قدار] «8» .   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 89. وانظر إعراب القرآن للنحاس: (4/ 291، 292) ، والتبيان للعكبري: 2/ 1194، وتفسير القرطبي: 17/ 137. (2) في الأصل: «اليسير» ، والمثبت في النص عن هامش الأصل الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 139. (4) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 433، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 89، والبحر المحيط: 8/ 180، واللسان: 4/ 366 (سعر) . (5) في المحبّر لابن حبيب: 357 «مصدع بن دهر» ، وفي المعارف لابن قتيبة: 29، والبداية والنهاية: 1/ 127: «مصرع بن مهرج» . قال ابن قتيبة: «كان رجلا نحيفا طويلا أهوج مضطربا» . (6) قدار بن سالف: هو عاقر الناقة في ثمود، وكان رجلا قويا في قومه. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 437: «كان هذا الرجل عزيزا فيهم، شريفا في قومه، نسيبا رئيسا مطاعا. وانظر المعارف لابن قتيبة: 29، والبداية والنهاية: 1/ 127. (7) في «ك» : بسهمه. (8) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 781 31 الْمُحْتَظِرِ: المبتني الحظيرة التي يجمع فيها الهشيم «1» ، و «الهشيم» : حطام العشب إذا يبس «2» ، ومثله الدّرين والثّنّ «3» . الحاصب «4» : السحاب حصبهم بالحجارة «5» . وآل لوط: ابنتاه زعورا وريثا «6» . 37 وَنُذُرِ: هو الإنذار. ك [النكر] «7» . أو جمع «نذير» «8» . 44 أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ: أي: يدلّون بكثرتهم «9» . 45 سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ: أي: يوم بدر «10» ، وهذا من آياته صلى الله عليه وسلم.   (1) تفسير غريب القرآن: 434. [ ..... ] (2) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 241، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 434، وتفسير المشكل لمكي: 330، والمفردات للراغب: 543، واللسان: 12/ 612 (هشم) . (3) الدّرين: يبيس الحشيش وكل حطام من حمض أو شجر. والتّنّ: اليابس من العيدان. ينظر اللسان (13/ 83، 153) (ثنن، درن) . (4) من قوله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ آية: 34. (5) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 141 دون عزو. (6) جاء في هامش الأصل: «الصحيح «ربثا» بالباء المنقوط بواحدة من تحت» ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: 4/ 141 عن مقاتل أن اسميهما: ريثا وزعرثا، وعن السدي: رية وعروبة. (7) في الأصل: النكير، والمثبت في النص عن «ج» . (8) ينظر المفردات للراغب: 487، وتفسير القرطبي: 17/ 129، والبحر المحيط: 8/ 182. (9) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 91. (10) يدل عليه ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو في قبة يوم بدر: اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم، فأخذ أبو بكر بيده فقال: حسبك يا رسول الله ألححت على ربك وهو يثب في الدرع فخرج وهو يقول: (سيهزم الجمع ويولون الدّبر) اه-. صحيح البخاري: 6/ 54، كتاب التفسير، تفسير سورة اقتربت الساعة. وعدّ المؤلف- رحمه الله- هذه الآية من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذه السورة مكية ونزلت قبل وقعة بدر بسنين عديدة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 782 48 ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ: هو كقولك: وجدت مسّ الحمّى «1» . 49 خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ: قدّر الله لكل خلق قدره الذي ينبغي له. 50 وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ: مرة واحدة. أو كلمة واحدة. أو إرادة واحدة «2» . 54 وَنَهَرٍ: سعة العيش «3» . أو وضع موضع «أنهار» على مذهب الجنس. سورة الرحمن 1 الرَّحْمنُ: أي الله الرّحمن ولذلك عدّ آية «4» . 3 خَلَقَ الْإِنْسانَ: خلقه غير عالم فجعله عالما «5» . وقيل «6» : الإنسان آدم. وقيل «7» : النبي عليه السّلام، و «البيان» : القرآن «8» .   (1) تفسير الطبري: 27/ 110. (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 110، وزاد المسير: 8/ 102، وتفسير القرطبي: 17/ 149. (3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 143 عن قطرب. وذكر نحوه البغوي في تفسيره: 4/ 266 عن الضحاك. (4) البحر المحيط: 8/ 188. (5) المصدر السابق. [ ..... ] (6) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 27/ 114 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 145 عن الحسن، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 691، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة. (7) نقله ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 106 عن ابن كيسان، وكذا القرطبي في تفسيره: 17/ 152، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 188. (8) هذا قول الزجاج في معانيه: 5/ 95. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 783 5 الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ: يجريان بحساب «1» ، أو يدلان على عدد الشّهور والسّنين «2» . 6 وَالنَّجْمُ: النّبات الذي نجم في الأرض وانبسط ليس له ساق، والشّجر ما قام على ساق «3» . وسجودهما دوران الظّل معهما «4» ، أو ما فيهما من آثار الصّنعة الخاضعة لصانعهما، أو إمكانهما من الجني والرّيع وتذليل [94/ أ] الله إياهما للانتفاع/ بهما. 7 وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ أي: العدل، والمعادلة: موازنة الأشياء «5» .   (1) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 112، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 242، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 436. وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 27/ 115 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا الحاكم في المستدرك: 2/ 474، كتاب التفسير، «سورة الرحمن» ، وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 691، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس. (2) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 95. (3) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 116، والحاكم في المستدرك: 2/ 474، كتاب التفسير، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 692، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ في «العظمة» عن ابن عباس أيضا. وهو قول الفراء في معانيه: 3/ 112، وأبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 242، والزجاج في معانيه: 5/ 69. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 107، وقال: «وهو مذهب ابن عباس، والسدي، ومقاتل، واللغويين» . (4) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: 5/ 96، وذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 146 عن الزجاج، وكذا القرطبي في تفسيره: 17/ 154. (5) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 96. وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 3/ 113، وتفسير الطبري: 27/ 118، وتفسير الماوردي: 4/ 147، وزاد المسير: 8/ 107. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 784 8 أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ: في هذا الميزان الذي يتزن بها الأشياء. 9 وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ: ميزان الأعمال يوم القيامة «1» ، فتلك ثلاثة موازين. و «الأنام» : «2» الثّقلان «3» ، وقيل: «4» كلّ شيء فيه روح، وأصله «ونام» ك «وناة» من ونم الذباب: صوت «5» . 11 ذاتُ الْأَكْمامِ: الطّلع متكمّم قبل أن ينفتق بالتمر «6» . 12 وَالرَّيْحانُ: الحبّ المأكول هنا «7» ، والعصف: ورقه [الذي] «8» ينفي عنه ويذرّى في الريح كالتبن لأن الرّيح تعصفه، ويقال لما يسقط منه: العصافة «9» .   (1) تفسير القرطبي: 17/ 155. (2) في قوله تعالى: وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ آية: 10. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 119 عن الحسن. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 693، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن الحسن رحمه الله تعالى. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 119 عن ابن عباس رضي الله عنهما عن طريق محمد بن سعد عن أبيه .... وهو إسناد مسلسل بالضعفاء، تقدم بيان ذلك ص 135. ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 147 عن مجاهد، والسدي. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: (8/ 107، 108) ، وقال: «رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، والشعبي، وقتادة، والسدي، والفراء» . (5) اللسان: 12/ 643 (ونم) . (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 120 عن ابن زيد. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 436، ومعاني الزجاج: 5/ 97، والمفردات للراغب: 441، وتفسير القرطبي: 17/ 156. [ ..... ] (7) معاني القرآن للفراء: 3/ 113، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 243، وتفسير الطبري: 27/ 122، والمفردات للراغب: 336. (8) ما بين معقوفين ساقط من الأصل، والمثبت عن «ك» . (9) اللسان: 9/ 247 (عصف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 785 13 تُكَذِّبانِ: خطاب الجن والإنس «1» . أو خطاب الإنسان بلفظ التثنية على عادتهم «2» . 17 رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ: مشرق الشتاء والصّيف «3» . أو مطلع الفجر والشّمس «4» . والْمَغْرِبَيْنِ: مغرب الشّمس والشّفق، والنعمة فيهما تدبيرهما على نفع العباد ضياء وظلمة على حاجاتهم إلى الحركة والسكون. 19 مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ: بحر فارس والرّوم «5» . 20 لا يَبْغِيانِ: لا يبغي الملح على العذب. أو لا يبغيان: لا يفيضان على الأرض فيغرقانها «6» . 22 يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ إنّما قيل: مِنْهُمَا لأنّه جمعهما وذكرهما فإذا   (1) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 114، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 243، والقرطبي في تفسيره: 17/ 158، وقال: «وهذا قول الجمهور» . (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 114، وتفسير البغوي: 4/ 268، وتفسير القرطبي: 17/ 158. (3) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 115، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 243، وأخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 127 عن ابن أبزى، ومجاهد، وقتادة. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 150 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) تفسير الماوردي: 4/ 150، والبحر المحيط: 8/ 191. (5) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 2/ 263 عن الحسن وقتادة وأخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 128 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 696، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن رحمه الله تعالى. (6) ينظر هذا القول في تفسير القرطبي: 17/ 162، والبحر المحيط: 8/ 191. وقال الطبري- رحمه الله- في تفسيره: 27/ 130: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله وصف «البحرين» اللذين ذكرهما في هذه الآية أنهما لا يبغيان، ولم يخصص وصفهما في شيء دون شيء، بل عم الخبر عنهما بذلك، فالصواب أن يعمّ كما عمّ جل ثناؤه، فيقال: إنهما لا يبغيان على شيء، ولا يبغى أحدهما على صاحبه، ولا يتجاوزان حدّ الله الذي حدّه لهما» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 786 خرج من أحدهما فقد خرج منهما «1» ، كقوله «2» سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً والقمر في السّماء الدنيا. وقيل «3» : الملح والعذب يلتقيان فيكون العذب كاللقاح للملح. وَالْمَرْجانُ: اللؤلؤ المختلط صغاره بكباره «4» . مرجت الشيء: خلطته، والمارج: ذؤابة لهب النّار التي تعلوها فيرى أخضر وأصفر مختلطا «5» . 24 الْمُنْشَآتُ: المرسلات في البحر المرفوعات الشرع «6» ، و «المنشئات» «7» : الحاملات الرافعات الشرع. كَالْأَعْلامِ: كالجبال «8» . 27 وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ: يبقى ربّك الظاهر أدلته ظهور الإنسان بوجهه.   (1) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 100، وانظر تفسير البغوي: 4/ 269، وزاد المسير: 8/ 113، وتفسير القرطبي: 17/ 163، والبحر المحيط: 8/ 192. (2) سورة نوح: الآيتان: 15، 16. (3) نص هذا القول في تفسير المارودي: 4/ 152، وتتمته: «فنسب إليهما كما نسب الولد إلى الذكر والأنثى، وإن ولدته الأنثى، ولذلك قيل إنه لا يخرج اللؤلؤ إلا من موضع يلتقي فيه العذب والمالح» . وانظر هذا القول في تفسير القرطبي: 17/ 153، والبحر المحيط: 8/ 191. (4) عن تفسير الماوردي: 4/ 151. (5) المفردات للراغب: 465، واللسان: 2/ 365 (مرج) . [ ..... ] (6) تفسير الطبري: 27/ 133، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 100، والكشف لمكي: 2/ 301. (7) بكسر الشين قراءة حمزة كما في السّبعة لابن مجاهد: 620، والتبصرة لمكي: 341، والتيسير للداني: 206. وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج: 5/ 100، والكشف لمكي: 2/ 301، والبحر المحيط: 8/ 192. (8) معاني القرآن للفراء: 3/ 115، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 244، والمفردات للراغب: 344. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 787 29 كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ في الحديث «1» : «يجيب داعيا، ويفك عانيا، ويتوب على قوم ويغفر لقوم» . وقال سويد «2» بن جبلة- وكان من التابعين-: يعتق رقابا، ويفحم [94/ ب] عقابا/ ويعطي رغابا «3» . 31 سَنَفْرُغُ لَكُمْ: نقصدكم ونعمد إليكم «4» ، وهذا اللّفظ من أبلغ التهديد والوعيد نعمة من الله للانزجار عن المعاصي، وفي إقامة الجزاء أعظم النعمة «5» ، ولو ترك لفسدت الدنيا والآخرة، ووصف الجن والإنس ب «الثقلين» لعظم شأنهما، كأن ما عداهما لا وزن له بالإضافة إليهما. 33 لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ أي: حيث ما كنتم شاهدتم حجّة لله وسلطانا يدل على أنّه واحد «6» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 135 عن مجاهد، وعبيد بن عمير باختلاف في بعض ألفاظه. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (7/ 699، 700) ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي عن عبيد بن عمير. (2) هو سويد بن جبلة الفزاري. يروى عن العرباض بن سارية وعمرو بن عنبسة، روى عنه لقمان بن عامر الوصابي وأبو المصبح، المقرئ ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري: 4/ 146، والجرح والتعديل: 4/ 236، والثقات لابن حبان: 4/ 325. (3) نقل الماوردي هذا الأثر في تفسيره: 4/ 153 عن سويد بن جبلة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 7/ 700، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن سويد. (4) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 99 وقال: «والفراغ في اللّغة على ضربين، أحدهما: الفراغ من شغل، والآخر: القصد للشيء، تقول: قد فرغت مما كنت فيه، أي: قد زال شغلي به، ويقال: سأتفرغ لفلان، أي: سأجعل قصدي له» . وانظر تفسير الماوردي: 4/ 154، وتفسير البغوي: 4/ 270، وتفسير القرطبي: 17/ 168. (5) في «ك» : النعم. (6) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 99، وانظر تفسير البغوي: 4/ 271، وتفسير القرطبي: 17/ 170. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 788 35 شُواظٌ: لهب، وَنُحاسٌ: دخان النّار «1» . 37 فَكانَتْ وَرْدَةً: حمراء مشرقة «2» ، وقيل «3» : متغيرة مختلفة الألوان كما تختلف ألوان الفرس الورد في فصول السّنة. كَالدِّهانِ: صافية كالدهن «4» ، وقيل «5» : الدهان والدهين: الأديم الأحمر وأنّ لون السّماء أبدا أحمر، إلّا أنّ الزرقة بسبب اعتراض الهواء بينهما كما يرى الدم في العروق أزرق، وفي القيامة يشتعل الهواء نارا فيرى السّماء على لونها «6» . 39 لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ: لا يسأل أحد عن ذنب أحد «7» . أو لا يسألون سؤال استعلام «8» . 41 فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي: تضمّ الأقدام إلى النّواصي وتلقى في النّار «9» . 44 آنٍ: بالغ أناه وغايته في حرارته «10» .   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 117، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 244، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 438، والمفردات للراغب: (270، 485) . (2) تفسير الطبري (27/ 141، 142) ، وتفسير المشكل لمكي: 334، وتفسير القرطبي: 17/ 173. (3) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 117، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 156 عن الكلبي، والفراء. (4) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 156 عن الأخفش. (5) ينظر هذا القول في تفسير الطبري: 27/ 142، وتفسير الماوردي: 4/ 156، وزاد المسير: 8/ 118. [ ..... ] (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 156، والقرطبي في تفسيره: 17/ 173 عن الماوردي. (7) تفسير الطبري: 27/ 142، وتفسير القرطبي: 17/ 174. (8) أورد نحوه الماوردي في تفسيره: 4/ 156، والبغوي في تفسيره: 4/ 272، والقرطبي في تفسيره: 17/ 174. وذكر قائلو هذا القول إنهم يسألون سؤال توبيخ. (9) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 102. (10) معاني القرآن للزجاج: 5/ 102، وتفسير الماوردي: 4/ 157، والمفردات للراغب: 29. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 789 وقيل «1» . حاضر، ومنه سمّي الحال ب «الآن» لأنه الحاضر الموجود فإنّ الماضي لا تدارك له، والمستقبل أمل، وليس لنا إلّا الآن، ثم ليس للآن ثبات طرفة عين. 46 مَقامَ رَبِّهِ: الموقف الذي يقف «2» فيه للمسألة «3» . جَنَّتانِ: جنّة في قصره، وجنة خارج قصره على طبع العباد في شهوة ذلك. أو هو جنّة للجنّ وجنّة للإنس «4» . 50 فِيهِما عَيْنانِ: التسنيم والسلسبيل «5» . 52 زَوْجانِ: ضربان متشاكلان تشاكل الذكر والأنثى. 54 بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ: ليستدل بالبطانة على شرف الظهارة. 56 لَمْ يَطْمِثْهُنَّ: لم يجامع الإنسية إنس ولا الجنيّة جنيّ «6» . 62 وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ: أقرب منهما فجعل لمن خاف مقام ربّه- وهو الرّجل يهمّ بالمعصية ثم يدعها من خوف الله- أربع جنان ليتضاعف سروره بالتنقل. 64 مُدْهامَّتانِ: مرتويتان من النضرة والخضرة ارتواء يضرب إلى   (1) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 157 عن محمد بن كعب القرظي، وكذا القرطبي في تفسيره: 17/ 176. (2) في «ج» : يقوم. (3) ينظر تفسير الطبري: 27/ 145، وتفسير الماوردي: 4/ 157، وزاد المسير: 8/ 119، وتفسير الفخر الرازي: 29/ 123. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 157 دون عزو، وكذا الفخر الرازي في تفسيره: 29/ 124. (5) نقل البغوي هذا القول في تفسيره: 4/ 274 عن الحسن، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 120 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (6) تفسير الطبري: 27/ 150، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 103، وتفسير البغوي: 4/ 181. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 790 السّواد «1» /. 66ضَّاخَتانِ : فوّارتان «2» . 68 وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ: فصلا بالواو لفضلهما، كقوله «3» : مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ. 70 خَيْراتٌ: خيرات الأخلاق حسان الوجوه «4» ، وكانت [خيّرات] «5» فخففت. 72 مَقْصُوراتٌ: مخدرات قصرن على أزواجهن «6» . أو محبوسات صيانة عن التبذل. فِي الْخِيامِ: وهي من درر جوف «7» .   (1) معاني القرآن للفراء: 3/ 119، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 246، والمفردات للراغب: 173. (2) مجاز القرآن: 2/ 246، وتفسير غريب القرآن: 443، وتفسير الطبري: 27/ 156، واللسان: 3/ 62 (نضخ) . (3) سورة البقرة: آية: 98، وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 103، وتفسير القرطبي: (17/ 185، 186) ، والبحر المحيط: 8/ 198. [ ..... ] (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 158 عن قتادة. (5) في الأصل: «خيّرة» ، والمثبت في النص من «ك» ، وهي قراءة تنسب إلى قتادة، وأبي رجاء العطاردي، وبكر بن حبيب ينظر تفسير القرطبي: 17/ 187، والبحر المحيط: 8/ 198. (6) أورد الطبري- رحمه الله- هذا القول والذي بعده، وعقّب عليهما بقوله: «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تبارك وتعالى وصفهن بأنهن مقصورات في الخيام، والقصر: هو الحبس ولم يخصص وصفهن بأنهن محبوسات على معنى من المعنيين اللذين ذكرنا دون الآخر، بل عم وصفهن بذلك. والصواب أن يعمّ الخبر عنهن بأنهن مقصورات في الخيام على أزواجهن، فلا يرون غيرهم، كما عم ذلك» . (7) أخرج الإمام البخاري عن عبد الله بن قيس الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخيمة درة مجوّفة طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون» . صحيح البخاري: 6/ 88، كتاب بدء الخلق، باب «ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 791 76 رَفْرَفٍ: مجلس مفروش يرفّ بالبسط «1» . وقيل «2» : «الرفرف» : رياض الجنة، و «العبقريّ» : الطّنافس المخملة «3» . سورة الواقعة في الحديث «4» : «من أراد نبأ الأولين والآخرين، ونبأ أهل الجنّة والنّار، ونبأ الدنيا والآخرة فليقرأ سورة «الواقعة» ، والواقعة: القيامة. وقيل «5» : الصيحة. 2 كاذِبَةٌ: تكذيب. أو نفس كاذبة «6» لإخبار الله بها ودلالة العقل عليها. 3 خافِضَةٌ: لأهل المعاصي، رافِعَةٌ: لأهل الطاعات. 4 رُجَّتِ: زلزلت «7» ، وإِذا في موضع نصب، أي: إذا وقعت في ذلك الوقت.   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 246، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 444، والمفردات للراغب: 199. (2) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 120، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 443، وأخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 163 عن سعيد بن جبير. ونقله القرطبي في تفسيره: 17/ 190 عن ابن عباس، وسعيد بن جبير. (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 162 عن الحسن رحمه الله تعالى. والطنافس: البسط التي لها خمل رقيق. ينظر النهاية لابن الأثير: 3/ 140، واللسان: 6/ 127 (طنفس) . (4) هذا الأثر مقطوع، وهو من قول مسروق كما في تفسير القرطبي: 7/ 194، ولم أقف عليه مسندا. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 166 عن الضحاك، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 163 عن الضحاك أيضا. (6) ذكره القرطبي في تفسيره: 17/ 195. (7) معاني القرآن للفراء: 3/ 121، ومعاني الزجاج: 5/ 108، والمفردات للراغب: 187. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 792 5 بُسَّتِ: هدّت أو دقّت، والبسيسة: [بل] «1» السّويق. 7 أَزْواجاً ثَلاثَةً: أصنافا متشاكلة «2» ، وفسّر بما في سورة «الملائكة» من الظالم والمقتصد والسّابق «3» . وروى النّعمان «4» بن بشير أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً إلى وَالسَّابِقُونَ، فقال «5» : «هم السّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان. وروي «6» أيضا: «السّابقون يوم القيامة أربعة: فأنا سابق العرب، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبشة، وصهيب سابق الروم» . وفي حديث «7» آخر: «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» .   (1) في الأصل و «ج» : «زاد» ، والمثبت في النص عن «ك» . وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 122، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 247، وتفسير الطبري: 27/ 167، والمفردات للراغب: 45، واللسان: 6/ 26 (بسس) . (2) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 445، ومعاني الزجاج: 5/ 108، وتفسير القرطبي: 17/ 198، والبحر المحيط: 8/ 204. (3) يريد قوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ آية: 32. وقد ورد هذا التفسير الذي أشار إليه المؤلف في أثر أخرجه ابن المنذر، وابن مردويه، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في الدر المنثور: 8/ 6. [ ..... ] (4) هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس الأنصاري الخزرجي. صحابي جليل. ترجمته في الاستيعاب: 4/ 1496، وأسد الغابة: 5/ 326، والإصابة: 6/ 440. (5) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: 7/ 490 رواية ابن أبي حاتم عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هم الضرباء» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 7، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن النعمان ورفعه. (6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 8/ 131 حديث رقم (7526) عن أبي أمامة مرفوعا، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 9/ 308، وحسّن إسناده. (7) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: (1/ 211، 212) ، كتاب الجمعة، باب «فرض الجمعة» ، والإمام مسلم في صحيحه: (2/ 585، 586) ، كتاب الجمعة، باب «هداية هذه الأمة ليوم الجمعة» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 793 8 ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ: أيّ شيء هم؟ اللّفظ في العربية على التعجب، وهو من الله تعظيم الشأن «1» . وتكرير «السّابقين» «2» لأنّ التقدير: السّابقون إلى الطّاعة هم السّابقون إلى الرحمة «3» . 13 ثُلَّةٌ: جماعة «4» . 14 وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ: لأنّ الذين سبقوا إلى الإيمان بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم قليل من كثير ممن سبق إلى الإيمان بالأنبياء قبله. 15 مَوْضُونَةٍ: مضفورة متداخلة. 17 وِلْدانٌ: وصفاؤهم أطفال الكفار «5» .   (1) هذا نص قول الزجاج في معانيه (5/ 108، 109) . وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 445، وتفسير الطبري: 27/ 170، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 324، وزاد المسير: 8/ 133. (2) في قوله تعالى: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ آية: 10. (3) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 109، وانظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 324، وزاد المسير: 8/ 134. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 248، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 446، وتفسير الطبري: 27/ 172، والمفردات للراغب: 81. (5) الوصيف: الخادم، أو العبد كما في اللسان: 9/ 357 (وصف) . وأورد الزمخشري في الكشاف: 4/ 53 حديث: «أولاد الكفار خدّام أهل الجنة» . وذكر الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: 162 أن البزار والطبراني في «الأوسط» أخرجاه من رواية عباد بن منصور عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب مرفوعا. وقال أيضا: «رواه البزار من رواية علي بن زيد بن جدعان، والطيالسي، والطبراني، وأبو يعلى من رواية يزيد الرقاشي كلاهما عن أنس بهذا وأتم منه» . قال الحافظ: «قلت: قد يعارضه حديث سمرة في صحيح البخاري، ففيه أنه رأى أولاد الناس تحت شجرة يكفلهم إبراهيم عليه السلام، قال: فقلنا: وأولاد المشركين؟ قال: وأولاد المشركين» أخرجه بهذا اللفظ ويمكن الجمع بينهما بأن لا منافاة بينهما لاحتمال أن يكونوا في البرزخ كذلك، ثم بعد الاستقرار يستقرون في الجنة خدما لأهلها» اه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 794 مُخَلَّدُونَ: مسوّرون «1» . وفي تاج المعاني «2» : روحانيون لم يتجسموا، من قولك: وقع في خلدي، أي: نفسي وروحي. 26 إِلَّا قِيلًا سَلاماً: بدل من «قيل» ، أي: لا يسمعون إلّا سلاما، أو نعت/ ل «قيل» ، أي: قيلا يسلم من اللّغو «3» . [95/ ب] 28 سِدْرٍ مَخْضُودٍ: ليّن لا شوك ولا عجم «4» . 29 وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ: قنو الموز: نضد بعضه على بعض «5» . 30 وَظِلٍّ مَمْدُودٍ: في الزمان والمكان في الزمان لأنّه غير متغيّر بضحّ يجيء بدله، وفي المكان لأنّه غير متناه إلى حد يفنى فيه «6» ، ولكنه ظل   (1) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 123، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 446، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 136 عن الفراء، وابن قتيبة. وأورد الطبري في تفسيره: 27/ 174 هذا القول وغيره من الأقوال، ثم عقّب عليها بقوله: «والذي هو أولى بالصواب في ذلك قول من قال معناه أنهم لا يتغيرون، ولا يموتون، لأن ذلك أظهر معنييه، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه لمخلد ... » . (2) في كشف الظنون: 270: «تاج المعاني في تفسير السبع المثاني للشيخ الإمام أبي نصر منصور بن سعيد بن أحمد بن الحسن. وهو كبير في مجلدات.. ألفه سنه ثلاث وخمسين وثلاثمائة» . (3) ينظر تفسير الطبري: 27/ 178، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 112، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 303، والتبيان للعكبري: 2/ 1204. (4) العجم- بالتحريك-: نوى التمر والنبق، الواحدة عجمة، ولغة العوام إسكان الجيم. اللسان: 12/ 291 (عجم) . وانظر القول الذي ذكره المؤلف في معاني القرآن للفراء: 3/ 124، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 250، وتفسير الطبري: 27/ 179، ومعاني الزجاج: 5/ 112. (5) أي وضع وجمع. ذكره المؤلف- رحمه الله- في وضح البرهان: 2/ 374. [ ..... ] (6) وفي هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّ في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها، واقرؤا إن شئتم (وظل ممدود) اه-. أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 57، كتاب التفسير، تفسير سورة الواقعة. وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 2175، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب «إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 795 ظليل لا شمس تنسخه، ولا حرور ينغّصه، ولا برد يفسده. ولفظ ابن الأنباري «1» : ظل الجنة الكينونة في ذراها. تقول: لا أزال الله عنا ظلك، أي: الكينونة في ناحيتك والاستذراء بك. 31 وَماءٍ مَسْكُوبٍ: جار في غير أخدود يجري في منازلهم «2» . 34 وَفُرُشٍ: العرب تكني عن المرأة بالفراش «3» . مَرْفُوعَةٍ: أي: على السّرر. أو مرتفعات الأقدار أدبا وحسنا. 35 أَنْشَأْناهُنَّ: أي: نساء أهل الدّنيا أعددناهنّ صبايا «4» . 36 أَبْكاراً: أو الحور أنشأناهنّ من غير ولادة. 37 عُرُباً العروب: الحسنة التبعل، الفطنة بمراد الزّوج كفطنة العرب «5» وفي الحديث «6» : «جهاد المرأة حسن التبعّل» .   (1) ابن الأنباري: (271- 328 هـ-) . هو محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري البغدادي، أبو بكر الإمام المقرئ النحوي. صنف كتاب الزاهر، والوقف والابتداء ... وغير ذلك. أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: 153، ووفيات الأعيان: 4/ 341، وبغية الوعاة: 1/ 212. ونص قول ابن الأنباري في الزاهر: 2/ 74: «والظل معناه في اللّغة: الستر، يقال: لا أزال الله عنا ظلّ فلان، أي: ستره لنا. ويقال: هذا ظل الشجرة، أي: سترها وتغطيتها» اه. (2) تفسير الطبري: 27/ 184، وتفسير الماوردي: 4/ 170، وتفسير البغوي: 4/ 282، وتفسير الفخر الرازي: 29/ 165، وتفسير القرطبي: 17/ 209. قال القرطبي: «وكانت العرب أصحاب بادية وبلاد حارة، وكانت الأنهار في بلادهم عزيزة لا يصلون إلى الماء إلا بالدلو والرشاء فوعدوا في الجنة خلاف ذلك، ووصف لهم أسباب النزهة المعروفة في الدنيا، وهي الأشجار وظلالها، والمياه والأنهار واطرادها» اه. (3) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 449، وتفسير البغوي: 4/ 283، والكشاف: 4/ 54، وزاد المسير: 8/ 141. (4) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 283، والقرطبي في تفسيره: 17/ 210. (5) المفردات: 328، واللسان: 1/ 591 (عرب) . (6) ذكره ابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 79 بلفظ: «جهادكن حسن التبعل» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 796 والأتراب: اللّواتي نشأن معا في حال الصّبا «1» ، أخذ من لعب الصّبيان بالتراب. 39، 40 ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ: لما نزلت في السّابقين ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ، وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ «2» عسر ذلك على الصّحابة فنزلت هذه «3» ، وفسّرها عليه السّلام فقال: «من آدم إلينا ثلّة ومنا إلى يوم القيامة ثلّة. وقد تضمنت أنه ليس هذا لجميع الأولين ولجميع الآخرين بل لجماعة منهم، فاجتهد أن تكون من أولئك. 41 وَأَصْحابُ الشِّمالِ: تتشاءم العرب بالشمال وتعبّر به عن الشّيء الأخس والحظ الأنقص. وقيل «4» : هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال. وقيل «5» : الذين يأخذون كتبهم بشمالهم. 43 مِنْ يَحْمُومٍ: الدخان الأسود «6» ، وسمّي فرس النّعمان بن المنذر «اليحموم» لسواده «7» . ولما كان فائدة الظل التروّح فمتى كان من الدخان كان غير بارد ولا كريم. 53 فَمالِؤُنَ مِنْهَا: من الشّجر على الجنس «8» .   (1) المفردات للراغب: 74، واللسان: 1/ 231 (ترب) . (2) الآيتان: 13، 14 من سورة الواقعة. (3) انظر أسباب النزول للواحدي: 466، وتفسير البغوي: 4/ 284، وتفسير ابن كثير: 8/ 14، والدر المنثور: 8/ 7. (4) ذكره الطبري في تفسيره: 27/ 191، والنحاس في إعراب القرآن: 4/ 333. (5) ذكره النحاس في إعراب القرآن: 4/ 333، والقرطبي في تفسيره: 17/ 213. (6) معاني القرآن للفراء: 3/ 126، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 449، وتفسير الطبري: 27/ 191، والمفردات للراغب: 130، واللسان: 12/ 157 (حمم) . (7) ينظر كتاب أسماء خيل العرب للغندجاني: 270، والحلبة في أسماء الخيل المشهورة للصاحبي التاجي: 71، وكتاب الخيل لعبد الله بن جزي: 40. [ ..... ] (8) معاني الفراء: 3/ 127، وتفسير القرطبي: 17/ 214، والبحر المحيط: 8/ 210. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 797 55 شُرْبَ الْهِيمِ: الإبل العطاش «1» . والهيام: داء تشرب معه الإبل فلا تروى «2» . [96/ أ] 58 تُمْنُونَ منى و/ أمنى: أراق «3» ، و «منى» لإراقة الدّماء بها. 60 نَحْنُ قَدَّرْنا: كتبنا الموت على مقدار «4» . 61 وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ : نخلقكم في أيّ خلق شئنا من ذكورة أو أنوثة أو حسن أو قبح. 65 حُطاماً: هشيما يابسا لا حبّ فيه «5» . تَفَكَّهُونَ: تندّمون في لغة تميم «6» . وقيل «7» : تعجبون. 71 تُورُونَ: الإيراء استخراج النّار من الزّند «8» . وفي حديث علي «9» رضي الله عنه على ذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أورى قبسا لقابس» أي: أظهر نورا من الحق.   (1) ينظر تفسير الطبري: 27/ 195، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 113، وتفسير الماوردي: 4/ 173، والمفردات للراغب: 547. (2) معاني القرآن للفراء: 3/ 128، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 450، واللسان: 12/ 626 (هيم) . (3) تفسير الماوردي: 4/ 174، واللسان: 12/ 293 (منى) . (4) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 174 عن ابن عيسى. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 251، وتفسير الطبري: 27/ 198، والمفردات للراغب: 123. (6) التفكه: التندم، وتميم تقول يتفكنون أي: يتندمون، اللسان 13/ 524 (فكه) . (7) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 128، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 450، والطبري في تفسيره: 27/ 198، والماوردي في تفسيره: 4/ 176. (8) الزّند: خشب يحك بعضه على بعض فيخرج منه النار. معاني القرآن للزجاج: 5/ 115، واللسان: 3/ 195 (زند) . وانظر القول الذي أورده المؤلف في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 451، وتفسير الطبري: 27/ 201، والمفردات للراغب: 521. (9) النهاية لابن الأثير: 4/ 4. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 798 73 تَذْكِرَةً: تذكركم النّار الكبرى «1» ، وَمَتاعاً: في الاستضاءة، والاصطلاء. والإنضاج، والتحليل ... وغيرها من الإذابة والتعقيد والتكليس «2» . وأقوى «3» من الأضداد «4» أغنى وافتقر ولذلك اختلف في تفسيره بالمسافرين وبالمستمتعين «5» . 75 بِمَواقِعِ النُّجُومِ: مطالعها ومساقطها «6» . أو انتثارها يوم القيامة «7» . أو هو نجوم القرآن «8» ، نجّمه جبريل على النّبيّ صلى الله عليه وسلم. 76 وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ: اعتراض، ولَوْ تَعْلَمُونَ اعتراض آخر في هذا الاعتراض «9» . 81 مُدْهِنُونَ: منافقون، أدهن وداهن، ويقال: داهنت: داريت،   (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 451، وتفسير الطبري: 27/ 201، وتفسير القرطبي: 17/ 221. (2) في اللسان: 6/ 197 (كلس) : «التكليس: التمليس» . (3) من قوله تعالى: وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ آية: 73. (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 252، واللسان: 15/ 210 (قوا) . [ ..... ] (5) ينظر هذه الأقوال في تفسير الطبري: (27/ 201، 202) ، وعقّب عليها الطبري بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال: عني بذلك للمسافر الذي لا زاد معه، ولا شيء له، وأصله من قولهم: أقوت الدار: إذا خلت من أهلها وسكانها ... » . (6) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 252، وأخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 204 عن مجاهد، وقتادة. ورجحه الطبري لأن «المواقع جمع «موقع» ، والموقع المفعل، من وقع يقع موقعا، فالأغلب من معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك، ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به» . (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 204 عن الحسن رحمه الله تعالى. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 178 عن الحسن، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 289، وابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 151، والقرطبي في تفسيره: 17/ 223. (8) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 451، وأخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 203 عن ابن عباس، وعكرمة. (9) ينظر الكشاف: 4/ 58، والتبيان للعكبري: 2/ 1206، والبحر المحيط: 8/ 214. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 799 وأدهنت: غششت «1» . 82 وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ أي: تجعلون جزاء رزقكم التكذيب، فيدخل فيه قول العرب: مطرنا بنوء كذا «2» . وقيل «3» : تجعلون حظكم من القرآن الذي رزقتم التكذيب به. 83 فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ أي: هلا إذا بلغت هذه النّفس التي زعمتم أنها لا تبعث. 86 غَيْرَ مَدِينِينَ: الدّين هنا: الطاعة والعبادة لا الجزاء «4» ، أي: فهلّا أن كنتم غير مملوكين مطيعين مدبّرين، وكنتم كما قلتم مالكين حلتم بيننا وبين قبض الأرواح ورجعتموها في الأبدان، وإلّا فلا معنى للعجز عن ردّ الرّوح في الإلزام على إنكار الجزاء. و «ترجعون» «5» جواب ل «لولا» الأولى والثانية «6» لأنّ المعنى   (1) تفسير القرطبي: 17/ 228، واللسان: 13/ 162 (دهن) . (2) يدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر» قالوا: هذه رحمة الله. وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، فنزلت هذه الآية: فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ حتى بلغ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ اه-. صحيح مسلم: 1/ 84، كتاب الإيمان، باب «بيان كفر من قال مطرنا بالنوء» . وانظر تفسير الطبري: 27/ 208، وأسباب النزول للواحدي: 467. (3) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 116، والماوردي في تفسيره: 4/ 180. (4) هذا معنى قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 452، ونقله عنه ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 156. (5) من قوله تعالى: تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ آية: 87. (6) في قوله تعالى: فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ [آية: 83] ، وقوله: فَلَوْلا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ [آية: 86] . وانظر إعراب هذه الآية في معاني القرآن للفراء: 3/ 130، وتفسير الطبري: 27/ 211، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 345، والتبيان للعكبري: 2/ 1206. