الكتاب: الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) حقق أصله، وعلق عليه: أبو اسحق الحويني الأثري الناشر: دار ابن عفان للنشر والتوزيع - المملكة العربية السعودية - الخبر الطبعة: الأولى 1416 هـ - 1996 م عدد الأجزاء: 6   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- شرح السيوطي على مسلم السيوطي الكتاب: الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج المؤلف: عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ) حقق أصله، وعلق عليه: أبو اسحق الحويني الأثري الناشر: دار ابن عفان للنشر والتوزيع - المملكة العربية السعودية - الخبر الطبعة: الأولى 1416 هـ - 1996 م عدد الأجزاء: 6   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] [8] كهمس بِفَتْح الْكَاف وَالْمِيم وَسُكُون الْهَاء آخِره مُهْملَة أول من قَالَ فِي الْقدر أَي بنفيه فابتدع وَخَالف الْحق فوفق لنا بِضَم الْوَاو وَكسر الْفَاء الْمُشَدّدَة قَالَ صَاحب التَّحْرِير مَعْنَاهُ جعل وفقا لنا من الْمُوَافقَة وَهِي الِاجْتِمَاع والالتئام وَفِي مُسْند أبي يعلى الْموصِلِي فَوَافَقَ بِزِيَادَة ألف والموافقة المصادفة فاكتنفته أَنا وصاحبي يَعْنِي صرنا فِي ناحيته من كنفي الطَّائِر وهما جناحاه فَظَنَنْت أَن صَاحِبي سيكل الْكَلَام إِلَيّ زَاد فِي رِوَايَة لِأَنِّي كنت أبسط لِسَانا ويتقفرون الْعلم رِوَايَة الْجُمْهُور بِتَقْدِيم الْقَاف أَي يطلبونه ويتبعونه وَقيل يجمعونه وَرِوَايَة بن ماهان بِتَقْدِيم الْفَاء أَي يبحثون عَن غامضه ويستخرجون خفيه وَفِي رِوَايَة يتقفون بِتَقْدِيم الْقَاف وَحذف الرَّاء وَفِي رِوَايَة أبي يعلى يتفقهون بِالْهَاءِ وَقَالَ القَاضِي عِيَاض وَرَأَيْت بَعضهم قَالَ فِيهِ يتقعرون بِالْعينِ وَفَسرهُ بِأَنَّهُم يطْلبُونَ قَعْره أَي غامضه وخفيه وَذكر من شَأْنهمْ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الْكَلَام من بعض الروَاة الَّذين دون يحيى بن يعمر وَالظَّاهِر أَنه من بن بُرَيْدَة عَن يحيى يَعْنِي ذكر بن يعمر من حَال هَؤُلَاءِ ووصفهم بالفضيلة فِي الْعلم وَالِاجْتِهَاد فِي تَحْصِيله أنف بِضَم الْهمزَة وَالنُّون أَي مُسْتَأْنف لم يسْبق بِهِ قدر لَا يرى عَلَيْهِ ضبط بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة المضمومة وَوضع كفيه على فَخذيهِ قَالَ النَّوَوِيّ أَي فَخذي نَفسه جَالِسا على هَيْئَة المتعلم وَوَافَقَهُ التوربشتي وَزعم الْبَغَوِيّ وَإِسْمَاعِيل التَّيْمِيّ بِأَن الضَّمِير رَاجع للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَرجحه الطَّيِّبِيّ وَقواهُ بن حجر فَإِن فِي رِوَايَة بن خُزَيْمَة ثمَّ وضع يَدَيْهِ على ركبتي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَالظَّاهِر أَنه أَرَادَ بذلك الْمُبَالغَة فِي تعمية أمره ليقوى الظَّن بِأَنَّهُ من جُفَاة الْأَعْرَاب الْإِحْسَان أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ هَذَا من جَوَامِع الْكَلم لِأَنَّهُ لَو قدر أَن أحدا قَامَ فِي عبَادَة ربه وَهُوَ يعاينه لم يتْرك شَيْئا مِمَّا يقدر عَلَيْهِ من الخضوع والخشوع وَحسن السمت واشتماله بِظَاهِرِهِ وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إِلَّا أَتَى بِهِ قَالَ القَاضِي عِيَاض وَهَذَا الحَدِيث قد اشْتَمَل على شرح وظائف الْعِبَادَات الظَّاهِرَة والباطنة من عُقُود الْإِيمَان وأعمال الْجَوَارِح وإخلاص السرائر وَالْحِفْظ من آفَات الْأَعْمَال حَتَّى أَن عُلُوم الشَّرِيعَة كلهَا رَاجِعَة إِلَيْهِ أماراتها بِفَتْح الْهمزَة أَي علاماتها أَن تَلد الْأمة ربتها وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى رَبهَا بالتذكير أَي سَيِّدهَا ومالكها وَفِي الْأُخْرَى بَعْلهَا وَهُوَ بِمَعْنى رَبهَا كَقَوْلِه تَعَالَى أَتَدعُونَ بعلا الصافات 125 أَي رَبًّا قَالَ النَّوَوِيّ الْأَكْثَر من الْعلمَاء قَالُوا هُوَ إِخْبَار عَن كَثْرَة السراري وأولادهن فَإِن وَلَدهَا من سَيِّدهَا بِمَنْزِلَة سَيِّدهَا وَقيل مَعْنَاهُ أَن الْإِمَاء يلدن الْمُلُوك فَتكون أمة من جملَة رَعيته وَهُوَ سَيِّدهَا وَسيد غَيرهَا من رَعيته وَفِيه أَقْوَال أخر ذكرتها فِي التوشيح العالة الْفُقَرَاء رعاء بِكَسْر الرَّاء وَالْمدّ الشَّاء بِالْمدِّ فَلبث ضبط بمثلثة آخِره بِلَا تَاء وبتاء الْمُتَكَلّم مَلِيًّا بتَشْديد التَّحْتِيَّة أَي وقتا طَويلا وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ أَنه قَالَ ذَلِك بعد ثَلَاث وَفِي شرح السّنة لِلْبَغوِيِّ بعد ثَالِثَة قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي ظَاهره مُخَالفَة لقَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة بعد هَذَا ثمَّ أدبر الرجل فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ردوا عَليّ الرجل فَأخذُوا يردوه فَلم يرَوا شَيْئا فَقَالَ هَذَا جِبْرِيل فَيحْتَمل الْجمع بِأَن عمر لم يحضر قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُم فِي الْحَال بل كَانَ قد قَامَ من الْمجْلس وَأخْبر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْحَاضِرين فِي الْحَال وَأخْبر عمر بعد ثَلَاث الغبري بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُوَحدَة حجَّة بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا عُثْمَان بن غياث بالغين الْمُعْجَمَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 [9] عَن أبي حَيَّان بالتحتية بارزا ظَاهرا ولقائه وَرُسُله وتؤمن بِالْبَعْثِ الآخر بِكَسْر الْخَاء قَالَ النَّوَوِيّ وَاخْتلف فِي الْجمع بَينه وَبَين لِقَاء الله فَقيل اللِّقَاء يحصل بالانتقال إِلَى دَار الْجَزَاء والبعث بعده عِنْد قيام السَّاعَة وَقيل اللِّقَاء يكون بعد الْبَعْث عِنْد الْحساب وَقيل المُرَاد باللقاء الرُّؤْيَة وَوصف الْبَعْث بِالْآخرِ قيل مُبَالغَة فِي الْبَيَان والإيضاح وَقيل سَببه أَن خُرُوج الْإِنْسَان إِلَى الدُّنْيَا بعث من الْأَرْحَام وَخُرُوجه من الْقَبْر إِلَى الْحَشْر بعث من الأَرْض فَقيل الآخر ليتميز أَن تعبد الله لَا تشرك بِهِ شَيْئا جمع بَينهمَا لِأَن الْكفَّار كَانُوا يعبدونه فِي الصُّورَة ويعبدون مَعَه أوثانا يَزْعمُونَ أَنهم شركاؤه وأشراطها بِفَتْح الْهمزَة أَي علاماتها وَاحِدهَا شَرط بِفتْحَتَيْنِ البهم بِفَتْح الْبَاء وَإِسْكَان الْهَاء الصغار من أَوْلَاد الْغنم الضَّأْن والمعز جَمِيعًا وَقيل أَوْلَاد الضَّأْن خَاصَّة وَاحِدهَا بهمة وَهِي تقع على الْمُذكر والمؤنث وَوَقع فِي البُخَارِيّ رعاء الْإِبِل البهم وَهُوَ بِضَم الْبَاء لَا غير السراري بتَشْديد الْيَاء وتخفيفها جمع سَرِيَّة بِالتَّشْدِيدِ لَا غير وَهِي الْجَارِيَة المتخذة للْوَطْء فعلية من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح وَقيل من السرُور لِأَنَّهَا سرُور مَالِكهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 [10] الحفاة العراة الصم الْبكم هُوَ كِنَايَة عَن الجهلة السفلة الرعاع أَرَادَ أَن تعلمُوا ضبط بِسُكُون الْعين وَفتحهَا وَتَشْديد اللَّام أَي تتعلموا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 [11] ثَائِر الرَّأْس منتفشة أَي قَائِم شعره وَهُوَ بِالرَّفْع صفة الرجل وَيجوز نَصبه على الْحَال نسْمع بالنُّون الْمَفْتُوحَة وَرُوِيَ بالتحتية المضمومة وَكَذَا نفقه دوِي صَوته هُوَ بعده فِي الْهَوَاء بِفَتْح الدَّال وَكسر الْوَاو وَتَشْديد الْيَاء وَحكي ضم الدَّال تطوع الْمَشْهُور تَشْدِيد الطَّاء على إدغام إِحْدَى التائين فِيهَا وَجوز بن الصّلاح تخفيفها على الْحَذف أَفْلح وَأَبِيهِ قيل كَيفَ حلف صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَبِيهِ مَعَ النَّهْي عَنهُ بقوله إِن الله يَنْهَاكُم أَن تحلفُوا بِآبَائِكُمْ وَأجِيب بأوجه مِنْهَا أَن يكون هَذَا صدر قبل النَّهْي وَمِنْهَا أَنه لَيْسَ حلفا وَإِنَّمَا هِيَ كلمة جرت عَادَة الْعَرَب أَن تدْخلهَا فِي كَلَامهَا غير قاصدة بهَا حَقِيقَة الْحلف كَقَوْلِهِم تربت يَدَاهُ وقاتله الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 [12] الْبَادِيَة مَا عدا الْحَاضِرَة فجَاء رجل هُوَ ضمام بن ثَعْلَبَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 [13] أَن أَعْرَابِيًا هُوَ بِفَتْح الْهمزَة البدوي الَّذِي يسكن الْبَادِيَة بِخِطَام نَاقَته أَو بزمامها بِكَسْر الْخَاء وَالزَّاي قَالَ الْأَزْهَرِي الخطام هُوَ الَّذِي يخطم بِهِ الْبَعِير وَهُوَ أَن يُؤْخَذ حَبل من لِيف أَو شعر فَيجْعَل فِي إِحْدَى طَرفَيْهِ حَلقَة يسْلك فِيهَا الطّرف الآخر حَتَّى يصير كالحلقة ثمَّ يُقَلّد الْبَعِير ثمَّ يثني على مخطمه وَأما الَّذِي يَجْعَل فِي الْأنف دَقِيقًا فَهُوَ الزِّمَام وَقَالَ صَاحب الْمطَالع الزِّمَام لِلْإِبِلِ مَا يشد بِهِ رؤوسها من حَبل أَو سير لتقاد بِهِ حَدثنَا مُحَمَّد بن عُثْمَان قَالَ النَّوَوِيّ اتَّفقُوا على أَن شُعْبَة وهم فِي تَسْمِيَته مُحَمَّد وَإِنَّمَا هُوَ عَمْرو كَمَا فِي الطَّرِيق الأول موهب بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو إِن تمسك بِمَا أَمر بِهِ بِضَم الْهمزَة وَكسر الْمِيم مَبْنِيا للْمَفْعُول وَبِه بباء الْجَرّ مَعَ الضَّمِير وَضَبطه الْعَبدَرِي بِفَتْح الْهمزَة وبالتاء للمتكلم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 [15] قوقل بقافين مفتوحتين بَينهمَا وَاو سَاكِنة وَآخره لَام وَحرمت الْحَرَام قَالَ بن الصّلاح الظَّاهِر أَنه أَرَادَ بِهِ أَمريْن أَن يَعْتَقِدهُ حَرَامًا وَأَن لَا يَفْعَله بِخِلَاف تَحْلِيل الْحَلَال فَإِنَّهُ يَكْفِي مُجَرّد اعْتِقَاده حَلَالا أعين بِفَتْح الْهمزَة والتحتية بَينهمَا عين مُهْملَة سَاكِنة وَآخره نون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 [16] سُلَيْمَان بن حَيَّان بالتحتية بني الْإِسْلَام على خَمْسَة كَذَا فِي الطَّرِيق الأول وَالرَّابِع أَي أَرْكَان أَو أَشْيَاء وَفِي الثَّانِي وَالثَّالِث على خمس أَي خِصَال أَو دعائم أَو قَوَاعِد يوحد بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول فَقَالَ رجل الْحَج وَصِيَام رَمَضَان قَالَ لَا صِيَام رَمَضَان وَالْحج هَكَذَا سمعته من رَسُول الله وَقع فِي مستخرج أبي عوَانَة عكس ذَلِك وَهُوَ أَن بن عمر قَالَ للرجل اجْعَل صِيَام رَمَضَان آخِرهنَّ كَمَا سَمِعت من رَسُول الله قَالَ بن الصّلاح لَا تقاوم هَذِه الرِّوَايَة مَا رَوَاهُ مُسلم قَالَ النَّوَوِيّ وَيحْتَمل أَن يكون جرت الْقِصَّة مرَّتَيْنِ لِرجلَيْنِ وَأَن بن عمر سَمعه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مرَّتَيْنِ مرّة بِتَقْدِيم الْحَج وَمرَّة بِتَأْخِيرِهِ قَالَ وَاسم الرجل الَّذِي رد عَلَيْهِ تَقْدِيم الْحَج يزِيد بن بشر السكْسكِي ذكره الْخَطِيب فِي مبهماته أَن رجلا اسْمه حَكِيم ذكره الْبَيْهَقِيّ أَلا تغزو بتاء الْخطاب فَقَالَ إِنِّي سَمِعت إِلَى آخِره وَزَاد عبد الرَّزَّاق بِآخِرهِ وَإِن الْجِهَاد من الْعَمَل الْحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 [17] قدم وَفد عبد الْقَيْس الْوَفْد الْجَمَاعَة المختارة للمصير إِلَيْهِم فِي الْمُهِمَّات واحدهم وَافد وَكَانَ قدومهم فِي عَام الْفَتْح وَكَانُوا أَرْبَعَة عشر رَاكِبًا الْأَشَج العصري ومزيدة بن مَالك الْمحَاربي وَعبيدَة بن همام الْمحَاربي وصحار بن الْعَبَّاس المري وَعَمْرو بن مَرْحُوم العصري والْحَارث بن شُعَيْب العصري والْحَارث بن جُنْدُب من بني عايش وَلم يعثر بعد طول التتبع على أَكثر من أَسمَاء هَؤُلَاءِ كَذَا ذكره النَّوَوِيّ عَن صَاحب التَّحْرِير إِنَّا هَذَا الْحَيّ قَالَ بن الصّلاح الَّذِي نختاره نَصبه على الِاخْتِصَاص وَالْخَبَر من ربيعَة وَالْمعْنَى إِن هَذَا الْحَيّ حَيّ ربيعَة قَالَ صَاحب الْمطَالع الْحَيّ اسْم لمنزل الْقَبِيلَة ثمَّ سميت بذلك الْقَبِيلَة لِأَن بَعضهم يحيا بِبَعْض نخلص نصل فِي شهر الْحَرَام بِالْإِضَافَة على حد قَوْلهم مَسْجِد الْجَامِع فَعِنْدَ الْكُوفِيّين هُوَ من إِضَافَة الصّفة إِلَى الْمَوْصُوف وَعند الْبَصرِيين على حذف مُضَاف تَقْدِيره شهر الْوَقْت الْحَرَام آمركُم بِأَرْبَع إِلَى قَوْله بإيتاء الزَّكَاة فِي بعض طرقه عِنْد البُخَارِيّ وَصَوْم رَمَضَان وَهُوَ زَائِد على الْأَرْبَع وَقد أوضحت الْجَواب عَنهُ فِيمَا علقته عَلَيْهِ قَالَ بن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ وَتَركه فِي رِوَايَة مُسلم إهمال من الرَّاوِي خمس بِضَم الْمِيم وإسكانها وأنهاكم عَن الدُّبَّاء بِضَم الدَّال وبالمد القرع الْيَابِس أَي الْوِعَاء مِنْهُ والحنتم بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ نون سَاكِنة ثمَّ فوقية مَفْتُوحَة واحده حنتمة وَهِي جرار خضر كَمَا فسره الْأَكْثَرُونَ من أهل اللُّغَة والغريب والمحدثين وَالْفُقَهَاء وفيهَا خَمْسَة أَقْوَال أخر ذكرتها فِي التوشيح والنقير جذع ينقر وَسطه والمقير هُوَ المزفت المطلي بالقار وَهُوَ الزفت وَمعنى النَّهْي عَنْهَا النَّهْي عَن الانتباذ فِيهَا وَهُوَ أَن يَجْعَل فِي المَاء حبات من تمر أَو زبيب أَو نَحوه ليحلو وَيشْرب وخصت هَذِه بِالنَّهْي لِأَنَّهُ يسْرع إِلَيْهِ الْإِسْكَار فِيهَا وَرُبمَا شربه بعد إسكاره من لم يطلع عَلَيْهِ بِخِلَاف أسقية الْأدم لِأَنَّهَا لرقتها ترى فِيهَا وَلَا يخفى فِيهَا الْمُسكر وَهَذَا النَّهْي كَانَ فِي أول الْأَمر ثمَّ نسخ بِحَدِيث بُرَيْدَة الْآتِي كنت نَهَيْتُكُمْ عَن الانتباذ إِلَّا فِي الأسقية فانتبذوا فِي كل وعَاء وَلَا تشْربُوا مُسكرا كنت أترجم بَين يَدي بن عَبَّاس وَبَين النَّاس قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا هُوَ فِي الْأُصُول وَتَقْدِيره بَين يَدي بن عَبَّاس بَينه وَبَين النَّاس فَحذف لَفْظَة بَينه لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهَا وَيجوز أَن يكون المُرَاد بَين بن عَبَّاس وَبَين النَّاس كَمَا فِي البُخَارِيّ بِحَذْف يَدي فَتكون يَدي عبارَة عَن الْجُمْلَة كَقَوْلِه تَعَالَى بِمَا قدمت يداك الْحَج 1 والترجمة التَّعْبِير عَن لُغَة بلغَة ثمَّ قيل إِنَّه كَانَ يتَكَلَّم بِالْفَارِسِيَّةِ فَكَانَ يترجم لِابْنِ عَبَّاس عَمَّن يتَكَلَّم بهَا قَالَ بن الصّلاح وَعِنْدِي أَنه كَانَ يبلغ كَلَام بن عَبَّاس إِلَى من خَفِي عَلَيْهِ من النَّاس لزحام أَو قُصُور فهم قَالَ النَّوَوِيّ وَالظَّاهِر أَن مَعْنَاهُ أَنه يفهمهم عَنهُ ويفهمه عَنْهُم الْجَرّ بِفَتْح الْجِيم وَاحِدهَا جرة وَهُوَ هَذَا الفخار الْمَعْرُوف مرْحَبًا نصب على الْمصدر وَمَعْنَاهُ صادفت رحبا وسعة غير خزايا وَلَا الندامى قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بِاللَّامِ فِي الندامى وَرُوِيَ فِي غير مُسلم بِالْألف وَاللَّام فيهمَا وبالحذف فيهمَا وَالرِّوَايَة بِنصب غير على الْحَال وَحكي فيهمَا الْكسر على الصّفة وَالْمَعْرُوف الأول وَيدل عَلَيْهِ مَا فِي البُخَارِيّ مرْحَبًا بالقوم الَّذين جَاءُوا غير خزايا وَلَا ندامى الخزايا جمع خزيان وَهُوَ المستحيي وَقيل الذَّلِيل المهان والندامى جمع ندمان وَقيل جمع نادم اتبَاعا للخزايا وَالْأَصْل نادمين شقة بِضَم الشين وَكسرهَا السّفر الْبعيد لِأَنَّهُ يشق على الْإِنْسَان وَقيل هِيَ الْمسَافَة وَقيل الْغَايَة الَّتِي يخرج إِلَيْهَا الْإِنْسَان فعلى الأول قَوْلهم بعيدَة مُبَالغَة فِي بعْدهَا بِأَمْر بِالتَّنْوِينِ فصل هُوَ الْبَين الْوَاضِح الَّذِي ينْفَصل بِهِ المُرَاد وَلَا يشكل من وَرَائِكُمْ بِالْكَسْرِ حرف جر قَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته من وراءكم أَي بِالْفَتْح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 [18] سَاقِطَة أَصَابَته جِرَاحَة كَذَلِك كَانَت فِي سَاقه الْأدم بِفَتْح الْهمزَة وَالدَّال جمع أَدِيم وَهُوَ الْجلد الَّذِي تمّ دباغه يلاث بِضَم التَّحْتِيَّة وَتَخْفِيف اللَّام وَآخره مُثَلّثَة أَي يلف الْخَيط على أفواهها ويربط بِهِ الْخَيط على أفواهها ويربط بِهِ وَضَبطه الْعَبدَرِي بالفوقية أَوله أَي تلف الأسقية على أفواهها كَثِيرَة الجرذان بِكَسْر الْجِيم وَإِسْكَان الرَّاء وبالذال الْمُعْجَمَة جمع جرذ بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء كصرد نوع من الفأر وَقيل الذّكر مِنْهُ كَثِيرَة رُوِيَ بِالْهَاءِ فِي آخِره وبدونها قَالَ بن الصّلاح وَالتَّقْدِير فِيهِ على حذفهَا أَرْضنَا مَكَان كثير الجرذان وَإِن أكلتها الجرذان مُكَرر ثَلَاث مَرَّات فتذيفون بِفَتْح الْفَوْقِيَّة ويروى بضَمهَا وَكسر الْمُعْجَمَة ويروى بالإهمال بعْدهَا تحتية سَاكِنة وَفَاء مَضْمُومَة من ذاف يذيف بِالْمُعْجَمَةِ كباع يَبِيع وداف يدوف بِالْمُهْمَلَةِ كقال يَقُول وأذاف يذيف إعجاما وإهمالا وَمَعْنَاهُ على الْأَوْجه كلهَا خلط أَنا بن جريج أَنا أَبُو قزعة بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وَحكي سكونها أَن أَبَا نَضرة أخبرهُ وحسنا أخبرهما أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ أخبرهُ قَالَ النَّوَوِيّ وَغَيره هَذَا الْإِسْنَاد مَعْدُود فِي المشكلات ولإعضاله اضْطَرَبَتْ فِيهِ أَقْوَال الْأَئِمَّة فَوَقع فِي مستخرج أبي نعيم أَخْبرنِي أَبُو قزعة أَن أَبَا نَضرة وحسنا أخبرهما أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ أخبرهُ وَهَذَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون أَبُو قزعة هُوَ الَّذِي سمع من أبي سعيد وَهَذَا مُنْتَفٍ بِلَا شكّ وَقَالَ أَبُو عَليّ الغساني الصَّوَاب فِي الْإِسْنَاد عَن بن جريج أَخْبرنِي أَبُو قزعة أَن أَبَا نَضرة وحسنا أخبراه أَن أَبَا سعيد الْخُدْرِيّ أخبرهُ قَالَ وَإِنَّمَا قَالَ أخبرهُ وَلم يقل أخبرهما لِأَنَّهُ رد الضَّمِير إِلَى أبي نَضرة وَحده وَأسْقط الْحسن لموْضِع الْإِرْسَال فَإِنَّهُ لم يسمع أَبَا سعيد وَلم يلقه قَالَ وَهَذَا اللَّفْظ أخرجه أَبُو عَليّ بن السكن فِي مُصَنفه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده الْكَبِير قَالَ وَالْحسن هَذَا سَاقِطَة سَاقِطَة بسطَام بِكَسْر الْمُوَحدَة وَحكي فتحهَا وَالصَّحِيح مَنعه من الصّرْف لِأَنَّهُ أعجمي العيشي بالتحتية والشين الْمُعْجَمَة نِسْبَة إِلَى بني عايش وَأَصله العايش مخفف الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 [20] من فرق بتَشْديد الرَّاء وتخفيفها عقَالًا قيل المُرَاد بِهِ زَكَاة عَام وَهُوَ مَعْرُوف بذلك لُغَة وَقيل الْحَبل الَّذِي يعقل بِهِ الْبَعِير مُبَالغَة وَإِن كَانَ لَا يجب دَفعه فِي الزَّكَاة وَلَا الْقِتَال عَلَيْهِ كَحَدِيث لعن الله السَّارِق يسرق الْبَيْضَة فتقطع يَده وَيسْرق الْحَبل فتقطع يَده قَالَ النَّوَوِيّ وَغَيره وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح ثمَّ قيل المُرَاد قِيمَته فِي زَكَاة النَّقْدَيْنِ وَقيل زَكَاته إِذا كَانَ من عرُوض التِّجَارَة وَقيل هُوَ نَفسه وَأَن العقال يُؤْخَذ من الْفَرِيضَة لِأَن على صَاحبهَا تَسْلِيمهَا وَإِنَّمَا يَقع قبضهَا التَّام برباطها وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ بدله عنَاقًا رَأَيْت علمت شرح فتح ووسع فَعرفت أَنه الْحق أَي بِمَا أظهر عَلَيْهِ من الدَّلِيل فِي إِقَامَة الْحجَّة لَا تقليدا الدَّرَاورْدِي بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة بعْدهَا رَاء ثمَّ ألف ثمَّ وَاو مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ دَال أُخْرَى نِسْبَة إِلَى دَار بجرد بِفَتْح الدَّال وَالرَّاء وَالْمُوَحَّدَة وَكسر الْجِيم مَدِينَة بِفَارِس من شواذ النّسَب وَقيل إِلَى دراورد وَهِي دَار بجرد وَقيل قَرْيَة بخراسان وَقيل إِلَى أندارية بِفَتْح الْهمزَة وَالدَّال بَينهمَا نون سَاكِنة وَبعد الْألف مُوَحدَة ثمَّ سَاقِطَة سَاقِطَة الْجزع بِفَتْح الْجِيم وَالزَّاي فِي جَمِيع الْأُصُول وَالرِّوَايَات وَذهب قوم من أهل اللُّغَة إِلَى أَنه بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَهُوَ من الضعْف والخور وَاخْتَارَهُ الزَّمَخْشَرِيّ وَقَالَ عِيَاض نبهنا غير وَاحِد من شُيُوخنَا على أَنه الصَّوَاب لأقررت بهَا عَيْنك قَالَ ثَعْلَب معنى أقرّ الله عَيْنك أَي بلغه الله أمْنِيته حَتَّى ترْضى نَفسه وتقر عينه أَي تسكن فَلَا تستشرف لشَيْء وَقَالَ الْأَصْمَعِي مَعْنَاهُ أبرد الله دمعه لِأَن دمعة الْفَرح بَارِدَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 [26] الْوَلِيد بن مُسلم بن شهَاب الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ أَبُو بشر أقدم من الْوَلِيد بن مُسلم الْأمَوِي الدِّمَشْقِي أبي الْعَبَّاس صَاحب الْأَوْزَاعِيّ وَالثَّانِي أعلم وَأجل الْحذاء بِالْمدِّ كَانَ يجلس فِي الحذائين وَقيل كَانَ يَقُول احذ على هَذَا النَّحْو وَلم يحذ نعلا قطّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 [27] مغول بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْوَاو مصرف بِضَم الْمِيم وَفتح الصَّاد الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وصحف من حكى فِيهَا الْفَتْح حمائلهم رُوِيَ بِالْحَاء وَالْجِيم فَالْأول جمع حمولة بِالْفَتْح وَهِي الْإِبِل الَّتِي تحمل وَالثَّانِي جمع جمالة بِالْكَسْرِ جمع جمل بَقِي بِكَسْر الْقَاف ولغة طَيء فتحهَا قَالَ وَقَالَ مُجَاهِد قَائِل ذَلِك طَلْحَة بن مصرف وَذُو النواة بنواة الأول بِالتَّاءِ آخِره وَالثَّانِي بحذفها وَفِي مستخرج أبي سَاقِطَة سَاقِطَة دَاوُد بن رشيد بِضَم الرَّاء وَفتح الشين الْوَلِيد بن مُسلم هُوَ الدِّمَشْقِي صَاحب الْأَوْزَاعِيّ هَانِئ بِهَمْزَة آخِره جُنَادَة بِضَم الْجِيم أبي أُميَّة اسْمه كَبِير بِالْمُوَحَّدَةِ وَهُوَ وَولده جُنَادَة صحابيان من قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأَن عِيسَى عبد الله وَابْن أمته وكلمته أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَم سمي كلمة لِأَنَّهُ كَانَ بِكَلِمَة كن فخلق من غير أَب بِخِلَاف غَيره من بني آدم وروح مِنْهُ أَي رَحْمَة ومتولد مِنْهُ أَي لَيْسَ من أَب إِنَّمَا نفخ فِي أمه الرّوح وَقَالَ بَعضهم أَي مخلوقة من عِنْده وإضافتها إِلَيْهِ إِضَافَة تشريف أدخلهُ الله من أَي أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية شَاءَ قَالَ بن الْعَرَبِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ الَّذين يدعونَ من أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية أَرْبَعَة الأول هَذَا وَالثَّانِي من مَاتَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وَالثَّالِث من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي سَبِيل الله وَحَدِيثه فِي الصَّحِيح وَالرَّابِع من قَالَ بعد الْوضُوء أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَحَدِيثه فِي مُسلم قلت هم أَكثر من ذَلِك وَقد استوعبتهم فِي كتاب الْبَعْث أدخلهُ الله الْجنَّة على مَا كَانَ من عمل قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على إِدْخَاله الْجنَّة فِي الْجُمْلَة فَإِن كَانَ لَهُ معاص من الْكَبَائِر فَهُوَ فِي الْمَشِيئَة فَإِن عذب ختم لَهُ بِالْجنَّةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 [29] بن عجلَان بِفَتْح الْعين عَن مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان بِفَتْح الْحَاء وبالموحدة عَن بن محيريز عَن الصنَابحِي هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة تابعيون روى بَعضهم عَن بعض فِي هَذَا الْإِسْنَاد بن عجلَان وَمن فَوْقه عَن عبَادَة بن الصَّامِت أَنه قَالَ دخلت عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ سَاقِطَة لقب ثمَّ اخْتلفُوا أَيهمَا اللقب فَقَالَ جمَاعَة هداب وَعَلِيهِ البُخَارِيّ وَقَالَ آخَرُونَ هدبة وَاخْتَارَهُ بن الصّلاح ردف بِكَسْر الرَّاء وَإِسْكَان الدَّال وَهُوَ الرَّاكِب خلف الرَّاكِب وَمثله الرديف وَأَصله من ركُوبه على الردف وَهُوَ الْعَجز مؤخرة الرحل بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْهمزَة وَكسر الْخَاء الْمُعْجَمَة أفْصح من فتح الْهمزَة وَالْخَاء الْمُشَدّدَة وأفصح مِنْهُمَا آخِرَة بِهَمْزَة ممدودة وَهُوَ الْعود الَّذِي يكون خلف الرَّاكِب يَا معَاذ بن جبل بِنصب بن لَا غير وَفِي معَاذ النصب وَالضَّم لبيْك الْأَشْهر أَن مَعْنَاهُ إِجَابَة لَك بعد إِجَابَة وَقيل قربا مِنْك وَإجَابَة وَقيل قربا مِنْك وَطَاعَة وَقيل أَنا مُقيم على طَاعَتك من ألب بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ وَلَزِمَه وألب لُغَة فِيهِ ونصبه على الْمصدر وَبني على معنى التَّأْكِيد أَي إلبابا بك بعد الْبَاب وَإِقَامَة بعد إِقَامَة وَسَعْديك قَالَ فِي الصِّحَاح أَي إسعاد لَك بعد إسعاد والإسعاد الْإِعَانَة هَل تَدْرِي مَا حق الله على الْعباد قَالَ صَاحب التَّحْرِير الْحق كل مَوْجُود يتَحَقَّق أَو مَا سيوجد لَا محَالة فَالله هُوَ الْحق الْمَوْجُود الأزلي وَالْمَوْت والساعة وَالنَّار حق لِأَنَّهَا وَاقعَة لَا محَالة وَالْكَلَام الصدْق حق بِمَعْنى أَن الشَّيْء الْمخبر عَنهُ بذلك الْخَبَر حق وَاقع مُتَحَقق لَا تردد فِيهِ وَكَذَلِكَ الْحق الْمُسْتَحق على الْغَيْر من غير أَن يكون فِيهِ تردد فَمَعْنَى حق الله على الْعباد مَا يسْتَحقّهُ عَلَيْهِم وَمعنى حق الْعباد على الله أَنه مُتَحَقق لَا محَالة وَقَالَ غَيره إِنَّمَا يُقَال حَقهم على الله على جِهَة الْمُقَابلَة لحقه عَلَيْهِم ثمَّ قَالَ النَّوَوِيّ وَيجوز أَن يكون نَحْو قَول الرجل لصَاحبه حَقك وَاجِب عَليّ أَي متأكد قيامي بِهِ وَمِنْه حَدِيث حق على كل مُسلم أَن يغْتَسل فِي كل سَبْعَة أَيَّام على حمَار يُقَال لَهُ عفير هُوَ بِعَين مُهْملَة مَضْمُومَة وَفَاء مَفْتُوحَة وَأَخْطَأ من أعجم الْعين قَالَ بن الصّلاح وَلَعَلَّ هَذِه قَضِيَّة غير الْمرة الْمُتَقَدّمَة فِي الحَدِيث السَّابِق فَإِن مؤخرة الرحل يخْتَص بِالْإِبِلِ وَلَا يكون على حمَار قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن يَكُونَا قَضِيَّة وَاحِدَة وَأَرَادَ بِالْحَدِيثِ الأول قدر مؤخرة الرحل أَن يعبد الله وَلَا يُشْرك بِهِ شَيْء قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا ضبطناه بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول فيهمَا وَشَيْء بِالرَّفْع وَقَالَ بن الصّلاح وَوَقع فِي الْأُصُول شَيْئا بِالنّصب وَهُوَ صَحِيح على أَن يعبد الله بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّة الْمَفْتُوحَة أَي يعبد العَبْد الله وَلَا يُشْرك بِهِ شَيْئا أَو بالفوقية الْمَفْتُوحَة خطابا لِمعَاذ أَو بالتحتية المضمومة وشيئا كِنَايَة عَن الْمصدر لَا على الْمَفْعُول بِهِ أَي لَا تشرك بِهِ إشراكا وَبِه هُوَ النَّائِب عَن الْفَاعِل قَالَ وَإِذا لم يعين الروَاة شَيْئا من هَذِه الْوُجُوه فَحق على من يرْوى هَذَا الحَدِيث منا أَن ينْطق بهَا كلهَا وَاحِدًا بعد وَاحِد ليَكُون اتبَاعا لما هُوَ الْمَقُول فِيهَا فِي نفس الْأَمر جزما حُسَيْن عَن زَائِدَة هَذَا هُوَ الصَّوَاب حُسَيْن بِالسِّين هُوَ بن عَليّ الْجعْفِيّ وَفِي بعض الْأُصُول حُصَيْن بالصَّاد قَالَ عِيَاض وَهُوَ غلط نَحْو حَدِيثهمْ أَي أَن حَدِيث الْقَاسِم شيخ مُسلم فِي الرِّوَايَة الْأَخِيرَة نَحْو حَدِيث شُيُوخ مُسلم الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورين فِي الرِّوَايَات الْمُتَقَدّمَة هداب وَابْن أبي شيبَة وَابْن الْمثنى وَابْن بشار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 [31] أَبُو كثير بِالْمُثَلثَةِ أَي يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أذينة وَيُقَال غفيلة بالغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء قعُودا حول يُقَال قعدنا حوله وحواليه وحواله بِفَتْح اللَّام فِي جَمِيعهَا أَي على جوانبه مَعنا بِفَتْح الْعين أفْصح من سكونها أَن يقتطع دُوننَا أَي يصاب بمكروه وفزعنا قَالَ عِيَاض الْفَزع يكون بِمَعْنى الروع وَبِمَعْنى الهيوب للشَّيْء والاهتمام بِهِ وَبِمَعْنى الإغاثة قَالَ وَالثَّلَاثَة صَحِيحَة هُنَا أَي ذعرنا لاحتباسه عَنَّا بِدَلِيل وخشينا أَن يقتطع دُوننَا وَيدل للآخرين قَوْله فَكنت أول من فزع حَائِط أَي بُسْتَان سمي بِهِ لِأَنَّهُ حَائِط لَا سقف لَهُ ربيع بِفَتْح الرَّاء على اللَّفْظ المشتهر من بِئْر خَارِجَة ضبط بِالتَّنْوِينِ فِي كل مِنْهُمَا وَآخر الثَّانِي تَاء على أَنه صفة ل بِئْر وبتنوين بِئْر وَآخر خَارجه هَاء مَضْمُومَة ضمير الْحَائِط أَي الْبِئْر فِي مَوضِع خَارج عَن الْحَائِط وبإضافة بِئْر إِلَى خَارجه آخِره هَاء التَّأْنِيث اسْم رجل وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور والبئر مُؤَنّثَة مَهْمُوزَة وَيجوز تسهيلها مُشْتَقَّة من بأرت أَي حفرت وَالربيع الْجَدْوَل هَذَا مدرج فِي الحَدِيث من التَّفْسِير الْجَدْوَل بِفَتْح الْجِيم النَّهر الصَّغِير فاحتفزت رُوِيَ بالراء وبالزاي وَالثَّانِي أصعب وَمَعْنَاهُ تضاممت ليسعني الْمدْخل وَيدل عَلَيْهِ تشبيهه بِفعل الثَّعْلَب وَهُوَ تضامه فِي المضايق أَبُو هُرَيْرَة أَي أَنْت أَبُو هُرَيْرَة كنت بَين أظهرنَا فِي بعض الْأُصُول ظهرينا وَأَعْطَانِي نَعْلَيْه ليَكُون عَلامَة ظَاهِرَة مَعْلُومَة عِنْدهم يعْرفُونَ بهَا أَنه لَقِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيكون أوقع فِي نُفُوسهم لما يُخْبِرهُمْ بِهِ عَنهُ مُسْتَيْقنًا بهَا قلبه ذكر الْقلب للتَّأْكِيد وَنفي توهم الْمجَاز وَإِلَّا فالاستيقان لَا يكون إِلَّا بِهِ فَقلت هَاتين نعلا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول بِنصب هَاتين وَرفع نعلا وَهُوَ صَحِيح وَمَعْنَاهُ فَقلت يَعْنِي هَاتين هما نعلا فنصب هَاتين بإضمار يَعْنِي وَحذف هما الْمُبْتَدَأ للْعلم بِهِ بَعَثَنِي بهما بالتثنية وَفِي كثير من الْأُصُول بهاء بِلَا مِيم وَهُوَ عَائِد إِلَى الْعَلامَة قَالَه النَّوَوِيّ ثديي تَثْنِيَة ثدي بِفَتْح الثَّاء مُذَكّر وَقد يؤنث وَاخْتلف فِي اخْتِصَاصه بِالْمَرْأَةِ وَعَلِيهِ يكون إِطْلَاقه فِي الرجل مجَازًا واستعاره فَخَرَرْت بِفَتْح الرَّاء الأولى لاستي هُوَ من أَسمَاء الدبر فأجهشت بِالْجِيم والشين الْمُعْجَمَة والهمزة وَالْهَاء مفتوحتان وَرُوِيَ فجهشت بِحَذْف الْألف يُقَال جهشت جهشا وأجهشت إجهاشا قَالَ عِيَاض وَهُوَ أَن يفزع الْإِنْسَان إِلَى غَيره وَهُوَ متغير الْوَجْه متهيء للبكاء وَلما يبك بعد وَقَالَ الطَّبَرِيّ هُوَ الْفَزع والإستغاثة وَقَالَ أَبُو زيد جهشت للبكاء والحزن والشوق بكاء نصب على المفعولية وَرُوِيَ للبكاء وَهُوَ يمد وَيقصر وركبني عمر أَي تَبِعنِي وَمَشى خَلْفي فِي الْحَال بِلَا مهلة إثري بِكَسْر الْهمزَة وَإِسْكَان الْمُثَلَّثَة وبفتحهما بِأبي أَنْت وَأمي أَي أفديك أَو أَنْت مفدى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 [32] تأثما بِفَتْح الْهمزَة وَضم الْمُثَلَّثَة الْمُشَدّدَة قَالَ أهل اللُّغَة تأثم الرجل إِذا فعل فعلا ليخرج بِهِ من الْإِثْم وتحرج أَزَال عَنهُ الْحَرج وتحنث أَزَال عَنهُ الْحِنْث وَمعنى تأثم معَاذ أَنه كَانَ يحفظ علما يخَاف فَوَاته وذهابه بِمَوْتِهِ فخشي أَن يكون مِمَّن كتم علما فَيكون آثِما فاحتاط وَأخْبر بِهَذِهِ السّنة مَخَافَة من الْإِثْم وَعلم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَنْهَهُ عَن الْإِخْبَار بهَا نهي تَحْرِيم أَو أَنه إِنَّمَا نَهَاهُ عَن الإذاعة والتبشير الْعَام خوفًا من أَن يسمع ذَلِك من لَا خبْرَة لَهُ وَلَا علم فيغتر ويتكل بِدَلِيل أَنه أَمر أَبَا هُرَيْرَة بالتبشير فِي الحَدِيث السَّابِق فَيكون ذَلِك مَخْصُوصًا بِمن أَمن عَلَيْهِ الاغترار والاتكال من أهل الْمعرفَة فسلك معَاذ هَذَا المسلك فَأخْبر بِهِ من الْخَاصَّة من رَآهُ أَهلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 [33] عَن أنس حَدثنَا مَحْمُود بن الرّبيع عَن عتْبَان بن مَالك هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة صحابيون يروي بَعضهم عَن بعض وَرِوَايَة أنس عَن مَحْمُود من رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر فَإِن أنسا أكبر سنا وعلما ومرتبة وعتبان بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون الْفَوْقِيَّة وموحدة أسندوا عظم ذَلِك بِضَم الْعين وَإِسْكَان الظَّاء أَي معظمه وَكبره بِضَم الْكَاف وَكسرهَا أَي أَنهم تحدثُوا وَذكروا شَأْن الْمُنَافِقين وأفعالهم القبيحة وَمَا يلقون مِنْهُم ونسبوا مُعظم ذَلِك إِلَى مَالك بن الدخشم بِضَم الدَّال الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة بَينهمَا خاء مُعْجمَة سَاكِنة آخِره مِيم بِلَا ألف وَلَام وَضبط فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة بِزِيَادَة يَاء بعد الْخَاء على التصغير وَألف وَلَام وَرُوِيَ فِي غير مُسلم بالنُّون بدل الْمِيم مكبرا ومصغرا قَالَ بن الصّلاح وَيُقَال أَيْضا بِكَسْر الدَّال والشين قَالَ بن عبد الْبر وَغَيره وَابْن دخشم هَذَا من الْأَنْصَار شهد بَدْرًا وَمَا بعْدهَا من الْمشَاهد قَالَ وَلَا يَصح عَنهُ النِّفَاق فَإِنَّهُ قد ظهر من حسن إِسْلَامه مَا منع من اتهامه قَالَ النَّوَوِيّ وَقد نَص النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على إيمَانه بَاطِنا وبراءته من النِّفَاق بقوله فِي رِوَايَة البُخَارِيّ أَلا ترَاهُ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله يَبْتَغِي بهَا وَجه الله ودوا أَنه أَصَابَهُ شَيْء فِي بعض الْأُصُول شَرّ وَبَعضهَا بشر بِزِيَادَة الْبَاء الجارة فَخط لي مَسْجِدا أَي أعلم لي على مَوضِع لأتخذه مَوضِع صَلَاتي متبركا بآثاره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 [34] يزِيد بن الْهَاد يَقُوله المحدثون بِلَا يَاء وَالْمُخْتَار عِنْد أهل الْعَرَبيَّة فِيهِ وَفِي نَظَائِره الْيَاء ذاق طعم الْإِيمَان من رَضِي بِاللَّه رَبًّا قَالَ صَاحب التَّحْرِير معنى رضيت بالشَّيْء قنعت بِهِ واكتفيت بِهِ وَلم أطلب مَعَه غَيره فَمَعْنَى الحَدِيث لم يطْلب غير الله رَبًّا وَلم يسع فِي غير طَرِيق الْإِسْلَام وَلم يسْلك إِلَّا مَا يُوَافق شَرِيعَة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا شكّ أَن من كَانَت هَذِه صفته فقد خلصت حلاوة الْإِيمَان إِلَى قلبه وذاق طعمه وَقَالَ عِيَاض معنى الحَدِيث صَحَّ إيمَانه واطمأنت بِهِ نَفسه وخامر بَاطِنه لِأَن رِضَاهُ بالمذكورات دَلِيل لثُبُوت مَعْرفَته ونفاذ بصيرته ومخالطة بشاشته قلبه لِأَن من رَضِي أمرا سهل عَلَيْهِ فَكَذَا الْمُؤمن إِذا دخل قلبه الْإِيمَان سهلت عَلَيْهِ الطَّاعَة ولذت لَهُ الْإِيمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 [35] الْإِيمَان بضع وَسَبْعُونَ أَو بضع وَسِتُّونَ شُعْبَة قَالَ الْبَيْهَقِيّ الشَّك من سُهَيْل لَكِن رُوَاة أَبُو دَاوُد وَغَيره بِرِوَايَة سُهَيْل بضع وَسَبْعُونَ بِلَا شكّ وَعند التِّرْمِذِيّ من طَرِيق آخر أَرْبَعَة وَسِتُّونَ وَضعف القَاضِي عِيَاض وَغَيره رِوَايَة بضع وَسَبْعُونَ وَقَالَ بن الصّلاح اخْتلفُوا فِي التَّرْجِيح وَالْأَشْبَه بالإتقان وَالِاحْتِيَاط تَرْجِيح رِوَايَة الْأَقَل وَمِنْهُم من رجح رِوَايَة الْأَكْثَر وَإِيَّاهَا اخْتَار الْحَلِيمِيّ والبضع بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا مَا بَين الثَّلَاث أَو الْإِثْنَيْنِ وَالْعشر وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَورد فِي حَدِيث مَرْفُوع والشعبة الْقطعَة من الشَّيْء وَالْمرَاد بهَا هُنَا الْخصْلَة وَقد سردت هَذِه الشّعب فِيمَا علقته على البُخَارِيّ الْحيَاء بِالْمدِّ الاستحياء قَالَ عِيَاض وَغَيره وَإِنَّمَا عد من الْإِيمَان وَإِن كَانَ غريزة لِأَنَّهُ قد يكون غريزة وَقد يكون اكتسابا كَسَائِر أَعمال الْبر وَإِذا كَانَ غريزة فاستعماله على قانون الشَّرْع يحْتَاج إِلَى اكْتِسَاب وَنِيَّة وَعلم فَهُوَ من الْإِيمَان لهَذَا ولكونه باعثا على أَفعَال الْبر ومانعا من الْمعاصِي إمَاطَة الْأَذَى تنحيته وإبعاده وَهُوَ كل مَا يُؤْذِي من حجر أَو مدر أَو شوك أَو غَيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 [36] يعظ أَخَاهُ فِي الْحيَاء أَي ينهاه عَنهُ ويقبح لَهُ فعله ويزجره عَن كثرته فَقَالَ الْحيَاء من الْإِيمَان عِنْد البُخَارِيّ فَقَالَ دَعه فَإِن الْحيَاء من الْإِيمَان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 [37] ثَنَا مُحَمَّد بن الْمثنى هَذَا الْإِسْنَاد وَالَّذِي بعده رجالهما كلهم بصريون أما السوار بِفَتْح السِّين وَتَشْديد الْوَاو وَآخره رَاء الْحيَاء لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير اسْتشْكل من حَيْثُ أَن صَاحب الْحيَاء قد يستحيي أَن يواجه بِالْحَقِّ من لَا يَفْعَله فَيتْرك أمره بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيه عَن الْمُنكر وَقد يحملهُ الْحيَاء عَن الْإِخْلَال بِبَعْض الْحُقُوق وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ مَعْرُوف فِي الْعَادة وَأجَاب بن الصّلاح وَغَيره بِأَن هَذَا الْمَانِع لَيْسَ بحياء حَقِيقَة بل هُوَ عجز وخور ومهانة وَإِنَّمَا يُطلق عَلَيْهِ أهل الْعرف حَيَاء مجَازًا لمشابهته الْحيَاء الْحَقِيقِيّ وَحَقِيقَة الْحيَاء خلق يبْعَث على ترك الْقَبِيح وَيمْنَع من التَّقْصِير فِي حق ذِي الْحق بشير بن كَعْب بِضَم الْبَاء وَفتح الْمُعْجَمَة ضعف بِالْفَتْح وَالضَّم حَتَّى احمرتا عَيناهُ كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ جَار على لُغَة أكلوني البراغيث وَفِي سنَن أبي دَاوُد احْمَرَّتْ بِلَا ألف وَهُوَ أدل دَلِيل على أَن ذَلِك تعبيرات الروَاة وتعارض فِيهِ أَي تَأتي بِكَلَام فِي مُقَابلَته وتعترض بِمَا يُخَالِفهُ إِنَّه منا أَي لَيْسَ مِمَّن يتهم بِنفَاق أَو زندقة أَو بِدعَة يَا أَبَا نجيد بِضَم النُّون وَفتح الْجِيم آخِره دَال مُهْملَة كنية عمرَان بن حُصَيْن رَضِي الله عَنهُ أَبُو نعَامَة بِفَتْح النُّون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 [38] آمَنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم هَذَا من جَوَامِع الْكَلم وَهُوَ مُطَابق لقَوْله تَعَالَى إِن الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا أَي وحدوه وآمنوا بِهِ ثمَّ استقاموا فَلم يحيدوا عَن توحيدهم والتزموا طَاعَته إِلَى أَن توفوا على ذَلِك وَهُوَ معنى الحَدِيث قَالَه عِيَاض وَقَالَ الْقشيرِي الاسْتقَامَة دَرَجَة بهَا كَمَال الْأُمُور وتمامها وبوجودها حُصُول الْخيرَات ونظامها وَقيل الاسْتقَامَة لَا يطيقها إِلَّا الأكابر لِأَنَّهَا الْخُرُوج عَن المعهودات ومفارقة الرسوم والعادات وَالْقِيَام بَين يَدي الله على حَقِيقَة الصدْق وَلذَلِك قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا وَقَالَ الوَاسِطِيّ الْخصْلَة الَّتِي بهَا كملت المحاسن وبفقدها قبحت المحاسن الاسْتقَامَة قَالَ النَّوَوِيّ وَلم يرو مُسلم لِسُفْيَان بن عبد الله رَاوِي هَذَا الحَدِيث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير هَذَا الحَدِيث وَلم يروه البُخَارِيّ وَلَا روى لَهُ فِي صَحِيحه عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شَيْئا وروى التِّرْمِذِيّ هَذَا الحَدِيث وَزَاد فِيهِ قلت يَا رَسُول الله مَا أخوف مَا تخَاف عَليّ قَالَ هَذَا وَأخذ بِلِسَانِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 [39] وَحدثنَا مُحَمَّد بن رمح هَذَا الْإِسْنَاد وَالَّذِي بعده رِجَالهمْ كلهم مصريون أَئِمَّة أجلة قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا من عَزِيز الْأَسَانِيد فِي مُسلم بل وَفِي غَيره فَإِن اتِّفَاق جَمِيع الروَاة فِي كَونهم مصريين فِي غَايَة الْقلَّة ويزداد قلَّة بِاعْتِبَار الْعَدَالَة أَي الْإِسْلَام خير أَي خصاله أَي أُمُوره وأحواله وَإِنَّمَا وَقع اخْتِلَاف الْجَواب فِي خير الْمُسلمين لاخْتِلَاف حَال السَّائِلين أَو الْحَاضِرين وَكَانَ فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ الْحَاجة إِلَى إفشاء السَّلَام وإطعام الطَّعَام أَكثر وأهم لما حصل من إهمالهما والتساهل فِي أَمرهمَا أَو نَحْو ذَلِك وَفِي الْموضع الآخر الْكَفّ عَن إِيذَاء الْمُسلمين وتقرأ السَّلَام على من عرفت وَمن لم تعرف أَي تسلم على كل من لَقيته وَلَا تخص بِهِ من تعرفه وَهَذَا الْعُمُوم مَخْصُوص بِالْمُسْلِمين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 [40] الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده أَي الْمُسلم الْكَامِل وَلَيْسَ المُرَاد نفي الْإِسْلَام عَمَّن لم يكن بِهَذِهِ الْخصْلَة بِدَلِيل قَوْله فِي الحَدِيث قبله أَي الْمُسلمين خير وَالْمعْنَى من لم يؤذ مُسلما بقول وَلَا فعل وَخص الْيَد بِالذكر لِأَن مُعظم الْأَفْعَال بهَا قَالَ النَّوَوِيّ ثمَّ إِن كَمَال الْإِسْلَام وَالْمُسلم يتَعَلَّق بخصال أخر كَثِيرَة وَإِنَّمَا خص الْمَذْكُور للْحَاجة الراهنة فَائِدَة زَاد البُخَارِيّ بعد هَذِه الْجُمْلَة من حَدِيث بن عَمْرو وَالْمُهَاجِر من هجر مَا نهى الله عَنهُ وَزَاد الْحَاكِم وَابْن حبَان من حَدِيث أنس وَالْمُؤمن من أَمنه النَّاس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 [43] حَدِيث أنس عَن أبي قلَابَة بِكَسْر الْقَاف وَتَخْفِيف اللَّام وبالموحدة ثَلَاث من كن فِيهِ وجد حلاوة الْإِيمَان قَالَ الْعلمَاء معنى حلاوة الْإِيمَان استلذاذه بالطاعات وَتحمل المشاق فِي رضى الله وَرَسُوله وإيثار ذَلِك على عرض الدُّنْيَا ومحبة العَبْد ربه بِفعل طَاعَته وَترك مُخَالفَته وَكَذَلِكَ محبَّة رَسُوله وَقَالَ القَاضِي عِيَاض هَذَا الحَدِيث بِمَعْنى الحَدِيث الْمُتَقَدّم ذاق طعم الْإِيمَان من رَضِي بِاللَّه رَبًّا الحَدِيث وَذَلِكَ أَنه لَا يَصح محبَّة الله وَرَسُوله حَقِيقَة وَحب الْآدَمِيّ فِي الله وَكَرَاهَة الرُّجُوع فِي الْكفْر إِلَّا لمن قوي بِالْإِيمَان يقينه واطمأنت بِهِ نَفسه وانشرح لَهُ صَدره وخالط لَحْمه وَدَمه وَهَذَا هُوَ الَّذِي وجد حلاوته قَالَ وَالْحب فِي الله من ثَمَرَات حب الله يعود أَي يصير وَكَذَا قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة يرجع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 [44] شَيبَان بن أبي شيبَة هُوَ بن فروخ لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى أكون أحب إِلَيْهِ من وَالِده وَولده وَالنَّاس أَجْمَعِينَ قَالَ الْخطابِيّ أَرَادَ بِهِ حب الِاخْتِيَار لَا حب الطَّبْع لِأَن حب الْإِنْسَان نَفسه وَأَهله طبع وَلَا سَبِيل إِلَى قلبه قَالَ فَمَعْنَاه لَا يصدق فِي إيمَانه حَتَّى يفنى فِي طَاعَتي نَفسه ويؤثر رضاي على هَوَاهُ وَإِن كَانَ فِيهِ هَلَاكه وَقَالَ عِيَاض وَغَيره الْمحبَّة ثَلَاثَة أَقسَام 1 محبَّة إجلال وإعظام ك محبَّة الْوَالِد 2 محبَّة شَفَقَة وَرَحْمَة كمحبة الْوَلَد 3 ومحبة مشاكلة واستحسان كمحبة سَائِر النَّاس فَجمع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَقسَام الْمحبَّة فِي محبته وَقَالَ بن بطال معنى الحَدِيث أَن من اسْتكْمل الْإِيمَان علم أَن حَقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ آكِد من حق أَبِيه وَابْنه وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استنقذنا من النَّار وهدانا من الضلال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 [45] لَا يُؤمن أحدكُم أَي الْإِيمَان التَّام حَتَّى يحب لِأَخِيهِ أَو جَاره كَذَا فِي مُسْند عبد على الشَّك أَيْضا وَفِي البُخَارِيّ وَغَيره لِأَخِيهِ من غير شكّ قَالَ النَّوَوِيّ وَالْمرَاد يحب لَهُ من الطَّاعَات والأشياء الْمُبَاحَات وَيدل عَلَيْهِ رِوَايَة النَّسَائِيّ حَتَّى يحب لِأَخِيهِ من الْخَيْر قَالَ بن أبي زيد الماكي جماع آدَاب الْخَيْر تتفرع من أَرْبَعَة أَحَادِيث 1 حَدِيث لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ 2 وَحَدِيث من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيرا أَو لِيَسْكُت 3 وَحَدِيث من حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه 4 وَقَوله للَّذي اختصر لَهُ وَصِيَّة لَا تغْضب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 [46] لَا يدْخل الْجنَّة هُوَ مَحْمُول على المستحل أَو على نفي دُخُولهَا وَقت دُخُول الفائزين إِذا فتحت أَبْوَابهَا بوائقه جمع بائقة وَهِي الغائلة والفتك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 [47] فَلْيقل خيرا أَو ليصمت بِضَم الْمِيم أَي يسكت قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ إِذا أَرَادَ أَن يتَكَلَّم فَإِن كَانَ مَا يتَكَلَّم بِهِ خيرا محققا يُثَاب عَلَيْهِ وَاجِبا كَانَ أَو مَنْدُوبًا فَلْيَتَكَلَّمْ وَإِن لم يظْهر لَهُ أَنه خير يُثَاب عَلَيْهِ فليمسك عَن الْكَلَام فعلى هَذَا يكون الْمُبَاح مَأْمُورا بالإمساك عَنهُ خوف انجراره إِلَى الْحَرَام وَالْمَكْرُوه فَلَا يُؤْذِي كَذَا فِي الْأُصُول بِالْيَاءِ وَفِي غير مُسلم بحذفها على النَّهْي فَالْأول خبر بِمَعْنَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 [49] أول من بَدَأَ بِالْخطْبَةِ يَوْم الْعِيد قبل الصَّلَاة مَرْوَان يرد بِهِ على من قَالَ أول من فعله عمر أَو عُثْمَان أَو مُعَاوِيَة حَكَاهَا عِيَاض فَقَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ الصَّلَاة قبل الْخطْبَة فَقَالَ أَبُو سعيد أما هَذَا فقد قضى مَا عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ قد يُقَال كَيفَ يتَأَخَّر أَبُو سعيد عَن إِنْكَار هَذَا الْمُنكر حَتَّى سبقه إِلَيْهِ هَذَا الرجل وَجَوَابه أَنه يحْتَمل أَن أَبَا سعيد لم يكن حَاضرا أول مَا شرع مَرْوَان فَأنْكر عَلَيْهِ الرجل ثمَّ دخل أَبُو سعيد وهما فِي الْكَلَام وَيحْتَمل أَنه كَانَ حَاضرا وَلكنه خَافَ حُصُول فتْنَة بإنكاره أَو أَنه هم بالإنكار فبدره الرجل فعضده أَبُو سعيد قَالَ مَعَ أَن فِي رِوَايَة تَأتي فِي الْعِيد أَن أَبَا سعيد هُوَ الَّذِي جبذ يَد مَرْوَان حِين رَآهُ يصعد الْمِنْبَر فَرد عَلَيْهِ مَرْوَان بِمثل مَا رد على الرجل فَيحْتَمل أَنَّهُمَا قضيتان إِحْدَاهمَا لأبي سعيد وَالْأُخْرَى للرجل بِحَضْرَتِهِ انْتهى وَبِه جزم بن حجر لِأَن فِي أول هَذَا الحَدِيث عِنْد أبي دَاوُد وَابْن ماجة أَن مَرْوَان أخرج الْمِنْبَر يَوْم الْعِيد وَأَن الرجل أنكرهُ أَيْضا وَفِي حَدِيث إِنْكَار أبي سعيد أَن مَرْوَان خطب على مِنْبَر بني بالمصلى وَلِأَن بِنَاء الْمِنْبَر بالمصلى بعد قصَّة إِخْرَاج الْمِنْبَر وإنكاره من رأى مِنْكُم مُنْكرا فليغيره هُوَ أَمر إِيجَاب على الْأمة قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا مُخَالفَة بَينه وَبَين قَوْله تَعَالَى عَلَيْكُم أَنفسكُم لَا يضركم من ضل إِذا اهْتَدَيْتُمْ لِأَن الصَّحِيح عِنْد الْمُحَقِّقين فِي معنى الْآيَة أَنكُمْ إِذا فَعلْتُمْ مَا كلفتم بِهِ لَا يضركم تَقْصِير غَيْركُمْ مثل قَوْله وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى فَإِذا فعل مَا كلف بِهِ من الْأَمر وَالنَّهْي وَلم يمتثل الْمُخَاطب فَلَا عتب بعد ذَلِك على الْآمِر والناهي لِأَنَّهُ أدّى مَا عَلَيْهِ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ الْأَمر وَالنَّهْي لَا الْقبُول انْتهى فبقلبه أَي فليكرهه بِقَلْبِه على حد علفتها تبنا وَمَاء وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان أَي أَقَله ثَمَرَة وَعَن قيس عطف على إِسْمَاعِيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 [50] صَالح هُوَ وَالْأَرْبَعَة فَوْقه تابعيون الْحَارِث هُوَ بن فُضَيْل الْأنْصَارِيّ ثِقَة لم يُضعفهُ أحد وَقد أنكر أَحْمد بن حَنْبَل عَلَيْهِ هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي قَالَ بن الصّلاح لم ينْفَرد الْحَارِث بل توبع عَلَيْهِ كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ كَلَام صَالح عقب الحَدِيث فِي قَوْله وَقد تحدث بِنَحْوِ ذَلِك عَن أبي رَافع وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل أَنه رُوِيَ من وُجُوه أخر مِنْهَا عَن أبي وَاقد اللَّيْثِيّ عَن بن مَسْعُود مَرْفُوعا وَأما حَدِيث اصبرو حَتَّى تَلْقَوْنِي فَمَحْمُول على مَا إِذا لزم مِنْهُ سفك الدِّمَاء أَو إثارة الْفِتَن وَنَحْو ذَلِك وَهَذَا الحَدِيث فِيمَا إِذا لم يلْزم ذَلِك على أَن هَذَا الحَدِيث مسوق فِيمَا سبق من الْأُمَم وَلَيْسَ فِي لَفظه ذكر هَذِه الْأمة حواريون خُلَاصَة أَصْحَاب الْأَنْبِيَاء وأصفياؤهم وَقيل أنصارهم وَقيل الَّذين يصلحون للخلافة بعدهمْ ثمَّ إِنَّهَا ضمير الْقِصَّة تخلف بِضَم اللَّام تحدث خلوف بِضَم الْخَاء جمع خلف بِفَتْحِهَا وَسُكُون اللَّام وَهُوَ الخالف بشر أما بِفَتْح اللَّام فَهُوَ الخالف بِخَير على الْمَشْهُور فيهمَا فَنزل بقناة فِي بعض الْأُصُول بِالْقَافِ وَآخره تَاء التَّأْنِيث وَاد من أَوديَة الْمَدِينَة وَفِي أَكْثَرهَا بفنائه بفاء مَكْسُورَة وَمد وَآخره هَاء الضَّمِير والفناء مَا بَين الْمنَازل والدور وَادّعى عِيَاض أَنه تَصْحِيف تحدث بِضَم التَّاء والحاء بهدية بِفَتْح الْهَاء وَإِسْكَان الدَّال سمته وطريقته أَي المحمودة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 [51] أَشَارَ بِيَدِهِ نَحْو الْيمن فَقَالَ الْإِيمَان هَهُنَا قيل قَالَ ذَلِك وَهُوَ بتبوك فَأَشَارَ إِلَى نَاحيَة الْيمن وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدينَة لِكَوْنِهِمَا حِينَئِذٍ من نَاحيَة الْيمن وَقيل أَرَادَ الْأَنْصَار لأَنهم يمانيون فِي الأَصْل فنسب الْإِيمَان إِلَيْهِم لأَنهم أنصاره قَالَ بن الصّلاح وَيَردهُ قَوْله فِي الحَدِيث الَّذِي بعده جَاءَ أهل الْيمن وأتاكم أهل الْيمن وَالْأَنْصَار من جملَة المخاطبين بذلك فهم إِذن غَيرهم فَالظَّاهِر أَن المُرَاد الْيمن وَأَهله حَقِيقَة ثمَّ إِنَّه وَصفهم بِمَا يَقْتَضِي كَمَال إِيمَانهم ورتب عَلَيْهِ الْإِيمَان فَكَانَ ذَلِك إِشَارَة إِلَى من أَتَى من أهل الْيمن وَلَا مَانع من إجرائه على ظَاهره لِأَن من اتّصف بِشَيْء وَقَوي قِيَامه بِهِ نسب ذَلِك الشَّيْء إِلَيْهِ إشعارا بتميزه بِهِ وَكَمَال حَاله فِيهِ من غير نفي لَهُ عَن غَيرهم ثمَّ المُرَاد الْمَوْجُود مِنْهُم حِينَئِذٍ لَا كل أهل الْيمن فِي كل زمَان الْفَدادِين بتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة الأولى جمع فداد من الفديد وَهُوَ الصَّوْت الشَّديد وهم المكثرون من الْإِبِل لأَنهم تعلو أَصْوَاتهم عِنْد سوقهم لَهَا وَلِهَذَا قَالَ عِنْد أصُول أَذْنَاب الْإِبِل ف عِنْد مُتَعَلقَة ب الْفَدادِين أَي الصياحين عِنْدهَا حَيْثُ يطلع قرنا الشَّيْطَان أَي جانبا رَأسه وَقيل جمعاه اللَّذَان يغريهما بإضلال النَّاس وَقيل شعبتاه من الْكفَّار وَالْمرَاد اخْتِصَاص أهل الْمشرق بمزيد من تسلط الشَّيْطَان وَمن الْكفْر فِي ربيعَة وَمُضر بدل من قَوْله فِي الْفَدادِين بِإِعَادَة الْجَار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 [52] الْفِقْه أَي الْفَهم فِي الدّين وَالْحكمَة قَالَ النَّوَوِيّ فِيهَا أَقْوَال كَثِيرَة مضطربة اقْتصر كل من قائليها على بعض صِفَات الْحِكْمَة وَقد صفي لنا مِنْهَا أَنَّهَا عبارَة عَن الْعلم المتصف بِالْأَحْكَامِ الْمُشْتَمل على الْمعرفَة بِاللَّه تَعَالَى المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النَّفس وَتَحْقِيق الْحق وَالْعَمَل بِهِ والصد عَن اتِّبَاع الْهوى وَالْبَاطِل والحكيم من لَهُ ذَلِك وَقَالَ بن دُرَيْد كل كلمة وعظتك أَو زجرتك أَو دعتك إِلَى مكرمَة أَو نهتك عَن قَبِيح فَهِيَ حِكْمَة وَمِنْه الحَدِيث إِن من الشّعْر ل حِكْمَة أَضْعَف قلوبا وأرق أَفْئِدَة قَالَ بن الصّلاح الْمَشْهُور أَن الْفُؤَاد هُوَ الْقلب فكرره بلفظين وَوَصفه بوصفين الرقة والضعف وَالْمعْنَى أَنَّهَا ذَات خشيَة واستكانة سريعة الاستجابة والتأثر بقوارع التَّذْكِير سَالِمَة من الشدَّة وَالْقَسْوَة والغلظة الَّتِي وصف بهَا قُلُوب أُولَئِكَ وَقيل الْفُؤَاد غير الْقلب فَقيل عينه وَقيل بَاطِنه وَقيل غشاؤه راس الْكفْر نَحْو الْمشرق قَالَ بن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ كَانَ ذَلِك فِي عَهده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين قَالَ ذَلِك وَيكون حِين يخرج الدَّجَّال وَهُوَ فِيمَا بَين ذَلِك منشأ الْفِتَن الْعَظِيمَة ومثار التّرْك الغاشمة العاتية الشَّدِيدَة الْبَأْس الْفَخر هُوَ الافتخار وعد المآثر الْقَدِيمَة الْعَظِيمَة وَالْخُيَلَاء الْكبر واحتقار النَّاس أهل الْوَبر هُوَ خَاص بِالْإِبِلِ والسكينة الطُّمَأْنِينَة والسكون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 [53] الْإِيمَان فِي أهل الْحجاز لَا يُنَافِي قَوْله الْإِيمَان يمَان لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ النَّفْي عَن غَيرهم كَمَا تقدم قَالَه بن الصّلاح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 [54] وَلَا تؤمنوا كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول بِحَذْف النُّون وَهِي لُغَة مَعْرُوفَة وَالْمرَاد نفي كَمَال الْإِيمَان أفشوا السَّلَام بِهَمْزَة قطع مَفْتُوحَة قَالَ النَّوَوِيّ السَّلَام أول أَسبَاب التآلف ومفتاح استجلاب الْمَوَدَّة وَفِي إفشائه تمكن ألفة الْمُسلمين بَعضهم لبَعض وَإِظْهَار شعارهم الْمُمَيز لَهُم عَن غَيرهم من أهل الْملَل مَعَ مَا فِيهِ من رياضة النُّفُوس وَلُزُوم التَّوَاضُع وإعظام حرمات الْمُسلمين قَالَ وَفِي حَدِيث آخر وبذل السَّلَام للْعَالم وَالسَّلَام على من عرفت وَمن لم تعرف وهما بِمَعْنى إفشاء السَّلَام قَالَ وفيهَا لَطِيفَة أُخْرَى وَهِي أَنَّهَا تَتَضَمَّن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وَفَسَاد ذَات الْبَين الَّتِي هِيَ الحالقة وَأَن سَلَامه لله تَعَالَى لَا يتبع فِيهِ هَوَاهُ ويخص فِيهِ أحبابه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 [55] عَن تَمِيم الدَّارِيّ لَيْسَ لَهُ فِي مُسلم غير هَذَا الحَدِيث وَهُوَ من أَفْرَاده وَلَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ شَيْء الدّين النَّصِيحَة قَالَ الْخطابِيّ وَهِي كلمة جَامِعَة مَعْنَاهَا حِيَازَة الْحَظ للمنصوح لَهُ وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب كلمة مُفْردَة يَسْتَوْفِي بهَا الْعبارَة غير مَعْنَاهَا كَمَا أَنه لَيْسَ فِي كَلَامهم كلمة أجمع لخير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة من لفظ الصّلاح وَأَخذهَا من نصح الرجل ثَوْبه خاطه شبه فعل الناصح فِيمَا يتحراه من صَلَاح المنصوح لَهُ بِمَا يسْندهُ من خلل الثَّوْب وَقيل من نصحت الْعَسَل إِذا صفيته من الشمع شبه بِهِ تَخْلِيص القَوْل من الْغِشّ وَمعنى الحَدِيث عماد الدّين وقوامه النَّصِيحَة كَقَوْلِه الْحَج عَرَفَة أَي عماده ومعظمه وَقد قَالَ الْعلمَاء إِن هَذَا الحَدِيث ربع الْإِسْلَام أَي أحد أَحَادِيث أَربع يَدُور عَلَيْهَا قَالَ النَّوَوِيّ بل الْمدَار عَلَيْهِ وَحده لله إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء النَّصِيحَة لله مَعْنَاهَا الْإِيمَان بِهِ وَوَصفه بِمَا يجب لَهُ وتنزيهه عَمَّا لَا يَلِيق بِهِ وإتيان طَاعَته وَترك مَعَاصيه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عَصَاهُ وَجِهَاد من كفر بِهِ وَالِاعْتِرَاف بنعمه وَالشُّكْر عَلَيْهَا وَالْإِخْلَاص فِي جَمِيع الْأُمُور وَالدُّعَاء إِلَى جَمِيع الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة والتلطف فِي جَمِيع النَّاس عَلَيْهَا قَالَه الْخطابِيّ وَحَقِيقَة هَذِه الْأَوْصَاف الْمَذْكُورَة رَاجِعَة إِلَى العَبْد فِي نصحه نَفسه فَإِن الله غَنِي عَن نصح الناصح والنصيحة لكتابه مَعْنَاهَا الْإِيمَان بِأَنَّهُ كَلَامه تَعَالَى وتنزيله لَا يُشبههُ شَيْء من كَلَام الْخلق وَلَا يقدر على مثله أحد ثمَّ تَعْظِيمه وتلاوته حق تِلَاوَته وتحسينها بالخشوع عِنْدهَا وَإِقَامَة حُرُوفه فِي التِّلَاوَة والذب عَنهُ لتأويل المحرفين وَطعن الطاعنين والتصديق بِمَا فِيهِ وَالْوُقُوف مَعَ أَحْكَامه وتفهم علومه وَالِاعْتِبَار بمواعظه والتفكر فِي عجائبه وَالْعَمَل بمحكمه وَالتَّسْلِيم لمتشابهه والبحث عَن عُمُومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه وَنشر علومه وَالدُّعَاء إِلَيْهِ وَإِلَى مَا ذكرنَا من نصيحته والنصيحة لرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَصْدِيقه فِي الرسَالَة وَالْإِيمَان بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ وطاعته فِي أمره وَنَهْيه ونصرته حَيا وَمَيتًا وموالاة من وَالَاهُ ومعاداة من عَادَاهُ وإعظام حَقه وتوقيره وإحياء طَرِيقَته وسنته وَبث دَعوته وَنشر شَرِيعَته وَنفي التُّهْمَة عَنْهَا واستثارة علومها والتفقه فِي مَعَانِيهَا وَالدُّعَاء إِلَيْهَا والتلطف فِي تعلمهَا وَتَعْلِيمهَا وإعظامها وإجلالها والتأدب عِنْد قرَاءَتهَا والإمساك عَن الْكَلَام فِيهَا بِغَيْر علم وإجلال أَهلهَا لانتسابهم إِلَيْهَا والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل بَيته وَأَصْحَابه ومجانبة من ابتدع فِي سنته أَو تعرض لأحد من أَصْحَابه وَنَحْو ذَلِك والنصيحة لأئمة الْمُسلمين معاونتهم على الْحق وطاعتهم فِيهِ وَأمرهمْ بِهِ وتذكيرهم بِرِفْق ولطف وإعلامهم بِمَا غفلوا عَنهُ من حُقُوق الْمُسلمين وَترك الْخُرُوج عَلَيْهِم وتألف قُلُوب النَّاس لطاعتهم وَالصَّلَاة خَلفهم وَالْجهَاد مَعَهم وَأَدَاء الصَّدقَات لَهُم وَأَن لَا يطروا بالثناء الْكَاذِب وَأَن يدعى لَهُم بالصلاح هَذَا على أَن المُرَاد بالأئمة الْوُلَاة وَقيل هم الْعلمَاء فنصيحتهم قبُول مَا رَوَوْهُ وتقليدهم فِي الْأَحْكَام وإحسان الظَّن بهم والنصيحة للعامة إرشادهم لمصالحهم فِي آخرتهم ودنياهم وكف الْأَذَى عَنْهُم وتعليمهم مَا جهلوه وَستر عَوْرَاتهمْ وسد خلاتهم وَأمرهمْ بِالْمَعْرُوفِ ونهيهم عَن الْمُنكر بِرِفْق والشفقة عَلَيْهِم وتوقير كَبِيرهمْ وَرَحْمَة صَغِيرهمْ والذب عَن أَمْوَالهم وأعراضهم وَأَن يحب لَهُم مَا يحب لنَفسِهِ وحثهم على التخلق بِجَمِيعِ مَا ذكر من أَنْوَاع النَّصِيحَة سمع جَرِيرًا يَقُول بَايَعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على النصح لكل مُسلم قد وفى جرير بذلك حَتَّى أَنه أَمر مَوْلَاهُ أَن يَشْتَرِي لَهُ فرسا فَاشْترى لَهُ فرسا بثلاثمائة دِرْهَم وَجَاء بِهِ وبصاحبه لينقده الثّمن فَقَالَ جرير لصَاحب الْفرس فرسك خير من ثَلَاثمِائَة ثمَّ اشْتَرَاهُ مِنْهُ بثمانمائة دِرْهَم فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ إِنِّي بَايَعت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على النصح لكل مُسلم أخرجه الطَّبَرَانِيّ فلقنني فِيمَا اسْتَطَعْت بِفَتْح التَّاء النصح يجوز رَفعه وجره عطفا على السّمع وَالطَّاعَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 [57] لَا يَزْنِي الزَّانِي حِين يَزْنِي وَهُوَ مُؤمن أَي كَامِل الْإِيمَان كَذَا يؤوله الْجُمْهُور وَامْتنع سُفْيَان من تَأْوِيل مثل هَذَا بل أطلق كَمَا أطلقهُ الشَّارِع لقصد الزّجر والتنفير وَعَلِيهِ السَّادة الصُّوفِيَّة وَكَذَا قَالَ الزُّهْرِيّ هَذَا الحَدِيث وَمَا أشبهه نؤمن بهَا ونمرها على مَا جَاءَت وَلَا يخاض فِي مَعْنَاهَا فَإنَّا لَا نعلمهُ وَلَا يشرب الْخمر الْفَاعِل مَحْذُوف أَي الشَّارِب يدل عَلَيْهِ يشرب وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يلْحق مَعَهُنَّ أَي رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا من عِنْد نَفسه قَالَه بن الصّلاح وَقَالَ غَيره إِنَّه مدرج من قَوْله وَلِهَذَا حذفه البُخَارِيّ نهبة بِضَم النُّون مَا ينهب ذَات شرف بشين مُعْجمَة مَفْتُوحَة أَي ذَات قدر عَظِيم وَقيل ذَات استشراف يتشرف النَّاس بهَا ناظرين إِلَيْهَا رافعي أَبْصَارهم وَضَبطه بَعضهم بِالْمُهْمَلَةِ وَفَسرهُ أَيْضا بِذَات قدر عَظِيم قَالَ عِيَاض نبه بِهَذَا الحَدِيث على جَمِيع أَنْوَاع الْمعاصِي فبالزنى على جَمِيع الشَّهَوَات وبالسرقة على الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا والحرص على الْحَرَام وبالخمر على جَمِيع مَا يصد عَن الله وَيُوجب الْغَفْلَة عَن حُقُوقه وبالنهبة على الاستخفاف بعباد الله وَترك توقيرهم وَالْحيَاء مِنْهُم وَجمع الدُّنْيَا من غير وَجههَا واقتص الحَدِيث يذكر قَالَ بن الصّلاح وَالنَّوَوِيّ كَذَا وَقع يذكر من غير هَاء الضَّمِير فإمَّا أَنه على حذفهَا أَو يقْرَأ بِالْيَاءِ المضمومة فعلا مَبْنِيا للْمَفْعُول على أَنه حَال أَي اقْتصّ الحَدِيث مَذْكُورا مَعَ ذكر النهبة فإياكم إيَّاكُمْ مكررا أَي احْذَرُوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 [58] أَربع من كن فِيهِ كَانَ منافقا خَالِصا اسْتشْكل بوجودها فِي كثير من الْمُؤمنِينَ وَأجِيب بِأَن معنى الحَدِيث أَن هَذِه خِصَال نفاق وصاحبها شَبيه بالمنافقين فِي هَذِه الْخِصَال ومتخلق بأخلاقهم فَإِن النِّفَاق هُوَ إِظْهَار مَا يبطن خِلَافه وَهَذَا الْمَعْنى مَوْجُود فِيهِ ونفاقه فِي حق من حَدثهُ ووعده وائتمنه وخاصمه وعاهده من النَّاس لَا أَنه مُنَافِق فِي الْإِسْلَام فيظهره وَهُوَ مبطن الْكفْر وَلم يرد أَنه مُنَافِق نفاق الْكفْر المخلد فِي الدَّرك الْأَسْفَل من النَّار وَقَوله خَالِصا أَي شَدِيدا يشبه بالمنافقين بِسَبَب هَذِه الْخِصَال قَالَ بَعضهم وَهَذَا فِيمَن كَانَت هَذِه الْخِصَال غالبة عَلَيْهِ فَأَما من ندر ذَلِك مِنْهُ فَلَيْسَ دَاخِلا فِيهِ وَقيل المُرَاد أَن من اعتادها أفضت بِهِ إِلَى حَقِيقَة النِّفَاق وَقيل إِنَّه ورد فِي رجل بِعَيْنِه مُنَافِق وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يواجههم بِصَرِيح القَوْل فَيَقُول فلَان مُنَافِق وَإِنَّمَا يُشِير إِشَارَة كَقَوْلِه مَا بَال أَقوام يَفْعَلُونَ كَذَا خلة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة خصْلَة فجر مَال عَن الْحق وَقَالَ الْبَاطِل وَالْكذب وأصل الْفُجُور الْميل عَن الْقَصْد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 [59] آيَة النافق أَي علامته ثَلَاث لَا يُنَافِي رِوَايَة أَربع السَّابِقَة لِأَن مَا لَهُ عَلَامَات مُتعَدِّدَة قد يذكر بَعْضهَا تَارَة وَكلهَا أُخْرَى الحرقة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء وَالْقَاف بطن من جُهَيْنَة مكرم بِضَم أَوله وَسُكُون الْكَاف وَفتح الرَّاء الْعمي بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْمِيم نِسْبَة إِلَى بني الْعم بطن من تَمِيم زُكَيْرٍ بِضَم الزَّاي وَفتح الْكَاف آخِره رَاء لقب وكنيته أَبُو مُحَمَّد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 [60] بَاء بهَا أَي رَجَعَ بِكَلِمَة الْكفْر قَالَ لِأَخِيهِ كَافِر بِالرَّفْع والتنوين خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف رجعت عَلَيْهِ أَي كلمة الْكفْر فَيَعُود كَافِرًا وَهَذَا مَحْمُول على المستحل وَقيل على الْخَوَارِج المكفرين للْمُؤْمِنين بِنَاء على تَكْفِير المبتدعة وَقيل الرَّاجِع التَّكْفِير لَا حَقِيقَة الْكفْر وَقيل الْمَعْنى يؤول بِهِ إِلَى الْكفْر لِأَن الْمعاصِي بريد الْكفْر وَيخَاف على المكثر مِنْهَا أَن يكون عَاقِبَة شؤمها الْمصير إِلَيْهِ وَهَذَا وَالْأول يَأْتِي فِي كثير من الْأَحَادِيث النَّهْي من هَذَا الْقَبِيل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 [61] عَن بن بُرَيْدَة هُوَ عبد الله تَابِعِيّ والراويان فَوْقه ادّعى لغير أَبِيه أَي انتسب إِلَيْهِ واتخذه أَبَا كفر أَي إِن اسْتحلَّ ذَلِك أَو المُرَاد كفر النِّعْمَة وَالْإِحْسَان لَا الْمخْرج عَن الْملَّة كَمَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يكفرن فسره بكفران الْإِحْسَان والعشير فَلَيْسَ منا أَي لَيْسَ على هدينَا وَجَمِيل طريقتنا وَمن دعى رجلا بالْكفْر أَو قَالَ عَدو الله وَلَيْسَ كَذَلِك إِلَّا حَار عَلَيْهِ أَي رَجَعَ قَالَ النَّوَوِيّ قيل هَذَا الِاسْتِثْنَاء وَاقع على الْمَعْنى وَتَقْدِيره مَا يَدعُوهُ أحد إِلَّا حَار عَلَيْهِ وَيحْتَمل أَن يكون مَعْطُوفًا على الأول وَهُوَ قَوْله من رجل فَيكون على اللَّفْظ وعدو الله بِالنّصب على النداء وَالرَّفْع خبر هُوَ مُقَدرا [62] رغب عَن أَبِيه ترك الانتساب إِلَيْهِ وجحده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 [63] لما ادعِي زِيَاد بِضَم الدَّال مَبْنِيّ للْمَفْعُول أَي ادَّعَاهُ مُعَاوِيَة وألحقه بِأَبِيهِ أبي سُفْيَان بعد أَن كَانَ يعرف بِزِيَاد بن أَبِيه لِأَن أمه وَلدته على فرَاش عبيد وَهَذِه أول قَضِيَّة غير فِيهَا الحكم الشَّرْعِيّ فِي الْإِسْلَام وَضَبطه بَعضهم بِفَتْح الدَّال بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل على أَن زِيَاد هُوَ الْفَاعِل بِرِضَاهُ وتصديقه مَا هَذَا الَّذِي صَنَعْتُم أَي صنعه زِيَاد أَخُوك فَإِنَّهُ أَخُو أبي بكرَة لأمه وَقد هجره أَبُو بكرَة لذَلِك وَحلف لَا يكلمهُ أبدا سمع أذناي بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْعين فعل مَاض وأذناي فَاعله وَفِي بعض الْأُصُول أُذُنِي بِلَا ألف مُفْرد وَسمع بِسُكُون الْمِيم وَالْعين مَرْفُوعَة ومنصوبة مصدر مُضَاف قَالَ سِيبَوَيْهٍ الْعَرَب تَقول سمع أُذُنِي زيدا يَقُول كَذَا فالجنة عَلَيْهِ حرَام أَي مَمْنُوعَة إِن اسْتحلَّ أَو لَا يدخلهَا عِنْد دُخُول الفائزين وَأهل السَّلامَة وَكَذَا نَظَائِره سمعته أذناي ووعاه قلبِي مُحَمَّدًا بِالنّصب بدل من ضمير سمعته وَمعنى وعاه حفظه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 [64] الريان بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد التَّحْتِيَّة سباب بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة مصدر سبّ وَهُوَ أبلغ من السب فَإِن السب شتم الْإِنْسَان والتكلم فِي عرضه بِمَا يعِيبهُ والسباب أَن يَقُول مَا فِيهِ وَمَا لَيْسَ فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 [65] عَن جرير قَالَ قَالَ لي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حجَّة الْوَدَاع كَذَا فِي البُخَارِيّ أَيْضا وَادّعى بَعضهم زِيَادَة لي وَقَالَ إِن جَرِيرًا أسلم بعد حجَّة الْوَدَاع فِيمَا جزم بن عبد الْبر ورد بِأَن الْبَغَوِيّ وَابْن حبَان قَالَا إِنَّه أسلم قبلهَا فِي رَمَضَان واللفظة ثَابِتَة فِي الْأُمَّهَات الْقَدِيمَة فَتقدم لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا يضْرب بِالرَّفْع أَي لَا تَفعلُوا فعل الْكفَّار فتشبهوهم فِي حَال قتل بَعضهم بَعْضًا قَالَ عِيَاض وَمن جزم أحَال الْمَعْنى وَمعنى بعدِي بعد وفاتي وَيحكم أَو قَالَ وَيْلكُمْ قَالَ عِيَاض هما كلمتان استعملتهما الْعَرَب بِمَعْنى التَّعَجُّب والتوجع وَيُرَاد بِالْأولَى الترحم وبالثانية الهلكة قَالَ الْهَرَوِيّ وَيْح كلمة لمن وَقع فِي هلكة لَا يَسْتَحِقهَا فيترحم عَلَيْهِ ويرثى لَهُ وويل للَّذي يَسْتَحِقهَا وَلَا يرثى لَهُ [68] أبق بِفَتْح الْبَاء أصح من كسرهَا قد وَالله رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي مَرْفُوعا لَا مَوْقُوفا على جرير كَمَا أوردهُ ولكنني أكره أَن يروي عني هَا هُنَا بِالْبَصْرَةِ أَي لما فِيهَا من الْمُعْتَزلَة والخوارج فيتعلقون بِظَاهِر الحَدِيث فِي قَوْلهم بتكفير أَرْبَاب الْكَبَائِر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 [69] فقد بَرِئت مِنْهُ الذِّمَّة أَي لَا ذمَّة لَهُ قَالَ بن الصّلاح وَيجوز أَن تفسر الذِّمَّة هُنَا بالزمام وَهُوَ الْحُرْمَة وَيجوز أَن يكون من قبيل مَا جَاءَ فِي قَوْله ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله أَي ضَمَانه وأمانه ورعايته وَذَلِكَ أَن الْآبِق كَانَ مصونا من عُقُوبَة السَّيِّد لَهُ وحبسه فَزَالَ ذَلِك بإباقه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 [70] لم تقبل لَهُ صَلَاة قَالَ بن الصّلاح هُوَ على ظَاهره وَإِن لم يسْتَحل لِأَنَّهُ لَا يلْزم من الصِّحَّة الْقبُول فَصَلَاة الْآبِق صَحِيحَة غير مَقْبُولَة كَالصَّلَاةِ فِي الدَّار الْمَغْصُوبَة يسْقط الْقَضَاء وَلَا ثَوَاب فِيهَا [71] بِالْحُدَيْبِية بتَخْفِيف الْيَاء أفْصح من تشديدها إِثْر بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْمُثَلَّثَة وبفتحهما السَّمَاء أَي الْمَطَر بِنَوْء كَذَا النوء بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْوَاو وهمز أَصله مصدر ناء النَّجْم ينوء نوءا أَي سقط وَغَابَ وَقيل نَهَضَ وطلع ثمَّ سمي بِهِ النَّجْم تَسْمِيَة للْفَاعِل بِالْمَصْدَرِ فَذَلِك كَافِر بِي أَي إِن اعْتقد أَنه للمطر حَقِيقَة كَمَا كَانَت الْعَرَب تنْسب الْمَطَر إِلَى النَّجْم السَّاقِط الغارب وَأما من قَالَ مُعْتَقدًا أَن الْفَاعِل هُوَ الله تَعَالَى وَأَن النوء مِيقَات لَهُ وعلامة بِاعْتِبَار الْعَادة فَلَا يكفر وَلَكِن يكره لَهُ هَذَا القَوْل لِأَنَّهُ شعار الْجَاهِلِيَّة وَمن سلك مسلكهم وَلِأَنَّهُ كَلَام مُتَرَدّد بَين الْكفْر وَغَيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 [72] سَواد بتَشْديد الْوَاو وَآخره دَال مُهْملَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 [73] الْعَنْبَري بِمُهْملَة وَنون وموحدة ضَبطه العذري الغبري بغين مُعْجمَة فَنزلت هَذِه الْآيَة فَلَا أقسم إِلَى آخِره قَالَ بن الصّلاح لَيْسَ مُرَاده أَن جَمِيع ذَلِك نزل فِي الأنواء فَإِن التَّفْسِير يَأْبَى ذَلِك وَإِنَّمَا النَّازِل بِهِ وتجعلون رزقكم أَنكُمْ تكذبون فَقَط وَالْبَاقِي نزل فِي غير ذَلِك وَلَكِن اجْتمعَا فِي وَقت النُّزُول فَذكر الْجَمِيع من أجل ذَلِك قَالَ وَيدل لَهُ أَن فِي بعض طرق الحَدِيث الإقتصار على الْآيَة الْأَخِيرَة فَحسب ومواقع النُّجُوم قَالَ الْأَكْثَرُونَ مغاربها وَقيل مطالعها وَقيل انتشارها يَوْم الْقِيَامَة وَقيل المُرَاد بِهِ نُجُوم الْقُرْآن وَهِي أَوْقَات نُزُوله رزقكم أَي شكركم أَي بدل شكر رزقكم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 [74] بن جبر بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْبَاء آيَة الْمُنَافِق بِالْمدِّ والتحتية أَي علامته وصحف من جعلهَا بِكَسْر الْهمزَة وَنون وَضمير الشَّأْن بغض الْأَنْصَار جمع نَاصِر كصاحب وَأَصْحَاب أَو نصير كشريف وأشراف وَهُوَ علم غلب على فريق من الصَّحَابَة وهم غير الْمُهَاجِرين وَآيَة الْمُؤمنِينَ حب الْأَنْصَار لِأَن من عرف مرتبتهم وَمَا كَانَ مِنْهُم فِي نصْرَة دين الْإِسْلَام وَالسَّعْي فِي إِظْهَاره وإيواء الْمُسلمين وحبهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبذلهم أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بَين يَدَيْهِ ومعاداتهم سَائِر النَّاس إيثارا لِلْإِسْلَامِ ثمَّ أحبهم كَانَ ذَلِك دَلِيلا على صِحَة إيمَانه وَصدقه فِي إِسْلَامه وَمن أبْغضهُم مَعَ ذَلِك كَانَ ذَلِك دَلِيلا على فَسَاد نِيَّته وخبث طويته قَالَ بن الْمُنِير المُرَاد حب جَمِيعهم وبغض جَمِيعهم لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يكون للدّين وَأما من أبْغض بَعضهم لِمَعْنى يسوغ البغض لَهُ فَلَيْسَ دَاخِلا فِي ذَلِك قلت إِن أَرَادَ بِهَذَا من أبْغض لهَذَا الْمَعْنى مِمَّن أدركهم وَوَقع لَهُ مَعَ بَعضهم خُصُومَة تَقْتَضِي ذَلِك فقريب وَأما إِذا أَرَادَ من بعدهمْ إِذا أبْغض أحدا مِنْهُم لأمر بلغه عَنهُ فَلَا وَالله لَيْسَ لَهُ ذَلِك لما لَهُم من الْآثَار الحميدة الَّتِي تمحو سيئاتهم وَقد وعدوا بالمغفرة والدرجات العلى وَقيل لكثير مِنْهُم اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 [76] الْقَارِي بِالتَّشْدِيدِ نِسْبَة إِلَى القارة قَبيلَة [78] فلق الْحبَّة شقها بالنبات برأَ بِالْهَمْز خلق النَّسمَة بِفَتَحَات الْإِنْسَان وَقيل النَّفس وَقيل كل دَابَّة فِي جوفها روح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 [79] بن الْهَاد يزِيد بن عبد الله بن أُسَامَة وَأُسَامَة هُوَ الْهَاد لِأَنَّهُ كَانَ يُوقد نَارا ليهتدي إِلَيْهَا الأضياف وَمن سلك الطَّرِيق والمحدثون يَقُولُونَهُ بِلَا يَاء وَهُوَ لُغَة مَعْرُوفَة فِي المنقوص معشر الْجَمَاعَة الَّذين أَمرهم وَاحِد رأيتكن أَكثر بِالنّصب إِمَّا مفعول ثَان إِن كَانَت رأى علمية أَو حَال أَو بدل من الْكَاف جزلة بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الزَّاي أَي ذَات عقل ورأي قَالَ بن دُرَيْد الجزالة الْعقل وَالْوَقار وَمَا لنا أَكثر بِالنّصب على الْحِكَايَة أَو الْحَال العشير الزَّوْج بِمَعْنى معاشر ك أكيل بِمَعْنى مواكل لب عقل أما نُقْصَان الْعقل فشهادة امْرَأتَيْنِ تعدل شَهَادَة رجل أَي لقلَّة ضَبطهَا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى أَن تضل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى وَقلة الضَّبْط لنَقص الْعقل وتمكث اللَّيَالِي إِلَى آخِره اسْتشْكل نُقْصَان دينهن بترك الصَّلَاة وَالصَّوْم فِي الْحيض فَإِنَّهُ وَاجِب وَأجِيب بِأَن الْأَعْمَال من الدّين فَمن كثرت عِبَادَته زَاد إيمَانه وَمن نقصت نقص سَوَاء كَانَ النَّقْص على وَجه يَأْثَم بِهِ أَو لَا قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا تثاب فِي زمن الْحيض على مَا فاتها فِيهِ من الصَّلَاة إِن كَانَت معذورة بِخِلَاف الْمُسَافِر وَالْمَرِيض حَيْثُ يكْتب لَهما مَا كَانَا يعملان فِي الْإِقَامَة وَالصِّحَّة وَالْفرق بَقَاء الْأَهْلِيَّة لَهما مَعَ صِحَة الدَّوَام دونهَا ونظيرهما مُسَافر ومريض كَانَا يعملان فِي وَقت ويتركان فِي وَقت غير ناويين للدوام فَلَا يكْتب لَهما فِي السّفر وَالْمَرَض فِي الزَّمن الَّذِي لم يَكُونَا يعملان فِيهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 [80] المَقْبُري اخْتلف الروَاة والحفاظ هَل هُوَ سعيد أَو أَبوهُ أَبُو سعيد قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْأول أصح [81] السَّجْدَة أَي آيَة السَّجْدَة يَا ويله هُوَ من آدَاب الْكَلَام وَهُوَ أَنه إِذا عرض فِي الْحِكَايَة عَن الْغَيْر مَا فِيهِ سوء حول الضَّمِير عَن التَّكَلُّم إِلَى الْغَيْبَة تصاونا عَن إِضَافَة السوء إِلَى نَفسه يَا ويلي يجوز كسر اللَّام وَفتحهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 [82] بَين الرجل وَبَين الشّرك وَالْكفْر كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول بِالْوَاو وَعند أبي عوَانَة وَأبي نعيم أَو الْكفْر وَمعنى الحَدِيث أَن الصَّلَاة حَائِل بَينه وَبَين الْكفْر فَإِذا تَركهَا زَالَ الْحَائِل وَدخل فِيهِ وَهُوَ مَحْمُول على المستحل أَو على الأول أَو أَن فعله فعل أهل الْكفْر أَو أَنه يسْتَحق بِتَرْكِهَا عُقُوبَة الْكَافِر وَهِي الْقَتْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 [83] أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ إِيمَان بِاللَّه قَالَ ثمَّ مَاذَا قَالَ الْجِهَاد إِلَى آخِره فِي هَذَا الحَدِيث الْأَفْضَل الْإِيمَان ثمَّ الْجِهَاد ثمَّ الْحَج وَفِي حَدِيث أبي ذَر الْإِيمَان وَالْجهَاد وَفِي حَدِيث بن مَسْعُود الصَّلَاة ثمَّ بر الْوَالِدين ثمَّ الْجِهَاد وَتقدم فِي حَدِيث بن عمر وإطعام الطَّعَام وإفشاء السَّلَام وَفِي حَدِيثه أَيْضا من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَصَحَّ فِي حَدِيث عُثْمَان خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه وأمثال هَذَا فِي الْأَحَادِيث كَثِيرَة وَيجمع بِأَن اخْتِلَاف الْجَواب جرى على حسب اخْتِلَاف الْأَحْوَال والأشخاص وحاجة السَّائِل إِلَيْهِ فَإِنَّهُ قد يُقَال خير الْأَشْيَاء كَذَا وَلَا يُرَاد أَنه خير جَمِيع الْأَشْيَاء من جَمِيع الْوُجُوه وَفِي جَمِيع الْأَحْوَال بل فِي حَال دون حَال وَلِهَذَا ورد حجَّة من لم يحجّ أفضل من أَرْبَعِينَ غَزْوَة وغزوة لمن حج أفضل من أَرْبَعِينَ حجَّة أَو يحمل على تَقْدِير من كَمَا يُقَال فلَان أفضل النَّاس وَيُرَاد من أفضلهم كَمَا ورد خَيركُمْ خَيركُمْ لأَهله وَمَعْلُوم أَنه لَا يصير بذلك خير النَّاس مُطلقًا فعلى هَذَا يكون الْإِيمَان أفضلهَا والباقيات مُتَسَاوِيَة فِي كَونهَا من أفضل الْأَعْمَال أَو الْأَحْوَال ثمَّ يعرف فضل بَعْضهَا على بعض بدلائل تدل عَلَيْهَا وَثمّ للتَّرْتِيب بعد الذّكر حج مبرور وَهُوَ الَّذِي لَا يخالطه شَيْء من الْإِثْم وَقيل المتقبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 [84] عَن أبي مراوح بِضَم الْمِيم وَرَاء وَاو مَكْسُورَة وحاء مُهْملَة لَا يعرف اسْمه وَقيل اسْمه سعد أَنْفسهَا أرفعها وأجودها وأكثرها ثمنا قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا إِذا أَرَادَ الِاقْتِصَار على عتق وَاحِدَة فَإِذا كَانَ مَعَه مثلا ألف دِرْهَم وَأمكنهُ شِرَاء رقبتين مفضولتين كِلَاهُمَا أفضل من وَاحِدَة نفيسة بِخِلَاف الْأُضْحِية فَإِن شَاة سَمِينَة خير من شَاتين دونهَا وَالْفرق أَن المُرَاد فِيهَا اللَّحْم وَاللَّحم السمين أوفر وَأطيب وَفِي الْعتْق التخليص من ذل الرّقّ وتخليص جمَاعَة أفضل من وَاحِد صانعا بمهملتين وَنون وَهُوَ أصوب من رِوَايَة من روى الضَّاد الْمُعْجَمَة وتحتية لمقابلته بالأخرق وروى الدَّارَقُطْنِيّ عَن الزُّهْرِيّ أَنه قَالَ صحف هِشَام فِيهِ حَيْثُ رَوَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب هِشَام عَنهُ بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ تَصْحِيف وَقَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح عِنْد الْعلمَاء رِوَايَة الْمُهْملَة وَالْأَكْثَر فِي الرِّوَايَة بِالْمُعْجَمَةِ وَقَالَ عِيَاض روايتنا هُنَا بِالْمُعْجَمَةِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فِي جَمِيع طرقنا عَن مُسلم إِلَّا من طَرِيق أبي الْفَتْح الشَّاشِي عَن عبد الغافر الْفَارِسِي وَكَانَ شَيخنَا أَبُو بكر حَدثنَا عَنهُ فيهمَا بِالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ صَوَاب الْكَلَام وَقَالَ بن الصّلاح وَقع فِي أصل الْعَبدَرِي وَابْن عَسَاكِر هُنَا بِالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ الصَّحِيح فِي نفس الْأَمر لكنه لَيْسَ رِوَايَة هِشَام بن عُرْوَة إِنَّمَا رِوَايَته بِالْمُعْجَمَةِ كَذَا جَاءَ مُقَيّدا من غير هَذَا الْوَجْه فِي كتاب مُسلم فِي رِوَايَة هِشَام وَأما الرِّوَايَة الْأُخْرَى عَن الزُّهْرِيّ فَتعين الصَّانِع فَهِيَ بِالْمُهْمَلَةِ وَهِي مَحْفُوظَة عَن الزُّهْرِيّ كَذَلِك وَكَانَ ينْسب هِشَام إِلَى التَّصْحِيف قَالَ وَذكر عِيَاض أَنه بِالْمُعْجَمَةِ فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ لرواة كتاب مُسلم إِلَّا رِوَايَة أبي الْفَتْح وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهَا مُقَيّدَة فِي الْأُصُول فِي رِوَايَته بِالْمُهْمَلَةِ انْتهى وَالْحَاصِل أَن التَّحْقِيق من حَيْثُ الرِّوَايَة أَن رِوَايَة هِشَام فَتعين ضائعا بِالْمُعْجَمَةِ وَرِوَايَة الزُّهْرِيّ فَتعين الصَّانِع بِالْمُهْمَلَةِ وَهِي الصَّوَاب معنى وَالْأولَى تَصْحِيف وَأَن من رَوَاهُ من طَرِيق هِشَام بِالْمُهْمَلَةِ فقد أَخطَأ من حَيْثُ الرِّوَايَة لَا الْمَعْنى وَمن رَوَاهُ من طَرِيق الزُّهْرِيّ بِالْمُعْجَمَةِ فقد أَخطَأ من الْجِهَتَيْنِ الزُّهْرِيّ عَن حبيب عَن عُرْوَة عَن أبي مراوح الْأَرْبَعَة تابعيون الأخرق هُوَ الَّذِي لَيْسَ بصانع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 [85] عَن الشَّيْبَانِيّ عَن الْوَلِيد بن الْعيزَار عَن أبي عَمْرو سعد بن إِيَاس الشَّيْبَانِيّ فِيهِ لَطِيفَة وَهِي اتِّحَاد نِسْبَة شيخ الْوَلِيد والراوي عَنهُ وَاسم الرَّاوِي عَنهُ أَبُو إِسْحَاق سُلَيْمَان بن فَيْرُوز والعيزار بِمُهْملَة وتحتية وزاي آخِره رَاء الصَّلَاة لوَقْتهَا عِنْد الْحَاكِم وَغَيره لأوّل وَقتهَا ثمَّ أَي بِسُكُون الْيَاء الْمُشَدّدَة للْوَقْف لِأَنَّهُ من كَلَام السَّائِل المنتظر للجواب فَيُوقف عَلَيْهِ وَقْفَة لَطِيفَة ثمَّ يُؤْتى بِمَا بعده قَالَه الفاكهي بر الْوَالِدين هُوَ الْإِحْسَان إِلَيْهِمَا فَمَا تركت أستزيده هُوَ على أَن تَقْدِير أَن إِلَّا إرعاء عَلَيْهِ بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَعين مُهْملَة وَمد أَي إبْقَاء عَلَيْهِ ورفقا بِهِ أَبُو يَعْفُور بِمُهْملَة فَاء وَرَاء عبد الرَّحْمَن بن عبيد وَهُوَ الْأَصْغَر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 [86] شُرَحْبِيل أعجمي غير مَصْرُوف ندا هُوَ الضِّدّ والمثل يطعم بِفَتْح الْيَاء يَأْكُل تُزَانِي تَزني بهَا بِرِضَاهَا حَلِيلَة جَارك بِالْحَاء الْمُهْملَة زَوجته سميت بذلك لكَونهَا تحل لَهُ أَو تحل مَعَه وخصها لِأَن الْجَار يتَوَقَّع من جَاره الذب عَنهُ وَعَن حريمه وَقد أَمر بإكرام الْجَار فَإِذا قابله بِالزِّنَا بامرأته كَانَ فِي غَايَة الْقبْح مَعَ مَا يتضمنه أَيْضا زِيَادَة على الزِّنَا من إِفْسَاد الْمَرْأَة على زَوجهَا واستمالة قَلبهَا إِلَى الزَّانِي أثاما هُوَ وَاد فِي جَهَنَّم قَالَه أَكثر الْمُفَسّرين وَورد بِهِ الحَدِيث وَقيل مَعْنَاهُ يلق جَزَاء إثمه وَقيل عُقُوبَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 [87] عقوق الْوَالِدين قَالَ بن الصّلاح وَأقرهُ النَّوَوِيّ الْمحرم كل فعل يتَأَذَّى بِهِ الْوَالِد أَو نَحوه تأذيا لَيْسَ بالهين مَعَ كَونه لَيْسَ من الْأَفْعَال الْوَاجِبَة الزُّور أَصله تَحْسِين الشَّيْء وَوَصفه بِخِلَاف صفته حَتَّى يخيل إِلَى من سَمعه أَو رَآهُ أَنه بِخِلَاف مَا هُوَ بِهِ فَهُوَ تمويه الْبَاطِل بِمَا يُوهم أَنه حق [88] أَلا أنبئكم بأكبر الْكَبَائِر قَول الزُّور قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ على ظَاهره فَإِن الشّرك أكبر مِنْهُ بِلَا شكّ وَكَذَا الْقَتْل فَهُوَ مؤول بِتَقْدِير من وَأما حمله على الشّرك فضعيف لِأَن هَذَا خرج مخرج الزّجر عَن شَهَادَة الزُّور فِي الْحُقُوق وأكبر ظَنِّي بِالْمُوَحَّدَةِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 [89] الموبقات المهلكات يُقَال وبق بِالْفَتْح يبْق بِكَسْرِهَا هلك وأوبق غَيره أهلكه الْمُحْصنَات بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا العفائف الْغَافِلَات أَي عَن الْفَوَاحِش وَمَا قذفن بِهِ الْكبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 [91] تغلب بمثناة وغين مُعْجمَة وَلَام مَكْسُورَة الْفُقيْمِي بِضَم الْفَاء وَفتح الْقَاف لَا يدْخل الْجنَّة أَي مَعَ الْمُتَّقِينَ الداخلين أول وهلة وَقيل المُرَاد من فِي قلبه كبر عَن الْإِيمَان وَقيل لَا يكون فِي قلبه كبر حَال دُخُوله الْجنَّة كَمَا قَالَ تَعَالَى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل قَالَ رجل هُوَ مَالك بن مرَارَة الرهاوي وَقيل هُوَ أَبُو رَيْحَانَة شَمْعُون وَقيل معَاذ بن جبل وَقيل عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَقيل خريم بن فاتك وَقيل ربيعَة بن عَامر وَقيل سَواد بن عَمْرو إِن الله جميل قيل مَعْنَاهُ إِن كل أمره سُبْحَانَهُ حسن جميل فَلهُ الْأَسْمَاء الْحسنى وصفات الْجمال والكمال وَقيل هُوَ بِمَعْنى مُجمل ككريم وَسميع وَقيل مَعْنَاهُ جليل وَقيل جميل الْأَفْعَال بعباده يُكَلف الْيَسِير ويعين عَلَيْهِ وَيثبت عَلَيْهِ ويشكر عَلَيْهِ وَقيل مَعْنَاهُ ذُو النُّور والبهجة أَي مَالِكهَا بطر الْحق دَفعه وإنكاره ترفعا وتجبرا وغمط النَّاس بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم وطاء وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ بصاد مُهْملَة بدل الطَّاء وهما بِمَعْنى احتقارهم يُقَال غمط يغمط كضرب يضْرب وغمط يغمط كعلم يعلم منْجَاب بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون النُّون وجيم وموحدة آخِره مسْهر بِضَم الْمِيم وَكسرهَا لَا يدْخل النَّار أَي دُخُول خُلُود كبرياء غير مصروفة [92] وَقلت أَنا وَمن مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة فِي بعض الْأُصُول الْمُعْتَمدَة عكس ذَلِك وَهُوَ رفع هَذِه الْجُمْلَة ووقف جملَة من مَاتَ يُشْرك بِاللَّه وَالْأول هُوَ الَّذِي فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَالثَّانِي هُوَ الَّذِي فِي صَحِيح أبي عوَانَة وَقد صَحَّ رفع الجملتين من حَدِيث جَابر وَإِنَّمَا اقْتصر بن مَسْعُود على رفع إِحْدَاهمَا ووقف الْأُخْرَى لِأَنَّهُ لم يسمع من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سواهَا فضم الْأُخْرَى إِلَيْهَا استنباطا قَالَه عِيَاض وَغَيره وَقَالَ النَّوَوِيّ بل قد صَحَّ رفعهما من حَدِيثه فَالْوَجْه أَن يُقَال إِنَّه سمع الجملتين من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلكنه فِي وَقت حفظ إِحْدَاهمَا وتيقنها عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي وَقت آخر حفظ الْأُخْرَى وَلم يحفظ الأولى مَرْفُوعَة فَرفع المحفوظة وَضم الْأُخْرَى إِلَيْهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 [93] الموجبتان الْخصْلَة الْمُوجبَة للجنة والخصلة الْمُوجبَة للنار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 [94] الْمَعْرُور بمهملات الديلِي بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء على الْأَشْهر وَمِنْهُم من يَقُول هُوَ بِضَم الدَّال وَفتح الْهمزَة على رغم أنف أبي ذَر بِتَثْلِيث الرَّاء يُقَال رغم أَنفه بِفَتْح الْغَيْن وَكسرهَا من الرغام بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ التُّرَاب أَي ألصقه بالرغام وأذله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 [95] أَرَأَيْت إِن لقِيت كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا أَرَأَيْت لقِيت بِحَذْف إِن لَاذَ اعْتصمَ فَإِن قتلته فَإِنَّهُ بمنزلتك قبل أَن تقتله أَي فِي الْعِصْمَة وَتَحْرِيم الدَّم وَإنَّك بِمَنْزِلَتِهِ قبل أَن يَقُول أَي أَنْت بعد قَتله غير مَعْصُوم الدَّم وَلَا محرم الْقَتْل قَالَه الشَّافِعِي وَغَيره أما الْأَوْزَاعِيّ وَابْن جريج فَفِي حَدِيثهمَا كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِغَيْر فَاء وَفِي كثير فَفِي بهَا وَهُوَ الأَصْل وَالْأول على تَقْدِير حذفهَا مَعَ القَوْل أَي فَقَالَا أهويت قلت يُقَال أهويت وهويت الْمِقْدَاد بن عَمْرو بن الْأسود هُوَ بتنوين عَمْرو وَكِتَابَة بن بِالْألف وإجرائه فِي الْإِعْرَاب على الْمِقْدَاد لِأَنَّهُ صفة لَهُ وَكَانَ ينْسب إِلَى الْأسود بن عبد يَغُوث لِأَنَّهُ تبناه فِي الْجَاهِلِيَّة وَإِنَّمَا أَبوهُ عَمْرو بن ثَعْلَبَة بن مَالك الْكِنْدِيّ قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ إِشْكَال من حَيْثُ إِن أهل النّسَب أَجمعُوا على أَنه بهراني صليبة قَالَ وَجَوَابه أَن وَالِد الْمِقْدَاد حَالف كِنْدَة فنسب إِلَيْهَا وَكَانَ حليفا لبني زهرَة لِأَن الْأسود حالفهم أَيْضا مَعَ تبنيه إِيَّاه قَالَه بن عبد الْبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 [96] الحرقات بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء وقاف حَتَّى تعلم أقالها فَاعله الْقلب حَتَّى تمنيت أَنِّي أسلمت يَوْمئِذٍ أَي ابتدأت الْإِسْلَام الْآن وَأَنه لم يكن تقدم إسلامي فَيَمْحُو عني مَا تقدم قَالَ ذَلِك من عظم مَا وَقع فِيهِ ذُو البطين بِضَم الْبَاء تَصْغِير بطن لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ بطن وَرجل من الْأَنْصَار ورجلا مِنْهُم قَالَ بن بشكوال هُوَ مرداس بن نهيك مُتَعَوِّذًا معتصما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 [97] عسعس بمهملات بِلَفْظ الْفِعْل تَابِعِيّ بَصرِي لَا نَظِير لَهُ فِي اسْمه ويكنى أَبَا صفرَة حسر بمهملات كشف الْبُرْنُس بِضَم الْمُوَحدَة وَالنُّون كل ثوب رَأسه ملتصق بِهِ دراعة كَانَ أَو جُبَّة أَو غَيرهمَا أتيتكم وَلَا أُرِيد أَن أخْبركُم عَن نَبِيكُم قيل لَا زَائِدَة وَقيل لَا وَإنَّهُ لم يرد أَولا التحدث عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل الْوَعْظ بِكَلَام من عِنْده ثمَّ بدا لَهُ التحديث نُحدث بِضَم النُّون وَفتح الدَّال رَجَعَ فِي بعض الْأُصُول رفع وَالسيف بِالنّصب عطفا عَلَيْهِ لِأَن رَجَعَ مُتَعَدٍّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 [102] صبرَة بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء الكومة الْمَجْمُوعَة من الطَّعَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 [103] بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّة هُوَ النِّيَاحَة وَندب الْمَيِّت وَالدُّعَاء بِالْوَيْلِ وَالْمرَاد بالجاهلية مَا كَانَ فِي الفترة قبل الْإِسْلَام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 [104] الْقَنْطَرِي بِفَتْح الْقَاف والطاء نِسْبَة إِلَى قنطرة برادان جسر بِبَغْدَاد وجع بِفَتْح الْوَاو وَكسر الْجِيم حجر بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا مِمَّا برِئ كَذَا فِي الْأُصُول أَي من الشَّيْء الَّذِي برِئ قَالَه النَّوَوِيّ الصالقة بالصَّاد وفيهَا لُغَة بِالسِّين أَي ترفع صَوتهَا عِنْد الْمُصِيبَة وَقيل الَّتِي تضرب وَجههَا والحالقة الَّتِي تحلق شعرهَا والشاقة الَّتِي تشق ثوبها أَبُو عُمَيْس مصغر بمهملتين فَرد لَا نَظِير لَهُ فِي كنيته أَبَا صَخْرَة يُقَال فِيهِ أَبُو صَخْر بِحَذْف الْهَاء برنة بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد النُّون صَوت مَعَ بكاء فِيهِ تَرْجِيع كالقلقلة وَاللَّقْلَقَة يُقَال فِيهِ أرنت الْمَرْأَة فَهِيَ مرنة وَلَا يُقَال رنت قَالَه صَاحب الْمطَالع وحكاها عَن غَيره لُغَة أَنا بَرِيء قَالَ عِيَاض أَي من فعلهن وَمَا يستوجبن من الْعقُوبَة أَو من عُهْدَة مَا لزمَه وأصل الْبَرَاءَة الإنفصال وَقَالَ النَّوَوِيّ يجوز أَن يُرَاد بِهِ ظَاهره وَهُوَ الْبَرَاءَة من فاعلي هَذِه الْأُمُور وَلَا يقدر فِيهِ حذف وسلق بِالسِّين وَفِيه لُغَة بالصَّاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 [105] ينم الحَدِيث بِكَسْر النُّون وَضمّهَا نمام والنميمة نقل كَلَام النَّاس بَعضهم إِلَى بعض على جِهَة الْإِفْسَاد بَينهم فَإِن دعت إِلَى ذَلِك مصلحَة شَرْعِيَّة لم تحرم قَتَّات بِفَتْح الْقَاف وبتشديد الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة هُوَ النمام الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 [106] لَا يكلمهم الله قيل المُرَاد الْإِعْرَاض عَنْهُم وَقيل لَا يكلمهم كَلَام رضى بل كَلَام غضب وَسخط وَلَا ينظر إِلَيْهِم أَي يعرض عَنْهُم وَنَظره سُبْحَانَهُ إِلَى عباده رَحمته ولطفه بهم وَلَا يزكيهم لَا يطهرهم من دنس ذنوبهم وَقيل لَا يثني عَلَيْهِم وَلَهُم عَذَاب أَلِيم أَي مؤلم قَالَ الواحدي هُوَ الْعَذَاب الَّذِي يخلص إِلَى قُلُوبهم وَجَعه وَالْعَذَاب كل مَا يعْنى الْإِنْسَان ويشق عَلَيْهِ المسبل إزَاره المرخي لَهُ الْجَار طَرفَيْهِ خُيَلَاء فَهُوَ مُخَصص بِالْحَدِيثِ الآخر لَا ينظر الله إِلَى من جر ثَوْبه خُيَلَاء وَقد رخص صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي ذَلِك لأبي بكر حَيْثُ كَانَ جَرّه لغير الْخُيَلَاء قَالَ بن جرير وَخص ذكر الْإِزَار لِأَنَّهُ عَامَّة لباسهم وَحكم غَيره من الْقَمِيص وَنَحْوه حكمه بِالْحلف بِكَسْر اللَّام وإسكانها الْفَاجِر أَي الْكَاذِب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 [107] شيخ زَان وَملك كَذَّاب وعائل مستكبر قَالَ القَاضِي عِيَاض خصص المذكورون بالوعيد لِأَن كلا مِنْهُم الْتزم الْمعْصِيَة مَعَ عدم ضَرُورَته إِلَيْهَا وَضعف داعيتها عِنْده فَأشبه إقدامهم عَلَيْهَا المعاندة وَالِاسْتِخْفَاف بِحَق الله وَقصد مَعْصِيَته لَا لحَاجَة غَيرهَا فَإِن الشَّيْخ ضعفت شَهْوَته عَن الْوَطْء الْحَلَال فَكيف بالحرام وكمل عقله ومعرفته لطول مَا مر عَلَيْهِ من الزَّمَان وَإِنَّمَا يَدْعُو إِلَى الزِّنَا غَلَبَة الْحَرَارَة وَقلة الْمعرفَة وَضعف الْعقل الْحَاصِل كل ذَلِك فِي زمن الشَّبَاب وَالْإِمَام لَا يخْشَى من أحد وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الْكَذِب من يُرِيد مصانعة من يحذرهُ والعائل قد عدم المَال الَّذِي هُوَ سَبَب الْفَخر وَالْخُيَلَاء فلماذا يستكبر ويحتقر غَيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 [108] ثَلَاث بِغَيْر تَاء فِي مُعظم الْأُصُول من الرِّوَايَة السَّابِقَة عَن أبي ذَر وَأبي هُرَيْرَة أَي أنفس بالفلاة بِفَتْح الْفَاء الْمَفَازَة بعد الْعَصْر خصّه لشرفه بِسَبَب اجْتِمَاع مَلَائِكَة اللَّيْل وَالنَّهَار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 [109] يتوجأ بِالْجِيم وهمز آخِره وَيجوز تسهيله ألفا يطعن خَالِدا مخلدا فِيهَا أبدا هُوَ مؤول بالمستحل أَو بطول الْمدَّة سما بِتَثْلِيث السِّين وَالْفَتْح أفْصح يتحساه بإهمال الْحَاء وَالسِّين يشربه فِي تمهل ويتجرعه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 [110] لعن الْمُؤمن كقتله أَي فِي أصل التَّحْرِيم وَإِن كَانَ الْقَتْل أغْلظ زَاد فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عقبه وَمن قذف مُؤمنا بِكفْر فَهُوَ كقتله وَمن ادّعى دَعْوَى كَاذِبَة قَالَ القَاضِي هُوَ عَام فِي كل دَعْوَى يتشبع فِيهَا بِمَا لم يُعْط من مَال يختال بِهِ أَو نسب ينتمي إِلَيْهِ أَو علم يتحلى بِهِ وَلَيْسَ من حَملته أَو دين يظهره وَلَيْسَ من أَهله ليتكثر بِالْمُثَلثَةِ وَضَبطه بَعضهم بِالْمُوَحَّدَةِ أَي ليصير مَاله كثيرا عَظِيما وَمن حلف على يَمِين صَبر كَاذِبَة كَذَا وَقع فِي الْأُصُول وَفِيه حذف قَالَ القَاضِي عِيَاض لم يَأْتِ فِي الحَدِيث هُنَا الْخَبَر عَن هَذَا الْحَالِف إِلَّا أَن يعْطف على قَوْله وَمن ادّعى إِلَى آخِره أَي وَكَذَلِكَ من حلف على يَمِين صَبر فَهُوَ مثله لَكِن ورد مُبينًا فِي حَدِيث آخر من حلف على يَمِين صَبر يقتطع بهَا مَال امْرِئ مُسلم هُوَ فِيهَا فَاجر لَقِي الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَان وَيَمِين الصَّبْر هِيَ الَّتِي ألزم بهَا الْحَالِف عِنْد الْحَاكِم وَنَحْوه وأصل الصَّبْر الْحَبْس والإمساك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 [111] حنينا صَوَابه خَيْبَر وَقَالَ رجل قَالَ بن بشكوال هُوَ قزمان الطغري ويكنى أَبَا الفنداق الَّذِي قلت لَهُ أَي فِي شَأْنه وَتسَمى هَذِه اللَّام لَام التَّبْلِيغ آنِفا بِالْمدِّ وَالْقصر وَالْمدّ أفْصح أَي قَرِيبا فكاد بعض الْمُسلمين أَن يرتاب كَذَا فِي الْأُصُول بِإِثْبَات أَن والأفصح حذفهَا إِنَّه لَا يدْخل بِكَسْر إِن وَفتحهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 [112] لَا يدع لَهُم شَاذَّة أَي الْخَارِجَة عَن الْجَمَاعَة وَكَذَا الشاذ قَالَ القَاضِي أنث الْكَلِمَة على معنى النَّسمَة أَو تَشْبِيه الْخَارِج بشاذة الْغنم وَمَعْنَاهُ لَا يدع أحدا على طَرِيق الْمُبَالغَة قَالَ بن الْأَعرَابِي يُقَال فلَان لَا يدع شَاذَّة وَلَا فاذة إِذا كَانَ شجاعا لَا يلقاه أحد إِلَّا قَتله وَالرجل الْمَذْكُور اسْمه قزمان قَالَ الْخَطِيب وَكَانَ منافقا مَا أَجْزَأَ بِالْهَمْز أَي أغْنى أَنا صَاحبه أَي أبدا أَي أَنا أَصْحَبهُ خُفْيَة وألازمه أبدا لأنظر السَّبَب الَّذِي بِهِ يصير من أهل النَّار وذبابه بِضَم الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة المكررة طرفه الْأَسْفَل ثدييه تَثْنِيَة ثدي بِفَتْح الْمُثَلَّثَة يُقَال للرجل وَالْمَرْأَة فِيمَا ذكر الْجَوْهَرِي وَقَالَ بن فَارس الثدي للْمَرْأَة وَيُقَال لذَلِك الْموضع من الرجل ثندوة فَهُوَ فِي الحَدِيث اسْتِعَارَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 [113] قرحَة بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَاحِدَة القروح وَهِي حبات تخرج فِي بدن الْإِنْسَان كِنَانَته بِكَسْر الْكَاف جعبة النشاب بِفَتْح الْجِيم لِأَنَّهَا تكن السِّهَام أَي تسترها فنكأها بِالْهَمْز قشرها وخرقها فَلم يرقأ بِالْهَمْز لم يَنْقَطِع يُقَال رقأ الدَّم والدمع يرقأ رقوءا كركع يرْكَع رُكُوعًا سكن وَانْقطع خراج بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الرَّاء القرحة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 [114] لما كَانَ يَوْم خَيْبَر كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا رَوَاهُ أَكثر رَوَاهُ الْمُوَطَّأ وَرَوَاهُ بَعضهم حنين بردة بِضَم الْبَاء كسَاء مخطط وَقَالَ أَبُو عبيد كسَاء أسود فِيهِ صور عباءة بِالْمدِّ وَيُقَال عَبَايَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 [115] ثَوْر بن يزِيد الديلِي فِي أَكثر الْأُصُول بِكَسْر الدَّال وَإِسْكَان الْيَاء وَفِي بَعْضهَا الدؤَلِي بِالضَّمِّ والهمزة عبد لَهُ اسْمه مدعم بِكَسْر الْمِيم وَإِسْكَان الدَّال وَفتح الْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ كَذَا فِي الْمُوَطَّأ وَذكر البُخَارِيّ أَن اسْمه كركرة بِكَسْر الْكَاف الثَّانِيَة مَعَ كسر الأولى وَفتحهَا الضبيب بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُوَحدَة ثمَّ تحتيه سَاكِنة وموحدة رَحْله بِالْحَاء مركب الرجل على الْبَعِير حتفه بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الْفَوْقِيَّة مَوته بِشِرَاك بِكَسْر الشين سير النَّعْل على ظهر الْقدَم شِرَاك من نَار يحْتَمل الْمجَاز أَي أَن المعاقبة بالنَّار سَببه والحقيقة بِأَن يعذب بلبسه وَهُوَ من نَار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 [116] وَمنعه بِفَتْح الْمِيم وَفِي النُّون الْفَتْح والإسكان وَالْفَتْح أفْصح الْعِزَّة والامتناع مِمَّن يُريدهُ وَقيل المنعة بِالْفَتْح جمع مَانع كظلمة وظالم أَي جمَاعَة يمنعوك مِمَّن يقصدوك بمكروه وَهَاجَر مَعَه رجل من قومه فاجتووا الْمَدِينَة أَي كَرهُوا الْمقَام بهَا لضجر وَنَوع من سقم قَالَ أهل اللُّغَة اجتويت الْبَلَد إِذا كرهت الْمقَام بِهِ وَإِن كنت فِي نعْمَة وَأَصله من الجوى دَاء يُصِيب الْجوف مشاقص بِفَتْح الْمِيم والمعجمة وقاف وصاد مُهْملَة جمع مشقص بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْقَاف سهم فِيهِ نصل عريض وَقيل سهم طَوِيل لَيْسَ بالعريض وَقَالَ الْجَوْهَرِي مَا طَال وَعرض قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الظَّاهِر لِأَن قطع البراجم لَا يحصل إِلَّا بالعريض براجمه بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسر الْجِيم مفاصل الْأَصَابِع وَاحِدهَا برجمة فشخبت بِفَتْح الشين وَالْخَاء الْمُعْجَمَة سَأَلَ دَمهَا وَقيل سَأَلَ بِقُوَّة [117] أَبُو عَلْقَمَة الْفَروِي بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء نِسْبَة إِلَى جده أَبُو فَرْوَة إِن الله يبْعَث ريحًا من الْيمن فِي حَدِيث آخر الْكتاب من قبل الشَّام قَالَ النَّوَوِيّ وَيُجَاب بِوَجْهَيْنِ أَحدهمَا يحْتَمل أَنَّهُمَا ريحَان شامية يَمَانِية وَيحْتَمل أَن مبتدأها من أحد الإقليمين ثمَّ يصل الآخر وتنتشر عَنهُ أَلين من الْحَرِير فِيهِ إِشَارَة إِلَى الرِّفْق بهم وإكرامهم فَلَا تدع إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ لَا يُخَالِفهُ حَدِيث لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين على الْحق إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لِأَن مَعْنَاهُ أَنهم لَا يزالون على الْحق حَتَّى تقبضهم هَذِه الرّيح اللينة قريب يَوْم الْقِيَامَة وَعند تظاهر أشراطها ودنوها المتناهي فِي الْقرب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 [118] بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ فتنا كَقطع اللَّيْل المظلم مَعْنَاهُ الْحَث على الْمُبَادرَة إِلَى الْأَعْمَال الصَّالِحَة قبل تعذرها والاشتغال عَنْهَا بِمَا يحدث من الْفِتَن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة كتراكم ظلام اللَّيْل المظلم لَا المقمر وَوصف صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نوعا من شَدَائِد تِلْكَ الْفِتَن وَهُوَ أَن يُمْسِي مُؤمنا ثمَّ يصبح كَافِرًا أَو عَكسه شكّ الرَّاوِي وَهَذَا لعظم الْفِتَن يتقلب الْإِنْسَان فِي الْيَوْم الْوَاحِد هَذَا الانقلاب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 [119] حَدثنَا حبَان هُوَ بن هِلَال رجل من أهل الْجنَّة بِالرَّفْع على الإستئناف وَفِي بعض الْأُصُول رجلا بِالنّصب على الْبَدَل من الْهَاء فِي نرَاهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 [120] من أحسن مِنْكُم فِي الْإِسْلَام المُرَاد بِهِ الدُّخُول فِيهِ بِالظَّاهِرِ وَالْبَاطِن وَيكون مُسلما حَقِيقَة وبالإساءة عدم الدُّخُول فِيهِ بِالْقَلْبِ والانقياد ظَاهرا وَهُوَ النِّفَاق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 [121] بن شماسَة اسْمه عبد الرَّحْمَن الْمهرِي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْهَاء وبالراء فِي سِيَاقه الْمَوْت بِكَسْر السِّين حَال حُضُوره أفضل مَا نعد بِضَم النُّون على أطباق ثَلَاث أَي أَحْوَال وَمِنْه لتركبن طبقًا عَن طبق فَلهَذَا أنث ثَلَاثًا إِرَادَة لِمَعْنى أطباق تشْتَرط بِمَاذَا قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا ضبطناه بِمَا بِإِثْبَات الْبَاء فَيجوز أَن تكون زَائِدَة للتَّأْكِيد وَيجوز أَن تكون على تضمين تشْتَرط بِمَعْنى تحتاط يهدم مَا كَانَ قبله أَي يسْقطهُ ويمحو أَثَره عَيْني بتَشْديد الْيَاء مثنى عين فسنوا على التُّرَاب سنا ضبط بِالْمُعْجَمَةِ والمهملة وَهُوَ الصب وَقيل بِالْمُهْمَلَةِ الصب فِي سهولة وبالمعجمة التَّفْرِيق جزور بِفَتْح الْجِيم من الْإِبِل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 [122] لَو تخبرنا جَوَاب لَو مَحْذُوف أَي لأشملنا أثاما أَي عُقُوبَة وَقيل هُوَ وَاد فِي جَهَنَّم وَقيل بِئْر فِيهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 [123] أسلمت على مَا أسلفت من خير قَالَ الْمُحَقِّقُونَ هُوَ على ظَاهره وَأَن الْكَافِر إِذا أسلم يُثَاب على مَا فعله من الْخَيْر فِي حَال الْكفْر وَإِن قَالَ الْفُقَهَاء إِن عبَادَة الْكَافِر غير مُعْتَد بهَا وَلَو أسلم فمرادهم لَا يعْتد بهَا فِي أَحْكَام الدُّنْيَا وَلَيْسَ فِيهِ تعرض لثواب الْآخِرَة فَإِن أقدم قَائِل على التَّصْرِيح بِأَنَّهُ إِذا أسلم لَا يُثَاب عَلَيْهَا فِي الْآخِرَة رد قَوْله بِهَذِهِ السّنة الصَّحِيحَة والمنكرون تأولوا الحَدِيث فَقيل مَعْنَاهُ اكْتسبت طباعا جميلَة وَأَنت تنْتَفع بِتِلْكَ الطباع فِي الْإِسْلَام وَتَكون تِلْكَ الْعِبَادَة تمهيدا لَك ومعونة على فعل الْخَيْر وَقيل مَعْنَاهُ اكْتسبت بذلك ثَنَاء جميلا فَهُوَ بَاقٍ لَك فِي الْإِسْلَام وَقيل ببركة مَا سبق لَك من خير هداك الله ل الْإِسْلَام وَأَن من ظهر مِنْهُ خير فِي أول أمره فَهُوَ دَلِيل على حسن عاقبته وسعادة آخرته والتحنث التَّعَبُّد هَذِه الْجُمْلَة مدرجة كَأَنَّهَا من كَلَام الزُّهْرِيّ قَالَ أهل اللُّغَة أصل التحنث أَن يفعل فَلَا يخرج بِهِ من الْحِنْث وَهُوَ الْإِثْم وَكَذَا تأثم وتحرج وتهجد أَي فعل فعلا يخرج بِهِ من الْإِثْم والحرج والهجود صَالح عَن بن شهَاب أَخْبرنِي عُرْوَة الثَّلَاثَة تابعيون عتاقه بِفَتْح الْعين أتبرر بهَا التبرر فعل الْبر وَهُوَ الطَّاعَة [124] الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة الثَّلَاثَة تابعيون أَئِمَّة أجلة حفاظ لَيْسَ هُوَ كَمَا تظنون قَالَ النَّوَوِيّ أعلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الظُّلم الْمُطلق هُنَاكَ هُوَ المُرَاد هَذَا الْمُقَيد وَهُوَ الشّرك وأصل الظُّلم وضع الشَّيْء فِي غير مَوْضِعه وَمن جعل الْعِبَادَة لغير الله فَهُوَ أظلم الظَّالِمين قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ قيل اسْمه أنعم وَتَعَالَى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 [125] بن بسطَام العيشي بالتحتية والشين الْمُعْجَمَة قَالَ فَاشْتَدَّ أعَاد لفظ قَالَ لطول الْكَلَام فِي إثْرهَا بِفَتْح الْهمزَة والمثلثة وبكسر الْهمزَة وَسُكُون الْمُثَلَّثَة عَن حَدِيث النَّفس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 [127] مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا بِالنّصب وَالرَّفْع وَالنّصب أشهر وَأظْهر مَا لم يتكلموا أَو يعملوا يحْتَمل أَن يؤاخذوا حِينَئِذٍ بالْكلَام وَالْعَمَل فَقَط وَيحْتَمل أَن يؤاخذوا بِهِ وَبِحَدِيث النَّفس أَيْضا وَعَلِيهِ السُّبْكِيّ فِي الحلبيات [129] من جراي بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الرَّاء مَقْصُورا أَو ممدودا أَي من أَجلي ورد بِهِ القَاضِي عِيَاض على من قَالَ إِنَّه إِذا تَركهَا لخوف النَّاس تكْتب أَيْضا حَسَنَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا حمله على تَركهَا الْحيَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 [130] من هم بحسنة فَلم يعملها كتبت لَهُ حَسَنَة قَالَ الطَّحَاوِيّ فِيهِ دَلِيل على أَن الْحفظَة يَكْتُبُونَ أَعمال الْقُلُوب وعقدها خلافًا لمن قَالَ إِنَّهَا لَا تكْتب إِلَّا الْأَعْمَال الظَّاهِرَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 [131] وَلَا يهْلك على الله إِلَّا هَالك مَعْنَاهُ من حتم هَلَاكه وشدت عَلَيْهِ أَبْوَاب الْهدى مَعَ سَعَة رَحْمَة الله تَعَالَى وَكَرمه وتفضله بِهَذَا التَّضْعِيف الْكثير فَمن كثرت سيئاته حَتَّى غلبت حَسَنَاته مَعَ أَنَّهَا متضاعفة فَهُوَ الْهَالِك المحروم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 [132] ذَاك صَرِيح الْإِيمَان مَعْنَاهُ إِن استعظامكم الْكَلَام بِهِ هُوَ صَرِيح الْإِيمَان فَإِن استعظام ذَلِك وَشدَّة الْخَوْف مِنْهُ وَمن النُّطْق بِهِ فضلا عَن اعْتِقَاده يكون لمن اسْتكْمل الْإِيمَان استكمالا محققا وانتفت عَنهُ الرِّيبَة والشكوك وَقيل مَعْنَاهُ إِن الشَّيْطَان إِنَّمَا يوسوس لمن أيس من إغوائه فينكد عَلَيْهِ بالوسوسة لعَجزه عَن إغوائه وَأما الْكَافِر فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ من حَيْثُ شَاءَ وَلَا يقْتَصر فِي حَقه على الوسوسة بل يتلاعب بِهِ كَيفَ أَرَادَ فعلى هَذَا معنى الحَدِيث سَبَب الوسوسة صَرِيح الْإِيمَان أَو الوسوسة عَلامَة صَرِيح الْإِيمَان أَبُو الْجَواب بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو آخِره مُوَحدَة [133] سعير بِضَم السِّين وَفتح الْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ آخِره رَاء بن الْخمس بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان الْمِيم وبالسين الْمُهْملَة وسعير وَأَبوهُ لَا يعرف لَهما نَظِير مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم عَن عَلْقَمَة الثَّلَاثَة تابعيون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 [134] فَمن وجد شَيْئا من ذَلِك إِلَى آخِره قَالَ القَاضِي عِيَاض مَعْنَاهُ الْإِعْرَاض عَن هَذَا الخاطر الْبَاطِل والالتجاء إِلَى الله تَعَالَى فِي إذهابه قَالَ الْمَازرِيّ وَالْمرَاد بِهِ الخواطر الَّتِي لَيست بمستقرة وَلَا أجلبتها شُبْهَة طرأت وعَلى مثلهَا ينطبق اسْم الوسوسة أما الخواطر المستقرة الَّتِي أوجبتها الشُّبْهَة فَلَا تدفع إِلَّا باستدلال وَنظر فِي إِبْطَالهَا يَعْقُوب هُوَ الدَّوْرَقِي فليستعذ بِاللَّه ولينته مَعْنَاهُ إِذا عرض عَلَيْهِ الوسواس فليلجأ إِلَى الله تَعَالَى فِي دفع شَره عَنهُ وليعرض عَن الْفِكر فِي ذَلِك وليعلم أَن ذَلِك الخاطر من وَسْوَسَة الشَّيْطَان وَهُوَ إِنَّمَا يسْعَى بِالْفَسَادِ فليعرض عَن الإصغاء إِلَى وسوسته وليبادر إِلَى قطعهَا بالانتقال لغَيْرهَا برْقَان بِضَم الْمُوَحدَة وَالْقَاف حَتَّى يَقُولُوا الله خلق كل شَيْء فِي بعض الْأُصُول حَتَّى يَقُولُونَ قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ صَحِيح وَإِثْبَات النُّون مَعَ الناصب لُغَة قَليلَة ذكرهَا جمَاعَة من النُّحَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 [137] معبد بن كَعْب السّلمِيّ بِفتْحَتَيْنِ نِسْبَة إِلَى بني سَلمَة بِكَسْر اللَّام من الْأَنْصَار عَن أبي أُمَامَة هُوَ الْحَارِثِيّ وَيُقَال فِيهِ البلوي بن أُخْت أبي بردة بن نيار وَلَيْسَ هُوَ الْبَاهِلِيّ وَنسبَة الْحَارِثِيّ إِلَى بني الْحَارِث من الْخَزْرَج وَقيل إِلَى بني حَارِثَة وَقد ذكر كثير مِمَّن صنف فِي الصَّحَابَة أَنه توفّي عِنْد انصراف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أحد فصلى عَلَيْهِ وَهَذَا يَقْتَضِي فِي الحَدِيث انْقِطَاعًا فَإِن عبد الله بن كَعْب تَابِعِيّ فَكيف يسمع مِمَّن توفّي عَام أحد قَالَ النَّوَوِيّ لَكِن هَذَا القَوْل فِي وَفَاته لَيْسَ بِصَحِيح فَإِنَّهُ صَحَّ عَن عبد الله بن كَعْب أَنه قَالَ حَدثنِي أَبُو أُمَامَة كَمَا فِي الطَّرِيق الثَّانِيَة فَهَذَا التَّصْرِيح بِسَمَاعِهِ مِنْهُ يبطل مَا قيل فِي وَفَاته وَقد أنكرهُ بن الْأَثِير من اقتطع حق امْرِئ مُسلم يَشْمَل غير المَال كَجلْد الْميتَة والسرجين وحد الْقَذْف وَنصِيب الزَّوْجَة من الْقسم وَنَحْو ذَلِك وَحرم عَلَيْهِ الْجنَّة هُوَ مؤول بالمستحل أَو بِتَحْرِيم دُخُولهَا مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين وَإِن قَضِيبًا بِالنّصب على أَنه خبر كَانَ المحذوفة أَو مفعول اقتطع محذوفا وَفِي أَكثر الْأُصُول بِالرَّفْع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 [138] يَمِين صَبر بِالْإِضَافَة إِذن يحلف بِالرَّفْع وَالنّصب شَاهِدَاك أَو يَمِينه أَي لَك مَا يشْهد بِهِ شَاهِدَانِ أَو يَمِينه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 [139] حَضرمَوْت بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وَالْمِيم وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة بلد بِالْيمن قيل إِن صَالحا لما هلك قومه جَاءَ بِمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ إِلَيْهِ فَلَمَّا وصل إِلَيْهِ مَاتَ فَقيل حَضرمَوْت وَقيل ذكر الْمبرد أَنه لقب عَامر جد اليمانية كَانَ لَا يحضر حَربًا إِلَّا كثرت فِيهِ الْقَتْلَى فَقَالَ عَنهُ من رَآهُ حَضرمَوْت بتحريك الضَّاد ثمَّ كثر ذَلِك فسكنت انتزى على أرضي أَي غلب عَلَيْهَا وَاسْتولى امْرُؤ الْقَيْس بن عَابس بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة ربيعَة بن عَبْدَانِ بِكَسْر الْعين وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَقَالَ إِسْحَاق فِي رِوَايَته ربيعَة بن عيدَان يَعْنِي بِفَتْح الْعين وياء تحتية قَالَ القَاضِي عِيَاض وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ وَكَذَا ضبطناه فِي الحرفين عَن شُيُوخنَا وَوَقع عِنْد بن الْحذاء عكس مَا ضبطناه فَقَالَ فِي رِوَايَة زُهَيْر بِالْفَتْح والمثناة وَفِي رِوَايَة إِسْحَاق بِالْكَسْرِ وَالْمُوَحَّدَة قَالَ الجياني وَكَذَا هُوَ فِي الأَصْل عَن الجلودي قَالَ القَاضِي عِيَاض وَالَّذِي صوبناه أَولا هُوَ قَول الدَّارَقُطْنِيّ وَعبد الْغَنِيّ بن سعيد وَابْن مَاكُولَا وَابْن يُونُس قَالَ النَّوَوِيّ وَضَبطه جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر عَبْدَانِ بِكَسْر الْعين وَالْمُوَحَّدَة وَتَشْديد الدَّال [140] شَهِيد قَالَ النَّضر بن شُمَيْل سمي بذلك لِأَنَّهُ حَيّ لِأَن أَرْوَاحهم شهِدت دَار السَّلَام وأرواح غَيرهم لَا تشهدها إِلَّا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ بن الْأَنْبَارِي لِأَن الله وَمَلَائِكَته يشْهدُونَ لَهُ بِالْجنَّةِ فَمَعْنَى شَهِيد مشهود لَهُ وَقيل لِأَنَّهُ شهد عِنْد خُرُوج روحه مَاله من الثَّوَاب والكرامة وَقيل لِأَن مَلَائِكَة الرَّحْمَة يشهدونه فَيَأْخُذُونَ روحه وَقيل لِأَنَّهُ شهد لَهُ بِالْإِيمَان وخاتمة الْخَيْر بِظَاهِر حَاله وَقيل لِأَن عَلَيْهِ شَاهدا يشْهد بِكَوْنِهِ شَهِيدا وَهُوَ دَمه فَإِنَّهُ يبْعَث وجرحه يثعب دَمًا وَقيل لكَونه مِمَّن يشْهد يَوْم الْقِيَامَة على الْأُمَم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 [141] تيسروا لِلْقِتَالِ أَي تأهبوا وتهيأوا فَركب بِالْفَاءِ وَفِي بعض الْأُصُول بِالْوَاو وَفِي بَعْضهَا ركب بِلَا فَاء وَلَا وَاو أما علمت بِفَتْح التَّاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 [142] لَو علمت أَن لي حَيَاة مَا حدثتك يَعْنِي لما كَانَ يخافه لَو دثه بِهِ من سوء المسمعي بِكَسْر الْمِيم الأولى وَفتح الثَّانِيَة نِسْبَة إِلَى مسمع بن ربيعَة الْأَمَانَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 [143] حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حديثين يَعْنِي فِي الْأَمَانَة وَإِلَّا فروايات حُذَيْفَة كَثِيرَة وعنى بِأحد الْحَدِيثين قَوْله حَدثنَا أَن الْأَمَانَة نزلت فِي جذر قُلُوب الرِّجَال وَبِالثَّانِي قَوْله ثمَّ حَدثنَا عَن رفع الْأَمَانَة إِلَى آخِره إِن الْأَمَانَة قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر أَن المُرَاد بهَا التَّكْلِيف الَّذِي كلف الله بِهِ عباده والعهد الَّذِي أَخذ عَلَيْهِم وَهِي الَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة الْآيَة وَقَالَ صَاحب التَّحْرِير هِيَ عين الْإِيمَان فَإِذا اسْتَمْكَنت من قلب العَبْد قَامَ حِينَئِذٍ بأَدَاء التكاليف واغتنم مَا يرد عَلَيْهِ مِنْهَا وجد فِي إِقَامَتهَا جذر بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا وإعجام الذَّال هُوَ الأَصْل الوكت بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْكَاف ومثناة فوقية الْأَثر الْيَسِير وَقيل سَواد يسير وَقيل لون يحدث مُخَالف للون الَّذِي كَانَ قبله المجل بِفَتْح الْمِيم وَفِي الْجِيم الْفَتْح والإسكان وَهُوَ الْمَشْهُور التنفط فِي الْيَد من عمل بفأس أَو نَحوه فَيصير كالقبة فِيهِ مَاء قَلِيل فنفط بِكَسْر الْفَاء وَذكره مَعَ أَن الرجل مُؤَنّثَة لإِرَادَة الْعُضْو منتبرا بنُون ثمَّ مثناة فوقية ثمَّ مُوَحدَة وَرَاء مرتفعا وَمِنْه الْمِنْبَر لارتفاعه ثمَّ أَخذ حَصَاة فدحرجها فِي أَكثر الْأُصُول فدحرجه أَي الْمَأْخُوذ قَالَ صَاحب التَّحْرِير معنى الحَدِيث أَن الْأَمَانَة تَزُول عَن الْقُلُوب شَيْئا فَشَيْئًا فَإِذا زَالَ أول جُزْء مِنْهَا زَالَ نورها وَخَلفه ظلمَة كالوكت وَهُوَ اعْتِرَاض لون مُخَالف للون الَّذِي قبله فَإِذا زَالَ شَيْء آخر صَار كالمجل وَهُوَ أثر مُحكم لَا يكَاد يَزُول إِلَّا بعد مُدَّة وَهَذِه الظلمَة فَوق الَّتِي قبلهَا ثمَّ شبه زَوَال ذَلِك النُّور بعد وُقُوعه فِي الْقلب وَخُرُوجه بعد استقراره فِيهِ واعتقاب الظلمَة إِيَّاه بجمر يدحرجه على رجله حَتَّى يُؤثر فِيهَا ثمَّ يَزُول الْجَمْر وَيبقى النفط وَأَخذه الْحَصَاة ودحرجته إِيَّاهَا أَرَادَ بهَا زِيَادَة الْبَيَان وإيضاح الْمَذْكُور الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 [144] فتْنَة الرجل فِي أَهله وَمَاله هِيَ فرط محبته لَهُم وشحه عَلَيْهِم وشغله بهم عَن كثير من الْخَيْر وتفريطه فِيمَا يلْزمه من الْقيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم تموج تضطرب وتدفع بَعْضهَا بَعْضًا وَشبههَا بموج الْبَحْر لشدَّة عظمها وَكَثْرَة شيوعها فأسكت الْقَوْم بِقطع الْهمزَة الْمَفْتُوحَة يُقَال سكت وأسكت لُغَتَانِ بِمَعْنى صمت قَالَه أَكثر أهل اللُّغَة وَقَالَ الْأَصْمَعِي سكت صمت وأسكت أطرق لله أَبوك كلمة مدح تعتاد الْعَرَب الثَّنَاء بهَا فَإِن الْإِضَافَة إِلَى الْعَظِيم تشريف وَلِهَذَا يُقَال بَيت الله وناقة الله فَإِذا وجد من الرجل مَا يحمد قيل لله أَبوك حَيْثُ أَتَى بمثلك تعرض الْفِتَن على الْقُلُوب كالحصير عودا عودا فِي ضَبطه أوجه أظهرها وأشهرها ضم الْعين وإهمال الدَّال وَالثَّانِي فتح الْعين مَعَ الإهمال وَالثَّالِث الْفَتْح والإعجام وَاخْتَارَ القَاضِي الأول وَبِه جزم صَاحب التَّحْرِير وَاخْتَارَ بن السراج الثَّانِي وَقَالَ وَمعنى تعرض تلصق بِعرْض الْقُلُوب أَي جَانبهَا كَمَا يلصق الْحَصِير بِجنب النَّائِم ويؤثر فِيهِ شدَّة التصاقها بِهِ قَالَ وَمعنى عودا عودا أَي تُعَاد وتكرر شَيْئا بعد شَيْء قَالَ وَمن رَوَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ فَمَعْنَاه سُؤال الِاسْتِعَاذَة مِنْهَا كَمَا يُقَال غفرا غفرا أَي نَسْأَلك أَن تعيذنا من ذَلِك وَقَالَ غَيره مَعْنَاهُ تظهر على الْقُلُوب أَي تظهر لَهَا فتْنَة بعد أُخْرَى وَقَوله كالحصير أَي كَمَا ينسج الْحَصِير عودا عودا وشظية بعد أُخْرَى قَالَ القَاضِي وعَلى هَذَا يتَرَجَّح رِوَايَة ضم الْعين وَذَلِكَ أَن ناسج الْحَصِير عِنْد الْعَرَب كلما صنع عودا أَخذ آخر ونسجه فَشبه عرض الْفِتَن على الْقُلُوب وَاحِدَة بعد أُخْرَى بِعرْض قضبان الْحَصِير على صانعها وَاحِدًا بعد وَاحِد قَالَ القَاضِي وَهَذَا معنى الحَدِيث عِنْدِي وَهُوَ الَّذِي يدل عَلَيْهِ سِيَاق لَفظه وَصِحَّة تشبيهه أشربها أَي دخلت فِيهِ دُخُولا تَاما وألزمها وحلت مِنْهُ مَحل الشَّرَاب وَمِنْه وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل أَي حبه وثوب مشرب بحمرة أَي خالطته مُخَالطَة لَا انفكاك لَهَا نكت بِالْمُثَنَّاةِ آخِره نقط نُكْتَة نقطة قَالَ بن دُرَيْد كل نقط فِي شَيْء بِخِلَاف لَونه فَهُوَ نكت أنكرها ردهَا أَبيض مثل الصَّفَا إِلَى آخِره قَالَ القَاضِي لَيْسَ تشبيهه بالصفا بَيَانا لبياضه وَلَكِن صفة أُخْرَى على شدته على عقد الْإِيمَان وسلامته من الْخلَل وَأَن الْفِتَن لم تلصق بِهِ وَلم تُؤثر فِيهِ كالصفا وَهُوَ الْحجر الأملس الَّذِي لَا يعلق بِهِ شَيْء مربادا بِالنّصب على الْحَال وَفِي بعض الْأُصُول مربئدا بِهَمْزَة مَكْسُورَة بعد الْيَاء وَالدَّال الْمُشَدّدَة من اربأد ك احمأر لُغَة فحين اربد كاحمر وَالْمَفْعُول من هَذِه مربد بِلَا همز كمحمر مجخيا بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَكسر الْخَاء الْمُعْجَمَة أَي مائلا قَالَ بن السراج لَيْسَ قَوْله كالكوز مجخيا تَشْبِيها لما تقدم من سوَاده بل هُوَ وصف آخر من أَوْصَافه بِأَنَّهُ قلب ونكس حَتَّى لَا يعلق بِهِ خير وَلَا حِكْمَة وَقَالَ القَاضِي شبه الْقلب الَّذِي لَا يعي خيرا بالكوز المجوف الَّذِي لَا يثبت المَاء فِيهِ إِن بَيْنك وَبَينهَا بَابا مغلقا مَعْنَاهُ أَن تِلْكَ الْفِتَن لَا يخرج شَيْء مِنْهَا فِي حياتك يُوشك بِكَسْر الشين أَي يقرب أكسرا أَي أيكسر كسرا لَا أَبَا لَك قَالَ صَاحب التَّحْرِير هَذِه كلمة تَقُولهَا الْعَرَب للحث على فعل الشَّيْء وَمَعْنَاهُ أَن الْإِنْسَان إِذا كَانَ لَهُ أَب وَوَقع فِي شدَّة عاونه أَبوهُ وَرفع عَنهُ بعض الْكل فَلَا يحْتَاج من الْجد والاهتمام إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ حَالَة الِانْفِرَاد وَعدم الْأَب المعاون فَإِذا قيل لَا أَبَا لَك فَمَعْنَاه جد فِي هَذَا الْأَمر وشمر وتأهب تأهب من لَيْسَ لَهُ معاون فَلَو أَنه فتح لَعَلَّه يُعَاد أَي بِخِلَاف المكسور فَإِنَّهُ لَا يُمكن إِعَادَته وَلِأَن الْكسر لَا يكون غَالِبا إِلَّا عَن إِكْرَاه وَغَلَبَة رجل يقتل أَو يَمُوت هُوَ عمر كَمَا بَين فِي صَحِيح البُخَارِيّ ثمَّ يحْتَمل أَن يكون حُذَيْفَة سَمعه من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا على الشَّك وَالْمرَاد بِهِ الْإِبْهَام على حُذَيْفَة وَغَيره وَيحْتَمل أَن يكون حُذَيْفَة علم أَنه يقتل وَلكنه كره أَن يُخَاطب عمر بِالْقَتْلِ فَإِن عمر كَانَ يعلم أَنه هُوَ الْبَاب كَمَا فِي البُخَارِيّ حَدِيثا لَيْسَ بالأغاليط جمع أغلوطة وَهِي الَّتِي يغالط بهَا أَي حَدِيثا صدقا محققا لَيْسَ هُوَ من صحف الْكَاتِبين وَلَا من اجْتِهَاد ورأي بل من حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أسود مربادا قَالَ شدَّة بَيَاض فِي سَواد قَالَ بَعضهم هُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه شبه الْبيَاض فِي سَواد لِأَن شدَّة الْبيَاض فِي السوَاد لَا تسمى ربدة وَإِنَّمَا يُقَال لَهُ بلق والربدة إِنَّمَا هِيَ شَيْء من بَيَاض يسير يخالط السوَاد كلون أَكثر النعام وَمِنْه قيل للنعامة ربدا قَالَ أَبُو عَمْرو الربدة لون بَين السوَاد والغبرة وَقَالَ بن دُرَيْد لون أكدر [145] بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا بِالْهَمْز من الِابْتِدَاء غَرِيبا أَي فِي آحَاد من النَّاس وَقلة ثمَّ انْتَشَر وَظهر وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ أَي وسيلحقه النَّقْص والاختلال حَتَّى لَا يبْقى إِلَّا فِي آحَاد وَقلة أَيْضا كَمَا بَدَأَ فطوبى فعلى من الطّيب وَقيل مَعْنَاهُ فَرح وقرة عين وسرور لَهُم وغبطة وَقيل دوَام الْخَيْر وَقيل الْجنَّة وَقيل شَجَرَة فِيهَا للغرباء قَالَ النَّوَوِيّ فسروا فِي الحَدِيث بالنزاع من الْقَبَائِل قَالَ الْهَرَوِيّ أَرَادَ بذلك الْمُهَاجِرين الَّذين هجروا أوطانهم إِلَى الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 [146] يأرز بِهَمْزَة وَرَاء مَكْسُورَة ثمَّ زَاي وَحكي ضم الرَّاء وَفتحهَا أَي يَنْضَم ويجتمع بَين المسجدين أَي مَسْجِد مَكَّة وَالْمَدينَة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 [147] إِن الْإِيمَان ليأرز إِلَى الْمَدِينَة قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ أَن الْإِيمَان أَولا وآخرا بِهَذِهِ الصّفة لِأَنَّهُ فِي أول الْإِسْلَام كَانَ كل من خلص إيمَانه وَصَحَّ إِسْلَامه فِي الْمَدِينَة أَتَى مُهَاجرا متوطنا وَإِمَّا متشوقا إِلَى رُؤْيَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومتعلما مِنْهُ ومتقربا ثمَّ بعد هَذَا فِي زمن الْخُلَفَاء كَذَلِك ولأخذ سيرة الْعدْل مِنْهُم والاقتداء بجمهور الصَّحَابَة فِيهَا ثمَّ من بعدهمْ من الْعلمَاء الَّذين كَانُوا سرج الْوَقْت وأئمة الْهدى لأخذ السّنَن المنتشرة بهَا عَنْهُم وَكَانَ كل مِنْهُم ثَابت الْإِيمَان منشرح الصَّدْر بِهِ يرحل إِلَيْهَا ثمَّ بعد ذَلِك فِي كل وَقت وَإِلَى زَمَاننَا لزيارة قَبره الشريف والتبرك بآثاره ومشاهده وآثار الصَّحَابَة فَلَا يَأْتِيهَا إِلَّا مُؤمن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 [148] حَتَّى لَا يُقَال فِي الأَرْض الله الله بِرَفْع لفظ الْجَلالَة قَالَ النَّوَوِيّ وَقد يغلط بعض النَّاس فَلَا يرفعهُ قَالَ القَاضِي وَفِي رِوَايَة بن أبي جَعْفَر بدله لَا إِلَه إِلَّا الله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 [149] أحصوا أَي عدوا وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ اكتبوا كم يلفظ الْإِسْلَام بالتحتية أَوله وَالْإِسْلَام بِالنّصب مَفْعُوله على إِسْقَاط الْبَاء وَالْمعْنَى كم عدد من يلفظ بِكَلِمَة الْإِسْلَام وَكم استفهامية وتمييزها مَحْذُوف أَي كم شخصا وَفِي بعض الْأُصُول كم تلفظ بِالْإِسْلَامِ بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّة وَفتح اللَّام وَالْفَاء الْمُشَدّدَة مَا بَين الستمائة إِلَى السبعمائة قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا وَقع فِي مُسلم بِنصب مائَة فيهمَا وتنوينه وَهُوَ مُشكل وَله وَجه وَهُوَ أَن يكون مائَة فيهمَا مَنْصُوبًا على التَّمْيِيز على قَول بعض أهل الْعَرَبيَّة وَقيل إِن مائَة فيهمَا مجرورة على أَن الْألف وَاللَّام زائدتان وَفِي رِوَايَة غير مُسلم سِتّمائَة إِلَى سَبْعمِائة وَلَا إِشْكَال فِيهَا وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ فكتبنا لَهُ ألفا وَخَمْسمِائة وَجمع بِأَنَّهُ أُرِيد فِي تِلْكَ الرِّجَال فَقَط وَضم فِي هَذِه النِّسَاء وَالصبيان وَأُرِيد فِي تِلْكَ رجال الْمَدِينَة خَاصَّة وَفِي هَذِه هم مَعَ الْمُسلمين حَولهمْ قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا الْجَواب هُوَ الصَّحِيح فابتلينا حَتَّى جعل الرجل منا لَا يُصَلِّي إِلَّا سرا قَالَ النَّوَوِيّ لَعَلَّه كَانَ فِي بعض الْفِتَن الَّتِي جرت بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ بَعضهم يخفي نَفسه وَيُصلي سرا مَخَافَة من الظُّهُور والمشاركة فِي الدُّخُول فِي الْفِتْنَة والحروب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 [150] حَدثنَا بن أبي عمر عَن سُفْيَان عَن الزُّهْرِيّ قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي أَطْرَافه هَذَا الحَدِيث إِنَّمَا يرويهِ سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن معمر عَن الزُّهْرِيّ كَذَا رَوَاهُ الْحميدِي وَسَعِيد بن عبد الرَّحْمَن وَمُحَمّد بن الصَّباح كلهم عَن سُفْيَان وَهُوَ الْمَحْفُوظ وَالوهم فِي إِسْقَاطه من بن أبي عمر وَكَذَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي استدراكاته وَقَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن يكون سُفْيَان سَمعه من الزُّهْرِيّ مرّة وسَمعه من معمر عَن الزُّهْرِيّ مرّة فَرَوَاهُ على الْوَجْهَيْنِ فَلَا يقْدَح أَحدهمَا فِي الآخر قَالَ بن حجر فِي شرح البُخَارِيّ وَهَذَا فِيهِ بعد لِأَن الرِّوَايَات تضافرت عَن بن عُيَيْنَة بِإِثْبَات معمر وَلم يُوجد بإسقاطه إِلَّا عِنْد مُسلم مَعَ أَنه فِي مُسْند شَيْخه بن أبي عمر بإثباته وَهَذَا يَنْفِي أَن يكون الْوَهم مِنْهُ كَمَا زَعمه أَبُو مَسْعُود قسما بِفَتْح الْقَاف أعْط فلَانا هُوَ جعيل بن سراقَة الضمرِي من خِيَار الصَّحَابَة سَمَّاهُ الْوَاقِدِيّ فِي الْمَغَازِي أَو مُسلم بِإِسْكَان الْوَاو مَخَافَة للإسماعيلي قبله زِيَادَة وَمَا أعْطِيه إِلَّا يكبه بِفَتْح أَوله وَضم الْكَاف يُقَال أكب الرجل وكبه الله قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا بِنَاء غَرِيب فَإِن الْعَادة أَن الْفِعْل اللَّازِم بِغَيْر همز يعدى بِالْهَمْزَةِ وَهَذَا عَكسه وَضمير يكبه للمعطى أَي أتألف قلبه بالإعطاء مَخَافَة من كفره إِذا لم يُعْط رهطا أَي جمَاعَة قَالَ النَّوَوِيّ وَأَصله الْجَمَاعَة دون الْعشْرَة وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه لأراه مُؤمنا قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِفَتْح الْهمزَة بِمَعْنى أعلمهُ وَلَا يجوز ضمهَا فَيصير بِمَعْنى أَظُنهُ لِأَنَّهُ قَالَ غلبني مَا أعلم مِنْهُ وَلِأَنَّهُ رَاجع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثَلَاث مَرَّات وَلَو لم يكن جَازِمًا باعتقاده لما كرر الْمُرَاجَعَة وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ الرِّوَايَة بِضَم الْهمزَة وَكَذَا قَالَ بن حجر وَأجَاب عَمَّا اسْتدلَّ بِهِ النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ أطلق الْعلم على الظَّن الْغَالِب صَالح عَن بن شهَاب حَدثنِي عَامر قَالَ النَّوَوِيّ الثَّلَاثَة تابعيون وَهُوَ رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر فَإِن صَالحا أكبر من بن شهَاب الزُّهْرِيّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 [151] نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم مَعْنَاهُ أَن الشَّك يَسْتَحِيل فِي حق إِبْرَاهِيم فَإِن الشَّك فِي إحْيَاء الْمَوْتَى لَو كَانَ متطرقا إِلَى الْأَنْبِيَاء لَكُنْت أَنا أَحَق بِهِ من إِبْرَاهِيم وَقد علمْتُم أَنِّي لم أَشك فاعلموا أَن إِبْرَاهِيم لم يشك وَإِنَّمَا خص إِبْرَاهِيم وَقد خص إِبْرَاهِيم لكَون الْآيَة قد يسْبق مِنْهَا إِلَى بعض الأذهان الْفَاسِدَة احْتِمَال الشَّك وَإِنَّمَا رجح إِبْرَاهِيم على نَفسه تواضعا وأدبا أَو قبل أَن يعلم أَنه خير ولد آدم وَقَالَ صَاحب التَّحْرِير يَقع لي فِيهِ مَعْنيانِ أَحدهمَا أَنه خرج مخرج الْعَادة فِي الْخطاب فَإِن من أَرَادَ المدافعة عَن إِنْسَان قَالَ للمتكلم فِيهِ مَا كنت قَائِلا لفُلَان أَو فَاعِلا فِيهِ من مَكْرُوه فقله لي وافعله معي ومقصوده لَا تقل ذَلِك وَالثَّانِي أَن مَعْنَاهُ هَذَا الَّذِي تظنونه شكا أَنا أولى بِهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بشك وَإِنَّمَا طلب لمزيد الْيَقِين وَقَالَ قوم لما نزل قَوْله تَعَالَى أولم تؤمن قَالَت طَائِفَة شكّ إِبْرَاهِيم وَلم يشك نَبينَا فَقَالَ ذَلِك وَيرْحَم الله لوطا كَانَ يأوي إِلَى ركن شَدِيد هُوَ الله جلّ جَلَاله فَإِنَّهُ أَشد الْأَركان وأمنعها وأقواها قَالَ ذَلِك صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تعريضا بقول لوط لَو أَن لي بكم قُوَّة أَو آوي إِلَى ركن شَدِيد أَي لمنعتكم قَالَ النَّوَوِيّ قصد لوط بذلك إِظْهَار الْعذر عِنْد أضيافه وَأَنه لَو اسْتَطَاعَ دفع الْمَكْرُوه عَنْهُم بطرِيق مَا لفعله وَلم يكن ذَلِك مِنْهُ إعْرَاضًا عَن الإعتماد على الله تَعَالَى قَالَ وَيجوز أَن يكون نسي الالتجاء إِلَى الله فِي حمايتهم وَيجوز أَن يكون التجأ فِيمَا بَينه وَبَين الله تَعَالَى وَأظْهر للأضياف التألم وضيق الصَّدْر وَلَو لَبِثت إِلَى آخِره هُوَ ثَنَاء على يُوسُف وَبَيَان لِصَبْرِهِ وتأنيه إِذْ قَالَ لرَسُول الْملك لما جَاءَهُ ليخرجه ارْجع إِلَى رَبك فَسَأَلَهُ مَا بَال النسْوَة فَلم يُبَادر بِالْخرُوجِ من السجْن بعد طول لبثه فِيهِ بل تثبت وَأرْسل الْملك فِي كشف أمره الَّذِي سجن بِسَبَبِهِ لتظهر بَرَاءَته مِمَّا نسب إِلَيْهِ وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا قَالَ تواضعا وإيثارا للأبلغ فِي بَيَان كَمَال فَضِيلَة يُوسُف وحَدثني بِهِ إِن شَاءَ الله قيل كَيفَ يحْتَج بِشَيْء يشك فِيهِ وَأجَاب النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ لم يحْتَج بِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِنَّمَا ذكره مُتَابعَة واستشهادا وَيحْتَمل فيهمَا مَا لَا يحْتَمل فِي الْأُصُول وَأَبا عبيد هُوَ سعد بن عبيد مولى عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر حَتَّى جازها أَي فرغ مِنْهَا حَتَّى أنجزها أَي أتمهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 [152] مَا من الْأَنْبِيَاء الحَدِيث فِي مَعْنَاهُ أَقْوَال أَحدهَا أَن كل نَبِي أعطي من المعجزات مَا كَانَ مثله لمن كَانَ قبله من الْأَنْبِيَاء فَآمن بِهِ الْبشر وَأما معجزتي الظَّاهِرَة الْعَظِيمَة فَهِيَ الْقُرْآن الَّذِي لم يُعْط أحد مثله فَلهَذَا قَالَ أَنا أَكْثَرهم تَابعا الثَّانِي أَن الَّذِي أُوتِيتهُ لَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ تخييل السحر وَشبهه بِخِلَاف معْجزَة غَيْرِي فَإِنَّهُ قد يخيل السَّاحر بِشَيْء مِمَّا يُقَارب صورتهَا كَمَا خيلت السَّحَرَة فِي صُورَة عصى مُوسَى والخيال قد يروج على فيض الْعَوام وَالْفرق بَين المعجزة وَالسحر والتخييل يحْتَاج إِلَى فكر وَنظر وَقد يُخطئ النَّاظر فيعتقدهما سَوَاء الثَّالِث أَن معجزات الْأَنْبِيَاء انقرضت بانقراض أعصارهم وَلم يشاهدها إِلَّا من حضرها بحضرتهم ومعجزة نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْقُرْآن المستمر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة مَعَ خرقه الْعَادة فِي أسلوبه وبلاغته وإخباره بالمغيبات وَعجز الْإِنْس وَالْجِنّ أَن يَأْتُوا بِسُورَة من مثله مُجْتَمعين أَو مُتَفَرّقين فِي جَمِيع الْأَعْصَار مَعَ اعتنائهم بمعارضته فَلم يقدروا وهم أفْصح الْقُرُون مَعَ غير ذَلِك من وُجُوه إعجازه الْمَعْرُوفَة مثله بِالرَّفْع آمن بِالْمدِّ وَفتح الْمِيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 [153] حَدثنَا بن وهب قَالَ وَأَخْبرنِي عَمْرو فِي إِثْبَات الْوَاو دقيقة وَهِي أَن يُونُس سمع من بن وهب أَحَادِيث من جُمْلَتهَا هَذَا الحَدِيث وَلَيْسَ هُوَ أَولهَا فَقَالَ بن وهب فِي رِوَايَته الحَدِيث الأول أَخْبرنِي عَمْرو كَذَا ثمَّ قَالَ وَأَخْبرنِي عَمْرو بِكَذَا وَهَكَذَا إِلَى آخر تِلْكَ الْأَحَادِيث فَإِذا روى يُونُس عَن بن وهب غير الحَدِيث الأول أثبت الْوَاو كَمَا سمع وَهِي أولى من حذفهَا الْجَائِز أَيْضا يَهُودِيّ وَلَا نَصْرَانِيّ خصهما بِالذكر لِأَنَّهُمَا أهل كتاب فغيرهم مِمَّن لَا كتاب لَهُ أولى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 [154] صَالح بن صَالح الْهَمدَانِي عَن الشّعبِيّ قَالَ رَأَيْت رجلا من أهل خُرَاسَان سَأَلَ الشّعبِيّ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الْكَلَام لَيْسَ منتظما فِي الظَّاهِر وَلَكِن تَقْدِيره حَدثنَا صَالح عَن الشّعبِيّ بِحَدِيث وقصة طَوِيلَة قَالَ فِيهَا صَالح رَأَيْت رجلا سَأَلَ الشّعبِيّ ثَلَاثَة يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ للطبراني من حَدِيث أبي أُمَامَة مَرْفُوعا أَرْبَعَة يُؤْتونَ أجرهم مرَّتَيْنِ فَذكر الثَّلَاثَة وَزَاد أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد وَردت الْأَحَادِيث والْآثَار بِأَكْثَرَ من ذَلِك وجمعتها فِي جُزْء فبلغت أَرْبَعِينَ رجل من أهل الْكتاب أَي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَقيل الْإِنْجِيل خَاصَّة لِأَن النَّصْرَانِيَّة ناسخة لِلْيَهُودِيَّةِ وَأجَاب الطَّيِّبِيّ بِأَنَّهُ لَا يبعد أَن يكون طريان الْإِيمَان بِمُحَمد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَببا لقبُول ذَلِك الدّين وَإِن كَانَ مَنْسُوخا آمن بِنَبِيِّهِ وَأدْركَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَآمن بِهِ وَاتبعهُ وَصدقه يسْتَدلّ بِهَذَا اللَّفْظ لما قَالَه الْكرْمَانِي من اخْتِصَاص ذَلِك بِمن آمن فِي عَهده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخِلَاف من بعده إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لِأَن بعثته قد أبطلت مَا قبلهَا من الْأَدْيَان فَلم يكن الْإِيمَان بِهِ معتدا بِهِ لَكِن اخْتَار البُلْقِينِيّ اسْتِمْرَار ذَلِك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَرجحه بن حجر فغذاها بتَخْفِيف الذَّال الْمُعْجَمَة فَأحْسن غذاءها بِالْمدِّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 [155] ليوشكن بِضَم الْيَاء وَكسر الشين أَي ليقربن فِيكُم أَي فِي هَذِه الْأمة وَإِن كَانَ خطابا لبعضها مِمَّن لم يدْرك نُزُوله حكما أَي حَاكما مقسطا أَي عادلا وَيَضَع الْجِزْيَة أَي لَا يقبلهَا وَلَا يقبل من الْكفَّار إِلَّا الْإِسْلَام وَلَا يُنَافِي ذَلِك كَونهَا مَشْرُوعَة من نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ لَا يُغير شَرعه لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شرعها مغياة بنزول عِيسَى بِهَذَا الحَدِيث وَغَيره وَلم يشرعها مستمرة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقيل مَعْنَاهُ يضع الْجِزْيَة على كل الْكَفَرَة وَلَا يقاتله أحد وَمِنْهَا يفِيض المَال قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّوَاب الأول وَيفِيض المَال بِفَتْح الْيَاء يكثر وتنزل البركات والخيرات بِسَبَب الْعدْل وَعدم الظُّلم وتقل أَيْضا الرغبات لقصر الآمال وعلمهم بِقرب السَّاعَة فَإِن عِيسَى علم من أعلامها وَحَتَّى تكون السَّجْدَة الْوَاحِدَة خيرا من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن النَّاس تكْثر رغبتهم فِي الصَّلَاة وَسَائِر الطَّاعَات لعلمهم بِقرب السَّاعَة قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ أَن أجرهَا خير لمصليها من صدقته بالدنيا وَمَا فِيهَا لفيض المَال حِينَئِذٍ وهوانه وَقلة الشُّح بِهِ وَقلة الْحَاجة إِلَيْهِ قَالَ والسجدة هِيَ السَّجْدَة بِعَينهَا أَو عبارَة عَن الصَّلَاة عَطاء بن ميناء بِكَسْر الْمِيم وتحتية سَاكِنة وَنون وَمد وَيقصر ولتتركن القلاص بِكَسْر الْقَاف جمع قلُوص بِفَتْحِهَا وَهِي من الْإِبِل كالفتاة من النِّسَاء وَالْحَدَث من الرِّجَال فَلَا يسْعَى عَلَيْهَا أَي يزهد فِيهَا وَلَا يرغب فِي اقتنائها وَلَا يعتني بهَا لِكَثْرَة الْأَمْوَال وَقلة الآمال كَقَوْلِه تَعَالَى وَإِذا العشار عطلت وخصت بِالذكر لكَونهَا أشرف الْإِبِل الَّتِي هِيَ أنفس أَمْوَال الْعَرَب وَقيل معنى لَا يسْعَى عَلَيْهَا أَي لَا تطلب زَكَاتهَا إِذْ لَا يُوجد من يقبلهَا الشحناء أَي الْعَدَاوَة وليدعون إِلَى المَال بِضَم الْوَاو وَتَشْديد النُّون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 [156] تكرمة الله بِالنّصب مصدر أَو مفعول لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 [159] فتخر سَاجِدَة قَالَ النَّوَوِيّ سُجُود الشَّمْس بتمييز وَإِدْرَاك يخلقه الله فِيهَا مستقرها تَحت الْعَرْش قَالَ جمَاعَة بِظَاهِرِهِ وَهُوَ أَنَّهَا إِذا غربت كل يَوْم اسْتَقَرَّتْ تَحت الْعَرْش إِلَى أَن تطلع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 [160] بن سرح بِفَتْح أَوله ومهملات أَن عَائِشَة أخْبرته قَالَت كَانَ أول مَا بُدِئَ بِهِ هُوَ مُرْسل صحابية فَإِنَّهَا لم تدْرك هَذِه الْقَضِيَّة فإمَّا أَن تكون سَمعتهَا من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو من صَحَابِيّ قَالَ بن حجر وَيُؤَيّد سماعهَا مِنْهُ قَوْلهَا فِي أثْنَاء الحَدِيث قَالَ فأخذني فغطني من الْوَحْي من بَيَانِيَّة أَو تبعيضية مثل بِالنّصب حَال فلق الصُّبْح بِفَتْح الْفَاء وَاللَّام وَحكي سكونها ضياؤه يضْرب مثلا للشَّيْء الْوَاضِح الْبَين الْخَلَاء بِالْمدِّ الْخلْوَة بِغَار حراء بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الرَّاء وَالْمدّ مَصْرُوف وروى بِفَتْح الْحَاء وَالْقصر جبل بَينه وَبَين مَكَّة ثَلَاثَة أَمْيَال على يسَار الذَّاهِب من مَكَّة إِلَى منى يَتَحَنَّث فِيهِ فِي سيرة بن هِشَام يتحنف بِالْفَاءِ أَي يتتبع الحنيفية وَهِي دين إِبْرَاهِيم وَالْفَاء تبدل ثاء فِي كثير من كَلَامهم وَهُوَ التَّعَبُّد مدرج فِي الْخَبَر قطعا قَالَ بن حجر وَهُوَ يحْتَمل أَن يكون من كَلَام عُرْوَة أَو من دونه قَالَ وَجزم الطَّيِّبِيّ بِأَنَّهُ من تَفْسِير الزُّهْرِيّ وَلم يذكر دَلِيله قَالَ وَلم يَأْتِ التَّصْرِيح بِصفة تعبده لَكِن فِي رِوَايَة عبيد بن عُمَيْر عِنْد بن إِسْحَاق فيطعم من يرد عَلَيْهِ من الْمُشْركين وَجَاء عَن بعض الْمَشَايِخ أَنه كَانَ يتعبد بالتفكر اللَّيَالِي بِالنّصب على الظّرْف وتعلقه بيتحنث لَا بالتعبد أولات الْعدَد فِي رِوَايَة بن إِسْحَاق أَنه كَانَ يعْتَكف شهر رَمَضَان إِلَى أَهله أَي خَدِيجَة لمثلهَا أَي اللَّيَالِي فجئه الْحق بِكَسْر الْجِيم وهمزة أَي بغته وَيُقَال بِفَتْح الْجِيم أَيْضا فَجَاءَهُ الْملك الْفَاء تفسيرية لَا تعقبية فَقَالَ اقْرَأ عِنْد بن إِسْحَاق من مُرْسل عبيد بن عُمَيْر أَتَانِي جِبْرِيل بنمط من ديباج فِيهِ كتاب فَقَالَ اقْرَأ مَا أَنا بقارئ مَا نَافِيَة أَي مَا أحسن الْقِرَاءَة وَقيل استفهامية ورد بِدُخُول الْبَاء فِي الْخَبَر فغطني بغين مُعْجمَة وطاء مُهْملَة أَي عصرني وضمني وَفِي مُسْند الطَّيَالِسِيّ فأخذني بحلقي وَلابْن أبي شيبَة فغمني وَلابْن إِسْحَاق فغتني وَالْكل بِمَعْنى حَتَّى بلغ مني الْجهد بِفَتْح الْجِيم وَضمّهَا لُغَتَانِ وَهُوَ الْغَايَة وَالْمَشَقَّة وبرفع الدَّال ونصبها أَي بلغ الْجهد مني مبلغه وغايته أَو بلغ جِبْرِيل مني الْجهد أَرْسلنِي أطلقني فَرجع بهَا أَي بِالْآيَاتِ ترجف ترْعد وتضطرب بوادره بِالْمُوَحَّدَةِ جمع بادرة وَهِي اللحمة الَّتِي بَين الْمنْكب والعنق تضطرب عِنْد فزع الْإِنْسَان زَمِّلُونِي أَي غطوني بالثياب ولفوني بهَا الروع بِفَتْح الرَّاء الْفَزع لقد خشيت على نَفسِي قيل خشِي الْجُنُون وَأَن يكون مَا رَآهُ من جنس الكهانة قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَذَلِكَ قبل حُصُول الْعلم الضَّرُورِيّ لَهُ أَن الَّذِي جَاءَهُ ملك وَأَنه من عِنْد الله وَقيل الْمَوْت من شدَّة الرعب وَقيل الْمَرَض وَقيل الْعَجز عَن حمل أعباء النُّبُوَّة وَقيل عدم الصَّبْر على أَذَى قومه وَقيل أَن يقتلوه وَقيل أَن يكذبوه وَقيل أَن يعيروه كلا نفي وإبعاد لَا يخزيك الله بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالزَّاي من الخزي وَهُوَ الفضيحة والهوان الْكل بِفَتْح الْكَاف الثّقل قَالَ النَّوَوِيّ وَيدخل فِي حمل الْكل الْإِنْفَاق على الضَّعِيف واليتيم والعيال وَغير ذَلِك وتكسب الْمَعْدُوم بِفَتْح التَّاء فِي الْأَشْهر وَرُوِيَ بضَمهَا وَعَلِيهِ فَالْمَعْنى تكسب غَيْرك المَال الْمَعْدُوم أَي تعطيه إِيَّاه تَبَرعا فَحذف أحد المفعولين وَقيل تُعْطِي النَّاس مَا لَا يجدونه عِنْد غَيْرك من نفائس الْفَوَائِد وَمَكَارِم الْأَخْلَاق وَأما الْفَتْح فَقيل مَعْنَاهُ كالضم وَقيل مَعْنَاهُ تكسب المَال الْمَعْدُوم وتصيب مِنْهُ مَا يعجز غَيْرك عَن تَحْصِيله وَكَانَت الْعَرَب تتمادح بكسب المَال لَا سِيمَا قُرَيْش وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم محظوظا فِي تِجَارَته وتقري بِفَتْح أَوله بِلَا همز نَوَائِب جمع نائبة وَهِي الْحَادِثَة ورقة بِفَتْح الرَّاء تنصر بالنُّون أَي صَار نَصْرَانِيّا فَقَالَت لَهُ خَدِيجَة يَا عَم قَالَ بن حجر هَذَا وهم فَإِنَّهُ بن عَمها لَا عَمها فَالصَّوَاب مَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ يَا بن عَم قَالَ وَمَا أجَاب بِهِ النَّوَوِيّ من أَنَّهَا سمته عَمَّا مجَازًا للاحترام على عَادَة الْعَرَب فِي خطابهم الْكَبِير ب يَا عَم احتراما لَهُ فَغير مُتَّجه لِأَن الْقِصَّة لم تَتَعَدَّد ومخرجها مُتحد فَلَا يحمل على أَنَّهَا قَالَت ذَلِك مرَّتَيْنِ فَتعين الْحمل على الْحَقِيقَة انْتهى قلت وَعِنْدِي أَنَّهَا قَالَت بن عَم على حذف حرف النداء فتصحفت بن بِأَيّ هَذَا الناموس إِشَارَة إِلَى الْملك الَّذِي ذكره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي خَبره وَهُوَ اسْم لجبريل وَأَصله فِي اللُّغَة صَاحب سر الْخَيْر يُقَال نمست الرجل أَي ساررته ونمست السِّرّ كتمته أنزل على مُوسَى فِي رِوَايَة عِنْد أبي نعيم فِي الدَّلَائِل على عِيسَى قَالَ النَّوَوِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح يَا لَيْتَني فِيهَا أَي فِي أَيَّام النُّبُوَّة ومدتها جذعا أَي شَابًّا قَوِيا حَتَّى أبالغ فِي نصرتك وَأَصله للدواب فاستعير هُنَا ونصبه على الْحَال فِيمَا رَجحه القَاضِي وَالنَّوَوِيّ وَفِي رِوَايَة بن ماهان بِالرَّفْع خبر لَيْت قَالَ بن بَرى الْمَشْهُور عِنْد أهل اللُّغَة والْحَدِيث جذع بِسُكُون الْعين قلت هُوَ رجز مَشْهُور عِنْدهم يتمثلون بِهِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَني فِيهَا جذع أخب فِيهَا وأضع أَو مخرجي هم بِهَمْزَة الإستفهام وَاو الْعَطف الْمَفْتُوحَة ومخرجي بتَشْديد الْيَاء جمع مخرج قلبت وَاو الْجمع يَاء وأدغمت فِي يَاء الْإِضَافَة وَهُوَ خبر مقدم وهم مُبْتَدأ مُؤخر وَإِن يدركني يَوْمك أَي وَقت خُرُوجك مؤزرا بِهَمْزَة وزاي وَرَاء أَي قَوِيا بَالغا من الأزر وَهُوَ الشدَّة وَالْقُوَّة وَأنكر الْقَزاز فَقَالَ لَيْسَ فِي اللُّغَة مؤزرا من الأزر وَإِنَّمَا هُوَ مؤازر من وازرته أَي عاونته غير أَنه قَالَ فوَاللَّه لَا يحزنك الله يَعْنِي بِالْمُهْمَلَةِ وَالنُّون من الْحزن وَفِي أَوله الْفَتْح وَالضَّم من حزنه لُغَة قُرَيْش وأحزنه لُغَة تَمِيم وَقَالَ قَالَت خَدِيجَة أَي بن عَم أَي بدل قَول الرَّاوِي فِي الطَّرِيق الأولى أَي عَم وَهُوَ الصَّوَاب فَكَأَنَّهُ سقط من تِلْكَ لَفْظَة بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 [161] يرجف فُؤَاده أَي قلبه وَقيل هُوَ وعَاء الْقلب قَالَ النَّوَوِيّ وَعلم خَدِيجَة برجفان فُؤَاده الظَّاهِر أَنَّهَا رَأَتْهُ حَقِيقَة وَيجوز أَنَّهَا لم تره وعلمته بقرائن وَصُورَة الْحَال عَن فَتْرَة الْوَحْي أَي احتباسه وَورد عَن بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن مدَّتهَا كَانَت أَيَّامًا وَعَن الشّعبِيّ كَانَت سنتَيْن وَنصفا جزم بِهِ السُّهيْلي جَالِسا كَذَا فِي الْأُصُول بِالنّصب على الْحَال فجئثت بِضَم الْجِيم ثمَّ همزَة مَكْسُورَة ثمَّ ثاء مُثَلّثَة سَاكِنة ثمَّ تَاء الضَّمِير يُقَال جئث الرجل فَهُوَ مجئوث إِذا فزع فَدَثَّرُونِي أَي لفوني وَهِي الْأَوْثَان هُوَ من قَول أبي سَلمَة كَمَا بَين بعد تتَابع الْوَحْي فِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ تَوَاتر أَي جَاءَ يَتْلُو بعضه بَعْضًا من غير تخَلّل غير أَنه قَالَ فجثثت قَالَ النَّوَوِيّ بمثلثتين بعد الْجِيم بِمَعْنى الأول يُقَال جثث الرجل فَهُوَ مجثوث وجيث فَهُوَ مجيوث أَي مذعور نَص عَلَيْهِ الْخَلِيل وَالْكسَائِيّ هويت بِفَتْح الْوَاو أَي سَقَطت وَقَالَ أَبُو سَلمَة وَالرجز الْأَوْثَان زَاد البُخَارِيّ الَّتِي كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يعْبدُونَ ثمَّ حمى الْوَحْي أَي كثر نُزُوله وازداد وَفِيه طباق لفترة الْوَحْي وَلما لم يكن انْقِطَاعًا كليا عبر بالفترة لَا بالبرود تتَابع تَأْكِيد معنوي فجثثت مِنْهُ كَمَا قَالَ عقيل يَعْنِي بمثلثتين بعد الْجِيم بحراء شهرا هَذَا شَاهد قوي لرِوَايَة بن إِسْحَاق أَن خلوته بحراء كَانَت شهر رَمَضَان فَاسْتَبْطَنْت الْوَادي أَي صرت فِي بَاطِنه على عرش أَي كرْسِي فِي الْهَوَاء بِالْمدِّ أَي الجو بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَأَخَذَتْنِي رَجْفَة بالراء وَرَوَاهُ السَّمرقَنْدِي وجفة بِالْوَاو وَكِلَاهُمَا صَحِيح بِمَعْنى الِاضْطِرَاب قَالَ تَعَالَى يَوْم ترجف الأَرْض وَالْجِبَال وَقَالَ قُلُوب يَوْمئِذٍ واجفة فصبوا عَليّ مَاء قَالَ بن حجر كَأَن الْحِكْمَة فِيهِ طلب حُصُول الشكوى لما وَقع فِي الْبَاطِن من الانزعاج إِذْ جرت الْعَادة أَن الرعدة تعقبها الْحمى وَقد عرف من الطِّبّ النَّبَوِيّ معالجتها بِالْمَاءِ الْبَارِد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 [162] الْبنانِيّ بِضَم الْبَاء نِسْبَة إِلَى بنانة قَبيلَة بِالْبُرَاقِ بِضَم الْمُوَحدَة قَالَ بن دُرَيْد اشتقاقه من الْبَرْق إِن شَاءَ الله تَعَالَى يَعْنِي لسرعته وَقيل سمي بذلك لشدَّة صفائه وتلاليه وبريقه وَقيل لبياضه بَيت الْمُقَدّس بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْقَاف وَكسر الدَّال المخففة وبضم الْمِيم وَفتح الْقَاف وَالدَّال الْمُشَدّدَة لُغَتَانِ قَالَ الزّجاج الْبَيْت الْمُقَدّس المطهر وَبَيت الْمُقَدّس الْمَكَان الَّذِي يطهر فِيهِ من الذُّنُوب وَقَالَ الْفَارِسِي من خفف فَهُوَ مصدر كمرجع أَو مَكَان أَي بَيت الْمَكَان الَّذِي جعل فِيهِ الطَّهَارَة وتطهيره إخلاؤه من الْأَصْنَام وإبعاده مِنْهَا بالحلقة بِسُكُون اللَّام وَحكي فتحهَا وَالْجمع على السّكُون حلق الَّتِي يرْبط بِهِ ذكر ضمير الْحلقَة على معنى الشَّيْء اخْتَرْت الْفطْرَة أَي اخْتَرْت عَلامَة الْإِسْلَام والاستقامة وَجعل اللَّبن عَلامَة ذَلِك لكَونه سهلا طيبا طَاهِرا سائغا للشاربين سليم الْعَاقِبَة عرج بِفَتْح الْعين وَالرَّاء صعد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ هُوَ اسْتِفْهَام عَن الْبَعْث إِلَيْهِ للإسراء وصعوده السَّمَاوَات لَا عَن أصل الْبعْثَة والرسالة فَإِن ذَلِك لَا يخفى عَلَيْهِ إِلَى هَذِه الْمدَّة بِابْني الْخَالَة قَالَ بن السّكيت يُقَال هما أَبنَاء عَم وَلَا يُقَال أَبنَاء خَال وَيُقَال هما ابْنا خَالَة وَلَا يُقَال ابْنا عمَّة مُسْندًا ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور قَالَ القَاضِي يسْتَدلّ بِهِ على جَوَاز الِاسْتِنَاد إِلَى الْقبْلَة وتحويل الظّهْر إِلَيْهَا إِلَى السِّدْرَة الْمُنْتَهى كَذَا فِي الْأُصُول السِّدْرَة قَالَ وَسميت بذلك لِأَن علم الْمَلَائِكَة يَنْتَهِي إِلَيْهَا وَلم يجاوزها أحد إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل لِأَنَّهُ يَنْتَهِي إِلَيْهَا مَا يهْبط من فَوْقهَا وَمَا يصعد من تحتهَا من أَمر الله كالقلال بِكَسْر الْقَاف جمع قلَّة وَهِي الجرة الْعَظِيمَة فَرَجَعت إِلَى رَبِّي قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ فَرَجَعت إِلَى الْموضع الَّذِي نَاجَيْته مِنْهُ أَولا فناجيته مِنْهُ ثَانِيًا فَلم أزل أرجع بَين رَبِّي وَبَين مُوسَى أَي بَين مَوضِع مُنَاجَاة رَبِّي فشرح عَن صَدْرِي أَي شقّ ثمَّ أنزلت بِسُكُون اللَّام وَضم التَّاء كَذَا فِي الْأُصُول قَالَ الوقشي وَهُوَ وهم من الروَاة وَصَوَابه نزلت فتصحف وَقَالَ بن سراج أنزلت فِي اللُّغَة بِمَعْنى نزلت صَحِيح وَلَيْسَ فِيهِ تَصْحِيف وَقَالَ القَاضِي ظهر لي أَنه صَحِيح بِالْمَعْنَى الْمَعْرُوف فِي أنزلت وَهُوَ ضد رفعت لِأَنَّهُ قَالَ انْطَلقُوا بِي إِلَى زَمْزَم ثمَّ أنزلت أَي صرفت إِلَى موضعي الَّذِي حملت مِنْهُ قَالَ وَلم أزل أبحث عَنهُ حَتَّى وَقعت على الْجلاء فِيهِ من رِوَايَة أبي بكر البرقاني وَأَنه طرف حَدِيث وَتَمَامه ثمَّ أنزل عَليّ طست من ذهب مَمْلُوءَة حِكْمَة وإيمانا قَالَ النَّوَوِيّ وَمُقْتَضى رِوَايَة البرقاني أَن يضْبط أنزلت بِسُكُون اللَّام وَسُكُون التَّاء وَكَذَا ضَبطه الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَأَشَارَ إِلَى أَن رِوَايَة مُسلم نَاقِصَة وَأَن تَمامهَا مَا زَاده البرقاني طست بِفَتْح التَّاء وَحكي كسرهَا لأمه بِفَتْح اللَّام والهمزة أَي ضم بعضه إِلَى بعض ظئره بِكَسْر الظَّاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْهمزَة الْمُرضعَة منتقع اللَّوْن بِفَتْح الْقَاف أَي متغير اللَّوْن يُقَال انتقع لَونه إِذا تغير من حزن أَو فزغ أثر الْمخيط بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْخَاء وَفتح التَّحْتِيَّة الإبرة حَدثنِي شريك بن عبد الله بن أبي نمر بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم تَابِعِيّ أكبر من شريك بن عبد الله النَّخعِيّ القَاضِي ثَلَاثَة نفر سمي مِنْهُم فِي رِوَايَة مَيْمُون بن سياه عَن أنس عِنْد الطَّبَرِيّ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ هَذَا مِمَّا أنكر على شريك فِي هَذَا الحَدِيث فَإِن الْمَعْرُوف أَن الْإِسْرَاء بعد الْبعْثَة وَتلك اللَّيْلَة فرضت الصَّلَاة حَتَّى تجاسر بن حزم وَادّعى أَن هَذَا الحَدِيث مَوْضُوع وانتقد على الشَّيْخَيْنِ حَيْثُ أَخْرجَاهُ وَقد رد عَلَيْهِ بن طَاهِر فِي جُزْء وَقَالَ إِن أحدا لم يتهم شَرِيكا بل وَثَّقَهُ أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل وقبلوه وَاحْتَجُّوا بِهِ قَالَ وَأكْثر مَا يُقَال إِن شَرِيكا وهم فِي هَذِه اللَّفْظَة وَلَا يرد جَمِيع الحَدِيث بوهم فِي لَفْظَة مِنْهُ وَلَعَلَّه أَرَادَ أَن يَقُول بعد أَن يُوحى إِلَيْهِ فَجرى على لِسَانه قبل غَلطا وَمِنْهُم من تَأَوَّلَه على أَمر مَخْصُوص أَي قبل أَن يُوحى إِلَيْهِ فرض الصَّلَوَات أَو فِي شَأْن الْإِسْرَاء يُرِيد أَنه وَقع بَغْتَة قبل أَن ينذر بِهِ وَذكر الْحَافِظ بن حجر أَن شَرِيكا لم ينْفَرد بِهَذِهِ اللَّفْظَة بل تَابعه عَلَيْهَا كثير بن خُنَيْس عَن أنس أخرجه سعيد بن يحيى الْأمَوِي فِي مغازيه وَهُوَ نَائِم أَي أول مَا جَاءُوهُ كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة مَيْمُون بن سياه وفيهَا وَكَانَت قُرَيْش تنام حول الْكَعْبَة وَقدم فِيهِ شَيْئا وَأخر وَزَاد وَنقص وَقد سَاقه بِلَفْظِهِ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد من صَحِيحه وَقَالَ بن حجر مَجْمُوع مَا خَالَفت فِيهِ رِوَايَة شريك غَيره من الْمَشْهُورين عشرَة أَشْيَاء 1 أمكنة الْأَنْبِيَاء وَقد أفْصح هُوَ بِأَنَّهُ لم يضْبط مَنَازِلهمْ 2 وَكَونه قبل الْبعْثَة 3 وَفِي الْمَنَام 4 وَقَوله فِي سِدْرَة الْمُنْتَهى أَنَّهَا فَوق السَّمَاء بِمَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله تَعَالَى وَالْمَشْهُور أَنَّهَا فِي السَّابِعَة أَو السَّادِسَة 5 وَقَوله فِي النّيل والفرات أَن عنصرهما فِي السَّمَاء الدُّنْيَا وَالْمَشْهُور أَنه فِي السَّابِعَة 6 وَأَن شقّ الصَّدْر عِنْد الْإِسْرَاء وَالْمَشْهُور أَنه وَهُوَ صَغِير 7 وَأَن الْكَوْثَر فِي السَّمَاء الدُّنْيَا وَالْمَشْهُور أَنه فِي الْجنَّة 8 وَنسبَة الدنو والتدلي فِي قَوْله ثمَّ دنى فَتَدَلَّى إِلَى الله تَعَالَى وَالْمَشْهُور أَنه لجبريل 9 وَأَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم امْتنع من الرُّجُوع إِلَى سُؤال التَّخْفِيف بعد الْخَامِسَة وَالْمَشْهُور أَنه بعد التَّاسِعَة 1 وَأَنه رَجَعَ بعد انْتِهَاء التَّخْفِيف إِلَى الْخمس وَالْمَشْهُور أَنه امْتنع وَقد أُجِيب عَن أَكثر ذَلِك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 [163] فرج سقف بَيْتِي بِضَم الْفَاء وجيم أَي فتح فَفرج صَدْرِي بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء وَالْجِيم أَي شقّ فَإِن قيل إِنَّمَا وَقع شقّ الصَّدْر وَهُوَ صَغِير كَمَا تقدم فِي حَدِيث ثَابت عَن أنس فَالْجَوَاب كَمَا قَالَ السُّهيْلي إِنَّه وَقع مرَّتَيْنِ الثَّانِيَة عِنْد الْإِسْرَاء تجديدا للتطهير زَاد بن حجر ثَالِثَة عِنْد المبعث بِغَار حراء ورد من حَدِيث عَائِشَة فِي مسندي الطَّيَالِسِيّ وَابْن أبي أُسَامَة بطست من ذهب ممتلئ ذكره والطست مُؤَنّثَة عودا على الْمَعْنى وَهُوَ الْإِنَاء حِكْمَة وإيمانا فِيهِ أَنَّهُمَا يمثلان جسما يمْلَأ كَمَا يمثل الْمَوْت كَبْشًا وَقَالَ النَّوَوِيّ إِنَّه مجَاز وَكَأَنَّهُ كَانَ فِي الطست شَيْء يحصل بِهِ كَمَال الْإِيمَان وَالْحكمَة فَسُمي إِيمَانًا وَحِكْمَة لكَونه سَببا لَهما فأفرغها الضَّمِير للطست وَقيل للحكمة وَضَعفه النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ يصير إفراغ الْإِيمَان مسكوتا عَنهُ لخازن السَّمَاء الدُّنْيَا أَسْوِدَة بِوَزْن أزمنة جمع سَواد وَهُوَ الشَّخْص نسم بِفَتْح النُّون والمهملة جمع نسمَة وَهِي الرّوح والأسودة الَّتِي عَن شِمَاله أهل النَّار قَالَ القَاضِي ظَاهر الحَدِيث أَن نسم الْكفَّار أَيْضا فِي السَّمَاء وَهُوَ مُشكل فَإِن أَرْوَاحهم فِي سِجِّين وَلَا تفتح لَهُم أَبْوَاب السَّمَاء فَيحْتَمل أَنَّهَا تعرض على آدم أوقاتا فَوَافَقَ وَقت عرضهَا مُرُور النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيحْتَمل أَن الْجنَّة كَانَت فِي جِهَة يَمِين آدم وَالنَّار فِي جِهَة شِمَاله وَكِلَاهُمَا من حَيْثُ شَاءَ الله ويكشف لآدَم عَنْهُمَا وَلَا يلْزم من ذَلِك فتح بَاب السَّمَاء لَهَا فَذكر أَي أَبُو ذَر وَلم يثبت أَي أَبُو ذَر وَإِبْرَاهِيم فِي السَّمَاء السَّادِسَة الثَّابِت فِي جَمِيع الرِّوَايَات السَّابِعَة وَقد ذكر أَبُو ذَر أَنه لم يثبت كَيفَ مَنَازِلهمْ فرواية من أثبتهم أرجح قَالَه بن حجر بِإِدْرِيس قَالَ مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالح وَالْأَخ الصَّالح فِيهِ دَلِيل لكَون إِدْرِيس هُوَ إلْيَاس لَا جد نوح وَإِلَّا لقَالَ وَالِابْن الصَّالح كَمَا قَالَ آدم وَإِبْرَاهِيم قَالَه عِيَاض ثمَّ مَرَرْت بِعِيسَى لَيست ثمَّ هُنَا للتَّرْتِيب لِأَن الرِّوَايَات متفقة على أَن