الكتاب: منتقى الأذكار المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي تقديم: العلامة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- منتقى الأذكار خالد الجريسي الكتاب: منتقى الأذكار المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي تقديم: العلامة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] سلسلة زاد المؤمن (1) منتقى الأذكار حصن في الدنيا وأجر في الآخرة تأليف د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي تقديم العلاّمة الشيخ د/ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 تقديم فضيلة العلاّمة الشيخ د. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الحَمْدُ للهِ الْمَلِكِ الْمَعْبُودِ، الْمَعْرُوفِ باِلْكَرَمِ وَالْجُودِ، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى مَا أَوْلاَهُ مِنَ الْخَيْرِ الْمَمْدُودِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ فِي الْوُجُودِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ، وَالْحَوْضِ الْمَوْرُودِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، دَائِماً إِلىَ الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ. أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ قَرَأْتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 الَّتِي أَلَّفَهَا الأَخُ الشَّابُّ خَالِدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْجُرَيْسِيُّ فِي فَضْلِ الذِّكْرِ وَالدُّعاءِ، وَوَسَائِلِ الإِجَابَةِ، وَبَعْضِ الأَدْعِيَةِ الْمَأْثُورَةِ، وَلَقَدْ أَحْسَنَ الاخْتِيَارَ مَعَ الاقْتِصَارِ عَلَى الثَّابِتِ الصَّحِيحِ أَوِ الْحَسَنِ مِنَ الأَدْعِيَةِ وَالأَْوْرَادِ الْمُؤَقَّتَةِ وَالْمُطْلَقَةِ، لِمَا فِيهَا مِنَ الأَجْرِ الْكَبِيرِ، وَكَذَا الأَذْكَارِ الْوَارِدَةِ مَعَ الإِشَارَةِ إِلَى مَا فِيهَا مِنَ الثَّوَابِ الْجَزِيلِ، وَاسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا بِالنَّقْلِ الصَّحِيحِ، مَعَ تَخْرِيجِ الأَْحَادِيثِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 وَبَيَانِ دَرَجَتِهَا، فَجَزَاهُ اللهُ أَحْسَنَ الْجَزَاءِ وَأَعْظَمَ لَهُ الأَْجْرَ. واللهُ أَعْلَمُ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. كَتَبَهُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجِبْرِين 2/9/1421هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 المُقدِّمة الحَمْدُ للهِ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ، مَنْ لاَ تُدْرِكُهُ الأَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَْبْصَارَ، جَاعِلِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ تَذْكِرَةً لأُِولِي النُّهَى وَالأَْبْصَارِ، مُرْسِلِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ الْهَادِي الْمُصَطَفى الْمُخْتَارِ، إِمَامِ الذَّاكِريِنَ الْمُتَّقِينَ الأَبْرَارِ، مَنْ أَعْلَمَنَا بِسَبْقِ الْمُفَرِّدِينَ وَعُلُوِّ مَنْزِلَتِهِمْ فِي دَارِ الْقَرَارِ، فَاسْتَجَابَ لَهُ كُلُّ رَاغِبٍ فِي الْجَنَّةِ وَعَائِذٍ بِاللهِ مِنَ النَّارِ، فَأَدَامُوا ذِكْرَ اللهِ تَعَالَى آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 النَّهَارِ، صلى الله عليه وسلم مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَعَلَى إِخْوَانِهِ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَْخْيَارِ، وَآلِ كُلٍّ، وَكُلِّ ذَاكِرٍ لِلّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ لَمَّا كَانَ أَعْظَمُ حَقٍّ لِلّهِ عَلَيْنَا تَوْحِيدَهُ تَعَالَى، وَخَيْرُ ثَوَابٍ مُدَّخَرًا لِمَنْ ذَكَرَهُ كَثِيراً، فَلَمْ يَسْبِقِ الذَّاكِرِينَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلْقِ، وَلَمَّا كَانَ أَفْضَلُ قُرْبَةٍ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ حُسْنَ اتِّبَاعِ نَبِيِّهِ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ، فَقَدْ أَحْبَبْتُ إهْدَاءَ أُمَّتِهِ صلى الله عليه وسلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 قَبَسَاتٍ مِنْ أَنْوَارِ الأَْذْكَارِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، وَلَمْ أَتَوَخَّ فِي ذَلِكَ اسْتِقْصَاءَهَا - فَهِيَ تَكَادُ لاَ تُحْصَى -، بَلْ قَصَدْتُ انْتِقَاءً مِنْ كَثِيرِهَا وَاخْتِيَاراً مِنْ صَحِيحِهَا، كَيْ تَكُونَ زَاداً للْمُقِلِّ، وَرَأْفَةً بِمَنْ قَدْ يَمَلُّ، ثُمَّ لاَ يَسَعُهُ الإِتْيَانُ بِالْكُلِّ، رَاجِياً فِي ذَلِكَ حُسْنَ الأُْسْوَةِ بِرَأْفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَحْمَتِهِ بِالْمُؤمِنِينَ. وَقَدْ سَمَّيْتُهُ - بِعَوْنِ اللهِ تَعَالَى - «مُنْتَقَى الأَذْكَارِ» عَازِماً على أَنْ يَكُونَ الْحَلْقَةَ الأُْولَى مِنْ حَلَقَاتِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 سِلْسِلَةِ [زَادِ الْمُؤْمِنِ] ، نَفَعَ اللهُ بِهَا، وَالَّتِي سَتَأْتِي تِبَاعاً، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى. أَمَّا تَقْسِيمُ الْكِتَابِ، فَقَدْ جَعَلْتُ ذَلِكَ عَلَى سِتَّةِ فُصُولٍ بَعْدَ الْمُقدِّمَةِ، وَهِيَ: الأَوَّلُ: ... فِي ذِكْرِ الصِّفَةِ الْمُخْتَارَةِ لِلصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. الثَّانِي: ... فِي بَيَانِ بَعْضِ آدَابِ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ. الثَّالِثُ: ... فِي أَذْكَارٍ مَشْرُوعَةٍ فِي أَحْوَالٍ وُمُنَاسَبَاتٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 الرَّابِعُ: ... فِي أَذْكَارٍ خَاصَّةٍ بِالْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ. الْخَامِسُ: ... فِي أَذْكَارٍ مَخْصُوصَةٍ بِالْعِبَادَاتِ [الصَّلاةِ وَمَا لاَزَمَهَا، الزَّكَاةِ، الْصِّيامِ، الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ] . السَّادِسُ: ... فِي أَذْكَارٍ غَيْرِ مُقَيَّدَاتٍ بِأَوْقَاتٍ أَوْ مُنَاسَبَاتٍ. وَقَدِ اسْتَفَدتُّ فِي طَرِيقَتِي هَذِهِ مِنْ مَنْهَجِ الإِْمَامِ أَبِي زَكَرِيَّا النَّوَوِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى، فِي تَصْنِيفِ كِتَابِهِ الْجَامِعِ الْفَذِّ فِي بَابِهِ (الأَذْكَارِ) (1) ، عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ فِي ذَلِكَ عَوْناً لِمَنْ ضَعُفَتْ   (1) اسم الكتاب - كاملاً كما سمّاه الإمام النوويّ _ح -: «حِلية الأبرار وشعار الأخيار في تلخيص الدعوات والأذكار المستحبة في الليل والنهار» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 هِمَّتُهُ عَنِ الاسْتِفَادَةِ مِنْ أُمَّاتِ الْمُصَنَّفَاتِ فِي الأَذْكَارِ. وَقَدْ حَرَصْتُ فِي كِتَابِي هَذَا عَلَى الضَّبْطِ التَّامِّ لِلرِّوَايَاتِ، عِنْدَ إِيَرادِهَا فيِ الْمَتْنِ، مُلْتَزِماً كَوْنَهَا صَحِيحَةً أَوْ حَسَنَةً - إِنْ شَاءَ اللهُ -، ثُمَّ عَمَدتُّ إِلَى تَأْخِيرِ تَخْرِيجِهَا، قَاصِداً - مَعَ حُسْنِ الاخْتِيارِ للقارِئ - صَرْفَ هِمَّتِهِ لِلرِّوَايةِ، يَحْفَظُهَا وَيَعْمَلُ بِهَا، إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، وَقَدْ تَيَسَّرَ - بِحَمْدِ اللهِ - تَسْجِيلُ مُحْتَوَى هَذَا الْكِتَابِ مِنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 الأَْذْكَارِ صَوْتِيًّا؛ كَيْمَا يَتَسَنَّى لِلْقَارِئِ حِفْظُهَا وَالْعَمَلُ بِهَا. هذَا، وَإِنْ يَسَّرَ اللهُ لَكَ - أَخِي الْمُؤمِنَ - الاسْتِزَادَةَ، فَالذِّكْرُ خَيْرُ الزَّادِ، وَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرةٌ، وَلَدَيْهِ الْمَزِيدُ. قَالَ تَعَالَى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزَاب: 35] ، وَقَالَ تَعَالَى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزَاب: 41-42] وَقَالَ سُبْحَانَهُ {لَهُمْ مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق: 35] . وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ» ، قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ» (2) . هذَا، وَإِنِّي مُتَضَرِّعٌ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ يَكْتُبَ لِعَمَلِي هَذَا قَبُولاً عِنْدَهُ، وَأَنْ يَنْفَعَ بِهِ أُمَّةَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْ يُلْهِمَ كُلَّ مَنْ قَرَأَهُ وَعَمِلَ بِهِ أَنْ يَخُصَّنِي وَوَالِدَيَّ بِدَعْوَةٍ صَالِحَةٍ، تَكُونُ لَنَا ذُخْرًا يَوْمَ نَلْقَاهُ عَزَّ وَجَلَّ. د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي   (2) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: الحث على ذِكر الله تعالى، برقم (2676) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وجُمدان: جبل في طريق مكة، كما في نصّ الرواية: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانُ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 الفصل الأول في ذِكْرِ الصِّفةِ المختارةِ للصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال اللهُ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا *} [الأحزَاب: 56] . وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] (3) آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا   (3) الزيادة في الموضعين [إبراهيم وعلى] وردت في رواية البخاريّ _ح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 بَارَكْتَ عَلَى [إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى] آلِ إِبْرَاهِيمَ، [فِي الْعَالَمِينَ] (4) إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (5) . أخي المؤمن، استجِبْ لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم وأَكثِرْ من الصلاة والسَّلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصَّةٍ في يوم الجُمُعة، امتثالاً لقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِن الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ   (4) زيادة [في العالمين] وردت في رواية مسلم _ح. (5) أخرجه البخاري؛ كتاب: أحاديث الأنبياء، بعد باب: (يَزِفُّون) ، برقم (3370) ، عن كعب بن عُجْرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد التشهّد، برقم (405) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» فَقَالُوا: يَارَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ؟ - يَعْنِي: وَقَدْ بَلِيتَ- قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ» (6) .   (6) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، برقم (1047) ، عن أوس ابن أوسٍ الثقفي رضي الله عنه. كما أخرجه أحمد في مسنده (4/8) ، من حديثه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 الفصل الثاني في بيانِ بعضِ آدابِ الذِّكْرِ والدُّعَاءِ (7) 1- ... الإخلاصُ وحُسْنُ النِّيَّةِ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ» (8) .   (7) مستفاد - اختصارًا - من كتاب: الأذكار للنووي، الفصول (1 - 2 - 4 - 9 - 10 - 13. (8) أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الوحي، باب: كيف كان بدء الوحي، برقم (1) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الإمارة، باب: قوله: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّةِ» ، برقم (1907) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 2- ... أن يكونَ الذَّاكِرُ في مجالس الذِّكْر: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، إِلاَّ حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» (9) . 3- ... أن يذكرَ الذاكرُ ربَّه على كلِّ أحيانه، ولا يَدَعَ ذلك، ولو كان على غير طهارةٍ كاملة، أو كان غيرَ مُستَقبِلٍ القِبلة. ... قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا   (9) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذِّكر، برقم (2700) ، عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [آل عِمرَان: 191] . ... وقد صحَّ عن السيدة عائشةَ رضي الله عنها أنَّها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ اللهَ على كلِّ أحيانِهِ» (10) . 4- ... أن يكونَ الموضع للذِّكْرِ طاهراً، ولهذا مُدِحَ الذِّكرُ في المساجد، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} . 5- ... أن يكونَ فمُ الذَّاكِرِ نظيفاً، لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ   (10) أخرجه مسلم؛ كتاب: الحيض، باب: ذِكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها، برقم (373) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 الشَّجَرَةِ - يَعْنِي الثُّوْمَ - فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا [فَإِنّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ] » (11) . 6- ... أن يكونَ الذَّاكِرُ متدبِّراً لما يقول. قال صلى الله عليه وسلم للرجل المُسِيءِ في صلاته، غيرِ المطمئِنِّ بها: «ارْجِعْ فَصَلِّ؛ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ، قالها ثلاثاً (12) . 7- ... أن يُلازِمَ الذاكرُ وظيفتَه التي اعتاد عليها، فإنْ فاتَتْه تدارَكَها: قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ   (11) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأذان، باب: ما جاء في الثوم النِّيْئِ والبصل والكُرَّاث، برقم (853) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: المساجد، باب: نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كُرّاثاًَ أو نحوها، برقم (564) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. والزيادة في آخره لمسلم. (12) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأذان، باب: وجوب القراءة للإمام والمأموم، برقم (757) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 شَيْءٍ مِنْهُ فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» (13) . 8 - أن يعملَ بما بَلَغَه مِن صُنوف الأذكار، ولو لمرَّةٍ واحدةٍ، وأن يأتيَ بما تيسَّرَ له منها، من أجل أن يُحتسَب في عِداد الذَّاكرين إن شاء الله تعالى، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (14) .   (13) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرها، باب: جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض، برقم (747) ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. (14) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الاعتصام بالكتاب والسنة، باب: الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (7288) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الحجّ، باب: فرض الحجّ مرة في العمر، برقم (1337) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 الفصل الثالث في أذكارٍ مشروعةٍ في أحوالٍ ومناسباتٍ دعاءُ الاستخارةِ: قال جابر بنُ عبد الله رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارةَ في الأمور كلِّها كالسُّورةِ من القرآن، يقول: «إِذَا هَمَّ أحدُكُم بِالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غَيْرِ الفَرِيْضَةِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ. وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاقْدُرْهُ لِي ويَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي - أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ - فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ» (15) .   (15) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند الاستخارة، برقم (6382) ، عن جابر رضي الله عنه، ويقرأ في الركعة الأولى بالفاتحة و، وفي الثانية بالفاتحة و. ... قال ابن حجر _ح في الفتح (11/189) ، عند شرحه الحديث: «وأفاد النووي أنه يُقرأ في الركعتين الكافرون والإخلاص، قال شيخنا (العراقي) في شرح التِّرمذي: لم أقف على دليل ذلك، ولعله ألحقهما بركعتي الفجر والركعتين بعد المغرب، قال: ولهما مناسبة بالحال، لما فيهما من الإخلاص والتوحيد، والمستخيرُ محتاج لذلك. اهـ. بنصّه، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 أذكارُ السَّفَرِ: ما يقولُ إذا ركِبَ الدابَّةَ - أو ما يقومُ مقَامَها - ودعاءُ السَّفَرِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره - خارجاً إلى سفَرٍ - كبَّرَ ثلاثاً، ثم قال: «سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ (وَعْثَاءِ) السَّفَرِ، وَ (كَآبَةِ) الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ (الْمُنْقَلَبِ) فِي الْمَالِ وَالأهْلِ» (16) . دُعَاءُ الرجوعِ منَ السَّفَر: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا رجع قال مِثْلَ ما قال عند الخروج، وزاد: «آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» (17) . ما يقولُ إذا ودَّع مسافراً: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا ودَّعَ أحداً، قال: «أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ» (18) .   (16) الحديث يأتي تخريجه بالهامش التالي. ومعنى «وَعْثَاءِ» : الشدة. و «كَآبَةِ» : تغيّر النفس من حزن ونحوه، و «المُنْقَلَبِ» : المرجع. وانظر: بيان الإمام النوويّ _ح لهذه الألفاظ في كتاب: «الأذكار» باب: ما يقول إذا ركب دابته. (17) أخرجه مسلم بتمامه؛ كتاب: الحجّ، باب: ما يقول إذا ركب إلى سفر الحجّ وغيره، برقم (1342) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. (18) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجهاد، باب: في الدعاء عند الوداع، برقم (2600) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. والترمذي - بلفظ: «وَآخِرَ عَمَلِكَ» - كتاب: الدعوات، باب: ما جاء ما يقول إذا ودّع إنسانًا، برقم (3442) ، عنه أيضًا. انظر: صحيح أبي داود للألباني (2265) ، وصحيح الترمذي أيضًا (2738) . والحديث أخرجه أحمد في المسند (2/7) ، من حديثه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 ومن ذلك قولُه عليه الصَّلاة والسَّلام: «زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، وَيَسَّرَ لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ» (19) . ما يقولُ المسافرُ لمن يودِّعُهُ: عن أَبي هريرةَ، قال: وَدَّعَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَسْتَوْدِعُكَ اللهَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ» (20) . ما يقولُ إذا لبِسَ ثوباً: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلا قُوَّةٍ، غُفِرَ لَهُ مَا   (19) أخرجه الترمذي - وحسّنه - كتاب: الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: دعاء «زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى» ، برقم (3444) ، عن أنس رضي الله عنه. (20) أخرجه ابن ماجه؛ في كتاب: الجهاد. باب: تشييع الغزاة، برقم (2825) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. انظر: صحيح ابن ماجه للألباني _ح (2278) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ» (21) . وإذا استجدَّ ثوبًا - أي: لبس ثوبًا جديدًا - قال: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ» (22) . وإذا رأى صاحبَه قد لَبِس ثوباً جديداً: يقول له كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرَ رضي الله عنه: «اِلْبَسْ جَدِيدًا، وَعِشْ حَمِيدًا، وَمُتْ شَهِيدًا» (23) . ما يقولُ إذا دخلَ منزِلَه: قالَ   (21) أخرجه أبو داود؛ كتاب: اللباس، باب: ما يقول إذا لبس ثوبًا جديدًا، برقم (4023) ، عن معاذ رضي الله عنه. قال الألباني _ح في صحيح أبي داود (3394) : (حسن) دون زيادة «وَمَا تَأَخَّرَ» في الموضعين. والحديث أخرجه الترمذي باختلاف - وحسّنه واستغربه -؛ كتاب: الدعوات، باب بعد باب «سلوا الله العافية» ، برقم (3560) ، عن أبي أمامة رضي الله عنه. (22) أخرجه أبو داود؛ كتاب: اللباس، باب ما يقول إذا لبس ثوبًا جديدًا، برقم (4020) ، عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه، والترمذيُّ - وصحَّحه -؛ كتاب: اللباس، باب: ما يقول إذا لبس ثوبًا جديدًا، برقم (1767) ، عنه أيضًا. (23) أخرجه ابن ماجَهْ؛ كتاب: اللباس، باب: ما يقول إذا لبس ثوبًا جديدًا، برقم (3558) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال البوصيري في «المصباح» : هذا إسناد صحيح. والحديث أخرجه أحمد في مسنده (2/89) - برجال الشيخين -، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلا عَشَاءَ» (24) . ومن ذلك، أن يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلِجِ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ، بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا. ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ» (25) . وما يقولُ إذا خرَج منهُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته، قال: «بِسْمِ   (24) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب، برقم (2018) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (25) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول الرجل إذا دخل بيته، برقم (5096) . وذكره النوويّ في «الأذكار» ، وقال: ولم يضعّفه أبوداود. اهـ. يعني: قد سكت عنه. وقال العلاّمة ابن باز _ح في «تحفة الأخيار» : خرّجه أبو داود بإسناد حسن. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» (26) . ولوِ اقتصر على قول: «بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» ، لَكَفاه ذلك. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ -: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، يُقَالُ لَهُ: كُفِيتَ   (26) مستفاد من مجموع روايتين أخرجهما أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا خرج من بيته، برقم (5094 - 5095) عن أم سلمة وعن أنس رضي الله عنهما. والترمذي بمعناه - وصحّحه -؛ كتاب: الدعوات، باب: منه دعاء: «بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ ... » ، برقم (3427) ، عن أم سلمةَ رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 وَوُقِيتَ، وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ» (27) . ما يقولُ إذا توجَّه إلى المسجِدِ: يقولُ المسلمُ كما علَّمهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا، (وَعَظِّمْ لِي نُورًا) » (28) . ما يقولُ عندَ دخولِ المسجِدِ، والخروجِ منه: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:   (27) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا خرج من بيته، برقم (5095) ، عن أنس ابن مالك رضي الله عنهما. والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: ما جاء ما يقول إذا خرج من بيته برقم (3426) ، عنه أيضاً. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. اهـ. وقد حسّن إسناده العلاّمة الألباني _ح، انظر صحيح أبي داود (5095) ، وصحيح الترمذي (3666) . كما حسّنه العلاّمة ابن باز _ح في (تحفة الأخيار) . (28) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء إذا انتبه بالليل، برقم (6361) ، ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (763) . وما بين معقوفين من مفردات مسلم _ح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، [فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم] ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ. فَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ» (29) . فائدة: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ» (30) ، أي في الأمورِ المُسْتَحْسَنة. قالَ الإمامُ النوويُّ رحمه الله: قاعدةُ الشَّرْعِ المستمرةُ أنَّ كلَّ ما كان من باب التزيين والتحسين استُحِبَّ فيه التَّيمُّنُ، وما كان بضِدِّ ذلك استُحِبَّ فيه   (29) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرها، باب: ما يقول إذا دخل المسجد، برقم (713) ، عن أبي حميد رضي الله عنه، وليس فيه: «فليسلّم على النبيّ صلى الله عليه وسلم» وهو في رواية أبي داود والنَّسائي وابن ماجه؛ وغيرهم بأسانيد صحيحة، كما أفاده الإمام النوويّ في «الأذكار» باب: ما يقوله عند دخول المسجد والخروج منه. ... وقال الحافظ ابن القيّم _ح في «جلاء الأفهام» : الموطن الثامن من مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عند دخول المسجد وعند الخروج منه، لما روى ابن خزيمة في صحيحه وأبو حاتم بن حِبّان، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلْيُسَلّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِيَ أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ فَلْيُسَلِّمْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أََجِِرْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ» . اهـ. (30) أخرجه البخاري؛ كتاب: الوضوء: باب: التيمّن في الوضوء والغُسل، برقم (168) ، عن عائشة رضي الله عنها، ومسلم؛ كتاب: الطهارة، باب: التيمّن في الطُّهور وغيره، برقم (268) ، عنها أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 التَّياسُرُ. اهـ (31) . وعليه؛ فالمسلمُ يقدِّم رِجْلَه اليُمنى عند دخول المسجد، ويقدِّمُ اليُسرى عند الخروج منه. ما يقولُ عندَ الطعامِ والشرابِ: يسمِّي اللهَ في أوَّلِ طعامِه أو شرابه؛ لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «يَا غُلامُ سَمِّ اللهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ» (32) ، [فإنْ نَسيَ قالَ: بسمِ اللهِ أوَّلَه وآخِرَه] (33) . ويقول عند الفراغ من الطعام أو الشَّراب: «الْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلا مُوَدَّعٍ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا» لأن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ   (31) انظر: شرح النوويّ على مسلم (3/160) . (32) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأطعمة، باب: قوله تعالى: [البقرة 72، 57، والأعراف 160، وطه 81] ، برقم (5376) ، عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: الأشربة، باب: آداب الطعام والشراب، برقم (2022) ، عنه أيضاً. (33) دليل ذلك ما أخرجه أبو داود؛ كتاب الأطعمة، باب: التسمية على الطعام، برقم (3767) ، عن عائشة رضي الله عنها، وبرقم (3768) ، عن أُمية بن مَخْشِي رضي الله عنه. والترمذي - وصحّحه - كتاب الأطعمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب: ما جاء في التسمية على الطعام، برقم (1858) عنها أيضاً، بلفظ: «فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ» . وابن ماجَهْ؛ في الأطعمة، باب: التسمية عند الطعام، برقم (3264) ، عنها أيضاً، كذلك بلفظ: «فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 يقولُ ذلكَ إذا رَفَعَ مائدتَهُ (34) . ما يقولُ في تشميتِ العاطِسِ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ للهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أَخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ» (35) . ما يقولُ في التهنئةِ بالنِّكاحِ: يقول: «بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ» (36) . ما يقولُ عندَ الجِماعِ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:   (34) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأطعمة، باب: ما يقول إذا فرغ من طعامه، برقم (5458) ، عن أبي أمامةَ رضي الله عنه، وبرقم (5459) بلفظ «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَانَا وَأَرْوَانَا، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مَكْفُورٍ» . عنه أيضاً رضي الله عنه. (35) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: إذا عطس كيف يشمَّت؟، برقم (6224) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (36) أخرجه أبو داود؛ كتاب: النكاح، باب: ما يقال للمتزوج، برقم (2130) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. والترمذي - وصحّحه - كتاب: النكاح، باب: ما جاء فيما يقال للمتزوج، برقم (1091) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: «بِسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرَّهُ [شَيْطَانٌ أَبَدًا] » (37) . مَا يقولُ عندَ القيامِ من المجلسِ (كفَّارةُ المجلسِ) : يقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ،   (37) أخرجه البخاري؛ كتاب: الوضوء، باب: التسمية على كل حال وعند الوقاع، برقم (141) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومسلم؛ كتاب: النكاح، باب: ما يستحب أن يقوله عند الجماع، برقم (1434) ، عنه أيضاً. والزيادة بين معقوفين في آخره لمسلم _ح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ» (38) . ما يقولُ إذا دخل السوق: يقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فَقَالَ: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفَ حَسَنَةٍ، ومَحى عَنْهُ أَلْفَ أَلْفَ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ ألفَ ألفَ دَرَجَةٍ» (39) . ما يقولُ إذا غضِبَ: جاء في الحديث «اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ   (38) أخرجه الترمذيُّ - وصحّحه - كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا قام من مجلسه، برقم (3433) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (39) أخرجه الترمذي - واستغربه -، كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا دخل السوق، برقم (3428) ، عن عمرَ رضي الله عنه. والحديث حسّنه الألباني في صحيح الترمذي (2726) . كما أخرجه الحاكم (1/537) ، بزيادة: «وَبَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» ، وصحّحه، وخالفه الذهبي. وبالجملة فإن هذا الحديث اختلف في صحته اجتهادُ المحدثين، إلا أن جمهورهم على تضعيفه، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 أَحَدُهُمَا يَغْضَبُ وَيَحْمَرُّ وَجْهُهُ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ ذا عَنْهُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» (40) . ما يقولُ إذا انحَبسَ المطرُ: رفَعَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْيهِ، وقال: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا / اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» (41) . ما يقولُ إذا هاجَتِ الرِّيحُ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال:   (40) أخرجه البخاري؛ كتاب: الأدب، باب: ما يُنهى عنه من السِّباب واللَّعن، برقم (6048) ، عن سليمان بن صُرَد رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: البِرِّ والصِّلة والآداب، باب: فضل من يملك نفسه عند الغضب، برقم (2610) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم. (41) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الاستسقاء، باب: الاستسقاء في المسجد الجامع، برقم (1013) بلفظ: «اسْقِنَا» عن أنس رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: صلاة الاستسقاء، باب: الدعاء في الاستسقاء، برقم (897) بلفظ: «أَغِثْنَا» ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ» (42) . ما يقولُ إذا سمِع الرَّعدَ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا سمِعَ صوتَ الرَّعدِ، قال: «اللَّهُمَّ لا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلاَ تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» . وكان عبدُالله بنُ الزُّبَيْرِِ رضي الله عنهما إذا سمع الرعد يقول: «سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ» (43) .   (42) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة الاستسقاء، باب: التعوذ عند رؤية الريح والغيم، برقم (899) ، عن عائشة رضي الله عنها. وأصل الحديث متفق عليه. انظر: البخاري رقم (3206) . (43) أخرجه البخاريّ؛ في «الأدب المفرد» ، برقم (721) ، والترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا سمع الرعد، برقم (3450) ، عن عمر رضي الله عنه. وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعّف إسناده النوويُّ في «الأذكار» ، وقد ذكرته هنا لقول ابن حجر عنه - كما في الفتوحات (4/284) : «هو متماسك» ، إلا أن الحديث - مع ذلك - لا يثبت، والله أعلم. أما المرويّ عن ابن الزبير رضي الله عنهما فهو عند مالك، (2/992) مقطوعاًً، والبخاريّ في «الأدب المفرد» ، برقم (723) وغيرهما. وصحّح إسناده موقوفاً النوويُّ في «الأذكار» . وبالجملة فإن هذا الأثر لا يثبت رفعه، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 ما يقولُ إذا نزلَ المطرُ، وبعدَه، ثم إذا خافَ الضررَ مِن نزولِهِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر، قال: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» (44) . أما بعد نزوله فيقول: «مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ» (45) . وإن خاف ضرراً من نزوله قال: «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالجِبَالِ، وَالآجَامِ وَالظِّرَابِ (46) ، وَبُطُونِ الأوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ» (47) .   (44) أخرجه البخاري؛ كتاب: الاستسقاء، باب: ما يقال إذا مطرت، برقم (1032) ، عن عائشة رضي الله عنها. وأصل الحديث متفق عليه. انظر: مسلم برقم (899) . (45) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: الأذان، باب: يستقبل الإمام الناس إذا سلّم، برقم (846) ، عن زيد بن خالد الجُهَني. ومسلم؛ كتاب: الإيمان، باب: بيان كفر من قال مُطرنا بالنَّوء، برقم (71) ، عنه أيضاً. (46) الأَجَمَة: منبت الشجر، وهي الشجر الكثير أيضاً، والجمع: آجام. انظر: لسان العرب لابن منظور. ج1/ مادة: (أجم) . أما الظَّرِب - وِزَانُ نَبِق - فهو: الرابية الصغيرة، أو الجبل الصغير، والجمع: ظِراب. انظر: اللسان أيضاً ج2/ مادة (ظرب) ، والمصباح المنير للفيُّومي (ظرب) . (47) جزء من رواية سبق تخريجها بهامش (41) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 ما يقولُ عندَ الكَرْبِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكَرْبِ فيقول: «لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» (48) . ما يقولُ إذا استَصْعبَ عليهِ أمرٌ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ سَهْلَ إلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وَأَنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ (49) إِذَا شِئْتَ سَهْلاً» (50) . ما يقولُ إذا غَلَبَهَ أمرٌ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ... وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا   (48) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند الكرب، برقم (6345) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: دعاء الكرب، برقم (2730) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري. (49) الحَزْن: ما غَلُظ من الأرض. يقال: في الأرض حُزُونة. انظر: مختار الصِّحاح للرازي (حَزَن) . (50) أخرجه ابن حبّان في «صحيحه» ، برقم (970) ، عن أنس رضي الله عنه. وابن السنّي في «عمل اليوم والليلة» ، برقم (353) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ "لَوْ" تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» (51) . ما يقولُ إذا بُلِيَ بالَوْسَوسَةِ: يقول: أعوذُ باللهِ، آمنتُ باللهِ ورسُلِهِ. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: « ... فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ وَلْيَنْتَهِ» ، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: « ... فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ» (52) . ما يقولُ إذا خاف على نفسه شركًا من وسوسةٍ ونحوِها. يدعو قائلاً:   (51) أخرجه مسلم؛ كتاب: القدر، باب: في الأمر بالقوة وترك العجز، برقم (2664) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (52) أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3276) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الإيمان، باب: بيان الوسوسة في الإيمان، برقم (134) ، عنه أيضاً. وما سقته في المتن هومن مجموع روايتين؛ الأولى للبخاري، والثانية لمسلم رحمهما الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا أَعْلَمُهُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ أَعْلَمُ» (53) . ما يقولُ إذا هَمَّ بفعل أمرٍ، وانْتابَه تطيُّرٌ - تشاؤم - لِفِعْلِه. يدعو فيقول: «اللَّهُمَّ لاَ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ، وَلاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ، وَلاَ إلهَ غَيْرُكَ» (54) . ما يقولُ إذا رأى مبتلًى، عافانا الله تعالى. يقول في نفسه دون أن يُسمِع صاحبَ البلاء -: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاَكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى   (53) أخرجه أحمد في مسنده (4/403) ، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. (54) أخرجه أحمد في مسنده (2/220) ، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وأورده الهيثمي في «المجمع» (5/105) ، وقال: رواه أحمد والطبراني، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات، والحديث صححه الألباني في «الصحيحة» (3/54) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً» (55) . ما يقولُ، وما يفعل، إذا أتاه أمرٌ يَسُرُّه، أو أمرٌ يكرهه. يَخِرُّ المؤمنُ ساجدًا، إذا أتاهُ أمرٌ فيه سرورٌ له، شكرًا لله تعالى (56) ، ويَحْمَدُ الله تعالى، فيقول: «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وإذا أتاه الأمر يكرهه، قال: الْحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ» (57) . ما يقول مَن أعجبه شيء، ثم خشي أن يَعينَه. يتعيّن على من علم من نفسه   (55) أخرجه الترمذي - وحسَّنه -؛ كتاب: الدعوات، برقم (3431) ، عن عمر رضي الله عنه. باب: ما جاء ما يقول إذا رأى مبتلى. (56) أخرجه أبو داود؛ كتاب الجهاد، بابٌ في سجود الشكر، برقم (2774) ، وابن ماجَهْ؛ كتاب: إقامة الصلوات، باب: ما جاء في الصلاة والسجدة عند الشكر، برقم (1394) ، كلاهما عن أبي بكرة رضي الله عنه. والحديث أخرجه الحاكم وصحّحه (1/275) ، عنه أيضًا. (57) أخرجه ابن ماجَهْ؛ كتاب: الأدب، باب: فضل الحامدين، برقم (3803) ، وقال البوصيري في «المصباح» (1329) : هذا إسناد صحيح. اهـ. والحديث أخرجه الحاكم، وصحّحه (1/499) ، عن عائشة رضي الله عنها. وقد حسّن إسناده الألباني. انظر: صحيح ابن ماجه (3066) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 ضررَ عينه، أن يُبرِّك إذا استحسن إنسانًا أو شيئًا، وذلك بالمبادرة إلى قول: اللهم بارك عليه. لأمره صلى الله عليه وسلم عامرَ بنَ ربيعة لما عان سهلَ بن حُنيفٍ رضي الله عنهما، بقوله: «أَلاَ بَرَّكْتَ» (58) . ما يقولُ عند سماع صياح ديكٍ، أو نهيق حمار، أو نُباح كلب. إذا سمع صياح ديكٍ قال: اللَّهمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، وإذا سمع نهيق حمار أو نباح كلب بليلٍ، قال: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (59) .   (58) الحديث أخرجه مالك في موطئه - مطوّلاً - (2/938) ، وعند الحاكم (3/410) ، وابن حبان في «صحيحه» (6105) . وقال البغوي في شرح السنة (120/164) : والحديث إسناده صحيح، ورجاله ثقات. اهـ. (59) كما ثبت من إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري؛ كتاب بدء الخلق، باب: خير مال المسلم ... ، برقم (3303) ، ومسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: استحباب الدعاء عند صياح الديك، برقم (2729) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 بابُ الرُّقيةِ المشروعةِ رقيةُ الملدوغِ: رقى نفرٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيِّدَ حيٍّ من أحياء العرب، كانَ قد لُدِغَ، رقاهُ أحدُهم بسورة الفاتحة [الزُّمَر: 75] {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فتعافى، فجعلوا لهم قَطِيعَ غنمٍ، فأَذِنَ لهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم باقتسامه، وقال: «وَمَا يُدْريكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، ثُمَّ قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمُ، اِقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (60) . رقيةُ مَنِ اشتكى مرضاً: «كَانَ   (60) أخرجه البخاري؛ كتاب: الإجارة، باب: ما يُعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب:، برقم (2276) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار، برقم (2201) ، عنه أيضاً. وقد ذكرتُ القصة بالمعنى - اختصاراً - أما لفظ الحديث فبالنصّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ» (61) ، قيل للزُّهْرِيِّ _ح: كيفَ يَنْفُثُ؟ قال: كانَ يَنْفُثُ عَلَى يَدَيْهِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا عَلَى وَجْهِهِ (62) . رقيةُ مَنِ اشتكى قُرحةً أو جُرْحاً: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ سَبَّابَتَهُ بِالأَْرْضِ ثُمَّ يَرْفَعُهَا، وَيَقُولُ: بِسْمِ اللهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْنِ رَبِّنَا» (63) . رقيةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: رقى أنسٌ رضي الله عنه   (61) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: فضل المعوّذات، برقم (5016) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: رقية المريض بالمعوّذات والنَّفْث، برقم (2192) ، عنها أيضاً. (62) قول الزهريّ _ح ذكره النوويّ في «الأذكار» كتاب: أذكار المرض والموت. (63) أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: رقية النبيّ صلى الله عليه وسلم، برقم (5745) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب: الرقية، برقم (2194) عنها أيضاً. واللفظ لمسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 ثابِتاً رحمه الله قائلاً: «أَلا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: بَلَى. قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الْبَاسِ، اِشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إلاَّ أَنْتَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا» (64) . رقيةُ جِبريلَ عليه السلام لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كان جبريل عليه السَّلام إذا اشتكى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم رَقاهُ، فقال: «بِسْمِ اللهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ» (65) .   (64) أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: رقية النبيّ صلى الله عليه وسلم، برقم (5742) ، عن أنس رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب: رقية المريض، برقم (2191) ، عن عائشة رضي الله عنها. واللفظ للبخاري. (65) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: الطبّ والمرض والرّقى، برقم (2185) ، عن عائشة رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 الرُّقيةُ مَن الوجعِ في الجسدِ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي يَأْلَمُ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ ثَلاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» (66) . ما يقولُ إذا عادَ مريضاً لم يحضُرْ أجلُه: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ: أَسْأَلُ اللهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ، إِلاَّ عَافَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ» (67) .   (66) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب: وضع يده على موضع الألم مع الدعاء، برقم (2202) ، عن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه. (67) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز: باب: الدعاء للمريض عند العيادة، برقم (3106) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. والترمذيُّ - وحسّنه - كتاب: الطب، باب: ما يقول عند عيادة المريض، برقم (2083) ، عنه أيضاً. واللفظ لأبي داود. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 وكان عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إذا دخل على مريضٍ يعودُه قال: «لا بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللهُ» (68) . ما يقولُه إذا خافَ الفتنةَ من ضُرٍّ أصابَه: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ، فَإِنْ كَانَ لا بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» (69) . مَا يقولُه إذا أَيِسَ من حياتِه (إذا مرِض مرَضَ الموتِ) : تلا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم   (68) أخرجه البخاري؛ كتاب المناقب، باب: علامات النبوّة في الإسلام، برقم (3616) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. (69) أخرجه البخاري؛ كتاب: المرضى، باب: نهي تمني المريض للموت، برقم (5671) ، عن أنس رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: كراهة تمني الموت، برقم (2680) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 في مرض وفاته قولَه تعالى: [النِّسَاء: 69] ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَأَلْحِقْنِي بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى» (70) ، كما يُستحب للمُحتضَر قولُ: «لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» ، قال عليه الصلاة والسلام:   (70) أخرجه البخاري؛ كتاب: المغازي، باب: مرض النبيّ صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم (4440) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: فضائل الصحابة، باب: في فضل عائشة، برقم (2444) ، عنها أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 «مَنْ قَالَهَا فِي مَرَضِهِ، ثُمَّ مَاتَ لَمْ تَطْعَمْهُ النَّارُ» (71) . ما يقولُ عندَ النزعِ الأخيرِ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» (72) . وقال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ» (73) . (فائدة) : كَيْفَ يلقِّنُه كلمةَ التوحيدِ؟ * ... يُلقِّنُه ذلك برِفْقٍ، مخافةَ أن يَضْجَرَ فَيَرُدَّها، والعياذُ بالله.   (71) أخرجه الترمذي - وحسّنه واستغربه - كتاب: الدعوات، باب: ما يقول العبد إذا مرض، برقم (3430) ، عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما. والحديث صحّحه الألباني. انظر: صحيح الترمذي (2727) . (72) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز، باب: في التلقين، برقم (3116) ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (2670) . وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه ابن حِبّان، برقم (719) . (73) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجنائز، باب: تلقين الموتى (لا إله إلا الله) ، برقم (916) ، عن أبي سعيد الخُدْري رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 * ... ولا يعيدُها عليه إذا قالها مرَّةً، إلاَّ أن يتكلَّمَ المُحتضَرُ بكلامٍ آخَر (74) . ما يقول إذا أغمض عينَيِ المَيِّت. يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِفُلاَنٍ (ويذكره باسمه) ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِه، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ» (75) . ما يدعو للمَيِّتِ عندَ الصَّلاةِ عليه: صلََّى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على جَنازةٍ فقال:   (74) أفاده النوويّ في «الأذكار» ، باب: ما يقوله من أيس من حياته. (75) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجنائز، باب: في إغماض الميت والدعاء له إذا حُضِر، برقم (920) ، عن أم سلمةَ رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ النَّارِ» (76) . ما يقولُهُ مَنْ مَات له مَيِّتٌ: يقولُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا للهِ وَإِنَّا   (76) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجنائز، باب: الدعاء للميت في الصلاة، برقم (963) ، عن عوف بن مالك رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» (77) . تنبيه: لِيَحذرْ أهلُ المَيِّت من الدعاء على أَنفُسِهم إلا بخير، فقد قال عليه الصلاةُ والسلامُ لِناسٍ من أهل أبي سلمةَ عند عِلْمهم بموته: «لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» (78) . ما يقولُ المسلمُ لأخيه المسلمِ إذا عزّاهُ: يقول كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لابنتِهِ   (77) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجنائز: باب: ما يقال عند المصيبة، برقم (918) ، عن أم سلمةَ رضي الله عنها. (78) التخريج السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 حين أَرْسَلَتْ إليه تقولُ: إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَأْتِنَا، فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلامَ وَيَقُولُ: «إِنَّ للهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ» (79) . ما يقولُ إذا صلَّى على جنازةِ طفلٍ: يدعو لأبَوَيْهِ بقولهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَهُمَا فَرَطاً (80) ، وَاجْعَلْهُ لَهُمَا سَلَفاً، وَاجْعَلْهُ لَهُمَا ذُخْراً، وَثَقِّلْ بِهِ مَوَازِينَهُمَا، وَأَفْرِغِ الصَّبْرَ عَلَى قَلُوبِهِما، وَلاَ تَفْتِنْهُمَا بَعْدَهُ، وَلاَ تَحْرِمْهُمَا أَجْرَهُ (81) .   (79) أخرجه البخاري؛ كتاب: الجنائز، باب: قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «يُعَذَّبُ الْمَيِّتُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» ، برقم (1284) ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: الجنائز. باب: البكاء على الميت، برقم (923) ، عنه أيضاً. (80) فَرَطاً: أي مقدَّماً إلى الجنة. (81) الدعاء اختاره النوويّ في الأذكار، باب: أذكار الصلاة على الميت. وعَنْون البخاريُّ في كتاب الجنازة من صحيحه فقال: باب: قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة، وقال الحسن - أي البصريّ-: يُقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب، ويقول «اللهم اجعله لنا سَلَفاً وفََرَطاً وأجراً» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 (فائدة) : هل يقولُ مَن مشى في جَنازةٍ شيئاً؟ اِعلمْ - رَحِمَكَ اللهُ - أنَّ الصَّواب المختارَ ما كان عليه السَّلَفُ رضي الله عنهم من السُّكون والسُّكوتِ حالَ السَّيْرِ مع الجَنازة، فإن اشتغلَ بِذِكْرٍ أو فِكْرٍ فلا يَرفعْ صوتَه بذلك (82) . ما يقولُ إذا أدخل المَيِّت قبرَه: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وَضَعْتُمْ مَوْتَاكُمْ فِي الْقُبُورِ، فَقُولُوا: بِسْمِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» ، وفي روايةٍ: «بِسْمِ اللهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم» (83) .   (82) انظر: «الأذكار» للنووي، باب: أذكار الصلاة على الميت. (83) الحديثان أخرجهما أحمد في مسنده؛ الأول (2/40) ، والثاني (2/59) ، كلاهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 ما يقولُ إذا فَرَغ منَ الدَّفنِ: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ، فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ» (84) . الدُّعَاءِ في صلاةِ الجَنازةِ: أجمع العلماء على أن الدعاءَ للأمواتِ ينفعُهُم ويَصِلُ إليهم ثوابُه (85) . ومما يقوله المسلمُ كما علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا وَمَيِّتِنَا، وَصَغِيرِنَا وَكَبِيرِنَا، وَذَكَرِنَا وَأُنْثَانَا، وَشَاهِدِنَا وَغَائِبِنَا، اللَّهُمَّ مَنْ   (84) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز، باب: الاستغفار عند القبر للميت، برقم (3221) ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه. والحديث صحّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (2758) . (85) نقله الإمام النوويّ _ح في «الأذكار» ، باب: ما ينفع الميت من قول غيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى [الإيمَانِ] ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى [الإسْلامِ] اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ» (86) . (فائدة) مِن حقِّ المسلمِ على أخيه المسلمِ أنْ يذكُرَ محاسِنَهُ، حتى بعدَ موتِهِ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تَسُبُّوا الأمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا» (87) . ما يقولُهُ زائرُ مِقبرة المسلمين: علَّم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المسلمَ إذا خرجَ إلى المِقبرة أن يقول: «السَّلامُ عَلَى أَهْلِ   (86) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الجنائز، باب: الدعاء للميت، برقم (3201) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. والترمذيّ؛ كتاب: الجنائز، باب: ما يقول في الصلاة على الميت، برقم (1024) . واللفظ لأبي داودَ، وأبدل الترمذيُّ موضعَيْ [الإيمان] و [الإسلام] في الرواية. (87) أخرجه البخاري؛ كتاب: الجنائز، باب: ما يُنهى مِنْ سَبِّ الأموات، برقم (1393) ، عن عائشة رضي الله عنها، وبرقم (6516) ، عنها أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ مِنَّا الْمُسْتَقْدِمِينَ وَالْمُستَأخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ» (88) .   (88) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجنائز، باب: ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها، برقم (974) ، عن عائشة رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 الفصل الرابع الأذكارُ الواردةُ في اليومِ والليلةِ اِعلم - رَحِمَكَ اللهُ - أنَّ الأذكارَ في ذلك قد كَثُرَتْ على مُحصِيها، وليس هنا موضعُ جَمْعِها، لكنِ القصدُ انتقاءُ بعضِها واختيارٌ من صحيحها لِيسْهُلَ بذلك حِفْظُها والالتزامُ بها، وهاكَ جملةً منها، فاستعِنْ بالله ولا تَعجِزْ، واحرِصْ عليها حرصك على نفسك، فإن نفعها لا يُحصى. بابٌ في جملةٍ مِمَّا يقالُ عندَ الصَّباحِ والمساءِ: عند الصَّباح يقول: «الْحَمْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 للهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (89) . «الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ» (90) . ثم يقرأُ آيةَ {اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} . فقد جاء في الحديث أنه «لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ» (91) . ويقرأُ المعوِّذاتِ [الإخلاصَ والفلقَ والناسَ] . ثلاثَ مرَّاتٍ، فإنها كما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ» (92) .   (89) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (6325) ، عن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله عنه. وبرقم (7395) ، عنه أيضاً. ومسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، برقم (2710) ، عن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه. (90) أخرجه الترمذيّ - وحسّنه - كتاب: الدعوات، باب: (منه دعاء باسمك ربي وضعت جنبي) ، برقم (3401) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (91) أخرجه البخاري؛ كتاب: بدء الخلق، باب: صفة إبليس وجنوده، برقم (3275) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (92) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5082) ، عن عبد الله بن خُبيب رضي الله عنه. والترمذي - وصحّحه - كتاب: الدعوات، باب: الدعاء عند النوم، برقم (3575) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 وإذا أصبح أو أمسى قال سيِّدَ الاستغفارِ، وهو كما قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «سيِّدُ الاستغفارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ [لَكَ] بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ» (93) . وإذا أصبحَ يقول: «اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا،   (93) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: أفضل الاستغفار، برقم (6306) ، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، وبرقم (6323) ، عنه أيضاً، بزيادة لفظ [لك] ، وبتأخير قوله: «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» . وإذا أمسى قالها: «اللَّهُمَّ بِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» (94) . وإذا أصبح قال: «أصْبَحْنا وأصبحَ الْمُلْكُ للهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» . وإذا أمسى قالها: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ للهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ   (94) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5068) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. بلفظ «النُّشُورُ» في الإصباح والإمساء. صحّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (4236) . ... فائدة: الرواية التي أثبتت في المتن، رجّحها الإمام ابن القيم _ح في شرحه لسنن أبي داود بقوله: «وهي أَوْلَى الروايات أن تكون محفوظة، لأن الصباح والانتباه من النوم: بمنزلة النشور، وهو الحياة بعد الموت، والمساء والصيرورة إلى النوم: بمنزلة الموت والمصير إلى الله. انظر مختصر سنن أبي داود للمنذري ص330. وجاء في التعليق على صحيح أبي داود للعلاّمة الألباني _ح ص956، ما نصه: «كذا الأصل، غير أنه على هامش إحدى المخطوطتين صححت: (وَإِلَيْكَ النُّشُورُ) الأخيرة إلى: (وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» وإن شاء زاد: «رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا» (95) . ومن مُهِمَّات أدعية الصباح والمساء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ   (95) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: التعوّذ من شر ما عمل، برقم (2723) ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظْمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» (96) . ما يقالُ في صبيحةِ يومِ الجُمُعةِ: اِعلم - رَحِمَكَ الله - أنه يُقال في صبيحتها جميعُ ما سبق، ويُزاد فيه كثرةُ الصَّلاةِ والسَّلام على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقد قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ   (96) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الأدب، باب: ما يقول إذا أصبح، برقم (5074) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. انظر: صحيح أبي داود للألباني (4239) . ومعنى: «أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» ، قال أبو داود: قال وكيع - أي ابن الجرّاح -: هو الخسف. اهـ. والمعنى: [أُؤْخذ بغتةً وأَهْلك غفلةً من الجهة التحتانية بالخسف] . انظر: عون المعبود (13/211) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِن الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ... » الحديث (97) .   (97) جزء من رواية سبق تخريجها بتمامها بهامش (6) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 بابُ أذكارِ النَّوْمِ وما يتعلقُ به: يُسَنَّ للمسلم إذا أراد النومَ فِعلُ أمورٍ، وقولُ أذكارٍ (98) ، سأورد بعضاً منها: فاستعن بالله تعالى على المداومة عليها، قاصدًا في ذلك حُسنَ اتباع سُنَّةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (1) ... اِقرأ آيةَ الكرسِيِّ، لِما جاء في روايةِ حِفْظِ أبي هريرةَ لزكاة رمضانَ من قولِ الآتي الذي أتاه: «إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ» وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:   (98) اقتصرت على ذكر الأقوال في ذلك، دون الآداب، لأن الأخيرة ستأتي - إن شاء الله - في كتيب خاص، مفصّلة مع جملة من الآداب الإسلامية، ضمن سلسلة: [زاد المؤمن] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ» (99) . (2) ... اِقرأ خواتيمَ سورةِ البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البَقَرَة: الآيتان 285 - 286] إلى آخر السُّورة الكريمة، وذلك لقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَ بِهِمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» (100) . (3) اِقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، فإنها براءة من الشرك، كما في قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «اقْرَأْ {قُلْ يَاأَيُّهَا   (99) جزء من رواية أخرجها البخاري؛ قد سبق تخريجها بهامش (91) . (100) أخرجه البخاري؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: من لم ير بأساً أن يقول: سورة البقرة وسورة كذا، برقم (5040) ، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرها، برقم (807) باختلاف عنده، وبرقم (808) ، عنه أيضاً. وهو اللفظ المختار. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 الْكَافِرُونَ} ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ» (101) . (4) اُنفُثْ في يَدَيْكَ ثَلاثًا، واقْرَأْ بِهِمَا بِالمُعَوِّذَاتِ، وَامْسَحْ بِهِمَا مَا اسْتَطَعتَ مِنْ ظَاهِرِ جَسَدِك، تَبْدَأُ بِمَسْحِ الرَّأْسِ وَالوَجْهِ، ثُمَّ مَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِكَ، (تفعلُ ذلكَ ثلاثاً) ، «فقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ نَفَثَ فِي يَدَيْهِ (102) ، وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ (103) ، وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ» (104) .   (101) أخرجه أبو داود - بلفظه - كتاب: الأدب، باب: ما يقول عند النوم، برقم (5055) ، عن نوفل الأشجعي رضي الله عنه. والترمذيُّ؛ كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في من يقرأ من القرآن عند المنام، برقم (3403) ، عنه أيضاً. وانظر: صحيح الترمذي للألباني (2709) . (102) النفث في اليدين: يكون بنفخٍ لطيف في باطن اليدين، أي: في الكفَّيْن، مع قليل من الريق. (103) المعوِّذات: سورة الإخلاص، وسورة الفلق، وسورة الناس. ويُشار هنا إلى أن لفظ «المُعوِّذات» يُطلق على السور الثلاث، كما وردت بذلك الروايةُ عند أبي داود، برقم (1523) ، بلفظ: «أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ» . (104) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: التعوُّذ والقراءة عند المنام.، برقم (5017) ، عن عائشة رضي الله عنها، وبرقم (6319) ، عنها أيضاً، والثانية هي المختارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 (5) كبِّرِ اللهَ أربعاً وثلاثين، واحمَده ثلاثاً وثلاثين، وسبِّحْ له ثلاثاً وثلاثين، فقد أرشدَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمةَ رضي الله عنهما إلى ذلك، فقال: «إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا، فَكَبِّرَا اللهَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ» (105) . (6) ... قلِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأَْرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلَّ شَيءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ   (105) أخرجه البخاري؛ كتاب: فرض الخُمُس، باب: ما ذكر عن درع النبيّ صلى الله عليه وسلم، برقم (3113) ، عن علي رضي الله عنه، ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2727) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِْنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأْوّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ» (106) . (7) قُلِ: «اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا، وَبِاسْمِكَ أَمُوتُ» (107) .   (106) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: ما يقول عند النوم، برقم (2713) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (107) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات: باب: ما يقول إذا نام، برقم (6312) ، عن حذيفةَ رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: ما يقول عند النوم، برقم (2711) ، عنه أيضاً. واللفط لمسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 (8) قُلْ: «بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ» (108) . (9) واختم ذلك كلَّه بما أرشد إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم البراءَ بنَ عازبٍ رضي الله عنه بقوله: «إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأيْمَنَ وَقُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ،   (108) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، بابٌ بعد بابِ: التعوُّذ والقراءة عند المنام، برقم (6320) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: الدعاء عند النوم، برقم (2714) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَ [بِـ]ـنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الْفِطْرَةِ، [واجعلْهُنَّ مِن آخرِ كلامِك] » (109) . ما يقولُ إذا رأى في منامِه ما يحبُّ أو ما يَكْره: - ... إن كانَتْ رُؤيا يحبُّها، فهي من الله تعالى، فليقل: الحمدُ لله. ثم إنَّ   (109) أخرجه البخاري؛ كتاب: الدعوات، باب: ما يقول إذا نام، برقم (6313) ، عن البراء بن عازب رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء ... ، باب: ما يقول عند النوم، برقم (2710) ، عنه أيضاً. اللفظ المختار لنص الدعاء للبخاري، والزيادة في آخره عند مسلم، وكذلك زيادة الباء من قوله: «وَبِنَبِيِّكَ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 له أن يحدِّثَ بها مَنْ أحبَّ. - ... وإنْ كانَتْ حُلْماً يكرهُهُ، فهي من الشيطان. فليقل: أعوذُ باللهِ من شرِّ الشيطانِ وشرِّها. ولْينفُثْ (110) عن يساره ثلاثاً. ولا يحدِّثْ بها أحداً. ... قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ اللهِ، فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَلَيْهَا وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلا يَذْكُرْهَا لأَحَدٍ،   (110) النفث: نفخ لطيف مع قليل من الريق، كما سبق بيانه في الهامش (102) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ» (111) . ما يقول إذا فزع في النوم: «بِسْمِ اللهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ» (112) . ما يقولُ إذا تعارَّ (113) من الليل:، أي: استيقظَ وأرادَ النومَ بعده. قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تعارَّ منَ الليلِ، فقال: لاَ إِله إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ، وَلهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدٍيرٌ،   (111) أخرجه البخاري؛ كتاب: التعبير، باب: الرؤيا من الله، برقم (6985) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه، ومسلم؛ كتاب: الرؤيا، برقم (2261) ، عن أبي سلمة رضي الله عنه بزيادة: [فلينفث عن يساره ثلاثاً] . واللفظ المختار للبخاري. (112) أخرجه أحمد في مسنده (2/181) ، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وأبو داود؛ كتاب: الطِبّ، باب: كيف الرُّقى؟ برقم (3893) ، عنه أيضًا. والترمذيُّ - وحسَّنه -؛ كتاب: الدعوات، باب: دعاء الفزع في النوم، برقم (3528) ، من حديث ابن عمرٍو أيضًا. (113) أي: استيقظ وأراد النوم بعده، كما بيّنه الإمام النووي في الأذكار، باب: ما يقول إذا استيقظ في الليل وأراد النوم بعده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 وَالْحَمْدُ للهِ، وَسُبْحانَ اللهِ، وَلاَ إِله إلاَّ الله، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيْبَ لَهُ، فَإَنْ تَوَضَّأ وَصَلّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ» (114) . ما يقول إذا تسوَّك وتوضَّأ، حال استيقاظه ليلاً: «اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ، وَهُوَ يَتْلُو قَوْلَهُ تَعَالى: [آل عِمرَان: 190-194] {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآَيَاتٍ لأُِولِي الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ   (114) أخرجه البخاري؛ كتاب: أبواب التهجد، باب: فضل من تعارّ من الليل فصلّى، برقم (1145) ، عن عبادةَ بن الصامت رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ *رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ *رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ *رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ *} ، فقرأ صلى الله عليه وسلم حتى ختم السورة» (115) .   (115) أخرجه مسلم - مُطوَّلاً - في كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (763) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 الفصل الخامس في أذكارٍ مخصوصةٍ بالعباداتِ [الصَّلاة ومالازَمَها، الزَّكاة، الصِّيام، الحج والعمرة] بابُ أذكارٍ مخصوصةٍ بالصَّلاة ومالازَمَها ما يقولُ عندَ دخولِ الخلاءِ: كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ عند دخول الخلاء: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ» (116) . (فائدة) يُكره الذِّكْرُ والكلامُ حالَ قضاء الحاجة، إلاَّ لضرورة؛ فلا يشمِّتُ - حال ذلك - عاطساً،   (116) أخرجه البخاريّ، كتاب: الوضوء، باب: مايقول عند الخلاء، برقم (142) ، عن أنس رضي الله عنه، وبرقم (6322) ، عنه أيضاً. ومسلم؛ كتاب: الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، برقم (375) ، عنه أيضاً. وضَبْط (الخُبْث) في مسلم بإسكان الباء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 ولايردُّ سلاماً، ولايجيبُ المؤذِّنَ. «وَقَدْ مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ» (117) . ما يقولُ عندَ الخروجِ من الخلاءِ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا خرج من الخلاء: «غُفْرَانَكَ» (118) . ما يقولُ إذا أرادَ الوضوءَ: يقول: «بِسمِ اللهِ» ، لما جاء في الحديث: «لا صَلاةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لَهُ، وَلا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ» (119) .   (117) أخرجه البخاريّ، كتاب: التيمّم، باب: التيمّم في الحضَر، برقم (337) ، عن أبي الجهيم الأنصاري رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الحيض، باب: التيمّم، برقم (369) ، عنه أيضاً. وكنيته - عند مسلم -: أبو الجهم رضي الله عنه. (118) أخرجه أبوداود، كتاب: الطهارة، باب: مايقول الرجل إذا خرج من الخلاء، برقم (30) ، عن عائشة رضي الله عنها. والترمذيُّ - وحسّنه - أبواب الطهارة، باب: مايقول إذا خرج من الخلاء، برقم (7) عنها أيضاً. (119) أخرجه أبو داود، كتاب: الطهارة، باب: في التسمية على الوضوء، برقم (101) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأحمد، برقم (9408) ، من حديثه أيضاً. قال النوويّ _ح، باب: مايقول على وضوئه: جاء في التسمية أحاديثُ ضعيفة. اهـ. وقد ذكرت الحديث هنا لكون ذلك من فضائل الأعمال، ولقول ابن حجر في «التلخيص» (1/75) : والظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث منها قوة تدل على أن له أصلاً، والله أعلم. والحديث صحّحه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (92) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 ما يقولُ بعدَ الفراغِ من الوضوءِ: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَمَانِيَةُ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ» (120) . هل يصلِّي ركعتَيْنِ بعدَ الوضوءِ؟ قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (121) .   (120) أخرجه مسلم؛ كتاب: الطهارة، باب: الذِّكر المستحبِّ عَقِب الوضوء، برقم (234) ، عن عقبةَ بن عامر رضي الله عنه، والترمذيُّ، كتاب: الطهارة، باب: فيما يقال بعد الوضوء، برقم (55) ، عن عمرَ رضي الله عنه. (121) أخرجه البخاريّ، كتاب: الوضوء، باب: الوضوء ثلاثاً ثلاثاً، برقم (159) ، عن عثمان رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الطهارة، باب: صفة الوضوء وكماله، برقم (226) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 (فائدة) يُستحَبُّ للمُغْتَسِلِ وللمُتيمِّمِ أن يقولا أذكار الوضوء أيضاً، ولايجوز للحائض والجُنُبِ إذا أتَيَا بالبسملة تامةً أن يقصِدا بها تلاوةَ آيةٍ من القرآن (122) . ما يقولُ إذا خرج َمن منزلِهِ وتوجَّهَ إلى المسجِدِ أو غيره: يقول: «بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لا حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ» «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا،   (122) أفاده النوويّ في الأذكار، باب: مايقول على اغتساله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا، (وَعَظِّمْ لِي نُورًا) » (123) . ما يقولُ عندَ دخولِ المسجِدِ وعند الخروجِ منه: يقول: «بِسمِ اللهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ» وإذا خرَجَ قالَ: «بِسمِ اللهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ» ويقدِّم   (123) سبق تخريج هاتين الرواتين بهامشَيْ (26) و (28) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 رِجلَه اليُمنى في الدُّخولِ، ويقدِّمُ اليُسرى في الخروجِ (124) . ما يُستحب فعلُه في المسجِدِ: يُكثِر المسلم من ذِكر الله، والصَّلاة، وقراءة القرآن. قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ *رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ *} . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُنِيَتِ   (124) سبق أيضاً بهامش (29) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ» ، (125) «إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلاةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ» (126) . ما يقولُ إذا سمعَ المؤذِّنَ: يقولُ مِثْلَ قولِ المؤذِّن، إلا في الحيعلتَيْن، أي: عند قول المؤذن: «حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاح» ، فإنه يُحَوْقِل، أي: يقول بعد كلٍّ منهما: «لاحولَ ولاقوَّةَ إلاَّباللهِ» . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ» (127) .   (125) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: المساجد، باب: النهي عن نشد الضالّة في المسجد، برقم (569) ، عن بُريدةَ رضي الله عنه. (126) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الطهارة، باب: وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد، برقم (285) ، عن أنسٍ رضي الله عنه. (127) أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: مايقول إذا سمع المنادي، برقم (611) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: استحباب: القول مثل قول المؤذن، برقم (383) ، عنه أيضاً. أما حوقَلة معاوية رضي الله عنه، عند الحَيْعلتين، فهي كذلك عند البخاري، برقم (612) و (613) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 وقد رَدَّدَ معاويةُ رضي الله عنه مِثْلَ ما قال المؤذّن إلى قوله: «أشهد أن محمداً رسولُ الله» فلما قال: «حيَّ على الصلاة» قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: هكذا سمعنا نبيَّكم صلى الله عليه وسلم يقول. ما يقولُ بعدَ فراغِ المؤذِّنِ من التأذينِ: يقول: اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ على النَّبِيِّ محمَّدٍ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ تَعَالَى رَبّاً، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولاً، وَبِالإسْلامِ دِينًا. اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ. ثم يَدعُو بما شاءَ من خَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّن، فقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي» (128) . وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإسْلامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ» (129) . وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ   (128) أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة. باب: استحباب: القول مثل قول المؤذن، برقم (384) ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. (129) أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة. باب: استحباب: القول مثل قول المؤذن، برقم (386) ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (130) . وقال عليه أفضلُ الصَّلاةِ وأتمُّ التسليمِ: «لا يُرَدُّ الدُّعَاءُ بَيْنَ الأذَانِ وَالإقَامَةِ» (131) . ما يقولُ في دعاءِ الاستفتاحِ [التوجُّه] ، ولا يكونُ إلا بعدَ تكبيرةِ الإحرام: اِعلم - رَحِمَني اللهُ وإيَّاك - أنه قد جاء في ذلك أحاديثُ كثيرةٌ صحيحةٌ انتقَيْتُ منها أيسرَها حِفْظاً، واخترتُ لك من   (130) أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: الدعاء عند النداء، برقم (614) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (131) أخرجه أبو داود، كتاب: الصلاة، باب: في الدعاء بين الأذان والإقامة، برقم (521) ، عن أنس رضي الله عنه. والترمذيُّ - وصحّحه - كتاب: الصلاة، باب: ماجاء في أن الدعاء لايرد بين الأذان والإقامة، برقم (212) ، عنه أيضاً، بلفظ: «الدُّعَاءُ لاَ يُرَدُّ ... » الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 أصحِّها، وفَّقني اللهُ وإياك للعمل بها. يقول: «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ» (132) . أو يقول: «سُبْحانَك اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ» (133) . وإن شاء زاد: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي   (132) جزء من حديث أخرجه مسلم - بتمامه - كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (771) ، عن علي رضي الله عنه. وعند مسلم أيضًا بلفظ: «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» . (133) أخرجه أبو داود، كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه برقم (775) ، والترمذيُّ، كتاب: الصلاة، باب ما يقول عند افتتاح الصلاة، عنه أيضاً، برقم (242) . وهو عند مسلم في كتاب: الصلاة، باب: حُجّة من قال لا يُجهر بالبسملة، برقم (399) ، موقوفاً على عمر رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ» (134) . أو يزيد - وبخاصة في استفتاح صلاة الليل -: «اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى   (134) أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: مايقول بعد التكبير، برقم (744) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: المساجد، باب: مايقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة، برقم (598) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» (135) . (فائدة) : اللفظ المختار في الاستعاذة هو: [أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم] (136) . وإن شاء قال: «أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ، مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ؛ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ» (137) . بعضُ أذكارِ الركوعِ: يقول: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، (ثلاثاً) . قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَقَالَ فِي رُكُوعِهِ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ، (ثَلاثَ   (135) أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرِها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (770) ، عن عائشة رضي الله عنها. (136) هذا الاختيار هو الأيسر، على ما أتى في قوله تعالى: [النّحل: 98] وقد اختاره النوويّ في الأذكار، باب: التعوذ بعد دعاء الاستفتاح، قال: وهو المشهور المختار. اهـ. كما اختاره الإمام الشاطبيّ في (الحِرْز) ، وكذلك محقِّقُو القرّاء. والله أعلم. (137) أخرجه أبو داود، كتاب: الصلاة، باب: من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، برقم (775) ، والترمذي، كتاب: الصلاة، باب: ما يقول عند افتتاح الصلاة، برقم (242) ، عنه أيضاً. والحديث صحّحه الألباني: انظر: صحيح الترمذي (201) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 مَرَّاتٍ) فَقَدْ تَمَّ رُكُوعُهُ، وَذَلِكَ أَدْنَاهُ» (138) . وقال صلى الله عليه وسلم: «فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ» (139) . أو يقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ» ثلاثاً (140) . ويزيد إن شاء: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» (141) . ويزيد إن شاء كذلك: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ» (142) .   (138) جزء من حديث أخرجه أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: مقدار الركوع والسجود، برقم (886) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرسلاً. وكذلك الترمذي، كتاب: الصلاة، باب: ماجاء في التسبيح في الركوع والسجود، برقم (261) ، وقال الترمذي بعد بيان إرساله: والعمل على هذا عند أهل العلم، يستحبّون ألا يَنْقُصَ الرجلُ في الركوع والسجود عن ثلاث تسبيحات. اهـ. (139) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، برقم (479) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. (140) أخرجه أبو داود، كتاب: الصلاة، باب: ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده، عن عقبةَ بن عامر رضي الله عنه، برقم (870) . (141) أخرجه البخاري، كتاب: الأذان، باب: الدعاء في الركوع، برقم (794) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقال في الركوع والسجود، برقم (484) ، عنها أيضًا. (142) أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: مايقال في الركوع والسجود، برقم (487) ، عن عائشة رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 (فائدة) : يُكْرَهُ قراءةُ القرآنِ في الرُّكوعِ والسُّجودِ (143) . قال عليٌّ رضي الله عنه: «نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقْرَأَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا» (144) . ما يقولُ حالَ رَفْعِ رأسِهِ من الرُّكوعِ: يقول: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» . ويقول عند الاعتدال منه: « [اللَّهُمَّ] رَبَّنَا [وَ] لَكَ الْحَمْدُ» (145) . أو يقول: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيه» (146) ويزيد إن شاء: «مِلْءُ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءُ   (143) أفاده النوويّ في الأذكار، باب: أذكار الركوع. (144) أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود، برقم (480) ، عن علي رضي الله عنه. (145) أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة، برقم (732) ، عن أنس رضي الله عنه، بإثبات الواو في قوله (ولك) . ومسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: مايقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم (476) ، بزيادة [اللهم] . (146) أخرجه البخاري، كتاب: الأذان، باب: فضل ربنا ولك الحمد، برقم (799) ، عن رفاعة ابن رافع رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 الأرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ» (147) وإن شاء زاد: «أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ» (148) . وأقلُّ أذكار الاعتدال من الركوع أن يقول: «رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ» (149) . بعضُ أذكارِ السُّجودِ: يقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى» ثلاثاً (150) . أو يقول: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى   (147) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم (477) ، عن أبي سعيد رضي الله عنه. (148) أخرجه مسلم في الصلاة باب: ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم (477) ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (149) أفاده النوويّ في الأذكار، باب: مايقول في رفع رأسه من الركوع وفي اعتداله. (150) جزء من حديث سبق تخريجه بهامش (138) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 وَبِحَمْدِهِ» ثلاثاً (151) . ويزيد إن شاء: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي» (152) . ويزيد إن شاء أيضاً: «سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ» (153) . ما يقولُ إذا سجدَ للتلاوةِ في الصَّلاةِ وغيرِها. يقول: «سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، [بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ] ، تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ» (154) . ويزيد أيضاً قولَ: «اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي   (151) سبق تخريجه بهامش (140) . (152) سبق تخريجه بهامش (141) . (153) سبق تخريجه بهامش (142) . (154) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (771) عن علي رضي الله عنه. والترمذي كتاب: أبواب السفر، باب: ماجاء مايقول في سجود القرآن، برقم (580) ، عن عائشة رضي الله عنها. بزيادة [بحوله وقوته] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ» (155) عليه السلام. ما يقولُ في الجلوسِ بينَ السجدتَيْنِ: يقول: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي [وَاجْبُرْنِي] وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي [وَارْفَعْنِي] » (156) . أو يقول: «رَبِّ اغْفِرْ لِي، رَبِّ اغْفِرْ لِي» (157) . ما يقولُ في التشهُّدِ، مهما تعدَّدَ: يقول: «التَّحِيَّاتُ للهِ، وَالصَّلَوَاتُ   (155) أخرجه الترمذي - وحسّنه - كتاب: أبواب السفر، باب: ماجاء مايقول في سجود القرآن، برقم (579) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. (156) أخرجه أصحاب السنن إلا النَّسائي: - أبو داود؛ كتاب: الصلاة، باب: الدعاء بين السجدتين، برقم (850) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. - والترمذي، كتاب: الصلاة، باب: مايقول بين السجدتين، برقم (284) ، عنه أيضاً. بلفظ [واجبُرني] بدل [وعافني] . - وابن ماجه؛ كتاب: الصلاة، باب: مايقول بين السجدتين، برقم (898) ، عنه أيضاً. بزيادة [وارفعني] في آخره. (157) أخرجه ابن ماجه، كتاب: إقامة الصلاة والسنّة فيها، باب: ما يقول بين السجدتين برقم (897) ، عن حذيفة رضي الله عنه، وهي موافقة لرواية النَّسائي في كتاب: الصلاة، باب: الدعاء بين السجدتين، برقم (1146) ، عنه أيضاًً. والحديث صحّحه الألباني _ح انظر: صحيح ابن ماجه (731) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» (158) . كيف يصلِّي على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد السَّلامِ عليهِ والتشهُّدِ؟: قال صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ   (158) جزء من حديث أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: التشهد في الآخرة، برقم (831) ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: التشهد في الصلاة، برقم (402) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (159) . ما يدعو بعدَ التشهُّدِ الأخيرِ قبلَ التحلُّلِ من الصَّلاةِ بالتسليم: «يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو» (160) . ومن الأدعيةِ الجامعةِ لخَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ، قولُ الله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البَقَرَة: 201] . {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا   (159) سبق التخريج بهامش (5) . (160) أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: مايتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب، برقم (835) ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الصلاة باب: التشهد في الصلاة، برقم (402) ، عنه أيضاً، بلفظ: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَاشَاءَ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} ومن ذلك أن يتعوَّذَ بالله من أربعٍ، فيقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» (161) . ومن ذلك: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ،   (161) أخرجه البخاريّ، كتاب: الجنائز، باب: التعوّذ من عذاب القبر، برقم (1377) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: المساجد، باب: ما يستعاذ منه في الصلاة، برقم (588) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ» (162) . ومن ذلك: «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» (163) . بيانُ الأذكارِ المشروعةِ بعد السَّلامِ في الصَّلَواتِ الخَمسِ: يُسَنُّ للمسلم إذا سلَّمَ من صلاة الفريضة أن يَشْرَعَ بالأذكار الآتية (164) : 1- ... أستغفِرُ اللهَ (ثلاثاً) .   (162) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: صلاة المسافرين وقَصْرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، برقم (771) ، عن علي رضي الله عنه. (163) أخرجه البخاري، كتاب: الأذان، باب: الدعاء قبل السلام، برقم (834) ، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه. ومسلم بلفظ: «كَبِيرًا» بدلاً من «كَثِيرًا» ؛ كتاب: الذكر والدعاء، باب: استحباب خفض الصوت بالذكر، برقم (2704) ، عنه أيضًا. (164) استفدت ذلك من (تحفة الأخيار) لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 2- ... «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ» (165) . 3- ... «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ (166) » (167) . 4- ... «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى   (165) أخرجه مسلم؛ كتاب: المساجد، باب: استحباب: الذِّكر بعد الصلاة وبيان صفته، برقم (591) ، عن ثوبان رضي الله عنه. وكيفية الاستغفار بيَّنها الإمام الأوزاعيّ _ح في الرواية نفسها بقوله: تقول: أستغفر الله، أستغفر الله. (166) قال الحسن: الجَدُّ: غِِنىً، كما في رواية البخاريّ _ح. (167) أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: الذِّكر بعد الصلاة، برقم (844) ، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: المساجد، باب: استحباب الذِّكر بعد الصلاة وبيان صفته، برقم (593) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (168) . 5- ... ثم يعقِد التسبيح بيمينه، ويقول: سُبحَانَ اللهِ (ثلاثاً وثلاثينَ) ، الحَمْدُ للهِ (ثلاثاً وثلاثينَ) ، اللهُ أَكْبَرُ (ثلاثاً وثلاثينَ) ، ويقولُ تمامَ المائةِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ   (168) أخرجه مسلم؛ كتاب المساجد، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، برقم (594) ، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (169) . 6- ... ثم يقرأُ آيةَ الكرسِيِّ (170) ، والمعوِّذاتِ: الإخلاصَ والفلقَ والناسَ (171) . 7- ... إضافةً لما ذُكِر، فإنه يكرِّرُ عَشْراً قَوْلَهُ: «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» وذلك بعدَ أداء فريضتَي الفجر والمغرِبِ خاصة (172) .   (169) أخرجه مسلم؛ أيضًا في كتاب المساجد، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، برقم (597) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (170) أخرجه النَّسائي في «الكبرى» ، برقم (9928) ، وفي «عمل اليوم والليلة» ، برقم (100) ، وابن السنّي أيضاً، برقم (121) . (171) أخرجه أبو داود، كتاب: الوتر، باب: في الاستغفار، برقم (1523) ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه. والترمذيّ؛ كتاب: فضائل القرآن، باب: ماجاء في المعوّذتين، برقم (2903) ، عنه أيضاً، بالاقتصار على [المعوّذتين] . (172) ثبت ذلك في سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أفاده سماحة العلاّمة ابن باز _ح في (تحفة الأخيار) . أما ثبوته دبر صلاة الفجر، فقد أخرجه الترمذي - وحسّنه واستغربه - في كتاب: الدعوات، باب: في ثواب كلمة التوحيد، برقم (3474) ، عن أبي ذر رضي الله عنه. وأما ثبوته على إثر المغرب، فقد أخرجه الترمذي - وحسّنه كذلك واستغربه - في كتاب: الدعوات، باب: في تساقط الذنوب، برقم (3534) ، عن عمارة بن شبيب السبائي رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 ما يقرأُ في صلاةِ الوترِ: يقرأ في الرَّكعة الأولى بسورة (الأعلى) ، وفي الثانية بسورة (الكافرون) ، وفي الثالثة بسورة (الإخلاص) . كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى} ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، ولا يسلِّمُ إِلاَّ فِي آخِرِهِنَّ» (173) . ما يقولُ إذا قنتَ في الوتر (أو في الصُّبحِ) : (174) يقول: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ،   (173) أخرجه أبو داود - بتلاوة {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} [آل عِمرَان: 12] و [الأنفال: 38] ، بدلاً من {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} في الركعة الثانية - كتاب: الوتر، باب: مايقرأ في الوتر، برقم (1423) ، عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه. انظر: صحيح أبي داود للألباني (1261) . والنَّسائي، كتاب: قيام الليل وتطوع النهار، باب: كيف الوتر بثلاث؟، برقم (1700) ، عنه أيضاً. (174) ذلك عند من يرى القنوت في الصبح، في الثانية بعد الاعتدال من الركوع جهراً، وهو مذهب الشافعية، وسراً عند المالكية قبل الركوع. والقنوت متفق على مشروعيته في النوازل، في جميع الصلوات، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، [فـ] إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، [وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ] ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ» (175) . ويزيدُ إن شاءَ، دعاءَ قنوتِ عمرَ أو ابنِه رضي الله عنهما، وهو: «اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُك، وَنَسْتَغْفِرُكَ، وَلاَ نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَخْلَعُ (176) مَنْ يَكْفُرُكَ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ   (175) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الوتر، باب: القنوت في الوتر، برقم (1425) ، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما. والترمذيُّ، كتاب: أبواب الوتر، باب: ماجاء في القنوت في الوتر، برقم (464) ، عنه أيضاً. بإثبات الفاء من قوله [فَإِنَّكَ] عندالترمذي، وبزيادة [وَلاَيَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ] عند أبي داود. (176) نخلع: نترك. نحفِد: نسارع. الجِدّ: الحق. كما بيّنه النوويّ في «الأذكار» باب: القنوت في الصبح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ، اللَّهُمَّ عَذِّبِ الكَفَرَةَ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ» (177) . ما يقولُ عقبَ السَّلامِ من الوترِ: يقول: «سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوس» ثَلاثَ مَرَّاتِ، يُطِيُلِ في آخِرِهِنَّ (178) . ما يقولُ إذا كلَّمه إنسانٌ وهو يصلِّي، أو وسوسَ له (خَنْزَب) وهو: شيطانُ الوسوسةِ في الصَّلاة. إذا كلَّمه إنسانٌ قال: «سبحان الله» .   (177) أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (1100) ، والبيهقي في «السنن الكبرى» (2/211) . وصحّح إسناده الألباني في «إرواء الغليل» (2/170) . (178) أخرجه النَّسائي، كتاب: قيام الليل وتطوع النهار، باب: كيف الوتر بثلاث، برقم (1700) ، عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 لقوله صلى الله عليه وسلم: « ... مَنْ نَابَهُ شَيْئٌ فِي صَلاتِهِ فَلْيُسَبِّح ... » (179) . وإذا وجد وسوسةً في صلاته يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يَتْفُل عن يساره ثلاثًا. لقوله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص، حين شكا لرسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيسَ شيطانٍ عليه صلاتَه: «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهْ: خَنْزَبٌ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ، وَاتْفُلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثاً» ، قال عثمان: ففعلتُ ذلك فأَذْهَبَه الله عني (180) .   (179) جزء من حديث أخرجه البخاريّ، كتاب: الأذان، باب: من يدخل ليؤم الناس فجاء الإمام الأول ... ، برقم (684) ، عن سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الصلاة، باب: تقديم الجماعة من يصلي بهم إذا تأخّر الإمام ... ، برقم (421) ، عنه أيضاً. واللفظ لمسلم. (180) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: التعوّذ من شيطان الوسوسة في الصلاة، برقم (2203) ، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 بابٌ في أذكارِ صلواتٍ مخصوصةٍ دعاء صلاةُ الاستسقاءِ: يقول: «اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا / اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا» (181) . وإن شاء زاد: «اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُر رَّحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ» ، (182) «اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا مَرِيعًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ،   (181) سبق تخريجه بهامش (41) . (182) أخرجه أبو داود، كتاب: صلاة الاستسقاء، باب: رفع اليدين في الاستسقاء، برقم (1176) ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وهو لفظ حديث مالك (13/2) ، من حديثه أيضًا. كما أفاده أبو داود _ح. لكن لفظ مالك: «وَبَهِيمَتِكَ» بدل «وَبَهَائِمِكَ» . والحديث حسّنه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (1043) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ» (183) . ويقرأ فيها بعد الفاتحة - كما في العيدين وفي الجمعة - (184) في الركعة الأولى بسورة (الأعلى) ، وفي الثانية بسورة (الغاشية) (185) . صلاةُ الاستخارةِ: يقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ... » الحديث (186) ، وقد مرَّ بتمامه في مطلِع الفصل الثالث، وكرَّرتُ ذِكْرَه هنا للتنبيه على أنَّه من أذكارِ الصَّلوات المخصوصة. ما يتلو في صلاة فجرِ الجُمُعة: يقرأ   (183) أخرجه أبو داود، بالتخريج السابق، برقم (1169) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (184) أفاده النوويّ في الأذكار، باب: القراءة بعد التعوذ. (185) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجمعة، باب: ما يقرأ في صلاة الجمعة، برقم (878) ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما. (186) سبق تخريجه بتمامه بهامش (15) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 في الركعة الأولى بِـ {الم *تَنْزِيلُ} [السَّجدَة] ، وفي الثانيةِ بِـ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِْنْسَانِ ... } [الدَّهر] (187) . (فائدة) : والسُّنَّةُ أن يقرأَهما بكَمَالِهما، لا أن يقتصِرَ على بعضِهما، فهذا خِلافُ السُّنَّةِ (188) . صلاةُ الجُمُعِة: يُكثِر من الدُّعاء في ساعة الإجابة نهارَ الجُمُعة، «وَهِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلاَةُ» (189) وهذا أصحُّ ماجاء فيها (190) . ويقرأُ بسورة {ق} ، في   (187) أخرجه البخاريّ، كتاب: الجمعة، باب: مايقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة، برقم (891) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الجمعة، برقم (880) ، عنه أيضاً. (188) كما نبّه عليه النوويّ في الأذكار، باب: القراءة بعد التعوّذ. (189) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجمعة، باب: في الساعة التي في يوم الجمعة، برقم (853) ، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. (190) ذكره النوويّ في الأذكار، باب: الأذكار المستحبة يوم الجمعة وليلتها والدعاء. لكن رجّح ابن القيّم - _ح - في «زاد المعاد» ، كونها آخر ساعة من يوم الجمعة، واستدل لذلك بأحاديث عديدة، منها: - «يَوْمُ الجُمُعَةِ ثْنِتَا عَشْرَةَ - يريد ساعةً - لاَ يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئاً إِلاَّ آتَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْر» . أخرجه أبو داود والترمذي والنسائي. - ومنها: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْراً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ» . - وقال في ختام مبحثه هذا: وعندي أن ساعة الصلاة يرجى فيها الإجابة أيضاً، فكلاهما ساعة إجابة. اهـ. اختصاراً. انظر: «زاد المعاد» (1/131) . فصل: في استجابة الدعاء في ساعةٍ من يوم الجمعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 الخُطبة أحياناً، حالَ كونِه الإمامَ، للإِعلام بأنَّ ذلك ثابتٌ في سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم (191) . ويقرأ في الصَّلاة أحياناً - إعلامًا بالسُّنَّة وعملاً بها -: بسورة (الجُمُعة) بعد الفاتحة في الرَّكعة الأولى، وبسورة (المنافقون) في الثانية (192) . ويقرأ أحياناً أخرى بسورة (الأعلى) في الأولى، وبسورة (الغاشية) في الثانية، وإذا اجتمع العيد والجُمُعة في يوم واحد، يقرأ بهما أيضاً في الصلاتَيْنِ (193) .   (191) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، برقم (873) ، عن أم هشام بنت حارثة رضي الله عنها. (192) أخرجه مسلم؛ كتاب: الجمعة، باب: ما يقرأ في صلاة الجمعة، برقم (877) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (193) أخرجه مسلم؛ بالتخريج السابق، برقم (878) ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 المشروع في صلاةُ الكُسوفِ: مجموعُ ما يفعله المسلم عند حدوث الكسوف: أن يُكثِرَ من ذِكْرِ اللهِ تعالى ودُعائِه واستغفارِه، ويَفْزَعَ إلى الصَّلاة حتى يَنْجَلِيَ، ويتصدَّقَ، ويُعتِقَ - إنْ مَلَكَ رقيقاً - ويتعوَّذَ بالله تعالى من فتنة المسيح الدَّجَّال ومن عذاب القبر. وستأتي أدلَّةُ ذلك - إن شاء الله -. أما الإمام فيقرأ بعد الفاتحة في الرَّكعة الأولى، بنحو سورة البقرة، وفي الثانية دون ذلك نحو سورة آل عِمْرانَ، ويطيلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 في ركوعه وسجوده، ثم إنَّه يبقى في صلاته حتى تنجلِيَ. قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ مَعَهُ، فَقَامَ قِيَاماً طَوِيلاً نَحْواً مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعاً طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَاماً طَوِيلاً، وَهُوَ دُونَ الْقِيامِ الأَوَّلِ..» الحديث (194) . قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللهُ، لا تَكُونُ لِمَوْتِ   (194) جزء من حديث أخرجه البخاري؛ كتاب: النكاح، باب: كُفران العشير وهو الزوج، برقم (5197) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: الكسوف، باب: ما عُرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، برقم (907) ، عنه أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ» (195) . وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ» (196) . ويقول صلى الله عليه وسلم: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ،   (195) أخرجه البخاري؛ كتاب: الكسوف، باب: الذِّكر في الكسوف، برقم (1059) ، عن أبي موسى رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الكسوف، باب: ذكر النداء بصلاة الكسوف، برقم (912) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري. (196) أخرجه البخاريّ، بالتخريج السابق، برقم (1060) ، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه. ومسلم؛ بالتخريج السابق أيضًا، برقم (915) ، عنه أيضاً، بلفظ [يَنْكَشِفُ] بدل [يَنْجَلِي] في آخره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 فَادْعُوا اللهَ، وَكَبِّرُوا وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا» (197) . «وَقَدْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ» (198) . وقال صلى الله عليه وسلم في خُطبة الكُسوف: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ» (199) . صلاةُ العِيدَيْنِ: السُّنَّةُ أن يقرأَ في صلاة العيدين في الرَّكعة الأُولى بعد الفاتحة بسورة (الأعلى) ، وفي الثَّانية بسورة (الغاشية) (200) .   (197) جزء من حديث أخرجه البخاريّ، كتاب: الكسوف، باب: الصدقة في الكسوف، برقم (1044) ، عن عائشة رضي الله عنها. وفي بعض روايات البخاري: [فَاذْكُرُوا] بدل [فَادْعُوا] . ومسلم؛ كتاب: الكسوف، باب: صلاة الكسوف، برقم (901) ، عنه أيضًا. (198) أخرجه البخاريّ، كتاب: الكسوف، باب: من أحب العَتاقة في كسوف الشمس، برقم (1054) ، عن أسماءَ رضي الله عنها. (199) أخرجه البخاريّ، كتاب: الكسوف، باب: التعوذ من عذاب القبر في الكسوف، برقم (1050) ، عن عائشة رضي الله عنها. ومسلم؛ كتاب: الكسوف، باب: ذكر عذاب القبر في صلاة الخسوف، برقم (903) ، عنها أيضًا. واللفظ له. وعند البخاريّ: «ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» . (200) سبق تخريجه بهامش (185) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 التكبير في العيدَيْن: ويكبِّرُ المسلمُ في عيد الفِطْر من غروب شمس آخر يومٍ من رمضانَ (عند ثبوت هلال شوَّال) ، إلى أنْ يُحرِمَ الإمامُ بصلاة العيد. كما يكبِّرُ في عيد الأَضْحى من بعد صلاة الفجر يومَ عرفةَ إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق (الثالثِ عشَرَ من ذِي الحِجَّة) (201) . وصيغة التكبير المختارةُ: أن يقول: اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لاإلهَ إلاَّ اللهُ،   (201) توقيت البدء بالتكبير في العيدين والفراغ منه ذكره النوويّ في «الأذكار» باب: الأذكار المشروعة في العيدين. ودليل التكبير في الفطر هو عموم قوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البَقَرَة: 185] . وفي الأضحى قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} [البَقَرَة: 203] . وهي أيام التشريق، وكانت تُشرَّق فيها لحوم الأضاحي وتُقدَّد، بإلقائها في المشرقة تحت ضوء الشمس، وقد جرت العادة عندهم بذلك. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ. فقد كان ابن مسعودٍ رضي الله عنه يكبِّرُ أيامَ التشريق فيقولُ: (اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَللهِ الْحَمْدُ) (202) .   (202) رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/165) . وصحّحه الألباني في الإرواء (3/125) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 بابُ أذكارِ الزَّكاةِ، والإحسان بالمال - ما يقولُ آخِذُ الزكاةِ (سواءٌ أكان الواليَ أو الساعيَ أو الفقراءَ) . يدعو لمن دفع الزكاة بالخير. ومن ذلك أن يقول: جزاك الله خيرًا. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيْراً، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ» (203) . أو يقول: اللهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقاً خَلَفاً (204) . (مسألة) : هل يقول آخِذُ الزكاة لمن   (203) أخرجه التِّرمذي؛ كتاب: البٍرّ والصلة، باب: ما جاء في الثناء بالمعروف، برقم (2035) ، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما. وقال التِّرمذي: هذا حديث حسن جيد غريب، لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه. اهـ. وقد صحّحه الألباني _ح في صحيح الجامع برقم (6326) . (204) أخذاً من قول الملَك الداعي للمتصدّق، وهو في البخاريّ؛ كتاب: الزكاة، باب: قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى *} [الليْل: 5] ، برقم (1442) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الزكاة، باب: في المنفِق والممسِك، برقم (1010) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 أعطاها: اللهمَّ صلِّ على فُلانٍ؟ لقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ *} [التّوبَة: 103] . قال النوويُّ رحمه الله: قال العلماء: ولا يُسْتَحَبُّ أن يقول في الدُّعاء: اللَّهمَّ صلِّ على فُلانٍ، لكون لفظِ الصَّلاة مختصّاً بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فله أنْ يخاطِبَ به مَنْ يشاء، بخلافنا نحن. والمراد بقوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التّوبَة: 103] ، أي ادعُ لهم. اهـ (205) .   (205) انظر: «الأذكار» ، باب: الأذكار المتعلقة بالزكاة. ... قال ابن حجر _ح في الفتح (3/423) . في شأن الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم، عند شرح حديث ابن أبي أوفى برقم (1497) : واستُدل به على جواز الصلاة على غير الأنبياء، وكرهه مالك والجمهور. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 ما تقول لمن عَرَض عليك من مالِه. تدعو له بالبركة، قائلاً: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ» (206) . ما تقول لمن أحسن إليك بقرضٍ، ثم جئتَ توفِّيه حقَّه. تدعو له بالبركة، وتشكر صنيعه، فتقول: «بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، إِنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الْحَمْدُ وَالأَْدَاءُ» (207) .   (206) أخرجه البخاري، كتاب: مناقب الأنصار، باب: إخاء النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، من قول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه - لما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع رضي الله عنه - برقم (3780) . (207) أخرجه النسائي؛ كتاب البيوع، باب: الاستقراض، برقم (4687) ، عن عبد الله بن أبي ربيعة رضي الله عنه. وابن ماجَهْ؛ كتاب: الصدقات، باب: حسن القضاء، برقم (2424) ، عنه أيضًا. بلفظ: «الْوَفَاءُ وَالْحَمْدُ» بدلاً من «الْحَمْدُ وَالأَْدَاءُ» ، وهما بمعنًى كما لا يخفى. والحديث صحّحه الألباني _ح برواية النسائي له. انظر صحيح النسائي (4366) ، كما حسّنه برواية ابن ماجه. انظر: صحيح ابن ماجه (1968) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 بابُ أذكارِ الصِّيامِ - ما يقولُ عندَ رؤيةِ الهلالِ: يقول: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإيمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإسْلامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ» (208) . - ما يقول وهو صائمٌ، لمن شاتَمَه: يقول «إِنَّي صَائِمٌ، مَرَّتَيْنِ» (209) . كما يُستحب للصائم الإكثارُ من أفعال البِرِّ: من صلاةٍ، وذِكْرٍ، وتِلاوةٍ، ودُعاء.   (208) أخرجه الترمذيّ - وحسّنه واستغربه - كتاب: الدعوات، باب: مايقول عند رؤية الهلال، برقم (3451) ، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه. وأحمد في مسنده (1/162) ، من حديثه أيضًا. وللحديث شواهد عند الدارمي (2-4) ، وابن حِبّان (2374) وغيرهما. (209) جزء من حديث أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الصوم، باب: فضل الصوم، برقم (1894) عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الصيام، باب: حفظ اللسان للصائم، برقم (1151) ، عنه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 قال عليه الصَّلاة والسَّلام: «ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ، الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ، وَالإمَامُ الْعَادِلُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ» (210) . - ما يقول عندَ الإفطار. يقول: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ» (211) . - ما يقول إذا أفطر عند قوم. يقول: «أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلائِكَةُ» (212) .   (210) جزء من حديث أخرجه الترمذيّ - وحسّنه - كتاب: الدعوات، باب: «سبق المفرّدون» ، برقم (3598) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (211) أخرجه أبو داود؛ كتاب: الصيام باب: القول عند الإفطار، برقم (2357) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. حسّنه الألباني. انظر: صحيح أبي داود (2066) . والحديث أخرجه النَّسائي في «عمل اليوم والليلة» (299) . (212) أخرجه أبو داود؛ آخر كتاب: الأطعمة، باب: في الدعاء لرب الطعام إذا أكل عنده، برقم (3854) ، عن أنس رضي الله عنه. انظر: صحيح أبي داود (3268) . والحديث أخرجه أحمد، (3/138) ، من حديثه أيضًا، بتأخير [أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 - ما يدعو به إذا عَلِمَ ليلة القَدْر. يقول: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» (213) . ويُستحبُّ له فيها قراءةُ القرآن، وقولُ سائرِ الأذكارِ والدَّعَواتِ المستحبَّةِ في المواطنِ الشريفةِ، كما يُسْتَحَبُّ له ذلك في الاعتكافِ أيضًا (214) .   (213) أخرجه الترمذيّ - وصحّحه - كتاب: الدعوات، باب: في فضل سؤال العافية والمعافاة، برقم (3513) ، عن عائشة رضي الله عنها. (214) كما أفاده النوويّ، كتاب: أذكار الصيام، باب: مايدعو إذا صادف ليلة القدر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 بابُ أذكارِ ... الحجِّ والعُمْرة وهي على ضَربَيْنِ: الأول: الأذكار المتعلِّقة بالسفر. الثاني: الأذكار المتعلِّقة بأعمال الحجِّ والعُمْرة. أما الأولُ، فالأذكارُ المتعلِّقةُ بالسفر، وقد سبقَ ذِكْرُ غالِبِها، ويُضاف إليها هنا (إتماماً للفائدة) : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 - ما يقولُ إذا سارَ بِه المركُوبُ فصَعِدَ مرتفعاً أو نزل منحَدَراً. يقول إذا صعِدَ: (الله أكبر) ، وإذا نزل: (سبحان الله) . قال جابرٌ رضي الله عنه: «كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا» (215) . - ما يقولُ إذا تعسَّرَ مركوبُه. ينبغي ألاَّ يلعنَه، فقد جاء النَّهْيُ عن لعن البهيمة. قال صلى الله عليه وسلم في دابَّة لعنَتْها امرأةٌ في سَفَرٍ: «خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا، فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ» (216) .   (215) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الجهاد والسير، باب: التسبيح إذا هبط وادياً، برقم (2993) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (216) أخرجه مسلم؛ كتاب: البِرّ والصِّلة والآداب، باب: النهي عن لعن الدوابّ وغيرِها، برقم (2595) ، عن عمران بن حُصَين رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 - ما يقولُ إذا أسْحَر - أي وافَق وقتَ السَّحَرِ في سفره - يقول: «سَمِعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللهِ وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا، وَأَفْضِلْ عَلَيْنَا، عَائِذًا بِاللهِ مِنَ النَّارِ» (217) . - ما يقولُ إذا نزَلَ منزِلاً، لِيبيتَ فيه. يقول: «أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» (218) . - ما يقولُ إذا دخل بلدةً أو قرية. يقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ   (217) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: في التعوّذ من شر ماعُمل ... ، برقم (2718) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. (218) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: في التعوّذ من سوء القضاء ... ، برقم (2708) ، عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 وَمَا أَظْلَلْنَ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ، وَرَبَّ الرِّياح وَمَا ذَرَيْنَ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ أَهْلِهَا، وَشَرِّما فِيهَا» (219) . وأما الثاني: فالأذكارُ المتعلِّقةُ بأعمالِ الحجِّ والعُمْرةِ، وقد تقدَّم منها أذكارُ الاغْتسالِ، والوُضوءِ، وأذكارُ لُبسِ الثَّوْبِ - وهو هنا الرداءُ والإزارُ -، ويقول ذلك كلَّه عند إحرامِه. وهاكَ تَمامَها - إن شاء الله -:   (219) رواه النسائي في الكبرى، برقم (8827) ، بإسناد حسن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 - صفةُ تلبيةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ» (220) . وإن شاء زاد «لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ» (221) . - متى يقطع التلبيةَ في العُمْرةِ؟ يقطع التلبية في   (220) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الحجّ، باب: التلبية، برقم (1549) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: الحجّ، باب: التلبية وصفتها ووقتها، برقم (1184) ، عنه أيضاً. (221) مسلمٌ بالتخريج السابق. وقال _ح: وكان ابن عمر يقول: كان عمر يُهِلُّ بإهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الكلمات، ثم ذكره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 العُمْرة، إذا دخل الحَرَم. كان ابنُ عمرَ رضي الله عنهما يقطع التلبية في العُمْرة إذا دخل الحَرَم (222) . - متى يقطع التلبيةَ في الحجِّ؟ يقطع التلبية في الحجِّ إذا رمى جَمْرةَ العَقَبَةِ (الكبرى) يومَ النَّحْر. «لَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ» (223) . - الأذكار المشروعة عند الطواف. - إذا استلمَ الركنَ الأسودَ (الركنَ الذي عنده الحجرُ الأسودُ) : أشار إليه، وقال: اللهُ أكبر. «طَافَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِالْبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ   (222) رواه مالك في مُوَطَّئِه، برقم (1122) ، موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنهما. (223) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الحجّ، باب: متى يُدفع من جَمْع، برقمَيْ (1686-1687) ، عن أسامة بن زيد والفضل بن العباس رضي الله عنهم. ومسلم؛ كتاب: الحجّ، باب: استحباب إدامة الحاجّ التلبية حتى يشرع في رمي جمرة العقبة يوم النحر، برقم (1281) ، عن الفضل رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 كُلَّمَا أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ كَانَ عِنْدَهُ (224) وَكَبَّرَ» (225) . مسألة: هل يستلمُ أركانَ الكعبةِ جميعَها - إن أَمْكَنَه ذلك -؟ السُّنَّةُ من فِعْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه لا يُستلَمُ من البيتِ إلا الركنان اليمانيَّان، (226) [أي الركنُ اليمانيُّ والركنُ الأسود] . - الذِّكرُ المشروع عند الطواف (ما بين الركنين) . كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يتلو بين الركنَيْنِ قولَه تعالى: [البَقَرَة: 201] (227) .   (224) الشيء الذي أشار به النبيّ صلى الله عليه وسلم هو: المِحْجَن. كما في الصحيحين. والمِحْجن، (خشبة في طرفها اعوجاج مثل الصولجان) . انظر: المصباح المنير للفيومي (حَجَن) . (225) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الحجّ، باب: التكبير عند الركن، برقم (1613) ، عن ابن عباس رضي الله عنهما. ومسلم - باختلافٍ - كتاب: الحجّ، باب: جواز الطواف على بعير ... ، برقم (1272) ، عنه أيضاً. (226) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الحجّ، باب: من لم يستلم إلا الركنين اليمانيَّيْن، برقم (1609) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ومسلم؛ كتاب: الحجّ، باب: استحباب: استلام الركنين اليمانيَّيْن في الطواف، دون الركنين الآخرَين، برقم (1267) ، عنه أيضاً. (227) أخرجه أبو داود كتاب: المناسك، باب: الدعاء في الطواف، برقم (1892) ، عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه. وصحّحه الألباني في صحيح أبي داود برقم (1666) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 - ما يقرأ في ركعتَيِ الطوافِ عند المقامِ. كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ في الرَّكعتَيْنِ ُ س ش ص ض ِ، و ُ ش س ز ِ (228) . - ما يقول إذا دَنا من الصَّفَا أو من المَرْوَةَ مريداً السعيَ بينهما: يقرأ قوله تعالى: [البَقَرَة: 158] . وإذا دَنا من الصفا عند أوَّلِ شُروعِه بالسَّعي، يقول: «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» (229) .   (228) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الحج، باب: حَجّة النبيّ صلى الله عليه وسلم، برقم (1218) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (229) التخريج السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 - ما يقول إذا رقِيَ الصَّفَا أو المروَةَ، ورأى الكعبة المشرَّفة: يقول: [ثلاثَ مراتٍ] «لا إلهَ إلاَّ اللهُ، اللهُ أكبرُ» . ثمَّ يقولُ: «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ» . ثم يدعو بما أَحبَّ (230) . - ما يقول إذا سار من مِنى إلى عرفَةَ بعد طلوع الشمس: يقول:   (230) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الحج، باب: حَجّة النبيّ صلى الله عليه وسلم، برقم (1218) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 «لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ، وَالنِّعْمَةَ، لَكَ وَالْمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ. لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ بِيَدَيْكَ، لَبَّيْكَ وَالرَّغْبَاءُ إِلَيْكَ وَالْعَمَلُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ» . يقول ذلك كلَّه مِراراً كلَّما تيسَّر له (231) . - ما يُسن للحاجِّ في يوم عرفَةَ. يُستحبُّ له الاجتهادُ في الدعاء، [ورفعُ اليدينِ فيه] (232) ، وكثرةُ الذِّكْرِ   (231) مستفاد ممّا أخرجه البخاريّ؛ كتاب: العيدين، باب: التكبير أيام مِنى وإذا غدا إلى عرفة، برقم (970) عن مالك بن أنس رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الحج، باب: التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفة، برقم (1284) ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. (232) أخرجه النَّسائي؛ كتاب: المناسك، باب: رفع اليدين في الدعاء بعرفة، برقم (3014) ، عن أسامةَ بن زيد رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 والإخلاصُ فيه، فإنَّ خيرَ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفَةَ. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (233) . ما يُشرَعُ بُعَيْدَ فجرِ يومِ النَّحرِ حتى يُسفِرَ جداً. - أن يقفَ مُستقبِلاً القِبلةَ عند المَشْعرِ الحرامِ - وهو جبلُ قُزَح -   (233) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: في دعاء يوم عرفة، برقم (3585) ، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وحمّاد بن أبي حميد - الراوي عن عمرو بن شعيب - هو محمد بن أبي حميد، وهو إبراهيم الأنصاري المدني، وليس هو بالقويّ عند أهل الحديث. اهـ. ... وقد ذكر النووي _ح - بعد إيراده لهذا الحديث، وبعد نقله لتضعيف الترمذي له - ذكر ما يشهد لهذا الحديث، وهو ما أخرجه مالك في الموطأ (1-422) مرسلاً بلفظ: «أفضل الدعاء يومُ عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» . انظر: الأذكار، فصل في الأذكار والدعوات المستحبات بعرفات. هذا، وقد حسّن الحديثَ الألبانيُّ _ح في صحيح الترمذي، برقم (2837) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 حيث وقف النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فإنْ وقف في أيِّ موضِعٍ آخرَ من مزدلِفةَ أَجْزَأَهُ. قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَقَفْتُ هَاهُنَا، وجَمْعُ (234) كُلُّهَا مَوْقِفٌ» (235) . - أنْ يُكثِرَ من ذِكْر الله تعالى، من تكبيرٍ، وتحميد، وتهليل، ودعاء. - أن يخالفَ المشركين فيدفعَ من مُزدلِفةَ قبل طلوع الشمس لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك (236) . قال الله تعالى:   (234) جَمْع: أي مزدلفة. (235) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الحج، باب: ماجاء أن عرفة كلها موقف، برقم (1218) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وتمام الحديث «نَحَرْتُ هَاهُنَا وَمِنى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا فِي رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وجَمْعُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ» . (236) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الحج. باب: متى يُدفع من جَمْع؟، برقم (1684) عن عمر رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 [البَقَرَة: 198] . وقد «أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ؛ فَدَعَاهُ، وَكَبَّرَهُ، وَهَلَّلَهُ، وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفاً حَتّى أَسْفَرَ جِدّاً، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ» (237) . ما يُشرَعُ عند رميِ الجِمارِ: - ... يقطع التلبية إذا شرع برمي جَمْرةِ العَقَبة الكبرى يومَ النَّحْرِ. «لَمْ يَزَلْ رَسُولُ الله ِ صلى الله عليه وسلم يُلَبِّي حَتّى رَمَى الْجَمْرَةَ» (238) .   (237) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الحج. باب: حَجّة النبيّ صلى الله عليه وسلم، برقم (1218) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. (238) سبق التخريج بهامش (223) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 - ... أَن يكبِّرَ كلَّما رمى بحصاة أيّاً من الجِمار الثلاث. - ... أن يتقدَّمَ قليلاً بعد الفراغِ من رميِ الجَمْرَتَيْنِ الصُّغرى والوُسطى، ويطيلَ الوقوفَ، مُستقبِلاً القِبلة، رافعاً يديه، يدعو. - ... ولا يقفَ بعد الفراغ من رمْيِ جَمْرةِ العَقَبةِ الكُبرى. ... موافِقاً في ذلك جميعِه سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (239) . ويستمرُّ الحاجُّ بالتكبير طوالَ أيام   (239) مستفاد جميعُه من حديثٍ أخرجه البخاريّ؛ في كتاب: الحجّ، باب: الدّعاء عند الجمرتين، برقم (1751) ، عن ابن عمر رضي الله عنهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 التشريق بمِنىً قائلاً: «اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ» (240) . كان عمرُ رضي الله عنه يكبِّرُ في قُبَّتِه بمنىً، فيسمَعُه أهل المسجد فيكبِّرون، ويكبِّرُ أهلُ الأسواقِ حتى ترتجَّ مِنىً تكبيراً (241) . ما يُشرع قوله عند النحر، أو عند ذبح الضَّحِيَّة. إذا رَمى الحاجُّ جَمْرةَ العقبةِ، وأراد نحرَ هَدْيِه، أو أراد المسلمُ ذبحَ ضَحِيَّةٍ، بعد صلاة عيد   (240) سبق التخريج بهامش (202) . (241) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: العيدين، باب: التكبير أيام منى .... ، معلَّقاً عن عمر رضي الله عنه. ووصله النَّسائي في «الكبرى» (3/312) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 الأضاحي، فإنه يُشرع له أن يقول: بِسْمِ اللهِ، واللهُ أكبر، اللَّهُمَّ تقبَّلْ مني. وذلك اقتداءً بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم حين ذبح كبشًا ضحيةً، فقال: «بِسْمِ اللهِ، وَاللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ» (242) . فإذا قضى مناسِكَه جميعَها، أكثرَ بعد ذلك من ذِكْرِ اللهِ تعالى، ومن تلاوةِ قولِه سبحانه: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البَقَرَة: 201] .   (242) أخرحه مسلم؛ كتاب: الأضاحي، باب: استحباب الضحيّة، برقم (1967) ، عن عائشة رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 وقولِه تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآْخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ *وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآْخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البَقَرَة: 200-201] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 الفصل السادس في أذكارٍ غيرِ مقيَّداتٍ بأوقاتٍ أو مناسباتٍ قال اللهُ تبارك وتعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البَقَرَة: 152] . وقال سبحانه: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ *لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصَّافات: 143-144] . وقال تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزَاب: 56] . وقالَ عزَّ وجلَّ: {وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلاَ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} [التّوبَة: 99] . ويقولُ النَّبِيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا» (243) . ويقول صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» (244) . أخي القارئ الحبيب، أحَبَّكَ اللهُ، هاك - ختامًا - بعضًا من الأذكار   (243) جزء من حديثٍ سبق تخريجه بهامش (128) . (244) جزء من حديث أخرجه أبو داود؛ كتاب: المناسك، باب: زيارة القبور، برقم (2042) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. انظر: صحيح أبي داود للألباني _ح، برقم (1796) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 الفاذَّة الجامعة، أختمُ بها هديَّتي هذه لأمَّة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم: - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (245) . - ... وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ،   (245) سبق التخريج بهامش (5) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ» (246) . - ... ويقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْكَلامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكبرُ» (247) . - ... وقال عليهِ الصَّلاة والسَّلام لأمِّ المؤمنينَ جُوَيْرِيَّةَ بنتِ الحارثِ رضي الله عنهما: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ   (246) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الدعوات، باب: فضل التسبيح، برقم (6406) وبرقم (6682) ، كما أن الإمام قد ختم به صحيحه برقم (7563) - كما أفاده النووي في الأذكار-. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2694) . (247) جزء من حديث أخرجه مسلم؛ كتاب: الآداب؛ باب: كراهة التسمية بالأسماء القبيحة وبنافع ونحوه، برقم (2137) ، عن سَمُرة بن جندب رضي الله عنه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ» (248) . - ... وقال عليه أفضلُ الصَّلاةِ، وأتمُّ التسليمِ: «مَنْ قَالَ: لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ   (248) أخرجه مسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: التسبيح أول النهار وعند النوم، برقم (2726) ، عن جُوَيْرِيَّةَ رضي الله عنها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ إِلاَّ رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْهُ» (249) . ويقول صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الذِّكْرِ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ: الْحَمْدُ للهِ» (250) . وهذا كنزٌ من كنوزِ الجنَّة، دلَّنا عليه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقال: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ؟ قُلْ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ» (251) . وأوصيكَ ونفسي ختامًا، بوصيةٍ جامعةٍ أَوْصى بها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ، نَستمسِكُ بها طمعًا في أن يُدخِلَنا ربُّنا جنةَ نعيمٍ،   (249) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الدعوات، باب: فضل التهليل، برقم (6403) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء، برقم (2691) ، عنه أيضاً. بزيادة في آخره: [وَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ عَنْهُ خَطَايَاهُ، وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ] . واللفظ المختار للبخاريّ. (250) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الدعوات، باب: ماجاء أن دعوة المسلم مستجابة، برقم (3383) ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم. اهـ. وقد ذكرته هنا - مع كونه من حديثه، وهو صدوق يخطئ، كما في التقريب - لكون مُتعلَّق الحديث بفضائل الأعمال، ولأن علياً بن المديني وغيره قد روَوا عن موسى، كما أفاد بذلك الترمذي _ح. والحديث أخرجه ابنُ ماجه؛ كتاب: الأدب، باب: فضل الحامدين، برقم (3800) ، عن جابر أيضًا. انظر: صحيح ابن ماجه (3065) . وأخرجه الحاكم في مستدركه - وصحّحه - (1/502) ، والنّسائيُّ في «عمل اليوم والليلة» ، برقم (831) . (251) أخرجه البخاريّ؛ كتاب: الدعوات، باب: قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، برقم (6409) ، عن أبي موسى رضي الله عنه. ومسلم؛ كتاب: الذِّكر والدعاء، باب: استحباب: خفض الصوت بالذِّكر، برقم (2704) ، عنه أيضاً. واللفظ للبخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 - إن شاء الله - ضاحكين مستبشرين. قال عليه أعطر الصلاة وأزكى التسليم: «لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» (252) .   (252) أخرجه الترمذي - وحسّنه واستغربه -، كتاب: الدعوات، باب: ما جاء في فضل الذِّكر، برقم (3375) ، عن عبد الله بن بُسْر رضي الله عنه. وأحمدُ (4/188) ، من حديثه أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 خاتمة الحمدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّاتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّاتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. تمَّ الْكِتَابُ بحَمْدِ اللهِ تَعَالى، وَعَظيمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 فَضْلِهِ سُبْحَانَهُ، وَحُسْنِ تَوْفِيقِهِ. اللَّهمَّ انْفَعْ بكِتَابِي هَذَا، كَمَا نَفَعْتَ بِأُصُولِهِ. وَاجْزِ عَنَّا سَيَّدَنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم مَا هُوَ أَهْلُهُ، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمَِينَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156