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 800 متفق، ووجه الإلزام أنّ إنكار أن يكون القادر على النّشأة الأولى قادرا على الثانية كادعاء أنّ القادر على الثانية إنّما هو من لم يقدر على الأولى لأن إنكار الأولى يقتضي إيجاب الثاني كإنكار أن يكون زيد المتحرك، حرّك [96/ ب] نفسه في اقتضاء أنّ غيره حرّكه. 89 فَرَوْحٌ: راحة وبرد «1» . وفي قراءة النّبيّ صلى الله عليه وسلم برواية عائشة «2» ، وقراءة ابن العباس، والحسن، وقتادة، والضحاك، والأشهب» ، ونوح القاري «4» ، وبديل «5» ، وشعيب بن الحربي «6» ، وسليمان التيمي «7» ،   (1) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 253، وتفسير الطبري: 27/ 211، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 117. (2) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ فَرَوْحٌ بضم الراء، وقد أخرج هذا الأثر الإمام أحمد في مسنده: 6/ 64 من طريق هارون الأعور، وكذا البخاري في التاريخ الكبير: 8/ 223، وأبو داود في سننه 4/ 290 حديث رقم (3991) كتاب الحروف والقراءات، والترمذي في سننه: 5/ 190 رقم (2937) كتاب القراءات، باب «ومن سورة الواقعة» ، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث هارون الأعور، وأخرجه- أيضا- النسائي في التفسير: 2/ 382 رقم (586) ، والحاكم في المستدرك: 2/ 236، كتاب التفسير، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. (3) هو الأشهب العقيلي. [ ..... ] (4) ترجم له ابن الجزري في غاية النهاية: 2/ 343، وقال: «ذكره الحافظ أبو عمرو، وقال: قال محمد بن الحسن النقاش: ثم كان بعد أبي عمرو بن العلاء- يعني من رواة الحروف المتصدرين- نوح القاري. وذكر جماعة» . (5) هو بديل- بضم الباء الموحدة- بن ميسرة العقيلي، روى عن أنس، وعبد الله بن شفيق وشهر، وروى عنه شعبة وهشام، وحماد بن زيد ... وغيرهم. ترجمته في الجرح والتعديل: 2/ 428، والمؤتلف والمختلف للدارقطني: 1/ 165. (6) كذا في «ك» ، وفي المحتسب: 2/ 310: «شعيب بن الحارث» ، وفي البحر المحيط: 8/ 215: «شعيب بن الحبحاب» . ولعله شعيب بن حرب بن بسام بن يزيد المدائني البغدادي والمترجم في غاية النهاية: 1/ 327. (7) هو سليمان بن قتّة- بفتح القاف ومثناة من فوق مشددة- كذا ضبطه ابن الجزري في غاية النهاية: 1/ 314، وقال: وقته أمه- ثقة، عرض على ابن عباس ثلاث عرضات، وعرض عليه عاصم الجحدري» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 801 والربيع «1» بن خثيم، وأبي عمران «2» الجوني وأبي جعفر محمد بن علي، والفيّاض «3» فَرَوْحٌ بضم الراء «4» ، أي: حياة لا موت بعدها «5» . وَرَيْحانٌ: استراحة «6» . أو رحمة. وقيل «7» : رزق. وفي الحديث «8» : «إنّ المؤمن إذا نزل به الموت يلقّى   (1) هو الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري الكوفي، أبو يزيد. الإمام التابعي الثقة. ترجمته في غاية النهاية: 1/ 283، وتقريب التهذيب: 206. (2) هو عبد الملك بن حبيب البصري، أبو عمران الجوني. قال الحافظ في التقريب: 362: «مشهور بكنيته، ثقة، من كبار الرابعة، مات سنة ثمان وعشرين، وقيل بعدها» . وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء: 5/ 255، وشذرات الذهب: 2/ 123. (3) هو فياض بن غزوان الضبي الكوفي. قال ابن الجزري في غاية النهاية: 2/ 13: «مقرئ موثق، أخذ القراءة عرضا عن طلحة بن مصرف ... » . (4) ينظر هذه القراءة المنسوبة إلى هؤلاء في تفسير الطبري: 27/ 211، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 346، والكشاف: 4/ 60، والبحر المحيط: 8/ 215، والنشر: (3/ 325، 326) ، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 517. (5) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 117، وانظر هذا المعنى في معاني الفراء: 3/ 131، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 452، وزاد المسير: 8/ 157. (6) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 27/ 212 عن الضحاك، وذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 181، والبغوي في تفسيره: 4/ 291. (7) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 131، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 452، وأخرجه الطبري في تفسيره: (27/ 211، 212) عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وذكره الراغب في المفردات: 206. وعقّب الطبري- رحمه الله- على الأقوال التي قيلت في «الروح» ، و «الريحان» بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب عندي قول من قال: عني بالروح: الفرح والرحمة والمغفرة، وأصله من قولهم: وجدت روحا: إذا وجد نسيما يستروح إليه من كرب الحر وأما «الريحان» ، فإنه عندي الريحان الذي يتلقى به عند الموت ... لأن ذلك الأغلب والأظهر من معانيه» اه-. (8) أورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 38، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن أبي الدنيا في «ذكر الموت» وعبد الله بن أحمد في «زوائد الزهد» عن أبي عمران الجوني. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 802 بضبائر «1» الرّيحان من الجنّة فيجعل روحه فيها» . سورة الحديد 1 سَبَّحَ لِلَّهِ تسبيح ما لا يعقل تنزيه الله بما فيه من الآيات «2» . 3 هُوَ الْأَوَّلُ قبل كل شيء، وَالْآخِرُ بعد كل شيء، الظاهر بأدلته، الباطن عن إحساس خلقه. 4 ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ بالاستيلاء على التدبير «3» من جهته ليتصوّر العبد منشأ التدبير من أعلى مكان. 10 وَلِلَّهِ مِيراثُ: أي فيم «4» لا تنفقون وأنتم ميّتون وتاركون «5» ؟!. لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ: لما نالهم من كثرة المشاق، ولأنّ بصائرهم كانت أنفذ، وما أنفقوا كان أعظم غناء وأنفع. 12 يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ: نور أعمالهم المقبولة «6» ، أو نور الإيمان. وَبِأَيْمانِهِمْ: وهو نور آخر بما أنفقته أيمانهم «7» . 13 قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ إذ لم يتقدّم بكم الإيمان.   (1) الضبائر: الجماعات في تفرقة، واحدتها ضبارة. النهاية: 3/ 71. (2) في «ك» : لما فيه من الآيات، والأولى إجراء الآية على ظاهرها وإثبات التسبيح للجمادات الذي أثبته القرآن، وقد تقدم بيان ذلك ص 453. [ ..... ] (3) تقدم التعليق على تأويل المؤلف لمثل هذه ص 79. (4) في «ك» : «ففيم لا تنفقون» . (5) ينظر تفسير البغوي: 4/ 294، وزاد المسير: 4/ 163، وتفسير القرطبي: 17/ 239. (6) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 4/ 187. (7) المصدر السابق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 803 فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ وهو الأعراف «1» . 14 فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ: أهلكتم وأضللتم «2» . وَتَرَبَّصْتُمْ: قلتم: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ «3» . 15 هِيَ مَوْلاكُمْ: أولى بكم. 16 أَلَمْ يَأْنِ أنى يأني وآن يئين: حان «4» . 18 إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ: أي الذين تصدقوا وأقرضوا بتلك الصدقة. 20 أَعْجَبَ الْكُفَّارَ: الزّراع «5» ، ويجوز الكافرين لأنّ الدنيا أمسّ «6» لهم وأعجب عندهم «7» . 22 مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها: نخلقها «8» . ولما حمل سعيد بن جبير إلى الحجاج بكى بعض أصحابه فسلّاه سعيد بهذه الآية «9» .   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 27/ 225 عن مجاهد، وابن زيد. ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 166 عن ابن عباس رضي الله عنهما. واختاره الطبري في تفسيره: 12/ 449، وصححه الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 43. (2) تفسير البغوي: 4/ 296، وتفسير القرطبي: 17/ 246. (3) من آية: 30 سورة الطور. (4) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 453، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 125، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 359. (5) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 454، وقال أيضا: «يقال للزارع: كافر لأنه إذا ألقى البذر في الأرض: كفره، أي: غطاه» . وانظر هذا القول في إعراب القرآن للنحاس: 4/ 362، وتفسير البغوي: 4/ 298، وزاد المسير: 8/ 171. (6) في «ج» : أفتن بهم. (7) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 127. (8) معاني القرآن للفراء: 3/ 136، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 254، وتفسير الطبري: 27/ 233، ومعاني الزجاج: 5/ 128، واللسان: 1/ 31 (برأ) . (9) ورد هذا المعنى في أثر أورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 63، وعزا إخراجه إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي صالح. وانظر تفسير القرطبي: (17/ 257، 258) . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 804 23 لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ أي: أعلمناكم بذلك لتتسلّوا عن الدنيا إذا علمتم/ أن ما ينالكم في كتاب قد سبق لا سبيل إلى تغييره. [97/ أ] قال ابن مسعود «1» : «لجمرة على لساني تحرقه جزءا جزءا أحبّ إليّ من أن أقول لشيء كتبه الله: ليته لم يكن» . 27 وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها: رفض النساء، واتخاذ الصوامع «2» . وقيل «3» : الانقطاع عن النّاس. ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ أي: ما كتبنا عليهم غير ابتغاء رضوان الله، فيكون بدلا من «ها» «4» الذي يشتمل عليه المعنى. 28 كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ: نصيبين «5» لإيمانهم بالرسل الأولين، ثم لإيمانهم بخاتم النّبيّين. 29 لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ: لئلا يظن، كما جاء الظن في مواضع بمعنى العلم «6» .   (1) لم أقف على هذا القول، وذكره المؤلف- رحمه الله- في كتابه وضح البرهان: 2/ 385. وانظر نحوه في المعجم الكبير للطبراني: 9/ 273. (2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 195 عن قتادة، وكذا في تفسير القرطبي: 17/ 263. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 195 دون عزو. (4) في قوله تعالى: كَتَبْناها، ينظر إعراب هذه الآية في معاني الزجاج: 5/ 130، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 368، ومشكل إعراب القرآن لمكي: 2/ 720. (5) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 254، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 455، ومعاني الزجاج: 5/ 131. قال الزجاج: «وإنما اشتقاقه من اللغة من «الكفل» ، وهو كساء يجعله الراكب تحته إذا ارتدف لئلا يسقط، فتأويله: يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي» . (6) مثّل الدامغاني له في كتابه الوجوه والنظائر: 311 بقوله تعالى: وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 805 سورة المجادلة 1 قَدْ سَمِعَ اللَّهُ في خولة بنت ثعلبة بن خويلد. قال لها زوجها أوس بن الصّامت: أنت عليّ كظهر أمي «1» . 3 لِما قالُوا: لنقض ما قالوا «2» ، أو هو العود بالعزم على الوطء «3» . قال عبد الله «4» بن الحسين أي: يعودون إلى المقول [فيهن] «5» ، أي: إلى نسائهم، كأنّ التقدير: والذين يظاهرون من نسائهم فتحرير رقبة لما قالوا، ثم يعودون إلى نسائهم فيكون «ما قالوا» بمعنى المصدر، والمصدر، بمعنى المفعول، كقولهم: ضرب الأمير ونسج بغداد.   (1) ورد التصريح بذكر أوس بن الصّامت وخولة بنت ثعلبة في رواية الإمام أحمد في مسنده: (6/ 410، 411) ، وأبي داود في سننه: 2/ 663، كتاب الطلاق، باب «في الظهار» حديث رقم 2214. والحاكم في المستدرك: 2/ 481، والواحدي في أسباب النزول: 472 وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 62: «هذا هو الصحيح في سبب نزول صدر هذه السورة ... » . وانظر الروايات التي صرحت بذكر أوس بن الصامت وخولة بنت ثعلبة رضي الله عنهما في الدر المنثور: (8/ 70، 71) . (2) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 139، وقال: «وهو كما تقول: حلف أن يضربك فيكون معناه: حلف لا يضربك وحلف ليضربنك» . وانظر تفسير الطبري: 28/ 8، وزاد المسير: 8/ 183. (3) هذا قول الحنفية كما في فتح القدير لابن الهمام: 4/ 85، ومجمع الأنهر: 1/ 448 ونسب إلى الإمام مالك في الخرشي على مختصر خليل: 4/ 110، وتفسير القرطبي: 17/ 280. (4) لعله عبد الله بن الحسين الناصحي الخراساني، أبو محمد، قاضي القضاة، الإمام الفقيه الحنفي، المتوفي سنة 447 هـ-. قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: 17/ 660: وطال عمره، وعظم قدره، وكان قاضي السلطان محمود بن سبكتكين. اه-. له كتاب أدب القاضي، والجمع بين وقفي هلال والخصاف، جمع فيه بين كتاب الوقف لهلال بن يحيى وكتاب أحمد بن عمرو الخصاف. وانظر ترجمته في تاريخ بغداد: 9/ 443، والجواهر المضيئة: 2/ 305. (5) عن نسخة «ج» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 806 4 ذلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ: تطيعوه ولا تطلّقوا طلاق الجاهلية بالظّهار. أو ذلك لإيمانكم بالله، فيقتضي أن لا يصح ظهار الذميّ «1» . 5 كُبِتُوا في يوم الأحزاب. كَما كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ يوم بدر «2» . 8 نُهُوا عَنِ النَّجْوى: السّرار «3» . حَيَّوْكَ كانوا يقولون: السّام عليك «4» . 10 إِنَّمَا النَّجْوى أي: النّجوى بالإثم. 11 تَفَسَّحُوا: توسّعوا. انْشُزُوا: ارتفعوا «5» . 19 اسْتَحْوَذَ: استولى «6» ، جاء على الأصل لأنه لم يبن على «حاذ» «7» ، كما يقال: افتقر من غير أن قيل: فقر.   (1) هذا قول الحنفية والمالكية كما في فتح القدير لابن الهمام: 4/ 85، وأحكام القرآن لابن العربي: 4/ 1750. قال القرطبي- رحمه الله- في تفسيره: 17/ 276: «ودليلنا قوله تعالى: مِنْكُمْ يعني من المسلمين، وهذا يقتضي خروج الذمي من الخطاب ... » . (2) ذكره القرطبي في تفسيره: 17/ 288، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 234. (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 457، وتفسير الماوردي: 4/ 200، واللسان: 15/ 308 (نجا) . [ ..... ] (4) أخرج الإمام مسلم في صحيحه: 4/ 1707، كتاب السلام، باب «النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم» عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا: السّام عليك يا أبا القاسم! قال: وعليكم ... » . وانظر تفسير الطبري: (27/ 13، 14) ، وأسباب النزول للواحدي: 474، وتفسير ابن كثير: 8/ 68. (5) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 202، والمفردات للراغب: 493، وتفسير القرطبي: 17/ 299، واللسان: 5/ 417 (نشز) . (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 458، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 140، وتفسير البغوي: 4/ 312. (7) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 140، ونص كلامه: «وهذا مما خرج على أصله ومثله في الكلام: أجودت وأطيبت، والأكثر: أجدت وأطبت، إلّا إنّ «استحوذ» جاء على الأصل، لأنه لم يقل على «حاذ» لأنه إنما بني على «استفعل» في أول وهلة كما بني «افتقر» على «افتعل» ، وهو من الفقر، ولم يقل منه: «فقر» ولا استعمل بغير زيادة، ولم يقل: «حاذ عليهم الشيطان» ، ولو جاء «استحاذ» لكان صوابا، ولكن «استحوذ» هاهنا أجود لأن الفعل في ذا المعنى لم يستعمل إلا بزيادة» اه-. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 807 سورة الحشر 2 هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا: يهود بني النّضير، أجلاهم النّبيّ- عليه السّلام- من الحجاز إلى أذرعات «1» من الشّام بعد ما حاصرهم ثلاثا وعشرين يوما «2» . لِأَوَّلِ الْحَشْرِ اجلوا إلى الشّام وهو أول حشر، ثم يحشر الخلق إلى الشّام أيضا «3» . [97/ ب] وقال النبيّ «4» صلى الله عليه وسلم: «هو أول/ الحشر ونحن على الأثر» .   (1) أذرعات: بفتح الهمزة، وسكون الذال، وكسر الراء: موضع في أطراف الشام بالقرب من عمّان. معجم البلدان: 1/ 130، والروض المعطار: 19. (2) عن تفسير الماوردي: 4/ 206. وانظر خبر بني النضير في السيرة لابن هشام: 2/ 190، وتفسير الطبري: (28/ 27، 28) ، وأسباب النزول للواحدي: (479، 480) ، وتفسير ابن كثير: 8/ 83، وفتح الباري: (7/ 384- 388) . (3) ورد هذا المعنى في أثر أورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 89، وعزا إخراجه إلى البزار، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في «البعث» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: «من شك أن المحشر بالشام فليقرأ هذا الآية: هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: أخرجوا، قالوا: إلى أين؟ قال: إلى أرض المحشر» اه-. وانظر تفسير البغوي: 4/ 314، وتفسير ابن كثير: 8/ 81. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 28/ 29 عن الحسن مرفوعا بلفظ: «امضوا فهذا أول الحشر، وإنا على الأثر» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 89، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن ورفعه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 808 و «الحشر» : الجمع «1» . يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ: المؤمنون يخربون حصونهم «2» ، وهم «يخرّبون» بيوتهم ليسدّوا بها خراب الحصون. 3 لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا: بالسّبي والقتل كما فعل ببني قريظة «3» . 5 مِنْ لِينَةٍ: اللّينة ما خلا العجوة من النّخل» . وقيل «5» : هي الفسيل للينها. وقال الأخفش «6» : هو من اللّون لا من اللّين، وكانت لونة فقلبت ياء لانكسار ما قبلها كالريح، واختلاف الألوان فيها ظاهر لأنها أوّل حالها بيضاء كصدف ملئ درّا منضّدا ثم غبراء ثم خضراء كأنها قطع زبرجد خلق فيها الماء، ثم حمراء [كيواقيت] «7» رصّ بعضها ببعض، ثم صفراء كأنها شذر عقيان «8» ، وكذلك إذا بلغ الأرطاب نصفها سمّيت «مجزّعة» لاختلاف لونيها كأنها الجزع الظفاريّ «9» .   (1) في «ج» : الجمع بكرة. وانظر تفسير القرطبي: 18/ 2، واللسان: 4/ 190 (حشر) . (2) في «ج» بيوتهم. (3) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: 28/ 31، وتفسير الماوردي: 4/ 208، وتفسير البغوي: 4/ 315، وزاد المسير: 8/ 206. (4) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 144، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (28/ 32، 33) عن ابن عباس، وعكرمة، وقتادة. وانظر غريب القرآن لليزيدي: 373، وتفسير القرطبي: 18/ 9. (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 209 دون عزو، وكذا القرطبي في تفسيره: 18/ 9. (6) في معاني القرآن له: 2/ 706، ونص كلامه: وهي من اللّون في الجماعة، وواحدته «لينة» ، وهو ضرب من النخل، ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت إلى الياء» . وأورد الطبري في تفسيره: 28/ 34 قول الأخفش، ثم قال: «وكان بعضهم ينكر هذا القول ويقول: لو كان كما قال لجمعوه: «اللوان» لا «الليان» ... » . [ ..... ] (7) في الأصل: «كياقوت» ، والمثبت في النص عن «ك» . (8) العقيان: الذهب. (9) الجزع: بفتح الجيم وسكون الزاي: الخرز اليماني، الواحدة جزعة. النهاية: 1/ 269. و «الظفاري» منسوب إلى «ظفار» موضع باليمن قرب صنعاء. معجم البلدان: 4/ 60. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 809 أَوْجَفْتُمْ وجف الفرس وجيفا: أسرع «1» ، وأوجفته. نزلت في مال بني النّضير، أي: الفيء الذي يكون من غير «2» قتال للرسول صلى الله عليه وسلم يضعه حيث وضعه أصلح، فوضعه في المهاجرين، وأما القرى والنّخيل فكان يوزع «3» لقوت أهله وكانت [صدقاته] «4» منها، ومن أموال مخيريق «5» سبعة حوائط «6» أحدها [مشربة] «7» أمّ إبراهيم مارية، وكان عليه السّلام يصير إليها هناك. 7 كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً: الدّولة في الحرب، وبالضّم «8» فيما يتداوله الناس من متاع الدنيا «9» .   (1) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 460، ومعاني الزجاج: 5/ 145، وتفسير القرطبي: 18/ 10، واللسان: 9/ 352 (وجف) . (2) تفسير الطبري: 28/ 35. (3) في «ك» : «يزرع» . (4) هو مخيريق النّضري الإسرائيلي، استشهد يوم أحد. السيرة لابن هشام: (2/ 88، 89) ، والإصابة: (6/ 57، 58) . (5) في الأصل «صداق مارية منها» ، والمثبت في النص عن «ج» ، «ك» . (6) جمع «حائط» ، وهو البستان. (7) في الأصل «مشرفة» ، وفي «ك» «مشرقة» ، والمثبت في النص هو الصواب. ينظر الروض الأنف للسهيلي: 3/ 180، وتخريج الدلالات السمعية: 564. قال السهيلي: وإنما سميت مشربة أم إبراهيم، لأنها كانت تسكنها. والمشربة: بفتح الميم وضم الراء: الغرفة، وفتح الراء لغة فيها. اللسان: 1/ 491 (شرب) . (8) هذه قراءة أبي جعفر من القراء العشرة. ينظر النشر لابن الجزري: 3/ 221، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 530. (9) ينظر المفردات للراغب: 174، وتفسير القرطبي: 18/ 16، والبحر المحيط: 8/ 245، واللسان: 11/ 252 (دول) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 810 9 وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ: المدينة دار الهجرة «1» . وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ أي: تمكنوا في الإيمان واستقرّ في قلوبهم وجمعوه إلى سكنى الدار وهم الأنصار بالمدينة. وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا أي: حسدا على إيثار المهاجرين بمال بني النّضير «2» . وأصل الخصاصة «3» : الخلل والفرجة «4» ، وخصاص الأصابع الفرج التي بينها. وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ قال عليه السّلام «5» : «وقى الشّحّ من أدى الزكاة وقرى الضّيف، وأعطى في النائبة» . 10 وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ أي: من بعد انقطاع الهجرة وإيمان الأنصار «6» . 14 تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى اجتمعوا على عداوتكم ومع ذلك اختلفت قلوبهم لاختلاف/ أديانهم. [98/ أ]   (1) تفسير الطبري: 28/ 41، وتفسير البغوي: 4/ 319، وتفسير القرطبي: 18/ 20. (2) ينظر تفسير الطبري: 28/ 41، وتفسير الماوردي: 4/ 212، وزاد المسير: 8/ 212، وتفسير ابن كثير: 8/ 96. [ ..... ] (3) من قوله تعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ [آية: 9] . (4) تفسير الطبري: 28/ 42، والمفردات للراغب: 149، والكشاف: 4/ 84، واللسان: 7/ 25 (خصص) . (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 28/ 44 عن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعا. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 4/ 188 (حديث رقم 4096) عن خالد بن زيد الأنصاري مرفوعا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: (8/ 109، 110) ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن أنس مرفوعا. (6) تفسير البغوي: 4/ 320، وزاد المسير: 8/ 216، وتفسير الفخر الرازي: 29/ 289، وتفسير القرطبي: 18/ 31. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 811 15 كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ: أهل بدر «1» . 19 نَسُوا اللَّهَ: تركوا أداء حقّه. فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ: بحرمان حظوظهم «2» . أو بخذلانهم حتى تركوا طاعته. 21 لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ أي: أنزلناه على جبل، والجبل ممّا يتصدّع خشية لتصدّع مع صلابته فكيف وقد أوضح هذا التأويل بقوله: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها. 23 الْقُدُّوسُ: الطاهر المنزّه عن أن يكون له ولد «3» ، أو يكون في حكمه ما ليس بعدل. والسّلام: ذو السّلام على عباده. أو الباقي، والسلامة: البقاء، والصفة منها للعبد: السّالم ولله السّلام «4» . الْمُؤْمِنُ: المصدق وعده. أو المؤمن من عذابه من أطاعه «5» .   (1) من المشركين، كما في تفسير الطبري: 28/ 48 عن مجاهد. وقيل: هم يهود بن قينقاع، أخرجه الطبري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. قال الطبري- رحمه الله-: «وأولى الأقوال بالصواب أن يقال: إن الله عزّ وجلّ مثّل هؤلاء الكفار من أهل الكتاب مما هو مذيقهم من نكاله بالذين من قبلهم من مكذبي رسوله صلى الله عليه وسلم، الذين أهلكهم بسخطه، وأمر بني قينقاع ووقعة بدر كانا قبل جلاء بني النضير، وكل أولئك قد ذاقوا وبال أمرهم، ولم يخصص الله عزّ وجلّ منهم بعضا في تمثيل هؤلاء بهم دون بعض، وكل ذائق وبال أمره، فمن قربت مدته منهم قبلهم، فهم ممثلون بهم فيما عنوا به من المثل» . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 28/ 52 عن سفيان. وذكره البغوي في تفسيره: 4/ 326، وابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 224، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 251. (3) زاد المسير: 8/ 225 عن الخطابي. (4) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 219. (5) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 219، وزاد المسير: 8/ 225. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 812 و «المهيمن» مفيعل منه، وقيل: الشهيد على خلقه بما يفعلون «1» . الْعَزِيزُ: الممتنع المنتقم. الْجَبَّارُ العالي العظيم الذي يذل له من دونه الْمُتَكَبِّرُ: المستحق لصفات الكبر والتعظيم. سورة الممتحنة 4 أُسْوَةٌ: قدوة «2» . وقيل «3» : عبرة، تأسّى به وأتسى: اتبع فعله. وَبَدا بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ: بالفعال وَالْبَغْضاءُ بالقلوب. إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ أي: تأسّوا به إلّا في استغفاره لأبيه المشرك «4» . 5 لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا: لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على حق «5» ، وهذا من دعاء إبراهيم ولهذا تكررت «الأسوة» «6» إذ كان من إبراهيم فعل حسن تبرّؤه من الكافرين وقول حسن هذا الدعاء. 7 عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ في أبي سفيان، وكان استعمله النّبيّ صلى الله عليه وسلم   (1) تفسير الطبري: 28/ 55، وتفسير الماوردي: 4/ 219، وتفسير البغوي: 4/ 326. (2) تفسير الطبري: 28/ 62، والمفردات للراغب: 18، وتفسير القرطبي: 18/ 56. (3) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 461، ومكي في تفسير المشكل: 343، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 22 عن ابن قتيبة. (4) أخرج الحاكم في المستدرك: 2/ 485، كتاب التفسير، تفسير سورة الممتحنة، عن ابن عباس في هذه الآية قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ قال: في صنع إبراهيم كله إلا في الاستغفار لأبيه لا يستغفر له وهو مشرك. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 28/ 63 عن قتادة، ومجاهد. (5) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 157، وذكر نحوه الفراء في معانيه: 3/ 150، والطبري في تفسيره: 28/ 64، والبغوي في تفسيره: 4/ 330. [ ..... ] (6) في الآيتين 4، 6 من السورة نفسها. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 813 على بعض اليمن فلما قبض عليه السّلام أقبل فلقى ذا الحمار «1» مرتدا فقاتله فكان أول من قاتل على الردة فتلك المودة بعد المعاداة «2» . 8 عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ: خزاعة «3» . 9 والَّذِينَ قاتَلُوكُمْ: أهل مكة «4» . 10 فَامْتَحِنُوهُنَّ استحلفوهن ما خرجن إلّا للإسلام دون بغض الأزواج. فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ حين جاءت سبيعة «5» الأسلمّية مسلمة بعد الحديبية فجاء زوجها مسافر «6» فقال: يا محمد قد شرطت لنا ردّ النساء [98/ ب] وطين/ الكتاب لم يجف «7» .   (1) هو الأسود العنسي المتنبي واسمه: عبهلة بن كعب بن غوث بن صعب بن مالك بن عنس. كذا نسبه ابن حزم في الجمهرة: 405، ويعرف بذي الحمار من أجل حمار كان له. ينظر خبر ردته في السيرة لابن هشام: 2/ 599، والطبقات لابن سعد: 5/ 534، وتاريخ الطبري: (3/ 184- 187) . (2) ورد هذا المعنى في أثر أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 115، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن ابن هشام الزهري. وانظر تفسير الماوردي: 4/ 222، والدر المنثور: 8/ 130. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 223 عن مقاتل، ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 331 عن ابن عباس رضي الله عنهما. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 28/ 67 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 131، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر عن مجاهد. (5) هي سبيعة بنت الحارث الأسلمية، صحابية جليلة. ترجمتها في الاستيعاب: 4/ 1859، والإصابة: 7/ 692. (6) هو مسافر المخزومي، وقيل إن زوجها كان صيفي بن الراهب. ينظر الكشاف: 4/ 92، والكافي الشاف: 168، وتفسير القرطبي: 18/ 61، ومفحمات الأقران: 196. (7) ذكر الماوردي هذا القول في سبب نزول هذه الآية وقال: «حكاه الكلبي» . (تفسيره: 4/ 224) ، ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 332 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: 168، وقال: «هكذا ذكره البغوي عن ابن عباس بغير سند» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 814 وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا أي: من المهور ووجب بالشّرط «1» ، ثم نسخ. 11 فَعاقَبْتُمْ: غزوتم بعقب ما يغزونكم فغنمتم «2» ، له معنيان وفيه لغتان «3» : عاقب وعقّب وأحد المعنيين من المعاقبة المناوبة، والثاني من الإصابة في العاقبة سبيا واغتناما «4» . 12 يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ ما تلقطه المرأة بيدها من لقيط فتلحقه بالزوج «5» . وَأَرْجُلِهِنَّ ما تلحقه به من الزنا «6» .   (1) أي بشرط إرجاع من يفد من الكفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد شروط صلح الحديبية. قال الماوردي في تفسيره: 4/ 224: «فنسخ الله ردهن من العقد ومنع منه، وأبقاه من الرجال على ما كان، وهذا يدل على أن للنبي صلى الله عليه وسلم أن يجتهد برأيه في الأحكام، ولكن لا يقره الله تعالى على خطأ. وقالت طائفة من أهل العلم: لم يشترط ردهن في العقد لفظا، وإنما أطلق العقد في رد من أسلم، فكان ظاهر العموم اشتماله عليهن مع الرجال، فبين الله خروجهن عن العموم، وفرّق بينهن وبين الرجال لأمرين: أحدهما: أنهن ذوات فروج يحرمن عليهم. الثاني: أنهن أرأف قلوبا وأسرع تقلبا منهم» اه-. (2) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 160، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 462. (3) وهما قراءتان، فَعاقَبْتُمْ وعليها القراء السبعة، و «عقبتم» بتشديد القاف بغير ألف وتنسب هذه القراءة إلى علقمة، والنخعي، والأعرج، والحسن، ومجاهد، وعكرمة. ينظر إعراب القرآن للنحاس: 4/ 416، وتفسير القرطبي: 18/ 69، والبحر المحيط: 8/ 257. (4) ينظر ما سبق في تفسير الطبري: (28/ 75، 76) ، ومعاني الزجاج: 5/ 160، وتفسير الماوردي: 4/ 227، والمفردات للراغب: 340، واللسان: (1/ 619 (عقب) . (5) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 28/ 77 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 141، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس. (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 228. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 815 13 لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أي: اليهود «1» . قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ ممن مات كافرا وصار إلى القبر. سورة الصف 4 مَرْصُوصٌ: مكتنز ملتصق بعضه ببعض كأنها رصّ بالرصاص «2» . 12 وَأُخْرى تُحِبُّونَها جرّ الموضع عطفا على تِجارَةٍ «3» أو رفع بتقدير: ولكم تجارة أخرى «4» . سورة الجمعة 2 بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ ليوافق ما تقدمت به البشارة، ولئلا يتوهّم الاستعانة بالكتب وليشاكل حال الأمة التي بعث فيها وذلك أقرب إلى مساواته لو أمكنهم.   (1) تفسير الطبري: 28/ 81، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 161، وتفسير الماوردي: 4/ 229، وتفسير البغوي: 4/ 336. (2) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 464، وتفسير الطبري: 28/ 86، ومعاني الزجاج: 5/ 164، والمفردات للراغب: 196. (3) من قوله تعالى: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ [آية: 10] ، وهذا الوجه في إعراب (وأخرى) قول الأخفش في معانيه: 2/ 708، وإعراب القرآن للنحاس: (4/ 422، 423) . (4) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 154، ووصفه النحاس في إعراب القرآن: 4/ 423 بأنه أصح من قول الأخفش، فقال: «يدل على ذلك: نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ بالرفع ولم يخفضا، وعلى قول الأخفش الرفع بإضمار مبتدأ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ، أي: بالنصر والفتح» . وانظر تفسير الطبري: 28/ 90، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 166، والتبيان للعكبري: 2/ 1221. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 816 3 وَآخَرِينَ مِنْهُمْ أي: ويعلم آخرين. أو ويزكي آخرين، وهم العجم «1» . لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ: لم يدركوهم. قال عليه السّلام «2» : «رأيت غنما سودا تتبعها غنم عفر «3» فقال أبو بكر: تلك العجم تتبع العرب فقال: كذلك عبّرها لي الملك» . 5 أَسْفاراً: كتبا. واحدها «سفر» «4» . 11 انْفَضُّوا: أقبل عير ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الخطبة. فذهبوا نحوها «5» . و «اللهو» : طبل يضرب إذا وردت العير. وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ لا يفوتهم رزق الله بترك البيع.   (1) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 28/ 95 عن مجاهد. وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ قال: قلت: من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي- وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال، أو رجل من هؤلاء» . صحيح البخاري: 6/ 63، كتاب التفسير، تفسير سورة الجمعة. وصحيح مسلم: (4/ 1972، 1973) كتاب فضائل الصحابة، باب «فضل فارس» . (2) أخرجه الحاكم في المستدرك: 4/ 395 كتاب تعبير الرؤية، وسكت عنه الحاكم، وكذا الذهبي، وأورده الماوردي في تفسيره: 4/ 235، والقرطبي في تفسيره: 18/ 93. (3) العفرة: البياض غير الناصع. النهاية: 3/ 261، واللسان: 4/ 585 (عفر) . (4) معاني القرآن للفراء: 3/ 155، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 258، وتفسير الطبري: 28/ 97، والمفردات للراغب: 233. (5) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري: 6/ 63، كتاب التفسير، تفسير سورة الجمعة» . وصحيح مسلم: 2/ 590، كتاب الجمعة، باب في قوله تعالى: وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً. وتفسير الطبري: (28/ 103، 104) ، وأسباب النزول للواحدي: 493. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 817 سورة المنافقين 4 كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ في سكوتهم عن الحق وجمودهم عن الهدى، أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام. وفي الحديث «1» في ذكرهم: «خشب باللّيل صخب «2» بالنّهار» . قاتَلَهُمُ اللَّهُ أحلهم محلّ من يقاتله عدو قاهر له. 5 لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ: كثّروا تحريكها استهزاء «3» . 10 فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ: «أكن» عطف على موضع فَأَصَّدَّقَ وهو مجزوم [99/ أ] لولا الفاء، لأن لَوْلا/ أَخَّرْتَنِي بمنزلة الأمر وبمعنى الشرط «4» . سورة التغابن 9 ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ لأن الله أخفاه «5» . والغبن: الإخفاء «6» ، ومغابن الجسد ما يخفى عن العين، والغبن في البيع لخفائه على صاحبه. أو هو من إخفاء أمر المؤمن على الكافر، فالكافر أو الظالم يظن أنه غبن المؤمن بنعيم الدنيا والمظلوم بما نقصه، وقد غبنهما المؤمن والمظلوم على الحقيقة بنعيم الآخرة وجزائها. 14 وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ كانوا يمنعونهم من الهجرة «7» .   (1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 2/ 293، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا. (2) قال ابن الأثير في النهاية: 3/ 14: «أي: صياحون فيه ومتجادلون» . (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 159، وتفسير الطبري: 28/ 108، وتفسير القرطبي: 18/ 126. (4) معاني القرآن للزجاج: 5/ 178، وإعراب القرآن للنحاس: 4/ 436، والتبيان للعكبري: 2/ 1225. (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 246. [ ..... ] (6) اللسان: 13/ 310 (غبن) . (7) ينظر تفسير الطبري: 28/ 124، وأسباب النزول للواحدي: 500، وتفسير الماوردي: 4/ 247، وتفسير ابن كثير: 8/ 165. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 818 وَإِنْ تَعْفُوا كان من المهاجرين من قال: إذا [رجعت] «1» إلى مكة لا ينال أهلي مني خيرا بصدّهم إياي عن الهجرة فأمروا بالصّفح «2» ، ويكون العفو بإذهاب آثار الحقد عن القلوب كما تعفو الريح الأثر. والصّفح: الإعراض عن المعاتبة. وفي الحديث «3» : «لا يستعيذنّ أحدكم من الفتنة فإن الله يقول: نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ فأيّكم استعاذ فليستعذ بالله من مضلات الفتن» . 16 فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وذلك فيما قد وقع بالنّدم مع العزم على ترك معاودته وفيما لم يقع بالاحتراز عن أسبابه. وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ ايتوا في الإنفاق خيرا لكم. سورة الطلاق 1 فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ عند عدتهنّ، أي: بحسابها وفي وقت أقرائها «4» ، كقوله «5» : لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها، أي: عند وقتها، ويؤيده القراءة المرويّة   (1) في الأصل: «راجعت» ، والمثبت في النّص عن «ك» . (2) تفسير الطبري: (28/ 124، 125) ، وتفسير الماوردي: 4/ 248. (3) أخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير: 9/ 213 حديث رقم (8931) عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا، واللفظ عنده: «لا يقل أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، فإنه ليس منكم أحد إلا يشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من معضلاتها، فإن الله عزّ وجلّ يقول: نَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ اه-. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 7/ 223: وإسناده منقطع. والحديث ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 354 عن ابن مسعود بدون سند. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 185، وعزا إخراجه إلى الطبراني وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفا. (4) في «ج» أطهارها. (5) سورة الأعراف: آية: 187. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 819 عن النّبيّ «1» صلى الله عليه وسلم، وابن عبّاس «2» ، وعثمان، وأبيّ «3» ، وخالد «4» بن عبد الله، ومجاهد، وعلي «5» بن الحسن وزيد بن علي، وجعفر بن محمد لقبل عدّتهنّ «6» . بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ: بزنا فيخرجن لإقامة الحدّ «7» . وقيل «8» : الفاحشة أن تبذوا على أحمائها وتفحش في القول.   (1) صحيح مسلم: 2/ 1098، حديث رقم (1471) ، كتاب الطلاق، باب «تحريم طلاق الحائض بغير رضاها» عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا. وينظر المصنف لعبد الرزاق: 6/ 304 حديث رقم (10931) ، كتاب الطلاق، باب «وجه الطلاق وهو طلاق العدة والسنّة» . وسنن أبي داود: 2/ 637 حديث رقم (2185) كتاب الطلاق، باب «في طلاق السنّة» . وتفسير النسائي: 2/ 441 حديث رقم (621) . والقراءة الواردة في المصادر السابقة «في قبل عدتهن» . (2) المصنف للإمام عبد الرزاق: 6/ 303، حديث رقم (10928) . (3) هو أبي بن كعب الأنصاري رضي الله تعالى عنه. (4) كذا في النّسخ المعتمدة هنا، وفي وضح البرهان للمؤلف: 385 (مخطوط) ، وتحرف عند المحقق في المطبوعة: 2/ 411 إلى: وأبيّ بن خلف وعبد الله خلف بن عبد الله. وفي المحتسب لابن جني: 2/ 323: «جابر بن عبد الله» . (5) في المحتسب: علي بن الحسين. (6) ينظر هذه القراءة في المحتسب: 2/ 323، والكشاف: 4/ 118، وتفسير القرطبي: 18/ 153، والبحر المحيط: 8/ 281، ومعجم القراءات: 7/ 165. قال أبو حيان «وما روى عن جماعة من الصحابة والتابعين- رضي الله تعالى عنهم- من أنهم قرءوا «فطلقوهن في قبل عدتهن» ، وعن بعضهم «في قبل عدتهنّ» . وعن عبد الله «لقبل طهرهن» هو على سبيل التفسير لا على أنه قرآن لخلافه سواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون شرقا وغربا ... » . (7) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 28/ 133 عن الحسن، ومجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 252 عن ابن عمر، والحسن، ومجاهد. [ ..... ] (8) أخرجه الطبري في تفسيره: (28/ 133، 134) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 193، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، وسعيد بن منصور، وابن راهويه، وعبد بن حميد، وابن مردويه- من طرق- عن ابن عباس رضي الله عنهما. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 820 2 فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ: قاربن انقضاء العدة. وَأَشْهِدُوا أي: على الرجعة. 4 إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ لمّا نزلت عدّة ذوات الأقراء في «البقرة» «1» ارتابوا في غيرهن. 6 وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ: تضايقتم «2» ، وهو إذا امتنعت من الإرضاع يستأجر الزّوج أخرى. 10، 11 قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً، رَسُولًا أي: رسولا ذكركم به وهداكم/ [99/ ب] على لسانه. 12 وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ أي: [سبعة] «3» أقاليم، وهي قطع من الأرض بخطوط متوازية لبلدان كثيرة تمرّ على بسيط الأرض طولا وعرضا، ويزداد النّهار الأطول الصيفيّ في الخط المجتاز بالطول على وسط كل واحد منها على مقداره في خط وسط الذي هو عنه أجنب بنصف ساعة «4» . يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ: تنزلت «5» القضاء والقدر بينهن منازل من شتاء وصيف ونهار وليل، ومطر ونبات، ومحيا وممات، ومحبوب ومحذور، واختلاف وائتلاف. سورة التحريم 1 لِمَ تُحَرِّمُ: أصاب النّبيّ- عليه السّلام- من مارية في بيت حفصة   (1) في قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ ... [آية: 228] . (2) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 471، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 256 عن ابن قتيبة، وانظر تفسير القرطبي: 18/ 169. (3) في الأصل: «مسبعة» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (4) ينظر تفسير الفخر الرازي: 30/ 40. (5) في «ج» : يترتب. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 821 وقد خرجت إلى أبيها، فلمّا علمت عتبت، فقال: «حرّمتها عليّ» . وقيل «1» : إنه كان في يوم عائشة وكانت وحفصة متصافيتين فأخبرت عائشة، وكان قال لها: لا تخبريها، فطلّق حفصة، واعتزل النساء شهرا وحرّم مارية. وقيل «2» : حرّم شراب عسل كان يشربه عند زينب بنت جحش، فأنكرت ذلك عائشة وحفصة وقالتا: إنا نشمّ منك ريح المغافير «3» - وهي بقلة متغيرة- فحرّم ذلك الشّراب. 3 عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ: أعلمها بعض الأمر أنه وقف عليه. وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ: حياء وإبقاء. و «عرف» بالتخفيف «4» : جازى   (1) أخرج نحوه الطبري في تفسيره: 28/ 258 عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكذا الواحدي في أسباب النزول: 504، وذكره البغوي في تفسيره: 4/ 363 بغير سند. وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 186 نحو هذا القول من رواية الهيثم بن كليب في مسنده عن عمر رضي الله عنه، وعقب عليه بقوله: «وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج. (2) صحح الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 187 هذا القول في نزول هذه الآية. وقد ثبت هذا في صحيح البخاري: 6/ 68، كتاب التفسير «تفسير سورة التحريم» . وصحيح مسلم: 2/ 1100، كتاب الطلاق، باب «وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق» . وعقب الحافظ في الفتح: 9/ 289 على الروايات المختلفة في سبب نزول هذه الآية بقوله: «وطريق الجمع بين هذا الاختلاف الحمل على التعدد، فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد..» . (3) جاء في هامش الأصل: «المغفور مثل الصمغ يخرج من الرّمث: ضرب من الشجر مما ينبت في السهل، وهو من الحمض. وفي الدستور: المغفور شيء ينضحه العرفط حلو ... ، والعرفط من شجر العضاة» اه. ينظر النهاية لابن الأثير: 3/ 218، واللسان: 7/ 350 (عرفط) . (4) هذه قراءة الكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 640، والتبصرة لمكي: 354، والتيسير للداني: 212. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 822 عليه وغضب منه، كقولك لمن تهدده: عرفت ما عملت ولأعرفنّك ما فعلت، أي: أجازيك. وقيل «1» : لمّا حرّم مارية أخبر حفصة أنّه يملك من بعده أبو بكر وعمر، فعرّفها بعض ما أفشت، وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ: عن خلافتهما. 5 قانِتاتٍ: دائمات على الطاعة «2» . سائِحاتٍ: ماضيات «3» فيها. وقيل «4» : صائمات، لأنّ السّائح لا مأوى له ولا زاد، وإنّما يأكل ما وجد إذا آواه اللّيل، كالصّائم يأكل ما وجد إذا أدركه اللّيل «5» . 6 قُوا أَنْفُسَكُمْ يقال: ق، وقيا، وقوا، وقى، وقيا، وقين، وبالنون الثقيلة قينّ يا رجل «6» . 8 تَوْبَةً نَصُوحاً كلّ «فعول» بمعنى الفاعل يستوي فيه المذكّر،   (1) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير: 12/ 117 حديث رقم (12640) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 261 عن الضحاك. وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 192 رواية الطبراني، ثم قال: إسناده فيه نظر. وأورد الحافظ ابن حجر في الفتح: رواية الطبراني وزاد نسبتها إلى ابن مردويه، ثم قال وفي كل منهما ضعف. (2) ينظر تفسير الطبري: 28/ 164، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 193، والمفردات للراغب: 413، واللسان: 2/ 73 (قنت) . (3) تفسير القرطبي: 18/ 194، والبحر المحيط: 8/ 292. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: (28/ 164، 165) عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك.. وانظر مجاز القرآن لابن عبيدة: 2/ 261، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 472، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 194. [ ..... ] (5) عن معاني القرآن للفراء: 3/ 167. (6) في «ك» : «يا امرأة قيان وقينان يا نسوة» . وانظر اللسان: 15/ 405 (وقي) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 823 [100/ أ] والمؤنث «1» ، ف «توبة نصوح» : ناصحة/ صادقة لا يهمّ معها بالمعاودة. وقيل «2» : هي التي يناصح المرء فيها نفسه فيعلم بعدها مالها وما عليها. 9 جاهِدِ الْكُفَّارَ: بالسّيف، وَالْمُنافِقِينَ: بالقول الغليظ والوعظ البليغ. وقيل «3» : بإقامة الحدود، وكانوا أكثر الناس مواقعة للكبائر. 10 فَخانَتاهُما: امرأة نوح كانت تقول: إنه مجنون، وامرأة لوط كانت تدل على الضّيف «4» . 12 فَنَفَخْنا فِيهِ نفخ جبريل في جيبها بأمر الله. سورة الملك 2 خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ الحياة لنختبركم فيها، والموت للبعث والجزاء. أو تعبّد بالصّبر على الموت والشكر في الحياة «5» . 3 طِباقاً: جمع «طبق» جمل وجمال، أي: بعضها فوق بعض «6» . أو   (1) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 194، وزاد المسير: 8/ 313، وتفسير القرطبي: 18/ 199. (2) ذكر نحوه أبو حيان في البحر المحيط: 8/ 293. (3) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 267، وكذا في تفسير القرطبي: 18/ 201. (4) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: (28/ 169، 170) ، والحاكم في المستدرك: 2/ 496، كتاب التفسير- كلاهما عن ابن عباس رضي الله عنهما- قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 228، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق والفريابي، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي الدنيا، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. (5) تفسير القرطبي: 18/ 207. (6) ينظر تفسير الطبري: 29/ 2، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 198، وتفسير البغوي: 4/ 370، وتفسير القرطبي: 18/ 208. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 824 من التطابق والتشابه «1» . مِنْ تَفاوُتٍ، وتفوّت «2» مثل: تعاهد وتعهّد، وتجاوز وتجوّز «3» . وقيل: التفوّت مخالفة الجملة ما سواها، والتفاوت مخالفة بعض [الجملة] «4» . بعضا كأنه الشّيء المختلف لا على نظام. ومن لطائف المعاني أنّ الفوت الفرجة بين الإصبعين، والفوت والتفوّت واحد «5» ، فمعنى: «من تفوّت» معنى هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ، أي: صدوع. ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ ارجع البصر وكرّر النّظر أبدا قد أمرناك بذلك كرّتين. خاسِئاً: صاغرا ذليلا «6» . وَهُوَ حَسِيرٌ: معيى كليل «7» . «شهيق» «8» : زفرة من زفرات جهنّم «9» . 7 تَفُورُ: تغلي.   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 271 عن ابن بحر. (2) بتشديد الواو من غير ألف، وهي قراءة حمزة، والكسائي. السبعة لابن مجاهد: 644، والتبصرة لمكي: 355، والتيسير للداني: 212. (3) تفسير الطبري: 29/ 2، وتفسير القرطبي: 18/ 208. (4) في الأصل: الحكمة والمثبت في النص عن «ج» . (5) معاني القرآن للفراء: 3/ 170، وتفسير القرطبي: 18/ 208. (6) تفسير الطبري: 29/ 3، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 198، وتفسير الماوردي: 4/ 272، والمفردات للراغب: 148. [ ..... ] (7) الكليل: الذي ضعف عن إدراك مرآه. ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 474، وتفسير الطبري: 29/ 3، ومعاني الزجاج: 5/ 198، وتفسير الماوردي: 4/ 272. (8) من قوله تعالى: إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ [آية: 7] . (9) تفسير الفخر الرازي: 30/ 63، وتفسير القرطبي: 18/ 211. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 825 8 تَمَيَّزُ: تتقطع وتتفرّق «1» . 15 ذَلُولًا: سهلة «2» ذات أنهار وأشجار ومساكن مطمئنّة. فِي مَناكِبِها: أطرافها [وأقطارها] «3» . وقيل «4» : جبالها وإذا أمكن سلوك جبالها فهو أبلغ في التذليل. 16 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ من الملائكة «5» . أو من في السّماء عرشه أو سلطانه «6» أو «في» [بمعنى] «7» «فوق» ، كقوله «8» : فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ، فيكون المراد العلوّ والظهور. أو المعنى: من هو المعبود في السّماء وخصّ السّماء للعبادة برفع [الأيدي في] «9» الأدعية إليها ونزول الأقضية منها. 19 صافَّاتٍ أي: أجنحتها في الطيران وبقبضها عند الهبوط. أو «يقبضن» يسرعن، من «القبيض» : شدّة العدو «10» .   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 170، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 474، وتفسير الطبري: 29/ 5، والمفردات للراغب: 478. (2) المفردات للراغب: 181، وزاد المسير: 6/ 321، وتفسير القرطبي: 18/ 214. (3) في الأصل: وإظهارها، وفي «ك» : وأطوارها، والمثبت في النص عن «ج» . واختار الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 7، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 274 عن مجاهد، والسدي. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 262، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 475، ومعاني الزجاج: 5/ 199. (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 199، واختاره. وأخرجه الطبري في تفسيره: (29/ 6، 7) عن ابن عباس، وبشير بن كعب، وقتادة. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 274 عن ابن بحر وذكره القرطبي في تفسيره: 18/ 215، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 302. (6) ينظر تفسير الفخر الرازي: 30/ 70، وتفسير القرطبي: 18/ 215. (7) في الأصل: «معنى» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (8) سورة التوبة: آية: 2. (9) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» . (10) اللسان: 7/ 215 (قبض) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 826 ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ لو غيّر الهواء والأجنحة/ عن الهيئة التي [100/ ب] تصلح لطيرانهن لسقطن، وكذلك العالم كله فلو أمسك حفظه وتدبيره عنها طرفة عين لتهافتت الأفلاك وتداعت الجبال. 21 لَجُّوا: تقحّموا في المعاصي «1» ، و «اللّجاج» : تقحّم الأمر مع [كثرة] «2» الصّوارف عنه. و «العتوّ» : الخروج إلى فاحش الفساد «3» . 22 مُكِبًّا: ساقطا «4» . كببته على وجهه فأكبّ، ومثله: نزفت ماء البئر، وأنزفت البئر: نضب ماؤها «5» ، ومريت النّاقة وأمرت: درّ لبنها «6» . 27 زُلْفَةً: قريبا «7» . سِيئَتْ: ظهر السّوء في وجوههم «8» . تَدَّعُونَ تتداعون بوقوعه بمعنى الدعوى التي هي الدعاء «9» ،   (1) المفردات للراغب: 447. [ ..... ] (2) في الأصل: «كثر» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (3) اللسان: 15/ 27 (عثا) . (4) المفردات: 420. (5) اللسان: 9/ 325 (نزف) عن ابن جني قال: «نزفت البئر وأنزفت هي، فإنه جاء مخالفا للعادة، وذلك أنك تجد فيها «فعل» متعديا، و «أفعل» غير متعد» . وهذه الأفعال التي ذكرها المؤلف تتعدى إن جردت عن الألف، وتلزم إذا اتصلت بها. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 475، وتفسير القرطبي: 18/ 219. (6) اللسان: 15/ 278 (مرا) . (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 262، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 475، وتفسير الطبري: 29/ 11، وزاد المسير: 8/ 324. (8) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 276، وانظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 201، وزاد المسير: 8/ 324. (9) عن معاني القرآن للزجاج: 5/ 201، وأورده القرطبي في تفسيره: 18/ 220، وقال: «وهو قول أكثر العلماء» . وانظر هذا القول في تفسير المشكل لمكي: 349، وتفسير الماوردي: 4/ 276، وتفسير البغوي: 4/ 373. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 827 وجاء في التفسير: تكذبون، وتأويله: تدّعون الأكاذيب «1» . 30 غَوْراً: غائرا «2» ، وصف الفاعل بالمصدر، كقولهم: رجل عدل، [أي: عادل] «3» . سورة ن 2 ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ أي: انتفى عنك الجنون بنعمته «4» . وقيل «5» : هو كقولك: ما أنت بحمد الله مجنون. 3 غَيْرَ مَمْنُونٍ: غير مقطوع، مننت الحبل: قطعته «6» . 4 خُلُقٍ عَظِيمٍ: سئلت عائشة عن خلقه فقالت «7» : «اقرأ الآي العشر   (1) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 201، وابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 324، ونقله القرطبي في تفسيره: 18/ 221 عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. (2) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 262، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 476، وتفسير الطبري: 29/ 13، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 201. (3) ما بين معقوفين عن «ك» ، وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 172، ومعاني الزجاج: 5/ 201، وتفسير القرطبي: 18/ 222. (4) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 204، وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 278، وتفسير البغوي: 4/ 375. (5) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 375. (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 477، وتفسير الطبري: 29/ 18، ومعاني الزجاج: 5/ 204، وتفسير المشكل لمكي: 350. [ ..... ] (7) لم أقف على نص هذا القول المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها، وأورده القرطبي في تفسيره: 18/ 227 بلفظ: «وسئلت (عائشة) أيضا عن خلقه عليه السلام، فقرأت: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ إلى عشر آيات، وقال: ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... » . وفي صحيح مسلم: 1/ 513، كتاب صلاة المسافرين، باب «جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض» أن سعد بن هشام سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: «ألست تقرأ القرآن؟ قال: بلى. قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 828 في سورة المؤمنين فذلك خلقه» . 6 بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ: مصدر، مثل: الفتون وهو الجنون بلغة قريش «1» ، كما يقال: ما به معقول وليس له مجلود «2» . 10 مَهِينٍ: وضيع بإكثاره من الفساد «3» . 13 عُتُلٍّ: قويّ في خلقه، فاحش في فعله «4» . وسئل عنه النّبي صلى الله عليه وسلم فقال «5» : «الشّديد الخلق، الرحيب الجوف، الأكول، الشّروب، الظّلوم للنّاس» . والوقف على «عتل» «6» ، ثم بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ، أي: مع ذلك كلّه زنيم «7» معروف بالشر كما يعرف التيس بزنمته «8» .   (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 477، وتفسير الطبري: 29/ 20. (2) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 377، وقال: أي: جلادة وعقل» . وفي تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 478: «ليس له معقول- أي عقل- ولا معقود، أي رأي» . وانظر تفسير الطبري: 29/ 20، والكشاف: 4/ 141، وتفسير القرطبي: 18/ 229. (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 478، وتفسير الماوردي: 4/ 280، وتفسير البغوي: 4/ 377، وتفسير القرطبي: 18/ 231. (4) تفسير الطبري: 29/ 24، وتفسير القرطبي: 18/ 233. (5) أخرج- نحوه- الإمام أحمد في مسنده: 4/ 227 عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 247، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم مرفوعا. (6) الوصل أولى من الوقف في هذا الموضع. وذكر العلماء أن الوقف التام على زَنِيمٍ آخر الآية، ويبتدأ بقوله تعالى: أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ. ينظر إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري: 2/ 943، والقطع والائتناف للنحاس: 736، والمكتفي للداني: (581، 582) . (7) قال الفراء في معانيه: 3/ 173: «والزنيم: الملصق بالقوم، وليس منهم، وهو الدعي» . (8) قال ابن الأثير في النهاية: 2/ 316: «هي شيء يقطع من أذن الشاة ويترك معلقا بها، وهي أيضا هنة مدلّاة في حلق الشّاة كالملحقة بها» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 829 14 أَنْ كانَ ذا مالٍ فيه حذف وإضمار، أي: ألأن كان ذا مال تطيعه أو يطاع «1» ؟!. 16 سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ نقبّح ذكره بخزي يبقى عليه. في الوليد «2» بن المغيرة. 19 فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ طارق «3» . خرجت عنق من النّار في واديهم «4» . 20 كَالصَّرِيمِ كالرّماد الأسود «5» . 23 يَتَخافَتُونَ يسارّ بعضهم بعضا لئلا يسمع المساكين. 25 عَلى حَرْدٍ: منع وغضب «6» . 26 إِنَّا لَضَالُّونَ: ظللنا الطّريق فما هذه جنّتنا. [101/ أ] 28 لَوْلا تُسَبِّحُونَ: تستثنون «7» إذ كلّ/ تعظيم لله تسبيح «8» .   (1) ورد هذا المعنى على قراءة حمزة، وعاصم في رواية شعبة: أأن كان ذا مال بالاستفهام بهمزتين. ينظر السبعة لابن مجاهد: 646، وتفسير الطبري: 29/ 27، ومعاني الزجاج: 5/ 206، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 10. (2) تفسير الماوردي: 4/ 280، وغرائب التفسير للكرماني: 2/ 1237، وزاد المسير: 8/ 331. (3) تفسير الطبري: 29/ 30. (4) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 284 عن ابن جريج. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 284 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 379، وابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 336. [ ..... ] (6) مجاز القرآن: 2/ 265، وتفسير غريب القرآن: 479، ومعاني الزجاج: 5/ 207، والمفردات للراغب: 113. (7) أي تقولوا: إن شاء الله، كما في تفسير الطبري: 29/ 35، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 209، وزاد المسير: 8/ 335. قال ابن الجوزي: «قاله الأكثرون» . (8) معاني الزجاج: 5/ 209، وزاد المسير: 8/ 338. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 830 31 فقالوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ قال عمرو «1» بن عبيد: ما أدري أكان هذا إيمانا منهم أو على حدّ ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشّدائد. 40 زَعِيمٌ: كفيل «2» . 42 يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ: غطاء «3» . وقيل «4» : عن شدة وعناء. وفي الحديث «5» : «يخرّ المؤمنون سجّدا ويبقى الكافرون كأنّ في ظهورهم السّفافيد» «6» .   (1) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عمرو بن عبيد، ونقله القرطبي في تفسيره: 18/ 345، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 313 عن الحسن رحمه الله. قال الفخر الرازي في تفسيره: 30/ 91: واختلف العلماء هاهنا، فمنهم من قال إن ذلك كان توبة منهم، وتوقف بعضهم في ذلك، قالوا: لأن هذا الكلام يحتمل أنهم إنما قالوه رغبة منهم في الدنيا» . (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 177، وتفسير الطبري: 29/ 37، ومعاني الزجاج: 5/ 210، والمفردات للراغب: 213، واللسان: 12/ 266 (زعم) . (3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 286 عن الربيع بن أنس. (4) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 481، وأخرجه الطبري في تفسيره (29/ 38، 39) عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة. قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: 3/ 27: «فسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث «الساق» هنا بالشدة، أي: يكشف عن شدة وأمر مهول» . (5) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 40 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وأخرجه أيضا الطبراني في المعجم الكبير: 9/ 414 حديث رقم (9761) ، والحاكم في المستدرك: 4/ 598، كتاب الأهوال، وفي إسناده أبو الزعراء، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: ما احتجا بأبي الزعراء. والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 259 وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والبيهقي في «البعث والنشور» كلهم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه. (6) جمع «سفود» : حديدة ذات شعب معقفة يشوى بها اللحم. اللسان: 3/ 218 (سفد) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 831 43 وَهُمْ سالِمُونَ يسمعون النّداء فلا يأتونه «1» . 44 سَنَسْتَدْرِجُهُمْ نستدرجهم أعمارهم وإن أطلنا [ها] «2» إلى عقابهم. والاستدراج: الأخذ على غرّة «3» . 48 وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ في العجلة والمغاضبة «4» . و «المكظوم» : المحبوس على الحزن فلا ينطق ولا يشكو «5» ، من «كظم القربة» . 51 لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ: يعينوك بها حتى تزلق قدمك. سورة الحاقة 1 الْحَاقَّةُ فاعلة من «الحق» ، وهي القيامة التي يحقّ فيها الأمر. 3 وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ إذ لم تعاين أهوالها. أو لم يكن هذا الاسم في لسانهم. 4 بِالْقارِعَةِ: بالقيامة لأنها تقرع القلوب مخافة. وقوارع القرآن هي قوارع الشّيطان وزواجره. 5 بِالطَّاغِيَةِ: بالصّيحة العظيمة «6» ، [كقوله] «7» : طَغَى الْماءُ،   (1) ينظر تفسير الطبري: 29/ 43. (2) في الأصل «اطلنا» ، والزيادة من «ك» و «ج» والعبارة هناك: «نستدرج أعمارهم وإن أطلناها إلى عقابهم» . (3) اللسان: 2/ 268، وتاج العروس: 5/ 560 (درج) . (4) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 178، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 342 عن قتادة، وانظر تفسير القرطبي: 18/ 253. (5) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 288 عن ابن بحر، وانظر المفردات للراغب: 432، وتفسير القرطبي: 18/ 253. [ ..... ] (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 49 عن قتادة، وهو اختيار الطبري. (7) في الأصل و «ج» : «كقولك» ، والمثبت في النص عن «ك» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 832 أي: عظم ارتفاعه وجاوز حدّه. 7 حُسُوماً: متتابعة، جمع «حاسم» ، من «حسم» الكي، إذا تابعت عليه بالمكواة «1» . وقيل «2» : قاطعة آثارهم، فالتقدير: تحسمهم حسما. خاوِيَةٍ: ساقطة «3» . خوى النّجم: سقط في المغرب «4» . 8 مِنْ باقِيَةٍ: «بقاء» مصدر «5» . أو من نفس باقية «6» . 9 وَمَنْ قَبْلَهُ: من يليه من أهل دينه «7» ، ونصبه على ظرف المكان. وَالْمُؤْتَفِكاتُ: المنقلبات بالخسف «8» . 10 رابِيَةً: زائدة. 12 وَتَعِيَها أي: حملناكم في السّفينة لأن نجعلها لكم تذكرة ولأن تعيها فلما توالت الحركات اختلست حركة العين «9» .   (1) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 180، واختيار الطبري في تفسيره: 29/ 50. وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 267، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 483. (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (29/ 51، 52) عن ابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 292 عن ابن زيد، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 347، والقرطبي في تفسيره: 18/ 259. (3) تفسير الماوردي: 4/ 292 عن السدي. (4) في المفردات للراغب: 163: «خوى النجم وأخوى إذا لم يكن منه عند سقوطه مطر ... » . (5) في «ك» : مصدر بمعنى البقاء. وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 180، وتفسير الطبري: 29/ 52، وتفسير القرطبي: 18/ 261، والبحر المحيط: 8/ 321. (6) نص هذا القول في تفسير البغوي: 4/ 386، وذكره- أيضا- الزمخشري في الكشاف: 4/ 150، والقرطبي في تفسيره: 18/ 261. (7) ورد هذا المعنى على قراءة أبي عمرو، والكسائي بكسر القاف وفتح الباء. ينظر السبعة لابن مجاهد: 648، والتيسير للداني: 213. وزاد المسير: 8/ 347، وتفسير القرطبي: 18/ 261، والبحر المحيط: 8/ 321. (8) ينظر هذا المعنى فيما سبق ص: (775) . (9) في وضح البرهان: 2/ 431: «فلما توالت الحركات اختلست حركة العين، وجعلت بين الحركة والإسكان» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 833 14 فَدُكَّتا: بسطتا بسطة واحدة، ومنه الدّكّان، واندكّ سنام البعير: إذا انفرش في ظهره «1» . 16 واهِيَةٌ: ضعيفة لا تستمسك فصار الملك في نواحيها ثمانية صفوف أو ثمانية أصناف «2» . 18 لا يخفى «3» منكم خافية لا يستر شيء مما تسرّون. وفي خطبة عمر رضي الله عنه «4» : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا 101/ ب] وزنوا أعمالكم/ قبل أن توزنوا، وأعدّوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية» . وفي خطبة الحجاج «5» : امرؤ زود نفسه، امرؤ لم يأتمن نفسه على نفسه، امرؤ يجد نفسه عدوه، امرؤ كان له من قلبه «6» مدّكر وزاجر يأخذ بعنان عمله فينظر حاله يوم يعرض على ربه، امرؤ نظر إلى ميزانه وحاسب نفسه قبل أن يكون حسابه إلى غيره. 19 هاؤُمُ اقْرَؤُا: خذوا. تقول للمذكّر هاء بالفتح، وهاؤما وهاؤم. وللمرأة هاء- بالكسر- وهاؤما وهاؤنّ «7» .   (1) ينظر المفردات للراغب: 171، وتفسير القرطبي: 18/ 265، واللسان: 10/ 425 (دكك) . (2) تفسير الطبري: (29/ 57، 58) ، وتفسير الماوردي: 4/ 295، وزاد المسير: 8/ 350، وتفسير القرطبي: (18/ 265، 266) . (3) كذا في الأصل: (يخفى) بالياء، وهي قراءة حمزة، والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد: 648، والتبصرة لمكي: 358، والتيسير للداني: 213. [ ..... ] (4) وردت هذه الخطبة في أثر أخرجه ابن المبارك في الزهد: 103 رقم (306) . وأخرجه- أيضا- أبو نعيم في الحلية: 1/ 52. وانظر هذه الخطبة في البداية والنهاية: 9/ 130. (5) ينظر هذه الخطبة في البداية والنهاية: 9/ 130. (6) في «ك» : «قبله» . (7) قال الزجاج في معانيه: 5/ 217: «هاؤم: أمر للجماعة بمنزلة هاكم، تقول للواحد: هاء يا رجل، وللاثنين: هاؤما يا رجلان، وللثلاثة: هاؤم يا رجال، وللمرأة: هاء يا امرأة- بكسر الهمزة- وللاثنين: هاؤما، وللجماعة: النساء هاؤنّ» . وانظر تفسير القرطبي: 18/ 269، واللسان: 12/ 625 (هوم) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 834 20 ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ: ظننت أنّ الله يؤاخذني فعفا عني. 21 عِيشَةٍ راضِيَةٍ: ذات رضا، ك «ليل نائم» ، و «ماء دافق» ، و «امرأة طامث، وحامل، وطالق» «1» . 27 كانَتِ الْقاضِيَةَ: موتة لا بعث بعدها، وفي الحديث «2» : «تمنّوا الموت ولم يكن في الدنيا شيء أكره منه عندهم» . 29 سُلْطانِيَهْ: ما كان من تسليط على نفسه «3» . 32 سَبْعُونَ ذِراعاً ابن عباس «4» : «العرب تفخّم من العدد السّبعة والسّبعين» . 35 حَمِيمٌ: صديق، وهو من إذا أصابك مكروه احترق لك «5» . 36 غِسْلِينٍ: بوزن «فعلين» غسالة جروحهم «6» . والنار دركات فمن أهل النار من ليس له طعام إلّا من ضريع، ومنهم من طعامه غسلين، وآخرون طعامهم الزّقوم.   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 182، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 268. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 62 عن قتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 298، والبغوي في تفسيره: 4/ 389 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 273، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن قتادة رحمه الله تعالى. (3) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 4/ 298 عن قتادة، ونص كلامه: «سلطانه الذي تسلط به على بدنه حتى أقدم على معصيته» . (4) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى ابن عباس رضي الله عنهما. (5) ينظر المفردات للراغب: 130، وتفسير القرطبي: 18/ 273. (6) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 484، وتفسير الطبري: 29/ 65، ومعاني الزجاج: 5/ 218، والمفردات للراغب: 361، واللسان: 11/ 495 (غسل) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 835 40 إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ تلاوة محمد «1» عليه السّلام. 41 بِقَوْلِ شاعِرٍ إذ الغالب في الشعر أن يدعو [إلى الهوى] «2» . وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ وهو السّجع المتكلف باتّباع المعنى له ليشاكل المقاطع. وموجب الحكمة أن يتّبع اللّفظ المعنى، وتشاكل المقاطع فواصل بلاغة وسجع كهانه وقوافي زنة. 45 لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ: لقطعنا يمينه «3» . أو لأخذنا منه بالقوة «4» ، أو لأخذنا منه بالحق «5» . 46 والْوَتِينَ: عرق بين العلباء والحلقوم «6» .   (1) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 474: «لم يرد أنه قول الرسول وإنما أراد: أنه قول رسول عن الله جلّ وعزّ، وفي «الرسول» ما دل على ذلك فاكتفى به من أن يقول: عن الله» . وانظر تفسير الطبري: 29/ 66، وتفسير الماوردي: 4/ 299، وتفسير القرطبي: 18/ 274. (2) في الأصل: «أن يدعو إليه الهوى» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (3) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 300 عن الحسن، وكذا القرطبي في تفسيره: 18/ 276. (4) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 183، والطبري في تفسيره: 29/ 66، ومكي في تفسير المشكل: 354، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 300 عن مجاهد. [ ..... ] (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 299 عن السدي، والحكم. وذكره البغوي في تفسيره: 4/ 390 دون عزو. (6) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 300 عن الكلبي، وكذا القرطبي في تفسيره: 18/ 276. وقيل: (الوتين) : نياط القلب، أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 67 عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة. واختار الطبري هذا القول، وأورده البغوي في تفسيره: 4/ 391، وقال: «وهو قول أكثر المفسرين» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 836 سورة المعارج 1 سَأَلَ سائِلٌ: دعا داع وهو النّبيّ عليه السلام، دعا عليهم «1» . وقيل «2» : النّضر بن الحارث قال: إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ [مِنْ عِنْدِكَ] «3» فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً «4» فقتل يوم بدر هو وعقبة «5» . 3 ذِي الْمَعارِجِ: ذي المعالي والدّرجات لأوليائه، أو هي معارج السّماء للملائكة» . 4 وَ/ الرُّوحُ إِلَيْهِ: هو روح المؤمن حين يقبض. رواه قبيصة «7» بن [102/ أ] ذؤيب عن النبي «8» صلى الله عليه وسلم.   (1) هذا من غريب الأقوال، وقد ذكره الكرماني في غريب التفسير: 2/ 1249، والزمخشري في الكشاف: 4/ 156، والفخر الرازي في تفسيره: 30/ 121، والقرطبي في تفسيره: 18/ 279، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 332، والسيوطي في مفحمات الأقران: 201. (2) أخرجه النسائي في التفسير: 2/ 463، حديث رقم (640) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، وكذا الحاكم في المستدرك: 2/ 502، كتاب التفسير (سورة المعارج) ، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، وذكر الذهبي أنه على شرط البخاري. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 277، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورد ابن الجوزي هذا القول في زاد المسير: 8/ 357، وقال: «وهذا مذهب الجمهور منهم ابن عباس ومجاهد» . وينظر أسباب النزول للواحدي: 512، وتفسير البغوي: 4/ 392. (3) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج» . (4) سورة الأنفال، آية: 32. (5) هو عقبة بن أبي معيط. (6) ينظر تفسير الطبري: 29/ 70، وتفسير الماوردي: 4/ 302، وتفسير البغوي: 4/ 392. (7) هو قبيصة بن ذؤيب الخزاعي، ولد يوم الفتح، وقيل: يوم حنين، وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له. توفي سنة ست وثمانين، وقيل قبل ذلك. ترجمته في الاستيعاب: 3/ 1272، والإصابة: 5/ 517. (8) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 303 عن قبيصة مرفوعا. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 359 موقوفا عليه، وكذا القرطبي في تفسيره: 18/ 281. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 837 فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ [خَمْسِينَ] «1» أَلْفَ سَنَةٍ: لو صعده غير الملائكة «2» . 8 كَالْمُهْلِ: كذائب الصفر «3» . والعهن «4» : الصّوف المصبوغ «5» ، والمعنى: لين الجبال وتفتتها بعد شدّتها واجتماعها. و «الفصيلة» من العشيرة كالفخذ من القبيلة. 13 تُؤْوِيهِ: يلجأ إليه فتلجئه. وقيل «6» : الفصيلة الأمّ التي أرضعته وفصلته. 15 كَلَّا: ليس كذا، أي: لا ينجيه شيء. إِنَّها لَظى: لا تنصرف لَظى للتأنيث والتعريف، والالتظاء: الاتقاد «7» . 16 نَزَّاعَةً لِلشَّوى: لجلدة الرأس «8» .   (1) في الأصل: «خمسون» . (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 184، وتفسير الطبري: 29/ 70، ومعاني الزجاج: 5/ 219، وتفسير البغوي: 4/ 392، وزاد المسير: 8/ 360. (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 485، وتفسير الطبري: 29/ 73، وتفسير المشكل لمكي: 355، وتفسير الماوردي: 4/ 304. (4) من قوله تعالى: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ [آية: 9] . [ ..... ] (5) المفردات للراغب: 351، وتفسير القرطبي: (18/ 284، 285) ، واللسان: 13/ 297 (عهن) . (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 304 عن مالك، ونقله القرطبي في تفسيره: 18/ 286 عن مجاهد. (7) اللسان: 15/ 248 (لظي) . (8) معاني القرآن للفراء: 3/ 185، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 270، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 486، وتفسير الطبري: 29/ 76. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 838 17 تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ: لما كان مصيره إليها كانت كأنها دعته «1» . 18 فَأَوْعى: جعله في وعاء فلم يفعل زكاة ولم يصل رحما «2» . 19 هَلُوعاً: سأله محمد «3» بن عبد الله ثعلبا «4» فقال: ما فسّره الله به إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ ... [الآيتان] «5» . 34 عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ: النّافلة، والأولى «6» الفريضة. 36 مُهْطِعِينَ: مسرعين «7» لتسمّع الحديث. 37 عِزِينَ: جماعات في تفاريق «8» . جمع «عزة» . وجلس رجل خلف   (1) ذكر الماوردي هذا المعنى في تفسيره: 4/ 305. (2) نص هذا القول في معاني القرآن للفراء: 3/ 185، وانظر تفسير الطبري: 29/ 78، وتفسير الماوردي: 4/ 306. (3) هو محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي، كان أميرا لبغداد في عهد المتوكل. وصفه ابن خلكان في وفيات الأعيان: 5/ 92 بقوله: كان شيخا فاضلا وأديبا شاعرا، وهو أمير بن أمير بن أمير ... وكان مألفا لأهل العلم والأدب. وكان ثعلب مقربا لدى الأمير، وصحبه ثلاث عشرة سنة، أي حتى وفاة الأمير. وذكر الزجاجي في مجالس العلماء: (79، 84، 85، 86، 87، 91) عدة مجالس جمعت الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر وثعلب وغيره من العلماء. وانظر أخبار الأمير محمد بن عبد الله في تاريخ بغداد: 5/ 418، وإنباه الرواة: (1/ 140، 141، 147) . (4) ثعلب: (200- 291 هـ-) . هو أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيباني، أبو العباس، الإمام العلامة، المحدث، اللغوي، النحوي. من مصنفاته: الفصيح، وقواعد الشعر، ومعاني القرآن. أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: 141، وتاريخ بغداد: 5/ 204، وبغية الوعاة: 1/ 396. (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ك» . (6) يريد قوله تعالى: الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ [آية: 23] . (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 270، وتفسير الطبري: 29/ 85. (8) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 186، ومجاز القرآن: 2/ 270، ومعاني الزجاج: 5/ 223، والمفردات للراغب: 334. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 839 أخيه فقال عليه السّلام «1» : «لا تكونوا عزين كخلق الجاهليّة» . 43 إِلى نُصُبٍ «2» ، ونصب معا، شيء منصوب مصدر بمعنى المفعول ك «نسج بغداد» «3» . يُوفِضُونَ: يسرعون «4» . وفض يفض وأوفض يوفض. ومن سورة نوح 4 وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى: في الدنيا «5» . إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذا جاءَ: أي: يوم القيامة «6» . 7 وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ: تغطّوا بها لا ننظر إليك «7» ولا نسمع منك. 8 ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ: دعاهم فوضى وفرادى وجهرا وسرا. 10 فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا: قحط النّاس على عهد عمر، فصعد المنبر   (1) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وأخرج الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 322 حديث رقم (430) كتاب الصلاة، باب «الأمر بالسكون في الصلاة، والنهي عن الإشارة باليد ... » عن جابر بن سمرة رضي الله عنه مرفوعا بلفظ: «ما لي أراكم عزين ... » . (2) بفتح النون وإسكان الصاد قراءة أبي عمرو، وابن كثير، ونافع، وحمزة، وعاصم في رواية شعبة. وقرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم بضم النون والصاد. ينظر السبعة لابن مجاهد: 651، والتبصرة لمكي: 359، والتيسير للداني: 214. [ ..... ] (3) ينظر توجيه القراءتين في الكشف لمكي: 3/ 336، وتفسير القرطبي: (18/ 296، 297) . (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 270، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 486، وتفسير الطبري: 29/ 89، والمفردات للراغب: 528، واللسان: 7/ 251 (وفض) . (5) قال الماوردي في تفسيره: 4/ 309: «يعني إلى موتكم وأجلكم الذي خط لكم ... » . وانظر تفسير البغوي: 4/ 397، وزاد المسير: 8/ 369. (6) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 310، عن الحسن. (7) في «ج» : لا ينظرون إليك ولا يسمعون منك. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 840 ليستسقي فلم يزد على الاستغفار، فلمّا نزل، قيل: يا أمير المؤمنين ما رأيناك استسقيت، فقال: لقد طلبت الغيث بمجاديح «1» السماء التي بها يستنزل القطر، ثم قرأ هذه الآية «2» . 14 أَطْواراً: تارات وأحوالا «3» نطفة، ثم علقة، ثمّ مضغة، ثمّ رضيعا، ثمّ طفلا، ثمّ يافعا، ثم شابا، ثمّ شيخا، ثمّ همّا «4» ، ثم فانيا. وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً: أحد وجهيه يضيء الأرض، والثّاني السّماء «5» . 16 وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً: فيه إشارة إلى أنّ نور القمر/ من الشّمس، [102/ ب] فالشّمس سراج والقمر نور. 17 أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ: جعل أصلكم من الطّين وغذّاكم بنباتها «6» . 26 دَيَّاراً: أحدا يدور في الأرض، «فيعال» من «الدّوران» «7» .   (1) جمع «مجدح» بكسر الميم وسكون الجيم، ومجاديح السماء: نجومها. النهاية لابن الأثير: 1/ 243، واللسان: 2/ 421 (جدح) . (2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: 3/ 87 حديث رقم (4902) كتاب الصلاة، باب الاستسقاء، وأخرجه- أيضا- ابن أبي شيبة في المصنف: 2/ 474، كتاب الصلوات، باب: «من قال لا يصلي في الاستسقاء» ، والطبراني في الدعاء: 2/ 1252 حديث رقم (964) ، باب «ما يستحب من كثرة الاستغفار عند الاستقساء» ، وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: 177، وعزا إخراجه إلى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، والطبراني في «الدعاء» وغيرهم من رواية الشعبي ثم قال: ورجاله ثقات إلا أنه منقطع. وقال فضيلة الدكتور محمد سعيد البخاري محقق كتاب الدعاء: إسناده حسن لغيره. لضعف شيخ الطبراني ومتابعة غيره له. (3) تفسير الطبري: 29/ 95، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 229، وتفسير الماوردي: 4/ 312، والمفردات للراغب: 309. (4) في «ك» : هرما، والهمّ: الشيخ الكبير البالي، كما في اللسان: 12/ 621 (همم) . (5) ينظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء: 3/ 188، ومعاني الزجاج: 5/ 230، وتفسير القرطبي: 18/ 305. (6) ذكر نحوه الماوردي في تفسيره: 4/ 313، والبغوي في تفسيره: 4/ 398. (7) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 190، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 488، وتفسير الطبري: 29/ 100، ومعاني الزجاج: 5/ 231، واللسان: 4/ 298 (دور) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 841 28 وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ: سفينتي «1» . ومن سورة الجن 3 تَعالى جَدُّ رَبِّنا: عظمته «2» . عن أنس «3» رضي الله عنه: «كان الرّجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا» ، أي: عظم. 4 سَفِيهُنا: إبليس «4» . شَطَطاً: كفرا لبعده عن الحق. 6 يَعُوذُونَ: كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بواد، نادى: أعوذ بسيّد هذا الوادي من سفهائه «5» .   (1) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 400 دون عزو، وكذا الفخر الرازي في تفسيره: 30/ 147، والقرطبي في تفسيره: 18/ 314، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 343. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 375، وقال: «حكاه الثعلبي» ، وذكره الكرماني في غرائب التفسير: 2/ 1258 دون عزو. (2) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 489، وتفسير الطبري: 29/ 104، ومعاني الزجاج: 5/ 234، والمفردات للراغب: 89. وهو رأي الجمهور كما في البحر المحيط: 8/ 347. [ ..... ] (3) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 3/ 120، وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف: 5، وقال: «هذا طرف من حديث أخرجه أحمد وابن أبي شيبة» . وأورده السيوطي في الدر المنثور: 1/ 49 وعزا إخراجه إلى أحمد، ومسلم، وأبي نعيم في «الدلائل» عن أنس رضي الله تعالى عنه. ولم أقف عليه في صحيح مسلم ولا في الدلائل لأبي نعيم. (4) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 107، عن مجاهد، وقتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 298، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد. وانظر تفسيره الماوردي: 4/ 320، وتفسير البغوي: 4/ 401. (5) تفسير الطبري: 29/ 108، وتفسير الماوردي: 4/ 320، وتفسير البغوي: 4/ 402. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 842 رَهَقاً: فسادا وإثما «1» . 8 لَمَسْنَا السَّماءَ: طلبنا، أي: التمسنا «2» . مُلِئَتْ حَرَساً: ملائكة، وَشُهُباً: كواكب الرجم «3» . 9 رَصَداً: أي: إرصادا، إرهاصا، أي: إعظاما للنبوة من قولهم رهصه الله: إذا أهله للخير. 11 طَرائِقَ قِدَداً: فرقا شتّى. جمع «قدّة» «4» . وقيل «5» : أهواء مختلفة. 14 الْقاسِطُونَ: الجائرون. تَحَرَّوْا: تعمّدوا الصّواب. 16 وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ: أي: على طريقة الكفر لزدنا في نعمتهم وأموالهم فتنة «6» ، قال عمر «7» رضي الله عنه: «حيث الماء كان المال وحيث المال كانت الفتنة» . وقيل على عكسه «8» ، أي: على طريقة الحق لوسّعنا عليهم.   (1) تفسير الطبري: 29/ 109، وتفسير الماوردي: 4/ 320، وتفسير القرطبي: 19/ 10. (2) تفسير الطبري: 29/ 110، وتفسير الماوردي: 4/ 321، واللسان: 6/ 209 (لمس) . (3) ينظر تفسير الطبري: 29/ 110، وتفسير البغوي: 4/ 402، وزاد المسير: 8/ 380. (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 272، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 490، وتفسير الطبري: 29/ 112، والمفردات للراغب: 394. (5) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 193، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 490، وأخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 111 عن قتادة، وعكرمة. (6) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 193، وأخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 115 عن أبي مجلز. (7) ذكره القرطبي في تفسيره: 19/ 18، بلفظ: «أينما كان الماء كان المال، وأينما كان المال كانت الفتنة» . (8) اختاره الطبري في تفسيره: 29/ 114، والزجاج في معانيه: 5/ 236، وقال: «والذي يختار وهو أكثر التفسير أن يكون يعنى بالطريقة طريق الهدى لأن «الطريقة» معرّفة بالألف واللام، والأوجب أن يكون طريقة الهدى والله أعلم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 843 وقيل «1» : هو إدرار مواد الهوى، فتكون «الفتنة» بمعنى التخليص «2» كقوله «3» : فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً. و «الغدق» : الغمر الغزير «4» . 17 صَعَداً: شديدا شاقا «5» . 18 وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ: ما يسجد من جسد المصلى «6» . 19 لِبَداً: جمع «لبدة» ، و «لبدا» «7» جمع «لبدة» ، أي: ازدحم الجنّ على النّبيّ عليه السلام حتى تراكب بعضهم بعضا تراكب اللّبد. 27 رَصَداً: طريقا إلى علم بعض ما قبله وما يكون بعده، والرسول: النبي عليه السلام، والرّصد: الملائكة يحفظونه، ليعلم النّبيّ أنّ الرّسل المتقدمين أبلغوا «8» ، أو ليعلم النّاس ذلك، أو ليعلم الله «9» . لام   (1) ينظر هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 326، وتفسير الفخر الرازي: 30/ 162. (2) يقال: فتنت الذهب بالنار: خلصته. اللسان: 13/ 317 (فتن) . (3) سورة طه: آية: 40. [ ..... ] (4) معاني القرآن للزجاج: 5/ 236، والمفردات للراغب: 358، وتفسير القرطبي: 19/ 18. (5) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 272، ومعاني الزجاج: 5/ 236، وتفسير الطبري: 29/ 116، والمفردات للراغب: 280. (6) ذكره الفراء في معاني القرآن: 3/ 194، والزجاج في معانيه: 5/ 236، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 327 عن الربيع بن أنس. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 382، إلى سعيد بن جبير، وابن الأنباري. (7) بضم اللام قراءة ابن عامر كما في السبعة لابن مجاهد: 656، والتبصرة لمكي: 362 والمعنى على القراءتين واحد كما في معاني الزجاج: 5/ 237، والكشف لمكي: 2/ 342. (8) أخرج عبد الرازق هذا القول في تفسيره: 2/ 323 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 210، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة أيضا، وهو اختيار الطبري في تفسيره: (29/ 122، 123) . (9) هذا قول الزجاج في معانيه: 5/ 238، وقال: «وما بعده يدل على هذا، وهو قوله: وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً اه-. وانظر هذا القول عن الزجاج في تفسير الماوردي: 4/ 330، وتفسير القرطبي: 19/ 30. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 844 الصيرورة، أي: ليتبين علم الله. ومن سورة المزمل تزمّل وتدثر: تلفف بغطاء. 2 قُمِ اللَّيْلَ اسم الجنس، أي: كل ليلة، إِلَّا قَلِيلًا: من اللّيالي، فقاموا على ذلك سنة «1» ثمّ خفّف بقوله: فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ. 4 وَرَتِّلِ: بيّن وفصل، من الثغر: الرّتل «2» . ابن مسعود رضي الله عنه: «اقرءوا القرآن ولا تهذوه هذّ الشعر ولا تنثروه نثر الدّقل «3» ، وقفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكونن همّ أحدكم/ آخر السّورة» «4» . [103/ أ] 5 قَوْلًا ثَقِيلًا: راجحا ليس بسخيف مهلهل. 6 ناشِئَةَ اللَّيْلِ: ساعته التي تنشأ «5» .   (1) في مدة فرضه اختلاف، والقول الذي ذكره المؤلف- رحمه الله- مرويّ عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في تفسير الطبري: 29/ 124، وتفسير الماوردي: 4/ 332. (2) اللسان: 11/ 265 (رتل) ، وفيه أيضا: «وثغر رتل ورتل: حسن التنضيد مستوى النبات ... وكلام رتل ورتل، أي: مرتّل حسن على تؤدة» . (3) الدقل: رديء التمر كما في النهاية: 2/ 127. قال ابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 344: «وذلك أن الدّقل من التمر لا يكاد يلصق بعضه ببعض فإذا نثر يفرق سريعا» . (4) أخرجه البغوي في تفسيره: 4/ 407، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 277، وعزا إخراجه إلى البغوي. وأخرج الإمام أحمد في مسنده: 1/ 417، وأبو داود في سننه: 2/ 117، كتاب الصلاة، باب «تحزيب القرآن» عن علقمة والأسود قالا: أتى ابن مسعود رجل فقال: إني أقرأ المفصل في ركعة، فقال: أهذا كهذ الشعر ونثرا كنثر الدقل؟؟! ... » . (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 333 عن عطاء وعكرمة. وقال الراغب في المفردات: 493: «يريد القيام والانتصاب للصلاة» . وأكثر العلماء على أن ناشِئَةَ اللَّيْلِ أوقاته وساعاته. ذكره القرطبي في تفسيره: 19/ 39، وقال: «لأن أوقاته تنشأ أولا فأولا يقال: نشأ الشيء ينشأ: إذا ابتدأ وأقبل شيئا بعد شيء، فهو ناشئ، وأنشأه الله فنشأ» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 845 وطاء «1» : مصدر كالمواطأة مثل: الوفاق والموافقة، أي: اللّيل أبلغ في مواطأة قلبك لعملك ولسانك وكذا تفسير وَطْئاً «2» . 7 سَبْحاً: فراغا للعمل «3» ، والاستراحة والسّبح: سهولة الحركة «4» . 8 وَتَبَتَّلْ: انقطع إلى عبادته عن كل شيء. 9 وَكِيلًا: وليا معينا «5» . 12 أَنْكالًا: قيودا «6» . 13 غُصَّةٍ: يأخذ الحلق فلا يسوغ. 14 كَثِيباً مَهِيلًا: رملا سائلا «7» ، هلت الرّمل: حرّكت أسفله فانهار أعلاه «8» . 16 وَبِيلًا: ثقيلا شديدا «9» .   (1) هذه قراءة أبي عمرو، وابن عامر، وهي بكسر الواو وفتح الطاء والمد. السبعة لابن مجاهد: 608، والتبصرة لمكي: 363، والتيسير للداني: 216. (2) ينظر توجيه القراءتين في معاني القرآن للفراء: 3/ 197، ومعاني الزجاج: 5/ 240، والكشف لمكي: 2/ 344، والبحر المحيط: 8/ 363. (3) تفسير الطبري: 29/ 131، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 240، واللسان: 2/ 470 (سبح) . [ ..... ] (4) المفردات للراغب: 221. (5) تفسير الماوردي: 4/ 335، والمفردات للراغب: 531. (6) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 273، وتفسير الطبري: 29/ 134، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 241، والمفردات للراغب: 506. (7) تفسير الطبري: 29/ 136، ومعاني الزجاج: 5/ 242، والمفردات: 426. (8) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 198، وتفسير الطبري: 29/ 136، واللسان: 11/ 633 (مهل) . (9) تفسير الطبري: 29/ 137، وتفسير الماوردي: 4/ 336، وتفسير القرطبي: 19/ 48. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 846 ومن سورة المدثر 4 وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ: لا تلبسها «1» على غدر ولا إثم «2» . [وقيل: قلبك طهّر] «3» . 5 وَالرُّجْزَ بالكسر «4» : العذاب، وبالضمّ: الأوثان. 6 وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ: لا تعط شيئا لتصيب أكثر منه «5» . وقيل «6» : لا تمنن لعملك تستكثر على ربك. وقيل «7» : لا تنقص من الخير تستكثر الثّواب. 8 النَّاقُورِ: أول النّفختين، فاعول من «النّقر» . 11 ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ: الوليد بن المغيرة «8» ، وَحِيداً: لا مال ولا بنين.   (1) في «ج» : أي الثياب الملبوسة، فَطَهِّرْ: نقها مما يفسد الصلاة. وقيل: لا تلبسها على غدر ولا إثم. (2) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 200، ونقله ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 495 عن سفيان ابن عيينة. وأخرجه الطبري في تفسيره: (29/ 144، 145) عن ابن عباس، وعكرمة. (3) ما بين معقوفين عن «ك» ، وذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 341، ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 413 عن سعيد بن جبير، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 401. (4) هذه قراءة السبعة إلّا عاصما كما في السبعة لابن مجاهد: 659، والتبصرة لمكي: 364 وانظر معنى القراءتين في معاني الفراء: 3/ 201، وتفسير الطبري: 29/ 147، والكشف لمكي: 2/ 347. (5) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 201، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 496، وأخرجه الطبري في تفسيره: (29/ 148، 149) عن ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، ومجاهد، وقتادة. قال البغوي في تفسيره: 4/ 414: «هذا قول أكثر المفسرين» . (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 149 عن الحسن، والربيع بن أنس. (7) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 343 عن مجاهد، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 402. (8) كما في تفسير الطبري: 29/ 12، وتفسير الماوردي: 4/ 344، وأسباب النزول للواحدي: 514، وتفسير ابن كثير: 8/ 292، ومفحمات الأقران: 202. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 847 13 وَبَنِينَ شُهُوداً: كانوا عشرة بنين لا يغيبون عن عينه. 17 سَأُرْهِقُهُ: أعجله بعنف، صَعُوداً: عقبة في النار «1» . 29 لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ: مسوّدة للجلود «2» . وقيل «3» : معطشة للنّاس. 30 عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ: هكذا ذكره في الكتب المتقدمة، فذكره كذا في القرآن ليستيقنوا. وقيل: التسعة نهاية الآحاد، والعشرة بداية العشرات، وتسعة عشر جامعة لهما لأكثر القليل وأقل الكثير فكان أجمع الأعداد فجعلت بحسابها خزنة النّار «4» . 31 وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ: من كثرتهم «5» . وَما هِيَ إِلَّا ذِكْرى: أي: هذه النّار «6» .   (1) قال الفخر الرازي في تفسيره: 30/ 200: «وفي الصعود» قولان: الأول: أنه مثل لما يلقى من العذاب الشاق الصعب الذي لا يطاق مثل قوله: يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً، و «صعود» من قولهم: عقبة صعود وكدود: شاقه المصعد. والثاني: أن صَعُوداً اسم لعقبة في النار كلما وضع يده عليها ذابت، فإذا رفعها عادت، وإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت، وعنه عليه الصلاة والسلام: «الصعود جبل من نار يصعد فيه سبعين خريفا ثم يهوي فيه أبدا» اه-. ينظر الحديث عن أبي سعيد الخدري مرفوعا في مسند الإمام أحمد: 3/ 75، وسنن الترمذي: 5/ 429، كتاب التفسير، تفسير سورة الأنبياء، حديث رقم (3326) ، وتفسير الطبري: 29/ 155، والمستدرك للحاكم: 2/ 507، كتاب التفسير، سورة المدثر. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. (2) معاني القرآن للفراء: 3/ 203، وتفسير الطبري: 29/ 159، ومعاني الزجاج: 5/ 247، وتفسير البغوي: 4/ 416، وتفسير القرطبي: 19/ 77. (3) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 348 عن الأخفش. واللّوح: العطش كما في المفردات للراغب: 456، واللسان: 2/ 585 (لوح) . (4) ينظر ما سبق في تفسير الماوردي: 4/ 349. (5) تفسير الطبري: 29/ 162. (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 162 عن قتادة، ومجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 350 عن قتادة. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 248، وتفسير البغوي: 4/ 417. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 848 33 إِذْ أَدْبَرَ: جاء بعد النّهار. دبر الشّيء وأدبر. وقبل وأقبل «1» . 38 كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ. قال قتادة» : غلق النّاس إلّا أصحاب اليمين، ثم قرأ: وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ «3» . 50 مُسْتَنْفِرَةٌ: بكسر الفاء نافرة، وبفتحها «4» منفّرة. و «القسورة» : الرماة «5» . وقيل «6» : الأسد، فعولة من «القسر» . 56 هُوَ أَهْلُ التَّقْوى: أهل أن يتقى. ومن سورة القيامة 1 لا أُقْسِمُ: دخول/ لا لتأكيد القسم، والإثبات من طريق النّفي [103/ ب]   (1) بمعنى واحد كما في معاني القرآن للفراء: 3/ 204، وتفسير الطبري: 29/ 162، ومعاني الزجاج: 5/ 248. (2) أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 165، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 418، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن قتادة. (3) سورة الأنعام: آية: 69. (4) بالفتح قراءة نافع، وابن عامر كما في السبعة لابن مجاهد: 660، والتبصرة لمكي: 364، والتيسير للداني: 216. وانظر توجيه القراءتين في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 498، والكشف لمكي: 2/ 347، وتفسير القرطبي: 19/ 89، والبحر المحيط: 8/ 380. (5) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 206، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 498، وأخرجه الطبري في تفسيره: (29/ 168، 169) عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وعكرمة. (6) بلسان الحبشة، وقيل: بلغة قريش. ينظر: كتاب اللغات الواردة في القرآن لأبي عبيدة: 302. ومعاني القرآن للفراء: 3/ 276، والبحر المحيط: 8/ 380، واللسان: 5/ 92 (قسر) . وروى هذا القول عن أبي هريرة، وابن عباس، وزيد بن أسلم رضي الله تعالى عنهم. ينظر تفسير الطبري: 29/ 170، وتفسير ابن كثير: 8/ 298، والدر المنثور: 8/ 339. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 849 آكد، كأنه ردّ على المنكر أولا، ثم إثبات بالقسم ثانيا «1» . وقيل «2» : المراد نفي القسم لوضوح الأمر. وقيل «3» : هو «لأقسم» ، لام الابتداء. 2 بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ: كل يلومه نفسه على الشر لم عمل، وعلى الخير لم لم تستكثر «4» ؟. 4 نُسَوِّيَ بَنانَهُ: نجعلها مستوية كخف البعير، فيعدم الارتفاق بالأعمال اللّطيفة «5» . 5 لِيَفْجُرَ أَمامَهُ: يمضي راكبا رأسه في هواه «6» . وقيل «7» : يتمنى العمر ليفجر. 7 بَرِقَ الْبَصَرُ: بالكسر: دهش، وبالفتح «8» : شخص. 8 وَخَسَفَ الْقَمَرُ: ذهب ضوؤه كأنه ذهب في خسيف وهي البئر   (1) ينظر تفسير الطبري: 29/ 173، وتفسير الماوردي: 4/ 355، والكشاف: 4/ 189، والبحر المحيط: 8/ 384. (2) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 30/ 215. [ ..... ] (3) ورد هذا القول توجيها لقراءة ابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد: 661، والتبصرة لمكي: 365، والبحر المحيط: 8/ 384. (4) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 251، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 356 عن مجاهد، وكذا القرطبي في تفسيره: 19/ 93. (5) معاني القرآن للفراء: 3/ 208، وتفسير الطبري: 29/ 175. قال ابن الجوزي في زاد المسير: 8/ 417: «هذا قول الجمهور» . (6) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 177 عن مجاهد. ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 421 عن مجاهد، والحسن، وعكرمة، والسدي. (7) تفسير الماوردي: 4/ 357، وتفسير القرطبي: 19/ 95. (8) بفتح الراء قراءة نافع، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: 661، والتيسير للداني: 216. ينظر توجيه القراءتين في معاني القرآن للفراء: 3/ 209، والكشف لمكي: 2/ 350، وتفسير القرطبي: 19/ 95. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 850 القديمة «1» . 9 وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ: في طلوعهما من المغرب «2» ، أو في ذهاب ضوئهما «3» ، أو في التسخير بهما. 10 أَيْنَ الْمَفَرُّ: الفرار: مصدر، والمفرّ- بكسر الفاء «4» - الموضع، والمفرّ «5» : الجيّد الفرار، أي: الإنسان الجيد الفرار لا ينفعه الفرار «6» . 11 لا وَزَرَ: لا ملجأ «7» . 13 بِما قَدَّمَ : من عمل وَأَخَّرَ : من سنّة. 14 بَصِيرَةٌ : شاهد، والهاء للمبالغة «8» ، أو عين بصيرة «9» . وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ : ألقى ثيابه وأرخى ستوره «10» ، أي: ولو خلا   (1) اللسان: 9/ 68 (خسف) . (2) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 358، دون عزو، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 422. ونقله القرطبي في تفسيره: 19/ 97 عن ابن مسعود، وابن عباس رضي الله تعالى عنهم. (3) ينظر هذا القول في معاني القرآن للفراء: 3/ 209، وتفسير الطبري: 29/ 180، ومعاني الزجاج: 5/ 252، وتفسير الماوردي: 4/ 358، وتفسير البغوي: 4/ 422. (4) وهي- أيضا- قراءة تنسب إلى ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعكرمة ... وغيرهم. ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 210، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 81، والمحتسب: 2/ 341، والبحر المحيط: 8/ 386، وإتحاف فضلاء البشر: 2/ 574. (5) بكسر الميم وفتح الفاء، وتنسب هذه القراءة إلى الحسن، والزهري. وهي شاذة كما في المحتسب: 2/ 341، والبحر المحيط: 8/ 386. (6) راجع الوجوه السابقة في معاني القرآن للزجاج: 5/ 252، والكشاف: 4/ 191، وزاد المسير: 8/ 420، وتفسير القرطبي: (19/ 97، 98) ، والبحر المحيط: 8/ 386. (7) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 210، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 499، والمفردات للراغب: 521. (8) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 277، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 500، وتفسير الطبري: 29/ 184، وتفسير الماوردي: 4/ 359. [ ..... ] (9) ذكر البغوي هذا القول في تفسيره: 4/ 423 دون عزو، وكذا القرطبي في تفسيره: 19/ 100. (10) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 211، وأخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 186 عن السدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 851 بنفسه، والمعذار: الستر «1» . 17 إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ : أي: في صدرك «2» ، وإعادة قرآنه عليك، أي: قراءته حتى تحفظ ثمّ إنّا نبيّن لك معانيه إذا حفظته. 22 ناضِرَةٌ: حسنة مستبشرة «3» ، وجه نضر وناضر، ونضر الله وجهه فهو منضور. 23 إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ: تنظر ما يأتيها من ثواب ربها. عن مجاهد «4» وأبي صالح «5» وعكرمة «6» . وقيل «7» : إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ: لا تنظر إلى غيره ولا ترجو الحق إلّا   (1) بلغة اليمن. ينظر تفسير الماوردي: 4/ 360، وتفسير البغوي: 4/ 423. (2) ينظر صحيح البخاري: 6/ 76، كتاب التفسير، تفسير سورة القيامة. وتفسير الطبري: (29/ 188، 189) ، وتفسير الماوردي: 4/ 461، وتفسير البغوي: 4/ 423. (3) تفسير الطبري: 29/ 191، وتفسير البغوي: 4/ 424، والمفردات للراغب: 496، واللسان: 5/ 213 (نضر) . (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 192. (5) أورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 360، وعزا إخراجه إلى ابن جرير، وابن أبي شيبة عن أبي صالح. (6) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عكرمة، وأخرج الطبري في تفسيره: 29/ 192 عن عكرمة قال: «تنظر إلى ربها نظرا» . وعقب القرطبي على نسبة هذا القول إلى عكرمة بقوله: «وليس معروفا إلا عن مجاهد وحده» (تفسير القرطبي: 19/ 108) . وهذا القول الذي ذكره المؤلف رحمه الله عن مجاهد وأبي صالح، وعكرمة، هو أحد تأويلات المعتزلة في نفي رؤية الله سبحانه وتعالى في الآخرة. وقد خطّأ النحاس هذا القول في إعراب القرآن: 5/ 84، وقال: «لأنه لا يجوز عندهم (عند النحويين) ولا عند أحد علمته: نظرت زيدا، أي: نظرت ثوابه» . ورد الأزهري هذا القول- أيضا- في تهذيب اللغة: 14/ 371، والفخر الرازي في تفسيره: 30/ 227. (7) هذا نص قول الزمخشري في الكشاف: 4/ 192، وهو أحد تأويلات المعتزلة كما في البحر المحيط: 8/ 389. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 852 من عنده. وعن أبي سعيد الخدري «1» رضي الله عنه: قلنا للنّبي صلى الله عليه وسلم أنرى ربّنا؟ فقال: «أتضارون في رؤية الشّمس في الظّهيرة في غير سحابة؟ أفتضارون في [رؤية] «2» القمر ليلة البدر في غير سحاب؟ فإنكم لا تضارّون في رؤيته إلّا كما تضارون في رؤيتهما» أي: لا تنازعون ولا تخالفون. ويروى «3» : «لا تضامون» أي: لا ينضمّ بعضكم إلى بعض في وقت النظر لخفائه كما تفعلون بالهلال. 25 فاقِرَةٌ: داهية تكسر/ الفقار «4» . 27 مَنْ راقٍ : من يرقى بروحه أملائكة الرّحمة أم العذاب «5» ؟ أو هو قول أهله: هل من راق يرقيه «6» .   (1) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 8/ 181، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ، والإمام مسلم في صحيحه: 1/ 164 رقم (302) . كتاب الإيمان، باب «معرفة طريق الرؤية» باختلاف في بعض ألفاظه. (2) في الأصل: «ليله» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (3) ينظر صحيح البخاري: 8/ 179، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ. وصحيح مسلم: 1/ 164 حديث رقم (299) ، كتاب الإيمان، باب: «معرفة طريق الرؤية» . (4) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 500، وقال أيضا: «تقول: فقرت الرجل، إذا كسرت فقاره. كما تقول: رأسته، إذا ضربت رأسه، وبطنته، إذا ضربت بطنه» . وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 212، والمفردات للراغب: 383، واللسان: 5/ 62 (فقر) . (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 195 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 361، وزاد نسبته إلى ابن أبي الدنيا، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس. وانظر هذا القول في معاني الزجاج: 5/ 254، وتفسير الماوردي: 4/ 362، وتفسير البغوي: 4/ 424. [ ..... ] (6) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 212، وأخرجه الطبري في تفسيره: (29/ 194، 195) عن قتادة، وابن زيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 853 29 وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ: من كرب الموت وهول المطلع. وقال الضحاك «1» : اجتمع عليه أمران: أهله يجهزون جسده، والملائكة يجهزون روحه. 33 يَتَمَطَّى: يتبختر «2» ، والمطيطاء: مشية يهتزّ فيها المطا وهو الظهر «3» . 34 أَوْلى لَكَ فَأَوْلى: قاربك ما تكره، و «وليك» من الوليّ: القرب «4» . 36 سُدىً: مهملا لا يؤمر ولا ينهى. 37 تمنى «5» : تراق. وقيل: تقدّر وتخلق، والمنا القدر «6» . ومن سورة الإنسان 2 أَمْشاجٍ: المشج: الخلط «7» ، وهي ماء الرّجل والمرأة. قال عليه السّلام «8» : «أيّ الماءين سبق فمنه الشّبه» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 196، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 362، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن الضحاك. (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 212، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 501، وتفسير الطبري: 29/ 199، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 254. (3) المفردات للراغب: 470، واللسان: 7/ 404 (مطط) . (4) اللسان: 15/ 411 (ولي) . (5) كذا في الأصل، و «ك» بالتاء، وهي قراءة نافع، وابن عامر، وابن كثير. السبعة لابن مجاهد: 662، والتبصرة لمكي: 365، والتيسير للداني: 217. (6) المفردات للراغب: 475، واللسان: 15/ 293 (مني) . (7) معاني القرآن للفراء: 3/ 214، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 502، وتفسير الطبري: 29/ 203، والمفردات للراغب: 469. (8) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 5/ 149، كتاب التفسير، باب قوله تعالى: مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ، وأخرجه- أيضا- الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 250، حديث رقم (311) كتاب الحيض، باب «جواز نوم الجنب ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 854 3 إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً: ال «فعول» للمبالغة والكثرة «1» ، وشكر الإنسان قليل وكفرانه كثير. 4 سلاسلا: بالتنوين «2» لتشاكل أَغْلالًا وَسَعِيراً أو أجرى «السّلاسل» مجرى الواحد «3» والجمع «السّلاسلات» ، وفي الحديث «4» : «إنكنّ صواحبات يوسف» . 5 كانَ مِزاجُها كافُوراً: مزج بالكافور وختم بالمسك «5» . 6 يُفَجِّرُونَها: يجرونها كيف شاؤوا «6» . 7 مُسْتَطِيراً: منتشرا «7» . 10 قَمْطَرِيراً: شديدا طويلا «8» .   (1) تفسير الماوردي: 4/ 368، والبحر المحيط: 8/ 394. (2) قراءة نافع، والكسائي، وشعبة بن عاصم. السبعة لابن مجاهد: 663، والتبصرة لمكي: 366، والتيسير للداني: 217. (3) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 258، والكشف لمكي: 2/ 352، والبحر المحيط: 8/ 394. (4) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: 4/ 122، كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا. وأخرجه- أيضا- الإمام مسلم في صحيحه: 1/ 313 حديث رقم (418) كتاب الصلاة، باب «استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر ... » . (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 207 عن قتادة. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 369، وعزا إخراجه إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد عن قتادة. [ ..... ] (6) ينظر تفسير الطبري: (29/ 207، 208) ، وتفسير الماوردي: 4/ 369، وتفسير البغوي: 4/ 428، وتفسير ابن كثير: 8/ 312. (7) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 502، وتفسير الطبري: 29/ 209، واللسان: 4/ 513 (طير) . (8) معاني القرآن للفراء: 3/ 216، وتفسير الطبري: 29/ 211، والمفردات للراغب: 413، واللسان: 5/ 116 (قمطر) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 855 16 قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ: أي: كأنها في بياضها من فضة على التشبيه من غير أداة أراد به. قال ابن عبّاس «1» : «قوارير كلّ أرض من تربتها وأرض الجنة فضة» . 17 مِزاجُها زَنْجَبِيلًا: أي: في لذاذة المقاطع، والزّنجبيل يحذى اللّسان، وهو عند العرب من أجود أوصاف الخمر «2» . 21 عالِيَهُمْ: نصبه على أنه صفة جعلت ظرفا «3» ، كقوله» : وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ. 28 أَسْرَهُمْ: خلقهم «5» . قال المبرد «6» : الأسر القوى كلها، وأصله القدّ يشدّ به الأقتاب. وقيل: أسير لأنّه مشدود بالقدّ. ومن سورة المرسلات 1 وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً: الملائكة ترسل بالمعروف «7» .   (1) أورده الماوردي في تفسيره: 4/ 372. (2) قال ابن دحية في تنبيه البصائر: 53/ ب: العرب تضرب المثل بالخمر إذا مزجت بالزنجبيل، وكانوا يستطيبون ذلك، فخاطبهم الله- تعالى- على ما يعرفون. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 503، واللسان: 11/ 312 (زنجبيل) . (3) معاني القرآن للفراء: 3/ 218، ومعاني الزجاج: 5/ 262، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 104، والبحر المحيط: 8/ 399. (4) سورة الأنفال: آية: 42. (5) معاني الفراء: 3/ 220، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 504، وتفسير الطبري: 29/ 226، ومعاني الزجاج: 5/ 263، والمفردات للراغب: 18. (6) الكامل: (964، 965) . (7) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 221، وأخرجه الطبري في تفسيره: 29/ 229 عن مسروق. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 511 عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 381، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 856 وقيل «1» : السّحائب والرياح. عُرْفاً: متتابعة كعرف الفرس «2» . 3 وَالنَّاشِراتِ: المطر لنشرها النّبات «3» . 4 فَالْفارِقاتِ: الملائكة تفرّق بين الحقّ والباطل «4» . 5 فَالْمُلْقِياتِ: / الملائكة تلقي الرّوح «5» . [104/ ب] 6 عُذْراً: نصب على الحال أو على المفعول له «6» ، أي: عذرا من الله إلى عباده ونذرا لهم من عذابه. 8 طُمِسَتْ: محيت «7» . 9 فُرِجَتْ: شقّت «8» .   (1) أخرجه الطبري في تفسيره: (29/ 228، 229) عن ابن مسعود، وابن عباس، وأبي صالح، ومجاهد، وقتادة. (2) معاني القرآن للفراء: 3/ 221، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 505، وتفسير الطبري: 29/ 229، ومعاني الزجاج: 5/ 265. (3) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 29/ 331 عن أبي صالح، وانظر هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 378، وزاد المسير: 8/ 445. (4) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 222، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 505، والطبري في تفسيره: 29/ 232، والزجاج في معانيه: 5/ 265، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 378 عن ابن عباس رضي الله عنهما. [ ..... ] (5) في «ج» و «ك» : الوحي. وانظر معاني الفراء: 3/ 222، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 505، وتفسير الماوردي: 4/ 378. (6) معاني القرآن للزجاج: 5/ 266، والتبيان للعكبري: 2/ 1262، والبحر المحيط: 8/ 405. (7) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 379، وتفسير البغوي: 4/ 433، والمفردات للراغب: 307. (8) معاني القرآن للزجاج: 5/ 266، وتفسير الماوردي: 4/ 379، وزاد المسير: 8/ 447، وتفسير الفخر الرازي: 30/ 269. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 857 10 نُسِفَتْ: قلعت «1» . 11 أُقِّتَتْ: جمعت لوقت «2» . 25 كِفاتاً: كنّا ووعاء «3» ، وأصلها الضمّ «4» . يقال للرطب: كفت وكفيت لضمّه ما يحويه. 30 ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ: اللهب والشّرر والدخان «5» . وقيل: إنّ الشّكل الحسكيّ يلقّب ب «النّاري» ، فليس لها فوق ووراء وتحت يدرك. 32 بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ: بمعنى القصور «6» ، وهي بيوت من أدم «7» . 33 جمالت «8» جمع «جمالة» : قلوس ....   (1) نقل القرطبي هذا القول في تفسيره: 19/ 57 عن المبرد. وانظر المفردات للراغب: 490، وتفسير البغوي: 4/ 433، واللسان: 9/ 327 (نسف) . (2) أي: لوقت القيامة. ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 506، وتفسير البغوي: 4/ 433، وتفسير القرطبي: 19/ 157. (3) معاني القرآن للفراء: 3/ 224، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 281، وتفسير الطبري: 29/ 236، ومعاني الزجاج: 5/ 267. (4) ينظر المفردات للراغب: 433، واللسان: 2/ 79 (كفت) . (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 380، والقرطبي في تفسيره: 19/ 163. (6) قال الطبري رحمه الله في تفسيره: 29/ 241: ولم يقل «كالقصور» و «الشرر» جماع، كما قيل: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ولم يقل: الأدبار، لأن الدبر بمعنى الأدبار، وفعل ذلك توفيقا بين رؤوس الآيات ومقاطع الكلام لأن العرب تفعل ذلك كذلك، وبلسانها نزل القرآن» . وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 224، وتفسير القرطبي: 19/ 163. (7) أخرج الإمام البخاري في صحيحه: 6/ 78، كتاب التفسير، تفسير سورة «المرسلات» عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل فنرفعه للشتاء فنسميه القصر» . (8) بضم الجيم وصيغة الجمع، وتنسب هذه القراءة إلى ابن عباس، وقتادة، وسعيد بن جبير، والحسن، ومجاهد، ويعقوب. ينظر تفسير الطبري: 29/ 243، وإعراب القرآن للنحاس: 15/ 121، والبحر المحيط: 8/ 407، ومعجم القراءات: 8/ 39. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 858 السّفن «1» . وقريء: جمالات «2» جمال وجمالات ك «رجال» و «رجالات» «3» . و «الصفر» : السّود «4» لأنّ سود الإبل فيها شكلة من صفرة. 50 فَبِأَيِّ حَدِيثٍ: أي: إذا كفروا بالقرآن فبأيّ حديث يؤمنون؟!. سورة النبأ إلى آخر القرآن 9 نَوْمَكُمْ سُباتاً: قطعا لأعمالكم «5» ، ويوم السّبت لقطعهم العمل فيه. والسّبت: نوع من النعال الحسنة التحضير والتقطيع «6» . وقيل «السّبات» : النّوم الممتدّ، سبتت شعرها: مددت عقيصتها المفتولة «7» .   (1) فلوس السفن: حبالها. وقد ورد هذا المعنى في أثر أخرجه البخاري في صحيحه: 6/ 78، كتاب التفسير، تفسير سورة «المرسلات» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما. وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 225، واللسان: 6/ 180 (قلس) . (2) هذه قراءة ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم في رواية أبي بكر. السبعة لابن مجاهد: 666، والتبصرة لمكي: 368، والتيسير للداني: 218. [ ..... ] (3) معاني القرآن للزجاج: 5/ 268، والكشف لمكي: 2/ 358، والبحر المحيط: 8/ 407. (4) معاني القرآن للفراء: 3/ 225، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 281، وتفسير الطبري: 29/ 241، واللسان: 4/ 460 (صفر) . (5) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 272، وتفسير الماوردي: 4/ 382، والمفردات للراغب: 220، واللسان: 2/ 37 (سبت) . (6) اللسان: 2/ 36 (سبت) . (7) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 508، وتفسير المشكل لمكي: 371، وتفسير القرطبي: 19/ 171. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 859 14 الْمُعْصِراتِ: السّحائب التي دنت أن تمطر «1» ، كالمعصرة التي دنت من الحيض. 16 أَلْفافاً: مجتمعة بعضها إلى بعض، جنّة لفّاء، وجمعها «لفّ» ، ثم «ألفاف» «2» . وفي الحديث «3» : «كان عمر وعثمان وابن عمر رضي الله عنهم لفا» ، أي: حزبا. 21 مِرْصاداً: مفعال من الرّصد «4» . 24 بَرْداً: نوما «5» ، يقال: منع البرد البرد «6» .   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 508، وأخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 5 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 383 عن سفيان، والربيع بن أنس. وانظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 272، والمفردات للراغب: 336، واللسان: 4/ 577 (عصر) . (2) ف «ألفاف» جمع الجمع كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 282. وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 509، وتفسير الطبري: 30/ 7، وتفسير البغوي: 4/ 437، وتفسير القرطبي: 19/ 174. (3) أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث: 2/ 37 عن عثمان بن نائل عن أبيه بلفظ: «سافرت مع مولاي عثمان بن عفان وعمر في حج أو عمرة، فكان عمر وعثمان وابن عمر لفا ... » . ينظر هذا الأثر أيضا في الفائق: 3/ 323، وغريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 327، والنهاية: 4/ 621. (4) الجمهرة لابن دريد: 2/ 629، وتفسير البغوي: 4/ 438، وزاد المسير: 9/ 7، وتفسير القرطبي: 19/ 177. (5) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 228، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 509، والطبري في تفسيره: 30/ 12. وقيل: إنه بلغة هذيل كما في كتاب اللغات الواردة في القرآن: 308، والبحر المحيط: 8/ 414. ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 385 عن مجاهد، والسدي، وأبي عبيدة. (6) أي: أذهب البرد النوم كما في تفسير البغوي: 4/ 438، وتفسير القرطبي: 19/ 180، والبحر المحيط: 8/ 414. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 860 وقيل «1» : برد الماء والهواء. 26 جَزاءً وِفاقاً: جازيا على وفاق أعمالهم. 28 كِذَّاباً: كذب يكذب كذبا وكذابا، وكذّب كذّابا، ومثله: كلّم كلّاما وقضى قضاء. وقال أعرابي: القصّار أفضل أم الحلق «2» ؟. 31 مَفازاً: موضع الفوز «3» . 34 دِهاقاً: ملاء ولاء «4» . 36 عَطاءً حِساباً: كافيا «5» . 38 الرُّوحُ: ملك عظيم يقوم وحده صفا ويقوم الملائكة صفا «6» . [سورة النازعات] 1 وَالنَّازِعاتِ: الملائكة تنزع الأرواح «7» .   (1) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 385، وقال: «وهو قول كثير من المفسرين» . (2) أورده الفراء في معانيه: 3/ 229، على أنه هو المسؤول. (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 510، وتفسير الماوردي: 4/ 386، والمفردات للراغب: 387. [ ..... ] (4) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 283، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 510، وتفسير الطبري: 30/ 18، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 275. (5) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 283، وذكره الزجاج في معانيه: 5/ 275، ومكي في تفسير المشكل: 372، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 387 عن الكلبي. (6) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 22 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأورد الطبري- رحمه الله- أقوالا أخرى في المراد ب- «الروح» - ثم قال: «والصواب من القول أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنّ خلقه «لا يملكون منه خطابا، يوم يقوم الروح» -، والروح: خلق من خلقه، وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت والله أعلم أيّ ذلك هو، ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعنيّ به دون غيره يجب التسليم له، ولا حجة تدل عليه، وغير ضائر الجهل به» . وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 334: «والأشبه- والله أعلم- أنهم بنو آدم» . (7) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 230، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 512، والطبري في تفسيره: 30/ 27، والزجاج في معانيه: 5/ 277. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 390 عن ابن مسعود، ومسروق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 861 غَرْقاً: إغراقا في النّزع. [105/ أ] 2 نَشْطاً: تنشطها كنشط/ العقال «1» . وقيل «2» : النّاشطات النّجوم السيّارة، ويقال للحمار الوحشي: ناشط لإسراعه أو لذهابه من مكان إلى آخر «3» . 3 وَالسَّابِحاتِ: النّجوم تسبح في الأفلاك «4» أو الفلك في البحر، أو الخيل السّوابق «5» . 4 فَالسَّابِقاتِ: الملائكة تسبق الشّياطين بالوحي إلى الأنبياء «6» . وقيل «7» : المنايا تسبق الأماني. 6 الرَّاجِفَةُ: النّفخة الأولى تميت الأحياء، والرَّادِفَةُ: التي تحيي الموتى «8» .   (1) أي: كربط العقال، وهذا مثال لقبض روح المؤمن كما في معاني القرآن للفراء: 3/ 230، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 512، وتفسير الطبري: 30/ 28. (2) أخرجه الطبريّ في تفسيره: 30/ 29 عن قتادة. (3) ينظر مجاز القرآن لابن قتيبة: 2/ 284، وتفسير البغوي: 4/ 442، واللسان: 7/ 413 (نشط) . (4) مجاز القرآن: 2/ 284، وتفسير الماوردي: 4/ 291، وزاد المسير: 9/ 16، وتفسير القرطبي: 19/ 193. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 30 عن عطاء، وذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 391، وابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 16. (6) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 230، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 512، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 391 عن علي رضي الله عنه، ومسروق. (7) ذكره أبو حيان في البحر المحيط: 8/ 419 دون عزو. (8) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 31، عن الحسن، وقتادة. ونقله الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 336 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال: «وهكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغير واحد» . وانظر تفسير الماوردي: 4/ 392، وتفسير البغوي: 4/ 442. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 862 8 واجِفَةٌ: خافقة مضطربة «1» ، من «الوجيف» . 10 فِي الْحافِرَةِ: في الأمر الأول، رجع في حافرته: ذهب في طريقه الأول «2» . 11 نَخِرَةً: بالية متآكلة، نخر العظم: بلي ورمّ «3» . وناخرة «4» : صيّتة صافرة، كأنّ الريح تنخر فيها نخيرا. 14 بِالسَّاهِرَةِ: أرض القيامة «5» . 29 وَأَغْطَشَ لَيْلَها: جعلها مظلمة «6» . 30 وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ: مع ذلك، كقوله «7» : عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ. دَحاها: بسطها «8» ، وأدحي النّعام لبسطها موضعه «9» . 34 الطَّامَّةُ الْكُبْرى: الداهية العظمى «10» ، وفي الحديث «11» : «ما من   (1) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 513، وتفسير الطبري: 30/ 33، واللسان: 9/ 352 وجف) . (2) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 278، واللسان: 4/ 205 (حفر) . [ ..... ] (3) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 284، وتفسير الطبري: 30/ 34، والمفردات للراغب: 486. (4) بالألف، قراءة حمزة، والكسائي، وشعبة عن عاصم. السبعة لابن مجاهد: 670، والتبصرة لمكي: 370، والتيسير للداني: 219. وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للفراء: 3/ 232، وتفسير الطبري: 30/ 35، ومعاني الزجاج: 5/ 279، والكشف لمكي: 2/ 361. (5) تفسير الماوردي: 3/ 394، وتفسير الفخر الرازي: 31/ 39، وتفسير القرطبي: 19/ 200. (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 233، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 285، وتفسير الطبري: 30/ 43، ومعاني الزجاج: 5/ 280، والمفردات للراغب: 362. (7) سورة القلم: آية: 13. (8) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 285، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 513، وتفسير الطبري: 30/ 46، وتفسير القرطبي: 19/ 204. (9) ينظر المفردات للراغب: 166، وتفسير القرطبي: 19/ 204، واللسان: 14/ 251 (دحا) . (10) غريب الحديث للخطابي: 2/ 29، وتفسير الفخر الرازي: 31/ 50، وتفسير القرطبي: 19/ 206. (11) نسب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد ورد هذا القول في أثر طويل أخرجه البيهقي في دلائل النبوة: 2/ 424 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وذكره الخطابي في غريب الحديث: 2/ 29 عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وكذا ابن الجوزي في غريب الحديث: 2/ 40، والمحب الطبري في الرياض النضرة: 1/ 102، وأشار العقيلي إليه في كتاب الضعفاء: 1/ 38 وقال: «وليس لهذا الحديث أصل، ولا يروى من وجه يثبت إلا شيء يروى في مغازي الواقدي وغيره مرسلا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 863 طامّة إلّا وفوقها طامة» . [سورة عبس] 2 الْأَعْمى: عبد الله بن أمّ مكتوم «1» . 6 تَصَدَّى: تعرض. وبالتشديد «2» : تتعرّض. 10 تَلَهَّى: تشاغل وتغافل. 11 تَذْكِرَةٌ: أي: هذه السّورة «3» . 12 فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ: أي: القرآن «4» .   (1) ورد ذلك في حديث أخرجه الترمذي في سننه: 5/ 432 حديث رقم (3331) كتاب التفسير، باب «ومن سورة عبس» عن عائشة رضي الله عنها. قال الترمذي: «هذا حديث غريب» . وأخرجه- أيضا- الطبري في تفسيره: 30/ 50، والحاكم في المستدرك: 2/ 514، كتاب التفسير، «سورة عبس وتولى» . وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي» . وانظر هذا الخبر في أسباب النزول للواحدي: (517، 518) ، والتعريف والإعلام للسهيلي: 179، ومفحمات الأقران: 205. (2) بتشديد الصاد، قراءة نافع، وابن كثير كما في السّبعة لابن مجاهد: 672، والتبصرة لمكي: 371، والتيسير للداني: 220. وانظر توجيه القراءتين في الكشف لمكي: 2/ 362، وتفسير القرطبي: 19/ 214، والبحر المحيط: 8/ 427. (3) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 236، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 514، والطبري في تفسيره: 30/ 53، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 399، عن الفراء، والكلبي. (4) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 236، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 514، وتفسير الماوردي: 4/ 400. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 864 15 سَفَرَةٍ: كتبه «1» ، أو ملائكة يسفرون بالوحي. 17 قُتِلَ الْإِنْسانُ: لعن وعذّب «2» ، وهو أميّة «3» بن خلف. 21 فَأَقْبَرَهُ: جعل له قبرا يدفن فيه ولم يجعله جيفة ملقاة. قالت بنو تميم لابن هبيرة «4» - لما قتل صالح «5» بن عبد الرحمن: أقبرنا صالحا قال: فدونكموه «6» . والقضب «7» : كل رطب يقضب «8» فينبت.   (1) وهم الملائكة كما في تفسير الطبري: 30/ 54، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 284 وهو قول الجمهور كما في زاد المسير: 9/ 29. وانظر معاني القرآن للفراء: 3/ 236، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 286، وتفسير الماوردي: 4/ 400. [ ..... ] (2) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 514، وتفسير الطبري: 30/ 54، وزاد المسير: 9/ 30، وتفسير القرطبي: 19/ 217. (3) هذا قول الضحاك كما في تفسير الماوردي: 4/ 401، وزاد المسير: 9/ 30. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 345: «وهذا الجنس الإنسان المكذب، لكثرة تكذيبه بلا مستند، بل بمجرد الاستبعاد وعدم العلم» . (4) هو عمر بن هبيرة بن معاوية بن سكين الفزاري، أبو المثنى. كان أميرا للخليفة يزيد بن عبد الملك على العراق وخراسان، ثم عزله هشام بن عبد الملك. أخباره في المعارف لابن قتيبة: 408، والكامل لابن الأثير: (5/ 98، 99) ، وسير أعلام النبلاء: 4/ 562. (5) هو صالح بن عبد الرحمن التميمي، كان عاملا على خراج العراق في عهد الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وعزل في عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. ينظر المعارف لابن قتيبة: 361، والكامل لابن الأثير: (4/ 588، 589) . (6) ينظر هذا الخبر في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 286، وزاد المسير: (9/ 31، 32) ، وتفسير القرطبي: (19/ 219) . (7) في قوله تعالى: وَعِنَباً وَقَضْباً [آية: 28] . (8) أي: يقطع، وانظر هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 514، والمفردات للراغب: 406، وتفسير القرطبي: 19/ 221، واللسان: 1/ 679 (قضب) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 865 30 غُلْباً: غلاظ الأشجار [ملتفة] «1» الأغصان. و «الفاكهة» «2» : الثّمرة الرّطبة، و «الأبّ» : اليابسة لأنه يعدّ للشتاء «3» ، و «الأبّ» : الاستعداد «4» . 33 الصَّاخَّةُ: صيحة القيامة تصكّ الأسماع وتصخّها «5» . 37 شَأْنٌ يُغْنِيهِ: يكفيه ويشغله. 41 تَرْهَقُها قَتَرَةٌ: تغشاها ظلمة الدخان «6» . [سورة التكوير] 1 كُوِّرَتْ: طويت «7» . 2 انْكَدَرَتْ: انقضت «8» . 6 سُجِّرَتْ: ملئت نارا «9» .   (1) في الأصل: «متلفة» ، والتصويب من نسخة «ج» والمصادر التي أوردت هذا القول. ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 238، وتفسير الطبري: 30/ 57، ومعاني الزجاج: 5/ 286، وتفسير الفخر الرازي: 31/ 63، وتفسير القرطبي: 19/ 222. (2) في قوله تعالى: وَفاكِهَةً وَأَبًّا [آية: 31] . (3) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 404 عن بعض المتأخرين. وأورده الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 64 دون عزو. (4) اللسان: 1/ 205 (أبب) . (5) وهي الصيحة الثانية كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 515، وتفسير الطبري: 30/ 61، وتفسير البغوي: 4/ 449، وتفسير القرطبي: 19/ 224، وتفسير ابن كثير: 8/ 348. (6) معاني القرآن للزجاج: 5/ 287، والمفردات للراغب: 393، وتفسير القرطبي: 19/ 226. (7) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 287، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 516، وتفسير الطبري: 30/ 64، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 289. [ ..... ] (8) تفسير البغوي: 4/ 451، وتفسير القرطبي: 19/ 227، واللسان: 5/ 135 (كدر) . (9) ينظر تفسير الطبري: 30/ 67، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 290، والمفردات للراغب: 224، واللسان: 4/ 345 (سجر) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 866 7 زُوِّجَتْ: ضمّ الشّكل إلى شكله، الفاجر مع الفاجر/ والصّالح مع [105/ ب] الصّالح «1» . وقيل «2» : قرنت بجزائها وأعمالها. 8 الْمَوْؤُدَةُ: المثقلة بالتراب. 11 كُشِطَتْ: «الكشط» : النزع عن شدّة التزاق «3» . 15 بِالْخُنَّسِ: الخمسة السّيّارة «4» لأنّها تخنس في سيرها وتتردد، وربّما وقفت مدة أو رجعت القهقرى، ومعنى رجوعها: مسيرها إلى خلاف التوالي في أسافل التدوير، ومعنى وقوفها: إبطاؤها [في السير] «5» في حالتي الاستقامة والرجوع «6» . 16 الْجَوارِ الْكُنَّسِ: أي: تكنس وتستتر العلوي منها بالسّفلي عند   (1) أخرج عبد الرازق نحو هذا القول في تفسيره: 2/ 351 عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكذا الطبري في تفسيره: 30/ 69، والحاكم في المستدرك: 2/ 603، كتاب التفسير: «تفسير سورة إذا الشمس كورت» ، قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 429، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور، والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في «البعث» ، وأبي نعيم عن عمر رضي الله تعالى عنه. واختار الطبري هذا القول وكذا ابن كثير في تفسيره: 8/ 355. (2) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 290، والماوردي في تفسيره: 4/ 308، والبغوي في تفسيره: 4/ 452، ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 70 عن الزجاج. (3) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 516، وتفسير الطبري: 30/ 73، وتفسير المشكل لمكي: 377، وتفسير القرطبي: 19/ 235، واللسان: 7/ 378 (كشط) . (4) وهي زحل، وعطارد، والمشتري، والمريخ، والزهرة. ينظر هذا القول في معاني الفراء: 3/ 242، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 517، وتفسير الطبري: 30/ 74، وتفسير القرطبي: 19/ 236. (5) ما بين معقوفين عن نسخة «ج» و «ك» . (6) راجع هذا المعنى في تفسير البغوي: 4/ 453، وزاد المسير: 9/ 42، وتفسير الفخر الرازي: 31/ 72، وتفسير القرطبي: 19/ 237. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 867 القرانات كما تستتر الظباء في الكناس «1» . 17 عَسْعَسَ: أظلم «2» . 18 وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ: يقال: تنفّس الصّبح عن ريحانة، وأنت في نفس من أمرك، أي: في سعة «3» . وفي الحديث «4» : «الرّيح نفس الرّحمن» ، أي: تفرّج الكرب وتنشر الغيث «5» . 24 بظنين «6» : بمتّهم «7» . قال ابن سيرين «8» : لم يكن عليّ يظنّ في قتل عثمان، أي: يتّهم. وبالضّاد: بخيل «9» ، أي: لا يبخل بأخبار السّماء كما يضنّ الكاهن رغبة في الحلوان.   (1) معاني القرآن للفراء: 3/ 242، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 517، واللسان: 6/ 198 (كنس) . (2) معاني الفراء: 3/ 242، وتفسير المشكل لمكي: 377، وتفسير الماوردي: 4/ 411، واللسان: 6/ 139 (عسس) . (3) ينظر النهاية لابن الأثير: 5/ 93، واللسان: 6/ 237 (نفس) . (4) أخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 272، كتاب التفسير، «من سورة البقرة» عن أبي بن كعب رضي الله عنه موقوفا، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (5) غريب الحديث لابن الجوزي: 2/ 425، والنهاية: 5/ 94. (6) بالظاء، قراءة ابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي، وقرأ باقي السبعة بالضاد. السبعة لابن مجاهد: 673، والتبصرة لمكي: 372، والتيسير للداني: 220. [ ..... ] (7) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 243، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 288، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 517، وتفسير الطبري: 30/ 81، ومعاني الزجاج: 5/ 293. (8) هو محمد بن سيرين البصري الأنصاري، أبو بكر، الإمام التابعي الفقيه المفسر المحدث الثقة. توفي سنة 110 للهجرة. ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد: 7/ 193، والمعرفة والتاريخ: 2/ 54، وتقريب التهذيب: 483. (9) ينظر معاني الفراء: 3/ 342، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 517، وتفسير الطبري: 30/ 81، ومعاني الزجاج: 5/ 293. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 868 [سورة الانفطار] 4 بُعْثِرَتْ: بحثت وثوّرت «1» . 7 فَعَدَلَكَ: معتدل البنية لا يفضل عضو في خاصّ وضعه على عضو. 8 فِي أَيِّ صُورَةٍ: في أيّ شبه من أب أو أم «2» . [سورة المطففين] 3 وَإِذا كالُوهُمْ: كالوا لهم، ولكنّه لما تقدم «اكتال» عليه كان «كاله» أفصح «3» . 7 سِجِّينٍ: «فعّيل» من «السّجن» «4» ، وهو تحت الأرض السّابعة. عن ابن عباس «5» . 9 مَرْقُومٌ: [مكتوب] «6» كالرّقم في الحجر لا ينمحي «7» .   (1) أي: قلبت وأخرج ما فيها من أهلها أحياء، كما في تفسير الطبري: 30/ 85، ومعاني الزجاج: 5/ 295، وتفسير البغوي: 4/ 455، وتفسير القرطبي: 19/ 244. (2) هذا قول مجاهد كما في تفسير الطبري: 30/ 87، وتفسير الماوردي: 4/ 415، وتفسير ابن كثير: 8/ 365، والدر المنثور: 8/ 440. (3) تفسير القرطبي: 19/ 252. (4) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 289، وتفسير الطبري: 30/ 94، ومعاني الزجاج: 5/ 298، واللسان: 13/ 203 (سجن) . (5) نقله القرطبي في تفسيره: 19/ 257، وعزاه- أيضا- إلى قتادة، وسعيد بن جبير، ومقاتل، وكعب. وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 94 عن مجاهد. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 444، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رحمه الله. (6) في الأصل: «مكتوم» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» . (7) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 289، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 519، وتفسير القرطبي: 19/ 258. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 869 14 رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ: غلب وغطّى «1» . وفي حديث «2» عمر رضي الله عنه: «أصبح قد رين به» أي: أحاط بماله الدّين. 18 عِلِّيِّينَ: مراتب عالية، جمعت جمع العقلاء تفخيما، والواحد «علّيّ» وهي في السّماء السّابعة «3» . 26 خِتامُهُ مِسْكٌ: آخر طعمه «4» . 27 مِنْ تَسْنِيمٍ: عين عالية «5» تتسنّم منازل أهل الجنّة. 36 ثُوِّبَ: جوزي. [سورة الانشقاق] 2 أَذِنَتْ: سمعت وأطاعت، وَحُقَّتْ: حقّ لها السّمع والطاعة «6» .   (1) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 519، وتفسير الطبري: 30/ 97، وتفسير القرطبي: 30/ 260. (2) أخرجه الإمام مالك في الموطأ: 2/ 770 كتاب الوصية، باب «جامع القضاء» وذكره الفراء في معانيه: 3/ 246، وأبو عبيد في غريب الحديث: 3/ 269، والزمخشري في الفائق: 2/ 184، وابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 427، وابن الأثير في النهاية: 2/ 290، والقرطبي في تفسيره: 19/ 360. (3) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 101 عن كعب، ومجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 421 عن ابن زيد. قال الطبري- رحمه الله-: «والصّواب أن يقال في ذلك كما قال جل ثناؤه: إن كتاب أعمال الأبرار لفي ارتفاع إلى حد قد علم الله جل وعز منتهاه، ولا علم عندنا بغايته، غير أن ذلك لا يقصر عن السماء السابعة، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك» . (4) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 520، وتفسير المشكل لمكي: 379، وتفسير القرطبي: 19/ 265. [ ..... ] (5) تفسير الطبري: 30/ 108، وتفسير الماوردي: 4/ 422، واللسان: 12/ 307 (سنم) . (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 249، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 521، وتفسير الطبري: 30/ 113، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 303. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 870 3 مُدَّتْ: بسطت وسوّيت باندكاك الجبال «1» . 6 كادِحٌ: ساع دؤوب «2» . 17 وَسَقَ: جمع «3» . 18 اتَّسَقَ: استوى «4» . 19 طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ: حالا عن حال «5» . [سورة البروج] «الشّاهد» «6» : الملك والرّسول، و «المشهود» /: الإنسان «7» . [106/ أ] و «الأخدود» «8» : شقّ في الأرض «9» . هبّت نار الأخدود إلى أصحابها   (1) معاني القرآن للفراء: 3/ 250، وتفسير الطبري: 30/ 113، وتفسير القرطبي: 19/ 270. (2) معاني القرآن للزجاج: 5/ 304، والمفردات للراغب: 426، واللسان: 2/ 569 (كدح) . (3) معاني القرآن للفراء: 3/ 251، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 521، وتفسير الطبري: 30/ 119، وتفسير القرطبي: 19/ 276. (4) ينظر تفسير الطبري: (30/ 121، 122) ، ومعاني الزجاج: 5/ 305، وتفسير القرطبي: 19/ 278. (5) ذكره الفراء في معانيه: 3/ 251، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 521، وأخرجه الطبري في تفسيره: (30/ 122، 123) عن ابن عباس، والحسن، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. (6) في قوله تعالى: وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ [آية: 3] . (7) في معنى «الشاهد» ، و «المشهود» اختلاف كثير، وقد ذكر الطبري- رحمه الله- في تفسيره: (30/ 128- 131) الأقوال التي وردت في ذلك، ثم عقّب عليها بقوله: «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله أقسم بشاهد شهد، ومشهود شهد، ولم يخبرنا مع إقسامه بذلك أيّ شاهد وأيّ مشهود أراد، وكل الذي ذكرنا أن العلماء قالوا: هو المعنى مما يستحق أن يقال: «شاهد ومشهود» اه-. (8) في قوله تعالى: قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ [آية: 4] . (9) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 522، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 307، واللسان: 3/ 161 (خدد) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 871 القعود عليها فأحرقتهم «1» . 22 فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ عن أنس «2» : إنّه على التمثيل، أي: كأنّ القرآن لحفظ القلوب إياه في لوح محفوظ، وإلّا فإنّما يحتاج إليه من ينسى. ويروى «3» : أنّ اللّوح شيء يلوح للملائكة فيعرفون به ما يلقى إليهم. [سورة الطارق] «الطّارق» : النّجم وهو هنا زحل «4» لأنّه يثقب السّماء السّبع نوره. 9 تُبْلَى السَّرائِرُ: تظهر الخفايا «5» . 16 وَأَكِيدُ كَيْداً: انقض كيدهم وأبطله وأجازيهم عليه. 17 فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ: كرر للتوكيد بتغيير المثال أولا وتبديل اللّفظ ثانيا «6» . قيل «7» : وتقديرها: مهّل ثم أمهل ثم رويدا، أي: أرودهم رويدا، و «أرود» و «أمهل» بمعنى لتحسين اللّفظ. رُوَيْداً: انظرهم قليلا، ولا يتكلم بها إلّا مصغّرة، وهو من رادت   (1) ينظر خبر أصحاب الأخدود في تفسير الطبري: (30/ 132- 134) ، وتفسير البغوي: 4/ 467، وتفسير ابن كثير: 8/ 388. (2) لم أقف على هذا القول المنسوب إلى أنس رضي الله تعالى عنه. (3) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 431، عن بعض المفسرين، وكذا القرطبي في تفسيره: 19/ 299، وعزاه الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 126، إلى بعض المتكلمين. [ ..... ] (4) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 432 عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 81، إلى علي بن أبي طالب، وابن عباس. ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 128 عن الفراء. (5) ينظر تفسير الطبري: 30/ 146، وتفسير البغوي: 4/ 473. (6) البحر المحيط: 8/ 456. (7) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 134 عن أبي علي الفارسي، وانظر تفسير القرطبي: 20/ 12، والبحر المحيط: 8/ 453. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 872 الريح ترود رودا: تحركت حركة ضعيفة «1» . [سورة الأعلى] 1 سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ: لا تسمّ أحدا باسمي «2» . والغثاء «3» : ما يبس من النّبات فتحتمله الرّيح والماء «4» . و «الأحوى» : الأسود «5» ، والنّبات إذا يبس اسودّ، ويجوز صفة ل الْمَرْعى أي: أخرجه أحوى لشدّة الخضرة ثمّ جعله غثاء «6» . 6 فَلا تَنْسى: سأل ابن كيسان «7» النّحوي جنيدا «8» الصّوفي عنه،   (1) اللسان: 3/ 188 (رود) . (2) أي: نزّه اسم ربك عن أن يسمى به أحد سواه. ينظر تفسير الطبري: 30/ 152، وتفسير الماوردي: 4/ 437. (3) من الآية: 5، قوله تعالى: فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى. (4) تفسير الطبري: 30/ 153، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 315، والمفردات للراغب: 358، واللسان: 15/ 116 (غثا) . (5) معاني القرآن للفراء: 3/ 256، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 524، وتفسير الطبري: 30/ 153، والمفردات للراغب: 140، واللسان: 14/ 207 (حوا) . (6) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 315، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 204، وتفسير القرطبي: 20/ 17. (7) ابن كيسان: (؟ - 299 هـ-) . هو محمد بن أحمد بن إبراهيم بن كيسان النحوي. أخذ النحو عن محمد بن يزيد المبرد، وثعلب وغيرهما، صنف كتاب المذكر والمؤنث، والمقصور والممدود، والوقف والابتداء ... وغير ذلك. أخباره في طبقات النحويين للزبيدي: 153، وإنباه الرواة: 3/ 57، وبغية الوعاة: 1/ 18. (8) الجنيد: (؟ - 297 هـ-) . هو الجنيد بن محمد الخزاز القواريري، الإمام الزاهد المعروف. صحب الحارث المحاسبي والسري السقطي ... وغيرهما، وصفه السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: 2/ 260 بقوله: سيد الطائفة، ومقدم الجماعة، وإمام أهل الخرقة، وشيخ طريقة التصوف، وعلم الأولياء في زمانه، وبهلوان العارفين. ينظر ترجمته أيضا في طبقات الصوفية: 155، وتاريخ بغداد: 7/ 241، وطبقات الأولياء: 126، وسير أعلام النبلاء: 14/ 66. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 873 فقال: لا تنسى العمل به. فقال: لا فضّ الله فاك، مثلك يصدّر «1» . 9 فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى التذكير: تكثير الإنذار وتكريره «2» ، ولا يجب إلّا فيمن ينفعه. 14 قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى: أي: زكاة الفطر «3» ، وتقدّم على صلاة العيد عملا بالآية. [سورة الغاشية] 1 الْغاشِيَةِ: تغشى النّاس بأهوالها «4» . 3 ناصِبَةٌ: ذات نصب. 4 ناراً حامِيَةً: الحمى لازم. أو تحمي نفسها فلا يطفئها شيء. و «الضّريع» «5» : شجرة شائكة «6» إذا أكلته الإبل هزلت، أو هو   (1) ينظر هذا الخبر في تفسير القرطبي: 20/ 19. (2) ينظر الكشاف: 4/ 244. [ ..... ] (3) ورد هذا القول في عدة آثار منها المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها الموقوف على أبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، ومنها المقطوع عن قتادة، وأبي العالية، وعطاء، ومحمد بن سيرين. ينظر تفسير البغوي: 4/ 476، وسنن البيهقي: 4/ 159، كتاب الزكاة، «جماع أبواب زكاة الفطر» ، وتفسير ابن كثير: (8/ 403، 404) ، والدر المنثور: (8/ 485، 486) . (4) وهي القيامة كما في تفسير غريب القرآن: 525، وتفسير الطبري: 30/ 159، وتفسير الماوردي: 4/ 442. (5) في قوله تعالى: لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ [آية: 6] . (6) هي الشّبرق كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 296، وتفسير غريب القرآن: 525، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 317. وانظر تفسير القرطبي: 20/ 30، واللسان: 8/ 223 (ضرع) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 874 وصف من «الضّراعة» لا اسم، أي: ليس فيها طعام إلّا ما أعدّ للهوان، أو إذا طعموه تضرّعوا عنده. 11 لاغِيَةً: مصدر ك «اللّغو» ، أو وصف مصدر محذوف، أي: كلمة لاغية ذات لغو» . [سورة الفجر] 1، 2 وَالْفَجْرِ: صلاة الفجر «2» ، وَلَيالٍ عَشْرٍ: / عشر ذي الحجة «3» . [106/ ب] 3 وَالشَّفْعِ: الخلق، وَالْوَتْرِ: الخالق «4» . 4 وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ: سأل المؤرّج «5» الأخفش عن سقوط الياء فقال:   (1) ينظر معاني القرآن للأخفش: 2/ 737، وتفسير الطبري: 30/ 163، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 212، والكشاف: 4/ 247، والبحر المحيط: 8/ 463. (2) أخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: 30/ 168 عن ابن عباس، وعكرمة. (3) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره: 2/ 369 عن مسروق، ومجاهد، وقتادة. وأخرجه الطبري في تفسيره: (30/ 168، 169) عن ابن عباس، وعبد الله بن الزبير، ومسروق، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد. وأخرجه الحاكم في المستدرك: 2/ 552، كتاب التفسير، «تفسير سورة والفجر» عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، واختار الطبري هذا القول، وصححه ابن كثير في تفسيره: 8/ 413. (4) أخرج الفراء هذا القول في معانيه: 3/ 259 عن عطاء، وأخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 171 عن مجاهد، والحسن. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 503، وزاد نسبته إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد. (5) المؤرج: (؟ - 195 هـ-) . هو مؤرج بن عمرو بن الحارث السدوسي الإمام اللغوي، النحوي، الشاعر، قيل: إن اسمه «مرثد» و «مؤرج» لقب له. صنف كتاب جماهير القبائل، وغريب القرآن، والأنواء، والأمثال ... وغير ذلك. وقد طبع الكتاب الأخير بتحقيق الدكتور رمضان عبد التواب. أخباره في تاريخ بغداد: 13/ 258، وإنباه الرواة: 3/ 327، ووفيات الأعيان: 5/ 304، وبغية الوعاة: 2/ 305. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 875 لا، حتى تخدمني سنة. فسأله بعد سنة. فقال: أمّا الآن فاللّيل لا يسري وإنّما يسرى فيه، فقد عدل به عن معناه فوجب أن يعدل عن لفظه، كقوله «1» : وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ولم يقل «بغية» لأنّه معدول عن «الباغية» «2» . 5 لِذِي حِجْرٍ: عقل «3» . 9 جابُوا الصَّخْرَ: قطعوها ونحتوها بيوتا. 14 إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ: لا يفوته شيء من أمور العباد. 19 أَكْلًا لَمًّا: قال الحسن «4» : أن يأكل نصيبه ونصيب صاحبه أو خادمه. 22 وَجاءَ رَبُّكَ: أمره وقضاؤه. 25 فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ: لا ينقل عذابه عنه إلى غيره فدية له. 27 يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ: أي: إلى الدّنيا «5» ، وقيل «6» : المخبتة.   (1) سورة مريم: آية: 28. (2) ينظر خبر المؤرج والأخفش في تفسير القرطبي: 20/ 43، وببعض الاختلاف في تفسير البغوي: 4/ 482. (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 260، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 297، وتفسير الطبري: 30/ 173، والمفردات للراغب: 109. (4) أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 183، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 509، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن الحسن رحمه الله تعالى. (5) جاء بعده في تفسير الماوردي: 4/ 454: «ارجعي إلى ربك في تركها» ، ذكره عن بعض أصحاب الخواطر. وأورده البغوي في تفسيره: 4/ 487، وابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 124. [ ..... ] (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 190 عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 515، وعزا إخراجه إلى الفريابي، وعبد بن حميد عن مجاهد رحمه الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 876 [سورة البلد] 1 لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ: أي: وأنت مستحل الحرمة، فيكون واو وَأَنْتَ واو الحال «1» ، وهذا قبل الهجرة، ثم استأنف وأقسم بقوله: وَوالِدٍ. أي: آدم، وَما وَلَدَ: ذريته «2» . وقيل «3» : إنه إثبات القسم، والمعنى: وأنت حلال تصنع ما تشاء، كما روي أنه أحلّ له يوم الفتح «4» . وقيل «5» : حِلٌّ: حالّ، أي: ساكن. 4 فِي كَبَدٍ: في شدائد «6» لو وكلناه إلى نفسه فيها لهلك.   (1) قال أبو حيان في البحر المحيط: 8/ 474: «والإشارة لهذا البلد إلى مكة، وَأَنْتَ حِلٌّ جملة حالية تفيد تعظيم المقسم به، أي: فأنت مقيم به، وهذا هو الظاهر» . (2) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (30/ 195، 196) عن مجاهد، وقتادة، وأبي صالح، والضحاك. وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 425، وزاد نسبته إلى سفيان الثوري، وسعيد بن جبير، والسّدّي، والحسن البصري، وخصيف، وشرحبيل بن سعد وغيرهم ثم قال: «وهذا الذي ذهب إليه مجاهد وأصحابه حسن قوي لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن، وهو آدم أبو البشر وولده» ، وتوقف الطبري في القول بتخصيص هذه الآية بآدم وذريته، فقال: «والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا: إن الله أقسم بكل والد وولده، لأن الله عم كل ذلك، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه، فهو على عمومه كما عمه» . (3) وهو أصح الوجوه عند الماوردي في تفسيره: 4/ 456. وانظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 327، وزاد المسير: 9/ 126، وتفسير القرطبي: 20/ 59. (4) ينظر صحيح البخاري: 1/ 35، كتاب العلم، باب «ليبلغ العلم الشاهد الغائب» ، وصحيح مسلم: 2/ 988، كتاب الحج، باب «تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها» . (5) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 456، والفخر الرازي في تفسيره: 31/ 180. (6) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 299، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 528، وتفسير الطبري: 30/ 196، والمفردات للراغب: 420. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 877 6 لُبَداً: كثيرا، من «التلبّد» «1» . 10 وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ: طريقين في ارتفاع «2» ، وهما ثديا أمّه «3» . وفي الحديث «4» : «إنّهما طريقا الخير والشّر» . 11 فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ: الاقتحام: الدخول السّريع، والعقبة: طريق النّجاة «5» . وقيل «6» : الصراط. وقيل «7» : الهوى والشّيطان واقتحامها فك رقبة،   (1) معاني القرآن للفراء: 3/ 463، ومجاز القرآن: 2/ 299، وتفسير الطبري: 30/ 198. (2) مجاز القرآن: 2/ 299، والمفردات للراغب: 482، واللسان: 3/ 415 (نجد) . (3) ذكر ابن قتيبة هذا القول في تفسير غريب القرآن: 528، عن ابن عباس رضي الله عنهما. وأخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 201 عن ابن عباس. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 459 عن قتادة، والربيع بن خثيم. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 522، وعزا إخراجه إلى الفريابي، وعبد بن حميد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. كما عزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن عكرمة، والضحاك. (4) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 2/ 374 عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكذا الطبري في تفسيره: 30/ 199، والحاكم في المستدرك: 2/ 523 كتاب التفسير، «تفسير سورة البلد» وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وروي مرفوعا في رواية عبد الرزاق في تفسيره: 619 عن الحسن وأرسله وكذا أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 200 عن الحسن مرفوعا. ورجح الطبري هذا القول. (5) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 459 عن ابن زيد، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 134. (6) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 459 عن الضحاك، ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 489 عن الضحاك، ومجاهد، والكلبي. وانظر زاد المسير: 9/ 134، وتفسير القرطبي: 20/ 67. (7) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 459 عن الحسن، وكذا القرطبي في تفسيره: 20/ 67، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 134 وقال: «ذكره علي بن أحمد النيسابوري في آخرين» . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 878 ثم كان المقتحم من الذين آمنوا. 16 ذا مَتْرَبَةٍ: مطروحة على التراب «1» . و «المسغبة» «2» : المجاعة «3» . 20 مُؤْصَدَةٌ: مطبقة. [سورة الشمس] 2 وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها: ليلة إبداره «4» . 3 جَلَّاها: أبداها «5» ، أي: الظّلمة «6» . جلّى الشّيء فتجلّى، وجلّى ببصره: رمى به، وجلا لي الخبر: وضح «7» . 4 يَغْشاها: يسترها «8» ، أي: الشّمس. 5 وَما بَناها بمعنى المصدر، أي: وبنائها «9» ، أو ما بمعنى   (1) كناية عن شدة الفقر كما في مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 299، وتفسير الطبري: 30/ 204، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 330، واللسان: 1/ 229 (ترب) . (2) في قوله تعالى: أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ [آية: 14] . (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 265، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 528، وتفسير الطبري: 30/ 203، والمفردات للراغب: 233. (4) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 462، وتفسير البغوي: 4/ 491، وزاد المسير: 9/ 138، والبحر المحيط: 8/ 478. (5) في «ج» : كشفها. (6) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 266، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 529، وتفسير الطبري: 30/ 208، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 332. (7) اللسان: 14/ 150 (جلا) . (8) تفسير الماوردي: 4/ 463. (9) هذا قول الزجاج في معانيه: 5/ 332، وانظر تفسير الماوردي: 4/ 463، وتفسير القرطبي: 20/ 74، والبحر المحيط: 8/ 478. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 879 «الذي» أي: وبانيها «1» . [207/ أ] 7 وَما سَوَّاها: أي: وربّ تسويتها «2» ، وكان من دعاء النّبي «3» صلى الله عليه وسلم/: «اعط قلوبنا تقواها، زكّها أنت خير من زكّاها، أنت وليّها ومولاها» . 10 دَسَّاها: أهلكها بالذنوب «4» ، أو دسّ نفسه في الصّالحين وليس منهم «5» . أو أخفاها وأخملها من «الدّسيس» فكان «دسّسها» ، والعرب تقلب المضعّف إلى الياء تحسينا «6» للفظ. 14 فَدَمْدَمَ: أهلك واستأصل «7» ، و «الدمدمة» : تحريك البناء حتى ينقلب «8» . فَسَوَّاها: سوّى بلادهم بالأرض. 15 وَلا يَخافُ عُقْباها: تبعة إهلاكهم. [سورة الليل] 5 فَأَمَّا مَنْ أَعْطى: أي: حق الله، وَاتَّقى: محارمه.   (1) اختاره الطبري في تفسيره: 30/ 209. (2) ينظر تفسير الطبري: 30/ 210، وتفسير القرطبي: 20/ 75. (3) أخرجه الإمام مسلم- رحمه الله تعالى- في صحيحه: 4/ 2088، حديث رقم (2723) كتاب الذكر والدعاء، باب «التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل» عن زيد بن أرقم رضي الله عنه مرفوعا. (4) ذكره البغوي في تفسيره: 4/ 492. (5) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 195 دون عزو، ونقله القرطبي في تفسيره: 20/ 77 عن ابن الأعرابي. [ ..... ] (6) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 267، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 300، وتفسير الطبري: 30/ 212، ومعاني الزجاج: 5/ 332، واللسان: 6/ 82 (دسس) . (7) تفسير البغوي: 4/ 494، وزاد المسير: 9/ 143، وتفسير القرطبي: 20/ 79. (8) اللسان: 12/ 209 (دمم) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 880 6 بِالْحُسْنى: بالجنّة «1» . 7 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى: نهيّئه، يسّرت الغنم: تهيأت للولادة «2» . 11 تَرَدَّى: مات فوقع في قبره، فالموت من الرّدى والوقوع في القبر من التردي «3» . 15 لا يَصْلاها أبو أمامة «4» : «لا يبقى أحد من هذه الأمّة إلّا أدخله الله الجنّة إلّا من شرد على الله كما يشرد البعير السّوء على أهله، فإن لم تصدقوني فاقرؤوا: لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم. [سورة الضحى] 2 سَجى: سكن «5» .   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 531، وهو قول مجاهد كما في تفسير الطبري: 30/ 220، وتفسير البغوي: 4/ 495، وزاد المسير: 9/ 149، وتفسير القرطبي: 20/ 83. (2) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 271، وانظر تفسير الطبري: 30/ 221، وتفسير البغوي: 4/ 495، واللسان: 5/ 295 (يسر) . (3) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 531، وتفسير الطبري: 30/ 225، وتفسير الماوردي: 4/ 468، وزاد المسير: 9/ 151، وتفسير القرطبي: 20/ 85، واللسان: 14/ 316 (ردي) . (4) هو أبو أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه، والخبر عنه والخبر عنه في المعجم الكبير للطبراني: 8/ 206، حديث رقم (7730) وحسن الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/ 74 إسناد الطبراني. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده: 5/ 258 مرفوعا بلفظ: «ألا كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله» . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: 10/ 74: رجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد وهو ثقة. اه-. وأخرجه- أيضا- الحاكم في المستدرك: (1/ 55، 56) كتاب الإيمان. (5) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 302، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 531، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 156 عن عطاء، وعكرمة، وابن زيد. ورجح القرطبي هذا القول في تفسيره: 20/ 92. وانظر تفسير الطبري: 30/ 229، والمفردات للراغب: 225، واللسان: 14/ 371 (سجا) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 881 وقيل «1» : أقبل. 7 ضَالًّا: لا تعرف الحق فهداك إليه «2» . وقيل «3» : ضائعا في قومك فهداهم إليك. 8 عائِلًا: ذا عيال «4» ، بل ضارعا للفقر «5» . 10 فَلا تَنْهَرْ: لا تجبهه بالرّدّ. [سورة الشرح] 3 أَنْقَضَ ظَهْرَكَ: أثقله حتى سمع نقيضه «6» .   (1) تفسير الطبري: 30/ 229، وتفسير الماوردي: 4/ 470، وزاد المسير: 9/ 156، وتفسير القرطبي: 20/ 92. (2) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 472، عن ابن عيسى. وأخرج الطبري نحوه عن السدي. ينظر تفسيره: (30/ 232، 233) ، وعصمة الأنبياء للفخر الرازي: 121. (3) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 31/ 217، والقرطبي في تفسيره: 20/ 97. (4) هذا قول الأخفش كما في تفسير الماوردي: 4/ 473، وتفسير القرطبي: 20/ 99. (5) وهو قول الجمهور كما في معاني القرآن للفراء: 3/ 274، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 302، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 531، وتفسير الطبري: 30/ 233، والمفردات للراغب: 354، وتفسير الفخر الرازي: 31/ 218. قال النحاس في إعراب القرآن: 5/ 205: «وقد عال يعيل عيلة إذا افتقر، وأعال يعيل إذا كثر عياله، لا نعلم بين أهل اللغة فيه اختلافا» . (6) أي: صوته كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 532، والمفردات للراغب: 504، وتفسير القرطبي: 20/ 106. وفي اللسان: 7/ 244 (نقض) : «والأصل فيه أن الظهر إذا أثقله الحمل سمع له نقيض، أي: صوت خفي» . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 882 4 وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ: فهو ذكره مع ذكر الله تعالى. 5 فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً: قال ابن مسعود «1» : «لن يغلب عسر يسرين» . لأنّ النكرة إذا كرّرت فالثاني غير الأول «2» . 7 فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ: إذا فرغت من دعوة الخلق فاجتهد في عبادة الرّبّ. [سورة التين] 1 وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ: جبلان «3» . وعن ابن عباس «4» : «هو تينكم وزيتونكم» . 2 سِينِينَ: الشّجرة الحسناء «5» ، ............... .........   (1) هكذا ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 476، والزمخشري في الكشاف: 4/ 267. موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه. وأورده الحافظ في الكافي الشاف: 185، وعزا إخراجه إلى عبد الرازق عن ابن مسعود. وروى هذا الأثر مرفوعا في تفسير عبد الرزاق: 624، وتفسير الطبري: 30/ 236، والمستدرك للحاكم: 2/ 528، كتاب التفسير: «تفسير سورة ألم نشرح» . (2) ينظر تفسير البغوي: 4/ 502، والكشاف: 4/ 267، وتفسير القرطبي: 20/ 107، والبحر المحيط: 8/ 488. (3) ذكره الفراء في معاني القرآن: 3/ 276، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 532، والزجاج في معانيه: 5/ 343. ونقله البغوي في تفسيره: 4/ 504، عن عكرمة، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 169. (4) نقله الفراء في معانيه: 3/ 376، والبغوي في تفسيره: 4/ 504، وابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 168، والقرطبي في تفسيره: 20/ 110. وأخرج الحاكم في المستدرك: 2/ 528 كتاب التفسير، «تفسير سورة التين» ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «الفاكهة التي يأكلها الناس» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. واختار الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 240. (5) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 479، وزاد المسير: 9/ 170، وتفسير القرطبي: 20/ 112، والبحر المحيط: 8/ 490. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 883 والسّين: الحسن «1» ، وهي أقسام بمنازل الوحي. 4 فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ: أعدل خلق، وهي القامة المنتصبة وغيرها مكبة منكوسة. 5 أَسْفَلَ سافِلِينَ: في قراءة عبد الله «2» أسفل السّافلين، وهو ردّه إلى أرذل العمر «3» . 6 غَيْرُ مَمْنُونٍ: [غير] «4» منقوص «5» ، وهو كتابة ثواب الصّالحين بعد الوهن «6» . [سورة العلق] 7 أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى: أن رأى نفسه، مثل: رأيتني وظننتني «7» . [107/ ب] 15 لَنَسْفَعاً/ بِالنَّاصِيَةِ: يجرن بناصيته إلى النّار «8» . وقيل: معناه تسويد الوجه، والسّفعة: السّواد. وفي الحديث «9» : «أنا وسفعاء الخدين   (1) بلغة الحبشة كما في تفسير القرطبي: 30/ 240، وتفسير الفخر الرازي: 32/ 10. (2) هو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، والقراءة منسوبة إليه في معاني القرآن للفراء: 3/ 277، والكشاف: 4/ 269، وتفسير القرطبي: 20/ 115، والبحر المحيط: 8/ 490. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 303، وتفسير الطبري: 30/ 244، وتفسير البغوي: 4/ 504. (4) ما بين معقوفين عن «ج» . (5) تفسير الطبري: 30/ 348، وتفسير الفخر الرازي: 32/ 11، والمفردات للراغب: 474. (6) ذكره الماوردي في تفسيره: 4/ 480. (7) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 278، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 533، وتفسير البغوي: 4/ 507، والكشاف: 4/ 271. (8) ذكره الزجاج في معانيه: 5/ 345، وقال: «يقال: سفعت بالشيء: إذا أقبضت عليه وجذبته جذبا شديدا» . وانظر تفسير البغوي: 4/ 508، وزاد المسير: 9/ 179، واللسان: 8/ 158 (سفع) . (9) أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 6/ 29، وأبو داود في سننه: 5/ 356 حديث رقم (5145) . كتاب الأدب، باب «في فضل من عال يتيما» عن عوف بن مالك الأشجعي مرفوعا. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 884 كهاتين» ، وضمّ إصبعيه، أي: التي بدّل بياض وجهها سوادا إقامة على ولدها بعد وفاة زوجها «1» . 16 ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ، المعنيّ [بها] «2» النّفس، وخص موضع النّاصية لأنّه أول ما يبدو من الوجه «3» ، كما قال تبارك وتعالى «4» : سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ، وكسرها على البدل، ويجوز بدل النكرة من المعرفة «5» . 17 فَلْيَدْعُ نادِيَهُ: أهل ناديه «6» . و «الزّبانية» «7» : العظام الخلق، الشّداد البطش «8» . وفي حديث معاوية «9» : «ربّما زبنت النّاقة فكسرت أنف حالبها» . [سورة القدر] 1 الْقَدْرِ: تقدير أمور السّنة «10» ، وأخفيت ليلته ليستكثر من العبادة   (1) ينظر غريب الحديث لابن الجوزي: 1/ 484، والنهاية لابن الأثير: 2/ 374. (2) في الأصل: «به» ، والمثبت في النص عن «ج» . (3) تفسير الطبري: 30/ 255، وتفسير الماوردي: 4/ 486. (4) سورة القلم: آية: 16. (5) لأن النكرة هنا موصوفة. ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 304، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 263، والكشاف: 4/ 272، والتبيان للعكبري: 2/ 1295. (6) والنادي: المجلس، كما في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 533، وتفسير الطبري: 30/ 355، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 346، واللسان: 15/ 317 (ندي) . (7) في قوله تعالى: سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ [آية: 18] . (8) وهم ملائكة العذاب. ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 346، وتفسير الماوردي: 4/ 486، وتفسير ابن كثير: 8/ 460. (9) أورده ابن الجوزي في غريب الحديث: 1/ 431، وابن الأثير في النهاية: 2/ 295. قال ابن الأثير: يقال للناقة إذا كان من عادتها أن تدفع حالبها عن حلبها: زبون. (10) ينظر تفسير الطبري: 30/ 258، وتفسير الماوردي: 4/ 490، وتفسير البغوي: 4/ 509. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 885 ولا يستند إلى واحدة. 3 خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ: خالية عنها «1» . 4 وَالرُّوحُ: أشرف الملائكة «2» . مِنْ كُلِّ أَمْرٍ: أمر يقضى فيها. 5 سَلامٌ: أي: هي سلام الملائكة إلى أن يطلع الفجر «3» . [سورة البينة] 1 مُنْفَكِّينَ: منتهين عن الشّرك. 3 قَيِّمَةٌ: قائمة على سنن الحق. 6 الْبَرِيَّةِ: «فعيلة» من «برأ الله الخلق» ، أو من «البرى» وهو التراب أو من بريت القلم: قدّرت قطعه «4» . [سورة الزلزلة] 1 زِلْزالَها: غاية زلزلتها، أو بأجمعها «5» .   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 534، وأخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 259 عن قتادة. وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج: 5/ 347، وتفسير الماوردي: 4/ 491، وتفسير القرطبي: 20/ 131. (2) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره: 4/ 491، عن مقاتل، وأكثر المفسرين على أنه جبريل عليه السلام. ينظر زاد المسير: 9/ 193، وتفسير الفخر الرازي: 32/ 34، وتفسير القرطبي: 20/ 133. (3) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 492 عن الكلبي، وذكره الفخر الرازي في تفسيره: 22/ 36 دون عزو. (4) راجع ما سبق في تفسير الطبري: 30/ 264، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 350، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 274، والمفردات للراغب: 45، واللسان: 14/ 70 (برى) . [ ..... ] (5) ذكر الماوردي هذين القولين في تفسيره: 4/ 496. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 886 2 أَثْقالَها: من الموتى والكنوز «1» . 3 ما لَها: أيّ شيء حدث بها؟. 4 تُحَدِّثُ أَخْبارَها: تشهد بما عمل عليها من خير أو شر «2» . 5 بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها: أمرها أن تشهد. 6 أَشْتاتاً: فريقا إلى الجنّة وفريقا إلى النّار. [سورة العاديات] 1 ضَبْحاً: تضبح ضبحا وهو حمحمتها عند العدو «3» . 2 فَالْمُورِياتِ: الخيل تورى النّار بسنابكها «4» . وقيل «5» : إنّها نيران الحروب والقرى.   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 283، وتفسير الطبري: 30/ 266، ومعاني الزجاج: 5/ 351، وتفسير البغوي: 4/ 515، وزاد المسير: 9/ 202. (2) ورد هذا المعنى في أثر مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 2/ 374، والترمذي في سننه: 4/ 374 أبواب صفة القيامة، حديث رقم (2429) ، والنسائي في التفسير: 2/ 544، وأخرجه- أيضا- الحاكم في المستدرك: 2/ 533، وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 592، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا. وانظر تفسير الطبري: 30/ 267، وتفسير الماوردي: 4/ 497، وتفسير البغوي: 4/ 515، وتفسير ابن كثير: 8/ 481. (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 284، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 535، وتفسير الطبري: 30/ 271. وحممة الفرس: صوت أنفاسها. (4) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 307، وأخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 273 عن الكلبي، والضحاك، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 500 عن عطاء، واختار الطبري هذا القول. (5) ينظر هذا القول في تفسير الطبري: 30/ 274، وتفسير الماوردي: 4/ 501. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 887 4 نَقْعاً: غبارا «1» . ويقال «وسط الدار» «2» : إذا نزل وسطها، وكان عليه السّلام بعث سريّة إلى بني كنانة فأبطأت عليه، فأخبر بها في هذه السّورة «3» . 6 لَكَنُودٌ: يكفر اليسير ولا يشكر الكثير «4» ، أو ينسى كثير النّعمة لقليل المحنة «5» . [108/ أ] وفي الحديث «6» : «الكنود: الكفور الذي يأكل وحده، ويضرب عبده/ ويمنع رفده «7» » . [سورة القارعة] 4 كَالْفَراشِ: همج الطّير وخشاشها «8» .   (1) معاني القرآن للفراء: 3/ 284، ومجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 307، ومعاني الزجاج: 5/ 353، واللسان: 8/ 362 (نقع) . (2) إشارة إلى قوله تعالى: فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً [آية: 5] . (3) ينظر خبر هذه السرية في أسباب النزول للواحدي: 536، والدر المنثور: 8/ 600، وفتح القدير للشوكاني: 5/ 471. (4) نص هذا القول في تفسير الماوردي: 4/ 502. (5) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره: 30/ 278 عن الحسن. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 278 عن أبي أمامة مرفوعا. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 603، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والبيهقي، وابن عساكر عن أبي أمامة مرفوعا. وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 488، رواية ابن أبي حاتم وضعّف إسناده، لوجود جعفر بن الزبير فيه. (7) الرّفد: بكسر الراء: العطاء والصلة. اللسان: 3/ 181 (رفد) . (8) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 286، وذكره الطبري في تفسيره: 30/ 281، والزجاج في معانيه: 5/ 355، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 504 عن الفراء، وكذا البغوي في تفسيره: 4/ 519، وابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 213. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 888 و «العهن» «1» : الصّوف بألوانه «2» ، و «المنفوش» : المندوف «3» . 9 فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ: يهوي على أمّ رأسه «4» . وقيل «5» : الهاوية جهنّم، فهو يأوي إليها كما يأوي الولد إلى أمّه. [سورة التكاثر] 3 كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ: في القبر، ثُمَّ كَلَّا: في البعث «6» . 6 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ: في الموقف، ثُمَّ لَتَرَوُنَّها: بالملابسة والدخول «7» . 8 ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ، نزلت والصّحابة في جهد من العيش فقالوا: يا رسول الله كيف نسأل عن النّعيم؟ وإنّما نأكل الشّعير في نصف بطوننا ونلبس الصوف مثل الضأن. فقال: «شرب الماء البارد، وحذو النّعال، وظل الجدر» «8» .   (1) في قوله تعالى: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ [آية: 5] . (2) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 309، وتفسير الطبري: 30/ 281، ومعاني الزجاج: 5/ 355، واللسان: 13/ 297 (عهن) . (3) أي: المطروق كما في اللسان: 9/ 325 (ندف) . وانظر تفسير البغوي: 4/ 519، وزاد المسير: 9/ 214. (4) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (30/ 282، 283) عن أبي صالح، وقتادة، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 506 عن عكرمة. (5) أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 283 عن ابن عباس، وابن زيد. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 505 عن ابن زيد. ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 215، إلى ابن زيد، والفراء، وابن قتيبة، والزجاج. (6) ينظر تفسير الطبري: 30/ 284، وتفسير الماوردي: 4/ 508، وتفسير القرطبي: 20/ 172. (7) تفسير الماوردي: 4/ 508، وتفسير القرطبي: 20/ 174. (8) أورد- نحوه- السيوطي في الدر المنثور: 8/ 613، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة. وذكر الطبري في تفسيره: 30/ 289 عدة أقوال في المراد ب- «النعيم» -، وعقب عليها بقوله: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم، عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عم بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 889 [سورة العصر] 1 وَالْعَصْرِ: الدهر «1» . وقيل «2» : ما بعد الظّهر لأنه وقت اختتام الأعمال وانصرام النّهار. 2 لَفِي خُسْرٍ: لفي نقصان «3» . 3 إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا: فإن الله يوفّي أجورهم في حال نقص قواهم. [سورة الهمزة] «الهمزة» «4» : الهمز باليد والعين، واللّمز باللّسان «5» . وقيل «6» : الهمز في الوجه واللّمز في القفا.   (1) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 289، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 538، وأخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 289 عن ابن عباس رضي الله عنهما. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 510، عن ابن عباس وزيد بن أسلم ورجح الطبري هذا القول. (2) نقله الماوردي في تفسيره: 4/ 510 عن الحسن، وقتادة، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 224، والقرطبي في تفسيره: 20/ 179. (3) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 310، وغريب القرآن لليزيدي: 440، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 538، والمفردات للراغب: 147. (4) في قوله تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ [آية: 1] . (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (30/ 292، 293) عن مجاهد، وابن زيد. (6) أخرجه الطبري في تفسيره: 30/ 292، عن أبي العالية، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 227 عن الحسن، وعطاء بن أبي رباح، وأبي العالية، وكذا القرطبي في تفسيره: 20/ 181. [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 890 2 وَعَدَّدَهُ: للدهور من غير أداء حق الله تعالى «1» . 4 الْحُطَمَةِ: كثير الحطم، وهو الأكل هنا «2» ، وفي الحديث «3» : «شر الرعاء الحطمة» وهو العنيف بالمال. 9 فِي عَمَدٍ: أي: بعمد «4» . أوصدت «5» وأغلقت. [سورة الفيل] 1 «أصحاب الفيل» «6» : قوم من الحبشة رئيسهم أبرهة «7» . 2 فِي تَضْلِيلٍ: عمّا قصدوا له. 3 أَبابِيلَ: جماعات «8» ، واحدها: «إبّول» «9» ، والإبل المؤبلة:   (1) ينظر تفسير الطبري: 30/ 293، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 361، وزاد المسير: 9/ 229. (2) تفسير البغوي: 4/ 524، والكشاف: 4/ 284، واللسان: 12/ 138 (حطم) . (3) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه: 3/ 1461 حديث رقم (1830) كتاب الإمارة، باب «فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر ... » عن عبيد الله بن زياد مرفوعا. وانظر غريب الحديث لابن قتيبة: (1/ 587، 588) ، والنهاية لابن الأثير: 1/ 402. (4) فالفاء هنا بمعنى الباء كما في تفسير الطبري: 30/ 295، وزاد المسير: 9/ 230، وتفسير القرطبي: 20/ 185. (5) إشارة إلى قوله تعالى: إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ [آية: 8] . (6) إشارة إلى قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ [آية: 1] . (7) ينظر خبر أبرهة وجيشه وهلاكهم في السيرة لابن هشام: (1/ 52- 54) ، وتفسير الطبري: (30/ 300- 304) ، وتفسير ابن كثير: (8/ 504- 506) . (8) مجاز القرآن لأبي عبيدة: 2/ 312، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 539، ومعاني الزجاج: 5/ 363، واللسان: 11/ 6 (أبل) . (9) وقيل: «إبّالة» ، وقيل: «إيبالة» ، وقيل: «إبّيل» ، وقيل: «إبّال» ، وقيل: لا واحد لها. ينظر معاني الفراء: 3/ 292، وتفسير الطبري: 30/ 296، ومعاني الزجاج: 5/ 364، وتفسير المشكل لمكي: 397. وقال النحاس في إعراب القرآن: 5/ 292: «وأصح ما قيل في واحد «الأبابيل» ما قاله محمد بن يزيد قال: واحدها «إبّيل» ك «سكين» وسكاكين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 891 الكثيرة «1» . [قالت] «2» عائشة رضي الله عنها: رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان» «3» . [سورة قريش] 1 لِإِيلافِ قُرَيْشٍ: ليؤلف قريشا وإنّما أمكنتهم الرحلتان لعزّ البيت «4» . [سورة الماعون] 1 يُكَذِّبُ بِالدِّينِ: بالجزاء. 2 يَدُعُّ الْيَتِيمَ: يدفعه عن حقه «5» . 7 الْماعُونَ: الزّكاة «6» . فاعول من «المعن» الشّيء   (1) ينظر تفسير القرطبي: 20/ 198، واللسان: 11/ 4 (أبل) . (2) ما بين معقوفين عن «ك» و «ج» . (3) أخرجه ابن إسحاق كما في السيرة لابن هشام: 1/ 57، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/ 288 وقال: رواه البزار ورجاله ثقات، وأورده- أيضا- السيوطي الدر المنثور: 8/ 633، وزاد نسبته إلى الواقدي، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي عن عائشة رضي الله تعالى عنها. (4) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري: 30/ 306، وتفسير الماوردي: 4/ 523، وتفسير البغوي: 4/ 529، وتفسير القرطبي: 20/ 201. (5) معاني القرآن للفراء: 3/ 294، وتفسير الطبري: 30/ 310، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 367. [ ..... ] (6) روى هذا القول عن جماعة من الصحابة والتابعين كما في تفسير القرطبي: (30/ 314- 316) ، وتفسير الماوردي: 4/ 530، وتفسير البغوي: 4/ 532، وتفسير ابن كثير: 8/ 516، والدر المنثور: (8/ 644، 645) . وقيل: المراد ب «الماعون» : الطاعة، وقيل: المعروف، وقيل: المال ... وغير ذلك وعقّب الطبري- رحمه الله- على الأقوال التي وردت فيه بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب ... أن يقال: إن الله وصفهم بأنهم يمنعون ما يتعاورونه بينهم، ويمنعون أهل الحاجة والمسكنة ما أوجب الله لهم في أموالهم من الحقوق لأن كل ذلك من المنافع التي ينتفع بها الناس بعضهم من بعض» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 892 القليل «1» . وعن عكرمة «2» : رأس الماعون زكاة مالك، وأدناه المنخل والإبرة والدلو تعيره. [سورة الكوثر] 1 الْكَوْثَرَ: «فوعل» من الكثرة «3» . ك «الجوهر» من الجهر. 2 وَانْحَرْ: استقبل القبلة بنحرك «4» . وقيل «5» : هو الاستواء جالسا   (1) تفسير الفخر الرازي: (32/ 115، 116) ، وتفسير القرطبي: 20/ 214، واللسان: 13/ 409 (معن) . (2) أورده الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 518، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن عكرمة، وكذا السيوطي في الدر المنثور: 8/ 645. (3) نص هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 541، وذكره- أيضا- النحاس في إعراب القرآن: 5/ 298، والزمخشري في الكشاف: 4/ 290. وثبت في الصحيح أنه نهر في الجنة كما في صحيح البخاري: 6/ 92، كتاب التفسير، تفسير سورة الكوثر، وصحيح مسلم: 1/ 300 حديث رقم (400) كتاب الصلاة، باب «حجة من قال: البسملة آية من كل سورة سوى براءة» . قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 523: «أي: كما أعطيناك الخير الكثير في الدنيا والآخرة، ومن ذلك النهر» . (4) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 296، وذكره الطبري في تفسيره: 3/ 328، عن بعض أهل العربية. ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 532 عن أبي الأحوص. وأورده السيوطي في الدر المنثور: 8/ 651، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن أبي الأحوص. (5) نقله القرطبي في تفسيره: (20/ 219، 220) عن عطاء. وقول عامة المفسرين أن المراد هو نحر البدن، كما في تفسير الفخر الرازي: 32/ 129، والبحر المحيط: 8/ 520. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: 8/ 524: «والصحيح ... أن المراد بالنحر ذبح المناسك، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي العيد ثم ينحر نسكه ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 893 بين السّجدتين حتى يستوي نحرك. 3 شانِئَكَ: العاص «1» بن وائل. [108/ ب] هُوَ الْأَبْتَرُ: المقطوع عن كلّ/ خير «2» . [سورة الكافرون] 6 لَكُمْ دِينُكُمْ: حين قالوا: نتداول العبادة، تعبد آلهتنا ونعبد إلهك. وهو على الإنكار «3» ، كقوله «4» : اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، وليس في السّورة تكرير معنى، وأَعْبُدُ، أحدهما للحال، والثاني للاستقبال «5» . وسورتا الكافرين والإخلاص المقشقشتان لأنهما تبريان من النّفاق والشّرك «6» ، وتقشقش المريض من علته: أفاق «7» .   (1) كما في تفسير الطبري: 30/ 329، وأسباب النزول للواحدي: 541. والتعريف والإعلام للسهيلي: 187، والدر المنثور: 8/ 652. قال السيوطي: «والمشهور أنها نزلت في العاصي بن وائل» . (2) ينظر معاني القرآن للزجاج: 5/ 370، وتفسير الماوردي: 4/ 532، واللسان: 4/ 37 (بتر) . (3) ينظر تفسير الماوردي: 4/ 534، وتفسير الفخر الرازي: 32/ 147، وتفسير القرطبي: 20/ 229. (4) سورة فصلت: آية: 40. (5) معاني القرآن للزجاج: 5/ 371، وتفسير الماوردي: 4/ 533، والبحر المحيط: 8/ 521. (6) تفسير الماوردي: 4/ 534، وتفسير الفخر الرازي: 32/ 136، وتفسير القرطبي: 2/ 225. (7) اللسان: 6/ 337 (قشش) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 894 [سورة النصر] 2 أَفْواجاً: زمرا، أمّة بعد أمّة «1» . 3 وَاسْتَغْفِرْهُ: في ترك بعض ما لزمك من شكر نعمة الفتح «2» . [سورة المسد] 1 تَبَّتْ: خابت وخسرت «3» والإضافة إلى اليد لأنّ العمل باليد. وَتَبَّ: أي: وقد تب، فالأول دعاء والثاني خبر «4» . 4 حَمَّالَةَ الْحَطَبِ: تمشي بالنّمائم فتشعل بين النّاس نار العداوة «5» . 5 مِنْ مَسَدٍ: مسدت وفتلت «6» .   (1) ينظر تفسير الطبري: 30/ 333، وتفسير البغوي: 4/ 541، والمفردات للراغب: 386، وتفسير القرطبي: 20/ 386، واللسان: 2/ 350 (فوج) . [ ..... ] (2) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: 32/ 162، وذكر أيضا وجوها أخرى في الجواب عما يرد على هذه الآية من شبه. (3) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 298، وتفسير الطبري: 30/ 336، ومعاني الزجاج: 5/ 375، والمفردات للراغب: 72. (4) نص هذا القول في معاني الفراء: 3/ 298، وانظر إعراب القرآن للنحاس: 5/ 305، وتفسير القرطبي: 20/ 236. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 339، عن مجاهد، وقتادة، وعكرمة. وقيل: إنها كانت تحمل الشوك فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أولى الأقوال عند الطبري بالصواب. (6) كذا في الأصل، وفي «ج» : مسد وفتل. وفي معاني القرآن للفراء: 3/ 299: «ويقال: (من مسد) هو ليف المقل» . وفي اللسان: 3/ 402 (مسد) عن ابن سيده قال: «المسد: حبل من ليف أو خوص أو شعر أو وبر أو صوف أو جلود الإبل ... » . وحبل من مسد أي: حبل مسد أي مد، أي فتل فلوي، أي أنها تسلك في النار، أي في سلسلة ممسود، وانظر تفسير الطبري: 30/ 340، ومعاني القرآن للزجاج: 5/ 376. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 895 [سورة الإخلاص] 1 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ: أَحَدٌ ليس بنعت بل ابتداء بيان «1» كقوله «2» : إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ، وأَحَدٌ أبلغ من واحِدٌ لأنّه لا يدخل في العدد، وإذا قلت: لا يقاومه واحد يجوز أن يقاومه اثنان «3» . والصَّمَدُ: السيّد يصمد إليه في الحوائج «4» . وانتصاب كُفُواً على خبر يَكُنْ قدّم على الاسم وهو أَحَدٌ. [سورة الفلق] 1 الْفَلَقِ: الخلق كلهم «5» ، وقيل «6» : الْفَلَقِ: الصبح.   (1) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 299، وتفسير الطبري: 30/ 343، ومعاني الزجاج: 5/ 377، وإعراب القرآن للنحاس: 5/ 308. (2) سورة النساء: آية: 171. (3) عن تفسير الماوردي: 4/ 545، وقال مكي في مشكل إعراب القرآن: 2/ 853: «وفي أَحَدٌ فائدة ليست في (واحد) لأنك إذا قلت: لا يقوم لزيد واحد، جاز أن يقوم له اثنان فأكثر، وإذا قلت: لا يقوم له أحد، نفيت الكل، وهذا إنما يكون في النفي خاصة، فأما في الإيجاب فلا يكون فيه ذلك المعنى. وأَحَدٌ إذا كان بمعنى «واحد» وقع في الإيجاب، تقول: مرّ بنا أحد، أي: واحد، فكذا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، أي: «واحد» اه-. (4) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 542، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 546 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وانظر المفردات للراغب: 286، وزاد المسير: 9/ 368، وتفسير القرطبي: 20/ 254. (5) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 30/ 351 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ونقله الماوردي في تفسيره: 4/ 548 عن الضحاك. وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 9/ 273، وقال: «رواه الوالبي عن ابن عباس، وكذلك قال الضحاك» . (6) هذا قول الفراء في معانيه: 3/ 301، وأبي عبيدة في مجاز القرآن: 2/ 317، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 543، واختاره الطبري في تفسيره: 30/ 351. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 896 3 غاسِقٍ إِذا وَقَبَ: القمر دخل في الكسوف «1» . 4 النَّفَّاثاتِ: السّواحر «2» . [سورة الناس] 1 بِرَبِّ النَّاسِ: حافظهم وملكهم يملك أمرهم. وإلههم لا يحق لعبادتهم غيره. 4 الْوَسْواسِ: حديث النّفس بالصّوت الخفي وهو الموسوس هنا، سمّي باسم المصدر. الْخَنَّاسِ: الشّيطان لأنّه يخنس عند ذكر الله «3» .   (1) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: 543. ونقله الفخر الرازي في تفسيره: 32/ 194 عن ابن قتيبة، وكذا القرطبي في تفسيره: 2/ 257، وأبو حيان في البحر المحيط: 8/ 531. (2) ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 301، وتفسير الطبري: 30/ 353، وتفسير ابن كثير: 8/ 555. (3) أي ينقبض ويتأخر. ينظر معاني القرآن للفراء: 3/ 302، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: 543، وتفسير الطبري: 30/ 355، ومعاني الزجاج: 5/ 381، وتفسير الماوردي: 4/ 552، واللسان: 6/ 71 (خنس) . [ ..... ] الجزء: 2 ¦ الصفحة: 897 تم كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن بحمد الله ومنه والصلاة على محمد وآله الطاهرين أجمعين وسلم تسليما كثيرا «1»   (1) جاء في آخر «ج» ما يلي: تم الكتاب بعون القادر الوهاب على جارحة أقل خلق الله محمد بن فضل الله الملقب بالضياء أحسن الله عواقبه وبصره بعيوب نفسه ثالث آخر الربيعين سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، حامدا ومصليا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 898 الفهارس فهرس الآيات. فهرس الأحاديث المرفوعة والموقوفة. فهرس الآثار المقطوعة. فهرس الأعلام. فهرس المفردات اللغوية. فهرس المواضع. فهرس الأمثال والأقوال. فهرس الأشعار. فهرس الجماعات والقبائل والفرق. فهرس المصادر والمراجع. فهرس الموضوعات. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 899 فهرس الآيات القرآنية الآية/ السورة/ رقم الآية/ الصفحة إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ/ البقرة/ 14/ 258 وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً/ البقرة/ 25/ 181 إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً/ البقرة/ 30/ 717 فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ/ البقرة/ 97/ 771 مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ/ البقرة/ 98/ 791 أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ/ البقرة/ 106/ 83 يَأْتِينَكَ سَعْياً/ البقرة/ 260/ 334 فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ/ آل عمران/ 21/ 697 مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ/ آل عمران/ 52/ 103 رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا/ آل عمران/ 194/ 609 فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ/ النساء/ 3/ 427 نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى/ النساء/ 115/ 312 وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ/ النساء 129/ 225 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا/ النساء/ 136/ 147 إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ/ النساء/ 171/ 896 ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ/ المائدة/ 71/ 557 وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ/ المائدة/ 59/ 749 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 901 الآية/ السورة/ رقم الآية/ الصفحة وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ/ الأنعام/ 61/ 484 تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا/ الأنعام/ 61/ 298 تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً/ الأنعام/ 63/ 340 وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ/ الأنعام/ 69/ 849 وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ/ الأنعام/ 70/ 165 وَهذا لِشُرَكائِنا/ الأنعام/ 136/ 485 رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا/ الأعراف/ 23/ 87 لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ/ الأعراف/ 154/ 197 لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ/ الأعراف/ 187/ 350 يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً/ الأنفال/ 29/ 94 إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً/ الأنفال 32/ 837 وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ/ الأنفال/ 42/ 856 فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ/ التوبة/ 2/ 826 إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ/ التوبة/ 39/ 395 يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ/ التوبة/ 47/ 199 إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ/ التوبة/ 111/ 750 مِنْ سِجِّيلٍ/ هود/ 82/ 766 ما لَكَ لا تَأْمَنَّا/ يوسف/ 11/ 521 إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ/ يوسف/ 66/ 108 قُلْ هذِهِ سَبِيلِي/ يوسف/ 108/ 297 الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ/ الرعد/ 28/ 572 ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا/ الحجر/ 3/ 301 يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ/ الحجر/ 6/ 582 وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ... أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ/ الحجر/ 66/ 495 لَبِإِمامٍ مُبِينٍ/ الحجر/ 79/ 471 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 902 الآية/ السورة/ رقم الآية/ الصفحة وْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ / النحل/ 33/ 148 وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى / النحل/ 60/ 446 فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ/ النحل/ 74/ 485 وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولًا/ الإسراء/ 11/ 558 وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ/ الإسراء/ 60/ 494 مُدْخَلَ صِدْقٍ/ الإسراء/ 80/ 524 لِيُنْذِرَ بَأْساً/ الكهف/ 2/ 220 وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ/ الكهف/ 22/ 388 فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ/ الكهف/ 29/ 652 وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ/ الكهف/ 42/ 109 تَذْرُوهُ الرِّياحُ/ الكهف/ 45/ 188 ما كُنَّا نَبْغِ/ الكهف/ 64/ 259 وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا/ مريم/ 28/ 876 وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ/ طه/ 17/ 111 فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً/ طه/ 40/ 844 مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ/ طه/ 55/ 328 فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ/ طه/ 62/ 536 وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ/ الأنبياء/ 57/ 702 فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ/ الحج/ 30/ 200 يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ/ النور/ 25/ 378 وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ/ النور/ 45/ 81 حِجْراً مَحْجُوراً/ الفرقان/ 22/ 535 وَأَحْسَنُ مَقِيلًا/ الفرقان/ 24/ 321 وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً/ الفرقان/ 55/ 423 أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ/ الفرقان/ 75/ 617 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 903 الآية/ السورة/ رقم الآية/ الصفحة وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي/ الشعراء/ 82/ 91 وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ/ الشعراء/ 186/ 551 يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ/ النمل 18/ 430 رَدِفَ لَكُمْ/ النمل/ 72/ 384 يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ/ القصص/ 4/ 108 بَطِرَتْ مَعِيشَتَها/ القصص/ 58/ 123 إِنَّ فِيها لُوطاً/ العنكبوت/ 32/ 418 خَلْقُ اللَّهِ/ لقمان/ 11/ 340 أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ/ السجدة/ 10/ 504 يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ/ السجدة/ 11/ 298 يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ/ الأحزاب/ 57/ 68 وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ/ سبأ/ 19/ 526 وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ/ فاطر/ 36/ 685 فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ/ الصافات/ 50/ 593 إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي/ الصافات/ 99/ 193 وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ/ الصافات/ 147/ 107 لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ/ ص/ 75/ 108 فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ/ الزمر/ 22/ 69 وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ/ الزمر/ 29/ 119 عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ/ الزمر/ 31/ 475 فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ/ الزمر/ 68/ 97 وَفُتِحَتْ أَبْوابُها/ الزمر/ 73/ 388 الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ/ الزمر/ 74/ 677 رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ/ غافر/ 8/ 609 يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ/ غافر/ 15/ 478 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 904 الآية/ السورة/ رقم الآية/ الصفحة أَسْبابَ السَّماواتِ/ غافر/ 37/ 530 اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ/ فصلت/ 40/ 894 لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ/ الشورى/ 11/ 181 فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ/ الشورى/ 30/ 694 إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ/ الزخرف/ 57/ 363 وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً/ الدخان/ 24/ 438 أَجِيبُوا داعِيَ اللَّهِ/ الأحقاف/ 31/ 441 أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ/ محمد/ 1/ 504 حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ/ محمد/ 31/ 663 وَحَبَّ الْحَصِيدِ/ ق/ 9/ 448 أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ/ ق/ 37/ 199 يُنادِ الْمُنادِ/ ق/ 41/ 259 عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ/ الذاريات/ 13/ 277 فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ/ الذاريات/ 39/ 509 نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ/ الطور/ 30/ 804 قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى / النجم/ 9/ 107 وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى / النجم/ 20/ 581 يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ/ القمر/ 6/ 259 لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ/ الرحمن/ 39/ 475 يَطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ/ الرحمن/ 44/ 700 لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ/ الواقعة/ 95/ 304 لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ/ الحشر/ 12/ 117 مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللَّهِ/ الصف/ 14/ 103 وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ/ الجمعة/ 3/ 149 وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ/ الطلاق/ 7/ 563 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 905 الآية/ السورة/ رقم الآية/ الصفحة سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ/ القلم/ 16/ 885 فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ/ القلم/ 48/ 563 إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ/ الحاقة/ 20/ 669 ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ/ الحاقة/ 28/ 669 سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً، وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً/ نوح/ 15، 16/ 787 يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ القيامة/ 13/ 687 هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ/ المرسلات/ 35/ 475 وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ/ النبأ/ 14/ 439 عَطاءً حِساباً/ النبأ/ 36/ 148 وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها/ النازعات / 30/ 79 لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ/ الطارق/ 4/ 426 يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ/ الطارق/ 9/ 399 يَتَجَنَّبُهَا / الأعلى/ 11/ 116 سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ/ العلق/ 18/ 259 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 906 فهرس الأحاديث والآثار أولا: الأحاديث المرفوعة والموقوفة الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصفحة 1- «أبدل بكل شيء ذهب له ضعفين» 562 2- «أبو بكر رضي الله عنه سلم من الدنيا وسلمت منه ... » 278 3- «أتضارون في رؤية الشّمس في غير سحابة؟» 853 4- «أتي بشاة مصلية» 228 5- «أجمع آية في القرآن لخير وشر إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ» 490 6- «أخرج الله من ظهر آدم ذريته، وأراه إياهم كهيئة الذّر ... » 346 7- «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب» 65 8- «إذا طفتم بالبيت فلا تلغوا ولا تهجروا» 591 9- «أذهب الشبهات عنها» 756 10- «اسكت مقبوحا منبوحا» 643 11- «أشدّ الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون خلق الله» 377 12- «اعذبوا عن ذكر النساء فإن ذلك يكسركم عن الغزو» 68 13- «اعط قلوبنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها» 880 14- «اقتلوا القاتل واصبروا الصابر» 91 15- «اقرأ الآي العشر في سورة المؤمنون فذلك خلقه» 828 16- «اقرؤا القرآن ولا تهذوه هذّ الشعر» 845 17- «الآن حمي الوطيس» 411 18- «اللهم إن كتبت عليّ إثما أو ضغثا فامحه عني فإنك تمحو ما تشاء» 437 19- «اللهم أيده بروح القدس» 627 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 907 الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصفحة 20- «اللهم غبطا لا هبطا» 88 21- «اللهمّ لا ترني زمانا لا يتّبع فيه العليم» 76 22- «اللهمّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين» 507 23- «أنا أحقّ بالشّك منه» 168 24- «أنا الله أعلم وأفصل» 319 25- «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيّما رجل توفي وترك دينا أو ضيعة فإلي..» 667 26- «أناجيلهم في صدورهم وقرابينهم من نفوسهم» 652 27- «أنا من القليل الذي استثنى الله» 516 28- «إنا نشمّ منك ريح المغافير» 822 29- «أنا وسفعاء الخدين كهاتين» 882 30- «أنت خليفة رسول الله، فقال: لا أنا الخالفة بعده» 80 31- «إنكن صواحبات يوسف» 855 32- «إنما أنت فينا رجل واحد ... » 667 33- «أن إبليس كان ملكا» 84 34- «إنّ أهل الجنة ليرون أهل عليين كما يرى النجم في السماء» 217 35- «أن جنّة العدن في السماء الدنيا، لا يدخلها إلا نبيّ أو صديق، أو شهيد، أو إمام عدل، أو محكّم في نفسه» 388 36- «إنّ الخلق من الذّر» 187 37- «أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قطع أيدي رجال وأرجلهم وسمل أعينهم» 276 38- «إنّ الله كلّم آدم قبلا» 545 39- «إنّ الله يبغض العفرية النفرية» 634 40- «إنّ الله يمحو ويثبت مما كتب من أمر العباد، إلا أصل السعادة والشّقاوة» 457 41- «إن قريشا وغطفان طارئين على بلادكم ... » 670 42- «أنّ المثبور ناقص العقل» 511 43- «أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان لا يأوي إلى فراشه حتى يقرأ تنزيل السّجدة وتبارك الملك» 662 44- «إنّما الصابون ما يغسل به الثياب» 280 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 908 الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصفحة 45- «أنه أتي بأسير يوعك فقال: أدفوه» 479 46- «أنّه كان يكره المحاريب» 189 47- «أنّه ما يحول به بين المؤمن والمعاصي» 360 48- «أنها نزلت فينا معشر الأنصار، كنا نصلى المغرب فلا نرجع إلى رحالنا ... » 664 49- «أنها اليتيمة في حجر وليّها فيرغب فيها ويقصّر في صداقها» 223 50- «إنهم يستكرهون في النار كما يستكره الوتد في الحائط» 608 51- «إنّهما طريقا الخير والشر» 878 52- «أو تسريح» 154 53- «أورى قبسا لقابس» 798 54- «أيقنت بالورود؟ قال: نعم» 541 55- «أي الماءين سبق فمنه الشّبه» 913 56- «البّصرة إحدى المؤتفكات» 775 57- «بين يدي الساعة سنون خداعة» 68 58- «حاذ عليها بحدودها» 258 59- «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» 834 60- «حبّذا أرض الكوفة سواء سهلة» 66 61- «حرمتها عليّ» 822 62- «الحمد لله الذي هذا من رياشه» 326 63- «حيث كان الماء وحيث المال كانت الفتنة» 843 64- «خرج اللبن من طعنة عمر أبيض يصلد» 171 65- «خشب بالليل صخب بالنهار» 818 66- «خير المال مهرة مأمورة» 498 67- «رأيت شقة من القمر على أبي قبيس ... » 778 68- «رأيت غنما سودا تتبعها غنم عفر» 817 69- «رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين» 892 70- «رأيته بفؤادي ولم أره بعيني» 772 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 909 الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصفحة 71- «ربما زبنت الناقة فكسرت أنف حالبها» 885 72- «ركب شريا وأخذ خطيّا» 71 73- «الرؤيا من النفس في السماء» 720 74- «الريح نفس الرحمن» 868 75- «سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له» 685 76- «السابقون يوم القيامة أربعة: فأنا سابق العرب وسلمان سابق فارس ... » 793 77- «سدرة المنتهى: صبر الجنّة» 773 78- «سرادقها: البحر المحيط بالدنيا» 519 79- «سورة الأنعام من نواجب القرآن» 318 80- «سياحة أمتي الصوم» 393 81- «سيروا وأبشروا فإنّ الله قد وعدني إحدى الطائفتين ... » 356 82- «شاهت الوجوه» 358 83- «الشديد الخلق، الرحيب الجوف، الأكول» 829 84- «شرّ الرعاء الحطمة» 891 85- «شرب الماء البارد، وحذو النعال» 889 86- «العرب تفخّم من العدد السبعة والسبعين» 835 87- «على ابن آدم القاتل أولا كفل من إثم كلّ قاتل بني آدم» 275 88- «عليكم بالشفاءين القرآن والعسل» 488 89- «فانتكف العرق عن جبينه» 261 90- «فرشنا للنبي- عليه السلام- بناء في يوم مطر» 73 91- «فمن أمهاتهم؟» 704 92- «فوددت أني متّ قبل أن حدّثته» 276 93- «قد رين به» 870 94- «قوارير كلّ أرض من تربتها وأرض الجنّة فضة» 856 95- «القوس: الذراع بلغة أزدشنوءة» 771 96- «قولوا: اللهم استر عورتنا» 669 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 910 الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصفحة 97- «قيل للنبي عليه السلام: إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ قال: سبحان الله إذا جاء النهار فأين الليل؟» 206 98- «كان ابن مسعود يقرأ «النساء» على النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغ الآية دمعت عيناه صلى الله عليه وسلم» 240 99- «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدّ فينا» 842 100- «كان عمر يعقّب الجيوش كلّ عام» 452 101- «كانت سودة امرأة ثبطة» 380 102- «كأنك لم تعلم ما قال الله في الإنصات عند قراءة القرآن» 354 103- «كنت أرجو أن يعيش رسول الله حتى يدبرنا» 335 104- «الكنود الكفور الذي يأكل وحده ويضرب عبده» 888 105- «لأقضينّ بكتاب الله» 65 106- «لا أريّن وجهه» 375 107- «لا تجوز شهادة القانع مع أهل البيت لهم» 579 108- «لا تعلّموا أبكار أولادكم كتب النّصارى» 105 109- «لا تكونوا عزين كخلق الجاهلية» 840 110- «لا تنظروا إلى صوم الرجل وصلاته ولكن إلى ورعه إذا أشفى» 200 111- «لا يبقى أحد من هذه الأمة إلا أدخله الله الجنّة إلا من شرد على الله» 881 112- «لا يبلّغ عني إلا رجل مني» 372 113- «لا يستعيذن أحدكم من الفتنة» 819 114- «لا يضرّ المرأة أن لا تنقض شعرها» 74 115- «لا يورّث حتى يستهل صارخا» 268 116- «لجمرة على لساني تحرقه جزء جزء أحبّ إليّ من أقول لشيء كتبه الله: ليته لم يكن» 805 117- «لعن الله العاضهة والمستعضهة» 474 118- «لقد أعانك عليه ملك كريم» 774 119- «لقد ذهبتم منها عريضة» 214 120- «لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي بها يستنزل القطر» 841 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 911 الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصفحة 121- «لقد عظم ملك ابن أبي كبشة» 775 122- «لكل جسد نفس وروح» 721 123- «لكلّ شيء قلب وقلب القرآن يس» 67 124- «لم أبعث لأعذّب بعذاب الله، وإنما بعثت بضرب الرقاب وشدّ الوثاق» 746 125- «لما كان يوم بدر اختلفنا في النفل ... » 355 126- «لن يغلب عسر يسرين» 883 127- «ما أوحي إليّ أن اجمع المال فأكون من التاجرين، ولكن أوحي إليّ أن سبّح بحمد ربك ... » 477 128- «ما عام بأمطر من عام ... » 615 129- «ما من طامة إلّا وفوقها طامة» 863 130- «ما منكم إلا وله منزلان» 584 131- «ما يمنعك أن تزورنا أكثر» 540 132- «مثل الحواميم في القرآن مثل الحبرات في الثياب» 723 133- «من آدم إلينا ثلة ومنا إلى يوم القيامة ثلّة» 797 134- «من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر فليكن آخر كلامه في مجلسه: سبحان ربك رب العزة ... » 705 135- «من أحبّ أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله» 429 136- «من بكّر وابتكر ودنا كان له كفلان من الإصر» 177 137- «من سأل وله أربعون درهما فقد ألحف» 173 138- «من ولي من أمر الناس شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله» 194 139- «منهن غل قمل» 686 140- «مه يا علي ... أعياني أزواج الأخوات أن يتحابوا» 214 141- «قال عقبة بن أبي معيط: فمن للصّبية؟ فقال عليه السلام: النار» 612 142- «الناس كسهام الجعبة منها القائم الرائش» 312 143- «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة» 793 144- «النفخات ثلاث: نفخة الفزع، والصّعق، والقيام لرب العالمين» 691 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 912 الأحاديث المرفوعة والموقوفة الصفحة 145- «نهى عن السّوم قبل طلوع الشمس» 93 146- «هم الأفجران من قريش: بنو أمية، وبنو المغيرة ... » 461 147- «هم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان» 793 148- «هو أول الحشر ونحن على الأثر» 808 149- «هو تينكم وزيتونكم» 883 150- «هي دابة ذات زغب» 636 151- «وفيّ الإل، كريم الخلّ، برود الظل» 373 152- «وقد دلونا به إليك» 137 153- «وقى الشح من أدّى الزكاة» 811 154- «والله ما لها ذنب وإنّ لها للحية» 636 155- «وهل ترك لنا عقيل من داره» 761 156- «يا بني هذا مما أخطأت فيه الكتّاب» 276 157- «يا رسول الله كيف نسأل عن النعيم وإنما نأكل الشعير في نصف بطوننا» 896 158- «يا معشر المسلمين قفوا» 211 159- «يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى» 185 160- «يخرج حضر الفرس الجواد ثلاثا» 637 161- «يخر المؤمنون سجدا ويبقى الكافرون كأن في ظهورهم السفافيد» 831 162- «يفتح لهم باب الجنة ثم يصرفون إلى النار» 70 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 913 ثانيا: الآثار المقطوعة الآثار المقطوعة الصفحة 163- «آتيناه الكتاب فلقي من قومه أذى» 665 164- «أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم قومه فأضلّهم» 77 165- «أخذته من عين صافية» 263 166- «الله الحقّ فمن دعاه دعا بحق» 454 167- «إن آكلي الرّبا يعرفون في الآخرة كما يعرف المجنون في الدنيا» 174 168- «أن جبريل- عليه السلام- أخذ بعروتها الوسطى ثم حرجم بعضها على بعض» 422 169- «أنّ السجيل السماء الدنيا، والسجين الأرض السفلى» 422 170- «إن المؤمن إذا نزل به الموت يلقى بضبائر الريحان من الجنة» 802 171- «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به رأى فلانا ... » 568 172- «أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لم ير ضاحكا ولا مبتسما بعد نزول هذه الآية» 776 173- «أن يأكل نصيبه ونصيب صاحبه» 876 174- «أنّها بروج السماء» 249 175- «أهل الطبع لا يؤمنون أصلا» 260 176- «تمنّوا الموت ولم يكن في الدنيا شيء أكره منه عندهم» 835 177- «جاء الإسلام وبمكة مائة رجل كلّهم قد قنطر» 183 178- «جاء جيش لا ينكف آخره» 262 179- «جهاد المرأة حسن التبعل» 796 180- «الحكمة: العقل» 658 181- «خلقت الأقوات قبل الأجساد» 780 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 914 الآثار المقطوعة الصفحة 182- «الرّابّ كافل» 188 183- «رأس الماعون زكاة مالك وأدناه المنخل والإبرة» 893 184- «الرياح أربعة: الأولى تقمّ الأرض قما ... » 467 185- «السائق الذي يقبض نفسه، والشهيد الذي يحفظ عمله» 759 186- «سرادقها: دخانها ولهبها» 519 187- «الشهداء ثنية الله في الخلق» 637 188- «العنت ما يكون من العشق فلا يتزوج الحرّ بأمة إلا إذا أعتقها» 236 189- « (قال مجاهد) : غضاب مبرطمون» 776 190- «غلق الناس إلا أصحاب اليمين» 849 191- «فقرات ابن آدم ثلاث: يوم ولد، ويوم يموت، ويوم يبعث حيا» 383 192- «قطّعوا كتاب الله قطعا وحرفوه» 589 193- «كان أحدهم إذا مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وتغشّى بثوبه حتى لا يراه النبيّ صلى الله عليه وسلم» 407 194- «كان ذلك بريح هفافة كنست مكان البيت يقال له: الخجوج» 574 195- «كان عمر وعثمان وابن عمر لفا» 50 196- «لا سلب إلّا لمن أشعر أو قتل» 266 197- «لا يقضي ما صرفه إلى ستر العورة ورد الجوعة» 227 198- «لم يكن عليّ يظنّ في قتل عثمان» 868 199- «ليس القرد من بهيمة الأنعام» 266 200- «ما أدري أكان هذا إيمانا منهم» 831 201- «مضر صخرة الله التي لا تنكل» 104 202- «الملائكة لباب الخليقة من الأرواح لا يتناسلون» 83 203- «من أراد نبأ الأولين والآخرين، ونبأ أهل الجنة والنار ... » 792 204- «من قرأ القرآن في أربعين ليلة فقد عزب» 400 205- «نعم إذا استيئس الرسل من قومهم أن يصدقوهم» 449 206- «هم أهل الكتاب معهم شرك وإيمان» 448 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 915 الآثار المقطوعة الصفحة 207- «هو الدنيا بحذافيرها» 90 208- «هو الذكر وإن لم يؤمنوا» 466 209- «هو الرجل يلمّ بالذنب ثم لا يعاود» 774 210- «وجميع أهل النار تعرض أرواحهم على النار» 726 211- «الوزن في الآخرة العدل» 321 212- «وسوس لهم ذلك ولم يظهر» 367 213- «ويرعون عفاءها» 160 214- «يجيب داعيا، ويفك عانيا، ويتوب على قوم ويغفر لقوم» 788 215- «يعتق رقابا، ويفحم عقابا، ويعطى رغابا» 788 216- «ينتظر بالمصعوق ثلاثا ما لم يخافوا عليه نتنا» 73 217- «يؤتى الشهيد بكتاب فيه من يقدم عليه من أهله» 218 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 916 فهرس الأعلام محمد صلى الله عليه وسلم: 55، 76، 77، 83، 93، 97، 102، 108، 185، 194، 206، 210، 211، 212، 213، 214، 240، 245، 246، 257، 265، 276، 280، 291، 297، 298، 315، 349، 355، 356، 364، 366، 368، 372، 373، 375، 379، 385، 386، 388، 391، 392، 404، 418، 448، 453، 457، 474، 478، 491، 503، 507، 508، 519، 532، 548، 553، 568، 581، 584، 592، 593، 608، 611، 612، 621، 626، 627، 629، 644، 662، 666، 667، 669، 670، 671، 672، 703، 746، 749، 770، 750، 752، 770، 771، 772، 775، 782، 783، 793، 794، 797، 798، 799، 801، 808، 810، 811، 813، 814، 817، 820، 821، 829، 836، 837، 840، 844، 853، 880، 881، 889. آدم (عليه السلام) : 80، 81، 83، 87، 88، 108، 144، 275، 322، 346، 347، 351، 558، 576، 585، 680، 717، 783، 877. إبراهيم (عليه السلام) : 91، 121، 144، 145، 187، 193، 199، 449، 491، 576، 583. إبراهيم (ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم) : 81. إبراهيم (ابن السري الزجاج) : 20، 295، 573. أبرهة: 891. أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) : 194، 260، 278، 372، 375، 379، 704، 817، 823. أبي بن خلف: 611، 695. أبي بن كعب الأنصاري: 820. أحمد بن يحيى ثعلب: 839. الأخفش (الأوسط) : 558، 809. الأزهري محمد بن أحمد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 917 إسحاق (عليه السلام) : 703. إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: 574، 774. الأسود بن عبد يغوث: 475، 476. الأسود بن المطلب أبو زمعة: 475، 476. الأسود العنسي (ذو الحمار) : 814. الأشهب العقيلي: 801. الأصمعي عبد الملك بن قريب. ابن الأعرابي محمد بن زياد. الأعمش سليمان بن مهران. الأقرع بن حابس: 383. إلياس (عليه السلام) : 527. أبو أمامة الباهلي: 881. أمية بن خلف: 865. أمية بن أبي الصلت: 347. الأنباري محمد بن القاسم. أنس بن مالك: 256، 276، 664، 775، 842. أنو شروان (ملك الفرس) : 653. أوريا: 711. أوس بن الصامت: 806. إيلياء: 191. ابن بحر محمد بن بحر الأصفهاني. بحيرا (الراهب) 278. أبو البختري العاص بن هشام: 362. بختنصر: 495. أبو البداح بن عاصم الأنصاري: 155. بديل بن ميسرة العقيلي: 801. بكر بن محمد بن حبيب المازني: 440. بلال بن أبي رباح: 793. بلعم بن باعوراء: 347. بولص: 687. تطيانوس: 193. تميم الداري: 458. توصا: 687. ثابت بن قيس بن شماس: 156. ثعلب أحمد بن يحيى. ثعلبة بن حاطب: 381. الجد بن قيس: 381. أبو جعفر المنصور: 511. أبو جعفر محمد بن علي: 802. جعفر بن محمد: 820. الجلاس بن سويد: 386. جميلة (أخت معقل بن يسار) : 155. جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول: 156. جنيد بن محمد البغدادي: 873. أبو جهل: 293، 357، 362، 367، 502، 743. أبو حاتم الرازي: 526. الحارث بن الطلاطلة: 475. حام بن نوح: 700. حبيب بن عمرو الثقفي: 737. حبيب النجار: 687. الحجاج بن يوسف الثقفي: 262، 275، 804، 834. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 918 حذيفة بن اليمان: 493. حزبيل: 641، 726. حسان بن ثابت الأنصاري: 597، 627. الحسن البصري: 83، 90، 236، 260، 367، 448، 466، 494، 589، 659، 726، 777، 801، 876. الحسن بن عبد الغفار أبو علي الفارسي: 61، 551. الحسن بن علي بن أبي طالب: 673. الحسين بن علي بن أبي طالب: 673. حفصة (أم المؤمنين) : 821، 822. الحكم بن عمر الرعيني: 95. حمزة بن عبد المطلب: 777. أبو حنيفة (الإمام) : 146، 269. حواء: 144، 351. حيي بن أخطب: 244، 668. خالد بن عبد الله: 820. خالد بن عبد الله القسري: 95. الخضر (صاحب موسى) : 100، 527، 528. خولة بنت ثعلبة: 806. داود عليه السلام: 710. ابن درستويه: 587. الربيع بن أنس: 249، 568. ذو الكفل: 562. ذو النون: 562. الربيع بن خيثم الكوفي: 802. الرضا علي بن موسى رؤبة بن عبد الله العجاج: 526. ريثا بنت لوط: 782. الزجاج إبراهيم بن السري. أم زرع: 71، 373. زعورا بنت لوط: 782. زكريا (عليه السلام) : 191. أبو زمعة الأسود بن المطلب. الزهري محمد بن مسلم الزهري. زيد بن أسلم: 422. أبو زيد الأنصاري: 272، 526. زيد بن حارثة: 666، 672، 673. زيد بن علي: 820. زينب بنت جحش: 671، 672، 822. زينب بنت خزيمة: 674. سام بن نوح: 700. السامري: 553. سبيعة الأسلمية: 814. السدي إسماعيل بن عبد الرحمن. سراقة بن مالك: 367. أبو سعيد بن خالد (الضرير) : 269. سعد بن معاذ: 356. سعيد بن جبير: 241، 448، 759، 804. أبو سعيد الخدري: 853. أبو سفيان: 214، 219، 356، 365، 367، 373، 375، 383، 667، 668، 670، 813. ابن السكيت يعقوب بن إسحاق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 919 سلمان الفارسي: 296، 458، 668، 793. سليمان (عليه السلام) : 114، 115، 495، 562، 631، 633، 634، 793. سليمان بن قته التيمي: 801. سليمان بن مهران الأعمش: 185. سليمان بن يسار: 434. سهيل بن عمرو: 753. سودة بنت زمعة: 380. سيبويه عمرو بن عثمان. ابن سيرين: 868. الشافعي (الإمام) : 131، 139، 140، 142، 224. شتير بن شكل: 489، 490. شعيب (عليه السلام) : 471. شعيب بن الحربي: 801. شمعون: 687. شهر بن حوشب: 262. صالح بن عبد الرحمن التميمي: 865. أبو صالح (ذكوان الزيات) : 774، 852. صفوان بن المعطل السهمي: 598. صهيب الرومي: 793. الضحاك بن مزاحم: 449، 801. أبو طالب بن عبد المطلب: 291. طاوس بن كيسان الخولاني: 134، 658. عائشة (أم المؤمنين) : 223، 263، 380، 493، 598، 643، 801، 822، 828، 892. العاص بن وائل: 475، 542، 774، 894. عاصم بن عدي: 391. عبادة بن الصامت: 355. العباس بن عبد المطلب: 137، 175، 369، 375. ابن عباس (رضي الله عنهما) : 80، 241، 319، 346، 457، 511، 516، 562، 574، 615، 636، 721، 771، 774، 801، 820، 856، 869، 883. عبد الرحمن بن عوف: 170. عبد الله بن أبي: 388، 597. عبد الله بن جبير: 211. عبد الله بن جحش: 672. عبد الله بن الحسين الناصحي: 806. عبد الله بن رؤبة العجاج: 526. عبد الله بن الزبير: 141. عبد الله بن سلام: 202، 458. عبد الله بن شداد: 407. عبد الله بن كثير الداري: 550. عبد الله بن مسعود: 185، 240، 357، 490، 778، 805، 845، 883، 884. عبد الله بن مطيع: 626. عبد الله بن أم مكتوم: 864. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 920 عبد الملك بن قريب الأصمعي: 525. عبد الملك بن مروان: 678. أبو عبيد القاسم بن سلام: 139، 276. عبيد بن عمير: 241. أبو عبيدة معمر بن المثني. عثمان بن عفان (رضي الله عنه) : 170، 175، 213، 214، 278، 550، 820، 860. عدي بن حاتم: 70. عروة بن الزبير: 263. عزير: 376، 566. العزيز: 433. عطاء بن أبي رباح: 241. عقبة بن أبي معيط: 837. عقيل بن أبي طالب: 369، 761. عكرمة: 852، 893. علبة بن زيد: 386. علي بن الحسن: 820. علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : 66، 68، 214، 326، 372، 375، 461، 488، 636، 720، 798. علي بن حمزة الكسائي: 120، 133، 427، 663. علي بن موسى الرضا: 690. أبو علي الفارسي الحسن بن عبد الغفار. عمار بن ياسر: 643. ابن عمر: 461، 575، 860. عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : 137، 171، 213، 278، 335، 354، 437، 452، 482، 483، 520، 612، 755، 823، 834، 840، 843، 860، 870. عمر بن هبيرة: 865. أبو عمران الجوني: 802. عمرو بن عبيد: 831. عمرو بن عثمان (سيبويه) : 83، 321، 541، 663. أبو عمرو بن العلاء: 414، 549، 672. عيسى بن عمر الثقفي: 550. عيسى (عليه السلام) : 102، 189، 191، 262، 278، 436، 536، 566، 588، 629، 739، 746. عيينة بن حصن: 383، 667، 670. غالب بن خطاف القطان: 185. فاطمة (رضي الله عنها) : 214. الفراء يحيي بن زياد. فرعون: 402، 404، 638، 642، 726. فياض بن غزوان الضبي: 802. قابيل: 729. قارون: 645. قبيصة بن ذؤيب الخزاعي: 837. قتادة: 95، 96، 465، 519، 801، 849. قدار بن سالف: 781. قصي بن كلاب: 359. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 921 قطرب محمد بن المستنير. أبو كبشة الخزاعي: 775. كبشة بنت معن الأنصارية: 231. أبو كبير الهذلي: 482. ابن كثير عبد الله بن كثير الداري. الكسائي على بن حمزة. كعب بن الأشرف: 244، 246. كعب بن مالك الأنصاري: 391. ابن كيسان: 873. لوط (عليه السلام) : 416، 418، 613، 824. المأمون: 511، 690. مارية القبطية: 87، 821، 822. المازني بكر بن محمد بن حبيب. مالك بن أنس (الإمام) : 79. المبرد محمد بن يزيد. مجاهد بن جبر: 265، 321، 658، 768، 776، 820، 852. محصن بن قيس الأنصاري: 239. محمد بن أبي موسى: 626. محمد بن أحمد الأزهري: 260، 370، 439. محمد بن بحر الأصفهاني: 85. محمد بن الحسن: 276. محمد بن الحنفية: 262، 364. محمد بن زياد الأعرابي: 123. محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي: 839. محمد بن القاسم بن الأنباري: 796. محمد بن كعب القرظي: 771. محمد بن المستنير (قطرب) : 520. محمد بن مسلم الزهري: 606. محمد بن يزيد المبرد: 64، 131، 139، 269، 856. محمود بن أبي الحسن النيسابوري: 55. مخيريق النضري الإسرائيلي: 810. مرارة بن الربيع: 391. مسافر المخزومي: 814. مسروق بن الأجدع الكوفي: 489. مسطح بن أثاثة: 599. مصدع بن زهير: 781. معاذ بن جبل: 385. معاوية بن أبي سفيان: 219، 278، 383، 393، 885. معتب بن قشير: 212، 669. معقل بن يسار المزني، 155. معمر بن المثنى، أبو عبيدة: 235، 460. مقاتل: 716. المهدي (الخليفة العباسي) : 511. المؤرج بن عمرو السدوسي: 875. موسى (عليه السلام) : 98، 107، 118، 163، 187، 273، 315، 339، 348، 403، 492، 511، 526، 528، 553، 628، 629، 638، 639، 641، 644، 645، 646، 665، 675، 746، 766. ميمون بن مهران: 238، 511. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 922 ميمونة بنت الحارث: 674. النابغة الذبياني: 726. النجاشي: 278. النضر بن الحارث: 363، 658، 837. النعمان بن بشير الأنصاري: 793. النعمان بن المنذر: 797. نعيم بن مسعود: 219، 670، 671. نمروذ: 166. نوح (عليه السلام) : 691، 746، 780، 824. نوح القارئ: 801. نوفل بن الحارث بن عبد المطلب: 369. النيسابوري محمود بن أبي الحسن. هارون (عليه السلام) : 163، 187، 620، 638، 675. هارون الرشيد: 511. أبو هريرة: 493. هشيم بن بشر: 407. هلال بن أمية: 391. هود (عليه السلام) : 414. أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي: 185. الواثق بالله: 440. الوليد بن المغيرة: 475، 476، 737، 847. يافث بن نوح: 700. يحيى بن زياد (الفراء) : 108، 131، 326، 349، 426، 474. يعقوب (عليه السلام) ، 198، 444. يعقوب بن إسحاق بن السكيت: 440. يعلى بن أمية: 519. يهوذا بن يعقوب: 102. يوسف (عليه السلام) : 434، 436، 442، 444. يوشع بن نون: 273، 526. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 923 فهرس المفردات اللغوية المادة/ اللفظة/ الصفحة أبب/ أبا/ 866 أبل/ أبابيل/ 891 أبن/ بنان/ 357 أتى/ مأتيا/ 540 أثل/ الأثل/ 679 أثم/ أثاما/ 617 أدد/ إدا/ 544 أذن/ أذان/ 372 أذن/ تأذن/ 459 أرم/ الأرم/ 611 أزر/ آزره/ 754 أسد/ الأسد/ 387 أسر/ أسرهم/ 856 أسر/ الأسير/ 856 أسف/ أسفا/ 341 أسن/ آسن/ 747 أصر/ 177 أصل/ الآصال/ 454 أفف/ أف/ 498 المادة/ اللفظة/ الصفحة أفك/ الإفك/ 597 ألا/ يؤلون/ 152 ألل/ إلا/ 373 أمت/ أمتا/ 554 أمد/ أمدا/ 514 أمر/ إمرا/ 528 أمم/ أمه/ 437 أمم/ إماما/ 618 أمن/ آمين/ 61 أنث/ إناثا/ 255 أنس/ تستأنسوا/ 599 أنس/ الأناسي/ 614 أني/ إناه/ 675 أني/ آن/ 789 أني/ يأن/ 804 أوب/ أوبي/ 677 أوب/ أواب/ 708 أود/ يؤده/ 165 أول/ التأويل/ 436 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 924 المادة/ اللفظة/ الصفحة أوه/ الأوّاه/ 418 بأس/ بئيس/ 410 بأس/ تبتئس/ 410 بتر/ الأبتر/ 894 بتك/ فليبتكن/ 255 بتل/ تبتل/ 846 بجس/ بجس/ 100 بحر/ البحيرة/ 255 بخع/ باخع/ 513 بدا/ البادية/ 447 بدع/ بدع/ 120 بدن/ والبدن/ 578 برج/ التبرج/ 672 برد/ 860 برق/ 850 برزخ/ 593 برك/ تبارك/ 608 برى/ البرية/ 886 بسس/ بست/ 793 بسس/ البسيسة/ 793 بسق/ باسقات/ 758 بسل/ تبسل/ 298 بشر/ يبشرك/ 189 بصر/ مبصرة/ 630 بطر/ 123 المادة/ اللفظة/ الصفحة بعث/ انبعاثهم/ 380 بعثر/ 869 بغا/ نبغي/ 441 بكر/ 105 بكك/ بكة/ 199 بلس/ إبليس/ 84 بلس/ الإبلاس/ 84 بلع/ ابلعي/ 413 بهت/ فبهت/ 167 بهت/ تبهتهم/ 559 بهل/ نبتهل/ 194 بوأ/ بوّأنا/ 573 بور/ بورا/ 609 بيت/ بياتا/ 321 تبب/ التباب/ 424 تبب/ تبت/ 895 تبر/ ليتبروا/ 496 تبر/ متبر/ 340 تبع/ التبيع/ 505 ترب/ أتراب/ 797 ترب/ متربة/ 879 تفث/ تفثهم/ 575 تلا/ 37 تلل/ تله/ 702 تنر/ التنور/ 411 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 925 المادة/ اللفظة/ الصفحة ثبت/ يثبتوك/ 362 ثبر/ مثبورا/ 511 ثبر/ ثبورا/ 609 ثبط/ ثبطهم/ 380 ثخن/ يثخن/ 369 ثخن/ أثخنتموهم/ 746 ثرب/ تثريب/ 446 ثقف/ ثقفتموهم/ 138 ثلل/ ثلة/ 794 ثنن/ الثن/ 782 ثني/ مثاني/ 62 ثني/ يثنون/ 407 جأر/ تجئرون/ 484 جبل/ جبلا/ 693 جبي/ اجتبيتها/ 353 جثا/ جثيا/ 540 جثث/ اجتثت/ 461 جثم/ جاثمين/ 415 جدد/ جدد/ 685 جدد/ جد/ 842 جذا/ جذوة/ 642 جذذ/ مجذوذ/ 425 جذذ/ جذاذا/ 559 جرح/ الجوارح/ 270 جرز/ جرزا/ 514 المادة/ اللفظة/ الصفحة جرز/ الجرز/ 665 جرم/ يجرمنكم/ 267 جرم/ والجرم/ 409 جزع/ مجزعة/ 809 جسس/ تجسسوا/ 756 جلا/ جلاها/ 879 جمع/ أجمعوا/ 552 جمل/ جمالات/ 859 جنف/ 134 جنن/ جن/ 299 جنن/ الجن/ 305 جهر/ 96 جوب/ الجواب/ 678 جوب/ جابوا/ 876 جوس/ جاسوا/ 496 حبط/ وحبط/ 409 حبك/ الحبك/ 764 حبك/ المحبوك/ 764 حجج/ الحج/ 372 حجر/ حجرا/ 610 حجر/ محجورا/ 610 حجر/ حجر/ 610 حدب/ الحدب/ 565 حدب/ حديبية/ 748 حذر/ حاذرون/ 622 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 926 المادة/ اللفظة/ الصفحة حرج/ الحرج/ 320 حرجم/-/ 422 حرد/-/ 830 حرر/ محررا/ 188 حرض/ حرض/ 368 / 446 حرض/ حرضا/ 446 حسر/ محسورا/ 499 حسر/ يستحسرون/ 557 حسر/ الحسرة/ 688 حسر/ حسير/ 825 حسس/ تحسونهم/ 211 حسس/ التحسس/ 446 حسس/ الحسيس/ 566 حسم/ حسوما/ 833 حشا/ حاش/ 439 حشر/ الحشر/ 809 حصب/ الحاصب/ 504 حصب/ حصب/ 565 حصد/ حصيد/ 424 حصد/ حصيدا/ 557 حصر/ الإحصار/ 139 حصر/ حصور/ 190 حصر/ حصيرا/ 496 حصن/ والمحصنات/ 234 حطم/ الحطمة/ 891 المادة/ اللفظة/ الصفحة حظر/ المحتظر/ 782 حفا/ حفيا/ 537 حفا/ يحفكم/ 748 حفد/ الحفدة/ 488 حفر/ الحافرة/ 863 حفف/ حففناهما/ 520 حقب/ حقبا/ 527 حقف/ الأحقاف/ 745 حمأ/ حمئة/ 468 حمد/ الحمد/ 59 حمل/ حمولة/ 313 حمم/ حميم/ 624 حمم/ يحموم/ 797 حمي/ الحامي/ 284 حنذ/ الحنيذ/ 416 حنك/ لأحتنكن/ 503 حوا/ الحوايا/ 873 حوا/ الأحوى/ 873 حنن/ حنّ/ 612 حوذ/ الأحوذي/ 259 حوذ/ استحوذ/ 807 حوز/ حيزا/ 358 حوش/ حاشا/ 439 حوص/ حصحص/ 439 حول/ حولا/ 532 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 927 المادة/ اللفظة/ الصفحة حيص/ محيص/ 732 خبط/ يتخبطه/ 174 خبل/ خبالا/ 380 ختر/ ختار/ 661 خدد/ الأخدود/ 871 خدع/ خدع/ 68 خدن/-/ 236 خرج/ خرجا/ 531 خرر/ يخروا/ 618 خرص/ الخراصون/ 764 خرص/ الخرص/ 764 خرق/ وخرقوا/ 306 خسأ/ خاسئين/ 103 خسأ/ اخسئوا/ 594 خسأ/ خاسئا/ 825 خسف/-/ 850 خشع/ خاشعون/ 584 خصص/ الخصاصة/ 811 خصف/ يخصفان/ 325 خضد/ مخضود/ 795 خفت/ يتخافتون/ 554 خلد/ أخلد/ 348 خلد/ مخلدون/ 795 خلف/ الخالف/ 388 خلف/ خلفة/ 388 المادة/ اللفظة/ الصفحة خلق/-/ 145 خمط/-/ 679 خنس/ الخنس/ 867 خنس/ الخناس/ 897 خوا/ خاوية/ 635 خور/ خوار/ 341 خلل/ خلل/ 556 خوف/ تخوف/ 482 دبر/ دابر/ 295 دبر/ التدبير/ 726 دبر/ إدبار/ 849 دثر/-/ 845 دحا/ دحاها/ 863 دحر/ الدحر/ 324 دحر/ دحورا/ 696 دحض/ يدحضوا/ 524 دحض/ المدحضين/ 704 دحو/-/ 79 دخر/ داخرون/ 697 دخل/ دخلا/ 490 درأ/-/ 106 درج/ سنستدرجهم/ 832 درج/ الاستدراج/ 832 درس/ درسوا/ 346 درك/ دركا/ 552 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 928 المادة/ اللفظة/ الصفحة درن/ الدرين/ 782 دسر/-/ 780 دسس/ دساها/ 880 دعع/ دعا/ 769 دفأ/ دفء/ 479 دفأ/ دافوه/ 479 دكر/ مدكر/ 780 دكك/ دكا/ 340 / 834 دكك/ فدكتا/ 834 دلا/-/ 137 دلص/ دلاص/ 618 دلل/ فدلاهما/ 325 دمم/ دمدم/ 880 دنا/-/ 178 دهق/ دهاقا/ 861 دهم/ مدهامتان/ 790 دهن/ الدهان/ 789 دهن/ مدهنون/ 799 دور/ ديارا/ 841 دول/ دولة/ 810 ذأم/ مذءوما/ 324 ذرأ/ يذرؤكم/ 733 ذرا/ تذروه/ 522 ذرر/ ذرية/ 495 ذرع/ ذرعا/ 418 المادة/ اللفظة/ الصفحة ذكا/ التذكية/ 269 ذلل/ ذلولا/ 826 ذنب/ ذنوبا/ 767 رأى/ رئيا/ 541 ربأ/ ربت/ 731 ربأ/ ربأت/ 731 ربا/ أربى/ 490 ربا/ ربت/ 570 ربا/ رابية/ 833 ربب/ الرب/ 58 ربب/ ربانيون/ 196 ربب/ ربيون/ 210 ربب/ ربما/ 465 ربص/-/ 153 ربط/ ورابطوا/ 221 رتق/ رتقا/ 557 رتل/ رتلناه/ 613 / 845 رجأ/ مرجون/ 391 رجا/ أرجه/ 338 رجا/ يرجون/ 610 رجا/ أرجه/ 621 رجا/ ترجي/ 674 رجز/-/ 100 رجل/ رجالا/ 160 زرب/ زرابي/ 56 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 929 المادة/ اللفظة/ الصفحة رجم/ لأرجمنك/ 537 رحا/ الرحى/ 166 رحم/ الرحيم/ 58 ردف/ مردفين/ 358 ردم/ ردما/ 531 ردى/ المتردية/ 268 ردى/ تردى/ 881 رذل/ أرذل/ 488 رصد/ مرصادا/ 844 رصص/ مرصوص/ 816 رضف/ الرضاف/ 416 رفث/-/ 137 رفد/ المرفود/ 424 رفق/ مرفقا/ 515 رقم/ الرقيم/ 514 ركا/ ركية/ 451 ركز/ ركزا/ 544 ركس/ أركسهم/ 251 ركس/ اركسوا/ 252 ركع/-/ 90 ركم/ يركمه/ 364 ركم/ ركاما/ 604 رمح/ الرمح/ 174 رمز/ رمزا/ 191 رمم/ الرميم/ 767 المادة/ اللفظة/ الصفحة رها/ رهوا/ 742 رهب/ استرهبوهم/ 339 رهق/ يرهق/ 398 رهق/ ترهقني/ 528 رود/ رويدا/ 872 ريش/ الرياش/ 326 ريط/-/ 56 ريع/-/ 624 زبر/ الزبور/ 220 زبر/ زبر/ 531 زبن/ الزبن/ 174 زبن/ الزبانية/ 851 زجا/ مزجاة/ 446 زجا/ يزجي/ 604 زجر/ مزدجر/ 779 زحف/ زحفا/ 358 / 359 زرب/-/ 56 زرق/ زرقا/ 554 زعم/ زعيم/ 831 زغب/-/ 636 زفر/ الزفير/ 425 زف/ يزفون/ 702 زف/ الزفيف/ 702 زقم/ الزقوم/ 700 زكا/ زاكية/ 528 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 930 المادة/ اللفظة/ الصفحة زكا/ زكية/ 528 زلف / زلف/ 427 زلل/ الزلزلة/ 569 زلم/ الأزلام/ 269 زمل/-/ 845 زنجبيل/ 856 زنم/ زنيم/ 829 زور/ تزاور/ 515 زيغ/ زاغت/ 668 زيل/ تزيلوا/ 753 سبب/ سببا/ 529 سبت/ يسبتون/ 343 سبت/ السبات/ 859 سبت/ سباتا/ 859 سبح/ يسبحون/ 690 سبح/ تسبحوه/ 750 سبح/ سبحا/ 846 سبع/ السبع/ 387 ستر/ مستورا/ 501 ستر/ سترا/ 531 سجا/-/ 881 سجد/ السجود/ 430 سجر/ المسجور/ 768 / 866 سجل/ سجيل/ 421 سجن/ سجين/ 869 المادة/ اللفظة/ الصفحة سحت/ يسحتكم 549 سحل/ المسحل/ 515 سرا/ سريا/ 535 سرب/ سارب/ 452 سرب/ سربا/ 527 سرب/ السراب/ 603 سرد/ السرد/ 678 سعر/ 781 سغب/ مسغبة/ 879 سفر/ أسفارا/ 817 سفع/-/ 884 سفه/ يسفه/ 123 سقط/ سقط/ 341 سقف/ السقف/ 737 سقي/ اسقيناكموه/ 467 سكت/-/ 342 سكر/ سكرت/ 466 سكر/ سكرا/ 466 سكن/ المساكين/ 382 سلخ/ نسلخ/ 689 سلط/ سلطانية/ 835 سلق/ سلقوكم/ 669 سلل/ يتسلل/ 585 سلم/ سالما/ 720 سما/ سميا/ 533 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 931 المادة/ اللفظة/ الصفحة سمد/ سامدون/ 776 سمر/ سامرا/ 591 سمل/-/ 276 سمو/ الاسم/ 57 سنا/ سيناء/ 586 سنن/ المسنون/ 468 سنه/ يتسنه/ 167 سوا/ تسوى/ 240 سوا/ سوى/ 549 سوا/ استوى/ 640 سور/ السورة/ 74 سور/ الأساور/ 520 سوم/ يسومونكم/ 93 سوم/ المسومة/ 184 سوم/ مسومين/ 205 سوم/ مسومة/ 480 سيب/ السائبة/ 283 شبرق/ 475 شخص/ تشخص/ 463 شدد/ أشده/ 640 شدق/-/ 86 شرد/ فشرد/ 367 شرع/ شرعا/ 343 شرق/ مشرقين/ 470 شرى/-/ 70 / 147 المادة/ اللفظة/ الصفحة شرسف/ 434 شطأ/ شطئه/ 754 شطط/ تشطط/ 709 / 842 شعب/ الشعب/ 756 شعر/ شعائر/ 129 -/-/ 578 شغف/ الشغاف/ 434 شغل/-/ 692 شفي/ شفا/ 392 شقق/ الشقاق/ 706 شكس/ متشاكسون/ 720 شكل/ شاكلته/ 509 شهب/ شهاب/ 843 شهد/-/ 184 / 219 شهق/ الشهيق/ 424 شور/ شورى/ 735 شيد/ مشيدة/ 249 صبأ/-/ 103 صبا/ أصب/ 467 صدد/ التصدية/ 363 صدد/ صديد/ 460 صدد/ يصدون/ 739 صدد/ تصدى/ 864 صدر/ يصدر/ 641 صدع/ يصدعون/ 656 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 932 المادة/ اللفظة/ الصفحة صدف/ الصدفين/ 531 صرخ/ مصرخكم/ 461 صرر/ صر/ 203 صرر/ الصرير/ 766 صرف/ صرفا/ 609 صري/ فصرهن/ 169 صعد/ تصعدون/ 211 صعد/ صعيدا/ 514 صعر/ تصعر/ 660 صعر/ تصاعر/ 660 صعق/ صاعقة/ 73 / 728 صعق/ صعقا/ 340 صعق/ فصعق/ 721 / 722 صفا/ صفوان/ 170 صفح/ الصفح/ 472 / 819 صفر/-/ 859 صفف/ صفا/ 552 صفف/ صفصفا/ 554 صفف/ صواف/ 578 صفف/ صافات/ 604 / 826 صفن/ الصافنات/ 711 صلب/ يصلبوا/ 276 صلت/ 84 صلد/ 170 صلل/ الصلصال/ 468 المادة/ اللفظة/ الصفحة صلل/ صلوات/ 580 صلل/ صللنا/ 664 صلل/ الصلة/ 664 صلى/-/ 66 / 228 صمد/-/ 896 صنع/ ولتصنع/ 547 صهر/ يصهر/ 572 صور/ الصور/ 169 صوع/ الصواع/ 442 صيا/ صياصهم/ 671 ضبح/ ضبحا/ 887 ضحك/ ضحكت/ 417 ضرب/ ضربتم/ 173 / 254 ضرع/ الضريع/ 874 ضغث/ أضغاث/ 437 ضغث/ الضغث/ 715 ضلل/ ضللنا/ 664 ضنن/ ضنين/ 868 ضها/ المضاهاة/ 377 ضيز/ ضيزى/ 773 طبق/ طباقا/ 824 طرق/ طرائق/ 586 طغي/ الطاغوت/ 165 طفق/ وطفقا/ 325 طلع/ طلعها/ 304 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 933 المادة/ اللفظة/ الصفحة طمس/ نطمس/ 857 طور/ أطوارا/ 841 طول/ الطول/ 133 / 724 طيب/ طوبى/ 455 طير/ مستطير/ 855 طيف/ طائف/ 353 ظفر/ ظفر/ 314 ظنن/-/ 164 / 868 ظهر/ ظهريا/ 423 ظهر/ يظهروه/ 532 ظهر/ ظهيرا/ 615 عبأ/ يعبؤا/ 619 عبد/ العابدين/ 740 عتا/ العتو/ 827 عتق/ العتيق/ 576 عتل/ اعتلوه/ 742 عجل/ العجل/ 559 عدا/ العدوة/ 365 عذاب/-/ 68 عذر/ المعذرون/ 389 عذر/ معاذيره/ 851 عذر/ المعذار/ 851 عرجن/ العرجون/ 690 عرر/ المعتر/ 578 عرر/ معرة/ 753 المادة/ اللفظة/ الصفحة عرش/ العرش/ 407 عرض/ عرضها/ 206 عرف/ عرفها/ 747 عرم/ العرم/ 678 عزب/ يعزب/ 400 عزر/ عزرتموهم/ 272 عزر/ عزة/ 706 عزر/ عزني/ 711 عزر/ تعزروه/ 750 عسب/ اليعسوب/ 487 عسس/ عسعس/ 868 عصف/ العصف/ 785 عصف/ العصافة/ 785 عشا/ يعش/ 738 عشا/ العشو/ 738 عصر/ إعصار/ 171 عصر/ يعصرون/ 439 عصر/ المعصرات/ 860 عصم/ استعصم/ 435 عضل/-/ 155 عضه/ عضين/ 474 عفا/-/ 160 عقب/ معقبات/ 629 عقب/ يعقب/ 629 عقب/ عاقبتم/ 815 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 934 المادة/ اللفظة/ الصفحة عقب/ العقبة/ 878 عكف/ العاكف/ 573 عكف/ معكوفا/ 572 عمد/ العمد/ 450 عمر/ استعمركم/ 415 عمق/ العميق/ 574 عنا/ عنت/ 554 عنت/-/ 554 عهن/ العهن/ 838 / 889 عوج/ العوج/ 199 عوج/ عوجا/ 554 عول/ تعولوا/ 224 عون/-/ 105 عيا/ عيينا/ 758 عيا/ أعيي/ 758 عيل/ عيلة/ 379 غبن/ التغابن/ 818 غثا/ الغثاء/ 873 غدق/ غدقا/ 844 غرر/ الغرور/ 669 غرف/-/ 163 غرم/ غراما/ 617 غزا/ غزى/ 214 غسق/ غساق/ 716 غسل/ غسلين/ 835 المادة/ اللفظة/ الصفحة غلل/ يغل/ 216 غمم/ غمة/ 401 غور/ غورا/ 521 / 828 غوى/ غوى/ 323 غيب/ غيبت/ 431 غيث/ يغاث/ 438 غيض/ وغيض/ 413 غيض/ تغيض/ 451 فأد/ أفئدة/ 463 فتأ/ تفتئوا/ 445 فتل/ الفتيل/ 243 / 685 فتن/-/ 115 / 276 فتن/-/ 548 / 713 فتن/-/ 765 فتن/-/ 723 / 843 فجا/ فجوة/ 515 فجج/ الفج/ 574 فرا/ فريا/ 536 فرج/ فروج/ 757 فرد/ فرادى/ 301 فرر/ المفر/ 851 فرش/ فرشا/ 313 فرض/-/ 104 فرط/ مفرطون/ 486 فرط/ فرطا/ 518 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 935 المادة/ اللفظة/ الصفحة فرغ/ نفرغ/ 788 فرق/ الفرق/ 623 / 642 فرق/ الفريقة/ 623 فره/ فارهين/ 625 فزز/ استفزز/ 507 فزع/ فزع/ 680 فزع/ أفزعته/ 680 فزع/ فزعته/ 680 فضض/ لانفضوا/ 215 فضى/ أفضى/ 232 فطر/ فطور/ 825 فقر/ الفقراء/ 382 فقر/ فاقرة/ 853 فقع/ فقع/ 105 فقم/ فقم/ 86 فكه/ فاكهون/ 692 فكه/ تفكهون/ 798 فلج/-/ 613 فلق/-/ 896 فند/ تفندون/ 447 فوت/ تفاوت/ 825 فوج/ أفواجا/ 895 فور/ فورهم/ 204 فور/ تفور/ 825 فوق/ فواق/ 707 المادة/ اللفظة/ الصفحة فيأ/ يتفيئوا/ 483 فيض/ فيض/ 143 قبس/-/ 623 قبض/ يقبض/ 161 / 826 قبل/ قبلا/ 309 قبل/ قبيلا/ 511 قبل/ قبلا/ 524 قبل/ مقابلة/ 524 قتر/ قتر/ 398 قحم/ اقتحم/ 878 قدد/ قددا/ 843 قدر/ نقدر/ 563 قدم/ قدمنا/ 613 قدم/ تقدموا/ 755 قذذ/ أقذ/ 327 قرء/-/ 154 قرح/-/ 207 قرر/-/ 146 / 589 قرض/ تقرضهم/ 515 قرن/ مقرنين/ 609 قسر/ قسورة/ 849 قسس/ قسيسين/ 281 قسط/ القسط/ 559 قسط/ القاسطون/ 843 قسم/ الاستقسام/ 269 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 936 المادة/ اللفظة/ الصفحة قشش/-/ 894 قصر/ مقصورات/ 791 / 858 قصص/ قصصا/ 134 / 181 قصص/ قصيه/ 639 قصع/-/ 314 قصف/ القاصف/ 505 قضب/-/ 353 قضض/ ينقض/ 529 قضي/ القضاء/ 289 قضي/ قضينا/ 495 قطر/ قطرا/ 532 قطر/ القطر/ 638 قطع/ تقطع/ 302 قطع/ قطعا/ 398 قطع/ بقطع/ 420 / 470 قطط/ قطنا/ 707 قطمر/ قطمير/ 684 قطن/ يقطين/ 704 قعر/ منقعر/ 781 قفا/ تقف/ 500 قلع/ أقلع/ 413 قلل/ أقلت/ 334 قمح/ المقمح/ 463 قمح/ مقمحون/ 687 قمن/-/ 311 المادة/ اللفظة/ الصفحة قنت/ 823 قنطر/ القنطار/ 182 / 183 قنع/ الإقناع/ 463 قنع/ القانع/ 578 قنو/ القنو/ 305 قوا/ أقوى/ 799 قوع/ بقيعة/ 603 قوم/ قيوم/ 165 / 179 قيض/ قيضنا/ 729 قيل/ مقيلا/ 321 كبب/ كبكبوا/ 624 كبب/ مكبا/ 827 كبت/ يكبتهم/ 206 كبر/ أكبرن/ 435 كتب/ الكتاب/ 220 كتل/ نكتل/ 440 كثر/ الكوثر/ 893 كدح/ كادحا/ 871 كدر/ انكدرت/ 866 كسف/ كسفا/ 510 / 769 كشط/ كشطت/ 867 كظم/ الكظيم/ 455 كظم/ كاظمين/ 725 كظم/ المكظوم/ 832 كفت/ كفاتا/ 852 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 937 المادة اللفظة الصفحة كفف/ كفف/ 147 كفل / كفلها/ 188 كفل/ الكفل/ 250 كفل/ كفلين/ 805 كلب/ مكلبين/ 270 كلح/ الكلوح/ 593 كمت/-/ 55 كمم/ الأكمام/ 785 كند/ كنود/ 888 كنس/ الكنس/ 867 كنن/ أكنة/ 651 كنن/ مكنون/ 699 كور/ كورت/ 866 ليس/ ليلبسوا/ 313 لبد/ لبدا/ 878 لجج/ لجي/ 603 لحد/ يلحدون/ 349 / 491 لحن/ لحن/ 748 لدد/ لدا/ 544 لزب/ لازب/ 697 لصص/ 613 لظي/ الالتظاء/ 838 لعن/-/ 112 لغا/ اللغو/ 584 لغا/ الغوا/ 729 المادة اللفظة الصفحة لغا/ يلغو/ 729 لفف/ لفيفا/ 511 لفف/ ألفافا/ 860 لقا/ تلقى/ 628 لقح/ لواقح/ 466 لمز/ تلمزوا/ 756 لمز/ اللمزة/ 890 لمس/ لمسنا/ 843 لمم/ لممت/ 425 لوح/ لواحة/ 848 لوى/ تلووا/ 257 لها/ 556 ليت/ يلتكم/ 757 لين/ لينة/ 809 مثل/ المثلات/ 451 محص/ يمحصن/ 208 محل/ المحال/ 454 مخر/ مواخر/ 481 مرا/ أفتمارونه/ 772 مرا/ مريت/ 827 مرج/-/ 787 مرد/ مردوا/ 390 مرد/ مارد/ 696 مرر/ مرة/ 770 مرر/ مستمر/ 780 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 938 المادة اللفظة الصفحة مسح/ المسيح/ 191 مسد/-/ 895 مشج/ أمشاج/ 854 مطط/ يتمطى/ 854 معن/ معين/ 589 / 892 معن/ الماعون/ 892 مقت/ المقيت/ 250 مكا/ المكاء/ 363 ملا/ وأملى/ 350 ملا/ مليا/ 537 ملك/ ملكنا/ 552 منن/ ممنون/ 727 منى/-/ 109 / 854 مهل/ المهل/ 519 مهل/ مهيلا/ 846 مور/ مورا/ 768 مير/ نمير/ 441 نأش/ التناوش/ 681 نأى/ نئا/ 509 نبذ/ انتبذت/ 534 نبز/-/ 756 نبع/ ينبوع/ 510 نتق/ نتقنا/ 346 نجا/ نجوى/ 370 / 445 / 806 المادة اللفظة الصفحة نجب/ النجيب/ 318 نجد/ النجدين/ 878 نجم/ النجم/ 770 نحب/ النحب/ 670 نحب/ نحبه/ 670 نحس/ نحسات/ 728 نخر/ نخرة/ 863 ندى/ نديا/ 541 نزغ/ ينزغك/ 353 نزف/ نزفت/ 827 نزف/ أنزفت/ 827 نسا/ نسيا/ 535 نسأ/-/ 675 نسف/ للنسفنه/ 553 / 859 نسل/ ينسلون/ 565 نشأ/ المنشآت/ 787 نشر/ نشرا/ 334 نشر/ ينشرون/ 557 نشر/ الانتشار/ 614 نشز/ ننشزها/ 168 / 807 نصب/ النصب/ 269 نصب/ بنصب/ 714 نصح/ نصوحا/ 823 نضخ/ نضاختان/ 791 نضد/ منضود/ 421 / 795 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 939 المادة اللفظة الصفحة نضد/ نضيد/ 758 نضر/ ناضرة/ 852 نطح/ النطيحة/ 268 نغض/ سينغضون/ 445 نفث/ النفاثات/ 897 نفح/ نفحة/ 559 نفر/ نفورا/ 501 نفر/ مستنفرة/ 849 نفس/ تنفس/ 868 نفش/ نفشت/ 562 نفش/ المنفوش/ 889 نفق/-/ 66 / 293 نقب/ نقيبا/ 272 نقب/ نقبوا/ 761 نقب/ النقب/ 761 نقر/ النقير/ 232 نقض/ أنقض/ 529 / 882 نقع/-/ 888 نكف/ يستنكف/ 261 نكل/-/ 104 نمط/-/ 56 نوأ/ تنوء/ 645 هبط/-/ 87 هجر/ تهجرون/ 591 هدد/ هدا/ 544 المادة اللفظة الصفحة هرع/ يهرعون/ 419 هزز/ اهتزت/ 570 هشش/ أهش/ 547 هشم/ الهشيم/ 522 / 782 هضم/ هضيم/ 625 هطع/ مهطعين/ 779 هلك/ مهلكهم/ 524 هلل/-/ 131 / 268 هلم/ هلم/ 315 همد/ همدت/ 570 همز/-/ 890 همس/ همسا/ 554 همن/ مهيمنا/ 277 هنأ/ هنيئا/ 226 هوا/ استهوته/ 298 هوا/ تهوي/ 298 هوا/ هواء/ 462 هود/-/ 414 هور/ هار/ 392 هوم/ هاؤم/ 834 هيج/ يهيج/ 719 هيم/ الهيام/ 798 وأل/ موئلا/ 524 وبق/ موبقا/ 523 وبل/ وبيلا/ 846 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 940 المادة اللفظة الصفحة وتر/ تترا/ 588 وتر/ يتركم/ 748 وتن/ الوتين/ 836 وجب/ وجبت/ 578 وجف/ أوجفتم/ 810 وجف/ واجفة/ 863 وحى/ الوحى/ 287 ودق/ الودق/ 604 ورد/ وردا/ 543 وزع/ يوزعون/ 631 / 728 وسس/ الوسواس/ 601 / 897 وسق/ اتسق/ 871 وسم/ سيماهم/ 332 وسن/ سنة/ 165 وشى/ وشى/ 56 / 105 وصب/ واصبا/ 484 وصب/ واصب/ 696 وصد/ الوصيد/ 515 المادة اللفظة الصفحة وصد/ مؤصدة/ 879 وصل/ الوصيلة/ 283 وضن/ موضونة/ 794 وطأ/ ليواطئوا/ 378 وفض/ يوفضون/ 840 وقذ/ الموقوذة/ 268 وقر/ وقرن/ 672 وقي/-/ 823 وكز/ وكزه/ 640 ولج/ وليجة/ 374 ونم/ الأنام/ 785 وهل/-/ 602 وهن/ وهنوا/ 210 يدي/ يد/ 679 يدي/ اليد/ 694 يدي/ الأيد/ 708 يسر/-/ 881 ينع/ وينعه/ 305 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 941 فهرس المواضع أذرعات: 808. أريحا: 273. أفريقية: 527. الأندلس: 678. أنطاكية: 687. بئر زمزم: 199. بحر الروم: 527. بحر فارس: 527. بحر القلزم: 623. البطحاء: 591. بدر: 356، 367. البصرة: 642. بعلبك: 703. بغداد: 104. بلغار: 531. بيت المقدس: 98، 188، 194، 494، 679، 762. تبوك: 378، 381، 390. تستر: 354. جبل أبي قبيس: 778. جبل ثور: 379. الجحفة: 367، 647. الجزيرة: 653. الجعلية: 213. الحبشة: 793، 891. الحجاز: 808 الحجر (ديار ثمود) : 471. الحديبية: 748. حنين: 374. الخط: 71. خيبر: 749، 752. الرملة: 588. ساعير: 629. سدوم: 471، 561، 613. السويداء: 578. سيناء: 586، 629. الشام: 193، 356، 385، 495، 501، 507، 561، 602، 635، 650، 679، 689، 808. الشحر: 745. الصفا: 118. الطائف: 364، 737. الطور: 103، 767. العراق: 193. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 942 عرفات: 144، 145، 265، 372، 626. العقبة: 373. عمان: 679. فاران (جبال مكة) : 629. فلسطين: 588. الكعبة المشرفة: 127، 194، 199، 266، 575، 576، 768. كوثي: 650. الكوفة: 66، 266، 642، 650. مدين: 471، 642. المدينة المنورة: 194، 219، 250، 253، 392، 434، 635، 652، 667، 668، 679، 750، 811. مزدلفة: 144، 373. مسجد قباء: 392. مصر: 495، 623، 642، 840. مقام إبراهيم: 199، 574. مكة المكرمة: 139، 141، 142، 183، 195، 199، 211، 250، 363، 372، 374، 379، 473، 623، 647، 648، 667، 681، 732، 737، 749، 750، 753، 754، 819، 892. منى: 145، 146، 372، 373. المؤتفكات: 422، 775، 833. الناصرة: 102. وادي تهامة: 636، 679. وادي القرى: 635. يثرب المدينة المنورة. اليمن: 449، 501، 623، 689، 745. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 943 فهرس الأمثال والأقوال أخدع من ضب حرشته 68 تفرقوا أيدي سبأ 679 حنّ قدح ليس منها 612 غثنا ما شئنا 438 لألجمنك لجاما معذبا 68 لا أقذ ولا مريش 327 لم يزل يفتلهم في الذروة والغارب 668 لو دعينا لاندعينا 380 ما به معقول وليس له مجلود 829 يعلك على الأرم 611 ينتجب غير عضاهة 474 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 944 فهرس الأشعار البيت/ قائله/ صفحة ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكائب/ النابغة/ 128 ألم تعلم مسرّحي القوافي ... [فلا عيا بهن ولا اجتلابا] / جرير/ 526 جأبا ترى تليله مسّحجا .... / العجاج/ 525 لمية موحشا طلل ... يلوح كأنه خلل / كثير عزة/ 556 قد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون من المستعجل الزلل / النابغة/ 726 لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... [عار عليك إذا فعلت عظيم] / 209 تخوّف الرّحل منها تامكا قردا ... كما تخوف عود النبعة السفن / أبو كبير الهذلي/ 482 الجزء: 2 ¦ الصفحة: 945 فهرس الجماعات والقبائل والفرق آل فرعون: 402، 640، 726، 727. الأزارقة: 377. الأزد: 679. أزدشنوءة: 408، 771. أسلم: 744. أشجع: 744. أصحاب الأيكة: 471. الأنصار: 679، 793، 811. أهل أنطاكية: 687. أهل بدر: 207. أهل تهامة: 487. أهل الكتاب: 375، 376، 448، 473، 508. أهل مدين: 471. الأوس: 200، 368. بلحارث بن كعب: 551. بنو إسرائيل: 402، 443، 444، 553، 621، 626، 638، 713، 744. بنو أمية: 461، 502، 568. بنو حارثة: 204، 669. بنو حنيفة: 751. بنو سلمة: 204. بنو سليم: 669. بنو عامر: 744. بنو عبد الدار: 245. بنو عذرة: 551. بنو قريظة: 368، 667، 670، 809. بنو قينقاع: 368. بنو مدلج: 251. بنو النضير: 667، 808، 810. بنو هاشم: 362. تبع: 742. الترك: 700. تميم: 334، 365، 865. ثقيف: 506، 666، 773. ثمود: 415، 724، 775. جرهم: 361. جهينة: 744، 750. خثعم: 551. خزاعة: 361، 374. الخزرج: 200، 368. الخوارج: 377. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 946 الروم: 653، 671، 751. زبيد: 551. سعد: 488. الصابئون: 103. الصقالبة: 700. عاد: 724، 745، 775. عرينة: 275. عكل: 275. العمالقة: 495. غسان: 679. غطفان: 670، 744. غفار: 744. الفرس: 653، 671، 751. القبط: 402. قريش: 251، 373، 668، 670، 829، 892. قوم لوط: 416، 418، 775. قيس عيلان: 184. كنانة: 367، 373، 551، 888. الكوفيون: 431. المجوس: 457. مراد: 551. مزينة: 744، 750. مضر: 104. الملكائية: 537. النسطورية: 102، 192، 457، 580، 740. نصارى نجران: 194. هذيل: 773. اليعقوبية: 537. اليهود: 376، 580، 644، 739، 816. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 947 فهرس المصادر والمراجع إتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربعة عشر: للشيخ أحمد بن محمد البنا. تحقيق: الدكتور شعبان محمد إسماعيل. ط: عالم الكتب- بيروت 1407 هـ- 1987 م. الإتقان في علوم القرآن: للحافظ جلال الدين السيوطي. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: مكتبة ومطبعة المشهد الحسيني. القاهرة 1387 هـ- 1967 م. أحكام القرآن: للإمام الشافعي. (جمع البيهقي) بعناية الشيخ عبد الغني عبد الخالق. ط: دار الكتب العلمية- بيروت 1400 هـ- 1980 م: أحكام القرآن: للجصاص. نشر: دار الكتاب العربي- بيروت. مصورة عن طبعة الخلافة العثمانية. أحكام القرآن: للكيا الهراس. تحقيق: موسى محمد علي، والدكتور عزت علي عطية. ط: دار الكتب الحديثة- القاهرة. أحكام القرآن: لأبي: بكر العربي. تحقيق: علي محمد البجاوي. ط: عيسى البابي الحلبي- القاهرة، 1394 هـ-. أخبار مكة: للفاكهي. تحقيق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش. نشر: مكتبة النهضة- مكة المكرمة. أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار: للأزرقي. تحقيق: رشدي الصالح. ط: دار الثقافة- مكة المكرمة 1403 هـ-. الأخبار الموفقيات: للزبير بن بكار. تحقيق: الدكتور سامي مكي العاني. نشر رئاسة ديوان الأوقاف- بغداد 1973 م. الأدب المفرد: للإمام البخاري. باعتناء محمد فؤاد عبد الباقي. ط: دار البشائر الإسلامية- بيروت 1409 هـ- 1989 م. الأزمنة وتلبية الجاهلية: لقطرب. تحقيق: د. حاتم صالح الضامن. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت 1405 هـ-. أساس البلاغة: للزمخشري. ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب 1985 م. أسباب النزول: للواحدي. تحقيق: سيد أحمد صقر. دار القبلة- جدة 1407 هـ-. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 948 الاستيعاب في معرفة الأصحاب: لابن عبد البر النمري. تحقيق: علي محمد البجاوي. ط: نهضة مصر القاهرة 1960 م. الاستغناء في أحكام الاستثناء: لشهاب الدين القرافي. تحقيق: الدكتور طه محسن. نشر: وزارة الأوقاف العراقية- بغداد- 1402 هـ- 1982 م. أسد الغابة في معرفة الصحابة: لابن الأثير. تحقيق: محمد إبراهيم البنا، ومحمد أحمد عاشور. دار الشعب- القاهرة- 1970 م. أسماء خيل العرب وأنسابها: للأسود الغندجاني. تحقيق: الدكتور محمد علي سلطاني. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1402 هـ-. الأسماء والصفات: للبيهقي. تحقيق: عماد الدين أحمد حيدر. ط: دار الكتاب العربي- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. إشارة التعيين في تراجم النحاة واللغويين: لعبد الباقي بن عبد المجيد اليماني. تحقيق: الدكتور عبد المجيد ذياب. نشر: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية- الرياض- 1406 هـ- 1986 م. الاشتقاق: لابن دريد. تحقيق: الأستاذ عبد السلام هارون. ط: الخانجي- القاهرة- 1958 م. اشتقاق أسماء الله: لأبي القاسم الزجاجي. تحقيق: د. عبد الحسين المبارك. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1406 هـ-. الإصابة في معرفة الصحابة: للحافظ ابن حجر العسقلاني. تحقيق: علي محمد البجاوي. ط: نهضة مصر- القاهرة- 1960 م. إصلاح الوجوه والنظائر: للدامغاني. تحقيق: عبد العزيز سيد الأهل. ط: دار العلم للملايين- بيروت- 1985 م. الأضداد: لأبي بكر ابن الأنباري. تحقيق: الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: حكومة الكويت- 1960 م. أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن: للشيخ محمد الأمين الشنقيطي. طبعة الرياض- 1403 هـ- 1983 م. إعجاز القرآن: لأبي بكر الباقلاني. تحقيق: السيد أحمد صقر. ط: دار المعارف- مصر. إعراب القرآن: لأبي جعفر النحاس. تحقيق: د. زهير غازي زاهد. ط: عالم الكتب- بيروت- 1405 هـ-. الأعلام: للأستاذ خير الدين الزركلي. ط: دار العلم للملايين- بيروت- 1984 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 949 الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب: للحافظ ابن ماكولا. باعتناء: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي. نشر: محمد أمين دمج- بيروت- 1962 م. الأم: للإمام الشافعي. ط: دار المعرفة- بيروت- 1393 هـ-. الأمثال: لأبي عبيد القاسم بن سلام. تحقيق: الدكتور عبد المجيد قطامش. نشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- 1400 هـ- 1980 م. الأموال: لأبي عبيد القاسم بن سلام. باعتناء الشيخ محمد خليل الهراس. ط: دار الفكر- بيروت- 1395 هـ- 1975 م. إنباه الرواة على أنباء النحاة: للقفطي. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب- القاهرة- 1401 هـ-. الإنباه على قبائل الرواة: لابن عبد البر. تحقيق: إبراهيم الأبياري. ط: دار الكتاب العربي- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. الأنساب: لأبي نصر السمعاني. تحقيق: عبد الرحمن يحيى المعلمي وآخرين. نشر: محمد أمين دمج- بيروت- 1401 هـ- 1981 م. الإنصاف في مسائل الخلاف: لأبي البركات بن الأنباري. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. نشر: دار إحياء التراث العربي- بيروت- بدون تاريخ. الأنواء: لابن قتيبة الدينوري. اعتنى بنشره: شارل بلا، ومحمد حميد الله. ط: دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد- الهند- 1379 هـ- 1956 م. أنوار التنزيل تفسير البيضاوي. الأيام والليالي والشهور: للفراء. تحقيق: إبراهيم الأبياري. ط: دار الكتاب المصري- القاهرة- 1400 هـ-. إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل: لأبي بكر محمد بن القاسم الأنباري. تحقيق: محي الدين عبد الرحمن رمضان. من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق- 1390 هـ- 1971 م. الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: لمكي بن أبي طالب القيسي. تحقيق: د. أحمد حسن فرحات. نشر: دار المنارة- جدة- 1406 هـ- 1986 م. البحر المحيط: لأبي حيان الأندلسي. ط: دار الفكر- بيروت- 1403 هـ-. بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع: للإمام علاء الدين أبي بكر بن مسعود الكاساني. نشر: دار الكتب العلمية- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 950 البداية والنهاية: للحافظ ابن كثير. تحقيق: أحمد أبو ملحم وعلي نجيب عطوى وفؤاد السيد ومهدي ناصر الدين وعلي عبد الستار. ط: دار الكتب العلمية- بيروت- 1405 هـ-. البرهان في علوم القرآن: لبدر الدين الزركشي. تحقيق: الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: عيسى البابي الحلبي- القاهرة. البعث: لابن أبي داود السجستاني. تحقيق: أبي إسحاق الحويني الأثري. نشر: دار الكتاب العربي- بيروت- 1408 هـ- 1988 م. بغية الرائد لما تضمنه حديث أم زرع من الفوائد: للقاضي عياض. تحقيق: صلاح الدين بن أحمد الإدلبي، ومحمد الحسن أجانف، ومحمد عبد السلام الشرقاوي. من مطبوعات وزارة الأوقاف المغربية- 1395 هـ- 1975 م. بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: للحافظ جلال الدين السيوطي. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: عيسى الحلبي، القاهرة- 1384 هـ-. بلدان الخلافة الشرقية: للمستشرق كي لسترنج. ترجمة: بشير فرنسيس وكوركيس عواد. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. البيان في غريب إعراب القرآن: لأبي البركات بن الأنباري. تحقيق: الدكتور طه عبد الحميد طه. ط: الهيئة المصرية العامة للكتاب- 1400 هـ- 1980 م. تاج العروس في شرح جواهر القاموس: للزبيدي. مطبعة حكومة الكويت- 1385 هـ- 1965 م. تاج اللغة الصحاح. التاريخ: ليحيى بن معين. تحقيق: د. أحمد محمد نور سيف. نشر: مركز البحث العلمي بجامعة الملك عبد العزيز- 1399 هـ-. تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي: للدكتور حسن إبراهيم حسن. نشر: مكتبة النهضة المصرية- 1402 هـ- 1982 م. تاريخ الأمم والملوك: للطبري. تحقيق: الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: دار المعارف- القاهرة- 1961 م. تاريخ بغداد: للخطيب البغدادي. ط: دار الكتب العلمية- بيروت. تاريخ جرجان: للسهمي. باعتناء: الدكتور محمد عبد المعيد خان. ط: عالم الكتب- بيروت- 1407 هـ- 1987 م. تاريخ دولة آل سلجوق: لعماد الدين الأصفهاني. اختصار: الفتح بن علي البنداري. نشر: شركة طبع الكتب العربية- القاهرة- 1318 هـ- 1900 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 951 التاريخ الكبير: للإمام البخاري. ط: دار الفكر- بيروت- 1407 هـ- مصورة عن الطبعة الأولى بحيدرآباد- الهند- 1361 هـ-. تأويل مشكل القرآن: لابن قتيبة. تحقيق: السيد أحمد صقر. ط: دار التراث- القاهرة- 1393 هـ- 1973 م. التبصرة في القراءات: لمكي بن أبي طالب القيسي. تحقيق: الدكتور محي الدين رمضان. من منشورات معهد المخطوطات العربية- الكويت- 1405 هـ- 1985 م. التبيان في إعراب القرآن: لأبي البقاء العكبري. تحقيق: علي محمد البجاوي. ط: عيسى الحلبي- القاهرة- 1396 هـ-. تحفة الأريب: لأبي حيان الأندلسي. تحقيق: د. سمير المجذوب. ط: المكتب الإسلامي. تحفة الفقهاء: لعلاء الدين السمرقندي. تحقيق: الدكتور محمد زكي عبد البر. نشر: إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر- 1408 هـ- 1988 م. تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية: لعلي بن محمد الخزاعي. تحقيق: الدكتور إحسان عباس. ط: دار الغرب الإسلامي- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. تذكرة الأريب في تفسير الغريب: لابن الجوزي. تحقيق: الدكتور علي حسين البواب. نشر: مكتبة المعارف- الرياض- 1407 هـ- 1986 م. تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب: لداود بن عمر الأنطاكي. ط: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1952 هـ-. تذكرة الحفاظ: للحافظ الذهبي. باعتناء: الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي. ط: دار الفكر العربي. التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة: لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي. تحقيق: الدكتور أحمد حجازي السقا. نشر: مكتبة الكليات الأزهرية- القاهرة- 1400 هـ- 1980 م. تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس: للحافظ ابن حجر العسقلاني. تحقيق: الدكتور عبد الغفار سليمان البنداري، ومحمد أحمد عبد العزيز. ط: دار الكتب العلمية- بيروت- 1405 هـ- 1984 م. التعريفات: للشريف الجرجاني. ط: دار الكتب العلمية- بيروت- 1403 هـ- 1983 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 952 التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام: لأبي القاسم السهيلي. تحقيق: عبد مهنا. ط: دار الكتب العلمية- بيروت- 1407 هـ- 1987 م. تفسير آيات الأحكام: للشيخ محمد علي السائس. ط: محمد علي صبيح- القاهرة- 1373 هـ- 1953 م. تفسير ابن كثير: للحافظ ابن كثير. تحقيق: الأساتذة محمد إبراهيم البنا وعبد العظيم غنيم ومحمد أحمد عاشور. ط: الشعب- القاهرة- 1390 هـ- 1970 م. تفسير البغوي: تحقيق: خالد عبد الرحمن العك ومروان سوار. ط: دار المعرفة- بيروت- 1406 هـ-. تفسير البيضاوي: ط: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1388 هـ- 1968 م. تفسير ابن أبي حاتم الرازي (سورة البقرة) : تحقيق: أحمد عبد الله العماري الزهراني. نشر: مكتبة الدار بالمدينة المنورة، ودار طيبة بالرياض، ودار ابن القيم بالدمام- 1408 هـ-. - وتفسير سورتي آل عمران والنساء: (رسالة دكتوراه) بجامعة أم القرى. بتحقيق: حكمت بشير ياسين- 1404- 1405 هـ-. - وتفسير سورة الأنعام: بتحقيق: عبد الرحمن محمد الحامد. (رسالة ماجستير) بجامعة أم القرى- 1404- 1405 هـ-. - وتفسير سورة الأعراف: بتحقيق: حمد أحمد أبي بكر. (رسالة ماجستير) بجامعة أم القرى- 1406 هـ-. - وتفسير سورتي الأنفال والتوبة: بتحقيق: عيادة أيوب الكبيسي. (رسالة دكتوراه) بجامعة أم القرى- 1406- 1407 هـ-. - وتفسير سورة يوسف: بتحقيق: محمد عبد الكريم بنجابي. (رسالة ماجستير) بجامعة أم القرى- 1405 هـ-. - وتفسير سورتي النور والفرقان: بتحقيق: عمر يوسف حمزة. (رسالة دكتوراه) بجامعة أم القرى- 1405- 1406 هـ-. - وتفسير سورة الشعراء: بتحقيق: عبد الله حامد سمبو. (رسالة ماجستير) بجامعة أم القرى- 1406- 1407 هـ-. - وتفسير سورة النمل: بتحقيق: نشأت محمود الكوجك. (رسالة ماجستير) بجامعة أم القرى- 1404- 1405 هـ-. تفسير الطبري: لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري. تحقيق: الأستاذ محمود محمد شاكر. ط: دار المعارف بمصر- 1374 هـ- وط: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1388 هـ- 1968 م. تفسير عبد الرزاق الصنعاني: تحقيق: د. مصطفى مسلم محمد. طبعة على الآلة الكاتبة- 1402 هـ- 1982 م. تفسير غريب القرآن: لابن قتيبة. تحقيق: السيد أحمد صقر. تصوير: دار الكتب العلمية- بيروت- 1978 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 953 تفسير غريب القرآن: لابن الملقن. تحقيق: سمير طه المجذوب. ط: عالم الكتب- بيروت- 1408 هـ- 1987 م. تفسير الفخر الرازي: ط: دار الفكر- بيروت- 1403 هـ-. تفسير القرآن العظيم تفسير ابن كثير تفسير القرطبي: لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي. تصوير: دار إحياء التراث العربي- بيروت. تفسير الماوردي: لأبي الحسن الماوردي. تحقيق: خضر محمد خضر. نشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية- الكويت- 1402 هـ-. تفسير المشكل من غريب القرآن العظيم على الإيجاز والاختصار: لمكي بن أبي طالب القيسي. تحقيق: هدى الطويل المرعشلي. ط: دار النور الإسلامي- بيروت- 1408 هـ- 1988 م. تفسير النسائي (من السنن الكبرى) : تحقيق: صبري عبد الخالق الشافعي، وسيد عباس الجليمي. نشر: مكتبة السنّة- القاهرة- 1410 هـ- 1990 م. تفسير النسفي: ط: دار إحياء الكتب العربية. تقريب التهذيب: للحافظ ابن حجر العسقلاني. تحقيق: محمد عوامة. ط: دار البشائر الإسلامية- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. التكميل والإتمام لكتاب التعريف والإعلام: لابن عسكر الغسّاني. تحقيق: حسين عبد الهادي محمد. رسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض- 1404 هـ- 1984 م. تنبيه البصائر في أسماء أم الكبائر: لابن دحية الأندلسي. نسخة مصورة بمكتبة الدكتور عبد الرحمن العثيمين. بمكة المكرمة. تهذيب الألفاظ: لابن السكيت، والمهذّب أبو زكريا التبريزي. نشره: لويس شيخو. المطبعة الكاثوليكية- بيروت- 1895 م. تهذيب التهذيب: للحافظ ابن حجر. نشر: دار صادر- بيروت. مصورة عن الطبعة الأولى بالهند. تهذيب اللغة: للأزهري. ط: الدار العربية- القاهرة- 1384 هـ-. التوكل على الله: للحافظ أبي بكر بن أبي الدنيا. تحقيق: جاسم فهيد الدوسري. ط: دار البشائر الإسلامية- بيروت- 1407 هـ- 1987 م. التيسير في القراءات السبع: لأبي عمرو الداني. عني بتصحيحه: أوتزل- مطبعة الدولة إستانبول- 1930 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 954 الثقات: لابن حبان البستي. نشر: دار الفكر- بيروت. مصورة عن الطبعة الأولى بحيدرآباد، الهند- 1393 هـ- 1973 م. ثلاثة كتب في الأضداد: (للأصمعي، والسجستاني، وابن السكيت) . نشرها: الدكتور أوغست هفنر. ط: دار الكتب العلمية- بيروت. جامع البيان تفسير الطبري. الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير: للسيوطي. ط: مصطفى الحلبي- القاهرة- 1373 هـ-. الجامع لأحكام القرآن تفسير القرطبي. الجرح والتعديل: لأبي حاتم الرازي. نشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، مصورة عن الطبعة الأولى بدائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد. جمل الغرائب (مخطوط) : لبيان الحق النيسابوري. نسخة مصورة بمكتبة مركز البحث العلمي عن مكتبة الأسكوريال رقم (1604) . الجمل في النحو: لأبي القاسم الزجاجي. تحقيق: علي توفيق الحمد. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. الجمهرة: لابن دريد الأزدي. تحقيق: رمزي منير بعلبكي. ط: دار العلم للملايين- 1987 م. جمهرة الأمثال: لأبي هلال العسكري. تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، وعبد المجيد قطامش. ط: المؤسسة العربية الحديثة- القاهرة- 1384 هـ- 1964 م. جمهرة أنساب العرب: لابن حزم الأندلسي. تحقيق: الأستاذ عبد السلام هارون. ط: دار المعارف- القاهرة- 1982 م. الجنى الداني في حروف المعاني: لابن قاسم المرادي. تحقيق: طه محسن. ط: مؤسسة دار الكتب للطباعة والنشر- العراق- 1396 هـ- 1976 م. جوامع السيرة: لابن حزم الأندلسي. تحقيق: الدكتور إحسان عباس، والدكتور ناصر الدين الأسد. ط: دار المعارف بمصر. الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية: لعبد القادر بن محمد القرشي. تحقيق: الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو. ط: عيسى البابي الحلبي- 1398 هـ- 1978 م. حاشية الخرشي على مختصر خليل ط: دار صادر- بيروت. حاشية الهيثمي على الإيضاح: نشر: المكتبة السلفية بالمدينة المنورة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 955 الحجة للقراءات السبعة: لأبي علي الفارسي. تحقيق: بدر الدين قهوجي، وبشير جويجاتي. ط: دار المأمون للتراث- دمشق- 1404 هـ- 1984 م. حجة القراءات: لأبي زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة. تحقيق: سعيد الأفغاني. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1404 هـ- 1984 م. حروف المعاني: لأبي القاسم الزجاجي. تحقيق: الدكتور علي توفيق الحمد. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. الحلبة في أسماء الخيل في الجاهلية والإسلام: للصاحبي التاجي. تحقيق: الدكتور حاتم صالح الضامن. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: للحافظ أبي نعيم الأصفهاني. نشر: دار الفكر- بيروت. خزانة الأدب: للبغدادي. تحقيق: عبد السلام محمد هارون. ط: الخانجي- القاهرة. الخصائص: لأبي الفتح ابن جني. تحقيق: محمد علي النجار. ط: عالم الكتب- بيروت. الخيل (مطلع اليمن والإقبال في انتفاء كتاب الاحتفال) : لعبد الله بن محمد بن جزي الكلبي الغرناطي. تحقيق: محمد العربي الخطابي. ط: دار الغرب الإسلامي- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. الدارس في تاريخ المدارس: لعبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي. تحقيق: جعفر الحسني. ط: مكتبة الثقافة الدينية- القاهرة- 1988 م. الدر المصون في علوم الكتاب المكنون: للسمين الحلبي. تحقيق: الدكتور أحمد الخراط. ط: دار القلم- دمشق- 1406 هـ- 1986 م. الدر المنثور في التفسير المأثور: للحافظ جلال الدين السيوطي. ط: دار الفكر- بيروت- 1403 هـ-. الدعاء: للطبراني. تحقيق: الدكتور محمد سعيد البخاري. ط: دار البشائر الإسلامية- بيروت- 1407 هـ- 1987 م. دلائل النبوة: للحافظ أبي نعيم الأصبهاني. تحقيق: محمد رواس قلعجي. ط: المكتبة العربية بحلب- 1390 هـ- 1970 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 956 دلائل النبوة: للبيهقي. تحقيق: د. عبد المعطي قلعجي. نشر: دار العلمية- بيروت- 1405 هـ-. ديوان جرير: تحقيق: د. نعمان طه. ط: دار المعارف- القاهرة. ديوان العجاج: شرح الأصمعي. تحقيق: الدكتور عزة حسن. مكتبة دار الشروق- بيروت- 1971 م. ديوان القطامي: تحقيق: إبراهيم السامرائي وأحمد مطلوب. بيروت- 1379 هـ- 1960 م. ديوان النابغة الذبياني: تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: دار المعارف- بمصر- 1977 م. رصف المباني في حروف المعاني: للمالقي. تحقيق: الدكتور أحمد الخراط. ط: دار القلم- دمشق- 1405 هـ- 1985 م. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني: للشيخ شهاب الدين الآلوسي. نشر: مكتبة التراث- القاهرة- بدون تاريخ. الروض الأنف: للسهيلي. باعتناء: طه عبد الرؤوف سعد. نشر: دار المعرفة- بيروت- 1398 هـ-. الروض المعطار في خبر الأقطار. تحقيق: د. إحسان عباس. ط: مكتبة لبنان- بيروت- 1984 م. روضة الطالبين وعمدة المفتين: للإمام النووي. باعتناء: زهير الشاويش. ط: المكتب الإسلامي- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. الريح: لابن خالويه. تحقيق: الدكتور حسين محمد شرف. نشر: مكتبة إبراهيم الحلبي العلمية- المدينة- 1404 هـ- 1984 م. زاد المسير في علم التفسير: لأبي الفرج ابن الجوزي. ط: المكتب الإسلامي- بيروت- 1404 هـ-. زاد المعاد في هدى خير العباد: لابن قيم الجوزية. تحقيق: شعيب الأرناؤوط وعبد القادر الأرناؤوط. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. الزاهر في معاني كلمات الناس: لأبي بكر بن الأنباري. تحقيق: الدكتور حاتم صالح الضامن. نشر: وزارة الثقافة بالعراق- 1399 هـ- 1979 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 957 الزهد: للإمام وكيع بن الجراح. تحقيق: عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي. نشر: مكتبة الدار- المدينة المنورة- 1404 هـ- 1984 م. الزهد: لعبد الله بن المبارك. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. نشر: دار الكتب العلمية- بيروت. الزهد: لهناد بن السري. تحقيق: محمد أبو الليث الخيرآبادي. نشر: إدارة إحياء التراث الإسلامي- قطر- 1406 هـ- 1986 م. السبعة في القراءات: لابن مجاهد. تحقيق: د. شوقي ضيف. ط: دار المعارف- القاهرة- 1400 هـ-. سنن الترمذي: تحقيق: الشيخ أحمد محمد شاكر- محمد فؤاد عبد الباقي- وإبراهيم عطوة عوض. ط: مصطفى الحلبي- القاهرة- 1395 هـ-. سنن الدارقطني: ط: عالم الكتب- بيروت- 1403 هـ- 1983 م. سنن الدارمي: تحقيق: فواز أحمد زمرلي، وخالد السبع العلمي. نشر: دار الكتاب العربي- 1407 هـ- 1987 م. سنن أبي داود السجستاني: تعليق: عزت عبيد الدعاس. نشر: دار الحديث- حمص- سوريا- 1388 هـ- 1969 م. السنن الصغرى: للنسائي. باعتناء: الشيخ عبد الفتاح أبو غدة. ط: دار البشائر- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. السنن الكبرى: للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي. نشر: دار المعرفة- بيروت- مصورة عن الطبعة الأولى بالهند 1344 هـ-. سنن ابن ماجة: تحقيق: الأستاذ فؤاد عبد الباقي. نشر: دار الفكر- بيروت. سير أعلام النبلاء: للحافظ شمس الدين الذهبي. تحقيق: جماعة من الأساتذة. ط: مؤسسة الرسالة- 1982 م. السيرة: لابن هشام. تحقيق: الأساتذة مصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي. ط: مصطفى الحلبي- القاهرة- 1375 هـ-. شذرات الذهب في أخبار من ذهب: لابن العماد الحنبلي. تحقيق: محمود الأرناؤوط. نشر: دار ابن كثير- بيروت- 1408 هـ- 1988 م. شرح العقيدة الطحاوية: للقاضي علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي. تحقيق: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 958 بشير محمد عيون. نشر: مكتبة دار البيان- دمشق- 1405 هـ- 1985 م. شرح فتح القدير للعاجز الفقير: لابن الهمام الحنفي. تصوير: دار إحياء التراث العربي- بيروت عن طبعة بولاق. شرح كلا وبلى ونعم: لمكي بن أبي طالب القيسي. تحقيق: الدكتور أحمد حسن فرحات. ط: دار المأمون- دمشق- 1404 هـ- 1983 م. شرح ما يقع فيه التصحيف: لأبي أحمد العسكري. تحقيق: عبد العزيز أحمد. مطبعة: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1383 هـ- 1963 م. شعب الإيمان: للإمام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي. تحقيق: أبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول. ط: دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان- 1410 هـ- 1990 م. الشعر والشعراء: لابن قتيبة. تحقيق وشرح: الشيخ أحمد محمد شاكر. ط: دار المعارف- القاهرة- 1982 م. الشفا بتعريف حقوق المصطفى: للقاضي عياض. تحقيق: علي محمد البجاوي. نشر: دار الكتاب العربي- بيروت- 1404 هـ-. شفاء الغرام في أخبار البلد الحرام: لتقي الدين محمد بن أحمد الفاسي لمكي. نشر: دار الكتب العلمية- بيروت. الصحاح: للجوهري. تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار. ط: دار العلم للملايين- بيروت- 1404 هـ- 1984 م. صحيح البخاري: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي. ط: المكتبة الإسلامية- إستانبول- 1981 م. صحيح مسلم: للإمام مسلم بن الحجاج القشيري. تحقيق وترقيم: الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي. ط: دار إحياء التراث العربي- بيروت. صفة الجنة: للحافظ أبي نعيم الأصفهاني. تحقيق: علي رضا عبد الله. ط: دار المأمون للتراث- دمشق- 1406 هـ- 1986 م. صيد الخاطر: لأبي الفرج ابن الجوزي. تحقيق: عبد القادر أحمد عطا. نشر: مكتبة الكليات الأزهرية- القاهرة- 1979 م. الضعفاء الكبير: للعقيلي. تحقيق: الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي. نشر: دار الكتب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 959 العلمية- بيروت- 1404 هـ- 1984 م. طبقات الأولياء: لابن الملقن. تحقيق: نور الدين شربية. نشر: مكتبة الخانجي- القاهرة- 1393 هـ- 1973 م. طبقات الحفاظ: للحافظ جلال الدين السيوطي. تحقيق: محمد علي محمد عمر. نشر: مكتبة وهبة- القاهرة- 1393 هـ- 1973 م. طبقات الشافعية الكبرى: للسبكي. تحقيق: د. محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو. ط: عيسى الحلبي- القاهرة- 1383 هـ-. طبقات الصوفية: لأبي عبد الرحمن السلمي. تحقيق: نور الدين شربية. نشر: دار الكتاب النفيس- حلب- سوريا- 1406 هـ- 1986 م. طبقات فحول الشعراء: لمحمد بن سلام الجمحي. تحقيق: الأستاذ محمود محمد شاكر. ط: المدني- القاهرة. طبقات الفقهاء: لأبي إسحاق الشيرازي الشافعي. تحقيق: د. إحسان عباس. ط: دار الرائد العربي- بيروت- لبنان- 1401 هـ- 1981 م. الطبقات الكبرى: لابن سعد. ط: دار صادر- بيروت. طبقات المفسرين: للداودي. تحقيق: علي محمد عمر. نشر: مكتبة وهبة- القاهرة- 1392 هـ- 1972 م. طبقات النحويين واللغويين: لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي الأندلسي. تحقيق: الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: دار المعارف- القاهرة- 1392 هـ-. ظهر الإسلام: تأليف: أحمد أمين. نشر: دار الكتاب العربي- بيروت- لبنان- 1388 هـ- 1969 م. العباب الزاخر واللباب الفاخر: الصاغاني. العبر في خبر من غبر: للحافظ الذهبي. تحقيق: د. صالح الدين المنجد وفؤاد سيد ومحمد رشاد عبد المطلب. نشر: وزارة الإعلام بالكويت 1984 م. عجالة المبتدي وفضالة المنتهي في النسب: للحافظ أبي بكر محمد بن أبي عثمان الحازمي الهمداني. تحقيق: عبد الله كنون. ط: الهيئة العامة لشئوون المطابع الأميرية- القاهرة- 1393 هـ- 1973 م. عصمة الأنبياء: لفخر الدين الرازي. ط: دار الكتب العلمية- بيروت- 1401 هـ-. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 960 العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين: للإمام أبي الطيب التقي الفاسي. ط: السنة المحمدية- القاهرة- 1379 هـ-. عمل اليوم والليلة: للإمام أحمد بن شعيب النسائي. تحقيق: الدكتور فاروق حمادة. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1406 هـ- 1985 م. عمل اليوم والليلة: لابن السّني. تحقيق: بشير محمد عيون. نشر: مكتبة دار البيان- دمشق- 1407 هـ- 1987 م. العين: للخليل بن أحمد الفراهيدي. تحقيق: الدكتور مهدي المخزومي، والدكتور إبراهيم السامرائي. نشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت- 1408 هـ- 1988 م. عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير: لابن سيد الناس. نشر: دار المعرفة- بيروت. الغاية في القراءات العشر: للحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران. تحقيق: محمد غياث الجنباز. ط: شركة العبيكان- الرياض- 1405 هـ- 1985 م. غاية النهاية في طبقات القراء: لابن الجزري. عني بنشره: ج. برجستراسر. تصوير: دار الكتب العلمية- بيروت- 1402 هـ-. غرائب التفسير وعجائب التأويل: للشيخ محمود بن حمزة الكرماني. نشر: د. شمران سركال يونس العجلي. ط: مؤسسة علوم القرآن- بيروت- 1408 هـ- 1988 م. غريب الحديث: لأبي عبيد القاسم بن سلام. ط: دار الكتاب العربي- بيروت- 1396 هـ- مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرآباد- الدكن- الهند- 1384 هـ-. غريب الحديث: لابن قتيبة. تحقيق: د. عبد الله الجبوري. نشر: وزارة الأوقاف بالعراق- 1397 هـ- 1977 م. غريب الحديث: للخطابي. تحقيق: عبد الكريم العزباوي. نشر: مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة 1402 هـ-. غريب الحديث: لابن الجوزي. تحقيق: الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي. ط: دار الكتب العلمية- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. غريب القرآن وتفسيره: لعبد الله بن يحيى اليزيدي. تحقيق: محمد سليم الحاج. ط: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 961 عالم الكتب- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة: لابن بشكوال. تحقيق: د. عز الدين علي السيد ود. محمد كمال الدين عز الدين. ط: عالم الكتب- بيروت- 1407 هـ- 1987 م. الفائق في غريب الحديث: للزمخشري. تحقيق: علي محمد البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم. ط: عيسى الحلبي- القاهرة. فتح الباري بشرح صحيح البخاري: للحافظ ابن حجر العسقلاني. باعتناء: محب الدين الخطيب. ط: السلفية- 1401 هـ-. الفتح السماوي بتخريج أحاديث تفسير القاضي البيضاوي: لزين الدين عبد الرؤوف المناوي. تحقيق: أحمد مجتبى بن نذير عالم السلفي. نشر: دار العاصمة- الرياض- 1409 هـ-. فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير: لمحمد بن علي الشوكاني. ط: مصطفى الحلبي- القاهرة- 1383 هـ-. الفصيح: لأبي العباس ثعلب. تحقيق: الدكتور عاطف مدكور. ط: دار المعارف بمصر- 1984 م. فضائل القرآن: لأبي عبيد القاسم بن سلام. تحقيق: محمد تجاني جوهري. (رسالة ماجستير) بجامعة الملك عبد العزيز، 1393 هـ- 1973 م. الفهرست: للنديم. تحقيق: رضا تجدد. ط: طهران- 1391 هـ- 1971 م. فيض القدير شرح الجامع الصغير: للشيخ عبد الرؤوف المناوي. نشر: دار إحياء السنة النبوية- القاهرة. القاموس المحيط: لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. القطع والائتناف: لأبي جعفر النحاس. تحقيق: الدكتور أحمد خطاب العمر. نشر: وزارة الأوقاف بالعراق- 1398 هـ- 1978 م. الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة: للحافظ الذهبي. تحقيق: عزت علي عيد عطية، وموسى محمد علي. ط: دار الكتب الحديثة- القاهرة- 1392 هـ- 1972 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 962 الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف: للحافظ ابن حجر العسقلاني. مطبوع بذيل الكشاف. ط: دار المعرفة- بيروت. الكافي في فقه الإمام المبجل أحمد بن حنبل: لابن قدامة المقدسي. تحقيق: زهير الشاويش. ط: المكتب الإسلامي- بيروت- 1402 هـ- 1982 م. الكامل في الأدب: للمبرد. تحقيق: محمد أحمد الدالي. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. الكامل في التاريخ: لابن الأثير. ط: دار صادر- بيروت- 1402 هـ-. الكامل في ضعفاء الرجال: للحافظ أحمد عبد الله بن عدي. ط: دار الفكر- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. الكتاب: لسيبويه. تحقيق: عبد السلام هارون. مكتبة الخانجي بمصر- 1977 م. الكتاب المصنف: لابن أبي شيبة. تحقيق: عبد الخالق الأفغاني وآخرين. ط: الدار السلفية- الهند- 1399 هـ- 1979 م. الكتاب المقدس: ط: دار الكتاب المقدس بمصر- 1883 م. الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل: للزمخشري. مكتبة مصطفى البابي الحلبي بمصر- 1392 هـ-. كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس: للشيخ إسماعيل ابن محمد العجلوني. تحقيق: أحمد القلاش. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1403 هـ- 1983 م. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لحاجي خليفة. ط: دار العلوم الحديثة- بيروت- 1941 م. الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها: لمكي بن أبي طالب القيسي. تحقيق: د. محي الدين رمضان. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1404 هـ-. الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات: لابن الكيال. تحقيق: الدكتور عبد القيوم عبد رب النبي. نشر: مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى- بمكة المكرمة- 1401 هـ- 1981 م. اللباب في تهذيب الأنساب: لابن الأثير. ط: دار صادر- بيروت- 1400 هـ-. اللباب في الجمع بين السنة والكتاب: لابن المنبجي. تحقيق: د. محمد فضل عبد العزيز الجزء: 2 ¦ الصفحة: 963 المراد. ط: دار الشروق- جدة- 1403 هـ- 1983 م. لباب المناسك: للسندي. ط: دار الفكر- بيروت- بدون تاريخ. لسان العرب: لابن منظور. ط: دار صادر- بيروت. لسان الميزان: للحافظ ابن حجر العسقلاني. نشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات- بيروت- 1390 هـ- 1971 م. لغات القبائل الواردة في القرآن: لأبي عبيدة القاسم بن سلام. تحقيق: الدكتور عبد الحميد السيد طلب. نشر: جامعة الكويت- 1404 هـ- 1984 م. المبين في شرح ألفاظ المتكلمين: لسيف الدين الآمدي. تحقيق: الدكتور حسن محمود الشافعي- القاهرة- 1403 هـ- 1983 م. متشابه القرآن: للقاضي عبد الجبار الهمذاني. تحقيق: د. عدنان زرزور. نشر: دار التراث- القاهرة. مجاز القرآن: لأبي عبيدة معمر بن المثنى. تحقيق: د. فؤاد سزكين. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1401 هـ-. مجالس ثعلب: شرح وتحقيق: عبد السلام محمد هارون. ط: دار المعارف- القاهرة. مجالس العلماء: لأبي القاسم الزجاجي. تحقيق: عبد السلام محمد هارون. نشر: مكتبة الخانجي- القاهرة- 1403 هـ- 1983 م. مجمع الأمثال: للميداني. تحقيق: الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم. ط: عيسى الحلبي- القاهرة- 1398 هـ-. مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر: لعبد الله بن محمد بن سليمان (داماد أفندي) . نشر: دار إحياء التراث العربي- بيروت. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: للحافظ الهيثمي. نشر: مؤسسة المعارف- بيروت- 1406 هـ- 1986. مجمل اللغة: لابن فارس. تحقيق: عبد المحسن سلطان. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1404 هـ-. مجموع فتاوى شيخ الإسلام: ابن تيمية. جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم النجدي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 964 المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: للحافظ أبي موسى المديني. تحقيق: عبد الكريم العزباوي. نشر: مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- 1406 هـ- 1986 م. المحبر: لابن حبيب البغدادي. باعتناء: د. إيلزه ليختن شتير. نشر: دار الآفاق- بيروت. المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات: لابن جني. تحقيق: عبد الحليم النجار، وعلي النجدي ناصف، وعبد الفتاح إسماعيل شلبي. نشر: دار سزكين للطباعة والنشر- تركيا- 1406 هـ- 1986 م. المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: لابن عطية الأندلسي. ط: الشؤون الدينية بقطر وط: المغرب. المحكم والمحيط الأعظم في اللغة: لعلي بن إسماعيل بن سيدة. ط: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1377 هـ-. مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع: لصفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي. تحقيق: علي محمد البجاوي. نشر: دار المعرفة- بيروت. مصورة عن الطبعة الأولى 1373 هـ- 1954 م. مروج الذهب ومعادن الجوهر: لأبي الحسن المسعودي. تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد. نشر: دار المعرفة- بيروت- 1403 هـ-. لمزهر في علوم اللغة: للسيوطي. تحقيق: محمد أحمد جاد المولى، وعلي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم. نشر: دار التراث- القاهرة. لمستدرك على الصحيحين: للحاكم النيسابوري. تصوير: دار الكتب العلمية- بيروت عن الطبعة الأولى بحيدرآباد بالهند. لمستقصى في أمثال العرب: للزمخشري. نشر: دار الكتب العلمية- بيروت- 1408 هـ- مصورة عن طبعة حيدرآباد بالهند. المسلك المتقسط في المنسك المتوسط: للشيخ ملا علي قاري. ط: دار لفكر- بيروت. المسند: للإمام أحمد بن حنبل. شرح: الشيخ أحمد محمد شاكر. ط: المعارف بمصر- 1373 هـ- 1954 م. وط: دار صادر- بيروت. مسند الشهاب: للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 965 تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي. نشر: مؤسسة الرسالة- 1405 هـ- 1985 م. مشارق الأنوار على صحاح الآثار: للقاضي عياض. ط: دار التراث- القاهرة وطبعة المغرب. مشكل إعراب القرآن: لمكي بن أبي طالب القيسي. تحقيق: د. حاتم صالح الضامن. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1407 هـ- 1987 م. مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة: للحافظ شهاب الدين أحمد بن أبي بكر البوصيري. تحقيق: كمال يوسف الحوت. نشر: مؤسسة الكتب الثقافية- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. المصنف: للإمام عبد الرزاق الصنعاني. تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي. نشر: المكتب الإسلامي- بيروت- 1403 هـ- 1983 م. المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: للحافظ ابن حجر العسقلاني. تحقيق: الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي. نشر: دار المعرفة- بيروت. المعارف: لابن قتيبة. تحقيق: د. ثروت عكاشة. ط: دار المعارف- القاهرة- 1981 م. معالم التنزيل تفسير البغوي. معاني القرآن: للفراء. الجزء الأول بتحقيق: أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار. والثاني بتحقيق: محمد علي النجار. والثالث بتحقيق: الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي. ط: دار الكتب المصرية- القاهرة- 1374 هـ- 1955 م. معاني القرآن: للأخفش. تحقيق: الدكتور عبد الأمير محمد أمين الورد. ط: عالم الكتب- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. معاني القرآن: لأبي جعفر النحاس. تحقيق: الشيخ محمد علي الصابوني. نشر: معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى بمكة المكرمة- 1408 هـ- 1988 م. معاني القرآن وإعرابه: لأبي إسحاق الزجاج. تحقيق: الدكتور عبد الجليل شلبي. ط: عالم الكتب- بيروت- 1408 هـ- 1988 م. معجم الأدباء: لياقوت الحموي. نشر: دار إحياء التراث العربي، مصورة عن طبعة دار المأمون- القاهرة- 1355 هـ- 1936 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 966 معجم البلدان: لياقوت الحموي. ط: دار صادر- بيروت- 1404 هـ-. معجم شواهد العربية: للأستاذ عبد السلام هارون. نشر: مكتبة الخانجي- القاهرة- 1392 هـ- 1972 م. معجم القراءات القرآنية: إعداد: الدكتور عبد العال سالم مكرم، والدكتور أحمد مختار عمر. من مطبوعات جامعة الكويت- 1402 هـ- 1982 م. المعجم الكبير: للحافظ أبي القاسم الطبراني. تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي. ط: إحياء التراث الإسلامي، وزارة الأوقاف، الجمهورية العراقية. معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع: لأبي عبيد البكري الأندلسي. تحقيق: مصطفى السقا. نشر: عالم الكتب- بيروت. مصورة عن الطبعة الأولى- القاهرة- 1364 هـ-. معجم المصطلحات النحوية والصرفية: للدكتور محمد سمير نجيب اللبدي. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. معجم مصنفات القرآن الكريم: للدكتور علي شواخ إسحاق. نشر: دار الرفاعي- الرياض- 1404 هـ- 1984 م. معجم المفسرين: لعادل نويهض. نشر: مؤسسة نويهض الثقافية- بيروت- 1403 هـ- 1983 م. معجم المؤلفين: لعمر رضا كحالة. ط: دار إحياء التراث العربي- بيروت. المعرب: لأبي منصور الجواليقي. تحقيق: الشيخ أحمد محمد شاكر. ط: دار الكتب المصرية- القاهرة- 1389 هـ- 1969 م. المعرفة والتاريخ: لأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي. تحقيق: الدكتور أكرم ضياء العمري. نشر: مكتبة الدار بالمدينة المنورة- 1410 هـ-. معرفة القراء الكبار على طبقات الأعصار: للحافظ الذهبي. تحقيق: بشار عواد معروف، وشعيب الأرناؤوط، وصالح مهدي عباس. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1404 هـ- 1984 م. المغازي: للواقدي. تحقيق: د. مارسدن جونس. عالم الكتب، بيروت- 1404 هـ- 1984 م. المغني في أبواب التوحيد والعدل: للقاضي عبد الجبار (الجزء السادس عشر) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 967 تحقيق: أمين الخولي. ط: دار الكتب- القاهرة- 1380 هـ- 1960 م. المغني في الضعفاء: للحافظ الذهبي. تحقيق: الدكتور نور الدين عتر. نشر: إدارة إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر- 1407 هـ- 1987 م. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: لابن هشام الأنصاري. تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد. نشر: دار الباز- مكة المكرمة، بدون تاريخ. مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج: للخطيب الشربيني. ط: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1377 هـ- 1958 م. مفاتيح الغيب تفسير الفخر الرازي. مفحمات الأقران في مبهمات القرآن: للحافظ جلال الدين السيوطي. تحقيق: إياد خالد الطباع. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. المفردات في غريب القرآن: للراغب الأصفهاني. تحقيق: محمد سيد كيلاني. ط: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1381 هـ- 1961 م. مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين: لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري. تحقيق: هلموت ريتر. نشر: دار إحياء التراث العربي- بيروت. مقاييس اللغة: لابن فارس. تحقيق: عبد السلام محمد هارون. ط: الخانجي- القاهرة- 1402 هـ- 1983 م. المقتضب: لمحمد بن يزيد (المبرد) . تحقيق: الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة. نشر: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية- القاهرة- 1399 هـ-. المقصور والممدود: للفراء. تحقيق: ماجد الذهبي. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1403 هـ- 1983 م. المكتفي في الوقت والابتداء: لأبي عمرو الداني. تحقيق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1404 هـ- 1984 م. ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل: لابن الزبير الغرناطي. تحقيق: سعيد الفلاح. ط: دار الغرب الإسلامي- بيروت- 1403 هـ- 1983 م. الملل والنحل: للشهرستاني. تحقيق: محمد سيد كيلاني. ط: دار المعرفة- بيروت- 1404 هـ- 1984 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 968 المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: لأبي الفرج ابن الجوزي. تصوير: دار صادر- بيروت عن طبعة دائرة المعارف العثمانية. حيدرآباد- الهند. المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للحافظ جلال الدين السيوطي. تحقيق: الدكتور التهامي الراجي الهاشمي. من مطبوعات اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بين المغرب والإمارات. المؤتلف والمختلف: للدارقطني. تحقيق: الدكتور موفق عبد الله عبد القادر. ط: دار الغرب الإسلامي- بيروت- 1406 هـ- 1986 م. ميزان الاعتدال في أسماء الرجال: للحافظ الذهبي. تحقيق: علي محمد البجاوي. تصوير: دار المعرفة- بيروت. الناسخ والمنسوخ: لأبي جعفر النحاس. تحقيق: الدكتور شعبان محمد إسماعيل. نشر: مكتبة عالم الفكر- القاهرة- 1407 هـ- 1986 م. الناسخ والمنسوخ: للقاضي أبي بكر بن العربي. تحقيق: د. عبد الكبير العلوي المدغري. نشر: وزارة الأوقاف المغربية- 1408 هـ- 1988 م. النخل: لأبي حاتم السجستاني. تحقيق: الدكتور إبراهيم السّامرائي. ط: مؤسسة الرسالة- بيروت- 1405 هـ- 1985 م. النشر في القراءات العشر: لمحمد بن محمد الجزري. تحقيق: د. محمد سالم محيسن. نشر: مكتبة القاهرة- بدون تاريخ. النكتب والعيون تفسير الماوردي. نهاية الأندلس وتاريخ العرب المتنصرين: للأستاذ محمد عبد الله عنان. ط: لجنة التأليف والترجمة والنشر- القاهرة- 1386 هـ- 1966 م. النهاية في غريب الحديث والأثر: لابن الأثير. تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود محمد الطناحي. ط: دار إحياء الكتب العربية- القاهرة- 1383 هـ- 1963 م. نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج: لشهاب الدين الرّملي. ط: مصطفى البابي الحلبي- القاهرة- 1386 هـ- 1967 م. النوادر: لأبي زيد الأنصاري. تعليق: سعيد الخوري الشرتوني. نشر: دار الكتاب العربي- بيروت- 1387 هـ- 1967 م. نواسخ القرآن: لابن الجوزي. تحقيق: محمد أشرف علي الملباري. من مطبوعات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 969 الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- 1404 هـ- 1984 م. نور المسرى في تفسير آية الإسراء: لأبي شامة المقدسي. تحقيق: الدكتور علي حسين البواب. نشر: مكتبة المعارف- الرياض- 1406 هـ- 1986 م. الهداية شرح بداية المبتدي: للمرغيناني. نشر: المكتبة الإسلامية- بيروت. هدية العارفين: لإسماعيل باشا البغدادي. نشر: دار العلوم الحديثة- بيروت. مصورة عن مطبعة إستانبول- 1955 م. وضح البرهان في مشكلات القرآن (مخطوط) : لبيان الحق النيسابوري. نسخة مصورة بمكتبة مركز البحث العلمي عن مكتبة شستربتي. وفيات الأعيان وإنباء أبناء الزمان: لابن خلكان. تحقيق: د. إحسان عباس. ط: دار صادر- بيروت- 1398 هـ- 1978 م. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 970