الْمُرُور بِهِ كَانَ قبل مُوسَى وَهَذَا أَيْضا يدل على أَنه لم يثبت مَنَازِلهمْ وَأَبا حَبَّة بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَة الْمُشَدّدَة وَقَالَ الْقَابِسِيّ بمثناة تحتية وَغلط فِي ذَلِك وَذكره الْوَاقِدِيّ بالنُّون اسْتشْهد بِأحد ظَهرت عَلَوْت لمستوى بِالْفَتْح هُوَ المصعد صريف الأقلام بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة تصويتها حَال الْكِتَابَة وَالْمرَاد بهَا مَا تكتبه الْمَلَائِكَة من أقضية الله تَعَالَى سُبْحَانَهُ قَالَ بن حزم أَي عَن شيخيه وَأنس عَن أبي ذَر كَذَا جزم بِهِ أَصْحَاب الْأَطْرَاف قَالَ بن حجر يحْتَمل أَن يكون مُرْسلا من جِهَة بن حزم وَمن رِوَايَة أنس بِلَا وَاسِطَة فَوضع شطرها قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد أَنه حط مَرَّات بمراجعات فَإِن الحَدِيث مُخْتَصر لم يذكر فِيهِ كرات الْمُرَاجَعَة هِيَ خمس أَي عددا وَهِي خَمْسُونَ أَي ثَوابًا حَتَّى نأتي سِدْرَة الْمُنْتَهى كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول بالنُّون أَوله وَفِي بَعْضهَا حَتَّى أَتَى جنابذ اللُّؤْلُؤ بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون وَكسر الْمُوَحدَة وذال مُعْجمَة القباب وَاحِدهَا جنبذة بِالضَّمِّ فَارسي مُعرب وَوَقع فِي البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح حبائل اللُّؤْلُؤ وَقد تَكَلَّمت عَلَيْهِ فِي التوشيح الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 [164] لَعَلَّه قَالَ عَن مَالك بن صعصعة قَالَ الغساني كَذَا فِي رِوَايَة بن ماهان والرازي عَن أبي أَحْمد وَعند غَيرهمَا عَن أبي أَحْمد عَن مَالك بن صعصعة بِغَيْر شكّ وَهُوَ الْمَحْفُوظ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لم يروه عَن أنس بن مَالك غير قَتَادَة فَنُوديَ مَا يبكيك إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ حزن مُوسَى على قومه لقلَّة الْمُؤمنِينَ مِنْهُم مَعَ كَثْرَة عَددهمْ وغبطة لنبينا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على كَثْرَة أَتْبَاعه وَالْغِبْطَة فِي الْخَيْر محمودة يخرج من أَصْلهَا المُرَاد من أصل سِدْرَة الْمُنْتَهى كَمَا بَين فِي البُخَارِيّ وَغَيره فنهران فِي الْجنَّة قَالَ مقَاتل هما السلسبيل والكوثر وَأما الظاهران فالنيل والفرات قَالَ القَاضِي هَذَا يدل على أَن أصل سِدْرَة الْمُنْتَهى فِي الأَرْض لخُرُوج النّيل والفرات من أَصْلهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَمَا قَالَه لَيْسَ بِلَازِم بل يخرج من أَصْلهَا ثمَّ يصير حَيْثُ أَرَادَ الله حَتَّى يخرج من الأَرْض فيسير فِيهَا وَهَذَا لَا يمنعهُ عقل وَلَا شرع وَهُوَ ظَاهر الحَدِيث فَوَجَبَ الْمصير إِلَيْهِ والفرات بِالتَّاءِ الممدودة فِي الْخط وصلا ووقفا وَمن قَالَه بِالْهَاءِ فقد أَخطَأ آخر مَا عَلَيْهِم روى بِالنّصب على الظّرْف وبالرفع على تَقْدِير ذَلِك آخر مَا عَلَيْهِم من دُخُوله قَالَ صَاحب مطالع الْأَنْوَار وَالرَّفْع أوجه أصَاب الله بك أَرَادَ بِهِ الْفطْرَة وَالْخَيْر وَالْفضل وَمن وُرُود أصَاب بِمَعْنى أَرَادَ قَوْله تَعَالَى تجْرِي بأَمْره رخاء حَيْثُ أصَاب أمتك على الْفطْرَة مُبْتَدأ وَخبر أَي أَنهم أَتبَاع لَك وَقد أصبت الْفطْرَة فهم يكونُونَ عَلَيْهَا مراق الْبَطن بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الْقَاف مَا سفل من الْبَطن ورق من جلده قَالَ الْجَوْهَرِي وَلَا وَاحِد لَهَا وَقَالَ صَاحب الْمطَالع وَاحِدهَا مرق الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 [165] طوال بِضَم الطَّاء وَتَخْفِيف الْوَاو بِمَعْنى طَوِيل شنُوءَة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة ثمَّ نون ثمَّ وَاو ثمَّ همزَة ثمَّ هَاء وَقد يشدد بدل الْهمزَة قَبيلَة مَعْرُوفَة وَقد سموا بذلك لأَنهم تشانأوا وتباعدوا وَقَالَ عِيسَى جعد قَالَ النَّوَوِيّ فِي أَكثر الرِّوَايَات أَنه سبط الرَّأْس فَقَالَ الْعلمَاء المُرَاد بالجعودة هُنَا جعودة الْجِسْم وَهُوَ اجتماعه واكتنازه وَلَيْسَ المُرَاد جعودة الشّعْر مَرْبُوع هُوَ الرجل بَين الرجلَيْن فِي الْقَامَة لَيْسَ بالطويل الْبَائِن وَلَا بالقصير الحقير مُوسَى بن عمرَان عَلَيْهِ السَّلَام رجل آدم طوال جعد قَالَ صَاحب التَّحْرِير أَحدهمَا مَا تقدم فِي عِيسَى وَهُوَ اكتناز الْجِسْم وَالثَّانِي جعودة الشّعْر قَالَ وَالْأول أصح لِأَنَّهُ قد جَاءَ فِي رِوَايَة أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيح أَنه رجل الشّعْر قَالَ النَّوَوِيّ والمعنيان جائزان فِيهِ وَيكون جعودة الشّعْر على الْمَعْنى الثَّانِي لَيست جعودة القطط بل مَعْنَاهَا أَنه بَين القطط والسبط سبط الرَّأْس بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا وَيجوز إسكانها مَعَ كسر السِّين وَفتحهَا وَالشعر السبط هُوَ المسترسل لَيْسَ فِيهِ تكسر وأري مَالِكًا بِضَم الْهمزَة وَكسر الرَّاء ونائب الْفَاعِل ضمير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومالكا بِالنّصب وَفِي أَكثر الْأُصُول بِالرَّفْع وَهُوَ لحن قَالَ النَّوَوِيّ وَيُمكن تَوْجِيهه بِأَنَّهُ مَنْصُوب وَلَكِن أسقطت ألف مَالك فِي الْكِتَابَة وَهَذَا يَفْعَله المحدثون كثيرا فيكتبون سَمِعت أنسا بِغَيْر ألف ويقرءونه بِالنّصب وَعند البُخَارِيّ رَأَيْت مَالِكًا فَلَا تكن فِي مرية من لِقَائِه قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الاستشهاد بِالْآيَةِ من اسْتِدْلَال بعض الروَاة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 [166] كَأَنِّي أنظر إِلَى مُوسَى قَالَ القَاضِي أَكثر الرِّوَايَات فِي وصف الْأَنْبِيَاء تدل على أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى ذَلِك لَيْلَة أسرِي بِهِ وَقد صرح بِهِ فِي رِوَايَة أبي الْعَالِيَة عَن بن عَبَّاس وَابْن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة وَله جؤار بِضَم الْجِيم وبالهمز رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ قَالَ القَاضِي فَإِن قيل كَيفَ يحجون ويلبون وهم أموات فَالْجَوَاب إِنَّهُم أفضل من الشُّهَدَاء وَالشُّهَدَاء أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَلَا يبعد أَن يحجوا ويصلوا كَمَا ورد فِي الحَدِيث الآخر وَأَن يتقربوا إِلَى الله بِمَا اسْتَطَاعُوا لأَنهم وَإِن كَانُوا قد توفوا فَإِنَّهُم فِي هَذِه الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ دَار الْعَمَل حَتَّى إِذا فنيت مدَّتهَا وتعقبتها الْآخِرَة الَّتِي هِيَ دَار الْجَزَاء انْقَطع الْعَمَل وَيحْتَمل أَن تكون هَذِه رُؤْيَة مَنَام فِي غير الْإِسْرَاء وَأَنه رأى حَالهم الَّتِي كَانَت فِي حياتهم ومثلوا لَهُ أَو أَنه أخبر عَن مَا أُوحِي إِلَيْهِ من أَمرهم وَإِن لم يرهم رُؤْيَة عين ثنية هرشي بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الرَّاء وشين مُعْجمَة وَالْقصر جبل على طَرِيق الشَّام وَالْمَدينَة قريب من الْجحْفَة جعدة أَي مكتنزة اللَّحْم خطام بِكَسْر الْخَاء الْحَبل الَّذِي يُقَاد بِهِ الْبَعِير خلبة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَلَام سَاكِنة وتضم وباء مُوَحدَة أولفت بِكَسْر اللَّام وَسُكُون الْفَاء ومثناة فوقية وَضبط أَيْضا بِفَتْح اللَّام مَعَ سُكُون الْفَاء وَفتحهَا لِيف خلبة رُوِيَ بتنوين لِيف وإضافته وخلبة على التَّنْوِين بدل أَو بَيَان فَذكرُوا الدَّجَّال فَقَالَ إِنَّه مَكْتُوب أَي فَقَالَ قَائِل من الْحَاضِرين وَفِي الْجمع لعبد الْحق فَقَالُوا وَهُوَ أوضح إِذا انحدر كَذَا فِي الْأُصُول وَأنْكرهُ بَعضهم وَقَالَ الصَّوَاب إِذْ ظرف للماضي [167] ضرب بِإِسْكَان الرَّاء الرجل بَين الرجلَيْن فِي كَثْرَة اللَّحْم وقلته دحْيَة بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 [168] مُضْطَرب هُوَ الطَّوِيل غير الشَّديد وَهُوَ ضد جعد اللَّحْم مكتنزه رجل الرَّأْس بِكَسْر الْجِيم أَي رجل الشّعْر ربعَة بِسُكُون الْبَاء وَيجوز فتحهَا ديماس بِكَسْر الدَّال وَسُكُون التَّحْتِيَّة وسين مُهْملَة يَعْنِي حَماما قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا فسره الرَّاوِي وَالْمَعْرُوف عِنْد أهل اللُّغَة أَن الديماس السرب وَلَكِن فِي الصِّحَاح قَوْله خرج من ديماس يَعْنِي فِي نضارته وَكَثْرَة مَاء وَجهه كَأَنَّهُ خرج من كن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 [169] أَرَانِي بِفَتْح الْهمزَة فَرَأَيْت رجلا آدم هُوَ مُخَالف لما تقدم فِي الحَدِيث قبله من أَنه أَحْمَر وَقد روى البُخَارِيّ عَن بن عمر أَنه أنكر رِوَايَة أَحْمَر وَحلف أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يقلهُ وَأَنه اشْتبهَ على الرَّاوِي قَالَ النَّوَوِيّ فَيجوز أَن يتَأَوَّل الْأَحْمَر على الآدم وَلَا يكون المُرَاد حَقِيقَة الْحمرَة والأدمة بل مَا قاربهما لمة بِكَسْر اللَّام وَتَشْديد الْمِيم الشّعْر المتدلي الَّذِي يُجَاوز شحمة الْأُذُنَيْنِ فَإِذا بلغ الْمَنْكِبَيْنِ فَهُوَ جمة رجلهَا بتَشْديد الْجِيم سرحها فَهِيَ تقطر قيل هُوَ على ظَاهره أَي يقطر بِالْمَاءِ الَّذِي رجلهَا بِهِ لقرب ترجيله وَقيل هُوَ عبارَة عَن نضارته وَحسنه واستعارة لجماله عواتق جمع عاتق وَهُوَ مَا بَين الْمنْكب والعنق يؤنث وَيذكر والتذكير أشهر الْمَسِيح بن مَرْيَم قيل أَصله مشيحا بالعبرانية فعرب وَغير وَقيل هُوَ عَرَبِيّ وَسمي بِهِ لِأَنَّهُ لم يمسح ذَا عاهة إِلَّا برِئ وَقيل لِأَنَّهُ مَمْسُوح أَسْفَل الْقَدَمَيْنِ لَا أَخْمص لَهُ وَقيل لمسحه الأَرْض أَي قطعهَا وَقيل لِأَنَّهُ خرج من بطن أمه ممسوحا بالدهن وَقيل لِأَنَّهُ مسح بِالْبركَةِ حِين ولد بِرَجُل جعد قَالَ الْهَرَوِيّ الْجَعْد فِي صِفَات الرجل يكون مدحا وَيكون ذما فالذم بِمَعْنى الْقصير المتردد وَبِمَعْنى الْبَخِيل يُقَال رجل جعد الْيَدَيْنِ وجعد الْأَصَابِع أَي بخيل والمدح بِمَعْنى شَدِيد الْخلق وَبِمَعْنى عدم سبوطة الشّعْر وَإِنَّمَا مدح بِهَذَا لِأَن السبوطة أَكْثَرهَا فِي شُعُور الْعَجم قَالَ الْهَرَوِيّ فالجعد فِي صفة عِيسَى مدح وَفِي صفة الدَّجَّال ذمّ قطط بِفَتْح الْقَاف والطاء الأولى وَقد تكسر الشَّديد الجعودة أَعور الْعين الْيُمْنَى فِي رِوَايَة الْيُسْرَى وَكِلَاهُمَا صَحِيح طافية رُوِيَ بِالْهَمْز بِمَعْنى ذهب ضوءها وبدونه وَصَححهُ الْأَكْثَر بِمَعْنى ناتئة بارزة كنتوء حَبَّة الْعِنَب وَقَالَ القَاضِي كلا عَيْني الدَّجَّال مَعِيبَة عوراء فاليمنى مطموسة وَهِي الطافئة بِالْهَمْز واليسرى ناتئة جاحظة كَأَنَّهَا كَوْكَب وَهِي الطافية بِلَا همز الْمَسِيح الدَّجَّال سمي بذلك لِأَنَّهُ مَمْسُوح الْعين وَقيل لمسحه الأَرْض إِذا خرج وَالْأَشْهر أَنه بِفَتْح الْمِيم وَتَخْفِيف السِّين وإهمال الْحَاء كوصف عِيسَى وَقيل هُوَ بِكَسْر الْمِيم وَتَشْديد السِّين وَقيل هُوَ بإعجام الْخَاء كَالْأولِ وَقيل كالثاني إِن الله لَيْسَ بأعور أَي أَنه منزه عَن سمات الْحَدث وَجَمِيع النقائص أَعور عين الْيُمْنَى هَذِه الْإِضَافَة على ظَاهرهَا عِنْد الْكُوفِيّين والبصريون يقدرُونَ فِيهِ محذوفا أَي أَعور عين صفحة وَجهه الْيُمْنَى كأشبه من رَأَيْت بِفَتْح التَّاء وَضمّهَا بِابْن قطن بِفَتْح الْقَاف والطاء [170] فجلا الله لي بَيت الْمُقَدّس بتَشْديد اللَّام وتخفيفها أَي كشف وَأظْهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 [171] ينطف بِضَم الطَّاء وَكسرهَا يقطر ويسيل يهراق بِضَم الْيَاء وَفتح الْهَاء ينصب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 [172] فكربت بِضَم الْكَاف كربَة بِالضَّمِّ الْغم الَّذِي يَأْخُذ بِالنَّفسِ مَا كربت مثله ذكر الضَّمِير عودا على معنى الْكُرْبَة وَهُوَ الكرب أَو الْغم أَو الْهم أَو الشَّيْء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 [173] الزبير بن عدي عَن طَلْحَة هُوَ بن مصرف عَن مرّة الثَّلَاثَة تابعيون إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى وَهِي فِي السَّمَاء السَّادِسَة فِي الرِّوَايَات السَّابِقَة أَنَّهَا فَوق السَّمَاء السَّابِعَة قَالَ القَاضِي وَهُوَ الْأَصَح وَقَول الْأَكْثَرين قَالَ النَّوَوِيّ وَيُمكن الْجمع بِأَن أَصْلهَا فِي السَّادِسَة ومعظمها فِي السَّابِعَة الْمُقْحمَات بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْقَاف وَكسر الْحَاء الذُّنُوب الْعِظَام الْكَبَائِر الَّتِي تهْلك أَصْحَابهَا وتوردهم النَّار وتقحمهم إِيَّاهَا والتقحم الْوُقُوع فِي المهالك [175] الْأَعْمَش عَن زِيَاد بن الْحصين أبي جهمة بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْهَاء عَن أبي الْعَالِيَة الثَّلَاثَة تابعيون الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 [177] مَسْرُوق قَالَ السَّمْعَانِيّ فِي الْأَنْسَاب سمي مسروقا لِأَنَّهُ سَرقه إِنْسَان فِي صغره ثمَّ وجد الْفِرْيَة بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الرَّاء الْكَذِب أنظريني أَي أمهليني عظم خلقه ضبط بِضَم الْعين وَسُكُون الظَّاء وبكسرها وَفتح الظَّاء أولم تسمع أَن الله يَقُول لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار قَالَ النَّوَوِيّ الرَّاجِح عِنْد أَكثر الْعلمَاء أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رأى ربه بعيني رَأسه لَيْلَة الْإِسْرَاء لحَدِيث بن عَبَّاس وَغَيره وَإِثْبَات هَذَا لَا يكون إِلَّا بِالسَّمَاعِ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم تعتمد عَائِشَة فِي نفي الرُّؤْيَة على حَدِيث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا اعتمدت الاستنباط من الْآيَات وَالْجَوَاب عَن هَذِه الْآيَة أَن الْإِدْرَاك هُوَ الْإِحَاطَة وَالله تَعَالَى لَا يحاط بِهِ وَإِذا ورد النَّص بِنَفْي الْإِحَاطَة فَلَا يلْزم مِنْهُ نفي الرُّؤْيَة بِغَيْر إحاطة أولم تسمع أَن الله يَقُول مَا كَانَ لبشر كَذَا فِي الْأُصُول بِلَا وَاو والتلاوة وَمَا كَانَ بِإِثْبَات الْوَاو وَقَالَ النَّوَوِيّ وَلَا يضر هَذَا فِي الرِّوَايَة وَالِاسْتِدْلَال لِأَن الْمُسْتَدلّ لَيْسَ مَقْصُوده التِّلَاوَة على وَجههَا وَإِنَّمَا مَقْصُودَة بَيَان مَوضِع الدّلَالَة وَلَا يُؤثر حذف الْوَاو فِي ذَلِك قف شعري أَي قَامَ من الْفَزع قَالَ النَّضر بن شُمَيْل القفة كَهَيئَةِ قشعريرة وَأَصله التقبض والاجتماع لِأَن الْجلد ينقبض عِنْد الْفَزع فَيقوم الشّعْر لذَلِك ثمَّ دنا فَتَدَلَّى التدلي فِي الأَصْل الامتداد إِلَى جِهَة السّفل ثمَّ يسْتَعْمل فِي الْقرب من قاب قوسين ألقاب مَا بَين القبضة والسية وَلكُل قَوس قابان والقاب أَيْضا الْقدر وَهُوَ المُرَاد فِي الْآيَة عِنْد جَمِيع الْمُفَسّرين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 [178] نور أَنى أرَاهُ بتنوين نور وَفتح الْهمزَة من أَنى وَتَشْديد النُّون الْمَفْتُوحَة وَأرَاهُ بِفَتْح الْهمزَة وضميره لله تَعَالَى قَالَ الْمَازرِيّ مَعْنَاهُ أَن النُّور مَنَعَنِي من الرُّؤْيَة كَمَا جرت الْعَادة بإغشاء الْأَنْوَار الْأَبْصَار ومنعها من إِدْرَاك مَا حَالَتْ بَين الرَّائِي وَبَينه وَقَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ حجابه نور فَكيف أرَاهُ وروى نوراني أرَاهُ بِفَتْح الرَّاء وَكسر النُّون وَتَشْديد الْيَاء أَي خَالق النُّور الْمَانِع من رُؤْيَته فَيكون من صِفَات الْأَفْعَال قَالَ القَاضِي عِيَاض هَذِه الرِّوَايَة لم تقع إِلَيْنَا قَالَ وَمن المستحيل أَن تكون ذَات الله نورا إِذْ النُّور من جملَة الْأَجْسَام وَالله تَعَالَى متعال عَن ذَلِك علوا كَبِيرا رَأَيْت نورا مَعْنَاهُ رَأَيْت النُّور فَحسب لم أر غَيره الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 [179] إِن الله لَا ينَام وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينَام أَي هُوَ مُسْتَحِيل فِي حَقه تَعَالَى عَن ذَلِك يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ قَالَ بن قُتَيْبَة الْقسْط الْمِيزَان وَالْمعْنَى أَن الله يخْفض الْمِيزَان وَيَرْفَعهُ بِمَا يُوزن من أَعمال الْعباد المرتفعة إِلَيْهِ ويوزن من أَرْزَاقهم النَّازِلَة إِلَيْهِم فَهَذَا تَمْثِيل لما يقدر بتنزيله فَشبه بِوَزْن الوازن وَقيل المُرَاد بِالْقِسْطِ الرزق الَّذِي هُوَ قسط كل مَخْلُوق يخفضه فيقتره وَيَرْفَعهُ فيوسعه يرفع إِلَيْهِ عمل اللَّيْل قبل النَّهَار وَعمل النَّهَار قبل اللَّيْل فِي الرِّوَايَة الْآتِيَة عمل النَّهَار بِاللَّيْلِ فَمَعْنَى الأولى يرفع إِلَيْهِ عمل اللَّيْل قبل عمل النَّهَار الَّذِي بعده وَعمل النَّهَار قبل عمل اللَّيْل الَّذِي بعده وَمعنى الثَّانِيَة يرفع إِلَيْهِ عمل النَّهَار فِي أول اللَّيْل الَّذِي بعده وَعمل اللَّيْل فِي أول النَّهَار الَّذِي بعده فَإِن الْحفظَة يصعدون بأعمال اللَّيْل بعد انقضائه فِي أول النَّهَار ويصعدون بأعمال النَّهَار بعد انقضائه فِي أول اللَّيْل حجابه النُّور حَقِيقَة الْحجاب إِنَّمَا يكون للأجسام المحدودة وَالله تَعَالَى منزه عَن الْجِسْم وَالْحَد وَالْمرَاد هُنَا الْمَانِع من رُؤْيَته وَيُسمى ذَلِك الْمَانِع نورا أَو نَارا لِأَنَّهُمَا يمنعان من الْإِدْرَاك فِي الْعَادة لشعاعهما لَو كشفه لأحرقت سبحات وَجهه مَا انْتهى إِلَيْهِ بَصَره من خلقه السبحات بِضَم السِّين وَالْبَاء جمع سبْحَة قَالَ الْعلمَاء المُرَاد بِالْوَجْهِ الذَّات وسبحاته نوره وجلاله وبهاؤه وَمن فِي من خلقه للْبَيَان لَا للتَّبْعِيض وَالْمعْنَى لَو أَزَال الْمَانِع من رُؤْيَته وَهُوَ الْحجاب الْمُسَمّى نورا أَو نَارا وتجلى لخلقه لأحرق جلال ذَاته جَمِيع مخلوقاته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 [180] وَمَا بَين الْقَوْم وَبَين أَن ينْظرُوا إِلَى رَبهم إِلَّا رِدَاء الْكِبْرِيَاء على وَجهه قَالَ الْعلمَاء كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُخَاطب الْعَرَب بِمَا يفهمونه وَيقرب الْكَلَام إِلَى أفهامهم وَيسْتَعْمل الِاسْتِعَارَة وَغَيرهَا من أَنْوَاع الْمجَاز ليقرب متناولها فَعبر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن زَوَال الْمَانِع وَرَفعه بِإِزَالَة الرِّدَاء فِي جنَّة عدن أَي والناظر فِي جنَّة عدن فَهِيَ ظرف للنَّاظِر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 [182] هَل تضَارونَ بِضَم التَّاء وَفِي الرَّاء التَّشْدِيد وَالتَّخْفِيف وَمعنى المشدد هَل تضَارونَ غَيْركُمْ فِي حَال الرُّؤْيَة بزحمة أَو مُخَالفَة فِي الرُّؤْيَة أَو غَيرهَا لخفائه كَمَا تَفْعَلُونَ أول لَيْلَة من الشَّهْر وَمعنى المخفف هَل يلحقكم فِي رُؤْيَته ضير وَهُوَ الضَّرَر فَإِنَّكُم تَرَوْنَهُ كَذَلِك مَعْنَاهُ تَشْبِيه الرُّؤْيَة بِالرُّؤْيَةِ فِي الوضوح وَزَوَال الشَّك وَالْمَشَقَّة وَالِاخْتِلَاف الطواغيت جمع طاغوت وَهِي الْأَصْنَام فيأتيهم الله إِلَى آخِره هَذَا من أَحَادِيث الصِّفَات فإمَّا أَن يُوقف عَن الْخَوْض فِي مَعْنَاهُ ويعتقد لَهُ معنى يَلِيق بِجلَال الله تَعَالَى مَعَ الْجَزْم بِأَن الله تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء وَأَنه منزه عَن التجسيم والانتقال والتحيز فِي جِهَة وَعَن سَائِر صِفَات المخلوقين أَو يؤول على مَا يَلِيق بِهِ فَيجْعَل الْإِتْيَان عبارَة عَن رُؤْيَتهمْ إِيَّاه وَلِأَن الْعَادة أَن من غَابَ عَن غَيره لَا يُمكنهُ رُؤْيَته إِلَّا بالإتيان وَقيل المُرَاد يَأْتِيهم بعض مَلَائكَته قَالَ القَاضِي وَهَذَا الْوَجْه أشبه عِنْدِي بِالْحَدِيثِ قَالَ وَيكون هَذَا الْملك الَّذِي جَاءَهُم فِي الصُّورَة الَّتِي أنكروها من سمات الْحُدُوث الظَّاهِرَة على الْملك الْمَخْلُوق قَالَ أَو يكون مَعْنَاهُ يَأْتِيهم الله بِصُورَة وَيظْهر لَهُم فِي صُورَة مَلَائكَته ومخلوقاته الَّتِي لَا تشبه صِفَات الْإِلَه ليختبرهم وَهَذَا آخر امتحان للْمُؤْمِنين فَإِذا قَالَ لَهُم هَذَا الْملك أَو هَذِه الصُّورَة أَنا ربكُم وَعَلِيهِ من عَلامَة الْمَخْلُوق مَا ينكرونه ويعلمون بِهِ أَنه لَيْسَ رَبهم استعاذوا بِاللَّه مِنْهُ وَأما قَوْله فيأتيهم الله فِي صورته الَّتِي يعْرفُونَ فَالْمُرَاد الَّتِي يعلمونها ويعرفونه بهَا وَإِنَّمَا عرفوه بِصفتِهِ وَإِن لم تكن تقدّمت لَهُم رُؤْيَة لَهُ سُبْحَانَهُ لأَنهم يرونه لَا يشبه شَيْئا من مخلوقاته فيعلمون أَنه رَبهم وَإِنَّمَا عبر عَن الصّفة بالصورة لمجانسة الْكَلَام فَإِنَّهُ تقدم ذكر الصُّورَة فيتبعونه أَي يتبعُون أمره إيَّاهُم بذهابهم إِلَى الْجنَّة أَو مَلَائكَته الَّذين يذهبون بهم إِلَى الْجنَّة بَين ظَهْري جَهَنَّم بِفَتْح الظَّاء وَسُكُون الْهَاء أَي يمد الصِّرَاط عَلَيْهِ أول من يُجِيز بِضَم الْيَاء وَكسر الْجِيم وزاي أول من يمْضِي عَلَيْهِ ويقطعه من أجزت الْوَادي قطعته وَلَا يتَكَلَّم يَوْمئِذٍ أَي فِي حَال الْإِجَازَة كلاليب جمع كَلوب بِفَتْح الْكَاف وَضم اللَّام الْمُشَدّدَة حَدِيدَة معطوفة الرَّأْس السعدان بِفَتْح السِّين وَإِسْكَان الْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ نبت لَهُ شَوْكَة عَظِيمَة مثل الحسك من كل الجوانب تخطف بِفَتْح الطَّاء وتكسر بأعمالهم أَي بِسَبَبِهَا أَو بِقَدرِهَا فَمنهمْ الْمُؤمن بَقِي بِعَمَلِهِ فِيهِ رِوَايَات أَحدهَا الْمُؤمن بِالْمِيم وَالنُّون يقي بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة من تَحت وَالْقَاف من الْوِقَايَة وَالثَّانِي كَذَلِك إِلَّا أَن بَقِي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالثَّالِث الموثق بِالْمُثَلثَةِ وَالْقَاف وَالرَّابِع الموبق بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْقَاف يَعْنِي يعمله بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّة وَالْعين وَالنُّون قَالَ القَاضِي وَهَذَا أَصَحهَا وَقَالَ صَاحب الْمطَالع إِنَّه الصَّوَاب وَمِنْهُم الْمجَازِي رُوِيَ بِالْجِيم وَالزَّاي من المجازاة وَرُوِيَ المخردل بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالدَّال وَاللَّام وَمَعْنَاهُ المقطع بالكلاليب يُقَال خردلت اللَّحْم قطعته وَقيل من خردلت بِمَعْنى صرعت وَيُقَال بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَيْضا وَيُقَال المجردل بِالْجِيم والجردلة الإشراف على الْهَلَاك والسقوط حرم الله على النَّار أَن تَأْكُل أثر السُّجُود هُوَ عَام فِي الْأَعْضَاء السَّبْعَة وَاخْتَارَهُ النَّوَوِيّ وَقيل خَاص بالجبهة وَاخْتَارَهُ عِيَاض امتحشوا بِفَتْح التَّاء والحاء الْمُهْملَة وإعجام الشين أَي احترقوا وَرُوِيَ بِضَم التَّاء وَكسر الْحَاء وَالْأَكْثَرُونَ على الأول فينبتون مِنْهُ قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول مِنْهُ بِالْمِيم وَالنُّون أَي بِسَبَبِهِ كَمَا تنْبت الْحبَّة بِكَسْر الْحَاء بذر الْبُقُول والعشب ينْبت فِي البراري وجوانب السُّيُول فِي حميل السَّيْل بِفَتْح الْحَاء وَكسر الْمِيم مَا جَاءَ بِهِ السَّيْل من طين أَو غثاء وَمَعْنَاهُ مَحْمُول السَّيْل وَالْمرَاد التَّشْبِيه فِي سرعَة النَّبَات وَحسنه وطراوته قشبني بِفَتْح الْقَاف والشين الْمُعْجَمَة الْخَفِيفَة وَالْمُوَحَّدَة سمني وَآذَانِي وأهلكني وَقيل غير جلدي وصورتي ذكاؤها بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَالْمدّ فِي الرِّوَايَات أَي لهبها واشتعالها وَالْأَشْهر فِي اللُّغَة الْقصر وَقيل هما لُغَتَانِ عَسَيْت بِفَتْح التَّاء على الْخطاب وَفِي السِّين الْفَتْح وَالْكَسْر انفهقت بِفَتْح الْفَاء وَالْهَاء وَالْقَاف انفتحت واتسعت مَا فِيهَا من الْخَيْر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْيَاء الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَرُوِيَ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الساكنة وَمَعْنَاهُ السرُور وللبخاري من الْحبرَة قَالَ أَبُو سعيد وَعشرَة أَمْثَاله إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء وَجه الْجمع أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعلم أَولا بِمَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة ثمَّ تكرم الله سُبْحَانَهُ فَزَاد مَا فِي رِوَايَة أبي سعيد فَأخْبر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يسمعهُ أَبُو هُرَيْرَة وَذَلِكَ الرجل آخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 [183] غبر أهل الْكتاب بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة جمع غابر أَي بقاياهم كَأَنَّهَا سراب يحطم بَعْضهَا بَعْضًا أَي لشدَّة اتقادها وتلاطم أمواج لهبها والحطم الْكسر والإهلاك والحطمة من أَسمَاء النَّار لكَونهَا تحطم مَا يلقى فِيهَا رَأَوْهُ فِيهَا أَي علموها لَهُ وَهِي صفته الْمَعْلُومَة للْمُؤْمِنين وَهِي أَنه لَا يُشبههُ شَيْء فارقنا النَّاس فِي الدُّنْيَا أفقر مَا كُنَّا إِلَيْهِم وَلم نصاحبهم قَالَ النَّوَوِيّ أنكر عِيَاض هَذَا الْكَلَام وَادّعى أَنه مغير وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بل مَعْنَاهُ ظَاهر وَهُوَ أَنهم قصدُوا التضرع إِلَى الله تَعَالَى فِي كشف الشدَّة عَنْهُم وَأَنَّهُمْ لزموا طَاعَته تَعَالَى وفارقوا فِي الدُّنْيَا النَّاس الَّذين زاغوا عَن طَاعَته من قراباتهم وَغَيرهم وَكَانُوا مُحْتَاجين فِي مَعَايشهمْ ومصالح دنياهم إِلَى معاشرتهم للارتفاق بهم فآثروا رضى الله على ذَلِك ليكاد أَن يَنْقَلِب بِالْقَافِ وَالْمُوَحَّدَة من الانقلاب أَي يرجع عَن الصَّوَاب من الامتحان الشَّديد الَّذِي جرى واثبات أَن مَعَ كَاد لُغَة فَيكْشف عَن سَاق بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا وَفسّر بن عَبَّاس السَّاق هُنَا بالشدة أَي عَن شدَّة وَأمر مهول وَهُوَ مثل تضربه الْعَرَب لشدَّة الْأَمر وَلِهَذَا يُقَال قَامَت الْحَرْب على سَاق وَأَصله أَن الْإِنْسَان إِذا وَقع فِي أَمر شَدِيد يُقَال شمر ساعده وكشف عَن سَاقه للاهتمام بِهِ وَقيل السَّاق هُنَا نور عَظِيم قَالَ بن فورك وَمعنى ذَلِك مَا يَتَجَدَّد لِلْمُؤمنِ عِنْد رُؤْيَة الله تَعَالَى من الْفَوَائِد والألطاف وَقيل قد يكون ذَلِك السَّاق عَلامَة بَينه وَبَين الْمُؤمنِينَ من ظُهُور جمَاعَة من الْمَلَائِكَة على خلقَة عَظِيمَة لِأَنَّهُ يُقَال سَاق من النَّاس كَمَا يُقَال رجل من جَراد وَقد يكون ساقا مخلوقة جعلهَا الله تَعَالَى عَلامَة للْمُؤْمِنين خَارِجَة عَن السُّوق الْمُعْتَادَة وَقيل مَعْنَاهُ كشف الْخَوْف وَإِزَالَة الرعب وَمَا كَانَ غلب على عُقُولهمْ من الْأَهْوَال فتطمئن حِينَئِذٍ نُفُوسهم عِنْد ذَلِك ويتجلى لَهُم فَيَخِرُّونَ سجدا طبقَة بِفَتْح الطَّاء وَالْبَاء قَالَ الْهَرَوِيّ الطَّبَق فقار الظّهْر أَي صَار فقاره وَاحِدًا كالصحيفة وَقد تحول فِي صورته فِي كثير من الْأُصُول فِي صُورَة بِغَيْر هَاء وَهُوَ الَّذِي فِي الْجمع للحميدي وَالْأول أظهر وَهُوَ الَّذِي فِي الْجمع لعبد الْحق وَمَعْنَاهُ قد أَزَال الْمَانِع لَهُم من رُؤْيَته وتجلى لَهُم الجسر بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا الصِّرَاط وَتحل الشَّفَاعَة بِكَسْر الْحَاء وَقيل بضَمهَا أَي تقع وَيُؤذن فِيهَا دحض بِالتَّنْوِينِ وداله مَفْتُوحَة والحاء سَاكِنة مزلة بِفَتْح الْمِيم وَالزَّاي تفتح وتكسر وهما بِمَعْنى وَهُوَ الْموضع الَّذِي تزل وتزلق فِيهِ الْأَقْدَام وَلَا تَسْتَقِر خطاطيف جمع خطَّاف بِضَم الْخَاء وَهُوَ بِمَعْنى الكلاليب وحسك بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ شوك صلب من حَدِيد مكدوس بِالْمُهْمَلَةِ وَمَعْنَاهُ كَون الْأَشْيَاء بَعْضهَا على بعض وَرُوِيَ بِالْمُعْجَمَةِ وَمَعْنَاهُ السُّوق فِي استقصاء الْحق ضبط على أوجه أَحدهَا استيضاء بمثناة تحتية ثمَّ ضاد مُعْجمَة وَالثَّانِي استضاء بِحَذْف التَّحْتِيَّة وَهُوَ الْمَوْجُود فِي أَكثر الْأُصُول وَالثَّالِث اسْتِيفَاء بِإِثْبَات التَّحْتِيَّة وبالفاء بدل الضَّاد وَهُوَ الَّذِي فِي الْجمع لعبد الْحق وَالرَّابِع استقصاء بقاف وصاد مُهْملَة قَالَ النَّوَوِيّ معنى الأول وَالثَّانِي أَنكُمْ إِذا عرض لكم فِي الدُّنْيَا أَمر مُهِمّ والتبس الْحَال فِيهِ وسألتم الله بَيَانه وناشدتموه فِي استيضائه وبالغتم فِيهَا لَا تكون مناشدة أحدكُم بأشد من مناشدة الْمُؤمنِينَ الله فِي الشَّفَاعَة لإخوانهم وَمعنى الثَّالِث وَالرَّابِع مَا مِنْكُم من أحد يناشد الله فِي الدُّنْيَا فِي اسْتِيفَاء حَقه واستقصائه وتحصيله من خَصمه والمعتدي عَلَيْهِ بأشد من مناشدة الْمُؤمنِينَ الله فِي الشَّفَاعَة لإخوانهم يَوْم الْقِيَامَة مِثْقَال دِينَار من خير قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ هُنَا الْيَقِين قَالَ وَالصَّحِيح أَنه شَيْء زَائِد على مُجَرّد الْإِيمَان لِأَن مُجَرّد الْإِيمَان الَّذِي هُوَ التَّصْدِيق لَا يتَجَزَّأ وَإِنَّمَا يكون التجزء لشَيْء زَائِد عَلَيْهِ من عمل صَالح أَو ذكر خَفِي أَو عمل من أَعمال الْقلب من نِيَّة صَادِقَة أَو خوف من الله أَو شَفَقَة على مِسْكين وَجعل للشافعين دَلِيلا عَلَيْهِ رَبنَا لم نذر فِيهَا خيرا بِسُكُون التَّحْتِيَّة أَي صَاحب خير شفعت بِفَتْح الْفَاء فَيقبض قَبْضَة مَعْنَاهُ يجمع جمَاعَة قد عَادوا أَي صَارُوا وَلَيْسَ بِلَازِم فِي عَاد أَن يصير فِي حَالَة كَانَ عَلَيْهَا قبل ذَلِك حمما بِضَم الْحَاء وَفتح الْمِيم الأولى المخففة وَهُوَ الفحم واحده حممه نهر بِفَتْح الْهَاء وتسكن أَفْوَاه الْجنَّة جمع فوه بِضَم الْفَاء وَتَشْديد الْوَاو الْمَفْتُوحَة على غير قِيَاس وأفواه الْأَزِقَّة والأنهار أوائلها قَالَ صَاحب الْمطَالع كَأَن المُرَاد فِي الحَدِيث يفتح من مسالك قُصُور الْجنَّة ومنازلها مَا يكون إِلَى الشَّمْس أصيفر وأخيضر وَمَا يكون مِنْهَا إِلَى الظل يكون فِي الْمَوْضِعَيْنِ تَامَّة يكون أَبيض هِيَ فِيهِ نَاقِصَة كَاللُّؤْلُؤِ أَي فِي صفائهم وتلألئهم فِي رقابهم الخواتيم قَالَ صَاحب التَّحْرِير هُوَ أَشْيَاء من ذهب أَو غَيره تعلق فِي أَعْنَاقهم عَلامَة يعْرفُونَ بهَا هَؤُلَاءِ أَي يَقُولُونَ زغبة بِضَم الزَّاي وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وباء مُوَحدَة لقب حَمَّاد وَالِد عِيسَى وَلَا قدم بِفَتْح الْقَاف وَالدَّال أَي خير فَأقر بِهِ عِيسَى أَي بِقَوْلِي لَهُ أَولا أخْبركُم اللَّيْث بإسنادهما أَي حَفْص بن ميسرَة وَسَعِيد بن أبي هِلَال الراويين فِي الطَّرِيقَيْنِ السَّابِقين عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي سعيد وَمُرَاد مُسلم أَن زيدا رَوَاهُ عَن عَطاء عَن أبي سعيد وَرَوَاهُ عَن زيد بِهَذَا الْإِسْنَاد ثَلَاثَة من أَصْحَابه حَفْص وَسَعِيد وَهِشَام فَأَما روايتا حَفْص وَسَعِيد فتقدمتا وَأما رِوَايَة هِشَام فَهِيَ من حَيْثُ الْإِسْنَاد بإسنادهما وَمن حَيْثُ الْمَتْن نَحْو حَدِيث حَفْص الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 [184] فِي نهر الْحَيَاة أَو الحيا الشَّك من مَالك وَرِوَايَة غَيره الْحَيَاة بِالتَّاءِ من غير شكّ والحيا بِالْقصرِ الْمَطَر لِأَنَّهُ يحيي بِهِ الأَرْض الغثاءة بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وبالمثلثة المخففة وَالْمدّ وهاء كل مَا جَاءَ بِهِ السَّيْل وَقيل المُرَاد مَا احتمله السَّيْل من البذور وَفِي غير مُسلم كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي غثاء السَّيْل وَهُوَ مَا احتمله من الزّبد والعيدان وَنَحْوهمَا فِي حمئة بِفَتْح الْحَاء وَكسر الْمِيم وهمزة الطين الْأسود الَّذِي يكون فِي أَطْرَاف النَّهر أَو حميلة السَّيْل واحده الْحميل بِمَعْنى الْمَحْمُول وَهُوَ الغثاء الَّذِي يحملهُ السَّيْل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 [185] أما أهل النَّار فِي أَكثر النّسخ أهل النَّار بِحَذْف أما فالفاء فِي فَإِنَّهُم زَائِدَة الَّذين هم أَهلهَا أَي الْكفَّار المستحقون للخلود وَلَا يحيون أَي حَيَاة يَنْتَفِعُونَ بهَا ويستريحون مَعهَا فأماتهم أَي الله وَفِي بعض النّسخ فأماتتهم بتائين أَي النَّار إماتة اسْتدلَّ بِهِ الْقُرْطُبِيّ على أَنهم يموتون حَقِيقَة لِأَنَّهُ فَائِدَة التوكيد بِالْمَصْدَرِ ضبائر بِفَتْح الضَّاد الْمُعْجَمَة جمع ضبارة بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَهِي الْجَمَاعَات فِي تَفْرِقَة ونصبه الْحَال فبثوا بِضَم الْمُوَحدَة ثمَّ ثاء مُثَلّثَة فرقوا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 [186] حبوا هُوَ الْمَشْي على الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ أَو الرُّكْبَتَيْنِ أَتسخر بِي أَو أتضحك بِي شكّ من الرَّاوِي وَهَذَا القَوْل صدر من قَائِله دهشا لما غَلبه من الْفَرح وسخر يتَعَدَّى بِالْبَاء على معنى هزأ أَو بِمن وَهُوَ الْأَفْصَح نَوَاجِذه بِالْجِيم والذال الْمُعْجَمَة الأنياب وَقيل الأضراس زحفا هُوَ الْمَشْي على الإست مَعَ إشرافه بصدره وَكَأَنَّهُ يمشي تَارَة حبوا وَتارَة زحفا وَعشرَة أَضْعَاف الدُّنْيَا أَي أَمْثَالهَا فَإِن الْمُخْتَار عِنْد أهل اللُّغَة أَن الضعْف الْمثل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 [187] ويكبو أَي يسْقط على وَجهه وتسفعه النَّار بِفَتْح التَّاء وَالْفَاء بَينهمَا مُهْملَة سَاكِنة أَي تضرب وَجهه فتسوده أَي تُؤثر فِيهِ أثرا مَا لَا صَبر لَهُ عَلَيْهِ كَذَا فِي الْأُصُول فِي الْمَرَّتَيْنِ الْأَوليين وَفِي الثَّالِثَة فِي بعض الْأُصُول وَفِي أَكْثَرهَا فِيهَا عَلَيْهَا على تَأْوِيل مَا بِنِعْمَة وعَلى بِمَعْنى عَن مَا يصريني مِنْك بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الصَّاد الْمُهْملَة أَي يقطع مسألتك مني والصري الْقطع وَفِي غير مُسلم مَا يصريك مني قَالَ الْحَرْبِيّ وَهُوَ الصَّوَاب وَأنكر مَا فِي مُسلم ورده النَّوَوِيّ وَقَالَ كِلَاهُمَا صَحِيح فَإِن السَّائِل مَتى انْقَطع من المسؤول انْقَطع المسؤول مِنْهُ وَالْمعْنَى أَي شَيْء يرضيك وَيقطع السُّؤَال بيني وَبَيْنك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 [188] النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش بالتحتية والمعجمة اسْمه زيد بن الصَّامِت وَقيل زيد بن النُّعْمَان وَقيل عبيد وَقيل عبد الرَّحْمَن صَحَابِيّ زوجتاه كَذَا فِي الْأُصُول تَثْنِيَة زَوْجَة بِإِثْبَات الْهَاء وَهِي لُغَة فتقولان بالفوقية وَمن قَالَ بالتحتية فقد لحن أحياك لنا وَأَحْيَانا لَك أَي خلقك لنا وخلقنا لَك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 [189] بن أبجر بِفَتْح الْهمزَة وَالْجِيم وَسُكُون الْمُوَحدَة بَينهمَا اسْمه عبد الْملك بن سعيد بن حَيَّان بن أبجر وَأخذُوا أخذاتهم بِفَتْح الْهمزَة وَالْخَاء أَي مَا أخذُوا من كَرَامَة مَوْلَاهُم وَذكره ثَعْلَب بِكَسْر الْهمزَة أُولَئِكَ الَّذين أردْت بِضَم التَّاء أَي اخْتَرْت واصطفيت وختمت عَلَيْهَا أَي فَلَا يتَطَرَّق إِلَيْهَا تَغْيِير فَلم تَرَ عين وَلم تسمع أذن وَلم يخْطر على قلب بشر أَي مَا أكرمتهم بِهِ وأعددته لَهُم مصداقه بِكَسْر الْمِيم أَي دَلِيله وَمَا يصدقهُ عَن أخس أهل الْجنَّة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَشْديد السِّين أَي أَدْنَاهُم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 [191] سمع جَابر بن عبد الله يسْأَل عَن الْوُرُود فَقَالَ نجيىء نَحن يَوْم الْقِيَامَة عَن كَذَا وَكَذَا انْظُر أَي ذَلِك فَوق النَّاس قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا وَقع فِي الْأُصُول وَاتفقَ المتقدمون والمتأخرون على أَنه تَغْيِير وتصحيف صَوَابه نجيء يَوْم الْقِيَامَة على كوم هَكَذَا رَوَاهُ بعض أهل الحَدِيث وَفِي كتاب بن أبي خَيْثَمَة من طَرِيق كَعْب بن مَالك يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة على تل وَعند بن جرير فِي تَفْسِيره من حَدِيث بن عمر فيرقى مُحَمَّد وَأمته على كوم فَوق النَّاس وَذكر من حَدِيث كَعْب بن مَالك يحْشر النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فَأَكُون أَنا وَأمتِي على تل قَالَ القَاضِي فَهَذَا كُله يبين مَا تغير من الحَدِيث وَأَنه كَانَ أظلم هَذَا على الرَّاوِي أَو أمحى فَعبر عَنهُ بِكَذَا وَكَذَا وَفسّر بقوله أَي فَوق النَّاس وَكتب إِلَيْهِ انْظُر تَنْبِيها فَجمع النقلَة ونسقوه على أَنه متن الحَدِيث كَمَا ترَاهُ قَالَ ثمَّ إِن هَذَا الحَدِيث جَاءَ كُله من كَلَام جَابر مَوْقُوفا عَلَيْهِ وَلَيْسَ هَذَا من شَرط مُسلم إِذْ لَيْسَ فِيهِ ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا أدخلهُ مُسلم فِي الْمسند لِأَنَّهُ روى مُسْندًا من غير هَذَا الطَّرِيق فَصرحَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن جريج بِرَفْعِهِ فيتجلى لَهُم يضْحك أَي يظْهر وَهُوَ رَاض عَنْهُم يطفأ بِضَم الْيَاء وَفتحهَا ثمَّ ينجو الْمُؤْمِنُونَ فِي أَكثر الْأُصُول الْمُؤمنِينَ زمرة جمَاعَة نَبَات الشَّيْء فِي السَّيْل فِي بعض رِوَايَات مُسلم نَبَات الدمن بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْمِيم وَهُوَ الْمَوْجُود فِي الْجمع لعبد الْحق والدمن البعر أَي نَبَات ذِي الدمن فِي السَّيْل أَي كَمَا ينْبت الشَّيْء الْحَاصِل فِي البعر والغثاء الْمَوْجُود فِي أَطْرَاف النَّهر وَالْمرَاد التَّشْبِيه لَهُ فِي السرعة والنضارة وَيذْهب حراقه بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الرَّاء أثر النَّار وَالضَّمِير للمخرج من النَّار وَكَذَا ضمير ثمَّ يسْأَل دارات جمع دَاره وَهِي مَا يُحِيط بِالْوَجْهِ من جوانبه حَتَّى يدْخلُونَ بِإِثْبَات النُّون شغفني بالغين الْمُعْجَمَة ويروى بِالْمُهْمَلَةِ وهما متقاربان أَي لصق بشغاف قلبِي وَهُوَ غلافه رَأْي من رَأْي الْخَوَارِج هُوَ تخليد أَرْبَاب الْكَبَائِر فِي النَّار ثمَّ نخرج على النَّاس أَي ندعوا إِلَى مَذْهَب الْخَوَارِج ونحث عَلَيْهِ فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ فِي كثير من الْأُصُول كَأَنَّهَا وَهُوَ عَائِد إِلَى الصُّور أَي صورهم عيدَان السمسم جمع سمسم وَهُوَ الْحبّ الْمَعْرُوف الَّذِي يسْتَخْرج مِنْهُ الشيرج قَالَ بن الْأَثِير وعيدانه ترَاهَا إِذا طلعت وَتركت ليؤخذ حبها دقاقا سوادا كَأَنَّهَا محترقة فَشبه بهَا هَؤُلَاءِ وَقيل هِيَ كل نبت ضَعِيف كالسمسم والكزبرة وَقيل اللَّفْظَة محرفة وَإِنَّمَا هِيَ السأسم بِحَذْف الْمِيم الأولى وبهمزة وَفتح السِّين الثَّانِيَة وَهُوَ عود أسود وَقيل الأبنوس شبهوا بِهِ فِي سوَاده الْقَرَاطِيس جمع قرطاس بِكَسْر الْقَاف وَضمّهَا الصَّحِيفَة شبهوا بهَا فِي شدَّة الْبيَاض أَتَرَوْنَ الشَّيْخ أَي جَابِرا والاستفهام للإنكار مَا خرج منا غير رجل وَاحِد أَي كلهم تَابُوا عَن رَأْي الْخَوَارِج سواهُ أَو كَمَا قَالَ أَبُو نعيم هُوَ الْفضل بن دُكَيْن الْمَذْكُور أول الْإِسْنَاد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 [193] فَيَهْتَمُّونَ أَي يعتنون بسؤال الشَّفَاعَة فيلهمون أَي يلهمهم الله تَعَالَى سُؤال ذَلِك قَالَ النَّوَوِيّ والإلهام أَن يلقى الله تَعَالَى فِي النَّفس أمرا يحمل على فعل الشَّيْء أَو تَركه خلقك الله بِيَدِهِ وَنفخ فِيك من روحه هَذَا من بَاب إِضَافَة التشريف لست هُنَاكُم أَي لست أَهلا لذَلِك ائْتُوا نوحًا أول رَسُول قَالَ الْمَازرِيّ إِن صَحَّ دَلِيل على أَن إِدْرِيس أرسل لم يَصح قَول النسابين إِنَّه قبل نوح لهَذَا الحَدِيث وَإِن لم يقم دَلِيل جَازَ مَا قَالُوهُ وَحمل على أَنه نَبِي مُرْسل قَالَ القَاضِي وَلَا يرد على الحَدِيث رِسَالَة آدم وشيث لِأَنَّهُ أرسل إِلَى بنيه وَلم يَكُونُوا كفَّارًا بل أَمر بتبليغهم الْإِيمَان وَطَاعَة الله وَكَذَلِكَ خَلفه شِيث بعده فيهم بِخِلَاف رِسَالَة نوح إِلَى كفار أهل الأَرْض اتَّخذهُ الله خَلِيلًا أصل الْخلَّة الِاخْتِصَاص والاصطفاء وَقيل الِانْقِطَاع إِلَى من خاللت من الْخلَّة وَهِي الْحَاجة فَسُمي إِبْرَاهِيم بذلك لِأَنَّهُ قصر حَاجته على ربه سُبْحَانَهُ وَقيل الْخلَّة صفاء الْمَوَدَّة لِأَنَّهَا توجب تخَلّل الْأَسْرَار وَقيل مَعْنَاهُ الْمحبَّة والألطاف الَّذِي كَلمه الله قَالَ النَّوَوِيّ صفة الْكَلَام ثابته لله تَعَالَى لَا تشبه كَلَام غَيره غفر الله مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر هُوَ كِنَايَة عَن عصمته وتبرئته لَهُ من الذُّنُوب وَقعت سَاجِدا إِلَى آخِره فِي مُسْند أَحْمد أَنه يسْجد قدر جُمُعَة من جمع الدُّنْيَا أَي وَجب عَلَيْهِ الخلود هم الْكفَّار قَالَ تَعَالَى وَمَا هم بِخَارِجِينَ من النَّار ثمَّ آتيه أَي أَعُود إِلَى الْمقَام الَّذِي قُمْت فِيهِ أَولا وَسَأَلت صَاحب الدستوَائي أَي بِفَتْح الدَّال وَإِسْكَان السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ والمثناة الْفَوْقِيَّة وَبعد الْألف يَاء النِّسْبَة من غير نون وَمِنْهُم من يزِيد فِيهِ نونا بَين الْألف وَالْيَاء نِسْبَة إِلَى دستوى كورة من كور الأهواز كَانَ يَبِيع الثِّيَاب الَّتِي تجلب مِنْهَا فنسب إِلَيْهَا فَيُقَال هِشَام الدستوَائي وَهِشَام صَاحب الدستوَائي أَي صَاحب الْبَز الدستوَائي مَا يزن أَي يعدل ذرة بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء وَاحِدَة الذَّر وَهُوَ الْحَيَوَان الصَّغِير من النَّمْل إِلَّا أَن شُعْبَة جعل مَكَان الذّرة ذرة يَعْنِي بِضَم الذَّال وَتَخْفِيف الرَّاء صحف فِيهَا أَبُو بسطَام هِيَ كنية شُعْبَة فأحمده بِمَحَامِد لَا أقدر عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول وَالضَّمِير عَائِد إِلَى الْحَمد فَأخْرجهُ كَذَا فِي بعض الْأُصُول فِي الأول خطابا لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي بَعْضهَا فأخرجوه خطابا لَهُ وَلمن مَعَه من الْمَلَائِكَة وَفِي بَعْضهَا فأخرجوا بِحَذْف الْمَفْعُول أما الثَّانِي وَالثَّالِث فاتفقت الْأُصُول على فَأخْرجهُ بِظهْر الجبان بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْبَاء الصَّحرَاء وَتسَمى بهَا الْمَقَابِر لِأَنَّهَا تكون فِيهَا فَهُوَ من بَاب تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَوْضِعه أَي بظاهرها وأعلاها والمرتفع مِنْهَا وَهُوَ مستخف أَي متغيب خوفًا من الْحجَّاج هيه بِكَسْر الهائين وَسُكُون التَّحْتِيَّة بَينهمَا اسْم فعل يُقَال فِي استزادة الحَدِيث وَيُقَال إيه بِكَسْر الْهمزَة جَمِيع بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْمِيم أَي مُجْتَمع الْقُوَّة وَالْحِفْظ ثمَّ أرجع إِلَى رَبِّي هُوَ ابْتِدَاء تَمام الحَدِيث الَّذِي وعد بتحديثه وَمَعْنَاهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ أرجع وجبريائي بِكَسْر الْجِيم أَي عظمتي وسلطاني وقهري الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 [194] فنهس مِنْهَا نهسة بِالْمُهْمَلَةِ وَلابْن ماهان بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ الْهَرَوِيّ النهس بِالْمُهْمَلَةِ بأطراف الْأَسْنَان وبالمعجمة بالأضراس فِي صَعِيد وَاحِد هُوَ الأَرْض الواسعة المستوية وَينْفذهُمْ الْبَصَر رَوَاهُ الْأَكْثَر بِفَتْح الْيَاء وَبَعْضهمْ بِالضَّمِّ والذال الْمُعْجَمَة قَالَ الْكسَائي يُقَال نفذني الْبَصَر إِذا بَلغنِي وجاوزني قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ ينفذهم بصر الرَّحْمَن حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِم كلهم وَقَالَ غَيره أَرَادَ يخرقهم أبصار الناظرين لِاسْتِوَاء الصَّعِيد وَالله تَعَالَى أحَاط بِالنَّاسِ أَولا وآخرا قَالَ أَبُو حَاتِم وَأهل الحَدِيث يَرْوُونَهُ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَإِنَّمَا هُوَ بِالْمُهْمَلَةِ أَي بلغ أَوَّلهمْ وَآخرهمْ حَتَّى يراهم كلهم ويستوعبهم من نفذ الشَّيْء وأنفذته قَالَ النَّوَوِيّ فَحصل خلاف فِي الْيَاء وَالدَّال وَفِي الْبَصَر وَالأَصَح فتح الْيَاء وإعجام الذَّال وَأَنه بصر الْمَخْلُوق أَلا ترى إِلَى مَا قد بلغنَا بِفَتْح الْغَيْن فِي الْأَشْهر وَضَبطه بعض الْمُتَأَخِّرين بِالْفَتْح والسكون إِن رَبِّي غضب الْيَوْم المُرَاد بغضبه مَا يظْهر من انتقامه وأليم عِقَابه وَمَا يُشَاهِدهُ أهل الْجمع من الْأَهْوَال كَمَا أَن رِضَاهُ ظُهُور رَحمته ولطفه لِاسْتِحَالَة حَقِيقَة الْغَضَب والرضى على الله تَعَالَى المصراعين بِكَسْر الْمِيم جانبا الْبَاب وهجر بِفَتْح الْهَاء وَالْجِيم مَدِينَة عَظِيمَة هِيَ قَاعِدَة الْبَحْرين وَهِي غير هجر الْمَذْكُورَة فِي حَدِيث الْقلَّتَيْنِ تِلْكَ قَرْيَة من قرى الْمَدِينَة كَانَت القلال تصنع بهَا وَبصرى بِضَم الْبَاء مَدِينَة على ثَلَاث مراحل من دمشق أَلا تَقولُونَ كيفه هِيَ هَاء السكت لحقت فِي الْوَقْف قَالُوا كيفه يَا رَسُول الله اثبتوا الْهَاء إِمَّا إِجْرَاء للوصل مجْرى الْوَقْف أَو قصد اتِّبَاع لَفظه الَّذِي حثهم عَلَيْهِ عضادتي الْبَاب بِكَسْر الْعين وإعجام الضَّاد خشبتاه من جانبيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 [195] تزلف لَهُم الْجنَّة بِضَم التَّاء وَسُكُون الزَّاي أَي تقرب إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء وَرَاء قَالَ النَّوَوِيّ الْمَشْهُور فيهمَا الْفَتْح بِلَا تَنْوِين وَيجوز بناؤهما على الضَّم وَقَالَ أَبُو الْبَقَاء إِنَّه الصَّوَاب لِأَن تَقْدِيره من وَرَاء ذَلِك أَو من وَرَاء شَيْء آخر قَالَ وَوجه الْفَتْح التَّرْكِيب كشذر مذر والكلمة مُؤَكدَة وَقَالَ صَاحب التَّحْرِير هَذِه كلمة تذكر على سَبِيل التَّوَاضُع أَي لست بِتِلْكَ الدرجَة الرفيعة قَالَ وَقد وَقع لي فِيهِ معنى مليح وَهُوَ أَن مَعْنَاهُ أَن المكارم الَّتِي أعطيتهَا بِوَاسِطَة سفارة جِبْرِيل وَلَكِن اعمدوا إِلَى مُوسَى فَإِنَّهُ حصل لَهُ سَماع الْكَلَام بِغَيْر وَاسِطَة وَإِنَّمَا كرر وَرَاء لكَون نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حصل لَهُ السماع بِغَيْر وَاسِطَة وَحصل لَهُ الرُّؤْيَة فَقَالَ إِبْرَاهِيم أَنا وَرَاء مُوسَى الَّذِي هُوَ وَرَاء مُحَمَّد وَترسل الْأَمَانَة وَالرحم قَالَ النَّوَوِيّ يصوران شَخْصَيْنِ على الصّفة الَّتِي يريدها الله فتقومان بالفوقية جنبتي الصِّرَاط بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون أَي جانبيه وَشد الرِّجَال بِالْجِيم جمع رجل وَلابْن ماهان بِالْحَاء قَالَ القَاضِي وهما متقاربان فِي الْمَعْنى وشدها عدوها الْبَالِغ وجريها وَفِي حافتي الصِّرَاط بتَخْفِيف الْفَاء جانباه ومكدوس فِي أَكثر الْأُصُول هُنَا مكردس بالراء ثمَّ الدَّال وَهُوَ قريب من معنى المكدوس وَإِن قَعْر جَهَنَّم لسبعون فِي أَكثر الْأُصُول لسَبْعين بِالْيَاءِ أما على حذف الْمُضَاف وإبقاء الْجَرّ أَي سير سبعين وَإِمَّا على قَعْر مصدر قعرت الشَّيْء إِذا بلغت قَعْره وَسبعين ظرف زمَان وَالتَّقْدِير إِن بُلُوغ قَعْر جَهَنَّم لكائن فِي سبعين خَرِيفًا أَي سنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 [198] لكل نَبِي دَعْوَة أَي متيقنة الْإِجَابَة بِخِلَاف سَائِر مَا يدعونَ بِهِ فَإِنَّهُ على الرَّجَاء وَقد لَا يُجَاب بعضه إِن شَاءَ الله على جِهَة التَّبَرُّك والامتثال لقَوْله تَعَالَى وَلَا تقولن لشَيْء الْآيَة أسيد بِفَتْح الْهمزَة بن جَارِيَة بِالْجِيم لكعب الْأَحْبَار هم الْعلمَاء واحدهم حبر بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا أَي كَعْب الْعلمَاء قَالَه بن قُتَيْبَة وَغَيره وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة سمي بذلك لكَونه صَاحب كتب الْأَحْبَار جمع حبر بِالْكَسْرِ وَهُوَ مَا يكْتب بِهِ [202] الصَّدَفِي بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ وَفَاء نِسْبَة إِلَى الصدف بِفَتْح الصَّاد وَكسر الدَّال قَبيلَة وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِن تُعَذبهُمْ فَإِنَّهُم عِبَادك قيل إِن قَالَ هُنَا اسْم بِمَعْنى القَوْل لَا فعل كَأَنَّهُ قَالَ وتلا قَالَ عِيسَى وَلَا نسوؤك أَي لَا نخزيك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 [203] قفى ولى قَفاهُ منصرفا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 [204] لؤَي بهمز ودونه يَا فَاطِمَة فِي أَكثر الْأُصُول يَا فاطم بالترخيم لَا أملك لكم من الله شَيْئا مَعْنَاهُ لَا تتكلوا على قَرَابَتي فَإِنِّي لَا أقدر على دفع مَكْرُوه يُريدهُ الله بكم سَأَبلُّهَا أَي سأصلها شبهت قطيعة الرَّحِم بالحرارة وَوَصلهَا بإطفاء الْحَرَارَة بِالْمَاءِ بِبلَالِهَا بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا من بله يبله والبلال المَاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 [207] الْمخَارِق بِضَم الْمِيم وخاء مُعْجمَة انْطلق مَعْنَاهُ قَالَا لِأَن المُرَاد أَن قبيصَة وزهيرا قَالَا لَكِن لما اتفقَا كَانَا كَالرّجلِ الْوَاحِد فأفرد فعلهمَا وَإِنَّمَا أَعَادَهُ لطول الْكَلَام رضمة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة وَفتحهَا وَالْجمع رضم ورضام وَهِي صخور عِظَام بَعْضهَا فَوق بعض وَقيل هِيَ دون الهضاب وَقَالَ صَاحب الْعين الرضمة حِجَارَة لَيست ثَابِتَة فِي الأَرْض كَأَنَّهَا منثورة يربأ برَاء وموحدة وهمز بِوَزْن يقْرَأ أَي يحفظ أَهله ويتطلع إِلَيْهِم يَهْتِف بِكَسْر الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة ثمَّ فَاء أَي يَصِيح ويصرخ يَا صَبَاحَاه كلمة اعتادوها عِنْد وُقُوع أَمر عَظِيم يَقُولُونَهَا ليجتمعوا ويتأهبوا لَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 [208] ورهطك مِنْهُم المخلصين بِفَتْح اللَّام قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر أَن هَذَا كُله كَانَ قُرْآنًا أنزل ثمَّ نسخت تِلَاوَته بسفح الْجَبَل بِفَتْح السِّين أَسْفَله وَقيل عرضه مصدقي بتَشْديد الدَّال الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 [209] ضحضاح بِفَتْح الضادين المعجمتين مَا رق من المَاء على وَجه الأَرْض إِلَى نَحْو الْكَعْبَيْنِ واستعير فِي النَّار الدَّرك الْأَسْفَل بِفَتْح الرَّاء وسكونها قَعْر جَهَنَّم وأقصى أَسْفَلهَا غَمَرَات بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَالْمِيم جمع غمرة بِسُكُون الْمِيم الْمُعظم من الشَّيْء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 [213] أَخْمص بِفَتْح الْهمزَة المتجافي من الرجل عَن الأَرْض وشراكان هما من سيور النَّعْل الَّذِي على وَجههَا وعَلى ظهر الْقدَم الْمرجل بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْجِيم الْقدر سَوَاء كَانَ من حَدِيد أَو حِجَارَة أَو خزف وَقيل هُوَ الْقدر من النّحاس خَاصَّة [214] بن جدعَان بِضَم الْجِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة اسْمه عبد الله من رُؤَسَاء قُرَيْش الجزء: 1 ¦ الصفحة: 274 [215] إِن آل أبي يَعْنِي فلَانا هَذِه الْكِنَايَة من بعض الروَاة خوفًا والمكنى عَنهُ هُوَ الحكم بن أبي الْعَاصِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 [216] سَبَقَك بهَا عكاشة بِضَم الْعين وَتَشْديد الْكَاف وتخفف قَالَ القَاضِي لم يكن الرجل الثَّانِي مِمَّن يسْتَحق تِلْكَ الْمنزلَة وَلَا بِصفة أَهلهَا بِخِلَاف عكاشة وَقيل بل كَانَ منافقا فَأجَاب بِكَلَام مُحْتَمل وَلم ير التَّصْرِيح لَهُ بأنك لست مِنْهُم لما كَانَ عَلَيْهِ من حسن الْعشْرَة وَقيل إِنَّه أجَاب عكاشة لوحي فِيهِ وَلم يحصل ذَلِك للْآخر وَفِي مبهمات الْخَطِيب يُقَال إِن الرجل الثَّانِي سعد بن عبَادَة قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ يبطل قَول من زعم أَنه مُنَافِق بن مُحصن بِكَسْر الْمِيم وَفتح الصَّاد نمرة كسَاء فِيهِ خطوط بيض وسود وحمر كَأَنَّهَا أخذت من جلد النمر [217] أَبُو يُونُس سليم بن جُبَير بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا زمرة وَاحِدَة بِالنّصب وَالرَّفْع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 [218] هم الَّذين لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يسْتَرقونَ قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره المُرَاد من ترك ذَلِك توكلا على الله وَرَضي بِقَضَائِهِ وبلائه قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الظَّاهِر من معنى الحَدِيث قَالَ وَحَاصِله أَن هَؤُلَاءِ كل تفويضهم إِلَى الله تَعَالَى فَلم يتسببوا إِلَى دفع مَا أوقعه بهم قَالَ وَلَا شكّ فِي فَضِيلَة هَذِه الْحَالة ورجحان صَاحبهَا قَالَ وَأما تطبب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفعله ليبين لنا الْجَوَاز وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ حد التَّوَكُّل الثِّقَة بِاللَّه والإيقان بِأَن قَضَاءَهُ نَافِذ قَالَ الْقشيرِي التَّوَكُّل مَحَله الْقلب وَلَا يُنَافِيهِ الْحَرَكَة بِالظَّاهِرِ بعد مَا تحقق العَبْد أَن الثِّقَة من قبل الله فَإِن تعسر شَيْء فبتقديره وَإِن تيَسّر شَيْء فبتيسيره أَبُو خشينة بِضَم الْخَاء وَفتح الشين المعجمتين ثمَّ تحتية ثمَّ نون ثمَّ هَاء [219] متماسكون آخذ بِالرَّفْع فيهمَا وَرُوِيَ بِالنّصب فيهمَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 [220] انقض بِالْقَافِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة سقط البارحة هِيَ أقرب لَيْلَة مَضَت لدغت بإهمال الدَّال وإعجام الْغَيْن عين هِيَ إِصَابَة العائن غَيره بِعَيْنِه أَو حمة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم سم الْعَقْرَب وَشبههَا وَقيل فوعة السم وَقيل حِدته وحرارته وَالْمرَاد أَو ذِي حمة أَي لَا رقية إِلَّا من لدغ ذِي حمة الرهيط بِضَم الرَّاء تَصْغِير رَهْط وَهِي الْجَمَاعَة دون الْعشْرَة هَذِه أمتك وَمَعَهَا سَبْعُونَ ألفا أَي من جُمْلَتهمْ وَمِنْهُم وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ هَذِه أمتك وَيدخل الْجنَّة من هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ ألفا فَخَاضَ النَّاس بِالْخَاءِ وَالضَّاد المعجمتين أَي تكلمُوا وتناظروا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 [221] أَو كشعرة شكّ من الرَّاوِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 [222] بعث النَّار الْمَبْعُوث الموجه إِلَيْهَا فَإِن من يَأْجُوج وَمَأْجُوج ألف كَذَا فِي الْأُصُول بِالرَّفْع على تَقْدِير ضمير الشَّأْن أَي فَإِنَّهُ وَفِي يَأْجُوج وَمَأْجُوج الْهَمْز وَتَركه وهم من ولد يافث بن نوح وَقَالَ كَعْب هم من ولد آدم من غير حَوَّاء وَذَلِكَ أَن آدم احْتَلَمَ فامتزجت نطفته بِالتُّرَابِ فخلق الله مِنْهَا يَأْجُوج وَمَأْجُوج كالرقمة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْقَاف قَالَ أهل اللُّغَة الرقمتان فِي الْحمار هما الأثران فِي بَاطِن عضديه وَقيل الدائرة فِي ذراعه وَقيل الهنة الناتئة فِي ذِرَاع الدَّابَّة من دَاخل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 [223] أَن أَبَا سَلام حَدثهُ عَن أبي مَالك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره سقط بَينهمَا رجل وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن غنم وَقد ثَبت فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ وَابْن ماجة وَأجَاب االنووي بِاحْتِمَال سَماع أبي سَلام من أبي مَالك وَمن بن غنم عَن أبي مَالك الطّهُور بِالضَّمِّ على الافصح وَالْمرَاد بِهِ الْفِعْل شطر الْإِيمَان أَي نصفه وَالْمعْنَى أَن الْأجر فِيهِ يَنْتَهِي تَضْعِيفه الى نصف أجر الْإِيمَان وَقيل الْإِيمَان يجب مَا قبله من الْخَطَايَا وَكَذَا الْوضُوء إِلَّا أَنه لَا يَصح إِلَّا مَعَ الْإِيمَان فَصَارَ لتوقفه على الْإِيمَان فِي معنى الشّطْر وَقيل المُرَاد بِالْإِيمَان الصَّلَاة وَالطَّهَارَة شَرط فِي صِحَّتهَا فَصَارَت كالشطر وَلَا يلْزم فِي الشّطْر أَن يكون نصفا حَقِيقِيًّا قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا أقرب الْأَقْوَال وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان مَعْنَاهُ عظم أجرهَا وَأَنه يمْلَأ الْمِيزَان تملآن أَو تملأ بالتأنيث فيهمَا وَضمير الثَّانِي للجملة من الْكَلَام وَجوز صَاحب التَّحْرِير التَّذْكِير فيهمَا على إِرَادَة النَّوْعَيْنِ من الْكَلَام أَو الذكرين فِي الأول وَالذكر فِي الثَّانِي وَمَعْنَاهُ لَو قدر ثَوَابهَا جسما لملأ مَا بَين السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالصَّلَاة نور لِأَنَّهَا تمنع عَن الْمعاصِي وتنهى عَن الْفَحْشَاء وَالْمُنكر وتهدي إِلَى الصَّوَاب كَمَا أَن النُّور يستضاء بِهِ وَقيل يكون أجرهَا نورا لصَاحِبهَا وَقيل لِأَنَّهَا سَبَب لإشراق نور المعارف وانشراح الْقلب ومكاشفات الْحَقَائِق لفراغ الْقلب مِنْهَا واقباله االله وَقيل انها تكون نورا ظَاهرا على وَجهه يَوْم الْقِيَامَة وَفِي الدُّنْيَا أَيْضا بالبهاء وَالصَّدَََقَة برهَان أَي حجَّة على إِيمَان فاعلها فَإِن الْمُنَافِق يمْتَنع مِنْهَا لكَونه لَا يعتقدها وَالصَّبْر ضِيَاء أَي لَا يزَال صَاحبه مستضيئا مستهديا مستمرا على فعل الصَّوَاب وَالْقُرْآن حجَّة لَك أَو عَلَيْك أَي تنْتَفع بِهِ إِن تلوته وعملت بِهِ وَإِلَّا فَهُوَ عَلَيْك حجَّة كل النَّاس يَغْدُو إِلَى آخِره كل إِنْسَان يسْعَى بِنَفسِهِ فَمنهمْ من يَبِيعهَا لله بِطَاعَتِهِ فيعتقها من الْعَذَاب وَمِنْهُم من يَبِيعهَا للشَّيْطَان والهوى باتباعهما فيوبقها أَي يهلكها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 [224] يعودهُ وَهُوَ مَرِيض زَاد الْفرْيَابِيّ وَعِنْده قوم يدعونَ لَهُ بالعافية لَا تقبل صَلَاة بِغَيْر طهُور وَلَا صَدَقَة من غلُول رَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه من وَجه آخر عَن بن عمر مَوْقُوفا وَزَاد وَلَا نفقه فِي رَبًّا وَكنت على الْبَصْرَة وَزَاد الْفرْيَابِيّ وَلَا أَرَاك إِلَّا قد أصبت مِنْهَا شرا أَي فَلَا يقبل الدُّعَاء لَك كَمَا لَا تقبل الصَّلَاة وَالصَّدَََقَة إِلَّا من متصون قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر أَن بن عمر قصد زجر بن عَامر وحثه على التَّوْبَة وَلم يرد الْقطع حَقِيقَة بِأَن الدُّعَاء للظالم وَالْفَاسِق لَا ينفع فَلم يزل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالسَّلَف وَالْخلف يدعونَ لأَصْحَاب الْمعاصِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 [226] حمْرَان بِضَم الْحَاء واستنثر قَالَ الْجُمْهُور الإستنثار إِخْرَاج المَاء من الْأنف بعد الإستنشاق وَقَالَ بن الْأَعرَابِي وَابْن قُتَيْبَة الإتنثار هُوَ الإستنشاق وَالصَّوَاب الأول واحده والنثرة وَهِي طرف الْأنف من تَوَضَّأ نَحْو وضوئي هَذَا وَلم يقل مثل لِأَن حَقِيقَة مماثلته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يقدر عَلَيْهَا أحد غَيره لَا يحدث فِيهَا نَفسه زَاد الطَّبَرِيّ إِلَّا بِخَير وللحكيم التِّرْمِذِيّ لَا يحدث نَفسه فِي أُمُور الدُّنْيَا وَقَالَ النَّوَوِيّ وَالْمرَاد مَا يسترسل مَعَه وَيُمكن الْمَرْء قطعه فاما مَا يطْرَأ من الخواطر الْعَارِضَة غير المستقرة فَإِنَّهُ لَا يمْنَع حُصُول هَذِه الْفَضِيلَة غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه زَاد بن أبي شيبَة فِي المُصَنّف وَالْبَزَّاز وَمَا تَأَخّر قَالَ النَّوَوِيّ وَالْمرَاد الصَّغَائِر دون الْكَبَائِر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 [227] بِفنَاء الْمَسْجِد بِكَسْر الْفَاء وَالْمدّ أَي فِي جواره لَوْلَا آيَة بِالْمدِّ والتحية وَرُوِيَ بالنُّون وَالضَّمِير فَيحسن الْوضُوء أَي بِهِ تَاما بِكَمَال صفته وآدابه عَن صَالح قَالَ بن شهَاب وَلَكِن عُرْوَة يحدث عَن حمْرَان الْأَرْبَعَة تابعيون مدنيون وَصَالح أكبر من الزُّهْرِيّ فَفِيهِ رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر وَقَوله لَكِن مُتَعَلق بِحَدِيث قبله قَالَ عُرْوَة الْآيَة إِن الَّذين يكتمون فِي الْمُوَطَّأ قَالَ مَالك أرَاهُ يُرِيد هَذِه الْآيَة وأقم الصَّلَاة طرفِي النَّهَار وَزلفًا من اللَّيْل قَالَ القَاضِي وعَلى هَذَا تصح رِوَايَة أَنه بالنُّون أَي لَوْلَا أَن معنى مَا أحدثكُم فِي فِي كتاب الله مَا حَدثكُمْ بِهِ لِئَلَّا تتكلوا قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح تَأْوِيل عُرْوَة [228] مَا لم يُؤْت كَبِيرَة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن الذُّنُوب كلهَا تغْفر إِلَّا الْكَبَائِر فَإِنَّهَا لَا تغْفر بذلك وَلَيْسَ المُرَاد أَن الذُّنُوب تغْفر مَا لم تكن كَبِيرَة فَإِن كَانَت لَا يغْفر شَيْء من الصَّغَائِر وَذَلِكَ الدَّهْر كُله أَي مُسْتَمر بِجَمِيعِ الزَّمَان فَائِدَة قَالَ النَّوَوِيّ قد يُقَال إِذا كفر الْوضُوء الذُّنُوب فَمَاذَا تكفر الصَّلَاة وَإِذا كفرت الصَّلَاة فَمَاذَا تكفر الصَّلَاة فِي الْجَمَاعَات ورمضان وَصَوْم يَوْم عَرَفَة وعاشوراء وموافقة تَأْمِين الْمَلَائِكَة فقد ورد فِي كل أَنه يكفر قَالَ وَالْجَوَاب مَا أجَاب بِهِ الْعلمَاء أَن كل وَاحِد من الْمَذْكُورَات صَالح للتكفير فَإِن وجد مَا يكفره من الصَّغَائِر كفره وَإِن لم يُصَادف صَغِيرَة وَلَا كَبِيرَة كتب بِهِ حَسَنَات وَرفعت بِهِ دَرَجَات وَإِن صَادف كَبِيرَة أَو كَبَائِر رجونا أَن يُخَفف من الْكَبَائِر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 [229] من تَوَضَّأ هَكَذَا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه زَاد بن ماجة من طَرِيق آخر عَن حمْرَان وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تعتروا [230] بالمقاعد بِفَتْح الْمِيم وَالْقَاف دكاكين عِنْد دَار عُثْمَان وَقيل درج وَقيل مَوضِع بِقرب الْمَسْجِد اتَّخذهُ للقعود فِيهِ لقَضَاء حوائج النَّاس وَالْوُضُوء وَنَحْو ذَلِك عَن أبي النَّضر عَن أبي أنس قَالَ الغساني يذكر أَن وكيعا وهم فِي هَذَا الْإِسْنَاد فِي قَوْله عَن أبي النَّضر عَن أبي أنس وَإِنَّمَا يرويهِ أَبُو النَّضر عَن بسر بن سعيد عَن عُثْمَان قَالَه أَحْمد بن حَنْبَل وَالدَّارَقُطْنِيّ وَزَاد إِن حفاظ أَصْحَاب الثَّوْريّ خالفوا وكيعا وَرَوَوْهُ كَذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 [231] إِلَّا وَهُوَ يفِيض عَلَيْهِ نطفه بِضَم النُّون المَاء الْقَلِيل أَي لم يكن يمر عَلَيْهِ يَوْم إِلَّا اغْتسل فِيهِ مُحَافظَة على تَكْثِير الطُّهْر مَا أَدْرِي أحدثكُم بِشَيْء أَو أسكت سَبَب توقفه أَنه خَافَ مفْسدَة اتكالهم ثمَّ رأى الْمصلحَة فِي التحديث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 [232] لَا ينهزه بِفَتْح الْيَاء وَالْهَاء وَسُكُون النُّون بَينهمَا أَي لَا يَدْفَعهُ فينهضه ويحركه وَضَبطه بَعضهم بِضَم الْيَاء قَالَ صَاحب الْمطَالع وَهُوَ خطأ وَقيل لُغَة مَا خلا أَي مَا مضى الْحَكِيم بِضَم الْحَاء وَفتح الْكَاف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 [233] إِذا اجْتنب الْكَبَائِر بِالنّصب وَالْفَاعِل ضمير فاعلها وَفِي بعض الْأُصُول اجْتنبت بِزِيَادَة تَاء التَّأْنِيث مَبْنِيا للْمَفْعُول والكبائر بِالرَّفْع الْوضُوء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 [234] قَالَ وحَدثني أَبُو عُثْمَان قَائِل ذَلِك مُعَاوِيَة بن صَالح وَقيل ربيعَة بن يزِيد وَالصَّوَاب الأول وَقد صرح بِهِ فِي سنَن أبي دَاوُد من طَرِيق بن وهب عَن مُعَاوِيَة بن صَالح عَن أبي عُثْمَان وَأَظنهُ سعيد بن هَانِئ عَن جُبَير رِعَايَة الْإِبِل بِكَسْر الرَّاء الرَّاعِي فروحتها أَي رَددتهَا إِلَى مراحها فِي آخر النَّهَار مقبل بِالرَّفْع أَي وَهُوَ مقبل مَا أَجود هَذِه أَي الْكَلِمَة أَو الْعبارَة أَو الْبشَارَة أَو الْفَائِدَة آنِفا بِالْمدِّ أَي قَرِيبا فَيبلغ أَو فيسبغ الْوضُوء هما بِمَعْنى أَي يتمه ويكمله ويوصله موَاضعه على الْوَجْه الْمسنون أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله زَاد التِّرْمِذِيّ من هَذَا الطَّرِيق اللَّهُمَّ اجْعَلنِي من التوابين واجعلني من المتطهرين وَلابْن ماجة من حَدِيث أنس مثل رِوَايَة مُسلم إِلَّا أَن فِيهِ ثمَّ قَالَ ثَلَاث مَرَّات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 [235] عَن عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْأنْصَارِيّ قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ غير عبد الله بن زيد بن عبد ربه صَاحب الْأَذَان كَذَا قَالَه الْحفاظ وغلطوا سُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي قَوْله إِنَّه هُوَ فَدَعَا بِإِنَاء فأكفأ مِنْهَا كَذَا فِي الْأُصُول أَي من الْإِدَاوَة أَو المطهرة وأكفأ بِالْهَمْزَةِ أمال وصب فَأقبل بِهِ أَي بِالْمَسْحِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 [237] استجمر هُوَ مسح مَحل الْبَوْل وَالْغَائِط بالجمار وَهِي الْأَحْجَار الصغار وَقيل المُرَاد بهَا هُنَا فِي البخور أَن يُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث قطع بمنخريه بِكَسْر الْمِيم وَالْخَاء وبفتح الْمِيم وَكسر الْخَاء [238] فَإِن الشَّيْطَان يبيت قَالَ القَاضِي يحْتَمل الْحَقِيقَة فَإِن الْأنف أحد منافذ الْجِسْم الَّذِي يتَوَصَّل إِلَى الْقلب مِنْهَا لَا سِيمَا وَلَيْسَ مِنْهَا مَا لَا غلق عَلَيْهِ سواهُ وَسوى الْأُذُنَيْنِ وَيحْتَمل الإستعارة فَإِن مَا ينْعَقد من الْغُبَار ورطوبة الخياشيم قذارة توَافق الشَّيْطَان على خياشيمه جمع خيشوم وَهُوَ أَعلَى الْأنف وَقيل الْأنف كُله وَقيل عِظَام دقاق لينَة فِي أقْصَى الْأنف بَينه وَبَين الدِّمَاغ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 [240] نعيم بن عبد الله عَن سَالم مولى بن شَدَّاد كَذَا فِي الْأُصُول وَقيل إِنَّه خطأ وَالصَّوَاب مولى شَدَّاد كَمَا فِي الطَّرِيق الأول قَالَ النَّوَوِيّ وَالظَّاهِر أَنه صَوَاب فَإِن مولى شَدَّاد مولى لِابْنِهِ وَإِذا أمكن تَأْوِيل مَا صحت بِهِ الرِّوَايَة لم يجز إِبْطَالهَا كنت أَنا مَعَ عَائِشَة كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول أَنا مَعَ بالنُّون مَعَ الْمِيم وَفِي بَعْضهَا أبايع بِالْمُوَحَّدَةِ والتحتية من الْمُبَايعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 [241] يسَاف بِفَتْح الْيَاء وَكسرهَا وَيُقَال إساف بِكَسْر الْهمزَة عِجَال بِكَسْر جمع عجلَان وَهُوَ المستعجل مَاهك بِفَتْح الْهَاء غير مَصْرُوف حضرت بِفَتْح الضَّاد وَكسرهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 [245] أَبُو هِشَام المَخْزُومِي فِي بعض الْأُصُول أَبُو هَاشم وَالصَّوَاب الأول فَائِدَة سَأَلَني سَائل عَن حَدِيث الْوضُوء وَإِذا مسح رَأسه خرجت خَطَايَا رَأسه مَا خَطَايَا رَأسه فَقلت كَثِيرَة مِنْهَا 1 الْفِكر فِي محرم فَإِن الْفِكر فِي الرَّأْس 2 وَمِنْهَا تَحْرِيك الرَّأْس استهزاء بِالْمُسلمِ لَكِن فِي تكفيره بِالْوضُوءِ وَقْفَة لِأَنَّهُ حق آدَمِيّ وَرُبمَا تكون كَبِيرَة وَالْوُضُوء لَا يكفر إِلَّا الصَّغَائِر 3 وَمِنْهَا تَمْكِين الْأَجْنَبِيَّة من لمسه مثلا 4 وَمِنْهَا الْخُيَلَاء بِشعرِهِ وبالعمامة وإرسال العذبة فخرا وتكبرا قلت ذَلِك كُله بحثا ثمَّ راجعت حَدِيث الْوضُوء فِي مُسلم فَلم أر للرأس ذكرا بل اقْتصر على الْوَجْه وَالْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ نعم عِنْد بن ماجة من حَدِيث الصنَابحِي فَإِذا مسح بِرَأْسِهِ خرجت خطاياه من رَأسه حَتَّى تخرج من أُذُنَيْهِ وأوله من تَوَضَّأ فَمَضْمض واستنشق خرجت خطاياه من فَمه وَأَنْفه وللطبراني فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي أُمَامَة وَإِذا مسح بِرَأْسِهِ تناثرت خطاياه من أصُول الشّعْر وَله فِي الصَّغِير أبي لبَابَة بن عبد الْمُنْذر من حَدِيثه وَإِذا مسح بِرَأْسِهِ كفر بِهِ مَا سَمِعت أذنَاهُ وَلأبي يعلى من حَدِيث أنس ثمَّ يمسح رَأسه فتتناثر كل خَطِيئَة سَمِعت بهَا أذنَاهُ وللطبراني من حَدِيث أبي لبَابَة بن عبد الْمُنْذر وَلَا يمسح بِرَأْسِهِ إِلَّا كَانَ كَيَوْم وَلدته أمه وَلأَحْمَد عَن أبي أُمَامَة مَرْفُوعا من تَوَضَّأ فأسبغ الْوضُوء وَغسل يَدَيْهِ وَوَجهه وَمسح على رَأسه وَأُذُنَيْهِ غفر لَهُ مَا مشت رجله وقبضت عَلَيْهِ يَدَاهُ وَسمعت إِلَيْهِ أذنَاهُ وَنظرت إِلَيْهِ عَيناهُ وَحدث بِهِ نَفسه من سوء وَهَذَا يُؤَيّد مَا جنحت إِلَيْهِ أَولا من الْفِكر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 [246] المجمر بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد صفة لعبد الله لَا ل نعيم أشرع فِي الْعَضُد أَي أَدخل الْغسْل فيهمَا غرته وتحجيله الْغرَّة بَيَاض فِي جبهة الْفرس والتحجيل بَيَاض فِي يَديهَا ورجليها سمي بِهِ النُّور الَّذِي يكون على مَوَاضِع الْوضُوء يَوْم الْقِيَامَة تَشْبِيها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 [247] لأصد النَّاس أَي أمنعهم سِيمَا بِالْقصرِ وَقد تمد الْعَلامَة وَيُقَال سيماء بِزِيَادَة يَاء وَالْمدّ أذود أطْرد بِمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة فيجيبني بِالْيَاءِ من الْجَواب وَرُوِيَ بِالْهَمْز من الْمَجِيء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 [249] دَار قوم بِالنّصب على الإختصاص أَو النداء وَالْمرَاد أهل دَار وَإِنَّا إِن شَاءَ الله هُوَ للتبرك وامتثال الْآيَة وددت أَنا قد رَأينَا إِخْوَاننَا أَي فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَقيل المُرَاد تمني لقائهم بعد الْمَوْت قَالَ أَنْتُم أَصْحَابِي قَالَ الْبَاجِيّ لَيْسَ نفيا لاخوتهم وَلَكِن ذكر مزيتهم الزَّائِدَة بالصحبة فَهَؤُلَاءِ إخْوَة وصحابة وَالَّذين لم يَأْتُوا إخْوَة لَيْسُوا بصحابة دهم جمع أدهم وَهُوَ الْأسود بهم قيل هِيَ السود وَقيل البهيم الَّذِي لَا يخالط لَونه لونا سواهُ سَوَاء كَانَ أسود أَو أَبيض أَو أَحْمَر وَأَنا فرطهم أَي أتقدمهم إِلَى الْحَوْض يُقَال فرطت الْقَوْم أَي تقدمتهم لترتاد لَهُم المَاء وتهيئ لَهُم الدلاء والرشاء أَلا هَلُمَّ أَي تَعَالَوْا فَيُقَال إِنَّهُم قد بدلُوا بعْدك قيل هم المُنَافِقُونَ والمرتدون وَقيل من كَانَ فِي زَمَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمن ارْتَدَّ بعد وَفَاته وَقيل أَصْحَاب الْكَبَائِر وَقيل أَصْحَاب الْأَهْوَاء والبدع سحقا بِضَم السِّين والحاء وتسكن أَي بعدا ونصبه بِتَقْدِير ألزمهم الله أَو سحقهم [250] يَا بني فروخ بِفَتْح الْفَاء وَتَشْديد الرَّاء وإعجام الْخَاء ولد كَانَ لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كثر نَسْله ونما عدده فولد الْعَجم وَأَرَادَ أَبُو هُرَيْرَة بهم الموال قَالَ القَاضِي أَرَادَ أَبُو هُرَيْرَة بقوله هَذَا أَنه لَا يَنْبَغِي لمن يَقْتَدِي بِهِ إِذا ترخص فِي أَمر لضَرُورَة أَو تشدد فِيهِ لوسوسة أَن يعْتَقد أَن ذَلِك هُوَ الْفَرْض اللَّازِم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 [251] يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا هُوَ كِنَايَة عَن غفرانها أَو محوها من كتاب الْحفظَة وَيرْفَع بِهِ الدَّرَجَات هُوَ أَعلَى الْمنَازل فِي الْجنَّة إسباغ الْوضُوء إِتْمَامه على المكاره كشدة الْبرد وألم الْجِسْم فذلكم الرِّبَاط أَصله الْحَبْس على الشَّيْء كَأَنَّهُ حبس نَفسه على هَذِه الطَّاعَة وَيحْتَمل أَنه أفضل الرِّبَاط كَمَا قيل الْجِهَاد جِهَاد النَّفس وَفِي حَدِيث مَالك ثِنْتَيْنِ أَي ذكر ثِنْتَيْنِ أَو كرر ثِنْتَيْنِ فِي الْمُوَطَّأ تكريره ثَلَاثًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 [254] المغولي بِفَتْح الْمِيم وَالْوَاو وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة بَينهمَا نِسْبَة إِلَى المعاول بطن من الأزد [255] يتهجد التَّهَجُّد الصَّلَاة بِاللَّيْلِ يشوص بِفَتْح الْيَاء وَضم الشين الْمُعْجَمَة وصاد مُهْملَة والشوص دلك الْأَسْنَان بِالسِّوَاكِ عرضا وَقيل الْغسْل وَقيل التنقية وَقيل الحك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 [257] الْفطْرَة قَالَ الْخطابِيّ ذهب أَكثر الْعلمَاء إِلَى أَن المُرَاد بهَا السّنة وَالْمعْنَى أَنَّهَا من سنَن الْأَنْبِيَاء وَقيل هِيَ الدّين الاستحداد هُوَ حلق الْعَانَة سمي بذلك لاستعمال الْحَدِيد وَهُوَ الموسى [258] وَقت لنا فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ بذل الْإِحْسَان وَقت لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا نَتْرُك أَكثر من أَرْبَعِينَ لَيْلَة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ لَا تتْرك تركا نتجاوز بِهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَة لَا أَنه وَقت لَهُم التّرْك أَرْبَعِينَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 [259] أحفوا الشَّوَارِب قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِقطع الْهمزَة وَوَصلهَا من أحفى وحفاه إِذا استأصل أحد شعره قَالَ وَالْمرَاد هُنَا أحفوا مَا طَال على الشفتين فالمختار أَن يقص حَتَّى يَبْدُو طرف الشّفة وَلَا يحفه من أَصله وأعفوا اللحى بِالْقطعِ والوصل من أعفيت الشّعْر وعفوته وَالْمرَاد توفير اللِّحْيَة خلاف عَادَة الْفرس من قصها أَوْفوا اللحى هُوَ بِمَعْنى أعفوا أَي اتركوها وافية كَامِلَة لَا تنقصوها واللحى بِكَسْر اللَّام أفْصح من ضمهَا جمع لحية [260] أَرخُوا اللحى بِقطع الْهمزَة وبالخاء الْمُعْجَمَة فِي رِوَايَة الْأَكْثَر أَي اتركوها وَلَا تتعرضوا لَهَا بتغيير وَلابْن ماهان وبالجيم بِمَعْنَاهُ من الإرجاء وَهُوَ التَّأْخِير وَأَصله أرجئوا بِالْهَمْزَةِ فَحذف تَخْفِيفًا أَي أخروها واتركوها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 [261] زَاد قُتَيْبَة قَالَ وَكِيع اتقاص المَاء يَعْنِي الإستنجاء عشر من الْفطْرَة وَهُوَ صَرِيح فِي أَنَّهَا لَيست منحصرة فِي الْعشْرَة البراجم بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْجِيم جمع برجمة بضَمهَا عقد الْأَصَابِع ومفاصلها كلهَا وانتقاص المَاء بِالْقَافِ وَالصَّاد الْمُهْملَة ونسيت الْعَاشِرَة إِلَّا أَن تكون الْمَضْمَضَة قَالَ عِيَاض لَعَلَّهَا الْخِتَان الْمَذْكُورَة مَعَ الْخمس قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ أولى قَالَ وَكِيع انتقاص المَاء يَعْنِي الِاسْتِنْجَاء قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره مَعْنَاهُ انتقاص الْبَوْل بِسَبَب اسْتِعْمَال المَاء فِي غسل مذاكيره وَفِي رِوَايَة بدل انتقاص المَاء الانتضاح ففسر بِهِ بَعضهم انتقاص المَاء هُوَ بنضح الْفرج بِمَاء قَلِيل بعد الْوضُوء لينفي عَنهُ الوسواس وَقَالَ بن الْأَثِير قيل الصَّوَاب انتفاض المَاء بِالْفَاءِ وَالْمرَاد نضحه على الذّكر من قَوْلهم نضح الدَّم الْقَلِيل نفضه قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا الَّذِي نَقله شَاذ وَالصَّوَاب مَا سبق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 [262] الخراءة بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الرَّاء وَالْمدّ اسْم لهيئة الْحَدث أجل بِسُكُون اللَّام حرف جَوَاب بِمَعْنى نعم أَن تسْتَقْبل الْقبْلَة لغائط قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا ضبطناه فِي مُسلم بِاللَّامِ وَرُوِيَ فِي غَيره بِاللَّامِ وبالباء وهما بِمَعْنى برجيع هُوَ الروث قَالَ لنا الْمُشْركُونَ إِنِّي أرى إِفْرَاد بعد الْجمع لِأَن المُرَاد قَائِل الْمُشْركين وَأَرَادَ بالمشركين وَاحِدًا مِنْهُم وَجمعه لموافقة البَاقِينَ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 [264] شرقوا أَو غربوا قَالَ الْعلمَاء هَذَا خطاب لأهل الْمَدِينَة وَمن فِي معناهم بِحَيْثُ إِذا شَرق أَو غرب لَا يسْتَقْبل الْكَعْبَة وَلَا يستدبرها مراحيض بِفَتْح الْمِيم وإهمال الْحَاء وإعجام الضَّاد جمع مرحاض بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الْبَيْت الْمُتَّخذ لقَضَاء حَاجَة الْإِنْسَان فننحرف عَنْهَا بنونين أَي نحرص على اجتنابها بالميل عَنْهَا بِحَسب قدرتنا قَالَ نعم هُوَ جَوَاب لقَوْله أَولا قلت لِسُفْيَان بن عُيَيْنَة سَمِعت الزُّهْرِيّ يذكر عَن عَطاء بن يزِيد [265] ثَنَا روح عَن سُهَيْل قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره هَذَا غير مَحْفُوظ عَن سُهَيْل وَإِنَّمَا هُوَ حَدِيث مُحَمَّد بن عجلَان حدث بِهِ عَنهُ روح وَغَيره وَمن طَريقَة أخرجه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ بذل الْإِحْسَان وَابْن ماجة وَالْخَطَأ فِيهِ من عمر بن عبد الْوَهَّاب وَقَالَ النَّوَوِيّ لَا يقْدَح هَذَا فَلَعَلَّ سهيلا وَابْن عجلَان سمعاه جَمِيعًا واشتهرت رِوَايَته عَن بن عجلَان وَقلت عَن سُهَيْل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 [266] رقيت بِكَسْر الْقَاف صعدت لبنتين بِفَتْح اللَّام وَكسر الْبَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 [267] عبد الرَّحْمَن بن مهْدي عَن همام قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا تَصْحِيف وَصَوَابه عَن هِشَام كَمَا أوردهُ مُسلم فِي الطَّرِيق الثَّانِي وَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء هُوَ على طَرِيق الْأَدَب مَخَافَة من تقذيره ونتنه وَسُقُوط شَيْء من الْفَم وَالْأنف فِيهِ وَنَحْو ذَلِك [268] نَعْلَيْه أَي فِي لبس نَعْلَيْه وَفِي بعض الْأُصُول بِالْإِفْرَادِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 [269] اللعانين قَالَ الْخطابِيّ أَي الْأَمريْنِ الجالبين للعن الحاملين للنَّاس عَلَيْهِ والداعيين إِلَيْهِ لِأَن من فعلهمَا لعن وَشتم عَادَة فَلَمَّا صَارا سَببا لذَلِك أضيف اللَّعْن إِلَيْهِمَا قَالَ وَقد يكون اللاعن بِمَعْنى الملعون قَالَ النَّوَوِيّ فعلى الأول فالتقدير اتَّقوا فعل اللاعنين أَي صَاحِبي اللَّعْن وهما اللَّذَان يلعنهما النَّاس فِي الْعَادة [270] حَائِطا هُوَ الْبُسْتَان ميضاة بِكَسْر الْمِيم وهمزة بعد الضَّاد الْإِنَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ كالركوة والإبريق وَنَحْوهمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 [271] وعنزة بِفَتْح الْعين وَالنُّون وَالزَّاي عَصا طَوِيلَة فِي أَسْفَلهَا زج وَيُقَال رمح قصير يتبرز أَي يَأْتِي البرَاز بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ الْمَكَان الْوَاسِع الظَّاهِر من الأَرْض ليخلو لِحَاجَتِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 [272] لِأَن إِسْلَام جرير كَانَ بعد نزُول الْمَائِدَة أَي فَسقط احْتِمَال نسخه لَو كَانَ مُتَقَدما بقوله وأرجلكم عطفا على المغسول وَتبين أَن المُرَاد بِالْآيَةِ غير صَاحب الْخُف فَتكون السّنة مخصصة لِلْآيَةِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 [273] سباطة بِضَم الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة ملقى القمامةو التُّرَاب وَنَحْوهمَا وَيكون بِفنَاء الدّور مرفقا لأَهْلهَا فَبَال قَائِما روى الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ إِنَّمَا بَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لجرح كَانَ بمأبضه وَهُوَ بِهَمْزَة سَاكِنة بعد الْمِيم ثمَّ بَاء مُوَحدَة بَاطِن الرّكْبَة إِذا أصَاب جلد أحدهم بَوْل قيل المُرَاد بِالْجلدِ اللبَاس كالفروة وَنَحْوهَا وَقيل بل الْبدن وَهُوَ من الإصر الَّذِي حملوه وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة أبي دَاوُد جَسَد أحدهم قرضه أَي قطعه فَقَالَ حُذَيْفَة إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ مَقْصُود حُذَيْفَة أَن هَذَا التَّشْدِيد خلاف السّنة فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَال قَائِما وَلَا شكّ فِي كَون الْقَائِم معرضًا للترشيش وَلم يلْتَفت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى هَذَا الِاحْتِمَال وَلم يتَكَلَّف الْبَوْل فِي قَارُورَة كَمَا فعل أَبُو مُوسَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 [274] بإداوة هِيَ إِنَاء الْوضُوء كالركوة حِين فرغ من حَاجته أَي بعد انْتِقَاله من مَوضِع قَضَاء حَاجته حَتَّى فرغ من حَاجته أَي من وضوئِهِ عمر بن أبي زَائِدَة عَن الشّعبِيّ كَذَا فِي الْأُصُول وَفِي أَطْرَاف خلف وَأوردهُ أَبُو مَسْعُود فِي أَطْرَافه بِزِيَادَة عبد الله بن أبي السّفر بَين عمر وَالشعْبِيّ وَكَذَا ذكره الجوزقي فِي كِتَابه الْكَبِير وَلَا حَاجَة إِلَيْهِ فقد ذكر البُخَارِيّ فِي تَارِيخه أَن عمر سمع من الشّعبِيّ بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن عُرْوَة بن الْمُغيرَة قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي صَوَابه حَمْزَة بن الْمُغيرَة بدل عُرْوَة هَكَذَا رَوَاهُ النَّاس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالوهم فِيهِ من مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيع لَا من مُسلم وَقَالَ القَاضِي عِيَاض حَمْزَة بن الْمُغيرَة هُوَ الصَّحِيح عِنْدهم فِي هَذَا الحَدِيث وَإِنَّمَا عُرْوَة فِي الْأَحَادِيث الْأُخَر وَحَمْزَة وَعُرْوَة ابْنَانِ للْمُغِيرَة والْحَدِيث مَرْوِيّ عَنْهُمَا جَمِيعًا لَكِن رِوَايَة بكر بن عبد الله إِنَّمَا هِيَ عَن حَمْزَة لَا عَن عُرْوَة وَمن قَالَ عُرْوَة فقد وهم يخسر بِفَتْح الْيَاء وَكسر السِّين يكْشف سبقتنا بِفَتْح السِّين وَالْيَاء وَالْقَاف وَسُكُون الْمُثَنَّاة من فَوق أَي وجدت قبل حضورنا قَالَ بكر وَقد سَمِعت من بن الْمُغيرَة فِي أَكثر الْأُصُول سمعته بِزِيَادَة هَاء [275] والخمار يَعْنِي الْعِمَامَة لِأَنَّهَا تخمر الرَّأْس أَي تغطيه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 [276] الْملَائي بِضَم الْمِيم وَالْمدّ كَانَ يَبِيع الملاء وَهُوَ نوع من الثِّيَاب عتيبة بِضَم الْعين وفوقية ثمَّ تحتية ثمَّ مُوَحدَة مخيمرة بِضَم الْمِيم الأولى وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة هَانِئ بِهَمْزَة آخِره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 [278] البكراوي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون الْكَاف من ولد أبي بكرَة الصَّحَابِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 [279] ولغَ بِفَتْح اللَّام شرب بِطرف لِسَانه طهُور إِنَاء أحدكُم بِضَم الطَّاء فِي الْأَشْهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 [280] وعفروه الثَّامِنَة فِي التُّرَاب قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد اغسلوه سبعا وَاحِدَة مِنْهُنَّ بِالتُّرَابِ مَعَ المَاء فَكَأَن التُّرَاب قَائِم مقَام غسله فسميت ثامنة لهَذَا وَلَيْسَ ذكر الزَّرْع فِي الرِّوَايَة غير يحيى ذكر فعل مَاض وَالزَّرْع مَفْعُوله وَغير فَاعله أَي لم يذكر هَذِه الزِّيَادَة إِلَّا يحيى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 [282] الدَّائِم الراكد الَّذِي لَا يجْرِي تَفْسِير للدائم وإيضاح لمعناه ثمَّ تَغْتَسِل قَالَ النَّوَوِيّ الرِّوَايَة بِالرَّفْع أَي لَا تبل ثمَّ أَنْت تَغْتَسِل قَالَ وَذكر شَيخنَا بن مَالك أَنه يجوز جزمه عطفا على النَّهْي ونصبه بإضمار أَن وَإِعْطَاء ثمَّ حكم وَاو الْجمع وَهَذَا الْأَخير لَا يجوز لِأَنَّهُ يَقْتَضِي أَن الْمنْهِي عَنهُ الْجمع بَينهمَا دون إِفْرَاد أَحدهمَا وَهَذَا لم يقلهُ أحد انْتهى الْبَوْل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 [284] أَن أَعْرَابِيًا هُوَ ذُو الْخوَيْصِرَة الْيَمَانِيّ كَمَا فِي معرفَة الصَّحَابَة لأبي مُوسَى الْمَدِينِيّ لَا تزرموه بِالتَّاءِ وَإِسْكَان الزَّاي وَكسر الرَّاء أَي لَا تقطعوه بذنوب بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَضم النُّون الدَّلْو المملوءة مَاء وَلَا يُقَال لَهَا وَهِي فارغة ذنُوب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 [285] مَه مَه كلمة زجر فشنه أَي فَصَبَّهُ ويروى بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ الْأَكْثَر وبالمهملة وَقَالَ بَعضهم هُوَ بِالْمُهْمَلَةِ الصب فِي سهولة وبالمعجمة التَّفْرِيق فِي صبه [286] بالصبيان بِكَسْر الصَّاد وَحكي عَن بن دُرَيْد بضَمهَا فيبرك عَلَيْهِم أَي يَدْعُو لَهُم وَيمْسَح عَلَيْهِم ويحنكهم هُوَ أَن يمضغ التَّمْر أَو نَحوه ثمَّ يدلك بِهِ حنك الصَّغِير يُقَال حنك بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف وَالتَّشْدِيد أشهر وَبِه الرِّوَايَة فَأتبعهُ بِسُكُون التَّاء يرضع بِفَتْح الْيَاء أَي رَضِيع حجره بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 [287] عَن أم قيس اسْمهَا جذامة وَقيل آمِنَة بِابْن لَهَا قَالَ بن حجر لم أَقف على تَسْمِيَته قَالَ وَقد مَاتَ فِي عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ صَغِير كَمَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ فرشه زَاد أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَلَيْهِ وَلم يغسلهُ قيل هَذِه الْجُمْلَة مدرجة من كَلَام بن شهَاب [288] يجزئك بِضَم الْيَاء والهمز الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 [290] جواس بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو وَألف وسين مُهْملَة غرقدة بِفَتْح الْعين الْمُعْجَمَة وَالْقَاف وَسُكُون الرَّاء بَينهمَا فَلَو رَأَيْت شَيْئا غسلته هُوَ إستفهام إِنْكَار حذفت مِنْهُ الْهمزَة وَتَقْدِيره أَكنت غاسله مُعْتَقدًا وجوب غسله وَكَيف تفعل ذَلِك وَقد كنت أحكه من ثوب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَو كَانَ نجسا لم يكتف بحكه [291] الْحَيْضَة بِفَتْح الْحَاء الْحيض تَحْتَهُ بمثناة أَي تحكه وتقشره تقرصه رُوِيَ بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْقَاف وَضم الرَّاء وبضم التَّاء وَفتح الْقَاف وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة أَي تقطعه بأطراف الْأَصَابِع مَعَ المَاء تنضحه بِكَسْر الضَّاد تغسله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 [292] لَا يسْتَتر من بَوْله رُوِيَ هُنَا ب تاءين من الاستتار وَلَا يستنزه بنُون وزاي وهاء من الاستنزاه بعسيب بِفَتْح الْعين وَكسر السِّين الْمُهْملَة الجريدة من النّخل فشقه بِاثْنَيْنِ الْبَاء زَائِدَة للتَّأْكِيد واثنين نصب على الْحَال ييبسا بِفَتْح الْمُوَحدَة وَيجوز كسرهَا [293] كَانَ إحدانا كَذَا فِي الْأُصُول فِي الرِّوَايَة الثَّابِتَة بِغَيْر تَاء التَّأْنِيث وَهِي لُغَة حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ فَور حَيْضَتهَا بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْوَاو أَي معظمها وَوقت كثرتها وحيضتها بِفَتْح الْحَاء الْحيض يملك إربه بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء أَي عضوه الَّذِي يسْتَمْتع بِهِ وَهُوَ الْفرج وَرُوِيَ بِفَتْح الْهمزَة وَالرَّاء أَي حَاجته وَهِي شَهْوَة الْجِمَاع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 [296] الخميلة بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الْمِيم القطيفة وَهِي كل ثوب لَهُ خمل من أَي شَيْء كَانَ وَقيل هُوَ الْأسود من الثِّيَاب فانسللت أَي ذهبت فِي خُفْيَة ثِيَاب حيضتي بِكَسْر الْحَاء حَالَة الْحيض أنفست بِفَتْح النُّون وَكسر الْفَاء أَي أحضت أما فِي الْولادَة فَيُقَال بِضَم النُّون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 [298] الْخمْرَة بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم السجادة وَهِي مَا يضع الرجل عَلَيْهِ وَجهه فِي سُجُوده من حَصِير أَو نسيجة من خوص سميت بذلك لِأَنَّهَا تخمر الْوَجْه أَي تغطيه من الْمَسْجِد قَالَ القَاضِي هُوَ مُتَعَلق ب قَالَ أَي قَالَ لَهَا ذَلِك من الْمَسْجِد أَي وَهُوَ فِي الْمَسْجِد لَا ب ناوليني لِأَنَّهُ كَانَ فِي الْمَسْجِد معتكفا [299] إِن حيضتك بِفَتْح الْحَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 [300] وأتعرق الْعرق بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء الْعظم الَّذِي عَلَيْهِ بَقِيَّة من لحم يُقَال تعرقته واعترقته إِذا أخذت مِنْهُ اللَّحْم بأسنانك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 [302] وَلم يجامعوهن فِي الْبيُوت أَي لم يخالطوهن وَلم يساكنوهن فِي بَيت وَاحِد أسيد بن حضير بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا وإهمال الْحَاء وإعجام الضَّاد وجد أَي غضب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 [303] مذاء بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الذَّال وَالْمدّ أَي كثير الْمَذْي الْمَذْي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة فِي الْأَشْهر وَيُقَال بِكَسْر الذَّال مَعَ تَشْدِيد الْيَاء وتخفيفها وانضح بِكَسْر الضَّاد أغسل [308] ثمَّ أَرَادَ أَن يعود فَليَتَوَضَّأ زَاد الْحَاكِم فَإِنَّهُ أنشط للعود الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 [310] تربت يَمِينك أَي افْتَقَرت قَوْلهَا تربتك يَمِينك خير هُوَ تَفْسِير وَقد سقط فِي كثير من الْأُصُول وَضبط خير بِسُكُون الْيَاء التَّحْتِيَّة ضد الشَّرّ وَالْمعْنَى أَنَّهَا لم ترد بِهَذَا شتما وَلكنهَا كلمة اعتادتها الْعَرَب فجرت على اللِّسَان وبفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالْمعْنَى أَن هَذَا لَيْسَ بِدُعَاء بل هُوَ خبر لَا يُرَاد حَقِيقَته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 [311] حَدثنَا عَبَّاس بن الْوَلِيد بِالْمُوَحَّدَةِ والمهملة وصحف من قَالَه بِالْمُثَنَّاةِ التَّحْتِيَّة والمعجمة فَقَالَت أم سليم وَاسْتَحْيَيْت فِي بعض النّسخ أم سَلمَة بدل أم سليم وَصَوَّبَهُ القَاضِي قَالَ لِأَن السائلة هِيَ أم سليم والرادة عَلَيْهَا أم سَلمَة فِي هَذَا الحَدِيث وَعَائِشَة فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم وَيحْتَمل أَن عَائِشَة وَأم سَلمَة جَمِيعًا أنكرتا عَلَيْهَا الشّبَه بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْمُوَحَّدَة وبكسر الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُوَحدَة فَمن أَيهمَا من الجارة علا قَالَ الْعلمَاء يجوز أَن يكون المُرَاد بالعلو هُنَا السَّبق وَأَن يكون المُرَاد الْكَثْرَة وَالْقُوَّة بِسَبَب كَثْرَة الشَّهْوَة [312] رشيد بِضَم الرَّاء وَفتح الشين إِذا كَانَ مِنْهَا مَا يكون من الرجل أَي إِذا خرج مِنْهَا الْمَنِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 [314] أُفٍّ كلمة تسْتَعْمل فِي الاحتقار والاستقذار وَالْإِنْكَار وفيهَا لُغَات كَثِيرَة أشهرها ضم الْهمزَة وَكسر الْفَاء الْمُشَدّدَة مسافع بِضَم الْمِيم وإهمال السِّين وَكسر الْفَاء ألت بِضَم الْهمزَة وَفتح اللَّام الْمُشَدّدَة وَسُكُون التَّاء أَي أصابتها الألة بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام وَهِي الحربة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 [315] فَنكتَ بِفَتْح النُّون وَالْكَاف والمثناة الْفَوْقِيَّة الجسربفتح الْجِيم وَكسرهَا الصِّرَاط إجَازَة بِكَسْر الْهمزَة وزاي أَي جَوَازًا وعبورا تحفتهم بِإِسْكَان الْحَاء وَفتحهَا مَا يهدى إل الرجل ويخص بِهِ ويلاطف زِيَادَة كبد النُّون بنونين الأولى مَضْمُومَة الْحُوت وَالزِّيَادَة والزائدة شَيْء فِي طرف الكبد وَهُوَ أطيبها فَمَا غذاؤهم رُوِيَ بِكَسْر الْغَيْن والذال الْمُعْجَمَة وبفتح الْغَيْن وَالدَّال الْمُهْملَة وَصَوَّبَهُ القَاضِي إثْرهَا بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الثَّاء وبفتحهما سلسبيلا هِيَ شَدِيدَة الجري وَقيل السلسة اللينة أذكرا أَي كَانَ ولدهما ذكرا آنثا بِالْمدِّ وَتَخْفِيف النُّون وَرُوِيَ بِالْقصرِ وَالتَّشْدِيد أَي كَانَ الْوَلَد أُنْثَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 [316] قد اسْتَبْرَأَ أَي أوصل البلل إِلَى جَمِيعه حفن أَي أَخذ المَاء بيدَيْهِ جَمِيعًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 [317] أدنيت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ سلم غسله بِضَم الْغَيْن أَي المَاء الَّذِي يغْتَسل بِهِ ثَلَاث حفنات على كَفه رِوَايَة الْأَكْثَر بِالْإِفْرَادِ والحفنة ملْء الْكَفَّيْنِ جَمِيعًا بالمنديل بِالْكَسْرِ [318] مُحَمَّد بن الْمثنى الْعَنزي بِفَتْح الْعين وَالنُّون وبالزاي نَحْو الحلاب بِكَسْر الْمُهْملَة وَتَخْفِيف اللَّام آخِره مُوَحدَة إِنَاء يحلب فِيهِ يسع قدر حلب نَاقَة وَضَبطه بَعضهم بِضَم الْجِيم وَتَشْديد اللَّام قَالَ الْأَزْهَرِي وَهُوَ مَاء الْورْد فَارسي مُعرب وَأنْكرهُ الْهَرَوِيّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 [319] الْفرق بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء وتسكن يغْتَسل فِي الْقدح أَي من الْقدح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 [320] أَخُوهَا من الرضَاعَة قَالَ النَّوَوِيّ قيل اسْمه عبد الله بن يزِيد وَكَانَ أَبُو سَلمَة بن أُخْتهَا من الرضَاعَة أَرْضَعَتْه أم كُلْثُوم بنت أبي بكر وَكَانَ أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ سلم يَأْخُذن من رءوسهن قَالَ القَاضِي وَالنَّوَوِيّ إِنَّمَا فعلن ذَلِك بعد وَفَاته لتركهن التزين واستغنائهن عَن تَطْوِيل الشّعْر وتخفيفا لمؤنة رءوسهن كالوفرة هِيَ مَا لَا يُجَاوز الْأُذُنَيْنِ من الشّعْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 [321] وَنحن جنبان هُوَ جَار على إِحْدَى اللغتين فِي الْجنب أَن يثنى وَيجمع عرَاك بِكَسْر الْعين وَتَخْفِيف الرَّاء [323] يخْطر بِكَسْر الطَّاء وَضمّهَا يمر وَيجْرِي على بالي على قلبِي وذهني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 [325] عبد الله بن جبر هُوَ بن عتِيك وَيُقَال فِيهِ بن جَابر أَيْضا بمكوك بِفَتْح الْمِيم وَضم الْكَاف الأولى وتشديدها قَالَ النَّوَوِيّ وَلَعَلَّ المُرَاد بِهِ هُنَا الْمَدّ مكاكي بتَشْديد الْيَاء وَقد كَانَ كبر بِكَسْر الْبَاء قَائِل ذَلِك أَبُو رَيْحَانَة وَالَّذِي كبر سفينة وَمَا كنت أَثِق كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِكَسْر الْمُثَلَّثَة من الوثوق الَّذِي هُوَ الِاعْتِمَاد وَرُوِيَ أينق بمثناة تحتية ثمَّ نون أَي أعجب بِهِ وأرتضيه [327] صرد بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء ودال مهملات تماروا تنازعوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 [330] أَشد ضفر رَأْسِي بِفَتْح الضَّاد وَسُكُون الْفَاء أَي أحكم فتل شعري قَالَ بن بري صَوَابه ضم الضَّاد وَالْفَاء جمع ضفيرة كسفينة وسفن قَالَ النَّوَوِيّ يجوز الْأَمْرَانِ ويترجح الأول بِأَنَّهُ الثَّابِت فِي الرِّوَايَة حثيات بِمَعْنى حفنات فأنقضه للحيضة بِفَتْح الْحَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 [332] فرْصَة بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الرَّاء وإهمال الصَّاد قِطْعَة مسك بِكَسْر الْمِيم الطّيب الْمَعْرُوف وَقيل بِفَتْحِهَا الْجلد ممسكة بِضَم الْمِيم الأولى وَفتح الثَّانِيَة أَي قِطْعَة قطن أَو خرقَة مطيبة بالمسك شؤون رَأسهَا بِضَم الشين الْمُعْجَمَة والهمزة أصُول شعرهَا وأصل الشئون الخطوط الَّتِي فِي عظم الجمجمة وَهِي مجمع شعب عظامها وَاحِدهَا شَأْن فَقَالَت عَائِشَة كَأَنَّهَا تخفي ذَلِك أَي قَالَت لَهَا كلَاما خفِيا تسمعه المخاطبة وَلَا يسمعهُ الْحَاضِرُونَ أَسمَاء بنت شكل بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْكَاف وَحكي سكونها وَذكر الْخَطِيب وَغَيره أَن اسْم السائلة أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن وَجزم بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الدمياطي وَقَالَ إِن الَّذِي فِي مُسلم تَصْحِيف قَالَ بن حجر وَهُوَ رد للرواية الثَّانِيَة بِغَيْر دَلِيل قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون شكل لقبا لَا اسْما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 [333] بنت أبي حُبَيْش بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْمُوَحدَة ثمَّ تحتية سَاكِنة ثمَّ شين مُعْجمَة اسْمه قيس بن عبد الْمطلب بن أَسد بن عبد الْعُزَّى بن قصي عرق بِكَسْر الْعين وَسُكُون الرَّاء وَيُقَال لَهُ العاذل فَإِذا أَقبلت الْحَيْضَة يجوز هُنَا الْفَتْح وَالْكَسْر أبي حُبَيْش بن عبد الْمطلب قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ وهم بإتفاق الْعلمَاء وَصَوَابه بن الْمطلب بِحَذْف عبد وَهِي امْرَأَة منا هُوَ من قَول هِشَام بن عُرْوَة وَفِي حَدِيث حَمَّاد بن زيد زِيَادَة حرف تركنَا ذكره قَالَ القَاضِي هُوَ قَوْله بعد اغسلي عَنْك الدَّم وتوضئي ذكره النَّسَائِيّ وَغَيره وأسقطه مُسلم لِأَنَّهُ مِمَّا انْفَرد بِهِ حَمَّاد قَالَ النَّسَائِيّ وَلَا نعلم أحدا قَالَ وتوضئي فِي الحَدِيث غير حَمَّاد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 [334] أَن أم حَبِيبَة بنت جحش كَذَا فِي الْأُصُول وَفِي نُسْخَة أبي الْعَبَّاس الرَّازِيّ أَن زَيْنَب بنت جحش ويبطله قَوْله خنته رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَحْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فَإِن زَيْنَب أم الْمُؤمنِينَ لم يَتَزَوَّجهَا عبد الرَّحْمَن قطّ وَإِنَّمَا تزَوجهَا زيد بن حَارِثَة وخنته بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة والمثناة الْفَوْقِيَّة وَالنُّون قريبَة زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي أُخْت زَوْجَة زَيْنَب وَتَحْت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أَي زَوجته وجحش بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وشين مُعْجمَة مركن بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْكَاف الإجانة الَّتِي يغسل فِيهَا الثِّيَاب سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن عمْرَة كَذَا فِي الْأُصُول وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي عُرْوَة بدل عمْرَة رَأَيْت مركنها ملآن كَذَا فِي الْأُصُول لِأَنَّهَا مذكرة وَرُوِيَ ملأى بالتأنيث على معنى الإجانة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 [335] الرشك بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة قيل مَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ الباسم وَقيل الغيور وَقيل كَبِير اللِّحْيَة وَقيل الْعَقْرَب وَسمي بِهِ لِأَن الْعَقْرَب دخلت فِي لحيته فَمَكثت ثَلَاثَة أَيَّام وَهُوَ لَا يدْرِي لعظم لحيته جدا أحرورية أَنْت نِسْبَة إِلَى حروراء قَرْيَة على ميلين من الْكُوفَة كَانَ أول اجْتِمَاع الْخَوَارِج بهَا فنسبوا إِلَيْهَا يجزين بِفَتْح الْيَاء وَكسر الزَّاي بِلَا همز أَي يقضين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 [336] مولى أم هَانِئ هُوَ الْوَاقِع وَكَانَ يلْزم أخاها عقيلا فنسب إِلَى ولائه فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى سبْحَة بِضَم السِّين وَإِسْكَان الْبَاء النَّافِلَة سميت بذلك للتسبيح الَّذِي فِيهَا ثَمَان سَجدَات أَي رَكْعَات تَسْمِيَة الشَّيْء بجزئه [337] مُوسَى الْقَارئ بِالْهَمْز نِسْبَة إِلَى الْقِرَاءَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 [338] عرية الرجل وعرية الْمَرْأَة ضبط بِكَسْر الْعين وَسُكُون الرَّاء وبضم الْعين وَسُكُون الرَّاء وبضم الْعين وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء قَالَ أهل اللُّغَة عرية الرجل بِالضَّمِّ وَالْكَسْر متجردة وَالثَّالِثَة على التصغير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 [339] سوأة هِيَ الْعَوْرَة لِأَن انكشافها يسوء صَاحبهَا آدر بِالْمدِّ وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَرَاء عَظِيم الخصيتين فجمح بجيم وَمِيم خَفِيفَة وحاء مُهْملَة جرى أَشد الجري نظر إِلَيْهِ بِضَم النُّون وَكسر الظَّاء مَبْنِيّ للْمَفْعُول فَطَفِقَ بِكَسْر الْفَاء وَفتحهَا أَي جعل وَأَقْبل ندب بِفَتْح النُّون وَالدَّال الْأَثر [340] فَخر سقط وطمحت عَيناهُ بِفَتْح الطَّاء وَالْمِيم ارْتَفَعت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 [342] الضبعِي بِضَم الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُوَحدَة هدف بِفَتْح الْهَاء وَالدَّال مَا ارْتَفع من الأَرْض حائش بِالْحَاء الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة الْبُسْتَان وَيُقَال فِيهِ حش بِفَتْح الْحَاء وَضمّهَا [343] عتْبَان بِكَسْر الْعين وَقيل ضمهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 [345] أعجلت بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْعين وَكسر الْجِيم فِي الْمَوْضِعَيْنِ أقحطت فِي الأولى بِفَتْح الْهمزَة والحاء وَفِي رِوَايَة بن بشار بِضَم الْهمزَة وَكسر الْحَاء مَعْنَاهُ عدم إِنْزَال الْمَنِيّ اسْتِعَارَة من قُحُوط الْمَطَر وَهُوَ انحباسه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 [346] يكسل بِضَم أَوله يُقَال أكسل الرجل فِي جمَاعَة إِذا ضعف عَن الْإِنْزَال وَيُقَال أَيْضا كسل بِكَسْر السِّين فالمضارع بِفَتْح أَوله الملي الْمُعْتَمد عَلَيْهِ المركون إِلَيْهِ أَبُو أَيُّوب فِي الْأُصُول بِالرَّفْع [347] وَلم يمن بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْمِيم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 [348] شعبها الْأَرْبَع قيل يداها ورجلاها وَقيل رجلاها وفخذاها وَقيل رجلاها وشفراها وَاخْتَارَ القَاضِي أَنَّهَا شعب الْفرج الْأَرْبَع أَي نواحيه جمع شُعْبَة ثمَّ جهدها قَالَ الْخطابِيّ حفزها أَي كدها بحركته وَقَالَ غَيره بلغ مشقتها وَقَالَ عِيَاض بلغ جهده فِي عمله فِيهَا والجهد الطَّاقَة وَهُوَ إِشَارَة إِلَى الْحَرَكَة وَتمكن صُورَة الْعَمَل أشعبها جمع شعب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 [349] على الْخَبِير سَقَطت أَي صادفت خَبِيرا بِحَقِيقَة مَا سَأَلت عَنهُ عَارِفًا بجليه وخفيه حاذقا فِيهِ وَمَسّ الْخِتَان الْخِتَان أَي حَاذَى بتغيب الْحَشَفَة فِي الْفرج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 [350] عَن جَابر بن عبد الله عَن أم كُلْثُوم هِيَ بنت أبي بكر الصّديق تابعية فَالْحَدِيث من رِوَايَة الصَّحَابِيّ عَن التابعية [351] أَخْبرنِي عبد الْملك بن أبي بكر فِي بعض الْأُصُول عبد الله بن أبي بكر وَالصَّوَاب عبد الْملك وَهُوَ أَخُو عبد الله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 [353] عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن قارظ كَذَا هُنَا وَفِي الْجُمُعَة والبيوع وَوَقع فِي الْجُمُعَة إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن قارظ وَكِلَاهُمَا قد قيل وَقد اخْتلف الْحفاظ فِيهِ على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ وقارظ بِالْقَافِ وَكسر الرَّاء والظاء الْمُعْجَمَة أثوار جمع ثَوْر بِالْمُثَلثَةِ وَهُوَ الْقطعَة من الأقط [356] يحتز الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 [357] أبي غطفان بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة وَالْفَاء بطن الشَّاة يَعْنِي الكبد وَمَا مَعَه من حشوها [359] حلحلة بِفَتْح الحاءين الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا لَام سَاكِنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 [361] شكي بِضَم أَوله وَكسر الْكَاف أَنه يجد الشَّيْء خُرُوج الْحَدث حَتَّى يسمع صَوتا أَو يجد ريحًا مَعْنَاهُ حَتَّى يعلم وجود أَحدهمَا وَلَا يشْتَرط السماع والشم بِإِجْمَاع الْمُسلمين هُوَ عبد الله بن زيد يَعْنِي عَم عباد بن تَمِيم وَهُوَ بن عَاصِم رَاوِي حَدِيث صفة الْوضُوء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 [363] إهابها قيل هُوَ الْجلد مُطلقًا وَقيل قبل الدّباغ فَأَما بعده فَلَا يُسمى إهابا إِنَّمَا حرم أكلهَا رُوِيَ بِفَتْح الْحَاء وَضم الرَّاء وبضم الْحَاء وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة [364] داجنة بِالدَّال الْمُهْملَة وَالْجِيم وَالنُّون قَالَ أهل اللُّغَة دواجن الْبَيْت مَا ألفها من الطير وَالشَّاة وَنَحْوهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 [366] وَعلة بِفَتْح الْوَاو وَإِسْكَان الْمُهْملَة السبإي بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة ثمَّ همزَة ثمَّ يَاء النِّسْبَة يَعْنِي حَدِيث يحيى بن يحيى بِالْيَاءِ فِي يَعْنِي من كَلَام الرَّاوِي عَن مُسلم قَالَ النَّوَوِيّ وَلَو رُوِيَ بالنُّون على أَنه من كَلَام مُسلم لَكَانَ حسنا وَلَكِن لم يرو فروا هُوَ الْمَشْهُور فِي اللُّغَة وَالْجمع فراء وَيُقَال فِي لُغَة قَليلَة فروه بِالْهَاءِ فمسسته بِكَسْر السِّين الأولى فِي الْأَفْصَح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 [367] بِالْبَيْدَاءِ بِفَتْح الْمُوَحدَة أَوله وَالْمدّ أَو بِذَات الْجَيْش بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون التَّحْتِيَّة وإعجام الشين موضعان بَين الْمَدِينَة وخيبر عقد بِكَسْر الْعين كل مَا يعْقد ويعلق فِي الْعُنُق لي هُوَ إِضَافَة الْيَد وَإِلَّا فَهُوَ ملك أَسمَاء استعارته مِنْهَا يطعن بِضَم الْعين فِي الْأَشْهر وَأما فِي الْمعَانِي فالأشهر الْفَتْح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 [368] لَأَوْشَكَ أَي قرب وأسرع برد بِفَتْح الرَّاء وَبِضَمِّهَا بن أَبْزَى بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمُوَحدَة وزاي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 [369] وروى اللَّيْث هَذَا مُعَلّق وَهُوَ مَوْصُول فِي البُخَارِيّ عبد الرَّحْمَن بن يسَار قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول وَصَوَابه عبد الله بن يسَار كَمَا فِي البُخَارِيّ فتح وَقد وَقع كَذَلِك على الصَّوَاب فِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الله أَخَوان أبي الجهم بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْهَاء قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي مُسلم وَهُوَ غلط وَصَوَابه كَمَا فِي البُخَارِيّ وَغَيره أَبُو الْجُهَيْم بِضَم الْجِيم وَفتح الْهَاء وَزِيَادَة يَاء واسْمه عبد الله بن الصمَّة بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمِيم بِئْر جمل بِفَتْح الْجِيم وَالْمِيم وللنسائي بِئْر الْجمل بِالْألف وَاللَّام مَوضِع بِقرب الْمَدِينَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 [371] قَالَ حميد حَدثنَا من تَقْدِيم الِاسْم على الصّفة عَن حميد عَن أبي رَافع قَالَ الْمَازرِيّ هَذَا مُنْقَطع إِنَّمَا يرويهِ حميد عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أبي رَافع كَذَا أخرجه البُخَارِيّ وَالْأَرْبَعَة وَغَيرهم [372] فحاد عَنهُ أَي مَال وَعدل لَا ينجس بِضَم الْجِيم وَفتحهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 [373] الْبَهِي بِفَتْح الْبَاء وَكسر الْهَاء وَتَشْديد الْيَاء لقب واسْمه عبد الله بن يسَار [374] فَقَالَ لم بِكَسْر اللَّام وَفتح الْمِيم أأصلي اسْتِفْهَام إِنْكَار حذفت مِنْهُ الْهمزَة يَقُول [375] إِذا دخل للْبُخَارِيّ إِذا أَرَادَ أَن يدْخل الْخَلَاء بِفَتْح الْخَاء وَالْمدّ الكنيف بِفَتْح الْكَاف وَكسر النُّون مَوضِع قَضَاء الْحَاجة الْخبث بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وتسكن جمع خَبِيث والخبائث جمع خبيثة يُرِيد ذكران الشَّيَاطِين وإناثهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 [376] نجي أَي مسار يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِد والمثنى وَالْجمع قَالَ تَعَالَى خلصوا نجيا وقربناه نجيا والمناجاة الحَدِيث سرا قلت سمعته من أنس قَالَ أَي وَالله إِنَّمَا سَأَلَهُ عَن ذَلِك لِأَن قَتَادَة مُدَلّس وَشعْبَة كَانَ يذم التَّدْلِيس جدا فَأَرَادَ الاستثبات من قَتَادَة فِي لفظ السماع [377] فيتحينون الصَّلَاة أَي يقدرُونَ حينها ليأتوا إِلَيْهَا والحين الْوَقْت من الزَّمن ناقوس النَّصَارَى هُوَ الَّذِي يضْربُونَ بِهِ لأوقات صلَاتهم أَو لَا تبعثون رجلا يُنَادي بِالصَّلَاةِ قَالَ القَاضِي ظَاهره أَنه إِعْلَام لَيْسَ على صفة الْأَذَان الشَّرْعِيّ إِخْبَارًا بِحُضُور وَقتهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ مُتَعَيّن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 117 [378] أَمر بِلَال للنسائي إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمر بِلَالًا أَن يشفع الْأَذَان أَي يَأْتِي بِهِ مثنى ويوتر الْإِقَامَة أَي يَأْتِي بهَا وترا وَلَا يثنيها إِلَّا الْإِقَامَة أَي لَفْظَة الْإِقَامَة قد قَامَت الصَّلَاة فَإِنَّهُ لَا يوترها بل يثنيها يعلمُوا بِضَم أَوله وَسُكُون الْعين أَي يجْعَلُوا لَهُ عَلامَة يعرف بهَا أَن ينوروا نَارا أَي يوقدوا ويشعلوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 [379] أبي مَحْذُورَة اسْمه سَمُرَة وَقيل أَوْس وَقيل جَابر وَقيل سُلَيْمَان علمه هَذَا الْأَذَان الله أكبر الله أكبر كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول مرَّتَيْنِ فَقَط وَفِي بَعْضهَا أَربع مَرَّات حَيّ على الصَّلَاة أَي تَعَالَوْا إِلَيْهَا وَأَقْبلُوا حَيّ على الْفَلاح أَي هلموا إِلَى الْفَوْز والنجاة وَقيل إِلَى الْبَقَاء أَي إِلَى سَبَب الْفَوْز والبقاء فِي الْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ والفلح بِفَتْح اللَّام لُغَة فِي الْفَلاح قلت وَردت فِي الْأَذَان فِي سنَن سعيد بن مَنْصُور عَن بن أبي مليكَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أذن فِي مرّة فَقَالَ حَيّ على الفلح [380] وَابْن أم مَكْتُوم اسْمه عَمْرو بن قيس فِي الْأَشْهر وَاسم أم مَكْتُوم عَاتِكَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 [382] على الْفطْرَة أَي على الْإِسْلَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 [384] من صلى عَليّ صَلَاة صلى الله عَلَيْهِ بهَا عشرا زَاد أَحْمد فِي مُسْنده وَمَلَائِكَته سبعين حلت أَي وَجَبت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 [385] لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه أَي لَا حول عَن مَعْصِيّة الله إِلَّا بعصمته وَلَا قُوَّة على طَاعَته إِلَّا بمعونته وَقيل الْحول الْحَرَكَة [387] المؤذنون أطول النَّاس أعناقا بِفَتْح الْهمزَة جمع عنق قيل مَعْنَاهُ أَكثر النَّاس تشوفا إِلَى رَحْمَة الله لِأَن المتشوف يُطِيل عُنُقه إِلَى مَا يتطلع إِلَيْهِ فَمَعْنَاه كَثْرَة مَا يرونه من الثَّوَاب وَقيل إِذا ألْجم النَّاس الْعرق يَوْم الْقِيَامَة طَالَتْ أَعْنَاقهم لِئَلَّا ينالهم ذَلِك الكرب وَقيل مَعْنَاهُ أَنهم سادة ورؤساء وَالْعرب تصف السَّادة بطول الْعُنُق وَقيل أَكثر أتباعا وَقيل أَكثر أعمالا وَرُوِيَ إعناقا بِكَسْر الْهمزَة إسراعا إِلَى الْجنَّة من سير الْعُنُق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 [388] الروحاء بِفَتْح الرَّاء والحاء الْمُهْملَة وَالْمدّ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 [389] أحَال بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي ذهب هَارِبا حصاص بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وصادين مهملتين ضراط وَقيل شدَّة الْعَدو حَارِثَة بِالْحَاء الْحزَامِي بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي حَتَّى لَا يسمع التأذين قَالَ الْعلمَاء لِئَلَّا يضْطَر إِلَى أَن يشْهد لَهُ بذلك يَوْم الْقِيَامَة وَقيل لعظم أَمر الْأَذَان التثويب المُرَاد بِهِ الْإِقَامَة لِأَنَّهُ رُجُوع إِلَى الدُّعَاء إِلَى الصَّلَاة بعد الدُّعَاء إِلَيْهَا بِالْأَذَانِ يخْطر بِضَم الطَّاء وَكسرهَا فبالضم يمر وبالكسر يوسوس إِن يدْرِي بِالْكَسْرِ بِمَعْنى مَا النافية وَرُوِيَ بِالْفَتْح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 [395] فَهِيَ خداج بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة هُوَ النُّقْصَان أَي ذَات خداج يُقَال أخدجت النَّاقة إِذا أَلْقَت وَلَدهَا قبل أَوَان النِّتَاج وَإِن كَانَ تَامّ الْخلق وأخدجته إِذا وَلدته نَاقِصا وَإِن كَانَ لتَمام الْولادَة قسمت الصَّلَاة أَي الْفَاتِحَة سميت بذلك لِأَنَّهَا لَا تصح إِلَّا بهَا كَقَوْلِه الْحَج عَرَفَة فَإِذا قَالَ العَبْد الْحَمد لله رب الْعَالمين للدارقطني من وَجه ضَعِيف قبله يَقُول عَبدِي إِذا افْتتح الصَّلَاة بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم فيذكرني عَبدِي وَإِذا قَالَ الرَّحْمَن الرَّحِيم قَالَ الله أثنى عَليّ عَبدِي قَالَ الْعلمَاء التَّحْمِيد الثَّنَاء بجميل الْأَفْعَال والتمجيد الثَّنَاء بِصِفَات الْجلَال وَيُقَال أثنى عَلَيْهِ فِي ذَلِك كُله وَلِهَذَا جَاءَ جَوَابا ل الرَّحْمَن الرَّحِيم لاشتمال اللَّفْظَيْنِ على الصِّفَات الذاتية والفعلية مجدني عظمني وَقَالَ مرّة فوض إِلَيّ وَجه مطابقته ل مَالك يَوْم الدّين أَن الله تَعَالَى هُوَ المتفرد يَوْمئِذٍ بِالْملكِ وَلَا دَعْوَى لأحد ذَلِك الْيَوْم أَبُو السَّائِب لَا يعرف اسْمه المعقري بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين وَكسر الْقَاف نِسْبَة إِلَى معقر نَاحيَة من الْيمن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 [397] فَدخل رجل فصلى هُوَ خَلاد بن رَافع ثمَّ اقْرَأ مَا تيَسّر مَعَك من الْقُرْآن لِابْنِ حبَان ثمَّ اقْرَأ بِأم الْقُرْآن ثمَّ بِمَا شِئْت فأسبغ الْوضُوء لِلتِّرْمِذِي وَالنَّسَائِيّ فَتَوَضَّأ كَمَا أَمرك الله ثمَّ تشهد وأقم وَفِي الحَدِيث زيادات أُخْرَى أوردتها فِي شرح البُخَارِيّ إِمَامه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 [398] خالجنيها أَي نازعنيها عَن عَبدة أَن عمر بن الْخطاب وَهُوَ مُرْسل فَإِن عَبدة وَهُوَ بن أبي لبَابَة لم يسمع من عمر إِلَّا أَن الْمَقْصُود من الحَدِيث مَا بعده وَهُوَ مُتَّصِل وَإِنَّمَا فعل مُسلم هَذَا لِأَنَّهُ سَمعه هَكَذَا فأداه كَمَا سَمعه ومقصوده الثَّانِي الْمُتَّصِل دون الأول الْمُرْسل سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك قَالَ الْخطابِيّ أَخْبرنِي بن الجلاد قَالَ سَأَلت الزّجاج عَن الْوَاو فِي قَوْله وَبِحَمْدِك فَقَالَ مَعْنَاهُ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك سُبْحَانَكَ جدك أَي عظمتك وَعَن قَتَادَة يَعْنِي الْأَوْزَاعِيّ عَن قَتَادَة يستفتحون بِالْحَمْد لله هُوَ بِرَفْع الدَّال على الْحِكَايَة قَالَ الشَّافِعِي وَمَعْنَاهُ يبدأون بِقِرَاءَة أم الْقُرْآن قبل السُّورَة فَقَوله لَا يذكرُونَ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم زِيَادَة من الرَّاوِي بِنَاء على مَا فهمه فَأَخْطَأَ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 [400] بَينا أَصله بَين أشبعت الفتحة فَصَارَت ألفا بَين أظهرنَا أَي بَيْننَا أغفى أَي نَام قَالَ الرَّافِعِيّ فِي أَمَالِيهِ وَالْأولَى أَن تفسر الإغفاءة بالجالة الَّتِي كَانَت تعتريه عِنْد الْوَحْي وَيُقَال لَهَا برحاء الْوَحْي فَإِنَّهُ كَانَ يُؤْخَذ عَن الدُّنْيَا وَالْأَشْبَه أَنه لم ينزل شَيْء من الْقُرْآن فِي النّوم الأبتر الْمُنْقَطع الْعقب وَقيل الْمُنْقَطع عَن كل خير فيختلج أَي يقتطع وينتزع [401] جحادة بِضَم الْجِيم ثمَّ حاء خَفِيفَة ودال مُهْملَة وهاء حِيَال أُذُنَيْهِ بِكَسْر الْحَاء وتحتية خَفِيفَة أَي قبالهما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 [402] إِن الله هُوَ السَّلَام أَي السَّالِم من النقائص وسمات الْحَدث من الشَّرِيك والند وَقيل الْمُسلم أولياؤه وَقيل الْمُسلم عَلَيْهِم سَخْبَرَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة بَينهمَا خاء مُعْجمَة سَاكِنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 [403] المباركات من الْبركَة وَهِي كَثْرَة الْخَيْر وَقيل النَّمَاء السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي قَالَ النَّوَوِيّ قيل مَعْنَاهُ التعويذ بِاللَّه والتحصن بِهِ فَإِن السَّلَام اسْم لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَقْدِيره الله عَلَيْك حفيظ وكفيل كَمَا يُقَال الله مَعَك أَي بِالْحِفْظِ والمعونة واللطف وَقيل مَعْنَاهُ السَّلامَة والنجاة لَك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 [404] أقرَّت الصَّلَاة بِالْبرِّ وَالزَّكَاة أَي قرنت بهما وأقرت مَعَهُمَا وَصَارَ الْجَمِيع مَأْمُورا بِهِ فأرم الْقَوْم بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْمِيم أَي سكنوا رهبت خفت أَن تبكعني بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَسُكُون الْمُوَحدَة وَفتح الْكَاف وَالْعين الْمُهْملَة أَي تبكتني وتوبخني يجبكم الله بِالْجِيم أَي يستجيب دعاءكم سمع الله لمن حَمده أَي أجَاب دُعَاء من حَمده رَبنَا لَك الْحَمد كَذَا هُنَا بِلَا وَاو يسمع الله لكم أَي يستجيب دعاءكم قَالَ أَبُو إِسْحَاق هُوَ إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان الرَّاوِي عَن مُسلم قَالَ أَبُو بكر فِي هَذَا الحَدِيث أَي طعن فِيهِ وقدح فِي صِحَّته فَقَالَ مُسلم أَتُرِيدُ أحفظ من سُلَيْمَان يَعْنِي أَن سُلَيْمَان كَامِل الْحِفْظ والإتقان وَلَا تضر مُخَالفَة غَيره لَهُ فَقَالَ أَبُو بكر فَحَدِيث أَبُو هُرَيْرَة أَي هَل هُوَ صَحِيح فَقَالَ هُوَ عِنْدِي صَحِيح قَالَ النَّوَوِيّ قد اخْتلف الْحفاظ فِي تَصْحِيح هَذِه الزِّيَادَة فروى الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أبي دَاوُد أَنه قَالَ هَذِه اللَّفْظَة لَيست بمحفوظة وَكَذَا رَوَاهُ عَن بن معِين وَأبي حَاتِم وَأبي عَليّ النَّيْسَابُورِي هَذِه اللَّفْظَة غير مَحْفُوظَة وَقد خَالف سُلَيْمَان التَّيْمِيّ جَمِيع أَصْحَاب قَتَادَة قَالَ النَّوَوِيّ واجتماع هَؤُلَاءِ الْحفاظ على تضعيفها مقدم على تَصْحِيح مُسلم لَهَا لَا سِيمَا وَلم يروها مُسندَة فِي صَحِيحه [405] أمرنَا الله أَن نصلي عَلَيْك أَي بقوله صلوا عَلَيْهِ وسلموا تَسْلِيمًا فَكيف نصلي عَلَيْك أَي كَيفَ نلفظ الصَّلَاة وَبَارك قيل معنى الْبركَة هُنَا الزِّيَادَة من الْخَيْر والكرامة وَقيل التَّطْهِير والتزكية وَقيل الثَّبَات من بَركت الْإِبِل أَي ثبتَتْ على الأَرْض وَالسَّلَام كَمَا قد علمْتُم بِفَتْح الْعين وَكسر الللام المخففة وَرُوِيَ بِضَم الْعين وَتَشْديد اللَّام أَي فِي قَوْله فِي التَّشَهُّد السَّلَام عَلَيْك أَيهَا النَّبِي وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 [408] من صلى عَليّ وَاحِدَة صلى الله عَلَيْهِ عشرا قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ رَحمته وتضعيف أجره كَقَوْلِه من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا قَالَ وَقد تكون الصَّلَاة على وَجههَا وظاهرها تَشْرِيفًا لَهُ بَين الْمَلَائِكَة كَمَا فِي الحَدِيث وَإِن ذَكرنِي فِي ملإ ذكرته فِي ملإ خير مِنْهُم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 [409] من وَافق قَوْله قَول الْمَلَائِكَة أَي فِي الْوَقْت وَالزَّمَان وَقيل فِي الصّفة والخشوع وَالْإِخْلَاص وَالْمرَاد بِالْمَلَائِكَةِ قيل الْحفظَة وَقيل غَيرهم لقَوْله فِي الحَدِيث الآخر قَول أهل السَّمَاء وَالْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه زَاد الْجِرْجَانِيّ فِي أَمَالِيهِ وَمَا تَأَخّر [410] قَالَ بن شهَاب هُوَ من مراسيله وَقد وَصله الدَّارَقُطْنِيّ فِي الغرائب والعلل عَن أبي هُرَيْرَة [411] جحش بِضَم الْجِيم وَكسر الْحَاء وشين مُعْجمَة أَي خدش الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 [416] إِنَّمَا الإِمَام جنَّة أَي سَاتِر لمن خَلفه ومانع لخلل يعرض لصلاتهم بسهو أَو مُرُور مار كالجنة وَهِي الترس الَّذِي يستر من وَرَاءه وَيمْنَع من وُصُول الْمَكْرُوه إِلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 [418] المخضب بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْخَاء وَفتح الضَّاد المعجمتين إِنَاء نَحْو المركن الَّذِي يغسل فِيهِ لينوء أَي يقوم وينهض عكوف أَي مجتمعون بَين رجلَيْنِ أَحدهمَا الْعَبَّاس فِي الطَّرِيق الآخر وَيَده على الْفضل بن عَبَّاس وَفِي غير مُسلم أَحدهمَا أُسَامَة بن زيد قَالَ النَّوَوِيّ وَطَرِيق الْجمع أَنهم كَانُوا يتناوبون الْأَخْذ بِيَدِهِ الْكَرِيمَة صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهَؤُلَاء هم خَواص أهل بَيته الرِّجَال الْكِبَار وَكَانَ الْعَبَّاس أَكْثَرهم مُلَازمَة إِذْ أدام الْأَخْذ بِيَدِهِ وتناوب الْبَاقُونَ وَلِهَذَا سمته عَائِشَة وأبهمت الآخر إِذْ لم يكن أحد الثَّلَاثَة البَاقِينَ ملازما فِي جَمِيع الطّرق هَات بِكَسْر التَّاء يخط برجليه فِي الأَرْض أَي لَا يَسْتَطِيع أَن يرفعهما ويعتمد عَلَيْهِمَا لأنتن صَوَاحِب يُوسُف أَي فِي التظاهر على مَا تردن والإلحاح فِي طلبه يهادي بَين رجلَيْنِ أَي يمشي بَينهمَا مُتكئا عَلَيْهِمَا يتمايل إِلَيْهِمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 [419] كَأَن وَجهه ورقة مصحف بِتَثْلِيث اللَّام وَهَذَا عبارَة عَن الْجمال البارع وَحسن الْبشرَة وصفاء الْوَجْه واستنارته ونكص أَي رَجَعَ إِلَى وَرَائه قهقرى [423] لَأبْصر من ورائي هِيَ رُؤْيَة عين حَقِيقِيَّة وَقَالَ بَعضهم خلق الله لَهُ إدراكا فِي قَفاهُ يبصر بِهِ من وَرَائه وَقد انخرقت الْعَادة لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَكْثَرَ من هَذَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 [425] لأَرَاكُمْ من بعدِي أَي من ورائي كَمَا فِي بَقِيَّة الرِّوَايَات وَحمله بَعضهم على مَا بعد الْوَفَاة قَالَ القَاضِي وَهُوَ بعيد من سِيَاق الحَدِيث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 [430] رافعي أَيْدِيكُم أَي عِنْد السَّلَام شمس بِسُكُون الْمِيم وتضم الَّتِي لَا تَسْتَقِر بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها حلقا بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا جمع حَلقَة بِسُكُون اللَّام عزين بتَخْفِيف الزَّاي جمع عزة أَي مُتَفَرّقين جماهة جمَاعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 [432] ليلني بِكَسْر اللامين وَتَخْفِيف النُّون من غير يَاء قبل النُّون وَيجوز إِثْبَات الْيَاء مَعَ تَشْدِيد النُّون على التَّأْكِيد أولُوا الأحلام الْعُقَلَاء البالغون والنهى بِضَم النُّون الْعُقُول جمع نهية بِالضَّمِّ الْعقل لِأَنَّهُ ينْهَى عَن القبائح يمسح مناكبنا أَي يسويها ويعدلها وهيشات الْأَسْوَاق بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون التَّحْتِيَّة وإعجام الشين أَي اختلاطها والمنازعة والخصومات واللغط فِيهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 [436] ليخالفن الله بَين وُجُوهكُم أَي يمسخها ويحولها عَن صورها وَقيل يُوقع بَيْنكُم الْعَدَاوَة والبغضاء وَاخْتِلَاف الْقُلُوب كَمَا يُقَال تغير وَجهه عَليّ أَي ظهر من وَجهه كَرَاهَة لي وَتغَير قلبه عَليّ لِأَن مخالفتهم فِي الصُّفُوف مُخَالفَة فِي ظواهرهم وَاخْتِلَاف الظَّوَاهِر سَبَب لاخْتِلَاف البواطن كَأَنَّمَا يُسَوِّي بهَا القداح بِكَسْر الْقَاف خشب السِّهَام حِين تنحت وتبرى الْوَاحِد قدح بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون الدَّال أَي يُبَالغ فِي تسويتها حَتَّى تصير كَأَنَّمَا يقوم بهَا السِّهَام لشدَّة استوائها واعتدالها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 [437] مَا فِي النداء أَي الْأَذَان يستهموا أَي يقترعوا التهجير هُوَ التَّكْبِير إِلَى الصَّلَاة أَي صَلَاة كَانَت وَخَصه الْخَلِيل بِالْجمعَةِ وَالْمَشْهُور الأول وَلَو يعلمُونَ مَا فِي الْعَتَمَة قيل كَيفَ سمى الْعشَاء عتمة وَقد ثَبت النَّهْي عَنهُ قَالَ النَّوَوِيّ وَجَوَابه من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن ذَلِك لبَيَان الْجَوَاز وَأَن النَّهْي للكراهة لَا للتَّحْرِيم وَالثَّانِي وَهُوَ الأظهرأن اسْتِعْمَاله الْعَتَمَة هُنَا لمصْلحَة وَنفي مفْسدَة لِأَن الْعَرَب كَانَت تسْتَعْمل لفظ الْعشَاء فِي الْمغرب فَلَو قَالَ الْعشَاء لتوهموها الْمغرب وَفَسَد الْمَعْنى وَفَاتَ الْمَطْلُوب فَاسْتعْمل الْعَتَمَة الَّتِي يعرفونها وَلَا يَشكونَ فِيهَا وقواعد الشَّرْع متظاهرة على احْتِمَال أخف المفسدتين لدفع أشدهما وَلَو حبوا بِإِسْكَان الْبَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 [438] وليأتم بكم من بعدكم أَي يقتدوا بِي مستدلين على أفعالي بأفعالكم لَا يزَال قوم يتأخرون أَي عَن الصَّفّ الأول حَتَّى يؤخرهم الله أَي عَن رَحمته وعظيم فَضله وَرفع الْمنزلَة وَنَحْو ذَلِك [439] خلاس بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف اللَّام وسين مُهْملَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 [440] خير صُفُوف الرِّجَال أَولهَا وشرها آخرهَا قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ على عُمُومه وَخير صُفُوف النِّسَاء آخرهَا وشرها أَولهَا قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بِالْحَدِيثِ صُفُوف النِّسَاء اللَّاتِي يصلين مَعَ الرِّجَال أما إِذا صلين متميزات لَا مَعَ الرِّجَال فهن كالرجال خير صفوفهن أَولهَا وشرها آخرهَا قَالَ وَالْمرَاد بشر صُفُوف الرِّجَال وَالنِّسَاء أقلهَا ثَوابًا وفضلا وأبعدها عَن مَطْلُوب الشَّرْع وَخَيرهَا بعكسه وأنما فضل أخر صُفُوف النِّسَاء الحاضرات مَعَ الرِّجَال لبعدهن عَن مُخَالطَة الرِّجَال ورؤيتهم وَتعلق الْقلب بهم عِنْد رُؤْيَتهمْ حركاتهم وَسَمَاع كَلَامهم وذم أَولهَا بعكس ذَلِك [441] عاقدي أزرهم أَي لضيقها لِئَلَّا ينْكَشف شَيْئا من الْعَوْرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 [442] لَا تمنعوا إِمَاء الله مَسَاجِد الله قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا نهي تَنْزِيه إِذا كَانَت الْمَرْأَة ذَات زوج أَو سيد بِشُرُوط ذكرهَا الْعلمَاء مَأْخُوذَة من الْأَحَادِيث وَهِي 1 أَن لَا تكون متطيبة 2 وَلَا متزينة 3 وَلَا ذَات خلاخل يسمع صَوتهَا 4 وَلَا ثِيَاب فاخرة 5 وَلَا مختلطة بِالرِّجَالِ 6 وَلَا شَابة وَنَحْوهَا مِمَّن يفتتن بهَا 7 وَأَن لَا يكون فِي الطَّرِيق مَا يخَاف بِهِ مفْسدَة وَنَحْوهَا وَإِذا لم يكن لَهَا زوج وَلَا سيد حرم الْمَنْع إِذا وجدت الشُّرُوط دغلا بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة هُوَ الْفساد وَالْخداع والريبة فزبره أَي نهره إِذا استأذنكم كَذَا فِي بعض الْأُصُول بنُون الْإِنَاث مشددا وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي أَكْثَرهَا إِذا استأذنوكم وَهِي عِنْدِي من تَغْيِير الروَاة [443] إِذا شهِدت إحداكن الْعشَاء فَلَا تطيب تِلْكَ اللَّيْلَة أَي إِذا أَرَادَت شهودها أما من شهدتها ثمَّ عَادَتْ إِلَى بَيتهَا فَلَا تمنع من التَّطَيُّب بعد ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 [444] بخورا بِفَتْح الْبَاء وَتَخْفِيف الْحَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 [448] كَانَ مِمَّا يُحَرك بِهِ لِسَانه أَي كَانَ كثيرا يفعل ذَلِك وَكرر كَانَ لطول الْكَلَام يعالج المعالجة المحاولة للشَّيْء وَالْمَشَقَّة فِي تَحْصِيله وَكَانَ ذَلِك يعرف مِنْهُ أَي يعرفهُ من رَآهُ لما يظْهر على وَجهه وبدنه من أَثَرَة فاستمع وأنصت الِاسْتِمَاع الاصغاء والإنصات السُّكُوت فقد يستمع وَلَا ينصت فَلهَذَا جمع بَينهمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 [449] عكاظ بِضَم الْعين وبالظاء الْمُعْجَمَة يصرف وَلَا يصرف عَن بن عَبَّاس قَالَ مَا قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْجِنّ وَمَا رَآهُمْ جمع الْعلمَاء بَينه وَبَين حَدِيث بن مَسْعُود الَّذِي بعده بِأَنَّهُمَا قضيتان فَحَدِيث بن عَبَّاس فِي أول الْأَمر وَأول النُّبُوَّة حِين أَتَوا فَاسْتَمعُوا قِرَاءَة قل أُوحِي إِلَيّ وَاخْتلف الْمُفَسِّرُونَ هَل علم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم استماعهم حَال استماعهم بِوَحْي أُوحِي إِلَيْهِ أم لم يعلم بهم إِلَّا بعد ذَلِك وَأما حَدِيث بن مَسْعُود فقضية أُخْرَى جرت بعد ذَلِك بِزَمَان بعد اشتهار الْإِسْلَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 [450] استطير أَي طارت بِهِ الْجِنّ أَو اغتيل أَي قتل سرا من الغيلة بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْقَتْل فِي خُفْيَة فأرانا آثَارهم ونيرانهم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ إِلَى هُنَا انْتهى حَدِيث بن مَسْعُود وَمَا بعده من قَول الشّعبِيّ كَذَا رَوَاهُ أَصْحَاب دَاوُد بن علية وَابْن زُرَيْع وَابْن أبي زَائِدَة وَابْن إِدْرِيس وَغَيرهم قَالَ النَّوَوِيّ وَمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ مرويا عَن بن مَسْعُود بِهَذَا الْإِسْنَاد وَإِلَّا فالشعبي لَا يَقُول هَذَا الْكَلَام إِلَّا بتوقيف عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأرْسلت الشهب عَلَيْهِم ظَاهره أَن ذَلِك حدث بعد نبوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يكن قبلهَا وَلِهَذَا أنكرته الشَّيَاطِين وارتاعت لَهُ مَعَ أَن فِي الْأَحَادِيث وأشعار الْعَرَب مَا يدل على أَنه كَانَ قبل ذَلِك وَقد سُئِلَ عَن ذَلِك الزُّهْرِيّ فَقَالَ كَانَت الشهب قَليلَة فغلظ أمرهَا وَكَثُرت حِين بعث نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاضربوا مَشَارِق الأَرْض أَي سِيرُوا فِيهَا نَحْو تهَامَة بِكَسْر التَّاء اسْم لكل مَا نزل عَن نجد من بِلَاد الْحجاز وَمَكَّة من تهَامَة من التهم بِفَتْح التَّاء وَالْهَاء وَهُوَ شدَّة الْحر وركود الرّيح وَهُوَ بِنَخْل كَذَا وَقع فِي مُسلم وَصَوَابه بنخلة بِالْهَاءِ كَمَا فِي البُخَارِيّ لكم كل عظم ذكر اسْم الله عَلَيْهِ قَالَ بعض الْعلمَاء هَذَا لمؤمنهم وَأما غَيرهم فجَاء فِي حَدِيث آخر أَن طعامهم مَا لم يذكر اسْم الله عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 [452] مَنْصُور هُوَ بن الْمُعْتَمِر عَن الْوَلِيد بن مُسلم هُوَ الْعَنْبَري الْبَصْرِيّ التَّابِعِيّ أَبُو بشر وَلَيْسَ هُوَ الدِّمَشْقِي صَاحب الْأَوْزَاعِيّ نحزر بِضَم الزَّاي وَكسرهَا الْأَوليين بمثناتين من تَحت قدر ألم تَنْزِيل السَّجْدَة يجوز جر السَّجْدَة على الْبَدَل ونصبها أَعنِي ورفعها خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف على قدر قِيَامه فِي الْأُخْرَيَيْنِ كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا الْأَخِيرَتَيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 [453] الْكُوفَة هِيَ الْبَلَد الْمَعْرُوفَة بناها عمر بن عبد الْخطاب أَي أَمر نوابه ببنائها هِيَ وَالْبَصْرَة وَسميت كوفة لاستدارتها من الكوف وَهُوَ الرمل المستدير وَقيل لِاجْتِمَاع النَّاس فِيهَا من تكوف الرجل إِذا اسْتَدَارَ وَركب بعضه بَعْضًا وَقيل لِأَن ترابها خالطه حَصى وكل مَا كَانَ كَذَلِك سمي كوفة مَا أخرم بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء أَي لَا أنقص لأركد فِي الْأَوليين يَعْنِي أطولهما وأديمهما وأمدهما من ركد الرّيح وَالْمَاء والسكينة إِذا سكنت وأحذف فِي الْأُخْرَيَيْنِ يَعْنِي أقصرهما عَن الْأَوليين لَا أَنه يخل بِالْقِرَاءَةِ ويحذف كلهَا وَمَا آلو بِالْمدِّ وَضم اللَّام أَي لَا أقصر فِي ذَلِك وَهُوَ مكثور عَلَيْهِ أَي عِنْده نَاس كَثِيرُونَ للإستفادة مِنْهُ مَا لَك فِي ذَاك من خير أَي إِنَّك لَا تَسْتَطِيع الْإِتْيَان بِمِثْلِهَا لطولها وَكَمَال خشوعها وَإِن تكلفت ذَلِك شقّ عَلَيْك وَلم تحصله فَتكون قد علمت السّنة وتركتها كَانَت صَلَاة الظّهْر تُقَام الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ الْجمع بَينه وَبَين الْأَحَادِيث الدَّالَّة على أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يُخَفف أَن صلَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَت تخْتَلف بَين الإطالة وَالتَّخْفِيف بإختلاف الْأَحْوَال فَأَما إِذا كَانَ المأمومون يؤثرون التَّطْوِيل وَلَا شغل لَهُ وَلَا لَهُم طول وَإِذا لم يكن كَذَلِك خفف وَقد يُرِيد الإطالة ثمَّ يعرض مَا يقتضى التَّخْفِيف كبكاء الصَّبِي وَنَحْوه وَقيل إِنَّمَا طول فِي بعض الْأَوْقَات وَهُوَ الْأَقَل لبَيَان جَوَاز الإطالة وخفف فِي أَكثر الْأَوْقَات لِأَنَّهُ الْأَفْضَل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 [455] أَخْبرنِي أَبُو سَلمَة بن سُفْيَان هُوَ بن عبد الْأَشْهَل المَخْزُومِي لَا يعرف اسْمه وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ الْحفاظ قَوْله بن الْعَاصِ غلط وَالصَّوَاب حذفه وَلَيْسَ هَذَا عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ الصَّحَابِيّ بل هُوَ عبد الله بن عَمْرو الْحِجَازِي العابدي بِالْبَاء الْمُوَحدَة سعلة بِفَتْح السِّين [456] بن سريع بِفَتْح السِّين وَكسر الرَّاء يقْرَأ فِي الْفجْر وَاللَّيْل إِذا عسعس أَي يقْرَأ السُّورَة الَّتِي فِيهَا وَاللَّيْل إِذا عسعس وعسعس يُقَال لأقبل وَأدبر من الأضداد وَالْأَكْثَرُونَ على أَن المُرَاد فِي الْآيَة أدبر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 [457] علاقَة بِكَسْر الْعين قُطْبَة بِضَم الْقَاف وبالباء الْمُوَحدَة وَهُوَ عَم زِيَاد باسقات طويلات نضيد أَي منضود متراكب بعضه فَوق بعض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 [465] فانحرف رجل اسْمه حزم بن أبي كَعْب إِنَّا أَصْحَاب نواضح هِيَ الْإِبِل الَّتِي يسقى عَلَيْهَا جمع نَاضِح وَأَرَادَ إِنَّا أَصْحَاب عمل وتعب وَلَا نستطيع تَطْوِيل الصَّلَاة أفتان أَي منفر عَن الدّين وصاد عَنهُ حَمَّاد حَدثنَا أَيُّوب عَن عَمْرو قَالَ أَبُو مَسْعُود قُتَيْبَة يَقُول فِي حَدِيثه عَن حَمَّاد عَن عَمْرو وَلم يذكر فِيهِ أَيُّوب وَكَانَ يَنْبَغِي لمُسلم أَن يُبينهُ وَكَأَنَّهُ أهمله لكَونه جعل الرِّوَايَة مسوقة عَن أبي الرّبيع وَحده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 [468] إِنِّي أجد فِي نَفسِي شَيْئا قيل يحْتَمل أَنه أَرَادَ الْخَوْف من حُصُول شَيْء من التكبر والإعجاب لَهُ يتقدمه على النَّاس فأذهبه الله ببركة كف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودعائه وَيحْتَمل أَنه أَرَادَ الوسوسة فَإِنَّهُ كَانَ موسوسا وَلَا يصلح للموسوس الْإِمَامَة فجلسني بتَشْديد اللَّام [470] من شدَّة وجد أمه قَالَ النَّوَوِيّ الوجد يُطلق على الْحزن وعَلى الْحبّ وَكِلَاهُمَا سَائِغ هُنَا والحزن أظهر أَي من حزنها واشتغال قَلبهَا بهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 [474] لَا يَخْلُو أحد منا ظَهره حَتَّى نرَاهُ كَذَا فِي الرِّوَايَة الْأَخِيرَة بِالْوَاو وَفِي سَائِر الرِّوَايَات بِالْيَاءِ وهما لُغَتَانِ وَالْيَاء أشهر [475] بالخنس هِيَ النُّجُوم الْخَمْسَة الْمُشْتَرى وَعُطَارِد والزهرة والمريخ وزحل لِأَنَّهَا تخنس أَي ترجع إِلَى مجْراهَا الكنس الَّتِي تكنس أَي تدخل كناسها أَي تغيب فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تغيب فِيهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 [476] ملْء السَّمَاوَات بِالنّصب وَالرَّفْع وَالنّصب أشهر أَي حمدا لَو كَانَ جسما لملأ السَّمَاوَات مجزأَة بِفَتْح الْمِيم وَقد تكسر وَسُكُون الْجِيم وزاي وهمزة وَقد تسهل اللَّهُمَّ طهرني بالثلج وَالْبرد وَمَاء الْبَارِد اسْتِعَارَة للْمُبَالَغَة فِي الطَّهَارَة من الذُّنُوب وَغَيرهَا وَمَاء الْبَارِد من إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته كمسجد الْجَامِع فيتقدر على رَأْي الْبَصرِيين مَاء الطّهُور الْبَارِد من الدَّرن هُوَ بِمَعْنى الْوَسخ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 [477] أهل الثَّنَاء بِالنّصب على النداء وَجوز بَعضهم رَفعه على تَقْدِير أَنْت أهل الثَّنَاء وَالثنَاء الْوَصْف بالجميل والمدح وَالْمجد وَالْعَظَمَة وَنِهَايَة الشّرف وَلابْن ماهان أهل الثَّنَاء والمدح وكلنَا لَك عبد جملَة مُعْتَرضَة بَين الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر لَا مَانع إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا كَانَ هَذَا أَحَق مَا قَالَه العَبْد لما فِيهِ من التَّفْوِيض إِلَى الله تَعَالَى والإذعان لَهُ وَالِاعْتِرَاف بوحدانيته وَالتَّصْرِيح بِأَنَّهُ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِهِ وَأَن الْخَيْر وَالشَّر مِنْهُ والحث على الزهادة فِي الدُّنْيَا والإقبال على الْأَعْمَال الصَّالِحَة وَلَا ينفع ذَا الْجد بِفَتْح الْجِيم فِي الْأَشْهر وَهُوَ الْحَظ وَالْعَظَمَة وَالسُّلْطَان أَي لَا ينفع صَاحب ذَلِك حَظه أَي لَا ينجيه حَظه مِنْك وَإِنَّمَا يَنْفَعهُ وينجيه الْعَمَل الصَّالح وَقيل بِالْكَسْرِ أَي لَا ينفع ذَا الِاجْتِهَاد اجْتِهَاده وَإِنَّمَا يَنْفَعهُ وينجيه رحمتك وَقيل المُرَاد بالجد وَالسَّعْي التَّام من الْحِرْص على الدُّنْيَا وَقيل مَعْنَاهُ الْإِسْرَاع فِي الْهَرَب أَي لَا ينفع ذَا الْإِسْرَاع فِي الْهَرَب مِنْك هربه فَإِنَّهُ فِي قبضتك وسلطانك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 [479] الستارة بِكَسْر السِّين السّتْر الَّذِي يكون على بَاب الْبَيْت وَالدَّار فَعَظمُوا فِيهِ الرب سبحوه ونزهوه ومجدوه فقمن بِفَتْح الْقَاف وَفِي الْمِيم الْفَتْح وَالْكَسْر مصدر لَا يثنى وَلَا يجمع وَمَعْنَاهُ حقيق وجدير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 [480] بن حنين بِضَم الْحَاء وَفتح النُّون نهاني وَلَا أَقُول نهاكم قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَن النَّهْي مُخْتَصّ بِهِ وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن الَّذِي سمعته وبصيغة الْخطاب لي فَأَنا أنقله كَمَا سمعته وَإِن كَانَ الحكم يتَنَاوَل النَّاس كلهم حبي بِكَسْر الْحَاء أَي محبوبي [482] أقرب مَا يكون العَبْد من ربه أَي من رَحمته وفضله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 [483] دقة وجله بِكَسْر أَولهمَا أَي قَلِيله وَكَثِيره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 [484] يتَأَوَّل الْقُرْآن أَي يتَمَثَّل مَا أَمر بِهِ فِيهِ من قَوْله فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ النَّصْر قَالَ النَّوَوِيّ حَالَة الصَّلَاة أفضل من غَيرهَا فَكَانَ يختارها لأَدَاء هَذَا الْوَاجِب الَّذِي أَمر بِهِ ليَكُون أكمل وَقَوله اللَّهُمَّ اغْفِر لي مَعَ عصمته من بَاب العبودي والإذعان والافتقار إِلَى الله تَعَالَى مُسلم بن صبيح بِفَتْح الصَّاد [485] فتحسست بِالْحَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 [486] اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ برضاك من سخطك إِلَى آخِره قَالَ الْخطابِيّ فِيهِ معنى لطيف وَذَلِكَ أَنه استعاذ بِاللَّه تَعَالَى وَسَأَلَهُ أَن يجيره بِرِضَاهُ من سخطه وبمعافاته من عُقُوبَته والرضى والسخط ضدان متقابلان وَكَذَلِكَ المعافاة والعقوبة فَلَمَّا صَار إِلَى ذكر مَا لَا ضد لَهُ وَهُوَ الله تَعَالَى استعاذ بِهِ مِنْهُ لَا غير لَا أحصي ثَنَاء عَلَيْك أَي لَا أُطِيقهُ وَلَا آتِي بِهِ وَقيل لَا أحيط بِهِ وَقَالَ مَالك مَعْنَاهُ لَا أحصي نِعْمَتك وإحسانك وَالثنَاء بهَا عَلَيْك وَإِن اجتهدت فِي الثَّنَاء عَلَيْك أَنْت كَمَا أثنيت على نَفسك اعْتِرَاف بِالْعَجزِ عَن تَفْصِيل الثَّنَاء وَأَنه لَا يقدر على بُلُوغ حَقِيقَته ورد الثَّنَاء إِلَى الْجُمْلَة دون التَّفْصِيل والإحصاء فَوكل ذَلِك إِلَى الله سُبْحَانَهُ الْمُحِيط بِكُل شَيْء جملَة وتفصيلا وكما أَنه لَا نِهَايَة لصفاته لَا نِهَايَة للثناء عَلَيْهِ لِأَن الثَّنَاء تَابع للمثنى عَلَيْهِ وَكلما أثنى بِهِ عَلَيْهِ وَإِن كثر وَطَالَ وبولغ فِيهِ فَقدر الله أعظم مَعَ أَنه متعال عَن الْقدر وسلطانه أعز وَصِفَاته أكبر وَأكْثر وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 [487] بن الشخير بِكَسْر الشين وَالْخَاء المعجمتين سبوح قدوس بِضَم أَولهمَا وفتحه وَالضَّم أفْصح وَأكْثر ومعناهما مسبح مقدس والمسبح المبرأ من النقائص وَالشَّرِيك وكل مَا يَلِيق بالإلهية والمقدس المطهر من كل مَا لَا يَلِيق بالخالق وَالروح قيل هُوَ ملك عَظِيم وَقيل جِبْرِيل وَقيل خلق لَا تراهم الْمَلَائِكَة كَمَا لَا نرى نَحن الْمَلَائِكَة السُّجُود الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 [489] أَو غير ذَلِك هُوَ بِفَتْح الْوَاو فأعني على نَفسك بِكَثْرَة السُّجُود هُوَ كِنَايَة عَن كَثْرَة الصَّلَاة [490] سَبْعَة أعظم أَي أَعْضَاء فَسُمي كل عُضْو عظما وَإِن كَانَ فِيهِ عِظَام كَثِيرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 [230] وَلَا نكفت بِفَتْح النُّون وَكسر الْفَاء لَا نضم وَلَا نجمع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 [493] وَلَا يتبسط أحدكُم ذِرَاعَيْهِ بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق لَا يتخذها من فَوق لَا يتخذها بساطا [494] إياد بِكَسْر الْهمزَة ومثناة تحتية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 [495] عبد الله بن مَالك بن بُحَيْنَة بتنوين مَالك وتكتب بن بِالْألف لِأَن بن بحتية صفة لعبد الله لَا لمَالِك وَهِي أم عبد الله فرج بَين يَدَيْهِ يَعْنِي بَين يَدَيْهِ وجنبيه يجنح بِضَم الْيَاء وَفتح الْجِيم وَكسر النُّون الْمُشَدّدَة أَي يفرج بَين يَدَيْهِ حَتَّى نرى وضح بالنُّون وَرُوِيَ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّة المضمومة [496] بهمة بِفَتْح الْبَاء وَاحِدَة البهم وَهِي أَوْلَاد الْغنم من الذُّكُور وَالْإِنَاث قَالَ الْجَوْهَرِي البهمة من أَوْلَاد الضَّأْن خَاصَّة والسخال أَوْلَاد المعزى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 [497] عبيد الله بن عبد الله بن الْأَصَم أَكثر الْأُصُول بِالتَّكْبِيرِ فِي الرِّوَايَة الأولى والتصغير فِي الثَّانِيَة وَفِي بَعْضهَا التصغير فيهمَا وَفِي بَعْضهَا التَّكْبِير فيهمَا قَالَ النَّوَوِيّ وَكله صَحِيح فعبيد الله وَعبد الله أَخَوان وهما ابْنا عبد الله بن الْأَصَم وَعبد الله بِالتَّكْبِيرِ أكبر من عبيد الله وَكِلَاهُمَا روى عَن عَمه يزِيد بن الْأَصَم وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَابْن ماجة من رِوَايَة بن عُيَيْنَة عَن عبد الله بِالتَّكْبِيرِ وَلم يذكرَا رِوَايَة الْفَزارِيّ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة بن عُيَيْنَة بِالتَّصْغِيرِ وَمن رِوَايَة الْفَزارِيّ بِالتَّكْبِيرِ خوى بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْوَاو وضح بِفَتْح الضَّاد بن برْقَان بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 [498] عَن أبي الجوزاء بِالْجِيم وَالزَّاي وَلم يصوبه بِضَم الْيَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْملَة وَكسر الْوَاو الْمُشَدّدَة أَي لم يخفضه خفضا بليغا بل يعدل فِيهِ بَين الإشخاص والتصويب يفرش بِضَم الرَّاء وَكسرهَا وَالضَّم أشهر عقبَة الشَّيْطَان بِضَم الْعين هُوَ الإقعاء وَهُوَ أَن يلصق إليتيه بِالْأَرْضِ وَينصب سَاقيه وَيَضَع يَدَيْهِ على الأَرْض كَمَا يفترش الْكَلْب وَغَيره من السبَاع عقب الشَّيْطَان بِفَتْح الْعين وَكسر الْقَاف وَقيل بِضَم الْعين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 [499] مؤخرة الرحل بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْهمزَة وَكسر الْخَاء وَيُقَال بِفَتْح الْهمزَة وَالْخَاء الْمُشَدّدَة العمود الَّذِي فِي آخر الرحل الطنافسي بِفَتْح الطَّاء وَكسر الْفَاء [501] يركز بِفَتْح الْمِيم وَضم الْكَاف بِمَعْنى يغرز الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 [502] يعرض رَاحِلَته بِفَتْح الْيَاء وَكسر الرَّاء وَرُوِيَ بِضَم الْيَاء وَتَشْديد الرَّاء أَي يَجْعَلهَا مُعْتَرضَة بَينه وَبَين الْقبْلَة [503] بِالْأَبْطح هُوَ الْموضع الْمَعْرُوف على بَاب مَكَّة فَمن نائل وناضح فَمنهمْ من ينَال مِنْهُ شَيْئا وَمِنْهُم من ينضح عَلَيْهِ غَيره شَيْئا مِمَّا ناله ويرش عَلَيْهِ بللا مِمَّا حصل حلَّة قَالَ أهل اللُّغَة الْحلَّة ثَوْبَان لَا تكون وَاحِدًا وهما إِزَار ورداء أَو نَحْوهمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 [504] أتان بِالْمُثَنَّاةِ الْأُنْثَى من الْحمر ناهزت قاربت ترتع ترعى يُصَلِّي بمنى تصرف وتمنع وتكتب بِالْألف وَالْيَاء وَالْأول مِنْهُمَا أَجود سميت منى لما يمنى بهَا من الدِّمَاء أَي يراق يُصَلِّي بِعَرَفَة قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ مَحْمُول على أَنَّهُمَا قضيتان وَقَالَ فِي حجَّة الْوَدَاع أَو يَوْم الْفَتْح قَالَ النَّوَوِيّ الصَّوَاب الأول وَهَذَا الشَّك مَحْمُول على مَا جزم بِهِ فِي غير هَذِه الرِّوَايَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 [505] وليدرأ أَي يدْفع فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان قيل مَعْنَاهُ إِنَّمَا حمله على مروره وامتناعه من الرُّجُوع الشَّيْطَان وَقيل يفعل فعل الشَّيْطَان لِأَن الشَّيْطَان بعيد من الْخَيْر وَقبُول السّنة وَقيل المُرَاد بالشيطان القرين كَمَا فِي الحَدِيث الآخر فَإِن مَعَه القرين رجل شَاب من بني أبي معيط فَمثل قَائِما بِفَتْح الْمِيم وَفِي الْمُثَلَّثَة الْفَتْح وَالضَّم وَالْفَتْح أشهر انتصب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 [507] أبي جهيم بِضَم الْجِيم وَفتح الْهَاء مصغر اسْمه عبد الله بن الْحَارِث بن الصمَّة [508] مصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي مَوضِع سُجُوده [509] يسبح أَي يُصَلِّي النَّافِلَة وَكَانَ بَين الْمِنْبَر والقبلة قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بالقبلة الْجِدَار وَإِنَّمَا أخر الْمِنْبَر عَن الْجِدَار لِئَلَّا يَنْقَطِع نظر أهل الصَّفّ الأول بَعضهم عَن بعض الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 [510] يقطع صلَاته الْحمار وَالْمَرْأَة وَالْكَلب الْجُمْهُور على أَنه لَا تبطل الصَّلَاة بمرور شَيْء من هَؤُلَاءِ وَأَن المُرَاد بِالْقطعِ فِي الحَدِيث نقص الصَّلَاة بشغل الْقلب بِهَذِهِ الْأَشْيَاء سلم بِفَتْح السِّين وَسُكُون اللَّام بن أبي الذَّيَّال بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْيَاء المعني بِسُكُون الْعين وَكسر النُّون وَتَشْديد الْيَاء نِسْبَة إِلَى معن [512] إِن الْمَرْأَة لدابة سوء تُرِيدُ بِهِ الْإِنْكَار عَلَيْهِم فِي قَوْلهم إِن الْمَرْأَة تقطع الصَّلَاة أَن أسنحه بِقطع الْهمزَة الْمَفْتُوحَة وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة وَفتح النُّون أَي أظهر لَهُ وَأَعْتَرِض يُقَال سنح لي كَذَا أَي أعرض [514] مرط هُوَ الكساء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 [516] لَا يُصَلِّي أحدكُم فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ على عَاتِقه مِنْهُ شَيْء لِأَن ستر أعالي الْبدن من الزِّينَة الْمَأْمُور بهَا فِي قَوْله تَعَالَى خُذُوا زينتكم عِنْد كل مَسْجِد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 [517] مُشْتَمِلًا هُوَ بِمَعْنى المتوشح والمخالف بَين طَرفَيْهِ قَالَ بن السّكيت التوشح أَن يَأْخُذ طرف الثَّوْب الَّذِي أَلْقَاهُ على مَنْكِبه الْأَيْمن من تَحت يَده الْيُسْرَى وَيَأْخُذ طرفه الَّذِي أَلْقَاهُ على مَنْكِبه الْأَيْسَر تَحت يَده الْيُمْنَى ثمَّ يعقدهما على صَدره [520] كنت أَقرَأ على أبي الْقُرْآن فِي السدة هِيَ بِضَم السِّين وَتَشْديد الدَّال كَذَا وَقع فِي مُسلم وَوَقع فِي النَّسَائِيّ فِي السِّكَّة وَفِي رِوَايَة غَيره فِي بعض السكَك قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ مُطَابق لقَوْله يَا أَبَت أتسجد فِي الطَّرِيق قَالَ وَهُوَ مقارب لرِوَايَة مُسلم لِأَن السدة وَاحِدَة السدد وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي تظلل حول الْمَسْجِد وَلَيْسَت مِنْهُ قلت كم بَينهمَا قَالَ أَرْبَعُونَ عَاما ورد أَن وَاضع المسجدين آدم وَبِه ينْدَفع الْإِشْكَال بِأَن إِبْرَاهِيم بنى الْمَسْجِد الْحَرَام وَسليمَان بنى بَيت الْمُقَدّس وَبَينهمَا أَكثر من أَرْبَعِينَ عَاما بِلَا ريب فَإِنَّمَا هما مجددان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 [521] أَعْطَيْت خمْسا لم يُعْطهنَّ أحد قبلي هِيَ أَكثر من ذَلِك قَالَ أَبُو سعيد فِي شرف الْمُصْطَفى الخصائص الَّتِي امتاز بهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْأَنْبِيَاء سِتُّونَ خصْلَة قلت وَقد تتعقبها فِي كتابي الخصائص فزادت على ثَلَاثمِائَة كَانَ كل نَبِي يبْعَث إِلَى قومه خَاصَّة اسْتشْكل بِنوح فَإِنَّهُ أغرق أهل الأَرْض بدعوته وَلَوْلَا أَنه مَبْعُوث إِلَيْهِم لما وَقع ذَلِك وَقد يُجَاب بِمَنْع الْمُلَازمَة وَثمّ أجوبة أُخْرَى ذكرتها فِي التوشيح وَبعثت إِلَى كل أَحْمَر وأسود قيل المُرَاد بالأحمر الْبيض من الْعَجم وَغَيرهم وبالأسود الْعَرَب لغَلَبَة السمرَة فيهم وَغَيرهم من السودَان وَقيل المُرَاد بالأسود السودَان وبالأحمر من عداهم من الْعَرَب وَغَيرهم وَقيل الْأَحْمَر الْإِنْس وَالْأسود الْجِنّ فأيما رجل بِالْجَرِّ وَمَا زَائِدَة وَأعْطيت الشَّفَاعَة هِيَ الْعَامَّة الَّتِي تكون فِي الْمَحْشَر حينما يفزع إِلَيْهِ الْخَلَائق لِأَن الشَّفَاعَة الْخَاصَّة جعلت لغيره وَقيل الشَّفَاعَة فِي خُرُوج من فِي قلبه مِثْقَال ذرة من إِيمَان وَهِي أَيْضا خَاصَّة بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 [522] وَذكر خصْلَة أُخْرَى بَينهَا النَّسَائِيّ فِي رِوَايَته فَقَالَ وَأُوتِيت هَذِه الْآيَات من خَوَاتِيم الْبَقَرَة من تَحت الْعَرْش وَلم يُعْطهنَّ أحد قبلي وَلَا يعطاهن أحد بعدِي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 [523] أَعْطَيْت جَوَامِع الْكَلم قَالَ الْهَرَوِيّ يَعْنِي بِهِ الْقُرْآن جمع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْأَلْفَاظ الْيَسِيرَة مِنْهُ الْمعَانِي الْكَثِيرَة وَكَلَامه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ بالجوامع قَلِيل اللَّفْظ كثير الْمعَانِي وَأرْسلت إِلَى الْخلق كَافَّة قد يسْتَدلّ بِهِ على أَنه مُرْسل إِلَى الْمَلَائِكَة وَهُوَ مَا اخْتَارَهُ السُّبْكِيّ وَأَنْتُم تنتثلونها أَي تستخرجون مَا فِيهَا يَعْنِي خَزَائِن الأَرْض وَمَا فتح الله على الْمُسلمين من الدُّنْيَا الزبيدِيّ بِضَم الزَّاي نِسْبَة إِلَى بني زبيد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 [524] علو الْمَدِينَة بِضَم الْعين وَكسرهَا ثمَّ إِنَّه أَمر بِالْمَسْجِدِ ضبط أَمر بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل وللمفعول مَلأ بني النجار أَي أَشْرَافهم ثامنوني أَي بايعوني قَالُوا لَا وَالله مَا نطلب ثمنه إِلَّا إِلَى الله ذكر بن سعد فِي الطَّبَقَات عَن الْوَاقِدِيّ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اشْتَرَاهُ مِنْهُم بِعشْرَة دَنَانِير دَفعهَا عَنهُ أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ وَخرب ضبط بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء وبكسر الْخَاء وَفتح الرَّاء مَا يخرب من الْبناء عضادتيه بِكَسْر الْعين جَانِبي الْبَاب مرابض الْغنم مباركها ومواضع مبيتها ووضعها أجسادها على الأَرْض للاستراحة قَالَ بن دُرَيْد وَيُقَال ذَلِك أَيْضا فِي كل دَابَّة من ذَوَات الحوافر وَالسِّبَاع وَحدثنَا يحيى بن يحيى قَالَ حَدثنَا خَالِد يَعْنِي بن الْحَارِث قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي مُعظم النّسخ يحيى بن يحيى وَفِي بَعْضهَا يحيى فَقَط وَالَّذِي فِي الْأَطْرَاف لخلف أَنه يحيى بن حبيب قيل وَهُوَ الصَّوَاب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 [526] فاستقبلوها رُوِيَ بِكَسْر الْبَاء أمرا وَهُوَ أصح وَأشهر وَبِفَتْحِهَا مَاضِيا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 [528] أُولَئِكَ بِكَسْر الْكَاف وَكَذَا بَقِيَّة الإشارات فِي الحَدِيث ذكرن أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا ضبطناه بالنُّون وَهُوَ جَار على لُغَة أكلوني البراغيث وَفِي بعض الْأُصُول ذكرت بِالتَّاءِ [529] غير أَنه خشِي ضبط بِضَم الْخَاء وَفتحهَا [530] قَاتل الله يهود أَي لعنهم وَقيل قَتلهمْ وأهلكهم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 [531] لما نزل برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِضَم النُّون وَكسر الزَّاي أَي نزل بِهِ ملك الْمَوْت وَرُوِيَ نزلت بِفَتَحَات وتاء التَّأْنِيث الساكنة أَي حضرت الْمنية والوفاة خميصة كسَاء لَهُ أَعْلَام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 [532] النجراني بالنُّون وَالْجِيم إِنِّي أَبْرَأ أَي امْتنع من هَذَا أَن يكون لي مِنْكُم خَلِيل هُوَ الْمُنْقَطع إِلَيْهِ وَقيل الْمُخْتَص بِشَيْء دون غَيره وَقيل من لَا يتبع الْقلب غَيره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 [533] مثله فِي الْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل قَوْله مثله أَمريْن أَحدهمَا أَن يكون مَعْنَاهُ مثله فِي مُسَمّى الْبَيْت لَا فِي الصّفة من السعَة وَغَيرهَا وَالثَّانِي مَعْنَاهُ أَن فَضله فِي بيُوت الْجنَّة كفضل الْمَسْجِد على بيُوت الدُّنْيَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 [534] أُصَلِّي هَؤُلَاءِ يَعْنِي الْأَمِير وَالتَّابِعِينَ لَهُ فَجعل أَحَدنَا عَن يَمِينه وَالْآخر عَن شِمَاله قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَذْهَب بن مَسْعُود وصاحبيه قَالُوا السّنة التطبيق فَإِنَّهُم لم يبلغهم الحَدِيث النَّاسِخ وَالصَّوَاب قَول الْجُمْهُور إِن التطبيق مَكْرُوه لثُبُوت النَّاسِخ الصَّرِيح وَهُوَ حَدِيث سعد بن أبي وَقاص يؤخرون الصَّلَاة عَن ميقاتها أَي عَن وَقتهَا الْمُخْتَار وَهُوَ أول وَقتهَا لَا عَن جَمِيع وَقتهَا ويخنقونها بِضَم النُّون أَي يضيقون وَقتهَا ويؤخرون أداءها إِلَى شَرق الْمَوْتَى بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء قَالَ بن الْأَعرَابِي فِيهِ مَعْنيانِ أَحدهمَا أَن الشَّمْس فِي ذَلِك الْوَقْت وَهُوَ آخر النَّهَار إِنَّمَا تبقى سَاعَة ثمَّ تغيب وَالثَّانِي أَنه من قَوْلهم شَرق الْمَيِّت بريقه إِذا لم يبْق بعده إِلَّا يَسِيرا ثمَّ يَمُوت سبْحَة بِضَم السِّين وَسُكُون الْمُوَحدَة أَي نَافِلَة وليجنأ بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الْجِيم آخِره همزَة أَي يَنْعَطِف وَرُوِيَ وليحن بِالْحَاء الْمُهْملَة وَرُوِيَ وليحن بِضَم النُّون من حنوت الْعود أَي عطفته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 [535] عَن أبي يَعْفُور هُوَ الْأَصْغَر واسْمه عبد الرَّحْمَن بن عبيد بن نسطاس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 [536] قُلْنَا لِابْنِ عَبَّاس فِي الإقعاء على الْقَدَمَيْنِ فَقَالَ هِيَ السّنة قد ورد النَّهْي عَن الإقعاء فِي عدَّة أَحَادِيث فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن عَليّ وَابْن ماجة عَن أنس وَأحمد عَن سَمُرَة وَعَن أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّوَوِيّ إِن الإقعاء نَوْعَانِ أَحدهمَا أَن يلصق إليتيه بِالْأَرْضِ وَينصب سَاقيه وَيَضَع يَدَيْهِ على الأَرْض كإقعاء الْكَلْب وَهَذَا النَّوْع هُوَ الْمَكْرُوه الَّذِي ورد فِيهِ النَّهْي وَالثَّانِي أَن يَجْعَل إليتيه على عَقِبَيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ وَحمل حَدِيث بن عَبَّاس عَلَيْهِ جماعات من الْمُحَقِّقين مِنْهُم الْبَيْهَقِيّ وَالْقَاضِي عِيَاض جفَاء بِالرجلِ بِفَتْح الرَّاء وَضم الْجِيم أَي الْإِنْسَان وَضَبطه بن عبد الْبر بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْجِيم وَلم يصوبه الْجُمْهُور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 [537] واثكل أمِّياه بِضَم الْمُثَلَّثَة وَإِسْكَان الْكَاف وبفتحهما فقدان الْمَرْأَة وَلَدهَا وأمياه بِالْكَسْرِ مَا كَهَرَنِي أَي مَا انتهرني يأْتونَ الْكُهَّان قَالَ الْخطابِيّ الْفرق بَين الكاهن والعراف أَن الكاهن إِنَّمَا يتعاطى الْأَخْبَار عَن الكوائن فِي الْمُسْتَقْبل وَيَدعِي معرفَة الْأَسْرَار والعراف يتعاطى معرفَة الشَّيْء الْمَسْرُوق وَمَكَان الضَّالة نَحْوهَا ذَاك شَيْء يجدونه فِي صُدُورهمْ فَلَا يصدنهم مَعْنَاهُ أَن الطَّيرَة شَيْء يجدونه فِي النُّفُوس ضَرُورَة وَلَا عتب عَلَيْكُم فِي ذَلِك فَإِنَّهُ غير مكتسب لكم فَلَا تَكْلِيف بِهِ وَلَكِن لَا تمتنعوا بِسَبَبِهِ من التَّصَرُّف فِي أُمُوركُم فَهَذَا الَّذِي تقدرون عَلَيْهِ وَهُوَ مكتسب لكم فَيَقَع بِهِ التَّكْلِيف وَمنا رجال يخطون كَانَ نَبِي من الْأَنْبِيَاء يخط فَمن وَافق فَذَاك قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح أَن مَعْنَاهُ من وَافق خطه فَهُوَ مُبَاح لَهُ وَلَكِن لَا طَرِيق لنا إِلَى الْعلم اليقيني بالموافقة فَلَا يُبَاح وَالْمَقْصُود أَنه لَا يُبَاح إِلَّا بِيَقِين الْمُوَافقَة وَلَيْسَ لنا بهَا يَقِين وَفِي هَذِه الْعبارَة حفظ حُرْمَة ذَلِك النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقَالَ القَاضِي عِيَاض الْمُخْتَار أَن مَعْنَاهُ أَن من وَافق خطه فَذَاك الَّذِي تَجِدُونَ إِصَابَته فِيمَا يَقُول لَا أَنه يُبَاح ذَلِك لفَاعِله قَالَ وَيحْتَمل أَن هَذَا نسخ فِي شرعنا قَالَ النَّوَوِيّ فَحصل من مَجْمُوع كَلَام الْعلمَاء فِيهِ الِاتِّفَاق على النَّهْي عَنهُ الْآن والجوانية بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد الْوَاو وَبعد الْألف نون ثمَّ يَاء مُشَدّدَة وَقيل مُخَفّفَة مَوضِع فِي شمال الْمَدِينَة بِقرب أحد آسَف بِمد أَوله وَفتح السِّين أَي أغضب صَكَكْتهَا أَي لطمتها فَقَالَ لَهَا أَيْن الله قَالَت فِي السَّمَاء هُوَ من أَحَادِيث الصِّفَات يُفَوض مَعْنَاهُ وَلَا يخاض فِيهِ مَعَ التَّنْزِيه أَو يؤول بِأَن المُرَاد امتحانها هَل هِيَ مُوَحدَة تقر بِأَن الْخَالِق الْمُدبر هُوَ الله وَحده وَهُوَ الَّذِي إِذا دَعَاهُ الدَّاعِي اسْتقْبل السَّمَاء كَمَا إِذا صلى لَهُ يسْتَقْبل الْكَعْبَة وَلَيْسَ ذَلِك لِأَنَّهُ منحصر فِي السَّمَاء كَمَا أَنه لَيْسَ منحصرا فِي جِهَة الْكَعْبَة بل ذَلِك لِأَن السَّمَاء قبْلَة الداعين كَمَا أَن الْكَعْبَة قبْلَة الْمُصَلِّين أم هِيَ من الَّذين يعْبدُونَ الْأَوْثَان الَّتِي بَين أَيْديهم قَالَ القَاضِي لَا خلاف بَين الْمُسلمين قاطبة أَن الظَّوَاهِر الْوَارِدَة بِذكر الله فِي السَّمَاء لَيست على ظَاهرهَا بل متأولة عِنْد جَمِيعهم فَمن قَالَ بِإِثْبَات جِهَة ك فَوق من غير تَحْدِيد وَلَا تكييف من الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء والمتكلمين يؤول قَوْله تَعَالَى أأمنتم من فِي السَّمَاء أَي على السَّمَاء وَمن قَالَ من دهماء النظار وَأَصْحَاب التَّنْزِيه بِنَفْي الْحَد واستحالة الْجِهَة فِي حَقه تَعَالَى تأولوها تأويلات بِحَسب مقتضاها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 [538] إِن فِي الصَّلَاة شغلا مَعْنَاهُ أَن الْمُصَلِّي وظيفته أَن يشْتَغل بِصَلَاتِهِ فيتدبر مَا يَقُوله وَلَا يعرج على غَيرهَا فَلَا يرد سَلاما وَلَا غَيره [539] قَانِتِينَ قيل مَعْنَاهُ مُطِيعِينَ وَقيل ساكتين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 [540] موجه بِكَسْر الْجِيم أَي موجه وَجهه شنظير بِكَسْر الشين والظاء المعجمتين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 [541] إِن عفريتا من الْجِنّ هُوَ العاتي المارد جعل يفتك فِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ تفلت قَالَ النَّوَوِيّ وهما صَحِيحَانِ والفتك هُوَ الْأَخْذ فِي غَفلَة وخديعة فذعته بذال مُعْجمَة وَتَخْفِيف الْعين الْمُهْملَة أَي خنقته ثمَّ ذكرت قَول أخي سُلَيْمَان إِلَى آخِره قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ أَنه مُخْتَصّ بِهَذَا فَامْتنعَ نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من ربطه تواضعا وتأدبا خاسئا أَي ذليلا صاغرا مطرودا مُبْعدًا وَأما بن أبي شيبَة فَقَالَ فِي رِوَايَته فدعته بِالدَّال الْمُهْملَة قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ صَحِيح وَمَعْنَاهُ دَفعته دفعا شَدِيدا والدعت والدع الدّفع الشَّديد وَأنكر الْخطابِيّ الْمُهْملَة وَقَالَ لَا تصح وصححها غَيره وصوبوها وَإِن كَانَت الْمُعْجَمَة أوضح وَأشهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 [542] بلعنة الله التَّامَّة قَالَ القَاضِي يحْتَمل تَسْمِيَتهَا تَامَّة أَي لَا نقص فِيهَا وَيحْتَمل الْوَاجِبَة لَهُ الْمُسْتَحقَّة عَلَيْهِ أَو الْمُوجبَة عَلَيْهِ الْعَذَاب سرمدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 [543] بنت زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلأبي الْعَاصِ يَعْنِي بنت زَيْنَب من زَوجهَا أبي الْعَاصِ بن الرّبيع قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَشْهُور فِي كتب الصَّحَابَة والأنساب وَغَيرهَا وَرَوَاهُ أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ عَن مَالك فَقَالُوا بن ربيعَة وَكَذَا رَوَاهُ البُخَارِيّ من رِوَايَة مَالك وَأجَاب الْأصيلِيّ بِأَنَّهُ نسبه إِلَى جده ورده القَاضِي عِيَاض بِأَن ذَلِك لَا يعرف فَإِن نسبه بإتفاق أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع بن عبد الْعُزَّى بن عبد شمس بن عبد منَاف وَاسم أبي الْعَاصِ لَقِيط وَقيل مهشم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 [544] تماروا أَي اخْتلفُوا وَتَنَازَعُوا غلامك النجار اسْمه مَيْمُون على الْأَصَح وَفِيه أَقْوَال أُخْرَى مَذْكُورَة فِي التوشيح فَعمل هَذِه الثَّلَاث دَرَجَات قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مِمَّا يُنكره أهل الْعَرَبيَّة وَالْمَعْرُوف عِنْدهم ثَلَاث دَرَجَات أَو الدَّرَجَات الثَّلَاث طرفاء بِالْمدِّ الاثل الغابة بِالْمُعْجَمَةِ وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة مَوضِع من عوالي الْمَدِينَة ثمَّ رفع فَنزل الْقَهْقَرَى كَذَا هُوَ بِالْفَاءِ أَي رفع رَأسه من الرُّكُوع والقهقرى الْمَشْي إِلَى خلف وَإِنَّمَا رَجَعَ الْقَهْقَرَى كَيْلا تستدبر الْقبْلَة ولتعلموا بِفَتْح الْعين وَاللَّام الْمُشَدّدَة أَي تتعلموا وَسَاقُوا الحَدِيث هُوَ من إِطْلَاق الْجمع على الْإِثْنَيْنِ أَي وساقا وهما يَعْقُوب وَابْن عُيَيْنَة عَن أبي حَازِم وَيحْتَمل أَن يُرِيد بقوله وَسَاقُوا الروَاة عَن يَعْقُوب وَابْن عُيَيْنَة وهم كثير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 [545] الْقَنْطَرِي نِسْبَة إِلَى قنطرة البردان محلّة من محَال بَغْدَاد نهى أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا الصَّحِيح أَن مَعْنَاهُ وَيَده فِي خاصرته وَقيل هُوَ أَن يَأْخُذ بِيَدِهِ عصى ويتوكأ عَلَيْهَا وَقيل أَن يختصر السُّورَة فَيقْرَأ من آخرهَا آيَة أَو آيَتَيْنِ وَقيل أَن يحذف مِنْهَا فَلَا يمد قِيَامهَا وركوعها وسجودها وحدودها وعَلى الأول وَجه النَّهْي أَنه فعل الْيَهُود وَقيل فعل الشَّيْطَان وَقيل فعل المتكبرين وَقيل لِأَن إِبْلِيس أهبط لذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 [546] إِن كنت لَا بُد فَاعِلا فَوَاحِدَة مَعْنَاهُ لَا تفعل فَإِن فعلت فافعل وَاحِدَة وَلَا تزد وَالنَّهْي للتنزيه وَاتفقَ الْعلمَاء على كَرَاهَته لِأَنَّهُ يُنَافِي التَّوَاضُع ويشغل الْمُصَلِّي [547] فَإِن الله قبل وَجهه أَي الْجِهَة الَّتِي عظمها وَقيل فَإِن قبله الله وثوابه نَحوه وَلَا تقَابل هَذِه الْجِهَة بالبصاق الَّذِي هُوَ الاستخفاف بِمن يبزق إِلَيْهِ وإهانته وتحقيره [549] رأى بصاقا أَو مخاطا أَو نخامة قَالَ أهل اللُّغَة البصاق من الْفَم والمخاط من الْأنف والنخامة هِيَ النخاعة من الرَّأْس وَمن الصَّدْر يُقَال تنخم وتنخع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 [550] عَن يسَاره تَحت قدمه قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا فِي غير الْمَسْجِد أما الْمُصَلِّي فِي الْمَسْجِد فَلَا يبصق فِي ثَوْبه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 [551] فَإِنَّهُ يُنَاجِي ربه إِشَارَة إِلَى إخلاص الْقلب وحضوره وتفريغه لذكر الله وتمجيده وتلاوة كِتَابه وتدبره [552] التفل بِفَتْح الْمُثَنَّاة من فَوق وَسُكُون الْفَاء البصاق خَطِيئَة هَل المُرَاد بهَا الْحُرْمَة أَو الْكَرَاهَة قَولَانِ وَهل المُرَاد خَطِيئَة مُطلقًا أَو إِن لم يدفنها قَولَانِ صحّح النَّوَوِيّ الأول وَقَالَ إِن قَوْله وكفارتها دَفنهَا مَعْنَاهُ إِن ارْتكب هَذِه الْخَطِيئَة فَعَلَيهِ تكفيرها كَمَا أَن عَلَيْهِ فِي قتل الصَّيْد فِي الْإِحْرَام مثلا أَن يكفره قَالَ وَالْمرَاد دَفنهَا فِي تُرَاب الْمَسْجِد إِن كَانَ ترابيا وَإِلَّا فيخرجها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 [553] وَوجدت فِي مساوئ أَعمالهَا النخاعة تكون فِي الْمَسْجِد لَا تدفن قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهره أَن الذَّم لَا يخْتَص بِصَاحِب النخاعة بل يدْخل فِيهِ هُوَ وكل من رَآهَا وَلَا يزيلها [556] خميصة كسَاء مربع من صوف لَهُ أَعْلَام أبي جهم بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْهَاء اسْمه عَامر بن حُذَيْفَة بأنبجانية بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا وَتَشْديد الْيَاء آخِره مُضَاف إِلَى الضَّمِير كسَاء لَا علم فِيهِ وَقيل كسَاء غليظ وَقيل كسَاء سداه قطن أَو كتَّان وَلحمَته صوف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 [560] بن أبي عَتيق هُوَ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق وَالقَاسِم هُوَ بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق لحانة بِفَتْح اللَّام وَتَشْديد الْحَاء أَي كثير اللّحن وَرُوِيَ بدله لحنة بِضَم اللَّام وَسُكُون الْحَاء وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَكَانَ لأم ولد قَالَ بن سعد اسْمهَا سَوْدَة هَذَا أدبته أمه اسْمهَا رميثة بنت الْحَارِث من بني فراس وأضب عَلَيْهَا بِفَتْح الْهمزَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة أَي حقد غدر بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال أَي غادر وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الشتم منادى أَبُو حزرة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي ثمَّ رَاء اسْمه يَعْقُوب بن مُجَاهِد وَهُوَ الْمَذْكُور فِي الْإِسْنَاد الأول وَيُقَال كنيته أَبُو يُوسُف وَأَبُو حزرة لقبه [562] فَلَا يقربنا وَلَا يُصَلِّي مَعنا فِي أَكثر الْأُصُول بِإِثْبَات الْيَاء على الْخَبَر الَّذِي يُرَاد بِهِ النَّهْي وَفِي بَعْضهَا بحذفها على النَّهْي [563] فَلَا يقربن مَسْجِدنَا وَلَا يؤذينا بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد النُّون على التَّأْكِيد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 [564] تأذى مِمَّا يتَأَذَّى مِنْهُ الْإِنْس بتَشْديد الذَّال فيهمَا وَفِي أَكثر الْأُصُول بِالتَّخْفِيفِ وَهِي لُغَة يُقَال أَذَى يأذى كعمي يعمى وَمَعْنَاهُ تأذى أُتِي بِقدر كَذَا فِي نسخ مُسلم كلهَا بِالْقَافِ وَالَّذِي فِي البُخَارِيّ وَغَيره من الْكتب الْمُعْتَمدَة ببدر بموحدتين قَالَ الْعلمَاء وَهُوَ الصَّوَاب وفسروه بالطبق سمي بَدْرًا لاستدارته كاستدارة الْبَدْر [565] الخبيثة الخبيثة الرّيح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 [566] زراعة بِفَتْح الزَّاي وَتَشْديد الرَّاء الأَرْض المزروعة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 [567] فالخلافة شُورَى أَي يتشاورون فِيهَا ويتفقون على وَاحِد بَين هَؤُلَاءِ السِّتَّة هم عُثْمَان وَعلي وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر سعد بن أبي وَقاص وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَلم يدْخل سعيد بن زيد مَعَهم وَإِن كَانَ من الْعشْرَة لِأَنَّهُ من أَقَاربه فتورع عَن إِدْخَاله كَمَا تورع عَن إِدْخَال ابْنه عبد الله يطعنون بِفَتْح الْعين أفْصح من ضمهَا آيَة الصَّيف أَي الْآيَة الَّتِي نزلت فِي الصَّيف وَهِي يستفتونك قل الله يفتيكم فِي الْكَلَالَة فليمتها طبخا فليمت رائحتها بالطبخ وإماتة كل شَيْء كسر قوته وحدته [568] ينشد ضالته بِفَتْح الْبَاء وَضم الشين من نشدت الضَّالة إِذا طلبتها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 [569] إِلَى الْجمل جَار ومجرور لما بنيت لَهُ أَي من الذّكر وَالصَّلَاة وَنَحْوهمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 [389] فَلبس عَلَيْهِ بتَخْفِيف الْبَاء خلط على صلَاته وهوشها وشككه فِيهَا فَإِذا وجد ذَلِك أحدكُم فليسجد سَجْدَتَيْنِ أَخذ بِظَاهِرِهِ الْحسن الْبَصْرِيّ وَطَائِفَة من السّلف فَقَالُوا إِذا شكّ الْمُصَلِّي فَلم يدر زَاد أم نقص فَلَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا سَجْدَتَانِ وَهُوَ جَالس وَقَالَ الْجُمْهُور يَبْنِي على مَا استيقن ويكمل وَيسْجد سَجْدَتَيْنِ أخذا من حَدِيث أبي سعيد الْمُفَسّر لهَذَا الحَدِيث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 [570] ونظرنا تَسْلِيمه أَي انتظرناه بن بُحَيْنَة الْأَسدي بِسُكُون السِّين وَيُقَال فِيهِ الْأَزْدِيّ بِسُكُون الزَّاي والأزد والأسد بِالسُّكُونِ اسمان مُتَرَادِفَانِ لقبيلة وَاحِدَة وهم أَزْد شنُوءَة حَلِيف بني عبد الْمطلب قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالَّذِي ذكره أهل الْيُسْر والتواريخ أَنه حَلِيف بني الْمطلب وَكَانَ جده حَالف الْمطلب بن عبد منَاف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 [571] شفعن لَهُ صلَاته أَي ردتها إِلَى الشفع أَي الْأَرْبَع كَانَتَا ترغيما للشَّيْطَان أَي إغاظة لَهُ وإذلالا لِأَنَّهُ لما لبس عَلَيْهِ صلَاته تدارك مَا لبسه عَلَيْهِ فكملت صلَاته وامتثل أَمر الله فِي السُّجُود الَّذِي عصى إِبْلِيس بالامتناع مِنْهُ فَرد خاسئا مُبْعدًا عَن مُرَاده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 [572] إِنَّمَا أَنا بشر أنسى كَمَا تنسون اسْتدلَّ الْجُمْهُور على جَوَاز النسْيَان عَلَيْهِ فِي الْأَفْعَال البلاغية والعبادات ومنعته طَائِفَة وتأولوا الحَدِيث وَنَحْوه وعَلى الأول قَالَ الْأَكْثَرُونَ تنبيهه على الْفَوْر مُتَّصِل بالحادثة وَلَا يَقع تَأْخِير وجوزت طَائِفَة تَأْخِيره مُدَّة حَيَاته وَاخْتَارَهُ إِمَام الْحَرَمَيْنِ أما الْأَقْوَال البلاغية فالسهو فِيهَا مُمْتَنع ومستحيل إِجْمَاعًا وَأما الْأُمُور العادية والدنيوية فالراجح جَوَاز السَّهْو فِي الْأَفْعَال مِنْهَا دون الْأَقْوَال فليتحر الصَّوَاب فسره الشَّافِعِي بِالْأَخْذِ بِالْيَقِينِ وَقَالَ التَّحَرِّي هُوَ الْقَصْد وَمِنْه قَوْله تَعَالَى تحروا رشدا والمنعى فليقصد الصَّوَاب فليعمل بِهِ وَقصد الصَّوَاب هُوَ مَا بَينه فِي حَدِيث أبي سعيد وَحمله أَبُو حنيفَة على الْأَخْذ بغالب الظَّن يَا أَعور هُوَ إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد الْأَعْوَر النَّخعِيّ وَلَيْسَ بإبراهيم بن يزِيد النَّخعِيّ الْفَقِيه الْمَشْهُور توشوش الْقَوْم رُوِيَ بِالْمُعْجَمَةِ قَالَ أهل اللُّغَة الوشوشة بِالْمُعْجَمَةِ صَوت فِي اخْتِلَاط وبالمهملة أَي تحركوا وَمِنْه وسواس الْحلِيّ وَهُوَ تحركه ووسوسة الشَّيْطَان ثمَّ تحول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَسجدَ لَيست ثمَّ على بَابهَا من التَّرْتِيب الْحَقِيقِيّ بل لعطف جملَة على جملَة لِأَن التَّحَوُّل وَالسُّجُود كَانَ قبل قَوْله إِنَّمَا أَنا بشر إِلَى آخِره لَا بعده كَمَا صرح بِهِ فِي الرِّوَايَة قبله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 [242] المطهرة بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا كل إِنَاء يتَطَهَّر بِهِ لِلْعَرَاقِيبِ بِفَتْح الْعين جمع عرقوب بضَمهَا العصب الَّذِي فَوق الْعقب ظفر بِضَم الظَّاء وَالْفَاء وَقد تسكن [244] الْمُسلم أَو الْمُؤمن شكّ من الرَّاوِي خرج من وَجهه كل خَطِيئَة قَالَ القَاضِي هُوَ مجَاز عَن غفرانها لِأَنَّهَا لَيست بأجسام فَتخرج حَقِيقَة مَعَ المَاء أَو مَعَ آخر قطر المَاء شكّ من الرواي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 [573] الْعشي بِفَتْح الْعين وَكسر الشين وَتَشْديد الْيَاء مَا بَين زَوَال الشَّمْس وغروبها فاستند إِلَيْهَا أنث ضمير الْجذع وَهُوَ مُذَكّر على إِرَادَة الْخَشَبَة مغضبا بِفَتْح الضَّاد سرعَان النَّاس بِفَتْح السِّين وَالرَّاء وَقيل بِسُكُون الرَّاء وَقيل بِضَم السِّين وَسُكُون الرَّاء جمع سريع وهم المسرعون قصرت الصَّلَاة على إِضْمَار يَقُولُونَ وَهُوَ بِضَم الْقَاف وَكسر الصَّاد وَرُوِيَ بِفَتْح الْقَاف وَضم الصَّاد وأخبرت عَن عمرَان قَائِل ذَلِك مُحَمَّد بن سِيرِين صلى لنا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صَلَاة الْعَصْر فَسلم فِي رَكْعَتَيْنِ فِي الحَدِيث الَّذِي بعده صَلَاة الظّهْر قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْمُحَقِّقُونَ هما قضيتان كل ذَلِك لم يكن يَعْنِي لم يكن ذَلِك وَلَا ذَا فِي ظَنِّي بل ظَنِّي أَنِّي أكملت الصَّلَاة أَرْبعا الخزاز بخاء مُعْجمَة وزاي مكررة سلم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الرَّكْعَتَيْنِ فِي بعض الْأُصُول بَين الرَّكْعَتَيْنِ أَي بَين الرَّكْعَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 [574] عَن أبي الْمُهلب اسْمه عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو وَقيل مُعَاوِيَة بن عَمْرو وَقيل عَمْرو بن مُعَاوِيَة عَن عمرَان بن حُصَيْن أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى الْعَصْر فَسلم فِي ثَلَاث رَكْعَات قَالَ النَّوَوِيّ هَذِه قَضِيَّة ثَالِثَة فِي يَوْم آخر الْخِرْبَاق بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وباء مُوَحدَة وقاف بن عَمْرو ولقب ذَا الْيَدَيْنِ لطول كَانَ فِي يَدَيْهِ وَقيل كَانَ يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا بسط الْيَدَيْنِ أَي طويلهما [576] غير أَن شَيخا أَخذ كفا وَهُوَ أُميَّة بن خلف قتل كَافِرًا يَوْم بدر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 [577] قسيط بِضَم الْقَاف وَفتح السِّين الْمُهْملَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 [578] عَن عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج هُوَ مولى بني مَخْزُوم هُوَ بن سعد المقعد يكنى أَبَا أَحْمد وَأما عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج الْمَذْكُور فِي الْإِسْنَاد الثَّانِي فَهُوَ بن هُرْمُز يكنى أَبَا دَاوُد مولى ربيعَة بن الْحَارِث وَهُوَ كثير الحَدِيث قَالَ الْحميدِي وَالدَّارَقُطْنِيّ عبد الرَّحْمَن الْأَعْرَج اثْنَان كِلَاهُمَا يرويان هَذَا الحَدِيث عَن أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ عَن مولى بني مَخْزُوم صَفْوَان بن سليم وَعَن بن هُرْمُز عبيد الله بن أبي جَعْفَر وَرُبمَا أشكل ذَلِك وَقد وهم فِيهِ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فجعلهما وَاحِدًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 [579] وفرش قدمه الْيُمْنَى الثَّابِت فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة نصب الْيُمْنَى قَالَ القَاضِي عِيَاض فَلَعَلَّ اللَّفْظَة تحرفت وَإِنَّمَا هِيَ وَنصب قَالَ أَو تكون صَحِيحَة وَمعنى فرشها لم ينصبها على أَطْرَاف أَصَابِعه فِي هَذِه الْمرة وَلَا فتح أَصَابِعه كَمَا كَانَ يفعل فِي غَالب الْأَحْوَال قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا التَّأْوِيل هُوَ الْمُخْتَار وَهُوَ أولى من تغليط رِوَايَة ثَابِتَة ويلقم كَفه الْيُسْرَى ركبته أَي يعْطف أَصَابِعه عَلَيْهَا [580] وَعقد ثَلَاثَة وَخمسين قَالَ النَّوَوِيّ شَرطه عِنْد أهل الْحساب أَن يضع طرف الْخِنْصر على البنصر وَلَيْسَ ذَلِك مرَادا هُنَا بل المُرَاد أَن يضع الْخِنْصر على الرَّاحَة وَيكون على الصُّورَة الَّتِي يسميها أهل الْحساب تِسْعَة وَخمسين [581] أَنى علقها بِفَتْح الْعين وَكسر اللَّام أَي من أَيْن حصل هَذِه السّنة وظفر بهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 [586] وَلم أنعم أَن أصدقهما بِضَم الْهمزَة وَسُكُون النُّون وَكسر الْعين أَي لم تطب نَفسِي أَن أصدقهما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 [588] وَمن فتْنَة الْمحيا وَالْمَمَات أَي الْحَيَاة وَالْمَوْت وفتنة الْمَوْت قيل فتْنَة الْقَبْر وَقيل الْفِتْنَة عِنْد الاحتضار [589] من المأثم والمغرم أَي الْإِثْم وَالْغُرْم وَهُوَ الدّين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 [590] قَالَ مُسلم بَلغنِي أَن طاوسا قَالَ لِابْنِهِ دَعَوْت بهَا فِي صَلَاتك قَالَ لَا قَالَ أعد قَالَ النَّوَوِيّ لَعَلَّ طاوسا أَرَادَ تَأْدِيب ابْنه وتأكيد هَذَا الدُّعَاء عِنْده لَا أَنه يعْتَقد وُجُوبه قَالَ القَاضِي عِيَاض وَدُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واستعاذته من هَذِه الْأُمُور الَّتِي قد عوفي مِنْهَا وعصم إِنَّمَا فعله خوف الله والافتقار إِلَيْهِ ولتقتدي بِهِ أمته وليبين لَهُم صفة الدُّعَاء والمهم مِنْهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 [591] إِذا انْصَرف من صلَاته أَي سلم اسْتغْفر ثَلَاثًا زَاد الْبَزَّار وَمسح جَبهته بِيَدِهِ الْيُمْنَى قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الشاذلي استغفاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عقب الْفَرَاغ من الصَّلَاة اسْتِغْفَار من رُؤْيَة الصَّلَاة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 [593] عَن بن عون عَن أبي سعيد هُوَ عبد ربه بن سعيد قَالَ البُخَارِيّ وَغَيره وَقَالَ بن السكن هُوَ بن أخي عَائِشَة من الرضَاعَة وَقَالَ بن عبد الْبر هُوَ الْحسن الْبَصْرِيّ وَغلط الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 [595] الدُّثُور بِالْمُثَلثَةِ جمع دثر وَهُوَ المَال الْكثير تسبحون إِلَى آخِره قَالَ القَاضِي ظَاهر الْأَحَادِيث أَن يَقُول سُبْحَانَ الله ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مُسْتَقلَّة ويحمد كَذَلِك وَيكبر كَذَلِك وَهُوَ أولى من تَأْوِيل أبي صَالح وَأما قَول سُهَيْل إِحْدَى عشرَة إِحْدَى عشرَة فَيقدم عَلَيْهِ رِوَايَة الْأَكْثَرين ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ لِأَن مَعَهم زِيَادَة يجب قبُولهَا وَكَذَلِكَ من جعل التَّكْبِير أَرْبعا وَثَلَاثِينَ وَمن زَاد لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَى آخِره فَكل ذَلِك زِيَادَة الثِّقَات المقبولة قَالَ النَّوَوِيّ فالأحوط الْجمع بَين الرِّوَايَات يسبح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ويحمد كَذَلِك وَيكبر أَرْبعا وَثَلَاثِينَ وَيَقُول مَعهَا لَا إِلَه إِلَّا الله إِلَى آخِره [596] مُعَقِّبَات قَالَ سَمُرَة مَعْنَاهُ تسبيحات تفعل أعقاب الصَّلَوَات قَالَ أَبُو الْهَيْثَم سميت مُعَقِّبَات لِأَنَّهَا تفعل مرّة بعد أُخْرَى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 [597] الْمذْحِجِي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة وجيم نِسْبَة إِلَى مذْحج قَبيلَة دبر كل صَلَاة بِضَم الدَّال وَقيل بِفَتْحِهَا ودبر الشَّيْء آخر أوقاته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 [598] هنيَّة بِضَم الْهَاء وَفتح النُّون وَتَشْديد الْيَاء بِلَا همز تَصْغِير هنة وَالْأَصْل هنيوة قلبت الْوَاو يَاء وأدغمت فِي الْيَاء وَمن همز فقد أَخطَأ وَرُوِيَ هنيهة وَهُوَ صَحِيح [599] وَحدثت عَن يحيى بن حسان قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا من الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة الَّتِي سقط أول إسنادها فِي صَحِيح مُسلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 [600] أَن رجلا جَاءَ يدْخل فِي الصَّفّ هُوَ رِفَاعَة بن رَافع حفزه النَّفس بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْفَاء وَالزَّاي أَي ضغطه لسرعته الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ زَاد النَّسَائِيّ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى فأرم الْقَوْم بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْمِيم أَي سكتوا وَرُوِيَ فِي غير مُسلم بِفَتْح الزَّاي وَتَخْفِيف الْمِيم من الأزم وَهُوَ الْإِمْسَاك لقد رَأَيْت اثْنَي عشر ملكا للطبراني ثَلَاثَة عشر وللبخاري بضعَة وَثَلَاثِينَ أَيهمْ يرفعها للنسائي أَيهمْ يصعد بهَا وللبخاري أَيهمْ يَكْتُبهَا أول وأيهم بِالرَّفْع استفهامية مُبْتَدأ خَبره الْجُمْلَة الفعلية وَقَبله يَقُول مُقَدرا على حد يلقون أقلامهم أَيهمْ يكفل مَرْيَم [601] الله أكبر كَبِيرا أَي كَبرت كَبِيرا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 [602] ثوب بِالصَّلَاةِ أَي أُقِيمَت سميت الأقامة تثويبا لِأَنَّهَا رُجُوع إِلَى الدُّعَاء للصَّلَاة بعد الدُّعَاء إِلَيْهَا بِالْأَذَانِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 [603] جلبة بِفَتْح الْجِيم وَاللَّام وَالْمُوَحَّدَة أَي أصواتا حَدثنَا شَيبَان بِهَذَا الْإِسْنَاد قَالَ النَّوَوِيّ يَعْنِي شَيبَان عَن يحيى بن أبي كثير بِإِسْنَادِهِ الْمُتَقَدّم قَالَ وَكَانَ يَنْبَغِي لمُسلم أَن يَقُول عَن يحيى لِأَن شَيبَان لم يتَقَدَّم لَهُ ذكر وَعَادَة مُسلم وَغَيره فِي مثل هَذَا أَن يذكرُوا فِي الطَّرِيق الثَّانِي رجلا مِمَّن سبق فِي الطَّرِيق الأول ويقولوا بِهَذَا الْإِسْنَاد حَتَّى يعرف وَكَأن مُسلما اقْتصر على شَيبَان للْعلم بِأَنَّهُ فِي دَرَجَة مُعَاوِيَة بن سَلام السَّابِق وَأَنه يروي عَن يحيى بن أبي كثير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 [604] فَلَا تقوموا حَتَّى تروني قَالَ الْعلمَاء نَهَاهُم عَن الْقيام قبل أَن يروه لِئَلَّا يطول عَلَيْهِم الْقيام وَلِأَنَّهُ قد يعرض لَهُ عَارض فَيتَأَخَّر بِسَبَبِهِ [605] حَتَّى إِذا قَامَ فِي مُصَلَّاهُ قبل أَن يكبر صَرِيح فِي أَنه لم يدْخل فِي الصَّلَاة وَكَذَا رِوَايَة البُخَارِيّ وَانْتَظرْنَا تكبيره وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد أَنه كَانَ دخل فِي الصَّلَاة وَقد ذكرت تَأْوِيلهَا فِيمَا علقته عَلَيْهِ ينطف بِكَسْر الطَّاء وَضمّهَا يقطر فَأَوْمأ بِالْهَمْزَةِ [606] دحضت بِفَتْح الدَّال والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة أَي زَالَت الشَّمْس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 [607] من أدْرك رَكْعَة من الصَّلَاة فقد أدْرك الصَّلَاة فِيهِ إِضْمَار أَي فقد أدْرك حكمهَا أَو وُجُوبهَا أَو فَضلهَا وَالْإِجْمَاع أَنه لَيْسَ على ظَاهره بِأَن يَكْتَفِي مِنْهُ بالركعة عَن كل الصَّلَاة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 [609] والسجدة إِنَّمَا هِيَ الرَّكْعَة قَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي كتاب المدرج أَشَارَ الْمُحب الطَّبَرِيّ فِي الْأَحْكَام إِلَى أَن هَذَا الْقدر مدرج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 [610] فصلى إِمَام رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَسْر الْهمزَة نزل جِبْرِيل فأمني فَصليت مَعَه إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ قد يُقَال لَيْسَ فِي هَذَا الحَدِيث بَيَان أَوْقَات الصَّلَاة وَيُجَاب بِأَنَّهُ كَانَ مَعْلُوما عِنْد الْمُخَاطب فأبهمه فِي هَذِه الرِّوَايَة وَبَينه فِي رِوَايَة جَابر وَابْن عَبَّاس بِهَذَا أمرت قَالَ النَّوَوِيّ رُوِيَ بِضَم التَّاء وَفتحهَا أَو أَن جِبْرِيل بِفَتْح الْوَاو وَكسر الْهمزَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 [612] فَإِنَّهُ وَقت أَي لأَدَاء الصَّلَاة لإغذا طلعت الشَّمْس أَي خرج وَقت الْأَدَاء وَصَارَت قَضَاء وَكَذَا فِي الظّهْر وَالْمغْرب فَإِنَّهُ وَقت إِلَى أَن تصفر الشَّمْس أَي وَقت لأَدَاء الْعَصْر بِلَا كَرَاهَة فَإِذا اصْفَرَّتْ صَار وَقت كَرَاهَة فَإِنَّهُ وَقت إِلَى نصف اللَّيْل إِي وَقت لأَدَاء الْعشَاء اخْتِيَارا المراغ بِفَتْح الْمِيم والغين الْمُعْجَمَة ثَوْر الشَّفق بِفَتْح الْمُثَلَّثَة أَي ثورانه وانتشاره وَلأبي دَاوُد فَور بِالْفَاءِ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ تطلع بَين قَرْني شَيْطَان قيل المُرَاد أمته وشيعته وَقيل جانبا رَأسه قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ أولى فَإِنَّهُ ظَاهر الحَدِيث قَالَ وَمَعْنَاهُ أَن يدني رَأسه إِلَى الشَّمْس فِي هَذَا الْوَقْت ليَكُون الساجدون إِلَى الشَّمْس من الْكفَّار فِي هَذَا الْوَقْت كالساجدين لَهُ وَحِينَئِذٍ يكون لَهُ ولشيعته تسلط وَتمكن من أَن يلبسوا على الْمُصَلِّي صلَاته فَكرِهت الصَّلَاة فِي هَذَا الْوَقْت لهَذَا الْمَعْنى كَمَا كرهت فِي مأوى الشَّيَاطِين قرن الشَّمْس جَانبهَا سَمِعت أبي يَقُول لَا يُسْتَطَاع الْعلم براحة الْجَسَد قَالَ النَّوَوِيّ جرت عَادَة الْفُضَلَاء بالسؤال عَن إِدْخَال مُسلم هَذِه الْحِكَايَة عَن يحيى مَعَ أَنه لَا يذكر فِي كِتَابه إِلَّا أَحَادِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَحْضَة وَمَعَ أَن هَذِه الْحِكَايَة لَا تتَعَلَّق بِأَحَادِيث مَوَاقِيت الصَّلَاة وَقد أجَاب بعض الْأَئِمَّة بِأَن مُسلما أعجبه حسن سِيَاق هَذِه الطّرق الَّتِي ذكرهَا لحَدِيث عبد الله بن عَمْرو وَكَثْرَة فوائدها وتلخيص مقاصدها وَمَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الْفَوَائِد وَالْأَحْكَام وَغَيرهَا وَلَا يعلم أحد شَاركهُ فِيهَا فَأَرَادَ أَن يُنَبه من أَرَادَ أَن يحصل الْمرتبَة الَّتِي تنَال بهَا معرفَة مثل هَذَا فَقَالَ طَرِيقه أَن يكثر اشْتِغَاله وإتعابه جِسْمه فِي الاعتناء بتحصيل الْعلم قلت وَقد أخرجه بن عدي فِي الْكَامِل بِزِيَادَة وَلَفظه سَمِعت أبي يَقُول كَانَ يُقَال الْعلم خير من مِيرَاث الذَّهَب وَالنَّفس الصَّالِحَة خير من اللُّؤْلُؤ وَلَا يُسْتَطَاع الْعلم براحة الْجِسْم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 [613] عرْعرة السَّامِي بِالْمُهْمَلَةِ نِسْبَة إِلَى سامة بن لؤَي بن غَالب فنور بالصبح أَي أَسْفر من النُّور وَهُوَ الإضاءة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 [614] فَلم يرد عَلَيْهِ شَيْئا أَي جَوَابا بِبَيَان الْأَوْقَات بِاللَّفْظِ بل قَالَ لَهُ صل مَعنا لتعرف ذَلِك وَيحصل لَك الْبَيَان بِالْفِعْلِ ثمَّ أخر الْعشَاء حَتَّى كَانَ ثلث اللَّيْل أَي فشرع فِيهَا حِينَئِذٍ ويمتد فعلهَا إِلَى قريب من نصف اللَّيْل فَلَا مُنَافَاة بَينه وَبَين حَدِيث التَّأْخِير إِلَى نصف اللَّيْل فَإِن المُرَاد بذلك انْتِهَاء فعلهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 [615] فيح جَهَنَّم بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون التَّحْتِيَّة وحاء مُهْملَة سطوع حرهَا وانتشاره وغليانها أبردوا عَن الْحر فِي الصَّلَاة أَي أخروها إِلَى الْبرد واطلبوا الْبرد لَهَا [616] فَيْء التلول جمع تل والفيء الظل بعد الزَّوَال خَاصَّة والظل يُطلق على مَا قبله وَمَا بعده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 [617] اشتكت النَّار إِلَى رَبهَا هُوَ حَقِيقَة بِأَن جعل الله لَهَا إدراكا وتمييزا بِحَيْثُ تَكَلَّمت بِهَذَا وَقيل اسْتِعَارَة قَالَ القَاضِي وَالْأول أظهر وَقَالَ النَّوَوِيّ إِنَّه الصَّوَاب لِأَنَّهُ ظَاهر الحَدِيث وَلَا مَانع من حمله على حَقِيقَته من برد أَو زمهرير هُوَ شدَّة الْبرد وأو يحْتَمل الشَّك من الرَّاوِي والتقسيم نَقله النَّوَوِيّ عَن الْعلمَاء حرور هُوَ شدَّة الْحر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 [619] شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الصَّلَاة فِي الرمضاء هُوَ الرمل الَّذِي اشتدت حرارته فَلم يشكنا أَي لم يزل شكوانا قيل هُوَ مَنْسُوخ بِأَحَادِيث الْإِبْرَاد وَقيل مَحْمُول على أَنهم طلبُوا تَأْخِيرا زَائِدا على قدر الْإِبْرَاد [620] بسط ثَوْبه فَسجدَ عَلَيْهِ هُوَ مَحْمُول عندنَا على الثَّوْب الْمُنْفَصِل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 [621] وَالشَّمْس مُرْتَفعَة حَيَّة قَالَ الْخطابِيّ حَيَاتهَا صفاء لَوْنهَا قبل أَن تصفر أَو تَتَغَيَّر وَهُوَ مثل قَوْله بَيْضَاء نقية وَقَالَ غَيره حَيَاتهَا وجود حرهَا العوالي الْقرى الَّتِي حول الْمَدِينَة أبعدها على ثَمَانِيَة أَمْيَال وأقربها ثَلَاثَة ك قبَاء إِلَى بني عَمْرو بن عَوْف مَنَازِلهمْ على بعد ميلين من الْمَدِينَة [622] فنقرها كِنَايَة عَن سرعَة الحركات كنقر الطَّائِر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 [623] صلينَا مَعَ عمر بن عبد الْعَزِيز الظّهْر إِلَى آخِره كَانَ ذَلِك وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة قبل الْخلَافَة وَكَانَ يُؤَخر الصَّلَاة على عَادَة الْأُمَرَاء قبله فَلَمَّا بلغته السّنة فِي تَقْدِيمهَا صَار إِلَى التَّقْدِيم [624] من بني سَلمَة بِكَسْر اللَّام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 [625] أبي النَّجَاشِيّ بِفَتْح النُّون اسْمه عَطاء بن صُهَيْب مولى راقع بن خديج الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 [626] الَّذِي تفوته صَلَاة الْعَصْر قيل المُرَاد خُرُوجهَا عَن الْوَقْت وَقيل عَن الْوَقْت الْمُخْتَار وَقيل فَوَاتهَا فِي الْجَمَاعَة قَالَ بن عبد الْبر وَيلْحق بالعصر سَائِر الصَّلَوَات ورده النَّوَوِيّ بِأَن الشَّرْع نَص على الْعَصْر وَلم تتَحَقَّق الْعلَّة فِي الحكم فَامْتنعَ الْإِلْحَاق كَأَنَّمَا وتر أَهله وَمَاله بنصبهما فِي الْأَشْهر مَفْعُولا ثَانِيًا والنائب عَن الْفَاعِل ضمير الَّذِي وَمَعْنَاهُ نقص أَهله وَمَاله وسلبهم فَبَقيَ بِلَا أهل وَلَا مَال وَرُوِيَ برفعهما نَائِبا عَن الْفَاعِل وَمَعْنَاهُ انتزع مِنْهُ أَهله وَمَاله قَالَ عَمْرو يبلغ بِهِ وَقَالَ أَبُو بكر رَفعه هما بِمَعْنى لَكِن عَادَة مُسلم الْمُحَافظَة على اللَّفْظ وَإِن اتّفق الْمَعْنى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 [627] يَوْم الْأَحْزَاب هِيَ غَزْوَة الخَنْدَق وَكَانَت سنة أَربع وَقيل سنة خمس عَن صَلَاة الْوُسْطَى هُوَ من بَاب مَسْجِد الْجَامِع أَي صَلَاة الصَّلَاة الْوُسْطَى أَي فعل الصَّلَاة الْوُسْطَى قَالَ آبت الشَّمْس بِالْمدِّ وَالْمُوَحَّدَة أَي رجعت إِلَى مَكَانهَا بِاللَّيْلِ أَي غربت وَقيل مَعْنَاهُ سَارَتْ للغروب والتأويب سير النَّهَار يحيى بن الجزار بِالْجِيم وَالزَّاي ثمَّ رَاء فرضة بِضَم الْفَاء وَسُكُون الرَّاء وضاد مُعْجمَة الْمدْخل من مدَاخِل الخَنْدَق والمنفد إِلَيْهِ شُتَيْر بِضَم الْمُعْجَمَة بن شكل بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْكَاف وتسكن عَن الصَّلَاة وَالْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر التَّفْسِير مدرج كَمَا ذكره بَعضهم وَلِهَذَا سقط فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَمن رِوَايَة يَعْنِي الْعَصْر وَهُوَ صَرِيح فِي الإدراج وَقد أوضحت ذَلِك فِي حَوَاشِي الرَّوْضَة وقررت مِنْهَا الْأَدِلَّة على مَا اخترته من أَن الْوُسْطَى الظّهْر ثمَّ أفردت فِي ذَلِك تأليفا ثمَّ صلاهَا بَين العشاءين قَالَ النَّوَوِيّ لِأَن ذَلِك قبل نزُول صَلَاة الْخَوْف وَكَانَ الِاشْتِغَال بالعدو عذرا فِي تَأْخِير الصَّلَاة قَالَ وَقد وَقع هُنَا وَفِي البُخَارِيّ أَن الْفَائِتَة الْعَصْر وَفِي الْمُوَطَّأ أَنَّهَا الظّهْر وَالْعصر وَفِي غَيره أَنه آخر أَربع صلوَات الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء وَالْجمع بَين هَذِه الرِّوَايَات أَن وقْعَة الخَنْدَق بقيت أَيَّامًا فَكَانَ هَذَا فِي بعض الْأَيَّام وَهَذَا فِي بَعْضهَا قلت وَهُوَ يُؤَيّد مَا اخترته من أَن الْوُسْطَى هِيَ الظّهْر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 [629] فَأَمْلَتْ عَليّ حَافظُوا على الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَصَلَاة الْعَصْر قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا هُوَ فِي الرِّوَايَات وَصَلَاة الْعَصْر بِالْوَاو وَاسْتدلَّ بِهِ بعض أَصْحَابنَا على أَن الْوُسْطَى لَيست الْعَصْر لِأَن الْعَطف يَقْتَضِي الْمُغَايرَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 [631] مَا كدت أَن أُصَلِّي ثُبُوت أَن فِي خبر كَاد قَلِيل فِي الْعَرَبيَّة بطحان بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الطَّاء والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَاد بِالْمَدِينَةِ كَذَا ضَبطه أهل الحَدِيث وَضَبطه أهل اللُّغَة بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسر الطَّاء وَلم يجيزوا غير ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 [632] يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة بِاللَّيْلِ وملائكة بِالنَّهَارِ خرج على لُغَة أكلوني البراغيث ورده السُّهيْلي وَغَيره بِأَن الحَدِيث غَيره الروَاة فَفِي بعض طرقه إِن لله مَلَائِكَة يتعاقبون فِيكُم مَلَائِكَة بِاللَّيْلِ إِلَى آخِره وَمعنى يتعاقبون تَأتي طَائِفَة وَتذهب طَائِفَة وَالْمرَاد بِالْمَلَائِكَةِ الْحفظَة أَو غَيرهم قَولَانِ قَالَ القَاضِي عِيَاض الأول أظهر وَقَول الْأَكْثَرين [633] لَا تضَامون بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وإعجام الضَّاد وَتَخْفِيف الْمِيم أَي لَا يلحقكم ضيم فِي الرُّؤْيَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 [635] البردين بِفَتْح أَوله تَثْنِيَة برد أَي صَلَاة الْفجْر وَالْعصر لِأَنَّهُمَا يصليان فِي بردي النَّهَار أَي طَرفَيْهِ حِين يطيب الْهَوَاء وَتذهب سُورَة الْحر [636] تَوَارَتْ بالحجاب استترت عطف تَفْسِير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 [637] مواقع نبله أَي الْموضع الَّذِي تصل إِلَيْهَا سهامه إِذا رمى بهَا والنبل بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْمُوَحدَة السِّهَام الْعَرَبيَّة وَهِي مُؤَنّثَة لَا وَاحِد لَهَا من لَفظهَا وَقيل وَاحِدهَا نبلة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 [638] عَمْرو بن سَواد بتَشْديد الْوَاو أعتم أَي أخر الْعشَاء حَتَّى اشتدت عتمة اللَّيْل وَهِي ظلمته أَن تنزروا بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَسُكُون النُّون وَضم الزَّاي ثمَّ رَاء أَي تلحوا عَلَيْهِ وَضَبطه بَعضهم بِضَم أَوله ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ رَاء مَكْسُورَة ثمَّ زَاي من الإبزاز وَهُوَ الْإِخْرَاج ذهب عَامَّة اللَّيْل أَي كثير مِنْهُ إِنَّه لوَقْتهَا أَي الْمُخْتَار أَو الْأَفْضَل لَوْلَا أَن أشق على أمتِي الْجَواب مَحْذُوف أَي لأمرتهم بِالتَّأْخِيرِ إِلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 [640] وبيص بِالْمُوَحَّدَةِ والمهملة البريق واللمعان خَاتمه بِكَسْر التَّاء وَفتحهَا وَرفع إصبعه أَي أنس بالخنصر أَي مُشِيرا بهَا نَظرنَا أَي انتظرنا حَتَّى كَانَ قريب بِالرَّفْع وَالنّصب وَالِاسْم ضمير الزَّمَان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 [641] بَقِيع بطحان بِالْبَاء وَالْقَاف ابهار اللَّيْل بِسُكُون الْمُوَحدَة وَتَشْديد الرَّاء أَي انتصف على رسلكُمْ بِكَسْر الرَّاء أفْصح من فتحهَا أَي تأنوا إِن من نعْمَة الله بِفَتْح الْهمزَة مَعْمُول لقَوْله أعلمكُم إِنَّه لَيْسَ من بِالْفَتْح أَيْضا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 [642] وخلوا بِكَسْر الْخَاء أَي مُنْفَردا ثمَّ صبها بِالْمُهْمَلَةِ وَالْمُوَحَّدَة وَفِي البُخَارِيّ ضمهَا قَالَ عِيَاض وَالصَّوَاب مَا هُنَا لِأَنَّهُ يصف عصر المَاء من الشّعْر بِالْيَدِ ويروي قَلبهَا لَا يقصر بِالْقَافِ أَي لَا يبطئ وَلَا يبطش أَي لَا يستعجل وخلوا بِكَسْر الْخَاء أَي مُنْفَردا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 [644] لَا تغلبنكم الْأَعْرَاب على اسْم صَلَاتكُمْ الْعشَاء الحَدِيث مَعْنَاهُ أَن الْأَعْرَاب يسمونها الْعَتَمَة لكَوْنهم يعتمون بحلاب الْإِبِل أَي يؤخرونه إِلَى شدَّة الظلام وَإِنَّمَا اسْمهَا فِي كتاب الله الْعشَاء فِي قَوْله وَمن بعد صَلَاة الْعشَاء فَيَنْبَغِي لكم أَن تسموها الْعشَاء قَالَ النَّوَوِيّ وَقد جَاءَ فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة تَسْمِيَتهَا ب الْعَتَمَة كَحَدِيث لَو يعلمُونَ مَا فِي الصُّبْح وَالْعَتَمَة لأتموها وَلَو حبوا وَالْجَوَاب عَنهُ أَنه لبَيَان الْجَوَاز وَأَن النَّهْي للتنزيه لَا للتَّحْرِيم وَيحْتَمل أَنه خُوطِبَ بِهِ من لَا يعرف الْعشَاء فخوطب بِمَا يعرفهُ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 287 [645] أَن نسَاء الْمُؤْمِنَات صورته إِضَافَة الشَّيْء إِلَى نَفسه فَقيل تَقْدِيره نسَاء الْأَنْفس الْمُؤْمِنَات وَقيل نسَاء هُنَا بِمَعْنى الفاضلات أَي فاضلات الْمُؤْمِنَات كَمَا يُقَال رجال الْقَوْم أَي فضلاؤهم ومقدموهم متلفعات بفاء ثمَّ عين مُهْملَة أَي متجللات بمروطهن جمع مرط بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الكساء مَا يعرفن من الْغَلَس هُوَ بقايا ظلام اللَّيْل قَالَ الدَّاودِيّ أَي مَا يعرفن أنساء هن أم رجال وَقيل مَا يعرف أعيانهن وَضعف لِأَن المتلفعة فِي النَّهَار أَيْضا لَا يعرف عينهَا فَلَا يبْقى فِي الْكَلَام فَائِدَة وَلَا يُنَافِي هَذَا مَا فِي الحَدِيث بعده من قَوْله وَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْح فَيَنْصَرِف الرجل إِلَى وَجه جليسه الَّذِي يعرف فيعرفه لِأَن ذَلِك إِخْبَار عَن رُؤْيَة جليسه وَهَذَا إِخْبَار عَن رُؤْيَة النِّسَاء من الْبعد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 [646] بالهاجرة هِيَ شدَّة الْحر نصف النَّهَار عقب الزَّوَال سميت بذلك من الهجر وَهُوَ التّرْك لِأَن النَّاس يتركون التَّصَرُّف حِينَئِذٍ لشدَّة الْحر ويقيلون فِيهِ وَالشَّمْس نقية أَي صَافِيَة خَالِصَة لم يدخلهَا بعد صفرَة وَالْمغْرب إِذا وَجَبت أَي غَابَتْ الشَّمْس وَالْوُجُوب السُّقُوط وَحذف ذكر الشَّمْس للْعلم بهَا كَقَوْلِه تَعَالَى حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب قَالَه النَّوَوِيّ قلت قد يُقَال لَا حذف وَإِنَّمَا فِي وَجَبت ضمير رَاجع إِلَيْهَا لِأَنَّهَا مَذْكُورَة فِي الْجُمْلَة قبلهَا فِي قَوْله وَالشَّمْس نقية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 [647] وَكَانَ لَا يحب النّوم قبلهَا لِأَنَّهُ يعرضهَا للفوات باستغراق النّوم أَو لفَوَات وَقتهَا الْمُخْتَار أَو الْأَفْضَل وَلَا الحَدِيث بعْدهَا قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بعد صَلَاة الْعشَاء لَا بعد دُخُول وَقتهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 [648] سَيكون بعدِي أُمَرَاء يميتون الصَّلَاة أَي يؤخرونها فيجعلونها كالميت الَّذِي خرجت روحه وَقد وَقع هَذَا فِي زمن بني أُميَّة وَإِن كَانَ عبدا مجدع الْأَطْرَاف أَي مقطوعها من الجدع بإهمال الدَّال وَهُوَ الْقطع وَذكر لِأَنَّهُ أخس لَهُ وَأَقل قيمَة وانقص مَنْفَعَة وأنفر للنَّاس مِنْهُ ثمَّ قيل من فوض إِلَيْهِ الإِمَام أمرا من الْأُمُور لِأَن شَرط الإِمَام كَونه حرا قرشيا سليم الْأَطْرَاف وَقيل هَذَا شَرط فِيمَن تعقد لَهُ الْإِمَامَة بِاخْتِيَار أهل العقد والحل وَأما من قهر النَّاس بشوكته وَقُوَّة بأسه وأعوانه وَاسْتولى عَلَيْهِم وانتصب إِمَامًا فَإِن أَحْكَامه تنفذ وَتجب طَاعَته وَتحرم مُخَالفَته فِي غير مَعْصِيّة عبدا كَانَ أَو حرا أَو فَاسِقًا فَضرب فَخذي أَي للتّنْبِيه وَجمع الذِّهْن على مَا يَقُوله لَهُ عَن أبي الْعَالِيَة الْبَراء بتَشْديد الرَّاء وَالْمدّ وَكَانَ يبري النبل واسْمه زِيَاد بن فَيْرُوز الْبَصْرِيّ وَقيل اسْمه كُلْثُوم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 [649] بِخَمْسَة وَعشْرين جُزْءا وَفِي رِوَايَة بِسبع وَعشْرين دَرَجَة قَالَ النَّوَوِيّ الْجمع بَينهمَا من أوجه أَحدهمَا أَنه لَا مُنَافَاة بَينهمَا فَذكر الْقَلِيل لَا يَنْفِي الْكثير وَمَفْهُوم الْعدَد بَاطِل عِنْد جُمْهُور الْأُصُولِيِّينَ أَنه أخبر أَولا بِالْقَلِيلِ ثمَّ أعلمهُ الله بِزِيَادَة الْفضل فَأخْبر بهَا أَنه يخْتَلف بإختلاف الْمُصَلِّين وَالصَّلَاة بِحَسب الْكَمَال والمحافظة على الهيئات والخشوع وَكَثْرَة الْجَمَاعَة وفضلهم وَشرف الْبقْعَة وَنَحْو ذَلِك قَالَ وَقد قيل إِن الدرجَة غير الْجُزْء وَهَذَا غَفلَة من قَائِله فَإِن فِي الصَّحِيحَيْنِ سبعا وَعشْرين دَرَجَة وخمسا وَعشْرين دَرَجَة فَاخْتلف الْقدر مَعَ اتِّحَاد لفظ الدرجَة عمر بن عَطاء بن أبي الخوار بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْوَاو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 [651] أُخَالِف إِلَى رجال أَي أذهب إِلَيْهِم جَعْفَر بن برْقَان بِضَم الْمُوَحدَة وَإِسْكَان الرَّاء [652] ثمَّ أحرق على رجال يتخلفون عَن الْجُمُعَة بُيُوتهم لَا يُنَافِي مَا فِي الحَدِيث السَّابِق عَن الْعشَاء قَالَ النَّوَوِيّ كل صَحِيح وَلَا مُنَافَاة وَقد ذكر بَعضهم أَن الحَدِيث ورد على مَا كَانَ فِي أول الْأَمر من الْعقُوبَة بِالْمَالِ لِأَن تحريق الْبيُوت عُقُوبَة مَالِيَّة وَقد نسخت وَقَالَ بعض الْمُحَقِّقين إِن هَذَا الحَدِيث وَنَحْوه بَاقٍ فِيمَا احْتَاجَ إِنْكَار الْمُنكر إِلَى رادع شَدِيد لانهماك النَّاس فِي الْفساد وَعدم رجوعهم بِمَا دون ذَلِك وَقد حرق عمر بن الْخطاب قصر سعيد وحانوت الْخمار وَغير ذَلِك وَاسْتمرّ عَلَيْهِ وُلَاة الْأُمُور من بعده ولي فِي الْمَسْأَلَة تأليفان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 [653] أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل أعمى هُوَ بن أم مَكْتُوم كَمَا فِي سنَن أبي دَاوُد وَغَيره فَرخص لَهُ إِلَى آخِره اسْتدلَّ بِهِ من قَالَ الْجَمَاعَة فرض عين وَأجَاب الْجُمْهُور بِأَنَّهُ سَأَلَ هَل لَهُ رخصَة فِي أَن يُصَلِّي فِي بَيته وَيحصل لَهُ فَضِيلَة الْجَمَاعَة بِسَبَب عذره فَقيل لَا قَالَ النَّوَوِيّ وَيُؤَيّد هَذَا أَن حُضُور صَلَاة الْجَمَاعَة يسْقط بالعذر بِالْإِجْمَاع قَالَ وَأما ترخيصه لَهُ ثمَّ رده وَقَوله فأجب فَيحْتَمل أَنه نزل فِي الْحَال وَيحْتَمل أَنه تغير اجْتِهَاده وَيحْتَمل أَنه رخص لَهُ أَولا فِي رفع الْوُجُوب ثمَّ نَدبه إِلَى الْأَفْضَل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 [654] سنَن الْهدى رُوِيَ بِضَم السِّين وَفتحهَا وهما بِمَعْنى مُتَقَارب أَي طرائق الْهدى وَالصَّوَاب يهادى أَي يمسِكهُ رجلَانِ من جانبيه بعضديه يعْتَمد عَلَيْهِمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 [657] جُنْدُب بن سُفْيَان هُوَ جُنْدُب بن عبد الله ينْسب تَارَة إِلَى أَبِيه وَتارَة إِلَى جده الْقَسرِي بِفَتْح الْقَاف وَإِسْكَان السِّين الْمُهْملَة وَقد توقف بَعضهم فِي صِحَة هَذَا النّسَب لِأَن جُنْدُب لَيْسَ من بني قسر وَإِنَّمَا هُوَ بجلي عَقْلِي بطن من بجيلة وَقَالَ القَاضِي عِيَاض لَعَلَّ لَهُ حلفا فِي بني قسر أَو سكنا أَو جوارا فنسبه إِلَيْهِم وَلَعَلَّ بني عَلْقَمَة ينسبون إِلَى عمهم قسر كَغَيْر وَاحِدَة من الْقَبَائِل ينسبون بِنِسْبَة عمهم لكثرتهم أَو شهرتهم فِي ذمَّة الله قيل ضَمَانه وَقيل أَمَانه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 [33] فَلم يجلس حَتَّى دخل الْبَيْت كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول قيل وَصَوَابه حِين ورده عِيَاض بِأَن الصَّوَاب مَا فِي الرِّوَايَة وَمَعْنَاهُ لم يجلس فِي الدَّار وَلَا غَيرهَا حَتَّى دخل الْبَيْت مبادرا إِلَى قَضَاء مَا طلب مِنْهُ قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا وَاضح مُتَعَيّن وَوَقع فِي نسخ البُخَارِيّ الْوَجْهَانِ حِين وَحَتَّى وَكِلَاهُمَا صَحِيح أَيْن تحب أَن أُصَلِّي من بَيْتك فِيهِ أَنه لَا بَأْس بملازمة الصَّلَاة فِي مَوضِع معِين من الْبَيْت وَإِنَّمَا نهي عَن ذَلِك فِي الْمَسْجِد خوفًا من الرِّيَاء وَنَحْوه على خزير بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالزَّاي آخِره رَاء وَيُقَال خزيرة بِالْهَاءِ قَالَ بن قُتَيْبَة الخزيرة لحم يقطع صغَارًا ثمَّ يصب عَلَيْهِ مَاء كثير فَإِذا نضج در عَلَيْهِ دَقِيق فَإِن لم يكن فِيهَا لحم فَهِيَ عصيدة فَثَابَ رجال بِالْمُثَلثَةِ وَآخره بَاء مُوَحدَة أَي اجْتَمعُوا من أهل الدَّار أَي الْمحلة لَا تقل لَهُ ذَلِك أَي فِي حَقه على حد قَوْله تَعَالَى وَقَالَ الَّذين كفرُوا للَّذين آمنُوا لَو كَانَ خيرا مَا سبقُونَا إِلَيْهِ أَي قَالُوا ذَلِك عَنْهُم وَفِي شَأْنهمْ وَلَيْسَ المُرَاد أَنهم خاطبوهم بِهِ سراتهم بِفَتْح السِّين أَي سادتهم نرى أَن الْأَمر انْتهى إِلَيْهَا ضبط بِفَتْح النُّون وَضمّهَا مجة المج طرح المَاء من الْفَم بالتزريق مجها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَادهَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ فِي وَجْهي وَفِيه ملاطفة الصّبيان قَالَ بَعضهم لَعَلَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ بذلك أَن يحفظه مَحْمُود فينقله كَمَا وَقع فَتحصل لَهُ فَضِيلَة نقل هَذَا الحَدِيث وَصِحَّة صحبته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 [658] أَن جدته مليكَة قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح أَنَّهَا جدة إِسْحَاق فَتكون أم أنس لِأَن إِسْحَاق بن أخي أنس لأمه وَقيل إِنَّهَا جدة أنس وَالصَّوَاب أَنَّهَا بِضَم الْمِيم وَفتح اللَّام وَقيل بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا غَرِيب ضَعِيف مَرْدُود الْيَتِيم اسْمه ضمير بن سعد الْحِمْيَرِي الْعَجُوز هِيَ أم أنس أم سليم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 [660] وَأم حرَام بالراء فِي غير وَقت صَلَاة يَعْنِي فِي غير وَقت فَرِيضَة فأقامني عَن يَمِينه هَذِه قَضِيَّة أُخْرَى فِي يَوْم آخر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 [649] تزيد على صلَاته فِي بَيته وَصلَاته فِي سوقه المُرَاد صلَاته فيهمَا مُنْفَردا بضعا وَعشْرين المُرَاد بِهِ خمس وَعِشْرُونَ أَو سبع وَعِشْرُونَ لَا ينهزه بِفَتْح أَوله وَفتح الْهَاء وبالزاي لَا ينهضه ويقيمه عَبْثَر بِالْبَاء الْمُوَحدَة ثمَّ بِالْمُثَلثَةِ الْمَفْتُوحَة بن الريان بالراء والمثناة تَحت الْمُشَدّدَة يضرط بِكَسْر الرَّاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 [663] قد جمع الله لَك ذَلِك كُله فِيهِ إِثْبَات الثَّوَاب فِي الخطا فِي الرُّجُوع من الصَّلَاة كَمَا ثَبت فِي الذّهاب مطنب بِفَتْح النُّون أَي مشدود بالأطناب وَهِي الحبال فَحملت بِهِ حملا بِكَسْر الْحَاء أَي عظم عَليّ وَثقل واستعظمته لبشاعة لَفظه وهمني ذَلِك فِي أَثَره أَي ممشاه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 [665] بَنو سَلمَة بِكَسْر اللَّام قَبيلَة مَعْرُوفَة من الْأَنْصَار دِيَاركُمْ بِالنّصب أَي إلزموا تكْتب بِالْجَزْمِ آثَاركُم أَي خطاكم الْكَثِيرَة إِلَى الْمَسْجِد [667] درنه هُوَ الْوَسخ [668] غمر بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم وَهُوَ الْكثير على بَاب أحدكُم إِشَارَة إِلَى سهولته وَقرب متناوله [669] نزلا هُوَ مَا يهيأ للضيف عِنْد قدومه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 [670] تطلع الشَّمْس حسنا بِفَتْح السِّين والتنوين أَي طلوعا حسنا أَي مُرْتَفعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 [671] أحب الْبِلَاد إِلَى الله مساجدها لِأَنَّهَا بيُوت الطَّاعَة وأساسها على التَّقْوَى وَأبْغض الْبِلَاد إِلَى الله أسواقها لِأَنَّهَا مَحل الْغِشّ وَالْخداع والربا والأيمان الكاذبة وإخلاف الْوَعْد والإعراض عَن ذكر الله وَغير ذَلِك مِمَّا فِي مَعْنَاهُ وَالْحب والبغض من الله إِرَادَته الْخَيْر وَالشَّر أَو فعله ذَلِك بِمن أسعده وأشقاه والمساجد مَحل نزُول الرَّحْمَة والأسواق ضدها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 [673] فِي سُلْطَانه كصاحب الْبَيْت وَإِمَام الْمَسْجِد تكرمته بِفَتْح التَّاء وَكسر الرَّاء الْفراش وَنَحْوه مِمَّا يبسط لصَاحب الْمنزل وَيخْتَص بِهِ ضمعج بِفَتْح الضَّاد الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة بَينهمَا مِيم سَاكِنة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 [674] شببة جمع شَاب متقاربون أَي فِي السن رَقِيقا ضبط فِي مُسلم بقافين من الرقة وَفِي البُخَارِيّ بِوَجْهَيْنِ هَذَا وبقاف وَفَاء من الرِّفْق الإقفال بِكَسْر الْهمزَة يُقَال قفل الْجَيْش إِذا رجعُوا وأقفلهم الْأَمِير إِذا أذن لَهُم فِي الرُّجُوع فَكَأَنَّهُ قَالَ فَلَمَّا أردنَا أَن يُؤذن لنا فِي الرُّجُوع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 [675] وطأتك بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الطَّاء وَبعدهَا همزَة وَهِي الْبَأْس وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِم كَسِنِي يُوسُف بِكَسْر السِّين وَتَخْفِيف الْيَاء أَي اجْعَلْهَا سِنِين شَدَّاد ذَوَات قحط وَغَلَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 [679] خفاف بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة بن إِيمَاء بِكَسْر الْهمزَة مَصْرُوف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 [680] قفل من غَزْوَة خَيْبَر كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ الصَّوَاب وَقَالَ الْأصيلِيّ إِنَّمَا هُوَ حنين بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالنُّون قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا غَرِيب ضَعِيف قَالَ وَاخْتلفُوا هَل كَانَ هَذَا النّوم مرّة أَو مرَّتَيْنِ قَالَ وَظَاهر الْأَحَادِيث مَرَّتَانِ الْكرَى بِفَتْح الْكَاف النعاس وَقيل النّوم عرس قَالَ الْخَلِيل وَالْجُمْهُور التَّعْرِيس نزُول الْمُسَافِرين آخر اللَّيْل للنوم والاستراحة أَيْضا وَقَالَ أَبُو زيد هُوَ النُّزُول أَي وَقت كَانَ من ليل أَو نَهَار وَفِي الحَدِيث معرسون فِي نحر الظهيرة أكلأ بِهَمْزَة آخِره أَي أرقب واحفظ واحرس مواجه الْفجْر مستقبله بِوَجْهِهِ فَفَزعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي انتبه وَقَامَ فَقَالَ أَي بِلَال قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي روايتنا وَنسخ بِلَادنَا وَحكى عِيَاض عَن جمَاعَة أَنهم ضبطوه أَيْن بِلَال بِزِيَادَة نون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 [681] عبد الله بن رَبَاح بِفَتْح الرَّاء وباء مُوَحدَة لَا يلوي لَا يعْطف أبهار اللَّيْل بِالْمُوَحَّدَةِ وَتَشْديد الرَّاء أَي انتصف فنعس بِفَتْح الْعين وَالنُّعَاس مُقَدّمَة النّوم وَهُوَ ريح لَطِيفَة تَأتي من قبل الدِّمَاغ يُغطي على الْعين وَلَا تصل الْقلب فَإِذا وصلت الْقلب كَانَت نوما فدعمته أَي أَقمت ميله عَن النّوم وصرت تَحْتَهُ كالدعامة للْبِنَاء فَوْقهَا تهور اللَّيْل أَي ذهب أَكْثَره مَأْخُوذ من تهور الْبناء وَهُوَ انهدامه كَاد ينجفل أَي يسْقط حفظك الله بِمَا حفظت بِهِ نبيه أَي بِسَبَب حفظك نبيه بميضأة بِكَسْر الْمِيم وهمزة بعد الضَّاد الْإِنَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ كالركوة فَتَوَضَّأ مِنْهَا وضُوءًا دون وضوء مَعْنَاهُ وضُوءًا خَفِيفا مَعَ أَنه أَسْبغ الْأَعْضَاء وَنقل عِيَاض عَن بعض شُيُوخه أَن المُرَاد تَوَضَّأ وَلم يسْتَنْج بل استجمر بالأحجار قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ غلط يهمس بِفَتْح الْيَاء وَكسر الْمِيم من الهمس وَهُوَ الْكَلَام الْخَفي فَإِذا كَانَ الْغَد فليصلها عِنْد وَقتهَا مَعْنَاهُ إِذا فَاتَتْهُ صَلَاة فقضاها لَا يتَغَيَّر وَقتهَا ويتحول فِي الْمُسْتَقْبل بل يبْقى كَمَا كَانَ فَإِذا كَانَ الْغَد صلى صَلَاة الْغَد فِي وَقتهَا الْمُعْتَاد وَلَا يتَحَوَّل وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَن يقْضِي الْفَائِتَة مرَّتَيْنِ مرّة فِي الْحَال وَمرَّة فِي الْغَد ثمَّ قَالَ مَا ترَوْنَ النَّاس صَنَعُوا إِلَى آخِره مَعْنَاهُ أَنه لما صلى بهم الصُّبْح وَقد سبقهمْ النَّاس وَانْقطع هُوَ وَهَذِه الطَّائِفَة الْيَسِيرَة عَنْهُم قَالَ مَا تظنون النَّاس يَقُولُونَ فِينَا فَسكت الْقَوْم فَقَالَ أما أَبُو بكر وَعمر فَيَقُولَانِ للنَّاس إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وراءكم وَلَا تطيب نَفسه أَن يخلفكم وَرَاءه ويتقدم بَين أَيْدِيكُم فَيَنْبَغِي لكم أَن تنتظروه حَتَّى يلحقكم وَقَالَ بَاقِي النَّاس إِنَّه سبقكم فالحقوه فَإِن أطاعوا أَبَا بكر وَعمر رشدوا فَإِنَّهُمَا على الصَّوَاب لَا هلك بِضَم الْهَاء هُوَ الْهَلَاك غمري بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الْمِيم وبالراء الْقدح الصَّغِير أَحْسنُوا الْمَلأ بِفَتْح الْمِيم وَاللَّام وَآخره همزَة مَنْصُوب مفعول أَحْسنُوا وَهُوَ الْخلق وَالْعشرَة يُقَال مَا أحسن مَلأ فلَان أَي خلقه وعشرته إِن ساقي الْقَوْم آخِرهم هَذَا من آدَاب شَارِب المَاء وَاللَّبن وَنَحْوهمَا وَفِي مَعْنَاهُ مَا يفرق على الْجَمَاعَة من الْمَأْكُول كلحم وَفَاكِهَة ومشموم وَغير ذَلِك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 [682] سلم بن زرير بزاي فِي أَوله مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء مكررة فأدلجنا ليلتنا هُوَ بِإِسْكَان الدَّال وَهُوَ سير اللَّيْل كُله وَأما ادلجنا بِفَتْح الدَّال الْمُشَدّدَة فَمَعْنَاه سرنا آخر اللَّيْل هَذَا هُوَ الْأَشْهر فِي اللُّغَة وَقيل لُغَتَانِ بِمَعْنى ومصدر الأول إدلاج بالإسكان وَالثَّانِي إدلاج بِكَسْر الدَّال الْمُشَدّدَة بزغت الشَّمْس هُوَ أول طُلُوعهَا فَكَانَ أول من اسْتَيْقَظَ منا أَبُو بكر فِيهِ الاعتناء بِبَيَان أول من صدر مِنْهُ الْفِعْل وَهُوَ أصل فِي اعْتِبَار الْأَوَائِل وَقد صنف النَّاس فِي ذَلِك وَكُنَّا لَا نوقظ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَنَامه قَالَ الْعلمَاء كَانُوا يمتنعون من إيقاظه لما كَانَ يتوقعونه من الإيحاء إِلَيْهِ فِي الْمَنَام سادلة مُرْسلَة مزادتين المزادة أكبر من الْقرْبَة قَالَت أيهاه أيهاه هُوَ لُغَة فِي هَيْهَات هَيْهَات وَمَعْنَاهُ الْبعد من الْمَطْلُوب واليأس مِنْهُ كَمَا قَالَت بعده لَا مَاء لكم أَي لَيْسَ لكم مَاء حَاضر وَلَا قريب وَفِي هَذِه اللَّفْظَة سَبْعَة وَثَلَاثُونَ لُغَة نظمها بعض الْفُضَلَاء فِي بَيت فَقَالَ ثلث وَنون وَلَا وابدأ بهمز وَهَا هَيْهَات هيهاب هايهات لَو حسبا فَأتى النَّاس المَاء جامين رواء أَي نشاطا مستريحين فِي مَسْجِد الْجَامِع من بَاب إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته وَهُوَ عِنْد الْكُوفِيّين سَائِغ والبصريون يؤولونه بِتَقْدِير مَسْجِد الْمَكَان الْجَامِع كَمَا حفظته ضبط بِضَم التَّاء وَفتحهَا وَأما الْهَاء فِي أَجْزَائِهَا فَهِيَ سَاكِنة فِي الْكَلِمَتَيْنِ للْوَقْف على لُغَة من يُبدل التَّاء فِي هَيْهَات هَاء فِي الْوَقْف موتمة بِضَم الْمِيم وَكسر التَّاء أَي ذَات أَيْتَام براويتها الراوية عِنْد الْعَرَب هِيَ الْجمل الَّذِي يحمل المَاء وَأهل الْعرف قد يستعملونه فِي المزاد اسْتِعَارَة وَالْأَصْل الْبَعِير فمج المج زرق المَاء بالفم فِي العزلاوين تَثْنِيَة عزلاء بِالْمدِّ وَهُوَ الثقب لأسفل المزادة الَّتِي يفرغ مِنْهُ وَيُطلق أَيْضا على فمها الْأَعْلَى كَمَا قَالَ هُنَا العلياوين وَالْجمع العزالي بِكَسْر اللَّام وغسلنا صاحبنا يَعْنِي الْجنب وَهُوَ بتَشْديد السِّين أَي أعطيناه مَا يغْتَسل بِهِ تنضرج بِفَتْح التَّاء وَإِسْكَان النُّون وَفتح الضَّاد الْمُعْجَمَة وبالجيم أَي تَنْشَق ويروى بتاء أُخْرَى بدل النُّون وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور لم نزرأ بنُون مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ زَاي ثمَّ همزَة أَي لم ننقص كَانَ من أمره ذيت وذيت هُوَ بِمَعْنى كَيْت وَكَيْت الصرم بِكَسْر الصَّاد أَبْيَات مجتمعة قبيل الصُّبْح بِضَم الْقَاف أخص من قبل وأصرح فِي الْقرب وَكَانَ أجوف جليدا أَي رفيع الصَّوْت يخرج صَوته من جَوْفه والجليد الْقوي لَا ضير أَي لَا ضَرَر عَلَيْكُم فِي هَذَا النّوم وَتَأْخِير الصَّلَاة بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 [684] لَا كَفَّارَة لَهَا إِلَّا ذَلِك أَي لَا يُجزئهُ إِلَّا الصَّلَاة [685] تأولت كَمَا تَأَول عُثْمَان أَي رَأيا الْقصر جَائِزا أَو الْإِتْمَام جَائِزا وأخذا بِأحب الجائزين وَهُوَ الْإِتْمَام هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي تأويلهما وَقيل لِأَن عُثْمَان أَمِير الْمُؤمنِينَ وَعَائِشَة أمّهم فكأنهما فِي منازلهما ورد بِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَافر بأزواجه وَقصر وَقيل من أجل الْأَعْرَاب الَّذين حَضَرُوا لِئَلَّا يظنون أَن فرض الصَّلَاة رَكْعَتَانِ أبدا حضرا وسفرا ورد بِوُجُود هَذَا الْمَعْنى أَيْضا فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل لِأَن عُثْمَان نوى الْإِقَامَة بِمَكَّة بعد الْحَج ورد بِأَن الْإِقَامَة بِمَكَّة حرَام على الْمُهَاجِرين فَوق ثَلَاث وَقيل كَانَ لعُثْمَان أَرض بمنى ورد بِأَن ذَلِك لَا يَقْتَضِي الْإِتْمَام وَالْإِقَامَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 [686] عبد الله بن بِأَبِيهِ بياء مُوَحدَة ثمَّ ألف ثمَّ بَاء مُوَحدَة أُخْرَى مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة تَحت وَيُقَال فِيهِ بن باباه وَابْن بَابي بِكَسْر الْبَاء الثَّانِيَة عجبت مِمَّا عجبت بِحَذْف من الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 [687] وَفِي الْخَوْف رَكْعَة أَخذ بِظَاهِرِهِ طَائِفَة مِنْهُم الْحسن وَالضَّحَّاك وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وتأوله الْجُمْهُور على أَن المُرَاد رَكْعَة مَعَ الإِمَام وركعة أُخْرَى يَأْتِي بهَا مُنْفَردا كَمَا جَاءَت الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي صلَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه فِي الْخَوْف وَلَا بُد من هَذَا التَّأْوِيل للْجمع بَين الْأَدِلَّة أَيُّوب بن عَائِذ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 [689] جَاءَ رَحْله أَي منزله فحانت مِنْهُ التفاتة أَي حضرت وحصلت لَو كنت مسبحا أَي متنفلا بِالصَّلَاةِ ثمَّ صَحِبت عُثْمَان فَلم يزدْ على رَكْعَتَيْنِ حَتَّى قَبضه الله لَا يُنَافِي مَا سَيَأْتِي أَنه أتم بِأَن ذَلِك كَانَ فِي منى خَاصَّة وَأما فِي غَيرهَا فَلم يكن يتم وَسَأَلته عَن السبحة هِيَ بِضَم السِّين وَسُكُون الْبَاء صَلَاة النَّفْل [690] وَصلى الْعَصْر بِذِي الحليفة رَكْعَتَيْنِ أَي حِين سَافر إِلَى مَكَّة فِي حجَّة الْوَدَاع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 [691] الْهنائِي بِضَم الْهَاء وَنون مُخَفّفَة وَمد مَنْسُوب إِلَى هناءة بن مَالك بن فهر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 [692] يزِيد بن خمير بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَهُوَ الثَّلَاثَة فَوْقه تابعيون شُرَحْبِيل بن السمط بِكَسْر السِّين وَسُكُون الْمِيم وَيُقَال بِفَتْح السِّين وَكسر الْمِيم دومين بِضَم الدَّال وَفتحهَا وَجْهَان مشهوران وَالْوَاو سَاكِنة فيهمَا وَالْمِيم مَكْسُورَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 [693] قلت كم أَقَامَ بِمَكَّة قَالَ عشرا أَي فِي مَكَّة وَمَا حواليها لَا فِي نفس مَكَّة فَقَط وَذَلِكَ فِي حجَّة الْوَدَاع لِأَنَّهُ قدمهَا يَوْم الرَّابِع وَخرج مِنْهَا فِي الثَّامِن إِلَى منى ثمَّ إِلَى عَرَفَات فِي التَّاسِع وَعَاد إِلَى منى فِي الْعَاشِر وَنَفر مِنْهَا فِي الثَّالِث عشر إِلَى مَكَّة وَخرج مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة فِي الرَّابِع عشر [694] بمنى وَغَيره ذكر الضَّمِير لِأَن منى تذكر وتؤنث بِحَسب الْموضع والبقعة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 [696] هُوَ أَخُو عبيد الله بن عمر كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ وَفِي بَعْضهَا عبد الله مكبرا قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ خطأ وَالصَّوَاب الأول نَص عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه وَابْن أبي حَاتِم وَابْن عبد الْبر وخلائق لَا يُحصونَ لأمه اسْمهَا مليكَة بنت جَرْوَل الْخُزَاعِيّ وَأما أم عبد الله وَأُخْته حَفْصَة فاسمها زَيْنَب بنت مَظْعُون الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 [697] الرِّجَال الْمنَازل سَوَاء كَانَت من حجر ومدر وخشب أَو شعر وصوف ووبر وَغَيرهَا وواحدها رَحل بضجنان بضاد مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم سَاكِنة ثمَّ نون جبل على بريد من مَكَّة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 [699] عَزمَة بِسُكُون الزَّاي أَي وَاجِبَة متحتمة كرهت أَن أحرجكم بِالْحَاء الْمُهْملَة من الْحَرج وَهُوَ الْمَشَقَّة الدحض بحاء مُهْملَة سَاكِنة وضاد مُعْجمَة وَهُوَ الزلل والزلق والردغ بِمَعْنى وَاحِد ذِي ردغ بِفَتْح الرَّاء وَإِسْكَان الدَّال الْمُهْملَة وَفتحهَا وإعجام الْعين وَفِي بعض الْأُصُول رزع بالزاي بدل الدَّال بِفَتْحِهَا وسكونها وَهُوَ بِمَعْنى الردغ وَقيل هُوَ الْمَطَر الَّذِي يبل وَجه الأَرْض أَبُو الرّبيع الْعَتكِي هُوَ الزهْرَانِي قَالَ القَاضِي كَذَا جمع هُنَا بَينهمَا وَتارَة يَقُول الْعَتكِي فَقَط وَتارَة الزهْرَانِي قَالَ وَلَا يجْتَمع العتك وزهران إِلَّا فِي جدهما لِأَنَّهُمَا أَبنَاء عَم وَلَيْسَ أَحدهمَا بَطنا من الآخر لِأَن زهران بن الْحجر بن عمرَان بن عمر والعتك بن أَسد بن عَمْرو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 [700] يُصَلِّي على حمَار قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره هَذَا غلط من عَمْرو بن يحيى الْمَازِني وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف فِي صلَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على رَاحِلَته وعَلى الْبَعِير وَالصَّوَاب أَن الصَّلَاة على الْحمار من فعل أنس كَمَا ذكره مُسلم بعد هَذَا وَلذَا لم يذكر البُخَارِيّ حَدِيث عَمْرو قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي الحكم بتغليظ عَمْرو نظر لِأَنَّهُ ثِقَة نقل الشَّيْء مُحْتملا فَلَعَلَّهُ كَانَ الْحمار مرّة وَالْبَعِير مرّة أَو مَرَّات وَهُوَ موجه بِكَسْر الْجِيم أَي مُتَوَجّه وَيُقَال قَاصد وَيُقَال مُقَابل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 333 [702] تلقينا أنس بن مَالك حِين قدم الشَّام كَذَا فِي جَمِيع رِوَايَات مُسلم وَقيل إِنَّه وهم وَصَوَابه قدم من الشَّام كَمَا فِي البُخَارِيّ فتح لأَنهم قد مَشوا من الْبَصْرَة للقائه حِين قدم من الشَّام قَالَ النَّوَوِيّ وَتَصِح رِوَايَة مُسلم بِأَن الْمَعْنى تلقيناه فِي رُجُوعه حِين قدم الشَّام وَحذف ذكر رُجُوعه للْعلم بِهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 [704] حَدثنِي جَابر بن إِسْمَاعِيل قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا ضبطناه جَابر بِالْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَوَقع فِي بعض النّسخ حَاتِم وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب باتفاقهم جَابر بِالْجِيم وَهُوَ بن إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ عجل عَلَيْهِ السّفر هُوَ بِمَعْنى عجل بِهِ فِي الرِّوَايَات الْبَاقِيَة عَن بن عَبَّاس قَالَ صلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الظّهْر وَالْعصر جَمِيعًا وَالْمغْرب وَالْعشَاء جَمِيعًا من غير خوف وَلَا سفر قَالَ التِّرْمِذِيّ أَجمعت الْأمة على ترك الْعَمَل بِهَذَا الحَدِيث ورد النَّوَوِيّ ذَلِك بِأَن جمَاعَة قَالُوا بِهِ بِشَرْط أَن لَا يتَّخذ ذَلِك عَادَة وَعَلِيهِ بن سِيرِين وَأَشْهَب وَابْن الْمُنْذر وَجَمَاعَة من أَصْحَاب الحَدِيث وَاخْتَارَهُ أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي والقفال الشَّاشِي الْكَبِير من أَصْحَابنَا وَمِنْهُم من تَأَوَّلَه على أَنه جمع بِعُذْر الْمَرَض أَو نَحوه مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ من الْأَعْذَار وعَلى هَذَا أَحْمد بن حَنْبَل وَاخْتَارَهُ من أَصْحَابنَا القَاضِي حُسَيْن وَالْمُتوَلِّيّ وَالرُّويَانِيّ والخطابي قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الْمُخْتَار المقوى فِي الدَّلِيل لظَاهِر الحَدِيث ولفعل بن عَبَّاس وموافقة أبي هُرَيْرَة وَلِأَن الْمَشَقَّة فِيهِ أَشد من الْمَطَر قلت وَاخْتَارَهُ بعد النَّوَوِيّ السُّبْكِيّ والإسنوي والبلقيني وَهُوَ الَّذِي أختاره وأعتمده ثمَّ قَالَ النَّوَوِيّ وَمِنْهُم من تَأَوَّلَه على أَنه جمع بِعُذْر الْمَطَر وَيَردهُ مَا وَقع فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من غير خوف وَلَا مطر وَمِنْهُم من تَأَوَّلَه بِأَنَّهُ أخر الأولى إِلَى آخر وَقتهَا فَصلاهَا فِيهِ فَلَمَّا فرغ مِنْهَا دخلت الثَّانِيَة فَصلاهَا فَصَارَت صورته صُورَة جمع قَالَ وَهَذَا ضَعِيف وباطل لِأَنَّهُ مُخَالف للظَّاهِر مُخَالفَة لَا تحْتَمل وَفعل بن عَبَّاس واستدلاله بِالْحَدِيثِ لتصويب فعله وتصديق أبي هُرَيْرَة لَهُ وَعدم إِنْكَاره صَرِيح فِي رد هَذَا التَّأْوِيل قَالَ وَيُؤَيّد من قَالَ بِظَاهِر الحَدِيث قَول بن عَبَّاس أَرَادَ أَن لَا يحرج أمته فَلم يعلله بِمَرَض وَلَا غَيره انْتهى قلت وَفِي مُصَنف بن أبي شيبَة عَن سعيد بن الْمسيب أَن رجلا شكى إِلَيْهِ غَلَبَة النّوم قبل الْعشَاء فَأمره أَن يُصَلِّي الْعشَاء قبل وَقتهَا وينام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 [706] حَدثنَا عَمْرو بن وَاثِلَة أَبُو الطُّفَيْل كَذَا فِي بعض الْأُصُول فِي هَذِه الرِّوَايَة الثَّانِيَة وَفِي أَكْثَرهَا عَامر بن وَاثِلَة كَمَا فِي الرِّوَايَة الأولى بِاتِّفَاق وَالْقَوْلَان فِي اسميه وَالْمَشْهُور عَامر فحاك فِي صَدْرِي من ذَلِك الشَّيْء أَي وَقع فِي نَفسِي نوع شكّ وتعجب واستبعاد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 [709] يقبل علينا بِوَجْهِهِ أَي فِي تيامنه عِنْد التَّسْلِيم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 [711] أحطنا أَي بِهِ قَالَ أَبُو الْحُسَيْن هُوَ مُسلم صَاحب الْكتاب أَتُصَلِّي الصُّبْح أَرْبعا هُوَ اسْتِفْهَام إِنْكَار وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يشرع بعد الْإِقَامَة للصبح إِلَّا الْفَرِيضَة فَإِذا صلى رَكْعَتَيْنِ نَافِلَة بعد الْإِقَامَة ثمَّ صلى الْفَرِيضَة صَار فِي معنى من صلى الصُّبْح أَرْبعا لِأَنَّهُ صلى بعد الْإِقَامَة أَرْبعا [713] الْحمانِي بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمِيم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 [715] أَحْمد بن جواس بجيم مَفْتُوحَة وَاو مُشَدّدَة وسين مُهْملَة دثار بِكَسْر الدَّال وبالثاء الْمُثَلَّثَة [718] عَن عَائِشَة قَالَت مَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي سبْحَة الضُّحَى قطّ وَإِنِّي لأسبحها لَا يلْزم من نفي رؤيتها نفي صلَاته فَلَا يُنَافِي ذَلِك أَحَادِيث أَنه صلاهَا وَسَببه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كَانَ يكون عِنْد عَائِشَة فِي وَقت الضُّحَى إِلَّا فِي نَادِر من الْأَوْقَات فَإِنَّهُ قد يكون مُسَافِرًا وَقد يكون حَاضرا وَلَكِن فِي الْمَسْجِد أَو فِي مَوضِع آخر وَإِن كَانَ عِنْد نِسَائِهِ فَإِنَّمَا كَانَ لَهَا يَوْم من تِسْعَة فصح قَوْلهَا مَا رَأَيْته وَتَكون قد عملت بِخَبَرِهِ أَو بِخَبَر غَيره أَنه صلاهَا أَن يعْمل بِهِ بِفَتْح الْيَاء أَي يعمله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 [719] سَأَلت عَائِشَة كم كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي صَلَاة الضُّحَى قَالَت أَربع رَكْعَات هَذَا صَرِيح فِيمَا تقدم أَنَّهَا قصدت نفي رؤيتها لَهُ لَا نفي صلَاته بِالْكُلِّيَّةِ وَيزِيد مَا يَشَاء هَذَا دَلِيل لما اخترناه من أَن صَلَاة الضُّحَى لَا تَنْحَصِر فِي عدد مَخْصُوص إِذْ لَا دَلِيل على ذَلِك وَقد نبه الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ على ذَلِك وَأَنه لَيْسَ فِي الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي أعدادها مَا يُنَافِي الزَّائِد وَلَا يثبت عَن أحد من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمن بعدهمْ أَنَّهَا تَنْحَصِر فِي عدد بِحَيْثُ لَا يُزَاد عَلَيْهِ وَإِنَّمَا ذكر أَن أَكْثَرهَا اثْنَا عشر الرَّوْيَانِيّ فَتَبِعَهُ الرَّافِعِيّ ثمَّ النَّوَوِيّ وَلَا سلف لَهُ فِي هَذَا الْحصْر وَلَا دَلِيل ولي فِي الْمَسْأَلَة مؤلف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 [336] أم هَانِئ بِهَمْزَة بعد النُّون كنيت بابنها هَانِئ وَاسْمهَا فَاخِتَة وَقيل هِنْد وحرصت بِفَتْح الرَّاء أشهر من كسرهَا أَن أَبَا مرّة مولى أم هَانِئ هُوَ مَوْلَاهَا حَقِيقَة وَفِي الرِّوَايَة الْآتِيَة مولى عقيل أضيف إِلَيْهِ مجَازًا لكَونه مولى أُخْته وللزومه إِيَّاه فلَان بن هُبَيْرَة قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الْحَارِث بن هِشَام المَخْزُومِي وَقيل عبد الله بن أبي ربيعَة قَالَ وَفِي تَارِيخ مَكَّة للأزرقي أَنَّهَا أجارت رجلَيْنِ عبد الله بن أبي ربيعَة بن الْمُغيرَة والْحَارث بن هِشَام بن الْمُغيرَة وهما من بني مَخْزُوم قَالَ وَهَذَا يُوضح الاسمين وَيجمع بَين الْأَقْوَال فِي ذَلِك انْتهى قَالَت وَذَلِكَ ضحى اسْتدلَّ بِهِ الْجُمْهُور على اسْتِحْبَاب جعل الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات وَمنع عِيَاض وَغَيره دلَالَته قَالُوا لِأَنَّهَا أخْبرت عَن وَقت صلَاته لَا عَن نِيَّتهَا فلعلها كَانَت صَلَاة شكر لله تَعَالَى على الْفَتْح وَأجِيب بِأَن أَبَا دَاوُد أخرج فِي سنَنه بِسَنَد صَحِيح عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح صلى سبْحَة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات يسلم من كل رَكْعَتَيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 [720] سلامى بِضَم السِّين وَتَخْفِيف اللَّام أَصله عِظَام الْأَصَابِع وَسَائِر الْكَفّ ثمَّ اسْتعْمل فِي جَمِيع عِظَام الْبدن ومفاصله وَيُجزئ من ذَلِك ضبط بِضَم أَوله من الْإِجْزَاء وبفتحه من جزى بِمَعْنى كفى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 [721] أَوْصَانِي خليلي لَا يُخَالف حَدِيث لَو كنت متخذا خَلِيلًا من أمتِي لِأَن الْمُمْتَنع أَن يتَّخذ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غير ربه خَلِيلًا وَلَا يمْتَنع اتِّخَاذ الصَّحَابِيّ وَغَيره النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَلِيلًا وَأبي شمر بِفَتْح الشين وَكسر الْمِيم وَيُقَال بِكَسْر الشين وَإِسْكَان الْمِيم مَعْدُود فِيمَن لَا يعرف اسْمه [722] عبد الله بن حنين بالنُّون بعد الْحَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 [724] كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي رَكْعَتي الْفجْر فيخفف حَتَّى إِنِّي لأقول هَل قَرَأَ فيهمَا بِأم الْقُرْآن الْمَقْصُود الْمُبَالغَة فِي التَّخْفِيف بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَادَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من إطالة صَلَاة اللَّيْل وَغَيرهَا من نوافله فَلَا دلَالَة فِيهِ لمن قَالَ لَا يقْرَأ فيهمَا أصلا أَو سوى الْفَاتِحَة فَائِدَة ذهب الْحسن الْبَصْرِيّ إِلَى وجوب رَكْعَتي الْفجْر وَدَاوُد إِلَى وجوب تَحِيَّة الْمَسْجِد وَبَعض السّلف إِلَى وجوب مَا يَقع عَلَيْهِ الِاسْم من قيام اللَّيْل وَالْخلاف فِي وجوب الْوتر مَشْهُور الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 [728] يتسار إِلَيْهِ بمثناة تَحت مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة فَوق وَتَشْديد الرَّاء المرفوعة أَي يسر بِهِ من السرُور لما فِيهِ من الْبشَارَة مَعَ سهولته وَضمير الْفَاعِل لعنبسة لِأَنَّهُ كَانَ محافظا عَلَيْهِ وَرُوِيَ بِضَم أَوله على مَا لم يسم فَاعله تَطَوّعا من غير الْفَرِيضَة هَذَا تَأْكِيد لرفع احْتِمَال إِرَادَة الإستعارة النَّافِلَة [730] كنت شاكيا بِفَارِس هُوَ بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالْفَاء لجَمِيع الروَاة قَالَ عِيَاض وَغلط بَعضهم فَقَالَ نقارس بالنُّون وَالْقَاف وَهُوَ وجع مَعْرُوف لِأَن عَائِشَة لم تدخل بِلَاد فَارس قطّ فَكيف يسْأَلهَا فِيهَا وَهَذَا مَرْدُود لِأَنَّهُ لم يسْأَلهَا بِبِلَاد فَارس بل عِنْد رُجُوعه مِنْهَا إِلَى الْمَدِينَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 [732] بَعْدَمَا حطمه النَّاس قَالَ الْهَرَوِيّ فِي تَفْسِيره يُقَال حطم فلَان أَهله إِذا كبر فيهم كَأَنَّهُ لما حمله من أُمُورهم وأثقالهم والاعتناء بمصالحهم صيروه شَيخا محطوما والحطم كسر الشَّيْء الْيَابِس بدن قَالَ أَبُو عبيد هُوَ بِفَتْح الدَّال الْمُشَدّدَة أَي أسن قَالَ وَمن رَوَاهُ بدن بِضَم الدَّال المخففة فَلَيْسَ معنى هُنَا لِأَن مَعْنَاهُ كَثْرَة لَحْمه وَهُوَ خلاف صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عِيَاض رِوَايَة الْجُمْهُور فِي مُسلم بِالضَّمِّ وَعند العذري بِالتَّشْدِيدِ وَأرَاهُ إصلاحا قَالَ وَلَا يُنكر اللفظان فِي حَقه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفِي حَدِيث عَائِشَة بعد هَذَا فَلَمَّا أسن وَكثر لَحْمه قَالَ النَّوَوِيّ الَّذِي ضبطناه فِي أَكثر أصُول بِلَادنَا بِالتَّشْدِيدِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 [735] صَلَاة الرجل قَاعِدا نصف صَلَاة فسره الْجُمْهُور على تنصيف الثَّوَاب على من صلى النَّفْل قَاعِدا مَعَ قدرته على الْقيام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 [736] كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى عشرَة إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء فِي هَذِه الْأَحَادِيث إِخْبَار كل وَاحِد من عَائِشَة وَزيد وَابْن عَبَّاس بِمَا شاهدوا وَأما الِاخْتِلَاف فِي حَدِيث عَائِشَة فَقيل مِنْهَا وَقيل من الروَاة عَنْهَا فَيحْتَمل أَن إخبارها بِإِحْدَى عشرَة على الْأَغْلَب وَالْبَاقِي بِمَا كَانَ يَقع نَادرا فِي بعض الْأَوْقَات قَالَ عِيَاض وَلَا خلاف أَنه لَيْسَ فِي ذَلِك حد لَا يُزَاد عَلَيْهِ وَلَا ينقص مِنْهُ وَإِن صَلَاة اللَّيْل من الطَّاعَات الَّتِي كلما زَاد فِيهَا زَاد الْأجر وَإِنَّمَا الْخلاف فِي فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا اخْتَارَهُ لنَفسِهِ فَإِذا فرغ مِنْهَا اضْطجع على شقَّه الْأَيْمن وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى عَن عَائِشَة أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يضطجع بعد رَكْعَتي الْفجْر قَالَ النَّوَوِيّ لَا تنَافِي بَين رِوَايَة الِاضْطِجَاع قبل رَكْعَتي الْفجْر وَبَين رِوَايَة الِاضْطِجَاع بعْدهَا لِإِمْكَان فعل الْأَمريْنِ اه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 [738] فَلَا تسْأَل عَن حسنهنَّ وطولهن مَعْنَاهُ أَنَّهُنَّ فِي نِهَايَة من كَمَال الْحسن والطول مستغنيات بِظُهُور حسنهنَّ وطولهن عَن السُّؤَال عَنهُ ثمَّ يُوتر ثمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالس قَالَ عِيَاض هَذَا الحَدِيث أَخذ بِظَاهِرِهِ الْأَوْزَاعِيّ وَأحمد بن حَنْبَل فأباحا رَكْعَتَيْنِ بعد الْوتر جَالِسا وَأنْكرهُ مَالك قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّوَاب أَن هَاتين الرَّكْعَتَيْنِ فعلهمَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد الْوتر جَالِسا لبَيَان جَوَاز الصَّلَاة بعد الْوتر وَبَيَان جَوَاز النَّفْل جَالِسا وَلم يواظب على ذَلِك بل فعله مرّة أَو مرَّتَيْنِ أَو مَرَّات قَليلَة ليُوَافق سَائِر الْأَحَادِيث فِي آخر صلَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من اللَّيْل كَانَ وترا وَالْأَحَادِيث الآمرة بذلك وَهُوَ أولى من الْجَواب بِتَقْدِيم الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة ورد هَذِه الرِّوَايَة لِأَن الْأَحَادِيث إِذا صحت الرِّوَايَة وَأمكن الْجمع بَينهَا تعين يُوتر مِنْهُنَّ فِي بعض الْأُصُول فِيهِنَّ مِنْهَا رَكعَتَا الْفجْر فِي أَكثر الْأُصُول مِنْهَا رَكْعَتي الْفجْر على تَقْدِير فصلى مِنْهَا ويوتر بِسَجْدَة أَي رَكْعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 [739] وثب أَي قَامَ بِسُرْعَة [740] عمار بن رُزَيْق برَاء ثمَّ زَاي [741] الصَّارِخ هُوَ الديك بِاتِّفَاق الْعلمَاء سمي بذلك لِكَثْرَة صياحه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 [745] واسْمه وَاقد ولقبه وقدان قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا هُوَ الْأَشْهر وَيُقَال عكشة وَكِلَاهُمَا بِالْقَافِ فَانْتهى وتره إِلَى السحر مَعْنَاهُ كَانَ آخر أمره الإيتار فِي السحر وَالْمرَاد بِهِ آخر اللَّيْل كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قَاضِي كرمان بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 [746] الكراع اسْم للخيل فِي هَاتين الشيعتين المُرَاد الفرقتان الَّتِي جرت بَينهمَا الحروب فَإِن خلق نَبِي الله كَانَ الْقُرْآن مَعْنَاهُ الْعَمَل بِهِ وَالْوُقُوف عِنْد حُدُوده والتأدب بآدابه وَالِاعْتِبَار بأمثاله وقصصه وتدبره وَحسن تِلَاوَته فَلَمَّا سنّ كَذَا فِي مُعظم الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا أسن وَهُوَ الْمَشْهُور فِي اللُّغَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 [747] عَن بن شهَاب عَن السَّائِب بن يزِيد وَعبيد الله بن عبد الله أخبراه عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارِي قَالَ سَمِعت عمر بن الْخطاب فِيهِ رِوَايَة صَحَابِيّ وَهُوَ السَّائِب عَن تَابِعِيّ وَهُوَ عبد الرَّحْمَن وَيدخل فِي رِوَايَة الْكِبَار عَن الصغار [748] صَلَاة الْأَوَّابِينَ جمع أواب وَهُوَ الْمُطِيع وَقيل الرَّاجِع إِلَى الطَّاعَة حِين ترمض بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم يُقَال رمض يرمض ك علم يعلم الفصال هِيَ الصغار من أَوْلَاد الْإِبِل جمع فصيل أَي حِين تحترق أخفافها من شدَّة الرمضاء وَهُوَ الرمل الَّذِي اشتدت حرارته بالشمس إِذا رمضت بِكَسْر الْمِيم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 [749] صَلَاة اللَّيْل زَاد أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّهَار مثنى مثنى معدول عَن اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّك لضخم كِنَايَة عَن البلادة والغباوة وَقلة الْأَدَب لِأَن هَذَا الْوَصْف يكون للضخم غَالِبا وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ قطع عَلَيْهِ الْكَلَام وعاجله قبل تَمام حَدِيثه أستقرئ لَك الحَدِيث بِالْهَمْزَةِ من الْقِرَاءَة وَمَعْنَاهُ أذكرهُ وَآتِي بِهِ على وَجهه بِكَمَالِهِ كَأَن الْأَذَان بأذنيه المُرَاد هُنَا بِالْأَذَانِ الْإِقَامَة وَهِي إِشَارَة إِلَى شدَّة تخفيفها بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَاقِي صلَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهِ بِهِ بموحدة مَفْتُوحَة وهاء سَاكِنة مكررة قيل مَعْنَاهُ مَه مَه زجر وكف وَقَالَ بن السّكيت هِيَ لتفخيم الْأَمر بِمَعْنى بخ بخ أَبُو نَضرة العوقي بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَالْوَاو وَحكي إسكان الْوَاو وقاف نِسْبَة إِلَى العوقة بطن من عبد الْقَيْس [755] وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَة محضورة فَإِن صَلَاة آخر اللَّيْل مَشْهُودَة أَي تشهدها مَلَائِكَة الرَّحْمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 [756] أفضل الصَّلَاة طول الْقُنُوت قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بِالْقُنُوتِ هُنَا الْقيام بِاتِّفَاق الْعلمَاء فِيمَا علمت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 [758] ينزل رَبنَا فِي كل لَيْلَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا من أَحَادِيث الصِّفَات وفيهَا مذهبان للْعُلَمَاء أَحدهمَا وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور السّلف وَبَعض الْمُتَكَلِّمين أَن يُؤمن بِأَنَّهَا حق على مَا يَلِيق بِاللَّه تَعَالَى وَأَن ظَاهرهَا الْمُتَعَارف فِي حَقنا غير مُرَاد وَلَا نتكلم فِي تَأْوِيلهَا مَعَ اعتقادنا تنزيهه سُبْحَانَهُ عَن صِفَات المخلوقين وَعَن الِانْتِقَال والحركات وَسَائِر سمات الْخلق الثَّانِي مَذْهَب الْمُتَكَلِّمين وَبَعض السّلف وَهُوَ محكي هُنَا عَن مَالك وَالْأَوْزَاعِيّ أَنَّهَا تتأول على مَا يَلِيق بهَا بِحَسب مواطنها فعلى هَذَا تأولوا هَذَا الحَدِيث تأويلين أَحدهمَا تَأْوِيل مَالك وَغَيره وَمَعْنَاهُ تنزل رَحمته وَأمره أَي مَلَائكَته الثَّانِي أَنه على الإستعارة وَمَعْنَاهُ الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف حِين يبْقى ثلث اللَّيْل الاخر فِي الرِّوَايَة بعْدهَا حِين يمْضِي ثلث اللَّيْل الأول وَأَشَارَ القَاضِي عِيَاض إِلَى تضعيفها قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون النُّزُول بِالْمَعْنَى المُرَاد بعد الثُّلُث الأول وَقَوله من يدعوني بعد الثُّلُث الْأُخَر أَنا الْملك أَنا الْملك كَذَا فِي الْأُصُول وَالرِّوَايَات مُكَرر للتوكيد والتعظيم محَاضِر بحاء مُهْملَة وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَبُو الْمُوَرِّع كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي كتب الحَدِيث بن الْمُوَرِّع وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَهُوَ بن الْمُوَرِّع وكنيته أَبُو الْمُوَرِّع وَهُوَ بِكَسْر الرَّاء ينزل الله فِي السَّمَاء قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَهُوَ صَحِيح من يقْرض غير عديم كَذَا فِي الْأُصُول فِي الرِّوَايَة الأولى عديم وَفِي الثَّانِيَة عدوم قَالَ أهل اللُّغَة يُقَال أعدم الرجل إِذا افْتقر فَهُوَ معدم وعديم وعدوم وَالْمرَاد بالقرض عمل الطَّاعَة من صَلَاة وَذكر وَصدقَة وَغَيرهَا وَسَماهُ قرضا ملاطفة للعباد وتحريضا لَهُم على الْمُبَادرَة إِلَى الطَّاعَة وتأنيسا بثوابها ثمَّ يبسط يَده إِشَارَة إِلَى نشر رَحمته وَكَثْرَة عطائه وإجابته وإسباغ نعْمَته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 [759] من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا أَي تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حق مُعْتَقدًا فضيلته واحتسابا يُرِيد بِهِ الله وَحده لَا رُؤْيَة النَّاس وَلَا غير ذَلِك مِمَّا يُخَالف الْإِخْلَاص غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه الْمَعْرُوف عِنْد الْفُقَهَاء أَن هَذَا مُخْتَصّ بغفران الصَّغَائِر دون الْكَبَائِر وَقَالَ بَعضهم وَيجوز أَن يُخَفف من الْكَبَائِر إِذا لم يُصَادف صَغِيرَة من غير أَن يَأْمُرهُم فِيهِ بعزيمة أَي بِوُجُوب قَالَ النَّوَوِيّ وأجمعت الْأمة على ان قيام رَمَضَان لَيْسَ بِوَاجِب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 [760] من قَامَ لَيْلَة الْقدر إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَعَ الحَدِيث الْمُتَقَدّم من قَامَ رَمَضَان قد يُقَال إِن أَحدهمَا يُغني عَن الآخر وَجَوَابه أَن يُقَال قيام رَمَضَان من غير مُوَافقَة لَيْلَة الْقدر ومعرفتها سَبَب لغفران الذُّنُوب وَقيام لَيْلَة الْقدر لمن وافقها وَعرفهَا سَبَب الغفران وَإِن لم يقم غَيرهَا وَأكْثر علمي قَالَ النَّوَوِيّ ضبطناه بِالْمُثَلثَةِ وَالْمُوَحَّدَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 [763] شناقها بِكَسْر الشين الْخَيط الَّذِي يرْبط بِهِ فِي الْوتر وَقيل الوكاء كنت أنتبه لَهُ كَذَا فِي الْأُصُول وَفِي البُخَارِيّ فتح أبقيه بموحدة ثمَّ قَاف وَمَعْنَاهُ أرقبه اللَّهُمَّ اجْعَل فِي قلبِي نورا إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء سَأَلَ النُّور فِي أَعْضَائِهِ وجهاته وَالْمرَاد بِهِ بَيَان الْحق ورضاؤه وَالْهِدَايَة إِلَيْهِ فَسَأَلَ النُّور فِي أَعْضَائِهِ وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وحمايته من جهاته السِّت لَا يزِيغ شَيْء مِنْهَا عَنهُ وَسبعا فِي تَابُوت مَعْنَاهُ وَذكر فِي الدُّعَاء سبع كَلِمَات نسيتهَا وَالْمرَاد بالتابوت شَيْء كالصندوق يحرز فِيهِ الْمَتَاع أَي وَسبعا فِي قلبِي وَلَكِن نسيتهَا فَلَقِيت بعض ولد الْعَبَّاس الْقَائِل لقِيت هُوَ سَلمَة بن كهيل فِي عرض الوسادة رَوَاهُ الْأَكْثَرُونَ بِفَتْح الْعين وَهُوَ الصَّحِيح وَرَوَاهُ الداوددي بضَمهَا وَهُوَ الْجَانِب وَالْمرَاد بالوسادة الْمَعْرُوفَة الَّتِي تكون تَحت الرُّءُوس وَقيل الوسادة هُنَا الْفراش قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا ضَعِيف أَو بَاطِل شن هِيَ الْقرْبَة الْخلق معلقَة أنث على إِرَادَة الْقرْبَة وَذكر فِي الرِّوَايَة بعده على إِرَادَة السقاء والوعاء شجب بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَإِسْكَان الْجِيم السقاء الْخلق لأسْمع نَفسه بِفَتْح الْفَاء فأخلفني أَي أدارني من خَلفه فَبَقيت كَيفَ يُصَلِّي بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَالْقَاف أَي رقبت وَنظرت وضُوءًا حسنا بَين الوضوءين أَي لم يسرف وَلم يقتر عَن بن رشدين بِكَسْر الرَّاء هُوَ كريب الحجري بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم سَاكِنة [766] مشرعة بِفَتْح الرَّاء الطَّرِيق إِلَى عبور المَاء من حافة بَحر أَو نهر أَو غَيره أَلا تشرع بِضَم التَّاء وَرُوِيَ بِفَتْحِهَا يُقَال شرعت فِي النَّهر وأشرعت نَاقَتي فِيهِ [767] أَبُو حرَّة بِضَم الْحَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 [769] أَنْت نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض مَعْنَاهُ منورهما أَي خَالق نورهما قَالَ الْخطابِيّ فِي تَفْسِير اسْمه سُبْحَانَهُ النُّور مَعْنَاهُ الَّذِي بنوره يبصر ذُو العماية وبهدايته يرشد ذُو الغواية قَالَ وَمِنْه الله نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي مِنْهُ نورهما قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ ذُو النُّور وَلَا يَصح أَن يكون النُّور صفة ذَات لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَإِنَّمَا هُوَ صفة فعل أَي هُوَ خالقه وَقَالَ غَيره معنى نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض مُدبر شمسها وقمرها وَنَحْوهمَا أَنْت قيام السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَفِي الرِّوَايَة بعده قيم قَالَ الْعلمَاء من صِفَاته تَعَالَى الْقيام والقيم والقيوم والقائم والقوام قَالَ بن عَبَّاس القيوم الَّذِي لَا يَزُول وَقَالَ غَيره هُوَ الْقَائِم على كل شَيْء وَمَعْنَاهُ مُدبر أَمر خلقه أَنْت رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَالَ الْعلمَاء ل الرب ثَلَاثَة معَان فِي اللُّغَة السَّيِّد المطاع والمصلح وَالْمَالِك وَلَكِن قَالَ بَعضهم إِذا كَانَ بِمَعْنى السَّيِّد المطاع فَشرط المربوب أَن يكون مِمَّن يعقل وَإِلَيْهِ أَشَارَ الْخطابِيّ بقوله لَا يَصح أَن يُقَال سيد الْجبَال وَالشَّجر قَالَ عِيَاض هَذَا الشَّرْط فَاسد بل الْجَمِيع مُطِيع لَهُ سُبْحَانَهُ أَنْت الْحق مَعْنَاهُ المتحقق وجوده وَقيل الْإِلَه الْحق دون مَا يَقُوله الْمُلْحِدُونَ وَوَعدك الْحق إِلَى آخِره أَي كُله مُتَحَقق لَا شكّ فِيهِ وَقيل معنى وَعدك الْحق أَي صدق وَمعنى ولقاؤك حق أَي الْبَعْث لَك أسلمت أَي استسلمت وانقدت لأمرك ونهيك وَبِك آمَنت أَي صدقت بك وَبِكُل مَا أخْبرت وَأمرت ونهيت وَإِلَيْك أنبت أَي أَطَعْت وَرجعت إِلَى عبادتك أَي أَقبلت عَلَيْهَا وَقيل مَعْنَاهُ رجعت إِلَيْك فِي تدبيري أَي فوضت إِلَيْك وَبِك خَاصَمت أَي بِمَا أَعْطَيْتنِي من الْبَرَاهِين وَالْقُوَّة خَاصَمت من عاند فِيك وَكفر بك وقمعته بِالْحجَّةِ وَالسيف وَإِلَيْك حاكمت أَي كل من جحد الْحق حاكمته إِلَيْك وجعلتك الْحَاكِم بيني وَبَينه لَا غَيْرك فَاغْفِر لي إِلَى آخِره معنى سُؤَاله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَغْفِرَة مَعَ أَنه مغْفُور لَهُ أَنه يسْأَل ذَلِك تواضعا وخضوعا وإشفاقا وإجلالا وليقتدي بِهِ فِي أصل الدُّعَاء والخضوع وَحسن التضرع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 [770] اللَّهُمَّ رب جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل خصهم بِالذكر لأَنهم أَشْرَاف الْمَلَائِكَة ورءوسهم مَعَ ملك الْمَوْت ورد فِي ذَلِك أثران تَفْسِير جِبْرِيل عبد الله وإسرافيل عبد الرَّحْمَن وَذكر الْجُزُولِيّ من الْمَالِكِيَّة فِي شرح الرسَالَة أَنه سمي إسْرَافيل لِكَثْرَة أجنحته وَمِيكَائِيل لكَونه وكل بالمطر والنبات يكيله ويزنه أهدني أَي ثبتني على الْهِدَايَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 [771] الْمَاجشون بِكَسْر الْجِيم وَضم الشين الْمُعْجَمَة لفظ أعجمي مَعْنَاهُ أَبيض الْوَجْه مورد وجهت وَجْهي أَي قصدت بعبادتي للَّذي فطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض أَي ابْتَدَأَ خلقهما حَنِيفا قَالَ الْأَكْثَرُونَ مَعْنَاهُ مائلا إِلَى الدّين الْحق وَهُوَ الْإِسْلَام وأصل الحنف الْميل وَيكون فِي الْخَيْر وَالشَّر وينصرف إِلَى مَا تَقْتَضِيه الْقَرِينَة وَقيل المُرَاد بالحنيف هُنَا الْمُسْتَقيم قَالَ أَبُو عبيد الحنيف عِنْد الْعَرَب من كَانَ على دين إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وانتصب حَنِيفا على الْحَال وَمَا أَنا من الْمُشْركين بَيَان للحنيف وإيضاح لمعناه ونسكي أَي عبادتي ومحياي ومماتي أَي حَياتِي وموتي أَنْت الْملك أَي الْقَادِر على كل شَيْء الْمَالِك الْحَقِيقِيّ لجَمِيع الْمَخْلُوقَات وَأَنا عَبدك أَي معترف بأنك مالكي ومدبري وحكمك نَافِذ فِي واهدني لأحسن الْأَخْلَاق أَي أَرْشدنِي لصوابها ووفقني للتخلق بهَا لبيْك مَعْنَاهُ أَنا مُقيم على طَاعَتك إِقَامَة بعد إِقَامَة وَسَعْديك مساعدة لأمرك بعد مساعدة ومتابعة لدينك بعد مُتَابعَة وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْك هَذَا مِمَّا يجب تَأْوِيله لِأَن مَذْهَب أهل الْحق أَن كل المحدثات بِفعل الله تَعَالَى وخلقه سَوَاء خَيرهَا وشرها فَقيل مَعْنَاهُ لَا يتَقرَّب بِهِ إِلَيْك وَقيل لَا يُضَاف إِلَيْك بِانْفِرَادِهِ لَا يُقَال يَا خَالق القردة والخنازير وَيَا رب الشَّرّ وَنَحْوه وَإِن كَانَ خَالق كل شَيْء وَرب كل شَيْء وَقيل مَعْنَاهُ الشَّرّ لَا يصعد إِلَيْك وَإِنَّمَا يصعد إِلَيْك الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح وَقيل مَعْنَاهُ الشَّرّ لَيْسَ شرا بِالنِّسْبَةِ إِلَيْك فَإنَّك خلقته لحكمة بَالِغَة وَإِنَّمَا هُوَ شَرّ بِالنِّسْبَةِ للمخلوقين أَنا بك وَإِلَيْك أَي التجائي وانتهائي وتوفيقي بك تَبَارَكت أَي استحققت الثَّنَاء وَقيل ثَبت الْخَيْر عنْدك وَقَالَ بن الْأَنْبَارِي تبَارك الْعباد بتوحيدك ملْء السَّمَاوَات وَالْأَرْض بِكَسْر الْمِيم وَنصب الْهمزَة بعد اللَّام ورفعها وَمَعْنَاهُ حمدا لَو كَانَ جسما لملأ السَّمَاوَات وَالْأَرْض لعظمه أحسن الْخَالِقِينَ أَي المقدرين والمصورين أَنْت الْمُقدم وَأَنت الْمُؤخر مَعْنَاهُ تقدم من شِئْت بطاعتك وَغَيرهَا وتؤخر من شِئْت عَن ذَلِك كَمَا تَقْتَضِيه حكمتك وتعز من تشَاء وتذل من تشَاء وَأَنا أول الْمُسلمين أَي من هَذِه الْأمة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 [772] فَقلت يُصَلِّي بهَا فِي رَكْعَة مَعْنَاهُ ظَنَنْت أَنه يسلم بهَا فَيقسمهَا على رَكْعَتَيْنِ وَأَرَادَ بالركعة الصَّلَاة بكمالها وَهِي رَكْعَتَانِ وَلَا بُد من هَذَا التَّأْوِيل لينتظم الْكَلَام بعده ثمَّ افْتتح النِّسَاء فقرأها ثمَّ افْتتح آل عمرَان كَانَ التَّرْتِيب هَكَذَا فِي مصحف أبي الْبَقَرَة ثمَّ النِّسَاء ثمَّ آل عمرَان وَكَانَت الْمَصَاحِف مُخْتَلفَة التَّرْتِيب قبل أَن يبلغهم التَّوْقِيف فِي التَّرْتِيب وَالْعرض الْأَخير ثمَّ جدد لَهُم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم التَّوْقِيف كَمَا اسْتَقر فِي مصحف عُثْمَان هَذَا على القَوْل بِأَن تَرْتِيب السُّور توقيفي أما من يَقُول إِنَّه بِاجْتِهَاد من الصَّحَابَة حِين كتبُوا الْمُصحف فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى جَوَاب قَالَ القَاضِي عِيَاض وَلَا خلاف أَن تَرْتِيب آيَات كل سُورَة بتوقيف من الله على مَا هِيَ الْآن فِي الْمُصحف وَهَكَذَا تَلَقَّتْهُ الْأمة عَن نبيها صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [774] بَال الشَّيْطَان فِي أُذُنه قيل مَعْنَاهُ أفْسدهُ يُقَال بَال فِي كَذَا إِذا أفْسدهُ وَقيل هُوَ اسْتِعَارَة وَإِشَارَة إِلَى انقياد للشَّيْطَان وتحكمه فِيهِ وعقده على قافية رَأسه عَلَيْك ليل طَوِيل وإذلاله وَقيل مَعْنَاهُ استخف بِهِ واحتقره واستعلى عَلَيْهِ وسخر مِنْهُ قَالَ عِيَاض وَلَا يبعد أَن يكون على ظَاهره قَالَ وَخص الْأذن لِأَنَّهَا حاسة الانتباه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 [775] عَن عَليّ بن حُسَيْن أَن الْحُسَيْن بن عَليّ قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي أصُول بِلَادنَا أَن الْحُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب المستدركات أَنه وَقع فِي رِوَايَة مُسلم أَن الْحسن بِالتَّكْبِيرِ وَأَنه وهم وَالصَّوَاب بِالتَّصْغِيرِ طرقه وَفَاطِمَة أَي أتاهما لَيْلًا يضْرب فَخذه وَيَقُول وَكَانَ الْإِنْسَان أَكثر شَيْء جدلا قَالَ النَّوَوِيّ الْمُخْتَار فِي مَعْنَاهُ أَنه تعجب من سرعَة جَوَابه وَعدم مُوَافَقَته لَهُ على الِاعْتِذَار بِهَذَا وَلِهَذَا ضرب فَخذه وَقيل قَالَه تَسْلِيمًا لعذرهما وَلَا عتب عَلَيْهِمَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 [776] يعْقد الشَّيْطَان قيل هُوَ حَقِيقَة وَقيل مجَاز عَن تثبيطه على قافية رَأس أحدكُم هِيَ آخر الرَّأْس عَلَيْك لَيْلًا طَويلا كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالنّصب على الإغراء وَرُوِيَ بِالرَّفْع أَي بَقِي عَلَيْك ليل طَوِيل انْحَلَّت عَنهُ عقدتان أَي تَمام عقدتين إِذْ ينْحل بِالْوضُوءِ عقدَة ثَانِيَة وَإِلَّا أصبح خَبِيث النَّفس كسلان لَيْسَ فِيهِ مُخَالفَة لحَدِيث لَا يقل أحدكُم خبثت نَفسِي وَلَا كسلت فَإِن ذَلِك نهي للْإنْسَان أَن يَقُول هَذَا اللَّفْظ عَن نَفسه وَهَذَا إِخْبَار عَن صفة غَيره [777] اجعلوا من صَلَاتكُمْ فِي بُيُوتكُمْ هُوَ عِنْد الْجُمْهُور فِي النَّافِلَة إخفائها وَقيل فِي الْفَرِيضَة وَمَعْنَاهُ اجعلوا بعض فرائضكم فِي بُيُوتكُمْ ليقتدي بكم من لَا يخرج إِلَى الْمَسْجِد من نسْوَة وَعبيد ومريض وَنَحْوهم وَلَا تتخذوها قبورا أَي كالقبور مهجورة من الصَّلَاة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 [779] مثل الْحَيّ وَالْمَيِّت قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ أَن طول الْعُمر فِي الطَّاعَة فَضِيلَة وَإِن كَانَ الْمَيِّت ينْتَقل إِلَى خير لِأَن الْحَيّ سيلحق بِهِ وَيزِيد عَلَيْهِ بِمَا يَفْعَله من الطَّاعَات [780] إِن الشَّيْطَان ينفر من الْبَيْت كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا يفر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 [781] احتجر أَي حوط موضعا من الْمَسْجِد حجيرة بِضَم الْحَاء تَصْغِير حجرَة بخصفة أَو حَصِير هما بِمَعْنى وَشك الرَّاوِي فِي الْمَذْكُور مِنْهُمَا فتتبع إِلَيْهِ رجال أَي طلبُوا مَوْضِعه واجتمعوا إِلَيْهِ وحصبوا الْبَاب أَي رَمَوْهُ بالحصباء وَهِي الْحَصَا الصغار تَنْبِيها لَهُ وظنوا أَنه نسي فَإِن خير صَلَاة الْمَرْء فِي بَيته هَذَا عَام فِي جَمِيع النَّوَافِل إِلَّا فِي النَّوَافِل الَّتِي هِيَ من شَعَائِر الْإِسْلَام وَهِي الْعِيد والكسوف وَالِاسْتِسْقَاء والتراويح وَكَذَا مَا لَا يَتَأَتَّى فِي غير الْمَسْجِد كتحية الْمَسْجِد أَو ينْدب كَونهَا فِي الْمَسْجِد وَهُوَ رَكعَتَا الطّواف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 [782] فثابوا ذَات لَيْلَة أَي اجْتَمعُوا وَقيل رجعُوا للصَّلَاة عَلَيْكُم من الْأَعْمَال مَا تطيقون أَي تطيقون الدَّوَام عَلَيْهِ بِلَا ضَرَر فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا بِفَتْح الْمِيم فيهمَا قَالَ الْعلمَاء الْملَل بِالْمَعْنَى الْمُتَعَارف فِي حَقنا محَال فِي حق الله فَيجب تَأْوِيل الحَدِيث قَالَ الْمُحَقِّقُونَ مَعْنَاهُ لَا يعاملكم مُعَاملَة المَال فَيقطع عَنْكُم ثَوَابه وجزاءه وَبسط فَضله وَرَحمته حَتَّى تقطعوا أَعمالكُم وَقيل مَعْنَاهُ لَا يمل إِذا مللتم مَا دووم عَلَيْهِ فِي أَكثر الْأُصُول بواوين وَفِي بَعْضهَا بواو وَاحِدَة وَالصَّوَاب الأول وَإِن قل قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا كَانَ الْقَلِيل الدَّائِم خيرا من الْكثير الْمُنْقَطع لِأَن بدوام الْقَلِيل تدوم الطَّاعَة وَالذكر والمراقبة وَالنِّيَّة وَالْإِخْلَاص والإقبال على الْخَالِق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ويثمر الْقَلِيل الدَّائِم بِحَيْثُ يزِيد على الْكثير الْمُنْقَطع أضعافا كَثِيرَة وَكَانَ آل مُحَمَّد المُرَاد هُنَا أهل بَيته وخواصه من أَزوَاجه وقرابته وَنَحْوهم أثبتوه أَي لازموه وداوموا عَلَيْهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 [783] كَانَ عمله ديمه بِكَسْر الدَّال وَسُكُون الْيَاء أَي يَدُوم عَلَيْهِ وَلَا يقطعهُ [784] كسلت بِكَسْر السِّين [785] بنت تويت بتاء مثناة فَوق فِي أَوله وَآخره لَا يسأم بِمَعْنى لَا يمل [786] نعس بِفَتْح الْعين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 [787] استعجم الْقُرْآن أَي استغلق وَلم ينْطق بِهِ لِسَانه لغَلَبَة النعاس بَاب الْأَمر بتعهد الْقُرْآن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 388 [789] صَاحب الْقُرْآن أَي الَّذِي أَلفه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 [790] بئْسَمَا لأَحَدهم يَقُول نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت بِفَتْح التَّاء أشهر من كسرهَا أَي كَذَا وَكَذَا قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا كره ذَلِك لِأَنَّهُ يتَضَمَّن نِسْبَة التساهل والتغافل عَنْهَا إِلَى نَفسه وَقَالَ عِيَاض أولى مَا يتَأَوَّل عَلَيْهِ الحَدِيث أَن مَعْنَاهُ ذمّ الْحَال لَازم القَوْل أَي بئست الْحَالة حَالَة من حفظ الْقُرْآن فَغَفَلَ عَنهُ حَتَّى نَسيَه قلت يُنَافِي هَذَا التَّأْوِيل قَول عقبَة بل هُوَ نسي وَعِنْدِي تَأْوِيل آخر وَهُوَ أَن الحَدِيث ورد فِيمَا كَانَ ينسيه الله لحافظيه من الْآيَات والسور الَّتِي يُرِيد نسخ تلاوتها ومحوها من الْقُلُوب وَهُوَ الْمشَار إِلَيْهِ بقوله تَعَالَى مَا ننسخ من آيَة أَو ننسها فِيمَن قَرَأَ بِضَم النُّون وَقد وَردت أَحَادِيث كَثِيرَة بِأَن الصَّحَابَة كَانُوا يحفظون آيَات وسورا فيصبحون وَقد محيت من قُلُوبهم فَيَأْتُونَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيخبرونه فَيَقُول إِنَّهَا مِمَّا نسخ فالهوا عَنْهَا وَقد أَشرت إِلَى ذَلِك فِي كتاب الإتقان وَفِي التَّفْسِير الْمَأْثُور فعندي أَن هَذَا الحَدِيث فِي هَذَا النَّوْع نهوا أَن ينسبوا نِسْيَان ذَلِك إِلَيْهِم وَإِنَّمَا الله أنساهم إِيَّاه وَرَفعه لإرادته نسخه ثمَّ بعد أَن قررت ذَلِك بِمدَّة وجدت الْبَاجِيّ سبقني إِلَيْهِ فَقَالَ فِي شرح الْمُوَطَّأ وَقد أورد هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث بن مَسْعُود إِنَّمَا أَنا بشر أنسي كَمَا تنسون فَإِذا نسيت فذكروني يحْتَمل أَن يكون معنى الحَدِيث الأول مِمَّا كَانَ ينْسَخ من الْقُرْآن بِالنِّسْيَانِ ينساه جَمِيع النَّاس فَلَا يبْقى فِي حفظ أحد فَيكون ذَلِك نسخه وَيكون معنى الحَدِيث الآخر النسْيَان الْمُعْتَاد من السَّهْو فِي الصَّلَاة وَمَا جرى مجر انْتهى بل هُوَ نسي قَالَ النَّوَوِيّ ضبطناه بِالتَّشْدِيدِ وَقَالَ عِيَاض وبالتخفيف أَيْضا تفصيا بِالْفَاءِ أَي تفلتا من النعم المُرَاد هُنَا الْإِبِل خَاصَّة لِأَنَّهَا الَّتِي تعقل بعقلها بِضَم الْعين وَالْقَاف وَيجوز إسكان الْقَاف جمع عقال وَالْبَاء بِمَعْنى من من عقله ذكر الضَّمِير هُنَا وأنثه أَولا لِأَن النعم تذكر وتؤنث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 [792] مَا أذن الله بِكَسْر الذَّال أَي اسْتمع وَلَا يجوز حمله هُنَا على الإصغاء لِأَنَّهُ محَال عَلَيْهِ تَعَالَى وَلِأَن سَمَاعه لَا يخْتَلف فَيجب تَأْوِيله على أَنه مجَاز وكناية عَن تقريبه الْقَارئ وإجزال ثَوَابه يتَغَنَّى بِهِ قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ عِنْد الشَّافِعِي وَأَصْحَابه وَأكْثر الْعلمَاء من الطوائف وَأَصْحَاب الْفُنُون تَحْسِين صَوته بِهِ وَعند سُفْيَان بن عُيَيْنَة يسْتَغْنى بِهِ وَقيل يسْتَغْنى بِهِ عَن النَّاس وَقيل عَن غَيره من الْأَحَادِيث والكتب قَالَ عِيَاض الْقَوْلَانِ منقولان عَن سُفْيَان يُقَال تَغَنَّيْت بِمَعْنى اسْتَغْنَيْت وَقَالَ الشَّافِعِي وموافقوه مَعْنَاهُ تحزين الْقِرَاءَة وترقيقها وَاسْتَدَلُّوا بِالْحَدِيثِ الآخر زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ وَقَالَ الْهَرَوِيّ معنى يتَغَنَّى بِهِ يجْهر بِهِ وَأنكر أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ تَفْسِير من قَالَ يسْتَغْنى بِهِ وَخَطأَهُ من حَيْثُ اللُّغَة وَالْمعْنَى وَالْخلاف جَار فِي الحَدِيث الآخر لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَالصَّحِيح أَنه من تَحْسِين الصَّوْت وَيُؤَيِّدهُ الرِّوَايَة الْأُخْرَى يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ يجْهر بِهِ كَمَا يَأْذَن بِفَتْح الذَّال هِقْل بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الْقَاف كأذنه بِفَتْح الْهمزَة والذال مصدر أذن يَأْذَن أذنا كفرح يفرح فَرحا غير أَن بن أَيُّوب قَالَ فِي رِوَايَته كَإِذْنِهِ هُوَ بِكَسْر الْهمزَة وَإِسْكَان الذَّال بِمَعْنى الْحَث على ذَلِك وَالْأَمر بِهِ [793] أعطي مِزْمَارًا المُرَاد بِهِ حسن الصَّوْت من مَزَامِير آل دَاوُد المُرَاد دَاوُد نَفسه وَآل فلَان قد يُطلق على نَفسه وَكَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام حسن الصَّوْت جدا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 [795] بشطنين بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة والطاء تَثْنِيَة شطن وَهُوَ الْحَبل الطَّوِيل المضطرب وَجعل فرسه ينفر بِالْفَاءِ وَالرَّاء تِلْكَ السكينَة قَالَ النَّوَوِيّ قد قيل فِي معنى السكينَة هُنَا أَشْيَاء الْمُخْتَار مِنْهَا أَنَّهَا شَيْء من مخلوقات الله تَعَالَى فِيهِ طمأنينة وَرَحْمَة وَمَعَهُ الْمَلَائِكَة تنفر بِالْفَاءِ وَالرَّاء بِلَا خلاف اقْرَأ فلَان مَعْنَاهُ كَانَ يَنْبَغِي أَن تستمر على الْقِرَاءَة وتغتنم مَا حصل لَك من نزُول السكينَة وَالْمَلَائِكَة وتستكثر من الْقِرَاءَة الَّتِي هِيَ سَبَب بَقَائِهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 [796] فِي مربدة بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْمُوَحدَة الْموضع الَّذِي يجفف فِيهِ التَّمْر كالبيدر للحنطة وَغَيرهَا جالت الْفرس أَي توثبت وأنث هُنَا وَذكر أَولا فِي قَوْله فرس مربوط لِأَن الْفرس يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى تِلْكَ الْمَلَائِكَة إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ جَوَاز رُؤْيَة آحَاد الْأمة للْمَلَائكَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 [798] الماهر بِالْقُرْآنِ المُرَاد بِهِ هُوَ الحاذق الْكَامِل الْحِفْظ الَّذِي لَا يتَوَقَّف وَلَا يشق عَلَيْهِ الْقِرَاءَة لجودة حفظه وإتقانه مَعَ السفرة جمع سَافر لأَنهم يسفرون إِلَى النَّاس برسالات الله تَعَالَى وَقيل الكتبة البررة وهم المطيعون قَالَ عِيَاض يحْتَمل أَن يكون معنى كَونه مَعَ الْمَلَائِكَة أَن لَهُ فِي الْآخِرَة منَازِل يكون فِيهَا رَفِيقًا للْمَلَائكَة السفرة لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تَعَالَى قَالَ وَيحْتَمل أَنه عَامل بعملهم وسالك مسلكهم وَالَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن ويتتعتع فِيهِ هُوَ الَّذِي يتَرَدَّد فِي تِلَاوَته لضعف حفظه لَهُ أَجْرَانِ أجر بِالْقِرَاءَةِ وَأجر بمشقته وَلَيْسَ المُرَاد أَن لَهُ من الْأجر أَكثر من الماهر بل الماهر أفضل وَأكْثر أجرا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 [799] قَالَ لأبي إِن الله أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك حِكْمَة ذَلِك التَّنْبِيه على جلالة أبي رَضِي الله عَنهُ وَأَنه أَقرَأ الْأمة وَمَا من أحد من رُءُوس الصَّحَابَة إِلَّا وَقد خص بخصيصة وَهَذِه خُصُوصِيَّة أبي لم يكن الَّذين كفرُوا قَالَ النوي خصت هَذِه السُّورَة لِأَنَّهَا وجيزة جَامِعَة لقواعد كَثِيرَة من أصُول الدّين وفروعه ومهماته وَالْإِخْلَاص وتطهير الْقُلُوب وَكَانَ الْوَقْت يَقْتَضِي الِاخْتِصَار [801] وَتكذب بِالْكتاب مَعْنَاهُ يُنكر بعضه جَاهِلا وَلَيْسَ المُرَاد التَّكْذِيب الْحَقِيقِيّ فَإِنَّهُ لَو كذب حَقِيقَة كفر فَصَارَ مُرْتَدا يجب قَتله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 [802] ثَلَاث خلفات بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر اللَّام الْحَوَامِل من الْإِبِل إِلَى أَن يمْضِي عَلَيْهَا نصف أمدها ثمَّ هِيَ عشار والواحدة عشراء وخلفة [803] بطحان بِضَم الْيَاء وَسُكُون الطَّاء مَوضِع بِقرب الْمَدِينَة كوماوين تَثْنِيَة كوماء وَهِي بِفَتْح الْكَاف الْعَظِيمَة السنام من الْإِبِل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 [804] اقرأوا الزهراوين الْبَقَرَة وَآل عمرَان سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وَعظم أجرهما كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو كَأَنَّهُمَا غيايتان المُرَاد أَن ثوابهما يَأْتِي كغمامتين الغمامة والغياية كل شَيْء أظل الْإِنْسَان فَوق رَأسه من سَحَابَة وَغَيره فرقان بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الرَّاء قطيعان وجماعتان الْوَاحِد فرق أَي جمَاعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 [805] الجرشِي بِضَم الْجِيم النواس بن سمْعَان بِكَسْر السِّين وَفتحهَا بَينهمَا شَرق بِفَتْح الرَّاء وإسكانها أَي ضِيَاء وَنور حزقان بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَإِسْكَان الزَّاي بِمَعْنى فرقان الْوَاحِد حزق [806] نقيضا بِالْقَافِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة أَي صَوتا كصوت الْبَاب إِذا فتح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 [807] من قرأهما فِي لَيْلَة كفتاه قيل مَعْنَاهُ من قيام اللَّيْل وَقيل من الشَّيْطَان وَقيل من الْآفَات وَيحْتَمل من الْجَمِيع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 [809] من حفظ عشر آيَات من أول سُورَة الْكَهْف عصم من الدَّجَّال قيل سَبَب ذَلِك مَا فِي أَولهَا من الْعَجَائِب والآيات فَمن تدبرها لم يفتتن بالدجال وَكَذَا فِي آخرهَا قَوْله تَعَالَى أفحسب الَّذين كفرُوا أَن يتخذوا عبَادي من دوني أَوْلِيَاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 [810] أَي آيَة مَعَك من كتاب الله أعظم قَالَ القَاضِي عِيَاض فِيهِ حجَّة لِلْقَوْلِ بِجَوَاز تَفْضِيل بعض الْقُرْآن على بعض وَفِيه خلاف فَمنع مِنْهُ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ وَأَبُو بكر الباقلاني وَجَمَاعَة من الْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء لِأَن تَفْضِيل بعضه يَقْتَضِي نقص الْمَفْضُول وَتَأْويل هَؤُلَاءِ مَا ورد من إِطْلَاق أعظم وَأفضل فِي بعض الْآيَات والسور بِمَعْنى عَظِيم وفاضل وَاخْتَارَ ذَلِك إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَغَيره قَالُوا وَهُوَ رَاجع إِلَى عظم أجر قَارِئ ذَلِك وجزيل ثَوَابه وَالْمُخْتَار جَوَاز قَول هَذِه الْآيَة أَو السُّورَة أعظم وَأفضل بِمَعْنى أَن الثَّوَاب الْمُتَعَلّق بهَا أَكثر وَهُوَ معنى الحَدِيث الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم قَالَ الْعلمَاء إِنَّمَا ميزت آيَة الْكُرْسِيّ بِكَوْنِهَا أعظم لما جمعت من أصُول الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من الإلهية والوحدانية والحياة وَالْعلم وَالْملك وَالْقُدْرَة والإرادة وَهَذِه السَّبْعَة أصُول الْأَسْمَاء وَالصِّفَات [811] قل هُوَ الله أحد تعدل ثلث الْقُرْآن قيل مَعْنَاهُ أَن الْقُرْآن على ثَلَاثَة أنحاء قصَص وَأَحْكَام وصفات الله تَعَالَى وَقل هُوَ الله أحد متمحضة للصفات فَهِيَ ثلث وجزء من ثَلَاثَة أَجزَاء وَقيل مَعْنَاهُ أَن ثَوَاب قرَاءَتهَا يُضَاعف بِقدر ثَوَاب قِرَاءَة ثلث الْقُرْآن بِغَيْر تَضْعِيف وَقيل هَذَا من متشابه الحَدِيث الَّذِي لَا يدرى تَأْوِيله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 [812] احشدوا أَي اجْمَعُوا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 [813] إِن الله يحب قَالَ الْمَازرِيّ محبَّة الله لِعِبَادِهِ إِرَادَة ثوابهم وتنعيمهم وَقيل محبته لَهُم نفس الإثابة والتنعيم قَالَ القَاضِي وَأما محبتهم لَهُ سُبْحَانَهُ فَلَا يبعد فِيهَا الْميل مِنْهُم إِلَيْهِ وَهُوَ متقدس عَن الْميل وَقيل محبتهم لَهُ استقامتهم على طَاعَته وَقيل الاسْتقَامَة ثَمَرَة الْمحبَّة وَحَقِيقَة الْمحبَّة لَهُ ميلهم إِلَيْهِ لاستحقاقه سُبْحَانَهُ الْمحبَّة من جَمِيع وجوهها [814] أنزل عَليّ آيَات لم ير مِثْلهنَّ قَالَ النَّوَوِيّ ضَبطنَا نر بالنُّون الْمَفْتُوحَة وَالْيَاء المضمومة المعوذتين كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَهُوَ مَنْصُوب بِفعل مَحْذُوف أَي يَعْنِي المعوذتين وَهُوَ بِكَسْر الْوَاو الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 [815] لَا حسد هُوَ حَقِيقِيّ ومجازي فالحقيقي بِمَعْنى زَوَال النِّعْمَة عَن صَاحبهَا وَهَذَا حرَام بِالْإِجْمَاع والنصوص وَأما الْمجَازِي فَهُوَ الْغِبْطَة وَهُوَ أَن يتَمَنَّى مثل النِّعْمَة الَّتِي على غَيره من غير زَوَال عَن صَاحبهَا فَإِن كَانَت من أَمر الدُّنْيَا فَهِيَ مُبَاحَة وَإِن كَانَت طَاعَة فَهِيَ مُسْتَحبَّة وَالْمرَاد بِالْحَدِيثِ لَا غِبْطَة محبوبة إِلَّا فِي هَاتين الخصلتين وَمَا فِي مَعْنَاهُمَا آنَاء اللَّيْل ساعاته الْوَاحِد آنا وَأَنا وأنى وأنو أَربع لُغَات [816] على هَلَكته فِي الْحق أَي إِنْفَاقه فِي الطَّاعَات وَرجل آتَاهُ الله حِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا مَعْنَاهُ يعْمل بهَا وَيعلمهَا احتسابا وَالْحكمَة كل مَا منع من الْجَهْل وزجر عَن الْقَبِيح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 [818] لببته بردائه بتَشْديد الْبَاء الأولى أَي أخذت بِمَجَامِع رِدَائه فِي عُنُقه وجررته بِهِ إِن هَذَا الْقُرْآن أنزل على سَبْعَة أحرف الْمُخْتَار أَن هَذَا من متشابه الحَدِيث الَّذِي لَا يدرى تَأْوِيله وَالْقدر الْمَعْلُوم مِنْهُ تعدد وُجُوه الْقرَاءَات أساوره بِالسِّين الْمُهْملَة أَي أعاجله وأواثبه [819] فَلم أزل أستزيده فيزيدني أَي لم أزل أطلب مِنْهُ أَن يطْلب من الله تَعَالَى الزِّيَادَة فِي الأحرف للتوسعة وَالتَّخْفِيف وَيسْأل جِبْرِيل ربه فيزيده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 [820] فَسقط فِي نَفسِي من التَّكْذِيب وَلَا إِذا كنت فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ وسوس الشَّيْطَان تَكْذِيبًا للنبوة أَشد مِمَّا كنت عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة لِأَنَّهُ فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ غافلا أَو كَانَ متشككا فوسوس لَهُ الشَّيْطَان الْجَزْم بالتكذيب وَقَالَ القَاضِي معنى قَوْله سقط فِي نَفسِي أَنه اعترته حيرة ودهشة قَالَ وَقَوله وَلَا إِذْ كنت فِي الْجَاهِلِيَّة أَن الشَّيْطَان نزع فِي نَفسه تَكْذِيبًا لم يَعْتَقِدهُ وَهَذِه الخواطر إِذا لم يسْتَمر عَلَيْهَا لَا يُؤَاخذ بهَا وَقَالَ الْمَازرِيّ مَعْنَاهُ أَنه وَقع فِي نفس أبي بن كَعْب نزغة من الشَّيْطَان غير مُسْتَقِرَّة ثمَّ زَالَت فِي الْحَال حِين ضرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِيَدِهِ فِي صَدره ففضت عرقا فِي أَكثر الْأُصُول بالضاد الْمُعْجَمَة وَفِي بَعْضهَا بالصَّاد الْمُهْملَة وهما لُغَتَانِ فَرد إِلَى الثَّالِثَة اقرأه على سَبْعَة أحرف فِي الرِّوَايَة بعده أَن ذَلِك وَقع فِي الرَّابِعَة فَفِي هَذِه الرِّوَايَة حذف بعض المرات فلك بِكُل ردة رَددتهَا مَسْأَلَة تسألنيها وَفِي بعض النّسخ رددتكها أَي مجابة قطعا وَأما بَاقِي الدَّعْوَات فمرجوة لَيست قَطْعِيَّة الْإِجَابَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 [821] عِنْد أضاة بني غفار بِفَتْح الْهمزَة وضاد مُعْجمَة مَقْصُورَة وَهِي المَاء المستنقع كالغدير وَجَمعهَا أضى ك حَصَاة وحصى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 [722] هَذَا بتَشْديد الذَّال الْمُعْجَمَة على تَقْدِير أتهذه والهذ شدَّة الْإِسْرَاع والإفراط فِي العجلة كهذ الشّعْر مَعْنَاهُ فِي حفظه وَرِوَايَته لَا فِي إنشاده وترنمه لِأَنَّهُ يرتل فِي الإنشاد والترنم فِي الْعَادة يقرءُون الْقُرْآن لَا يُجَاوز تراقيهم وَلَكِن إِذا وَقع فِي الْقلب فَرسَخ فِيهِ نفع مَعْنَاهُ أَن قوما لَيْسَ حظهم من الْقُرْآن إِلَّا مروره على اللِّسَان وَلَا يُجَاوز تراقيهم ليصل قُلُوبهم وَلَيْسَ ذَلِك هُوَ الْمَطْلُوب بل الْمَطْلُوب تعقله وتدبره بِوُقُوعِهِ فِي الْقلب أفضل الصَّلَاة الرُّكُوع وَالسُّجُود هَذَا مَذْهَب بن مَسْعُود يقرن بِضَم الرَّاء عشرُون سُورَة فِي عشر رَكْعَات من الْمفصل ورد بَيَانهَا فِي رِوَايَة عِنْد أبي دَاوُد الرَّحْمَن والنجم فِي رَكْعَة واقتربت والحاقة فِي رَكْعَة وَالطور والذاريات فِي رَكْعَة والواقعة وَنون فِي رَكْعَة وَسَأَلَ سَائل والنازعات فِي رَكْعَة وويل لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبس فِي رَكْعَة والمدثر والمزمل فِي رَكْعَة وَهل أَتَى وَلَا أقسم فِي رَكْعَة وَعم والمرسلات فِي رَكْعَة وَالدُّخَان وَإِذا الشَّمْس كورت فِي رَكْعَة والمفصل مَا بعد ال حم سمي مفصلا لقصر سوره وَقرب انْفِصَال بَعضهنَّ من بعض قَالَ الْعلمَاء أول الْقُرْآن السَّبع الطوَال ثمَّ ذَوَات المئين وَهُوَ مَا كَانَ فِي السُّورَة مِنْهَا مائَة آيَة أَو نَحْوهَا ثمَّ المثاني ثمَّ الْمفصل هنيَّة بتَشْديد الْيَاء بِلَا همز فَقُلْنَا لَا أَي لَا مَانع لنا ثَمَان عشرَة من الْمفصل كَذَا فِي بعض الْأُصُول وَفِي أَكْثَرهَا ثَمَانِيَة عشر على تَقْدِير ثَمَانِيَة عشر نظيرا وَلَا يُعَارض هَذَا قَوْله فِي الرِّوَايَة السَّابِقَة عشرُون من الْمفصل لِأَن مُرَاده الْعشْرين من الْمفصل وسورتين من ال حم يَعْنِي من السُّور الَّتِي أَولهَا حم كَقَوْلِك فلَان من آل فلَان قَالَ القَاضِي وَيجوز أَن يكون المُرَاد حم نَفسهَا كَمَا قَالَ فِي الحَدِيث من مَزَامِير آل دَاوُد نَفسه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 [824] وَالذكر وَالْأُنْثَى قَالَ الْمَازرِيّ يجب أَن يعْتَقد فِي هَذَا الْخَبَر وَمَا فِي مَعْنَاهُ أَن ذَلِك كَانَ قُرْآنًا ثمَّ نسخ وَلم يعلم من خَالف النّسخ فَبَقيَ النّسخ قَالَ وَلَعَلَّ هَذَا وَقع فِي بَعضهم قبل أَن يبلغهُ مصحف عُثْمَان الْمجمع على الْمَحْذُوف مِنْهُ كل مَنْسُوخ وَأما بعد ظُهُور مصحف عُثْمَان فَلَا يظنّ بِأحد مِنْهُم أَنه خَالف فِيهِ وَأما بن مَسْعُود فرويت عَنهُ رِوَايَات كَثِيرَة مِنْهَا مَا لَيْسَ بِثَابِت عِنْد أهل النَّقْل وَمَا ثَبت عَنهُ مُخَالفا لما قُلْنَاهُ فَهُوَ مَحْمُول على أَنه كَانَ يكْتب فِي مصحفه بعض الْأَحْكَام والتفاسير مِمَّا يعْتَقد أَنه لَيْسَ بقرآن وَكَانَ لَا يعْتَقد تَحْرِيم ذَلِك وَكَانَ يرَاهُ كصحيفة يثبت فِيهَا مَا شَاءَ وَكَانَ رَأْي عُثْمَان وَالْجَمَاعَة منع ذَلِك لِئَلَّا يَتَطَاوَل الزَّمَان فيظن ذَلِك قُرْآنًا قَالَ الْمَازرِيّ فَعَاد الْخلاف إِلَى مَسْأَلَة فقهية وَهُوَ أَنه هَل يجوز إِلْحَاق بعض التفاسير فِي أثْنَاء الْمُصحف قَالَ وَيحْتَمل مَا رُوِيَ من إِسْقَاط المعوذتين من الْمُصحف بن مَسْعُود أَنه اعْتقد أَنه لَا يلْزمه كتب كل الْقُرْآن فَكتب مَا سواهُمَا وتركهما لشهرتهما عِنْده وَعند النَّاس حَلقَة بِسُكُون اللَّام وَفِي لُغَة رَدِيئَة بِفَتْحِهَا تحوش الْقَوْم بمثناة فِي أَوله مَفْتُوحَة وحاء مُهْملَة وَاو مُشَدّدَة وشين مُعْجمَة أَي انقباضهم قَالَ القَاضِي وَيحْتَمل أَن يُرِيد الفطنة والذكاء يُقَال رجل حوش الْفُؤَاد أَي حديده الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 [826] تشرق الشَّمْس ضبط بِضَم التَّاء وَكسر الرَّاء وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ القَاضِي فِي شرح مُسلم وبفتح التَّاء وَضم الرَّاء وَهُوَ الَّذِي ذكره القَاضِي فِي الْمَشَارِق يُقَال شَرقَتْ الشَّمْس تشرق أَي طلعت وأشرقت تشرق أَي ارْتَفَعت وأضاءت فَمن قَالَ بِفَتْح التَّاء هُنَا احْتج بالأحاديث الْأُخَر فِي النَّهْي عَن الصَّلَاة عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَالنَّهْي عَن الصَّلَاة إِذا بدا حَاجِب الشَّمْس حَتَّى يبرز وَحَدِيث حَتَّى تطلع الشَّمْس بازغة قَالَ فَهَذَا كُله يبين أَن المُرَاد بالطلوع فِي الرِّوَايَات الْأُخَر ارتفاعها وإشراقها وإضاءتها لَا مُجَرّد ظُهُور قرصها قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ مُتَعَيّن للْجمع بَين الرِّوَايَات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 [828] بقرني الشَّيْطَان فِي بعض الْأُصُول بقرني الشَّيْطَان والقرنان ناحيتا الرَّأْس ثمَّ قيل هُوَ على ظَاهره قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الْأَقْوَى وَمَعْنَاهُ أَنه يدني رَأسه إِلَى الشَّمْس فِي هَذِه الْأَوْقَات ليَكُون الساجدون لَهَا من الْكفَّار كالساجدين لَهُ فِي الصُّورَة وَحِينَئِذٍ يكون لَهُ ولشيعته تسلط ظَاهر وَتمكن من أَن يلبسوا على الْمُصَلِّين صلَاتهم فَكرِهت الصَّلَاة حِينَئِذٍ صِيَانة لَهَا كَمَا كرهت فِي الْأَمَاكِن الَّتِي هِيَ مأوى الشَّيْطَان وَقيل المُرَاد بقرني الشَّيْطَان حزبه وَأَتْبَاعه وَقيل قوته وغلبته وانتشار فَسَاده [829] بدا بِلَا همز أَي ظهر حَاجِب الشَّمْس أَي طرفها حَتَّى تبرز بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة فَوق أَي تصير الشَّمْس ظَاهِرَة بارزة بِأَن ترْتَفع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 [830] خير بن نعيم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة عَن بن هُبَيْرَة هُوَ عبد الله بن هُبَيْرَة فِي الرِّوَايَة الْآتِيَة الجيشاني بِفَتْح الْجِيم وَإِسْكَان الْيَاء وبالشين الْمُعْجَمَة مَنْسُوب إِلَى جيشان قَبيلَة من الْيمن عَن أبي بصرة بِالْمُوَحَّدَةِ وَالصَّاد الْمُهْملَة بالمخمص بميم مَضْمُومَة وخاء مُعْجمَة ثمَّ مِيم مفتوحتين مَوضِع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 419 [831] مُوسَى بن عَليّ بِضَم الْعين على الْمَشْهُور نقبر بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسرهَا وَحين يقوم قَائِم الظهيرة هِيَ حَال اسْتِوَاء الشَّمْس وَمَعْنَاهُ حِين لَا يبْقى للقائم فِي الظهيرة ظلّ فِي الْمشرق وَلَا فِي الْمغرب المعقري بِفَتْح الْمِيم وَإِسْكَان الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْقَاف مَنْسُوب إِلَى معقر نَاحيَة بِالْيمن جرءاء عَلَيْهِ قومه كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول بجيم مَضْمُومَة جمع جريء بِالْهَمْز من الجراءة وَهِي الْإِقْدَام والتسلط وَذكر الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة وَمَعْنَاهُ غضاب ذُو وغم قد عيل صبرهم بِهِ حَتَّى أثر فِي أجسامهم من قَوْلهم حري جِسْمه يحري ك ضرب يضْرب إِذا نقص من ألم وَغَيره قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح أَنه بِالْجِيم مَا أَنْت لم يقل من أَنْت لِأَنَّهُ يسْأَل عَن صفته لَا عَن ذَاته وَمَا لصفات من يعقل محضورة أَي تحضرها الْمَلَائِكَة حَتَّى يسْتَقلّ الظل بِالرُّمْحِ أَي يقوم مُقَابِله فِي جِهَة الشمَال لَيْسَ مائلا إِلَى الْمشرق وَلَا إِلَى الْمغرب وَهَذِه حَالَة الاسْتوَاء يقرب بِضَم الْيَاء وَفتح الْقَاف وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة أَي يدني وضوءه بِفَتْح الْوَاو المَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ فينتثر أَي يخرج الَّذِي فِي أَنفه يُقَال نثر وانتثر واستنثر مُشْتَقّ من النثرة وَهُوَ الْأنف وَقيل طرفه إِلَّا خرت بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة لأكْثر الروَاة وَرَوَاهُ بن أبي جَعْفَر بِالْجِيم خَطَايَا وَجهه المُرَاد بهَا الصَّغَائِر وخياشيمه جمع خيشوم وَهُوَ أقْصَى الْأنف وَقيل الخياشيم عِظَام رقاق فِي أصل الْأنف بَينه وَبَين الدِّمَاغ لَو لم أسمعهُ إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ قد يسْتَشْكل هَذَا من حَيْثُ ظَاهره أَنه لَا يرى التحديث إِلَّا بِمَا سَمعه أَكثر من سبع مَرَّات وَمَعْلُوم أَن من سمع مرّة وَاحِدَة جَازَ لَهُ الرِّوَايَة بل يجب عَلَيْهِ إِذا تعين لَهَا وَجَوَابه أَن مَعْنَاهُ لَو لم أتحققه وأجزم بِهِ لما حدثت بِهِ وَذكر المرات بَيَانا لصورة حَاله وَلم ير أَن ذَلِك شرطا [833] لَا تتحروا قَالَ النَّوَوِيّ يجمع بَين الرِّوَايَتَيْنِ بِأَن رِوَايَة التَّحَرِّي مَحْمُولَة على تَأْخِير الْفَرِيضَة إِلَى هَذَا الْوَقْت وَرِوَايَة النَّهْي مُطلقًا مَحْمُولَة على غير ذَوَات الْأَسْبَاب [834] مَا ترك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر عِنْدِي قطّ تَعْنِي بعد يَوْم وَفد عبد الْقَيْس [840] فِي نحر الْعَدو أَي فِي مُقَابلَته وَسجد مَعَه الصَّفّ زَاد فِي بعض النّسخ الأول الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 [842] يَوْم ذَات الرّقاع هِيَ غَزْوَة كَانَت سنة خمس من الْهِجْرَة بِأَرْض غطفان من نجد سميت بذلك لِأَن أَقْدَام الْمُسلمين نقبت من الحفاء فلفوا عَلَيْهَا الْخرق وَقيل بجبل هُنَاكَ يُقَال لَهُ الرّقاع فِيهِ بَيَاض وَحُمرَة وَسَوَاد وَقيل بشجرة هُنَاكَ يُقَال لَهَا ذَات الرّقاع وَقيل لِأَن الْمُسلمين رقعوا راياتهم قَالَ النَّوَوِيّ وَيحْتَمل أَن هَذِه الْأُمُور كلهَا وجدت فِيهَا قَالَ وشرعت صَلَاة الْخَوْف فِي غَزْوَة ذَات الرّقاع وَقيل فِي غَزْوَة بني النَّضِير أَن طَائِفَة صفت مَعَه كَذَا فِي أَكثر النّسخ وَفِي بعض النّسخ صلت مَعَه وجاه الْعَدو بِكَسْر الْوَاو وَضمّهَا أَي قبالته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 [843] شَجَرَة ظليلة أَي ذَات ظلّ فاخترطه أَي سَله فَكَانَت لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَربع رَكْعَات أَي رَكْعَتَيْنِ فرضا وَرَكْعَتَيْنِ نفلا [844] من جَاءَ مِنْكُم الْجُمُعَة أَي أَرَادَ الْمَجِيء وَالْمَشْهُور فِي مِيم الْجُمُعَة الضَّم وَحكي إسكانها وَفتحهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 [845] أَيَّة سَاعَة هَذِه قَالَه توبيخا وَإِنْكَارا لتأخيره إِلَى هَذَا الْوَقْت النداء بِكَسْر النُّون أشهر من ضمهَا وَالْوُضُوء أَيْضا بِالنّصب أَي تَوَضَّأت الْوضُوء فَقَط قَالَه الْأَزْهَرِي وَغَيره [846] الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة وَاجِب أَي متأكد كَمَا يُقَال حَقك وَاجِب عَليّ أَي متأكد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 [847] ينتابون الْجُمُعَة أَي يأتونها من العوالي هِيَ الْقرى الَّتِي حول الْمَدِينَة فِي العباء بِالْمدِّ جمع عباءة وعباية كفاة بِضَم الْكَاف جمع كَاف ك قَاض وقضاة وهم الخدم الَّذين يكفونهم الْعَمَل تفل بتاء مثناة فَوق ثمَّ فَاء مفتوحتين أَي رَائِحَة كريهة لَو اغتسلتم يَوْم الْجُمُعَة أَي لَكَانَ أفضل وأكمل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 [846] غسل يَوْم الْجُمُعَة على كل محتلم قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا وَقع فِي جَمِيع الْأُصُول وَلَيْسَ فِيهِ ذكر وَاجِب وَسوَاك مَعْنَاهُ وَيسن لَهُ سواك ويمس من الطّيب بِفَتْح الْمِيم وَضمّهَا مَا قدر عَلَيْهِ قَالَ القَاضِي مُحْتَمل لتكثيره وَيحْتَمل التَّأْكِيد حَتَّى يَفْعَله بِمَا أمكنه وَلَو من طيب الْمَرْأَة وَهُوَ الْمَكْرُوه للرِّجَال وَهُوَ مَا ظهر لَونه وخفي رِيحه فأباحه للرِّجَال هُنَا للضَّرُورَة لعدم غَيره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 [850] من اغْتسل يَوْم الْجُمُعَة غسل الْجَنَابَة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ غسلا كَغسْل الْجَنَابَة فِي الصِّفَات هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي تَفْسِيره وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا فِي كتب الْفِقْه المُرَاد غسل الْجَنَابَة حَقِيقَة قَالُوا وَيسْتَحب لَهُ مواقعة زَوجته ليَكُون أَغضّ لبصره وأسكن لنَفسِهِ قلت وَفِيه حَدِيث الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا أَيعْجزُ أحدكُم أَن يُجَامع أَهله فِي كل جُمُعَة فَإِن لَهُ أَجْرَيْنِ اثْنَيْنِ أجر غسله وَأجر غسل امْرَأَته ثمَّ رَاح أَي ذهب أول النَّهَار وَقيل بعد الزَّوَال خلاف مَشْهُور وعَلى الثَّانِي المُرَاد بالساعات لحظات لَطِيفَة بعده وعَلى الأول قَالَ الْأَزْهَرِي لُغَة الْعَرَب أَن الرواح الذّهاب سَوَاء كَانَ أول النَّهَار أَو آخِره أَو فِي اللَّيْل قرب تصدق بَدَنَة المُرَاد هُنَا الْوَاحِدَة من الْإِبِل بالِاتِّفَاقِ وَأَصلهَا عِنْد جُمْهُور أهل اللُّغَة يَقع على الْوَاحِد من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم والبدنة وَالْبَقَرَة يقعان على الذّكر وَالْأُنْثَى كَبْشًا أقرن وَصفه ب أقرن لِأَنَّهُ أكمل وَأحسن صُورَة وَلِأَن قرنه ينْتَفع بِهِ دجَاجَة بِفَتْح الدَّال وَكسرهَا لُغَتَانِ مشهورتان وَتَقَع على الذّكر وَالْأُنْثَى فَائِدَة فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ بعد الْكَبْش بطة ثمَّ دجَاجَة ثمَّ بَيْضَة وَفِي رِوَايَة بعد الْكَبْش دجَاجَة ثمَّ عُصْفُور ثمَّ بَيْضَة وإسنادهما صَحِيح حضرت بِفَتْح الضَّاد أفْصح من كسرهَا الْمَلَائِكَة هم غير الْحفظَة وظيفتهم كِتَابَة حاضري الْجُمُعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 [851] فقد لغوت مصدر اللَّغْو أَي قلت الْكَلَام الملغي السَّاقِط الْبَاطِل الْمَرْدُود وَقيل مَعْنَاهُ ملت عَن الصَّوَاب وَقيل تَكَلَّمت فِيمَا لَا يَنْبَغِي لغيت مصدر اللغي قَالَ أَبُو الزِّنَاد هِيَ لُغَة أبي هُرَيْرَة قَالَ النَّوَوِيّ لَغَا يَلْغُو ك غزا يَغْزُو وَيُقَال لغي يلغي ك عمي يعمي لُغَتَانِ وَالْأولَى أفْصح قَالَ وَظَاهر الْقُرْآن يَقْتَضِي هَذِه الثَّانِيَة الَّتِي هِيَ لُغَة أبي هُرَيْرَة قَالَ تَعَالَى والغوا فِيهِ وَهَذَا من لَغَا يَلْغُو وَلَو كَانَ من الأولى لقَالَ والغوا بِضَم الْغَيْن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 [853] مخرمَة بن بكير فِي سنَن الْبَيْهَقِيّ عَن أَحْمد بن سَلمَة قَالَ ذاكرت مُسلم بن الْحجَّاج بِحَدِيث مخرمَة هَذَا فَقَالَ مُسلم هَذَا أَجود حَدِيث وأصحه فِي بَيَان سَاعَة الْجُمُعَة هِيَ مَا بَين أَن يجلس الإِمَام إِلَى أَن تقضى الصَّلَاة بِضَم الْمُثَنَّاة فَوق واختياري فِي سَاعَة الْإِجَابَة أَنَّهَا عِنْد أَخذ الْمُؤَذّن فِي الْإِقَامَة وَقد قررت ذَلِك فِي الْجُزْء الَّذِي ألفته فِي خَصَائِص يَوْم الْجُمُعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 [854] خير يَوْم طلعت عَلَيْهِ الشَّمْس الحَدِيث قَالَ القَاضِي الظَّاهِر أَن هَذِه القضايا المعدودة لَيست لذكر فضيلته لِأَن إِخْرَاج آدم من الْجنَّة وَقيام السَّاعَة لَا يعد فَضِيلَة وَإِنَّمَا هُوَ بَيَان لما وَقع فِيهِ من الْأُمُور الْعِظَام وَمَا سيقع ليتأهب العَبْد فِيهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة لنيل رَحْمَة الله تَعَالَى وَرفع نقمته وَقَالَ بن الْعَرَبِيّ فِي الأحوذي الْجَمِيع من الْفَضَائِل وَخُرُوج آدم من الْجنَّة هُوَ سَبَب الذُّرِّيَّة وَهَذَا النَّسْل الْعَظِيم وَوُجُود الرُّسُل والأنبياء والأولياء وَلم يخرج مِنْهَا طردا بل لقَضَاء أوطار ثمَّ يعود إِلَيْهَا أما قيام السَّاعَة فسبب لتعجيل جَزَاء النَّبِيين وَالصديقين والأولياء وَغَيرهم وَإِظْهَار كرامتهم وشرفهم وَفِي الحَدِيث دَلِيل لمن قَالَ إِن يم الْجُمُعَة أفضل من يَوْم عَرَفَة وَعبارَة بَعضهم أفضل أَيَّام الْأُسْبُوع يَوْم الْجُمُعَة وَأفضل أَيَّام السّنة يَوْم عَرَفَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 [855] نَحن الْآخرُونَ أَي فِي الزَّمَان والوجود وَنحن السَّابِقُونَ أَي بِالْفَضْلِ وَدخُول الْجنَّة فَتدخل هَذِه الْأمة الْجنَّة قبل سَائِر الْأُمَم بيد بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت بِمَعْنى غير وَبِمَعْنى على وَبِمَعْنى من أجل وَكله صَحِيح هُنَا الْيَهُود غَدا على تَقْدِير عيد الْيَهُود لِأَن ظروف الزَّمَان لَا تكون إِخْبَارًا عَن الجثث فَهَذَا يومهم الَّذِي اخْتلفُوا فِيهِ هدَانَا الله لَهُ قَالَ القَاضِي الظَّاهِر أَنه فرض عَلَيْهِم تَعْظِيم يَوْم الْجُمُعَة بِغَيْر تعْيين ووكل إِلَى اجتهادهم إِقَامَة شرائعهم فِيهِ فَاخْتلف اجتهادهم فِي تَعْيِينه وَلم يهدهم الله لَهُ وفرضه على هَذِه الْأمة مُبينًا وَلم يكله إِلَى اجتهادهم ففازوا بتفضيله قَالَ وَقد جَاءَ أَن مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَمرهم بِالْجمعَةِ وأعلمهم بفضلها فناظروه أَن السبت أفضل فَقيل لَهُ دعهم قَالَ القَاضِي وَلَو كَانَ مَنْصُوصا لم يَصح اخْتلَافهمْ فِيهِ بل كَانَ يَقُول خالفوا فِيهِ قَالَ النَّوَوِيّ وَيُمكن أَن يَكُونُوا أمروا بِهِ صَرِيحًا وَنَصّ على عينه فَاخْتَلَفُوا فِيهِ هَل يلْزم بِعَيْنِه أم لَهُم إِبْدَاله فأبدلوه وغلطوا فِي إِبْدَاله الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 [850] المهجر المبكر قَالَ الْخَلِيل وَغَيره التهجير التبكير وَقَالَ الْفراء وَغَيره التهجير السّير فِي الهاجرة مثل الْجَزُور بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الثَّاء ثمَّ نزلهم أَي ذكر مَنَازِلهمْ فِي السَّبق والفضيلة حَتَّى صغر بتَشْديد الْغَيْن إِلَى مثل الْبَيْضَة بِفَتْح الْمِيم والثاء المخففة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 [857] ثمَّ أنصت فِي بعض الْأُصُول انتصت بِزِيَادَة تَاء مثناة وَهُوَ لُغَة يُقَال أنصت ونصت وانتصت ثَلَاث لُغَات حَكَاهَا الْأَزْهَرِي حَتَّى يفرغ كَذَا فِي الْأُصُول من غير ذكر الإِمَام وَأعَاد الضَّمِير إِلَيْهِ للْعلم بِهِ وَفضل ثَلَاثَة أَيَّام بِنصب فضل على الظّرْف فاستمع وأنصت الِاسْتِمَاع الإصغاء والإنصات السُّكُوت وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام بِنصب زِيَادَة على الظّرْف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 [858] فنريح نواضحنا جمع نَاضِح وَهُوَ الْبَعِير الَّذِي يستسقى بِهِ سمي بذلك لِأَنَّهُ ينضح المَاء أَي يصبهُ وَالْمعْنَى نريحها من الْعَمَل وتعب السَّقْي فنحلها بِهِ وَقيل المُرَاد نريحها أَي نسيرها للرعي على حد قَوْله تَعَالَى وَحين تريحون وَحين تسرحون نجمع بتَشْديد الْمِيم الْمَكْسُورَة أَي نصلي الْجُمُعَة [862] صليت مَعَه أَكثر من ألفي صَلَاة المُرَاد الصَّلَوَات الْخمس لَا الْجُمُعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 [863] سويقة تَصْغِير سوق وَالْمرَاد العير الْمَذْكُورَة فِي الرِّوَايَة قبلهَا وَهِي الْإِبِل الَّتِي تحمل الطَّعَام أَو التِّجَارَة لَا تسمى عيرًا إِلَّا هَكَذَا وَسميت سوقا لِأَن البضائع تساق إِلَيْهَا وَقيل لقِيَام النَّاس فِيهَا على سوقهم [865] ودعهم أَي تَركهم أَو ليختمن الله على قُلُوبهم قَالَ النَّوَوِيّ معنى الْخَتْم الطَّبْع والتغطية وَهُوَ إعدام اللطف وَأَسْبَاب الْخَيْر وَقيل خلق الْكفْر فِي قُلُوبهم وصدورهم وَقيل الشَّهَادَة عَلَيْهِم وَقيل هُوَ عَلامَة جعلهَا الله فِي قُلُوبهم لتعرف بهَا الْمَلَائِكَة من يمدح وَمن يذم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 [866] قصدا أَي بَين الطول الظَّاهِر وَالتَّخْفِيف الماحق الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 [867] صبحكم ومساكم الضَّمِير فِيهِ عَائِد على مُنْذر جَيش بعثت أَنا والساعة رُوِيَ بِالنّصب على الْمَفْعُول مَعَه وبالرفع كهاتين تقريب لما بَينه وَبَينهَا من الْمدَّة وَأَنه لَيْسَ بَينه وَبَينهَا نَبِي ويقرن بِضَم الرَّاء أفْصح من كسرهَا السبابَة سميت بذلك لأَنهم كَانُوا يشيرون بهَا عِنْد السب وَخير الْهدى هدى مُحَمَّد ضبط بِضَم الْهَاء وَفتح الدَّال فيهمَا وبفتح الْهَاء وَإِسْكَان الدَّال وَمعنى الْهدى بِالضَّمِّ الدّلَالَة والإرشاد وَمعنى الْهدى بِالْفَتْح الطَّرِيق أَي أحسن الطَّرِيق طَرِيق مُحَمَّد يُقَال فلَان حسن الْهَدْي أَي الطَّرِيقَة وَالْمذهب وكل بِدعَة ضَلَالَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا عَام مَخْصُوص وَالْمرَاد غَالب الْبدع فَإِن الْبِدْعَة خَمْسَة أَقسَام وَاجِبَة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة أَو ضيَاعًا بِفَتْح الضَّاد أَي عيالا وَأَطْفَالًا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 [868] إِن ضمادا بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة شنُوءَة بِفَتْح الشين وَضم النُّون وَبعدهَا مد يرقي بِكَسْر الْقَاف من هَذِه الرّيح المُرَاد بهَا هُنَا الْجُنُون وَمَسّ الْجِنّ وَفِي غير رِوَايَة مُسلم من الْأَرْوَاح أَي الْجِنّ سموا بذلك لأَنهم لَا يبصرهم النَّاس فهم كَالرِّيحِ وَالروح ناعوس الْبَحْر كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بالنُّون وَالْعين وَفِي بَعْضهَا قَامُوس بِالْقَافِ وَالْمِيم وَفِي بَعْضهَا قاعوس بِالْقَافِ وَالْعين وَفِي بَعْضهَا تاعوس بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة فَوق وَالْكل بِمَعْنى وأشهرها فِي غير صَحِيح مُسلم قَامُوس الْبَحْر وَهُوَ لجته الَّتِي تضطرب أمواجها وَلَا تَسْتَقِر مياهها هَات بِكَسْر التَّاء مطهرة بِكَسْر الْمِيم أشهر من فتحهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 [869] بن أبجر بِالْجِيم وَاصل بن حَيَّان بِالْمُثَنَّاةِ فَلَو كنت تنفست أَي أطلت قَلِيلا مئنة بِفَتْح الْمِيم ثمَّ همزَة مَكْسُورَة ثمَّ نون مُشَدّدَة أَي عَلامَة وميمها زَائِدَة فوزنها مفعلة فأطيلوا الصَّلَاة لَا يُخَالف الْأَحَادِيث فِي الْأَمر بتحفيف الصَّلَاة لِأَن المُرَاد أَن الصَّلَاة تكون طَوِيلَة بالسبة إِلَى الْخطْبَة لَا تَطْوِيلًا يشق على الْمَأْمُومين وأقصروا بِهَمْزَة وصل وَإِن من الْبَيَان لسحرا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ من الْفَهم وذكاء الْقلب قَالَ القَاضِي فِيهِ تَأْوِيلَانِ أَحدهمَا أَنه ذمّ لِأَنَّهُ إمالة للقلوب فِي صرفهَا بمقاطع الْكَلَام حَتَّى تكسب من الإئم كَمَا تكسب بِالسحرِ وَأدْخلهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي بَاب مَا يكره من الْكَلَام وَهُوَ مذْهبه فِي تَأْوِيل الحَدِيث وَالثَّانِي أَنه مدح لِأَن الله امتن على عباده بتعليم الْبَيَان وَشبهه بِالسحرِ لميل الْقُلُوب إِلَيْهِ وَأَصله السحر الصّرْف فالبيان يصرف الْقُلُوب ويميلها إِلَى مَا يَدْعُو إِلَيْهِ انْتهى قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا التَّأْوِيل الثَّانِي هُوَ الصَّحِيح الْمُخْتَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 [870] رشد بِكَسْر الشين وَفتحهَا بئس الْخَطِيب أَنْت قَالَ القَاضِي وَجَمَاعَة إِنَّمَا أنكر عَلَيْهِ لتشريكه فِي الضَّمِير الْمُقْتَضِي للتسوية وَأمر بالْعَطْف تَعْظِيمًا لله تَعَالَى بِتَقْدِيم اسْمه قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّوَاب أَن سَبَب النَّهْي أَن الْخطب شَأْنهَا الْبسط والإيضاح وَاجْتنَاب الرموز والإشارات وَلِهَذَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا تكلم كلمة أَعَادَهَا ثَلَاثًا لتفهم قَالَ وَمِمَّا يضعف الأول أَن مثل هَذَا الضَّمِير قد تكَرر من كَلَامه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَقَوْلِه أَن يكون الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا وَفِي حَدِيث أبي دَاوُد فِي خطْبَة الْحَاجة وَمن يطع الله وَرَسُوله فقد رشد وَمن يعصهما فَإِنَّهُ لَا يضر إِلَّا نَفسه وَلَا يضر الله شَيْئا قَالَ بن نمير فقد غوي أَي بِكَسْر الْوَاو وَالْأول وَهُوَ الْفَتْح أشهر من الغي وَهُوَ الإنهماك فِي الشَّرّ [872] أخذت ق الحَدِيث قَالَ الْعلمَاء سَبَب اخْتِيَار ق أَنَّهَا مُشْتَمِلَة على الْبَعْث وَالْمَوْت والمواعظ الشَّدِيدَة والزواجر الأكيدة قَالَ النَّوَوِيّ يسْتَحبّ قِرَاءَة ق أَو بَعْضهَا فِي كل خطْبَة جُمُعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 [873] وَكَانَ تنورنا وتنور رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاحِدًا إِشَارَة إِلَى شدَّة حفظهَا ومعرفتها بأحواله وقربها من منزله بن سعد بن زُرَارَة كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ الصَّوَاب وَزعم بَعضهم أَن صَوَابه أسعد قَالَ النَّوَوِيّ غلط فِي زَعمه قَالَ وأسعد وَسعد أَخَوان فأسعد صَحَابِيّ وَسعد هَذَا جد يحيى وَعمرَة أدْرك الْإِسْلَام وَلم يذكرهُ كَثِيرُونَ فِي الصَّحَابَة لِأَنَّهُ ذكر فِي الْمُنَافِقين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 [876] فَأتي بكرسي حسبت قوائمه حديدا كَذَا جَاءَ فِي الْأُصُول بِالْحَاء وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالْمُوَحَّدَة ثمَّ تَاء الْمُتَكَلّم بِمَعْنى ظَنَنْت وَرَوَاهُ بن أبي خَيْثَمَة فِي غير صَحِيح مُسلم بِلَفْظ خلت بِكَسْر الْخَاء وَسُكُون اللَّام وَهُوَ بِمَعْنَاهُ وصحف بن الْحذاء الأول فَقَالَ خشب بِالْخَاءِ والشين المعجمتين وصحف بن قُتَيْبَة الثَّانِي فَقَالَ خلب بِضَم الْخَاء وباء مُوَحدَة وَفَسرهُ بالليف [879] مخول بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْوَاو الْمُشَدّدَة على الصَّوَاب وَضَبطه بَعضهم بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْخَاء البطين بِفَتْح الْبَاء وَكسر الطَّاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 [882] قَالَ يحيى بن يحيى أظنني قَرَأت فَيصَلي أَو الْبَتَّةَ مَعْنَاهُ أَنِّي أَظن أَنِّي قَرَأت على مَالك فِي روايتي عَنهُ فَيصَلي أَو أَجْزم بذلك فحاصله أَنه قَالَ أَظن هَذِه اللَّفْظَة أَو أَجْزم بهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 [883] بن أبي الخوار بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 [884] يجلس الرِّجَال بِكَسْر اللَّام الْمُشَدّدَة أَي يَأْمُرهُم بِالْجُلُوسِ لَا يدرى حِينَئِذٍ من هِيَ كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول قَالُوا وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه لَا يدْرِي حسن من هِيَ وَهُوَ حسن بن مُسلم رِوَايَة عَن طَاوس وَقد وَقع فِي البُخَارِيّ على الصَّوَاب فدى لَكِن بِكَسْر الْفَاء وَفتحهَا مَقْصُور قَالَ النَّوَوِيّ وَالظَّاهِر أَنه من كَلَام بِلَال الفتخ بِفَتْح الْفَاء وَالتَّاء الْمُثَنَّاة فَوق وبلخاء الْمُعْجَمَة جمع فتخة كقصب وقصبة قيل هِيَ الخواتيم الْعِظَام وَقيل خَوَاتِيم لَا فصوص لَهَا وَقيل خَوَاتِيم تلبس فِي أَصَابِع الْيَد وبلال قَائِل بِثَوْبِهِ هُوَ بِهَمْزَة قبل اللَّام أَي فاتحه مُشِيرا إِلَى الْأَخْذ فِيهِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 [885] باسط ثَوْبه مَعْنَاهُ أَنه بَسطه ليجمع الصَّدَقَة ثمَّ يفرقها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على المحتاجين يلقين النِّسَاء كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ على لُغَة أكلوني البراغيث ويلقين ويلقين كَذَا فِي الْأُصُول مُكَرر وَالْمعْنَى يلقين كَذَا ويلقين كَذَا أحقا أَي أَتَرَى حَقًا وَفِي كثير من النّسخ أَحَق وَهُوَ ظَاهر من سطة النِّسَاء بِكَسْر السِّين وَفتح الطَّاء المخففة وَفِي بعض النّسخ وَاسِطَة قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ من خيارهن وَالْوسط الْعدْل وَالْخيَار قَالَ وَزعم حذاق شُيُوخنَا أَن هَذَا الْحَرْف مغير فِي كتاب مُسلم وَأَن صَوَابه من سفلَة النِّسَاء وَكَذَا رَوَاهُ بن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَالنَّسَائِيّ فِي سنَنه وَفِي رِوَايَة بن أبي شيبَة لَيست من علية النِّسَاء قَالَ القَاضِي وَهَذَا ضد التَّفْسِير الأول قَالَ ويعضده قَوْله بعده سفعاء الْخَدين قَالَ النَّوَوِيّ مَا ادعوهُ من تَغْيِير الْكَلِمَة غير مَقْبُول بل هِيَ صَحِيحَة وَلَيْسَ المُرَاد بهَا من خِيَار النَّاس كَمَا فسر القَاضِي بل المُرَاد من وسط النِّسَاء جالسة فِي وسطهن قَالَ الْجَوْهَرِي وَغَيره يُقَال وسطت الْقَوْم أسطهم وسطا وسطة أَي توسطتهم سفعاء الْخَدين بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة فِيهَا تغير وَسَوَاد الشكاة بِفَتْح الشين أَي الشكوى وتكفرن العشير حمله الْأَكْثَرُونَ على الزَّوْج وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ كل مخالط من أقرطتهن جمع قرط قَالَ بن دُرَيْد كل مَا علق فِي شحمة الْأذن فَهُوَ قرط سَوَاء كَانَ من ذهب أَو خرز أما الْخرص فَهُوَ الْحلقَة الصَّغِيرَة من الْحلِيّ قَالَ القَاضِي الصَّوَاب قرطتهن بِحَذْف الْألف وَهُوَ الْمَعْرُوف فِي جمع قرط وَيُقَال فِي جمعه قراط كرمح ورماح قَالَ وَلَا يبعد صِحَة أقرطة وَيكون جمع جمع أَي جمع قراط وَلَا سِيمَا وَقد صَحَّ فِي الحَدِيث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 [889] مخاصرا مَرْوَان أَي مماشيا يَده فِي يَده أَيْن الإبتداء فِي أَكثر الْأُصُول بِلَفْظ الْمصدر وَفِي بَعْضهَا بألا الاستفتاحية ثمَّ فعل مضارع أَوله نون ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ انْصَرف أَي عَن جِهَة الْمِنْبَر إِلَى جِهَة الصَّلَاة وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه انْصَرف من الْمصلى وَترك الصَّلَاة مَعَه لِأَنَّهُ فِي البُخَارِيّ أَنه صلى مَعَه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 [890] الْعَوَاتِق جمع عاتق وَهِي الْجَارِيَة الْبَالِغَة مَا لم تتَزَوَّج وَقيل الَّتِي قاربت الْبلُوغ سميت بذلك لِأَنَّهَا عتقت من امتهانها فِي الْخدمَة وَالْخُرُوج فِي الْحَوَائِج وَقيل لِأَنَّهَا قاربت أَن تتَزَوَّج فتعتق من قرابتها وَأَهْلهَا وتستقل فِي بَيت زَوجهَا وَذَوَات الْخُدُور هِيَ الْبيُوت وَقيل الخدر ستر يكون فِي نَاحيَة الْبَيْت وَأمر الْحيض بِفَتْح الْهمزَة وَالْمِيم المخبأة هِيَ بِمَعْنى ذَات الخدر جِلْبَاب هُوَ ثوب أقصر وَأعْرض من الْخمار وَهِي المقنعة تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا وَقيل هُوَ ثوب وَاسع دون الرِّدَاء يُغطي صدرها وظهرها وَقيل هُوَ كالملاءة والملحفة وَقيل هُوَ الْإِزَار وَقيل الْخمار لتلبسها أُخْتهَا من جلبابها قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح أَن مَعْنَاهُ لتلبسها جلبابا لَا تحْتَاج إِلَيْهِ عَارِية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 [884] خرصها هُوَ الْحلقَة الصَّغِيرَة من الْحلِيّ وتلقي سخابها بِكَسْر السِّين وبالخاء الْمُعْجَمَة قلادة من طيب معجون على هَيْئَة الخرز وَتَكون من مسك أَو قرنفل أَو غير هما من الطّيب [891] عَن عبيد الله بن عبد الله أَن عمر بن الْخطاب سَأَلَ أَبَا وَاقد هَذِه الرِّوَايَة مُرْسلَة وَالثَّانيَِة مُتَّصِلَة لِأَن عبيد الله أدْرك أَبَا وَاقد وسَمعه وسؤال عمر أَبَا وَاقد إِمَّا لِأَنَّهُ شكّ فِي ذَلِك فاستثبته أَو نَحوه وَإِلَّا فيبعد أَن عمر لم يعلم ذَلِك مَعَ شُهُوده صَلَاة الْعِيد مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَرَّات وقربه مِنْهُ ب ق واقتربت الْحِكْمَة فِي قراءتهما لما اشتملتا عَلَيْهِ من الْإِخْبَار بِالْبَعْثِ وتشبيه بروز النَّاس للعيد ببروزهم للبعث وخروجهم من الأجداث كَأَنَّهُمْ جَراد منتشر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 [892] تُغنيَانِ قَالَ القَاضِي كَانَ غناؤهما بِمَا هُوَ من أشعار الْحَرْب والمفاخرة والشجاعة والظهور وَالْغَلَبَة وَهَذَا لَا يهيج الْحوَاري على شَرّ وَلَا إِفْسَاد يَوْم بُعَاث بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وبعين مُهْملَة وَقيل مُعْجمَة آخِره مُثَلّثَة بِالصرْفِ وَتَركه يَوْم جرت فِيهِ بَين الْأَوْس والخزرج حَرْب فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ الظُّهُور فِيهِ لِلْأَوْسِ أبمزمور الشَّيْطَان بِضَم الْمِيم الأولى وَفتحهَا وَالضَّم أشهر وَيُقَال أَيْضا مزمار وَأَصله صَوت بصفير والزمير الصَّوْت الْحسن وَيُطلق على الْغناء بدف بِضَم الدَّال أفْصح من فتحهَا وَأَنا أنظر إِلَى الْحَبَشَة وهم يَلْعَبُونَ اسْتدلَّ بِهِ من أَبَاحَ نظر الْمَرْأَة إِلَى الرجل الْأَجْنَبِيّ وَأجَاب من مَنعه بِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ أَنَّهَا نظرت إِلَى وُجُوههم وأبدانهم وَإِنَّمَا نظرت إِلَى لعبهم وحرابهم وَلَا يلْزم من ذَلِك تعمد النّظر إِلَى الْبدن وَإِن وَقع بِلَا قصد صرفته فِي الْحَال أَو لَعَلَّ هَذَا كَانَ قبل نزُول الْآيَة فِي تَحْرِيم النّظر أَو كَانَت صَغِيرَة قبل بُلُوغهَا فَلم تكن مكلفة فاقدروا بِضَم الدَّال وَكسرهَا العربة بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء وبالباء الْمُوَحدَة أَي المشتهية للعب الْمحبَّة لَهُ دونكم من أَلْفَاظ الإغراء وَحذف المغرى بِهِ تَقْدِيره عَلَيْكُم بِهَذَا اللّعب الَّذِي أَنْتُم فِيهِ يَا بني أرفدة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْفَاء أشهر من فتحهَا لقب للحبشة يزفنوم بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الزَّاي وَكسر الْفَاء يرقصون بن مكرم بِفَتْح الرَّاء وَقَالَ بن عَتيق قَالَ القَاضِي كَذَا عِنْد شُيُوخنَا وَفِي نُسْخَة وَقَالَ لي بن أبي عَتيق وَعند الْبَاجِيّ قَالَ لي بن عُمَيْر قَالَ صَاحب الْمَشَارِق والمطالع وَالصَّحِيح وَالصَّوَاب بن عُمَيْر الْمَذْكُور فِي السَّنَد الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 [893] الْحَصْبَاء بِالْمدِّ الْحَصَى الصغار يحصبهم بهَا بِكَسْر الصَّاد أَي يرميهم بهَا [894] سمع عَمه هُوَ عبد الله بن زيد بن عَاصِم الْمَذْكُور فِي الرِّوَايَات قبل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 [895] كَانَ لَا يرفع يَدَيْهِ فِي شَيْء من دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهره يُوهم أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يرفع إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ كَذَلِك فقد ثَبت رفع يَدَيْهِ فِي الدُّعَاء فِي مَوَاطِن غير الاسْتِسْقَاء وَهِي أَكثر من أَن تحصر فيتأول هَذَا الحَدِيث على أَنه لم يرفع الرّفْع البليغ بِحَيْثُ يرى بَيَاض إبطَيْهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاء أَو المُرَاد لم أره يرفع وَقد رَآهُ غَيره يرفع فَيقدم المثبتون فِي مَوَاضِع كَثِيرَة وهم جماعات على وَاحِد لم يحضر ذَلِك قلت أَو المُرَاد رفع خَاص وَهُوَ الرّفْع بِظَاهِر الْكَفَّيْنِ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 [897] دَار الْقَضَاء قَالَ القَاضِي سميت بذلك لِأَنَّهَا بِيعَتْ فِي قَضَاء دين عمر بن الْخطاب وَكَانَ يُقَال لَهَا دَار قَضَاء عمر بن الْخطاب ثمَّ اختصروه فَقَالُوا دَار الْقَضَاء وَهِي دَار مَرْوَان وَقَالَ بَعضهم هِيَ دَار الْإِمَارَة وَغلط لِأَنَّهُ بلغه أَنَّهَا دَار مَرْوَان فَظن أَن المُرَاد بِالْقضَاءِ الْإِمَارَة اللَّهُمَّ أغثنا كَذَا فِي الْأُصُول أغثنا بِالْألف ويغيثنا بِضَم الْيَاء من أغاث يغيث رباعي وَالْمَشْهُور فِي اللُّغَة أَنه إِنَّمَا يُقَال فِي الْمَطَر غاث الله النَّاس وَالْأَرْض يغيثهم بِفَتْح الْيَاء أَي أنزل الْمَطَر قَالَ القَاضِي وَذكر بَعضهم أَن الَّذِي فِي الحَدِيث من الإغاثة بِمَعْنى المعونة وَلَيْسَ من طلب الْغَيْث قزعة بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي قِطْعَة سلع بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام جبل بِقرب الْمَدِينَة أمْطرت يُقَال أمطر ومطر لُغَتَانِ فِي الْمَطَر عِنْد الْأَكْثَرين والمحققين خلافًا لقَوْل بعض أهل اللُّغَة أَن أمطر بِالْألف لَا يُقَال إِلَّا فِي الْعَذَاب مَا رَأينَا الشَّمْس سبتا بسين مُهْملَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ مثناة فَوق أَي قِطْعَة من الزَّمَان وأصل السبت الْقطع قلت أَرَادَ بِهِ جُمُعَة لِأَن الْيَهُود وَمن جاورهم من الْأَنْصَار بِالْمَدِينَةِ كَانُوا يطلقون على الْأُسْبُوع سبتا لِأَنَّهُ عيدهم فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام وَكَانَ عيد الْمُسلمين الْجُمُعَة صَارُوا يطلقون على الْأُسْبُوع جُمُعَة وَهَذَا الحَدِيث ورد على الْإِطْلَاق الأول اللَّهُمَّ حولنا فِي بعض النّسخ حوالينا الآكام بِفَتْح الْهمزَة وَالْمدّ جمع أكمة وَهِي دون الْجَبَل وَأَعْلَى من الرابية والظراب بِكَسْر الظَّاء الْمُعْجَمَة جمع ظرب بِكَسْرِهَا وَهِي الروابي الصغار فانقلعت فِي بعض النّسخ فَانْقَطَعت سنة أَي قحط إِلَّا تفرجت أَي تقطعت السَّحَاب وَزَالَ عَنْهَا حَتَّى رَأَيْت الْمَدِينَة فِي مثل الجوبة هُوَ بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْوَاو وبالباء الْمُوَحدَة الفرجة وَمَعْنَاهُ تقطع السَّحَاب عَن الْمَدِينَة وَصَارَ مستديرا حولهَا وَهِي خَالِيَة مِنْهُ وَادي قناة بِفَتْح الْقَاف اسْم وَاد من أَوديَة الْمَدِينَة فأضافه هُنَا إِلَى نَفسه وَفِي البُخَارِيّ وسال الْوَادي قناة على الْبَدَل بجود بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْوَاو الْمَطَر الْكثير قحط الْمَطَر بِفَتْح الْقَاف والحاء أمسك واحمر الشّجر كِنَايَة عَن يبس ورقه وَظُهُور عوده فتقشعت أَي زَالَت وَمَا تمطر بِضَم التَّاء قَطْرَة بِالنّصب الإكليل بِكَسْر الْهمزَة الْعِصَابَة يُطلق فِي كل مُحِيط بالشَّيْء ومكثنا قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي نسخ بِلَادنَا وَذكر القَاضِي أَنه رُوِيَ فِي نسخ بِلَادهمْ على ثَلَاثَة أوجه غير هَذَا وهلتنا بِالْهَاءِ وَتَشْديد اللَّام أَي أمطرتنا يُقَال هَل السَّحَاب بالمطر هللا والهلل الْمَطَر وملتنا بِالْمِيم مُخَفّفَة اللَّام قَالَ القَاضِي إِن لم يكن تصحيفا فَلَعَلَّ مَعْنَاهُ وسعتنا مَطَرا أَو تكون مُشَدّدَة اللَّام من قَوْلهم تمل حبيبا أَي لتطل أيامك مَعَه وملأتنا بِالْهَمْز وَمِيم تهمه نَفسه ضبط بِفَتْح التَّاء وَضم الْهَاء وبضم التَّاء وَكسر الْهَاء يُقَال همه الشَّيْء وأهمه أَي اهتم لَهُ كَأَنَّهُ الملاء بِضَم الْمِيم وَالْمدّ جمع ملاءة بِالضَّمِّ وَالْمدّ وَهِي الريطة كالملحفة شبه انْقِطَاع السَّحَاب وتجليه بالملاءة المنشورة إِذا طويت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 [898] لِأَنَّهُ حَدِيث عهد بربه أَي بتكوين ربه إِيَّاه وَالْمعْنَى أَن الْمَطَر رَحْمَة وَهِي قريبَة الْعَهْد بِخلق الله تَعَالَى فيتبرك بهَا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 475 [899] وَيَقُول إِذا رأى الْمَطَر رَحْمَة أَي هَذَا رَحْمَة تَخَيَّلت من المخيلة بِفَتْح الْمِيم وَهِي سَحَابَة فِيهَا رعد وبرق يخيل إِلَيْهِ أَنَّهَا ماطرة مستجمعا هُوَ الْمجد للشَّيْء القاصد لَهُ لهواته جمع لهاة وَهِي اللحمة الْحَمْرَاء الْمُعَلقَة فِي أصل الحنك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 [900] الصِّبَا بِفَتْح الصَّاد وَالْقصر الرّيح الشرقية بالدبور بِفَتْح الدَّال الرّيح الغربية الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 [901] إِن من أحد بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون النُّون نَافِيَة أَي مَا من أحد أقدم ضبط بِضَم الْهمزَة وَفتح الْقَاف وَكسر الدَّال الْمُشَدّدَة أَي أقدم نَفسِي أَو رجْلي وبفتح الْهمزَة وَسُكُون الْقَاف وَضم الدَّال من الْإِقْدَام يحطم بَعْضهَا بَعْضًا أَي يشبه تلهبها واضطرابها كأمواج الْبَحْر لحي بِضَم الْبَاء وَفتح الْحَاء وَتَشْديد الْيَاء الصَّلَاة جَامِعَة بِنصب الجزأين الأول على الإغراء وَالثَّانِي على الْحَال الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 [902] جهر فِي صَلَاة الْكُسُوف بقرَاءَته قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا عندنَا مَحْمُول على خُسُوف الْقَمَر وَأخذ بِظَاهِرِهِ أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد وَأحمد وَإِسْحَاق وَغَيرهم فَقَالُوا يجْهر فِي كسوف الشَّمْس أَيْضا قلت وَهُوَ الْمُخْتَار عِنْدِي كالعيد وَالِاسْتِسْقَاء وَقَالَ بن جرير الْجَهْر والإسرار سَوَاء حَدثنِي من أصدق حسبته يُرِيد عَائِشَة كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا من أصدق حَدِيثه بدل حسبته رَكْعَتَيْنِ فِي ثَلَاث رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات أَي فِي كل رَكْعَة يرْكَع ثَلَاث مَرَّات سِتّ رَكْعَات وَأَرْبع سَجدَات أَي صلى رَكْعَتَيْنِ فِي كل رَكْعَة رُكُوع ثَلَاث مَرَّات وسجدتان الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 [903] بَين ظهراني الْحجر بَينهمَا إِلَى مُصَلَّاهُ أَي موقفه من الْمَسْجِد رأيتكم تفتنون فِي الْقُبُور قَالَ النَّوَوِيّ معنى تفتنون أَي تمتحنون كفتنة الدَّجَّال أَي فتْنَة شَدِيدَة جدا وامتحانا هائلا وَلَكِن يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 [904] عرض عَليّ كل شَيْء تولجونه من جنَّة ونار محشر وَغَيرهَا فعرضت عَليّ الْجنَّة قَالَ القَاضِي قَالَ الْعلمَاء يحْتَمل أَنه رآهما رُؤْيَة عين كشف الله تَعَالَى عَنْهُمَا وأزال الْحجب بَينه وَبَينهمَا كَمَا فرج لَهُ عَن الْمَسْجِد الْأَقْصَى حَتَّى وَصفه وَيكون قَوْله فِي عرض هَذَا الْحَائِط أَي فِي جِهَته وناحيته أَو فِي التَّمْثِيل لقرب الْمُشَاهدَة قَالُوا وَيحْتَمل أَن يكون رُؤْيَة علم وَعرض وَحي بِأَن عرف من أمورهما جملَة وتفصيلا مَا لم يعرفهُ قبل ذَلِك قَالَ وَالْأول أولى وأشبه بِأَلْفَاظ الحَدِيث لما فِيهِ من الْأُمُور الدَّالَّة على رُؤْيَة الْعين كتناوله العنقود وتأخره أَن يُصِيبهُ لفح النَّار تناولت مددت يَدي لآخذه قطفا بِكَسْر الْقَاف العنقود فِي هرة أَي بِسَبَب هرة خشَاش الأَرْض بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة أشهر من كسرهَا وَضمّهَا هوامها وحشراتها وَقيل صغَار الطير قصبه بِضَم الْقَاف وَإِسْكَان الصَّاد الأمعاء آضت بِهَمْزَة ممدودة أَي رجعت إِلَى حَالهَا الأول قبل الْكُسُوف وَمِنْه قَوْلهم أَيْضا فَإِنَّهُ مصدر آض يئيض إِذا رَجَعَ من لفحها أَي ضرب لهبها والنفخ دون اللفح بِمِحْجَنِهِ المحجن بِكَسْر الْمِيم عَصا محنية الطّرف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 [905] الغشي بِفَتْح الْغَيْن وَإِسْكَان الشين والغشي بِكَسْر الشين وَتَشْديد الْيَاء وهما بِمَعْنى الغشاوة وَهُوَ مَعْرُوف يحصل بطول الْقيام وَفِي الْحر وَفِي غير ذَلِك من الْأَحْوَال مَا علمك بِهَذَا الرجل فِي رِوَايَة لِابْنِ مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره زِيَادَة الَّذِي بعث فِيكُم الَّذِي يُقَال لَهُ مُحَمَّد قَالَ القَاضِي ذهب بَعضهم إِلَى أَنه يمثل لَهُ فِي الْقَبْر وَالْأَظْهَر أَنه يُسمى لَهُ وَلَا يمثل فَيُقَال مَا علمك بِهَذَا الرجل فَيَقُول الْمُؤمن هُوَ رَسُول الله وَيَقُول الْمُنَافِق سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فَقلت هَكَذَا جَاءَ مُفَسرًا فِي الصَّحِيح فَائِدَة روى أَحْمد بن حَنْبَل فِي الزّهْد وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن طَاوس أَن الْمَوْتَى يفتنون فِي قُبُورهم سبعا فَكَانُوا يستحبون أَن يطعموا عَنْهُم تِلْكَ الْأَيَّام إِسْنَاده صَحِيح وَله حكم الرّفْع وَذكر بن جريج فِي مُصَنفه عَن عبيد بن عُمَيْر أَن الْمُؤمن يفتن سبعا وَالْمُنَافِق أَرْبَعِينَ صباحا وَسَنَده صَحِيح أَيْضا وَذكر بن رَجَب فِي الْقُبُور عَن مُجَاهِد أَن الْأَرْوَاح على الْقُبُور سَبْعَة أَيَّام من يَوْم الدّفن لَا تُفَارِقهُ وَلم أَقف على سَنَده وَذكر عبد الْجَلِيل القصري فِي شعب الْإِيمَان أَن الْأَرْوَاح ثَلَاثَة أَقسَام منعمة ومعذبة ومحبوسة حَتَّى تتخلص من الفتانين وَأوردهُ غَيره وَقَالَ إِنَّهَا مُدَّة حَبسهَا للسؤال لَا نعيم لَهَا وَلَا عَذَاب عَن عُرْوَة قَالَ لَا تقل كسفت الشَّمْس وَلَكِن قل خسفت الشَّمْس قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا قَول لَهُ انْفَرد بِهِ وَالْمَشْهُور أَنه يُقَال كسفت الشَّمْس وَالْقَمَر وانكسفا وخسفا وانخسفا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 [906] فزع يحْتَمل أَن يكون الْفَزع الَّذِي هُوَ الْخَوْف وَأَن يكون من الْفَزع الَّذِي هُوَ الْمُبَادرَة إِلَى الشَّيْء فَأَخْطَأَ بدرع مَعْنَاهُ أَنه لشدَّة سرعته واهتمامه بذلك أَرَادَ أَن يَأْخُذ رِدَاءَهُ فَأخذ درع بعض أهل الْبَيْت سَهوا وَلم يعلم بذلك لاشتغال قلبه فَلَمَّا علم أهل الْبَيْت أَنه ترك رِدَاءَهُ لحقه بِهِ إِنْسَان ثمَّ رفع فَأطَال ظَاهره أَنه طول الإعتدال الَّذِي يَلِي السُّجُود وَلَا ذكر لَهُ فِي سَائِر الرِّوَايَات وَقد نقل القَاضِي إِجْمَاع الْعلمَاء أَن لَا يطول فيجاب بِأَن هَذِه الرِّوَايَة شَاذَّة أَو المُرَاد بالإطالة تَنْفِيس الإعتدال ومده قَلِيلا لَا إطالته نَحْو الرُّكُوع مير فَيحسن الْوضُوء أَي يَأْتِي بِهِ تَاما بِكَمَال صفته وآدابه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 [907] قدر نَحْو سُورَة الْبَقَرَة كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ صَحِيح وَلَو اقْتصر على أحد اللَّفْظَيْنِ كَانَ صَحِيحا بِكفْر العشير وبكفر الْإِحْسَان قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا ضبطناه بِكفْر بِالْبَاء الْمُوَحدَة الجارة وَضم الْكَاف وَإِسْكَان الْفَاء تكعكعت أَي توقفت وأحجمت [908] ثَمَان رَكْعَات فِي أَربع سَجدَات أَي ركع ثَمَانِي مَرَّات كل أَربع فِي رَكْعَة وَسجد سَجْدَتَيْنِ فِي كل رَكْعَة [910] رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَة أَي ركوعين فِي رَكْعَة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 [912] يخْشَى أَن تكون السَّاعَة قَالَ النَّوَوِيّ قد يسْتَشْكل من حَيْثُ أَن السَّاعَة لَهَا مُقَدمَات كَثِيرَة وَلم تكن وَقعت كطلوع الشَّمْس من مغْرِبهَا وَالدَّابَّة وَالنَّار والدجال وَغير ذَلِك وَيُجَاب بِأَنَّهُ لَعَلَّ هَذَا الْكُسُوف كَانَ قبل إِعْلَامه بِهَذِهِ الْأُمُور وَلَعَلَّه خشِي أَن يكون بعض مقدماتها قلت أَو جوز النّسخ بِنَاء على جَوَازه فِي الْإِخْبَار الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 [913] أرتمي أَي أرمي كَمَا فِي الرِّوَايَة الأولى وَفِي الثَّانِيَة أترامى وَالثَّلَاثَة بِمَعْنى حسر عَنْهَا أَي كشف وَهُوَ بِمَعْنى جلي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 [916] لقنوا مَوْتَاكُم المُرَاد من حَضَره الْمَوْت جَمِيعًا بِهَذَا الْإِسْنَاد أَي عَن عمَارَة بن غزيَّة الَّذِي سبق فِي الْإِسْنَاد الأول وحذفه لوضوحه عِنْد أهل الصَّنْعَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 [918] اللَّهُمَّ أجرني بِالْقصرِ عِنْد أَكثر أهل اللُّغَة من آجره الله أعطَاهُ أجره وَحكي الْمَدّ وأخلف بِهَمْزَة الْقطع وَكسر اللَّام بالغيرة بِفَتْح الْغَيْن أجره الله بِالْقصرِ على الْأَشْهر عزم الله لي أَي خلق لي عزما وَلَا بُد من هَذَا التَّأْوِيل لِأَن فعل الله تَعَالَى لَا يُسمى عزما من حَيْثُ أَن حَقِيقَة الْعَزْم فِيهِ حُدُوث رَأْي لم يكن وَهُوَ سُبْحَانَهُ منزه عَن هَذَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 [920] شقّ بَصَره بِفَتْح الشين وَرفع بَصَره فَاعِلا وَرُوِيَ بِنصب بَصَره وَهُوَ صَحِيح أَيْضا قَالَ صَاحب الْأَفْعَال شقّ بصر الْمَيِّت وشق الْمَيِّت بَصَره وَمَعْنَاهُ شخص وَقَالَ بن السّكيت يُقَال شقّ بصر الْمَيِّت وَلَا يُقَال شقّ الْمَيِّت بَصَره وَهُوَ الَّذِي حَضَره الْمَوْت وَصَارَ ينظر إِلَى الشَّيْء لَا يرْتَد إِلَيْهِ طرفه إِن الرّوح إِذا قبض تبعه الْبَصَر قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ إِذا خرج الرّوح من الْجَسَد تبعه الْبَصَر نَاظرا أَيْن يذهب قلت وَفِي فهم هَذَا دقة فَإِنَّهُ قد يُقَال إِن الْبَصَر يبصر مَا دَامَت الرّوح فِي الْبدن فَإِذا فَارقه تعطل الإبصار كَمَا يتعطل الإحساس وَالَّذِي ظهر لي بعد النّظر ثَلَاثِينَ سنة أَن يُجَاب بِأحد أَمريْن أَحدهمَا أَن ذَلِك بعد خُرُوج الرّوح من أَكثر الْبدن وَهِي بعد بَاقِيَة فِي الرَّأْس والعينين فَإِذا خرج من الْفَم أَكْثَرهَا وَلم ينْتَه كلهَا نظر الْبَصَر إِلَى الْقدر الَّذِي خرج وَقد ورد أَن الرّوح على مِثَال الْبدن وَقدر أَعْضَائِهِ فَإِذا خرج بقيتها من الرَّأْس وَالْعين سكن النّظر فَيكون قَوْله إِذا قبض مَعْنَاهُ إِذا شرع فِي قَبضه وَلم ينْتَه قَبضه الثَّانِي أَن يحمل على ذكره كثير من أَن الرّوح لَهَا اتِّصَال بِالْبدنِ وَإِن كَانَت خَارِجَة فَيرى وَيسمع وَيعلم وَيرد السَّلَام وَيكون هَذَا الحَدِيث من أقوى الْأَدِلَّة على ذَلِك وَالله أعلم بِمُرَاد نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي الرّوح لُغَتَانِ التَّذْكِير والتأنيث واخلفه فِي عقبه قَالَ أهل اللُّغَة يُقَال لمن ذهب لَهُ مَال أَو ولد أَو زوج أَو شَيْء يتَوَقَّع حُصُول مثله أخلف الله عَلَيْك مثله فَإِن ذهب مَا لَا يتَوَقَّع كوالد أَو عَم أَو أَخ لمن لَا يجد لَهُ وَلَا وَالِد يُقَال لَهُ خلف الله عَلَيْك بِغَيْر ألف أَي كَانَ الله خَليفَة مِنْهُ عَلَيْك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 [921] شخص بَصَره بِفَتْح الْخَاء أَي ارْتَفع وَلم يرْتَد يتبع بصر نَفسه المُرَاد بِالنَّفسِ هُنَا الرّوح قَالَ القَاضِي وَفِيه أَن الْمَوْت لَيْسَ بإفناء وَلَا إعدام وَإِنَّمَا هُوَ انْتِقَال وَتغَير حَال وإعدام للجسد دون الرّوح إِلَّا مَا اسْتثْنِي من عَجِيب الذَّنب وَفِيه حجَّة لمن يَقُول النَّفس وَالروح بِمَعْنى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 [922] غَرِيب فِي أَرض غَرِيبَة مَعْنَاهُ أَنه من أهل مَكَّة وَمَات بِالْمَدِينَةِ من الصَّعِيد المُرَاد بِهِ عوالي الْمَدِينَة تسعدني أَي تساعدني فِي الْبكاء وَالنوح الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 [924] غشية بِفَتْح الْغَيْن وَكسر الشين وَتَخْفِيف الْيَاء وَفِي البُخَارِيّ فِي غاشية وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا من يَغْشَاهُ من أَهله وَالثَّانِي مَا يَغْشَاهُ من كرب الْمَوْت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 [926] الصَّبْر عِنْد الصدمة الأولى مَعْنَاهُ الصَّبْر الْكَامِل الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْأجر الجزيل لِكَثْرَة الْمَشَقَّة فِيهِ وأصل الصدم الضَّرْب فِي شَيْء صلب ثمَّ اسْتعْمل مجَازًا فِي كل مَكْرُوه حصل بَغْتَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 [927] ان الْمَيِّت يعذب ببكاء أَهله عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ تَأَوَّلَه الْجُمْهُور على أَن من أوصى بِأَن يبكى عَلَيْهِ ويناح بعد مَوته وَكَانَ من عَادَة الْعَرَب الْوَصِيَّة بِهِ قَالَ واجمعوا على أَن المرد بالبكاء الْبكاء بِصَوْت ونياحة لَا بِمُجَرَّد دمع الْعين يعذب فِي قَبره بِمَا نيح عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ ضبطناه بِمَا نيح عَلَيْهِ وَمَا ينح عَلَيْهِ بِإِثْبَات الْيَاء الجارة وحذفها وهما صَحِيحَانِ وَفِي رِوَايَة بِإِثْبَات فِي قَبره وَفِي رِوَايَة بحذفها بحياله أَي بحذائه من يبكى عَلَيْهِ يعذب كَذَا فِي الْأُصُول يبكي بِالْيَاءِ وَهُوَ لُغَة على حد قَوْله ألم يَأْتِيك والأنباء تنمى فَذكرت ذَلِك لمُوسَى بن طَلْحَة الْقَائِل فَذكرت عبد الْملك بن عُمَيْر عولت يُقَال عول عَلَيْهِ وأعول لُغَتَانِ وَهُوَ الْبكاء بِصَوْت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 [929] فأرسلها عبد الله مُرْسلَة أَي أطلق رِوَايَته وَلم يقيدها بِيَهُودِيٍّ كَمَا قيدته عَائِشَة وَلَا بِوَصِيَّة كَمَا قَيده آخَرُونَ وَلَا يُقَال بِبَعْض بكاء أَهله كَمَا رَوَاهُ بن عمر [932] وَهل بِفَتْح الْوَاو وَكسر الْهَاء وَفتحهَا أَي غلط وَنسي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 [935] شقّ الْبَاب تَفْسِير ل الصائر وَهُوَ بِفَتْح الشين فاحث بِضَم الثَّاء وَكسرهَا أرْغم الله أَنْفك أَي ألصقه بالرغام وَهُوَ التُّرَاب وَهُوَ إِشَارَة إِلَى إذلاله وإهانته من العناء بِالْمدِّ الْمَشَقَّة والتعب من العي بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة أَي التَّعَب كالعناء قَالَ القَاضِي وَوَقع عِنْد بَعضهم الغي بِالْمُعْجَمَةِ وَهُوَ تَصْحِيف وَعند آخَرين العناء كالرواية الأولى وَيَردهُ أَن مُسلما روى الأولى أَيْضا ثمَّ روى الرِّوَايَة الثَّانِيَة وَقَالَ إِنَّهَا بِنَحْوِ الأولى إِلَّا فِي هَذَا اللَّفْظ فَتعين أَن يكون خِلَافه [937] إِلَّا آل فلَان قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على الترخيص لأم عَطِيَّة فِي آل فلَان خَاصَّة وَلَا تحل النِّيَاحَة لغَيْرهَا وَلَا لَهَا فِي غير آل فلَان وللشارع أَن يخص من الْعُمُوم مَا شَاءَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 [938] وَلم يعزم علينا أَي وَلم يحتم علينا فَهِيَ كَرَاهَة وتنزيه لَا نهي عَزِيمَة وَتَحْرِيم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 [939] وَنحن نغسل ابْنَته هِيَ زَيْنَب وَقيل أم كُلْثُوم إِن رأيتن ذَلِك بِكَسْر الْكَاف خطابا لأم عَطِيَّة حقوه بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا إزَاره وأصل الحقو معقد الْإِزَار وَسمي بِهِ الْإِزَار مجَازًا لِأَنَّهُ يشد فِيهِ أشعرنها إِيَّاه أَي اجعلنه شعارا لَهَا وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْجَسَد وَإِنَّمَا أَمر بذلك تبركا بِهِ [938] مشطناها بتَخْفِيف الشين ثَلَاثَة قُرُون أَي ضفائر قرنيها ضفيرتين ناصيتها ضفيرة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 [940] فَوَجَبَ أجرنا على الله أَي ثَبت بوعده الصَّادِق لم يَأْكُل من أجره شَيْئا أَي لم يُوسع عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَلم يعجل لَهُ شَيْء من جَزَاء عمله نمرة هِيَ كسَاء الْإِذْخر بِكَسْر الْهمزَة وَالْخَاء حشيش مَعْرُوف طيب الرَّائِحَة أينعت أَي أدْركْت ونضجت يهدبها بِفَتْح أَوله وَكسر الدَّال وَضمّهَا أَي يجتنيها اسْتِعَارَة لما فتح الله عَلَيْهِم من الدُّنْيَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 [941] سحُولِيَّة بِفَتْح السِّين أشهر من ضمهَا منسوبة إِلَى سحول مَدِينَة بِالْيمن من كُرْسُف أَي قطن لَيْسَ فِيهَا قَمِيص وَلَا عِمَامَة أَي لم يكن مَعَ الثَّلَاثَة غَيرهَا وَقَالَ مَالك وَأَبُو حنيفَة مَعْنَاهُ لَيْسَ الْقَمِيص والعمامة من جملَة الثَّلَاثَة وَإِنَّمَا هما زائدتان عَلَيْهَا أما الْحلَّة قَالَ أهل اللُّغَة لَا تكون الْحلَّة إِلَّا ثَوْبَيْنِ إِزَار ورداء شبه بِضَم الشين وَكسر الْبَاء الْمُشَدّدَة أَي اشْتبهَ عَلَيْهِم فِي حلَّة يمنية قَالَ النَّوَوِيّ ضبطت هَذِه اللَّفْظَة على ثَلَاثَة أوجه حَكَاهَا القَاضِي يمنية بِفَتْح أَوله منسوبة إِلَى الْيمن ويمانية كَذَلِك ويمنة بِضَم الْيَاء وَإِسْكَان الْمِيم وَهِي أشهر وعَلى هَذَا حلَّة مُضَافَة لَهَا وَهِي ضرب من برود الْيمن سحول بِالْفَتْح وَالضَّم وَالضَّم أشهر جمع سحل وَهُوَ الثَّوْب الْقطن يَمَانِية بتَخْفِيف الْيَاء فِي الْأَفْصَح لِأَن الْألف بدل من إِحْدَى يائي النّسَب فَلَا يَجْتَمِعَانِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 [942] سجي غطي جَمِيع بدنه حبرَة بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة ضرب من برود الْيمن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 [943] غير طائل أَي خَفِيف غير كَامِل السّتْر حَتَّى يصلى عَلَيْهِ بِفَتْح اللَّام فليحسن كَفنه ضبط بِفَتْح الْفَاء وسكونها وَالْفَتْح أظهر زَاد الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده من حَدِيث جَابر أَيْضا فَإِنَّهُم يتباهون ويتزاورون فِي قُبُورهم وللترمذي وَابْن ماجة مثله من حَدِيث أبي قَتَادَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 [944] فشر تضعونه عَن رِقَابكُمْ مَعْنَاهُ أَنَّهَا بعيدَة عَن الرَّحْمَة وَلَا مصلحَة لكم فِي مصاحبتها الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 [945] فَلهُ قيراطان أَي تَمام قيراطين فَيكون قِيرَاط للصَّلَاة وقيراط للدفن والقيراط مِقْدَار من الثَّوَاب مَعْلُوم عِنْد الله تَعَالَى وَلَا يلْزم أَن يكون هُوَ الْمَذْكُور فِيمَن اقتنى كَلْبا نقص أجره كل يَوْم قِيرَاط بل ذَلِك قدر مَعْلُوم يجوز أَن يكون مثل هَذَا أَو أقل أَو أَكثر ضيعنا قراريط فِي كثير من الْأُصُول فِي قراريط بِزِيَادَة فِي على تضمين ضيعنا معنى فرطنا وَفِي حَدِيث عبد الْأَعْلَى حَتَّى يفرغ مِنْهَا ضبط بِضَم الْيَاء وَفتح الرَّاء وَعَكسه أَكثر علينا أَبُو هُرَيْرَة مَعْنَاهُ أَنه خَافَ لِكَثْرَة رواياته أَنه اشْتبهَ عَلَيْهِ الْأَمر فِي ذَلِك وَاخْتَلَطَ عَلَيْهِ حَدِيث بِحَدِيث لَا أَنه نسبه إِلَى رِوَايَة مَا لم يسمع بن قسيط بِضَم الْقَاف وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَإِسْكَان الْيَاء من حَصْبَاء الْمَسْجِد بِالْبَاء وَالْمدّ فَرمى بن عمر بالحصى مَقْصُور جمع حَصَاة كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا عَكسه وَالْأول من حَصى الْمَسْجِد وَالثَّانِي بالحصباء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 [947] فَحدثت بِهِ شُعَيْب بن الحبحاب قَائِل ذَلِك سَلام بن أبي مُطِيع الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 [949] فَأثْنى عَلَيْهَا خيرا بِالنّصب على نزع الْجَار وبالرفع نَائِب الْفَاعِل وَكَذَا فَأثْنى عَلَيْهَا شرا رُوِيَ بِالْوَجْهَيْنِ فَمن أثنيتم عَلَيْهِ خيرا وَجَبت لَهُ الْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَنه لمن أثنى عَلَيْهِ أهل الْفضل وَكَانَ ثناؤهم مطابقا لأفعاله وَإِن لم يكن كَذَلِك فَلَيْسَ مُرَاد الحَدِيث وَالثَّانِي وَهُوَ الصَّحِيح الْمُخْتَار أَنه على عُمُومه وإطلاقه وَإِن كل مُسلم مَاتَ فألهم الله النَّاس أَو معظمهم الثَّنَاء عَلَيْهِ كَانَ ذَلِك دَلِيلا على أَنه من أهل الْجنَّة سَوَاء كَانَت أَفعاله تَقْتَضِي ذَلِك أم لَا وَيكون فِي الثَّانِي دَلِيلا على أَن الله سُبْحَانَهُ قد شَاءَ الْمَغْفِرَة لَهُ وَمن أثنيتم عَلَيْهِ شرا قَالَ النَّوَوِيّ كَيفَ مكنوا من الثَّنَاء بِالشَّرِّ مَعَ النَّهْي عَن سبّ الْأَمْوَات فَالْجَوَاب أَن النَّهْي عَن سبّ الْأَمْوَات فِي غير الْمُنَافِق وَسَائِر الْكفَّار وَفِي غير المتظاهر بفسق وبدعة جَاءَ فِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 [950] مستريح ومستراح مِنْهُ أَي أَن الْمَوْتَى قِسْمَانِ 1 الْمُؤمن يستريح من نصب الدُّنْيَا أَي تعبها 2 والفاجر يستريح مِنْهُ الْعباد أَي من أَذَاهُ وظلمه وارتكابه للمنكرات فَإِن أنكروها قاسوا مشقة من ذَلِك وَرُبمَا نالهم ضَرَره وَإِن سكتوا عَنهُ أثموا والبلاد وَالشَّجر وَالدَّوَاب لِأَنَّهَا تمنع الْقطر بمعصيته وَلِأَنَّهُ يغصبها ويمنعها حَقّهَا من الشّرْب وَنَحْوه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 [952] سليم بن حَيَّان بِفَتْح السِّين وَكسر اللَّام وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ سليم بِفَتْح السِّين غَيره أَصْحَمَة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الصَّاد وَفتح الْحَاء الْمُهْمَلَتَيْنِ مَعْنَاهُ بِالْعَرَبِيَّةِ عَطِيَّة النَّجَاشِيّ هُوَ لقب لكل من ملك الْحَبَشَة فَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا قَالَ القَاضِي روى بن أبي خَيْثَمَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يكبر أَرْبعا وخمسا وستا وَسبعا وثمانيا حَتَّى مَاتَ النَّجَاشِيّ فَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَثَبت على ذَلِك حَتَّى توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 [954] إِلَى قبر رطب أَي جَدِيد ترابه رطب لم تطل مدَّته فييبس من شهده بن عَبَّاس هُوَ بدل من من [956] تقم الْمَسْجِد أَي تكنسه آذنتموني أَي أعلمتموني فصلى عَلَيْهَا فِي رِوَايَة أخرجهَا أَبُو الشَّيْخ الْأَصْبَهَانِيّ زِيَادَة أَنه سَأَلَهَا أَي الْعَمَل وجدت أفضل فَذكر أَنَّهَا أَجَابَتْهُ قُم الْمَسْجِد [957] كبر على جَنَازَة خمْسا قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَنْسُوخ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 [958] إِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَنْسُوخ عِنْد الْجُمْهُور ثمَّ اخْتَار عدم نسخه وَأَنه مُسْتَحبّ حَتَّى تخلفكم بِضَم التَّاء وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة أَي تصيروا وَرَاءَهَا أَو تُوضَع ذهب بعض من قَالَ بالنسخ فِي الصُّورَة الأولى إِلَى أَنه غير مَنْسُوخ فِي الثَّانِيَة وَأَنه يسْتَحبّ لمن شيعها أَن لَا يقْعد حَتَّى تُوضَع وَقَالَ النّسخ إِنَّمَا هُوَ فِي قيام من مرت فَليقمْ حِين يَرَاهَا قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهره أَنه يقوم بِمُجَرَّد الرُّؤْيَة قبل أَن تصل إِلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 [961] إِنَّهَا من أهل الأَرْض أَي من أهل الذِّمَّة وقه فتْنَة الْقَبْر قلت يحْتَمل أَن يكون على حذف مُضَاف أَي شَرّ فتْنَة الْقَبْر إِذْ لَا يكون دَعَا لَهُ بِرَفْع السُّؤَال عَنهُ من أَصله لكَونه من الْقَوْم الَّذين لَا يسْأَلُون كالصديقين وَالشُّهَدَاء وَمن مَاتَ مِنْهُم يَوْم الْجُمُعَة أَو لَيْلَة الْجُمُعَة وَنَحْوهم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 [965] معرورى بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء عري قَالَ أهل اللُّغَة اعروريت الْفرس إِذا ركبته عريا فَهُوَ معرورى قَالُوا وَلم يَأْتِ افعوعل معدى إِلَّا هَذَا واحلوليت الشَّيْء بن الدحداح بمهملات وَيُقَال أَبُو الدحداح وَأَبُو الدحداحة قَالَ بن عبد الْبر لَا يعرف اسْمه فعقله رجل أَي أمْسكهُ لَهُ وحبسه يتوقص أَي يتوثب عذق بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة الْغُصْن من النَّخْلَة [966] الحدوا بِهَمْزَة وصل وَفتح الْحَاء وَيجوز قطعهَا وَكسر الْحَاء يُقَال لحد يلْحد وألحد يلْحد إِذا حفر اللَّحْد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 [967] جعل فِي قبر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قطيفة حَمْرَاء هِيَ كسَاء لَهُ خمل قَالَ وَكِيع هَذَا خَاص بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخرجه بن سعد فِي طبقاته وَأَبُو التياح ذكره مَعَ أبي جَمْرَة مَعَ أَنه لم يذكر فِي الْإِسْنَاد لِأَنَّهُمَا مَاتَا فِي سنة وَاحِدَة سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة بسرخس بِفَتْح السِّين وَالرَّاء وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَيُقَال أَيْضا بِإِسْكَان الرَّاء وَفتح الْخَاء مَدِينَة بخراسان [968] ثُمَامَة هُوَ أَبُو عَليّ الْهَمدَانِي بن شفي بِضَم الشين وَفتح الْفَاء وَتَشْديد الْيَاء برودس بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْوَاو وَكسر الدَّال الْمُهْملَة ثمَّ سين مُعْجمَة جَزِيرَة بِأَرْض الرّوم وَيُقَال بِفَتْح الرَّاء وبفتح الدَّال وبإعجام الدَّال وبإعجام الشين أَربع رِوَايَات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 [969] أبي الْهياج بِفَتْح الْهَاء وَتَشْديد الْيَاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 [970] يجصص أَي يبيض بالجص تقصيص الْقُبُور بقاف وصادين مهملتين وَهُوَ التجصيص والقصة بِفَتْح الْقَاف وَتَشْديد الصَّاد الْمُهْملَة الجص [973] سُهَيْل وأخيه اسْمه سهل وَلَهُمَا أَخ ثَالِث اسْمه صَفْوَان وأبوهم وهب بن ربيعَة الْقرشِي الفِهري وَكَانَت وَفَاة سُهَيْل سنة تسع من الْهِجْرَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 [974] البقيع بِالْمُوَحَّدَةِ بِلَا حلاف دَار قوم بِالنّصب على النداء أَي يَا أهل دَار وَقيل على الِاخْتِصَاص وَيجوز جَرّه على الْبَدَل من ضمير عَلَيْكُم إِن شَاءَ الله هُوَ للتبرك وَقيل عَائِد إِلَى تِلْكَ التربة بِعَينهَا الْغَرْقَد مَا عظم من العوسج وَكَانَ كثيرا فِي البقيع فأضيف إِلَيْهِ ريث بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْيَاء ومثلثة أَي قدر رويدا أَي قَلِيلا لطيفا لِئَلَّا ينبهها أجافه بِالْجِيم أَي أغلقه وتقنعت إزَارِي أَي لبسته فَقَامَ قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ دُعَاء الْقَائِم أكمل من دُعَاء الْجَالِس فِي الْقُبُور فأحضر أَي عدا يَا عائش مرخم يجوز فِيهِ فتح الشين وَضمّهَا حَشا بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَإِسْكَان الشين الْمُعْجَمَة مَقْصُور ذَات حَشا أَي ربو وارتفاع نفس وتواتره رابية مُرْتَفعَة الْبَطن لَا شَيْء فِي بعض الْأُصُول لَا بِي شَيْء بياء الْجَرّ وَرفع شَيْء وَفِي بَعْضهَا لأي شَيْء على الِاسْتِفْهَام السوَاد أَي الشَّخْص فلهدني بِفَتْح الْهَاء وَالدَّال الْمُهْملَة وَرُوِيَ بالزاي وهما متقاربان وَهُوَ الدّفع بِجَمِيعِ الْكَفّ فِي الصَّدْر نعم هُوَ من تَتِمَّة كَلَام عَائِشَة صدقت نَفسهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 [976] حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَزُهَيْر بن حَرْب قَالَا حَدثنَا مُحَمَّد بن عبيد عَن يزِيد بن كيسَان عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ زار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبر أمه الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث وجد فِي رِوَايَة أبي الْعَلَاء بن ماهان لأهل الْمغرب وَلم يُوجد فِي رِوَايَات بِلَادنَا من جِهَة عبد الغافر الْفَارِسِي وَلكنه يُوجد فِي أَكثر الْأُصُول فِي آخر كتاب الْجَنَائِز ويضبب عَلَيْهِ وَرُبمَا كتب فِي الْحَاشِيَة وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة قلت قد ذكر بن شاهين فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ أَن هَذَا الحَدِيث وَنَحْوه مَنْسُوخ بِحَدِيث إحيائها حَتَّى آمَنت بِهِ وردهَا الله وَذَلِكَ فِي حجَّة الْوَدَاع ولي فِي الْمَسْأَلَة سبع مؤلفات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 [978] بمشاقص بسهام عراض وَاحِدهَا مشقص بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْقَاف فَلم يصل عَلَيْهِ هَذَا خَاص بِهِ كَمَا ترك الصَّلَاة فِي أول الْأَمر على من عَلَيْهِ دين وَأمر الصَّحَابَة فصلوا عَلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 [979] أوسق جمع وسق بِفَتْح الْوَاو أشهر من كسرهَا وَهُوَ فِي اللُّغَة الْحمل وَالْمرَاد بِهِ سِتُّونَ صَاعا خمس ذود بِالْإِضَافَة وَرُوِيَ بتنوين خمس وذود بدل مِنْهُ والذود من الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة وَلَا وَاحِد لَهُ من لَفظه وَإِنَّمَا يُقَال فِي الْوَاحِد بعير وَرُوِيَ خَمْسَة ذود لِأَنَّهُ يُطلق على الْمُذكر والمؤنث أواقي بِالْيَاءِ فِي الرِّوَايَة الأولى وبحذفها فِي بَاقِي الرِّوَايَات وَكِلَاهُمَا جمع أُوقِيَّة بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْيَاء قَالَ النَّوَوِيّ أجمع أهل الحَدِيث وَالْفِقْه واللغة على ان الْأُوقِيَّة الشَّرْعِيَّة أَرْبَعُونَ درهما وَهِي أُوقِيَّة الْحجاز أوساق جمع وسق بِكَسْر الْوَاو ك حمل وأحمال من تمر بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة وَإِسْكَان الْمِيم غير أَنه قَالَ بدل التَّمْر ثَمَر يَعْنِي بِالْمُثَلثَةِ وَفتح الْمِيم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 [980] الْوَرق بِكَسْر الرَّاء وسكونها الْفضة كلهَا مضروبها وَغَيره وَقيل هِيَ حَقِيقَة فِي الْمَضْرُوب دَرَاهِم وَلَا يُطلق على غير الدَّرَاهِم إِلَّا مجَازًا [981] الْغَيْم الْمَطَر العشور ضبط بِضَم الْعين جمع عشر وَبِفَتْحِهَا اسْم للمخرج من ذَلِك بالسانية هِيَ الْبَعِير الَّذِي يستقى بِهِ المَاء من الْبِئْر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 [983] منع بن جميل أَي الزَّكَاة ينقم بِكَسْر الْقَاف أفْصح من ضمهَا وأعتاده هِيَ آلَة الْحَرْب من السِّلَاح وَالدَّوَاب وَغَيرهَا الْوَاحِد عتاد بِفَتْح الْعين فَهِيَ عَليّ وَمثلهَا مَعهَا فِي حَدِيث عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ إِنَّا تعجلنا مِنْهُ صَدَقَة عَاميْنِ صنو أَبِيه أَي مثل أَبِيه الْفطر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 [984] فرض زَكَاة الْفطر أَي أوجب وألزم وَقيل قدر من الْمُسلمين قَالَ التِّرْمِذِيّ وَغَيره هَذِه اللَّفْظَة انْفَرد بهَا مَالك دون سَائِر أَصْحَاب نَافِع قَالَ النَّوَوِيّ وَلَيْسَ كَذَلِك بل وَافقه فِيهَا ثقتان الضَّحَّاك بن عُثْمَان فِي مُسلم وَعمر بن نَافِع فِي البُخَارِيّ [985] بن أبي ذُبَاب بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة وبالباء الْمُوَحدَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 [987] كلما بردت فِي بعض النّسخ ردَّتْ حلبها بِفَتْح اللَّام وَحكي إسكانها بطح لَهَا أَي ألقِي بقاع هُوَ المستوي من الأَرْض قرقر بِفَتْح القافين المستوي من الأَرْض الْوَاسِع كلما مر عَلَيْهِ أولاها رد عَلَيْهِ أخراها قَالُوا هُوَ تَغْيِير وتصحيف وَالصَّوَاب مَا فِي الرِّوَايَة بعْدهَا كلما مر عَلَيْهِ أخراها رد عَلَيْهِ أولاها فَيرى سَبيله بِضَم يَاء يرى وَفتحهَا وَرفع سَبيله ونصبه عقصاء هِيَ ملتوية القرنين جلحاء هِيَ الَّتِي لَا قرن لَهَا عضباء هِيَ الَّتِي انْكَسَرَ قرنها الدَّاخِل تنطحه بِكَسْر الطَّاء أفْصح من فتحهَا وَلَا صَاحب بقر هَذَا أصح الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي زَكَاة الْبَقر بأظلافها جمع ظلف وَهُوَ للبقر وَالْغنم كالخف للبعير والقدم للآدمي والحافر للْفرس والبغل وَالْحمار الَّتِي هِيَ لَهُ وزر فِي بعض النّسخ الَّذِي وَهُوَ أفْصح وَأشهر ونواء بِكَسْر النُّون وَالْمدّ أَي مناوأة ومعاداة ربطها فِي سَبِيل الله أَي أعدهَا للْجِهَاد طولهَا بِكَسْر الطَّاء وَفتح الْوَاو الْحَبل الَّذِي ترْبط فِيهِ فاستنت أَي جرت شرفا بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء العالي من الأَرْض وَقيل المُرَاد هُنَا طلقا الفاذة أَي القليلة النظير الجامعة أَي الْعَامَّة المتناولة لكل خير ومعروف كنز هُوَ ك شَيْء مَجْمُوع بعضه على بعض سَوَاء كَانَ فِي بطن الأَرْض أَو على ظهرهَا فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر فسر فِي الحَدِيث بِالْأَجْرِ والمغنم أشرا بِفَتْح الْهمزَة والشين المرح واللجاج الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 [988] أَكثر مَا كَانَت بِالْمُثَلثَةِ مثل لَهُ شجاعا أَي نصب أَو صير بِمَعْنى أَن مَاله يصير على صُورَة الشجاع جماء هِيَ الَّتِي لَا قُرُون لَهَا وَمَا حَقّهَا قَالَ إطراق فَحلهَا إِلَى آخِره قَالَ الْمَازرِيّ يحمل على أَن يكون هَذَا الْحق فِي مَوضِع يتَعَيَّن فِيهِ الْمُوَاسَاة وَقَالَ القَاضِي هَذِه الْأَلْفَاظ صَرِيحَة فِي أَن هَذَا الْحق غير الزَّكَاة قَالَ وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ قبل وجوب الزَّكَاة ومنيحتها هُوَ ان يمنحه نَاقَة أَو بقرة أَو شَاة ينْتَفع بلبنها ووبرها وصوفها وشعرها زَمَانا ثمَّ يردهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 [989] من المصدقين بتَخْفِيف الصَّاد هم السعاة الْعَامِلُونَ على الصَّدقَات أرضوا مصدقيكم مَعْنَاهُ ببذل الْوَاجِب وملاطفتهم وَترك مشاقتهم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 [990] فَلم أتقار أَي لم يمكنني الْقَرار والثبات نفدت قَالَ النَّوَوِيّ ضبطناه بِالدَّال الْمُهْملَة وبالذال الْمُعْجَمَة وَفتح الْفَاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 [94] لَغطا بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وسكونها أَي جلبة وصوتا غير مَفْهُوم إِلَّا من أعطَاهُ الله خيرا أَي مَالا فنفح بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي ضرب يَده بالعطاء يَمِينه وشماله وَبَين يَدَيْهِ ووراءه أَي فعل جَمِيع وُجُوه المكارم وَالْخَيْر وَعمل فِيهِ خيرا أَي طَاعَة فِي الْحرَّة هِيَ الأَرْض الملبسة حِجَارَة سَوْدَاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 [992] مَلأ هم الْأَشْرَاف أخشن الثِّيَاب إِلَى آخِره هُوَ بِالْخَاءِ والشين المعجمتين فِي الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة من الخشونة عِنْد الْجُمْهُور وَعند بن الْحذاء فِي الْأَخير خَاصَّة حسن الْوَجْه من الْحسن وَرَوَاهُ الْقَابِسِيّ فِي البُخَارِيّ حسن الشّعْر وَالثيَاب والهيئة فَقَامَ عَلَيْهِم أَي وقف بشر الكانزين هَذَا على مَذْهَب أبي ذَر فِي الْكَنْز أَنه كل مَا فضل عَن حَاجَة الْإِنْسَان وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور أَن الْكَنْز المَال الَّذِي لم تُؤَد زَكَاته وَمَا أدّيت زَكَاته فَلَيْسَ بكنز سَوَاء كثر أم قل برضف هِيَ الْحِجَارَة المحماة يحمى يُوقد ثدي أحدهم فِيهِ جَوَاز اسْتِعْمَال الثدي فِي الرجل وَهُوَ الصَّحِيح عِنْد جُمْهُور أهل اللُّغَة من نغض كَتفيهِ بِضَم النُّون وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وضاد مُعْجمَة الْعظم الرَّقِيق على طرف الْكَتف وَقيل هُوَ أَعلَى الْكَتف يتزلزل أَي يَتَحَرَّك قَالَ القَاضِي قيل إِنَّه بِسَبَب نضجه يَتَحَرَّك لكَونه تهرأ قَالَ وَالصَّوَاب أَن التحرك والتزلزل إِنَّمَا هُوَ للرضف أَي يَتَحَرَّك من نغض كتفه حَتَّى يخرج من حلمة ثديه لَا تعتريهم أَي لَا تأتيهم وَلَا تطلب مِنْهُم يُقَال اعتريته إِذا أَتَيْته تطلب مِنْهُ حَاجَة خُلَيْد بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح اللَّام وَإِسْكَان الْيَاء العصري بِفَتْح الْعين وَالصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 [993] وَقَالَ بن نمير ملآن قَالُوا هُوَ غلط مِنْهُ وضبطوه بِوَجْهَيْنِ إسكان اللَّام ثمَّ همزَة وَفتح اللَّام بِلَا همز سحاء ضبط بِوَجْهَيْنِ بِالتَّنْوِينِ على الْمصدر وَهُوَ الْأَصَح الْأَشْهر وبالمد على الْوَصْف ووزنه فعلاء صفة لليد والسح الصب الدَّائِم لَا يغيضها أَي لَا ينقصها اللَّيْل وَالنَّهَار منصوبان على الظّرْف فِي الرِّوَايَة الأولى وَضبط فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن رَافع بذلك وبالرفع على أَنه فَاعل وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْض ضبط بِالْقَافِ وَالْبَاء الْمُوَحدَة وَهُوَ الْأَشْهر وَالْأَكْثَر وَمَعْنَاهُ الْمَوْت وَقيل تقتير الرزق على من يَشَاء وبالفاء وَالْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت وَمَعْنَاهُ الْإِحْسَان وَالعطَاء والرزق الْوَاسِع وَقيل الْمَوْت لُغَة فِي الْفَيْض يُقَال فاضت نَفسه وأفاضت إِذا مَاتَ قَالَ الْمَازرِيّ وَهَذَا مِمَّا يتَأَوَّل لِأَن الْيَمين إِذا كَانَت بِمَعْنى الْمُنَاسبَة ل الشمَال لَا يُوصف بهَا الْبَارِي سُبْحَانَهُ لِأَنَّهُ مقدس عَن التجسيم وَالْحَد وَإِنَّمَا خاطبهم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَا يفهمونه وَأَرَادَ الْإِخْبَار بِأَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا ينقصهُ الْإِنْفَاق وَلَا يمسك خشيَة الإملاق وَعبر عَن توالي النعم وسح الْيَمين لِأَن الْبَاذِل منا يفعل ذَلِك بِيَمِينِهِ قلت وَهَذَا يُسمى فِي فن الْبَيَان بالاستعارة التمثيلية يرفع ويخفض قيل هُوَ عبارَة عَن توسيع الرزق وتقتيره على من يَشَاء وَقيل هُوَ عبارَة عَن تصاريف الْمَقَادِير فِي الْخلق بِالْعِزَّةِ والذل [996] الْجرْمِي بِالْجِيم قهرمان بِفَتْح الْقَاف وَإِسْكَان الْهَاء وَفتح الرَّاء الخازن والقائم بحوائج الْإِنْسَان وَهُوَ بِمَعْنى الْوَكِيل وَهُوَ بِلِسَان الْفرس الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 [997] فضل بِكَسْر الضَّاد وَفتحهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 [998] بيرحا ضبط بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا مَعَ كسر الْيَاء وبفتح الْبَاء وَالرَّاء حَائِط يُسمى بِهَذَا الِاسْم وَلَيْسَ اسْم بِئْر وَفِي رِوَايَة حَمَّاد بن سَلمَة بريحا بِفَتْح الْبَاء وَكسر الرَّاء وَفِي أبي دَاوُد بأريحاء وَأكْثر رواياتهم فِي هَذَا الْحَرْف بِالْقصرِ وَرُوِيَ بِالْمدِّ بخ بِإِسْكَان الْخَاء وتنوينها مَكْسُورَة وَحكي كسرهَا بِلَا تَنْوِين وَحكي تشديدها وَرُوِيَ بِالرَّفْع وَمَعْنَاهُ تَعْظِيم الْأَمر وتفخيمه مَال رابح ضبط بِالْمُوَحَّدَةِ من الرِّبْح وبالمثناة تَحت أَي رابح عَلَيْك أجره ونفعه فِي الْآخِرَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 [999] لَو أعطيتهَا أخوالك كَذَا فِي الْأُصُول بِالْأُمِّ وَفِي البُخَارِيّ فِي رِوَايَة الْأصيلِيّ أخواتك بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة فَوق قَالَ القَاضِي وَلَعَلَّه أصح بِدَلِيل رِوَايَة الْمُوَطَّأ أعطيتهَا أختك قَالَ النَّوَوِيّ الْجَمِيع صَحِيح الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 [1000] وَلَو من حليكن بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام مُفردا يَجْزِي بِفَتْح الْيَاء أَي يَكْفِي فَذكرت ذَلِك لإِبْرَاهِيم قَالَ النَّوَوِيّ قَائِل ذَلِك الْأَعْمَش ومقصوده أَنه رَوَاهُ عَن شيخين شَقِيق وَأبي عُبَيْدَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 [1002] يحتسبها قَالَ النَّوَوِيّ طَرِيقه فِي الاحتساب أَن يتَذَكَّر أَنه يجب عَلَيْهِ الْإِنْفَاق على الزَّوْجَة والأطفال والمملوك وَنَحْوهم مِمَّن تجب نَفَقَته على حسب أَحْوَالهم وَاخْتِلَاف الْعلمَاء فيهم وَأَن غَيرهم مِمَّن ينْفق عَلَيْهِ مَنْدُوب إِلَى الْإِنْفَاق عَلَيْهِم فينفق بنيه أَدَاء مَا أَمر بِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 [1003] قدمت عَليّ أُمِّي اسْمهَا قيلة وَقيل قتيلة بنت عبد الْعُزَّى العامرية القرشية وَهِي راغبة قيل مَعْنَاهُ راغبة عَن الْإِسْلَام كارهة لَهُ وَقيل طامعة فِيمَا أعطيتهَا حريصة عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد قدمت عَليّ أُمِّي راغبة فِي عهد قُرَيْش وَهِي راغمة مُشركَة فَالْأولى راغبة بِالْبَاء أَي طامعة طالبة صلتي وَالثَّانيَِة بِالْمِيم أَي كارهة لِلْإِسْلَامِ ساخطة وَاخْتلف فِي إسْلَامهَا وَالْأَكْثَر أَنَّهَا مَاتَت مُشركَة [1004] افتلتت نَفسهَا بِالْفَاءِ مَبْنِيا للْمَفْعُول أَي مَاتَت فلتة أَي فَجْأَة ونفسها يرْوى بِالرَّفْع نَائِب الْفَاعِل وَبِالنَّصبِ مفعول ثَان وبإسقاط الْجَار وَالْأول هُوَ الْمُضمر الْقَائِم مقَام الْفَاعِل وَرَوَاهُ بن قُتَيْبَة اقتلتت بِالْقَافِ قَالَ وَهِي كلمة تقال لمن مَاتَ فَجْأَة وَيُقَال أَيْضا لمن قَتله الْحبّ والعشق أفلها أجر إِن تَصَدَّقت عَنْهَا الرِّوَايَة الصَّحِيحَة بِكَسْر الْهمزَة من إِن على الشّرطِيَّة وَلَا يَصح قَول من فتحهَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا سَأَلَ عَمَّا لم يَفْعَله الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 [1005] كل مَعْرُوف صَدَقَة أَي كل مَا يفعل من أَعمال الْبر وَالْخَيْر كَانَ ثَوَابه كثواب من تصدق بِالْمَالِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 [1006] الدُّثُور بِضَم الدَّال جمع دثر بِفَتْحِهَا وَهُوَ المَال الْكثير مَا تصدقُونَ الرِّوَايَة بتَشْديد الصَّاد وَالدَّال جَمِيعًا وكل تَكْبِيرَة صَدَقَة بِرَفْع صَدَقَة على الِاسْتِئْنَاف ونصبها عطفا على أَن بِكُل تَسْبِيحَة صَدَقَة وَكَذَا مَا بعده قَالَ القَاضِي يحمل تَسْمِيَتهَا صَدَقَة أَن لَهَا أجرا كَمَا للصدقة أجر وَأَن هَذِه الطَّاعَات تماثل الصَّدقَات فِي الأجور فسماها صَدَقَة على طَرِيق الْمُقَابلَة وتجنيس الْكَلَام وَقيل مَعْنَاهُ أَنَّهَا صَدَقَة على نَفسه وَأمر بِالْمَعْرُوفِ نكره إِشَارَة إِلَى ثُبُوت حكم الصَّدَقَة فِي كل فَرد من أَفْرَاد الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَفِي بضع أحدكُم صَدَقَة هُوَ بِضَم الْبَاء قَالَ النَّوَوِيّ يُطلق على الْجِمَاع وعَلى الْفرج نَفسه وَكِلَاهُمَا يَصح إِرَادَته هُنَا أَيَأتِي أحدكُم شَهْوَته وَيكون لَهُ فِيهَا أجر قَالَ الْقُرْطُبِيّ اسْتِفْهَام من استبعد حُصُول أجر بِفعل مستلذ يحث الطَّبْع عَلَيْهِ وَكَأن هَذَا الاستبعاد إِنَّمَا وَقع من تصفح الْأَكْثَر من الشَّرِيعَة وَهُوَ أَن الأجور إِنَّمَا تحصل فِي الْعِبَادَات الشاقة على النُّفُوس الْمُخَالفَة لَهَا أَرَأَيْتُم لَو وَضعهَا فِي حرَام أَكَانَ عَلَيْهِ وزر فَكَذَلِك إِذا وَضعهَا فِي الْحَلَال كَانَ لَهُ أجر زَاد الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان أتحتسبون بِالشَّرِّ وَلَا يحتسبون بِالْخَيرِ قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي الحَدِيث جَوَاز الْقيَاس وَهُوَ مَذْهَب الْعلمَاء كَافَّة إِلَّا الظَّاهِرِيَّة وَأما الْمَنْقُول عَن التَّابِعين وَنَحْوهم من ذمّ الْقيَاس فَلَيْسَ المُرَاد بِهِ الْقيَاس الَّذِي يعتمده الْفُقَهَاء والمجتهدون قَالَ وَهَذَا الْقيَاس الْمَذْكُور فِي الحَدِيث هُوَ قِيَاس الْعَكْس قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَحَاصِله رَاجع إِلَى إِعْطَاء كل وَاحِد من المتقابلين مَا يُقَابل بِهِ الآخر من الذوات وَالْأَحْكَام الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 [1007] إِنَّه خلق قَالَ الْقُرْطُبِيّ الضَّمِير فِي إِنَّه ضمير الشَّأْن وَالْأَمر مفصل بِفَتْح الْمِيم وَكسر الصَّاد قَالَ الْقُرْطُبِيّ والمفاصل الْعِظَام الَّتِي ينْفَصل بَعْضهَا من بعض وَقد سَمَّاهَا سلاميات قَالَ ومقصود الحَدِيث أَن الْعِظَام الَّتِي فِي الْإِنْسَان أصل وجوده وَبهَا حُصُول مَنَافِعه إِذْ لَا تتأتى الحركات والسكنات إِلَّا بهَا والأعصاب رباطات واللحوم والجلود حافظات وممكنات فَهِيَ إِذا أعظم نعم الله على الْإِنْسَان وَحقّ الْمُنعم عَلَيْهِ أَن يُقَابل كل نعْمَة مِنْهَا بشكر يَخُصهَا وَهِي أَن يُعْطي صَدَقَة كَمَا أعطي مَنْفَعَة لَكِن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لطف وخفف بِأَن جعل التسبيحة الْوَاحِدَة كالعطية وَكَذَلِكَ التحميدة وَغَيرهَا من أَعمال الْبر وأقواله وَإِن قل مقدارها وَأتم تَمام الْفضل أَن اكْتفى من ذَلِك كُله بِرَكْعَتَيْنِ فِي الضُّحَى عدد تِلْكَ السِّتين والثلاثمائة السلامى قَالَ الْقُرْطُبِيّ كَذَا وَقعت الرِّوَايَة وَصَوَابه فِي الْعَرَبيَّة وثلاثمائة السلامى لِأَنَّهُ لَا يجمع بَين الْإِضَافَة وَالْألف وَاللَّام وَقَالَ النَّوَوِيّ وَقع هُنَا إِضَافَة ثَلَاث إِلَى مائَة مَعَ تَعْرِيف الأول وتنكير الثَّانِي وَالْمَعْرُوف لأهل الْعَرَبيَّة عَكسه وَهُوَ تنكير الأول وتعريف الثَّانِي وَقد سبق جَوَابه فِي كتاب الْإِيمَان زحزح باعد يمشي قَالَ النَّوَوِيّ وَقع لأكْثر رُوَاة كتاب مُسلم الأول يمشي بِفَتْح الْيَاء وبالشين الْمُعْجَمَة وَالثَّانِي بضَمهَا وبالسين الْمُهْملَة ولبعضهم عَكسه وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَأما قَوْله بعده فِي رِوَايَة الدَّارمِيّ وَقَالَ فَإِنَّهُ يُمْسِي يَوْمئِذٍ فبالمهملة لَا غير وَأما قَوْله بعد فِي حَدِيث أبي بكر بن نَافِع وَقَالَ فَإِنَّهُ يمشي يَوْمئِذٍ فبالمعجمة باتفاقهم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 [1008] على كل مُسلم صَدَقَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ هُنَا مُطلق وَقد قيد فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة بقوله فِي كل يَوْم قَالَ فَظَاهر هَذَا اللَّفْظ الْوُجُوب وَلَكِن خففه الله تَعَالَى حَيْثُ جعل مَا خف من المندوبات مسْقطًا لَهُ لطفا مِنْهُ ذَا الْحَاجة صَاحبهَا الملهوف الْمُضْطَر إِلَيْهَا الَّذِي قد شغله همه بحاجته عَن كل مَا سواهَا يمسك عَن الشَّرّ فَإِنَّهَا صَدَقَة أَي على نَفسه كَمَا فِي رِوَايَة أُخْرَى وَالْمرَاد أَنه إِذا أمسك عَن الشَّرّ لله تَعَالَى كَانَ لَهُ أجر على ذَلِك كَمَا أَن للمتصدق بِالْمَالِ أجرا [1009] تعدل بَين الْإِثْنَيْنِ أَي تصلح بَينهمَا بِالْعَدْلِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 [1010] بن أبي مزرد بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة واسْمه عبد الرَّحْمَن بن يسَار اللَّهُمَّ أعْط منفقا خلفا قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا يعم الْوَاجِبَات والمندوبات اللَّهُمَّ أعْط ممسكا تلفا قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي الممسك عَن النَّفَقَات الْوَاجِبَات وَأما الممسك عَن المندوبات فقد لَا يسْتَحق هَذَا الدُّعَاء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يغلب عَلَيْهِ الْبُخْل بهَا وَإِن قلت كالحبة واللقمة فَهَذَا قد يتَنَاوَلهُ هَذَا الدُّعَاء لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون كَذَلِك لغَلَبَة صفة الْبُخْل المذمومة عَلَيْهِ وَقل مَا يكون كَذَلِك إِلَّا وَيبْخَل بِكَثِير من الْوَاجِبَات أَو لَا يطيب نفسا بهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 [1012] وَيرى الرجل بِضَم الْمُثَنَّاة تَحت يلذن بِهِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي يستترن ويحترزن من الملاذ الَّذِي هُوَ الستْرَة قَالَ النَّوَوِيّ أَي ينتمين إِلَيْهِ ليقوم بحوائجهن ويذب عَنْهُن وَفِي رِوَايَة بن براد وَترى الرجل بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 [157] حَتَّى تعود أَرض الْعَرَب مروجا وأنهارا قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ وَالله أعلم أَنهم يتركونها ويعرضون عَنْهَا فَتبقى مُهْملَة لَا تزرع وَلَا يسقى من مياهها وَذَلِكَ لقلَّة الرِّجَال وَكَثْرَة الحروب وتراكم الْفِتَن وَقرب السَّاعَة وَقلة الآمال وَعدم الْفَرَاغ لذَلِك والاهتمام بِهِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وتنصرف دواعي الْعَرَب عَن مُقْتَضى عَادَتهم من انتجاع الْغَيْث والارتحال عَن المواطن للحروب والغارات وَمن عزة النُّفُوس الْعَرَبيَّة الْكَرِيمَة الأبية إِلَى أَن يتقاعدوا عَن ذَلِك فيشتغلوا بغراسة الأَرْض وعمارتها وإجراء مياهها كَمَا قد شوهد فِي كثير من بِلَادهمْ وأحوالهم حَتَّى يهم رب المَال قَالَ النَّوَوِيّ ضبط بِوَجْهَيْنِ أَحدهمَا وَهُوَ الأجود وَالْأَشْهر بِضَم الْيَاء وَكسر الْهَاء وَيكون رب المَال مَنْصُوبًا مَفْعُولا وَالْفَاعِل من يقبله أَي يخزنه ويهتم لَهُ وَالثَّانِي بِفَتْح الْيَاء وَضم الْهَاء وَيكون رب المَال مَرْفُوعا فَاعِلا أَي يهم رب المَال بِمن يقبل صدقته أَي يَقْصِدهُ لَا أرب لَا حَاجَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 [1013] مُحَمَّد بن يزِيد الرِّفَاعِي مَنْسُوب إِلَى جده رِفَاعَة أفلاذ أكبادها قَالَ بن السّكيت الفلذة الْقطعَة من كبد الْبَعِير وَقَالَ غَيره هِيَ الْقطعَة من اللَّحْم قَالَ النَّوَوِيّ وَمعنى الحَدِيث التَّشْبِيه أَي تخرج مَا فِي جوفها من الْقطع المدفونة فِيهَا أَمْثَال الأسطوان بِضَم الْهمزَة والطاء جمع أسطوانة وَهِي السارية والعمود الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 [1014] إِلَّا الطّيب أَي الْحَلَال أَخذهَا الرَّحْمَن بِيَمِينِهِ وَإِن كَانَت تَمْرَة فتربوا فِي كف الرَّحْمَن قَالَ الْمَازرِيّ قد ذكرنَا اسْتِحَالَة الْجَارِحَة على الله تَعَالَى وَهَذَا الحَدِيث وَشبهه عبر بِهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَا اعتادوا فِي خطابهم ليفهموا فكنى هُنَا عَن قبُول الصَّدَقَة بأخذها بالكف وَعَن تَضْعِيف أجرهَا بالتربية قَالَ القَاضِي لما كَانَ الشَّيْء الَّذِي يُرْضِي يتلَقَّى بِالْيَمِينِ وَيُؤْخَذ بهَا اسْتعْمل فِي مثل هَذَا واستعير للقبول وَالرِّضَا كَمَا قَالَ الشَّاعِر إِذا مَا راية رفعت لمجد تلقاها عرابة بِالْيَمِينِ قَالَ وَقيل عبر بِالْيَمِينِ هُنَا عَن جِهَة الْقبُول وَالرِّضَا إِذْ الشمَال بضده فِي هَذَا قَالَ وَقيل المُرَاد بكف الرَّحْمَن هُنَا وب يَمِينه كف الَّذِي يدْفع إِلَيْهِ الصَّدَقَة وأضافه إِلَى اله تَعَالَى إِضَافَة ملك واختصاص لوضع هَذِه الصدقه فِيهَا لله تَعَالَى وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ يحْتَمل أَن يكون الْكَفّ عبارَة عَن كفة الْمِيزَان الَّذِي يُوزن فِيهِ الْأَعْمَال فَيكون من بَاب حذف الْمُضَاف كَأَنَّهُ قَالَ فتربوا فِي كفة ميزَان الرَّحْمَن قَالَ وَيجوز أَن يكون مصدر كف كفا وَيكون مَعْنَاهُ الْحِفْظ والصيانة فَكَأَنَّهُ قَالَ تِلْكَ الصَّدَقَة فِي حفظ الله وكلئه فَلَا ينقص ثَوَابهَا وَلَا يبطل جزاؤها حَتَّى تكون أعظم من الْجَبَل قيل هُوَ على ظَاهره وَأَن ذَاتهَا تعظم ويبارك الله فِيهَا ويزيدها من فَضله حَتَّى تثقل فِي الْمِيزَان وَقيل المُرَاد بذلك تَعْظِيم أجرهَا وتضعيف ثَوَابهَا فلوه فِيهِ لُغَتَانِ أشهرها فتح الْفَاء وَضم اللَّام وَتَشْديد الْوَاو وَالثَّانيَِة كسر الْفَاء وَسُكُون اللَّام وَتَخْفِيف الْوَاو وَهُوَ الْمهْر سمي بذلك لِأَنَّهُ فَلَا عَن أمه أَي فصل وعزل وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ الفلو فِي الْإِبِل كَالصَّبِيِّ فِي الرِّجَال أَو فَصِيله وَهُوَ ولد النَّاقة إِذا فصل من رضَاع أمه ك جريح وقتيل بِمَعْنى مَجْرُوح ومقتول أَو قلوصة بِفَتْح الْقَاف وَضم اللَّام النَّاقة الْفتية وَلَا تطلق على الذّكر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 [1015] إِن الله طيب قَالَ القَاضِي هُوَ صفة لله بِمَعْنى المنزه عَن النقائص فَهُوَ بِمَعْنى القدوس زَاد الْقُرْطُبِيّ وَقيل طيب الثَّنَاء ومستلذ الْأَسْمَاء عِنْد العارفين بهَا قَالَ وعَلى هَذَا ف طيب من أَسْمَائِهِ الْحسنى ومعدود فِي جُمْلَتهَا الْمَأْخُوذَة من السّنة ك الْجَمِيل والنظيف على قَول من رَوَاهُ وَإِن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَمر الْمُؤمنِينَ بِمَا أَمر بِهِ الْمُرْسلين قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي سوى بَينهم فِي الْخطاب بِوُجُوب أكل الْحَلَال يُطِيل السّفر قَالَ النَّوَوِيّ أَي فِي وُجُوه الطَّاعَات كحج وزيارة مُسْتَحبَّة وصلَة رحم وَغير ذَلِك قَالَ الْقُرْطُبِيّ إِلَّا أَن قَوْله أَشْعَث أغبر يدل على الْمحرم قَالَ والشعث فِي الشّعْر والغبرة فِي سَائِر الْجَسَد يمد يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء أَي عِنْد الدُّعَاء قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا يدل على مَشْرُوعِيَّة مد الْيَدَيْنِ عِنْده وغذي بِضَم الْغَيْن وَتَخْفِيف الذَّال الْمَكْسُورَة فَأنى يُسْتَجَاب لذَلِك قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي كَيفَ على جِهَة الاستبعاد وَمَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ أَهلا لإجابة دُعَائِهِ وَلَكِن يجوز أَن يستجيب الله لَهُ فضلا وكرما الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 [1016] بشق تَمْرَة بِكَسْر الشين نصفهَا وجانبها ترجمان بِفَتْح التَّاء وَضمّهَا الْمعبر عَن لِسَان بِلِسَان أَيمن مِنْهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ بِالنّصب على الظّرْف وَكَذَا أشأم مِنْهُ وَيَعْنِي بهما يَمِينه وشماله مَأْخُوذَة من الْيَد الْيُمْنَى والشؤمى فَاتَّقُوا النَّار أَي اجعلوا بَيْنكُم وَبَينهَا وقاية من الصَّدقَات وأعمال الْبر وَلَو بِكَلِمَة طيبَة قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ أَنَّهَا سَبَب للنجاة من النَّار وَهِي الْكَلِمَة الَّتِي فِيهَا تطييب قلب إِنْسَان إِذا كَانَت مُبَاحَة أَو طَاعَة وأشاح بالشين الْمُعْجَمَة والحاء الْمُهْملَة قَالَ الْخَلِيل أشاح بِوَجْهِهِ عَن الشَّيْء نحاه عَنهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا هُوَ مَعْنَاهُ فِي الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْأَكْثَرُونَ المشيح الحذر والجاد فِي الْأَمر وَقيل الْمقبل وَقيل الهارب وَقيل الْمقبل إِلَيْك الْمَانِع لما وَرَاء ظَهره قَالَ فأشاح يحْتَمل هَذِه الْمعَانِي أَي حذر النَّار كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهَا أَو جد فِي الْإِيضَاح بإيقانها أَو أقبل إِلَيْك خطابا أَو أعرض كالهارب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 [1017] مجتابي النمار بِكَسْر النُّون جمع نمرة بِفَتْحِهَا وَهِي ثِيَاب صوف فِيهَا تنمير أَي خرقوها وقوروا وَسطهَا فتمعر بِالْعينِ الْمُهْملَة أَي تغير كومين ضبط بِفَتْح الْكَاف وَضمّهَا قَالَ بن سراج هُوَ بِالضَّمِّ اسْم لما كوم وبالفتح الْمرة الْوَاحِدَة والكومة الصُّبْرَة والكوم الْعَظِيم من كل شَيْء والكوم الْمَكَان الْمُرْتَفع كالرابية قَالَ الشارحون وَالْفَتْح هُنَا أولى لِأَنَّهُ شبه مَا اجْتمع هُنَاكَ بالكوم الَّذِي هُوَ الرابية يَتَهَلَّل أَي يستبشر فَرحا وسرورا كَأَنَّهُ مذْهبه ضَبطه الْجُمْهُور بذال مُعْجمَة وَفتح الْهَاء وباء مُوَحدَة فَقيل مَعْنَاهُ فضَّة مذهبَة وَهُوَ أبلغ فِي حسن الْوَجْه وإشراقه كَمَا قَالَ الشَّاعِر كَأَنَّهَا فضَّة قد مَسهَا ذهب وَقيل مَعْنَاهُ كَأَنَّهُ آلَة مذهبَة كَمَا يذهب من الْجُلُود والسروج والأقداح وَغير ذَلِك وَيجْعَل طرائق يَتْلُو بَعْضهَا بَعْضًا وَضَبطه الْحميدِي بدال مُهْملَة وَضم الْهَاء وَنون وَقَالَ المدهن الْإِنَاء الَّذِي يدهن فِيهِ وَهُوَ أَيْضا اسْم للنقرة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا مَاء الْمَطَر فَشبه وَجهه الْكَرِيم بصفاء هَذَا المَاء وبصفاء الدّهن والمدهن قَالَ القَاضِي وَغَيره هَذَا تَصْحِيف وَالصَّوَاب الأول [1018] نحامل على ظُهُورنَا أَي نحمل عَلَيْهَا بِأُجْرَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 [1019] بعس بِضَم الْعين وَتَشْديد السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ الْقدح الْكَبِير الضخم وَرُوِيَ بعسا بِفَتْح الْعين وَكسرهَا وسين مُهْملَة وَفسّر ب الْعس الْكَبِير وَرُوِيَ بعشا بشين مُعْجمَة وَمد قَالَ القَاضِي وَهَذِه لأكْثر رَوَاهُ مُسلم [1020] من منح منيحة بِفَتْح الْمِيم وياء وَفِي بعض النّسخ منحة بِحَذْف الْيَاء وَالْمِيم الْمَكْسُورَة قَالَ النَّوَوِيّ قد تكون المنيحة عَطِيَّة الرَّقَبَة بمنافعها وَهِي الْهِبَة وَقد تكون عَطِيَّة اللَّبن أَو الثَّمر مُدَّة والرقبة بَاقِيَة على ملك صَاحبهَا فيردها إِلَيْهِ إِذا انْقَضى اللَّبن أَو الثَّمر الْمَأْذُون فِيهِ صبوحها وغبوقها بِالنّصب على الظّرْف وَقيل بِالْجَرِّ على الْبَدَل من صَدَقَة والصبوح بِفَتْح الصَّاد الشّرْب أول النَّهَار والغبوق بِفَتْح الْغَيْن الشّرْب أول اللَّيْل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 [1021] حَدثنَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ وَقَالَ بن جريج كَذَا فِي الْأُصُول بِالْوَاو لِأَن بن عُيَيْنَة قَالَ لعَمْرو قَالَ بن جريج كَذَا فَإِذا روى عَمْرو الثَّانِي من تِلْكَ الْأَحَادِيث أَتَى بِالْوَاو لِأَن بن عُيَيْنَة قَالَ فِي الثَّانِي وَقَالَ بن جريج كَذَا مثل الْمُنفق والمتصدق قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول وَقَالَ القَاضِي وَغَيره وَهُوَ وهم وَصَوَابه مثل الْبَخِيل والمتصدق كَمَا فِي سَائِر الرِّوَايَات قَالَ وَفِي بعض الْأُصُول والمصدق بِحَذْف التَّاء وَتَشْديد الصَّاد كَمثل رجل قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول كلهَا بِالْإِفْرَادِ وَالظَّاهِر أَنه تَغْيِير من بعض الروَاة وَصَوَابه كَمثل رجلَيْنِ جبتان أَو جنتان الأول بِالْبَاء وَالثَّانِي بالنُّون وَفِي بعض الْأُصُول عَكسه من لدن ثديهما كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِضَم الثَّاء وَتَشْديد الْيَاء على الْجمع وَفِي بَعْضهَا ثدييهما بالتثنية سبغت عَلَيْهِ أَي كملت وَرُوِيَ اتسعت من السعَة أَو مرت كَذَا فِي النّسخ بالراء وَصَوَابه مدت بِالدَّال بِمَعْنى سبغت وَقد يَصح مرت على نَحْو هَذَا الْمَعْنى قلصت تقبضت وانضمت وَأخذت كل حَلقَة موضعهَا حَتَّى تجن بنانه وَتَعْفُو أَثَره قَالَ القَاضِي هَذَا وهم من الروَاة لِأَن هَذِه الْجُمْلَة إِنَّمَا هِيَ فِي الْمُتَصَدّق لَا فِي الْبَخِيل وَمعنى يجن بنانه بِالْجِيم وَالنُّون تستر أنامله وَوهم بَعضهم فَرَوَاهُ تحز بِالْحَاء وَالزَّاي وَوهم آخر فَرَوَاهُ ثِيَابه بِالْبَاء والمثلثة جمع ثوب وَمعنى وَتَعْفُو أَثَره يمحو أثر مَشْيه بسبوغها وكمالها وَهُوَ تَمْثِيل لنماء المَال بِالصَّدَقَةِ والإنفاق والبخيل بضد ذَلِك وَقيل هُوَ تَمْثِيل لِكَثْرَة الْجُود وَالْبخل وَأَن الْمُعْطِي إِذا أعْطى انبسطت يَدَاهُ بالعطاء وتعود ذَلِك وَإِذا أمسك صَار ذَلِك عَادَة لَهُ وَقيل معنى يمحو أَثَره تذْهب بخطاياه وَنَحْوهَا وَقيل ضرب الْمثل عَادَة بهما لِأَن الْمُنفق يستر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عوراته فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة كستر هَذِه الْجُبَّة لَابسهَا والبخيل كمن لبس جُبَّة إِلَى ثدييه فَبَقيَ مكشوفا بَادِي الْعَوْرَة مفتضحا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة جنتان من حَدِيد تَثْنِيَة جنَّة وَهِي الدرْع فَلَو رَأَيْته بِفَتْح التَّاء وَلَا توسع بِفَتْح التَّاء وَأَصله تتوسع [1023] أحد المتصدقين بِفَتْح الْقَاف على التَّثْنِيَة أَي لَهُ أجر متصدق قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَيصِح أَن يُقَال على الْجمع وَإِن لم يرو أَي أَنه من جملَة المتصدقين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 [1024] وللخازن مثل ذَلِك قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن لَهُ مُشَاركَة فِي الْأجر وَلَا يلْزم أَن يكون مثل الْمُتَصَدّق سَوَاء بل يكون مثله وَقد يكون أقل وَقد يكون أَكثر فَلَو أعْطى الْمَالِك لخازنه مائَة دِرْهَم ليوصلها إِلَى فَقير على بَاب دَاره فأجر الْمَالِك أَكثر أَو أعْطى رغيفا ليوصله إِلَى من فِي مَسَافَة بعيدَة فأجر الخازن أَكثر من غير أَن ينتقص من أُجُورهم شَيْئا قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بِالنّصب على إِضْمَار الْفَاعِل أَي ينتقص الله أَو الزَّوْج من أجر الْمَرْأَة والخازن وَجمع ضميرهما على هَذَا مجَازًا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 [1025] آبي اللَّحْم بِهَمْزَة ممدودة اسْمه عبد الله وَقيل الْحُوَيْرِث وَقيل خلف صَحَابِيّ اسْتشْهد يَوْم حنين لقب بذلك لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَأْكُل اللَّحْم وَقيل لَا يَأْكُل مَا ذبح للأصنام وَقيل لما ضرب عَبده على دفع اللَّحْم سمي بذلك وَرجحه الْقُرْطُبِيّ وَالْأَجْر بَيْنكُمَا قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ مَعْنَاهُ أَن الْأجر الَّذِي لأَحَدهمَا يزدحمان فِيهِ بل مَعْنَاهُ أَن هَذِه الصَّدَقَة يَتَرَتَّب على جُمْلَتهَا ثَوَاب على قدر المَال وَالْعَمَل فَيكون ذَلِك مقسوما بَينهمَا لهَذَا نصيب بِمَالِه وَلِهَذَا نصيب بِعَمَلِهِ نِصْفَانِ قَالَ النَّوَوِيّ أَي قِسْمَانِ وَإِن كَانَ أَحدهمَا أَكثر كَمَا قَالَ الشَّاعِر إِذا مت كَانَ النَّاس نِصْفَانِ شامت وَآخر مثن بِالَّذِي كنت أصنع قَالَ وَأَشَارَ القَاضِي إِلَى أَنه يحْتَمل أَن يكون سَوَاء لِأَن الْأجر فضل من الله تَعَالَى وَلَا يدْرك بِقِيَاس وَلَا هُوَ بِحَسب الْأَعْمَال وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يَشَاء قَالَ وَالْمُخْتَار الأول الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 [1026] لَا تصم الْمَرْأَة وبعلها شَاهد أَي مُقيم فِي الْبَلَد وَالْمرَاد صَوْم التَّطَوُّع وَالنَّهْي للتَّحْرِيم صرح بِهِ أَصْحَابنَا وَلَا تَأذن فِي بَيته وَهُوَ شَاهد إِلَّا بِإِذْنِهِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ علته أَن ذَلِك يشوش على الزَّوْج مَقْصُوده وخلوته بهَا قَالَ وَبِهَذَا تظهر الْمُنَاسبَة بَين هَذَا النَّهْي وَبَين النَّهْي عَن الصَّوْم قَالَ وَقَالَ بعض الْأَئِمَّة هُوَ مُعَلل بِأَن الْبَيْت ملك الزَّوْج وإذنها فِي دُخُوله تصرف فِيمَا لَا تملك قَالَ وَهَذَا فِيهِ بعد إِذْ لَو كَانَ مُعَللا بذلك لاستوى حُضُور الزَّوْج وغيبته وَمَا أنفقت من كَسبه قَالَ الْقُرْطُبِيّ مَحْمُول على الطَّعَام وَنَحْوه من غير أمره قَالَ النَّوَوِيّ أَي الصَّرِيح فِي ذَلِك الْقدر الْمعِين وَيكون مَعهَا إِذن عَام سَابق متناول لهَذَا الْقدر وَغَيره صَرِيحًا أَو عرفا قَالَ وَلَا بُد من هَذَا التَّأْوِيل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 [1027] من أنْفق زَوْجَيْنِ فِي بعض طرق الحَدِيث قيل وَمَا زوجان قَالَ فرسَان أَو عَبْدَانِ أَو بعيران وَقَالَ بن عَرَفَة كل شَيْء قرن بمصاحبة فَهُوَ زوج وَقيل وَيحْتَمل أَن مثل يكون الحَدِيث فِي جَمِيع أَعمال الْبر من صَلَاتَيْنِ أَو صِيَام يَوْمَيْنِ أَو شفع صَدَقَة بِأُخْرَى وَيدل على قَوْله فِي بَقِيَّة الحَدِيث فَمن كَانَ من أهل الصَّلَاة وَمن كَانَ من أهل الصّيام وَالزَّوْج الصِّنْف وَمِنْه وكنتم أَزْوَاجًا ثَلَاثَة فِي سَبِيل الله هُوَ عَام فِي جَمِيع وُجُوه الْخَيْر وَقيل مَخْصُوص بِالْجِهَادِ هَذَا خير قيل هُوَ اسْم أَي ثَوَاب وغبطة وَقيل أفعل تَفْضِيل أَي هَذَا فِيمَا نعتقد خير لَك من غَيره من الْأَبْوَاب لِكَثْرَة ثَوَابه ونعيمة فَيُقَال فَادْخُلْ مِنْهُ قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا بُد من تَقْدِير مَا ذَكرْنَاهُ أَن كل مُنَاد يعْتَقد أَن ذَلِك الْبَاب أفضل من غَيره فَمن كَانَ من أهل الصَّلَاة إِلَى آخِره أَي من المكثرين للتطوع من ذَلِك النَّوْع بِحَيْثُ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ فِي عمله وَلَيْسَ المُرَاد الْوَاجِبَات لِاسْتِوَاء النَّاس فِيهَا قَالَه الْقُرْطُبِيّ من بَاب الريان سمي بذلك على جِهَة مُقَابلَة العطشان لِأَنَّهُ جوزي على عطشه بِالريِّ الدَّائِم فِي الْجنَّة الَّتِي يدْخل إِلَيْهَا من ذَلِك الْبَاب فَهَل يدعى أحد من تِلْكَ الْأَبْوَاب كلهَا أَي هَل يحصل لأحد الْإِكْثَار من تطوعات الْبر كلهَا مَا يتأهل بِهِ للدُّعَاء من كل الْأَبْوَاب وَذكر فِي الحَدِيث من أَبْوَاب الْجنَّة الثَّمَانِية أَرْبَعَة بَاب الصَّلَاة وَبَاب الصَّدَقَة وَبَاب الصّيام وَبَاب الْجِهَاد قَالَ القَاضِي وَجَاء ذكر بَقِيَّة الْأَبْوَاب فِي أَحَادِيث أخر بَاب التَّوْبَة وَبَاب الكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس وَبَاب الراضين وَالْبَاب الْأَيْمن الَّذِي يدْخل مِنْهُ من لَا حِسَاب عَلَيْهِ أَي فل بِضَم اللَّام مرخم فلَان وَقيل لُغَة فِيهِ لَا توى بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق مَقْصُور لَا هَلَاك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 [1029] انفحي بِفَتْح الْفَاء وحاء مُهْملَة أَي أعطي انضحي بِكَسْر الضَّاد أَي أعطي أَيْضا وَهُوَ أبلغ من انفحي وَلَا تحصي أَي لَا تمنعي وَقيل لَا تعديه فتستكثريه فَيكون سَببا لانْقِطَاع إنفاقك فيحصي الله عَلَيْك هُوَ من المشاكلة على حد ومكروا ومكر الله ارضخي أَي أعطي بِغَيْر تَقْدِير وَلَا توعي فيوعي الله عَلَيْك أَي لَا تمسكي المَال فِي الْوِعَاء فَيمسك الله فَضله وثوابه عَنْك وَفِي رِوَايَة وَلَا توكي فيوكي عَلَيْك أَي لَا تربطي والوكاء الْخَيط الَّذِي يشد بِهِ [1030] يَا نسَاء المسلمات ضبط بِنصب نسَاء وجر المسلمات على الْإِضَافَة من إِضَافَة الْأَعَمّ إِلَى الْأَخَص كمسجد الْجَامِع على تَقْدِير يَا نسَاء الْأَنْفس المسلمات وَقيل تَقْدِيره يَا فاضلات المسلمات كَمَا يُقَال هَؤُلَاءِ رجال الْقَوْم أَي سادتهم وأفاضلهم وبرفع نسَاء وَالْمُسلمَات مَعًا على النداء أَو الصّفة أَي يَا أيتها النِّسَاء المسلمات وبرفع نسَاء وَكسر المسلمات على انه مَنْصُوب على الصّفة على الْموضع كَمَا يُقَال يَا زيد الْعَاقِل بِرَفْع الْعَاقِل ونصبه لَا تحقرن جَارة لجارتها وَلَو فرسن شَاة بِكَسْر الْفَاء وَالسِّين الظلْف وَأَصله فِي الْإِبِل وَهُوَ فِيهَا كالقدم فِي الْإِنْسَان وَيُطلق على كل الْغنم اسْتِعَارَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا النَّهْي عَن الاحتقار نهي للمطيعة أَن لَا تمْتَنع من إهداء الْقَلِيل لجارتها لاستقلاله وَقيل هُوَ نهي للمعطاة عَن الاحتقار الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 [1031] فِي ظله أَي ظلّ عَرْشه كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة أُخْرَى يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد يَوْم الْقِيَامَة إِذا قَامَ النَّاس لرب الْعَالمين وَقربت الشَّمْس من الرُّءُوس وَاشْتَدَّ عَلَيْهِم حرهَا وَأَخذهم الْعرق وَلَا ظلّ هُنَاكَ لشَيْء إِلَّا الْعَرْش وَقد يُرَاد بِهِ ظلّ الْجنَّة وَهُوَ نعيمها والكون فِيهَا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى وندخلهم ظلا ظليلا قَالَ القَاضِي وَقَالَ بن دِينَار المُرَاد بالظل هُنَا الْكَرَامَة والكنف والأمن من المكاره فِي ذَلِك الْوَقْت وَلَيْسَ المُرَاد ظلّ الشَّمْس وَمَا قَالَه مَعْلُوم فِي اللِّسَان يُقَال فلَان فِي ظلّ فلَان أَي فِي كنفه وحمايته وَهَذَا أولى الْأَقْوَال وَتَكون إِضَافَته إِلَى الْعَرْش لِأَنَّهُ مَكَان التَّقْرِيب والكرامة وَإِلَّا فالشمس وَسَائِر الْعَالم تَحت الْعَرْش وَفِي ظله الإِمَام الْعَادِل قَالُوا هُوَ كل من إِلَيْهِ نظر فِي شَيْء من أُمُور الْمُسلمين وَبَدَأَ بِهِ لِكَثْرَة حفاظه وَعُمُوم نَفعه وشاب نَشأ بِعبَادة الله كَذَا فِي الْأُصُول بِالْبَاء وَهِي للمصاحبة أَي نَشأ متلبسا بهَا مصاحبا لَهَا قَالَه النَّوَوِيّ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَيحْتَمل أَن يكون بِمَعْنى فِي كَمَا فِي غير مُسلم نَشأ فِي عبَادَة الله كَمَا وَردت فِي بِمَعْنى الب فِي قَوْله يَأْتِيهم الله فِي ظلل قَالَ وَنَشَأ ثَبت وابتدأ أَي لم تكن لَهُ صبوة قلبه مُعَلّق كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا مُتَعَلق بِالتَّاءِ فِي الْمَسَاجِد فِي غير هَذِه الرِّوَايَة بالمساجد أَي شَدِيد الْحبّ لَهَا والملازمة للْجَمَاعَة فِيهَا وَلَيْسَ مَعْنَاهُ دوَام الْقعُود فِيهَا اجْتمعَا عَلَيْهِ وتفرقا عَلَيْهِ مَعْنَاهُ اجْتمعَا على حب الله وافترقا على حب الله أَي كَانَ سَبَب اجْتِمَاعهمَا حب الله واستمرا على ذَلِك حَتَّى تفَرقا من مجلسهما وهما صادقان فِي حب كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه لله تَعَالَى حَال اجْتِمَاعهمَا وافتراقهما دَعَتْهُ امْرَأَة أَي عرضت نَفسهَا عَلَيْهِ للزنى بهَا وَقيل النِّكَاح فخاف الْعَجز عَن الْقيام بِحَقِّهَا لِأَن الْخَوْف من الله شغله عَن لذات الدُّنْيَا وشهواتها ذَات منصب أَي نسب وَحسب وَشرف فَقَالَ إِنِّي أَخَاف الله قَالَ القَاضِي يحْتَمل قَول ذَلِك بِلِسَانِهِ وَيحْتَمل قَوْله فِي قلبه ليزجر نَفسه لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله كَذَا وَقع فِي جَمِيع رِوَايَات مُسلم وَالْمَعْرُوف فِي غَيره لَا تعلم شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه وَهُوَ وَجه الْكَلَام لِأَن الْمَعْرُوف فِي النَّفَقَة أَن محلهَا الْيَمين قَالَ القَاضِي وَيُشبه أَن يكون الْوَهم فِيهَا من النَّاقِل عَن مُسلم لَا من مُسلم بِدَلِيل إِدْخَاله بعده حَدِيث مَالك وَقَالَ بِمثل حَدِيث عبيد وَبَين الْخلاف فِيهِ فِي قَوْله وَقَالَ رجل مُعَلّق بِالْمَسْجِدِ إِذا خرج مِنْهُ حَتَّى يعود فَلَو كَانَ مَا رَوَاهُ مُخَالفا لرِوَايَة مَالك لنبه عَلَيْهِ كَمَا نبه على هَذَا قَالَ الْعلمَاء وَهَذَا فِي صَدَقَة التَّطَوُّع أما الزَّكَاة الْوَاجِبَة فإعلانها أفضل وَضرب الْمثل بِالْيَمِينِ وَالشمَال لقربهما وملازمتهما وَالْمعْنَى لَو قدرت الشمَال رجلا متيقظا لما علم صدقه الْيَمين لمبالغته فِي الْإخْفَاء وَقيل المُرَاد من عَن يَمِينه وشماله من النَّاس قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَقد سمعنَا من بعض الْمَشَايِخ أَن ذَلِك أَن يتَصَدَّق على الضَّعِيف فِي صُورَة المُشْتَرِي مِنْهُ فَيدْفَع لَهُ درهما مثلا فِي شَيْء يُسَاوِي نصف دِرْهَم فالصورة مبايعة والحقيقة صَدَقَة قَالَ وَهُوَ اعْتِبَار حسن ذكر الله خَالِيا قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي من الْخلق وَمن الِالْتِفَات إِلَى غير الله فَفَاضَتْ عَيناهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ فيض الْعين بكاؤها وَهُوَ على حسب حَال الذاكر وبحسب مَا ينْكَشف لَهُ من أَوْصَافه تَعَالَى فَإِن انْكَشَفَ لَهُ غَضَبه وَسخطه فبكاؤه عَن خوف وَإِن انْكَشَفَ جماله وجلاله فبكاؤه عَن محبَّة وشوق وَهَكَذَا يَتلون الذاكر بتلون مَا يذكر من الْأَسْمَاء وَالصِّفَات قَالَ وَهَذَا الحَدِيث جدير بِأَن يمعن فِيهِ النّظر ويستخرج مَا فِيهِ من العبر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 [1032] وَأَنت صَحِيح شحيح فِيهِ الجناس اللَّاحِق قَالَ الْخطابِيّ الشُّح أَعم من الْبُخْل وَكَأن الشُّح جنس وَالْبخل نوع وَأكْثر مَا يُقَال الْبُخْل فِي أَفْرَاد الْأُمُور وَالشح عَام كالوصف اللَّازِم وَمَا هُوَ من قبل الطَّبْع قَالَ فَمَعْنَى الحَدِيث أَن الشُّح غَالب فِي حَال الصِّحَّة فَإِذا سمح فِيهَا وَتصدق كَانَ أصدق فِي نِيَّته وَأعظم لأجره بِخِلَاف من أشرف على الْمَوْت وأيس من الْحَيَاة وَرَأى مصير المَال لغيره فَإِن صدقته حِينَئِذٍ نَاقِصَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى حَال الصِّحَّة وَالشح ورجاء الْبَقَاء وَخَوف الْفقر وَعبر الْقُرْطُبِيّ عَن معنى كَلَام الْخطابِيّ بقوله الشُّح الْمَنْع مُطلقًا يعم منع المَال وَغَيره وَالْبخل بِالْمَالِ فَهُوَ نوع مِنْهُ وَتَأمل الْغنى بِضَم الْمِيم أَي تطمع بِهِ حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم أَي الرّوح وَإِن لم يجر لَهَا ذكر لدلَالَة الْحَال عَلَيْهَا والحلقوم الْحلق وَالْمرَاد قاربت بُلُوغه إِذْ لَو بلغته حَقِيقَة لم تصح وَصيته وَلَا صدقته وَلَا شَيْء من تَصَرُّفَاته بِاتِّفَاق الْفُقَهَاء قَالَه النَّوَوِيّ أَلا وَقد كَانَ لفُلَان قَالَ الْخطابِيّ المُرَاد بِهِ الْوَارِث وَقَالَ غَيره المُرَاد بِهِ سبق الْقَضَاء للْمُوصى بِهِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهُوَ الْأَظْهر وَقَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن يكون الْمَعْنى أَنه خرج عَن تصرفه وَكَمَال ملكه واستقلاله بِمَا شَاءَ من التَّصَرُّف وَلَيْسَ لَهُ فِي وَصيته كَبِير ثَوَاب بِالنِّسْبَةِ إِلَى صَدَقَة الصَّحِيح الشحيح أما استفتاح وَأَبِيك هِيَ لَفْظَة تجْرِي على اللِّسَان من غير تعمد فَلَا تكون يَمِينا وَلَا مَنْهِيّا عَنْهَا لَتُنَبَّأَنَّهُ أَي لتخبرن بِهِ حَتَّى تعلمه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 [1033] يذكر الصَّدَقَة وَالتَّعَفُّف عَن الْمَسْأَلَة أَي يحض الْغَنِيّ عَن الصَّدَقَة وَالْفَقِير على التعفف وَالْيَد الْعليا المنفقة والسفلى السائلة قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا نَص يدْفع تعسف من تعسف فِي تَأْوِيله غير أَنه وَقع فِي بعض طرقه عِنْد أبي دَاوُد بدل المنفقة المتعففة قَالَ وَقَالَ أَكْثَرهم المنفقة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 [1034] خير الصَّدَقَة عَن ظهر غنى أَي مَا أبقت بعْدهَا عَنى يعتمده صَاحبهَا ويستظهر بِهِ ع مَصَالِحه قَالَه الْخطابِيّ وَجزم بِهِ النَّوَوِيّ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي مَا كَانَ بعد الْقيام بِحُقُوق النَّفس وَحُقُوق الْعِيَال قَالَ رجل لَهُ دِرْهَمَانِ فَتصدق بِأَحَدِهِمَا وَرجل لَهُ مَال كثير فَأخذ من عرض مَاله مائَة ألف فَتصدق بهَا قَالَ وعَلى مَا أولنا بِهِ الْغنى يرْتَفع التَّعَارُض قَالَ وَبَيَانه أَن الْغنى يَعْنِي بِهِ فِي الحَدِيث حُصُول مَا يدْفع بِهِ الْحَاجَات الضرورية كَالْأَكْلِ عِنْد الْجُوع المشوش الَّذِي لاصبر عَلَيْهِ وَستر الْعَوْرَة وَالْحَاجة إِلَى مَا يدْفع عَن نَفسه الْأَذَى وَمَا هَذَا سَبيله لَا يجوز الإيثار بِهِ وَلَا التَّصَدُّق بل يحرم فَإِذا سَقَطت هَذِه الْوَاجِبَات صَحَّ الإيثار وَكَانَت صدقته هِيَ الْأَفْضَل لأجل مَا يحملهُ من مضض الْحَاجة وَشدَّة الْمَشَقَّة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 [1035] خضرَة حلوة قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي رَوْضَة خضراء أَو شَجَرَة ناعمة غضة مستحلاة الطّعْم وَقَالَ النَّوَوِيّ شبهه فِي الرَّغْبَة فِيهِ والميل إِلَيْهِ وحرص النُّفُوس عَلَيْهِ بالفاكهة الخضراء الحلوة المستلذة فَإِن الْأَخْضَر مَرْغُوب فِيهِ على انْفِرَاده فاجتماعهما أَشد وَفِيه إِشَارَة إِلَى عدم بَقَائِهِ لِأَن الخضروات لَا تبقى وَلَا ترَاد للبقاء فَمن أَخذه بِطيب نفس هُوَ عَائِد إِلَى الْآخِذ أَي بِغَيْر سُؤال وَلَا تطلع وَلَا حرص وَقيل إِلَى الدَّافِع أَي أَخذه مِمَّن يَدْفَعهُ منشرحا بِدَفْعِهِ إِلَيْهِ لَا بسؤال اضطره إِلَيْهِ أَو نَحوه مِمَّا لَا تطيب مَعَه نفس الدَّافِع بورك لَهُ فِيهِ أَي انْتفع بِهِ فِي الدُّنْيَا بالتنمية وَفِي الْآخِرَة بِأَجْر النَّفَقَة قَالَه الْقُرْطُبِيّ وَمن أَخذه بإشراف نفس بشين مُعْجمَة وَهُوَ تطلعها إِلَيْهِ وحرصها وتشوفها وطمعها فِيهِ لم يُبَارك لَهُ فِيهِ أَي لم ينْتَفع بِهِ إِذْ لَا يجد لَذَّة نَفَقَته وَلَا ثَوَاب صدقته بل يتعب بجمعه ويدمر بِمَنْعه وَلَا يصل إِلَى شَيْء من نَفعه وَكَانَ كَالَّذي يَأْكُل وَلَا يشْبع قيل هُوَ الَّذِي بِهِ دَاء لَا يشْبع بِسَبَبِهِ وَقيل يحْتَمل تشبيهه بالبهيمة الراعية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 [1036] إِنَّك إِن تبذل بِفَتْح همزَة أَن قَالَه النَّوَوِيّ قلت فَهِيَ ناصبة للمضارع وَهِي ومنصوبها فِي تَأْوِيل الْمصدر وَفِي مَحل رفع بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَر خير على حد وَأَن تَصُومُوا خير لكم الْفضل قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي بِهِ الْفَاضِل عَن الكفاف وَأَن تمسكه شَرّ لَك قَالَ النَّوَوِيّ لِأَنَّهُ إِذا أمْسكهُ عَن الْوَاجِب اسْتحق الْعقَاب عَلَيْهِ أَو عَن الْمَنْدُوب فقد نقص ثَوَابه وفوت مصلحَة نَفسه فِي آخرته وَذَلِكَ شَرّ وَكَذَا قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَقَالَ إِنَّه نَظِير حَدِيث وَشر صُفُوف الرِّجَال آخرهَا وَالْمعْنَى أَنه أقل ثَوابًا وَأَقُول الَّذِي عِنْدِي فِي هَذَا الحَدِيث أَنه من المنسوخات وَأَنه ورد على سنَن قَوْله تَعَالَى ويسألونك مَاذَا يُنْفقُونَ قل الْعَفو وَقَوله خُذ الْعَفو أَي الْفضل ثمَّ إِن الْآيَة نسخت بِالزَّكَاةِ كَمَا ورد النَّص عَلَيْهِ فنسخ مَعهَا كل حَدِيث ورد على سننها وَلَا تلام على كفاف أَي قدر الْحَاجة قَالَ الْقُرْطُبِيّ يفهم مِنْهُ بِحكم دَلِيل الْخطاب أَن مَا زَاد على الكفاف يتَعَرَّض صَاحبه للوم قلت وَلذَا يتَعَيَّن الحكم عَلَيْهِ بالنسخ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 [1037] عَن عبد الله بن عَامر هُوَ أحد الْقُرَّاء السَّبْعَة الْيحصبِي بِفَتْح الصَّاد وَضمّهَا مَنْسُوب إِلَى بني يحصب إيَّاكُمْ وَأَحَادِيث أهل الْكتاب قَالَه لما اشْتهر فِي زَمَنه من التحدث عَن أهل الْكتاب إِنَّمَا أَنا خَازِن أَي وَالْمَالِك الْمُعْطِي حَقِيقَة هُوَ الله تَعَالَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 [1038] لَا تلحفوا أَي لَا تلحوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 [1039] فَمَا الْمِسْكِين كَذَا فِي الْأُصُول لِأَن مَا تَأتي لصفات من يعقل قَالَ الَّذِي لَا يجد إِلَى آخِره أَي الأحق باسم الْمِسْكِين هُوَ هَذَا على حد قَوْله لَيْسَ الشَّديد بالصرعة وَإِنَّمَا الشَّديد الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب وَهُوَ نوع بديعي يُسمى تَحْويل الْموضع إِلَى غَيره الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 [1040] وَلَيْسَ فِي وَجهه مزعة لحم بِضَم الْمِيم وَسُكُون الزَّاي أَي قِطْعَة قيل هُوَ على ظَاهره فَيَجِيء وَجهه عظم لَا لحم عَلَيْهِ عُقُوبَة لَهُ حِين سَأَلَ بِوَجْهِهِ كَمَا جَاءَت الْأَحَادِيث بالعقوبات فِي الْأَعْضَاء الَّتِي كَانَت بهَا الْمعاصِي وَقيل هُوَ كِنَايَة عَن إِتْيَانه يَوْم الْقِيَامَة ذليلا سَاقِطا لَا وَجه لَهُ عِنْد الله قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا فِيمَن سَأَلَ لغير ضَرُورَة سؤالا مَنْهِيّا عَنهُ وَكثر مِنْهُ [1041] تكثرا أَي استكثارا مِنْهَا من غير ضَرُورَة وَلَا حَاجَة يسْأَل جمرا قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ أَنه يُعَاقب بالنَّار قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون على ظَاهره وَأَن الَّذِي يَأْخُذهُ يصير جمرا يكوى بِهِ كَمَا ثَبت فِي مَانع الزَّكَاة فليستقل أَو ليستكثر قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا أَمر على وجهة التهديد أَو على وجهة الْإِخْبَار عَن مآل حَاله وَمَعْنَاهُ أَنه يُعَاقب على الْقَلِيل من ذَلِك وَالْكثير الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 [1042] فيحطب قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بِغَيْر تَاء بَين الْحَاء والطاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 [1043] يسْقط سَوط أحدهم فَمَا يسْأَل أحدا أَن يناوله إِيَّاه قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ التَّمَسُّك بِالْعُمُومِ لأَنهم نهوا عَن السُّؤَال فَحَمَلُوهُ على عُمُومه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 [1044] بن رياب بِكَسْر الرَّاء ومثناة تَحت ثمَّ ألف ثمَّ مُوَحدَة حمالَة بِفَتْح الْحَاء مَا لزم الْإِنْسَان تحمله من غرم أَو دِيَة وَكَانَت الْعَرَب إِذا وَقعت بَينهم ثائرة اقْتَضَت غرما فِي دِيَة أَو غَيرهَا قَامَ أحدهم فتبرع بِالْتِزَام ذَلِك وَالْقِيَام بِهِ حَتَّى ترْتَفع تِلْكَ الثائرة جَائِحَة مَا اجتاحت المَال وأتلفته إتلافا ظَاهرا كالسيل والمطر والحرق والسرق وَغَلَبَة الْعَدو قواما بِكَسْر الْقَاف مَا يقوم بِهِ الْعَيْش سداد بِكَسْر السِّين مَا يسد بِهِ الشَّيْء كسداد القارورة حَتَّى يقوم ثَلَاثَة قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا فِي جَمِيع النّسخ بِالْمِيم أَي يقوم بِهَذَا الْأَمر وَيقدر بعده فَيَقُولُونَ وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَيَقُول بِاللَّامِ من القَوْل فَلَا يحْتَاج إِلَى تَقْدِير من ذَوي الحجى بِالْقصرِ أَي الْعقل من قومه لأَنهم من أهل الْخِبْرَة بباطنه وَاشْتِرَاط الثَّلَاثَة فِي بَيِّنَة الاعسار قَالَ بِهِ بعض أَصْحَابنَا لظَاهِر هَذَا الحَدِيث الْجُمْهُور اكتفوا فِيهِ بعدلين وحملوا الحَدِيث على الِاسْتِحْبَاب فاقة أَي فقر فَمَا سواهن عَائِد على الْحَالَات الثَّلَاث لَا على لفظ الثَّلَاثَة فَإِنَّهُمَا للمذكور فِي الْمَسْأَلَة يَا قبيصَة سحت قَالَ الْقُرْطُبِيّ روايتنا فِيهِ سحت بِالرَّفْع على أَنه خبر الْمُبْتَدَأ الَّذِي هُوَ مَا الموصولة وَوَقع لبَعْضهِم سحتا بِالنّصب وَلَيْسَ وَجهه بَينا وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي جَمِيع النّسخ سحتا بِالنّصب وَفِيه إِضْمَار أَي اعتقده سحتا أَو يُؤْكَل سحتا وَهُوَ بِسُكُون الْحَاء وَضمّهَا الْحَرَام لِأَنَّهُ يسحت ويمحق الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 [1045] غير مشرف هُوَ المتطلع إِلَى الشَّيْء الْحَرِيص عَلَيْهِ ومالا فَلَا تتبعه نَفسك مَا لم يُوجد فِيهِ هَذَا الشَّرْط لَا تعلق النَّفس بِهِ عَن السَّائِب بن يزِيد عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن السَّائِب عَن حويطب بن عبد الْعُزَّى عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ عَن عمر فَفِيهِ رِوَايَة أَرْبَعَة صحابة بَعضهم عَن بعض قَالَ النَّسَائِيّ لم يسمعهُ السَّائِب من بن السَّعْدِيّ وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَن حويطب عَنهُ واستدرك النَّاس على مُسلم إِسْقَاطه وَاسم السَّعْدِيّ عَمْرو ولقبه وقدان وَقيل اسْمه قدامَة قرشي عامري مالكي من بني مَالك بن حسل وَقيل لَهُ السَّعْدِيّ لِأَنَّهُ استرضع فِي بني سعد بن بكر عَن بن السَّاعِدِيّ قَالَ النَّوَوِيّ أنكروه وَصَوَابه السَّعْدِيّ كَمَا رَوَاهُ الْجُمْهُور بعمالة بِضَم الْعين المَال الَّذِي يعطاه الْعَامِل على عمله فعملني بتَشْديد الْمِيم أَي أَعْطَانِي أُجْرَة عَمَلي [1046] قلب الشَّيْخ شَاب قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مجَاز واستعارة وَمَعْنَاهُ أَن قلب الشَّيْخ كَامِل الْحبّ لِلْمَالِ مُحكم فِي ذَلِك كإحكام قُوَّة الشَّاب فِي شبابه على حب اثْنَتَيْنِ طول الْحَيَاة وَحب المَال فِيهِ من أَنْوَاع البديع التوسيع وَهُوَ الْإِتْيَان بمثنى وَتَفْسِيره بمفردين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 [1047] ويشب بِفَتْح الْيَاء وَكسر الشين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 [1048] وَلَا يمْلَأ جَوف بن آدم إِلَّا التُّرَاب قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَنه لَا يزَال حَرِيصًا على الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت ويمتلئ جَوْفه من تُرَاب قَبره قَالَ وَهَذَا خرج على حكم غَالب بني آدم فِي الْحِرْص على الدُّنْيَا وَيَتُوب الله على من تَابَ هُوَ مُتَعَلق بِمَا قبله وَمَعْنَاهُ أَن الله يقبل التَّوْبَة من الْحِرْص المذموم وَغَيره من المذمومات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 [1050] وَلَا يطولن عَلَيْكُم الأمد فتقسوا قُلُوبكُمْ أَي لَا تستطيبوا مُدَّة الْبَقَاء فِي الدُّنْيَا فَإِن ذَلِك مُفسد للقلوب بِمَا يجره إِلَيْهَا من الْحِرْص وَالْقَسْوَة حَتَّى لَا تلين لذكر الله وَلَا تنْتَفع بموعظة وَلَا زجر كُنَّا نَقْرَأ سُورَة كُنَّا نشبهها فِي الطول والشدة بِبَرَاءَة فأنسيتها هَذَا من الْمَنْسُوخ تِلَاوَة الَّذِي أُشير إِلَيْهِ بقوله تَعَالَى مَا ننسخ من آيَة أَو ننسها فَكَانَ الله ينسيه النَّاس بعد أَن حفظوه ويمحوه من قُلُوبهم وَذَلِكَ فِي زمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاصَّة إِذْ لَا نسخ بعده قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَلَا يتَوَهَّم من هَذَا أَو شبهه أَن الْقُرْآن ضَاعَ مِنْهُ شَيْء فَإِن ذَلِك بَاطِل قَالَ تَعَالَى إِنَّا نَحن نزلنَا الذّكر وَإِنَّا لَهُ لحافظون غير أَنِّي حفظت مِنْهَا لَو كَانَ لِابْنِ آدم واديان إِلَى آخِره قلت ورد فِي حَدِيث آخر أَن هَذَا كَانَ فِي آخر سُورَة لم يكن فَأخْرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وصححاه عَن أبي بن كَعْب أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْكُم الْقُرْآن فَقَرَأَ لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب قَالَ فَقَرَأَ فِيهَا وَلَو أَن بن آدم سَأَلَ وَاديا من المَال فَأعْطِيه لسأل ثَانِيًا وَلَو سَأَلَ ثَانِيًا فَأعْطِيه لسأل ثَالِثا وَلَا يمْلَأ جَوف بن آدم إِلَّا التُّرَاب وَيَتُوب الله على من تَابَ وَإِن ذَات الدّين عِنْد الله الحنيفية غير المشركة وَلَا الْيَهُودِيَّة والنصرانية وَمن يفعل خيرا فَلَنْ يكفروه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 [1051] لَيْسَ الْغنى عَن كَثْرَة الْعرض بِفَتْح الْعين وَالرَّاء مَعًا مَتَاع الدُّنْيَا وَلَكِن الْغنى غنى النَّفس أَي الْغنى الْمَحْمُود الْعَظِيم النافع شبع النَّفس وَقلة حرصها وَهَذَا من بَاب تَحْويل الْموضع إِلَى غَيره الَّذِي تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 [1052] زهرَة الدُّنْيَا زينتها وَمَا يزهر مِنْهَا مَأْخُوذ من زهرَة الْأَشْجَار وَهُوَ مَا يصفر من نوارها والنوار هُوَ الْأَبْيَض مِنْهُ هَذَا قَول بن الْأَعرَابِي وَحكى أَبُو حنيفَة أَن الزهر والنوار سَوَاء وَقد فَسرهَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَنَّهَا بَرَكَات الأَرْض أَي مَا تزهر بِهِ الأَرْض من الْخيرَات وَالْخصب أَيَأتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ سُؤال من استبعد حُصُول شَرّ من شَيْء سَمَّاهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَرَكَات أَو خير هُوَ بِفَتْح الْوَاو وَهِي العاطفة دخلت عَلَيْهَا همزَة الِاسْتِفْهَام للإنكار على من توهم أَنه لَا يحصل مِنْهُ شَرّ أصلا لَا بِالذَّاتِ وَلَا بِالْعرضِ قَالَه الْقُرْطُبِيّ إِن كل مَا ينْبت الرّبيع هُوَ الْجَدْوَل الَّذِي يسقى بِهِ والجدول النَّهر الصَّغِير الَّذِي ينفجر من النَّهر الْكَبِير يقتل حَبطًا بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وبالباء الْمُوَحدَة وَهِي التُّخمَة والانتفاخ يُقَال حبطت الدَّابَّة تحبط إِذا انتفخ بَطنهَا من كَثْرَة الْأكل أَو يلم يُقَارب الْقَتْل إِلَّا بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد اللَّام على الِاسْتِثْنَاء على الْمَشْهُور وَرَوَاهُ بَعضهم بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف على الاستفتاح آكله بِهَمْزَة ممدودة الْخضر بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد كلأ الصَّيف قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ هُنَا ضرب من الجنبة وَهِي من الْكلأ مَاله أصل غامض فِي الأَرْض واحدتها خضرَة وَوَقع فِي رِوَايَة العذري إِلَّا آكِلَة الخضرة بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد على الفراد وَعَن وَعند الطَّبَرِيّ بِضَم الْخَاء وَسُكُون الضاء ثَلَطَتْ بِفَتْح الثَّاء الْمُثَلَّثَة أَي أَلْقَت الثلط وَهُوَ الرجيع الرَّقِيق وَأكْثر مَا يُقَال لِلْإِبِلِ وَالْبَقر الفيلة ثمَّ اجْتَرَّتْ أَي مضغت الجرة بِكَسْر الْجِيم وَهِي مَا يُخرجهُ الْبَعِير من بَطْنه ليمضغه ثمَّ يبتلعه فَمن يَأْخُذ مَالا بِحقِّهِ إِلَى آخِره قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا الْخَبَر إِذا تدبر لم يكد يفهم وَفِيه مثلان فَضرب أَحدهمَا للمفرط فِي جمع الدُّنْيَا ومنعها من حَقّهَا وَضرب الآخر للمقتصد فِي أَخذهَا وَالِانْتِفَاع بهَا فَإِن قَوْله وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبطًا فَهُوَ مثل للمفرط الَّذِي يَأْخُذهَا بِغَيْر حق وَذَلِكَ ان الرّبيع ينْبت أجرار الْبُقُول والعشب فتستكثر مِنْهَا الْمَاشِيَة حَتَّى تنتفخ بطونها لما جَاوَزت حد الِاحْتِمَال فَتَنْشَق أمعاؤها وتهلك كَذَلِك الَّذِي يجمع الدُّنْيَا من غير حلهَا وَيمْنَع ذَا الْحق حَقه يهْلك فِي الْآخِرَة بِدُخُولِهِ النَّار وَأما مثل المقتصد فَقَوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا أَكلَة الْخضر إِلَى آخِره وَذَلِكَ أَن آكِلَة الْخضر لَيست من أجرار الْبُقُول الَّتِي ينبتها الرّبيع لَكِنَّهَا من الجنبة الَّتِي ترعاها الْمَوَاشِي بعد هيج الْبُقُول فَضرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آكِلَة الْخضر من الْمَوَاشِي مثلا لمن يقتصد فِي أَخذه الدُّنْيَا وَجَمعهَا وَلَا يحملهُ الْحِرْص على أَخذهَا بِغَيْر حَقّهَا فَهُوَ ينجو من وبالها كَمَا نجت آكِلَة الخضرة أَلا ترَاهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فَإِنَّهَا إِذا أَصَابَت من الْخضر اسْتقْبلت عين الشَّمْس ثَلَطَتْ وبالت أَرَادَ أَنَّهَا إِذا شبعت مِنْهَا بَركت مُسْتَقْبلَة الشَّمْس لتستمرىء بذلك مَا أكلت وتجتر وتثلط وَإِذا ثلطته فقد زَالَ عَنْهَا الحبط وَإِنَّمَا تحبط الْمَاشِيَة لِأَنَّهَا لَا تثلط وَلَا تبول هَذَا كَلَام الْأَزْهَرِي وَقَالَ النَّوَوِيّ معنى الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حذرهم من زهرَة الدُّنْيَا وَخَافَ عَلَيْهِم مِنْهَا فَقَالَ ذَلِك الرجل إِنَّمَا يَجْعَل ذَلِك لنا مِنْهَا من جِهَة مُبَاحَة كغنيمة وَغَيرهَا وَذَلِكَ خير وَهل يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ أَي يبعد أَن يكون الشَّيْء خيرا ثمَّ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الشَّرّ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أما الْخَيْر الْحَقِيقِيّ فَلَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير أَي لَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ إِلَّا خير ثمَّ قَالَ أَو هُوَ خير وَمَعْنَاهُ أَن هَذَا الَّذِي يحصل لكم من زهرَة الدُّنْيَا لَيْسَ بِخَير وَإِنَّمَا هُوَ فتْنَة وَتَقْدِيره الْخَيْر لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير وَلَكِن لَيْسَ هَذِه الزهرة بِخَير لما تُؤدِّي إِلَيْهِ من الْفِتْنَة والمنافسة والاشتغال بهَا عَن كَمَال الإقبال إِلَى الْآخِرَة ثمَّ ضرب لذَلِك مثلا فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن كل مَا ينْبت الرّبيع يقتل حَبطًا أَو يلم إِلَّا آكِلَة الْخضر إِلَى آخِره وَمَعْنَاهُ أَن كل نَبَات الرّبيع وخضره يقتل حَبطًا بالتخمة وَكَثْرَة الْأكل أَو يقرب الْقَتْل إِلَّا إِذا اقْتصر مِنْهُ على الْيَسِير الَّذِي تَدْعُو إِلَيْهِ الْحَاجة وَتحصل بِهِ الْكِفَايَة المقتصدة فَإِنَّهُ لَا يضر وَكَذَا الْمِثَال كنبات الرّبيع مستحسن تطلبه النُّفُوس وتميل إِلَيْهِ فَمِنْهُ من يستكثر مِنْهُ ويستغرق فِيهِ غير صَارف لَهُ فِي وجوهه فَهَذَا يهلكه أَو يُقَارب إهلاكه وَمِنْهُم من يقتصد فِيهِ وَلَا يَأْخُذ إِلَّا يَسِيرا وَإِن أَخذ كثيرا فرقه فِي وجوهه كَمَا تثلط الدَّابَّة فَهَذَا لَا يضرّهُ انْتهى الرحضاء بِضَم الرَّاء وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وضاد مُعْجمَة وَمد الْعرق وَأكْثر مَا يُسمى بِهِ عرق الْحمى أَيْن هَذَا السَّائِل وَفِي رِوَايَة أَنى وَهُوَ بِمَعْنى أَيْن وَفِي رِوَايَة إِن أَي إِن هَذَا هُوَ السَّائِل الممدوح الحاذق الفطن قَالَه النَّوَوِيّ قلت وعَلى هَذَا يَنْبَغِي أَن يكون السَّائِل بِالرَّفْع على أَنه خبر إِن ليَصِح هَذَا الْمَعْنى وَلِأَن خبر إِن لَا يجوز حذفه وَفِي رِوَايَة أَي أَي أَيّكُم فَحذف الْكَاف وَالْمِيم قَالَه النَّوَوِيّ وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع قَالَ النَّوَوِيّ رِوَايَة كل تحمل على هَذِه وَيكون عَلَيْهِ شَهِيدا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ يحْتَمل الْبَقَاء على ظَاهره وَهُوَ أَن يجاء بِمَالِه يَوْم الْقِيَامَة ينْطق بِمَا فعل فِيهِ كَمَا جَاءَ فِي مَال مَانع الزَّكَاة أَو يشْهد عَلَيْهِ الموكلون بكتب الْكتب والإنفاق وإحصاء ذَلِك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 [1053] وَمن يستعفف أَي عَن السُّؤَال لِلْخلقِ يعفه الله أَي يُجَازِهِ على استعفافه بصيانة وَجهه وَرفع فاقته وَمن يسْتَغْن أَي بِاللَّه وَبِمَا أعطَاهُ يغنه الله أَي يخلق فِي قلبه غنى أَو يُعْطِيهِ مَا يسْتَغْنى بِهِ عَن الْخلق وَمن يتصبر أَي يسْتَعْمل الصَّبْر يصبره الله أَي يقوه ويمكنه من نَفسه حَيْثُ تنقاد لَهُ وتذعن لتحمل الشدائد وَعند ذَلِك يكون الله مَعَه فيظفره بمطلوبه ويوصله إِلَى مرغوبه عَطاء خير فِي كل الْأُصُول بِرَفْع خير على تَقْدِير هُوَ خير كَمَا وَقع فِي رِوَايَة البُخَارِيّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 [1054] الحبلي الْمَشْهُور عِنْد أهل الحَدِيث بِضَم بائه وَعند أهل الْعَرَبيَّة فتحهَا وَمِنْهُم من سكنها مَنْسُوب إِلَى بني الحبلى قد أَفْلح من أسلم ورزق كفاف قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الْكِفَايَة لَا زِيَادَة وَلَا نقص قَالَ وَقد يحْتَج بِهِ لمَذْهَب من يَقُول الكفاف أفضل من الْفقر وَمن الْغنى وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ مَا تكف بِهِ الْحَاجَات وَيدْفَع الضرورات والفاقات وَلَا يلْحق بِأَهْل الترفهات قَالَ وَمعنى هَذَا الحَدِيث أَن من حصل لَهُ ذَلِك فقد حصل على مَطْلُوبه وظفر بمرغوبه فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة [1055] اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل مُحَمَّد قوتا قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ مَا يسد الرمق وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي مَا يقوتهم ويكفيهم بِحَيْثُ لَا يشوشهم الْجهد وَلَا ترهقهم الْفَاقَة وَلَا تذلهم الْمَسْأَلَة وَالْحَاجة وَلَا يكون فِي ذَلِك أَيْضا فضول يخرج إِلَى الترف والتبسط فِي الدُّنْيَا والركون إِلَيْهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 [1056] قسما بِفَتْح الْقَاف مصدر إِنَّهُم خيروني إِلَى آخِره أَي ألحوا فِي الْمَسْأَلَة واشتطوا فِي الْمَسْئُول وقصدوا بذلك أحد شَيْئَيْنِ إِمَّا أَن يصلوا إِلَى مَا طلبوه وَإِمَّا أَن ينسبوه إِلَى الْبُخْل فَاخْتَارَ مَا يَقْتَضِيهِ كرمه من إعطائهم مَا سَأَلُوهُ وَصَبره على جفوتهم فَسلم من نِسْبَة الْبُخْل إِلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 [1057] رِدَاء نجراني أَي من عمل أهل نَجْرَان فجاذبه هُوَ بِمَعْنى جذبه وَحَتَّى بقيت حَاشِيَته فِي عنق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَنه على ظَاهره وَأَن الْحَاشِيَة انْقَطَعت وَبقيت فِي عُنُقه وَيحْتَمل أَن مَعْنَاهُ بَقِي أَثَرهَا لقَوْله فِي الرِّوَايَة الأولى أثرت بِهِ حَاشِيَة الرِّدَاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 [1058] أقبية جمع قبَاء وَهُوَ فَارسي مُعرب وَقيل عَرَبِيّ واشتقاقه من القبو وَهُوَ الْجمع وَالضَّم عَسى أَن يُعْطِينَا مِنْهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ كَذَا الرِّوَايَة بضمير الْوَاحِد وَكَأَنَّهُ عَائِد على نوع الأقبية فِي الْمَعْنى وَفِي رِوَايَة أُخْرَى مِنْهَا وَهِي الظَّاهِرَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 [150] أَنه أعْطى أَي أَنه قَالَ أعْطى فَحذف قَالَ وَهُوَ أعجبهم إِلَيّ أَي أفضل عِنْدِي إِنِّي لأراه بِفَتْح الْهمزَة أَو مُسلما بِإِسْكَان الْوَاو الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 [1059] أَثَرَة بِفَتْح الْهمزَة والمثلثة فِي الْأَفْصَح وَهِي رِوَايَة العذري وبضم الْهمزَة وَإِسْكَان الثَّاء وَهِي رِوَايَة أبي بَحر وَهِي الاستئثار بالمشترك أَي يستأثر عَلَيْكُم ويفضل عَلَيْكُم غَيْركُمْ بِغَيْر حق إِن بن أُخْت الْقَوْم مِنْهُم أَي بَينه وَبينهمْ ارتباط وقرابة وَاديا هُوَ مجْرى المَاء المتسع شعبًا قَالَ الْخَلِيل هُوَ مَا انفرج بَين جبلين وَقَالَ بن السّكيت هُوَ الطَّرِيق فِي الْجَبَل عرْعرة بمهملات والعينان مفتوحتان الطُّلَقَاء بِضَم الطَّاء وَفتح اللَّام وَالْمدّ جمع طلق الَّذين أَسْلمُوا يَوْم فتح مَكَّة قيل لَهُم ذَلِك لمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيُقَال ذَلِك لمن أطلق من أسر أَو وثاق السميط بِضَم السِّين الْمُهْملَة مجنبة بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَكسر النُّون هِيَ الكتيبة من الْخَيل الَّتِي تَأْخُذ جَانب الطَّرِيق وهما مجنبتان ميمنة وميسرة بجانبي الطَّرِيق وَالْقلب بَينهمَا تلوي وَفِي نُسْخَة تلوذ يال الْمُهَاجِرين هَكَذَا فِي الْأُصُول فِي الْمَوَاضِع الْأَرْبَعَة يال بلام مفصولة وَالْمَعْرُوف وَصلهَا بلام التَّعْرِيف الَّتِي بعْدهَا هَذَا حَدِيث عمية ضبط على أوجه 1 بِكَسْر الْعين وَالْمِيم الْمُشَدّدَة وَتَشْديد الْيَاء وَفسّر بالشدة 2 وبضم الْعين كَذَلِك 3 وبفتح الْعين وَكسر الْمِيم الْمُشَدّدَة وَتَخْفِيف الْيَاء وَبعدهَا هَاء السكت أَي حَدثنِي بِهِ عمي قَالَ القَاضِي وَمَعْنَاهُ عِنْدِي على هَذَا الْوَجْه جماعتي أَي هَذَا حَدِيثهمْ قَالَ صَاحب الْعين الْعم الْجَمَاعَة قَالَ القَاضِي وَهَذَا أشبه بِالْحَدِيثِ وَالْوَجْه الرَّابِع كَذَلِك إِلَّا أَنه بتَشْديد الْيَاء ذكره الْحميدِي وَفَسرهُ بعمومتي أَي هَذَا حَدِيث فضل أعمامي أَو الذ حَدثنِي بِهِ أعمامي كَأَنَّهُ حدث بِأول الحَدِيث عَن مُشَاهدَة ثمَّ لَعَلَّه لم يضْبط هَذَا الْموضع لتفرق النَّاس فَحدث بِهِ من شهده من أَعْمَامه أَو جماعته الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 [1060] العبيد اسْم فرسه مرداس بترك الصّرْف لضَرُورَة الشّعْر علاثة بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف اللَّام ومثلثة مخلد بن خَالِد الشعيري بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَكسر الْعين مَنْسُوب إِلَى الشّعير الْحبّ الْمَعْرُوف مَشْهُور تَرْجمهُ بن أبي حَاتِم فِي كتاب الْجرْح وَالتَّعْدِيل والحافظ أَبُو الْفضل مُحَمَّد بن طَاهِر الْمَقْدِسِي فِي كِتَابه رجال الصَّحِيحَيْنِ والحافظ عبد الْغَنِيّ الْمَقْدِسِي فِي الْكَمَال وَذكر القَاضِي عِيَاض أَنه لم يجد أحدا ذكره وَبسط الْكَلَام فِي إِنْكَار هَذَا الِاسْم وتعجب مِنْهُ النَّوَوِيّ [1061] الْأَنْصَار شعار هُوَ الثَّوْب الَّذِي يَلِي الْجَسَد والدثار فَوْقه وَالْمعْنَى أَن الْأَنْصَار هم البطانة والخاصة والأصفياء والألصق بِي من سَائِر النَّاس وَلَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار أَي أتسمى بإسمهم وأنتسب إِلَيْهِم لَكِن خُصُوصِيَّة الْهِجْرَة سبقت وَهِي أَعلَى وأشرف فَلَا تبدل بغَيْرهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 [1062] كالصرف بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة صبغ أَحْمَر يصْبغ بِهِ الْجُلُود وَيُسمى بِهِ الدَّم أَيْضا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 [1063] خبت وخسرت رُوِيَ بِضَم التَّاء وَهُوَ ظَاهر وَبِفَتْحِهَا وَهُوَ الْأَشْهر على معنى إِنِّي إِن جرت فَيلْزم أَن تجور أَنْت من جِهَة أَنَّك مَأْمُور باتباعي فتخسر باتباعك الجائر قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا معنى مَا قَالَه الْأَئِمَّة قَالَ وَيظْهر لي وَجه آخر وَهُوَ أَنه كَأَنَّهُ قَالَ لَهُ لَو كنت جائرا لَكُنْت أَنْت أَحَق بِأَن يجار عَلَيْك وتلحقك بادرة الْجور للَّذي صدر عَنْك فتعاقب عُقُوبَة مُعجلَة فِي نَفسك وَمَالك وتخسر كل ذَلِك بِسَبَبِهَا وَلَكِن الْعدْل هُوَ الَّذِي منع من ذَلِك وتلخيصه لَوْلَا امْتِثَال أَمر الله فِي الرِّفْق بك لأدركك الخسار والهلاك وَأَقُول الَّذِي عِنْدِي أَن هَذِه الْجُمْلَة اعتراضية للدُّعَاء عَلَيْهِ أَو الْإِخْبَار عَنهُ بالخيبة والخسران وَلَيْسَ قَوْله إِن لم أعدل مُتَعَلقا بهَا بل بِالْأولِ وَهُوَ قَوْله وَمن يعدل وَمَا بَينهمَا اعْتِرَاض لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ قيل مَعْنَاهُ لَا تفقهه قُلُوبهم وَلَا يَنْتَفِعُونَ بِمَا يَتلون مِنْهُ وَلَيْسَ لَهُم حَظّ سوى تِلَاوَة الْفَم والحنجرة وَهِي الْحلق إِذْ بهما تقطيع الْحُرُوف وَقيل مَعْنَاهُ لَا يصعد لَهُم عمل وَلَا تِلَاوَة وَلَا يتَقَبَّل يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية أَي يخرجُون خُرُوج السهْم إِذا نفذ من الصَّيْد من جِهَة أُخْرَى وَلم يتَعَلَّق بِهِ شَيْء مِنْهُ والرمية هِيَ الصَّيْد المرمي فَعَلَيهِ بِمَعْنى مفعولة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 [1064] بذهبة فِي رِوَايَة بن ماهان بذهيبة على التصغير وَهُوَ تَأْنِيث الذَّهَب كَأَنَّهُ ذهب بِهِ إِلَى معنى الْقطعَة أَو الْجُمْلَة صَنَادِيد نجد أَي سادتها الْوَاحِد صنديد بِكَسْر الصَّاد عُيَيْنَة بن بدر فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى عُيَيْنَة بن حصن وَكِلَاهُمَا صَحِيح فحصن أَبوهُ وَبدر جده الْأَعْلَى فَإِنَّهُ عُيَيْنَة بن حصن بن حُذَيْفَة بن بدر وَنسبه إِلَيْهِ لشهرته زيد الْخَيْر بالراء وَفِي الرِّوَايَة الَّتِي بعْدهَا زيد الْخَيل بِاللَّامِ وَكِلَاهُمَا صَحِيح فَإِنَّهُ كَانَ يُقَال لَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة زيد الْخَيل فَسَماهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زيد الْخَيْر كث اللِّحْيَة بِفَتْح الْكَاف وَتَشْديد الْمُثَلَّثَة كبيرها قصير شعرهَا مشرف الوجنتين أَي مرتفعهما تَثْنِيَة وجنة مُثَلّثَة الْوَاو وَهِي لحم الخد ناتئ بِالْهَمْز الجبين هُوَ جَانب الْجَبْهَة وَلكُل إِنْسَان جبينان يكتنفان الْجَبْهَة ضئضئ بضادين معجمتين مكسورتين وَآخره مَهْمُوز أصل الشَّيْء قتل عَاد أَي قتلا عَاما شَامِلًا أَدِيم هُوَ الْجلد مقروظ مدبوغ بالقرظ لم تحصل من ترابها أَي لم تميز وَالرَّابِع إِمَّا عَلْقَمَة بن علاثة أَو عَامر بن الطُّفَيْل قَالَ الْعلمَاء ذكر عَامر غلط ظَاهر لِأَنَّهُ توفّي قبل هَذَا بسنين وَالصَّوَاب الْجَزْم بِأَنَّهُ عَلْقَمَة كَمَا فِي بَاقِي الرِّوَايَات أَمِين من فِي السَّمَاء يحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على حد قَوْله تَعَالَى أأمنتم من فِي السَّمَاء أَن يخسف بكم الأَرْض أَو الْمَلَائِكَة لِأَنَّهُ أَمِين عِنْدهم مَعْرُوف بالأمانة ناشز الْجَبْهَة باديها مرتفعها وَهُوَ مقف أَي مول قد اعطانا قَفاهُ يَتلون كتاب الله رطبا قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِيهِ أَقْوَال أَحدهمَا أَنه الحذق بالتلاوة وَالْمعْنَى أَنهم يأْتونَ بِهِ على أحسن أَحْوَاله وَالثَّانِي يواظبون على تِلَاوَته فَلَا تزَال ألسنتهم رطبَة وَالثَّالِث أَن يكون من حسن الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ لأقتلنهم قتل ثَمُود تقدم فِي الرِّوَايَة الأولى قتل عَاد قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَوجه الْجمع أَن يكون النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كليهمَا فَذكر أحد الروَاة أَحدهمَا وَذكر الآخر الآخر يَتلون كتاب الله لينًا قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي أَكثر النّسخ بالنُّون أَي سهلا وَفِي كثير ليا بحذفها وَأَشَارَ القَاضِي إِلَى أَنه رِوَايَة أَكثر شيوخهم وَمَعْنَاهُ سهلا لِكَثْرَة حفظهم وَقيل ليا أَي يلوون ألسنتهم بِهِ أَي يحرفُونَ مَعَانِيه وتأويله وَقد يكون من اللي فِي الشَّهَادَة وَهُوَ الْميل قَالَه بن قُتَيْبَة الحرورية هم الْخَوَارِج نسبوا إِلَى حروراء لأَنهم نزلوها وتعاقدوا عِنْدهَا على قتال أهل الْعدْل وَهِي بِفَتْح الْحَاء وَالْمدّ قَرْيَة قرب الْكُوفَة وَسموا خوارج لخروجهم على الْجَمَاعَة وَقيل لخروجهم عَن طَرِيق الْجَمَاعَة وَقيل لقَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخرج من ضئضئ هَذَا يخرج فِي هَذِه الْأمة وَلم يقل مِنْهَا قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْمَازرِيّ هَذَا من أدل الدَّلَائِل على سَعَة علم الصَّحَابَة ودقيق نظرهم وتحريرهم الْأَلْفَاظ وفرقهم بَين مدلولاتها الْخفية لِأَن لفظ من تَقْتَضِي كَونهم من الْأمة لَا كفَّارًا بِخِلَاف فِي إِلَى نصله هُوَ حَدِيدَة السهْم رصافة بكسرالراء وصاد مُهْملَة مدْخل النصل من السهْم الفوقة بِضَم الْفَاء الْجُزْء الَّذِي يَجْعَل فِيهِ الْوتر هَل علق بهَا من الدَّم شَيْء قَالَ الْقُرْطُبِيّ مَقْصُود هَذَا التَّمْثِيل أَن هَذِه الطَّائِفَة خرجت من دين الْإِسْلَام وَلم يتَعَلَّق بهَا مِنْهُ شَيْء كَمَا خرج هَذَا السهْم من هَذِه الرَّمية الَّذِي لشدَّة النزع وَسُرْعَة السهْم يسْبق خُرُوجه خُرُوج الدَّم بِحَيْثُ لَا يتَعَلَّق بِهِ شَيْء ظَاهر نضيه بِفَتْح النُّون وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ الْقدح هُوَ تَفْسِير للنضي مدرج من بعض الروَاة وَهُوَ بِكَسْر الْقَاف عود السهْم قذذة بِضَم الْقَاف وذالين معجمتين ريش السهْم جمع قُذَّة الفرث مَا يخرج من الكرش أَو مثل الْبضْعَة بِفَتْح الْبَاء لَا غير وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم تدَرْدر أَي تضطرب وَتذهب وتجيء قَالَ بن قُتَيْبَة وَصِيغَة تفعلل تنبئ عَن التحرك وَالِاضْطِرَاب مثل تقلقل تزلزل وتدهده الْحجر على خير فرقة قَالَ الْقُرْطُبِيّ كَذَا لأكْثر من الروَاة بخاء مُعْجمَة مَفْتُوحَة وَرَاء وَفرْقَة بِكَسْر الْفَاء أَي أفضل الْفرْقَتَيْنِ وهم عَليّ ومعظم أَصْحَابه وَعند السَّمرقَنْدِي وَابْن ماهان على حِين فرقة بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة وَنون وَفرْقَة بِضَم الْفَاء أَي فِي وَقت افْتِرَاق يَقع بَين الْمُسلمين وَهُوَ الِافْتِرَاق الَّذِي كَانَ بَين عَليّ وَمُعَاوِيَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الضَّبْط أَكثر وَأشهر لِأَن فِي الرِّوَايَة بعده يخرجُون فِي فرقة من النَّاس وَهُوَ بِضَم الْفَاء بِلَا خلاف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 [1065] سِيمَاهُمْ أَي علامتهم التحالق أَي حلق الرُّءُوس قَالَ النَّوَوِيّ اسْتدلَّ بِهِ بعض النَّاس على كَرَاهَة حلق الرَّأْس وَلَا دلَالَة فِيهِ لِأَنَّهُ ذكر عَلامَة والعلامة قد تكون بمباح أَو من أشر الْخلق قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي كل النّسخ بِالْألف وَهِي لُغَة قَليلَة وَالْمَشْهُور شَرّ بِغَيْر ألف بَصِيرَة بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة الشَّيْء من الدَّم الْحدانِي بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الدَّال وَبعد الْألف نون المشرقي بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء وقاف نِسْبَة إِلَى مشرق بِكَسْر الْمِيم وَفتح الرَّاء بطن من هَمدَان وَضَبطه بَعضهم بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء قَالَ القَاضِي وَالنَّوَوِيّ وَهُوَ تَصْحِيف وَضَبطه بن السَّمْعَانِيّ بِالْفَاءِ ووهمه بن الْأَثِير على فرقة مُخْتَلفَة قَالَ النَّوَوِيّ ضبطوه بِكَسْر الْفَاء وَضمّهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 [1066] فَإِن الْحَرْب خدعة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الدَّال على الْأَفْصَح أَي ذَات خداع يُرِيد اجْتهد رَأْيِي أَحْدَاث الْأَسْنَان أَي صغَار سُفَهَاء الأحلام أَي ضِعَاف الْعُقُول يَقُولُونَ من قَول خير الْبَريَّة قَالَ الْقُرْطُبِيّ قَالَ بعض عُلَمَائِنَا يَعْنِي مَا صدر عَنْهُم حِين التَّحْكِيم من قَوْلهم لَا حكم إِلَّا لله وَلذَلِك قَالَ سيدنَا عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي جوابهم كلمة حق أُرِيد بهَا بَاطِل مُخْدج الْيَد بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال نَاقص الْيَد مودن الْيَد بِالْهَمْز وَتَركه وإهمال الدَّال نَاقص خلقهَا مثدون الْيَد بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَفِي بعض الْأُصُول مثدن الْيَد أَي صغيرها مجتمعها بِمَنْزِلَة ثندوة الرجل لَا تجَاوز صلَاتهم تراقيهم كِنَايَة عَن أَنَّهَا لَا تقبل وَلَا يَنْتَفِعُونَ بهَا وَأَن دعاءهم لَا يسمع قضى لَهُم أَي حكم بِهِ وَأخْبر عَن ثَوَابه لَا تكلوا عَن الْعَمَل قَالَ الْقُرْطُبِيّ الرِّوَايَة بلام ألف وبالتاء الْمُثَنَّاة من التَّوَكُّل وَالْعَمَل يَعْنِي بِهِ قَتلهمْ وَاللَّام فِيهِ للْعهد أَي لاتكلوا على ثَوَاب ذَلِك الْعَمَل واعتمدوا عَلَيْهِ فِي النجَاة من النَّار والفوز بِالْجنَّةِ لِأَنَّهُ عَظِيم جسيم وصحفه بَعضهم فَقَالَ لنكلوا بالنُّون من النّكُول عَن الْعَمَل أَي لَا يعْملُونَ شَيْئا اكْتِفَاء بِمَا حصل لَهُم من ثَوَاب ذَلِك قَالَ وَهَذَا معنى وَاضح لَو ساعدته الرِّوَايَة قلت مَا فسر بِهِ الْعَمَل على الأول لَا يُطَابق عَن إِنَّمَا يُنَاسِبه على لِأَن اتكل إِنَّمَا يعدى إِلَى المتكل عَلَيْهِ بهَا وَالصَّوَاب أَن يُفَسر الْعَمَل بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة الَّتِي يعملونها فِي الْمُسْتَقْبل وَيضمن اتكلوا معنى امْتَنعُوا أَو يقدر بعده من غير تضمين فَإِن صحت الرِّوَايَة ب على صَحَّ مَا قَالَه الْقُرْطُبِيّ وَإِلَّا فالنسخة الَّتِي عِنْدِي من مُسلم بِخَط الْحَافِظ الصريفيني وَإِنَّمَا فِيهَا عَن الْعَمَل عضد مَا بَين الْمنْكب والمرفق حلمة الثدي هِيَ الأنبوبة الَّتِي يخرج مِنْهَا اللَّبن فنزلني زيد بن وهب منزلا كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي نَادِر مِنْهَا منزلا منزلا مُكَرر وَكَذَا فِي النَّسَائِيّ قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ موجه الْكَلَام أَي ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلا منزلا حَتَّى بلغ القنطرة الَّتِي كَانَ الْقِتَال عِنْدهَا وَهِي قنطرة الديرجان كَذَا جَاءَ مُبينًا فِي سنَن النَّسَائِيّ وَهُنَاكَ خطبهم عَليّ والقنطرة بِفَتْح الْقَاف قَالَ الْقُرْطُبِيّ منزلا منزلا مَنْصُوب على الْحَال على حد قَوْلهم عَلمته الْحساب بَابا بَابا قَالَ وَلَا يَكْتَفِي فِي هَذَا النَّوْع بِذكر مرّة وَاحِدَة لِأَنَّهُ لَا يُفِيد الْمَعْنى الْمَقْصُود مِنْهُ وَهُوَ التَّفْصِيل فوحشوا برماحهم بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وبالشين الْمُعْجَمَة أَي رموا بهَا عَن بعد يُقَال وَحش الرجل إِذا رمى بِثَوْبِهِ وسلاحه وشجرهم النَّاس برماحهم بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْجِيم المخففة أَي مدوها إِلَيْهِم وطاعنوهم بهَا وَمَا أُصِيب من النَّاس أَي من أَصْحَاب عَليّ السَّلمَانِي بِسُكُون اللَّام نِسْبَة إِلَى سلمَان بطن من مُرَاد آللَّهُ بِالْمدِّ طبي شَاة بطاء مُهْملَة مَضْمُومَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة سَاكِنة ضرع الشَّاة وَهُوَ فِيهَا اسْتِعَارَة وَأَصله للكلبة وَالسِّبَاع [1067] حلاقيمهم أَي حُلُوقهمْ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 [1068] يسير بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَيُقَال فِيهِ أَسِير يتيه قوم أَي يذهبون عَن الصَّوَاب وَعَن طَرِيق الْحق الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 [1069] كخ كخ قَالَ القَاضِي يُقَال بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا وَسُكُون الْخَاء وَيجوز كسرهَا مَعَ التَّنْوِين وَهِي كلمة يزْجر بهَا الصّبيان عَن المستقذرات أَي اتركه وارم بِهِ وَقَالَ الدَّاودِيّ هِيَ أَعْجَمِيَّة معربة قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَالصَّحِيح الأول أما علمت أَنا لَا نَأْكُل الصَّدَقَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذِه اللَّفْظَة تقال فِي الشَّيْء الْوَاضِح التَّحْرِيم وَنَحْوه وَإِن لم يكن الْمُخَاطب عَالما بِهِ وَتَقْدِيره عجب كَيفَ خَفِي عَلَيْك هَذَا مَعَ ظُهُور تَحْرِيمه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 [1072] جوَيْرِية عَن مَالك قَالَ النَّسَائِيّ لَا نعلم أحدا روى هَذَا الحَدِيث عَن مَالك إِلَّا جوَيْرِية بن أَسمَاء فانتحاه أَي عرض لَهُ وقصده نفاسة أَي حسدا فَمَا نفسناه عَلَيْك بِكَسْر الْفَاء أَي حسدناك على ذَلِك أخرجَا مَا تصرران قَالَ النَّوَوِيّ فِي أَكثر الْأُصُول بِضَم التَّاء وَفتح الصَّاد الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء بعْدهَا رَاء أُخْرَى وَمَعْنَاهُ مَا تجمعان فِي صدوركما من الْكَلَام وَفِي بَعْضهَا تسررانبالسين من السِّرّ وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي تصدران بِسُكُون الصَّاد وَبعدهَا دَال مُهْملَة وَمَعْنَاهُ مَا ترفعان إِلَيّ وَضَبطه الْحميدِي تصوران بِضَم الصَّاد وَاو مَكْسُورَة فتواكلنا الْكَلَام أَي وَكله بَعضهم إِلَى بعض بلغنَا النِّكَاح أَي الْحلم تلمع بِضَم التَّاء وَسُكُون اللَّام وَكسر الْمِيم وَيجوز فتح التَّاء وَالْمِيم يُقَال ألمع ولمع إِذا أَشَارَ بِثَوْبِهِ أَو يَده إِنَّمَا هِيَ أوساخ النَّاس مَعْنَاهُ أَنَّهَا تَطْهِير لأموالهم ونفوسهم فَهِيَ كغسالة الأوساخ أصدق عَنْهُمَا من الْخمس قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل من سَهْمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو من سهم ذَوي الْقُرْبَى لِأَنَّهُمَا مِنْهُم أَنا أَبُو حسن القرم قَالَ النَّوَوِيّ أصح الْأَوْجه فِي ضَبطه تَنْوِين حسن وَالْقَرْمُ بالراء مَرْفُوع وَهُوَ السَّيِّد وَأَصله فَحل الْإِبِل قَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ الْمُقدم فِي الْأُمُور بالمعرفة والرأي وَضبط بِإِضَافَة حسن وَالْقَوْم بِالْوَاو وَمَعْنَاهُ عَالم الْقَوْم وَذُو رَأْيهمْ وَضبط بتنوين حسن وَالْقَوْم بِالْوَاو مَرْفُوع أَي أَنا من علمْتُم رَأْيه أَيهَا الْقَوْم لَا أريم لَا أَبْرَح ابناكما بالتثنبة وَرُوِيَ أبناؤكما بِالْجمعِ بحور بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة أبي بِجَوَاب محمية بميم مَفْتُوحَة ثمَّ حاء مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ مِيم أُخْرَى مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مُخَفّفَة بن جُزْء بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ زَاي سَاكِنة ثمَّ همزَة وَرُوِيَ جزي بِكَسْر الزاء وبالياء وَهُوَ رجل من بني أَسد قَالَ القَاضِي كَذَا وَقع وَالْمَحْفُوظ الْمَشْهُور أَنه من بني زبيد [1073] بن السباق بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة فقد بلغت محلهَا بِكَسْر الْحَاء أَي زَالَ عَنْهَا اسْم الصَّدَقَة وَصَارَت حَلَالا لنا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 [1075] وَأتي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّوَوِيّ الْوَاو عاطفة على بعض من الحَدِيث لم يذكرهُ هُنَا وَفِي بعض النّسخ أُتِي بِغَيْر وَاو الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 [1076] نسيبة بِضَم النُّون وَفتح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء وَيُقَال أَيْضا نسيبة بِفَتْح النُّون وَكسر السِّين وَهِي أم عَطِيَّة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 [1078] إِذا أَتَاهُ قوم بِصَدَقَتِهِمْ قَالَ اللَّهُمَّ صل عَلَيْهِم هَذَا خَاص بِهِ لقَوْله تَعَالَى وصل عَلَيْهِم وَأما غَيره فيدعوه بِغَيْر لفظ الصَّلَاة على آل أبي أوفى قَالَ الْقُرْطُبِيّ قَالَ كثير من عُلَمَائِنَا أَرَادَ بآل أبي أوفى نفس أبي أوفى كَقَوْلِه من مَزَامِير آل دَاوُد قَالَ وَيحْتَمل أَن يُرِيد من عمل مثل عمله من عشيرته أَو قرَابَته الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 [989] الْمُصدق السَّاعِي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 [1079] إِذا جَاءَ رَمَضَان فِيهِ رد لمن قَالَ يكره ذكر رَمَضَان بِدُونِ شهر فتحت بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف أَبْوَاب الْجنَّة وغلقت أَبْوَاب النَّار وصفدت الشَّيَاطِين أَي غلت قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَنه على ظَاهره حَقِيقَة وَيحْتَمل الْمجَاز وَيكون إِشَارَة إِلَى كَثْرَة الثَّوَاب وَالْعَفو وَأَن الشَّيَاطِين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم فيصيرون كالمصفدين وَيكون تصفيدهم عَن أَشْيَاء دون أَشْيَاء وناس دون نَاس قَالَ وَيُؤَيّد ذَلِك رِوَايَة فتحت أَبْوَاب الرَّحْمَة وَجَاء فِي حَدِيث آخر صفدت مَرَدَة الشَّيَاطِين قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون فتح أَبْوَاب الْجنَّة عبارَة عَمَّا يَفْتَحهُ الله تَعَالَى لِعِبَادِهِ من الطَّاعَات فِي هَذَا الشَّهْر مِمَّا لَا يفتح فِي غَيره عُمُوما كالصيام وَالْقِيَام وَفعل الْخيرَات والانكفاف عَن كثير من المخالفات وَهَذِه أَسبَاب لدُخُول الْجنَّة وأبواب لَهَا وَكَذَلِكَ تغليق أَبْوَاب النَّار وتصفيد الشَّيَاطِين عبارَة عَن مَا ينكفون عَنهُ من المخالفات قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَصح حمله على الْحَقِيقَة وَيكون مَعْنَاهُ أَن الْجنَّة قد فتحت وزخرفت لمن مَاتَ فِي رَمَضَان لفضيلة هَذِه الْعِبَادَة الْوَاقِعَة فِيهِ وغلقت أَبْوَاب النَّار فَلَا يدخلهَا مِنْهُم أحد مَاتَ فِيهِ وصفدت الشَّيَاطِين لِئَلَّا تفد على الصائمين فَإِن قيل فنرى الشرور والمعاصي تقع فِي رَمَضَان كثيرا فَلَو كَانَت الشَّيَاطِين مصفدة مَا وَقع شَرّ فَالْجَوَاب من أوجه أَحدهمَا إِنَّمَا يغل عَن الصائمين صوما حوفظ على شُرُوطه وروعيت آدابه أما مَا لم يحافظ عَلَيْهِ فَلَا يغل عَن فَاعله الشَّيْطَان الثَّانِي لَو سلم أَنَّهَا مصفدة عَن كل صَائِم فَلَا يلْزم أَلا يَقع شَرّ لِأَن لوُقُوع الشَّرّ أسبابا أُخْرَى غير الشَّيَاطِين وَهِي النُّفُوس الخبيثة والعادات الرَّكِيكَة وَالشَّيَاطِين الإنسية الثَّالِث أَن المُرَاد غَالب الشَّيَاطِين والمردة مِنْهُم وَأما غَيرهم فقد لَا يصفد وَالْمرَاد تقليل الشرور وَذَلِكَ مَوْجُود فِي رَمَضَان فَإِن وُقُوع الشرور وَالْفَوَاحِش فِيهِ قَلِيل بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره من الشُّهُور الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 [1080] فَإِن أُغمي قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِيهِ ضمير يعود على الْهلَال فَهُوَ الْمغمى عَلَيْهِ لَا الناظرون وأصل الْإِغْمَاء التغطية وَكَذَا الْغم يُقَال أغمى الْهلَال وغمي مخففا وغمى مشددا وغم مشددا أَربع لُغَات مَبْنِيا للْمَفْعُول فِي كلهَا فاقدروا لَهُ قيل مَعْنَاهُ ضيقوا لَهُ وقدروه تَحت السَّحَاب وَعَلِيهِ أَحْمد وَغَيره مِمَّن جوز صَوْم لَيْلَة الْغَيْم من رَمَضَان وق قدروه بِحِسَاب الْمنَازل وَقَالَ الْجُمْهُور قدرُوا لَهُ تَمام الْعدة ثَلَاثِينَ يَوْمًا يُقَال قدرت الشَّيْء اقدره بِالتَّخْفِيفِ وَقدرته بِالتَّشْدِيدِ بِمَعْنى وَاحِد وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة فاقدروا ثَلَاثِينَ وَرِوَايَة فأكملوا الْعدة ثَلَاثِينَ وَهُوَ مُفَسّر ل اقدروا لَهُ فَإِن غم أَي حَال بَيْنكُم وَبَينه غيم الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ قَالَ النَّوَوِيّ قَالُوا قد يَقع النَّص متواليا فِي شَهْرَيْن وَثَلَاثَة وَأَرْبع وَلَا يَقع أَكثر من أَرْبَعَة البكائي بِفَتْح الْبَاء وَتَشْديد الْكَاف أُميَّة أَي باقون على مَا ولدتنا عَلَيْهِ أمهاتنا لَا نكتب وَلَا نحسب قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي لم نكلف فِي تعرف مَوَاقِيت صومنا وَلَا عبادتنا مَا نحتاج فِيهِ إِلَى معرفَة حِسَاب وَلَا كِتَابَة وإنماربطت عبادتنا بأعلام وَاضِحَة وَأُمُور ظَاهِرَة يَسْتَوِي فِي مَعْرفَتهَا الْحساب وَغَيرهم وَمَا يدْريك أَن اللَّيْلَة النّصْف أَي لِأَن الشَّهْر قد يكون تسعا وَعشْرين وَإِنَّمَا النّصْف على تَقْدِير تَمَامه وَلَا تَدْرِي أتام هُوَ أم لَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 [1081] فَإِن غمي بِضَم الْغَيْن وَالْمِيم مُشَدّدَة ومخففة بَاب لَا تقدمُوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 [1082] لَا تقدمُوا بِفَتْح أَوله أَي لَا تتقدموا فَحذف أحد التائين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 [1083] إِن الشَّهْر تسع وَعِشْرُونَ أَي هَذَا الشَّهْر لِأَنَّهُ هُوَ الْمُتَكَلّم فِيهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 [1087] اسْتهلّ بِضَم التَّاء وَأَصله رفع الصَّوْت عِنْد رُؤْيَة الْهلَال ثمَّ غلب عرف الِاسْتِعْمَال فَصَارَ يفهم مِنْهُ رُؤْيَة الْهلَال وَمِنْه سمي الْهلَال لما كَانَ يهل عِنْده اعْتِبَار الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 [1088] بِبَطن نَخْلَة مَوضِع بِذَات عرق تراءينا الْهلَال أَي تكلفنا النّظر إِلَى وجهته لنراه مده للرؤية كَذَا فِي الرِّوَايَة الأولى ثلاثي وَفِي الثَّانِيَة أمده رباعي وهما بِمَعْنى أَي أَطَالَ لَهُ الْهلَال مُدَّة الرُّؤْيَة وَقد قرئَ بِالْوَجْهَيْنِ وإخوانهم يمدونهم أَي يطيلون لَهُم وَقَالَ غَيره مد من الامتداد وأمد من الْإِمْدَاد وَهُوَ الزِّيَادَة ثمَّ قَالَ وَيجوز أَن يكون أمده من الْمدَّة الَّتِي جعلت لَهُ قَالَ صَاحب الْأَفْعَال أمددتك مُدَّة أَي أعطيتكها أَبَا البخْترِي بِفَتْح الْمُوَحدَة وَإِسْكَان الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح التَّاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 [1089] شهرا عيد لَا ينقصان أَي فِي الْأجر الْمُرَتّب عَلَيْهِمَا وَأَن نقصافي الْعدَد وَقيل لَا ينقصان مَعًا فِي سنة وَاحِدَة غَالِبا وَقيل لَا ينقصان فِي الْأَحْكَام وَإِن نقصا فِي الْعدَد لِأَن فِي أَحدهمَا الصّيام وَفِي الآخر الْحَج وَأَحْكَام ذَلِك كُله كَامِلَة غير نَاقِصَة وَقيل لَا ينقص أجر ذِي الْحجَّة عَن أجر رَمَضَان لِأَن فِيهِ الْمَنَاسِك وَفضل الْعَمَل فِي الْعشْر [1090] قَالَ لَهُ عدي فِي نُسْخَة بِإِسْقَاط لَهُ وإعادة الضَّمِير فِي لَهُ إِلَى مَعْلُوم ذهنا إِن وِسَادك لَعَرِيض فِي نُسْخَة وِسَادَتك بِالتَّاءِ فَتذكر عريض على الْمَعْنى لِأَن الوسادة فِي معنى الوساد قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ إِن جعلت تَحت وِسَادك الْخَيْطَيْنِ اللَّذين ارادهما الله تَعَالَى وهما اللَّيْل وَالنَّهَار بِحَيْثُ يعلوهما ويغطيهما فَهُوَ عريض جدا وَقيل إِنَّه كِنَايَة عَن الغباوة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 [1091] حَتَّى يتَبَيَّن لَهُ رئيهما ضبط برَاء مَكْسُورَة ثمَّ يَاء سَاكِنة ثمَّ همزَة وَمَعْنَاهُ منظرهما وَمِنْه قَوْله تَعَالَى أحسن أثاثا ورئيا وبراء مَكْسُورَة وياء مُشَدّدَة بِلَا همز وَمَعْنَاهُ لونهما وبفتح الرَّاء وَكسر الْهمزَة وَتَشْديد الْيَاء قَالَ القَاضِي هَذَا غلط هُنَا وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ أَنه تَصْحِيف لَا وَجه لَهُ لِأَن الرَّائِي التَّابِع من الْجِنّ قَالَ القَاضِي فَإِن صَحَّ رِوَايَته فَمَعْنَاه مرئي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 [1092] يُؤذن بلَيْل قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِيهِ دَلِيل على أَن مَا بعد الْفجْر لَا يُقَال عَلَيْهِ ليل حَتَّى يُؤذن بن أم مَكْتُوم قَالَ الْقُرْطُبِيّ ظَاهره أَي حَتَّى يشرع فِي الآذان وَيحْتَمل حَتَّى يفرغ مِنْهُ وَلم يكن بَينهمَا إِلَّا أَن ينزل هَذَا ويرقى هَذَا اسْتشْكل بِأَن الْوَقْت بَينهمَا على هَذَا لَا يسع أكلا وشربا وَقد قَالَ كلوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤذن بن أم مَكْتُوم وَأجِيب بِوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَن هَذَا كَانَ فِي بعض الْأَوْقَات وَكَانَ الْغَالِب أَن يُوسع بَين أَذَانه وطلوع الْفجْر الثَّانِي وَبِه جزم النَّوَوِيّ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ إِنَّه الْأَشْبَه أَن بِلَالًا كَانَ يُؤذن قبل الْفجْر وَيجْلس فِي مَوضِع أَذَانه يذكر الله وَيَدْعُو حَتَّى ينظر إِلَى تباشير الْفجْر ومقدماته فَينزل فَيعلم بن أم مَكْتُوم فيتأهب بِالطَّهَارَةِ وَغَيرهَا ثمَّ يرقى ويشرع فِي الْأَذَان مَعَ أول طُلُوع الْفجْر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 [1093] من سحورهم بِفَتْح السِّين مَا يُؤْكَل فِي السحر وَبِضَمِّهَا الْفِعْل ليرْجع قائمكم بِنصب قائمكم مفعول يرجع أَي ليرد الْقَائِم إِلَى رَاحَته لينام غفوة ليُصبح نشيطا ويوقظ قائمكم أَي ليتأهب للصبح وَيفْعل مَا أَرَادَهُ من تهجد أَو إيتار أَو سحور أَو اغتسال أَو نَحْو ذَلِك وَصوب يَده أَي مدها صوب مخاطبه ورفعها أَي نَحْو السَّمَاء قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَشَارَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى أَن الْفجْر الأول يطلع فِي السَّمَاء فيرتفع طرفه الْأَعْلَى وينخفض طرفه الْأَسْفَل فَهُوَ معنى قَوْله وَلَا بَيَاض الْأُفق المستطيل أَي الَّذِي يطلع طَويلا وَأَشَارَ حَيْثُ وضع المسبحة على المسبحة وَمد يَده إِلَى أَن يطلع مُعْتَرضًا ثمَّ يعم الْأُفق ذَاهِبًا فِيهِ عرضا [1094] ويستطير أَي ينتشر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 [1095] فَإِن فِي السّحُور ضبط بِفَتْح السِّين وَضمّهَا بركَة قَالَ النَّوَوِيّ لِأَنَّهُ يُقَوي على الصَّوْم وينشط لَهُ وَقيل لِأَنَّهُ يتَضَمَّن الاستيقاظ وَالذكر وَالدُّعَاء فِي ذَلِك الْوَقْت الشريف وَقت تنزل الرَّحْمَة وَقبُول الدُّعَاء وَالِاسْتِغْفَار الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 [1096] فصل مَا بَين صيامنا وَصِيَام أهل الْكتاب أَي الْفَارِق والمميز بَين صيامنا وَصِيَام الْيَهُود وَالنَّصَارَى السّحُور فَإِنَّهُم لَا يتسحرون وَنحن يسْتَحبّ لنا السّحُور قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا الحَدِيث يدل على أَن السّحُور من خَصَائِص هَذِه الْأمة وَمِمَّا خفف بِهِ عَنْهُم أَكلَة السحر قَالَ النَّوَوِيّ الْمَشْهُور وَضَبطه الْجُمْهُور أَنه بِفَتْح الْهمزَة مصدر للمرة من الْأكل كالغدوة والعشوة وَإِن كثر الْمَأْكُول فِيهَا وَضَبطه المغاربة بِالضَّمِّ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَفِيه بعد لِأَن الْأكلَة بِالضَّمِّ هِيَ اللُّقْمَة وَلَيْسَ المُرَاد أَن المتسحر يَأْكُل لقْمَة وَاحِدَة قَالَ وَيصِح أَن يُقَال إِنَّه عبر عَمَّا يتسحر بِهِ باللقمة لقلته [1097] قَالَ خمسين آيَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ كَذَا الرِّوَايَة بِالْيَاءِ لَا بِالْوَاو على حذف الْمُضَاف وإبقاء الْمُضَاف إِلَيْهِ مخفوضا وَهُوَ شَاذ وَلَكِن سوغه دلَالَة السُّؤَال الْمُتَقَدّم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 [1098] لَا يزَال النَّاس بِخَير مَا عجلوا الْفطر لما فِيهِ من الْمُحَافظَة على السّنة فَإِذا خالفوها إِلَى الْبِدْعَة كَانَ ذَلِك عَلامَة على إِفْسَاد يقعون فِيهِ [1099] لَا يألو عَن الْخَيْر أَي لَا يقصر عَنهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 [1100] إِذا أقبل اللَّيْل وَأدبر النَّهَار وَغَابَتْ الشَّمْس قَالَ الْعلمَاء الثَّلَاثَة متلازمة وَإِنَّمَا جمع بَينهَا لِأَنَّهُ قد يكون فِي وَاد وَنَحْوه بِحَيْثُ لَا يُشَاهد غرُوب الشَّمْس فيعتمد إقبال الظلام وإدبار الضياء فقد أفطر الصَّائِم قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ انْقَضى صَوْمه وَتمّ وَلَا يُوصف الْآن بِأَنَّهُ صَائِم لِأَن اللَّيْل لَيْسَ محلا للصَّوْم قَالَ الْقُرْطُبِيّ يحْتَمل أَن يكون مَعْنَاهُ دخل فِي وَقت الْفطر ك أظهر دخل فِي وَقت الظّهْر وَأَن يكون مَعْنَاهُ صَار مُفطرا حكما لِأَن زمَان اللَّيْل يَسْتَحِيل فِيهِ الصَّوْم الشَّرْعِيّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 [1101] فاجدح بجيم ثمَّ حاء مُهْملَة بَينهمَا دَال وَهُوَ خلط الشَّيْء بِغَيْرِهِ وَالْمرَاد خلط السويق بِالْمَاءِ وتحريكه حَتَّى يَسْتَوِي إِن عَلَيْك نَهَارا إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَنَّهُ رأى آثَار الضياء والحمرة الَّتِي بعد غرُوب الشَّمْس فَظن أَن الْفطر لَا يحل إِلَّا بعد ذهَاب ذَلِك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 [1103] إِنِّي أَبيت يطعمني رَبِّي ويسقيني قيل هُوَ على ظَاهره وَأَنه يطعم من طَعَام الْجنَّة كَرَامَة لَهُ وَطَعَام الْجنَّة لَا يفْطر وَقيل مَعْنَاهُ يَجْعَل فِي قُوَّة الطاعم والشارب بقدرته من غير طَعَام وَلَا شراب وَصَححهُ النَّوَوِيّ وَقيل مَعْنَاهُ يخلق فِي الشِّبَع والري مِثْلَمَا يخلقه فِيمَن أكل وَشرب قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا القَوْل يبعده النّظر إِلَى حَاله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذْ كَانَ يجوع أَكثر مِمَّا يشْبع ويربط على بَطْنه الْحجر من الْجُوع قَالَ ويبعده أَيْضا النّظر إِلَى الْمَعْنى لِأَنَّهُ لَو خلق فِيهِ الشِّبَع والري لما وجد لعبادة الصَّوْم روحها الَّذِي هُوَ الْجُوع وَالْمَشَقَّة فاكفلوا بِفَتْح اللَّام أَي خُذُوا وتحملوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 [1104] فَلَمَّا حس كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَهِي لُغَة قَليلَة وَفِي بَعْضهَا أحس بِالْألف وَهِي الفصحى يتجوز أَي يُخَفف ويقتصر على الْجَائِز المجزي دخل رَحْله أَي منزله لَو تماد كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا لَو تَمَادى المتعمقون المتشددون فِي الْأُمُور المجاوزون الْحُدُود فِي قَول أَو فعل وَاصل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أول شهر رَمَضَان كَذَا فِي أَكثر النّسخ قَالَ القَاضِي وَهُوَ وهم من الرَّاوِي وَصَوَابه فِي آخر شهر رَمَضَان كَمَا فِي بَعْضهَا لَو مد لنا الشَّهْر قَالَ الْقُرْطُبِيّ لَو كمل ثَلَاثِينَ لزاد الْيَوْم الآخر إِلَى الْيَوْمَيْنِ الْمُتَقَدِّمين أظل قَالَ أهل اللُّغَة ظلّ يفعل كَذَا إِذا عمله فِي النَّهَار دون اللَّيْل وَبَات يفعل كَذَا إِذا فعله فِي اللَّيْل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 [1106] ثمَّ تضحك قَالَ القَاضِي يحْتَمل ضحكها التَّعَجُّب مِمَّن خَالف فِي هَذَا وَقيل التَّعَجُّب من نَفسهَا حَيْثُ تحدث بِمثل هَذَا الحَدِيث الَّذِي يستحيا من ذكره لَا سِيمَا حَدِيث الْمَرْأَة عَن نَفسهَا للرِّجَال وَلكنهَا اضطرت إِلَى ذكره لتبليغ الحَدِيث وَالْعلم فتعجبت من صُورَة الْحَال المضطرة لَهَا إِلَى ذَلِك وَقيل ضحِكت سُرُورًا بتذكر مَكَانهَا من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وحالها مَعَه وملاطفته لَهَا وَيحْتَمل أَنَّهَا ضحِكت تَنْبِيها على أَنَّهَا صَاحِبَة الْقِصَّة ليَكُون أبلغ فِي الثِّقَة بحديثها فَسكت سَاعَة أَي ليتذكر وَأَيكُمْ يملك إربه ضبط بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَهُوَ رِوَايَة الْأَكْثَرين وبفتح الْهمزَة وَالرَّاء وَمَعْنَاهُ عَلَيْهِمَا الوطر وَالْحَاجة وكني بِهِ عَن الْجِمَاع وَيُطلق المفتوح على الْعُضْو أَيْضا قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا يدل على أَن مَذْهَب عَائِشَة منع الْقبْلَة مُطلقًا فِي حق غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنَّهَا فهمت خصوصيته بِجَوَاز ذَلِك ويباشر وَهُوَ صَائِم قَالَ النَّوَوِيّ معنى الْمُبَاشرَة هُنَا اللَّمْس بِالْيَدِ وَهُوَ من التقاء البشرتين ليسألانها كَذَا فِي كثير من الْأُصُول بِاللَّامِ وَثُبُوت النُّون وَهِي لُغَة قَليلَة وَفِي كثير مِنْهَا يسألانهابلا لَام وَهُوَ الْجَارِي على الْمَشْهُور فِي الْعَرَبيَّة يحيى بن بشر الحريري بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 [1107] شُتَيْر بشين مُعْجمَة مَضْمُومَة ثمَّ تَاء مثناة من فَوق مَفْتُوحَة بن شكل بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْكَاف وَمِنْهُم من سكن الْكَاف [1108] قد غفر الله لَك مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر قَالَ الْقُرْطُبِيّ مَعْنَاهُ المعونة على الطَّاعَات والعصمة وَالْحِفْظ عَن المخالفات بِحَيْثُ لَا تقع الذُّنُوب مِنْهُ أصلا فَعبر عَن هَذَا الْمَعْنى بالمغفرة لِأَن الْمَغْفِرَة هِيَ السّتْر وَقد ستر بالطاعات عَن الْمعاصِي بِحَيْثُ لَا يَقع مِنْهُ أَولا وَأَن حَاله حَال المغفور لَهُ من حَيْثُ أَنه لَا ذَنْب لَهُ إِنِّي لأتقاكم لله وأخشاكم لَهُ أَي أَكْثَرَكُم تقوى وخشية والخشية الْخَوْف وَقيل أشده وَقيل الْخَوْف التطلع لنَفس الضَّرَر والخشية التطلع لفاعل الضَّرَر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 [1109] يقص أَي يتتبع الْأَحَادِيث وَالْأَخْبَار ويذكرها وَيعلم الْعلم فَذكرت ذَلِك لعبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث لِأَبِيهِ هُوَ بدل من عبد الرَّحْمَن بِإِعَادَة الْجَار قَالَ القَاضِي وَوَقع فِي رِوَايَة بن ماهان فَذكر ذَلِك عبد الرَّحْمَن لِأَبِيهِ وَهَذَا غلط فَاحش لِأَنَّهُ تَصْرِيح بِأَن الْحَارِث وَالِد عبد الرَّحْمَن هُوَ الْمُخَاطب بذلك وَهُوَ بَاطِل لِأَن الْقِصَّة كَانَت فِي ولَايَة مَرْوَان على الْمَدِينَة فِي خلَافَة مُعَاوِيَة والْحَارث توفّي فِي طاعون عمواس فِي خلَافَة عمر من غير حلم بِضَم الْحَاء وبضم اللَّام وإسكانها قَالَ النَّوَوِيّ لَا دلَالَة فِيهِ على جَوَاز الِاحْتِلَام عَلَيْهِ لِأَنَّهُ بَيَان للْوَاقِع كَقَوْلِه يقتلُون النَّبِيين بِغَيْر حق وَمَعْلُوم أَن قَتلهمْ لَا يكون بِحَق سَمِعت ذَلِك من الْفضل قَالَ بن الْمُنْذر أحسن مَا يُجَاب بِهِ عَن حَدِيث الْفضل هَذَا أَنه مَنْسُوخ وَأَنه كَانَ فِي أول الْأَمر حِين كَانَ الْجِمَاع محرما فِي اللَّيْل بعد النّوم كَمَا كَانَ الطَّعَام وَالشرَاب محرما ثمَّ نسخ ذَلِك وَلم يُعلمهُ أَبُو هُرَيْرَة وَكَانَ يُفْتِي بِمَا علمه حَتَّى بلغه النَّاسِخ فَرجع إِلَيْهِ وَفِي سنَن النَّسَائِيّ أَنه سَمعه من أُسَامَة بن زيد قَالَ النَّوَوِيّ والقرطبي فَيحمل على أَنه سَمعه مِنْهُمَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 [1110] أَبُو طوالة بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 [1111] هَل تَجِد مَا تعْتق رَقَبَة بِالنّصب على الْبَدَل من مَا الموصولة وَهِي مفعول تَجِد قَالَه النَّوَوِيّ والقرطبي قلت لَا يتَعَيَّن بل يجوز كَونه مفعول تعْتق وعائدهما مَحْذُوف وَالتَّقْدِير هَل تَجِد شَيْئا أَو مَالا تعْتق مِنْهُ رَقَبَة وَهَذَا أرجح ليُوَافق قَوْله بعده فَهَل تَجِد مَا تطعم سِتِّينَ مِسْكينا فَإِن سِتِّينَ مفعول تطعم وَلَا يَصح أَن يكون بَدَلا من مَا بعرق بِفَتْح الْعين وَالرَّاء فِي الْأَشْهر وَرُوِيَ بِسُكُون الرَّاء وَهُوَ مكتل يسع خَمْسَة عشر صَاعا قَالَ أفقر منا بِالنّصب على إِضْمَار أتجد أَو أتعطي وَيصِح رَفعه على تَقْدِير أأحدا أفقر منا فَمَا بَين لابتيها هِيَ الحرتان أنيابه هِيَ الْأَسْنَان الملاصقة للثنايا وَهِي أَرْبَعَة وَاحِدهَا نَاب اذْهَبْ فأطعم أهلك قَالَ الْقُرْطُبِيّ تخيل قوم من هَذَا سُقُوط الْكَفَّارَة عَن هَذَا الرجل فَقَالُوا هُوَ خَاص بِهِ وَهُوَ الزنبيل بِكَسْر الزَّاي وَسُكُون النُّون ثمَّ مُوَحدَة ثمَّ مثناة تحتية وَلَام وَقع بامرأته كَذَا فِي أَكثر النّسخ وَفِي نُسْخَة وَاقع امْرَأَته أَن يعْتق رَقَبَة أَو يَصُوم شَهْرَيْن أَو يطعم سِتِّينَ مِسْكينا قَالَ النَّوَوِيّ أَو هُنَا للتقسيم لَا للتَّخْيِير أَي إِن عجز الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 [1112] احترقت هُوَ مجَاز أغيرنا رُوِيَ بِالنّصب وَالرَّفْع كَمَا تقدم فِي أفقر منا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 [1113] عَام الْفَتْح أَي فتح مَكَّة وَكَانَ سنة ثَمَان من الْهِجْرَة الكديد بِفَتْح الْكَاف وَكسر الدَّال الْمُهْملَة مَاء بَينه وَبَين مَكَّة اثْنَان وَأَرْبَعُونَ ميلًا قَالَ النَّوَوِيّ وَقد غلط بعض الْعلمَاء فَتوهم أَن الكديد وكراغ الغميم قريب من الْمَدِينَة قَالَ أَي بن شهَاب يتبعُون الأحدث فالأحدث قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على مَا علمُوا مِنْهُ النّسخ أَو رُجْحَان الثَّانِي مَعَ جوازهما وَإِلَّا فقد طَاف على بعيره وَتَوَضَّأ مرّة مرّة وَنَظِير ذَلِك من الجائزات الَّتِي عَملهَا مرّة مرّة أَو مَرَّات قَليلَة ليبين جَوَازهَا وحافظ على الْأَفْضَل مِنْهَا عسفان قَرْيَة جَامِعَة على أَرْبَعَة برد من مَكَّة قَالَ القَاضِي على سِتَّة وَثَلَاثِينَ ميلًا مِنْهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 [1114] كرَاع الغميم بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَاد أَمَام عسفان بِثمَانِيَة أَمْيَال يُضَاف إِلَيْهِ هَذَا الكراع وَهُوَ جبل أسود مُتَّصِل بِهِ أُولَئِكَ العصاة قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا هُوَ مُكَرر مرَّتَيْنِ وَهُوَ مَحْمُول على من تضرر بِالصَّوْمِ أَو أَنهم أمروا بِالْفطرِ أمرا جَازِمًا لمصْلحَة بَيَان جَوَازه فخالفوا الْوَاجِب [1116] لست عشرَة إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ والقرطبي هَذِه رِوَايَات مضطربة وَالَّذِي أطبق عل أهل السّير أَنه خرج لعشر خلون من رَمَضَان وَدخل مَكَّة لتسْع عشرَة وَهُوَ أحْسنهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 [1119] أكثرنا ظلا صَاحب الكساء يَعْنِي أَنهم لم يكن لَهُم فسطاط وَلَا كسَاء يَتَّقِي الشَّمْس بِيَدِهِ أَي يسْتَتر بهَا الْأَبْنِيَة أَي الْخُصُوص الركاب الْإِبِل فتحزم المفطرون كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي أَي شدوا أوساطهم للْخدمَة وَفِي بَعْضهَا فتخدم بِالْحَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال بِمَعْنى خدموا ذهب المفطرون الْيَوْم بِالْأَجْرِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي أَنهم لما قَامُوا بوظائف ذَلِك الْوَقْت وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِيهِ كَانَ أَكْثَرهم على ذَلِك من أجر من صَامَ ذَلِك الْيَوْم وَلم يقم بِتِلْكَ الْوَظَائِف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 [1120] مكثور عَلَيْهِ أَي عِنْده كَثِيرُونَ من النَّاس [1121] عَن أبي مراوح بِضَم الْمِيم وَكسر الْوَاو وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 [1123] وَقَالَ عَن عُمَيْر مولى أم الْفضل قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر أَنه مَوْلَاهَا حَقِيقَة وَقيل لَهُ مولى بن عَبَّاس لِأَنَّهُ بن مولاته وللزومه إِيَّاه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 [1124] بحلاب بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة الْإِنَاء الَّذِي يحلب فِيهِ وَيُقَال المحلب بِكَسْر الْمِيم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 [1125] عَاشُورَاء بِالْمدِّ وَزنه فاعولاء وهمزته للتأنيث معدول عَن عاشرة للْمُبَالَغَة والتعظيم وَهُوَ فِي الأَصْل صفة لليلة الْعَاشِرَة لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من الْعشْر الَّذِي هُوَ اسْم العقد الأول وَالْيَوْم مُضَاف إِلَيْهَا فَإِذا قيل يَوْم عَاشُورَاء فَكَأَنَّهُ قيل يَوْم اللَّيْلَة الْعَاشِرَة إِلَّا أَنهم لما عدلوا بِهِ عَن الصّفة غلبت عَلَيْهِ الاسمية فاستغنوا عَن الْمَوْصُوف فحذفوا اللَّيْلَة صَامَهُ وَأمر بصيامه قيل وجوبا وَقيل ندبا من شَاءَ صَامَهُ وَمن شَاءَ تَركه قَالَ القَاضِي كَانَ بعض السّلف يَقُول كَانَ صَوْم يَوْم عَاشُورَاء فرضا وَهُوَ بَاقٍ على فرضيته لم ينْسَخ قَالَ وانقرض الْقَائِلُونَ بِهَذَا وَحصل الْإِجْمَاع على أَنه لَيْسَ بِفَرْض وَإِنَّمَا هُوَ مُسْتَحبّ وَرُوِيَ عَن بن عمر كَرَاهَة قصد صَوْمه وتعيينه بِالصَّوْمِ إِن قُريْشًا كَانَت تَصُوم عَاشُورَاء فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ الْقُرْطُبِيّ لَعَلَّهُم كَانُوا يستندون فِي صَوْمه إِلَى أَنه من شَرِيعَة إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام فَإِنَّهُم كَانُوا ينتسبون إِلَيْهِمَا ويستندون فِي كثير من أَحْكَام الْحَج وَغَيره إِلَيْهِمَا ثمَّ أَمر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بصيامه قَالَ النَّوَوِيّ ضبط أَمر بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل وللمفعول الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 [1129] أَيْن عُلَمَاؤُكُمْ يَا أهل الْمَدِينَة خص الْعلمَاء ليصدقوه فَإِنَّهُم أدرى بالأحاديث قَالَ النَّوَوِيّ وَظَاهره أَنه سمع من يُوجِبهُ أَو يحرمه أَو يكرههُ فَأَرَادَ إعلامهم بِأَنَّهُ لَيْسَ بِوَاجِب وَلَا محرم وَلَا مَكْرُوه هَذَا يَوْم عَاشُورَاء إِلَى قَوْله فليفطر قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا كُله من كَلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا جَاءَ مُبينًا فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ قلت خشِي النَّوَوِيّ أَن يتَوَهَّم أحد أَن قَوْله وَأَنا صَائِم إِلَخ مدرج فِي آخر الحَدِيث من قَول مُعَاوِيَة لِأَنَّهُ مَظَنَّة ذَلِك فنفي هَذَا التَّوَهُّم [1131] وشارتهم هِيَ بالشين الْمُعْجَمَة بِلَا همز الْهَيْئَة الْحَسَنَة وَالْجمال أَي يلبسوهن لباسهن الْحسن الْجَمِيل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 [1134] فَإِذا كَانَ فِي الْعَام الْمقبل إِن شَاءَ الله صمنا الْيَوْم التَّاسِع قَالَ الْعلمَاء السَّبَب فِي ذَلِك أَن لَا يتشبه باليهود فِي إِفْرَاد الْعَاشِر وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ ظَاهره أَنه كَانَ عزم على ان يَصُوم التَّاسِع بدل الْعَاشِر وَهَذَا هُوَ الَّذِي فهمه بن عَبَّاس حَتَّى قَالَ للَّذي سَأَلَهُ عَن يَوْم عَاشُورَاء إِذا رَأَيْت هِلَال الْمحرم فاعدد وَأصْبح يَوْم التَّاسِع صَائِما وَبِهَذَا تمسك من رَآهُ التَّاسِع وَقَوله هَكَذَا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُومهُ يَعْنِي أَنه لَو عَاشَ لصامه كَذَلِك لوعده الَّذِي وعد بِهِ لَا أَنه صَامَ التَّاسِع بدل الْعَاشِر إِذْ لم يسمع ذَلِك عَنهُ وَلَا رُوِيَ قطّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 [1136] فليتم بَقِيَّة يَوْمه زَاد أَبُو دَاوُد واقضوه اللعبة مَا يلْعَب بِهِ من العهن هُوَ الصُّوف مُطلقًا وَقيل الْمَصْبُوغ وَقيل الْأَحْمَر أعطيناه إِيَّاهَا عِنْد الْإِفْطَار قَالَ القَاضِي فِيهِ مَحْذُوف وَصَوَابه حَتَّى يكون عِنْد الْإِفْطَار فَبِهَذَا يتم الْكَلَام وَكَذَا وَقع فِي البُخَارِيّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 [1137] يَوْم فطركم من صِيَامكُمْ وَالْآخر يَوْم تَأْكُلُونَ فِيهِ من نسككم قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِيهِ تَنْبِيه على الْحِكْمَة الَّتِي لأَجلهَا حرم صَوْم هذَيْن الْيَوْمَيْنِ أما يَوْم الْفطر فَيتَحَقَّق بِهِ انْقِضَاء زمَان مَشْرُوعِيَّة الصَّوْم وَيَوْم النَّحْر فِي دَعْوَة الله الَّتِي دَعَا عباده إِلَيْهَا من تضييفه وإكرامه لأهل منى وَغَيرهم بِمَا شرع لَهُم من ذبح النّسك وَالْأكل مِنْهُ فَمن يَوْم هَذَا الْيَوْم فَإِنَّهُ رد على الله كرامته وَإِلَى هَذَا أَشَارَ أَبُو حنيفَة وَالْجُمْهُور على انه شرع غير مُعَلل انْتهى [1141] نُبَيْشَة بِضَم النُّون وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وبالشين الْمُعْجَمَة أَيَّام التَّشْرِيق هِيَ ثَلَاثَة أَيَّام بعد يَوْم النَّحْر سميت بذلك لتشريق النَّاس لُحُوم الْأَضَاحِي فِيهَا وَهُوَ تقديدها ونشرها فِي الشَّمْس [1142] وَأَيَّام منى أضافها إِلَى منى لِأَن الْحَاج فِيهَا فِي منى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 [1144] لَا تختصوا لَيْلَة الْجُمُعَة بِقِيَام وَلَا تخصوا يَوْم الْجُمُعَة بصيام قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بِإِثْبَات تَاء فِي الأول بَين الْخَاء وَالصَّاد وبحذفها فِي الثَّانِي قَالَ وَالْحكمَة فِي النَّهْي أَن يَوْم الْجُمُعَة فِيهِ وظائف من الْعِبَادَات فاستحب فطره ليَكُون أعون على ادائها كَمَا اسْتحبَّ فطر يَوْم عَرَفَة للْحَاج لذَلِك قَالَ فَإِذا ضم إِلَيْهِ صَوْم يَوْم آخر جبر مَا حصل من التَّقْصِير فِيهَا وَقيل سَببه خوف الْمُبَالغَة فِي تَعْظِيمه بِحَيْثُ يفتتن بِهِ كَمَا افْتتن قوم بالسبت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 [1146] فَمَا تقدر أَن تقضيه قَالَ الْقُرْطُبِيّ فَإِن قيل كَيفَ لَا تقدر وَقد كَانَ لَهُ تسع نسْوَة وَكَانَ يقسم لَهُنَّ فَلَا تصل النّوبَة لإحداهن إِلَّا بعد ثَمَان فَالْجَوَاب أَن الْقسم لم يكن وَاجِبا عَلَيْهِ فَكُن يتهيأن لَهُ دَائِما ويتوقعن حَاجته إلَيْهِنَّ فِي أَكثر الْأَوْقَات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 [1151] فَلَا يرْفث بِضَم الْفَاء وَكسرهَا من الرَّفَث وَهُوَ السخف وفاحش الْكَلَام وَلَا يجهل قَالَ النَّوَوِيّ الْجَهْل قريب من الرَّفَث وَهُوَ خلاف الْحِكْمَة وَخلاف الصَّوَاب من القَوْل وَالْفِعْل فَإِن امْرُؤ شاتمه أَي شَتمه متعرضا لشتمه أَو قَاتله أَي نازعه ودافعه فَلْيقل إِنِّي صَائِم إِنِّي صَائِم قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا هُوَ مرَّتَيْنِ وَاخْتلفُوا فِيهِ فَقيل يَقُوله بِلِسَانِهِ ليسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر غَالِبا وَقيل يحدث بِهِ نَفسه ليمنعها عَن مشاتمته ومقاتلته ويحرس صَوْمه عَن المكروهات قَالَ النَّوَوِيّ وَلَو جمع بَين الْأَمريْنِ كَانَ حسنا إِلَّا الصّيام هُوَ لي وَأَنا أجزي بِهِ اخْتلف فِي مَعْنَاهُ مَعَ كَون جَمِيع الطَّاعَات لله تَعَالَى فَقيل سَبَب إِضَافَته إِلَى الله أَنه لم يعبد أحد غير الله بِهِ فَلم يعظم الْكفَّار فِي عصر من الْأَعْصَار معبودا لَهُم بالصيام وَإِن كَانُوا يعظمونه بِصُورَة السُّجُود وَالصَّدَََقَة وَالذكر وَغير ذَلِك وَقيل لِأَنَّهُ يبعد من الرِّيَاء لخفائه وَقيل لِأَنَّهُ لَيْسَ للصَّائِم وَنَفسه فِيهِ حَظّ وَقيل لِأَن الِاسْتِغْنَاء عَن الطَّعَام من صِفَات الله تَعَالَى فتقرب الصَّائِم بِمَا يتَعَلَّق بِهَذِهِ الصّفة وَإِن كَانَت صِفَات الله لَا يشبهها شَيْء وَقيل مَعْنَاهُ أَنا المتفرد بِعلم مِقْدَار ثَوَابه وتضعيفه وَغَيره من الْعِبَادَات أظهر سُبْحَانَهُ بعض مخلوقاته على مِقْدَار ثَوَابهَا وَقيل هِيَ إِضَافَة تشريف كَقَوْلِه عبَادي وبيتي وَقيل إِن الْأَعْمَال كلهَا ظَاهِرَة للْمَلَائكَة فتكتبها إِلَّا الصَّوْم فَإِنَّمَا هُوَ نِيَّة وإمساك فَالله يُعلمهُ ويتولى جزاءه وَقيل إِن الْأَعْمَال يقْتَصّ مِنْهَا يَوْم الْقِيَامَة فِي الْمَظَالِم إِلَّا الصَّوْم فَإِنَّهُ لله لَيْسَ لأحد من أَصْحَاب الْحُقُوق أَن يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وَاخْتَارَهُ بن الْعَرَبِيّ لخلفة فَم الصَّائِم بِضَم الْخَاء تغير رَائِحَته أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك لَا يتَوَهَّم أَن الله تَعَالَى يَسْتَطِيب الروائح ويستلذها فَإِن ذَلِك محَال عَلَيْهِ وَإِنَّمَا معنى هَذِه الأطيبة رَاجِعَة إِلَى أَنه تَعَالَى يثيب على خلوف فَم الصَّائِم ثَوابًا أَكثر مِمَّا يثيب على اسْتِعْمَال الْمسك حَيْثُ ندب الشَّرْع إِلَى اسْتِعْمَاله كالجمع والأعياد وَغير ذَلِك وَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك فِي حق الْمَلَائِكَة فيستطيبون ريح الخلوف أَكثر مِمَّا يستطيبون أَو نستطيب ريح الْمسك وَقيل يجازيه الله فِي الْآخِرَة بِأَن يَجْعَل نكهته أطيب من ريح الْمسك كَمَا فِي دم الشَّهِيد وَقيل مجَاز واستعارة لتقريبه من الله تَعَالَى الصّيام جنَّة أَي ستر ووقاية من الرَّفَث والآثام أَو من النَّار وَلَا يسخب بِالسِّين وَالصَّاد وَالْمُوَحَّدَة وَهُوَ الصياح وصحفه من رَوَاهُ لَا يسخر بالراء من السخرية لخلوف بِضَم الْخَاء وخطأوا من فتحهَا فَرح بفطره أَي بِزَوَال جوعه وعطشه وَقيل بإتمام عِبَادَته وسلامتها من المفسدات وَإِذا لَقِي ربه فَرح بصومه لما يرَاهُ من جزيل ثَوَابه يدع شَهْوَته وَطَعَامه من أَجلي قَالَ الْقُرْطُبِيّ تَنْبِيه على الْجِهَة الَّتِي بهَا يسْتَحق الصَّوْم أَن يكون كَذَلِك وَهُوَ الْإِخْلَاص الْخَاص بِهِ [1152] خَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي بِفَتْح الْقَاف والطاء مَعْنَاهُ الْبَقَّال كَأَنَّهُمْ نسبوه إِلَى بيع القطينة وَقيل إِلَى قطوان مَوضِع بِقرب الْكُوفَة فَإِذا دخل آخِرهم فِي بعض الْأُصُول أَوَّلهمْ قَالَ القَاضِي وَهُوَ وهم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 [1153] يَصُوم يَوْمًا فِي سَبِيل الله أَي فِي طَاعَته يَعْنِي قَاصِدا بِهِ وَجه الله تَعَالَى وَقيل إِنَّه الْجِهَاد فِي سَبِيل الله سبعين خَرِيفًا أَي مسيرَة سبعين سنة وَالْمرَاد الْمُبَالغَة فِي الْبعد وَكَثِيرًا مَا يَجِيء السبعون عبارَة عَن التكثير قَالَه الْقُرْطُبِيّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 [1153] زور زائرون حيس بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة التَّمْر مَعَ اللَّبن والأقط وَقَالَ الْهَرَوِيّ هِيَ ثريدة من أخلاط الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 [1155] فَإِنَّمَا أطْعمهُ الله وسقاه أَي أَنه لما أفطر نَاسِيا لم ينْسب إِلَيْهِ من ذَلِك الْفطر شَيْء وتمحضت نِسْبَة الْإِطْعَام إِلَى الله تَعَالَى إِذْ هُوَ فعله الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 [1156] يَصُوم حَتَّى نقُول لَا يفْطر أَي يكثر ويوالي حَتَّى يتحدث نساؤه وخاصته بذلك كَانَ يَصُوم شعْبَان كُله كَانَ يَصُوم شعْبَان إِلَّا قَلِيلا قَالَ النَّوَوِيّ الثَّانِي تَفْسِير للْأولِ وَبَيَان أَن قَوْلهَا كُله أَي غالبه وَقيل كَانَ يَصُومهُ كُله فِي وَقت وَأَكْثَره فِي سنة أُخْرَى لِئَلَّا يتَوَهَّم وُجُوبه قَالَ وَالْحكمَة فِي تَخْصِيص شعْبَان بِكَثْرَة الصَّوْم أَنه ترفع فِيهِ الْأَعْمَال وتقدر فِيهِ الْآجَال قَالَ فَإِن قيل سَيَأْتِي أَن أفضل الصَّوْم بعد رَمَضَان شهر الْمحرم فَكيف أَكثر مِنْهُ فِي شعْبَان فَالْجَوَاب لَعَلَّه لم يعلم فضل الْمحرم إِلَّا فِي آخر حَيَاته قبل التَّمَكُّن من صَوْمه أَو لَعَلَّه كَانَ يعرض فِيهِ أعذار كسفر أَو مرض سَأَلت سعيد بن جُبَير عَن صَوْم رَجَب إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر أَن مُرَاد سعيد بِهَذَا الِاسْتِدْلَال أَنه لَا نهي فِيهِ وَلَا ندب بل لَهُ حكم بَاقِي الشُّهُور قَالَ وَلم يثبت فِي صَوْم رَجَب نهي وَلَا ندب بِعَيْنِه وَلَكِن أصل الصَّوْم مَنْدُوب إِلَيْهِ وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ندب إِلَى الصَّوْم من الْأَشْهر الْحرم وَرَجَب أَحدهَا انْتهى قلت وروى الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي قلَابَة قَالَ فِي الْجنَّة قصر لصوام رَجَب وَقَالَ هَذَا أصح مَا ورد فِي صَوْم رَجَب قَالَ وَأَبُو قلَابَة من التَّابِعين وَمثله لَا يَقُول ذَلِك إِلَّا عَن بَلَاغ مِمَّن فَوْقه عَمَّن يَأْتِيهِ الْوَحْي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 [1159] أَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ الْقُرْطُبِيّ حَدِيث بن عَمْرو اشْتهر وَكَثُرت رُوَاته فَكثر اختلافه حَتَّى ظن من لَا يبصره أَنه مُضْطَرب وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ إِذا تتبع اختلافه وَضم بعضه إِلَى بعض انتظمت صورته وتناسب مساقه إِذْ لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَاف تنَاقض وَلَا تهاتر بل يرجع إختلافه إِلَى أَن ذكر بَعضهم مَا سكت عَنهُ غَيره وَفصل بعض مَا أجمله غَيره فَإنَّك لَا تَسْتَطِيع ذَلِك قَالَ النَّوَوِيّ علم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من حَال عبد الله أَنه لَا يَسْتَطِيع الدَّوَام على ذَلِك فَنَهَاهُ وَعلم من حَمْزَة بن عَمْرو أَنه يَسْتَطِيع سرد الصَّوْم حَتَّى فِي السّفر فأقره لَا أفضل من ذَلِك قيل هُوَ على إِطْلَاقه فَيكون أفضل من السرد وَقيل هُوَ خَاص لعبد الله أَي لَا أفضل من ذَلِك فِي حَقك بحسبك أَن تَصُوم أَي يَكْفِيك ان تَصُوم والنحاة يعربون بحسبك فِي بحسبك دِرْهَم درهما مُبْتَدأ زيدت فِيهِ الْبَاء وَكَانَ شَيخنَا الْعَلامَة محيي الدّين الكافيجي يخالفهم ويعربه خَبرا مقدما ودرهما مُبْتَدأ مُؤَخرا ويعلله بِأَنَّهُ محط الْفَائِدَة وَهَذَا الحَدِيث شَاهد لَهُ فَإِن أَن وَالْفِعْل إِذا وَقعت فِي تركيب حكم لَهَا بِأَنَّهَا هِيَ الْمُبْتَدَأ أَو مَا حل مَحَله قَالَ تَعَالَى ثمَّ لم تكن فتنتهم إِلَّا أَن قَالُوا نصب فتنتهم على أَنه خبر تكن مقدما وَأَن قَالُوا اسْمهَا مُؤَخرا فَتعين ان يكون بحسبك هُوَ الْخَبَر كَمَا قَالَه شَيخنَا وَمَا بعده الْمُبْتَدَأ وَالْمَسْأَلَة مبسوطة فِي كتبنَا النحوية ولزورك أَي زائرك فَلَا تفعل قَالَ الْقُرْطُبِيّ نهى عَن الِاسْتِمْرَار فِي فعل مَا الْتَزمهُ لما يُؤَدِّي إِلَيْهِ من الْمفْسدَة قَالَ من لي بِهَذِهِ أَي الْخصْلَة الْأَخِيرَة وَهِي عدم الْفِرَار أَي من يتكفل لي بهَا فَإِنَّهَا صعبة لَا صَامَ من صَامَ الْأَبَد قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا هُوَ فِي النّسخ مُكَرر مرَّتَيْنِ وَفِي بَعْضهَا ثَلَاث مَرَّات وَمَعْنَاهُ قيل الدُّعَاء عَلَيْهِ وَقيل الْإِخْبَار بِأَنَّهُ لم يَأْتِ بِشَيْء إِذْ لَا يجد من مشقته مَا يجدهَا غَيره وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ الْأَبَد من انْتِهَاء الدَّهْر وَالْمرَاد بِهِ هُنَا سرد الصّيام دَائِما هجمت أَي غارت ونهكت بِفَتْح النُّون وَالْهَاء وبكسرها وَالتَّاء سَاكِنة أَي ضعفت وَضبط بَعضهم بِضَم النُّون وَكسر الْهَاء وَفتح التَّاء خطابا لَهُ أَي ضنيت ونفهت نَفسك بِفَتْح النُّون وَكسر الْفَاء أَي أعيت صم يَوْمًا وَلَك أجر مَا بَقِي قَالَ بَعضهم أَي من الْعشْر كَمَا فِي الرِّوَايَة الأولى وَلَك أجر تِسْعَة وَكَذَا فِي قَوْله صم يَوْمَيْنِ وَلَك أجر مَا بَقِي أَي من الْعشْرين وصم ثَلَاثَة أَيَّام وَلَك أجر مَا بَقِي أَي من الشَّهْر قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا الِاعْتِبَار حسن جَار على قِيَاس تَضْعِيف الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا غير أَنه يفرغ تَضْعِيف الشَّهْر عِنْد صَوْم الثَّلَاثَة فَيبقى قَوْله صم أَرْبَعَة أَيَّام وَلَك أجر مَا بَقِي لم يبْق لَهُ من الشَّهْر شَيْء فيضاف لَهُ عشر من الشَّهْر الآخر أَي مَا بَقِي من أَرْبَعِينَ قَالَ وَقَالَ بعض الْمُتَأَخِّرين إِنَّه يَعْنِي بذلك من الشَّهْر وعَلى هَذَا يكون صَوْم الرَّابِع لَا أجر فِيهِ وَهُوَ مُخَالف لقياس التَّضْعِيف فَالْأول أولى [1161] من سرة هَذَا الشَّهْر كَذَا فِي الْأُصُول بِالْهَاءِ بعد الرَّاء أَي وَسطه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 [1162] عَن أبي قَتَادَة رجل أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي مُعظم النّسخ وَيقْرَأ رجل بِالرَّفْع على أَنه خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي الشَّأْن وَالْأَمر قَالَ وَقد أصلح فِي بعض النّسخ أَن رجلا فَقَالَ كَيفَ تَصُوم فَغَضب قَالَ الْعلمَاء سَبَب غَضَبه أَنه كره مَسْأَلته لِأَن حَاله لَا يُنَاسب حَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الصَّوْم فَكَانَ حَقه أَن يَقُول كَيفَ أَصوم ليجيبه بِمَا هُوَ مُقْتَضى حَاله كَمَا أجَاب غَيره وَقيل لِأَن فِيهِ إِظْهَار عمل السِّرّ لَا صَامَ وَلَا أفطر نفى الأول شرعا وَالثَّانِي حسا وددت أَنِّي طوقت ذَلِك أَي أقدرت عَلَيْهِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ يشكل مَعَ وصاله وَقَوله إِنِّي أَبيت أطْعم وأسقى قَالَ ويرتفع الْإِشْكَال بِأَن هَذَا كَانَ مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة فَفِي وَقت يواصل الْأَيَّام بِحكم الْقُوَّة الإلهية وَفِي آخِره يضعف فَيَقُول هَذَا بِحكم الطباع البشرية قَالَ وَيُمكن أَن يُقَال تمنى ذَلِك دَائِما بِحَيْثُ لَا يخل بِحَق من الْحُقُوق الَّتِي يخل بهَا من أدام صَوْمه من الْقيام بِحُقُوق الزَّوْجَات وَاسْتِيفَاء الْقُوَّة على الْجِهَاد وأعمال الطَّاعَات وَقَالَ القَاضِي قيل مَعْنَاهُ وددت أَن أمتِي تطوقه لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يطيقه وَأكْثر مِنْهُ وَكَانَ يواصل قَالَ النَّوَوِيّ وَيُؤَيّد هَذَا التَّأْوِيل قَوْله فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة لَيْت أَن الله قوانا لذَلِك وَقيل إِنَّمَا قَالَه لحقوق نِسَائِهِ وغيرهن من الْمُسلمين المتعلقين بِهِ والقاصدين إِلَيْهِ يكفر السّنة الَّتِي قبله أَي الَّتِي هُوَ فِيهَا وَالسّنة الَّتِي بعده أَي ذنُوب صائمه فِي السنتين قَالُوا وَالْمرَاد بِهِ الصَّغَائِر قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن لم يكن صغائر يُرْجَى التَّخْفِيف من الْكَبَائِر فَإِن لم يكن رفعت لَهُ دَرَجَات صَوْم ثَلَاثَة من كل شهر زَاد النَّسَائِيّ من حَدِيث جَابر أَيَّام الْبيض صَبِيحَة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع عشرَة وَخمْس عشرَة وَبِه أَخذ أَصْحَابنَا وَذهب جمَاعَة إِلَى الْإِطْلَاق وَأَنه لَا فرق بَين أَيَّام الشَّهْر فِي ذَلِك وَمِنْهُم من اخْتَار ثَلَاثَة من آخر الشَّهْر وَاخْتَارَ قوم أول الشَّهْر والعاشر وَالْعِشْرين وَقيل الْحَادِي عشر وَالْحَادِي وَالْعِشْرين وَقيل أول اثْنَيْنِ فِي الشَّهْر وخميسان بعده وَقيل أول خَمِيس وَاثْنَانِ من اثْنَيْنِ بعده وَقيل السبت والأحد والاثنين من شهر ثمَّ الثُّلَاثَاء وَالْأَرْبِعَاء وَالْخَمِيس من الشَّهْر الَّذِي بعده فسكتنا عَن ذكر الْخَمِيس لما نرَاهُ بِفَتْح النُّون وَضمّهَا وهما قَالَ القَاضِي إِنَّمَا وهمه مُسلم لقَوْله فِيهِ ولدت إِلَخ وَهَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ دون الْخَمِيس قَالَ وَيحْتَمل صِحَة رِوَايَة شُعْبَة وَيرجع الْوَصْف بِالْولادَةِ والبعث إِلَى الْإِثْنَيْنِ دون الْخَمِيس قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا مُتَعَيّن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 [1161] من سرر شعْبَان ضبطوه بِفَتْح السِّين وَكسرهَا وَضمّهَا جمع سرة وَالْمرَاد آخر الشَّهْر قَالَه الْجُمْهُور لاستسرار الْقَمَر فِيهَا وَقيل وَسطه لِأَن أَيَّام الْبيض ورد ندب صَومهَا وَلم يَأْتِ فِي صِيَام آخر الشَّهْر ندب فَلَا يحمل الحَدِيث عَلَيْهِ وعَلى الأول فِيهِ مُعَارضَة لحَدِيث لَا تقدمُوا رَمَضَان بِصَوْم يَوْم وَلَا يَوْمَيْنِ وَأجَاب الْمَازرِيّ وَغَيره بِأَن الرجل كَانَ يعْتَاد الصّيام آخر الشَّهْر فَصم يَوْمَيْنِ مَكَانَهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا حمل مُلَازمَة عَادَة الْخَيْر حَتَّى لَا تقطع وحض على أَن لَا يمْضِي على الْمُكَلف مثل شعْبَان وَلم يصم مِنْهُ شَيْئا فَلَمَّا فَاتَهُ صَوْمه أمره أَن يعوضه قَالَ وَيظْهر لي أَنه إِنَّمَا أمره بصيام يَوْمَيْنِ فِي غَيره للمزية الَّتِي يخْتَص بهَا شعْبَان فَلَا يبعد فِي أَن يُقَال إِن صَوْم يَوْم مِنْهُ كَصَوْم يَوْمَيْنِ فِي غَيره وَيشْهد لَهُ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَصُوم مِنْهُ أَكثر مِمَّا كَانَ يَصُوم من غَيره اغتناما لمزية فضيلته انْتهى إِذا أفطرت رَمَضَان كَذَا فِي الْأُصُول فِي هَذِه الرِّوَايَة بِحَذْف من وَهِي مُرَادة كَمَا صرح بهَا فِي الرِّوَايَة الأولى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 [1163] عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي قَالَ النَّوَوِيّ روى عَن أبي هُرَيْرَة اثْنَان كل مِنْهُمَا حميد بن عبد الرَّحْمَن أَحدهمَا الْحِمْيَرِي وَالثَّانِي حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف الزُّهْرِيّ قَالَ الْحميدِي كل مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة فَهُوَ الزُّهْرِيّ إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث خَاصَّة أفضل الصّيام بعد رَمَضَان شهر الله الْمحرم أَقُول سُئِلت لم خص الْمحرم بقَوْلهمْ شهر الله دون سَائِر الشُّهُور مَعَ أَن فِيهَا مَا يُسَاوِيه فِي الْفضل أَو يزِيد عَلَيْهِ كرمضان وَوجدت مَا يُجَاب بِهِ أَن هَذَا الِاسْم إسلامي دون سَائِر الشُّهُور فَإِن أسماءها كلهَا على مَا كَانَت عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ اسْم الْمحرم فِي الْجَاهِلِيَّة صفر الأول وَالَّذِي بعده صفر الثَّانِي فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام سَمَّاهُ الله الْمحرم فأضيف إِلَى الله بِهَذَا الِاعْتِبَار وَهَذِه الْفَائِدَة لَطِيفَة رَأَيْتهَا فِي الجمهرة قَالَ الْقُرْطُبِيّ إِنَّمَا كَانَ صَوْم الْمحرم أفضل الصّيام من أجل أَنه أول السّنة المستأنفة فَكَانَ استفتاحها بِالصَّوْمِ الَّذِي هُوَ أفضل الْأَعْمَال وَأفضل الصَّلَاة بعد الْفَرِيضَة صَلَاة اللَّيْل اسْتدلَّ بِهِ لقَوْل بعض أَصْحَابنَا أَن صَلَاة اللَّيْل أفضل من الرَّوَاتِب وَإِن كَانَ أَكْثَرهم على خِلَافه قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أقوى وأوفق للْحَدِيث الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 [1164] سِتا من شَوَّال لم يقل سِتَّة مَعَ أَن الْمَعْدُود مُذَكّر لِأَنَّهُ إِذا حذف جَازَ فِيهِ الْوَجْهَانِ كصيام الدَّهْر زَاد النَّسَائِيّ من حَدِيث ثَوْبَان الْحَسَنَة بِعشر فشهر رَمَضَان بِعشْرَة أشهر وَسِتَّة بشهرين فَذَلِك تَمام السّنة وَلَا يشكل على هَذَا مَا قيل إِنَّه يلْزم فِيهِ مساوات ثَوَاب النَّفْل للْفَرض لِأَنَّهُ إِنَّمَا صَار كصيام سنة بالتضعيف وَهُوَ مُجَرّد فضل من الله تَعَالَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 [1165] لَيْلَة الْقدر سميت لَيْلَة الْقدر بذلك لعظم قدرهَا وشرفها وَقيل لما تكْتب الْمَلَائِكَة فِيهَا من الأقدار والأرزاق والآجال تواطئت قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي النّسخ بطاء ثمَّ تَاء وَهُوَ مَهْمُوز وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يكْتب بِأَلف بَين الطَّاء وَالتَّاء صُورَة الْهمزَة وَلَا بُد من قِرَاءَته مهموزا وَمَعْنَاهُ توافقت تحروا لَيْلَة الْقدر أَي احرصوا على طلبَهَا واجتهدوا فِيهِ الغوابر أَي الْبَوَاقِي وَهُوَ الْأَوَاخِر فَلَا يغلبن على السَّبع الْبَوَاقِي فِي بعض النّسخ عَن السَّبع تَحَيَّنُوا أَي اطْلُبُوا حينها وَهُوَ زمانها [1166] فنسيتها بِضَم النُّون وَتَشْديد السِّين أَي نسيت تَعْيِينهَا قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَمثل هَذَا النسْيَان جَائِز عَلَيْهِ إِذْ لَيْسَ تَبْلِيغ حكم يجب الْعَمَل بِهِ وَلَعَلَّ عدم تَعْيِينهَا أبلغ فِي الْحِكْمَة وأكمل فِي تَحْصِيل الْمصلحَة قَالَ حَرْمَلَة فنسيتها هُوَ بِفَتْح النُّون وَتَخْفِيف السبن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 [1167] فليثبت من الثُّبُوت وَفِي بعض النّسخ فليلبث من اللّّبْث فِي مُعْتَكفه بِفَتْح الْكَاف مَوضِع الِاعْتِكَاف فوكف أَي قطر مَاء الْمَطَر من سقفه غير أَنه قَالَ فليثبت فِي أَكثر النّسخ بِالْمُثَلثَةِ من الثُّبُوت وَفِي بَعْضهَا فليبت من الْمبيت وَقَالَ وجبينه ممتلئا فِي أَكثر النّسخ بِالنّصب على تَقْدِير رَأَيْته وَفِي بَعْضهَا بِالرَّفْع وَهُوَ وَاضح الْعشْر الْأَوْسَط كَذَا فِي الْأُصُول وتذكير الْعشْر لُغَة بِاعْتِبَار الْأَيَّام أَو الْوَقْت أَو الزَّمَان وَالْمَشْهُور تأنيثه كَمَا قَالَ فِي أَكثر الْأَحَادِيث الْأَوَاخِر فِي قبَّة تركية قَالَ النَّوَوِيّ أَي صَغِيرَة من لبود وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ هِيَ الَّتِي لَهَا بَاب وَاحِد على سدتها أَي بَابهَا وروثة أَنفه بِالْمُثَلثَةِ أَي طرفه وَيُقَال لَهَا الأرنبة يلْتَمس يطْلب فقوض بقاف مَضْمُومَة وَاو مَكْسُورَة وضاد مُعْجمَة أَي هدم ثمَّ أبينت لَهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ روايتنا فِيهِ من للْبَيَان قَالَ أَبُو الْفرج وَضَبطه الْمُحَقِّقُونَ أَثْبَتَت من الْإِثْبَات فجَاء رجلَانِ هما كَعْب بن مَالك وَعبد الله بن أبي حَدْرَد يحتقان بِالْقَافِ أَي يطْلب كل وَاحِد مِنْهُمَا حَقه وَيَدعِي أَنه محق فالتي تَلِيهَا ثِنْتَيْنِ وَعشْرين كَذَا فِي أَكثر النّسخ بِالْيَاءِ وَهُوَ مَنْصُوب بِتَقْدِير أَعنِي وَفِي بَعْضهَا ثِنْتَانِ وَعِشْرُونَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 [762] أَنَّهَا تطلع يَوْمئِذٍ لَا شُعَاع لَهَا كَذَا فِي الْأُصُول أَنَّهَا من غير ذكر الشَّمْس وحذفت للْعلم بهَا على حد حتىتوارت بالحجاب والشعاع بِضَم الشين مَا يرى من ضوئها عِنْد بروزها مثل الحبال والقضبان مقبلة إِلَيْك إِذا نظرت إِلَيْهَا وَقيل هُوَ الَّذِي ترَاهُ ممتدا بعد الطُّلُوع وَقيل هُوَ انتشار ضوئها قَالَ القَاضِي ثمَّ قيل ذَلِك مُجَرّد عَلامَة جعلهَا الله لَهَا وَقيل بل لِكَثْرَة صعُود الْمَلَائِكَة الَّذين ينزلون إِلَى الأَرْض فِي لَيْلَتهَا سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشَّمْس وشعاعها الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 [1170] شقّ جَفْنَة بِكَسْر الشين وَفتح الْجِيم أَي نصفهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 [1173] آلبر أَي الطَّاعَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام ومده على جِهَة الْإِنْكَار وَنصب آلبر على أَنه مفعول تردن مقدما [1174] أَحْيَا اللَّيْل أَي استغرقه بالسهر فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا وَأَيْقَظَ أَهله أَي للصَّلَاة فِي اللَّيْل وجد أَي اجْتهد فِي الْعِبَادَة زِيَادَة على الْعَادة وَشد المئزر بِكَسْر الْمِيم مهموزا أَي الْإِزَار قيل هُوَ عبارَة عَن الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة زِيَادَة على عَادَته فِي غَيره وَمَعْنَاهُ السهر فِي الْعِبَادَة يُقَال شددت لهَذَا الْأَمر مئزري أَي تشمرت لَهُ وَقيل كِنَايَة عَن اعتزال النِّسَاء للاشتغال بالعبادات قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا أولى لِأَنَّهُ قد ذكر الْجد وَالِاجْتِهَاد أَولا فَحمل هَذَا على فَائِدَة مستجدية أولى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 [1176] سُفْيَان عَن الْأَعْمَش فِي رِوَايَة شُعْبَة عَن الْأَعْمَش لم يصم الْعشْر أَي عشر ذِي الْحجَّة أَي لم نره يَصُومهُ كَمَا فِي الرِّوَايَة الأولى مَا رَأَيْت فَلَا يلْزم من ذَلِك عدم صَوْمه فِي نفس الْأَمر قَالَ النَّوَوِيّ وَيدل على هَذَا التَّأْوِيل حَدِيث أبي دَاوُد وَغَيره عَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَت كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَصُوم تسع ذِي الْحجَّة وَيَوْم عَاشُورَاء الحَدِيث وَأَشَارَ الْقُرْطُبِيّ إِلَى أَن هَذَا كَمَا تقدم لَهَا فِي صَلَاة الضُّحَى [1177] لَا تلبسوا الْقَمِيص إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء هَذَا من بديع الْكَلَام وجزله فَإِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام سُئِلَ عَمَّا يلْبسهُ الْمحرم فَأجَاب بِمَا لَا يلْبسهُ لِأَنَّهُ منحصر وَمَا يلْبسهُ غير منحصر فضبط الْجَمِيع بقوله لَا تلبسوا إِلَى آخِره يَعْنِي ويلبس مَا سواهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 [1178] والخفان لمن لم يجد النَّعْلَيْنِ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على قَوْله فِي حَدِيث بن عمر فليقطعهما أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ فَإِن الْمُطلق يحمل على الْمُقَيد وَالزِّيَادَة من الثِّقَة مَقْبُولَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 [1180] بالجعرانة بِسُكُون الْعين وَتَخْفِيف الرَّاء وبكسر الْعين وَتَشْديد الرَّاء خلوق بِفَتْح الْخَاء نوع من الطّيب يعْمل فِيهِ زعفران غطيط هُوَ كصوت النَّائِم الَّذِي يردده نَفسه وَهُوَ الشخير الَّذِي كَانَ يَغْشَاهُ عِنْد الْوَحْي الْبكر بِفَتْح الْبَاء الفتي من الْإِبِل سري عَنهُ بِضَم السِّين وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة أَي كشف مقطعات بِفَتْح الطَّاء الْمُشَدّدَة الثِّيَاب المخططة متضمخ بالضاد وَالْخَاء المعجمتين أَي متلوث بِهِ مكثر مِنْهُ يغط بِكَسْر الْغَيْن آنِفا أَي السَّاعَة فَلم يرجع إِلَيْهِ أَي لم يرد جَوَابه خمره أَي غطاه فَائِدَة يعلى بن أُميَّة هُوَ يعلى بن منية أُميَّة أَبوهُ ومنية أمه فَتَارَة ينْسب إِلَى أَبِيه وَتارَة ينْسب إِلَى أمه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 [1181] ذَا الحليفة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وبالفاء الْجحْفَة بجيم مَضْمُومَة ثمَّ حاء مُهْملَة سَاكِنة سميت بذلك لِأَن السَّيْل اجتحفها فِي وَقت قرن بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء بِلَا خلاف بَين أهل اللُّغَة والْحَدِيث والتاريخ والأسماء اسْم جبل غلط الْجَوْهَرِي فِي صحاحه حَيْثُ قَالَ بِفَتْح الرَّاء وَفِي بعض النّسخ بِالْألف وَهُوَ الأجود قَالَ النَّوَوِيّ وَالَّذِي وَقع بِغَيْر ألف يقْرَأ منونا وَإِنَّمَا حذفوا الْألف مِنْهُ كَمَا جرت عَادَة بعض الْمُحدثين يَكْتُبُونَ سَمِعت أنس بِغَيْر ألف وَيقْرَأ بِالتَّنْوِينِ يَلَمْلَم بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت واللامين جبل من جبال تهَامَة فهن لَهُنَّ كَذَا الرِّوَايَة فِي الصَّحِيحَيْنِ أَي الْمَوَاقِيت لهَذِهِ الأقطار الْمَدِينَة وَالشَّام ونجد واليمن أَي لأَهْلهَا فَحذف الْمُضَاف وَأقَام الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه وَلأبي دَاوُد فهن لَهُم وَهُوَ الْوَجْه وَكَذَا أَي وَهَكَذَا من جَاوز مَسْكَنه الْمِيقَات [1182] مهل أهل الْمَدِينَة بِضَم الْمِيم وَفتح الْهَاء وَتَشْديد اللَّام أَي مَوضِع إهلامهم مهيعة بِفَتْح الْمِيم والتحتية بَينهمَا هَاء سَاكِنة وَحكي كسرهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 [1183] ثمَّ انْتهى أَي وقف عَن رفع الحَدِيث إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أرَاهُ بِضَم الْهمزَة أَي أَظُنهُ رفع الحَدِيث [1182] ذَات عرق ثنية أَو هضبة بَينهمَا وَبَين مَكَّة يَوْمَانِ وَبَعض يَوْم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 [1184] لبيْك مثناة للتكثير وَالْمُبَالغَة أَي إِجَابَة بعد إِجَابَة إِن الْحَمد بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح وَالْكَسْر أَجود وَالنعْمَة بِالنّصب وَالرغْبَاء إِلَيْك يرْوى بِفَتْح الرَّاء وَالْمدّ وبضم الرَّاء وَالْقصر أَي الطّلب وَالْمَسْأَلَة وَالْعَمَل أَي أَنه الْمُسْتَحق لِلْعِبَادَةِ تلقفت التَّلْبِيَة بقاف ثمَّ فَاء أَي أَخَذتهَا بِسُرْعَة ويروى تلقنت بالنُّون وتلقيت بِالْيَاءِ ومعانيها مُتَقَارِبَة يهل الإهلال رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ عِنْد الدُّخُول فِي الْإِحْرَام ملبدا التلبيد ضف الرَّأْس بالصمغ أَو الخطمي وَنَحْوه مِمَّا يضم الشّعْر وَيلْزق بعضه بِبَعْض ويمنعه التمعط وَالْقمل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 [1185] قد قد رُوِيَ بِسُكُون الدَّال وَكسرهَا منونا أَي كفاكم هَذَا الْكَلَام فاقتصروا عَلَيْهِ وَلَا تَزِيدُوا [1186] الْبَيْدَاء شرف مُرْتَفع قريب ذِي الحليفة تكذبون أَي تَقولُونَ إِنَّه أحرم مِنْهَا وَلم يحرم مِنْهَا وَإِنَّمَا أحرم قبلهَا عِنْد مَسْجِد ذِي الحليفة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 [1187] لم أر أحدا من أَصْحَابك يصنعها قَالَ الْمَازرِيّ يحْتَمل أَن مُرَاده لَا يصنعها غَيْرك مجتمعة وَإِن كَانَ يصنع بَعْضهَا إِلَّا اليمانيين بتَخْفِيف الْيَاء فِي الْأَشْهر وهما الرُّكْن الْيَمَانِيّ والركن الَّذِي فِيهِ الْحجر الْأسود وَيُقَال لَهُ الْعِرَاقِيّ لكَونه إِلَى جِهَة الْعرَاق وَذَلِكَ إِلَى جِهَة الْيمن فغلب على التَّثْنِيَة كَمَا قَالُوا الأبوان والقمران والعمران تلبس بِفَتْح الْبَاء السبتية بِكَسْر السِّين وَإِسْكَان الْمُوَحدَة هِيَ الَّتِي لَا شعر فِيهَا من السبت بِفَتْح السِّين وَهُوَ الْحلق والإزالة وَقيل سميت بذلك لِأَنَّهَا مدبوغة قَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ السبت كل جلد مدبوغ وَكَانَ عَادَة الْعَرَب لبس النِّعَال بشعرها غير مدبوغة يصْبغ بِضَم الْبَاء وَفتحهَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصْبغ بهَا قيل المُرَاد صبغ الشّعْر وَقيل الثِّيَاب قَالَ الْمَازرِيّ وَهُوَ الْأَشْبَه لِأَنَّهُ لم ينْقل أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبغ شعره يَوْم التَّرويَة بِالْمُثَنَّاةِ فَوق الثَّامِن من ذِي الْحجَّة لِأَن النَّاس كَانُوا يتروون فِيهِ من المَاء أَي يحملونه مَعَهم من مَكَّة إِلَى عَرَفَات فَإِنِّي لم أر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يهل حَتَّى تنبعث رَاحِلَته قَالَ الْمَازرِيّ أجَاب بِضَرْب من الْقيَاس حَيْثُ لم يتَمَكَّن من الِاسْتِدْلَال بِنَفس فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على الْمَسْأَلَة بِعَينهَا فاستدل بِمَا فِي مَعْنَاهَا وَوجه قِيَاسه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا أحرم عِنْد الشُّرُوع فِي أَفعَال الْحَج والذهاب إِلَيْهِ فَأخر بن عمر الْإِحْرَام إِلَى حَال شُرُوعه الْحَج وتوجهه إِلَيْهِ وَهُوَ يَوْم التَّرويَة فَإِنَّهُم حِينَئِذٍ يخرجُون من مَكَّة إِلَى منى فِي الغرز بِفَتْح الْعين الْمُعْجَمَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ زَاي ركاب كور الْبَعِير إِذا كَانَ من جلد أَو خشب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 [1188] مبدأة بِفَتْح الْمِيم وَضمّهَا وَهُوَ مَنْصُوب على الظّرْف أَي ابتدأه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 [1189] لحرمه ضبط بِضَم الْحَاء وَكسرهَا أَي إِحْرَامه بِالْحَجِّ بذريرة بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة فتات قصب طيب يجاء بِهِ من الْهِنْد [1190] وبيص البريق واللمعان مفرق بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 [1192] أنضخ طيبا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي يفور مني الطّيب وَضَبطه بَعضهم بِالْحَاء الْمُهْملَة وهما متقاربان فِي الْمَعْنى [1194] جثامة بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ مُثَلّثَة مُشَدّدَة بالأبواء بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمُوَحدَة وَالْمدّ أَبُو بودان بِفَتْح الْوَاو وَتَشْديد الدَّال الْمُهْملَة وهما مكانان بَين مَكَّة وَالْمَدينَة إِلَّا أَنا حرم بِفَتْح همزَة أَنا وَحرم بِضَم الْحَاء وَالرَّاء محرمون الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 [1196] بالقاحة بِالْقَافِ والحاء الْمُهْملَة المخففة وَاد على ثَلَاث مراحل من الْمَدِينَة وصحف من قَالَه بِالْفَاءِ وَهُوَ غير محرم قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل كَيفَ جَاوز الْمِيقَات وَهُوَ غير محرم فَالْجَوَاب أَن الْمَوَاقِيت لم تكن وقتت بعد وَقيل لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَعثه ورفقته لكشف عَدو بِجِهَة السَّاحِل وَقيل بل بَعثه أهل الْمَدِينَة إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد خُرُوجه ليعلمه أَن بعض الْأَعْرَاب يقصدون الإغارة على الْمَدِينَة طعمة بِضَم الطَّاء أَي طَعَام يضْحك بَعضهم إِلَيّ قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا وَقع فِي جَمِيع نسخ بِلَادنَا إِلَيّ بتَشْديد الْيَاء قَالَ القَاضِي وَهُوَ خطأ وَوَقع فِي رِوَايَة بعض الروَاة عَن مُسلم إِلَى بعض فأسقط لَفْظَة بعض وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا بغيقة بغين مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء مثناة تحتية سَاكِنة ثمَّ قَاف مَفْتُوحَة مَوضِع فِي بِلَاد بني غفار بَين مَكَّة وَالْمَدينَة أرفع فرسي شأوا وأسير شأوا بالشين الْمُعْجَمَة مَهْمُوز أَي طلقا وَالْمعْنَى أركضه شَدِيدا وقتا وأسوقه بسهولة وقتا بتعهن بمثناة فَوق مَكْسُورَة ومفتوحة ثمَّ عين مُهْملَة سَاكِنة ثمَّ هَاء مُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ نون مَاء هُنَاكَ على ثَلَاثَة أَمْيَال من السقيا وَهُوَ قَائِل بِهَمْزَة من القيلولة أَي فِي عزمه أَن يقيل بالسقيا وَرُوِيَ بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَهُوَ تَصْحِيف السقيا بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْقَاف ثمَّ مثناة تَحت مَقْصُور قَرْيَة جَامِعَة بَين مَكَّة وَالْمَدينَة إِنِّي اصطدت وَفِي رِوَايَة أصدت بتَشْديد الصَّاد بِمَعْنى اصطدت وَفِي أُخْرَى أصدت بتخفيفها أَي أثرت الصَّيْد من مَوْضِعه وَفِي أُخْرَى صدت وَمَعِي مِنْهُ أَي من الصَّيْد الَّذِي دلّ عَلَيْهِ اصطدت أَو أصدتم رُوِيَ بتَشْديد الصَّاد أَي اصطدتم وبتخفيفها أَي أمرْتُم بالصيد أَو أثرتم الصَّيْد من مَوْضِعه وَرُوِيَ صدتم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 [1198] فواسق سميت بذلك لخروجها بالإيذاء والإفساد عَن طَرِيق مُعظم الدَّوَابّ الحدأة بِكَسْر الْحَاء مَهْمُوز بِوَزْن عنبة بصغر بِضَم الصَّاد أَي بذل وإهانة خمس فواسق قَالَ النَّوَوِيّ بِإِضَافَة خمس لَا بتنوينه الحديا بِضَم الْحَاء وَفتح الدَّال وَتَشْديد الْيَاء مَقْصُور الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 [1199] لَا جنَاح على من قتلهن فِي الْحرم ضبط بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء أَي حرم مَكَّة وَبِضَمِّهَا جمع حرَام وَالْمرَاد بِهِ الْمَوَاضِع الْمُحرمَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 [1201] عجْرَة بِضَم الْعين وَسُكُون الْجِيم هوَام رَأسك أَي الْقمل انسك بِضَم السِّين وَكسرهَا نسيكة هِيَ الشَّاة وَغَيرهَا مِمَّا يُجزئ فِي الْأُضْحِية يتهافت أَي يتساقط ويتناثر بفرق بِفَتْح الْفَاء وسكونها وَالْفرق ثَلَاثَة آصَع جمع صَاع فقمل بِفَتْح الْقَاف وَالْمِيم أَي كثر قمله [1203] وسط رَأسه بِفَتْح السِّين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 [1204] نبيه بنُون مَضْمُومَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ مثناة تَحت سَاكِنة بملل بِفَتْح الْمِيم ولامين مَوضِع على ثَمَانِيَة وَعشْرين ميلًا من الْمَدِينَة اضمدها بِكَسْر الْمِيم أَي الطفها بِالصبرِ بِكَسْر الْبَاء وَيجوز سكونها ضمدها بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 [1205] بَين القرنين بِفَتْح الْقَاف تَثْنِيَة قرن وهما الخشبتان القائمتان على رَأس الْبِئْر وشبههما من الْبناء ويمد بَينهمَا خَشَبَة يجر عَلَيْهَا الْحَبل المستقى بِهِ ويعلق عَلَيْهِ البكرة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 [1206] خر أَي سقط فوقص أَي انْكَسَرت عُنُقه فِي ثوبيه وَفِي رِوَايَة فِي ثَوْبَيْنِ وَلَا تخمروا أَي تغطوا فأوقصته بِمَعْنى وقصته أَي كسرت عُنُقه فأقصعته أَي قتلته فِي الْحَال وَمِنْه قعاص الْغنم وَهُوَ مَوتهَا بداء يَأْخُذهَا فَجْأَة وَلَا تحنطوه بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي لَا تمسوه حنوطا والحنوط بِفَتْح الْحَاء وَيُقَال لَهُ الحناط بِكَسْر الْحَاء أخلاط من طيب يجمع للْمَيت خَاصَّة لَا تسْتَعْمل فِي غَيره أقبل رجل حَرَامًا كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالنّصب على الْحَال وَفِي بَعْضهَا بِالرَّفْع عَن مَنْصُور عَن سعيد بن جُبَير قَالَ القَاضِي هَذَا الحَدِيث مِمَّا استدركه الدَّارَقُطْنِيّ على مُسلم وَقَالَ إِنَّمَا سَمعه مَنْصُور من الحكم وَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ عَن مَنْصُور عَن الحكم عَن سعيد وَهُوَ الصَّوَاب [1207] ضباعة بضاد مُعْجمَة مَضْمُومَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مُخَفّفَة [1208] فأدركت أَي الْحَج وَلم تتحلل حَتَّى فرغت مِنْهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 [1210] نفست بِضَم النُّون وَفتحهَا وَكسر الْفَاء أَي ولدت بِالشَّجَرَةِ هِيَ بِذِي الحليفة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 [1211] حجَّة الْوَدَاع سميت بذلك لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ودع النَّاس فِيهَا وَلم يحجّ بعد الْهِجْرَة غَيرهَا وَكَانَت سنة عشر من الْهِجْرَة وَاخْتلف هَل كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهَا مُفردا أَو مُتَمَتِّعا أَو قَارنا قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح أَنه كَانَ أَولا مُفردا ثمَّ أحرم بِالْعُمْرَةِ بعد ذَلِك وأدخلها على الْحَج فَصَارَ قَارنا فَمن روى بِالْإِفْرَادِ فَهُوَ الأَصْل وَمن روى الْقرَان اعْتمد آخر الْأَمريْنِ وَمن روى التَّمَتُّع أَرَادَ التَّمَتُّع اللّغَوِيّ وَهُوَ الِانْتِفَاع والارتفاق وَقد ارتفق بالقران كارتفاق الْمُتَمَتّع وَزِيَادَة وَهُوَ الِاقْتِصَار على فعل وَاحِد قَالَ وَبِهَذَا الْجمع تنتظم الْأَحَادِيث كلهَا هدي بِسُكُون الدَّال وَتَخْفِيف الْيَاء على الْأَفْصَح وَلم أهلل إِلَّا بِعُمْرَة قَالَ القَاضِي اخْتلفت الرِّوَايَات عَن عَائِشَة فِيمَا أَحرمت بِهِ اخْتِلَافا كثيرا وَاخْتلف كَلَام الْعلمَاء على حَدِيثهَا فَقَالَ مَالك لَيْسَ الْعَمَل على حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة عندنَا قَدِيما وَلَا حَدِيثا وَقَالَ بَعضهم يتَرَجَّح أَنَّهَا كَانَت مُحرمَة بِحَجّ لِأَنَّهَا رِوَايَة عمْرَة وَالْأسود وَالقَاسِم وغلطوا عُرْوَة فِي الْعمرَة قَالَ القَاضِي وَلَيْسَ هَذَا بواضح بل الْجمع بَين الرواياات مُمكن فأحرمت أَولا بِالْحَجِّ كَمَا صَحَّ عَنْهَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين وكما هُوَ الْأَصَح من فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأكْثر أَصْحَابه ث احرمت بِالْعُمْرَةِ حِين أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَصْحَابه بِفَسْخ الْحَج إِلَى الْعمرَة وَهَذَا فسره الْقَاسِم فِي حَدِيثه فَأخْبر عُرْوَة باعتمارها فِي آخر الْأَمر وَلم يذكر أول أمرهَا ثمَّ لما حَاضَت وَتعذر عَلَيْهَا إتْمَام الْعمرَة والتحلل مِنْهَا وَأدْركت الْإِحْرَام بِالْحَجِّ أمرهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْإِحْرَامِ بِالْحَجِّ فأحرمت بِهِ فَصَارَت مدخلة لِلْحَجِّ على الْعمرَة وقارنة وَقَوله ارفضي عمرتك لَيْسَ مَعْنَاهُ إِبْطَالهَا بِالْكُلِّيَّةِ فَإِن الْإِحْرَام لَا يَزُول بنية الْخُرُوج بل التَّحَلُّل وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ ارفضي الْعَمَل عَنْهَا وإتمام أفعالها وَيدل عَلَيْهِ وأمسكي عَن الْعمرَة وَقَوْلها يرجع النَّاس بِحَجّ وَعمرَة أَي مُنْفَرد ومنفردة وَقَوله مَكَان عمرتك أَي الَّتِي لم تتمّ لَك مُنْفَرِدَة كَمَا تمت لسَائِر أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ وَالنَّاس الَّذين فسخوا الْحَج إِلَى الْعمرَة وَأَتمُّوا الْعمرَة وتحللوا مِنْهَا قبل يَوْم التَّرويَة ثمَّ أَحْرمُوا بِالْحَجِّ من مَكَّة يَوْم التَّرويَة فحصلت لَهُم عمْرَة مُنْفَرِدَة انْتهى لَيْلَة الحصبة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ اللَّيْلَة الَّتِي ينزل النَّاس فِيهَا بالمحصب عِنْد انصرافهم من منى إِلَى مَكَّة وَلم يكن فِي ذَلِك هدي وَلَا صَدَقَة وَلَا صَوْم أَي لعدم ارْتِكَاب شَيْء من مَحْظُورَات الْإِحْرَام لَا نرى إِلَّا الْحَج أَي لَا نعتقد أَنا نحرم إِلَّا بِالْحَجِّ لأَنا كُنَّا نظن امْتنَاع الْعمرَة فِي أشهر الْحَج سرف بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء مَاء بَين مَكَّة وَالْمَدينَة بِقرب مَكَّة على أَمْيَال مِنْهَا قيل سِتَّة وَقيل أَكثر أنفست مَعْنَاهُ أحضت وَهُوَ بِفَتْح النُّون وَضمّهَا وَالْفَتْح أفْصح وَالْفَاء مَكْسُورَة فِيهَا وَأما النّفاس الَّذِي هُوَ الْولادَة فَيُقَال فِيهِ نفست بِالضَّمِّ لَا غير فطمثت بِفَتْح الطَّاء وَكسر الْمِيم أَي حِضْت أنعس بِضَم الْعين وَفِي حرم الْحَج ضَبطه الْجُمْهُور بِضَم الْحَاء وَالرَّاء على إِرَادَة الْأَوْقَات والمواضع والحالات وَضَبطه الْأصيلِيّ بِفَتْح الرَّاء على انه جمع حرمه أَي ممنوعاته ومحرماته سَمِعت كلامك مَعَ أَصْحَابك فَسمِعت الْعمرَة قَالَ القَاضِي كَذَا لأكْثر الروَاة وَرَوَاهُ بَعضهم فتمتعت بِالْعُمْرَةِ وَهُوَ الصَّوَاب لَا أُصَلِّي كِنَايَة عَن الْحيض عقرى حلقى بِأَلف التَّأْنِيث غير منون وَمَعْنَاهُ عقرهَا الله وحلقها أَي عقر الله جَسدهَا وأصابها بوجع فِي حلقها وَقيل عقر قَومهَا وحلقهم بسومها وَقيل العقرى الْحَائِض وَقيل عقرى جعلهَا الله عاقرا لَا تَلد وحلقى مشؤومة وَقيل حلقى حلق شعرهَا وعَلى كل قَول فَهِيَ كلمة كَانَ أَصْلهَا مَا ذَكرْنَاهُ ثمَّ اتسعت الْعَرَب فِيهَا فَصَارَت تطلقها وَلَا تُرِيدُ حَقِيقَة مَا وضعت لَهُ أَولا وَنَظِيره تربت يداك وقاتله الله مَا أشجعه وَمَا أشعره وَرُوِيَ عقرا حلقا بِالتَّنْوِينِ مصدران للدُّعَاء قَالَ أَبُو عبيد هَذَا على مَذْهَب الْعَرَب فِي الدُّعَاء على الشَّيْء من غير إِرَادَة لوُقُوعه قَالَ الحكم كَأَنَّهُمْ يَتَرَدَّدُونَ أَحسب أَي أَظن أَن هَذَا لَفظه وَلَكِن صَوَابه كَأَنَّهُ يَتَرَدَّدُونَ كَمَا رَوَاهُ بن أبي شيبَة عَن الحكم وَمَعْنَاهُ أَن الحكم شكّ فِي لفظ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ ضَبطه لمعناه فَشك هَل قَالَ يَتَرَدَّدُونَ أَو نَحوه من الْكَلَام أحسره بِكَسْر السِّين وَضمّهَا أكشفه وأزيله فَيضْرب رجْلي بعلة الرَّاحِلَة الْمَشْهُور فِي النّسخ بباء مُوَحدَة ثمَّ عين مُهْملَة مكسورتين ثمَّ لَام مُشَدّدَة ثمَّ هَاء أَي بِسَبَب الرَّاحِلَة أَي يضْرب رجْلي عَامِدًا لَهَا فِي صُورَة من يضْرب الرَّاحِلَة حِين تكشف خمارها عَن عُنُقهَا غيرَة عَلَيْهَا فَتَقول لَهُ هَل ترى من أحد أَي نَحن فِي خلاء لَيْسَ هُنَا أَجْنَبِي حَتَّى أستتر مِنْهُ وَرُوِيَ نعلة بالنُّون وَقَالَ القَاضِي بنعلة السَّيْف وَهُوَ بالحصبة أَي المحصب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 [1213] عركت بِفَتْح الْعين وَالرَّاء أَي حَاضَت طهرت بِفَتْح الْهَاء وَضمّهَا وَالْفَتْح أفْصح رجلا سهلا أَي سهل الْخلق كريم الشَّمَائِل ميسرًا فِي الْحق قَالَ تَعَالَى وَإنَّك لعَلي خلق عَظِيم إِذا هويت الشَّيْء تابعها عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ إِذا هويت شَيْئا لَا نقص فِيهِ فِي الدّين مثل طلبَهَا الاعتمار وَغَيره أجابها إِلَيْهِ ومسسنا الطّيب بِكَسْر السِّين فِي الْأَفْصَح [1214] من الأبطح هُوَ بطحاء مَكَّة وَهُوَ مُتَّصِل بالمحصب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 [1216] صبح رَابِعَة بِضَم الصَّاد قَالَ عَطاء وَلم يعزم عَلَيْهِم أَي لم يُوجب عَلَيْهِم وَطْء النِّسَاء تقطر مذاكيرنا الْمَنِيّ هُوَ إِشَارَة إِلَى قرب الْعَهْد بِوَطْء النِّسَاء فَقدم عَليّ من سعايته بِكَسْر السِّين قيل أَي من عمله فِي السَّعْي فِي الصَّدقَات وَتعقب بِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يسْتَعْمل الْفضل بن عَبَّاس وَعبد الْمطلب بن ربيعَة حِين سألاه ذَلِك وَقَالَ لَهما إِن الصَّدَقَة لَا تحل لمُحَمد وَلَا لآل مُحَمَّد وَورد فِي حَدِيث أَنه كَانَ بَعثه أَمِيرا عَاملا على الصَّدقَات وَقَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن عليا ولي الصَّدقَات احتسابا أَو أعطي عمالته عَلَيْهَا من غَيرهَا فَإِن السّعَايَة تخْتَص بِالصَّدَقَةِ وَقَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ كَذَلِك بل تسْتَعْمل فِي مُطلق الْولَايَة وَإِن كَانَ أَكثر اسْتِعْمَالهَا فِي ولَايَة الصَّدقَات وَأهْدى لَهُ عَليّ هَديا قَالَ النَّوَوِيّ يَعْنِي أَنه اشْتَرَاهَا لَا أَنه من السّعَايَة على الصَّدَقَة فَقَالَ بل لِلْأَبَد قَالَ الْجُمْهُور مَعْنَاهُ أَن الْعمرَة يجوز فعلهَا فِي أشهر الْحَج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَالْمَقْصُود بِهِ بَيَان إبِْطَال مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تزعمه من امْتنَاع الْعمرَة فِي أشهر الْحَج وَقيل مَعْنَاهُ جَوَاز الْقرَان وَتَقْدِير الْكَلَام دخلت أَفعَال الْعمرَة فِي أَفعَال الْحَج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ بعض الظَّاهِرِيَّة مَعْنَاهُ جَوَاز نسخ الْحَج إِلَى الْعمرَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 [1217] تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَمَّا قَامَ عمر قَالَ إِلَى آخِره اخْتلف فِي الْمُتْعَة الَّتِي نهى عَنْهَا عمر وَعُثْمَان فَقيل هِيَ فسخ الْحَج إِلَى الْعمرَة لِأَنَّهُ كَانَ خَاصّا بهم فِي تِلْكَ السّنة وَإِنَّمَا أمروا بِهِ ليخالفوا مَا كَانَت عَلَيْهِ الْجَاهِلِيَّة من تَحْرِيم الْعمرَة فِي أشهر الْحَج وَهَذَا مَا رَجحه القَاضِي وَقيل هِيَ الْعمرَة فِي أشهر الْحَج ثمَّ الْحَج من عَامه وعَلى هَذَا إِنَّمَا نهى عَنْهَا ترغيبا فِي الْإِفْرَاد الَّذِي هُوَ أفضل لَا أَنَّهُمَا يعتقدان بُطْلَانهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 [1218] دَخَلنَا على جَابر بن عبد الله قَالَ النَّوَوِيّ حَدِيث جَابر هَذَا حَدِيث عَظِيم مُشْتَمل على جمل من الْفَوَائِد ونفائس من مهمات الْقَوَاعِد وَهُوَ من أَفْرَاد مُسلم عَن البُخَارِيّ قَالَ القَاضِي وَقد تكلم النَّاس على مَا فِيهِ من الْفِقْه وَأَكْثرُوا وَألف فِيهِ بن الْمُنْذر جُزْء كَبِيرا وَخرج فِيهِ من الْفِقْه نيفا وَخمسين نوعا وَلَو تقضى لزاد على هَذَا الْعدَد قَرِيبا مِنْهُ فِي نساجة قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي نسخ بِلَادنَا بِكَسْر النُّون وَتَخْفِيف السِّين الْمُهْملَة وجيم قيل مَعْنَاهُ ثوب ملفق وَقَالَ القَاضِي هِيَ رِوَايَة الْفَارِسِي وَهُوَ خطأ وتصحيف وَرِوَايَة الْجُمْهُور ساجه بِحَذْف النُّون وَهُوَ الطيلسان وَقيل الْأَخْضَر خَاصَّة وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ طيلسان مقور المشجب أَعْوَاد تُوضَع عَلَيْهَا الثِّيَاب ومتاع الْبَيْت عَن حجَّة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا وَالْمرَاد حجَّة الْوَدَاع مكث تسع سِنِين لم يحجّ أَي بعد الْهِجْرَة أذن أَي أعلم واستثفري بمثلثة قبل الْفَاء وَهِي أَن تشد فِي وَسطهَا شَيْئا وَتَأْخُذ خرقَة عريضة تجعلها فِي مَحل الدَّم وتشد طرفيها من قدامها وَمن وَرَائِهَا فِي ذَلِك المشدود فِي وَسطهَا وَذَلِكَ شَبيه بثفر الدَّابَّة الْقَصْوَاء بِفَتْح الْقَاف وَالْمدّ اسْم نَاقَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ القَاضِي وَقع فِي رِوَايَة العذري القصوى بِضَم الْقَاف وَالْقصر وَهُوَ خطأ ثمَّ قَالَ جمَاعَة هُوَ والجدعاء والعضباء اسْم لناقة وَاحِدَة وَقَالَ بن قُتَيْبَة هن ثَلَاث نُوق لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقَالَ بن الْأَعرَابِي والأصمعي القصوى هِيَ الَّتِي قطع طرف أذنها والجدع أَكثر مِنْهُ فَإِذا جَاوز الرّبع فَهِيَ عضباء وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الْقَصْوَاء المقطوعة الْأذن عرضا والعضباء المقطوعة النّصْف فَمَا فَوق وَقَالَ الْخَلِيل العضباء المشقوقة الْأذن الْبَيْدَاء الْمَفَازَة نظرت مد بَصرِي أَي مُنْتَهى بَصرِي وَأنكر بعض أهل اللُّغَة ذَلِك وَقَالَ الصَّوَاب مدى بَصرِي وَقَالَ النَّوَوِيّ وَلَيْسَ بمنكر بل هما لُغَتَانِ والمدى أشهر وَعَلِيهِ ينزل الْقُرْآن وَهُوَ يعرف تَأْوِيله مَعْنَاهُ الْحَث على التَّمَسُّك بِمَا أخْبركُم عَن فعله فِي حجَّته تِلْكَ فَأهل بِالتَّوْحِيدِ أَي مُخَالفَة لما كَانَت الْجَاهِلِيَّة تَقوله فِي تلبيتها من لفظ الشّرك وَأهل النَّاس بِهَذَا الَّذِي يهلون بِهِ الْيَوْم قَالَ القَاضِي كَقَوْل بن عمر لبيْك ذَا النعماء وَالْفضل الْحسن لبيْك مرهوبا مِنْك مرغوبا إِلَيْك لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر بيديك وَالرغْبَاء إِلَيْك وَالْعَمَل وكقول أنس لبيْك حَقًا تعبدا وَرقا لَا أعلمهُ ذكره إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ شكا فِي رَفعه لِأَن لَفْظَة الْعلم تنَافِي الشَّك بل هُوَ جزم بِرَفْعِهِ وَقد روى الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح على شَرط مُسلم عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَاف بِالْبَيْتِ فَرمَلَ من الْحجر الْأسود ثَلَاثًا ثمَّ صلى رَكْعَتَيْنِ فَقَرَأَ فيهمَا قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ وَقل هُوَ الله أحد قَالَ النَّوَوِيّ أَي قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ فِي الرَّكْعَة الأولى وَقل هُوَ الله أحد فِي الثَّانِيَة بعد الْفَاتِحَة وَهزمَ الْأَحْزَاب هم الَّذين تحزبوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الخَنْدَق وَكَانَت الخَنْدَق فِي شَوَّال سنة أَربع وَقيل سنة خمس وَحده أَي بِغَيْر قتال من الْآدَمِيّين وَلَا سَبَب من جهتهم حَتَّى انصبت قدماه فِي بطن الْوَادي قَالَ القَاضِي كَذَا فِي الْأُصُول وَفِيه إِسْقَاط أَي رمل فِي بطن الْوَادي فَسَقَطت لَفْظَة وَرمل وَلَا بُد مِنْهَا وَقد ثبتَتْ فِي غير رِوَايَة مُسلم وَذكرهَا الْحميدِي فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ وَفِي الْمُوَطَّأ حَتَّى إِذا انصبت قدماه فِي بطن الْوَادي سعى حَتَّى خرج مِنْهُ وَهُوَ بِمَعْنى رمل جعْشم بِضَم الْجِيم وبضم الشين الْمُعْجَمَة وَفتحهَا محرشا أَي مغربا بنمرة بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم الْمشعر الْحَرَام بِفَتْح الْمِيم جبل بِالْمُزْدَلِفَةِ يُقَال لَهُ قزَح فَأجَاز أَي جَاوز الْمزْدَلِفَة وَلم يقف بهَا فرحلت بتَخْفِيف الْحَاء أَي جعل عَلَيْهَا الرحل بِبَطن الْوَادي هُوَ وَادي عُرَنَة بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء وَنون كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا فِي شهركم هَذَا فِي بلدكم هَذَا مَعْنَاهُ متأكد التَّحْرِيم شديده تَحت قدمي إِشَارَة إِلَى إِبْطَاله دم ربيعَة كَذَا فِي بعض الْأُصُول وَفِي أَكْثَرهَا بن ربيعَة قَالَ القَاضِي وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول وهم لِأَن ربيعَة عَاشَ بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى زمن عمر بن الْخطاب وتأوله أَبُو عبيد فَقَالَ دم ربيعَة لِأَنَّهُ ولي الدَّم فنسبه إِلَيْهِ وَاسم هَذَا الابْن إِيَاس عِنْد الْجُمْهُور وَقيل حَارِثَة وَقيل تَمام وَقيل آدم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا تَصْحِيف من دم بن الْحَارِث هُوَ بن عبد الْمطلب كَانَ مسترضعا فِي بني سعد فَقتله هُذَيْل قَالَ الزبير بن بكار كَانَ طفْلا صَغِيرا يحبو بَين الْبيُوت فَأَصَابَهُ حجر فِي حَرْب كَانَت بَين بني سعد وَبني لَيْث بن بكر وَربا الْجَاهِلِيَّة مَوْضُوع أَي الزَّائِد على رَأس المَال بِأَمَان الله فِي بعض الصول فِي بأمانة الله أَي أَن الله ائتمنكم عَلَيْهِنَّ فَيجب حفظ الْأَمَانَة وصيانتها بمراعاة حُقُوقهَا بِكَلِمَة الله قيل المُرَاد بهَا قَوْله تَعَالَى فإمساك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان وَعَلِيهِ الْخطابِيّ وَغَيره وَقيل كلمة التَّوْحِيد لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله إِذْ لَا تحل مسلمة لغير مُسلم وَقيل بِإِبَاحَة الله والكلمة قَوْله تَعَالَى فانكحوا مَا طَابَ لكم من النِّسَاء قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَقيل المُرَاد بهَا الْإِيجَاب وَالْقَبُول وَمَعْنَاهُ على هَذَا بِالْكَلِمَةِ الَّتِي أَمر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بهَا أَن لَا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه قيل المُرَاد بذلك أَن لَا يستخلين بِالرِّجَالِ وَلم يرد زنَاهَا لِأَن ذَلِك يُوجب حَدهَا وَلِأَن ذَلِك حرَام مَعَ من يكرههُ الزَّوْج وَمن لَا يكرههُ وَقَالَ القَاضِي كَانَت عَادَة الْعَرَب حَدِيث الرِّجَال مَعَ النِّسَاء وَلم يكن ذَلِك عَيْبا وَلَا رِيبَة عِنْدهم فَلَمَّا نزلت آيَة الْحجاب نهوا عَن ذَلِك وَقَالَ النَّوَوِيّ الْمُخْتَار أَن مَعْنَاهُ لَا يَأْذَن لأحد تكرهونه فِي دُخُول بُيُوتكُمْ وَالْجُلُوس فِي مَنَازِلكُمْ سَوَاء كَانَ امْرَأَة أم رجلا أَجْنَبِيّا أم محرما مِنْهَا غير مبرح بِضَم الْمِيم وَفتح الْمُوَحدَة وَكسر الرَّاء أَي غير شَدِيد وَلَا شاق وينكتها قَالَ القَاضِي الرِّوَايَة بمثناة فَوق بعد الْكَاف قَالَ وَهُوَ بعيد الْمَعْنى وَصَوَابه بِالْبَاء الْمُوَحدَة أَي يردهَا ويقلبها إِلَى النَّاس مُشِيرا إِلَيْهِم وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ روايتي وتقييدي على من أعتمده من الْأَئِمَّة المفيدين بِضَم الْيَاء وَفتح النُّون وَكسر الْكَاف الْمُشَدّدَة وَضم الْبَاء الْمُوَحدَة أَي يعدلها إِلَى النَّاس وَرُوِيَ ينكتها بتاء بِاثْنَتَيْنِ وَهِي أبعدها حَبل المشاة رُوِيَ بِالْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء أَي صفهم ومجتمعهم من حَبل الرمل وَهُوَ مَا طَال مِنْهُ وضخم وبالجيم وَفتح الْبَاء أَي طريقهم وَحَيْثُ مَسْلَك الرجاله الْخَلِيفَة مِنْهُ عَلَيْك وَحَيْثُ تسلك الرجالة قَالَ القَاضِي الأول أشبه بِالْحَدِيثِ حَتَّى غَابَ القرص قَالَ القَاضِي لَعَلَّ صَوَابه حِين غَابَ القرص قَالَ النَّوَوِيّ يؤول بِأَنَّهُ بَيَان لقَوْله غربت الشَّمْس فَإِن هَذِه قد تطلق مجَازًا على مغيب مُعظم القرص فَأَرَادَ ذَلِك الِاحْتِمَال بِهِ شنق بتَخْفِيف النُّون ضم وضيق مورك رَحْله بِفَتْح الْمِيم وَكسر الرَّاء الْموضع الَّذِي يثني الرَّاكِب رجله عَلَيْهِ قُدَّام وَاسِطَة الرحل إِذا مل من الرّكُوب وَضَبطه القَاضِي بِفَتْح الرَّاء قَالَ وَهُوَ قِطْعَة أَدَم يتورك عَلَيْهَا الرَّاكِب يَجْعَل فِي مُقَدّمَة الرحل شبه المخدة الصَّغِيرَة السكينَة السكينَة مُكَرر مَنْصُوب أَي الزموا وَهِي الرِّفْق والطمأنينة حبلا بِالْحَاء الْمُهْملَة التل من الرمل تصعد بِفَتْح أَوله وضمه من صعد وأصعد حَتَّى أَسْفر الضَّمِير للفجر الْمَذْكُور أَولا جدا بِكَسْر الْجِيم أَي إسفارا بليغا وسيما أَي حسنا ظعن بِفَتْح الظَّاء وَالْعين جمع ظَعِينَة وَهِي الْمَرْأَة فِي الهودج وَقَالَ النَّوَوِيّ وَأَصله الْبَعِير الَّذِي يحمل الْمَرْأَة ثمَّ أطلق على الْمَرْأَة مجَازًا لملابستها لَهُ كالراوية يجرين بِفَتْح الْيَاء زَاد الْقُرْطُبِيّ وَضمّهَا فَوضع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده على وَجه الْفضل فِي التِّرْمِذِيّ فَلوى عنق الْفضل فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاس لويت عنق بن عمك فَقَالَ رَأَيْت شَابًّا وشابة فَلم آمن الشَّيْطَان عَلَيْهِمَا بطن محسر بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء وَكسر السِّين الْمُشَدّدَة الْمُهْمَلَتَيْنِ سمي بذلك لِأَن فيل أَصْحَاب الْفِيل حسر فِيهِ أَي أعيي وكل حَصى الْخذف فِي نُسْخَة زِيَادَة مثل قبلهَا وعَلى إِسْقَاطهَا هِيَ عطف بَيَان أَو بدل من حَصَيَات وَمَا بَينهمَا معترض ثَلَاثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ لِابْنِ ماهان بدنه وَكِلَاهُمَا صَوَاب مَا غبر أَي بقى وأشركه فِي هَدْيه قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهره أَنه شَاركهُ فِي نفس الْهَدْي وَقَالَ القَاضِي عِنْدِي أه لم يكن شَرِيكا حَقِيقَة بل أعطَاهُ قدرا يذبحه وَالظَّاهِر أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذبح الْبدن الَّتِي جَاءَت مَعَه من الْمَدِينَة وَكَانَت ثَلَاثًا وَسِتِّينَ كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَأعْطى عليا الْبدن الَّتِي جَاءَت مَعَه من الْيمن وَهِي تَمام الْمِائَة ببضعة بِفَتْح الْبَاء لَا غير الْقطعَة من اللَّحْم فصلى بِمَكَّة الظّهْر سَيَأْتِي بعد هَذَا فِي حَدِيث بن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَفَاضَ يَوْم النَّحْر فصلى الظّهْر بمنى فَيجمع بَينهمَا بِأَنَّهُ لما عَاد إِلَى منى أعَاد صَلَاة الظّهْر مرّة أُخْرَى بِأَصْحَابِهِ حِين سَأَلُوهُ ذَلِك انزعوا بِكَسْر الزَّاي أَي استقوا بالدلاء وانزعوها بالرشاء فلولا أَن يغلبكم النَّاس أَي لَوْلَا خوفي أَن يعْتَقد النَّاس أَن ذَلِك من مَنَاسِك الْحَج ويزدحمون عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَغْلِبُونَكُمْ ويدفعونكم عَن الاستقاء فتزول الخصوصية بِهِ الثَّابِتَة لكم لاستقيت مَعكُمْ لِكَثْرَة فَضِيلَة هَذَا الاستقاء يدْفع بهم أَي فِي الْجَاهِلِيَّة أَبُو سيارة بسين مُهْملَة ثمَّ يَاء مثناة تَحت مُشَدّدَة اسْمه عميلة بن الأعزل فَأجَاز أَي جَاوز وَلم يعرض بِفَتْح الْيَاء وَكسر الرَّاء وَجمع بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمِيم هِيَ الْمزْدَلِفَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 [1219] الحمس بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمِيم وسين مُهْملَة سموا بذلك لأَنهم تحمسوا فِي دينهم أَي تشددوا وَقيل سموا حمسا بِالْكَعْبَةِ لِأَنَّهَا حمساء حجرها أَبيض يضْرب إِلَى السوَاد [1220] فَقلت بتَخْفِيف اللَّام [1221] رويدك أَي أمسك قَلِيلا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 [1222] كرهت أَن يظلوا معرسين بِهن بِسُكُون الْعين وَتَخْفِيف الرَّاء وَالضَّمِير للنِّسَاء وَلم يذكرن للْعلم بِهن أَي كرهت التَّمَتُّع لِأَنَّهُ يَقْتَضِي التَّحَلُّل وَوَطْء النِّسَاء إِلَى حِين الْخُرُوج إِلَى عَرَفَات يُقَال أعرس الرجل إِذا خلا بعرسه أَي زَوجته الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 [1223] أجل بِسُكُون اللَّام أَي نعم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 [1224] كَانَت الْمُتْعَة فِي الْحَج لأَصْحَاب مُحَمَّد خَاصَّة قَالَ النَّوَوِيّ أَي فسخ الْحَج إِلَى الْعمرَة وعَلى هَذَا مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأَبُو حنيفَة وجماهير من السّلف وَالْخلف وروى النَّسَائِيّ عَن الْحَارِث بن بِلَال عَن أَبِيه قَالَ قلت يَا رَسُول الله فسخ الْحَج لنا خَاصَّة أم للنَّاس عَامَّة قَالَ بل لنا خَاصَّة وَذهب قوم إِلَى أَنه بَاقٍ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَيجوز لكل من أحرم بِحَجّ وَلَيْسَ مَعَه هدي أَن يقلب إِحْرَامه عمْرَة ويتحلل بأعمالها الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 [1225] وَهَذَا يَوْمئِذٍ كَافِر أَي مُعَاوِيَة وَكَانَ ذَلِك سنة عمْرَة الْقَضَاء سنة سبع وَإِنَّمَا أسلم بعد ذَلِك عَام الْفَتْح سنة ثَمَان بالعرش بِضَم الرَّاء وَالْعين وَضَبطه بَعضهم بِفَتْح الْعين وَسُكُون الرَّاء أَي عرش الرَّحْمَن قَالَ القَاضِي وَهُوَ تَصْحِيف يَعْنِي بيُوت مَكَّة قَالَ أَبُو عبيد سميت عرشا لِأَنَّهَا عيدَان تنصب ويظلل بهَا الْوَاحِد عَرِيش ك قليب وقلب وَيُقَال لَهَا أَيْضا عروش وَالْوَاحد عرش ك فلوس وفلس وَقد كَانَ يسلم عَليّ بِفَتْح اللَّام الْمُشَدّدَة أَي تسلم عَليّ الْمَلَائِكَة فَتركت بِضَم التَّاء أَوله أَي انْقَطع سلامهم عَليّ ثمَّ تركت الكي بِفَتْح التَّاء أَوله فَعَاد أَي سلامهم عَليّ حَامِد بن عمر البكراوي نِسْبَة إِلَى جده الْأَعْلَى أبي بكرَة الصَّحَابِيّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 [1233] وبرة بِفَتْح الْبَاء أَو بقول بن عَبَّاس إِن كنت صَادِقا أَي فِي إسلامك فتنته الدُّنْيَا فِي نُسْخَة افتتنته قَالَ القَاضِي وَهُوَ رِوَايَة الْأَكْثَرين وهما لُغَتَانِ فصيحتان الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 [1235] فتصداني قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بالنُّون وَالْأَشْهر فِي اللُّغَة تصدى لي أَي تعرض لي ثمَّ لم يكن غَيره قَالَ القَاضِي فِي كل الْأُصُول بالغين الْمُعْجَمَة وَالْيَاء قَالَ وَهُوَ تَصْحِيف وَصَوَابه ثمَّ لم تكن عمْرَة بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَالْمِيم أَي لم يكن فسخ الْحَج إِلَى الْعمرَة من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا مِمَّن جَاءَ بعده وَقَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ بتصحيف ويؤول على ذَلِك ثمَّ حججْت مَعَ أبي أَي وَالِدي وَالزُّبَيْر بدل مِنْهُ مسحوا الرُّكْن أَي طافوا طَوافا كَامِلا استرخي عني مُكَرر مرَّتَيْنِ أَي تباعدي [1237] بالحجون بِفَتْح الْحَاء وَضم الْجِيم الْجَبَل الَّذِي بِأَعْلَى مَكَّة الحقائب جمع حقيبة وَهِي كل مَا حمل فِي مُؤخر الرحل والقتب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 [1238] القري بِضَم الْقَاف وَرَاء مُشَدّدَة مَنْسُوب إِلَى بني قُرَّة حَيّ من عبد الْقَيْس الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 [1240] كَانُوا يرَوْنَ أَي أهل الْجَاهِلِيَّة ويجعلون الْمحرم صفر قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بِغَيْر ألف وَهُوَ مَصْرُوف وَلَا بُد من قِرَاءَته منونا مَنْصُوبًا وَالْمرَاد الْإِخْبَار عَن الشَّيْء الَّذِي كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فَكَانُوا يسمون الْمحرم صفرا ويحلونه وينسون الْمحرم أَي يؤخرون تَحْرِيمه إِلَى مَا بعد صفر لِئَلَّا يتوالى عَلَيْهِم ثَلَاثَة أشهر مُحرمَة برأَ الدبر أَي دبر ظُهُور الْإِبِل بعد انصرافها بِالْحَجِّ فَإِنَّهَا كَانَت تدبر بِالْمَسِيرِ عَلَيْهَا لِلْحَجِّ وَعَفا الْأَثر أَي درس وانمحى أثر الْإِبِل فِي سَيرهَا لطول مُرُور الْأَيَّام وَقَالَ الْخطابِيّ المُرَاد أثر الدبر وَهَذِه الْأَلْفَاظ تقْرَأ كلهَا سَاكِنة الْأَوَاخِر وَيُوقف عَلَيْهَا لِأَن مُرَادهم السجع المباركي بِفَتْح الرَّاء مَنْسُوب إِلَى الْمُبَارك بلد قرب وَاسِط بِذِي طوى مثلث الطَّاء وَالْفَتْح أفْصح مَقْصُور منون وَاد قرب مَكَّة [1243] فأشعرها هُوَ أَن يجرحها بحديدة أَو نَحْوهَا ثمَّ يَسْلت الدَّم عَنْهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 [1244] مَا هَذَا الْفتيا كَذَا فِي أَكثر النّسخ وَفِي بَعْضهَا هَذِه وَهُوَ الأجود وَالْأول على إِرَادَة الْإِفْتَاء تشغفت بشين وغين معجمتين وَفَاء أَي علقت بالقلوب وشغفوا بهَا أَو تشغبت بشين مُعْجمَة وموحدة بدل الْفَاء والغين بَينهمَا مُعْجمَة فِي رِوَايَة أَي خلطت عَلَيْهِم أَمرهم ومهملة فِي رِوَايَة أَي فرقت مَذَاهِب النَّاس من طَاف بِالْبَيْتِ فقد حل هَذَا مَذْهَب انْفَرد بِهِ بن عَبَّاس عَن الْعلمَاء كَافَّة أَن الْحَاج يتَحَلَّل بِمُجَرَّد طواف الْقدوم وَلم يُوَافقهُ عَلَيْهِ أحد تفشغ بفاء ثمَّ شين ثمَّ غين معجمتين أَي انْتَشَر وفشى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 [1252] ليهلن بن مَرْيَم أَي بعد نُزُوله بفج الروحاء بِفَتْح الْفَاء وَتَشْديد الْجِيم بَين مَكَّة وَالْمَدينَة قَالَ الْحَازِمِي وَكَانَ طَرِيق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى بدر وَإِلَى مَكَّة عَام الْفَتْح وعام حجَّة الْوَدَاع ليثنينهما بِفَتْح الْيَاء فِي أَوله أَي يقرب بَينهمَا [1254] غزا تسع عشرَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مؤول فَإِن غَزَوَاته خمس وَعِشْرُونَ وَقيل سبع وَعِشْرُونَ قَالَ أَبُو إِسْحَاق وبمكة أُخْرَى قَالَ الْقُرْطُبِيّ حج صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة حجَّة وَاحِدَة بِاتِّفَاق وَاخْتلف فِي ثَانِيَة هَل حَجهَا أم لَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 [1255] قَالَ بِدعَة هُوَ مَحْمُول على إظهارها فِي الْمَسْجِد والاجتماع لَهَا لَا على أصل صَلَاة الضُّحَى وَأول الحَدِيث يدل عَلَيْهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 [1256] ناضحان أَي بعيران نستقي بهما تنضح بِكَسْر الضَّاد وَكَانَ الآخر يسْقِي نخلا قلت كَذَا فِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي وَهِي بِخَط الْحَافِظ الصريفيني وَذكر القَاضِي أَنه الصَّوَاب الَّذِي فِي البُخَارِيّ وَغَيره وَأَن رِوَايَة الْفَارِسِي وَغَيره يسْقِي غلامنا وَفِي رِوَايَة بن ماهان يسْقِي عَلَيْهِ غلامنا وَأَن الرِّوَايَتَيْنِ تَغْيِير وتصحيف وَحَكَاهُ عَنْهُمَا النَّوَوِيّ وتبعهما الْقُرْطُبِيّ وَلم يذكر وَاحِد مِنْهُم أَن اللَّفْظَة الَّتِي هِيَ صَوَاب وَهِي نخلا لنا وَقعت فِي رِوَايَة أحد لنا من رُوَاة مُسلم فإمَّا أَن يكون الصريفيني أصلحها بِعِلْمِهِ أَو تكون وَقعت لَهُ فِي رِوَايَة أحد فاعتمدها وَأما النَّوَوِيّ فَقَالَ بعد ذَلِك الْمُخْتَار أَن الرِّوَايَة وَهِي غلامنا صَحِيحَة وَتَكون الزِّيَادَة الَّتِي ذكرهَا القَاضِي وَهِي نخلا لنا محذوفة مقدرَة قَالَ وَهَذَا كثير فِي الْكَلَام [1257] من طَرِيق الشَّجَرَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي وَالله أعلم الشَّجَرَة الَّتِي بِذِي الحليفة الَّتِي أحرم مِنْهَا المعرس بِضَم الْمِيم وَفتح الْعين الْمُهْملَة وَالرَّاء الْمُشَدّدَة مَوضِع على سِتَّة أَمْيَال من الْمَدِينَة الْبَطْحَاء بِالْمدِّ هُوَ الأبطح وَهُوَ بِجنب المحصب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 [1258] دخل عَام الْفَتْح من كداء الْأَكْثَر بِفَتْح الْكَاف وَالْمدّ وَضَبطه السَّمرقَنْدِي بِالْفَتْح وَالْقصر وَكَانَ أبي أَكثر مَا يدْخل من كداء ضَبطه الْجُمْهُور بِالْفَتْح وَالْمدّ وَقيل بِالضَّمِّ [1260] فرضتي الْجَبَل بفاء مَضْمُومَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ ضاد مُعْجمَة مَفْتُوحَة تَثْنِيَة فرضة وَهِي الثَّنية المرتفعة من الْجَبَل عشرَة أَذْرع فِي نُسْخَة عشر والذراع يذكر وَيُؤَنث الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 [1261] خب أَي أسْرع الْمَشْي مَعَ تقَارب الخطى وَهُوَ بِمَعْنى رمل اسْتَلم الاستلام الْمسْح بِالْيَدِ على الْحجر مَأْخُوذ من السَّلَام بِالْكَسْرِ وَهِي الْحِجَارَة وَقيل من السَّلَام بِالْفَتْح وَهِي التَّحِيَّة [1262] سليم بِالضَّمِّ بن أَخْضَر بِالْخَاءِ وَالضَّاد المعجمتين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 [1263] رمل الثَّلَاثَة أطواف فِي نُسْخَة الثَّلَاثَة الأطواف وَفِي أُخْرَى ثَلَاثَة أطواف وَهِي أشهرها لُغَة لَا رِوَايَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 [1264] صدقُوا وكذبوا صدقهم فِي فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الرمل وكذبهم فِي كَونه سنة مستمرة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَذْهَب لَهُ تفرد بِهِ وَخَالفهُ جَمِيع الْعلمَاء من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمن بعدهمْ فَقَالُوا إِنَّه سنة بَاقِيَة من الْهزْل بِضَم الْهَاء [1265] لَا يدعونَ بِضَم الْيَاء وَفتح الدَّال وَضم الْعين الْمُشَدّدَة أَي يدْفَعُونَ وَلَا يكهرون بِتَقْدِيم الْهَاء على الرَّاء أَي ينتهرون وَفِي رِوَايَة بن ماهان والعذري لَا يكْرهُونَ من الْإِكْرَاه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 [1266] وهنتهم بتَخْفِيف الْهَاء أضعفتهم يثرب بِالْمُثَلثَةِ اسْم كَانَ للمدينة فِي الْجَاهِلِيَّة الْإِبْقَاء عَلَيْهِم بِكَسْر الْهمزَة وبالباء الْمُوَحدَة وَالْمدّ أَي الرِّفْق بهم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 [1270] وَأَنَّك لَا تضر وَلَا تَنْفَع قَالَ ذَلِك خوفًا على قريبي الْعَهْد بِالْإِسْلَامِ مِمَّن ألف عبَادَة الْأَحْجَار فَبين أَنه لَا يضر وَلَا ينفع بِذَاتِهِ وَإِن كَانَ امْتِثَال مَا شرع فِيهِ ينفع بالجزاء وَالثَّوَاب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 [1271] وَالْتَزَمَهُ قَالَ النَّوَوِيّ أَي سجد عَلَيْهِ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي عانقه حفيا أَي معتنيا [1272] بمحجن بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْحَاء وَفتح الْجِيم عصى محنية الرَّأْس [1273] لِأَن يرَاهُ النَّاس فِي سنَن أبي دَاوُد أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مَرِيضا غشوه بتَخْفِيف الشين أَي ازدحموا عَلَيْهِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة بِضَم الشين وَأَصله غشيوه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 [1274] أَن يضْرب عَنهُ النَّاس كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْبَاء وَفِي بَعْضهَا يصرف بالصَّاد الْمُهْملَة وَالْفَاء [1275] خَرَّبُوذ بخاء مُعْجمَة مَضْمُومَة ومفتوحة وَهُوَ الْأَشْهر وَرَاء مَفْتُوحَة مُشَدّدَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَضْمُومَة ثمَّ وَاو ثمَّ ذال مُعْجمَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 [1277] وَلَو كَانَ كَمَا تَقول لَكَانَ فَلَا جنَاح عَلَيْهِ أَن لَا يطوف بهما قَالَ الْعلمَاء هَذَا من دَقِيق علمهَا وفهمها الثاقب وكبير مَعْرفَتهَا بدقائق الْأَلْفَاظ لِأَن الْآيَة الْكَرِيمَة إِنَّمَا دلّ لَفظهَا على رفع الْجنَاح عَمَّن يطوف بهما وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيل على وجوب السَّعْي وَلَا على عدم وُجُوبه فَأَخْبَرته عَائِشَة أَن الْآيَة لَيْسَ فِيهَا دلَالَة للْوُجُوب وَلَا لعدمه وبينت الْحِكْمَة وَالسَّبَب فِي نظمها وَأَنَّهَا نزلت فِي الْأَنْصَار يُقَال لَهما إساف ونائلة قَالَ القَاضِي هَذِه الرِّوَايَة غلط وَالصَّوَاب مَا فِي سَائِر الرِّوَايَات يهلون لمناة وَأما إساف ونائلة فَلم يَكُونَا قطّ فِي نَاحيَة الْبَحْر وَإِنَّمَا كَانَا رجلا وَامْرَأَة من جرهم زَنَيَا دَاخل الْكَعْبَة فمسخا حجرين بئس مَا قلت يَا بن أُخْتِي كَذَا للْأَكْثَر بتاء وَفِي رِوَايَة أخي بحذفها وَكِلَاهُمَا صَحِيح إِن هَذَا الْعلم أَي المتقن فأراها ضبط بِالضَّمِّ وَالْفَتْح سنّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّواف بَينهمَا أَي شَرعه وَجعله ركنا [1280] فَصَبَبْت عَلَيْهِ الْوضُوء بِفَتْح الْوَاو وَهُوَ المَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 [1282] وَهُوَ كَاف نَاقَته أَي يمْنَعهَا من الْإِسْرَاع الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 [1280] أهراق المَاء بِفَتْح الْهَاء النقب بِفَتْح النُّون وَإِسْكَان الْقَاف الطَّرِيق فِي الْجَبَل وَقيل الفرجة بَين الجبلين عَطاء مولى بن سِبَاع قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا مولى أم سِبَاع وَكِلَاهُمَا خلاف الْمَعْرُوف فِيهِ وَالْمَشْهُور مولى بني سِبَاع ذكره البُخَارِيّ وَابْن أبي حَاتِم وَخلف الوَاسِطِيّ والْحميدِي والسمعاني وَغَيرهم وَاسم أَبِيه يَعْقُوب وَقيل نَافِع [1286] يسير على هَيئته كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بهاء مَفْتُوحَة ثمَّ همزَة وَفِي بَعْضهَا هينته بِكَسْر الْهَاء وَالنُّون الْعُنُق بِفَتْح الْعين وَالنُّون نوع من اسراع السّير فجوة بِفَتْح الْفَاء الْمَكَان المتسع وَالنَّص بِفَتْح النُّون وَتَشْديد الصَّاد الْمُهْملَة نوع من إسراع السّير الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 [1288] لَيْسَ بَينهمَا سَجْدَة أَي صَلَاة نَافِلَة قَالَ النَّوَوِيّ جَاءَت السَّجْدَة بِمَعْنى الرَّكْعَة وَبِمَعْنى الصَّلَاة بِإِقَامَة وَاحِدَة قدم عَلَيْهِ حَدِيث جَابر بإقامتين لِأَنَّهَا زِيَادَة من ثِقَة فَتقبل [1289] قبل ميقاتها أَي الْمُعْتَاد وَلَيْسَ المُرَاد قبل طُلُوع الْفجْر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 [1290] حطمة النَّاس بِفَتْح الْحَاء أَي زحمتهم ثبطة بِفَتْح الْمُثَلَّثَة وكسرالموحدة وإسكانها الثَّقِيلَة أَي ثَقيلَة الْحَرَكَة بطيئة من التثبيط وَهُوَ التعويق الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 [1291] أَي هنتاه أَي هَذِه وَهُوَ بِفَتْح الْهَاء وَنون سَاكِنة وَقد تفتح ثمَّ تَاء مثناة فَوق وهاء فِي آخِره تسكن وتضم [2293] فِي الثّقل بِفَتْح الْمُثَلَّثَة وَالْقَاف وَهُوَ الْمَتَاع وَنَحْوه [1296] أَبُو المحياة بِضَم الْمِيم وَفتح الْحَاء وَتَشْديد الْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 [1297] لِتَأْخُذُوا هِيَ لَام الْأَمر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 [1298] مجدع بِضَم الْمِيم وَالدَّال الْمُشَدّدَة من الجدع وَهُوَ الْقطع من أصل الْعُضْو يقودكم بِكِتَاب الله قَالَ الْعلمَاء أَي مَا دَامَ متمسكا بِالْإِسْلَامِ وَالدُّعَاء إِلَى كتاب الله على أَي حَال كَانَ فِي نَفسه وَدينه فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل كَيفَ يُؤمر بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة للْعَبد وَشرط الْخَلِيفَة كَونه قرشيا فَالْجَوَاب أَن المُرَاد بِهِ بعض نواب الْخَلِيفَة وعماله أَو من استولى على الْإِمَامَة بالقهر والشوكة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 [1300] الِاسْتِجْمَار تو بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق وَتَشْديد الْوَاو أَي وتر وَإِذا استجمر أحدكُم فليستجمر بتو قَالَ القَاضِي لَيْسَ بتكرار بل المُرَاد بِالْأولِ الْفِعْل وَبِالثَّانِي عدد الْأَحْجَار [1301] قَالَ رحم الله المحلقين الْمَشْهُور وُقُوع ذَلِك فِي حجَّة الْوَدَاع وَقيل كَانَ يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَرجحه بن عبد الْبر قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا يبعد أَنه قَالَه فِي الْمَوْضِعَيْنِ [1305] قَالَ للحلاق اسْمه معمر بن عبد الله الْعَدوي وَقيل خرَاش بن أُميَّة الْكَلْبِيّ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 [1311] أسمح أَي أسهل لِخُرُوجِهِ رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 [1313] قَالَ أَبُو بكر فِي رِوَايَته كَذَا للْأَكْثَر وَهُوَ الصَّوَاب وَفِي بعض النّسخ فِي رِوَايَة قَالَ سَمِعت سُلَيْمَان أَي وَالْأولَى عنعن فِيهَا [1314] تقاسموا على الْكفْر أَي تحالفوا على إِخْرَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبني هَاشم وَبني عبد الْمطلب أَي إِلَى هَذَا الشّعب وَكَتَبُوا بَينهم الصَّحِيفَة الْمَشْهُورَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 [1315] حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة حَدثنَا بن نمير وَأَبُو أُسَامَة لِابْنِ ماهان ثَنَا زُهَيْر بدل بن نمير قَالَ أَبُو عَليّ الغساني وَالْقَاضِي وَهُوَ وهم وَالصَّوَاب الأول فَكَذَا أخرجه بن أبي شيبَة فِي مُسْنده فَقَالَ ثَنَا بن نمير الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 [1316] من نَبِيذ هُوَ مَا يحلى من زبيب وَغَيره بِحَيْثُ لَا يسكر أَحْسَنْتُم وَأَجْمَلْتُمْ أَي فَعلْتُمْ الْحسن الْجَمِيل أيشترك فِي الْبَدنَة مَا يشْتَرك فِي الْجَزُور هُوَ بِفَتْح الْجِيم الْبَعِير قَالَ القَاضِي فرق السَّائِل هُنَا بَين الْبَدنَة وَالْجَزُور لِأَن الْبَدنَة وَالْهَدْي مَا ابتدئ إهداؤه عِنْد الْإِحْرَام وَالْجَزُور مَا اشْترى بعد ذَلِك لينحر مَكَانهَا فَتوهم السَّائِل أَن هَذَا أخف فِي الِاشْتِرَاك فَقَالَ فِي جَوَابه إِن الْجَزُور لما اشْترِي بنية النّسك صَار حكمهَا كالبدنة قَوْله مَا يشْتَرك فِيهِ وضع مَا مَوضِع من وَيجوز أَن تكون مَصْدَرِيَّة أَي إشتراكا كالاشتراك فِي الْبَدنَة الْوَاجِبَة [1320] مُقَيّدَة أَي معقولة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 [1321] أَن بن زِيَاد كتب إِلَى عَائِشَة قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي كل الْأُصُول وَقَالَ الغساني والمازري وَالْقَاضِي وَجَمِيع الْمُتَكَلِّمين على صَحِيح مُسلم هَذَا غلط وَصَوَابه أَن زِيَاد بن أبي سُفْيَان وَكَذَا وَقع على الصَّوَاب فِي الْمُوَطَّأ وصحيح البُخَارِيّ وَغَيرهمَا وَلِأَن بن زِيَاد لم يدْرك عَائِشَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 [1322] وَيلك كلمة تجْرِي على اللِّسَان تدعم بهَا الْعَرَب كَلَامهَا من غير قصد لما وضعت لَهُ أَولا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 [1323] وأظنني كَذَا للأكثرين بنونين وَرُوِيَ وأظني بنُون وَاحِدَة وَهِي لُغَة فَقَالَ وَإِن أَي وَإِن كَانَت بَدَنَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 [1325] الضبعِي بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُوَحدَة فأزحفت عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ لَا خلاف بَين الْمُحدثين أَنه بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الزَّاي وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة قَالَ الْخطابِيّ كَذَا يَقُوله المحدثون وَصَوَابه والأجود بِضَم الْهمزَة يُقَال زحف الْبَعِير إِذا قَامَ وأزحفه السّير ورده النَّوَوِيّ بِأَن الْهَرَوِيّ والجوهري حكيا زحف الْبَعِير وأزحف لُغَتَانِ وأزحفه السّير وَمعنى زحف وقف من الكلال والإعياء فعيي بشأنها كَذَا للأكثرين بيائين من الإعياء وَهُوَ الْعَجز أَي عجز عَن معرفَة حكمهَا لَو عطبت عَلَيْهِ فِي الطَّرِيق فَكيف يعْمل بهَا وَرُوِيَ فعي بياء وَاحِدَة مُشَدّدَة وَهِي لُغَة بِمَعْنى الأول وَرُوِيَ فعني بِضَم الْعين وَكسر النُّون من الْعِنَايَة بالشَّيْء والاهتمام بِهِ إِن هِيَ أبدعت بِضَم الْهمزَة وَكسر الدَّال وَفتح الْعين وَسُكُون التَّاء أَي كلت وأعيت ووقفت قَالَ أَبُو عبيد قَالَ بعض الْعَرَب لَا يكون الإبداع إِلَّا بضلع كَيفَ يَأْتِي لَهَا فِي نُسْخَة بهَا لَئِن قدمت الْبَلَد فِي نُسْخَة اللَّيْلَة وَكِلَاهُمَا صَحِيح لأستحفين بحاء مُهْملَة وَفَاء أَي لأسألن سؤالا بليغا يُقَال أحفى فِي الْمَسْأَلَة أَي ألح فِيهَا وَأكْثر مِنْهَا عَن ذَاك فِي نُسْخَة عَن ذَلِك بِاللَّامِ فأضحيت بالضاد الْمُعْجَمَة وَبعد الْحَاء مثناة تَحت أَي سرت فِي وَقت الضُّحَى بست عشرَة بَدَنَة فِي الرِّوَايَة بعده بثماني عشرَة قَالَ النَّوَوِيّ يجوز أَنَّهُمَا قضيتان وَيجوز أَن تكون قَضِيَّة وَاحِدَة وَلَيْسَ فِي هَذَا نفي الزِّيَادَة لِأَنَّهُ مَفْهُوم عدد وَلَا يحمل عَلَيْهِ إِمَّا لَا بِكَسْر الْهمزَة وَفتح اللَّام وبالإمالة وَهُوَ معنى قَول الْأصيلِيّ وَغَيره بِكَسْر اللَّام أَي إِن كنت لَا تفعل حذفوا كَانَ وعوضوا عَنْهَا مَا فأدغمت فِي نون إِن واكتفوا عَن الْفِعْل ب لَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 [1211] بنت حييّ بِضَم الْحَاء أشهر من كسرهَا عَن الْأَوْزَاعِيّ لَعَلَّه قَالَ عَن يحيى بن أبي كثير كَذَا للْأَكْثَر وَسقط عِنْد الطَّبَرِيّ قَوْله لَعَلَّه قَالَ عَن يحيى بن أبي كثير وَسقط لَعَلَّه فَقَط لِابْنِ الْحذاء قَالَ القَاضِي وأظن الِاسْم كُله سقط من كتب بَعضهم أَو شكّ فِيهِ فألحقه على الْمَحْفُوظ الصَّوَاب وَنبهَ على إِلْحَاقه بقوله لَعَلَّه فلتنفر بِكَسْر الْفَاء أفْصح من ضمهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 [1329] الحَجبي بِفَتْح الْحَاء وَالْجِيم مَنْسُوب إِلَى حجابة الْكَعْبَة وَهِي ولايتها وَفتحهَا وإغلاقها وَخدمتهَا جعل عمودين عَن يسَاره وعمودا عَن يَمِينه فِي الْمُوَطَّأ وَالْبُخَارِيّ وَسنَن أبي دَاوُد عمودين عَن يَمِينه وعمودا عَن يسَاره وَكله من رِوَايَة مَالك فَالَّذِي هُنَا مقلوب قدم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْم الْفَتْح قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا دَلِيل على أَن الْمَذْكُور فِي أَحَادِيث الْبَاب من دُخُول الْكَعْبَة وَصلَاته فِيهَا كَانَ يَوْم الْفَتْح وَهَذَا لَا خلاف فِيهِ وَلم يكن يَوْم حجَّة الْوَدَاع بِفنَاء الْكَعْبَة بِكَسْر الْفَاء وَالْمدّ جَانبهَا وحريمها بالمفتح بِكَسْر الْمِيم لُغَة فِي الْمِفْتَاح مَلِيًّا طَويلا كم صلى فِي سنَن أبي دَاوُد عَن عمر أَنه صلى رَكْعَتَيْنِ فأجافوا أَي أغلقوا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 [1330] قبل الْبَيْت بِضَم الْقَاف وَالْبَاء وَيجوز سكونها وَجه الْكَعْبَة أَي عِنْد بَابهَا وَقَالَ هَذِه الْقبْلَة أَي المستقرة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا تنسخ أبدا قَالَه الْخطابِيّ وَقَالَ النَّوَوِيّ وَيحْتَمل أَن مَعْنَاهُ هَذِه الْكَعْبَة هِيَ الْمَسْجِد الْحَرَام الَّذِي أمرْتُم باستقباله لَا كل الْحرم وَلَا كل الْمَسْجِد الَّذِي حول الْكَعْبَة بل الْكَعْبَة بِعَينهَا فَقَط [1332] أَدخل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْبَيْت فِي عمرته المُرَاد عمْرَة الْقَضَاء الَّتِي كَانَت سنة سبع قبل فتح مَكَّة قَالَ الْعلمَاء سَبَب عدم دُخُوله مَا كَانَ فِيهِ من الْأَصْنَام والصور وَلم يكن الْمُشْركُونَ يتركونه يغيرها فَلَمَّا فتح الله عَلَيْهِ مَكَّة دخل الْبَيْت وَصلى فِيهِ وأزال الصُّور قبل دُخُوله الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 [1333] حَدَاثَة بِفَتْح الْحَاء استقصرت قصرت عَن تَمام بنائها خلفا بِفَتْح الْحَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون اللَّام وَفَاء أَي بَابا من خلفهَا حدثان قَوْمك بالْكفْر بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الدَّال أَي قرب عَهدهم بِهِ يُرِيد أَن يجرئهم بِالْجِيم وَالرَّاء بعْدهَا همزَة من الجراءة أَي يشجعهم على قِتَالهمْ بِإِظْهَار قَبِيح أفعالهم وَرَوَاهُ العذري بِالْجِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة أَي يختبرهم وَينظر مَا عِنْدهم فِي ذَلِك من حمية وَغَضب لله تَعَالَى ولنبيه أَو يحربهم هَذَا بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء وَالْبَاء الْمُوَحدَة وأوله مَفْتُوح أَي يغيظهم بِمَا يرونه فعل الْبَيْت من قَوْلهم حربت الْأسد إِذا أغضبته أَو يحملهم على الْحَرْب وبحضهم عَلَيْهَا وَرُوِيَ بِالْحَاء وَالزَّاي وَالْبَاء الْمُوَحدَة أَي يجعلهم حزبا لَهُ وناصرين لَهُ على مخالفيه فرق بِضَم الْفَاء أَي كشف وَبَين وَضَبطه الْحميدِي بِفَتْح الْفَاء وَفَسرهُ بِمَعْنى خَافَ وغلطوه فِي ضَبطه وَتَفْسِيره يجده بِضَم الْيَاء ودال وَاحِدَة مُشَدّدَة وَرُوِيَ يجدده بدالين وهما بِمَعْنى تتابعوا بموحدة قبل الْعين وَرُوِيَ بمثناة تَحت وَهُوَ بِمَعْنَاهُ إِلَّا أَنه أَكثر مَا يسْتَعْمل فِي الشَّرّ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه من تلطيخ بن الزبير أَي سبه وعيب فعله وَفد الْحَارِث بن عبد الله فِي نُسْخَة بن عبد الْأَعْلَى وَهُوَ تَصْحِيف بدا بِغَيْر همز يُقَال بدا لَهُ فِي هَذَا الْأَمر بدا أَي حدث لَهُ فِيهِ رَأْي لم يكن فهلمي هُوَ على لُغَة نجد وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ هَلُمَّ لكل مُخَاطب بِلَا تصريف كَاد أَن يدْخل كَذَا الرِّوَايَة يثبتون أَن فَنكتَ سَاعَة أَي بحث فِي الأَرْض وَهَذِه عَادَة من يفكر فِي أَمر مُهِمّ عَن الْجدر بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وَهُوَ الْحجر حَدِيث عَهدهم فِي الْجَاهِلِيَّة كَذَا الرِّوَايَة وَهُوَ بِمَعْنى بالجاهلية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 [1336] لَقِي ركبا هم أَصْحَاب الْإِبِل خَاصَّة فَقَالُوا من أَنْت قَالَ القَاضِي لَعَلَّه كَانَ لَيْلًا فَلم يعرفوه أَو نَهَارا وَلم يَكُونُوا رَأَوْهُ قبل ذَلِك لأَنهم أَسْلمُوا فِي بلدهم وَلم يهاجروا قبل وَلَك أجر أَي بِسَبَب حملهَا لَهُ وتجنيبها إِيَّاه مَا يجتنبه الْمحرم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 [1337] فَقَالَ رجل أكل عَام هُوَ الْأَقْرَع بن حَابِس فَإِذا أَمرتكُم بِشَيْء فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا من قَوَاعِد الْإِسْلَام المهمة وجوامع الْكَلم الَّتِي أعطيها صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيدخل فِيهِ مَا لَا يُحْصى من الْأَحْكَام وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَدَعوهُ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا على إِطْلَاقه قلت أخرج [1338] لَا تُسَافِر الْمَرْأَة ثَلَاثًا قَالَ الْعلمَاء اخْتِلَاف الْأَلْفَاظ المروية فِي هَذَا الْبَاب لاخْتِلَاف السَّائِلين وَاخْتِلَاف المواطن وَلم يرد التَّحْدِيد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 [827] لَا تشد الرّحال أَخذ بِظَاهِرِهِ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَالْقَاضِي حُسَيْن فَقَالَا يحرم شدّ الرّحال إِلَى غير الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة كقبور الصَّالِحين والمواضع الفاضلة وَالصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا أَنه لَا يحرم وَلَا يكره قَالُوا وَالْمرَاد أَن الْفَضِيلَة التَّامَّة إِنَّمَا هِيَ فِي شدّ الرّحال الى هَذِه الثَّلَاثَة خَاصَّة وَهَذَا الَّذِي إختاره إِمَام الْحَرَمَيْنِ والمحققون وآنقنني هُوَ بِمَعْنى أعجبني الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 [1339] عَن مَالك عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ الصَّوَاب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة بِدُونِ قَوْله عَن أَبِيه وَكَذَا رَوَاهُ مُعظم رُوَاة الْمُوَطَّأ قَالَ النَّوَوِيّ الْحفاظ فِي ذَلِك مُخْتَلفُونَ مِنْهُم من يذكرهُ وَمِنْهُم من يسْقطهُ فَلَعَلَّهُ سَمعه من أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة ثمَّ سَمعه من أبي هُرَيْرَة نَفسه فَرَوَاهُ تَارَة كَذَا وَتارَة كَذَا وسماعه من أبي هُرَيْرَة صَحِيح مَعْرُوف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 [1341] لَا يخلون رجل بِامْرَأَة إِلَّا وَمَعَهَا ذُو محرم قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا اسْتثِْنَاء مُنْقَطع لِأَنَّهُ مَتى كَانَ مَعهَا محرم لم تبْق خلْوَة فتقديره لَا يقعدن رجل مَعَ امْرَأَة قَالَ وَذُو محرم يحْتَمل أَن يُرِيد محرما لَهَا أَو لَهُ قَالَ وَهَذَا الِاحْتِمَال الثَّانِي هُوَ الْجَارِي على قَوَاعِد الْفُقَهَاء فَإِنَّهُ لَا فرق بَين محرمها كأبيها وأخيها وَبَين محرمه كَأُمِّهِ وَأُخْته فَيجوز الْقعُود مَعهَا فِي هَذِه الْأَحْوَال قلت قَوْله ذُو قد يعين الِاحْتِمَال الأول لِأَنَّهُ نَص فِي الذّكر ومحرم الرجل شرطُوا أَن يكون أُنْثَى وَإِنَّمَا يُقَال فِيهَا ذَات محرم إِلَّا أَن يُقَال إِنَّه مجَاز وتغليب الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 [1342] وعثاء السّفر بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وبالثاء الْمُثَلَّثَة وَالْمدّ الْمَشَقَّة والشدة وكآبة بِفَتْح الْكَاف وبالمد تغير النَّفس من حزن وَنَحْوه المنقلب بِفَتْح اللَّام الْمرجع الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 [1343] والحور بعد الكور كَذَا فِي رِوَايَة العذري بالراء وَهُوَ الصَّوَاب يُقَال حَار بَعْدَمَا كار أَي رَجَعَ من زِيَادَة إِلَى نقص وَمن استقامة إِلَى خلل وَمن صَلَاح إِلَى فَسَاد وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَرين بالنُّون قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ يُقَال إِن عَاصِمًا وهم فِيهِ ودعوة الْمَظْلُوم أَي من الظُّلم فَإِنَّهُ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ دُعَاء الْمَظْلُوم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 [1344] قفل أَي رَجَعَ أوفى ارْتَفع فدفد بفائين مفتوحتين بَينهمَا دَال مُهْملَة سَاكِنة الْموضع الَّذِي فِيهِ غلظ وارتفاع وَقيل الفلاة الَّتِي لَا شَيْء فِيهَا وَقيل غليظ الأَرْض ذَات الْحَصَى وَقيل الْجلد من الأَرْض فِي ارْتِفَاع آيبون أَي رَاجِعُون صدق الله وعده أَي فِي إِظْهَار الدّين وَكَون الْعَاقِبَة لِلْمُتقين وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده أَي من غير قتال من الْآدَمِيّين وَالْمرَاد الَّذين تحزبوا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم واجتمعوا يَوْم الخَنْدَق فَأرْسل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِم ريحًا وجنودا لم يروها قَالَ النَّوَوِيّ وَبِهَذَا يرتبط قَوْله صدق الله وعده تَكْذِيبًا لِلْمُنَافِقين الَّذين قَالُوا مَا وعدنا الله وَرَسُوله إِلَّا غرُورًا وَقَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن المُرَاد أحزاب الْكفْر فِي جَمِيع الْأَيَّام والمواطن [1346] فِي معرسه هُوَ مَوضِع النُّزُول الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 [1348] وَإنَّهُ ليدنوا قَالَ الْمَازرِيّ أَي برحمته وكرامته لَا دنو مَسَافَة ومماسة سُبْحَانَهُ قَالَ القَاضِي وَقد يُرِيد دنو الْمَلَائِكَة إِلَى الأَرْض وَإِلَى السَّمَاء بِمَا ينزل مَعَهم من الرَّحْمَة ثمَّ يباهي بهم الْمَلَائِكَة زَاد عبد الرَّزَّاق فِي جَامعه من حَدِيث بن عمر يَقُول هَؤُلَاءِ عبَادي جَاءُونِي شعثا غبرا يرجون رَحْمَتي وَيَخَافُونَ عَذَابي وَلم يروني فَكيف لَو رأوني الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 [1349] وَالْحج المبرور قَالَ النَّوَوِيّ الْأَصَح الْأَشْهر أَنه الَّذِي لَا يخالطه إِثْم مَأْخُوذ من الْبر وَهُوَ الطَّاعَة وَقيل هُوَ المقبول وَمن عَلامَة المقبول أَن يرجع خيرا مِمَّا كَانَ وَلَا يعاود الْمعاصِي وَقيل هُوَ الَّذِي لَا رِيَاء فِيهِ وَقيل الَّذِي لَا يتعقبه مَعْصِيّة وهما داخلان فِيمَا قبلهمَا لَيْسَ لَهُ جَزَاء إِلَّا الْجنَّة أَي أَنه لَا يقْتَصر لصَاحبه من الْجَزَاء على تَكْفِير بعض ذنُوبه بل لَا بُد أَن يدْخل الْجنَّة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 [1350] من أَتَى هَذَا الْبَيْت حَاجا فَلم يرْفث بِضَم الْفَاء وَكسرهَا والرفث الْفُحْش من القَوْل وَقيل الْجِمَاع وَلم يفسق بارتكاب شَيْء من الْمعاصِي رَجَعَ كَيَوْم وَلدته أمه أَي بِغَيْر ذَنْب قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا يتَضَمَّن غفران الصَّغَائِر والكبائر والتبعات [1351] أتنزل فِي دَارك ل قَالَ القَاضِي لَعَلَّه أضَاف الدَّار إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لسكناه إِيَّاهَا مَعَ أَن أَصْلهَا كَانَ لأبي طَالب لِأَنَّهُ الَّذِي كفله وَلِأَنَّهُ أكبر ولد عبد الْمطلب فاحتوى على أملاكه وحازها وَحده لسنه على عَادَة الْجَاهِلِيَّة قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون عقيل بَاعَ جَمِيعهَا وأخرجها عَن أملاكهم اعتداء كَمَا فعل أَبُو سُفْيَان وَغَيرهم بدور من مهَاجر من الْمُؤمنِينَ قَالَ الداوودي فَبَاعَ عقيل مَا كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلمن هَاجر من بني عبد الْمطلب قَالَ الْقُرْطُبِيّ فعلى هَذَا يكون ترك النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لداره تحرجا من أَن يرجع فِي شَيْء أخرج مِنْهُ لأجل الله تَعَالَى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 [1352] لِلْمُهَاجِرِ إِقَامَة ثَلَاث مَعْنَاهُ أَن الَّذين هَاجرُوا من مَكَّة قبل الْفَتْح إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حرم عَلَيْهِم استيطان مَكَّة وَالْإِقَامَة بهَا ثمَّ أُبِيح لَهُم إِذا دخلوها بِحَجّ أَو عمْرَة أَو غَيرهمَا أَن يقيموا بهَا بعد فراغهم قلاقة أَيَّام وَلَا يزِيدُوا على الثَّلَاثَة بعد الصَّدْر أَي بعد رُجُوعه من منى الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 [1353] لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح قَالَ الْعلمَاء الْهِجْرَة من دَار الْحَرْب إِلَى دَار السَّلَام بَاقِيَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَفِي تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث قَولَانِ الأول لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح من مَكَّة لِأَنَّهَا صَارَت دَار إِسْلَام وَإِنَّمَا تكون الْهِجْرَة من دَار الْحَرْب وَهَذَا يتَضَمَّن معْجزَة لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَنَّهَا تبقى دَار إِسْلَام لَا يتَصَوَّر مِنْهَا الْهِجْرَة وَالثَّانِي مَعْنَاهُ لاهجرة بعد الْفَتْح فَضلهَا كفضلها مَا قبل الْفَتْح كَمَا قَالَ الله تَعَالَى لَا يَسْتَوِي مِنْكُم من أنْفق من قبل الْفَتْح وَقَاتل وَلَكِن جِهَاد وَنِيَّة مَعْنَاهُ وَلَكِن لكم طَرِيق إِلَى تَحْصِيل الْفَضَائِل الَّتِي فِي معنى الْهِجْرَة وَذَلِكَ بِالْجِهَادِ وَنِيَّة الْخَيْر فِي كل شَيْء وَإِذا استنفرتم فانفروا مَعْنَاهُ إِذا دعَاكُمْ السُّلْطَان إِلَى الْغَزْو فاذهبوا إِن هَذَا الْبَلَد حرمه الله يَوْم خلق السَّمَاوَات قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْأَحَادِيث بعده أَن إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة وظاهرهما الِاخْتِلَاف وَفِي الْمَسْأَلَة خلاف مَشْهُور فِي وَقت تَحْرِيم مَكَّة فَقيل من أول الزَّمَان أخذا بِهَذَا الحَدِيث وَعَلِيهِ الْأَكْثَرُونَ وَأَجَابُوا عَن الْأَحَادِيث الْأُخَر بِأَن تَحْرِيمهَا كَانَ خَفِي فأظهره إِبْرَاهِيم وأشاعه لَا أَنه ابتدأه وَقيل مَا زَالَت حَلَالا كَغَيْرِهَا إِلَى زمن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ثمَّ ثَبت لَهَا التَّحْرِيم من زَمَنه أخذا بالأحاديث الْمَذْكُورَة وَأَجَابُوا عَن الحَدِيث الأول بِأَن مَعْنَاهُ أَن الله كتب فِي للوح الْمَحْفُوظ أَو فِي غَيره يَوْم خلق السَّمَاوَات أَن إِبْرَاهِيم سيحرم مَكَّة بِأَمْر الله تَعَالَى وَأَنه لم يحل الْقِتَال إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا ظَاهر فِي تَحْرِيم الْقِتَال بِمَكَّة وَقَالَ الْمَاوَرْدِيّ فِي الْأَحْكَام السُّلْطَانِيَّة من خَصَائِص الْحرم أَن لَا يحارب أَهله فَإِن بغوا على أهل الْعدْل فقد قَالَ بعض الْفُقَهَاء يحرم قِتَالهمْ بل يضيق عَلَيْهِم حَتَّى يرجِعوا إِلَى الطَّاعَة وَقَالَ جمهورهم يُقَاتلُون إِذا لم يُمكن ردهم عَن الْبَغي إِلَّا بِالْقِتَالِ لِأَن قتال الْبُغَاة من حُقُوق الله الَّتِي لَا يجوز إضاعتها فحفظها فِي الْحرم أولى من إضاعتها قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَعَلِيهِ نَص الشَّافِعِي وَأجَاب فِي سير الْوَاقِدِيّ عَن هَذَا الحَدِيث بِأَن مَعْنَاهُ تَحْرِيم نصب الْقِتَال عَلَيْهِم وقتالهم بِمَا يعم كالمنجنيق وَغَيره إِن أمكن إصْلَاح الْحَال بِدُونِ ذَلِك بِخِلَاف مَا إِذا تحصن الْكفَّار فِي بلد آخر فَإِنَّهُ يجوز قِتَالهمْ على كل حَال بِكُل شَيْء وَوَقع فِي شرح التَّلْخِيص للقفال الْمروزِي لَا يجوز الْقِتَال بِمَكَّة حَتَّى لَو تحصن فِيهَا جمَاعَة من الْكفَّار لم يجز لنا قِتَالهمْ قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا غلط وَلم تحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار احْتج بِهِ من يَقُول إِن مَكَّة فتحت عنْوَة وَهُوَ مَذْهَب أبي حنيفَة والأكثرين وَقَالَ الشَّافِعِي وَغَيره فتحت صلحا وتأولوا هَذَا الحَدِيث على أَن الْقِتَال كَانَ جَائِزا لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَكَّة لَو لحتاج لفعله وَلَكِن مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ لَا يعضد أَي لَا يقطع شوكه قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ دَلِيل على تَحْرِيم قطع الشوك المؤذي وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ الْمُتَوَلِي وَقَالَ جُمْهُور أَصْحَابنَا لَا يحرم لِأَنَّهُ مؤذ فَأشبه الفواسق ويخصون الحَدِيث بِالْقِيَاسِ قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح مَا اخْتَارَهُ الْمُتَوَلِي وَلَا ينفر صَيْده أَي لَا يزعج فالإتلاف أولى وَلَا يختلي أَي لَا يُؤْخَذ وَلَا يقطع خَلاهَا بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة مَقْصُور الرطب من الْكلأ الْإِذْخر بِكَسْر الْهمزَة وَالْخَاء نَبَات مَعْرُوف طيب الرَّائِحَة فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم فتح الْقَاف وَهُوَ الْحداد والصائغ وَمَعْنَاهُ أَنه يحْتَاج إِلَيْهِ فِي وقود النَّار ولبيوتهم أَي يحْتَاج إِلَيْهِ فِي سقوفها يَجْعَل فَوق الْخشب فَقَالَ إِلَّا الأذخر قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على أَنه أوحى إِلَيْهِ فِي الْحَال باستثناء الأذخر وتخصيصه من الْعُمُوم أَو أُوحِي إِلَيْهِ قبل ذَلِك أَن طلب أحد اسْتثِْنَاء شَيْء فاستثناه أَو أَنه اجْتهد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 [1354] وَهُوَ يبْعَث الْبعُوث إِلَى مَكَّة يَعْنِي لقِتَال بن الزبير سمعته أذناي ووعاه قلبِي وأبصرته عَيْنَايَ أَرَادَ بِهَذَا الْمُبَالغَة فِي تَحْقِيق حفظه إِيَّاه وتيقنه زَمَانه ومكانه وَلَفظه حرمهَا الله وَلم يحرمها النَّاس مَعْنَاهُ أَن تَحْرِيمهَا بِوَحْي من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَا أَنَّهَا اصْطلحَ النَّاس على تَحْرِيمهَا بِغَيْر أَمر الله يسفك بِكَسْر الْفَاء وَحكي بضَمهَا أَي يسيل فَإِن أحد ترخص بِقِتَال رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ دلَالَة لمن يَقُول إِن مَكَّة فتحت عنْوَة وَتَأْويل الحَدِيث عِنْد من يَقُول صلحا أَن مَعْنَاهُ دخل متأهبا لِلْقِتَالِ لَو احْتَاجَ إِلَيْهِ فَهُوَ دَلِيل على جَوَازه لَهُ تِلْكَ السَّاعَة لَا يعيذ أَي لَا يعْصم بخربة بِفَتْح الْخَاء على الْمَشْهُور وَسُكُون الرَّاء وَيُقَال بِضَم الْخَاء وَأَصلهَا سَرقَة الْإِبِل وَيُطلق على كل خِيَانَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 [1355] إِلَّا لِمُنْشِد أَي معرف واما طالبها فيسمى نَاشد وَاصل النشد والإنشاد رفع الصَّوْت أَبُو شاه بِالْهَاءِ وَلَا يُقَال بِالتَّاءِ وَلَا يعرف لَهُ اسْم لَا يخبط أَي لَا يضْرب بالعصى ليسقط ورقه شَجَرهَا جنس الشّجر [1356] لَا يحل لأحدكم أَن يحمل بِمَكَّة السِّلَاح قَالَ الْجُمْهُور هَذَا النَّهْي إِذا لم تكن حَاجَة فَإِن كَانَت جَازَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 [1357] وعَلى رَأسه مغفر فِي الحَدِيث بعده وَعَلِيهِ عِمَامَة سَوْدَاء قَالَ القَاضِي وَالْجمع أَن أول دُخُوله كَانَ على رَأسه المغفر ثمَّ بعد ذَلِك كَانَ على رَأسه الْعِمَامَة بعد إِزَالَة المغفر بن خطل بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة والطاء الْمُهْملَة اسْمه عبد الْعُزَّى وَقيل عبد الله وَقيل غَالب فَقَالَ اقْتُلُوهُ لِأَنَّهُ كَانَ قد ارْتَدَّ قَالَ نعم هَذَا قَول مَالك لما قَالَ لَهُ يحيى أحَدثك بن شهَاب إِلَى آخِره وَالْجُمْهُور استحبوا النُّطْق بذلك لمن قرئَ عَلَيْهِ بِهَذِهِ الصّفة [1358] الدهني بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَإِسْكَان الْهَاء وَقيل بِفَتْح الْهَاء مَنْسُوب إِلَى دهن بطن من بجيلة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 [1359] أرْخى طرفيها بالتثنية وَفِي بعض الْأُصُول بِالْإِفْرَادِ قَالَ القَاضِي وَهُوَ الصَّوَاب الْمَعْرُوف [1360] إِن إِبْرَاهِيم حرم مَكَّة قَالَ النَّوَوِيّ ذكرُوا فِيهِ احْتِمَالَيْنِ أَحدهمَا أَنه حرمهَا بِأَمْر الله إِلَيْهِ وَالثَّانِي أَنه دَعَا لَهَا فَحَرمهَا الله بدعوته فأضيف التَّحْرِيم إِلَيْهِ لذَلِك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 [1361] لابتيها قَالَ الْعلمَاء اللابتان الحرتان الْوَاحِدَة لابة وَهِي الأَرْض الملبسة حِجَارَة سَوْدَاء وللمدينة لابتان شرقية وغربية وَهِي بَينهمَا [1362] لَا يقطع عضاهها بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الضَّاد الْمُعْجَمَة كل شجر فِيهِ شوك الْوَاحِدَة عضاهة وعضيهة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 [1363] الْمَدِينَة خير لَهُم يَعْنِي المرتحلين عَنْهَا إِلَى غَيرهَا لَا يَدعهَا أحد رَغْبَة عَنْهَا أَي كَرَاهِيَة لَهَا قَالَ القَاضِي اخْتلف فِي هَذَا فَقيل هُوَ مُخْتَصّ بِمدَّة حَيَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل هُوَ عَام أبدا وَهَذَا أصح لأوائلها بِالْمدِّ الشدَّة والجوع وجهدها بِالْفَتْح الشدَّة كنت لَهُ شَفِيعًا أَو شَهِيدا قَالَ القَاضِي سُئِلت قَدِيما عَن هَذَا الحَدِيث وَلم خص سَاكن الْمَدِينَة بالشفاعة هُنَا مَعَ عُمُوم شَفَاعَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وادخاره إِيَّاهَا قَالَ فأجبت عَنهُ بِجَوَاب شاف مقنع فِي أوراق اعْترف بصوابه كل وَاقِف عَلَيْهِ قَالَ وأذكر مِنْهُ هُنَا لمعا تلِيق بِهَذَا الْموضع قَالَ بعض شُيُوخنَا أَو هُنَا للشَّكّ وَالْأَظْهَر عندنَا أَنَّهَا لَيست للشَّكّ لِأَن هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ جَابر بن عبد الله وَسعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر وَأبي هُرَيْرَة وَأَسْمَاء بنت عُمَيْس وَصفِيَّة بنت أبي عبيد عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا اللَّفْظ وَيبعد اتِّفَاق جَمِيعهم أَو رواتهم على الشَّك وتطابقهم فِيهِ على صِيغَة وَاحِدَة بل الْأَظْهر أَنه قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا فَأَما أَن يكون أعلم بِهَذِهِ الْجُمْلَة هَكَذَا وَإِمَّا أَن يكون أَو للتقسيم وَيكون شَهِيدا لبَعض أهل الْمَدِينَة وشفيعا لباقيهم وَأما شَفِيعًا للعاصين وشهيدا للمطيعين وَأما شَهِيدا لمن مَاتَ فِي حَيَاته وشفيعا لمن مَاتَ بعده أَو غير ذَلِك وَهَذِه زَائِدَة على الشَّفَاعَة للمذنبين أَو للعاصين فِي الْقِيَامَة وعَلى شَهَادَته على جَمِيع الْأمة وَقد قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شُهَدَاء أحد أَنا شَهِيد على هَؤُلَاءِ فَيكون لتخصيصهم بِهَذَا كُله مزية وَزِيَادَة منزلَة وحظوة قَالَ وَقد يكون أَو بِمَعْنى الْوَاو فَيكون لأهل الْمَدِينَة شَفِيعًا وشهيدا قَالَ وَإِذا جعلنَا أَو للشَّكّ كَمَا قَالَ الْمَشَايِخ فَإِن كَانَت اللَّفْظَة الصَّحِيحَة شَهِيدا انْدفع الإعتراض لِأَنَّهَا زَائِدَة على الشَّفَاعَة المدخرة الْمُجَرَّدَة لغَيرهم وَإِن كَانَت شَفِيعًا فاختصاص أهل الْمَدِينَة ان هَذِه شَفَاعَة أُخْرَى غير الْعَامَّة الَّتِي هِيَ إِخْرَاج عصاة أمته من النَّار ومعافاة بَعضهم بِشَفَاعَتِهِ فِي الْقِيَامَة وَتَكون هَذِه الشَّفَاعَة بِزِيَادَة الدَّرَجَات أَو تَخْفيف السَّيِّئَات أَو بِمَا شَاءَ الله من ذَلِك أَو بإكرامهم يَوْم الْقِيَامَة بأنواع من الْكَرَامَة كإيوائهم إِلَى ظلّ الْعَرْش أَو كَونهم فِي بروج أَو على مَنَابِر أَو الْإِسْرَاع بهم إِلَى الْجنَّة أَو غير ذَلِك من خُصُوص الكرامات الْوَارِدَة لبَعْضهِم دون بعض وَالله اعْلَم لَا يُرِيد أحد أهل الْمَدِينَة بِسوء إِلَّا أذابه الله فِي النَّار قَالَ القَاضِي هَذِه الزِّيَادَة وَهِي قَوْله فِي النَّار تدفع إِشْكَال الْأَحَادِيث الَّتِي لم يذكر فِيهَا وَبَين أَن هَذِه حِكْمَة فِي الْآخِرَة قَالَ وَقد يكون المُرَاد بِهِ من أرادها فِي حَيَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفي الْمُسلمُونَ أمره واضمحل كَيده كَمَا يضمحل الرصاص فِي النَّار أَو يكون ذَلِك لمن أرادها فِي الدُّنْيَا فَلَا يمهله الله وَلَا يُمكن لَهُ سُلْطَانا بل يذهبه الله عَن قريب كَمَا انْقَضى شَأْن من حاربها أَيَّام بني أُميَّة مثل مُسلم بن عقبَة فَإِنَّهُ هلك فِي مُنْصَرفه عَنْهَا ثمَّ هلك يزِيد بن مُعَاوِيَة مرسله على غثر ذَلِك وَغَيرهمَا مِمَّن صنع صنيعهما الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 [1365] هَذَا جبل يحبنا ونحبه قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح الْمُخْتَار أَن أحدا يحب حَقِيقَة جعل الله فِيهِ تمييزا يحب بِهِ كَمَا حن الْجذع الْيَابِس وكما سبح الْحَصَى إِلَى غير ذَلِك وَقيل المُرَاد أَهله فَحذف الْمُضَاف الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 [1366] من أحدث فِيهَا حَدثا أَي أَتَى فِيهَا إِثْمًا فَعَلَيهِ لعنة الله قَالُوا المُرَاد هُنَا الْعَذَاب الَّذِي يسْتَحقّهُ على ذَنبه والطرد عَن الْجنَّة أول الْأَمر وَلَيْسَ هِيَ كلعنة الْكفَّار الَّذين يبعدون من رَحْمَة الله كل الإبعاد لَا يقبل الله مِنْهُ صرفا وَلَا عدلا قيل الصّرْف الْفَرِيضَة وَالْعدْل النَّافِلَة وَقيل عَكسه وَقيل الصّرْف التَّوْبَة وَالْعدْل الْفِدْيَة قَالَ القَاضِي قيل مَعْنَاهُ لَا يقبل ذَلِك مِنْهُ قبُول رضى وَإِن قبل قبولا آخر قَالَ وَقد يكون الْقبُول هُنَا بِمَعْنى تَكْفِير الذَّنب بهما قَالَ وَيكون معنى الْفِدْيَة هُنَا أَنه لَا يجد فِي الْقِيَامَة أحدا يفتدي بِهِ بِخِلَاف غَيره من المذنبين الَّذين يتفضل الله عَلَيْهِم بِأَن يفديهم من النَّار باليهود وَالنَّصَارَى كَمَا ثَبت فِي الصَّحِيح فَقَالَ بن أنس أَو آوى بِالْمدِّ أَي ضم إِلَيْهِ وَحمى مُحدثا قَالَ الْمَازرِيّ رُوِيَ بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا قَالَ فَمن فتح أَرَادَ الإحداث نَفسه وَمن كسرهَا أَرَادَ فَاعل الْحَدث قَالَ القَاضِي كَانَ بن أنس ذكر أَبَاهُ هَذِه الزِّيَادَة وَسَقَطت لَفْظَة بن فِي بعض النّسخ وَالصَّوَاب إِثْبَاتهَا لِأَن سِيَاق الحَدِيث من أَوله إِلَى آخِره من كَلَام أنس فَلَا وَجه لاستدراك أنس بِنَفسِهِ قَالَ مَعَ أَن هَذِه اللَّفْظَة قد وَقعت فِي أول الحَدِيث فِي سِيَاق كَلَام أنس فِي أَكثر الرِّوَايَات قَالَ وَسَقَطت عِنْد السَّمرقَنْدِي قَالَ وسقوطها هُنَاكَ يشبه أَن يكون هُوَ الصَّحِيح وَلِهَذَا استدركت فِي آخر الحَدِيث الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 [1368] اللَّهُمَّ بَارك لَهُم فِي مكيالهم قَالَ القَاضِي الْبركَة هُنَا بِمَعْنى النَّمَاء وَالزِّيَادَة وَتَكون بِمَعْنى الثَّبَات واللزوم قَالَ وَيحْتَمل أَن تكون هَذِه الْبركَة دينية وَهِي مَا يتَعَلَّق بِهَذِهِ الْمَقَادِير من حُقُوق الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الزكوات وَالْكفَّار فَيكون بِمَعْنى الثَّبَات والبقاء لَهَا لبَقَاء الحكم بهَا بِبَقَاء الشَّرِيعَة وثباتها وَيحْتَمل أَن المُرَاد الْبركَة فِي نفس الْكَيْل فِي الْمَدِينَة بِحَيْثُ يَكْفِي الْمَدّ فِيهَا من لَا يَكْفِيهِ فِي غَيرهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر [1369] السَّامِي بِالسِّين الْمُهْملَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 [1370] الْمَدِينَة حرم مَا بَين عير بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْيَاء تَحت إِلَى ثَوْر قَالَ القَاضِي قَالَ مُصعب الزبيرِي لَيْسَ بِالْمَدِينَةِ عير وَلَا ثَوْر قَالُوا وَإِنَّمَا ثَوْر بِمَكَّة قَالَ وَقَالَ الزبير عير جبل بِنَاحِيَة الْمَدِينَة قَالَ وَأكْثر الروَاة فِي كتاب البُخَارِيّ ذكرُوا عيرًا وَأما ثَوْر فَمنهمْ من يكني عَنهُ بِكَذَا وَمِنْهُم من ترك مَكَانَهُ بَيَاضًا لأَنهم اعتقدوا ذكر ثَوْر هُنَا خطأ وَقَالَ أَبُو عبيد أصل الحَدِيث من عير إِلَى أحد فَوَهم فِيهِ الرَّاوِي وَكَذَا قَالَ الْحَازِمِي وَغَيره من الْأَئِمَّة وَقَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن ثورا كَانَ إسما لجبل هُنَاكَ إِمَّا أحد وَإِمَّا غَيره فخفي اسْمه وَذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة يسْعَى بهَا أَدْنَاهُم المُرَاد بِالذِّمةِ هُنَا الْأمان وَمَعْنَاهُ أَن أَمَان الْمُسلمين للْكَافِرِينَ صَحِيح فَإِذا أَمنه أحد من الْمُسلمين وَلَو كَانَ عبدا أَو امْرَأَة حرم على غَيره التَّعَرُّض لَهُ مَا دَامَ فِي أَمَانه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 [1371] فَمن أَخْفَر مُسلما أَي نقض أَمَانه وَعَهده [1372] ترتع أَي ترعى وَقيل تسْعَى وتنبسط مَا ذعرتها أَي مَا فزعتها وَقيل مَا نفرتها الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 [1373] كَانَ النَّاس إِذا رَأَوْا أول الثَّمر جَاءُوا بِهِ إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْعلمَاء كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِك رَغْبَة فِي دُعَائِهِ فِيهِ بِالْبركَةِ وإعلاما لَهُ بابتداء صَلَاحهَا لما يتَعَلَّق بهَا من الزَّكَاة وتوجيه الخارصين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 [1374] الرِّيف بِكَسْر الرَّاء الأَرْض الَّتِي بهَا زرع وخصب وَإِن عيالنا لخلوف لَيْسَ عِنْدهم رجال وَلَا من يحميهم ترحل بِسُكُون الرَّاء وَتَخْفِيف الْحَاء أَي يشد عَلَيْهَا رَحلهَا ثمَّ لَا أحل لَهَا عقدَة مَعْنَاهُ أواصل السّير وَلَا أحل عَن رَاحِلَتي عقدَة من عقد حلهَا ورحلها مَا بَين مأزميها تَثْنِيَة مأزم بِهَمْزَة بعد الْمِيم وبكسر الزَّاي وَهُوَ الْجَبَل وَقيل الْمضيق بَين جبلين وَنَحْوه لعلف بِسُكُون اللَّام على إِرَادَة الْمصدر شعب بِكَسْر الشين الفرجة النافذة بَين الجبلين وَنَحْوه نقب هُوَ الطَّرِيق والفج بَنو عبد الله فِي رِوَايَة عبيد الله بِالتَّصْغِيرِ وَالصَّوَاب الأول وَمَا يهيجهم أَي يحركهم قبل ذَلِك شَيْء أَي لم يكن سَبَب مَنعهم من الإغارة قبل الْقدوم إِلَّا حراسة الْمَلَائِكَة كَمَا أخبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَالِي الْحرَّة يَعْنِي الْفِتْنَة الْمَشْهُورَة الَّتِي نهبت فِيهَا سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ الْجلاء بِالْجِيم وَالْمدّ الْفِرَار [1375] حرم آمن قَالَ الْقُرْطُبِيّ يرْوى بِمد بعد الْهمزَة وَكسر الْمِيم على النَّعْت لحرم من أَن تغزوه قُرَيْش أَو من الدَّجَّال والطاعون أَو يَأْمَن صيدها وشجرها وَرُوِيَ بِغَيْر مد وَسُكُون الْمِيم مصدر أَي ذَات أَمن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 [1376] وبيئة بِهَمْزَة ممدودة أَي وخمة كَثِيرَة الْأَمْرَاض وحول حماها إِلَى الْجحْفَة قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره كَانَ ساكنوها فِي ذَلِك الْوَقْت يهود [1377] يحنس بِضَم الْمُثَنَّاة تَحت وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر النُّون وَفتحهَا وَالسِّين مُهْملَة مولى الزبير فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى مولى مُصعب بن الزبير قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ لأَحَدهمَا حَقِيقَة وَللْآخر مجَاز لكاع بِفَتْح أَوله وَبِنَاء آخِره على الْكسر أَي يَا لئيمة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 [1379] أنقاب الْمَدِينَة طرقها وفجاجها لَا يدخلهَا الطَّاعُون قَالَ الْعلمَاء هَذِه معْجزَة لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن الْأَطِبَّاء قَدِيما وحديثا عجزوا أَن يدفعوا الطَّاعُون عَن رجل وَاحِد فَمَا اسْتَطَاعُوا فضلا عَن بلد وَالْمَدينَة رفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطَّاعُون عَنْهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة [1381] تخرج الْخبث قَالَ القَاضِي الْأَظْهر أَن هَذَا مُخْتَصّ بزمنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ لم يكن يصبر على الْهِجْرَة وَالْمقَام مَعَه إِلَّا من ثَبت إيمَانه بِخِلَاف الْمُنَافِقين وجهلة الْأَعْرَاب وَقَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ هَذَا بالأظهر لقَوْله بعده لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تَنْفِي الْمَدِينَة شِرَارهَا قَالَ وَهَذَا وَالله أعلم زمن الدَّجَّال حِين يقْصد الْمَدِينَة فترجف ثَلَاث رجفات يخرج مِنْهَا الله كل كَافِر ومنافق قَالَ فَيحْتَمل أَنه مُخْتَصّ بِزَمن الدَّجَّال وَيحْتَمل أَنه فِي أزمان مُتَفَرِّقَة خبث الْحَدِيد وسخه وقذره الَّذِي يُخرجهُ النَّار مِنْهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 [1382] أمرت بقرية أَي بِالْهِجْرَةِ إِلَيْهَا واستيطانها تَأْكُل الْقرى ذكر فِي مَعْنَاهَا وَجْهَيْن أَحدهمَا أَنَّهَا مَرْكَز جيوش الْإِسْلَام فِي أول الْأَمر فَمِنْهَا فتحت الْقرى وغنمت أموالها وسباياها الثَّانِي ان أكلهَا وميرتها من الْقرى المنفتحة وإليها تساق غنائمها يَقُولُونَ يثرب وَهِي الْمَدِينَة يَعْنِي ان بعض النَّاس من الْمُنَافِقين وَغَيرهم يسمونها يثرب وَإِنَّمَا اسْمهَا الْمَدِينَة قَالَ النَّوَوِيّ فَفِي هَذَا كَرَاهَة تَسْمِيَتهَا يثرب قَالَ وَفِيه حَدِيث فِي مُسْند أَحْمد وَحكي عَن عِيسَى بن دِينَار أَنه قَالَ من سَمَّاهَا يثرب كتبت عَلَيْهِ خَطِيئَة وَسبب كَرَاهَته أَن لَفظه من التثريب وَهُوَ التوبيخ والملامة وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يحب الِاسْم الْحسن وَيكرهُ الِاسْم الْقَبِيح أما تَسْمِيَتهَا فِي الْقُرْآن يثرب فَإِنَّمَا هُوَ حِكَايَة عَن قَول الْمُنَافِقين وَالَّذين فِي قُلُوبهم مرض وَالْمَدينَة قيل مُشْتَقَّة من دَان إِذا أطَاع وَقيل من مدن بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ [1383] وعك بِفَتْح الْعين مغث الْحمى وألمها وتنصع طيبها بِفَتْح التَّاء وَالصَّاد الْمُهْملَة أَي تخلص وتميز أَي يبْقى فِيهَا من خلص إيمَانه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 [1385] طيبَة وطابة من الطّيب وَهُوَ الرَّائِحَة الْحَسَنَة والطاب وَالطّيب لُغَتَانِ وَقيل من الطّيب بِفَتْح الطَّاء وَتَشْديد الْيَاء وَهُوَ الظَّاهِر لخلوصها من الشّرك وطهارتها وَقيل من طيب الْعَيْش بهَا الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 [1386] عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن يحنس فِي نُسْخَة عبيد الله مصغر وَهُوَ غلط الْقَرَّاظ بالظاء الْمُعْجَمَة مَنْسُوب إِلَى الْقرظ الَّذِي يدبغ بِهِ قَالَ بن أبي حَاتِم لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيعهُ [1387] بدهم بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَإِسْكَان الْهَاء بغائلة وَأمر عَظِيم الْمَدِينَة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 [1388] يبسون بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت وباء مُوَحدَة تضم وتكسر وَيُقَال أَيْضا بِضَم الْمُثَنَّاة مَعَ كسر الْمُوَحدَة أَي يتحلون بأهليهم ويسوقون فِي السّير مُسْرِعين إِلَى الرخَاء فِي الْأَمْصَار قَالَ أَبُو عبيد البس سوق الْإِبِل الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 [1389] ليتركنها أَهلهَا قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر الْمُخْتَار أَن هَذَا يكون فِي آخر الزَّمَان عِنْد قيام السَّاعَة ويوضحه قصَّة الراعيين فِي مزينة وَقَالَ القَاضِي هَذَا مِمَّا جرى فِي الْعَصْر الأول وانقضى حَيْثُ انْتَقَلت الْخلَافَة عَنْهَا إِلَى الشَّام وَالْعراق وَذَلِكَ الْوَقْت أحسن مِمَّا كَانَ للدّين وَالدُّنْيَا قَالَ وَذكر الإخباريون فِي بعض الْفِتَن الَّتِي جرت بِالْمَدِينَةِ وَخَافَ أَهلهَا أَنه رَحل عَنْهَا أَكثر النَّاس وَبقيت ثمارها للعوافي وخلت مُدَّة ثمَّ تراجع النَّاس إِلَيْهَا للعوافي جمع عَافِيَة وَهِي الطالبة لما تَأْكُل ينعقان بغنمهما أَي يصيحان بهَا ليسوقانها فيجدانها أَي بِالْمَدِينَةِ وحشا أَي خلاء أَي خَالِيَة لَيْسَ بهَا أحد قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ الْوَحْش من الأَرْض الْخَلَاء وَقيل مَعْنَاهُ ذَات وَحش وَصَححهُ النَّوَوِيّ وَقيل الضَّمِير للغنم أَي أَنَّهَا تصير وحشا إِمَّا بِأَن تنْقَلب ذَاتهَا كَذَلِك وَالْقُدْرَة صَالِحَة وَإِمَّا بِأَن تتوحش فتنفر من أصواتها قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا القَوْل غلط خرا على وُجُوههمَا أَي سقطا ميتين زَاد البُخَارِيّ فِي هَذَا الحَدِيث وهما آخر من يحْشر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 [1390] مَا بَين بَيْتِي قيل المُرَاد بَيت سكناهُ على طاهره وَقيل قَبره قَالَ الطَّبَرِيّ وَالْقَوْلَان متفقان لِأَن قَبره فِي بَيته رَوْضَة من رباض الْجنَّة قيل مَعْنَاهُ أَن ذَلِك الْموضع بِعَيْنِه ينْقل إِلَى الْجنَّة وَقيل إِن الْعِبَادَة فِيهِ تُؤدِّي إِلَى الْجنَّة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 [1391] ومنبري على حَوْضِي الْأَصَح أَن المُرَاد منبره الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا بِعَيْنِه وَقيل إِن لَهُ هُنَاكَ منبرا وَقيل مَعْنَاهُ أَن قصد منبره والحضور عِنْده لملازمة الْأَعْمَال الصَّالِحَة يُورد صَاحبه الْحَوْض وَيَقْتَضِي شربه مِنْهُ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 [1396] صَلَاة فِي مَسْجِدي هَذَا أفضل من ألف صَلَاة فِيمَا سواهُ إِلَّا الْمَسْجِد الْحَرَام قَالَ من فضل مَكَّة على الْمَدِينَة أَي أَن الصَّلَاة فِيهِ أفضل من الصَّلَاة فِي مَسْجِدي وَقَالَ من فضل الْمَدِينَة على مَكَّة أَي فَأن الصَّلَاة فِي مَسْجِدي تفضله بِدُونِ الْألف وَقد روى أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث عبد الله بن الزبير مثل هَذَا وَزَاد عقبه صَلَاة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام أفضل من ألف صَلَاة فِي مَسْجِدي وَهَذَا يساعد القَوْل الأول قَالَ النَّوَوِيّ وَسَوَاء فِي التَّضْعِيف الْفَرْض وَالنَّفْل خلافًا للطحاوي حَيْثُ خصّه بِالْفَرْضِ قَالَ وَذَلِكَ فِيمَا يرجع إِلَى الثَّوَاب وَلَا يتَعَدَّى إِلَى الْأَجْزَاء عَن الْفَوَائِت بِلَا خلاف قَالَ وَهَذِه الْفَضِيلَة مُخْتَصَّة بِنَفس مَسْجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي كَانَ فِي زَمَانه دون مَا زيد بعده قلت فِي هَذَا نظر فقد أخرج الزبير بن بكار فِي أَخْبَار الْمَدِينَة [1397] وَمَسْجِد الْحَرَام هُوَ من إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته على تَأْوِيل الْمَكَان الْحَرَام وَالْمَكَان الْأَقْصَى وَسمي الْأَقْصَى لبعده عَن الْمَسْجِد الْحَرَام الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 [1396] إيلياء بِكَسْر الْهمزَة وَاللَّام وَالْمدّ بَيت الْمُقَدّس الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 [1398] وَأخذ كفا من حَصْبَاء فَضرب بِهِ الأَرْض قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بِهِ الْمُبَالغَة فِي الْإِيضَاح لبَيَان أَنه مَسْجِد بِالْمَدِينَةِ ثمَّ قَالَ هُوَ مَسْجِدكُمْ هَذَا لمَسْجِد الْمَدِينَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا نَص بِأَنَّهُ الْمَسْجِد الَّذِي أسس على التَّقْوَى الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن ورد لما يَقُوله بعض الْمُفَسّرين أَنه مَسْجِد قبَاء قلت يُعَارضهُ أَحَادِيث أخر مِنْهَا مَا أخرجه أَبُو دَاوُد بِسَنَد صَحِيح عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلَة الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة فِيهِ رجال يحبونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَالله يحب المتطهرين فِي أهل قبَاء لأَنهم كَانُوا يستنجون بِالْمَاءِ وَالْحق أَن الْقَوْلَيْنِ شهيران وَالْأَحَادِيث لكل مِنْهُمَا شاهدة وَلِهَذَا مَال الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير إِلَى الْجمع وترجيح التَّفْسِير بِأَنَّهُ مَسْجِد قبَاء لِكَثْرَة أَحَادِيثه الْوَارِدَة بِأَنَّهُ هُوَ وَبَيَان سَبَب النُّزُول قَالَ وَلَا يُنَافِي ذَلِك حَدِيث مُسلم لِأَنَّهُ إِذا كَانَ مَسْجِد قبَاء أسس على التَّقْوَى فمسجد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أولى بذلك الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 [1400] يَا معشر الشَّبَاب المعشر الطَّائِفَة الَّذين يشملهم وصف فالشباب معشر والشيوخ معشر وَالنِّسَاء معشر والأنبياء معشر وَكَذَا مَا أشبهه والشباب جمع شَاب وَهُوَ من بلغ وَلم يُجَاوز ثَلَاثِينَ سنة الْبَاءَة بِالْمدِّ وَالْهَاء على الْأَفْصَح الْجِمَاع فِي اللُّغَة وَهُوَ المُرَاد هُنَا أَو مُؤَن النِّكَاح تَسْمِيَة لَهُ باسم ملازمه أَو على تَقْدِير مُضَاف قَولَانِ وَجَاء بِكَسْر الْوَاو وَالْمدّ رض الخصيتين وَالْمرَاد أَن الصَّوْم يقطع الشَّهْوَة كَمَا يَفْعَله الوجاء وَعمي فِي نُسْخَة وعماي وَهُوَ غلط لِأَن الْأسود أَخُو عبد الرَّحْمَن لاعمه [1401] فَمن رغب عَن سنتي قَالَ النَّوَوِيّ أَي إعْرَاضًا عَنْهَا غير مُعْتَقد لَهَا على مَا هِيَ عَلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 [1402] التبتل هُوَ الِانْقِطَاع عَن النِّسَاء وَترك النِّكَاح انْقِطَاعًا الى عبَادَة الله وَلَو أذن لَهُ لاختصينا قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على أَنهم ظنُّوا جَوَاز الاختصاء باجتهادهم قَالَ وَلم يكن ظنهم هَذَا مُوَافقا فَإِنَّهُ فِي الْآدَمِيّ حرَام صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 [1403] تمعس بِالْعينِ الْمُهْملَة تدلك منيئة بِهَمْزَة ممدودة بِوَزْن كَبِيرَة الْجلد أول مَا يوضع فِي الدّباغ إِن الْمَرْأَة تقبل فِي صُورَة شَيْطَان مَعْنَاهُ الْإِشَارَة الى الْهوى وَالدُّعَاء الى الْفِتْنَة بهَا لما جعل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي نفوس الرِّجَال من الْميل الى النِّسَاء والالتذاذ بنظرهن فَهِيَ شَبيهَة بالشيطان فِي دُعَائِهِ الى الشَّرّ بوسوسته وتزيينه فَإِن ذَلِك يرد مَا فِي نَفسه بِالْمُثَنَّاةِ تَحت من الرَّد وَقَالَ صَاحب النِّهَايَة رُوِيَ بِالْمُوَحَّدَةِ من الْبرد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 [1404] قَرَأَ عبد الله يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا قَالَ النَّوَوِيّ إِشَارَة إِلَى أَنه كَانَ يعْتَقد إِبَاحَة الْمُتْعَة كَقَوْل بن عَبَّاس وَأَنه لم يبلغهُ نسخهَا قَالَ وَالصَّوَاب أَنَّهَا أبيحت مرَّتَيْنِ وَحرمت مرَّتَيْنِ فَكَانَت حَلَالا قبل خَيْبَر ثمَّ حرمت يَوْم خَيْبَر ثمَّ أبيحت يَوْم فتح مَكَّة وَهُوَ يَوْم أَوْطَاس لاتصالهما ثمَّ حرمت يَوْمئِذٍ بعد ثَلَاثَة أَيَّام تَحْرِيمًا مُؤَبَّدًا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 [1405] عَن عَمْرو بن دِينَار عَن الْحسن بن مُحَمَّد كَذَا فِي رِوَايَة بن ماهان وَسقط ذكر الْحسن فِي رِوَايَة الجلودي استمتعنا على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر قَالَ النَّوَوِيّ مَحْمُول على أَن الَّذِي استمتع فس عهد أبي بكر لم يبلغهُ النّسخ بالقبضة بِضَم الْقَاف وَفتحهَا حَتَّى نهى عَنهُ يَعْنِي حِين بلغه النّسخ أَوْطَاس وَاد بِالطَّائِف يصرف وَلَا يصرف الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 [1406] بن سُبْرَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَإِسْكَان الْبَاء الْمُوَحدَة بكرَة هِيَ الْفتية من الْإِبِل أَي الشَّابَّة القوية عيطاء بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَإِسْكَان الْمُثَنَّاة تَحت وبطاء مُهْملَة وَمد الطَّوِيلَة الْعُنُق فِي اعْتِدَال وَحسن قوام وَالَّتِي يتمتع أَي بهَا فَحذف لدلَالَة الْكَلَام أَو ضمن يتمتع معنى يُبَاشر الدمامة بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة قبح الصُّورَة ودقة الْخلق خلق فتح اللَّام قريب من الْبَالِي غض عَلَيْهِ نضارة الْجدّة وغضارتها العنطنطة بِعَين مُهْملَة مَفْتُوحَة ونونين أولاهما مَفْتُوحَة وبطائين مهملتين وَهِي بِمَعْنى العيطاء تنظر إِلَى عطفها بِكَسْر الْعين جَانبهَا مح بميم مَفْتُوحَة وحاء مُهْملَة مُشَدّدَة أَي بَال فآمرت بِهَمْزَة ممدودة أَي شاورت نَفسهَا وفكرت فِي ذَلِك يعرض بِرَجُل يَعْنِي بن عَبَّاس لجلف بِكَسْر الْجِيم جَاف قَالَ بن السّكيت هما بِمَعْنى فالجمع بَينهمَا توكيد والجافي هُوَ الغليظ الطَّبْع الْقَلِيل الْفَهم وَالْعلم وَالْأَدب لبعده عَن أهل ذَلِك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 [1407] الإنسية ضبط بِفَتْح الْهمزَة وَالنُّون وبكسر الْهمزَة وَسُكُون النُّون تائه هُوَ الحائر الذَّاهِب عَن الطَّرِيق الْمُسْتَقيم لَا يخْطب الرجل على خطْبَة أَخِيه وَلَا يسوم قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بِالرَّفْع وَهُوَ خبر بِمَعْنى النَّهْي وَلَا تسْأَل الْمَرْأَة قَالَ النَّوَوِيّ يجوز رَفعه وجزمه طَلَاق أُخْتهَا قَالَ النَّوَوِيّ أَي غَيرهَا سَوَاء كَانَت أُخْتهَا فِي النّسَب أَو فِي الْإِسْلَام أَو كَافِرَة لتكتفئ صحفتها المُرَاد ليصير لَهَا من نَفَقَته ومعروفه ومعاشرته وَنَحْوهَا مَا كَانَ للمطلقة فَعبر عَن ذَلِك بإكفاء مَا فِي الصحفة مجَازًا قَالَ الْكسَائي كفأت الْإِنَاء كببته وأكفأته أملته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 [1409] بنت شيبَة بن عُثْمَان هُوَ جدها وَالِد جُبَير أَلا أَرَاك أَعْرَابِيًا أَي جَاهِلا بِالسنةِ وَفِي نسخ عراقيا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 [1410] تزوج مَيْمُونَة وَهُوَ محرم مِمَّا قيل فِي تَأْوِيله أَي فِي الْحرم وَيُقَال لمن فِي الْحرم محرم وَإِن كَانَ حَلَالا وَهِي لُغَة شائعة مَعْرُوفَة وَمِنْه الْبَيْت الْمَشْهُور قتلوا بن عَفَّان الْخَلِيفَة محرما أَي فِي حرم الْمَدِينَة وَقيل ذَلِك من خَصَائِصه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 [1412] على خطْبَة أَخِيه بِكَسْر الْخَاء قَالُوا وَالتَّقْيِيد بِهِ خرج مخرج الْغَالِب فالكافر كَذَلِك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 [1417] الشّغَار بِكَسْر الشين وبالغين المعجمتين أَصله فِي اللُّغَة الرّفْع يُقَال شغرت الْمَرْأَة رفعت رجلهَا عِنْد الْجِمَاع فَكَأَنَّهُ قَالَ لَا ترفع رجل ابْنَتي حَتَّى أرفع رجل ابْنَتك وَقيل هُوَ من شغر الْبَلَد إِذا خلا لخلوه من الصَدَاق [1418] إِن أَحَق الشُّرُوط أَن يُوفى بِهِ وَهُوَ مَحْمُول على شُرُوط لَا تنَافِي مُقْتَضى النِّكَاح وَأخذ أَحْمد بِظَاهِرِهِ مُطلقًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 [1419] الأيم الثّيّب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 [1421] صماتها بِضَم الصَّاد السُّكُوت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 [1422] فوفى شعري أَي كمل جميمة بِضَم الْجِيم تَصْغِير جمة وَهِي الشّعْر النَّازِل إِلَى الْأُذُنَيْنِ وَنَحْوهمَا أَي صَار إِلَى هَذَا الْحَد بعد أَن كَانَ ذهب بِالْمرضِ أم رُومَان بِضَم الرَّاء وَحكي فتحهَا أم عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا أرجوحة بِضَم الْهمزَة خَشَبَة يلْعَب عَلَيْهَا الصغار وَيكون وَسطهَا على مَكَان مُرْتَفع ويجلسون على طرفيها ويحركونها فيرتفع جَانب وَينزل جَانب هه هه بِفَتْح الْهَاء الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة كلمة يَقُولهَا المبهور حَتَّى يتراجع إِلَى حَال سكونه نسْوَة بِكَسْر النُّون وَضمّهَا وعَلى خير طَائِر أَي أفضل حَظّ وبركة فَلم يرعني أَي لم يفجأني ولعبها مَعهَا المُرَاد هَذِه اللّعب الْمُسَمَّاة بالبنات الَّتِي يلْعَب بهَا الْجَوَارِي الصغار وَهِي جَائِزَة مَخْصُوصَة من أَحَادِيث النَّهْي عَن اتِّخَاذ الصُّور لما فِيهِ من الْمصلحَة وَهِي تدريبهن لتربية الْأَوْلَاد وَإِصْلَاح شأنهن وبيوتهن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 [1423] تزَوجنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَوَّال قَالَ النَّوَوِيّ قصدت عَائِشَة بذلك رد مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ من كَرَاهَة التَّزَوُّج وَالدُّخُول فِي شَوَّال لما فِي لَفظه من الإشالة وَالرَّفْع قلت وروى بن سعد فِي طبقاته عَن أبي عَاصِم النَّبِيل قَالَ إِنَّمَا كره النَّاس أَن يدخلُوا النِّسَاء فِي شَوَّال لطاعون وَقع فِي شَوَّال فِي الزَّمن الأول الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 [1424] فَإِن فِي أعين الْأَنْصَار شَيْئا قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا الرِّوَايَة بِالْهَمْز وَهُوَ وَاحِد الْأَشْيَاء قيل المُرَاد صغر وَقيل زرقة تنحتون بِكَسْر الْحَاء أَي تقشرون وتقطعون من عرض هَذَا الْجَبَل بِضَم الْعين وَسُكُون الرَّاء أَي جَانِبه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 [1425] وَصَوَّبَهُ بتَشْديد الْوَاو أَي خفض ملكتكها فِي نُسْخَة ملكتها وَفِي أُخْرَى ملكتها بِضَم الْمِيم وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة مَبْنِيا للْمَفْعُول [1426] أُوقِيَّة بِضَم الْهمزَة وَتَشْديد الْيَاء ونشا بنُون مَفْتُوحَة ثمَّ شين مُعْجمَة فَتلك خَمْسمِائَة دِرْهَم فَهَذَا صدَاق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأزواجه قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل فصداق أم حَبِيبَة كَانَ أَرْبَعمِائَة دِينَار فَالْجَوَاب أَن هَذَا الْقدر تبرع بِهِ النَّجَاشِيّ من مَاله إِكْرَاما للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَدَّاهُ وَعقد بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 [1427] أثر صفرَة قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح فِي مَعْنَاهُ أَنه تعلق بِهِ أثر من الزَّعْفَرَان أَو غَيره من طيب الْعَرُوس وَلم يَقْصِدهُ وَلَا تعمد التزعفر فقد ثَبت النَّهْي عَن التزعفر للرِّجَال وَقيل إِنَّه يرخص فِي ذَلِك للشاب أَيَّام عرسه على وزن نواة هِيَ اسْم لمقدار كَانَ مَعْرُوفا عِنْدهم فسرت بِخَمْسَة دَرَاهِم وَقيل ثَلَاثَة دَرَاهِم وَثلث وَقيل نواة التَّمْر أَي وَزنهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 [1365] خربَتْ خَيْبَر قيل هُوَ دُعَاء أَي أسأَل الله خرابها وَقيل إِخْبَار بِفَتْحِهَا على الْمُسلمين وخرابها على الْكفَّار وَالْخَمِيس بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وبرفع السِّين الْمُهْملَة الْجَيْش سمي خميسا لِأَنَّهُ خَمْسَة أَقسَام مُقَدّمَة وساقة وميمنة وميسرة وقلب عنْوَة بِفَتْح الْعين قهرا دحْيَة بِفَتْح الدَّال وَكسرهَا صَفِيَّة قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح أَن هَذَا كَانَ اسْمهَا قبل السَّبي وَقيل كَانَ اسْمهَا زَيْنَب فسميت بِهَذَا بعد السَّبي والاصطفاء صَفِيَّة بنت حييّ بِضَم الْحَاء وَكسرهَا خُذ جَارِيَة من السَّبي غَيرهَا قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْمَازرِيّ يحْتَمل أَن يكون رد صَفِيَّة برضى من دحْيَة وَيحْتَمل أَنه أذن لَهُ فِي جَارِيَة من حَشْو السَّبي لَا أفضلهن فَلَمَّا خَالف استرجعها لِأَنَّهُ لم يَأْذَن فِيهَا وَلما فِي بَقَائِهَا عِنْده من تميزه على سَائِر الْجَيْش مَا أصدقهَا قَالَ نَفسهَا قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح فِي مَعْنَاهُ أَنه أعْتقهَا تَبَرعا بِلَا عوض وَلَا شَرط ثمَّ تزَوجهَا بِرِضَاهَا بِلَا صدَاق وَكَانَ هَذَا من خَصَائِصه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل شَرط عَلَيْهَا عِنْد عتقهَا أَن يَتَزَوَّجهَا فلزمها الْوَفَاء وَقيل أعْتقهَا وَتَزَوجهَا على قيمتهَا وَهِي مَجْهُولَة والأمران أَيْضا من الخصائص وَقَالَ أَحْمد بِظَاهِر الحَدِيث فِي كل أحد وَبسط نطعا بِفَتْح النُّون وَكسرهَا مَعَ فتح الطَّاء وسكونها لُغَات أفصحهن كسر النُّون مَعَ فتح الطَّاء فحاسوا حَيْسًا هُوَ الأقط وَالتَّمْر وَالسمن يخلط ويعجن بزغت الشَّمْس بِفَتْح الْبَاء وَالزَّاي ابْتِدَاء طُلُوعهَا بفؤوسهم بِضَم الْفَاء والهمزة الممدودة على وزن فعول جمع فأس بِالْهَمْز وَمَكَاتِلهمْ جمع مكتل وَهِي القفة ومرورهم جمع مر بِفَتْح الْمِيم وَهِي المسحاة وَقيل هُوَ بِالْفَتْح وَالْكَسْر الْحَبل الَّذِي يصعد بِهِ إِلَى النّخل لِأَنَّهُ يمر حِين يفتل وَوَقعت فِي سهم دحْيَة أَي حصلت لَهُ بِلَا إِذن فاشتراها أَي أعطَاهُ بدلهَا تطييبا لِقَلْبِهِ لَا أَنه أجْرى عقد البيع فحصت الأَرْض بِضَم الْفَاء وَكسر الْحَاء الْمُهْملَة المخففة أَي كشف التُّرَاب من أَعْلَاهَا حفرت شَيْئا يَسِيرا لتجعل الأنطاع فِي المحفور وَيصب فِيهَا السّمن فَيثبت وَلَا يخرج من جوانبها أفاحيص جمع أفحوص فَعَثَرَتْ بِفَتْح الثَّاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 [1428] أُسْكُفَّة الْبَاب بِضَم الْهمزَة المقطوعة وَسُكُون السِّين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 [1365] سوادا أَي شخصا هششنا إِلَيْهَا بشينين الأولى مَكْسُورَة مُخَفّفَة وروى هشنا بِفَتْح الْهَاء وَتَشْديد الشين ثمَّ نون على الْإِدْغَام لالتقاء المثلين على لُغَة بكر بن وَائِل ومعناهما نشطنا وانبعثت نفوسنا إِلَيْهِ وَرُوِيَ هشنا بِكَسْر الْهَاء وَسُكُون الشين من هاش يهيش بِمَعْنى هش جواري نِسَائِهِ أَي صغيرات الْأَسْنَان يشمتن بِفَتْح الْيَاء وَالْمِيم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 [1428] فاذكرها عَليّ أَي اخطبها لي من نَفسهَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكرهَا بِفَتْح الْهمزَة من أَن أَي من أجل ذَلِك وَنَكَصت أَي رجعت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أطعمنَا الْخبز بِفَتْح الْهمزَة من أَن امْتَدَّ النَّهَار أَي ارْتَفع حَتَّى تَرَكُوهُ يَعْنِي لشبعهم زهاء بِضَم الزَّاي وَفتح الْهَاء وَالْمدّ أَي نَحْو هَات بِكَسْر التَّاء وَزَوجته كَذَا فِي الْأُصُول وَهِي لُغَة قَليلَة قد ثقلوا بِضَم الْقَاف المخففة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 [1429] الْعرس بِسُكُون الرَّاء وَبِضَمِّهَا وَهِي مُؤَنّثَة الدعْوَة بِفَتْح الدَّال وغلطوا قطرب فِي ضمهَا كرَاع أَي كرَاع الشَّاة وغلطوا من حمله على كرَاع الغميم وَهُوَ مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 [1431] فَإِن كَانَ صَائِما فَليصل أَي ليَدع لأهل الطَّعَام بِالْبركَةِ وَالْمَغْفِرَة وَنَحْو ذَلِك وَقيل المُرَاد الصَّلَاة الشَّرْعِيَّة بِالرُّكُوعِ وَالسُّجُود ليحصل لَهُ فَضلهَا ويتبرك أهل الْمَكَان والحاضرون [1432] شَرّ الطَّعَام طَعَام الْوَلِيمَة الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ الْإِخْبَار بِمَا يَقع من النَّاس بعده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مُرَاعَاة الْأَغْنِيَاء فِي الولائم وَنَحْوهَا وتخصيصهم بالدعوة وإيثارهم بِطيب الطَّعَام وَرفع مجَالِسهمْ وتقديمهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 [1433] عبد الرَّحْمَن بن الزبير بِفَتْح الزَّاي وَكسر الْبَاء بِلَا خلاف هدبة الثَّوْب بِضَم الْهَاء وَسُكُون الدَّال طرفه الَّذِي لم ينسج شبهت بهدب الْعين وَهُوَ شعر جفنها عُسَيْلَته بِضَم الْعين وَفتح السِّين تَصْغِير عسله وَهُوَ كِنَايَة عَن الْجِمَاع شبه لذته بلذة الْعَسَل وحلاوته وأنث لِأَن فِي الْعَسَل لغتين التَّذْكِير والتأنيث وَقيل على إِرَادَة النُّطْفَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 [1434] لم يضرّهُ شَيْطَان قَالَ القَاضِي قيل المُرَاد لَا يصرعه وَقيل لَا يطعن فِيهِ عِنْد وِلَادَته بِخِلَاف غَيره قَالَ وَلم يحملهُ أحد على الْعُمُوم فِي جَمِيع الضَّرَر والوسوسة والإغواء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 [1435] يهود غير منصرف على إِرَادَة الْقَبِيلَة مجبية بميم مَضْمُومَة ثمَّ جِيم مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مثناة من تَحت أَي مكبوبة على وَجههَا فِي صمام وَاحِد بِكَسْر الصَّاد أَي ثقب وَاحِد وَالْمرَاد الْقبل [1436] فَبَاتَ غَضْبَان فِي نُسْخَة غضبانا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 [1437] من أشر النَّاس كَذَا الرِّوَايَة بِالْألف وَهِي لُغَة قَليلَة ثمَّ ينشر سرها قَالَ النَّوَوِيّ أَي مَا جرى من الْمَرْأَة فِي الْجِمَاع من قَول أَو فعل أَو نَحوه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 [1438] الْعَزْل هُوَ أَن يُجَامع فَإِذا فارب الْإِنْزَال نزع وَأنزل خَارج الْفرج كرائم الْعَرَب أَي النفيسات مِنْهُنَّ لَا عَلَيْكُم أَن لَا تَفعلُوا أَي مَا عَلَيْكُم ضَرَر فِي ترك الْعَزْل [1439] وسانيتنا أَي الَّتِي تَسْقِي لنا شبهها بالبعير فِي ذَلِك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 [1441] يزِيد بن خمير بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة مجح بميم مَضْمُومَة ثمَّ جِيم مَكْسُورَة ثمَّ حاء مُهْملَة وَهِي الْحَامِل الَّتِي قربت وِلَادَتهَا فسطاط مثلث الْفَاء نَحْو بَيت الشّعْر يلم بهَا أَي يَطَأهَا وَهِي حَامِل مسبية لَا يحل وَطئهَا حَتَّى تضع كَيفَ يورثه إِلَى آخِره مَعْنَاهُ أَنه قد تتأخر وِلَادَتهَا أشهرا بِحَيْثُ يحْتَمل كَون الْوَلَد من الثَّانِي أَو مِمَّن قبله فعلى تَقْدِير كَونه من الثَّانِي يكون والدا لَهُ ويتوارثان وعَلى تَقْدِير كَونه مِمَّن قبله لَا يتوارث هُوَ وَالثَّانِي لعدم الْقَرَابَة بل لَهُ استخدامه لِأَنَّهُ مَمْلُوكه فتقدير الحَدِيث أَنه قد يستلحقه وبجعله ابْنا لَهُ ويورثه مَعَ أَنه لَا يحل لَهُ توريثه لكَونه لَيْسَ مِنْهُ وَقد يستخدمه اسْتِخْدَام العبيد بتملكه مَعَ أَنه لَا يحل لَهُ لكَونه مِنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 [1442] جدامة بِضَم الْجِيم ودال مُهْملَة وَقيل مُعْجمَة أُخْت عكاشة أَي بن مُحصن الْأَسدي لأمه الغيلة بِكَسْر الْغَيْن أَي يُجَامع امْرَأَته وَهِي ترْضع يغيلون بِضَم أَوله من أغال الوأد دفن الْبِنْت حَيَّة [1443] أشْفق بِضَم الْهمزَة وَكسر الْفَاء أَي أَخَاف مَا ضار بتَخْفِيف الرَّاء أَي مَا ضرّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 [1444] أرَاهُ فلَانا بِضَم الْهمزَة أَي أَظُنهُ لَو كَانَ فلَان حَيا هُوَ أَخُو أبي بكر من الرضَاعَة وَهُوَ غير أبي القعيس فَإِن ذَلِك أَخُو أَبِيهَا الَّذِي أرضعت بلبنه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 [1446] تنوق فِي قُرَيْش كَذَا لأكْثر الروَاة بِفَتْح النُّون وَالْوَاو الْمُشَدّدَة وَهُوَ مضارع حذف مِنْهُ إِحْدَى التائين أَي تخْتَار وتبالغ فِي الِاخْتِيَار ولبعضهم بمثناة مَضْمُومَة أَي تميل من تاق توقا إِذا اشتاق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 [1447] أُرِيد على ابْنة حَمْزَة بِضَم أَوله وَكسر الرَّاء أَي قيل يَتَزَوَّجهَا الْقطعِي بِضَم الْقَاف وَفتح الطَّاء مَنْسُوب إِلَى قطيعة قَبيلَة مَعْرُوفَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 [1449] لست لَك بمخلية بِضَم الْمِيم وَإِسْكَان الْخَاء الْمُعْجَمَة أَي لست أخلي لَك بِغَيْر ضرَّة شركني بِفَتْح الشين وَكسر الرَّاء درة بِضَم الدَّال وَتَشْديد الرَّاء قَالَ النَّوَوِيّ وَمن قَالَ بِفَتْح الدَّال فتصحيف لَا شكّ فِيهِ قَالَ بنت أبي سَلمَة هَذَا سُؤال استثبات وَنفي احْتِمَال إِرَادَة غَيرهَا ثويبة بِضَم الْمُثَلَّثَة وَفتح الْوَاو وياء التصغير وباء مُوَحدَة وهاء مولاة لأبي لَهب عزة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة [1451] الحدثى بِضَم الْحَاء وَسُكُون الدَّال أَي الجديدة الإملاجة بِكَسْر الْهمزَة وبالجيم المخففة المصة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 [1452] وَهن فِيمَا يقْرَأ بِضَم الْيَاء من يقْرَأ أَي يقْرؤهَا بعض النَّاس لكَوْنهم لم يبل النّسخ الْوَاقِع فِي العرضة الْأَخِيرَة لقرب عَهدهم فَلَمَّا بَلغهُمْ رجعُوا وَأَجْمعُوا على أَنه لَا يُتْلَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 [1453] أَن ترْضع سالما يحْتَمل أَنَّهَا حلبته ثمَّ شربه من غير مس وَلَا التقاء الْبشرَة وَيحْتَمل أَنه عُفيَ عَن مَسّه للْحَاجة كَمَا رخص فِي رضاعه مَعَ الْكبر لَا أحدث بِهِ وهبته بواو الْعَطف من الهيبة وَفِي رِوَايَة رهبته بالراء من الرهبة وَالْهَاء مَكْسُورَة فيهمَا وَفِي أُخْرَى رهبة على الْمصدر مَنْصُوب مَفْعُولا لَهُ الأيفع بمثناة تَحت وَفَاء الَّذِي قَارب الْبلُوغ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 [1456] تحرجوا أَي خَافُوا الْحَرج وَهُوَ الْإِثْم من غشيانهن أَي وطئهن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 [1457] وللعاهر أَي الزَّانِي الْحجر أَي الخيبة وَلَا حق لَهُ فِي الْوَلَد وَعَادَة الْعَرَب أَن تَقول لَهُ الْحجر وبفيه الأثلب وَهُوَ التُّرَاب وَنَحْو ذَلِك يُرِيدُونَ لَيْسَ لَهُ إِلَّا الخيبة وَقيل المُرَاد أَنه يرْجم بِالْحِجَارَةِ وَهُوَ ضَعِيف لِأَنَّهُ لَيْسَ كل زَان يرْجم واحتجبي مِنْهُ يَا سَوْدَة أمرهَا بِهِ ندبا واحتياطا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 [1459] تبرق بِفَتْح التَّاء وَضم الرَّاء أَي تضيء وتستنير من السرُور والفرح أسارير وَجهه هِيَ الخطوط الَّتِي فِي الْجَبْهَة وَاحِدهَا سر وسرر وَجمعه أسرار وَجمع الْجمع أسارير ومجززا بميم مَضْمُومَة ثمَّ جِيم مَفْتُوحَة ثمَّ زَاي مُشَدّدَة مَكْسُورَة ثمَّ زَاي أُخْرَى وَحكي فتح الزَّاي الأولى عَن بن جريج أَنه قَالَ مُحرز بِسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَرَاء وَهُوَ من بني مُدْلِج بِضَم الْمِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وَكسر اللَّام قَالَ الْعلمَاء وَكَانَت القيافة فيهم وَفِي بني أَسد تعترف لَهُم الْعَرَب بذلك آنِفا أَي قَرِيبا بِمد الْهمزَة وقصرها إِلَى زيد بن حَارِثَة وَأُسَامَة بن زيد قَالَ الْمَازرِيّ وَغَيره كَانَت الْعَرَب تقدح فِي نسب أُسَامَة لكَونه شَدِيد السوَاد وَكَانَ زيد أَبيض أَزْهَر اللَّوْن فَلَمَّا قضى هَذَا الْقَائِف بإلحاق نسبه مَعَ اخْتِلَاف اللَّوْن وَكَانَت الْعَرَب تعتمد قَول الْقَائِف فَرح صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لكَونه زاجرا لَهُم عَن الطعْن فِي نسبه وَأم أُسَامَة هِيَ أم أَيمن وَكَانَت حبشية سَوْدَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 [1460] لَيْسَ بك على أهلك هوان أَي لَا يلحقك هوان وَلَا يضيع من حَقك شَيْئا وَقيل المُرَاد بأهلك هُنَا نَفسه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي لَا أفعل فعلا بِهِ هوانك عَليّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 [1462] كَانَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تسع نسْوَة هن عَائِشَة وَحَفْصَة وَسَوْدَة وَأم سَلمَة وَأم حَبِيبَة ومَيْمُونَة وَجُوَيْرِية وَصفِيَّة وَزَيْنَب رَضِي الله عَنْهُن أَجْمَعِينَ حَتَّى استخبتا كَذَا للْأَكْثَر بخاء مُعْجمَة ثمَّ مُوَحدَة ثمَّ مثناة فَوق مفتوحات من السخب وَهُوَ اخْتِلَاط الْأَصْوَات وارتفاعها ولبعضهم استخبثتا وَبِزِيَادَة مُثَلّثَة بَين الْمُوَحدَة والمثناة من الاستخباث أَي قَالَتَا الْكَلَام الرَّدِيء وَفِي رِوَايَة استحيتا من الاستحياء وَفِي أُخْرَى استحثتا أَي أَن كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ حثت فِي وَجه الْأُخْرَى التُّرَاب [1463] أَن اكون فِي مسلاخها بِكَسْر الْمِيم وَالْخَاء الْمُعْجَمَة أَي جلدهَا أَي أكون أَنا هِيَ زَمعَة بِفَتْح الْمِيم وسكونها من امْرَأَة فِيهَا حِدة قَالَ القَاضِي من هُنَا للْبَيَان واستفتاح الْكَلَام وَلم ترد عَائِشَة عيب سَوْدَة بذلك بل وصفتها بِقُوَّة النَّفس وجودة القريحة وَهِي الحدة بِكَسْر الْحَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 [1464] أرى بِفَتْح الْهمزَة إِلَّا يُسَارع فِي هَوَاك قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ يُخَفف عَنْك ويوسع عَلَيْك فِي الْأُمُور وَلِهَذَا خيرك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 [1465] بسرف بِفَتْح السِّين وَكسر الرَّاء وَفَاء مَكَان قرب مَكَّة قَالَ عَطاء الَّتِي لَا يقسم لَهَا صَفِيَّة قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء هَذَا وهم من بن جريج الرَّاوِي عَن عَطاء وَإِنَّمَا الصَّوَاب سَوْدَة كَانَت آخِرهنَّ موتا بِالْمَدِينَةِ قَالَ القَاضِي إِن أَرَادَ مَيْمُونَة فَصَحِيح فِي الأول فَإِنَّهَا مَاتَت سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَقيل سنة سِتّ وَسِتِّينَ دون قَوْله مَاتَت بِالْمَدِينَةِ فَإِنَّهَا مَاتَت بسرف وَإِن أَرَادَ صَفِيَّة فَصَحِيح فِي الثَّانِي فَإِنَّهَا مَاتَت بِالْمَدِينَةِ لَا فِي الأول فَإِنَّهَا مَاتَت سنة خمسين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 [1466] تنْكح الْمَرْأَة لأَرْبَع قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح فِي مَعْنَاهُ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخبر بِمَا يَفْعَله النَّاس فِي الْعَادة فَإِنَّهُم يقصدون هَذِه الْخِصَال الْأَرْبَع وَآخِرهَا عِنْدهم ذَات الدّين فاظفر أَنْت أَيهَا المسترشد بِذَات الدّين لَا أَنه أَمر بذلك ولحسبها قَالَ شمر الْحسب الْفِعْل الْجَمِيل للرجل وآبائه ولعابها قَالَ القَاضِي الرِّوَايَة فِي مُسلم بِكَسْر اللَّام لَا غير مصدر لاعب ملاعبة ولعابا وتمشطهن بِفَتْح التَّاء وَضم الشين فَلَمَّا أَقبلنَا فِي رِوَايَة بن ماهان أقفلنا بِالْفَاءِ قطوف بِفَتْح الْقَاف أَي بطيء الْمَشْي بعنزة بِفَتْح النُّون عَصا نَحْو نصف الرمْح أَسْفَل زج المغيبة بِضَم الْمِيم وَكسر الْغَيْن وَسُكُون الْبَاء الَّتِي غَابَ زَوجهَا فالكيس الْكيس أَي جَامع جماعا كيسا قَالَ بَعضهم هَذَا أصل عَظِيم فِي تَحْسِين الْهدى فِي الْجِمَاع وَقيل المُرَاد حثه على الْجِمَاع لابتغاء الْوَلَد أخريات بِضَم الْهمزَة وَفتح الْخَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 [1468] خلقت من ضلع بِكَسْر الضَّاد وَفتح اللَّام لِأَن حَوَّاء خلقت من ضلع آدم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَبهَا عوج ضبط بِالْفَتْح وبالكسر وَهُوَ أرجح قَالَ أهل اللُّغَة العوج بِالْفَتْح فِي الْأَجْسَام المرئية وبالكسر فِي الْمعَانِي غير المرئية كالرأي وَالْكَلَام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 [1469] لَا يفرك بِفَتْح الْيَاء أَي لَا يبغض والفرك بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء البغض بَين الزَّوْجَيْنِ خَاصَّة قَالَ القَاضِي هَذَا خبر لَا نهي أَي لَا يَقع مِنْهُ بغض تَامّ وَلِهَذَا إِن كره مِنْهَا خلقا رَضِي مِنْهَا غَيره وَقَالَ النَّوَوِيّ هَذَا ضَعِيف أَو غلط بل الصَّوَاب أَنه نهي أَي يَنْبَغِي أَن لَا يبغضها لِأَنَّهُ إِن وجد فِيهَا خلقا يكره وجد فِيهَا خلقا مرضيا بِأَن تكون شرسة الْخلق لَكِنَّهَا دينة أَو غير جميلَة عفيفة أَو نَحْو ذَلِك وَقَالَ يتَعَيَّن هَذَا لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا أَن الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَات لَا يفرك بِسُكُون الْكَاف لَا برفعها الثَّانِي انه وَقع خِلَافه فبعض النَّاس يبغض زَوجته بغضا شَدِيدا وَلَو كَانَ خَبرا لم يَقع خِلَافه وَهَذَا وَقع قَالَ وَمَا أَدْرِي مَا حمل القَاضِي على هَذَا التَّفْسِير قلت حمله عَلَيْهِ أَن الْحبّ والبغض من الْأُمُور القلبية الضرورية الَّتِي لَيست باختيارية وَمَا كَانَ كَذَلِك لَا يَقع تَحت الْأَمر وَالنَّهْي وَلَا يتَوَجَّه إِلَيْهِ خطاب وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّهُمَّ هَذَا قسمي فِيمَا أملك فَلَا تلمني فِيمَا لَا أملك يَعْنِي الْحبّ وَالصَّوَاب مَا قَالَه القَاضِي أَنه خبر لَا نهي وَقَول الشَّيْخ محيي الدّين إِن الرِّوَايَات بِالسُّكُونِ اعْتِمَادًا على ضبط النّسخ وَفِيه مَا فِيهِ وَلَو صَحَّ فَلهُ وَجه فَإِن الْمُضَارع قد يسكن حَالَة الرّفْع فِي لُغَة على حد قَول الشَّاعِر فاليوم أشْرب غير مستخف وَعَلِيهِ خرج قِرَاءَة وَمَا يشعركم بِسُكُون الرَّاء وَقَوله إِنَّه وَقع وَشَرحه بِمَا ذكره جَوَابه أَنه لَيْسَ ذَلِك هُوَ المُرَاد وَإِنَّمَا المُرَاد الْإِخْبَار بِأَن المؤمنة لَا يتَصَوَّر فِيهَا اجْتِمَاع كل القبائح بِحَيْثُ إِن الزَّوْج يبغضها البغض الْكُلِّي وبحيث أَنه لَا يحمد فِيهَا شَيْئا أصلا هَذَا هُوَ معنى الفرك وَوُقُوع هَذَا مُسْتَحِيل فَإِنَّهُ إِن كره قبح وَجههَا مثلا قد يحمد سمن بدنهَا وعبالة أعضائها وَثقل أردافها وأوراكها أَو كره رقتها قد يحمد حلاوة منظرها أَو كره الْأَمريْنِ قد يحمد جِمَاعهَا أَو كره الْكل قد يحمد دينهَا أَو قناعتها أَو حفظهَا لمَاله وحرمته أَو شفقتها عَلَيْهِ أَو خدمتها لَهُ فَلَا تَخْلُو المؤمنة من خلة حَسَنَة يحمدها الزَّوْج [1470] لَوْلَا حَوَّاء بِالْمدِّ لم تخن أُنْثَى زَوجهَا الدَّهْر أَي أبدا لِأَنَّهَا ألجأت آدم إِلَى الْأكل من الشَّجَرَة مطاوعة لعَدوه إِبْلِيس وَذَلِكَ خِيَانَة لَهُ فَنزع الْعرق فِي بناتها لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل لم يخْبث الطَّعَام وَلم يخنز اللَّحْم بِفَتْح الْيَاء وَالنُّون وبكسر النُّون أَي لم يتَغَيَّر وَلم ينتن لِأَن بني إِسْرَائِيل لما أنزل الله عَلَيْهِم الْمَنّ والسلوى نهوا عَن ادخارها فادخروا ففسد وأنتن وَاسْتمرّ من ذَلِك الْوَقْت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 [1467] الدُّنْيَا مَتَاع أَي شَيْئا يتمتع بِهِ حينا مَا وَخير متاعها الْمَرْأَة الصَّالِحَة قَالَ الْقُرْطُبِيّ فسرت فِي الحَدِيث بقوله الَّتِي إِذا نظر إِلَيْهَا سرته وَإِذا أمرهَا أَطَاعَته وَإِذا غَابَ عَنْهَا حفظته فِي نَفسهَا وَمَاله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 [1471] إِمَّا أَنْت قَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ بِكَسْر الْهمزَة أَصله إِن كنت كَقَوْلِه أَبَا خَرشَة إِمَّا أَنْت ذَا نفرة أَبَا غلاب بِفَتْح الْغَيْن وَتَشْديد اللَّام وباء مُوَحدَة وَرُوِيَ بتَخْفِيف اللَّام وَكَانَ ذَا ثَبت بِفَتْح الثَّاء وبالباء الْمُوَحدَة أَي متثبتا فَمه قَالَ القَاضِي هِيَ مَا الاستفهامية بدلت ألفها هَاء أَي فَمَا يكون إِذا لم إِن لم يحْتَسب بهَا وَمَعْنَاهُ لَا يكون إِلَّا الاحتساب بهَا أَو إِن عجز اسْتِفْهَام إِنْكَار أَي أَو يرْتَفع الطَّلَاق إِن عجز واستحمق قَالَ الْقُرْطُبِيّ بِفَتْح التَّاء مَبْنِيا للْفَاعِل لِأَنَّهُ غير مُتَعَدٍّ فَلَا يجوز أَن يرد إِلَى مَا لم يسم فَاعله وَمَعْنَاهُ حمق فَظهر عَلَيْهِ ذَلِك فِي قبل عدتهَا بِضَم الْقَاف أَي فِي وَقت تسْتَقْبل فِيهِ الْعدة قَالَ أَي بن طَاوس لم أسمعهُ أَي طاوسا يزِيد على ذَلِك أَي هَذَا الْقدر من الحَدِيث لِأَبِيهِ قَائِل هَذِه اللَّفْظَة بن جريج أَرَادَ بِهِ تَفْسِير الضَّمِير فِي لم أسمعهُ أَي يَعْنِي أَبَاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 [1472] كَانَ الطَّلَاق على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر وسنتين من خلَافَة عمر طَلَاق الثَّلَاث وَاحِدَة الخ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث مَعْدُود من الْأَحَادِيث المشكلة وَالأَصَح فِي تَأْوِيله أَن مَعْنَاهُ أَنه كَانَ فِي أول الْأَمر إِذا قَالَ لَهَا أَنْت طَالِق أَنْت طَالِق أَنْت طَالِق وَلم ينْو تَأْكِيدًا وَلَا استئنافا يحكم بِوُقُوع طَلْقَة لقلَّة إرادتهم الِاسْتِئْنَاف بذلك فَحمل على الْغَالِب الَّذِي هُوَ إِرَادَة التَّأْكِيد فَلَمَّا كثر فِي زمن عمر وَكثر اسْتِعْمَال النَّاس لهَذَا الصِّيغَة وَغلب إِرَادَة الِاسْتِئْنَاف بهَا حملت عِنْد الْإِطْلَاق على الثَّلَاث عملا بالغالب السَّابِق إِلَى الْفَهم مِنْهَا فِي ذَلِك الْعَصْر وَذكر الْقُرْطُبِيّ أَنه ألف فِي هَذَا الحَدِيث جُزْءا أشْبع فِيهِ القَوْل أَنَاة بِفَتْح الْهمزَة أَي مُهْملَة وَبَقِيَّة استمتاع لانتظار الرّجْعَة من هناتك أَي أخبارك وأمورك المستغربة تتَابع رُوِيَ بِالْمُثَنَّاةِ من تَحت وبالموحدة بَين الْألف وَالْعين وهما بِمَعْنى أَي أَكْثرُوا مِنْهُ وأسرعوا إِلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 [1474] فتواطيت كَذَا فِي الْأُصُول بِالْيَاءِ وَأَصله الْهَمْز أَي اتّفقت مَعهَا مَغَافِير بِفَتْح الْمِيم وغين مُعْجمَة وَألف وَفَاء وياء جمع مغْفُور وَهُوَ صمغ حُلْو لَهُ رَائِحَة كريهة ينضحه شجر يُقَال لَهُ العرفط بِضَم الْعين وَالْفَاء يكون بالحجاز وَقيل إِن العرفط نَبَات لَهُ ورقة عريضة يفرش على الأَرْض لَهُ شَوْكَة حجناء وَثَمَرَة بَيْضَاء كالقطن مثل زر الْقَمِيص خَبِيث الرَّائِحَة شربت عسلا عِنْد زَيْنَب فِي الرِّوَايَة بعده حَفْصَة قَالَ الْحفاظ وَهُوَ أصح بل شربت عسلا قَالَ القَاضِي كَذَا فِي رِوَايَة مُسلم وَفِيه اخْتِصَار وَتَمَامه وَلنْ أَعُود إِلَيْهِ وَقد حَلَفت وَلَا تُخْبِرِي بذلك أحدا كَمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ يحب الْحَلْوَاء بِالْمدِّ وَالْمرَاد بهَا هُنَا كل شَيْء حُلْو وَذكر الْعَسَل بعْدهَا تَنْبِيها على شرفه ومزيته وَهُوَ من بَاب ذكر الْخَاص بعد الْعَام جرست بِالْجِيم وَالرَّاء وَالسِّين الْمُهْملَة أَي رعت حرمناه بتَخْفِيف الرَّاء منعناه مِنْهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 [1478] واجما بِالْجِيم هُوَ الَّذِي اشْتَدَّ حزنه حَتَّى أمسك عَن الْكَلَام فَوَجَأْت بِالْجِيم والهمز أَي طعنت يجَأ مضارعه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 [1479] أبي زميل بِضَم الزَّاي وَفتح الْمِيم ينكتون بالحصا بتاء مثناة بعد الْكَاف أَي يضْربُونَ بِهِ الأَرْض كَفعل المهموم المفكر عَلَيْك بعيبتك بِالْعينِ الْمُهْملَة ثمَّ يَاء مثناة تَحت ثمَّ بَاء مُوَحدَة أَي عَلَيْك بوعظ ابْنَتك حَفْصَة والعيبة فِي كَلَامهم وعَاء يَجْعَل الْإِنْسَان فِيهِ أفضل ثِيَابه ونفيس مَتَاعه فشبهت ابْنَته بهَا الْمشْربَة بِضَم الرَّاء وَفتحهَا يَا رَبَاح بِفَتْح الرَّاء وَالْبَاء الْمُوَحدَة أفِيق بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْفَاء الْجلد الَّذِي لم يتم دباغه تحسر أَي زَالَ وانكشف كشر بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة المخففة أَي أبدى أَسْنَانه تبسما قَالَ بن السّكيت كشر وبسم وابتسم كُله بِمَعْنى وَاحِد أتشبث بمثلثة آخِره أَي أستمسك فِي أَمر أأتمره أَي أشاور فِيهِ نَفسِي حَتَّى أَدخل بِالرَّفْع رغم أنف حَفْصَة بِكَسْر الْغَيْن وَفتحهَا أَي لصق بالرغام أَي التُّرَاب هَذَا أَصله ثمَّ اسْتعْمل فِي كل من عجز عَن الانتصاف وَفِي الذل والانقياد كرها يرتقي إِلَيْهَا بعجلها فِي نُسْخَة بعجلتها وَفِي أُخْرَى بعجلة قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ أَجود وَقَالَ بن قُتَيْبَة وَغَيره هِيَ دَرَجَة من النّخل مضبورا رُوِيَ بالضاد الْمُعْجَمَة وبالمهملة أَي مجموعا أهبا بِفَتْح الْهمزَة وَالْهَاء وَبِضَمِّهَا لُغَتَانِ جمع إهَاب وَهُوَ الْجلد قبل الدّباغ أَن تكون لَهما الدُّنْيَا فِي نُسْخَة وَلَهُم وَلَك الْآخِرَة وَفِي رِوَايَة وَلنَا آلى بِمد الْهمزَة وَفتح اللَّام أَي حلف لَا يدْخل عَلَيْهِنَّ سمع عبيد بن حنين وَهُوَ مولىالعباس هَذِه الْجُمْلَة من قَول سُفْيَان قَالَ البُخَارِيّ لَا يَصح وَالَّذِي قَالَه مَالك إِنَّه مولى آل زيد بن الْخطاب قَالَ القَاضِي وَهُوَ الصَّحِيح عِنْد الْحفاظ وَغَيرهم [1475] أَن كَانَت جارتك بِفَتْح الْهمزَة والجارة الضرة أوسم أَي أحسن وأجمل والوسامة الْجمال تنعل بِضَم التَّاء رمل حَصِير بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْمِيم يُقَال رملت الْحَصِير إِذا نسجته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 [1480] أَن أَبَا عَمْرو بن حَفْص قَالَ الْأَكْثَرُونَ اسْمه عبد الحميد وَقَالَ النَّسَائِيّ اسْمه أَحْمد وَقَالَ آخَرُونَ اسْمه كنيته فَأرْسل إِلَيْهَا وَكيله بِالرَّفْع وَهُوَ الْمُرْسل أم شريك هِيَ قرشية عامرية وَقيل أنصارية اسْمهَا غزيَّة وَقيل غزيلة بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة ثمَّ زَاي فيهمَا يَغْشَاهَا أَصْحَابِي أَي يكثرون زيارتها والتردد إِلَيْهَا لصلاحها وَقيل إِنَّهَا الَّتِي وهبت نَفسهَا للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فآذنيني بِمد الْهمزَة أَي أعلميني فَلَا يضع عَصَاهُ عَن عَاتِقه قيل المُرَاد أَنه كثير الْأَسْفَار وَقيل أَنه كثير الضَّرْب للنِّسَاء قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا أصح والعاتق مَا بَين الْعُنُق والمنكب وَفِي الْعبارَة مجَاز لِأَنَّهُ كَانَ يَضَعهَا فِي حَال نَومه وَأكله وَغَيرهمَا وَلَكِن لما كثر ذَلِك مِنْهُ جَازَ إِطْلَاق هَذَا اللَّفْظ عَلَيْهِ مجَازًا واغتبطت بِفَتْح التَّاء وَالْبَاء وَفِي نُسْخَة زِيَادَة بِهِ وَسَقَطت من أَكثر النّسخ يُقَال عبطته بِكَسْر الْبَاء أَي تمنيت مثل حَاله فاغتبط هُوَ نَفَقَة دون بِالْإِضَافَة والدون الرَّدِيء الحقير بالعصمة كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِكَسْر الْعين أَي بالثقة وَالْأَمر الْقوي الصَّحِيح وَفِي نُسْخَة بالقضية بِالْقَافِ وَالضَّاد وَهِي وَاضِحَة فأتحفتنا أَي ضيفتنا برطب بن طَابَ هُوَ نوع من رطب الْمَدِينَة سلت بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام ومثناة فَوق حب مُتَرَدّد بَين الشّعير وَالْحِنْطَة بن عمك عَمْرو بن أم مَكْتُوم قَالَ القَاضِي هُوَ بن عَمها مجَازًا وليسا من بطن وَاحِد بل هِيَ من بني محَارب بن فَهد وَهُوَ من بني عَامر بن لؤَي فيجتمعان فِي بني فَهد بن صخير بِالتَّصْغِيرِ وَرُوِيَ صَخْر بِالتَّكْبِيرِ ترب بِفَتْح التَّاء وَكسر الرَّاء أَي فَقير تلقي ثَوْبك كَذَا فِي الْأُصُول وَهِي لُغَة وَالْمَشْهُور تلقين وَأَبُو الْجُهَيْم مِنْهُ شدَّة على النِّسَاء كَذَا فِي الْأُصُول هُنَا بِالتَّصْغِيرِ بِأبي زيد وَفِي نُسْخَة بِابْن زيد وَكِلَاهُمَا صَحِيح فَإِنَّهُمَا كنيته وَاسم أَبِيه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 [1484] سبيعة بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة وَهُوَ فِي بني عَامر أَي نسبه فيهم فَلم تنشب أَي لم تمكث أَبُو السنابل بِفَتْح السِّين اسْمه عَمْرو وَقيل حَبَّة بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَقيل حنة بالنُّون بن بعكك بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ عين سَاكِنة ثمَّ كافين الأولى مَفْتُوحَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 [1485] نفست بِضَم النُّون فِي الْمَشْهُور أَي ولدت بِليَال قيل إِنَّهَا شهر وَقيل خمس وَعِشْرُونَ لَيْلَة وَقيل دون ذَلِك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 [1487] خلوق بِفَتْح الْخَاء طيب مخلوط وَهُوَ مَرْفُوع بعارضيها هما جانبا الْوَجْه فَوق الذقن الى مَا دون الْأذن تحد على ميت من الْإِحْدَاد وَهُوَ منع الزِّينَة وَالطّيب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 [1488] حميم أَي قريب اشتكت عينهَا بِالرَّفْع وَفِي نُسْخَة عَيناهَا أفنكحلها بِضَم الْحَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 [1489] حفشا بِكَسْر الحاءالمهملة وَسُكُون الْفَاء وإعجام الشين بَيت صَغِير حقير قريب السّمك فتفتض بِالْفَاءِ وَالضَّاد أَي تكسر مَا هِيَ فِيهِ بطير تمسح بِهِ قبلهَا وتنبذه فَلَا يكار يعِيش مَا تفتض بِهِ وَقَالَ مَالك مَعْنَاهُ تمسح بِهِ جلدهَا وَقَالَ بن وهب تمسح بِيَدِهَا عَلَيْهِ أَو على ظَهره وَقَالَ الْأَخْفَش مَعْنَاهُ تتنظف وتتنقى [1488] فِي شَرّ أحلاسها بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الحاءالمهملة جمع حلْس بِكَسْر الْحَاء وَهُوَ مسح يَجْعَل على ظهر الْبَعِير وَالْمرَاد شَرّ ثِيَابهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 [1486] نعي أبي سُفْيَان بِكَسْر الْعين مَعَ تَشْدِيد الْيَاء وبإسكانها مَعَ تَخْفيف الْيَاء أَي خبر مَوته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 [938] ثوب عصب بِفَتْح الْعين وَسُكُون الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ وموحدة برود الْيمن يعصب غزلها ثمَّ يصْبغ معصوبا ثمَّ تنسج نبذة بِضَم النُّون الْقطعَة وَالشَّيْء الْيَسِير قسط بِضَم الْقَاف وَهُوَ والأظفار نَوْعَانِ من البخور الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 [1493] إِنَّه قَائِل من القيلولة وَهِي نصف النَّهَار بن جُبَير بِرَفْع بن وَهُوَ اسْتِفْهَام أَي أَنْت بن جُبَير برذعة بِفَتْح الْبَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 [1495] اللَّهُمَّ افْتَحْ أَي هيئ لنا الحكم فِي هَذَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 [1496] شريك بن سَحْمَاء بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْحَاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالْمدّ قَالَ القَاضِي وَالنَّوَوِيّ وَشريك هَذَا صَحَابِيّ بلوي حَلِيف الْأَنْصَار وَقَول من قَالَ إِنَّه يَهُودِيّ بَاطِل سبطا بِكَسْر الْبَاء وإسكانها وَهُوَ الشّعْر المسترسل قضيء الْعَينَيْنِ بالضاد الْمُعْجَمَة مَهْمُوز مَمْدُود على وزن فعيل أَي فاسدها بِكَثْرَة دمع وَحُمرَة أَو غير ذَلِك جعد أَي شعره غير سبط حمش السَّاقَيْن بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمِيم وإعجام الشين دقيقهما الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 [1497] خدلا بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة الممتلئ السَّاق أعلنت أَي اشتهرت وشاع عَنْهَا الْفَاحِشَة قَالَ كلا وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ إِن كنت لأعالجه بِالسَّيْفِ قَالَ الْمَازرِيّ وَغَيره لَيْسَ هُوَ ردا لقَوْل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمُخَالفَة من سعد لأَمره وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْإِخْبَار عَن حَالَة الْإِنْسَان عِنْد رُؤْيَته الرجل مَعَ امْرَأَته واستيلاء الْغَضَب عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يعالجه بِالسَّيْفِ وَإِن كَانَ عَاصِيا اسمعوا إِلَى مَا يَقُول سيدكم أَي تعجبوا من قَوْله وَالسَّيِّد الَّذِي يفوق قومه فِي الْفَخر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 [1499] غير مصفح بِكَسْر الْفَاء غير ضَارب بصفح السَّيْف وَهُوَ جَانِبه بل أضربه بحده غيرَة سعد الْغيرَة بِفَتْح الْغَيْن وَأَصلهَا الْمَنْع وغيرة الرجل على أَهله مَنعه لَهُنَّ عَن التَّعَلُّق بأجنبي بِنَظَر أَو حَدِيث أَو غَيره والغيرة صفة كَمَال وَمن أجل غيرَة الله حرم الْفَوَاحِش هَذَا تَفْسِير لِمَعْنى غيرَة الله أَي أَنَّهَا مَنعه النَّاس من الْفَوَاحِش وَأما مَا يقارنها فِي حق النَّاس من تغير وانزعاج فَإِنَّهُ مُسْتَحِيل فِي حَقه تَعَالَى وَلَا شخص أغير من الله قَالَ النَّوَوِيّ أَي لَا أحد وَإِنَّمَا قَالَ لَا شخص اسْتِعَارَة المدحة وبكسر الْمِيم هِيَ الْمَدْح بِفَتْحِهَا إِذا ألحقت الْهَاء كسرت الْمِيم وَإِذا حذفت فتحت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 125 [1500] أَوْرَق هُوَ الَّذِي فِيهِ سَواد لَيْسَ بصاف نَزعه عرق أَي اجتذبه إِلَيْهِ أصل فِي نسبه فأشبهه بِهِ وَظهر لَونه عَلَيْهِ وَإِنِّي أنكرته أَي استغربت بقلبي أَن يكون مني [1501] شركا بِكَسْر الشين وَإِلَّا فقد عتق مِنْهُ مَا عتق قيل هُوَ من تَتِمَّة الْمَرْفُوع وَقيل أَنه مدرج من قَول نَافِع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 [1503] شِقْصا بِكَسْر السِّين النَّصِيب قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا استسعي العَبْد أَي كلف الِاكْتِسَاب والطلب حَتَّى يحصل قيمَة نصيب الشَّرِيك الآخر فَإِذا دَفعه إِلَيْهِ عتق وَقيل أَي يخْدم سَيّده الَّذِي لم يعْتق بِقدر مَاله فِيهِ من الرّقّ غير مشقوق عَلَيْهِ أَي لَا يُكَلف مَا يشق عَلَيْهِ قيمَة عدل بِفَتْح الْعين أَي لَا زِيَادَة وَلَا نقص وقية كَذَا فِي الْأُصُول بِلَا ألف وَهِي لُغَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 [1504] واشترطي لَهُم الْوَلَاء قَالَ الشَّافِعِي أَي عَلَيْهِم كَقَوْلِه وَلَهُم اللَّعْنَة الرَّعْد 25 أَي عَلَيْهِم وَقيل مَعْنَاهُ أظهري لَهُم حكم الْوَلَاء وَقيل هَذَا خَاص بِهَذِهِ الْقَضِيَّة وَالْحكمَة فِي إِذْنه فِيهِ ثمَّ إِبْطَاله أَن يكون أبلغ فِي قطع عَادَتهم فِي ذَلِك وزجرهم عَن مثل كَمَا أذن لَهُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْإِحْرَام بِالْحَجِّ ثمَّ أَمرهم بفسخه وَجعله عمْرَة ليَكُون أبلغ فِي زجرهم وقطعهم عَمَّا اعتادوه من منع الْعمرَة فِي اشهر الْحَج وَقد تحْتَمل الْمفْسدَة الْيَسِيرَة لتَحْصِيل مصلحَة عظمية قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا هُوَ الْأَصَح فِي تَأْوِيل الحَدِيث وَزَالَ بِهِ الْإِشْكَال الْمَذْكُور من حَيْثُ إِن هَذَا الشَّرْط يفْسد البيع وَمن حَيْثُ إِنَّه خدعت البائعين وشرطت لَهُم مَا لَا يَصح وبسبب ذَلِك أنكر بعض الْعلمَاء هَذَا الحَدِيث بجملته شَرط الله أَحَق قيل المُرَاد بِهِ قَوْله تَعَالَى فإخوانكم فِي الدّين ومواليكم الْأَحْزَاب5 وَقيل قَوْله وَمَا آتَاكُم الرَّسُول فَخُذُوهُ الْآيَة الْحَشْر 7 قَالَ القَاضِي وَعِنْدِي أَنه قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق لَاها الله إِذا بِالْمدِّ وَالْقصر فِي هَا وَنقل عَن أهل الْعَرَبيَّة أَنهم أَنْكَرُوا لَفْظَة إِذا وَقَالُوا الصَّوَاب أَن ذَا اسْم إِشَارَة وَأَن مَعْنَاهُ لَا وَالله هَذَا مَا أقسم بِهِ أَو هَذَا يَمِيني فَأدْخل اسْم الله بَين هَا وَذَا قلت وَقد نوزع فِي ذَلِك وَبسطت عَلَيْهِ الْكَلَام فِي حَاشِيَة مُغنِي اللبيب ولخصته فِي تَعْلِيق البُخَارِيّ زوج بَرِيرَة اسْمه مغيث بِضَم الْمِيم [1507] عقوله بِضَم الْعين وَالْقَاف وَنصب اللَّام مفعول وَالْهَاء ضمير الْبَطن أَي دياته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 [1508] من تولى قوما بِغَيْر إِذن موَالِيه هُوَ جَار على الْغَالِب لَا مَفْهُوم لَهُ وَقيل لَهُ مَفْهُوم وَأَنه يجوز التوتي بإذنهم [1509] إرب بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء الْعُضْو [1510] لَا يَجْزِي بِفَتْح أَوله أَي لَا يُكَافِئهُ بإحسانه وَقَضَاء حَقه إِلَّا أَن يعتقهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 [1511] مَالك عَن مُحَمَّد بن يحيى فِي نُسْخَة عَن نَافِع عَن مُحَمَّد وَهُوَ غلط الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 [1512] من غير نظر أَي تَأمل كَامِل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 [1513] عَن بيع الْحَصَاة هُوَ أَن يَقُول بِعْتُك من هَذِه الأثواب مَا تقع عَلَيْهِ الْحَصَاة الَّتِي أرميها أَو بِعْتُك من هَذِه الأثواب من هَاهُنَا إِلَى مَا انْتَهَت إِلَيْهِ هَذِه الْحَصَاة أَو بِعْتُك على أَنَّك بِالْخِيَارِ إِلَى أَن أرمي بِهَذِهِ الْحَصَاة أَو إِذا رميت هَذَا الثَّوْب بالحصاة فَهُوَ مَبِيع مِنْك بِكَذَا وَعَن بيع الْغرَر قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا أصل عَظِيم من أصُول كتاب الْبيُوع وَيدخل فِيهِ مَا لَا ينْحَصر من الْمسَائِل [1514] حَبل الحبلة بِفَتْح الْحَاء وَالْبَاء فيهمَا وَرَوَاهُ بَعضهم بِإِسْكَان الْبَاء فِي حَبل قَالَ القَاضِي وَهُوَ غلط والحبلة جمع حابل كظالم وظلمة قَالَ النَّوَوِيّ 10157 وَاتفقَ أه اللُّغَة على أَن الْحَبل مُخْتَصّ بالآدميات وَيُقَال فِي غَيْرهنَّ الْحمل قَالَ أَبُو عبيد لَا يُقَال لشَيْء حبلت إِلَّا مَا جَاءَ فِي هَذَا الحَدِيث الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 [1515] سيمة أَخِيه بِكَسْر السِّين وَإِسْكَان الْيَاء لُغَة فِي السّوم وَلَا تصروا الْإِبِل بِضَم التَّاء وَفتح الصَّاد وَنصب الْإِبِل من التصرية وَهِي الْجمع أَي لَا تجمعُوا اللَّبن فِي ضرْعهَا عِنْد إِرَادَة بيعهَا حَتَّى يعظم ضرْعهَا فيظن المُشْتَرِي أَن كَثْرَة اللَّبن عَادَة لَهَا مستمرة وَرُوِيَ لَا تصروا بِفَتْح التَّاء وَضم الصَّاد من الصرورة أَي لَا تصر الْإِبِل بِضَم التَّاء من غير وَاو بعد الرَّاء وبرفع الْإِبِل على مَا لم يسم فَاعله من الصر أَيْضا وَهُوَ ربط أخلافها [1516] وَعَن النجش بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْجِيم وإعجام الشين وَهُوَ أَن يزِيد فِي ثمن السّلْعَة لَا لرغبة فِيهَا وَلَكِن ليخدع غَيره ويغره ليزِيد ويشتريها الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 [1518] القردوسي بِضَم الْقَاف وَالدَّال وَسُكُون الرَّاء بَينهمَا مَنْسُوب إِلَى القراديس قَبيلَة مَعْرُوفَة فَإِذا أَتَى سَيّده أَي مَالِكه البَائِع [1521] سمسارا بإهمال السينين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 [1524] مصراة من صرى يصري تصرية أَي حبس اللَّبن فِي ضرْعهَا وَلَو كَانَت من صر يصر صرا أَي ربط أخلافها لكَانَتْ مصرورة أَو مصررة سمراء بِالسِّين الْمُهْملَة وَهِي الْحِنْطَة لقحة بِكَسْر اللَّام وَفتحهَا النَّاقة الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ نَحْو شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة مرجا بِالْهَمْز وَتَركه أَي مُؤَخرا [1527] جزَافا بِتَثْلِيث الْجِيم وَالْكَسْر أفْصح أَي بِلَا كيل وَلَا وزن وَلَا تَقْدِير [1528] بيع الصكاك جمع صك وَهُوَ الورقة الْمَكْتُوبَة بدين وَالْمرَاد هُنَا الورقة الَّتِي تخرج من ولي الْأَمر بالرزق لمستحقه بِأَن يكْتب فِيهَا لإِنْسَان كَذَا وَكَذَا من طَعَام أَو غَيره فيبيع صَاحبهَا ذَلِك لإِنْسَان قبل أَن يقبضهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 [1531] إِلَّا بيع الْخِيَار الْأَصَح أَن المُرَاد بِهِ التَّخْيِير بعد تَمام العقد قبل مُفَارقَة الْمجْلس وَتَقْدِيره يثبت لَهما الْخِيَار مَا لم يَتَفَرَّقَا إِلَّا أَن يتخايرا فِي الْمجْلس ويختارا إِمْضَاء البيع فَيلْزم البيع بِنَفس التخاير وَلَا يَدُوم إِلَى الْمُفَارقَة وَقيل مَعْنَاهُ إِلَّا بيعا شَرط فِيهِ خِيَار الشَّرْط ثَلَاثَة أَيَّام أَو دونهَا فَلَا يَنْقَضِي الْخِيَار فِيهِ بالمفارقة بل يبْقى حَتَّى تَنْقَضِي الْمدَّة الْمَشْرُوطَة وَقيل مَعْنَاهُ إِلَّا بيعا شَرط فِيهِ أَن لَا خِيَار لَهما فِي الْمجْلس فَيلْزم بِنَفس البيع وَلَا يكون فِيهِ خِيَار وَجب البيع أَي لزم وانبرم هنيَّة بتَشْديد الْيَاء غير مَهْمُوز وَفِي نُسْخَة هنيهة أَي شَيْئا يَسِيرا لَا بيع بَينهمَا أَي لَازم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 [1533] ذكر رجل هُوَ حبَان بن منقذ لَا خلابة بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف اللَّام وباء مُوَحدَة أَي لَا خديعة أَي لَا يحل لَك خديعتي أَو لَا يلْزَمنِي خديعتك قَالَ لَا خيابة بياء مثناة تَحت بدل اللَّام وباء مُوَحدَة وَرَوَاهُ بَعضهم بالنُّون قَالَ القَاضِي وَهُوَ تَصْحِيف قَالَ وَكَانَ الرجل ألثغ يَقُولهَا هَكَذَا وَلَا يُمكنهُ أَن يَقُول لَا خلابة وَقيل إِنَّمَا هُوَ وَالِد خبان بن منقذ بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ وَكَانَ قد بلغ مائَة وَثَلَاثِينَ سنة وَكَانَ قد شج فِي بعض مغازيه مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحجر فأصابته فِي رَأسه مأمومة فَتغير بهَا لِسَانه وعقله لَكِن لم يخرج عَن التَّمْيِيز وَرُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جعل لَهُ مَعَ هَذَا القَوْل الْخِيَار ثَلَاثَة أَيَّام فِي كل سلْعَة يبتاعها قَالَ النَّوَوِيّ وَاخْتلف الْعلمَاء فِي هَذَا الحَدِيث فَجعله بَعضهم خَاصّا فِي حَقه وَأَن المغابنة بَين الْمُتَبَايعين لَازِمَة لَا خِيَار للمغبون بهَا وَإِن كثرت هَذَا مَذْهَبنَا وَمذهب الْأَكْثَرين [1534] يَبْدُو صَلَاحهَا بِلَا همز أَي يظْهر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 [1535] يزهو بِفَتْح أَوله من زها النّخل يزهو إِذا ظَهرت ثَمَرَته وَقَالَ الْخطابِيّ هَكَذَا يرْوى وَالصَّوَاب فِي الْعَرَبيَّة يزهي من أزهى النّخل إِذا احمر أَو اصفر وَذَلِكَ عَلامَة الصّلاح فِيهِ وخلاصه من الآفة وَعَن السنبل حَتَّى يبيض أَي يشْتَد حبه ويأمن العاهة هِيَ الآفة تصيب الزَّرْع أَو الثَّمَرَة وَنَحْوه فتفسده [1537] يحزر بِتَقْدِيم الزَّاي على الرَّاء أَي يخرص وَرُوِيَ بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ تَصْحِيف [1538] بن أبي نعيم بِكَسْر الْعين بِلَا يَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 [1539] وَعَن بيع الثَّمر بِالتَّمْرِ الأول بِالْمُثَلثَةِ وَالثَّانِي بِالْمُثَنَّاةِ يَعْنِي الرطب بِالتَّمْرِ الْعرية بتَشْديد الْيَاء بِوَزْن مَطِيَّة مُشْتَقَّة من التعري وَهُوَ التجرد لِأَنَّهَا عريت عَن حكم بَاقِي الْبُسْتَان فَهِيَ فعيلة بِمَعْنى فاعلة وَقيل بِمَعْنى مفعولة من عراه يعروه إِذا أَتَاهُ وَتردد إِلَيْهِ لِأَن صَاحبهَا يتَرَدَّد إِلَيْهِ وَقيل سميت بذلك لتخلي صَاحبهَا الأول عَنْهَا من بَين سَائِر نخله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 [1540] الْمُزَابَنَة مُشْتَقَّة من الزَّبْن وَهُوَ الْمُخَاصمَة والمدافعة والمحاقلة مَأْخُوذَة من الحقل وَهُوَ الْحَرْث وَمَوْضِع الزَّرْع [1543] أبرت هُوَ أَن يشق طلع النّخل ليذر فِيهِ شَيْء من طلع ذكر النّخل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 [1536] المخابرة مُشْتَقَّة من الْخَبِير وَهُوَ الأكار أَي الْفَلاح وَقيل من الخبار وَهِي الأَرْض اللينة وَقيل من الْخِبْرَة وَهِي بِضَم الْخَاء وَهِي النَّصِيب وَقيل مَأْخُوذَة من خَيْبَر لِأَن أول هَذِه الْمُعَامَلَة كَانَ فِيهَا حَتَّى تطعم بِضَم أَوله وَكسر الْعين أَي يَبْدُو صَلَاحهَا وَتصير طَعَاما يطيب أكلهَا تشقه بِضَم التَّاء وَسُكُون الشين وَتَخْفِيف الْقَاف وَمِنْهُم من فتح الشين تشقح بوزنه وَمَعْنَاهُ وَقيل إِن الْحَاء بدل من الْهَاء كَمَا قَالُوا مدحه ومدهه وَعَن الثنيا أَي الِاسْتِثْنَاء فِي البيع زَاد التِّرْمِذِيّ 129 إِلَّا أَن تعلم كِرَاء الأَرْض بِالْمدِّ فليزرعها أَخَاهُ أَي يعيره إِيَّاهَا مزرعة لَهُ بِغَيْر عوض أَو ليمنحها بِفَتْح الْيَاء وَالنُّون أَي يَجْعَلهَا لَهُ منحة أَي عَارِية وَلَا يكرها بِضَم أَوله القصري بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون الصَّاد الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وياء مُشَدّدَة على وزن القبطي مَا بَقِي من الْحبّ فِي السنبل بعد الدياس بالماذيانات بذال مُعْجمَة مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مثناة تَحت ثمَّ ألف ثمَّ نون ثمَّ ألف ثمَّ تَاء مسايل المَاء وَقيل مَا ينْبت على حافتي مسيل المَاء وَقيل مَا ينْبت حول السواقي وَهِي لَفْظَة معربة وَلَيْسَت عَرَبِيَّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 [1547] بالْخبر مثلث الْخَاء وَالْكَسْر أشهر المخابرة بالبلاط بِفَتْح الْبَاء مَكَان مبلط بِالْحِجَارَةِ بِقرب الْمَسْجِد النَّبَوِيّ فَتَركه بن عمر فَلم يَأْخُذهُ من الْأَخْذ وَرُوِيَ فَلم يأجره بِضَم الْجِيم من الْإِجَارَة وَذكر القَاضِي وَصَاحب الْمطَالع أَن الأول تَصْحِيف وَرُوِيَ فَلم يؤاجره قَالَ أَتَانِي ظهير أَي قَالَ رَافع فِي بَيَان الحَدِيث عَن عَمه أَتَانِي إِلَى آخِره وَفِي نُسْخَة أنبأني بدل أَتَانِي الرّبيع أَي الساقية وَالنّهر الصَّغِير وَلابْن ماهان الرّبع بِضَم الرَّاء بِلَا يَاء أقبال الجداول بِفَتْح الْهمزَة أَي أوائلها ورءوسها والجداول جمع جدول وَهُوَ النَّهر الصَّغِير والساقية [1550] فَأَسْمع مِنْهُ هَذَا الحَدِيث رُوِيَ بِصِيغَة الْأَمر والمضارع خرجا أَي أُجْرَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 [1551] إِلَى تيماء وأريحاء بِالْمدِّ قَرْيَتَانِ معروفتان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 [1552] وَلَا يرزؤه برَاء ثمَّ زَاي ثمَّ همزَة أَي ينقصهُ وَيَأْخُذ مِنْهُ أم بشير اسْمهَا خليدة بِضَم الْخَاء وَهِي أم معبد وَأم مُبشر فِي الرِّوَايَات الَّتِي بعده وَهِي امْرَأَة زيد بن حَارِثَة أسلمت وبايعت زَاد عَمْرو فِي رِوَايَته عَن عمار وَأَبُو بكر فِي نُسْخَة وَأَبُو كريب بدل أبي بكر قَالَ بَعضهم وَهُوَ الصَّوَاب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 [1555] حَدثنِي مُحَمَّد بن عباد حَدثنِي عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد عَن حميد عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن لم يثمرها الله فَبِمَ يسْتَحل أحدكُم مَال أَخِيه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا وهم من مُحَمَّد بن عباد أَو من عبد الْعَزِيز فِي حَال إسماعه مُحَمَّدًا لِأَن إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة سَمعه من عبد الْعَزِيز مَفْصُولًا مُبينًا أَنه من كَلَام أنس وَهُوَ الصَّوَاب فأسقط مُحَمَّد بن عباد كَلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأتى بِكَلَام أنس وَجعله مَرْفُوعا وَهُوَ خطأ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 [1557] وَحدثنَا غير وَاحِد من أَصْحَابنَا قَالُوا حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن أبي أويس رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن إِسْمَاعِيل فَلَعَلَّ مُسلما أَرَادَ البُخَارِيّ وَغَيره يستوضع الآخر أَي يطْلب مِنْهُ أَن يضع عَنهُ بعض الدّين ويسترفقه أَي يطْلب مِنْهُ أَن يرفق بِهِ المتألي أَي الْحَالِف الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 [1558] بن أبي حَدْرَد بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء سجف بِكَسْر السِّين وَفتحهَا وَسُكُون الْجِيم وروى اللَّيْث بن سعد قَالَ حَدثنِي جَعْفَر هَذَا من تعاليق مُسلم وَقد وَصله البُخَارِيّ عَن يحيى بن بكير عَن اللَّيْث بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 [1559] قَالَا حَدثنَا شُعْبَة عَن قَتَادَة هُوَ بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَهُوَ شُعْبَة بن الْحجَّاج إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم ثَنَا سعيد هُوَ بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَهُوَ بن أبي عرُوبَة وَلابْن ماهان شُعْبَة كَالْأولِ وَالصَّوَاب خِلَافه قَالَا حَدثنَا أَبُو سَلمَة الْخُزَاعِيّ قَالَ حجاج مَنْصُور بن سَلمَة هُوَ اسْم أبي سَلمَة ذكره حجاج باسمه وَمُحَمّد بن أَحْمد بن أبي خلف بكنيته وَفِي نُسْخَة بدله قَالَ حَدثنَا مَنْصُور فَزَاد لَفْظَة حَدثنَا وَيُمكن تَأْوِيله على مُوَافقَة الأول على أَن المُرَاد مُحَمَّد بن أَحْمد كناه وحجاج سَمَّاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 [1560] فتياني أَي غلماني ويتجوزوا أَي يسامحوا فِي الِاقْتِضَاء والاستيفاء وَقبُول مَا فِيهِ نقص يسير أقبل الميسور وأتجاوز عَن المعسور أَي آخذ بِمَا تيَسّر وأسامح بِمَا تعسر فَقَالَ عقبَة بن عَامر وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره هَذَا وهم من أبي خَالِد الْأَحْمَر وَصَوَابه عقبَة بن عَمْرو وَأَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَذَا رَوَاهُ الْحفاظ وَلَيْسَ لعقبة بن عَامر فِيهِ رِوَايَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 [1563] من كرب يَوْم الْقِيَامَة بِضَم الْكَاف وَفتح الرَّاء جمع كربَة فلينفس عَن مُعسر أَي يُمْهل وَيُؤَخر الْمُطَالبَة وَقيل مَعْنَاهُ يفرج عَنهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 [1564] مطل الْغَنِيّ هُوَ منع قَضَاء مَا اسْتحق أَدَاؤُهُ وَإِذا أتبع بِسُكُون التَّاء مَبْنِيا للْمَفْعُول أَي أُحِيل على مليئ بِالْهَمْز أَي مُوسر فَليتبعْ بِسُكُون الْبَاء وَقيل بتشديدها مَبْنِيا للْفَاعِل أَي فَليَحْتَلْ [1565] نهي عَن بيع فضل المَاء هُوَ مَحْمُول على الحَدِيث الثَّانِي نهى عَن بيع ضراب الْجمل أَي أجرته وَالْأَرْض لتحرث مَعْنَاهُ نهى عَن إِجَارَتهَا للزَّرْع وَهُوَ نهي تَنْزِيه ليعتادوا إعارتها وإرفاق بَعضهم بَعْضًا أَو مَحْمُول على إِجَارَتهَا بِبَعْض مَا يخرج من الزَّرْع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 [1566] لَا يمْنَع فضل المَاء ليمنع بِهِ الْكلأ هُوَ أَن يكون للْإنْسَان بِئْر مَمْلُوكَة لَهُ بفلاة وفيهَا مَا فضل عَن حَاجته وَهُنَاكَ كلأ لَيْسَ عِنْده مَاء إِلَّا هَذَا وَلَا يُمكن أَصْحَاب الْمَوَاشِي رعيه إِلَّا إِذا حصل لَهُم السَّقْي من هَذِه فَيحرم عَلَيْهِ بيع فضل المَاء للماشية وَيجب بذله بِلَا عوض لِأَنَّهُ إِذا امْتنع من بذله امْتنع النَّاس من رعي الْكلأ خوفًا على مَوَاشِيهمْ من الْعَطش فَيكون بِمَنْعه المَاء مَانِعا من رعي الْكلأ وَهُوَ بِالْهَمْز مَقْصُور النَّبَات رطبا كَانَ أَو يَابسا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 [1567] وَمهر الْبَغي أَي الزَّانِيَة أَي مَا تَأْخُذهُ على الزِّنَا وَسَماهُ مهْرا لكَونه على صورته وحلوان الكاهن أَي مَا يعطاه على كهانته شبه بالشَّيْء الحلو من حَيْثُ إِنَّه يَأْخُذهُ سهلا بِلَا كلفة وَلَا فِي مُقَابِله مشقة والكاهن الَّذِي يدعى مطالعة علم الْغَيْب ويخبر النَّاس عَن الكوائن وَالْفرق بَينه وَبَين العراف أَن الكاهن يتعاطى الْأَخْبَار عَن الكائنات فِي مُسْتَقْبل الزَّمَان وَيَدعِي معرفَة الْأَسْرَار والعراف الَّذِي يدعى معرفَة الشَّيْء الْمَسْرُوق وَمَكَان الضَّالة وَنَحْوهمَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 [1571] فَقَالَ بن عمر إِن لأبي هُرَيْرَة زرعا لَيْسَ هَذَا توهينا فِي رِوَايَته وَلَا شكا فِيهَا بل مَعْنَاهُ أَنه لما كَانَ صَاحب زرع اعتنى بذلك وَحفظه وأتقنه لِأَن الْعَادة أَن الْمُبْتَلى بِشَيْء يتيقنه ويتعرف من أَحْكَامه مَا لَا يَفْعَله غَيره وَقد وَافق أَبَا هُرَيْرَة على هَذِه الزِّيَادَة جمَاعَة من الصَّحَابَة [1572] البهيم أَي الْخَالِص السوَاد ذِي النقطتين هما نقطتان معروفتان فَوق عَيْنَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 [1573] مَا بالهم أَي مَا شَأْنهمْ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 [1574] أَو ضاريا أَي معلما للصَّيْد مُعْتَادا لَهُ وَرُوِيَ ضاري على لُغَة من يحذف الْألف من المنقوص حَالَة النصب نقص من عمله أَي من أجر عمله قيراطان أَي قدرا مَعْلُوما عِنْد الله وَفِي الرِّوَايَة بعده قِيرَاط فَقيل يحْتَمل أَنه فِي نَوْعَيْنِ من الْكَلَام أَحدهمَا أَشد أَذَى من الآخر أَو يكون ذَلِك مُخْتَلفا باخْتلَاف الْمَوَاضِع فالقيراطان فِي الْمَدِينَة خَاصَّة لزِيَادَة فَضلهَا والقيراط فِي غَيرهَا أَو القيراطان فِي الْمَدَائِن والقرى والقيراط فِي الْبَوَادِي أَو يكون ذكر القيراط أَولا ثمَّ زَاد التَّغْلِيظ فَذكر القيراطين قَالَ الرَّوْيَانِيّ فِي الْبَحْر اخْتلفُوا فِي المُرَاد بِمَا ينقص مِنْهُ فَقيل ينقص مِمَّا مضى من عمله وَقيل من مستقبله وَفِي مَحل نقصهما فَقيل ينقص قِيرَاط من عمل النَّهَار وقيراط من عمل اللَّيْل وَقيل قِيرَاط من عمل الْفَرْض وقيراط من عمل النَّفْل وَفِي سَبَب نُقْصَان الْأجر باقتنائه فَقيل لِامْتِنَاع الْمَلَائِكَة من دُخُول بَيته بِسَبَبِهِ وَقيل لما يلْحق المارين من الْأَذَى من ترويع الْكَلْب لَهُم وَقيل لما يبتلى بِهِ من ولوغه فِي غَفلَة صَاحبه وَلَا يطهره وَقيل إِن ذَلِك عُقُوبَة لَهُ باتخاذه مَا نهي عَن اتِّخَاذه وعصيانه فِي ذَلِك إِلَّا كلب ضارية أَي إِلَّا كلب من كلاب ضارية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 [1576] وَلَا ضرعا أَي مَاشِيَة الشنئي بإعجام الشين وَفتح النُّون وهمزة مَكْسُورَة مَنْسُوب إِلَى أَزْد شنُوءَة بِضَم النُّون وهمزة ممدودة وهاء وَفِي نُسْخَة الشنوي بِالْوَاو على إِرَادَة التسهيل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 [1577] أَبُو طيبَة بطاء مُهْملَة ثمَّ مثناة تَحت ثمَّ مُوَحدَة عبد لبني بياضة اسْمه نَافِع بالغمز بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمِيم وزاي أَي لَا تغمزوا حلق الصَّبِي بِسَبَب الْعذرَة وَهِي وجع الْحلق بل داووه بِالْقِسْطِ البحري [1578] فَمن أَدْرَكته هَذِه الْآيَة أَي بلغته وَهِي قَوْله تَعَالَى إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر فسفكوها أَي أراقوها [1579] فَفتح المزاد فِي نُسْخَة المزادة بِالْهَاءِ وَهِي الراوية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 [1580] لما نزلت الْآيَات من آخر سُورَة الْبَقَرَة خرج رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاقترأهن على النَّاس ثمَّ نهى عَن التِّجَارَة فِي الْخمر قَالَ القَاضِي وَغَيره تَحْرِيم الْخمر فِي سُورَة الْمَائِدَة وَهِي نزلت قبل آيَة الرِّبَا بِمدَّة طَوِيلَة فَإِن آيَة الرِّبَا آخر مَا نزل أَو من آخر مَا نزل فَيحْتَمل أَن يكون هَذَا النَّهْي عَن التِّجَارَة مُتَأَخِّرًا عَن تَحْرِيمهَا وَيحْتَمل أَنه أخبر بِتَحْرِيم التِّجَارَة حِين حرمت الْخمر ثمَّ أخبر بِهِ مرّة أُخْرَى بعد نزُول آيَة الرِّبَا توكيدا ومبالغة فِي إشاعته وَلَعَلَّه حضر الْمجْلس من لم يكن بلغه تَحْرِيم التِّجَارَة فِيهَا قبل ذَلِك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 [1581] فَقَالَ لَا هُوَ حرَام أَي لَا تَبِيعُوهَا فضمير هُوَ رَاجع إِلَى البيع لَا إِلَى الِانْتِفَاع أجملوه أَي أذابوه وَكَذَا جملوه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 [1584] وَلَا تشفوا بِضَم التَّاء وَكسر الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْفَاء أَي تفضلوا والشف بِكَسْر الشين الزِّيَادَة غَائِبا أَي موجلا بناجز أَي بحاضر وزنا بِوَزْن مثلا بِمثل سَوَاء بِسَوَاء قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن يكون الْجمع بَين هَذِه الْأَلْفَاظ تَأْكِيدًا ومبالغة فِي الْإِيضَاح الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 [1586] إِلَّا هَاء وهاء بِالْمدِّ على الْأَفْصَح وَالْقصر وَأَصله هاك فأبدلت الْمدَّة من الْكَاف وَمَعْنَاهُ خُذ هَذَا وَيَقُول صَاحبه مثله والمدة مَفْتُوحَة وَيُقَال أَيْضا بِالْكَسْرِ وَمن قصره فوزنه وزن حق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 [1587] أربى أَي فعل الرِّبَا الْمحرم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 [1591] عَليّ بن رَبَاح بِضَم الْعين على الْمَشْهُور وَقيل بِفَتْحِهَا وَقيل يُقَال بِالْوَجْهَيْنِ فالفتح اسْم وَالضَّم لقب قلادة فِيهَا اثْنَا عشر دِينَارا قَالَ القَاضِي صَوَابه بِاثْنَيْ عشر دِينَارا كَذَا أصلحه أَصْحَاب الْحَافِظ أبي عَليّ الغساني فطارت لي ولأصحابي قلادة أَي وَقعت فِي سهمنا من الْغَنِيمَة فِي كفة بِكَسْر الْكَاف الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 [1592] أَن يضارع أَي يشابه المماثل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 [1593] جنيب بِفَتْح الْجِيم وَكسر النُّون ثمَّ مثناة تَحت ثمَّ مُوَحدَة نوع من أَعلَى التَّمْر الْجمع بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمِيم تمر رَدِيء [1594] أوه كلمة توجع وتحزن وَهِي بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وَاو مُشَدّدَة مَفْتُوحَة وهاء سَاكِنة هَذَا أفْصح لغاتها عين الرِّبَا أَي حَقِيقَة الرِّبَا الْمحرم [1595] هُوَ الْخَلْط من التَّمْر مَعْنَاهُ مَجْمُوع من أَنْوَاع مُخْتَلفَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 [1594] عَن الصّرْف أَي مُتَفَاضلا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 [1597] شباك بشين مُعْجمَة مَكْسُورَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مُخَفّفَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 [1599] إِن الْحَلَال بَين وَإِن الْحَرَام بَين قَالَ النَّوَوِيّ أجمع الْعلمَاء على عظم موقع هَذَا الحَدِيث وَكَثْرَة فَوَائده وَأَنه أحد الْأَحَادِيث الَّتِي عَلَيْهَا مدَار الْإِسْلَام وَمَعْنَاهُ أَن الْأَشْيَاء ثَلَاثَة أَقسَام 1 حَلَال وَاضح لَا يخفى حكمه كالخبز والفواكه وَالزَّيْت وَالْعَسَل وَنَحْوهَا 2 وَحرَام كَذَلِك كَالْخمرِ وَالْخِنْزِير وَالْميتَة وَالْكذب والغيبة وَنَحْوهَا 3 وَبَينهمَا مُشْتَبهَات أَي لَيست بواضحة الْحل وَالْحُرْمَة لَا يعلمهُنَّ كثير من النَّاس وَإِنَّمَا يعلمهَا الْعلمَاء بِنَصّ أَو قِيَاس أَو اسْتِصْحَاب أَو غير ذَلِك فَمن اتَّقى الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه أَي حصل لَهُ الْبَرَاءَة لدينِهِ من الذَّم الشَّرْعِيّ وصان عرضه عَن كَلَام النَّاس فِيهِ وَمن وَقع فِي الشُّبُهَات وَقع فِي الْحَرَام يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا انه من كَثْرَة تعاطيه الشُّبُهَات يُصَادف الْحَرَام وَإِن لم يتعمده وَالثَّانِي أَن يعْتَاد التساهل ويتمرن عَلَيْهِ ويجسر على شُبْهَة ثمَّ أُخْرَى أغْلظ مِنْهَا وَهَكَذَا حَتَّى يَقع فِي الْحَرَام عمدا يُوشك بِضَم الْيَاء وَكسر الشين أَي يُسَارع وَيُقَارب أَلا وَإِن لكل ملك حمى أَلا وَإِن حمى الله مَحَارمه مَعْنَاهُ أَن الْمُلُوك من الْعَرَب وَغَيرهم يكون لكل ملك مِنْهُم حمى يحميه عَن النَّاس ويمنعهم من دُخُوله فَمن دخله أوقع بِهِ الْعقُوبَة وَمن احتاط لنَفسِهِ لَا يُقَارب ذَلِك الْحمى خوفًا من الْوُقُوع فِيهِ وَللَّه تَعَالَى أَيْضا حمى وَهِي مَحَارمه أَي الْمعاصِي الَّتِي حرمهَا كَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَالسَّرِقَة وأشباهها فَكل هَذَا حمى الله من دخله بارتكابه شَيْئا من الْمعاصِي اسْتحق الْعقُوبَة وَمن قاربه يُوشك أَن يَقع فِيهِ فَمن احتاط لنَفسِهِ وَلم يُقَارِبه فَلَا يتَعَلَّق بِشَيْء يقربهُ من الْمعْصِيَة وَلَا يدْخل فِي شَيْء من الشُّبُهَات أَلا وَإِن فِي الْجَسَد مُضْغَة هِيَ الْقطعَة من اللَّحْم سميت بذلك لِأَنَّهَا تمضغ فِي الْفَم لصغرها قَالُوا وَالْمرَاد تَصْغِير الْقلب بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَاقِي الْجَسَد إِذا صلحت صلح الْجَسَد كُله وَإِذا فَسدتْ فسد الْجَسَد كُله قَالَ أهل اللُّغَة يُقَال صلح وَفَسَد بِفَتْح اللَّام وَالسِّين وضمهما وَالْفَتْح أفْصح وَأشهر أَلا وَهِي الْقلب اسْتدلَّ بِهَذَا على أَن الْعقل فِي الْقلب لَا فِي الرَّأْس أتم من حَدِيثهمْ وَأكْثر ضبط بِالْمُثَلثَةِ وبالموحدة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 [715] حملانه بِضَم الْحَاء أَي الْحمل عَلَيْهِ ماكستك أَي ناقصتك من ثمنه فقار ظَهره بِفَتْح الْفَاء وَالْقَاف أَي مفاصل عِظَامه إِنِّي عروس هُوَ لفظ يُطلق على الرجل وَالْمَرْأَة لَكِن الْجمع فِيهِ عرس بِضَمَّتَيْنِ وفيهَا عرائس يَوْم الْحرَّة يَعْنِي حرَّة الْمَدِينَة كَانَ قتال وَنهب من أهل الشَّام سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَلَمَّا قدم صرارا بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَفتحهَا وَتَخْفِيف الرَّاء مَوضِع قريب من الْمَدِينَة على طَرِيق الْعرَاق وَضَبطه بَعضهم صرار غير مَصْرُوف وَالْمَشْهُور صرفه وَضَبطه بَعضهم بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة قَالَ القَاضِي وَهُوَ خطأ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 [1600] بكرا بِفَتْح الْبَاء الصَّغِير من الْإِبِل من إبل الصَّدَقَة هُوَ مَحْمُول على أَنه اشْترى مِنْهَا مَا قضى بِهِ وَإِلَّا فالناظر فِي الصَّدقَات لَا يجوز تبرعه مِنْهَا قَالَه النَّوَوِيّ رباعيا بتَخْفِيف الْيَاء مَا اسْتكْمل سِتّ سِنِين وَدخل فِي السَّابِعَة وَألقى رباعيته [1601] فَأَغْلَظ لَهُ لَعَلَّه كَانَ يَهُودِيّا أَو نَحوه وَالْمرَاد الإغلاظ بتَشْديد الْمُطَالبَة وَنَحْو ذَلِك من غير قدح يَقْتَضِي الْكفْر محاسنكم قَضَاء مَعْنَاهُ ذُو المحاسن سماهم بِالصّفةِ وَقيل هُوَ جمع محسن بِفَتْح الْمِيم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 [1604] من سلفئ فِي تمر ضبط بِالْمُثَلثَةِ وبالمثناة فِي كيل مَعْلُوم وَوزن مَعْلُوم كَذَا فِي الْأُصُول بِالْوَاو وَهِي للتقسيم أَي كيل فِيمَا يُكَال وَوزن فِيمَا يُوزن حَدثنَا يحيى بن يحيىوأبو بكر بن أبي شيبَة وَإِسْمَاعِيل بن سَالم جَمِيعًا عَن بن عُيَيْنَة لِابْنِ ماهان عَن بن علية قَالَ الْحفاظ وَهُوَ الصَّوَاب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 [1605] خاطئ بِالْهَمْز أَي عَاص آثم كَانَ يحتكر قَالُوا كَانَ احتكار سعيد وَمعمر فِي الزَّيْت لَا فِي الْقُوت والْحَدِيث خَاص بالقوت حَدثنِي بعض أَصْحَابنَا عَن عَمْرو بن عون عَن خَالِد بن عبد الله رَوَاهُ أَبُو دَاوُد 3447 عَن وهب بن بَقِيَّة عَن خَالِد بن عبد الله بِهِ [1606] منفقة بِفَتْح الْمِيم وَالْفَاء وَسُكُون النُّون ممحقة بِفَتْح الْمِيم الأولى والحاء وَسُكُون الْمِيم الثَّانِيَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 [1608] فِي ربعَة بِفَتْح الرَّاء وَإِسْكَان الْبَاء تَأْنِيث الرّبع وَقيل واحده كثمرة وثمر وَيُطلق على الدَّار والسكن وَمُطلق الأَرْض بِالشُّفْعَة سميت بذلك من شفعت الشَّيْء إِذا ضممته وثنيته لِأَنَّهَا ضم نصيب إِلَى نصيب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 [1609] أَن يغرز خَشَبَة ضبط بِالْإِفْرَادِ والتنوين وبالجمع وَالْإِضَافَة إِلَى هَاء الضَّمِير قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد وكل النَّاس يَقُولُونَهُ بِالْجمعِ إِلَّا الطَّحَاوِيّ عَنْهَا معرضين أَي عَن هَذِه السّنة فِي أبي دَاوُد 3634 أَن سَبَب قَوْله ذَلِك أَنهم نكسوا رُءُوسهم بَين أكتافكم ضبط بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة فَوق وبالنون وَمَعْنَاهُ عَلَيْهِمَا أَي لأصرخن بهَا بَيْنكُم وأوجعكم بالتقريع بهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 [1610] طوقه الله يَوْم الْقِيَامَة من سبع أَرضين بِفَتْح الرَّاء وَقيل مَعْنَاهُ أَنه يحمل مثله من سبع أَرضين ويكلف إطاقة ذَلِك وَقيل يَجْعَل لَهُ كالطوق فِي عُنُقه وَيطول الله عُنُقه كَمَا جَاءَ فِي غلظ جلد الْكَافِر وَعظم ضرسه وَقيل مَعْنَاهُ أَنه يطوق إِثْم ذَلِك وَيلْزمهُ كلزوم الطوق لعنقه قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء هَذَا تَصْرِيح بِأَن الأَرْض سبع طَبَقَات ورد لما يَقُوله أهل الفلسفة [1612] قيد بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون الْيَاء أَي قدر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 [1613] إِذا اختلفتم فِي الطَّرِيق جعل عرضه سبع أَذْرع وَفِي نُسْخَة سَبْعَة والذراع يذكر وَيُؤَنث قَالَ النَّوَوِيّ مُرَاد الحَدِيث طَرِيق بَين أَرض الْقَوْم وَأَرَادُوا إحياءها أما إِذا وجدنَا طَرِيقا مسلوكا وَهُوَ أَكثر من سبع فَلَا يجوز لأحد أَن يستولي على شَيْء مِنْهُ وَإِن قل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 [1615] لأولى أَي لأَقْرَب من الْوَلِيّ بِسُكُون اللَّام على وزن الرَّمْي وَهُوَ الْقرب رجل ذكر فِي وصف الرجل بِهِ تَنْبِيه على سَبَب اسْتِحْقَاقه وَهُوَ الذُّكُورَة الَّتِي هِيَ سَبَب الْعُصُوبَة [1616] يعوداني ماشيان على تَقْدِير وهما الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 [1617] وَمَا أغْلظ فِي شَيْء مَا أغْلظ لي فِيهِ قَالَ النَّوَوِيّ لَعَلَّه إِنَّمَا أغْلظ لَهُ خوفًا من اتكاله واتكال غَيره على مَا نَص عَلَيْهِ صَرِيحًا وتركهم الاستنباط من النُّصُوص وَهُوَ من آكِد الْوَاجِبَات الْمَطْلُوبَة آيَة الصَّيف سميت بذلك لِأَنَّهَا نزلت فِي الصَّيف وَإِنِّي إِن أعش إِلَى آخِره هُوَ من كَلَام عمر لَا من كَلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بن مغول بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة عَن أبي السّفر بِفَتْح الْفَاء وَحكي سكونها الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 [1619] ضيَاعًا أَي أَوْلَادًا وعيالا ذَوي ضيَاع أَي لَا شَيْء لَهُم والضياع فِي الأَصْل مصدر ضَاعَ ثمَّ جعل اسْما لكل مَا يعرض من الضّيَاع مَوْلَاهُ أَي وليه ضَيْعَة كَقَوْلِه ضيَاعًا كلا أَي عيالا وَأَصلهَا الثّقل [1620] حملت على فرس أَي تَصَدَّقت بِهِ ووهبته لمن يُقَاتل فِي سَبِيل الله عَتيق أَي نَفِيس جواد سَابق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 [1623] نحلت أَي وهبت بعض الْمَوْهُوبَة فِي نُسْخَة بعض الْمَوْهُوبَة فالتوى بهَا سنة أَي مطلها لَا أشهد على جور لَيْسَ فِيهِ أَنه حرَام لِأَن الْجور هُوَ الْميل عَن الاسْتوَاء والاعتدال فَكل مَا خرج عَن الِاعْتِدَال فَهُوَ جور سَوَاء كَانَ حَرَامًا أَو مَكْرُوها قاربوا بَين أَوْلَادكُم رُوِيَ الْبَاء من المقاربة وبالنون من الْقرَان أَي سووا بَينهم فِي أصل الْعَطاء وَفِي قدره [1624] انحل بِفَتْح الْحَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 [1625] ولعقبه بِكَسْر الْقَاف وَيجوز إسكانها مَعَ فتح الْعين وَمَعَ كسرهَا والعقب هم أَوْلَاد الْإِنْسَان مَا تَنَاسَلُوا بتلة أَي عَطِيَّة مَاضِيَة غير رَاجِعَة إِلَى الْوَاهِب إِلَى طَارق كَانَ أَمِيرا بِالْمَدِينَةِ من قبل عبد الْملك بن مَرْوَان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 [1627] ووصيته مَكْتُوبَة عِنْده قَالَ الإِمَام مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي يَكْفِي فِي الْوَصِيَّة الْكِتَابَة من غير إِشْهَاد لظَاهِر الحَدِيث قلت وَهُوَ اخْتِيَاري الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 [1628] أشفيت أَي أشرفت وَلَا يَرِثنِي أَي من الْوَلَد وَإِلَّا فقد كَانَ لَهُ عصبَة قَالَ الثُّلُث وَالثلث كثير ضبط بِالْمُثَلثَةِ وبالموحدة قَالَ القَاضِي وَيجوز نصب الثُّلُث الأول على الإغراء أَو بِتَقْدِير أعْط وَرَفعه على تَقْدِير يَكْفِيك فَهُوَ فَاعل أَو على أَنه مُبْتَدأ حذف خَبره أَو خبر حذف مبتدأه إِن تذر رُوِيَ بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا عَالَة أَي فُقَرَاء يَتَكَفَّفُونَ أَي يسْأَلُون النَّاس فِي أكفهم أخلف بعد أَصْحَابِي أَي بِمَكَّة حَتَّى ينفع فِي نُسْخَة ينْتَفع وَلَا تردهم على أَعْقَابهم أَي بترك هجرتهم ورجوعهم عَن مُسْتَقِيم حَالهم المرضية البائس هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ أثر الْبُؤْس وَهُوَ الْفقر والقلة يرثي لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن مَاتَ بِمَكَّة قَالَ الْعلمَاء هَذَا من كَلَام الرَّاوِي وانْتهى كَلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد قَوْله لَكِن البائس سعد بن خَوْلَة فَقَالَ الرَّاوِي تَفْسِيرا لِمَعْنى هَذَا الْكَلَام أَنه يرثيه ويتوجع لَهُ ويرق عَلَيْهِ لكَونه مَاتَ بِمَكَّة ثمَّ قيل قَائِل ذَلِك سعد بن أبي وَقاص وَقيل إِنَّه من كَلَام الزُّهْرِيّ قلت وَفِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي بِخَط الْحَافِظ الصريفيني لَكِن البائس سعد بن خَوْلَة قَالَ يرثي لَهُ إِلَى آخِره فَصرحَ ب قَالَ وَهِي فِي غَايَة الْحسن وَاخْتلف فِي قصَّة سعد بن خَوْلَة فَقيل لم يُهَاجر مَكَّة حَتَّى مَاتَ بهَا وَقيل هَاجر وَشهد بَدْرًا ثمَّ انْصَرف إِلَى مَكَّة مُخْتَارًا فَمَاتَ بهَا سنة سبع فِي الْهُدْنَة وَقيل مَاتَ بِمَكَّة فِي حجَّة الْوَدَاع سنة عشر وَهُوَ زوج سبيعة الأسْلَمِيَّة الْحَفرِي بِفَتْح الْحَاء وَالْفَاء مَنْسُوب إِلَى حفر محلّة بِالْكُوفَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 [1629] غضوا بإعجام الْغَيْن وَالضَّاد أَي نَقَصُوا [1630] فَهَل يكفر عَنهُ أَي سيئاته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 [1004] افتلتت بِالْفَاءِ وَضم التَّاء أَي مَاتَت بَغْتَة وفجأة نَفسهَا ضبط بِالنّصب مَفْعُولا ثَانِيًا وبالرفع نَائِب فَاعل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 [1631] إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث أَي فَإِن الثَّوَاب يجْرِي لَهُ فِيهَا صَدَقَة جَارِيَة قَالُوا هِيَ الْوَقْف أَو علم ينْتَفع بِهِ قَالُوا هِيَ التَّعْلِيم والتصنيف وَذكر القَاضِي تَاج الدّين السُّبْكِيّ أَن التصنيف فِي ذَلِك أقوى لطول بَقَائِهِ على ممر الزَّمَان أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ فِي الطَّبَرَانِيّ ج8رقم7831 من حَدِيث أبي أُمَامَة مَرْفُوعا أَرْبَعَة تجْرِي عَلَيْهِم أُجُورهم بعد الْمَوْت مرابط فِي سَبِيل الله وَمن علم علما أَو رجل تصدق بِصَدقَة فأجرها لَهُ مَا جرت وَرجل ترك ولدا صَالحا يَدْعُو لَهُ وللبزار ج1رقم 149 من حَدِيث أنس مَرْفُوعا سبع يجْرِي للْعَبد أجرهَا بعد مَوته وَهُوَ فِي قَبره من علم علما أَو أجْرى نَهرا أَو حفر بِئْرا أَو غرس نخلا أَو بنى مَسْجِدا أَو ورث مُصحفا أَو ترك ولدا يسْتَغْفر لَهُ بعد مَوته وَلابْن ماجة 242 وَابْن خُزَيْمَة 249 من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا إِن مِمَّا يلْحق الْمُؤمن من حَسَنَاته بعد مَوته علما نشره أَو ولدا صَالحا تَركه أَو مُصحفا وَرثهُ أَو مَسْجِدا بناه أَو بَيْتا لِابْنِ السَّبِيل بناه أَو نَهرا أجراه أَو صَدَقَة أخرجهَا من مَاله فِي صِحَّته تلْحقهُ بعد مَوته وَلابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا من علم آيَة من كتاب الله أَو بَابا من علم أنمى الله أجره إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقد تحصل من هَذِه الْأَحَادِيث أحد عشر أمرا وَقد نظمتها وَقلت إِذا مَاتَ بن آدم لَيْسَ يجْرِي عَلَيْهِ من فعال غير عشر عُلُوم بثها وَدُعَاء نجل وغرس النّخل وَالصَّدقَات تجْرِي وراثة مصحف ورباط ثغر وحفر الْبِئْر أَو إِجْرَاء نهر وَبَيت للغريب بناه يأوي إِلَيْهِ أَو بِنَاء مَحل ذكر وَتَعْلِيم لقرآن كريم فَخذهَا من أَحَادِيث بحصر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 [1633] إِنِّي أصبت هِيَ ثمغ بِفَتْح الْمُثَلَّثَة وَسُكُون الْمِيم وإعجام الْغَيْن أنفس أَي أَجود أَن يَأْكُل مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ أَي يَأْكُل الْأكل الْمُعْتَاد وَلَا يتجاوزه وَهَذَا أصل فِي جامكته النّظر على الْوَقْف غير متأثل أَي جَامع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 [1634] بن مصرف بِضَم الْمِيم وَفتح الصَّاد وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة وَحكي فتحهَا أوصى بِكِتَاب الله أَي بِالْعَمَلِ بِمَا فِيهِ [1636] انخنث أَي مَال وَسقط الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 [1637] يَوْم الْخَمِيس وَمَا يَوْم الْخمس مَعْنَاهُ تفخيم أمره فِي الشدَّة وَالْمَكْرُوه فِيمَا يَعْتَقِدهُ بن عَبَّاس وَهُوَ امْتنَاع الْكتاب أكتب لكم كتابا قيل أَرَادَ أَن ينص على الْخلَافَة فِي إِنْسَان معِين لِئَلَّا يَقع نزاع وَفتن وَقيل أَرَادَ كتابا يعين فِيهِ مهمات الْأَحْكَام ملخصة ليرتفع النزاع فِيهَا وَيحصل الِاتِّفَاق على الْمَنْصُوص عَلَيْهِ وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هم بِالْكتاب حِين ظهر لَهُ أَنه مصلحَة أَو أُوحِي إِلَيْهِ بذلك ثمَّ ظهر أَن الْمصلحَة تَركه أَو أُوحِي إِلَيْهِ بذلك وَنسخ ذَلِك الْأَمر الأول أَهجر اسْتِفْهَام إِنْكَار على من قَالَ لَا تكْتبُوا أَي أهذى أَي أَنه منزه عَن ذَلِك وَهَذِه أصح من رِوَايَة هجر ويهجر قَالَ النَّوَوِيّ وَإِن صحت تِلْكَ فلعلها صدرت بِغَيْر تَحْقِيق من قَائِلهَا وَخطأ مِنْهُ لما أَصَابَهُ من الْحيرَة والدهشة لعظم مَا شَاهده من هَذِه الْحَال الدَّالَّة على وَفَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعونِي أَي من النزاع واللغط فَالَّذِي أَنا فِيهِ أَي من مراقبة الله وَالتَّأَهُّب للقائه من جَزِيرَة الْعَرَب هِيَ مَكَّة وَالْمَدينَة واليمامة واليمن عَن الثَّالِثَة هِيَ تجهيز جَيش أُسَامَة قَالَه الْمُهلب فَقَالَ عمر إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد غلب عَلَيْهِ الوجع وعندكم الْقُرْآن حَسبنَا كتاب الله قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَغَيره إِنَّمَا قصد عمر التَّخْفِيف على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين غلب عَلَيْهِ الوجع من أَن الله تَعَالَى ذكر فِي كِتَابه أَنه قد أكمل الدّين فأمن بذلك الضلال على الْأمة ولغطهم بِفَتْح الْغَيْن وسكونها [1638] فِي نذر كَانَ على أمه قيل كَانَ نذرا مُطلقًا وَقيل كَانَ صوما وَقيل عتقا وَقيل صَدَقَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 [1639] ينهانا عَن النّذر قيل سَبَب النَّهْي لِئَلَّا يظنّ الجهلة أَن النّذر يرد الْقدر وَقيل كَونه يَأْتِي بالقربة على صُورَة الْمُعَاوضَة وشأن الْقرب أَن تكون متمحضة لله تَعَالَى [1640] لَا تنذروا بِضَم الذَّال وَكسرهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 [1641] سَابِقَة الْحَاج يَعْنِي نَاقَته العضباء بجريرة حلفائك أَي بجنايتهم وأسرت امْرَأَة من الْأَنْصَار هِيَ امْرَأَة أبي ذَر منوقة بِضَم الْمِيم وَفتح النُّون وَالْوَاو الْمُشَدّدَة أَي مذللة ونذروا بهَا بِفَتْح النُّون وَكسر الذَّال أَي علمُوا ذَلُول أَي مذللة مجرسة بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَالرَّاء الْمُشَدّدَة وَبِمَعْنى ذَلُول مدربة بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة بِمَعْنى ذَلُول أَيْضا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 [1645] كَفَّارَة النّذر كَفَّارَة الْيَمين هُوَ مَحْمُول عندنَا على نذر اللجاج وَالْغَضَب وَعند مَالك والأكثرين على النّذر الْمُطلق كَقَوْلِه عَليّ نذر وَعند أَحْمد على نذر الْمعْصِيَة وَعند طَائِفَة من أَصْحَاب الحَدِيث على جَمِيع أَنْوَاع النّذر [1646] ذَاكِرًا أَي قَائِلا لَهَا من قبل نَفسِي وَلَا آثرا بِالْمدِّ أَي حَالفا لَهَا عَن غَيْرِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 [1647] من حلف مِنْكُم فَقَالَ فِي حلفه بِاللات فَلْيقل لَا إِلَه إِلَّا الله أَي ليذْهب عَنهُ صُورَة تَعْظِيم الْأَصْنَام حِين حلف بهَا وَمن قَالَ لصَاحبه تعال أقامرك فليتصدق أَي تَكْفِير الْخَطِيئَة حَيْثُ تكلم بِهَذِهِ الْمعْصِيَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 [1648] بالطواغي هِيَ الْأَصْنَام جمع طاغية لِأَنَّهَا سَبَب الطغيان لمن عَبدهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 [1649] نستحمله أَي نطلب مِنْهُ مَا يحملنا من الْإِبِل غر الذري أَي بيض الأسنمة بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء المخففة جمع ذرْوَة بِكَسْر الذَّال وَضمّهَا وذروة كل شَيْء أَعْلَاهُ وَلَكِن الله حملكم أَي أَتَانِي مَا حملكم أَو أوحى إِلَيّ أَن أحملكم الحملان بِضَم الْحَاء أَي الْحمل القرينين أَي البعيرين المقرون أَحدهمَا بِصَاحِبِهِ زَهْدَم بزاي مَفْتُوحَة ثمَّ هَاء سَاكِنة ثمَّ دَال مُهْملَة مَفْتُوحَة دَجَاج مثلث الدَّال بِنَهْب إبل بِفَتْح النُّون أَي غنيمَة أَغْفَلنَا بِسُكُون اللَّام أَي جَعَلْنَاهُ غافلا أَي كُنَّا سَبَب غفلته عَن يَمِينه ونسيانه إِيَّاهَا أَي أَخذنَا مِنْهُ مَا أَخذنَا وَهُوَ ذاهل عَن يَمِينه بقع الذرى بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْقَاف وَالْعين الْمُهْملَة أَي بيض الأسنمة وَأَصلهَا مَا كَانَ فِيهِ سَواد وَبَيَاض ضريب بضاد مُعْجمَة مصغر بن نقير بنُون وقاف وَرَاء مصغر وَقيل بفاء أَبُو السَّلِيل بِفَتْح السِّين وَكسر اللَّام هُوَ ضريب بن نثير الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 [1652] الْإِمَارَة بِكَسْر الْهمزَة الْولَايَة وكلت فِي نُسْخَة أكلت بِالْهَمْزَةِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 [1635] الْيَمين على نِيَّة المستحلف بِكَسْر اللَّام وَهُوَ مَحْمُول على الْحلف باستحلاف القَاضِي فَلَا يَنْفَعهُ التورية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 [1654] كَانَ لِسُلَيْمَان عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام سِتُّونَ امْرَأَة وَفِي رِوَايَة سَبْعُونَ وَفِي أُخْرَى تسعون وَفِي غير مُسلم مائَة وَفِي تَارِيخ بن عَسَاكِر ألف امْرَأَة قَالَ النَّوَوِيّ وَلَيْسَ بمتعارض لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي ذكر الْقَلِيل نفي الْكثير لأطوفن فِي نُسْخَة لأطيفن يُقَال طَاف بالشَّيْء يطوف بِهِ وأطاف بِهِ يطِيف لُغَتَانِ إِذا دَار حوله وَهُوَ هُنَا كِنَايَة عَن الْجِمَاع فَولدت نصف إِنْسَان قَالَ النَّوَوِيّ قيل هُوَ الْجَسَد الَّذِي ألْقى الله على كرسيه لَو كَانَ اسْتثْنى لولدت قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُوحِي إِلَيْهِ بذلك فِي حق سُلَيْمَان لَا أَن كل من فعل هَذَا يحصل لَهُ هَذَا فَقَالَ لَهُ صَاحبه قيل هُوَ الْملك وَقيل القرين وَقيل صَاحب لَهُ آدَمِيّ وَنسي ضَبطه الْأَئِمَّة بِضَم النُّون وَتَشْديد السِّين دركا بِفَتْح الرَّاء اسْم من الْإِدْرَاك أَي لحَاقًا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 [1655] لِأَن يلج بِفَتْح لَام لِأَن وَهِي لَام الْقسم ويلج بِفَتْح الْيَاء وَاللَّام وَتَشْديد الْجِيم أَي يصر آثم بِالْمدِّ ومثلثة أَي أَكثر إِثْمًا [1656] قَالَ فأوف بِنَذْرِك زَاد الدَّارَقُطْنِيّ فاعتكف عمر لَيْلَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 [1657] مَا يسوى هَذَا فِي نُسْخَة مَا يُسَاوِي وَهُوَ الْمَعْرُوف لُغَة وَالْأول لحن من بعض الروَاة قَالَه النَّوَوِيّ من لطم مَمْلُوكه أَو ضربه فكفارته أَن يعتقهُ هَذَا على النّدب بِالْإِجْمَاع ومحمول على غير التَّعْلِيم وَالْأَدب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 [1658] خَادِم وَاحِدَة أَي جَارِيَة وَالْخَادِم يُطلق على الذّكر وَالْأُنْثَى بِغَيْر هَاء عجز عَلَيْك إِلَّا حر وَجههَا مَعْنَاهُ عجزت وَلم تَجِد أَن تضرب إِلَّا حر وَجههَا وحر الْوَجْه صفحته وَمَا رق من بَشرته وحر كل شَيْء أفضله وأرفعه فَأمرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن نعتقها قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على أَنهم رَضوا بذلك وَإِلَّا فاللطمة إِنَّمَا كَانَت من وَاحِد مِنْهُم أما علمت أَن الصُّورَة مُحرمَة فِيهِ إِشَارَة إِلَى مَا صرح بِهِ فِي الحَدِيث ألآخر إِذا ضرب أحدكُم العَبْد فليجتنب الْوَجْه وَذَلِكَ إِكْرَاما لَهُ وَلِأَنَّهُ فِيهِ محَاسِن الْإِنْسَان وأعضاءه اللطيفة وَإِذا حصل فِيهِ شين أَو أثر كَانَ أقبح الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 [1659] مُحَمَّد بن حميد المعمري سمي بذلك لِأَنَّهُ رَحل إِلَى معمر بن رَاشد وَقيل لِأَنَّهُ كَانَ يتتبع أَحَادِيث معمر [1660] نَبِي التَّوْبَة قَالَ القَاضِي سمي بذلك لِأَنَّهُ بعث بِقبُول التَّوْبَة بالْقَوْل والاعتقاد وَكَانَت تَوْبَة من قبلنَا بقتل أنفسهم قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد بِالتَّوْبَةِ الْإِيمَان وَالرُّجُوع من الْكفْر الى الْإِسْلَام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 [1661] كَانَت حلَّة لِأَن الْحلَّة عِنْد الْعَرَب ثَوْبَان وَلَا تطلق على ثوب وَاحِد وَبَين رجل قيل إِنَّه بِلَال فِيك جَاهِلِيَّة أَي هَذَا التَّعْبِير من أَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة وَيَنْبَغِي للْمُسلمِ أَن لَا يكون فِيهِ شَيْء من أَخْلَاقهم هم إخْوَانكُمْ أَي المماليك [1662] وَكسوته بِكَسْر الْكَاف وَضمّهَا [1663] مشفوها أَي قَلِيلا لِأَن الشفاه كثرت عَلَيْهِ حَتَّى صَار قَلِيلا أَكلَة بِالضَّمِّ وَهِي اللُّقْمَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 [1666] مزهد بِضَم الْمِيم وَسُكُون الزَّاي أَي قَلِيل المَال الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 [1667] نعما بِكَسْر النُّون وَالْعين وبكسرها وَسُكُون الْعين وَبِفَتْحِهَا وَكسر الْعين وَالْمِيم الْمُشَدّدَة فِي جَمِيع ذَلِك لإدغام مَا فِي مِيم نعم أَي نعم شَيْئا هُوَ وَرُوِيَ نعما بِضَم النُّون منونا أَي لَهُ مَسَرَّة وقرة عين لَا وكس أَي بخس وَلَا شطط أَي جور [1668] فجزأهم بتَشْديد الزَّاي وتخفيفها أَي قسمهم وَقَالَ لَهُ قولا شَدِيدا وَفسّر فِي رِوَايَة بِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَو علمنَا مَا صلينَا عَلَيْهِ أَن رجلا من الْأَنْصَار هُوَ أَبُو مَذْكُور الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 [997] أعتق غُلَاما لَهُ اسْمه يَعْقُوب عَن دبر أَي قَالَ لَهُ أَنْت حر بعد موتِي فَاشْتَرَاهُ بن النحام قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول قَالُوا وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب النحام لِأَنَّهُ هُوَ المُشْتَرِي وَهُوَ نعيم وَهُوَ بِفَتْح النُّون والحاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَسمي بذلك لقَوْل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دخلت الْجنَّة فَسمِعت فِيهَا نحمة نعيم وَهُوَ الصَّوْت وَقيل السّلْعَة قيل النحنحة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 [1669] محيصة وحويصة بتَشْديد الْيَاء فيهمَا وتخفيفهما وَالتَّشْدِيد أشهر كبر أَي ليَتَكَلَّم أكبر مِنْك الْكبر فِي السن هُوَ مَنْصُوب بإضمار يُرِيد وَفِي نُسْخَة للكبي بِاللَّامِ أتحلفون أَي الْوَارِث مِنْكُم فتبرئكم يهود أَي تَبرأ إِلَيْكُم من دعواكم وَقيل مَعْنَاهُ يخلصونكم من الْيَمين بِأَن يحلفوا يقسم خَمْسُونَ مِنْكُم على رجل مِنْهُم قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مِمَّا يجب تَأْوِيله لِأَن الْيَمين إِنَّمَا تكون على الْوَارِث خَاصَّة لَا على غَيره من الْقَبِيلَة وَالْمعْنَى يُؤْخَذ مِنْكُم خَمْسُونَ يَمِينا والحالف هم الْوَرَثَة قلت بِخَط الصريفيني يقسم خَمْسُونَ مِنْكُم وَهَذِه وَاضِحَة لَا تحْتَاج الى دَلِيل فَيدْفَع برمتِهِ بِضَم الرَّاء وَهِي الْحَبل الَّذِي يرْبط فِي رَقَبَة الْقَاتِل وَيسلم فِيهِ إِلَى ولي الْقَتِيل فوداه بتَخْفِيف الدَّال أَي دفع دِيَته مربدا بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْبَاء الْموضع الَّذِي تحبس فِيهِ الْإِبِل فركضتني أَي رفستني فِي شربة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالرَّاء وَهُوَ حَوْض يكون فِي أصل النَّخْلَة فَرِيضَة من تِلْكَ الْفَرَائِض أَي نَاقَة من تِلْكَ النوق الْمَفْرُوضَة فِي الدِّيَة قَالَ النَّوَوِيّ وَأما قَول الْمَازرِيّ المُرَاد بالفريضة الهرمة فقد غلطوه فِيهِ من إبل الصَّدَقَة قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ بعض الْعلمَاء هَذِه الْجُمْلَة غلط من الروَاة لِأَن الصَّدَقَة الْمَفْرُوضَة لَا تصرف هَذَا الْمصرف بل هِيَ لأصناف سَمَّاهَا الله تَعَالَى وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق الْمروزِي من أَصْحَابنَا يجوز صرفهَا من إبل الصَّدَقَة لهَذَا الحَدِيث فَأخذ بِظَاهِرِهِ وَقَالَ جُمْهُور أَصْحَابنَا وَغَيرهم مَعْنَاهُ اشْتَرَاهَا من أهل الصَّدَقَة بعد أَن ملكوها ثمَّ دَفعهَا تَبَرعا إِلَى أهل الْقَتِيل أَو فَقير بِلَفْظ الْفَقِير من الْآدَمِيّين وَهِي الْبِئْر الْقَرِيبَة القعر الواسعة الْفَم وَقيل الحفرة الَّتِي تكون حول النّخل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 [1671] من عرينة بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء وياء تحتية وَنون وهاء قَبيلَة مَعْرُوفَة فاجتووها بِالْجِيم والمثناة فَوق أَي استوخموها من الجوى وَهُوَ دَاء فِي الْجوف على الرعاء بِضَم الرَّاء وَفِي نُسْخَة الرعاء بِالْكَسْرِ وَالْمدّ وهما لُغَتَانِ فِي جمع رَاع وسمل أَي فَقَأَ وَفِي نُسْخَة وَسمر بالراء وَالْمِيم المخففة أَي كحل بالمسمار بلقاح جمع لقحة بِكَسْر اللَّام وَفتحهَا وَهِي النَّاقة ذَات الدّرّ وَلم يحسمهم أَي لم يكوهم الموم بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَهُوَ البرسام بِكَسْر الْبَاء نوع من اختلال الْعقل وَيُطلق على ورم الرَّأْس وورم الصَّدْر وَهُوَ سرياني مُعرب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 [1672] أوضاح بالضاد الْمُعْجَمَة قطع فضَّة رَمق هُوَ بَقِيَّة الْحَيَاة وَالروح القليب الْبِئْر [1673] يعلى بن منية هِيَ أمة أَو بن أُميَّة هُوَ أَبوهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 [1674] أَن أَجِيرا ليعلى قَالَ الْحفاظ هَذَا هُوَ الصَّحِيح الْمَعْرُوف أَن المعضوض هُوَ أجِير ليعلى لَا يعلى يقضم بِفَتْح الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي يعَض الْفَحْل بِالْحَاء أَي من الْإِبِل وَغَيرهَا [1673] ادْفَعْ يَديك حَتَّى يعضها ثمَّ انتزعها قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ المُرَاد بِهَذَا أمره بذلك وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ الْإِنْكَار عَلَيْهِ أَي أَنَّك لَا تدع يدك فِي فِيهِ يعضها فَكيف تنكر عَلَيْهِ أَن ينتزع يَده من فِيك وتطالبه بِمَا جنى فِي جذبه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 [1675] أَن أُخْت الرّبيع بِضَم الرَّاء وَفتح الْبَاء وَتَشْديد الْيَاء جرحت فِي البُخَارِيّ أَن الرّبيع نَفسهَا هِيَ الْجَارِحَة الْقصاص الْقصاص بنصبهما أَي أَدّوا فَقَالَت أم الرّبيع بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْبَاء وَسُكُون الْيَاء وَفِي البُخَارِيّ ان الْقَائِل أنس بن النَّضر قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء الْمَعْرُوف الرِّوَايَات وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ الْقصاص كتاب الله أَي وُجُوبه فِي السن حكم كِتَابه وَهُوَ قَوْله تَعَالَى وَالسّن بِالسِّنِّ الْمَائِدَة45 قَالَت لَا وَالله لَا يقْتَصّ مِنْهَا أبدا قَالَ النَّوَوِيّ لَيْسَ مَعْنَاهُ رد حكم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بل المُرَاد الرَّغْبَة إِلَى مُسْتَحقّ الْقصاص فِي الْعَفو وَإِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الشَّفَاعَة فِيهِ لَأَبَره أَي لَا يحنثه لكرامته عَلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 [1676] والتارك لدينِهِ المفارق للْجَمَاعَة هُوَ الْمُرْتَد قَالُوا وَيدخل فِيهِ الْخَارِجِي والباغي [1677] بن آدم الأول هُوَ قابيل الَّذِي قتل أَخَاهُ هابيل كفل بِكَسْر الْكَاف الْجُزْء والنصيب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 [1678] أول مَا يقْضى بَين النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي الدِّمَاء قَالَ النَّوَوِيّ لَا يُخَالف حَدِيث أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد صلَاته لِأَن هَذَا فِيمَا بَين العَبْد وَبَين الله وَذَاكَ فِيمَا بَين الْعباد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 [1679] إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ هَذَا فِي حجَّة الْوَدَاع وَكَانُوا قبل يقدمُونَ ويؤخرون فِي التَّحْرِيم وَهُوَ النسيء فصادف تِلْكَ السّنة تَحْرِيم ذِي الْحجَّة وَرُجُوع الْمحرم إِلَى مَوْضِعه وَذُو الْقعدَة بِفَتْح الْقَاف فِي الْأَشْهر وَذُو الْحجَّة بِكَسْر الْحَاء فِي الْأَشْهر رَجَب شهر مُضر أَضَافَهُ إِلَيْهِم لأَنهم كَانَ بَينهم وَبَين ربيعَة اخْتِلَاف فِيهِ فَكَانَت مُضر تَجْعَلهُ هَذَا الْمَعْرُوف وَرَبِيعَة تَجْعَلهُ رَمَضَان وَقيل لأَنهم كَانُوا يعظمونه أَكثر من غَيرهم وَقيل إِن الْعَرَب كَانَت تسمي رَجَب وَشَعْبَان الرجبين انكفأ بِهَمْزَة أَي انْقَلب أملحين تَثْنِيَة أَمْلَح وَهُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد وَالْبَيَاض أَكثر جزيعة وَضم الْجِيم وَفتح الزَّاي وبفتح الْجِيم وكسرالزاي وَهِي الْقطعَة من الْغنم تَصْغِير جزعة بِكَسْر الْجِيم وَهِي الْقَلِيل من الشَّيْء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 [1680] بنسعة بِكَسْر النُّون وَسُكُون السِّين ثمَّ عين مهملتين حَبل من جُلُود مضفور تختبط أَي نجمع الْخبط وَهُوَ ورق الشّجر بِأَن يضْرب الشّجر بِالْعِصِيِّ فَيسْقط ورقه فَيجمع علفا على قرنه أَي جَانب رَأسه إِن قَتله فَهُوَ مثله قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح فِي تَأْوِيله أَنه مثله فِي أَنه لَا فضل وَلَا منَّة لأَحَدهمَا على الآخر لِأَنَّهُ استوفى حَقه مِنْهُ بِخِلَاف مالو عَفا عَنهُ فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ الْفضل والْمنَّة وجزيل الثَّوَاب وَجَمِيل الثَّنَاء وَقيل فَهُوَ مثله فِي أَنه قَاتل وَإِن اخْتلفَا فِي التَّحْرِيم وَالْإِبَاحَة ولكنهما اسْتَويَا فِي طَاعَة الْغَضَب ومتابعة الْهوى وَأطلق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا اللَّفْظ وَفِيه إِيهَام لمقصود صحييح وَهُوَ أَن الْوَلِيّ رُبمَا خَافَ فَعَفَا وَالْعَفو مَطْلُوب تبوء بإثمك وإثم صَاحبك فَقيل مَعْنَاهُ يحمل إِثْم الْمَقْتُول لإتلافه روحه وإثم الْوَلِيّ لكَونه فجعه فِي أَخِيه الْقَاتِل والمقتول فِي النَّار هُوَ أَيْضا من بَاب الْإِيهَام وإيراده غَيرهمَا وَهُوَ مَا إِذا التقى المسلمان بسيفهما للْمصْلحَة الْمَذْكُورَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 [1681] بغرة بِالتَّنْوِينِ عبد أَو أمة بدل مِنْهُ وَضَبطه بَعضهم بِإِضَافَة غرَّة إِلَى عبد والغرة عِنْد الْعَرَب أنفس الشَّيْء وأطلقت هُنَا على الْإِنْسَان لِأَن الله خلقه فِي أحسن تَقْوِيم بني لحيان بِكَسْر اللَّام الَّتِي قضى عَلَيْهَا بالغرة أَي لَهَا وَهِي الْمَجْنِي عَلَيْهَا أم الْجَنِين يطلّ ضبط بِضَم الْمُثَنَّاة تَحت وَتَشْديد اللَّام مضارع أَي يهدر وَلَا يضمن وَضم الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف اللَّام مَاض من الْبطلَان وَهُوَ بِمَعْنَاهُ أَيْضا من أجل سجعه إِنَّمَا ذمه لِأَنَّهُ عَارض بِهِ حكم الشَّرْع وَإِلَّا فالسجع الَّذِي لَا مُعَارضَة فِيهِ لحكم الشَّرْع حسن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 [1682] ضَرَّتهَا قَالَ أهل اللُّغَة كل وَاحِدَة من زَوْجَتي الرجل ضرَّة لِلْأُخْرَى سميت بذلك لحُصُول الْمُضَاربَة بنهما فِي الْعَادة وتضر كل وَاحِدَة بِالْأُخْرَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 [1683] فِي ملاص الْمَرْأَة بِكَسْر الْمِيم وَتَخْفِيف اللَّام وصاد مهملةوفي نُسْخَة إملاص بِالْهَمْزَةِ الْمَكْسُورَة وَهُوَ الْمَعْرُوف على أَنه إِلْقَاء الْجَنِين قبل أَوَانه وَأما الملاص فَهُوَ الْجَنِين نَفسه [1685] الْمِجَن بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْجِيم اسْم لكل مَا يستجن بِهِ أَي يسْتَتر حجفة بفت الْحَاء وَالْجِيم الدرقة وَهِي مجرورة على الْبَدَل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 [1687] لعن الله السَّارِق هَذَا من لعن الْجِنْس من العصاة وَهُوَ جَائِز بِخِلَاف لعن الْمعِين مِنْهُم إِنَّه لَا يجوز يسرق الْبَيْضَة فتفطع يَده وَيسْرق الْحَبل فتفطع يَده أَي يجره من سَرقَة الْقَلِيل إِلَى سرقةالكثير عَادَة فَيُؤَدِّي الى قطعه وَمِنْهُم من أَوله على بَيْضَة الْحَدِيد وحبل السَّفِينَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 [1688] الْمَرْأَة المخزومية اسْمهَا فَاطِمَة حب بِكَسْر الْحَاء أَي مَحْبُوب كَانَت امْرَأَة مخزومية تستعير الْمَتَاع وتجحده ذكرت الْعَارِية للتعريف بوصفها لَا أَنَّهَا سَبَب الْقطع وَقد صرح فِي سَائِر الرِّوَايَات بِأَنَّهَا سرقت وَقطعت بِسَبَب السّرقَة وَأخذ أَحْمد بِظَاهِر الحَدِيث فَقَالَ يجب الْقطع على من جحد الْعَارِية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 [1690] فقد جعل الله لَهُنَّ سَبِيلا إِشَارَة إِلَى قَوْله تَعَالَى فأمسكوهن فِي الْبيُوت حَتَّى يتوفاهن الْمَوْت أَو يَجْعَل الله لَهُنَّ سَبِيلا النِّسَاء15 فَبين صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن هَذَا هُوَ ذَاك السَّبِيل الْبكر بالبكر لَيْسَ هَذَا على سَبِيل الِاشْتِرَاط لِأَن الْبكر يجلد ويغرب سَوَاء زنا ببكر أَو ثيب وحد الثّيّب الرَّجْم سَوَاء زنا بثيب أَو بكر فَهُوَ شَبيه بالتقييد الَّذِي يخرج على الْغَالِب كرب بِضَم الْكَاف وَكسر الرَّاء وَتَربد لَهُ وَجهه أَي علته ربدة وَهُوَ تغير الْبيَاض إِلَى السوَاد وَذَلِكَ لعظم موقع الْوَحْي قَالَ تَعَالَى إِنَّا سنلقي عَلَيْك قولا ثقيلا المزمل5 ثمَّ رجم بِالْحِجَارَةِ قَالَ النَّوَوِيّ التَّقْيِيد بِالْحِجَارَةِ للاستحباب وَلَو رجم بغَيْرهَا جَازَ وَهُوَ شَبيه بالتقييد بهَا فِي الِاسْتِنْجَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 [1691] أَو كَانَ الْحَبل هَذَا مَذْهَب عمر وَحده وَأكْثر الْعلمَاء على أَنه لَا حد عَلَيْهَا بِمُجَرَّد ظُهُور الْحَبل مُطلقًا ثنى ذَلِك بتَخْفِيف النُّون أَي كَرَّرَه أذلقته الْحِجَارَة بذال مُعْجمَة وقاف أَي أَصَابَته بحدها الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 [1692] أعضل بالضاد الْمُعْجَمَة أَي مشتد الْخلق فَلَعَلَّ أَي قبلت وَنَحْوه الْأُخَر بِهَمْزَة مَقْصُورَة وخاء مَكْسُورَة أَي الأرذل الْأَبْعَد اللَّئِيم الشقي وَمرَاده نَفسه كنبيب التيس صَوته عِنْد السفاد يمنح بِفَتْح الْيَاء وَالنُّون أَي يُعْطي الكثبة بِضَم الْكَاف وَسُكُون الْمُثَلَّثَة الْقَلِيل من اللَّبن ذِي عضلات بِفَتْح الْعين وَالضَّاد جمع عضلة وَهِي كل لحْمَة صلبة مكتنزة ينب بِفَتْح الْيَاء وَكسر النُّون وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة جعلته نكالا أَي عظة وعبرة لمن بعده بِمَا أصيبه من الْعقُوبَة ليمتنعوا من تِلْكَ الْفَاحِشَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 [1694] والخزف هُوَ فلق الفخار المكسر عرض الْحرَّة بِضَم الْعين أَي جَانبهَا بجلاميد الْحرَّة أَي الْحِجَارَة الْكِبَار وَاحِدهَا جلمد فتح الْجِيم وَالْمِيم وجلمود بضَمهَا حتىسكت رُوِيَ بِالتَّاءِ وَالنُّون أَي مَاتَ فَمَا اسْتغْفر لَهُ وَلَا سبه أما عدم السب لِأَن الْحَد كَفَّارَة لَهُ وتطهير وَأما عدم الاسْتِغْفَار فلئلا يغتر غَيره فَيَقَع فِي الزِّنَا اتكالا على استغفاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 [1695] فيمَ أطهرك أَي بِسَبَب مَاذَا غامد بغين مُعْجمَة ودال مُهْملَة بطن من جُهَيْنَة فكفلها أَي قَامَ بمؤنتها ومصالحها وَلَيْسَ من الْكفَالَة الَّتِي هِيَ بِمَعْنى الضَّمَان فَقَالَ إِلَيّ رضاعه أَي كفَالَته وتربيته وَسَماهُ رضَاعًا مجَازًا لِأَنَّهُ إِنَّمَا وَقع ذَلِك بعد فطامه كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى إِمَّا لَا بِكَسْر الْهمزَة وَتَشْديد الْمِيم وبالإمالة أَي إِذا أَبيت أَن تستري على نَفسك وتتوبي فتنضح الدَّم رُوِيَ بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالمعجمة أَي ترشش وانصب فصلى عَلَيْهَا بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل وللمفعول الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 [1696] فشدت عَلَيْهَا ثِيَابهَا فِي أَكثر الْأُصُول فشكت بِالْكَاف وَهُوَ بِمَعْنَاهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 [1697] أنْشدك بِفَتْح الْهمزَة وَضم الشين أَي أَسأَلك رَافعا نشيدتي أَي صوتي عسيفا بِعَين وسين مهملتين أَي أَجِيرا رد أَي مَرْدُود أنيس هُوَ بن الضَّحَّاك الْأَسْلَمِيّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 [1699] وَنُحَمِّمهُمَا بميمين أَي نسود وُجُوههمَا بالحمم بِضَم الْحَاء وَفتح الْمِيم وَهُوَ الفحم وَرُوِيَ نحملهما بِالْحَاء أَي نحملهما على جمل وَرُوِيَ نجملهما بجيم مَفْتُوحَة أَي نجعلهما جَمِيعًا على الْجمل [1701] ورجلا من الْيَهُود وَامْرَأَته أَي صاحبته الَّتِي زنى بهَا وَلم يرد زَوجته وَرُوِيَ بِامْرَأَة بِلَا ضمير [1703] فَتبين زنَاهَا أَي تحَققه وَلَا تَثْرِيب بِالْمُثَلثَةِ والتثريب التوبيخ واللوم على الذَّنب قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ أَنه لَا يوبخ الزَّانِي بل يُقَام عَلَيْهِ الْحَد فَقَط الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 [1706] بجريدتين أَي مفردتين وَقيل مجموعتين فَقَالَ عبد الرَّحْمَن أخف الْحُدُود بِالنّصب أَي اجلده وَفِي الْمُوَطَّأ أَن عليا هُوَ الَّذِي أَشَارَ بذلك وَلَا مَانع من اجْتِمَاعهمَا عَلَيْهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 [1707] فَقَالَ الْحسن يَعْنِي بن عَليّ ول حارها من تولى قارها الْحَار الشَّديد الْمَكْرُوه والقار الْبَارِد الهنيء الطّيب وَهَذَا مثل من أَمْثَال الْعَرَب قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره مَعْنَاهُ ول شدتها وأوساخها من تولى هنيئها ولذاتها قَالَ النَّوَوِيّ وَالضَّمِير عَائِد إِلَى الْخلَافَة أَو الْولَايَة أَي كَمَا تولىعثمان الْخلَافَة بتولى نكدها وقاذوراتها قلت وَكَثِيرًا مَا كَانَ الصَّحَابَة والتابعون فَمن بعدهمْ يمتنعون من الْفتيا ويتمثلون بذلك عُمَيْر بن سعيد بِإِثْبَات الْيَاء فيهمَا وصحف من حذفهما مِنْهُمَا أَو من أَحدهمَا وديته بتَخْفِيف الدَّال أَي غرمت دِيَته لم يسنه أَي لم يقدر فِيهِ حدا مضبوطا [1708] لَا يجلد أحد رُوِيَ بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل وللمفعول فَوق عشرَة أسواط أَخذ بِظَاهِرِهِ أَحْمد وَأَشْهَب وَبَعض أَصْحَابنَا فَقَالُوا لَا تجوز الزِّيَادَة فِي التَّعْزِير على عشرَة أسواط والمجوزون قَالُوا إِن الحَدِيث مَنْسُوخ وتأوله بعض الْمَالِكِيَّة على انه كَانَ مُخْتَصًّا بزمنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ كَانَ يَكْفِي الْجَانِي مِنْهُم هَذَا الْقدر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 [1709] وفى بِالتَّخْفِيفِ وَلَا يعضه بِفَتْح الْيَاء وَالضَّاد الْمُعْجَمَة أَي لَا يرميه بِبُهْتَان وَقيل لَا يَأْتِي بنيميمة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 [1710] العجماء بِالْمدِّ كل حَيَوَان سوى الْآدَمِيّ لِأَنَّهَا لَا تَتَكَلَّم جرحها جَبَّار بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْبَاء أَي هدر قَالَ النَّوَوِيّ وهومحمول على مَا إِذا أتلفت شَيْئا بِالنَّهَارِ أوأتلفت بِاللَّيْلِ بِغَيْر تَفْرِيط من مَالِكهَا وَلَيْسَ مَعهَا أحد هَذَا مُرَاد الحَدِيث والبئر جَبَّار والمعدن جَبَّار أَي إِذا حفرهما فِي ملكه أَو موَات فَسقط بهما مار فَمَاتَ أَو اسْتَأْجر من يعْمل فيهمَا فوقعا عَلَيْهِ فَمَاتَ فَلَا ضَمَان [1711] وَلَكِن الْيَمين على الْمُدعى عَلَيْهِ زَاد الْبَيْهَقِيّ وَالْبَيِّنَة على الْمُدَّعِي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 [1714] أَلحن بحجته بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي أبلغ وَأعلم بهَا جلبة بِفَتْح الْجِيم وَاللَّام وَالْمُوَحَّدَة اخْتِلَاط الْأَصْوَات فليحملها أَو ليذرها لَيْسَ مَعْنَاهُ التَّخْيِير بل التهديد والوعيد لجبة بِتَقْدِيم اللَّام على الْجِيم بِمَعْنى جلبة وَكَأَنَّهُ مقلوب مِنْهُ من أهل خبائك قَالَ القَاضِي أَرَادَت ب أهل خبائه نَفسه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَكنت عَنهُ بِأَهْل الخباء إجلالا لَهُ قَالَ وَيحْتَمل أَن تُرِيدُ أهل بَيته والخباء يعبر بِهِ عَن مسكن الرجل وداره فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَيْضًا أَي ستزيدين من ذَلِك ويتمكن الْإِيمَان من قَلْبك وَيزِيد حبك لله وَلِرَسُولِهِ وأصل هَذِه اللَّفْظَة آض يئيض أَيْضا إِذا رَجَعَ مسيك بِوَزْن صديق وبوزن كريم أَي شحيح بخيل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 [1715] إِن الله يرضى لكم ثَلَاثًا وَيكرهُ لكم ثَلَاثًا قَالَ الْعلمَاء الرضى والسخط وَالْكَرَاهَة من الله تَعَالَى المُرَاد بهَا أمره وَنَهْيه أَو ثَوَابه وعقابه أَن تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا قَالَ النَّوَوِيّ هَاتَانِ ثِنْتَانِ وَعِنْدِي أَنَّهُمَا وَاحِدَة وَالثَّالِثَة قَوْله وَلَا تفَرقُوا وَأَن تعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا هُوَ التَّمَسُّك بعهده وَاتِّبَاع كِتَابه وَلَا تفَرقُوا هُوَ أَمر بِلُزُوم جمَاعَة الْمُسلمين وَيكرهُ لكم قيل وَقَالَ هُوَ الْخَوْض فِي أَخْبَار النَّاس وحكايات مَا لَا يَعْنِي من أَحْوَالهم وتصرفاتهم وَاخْتلف فِي حَقِيقَة هذَيْن اللَّفْظَيْنِ فَقيل فعلان ماضيان وَقيل اسمان مجروران منونان قلت إِنَّمَا يَأْتِي هَذَا فِي رِوَايَة وَنهى عَن ثَلَاث قيل وَقَالَ وَكَثْرَة السُّؤَال قيل المُرَاد التنطع فِي الْمسَائِل والإكثار من السُّؤَال عَمَّا لم يَقع وَلَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْحَاجة وَقيل المُرَاد سُؤال النَّاس أموالم وَمَا فِي أَيْديهم وَقيل المُرَاد كَثْرَة سُؤال الْإِنْسَان عَن حَاله وتفاصيل أمره وإضاعة المَال هُوَ صرفه فِي غير وجوهه الشَّرْعِيَّة وتعريضه للتلف الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 [593] ووأد الْبَنَات بِالْهَمْز هُوَ دفنهن فِي حياتهن فيمتن تَحت التُّرَاب وَمِنْهَا وهات أَي منع مَا توجب على الْإِنْسَان من الْحُقُوق وَطلب مَا لَا يسْتَحقّهُ [1716] إِذا حكم الْحَاكِم قَالَ النَّوَوِيّ أجمع الْمُسلمُونَ على أَن هَذَا الحَدِيث فِي حَاكم عَالم أهل للْحكم فَلهُ أَجْرَانِ أجر بِاجْتِهَادِهِ وَأجر بإصابته ثمَّ أَخطَأ فَلهُ أجر بِاجْتِهَادِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 [1718] من أحدث فِي أمرنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رد أَي مَرْدُود بِمَعْنى بَاطِل غير مُعْتَد بِهِ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة من قَوَاعِد الْإِسْلَام وَهُوَ من جَوَامِع كَلمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رد الْبدع والمخترعات الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 [1719] أَلا أخْبركُم بِخَير الشُّهَدَاء الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ قبل أَن يسْأَلهَا هُوَ مَحْمُول على من عِنْده شَهَادَة لإِنْسَان بِحَق وَذَلِكَ الْإِنْسَان لَا يعلم أَنه شَاهد فَيَأْتِي إِلَيْهِ فيخبره أَنه شَاهد لَهُ وَقيل على شَهَادَة الْحِسْبَة فِي حُقُوق الله تَعَالَى قَالُوا وَلَيْسَ هَذَا مناقضا للْحَدِيث الآخر فِي ذمّ من يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قبل أَن يستشهد فِي قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يشْهدُونَ وَلَا يستشهدون فَإِن ذَلِك مَحْمُول على من عِنْده شَهَادَة لآدَمِيّ عَالم بِأَنَّهُ شَاهد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 [1720] فَقَالَت الصُّغْرَى لَا يَرْحَمك الله مَعْنَاهُ لَا تشقه وَتمّ الْكَلَام ثمَّ استأنفت يَرْحَمك الله قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء وَيسْتَحب أَن يُقَال فِي مثل هَذَا بِالْوَاو فَيُقَال ويرحمك الله فَقضى بِهِ للصغرى قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل كَيفَ حكم سُلَيْمَان بعد حكم دَاوُد عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي الْقَضِيَّة الْوَاحِدَة وَنقض حكمه والمجتهد لَا ينْقض حكم الْمُجْتَهد فَالْجَوَاب لَعَلَّه كَانَ فِي شرعهم نسخ الحكم إِذا رَفعه الْخصم إِلَى حَاكم آخر يرى خِلَافه أَو يكون سُلَيْمَان فعل ذَلِك حِيلَة فِي إِظْهَار الْحق فَلَمَّا أقرَّت بِهِ الْكُبْرَى عمل بإقرارها وَإِن كَانَ بعد الحكم المدية بِتَثْلِيث الْمِيم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 [1721] شرى الأَرْض أَي بَاعهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 [1722] اللّقطَة بِفَتْح الْقَاف علىالمشهور عفاصها بِكَسْر الْعين وبالفاء وبالصاد الْمُهْملَة الْوِعَاء الَّذِي يكون فِيهِ النَّفَقَة جلدا كَانَ أَو غَيره ووكاؤها بِالْمدِّ الْخَيط الَّذِي يشد بِهِ الْوِعَاء فشأنك بِالنّصب فضَالة الْغنم قَالَ الْأَزْهَرِي وَغَيره لَا يَقع اسْم الضَّالة إِلَّا على الْحَيَوَان وَأما الْأَمْتِعَة وَمَا سوى الْحَيَوَان فَيُقَال لَهُ لقطَة وَلَا يُقَال لَهُ ضَالَّة لَك أَو لأخيك أَو للذئب مَعْنَاهُ الْإِذْن فِي أَخذهَا مَعهَا سقاؤها مَعْنَاهُ أَنَّهَا تقوى على وُرُود الْمِيَاه وتشرب فِي الْيَوْم الْوَاحِد وتملأ أكراشها بِحَيْثُ يكفيها الْأَيَّام وحذاؤها بِالْمدِّ وَهُوَ أخفافها لِأَنَّهَا تقوى بهَا على السّير وَقطع المفاوز الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 [1723] وجدت صرة فِيهَا مائَة دِينَار الحَدِيث قَالَ القَاضِي هَذِه الرِّوَايَة فِي التَّعْرِيف ثَلَاث سِنِين مَحْمُولَة على الْوَرع وَزِيَادَة الْفَضِيلَة فقد أجمع الْعلمَاء على الِاكْتِفَاء بتعريف سنة وَلم يشرط أحد تَعْرِيف ثَلَاثَة أَعْوَام إِلَّا مَا رُوِيَ عَن عمر بن الْخطاب وَلَعَلَّه لم يثبت عَنهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 [1725] من آوى ضَالَّة فَهُوَ ضال أَي مفارق للصَّوَاب وَفِيه حناس تَامّ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 [1726] مشْربَته بِفَتْح الْمِيم وَفِي الرَّاء الضَّم وَالْفَتْح الغرفة فَإِنَّمَا تخزن لَهُم ضروع مَوَاشِيهمْ شبه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اللَّبن فِي الضَّرع بِالطَّعَامِ المخزون الْمَحْفُوظ فِي الخزانة فينتثل أَي ينتثر كُله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 [48] الضِّيَافَة ثَلَاثَة أَيَّام وجائزته يَوْم وَلَيْلَة قَالَ العلماءمعناه الاهتمام بِهِ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة وإتحافه بِمَا يُمكن من بر وألطاف وَأما فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث فيطعمه مَا تيَسّر وَلَا يزِيد على عَادَته يقريه بِفَتْح الْيَاء وَكَذَا يقرونه [1727] فَإِن لم يَفْعَلُوا فَخذ مِنْهُم حق الضَّيْف أَخذ اللَّيْث وَأحمد بِظَاهِرِهِ وَالْجُمْهُور حملوه على الْمُضْطَرين وَمِنْهُم من قَالَ الضِّيَافَة كَانَت وَاجِبَة فِي أول الْإِسْلَام ثمَّ نسخ وُجُوبهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 [1728] فَجعل يصرف زَاد فِي نُسْخَة بَصَره وَفِي أُخْرَى يضْرب بضاد مُعْجمَة وباء أَي يفعل ذَلِك متعرضا لشَيْء يدْفع بِهِ حَاجته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 [1729] فجمعنا مزاودنا فِي نُسْخَة تزاودنا بِكَسْر التَّاء وَفتحهَا كربضة العنز بِفَتْح الرَّاء وَحكي كسرهَا لُغَة لَا رِوَايَة أَي كمبركها وكقدرها وَهِي رابضة جربنَا بِضَم الرَّاء وسكونها جمع جراب بِكَسْر الْجِيم وَيُقَال بِفَتْحِهَا نُطْفَة بِضَم النُّون أَي قَلِيل من المَاء ندغفقه أَي نَصبه صبا شَدِيدا قَالَ الْمَازرِيّ فِي تَحْقِيق المعجزة فِي هَذَا إِنَّه كلما شرب أَو أكل مِنْهُ حزء خلق الله تَعَالَى جُزْء آخر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 [1730] وهم غَارونَ بالغين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء أَي غافلون أَو البته أَي أَو أَجْزم بذلك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 [1731] سَرِيَّة أَي هِيَ قِطْعَة من الْجَيْش تخرج مِنْهُ تغير وَترجع إِلَيْهِ قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ الْخَيل تبلغ أَرْبَعمِائَة وَنَحْوهَا وَسميت سَرِيَّة لِأَنَّهَا تسري بِاللَّيْلِ وتخفي ذهابها فعيلة بِمَعْنى فاعلة من سرى وَأسرى إِذا ذهب لَيْلًا وَلَا تغدروا بِكَسْر الدَّال وليدا هُوَ الصَّبِي ثمَّ ادعهم إِلَى الْإِسْلَام قَالَ الْمَازرِيّ لَيست ثمَّ هُنَا زَائِدَة بل دخلت لاستفتاح الْكَلَام بن هَيْصَم بِفَتْح الْهَاء وَالصَّاد الْمُهْملَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 [1734] يسرا وَلَا تعسرا وبشرا وَلَا تنفرا وتطاوعا وَلَا تختلفا قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا جمع فِي هَذِه الْأَلْفَاظ بَين الشَّيْء وضده لِأَن الْأَمر يصدق بِمرَّة أَو مَرَّات مَعَ فعل ضِدّه فِي سَائِر الْحَالَات وَالنَّهْي يَنْفِي الْفِعْل فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَهُوَ الْمَطْلُوب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 [1735] لكل غادر لِوَاء أَي عَلامَة يشْتَهر بهَا فِي النَّاس والغادر من وَاعد على أَمر وَلم يَفِ بِهِ واللواء الرَّايَة الْعَظِيمَة تكون لرئيس الْجَيْش وَيكون النَّاس تبعا لَهُ 1738 وَلَا غادر أعظم غدرا من أَمِير عَامَّة لِأَنَّهُ يتَعَدَّى ضَرَر غدره إِلَى خلق كثيرين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 [1739] الْحَرْب خدعة فِيهِ لُغَات أفصحها فتح الْخَاء وَسُكُون الدَّال وَالثَّانيَِة ضم الْخَاء وَسُكُون الدَّال وَالثَّالِثَة ضم الْخَاء وَفتح الدَّال وَقد صَحَّ فِي الحَدِيث جَوَاز الْكَذِب فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء أَحدهَا الْحَرْب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 [1741] وَلَا تَتَمَنَّوْا لِقَاء الْعَدو وَسَببه مَا فَهِيَ من صُورَة الْإِعْجَاب والاتكال على النَّفس والوثوق بِالْقُوَّةِ وَهُوَ نوع بغي وَقد ضمن الله لمن بغي عَلَيْهِ أَن ينصره وَلِأَنَّهُ يتَضَمَّن قلَّة الاهتمام بالعدو واحتقاره وَهَذَا يُخَالف الِاحْتِيَاط والحزم وتأوله بَعضهم على أَنه فِي صُورَة خَاصَّة وَهِي إِذا شكّ فِي الْمصلحَة وَحُصُول ضَرَر وَإِلَّا فالقتال كُله فَضِيلَة وَطَاعَة قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح الأول وَلِهَذَا تممه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بقوله وسلوا الله الْعَافِيَة وَهِي من الْأَلْفَاظ الْعَامَّة المتناولة لدفع جَمِيع المكروهات فِي الْبدن وَالْبَاطِن فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 [1742] وَاعْلَمُوا أَن الْجنَّة تَحت ظلال السيوف أَي ثَوَاب الله وَالسَّبَب الْموصل إِلَى الْجنَّة عِنْد الضَّرْب بِالسُّيُوفِ فِي سَبِيل الله وزلزلهم أَي أزعجهم وحركهم بالشدائد [1743] كَانَ يَقُول يَوْم أحد جَاءَ أَنه قَالَه يَوْم بدر أَيْضا إِنَّك إِن تشأ لَا تعبد المُرَاد بِهَذَا طلب النَّصْر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 [1745] سُئِلَ عَن الذَّرَارِي فِي نُسْخَة الدراري وَقَالَ القَاضِي إِنَّهَا تَصْحِيف وذراريهم بتَشْديد الْيَاء وتخفيفها أَي صبيانهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 [1746] حرق بتَشْديد الرَّاء البويرة بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة مَوضِع نخل بني النَّضِير لينَة هِيَ أَنْوَاع التَّمْر كلهَا إِلَّا الْعَجْوَة وَقيل كرام النّخل وَقيل كل الْأَشْجَار للينها سراة بني لؤَي بِفَتْح السِّين أَشْرَافهم مستطير أَي منتشر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 [1747] بضع امْرَأَة بِضَم الْبَاء فرجهَا خلفات بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر اللَّام هِيَ الْحَوَامِل فأدنى للقرية قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول فأدنى رباعي فإمَّا أَن يكون تعديه لدنا أَي قرب وَمَعْنَاهُ أدنى جيوشه وجموعه للقرية وَأما أَن يكون أدنى بِمَعْنى حَان أَي قرب فتحهَا من قَوْلهم أدنت النَّاقة أَي حَان نتاجها وَلم يقولوه فِي غير النَّاقة فحبست عَلَيْهِ قَالَ القَاضِي اخْتلف فِي حبس الشَّمْس الْمَذْكُور هُنَا فَقيل ردَّتْ على أدراجها وَقيل وقفت وَلم ترد وَقيل بطيء تحركها قَالَ وَيُقَال إِن الَّذِي حبست عَلَيْهِ الشَّمْس يُوشَع بن نون قَالَ وَقد رُوِيَ أَن نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حبست لَهُ الشَّمْس مرَّتَيْنِ إِحْدَاهمَا يَوْم الخَنْدَق حِين شغلوا عَن صَلَاة الْعَصْر حَتَّى غربت الشَّمْس فَردهَا الله تَعَالَى حَتَّى صلوا الْعَصْر ذكر ذَلِك الطَّحَاوِيّ وَقَالَ رُوَاته ثِقَات وَالثَّانيَِة صَبِيحَة لَيْلَة الْإِسْرَاء حِين انْتظر العير الَّتِي أخبر بوصولها مَعَ شروق الشَّمْس ذكره يُونُس بن بكير فِي زياداته على سيرة بن إِسْحَاق وَهُوَ بالصعيد يَعْنِي وَجه الأَرْض الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 [1748] لَا غناء لَهُ بِفَتْح الْغَيْن وَالْمدّ وَهُوَ الْكِفَايَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 [1749] فَكَانَت سُهْمَانهمْ اثْنَا عشر كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول على لُغَة إِن هَذَانِ وَفِي بَعْضهَا اثْنَي عشر [1750] وَالْخمس فِي ذَلِك وَاجِب كُله بِالْجَرِّ توكيدا ل ذَلِك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 [1751] جَوْلَة بِفَتْح الْجِيم أَي انهزاما حَبل عَاتِقه هُوَ مَا بَين الْعُنُق والكتف سلبه بِفَتْح اللَّام لَا يعمد ضبط بِالْيَاءِ وَالنُّون وَكَذَا قَوْله فيعطيك مخرفا بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وَرُوِيَ بِكَسْر الرَّاء وَهُوَ الْبُسْتَان وَقيل هِيَ نخلات يسيرَة فِي بني سَلمَة بِكَسْر اللَّام تأثلته بمثلثة بعد الْألف أَي أقتنيته وتأصلته أصيبغ رُوِيَ بالصَّاد الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة قيل هُوَ نوع من الطير شبهه بِهِ فِي الضعْف وَقيل وَصفه بذلك لتغير لَونه أَو لمهانته وحقارته وبالضاد الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة تَصْغِير ضبع على غير قِيَاس كَأَنَّهُ لما وصف أَبَا قَتَادَة بِأَنَّهُ أَسد صغر هَذَا بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ وَشبهه بالضبع لضعف افتراسها وَمَا تُوصَف بِهِ من الْعَجز والحمق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 354 [1752] أضلع مِنْهُمَا بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْعين أَي أقوى لَا يُفَارق سوَادِي سوَاده أَي شخصي شخصه حَتَّى يَمُوت الأعجل منا أَي الْأَقْرَب أَََجَلًا يَزُول بالزاي وَالْوَاو أَي يَتَحَرَّك وينزعج وَلَا يسْتَقرّ على حَالَة وَلَا فِي مَكَان وَرُوِيَ يرفل بالراء وَالْفَاء أَي يسبل ثِيَابه أَو درعه وَقضى بسلبه لِمعَاذ بن عَمْرو بن الجموح قَالَ أَصْحَابنَا لِأَنَّهُ أثخنه أَولا فَاسْتحقَّ السَّلب وشاركه الآخر بعد إثخانه فَلم يكن لَهُ فِي السَّلب حق قَالَ كلاكما قَتله تطييبا لقلب الآخر حَيْثُ إِن لَهُ مُشَاركَة فِي قَتله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 [1753] لَا تعطه يَا خَالِد هَذَا من بَاب التَّعْزِير بِالْمَالِ والمانعون لَهُ يَقُولُونَ مَنْسُوخ هَل أَنْتُم تاركون لي فِي أَكثر النّسخ تاركوا بِحَذْف النُّون فصفوه بِفَتْح الصَّاد خالصه وكدره عَلَيْهِ أَي على الْأُمَرَاء لما يبتلون بِهِ من مقاساة المشاق فِي جمع المَال وَحفظ الرّعية غَزْوَة مُؤْتَة بِضَم الْمِيم ثمَّ همزَة سَاكِنة قَرْيَة عِنْد الكرك فِي أَطْرَاف الشَّام ورافقني مددي أَي رجل من المدد الَّذين جَاءُوا يمدون جَيش مُؤْتَة ويساعدونهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 [1754] نتضحى أَي نتغدى مَأْخُوذ من الضحاء بِفَتْح الضَّاد وَالْمدّ وَهُوَ بعد امتداد النَّهَار طلقا بِفَتْح الطَّاء وَاللَّام وَالْقَاف وَهُوَ العقال من جلد من حقبه بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف وَهُوَ حَبل يشد على حقو الْبَعِير قَالَ القَاضِي وَكَانَ بعض شُيُوخنَا يَقُول صَوَابه بِسُكُون الْقَاف أَي مَا احتقب خَلفه وَجعله فِي حقيبته وَهِي الزِّيَادَة فِي مُؤخر القتب وَفِي رِوَايَة السَّمرقَنْدِي من جعبته بِالْجِيم وَالْعين فَإِن صَحَّ وَلم يكن تصحيفا فَلهُ وَجه بِأَن علقه بجعبة سهامه وَأدْخلهُ فِيهَا وَفينَا ضعفة ضبط بِفَتْح الضَّاد وَسُكُون الْعين أَي حَالَة ضعف وبفتح الضَّاد وَالْعين جمع ضعفه وَفِي نُسْخَة وَفينَا ضعف بِحَذْف الْهَاء يشْتَد أَي يعدو ثمَّ أناخه أَي بركه فأثاره أَي بَعثه قَائِما اخترطت أَي سللت فندر أَي سقط الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 [1755] بَيْننَا وَبَين المَاء فِي نُسْخَة وَبَين الشَّاء قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّوَاب الأول شن الْغَارة أَي فرقها إِلَى عنق أَي جمَاعَة قشع بِكَسْر الْقَاف وَفتحهَا وَسُكُون الشين وَعين مُهْملَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 [1756] أَيّمَا قَرْيَة اتيتموها وأقمتم فِيهَا فسهمكم فِيهَا أَي حقكم من الْعَطاء هَذَا فِي الْفَيْء الَّذِي جلا عَنهُ أَهله أَو صَالحُوا عَلَيْهِ فَلَا خمس فِيهِ عِنْد جَمِيع الْعلمَاء سوى الشَّافِعِي أخذا بِهَذَا الحَدِيث قَالَ بن الْمُنْذر لَا نعلم أحدا قبل الشَّافِعِي قَالَ بالخمس فِي الْفَيْء وَأَيّمَا قَرْيَة عَصَتْ الله وَرَسُوله هَذَا فِيمَا أَخذ عنْوَة ثمَّ هِيَ لكم أَي بَاقِيهَا بعد الْخمس الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 [1757] ينْفق على أَهله نَفَقَة سنة أَي يعْزل لَهُم نَفَقَة سنة فِي الكراع أَي الْخَيل تَعَالَى النَّهَار أَي ارْتَفع إِلَى رماله بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا مَا ينسج من سعف النّخل وَنَحْوه يَا مَال هُوَ ترخيم مَالك دف أَي أسْرع فِي الْمَشْي برضخ بِسُكُون الضَّاد وبالخاء المعجمتين الْعَطِيَّة القليلة يرفا بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت وَسُكُون الرَّاء وَفَاء غير مَهْمُوز وَمِنْهُم من همزه حَاجِب عمر اتئدا أَي اصبرا وأمهلا مَا تركنَا مَوْصُول وصلته مُبْتَدأ صَدَقَة بِالرَّفْع خَبره قَالَ النَّوَوِيّ وصحفه بعض الشِّيعَة فنصبه خص رَسُول بِخَاصَّة إِلَى آخِره أَي خصّه بالفيء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 [1759] شجر هُوَ الِاخْتِلَاف والمنازعة لم آل أَي لم أقصر رقي بِكَسْر الْقَاف الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 [1760] لَا يقتسم ورثتي هُوَ خبر لَا نهي مَا تركت بعد نَفَقَة نسَائِي لَيْسَ مَعْنَاهُ إرثهن مِنْهُ بل لكونهن محبوسات عَن الْأزْوَاج بِسَبَبِهِ أَو لعظم حقهن فِي بَيت المَال لفضلهن وَقدم هجرتهن وكونهن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ ومؤونة عَامِلِي قيل هُوَ الْقَائِم على هَذِه الصَّدقَات والناظر فِيهَا وَقيل كل عَامل للْمُسلمين من خَليفَة وَغَيره لِأَنَّهُ عَامل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ونائب عَنهُ فِي أمته [1762] قسم فِي النَّفْل أَي الْغَنِيمَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 [1763] يَهْتِف بِفَتْح أَوله وَكسر الْمُثَنَّاة فَوق بعد الْهَاء أَي يَصِيح ويستغيث بِالدُّعَاءِ تهْلك ضبط بِفَتْح أَوله وَرفع الْعِصَابَة وبضمه ونصبها كَذَاك مُنَاشَدَتك أَي سوالك وَفِي نُسْخَة كَفاك بدل كَذَاك وَضبط مُنَاشَدَتك بِالرَّفْع وَالنّصب أقدم ضبط بِوَزْن أكْرم من الْإِقْدَام وبوزن اخْرُج من التَّقَدُّم حيزوم بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت وَضم الزَّاي ثمَّ وَاو وَمِيم وَفِي رِوَايَة حيزون بالنُّون منادى بِحَذْف حرف النداء وَهُوَ اسْم فرس الْملك خطم بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة من الخطم وَهُوَ الْأَثر على الْأنف وَصَنَادِيدهَا أَي أَشْرَافهَا الْوَاحِد صنديد بِكَسْر الصَّاد وضميرها يعود على الْكَفَرَة أَو مَكَّة فَهَوِيَ بِكَسْر الْوَاو أَي أحب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 [1764] ثُمَامَة بِضَم الْمُثَلَّثَة بن أَثَال بِضَم الْهمزَة وبمثلثة مَصْرُوف تقتل ذَا دم قيل مَعْنَاهُ صَاحب دم خطر لدمه وَقع يستشفي قَاتله بقتْله وَيدْرك ثَأْره لرياسته وفضيلته وَقيل الْمَعْنى من عَلَيْهِ دم هُوَ مَطْلُوب بِهِ ومستحق عَلَيْهِ أَي فَلَا عتب عَلَيْك فِي قَتله فَانْطَلق إِلَى نخل ضبط بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي بُسْتَان نخل فِيهِ مَاء وبالجيم هُوَ المَاء الْقَلِيل المنبعث وَقيل المَاء الْجَارِي إِلَّا أَنه قَالَ إِن تقتلني كَذَا فِي الْأُصُول الْمُعْتَمدَة وَفِي نُسْخَة إِن تقتل قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ فَاسد لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ مثل الأول فَلَا يَصح اسْتِثْنَاؤُهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 [1765] ذَلِك أُرِيد أَي أَن تعترفوا بِأَنِّي بلغت إِنَّمَا الأَرْض لله وَرَسُوله أَي ملكهَا وَالْحكم فِيهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 [1766] بني قينقاع بِفَتْح الْقَاف وتثليث النُّون الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 [1768] فَلَمَّا دنا قَرِيبا من الْمَسْجِد لَعَلَّه مَسْجِد اختطه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُنَاكَ وَصلى فِيهِ مُدَّة مقَامه لِأَنَّهُ حِين أرْسلهُ كَانَ نازلا على بني قريطة وَلَفظ أبي دَاوُد فَلَمَّا دنا من النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيحْتَمل أَن الْمَسْجِد تَصْحِيف من الرَّاوِي بِحكم الْملك بِكَسْر اللَّام أَي الله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 [1769] بن العرقة فتح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وقاف هِيَ أمه واسْمه حبَان بِالْكَسْرِ بن أبي قبيس وَاسم العرقة قلَابَة بِكَسْر الْقَاف وموحدة بنت سعد وَسميت ب العرقة لطيب رِيحهَا وكنيتها أم فَاطِمَة الأكحل عرق إِذا قطع فِي الْيَد لم يرقأ الدَّم وَهُوَ عرق الْحَيَاة فِي كل عُضْو مِنْهُ شبعة لَهَا اسْم وتحجر أَي يبس كَلمه بِفَتْح الْكَاف أَي جرحه فانفجرت من لبته ضَبطه بِفَتْح اللَّام وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة أَي منحره وبكسر اللَّام ومثناة تحتية سَاكِنة واللب صَحْفَة الْعُنُق يغذ بِكَسْر الْغَيْن وَتَشْديد الذَّال المعجمتين وَرُوِيَ يغذو بِسُكُون الْغَيْن وَضم الذَّال يُقَال غذا الْجرْح يغذ إِذا دَامَ سيلانه وغذا يغذو إِذا سَأَلَ فَمَا فعلت قُرَيْظَة فِي نُسْخَة لما تركْتُم قدركم لَا شَيْء فِيهَا هَذَا مثل لعدم التناصر يميطان بِفَتْح الْمِيم وَقيل بِكَسْرِهَا ومثانة تَحت وَنون آخِره جبل بديار بني مزينة وَرُوِيَ بميطار بالراء وَلابْن ماهان بحيطان بِالْحَاء بدل الْمِيم قَالَ القَاضِي وَالصَّوَاب الأول الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 [1771] أهل الأَرْض وَالْعَقار أَي النّخل عذاقا بِكَسْر الْعين جمع عذق بِفَتْحِهَا وَهِي النَّخْلَة لَا يعطيكهن فِي نُسْخَة يعطيكاهن بالإشباع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 [1773] فِي الْمدَّة الَّتِي كَانَت يَعْنِي الصُّلْح يَوْم الْحُدَيْبِيَة هِرقل بِكَسْر الْهَاء وَفتح الرَّاء وَسُكُون الْقَاف على الْمَشْهُور دحْيَة بِفَتْح الدَّال وَكسرهَا بصرى بصم الْبَاء مَدِينَة حوران بترجمانه بِفَتْح التَّاء وَضمّهَا سخطَة بِفَتْح السِّين سجالا بِكَسْر السِّين أَي نوبا نوبَة لنا ونوبة لَهُ بشاشته الْقُلُوب يَعْنِي انْشِرَاح الصَّدْر بِدِعَايَةِ الْإِسْلَام بِكَسْر الدَّال أَي بدعوته إِثْم الأريسيين هم الأكارون أَي الفلاحون والزراعون وَالْمعْنَى إِن عَلَيْهِ إِثْم رعاياه الَّذِي يتبعونه وينقادون بانقياده أَمر بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمِيم أَي عظم بن أبي كَبْشَة قَالَ أَبُو الْحسن الْجِرْجَانِيّ النسابة قَالُوا ذَلِك عَدَاوَة لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنسبوه إِلَى نسب لَهُ غير نسبه الْمَشْهُور وَكَانَ وهب جده أَبُو آمِنَة يكنى أَبَا كَبْشَة وَكَذَلِكَ عَمْرو بن زيد أوبو سلمى أم عبد الْمطلب وَكَذَلِكَ أَبُو قَبيلَة أم وهب أَبُو آمِنَة والدته وَهُوَ خزاعي وَهُوَ الَّذِي خَالف الْعَرَب فعبد الشعرى وَقيل المُرَاد بِأبي كَبْشَة أَبوهُ من الرضَاعَة وَهُوَ الْحَارِث بن عبد الْعُزَّى السَّعْدِيّ وَقيل عَم وَالِد حليمة مرضعته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بني الْأَصْغَر هم الرّوم قَالَ الْحَرْبِيّ نسبوا إِلَى الْأَصْفَر بن الرّوم بن عيصو بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام لما أبلاه الله أَي أنعم عَلَيْهِ إِثْم اليريسيين هُوَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة تَحت بدل الْهمزَة فِي أَوله بداعية الْإِسْلَام أَي بِالْكَلِمَةِ الداعية إِلَيْهِ وَهِي كلمة التَّوْحِيد قَالَ القَاضِي وَيجوز أَن تكون دَاعِيَة بِمَعْنى دَعْوَة كَمَا فِي قَوْله لَيْسَ لَهَا من دون الله كاشف أَي كشف الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 [1774] كسْرَى بِكَسْر الْكَاف وَفتحهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 [1775] أَبُو سُفْيَان بن الْحَارِث هُوَ بن عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل اسْمه كنيته وَقيل اسْمه الْمُغيرَة على بغلة لَهُ هِيَ الَّتِي يُقَال لَهَا دُلْدُل وَلَا يعرف لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بغلة سواهَا أهداها لَهُ فَرْوَة اخْتلف هَل أسلم أم لَا بن نفاثة بِضَم النُّون ثمَّ فَاء ثمَّ مُثَلّثَة أَصْحَاب السمرَة هِيَ الشَّجَرَة الَّتِي بَايعُوا تحتهَا بيعَة الرضْوَان وَكَانَ رجلا صيتًا ذكر الْحَازِمِي أَنه كَانَ يقف على سلع فنادي غلمانه فِي آخر اللَّيْل وهم فِي الغابة فَيسْمعهُمْ قَالَ وَبَين سلع والغابة ثَمَانِيَة أَمْيَال فَاقْتَتلُوا وَالْكفَّار بِالنّصب مفعول مَعَه والدعوة فِي الْأَنْصَار بِفَتْح الدَّال يَعْنِي الاستغاثة والمناداة إِلَيْهِم هَذَا حِين حمي الْوَطِيس بِفَتْح أَوله وَكسر الطَّاء الْمُهْملَة قيل هُوَ التَّنور وَقيل شبه التَّنور يخبز فِيهِ وَيضْرب مثلا لشدَّة الْحَرْب الَّتِي يشبه حرهَا حره وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ حِجَارَة مُدَوَّرَة إِذا حمت لم يقدر أحد يطَأ عَلَيْهَا وَقيل هُوَ الضَّرْب فِي الْحَرْب وَقيل هُوَ الْوَطْء الَّذِي يطَأ النَّاس أَي يدقهم قَالُوا وَهَذِه اللَّفْظَة من فصيح الْكَلَام وبديعه الَّذِي لم يسمع من أحد قبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرى حَدهمْ كليلا بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة أَي قوتهم ضَعِيفَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 [1776] وأخفاؤهم جمع خَفِيف وهم المسارعون المستعجلون وَرُوِيَ وجفاؤهم بجيم مَضْمُومَة وبالمد وَفسّر بسرعانهم تَشْبِيها بحفاء المسيل وَهُوَ غثاوة وهم حسر بِضَم الْحَاء وَتَشْديد السِّين الْمَفْتُوحَة جمع حاسر أَي بِغَيْر درع رشقا بِفَتْح الرَّاء ومصدر وَقيل بِكَسْرِهَا اسْم للسهام الَّتِي يرميها الْجَمَاعَة دفْعَة وَاحِدَة واستنصر أَي دَعَا أَنا النَّبِي لَا كذب أَنا بن عبد الْمطلب هَذَا مَوْزُون إِلَّا أَنه لم يقْصد فَلَا يُسمى شعرًا لِأَن الشّعْر قصد إِلَيْهِ وَاعْتمد إِيقَاعه مَوْزُونا مقفى وَقَوله أَنا النَّبِي لَا كذب أَي حَقًا فَلَا أفر وَلَا أزول وَإِنَّمَا انتسب إِلَى جده دون أَبِيه لشهرته فَرَمَوْهُ برشق من نبل هُوَ بِكَسْر الرَّاء لَا غير كَأَنَّهَا رجل من جَراد أَي قِطْعَة من جَراد إِذا احمر الْبَأْس هُوَ كِنَايَة عَن شدَّة الْحَرْب بحمرة الدِّمَاء الْحَاصِلَة فِيهَا فِي الْعَادة أَو لاستعار الْحَرْب واشتعالها كاحمرار الْجَمْر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 [1777] ومررت على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُنْهَزِمًا هُوَ حَال من ضمير بن الْأَكْوَع وَإِلَّا فالنبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يجوز عَلَيْهِ الانهزام شَاهَت الْوُجُوه أَي قبحت [1778] عَن أبي الْعَبَّاس الشَّاعِر الْأَعْمَى عَن عبد الله بن عَمْرو يَعْنِي بن الْعَاصِ قَالُوا وَصَوَابه بن عمر بن الْخطاب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 388 [1779] أَن نخيفها يَعْنِي الْخَيل برك الغماد بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا وَسُكُون الرَّاء والغين مُعْجمَة مَكْسُورَة ومضمومة مَوضِع من وَرَاء مَكَّة بِخمْس لَيَال بِنَاحِيَة السَّاحِل وَقيل بأقاصي هجر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 [1780] المجنبتين بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَكسر النُّون وهما الميمنة والميسرة على الحسر بِضَم الْحَاء وَتَشْديد السِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ أَي الَّذِي لَا دروع لَهُم ووبشت بتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وشين مُعْجمَة أَي جمعت قُرَيْش أوباشها أَي جموعا من قبائل شَتَّى أبيحت خضراء قُرَيْش أَي استؤصلت بِالْقَتْلِ وفنيت جماعاتهم ويعبر عَن الْجَمَاعَات المجتمعة بِالسَّوَادِ والخضرة إِلَّا الضن بِكَسْر الضَّاد أَي شحا بك أَن تفارقنا بِسِيَةِ الْقوس بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْيَاء الْمَفْتُوحَة المنعطف من طرفِي الْقوس يطعن بِضَم الْعين احصدوهم بِضَم الصَّاد وَكسرهَا فَمَا اسْمِي إِذن أَي لَو فعلت هَذَا الَّذِي خِفْتُمْ مِنْهُ وَرجعت إِلَى استيطان مَكَّة لَكُنْت ناقضا لعهدكم فِي ملازمتكم ولكان هَذَا غير مُطَابق لاسمي البياذقة بباء مُوَحدَة ثمَّ مثناة تَحت وذال مُعْجمَة وقاف وهم الرجالة فَارسي مُعرب إِلَّا أناموه أَي قَتَلُوهُ وَقيل ألقوه على الأَرْض أبيدت أَي استؤصلت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 [1782] لَا يقتل قرشي صبرا بعد هَذَا الْيَوْم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الْعلمَاء مَعْنَاهُ الْإِخْبَار بِأَن قُريْشًا يسلمُونَ كلهم وَلَا يرْتَد أحد مِنْهُم كَمَا ارْتَدَّ غَيرهم بعده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِمَّن حورب وَقتل صبرا وَلَيْسَ المُرَاد أَنهم لَا يقتلُون ظلما صبرا فقد جرئ على قُرَيْش بعد ذَلِك كَمَا هُوَ مَعْلُوم من عصاة قُرَيْش قَالَ القَاضِي عصاة هُنَا جمع العَاصِي من أَسمَاء الْأَعْلَام لَا من الصِّفَات أَي مَا أسلم مِمَّن كَانَ اسْمه العَاصِي مثل الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي وَالْعَاص بن هِشَام البحتري وَالْعَاص بن سعيد بن الْعَاصِ بن أُميَّة وَالْعَاص بن أُميَّة بن هِشَام بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي وَالْعَاص بن منية بن الْحجَّاج وَغَيرهم سوى الْعَاصِ بن الْأسود العذري فَغير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْمه وَإِلَّا فقد أسلم عصاة قريس وعتاتهم كلهم لكنه ترك أَبَا جندل بن سُهَيْل بن عَمْرو وَهُوَ مِمَّن أسلم واسْمه أَيْضا الْعَاصِ فَلَعَلَّهُ لما غلبت عَلَيْهِ الكنية وَجَهل اسْمه لم يعرفهُ الْمخبر باسمه فَلم يستثنه كَمَا اسْتثْنى مُطِيع بن الْأسود الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 [1783] أمحاه هِيَ لُغَة فِي أمحوه جلبان السِّلَاح بِضَم الْجِيم وَاللَّام وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة قربه لما أحْصر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد الْبَيْت لِابْنِ الْحذاء عَن الْبَيْت وَهُوَ الْوَجْه قاضى أَي فاصل وَكتب بن عبد الله قيل مَعْنَاهُ أَمر بِالْكِتَابَةِ وَقيل هُوَ على ظَاهره وَأَن الله أجْرى ذَلِك على يَده فِي تِلْكَ الْحَالة وَإِن لم يعرف الْكِتَابَة زِيَادَة فِي معجزته يَوْم الثَّالِث كَذَا فِي الْأُصُول بِالْإِضَافَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 396 [1785] الدنية بِفَتْح الدَّال وَكسر النُّون وَتَشْديد الْيَاء أَي النقيصة وَالْحَال النَّاقِصَة يفظعنا أَي يشق علينا ونخافه مَا فتحنا مِنْهُ قَالَ القَاضِي فِيهِ تَغْيِير وَصَوَابه مَا سددنا كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَالضَّمِير فِي مِنْهُ عَائِد إِلَى قَوْله اتهموا رَأْيكُمْ وَالْمعْنَى مَا أَصْلحنَا من رَأْيكُمْ وأمركم هَذَا نَاحيَة إِلَّا انفتحت مِنْهُ أُخْرَى خصم بِفَتْح الْخَاء الطّرف والناحية شبه بخصم الرِّوَايَة وانفجار المَاء من طرفها [1787] حسيل بمهملتين وَلَام مصغر وَيُقَال حسل مكبر بِوَزْن علم وَالِد حُذَيْفَة بن الْيَمَان واليمان لقب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 [1788] وقر بِضَم الْقَاف أَي برد وَلَا تذعرهم عَليّ بِفَتْح التَّاء وإعجام الذَّال أَي لَا تفزعهم وَلَا تحركهم عَليّ يُصَلِّي بِفَتْح أَوله وَسُكُون الصَّاد أَي يدفئ كبد الْقوس هُوَ مقبضها قررت بِضَم الْقَاف وَكسر الرَّاء أَي بردت يَا نومان بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْوَاو وَهُوَ كثير النّوم [1789] رهقوه بِكَسْر الْهَاء أَي غشوه وقربوا مِنْهُ مَا أنصفنا أَصْحَابنَا بِسُكُون الْفَاء وأصحابنا مَنْصُوب مفعول أَي مَا أنصفت قُرَيْش الْأَنْصَار لكَون القرشيين لم يخرجَا لِلْقِتَالِ بل خرجت الْأَنْصَار وَاحِدًا بعد وَاحِد وَرُوِيَ بِفَتْح الْفَاء وَالْمرَاد على هَذَا الَّذين فروا من الْقِتَال فَإِنَّهُم لم ينصفوا لفرارهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 [1790] رباعيته بتَخْفِيف الْيَاء وَهِي السن الَّتِي تلِي الثَّنية من كل جَانب وللإنسان أَربع رباعيات دووي بواوين مَبْنِيّ للْمَفْعُول من داوى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 401 [1792] يَحْكِي نَبيا هُوَ نوح عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ينضح الدَّم بِكَسْر الضَّاد أَي يغسلهُ ويزيله [1793] يقْتله رَسُول الله فِي سَبِيل الله احْتِرَاز مِمَّن يقْتله فِي حد قصاص لِأَن من يقْتله فِي سَبِيل الله كَانَ قَاصِدا قتل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 [1794] سلا بِفَتْح السِّين وَتَخْفِيف اللَّام وَالْقصر اللفافة الَّتِي يكون فِيهَا الْوَلَد فِي بطن النَّاقة وَسَائِر الْحَيَوَانَات وَهِي من الآدمين المشيمة وَضعه بَين كَتفيهِ فَإِن قيل كَيفَ لم يخرج من الصَّلَاة لهَذِهِ النَّجَاسَة أجَاب النَّوَوِيّ بِأَنَّهُ لم يعلم مَا هِيَ مَنْعَة بِفَتَحَات أَي قُوَّة وَذكر السَّابِع وَلم أحفظه فِي البُخَارِيّ أَنه عمَارَة بن الْوَلِيد رَأَيْت الَّذين سمى أَي أَكْثَرهم فَإِن عقبَة بن أبي معيط لم يقتل ببدر بل حمل مِنْهَا أَسِيرًا وَقتل بعرق الظبية وَعمارَة بن الْوَلِيد هلك بِالْحَبَشَةِ القليب هِيَ الْبِئْر الَّتِي لم تطو قَالَ أَبُو إِسْحَاق هُوَ إِبْرَاهِيم بن سُفْيَان رَاوِي مُسلم الْوَلِيد بن عقبَة يَعْنِي بِالْقَافِ غلط إِنَّمَا هُوَ عتبَة بِالتَّاءِ كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى أوصاله أَي مفاصله وَكَانَ يسْتَحبّ ضبط آخِره بموحدة وبالمثلثة أَي يلح فِي الدُّعَاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 [1795] فَلم استفق أَي فَلم أفطن لنَفْسي قرن الثعالب هُوَ قرن الْمنَازل وَهُوَ مِيقَات أهل نجد على مرحلَتَيْنِ من مَكَّة الأخشبين بِفَتْح الْهمزَة وإعجام الْخَاء والشين جبلا مَكَّة أَبُو قبيس والجبل الَّذِي يُقَابله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 [1796] وَفِي سَبِيل الله مَا لقِيت أَي الَّذِي لَقيته مَحْسُوب فِي سَبِيل الله فِي غَار قَالَ أَبُو الْوَلِيد الْكِنَانِي لَعَلَّه غازيا فصحف كَمَا فِي الرِّوَايَة الأولى فِي بعض الْمشَاهد وأوله القَاضِي على ان الْغَار بِمَعْنى الْجَيْش وَالْجمع لَا بِمَعْنى الْكَهْف فَجَاءَتْهُ امْرَأَة هِيَ قربك بِكَسْر الرَّاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 [1798] إكاف بِكَسْر الْهمزَة قطيفة هِيَ دثار لَهُ خمل فَدَكِيَّة مَنْسُوب إِلَى فدك بلد قريب من الْمَدِينَة عجاجة الدَّابَّة هِيَ مَا ارْتَفع من غُبَار حوافرها خمر أَي غطى لَا أحسن من هَذَا أَي لَا شَيْء أحسن مِنْهُ وَرُوِيَ لأحسن بلام الِابْتِدَاء يخفضهم أَي يسكنم الْبحيرَة بِضَم الْبَاء أَي الْمَدِينَة أَن يُتَوِّجُوهُ أَي يملكوه شَرق بِكَسْر الرَّاء أَي غص حسدا قبل أَن يسلم عبد الله أَي قبل أَن يظْهر الْإِسْلَام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 409 [1799] سبخَة بِفَتْح السِّين وَالْبَاء الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت لملوحتها الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 [1800] برد أَي مَاتَ وَفِي نُسْخَة برك بِالْكَاف أَي سقط على الأَرْض وَهل فَوق رجل قَتَلْتُمُوهُ أَي لَا عَار عَليّ فِي قتلكم إيَّايَ فَلَو غير أكار أَي فلاح وزراع وَهُوَ عِنْد الْعَرَب نَاقص وَجَوَاب لَو مَحْذُوف أَي كَانَ أحب إِلَيّ أَشَارَ إِلَى أَن الَّذين قتلاه من الْأَنْصَار وهم أَصْحَاب نخل وَزرع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 411 [1801] من لكعب بن الْأَشْرَف فَإِنَّهُ قد آذَى الله وَرَسُوله قَالَ الْمَازرِيّ كَانَ نقض عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأعان عَلَيْهِ وهجاه وسبه عنانا قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا من التَّعْرِيض الْجَائِز بل الْمُسْتَحبّ لِأَن مَعْنَاهُ فِي الْبَاطِن أَنه بآداب الشَّرْع الَّتِي فِيهَا تَعب لكنه تَعب فِي مرضاة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَهُوَ مَحْبُوب لنا وَفهم مِنْهُ الْمُخَاطب العناء الَّذِي لَيْسَ بمحبوب لتملنه بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم أَي لتضجرن مِنْهُ هَذَا الضجر يسب مَبْنِيّ للْمَفْعُول من السب بِالْمُهْمَلَةِ وَهُوَ الشتم وَرُوِيَ بِالْمُعْجَمَةِ الْمَكْسُورَة مَبْنِيا للْفَاعِل من الشَّبَاب اللأمة بِالْهَمْز بِالْحَارِثِ هُوَ بن أَوْس بن أخي سعد بن عبَادَة وَأبي عبس بِسُكُون الْبَاء اسْمه عبد الرَّحْمَن وَقيل عبد الله وَفِي نُسْخَة أَبُو عبس عطفا على الضَّمِير فِي يَأْتِيهِ بن جبر بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْبَاء ورضيعه أَبُو نائلة قيل صَوَابه إِسْقَاط الْوَاو لِأَن أَبَا نائلة كَانَ رضيعا لمُحَمد بن مسلمة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 412 [1365] إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم أَي بفنائهم وَأَصله الفضاء بَين الْمنَازل فسَاء صباح الْمُنْذرين قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ جَوَاز الاستشهاد فِي مثل هَذَا السِّيَاق بِالْقُرْآنِ وَإِنَّمَا يكره من ذَلِك مَا كَانَ على ضرب الْأَمْثَال فِي المحاورات والمزح ولغو الحَدِيث الجزء: 4 ¦ الصفحة: 413 [1802] من هنياتك فِي نُسْخَة هينهاتك أَي أراجيزك والهنة تقع على كل شَيْء اللَّهُمَّ صَوَابه لاهم ليتزن فَاغْفِر فدَاء لَك مَا اقتفينا قَالَ الْمَازرِيّ قَوْله فدَاء لَك مُشكل فَإِنَّهُ لَا يُقَال فِي حق الْبَارِي سُبْحَانَهُ لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي مَكْرُوه يتَوَقَّع حُلُوله بالمخاطب قَالَ فإمَّا أَن يكون هَذَا من قصد أَو خَاطب بِهِ رجلا وَفصل بَين الْكَلَام وَإِن كَانَ فِيهِ تعسف وَرُوِيَ فدَاء بِالْمدِّ وَالرَّفْع على الابتداءأو الْخَبَر أَي نَفسِي فدَاء لَك وَبِالنَّصبِ على الْمصدر واقتفينا اكتسبنا إِذا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا رُوِيَ بِالْمُثَنَّاةِ من الْإِتْيَان أَي أَتَيْنَا لِلْقِتَالِ وبالموحدة من الإباء أَي أَبينَا الْفِرَار والامتناع وبالصياح عولوا علينا أَي اسْتَغَاثُوا بِنَا من التعويل على الشَّيْء بِمَعْنى الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ وَقيل من التعويل بِمَعْنى الصَّوْت وَجَبت أَي ثبتَتْ لَهُ الشَّهَادَة وسيقع قَرِيبا وَهَذَا كَانَ مَعْلُوما عِنْدهم أَن من دَعَا لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الدُّعَاء فِي هَذَا الموطن اسْتشْهد لَوْلَا أمتعتنا بِهِ أَي وَدِدْنَا أَنَّك أخرت الدُّعَاء بِهَذَا إِلَى وَقت تستمتع بِهِ مُدَّة مَخْمَصَة أَي جوع حمر الإنسية من إِضَافَة الْمَوْصُوف إِلَى صفته وَرُوِيَ بِفَتْح الْهمزَة وَالنُّون وبكسر الْهمزَة وَسُكُون النُّون إِن لَهُ لأجرين فِي نُسْخَة لأجران على لُغَة إِن هَذَانِ إِنَّه لجاهد أَي مُجْتَهد فِي طَاعَة الله جاد فِيهَا مُجَاهِد أَي غاز فِي سَبِيل الله وَهَذِه الْجُمْلَة لبَيَان سَبَب حُصُول الأجرين لَهُ مَشى بهَا ضبط بِوَجْهَيْنِ أَحدهمَا فتح الْمِيم على أَن مَشى فعل مَاض من الْمَشْي وَبهَا جَار ومجرور وَالضَّمِير للْأَرْض أَو للحرب وَالثَّانِي ضم الْمِيم وتنوين الْهَاء على أَنه كلمة وَاحِدَة اسْم فَاعل من المشابهة أَي مشابها لصفات الْكَمَال فِي الْقِتَال أَو فِي غَيره ونصبه بِفعل مَحْذُوف أَي رَأَيْته مشابها وَالْمعْنَى قل عَرَبِيّ يُشبههُ فِي جَمِيع صِفَات الْكَمَال وَهِي البُخَارِيّ نش بهَا بالنُّون والهمز أَي شب وَكبر قَالَ القَاضِي وَهِي أوجه الرِّوَايَات الجزء: 4 ¦ الصفحة: 416 [1806] بِذِي قرد بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء ودال مُهْملَة مَاء على نَحْو يَوْم من الْمَدِينَة مِمَّا يَلِي بِلَاد غطفان وَالْيَوْم يَوْم الرضع أَي يَوْم هلاكهم وهم اللئام الْوَاحِد راضع حميت الْقَوْم المَاء أَي منعتهم إِيَّاه فأسجع بِمُهْملَة ثمَّ جِيم ثمَّ حاء مُهْملَة بِوَزْن أكْرم أَي أحسن وأرفق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 [1807] جبا الرَّكية بِفَتْح الْجِيم وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة وَالْقصر مَا حولهَا والركية الْبِئْر وَهِي لُغَة والأفصح الركى بِغَيْر هَاء بسق لُغَة فِي بَصق وبزق فَجَاشَتْ أَي ارْتَفَعت وفاضت عزلا بِوَزْن فَرح وَالْمَشْهُور فِيهِ أعزل أبغني أَي أَعْطِنِي راسلونا بِالصُّلْحِ كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول من المراسلة وَفِي بَعْضهَا راسونا بِضَم السِّين الْمُشَدّدَة وَهُوَ بِمَعْنَاهُ من رس الحَدِيث ابتدأه وَقيل من رس بيهم أَي أصلح وَرُوِيَ واسنونا بِالْوَاو اتفقنا نَحن وهم على الصُّلْح وأحسه أَي أحك ظَهره بالمحسة لأزيل عَنهُ الْغُبَار فكسحت شَوْكهَا أَي كنسته بن زنيم بِضَم الزَّاي وَفتح النُّون ضغثا أَي حزمة العبلات بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة هم من قُرَيْش أُميَّة الصُّغْرَى نسبوا إِلَى أمّهم عبلة بنت عبيد مكرز بِكَسْر الْمِيم وَالرَّاء وَسُكُون الْكَاف بَدْء الْفُجُور بِالْهَمْز أَي ابتداؤه وثناؤه بِكَسْر الْمُثَلَّثَة وَرُوِيَ بثنياه بِضَم الْمُثَلَّثَة أَي عوده ثَانِيَة وهم الْمُشْركين ضبط بِضَم الْهَاء وَسُكُون الْمِيم على أَنه ضمير وبفتح الْهَاء وَتَشْديد الْمِيم على أَنه فعل مَاض انديه ضبط بِضَم الْهمزَة وَفتح النُّون وَكسر الدَّال الْمُشَدّدَة أَي أسقيه قَلِيلا ثمَّ أرْسلهُ فِي المرعى ثمَّ أسقيه قَلِيلا ثمَّ أرده إِلَى المرعى وَرُوِيَ بِالْمُوَحَّدَةِ بدل النُّون بوزنه أَي أخرجه إِلَى الْبَادِيَة وأبرزه إِلَى مَوضِع الْخَلَاء فِي رَحْله بالحاءالمهملة وَرُوِيَ بِالْجِيم إِلَى كتفه هَذَا على رِوَايَة الْحَاء وعَلى رِوَايَة الْجِيم إِلَى كَعبه أرديهم بِالْحِجَارَةِ بِضَم الْهمزَة وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الدَّال أَي أسقطهم وأنزلهم من التردي آراما بِمد الْهمزَة أَي أعلاما رَأس قرن بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَهُوَ كل جبل صَغِير مُنْقَطع عَن الْجَبَل الْكَبِير البرح بِفَتْح الْبَاء وَسُكُون الرَّاء الشدَّة يتخللون الشّجر أَي يدْخلُونَ خلالها أَي بَينهَا يُقَال لَهُ ذُو قرد وَفِي نُسْخَة ذَا قرد فحليتهم بحاء مُهْملَة وَلَام مُشَدّدَة غير مَهْمُوز أَي طردتهم نغض كتفه بِضَم النُّون وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وضاد مُعْجمَة الْعظم الدَّقِيق على طرف الْكَتف ثكلته أمه أَي فقدته أكوعه بكرَة بِرَفْع الْعين وَنصب بكرَة بِلَا تَنْوِين أَي أَنْت الْأَكْوَع الَّذِي كنت بكرَة هَذَا النَّهَار وأردوا بِالدَّال الْمُهْملَة أَي خلفوا وأهلكوا من التَّعَب بسطيحة هِيَ إِنَاء من جُلُود سطح بَعْضهَا على بعض مذقة بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة قَلِيل من لبن ممزوج حليتهم فِي نُسْخَة هُنَا حلأتهم بِالْهَمْز وَهُوَ الأَصْل وَالْيَاء تسهيل مِنْهُ من الْإِبِل الَّذِي فِي نُسْخَة الَّتِي وَهِي أوجه نَوَاجِذه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَي أنيابه وَقيل أَضْرَاسه لَا يسْبق شدا أَي عدوا فطفرت أَي وَثَبت أستبقي نَفسِي بِفَتْح الْفَاء عمي عَامر تقدم فِي الرِّوَايَة الأولى أخي قَالَ النَّوَوِيّ فَلَعَلَّهُ كَانَ عَمه من النّسَب وأخاه من الرضَاعَة يخْطر بِسَيْفِهِ بِكَسْر الطَّاء أَي يرفعهُ مرّة ويضعه أُخْرَى شاكي السِّلَاح أَي تَامّ السِّلَاح بَطل شُجَاع مجرب بِفَتْح الرَّاء أَي مجرب بالشجاعة وقهر الفرسان مغامر بإعجام الْغَيْن أَي يركب غَمَرَات الْحَرْب وشدائدها ويلقي بِنَفسِهِ فِيهَا أَنا الَّذِي سمتنى أُمِّي حيدره هُوَ اسْم للأسد وَكَانَ عَليّ يُسمى اسدا فِي أول وِلَادَته باسم جده لأمه وَكَانَ أَبُو طَالب غَائِبا فَلَمَّا قدم سَمَّاهُ عليا وَكَانَ مرحب قد رأى فِي مَنَامه أَن أسدا يقْتله فَذكره عَليّ بذلك ليخيفه وتضعف نَفسه وَسمي الْأسد حيدره لغلظه والحادر الغليظ الْقوي أوفيهم بالصاع كيل السندره أَي أقتل الْأَعْدَاء قتلا وَاسِعًا ذريعا والسندرة مكيال وَاسع وَقيل هِيَ العجلة أَي أقتلهم عَاجلا وَقيل مَأْخُوذ من السِّدْرَة وَهِي شَجَرَة قَوِيَّة يعْمل مِنْهَا النبل والقسي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 427 [1808] غرَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي غفلته فَأَخذهُم سلما ضبط بِفَتْح السِّين وَاللَّام وَسُكُون اللَّام مَعَ كسر السِّين وَفتحهَا أَي بِغَيْر قتال [1809] اتَّخذت يَوْم حنين فِي نُسْخَة يَوْم خَيْبَر خنجرا بِفَتْح الْخَاء وَكسرهَا لُغَتَانِ سكين كَبِيرَة ذَات حَدَّيْنِ بقرت أَي شققت الطُّلَقَاء بِضَم الطَّاء وَفتح اللَّام الَّذين أَسْلمُوا يَوْم فتح مَكَّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 [1811] مجوب عَلَيْهِ أَي مترس أرى خدم بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال الْمُهْملَة جمع خدمَة وَهِي الخلخال سوقهما جمع سَاق وَكَانَ هَذَا قبل نزُول آيَة الْحجاب متونهما أَي ظهورهما الجزء: 4 ¦ الصفحة: 429 [1812] ويحذين بِضَم أَوله وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح الذَّال الْمُعْجَمَة أَي يُعْطين أحموقة بِضَم الْهمزَة فعل من أَفعَال الحمقى نَتن أَي فعل قَبِيح نعْمَة عين بِضَم النُّون وَفتحهَا أَي مَسَرَّة إِذا حَضَرُوا الْبَأْس بِالْمُوَحَّدَةِ أَي الْحَرْب [1254] ذَات العسير بِضَم الْعين وَالسِّين مُهْملَة أَو العشير بضَمهَا والشين مُعْجمَة قَالَ القَاضِي وَالْمَعْرُوف فِيهَا الْعَشِيرَة بِالضَّمِّ والمعجمة وَالْهَاء قَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ مَوضِع بِقرب الينبوع سكن بني مُدْلِج الجزء: 4 ¦ الصفحة: 433 [1816] فنقبت بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف أَي قرحت من الحفاء [1817] بحرة الْوَبرَة بِفَتْح الْبَاء وسكونها مَوضِع على أَرْبَعَة أَمْيَال من الْمَدِينَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 [1819] تبع لقريش فِي الْخَيْر وَالشَّر أَي فِي الْإِسْلَام والجاهلية مَا زَالُوا رُؤَسَاء فِي الْجَاهِلِيَّة وخلفاء فِي الْإِسْلَام [1820] لَا يزَال هَذَا الْأَمر فِي قُرَيْش أَي الْخلَافَة مَا بَقِي فِي النَّاس اثْنَان أَي إِن هَذَا الحكم مُسْتَمر إِلَى آخر الدُّنْيَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 [1821] اثْنَا عشر خَليفَة زَاد أَبُو دَاوُد 4279 كلهم تَجْتَمِع عَلَيْهِ الْأمة وَقد وجد بعض هَؤُلَاءِ قبل اضْطِرَاب أَمر بني أُميَّة وسيكون الْبَاقُونَ قبل السَّاعَة لَا محَالة صمنيها النَّاس بِضَم الصَّاد وَالْمِيم الْمُشَدّدَة أَي أصموني عَنْهَا فَلم أسمعها لِكَثْرَة الْكَلَام وَفِي نُسْخَة صمتنيها النَّاس أَي أسكتوني عَن السُّؤَال عَنْهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 [1822] عصيبة تَصْغِير عصبَة وَهِي الْجَمَاعَة سَمُرَة الْعَدوي قَالَ القَاضِي هذاتصحيف وَصَوَابه العامري [1823] رَاغِب وراهب أَي راج رَحْمَة الله وخائف من عَذَابه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 [1652] أكلت إِلَيْهَا كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا وكلت بِالْوَاو أَي أسلمت إِلَيْهَا وَلم يكن مَعَك إِعَانَة [1733] حرص بِفَتْح الرَّاء فِي الْأَفْصَح الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 [1825] يَا أَبَا ذَر إِنَّك ضَعِيف وَإِنَّهَا أَمَانَة وَإِنَّهَا يَوْم الْقِيَامَة خزي وندامة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث أصل عَظِيم فِي اجْتِنَاب الولايات لَا سِيمَا إِن كَانَ فِيهِ ضعف عَن الْقيام بوظائفها الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 [1827] إِن المقسطين هم الْعَادِلُونَ على مَنَابِر هُوَ على حَقِيقَته وَظَاهره كَمَا رَجحه النَّوَوِيّ عَن يَمِين الرَّحْمَن قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ من أَحَادِيث الصِّفَات إِمَّا أَن يُؤمن بهَا وَلَا يتَكَلَّم تَأْوِيله ويعتقد أَن ظَاهرهَا غير مُرَاد وَأَن لَهَا معنى يَلِيق بِاللَّه تَعَالَى أَو يأول على أَن المُرَاد بِكَوْنِهِ عَن الْيَمين الْحَالة الْحَسَنَة والمنزلة الرفيعة وكلتا يَدَيْهِ يَمِين قَالَ النَّوَوِيّ تَنْبِيه على أَنه لَيْسَ المُرَاد بِالْيَمِينِ الْجَارِحَة تَعَالَى الله عَن ذَلِك فَإِنَّهَا مستحيلة فِي حَقه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمَا ولوا بِفَتْح الْوَاو وَضم اللَّام المخففة أَي مَا كَانَت لَهُم عَلَيْهِ ولَايَة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 [1828] مَا نقمنا أَي مَا كرهنا بِفَتْح الْقَاف وَكسرهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 [1829] كلكُمْ رَاع أَي حَافظ مؤتمن مُلْتَزم صَلَاح مَا قَامَ عَلَيْهِ وَمَا هُوَ تَحت نظره الجزء: 4 ¦ الصفحة: 446 [1830] شَرّ الرعاء الحطمة أَي العنيف الَّذِي لَا رفق عِنْده من نخالة أَي سقط الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 [1831] لَا أَلفَيْنِ بِضَم الْهمزَة وَكسر الْفَاء أَي لَا أجدن وَرُوِيَ بِفَتْح الْهمزَة وَالْقَاف رُغَاء بِالْمدِّ صَوت الْبَعِير حَمْحَمَة صَوت الْفرس ثُغَاء بِضَم الْمُثَلَّثَة وإعجام الْغَيْن صَوت الشَّاة صَامت هُوَ الذَّهَب وَالْفِضَّة لَا أملك لَك شَيْئا قَالَ القَاضِي أَي من الْمَغْفِرَة والشفاعة إِلَّا بِإِذن الله تَعَالَى قَالَ وَيكون ذَلِك أَولا غَضبا عَلَيْهِ لمُخَالفَته ثمَّ يشفع بعد ذَلِك فِي جَمِيع الْمُوَحِّدين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 [1832] رجلا من الْأسد بِسُكُون السِّين يُقَال لَهُ بن اللتبية بِضَم اللَّام وَسُكُون التَّاء نِسْبَة إِلَى لتب قَبيلَة مَعْرُوفَة وَاسم هَذَا الابْن عبد الله تَيْعر بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت وَكسر الْعين الْمُهْملَة وَفتحهَا أَي تصيح عفرتي بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَفتحهَا وَالْفَاء سَاكِنة تَثْنِيَة عفرَة وَهِي بَيَاض لَيْسَ بالناصع من الأزد أَي من أَزْد شنُوءَة فلأعرفن فِي نُسْخَة فَلَا أَعرفن على النَّفْي بسواد كثير أَي بأشخاص كَثِيرَة من حَيَوَان وَغَيره الجزء: 4 ¦ الصفحة: 451 [1833] عدي بن عميرَة بِفَتْح الْعين قَالَ القَاضِي وَلَا يعرف فِي الرِّجَال أحد يُقَال لَهُ عميرَة بِالضَّمِّ مخيطا بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْخَاء الإبرة [1836] وأثرة بِفَتْح الْهمزَة والثاء وَسُكُون الثَّاء مَعَ ضم الْهمزَة وَكسرهَا وَهِي الاستئثار والاختصاص بِأُمُور الدُّنْيَا وَعدم إِيصَال الْحق مِمَّا تَحت أَيْديهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 [1837] مجدع الْأَطْرَاف أَي مقطوعها الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 [1709] بواحا بِفَتْح الْبَاء وواووحاء مُهْملَة وَفِي نُسْخَة برَاء بدل الْوَاو ومعناهما ظَاهر عنْدكُمْ من الله فِيهِ برهَان أَي تعلمونه من دين الله [1841] إِنَّمَا الإِمَام جنَّة أَي كالساتر لِأَنَّهُ يمْنَع الْعَدو من أَذَى الْمُسلمين وَيمْنَع النَّاس بَعضهم من بعض ويحمى بَيْضَة الْإِسْلَام ويتقيه النَّاس وَيَخَافُونَ سطوته يُقَاتل من وَرَائه أَي يُقَاتل مَعَه الْكفَّار والبغاة والخوارج وَسَائِر أهل الْفساد ويتقى بِهِ أَي شَرّ الْعَدو وَأهل الْفساد وَالظُّلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 [1842] تسوسهم الْأَنْبِيَاء أَي يقومُونَ بأمورهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 455 [1844] من ينتضل أَي يَرْمِي بالنشاب وَمنا من هُوَ فِي جشره بِفَتْح الحيم والشين وَهِي الدَّوَابّ الَّتِي ترعى وتبيت مَكَانهَا فيرقق بَعْضهَا بَعْضًا ضبط بِضَم الْيَاء وَفتح الرَّاء وقافين الأولى مُشَدّدَة مَكْسُورَة أَي يصير بَعْضهَا رَقِيقا أَي خَفِيفا لعظم مَا بعده وبفتح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَفَاء مَضْمُومَة من الرقق أَي يتَّصل بَعْضهَا بِبَعْض كل وَاحِدَة فِي إِثْر الْأُخْرَى وبفتح الْيَاء ودال مُهْملَة وَفَاء مَكْسُورَة أَي يدْفع ويصيب وليأت إِلَى النَّاس الَّذِي يحب أَن يُؤْتى إِلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا من جَوَامِع كَلمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبدائع حكمه وَهِي قَاعِدَة مهمة فَيَنْبَغِي الاعتناء بهَا وَأَن الْإِنْسَان يلْتَزم أَن لَا يفعل مَعَ النَّاس إِلَّا مَا يحب أَن يفعلوه مَعَه فَإِن جَاءَ آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ ادفعوا الثَّانِي فَإِنَّهُ خَارج على الإِمَام فَإِن لم ينْدَفع إِلَّا بِحَرب وقتال فقاتلوه فَإِن أدَّت الْمُقَاتلَة إِلَى قَتله فَلَا ضَمَان فِيهِ لِأَنَّهُ ظَالِم مُتَعَدٍّ فِي قِتَاله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 457 [1847] فَهَل بعد ذَلِك الشَّرّ من خير قَالَ نعم قَالَ القَاضِي المُرَاد بِالْخَيرِ بعد الشَّرّ أَيَّام عمر بن عبد الْعَزِيز وَفِيه دخن بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة والحاء الْمُعْجَمَة أَي كدر وَأَصله أَن يكون فِي لون الدَّابَّة كدورة إِلَى سَواد فِي جثمان أَي شخص وجسم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 458 [1848] عَن أبي قيس بن ريَاح بِكَسْر الرَّاء ومثناة مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة بِكَسْر الْمِيم أَي على صفة موتتهم من حَيْثُ إِنَّهُم فوضى لَا إِمَام لَهُم راية عمية بِكَسْر الْعين وَضمّهَا وَتَشْديد الْمِيم الْمَكْسُورَة وَتَشْديد الْيَاء وَهِي الْأَمر الْأَعْمَى لَا يستبين وَجهه كتقاتل الْقَوْم عصبية يغْضب لعصبة أَو يَدْعُو إِلَى عصبَة أَو ينصر عصبَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذِه الْأَلْفَاظ الثَّلَاثَة بالصَّاد وَالْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَرُوِيَ بالمعجمتين أَي يُقَاتل لشَهْوَة نَفسه وغضبة لَهَا وَلَا يتحاش وَفِي نُسْخَة وَلَا يتحاشى أَي لَا يكترث بِمَا يَفْعَله فِيهَا وَلَا يخَاف وباله وعقوبته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 459 [1851] لَا حجَّة لَهُ أَي لَا عذر لَهُ يَنْفَعهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 460 [1852] سَتَكُون هَنَات وهنات أَي فتن وَأُمُور حَادِثَة فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ أَمر بقتاله وَإِن أدّى إِلَى قَتله أَن يشق عصاكم أَي يفرق جماعتكم كَمَا تفرق الْعَصَا المشقوقة [1853] إِذا بُويِعَ لخليفتين فَاقْتُلُوا الآخر مِنْهُمَا هُوَ أَيْضا أَمر بقتاله وَإِن أدّى إِلَى قَتله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 461 [1854] فتعرفون وتنكرون أَي يعْملُونَ أعمالا مِنْهَا مَا هُوَ مَعْرُوف شرعا وَمِنْهَا مَا هُوَ مُنكر شرعا فَمن عرف بَرِيء أَي من عرف الْمُنكر وَكَرِهَهُ بِقَلْبِه تقييدا بالرواية الْأُخْرَى وَلَكِن من رَضِي وتابع أَي هُوَ المؤاخذ المعاقب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 462 [1855] رُزَيْق بن حَيَّان قيل الرَّاء قبل الزَّاي وَقيل الزَّاي قبل الرَّاء قرظة بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء والظاء الْمُعْجَمَة وَيصلونَ عَلَيْكُم أَي يدعونَ فَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ فِي نُسْخَة فجذا بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَي جلس على أَطْرَاف أَصَابِع رجلَيْهِ ناصب الْقَدَمَيْنِ قَالَ الْجُمْهُور الجاذي أَشد اسْتِيفَاء من الجاثي وَقَالَ بَعضهم هما لُغَتَانِ [1865] لن يتْرك بِكَسْر التَّاء أَي لن ينْقصك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 [1866] فقد أقرّ بالمحنة أَي فقد بَايع الْبيعَة الشَّرْعِيَّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 [1868] فأجازني أَي جعل لي حكم الرِّجَال المقاتلين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 466 [1869] أَن يُسَافر بِالْقُرْآنِ أَي بالمصحف الجزء: 4 ¦ الصفحة: 467 [1870] أضمرت أَي قلل عَلفهَا مُدَّة ليخف لَحمهَا وتقوى على الجري الحفياء بِفَتْح الحاءالمهملة وَسُكُون الْفَاء وَالْمدّ بَينهَا وَبَين ثنية الْوَدَاع نَحْو سِتَّة أَمْيَال ثنية الْوَدَاع سميت بذلك لِأَن الْخَارِج من الْمَدِينَة يمشي مَعَه المودعون إِلَيْهَا مَسْجِد بني زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي فطفف بِي بفائين أَي علا ووثب إِلَى الْمَسْجِد [1871] الْخَيل فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر جمع نَاصِيَة وَهُوَ الشّعْر المسترسل على الْجَبْهَة قَالُوا وكني بهَا عَن جَمِيع ذَات الْفرس يُقَال فلَان مبارك الناصية ومبارك الْغرَّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 468 [1875] الشكال أَن يكون الْفرس فِي رجله الْيُمْنَى بَيَاض وَفِي يَده الْيُسْرَى أَو يَده الْيُمْنَى وَرجله الْيُسْرَى قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا أحد الْأَقْوَال فِي الشكال وَقَالَ الْجُمْهُور هُوَ أَن يكون فِيهِ ثَلَاث قَوَائِم محجلة وَوَاحِدَة مُطلقَة تَشْبِيها بالشكال الَّذِي تشكل بِهِ الْخَيل فَإِنَّهُ يكون ثَلَاث قَوَائِم غَالِبا وَقَالَ أَبُو عبيد قد يكون الشكال ثَلَاث قَوَائِم مُطلقَة وَوَاحِدَة محجلة قَالَ وَلَا تكون الْمُطلقَة من القوائم أَو المحجلة إِلَّا الرجل وَقيل الشكال أَن يكون محجلا من شقّ وَاحِد فِي يَده وَرجله وَإِنَّمَا كره لِأَنَّهُ على صُورَة المشكول وَقيل يحْتَمل أَن يكون جرب ذَلِك الْجِنْس فَلم يلق فِيهِ نجابة قَالَ بعض الْعلمَاء إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك أغر زَالَت الْكَرَاهَة لزوَال شين الشكال وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ لَعَلَّه أَن يكون كره اسْم الشكال من جِهَة اللَّفْظَة لِأَنَّهُ يشْعر بنقيض مَا ترَاد الْخَيل لَهُ وَهَذَا كَمَا قَالَ لَا أحب العقوق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 469 [1976] تضمن الله أَي فضلا مِنْهُ لَا يخرج إِلَّا جهادا فِي سبيلي أَي قَائِلا ذَلِك وَنصب جِهَاد على الْمَفْعُول لَهُ فَهُوَ عَليّ ضَامِن قيل هُوَ بِمَعْنى مَضْمُون ك مَاء دافق أَي مدفوق وَقيل بِمَعْنى ذُو ضَمَان أَن أدخلهُ الْجنَّة قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن يُرِيد عِنْد مَوته كَمَا ورد فِي الشُّهَدَاء أَو أَن يُرِيد عِنْد دُخُوله السَّابِقين وَمن لَا حِسَاب عَلَيْهِم من أجر أَو غنيمَة أَو بِمَعْنى الْوَاو وَقيل من أجر إِن لم يغنم أَو غنيمَة إِن غنم كلم بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون اللَّام أَي جرح يكلم أَي يجرح وتصديق كَلمته أَي كلمة الشَّهَادَتَيْنِ وَقيل تَصْدِيق كَلَام الله فِي الْإِخْبَار بِمَا للمجاهدين من أجر عَظِيم وَالله أعلم بِمن يكلم فِي سَبيله تَنْبِيه على الْإِخْلَاص فِي الْغَزْو يثعب بِفَتْح الْيَاء وَالْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَلَّثَة بَينهمَا أَي يجْرِي كثيرا كهيئتها الضَّمِير يعود على الْجراحَة وَالْعرْف بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء الرّيح الجزء: 4 ¦ الصفحة: 472 [1878] لَا تستطيعوه فِي نُسْخَة لَا تستطيعونه وَهُوَ الفصيح القانت أَي الْمُطِيع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 473 [1880] لغدوة بِفَتْح الْغَيْن وَهِي السّير أول النَّهَار إِلَى الزَّوَال أَو رَوْحَة هِيَ السّير من الزَّوَال إِلَى آخر النَّهَار قَالَ النَّوَوِيّ وأو هُنَا للتقسيم لَا للشَّكّ وَمَعْنَاهُ أَن الروحة يحصل بهَا هَذَا الثَّوَاب وَكَذَا الغدوة قَالَ وَالظَّاهِر أَنه لَا يخْتَص ذَلِك بالغدوة أَو الرواح من بلدته بل يحصل ذَلِك بِكُل غدْوَة وروحة فِي طَرِيقه إِلَى الْغَزْو وَكَذَا فِي مَوَاضِع الْقِتَال لِأَن الْجَمِيع يُسمى غدْوَة وروحة فِي سَبِيل الله تَعَالَى خير من الدُّنْيَا أَي ثَوَابهَا أفضل من نعيم الدُّنْيَا كلهَا لَو ملكهَا إِنْسَان وتصور تنعمه بهَا كلهَا لِأَنَّهُ زائل ونعيم الْآخِرَة بَاقٍ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا هُوَ على مَا اسْتَقر فِي النُّفُوس من تَعْظِيم ملك الدُّنْيَا وَأما على التَّحْقِيق فَلَا تدخل الْجنَّة مَعَ الدُّنْيَا تَحت أفعل إِلَّا كَمَا يُقَال الْعَسَل أحلى من الْخلّ وَقد قيل إِن معنى ذَلِك أَن ثَوَاب الغدوة والروحة أفضل من الدُّنْيَا لَو ملكهَا مَالك فأنفقها فِي وجهوه الْبر وَالطَّاعَة غير الْجِهَاد قَالَ وَهَذَا أليق وَالْأول أسبق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 [1884] وَأُخْرَى يرفع بهَا العَبْد مائَة دَرَجَة فِي الْجنَّة مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن هَذَا على ظَاهره وَأَن الدَّرَجَات هُنَا الْمنَازل الَّتِي بَعْضهَا أرفع من بعض فِي الظَّاهِر وَهَذِه صفة منَازِل الْجنَّة كَمَا جَاءَ فِي أهل الغرف أَنَّهُمَا يتراءون كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّي وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد الرّفْعَة بِالْمَعْنَى من كَثْرَة النَّعيم وَعظم الْإِحْسَان وَأَنه يتفاضل تفاضلا كَبِيرا أَو يكون تباعده فِي الْفضل كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فِي الْبعد قَالَ القَاضِي وَالْأول أظهر وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ الدرجَة الْمنزلَة الرفيعة وَيُرَاد بهَا غرف الْجنَّة ومراتبها الَّتِي أَعْلَاهَا الفردوس قَالَ وَلَا يظنّ من هَذَا أَن دَرَجَات الْجنَّة محصورة بِهَذَا الْعدَد بل هِيَ أَكثر من ذَلِك وَلَا يعلم حصرها وعددها إِلَّا الله تَعَالَى أَلا ترى أَن فِي الحَدِيث الآخر يُقَال لصَاحب الْقُرْآن اقْرَأ وأرق فَإِن منزلتك عِنْد آخر آيَة تقرؤها فَهَذَا يدل على أَن فِي الْجنَّة دَرَجَات على عدد آي الْقُرْآن وَهِي تنيف على سِتَّة آلَاف آيَة فَإِذا اجْتمعت للْإنْسَان فَضِيلَة الْجِهَاد مَعَ فَضِيلَة الْقُرْآن جمعت لَهُ تِلْكَ الدَّرَجَات كلهَا وَهَكَذَا كلما زَادَت أَعماله زَادَت درجاته انْتهى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 [1886] إِلَّا الدّين قَالَ النَّوَوِيّ والقرطبي فِيهِ تَنْبِيه على جَمِيع حُقُوق الْآدَمِيّين وَأَن الْجِهَاد وَالشَّهَادَة وَغَيرهمَا من أَعمال الْبر لَا تكفر حُقُوق الْآدَمِيّين وَإِنَّمَا تكفر حُقُوق الله تَعَالَى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 [1887] عَن مَسْرُوق قَالَ سَأَلنَا عبد الله زَاد فِي بعض النّسخ بن مَسْعُود أما إِنَّا قد سَأَلنَا عَن ذَلِك فَقَالَ يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن أَرْوَاحهم فِي جَوف طير خضر الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ إِنَّمَا نسمَة الْمُؤمن طير وَفِي حَدِيث آخر عَن قَتَادَة فِي صُورَة طير بيض قَالَ القَاضِي قَالَ بعض الْمُتَكَلِّمين على هَذَا الْأَشْبَه صحةمن قَالَ طير أَو صُورَة طير وَهُوَ أَكثر مَا جَاءَت بِهِ الرِّوَايَة لَا سِيمَا مَعَه قَوْله وتأوي إِلَى قناديل تَحت الْعَرْش قَالَ القَاضِي واستبعد بَعضهم هَذَا وَلم يُنكره آخَرُونَ وَلَيْسَ فِيهِ مَا يُنكر وَلَا فرق بَين الْأَمريْنِ بل رِوَايَة جَوف طير أصح معنى وَأبين وَجها وَلَيْسَ للأقيسة والعقول فِي هَذَا حكم وَكله من المجوزات فَإِذا أَرَادَ الله أَن يَجْعَل هَذِه الرّوح إِذا خرجت فِي قناديل أَو فِي أَجْوَاف طير أَو حَيْثُ شَاءَ كَانَ كَذَلِك وَلم يبعد لَا سِيمَا مَعَ القَوْل بِأَن الْأَرْوَاح أجسام وَلِهَذَا أبعدنا أَن تكون رِوَايَة أَنَّهَا طير على ظَاهره إِذْ لَو غيرت الْأَرْوَاح عَن حَالهَا وصفاتها إِلَى طيور خضر لم تكن حِينَئِذٍ أرواحا قَالَ وَقد قيل على هَذَا إِن الْمُنعم والمعذب من الْأَرْوَاح جُزْء من الْجَسَد تبقى فِيهِ الرّوح فَهُوَ الي يألم ويعذب ويلتذ وينعم وَهُوَ الَّذِي يَقُول رب ارْجِعُونِ الْمُؤْمِنُونَ99 وَهُوَ الَّذِي يسرح فِي شجر الْجنَّة فَغير مُسْتَحِيل أَن يصور هَذَا الْجُزْء طائرا وَيجْعَل فِي جَوف طَائِر وَفِي قناديل تَحت الْعَرْش وَغير ذَلِك مِمَّا يُريدهُ الله تَعَالَى وَقد قَالَ بعض مُتَقَدِّمي أَئِمَّتنَا إِن الرّوح جسم لطيف مُتَصَوّر على صُورَة الْإِنْسَان دَاخل الْجِسْم قَالَ وَقد تعلق بِهَذَا الحَدِيث وَشبهه بعض الملحدة الْقَائِلين بالتناسخ وانتقال الْأَرْوَاح إِلَى صور فِي الدُّنْيَا ترفه فِيهَا أَو تعذب وَزَعَمُوا أَن هَذَا هُوَ الثَّوَاب وَالْعِقَاب وَهَذَا ضلال بَين وَإِبْطَال لما جَاءَت بِهِ الشَّرَائِع من الْحَشْر والنشر وَالْجنَّة وَالنَّار هَذَا مَا أوردهُ القَاضِي هناونقله عَنهُ النَّوَوِيّ وَلم يزدْ عَلَيْهِ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي شرح مُسلم قد تضمن هَذَا الحَدِيث تَفْسِير قَوْله تَعَالَى أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَإِن معنى حياةالشهيد ان لأرواحهم من خُصُوص الْكَرَامَة مَا لَيْسَ لغَيرهم وَذَلِكَ بِأَن جعلت فِي أَجْوَاف طير كَمَا فِي هَذَا الحَدِيث أَو فِي حواصل طير خضر كَمَا فِي الحَدِيث الآخر صِيَانة لتِلْك الْأَرْوَاح ومبالغة فِي إكرامها لاطلاعها على مَا فِي الْجنَّة من المحاسن وَالنعَم كَمَا يطلع الرَّاكِب المظلل عَلَيْهِ بالهودج الشفاف الَّذِي لَا يحجب عَمَّا وَرَاءه ثمَّ يدركون فِي تِلْكَ الْحَال الَّتِي يسرحون فِيهَا من رَوَائِح الْجنَّة وطيبها وَنَعِيمهَا وسرورها مَا يَلِيق بالأرواح مِمَّا ترتزق وتنتعش بِهِ وَأما اللَّذَّات الجسمانية فَإِذا أُعِيدَت تِلْكَ الْأَرْوَاح إِلَى أجسادها استوفت من النَّعيم جَمِيع مَا أعد الله لَهَا ثمَّ إِن أَرْوَاحهم بعد سرحها فِي الْجنَّة ترجع تِلْكَ الطير بهم إِلَى مَوَاضِع مكرمَة مشرقة منورة عبر عَنْهَا بالقناديل لِكَثْرَة أنوارها وشدتها وَهَذِه الكرامات كلهَا مَخْصُوصَة بِالشُّهَدَاءِ كَمَا دلّت عَلَيْهِ الْآيَة وَهَذَا الحَدِيث وَأما حَدِيث مَالك الَّذِي قَالَ فِيهِ إِنَّمَا نسمةالمؤمن طَائِر يعلق فِي شجر الْجنَّة فَالْمُرَاد بِالْمُؤمنِ فِيهِ الشَّهِيد وَالْحَدِيثَانِ وَاحِد فِي الْمَعْنى وَهُوَ من بَاب حمل الْمُطلق على الْمُقَيد وَقد دلّ على صِحَة هَذَا قَوْله فِي الحَدِيث الآخر إِذا مَاتَ الْإِنْسَان عرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي من الْجنَّة وَالنَّار فَيُقَال هَذَا مَقْعَدك حَتَّى يَبْعَثك الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة فالمؤمن غير الشَّهِيد هُوَ الَّذِي يعرض عَلَيْهِ مَقْعَده من الْجنَّة وَهُوَ مَوْضِعه من الْقَبْر أَو الصُّور أَو حَيْثُ شَاءَ الله غير سارح فِي الْجنَّة وَلَا دَاخل فِيهَا وَإِنَّمَا يدْرك مَنْزِلَته فِيهَا بِخِلَاف الشَّهِيد فَإِنَّهُ يُبَاشر ذَلِك ويشاهده وَهُوَ فِيهَا على مَا تقدم وَبِهَذَا تلتئم الْأَحَادِيث وتتفق هَذَا مَا ذكره الْقُرْطُبِيّ وَقَالَ القَاضِي أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ فِي كتاب سراج المريدين يجوز أَن تودع الرّوح فِي جَوف طَائِر أَو تكون على هَيْئَة طَائِر فِي صِفَاته ويصل إِلَيْهَا الْغذَاء وَإِن كَانَت وَدِيعَة فِي جوفها من عَلفهَا كَمَا يصل إِلَى الْمَوْلُود من أمه وَيكون هَذَا مَخْصُوصًا بِالشُّهَدَاءِ الَّذين عجلوا بِأَنْفسِهِم إِلَى الْمَوْت فَعجل الله لَهُم الثَّوَاب وَالنَّعِيم قبل غَيرهم وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ صَاحب التَّذْكِرَة وَهُوَ غير الْقُرْطُبِيّ شَارِح مُسلم حَدِيث نسمَة الْمُؤمن طَائِر يدل على أَن الرّوح نَفسهَا تكون طائرا لَا أَنَّهَا تكون فِيهِ وَيكون الطَّائِر ظرفا لَهَا وَكَذَا فِي رِوَايَة بن مَسْعُود عِنْد بن ماجة أَرْوَاح الشُّهَدَاء عِنْد الله كطير خضر وَفِي لفظ عَن بن عَبَّاس تحول فِي طير خضر وَفِي لفظ عَن بن عَمْرو فِي صور طير بيض وَفِي لفظ عَن كَعْب أَرْوَاح الشُّهَدَاء طير خضر قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا كُله أصح من رِوَايَة فِي جَوف طير وَقَالَ الْقَابِسِيّ أنكر بعض الْعلمَاء رِوَايَة فِي جَوف طير خضر لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تكون محصورة مضيقا عَلَيْهَا ورد بِأَن الرِّوَايَة ثَابِتَة والتأويل مُحْتَمل بِأَن يَجْعَل فِي بِمَعْنى على وَالْمعْنَى أَرْوَاحهم على جَوف طير خضر كَقَوْلِه تَعَالَى لأصلبنكم فِي جُذُوع النّخل وَجَائِز أَن يُسمى الطير جوفا إِذا هُوَ مُحِيط بِهِ ومشتمل عَلَيْهِ قَالَه عبد الْحق وَقَالَ غَيره لَا مَانع من أَن تكون فِي الأجواف حَقِيقَة ويوسعها الله لَهَا حَتَّى تكون أوسع من الفضاء قَالَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام فِي أَمَالِيهِ فِي قَوْله تَعَالَى بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ آل عمرَان169 فَإِن قيل الْأَمْوَات كلهم كَذَلِك فَكيف خصص هَؤُلَاءِ فَالْجَوَاب لَيْسَ الْكل كَذَلِك لِأَن الْمَوْت عبارَة عَن أَن تنْزع الرّوح من الْأَجْسَام لقَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الله يتوفى الْأَنْفس حِين مَوتهَا الزمر42 أَي يَأْخُذهَا وافية من الأجساد والمجاهد تنقل روحه إِلَى طير أَخْضَر فقد انْتقل من جَسَد إِلَى آخر لِأَنَّهَا توفيت من الأجساد بِخِلَاف الْبَاقِي فَإِنَّهُ يتوفى من الأجساد وَأما قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نسمَة الْمُؤمن فِي حواصل طير الحَدِيث فَهَذَا الْعُمُوم مَحْمُول على الْمُجَاهدين انْتهى فَاخْتَارَ فِي أَرْوَاح الشُّهَدَاء أَنَّهَا كائنة فِي طير لَا أَنَّهَا نَفسهَا طير وَاخْتَارَ فِي معنى حياتهم كَونهَا كائنة فِي جَسَد بعد جَسدهَا الأول وَلِلنَّاسِ فِي معنى حَيَاة الشُّهَدَاء كَلَام كثير قَالَ شيذلة فِي كتاب الْبُرْهَان فِي عُلُوم الْقُرْآن فِي قَوْله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بل أَحيَاء إِن قيل كَيفَ يكونُونَ اموا أَحيَاء قُلْنَا يجوز أَن يحييهم الله فِي قُبُورهم وأرواحهم تكون فِي جُزْء من أبدانهم يحس جَمِيع بدنه النَّعيم واللذة لأجل ذَلِك الْجُزْء كَمَا يحس جَمِيع بدن الْحَيّ فِي الدُّنْيَا ببرودة أَو حرارة تكون فِي جُزْء من أَجزَاء بدنه وَقيل المُرَاد أَن أجسامهم لَا تبلى فِي قُبُورهم وَلَا تَنْقَطِع أوصالهم فهم كالأحياء فِي قُبُورهم وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي الْبَحْر اخْتلف النَّاس فِي هَذِه الْحَيَاة فَقَالَ قوم مَعْنَاهَا بَقَاء أَرْوَاحهم دون أَجْسَادهم لأَنا نشاهد فَسَادهَا وفناءها وَذهب آخَرُونَ إِلَى أَن الشَّهِيد حَيّ الْجَسَد وَالروح وَلَا يقْدَح فِي ذَلِك عدم شعورنا بِهِ فَنحْن نراهم على صفة الْأَمْوَات وهم أَحيَاء كَمَا ترى النَّائِم على هَيْئَة وَهُوَ يرى فِي مَنَامه مَا يتنعم بِهِ أَو يتألم وَقَالَ الْجُزُولِيّ من الْمَالِكِيَّة فِي شرح الرسَالَة اخْتلف فِي حَيَاة الشُّهَدَاء فَمنهمْ من قَالَ حياتهم غير مكيفة وَلَا معقولة للبشر وَهِي مِمَّا اسْتَأْثر الله بهَا كذاته وَصِفَاته وَيدل على ذَلِك قَوْله تَعَالَى وَلَكِن لَا تشعرون وَقيل لأَنهم يرْزقُونَ ويأكلون وَيَتَنَعَّمُونَ كالأحياء وَقيل لِأَن أَرْوَاحهم تركع وتسجد تَحت الْعَرْش إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَقيل لِأَن أجسامهم لَا يأكلها التُّرَاب قَالَ وَاخْتلف فِي أَرْوَاحهم فَقيل إِنَّهَا فِي حواصل طير خضر وَقيل الطير نَفسه هُوَ الرّوح لِأَنَّهُ وعاؤها وَقَالَ الْحَافِظ زين الدّين بن رَجَب فِي كتاب أهوال الْقُبُور الْفرق بَين حَيَاة الشُّهَدَاء وَغَيرهم من الْمُؤمنِينَ من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن أَرْوَاح الشُّهَدَاء يخلق لهاأجساد وَهِي الطير الَّتِي تكون فِي حواصلها ليكمل بذلك نعيمها وَيكون أكمل من نعيم الْأَرْوَاح الْمُجَرَّدَة عَن الأجساد فَإِن الشُّهَدَاء بذلوا أَجْسَادهم للْقَتْل فِي سَبِيل الله فعوضوا عَنْهَا بِهَذِهِ الأجساد فِي البرزخ وَالثَّانِي أَنهم يرْزقُونَ من الْجنَّة وَغَيرهم لم يثبت فِي حَقه مثل ذَلِك انْتهى وَقد نقل بن الْعَرَبِيّ فِي سراج المريدين إِجْمَاع الْأمة على أَنه لَا يعجل الْأكل وَالنَّعِيم لأحد إِلَّا للشهداء تَنْبِيهَانِ الأول عورض حَدِيث مُسلم هَذَا ب أخرجه أَحْمد وَابْن أبي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث بِسَنَد حسن عَن بن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشُّهَدَاء على بارق نهر بِبَاب الْجنَّة فِي قبَّة خضراء يخرج إِلَيْهِم رزقهم من الْجنَّة غدْوَة وعشيا فَإِنَّهُ يدل أَنهم خَارج الْجنَّة وَأجَاب الْقُرْطُبِيّ بِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون هَذَا الحَدِيث فِي بعض الشهداءالذين حَبسهم عَن دُخُول الْجنَّة دين أَو تبعة وَقَالَ بن رَجَب لَعَلَّ هَذَا فِي عُمُوم الشُّهَدَاء وَالَّذين هم فِي الْقَنَادِيل تَحت الْعَرْش خواصهم قَالَ أَو لَعَلَّ المُرَاد بِالشُّهَدَاءِ فِيهِ من هُوَ شَهِيد غير من قتل فِي سَبِيل الله كالمطعون والمبطون والغريق وَغَيرهم مِمَّن ورد النَّص بِأَنَّهُ شَهِيد أَو سَائِر الْمُؤمنِينَ فقد يُطلق الشَّهِيد على من حقق الْإِيمَان وَشهد بِصِحَّتِهِ كَمَا ورد عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كل مُؤمن صديق وشهيد قيل مَا تَقول يَا أَبَا هُرَيْرَة قَالَ اقرأوا وَالَّذين آمنُوا بِاللَّه وَرُسُله أُولَئِكَ هم الصديقون وَالشُّهَدَاء عِنْد رَبهم وَفِي حَدِيث مَرْفُوع مؤمنو أمتى شُهَدَاء ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة الثَّانِي إِذا قُلْنَا بِأَن الرّوح نَفسهَا طير لَا أَنَّهَا فِي جَوْفه فقد يتَوَهَّم من ذَلِك أَنَّهَا على هَيْئَة الطير وشكله وَفِيه وَقْفَة فَإِن روح الْإِنْسَان إِنَّمَا هِيَ على صورته ومثاله وشكله وَالَّذِي يَنْبَغِي أَن يفهم من هَذَا أَنَّهَا كالطير فِي الطيران فَقَط وَقد تقدم فِي كَلَام القَاضِي عِيَاض استبعاد هَذَا وَقد استبعده أَيْضا السُّهيْلي وَقَالَ إِن صُورَة الْآدَمِيّ أكمل الصُّور وَأَشْرَفهَا فَلَا تغير إِلَى صُورَة غَيرهَا وَهُوَ كَلَام مُتَّجه وَيُشِير إِلَى هَذَا قَول بن الْعَرَبِيّ أَو يكون على هَيْئَة طَائِر فِي صِفَاته أَي لَا فِي ذَاته وشكله وَيكون المُرَاد بصفاته الطيران وَالْقُوَّة والتعلق بالأشجار وَنَحْو ذَلِك فَاطلع إِلَيْهِم رَبهم اطلاعة إِلَى آخِره قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي تجلى لَهُم بِرَفْع حجبهم وكلمهم مشافهة بِغَيْر وَاسِطَة مُبَالغَة فِي الْإِكْرَام وتتميما للإنعام وَقَوْلهمْ نُرِيد أَن ترد أراحنا فِي أَجْسَادنَا دَلِيل على أَن مُجَرّد الْأَرْوَاح هِيَ المتكلمة وَيدل على أَن الرّوح لَيْسَ بِعرْض وَفِيه رد علىالتناسخية وَأَن أَجْوَاف الطير لَيست أجسادا لَهَا وَإِنَّمَا هِيَ مودعة فِيهَا على سَبِيل الْحِفْظ والصيانة وَالْإِكْرَام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 [1888] أَي النَّاس أفضل فَقَالَ رجل يُجَاهد فِي سَبِيل الله قَالَ القَاضِي هَذَا عَام مَخْصُوص وَتَقْدِيره هَذَا من أفضل النَّاس وَإِلَّا فَالْعُلَمَاء أفضل وَكَذَا الصديقون كَمَا جَاءَت بِهِ الْأَحَادِيث ثمَّ مُؤمن فِي شعب من الشعاب قَالَ النَّوَوِيّ ذكر الشّعب مِثَال الِانْفِرَاد والاعتزال قَالَ هَذَا مَحَله فِي زمن الْفِتَن أَو فِي من لَا يسلم النَّاس مِنْهُ وَلَا يصبر عَلَيْهِم أَو نَحْو ذَلِك من الْخُصُوص الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 [1889] من خير معاش النَّاس أَي من خير أَحْوَال عيشهم كلما سمع هيعة بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الْيَاء الصَّوْت عِنْد حُضُور الْعَدو أَو فزعة بِسُكُون الزَّاي أَي النهوض إِلَى الْعَدو غنيمَة بِضَم الْغَيْن تَصْغِير الْغنم أَي قِطْعَة مِنْهَا شعفة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة أَعلَى الْجَبَل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 [1890] يضْحك الله هُوَ مجَاز عَن الرِّضَا والإثابة لِاسْتِحَالَة حَقِيقَته عَلَيْهِ تَعَالَى وَقيل المُرَاد ضحك مَلَائكَته الَّذين يوجههم لقبض روحه وإدخاله الْجنَّة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 [1891] لَا يَجْتَمِعَانِ اجتماعا يضر أَحدهمَا الآخر قَالَ القَاضِي هَذَا اسْتثِْنَاء من اجْتِمَاع الْوُرُود وتخاصمهم على جسر جَهَنَّم مُؤمن قتل كَافِرًا ثمَّ سدد اسْتشْكل القَاضِي هَذَا بِأَن السداد هُوَ الاسْتقَامَة على الطَّرِيقَة المثلى من غير زيغ وَمن كَانَ هَذَا حَاله فَإِنَّهُ لَا يدْخل النَّار أصلا قتل كَافِرًا أم لَا وانفصل عَنهُ بِحمْل سدد على أسلم بِمَعْنى أَن الْقَاتِل كَانَ كَافِرًا ثمَّ أسلم وَصَرفه للْحَدِيث الآخر الَّذِي قَالَ فِيهِ يضْحك الله لِرجلَيْنِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَالَّذِي يظْهر لي أَن المُرَاد بالسداد أَن يسدد حَاله فِي التَّخَلُّص من حُقُوق الْآدَمِيّين لما تقدم من أَن الشَّهَادَة تكفر كل شَيْء إِلَّا الدّين فَإِن لم تكفر الشَّهَادَة الدّين كَانَ أبعد أَن يكفره قتل الْكَافِر قَالَ وَيحْتَمل أَن يُقَال سدد بدوام الْإِسْلَام إِلَى الْمَوْت أَو باجتناب الموبقات الَّتِي لَا تغْفر إِلَّا بِالتَّوْبَةِ كَمَا تقدم فِي الطَّهَارَة قلت وَعِنْدِي أَن مَقْصُود الحَدِيث الْإِخْبَار بِأَن هَذَا الْفِعْل يكفر مَا مضى من ذنُوبه كلهَا كبائرها وصغائرها دون مَا يسْتَقْبل مِنْهَا فَإِن مَاتَ عَن قرب أَو بعد مُدَّة وَقد سدد فِي تِلْكَ الْمدَّة لم يعذب وَإِن لم يسدد أَو أَخذ بِمَا جناه بعد ذَلِك لَا بِمَا قبله لِأَنَّهُ قد كفر عَنهُ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 [1892] مخطومة أَي فِيهَا خطامها أَي زمامها لَك بهَا يَوْم الْقِيَامَة سَبْعمِائة نَاقَة قيل المُرَاد لَهُ أجر سَبْعمِائة وَقيل إِنَّه يعْطى فِي الْجنَّة سَبْعمِائة نَاقَة يركبهن حَيْثُ شَاءَ للتنزه قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا أظهر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 [1893] إِنِّي أبدع بِي بِضَم الْهمزَة أَي هَلَكت رَاحِلَتي وَانْقطع بِي وَرُوِيَ بدع بِي بتَشْديد الدَّال قَالَ القَاضِي وَغَيره وَلَيْسَ بِمَعْرُوف فِي اللُّغَة من دلّ على خير فَلهُ مثل أجر فَاعله قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد أَن لَهُ ثَوابًا كَمَا لفَاعِله ثَوابًا وَلَا يلْزم أَن يكون قدر ثوابهما سَوَاء انْتهى وَذهب بعض الْأَئِمَّة إِلَى أَن الْمثل الْمَذْكُور فِي هَذَا الحَدِيث وَنَحْوه إِنَّمَا هُوَ بِغَيْر تَضْعِيف وَاخْتَارَ الْقُرْطُبِيّ أَنه مثله سَوَاء فِي الْقدر والتضعيف قَالَ لِأَن الثوا ب على الْأَعْمَال إِنَّمَا هُوَ بِفضل من الله فيهبه لمن يَشَاء على أَي شَيْء صدر مِنْهُ خُصُوصا إِذا صحت النِّيَّة الَّتِي هِيَ من أصل الْأَعْمَال فِي طَاعَة عجز عَن فعلهَا لمَانع مَنعه مِنْهَا فَلَا بعد فِي مُسَاوَاة أجر ذَلِك الْعَاجِز لأجر الْقَادِر الْفَاعِل أَو يزِيد عَلَيْهِ قَالَ وَهَذَا جَار فِي كل مَا ورد مِمَّا يشبه ذَلِك كَحَدِيث من فطر صَائِما فَلهُ مثل أجره الجزء: 4 ¦ الصفحة: 490 [1895] من جهز غازيا فِي سَبِيل الله فقد غزا وَمن خَلفه فِي أَهله بِخَير فقد غزا قَالَ النَّوَوِيّ أَي حصل لَهُ أجر بِسَبَب الْغَزْو قَالَ وَهَذَا الْأجر يحصل بِكُل جهاز سَوَاء قَلِيله وَكَثِيره وَلكُل خَالف فِي أهل الْغَازِي بِخَير من قَضَاء حَاجَة لَهُم أَو إِنْفَاق عَلَيْهِم أَو ذب عَنْهُم أَو مساعدتهم فِي أَمر لَهُم وَيخْتَلف قدر الثَّوَاب بقلة ذَلِك وكثرته [1896] مثل نصف أجر الْخَارِج قَالَ الْقُرْطُبِيّ كلمة نصف مقحمة قَالَ وَكَأَنَّهَا زِيَادَة مِمَّن تسَامح فِي إِيرَاد اللَّفْظ لقَوْله فِي الحَدِيث الَّذِي قبله فالأجر بَينهمَا أَو يؤول بِأَنَّهُ نصف بِاعْتِبَار مَجْمُوع أجر الْغَازِي والخالف كَمَا يؤول قَوْله وَالْأَجْر بَينهمَا على ذَلِك لَا أَن الخالف يَأْخُذ نصف الْغَازِي وَيبقى للغازي النّصْف فَإِن الْغَازِي لم يطْرَأ عَلَيْهِ مَا يُوجب تنقيصا لثوابه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 491 [1897] فَمَا ظنكم أَي أَنه لَا يبقي مِنْهَا شَيْئا إِن أمكنه [1898] ضرارته بِفَتْح الضَّاد أَي عماه ويروى ضَرَرا بِهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 492 [1900] المصِّيصِي بِكَسْر الْمِيم وَالصَّاد الْمُشَدّدَة النبيت بِفَتْح النُّون وَكسر الْمُوَحدَة ثمَّ مثناة تَحت سَاكِنة ثمَّ مثناة فَوق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 [1901] بسيسة بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح السينين الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا مثناة تَحت وَهُوَ بسبس بموحدتين وسينين مكبر بن عَمْرو وَيُقَال بن بسر من الْأَنْصَار قَالَ النَّوَوِيّ لَعَلَّ أحد اللَّفْظَيْنِ اسْمه وَالْآخر لقب عينا أَي جاسوسا ظهرانهم بِضَم الظَّاء وَسُكُون الْهَاء جمع ظهر وَهُوَ الْبَعِير الَّذِي يركب ظَهره علو الْمَدِينَة بِضَم الْعين وَكسرهَا أكون أَنا دونه أَي قدامه عرضهَا السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَالَ الْقُرْطُبِيّ شبه سَعَة الْجنَّة بسعتهما وَإِن كَانَت الْجنَّة أوسع مُخَاطبَة لنا بِمَا شاهدنا إِذْ لم نشاهد أوسع من السَّمَاوَات وَالْأَرْض قَالَ وَهَذَا أشبه مَا قيل فِي هَذَا الْمَعْنى بن الْحمام بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم إِلَّا رَجَاء بِالْهَمْز وَالنّصب مفعول لَهُ وَفِي أَكثر النّسخ رجاءة بتاء التَّأْنِيث مَنْصُوبًا ممدودا وَهُوَ بِمَعْنى الرَّجَاء إِلَّا أَنه مصدر مَحْدُود كالضربة وَالضَّرْب من قرنه بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء وَنون جعبة النشاب وَرُوِيَ بِضَم الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وموحدة قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ تَصْحِيف [1902] جفن سَيْفه بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْفَاء أَي غمده الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 [677] لأهل الصّفة هم الغرباء الْفُقَرَاء الَّذين كَانُوا يأوون إِلَى مَسْجِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَت لَهُم فِي آخِره صفة وَهُوَ مَكَان مُنْقَطع من الْمَسْجِد مظلل عَلَيْهِ يبيتُونَ فِيهِ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 [1903] ليراني الله مَا أصنع كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالْألف ف مَا أصنع بدل من الضَّمِير فِي ليراني وَفِي بَعْضهَا ليرين الله بياء بعد الرَّاء ثمَّ نون مُشَدّدَة فهاب أَن يَقُول غَيرهَا أَي خَافَ أَن يعاهد الله علىغيرها فيعجز عَنهُ أَو يقصر فِيهِ وليكون أَبْرَأ لَهُ من الْحول وَالْقُوَّة واها لريح الْجنَّة أَي عجبا مِنْهُ أَجِدهُ دون أحد قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ مَحْمُول على ظَاهره وَأَن الله أوجد رِيحهَا من مَوضِع المعركة وَقد ورد أَن رِيحهَا يُوجد من مسيرَة خَمْسمِائَة عَام قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَيحْتَمل أَنه قَالَ يَعْنِي على التَّمْثِيل أَي أَن الْقَتْل دون أحد مُوجب لدُخُول الْجنَّة ولإدراك رِيحهَا وَنَعِيمهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 [1904] لتَكون كلمة الله أَي دين الْإِسْلَام حمية هِيَ الأنفة والغيرة والمحاماة عَن عشيرته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 498 [1905] ناتل بنُون وَبعد الْألف مثناة فَوق وَهُوَ بن قيس الجذامي وَكَانَ ناتل تابعيا وَأَبوهُ صَحَابِيّ إِن أول مَا يقْضى يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِ رجل اسْتشْهد قَالَ الْقُرْطُبِيّ قد يسْبق إِلَى الْوَهم أَن الْأَحَادِيث فِي الأولية متعارضة وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهُ لم يرد بِكُل مِنْهَا أَنه أول بِالنِّسْبَةِ إِلَى كل مَا يسْأَل عَنهُ وَيقْضى فِيهِ بل أُرِيد أَنه أول بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَابه فَأول مَا يُحَاسب بِهِ من أَرْكَان الْإِسْلَام الصَّلَاة وَأول مَا يُحَاسب بِهِ من الْمَظَالِم الدِّمَاء وَأول مَا يُحَاسب بِهِ مِمَّا ينتشر بِهِ صيت فَاعله هَذَا جريء بِالْهَمْز هُوَ الْمِقْدَام على الشَّيْء لَا ينثني عَنهُ وَلَو كَانَ هائلا فسحب أَي جر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 [1906] مَا من غَازِيَة أَي جمَاعَة أَو سَرِيَّة تغزو فِي سَبِيل الله فيصيبون الْغَنِيمَة إِلَّا تعجلوا ثُلثي أجرهم وَيكون الْأجر الْمُرَتّب على الْغَزْو مِنْهُ مَا هُوَ على الْقِتَال وَمِنْه مَا يسْقط مُقَابلَة السَّلامَة وَالْغنيمَة وَقد اسْتشْكل جمَاعَة هَذَا وَقَالُوا إِنَّه معَارض بِالْحَدِيثِ السَّابِق أَنه يرجع بِمَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة وَبِأَن أهل بدر اجْتمع لَهُم سهمهم وأجرهم وبالغوا فِي ذَلِك حَتَّى أَن مِنْهُم من رد هَذَا الحَدِيث وَضَعفه وَقَالَ إِن رَاوِيه أَبَا هَانِئ مَجْهُول وَمَا قَالُوهُ سَاقِط والْحَدِيث قد صَححهُ مُسلم وَأَبُو هَانِئ ذكره البُخَارِيّ فِي تَارِيخه بِمَا يزِيل جهالته والْحَدِيث السَّابِق لَا يُعَارض هَذَا لِأَنَّهُ مُطلق وَهَذَا مُقَيّد فَوَجَبَ حمله عَلَيْهِ قَالَه النَّوَوِيّ تخفق أَي تخيب وَلَا تغنم وكل من طلب حَاجَة وَلم تحصل لَهُ فقد أخفق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 501 [1907] إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ قَالَ الْقُرْطُبِيّ أَي الْأَعْمَال المتقرب بهَا إِلَى الله وَإِنَّمَا لامرئ مَا نوى قَالُوا فَائِدَة ذكره بعد إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّةِ بَيَان أَن تعْيين الْمَنوِي شَرط الجزء: 4 ¦ الصفحة: 502 [1910] من مَاتَ وَلم يغز وَلم يحدث بِهِ نَفسه مَاتَ على شُعْبَة من نفاق أَي خلق من أَخْلَاق الْمُنَافِقين قَالَ عبد الله بن الْمُبَارك فنرى بِضَم النُّون أَي نظن أَن ذَلِك كَانَ على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الَّذِي قَالَه مُحْتَمل وَقَالَ غَيره إِنَّه عَام وَالْمرَاد أَن من فعل هَذَا فقد أشبه الْمُنَافِقين المتخلفين عَن الْجِهَاد فِي هَذَا الْوَصْف وَإِن لم يكن كَافِرًا [1911] شَركُوكُمْ بِكَسْر الرَّاء الجزء: 4 ¦ الصفحة: 503 [1912] كَانَ يدْخل على أم حرَام قَالَ بن عبد الْبر كَانَت إِحْدَى خالاته من الرضَاعَة تفلي بِفَتْح أَوله وَسُكُون الْفَاء ثبج هَذَا الْبَحْر بِفَتْح الْمُثَلَّثَة وَالْمُوَحَّدَة وجيم أَي ظَهره ووسطه ملوكا على الأسرة قَالَ النَّوَوِيّ قيل هُوَ صفة لَهُم فِي الْآخِرَة إِذا دخلُوا الْجنَّة وَالأَصَح أَنَّهَا صفة لَهُم فِي الدُّنْيَا أَي يركبون مراكب الْمُلُوك لسعة حَالهم واستقامة أَمرهم وَكَثْرَة عَددهمْ فِي زمَان مُعَاوِيَة قيل فِي خِلَافَته وَقيل فِي إمارته على غزَاة قبرس فِي خلَافَة عُثْمَان قَالَ القَاضِي وَعَلِيهِ أَكثر الْعلمَاء وَأهل السّير وَالْأَخْبَار الجزء: 4 ¦ الصفحة: 505 [1913] بن بهْرَام بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا رِبَاط يَوْم قَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ الْإِقَامَة فِي ثغر من ثغور الْإِسْلَام حارسا لَهُ من الْعَدو وَإِن مَاتَ قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي فِي حَال الرِّبَاط جرى عَلَيْهِ عمله الَّذِي كَانَ يعمله فِي حَال رباطه وَأجر رباطه قَالَ النَّوَوِيّ وجريان عمله عَلَيْهِ بعد مَوته فَضِيلَة مُخْتَصَّة بِهِ لَا يُشَارِكهُ فِيهَا أحد قَالَ وَقد جَاءَ صَرِيحًا فِي غير مُسلم كل ميت يخْتم على عمله إِلَّا المرابط فَإِنَّهُ ينمى لَهُ عمله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأجْرِي عَلَيْهِ رزقه قَالَ الْقُرْطُبِيّ يَعْنِي أَنه يرْزق فِي الْجنَّة كَمَا يرْزق الشُّهَدَاء الَّذين تكون أَرْوَاحهم فِي حواصل الطير تَأْكُل من ثَمَر الْجنَّة وَذكر النَّوَوِيّ نَحوه وَأمن الفتان ضبط أَمن بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمِيم بِلَا وَاو وَأمن بِضَم الْهمزَة بِزِيَادَة وَاو ضبط الفتان بِفَتْح الْفَاء أَي فتان الْقَبْر وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد فِي سنَنه 25 وَأمن من فتاني الْقَبْر وَبِضَمِّهَا جمع فاتن قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَتَكون للْجِنْس أَي كل ذِي فتْنَة قلت أَو المُرَاد فتان الْقَبْر من إِطْلَاق صِيغَة الْجمع على اثْنَيْنِ أَو على انهم أَكثر من اثْنَيْنِ فقد ورد أَن فتاني الْقَبْر ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة وَقد اسْتدلَّ غير وَاحِد بِهَذَا الحَدِيث على أَن المرابط لَا يسْأَل فِي قَبره كالشهيد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 507 [1914] الشُّهَدَاء خَمْسَة هم أَكثر من ذَلِك وَقد جمعتهم فِي كراسة فبلغوا ثَلَاثِينَ وأشرت إِلَيْهِم فِي شرح الْمُوَطَّأ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَلَا تنَاقض فَفِي وَقت أُوحِي إِلَيْهِ أَنهم خَمْسَة وَفِي وَقت آخر أُوحِي إِلَيْهِ أَنهم أَكثر قلت وَورد فِي أثر أَن تعداد أَسبَاب الشَّهَادَة خُصُوصِيَّة لهَذِهِ الْأمة وَلم يكن فِي الْأُمَم السَّابِقَة شَهِيد إِلَّا الْقَتِيل فِي سَبِيل الله خَاصَّة المطعون قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الَّذِي يَمُوت فِي الطَّاعُون والمبطون قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ صَاحب دَاء الْبَطن وَهُوَ الإسهال وَقيل الَّذِي بِهِ الاسْتِسْقَاء وانتفاخ الْبَطن وَقيل الَّذِي يشكي بَطْنه وَقيل الَّذِي يَمُوت بداء بَطْنه مُطلقًا وَهَذَا الْأَخير هُوَ الَّذِي جزم بِهِ الْقُرْطُبِيّ وَالْغَرق قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الَّذِي يَمُوت غريقا بِالْمَاءِ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ يرْوى الْغَرق بِغَيْر يَاء والغريق بياء وَصَاحب الْهدم هُوَ من يَمُوت تَحْتَهُ قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَهَذَا وَالَّذِي قبله إِذا لم يغدرا بنفسيهما وَلم يهملا التَّحَرُّز فَإِن فرطا فِي التَّحَرُّز حَتَّى أصابهما ذَلِك فهما عاصيان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 508 [1915] أشهد على أَبِيك كَذَا لِابْنِ ماهان وَفِي رِوَايَة الجلودي على أَخِيك وَالصَّوَاب الأول [1917] شفي بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْفَاء وَتَشْديد الْيَاء [1918] أرضون بِفَتْح الرَّاء وَحكي سكونها يعجز بِكَسْر الْجِيم وَحكي فتحهَا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 509 [1919] شماسَة بِضَم الشين وَفتحهَا لم أَعَانَهُ فِي نُسْخَة لم أعانيه على حد ألم يَأْتِيك والأنباء تنمى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 [1921] لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين على الْحق قَالَ البُخَارِيّ هم أهل الْعلم أَي المجتهدون قلا يَخْلُو الزَّمَان من مُجْتَهد حَتَّى تَأتي أَشْرَاط السَّاعَة الْكُبْرَى والطائفة تطلق لُغَة على الْوَاحِد فَصَاعِدا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 511 [1037] لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي قَائِمَة بِأَمْر الله قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن هَذِه الطَّائِفَة مفرقة فِي الْمُؤمنِينَ فَمنهمْ قَائِم بِالْجِهَادِ وَمِنْهُم قَائِم بِالْعلمِ وَمِنْهُم قَائِم بِالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَمِنْهُم قَائِم بأنواع أُخْرَى من الْخَيْر ناوأهم بهمز بعد الْوَاو أَي عاداهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 512 [1924] بن مخلد بِضَم الْمِيم وَفتح الْخَاء وَتَشْديد اللَّام الجزء: 4 ¦ الصفحة: 513 [1925] لَا يزَال أهل الغرب ظَاهِرين على الْحق قيل المُرَاد بهم الْعَرَب والغرب الدَّلْو الْكَبِيرَة لاختصاصهم بهَا غَالِبا وَقيل المُرَاد الْقُوَّة والشدة وَالْجد وَغرب كل شَيْء حَده وَقيل المُرَاد الغرب من الأَرْض الَّذِي هُوَ ضد الشرق فَقيل المُرَاد أهل الشَّام وَقيل الشَّام وَمَا وَرَاء ذَلِك وَقيل أهل بَيت الْمُقَدّس قَالَ الْقُرْطُبِيّ أول الغرب بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة هُوَ الشَّام وَآخره حَيْثُ تَنْقَطِع الأَرْض من الغرب الْأَقْصَى وَمَا بَينهمَا كل ذَلِك يُقَال عَلَيْهِ مغرب فَهَل المُرَاد الْمغرب كُله أَو أَوله كل ذَلِك مُحْتَمل وَقَالَ أَبُو بكر الطرطوشي فِي رِسَالَة بعث بهَا إِلَى أقْصَى الْمغرب الله أعلم هَل أرادكم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذَا الحَدِيث أَو أَرَادَ بذلك جملَة أهل الْمغرب لماهم عَلَيْهِ من التَّمَسُّك بِالسنةِ وَالْجَمَاعَة وطهارتهم من الْبدع والإحداث فِي الدّين والاقتفاء لآثار من مضى من السّلف الصَّالح انْتهى وَمِمَّا يُؤَيّد أَن المُرَاد بالغرب من الأَرْض رِوَايَة عبد بن حميد وَبَقِي بن مخلد وَلَا يزَال أهل الغرب وَرِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ لَا تزَال طَائِفَة من أمتِي ظَاهِرين على الْحق فِي الْمغرب حَتَّى تقوم السَّاعَة قلت لَا يبعد أَن يُرَاد بالمغرب مصر فَإِنَّهَا مَعْدُودَة فِي الْخط الغربي بالِاتِّفَاقِ وَقد روى الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن عَمْرو بن الْحمق قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تكون فتْنَة أسلم النَّاس فِيهَا الْجند الغربي قَالَ بن الْحمق فَلذَلِك قدمت عَلَيْكُم مصر وَأخرجه مُحَمَّد بن الرّبيع الجيزي فِي مُسْند الصَّحَابَة الَّذين دخلُوا مصر وَزَاد فِيهِ وَأَنْتُم الْجند الغربي فَهَذِهِ منقبة لمصر فِي صدر الْملَّة واستمرت قَليلَة الْفِتَن معافاة طول الْملَّة لم يعترها مَا اعترى غَيرهَا من الأقطار وَمَا زَالَت مَعْدن الْعلم وَالدّين ثمَّ صَارَت فِي آخر الْأَمر دَار الْخلَافَة ومحط الرّحال وَلَا بلد الْآن فِي سَائِر الأقطار بعد مَكَّة وَالْمَدينَة يظْهر فِيهَا من شَعَائِر الدّين مَا هُوَ ظَاهر فِي مصر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 514 [1926] الخصب بِكَسْر أَوله ضد الجدب فِي السّنة أَي الْقَحْط فبادروا بهَا نقيها بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْقَاف المخ أَي أَسْرعُوا قبل أَن يذهب لفقد مَا ترعاه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 515 [1927] نهمته بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْهَاء أَي حَاجته طروقا بِضَم الطَّاء هُوَ الْإِتْيَان فِي اللَّيْل يتخونهم أَي يظنّ خيانتهم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 517 [1929] بالمعراض بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة خَشَبَة ثَقيلَة أَو عَصا بحديدة أَو بِغَيْر حَدِيدَة وَقيل سهم لَا ريش فِيهِ وَلَا نصل فخزق بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالزَّاي أَي نفذ بعرضه بِفَتْح الْعين أَي بِغَيْر المحدد مِنْهُ وقيذ هُوَ الَّذِي يقتل بِغَيْر محدد من عَصا أَو حجر أَو غَيرهمَا ودخيلا أَي مداخلا وربيطا أَي مرابطا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 [1930] إِنَّا بِأَرْض قوم من أهل الْكتاب زَاد أَبُو دَاوُد فِي 3839 وهم يطبخون فِي قدورهم الْخِنْزِير وَيَشْرَبُونَ فِي آنيتهم الْخمر [1933] عُبَيْدَة بن سُفْيَان بِفَتْح الْعين وَكسر الْبَاء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 [1934] مخلب بِكَسْر الْمِيم وَفتح اللَّام هُوَ للطير وَالسِّبَاع بِمَنْزِلَة الظفر للْإنْسَان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 [1935] نمصها بِضَم الْمِيم وَفتحهَا الْكَثِيب بمثلثة الرمل المستطيل المحدودب وَقب عينه بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْقَاف وموحدة أَي دَاخل عينه ونقرتها بالقلال بِكَسْر الْقَاف جمع قلَّة بضَمهَا وَهِي الجرة الْكَبِيرَة الَّتِي يقلها الرجل بَين يَدَيْهِ أَي يحملهَا الفدر بِكَسْر الْفَاء وَفتح الدَّال الْقطع جمع فدرة كفدر الثور ضبط بِالْفَاءِ كَالْأولِ وبالقاف الْمَفْتُوحَة وَسُكُون الدَّال أَي مثل الثور رَحل بِفَتْح الْحَاء وشائق بشين مُعْجمَة وقاف جمع وشيقة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ اللَّحْم يُؤْخَذ فيغلى وَلَا ينضج وَيحمل فِي الْأَسْفَار ثَابت أجسامنا بمثلثة أَي رجعت إِلَيّ الْقُوَّة فنصبه ذكره على إِرَادَة الْعُضْو حجاج عينه بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا ثمَّ جِيم مُخَفّفَة بِمَعْنى وَقب عينه أَن رجلا نحر ثَلَاث جزائر هُوَ قيس بن سعد سيف الْبَحْر بِكَسْر السِّين وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت أَي ساحله أَبُو الْمُنْذر الْبَزَّار فِي نُسْخَة الْقَزاز بِالْقَافِ وَهُوَ الْأَشْهر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 [1938] اكفئوا الْقُدُور بهمز وصل وَفتح الْفَاء من كفأ ثلاثي بِمَعْنى قلب نيئة بِكَسْر النُّون وبالهمز أَي غير مطبوخة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 [1939] حمولة النَّاس بِفَتْح الْحَاء أَي الَّذِي يحمل مَتَاعهمْ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 [1945] محنوذ أَي مشوي وَقيل المشوي على الرضف وَهِي الْحِجَارَة المحماة أم حفيد فِي نُسْخَة حفيدة بِالْهَاءِ وَاسْمهَا هزيلة صحابية [1948] خوان بِكَسْر الْخَاء أفْصح من ضمهَا أَي سفرة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 [1951] مضبة بِفَتْح الْمِيم وَالضَّاد وبضم الْمِيم وَكسر الضَّاد أَي ذَات ضباب كَثِيرَة غَائِط هِيَ الأَرْض المطمئنة فمسخهم دَوَاب فِي نُسْخَة دوابا يدبون بِكَسْر الدَّال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 [1953] فاستنفجنا أَي أثرنا ونفرنا بمر الظهْرَان بِفَتْح الْمِيم والظاء مَوضِع قريب من مَكَّة فلغبوا بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَحكي كسرهَا أَي أعيوا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 [1954] الْخذف بإعجام الْخَاء والذال رمي الْإِنْسَان بحصاة أَو نواة أَو نَحْوهَا بجعلها بَين أصبعيه بَين السبابتين أَو الْإِبْهَام والسبابة وَلَا ينْكَأ بِفَتْح أَوله وَالْكَاف والهمز آخِره وَفِي نُسْخَة وَلَا ينكي بِالْيَاءِ آخِره وَكسر الْكَاف وَهُوَ أوجه لِأَنَّهُ من النكاية يُقَال نكيت الْعَدو وأنكيته ونكأت بِالْهَمْزَةِ لُغَة فِيهِ أحَدثك أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نهى عَن الْخذف ثمَّ عدت تخذف لَا أُكَلِّمك أبدا قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ هجران أهل الْبدع والفسوق ومنابذي السّنة وَأَنه يجوز هجرانه دَائِما وَالنَّهْي عَن الهجران فَوق ثَلَاثَة أَيَّام إِنَّمَا هُوَ فِيمَن هجر لحظ نَفسه ومعايش الدُّنْيَا وَأما أهل الْبدع وَنَحْوهم فهجرانهم دَائِم وَهَذَا الحَدِيث مِمَّا يُؤَيّدهُ مَعَ نَظَائِر لَهُ كَحَدِيث كَعْب بن مَالك وَغَيره هَذَا كَلَام النَّوَوِيّ قلت وَقد ألفت فِي هَذَا مولفا حسنا سميته الزّجر بالهجر لِأَنِّي كثير الْمُلَازمَة لهَذِهِ السّنة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 [1955] فَأحْسنُوا القتلة بِكَسْر الْقَاف وَهِي الْهَيْئَة وَالْحَالة فَأحْسنُوا الذّبْح بِفَتْح الذَّال وَفِي نُسْخَة الذبْحَة بِكَسْرِهَا وَالْهَاء وَهِي الْهَيْئَة أَيْضا وليحد بِضَم الْيَاء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 [1957] نهى أَن تصبر الْبَهَائِم أَي أَن تحبس وَهِي حَيَّة لتقتل بِالرَّمْي وَنَحْوه لَا تتَّخذ شَيْئا فِيهِ الرّوح غَرضا أَي لَا تَتَّخِذُوا الْحَيَوَان الْحَيّ هدفا ترمون إِلَيْهِ كالغرض من الْجُلُود وَغَيرهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 [1958] كل خاطئة بِالْهَمْز أَي مَا لم يصب المرمى والأفصح مخطئة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 [1960] قبل أَن يُصَلِّي أَو نصلي الأولى بِالْيَاءِ وَالثَّانيَِة بالنُّون قَالَ النَّوَوِيّ 1311 وَالظَّاهِر أَنه شكّ من الرَّاوِي فليذبح باسم الله أَي قَائِلا بِسم الله قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي مَعْنَاهُ فيلذبح علىاسم الله هُوَ بِمَعْنى فليذبح باسم الله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 [1961] تِلْكَ شَاة لحم أَي لَيست أضْحِية وَلَا ثَوَاب فِيهَا إِن هَذَا يَوْم اللَّحْم فِيهِ مَكْرُوه فِي رِوَايَة العذري مقروم بِالْقَافِ وَالْمِيم أَي مشتهى قيل وَهُوَ الصَّوَاب وَأَن الأولى على فتح الْحَاء من اللَّحْم وَاللَّحم بِالْفَتْح اشتهاء اللَّحْم وَمَعْنَاهُ ترك اللَّحْم وَبَقَاء أَهله فِيهِ بِلَا لحم حِين يشتهوه مَكْرُوه وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ مَعْنَاهُ هَذَا يَوْم طلب اللَّحْم فِيهِ مَكْرُوه وشاق قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ أحسن عنَاق بِفَتْح الْعين الْأُنْثَى من الْمعز إِذا قويت مَا لم تستكمل سنة وَقَوله عنَاق لبن أَي صَغِيرَة قريبَة مِمَّا ترْضع هِيَ خير نسيكتك أَي هَذِه وَالَّتِي ذبحت قبل الصَّلَاة وَلَا تُجزئ بِفَتْح التَّاء أَي لَا تَكْفِي مُسِنَّة هِيَ الثَّنية وَهِي أكبر من الْجَذعَة بِسنة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 30 [1962] وَذكر هنة أَي حَاجَة وانكفأ بِالْهَمْز أَي مَال وانعطف غنيمَة بِالضَّمِّ تَصْغِير الْغنم فتوزعوها أَو قَالَ فتجزعوها هما بِمَعْنى وَهَذَا شكّ من الرَّاوِي أَن يُعِيد من الْإِعَادَة وَفِي رِوَايَة أَن يعد بتسديد الدَّال من الإعداد وَهِي التهيئة ذبحا بِكَسْر الذَّال أَي جيوانا يذبح [1963] لَا تذبحوا إِلَّا مُسِنَّة أَي من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 [1965] عتود هِيَ من أَوْلَاد الْمعز خَاصَّة مَا رعي وَقَوي وَقَالَ الْجَوْهَرِي مَا بلغ سنة صَحَّ بِهِ أَنْت زَاد الْبَيْهَقِيّ وَلَا رخصَة فِيهَا لأحد بعْدك قَالَ أَصْحَابنَا كَانَت هَذِه رخصَة لعقبة بن عَامر وَحده كَمَا كَانَ مثلهَا رخصَة لأبي بردة بن نيار وَفِي سنَن أبي دَاوُد 2798 أَنه قَالَ لزيد بن خَالِد مثل ذَلِك أَيْضا فِي عتود من الْمعز فهولاء ثَلَاثَة صحابة رخص لَهُم بعجة بِفَتْح الْمُوَحدَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 [1966] أملحين قَالَ بن الْأَعرَابِي وَغَيره الأملح هُوَ الْأَبْيَض الْخَالِص وَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْأَبْيَض يشوبه شَيْء من سَواد وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ الَّذِي يخالط بياضه حمرَة وَقَالَ بَعضهم هُوَ الْأسود يعلوه حمرَة وَقَالَ الْكسَائي هُوَ الَّذِي فِيهِ بَيَاض وَسَوَاد وَالْبَيَاض أَكثر وَقَالَ الْخطابِيّ هُوَ الْأَبْيَض الَّذِي فِي خلل صوفه طاقات سود وَقَالَ الداوودي هُوَ الْمُتَغَيّر الشّعْر ببياض وَسَوَاد أقرنين أَي لكل وَاحِد مِنْهُمَا قرنان حسنان صفاحهما أَي صفحة عنقهما أَي جَانِبه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 [1967] يطَأ فِي سَواد ويبرك فِي سَواد وَينظر فِي سَواد مَعْنَاهُ أَن قوائمه وبطنه وَمَا حول عَيْنَيْهِ أسود هَلُمِّي المدية أَي هاتيها اشحذيها بإعجام الشين والذال وإهمال الْحَاء الْمَفْتُوحَة أَي حدديها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 [1968] أعجل بِكَسْر الْجِيم أَو أرن بِمَعْنى أعجل وَهُوَ شكّ من الرَّاوِي وَهُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَكسر النُّون بِوَزْن أعْط وَرُوِيَ أَرِنِي بِزِيَادَة الْيَاء وَرُوِيَ أرن بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون النُّون بِوَزْن أقِم أَي اهلكها ذبحا من أران الْقَوْم إِذا هَلَكت مَوَاشِيهمْ أنهر الدَّم أَي أساله وصبه بِكَثْرَة وَذكر اسْم الله زَاد أَبُو دَاوُد عَلَيْهِ لَيْسَ السن وَالظفر منصوبان على الِاسْتِثْنَاء بليس أما السن فَعظم مَعْنَاهُ وَلَا تذبحوا بِهِ لِأَنَّهُ يَتَنَجَّس بِالدَّمِ وَقد نَهَيْتُكُمْ عَن الِاسْتِنْجَاء بالعظام لِئَلَّا تتنجس لكَونهَا زَاد إخْوَانكُمْ من الْجِنّ وَأما الظفر فمدى الْحَبَشَة مَعْنَاهُ أَنهم كفار وَقد نهيتم عَن التَّشَبُّه بالكفار وَهَذَا شعار لَهُم فند أَي هرب وشرد أوابد أَي نفور وتوحش جمع آبده بِالْمدِّ وَكسر الْمُوَحدَة بِذِي الحليفة من تهَامَة هَذِه بَين حارة وَذَات عرق وَلَيْسَت بِذِي الحليفة الَّتِي هِيَ مِيقَات أهل الْمَدِينَة ذكره الْحَازِمِي فِي كِتَابه المؤتلف فِي أَسمَاء الْأَمَاكِن فأصبنا غنما وإبلا فَعجل الْقَوْم فأغلوا بهَا الْقُدُور فَأمر بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فكفئت قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا أَمر بإراقتها لأَنهم كَانُوا قد انْتَهوا إِلَى دَار الْإِسْلَام وَالْمحل الَّذِي لَا يجوز فِيهِ الْأكل من مَال الْغَنِيمَة الْمُشْتَرك فَإِن الْكل من الْغَنَائِم قبل الْقِسْمَة إِنَّمَا يُبَاح فِي دَار الْحَرْب قَالَ ثمَّ إِنَّمَا أَمر بإراقة المرق عُقُوبَة لَهُم أما اللَّحْم فَيحمل على أَنه جمع ورد إِلَى الْمغنم لِأَنَّهُ مَال الْغَانِمين فَلَا يُمكن إضاعته وَلَا سِيمَا وَالْجِنَايَة بطبخه لم تقع من جَمِيع مستحقي الْغَنِيمَة ثمَّ عدل عشرا من الْغنم بجزور هَذَا مَحْمُول على أَن الْإِبِل كَانَت نفيسة دون الْغنم بِحَيْثُ كَانَت قيمَة الْبَعِير عشر شِيَاه بالليط بِكَسْر اللَّام ثمَّ مثناة تحتية سَاكِنة ثمَّ طاء مُهْملَة وَهُوَ قشور الْقصب الْوَاحِد ليطة وهصناه بِالْوَاو وهاء مَفْتُوحَة مُخَفّفَة وصاد مُهْملَة سَاكِنة وَنون أَي أسقطناه إِلَى الأَرْض الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 [1969] فَوق ثَلَاث قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن ابْتِدَاء الثَّلَاث من يَوْم ذَبحهَا وَيحْتَمل أَنه من يَوْم النَّحْر وَإِن تَأَخّر ذَبحهَا إِلَى أَيَّام التَّشْرِيق قَالَ وَهَذَا أظهر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 [1971] ويجملون بِالْجِيم وَكسر الْمِيم وأوله مَفْتُوح أَي يذيبون من أجل الدافة بتَشْديد الْفَاء قوم يَسِيرُونَ جَمِيعًا سيرا خَفِيفا وَالْمرَاد هُنَا من ورد من ضعفاء الْأَعْرَاب للمواساة [1973] وحشما بِفَتْح الْحَاء والشين هم اللائذون بالإنسان يخدمونه ويقومون بأَمْره الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 [1974] يفشوا فيهم بِالْفَاءِ والشين أَي يشيع لحم الْأَضَاحِي فِي النَّاس وَينْتَفع بِهِ المحتاجون [1976] لَا فرع بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء وَعين مُهْملَة وَلَا عتيرة بِعَين مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة فَوق وَهِي ذَبِيحَة كَانُوا يذبحونها فِي الْعشْر الأول من رَجَب ويسمونها الرجبية أَيْضا وَالْفرع أول النِّتَاج كَانَ ينْتج لَهُم فيذبحونه رَجَاء الْبركَة فِي الْأُم وَكَثْرَة نسلها هَذَا قَول الْأَكْثَرين وَقيل هُوَ لمن بلغت إبِله مائَة يذبحه وَقد وَردت أَحَادِيث صَحِيحَة بِالْأَمر بالفرع وَالْعَتِيرَة فَنقل القَاضِي عَن الجم أَنَّهَا مَنْسُوخَة بِمَا هُنَا وَاخْتَارَ النَّوَوِيّ وَغَيره أَنَّهَا مَحْمُولَة على الِاسْتِحْبَاب وَأَن مَا هُنَا لنفي الْوُجُوب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 [1977] عمر بن مُسلم فِي الطَّرِيق الأولى عَمْرو والوجهان منقولان فِي اسْمه أكيمَة بِضَم الْهمزَة وَفتح الْكَاف وَسُكُون الْيَاء من كَانَ لَهُ ذبح بِالْكَسْرِ فأطلى فِيهِ نَاس أَي أزالوا الشّعْر بالنورة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 41 [1978] وَلعن الله من ذبح لغير الله أَي باسم غَيره وَلعن الله من آوى مُحدثا بِكَسْر الدَّال وَهُوَ من يَأْتِي بِفساد فِي الأَرْض ق221 وَلعن الله من غير منار الأَرْض أَي عَلَامَات حُدُودهَا قرَاب سَيفي بِكَسْر الْقَاف وعَاء من جلد ألطف من الجراب يدْخل فِيهِ السَّيْف بغمده وَمَا خف من الْآلَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 [1979] شارفا بالشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء النَّاقة المسنة قينة هِيَ الْجَارِيَة الْمُغنيَة يَا حمز مرخم حَمْزَة للشرف بِضَم الشين وَالرَّاء جمع شَارف النواء بِكَسْر النُّون وَتَخْفِيف الْوَاو وَالْمدّ أَي السمان الْوَاحِدَة ناوية بِالتَّخْفِيفِ وَهِي النَّاقة السمينة وَبعد هَذَا النّصْف وَهن معقلات بالفناء ضع السكين فِي اللبات مِنْهَا وضرجهن حَمْزَة بالدماء وَعجل من أطايبها لشرب قديدا من طبيخ أَو شواء فجب أَي قطع وبقر أَي شقّ قَالَ النَّوَوِيّ ورد فِي حَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم غرم حَمْزَة ناقتين وشارفاي مناخان فِي نُسْخَة مناختان شرب بِفَتْح الشين وَسُكُون الرَّاء هم الْجَمَاعَة الشاربون ثمل بِفَتْح الْمُثَلَّثَة وَكسر الْمِيم أَي سَكرَان الْقَهْقَرَى هِيَ الرُّجُوع إِلَى وَرَاء وَقيل الْإِسْرَاع فِي الرُّجُوع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 [1980] الفضيخ هُوَ أَن يفضخ الْبُسْر وَيصب عَلَيْهِ المَاء وَيتْرك حَتَّى يغلي من غير أَن تمسه نَار فَإِن كَانَ مَعَه تمر فَهُوَ خليط مهراس بِكَسْر الْمِيم حجر منقور الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 [1984] إِنَّه لَيْسَ بدواء وَلكنه دَاء قَالَ السُّبْكِيّ مَا يَقُوله الْأَطِبَّاء فِي التَّدَاوِي فشيء كَانَ قبل التَّحْرِيم وَأما بعده فَإِن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْقَادِر على كل شَيْء سلبها مَا كَانَ فِيهَا من الْمَنَافِع [1986] نهى أَن يخلط قَالَ الْعلمَاء سَبَب النَّهْي وَهُوَ لكَرَاهَة التَّنْزِيه أَن الْإِسْكَار يسْرع إِلَيْهِ بِسَبَب الْخَلْط قبل أَن يتَغَيَّر طعمه فيظن الشَّارِب أَنه لَيْسَ مُسكرا وَيكون مُسكرا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 [1988] الزهو بِفَتْح الزَّاي وَضمّهَا الْبُسْر الملون الَّذِي بدا فِيهِ حمرَة أَو صفرَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 [1990] جرش بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء بَلْدَة بِالْيمن والحنتم المزادة المجبوبة فِي نُسْخَة والمزادة بواو الْعَطف قَالَ القَاضِي وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول تَغْيِير وَوهم وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ وَعَن الحنتم وَعَن المجبوبة وَهِي بِالْجِيم وَالْمُوَحَّدَة المكررة الَّتِي قطع رَأسهَا فَصَارَت كَهَيئَةِ الدن وَقيل الَّتِي قطع رَأسهَا وَلَيْسَ لَهَا عزلاء من أَسْفَلهَا تنفس الشَّرَاب مِنْهَا فَيصير شرابها مُسكرا وَلَا يدرى بِهِ وَرَوَاهُ بَعضهم المخنوثة بخاء مُعْجمَة وَنون وثاء مُثَلّثَة كَأَنَّهُ أَخذه من اختناث الأسقية وَالصَّوَاب الأول عَن يحيى بن أبي عمر البهراني وَفِي نُسْخَة بن عَمْرو وَفِي أُخْرَى بن أبي عمر البهراني وَكِلَاهُمَا وهم إِنَّمَا هُوَ يحيى بن عبيد وكنيته أَبُو عمر تنسح نسحا بإهمال السينين والحاء أَي تنقر ثمَّ تقشر فَتَصِير نقيرا وَفِي نُسْخَة بِالْجِيم وَهُوَ تَصْحِيف كنت نَهَيْتُكُمْ عَن الْأَشْرِبَة فِي ظروف الْأدم قَالَ القَاضِي فِيهِ تَغْيِير من بعض الروَاة وَصَوَابه إِلَّا فِي ظروف فَحذف لَفْظَة إِلَّا الَّتِي للاستثناء وَلَا بُد مِنْهَا لِأَن ظروف الْأدم لم تزل مُبَاحَة مَأْذُونا فِيهَا وَإِنَّمَا نهي عَن غَيرهَا من الأوعية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 [2000] عَن أبي عِيَاض عَن عبد الله بن عَمْرو يَعْنِي بن الْعَاصِ وَفِي نُسْخَة بن عمر بِضَم الْعين وَالْأول هُوَ الصَّحِيح الْمَحْفُوظ [2001] البتع بِكَسْر الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة فَوق وَحكي فتحهَا وَعين مُهْملَة نَبِيذ الْعَسَل وَهُوَ شراب أهل الْيمن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 [1733] المزر بِكَسْر الْمِيم يعْقد بِفَتْح أَوله وَكسر الْقَاف أعطي جَوَامِع الْكَلم أَي إيجاز اللَّفْظ مَعَ تنَاوله الْمعَانِي الْكَثِيرَة جدا بخواتمه أَي كَانَ يخْتم على الْمعَانِي الْكَثِيرَة الَّتِي تضمنها اللَّفْظ الْيَسِير فَلَا يخرج مِنْهَا شَيْء عَن طَالبه ومستنبطه لعذوبة لَفظه وجزالته [2003] لم يشْربهَا فِي الْآخِرَة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن يحرم شربهَا فِي الْجنَّة وَإِن دَخلهَا فَإِنَّهَا من فاخر شراب الْجنَّة فيمنعها هَذَا بشربها فِي الدُّنْيَا وَأَنه ينسى شهوتها لِأَن الْجنَّة فِيهَا كل مَا يشتهى وَقيل لَا يشتهيها وَإِن ذكرهَا وَيكون هَذَا نقص نعيم فِي حَقه تمييزا بَينه وَبَين تَارِك شربهَا [2004] إِلَى مسَاء الثَّالِثَة بِضَم الْمِيم وَكسرهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 [2005] يوكى أَعْلَاهُ بِالْيَاءِ خطا دون همز أَي يشد رَأسه بالوكاء وَهُوَ الَّذِي يشد بِهِ رَأس الْقرْبَة وَله عزلاء بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي وَالْمدّ الثقب الَّذِي فِي أَسْفَل المزادة والقربة فيشربه عشَاء وَفِي نُسْخَة عشيا [2006] أماثته بمثلثة أَي عركته ومرسته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 [2007] أجم بِضَم الْهمزَة وَالْجِيم الْحصن وَالْجمع آجام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 [2009] كثبة بِضَم الْكَاف وَسُكُون الْمُثَلَّثَة ثمَّ مُوَحدَة الشَّيْء الْقَلِيل فساخت بسين مُهْملَة وخاء مُعْجمَة أَي نزلت فِي الأَرْض قَالَ ادْع الله فِي نُسْخَة ادعوا بِلَفْظ التَّثْنِيَة للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 [168] فَأخذ اللَّبن قَالَ النَّوَوِيّ ألهمه الله اخْتِيَاره لما أَرَادَهُ من توفيق هَذِه الْأمة واللطف بهَا للفطرة أَي الْإِسْلَام والاستقامة غوت أَي ضلت وانهمكت فِي الشَّرّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 61 [2010] من النقيع رُوِيَ بِالْمُوَحَّدَةِ وبالنون وَهُوَ الْأَشْهر وَهُوَ مَوضِع بوادي العقيق حماه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ مخمرا أَي مغطى وَلَو تعرض عَلَيْهِ عودا بِفَتْح التَّاء وَضم الرَّاء وَحكي كسرهَا وَمَعْنَاهُ تمد عَلَيْهِ عرضا أَي خلاف الطول الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 [2012] الفويسقة الْفَأْرَة تضرم بِضَم التَّاء وَسُكُون الضَّاد أَي تحرق سَرِيعا وَلم يذكر تعرض وَفِي نُسْخَة تَعْرِيض إِذا كَانَ جنح اللَّيْل أَي أقبل ظلامه فكفوا صِبْيَانكُمْ أَي امنعوهم الْخُرُوج ذَلِك الْوَقْت فَإِن الشَّيْطَان ينتشر المُرَاد جنس الشَّيَاطِين [2013] فَوَاشِيكُمْ بِالْفَاءِ والمعجمة جمع فَاشِية وَهِي كل شَيْء منتشر من المَال كَالْإِبِلِ وَالْغنم وَسَائِر الْبَهَائِم وَغَيرهَا لِأَنَّهَا تَفْشُو أَي تَنْتَشِر فِي الأَرْض فَحْمَة الْعشَاء أَي ظلمتها وسوادها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 [2014] ينزل فِيهَا وباء بِالْمدِّ وَالْقصر الْمَرَض الْعَام يَتَّقُونَ ذَلِك يخافونه كانون علم أعجمي الشَّهْر الْمَعْرُوف فَلَا يصرف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 [2017] كَأَنَّهَا تدفع يَعْنِي لشدَّة سرعتها إِن يَده أَي الشَّيْطَان فِي يَدي مَعَ يَدهَا فِي نُسْخَة مَعَ يدهما قَالَ القَاضِي وَهُوَ الْوَجْه أَي الْجَارِيَة والأغرابي [2018] قَالَ الشَّيْطَان لَا مبيت أَي لأعوانه وجنده الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 [2022] تطيش أَي تتحرك وتمتد إِلَى نواحي الصحفة وَلَا تقتصر على مَوضِع وَاحِد والصحفة هِيَ دون الْقَصعَة مَا تشبع خَمْسَة والقصعة مَا تشبع عشرَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 [2023] نهى عَن اختناث الأسقية بخاء مُعْجمَة ومثناة فَوق ثمَّ ألف ثمَّ مُثَلّثَة أَن يشرب من أفواهها سَببه أَنه يقذرها وَقد يكون فِي السقاء مَا يُؤْذِيه فَيدْخل فِي جَوْفه وَلَا يدْرِي [2024] ذَلِك أشر وأخبث كَذَا فِي الْأُصُول بِالْألف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 [2026] الأسواري بِضَم الْهمزَة وَحكي كسرهَا نهى عَن الشّرْب قَائِما هُوَ للتنزيه وَقد صَحَّ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم شرب قَائِما وَذَلِكَ لبَيَان الْجَوَاز فَمن نسي فلتستقئ هُوَ أَمر ندب أَو إرشاد من جِهَة الطِّبّ فقد قيل إِنَّه يُورث الاسْتِسْقَاء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 [267] نهى أَن يتنفس فِي الْإِنَاء أَي دَاخله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 [2028] كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء ثَلَاثًا أَي خَارجه أروى أَي أَكثر ريا وَأَبْرَأ أَي من ألم الْعَطش وَقيل أسلم من مرض أَو أَذَى يحصل بِسَبَب الشّرْب فِي نفس وَاحِد وامرأ بِالْهَمْز أَي أكمل انسياغا أتنفس فِي الشَّرَاب أَي فِي أثْنَاء شربه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 [2029] شيب أَي خلط وَكن أمهاتي أَي أمه أم سليم وخالته أم حرَام وَغَيرهمَا من مَحَارمه شَاة دَاجِن بِكَسْر الْجِيم الَّتِي تعلف فِي الْبيُوت الْأَيْمن فالأيمن ضبط بِالرَّفْع أَي أَحَق وَبِالنَّصبِ أَي أعْط أبي طوالة بِضَم الطَّاء وَحكي فتحهَا ذكره أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى المفردة قَالُوا وَلَا يعرف فِي الْمُحدثين من يكنى أَبَا طوالة غَيره وجاهه بِكَسْر الْوَاو وَضمّهَا أَي قدامه مُوَاجهَة لَهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 [2030] وَعَن يَمِينه غُلَام هُوَ عبد الله بن عَبَّاس وَعَن يسَاره أَشْيَاخ سمي مِنْهُم فِي مُسْند بن أبي شيبَة خَالِد بن الْوَلِيد فتله أَي وَضعه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 [2031] حَتَّى يلعقها بِفَتْح أَوله أَو يلعقها بِضَم أَوله أَي غَيره الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 [2033] إِنَّكُم لَا تَدْرُونَ فِي ايه الْبركَة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن الطَّعَام الَّذِي يحضر الْإِنْسَان فِيهِ بركَة وَلَا يدْرِي هَل هِيَ فِيمَا أكل أَو مَا بَقِي على الْأَصَابِع أَو فِي أَسْفَل الصحفة أَو فِي اللُّقْمَة الساقطة فَيَنْبَغِي أَن يحافظ على هَذَا كُله لتحصل الْبركَة قَالَ وأصل الْبركَة الزِّيَادَة وَثُبُوت الْخَيْر والإمتاع بِهِ وَالْمرَاد هُنَا مَا تحصل بِهِ التغذية وتسلم عاقبته من أَذَى ويقوى على طَاعَة الله وَغير ذَلِك فليمط بِضَم الْيَاء أَي يزل وينح من أَذَى أَي قذر ظَاهر بالمنديل بِكَسْر الْمِيم [2034] نسلت الْقَصعَة بِفَتْح النُّون أَي نمسحها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 [2035] لَا يدْرِي أيتهن الْبركَة فِي نُسْخَة فِي أيتهن الْبركَة وَهُوَ أوضح وَالْأولَى على تَقْدِير صَاحِبَة الْبركَة [2037] فقاما يتدافعان أَي يمشي كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي أثر الآخر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 [2038] لأخرجني الَّذِي أخرجكما فِيهِ جَوَاز ذكر مثل ذَلِك على وَجه الْحِكَايَة والتماس المساعدة وَإِنَّمَا الَّذِي يذم مَا كَانَ تشكيا أَو تسخطا أَو تجزعا مرْحَبًا وَأهلا كلمتان معروفتان للْعَرَب ومعناهما صادفت رحبا أَي سَعَة وَأهلا تستأنس بهم يستعذب أَي يَأْتِي بِمَاء عذب بعذق بِكَسْر الْعين هُوَ الكباسة وَهِي الْغُصْن من النَّخْلَة إيا كم والحلوب أَي ذَات اللَّبن فعول بِمَعْنى مفعولة لتسألن عَن هَذَا النَّعيم قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ القَاضِي المُرَاد السُّؤَال عَن الْقيام بِحَق شكره وَالَّذِي نعتقده أَن السُّؤَال هُنَا سُؤال تعداد النعم وإعلام بالامتنان بهَا وَإِظْهَار الْكَرَامَة بإسباغها لَا سُؤال توبيخ وتقريع ومحاسبة حَدثنَا أَبُو هِشَام يَعْنِي الْمُغيرَة بن سَلمَة ثَنَا يزِيد فِي رِوَايَة السجْزِي زِيَادَة ثَنَا عبد الْوَاحِد بن زِيَاد بَين الْمُغيرَة وَيزِيد وَهُوَ بن كيسَان وَلَا بُد مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يتَّصل إِلَّا بِهِ قَالَ أَبُو عَليّ الجياني سُقُوطه فِي رِوَايَة بن ماهان وَغَيره خطأ بَين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 [2039] خمصا بِفَتْح الْخَاء وَالْمِيم أَي ضامر الْبَطن من الْجُوع فَانْكَفَأت فِي نُسْخَة فانكفيت وَالصَّوَاب الأول وَلنَا بَهِيمَة بِضَم الْبَاء تَصْغِير بهمة وَهِي الصَّغِير من أَوْلَاد الضَّأْن سورا بِضَم السِّين وَسُكُون الْوَاو بِغَيْر همز الطَّعَام الَّذِي يدعى إِلَيْهِ وَقيل الطَّعَام مُطلقًا وَهِي لَفْظَة فارسية قَالَ النَّوَوِيّ وَقد تظاهرت أَحَادِيث صَحِيحَة بِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تكلم بِأَلْفَاظ غير الْعَرَبيَّة فَيدل على جَوَازه فحي هلا بكم بتنوين هلا وَقيل بِلَا تَنْوِين أَي عَلَيْكُم بِهِ عمد بِفَتْح الْمِيم فبسق فِي نُسْخَة فبصق ادّعى خابزة فِي نُسْخَة ادْعُونِي أَي اطْلُبُوا لي وَفِي نُسْخَة ادعني أَي اطلب لي واقدحي أَي اغرفي بِفَتْح الدَّال لتغط بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الطَّاء أَي تغلي وَيسمع غليانها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 [2040] عكة بِضَم الْعين وَتَشْديد الْكَاف وعَاء صَغِير من جلد للسمن خَاصَّة فأدمته بِالْمدِّ وَالْقصر أَي جعلت فِيهِ إدَامًا عصب بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد بنت ملْحَان بِكَسْر الْمِيم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 [2041] الدُّبَّاء بِالْمدِّ وَحكي الْقصر اليقطين فَمَا زلت بعد يُعجبنِي الدُّبَّاء قَالَ النَّوَوِيّ فيهم فَضِيلَة أكل الدُّبَّاء وَيسْتَحب أَن يحب الدُّبَّاء وَكَذَلِكَ كل شَيْء كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُحِبهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 [2042] فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَاما ووطبة كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالْوَاو وَسُكُون الطَّاء وموحدة وَفسّر بالحيس يجمع التَّمْر البرني والأقط المدقوق وَالسمن وَرُوِيَ ورطبة برَاء مَضْمُومَة وَفتح الطَّاء وَقَالَ الْحميدِي إِنَّه تَصْحِيف وَرُوِيَ ووطئة بواو مَفْتُوحَة وطاء مَكْسُورَة ثمَّ همزَة وَهُوَ طَعَام يتَّخذ من التَّمْر كالحيس [2043] يَأْكُل القثاء بِكَسْر الْقَاف وَحكي فتحهَا بالرطب قَالَ النَّوَوِيّ جَاءَ فِي غير مُسلم زِيَادَة يكسر حر هَذَا برد هَذَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 [2044] مقعيا أَي جَالِسا على إليتيه ناصبا سَاقيه محتفز بالزاي أَي مستعجل مستوفز غير مُتَمَكن فِي جُلُوسه ذريعا أَي مستعجلا وحثيثا بِمَعْنَاهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 [2045] نهى عَن الإقران اخْتلف هَل هُوَ نهي كَرَاهَة أَو تَحْرِيم يقرن بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا أَي يجمع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 [2046] طحلاء بِفَتْح الطَّاء وَسُكُون الْحَاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَالْمدّ عَن أبي الرِّجَال هُوَ لقبه لِأَنَّهُ كَانَ لَهُ عشرَة أَوْلَاد رجال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 [2047] من أكل سبع تمرات مِمَّا بَين لابتيها قَالَ النَّوَوِيّ تَخْصِيص عَجْوَة الْمَدِينَة دون غَيرهَا وَعدد السَّبع من الْأُمُور الَّتِي علمهَا الشَّارِع وَلَا نعلم نَحن حكمتها فَيجب الْإِيمَان بهَا واعتقاد فَضلهَا وَالْحكمَة فِيهَا وَهَذَا كأعداد الصَّلَوَات وَنصب الزَّكَاة وَغَيرهَا لم يضرّهُ سم بِتَثْلِيث السِّين وَالْفَتْح أفْصح [2048] الْعَالِيَة هِيَ مَا كَانَ من الحوائط والقرى والعمارات من جِهَة الْمَدِينَة الْعليا مِمَّا يَلِي نجدا والسافلة من الْجِهَة الْأُخْرَى مِمَّا يَلِي تهَامَة ترياق بِضَم التَّاء وَكسرهَا أول البكرة بِنصب أول على الظّرْف وَهُوَ بِمَعْنى قَوْله من تصبح الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 [2049] الكمأة بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون الْمِيم ثمَّ همزَة مَفْتُوحَة من الْمَنّ الَّذِي أنزل الله على بني إِسْرَائِيل قيل هُوَ على ظَاهره حَقِيقَة وَقيل شبهها بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يحصل لَهُم بِلَا كلفة وَلَا علاج والكمأة كَذَلِك لَا تزرع وَلَا تسقى وَلَا تعالج وماوها شِفَاء للعين قيل هُوَ نفس المَاء مُجَردا وَقيل إِنَّه يخلط بدواء يعالج بِهِ الْعين قيل إِن كَانَ الرمد حارا فوحده وَإِلَّا فمركبا مَعَ غَيره قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح بل الصَّوَاب أَن ماءها مُجَردا شِفَاء للعين مُطلقًا فيعصر مَاؤُهَا وَيجْعَل مِنْهُ فِي الْعين قَالَ وَقد رَأَيْت أَنا فِي زمننا من كَانَ عمي وَذهب بَصَره حَقِيقَة فكحل عَيْنَيْهِ بِمَاء الكمأة فشفي وَعَاد إِلَيْهِ بَصَره وَهُوَ الشَّيْخ الْكَمَال بن عبيد الدِّمَشْقِي صَاحب صَلَاح وَرِوَايَة للْحَدِيث وَكَانَ اسْتِعْمَاله لمائها اعتقادا فِي الحَدِيث وتبركا بِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 [2050] الكباث بِفَتْح الْكَاف ثمَّ مُوَحدَة مُخَفّفَة ثمَّ ألف ثمَّ مُثَلّثَة النضيج من تمر الْأَرَاك وَهل من نَبِي إِلَّا وَقد رعاها قَالَ النَّوَوِيّ قَالُوا الْحِكْمَة فِي رِعَايَة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام لَهَا ليأخذوا أنفسهم بالتواضع وتصفى قُلُوبهم بالخلوة ويترقوا من سياستها بِالنَّصِيحَةِ إِلَى سياسة أممهم بالهداية والشفقة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 [2052] الإدام بِكَسْر الْهمزَة مَا يؤتدم بِهِ فَأخْرج إِلَيْهِ أَي الْخَادِم فلقا أَي كسرا فوضعن عَليّ بتي ضبط بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسر الْمُثَنَّاة فَوق الْمُشَدّدَة ثمَّ مثناة تَحت مُشَدّدَة وَفسّر بكساء من وبر أَو صوف وبفتح النُّون وَكسر الْمُوَحدَة ثمَّ مثناة تَحت شددة وَفسّر بمائدة من خوص وبضم الْمُوَحدَة وَكسر النُّون الْمُشَدّدَة وَفسّر بطبق من خوص الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 [2053] حجاج بن زيد أَخُو زيد الْأَحول قَالَ النَّوَوِيّ فِي نُسْخَة أَبُو زيد وَهُوَ الصَّوَاب وَالْأول غلط بِاتِّفَاق الْحفاظ قَالَ والأحول بِالرَّفْع صفة لِثَابِت وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُؤْتى قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ يَأْتِيهِ الْملك وَالْوَحي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 [2054] مجهود أَي أصابني الْجهد بِفَتْح الْجِيم وَهُوَ الْمَشَقَّة وَالْحَاجة قَالَت لَا إِلَّا قوت صبياني قَالَ فعلليهم بِشَيْء قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على أَن الصّبيان لم يَكُونُوا مُحْتَاجين إِلَى الْأكل بل تطلبه أنفسهم على عَادَة الصّبيان من غير جوع يضر فَإِنَّهُم لَو كَانُوا على حَالَة يضرهم ترك الْأكل كَانَ إطعامهم وَاجِبا وَيجب تَقْدِيمه على الضِّيَافَة وَقَالَ غَيره هَذَا كَانَ فِي أول الْأَمر قبل نسخ وجوب الضِّيَافَة عجب الله قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ القَاضِي هُوَ كِنَايَة عَن رِضَاهُ وَقيل عَن مجازاته بالثواب وَقيل عَن تَعْظِيمه وَقيل المُرَاد عجبت مَلَائكَته فأضيف إِلَيْهِ تَشْرِيفًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 [2055] الجرعة بِضَم الْجِيم وَفتحهَا الحسوة من المشروب وغلت بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة أَي دخلت وتمكنت رغوته بثليث الرَّاء هِيَ زبد اللَّبن الَّذِي يعلوه إِحْدَى سوءاتك يَا مقداد أَي أَنَّك فعلت سوءة من الفعلات فَمَا هِيَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 [2056] مشعان بِضَم الْمِيم وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد النُّون أَي منتفش الشّعْر مُتَفَرِّقه حزة بِفَتْح الْحَاء الْقطعَة من اللَّحْم وَغَيره قصعتين بِفَتْح الْقَاف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 [2057] من كَانَ عِنْده طَعَام اثْنَيْنِ فليذهب بِثَلَاثَة أَي بثالث كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ يَا غنثر بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون ثمَّ مُثَلّثَة مفتوحةومضمومة وَهُوَ الثقيل الوخم وَقيل الْجَاهِل وَقيل السَّفِيه وَقيل اللَّئِيم وَقيل هُوَ ذُبَاب أَزْرَق وَضَبطه بَعضهم بِفَتْح الْعين وَالْبَاء وَآخَرُونَ بِعَين مُهْملَة ومثناة فَوق مفتوحتين قَالُوا وَهُوَ الذُّبَاب وَقيل هُوَ الْأَزْرَق مِنْهُ شبهه بِهِ تحقيرا لَهُ فجدع أَي دَعَا بالجدع وَهُوَ قطع الْأنف وَغَيره من الْأَعْضَاء وَسَب أَي شتم وَقَالَ كلوا لَا هَنِيئًا قيل هُوَ دُعَاء وَقيل خبر أَي لم تهنوا بِهِ فِي وقته من أَسْفَلهَا أَكثر مِنْهَا ضبط بِالْمُوَحَّدَةِ وبالمثلثة لَا وقرة عَيْني قَالَ أهل اللُّغَة قُرَّة الْعين يعبر بهَا عَن المسرة ورؤية مَا يُحِبهُ الْإِنْسَان وَيُوَافِقهُ وَقيل إِنَّمَا قيل ذَلِك لِأَن عينه تقر لبلوغ أمْنِيته فَلَا يستشرف لشَيْء فَيكون مأخوذا من الْقَرار وَقيل من القر بِالضَّمِّ وَهُوَ البردأي أَن عينه بَارِدَة لسرورها وَعدم تلفهَا قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره أبرد الله عينه أَي أبرد دمعته لِأَن دمعة الْفَرح بَارِدَة ودمعة الْحزن حارة وَلِهَذَا يُقَال فِي ضِدّه أسخن الله عينه قَالَ الداوودي أَرَادَت بقرة عينهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأقسمت بِهِ وَلَفْظَة لَا زَائِدَة وَيحْتَمل أَنَّهَا نَافِيَة وَفِيه مَحْذُوف أَي لَا شَيْء غير مَا أَقُول وَهُوَ وقرة عَيْني لهي أَكثر مِنْهَا فَعرفنَا اثْنَي عشر بِالْعينِ وَتَشْديد الرَّاء أَي جعلنَا عرفاء وَفِي نُسْخَة بفاء فِي أَوله مكررة وقاف بعد الرَّاء من التَّفْرِيق أَي جعل كل رجل منا مَعَ اثْنَي عشر فرقة بقراهم بِكَسْر الْقَاف مَقْصُور وَهُوَ مَا يصنع للضيف من مَأْكُول وَنَحْوه أَبُو منزلنا أَي صَاحبه رجل حَدِيد أَي فِيهِ قُوَّة وصلابة وَغَضب عِنْد انتهاك الحرمات مَا لكم إِلَّا تقبلُوا عَنَّا قراكم رِوَايَة الْأَكْثَر بتَخْفِيف أَلا على العرضوروي بِالتَّشْدِيدِ أما الأولى فَمن الشَّيْطَان يَعْنِي يَمِينه وَقيل مَعْنَاهُ اللُّقْمَة الأولى لقمع الشَّيْطَان وإرغامه ومخالفته فِي مُرَاده بِالْيَمِينِ بروا وحنثت أَي فِي أَيْمَانهم ويميني قَالَ بل أَنْت أبرهم أَي أَكْثَرهم طَاعَة لِأَنَّك حنثت فِي يَمِينك حنثا مَنْدُوبًا إِلَيْهِ محثوثا عَلَيْهِ فَأَنت أفضل مِنْهُم وأخيرهم كَذَا فِي الْأُصُول بِالْألف وَهِي لُغَة وَلم تبلغني كَفَّارَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 106 [2062] الْمُؤمن يَأْكُل فِي معي وَاحِد وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء جمع معي بِكَسْر الْمِيم وَالْقصر وَهِي المصارين قَالَ القَاضِي قيل إِن هَذَا فِي رجل بِعَيْنِه فَقيل لَهُ على جِهَة التَّمْثِيل وَقيل إِن المُرَاد أَن الْمُؤمن يُسَمِّي الله عِنْد طَعَامه فَلَا يُشَارِكهُ الشَّيْطَان وَالْكَافِر لَا يُسَمِّي فيشاركه قَالَ أهل الطِّبّ لكل إِنْسَان سَبْعَة أمعاء الْمعدة ثمَّ ثَلَاثَة مُتَّصِلَة بهَا رقاق ثمَّ ثَلَاثَة غِلَاظ فالكافر لشرهه وَعدم تَسْمِيَته لَا يَكْفِيهِ إِلَّا ملؤُهَا كلهَا وَالْمُؤمن لاقتصاده وتسميته يشبعه ملْء أَحدهَا قَالَ النَّوَوِيّ الْمُخْتَار أَن مَعْنَاهُ بعض الْمُؤمنِينَ يَأْكُل فِي معي وَاحِد وَأَن أَكثر الْكفَّار يَأْكُلُون فِي سَبْعَة أمعاء وَلَا يلْزم أَن كل وَاحِد من المعاء السَّبْعَة مثل معي الْمُؤمن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 [2063] أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضاف ضَيفه قيل هُوَ ثُمَامَة بن أَثَال وَقيل جَهْجَاه الْغِفَارِيّ وَقيل بصرة بن أبي بصرة الْغِفَارِيّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 [2064] مَا عَابَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَعَاما قطّ قَالَ النَّوَوِيّ عيب الطَّعَام كَقَوْلِه مالح حامض غليظ رَقِيق غير ناضج وَنَحْو ذَلِك قَالَ وَأما حَدِيث ترك أكل الضَّب فَلَيْسَ هُوَ من عيب الطَّعَام وَإِنَّمَا هُوَ إِخْبَار بِأَن هَذَا الطَّعَام الْخَاص لَا أشتهيه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 [2065] الَّذِي يشرب فِي آنِية الْفضة إِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم اتَّفقُوا على كسر الْجِيم الثَّانِيَة من يجرجر وَاخْتلفُوا فِي نصب نَار وَرَفعه وَالنّصب أشهر على أَنه مفعول وَالْفَاعِل ضمير الشَّارِب وَمعنى يجرجر أَي يلقيها فِي بَطْنه بجرع متتابع يسمع لَهُ جرجرة وَهِي الصَّوْت لتردده فِي حلقه وَأما الرّفْع فعلى أَنه فَاعل وَمَعْنَاهُ تصويت النَّار فِي بَطْنه والجرجرة هِيَ التصويت وَسمي المشروب نَار لِأَنَّهُ يؤول إِلَيْهَا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى إِن الَّذين يَأْكُلُون أَمْوَال الْيَتَامَى ظلما إِنَّمَا يَأْكُلُون فِي بطونهم نَارا النِّسَاء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 [2066] وتشميت الْعَاطِس هُوَ بِالسِّين الْمُهْملَة والمعجمة لُغَتَانِ مشهورتان وَهُوَ أَن يَقُول لَهُ يَرْحَمك الله قَالَ الْأَزْهَرِي قَالَ اللَّيْث التشميت ذكر الله تَعَالَى على كل شَيْء وَقَالَ ثَعْلَب سمت الْعَاطِس وشمته إِذا دَعَوْت لَهُ بِالْهدى وَقصد السمت الْمُسْتَقيم قَالَ وَالْأَصْل فِيهِ السِّين الْمُهْملَة فقلبت شينا مُعْجمَة وَقَالَ صَاحب الْمُحكم تشميت الْعَاطِس مَعْنَاهُ هداك الله إِلَى السمت قَالَ وَذَلِكَ لما فِي العطس من الانزعاج والقلق قَالَ أَبُو عبيد وَغَيره الشين الْمُعْجَمَة على اللغتين قَالَ بن الْأَنْبَارِي يُقَال شمته وسمت عَلَيْهِ إِذا دَعَوْت لَهُ بِخَير وكل دَاع بِخَير فَهُوَ مسمت ومشمت وَعَن المياثر بِالْمُثَلثَةِ قبل الرَّاء جمع ميثرة بِكَسْر الْمِيم وَهِي وطاء كَانَت النِّسَاء تضعه لِأَزْوَاجِهِنَّ على السُّرُوج من حَرِير وَقيل أغشية للسروج من حَرِير وَقيل سروج من ديباج وكل شَيْء كالفراش الصَّغِير يتَّخذ من حَرِير ويحشى بِقطن أَو صوف ويجعلها الرَّاكِب على الْبَعِير تَحْتَهُ فَوق الرحل وَعَن القسي بِفَتْح الْقَاف وَكسر السِّين الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَهِي ثِيَاب مضلعة كَانَ يُؤْتى بهَا من مصر وَالشَّام تعْمل بِموضع يُقَال لَهُ القس وَقيل هِيَ ثِيَاب القز وَأَصله القزي بالزاي نِسْبَة إِلَى القز وَهُوَ رَدِيء الْحَرِير فأبدل من الزَّاي سينا الإستبرق هُوَ غليظ الديباج والديباج بِكَسْر الدَّال وَفتحهَا عجمي مُعرب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 [2067] دهقان بِكَسْر الدَّال على الْمَشْهُور وَحكي ضمهَا وَفتحهَا زعيم فلاحي الْعَجم عجمي مُعرب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 [2068] حلَّة سيراء ضبط حلَّة بِالتَّنْوِينِ وبدونه على الْإِضَافَة وسيراء بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْمُثَنَّاة تَحت وَالرَّاء وَالْمدّ وَهِي برود مضلعة بالحرير وَلَا تكون الْحلَّة إِلَّا ثَوْبَان وَيكون غَالِبا إزارا ورداء من لَا خلاق لَهُ أَي لَا نصيب لَهُ وَقيل لَا حُرْمَة لَهُ وَقيل لَا دين لَهُ فكساها عمر أَخا لَهُ زَاد أَبُو عوَانَة الاسفرائيني فِي مُسْنده من أمه يُقيم فِي السُّوق حلَّة أَي يعرضهَا للْبيع خمرًا بِضَم الْخَاء وَالْمِيم جمع خمار وَهُوَ مَا تَجْعَلهُ الْمَرْأَة على رَأسهَا قَالَ لي سَالم بن عبد الله فِي الإستبرق فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ مَا الإستبرق الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 [2069] ميثرة الأرجوان بِضَم الْهمزَة وَالْجِيم وغلطوا من فتح الْهمزَة وَهُوَ صبغ أَحْمَر شَدِيد الْحمرَة قَالَ النَّوَوِيّ النَّهْي عَنْهَا مَخْصُوص بِالَّتِي هِيَ من حَرِير جُبَّة طيالسة بِالْإِضَافَة وَهِي جمع طيلسان كسروانية بِكَسْر الْكَاف وَفتحهَا وَسُكُون السِّين وَفتح الرَّاء نِسْبَة إِلَى كسْرَى ملك الْفرس وَفِي رِوَايَة خسروانية وَهِي بِمَعْنَاهُ لَهَا لبنة ديباج بِكَسْر اللَّام وَسُكُون الْبَاء وَهِي رقْعَة فِي جيب الْقَمِيص وفرجيها مكفوفين قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الْأُصُول بِالْيَاءِ قَالَ وَمعنى المكفوف أَنه جعل لَهَا كفة وَهُوَ مَا كف بِهِ جوانبها ويعطف عَلَيْهَا وَيكون ذَلِك فِي الذيل وَفِي الفرجين وَفِي الكمين عَن أبي ذبيان بِضَم الذَّال وَكسرهَا سَمِعت عبد الله بن الزبير يخْطب يَقُول أَلا لَا تلبسوا نساءكم الْحَرِير قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَذْهَب بن الزبير وَأَجْمعُوا بعده على إِبَاحَة الْحَرِير للنِّسَاء وَأَن النَّهْي إِنَّمَا ورد فِي لبس الرِّجَال خَاصَّة بِأَذربِيجَان بِفَتْح الْهمزَة بِغَيْر مد وَسُكُون الذَّال وَفتح الرَّاء وَكسر الْبَاء على الْأَشْهر وَهُوَ إقليم مَعْرُوف وَرَاء الْعرَاق إِنَّه لَيْسَ من كذك أَي أَن هَذَا المَال الَّذِي عنْدك لَيْسَ هُوَ من كسبك وَمِمَّا تعبت فِيهِ وزي بِكَسْر الزَّاي ولبوس الْحَرِير بِفَتْح اللَّام وَضمّهَا فرئيتهما بِضَم الرَّاء وَكسر الْهمزَة فَمَا عتمنا أَنه يَعْنِي الْأَعْلَام بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة والمثناة فَوق الْمُشَدّدَة وَسُكُون الْمِيم وَنون أَي مَا أبطأنا فِي معرفَة أَنه أَرَادَ الْأَعْلَام يُقَال عتم الشَّيْء إِذا أَبْطَأَ وَتَأَخر وعتمته أَنا أَخَّرته مُحَمَّد بن عبد الله الرزي بِضَم الرَّاء وَتَشْديد الزَّاي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 [2071] فأطرتها بَين نسَائِي أَي قسمتهَا أكيدر دومة بِضَم الدَّال وَفتحهَا وَهِي مَدِينَة لَهَا حصن عادي وأكيدر بِضَم الْهمزَة وَفتح الْكَاف بن عبد الْملك الْكِنْدِيّ كَانَ نَصْرَانِيّا وَلم يسلم وخطأوا من قَالَ بِإِسْلَامِهِ بَين الفواطم هِيَ فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفَاطِمَة بنت أَسد أم عَليّ بن أبي طَالب وَفَاطِمَة بنت حَمْزَة بن عبد الْمطلب وَقيل رَابِعَة وَهِي فَاطِمَة بنت شيبَة امْرَأَة عقيل بن أبي طَالب [2075] فروج حَرِير بِفَتْح الْفَاء وَضم الرَّاء الْمُشَدّدَة وَحكي ضم الْفَاء وَحكي تَخْفيف الرَّاء وَهُوَ قبَاء لَهُ شقّ من خَلفه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 [2076] حكة بِكَسْر الْحَاء وَتَشْديد الْكَاف أمك أَمرتك بِهَذَا قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن هَذَا من لِبَاس النِّسَاء وزيهن قَالَ بل أحرقهما قَالَ النَّوَوِيّ قيل هُوَ عُقُوبَة وتغليظ لزجره وزجر غَيره عَن مثل هَذَا الْفِعْل قَالَ وَهُوَ نَظِير أَمر تِلْكَ الْمَرْأَة الَّتِي لعنت النَّاقة بإرسالها [2079] الْحبرَة بِكَسْر الْحَاء بِفَتْح الْبَاء ثِيَاب من قطن أَو كتَّان محبرة أَي مزينة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 [2080] ملبدا بِفَتْح الْبَاء الْمُشَدّدَة قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ المرقع قيل هُوَ الَّذِي ثخن وَسطه حَتَّى صَار كاللبد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 [2081] مرط بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء كسَاء من شعر أَو كتَّان أَو خَز قَالَ الْخطابِيّ هُوَ كسَاء يؤتزر بِهِ مرحل بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء والحاء الْمُهْملَة أَي عَلَيْهِ صور رحال الْإِبِل وَرُوِيَ بِالْجِيم أَي عَلَيْهِ صور الرِّجَال قَالَ الْخطابِيّ المرحل الَّذِي فِيهِ خطوط [2083] أنماط بِفَتْح الْهمزَة جمع نمط بِفَتْح النُّون وَالْمِيم وَهُوَ بِسَاط لطيف لَهُ خمل يَجْعَل على الهودج وَقد يَجْعَل سترا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 [2084] وَالرَّابِع للشَّيْطَان قيل هُوَ على ظَاهره وَأَن الشَّيْطَان يبيت عَلَيْهِ حَقِيقَة وَقيل كِنَايَة عَن ذمه وأضيف إِلَى الشَّيْطَان لِأَنَّهُ يرتضيه ويوسوس بِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 [2085] لَا ينظر الله أَي لَا يرحمه خُيَلَاء بِالْمدِّ يَعْنِي الْكبر وَهُوَ والمخيلة وَاحِد يناق بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت وَتَشْديد النُّون وقاف غير مَصْرُوف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 [2088] بَيْنَمَا رجل يمشي هُوَ من بني إِسْرَائِيل وَقيل من هَذِه الْأمة وَأَن ذَلِك سيقع يتجلجل بِالْجِيم أَي يَتَحَرَّك وَينزل مضطربا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 [2090] خُذ خاتمك انْتفع بِهِ قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا تَركه على سَبِيل الْإِبَاحَة لمن أَرَادَ أَخذه من الْفُقَرَاء وَغَيرهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 [2091] فصه بِكَسْر الْفَاء وَفتحهَا فِي بِئْر أريس بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء وسين مُهْملَة وَهُوَ مَصْرُوف لَا ينقش أحد على نقش خَاتمِي هَذَا نهى النَّاس كَافَّة أَن ينقش أحد على خَاتمه مُحَمَّد رَسُول الله وَهُوَ نهي تَحْرِيم مؤبد إِلَى يَوْم الْقِيَامَة خَاتمًا حَلقَة فضَّة قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي جَمِيع النّسخ حَلقَة فضَّة بِنصب الْحلقَة على الْبَدَل من خَاتمًا وَلَيْسَ فِيهَا هَاء الضَّمِير وَهِي سَاكِنة اللَّام على الْمَشْهُور قلت وَفِي النُّسْخَة الَّتِي عِنْدِي بِخَط الصريفيني حلقته بهاء الضَّمِير فَطرح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتمه فَطرح النَّاس خواتمهم أَي خَوَاتِيم الذَّهَب الَّتِي كَانَت قبل اتِّخَاذ خَوَاتِيم الْوَرق وَلَيْسَ المُرَاد أَن خَوَاتِيم الْوَرق طرحت الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 [2094] وَكَانَ فصه حَبَشِيًّا أَي حجرا حَبَشِيًّا من جزع أَو عقيق فَإِن معدنهما بِالْحَبَشَةِ واليمن وَقيل لَونه حبشِي أَي أسود الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 [2096] لَا يزَال رَاكِبًا مَا انتعل قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَنه يُشبههُ بالراكب فِي خفَّة الْمَشَقَّة عَلَيْهِ وَقلة تَعبه وسلامة رجله مِمَّا يعرض من شوك وَنَحْوه لَا يمش أحدكُم فِي نعل وَاحِدَة قَالَ الْعلمَاء سَببه أَن ذَلِك تَشْوِيه ومثلة ومخالف للوقار [2098] شسع بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة أحد سيور النَّعْل وَهُوَ الَّذِي يدْخل بَين الأصبعين وَيدخل طرفه فِي الثقب الَّذِي فِي صدر النَّعْل المشدود فِي الزِّمَام والزمام هُوَ السّير الَّذِي يعْقد فِيهِ الشسع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 [2099] وَأَن يشْتَمل الصماء بِالْمدِّ قَالَ الْأَصْمَعِي وَأكْثر أهل اللُّغَة هُوَ أَن يشْتَمل بِالثَّوْبِ حَتَّى يُجَلل بِهِ جسده لَا يرفع مِنْهُ جانبا وَلَا يبقي مَا يخرج مِنْهُ يَده وَسميت صماء لِأَنَّهُ سد المنافذ كلهَا كالصخرة الصماء الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خرق وَلَا صدع قَالَ أَبُو عبيد وَأما الْفُقَهَاء فَيَقُولُونَ هُوَ أَن يشْتَمل بِثَوْب لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره ثمَّ يرفعهُ من أحد جانبيه فيضعه على أحد مَنْكِبَيْه قَالَ الْعلمَاء فعلى تَفْسِير أهل اللُّغَة يكره الاشتمال الْمَذْكُور لِئَلَّا يعرض لَهُ حَاجَة دفع بعض الْهَوَام وَنَحْوهَا فيعسر عَلَيْهِ أَو يتَعَذَّر فيلحقه الضَّرَر وعَلى تَفْسِير الْفُقَهَاء يحرم الاشتمال الْمَذْكُور إِن انْكَشَفَ بِهِ بعض الْعَوْرَة وَإِلَّا فَيكْرَه والاحتباء بِالْمدِّ هُوَ أَن يقْعد الْإِنْسَان على إليته وَينصب سَاقيه ويحبو عَلَيْهِمَا بِثَوْب أَو نَحوه وَأَن يرفع إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى هُوَ مَحْمُول على حَال تظهر فِيهِ الْعَوْرَة [2102] بِأبي قُحَافَة بِضَم الْقَاف وَتَخْفِيف الْحَاء الْمُهْملَة وَالْمدّ أبي أبي بكر الصّديق واسْمه عُثْمَان الثغام بِفَتْح الْمُثَلَّثَة والمعجمة نبت أَبيض الزهر وَالثَّمَر شبه بَيَاض الشيب بِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 [2103] إِن الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون بِضَم الْبَاء وَفتحهَا فخالفوهم قَالَ القَاضِي اخْتلف السّلف من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فِي الخضاب فَقَالَ بَعضهم ترك الخضاب أفضل وَرووا فِيهِ حَدِيثا مَرْفُوعا فِي النَّهْي عَن تَغْيِير الشيب وَلِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُغير شَيْبه وَرُوِيَ هَذَا عَن عمر وَعلي وَأبي وَآخَرين وَقَالَ آخَرُونَ الخضاب أفضل وخضب جمَاعَة من الصَّحَابَة قَالَ وَقَالَ الطَّبَرِيّ الْأَحَادِيث فِي الْأَمر بتغيير الشيب وَالنَّهْي عَنهُ كلهَا صَحِيحَة وَلَيْسَ فِيهَا تنَاقض وَلَا نَاسخ ومنسوخ بل الْأَمر بالتغيير لمن شَيْبه كشيب أبي قُحَافَة وَالنَّهْي لمن شمط فَقَط قَالَ وَاخْتِلَاف فعل السّلف فِي الْأَمريْنِ بِحَسب اخْتِلَاف أَحْوَالهم وَلِهَذَا لم يُنكر بَعضهم على بعض قَالَه القَاضِي وَقَالَ غَيره هُوَ على حَالين فَمن كَانَ فِي مَوضِع عَادَة أَهله الصَّبْغ أَو تَركه فخروجه عَن الْعَادة شهرة ومكروه وَالثَّانِي أَن يخْتَلف باخْتلَاف نظافة المشيب فَمن كَانَت شيبته نقية أحسن مِنْهَا مصبوغة فالترك أولى وَمن كَانَت شيبته تستبشع فالصبغ أولى وَقَالَ النَّوَوِيّ الْأَصَح الأوفق للسّنة وَهُوَ مَذْهَبنَا اسْتِحْبَاب خضاب الشيب للرجل وَالْمَرْأَة بحمرة أَو صفرَة وَيحرم خضابه بِالسَّوَادِ وَقيل يكره الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 [2105] واجما بِالْجِيم هُوَ السَّاكِت الَّذِي يظْهر عَلَيْهِ الْهم والكآبة وَقيل هُوَ الحزين جرو مثلث الْجِيم الصَّغِير من أَوْلَاد الْكلاب فَأمر بقتل الْكلاب قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَنْسُوخ وَترك كلب الْحَائِط الْكَبِير لِأَن الْحَاجة تَدْعُو إِلَى حفظ جوانبه وَلَا يتَمَكَّن الناطور من الْمُحَافظَة على ذَلِك والحائط الْبُسْتَان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 [2106] لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلب وَلَا صُورَة المُرَاد غير الْحفظَة وَقَالَ الْخطابِيّ وَالْقَاضِي المُرَاد كلب وَصُورَة يحرم اقتناؤهما بِخِلَاف مَا لَيْسَ بِحرَام من كلب الصَّيْد وَالزَّرْع والماشية وَالصُّورَة الَّتِي فِي الْبسَاط وَنَحْوه وَقَالَ النَّوَوِيّ الْأَظْهر أَنه عَام فِي كل كلب وَصُورَة وَالسَّبَب فِي ذَلِك نَجَاسَة الْكَلْب وَأَن الصُّور عبدت من دون الله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 [2107] هتكه أَي مزقه وأتلف الصُّورَة الَّتِي فِيهِ كَانَ لنا ستر فِيهِ تِمْثَال طَائِر الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على أَنه كَانَ قبل تَحْرِيم اتِّخَاذ مَا فِيهِ صُورَة سترت بتَشْديد التَّاء الأولى درنوكا بِضَم الدَّال وَفتحهَا وَضم النُّون ستر لَهُ خمل متسترة أَي متخذة سترا بقرام بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ السّتْر الرَّقِيق سهوة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة شبه الرف أَو الطاق أَو شبه الخزانة الصَّغِيرَة نمرقة بِضَم النُّون وَالرَّاء فِي الْأَفْصَح وسَادَة صَغِيرَة وَقيل هِيَ مرفقة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 [2109] إِن من أَشد النَّاس عذَابا يَوْم الْقِيَامَة المصورون هُوَ على إِضْمَار الشَّأْن فِي إِن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 [2110] كل مُصَور فِي النَّار يَجْعَل لَهُ بِفَتْح الْيَاء وَالْفَاعِل ضمير الله تَعَالَى للْعلم بِهِ قَالَه النَّوَوِيّ بِكُل صُورَة صورها نفسا فتعذبه فِي جَهَنَّم قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن مَعْنَاهُ أَن الصُّورَة الَّتِي صورها هِيَ تعذبه بعد أَن يَجْعَل فِيهَا الرّوح فَتكون الْبَاء بِمَعْنى فِي وَيحْتَمل أَن يَجْعَل لَهُ بِعَدَد كل صُورَة ومكانها شخصا يعذبه وَتَكون الْبَاء للسَّبَبِيَّة قلت فِي نُسْخَة الصريفيني نفس بِالرَّفْع فَيجْعَل بِضَم أَوله مَبْنِيا للْمَفْعُول [2111] ذرة بِفَتْح الذَّال وَتَشْديد الرَّاء أَي نملة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 [2114] لَا تصْحَب الْمَلَائِكَة أَي مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَالِاسْتِغْفَار رفْقَة بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا وَلَا جرس بِفَتْح الرَّاء وَسَببه أَنه شَبيه بالنواقيس أَو لكَرَاهَة صَوته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 [2115] لَا يبْقين فِي رَقَبَة بعير قلادة من وتر أَو قلادة هُوَ شكّ من الرَّاوِي هَل قَالَ قلادة من وتر أَو قَالَ قلادة فَقَط فَهِيَ مَرْفُوعَة عطفا على الأولى قَالَ مَالك أرى ذَلِك من الْعين بِضَم الْهمزَة أَي أَظن أَن النَّهْي مُخْتَصّ بِمن فعل ذَلِك بِسَبَب دفع ضَرَر الْعين وَأما من فعله لغير ذَلِك من زِينَة أَو غَيرهَا فَلَا بَأْس قَالَ أَبُو عُبَيْدَة كَانُوا يقلدون الْبَعِير الأوتار حذرا من الْعين فَأَمرهمْ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإزالتها إعلاما لَهُم أَن الأوتار لَا ترد شَيْئا وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن وَغَيره مَعْنَاهُ لَا تقلدوها أوتار القسي لِئَلَّا تضيق على أعناقها فتخنقها [2117] الوسم بِالسِّين الْمُهْملَة أثر كَيَّة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 [2118] فوَاللَّه لَا أُسَمِّهِ إِلَّا فِي أقْصَى شَيْء هُوَ من قَول بن عَبَّاس وَفِي سنَن أبي دَاوُد أَن قَائِل ذَلِك الْعَبَّاس قَالَ النَّوَوِيّ فَيجوز أَن الْقِصَّة جرت للْعَبَّاس ولابنه فِي جَاعِرَتَيْهِ هما حرفا الورك المشرفان مِمَّا يَلِي الدبر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 [2119] خميصة كسَاء مربع لَهُ أَعْلَام حويتية ضبط بحاء مُهْملَة ثمَّ وَاو مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة تَحت سَاكِنة ثمَّ مثناة فَوق مَكْسُورَة ثمَّ مثناة تَحت مُشَدّدَة وَهَذَا أشهر ضَبطهَا قَالَ صَاحب التَّحْرِير هِيَ منسوبة إِلَى الحويت مَوضِع أَو قَبيلَة قَالَ صَاحب النِّهَايَة لَا أعرفهَا وَطَالَ مَا بحثت عَنْهَا فَلم أَقف لَهَا على معنى وَالْمَشْهُور الْمَعْرُوف جونية بِفَتْح الْجِيم وَإِسْكَان الْوَاو بعْدهَا نون أَي سَوْدَاء وَضبط أَيْضا بِالْحَاء الْمُهْملَة المضمومة وَسُكُون الْوَاو ثمَّ مثناة فَوق مَفْتُوحَة ثمَّ نون مَكْسُورَة وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة المضمومة ثمَّ رَاء مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة تَحت سَاكِنة ثمَّ مُثَلّثَة مَكْسُورَة نِسْبَة إِلَى بني حُرَيْث وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة الْمَفْتُوحَة وَسُكُون الْوَاو ثمَّ نون مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة وبالخاء الْمُعْجَمَة وَفتح الْوَاو وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت ثمَّ مُثَلّثَة وبالجيم المضمومة ثمَّ وَاو مَفْتُوحَة ثمَّ مثناة تَحت سَاكِنة ثمَّ نون مَكْسُورَة ثمَّ مثناة تَحت مُشَدّدَة قَالَ القَاضِي فِي الْمَشَارِق هَذِه الرِّوَايَات كلهَا تصاحيف إِلَّا روايتي جونية بِالْجِيم وحريثية بالراء والمثلثة فَأَما الْجَوْنِية فمنسوبة إِلَى بني الجون قَبيلَة من الأزد وَإِلَى كَونهَا من السوَاد أَو الْبيَاض أَو الْحمرَة لِأَن الْعَرَب تسمي كل وَاحِد من هَذِه جونا انْتهى يسم الظّهْر أَي الْإِبِل لِأَنَّهَا تحمل الأثقال على ظُهُورهَا مربد بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْمُوَحدَة الْموضع الَّذِي تحبس فِيهِ الْإِبِل وَأكْثر علمي رُوِيَ بِالْمُوَحَّدَةِ وبالمثلثة الميسم بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين الَّذِي يوسم بِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 [2120] نهى عَن القزع بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي وَالسَّبَب فِيهِ أَنه تَشْوِيه لِلْخلقِ وَقيل إِنَّه زِيّ أهل الشّرك والشطارة وَقيل إِنَّه زِيّ الْيَهُود وَقد جَاءَ هَذَا فِي رِوَايَة لأبي دَاوُد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 [2122] عريسا بِضَم الْعين وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت الْمَكْسُورَة تَصْغِير عروس حصبة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ بثر يخرج فِي الْجلد فتمرق بالراء الْمُهْملَة أَي تساقط وَرُوِيَ بالزاي الْوَاصِلَة هِيَ الَّتِي تصل شعر الْمَرْأَة بِشعر آخر وَالْمسْتَوْصِلَة هِيَ الَّتِي تطلب من يفعل بهَا ذَلِك فتمرط هُوَ بِمَعْنى تمرق يستحثنها يطْلبهَا مِنْهَا بحث وَهُوَ سرعَة الْمَشْي وَفِي نُسْخَة يستحثها وَفِي نُسْخَة يستحسنها من الِاسْتِحْسَان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 [2124] والواشمة هِيَ فاعلة الوشم بالشين الْمُعْجَمَة وَهِي أَن تغرز إبرة وَنَحْوهَا فِي شَيْء من بدن الْمَرْأَة حَتَّى يسيل الدَّم ثمَّ تحشو ذَلِك الْموضع بكحل أَو نورة فيخضر والمستوشمة هِيَ الَّتِي تطلب فعل ذَلِك بهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 [2125] والنامصات بالصَّاد الْمُهْملَة الَّتِي تزيل الشّعْر من الْوَجْه وَالْمُتَنَمِّصَات الَّتِي تطلب فعل ذَلِك بهَا قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا الْفِعْل حرَام إِلَّا إِذا نبت للْمَرْأَة لحية أَو شوارب فَلَا يحرم إِزَالَتهَا بل يسْتَحبّ وَالنَّهْي خَاص بالحواجب وَمَا فِي أَطْرَاف الْوَجْه وَرُوِيَ بِتَقْدِيم النُّون على التَّاء وَالْمَشْهُور تَأْخِيرهَا وَالْمُتَفَلِّجَات بِالتَّاءِ وَالْجِيم وَهِي الَّتِي تبرد مَا بَين أسنانها الثنايا والرباعيات لم نجامعها أَي لم نصاحبها [2127] قصَّة هِيَ شعر بِمقدم الرَّأْس الْمقبل على الْجَبْهَة وَقيل شعر الناصية حرسي هُوَ غُلَام الْأَمِير كالشرطي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 [2128] قوم مَعَهم سياط كأذناب الْبَقر قَالَ النَّوَوِيّ هم غلْمَان والى الشرطة وَنَحْوه وَنسَاء كاسيات عاريات قَالَ النَّوَوِيّ قيل مَعْنَاهُ كاسيات من نعْمَة الله تَعَالَى عاريات من شكرها وَقيل كاسيات من الثِّيَاب عاريات من فعل الْخَيْر وَقيل مَعْنَاهُ تستر بعض بدنهَا وَتكشف بعضه إِظْهَارًا للزِّينَة لجمالها وَنَحْوه وَقيل تلبس ثوبا رَقِيقا يصف لون بدنهَا فهن كاسيات عاريات فِي الْمَعْنى مائلات مميلات قيل مَعْنَاهُ مائلات عَن طَاعَة الله وَمَا يلزمهن حفظه مميلات أَي يملن غَيْرهنَّ بفعلهن المذموم وَقيل مائلات يَمْشين متبخترات مميلات لأكتافهن وأعطافهن وأعناقهن وَقيل مائلات يمتشطن المشطة الميلاء وَهِي ضفر الغدائر وشدها إِلَى فَوق وَجَمعهَا وسط الرَّأْس وَهِي مشطة البغايا مميلات يمشطن غَيْرهنَّ تِلْكَ المشطة وَقيل مائلات إِلَى الرِّجَال مميلات لَهُم بِمَا يبدينه من زينتهن رءوسهن كأسنمة البخت المائلة قَالَ النَّوَوِيّ أَي يكبرنها ويعظمنها بلف عِمَامَة أَو عِصَابَة أَو نَحْو ذَلِك قَالَ وَهَذَا الحَدِيث من معجزات النُّبُوَّة فقد وَقع هَذَانِ الصنفان وهما موجودان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 [2130] المتشبع بِمَا لم يُعْط أَي المتكثر بِمَا لَيْسَ عِنْده عِنْد النَّاس المتزين بِالْبَاطِلِ كلابس ثوبي زور أَي كمن لبس ثَوْبَيْنِ لغيره وأوهم أَنَّهُمَا لَهُ قيل وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا طلب من رجل شَهَادَة زور اسْتعَار ثَوْبَيْنِ يتجمل بهما فَلَا ترد شَهَادَته لحسن هَيئته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 [2134] تسموا باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي قيل هُوَ خَاص بزمنه وَعَلِيهِ مَالك وَقيل هُوَ عَام وَعَلِيهِ الشَّافِعِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 [2132] سبلان بِفَتْح الْمُهْملَة وَالْمُوَحَّدَة وَلَا ننعمك عينا أَي لَا نقر عَيْنك بذلك فَقَالَ سم ابْنك عبد الرَّحْمَن اسْتدلَّ بِهِ من منع التَّسْمِيَة أَبى الْقَاسِم لِئَلَّا يكنى أَبوهُ بِأبي الْقَاسِم وَقد غير مَرْوَان بن الحكم اسْم ابْنه عبد الْملك حِين بلغه هَذَا الحَدِيث فَسَماهُ عبد الْملك وَكَانَ سَمَّاهُ أَولا الْقَاسِم وَفعله بعض الْأَنْصَار أَيْضا [2137] فَلَا تزيدن عَليّ بِضَم الدَّال أَي الَّذِي سمعته ورويته لكم أَربع كَلِمَات فَلَا تَزِيدُوا عَليّ فِي الرِّوَايَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 [2138] أَرَادَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن ينْهَى عَن أَن يُسمى قَالَ النَّوَوِيّ أَي أَرَادَ أَن ينْهَى عَن هَذِه الْأَسْمَاء نهي تَحْرِيم فَلم ينْه وَأما النَّهْي الَّذِي هُوَ لكَرَاهَة التَّنْزِيه فقد نهى عَنهُ فِي الْأَحَادِيث الْبَاقِيَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 [2143] مثل شاهان شاه أَي ملك الْمُلُوك لِأَن لُغَة الْعَجم تَقْدِيم الْمُضَاف إِلَيْهِ على الْمُضَاف وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل سَأَلت أَبَا عَمْرو وَهُوَ إِسْحَاق بن مرار الشَّيْبَانِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمَشْهُور عَن أخنع فَقَالَ أوضع أَي أَشد ذلا وصغارا يَوْم الْقِيَامَة وَالْمرَاد صَاحب الِاسْم أَغيظ رجل قَالَ الْمَازرِيّ هُوَ مؤول لِأَن الله تَعَالَى لَا يُوصف بالغيظ وأخبثه أَي أكذب الْأَسْمَاء وَقيل أقبحها وأغيظه عَلَيْهِ قَالَ القَاضِي كَذَا فِي الْأُصُول وَلَيْسَ تكريره وَجه الْكَلَام قَالَ وَفِيه وهم من بعض الروَاة بتكريره أَو تَغْيِيره قَالَ وَقَالَ بعض الشُّيُوخ لَعَلَّ أَحدهمَا أعنط بالنُّون والطاء الْمُهْملَة أَي أشده عَلَيْهِ والعنط شدَّة الكرب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 172 [2144] يهنأ بَعِيرًا بِالْهَمْز آخِره أَي يطليه بالقطران فلاكهن أَي مضغهن قَالَ أهل اللُّغَة اللوك مُخْتَصّ بمضغ الشَّيْء الصلب فغر بِفَتْح الْفَاء والغين الْمُعْجَمَة أَي فتح فمجه أَي طَرحه يتلمظه أَي يَتَحَرَّك لِسَانه ليتتبع مَا فِيهِ من آثَار التَّمْر والتلمظ فعل ذَلِك بِاللِّسَانِ ويقصد بِهِ فَاعله تنقية الْفَم من بقايا الطَّعَام وَأكْثر مَا يفعل ذَلِك فِي شَيْء يستطيبه حب الْأَنْصَار التَّمْر رُوِيَ بِكَسْر الْحَاء بِمَعْنى المحبوب كالذبح بِمَعْنى الْمَذْبُوح فالباء مَرْفُوعَة على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر أَي مَحْبُوب الْأَنْصَار التَّمْر وبضم الْحَاء على الْمصدر وَفِي الْبَاء على هَذَا وَجْهَان النصب وَهُوَ الْأَشْهر على تَقْدِير انْظُرُوا حب الْأَنْصَار التَّمْر بِنصب التَّمْر أَيْضا وَالرَّفْع على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر مَحْذُوف أَي حب الْأَنْصَار التَّمْر لَازم أَو عَادَة من صغرهم بن سِيرِين هُوَ أنس كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ واروا الصَّبِي أَي ادفنوه أعرستم بِسُكُون الْعين كِنَايَة عَن الْجِمَاع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 [2146] وَصلى عَلَيْهِ أَي دَعَا لَهُ ثمَّ بَايعه قَالَ النَّوَوِيّ هَذِه بيعَة تبريك وتشريف لَا بيعَة تَكْلِيف فَإِنَّهُ دون سنّ التَّكْلِيف وَأَنا متم أَي مقاربة الْولادَة تفل بمثناة أَي بَصق وَكَانَ أول مَوْلُود فِي الْإِسْلَام قَالَ النَّوَوِيّ يَعْنِي من أَوْلَاد الْمُهَاجِرين بعد الْهِجْرَة بِالْمَدِينَةِ وَإِلَّا فالنعمان بن بشير الْأنْصَارِيّ ولد قبله بعد الْهِجْرَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 [2149] بالمنذر بن أبي أسيد بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين على الْمَشْهُور فلهي بِفَتْح الْهَاء لُغَة طَيء وبكسرها وبالياء وَهُوَ لُغَة الْأَكْثَرين أَي اشْتغل بِشَيْء فِي يَدَيْهِ وَأما لهي من اللَّهْو فبالفتح لَا غير وَلَيْسَ مرَادا هُنَا فأقلبوه أَي صرفوه وردوه وَهِي لُغَة قَليلَة وَالْمَشْهُور قلبوه بِغَيْر ألف [2150] النغير بِضَم النُّون تَصْغِير نغر بضَمهَا وَفتح الْمُعْجَمَة طَائِر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 [2152] مَا ينصبك مِنْهُ من النصب وَهُوَ التَّعَب وَالْمَشَقَّة أَي مَا يشق عَلَيْك مِنْهُ أَي لن يَضرك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 [2153] إِذا اسْتَأْذن أحدكُم ثَلَاثًا فَلم يُؤذن لَهُ فَليرْجع قَالَ النَّوَوِيّ وَسَوَاء ظن أَنهم سَمِعُوهُ أم لَا هَذَا هُوَ الْأَظْهر وَقيل إِن الحَدِيث مَحْمُول على من علم أَو ظن أَنهم سَمِعُوهُ فَلَو مَا اسْتَأْذَنت هِيَ حرف تَخْصِيص ك لَوْلَا وهلا فها وَإِلَّا لأجعلنك عظة أَي فهات الْبَيِّنَة الصفق بالأسواق أَي التِّجَارَة كَأَنَّهُ كره ذَلِك لِأَن الْإِبْهَام بَاقٍ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 [2156] مدرى بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الدَّال الْمُهْملَة وَالْقصر حَدِيدَة يسوى بهَا شعر الرَّأْس وَقيل شبه الْمشْط الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 [2157] يختله بِفَتْح أَوله وَكسر التَّاء أَي يراوغه ويستغفله ليطعنه بِضَم الْعين على الْأَفْصَح فحذفته بإعجام الْخَاء والذال أَي رميته بهَا من بَين أصبعيك ففقأت بِالْهَمْز الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 [2159] نظرة الْفجأَة بِضَم الْفَاء وَفتح الْجِيم وبالمد وَيُقَال بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْجِيم وَالْقصر هِيَ البغتة وَمعنى نظرة الْفجأَة أَن يَقع بَصَره على الْأَجْنَبِيَّة من غير قصد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي أول ذَلِك وَيجب عَلَيْهِ أَن يصرف بَصَره فِي الْحَال [2161] الصعدات بِضَم الصَّاد وَالْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ الطرقات جمع صَعِيد لغير مَا بَأْس مَا زَائِدَة إِمَّا لَا بِالْكَسْرِ والإمالة أَي إِن لم تتركوها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 [2164] السام أَي الْمَوْت والذام بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمِيم أَي الذَّم ففطنت بِالْفَاءِ وبالنون بعد الطَّاء من الفطنة وَفِي نُسْخَة بِالْقَافِ وَتَشْديد الطَّاء وبالباء الْمُوَحدَة أَي غضِبت مَه كلمة زجر بِمَعْنى كفي الْفُحْش الْقَبِيح من القَوْل وَالْفِعْل وَقيل مُجَاوزَة الْحَد [2168] بصبيان بِكَسْر الصَّاد على الْمَشْهُور وَحكي ضمهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 [2169] وَأَن تستمع سوَادِي بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وبالدال أَي سراري بِكَسْر السِّين وبالراء المكررة وَهُوَ السِّرّ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 [2170] وَكَانَت امْرَأَة جسيمة أَي عَظِيمَة الْجِسْم تفرع النِّسَاء طولا بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الْفَاء وَفتح الرَّاء وبالعين الْمُهْملَة أَي تطولهن وَتَكون أطول مِنْهُنَّ لَا تخفى على من يعرفهَا يَعْنِي لَو كَانَت متلفعة فِي ظلمَة لانفرادها بِطُولِهَا عرق بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء الْعظم الَّذِي عَلَيْهِ بَقِيَّة لحم يَعْنِي البرَاز قَالَ النَّوَوِيّ الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ الْموضع البارز الظَّاهِر قَالَ وَيُشبه أَن يكون بِكَسْر الْبَاء وَهُوَ الْغَائِط لِأَن مُرَاد هِشَام بقوله يَعْنِي البرَاز تَفْسِير قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقد أذن لَكِن أَن تخرجن لحاجتكن فَقَالَ هِشَام المُرَاد بحاجتهن الْخُرُوج للغائط لَا لكل حَاجَة من أُمُور المعايش إِذا تبرزن أَي أردن الْخُرُوج لقَضَاء الْحَاجة إِلَى المناصع بِفَتْح الْمِيم وَالنُّون وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة جمع منصع وَهِي مَوَاضِع خَارج الْمَدِينَة وَهُوَ صَعِيد أفيح أَي أَرض متسعة [2171] لَا يبيتن رجل عِنْد امْرَأَة ثيب قَالَ الْعلمَاء إِنَّمَا خصها لِأَنَّهَا الَّتِي يدْخل إِلَيْهَا غَالِبا وَأما الْبكر فمصونة فِي الْعَادة مجانبة للرِّجَال أَشد المجانبة فَلم يحْتَج إِلَى ذكرهَا وَلِأَنَّهُ من بَاب التَّنْبِيه بالأدنى على الْأَعْلَى إِلَّا أَن يكون ناكحا أَي زَوجهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 [2172] الحمو الْمَوْت مَعْنَاهُ إِن الْخَوْف مِنْهُ أَكثر من غَيره وَالشَّر يتَوَقَّع مِنْهُ فِي الْغَيْبَة أَكثر لتمكنه من الْوُصُول إِلَى الْمَرْأَة وَالْخلْوَة من غير أَن يُنكر عَلَيْهِ بِخِلَاف الْأَجْنَبِيّ فَهُوَ أولى بِالْمَنْعِ من الْأَجْنَبِيّ [2174] إِن الشَّيْطَان يجْرِي من الْإِنْسَان مجْرى الدَّم قَالَ القَاضِي وَغَيره هُوَ على ظَاهره وَأَن الله تَعَالَى جعل لَهُ قُوَّة وقدرة على الجري فِي بَاطِن الْإِنْسَان فِي مجاري دَمه وَقيل هُوَ على الِاسْتِعَارَة لِكَثْرَة إغوائه ووسوسته فَكَأَنَّهُ لَا يُفَارق الْإِنْسَان كَمَا لَا يُفَارِقهُ دَمه وَقيل إِنَّه يلقِي وسوسته فِي مسام لَطِيفَة من الْبدن فتصل الوسوسة إِلَى الْقلب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 [2175] لِيقلبنِي بِفَتْح الْيَاء أَي ليردني إِلَى منزلي على رِسْلكُمَا بِكَسْر الرَّاء أفْصح من فتحهَا أَي على هينتكما فِي الْمَشْي فَمَا هَا هُنَا شَيْئا تكرهانه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 [2176] فُرْجَة بِضَم الْفَاء وَفتحهَا لُغَتَانِ وَهِي الْخلَل بَين الشَّيْئَيْنِ فآوى إِلَى الله بِالْقصرِ فآواه الله بِالْمدِّ فاستحيا أَي ترك الْمُزَاحمَة والتخطي حَيَاء من الله تَعَالَى وَمن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والحاضرين فاستحيا الله مِنْهُ أَي رَحمَه وَقيل جازاه بالثواب فَأَعْرض الله عَنهُ أَي لم يرحمه وَقيل سخط عَلَيْهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 [2179] من قَامَ من مَجْلِسه ثمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَهُوَ أَحَق بِهِ قَالَ الْأَصْحَاب أَي فِي تِلْكَ الصَّلَاة وَحدهَا دون غَيرهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 [2180] أَن مخنثا بِكَسْر النُّون وَفتحهَا وَهُوَ الَّذِي يشبه النِّسَاء فِي أخلاقه وَكَلَامه وحركاته خلقَة واسْمه هيت بِكَسْر الْهَاء ومثناة تَحت سَاكِنة ومثناة فَوق وَقيل هنب بالنُّون وَالْهَاء الْمُوَحدَة وَقيل ماتع بِالْمُثَنَّاةِ فَوق مولى فَاخِتَة المخزومية على بنت غيلَان اسْمهَا بادية وَقيل بادنة تقبل بِأَرْبَع وتدبر بثمان أَي من العكن قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ أَبُو عبيد وَسَائِر الْعلمَاء مَعْنَاهُ أَن لَهَا أَربع عُكَن تقبل بِهن من كل نَاحيَة ثِنْتَانِ وَلكُل وَاحِدَة طرفان فَإِذا أَدْبَرت صَارَت الْأَطْرَاف ثَمَانِيَة أَنْتَهِي وَقد أنشدوا عَلَيْهِ قَول كَعْب بن زُهَيْر ثنت أَرْبعا مِنْهَا على ظهر أَربع فهن بمثنياتهن ثَمَانِي لَا يدْخل هَؤُلَاءِ عَلَيْكُم إِشَارَة إِلَى جَمِيع المخنثين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 [2182] غربه بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء ثمَّ مُوَحدَة وَهُوَ الدَّلْو الْكَبِير فدعاني وَقَالَ إخ إخ بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة كلمة تقال للبعير ليبرك ليحملني خَلفه قَالَ القَاضِي هَذَا خَاص بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِخِلَاف غَيره فقد أمرنَا بالمباعدة بَين أنفاس الرِّجَال وَالنِّسَاء وَكَانَت عَادَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مباعدتهن لتقتدي بِهِ أمته وَإِنَّمَا كَانَت هَذِه خُصُوصِيَّة لَهُ لكَونهَا بنت أبي بكر وَأُخْت عَائِشَة وَامْرَأَة الزبير فَكَانَت كإحدى أَهله ونسائه مَعَ مَا خص بِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه أملك لإربه وَأما إرداف الْمَحَارِم فَجَائِز بِكُل حَال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 [2183] فَلَا يَتَنَاجَى أَي يتسار [2184] يحزنهُ بِفَتْح أَوله وضمه من حزنه وأحزنه لُغَتَانِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 [2185] رقاه جِبْرِيل لَا يُخَالف حَدِيث لَا يرقون وَلَا يسْتَرقونَ لِأَن الرقي الممدوح تَركهَا مَا كَانَ من كَلَام الْكفَّار والمجهولة وَالَّتِي بِغَيْر الْعَرَبيَّة وَمَا لَا يعرف مَعْنَاهَا لاحْتِمَال أَن يكون مَعْنَاهَا كفر أَو قريب مِنْهُ أَو مَكْرُوه واما الرقي بآيَات الْقُرْآن وبالأذكار الْمَعْرُوفَة فَلَا نهي فِيهِ بل هُوَ سنة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 [2186] من شَرّ كل نفس قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَن المُرَاد بهَا الْعين فَإِن النَّفس تطلق على الْعين وَيُقَال رجل نفوس إِذا كَانَ يُصِيب النَّاس بِعَيْنِه كَمَا قَالَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى من شَرّ كل ذِي عين وَيكون قَوْله أَو عين حَاسِد من بَاب التوكيد بِلَفْظ مُخْتَلف أَو شكا من الرواي فِي لَفظه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 [2188] وَأحمد بن خرَاش قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بن جَعْفَر بن خرَاش بخاء مُعْجمَة مَكْسُورَة وَرَاء وشين مُعْجمَة نسب إِلَى جده قَالَ وَصوب القَاضِي أَنه بن جواس بجيم وَاو مُشَدّدَة وسين مُهْملَة وَهُوَ غلط الْعين حق قَالَ الْمَازرِيّ أَخذ جَمَاهِير الْعلمَاء بِظَاهِر هَذَا الحَدِيث وَأنْكرهُ طوائف المبتدعة وَالدَّلِيل على فَسَاد قَوْلهم أَن كل معنى لَيْسَ مُخَالفا فِي نَفسه وَلَا يُؤَدِّي إِلَى قلب حَقِيقَة وَلَا إِفْسَاد دَلِيل فَإِنَّهُ من مجوزات الْعُقُول فَإِذا أخبر الشَّرْع بِوُقُوعِهِ وَجب اعْتِقَاده وَلَا يجوز تَكْذِيبه وَمن فرق بَين تكذيبهم بِهَذَا وتكذيبهم بِمَا يخبر بِهِ من أُمُور الْآخِرَة قَالَ وَمذهب أهل السّنة أَن الْعين تفْسد وتهلك عِنْد نظر العائن بِفعل الله تَعَالَى أجْرى الله الْعَادة أَن يخلق الضَّرَر عِنْد مُقَابلَة هَذَا الشَّخْص لشخص آخر وَإِذا استغسلتم فَاغْسِلُوا قَالَ الْمَازرِيّ هَذَا أَمر وجوب وَيجْبر العائن على الْوضُوء للمعين على الصَّحِيح قَالَ وَيبعد الْخلاف فِيهِ إِذا خشِي على الْمعِين الْهَلَاك وَكَانَ وضوء العائن مِمَّا جرت الْعَادة بِالْبَرَاءَةِ بِهِ أَو كَانَ الشَّرْع أخبر بِهِ خَبرا عَاما وَلم يكن زَوَال الْهَلَاك إِلَّا بِهِ فَإِنَّهُ يصير من بَاب من تعين عَلَيْهِ إحْيَاء نفس مشرفة على الْهَلَاك وَقد تقرر أَنه يجْبر على بذل الطَّعَام للْمُضْطَر فَهَذَا أولى قَالَ وَصفته عِنْد الْعلمَاء أَن يُؤْتى بقدح مَاء وَلَا يوضع الْقدح فِي الأَرْض فَيُؤْخَذ مِنْهُ غرفَة فيتمضمض بهَا ثمَّ يمجها فِي الْقدح ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ مَا يغسل بِهِ وَجهه ثمَّ يَأْخُذ بِشمَالِهِ مَا يغسل بِهِ كَفه الْأَيْمن ثمَّ بِيَمِينِهِ مَا يغسل بِهِ مرفقه الْأَيْسَر وَلَا يغسل مَا بَين الْمرْفقين وَالْكَفَّيْنِ ثمَّ يغسل قدمه الْيُمْنَى ثمَّ الْيُسْرَى ثمَّ ركبته الْيُمْنَى ثمَّ الْيُسْرَى على الصّفة الْمُتَقَدّمَة وكل ذَلِك فِي الْقدح ثمَّ دَاخِلَة إزَاره وَهُوَ الطّرف المتدلي الَّذِي يَلِي الْأَيْمن وَإِذا اسْتكْمل هَذَا صبه من خَلفه على رَأسه قَالَ وَهَذَا الْمَعْنى لَا يُمكن تَعْلِيله وَمَعْرِفَة وَجهه وَلَيْسَ فِي قُوَّة الْعقل الِاطِّلَاع على أسرار جَمِيع المعلومات فَلَا يدْفع هَذَا بِأَن لَا يعقل مَعْنَاهُ وَقَالَ القَاضِي فِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه مَا قَالَه بعض الْعلمَاء إِنَّه إِذا عرف أحد بالإصابة بِالْعينِ يجْتَنب ويحترز مِنْهُ ويبغي للْإِمَام مَنعه من مداخلة النَّاس ويأمره بِلُزُوم بَيته فَإِن كَانَ فَقِيرا رزقه مَا يَكْفِيهِ ويكف أَذَاهُ عَن النَّاس فضرره أَشد من ضَرَر آكل الثوم والبصل الَّذِي مَنعه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دُخُول الْمَسْجِد لِئَلَّا يُؤْذِي الْمُسلمين وَمن ضَرَر المجزوم الَّذِي مَنعه عمر وَالْخُلَفَاء بعده الِاخْتِلَاط بِالنَّاسِ وَمن ضَرَر المؤذيات من الْمَوَاشِي الَّتِي يُؤمر بتغريبها إِلَى حَيْثُ لَا يتَأَذَّى بهَا أحد قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا الَّذِي قَالَه هَذَا الْقَائِل صَحِيح مُتَعَيّن وَلَا يعرف عَن غَيره تَصْرِيح بِخِلَافِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 [2189] من يهود بني زُرَيْق بِتَقْدِيم الزَّاي مطبوب أَي مسحور فِي مشط بِضَم الْمِيم وَكسرهَا ومشاطة بِضَم الْمِيم الشّعْر الَّذِي يسْقط من الرَّأْس واللحية عِنْد تسريحه بالمشط وجف بِضَم الْجِيم وَفَاء وَفِي نُسْخَة بموحدة بدلهَا وَهُوَ وعَاء طلع النّخل وَهُوَ الغشاء الَّذِي يكون عَلَيْهِ فِي بِئْر ذِي أروان هِيَ بِئْر بِالْمَدِينَةِ فِي بُسْتَان لبني زُرَيْق نقاعة الْحِنَّاء بِضَم النُّون المَاء الَّذِي ينقع فِيهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 207 [2190] أَن امْرَأَة يَهُودِيَّة هِيَ زَيْنَب بنت الْحَارِث أُخْت مرحب الْيَهُودِيّ قَالُوا أَلا نقتلها بالنُّون وَفِي نُسْخَة بتاء الْخطاب قَالَ لَا جَاءَ فِي حَدِيث أَنه قَتلهَا وَذَلِكَ لما مَاتَ بشر بن الْبَراء بن معْرور قَالَ القَاضِي فِي الْجمع لم يَقْتُلهَا أَولا حِين اطلع على سمها ثمَّ سلمهَا لأولياء بشر لما مَاتَ فَقَتَلُوهَا قصاصا فَمَا زلت أعرفهَا فِي لَهَوَات بِفَتْح اللَّام هِيَ اللحمة الْحَمْرَاء الْمُعَلقَة فِي أصل الحنك وَقيل اللحمات اللواتي فِي سقف أقْصَى الْفَم كَأَنَّهُ بَقِي فِيهَا للسم عَلامَة وَأثر من سَواد وَغَيره الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 [2191] سقما بِضَم السِّين وَسُكُون الْقَاف وبفتحهما لُغَتَانِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 [2192] نفث عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ النفث نفخ لطيف بِلَا ريق قَالَ وَقد أَجمعُوا على جَوَازه فِي الرّقية واستحبه الْجُمْهُور من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمن بعدهمْ وَقَالَ القَاضِي اخْتلف فِي النفث والتفل فَقيل هما بِمَعْنى وَلَا يكونَانِ إِلَّا بريق وَقَالَ أَبُو عبيد يشْتَرط فِي التفل ريق يسير وَلَا يكون فِي النفث وَقيل عَكسه قَالَ وسئلت عَائِشَة عَن نفث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرّقية فَقَالَت كَمَا ينفث آكل الزَّبِيب قَالَ ونافث الزَّبِيب لَا ريق مَعَه وَلَا اعْتِبَار بِمَا يخرج عَلَيْهِ من بلة وَلَا يقْصد ذَلِك لَكِن قد جَاءَ فِي حَدِيث الَّذِي رقى بِفَاتِحَة الْكتاب فَجعل يجمع بزاقه ويتفل قَالَ وَفَائِدَة التفل التَّبَرُّك بِتِلْكَ الرُّطُوبَة أَو الْهَوَاء أَو النَّفس الْمُبَاشر للرقية وَالذكر الْحسن كَمَا يتبرك بغسالة مَا يكْتب من الذّكر والأسماء الْحسنى قَالَ وَقد يكون على وَجه التفاؤل بِزَوَال ذَلِك الْأَلَم عَن الْمَرِيض وانفصاله عَنهُ كانفصال ذَلِك النَّفس عَن فِي الراقي بالمعوذات بِكَسْر الْوَاو قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا رقي بهَا لِأَنَّهَا جَامِعَة للاستعاذة من المكروهات جملَة وتفصيلا فَفِيهَا الِاسْتِعَاذَة من شَرّ مَا خلق فَدخل فِيهِ كل شَيْء وَمن شَرّ النفاثات فِي العقد وَهن السواحر وَمن شَرّ الحاسدين وم شَرّ الوسواس الخناس [2193] ذِي حمة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمِيم وَهِي السم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 [2194] قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بإصبعه هَكَذَا الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَنه كَانَ يَأْخُذ من ريق نَفسه على إصبعه السبابَة ثمَّ يَضَعهَا على التُّرَاب فيعلق بهَا مِنْهُ شَيْء فيمسح بِهِ الْموضع الجريح أَو العليل وَيَقُول هَذَا الْكَلَام فِي حَال الْمسْح تربة أَرْضنَا قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ جُمْهُور الْعلمَاء المُرَاد بأرضنا هُنَا جملَة الأَرْض وَقيل الْمَدِينَة خَاصَّة لبركتها بريقة هِيَ أقل من الرِّيق [2196] والنملة بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْمِيم قُرُوح تخرج فِي الْجنب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 [2197] سفعة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْفَاء بهَا نظرة أَي أصابتها عين يَعْنِي بوجهها صفرَة قَالَ النَّوَوِيّ وَقيل سَواد وَقَالَ بن قُتَيْبَة هِيَ لون يُخَالف لون الْوَجْه وَقيل أَخذه الشَّيْطَان [2198] أجسام بني أخي هم أَوْلَاد جعفرد ضارعة بالضاد الْمُعْجَمَة أَي نحيفة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 [2199] نهيت عَن الرقى قيل هَذَا النَّهْي مَنْسُوخ بِالْإِذْنِ فِيهَا وفعلها وَقيل مَخْصُوص بالرقى المجهولة كَمَا تقدم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 [2201] فرقاه بفاحة الْكتاب هَذَا الراقي هُوَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَاوِي الحَدِيث كَمَا بَين فِي بعض طرقه قطيعا أَي طَائِفَة قَالَ أهل اللُّغَة وَالْغَالِب اسْتِعْمَاله فِيمَا بَين الْعشْرَة وَالْأَرْبَعِينَ وَقيل مَا بَين خمس عشرَة إِلَى خمس وَعشْرين مَا أَدْرَاك أَنَّهَا رقية قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ التَّصْرِيح بِأَنَّهَا رقية فَيُسْتَحَب أَن يقْرَأ بهَا على اللديغ وَالْمَرِيض وَسَائِر أَصْحَاب الأسقام والعاهات قلت وَقد روى أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب من حَدِيث عبد الله بن جَابر مَرْفُوعا فَاتِحَة الْكتاب فِيهَا شِفَاء من كل دَاء وللدارمي من مُرْسل عبد الْملك بن عُمَيْر بِمثلِهِ وللبيهقي من حَدِيث أبي سعيد مَرْفُوعا فَاتِحَة الْكتاب شِفَاء من السم ويتفل بِضَم الْفَاء وَكسرهَا سليم أَي لديغ قَالُوا سمي بذلك تفاؤلا بالسلامة وَقيل لِأَنَّهُ مستسلم لما بِهِ نأبنه بِكَسْر الْبَاء وَضمّهَا أَي نطبه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 [2203] حَال بيني وَبَين صَلَاتي أَي مَنَعَنِي لذتها والفراغ للخشوع فِيهَا يلبسهَا بِفَتْح أَوله وَكسر ثالثه أَي يخلطها ويشككني فِيهَا خنزب بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون النُّون ثمَّ زَاي مَكْسُورَة ومفتوحة وَيُقَال أَيْضا بِفَتْح الْخَاء وَضمّهَا مَعَ فتح الزَّاي فيهمَا [2204] لكل دَاء دَوَاء بِفَتْح الدَّال وَالْمدّ فَإِذا أُصِيب دَوَاء الدَّاء برأَ بِإِذن الله قَالَ الْمَازرِيّ نبه بِهِ على مَا قد يُعَارض بِهِ قَوْله لكل دَاء دَوَاء وَهُوَ أَنه يُوجد كثير من المرضى يداوون فَلَا يبرؤون فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِك لفقد الْعلم بِحَقِيقَة المداواة لَا لفقد الدَّوَاء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 [2205] خراجا بِضَم الْخَاء وَتَخْفِيف الرَّاء أعلق فِيهِ محجما بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْجِيم وَهِي الْآلَة الَّتِي تمص وَيجمع بهَا مَوضِع الْحجامَة تبرمه أَي تضجره إِن كَانَ فِي شَيْء من أدويتكم خير فَفِي شرطة محجم هِيَ الحديدة الَّتِي يشرط بهَا مَوضِع الْحجامَة ليخرج الدَّم أَو شربة عسل أَو لدغة نَار قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا من بديع الطِّبّ عِنْد أَهله لِأَن الْأَمْرَاض الامتلائية دموية أَو صفراوية أَو سوداوية أَو بلغمية فالدموية دواؤها إِخْرَاج الدَّم وَالثَّلَاثَة الْبَاقِيَة دواؤها الإسهال بالمسهل اللَّائِق بِكُل خلط مِنْهَا فَكَأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نبه بالعسل على المسهلات وبالحجامة على إِخْرَاج الدَّم بهَا وبالفصد وَنَحْوه مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهَا وَذكر الكي لِأَنَّهُ يسْتَعْمل عِنْد عدم نفع الْأَدْوِيَة المشروبة وَنَحْوهَا فآخر الطِّبّ الكي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 [2207] رمي أبي يَوْم الْأَحْزَاب هُوَ أبي بن كَعْب وصحف من قَالَه بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْبَاء وَتَخْفِيف الْيَاء ظَنّه وَالِد جَابر اسْتشْهد يَوْم أحد قبل الْأَحْزَاب بِأَكْثَرَ من سنة على أكحله هُوَ عرق مَعْرُوف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 221 [2208] فحسمه بمهملتين أَي كواه لينقطع دَمه والحسم الْقطع من فيح جَهَنَّم قيل هُوَ على ظَاهره وَقيل على الِاسْتِعَارَة والتشبيه فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ بِهَمْزَة وصل وَضم الرَّاء يُقَال بردت الْحمى أبردها بردا على وزن قتلتها أقتلها قتلا أَي سكنت حَرَارَتهَا وَحكي فِي لُغَة ردية قطع الْهمزَة وَكسر الْبَاء وَهَذَا الْإِجْمَال فِي هَذَا الحَدِيث يُفَسر بِمَا فِي حَدِيث أَسمَاء فَإِن تَفْسِير الرَّاوِي إِذا كَانَ صحابيا مقدم على غَيره خُصُوصا أَسمَاء الَّتِي هِيَ مِمَّن كَانَ يلازم بَيت الرَّسُول ويطلع على أَحْوَاله ومقاصده [2212] فَور بِفَتْح الْفَاء شدَّة حرهَا وتلهبها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 [2213] لددنا من اللدود بِفَتْح اللَّام وَهُوَ الَّذِي يصب فِي أحد جَانِبي فَم الْمَرِيض ويسقاه أَو يدْخل هُنَاكَ بأصبع وَغَيرهَا ويحنك بِهِ لَا يبْقى أحد مِنْكُم إِلَّا لد أَمر بذلك عُقُوبَة لَهُم حِين خالفوه فِي إِشَارَته إِلَيْهِم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 [2214] أعلقت عَلَيْهِ فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَنهُ قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الْمَعْرُوف عِنْد أهل اللُّغَة قَالَ الْخطابِيّ المحدثون يَرْوُونَهُ أعلقت عَلَيْهِ وَالصَّوَاب عَنهُ وَكَذَا قَالَ غَيره وحكاهما بَعضهم لغتين أعلقت عَنهُ وَعَلِيهِ وَمَعْنَاهُ عَالَجت وجع لهاته بإصبعي من الْعذرَة بِضَم الْعين وإعجام الذَّال وجع فِي الْحلق يهيج من الدَّم وَقيل هِيَ قرحَة تخرج فِي الخرم الَّذِي بَين الْأنف وَالْحلق تعرض للصبيان غَالِبا عِنْد طُلُوع الْعذرَة وَهِي خَمْسَة كواكب تَحت الشعري العبور وَتسَمى أَيْضا العذارى وتطلع فِي وسط الْحر وَعَادَة النِّسَاء فِي معالجة الْعذرَة أَن تَأْخُذ الْمَرْأَة خرقَة فتفتلها فَتلا شَدِيدا وَتدْخلهَا فِي أنف الصَّبِي وتطعن فِي ذَلِك الْموضع فينفجر مِنْهُ دم أسود وَرُبمَا أخرجته وَذَلِكَ الطعْن يُسمى دغرا أَو عذرا فَمَعْنَى تدغرن أَوْلَادكُنَّ أَنَّهَا تغمز حلق الْوَلَد بإصبعها فَترفع ذَلِك الْموضع وتكبسه بِهَذَا العلاق بِفَتْح الْعين اسْم الْمصدر والإعلاق مصدر أعلقت عَنهُ أَي أزلت عَنهُ الْعلُوق هِيَ الآفة والداهية بمعالجة الْعذرَة الْعود الْهِنْدِيّ هُوَ الْقسْط وَيُقَال الكست لُغَتَانِ مشهورتان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 [2215] والحبة السَّوْدَاء الشونيز قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا هُوَ الصَّوَاب الْمَشْهُور الَّذِي ذكره الْجُمْهُور وَقيل إِنَّهَا الْخَرْدَل وَقيل هِيَ الْحبَّة الخضراء وَهِي البطم وَالْعرب تسمي الْأَخْضَر أسود الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 [2216] التلبينة بِفَتْح التَّاء حساء من دَقِيق أَو نخالة وَرُبمَا جعل فِيهِ عسل سميت تلبينة تَشْبِيها بِاللَّبنِ لبياضها ورقتها مجمة لفؤاد الْمَرِيض بِفَتْح الْمِيم وَالْجِيم وَيُقَال بِضَم الْمِيم وَكسر الْجِيم أَي تريح فُؤَاده وتزيل عَنهُ الْهم وتنشطه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 [2217] صدق الله وَكذب بطن أَخِيك المُرَاد قَوْله سُبْحَانَهُ تَعَالَى يخرج من بطونها شراب مُخْتَلف ألوانه فِيهِ شِفَاء للنَّاس قَالَ النَّوَوِيّ كَانَ دَاء هَذَا المبطون مِمَّا يشفى بالعسل وَعلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مِنْهُ ذَلِك عرب بَطْنه بِفَتْح الْعين وَكسر الرَّاء فَسدتْ معدته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 [2218] الطَّاعُون قُرُوح تخرج فِي الْجَسَد فَتكون فِي المراق أَو الآباط أَو الْأَيْدِي أَو الْأَصَابِع وَسَائِر الْبدن وَيكون مَعَه ورم وألم شَدِيد وَتخرج تِلْكَ القروح مَعَ لهيب ويسود مَا حواليه أَو يخضر أَو يحمر حمرَة بنفسجية كذرة يحصل مَعَه خفقان الْقلب والقيء لَا يخرجكم إِلَّا فرار مِنْهُ بِالرَّفْع وَرُوِيَ بِالنّصب وأولت على الْحَال وَالتَّقْدِير لَا تخْرجُوا إِذا لم يكن خروجكم إِلَّا فِرَارًا مِنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 [2219] بسرغ بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَحكي فتحهَا وغين مُعْجمَة بِالصرْفِ وَتَركه قَرْيَة فِي طرف الشَّام مِمَّا يَلِي الْحجاز أهل الأجناد قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بالأجناد هُنَا مدن الشَّام الْخمس وَهِي فلسطين والأردن ودمشق وحمص وقنسرين قَالَ هَكَذَا فسروه وَاتَّفَقُوا عَلَيْهِ الوباء مَهْمُوز بِالْقصرِ وَالْمدّ أفْصح وَأشهر قيل هُوَ الطَّاعُون وَقيل كل مرض عَام قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح الَّذِي قَالَه الْمُحَقِّقُونَ إِنَّه مرض الكثيرين من النَّاس فِي جِهَة من الأَرْض دون سَائِر الْجِهَات وَيكون مُخَالفا للمعتاد من الْأَمْرَاض الْكَثِيرَة وَغَيرهَا وَيكون مرضهم نوعا وَاحِدًا بِخِلَاف سَائِر الْأَوْقَات فَإِن أمراضهم فِيهَا مُخْتَلفَة وَقَالُوا كل طاعون وباء وَلَيْسَ كل وباء طاعونا قَالَ والوباء الَّذِي وَقع بِالشَّام فِي هَذَا الحَدِيث كَانَ طاعونا وَهُوَ طاعون عمواس الْمُهَاجِرين الْأَوَّلين قَالَ القَاضِي هم من صلى إِلَى الْقبْلَتَيْنِ فَأَما من أسلم بعد تَحْويل الْقبْلَة فَلَا يعد فيهم مهاجرة الْفَتْح قيل هم الَّذين أَسْلمُوا قبل الْفَتْح فَحصل لَهُم فضل بِالْهِجْرَةِ قبله إِذْ لَا هِجْرَة بعد الْفَتْح وَقيل هم مسلمة الْفَتْح الَّذين هَاجرُوا بعده فَحصل لَهُم اسْم الْهِجْرَة دون الْفَضِيلَة قَالَ القَاضِي وَهَذَا أظهر لأَنهم الَّذين ينطبق عَلَيْهِم مشيخة قُرَيْش إِنِّي مصبح بِسُكُون الصَّاد على ظهر أَي مُسَافِرًا رَاكِبًا على ظهر الرَّاحِلَة رَاجعا إِلَى الْمَدِينَة لَو غَيْرك قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَة جَوَاب لَو مَحْذُوف أَي لأذيته أَو لم أتعجب مِنْهُ عدوتان تَثْنِيَة عدوة بِضَم الْعين وَكسرهَا جَانب الْوَادي خصبة بِفَتْح أَوله وَسُكُون ثَانِيه وكسره جدبة بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الدَّال وَكسرهَا أَكنت معجزه بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْجِيم أَي تنسبه للعجز هَذَا الْمحل بِفَتْح الْحَاء وكسره وَالْفَتْح أَقيس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 [2220] لَا عدوى قيل هُوَ نهي عَن أَن يُقَال ذَلِك أَو يعْتَقد وَقيل هُوَ خبر أَي لَا تقع عدوى بطبعها وَلَا صفر فِيهِ تَأْوِيلَانِ أَحدهمَا أَن المُرَاد تأخيرهم تَحْرِيم الْمحرم إِلَى صفر وَهُوَ النسيء الَّذِي كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وَبِهَذَا قَالَ مَالك وَأَبُو عُبَيْدَة وَالثَّانِي أَن الصفر دَوَاب فِي الْبَطن وَهِي دود كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَن فِي الْبَطن دَابَّة تهيج عِنْد الْجُوع وَرُبمَا قتلت صَاحبهَا وَكَانَت الْعَرَب ترَاهَا أعدى من الجرب قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا التَّفْسِير هُوَ الصَّحِيح وَبِه قَالَ مطرف وَابْن وهب وَابْن جرير وَأَبُو عبيد وخلائق قَالَ وَيجوز أَن يكون المُرَاد هَذَا وَالْأول جَمِيعًا وَأَن الصفرين جَمِيعًا باطلان لَا أصل لَهما وَلَا تعريج على وَاحِد مِنْهُمَا وَلَا هَامة بتَخْفِيف الْمِيم على الْمَشْهُور وَفِيه تَأْوِيلَانِ أَحدهمَا أَن الْعَرَب كَانَت تتشأم بالهامة وَهِي الطَّائِر الْمَعْرُوف من طير اللَّيْل وَقيل هِيَ البومة كَانَت إِذا سَقَطت على دَار أحدهم يَرَاهَا ناعية لَهُ نَفسه أَو بعض أَهله وَهَذَا تَفْسِير مَالك وَالثَّانِي أَن الْعَرَب كَانَت تعتقد أَن عِظَام الْمَيِّت وَقيل روحه تنْقَلب هَامة تطير قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا تَفْسِير أَكثر الْعلمَاء وَهُوَ الْمَشْهُور قَالَ وَيجوز أَن يكون المُرَاد النَّوْعَيْنِ وأنهما جَمِيعًا باطلان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 [2221] لَا يُورد بِكَسْر الرَّاء ممرض بِكَسْر الرَّاء أَي صَاحب الْإِبِل المراض على مصح بِكَسْر الصَّاد أَي صَاحب الْإِبِل الصِّحَاح ومفعول يُورد مَحْذُوف أَي لَا يُورد إبِله المراض لِأَنَّهُ رُبمَا أصَاب الصِّحَاح الْمَرَض بِفعل الله وَقدره الَّذِي أجْرى بِهِ الْعَادة لَا بالطبع فَيحصل لصَاحِبهَا ضَرَر بمرضها وَرُبمَا حصل لَهُ ضَرَر أعظم من ذَلِك باعتقاد الْعَدْوى بطبعها فيكفر وَبِهَذَا حصل الْجمع بَينه وَبَين لَا عدوى كلتيهما كَذَا فِي الْأُصُول بِالتَّاءِ أَي الْكَلِمَتَيْنِ أَو الْقصَّتَيْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 [2220] وَلَا نوء أَي لَا تَقولُوا مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 [2222] وَلَا غول قَالَ النَّوَوِيّ كَانَت الْعَرَب تزْعم أَن الغيلان فِي الفلوات وَهِي جنس من الشَّيَاطِين فتتراءى للنَّاس وتتغول تغولا أَي تتلون تلونا فتضلهم عَن الطَّرِيق فتهلكهم فَأبْطل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَلِك وَقَالَ آخَرُونَ لَيْسَ المُرَاد بِالْحَدِيثِ نفي وجود الغول وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ إبِْطَال مَا تزعمه الْعَرَب من تلون الغول بالصور الْمُخْتَلفَة واغتيالها قَالُوا وَمعنى لَا غول أَي لَا تَسْتَطِيع أَن تضل أحدا وَيشْهد لَهُ حَدِيث لَا غول وَلَكِن السعالى قَالَ الْعلمَاء وهم سحرة الْجِنّ أَي فِي الْجِنّ سحرة لَهُم تلبيس وتخييل وَفِي الحَدِيث الثَّانِي إِذا تغولت الغيلان فَنَادوا بِالْأَذَانِ أَي ادفعوا شَرها بِذكر الله وهذادليل على أَنه لَيْسَ المُرَاد نفي أصل وجودهَا وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب كَانَ لي تمر فِي سهوة فَكَانَت الغول تَجِيء فتأكل مِنْهُ دَوَاب الْبَطن بدال مُهْملَة وباء مُوَحدَة مُشَدّدَة وَرُوِيَ بذال مُعْجمَة وتاء مثناة فَوق الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 [2223] لَا طيرة بِكَسْر الطَّاء وَفتح الْيَاء وَحكي سكونها قَالَ النَّوَوِيّ التطير هُوَ التشاؤم وَكَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور فَإِن أخذت ذَات الْيَمين تبركوا بِهِ ومضوا فِي سفرهم وحوائجهم وَإِن أخذت ذَات الشمَال رجعُوا عَن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بهَا فَكَانَت تصدهم فِي كثير من الْأَوْقَات عَن مصالحهم فنفي الشَّرْع ذَلِك وأبطله وَنهى عَنهُ وَأخْبر أَنه لَيْسَ لَهُ تَأْثِير ينفع وَلَا يضر وَخَيرهَا الفأل بِالْهَمْز الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 [2226] الشؤم فِي الدَّار وَالْمَرْأَة وَالْفرس قَالَ مَالك وَطَائِفَة هُوَ على ظَاهره فَإِنَّهُ قد يحصل عِنْد سُكْنى الدَّار الْمعينَة أَو اتِّخَاذ الْمَرْأَة الْمعينَة أَو الْفرس أَو الْخَادِم الْهَلَاك بِقَضَاء الله وَيجْعَل الله ذَلِك سَببا لَهُ وَقَالَ الْخطابِيّ وكثيرون وَهُوَ فِي معنى الِاسْتِثْنَاء من الطَّيرَة أَي الطَّيرَة مَنْهِيّ عَنْهَا إِلَّا أَن يكون لَهُ دَار يكره سكناهَا أَو امْرَأَة يكره صحبتهَا أَو فرس أَو خَادِم فليفارق الْجَمِيع بِالْبيعِ وَنَحْوه وَطَلَاق الْمَرْأَة وَقَالَ آخَرُونَ شُؤْم الدَّار ضيقها وَسُوء جِيرَانهَا وأذاهم وشؤم الْمَرْأَة عدم وِلَادَتهَا وسلاطة لسانها وتعريضها للريب وشؤم الْفرس أَن لَا يغزى عَلَيْهَا وَقيل حرانتها وَغَلَاء ثمنهَا وشؤم الْخَادِم سوء خلقه وَقلة تعهده لما فرض عَلَيْهِ وَقيل المُرَاد بالشؤم هُنَا عدم الْمُوَافقَة وَاعْترض بعض الْمَلَاحِدَة على هَذَا الحَدِيث بِحَدِيث لَا طيرة فَأجَاب بن قُتَيْبَة وَغَيره بِأَن هَذَا مَخْصُوص من حَدِيث لَا طيرة أَي لَا طيرة إِلَّا فِي هَذِه الثَّلَاثَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 [537] كُنَّا نأتي الْكُهَّان قَالَ القَاضِي كَانَت الكهانة فِي الْعَرَب ثَلَاثَة أضْرب أَحدهَا يكون للْإنْسَان ولي من الْجِنّ يُخبرهُ بِمَا يسترقه من السّمع من السَّمَاء وَهَذَا الْقسم بَطل من حِين بعث الله نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الثَّانِي أيخيره بِمَا يطْرَأ أَو يكون فِي أقطار الأَرْض وَمَا خَفِي عَنهُ مِمَّا قرب أَو بعد وَهَذَا لَا يبعد وجوده لكِنهمْ يصدقون ويكذبون وَالنَّهْي عَن تصديقهم وَالسَّمَاع مِنْهُم عَام الثَّالِث المنجمون وَهَذَا الضَّرْب يخلق الله تَعَالَى فِيهِ لبَعض النَّاس قُوَّة مَا لَكِن الْكَذِب فِيهِ أغلب وَمن هَذَا الْفَنّ العرافة وصاحبها عراف وَهُوَ الَّذِي يسْتَدلّ على الْأُمُور بِأَسْبَاب ومقدمات يَدعِي مَعْرفَته بهَا وَقد يعتضد بعض هَذَا الْفَنّ بِبَعْض فِي ذَلِك بالزجر والطرق والنجوم وَأَسْبَاب مُعْتَادَة وَهَذِه الأضرب كلهَا تسمى كهَانَة وَقد أكذبهم كلهم الشَّرْع ونهىعن تصديقهم وإتيانهم ذَاك شَيْء يجده أحدكُم فِي نَفسه فَلَا يصدنكم مَعْنَاهُ ان كَرَاهَة ذَلِك تقع فِي نفوسكم فِي الْعَادة وَلَكِن لَا تلتفتوا إِلَيْهِ وَلَا ترجعوا عَمَّا كُنْتُم عزمتم عَلَيْهِ قبل هَذَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 [2228] يَخْطفهَا بِفَتْح الطَّاء وَحكي كسرهَا أَي يَأْخُذهَا بِسُرْعَة فيقذفها أَي يلقيها كذبة بِفَتْح الْكَاف وَكسرهَا وَسُكُون الذَّال لَيْسُوا بِشَيْء مَعْنَاهُ بطلَان قَوْلهم وَأَنه لَا حَقِيقَة لَهُ تِلْكَ الْكَلِمَة من الْجِنّ بِالْجِيم وَالنُّون أَي الْكَلِمَة المسموعة مِنْهُم وروى من الْحق بِالْحَاء وَالْقَاف فيقرها بِفَتْح الْيَاء وَضم الْقَاف وَتَشْديد الرَّاء من القر وَهُوَ ترديد الْكَلَام فِي أذن الْمُخَاطب حَتَّى يفهمهُ قر الدَّجَاجَة قَالَ القَاضِي لم يخْتَلف الروَاة فِي مُسلم أَنَّهَا بِالدَّال الطَّائِر الْمَعْرُوف وقرها صَوتهَا إِذا قطعته فَإِن رَددته فَهُوَ قرقرة قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره مَعْنَاهُ إِن الجني يقذف الْكَلِمَة إِلَى وليه الكاهن فيسمعها الشَّيَاطِين كَمَا تؤذن الدَّجَاجَة بصوتها صواحباتها فتتجاوب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 [2229] فَهُوَ حق وَلَكنهُمْ يقرفون فِيهِ بِالْقَافِ وَالرَّاء وَرُوِيَ بِالدَّال بدل الرَّاء أَي يخلطون فِيهِ الْكَذِب وَفِي حَدِيث يُونُس وَلَكنهُمْ يرقون فِيهِ قَالَ القَاضِي ضبطناه عَن شُيُوخنَا بِضَم الْيَاء وَفتح الرَّاء وَتَشْديد الْقَاف وَرَوَاهُ بَعضهم بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْقَاف وَمَعْنَاهُ يزِيدُونَ يُقَال رقى فلَان إِلَى الْبَاطِل وَأَصله من الصعُود أَي يدعونَ فِيهِ غير مَا سمعُوا [2230] من أَتَى عرافا قَالَ الْخطابِيّ هُوَ الَّذِي يتعاطى معرفةمكان الْمَسْرُوق وَمَكَان الضَّالة وَنَحْوهمَا لم تقبل صَلَاة أَرْبَعِينَ لَيْلَة قَالَ النَّوَوِيّ أَي لَا ثَوَاب فِيهَا وَإِن كَانَت مجزئة فِي سُقُوط الْفَرْض عَنهُ وَلَا يحْتَاج إِلَى إِعَادَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 [2232] ذِي الطفيتين بِضَم الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْفَاء وهما الخطان الأبيضان على ظهر الْحَيَّة وأصل الطفية خوصَة الْمقل شبه الخطان بهَا الأبتر هُوَ قصير الذَّنب وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل هُوَ صنف من الْحَيَّات أَزْرَق مَقْطُوع الذَّنب لَا تنظر إِلَيْهِ حَامِل إِلَّا أَلْقَت مَا فِي بَطنهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 [2233] يستقطان الْحَبل مَعْنَاهُ أَن الْمَرْأَة الْحَامِل إِذا نظرت إِلَيْهَا وخافت أسقطت الْحمل غَالِبا ويلتمسان الْبَصَر قيل مَعْنَاهُ يخطفان الْبَصَر بِمُجَرَّد نظرهما إِلَيْهِ لخاصة جعلهَا الله فِي بصرهما إِذا وَقع على بصر الْإِنْسَان وَقيل إنَّهُمَا يقصدان الْبَصَر باللسع قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أصح وَأشهر قَالَ الْعلمَاء وَفِي الْحَيَّات نوع يُسمى النَّاظر إِذا وَقع نظره على عين إِنْسَان مَاتَ من سَاعَته يطارد حَيَّة أَي يطْلبهَا ويتبعها ليقتلها نهى عَن ذَوَات الْبيُوت قَالَ الْمَازرِيّ وَالْقَاضِي هُوَ خَاص بحيات الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَقيل بحيات الْبيُوت فِي كل بلد وَأما مَا لَيْسَ فِي الْبيُوت فَيقْتل من غير إيذان وَقيل يسْتَثْنى من حيات الْبيُوت الأبتر وَذُو الطفيتين فَإِنَّهُمَا يقتلان على كل حَال سَوَاء كَانَا فِي الْبيُوت أم غَيرهَا وَكَذَا مَا ظهر مِنْهَا بعد الْإِنْذَار الْجنان بجيم مَكْسُورَة وَنون مَفْتُوحَة مُشَدّدَة جمع جَان وَهِي الْحَيَّة الصَّغِيرَة وَقيل الدقيقة الْخَفِيفَة وَقيل الدقيقة الْبَيْضَاء خوخة فتح الْخَاء وَسُكُون الْوَاو كوَّة فِي الْحَائِط يدْخل مِنْهَا ويتتبعان مَا فِي بطُون النِّسَاء أَي يسقطانه فَأطلق عَلَيْهِ التتبع مجَازًا وَلَعَلَّ فيهمَا طلبا لذَلِك جعله الله خصيصة فيهمَا الأطم بِضَم الْهمزَة والطاء وَالْقصر وَجمعه آطام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 [2236] بأنصاف النَّهَار بِفَتْح الْهمزَة أَي منتصفه فآذنوه ثَلَاثَة أَيَّام قيل هُوَ عَام فِي كل بلد وَقيل خَاص بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة لما فِي هَذَا الحَدِيث أَن سَببه أَنه أسلم طَائِفَة من الْجِنّ بهَا قَالَ الْمَازرِيّ وَالْقَاضِي لَا تقتل حيات مَدِينَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا بإنذار فَإِذا أنذرها وَلم تَنْصَرِف قَتلهَا أما حيات غير الْمَدِينَة فِي جَمِيع الأَرْض والبيوت والدور فَينْدب قَتلهَا من غير إنذا ر لعُمُوم الْأَحَادِيث فِي الْأَمر بقتلها قلت وَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار عِنْدِي قَالَ القَاضِي وَأما صفة الْإِنْذَار فروى بن حبيب عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه يَقُول أنشدكن بالعهد الَّذِي أَخذه عَلَيْكُم سُلَيْمَان بن دَاوُد أَلا تؤذونا وَأَن لَا تظهرن لنا قَالَ مَالك يَكْفِيهِ أَن يَقُول أحرج عَلَيْك بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر أَن لَا تبدوا لنا وَلَا تؤذنا فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَان أَي لَيْسَ مِمَّن أسلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 [2238] وَسَماهُ فويسقا لِخُرُوجِهِ عَن خلق مُعظم الحشرات وَنَحْوهَا بِزِيَادَة الضَّرَر والأذى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 [2240] من قتل وزغة فِي أول ضَرْبَة الْمَقْصُود بذلك الْحَث على الْمُبَادرَة بقتْله خوف فَوته كتبت لَهُ مائَة حَسَنَة فِي الرِّوَايَة بعْدهَا سبعين حَسَنَة قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا مُعَارضَة لِأَن مَفْهُوم الْعدَد لَا يعْمل بِهِ أَو لَعَلَّه أخبر بالسبعين ثمَّ تصدق الله بِالزِّيَادَةِ بعد ذَلِك فَأعْلم بهَا أَو تخْتَلف باخْتلَاف قاتلي الوزغ بِحَسب نياتهم وإخلاصهم وَكَمَال أَحْوَالهم ونقصها عَن سُهَيْل قَالَ حَدَّثتنِي أُخْتِي فِي رِوَايَة أخي بالتذكير وَفِي أُخْرَى أبي قَالُوا وَهُوَ خطأ وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد 2564 أخي أَو أُخْتِي قَالَ القَاضِي أُخْته سَوْدَة وأخواه هِشَام وَعباد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 [2241] بقرية النَّمْل هِيَ منزلهن بجهازه بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا الْمَتَاع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 [2243] عذبت امْرَأَة قيل هِيَ مسلمة وَصَوَّبَهُ النَّوَوِيّ وَقيل كَافِرَة وَالْمعْنَى زيد فِي عَذَابهَا فِي هرة فِي هُنَا للسَّبَبِيَّة فَدخلت فِيهَا النَّار أَي بِسَبَبِهَا خشَاش الأَرْض بمعجمات وَالْخَاء مُثَلّثَة وَالْفَتْح أشهر هوامها وحشراتها وَرُوِيَ بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي نَبَات الأَرْض قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ ضَعِيف أَو غلط الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 [2244] يَلْهَث بِفَتْح الْهَاء ومثلثة وَهُوَ الَّذِي خرج لِسَانه من شدَّة الْعَطش وَالْحر الثرى هُوَ التُّرَاب الندي فَشكر الله لَهُ أَي قبل عمله وأثابه فِي كل كبد رطبَة أجر مَعْنَاهُ فِي الْإِحْسَان إِلَى كل حَيَوَان حَيّ بسقيه وَنَحْوه أجر وَسمي الْحَيّ ذَا كبد رطبَة لِأَن الْمَيِّت يجِف جِسْمه وكبده الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 [2245] بغيا أَي زَانِيَة يطِيف ببئر بِضَم أَوله أَي يَدُور حولهَا أدلع لِسَانه أَي أخرجه لشدَّة الْعَطش فنزعت لَهُ بموقها بِضَم الْمِيم وَهُوَ الْخُف فَارسي مُعرب أَي استقت لَهُ من الْبِئْر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 [2246] وَأَنا الدَّهْر بِالرَّفْع أَي أَنا فَاعل النَّوَازِل والحوادث وخالق الكائنات الَّتِي ينسبونها إِلَى الدَّهْر وَرُوِيَ بِالنّصب على الظّرْف أَي أَنا مُقيم أبدا لَا أزول يُؤْذِينِي بن آدم أَي يعاملني مُعَاملَة مُعَاملَة من يُؤْذِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 [2247] لَا يَقُولَن أحدكُم للعنب الْكَرم فَإِن الْكَرم الرجل الْمُسلم قَالَ الْعلمَاء سَبَب ذَلِك أَن لَفْظَة الْكَرم كَانَت الْعَرَب تطلقها علىشجر الْعِنَب وعَلى الْعِنَب وعَلى الْخمر المتخذة من الْعِنَب سَموهَا كرما لكَونهَا متخذة مِنْهُ وَلِأَنَّهَا تحمل على الْكَرم والسخاء فكره الشَّرْع إِطْلَاق هَذِه اللَّفْظَة على الْعِنَب وشجره لأَنهم إِذا سمعُوا هَذِه اللَّفْظَة وَرُبمَا تَذكرُوا بهَا الْخمر وهيجت نُفُوسهم إِلَيْهَا فوقعوا فِيهَا أَو قاربوا ذَلِك وَقَالُوا إِنَّمَا يسْتَحق ذَلِك الرجل الْمُسلم أَو قلب الْمُؤمن لِأَن الْكَرم مُشْتَقّ من الْكَرم بِفَتْح الرَّاء وَقد قَالَ تَعَالَى إِن أكْرمكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم الحجرات13 فيسمى قلب الْمُؤمن كرما لما فِيهِ من الْإِيمَان وَالْهدى والنور وَالتَّقوى وَالصِّفَات الْمُسْتَحقَّة لهَذَا الِاسْم وَكَذَلِكَ الرجل الْمُسلم يُقَال رجل كرم بِسُكُون الرَّاء أَي كريم وَكَذَا الْمُؤَنَّث وَالْجمع كَمَا يُوصف ب عدل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 [2251] ليقل لقست بِمَعْنى خبثت وَإِنَّمَا كره لفظ خبثت لبشاعة الِاسْم فعلمهم الْأَدَب فِي الْأَلْفَاظ وَاسْتِعْمَال حسنها وهجران قبيحها [2253] ريحَان هُوَ كل نبت مشموم طيب الرّيح خَفِيف الْمحمل بِفَتْح الْمِيم الأولى وَكسر الثَّانِيَة أَي الْحمل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 [2254] استجمر أَي تبخر مَأْخُوذ من الْجَمْر بالألوة بِضَم اللَّام مَعَ ضم الْهمزَة وَفتحهَا وَتَشْديد الْوَاو وَحكي كسر اللَّام وَحكي تَخْفيف الْوَاو وَهِي الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ فَارسي مُعرب غير مطراة أَي غير مخلوطة بغَيْرهَا من الطّيب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 [2255] الشريد بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء المخففة هيه بِكَسْر الْهَاء بَدَلا من همزَة إيه وَالْيَاء سَاكِنة وَآخره مَبْنِيّ على الْكسر كلمة استزادة من حَدِيث مَعْهُود فَإِن أُرِيد الاستزادةمن حَدِيث مَا نون الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 [2256] إِلَّا كل شَيْء مَا خلا الله بَاطِل أَي فان مضمحل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 [2258] لِأَن يمتلئ جَوف الرجل قَيْحا يرِيه بِفَتْح الْيَاء وَكسر الرَّاء من الوري وَهُوَ دَاء يفْسد الْجوف وَمَعْنَاهُ قَيْحا يَأْكُل جَوْفه ويفسده خير من أَن يمتلئ شعرًا المُرَاد أَن يكون الشّعْر غَالِبا عَلَيْهِ مستوليا بِحَيْثُ يشْغلهُ عَن الْقُرْآن والعلوم الشَّرْعِيَّة وَذكر الله [2259] بالعرج بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وجيم قَرْيَة من عمل الْفَرْع على نَحْو ثَمَانِيَة وَسبعين ميلًا من الْمَدِينَة إِذْ عرض شَاعِر إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ لَعَلَّه كَانَ كَافِرًا أَو كَانَ شعره هَذَا من المذموم قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذِهِ قَضِيَّة عين يتَطَرَّق إِلَيْهَا الِاحْتِمَالَات فَلَا عُمُوم لَهَا وَلَا يحْتَج بهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 [2260] بالنردشير هُوَ النَّرْد وشير مَعْنَاهُ حُلْو فَكَأَنَّهُ صبغ يَده فِي لحم خِنْزِير وَدَمه أَي وَذَلِكَ حرَام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 [2261] أعرى مِنْهَا بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وَفتح الرَّاء أَي أحم لخوفي من ظَاهرهَا فِي معرفتي يُقَال عرى الرجل بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الرَّاء تعرى إِذا أَصَابَهُ عراء بِضَم الْعين وَالْمدّ وَهُوَ نفض الْحمى وَقيل رعدة لَا أزمل أَي أغطي وَألف كالمحموم الرُّؤْيَا بِالْقصرِ اسْم للمحبوبة من الله والحلم بِضَم الْحَاء وَسُكُون اللَّام اسْم للمكروهة من الشَّيْطَان قَالَ النَّوَوِيّ وَغَيره أضَاف الرُّؤْيَا المحبوبة إِلَى الله تَعَالَى إِضَافَة تشريف بِخِلَاف الْمَكْرُوهَة وَإِن كَانَتَا جَمِيعًا من خلق الله وتدبيره وبإرادته وَلَا فعل للشَّيْطَان فِيهَا لكنه يحضر الْمَكْرُوهَة ويرتضيها وَيسر بهَا حلم بِفَتْح اللَّام فلينفث بِضَم الْفَاء وَكسرهَا عَن يسَاره قَالَ القَاضِي طردا للشَّيْطَان الَّذِي حضر الرُّؤْيَا الْمَكْرُوهَة وتحقيرا لَهُ واستقذارا وليتعوذ بِاللَّه من شَرها ورد أَنه يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عمل الشَّيْطَان وسيئات الأحلام رَوَاهُ بن السّني فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة 77 فَإِنَّهَا لن تضره قَالَ النَّوَوِيّ جعل الله هَذَا سَببا لسلامته من مَكْرُوه يَتَرَتَّب عَلَيْهَا كَمَا جعل الصَّدَقَة وقاية لِلْمَالِ وسببا لدفع الْبلَاء يهب أَي يَسْتَيْقِظ الرُّؤْيَا الصَّالِحَة قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن معنى الصَّالِحَة والحسنة حسن ظاهرهاويحتمل أَن المُرَاد صِحَّتهَا قَالَ ورؤيا السوء يحْتَمل الْوَجْهَيْنِ أَيْضا سوء الظَّاهِر وَسُوء التَّأْوِيل وَلَا يخبر بهَا أحدا قَالَ النَّوَوِيّ سَببه أَنه رُبمَا فَسرهَا تَفْسِيرا مَكْرُوها على ظَاهر صورتهَا وَكَانَ ذَلِك مُحْتملا فَوَقَعت كَذَلِك بِتَقْدِير الله تَعَالَى فَإِن الرُّؤْيَا على رجل طَائِر وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا إِذا كَانَت مُحْتَملَة وَجْهَيْن فَعبر بِأَحَدِهِمَا وَقعت على قرب تِلْكَ الصّفة وَقَالُوا قد يكون ظَاهر الرُّؤْيَا مَكْرُوها وتفسيرها مَحْبُوب وَعَكسه فَإِن رأى رُؤْيا حَسَنَة فليبشر بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْمُوَحدَة من الْبشَارَة وَرُوِيَ بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون النُّون من النشر وَهُوَ الإشاعة قَالَ القَاضِي وَهُوَ تَصْحِيف وَرُوِيَ فليستر بسين مُهْملَة من السّتْر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 [2263] إِذا اقْترب الزَّمَان قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره قيل المُرَاد إِذا قَارب الزَّمَان أَن يعتدل ليله ونهاره وَقيل إِذا قَارب الْقِيَامَة وَالْأول أشهر عِنْد أهل الرُّؤْيَا وَجَاء فِي حَدِيث مَا يُؤَيّد الثَّانِي وأصدقكم رُؤْيا أصدقكم حَدِيثا قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهره أَنه على إِطْلَاقه وَعَن بَعضهم أَن هَذَا يكون فِي آخر الزَّمَان عِنْد انْقِطَاع الْعلم وَمَوْت الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ فَجعله الله جَابِرا وعوضا قَالَ وَالْأول أظهر لِأَن غير الصَّادِق فِي حَدِيثه يتَطَرَّق الْخلَل إِلَى رُؤْيَاهُ وحكايته إِيَّاهَا ورؤيا الْمُؤمن جُزْء من خَمْسَة وَأَرْبَعين جُزْءا من النُّبُوَّة هَذَا عِنْدِي من الْأَحَادِيث المتشابهة الَّتِي نؤمن بهَا وَنكل مَعْنَاهَا المُرَاد إِلَى قَائِله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَا نَخُوض فِي تعْيين هَذَا الْجُزْء من هَذَا الْعدَد وَلَا فِي حكمته خُصُوصا وَقد اخْتلفت الرِّوَايَات فِي كمية الْعدَد فَفِي رِوَايَة من سِتَّة وَأَرْبَعين وَفِي رِوَايَة من سِتَّة وَعشْرين وَفِي رِوَايَة من أَرْبَعِينَ وَفِي رِوَايَة من أَرْبَعَة وَأَرْبَعين وَفِي رِوَايَة من تِسْعَة وَأَرْبَعين وَفِي رِوَايَة من خمسين وَفِي رِوَايَة من سبعين وَالله أعلم بِمُرَاد نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأحب الْقَيْد وأكره الغل قَالَ الْعلمَاء إِنَّمَا أحب الْقَيْد لِأَنَّهُ فِي الرجلَيْن وَهُوَ كف عَن الْمعاصِي والشرور وأنواع الْبَاطِل وَأما الغل فموضعه الْعُنُق وَهُوَ صفة أهل النَّار الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 [2266] من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي قَالَ بعض الْعلمَاء خص الله سُبْحَانَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأَن رُؤْيا النَّاس إِيَّاه صَحِيحَة وَكلهَا صدق وَمنع الشَّيْطَان أَن يتَصَوَّر فِي خلقته لِئَلَّا يتدرع بِالْكَذِبِ على لِسَانه فِي النّوم وكما خرق الله تَعَالَى الْعَادة للأنبياء بالمعجزة دَلِيلا على صِحَة حَالهم وكما اسْتَحَالَ ان يتَصَوَّر الشَّيْطَان فِي صورته فِي الْيَقَظَة إِذْ لَو وَقع لاشتبه الْحق بِالْبَاطِلِ وَلم يؤثق بماجاء من جِهَة النُّبُوَّة مُخَالفَة من هَذَا التَّصَوُّر فحماها الله من الشَّيْطَان ونزغه ووسوسته وإلقائه وكيده على الْأَنْبِيَاء وَكَذَلِكَ حمى رؤياهم أنفسهم ورؤيا غير النَّبِي للنَّبِي عَن تمثل الشَّيْطَان بذلك لتصح رُؤْيَاهُ فِي الْوَجْهَيْنِ وَيكون طَرِيقا إِلَى علم صَحِيح لَا ريب فِيهِ قَالَ القَاضِي وَالْمرَاد إِذا رَآهُ فِي صفته الْمَعْرُوفَة لَهُ فِي حَيَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِن رُؤِيَ على خلَافهَا كَانَت رُؤْيا تَأْوِيل لَا حَقِيقَة وَقَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الَّذِي قَالَه القَاضِي ضَعِيف بل الصَّحِيح أَنه يرَاهُ حَقِيقَة سَوَاء كَانَ على صفته الْمَعْرُوفَة أَو غَيرهَا وأيده الْحَافِظ بن حجر بِمَا أخرجه بن أبي عَاصِم بِسَنَد ضَعِيف عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي فَإِنِّي أرى فِي كل صُورَة من رَآنِي فِي الْمَنَام فسيراني فِي الْيَقَظَة بِفَتْح الْقَاف قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ أَقْوَال أَحدهَا المُرَاد بِهِ أهل عصره وَمَعْنَاهُ أَن من رَآهُ فِي النّوم وَلم يكن هَاجر يوفقه الله سُبْحَانَهُ تَعَالَى لِلْهِجْرَةِ ورؤيته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْيَقَظَة عيَانًا وَالثَّانِي مَعْنَاهُ أَن يرى تَصْدِيق تِلْكَ الرُّؤْيَا فِي الْيَقَظَة وصحتها وَأبْعد أَن يكون مَعْنَاهُ سيراني فِي الدَّار الْآخِرَة لِأَنَّهُ يرَاهُ فِي الْآخِرَة جَمِيع أمته من رَآهُ فِي الدُّنْيَا وَمن لم يره وَالثَّالِث يرَاهُ فِي الْآخِرَة رُؤْيَة خَاصَّة من الْقرب مِنْهُ وَحُصُول شَفَاعَته وَنَحْو ذَلِك انْتهى وَحمله بن أبي جَمْرَة وَطَائِفَة على انه يرَاهُ فِي الدُّنْيَا حَقِيقَة ويخاطبه وَأَن ذَلِك كَرَامَة من كرامات الْأَوْلِيَاء وَنقل عَن جمَاعَة من الصَّالِحين أَنهم رَأَوْا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام ثمَّ رَأَوْهُ بعد ذَلِك فِي الْيَقَظَة وسألوه عَن أَشْيَاء كَانُوا مِنْهَا متخوفين فَأَرْشَدَهُمْ إِلَى طَرِيق تفريجها ثمَّ ذكر أَن الحَدِيث عَام فِي أهل التَّوْفِيق وَأما غَيرهم فعلى الِاحْتِمَال فَإِن خرق الْعَادة قد يَقع للزنديق بطرِيق الْإِمْلَاء والإغراء كَمَا يَقع للصديق بطرِيق الْكَرَامَة وَالْإِكْرَام وَإِنَّمَا تحصل التَّفْرِقَة بَينهمَا بِاتِّبَاع الْكتاب وَالسّنة وَقَالَ بن حجر هَذَا مُشكل جدا لِأَنَّهُ يلْزم أَن يكون هَؤُلَاءِ صحابة وَتبقى الصَّحَابَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَلِأَن جمعا مِمَّن رَآهُ فِي الْمَنَام لم يره فِي الْيَقَظَة وَخبر الصَّادِق لَا يتَخَلَّف وَأَقُول الْجَواب عَن الأول منع الْمُلَازمَة لِأَن شَرط الصُّحْبَة أَن يروه وَهُوَ فِي عَالم الدُّنْيَا وَذَلِكَ قبل مَوته وَأما رُؤْيَته بعد الْمَوْت وَهُوَ فِي عَالم البرزخ فَلَا تثبت بهَا الصُّحْبَة وَعَن الثَّانِي أَن الظَّاهِر أَن من يبلغ دَرَجَة الكرامات مِمَّن هُوَ فِي عُمُوم الْمُؤمنِينَ إِنَّمَا تقع لَهُ رُؤْيَته قرب مَوته عِنْد طُلُوع روحه فَلَا يتَخَلَّف الحَدِيث وَقد وَقع ذَلِك لجَماعَة وَأما أصل رُؤْيَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْيَقَظَة فقد نَص على إمكانها ووقوعها جمَاعَة من الْأَئِمَّة مِنْهُم حجَّة الْإِسْلَام الْغَزالِيّ وَالْقَاضِي أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ وَالشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام وَابْن أبي جَمْرَة وَابْن الْحَاج واليافعي فِي آخَرين ولي فِي ذَلِك مؤلف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 [2267] من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رأى الْحق أَي الرُّؤْيَا الصَّحِيحَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 [2269] ظلة هِيَ السحابة تنطف بِضَم الطَّاء وَكسرهَا أَي تقطر قَلِيلا قَلِيلا يَتَكَفَّفُونَ أَي يَأْخُذُونَ بأكفهم وَأرى سَببا أَي حبلا واصلا أَي مَوْصُولا أصبت بَعْضًا وأخطأت بَعْضًا إِلَى آخِره هَذَا عِنْدِي مِمَّا يُوقف عَن الْخَوْض فِيهِ وَتَعْيِين مَوضِع الْخَطَأ لِأَنَّهُ إِذا خَفِي على أبي بكر رَضِي الله عَنهُ فعنا أولى وَقد سكت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن بَيَانه كَانَ مِمَّا يَقُول لأَصْحَابه قَالَ القَاضِي معنى هَذِه اللَّفْظَة كثيرا مَا كَانَ يفعل كَذَا كَأَنَّهُ قَالَ هَذَا من شَأْنه [2270] رطب بن طَابَ هُوَ نوع من الرطب مَعْرُوف مُضَاف إِلَى بن طَابَ رجل من أهل الْمَدِينَة وَأَن ديننَا قد طَابَ أَي كمل واستقرت أَحْكَامه وتمهدت قَوَاعِده الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 [2272] وهلي بِفَتْح الْهَاء أَي وهمي واعتقادي وَرَأَيْت فِيهَا أَيْضا بقرًا زَاد البُخَارِيّ تنحر قَالَ النَّوَوِيّ وبهذه الزِّيَادَة يتم تَأْوِيل الرُّؤْيَا بِمَا ذكر وَالله خير برفعهما على الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر قَالَ القَاضِي قَالَ أَكثر شرَّاح الحَدِيث مَعْنَاهُ ثَوَاب الله خير أَي صنع الله بالمقتولين خير لَهُم من بقائهم فِي الدُّنْيَا قَالَ القَاضِي وَالْأولَى قَول من قَالَ وَالله خير من جملَة الرُّؤْيَا وَكلمَة ألقيت وسمعها فِي الرُّؤْيَا عِنْد رُؤْيا الْبَقر بِدَلِيل تَأْوِيله لَهَا بقوله وَإِذا الْخَيْر مَا جَاءَ الله بِهِ وثواب الصدْق الَّذِي آتَانَا الله بعد يَوْم بدر ضبط بِضَم دَال بعد وَنصب يَوْم وبنصب بعد وجر يَوْم وَمَعْنَاهُ مَا جَاءَ الله بِهِ بعد بدر الثَّانِيَة من تثبيت قُلُوب الْمُؤمنِينَ لِأَن النَّاس قد جمعُوا لَهُم وخوفوهم فَزَادَهُم ذَلِك إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبنَا الله وَنعم الْوَكِيل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 [2273] وَلنْ أَتعدى أَمر الله فِيك أَي لَا أجيبك إِلَى مَا طلبته مِمَّا لَا يَنْبَغِي لَك من الِاسْتِخْلَاف والمشاركة وَلَئِن أَدْبَرت أَي عَن طَاعَتي ليَعْقِرنك الله أَي ليقتلنك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 [2274] سِوَارَيْنِ بِضَم السِّين وَكسرهَا أتيت خَزَائِن الأَرْض فِي غير مُسلم بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض وَهُوَ مَحْمُول على سلطانها وملكها وَفتح بلادها وَأخذ خَزَائِن أموالها فَوضع بِفَتْح الْوَاو وَالضَّاد أَي الْآتِي أسوارين بِضَم الْهمزَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 [2275] عَن سَمُرَة بن جُنْدُب قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا صلى الصُّبْح أقبل عَلَيْهِم بِوَجْهِهِ فَقَالَ هَل رأى أحد مِنْك البارحة رُؤْيا هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث طَوِيل وَبعده وَأَنه قَالَ لنا ذَات غَدَاة إِنَّه أَتَانِي اللَّيْلَة آتيان فَقَالَا لي انْطلق فَذكر حَدِيثا طَويلا فِيهِ جمل من أَحْوَال الْمَوْتَى فِي البرزخ وَقد أخرج البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ [2276] إِن الله اصْطفى كنَانَة من ولد إِسْمَاعِيل فِي التِّرْمِذِيّ 3605 قبله إِن الله اصْطفى من ولد إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 [2278] أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة حِكْمَة التَّقْيِيد بِهِ مَعَ أَنه سيدهم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَنه يظْهر فِيهِ سؤدده لكل أحد وَلَا يبْقى مُنَازع وَلَا معاند وَأول شَافِع وَأول مُشَفع قَالَ النَّوَوِيّ وَإِنَّمَا ذكر الثَّانِي لِأَنَّهُ قد يشفع اثْنَان فَيشفع الثَّانِي مِنْهُمَا قبل الأول الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 [2279] رحراح بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الحاءالمهملة وَهُوَ الْوَاسِع الْقصير الْجِدَار يَنْبع بِتَثْلِيث الْبَاء من بَين أَصَابِعه قيل مَعْنَاهُ أَن المَاء كَانَ يخرج من نفس أَصَابِعه وينبع من ذواتها وَقيل مَعْنَاهُ أَن الله كثر المَاء فِي ذَاته فَصَارَ يفور بَين أَصَابِعه لَا من ذَاته وَالْأول قَول الْأَكْثَرين ثمه أَي هُنَاكَ كَانُوا زهاء الثلاثمائة بِضَم الزَّاي وَالْمدّ أَي قدرهَا وَفِي الرِّوَايَة الَّتِي قبلهَا مَا بَين السِّتين إِلَى الثَّمَانِينَ قَالَ الْعلمَاء هما قضيتان جرتا فِي وَقْتَيْنِ ورواهما جَمِيعًا أنس لَا يغمر أَصَابِعه أَي لَا يغطيها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 [2280] حَتَّى عصرته قَالَ الْعلمَاء الْحِكْمَة فِي ذَلِك أَن الْعَصْر مضاد للتسليم والتوكل على رزق الله ويتضمن التَّدْبِير وَالْأَخْذ بالحول وَالْقُوَّة وتكلف الْإِحَاطَة بأسرار حكم الله تَعَالَى وفضله فَعُوقِبَ فَاعله بزواله وَكَذَا القَوْل فِي كيل الشّعير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 300 [706] وَالْعين مثل الشرَاك بِكَسْر الشين وَهُوَ سير النَّعْل أَي مَاؤُهَا قَلِيل جدا تبض بِفَتْح التَّاء وَالْمُوَحَّدَة وَتَشْديد الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي تسيل منهمر أَي كثير الصب وَالدَّفْع جنَانًا أَي بساتين جمع جنَّة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 [1392] اخرصوها أَي احزروها كم يَجِيء من ثَمَرهَا بجبلي طَيئ يُقَال لأَحَدهمَا أجاء بِفَتْح الْهمزَة وَالْجِيم وَالْمدّ وَللْآخر سلمى بِفَتْح السِّين بن الْعلمَاء بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وَالْمدّ ببحرهم أَي ببلدهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 [843] العضاه بإهمال الْعين وإعجام الضَّاد إِن رجلا أَتَانِي اسْمه غورث بن الْحَارِث بِمُعْجَمَة أَوله مَفْتُوحَة وَقيل مَضْمُومَة وَقيل دعثور صَلتا بِفَتْح الصَّاد وَضمّهَا أَي مسلولا فَشَام السَّيْف بِالْمُعْجَمَةِ أَي غمده الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 [2282] أجادب بِالْجِيم وَالدَّال الْمُهْملَة وَهِي الأَرْض الَّتِي لَا تنْبت الْكلأ وَتمسك المَاء فَلَا يسْرع فِيهَا النضوب جمع جَدب على غير قِيَاس ورعوا من الرَّعْي قيعان بِكَسْر الْقَاف جمع قاع وَهُوَ الأَرْض المستوية وَقيل الملساء وَقيل لَا نَبَات فِيهَا فقه رُوِيَ بِكَسْر الْقَاف وَبِضَمِّهَا وَالضَّم أشهر وَمثل من لم يرفع إِلَى أَخّرهُ قَالَ النَّوَوِيّ معنى الحَدِيث أَن الأَرْض ثَلَاثَة أَنْوَاع وَكَذَلِكَ النَّاس فالنوع الأول من الأَرْض ينْتَفع بالمطر فيحي بعد ان كَانَ مَيتا وينبت الْكلأ فينتفع بِهِ النَّاس وَالدَّوَاب بالشرب والرعي وَالزَّرْع وَغَيرهَا وَكَذَا النَّوْع الأول من النَّاس يبلغهُ الْهَدْي وَالْعلم فيحفظه فيحيي قلبه وَيعْمل بِهِ ويعلمه غَيره فينتفع وينفع وَالنَّوْع الثَّانِي من الأَرْض مَا لَا يقبل الِانْتِفَاع فِي نَفسهَا وَلَكِن فِيهَا فَائِدَة وَهِي إمْسَاك المَاء لغَيْرهَا فينتفع بهَا النَّاس وَالدَّوَاب وَكَذَا النَّوْع الثَّانِي من النَّاس لَهُم قُلُوب حافظة لَكِن لَيست لَهُم أفهام ثاقبة وَلَا رسوخ لَهُم فِي الْعلم يستنبطون بِهِ الْمعَانِي وَالْأَحْكَام وَلَيْسَ لَهُم اجْتِهَاد فِي الطَّاعَة وَالْعَمَل بِهِ فهم يَحْفَظُونَهُ حَتَّى يَجِيء طَالب مُحْتَاج متعطش لما عِنْدهم من الْعلم أهل للنفع وَالِانْتِفَاع فَيَأْخُذ مِنْهُم ينْتَفع بِهِ فَهَؤُلَاءِ نفعوا بِمَا بَلغهُمْ وَالنَّوْع الثَّالِث من الأَرْض السباخ الَّتِي لَا تنْبت وَنَحْوهَا فَهِيَ لَا تنْتَفع بِالْمَاءِ وَلَا تمسكه لينْتَفع بِهِ غَيرهَا وَكَذَا النَّوْع الثَّالِث من النَّاس لَيْسَ لَهُم قُلُوب حافظة وَلَا أفهام وَاعِيَة فَإِذا سمعُوا الْعلم لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ وَلَا يَحْفَظُونَهُ لنفع غَيرهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 [2283] أَنا النذير الْعُرْيَان أَصله أَن الرجل كَانَ إِذا أَرَادَ إنذار قومه وإعلامهم بِمَا يُوجب المخافة نزع ثَوْبه وَأَشَارَ بِهِ إِلَيْهِم إِذا كَانَ بَعيدا مِنْهُم ليخبرهم بِمَا دهمهم وَأكْثر مَا يفعل هَذَا ربيئة الْقَوْم وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك لِأَنَّهُ أبين للنَّاظِر وَأغْرب وأشنع منْظرًا فَهُوَ أبلغ فِي استحثاثهم فِي التأهب لِلْعَدو وَقيل مَعْنَاهُ أَنا النذير الَّذِي أدركني جَيش الْعَدو فَأخذ ثِيَابِي فَأَنا أنذركم عُريَانا فالنجاء بِالْمدِّ أَي انجوا النَّجَاء أَو اطْلُبُوا النَّجَاء قَالَ القَاضِي الْمَعْرُوف فِيهِ أَنه إِذا أفرد الْمَدّ وَحكى أَبُو زيد فِيهِ الْقصر أَيْضا فَأَما إِذا كَرَّرَه فَقَالُوا فِيهِ الْمَدّ وَالْقصر مَعًا فأدلجوا بِسُكُون الدَّال أَي سَارُوا من أول اللَّيْل مهلتهم بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْهَاء وتاء بعد اللَّام واجتاحهم أَي استأصلهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 [2284] والفراش قَالَ الْخَلِيل هُوَ الَّذِي يطير كالبعوض وَقَالَ غَيره مَا ترَاهُ كصغار البق تتهافت فِي النَّار وَأَنا آخذ رُوِيَ بِصِيغَة اسْم الْفَاعِل وبصيغة الْمُضَارع بِحُجزِكُمْ جمع حجزة وَهِي معقد الْإِزَار والسراويل تقحمون من التقحم وَهُوَ الْإِقْدَام والوقوع فِي الْأُمُور الشاقة من غير من تثبت الجزء: 5 ¦ الصفحة: 307 [2285] الجنادب جمع جُنْدُب بِضَم الْجِيم مَعَ ضم الدَّال وَفتحهَا وَهُوَ الصرار الَّذِي يشبه الْجَرَاد قَالَ أَبُو حَاتِم الجندب هُوَ على خلقَة الْجَرَاد لَهُ أَرْبَعَة أَجْنِحَة كالجرادة وأصغر مِنْهَا يطير ويصر بِاللَّيْلِ صرا شَدِيدا تفلتون رُوِيَ بِفَتْح التَّاء وَاللَّام الْمُشَدّدَة وبضم التَّاء وَسُكُون الْفَاء وَكسر اللَّام المخففة يُقَال تفلت وأفلت إِذا ثار على الْغَلَبَة والهرب ثمَّ غلب وهرب [2288] حدثت عَن أبي أُسَامَة قَالَ القَاضِي هَذَا من الْأَحَادِيث المنقطعة فِي مُسلم وَمِمَّنْ روى ذَلِك عَنهُ إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي هَذَا من كَلَام الجلودي قَالَ حَدثنَا مُحَمَّد بن الْمسيب الأرعياني ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سعيد الْجَوْهَرِي بِهَذَا الحَدِيث عَن أبي أُسَامَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 [2289] أَنا فَرَطكُمْ على الْحَوْض الفرط بِفَتْح الْفَاء وَالرَّاء والفارط هُوَ الَّذِي يتَقَدَّم الْوَارِد يصلح لَهُم الْحِيَاض والدلاء وَنَحْوهَا من أَمر الاسْتِسْقَاء فَمَعْنَى فَرَطكُمْ على الْحَوْض سابقكم إِلَيْهِ كالمهيئ لَهُ [2290] وَمن شرب لم يظمأ بِالْهَمْز وَالْقصر أَي لم يعطش قَالَ القَاضِي ظَاهر هَذَا الحَدِيث يَقْتَضِي أَن الشّرْب مِنْهُ يكون بعد الحسا ب والنجاة من النَّار فَهَذَا هُوَ الَّذِي لَا يظمأ بعده وَقيل لَا يشرب مِنْهُ إِلَّا من قدر لَهُ السَّلامَة من النَّار قَالَ وَيحْتَمل أَن من شرب مِنْهُ من هَذِه الْأمة وَقدر عَلَيْهِ دُخُول النَّار لَا يعذب فِيهَا بالظمأ بل يكون عَذَابه بِغَيْر ذَلِك لِأَن ظَاهر الحَدِيث أَن جَمِيع الْأمة تشرب مِنْهُ إِلَّا من ارْتَدَّ وَصَارَ كَافِرًا قَالَ وَقد قيل إِن جَمِيع الْمُؤمنِينَ من الْأُمَم يَأْخُذُونَ كتبهمْ بأيمانهم ثمَّ يعذب الله من شَاءَ من عصاتهم وَقيل إِنَّمَا يَأْخُذهُ بِيَمِينِهِ الناجون خَاصَّة قَالَ القَاضِي وَهَذَا مثله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 [2291] سحقا سحقا أَي بعدا لَهُم بعدا ونصبه على الْمصدر وَكرر للتوكيد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 [2293] وزواياه سَوَاء قَالَ الْعلمَاء مَعْنَاهُ أَن طوله كعرضه أَبيض من الْوَرق هَذِه لُغَة شَاذَّة والشائع أَشد بَيَاضًا لِأَن أفعل التَّفْضِيل لَا يبْنى من زَائِد على ثَلَاثَة وَالْوَرق بِكَسْر الرَّاء الْفضة كيزانه كنجوم السَّمَاء قَالَ القَاضِي هُوَ مُبَالغَة وَإِشَارَة إِلَى كَثْرَة الْعدَد وَقَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّوَاب الْمُخْتَار أَنه على ظَاهره وَلَا مَانع عَقْلِي وَلَا شَرْعِي يمْنَع من ذَلِك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 [2295] كفي رَأْسِي أَي اجمعيه وضمي شعره بعضه إِلَى بعض أَيْلَة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت وَفتح اللَّام قَرْيَة على سَاحل الْبَحْر قَالَ الْحَازِمِي هِيَ آخر الْحجاز وَأول الشَّام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 [2299] جربا بحيم مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ ألف مَقْصُورَة وَحكي مدها وأذرح بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَضم الرَّاء وحاء مُهْملَة وَمن قَالَ بِالْجِيم صحف مَدِينَة فِي طرف الشَّام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 [2300] أَلا فِي اللَّيْلَة الْمظْلمَة المصحية بتَخْفِيف أَلا وَهِي للاستفتاح وَخص اللَّيْلَة الْمظْلمَة المصحية لِأَن النُّجُوم ترى فِيهَا أَكثر وَالْمرَاد بالمظلمة الَّتِي لَا قمر فيهامع أَن النُّجُوم طالعة فَإِن وجود الْقَمَر يستر كثيرا من النُّجُوم آنِية الْجنَّة رُوِيَ بِالنّصب بإضمار أَعنِي وَنَحْوه وبالرفع خبر هِيَ مُقَدّر آخر مَا عَلَيْهِ بِالنّصب يشخب بِفَتْح أَوله وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَضم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتحهَا يسيل وأصل الشخب مَا خرج من تَحت يَد الحالب عِنْد كل غمزة وعصرة لضرع الشَّاة مئزابان بِالْهَمْز وعمان بِفَتْح الْعين وَتَشْديد الْمِيم وَترك الصّرْف بَلْدَة بالبلقاء من الشَّام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 314 [2301] لبعقر حَوْضِي بِضَم الْعين وَسُكُون الْقَاف وَهُوَ مَوضِع موقف الْإِبِل من الْحَوْض إِذا وردته وَقيل مؤخره أذود أَي أطْرد ترفض عَلَيْهِم أَي تسيل يغت بِفَتْح أَوله وَضم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَكسرهَا ثمَّ مثناة فَوق مُشَدّدَة أَي يدفق دفقا شَدِيدا متتابعاوروي بِضَم الْعين الْمُهْملَة وباء مُوَحدَة بِمَعْنَاهُ من الْعِنَب وَهُوَ الشّرْب بِسُرْعَة فِي نفس وَاحِد وَرُوِيَ يثعب بمثلثة وَعين مُهْملَة أَي ينفجر يمدانه بِفَتْح الْيَاء وَضم الْمِيم أَي يزيدانه ويكثرانه [2303] قدر حَوْضِي كَمَا بَين أَيْلَة بِالْكَاف وَفِي نُسْخَة لما بِاللَّامِ وَصَنْعَاء قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا الِاخْتِلَاف فِي قدر الْحَوْض لَيْسَ مُوجبا للاضطراب فَإِنَّهُ لم يَأْتِ فِي حَدِيث وَاحِد بل فِي عدَّة أَحَادِيث مُخْتَلفَة الروَاة عَن جماعات من الصَّحَابَة سمعوها فِي مَوَاطِن مُخْتَلفَة ضربهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي كل وَاحِد مِنْهَا مثلا لبعد أقطار الْحَوْض وسعته وَقرب ذَلِك من الأفهام لبعد مَا بَين الْبِلَاد الْمَذْكُورَة لَا على التَّقْدِير الْمَوْضُوع للتحديد بل للإعلام بِعظم قدر الْمسَافَة فَهَذَا يجمع الرِّوَايَات انْتهى وَإِن فِيهِ من الأباريق كعدد بِالْكَاف وَفِي نُسْخَة بِاللَّامِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 315 [3304] اختلجوا أَي اقتطعوا أصيحابي أصيحابي رُوِيَ بِالتَّصْغِيرِ وبالتكبير قَالَ القَاضِي وَهُوَ دَلِيل لصِحَّة تَأْوِيل من تَأَول أَنهم أهل الرِّدَّة [3303] لابتي الْحَوْض أَي ناحيتيه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 [2306] عَن سعد قَالَ رَأَيْت عَن يَمِين رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَن شِمَاله يَوْم أحد الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ أَن رُؤْيَة الْمَلَائِكَة لَا تخْتَص بالأنبياء بل يراهم الصَّحَابَة والأولياء وَأَن قِتَالهمْ لم يخْتَص بِيَوْم بدر خلافًا لمن زعم اخْتِصَاصه فَهَذَا صَرِيح فِي الرَّد عَلَيْهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 317 [2307] وَكَانَ فرسه يبطأ أَي يعرف بالبطء وَالْعجز وَسُوء السّير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 [2308] وَكَانَ أَجود مَا يكون فِي شهر رَمَضَان قَالَ النَّوَوِيّ رُوِيَ بِرَفْع أَجود ونصبه وَالرَّفْع أصح وَأشهر من الرّيح الْمُرْسلَة بِفَتْح السِّين قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد كَالرِّيحِ فِي إسراعها وعمومها [2312] غنما بَين جبلين أَي كَثِيرَة تملأ مَا بَين جبلين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 319 [2315] أم سيف اسْمهَا خَوْلَة بنت الْمُنْذر الْأَنْصَارِيَّة أَبُو سيف اسْمه الْبَراء يكيد بِنَفسِهِ بِفَتْح الْيَاء أَي يجود بهَا وَهُوَ فِي النزع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 [2316] وَإِن لَهُ ظئرين بِكَسْر الظَّاء مَهْمُوز أَي مرضعتين يكملان رضاعه فِي الْجنَّة أَي يتمانه سنتَيْن قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ صَاحب التَّحْرِير وَهَذَا الْإِتْمَام لإرضاع إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام يكون عقب مَوته فَيدْخل الْجنَّة مُتَّصِلا بِمَوْتِهِ فَيتم بهَا رضاعه كَرَامَة لَهُ ولأبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت ظَاهر هَذَا الْكَلَام أَنَّهَا خُصُوصِيَّة لإِبْرَاهِيم وَقد أخرج بن أبي الدُّنْيَا فِي العزاء من حَدِيث بن عمر مَرْفُوعا كل مَوْلُود يُولد فِي الْإِسْلَام فَهُوَ فِي الْجنَّة شبعان رَيَّان يَقُول يَا رب أورد عَليّ أبواي وَأخرج بن أبي الدُّنْيَا وَابْن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره عَن خَالِد بن معدان قَالَ إِن فِي الْجنَّة لشَجَرَة يُقَال لَهَا طُوبَى كلهَا ضروع فَمن مَاتَ من الصّبيان الَّذين يرضعون رضع من طُوبَى وخاصتهم إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن وَأخرج بن أبي الدُّنْيَا عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ إِن فِي الْجنَّة لشَجَرَة لَهَا ضروع كضروع الْبَقر يغذى بهَا ولدان أهل الْجنَّة فَهَذِهِ الْأَحَادِيث عَامَّة فِي أولادالمؤمنين وَيُمكن أَن يُقَال وَجه الخصوصية فِي السَّيِّد إِبْرَاهِيم كَونه لَهُ ظئران أَي مرضعتان على خلقَة الآدميات إِمَّا من الْحور الْعين أَو غَيْرهنَّ وَذَلِكَ خَاص بِهِ فَإِن رضَاع سَائِر الْأَطْفَال إِنَّمَا يكون من ضروع شَجَرَة طُوبَى وَلَا شكّ أَن الَّذِي للسَّيِّد إِبْرَاهِيم أكمل وَأتم وأشرف وَأحسن وآنس فَإِن الَّذِي يرضع من مرضعتين يكرمانه ويرفهانه ويؤنسانه ويخدمانه لَيْسَ كَالَّذي يرضع من ضرع شَجَرَة أَو ضرع بقرة ويم أَن يكون لَهُ خُصُوصِيَّة أُخْرَى وَهِي أَنه يدْخل الْجنَّة عقب الْمَوْت بجسده وروحه ويرضع بهما مَعًا وَسَائِر الْأَطْفَال إِنَّمَا يرضعون عقب الْمَوْت فِي الْجنَّة بأرواحهم لَا بأجسادهم فَينزل كَلَام صَاحب التَّحْرِير على هَذَا وَقد نَص على مَا يُؤْخَذ مِنْهُ ذَلِك الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب عَذَاب الْقَبْر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 [2320] كَانَ إِذا كره شَيْئا عَرفْنَاهُ فِي وَجهه أَي أَنه لَا يتَكَلَّم لحيائه بل يتَغَيَّر وَجهه فنفهم نَحن كراهيته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 [2331] لم يكن فَاحِشا وَلَا متفحشا قَالَ الْهَرَوِيّ الْفَاحِش ذُو الْفُحْش والمتفحش الَّذِي يتَكَلَّف الْفُحْش ويتعمده لفساد حَاله وَقَالَ غَيره الْفَاحِش الْبَذِيء إِن من خياركم أحاسنكم أَخْلَاقًا قَالَ الْحسن حسن الْخلق بذل الْمَعْرُوف وَترك الْأَذَى وطلاقة الْوَجْه وَقَالَ القَاضِي هُوَ مخالقة النَّاس بِالْيمن والبشر والتودد لَهُم والإشفاق عَلَيْهِم واحتمالهم والحلم عَنْهُم وَالصَّبْر عَلَيْهِم فِي المكاره وَترك الْكبر والاستطالة عَلَيْهِم ومجانبة الغلظة وَالْغَضَب والمؤاخذة قَالَ وَحكى الطَّبَرِيّ خلافًا للسلف فِي حسن الْخلق هَل هُوَ غريزة أَو يكْتَسب قَالَ القَاضِي وَالصَّحِيح أَن مِنْهُ مَا هُوَ غريزة وَمِنْه مَا يكْتَسب بالتخلق والاقتداء بِغَيْرِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 [2323] أَنْجَشَة بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون وجيم وسين مُعْجمَة رويدك بِالنّصب على الصّفة لمصدر مَحْذُوف وَمَعْنَاهُ الْأَمر بالرفق سوقا مَنْصُوب بِإِسْقَاط الْجَار أَي فِي سوق بِالْقَوَارِيرِ قَالَ الْعلمَاء سمى النِّسَاء قَوَارِير لضعف عزائمهن وشبههن بالقارورة الزّجاج لِضعْفِهَا وإسراع الانكسار إِلَيْهَا ثمَّ قيل مَقْصُود الحَدِيث الرِّفْق فِي السّير لِأَن الْإِبِل إِذا سَمِعت الحداء أسرعت فِي الْمَشْي واستلذته فأزعجت الرَّاكِب وأتعبته فَنَهَاهُ عَن ذَلِك لِأَن النِّسَاء يضعفن عَن شدَّة الْحَرَكَة وَيخَاف ضررهن وسقوطهن وَقيل كَانَ أَنْجَشَة حسن الصَّوْت وَكَانَ يَحْدُو بِهن وينشد شَيْئا من القريض وَالرجز وَمَا فِيهِ تشبيب فَلم يَأْمَن أَن يفتنهن فَأمره بالكف عَن ذَلِك وَهَذَا مَا صَححهُ القَاضِي وَآخَرُونَ وَجزم بِهِ الْهَرَوِيّ وَصَاحب التَّحْرِير [2329] صَلَاة الأولى هِيَ الظّهْر فَوجدت ليده بردا أَو ريحًا قَالَ الْعلمَاء كَانَت هَذِه الرّيح الطّيبَة صفته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن لم يمس طيبا جؤنة عطار بِضَم الْجِيم وهمزة بعْدهَا وَيجوز ترك الْهَمْز السقط الَّذِي فِيهِ مَتَاع الْعَطَّار الجزء: 5 ¦ الصفحة: 325 [2330] شممت بِكَسْر الْمِيم الأولى على الْمَشْهُور أَزْهَر اللَّوْن هُوَ الْأَبْيَض المستنير وَهُوَ أحسن الألوان كَأَن عرقه اللُّؤْلُؤ أَي فِي الصفاء وَالْبَيَاض إذامشى تكفأ بِالْهَمْز وَقد يتْرك همزه قَالَ شمر أَي مَال يَمِينا وَشمَالًا قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا خطأ لِأَن هَذِه صفة المختال وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَنه يمِيل إِلَى سنَنه وَقصد مَشْيه قَالَ القَاضِي لَا بعد فِيمَا قَالَه شمر إِذا كَانَ خلقه وجبلته والمذموم مِنْهُ مَا كَانَ مُسْتَعْملا مَقْصُودا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 [2331] فَقَالَ عندنَا أَي نَام القيلولة عتيدتها بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة ثمَّ مثناة من فَوق ثمَّ من تَحت وَهِي كالصندوق الصَّغِير تجْعَل فِيهِ الْمَرْأَة مَا يعز من متاعها فَفَزعَ أَي اسْتَيْقَظَ من نَومه [2332] أدوف بِالدَّال الْمُهْملَة وبالمعجمة أَي أخلط الجزء: 5 ¦ الصفحة: 327 [2333] صلصلة الجرس بِفَتْح الصادين قَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ أَنه صَوت متدارك يسمعهُ وَلَا يُثبتهُ أول مَا يقرع سَمعه حَتَّى يفهمهُ من بعد ذَلِك يفصم بِالْفَاءِ مَبْنِيا للْفَاعِل أَي يقْلع وينجلي مَا يتغشاني مِنْهُ والفصم بِالْفَاءِ قطع من غير إنابة وَرُوِيَ بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول [2334] كرب بِضَم الْكَاف وَكسر الرَّاء وَتَربد أَي تغير لَونه إِلَى كدرة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 328 [2335] فَلَمَّا أتلي عَنهُ بِهَمْزَة ومثناة فَوق سَاكِنة وَلَام وياء أَي ارْتَفع عَنهُ الْوَحْي وَرُوِيَ أَجلي بِالْجِيم وَرُوِيَ انجلى ومعناهما أزيل عَنهُ وَزَالَ عَنهُ [2336] يسدلون أشعارهم بِضَم الدَّال وَكسرهَا قَالَ القَاضِي سدل الشّعْر إرْسَاله قَالَ والمرادبه هُنَا عِنْد الْعلمَاء إرْسَاله على الجبين واتخاذه كالقصة ثمَّ فرق قَالَ الْعلمَاء الْفرق فرق الشّعْر بعضه من بعض هُوَ السّنة لِأَنَّهُ الَّذِي رَجَعَ إِلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم آخرا قَالُوا وَالظَّاهِر أَنه إِنَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ بِوَحْي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 329 [2337] الجمة هِيَ الشّعْر الَّذِي نزل إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَهِي أَكثر من الوفرة فَإِنَّهَا مَا نزل إِلَى شحمة الْأُذُنَيْنِ واللمة الَّتِي ألمت بالمنكبين قَالَ القَاضِي وَالْجمع بَين هَذِه الرِّوَايَات أَن مَا يَلِي الْأذن هُوَ الَّذِي يبلغ شحمة أُذُنَيْهِ وَهُوَ الَّذِي بَين أُذُنَيْهِ وعاتقه وَمَا خَلفه هُوَ الَّذِي يضْرب مَنْكِبَيْه قَالَ وَقيل بل ذَلِك لاخْتِلَاف الْأَوْقَات فَإِذا غفل عَن تَقْصِيرهَا بلغت الْمَنْكِبَيْنِ وَإِذا قصرهَا كَانَت إِلَى أَنْصَاف الْأُذُنَيْنِ فَكَانَ يقصر وَيطول بِحَسب ذَلِك شحمة أُذُنَيْهِ هُوَ اللين مِنْهُمَا فِي أَسْفَلهَا وَهُوَ مُعَلّق القرط مِنْهَا أحسن النَّاس وَجها وَأحسنه خلقا قَالَ القَاضِي ضبطناه هُنَا بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام لِأَن المُرَاد صِفَات جِسْمه قَالَ وَأما فِي حَدِيث أنس فَروينَاهُ بِالضَّمِّ لِأَنَّهُ أخبر عَن معاشرته قَالَ وَأما قَوْله وَأحسنه فَقَالَ أَبُو حَاتِم هَكَذَا تَقوله الْعَرَب فلَان أجمل النَّاس وَأحسنه يُرِيدُونَ وَأَحْسَنهمْ وَلَكِن لَا يَتَكَلَّمُونَ بِهِ وَإِنَّمَا كَلَامهم وَأحسنه قَالَ الْمُحَقِّقُونَ يذهبون إِلَى وَأحسن من ثمَّة وَمِنْه الحَدِيث خير نسَاء ركبن الْإِبِل نسَاء قُرَيْش أشفقه على ولد وأعطفه على زوج وَحَدِيث أبي سُفْيَان عِنْدِي أحسن نسَاء الْعَرَب وأجمله [2338] رجلا بِفَتْح الرَّاء وَكسر الْجِيم وَهُوَ الَّذِي بَين الجعودة والسبوطة وعاتقه هُوَ مَا بَين الْمنْكب والعنق الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 [2339] قَالَ عَظِيم الْفَم أَي واسعه وَالْعرب تمدح بذلك وتذم بصغر الْفَم قلت مَا أشكل الْعَينَيْنِ قَالَ طَوِيل شقّ الْعين قَالَ القَاضِي هَذَا وهم من سماك بِاتِّفَاق الْعلمَاء وَغلط ظَاهر وَصَوَابه مَا اتّفق عَلَيْهِ الْعلمَاء وَنَقله أَبُو عبيد وَجَمِيع أَصْحَاب الْغَرِيب أَن الشكلة حمرَة فِي بَيَاض الْعين منهوس الْعقب بِالسِّين الْمُهْملَة [2340] مقصدا بِفَتْح الصَّاد الْمُشَدّدَة وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بجسيم وَلَا نحيف وَلَا طَوِيل وَلَا قصير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 [2341] فَقَالَ لم يبلغ الخضاب الْأَكْثَرُونَ على انه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يخضب وَإِنَّمَا كَانَ الطّيب يضعف لون سَواد شعره وَقَالَ النَّوَوِيّ الْمُخْتَار أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صبغ فِي وَقت وَتَركه فِي مُعظم الْأَوْقَات لحَدِيث بن عمر أَنه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يصْبغ بالصفرة قَالَ فَأخْبر كل بِمَا رأى والكتم بِفَتْح الْكَاف والمثناة فَوق نَبَات يصْبغ بِهِ الشّعْر يكسر بياضه أَو حمرته إِلَى الدهمة بحتا بحاء مُهْملَة سَاكِنة ومثناة فَوق أَي خَالِصا لم يخلط بِغَيْرِهِ وَفِي الرَّأْس نبذ ضبط بِضَم النُّون وَفتح الْبَاء وبفتح النُّون وَسُكُون الْبَاء أَي شَعرَات مُتَفَرِّقَة [2342] أبري النبل بِفَتْح الْهمزَة وأريشها بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء وَسُكُون الْيَاء أَي أجعَل للنبل ريشا شمط بِكَسْر الْمِيم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 334 [2345] زر الحجلة قيل المُرَاد بهَا وَاحِدَة الحجال وَهِي بَيت كالقبة لَهَا أزرار وعرى وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا الشجاناة وَقيل المُرَاد بهَا الطَّائِر الْمَعْرُوف وزرها بيضها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 [2346] ناغض كتفه هُوَ الْعظم الدَّقِيق الَّذِي على طرفه وَقيل مَا يظْهر مِنْهُ عِنْد التحرك جمعا بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمِيم وَمَعْنَاهُ كجمع الْكَفّ وَهُوَ قدره بعد أَن تجمع الْأَصَابِع وتضم خيلان بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْيَاء جمع خَال وَهُوَ الشامة فِي الْجَسَد الثآليل جمع ثؤلول بمثلثة [2347] لَيْسَ بالطويل الْبَائِن أَي الزَّائِد فِي الطول الأمهق بِالْمِيم وَهُوَ شَدِيد الْبيَاض كلون الجص وَهُوَ كريه المنظر وَرُبمَا توهمه النَّاظر أبرص وبالآدم هُوَ الأسمر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 [2350] فغفره بالغين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء أَي دَعَا لَهُ بالمغفرة أَي قَالَ غفر الله لَهُ وَهَذِه اللَّفْظَة يَقُولُونَهَا غَالِبا لمن غلط فِي شَيْء فَكَأَنَّهُ قَالَ أَخطَأ غفر الله لَهُ وَرُوِيَ فصغره بصاد ثمَّ غين أَي استصغره عَن معرفَة هَذَا أَو إِدْرَاكه ذَلِك وَضَبطه وَإِنَّمَا اسْتندَ ف إِلَى قَول الشَّاعِر وَلَيْسَ مَعَه علم بذلك وَإِنَّمَا أَخذه من قَول الشَّاعِر يَعْنِي أَبَا قيس صرمة بن أبي أنس بن عدي الْأنْصَارِيّ حَيْثُ يَقُول ثوى فِي قُرَيْش بضع عشرَة حجَّة يذكر لَو يلقى خَلِيلًا مواتيا يسمع الصَّوْت وَيرى الضَّوْء قَالَ القَاضِي أَي صَوت الْهَاتِف بِهِ من الْمَلَائِكَة وَنور الْمَلَائِكَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 [2354] وَأَنا الماحي الَّذِي يمحى بِهِ الْكفْر قَالَ الْعلمَاء المُرَاد محوه من مَكَّة وَالْمَدينَة وَسَائِر بِلَاد الْعَرَب وَمَا زوي لَهُ من الأَرْض ووعد أَن يبلغهُ ملك أمته قَالَ القَاضِي وَيحْتَمل أَن المُرَاد المحو الْعَام بِمَعْنى الظُّهُور بِالْحجَّةِ وَالْغَلَبَة كَمَا قَالَ الله سُبْحَانَهُ تَعَالَى لِيظْهرهُ على الدّين كُله التَّوْبَة33 يحْشر النَّاس على عَقبي أَعلَى أثري وزمان نبوتي ورسالتي وَلَيْسَ بعدِي نَبِي وَقيل يتبعوني وَالْعَاقِب الَّذِي لَيْسَ بعده نَبِي أَي جَاءَ عقبهم إِن لي أَسمَاء اقْتصر عَلَيْهَا مَعَ أَن لَهُ غَيرهَا لِأَنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْكتب السَّابِقَة على قدمي رُوِيَ بِالْإِفْرَادِ وبالتثنية [2355] والمقفي قَالَ شمر هُوَ بِمَعْنى العاقب وَقَالَ بن الْأَعرَابِي هُوَ المتبع للأنبياء وَنَبِي التَّوْبَة وَنَبِي الرَّحْمَة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُمَا مُتَقَارب ومقصودهما أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَاءَ بِالتَّوْبَةِ وبالتراحم قَالَ سُبْحَانَهُ تَعَالَى رحماء بَينهم وتواصو بِالصبرِ وَتَوَاصَوْا بالمرحمة الْبَلَد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 [2357] شراج الْحرَّة بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وبالجيم وَهِي مسايل المَاء الْوَاحِدَة شرجه سرح المَاء أَي أرْسلهُ أَن كَانَ بن عَمَّتك بِفَتْح الْهمزَة أَي فعلت هَذَا لكَونه بن عَمَّتك فَتَلَوَّنَ أَي تغير من الْغَضَب لانتهاك حُرْمَة النُّبُوَّة الْجدر بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا وبالدال الْمُهْملَة هُوَ الْجِدَار وَالْمرَاد هُنَا أصل الْحَائِط وَقيل أصُول الشّجر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 341 [2358] إِن أعظم الْمُسلمين جرما من سَأَلَ قَالَ الْخطابِيّ هَذَا فِيمَن سَأَلَ تكلفا وتعنتا فِيمَا لَا حَاجَة لَهُ إِلَيْهِ لَا فِيمَن سَأَلَ لضَرُورَة وَقعت لَهُ والجرم الْإِثْم والذنب قَالَ صَاحب التَّحْرِير وَفِيه دَلِيل على أَن من عمل مَا فِيهِ إِضْرَار بِغَيْرِهِ كَانَ آثِما ونقر عَنهُ أَي بَالغ فِي الْبَحْث وَالِاسْتِقْصَاء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 [2359] وَلَهُم خنين ضبط بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وبالمهملة وَهُوَ صَوت الْبكاء إِن كَانَ من الْأنف فخنين بِالْمُعْجَمَةِ أَو من الْفَم فحنين بِالْمُهْمَلَةِ أولى كلمة تهديد ووعيد وَمَعْنَاهُ قرب مِنْكُم مَا تَكْرَهُونَ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى أولى لَك فَأولى أَي قاربك مَا تكره فاحذره مَأْخُوذ من الْوَلِيّ وَهُوَ الْقرب قارفت أَي عملت سوءا أَي زنى أهل الْجَاهِلِيَّة هم من قبل النُّبُوَّة سموا بِهِ لِكَثْرَة جهالاتهم لَو ألحقني بِعَبْد أسود للحقته قيل كَيفَ يتَصَوَّر هَذَا وَالزِّنَا لَا يثبت بِهِ السَّبَب وَأجِيب بِأَنَّهُ لم يبلغ بن حذافة ذَلِك فخفي عَلَيْهِ أَو يتَصَوَّر فِي وَطْء الشُّبْهَة الْمُغنِي بِكَسْر النُّون وَتَشْديد الْيَاء مَنْسُوب إِلَى معن بن زَائِدَة أحفوه أَي ألحوا عَلَيْهِ أرموا بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْمِيم المضمومة أَي سكتوا [2361] يلقحونه هُوَ إِدْخَال شَيْء من طلع الذّكر فِي طلع الْأُنْثَى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 [2362] يأبرون بِضَم الْبَاء وَكسرهَا فنفضت أَو فنقصت هُوَ بِفَتْح الْحُرُوف كلهَا فَالْأول بِالْفَاءِ وَالضَّاد الْمُعْجَمَة أَي أسقطت ثَمَرهَا وَالثَّانِي بِالْقَافِ وَالصَّاد الْمُهْملَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 [2363] شيصا بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت وصاد مُهْملَة وَهُوَ الْبُسْر الردي الَّذِي إِذا يبس صَار حشفا [2364] ليَأْتِيَن على أحدكُم يَوْم الحَدِيث أوضح من هَذَا مَا فِي سنَن سعيد بن مَنْصُور ليَأْتِيَن على أحدكُم يَوْم لِأَن يراني أحب إِلَيْهِ من أَن يكون لَهُ مثل أَهله وَمَاله ثمَّ لِأَن يراني أَي رُؤْيَته إيَّايَ أفضل عِنْده من أَن يعْطى مَعَ أَهله وَمَاله مثلهم أَيْضا وَهَذَا يدل على أَن لَفْظَة مَعَهم فِي موضعهَا وعَلى ظَاهرهَا وَهُوَ الَّذِي رَجحه النَّوَوِيّ لَا كَمَا قَالَ أَبُو إِسْحَاق إِنَّه مقدم ومؤخر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 [2365] أَنا أولى النَّاس بِعِيسَى أَي أخص بِهِ الْأَنْبِيَاء أَبنَاء علات بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام وهم الْأُخوة لأَب من أُمَّهَات شَتَّى وَالْمعْنَى أَنهم متفقون فِي أصل التَّوْحِيد وشرائعهم مُخْتَلفَة وَلَيْسَ بيني وَبَين عِيسَى نَبِي هَذَا يبطل قَول من قَالَ إِنَّه بعث بعد عِيسَى فِي زمن الفترة نَبِي أَو نبيان أَو ثَلَاثَة وَلم يرد فِي ذَلِك حَدِيث يعْتَمد عَلَيْهِ وَهَذَا الَّذِي فِي مُسلم نَص قَاطع للنزاع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 [2366] مَا من مَوْلُود إِلَّا نخسه الشَّيْطَان الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهر الحَدِيث اخْتِصَاص هَذِه الْفَضِيلَة بِعِيسَى وَأمه وَأَشَارَ القَاضِي إِلَى أَن جَمِيع الْأَنْبِيَاء يشاركون فِيهَا [2367] صياح الْمَوْلُود حِين يَقع أَي حِين يسْقط من بطن أمه نزغة أَي نخسة وطعنة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 350 [2368] قَالَ عِيسَى ءامنت بِاللَّه وكذبت نَفسِي قَالَ القَاضِي ظَاهر الْكَلَام صدقت من حلف بِاللَّه وكذبت مَا ظهر لي من ظَاهر سَرقته فَلَعَلَّهُ أَخذ مَا لَهُ فِيهِ حق أَو بِإِذن صَاحبه أَو لم يقْصد الْغَصْب والاستيلاء أَو ظهر لَهُ من مد يَده أَنه أَخذ شَيْئا فَلَمَّا حلف لَهُ أسقط ظَنّه وَرجع عَنهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 351 [2369] ذَاك إِبْرَاهِيم قيل إِنَّه قَالَه على سَبِيل التَّوَاضُع وَقيل قبل أَن يعلم أَنه سيد ولد آدم والْحَدِيث دَلِيل على أَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أفضل الْأَنْبِيَاء بعد نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم [2370] بالقدوم قَالَ النَّوَوِيّ اتّفق رُوَاة مُسلم على تخفيفه وَهِي آلَة النجار الجزء: 5 ¦ الصفحة: 352 [2371] إِلَّا ثَلَاث كذبات هُوَ مؤول أَي بِالنِّسْبَةِ إِلَى الظَّاهِر وَزعم السَّامع وَأما فِي نفس الْأَمر فَهِيَ صَحِيحَة لَا كذب فِيهَا قَوْله إِنِّي سقيم أَي سأسقم لِأَن الْإِنْسَان عرضة للأسقام وَقَوله بل فعله كَبِيرهمْ هَذَا قَالَ بن قُتَيْبَة وَطَائِفَة جعل النُّطْق شرطا لفعل كَبِيرهمْ أَي فعله كَبِيرهمْ إِن كَانُوا ينطقون وَكَانَت أحسن النَّاس فِي الحَدِيث أَنَّهَا اوتيت هِيَ ويوسف شطر الْحسن أخرجه الْحَاكِم من حَدِيث أنس وَعَن بن عَبَّاس كَانَ حسنها حسن حَوَّاء أخرجه بن عبد الحكم فِي فتوح مصر فلك الله أَي شَاهد أَو ضَامِن مَهيم بِفَتْح الْمِيم وَالْيَاء وَسُكُون الْهَاء بَينهمَا أَي مَا شَأْنك وَيُقَال إِن أول من قَالَ هَذِه الْكَلِمَة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام يَا بني مَاء السَّمَاء قيل هم الْعَرَب كلهم لأَنهم أَصْحَاب مواشي ورعي لما ينْبت من السَّمَاء وَقيل هم الْأَنْصَار خَاصَّة لِأَن جدهم عَامر بن حَارِثَة بن امْرِئ الْقَيْس كَانَ يعرف بِمَاء السَّمَاء وَكَانَ مَشْهُورا بذلك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 354 [339] آدر بِهَمْزَة ممدودة ودال مَفْتُوحَة وَرَاء عَظِيم الخصيتين فَجمع أَي ذهب مسرعا إسراعا بليغا فَطَفِقَ بِكَسْر الْفَاء وَفتحهَا ندبا بِفَتْح النُّون وَالدَّال أَي أثر وَأَصله أثر الْجرْح إِذا لم يرْتَفع عَن الْجلد فاغتسل عِنْد مويه بِضَم الْمِيم وَفتح الْوَاو وَسُكُون الْيَاء تَصْغِير مَاء وَفِي نُسْخَة عِنْد مشربَة بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الشين وَهِي حُفْرَة فِي أصل النَّخْلَة بِجمع المَاء فِيهَا يسقيها قَالَ القَاضِي أَظن الأول تصحيفا ثوبي حجر أَي دع ثوبي يَا حجر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 355 [2372] أرسل ملك الْمَوْت ورد فِي أثر عَن وهب اسْمه عزرائيل قَالَ الْجُزُولِيّ فِي شرح الرسَالَة وَمَعْنَاهُ عبد الْجَبَّار صَكه أَي لطمه ففقأ بِالْهَمْز عينه قَالَ الْمَازرِيّ أنكر بعض الْمَلَاحِدَة هَذَا الحَدِيث وَقَالُوا كَيفَ يجوز على مُوسَى فقء عين ملك الْمَوْت قَالَ وَأجَاب الْعلمَاء عَن هَذَا بأجوبة مِنْهَا انه لَا يمْتَنع أَن يكون الله تَعَالَى قد أذن لَهُ فِي ذَلِك وَالله تَعَالَى يفعل فِي خلقه مَا يَشَاء وَمِنْهَا أَن مُوسَى لم يعلم أَنه ملك الْمَوْت وَظن أَنه رجل قَصده يُرِيد نَفسه فدافعه عَنْهَا وَهَذَا جَوَاب بن خُزَيْمَة وَغَيره من الْمُتَقَدِّمين وَاخْتَارَهُ الْمَازرِيّ وَالْقَاضِي وَقَالا لما عرفه فِي الْمرة الثَّانِيَة استسلم لَهُ متن ثَوْر أَي ظَهره ثمَّ مَه هِيَ مَا الاستفهامية وصلت ب هَاء السكت أَي ثمَّ مَاذَا يكون رمية بِحجر أَي قدر مَا يبلغهُ الْكَثِيب هُوَ الرمل المستطيل المحدودب أجب رَبك أَي للْمَوْت تَوَارَتْ بِمَعْنى وارت أَي سترت رب أمتني من الأَرْض المقدسة فِي نُسْخَة أدنني قَالَ النَّوَوِيّ وَكِلَاهُمَا صَحِيح قَالَ بَعضهم إِنَّمَا سَأَلَ الإدناء وَلم يسْأَل نفس بَيت الْمُقَدّس لِأَنَّهُ خَافَ أَن يكون قَبره مَشْهُورا عِنْدهم فيفتتن بِهِ النَّاس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 358 [2373] لَا تفضلوا بَين الْأَنْبِيَاء هُوَ مَحْمُول على تَفْضِيل يُؤَدِّي إِلَى تنقيص الْمَفْضُول أَو يُؤَدِّي إِلَى الْخُصُومَة والفتنة كَمَا هُوَ سَبَب الحَدِيث أَو مُخْتَصّ بالتفضيل فِي نفس النُّبُوَّة وَلَا تفاضل فِيهَا وَإِنَّمَا التَّفَاضُل بالخصائص وفضائل أُخْرَى قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا بُد من اعْتِقَاد التَّفْضِيل بعد أَن قَالَ الله تَعَالَى تِلْكَ الرُّسُل فضلنَا بَعضهم على بعض فَإِنَّهُ ينْفخ فِي الصُّور الحَدِيث قَالَ القَاضِي هَذَا من أشكل الْأَحَادِيث لِأَن مُوسَى قد مَاتَ فَكيف تُدْرِكهُ الصعقة وَإِنَّمَا يصعق الْأَحْيَاء وَقَوله مِمَّن اسْتثْنى الله يدل على أَنه كَانَ حَيا وَلم يَأْتِ أَن مُوسَى رَجَعَ إِلَى الْحَيَاة وَلَا أَنه حَيّ كَمَا جَاءَ فِي عِيسَى قَالَ وَيحْتَمل أَن هَذِه الصعقة صعقة فزع بعد الْمَوْت حِين تَنْشَق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فتنتظم حِينَئِذٍ الْآيَات وَالْأَحَادِيث يُؤَيّدهُ قَوْله فأفاق لِأَنَّهُ إِنَّمَا يُقَال أَفَاق من الغشي وَأما الْمَوْت فَيُقَال بعث مِنْهُ وصعقة الطّور لم تكن موتا قَالَ وَأما قَوْله فَلَا أَدْرِي أَفَاق قبلي فَيحْتَمل أَنه قَالَه قبل أَن يعلم أَنه أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض على الْإِطْلَاق وَيجوز أَن يكون مَعْنَاهُ أَنه من الزمرة الَّذين هم أول من تَنْشَق عَنْهُم الأَرْض فَيكون مُوسَى من تِلْكَ الزمرة وَهِي وَالله أعلم زمرة الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 359 [2376] وَلَا أَقُول إِن أحدا أفضل من يُونُس بن مَتى قَالَ الْعلمَاء هَذَا زجر عَن أَن يتخيل أحد من الْجَاهِلين شَيْئا من حط مرتبَة يُونُس من أجل مَا فِي الْقُرْآن الْعَزِيز فِي قصَّته وَلِهَذَا خصّه بِالذكر فَإِن مَا جرى لَهُ لم يحطه من النُّبُوَّة مِثْقَال ذرة [2377] مَا يَنْبَغِي لعبد أَن يَقُول أَنا خير من يُونُس ضمير أَنا للقائل أَي لَا يَقُول ذَلِك بعض الْجَاهِلين من الْمُجْتَهدين فِي عبَادَة أَو علم أَو غير ذَلِك فَإِنَّهُ لَو بلغ من الْفَضَائِل مَا بلغ لم يبلغ دَرَجَة النُّبُوَّة بن مَتى بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد الْمُثَنَّاة فَوق وَالْقصر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 360 [2378] من أكْرم النَّاس الحَدِيث قَالَ الْعلمَاء لما سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي النَّاس أكْرم أخبر بأكمل الْكَرم وأعمه فَقَالَ أَتْقَاهُم وأصل الْكَرم كَثْرَة الْخَيْر وَمن كَانَ متقيا كَانَ كثير الْخَيْر وَكثير الْفَائِدَة فِي الدُّنْيَا وَصَاحب الدَّرَجَات العلى فِي الْآخِرَة فَلَمَّا قَالُوا لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك أخْبرهُم بِيُوسُف لِأَنَّهُ قد جمع مَكَارِم الْأَخْلَاق مَعَ شرف النُّبُوَّة مَعَ شرف النّسَب وَكَونه نَبيا بن ثَلَاثَة أَنْبيَاء متناسقين أحدهم خَلِيل الله وانضم إِلَيْهِ شرف علم الرُّؤْيَا وتمكنه فِيهِ ورئاسته الدُّنْيَا وملكها بالسيرة الجميلة وحياطته للرعية وَعُمُوم نَفعه إيَّاهُم وشفقته عَلَيْهِم وإنقاذه إيَّاهُم من تِلْكَ السنين فَلَمَّا قَالُوا لَهُ لَيْسَ عَن هَذَا نَسْأَلك فهم مِنْهُم أَن السُّؤَال عَن قبائل الْعَرَب فَقَالَ خيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة خيارهم فِي الْإِسْلَام إِذا فقهوا مَعْنَاهُ أَن أَصْحَاب المروءات وَمَكَارِم الْأَخْلَاق فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا أَسْلمُوا وفقهوا فهم خِيَار النَّاس قَالَ القَاضِي وَقد تضمن الحَدِيث فِي الْأَجْوِبَة الثَّلَاثَة الْكَرم كُله عُمُومه وخصوصه ومجمله ومعينه إِنَّمَا هُوَ بِالدّينِ من التَّقْوَى والنبوة والإغراق فِيهَا وَالْإِسْلَام مَعَ الْفِقْه وَمعنى معادن الْعَرَب أُصُولهَا وفقهوا بِضَم الْقَاف وَحكي كسرهَا أَي صَارُوا فُقَهَاء عاملين بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 [2380] الْبكالِي بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَخْفِيف الْكَاف قَالَ كذب عَدو الله قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء هُوَ على وَجه الإغلاظ والزجر عَن مثل قَوْله لَا أَنه يعْتَقد أَنه عَدو الله حَقِيقَة إِنَّمَا قَالَه مُبَالغَة فِي إِنْكَار قَوْله لمُخَالفَته قَول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ ذَلِك فِي حَال غضب بن عَبَّاس لشدَّة إِنْكَاره وَحَال الْغَضَب تطلق الْأَلْفَاظ وَلَا يُرَاد حقائقها بمجمع الْبَحْرين قَالَ قَتَادَة أَي بحري فَارس وَالروم مِمَّا يَلِي الْمشرق وَعَن أبي بن كَعْب أَنه بإفريقية ثمَّ بِفَتْح الْمُثَلَّثَة أَي هُنَاكَ يُوشَع بن نون هُوَ بن أفراثيم بن يُوسُف وَنون مَصْرُوف كنوح جرية المَاء بِكَسْر الْجِيم الطاق عقد الْبناء وَهُوَ الأزج يعْقد أَعْلَاهُ وَتَحْته خَال وليلتهما قَالَ النَّوَوِيّ ضبطوه بِالنّصب والجر نصبا أَي تعبا مسجى أَي مغطى أَنى بأرضك السَّلَام أَي من أَيْن السَّلَام فِي هَذِه الأَرْض الَّتِي لَا يعرف فِيهَا السَّلَام نول بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْوَاو أَي أجر النول الْعَطاء مَا نقص علمي وعلمك من علم الله إِلَّا مثل مَا نقص هَذَا العصفور من هَذَا الْبَحْر قَالَ الْعلمَاء لفظ النَّقْص هُنَا لَيْسَ على ظَاهره وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن علمي وعلمك بِالنِّسْبَةِ إِلَى علم الله كنسبة مَا نقره هَذَا العصفور إِلَى مَاء الْبَحْر وَهَذَا على وَجه التَّقْرِيب إِلَى الأفهام فَعميَ عَلَيْهِ ضبط بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الْمِيم وبضم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْمِيم الكوة بِفَتْح الْكَاف وَيُقَال بضَمهَا وَهِي الطاق حلاوة الْقَفَا بِتَثْلِيث الْحَاء وَالضَّم أفْصح مَجِيء مَا جَاءَ بك قَالَ القَاضِي ضبط بِالرَّفْع غير منون ومنونا قَالَ وَهُوَ أظهر أَي أَمر عَظِيم جَاءَ بك انتحى عَلَيْهَا أَي اعْتمد على السَّفِينَة وَقصد خرقها انْطلق إِلَى أحدهم بادئ الرَّأْي بِالْهَمْز وَتَركه فَمن همزه فَمَعْنَاه أول الرَّأْي أَي انْطلق مسارعا إِلَى قَتله من غير فكر وَمن لم يهمز فَمَعْنَاه ظهر لَهُ رَأْي فِي قَتله من البداء وَهُوَ ظُهُور رَأْي لم يكن ذمَامَة بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة أَي استحياء لِكَثْرَة مُخَالفَته [2381] الله ثالثهما أَي مَعَهُمَا بالنصر والمعونة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 371 [2382] فَبكى أَبُو بكر وَبكى أَي كرر الْبكاء فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ الْمُخَير قَالَ النَّوَوِيّ وَإِنَّمَا أبهم نَفسه ليظْهر فهم أهل الْمعرفَة ونباهة أَصْحَاب الحذق إِن أَمن النَّاس عَليّ أَي أَكْثَرهم جودا وسماحة لي وَإِلَّا فالمنة لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قبُول ذَلِك وَغَيره وَلَو كنت متخذا خَلِيلًا مَعْنَاهُ أَن حب الله لم يبْق فِي قلبه موضعا لغيره إِلَّا إِنِّي أَبْرَأ إِلَى كل خل بِكَسْر الْخَاء أَي خَلِيل خلته رُوِيَ بِكَسْر الْخَاء وَفتحهَا أَي صداقته أَي أَبْرَأ إِلَيْهِ من مخاللتي إِيَّاه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 [2384] بَعثه على جَيش ذَات السلَاسِل بِفَتْح السِّين الأولى وَكَانَت بعد مُؤْتَة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان [2385] ثمَّ انْتَهَت إِلَى هَذَا أَي وقفت على أبي عُبَيْدَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 [2387] وَيَقُول قَائِل أَنا وَلَا كَذَا فِي أصُول مُعْتَمدَة أَي يَقُول أَنا أَحَق وَلَا حق لَهُ وَفِي نُسْخَة أَنا أولى أَي أَنا أَحَق بالخلافة وروى أَنا ولاه أَي أَنا الَّذِي ولاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ويروى أَنى ولاه أَي كَيفَ ولاه [1028] مَا اجْتَمعْنَ فِي امْرِئ إِلَّا دخل الْجنَّة قَالَ القَاضِي أَي بِلَا محاسبة وَلَا مجازاة على قَبِيح الْأَعْمَال وَإِلَّا فمجرد الْإِيمَان يَقْتَضِي دُخُول الْجنَّة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 [2388] إِنِّي أومن بِهِ وَأَبُو بكر وَعمر إِنَّمَا قَالَ ذَلِك ثِقَة بهما لعلمه بِصدق إيمانهما وَقُوَّة يقينهما وَكَمَال معرفتهما بعظيم سُلْطَان الله وَكَمَال قدرته يَوْم السَّبع بِضَم الْبَاء أَي يَوْم ينْفَرد بهَا الْأسد حِين يَتْرُكهَا النَّاس هملا عِنْد الْفِتَن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 376 [2389] على سَرِيره أَي نعشه فتكنفه النَّاس أَي أحاطوا بِهِ فَلم يرعني إِلَّا بِرَجُل أَي لم يفجأني الْأَمر أَو الْحَال إِلَّا بِرَجُل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 [2392] ثمَّ أَخذهَا بن أبي قُحَافَة إِشَارَة إِلَى خِلَافَته فَنزع بهَا ذنوبا أَو ذنوبين هَذَا شكّ من الرَّاوِي وَالْمرَاد ذنوبان كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَنزع دلوين إِشَارَة إِلَى مكثه فِي الْخلَافَة سنتَيْن وَفِي نَزعه ضعف بِضَم أَوله وفتحه إِشَارَة إِلَى قصر مدَّته وَالله يغْفر لَهُ هِيَ كلمة كَانُوا يدعمون بهَا كَلَامهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 [2393] ثمَّ استحالت غربا أَي صَارَت وتحولت من الصغر إِلَى الْكبر والغرب بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء الدَّلْو الْعَظِيمَة عبقريا هُوَ السَّيِّد حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن أَي أرووا إبلم ثمَّ أدنوها إِلَى عطنها وَهُوَ الْموضع الَّتِي تساق إِلَيْهِ بعد السَّقْي لتستريح وَهَذِه إِشَارَة إِلَى اتساع الْإِسْلَام فِي خلَافَة عمر وَكَثْرَة الفتوحات والغنائم فِي زَمَنه يفرى بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الْفَاء وبكسر الرَّاء فريه رُوِيَ بِسُكُون الرَّاء وَتَخْفِيف الْيَاء وبكسر الرَّاء وَتَشْديد الْيَاء أَي يقطع قطعه وَيعْمل عمله رُوِيَ بِكَسْر الْوَاو المخففة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 [2397] ويستكثرونه أَي يطلبن كثيرا من كَلَامه وَجَوَابه لحوائجهن وفتاويهن أَنْت أغْلظ وأفظ من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيست أفعل هُنَا للمفاضلة بل هِيَ بِمَعْنى فظ غليظ قَالَ القَاضِي وَقد يَصح حملهَا على المفاضلة وَأَن الْقدر الَّذِي مِنْهَا فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كَانَ من إغلاظه على الْكَافرين وَالْمُنَافِقِينَ كَمَا قَالَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَاهد الْكفَّار وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِم وكما كَانَ يغْضب ويغلظ عَن انتهاك حرمات الله تَعَالَى مَا لقيك الشَّيْطَان قطّ سالكا فجا أَي طَرِيقا إِلَّا سلك فجا غير فجك هُوَ على ظَاهره وَقيل ضرب مثلا لبعد الشَّيْطَان وإغوائه مِنْهُ [2401] فَلم تهتش لَهُ كَذَا فِي الْأُصُول بتاء بعد الْهَاء وَرُوِيَ فَلم تهش بحذفها وَفتح الْهَاء من الهشاشة وَهِي البشاشة بِمَعْنى حسن اللِّقَاء وَلم تباله أَي تكترث وتحتفل لدُخُوله أَلا أستحيي من رجل تستحيي قَالَ النَّوَوِيّ كَذَا فِي الرِّوَايَة بياء وَاحِدَة فِي الْفِعْلَيْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 381 [2403] يركز بِعُود بِضَم الْكَاف أَي يضْرب بأسفله ليثبته فِي الأَرْض خرج وَجه هَا هُنَا ضبط بتَشْديد الْجِيم أَي قصد هَذِه الْجِهَة وبسكونها قفها بِضَم الْقَاف وَهُوَ حافة الْبِئْر على رسلك بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا أَي تمهل وتأن وجاههم بِكَسْر الْوَاو وَضمّهَا أَي قبالتهم فَأَوَّلتهَا قُبُورهم يَعْنِي أَن الثَّلَاثَة دفنُوا فِي مَكَان وَاحِد وَعُثْمَان فِي مَكَان بَائِن عَنْهُم قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا من بَاب الفراسة الصادقة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 384 [2404] أَنْت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى أَي فِي استخلافك على الْمَدِينَة فِي هَذِه الْغَزْوَة خَاصَّة كاستخلاف مُوسَى هَارُون عِنْد ذَهَابه إِلَى الْمِيقَات وَبِهَذَا تبطل شُبْهَة الْمُعْتَزلَة والإمامية قَالَ القَاضِي وَيُؤَيِّدهُ أَن هَارُون الْمُشبه بِهِ لم يكن خَليفَة مُوسَى بل توفّي قبله بِمدَّة فاستكتا بتَشْديد الْكَاف أَي صمتا [2405] فتساورت لَهَا بِالسِّين الْمُهْملَة ثمَّ وَاو ثمَّ رَاء أَي تطاولت لَهَا وَلَا تلْتَفت قيل المُرَاد النَّهْي عَن الِالْتِفَات عَن يَمِينه وشماله على ظَاهره وَقيل المُرَاد الْحَث على الْإِقْدَام والمبادرة إِلَى ذَلِك الْأَمر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 [2406] يدوكون بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وبالواو أَي يَخُوضُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ فِي ذَلِك وَفِي نُسْخَة يذكرُونَ بِسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وبالراء حمر النعم أَي الْإِبِل الْحمر وَهِي أنفس أَمْوَال الْعَرَب يضْربُونَ بهَا الْمثل فِي نفاسة الشَّيْء وَقد تقرر أَن تَشْبِيه أُمُور الْآخِرَة بأعراض الدُّنْيَا إِنَّمَا هُوَ للتقريب إِلَى الأفهام وَإِلَّا فذرة من الْآخِرَة خير من الأَرْض بأسرها وأمثالها مَعهَا لَو تصورت الجزء: 5 ¦ الصفحة: 388 [2408] يدعى خما بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الْمِيم وَهُوَ غَدِير على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْجحْفَة يُقَال لَهُ غَدِير خم ثقلين سميا بذلك لعظمهما وَكبر شَأْنهمَا وَقيل لثقل الْعَمَل بهما حرم الصَّدَقَة بِضَم الْحَاء وَتَخْفِيف الرَّاء الْعَصْر من الدَّهْر أَي الْقطعَة مِنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 [2409] فَلم يقل فتح الْيَاء وَكسر الْقَاف من القيلولة وَهِي النّوم نصف النَّهَار الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 [2410] أرق بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الرَّاء وَتَخْفِيف الْقَاف أَي سهر وَلم يَأْته نوم لَيْت رجلا صَالحا م أَصْحَابِي يَحْرُسنِي اللَّيْلَة قَالَ القَاضِي كَانَ هَذَا قبل نزُول قَوْله وَالله يَعْصِمك من النَّاس غَطِيطه بغين مُعْجمَة وَهُوَ صَوت النَّائِم الْمُرْتَفع خشخشة سلَاح أَي صَوت صدم بعضه بَعْضًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 392 [2412] قد أحرق الْمُسلمين أَي أثخن فيهم وَعمل فيهم نَحْو عمل النَّار فنزعت لَهُ بِسَهْم لَيْسَ فِيهِ نصل أَي رميته بِسَهْم لَيْسَ فِيهِ زج فَأَصَبْت جنبه كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالْجِيم وَالنُّون وَفِي بَعْضهَا حبته بحاء مُهْملَة وباء مُوَحدَة مُشَدّدَة ثمَّ مثناة فَوق أَي حَبَّة قلبه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 393 [1748] الْقَبْض بِفَتْح الْقَاف وَالْبَاء الْمُوَحدَة وبالضاد الْمُعْجَمَة الْموضع الَّذِي تجمع فِيهِ الْغَنَائِم حش بِفَتْح الْحَاء وَضمّهَا شجروا فاها بشين مُعْجمَة وجيم وَرَاء أَي فتحوه ففزره بزاء ثمَّ رَاء أَي شقَّه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 [2415] ندب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّاس أَي دعاهم للْجِهَاد وحرضهم عَلَيْهِ حوارِي هُوَ النَّاصِر وَقيل هُوَ الْخَاصَّة وحواري الزبير ضبط بِفَتْح الْيَاء وَكسرهَا [2417] اهدأ بهمز الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 [2419] وَإِن أميننا أيتها الْأمة بِالنّصب على الِاخْتِصَاص وَالرَّفْع على النداء والأمين هُوَ الثِّقَة المرضي أَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء الْأَمَانَة مُشْتَركَة بَينه وَبَين غَيره من الصَّحَابَة لَكِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خص بَعضهم بِصِفَات غلبت عَلَيْهِم كَانُوا بهَا أخص [2420] فاستشرف أَي تطلع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 397 [2421] فِي طَائِفَة من النَّهَار أَي قِطْعَة مِنْهُ خباء فَاطِمَة بِكَسْر الْخَاء وَالْمدّ أَي بَيتهَا لكع المُرَاد بِهِ الصَّغِير سخابا بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وبالخاء الْمُعْجَمَة جمع سخب وَهُوَ قلادة من قرنفل وَنَحْوه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 398 [2424] مرط مرحل رُوِيَ بِالْحَاء وبالجيم أَي منقوش عَلَيْهِ صور رحال الْإِبِل أَو صور المراجل وَهِي الْقُدُور [2426] إِن تطعنوا بِفَتْح الْعين فِي إمرته بِكَسْر الْهمزَة أَي ولَايَته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 399 [2427] فحملنا وتركك قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ من تَتِمَّة قَول بن جَعْفَر لَا من قَول بن الزبير قلت فإمَّا يقدر قبله قَالَ أَو يكون جملَة قَالَ نعم مُعْتَرضَة بَين المتعاطفين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 400 [2430] خير نسائها مَرْيَم بنت عمرَان وَخير نسائها خَدِيجَة بنت خويلد قَالَ أَبُو كريب وَأَشَارَ وَكِيع إِلَى السَّمَاء وَالْأَرْض قَالَ النَّوَوِيّ أَرَادَ وَكِيع بِهَذِهِ الْإِشَارَة تَفْسِير الضَّمِير فِي نسائها وَأَن المُرَاد بِهِ جَمِيع نسَاء الأَرْض أَي كل من بَين السَّمَاء وَالْأَرْض وَالْمعْنَى أَن كل وَاحِدَة مِنْهُمَا خير نسَاء الأَرْض فِي عصرها قلت وَأحسن من ذَلِك أَن يَجْعَل الضَّمِير رَاجعا إِلَى مَرْيَم وَإِلَى خَدِيجَة وَإِن كَانَ اللَّفْظ مُتَأَخِّرًا فَإِنَّهُ مُتَقَدم فِي الرُّتْبَة فَإِنَّهُ مُبْتَدأ مُؤخر وَمَا قبله خبر مقدم وَالتَّقْدِير مَرْيَم خير نسائها وَخَدِيجَة خير نسائها أَي نسَاء عالمها وَقد ورد كَذَلِك فِي حَدِيث أخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي مُسْنده مَرْيَم خير نسَاء عالمها وَفَاطِمَة خير نسَاء عالمها [2431] كمل بِتَثْلِيث الْمِيم كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام قَالَ الْعلمَاء مَعْنَاهُ ان الثَّرِيد من كل طَعَام أفضل من المرق وَالْمرَاد بالفضيلة نَفعه والشبع مِنْهُ وسهولة مساغه والالتذاذ بِهِ وتيسر تنَاوله وَتمكن الْإِنْسَان من أَخذ كِفَايَته مِنْهُ وَغير ذَلِك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 [2432] من قصب المُرَاد قصب اللُّؤْلُؤ المجوف لَا صخب فِيهِ بِفَتْح الصَّاد وَالْخَاء هُوَ الصَّوْت الْمُخْتَلط الْمُرْتَفع وَلَا نصب هُوَ التَّعَب وَالْمَشَقَّة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 [2437] فارتاح لذَلِك أَي هش لمجيئها وسر بذلك حَمْرَاء الشدقين أَي سَقَطت أسنانها لكبرها فَلم يبْق بشدقيها بَيَاض مِنْهَا إِنَّمَا فِيهِ حمرَة اللثات [2438] سَرقَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَالرَّاء وَهِي الشقة الْبَيْضَاء من الْحَرِير إِن يَك من عِنْد الله يمضه قَالَ القَاضِي إِن كَانَت هَذِه الرُّؤْيَا قبل النُّبُوَّة فَمَعْنَاه إِن كَانَت رُؤْيا حق وَإِن كَانَت بعْدهَا فلهَا ثَلَاثَة معَان أَحدهَا المُرَاد إِن تكن الرُّؤْيَا على وَجههَا وظاهرها لَا تحْتَاج إِلَى تَعْبِير وَصرف عَن ظَاهرهَا الثَّانِي أَن المُرَاد إِن كَانَت هَذِه الزَّوْجَة فِي الدُّنْيَا أم فِي الْجنَّة وَالثَّالِث أَنه لم يشك وَلَكِن أخبر على التَّحْقِيق وأتى بِصُورَة الشَّك كَمَا قَالَ أَنْت أم أم سَالم وَهُوَ من البديع عِنْد أهل البلاغة وَسَماهُ بَعضهم مزج الشَّك بِالْيَقِينِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 [2439] مَا أَهجر إِلَّا اسْمك أَي قَلبهَا وحبها كَمَا كَانَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 [2440] ينقمعن أَي يختبئن حَيَاء مِنْهُ وهيبة يسربهن بتَشْديد الرَّاء أَي يرسلهن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 [2442] تساميني أَي تعادلني وتضاهيني فِي الحظوة والمنزلة الرفيعة مَا عدا سُورَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْوَاو ثمَّ رَاء وهاء وَهُوَ الثوران وعجلة الْغَضَب من حد كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِلَا هَاء وَفِي بَعْضهَا من حِدة بِكَسْر الْحَاء وبالهاء وَهِي شدَّة الْخلق وَالْمعْنَى أَنَّهَا كَامِلَة الْأَوْصَاف إِلَّا أَن فِيهَا شدَّة خلق وَسُرْعَة غضب تسرع مِنْهَا الْفَيْئَة بِفَتْح الْفَاء وبالهمز وَهِي الرُّجُوع إِذا وَقع ذَلِك مِنْهَا رجعت سَرِيعا وَلَا تصر عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ وَقد صحف صَاحب التَّحْرِير فِي هَذَا الحَدِيث تصحيفا قبيحا جدا فَقَالَ مَا عدا سَوْدَة بِالدَّال وَجعلهَا سَوْدَة بنت زَمعَة قَالَ وَهَذَا من فَاحش الْغَلَط نبهت عَلَيْهِ لِئَلَّا يغتر بِهِ لم أنشبها أَي لم أمهلها حِين وَفِي نُسْخَة حَتَّى أنحيت عَلَيْهَا بالنُّون والحاء الْمُهْملَة أَي قصدتها واعتمدتها بالمعارضة أَن أثخنتها بِالْمُثَلثَةِ وَالْخَاء الْمُعْجَمَة أَي قطعتها وقهرتها [2443] سحرِي بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَضمّهَا وَسُكُون الْحَاء وَهِي الرئة وَمَا تعلق بهَا أَي أَنه مَاتَ وَهُوَ مُسْتَند إِلَى صدرها وَمَا يُحَاذِي سحرها مِنْهُ وَقيل السحر مَا لصق بالحلقوم من أَعلَى الْبَطن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 [2444] وألحقني بالرفيق الْأَعْلَى الْأَكْثَر على ان المُرَاد بِهِ الْأَنْبِيَاء الساكنون فِي أَعلَى عليين وَلَفْظَة رَفِيق تطلق على الْوَاحِد وَالْجمع وَقيل هُوَ الله تَعَالَى لِأَنَّهُ الرفيق بعباده بِمَعْنى الرَّحِيم والرؤوف وَقيل أَرَادَ مرتفق الْجنَّة بحة بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْحَاء الْمُهْملَة وَهِي غلظ فِي الصَّوْت فأشخص بَصَره بِفَتْح الْخَاء أَي رَفعه وَلم يطرف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 [2448] وَأحمد بن جناب بِالْجِيم وَالنُّون لحم جمل غث أَي مهزول على رَأس جبل أَي صَعب الْوُصُول إِلَيْهِ وَلَا سمين فَينْتَقل أَي يَنْقُلهُ النَّاس إِلَى بُيُوتهم ليأكلوه بل يتركونه رَغْبَة عَنهُ لرداءته قَالَت الثَّانِيَة اسْمهَا عمْرَة بنت عَمْرو وَلَا أبث خَبره أَي لَا أنشره وَلَا أشيعه إِنِّي أَخَاف أَن لَا أذره قيل الْهَاء عَائِدَة على خَبره أَي إِن خَبره طَوِيل إِن شرعت فِي تَفْصِيله لَا أقدر على إِتْمَامه لكثرته وَقيل على الزَّوْج وَلَا زَائِدَة أَي إِنِّي أَخَاف أَن يُطلقنِي فأذره أذكر عُجَره وبجره أَي عيوبه الظَّاهِرَة والباطنة وأصل العجر تعقد العصب وَالْعُرُوق وانتفاخها فِي الظّهْر والبجر كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا فِي الْبَطن وَقَالَ بن الْأَعرَابِي العجرة نفخة فِي الظّهْر فَإِن كَانَت فِي السُّرَّة فَهِيَ بجرة قَالَت الثَّالِثَة اسْمهَا حبا بنت كَعْب زَوجي العشنق بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة وَالنُّون الْمُشَدّدَة وقاف وَهُوَ الطَّوِيل إِن أنطق أطلق وَإِن أسكت أعلق لَيْسَ فِيهِ أَكثر من طوله بِلَا نفع فَإِن ذكرت عيوبه طَلقنِي وَإِن سكت عَنْهَا علقني فتركني لَا عزباء وَلَا مُزَوّجَة قَالَت الرَّابِعَة اسْمهَا مهدد بنت أبي هرومة زَوجي كليل تهَامَة أَي لَيْسَ فِيهِ أَذَى لَهُ هُوَ رَاحَة ولذاذة عَيْش قَالَت الْخَامِسَة اسْمهَا كَبْشَة إِن دخل فَهد بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْهَاء أَي فعل فعل الفهد من اللين والتغافل وَنَحْوه وَإِن خرج أَسد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين أَي فعل فعل الْأسد بَين النَّاس لشجاعته وَشدَّة بطشه وَلَا يسْأَل عَمَّا عهد أَي عَمَّا كَانَ فِي الْبَيْت من مَاله ومتاعه قَالَت السَّادِسَة اسْمهَا حييّ بنت عَلْقَمَة زَوجي إِن أكل لف أَي استوعب جَمِيع مَا فِي الصفحة من الطَّعَام وَلم يبْق مِنْهُ شَيْئا وَإِن شرب اشتف أَي استوعب جَمِيع مَا فِي الْإِنَاء من الشَّرَاب مَأْخُوذ من الشفافة بِضَم الشين وَهِي مَا بَقِي فِي الْإِنَاء من الشَّرَاب فَإِذا شربهَا قيل اشتفها وَإِن اضْطجع التف أَي لم يتْرك لَهَا شَيْئا من الكساء تتغطى بِهِ وَلَا يولج الْكَفّ ليعلم البث أَي مَا عِنْدهَا من الْحزن بِسَبَب عدم وصاله وَهِي كِنَايَة عَن أَنه لَا يضاجعها قَالَت السَّابِعَة زَوجي غياياء بِالْمُعْجَمَةِ من الغي هُوَ الانهماك فِي الشَّرّ أَو عياياء بِالْمُهْمَلَةِ من العي وَهُوَ الْعَجز عَن مباضعة النِّسَاء طباقاء هُوَ الأحمق الفدم كل دَاء لَهُ دَاء أَي جَمِيع المعايب وأدواء النَّاس مجتمعة فِيهِ شجك أَي جرح رَأسك أوفلك أَي كسر عضوك أَو جمع كلالك الْمَعْنى أَنَّهَا مَعَه بَين شج رَأس أَو كسر عُضْو أَو جمع بَينهمَا قَالَت الثَّامِنَة هِيَ بنت أَوْس بن عبد الرّيح ريح زرنب هُوَ نوع من الطّيب والمس مس أرنب هُوَ دويبة لينَة الْمس وَالْمَقْصُود وَصفه بكرم الْخلق ولين الْجَانِب وَحسن الْعشْرَة رفيع الْعِمَاد أَي شرِيف الْقدر سني الذّكر وأصل الْعِمَاد عماد الْبَيْت طَوِيل النجاد بِكَسْر النُّون أَي حمائل السَّيْف وَهُوَ كِنَايَة عَن طول الْقَامَة عَظِيم الرماد كِنَايَة عَن كرمه وَكَثْرَة ضيفانه قريب الْبَيْت من النادي كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ الأَصْل لَكِن الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة حذفهَا ليتم السجع والنادي مجْلِس الْقَوْم وَالْمَقْصُود وَصفه بِالْكَرمِ والسؤدد لِأَنَّهُ لَا يقرب الْبَيْت من النادي إِلَّا من هَذِه صفته لينتابه الضيفان والعفاة قَالَت الْعَاشِرَة هِيَ كَبْشَة بنت الأرقم مَالك وَمَا مَالك إِنَّه أَمر عَظِيم مَالك خير من ذَلِك أَي من كل مَا يُوصف بِهِ لَهُ إبل كثيرات الْمُبَارك قَلِيل المسارح أَي إِنَّهَا باركة بفنائه لَا يوجهها تسرح إِلَّا قَلِيلا ليسرع إِذا نزل بِهِ الضيفان فِي قراهم من أَلْبَانهَا ولحومها إِذا سمعن صَوت المزهر بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الْعود الَّذِي يضْرب للشُّرْب أَيقَن أَنَّهُنَّ هوالك بذبحهن للضيفان قَالَت الْحَادِيَة عشرَة هِيَ أم زرع بنت أكهل بن سَاعِدَة وَفِي نُسْخَة الْحَادِي عشرَة وَفِي نُسْخَة الْحَادِي عشر أنَاس أَي أمال وأثقل من النوس بالنُّون والمهملة وَهِي الْحَرَكَة من كل شَيْء أُذُنِي بتَشْديد الْيَاء على التَّثْنِيَة وملأ من شَحم عضدي أَي بدني وخصت العضدين لِأَنَّهُمَا إِذا سمنا سمن غَيرهمَا وبجحني بتَشْديد الْجِيم فبجحت بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا إِلَيّ نَفسِي قيل مَعْنَاهُ فرحني فَفَرِحت وَقيل عظمني فعظمت عِنْد نَفسِي وجدني فِي أَهلِي غنيمَة تَصْغِير غنم بشق بِكَسْر الشين وَفتحهَا قيل هُوَ موصع وَقيل شقّ جبل أَي ناحيته وَقيل المُرَاد بِجهْد من الْعَيْش فِي أهل صَهِيل هُوَ أصوات الْخَيل وأطيط هُوَ أصوات الْإِبِل ودائس هُوَ الَّذِي يدوس الزَّرْع فِي بيدره وَقيل هُوَ الأندر ومنق بِضَم الْمِيم وَكسر النُّون وَتَشْديد الْقَاف من النقيق وَهُوَ صَوت الدَّجَاج وَضَبطه قوم بِفَتْح النُّون وَالْمرَاد بِهِ الَّذِي ينقي الزَّرْع أَي يُخرجهُ من تبنه وقشره قلت وَالْأول هُوَ الصَّوَاب أَقُول فَلَا أقبح أَي لَا يرد عَليّ قولي وأرقد فأتصبح أَي أَنَام الصبحة وَهِي بعد الصَّباح لَا يزعجها شَيْء وأشرب فأتقنح قَالَ القَاضِي لم يرو فِي مُسلم إِلَّا بالنُّون أَي أتمهل فِي الشّرْب وَرُوِيَ فِي غَيره بِالْمِيم أَي أروى حَتَّى أدع الشَّرَاب من شدَّة الرّيّ عكومها أَي أعدال أَمتعتهَا وثيبابها الْوَاحِد عكم بِكَسْر الْعين رداح أَي عِظَام كَثِيرَة وبيتها فساح بِفَتْح الْفَاء وَتَخْفِيف السِّين الْمُهْملَة أَي وَاسع مضجعه كمسل شطبة بِفَتْح الْمِيم وَالسِّين الْمُهْملَة وَتَشْديد اللَّام وشطبة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء وموحدة وَهِي مَا شطب من جريد النّخل أَي شقّ ومرادها أَنه خَفِيف اللَّحْم ويشبعه ذِرَاع الجفرة بِفَتْح الْجِيم وَهِي الْأُنْثَى من أَوْلَاد الْمعز عمرها أَرْبَعَة أشهر أَي أَنه قَلِيل الْأكل طوع أَي مطيعة لَهما منقادة لأمرهما ملْء كسائها أَي ممتلئة الْجِسْم سَمِينَة وغيظ جارتها أَي ضَرَّتهَا لحسنها لَا تبث حَدِيثهَا بموحدة ثمَّ مُثَلّثَة أَي لَا تشيعه وتظهره بل تكْتم سرنا وحديثنا كُله وَلَا تنقث بِضَم أَوله وَفتح النُّون وَكسر الْقَاف الْمُشَدّدَة ومثلثة ميرتنا وَهِي الطَّعَام أَي تفْسد وَلَا تذْهب بِهِ لأمانتها وَلَا تملأ بَيتهَا تعشيشا أَي لَا تتْرك الكناسة وَالْقُمَامَة فِيهِ مفرقة بل تصلحه وتنظفه والأوطاب جمع وطب وَهُوَ وعَاء اللبي الَّذِي يمخض فِيهِ يلعبان من تَحت خصرها برمانتين أَي أَنَّهَا ذَات كفل عَظِيم فَإِذا استلقت على قفاها نتأ الكفل بهَا من الأَرْض حَتَّى يصير تحتهَا فجوة يجْرِي فِيهَا الرُّمَّان قَالَه أَبُو عبيد وَقد ذكرت فِي كتابي اليواقيت الثمينة فِي صِفَات السمينة وَفِي كتاب الوشاح من نعت من النِّسَاء بِهَذَا الْوَصْف وَهُوَ عَزِيز الْوُجُود جدا رجلا سريا بِالْمُهْمَلَةِ أَي سيدا شريفا ركب شريا بِالْمُعْجَمَةِ أَي فرسا جيدا وَأخذ خطيا بِفَتْح الْخَاء وَكسرهَا أَي رمحا مَنْسُوبا إِلَى الْخط وَهِي قَرْيَة على سَاحل الْبَحْر عِنْد عمان والبحرين وأراح عَليّ نعما أَي أَتَى بهَا ألى مراحها وَهُوَ مَوضِع مبيتها وَالنعَم الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم ثريا بمثلثة وَتَشْديد الْيَاء أَي كثير من كل رَائِحَة بالراء والمثناة تَحت زوجا أَي صنفا أَو اثْنَيْنِ وميري بِكَسْر الْمِيم من الْميرَة أَي أعطيهم وأفضلي عَلَيْهِم وصفر ردائها بِكَسْر الصَّاد وَهُوَ الْخَالِي أَي أَنَّهَا عَظِيمَة الْمَنْكِبَيْنِ والنهدين والكفل فَإِذا ألبست الرِّدَاء ارْتَفع عَن ظهرهَا وبطنها وعقر جارتها بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْقَاف أَي غيظها من حسنها فَتَصِير كمعقورة لَا تنقث بِفَتْح أَوله وَسُكُون النُّون وَضم الْقَاف من كل ذابحة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة أَي من كل مَا يذبح من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم وَغَيرهَا وَهِي فاعلة بِمَعْنى مفعولة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 416 [2449] ابْنَتي بضعَة مني بِفَتْح الْبَاء لَا غير وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم يريبني بِفَتْح الْيَاء ثمَّ ذكر صهرا لَهُ من بني عبد شمس هُوَ أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع زوج زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا أرى الْأَجَل بِضَم الْهمزَة أَي أَظن نعم السّلف أَي الْمُتَقَدّم أما ترضي كذت فِي الْأُصُول بِحَذْف النُّون وَهُوَ لُغَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 419 [2451] فَإِنَّهَا معركة الشَّيْطَان فِي بِفَتْح الرَّاء مَوضِع الْقِتَال لمعاركة الْأَبْطَال بَعضهم بَعْضًا فِيهَا ومصارعتهم فَشبه السُّوق وَفعل الشَّيْطَان بِأَهْلِهَا ونيله مِنْهُم بالمعركة لِكَثْرَة مَا يَقع فِيهَا من أَنْوَاع الْبَاطِل كالغش وَالْخداع والأيمان الحانثة والعقود الْفَاسِدَة والنجش وَالْبيع على بيع أَخِيه وَالشِّرَاء على شِرَائِهِ والسوم على سومه وبخس الْمِكْيَال وَالْمِيزَان وَبهَا ينصب رايته إِشَارَة إِلَى ثُبُوته هُنَاكَ واجتماع أعوانه إِلَيْهِ للتحريش بَين النَّاس وَحَملهمْ على هَذِه الْمَفَاسِد فَقَالَت أم سَلمَة إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ جَوَاز رُؤْيَة الْبشر غير الْأَنْبِيَاء للْمَلَائكَة وَوُقُوع ذَلِك ويرونهم على صُورَة الْآدَمِيّين لأَنهم لَا يقوون على رُؤْيَتهمْ على صورهم يخبر خبرنَا فِي نُسْخَة خبر جِبْرِيل قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ الصَّوَاب [2453] فَجعلت تصخب عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ كَانَت تدل عَلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَغضِبت لرده عَلَيْهَا شرابها وتذمر بِفَتْح أَوله وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة وَضم الْمِيم يُقَال بِفَتْح التَّاء والذال وَالْمِيم الْمُشَدّدَة أَي تتذمر أَي تَتَكَلَّم بِالْغَضَبِ [2456] خشفة بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون المعجمتين وَهِي حَرَكَة الْمَشْي الغميصاء هُوَ اسْم أم سليم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 420 [2457] خشخشة هُوَ صَوت الشَّيْء الْيَابِس إِذا حل بعضه بَعْضًا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 421 [2144] مَاتَ بن لأبي طَلْحَة هُوَ أَبُو عُمَيْر صَاحب النغير فِي غابر ليلتكما أَي ماضيها لَا يطرقها طروقا أَي لَا يدخلهَا فِي اللَّيْل فضربها الْمَخَاض هُوَ الطلق ووجع الْولادَة [2458] مَا كتب الله لي أَي مَا قدر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 422 [2459] أَنْت مِنْهُم قَالَ النَّوَوِيّ 1614 مَعْنَاهُ أَن بن مَسْعُود مِنْهُم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 423 [2460] وَمَا نرى بِضَم النُّون أَي مَا نظن من كَثْرَة بِفَتْح الْكَاف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 424 [2462] وَعَن عبد الله أَنه قَالَ وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مُخْتَصر من حَدِيث طَوِيل مَعْنَاهُ أَن بن مَسْعُود كَانَ مصحفه يُخَالف الْجُمْهُور وَكَانَت مصاحف أَصْحَابه كمصحفه فأنكروا عَلَيْهِ وأمروه بترك مصحفه وطلبوا مصحفه ليحرقوه كَمَا فعلوا بِغَيْرِهِ فَامْتنعَ وَقَالَ لأَصْحَابه غلوا مصاحفكم أَي اكتموها وَمن يغلل يَأْتِ بِمَا غل يَوْم الْقِيَامَة يَعْنِي فَإِذا غللتموها جئْتُمْ بهَا يَوْم الْقِيَامَة وَكفى بذلك شرفا لكم ثمَّ قَالَ وَمن هُوَ الَّذِي تأمروني أَن آخذ بقرَاءَته وأترك مصحفي الَّذِي أَخَذته من فِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حلق بِفَتْح الْحَاء وَاللَّام وَيُقَال بِكَسْر الْحَاء وَفتح اللَّام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 [2464] خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة قَالَ الْعلمَاء سَببه أَن هَؤُلَاءِ أَكثر ضبطا لألفاظه وأتقن لأدائه وَإِن كَانَ غَيرهم أفقه فِي مَعَانِيه وَإِن هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة تفرغوا لأَخذه مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مشافهة وَغَيرهم اقتصروا على أَخذ بَعضهم من بعض أَو تفرغوا لِأَن يُؤْخَذ عَنْهُم أَو أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ الْإِعْلَام بِمَا يكون بعد وَفَاته من تقدم هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة وتمكنهم وَأَنَّهُمْ أقعد من غَيرهم فِي ذَلِك فليؤخذ عَنْهُم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 427 [2465] جمع الْقُرْآن على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرْبَعَة قَالَ الْمَازرِيّ هَذَا الحَدِيث تعلق بِهِ بعض الْمَلَاحِدَة فِي عدم تَوَاتر الْقُرْآن وَجَوَابه من وَجْهَيْن أَحدهمَا انه لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِأَن غير الْأَرْبَعَة لم يجمعه مَعَ تَخْصِيصه بالأنصار فقد يكون مُرَاده الَّذين جَمَعُوهُ من الْأَنْصَار فِيمَا وصل إِلَى علمه أَرْبَعَة وَأما غَيرهم من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار الَّذين لم يعلمهُمْ فَلم ينفهم وَلَو نفاهم كَانَ المُرَاد نفي علمه وَقد روى غير مُسلم حفظ جماعات من الصَّحَابَة فِي عَهده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَذكر مِنْهُم الْمَازرِيّ خَمْسَة عشر صحابيا وَثَبت فِي الصَّحِيح أَنه قتل يَوْم الْيَمَامَة سَبْعُونَ مِمَّن جمع الْقُرْآن وَكَانَت الْيَمَامَة قَرِيبا من وَفَاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهَؤُلَاءِ الَّذين قتلوا من جامعيه يَوْمئِذٍ فَكيف الظَّن بِمن لم يقتل مِمَّن حضرها وَمن لم يحضرها وَبَقِي بِالْمَدِينَةِ أَو بِمَكَّة أَو غَيرهمَا وَلم يذكر فِي هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وَنَحْوهم من كبار الصَّحَابَة الَّذين يبعد كل الْبعد فيهم أَنهم لم يجمعوه مَعَ كَثْرَة رغبتهم فِي الْخَيْر وحرصهم على مَا دون ذَلِك من الطَّاعَات وَكَيف يظنّ هَذَا بهم وَنحن نرى أهل عصرنا يحفظ مِنْهُم فِي كل بلد أُلُوف مَعَ بعد رغبتهم فِي الْخَيْر عَن دَرَجَة الصَّحَابَة فَهَذَا وَشبهه يدل على أَنه لَيْسَ معنى الحَدِيث أَنه لم يكن فِي نفس الْأَمر أحد جمع الْقُرْآن إِلَّا الْأَرْبَعَة المذكورون وَالثَّانِي أَنه لَو ثَبت أَنه لم يجمعه إِلَّا الْأَرْبَعَة لم يقْدَح فِي تواتره فَإِن أجزاءه حفظ كل جُزْء مِنْهَا خلائق لَا يُحصونَ فَحصل التَّوَاتُر وَلَيْسَ من شَرط التَّوَاتُر أَن ينْقل جَمِيعهم جَمِيعه بل إِذا نقل كل جُزْء عدد التَّوَاتُر صَارَت الْجُمْلَة متواترة بِلَا شكّ وَلم يُخَالف فِي هَذَا مُسلم وَلَا ملحد وَأَبُو زيد قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ سعد بن عبيد بن النُّعْمَان الأوسي وَقيل قيس بن السكن الخزرجي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 429 [799] قَالَ لأبي إِن الله أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك لم يكن الَّذين كفرُوا من أهل الْكتاب قَالَ الْمَازرِيّ وَالْقَاضِي الْحِكْمَة فِي ذَلِك أَن يتَعَلَّم أبي أَلْفَاظه وصيغ أَدَائِهِ ومواضع الْوُقُوف وصيغ النغم فَإِن نغمات الْقُرْآن على أسلوب أَلفه الشَّرْع وَقدره من النغم المستعملة فِي غَيرهَا وَلكُل ضرب من النغم أثر مَخْصُوص فِي النُّفُوس فَكَانَت الْقِرَاءَة عَلَيْهِ لتعليمه لَا ليتعلم مِنْهُ وَقيل لينبه النَّاس فَضِيلَة أبي فِي ذَلِك ويحثهم على الْأَخْذ عَنهُ وَلَا يمْتَنع أحد من الْأَخْذ عَمَّن هُوَ دونه فِي الرُّتْبَة وَأَقُول الَّذِي عِنْدِي أَنه لما نزلت سُورَة لم يكن وَكَانَت عَادَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نزل عَلَيْهِ شَيْء قَرَأَهُ على أَصْحَابه أَو من حضر مِنْهُم أَمر عِنْد نزُول هَذِه السُّورَة أَن يَقْرَأها على أبي فنص لَهُ على اسْمه بِخُصُوصِهِ وَهَذَا وَجه الْفَضِيلَة فِي كَونه نَص على اسْمه وَلِهَذَا قَالَ أبي آللَّهُ سماني لَك فعد وَجه النِّعْمَة عَلَيْهِ كَونه سَمَّاهُ لَهُ فَكَانَت قِرَاءَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ من نمط قِرَاءَته لما نزل على سَائِر الصَّحَابَة من غير زِيَادَة على ذَلِك وَلم تكن المزية والخصوصية إِلَّا فِي التَّنْصِيص على اسْمه بِخُصُوصِهِ وَمَعَ هَذَا فَلَا يحْتَاج إِلَى تَأْوِيل فَبكى قيل سُرُورًا وَقيل خوفًا من تَقْصِيره فِي شكر هَذِه النِّعْمَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 [2467] اهتز عرش الرَّحْمَن لمَوْت سعد قَالَ قوم هُوَ على ظَاهره واهتزاز الْعَرْش تحركه فَرحا بقدوم روح سعد وَجعل الله فِي الْعَرْش تمييزا حصل بِهِ هَذَا وَلَا مَانع لِأَن الْعَرْش جسم من الْأَجْسَام يقبل الْحَرَكَة والسكون قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا هُوَ الْمُخْتَار وَقيل المُرَاد أهل الْعَرْش أَي حَملته وَغَيرهم من الْمَلَائِكَة فَحذف الْمُضَاف وَالْمرَاد بالاهتزاز الاستبشار وَالْقَبُول الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 [2468] لمناديل سعد بن معَاذ فِي الْجنَّة خير مِنْهَا قَالَ الْعلمَاء هَذِه إِشَارَة إِلَى عظم منزلَة سعد وَأَن أدنى ثِيَابه فِي الْجنَّة خير من هَذِه لِأَن المناديل أدنى الثِّيَاب لِأَنَّهُ معد للوسخ والامتهان فَغَيره أفضل مِنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 [2470] فأحجم الْقَوْم رُوِيَ بِتَقْدِيم الْحَاء على الْجِيم وَعَكسه لُغَتَانِ أَي تَأَخَّرُوا وَكفوا ففلق بِهِ هام الْمُشْركين أَي شقّ رُءُوسهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 433 [2471] مثل بِهِ قَالَ النَّوَوِيّ بِضَم الْمِيم وَكسر الثَّاء المخففة يُقَال مثل بالقتيل مثلا إِذا قطع أَطْرَافه أَو أَنفه أَو أُذُنه أَو مذاكيره أَو نَحْو ذَلِك وَالِاسْم الْمثلَة وَأما مثل بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ للْمُبَالَغَة قَالَ وَالرِّوَايَة هُنَا بِالتَّخْفِيفِ فَمَا زَالَت الْمَلَائِكَة تظله بأجنحتها حَتَّى رفع قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن ذَلِك لتزاحمها عَلَيْهِ لبشارته بِفضل الله عَلَيْهِ وَرضَاهُ عَنهُ وَمَا أعده لَهُ من الْكَرَامَة وازدحموا عَلَيْهِ إِكْرَاما لَهُ وفرحا بِهِ وأظلوه من حر الشَّمْس لِئَلَّا يتَغَيَّر رِيحه أَو جِسْمه مجدعا أَي مَقْطُوع الْأنف والأذنين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 434 [2472] فِي مغزى لَهُ أَي سفر جليبيبا بِضَم الْجِيم هذامني وَأَنا مِنْهُ قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ الْمُبَالغَة فِي اتِّحَاد طريقهما واتفاقهما فِي طَاعَة الله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 [2473] فَنَثَا علينا بنُون ثمَّ مُثَلّثَة أَي أشاع وَأفْشى صِرْمَتنَا بِكَسْر الصَّاد وَهِي الْقطعَة من الْإِبِل وَتطلق أَيْضا على الْقطعَة من الْغنم فنافر أنيس إِلَى آخِره أَي تراهن هُوَ وَآخر أَيهمَا أشعر وَكَانَ الرَّهْن صرمة ذَا وصرمة ذَاك فَأَيّهمَا كَانَ أفضل أَخذ الصرمتين فتحاكما إِلَى الكاهن فَحكم أَن أنيسا أفضل وَهُوَ معنى قَوْله فَخير أنيسا أَي جعله الْخِيَار وَالْأَفْضَل كَأَنِّي خَفَاء بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْفَاء وَالْمدّ وَهُوَ الكساء وَرُوِيَ بجيم مَضْمُومَة وَهُوَ غثاء السَّيْل فَرَاثَ أَي أَبْطَأَ أَقراء الشّعْر بِالْقَافِ وَالرَّاء وَالْمدّ أَي طرقه وأنواعه فَتَضَعَّفْت رجلا مِنْهُم أَي نظرت إِلَى أضعفهم فَسَأَلته لِأَن الضَّعِيف مَأْمُون الغائلة غَالِبا وَلابْن ماهان فتضيفت بِالْيَاءِ وأنكرها القَاضِي وَغَيره وَقَالُوا لَا وَجه لَهَا هُنَا كَأَنِّي نصب أَحْمَر بِضَم الصَّاد وسكونها وَاحِد الأنصاب وَهِي حِجَارَة كَانَت الْجَاهِلِيَّة تنصبها وتذبح عِنْدهَا يَعْنِي من كَثْرَة الدِّمَاء الَّتِي سَأَلت مِنْهُ بضربهم تَكَسَّرَتْ عُكَن بَطْني أَي انْثَنَتْ لِكَثْرَة السّمن وانطوت سخْفَة جوع بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَضمّهَا وَسُكُون الْخَاء الْمُعْجَمَة وَهِي رقة الْجُوع وَضَعفه وهزاله فِي لَيْلَة قَمْرَاء أَي مُقْمِرَة طالع قمرها إِضْحِيَان بِكَسْر الْهمزَة والحاء وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة بَينهمَا أَي مضيئة إِذْ ضرب على أسمختهم جمع سماخ وَهُوَ الْخرق الَّذِي فِي الْأذن وَيُقَال بِالسِّين وبالصاد وَهُوَ أفْصح وَالْمرَاد هُنَا آذانهم أَي نَامُوا وَامْرَأَتَانِ فِي نُسْخَة وَامْرَأَتَيْنِ على تَقْدِير وَرَأَيْت فَمَا تناهتا عَن قَوْلهمَا أَي مَا انتهتا عَنهُ بل دامتا عَلَيْهِ وَفِي نُسْخَة فَمَا تناهتا على قَوْلهمَا أَي عَن الدَّوَام على قَوْلهمَا فَقلت هن مثل الْخَشَبَة غير أَنِّي لَا أكنى أَي قَالَ لَهما ذكر فِي الْفرج وَأَرَادَ بذلك سبّ إساف ونائلة وغيظ الْكفَّار بذلك تُوَلْوِلَانِ أَي تدعوان بِالْوَيْلِ لَو كَانَ هَا هُنَا أحد من أَنْفَارنَا جمع نفر ونفير وَهُوَ الَّذِي ينفر عِنْد الاستغاثة وَرُوِيَ من أنصارنا وَجَوَاب لَو مَحْذُوف أَي لانتصر لنا كلمة تملأ الْفَم أَي عَظِيمَة لَا شَيْء أقبح مِنْهَا كالشيء الَّذِي يمْلَأ الشَّيْء فَلَا يسع غَيره وَقيل مَعْنَاهُ لَا يُمكن ذكرهَا وحكايتها لِأَنَّهَا تسد فَم حاكيها وتملؤه لاستعظامها فقدعني بِالدَّال الْمُهْملَة أَي كفني وَمَنَعَنِي طَعَام طعم بِضَم الطَّاء وَسُكُون الْعين أَي تشبع شاربها كَمَا يشبعه الطَّعَام غبرت مَا غبرت بقيت مَا بقيت قد وجهت لي الأَرْض أَي أريت جِهَتهَا لَا أَرَاهَا ضبط بِضَم الْهمزَة وَفتحهَا مَا بِي رَغْبَة عَن دينكما أَي لَا أكرهه بل أَدخل فِيهِ فَاحْتَمَلْنَا يَعْنِي حملنَا أَنْفُسنَا ومتاعنا على الْإِبِل إِيمَاء بِكَسْر الْهمزَة وَحكي فتحهَا وبالمد بن رحضة برَاء وحاء وصاد مفتوحات شنفوا لَهُ بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَكسر النُّون وَفَاء أَي أبغضوه وتجهموا أَي قابلوه بِوُجُوه كريهة غَلِيظَة فتنافرا إِلَى رجل أَي تحاكما إِلَيْهِ اتحفني بضيافته أَي خصني وأكرمني بهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 [2474] فَانْطَلق الآخر كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي بَعْضهَا الْأَخ بدله شنة بِفَتْح الشين وَهِي الْقرْبَة البالية فَلَمَّا رَآهُ تبعه كَذَا فِي كل الْأُصُول وَفِي البُخَارِيّ أتبعه بِسُكُون التَّاء أَي قَالَ اتبعني قَالَ القَاضِي وَهِي أحسن وأشبه بسياق الْكَلَام ثمَّ احْتمل قربته فِي نُسْخَة بِالتَّصْغِيرِ قريبته أما أَنى للرجل أَي أما حَان وَفِي نُسْخَة أما آن وهما لُغَتَانِ وَفِي نُسْخَة مَا بِحَذْف ألف الِاسْتِفْهَام يقفوه أَي يتبعهُ بَين ظهرانيهم بِفَتْح النُّون أَي بَينهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 [2476] ذُو الخلصة بِفَتْح الْحَاء الْمُعْجَمَة وَاللَّام وَحكي سكونها وَحكي ضم الْخَاء مَعَ فتح اللَّام وَكَانَ يُقَال لَهُ الْكَعْبَة اليمانية والكعبة الشامية المُرَاد أَنهم كَانُوا يَقُولُونَ لذِي الخلصة الْكَعْبَة اليمانية وللذي بِمَكَّة الْكَعْبَة الشامية للتمييز هَل أَنْت مريحي من ذِي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية قَالَ القَاضِي لفظ والشامية هُنَا وهم من بعض الروَاة وَالصَّوَاب حذفه كَمَا فِي البُخَارِيّ وَقَالَ النَّوَوِيّ يُمكن تَأْوِيله وَالتَّقْدِير هَل أَنْت مريحي من قَوْلهم الْكَعْبَة اليمانية والشامية وَوُجُود هَذَا الْموضع الَّذِي يلْزم مِنْهُ هَذِه التَّسْمِيَة كَأَنَّهَا جمل أجرب قَالَ القَاضِي مَعْنَاهُ مَطْلِي بالقطران لما بِهِ من الجرب فَصَارَ أسود لذَلِك يَعْنِي صَارَت سَوْدَاء من احتراقها أَبُو أَرْطَاة حُسَيْن بن ربيعَة فِي نُسْخَة حُصَيْن بالصَّاد قَالَ القَاضِي وَهُوَ الصَّوَاب [2477] وَأَبُو بكر بن النَّضر وَفِي نُسْخَة بن أبي النَّضر نِسْبَة إِلَى جده وَالِد النَّضر وَهُوَ هَاشم بن الْقَاسِم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 [2479] لم ترع أَي لَا روع عَلَيْك وَلَا ضَرَر ختن الْفرْيَابِيّ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة والمثناة فَوق أَي زوج بنته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 [2483] مَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول لحي يمشي إِنَّه فِي الْجنَّة إِلَّا لعبد الله بن سَلام قَالَ النَّوَوِيّ لَا يُخَالف هَذَا مَا ثَبت من إخْبَاره صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الْعشْرَة وَالْحسن وَالْحُسَيْن وعكاشة وثابت بن قيس وَغَيرهم إِنَّهُم فِي الْجنَّة لِأَن سَعْدا إِنَّمَا نفى سَمَاعه وَلم ينف أصل الْإِخْبَار بِالْجنَّةِ لغيره قَالَ وَلَو نَفَاهُ كَانَ الْإِثْبَات مقدما عَلَيْهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 447 [2484] فصلى رَكْعَتَيْنِ فِيهَا قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ نقص لَفْظَة ثبتَتْ فِي البُخَارِيّ وَهِي رَكْعَتَيْنِ تجوز فيهمَا مَا يَنْبَغِي لأحد أَن يَقُول مَا لَا يعلم قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل أَنه لم يسمع خبر سعد وَيحْتَمل أَنه كره الثَّنَاء عَلَيْهِ بذلك تواضعا وإيثارا للخمول وَكَرَاهَة للشهرة منصف بِكَسْر الْمِيم وَفتح الصَّاد وَيُقَال بِفَتْح الْمِيم أَيْضا فرقيت رُوِيَ بِكَسْر الْقَاف وَفتحهَا لُغَتَانِ الوصيف هُوَ الصَّغِير الْمدْرك للْخدمَة بجواد بتَشْديد الدَّال جمع جادة وَهِي الطَّرِيق الْبَيِّنَة المسلوكة جواد مَنْهَج أَي طَرِيق وَاضِحَة بَيِّنَة مُسْتَقِيمَة فزجل بِي بالزاي وَالْجِيم أَي رمى بِهِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 450 [2485] بِروح الْقُدس هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 [2487] ينافح أَي يدافع ويناضل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 [2488] يشبب أَي يتغزل حصان بِفَتْح الْحَاء أَي مُحصنَة عفيفة رزان أَي كَامِلَة الْعقل مَا تزن أَي مَا تتهم وتصبح غرثى بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء ومثلثة أَي جائعة من لُحُوم الغوافل مَعْنَاهُ لَا تغتاب النَّاس لِأَنَّهَا لَو اغتابتهم شبعت من لحومهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 453 [2489] ائْذَنْ لي فِي أبي سُفْيَان قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بِهِ بن الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَهُوَ بن عَم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ إِذْ ذَاك شَدِيدا على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالْمُسْلِمين ثمَّ أسلم وَحسن إِسْلَامه وَإِن سَنَام الْمجد من آل هَاشم بَنو بنت مَخْزُوم ووالدك العَبْد قَالَ النَّوَوِيّ بنت مَخْزُوم هِيَ فَاطِمَة بنت عَمْرو بن عَائِذ بن عمرَان بن مَخْزُوم أم عبد الله وَالِد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وأخويه الزبير وَأبي طَالب قَالَ وَبعد هَذَا الْبَيْت بَيت لم يذكرهُ مُسلم وبذكره تتمّ الْفَائِدَة وَالْمرَاد وَهُوَ وَمن ولدت أَبنَاء زهرَة منهمو كرام وَلم يقرب عجائزك الْمجد قَالَ المُرَاد بقوله ولدت أَبنَاء زهرَة منهمو هَالة بنت وهب بن عبد منَاف أم حَمْزَة وَصفِيَّة قَالَ وَأما قَوْله ووالدك العَبْد فَهُوَ سبّ لأبي سُفْيَان بن الْحَارِث وَمَعْنَاهُ أَن أم الْحَارِث بن عبد الْمطلب وَالِد أبي سُفْيَان هَذَا هِيَ سميَّة بنت موهب وموهب غُلَام لبني عبد منَاف وَكَذَا أم أبي سُفْيَان كَانَت كَذَلِك وَهُوَ مُرَاده قَوْله وَلم يقرب عجائزك الْمجد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 454 [2490] رشق بالنل بِفَتْح الرَّاء أَي الرَّمْي بهَا قد آن لكم أَي حَان لكم أَن تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأسد الضَّارِب بِذَنبِهِ قَالَ الْعلمَاء المُرَاد بِذَنبِهِ هُنَا لِسَانه فَشبه نَفسه بالأسد فِي انتفاخه وبطشه إِذا اغتاظ وَحِينَئِذٍ يضْرب بِذَنبِهِ جَنْبَيْهِ كَمَا فعل حسان بِلِسَانِهِ حِين أدلعه فَجعل يحركه فَشبه نَفسه بالأسد وَلسَانه بِذَنبِهِ ثمَّ أدلع لِسَانه أَي أخرجه عَن الشفتين لأفرينهم بلساني فري الْأَدِيم أَي لأمزقن أعراضهم تمزيق الْجلد لأسلنك مِنْهُم كَمَا تسل الشعرة من الْعَجِين أَي لأتلطفن فِي تَخْلِيص نسبك فِي هجوهم بِحَيْثُ لَا يبْقى جُزْء من نسبك فِي نسبهم الَّذِي ناله الهجو كَمَا أَن الشعرة إِذا استلت من الْعَجِين لَا يبْقى مِنْهَا شَيْء فشفى واشتفى أَي شفى الْمُؤمنِينَ واشتفى هُوَ بِمَا ناله من أَعْرَاض الْكفَّار برا أَي وَاسع الْخَيْر والنفع وَقيل منزها عَن الْإِثْم شيمته أَي خلقه فَإِن أبي ووالده وعرضي احْتج بِهِ بن قُتَيْبَة لمذهبه أَن عرض الْإِنْسَان هُوَ نَفسه لَا أسلافه لِأَنَّهُ ذكر عرضه وأسلافه بالْعَطْف وَقَالَ غَيره عرض الْإِنْسَان وأموره كلهَا الَّتِي يحمد بهَا ويذم من نَفسه وأسلافه وكل مَا لحقه نقص بِعَيْبِهِ وقاء بِكَسْر الْوَاو وبالمد هُوَ مَا وقيت بِهِ الشَّيْء ثكلت بنيتي أَي فقدت نَفسِي تثير النَّقْع أَي ترفع الْغُبَار وتهيجه من كنفي كداء بِفَتْح النُّون أَي جَانِبي كداء بِفَتْح الْكَاف وَالْمدّ وَهِي ثنية على بَاب مَكَّة قَالَ النَّوَوِيّ وعَلى هَذِه الرِّوَايَة فِي هَذَا الْبَيْت إقواء مُخَالف لباقيها وَفِي نُسْخَة موعدها كداء يبارين الأعنة وَرُوِيَ ينازعن الأعنة قَالَ القَاضِي الأول هُوَ رِوَايَة الْأَكْثَرين وَمَعْنَاهُ أَنَّهَا لصرامتها وَقُوَّة نفوسها تباري أعنتها بِقُوَّة جبذها لَهَا وَهِي منازعتها لَهَا أَيْضا قَالَ وَرُوِيَ يبارين الأسنة وَهِي الرماح فَإِن صحت فمعناها يضاهين قوامها واعتدالها مصعدات أَي مقبلات إِلَيْكُم ومتوجهات على أكتافها بِالْمُثَنَّاةِ فَوق الأسل بِفَتْح الْهمزَة وَالسِّين الْمُهْملَة وَلَام أَي الرماح الظماء أَي الرقَاق فَكَأَنَّهَا لقلَّة مَا بهَا عطاش وَقيل المُرَاد العطاش لدماء الْأَعْدَاء وَرُوِيَ الْأسد بِالدَّال أَي الشجعان العطاش إِلَى دمائكم تظل جيادنا أَي خيولنا متمطرات أَي مسرعات يسْبق بَعْضهَا بَعْضًا تلطمهن بِالْخمرِ النِّسَاء أَي يمسحهن بِخُمُرِهِنَّ بِضَم الْخَاء وَالْمِيم جمع خمار ليزلن عَنْهُن الْغُبَار إِلَى وَقَالَ الله قد يسرت جندا أَي هيأتهم وأرصدتهم عرضتها اللِّقَاء بصم الْعين أَي مطلوبها ومقصودها لَيْسَ لَهُ كفاء أَي مماثل وَلَا مقاوم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 457 [2491] مُجَاف أَي مغلق خشف قدمي أَي صوتهما فِي الأَرْض خضخضة المَاء أَي صَوت تحريكه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 458 [2492] وَالله الْموعد أَي يحاسبني إِن تَعَمّدت كذبا وَيُحَاسب من ظن بِي السوء يشغلهم بِفَتْح الْيَاء الصفق بالأسواق كِنَايَة عَن التبايع وَكَانُوا يصفقون بِالْأَيْدِي من الْمُتَبَايعين بَعْضهَا على بعض الجزء: 5 ¦ الصفحة: 459 [2492] لم يكن يسْرد الحَدِيث أَي يكثره ويتابعه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 [2494] رَوْضَة خَاخ بخائين معجمتين بِقرب الْمَدِينَة فِي طَرِيق مَكَّة بهَا ظَعِينَة هِيَ سارة مولاة لعمران بن أبي صَيْفِي الْقرشِي اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم قَالَ الْعلمَاء مَعْنَاهُ الغفران لكم فِي الْآخِرَة وَإِلَّا فَلَو توجب على أحد مِنْهُم حد أقيم عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 [2496] لَا يدْخل النَّار إِن شَاءَ الله قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء وَهُوَ للتبرك لَا للشَّكّ لِأَنَّهُ لَا يدخلهَا أحد مِنْهُم قطعا كَمَا فِي الحَدِيث قبله قَالَت بلَى قَالَ النَّوَوِيّ مقصدها الاسترشاد لَا رد مقَالَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها مَرْيَم71 قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح أَن المُرَاد بالورود فِي الْآيَة الْمُرُور على الصِّرَاط وَهُوَ جسر مَنْصُوب على جَهَنَّم فَيَقَع فِيهَا أَهلهَا وينجو الْآخرُونَ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 463 [2498] فنزا بالنُّون وَالزَّاي أَي ظهر وارتفع وجدى أَي لم يَنْقَطِع مرمل بِسُكُون الرَّاء وَفتح الْمِيم رمال السرير بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا مَا ينسج فِي وَجهه بالسعف وَنَحْوه ويشد بشريط وَنَحْوه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 [2500] حِين يدْخلُونَ أَي مَنَازِلهمْ وَفِي نُسْخَة يرحلون وَمِنْهُم حَكِيم قيل هُوَ اسْم علم لرجل وَقيل صفة من الْحِكْمَة أرملوا أَي فنى طعامهم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 465 [2501] يَا نَبِي الله ثَلَاث أعطنيهن الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا من الْأَحَادِيث الْمَشْهُورَة بالإشكال لِأَن أَبَا سُفْيَان أسلم عَام الْفَتْح سنة ثَمَان بِلَا خلاف وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد تزوج أم حَبِيبَة قبل ذَلِك بِزَمَان سنة سِتّ وَقيل سنة سبع وَهِي بِأَرْض الْحَبَشَة وَعقد عقدهَا عُثْمَان وَقيل خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ بِإِذْنِهَا وَقيل النَّجَاشِيّ لِأَنَّهُ أَمِير الْموضع وسلطانه قَالَ القَاضِي وَالَّذِي فِي مُسلم هُنَا انه زَوجهَا أَبُو سُفْيَان وَهُوَ غَرِيب جدا وَقَالَ بن حزم هَذَا الحَدِيث وهم من بعض الروَاة بل مَوْضُوع والآفة فِيهِ من عِكْرِمَة بن عمار لِأَنَّهُ لَا خلاف أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزَوجهَا قبل الْفَتْح بدهر وَهِي بِأَرْض الْحَبَشَة وأبوها كَافِر قَالَ النَّوَوِيّ وَأنكر بن الصّلاح هَذَا على بن حزم وَبَالغ فِي الشناعة عَلَيْهِ وَقَالَ لَا نعلم أحدا من أهل الْعلم نسب عِكْرِمَة إِلَى وضع الحَدِيث وَقد وَثَّقَهُ وَكِيع وَابْن معِين وَغَيرهمَا وَقَالَ والْحَدِيث مؤول على أَنه سَأَلَهُ تَجْدِيد عقد النِّكَاح تطييبا لِقَلْبِهِ حَيْثُ لم يباشره أَولا قَالَ النَّوَوِيّ وَلَيْسَ فِي الحَدِيث أَنه جدد العقد فَلَعَلَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَادَ بقوله نعم إِن مقصودك يحصل وَإِن لم يكن بِحَقِيقَة عقد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 [2503] الْبعدَاء فِي النّسَب الْبغضَاء فِي الدّين أَرْسَالًا أَي فوجا بعد فَوْج الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 [2504] مأخذها ضبط بِالْقصرِ وَفتح الْخَاء وبالمد وَكسرهَا يَا أخي ضبط بِالتَّصْغِيرِ وبالتكبير [2505] بَنو سَلمَة بِكَسْر اللَّام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 469 [2508] ممثلا ضبط بِضَم الْمِيم الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة وبفتح الثَّاء وَكسرهَا أَي قَائِما منتصبا [2510] الْأَنْصَار كرشي وعيبتي أَي جماعتي وخاصتي الَّذين أَثِق بهم وأعتمدهم فِي أموري قَالَ الْخطابِيّ ضرب مثلا بالكرش لِأَنَّهُ مُسْتَقر غذَاء الْحَيَوَان الَّذِي يكون بِهِ بَقَاؤُهُ والعيبة وعَاء مَعْرُوف أكبر من المخلاة يحفظ الْإِنْسَان بِهِ ثِيَابه وفاخر مَتَاعه ويصونها ضربهَا مثلا لأَنهم أهل سره وخفي أَحْوَاله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 [2511] سَمِعت أَبَا أسيد بِضَم الْهمزَة على الْمَشْهُور خَطِيبًا بِكَسْر الطَّاء اسْم فَاعل وَفِي نُسْخَة خَطَبنَا بِفَتْحِهَا فعل مَاض عِنْد بن عتبَة هُوَ الْوَلِيد بن عتبَة بن أبي سُفْيَان عَامل عَمه مُعَاوِيَة الْخَلِيفَة على الْمَدِينَة خلفنا أَي أخرنا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 [2514] سَالَمَهَا الله من المسالمة وَهِي ترك الْحَرْب قيل هُوَ دُعَاء وَقيل خبر وَقيل بِمَعْنى سلمهَا [2517] بني لحيان بِكَسْر اللَّام وَفتحهَا بطن من هُذَيْل وَرِعْلًا بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 473 [2519] وَمن كَانَ من بني عبد الله قَالَ القَاضِي المُرَاد بهم هُنَا عبد الْعُزَّى من بني غطفان سماهم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بني عبد الله وسمتهم الْعَرَب بني محولة لتحويل اسْم أَبِيهِم موَالِي أَي ناصري والمختصون بِي وَالله وَرَسُوله مَوْلَاهُم أَي وليهم والمتكفل بهم [2521] والحليفين بِالْحَاء من الْحلف أَي المتحالفين [2522] لأخير مِنْهُم هِيَ لُغَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 [2523] أول صَدَقَة بيضت أَي سرت وأفرحت صَدَقَة طَيئ بِالْهَمْز على الْمَشْهُور الجزء: 5 ¦ الصفحة: 475 [2525] الْمَلَاحِم معارك الْقِتَال والتحامه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 476 [2526] تَجِدُونَ من خير النَّاس فِي هَذَا الشَّأْن أَشَّدهم لَهُ كَرَاهِيَة حَتَّى يَقع فِيهِ قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن المُرَاد الْإِسْلَام كَمَا كَانَ من عمر بن الْخطاب وخَالِد بن الْوَلِيد وَعَمْرو بن الْعَاصِ وَعِكْرِمَة بن أبي جهل وَسُهيْل بن عَمْرو وَغَيرهم مِمَّن كَانَ يكره الْإِسْلَام كَرَاهَة شَدِيدَة ثمَّ لما دخل فِيهِ أخْلص وأحبه وجاهد فِيهِ حق جهاده قَالَ وَيحْتَمل أَن المُرَاد هُنَا الولايات لِأَنَّهُ إِذا أعطيها من غير مَسْأَلَة أعين عَلَيْهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 477 [2527] خير نسَاء ركبن الْإِبِل أَي نسَاء الْعَرَب أحناه أَي أشفقه والحانية الَّتِي تقوم على وَلَدهَا بعد يتمه فَلَا تتَزَوَّج فَإِذا تزوجت فَلَيْسَتْ بحانية قَالَه الْهَرَوِيّ فِي ذَات يَده أَي مَاله الْمُضَاف إِلَيْهِ [2529] لَا حلف فِي الْإِسْلَام أَرَادَ بِهِ حلف التَّوَارُث وَالْحلف على مَا منع الشَّرْع مِنْهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 478 [2531] النُّجُوم أَمَنَة بِفَتْح الْهمزَة وَالْمِيم أَي أَمَان للسماء مَعْنَاهُ مَا دَامَت بَاقِيَة فالسماء بَاقِيَة فَإِذا انتثرت فِي الْقِيَامَة ذهبت السَّمَاء وانفطرت أَتَى أَصْحَابِي مَا يوعدون يَعْنِي من الْفِتَن والحروب أَتَى أمتِي مَا يوعدون أَي من ظُهُور الْبدع والحوادث فِي الدّين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 479 [2532] فِئَام بِكَسْر الْفَاء ثمَّ همزَة أَي جمَاعَة قَرْني هم أَصْحَابه الَّذين رَأَوْهُ ثمَّ الَّذين يولونهم هم الَّذين رَأَوْا أَصْحَابه وهم التابعون ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ هم أَتبَاع التَّابِعين ثمَّ يَجِيء قوم إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا ذمّ لمن يشْهد وَيحلف مَعَ شَهَادَته وتبدر بِمَعْنى تسبق وَالْمعْنَى أَنه يجمع بَين الْيَمين وَالشَّهَادَة فَتَارَة يسْبق هَذِه وَتارَة يسْبق هَذِه عَن الْعَهْد والشهادات قَالَ النَّوَوِيّ أَن يجمع بَين الْيَمين وَالشَّهَادَة وَقيل المُرَاد النَّهْي عَن قَوْله على عهد الله أَو أشهد بِاللَّه ثمَّ يتَخَلَّف فِي نُسْخَة يخلف بِحَذْف التَّاء أَي يَجِيء من بعدهمْ خلف بِسُكُون اللَّام أَي خلف سوء قَالَ أهل اللُّغَة الْخلف مَا صَار عوضا عَن غَيره وَيسْتَعْمل فِيمَن خلف بِخَير أَو بشر لَكِن يُقَال فِي الْخَيْر بِفَتْح اللَّام وَفِي الشَّرّ بكسونها على الْأَشْهر فيهمَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 [2534] السمانة بِفَتْح السِّين أَي السّمن يشْهدُونَ وَلَا يستشهدون تقدم تَأْوِيله ويخونون وَلَا يؤتمنون فِي أَكثر النّسخ وَلَا يتمنون وينذرون بِكَسْر الذَّال وَضمّهَا وَلَا يُوفونَ فِي رِوَايَة وَلَا يفون وَيظْهر فيهم السّمن أَي كَثْرَة اللَّحْم أَي يكثر ذَلِك فيهم استكسابا لَا خلقَة وَقيل المُرَاد بِهِ تكثرهم بِمَا لَيْسَ فيهم أَو دَعْوَى مَا لَيْسَ فيهم من الشّرف وَغَيره وَقيل المُرَاد جمعهم الْأَمْوَال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 482 [2537] أَرَأَيْتكُم ليلتكم هَذِه الحَدِيث المُرَاد أَن كل نفس كَانَت تِلْكَ اللَّيْلَة على الأَرْض لَا تعيش بعْدهَا أَكثر من مائَة سنة سَوَاء قل عمرها أم لَا وَلَيْسَ فِيهِ نفي عَيْش أحد يُوجد بعد تِلْكَ اللَّيْلَة فَوق مائَة سنة فوهل بِفَتْح الْهَاء أَي غلط يُرِيد بذلك أَن ينخرم ذَلِك الْقرن أَي يَنْقَطِع وينقضي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 [2538] منفوسة أَي مولودة قَالَ النَّوَوِيّ وَفِيه احْتِرَاز من الْمَلَائِكَة قَالَ وَاحْتج بِهَذَا الحَدِيث من شَذَّ من الْمُحدثين فَقَالَ الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام ميت وَالْجُمْهُور على حَيَاته ويتأولون هَذَا الحَدِيث على أَنه كَانَ فِي الْبَحْر لَا على الأَرْض أَو أَنه عَام مَخْصُوص الجزء: 5 ¦ الصفحة: 484 [2541] لَا تسبوا أَصْحَابِي إِلَى آخِره النصيف لُغَة فِي النّصْف وَالْمرَاد بُلُوغ الثَّوَاب ثمَّ قَالَ الْعلمَاء هَذَا مُشكل الظَّاهِر من حَيْثُ الْخطاب وَأجَاب جمَاعَة بِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نزل الساب مِنْهُم لتعاطيه مَا لَا يَلِيق بِهِ منزلَة غير الصَّحَابَة قَالَ السُّبْكِيّ الظَّاهِر أَن الْخطاب فِيهِ لمن صَحبه آخرا بعد الْفَتْح وَقَوله أَصْحَابِي المُرَاد بهم من أسلم قبل الْفَتْح قَالَ ويرشد إِلَيْهِ قَوْله أنْفق إِلَى آخِره مَعَ قَوْله لَا يَسْتَوِي مِنْكُم من أنْفق من قبل الْفَتْح وَقَاتل الْآيَة الْحَدِيد1 قَالَ وَلَا بُد لنا من تَأْوِيله بِهَذَا أَو بِغَيْرِهِ ليَكُون المخاطبون غير الْأَصْحَاب الْمُوصى بهم قَالَ وَسمعت شَيخنَا الشَّيْخ تَاج الدّين بن عَطاء الله يذكر فِي مجْلِس وعظه تَأْوِيلا آخر يَقُول لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ تجليات يرى فِيهَا من بعده فَيكون الْكَلَام مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تِلْكَ الجليات خطابا لمن بعده فِي حق جَمِيع الصَّحَابَة الَّذين قبل الْفَتْح وَبعده قَالَ السُّبْكِيّ وَهَذِه طَريقَة صوفية فَإِن صَحَّ ذَلِك فَالْحَدِيث شَامِل لجَمِيع الصَّحَابَة وَإِلَّا فَهُوَ فِي حق الْمُتَقَدِّمين قبل الْفَتْح وَيدخل من بعدهمْ فِي حكمهم فَإِنَّهُم بِالنِّسْبَةِ إِلَى من بعدهمْ كَالَّذِين من قبلهم بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِم انْتهى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 486 [2542] يسخر بأويس أَي يحقره ويستهزئ بِهِ أَمْدَاد أهل الْيمن هم الْجَمَاعَات الْغُزَاة الَّذين يمدون جيوش الْإِسْلَام فِي الْغَزْو أكون فِي غبراء النَّاس بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُوَحدَة وبالمد أَي ضعافهم وصعاليكهم وأخلاطهم الَّذين لَا يؤبه لَهُم وَهَذَا من إِشَارَة الخمول وكتم حَاله رث الْبَيْت أَي قَلِيل الْمَتَاع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 487 [2543] شماسَة بِضَم الشين الْمُعْجَمَة وَفتحهَا يذكر فِيهِ القيراط قَالَ الْعلمَاء هُوَ جُزْء من أَجزَاء الدِّينَار وَالدِّرْهَم وَكَانَ أهل مصر يكثرون اسْتِعْمَاله والتكلم بِهِ فَإِن لَهُم ذمَّة أَي حَقًا وَحُرْمَة ورحما لكَون هَاجر أم إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مِنْهُم وصهرا لكَون مَارِيَة أم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام مِنْهُم عَن أبي بصرة بِالْمُوَحَّدَةِ وَالصَّاد الْمُهْملَة [2544] أهل عمان بِضَم الْعين وَتَخْفِيف الْمِيم مَدِينَة بِالْبَحْرَيْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 489 [2545] لأمة أَنْت شَره لأمة خير كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَفِي نُسْخَة لأمة سوء قَالَ القَاضِي وَهُوَ خطأ وتصحيف ثمَّ نفذ أَي انْصَرف يسحبك بقرونك أَي يجرك بضفائر شعرك سبتي بِكَسْر السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُوَحدَة وَتَشْديد آخِره وَهِي النَّعْل الَّتِي لَا شعر لَهَا يتوذف بِالْوَاو والذال الْمُعْجَمَة وَالْفَاء أَي يسْرع وَقيل يتبختر ذَات النطاقين بِكَسْر النُّون سميت بذلك لِأَنَّهَا شقَّتْ نطاقها نِصْفَيْنِ فَجعلت أَحدهمَا نطاقا صَغِيرا واكتفت بِهِ وَالْآخر لسفرة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأبي بكر فَأَما الْكذَّاب فقد رَأَيْنَاهُ هُوَ الْمُخْتَار بن أبي عبيد الثَّقَفِيّ ادّعى النُّبُوَّة وَأما المبير أَي المهلك إخالك بِكَسْر الْهمزَة أَي أَظُنك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 491 [2547] تَجِدُونَ النَّاس كإبل مائَة لَا يجد الرجل فِيهَا رَاحِلَة هِيَ النجيبة المختارة للرُّكُوب وَمعنى الحَدِيث إِن مرضى الْأَحْوَال من النَّاس الْكَامِل الْأَوْصَاف قَلِيل فيهم جدا لقلَّة الرَّاحِلَة فِي الْإِبِل [2548] صَحَابَتِي بِفَتْح الصَّاد بِمَعْنى الصُّحْبَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 495 [2550] المومسات بِضَم الْمِيم الأولى وَكسر الثَّانِيَة أَي الزواني البغايا المتجاهرات يتَمَثَّل بحسنها أَي يضْرب بِهِ الْمثل لانفرادها بِهِ يَا غُلَام من أَبوك قَالَ فلَان الرَّاعِي قَالَ النَّوَوِيّ قد يُقَال الزَّانِي لَا يلْحقهُ الْوَلَد وَالْجَوَاب لَعَلَّه كَانَ فِي شرعهم يلْحقهُ وَالْمرَاد من مَاء من أَنْت مجَازًا فارهة بِالْفَاءِ أَي نشيطة حادة قَوِيَّة وشارة أَي هَيْئَة ولباس يمصها بِفَتْح الْمِيم على الْمَشْهُور حلقى تقدم شَرحه فِي الْحَج الجزء: 5 ¦ الصفحة: 498 [2552] كَانَ ودا لعمر أَي صديقا لَهُ ود أَبِيه بِضَم الْوَاو الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 [2553] عَن النواس بن سمْعَان الْأنْصَارِيّ قَالَ أَبُو عَليّ الجياني وَغَيره هَذَا وهم وَصَوَابه الْكلابِي الْبر حسن الْخلق أَي يُطلق على مَا يُطلق عَلَيْهِ من الصِّلَة والصدق والمبرة واللطف وَحسن الصُّحْبَة وَالْعشرَة وَالطَّاعَة فَإِن الْبر يُطلق على كل مِمَّا ذكر وَهِي مجامع حسن الْخلق حاك أَي تردد وَلم ينشرح لَهُ الصَّدْر وَحصل فِي الْقلب الشَّك مِنْهُ مَا يَمْنعنِي من الْهِجْرَة إِلَّا الْمَسْأَلَة إِلَى آخِره مَعْنَاهُ أَنه أَقَامَ فِي الْمَدِينَة كالزائر من غير نقلة إِلَيْهَا واستيطان لرغبة فِي السُّؤَال عَن أُمُور الدّين فَإِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يسمح بذلك للغرباء الطارئين دون الْمُهَاجِرين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 501 [2554] قَامَت الرَّحِم فَقَالَت قَالَ القَاضِي الرَّحِم الَّتِي توصل وتقطع إِنَّمَا هِيَ من الْمعَانِي وَلَيْسَت بجسم وإنماهي قرَابَة وَنسب والمعاني لَا يَتَأَتَّى فِيهَا الْقيام وَلَا الْكَلَام فَأَما أَن يكون ذَلِك مجَازًا وَضرب مثل أَو المُرَاد قيام ملك وتكلمه على لسانها العائذ أَي المستعيذ أَن أصل من وصلك قَالَ القَاضِي صلَة الله لِعِبَادِهِ لطفه بهم وَرَحمته إيَّاهُم وإحسانه إِلَيْهِم أَو صلتهم بِأَهْل ملكوته وَشرح صُدُورهمْ لمعرفته وطاعته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 502 [2557] من سره أَن يبسط عَلَيْهِ فِي رزقه أَي يُوسع وَيكثر وَقيل يُبَارك لَهُ أَو ينسأ بِالْهَمْز أَي يُؤَخر فِي أَثَره أَي أَجله لِأَنَّهُ تَابع للحياة فَظَاهر هَذَا أَن الْأَجَل يزِيد وَينْقص وَفِيه قَولَانِ مشهوران وَالْمَانِع يؤول الحَدِيث على الزِّيَادَة بِالْبركَةِ فِي الْأَوْقَات والتوفيق للطاعات ولي فِي الْمَسْأَلَة تأليف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 503 [2558] وأحلم بِضَم اللَّام ويجهلون أَي يسيئون إِلَيّ القَوْل تسفهم بِضَم أَوله وَكسر السِّين وَتَشْديد الْفَاء أَي تطعمهم الْملَل بِفَتْح الْمِيم وَهُوَ الرماد الْحَار أَي من الْإِثْم الَّذِي ينالهم فِي قطيعته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 504 [2559] وَلَا تدابروا من التدابر وَهُوَ المعاداة وَقيل المقاطعة لِأَن كل وَاحِد يولي صَاحبه دبره حَدثنَا عَليّ بن نصر الْجَهْضَمِي وَفِي نُسْخَة نصر بن عَليّ وَالصَّوَاب الأول الجزء: 5 ¦ الصفحة: 505 [2560] فيصد بِضَم الصَّاد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 506 [2563] إيَّاكُمْ وَالظَّن أَي سوء الظَّن قَالَ الْخطابِيّ وَالْمرَاد تَحْقِيق الظَّن وتصديقه دون مَا يهجس فِي النَّفس فَإِن ذَلِك لَا يملك لَا تحسسوا وَلَا تجسسوا الأول بِالْحَاء وَالثَّانِي بِالْجِيم فبالحاء الِاسْتِمَاع لحَدِيث الْقَوْم وبالجيم الْبَحْث على العورات وَلَا تنافسوا من المنافسة وَهِي الرَّغْبَة فِي الشَّيْء وَفِي الِانْفِرَاد بِهِ لَا تهجروا فِي نُسْخَة تهاجروا وهما بِمَعْنى وَالْمرَاد النَّهْي عَن الْهِجْرَة وَقيل لَا تهجروا أَي لَا تتكلموا بالهجر وَهُوَ الْكَلَام الْقَبِيح الجزء: 5 ¦ الصفحة: 507 [2564] وَلَا يَخْذُلهُ أَي إِذا اسْتَعَانَ بِهِ فِي دفع ظَالِم وَنَحْوه لزمَه إعانته إِذا أمكنه وَلم يكن لَهُ عذر شَرْعِي وَلَا يحقره بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالْقَاف من الاحتقار وَرُوِيَ بِالْمُعْجَمَةِ وَالْفَاء أَي لَا يغدر عَهده التَّقْوَى هَهُنَا أَي أَن الْأَعْمَال الظَّاهِرَة لَا يحصل بهَا التَّقْوَى وَإِنَّمَا تحصل بِمَا يَقع فِي الْقلب من خشيَة الله ومراقبته وعظمته إِن الله لَا ينظر إِلَى أجسادكم الحَدِيث معنى نظر الله هُنَا مجازاته ومحاسبته وَالْمَقْصُود أَن الِاعْتِبَار فِي هَذَا كُله بِالْقَلْبِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 508 [2565] تفتح أَبْوَاب الْجنَّة يَوْم الْإِثْنَيْنِ قيل هُوَ على ظَاهره وَقيل كِنَايَة عَن كَثْرَة الصفح والغفران وَرفع الْمنَازل وَإِعْطَاء الثَّوَاب الجزيل شَحْنَاء أَي عَدَاوَة أنظروا بِالْقطعِ أَي أخروا اركوا بِهَمْزَة وصل وَرَاء سَاكِنة وَضم الْكَاف أَي أخروا وَرُوِيَ بِقطع الْهمزَة أَيْضا بِمَعْنَاهُ يُقَال ركاه وأركاه يفيئا أَي يرجعا إِلَى الصُّلْح والمودة [2567] فأرصد أَي قعد مدرجته بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء أَي طَرِيقه تربها أَي تقوم بإصلاحها وتنهض إِلَيْهِ بِسَبَبِهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 510 [2568] مخرفة بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء خرفة بِضَم الْخَاء قَالَ جناها أَي يؤول بِهِ ذَلِك إِلَى الْجنَّة واجتناء ثَمَرهَا [2569] لَوَجَدْتنِي عِنْده أَي وجدت ثوابي وكرامتي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 512 [2571] توعك الوعك بِسُكُون الْعين الْحمى وَقيل ألمها بن أبي غنية بالغين الْمُعْجَمَة وَالنُّون [2572] طُنب بِضَم النُّون وسكونها الْحَبل الَّذِي يشد بِهِ الْفسْطَاط الجزء: 5 ¦ الصفحة: 513 [2573] وصب هُوَ الْمَرَض اللَّازِم وَلَا نصب هُوَ التَّعَب يهمه ضبط بِضَم الْيَاء وَفتح الْهَاء على مَا لم يسم فَاعله وبفتح الْيَاء وَضم الْهَاء أَي يغمه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 514 [2574] قاربوا أَي اقتصدوا فَلَا تغلوا وَلَا تقصرُوا بل توسطوا وسددوا أَي اقصدوا السداد وَهُوَ الصَّوَاب النكبة هِيَ العثرة بِرجلِهِ [4575] تزفزفين بزائين معجمتين وفائين وأوله مضموم وَرُوِيَ بالراء المكررة أَي ترعدين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 [2577] إِنِّي حرمت الظُّلم على نَفسِي أَي تقدست عَنهُ وَتَعَالَيْت كلكُمْ ضال أَي لَو تركُوا وَمَا فِي طباعهم من إِيثَار الشَّهَوَات والراحة وإهمال النّظر لضلوا إِلَّا كَمَا ينقص هُوَ على وَجه التَّقْرِيب إِلَى الأفهام كَمَا مر مثله فِي حَدِيث الْخضر الْمخيط بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْيَاء الإبرة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 517 [2579] فَإِن الظُّلم ظلمات يَوْم الْقِيَامَة قيل هُوَ على ظَاهره وَقيل هُوَ كِنَايَة عَن الشدائد وَقيل عَن الأنكال والعقوبات [2580] كَانَ الله فِي حَاجته أَي أَعَانَهُ عَلَيْهَا ولطف بِهِ وَمن ستر مُسلما قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بِهِ السّتْر على ذَوي الهيئات وَنَحْوهم مِمَّن لَيْسَ مَعْرُوفا بالأذى وَالْفساد [2582] الجلحاء بِالْمدِّ هِيَ الْجَمَّاء الَّتِي لَا قُرُون لَهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 [2583] يملي للظالم أَي يُمْهل وَيُؤَخر ويطيل لَهُ فِي الْمدَّة لم يفلته أَي لم يُطلقهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 [2584] فَكَسَعَ بسين مُهْملَة مُخَفّفَة أَي ضرب دبره بيد أَو رجل أَو نَحوه مُنْتِنَة أَي قبيحة كريهة مؤذية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 520 [2584] تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد أَي دَعَا بعضه بَعْضًا إِلَى الْمُشَاركَة فِي ذَلِك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 521 [2587] المستبان مَا قَالَا فعلى البادئ مَا لم يعْتد الْمَظْلُوم مَعْنَاهُ أَن إِثْم السباب الْوَاقِع بَين اثْنَيْنِ مُخْتَصّ بالبادئ مِنْهُمَا إِلَّا أَن يتَجَاوَز الثَّانِي قدر الِانْتِصَار فَيَقُول للبادئ أَكثر مِمَّا قَالَ لَهُ وَلَا يجوز للمسبوب أَن ينتصر إِلَّا بِمثل مَا سبه مَا ل يكن كذبا أَو قذفا أَو سبا لأسلافه فَإِذا انتصر استوفي ظلامته وَبرئ الأول من حَقه وَبَقِي عَلَيْهِ إِثْم الِابْتِدَاء وَالْإِثْم الْمُسْتَحق لله وَقيل يرفع عَنهُ جَمِيع الْإِثْم بالانتصار مِنْهُ وَيكون معنى على البادئ أَي عَلَيْهِ اللوم والذم لَا الْإِثْم [2588] مَا نقصت صَدَقَة من مَال قيل هُوَ عَائِد إِلَى الدُّنْيَا بِالْبركَةِ فِيهِ وَدفع المفسدات وَقيل إِلَى الْآخِرَة بالثواب والتضعيف وَمَا زَاد الله عبدا إِلَّا عزا قيل فِي الدُّنْيَا وَقيل فِي الْآخِرَة وَمَا تواضع أحد لله إِلَّا رَفعه الله فِيهِ الْقَوْلَانِ أَيْضا قَالَ النَّوَوِيّ وَقد يُرَاد الْوَجْهَيْنِ مَعًا فِي الْأُمُور الثَّلَاثَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 522 [2589] بَهته بِفَتْح الْهَاء مُخَفّفَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 523 [2590] ستره الله يَوْم الْقِيَامَة قيل المُرَاد ستر مَعَاصيه عَن إذاعتها فِي أهل الْموقف وَقيل ترك محاسبته عَلَيْهَا وَترك ذكرهَا [2591] أَن رجلا اسْتَأْذن هُوَ عُيَيْنَة بن حصن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 524 [2593] وَيُعْطى على الرِّفْق مَا لَا يُعْطي على العنف بِتَثْلِيث الْعين وَالضَّم أشهر وَهُوَ ضد الرِّفْق وَمَعْنَاهُ أَنه يثيب عَلَيْهِ مَا لَا يثيب على غَيره وَقيل مَعْنَاهُ يَتَأَتَّى بِهِ من الْأَغْرَاض ويسهل من المطالب مَا لَا يَتَأَتَّى بِغَيْرِهِ [2595] وَرْقَاء بِالْمدِّ أَي يخالط بياضها سَواد وأعروها بِقطع الْهمزَة وَضم الرَّاء [2596] حل هِيَ كلمة زجر لِلْإِبِلِ واستحثاث يُقَال بِسُكُون اللَّام وبكسرها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 525 [2598] بأنجاد بِفَتْح الْهمزَة وَنون وجيم جمع نجد بِفَتْح النُّون وَالْجِيم وَحكي سكونها وَهُوَ مَتَاع الْبَيْت الَّذِي يزين بِهِ من فرش ونمارق وستور لَا يكون اللعانون أَي يكثر اللَّعْن الْمحرم شرعا وَلَا شُهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة أَي على الْأُمَم بتبليغ رسلهم إِلَيْهِم الرسالات وَقيل مَعْنَاهُ لَا يرْزقُونَ الشَّهَادَة وَهِي الْقَتْل فِي سَبِيل الله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 527 [2602] اللَّهُمَّ إِنَّمَا أَنا بشر الحَدِيث قيل كَيفَ يسب من لَا يسْتَحق السب وَأجِيب بِأَنَّهُ يحكم بِالظَّاهِرِ يظْهر لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اسْتِحْقَاقه لذَلِك بأمارة شَرْعِيَّة وَيكون فِي بَاطِن الْأَمر لَيْسَ أَهلا لذَلِك وَعِنْدِي فِي تَقْرِيره أَن المُرَاد من صدر مني ذَلِك فِي حَقه تعزيرا لَهُ على مَا صدر مِنْهُ فاجعله كَفَّارَة لما صدر مِنْهُ وَلَا تَجْعَلهُ عُقُوبَة عَلَيْهِ فِي الْآخِرَة فَإِن دعاءه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد ينفذ فِي الْآخِرَة وَأمر ذَلِك شَدِيد فَدَعَا بِأَن لَا يهلكه بذلك فِيهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 528 [2601] أَو جلده يَعْنِي بتَشْديد الدَّال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 529 [2603] هيه فتح الْيَاء وَسُكُون الْهَاء وَهِي هَاء السكت قَرْني بِفَتْح الْقَاف تلوث خمارها بمثلثة آخِره أَي تديره على رَأسهَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 530 [2604] عَن أبي حَمْزَة القصاب بِالْحَاء وَالزَّاي أَي واسْمه عمرَان بن أبي عَطاء الْأَسدي وَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ كَذَلِك غَيره وَالْبَاقِي أَبُو جَمْرَة بِالْجِيم وَالرَّاء وَلَيْسَ للقصاب فِي البُخَارِيّ ذكر وَلَا فِي مُسلم غير هَذَا الحَدِيث فحطأني بإهمال الْحَاء والطاء وهمزة حطأة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون الطَّاء قفدني بقاف ثمَّ فَاء ثمَّ دَال مُهْملَة قفدة هِيَ الضَّرْب بِالْيَدِ مبسوطة بَين الْكَتِفَيْنِ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 532 [2526] يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه وَهَؤُلَاء بِوَجْه أَي يظْهر لكل أَنه مِنْهُم وَأَنه مبغض ومخالف للآخرين فَإِن أَتَى كل طَائِفَة بالإصلاح وَنَحْوه فمحمود الجزء: 5 ¦ الصفحة: 533 [2605] وَحَدِيث الرجل امْرَأَته المُرَاد بِهِ إِظْهَار الود والوعد بِمَا لَا يلْزم وَنَحْو ذَلِك أما المخادعة فِي منع حَقّهَا أَو أَخذ مَالهَا فَحَرَام بِالْإِجْمَاع [2606] العضه ضبط بِوَزْن الْوَجْه وبوزن الْعدة والزنة وَالْأول أشهر وعينه مُهْملَة وضاده مُعْجمَة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 534 [2607] إِن الصدْق يهدي إِلَى الْبر أَي إِلَى الْعَمَل الصَّالح الْخَالِص من كل مَذْمُوم إِلَى الْفُجُور هُوَ الْميل عَن الاسْتقَامَة وَقيل الانبعاث فِي الْمعاصِي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 536 [2609] الرقوب بِفَتْح الرَّاء وَتَخْفِيف الْقَاف الصرعة بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 537 [2611] أجوف أَي صَاحب جَوف لَا يَتَمَالَك لَا يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب والشهوات وَقيل لَا يملك دفع الوساوس عَنهُ خلق آدم على صورته هَذَا من أَحَادِيث الصِّفَات الَّتِي يُؤمن بهَا ويمسك عَن الْخَوْض فِيهَا أَو تؤول بِحَسب مَا يَلِيق بتنزيه الله تَعَالَى وَأحسن مَا قيل فِي تَأْوِيله إِن الْإِضَافَة للتشريف كناقة الله وَبَيت الله أَي الصُّورَة الَّتِي اخْتَارَهَا لآدَم وَقيل الضَّمِير للْأَخ الْمقَاتل المراغي بِفَتْح الْمِيم وإعجام الْغَيْن مَنْسُوب إِلَى المراغة بطن من الأزد وَمن ضم ميمه فقد صحف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 539 [2613] الأنباط هم فلاحو الْعَجم فلسطين بِكَسْر الْفَاء وَفتح اللَّام بِلَاد بَيت الْمُقَدّس وَمَا حولهَا فَخلوا ضبط بِالْمُعْجَمَةِ وبالمهملة [2615] سددناها بَعْضنَا بِالسِّين الْمُهْملَة أَي قومناها إِلَى وُجُوههم [2617] لَا يُشِير هُوَ خبر بِمَعْنى النَّهْي ينْزع بِالْعينِ الْمُهْملَة أَي يَرْمِي فِي يَده ويحقق ضَربته ورميته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 540 [1914] يتقلب فِي الْجنَّة أَي يتنعم فِي ملاذها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 541 [2618] صمعة بِفَتْح الصَّاد وَالْعين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَسُكُون الْمِيم أَبُو الْوَازِع بِالْعينِ الْمُهْملَة وَأمر الْأَذَى بتَشْديد الرَّاء أَي أزاله وَرُوِيَ بزاي مُخَفّفَة بِمَعْنَاهُ [2619] جراء هرة بِالْمدِّ وَالْقصر أَي من أجل ترمرم بِضَم التَّاء وَكسر الرَّاء الثَّانِيَة وَفِي نُسْخَة ترمم بِضَم التَّاء وَكسر الْمِيم الأولى وَرَاء وَاحِدَة وَفِي نُسْخَة ترمم بِفَتْح التَّاء وَالْمِيم أَي تتَنَاوَل ذَلِك بفيها الجزء: 5 ¦ الصفحة: 542 [2620] الْعِزّ إزَاره والكبرياء رِدَاؤُهُ الضَّمِير عَائِد على الله تَعَالَى للْعلم بِهِ فَمن يُنَازعنِي عَذبته فِيهِ مَحْذُوف تَقْدِيره قَالَ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَمعنى يُنَازعنِي يتخلق بذلك فَيصير فِي معنى المشارك وَفِي ذكر الرِّدَاء والإزار اسْتِعَارَة [2621] يتألى أَي يحلف وأحبطت عَمَلك احْتج بِهِ الْمُعْتَزلَة فِي إحباط الْأَعْمَال بِالْمَعَاصِي وَمذهب أهل السّنة أَنَّهَا لَا تحبط إِلَّا بالْكفْر وَأَجَابُوا عَن هَذَا بِتَأْوِيل حبوط علمه على أَنه أسقطت حَسَنَاته فِي مُقَابل سيئاته فيسمى إحباطا مجَازًا وَيحْتَمل أَنه جرى مِنْهُ أَمر آخر أوجب الْكفْر وَيحْتَمل أَن هَذَا كَانَ فِي شرع من قبلنَا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 543 [2622] رب أَشْعَث أَي ملبد الشّعْر مغبر غير مدهون وَلَا مرجل مَدْفُوع بالأبواب أَي لَا قدر لَهُ عِنْد النَّاس فهم يدفعونه عَن أَبْوَابهم ويطردونه عَنْهُم احتقارا لَهُ لَو أقسم على الله لَأَبَره أَي لَو أقسم على وُقُوع شَيْء أوقعه الله تَعَالَى وَإِن كَانَ حقيراعند النَّاس وَقيل معنى الْقسم هُنَا الدُّعَاء وإبراره إجَابَته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 544 [2623] إذاقال الرجل هلك النَّاس فَهُوَ أهلكهم ضبط بِرَفْع الْكَاف وَهُوَ أشهر على أَنه أفعل تَفْضِيل أَي أَشَّدهم هَلَاكًا وَفِي الْحِلْية لأبي نعيم فَهُوَ من أهلكهم وَبِفَتْحِهَا على انه فعل مَاض أَي هُوَ نسبهم إِلَى الْهَلَاك لَا أَنهم هَلَكُوا فِي الْحَقِيقَة قَالَ النَّوَوِيّ وَاتفقَ الْعلمَاء على أَن هَذَا الذَّم إِنَّمَا هُوَ فِيمَن قَالَه على سَبِيل الإزراء على النَّاس واحتقارهم وتفضيل نَفسه عَلَيْهِم فَإِن قَالَ ذَلِك حزنا لما يرى فِي نَفسه وَفِي النَّاس من النَّقْص فِي أَمر الدّين فَلَا بَأْس قَالَ الْخطابِيّ مَعْنَاهُ لَا يزَال الرجل يعيب النَّاس وَيذكر مساوئهم وَيَقُول فسد النَّاس وهلكوا وَنَحْو ذَلِك فَإِذا فعل ذَلِك فَهُوَ أهلكهم أَي أسوء حَالا مِنْهُم مِمَّا يلْحقهُ من الْإِثْم فِي غيبتهم والوقيعة فيهم وَرُبمَا أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى الْعجب بِنَفسِهِ ورؤية أَنه خير مِنْهُم [2625] فأصبهم مِنْهَا بِمَعْرُوف أَي أعطهم مِنْهَا شَيْئا [2626] بِوَجْه طلق رُوِيَ بِكَسْر اللَّام وسكونها وطليق بِزِيَادَة يَاء أَي سهل منبسط الجزء: 5 ¦ الصفحة: 545 [2628] بحذيك بِالْحَاء الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة أَي يعطيك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 546 [2629] بن بهْرَام بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا من ابْتُلِيَ من الْبَنَات بِشَيْء قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا سَمَّاهُ ابتلاء لِأَن النَّاس يكرهونهن فِي الْعَادة [2631] من عَال جاريتين أَي قَامَ عَلَيْهِمَا بالمؤنة والتربية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 547 [2632] إِلَّا تَحِلَّة الْقسم أَي مَا تنْحَل بِهِ الْقسم وَهُوَ قَوْله تَعَالَى وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها مَرْيَم71 قَالَ النَّوَوِيّ وَالْمرَاد بِهِ الْمُرُور على الصِّرَاط وَهُوَ جسر مَنْصُوب عَلَيْهَا وَقيل الْوُقُوف عِنْدهَا قَالَ أَو اثْنَيْنِ جَاءَ فِي غير مُسلم أَو وَاحِد [2634] لم يبلغُوا الْحِنْث أَي لم يبلغُوا سنّ التَّكْلِيف الَّذِي يكْتب فِيهِ الْحِنْث وَهُوَ الْإِثْم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 548 [2635] صغارهم دعاميص الْجنَّة بإهمال الدَّال وَالْعين وَالصَّاد الْوَاحِد دعموص بِضَم الدَّال أَي صغَار أَهلهَا وأصل الدعموص دويبة تكون فِي المَاء لَا تُفَارِقهُ أَي هَذَا الصَّغِير فِي الْجنَّة لَا يفارقها قَالَه النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم وَقَالَ فِي شرح الْمُهَذّب الدعموص الدخال فِي الْأُمُور وَمعنى الحَدِيث أَنهم سياحون فِي الْجنَّة دخالون فِي منازلها لَا يمْنَعُونَ من مَوضِع مِنْهَا كَمَا أَن الصّبيان فِي الدُّنْيَا لَا يمْنَعُونَ الدُّخُول على الْحرم قَالَ فِي شرح مُسلم وَفِي هَذِه الْأَحَادِيث دَلِيل على كَون أَطْفَال الْمُسلمين فِي الْجنَّة وَقد نقل جمَاعَة فِيهِ إِجْمَاع الْمُسلمين قَالَ الْمَازرِيّ أما أَوْلَاد الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام فالإجماع مُتَحَقق على أَنهم فِي الْجنَّة وَأما أَطْفَال من سواهُم من الْمُسلمين فجماهير الْعلمَاء على الْقطع لَهُم بِالْجنَّةِ وَنقل جمَاعَة الْإِجْمَاع على كَونهم من أهل الْجنَّة قطعا لقَوْله تَعَالَى وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان ألحقنا بهم ذُرِّيتهمْ الطّور 21 وَتوقف بعض الْمُتَكَلِّمين وَأَشَارَ إِلَى أَنه لَا يقطع لَهُم كالمكلفين بصنفة ثَوْبك بِفَتْح الصَّاد وَكسر النُّون وَهِي طرفه فَلَا يتناهي أَي لَا يتْركهُ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 549 [2636] احتظرت بحظار شَدِيد من النَّار أَي امْتنعت بمانع وثيق وأصل الْحَظْر الْمَنْع وأصل الحظار بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا مَا يَجْعَل حول الْبُسْتَان وَغَيره من قضبان وَغَيرهَا كالحائط الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 [2637] إِن الله إِذا أحب عبدا دَعَا جِبْرِيل الحَدِيث قَالَ الْعلمَاء محبَّة الله لعَبْدِهِ هِيَ إِرَادَته الْخَيْر لَهُ وهدايته وإنعامه عَلَيْهِ وَرَحمته وبغضه إِرَادَته عِقَابه وشقاوته وَنَحْوه وَحب جِبْرِيل وملائكة يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا استغفارهم لَهُ وثناؤهم عَلَيْهِ ودعاؤهم وَالثَّانِي انه على ظَاهره الْمَعْرُوف من الْخلق وَهُوَ ميل الْقلب إِلَيْهِ واشتياقه إِلَى لِقَائِه وَسبب ذَلِك كَونه مُطيعًا لله محبوبا لَهُ وَمعنى يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض الْحبّ فِي قُلُوب النَّاس ورضاهم عَنهُ وَهُوَ على الْمَوْسِم أَي أَمِير الحجيج الجزء: 5 ¦ الصفحة: 552 [2638] الْأَرْوَاح جنود مجندة أَي جموع مجتمعة وأنواع مُخْتَلفَة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف قَالَ النَّوَوِيّ تعارفها لأمر جعلهَا الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَقيل مُوَافقَة صفاتها الَّتِي خلقهَا الله تَعَالَى وتناسبها فِي شيمها وَقيل لِأَنَّهَا خلقت مجتمعة ثمَّ فرقت فِي اجسادها فَمن وَافق قسيمه أَلفه وَمن نَاب نافره وَخَالفهُ وَقَالَ الْخطابِيّ وَغَيره تآلفها هُوَ مَا خلقهَا الله عَلَيْهِ من السَّعَادَة والشقاوة فِي الْمُبْتَدَأ وَكَانَت الْأَرْوَاح على قسمَيْنِ مُتَقَابلين فَإِذا تلاقت الأجساد فِي الدُّنْيَا ائتلفت وَاخْتلفت بِحَسب مَا خلقت عَلَيْهِ فيميل الأخيار إِلَى الأخيار والأشرار إِلَى الأشرار الجزء: 5 ¦ الصفحة: 553 [2639] فَلم يذكر كَبِيرا ضبط بِالْمُوَحَّدَةِ وبالمثلثة وَكَذَا مَا بعده عِنْد سدة الْمَسْجِد هِيَ الظلال المسقفة عِنْد بَاب الْمَسْجِد [2641] الْمَرْء مَعَ من أحب قَالَ النَّوَوِيّ لَا يلْزم من كَونه مَعَهم أَن تكون مَنْزِلَته وجزاؤه مثلهم من كل وَجه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 [2642] أَرَأَيْت الرجل يعْمل الْعَمَل من الْخَيْر وَيَحْمَدهُ النَّاس عَلَيْهِ قَالَ تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن أَي هَذِه الْبُشْرَى المعجلة دَلِيل للبشرى المؤخرة إِلَى الْآخِرَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا إِذا حَمده النَّاس من غير تعرض مِنْهُ لحمدهم وَإِلَّا فالتعرض مَذْمُوم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 556 [2643] وَهُوَ الصَّادِق المصدوق أَي فِيمَا يَأْتِيهِ من الْوَحْي الْكَرِيم إِن أحدكُم بِكَسْر الْهمزَة على حكايته لَفظه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ يُرْسل إِلَيْهِ الْملك قَالَ القَاضِي المُرَاد بإرساله فِي هَذِه الْأَشْيَاء أمره بهَا وبالتصرف فِيهَا بِهَذِهِ وبالأفعال وَإِلَّا فقد صرح فِي الحَدِيث بِأَنَّهُ مُوكل بالرحم وَأَنه يَقُول يَا رب نُطْفَة يَا رب علقَة قَالَ النَّوَوِيّ وَظَاهر هَذَا الحَدِيث إرْسَاله بعد مائَة وَعشْرين يَوْمًا وَفِي الرِّوَايَات بعده أَنه بعد أَرْبَعِينَ أَو بضع وَأَرْبَعين لَيْلَة وَهِي مؤولة بِمَا يشار إِلَيْهِ لِاتِّفَاق الْعلمَاء على أَن نفخ الرّوح لَا يكون إِلَّا بعد أَرْبَعَة أشهر بكتب رزقه هُوَ بباء الْجَرّ فِي أَوله بدل من أَربع وشقي أَو سعيد بِالرَّفْع خبر هُوَ مُقَدرا مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بالذراع التَّمْثِيل للقرب من مَوته ودخوله عقبه إِلَى تِلْكَ الدَّار أَي مَا بَقِي بَينه وَبَين أَن يصلها إِلَّا كمن بَقِي بَينه وَبَين مَوضِع من الأَرْض ذِرَاع قَالَ ثمَّ إِن من لطف الله تَعَالَى وسعة رَحمته أَن انقلاب النَّاس من الشَّرّ إِلَى الْخَيْر فِيهِ كَثْرَة وَأما انقلابهم من الْخَيْر إِلَى الشَّرّ فَفِي غَايَة الندور وَنِهَايَة الْقلَّة وَهُوَ نَحْو قَوْله إِن رَحْمَتي غلبت غَضَبي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 6 [2644] حُذَيْفَة بن أسيد بِفَتْح الْهمزَة فيكتبان بِضَم أَوله قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بكتب جَمِيع مَا ذكر من الرزق وَالْأَجَل والسعادة والشقاوة وَالْعَمَل والذكورة وَالْأُنُوثَة أَن ذَلِك يظْهر للْملك ويأمره بإنفاذه وكتابته وَإِلَّا فقضاء الله سَابق على ذَلِك وَعَمله وإرادته لكل ذَلِك مَوْجُود فِي الْأَزَل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 7 [2645] إِذا مر بالنطفة ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَة بعث الله إِلَيْهَا ملكا فصورها إِلَى آخِره قَالَ القَاضِي وَغَيره لَيْسَ هُوَ على ظَاهره وَلَا يَصح حمله على ظَاهره بل المُرَاد بتصويرها إِلَخ أَنه يكْتب ذَلِك ثمَّ يَفْعَله فِي وَقت آخر لِأَن التَّصْوِير عقب الْأَرْبَعين الأولى غير مَوْجُود فِي الْعَادة وَإِنَّمَا يَقع فِي الْأَرْبَعين الثَّالِثَة وَهِي مُدَّة المضغة على أبي سريحَة بِفَتْح السِّين والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَكسر الرَّاء ثمَّ يتَصَوَّر عَلَيْهَا الْملك فِي نُسْخَة يتسور بِالسِّين أَي ينزل وَالصَّاد بدل من السِّين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 9 [2647] مخصرة بِكَسْر الْمِيم مَا أَخذه الْإِنْسَان بِيَدِهِ وَاخْتَصَرَهُ من عَصا لَطِيفَة وعكازة وَنَحْوهَا فَنَكس بتَخْفِيف الْكَاف وتشديدها أَي خفض رَأسه وطأطأه إِلَى الأَرْض على هَيْئَة المهموم ينكت بِفَتْح أَوله وَضم الْكَاف وَآخره مثناة فَوق أَي يخط بهَا خطا يَسِيرا مرّة بعد مرّة وَهَذَا فعل المهموم المفكر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 11 [2648] جَفتْ بِهِ الأقلام أَي الَّتِي كتبته فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَي تمت كِتَابَته وامتنعت فِي الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان قَالَ الْعلمَاء وَكتاب الله ولوحه وقلمه والصحف الْمَذْكُورَة فِي الْأَحَادِيث كل ذَلِك مِمَّا يجب الْإِيمَان بِهِ وَأما كَيْفيَّة ذَلِك وصفتها فعلمها إِلَى الله تَعَالَى وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير قَالَ أَبُو المظفر السَّمْعَانِيّ سَبِيل معرفَة هَذَا الْبَاب التَّوْقِيف من الْكتاب وَالسّنة دون مَحْض الْقيَاس وَمُجَرَّد الْعُقُول فَمن عدل عَن التَّوْقِيف فِيهِ ض وتاه فِي بحار الْحيرَة وَلم يبلغ شِفَاء النَّفس وَلم يصل إِلَى مَا يطمئن إِلَيْهِ الْقلب لِأَن الْقدر سر من أسرار الله تَعَالَى ضربت دونه الأستار اخْتصَّ الله تَعَالَى بِهِ وحجبه عَن عقول الْخلق ومعارفهم لما علمه من الْحِكْمَة وَأوجب لنا أَن نقف حَيْثُ حد لنا وَلَا نتجاوزه وَقد طوى الله علم الْقدر عَن الْعَالم فَلم يُعلمهُ نَبِي مُرْسل وَلَا ملك مقرب وَقيل إِن سر الْقدر ينْكَشف لَهُم إِذا دخلُوا الْجنَّة وَلَا ينْكَشف قبل دُخُولهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 [2650] ويكدحون أَي يسعون الجزء: 6 ¦ الصفحة: 14 [2652] احْتج آدم ومُوسَى قَالَ الْقَابِسِيّ الْتَقت أرواحهما فِي السَّمَاء فَوَقع الْحجَّاج بَينهمَا قَالَ القَاضِي وَيحْتَمل أَنه على ظَاهره وأنهما اجْتمعَا بأشخاصهما قَالَ وَيحْتَمل ان ذَلِك جرى فِي حَيَاة مُوسَى سَأَلَ الله أَن يرِيه آدم فحاجه خيبتنا أَي كنت سَبَب خيبتنا وإغوائنا بالخطيئة الَّتِي ترَتّب عَلَيْهَا إخراجك من الْجنَّة ثمَّ تعرضنا لإغواء الشَّيَاطِين اصطفاك أَي اختصك وآثرك وَخط لَك بِيَدِهِ فِيهَا المذهبان الْإِيمَان بهَا وَعدم الخو فِي تَأْوِيلهَا مَعَ أَن ظَاهرهَا غير مُرَاد وتأويلها على الْقُدْرَة قدره الله عَليّ أَي كتبه فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا يجوز أيراد بِهِ حَقِيقَة الْقدر لِأَنَّهُ أزلي لَا يتَقَدَّر بِأَرْبَعِينَ سنة فحج آدم بِالرَّفْع مُوسَى أَي غَلبه بِالْحجَّةِ قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل فالعاصي منا لَو قَالَ هَذِه الْمعْصِيَة قدرهَا الله عَليّ لم يسْقط عَنهُ اللوم بذلك فَالْجَوَاب أَنه بَاقٍ فِي دَار التَّكْلِيف مُحْتَاج إِلَى الزّجر مَا لم يمت وآدَم مَاتَ وَأخرج عَن دَار التَّكْلِيف وَعَن الْحَاجة إِلَى الزّجر فَلم يبْق فِي القَوْل الْمَذْكُور لَهُ فَائِدَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 [2653] كتب الله مقادير الْخَلَائق إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء المُرَاد تَحْدِيد وَقت الْكِتَابَة فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَو غَيره لَا أصل التَّقْدِير فَإِن ذَلِك أزلي لَا أول لَهُ وعرشه على المَاء أَي قبل خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض [2654] إِن قُلُوب بني آدم كلهَا بَين إِصْبَعَيْنِ الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ المذهبان التَّفْوِيض أَو التَّأْوِيل على الْمجَاز التمثيلي كَمَا يُقَال فلَان فِي قبضتي لَا يُرَاد بِهِ أَنه حَال فِي كَفه بل المُرَاد تَحت قدرتي فَالْمَعْنى أَنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يتَصَرَّف فِي قُلُوب عباده وَغَيرهَا كَيفَ يَشَاء لَا يمْتَنع عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء وَلَا يفوتهُ مَا أَرَادَهُ كَمَا لَا يمْتَنع على الْإِنْسَان مَا كَانَ بَين أصبعيه فخاطب الْعَرَب بِمَا يفهمونه وَمثله بالمعاني الحسية تَأْكِيدًا لَهُ فِي نُفُوسهم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 [2656] كل شَيْء بِقدر حَتَّى الْعَجز والكيس رُوِيَ برفعهما عطفا على كل وبجرهما عطفا على شَيْء قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن الْعَجز هُنَا على ظَاهره وَهُوَ عدم الْقُدْرَة وَقيل هُوَ ترك مَا يجب فعله والتسويف بِهِ وتأخيره عَن وقته قَالَ وَيحْتَمل أَن المُرَاد الْعَجز عَن الطَّاعَات والحذق بالأمور وَمَعْنَاهُ أَن الْعَاجِز قد قدر عَجزه والكيس قد قدر كيسه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 [2657] إِن الله سُبْحَانَهُ تَعَالَى كتب على بن آدم حَظه من الزِّنَى الحَدِيث مَعْنَاهُ أَن بن آدم قدر عَلَيْهِ نصيب من الزِّنَى فَمنهمْ من يكون زِنَاهُ حَقِيقِيًّا بِإِدْخَال الْفرج فِي الْفرج الْحَرَام وَمِنْهُم من يكون زِنَاهُ مجَازًا بِالنّظرِ الْحَرَام وَنَحْوه من الْمَذْكُورَات فَكلهَا أَنْوَاع من الزِّنَى الْمجَازِي والفرج يصدق ذَلِك أَو يكذبهُ أَي إِمَّا أَن يُحَقّق الزِّنَى بالفرج أَو لَا يحققه بِأَن لَا يولج وَإِن قَارب ذَلِك وَجعل بن عَبَّاس هَذِه الْأُمُور وَهِي الصَّغَائِر تَفْسِيرا للمم فِي قَوْله تَعَالَى الَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَّا اللمم النَّجْم32 فتغفر باجتناب الْكَبَائِر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 [2658] وَلم يذكر جَمْعَاء مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد على الْفطْرَة هِيَ مَا أَخذ عَلَيْهِم وهم فِي أصلاب آبَائِهِم فَتَقَع الْولادَة عَلَيْهَا حَتَّى يحصل التَّغْيِير من الْأَبَوَيْنِ كَمَا تنْتج بِضَم أَوله وَفتح ثالثه الْبَهِيمَة بِالرَّفْع بَهِيمَة بِالنّصب جَمْعَاء بِالْمدِّ أَي كَامِلَة الْأَعْضَاء هَل تُحِسُّونَ فِيهَا أَي ترَوْنَ من جَدْعَاء بِالْمدِّ أَي مَقْطُوعَة أذن أَو غَيرهَا من الْأَعْضَاء الْمَعْنى كَمَا تَلد الْبَهِيمَة بَهِيمَة كَامِلَة لَا نقص فِيهَا وَإِنَّمَا يحدث النَّقْص فِيهَا والجدع بعد وِلَادَتهَا إِلَّا يلد كَذَا فِي الْأُصُول بِضَم الْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت وَكسر اللَّام على أَنه مَاض أبدلت وَاو ولد فِيهِ يَاء لانضمامها وَهِي لُغَة منقولة الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين احْتج بِهِ من قَالَ بالتوقف فِي أَطْفَال الْمُشْركين وَقَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح الَّذِي ذهب إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنهم من أهل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا الْإِسْرَاء15 فَلَا يتَوَجَّه على الْمَوْلُود التَّكْلِيف وَيلْزمهُ قَول الرَّسُول حَتَّى يبلغ قَالَ وَالْجَوَاب على هَذَا الحَدِيث أَنه لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِأَنَّهُم فِي النَّار وَحَقِيقَة لَفظه وَالله أعلم بِمَا كَانُوا يعْملُونَ لَو بلغُوا وَلم يبلغُوا والتكليف لَا يكون إِلَّا بِالْبُلُوغِ فِي حضنيه بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ ضاد مُعْجمَة ثمَّ نون ثمَّ يَاء تَثْنِيَة حضن وَهِي الْجنب وَقيل الخاصرة وَرَوَاهُ بن ماهان بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وهما الأنثيان قَالَ القَاضِي وَأَظنهُ وهما الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 [2662] توفّي صبي فَقلت طُوبَى لَهُ الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ أجمع من يعْتد بِهِ على أَن من مَاتَ من أَطْفَال الْمُسلمين فَهُوَ فِي أهل الْجنَّة لِأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلّفا وَتوقف فِيهِ بعض من لَا يعْتد بِهِ لهَذَا الحَدِيث وَأجَاب الْعلمَاء عَنهُ بِأَنَّهُ لَعَلَّه نهاها عَن المسارعة إِلَى الْقطع من غير أَن يكون عِنْدهَا دَلِيل قَاطع كَمَا أنكر على سعد فِي قَوْله إِنِّي لأراه مُؤمنا قَالَ أَو مُسلما وَيحْتَمل أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هَذَا قبل أَن يعلم أَن أَطْفَال الْمُسلمين فِي الْجنَّة فَلَمَّا علم قَالَ ذَلِك الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 [2663] قبل حلّه بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا لُغَتَانِ أَي قبل وُجُوبه وحينه وَلَو كنت سَأَلت الله أَن يعيذك إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل الْجَمِيع مفروغ مِنْهُ كالأجل فَالْجَوَاب إِن الدُّعَاء بالإعاذة من النَّار وَنَحْوهَا عبَادَة وَقد أَمر الله بالعبادات وَعدم الاتكال فِيهَا على الْقدر بِخِلَاف الدُّعَاء بطول الْأَجَل فَلَيْسَ عبَادَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 27 [2664] الْمُؤمن الْقوي خير قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بِالْقُوَّةِ هُنَا عَزِيمَة النَّفس والقريحة فِي أُمُور الْآخِرَة كالجهاد وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَالصَّبْر على الْأَذَى وَاحْتِمَال المشاق فِي ذَات الله تَعَالَى وَفِي الصَّلَاة وَالصَّوْم وَسَائِر الْعِبَادَات وَفِي كل خير أَي الْقوي والضعيف لاشْتِرَاكهمَا فِي الْإِيمَان مَعَ مَا يَأْتِي من الْعِبَادَات احرص بِكَسْر الرَّاء على مَا ينفعك قَالَ النَّوَوِيّ من طَاعَة الله وَالرَّغْبَة فِيمَا عِنْده وَلَا تعجز بِكَسْر الْجِيم فَلَا تقل لَو أَنِّي فعلت كَذَا إِلَى آخِره قَالَ بَعضهم هَذَا فِيمَن قَالَ ذَلِك مُعْتَقدًا لَهُ حتما وانه لَو فعل ذَلِك لم يصبهُ قطعا فَأَما من رد ذَلِك إِلَى مَشِيئَة الله تَعَالَى وَأَنه لَا يُصِيبهُ إِلَّا مَا شَاءَ الله فَلَيْسَ من هَذَا وَقَالَ القَاضِي الَّذِي عِنْدِي أَن النَّهْي على ظَاهره وعمومه لكنه نهي تَنْزِيه [2665] التسترِي بِضَم التَّاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَحكي ضمهَا أَيْضا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 [2667] اخْتلفَا فِي آيَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على اخْتِلَاف لَا يجوز كالاختلاف فِي نفس الْقُرْآن وَفِي معنى مِنْهُ لَا يسوغ فِيهِ الِاجْتِهَاد أَو اخْتِلَاف يُوقع فِي شكّ أَو شُبْهَة أَو خُصُومَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 [2668] إِن أبْغض الرِّجَال إِلَى الله الألد هُوَ الشَّديد الْخُصُومَة الْخصم بِفَتْح الْخَاء وَكسر الصَّاد وَهُوَ الحاذق بِالْخُصُومَةِ قَالَ النَّوَوِيّ والمذموم هُوَ الْخُصُومَة بِالْبَاطِلِ فِي دفع حق وَإِثْبَات بَاطِل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 [2669] لتتبعن سنَن الَّذين من قبلكُمْ بِفَتْح السِّين وَالنُّون أَي طريقهم فِي الْمعاصِي والمخالفات لَا فِي الْكفْر [2670] المتنطعون المتعمقون المغالون المجاوزون الْحُدُود فِي أَقْوَالهم وأفعالهم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 [2672] من أَشْرَاط السَّاعَة أَي علاماتها وَيثبت الْجَهْل فِي نُسْخَة ويبث أَي ينشر ويشيع وَيشْرب الْخمر أَي شربا فاشيا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 [157] يتقارب الزَّمَان أَي يقرب من الْقِيَامَة ويلقى الشُّح بِسُكُون اللَّام وَتَخْفِيف الْقَاف أَي يوضع فِي الْقُلُوب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 [2673] رُؤَسَاء ضبط بِضَم الْهمزَة وبالتنوين جمع رَأس وبالمد جمع رَئِيس الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 [2675] أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي قيل مَعْنَاهُ بالغفران لَهُ إِذا اسْتغْفر وَالْقَبُول إِذا تَابَ والإجابة إِذا دَعَا والكفاية إِذا طلب الْكِفَايَة وَقيل المُرَاد بِهِ الرَّجَاء وتأميل الْعَفو وَأَنا مَعَه حِين يذكرنِي أَي مَعَه بِالرَّحْمَةِ والتوفيق وَالْهِدَايَة وَالرِّعَايَة والإعانة ذكرته فِي نَفسِي أَي فِي ذاتي وَيجوز أَن يكون المُرَاد فِي غيبي إِذا ذَكرنِي خَالِيا أثْبته بِمَا لَا يطلع عَلَيْهِ أحد وَإِن تقرب مني شبْرًا أَي بِالطَّاعَةِ تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا أَي بِالرَّحْمَةِ والتوفيق وَإِن أَتَانِي يمشي أسْرع فِي طَاعَتي أَتَيْته هرولة أَي صببت عَلَيْهِ الرَّحْمَة وسبقته بهَا جِئْته أَتَيْته كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَالْجمع بَينهمَا للتَّأْكِيد وَفِي بَعْضهَا جِئْته فَقَط وَفِي بَعْضهَا أَتَيْته فَقَط الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 [2676] جمدان بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمِيم المفردون بِفَتْح الْفَاء وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ من فَرد بِالتَّشْدِيدِ وأفرد وأصل المفردون الَّذين هلك أقرانهم وانفردوا عَنْهُم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 [2677] إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما قَالَ النَّوَوِيّ اتّفق الْعلمَاء على أَن هَذَا الحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حصر لأسمائه تَعَالَى فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ لَهُ أَسمَاء غير هَذِه بل المُرَاد الْإِخْبَار عَن دُخُول الْجنَّة بإحصائها لَا الْإِخْبَار بحصر الْأَسْمَاء وَقد جَاءَ عد هَذِه الْأَسْمَاء فِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَقيل هِيَ مخفية التَّعْيِين كالاسم الْأَعْظَم وَلَيْلَة الْقدر وَنَحْو ذَلِك من أحصاها أَي من حفظهَا كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا أصح الْأَقْوَال فِي تَفْسِيرهَا إِنَّه وتر أَي فَرد يحب الْوتر أَي يفضله فِي كثير من الطَّاعَات والمخلوقات كالطواف وَالسَّعْي والجمار وَالطَّهَارَة وكالسماوات وَالْأَرضين والبحار وَأَيَّام الْأُسْبُوع الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 [2679] إِذا دَعَا أحدكُم فليعزم فِي الدُّعَاء أَي يجْزم وَلَا يقل اللَّهُمَّ إِن شِئْت إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء سَبَب كَرَاهَته أَنه لَا يتَحَقَّق اسْتِعْمَال الْمَشِيئَة إِلَّا فِي حق من يتَوَجَّه عَلَيْهِ الْإِكْرَاه وَالله تَعَالَى منزع عَن ذَلِك وَهُوَ معنى قَوْله فَإِن الله لَا مستكره لَهُ وَقيل سَببهَا أَن فِي هَذِه اللَّفْظَة صُورَة الِاسْتِغْنَاء عَن الْمَطْلُوب مِنْهُ [2682] إِنَّه إِذا مَاتَ أحدكُم انْقَطع عمله فِي نُسْخَة أمله الجزء: 6 ¦ الصفحة: 48 [2685] إِذا شخص الْبَصَر بِفَتْح الشين وَالْخَاء وَهُوَ ارْتِفَاع الأجفان إِلَى فَوق وتحديد النّظر وحشرج الصَّدْر أَي تردد النَّفس فِيهِ واقشعر الْجلد أَي قَامَ شعره وتشنجت الْأَصَابِع أَي تقبضت الجزء: 6 ¦ الصفحة: 49 [2675] باعا أَو بوعا بِضَم الْبَاء وَفتحهَا وَالثَّلَاثَة بِمَعْنى وَهُوَ طول ذراعي الْإِنْسَان وعضديه وَعرض صَدره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 [2687] بقراب الأَرْض بِضَم الْقَاف وَحكي كسرهَا وَهُوَ مَا يُقَارب ملأها الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 [2688] خفت أَي ضعف الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 [2689] سيارة أَي سياحين فِي الأَرْض فضلا بِفَتْح الْفَاء وَالضَّاد وَبِضَمِّهَا وبسكون الضَّاد مَعَ ضم الْفَاء وَفتحهَا وبضم الْفَاء وَفتح الضَّاد وَالْمدّ جمع فَاضل قَالَ الْعلمَاء مَعْنَاهُ على جَمِيع الرِّوَايَات أَنهم زائدون على الْحفظَة وَغَيرهم من المرتبين مَعَ الْخَلَائق لَا وَظِيفَة لَهُم إِلَّا حُضُور حلق الذّكر يتبعُون ضبط بِالْعينِ الْمُهْملَة من الِاتِّبَاع وبالمعجمة من الابتغاء وَهُوَ الطّلب وحف بَعضهم بَعْضًا أَي حدقوا واستداروا رُوِيَ وحض أَي حث على الْحُضُور وَالِاسْتِمَاع وَرُوِيَ وَحط بِالطَّاءِ الْمُهْملَة أَي أَشَارَ بَعضهم إِلَى بعض بالنزول خطاء أَي كثير الْخَطَايَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 53 [2691] فِي يَوْم مائَة مرّة قَالَ النَّوَوِيّ إِطْلَاقه يَقْتَضِي حُصُول هذاالأجر سَوَاء قَالَهَا مُتَوَالِيَة أَو مُتَفَرِّقَة لَكِن الْأَفْضَل أَن يَأْتِي بهَا مُتَوَالِيَة فِي أول النَّهَار فَتكون حرْزا لَهُ فِي جَمِيع نَهَاره إِلَّا أحد عمل أَكثر من ذَلِك قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ دَلِيل على أَن هَذَا الْعدَد لَيْسَ من الْحُدُود الَّتِي ينْهَى عَن مجاوزتها فَإِن الزِّيَادَة على الْمِائَة لَا تبطل ثَوَابهَا قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد بِالزِّيَادَةِ من أَعمال الْخَيْر لَا من نفس التهليل وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد مُطلق الزِّيَادَة سَوَاء كَانَت من التهليل أَو من غَيره أَو مِنْهُ وَمن غَيره قَالَ وَهَذَا الِاحْتِمَال أظهر وَمن قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْم مائَة مرّة حطت خطاياه وَلَو كَانَت مثل زبد الْبَحْر قيل ظَاهره أَن التَّسْبِيح أفضل لِأَن فِي التهليل ومحيت عَنهُ مائَة سَيِّئَة وَقد قَالَ فِي التهليل وَلم يَأْتِ أحد بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ وَأجَاب القَاضِي بِأَن التهليل أفضل وَيكون مَا فِيهِ من زِيَادَة الْحَسَنَات ومحو السَّيِّئَات وَمَا فِيهِ من فضل عتق الرّقاب وَكَونه حرْزا من الشَّيْطَان زَائِدا على مَا فِي التَّسْبِيح من تَكْفِير الْخَطَايَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 [2696] الله أكبر كَبِيرا مَنْصُوب بِفعل مَحْذُوف أَي كَبرت [2698] فَيكْتب لَهُ ألف حَسَنَة أَو يحط فِي غير مُسلم ويحط بِالْوَاو الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 [2700] وَنزلت عَلَيْهِم السكينَة قيل المُرَاد الرَّحْمَة وَقيل الطُّمَأْنِينَة وَالْوَقار وَمن بطأ بِهِ عمله لم يسْرع بِهِ نسبه أَي من كَانَ عمله نَاقِصا لم يلْحقهُ نسبه بمرتبة أَصْحَاب الْأَعْمَال فَيَنْبَغِي أَن لَا يتكل على شرف النّسَب وَيقصر فِي عمله الجزء: 6 ¦ الصفحة: 57 [2701] تُهْمَة بِفَتْح الْهَاء وسكونها يباهي بكم الْمَلَائِكَة أَي يظْهر فَضلكُمْ لَهُم وَيُرِيهمْ حسن عَمَلكُمْ ويثني عَلَيْكُم عِنْدهم وأصل الْبَهَاء الْحسن وَالْجمال والمباهاة الافتخار وَإِظْهَار حسن المفتخر بِهِ [2702] إِنَّه ليغان على قلبِي الْمُخْتَار أَن هَذَا من الْمُتَشَابه الَّذِي لَا يخاض فِي مَعْنَاهُ وَقد سُئِلَ عَنهُ الْأَصْمَعِي فَقَالَ لَو كَانَ قلب غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لتكلمت عَلَيْهِ وَلَكِن الْعَرَب تزْعم أَن الْغَيْن الْغَيْم الرَّقِيق الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 [2704] اربعوا بِهَمْزَة وصل وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة أَي ارفقوا بِأَنْفُسِكُمْ واخفضوا أَصْوَاتكُم كنز من كنوز الْجنَّة أَي ثَوَاب نَفِيس مدخر فِيهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 [589] وَمن شَرّ فتْنَة الْغنى هُوَ الأشر والبطر وَالْبخل بحقوقه وإنفاقه فِي غير وجوهه وَمن شَرّ فتْنَة الْفقر هِيَ التسخط وَقلة الصَّبْر والوقوع فِي حرَام أَو شُبْهَة للْحَاجة من الكسل هُوَ عدم انبعاث النَّفس بِالْخَيرِ وَقلة الرَّغْبَة فِيهِ مَعَ إِمْكَانه والهرم هُوَ الرَّد إِلَى أرذل الْعُمر لما فِيهِ من اختلال الْعقل والحواس والضبط والفهم وتشويه بعض المنظر وَالْعجز عَن كثير من الطَّاعَات والتساهل فِي بَعْضهَا والمغرم هُوَ الدّين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 [2706] من الْعَجز هُوَ عدم الْقُدْرَة على الْخَيْر وَقيل هُوَ ترك مَا يجب فعله والتسويف بِهِ [2707] من سوء الْقَضَاء هُوَ شَامِل لَهُ فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَالْبدن وَالْمَال والأهل وَقد يكون فِي الخاتمة نسْأَل الله السَّلامَة وَمن دَرك الشَّقَاء بِفَتْح الرَّاء وَرُوِيَ بسكونها وَهِي لُغَة أَي من أَن يدْرك الْإِنْسَان شقاء فِي دُنْيَاهُ وآخرته وَمن شماتة الْأَعْدَاء هِيَ فَرح الْعَدو ببلية تنزل بعدوه وَمن جهد الْبلَاء هِيَ الْحَالة الشاقة وعد بن عمر مِنْهَا قلَّة المَال وَكَثْرَة الْعِيَال الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 [2708] أعوذ بِكَلِمَات الله التامات الكاملات الَّتِي لَا يدخلهَا نقص وَقيل النافعة الشافية وَقيل المُرَاد بالكلمات هُنَا الْقُرْآن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 [2710] مضجعك بِفَتْح الْجِيم أسلمت وَجْهي إِلَيْك أَي ذاتي كلهَا وألجأت ظَهْري إِلَيْك أَي توكلت عَلَيْك واعتمدت بك فِي أَمْرِي كُله كَمَا يعْتَمد الْإِنْسَان بظهره إِلَى مَا يسْندهُ رَغْبَة أَي طَمَعا فِي ثوابك وَرَهْبَة أَي خوفًا من عذابك على الْفطْرَة أَي الْإِسْلَام قل آمَنت بنبيك الَّذِي أرْسلت قَالَ الْمَازرِيّ وَغَيره سَببه أَن الْأَذْكَار تعبدية يقْتَصر فِيهَا على اللَّفْظ الْوَارِد بِحُرُوفِهِ وَبهَا يتَعَلَّق الْجَزَاء وَلَعَلَّه أُوحِي إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذِهِ الْكَلِمَات فَتعين أَدَاؤُهَا كَمَا هِيَ وَاسْتَحْسنهُ النَّوَوِيّ أصَاب خيرا أَي ثَوابًا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 [2712] كَانَ إِذا أَخذ مضجعه الحَدِيث قَالَ الْعلمَاء حِكْمَة الدُّعَاء وَالذكر عِنْد النّوم أَن يكون خَاتِمَة أَعماله وَعند الْقيام مِنْهُ ان يكون أول عمله بِذكر التَّوْحِيد والكلم الطّيب وَإِلَيْهِ النشور وَهُوَ الْإِحْيَاء للبعث يَوْم الْقِيَامَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 [2713] وَأَنت الآخر أَي الْبَاقِي بصفاته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الْأَزَل بعد موت الْخلق وَذَهَاب صفاتهم وَأَنت الظَّاهِر أَي القاهر الْغَالِب وَقيل الظَّاهِر بالأدلة القطعية وَأَنت الْبَاطِن أَي المحتجب عَن الْخلق وَقيل الْعَالم بالخفيات الجزء: 6 ¦ الصفحة: 67 [2714] دَاخِلَة إزَاره هِيَ طرفه فَإِنَّهُ لَا يعلم مَا خَلفه أَي من حَيَّة أَو عقرب بهَا أَو نَحْوهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 [2718] وأسحر أَي دخل فِي السحر سمع سامع رُوِيَ بِفَتْح الْمِيم الْمُشَدّدَة أَي بلغ قولي هَذَا بِغَيْرِهِ وبكسرها مُخَفّفَة أَي شَاهد وَهُوَ أَمر بِلَفْظ الْخَبَر أَي لَو سمع السَّامع وَشهد الشَّاهِد على حمدنا الله تَعَالَى صاحبنا احفظنا وَأفضل علينا بجزيل نعمك [2719] وكل ذَلِك عِنْدِي قَالَه تواضعا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 [2721] والعفاف هُوَ التَّنَزُّه عَمَّا لَا يُبَاح والكف عَنهُ الْغنى أَي الِاسْتِغْنَاء عَمَّا فِي أَيدي النَّاس والعفة هِيَ بِمَعْنى العفاف الجزء: 6 ¦ الصفحة: 70 [2722] وزكها أَي طهرهَا وَمن نفس لَا تشبع هُوَ استعاذة من الْحِرْص والطمع والشره وَتعلق النَّفس بالآمال الْبَعِيدَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 71 [2723] وَسُوء الْكبر ضبط بِسُكُون الْبَاء أَي التعظم على النَّاس وَبِفَتْحِهَا أَي الْهَرم وَبِه جزم الْهَرَوِيّ وَصَوَّبَهُ الْخطابِيّ وَرجحه القَاضِي قَالَ النَّوَوِيّ وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة النَّسَائِيّ وَسُوء الْعُمر [2724] فَلَا شَيْء بعده أَي سواهُ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 72 [2725] اهدني أَي أَرْشدنِي وسددني أَي وقفني وَاذْكُر بِالْهدى إِلَى آخِره أَي تذكر فِي حَال دعائك هذَيْن اللَّفْظَيْنِ لِأَن هادي الطَّرِيق لَا يزِيغ عَنهُ ومسدد السهْم يحرص على تقويمه فَكَذَا الدَّاعِي يَنْبَغِي أَن يحرص على تسديد عمله وتقويمه ولزومه السّنة وَقيل ليتذكر بهذااللفظ السداد وَالْهدى لِئَلَّا ينساه والسداد بِفَتْح السِّين وسداد السهْم تقويمه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 [2726] عدد خلقه أَي قدره فَهُوَ وَمَا بعده مَنْصُوب على الظّرْف ومداد كَلِمَاته بِكَسْر الْمِيم قيل مَعْنَاهُ مثلهَا فِي الْعدَد وَقيل فِي أَنَّهَا لَا تتقدر وَقيل فِي الْكَثْرَة والمداد مصدر بِمَعْنى المدد وَهُوَ مَا كثرت بِهِ الشَّيْء واستعماله هُنَا مجَاز لِأَن كَلِمَات الله لَا تحصر بعد وَلَا غَيره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 74 [2727] صفّين هُوَ مَوضِع بِقرب الْفُرَات كَانَت فِيهِ حَرْب عَظِيمَة بَين عَليّ وَأهل الشَّام الجزء: 6 ¦ الصفحة: 75 [2729] فاسألوا الله من فَضله قَالَ القَاضِي سَببه رَجَاء تَأْمِين الْمَلَائِكَة على الدُّعَاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع وَالْإِخْلَاص الجزء: 6 ¦ الصفحة: 76 [2730] كَانَ يَدْعُو بِهن أقيم الذّكر مقَام الدُّعَاء كَمَا قَالَ إِذا أثنى عَلَيْك الْمَرْء يَوْمًا كَفاهُ من تعرضه الثَّنَاء وَقيل كَانَ يستفتح الدُّعَاء بِهَذَا الذّكر ثمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ حزبه أَمر بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي وَالْمُوَحَّدَة أَي نابه وألم بِهِ أَمر شَدِيد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 [2731] الجسري بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا وإهمال السِّين أَي الْكَلَام أفضل قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على كَلَام الْآدَمِيّ وَإِلَّا فالقرآن أفضل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 78 [2732] بن كريز بِفَتْح الْكَاف مُوسَى بن سروان كَذَا للْأَكْثَر بسين مُهْملَة لِابْنِ ماهان ثروان بِالْمُثَلثَةِ قَالَ الْحَاكِم يقالان جَمِيعًا فِيهِ حَدثنِي سَيِّدي يَعْنِي زَوجهَا أَبَا الدَّرْدَاء [2734] أَن يَأْكُل الْأكلَة بِفَتْح الْهمزَة وَهِي الْمرة الْوَاحِدَة من الْأكل [2735] فيستحسر أَي يَنْقَطِع عَن الدُّعَاء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 [2736] أَصْحَاب الْجد بِفَتْح الْجِيم قيل المُرَاد أَصْحَاب الْغنى والحظ فِي الدُّنْيَا وَقيل المُرَاد أَصْحَاب الولايات محبوسون أَي لِلْحسابِ أَو ليسبقهم الْفُقَرَاء بِخَمْسِمِائَة عَام الجزء: 6 ¦ الصفحة: 83 [2739] حَدثنِي عبيد الله بن عبد الْكَرِيم أَبُو زرْعَة قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الرَّازِيّ أحد حفاظ الْإِسْلَام وَأَكْثَره حفظا وَلم يرو عَنهُ مُسلم فِي صَحِيحه غير هَذَا الحَدِيث توفّي بعد مُسلم بِثَلَاث سِنِين سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ [2742] إِن الدُّنْيَا حلوة خضرَة يحْتَمل أَن المُرَاد لذتها ونضارتها كالفاكهة الحلوة الخضراء أَو سرعَة فنائها فَإِن الْفَاكِهَة الخضراء سريعة الذّهاب مستخلفكم فِيهَا أَي يجعلكم خلفا من الْقرن الَّذِي قبلكُمْ فَينْظر كَيفَ تَعْمَلُونَ أَي بِطَاعَتِهِ أم مَعْصِيَته وشهواتكم فَاتَّقُوا الدُّنْيَا أَي اجتنبوا الافتتان بهَا وبالنساء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 84 [2743] فَإِذا أرحت أَي رددت الْمَاشِيَة من المرعى إِلَى المراح نأى فِي نُسْخَة ناء بِتَقْدِيم الْألف على الْهمزَة لُغَتَانِ بِمَعْنى بعد بالحلاب بِكَسْر الْحَاء وَهُوَ الْإِنَاء الَّذِي يحلب فِيهِ يسع حلب نَاقَة وَقد يُرِيد بِهِ هُنَا اللَّبن المحلوب يتضاغون أَي يصيحون ويستغيثون من الْجُوع دأبي أَي حَالي اللَّازِمَة لَا أغبق بِفَتْح الْهمزَة وَضم الْبَاء من الغبوق وَهُوَ شراب الْعشي أَي لَا أَسْقِي عشيا فثمرت أَي نميت فارتجعت بجيم وَعين مُهْملَة أَي تحركت لكثرتها [2675] لله أَشد فَرحا هُوَ كِنَايَة عَن رِضَاهُ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 [2744] دوية بِفَتْح الدَّال وَتَشْديد الْوَاو وَالْيَاء جَمِيعًا منسوبة إِلَى الدو بتَشْديد الْوَاو وَهِي الْبَريَّة الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا مهلكة بِفَتْح الْمِيم وبفتح اللَّام وكس وَهِي الْمَفَازَة بداوية هِيَ دوية أبدل إِحْدَى الواوين ألفا كَمَا قيل فِي النِّسْبَة إِلَى طَيء طائي [2745] ومزاده قَالَ القَاضِي كَأَنَّهُ اسْم جنس ل المزادة فسعى شرفا أَي طلقا أَو علوا من الأَرْض الجزء: 6 ¦ الصفحة: 93 [2746] بجذل بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا وذال مُعْجمَة وَهُوَ أصل الشّجر الْقَائِم قُلْنَا شَدِيدا أَي فَرحا شَدِيدا إِذا اسْتَيْقَظَ على بعيره كَذَا فِي الْأُصُول قيل وَهُوَ وهم وَصَوَابه إِذا سقط كَمَا فِي البُخَارِيّ أَي وَقع عَلَيْهِ وصادفه من غير قصد بِأَرْض فلاة أَي قفر [2748] قاص عمر فِي نُسْخَة قَاضِي عمر وهما صَحِيحَانِ وَمِمَّنْ ذكرهمَا البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 95 [2750] الأسيدي بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين وَكسر الْيَاء الْمُشَدّدَة وسكونها كأنا رَأْي عين بِالرَّفْع أَي كأنا بِحَال من يراهما بِعَيْنِه وَيصِح النصب على الْمصدر أَي نراهما عافسنا بِالْفَاءِ وَالسِّين الْمُهْملَة أَي مارسنا وعالجنا والضيعات جمع ضَيْعَة بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ معاش الرجل من مَال أَو حِرْفَة أَو صناعَة فَقَالَ مَه هِيَ كلمة اسْتِفْهَام وَالْهَاء للسكت أَي مَا تَقول وَيحْتَمل أَنَّهَا اسْم فعل بِمَعْنى كف [2751] إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي المُرَاد بالغلبة وبالسبق فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كَثْرَة الرَّحْمَة وشمولها الجزء: 6 ¦ الصفحة: 97 [2754] فَإِذا امْرَأَة من السَّبي تبتغي قَالَ القَاضِي كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ وهم وَصَوَابه تسْعَى كَمَا فِي البُخَارِيّ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 98 [2756] لَئِن قدر الله عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى قدر بِالتَّشْدِيدِ أَي قضى أَو هُوَ بِمَعْنى ضيق وَلَيْسَ شكا فِي الْقُدْرَة وَقيل قَالَه فِي حَالَة غلب عَلَيْهِ فِيهَا الدهش وَالْخَوْف وَشدَّة الوجع فَلم يضْبط مَا يَقُوله فَصَارَ فِي معنى الغافل وَهَذِه الْحَالة لَا يُؤَاخذ فِيهَا وَقيل كَانَ فِي زمن فَتْرَة حِين ينفع مُجَرّد التَّوْحِيد وَلَا تَكْلِيف قبل وُرُود الشَّرْع على الصَّحِيح لقَوْله تَعَالَى وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا أسرف رجل على نَفسه أَي بَالغ فِي الْمعاصِي قَالَ الزُّهْرِيّ ذَلِك لِئَلَّا يتكل رجل وَلَا يتأسى أَي أَنه جمع بَين الحَدِيث الأول وَحَدِيث الْهِرَّة ليمزج الْخَوْف بالرجاء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 100 [2757] راشه الله بِأَلف سَاكِنة غير مَهْمُوز وشين مُعْجمَة أَي أعطَاهُ وَرُوِيَ بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وسين مُهْملَة قَالَ القَاضِي وَغَيره وَلَا وَجه لَهُ هُنَا لم أبتئر بِهَمْزَة بعد التَّاء وَفِي نسخةلم أبتهر بهاء مبدلة من الْهمزَة أَي لم أدخر وَأَن الله يقدر عَليّ يُعَذِّبنِي كَذَا فِي نُسْخَة مُعْتَمدَة بِأَن شَرْطِيَّة ويعذبني جَوَاب الشَّرْط وَفِي أَكثر الْأُصُول زِيَادَة أَن قبل يُعَذِّبنِي فعلى هَذَا أَن الأولى مُشَدّدَة وَهنا مَحْذُوف أَي إِن دفنتموني فَإِن حرقتموني فَلَا تستجمع الرِّوَايَات وربي كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول على الْقسم وَفِي نُسْخَة وذري وصوبها القَاضِي فَمَا تلافاه أَي تَدَارُكه رغسه الله بغين مُعْجمَة مُخَفّفَة وسين مُهْملَة أَي أعطَاهُ وَبَارك لَهُ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 101 [2758] اعْمَلْ مَا شِئْت فقد غفرت لَك أَي مَا دمت تذنب ثمَّ تتوب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 102 [2759] إِن الله يبسط يَده بِاللَّيْلِ ليتوب قَالَ الْمَازرِيّ المُرَاد قبُول التَّوْبَة وَإِنَّمَا ورد لفظ بسط الْيَد لِأَن الْعَرَب إِذا رَضِي أحدهم الشَّيْء بسط يَده لقبوله وَإِذا كرهه قبضهَا فَخُوطِبُوا بِأَمْر حسي يفهمونه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 103 [2760] لَيْسَ أحد أحب إِلَيْهِ الْمَدْح من الله قَالَ النَّوَوِيّ حَقِيقَة هَذَا مصلحَة للعباد لأَنهم يثنون عَلَيْهِ فيثيبهم فينتفعون بِهِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ غَنِي عَن الْعَالمين لَا يَنْفَعهُ مدحهم وَلَا يضرّهُ تَركهم ذَلِك وَلَيْسَ أحد أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله قَالَ القَاضِي يحْتَمل ان المُرَاد بِهِ الْأَعْذَار وَالْحجّة وَلِهَذَا قَالَ من أجل ذَلِك أنزل الْكتاب وَأرْسل الرُّسُل وَيحْتَمل ان المُرَاد الِاعْتِذَار أَي اعتذار الْعباد إِلَيْهِ من تقصيرهم وتوبتهم من معاصيهم [2761] أَشد غيرا بِفَتْح الْغَيْن وَسُكُون الْيَاء بِمَعْنى غيرَة عَالَجت أَي تناولت الجزء: 6 ¦ الصفحة: 104 [2764] أصبت حدا مَعْصِيّة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 [2766] نصف الطَّرِيق بتَخْفِيف الصَّاد أَي بلغ نصفهَا نأى بصدره أَي نَهَضَ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 107 [2767] دفع الله عز وَجل إِلَى كل مُسلم يَهُودِيّا قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِمَعْنى حَدِيث لكل أحد منزل فِي الْجنَّة ومنزل فِي النَّار فَإِذا دخل الْمُؤمن الْجنَّة خَلفه الْكَافِر فِي النَّار لكفره هَذَا فكاكك بِفَتْح الْفَاء وَكسرهَا قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ إِن كَانَ معرضًا لدُخُول النَّار فَإِذا نجي مِنْهَا ودخلها الْكفَّار بكفرهم صَارُوا فِي معنى الفكاك للْمُسلمين ويضعها على الْيَهُود قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ مجَاز وَلَا بُد من تَأْوِيله لقَوْله تَعَالَى وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى وَالْمرَاد يضع عَلَيْهِم مثلهَا بِذُنُوبِهِمْ أَو المُرَاد آثام كَانَ الْكفَّار سَببا فِيهَا بِأَن سنوها فَتسقط عَن الْمُسلمين بِعَفْو الله وتوضع على الْكفَّار لكَوْنهم سنوها وَقد جَاءَ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز وَالشَّافِعِيّ أَنَّهُمَا قَالَا هَذَا الحَدِيث أَرْجَى حَدِيث للْمُسلمين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 [2768] يدنى الْمُؤمن هُوَ دنو كَرَامَة وإحسان لَا دنو مَسَافَة كنفه بِفَتْح النُّون أَي ستره وعفوه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 [2769] لَيْلَة الْعقبَة هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَنْصَار فِيهَا على الْإِسْلَام وَأَن يؤوه وينصروه وَهِي الْعقبَة الَّتِي فِي طَرِيق منى الَّتِي يُضَاف إِلَيْهَا جَمْرَة الْعقبَة وَكَانَت بيعَة الْعقبَة مرَّتَيْنِ فِي سنتَيْن فِي السّنة الأولى كَانُوا اثْنَي عشر وَفِي السّنة الثَّانِيَة سبعين كلهم من الْأَنْصَار وَإِن كَانَت بدر أذكر أَي أشهر عِنْد النَّاس بالفضيلة وَمَفَازًا أَي بَريَّة طَوِيلَة قَليلَة المَاء يخَاف مِنْهَا الْهَلَاك فَجلى بتَخْفِيف اللَّام أَي كشف وأوضح وَلم يور لِيَتَأَهَّبُوا أَي ليستعدوا أهبة بِضَم الْهَمْز وَإِسْكَان الْهَاء بوجههم أَي بقصدهم الدِّيوَان بِكَسْر الدَّال وَحكي فتحهَا فَارسي مُعرب وَقيل عَرَبِيّ فَقل رجل يُرِيد أَن يتغيب يظنّ قَالَ القَاضِي كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَصَوَابه إِلَّا يظنّ بِزِيَادَة إِلَّا كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ أصعر أَي أميل الْجد بِكَسْر الْجِيم جهازي بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا أَي أهبة سَفَرِي وتفارط الْغَزْو أَي تقدم الْغُزَاة وسبقوا وفاتوا مغموصا بالغين الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة أَي مُتَّهمًا وَالنَّظَر فِي عطفيه جانبيه إِشَارَة إِلَى إعجابه بِنَفسِهِ ولباسه مبيضا بِكَسْر الْبَاء أَي لابس أَبيض يَزُول أَي يَتَحَرَّك السراب هُوَ مَا يظْهر للْإنْسَان فِي الهواجر فِي البراري كَأَنَّهُ مَاء كن أَبَا خَيْثَمَة أَي اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبَا خَيْثَمَة واسْمه عبد الله بن خَيْثَمَة وَقيل مَالك بن قيس وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من يكنى أَبَا خَيْثَمَة إِلَّا هَذَا وَأَبُو خَيْثَمَة عبد الرَّحْمَن بن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ لمزه أَي عابه بثي هُوَ أَشد الْحزن أظل بالظاء الْمُعْجَمَة أَي أقبل أَو دنا قدومه فأجمعت صَدَقَة أَي عزمت عَلَيْهِ الْمُغْضب بِفَتْح الضَّاد أَي الغضبان جدلا أَي فصاحة وَقُوَّة فِي الْكَلَام وبراعة ليوشكن قَالَ النَّوَوِيّ بِفَتْح الشين أَي ليسرعن تَجِد بِكَسْر الْجِيم أَي تغْضب لأرجو فِيهِ عُقبى الله أَي يعقبني خيرا يؤنبونني بِهَمْزَة بعد الْيَاء ثمَّ نون ثمَّ مُوَحدَة أَي يلومونني أَشد اللوم مرَارَة بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف الرَّاء المكررة بن ربيعَة فِي البُخَارِيّ بن ربيع قَالَ بن عبد الْبر يُقَال بِالْوَجْهَيْنِ العامري قَالَ القَاضِي كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَأنْكرهُ الْعلمَاء وَقَالُوا هُوَ غلط وَصَوَابه الْعمريّ بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْمِيم من بني عَمْرو بن عَوْف أَيهَا الثَّلَاثَة قَالَ القَاضِي هُوَ بِالرَّفْع وموضعه نصب على الِاخْتِصَاص تنكرت لي فِي نَفسِي الأَرْض هِيَ حَالَة تعتري المهموم فاستكانا أَي خضعا أشب الْقَوْم أَي أَصْغَرهم سنا وأجلدهم أَي أقواهم تسورت أَي عَلَوْت وَلَا مضيعة ضبط بِكَسْر الضَّاد وَالْيَاء وَسُكُون الضَّاد وَفتح الْيَاء لُغَتَانِ أَي فِي مَوضِع وَحَال يضاع فِيهِ حَقك نواسك أَي نشاركك فِيمَا عندنَا فتياممت هُوَ لُغَة فِي تيممت أَي قصدت فسجرتها أَي أحرقتها وأنث على إِرَادَة الصَّحِيفَة واستلبث أَي أَبْطَأَ أوفى أَي ارْتَفع على سلع بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام جبل بِالْمَدِينَةِ وآذن أَي أعلم أبشر بِخَير يَوْم مر عَلَيْك مُنْذُ وَلدتك أمك قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ سوى يَوْم إسلامك قَالَ وَإِنَّمَا لم يستثنه لِأَنَّهُ مَعْلُوم وَلَا بُد مِنْهُ أَن أَنْخَلِع من مَالِي أَي أخرج عَنهُ وَالْمرَاد أرضه وعقاره أبلاه الله أَي أنعم عَلَيْهِ أَن لَا أكون لَا زَائِدَة فَأهْلك بِكَسْر اللَّام وَحكي فتحهَا وإرجاؤه أَي تَأْخِيره ورى بغَيْرهَا أَي أوهم غَيرهَا غير غزوتين أَي بدر وتبوك يزِيدُونَ على عشرَة آلَاف قَالَ بن إِسْحَاق كَانُوا ثَلَاثِينَ ألفا وَقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ كَانُوا سبعين ألفا وَجمع بَينهمَا بَعضهم بِأَن بن إِسْحَاق عد الْمَتْبُوع وَأَبُو زرْعَة عد التَّابِع والمتبوع الجزء: 6 ¦ الصفحة: 120 [2770] حَدثنَا حبَان بن مُوسَى قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِكَسْر الْحَاء وَلَيْسَ لَهُ فِي صَحِيح مُسلم ذكر إِلَّا فِي هَذَا الْموضع وَقد أَكثر عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَأثبت إقتصاصا أَي أحسن إيرادا وسردا للْحَدِيث عقدي هُوَ القلادة من جزع بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الزَّاي خرز ظفار بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء بِلَا تَنْوِين قَرْيَة بِالْيمن يرحلون بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْحَاء المخففة أَي يجْعَلُونَ الرحل على الْبَعِير هودجي بِفَتْح الْهَاء مركب من مراكب النِّسَاء فرحلوه بتَخْفِيف الْحَاء لم يهبلن ضبط بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْهَاء وَالْبَاء الْمُشَدّدَة أَي يثقلن بِاللَّحْمِ والشحم وبفتح الْيَاء وَالْبَاء وَسُكُون الْهَاء وَضم الْبَاء بِمَعْنَاهُ الْعلقَة الْقَلِيل بن الْمُعَطل بِفَتْح الطَّاء بِلَا خلاف فأدلج بتَشْديد الدَّال وَهُوَ سير آخر اللَّيْل سَواد إِنْسَان أَي شخصه باسترجاعه أَي بقوله إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون فخمرت أَي غطيت موغرين بالغين الْمُعْجَمَة أَي نازلين فِي وَقت الوغرة بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْغَيْن وَهِي شدَّة الْحر فِي نحر الظهيرة أَي وَقت القائلة وَشدَّة الْحر كبره أَي معظمه يريبني بِفَتْح أَوله وضمه أَي يوهمني ويشككني اللطف بِضَم اللَّام وَسُكُون الطَّاء يُقَال بفتحهما مَعًا وَهُوَ الْبر والرفق تيكم إِشَارَة إِلَى الْمُؤَنَّث كذلكم فِي الْمُذكر نقهت بِفَتْح الْقَاف وَكسرهَا والناقه الَّذِي أَفَاق من الْمَرَض وبرأ مِنْهُ وَهُوَ قريب عهد بِهِ لم يتراجع إِلَيْهِ كَمَال صِحَّته أم مسطح بِكَسْر الْمِيم اسْمهَا سلمى ومسطح لقب واسْمه عَامر وَقيل عَوْف المناصع بِفَتْح الْمِيم مَوَاضِع خَارج الْمَدِينَة كَانُوا يتبرزون فِيهَا الْعَرَب الأول ضبط بِفَتْح الْهمزَة وَالْوَاو الْمُشَدّدَة وبضم الْهمزَة وَتَخْفِيف الْوَاو فِي التَّنَزُّه أَي طلب النزاهة بِالْخرُوجِ إِلَى الصَّحرَاء رهم بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْهَاء أَثَاثَة بِضَم الْهمزَة ومثلثة مكررة فَعَثَرَتْ بِفَتْح الثَّاء تعس بِكَسْر الْعين وَفتحهَا أَي هلك وَقيل عثر وَقيل لزمَه الشَّرّ وَقيل سقط بِوَجْهِهِ خَاصَّة أَي هنتاه بِسُكُون النُّون أشهر من فتحهَا وَالْمعْنَى يَا هَذِه وَقيل يَا امْرَأَة وَقيل يَا بلهاء وضيئة بِالْهَمْز وَالْمدّ أَي جميلَة حَسَنَة وَلابْن ماهان حظية من الحظوة وَهِي الوجاهة وارتفاع الْمنزلَة كثرن بِالْمُثَلثَةِ الْمُشَدّدَة أَي أكثرن القَوْل فِي عيبها ونقصها لَا يرقأ بِالْهَمْز أَي لَا يَنْقَطِع وَلَا أكتحل بنوم أَي لَا أَنَام أغمصه بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمِيم وبالصاد الْمُهْملَة أَي أعيبها بِهِ الدَّاجِن هِيَ الشَّاة الَّتِي تألف الْبَيْت وَلَا تخرج المرعى فَقَامَ سعد بن معَاذ اسْتدلَّ بِهِ القَاضِي على أَن غَزْوَة الْمُريْسِيع الَّتِي كَانَت فِيهَا قصَّة الْإِفْك كَانَت سنة أَربع قبل قصَّة الخَنْدَق فَإِن سعد بن معَاذ مَاتَ فِي أثر غزَاة الخَنْدَق من الرَّمية الَّتِي أَصَابَته قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ صَحِيح اجتهلته الحمية كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالْجِيم وَالْهَاء أَي حَملته على الْجَهْل وَلابْن ماهان احتملته بِالْحَاء وَالْمِيم قلص بِفَتْح الْقَاف وَاللَّام أَي ارْتَفع البرحاء بِضَم الْمُوَحدَة وَفتح الرَّاء وحاء مُهْملَة وَمد وَهِي الشدَّة الجمان بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْمِيم وَهُوَ الدّرّ سري أَي كشف وأزيل أحمي سَمْعِي وبصري أَي أصونهما من أَن أَقُول سَمِعت وَلم أسمع وأبصرت وَلم أبْصر تساميني أَي تفاخرني وتضاهيني بجمالها ومكانها عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطفقت بِكَسْر الْفَاء تحارب لَهَا أَي تتعصب فتحكي مَا يَقُوله أهل الْإِفْك مَا كشفت عَن كنف أُنْثَى بِفَتْح الْكَاف وَالنُّون أَي ثوبها الَّذِي يَسْتُرهَا وَهُوَ كِنَايَة عَن عدم جماع النِّسَاء وَفِي حَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم موعرين يَعْنِي بِالْعينِ الْمُهْملَة الوغرة بِسُكُون الْغَيْن أبنوا أَهلِي بِفَتْح الْهمزَة وَالْمُوَحَّدَة مُخَفّفَة ومشددة أَي اتهموا ورموا بِسوء فانتهرها بعض أَصْحَابه هُوَ عَليّ بن أبي طَالب حَتَّى أسقطوا لَهَا بِهِ صَرَّحُوا لبريرة بِالْأَمر وَلابْن ماهان أسقطوا لهاتها بِالْمُثَنَّاةِ فَوق قَالُوا وَهُوَ تَصْحِيف يستوشيه أَي يَسْتَخْرِجهُ بالبحث وَالْمَسْأَلَة ثمَّ يفشيه ويشيعه ويحركه وَلَا يَدعه يخمد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 132 [2771] ركي هُوَ الْبِئْر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 [2779] سم الْخياط بِتَثْلِيث السِّين أَي ثقب الإبرة الدُّبَيْلَة بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَفتح الْمُوَحدَة ينجم بِضَم الْجِيم أَي يظْهر ويعلو بَين رجل من أهل الْعقبَة هِيَ عقبَة على طَرِيق تَبُوك اجْتمع المُنَافِقُونَ فِيهَا للغدر برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعصمه الله مِنْهُم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 138 [2880] ثنية المرار بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف الرَّاء وَهُوَ شجر مر وَهِي مهبط الْحُدَيْبِيَة وَكَانَ رجلا ينشد ضَالَّة بِفَتْح الْيَاء وَضم الشين أَي يسْأَل عَنْهَا قَالَ القَاضِي قيل هَذَا الرجل هُوَ الْجد بن قيس الْمُنَافِق ثنية المرار أَو المرار الأول بِضَم الْمِيم وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا وَقيل بِكَسْرِهَا [2781] قَصم الله عُنُقه أَي أهلكه نَبَذته أَي طرحته الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 [2782] تكَاد أَن تدفن الرَّاكِب أَي تغيبه عَن النَّاس وَتذهب بِهِ لشدتها لمَوْت مُنَافِق أَي عُقُوبَة وعلامة [2783] المقفيين أَي الموليين أقفيتهما منصرفين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 [2784] العائرة أَي المترددة الْمُتَحَيِّرَة الَّتِي لَا تَدْرِي لأيهما تتبع تعير أَي تردد وَتذهب [2785] لَا يزن أَي لَا يعدل فِي الْقدر والمنزلة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 [2786] حبر بِفَتْح الْحَاء أفْصح من كسرهَا وَهُوَ الْعَالم على إِصْبَع هُوَ من أَحَادِيث الصِّفَات الَّتِي تفوض أَو تَأَول على الاقتدار أَي يمْسِكهَا مَعَ عظمها بِلَا تَعب وَلَا ملل وَالنَّاس يذكرُونَ الإصبع فِي مثل هَذَا للْمُبَالَغَة فَيَقُول أحدهم أقتل زيدا بأصبعي أَي لَا كلفة عَليّ فِي قَتله وَقيل يحْتَمل أَن المُرَاد أَصَابِع بعض مخلوقاته قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا غير مُمْتَنع وَالْمَقْصُود أَن يَد الْجَارِحَة مستحيلة فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَعَجبا مِمَّا قَالَه الحبر تَصْدِيقًا لَهُ قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهر هَذَا الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق الحبر فِي قَوْله إِن الله يقبض السَّمَاوَات وَالْأَرْض والمخلوقات بالأصابع ثمَّ قَرَأَ الْآيَة الَّتِي فِيهَا الْإِشَارَة إِلَى نَحْو مَا يَقُول وَقَالَ بعض الْمُتَكَلِّمين لَيْسَ ضحكه وتعجبه وتلاوته الْآيَة تَصْدِيقًا للحبر بل هُوَ رد لقَوْله وإنكار وتعجب من سوء اعْتِقَاده فَإِن مَذْهَب الْيَهُود التجسيم ففهم مِنْهُ ذَلِك وَقَوله تَصْدِيقًا لَهُ إِنَّمَا هُوَ من كَلَام الرَّاوِي على مَا فهم قَالَ وَالْأول أظهر وَقَالَ القَاضِي فِي هَذَا الحَدِيث وَمَا بعده الله أعلم بِمُرَاد نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا ورد فِي هَذِه الْأَحَادِيث من مُشكل وَنحن نؤمن بِاللَّه وَصِفَاته وَلَا نشبه شَيْئا بِهِ وَلَا نُشبههُ بِشَيْء لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير الشورى11 وَمَا قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثَبت عَنهُ فَهُوَ حق وَصدق فَمَا أدركنا علمه فبفضل الله وَمَا خَفِي عَنَّا آمنا بِهِ ووكلنا علمه إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَتَّى نظرت إِلَى الْمِنْبَر يَتَحَرَّك قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن تحركه بحركة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيحْتَمل أَن يكون بِنَفسِهِ هَيْبَة لما سَمعه كَمَا حن الْجذع الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 [2790] عفراء بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْمدّ أَي بَيْضَاء إِلَى حمرَة النقي بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف وَتَشْديد الْيَاء وَهُوَ الدَّقِيق الْحوَاري لَيْسَ فِيهَا علم بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَاللَّام أَي عَلامَة من بِنَاء أَو أثر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 149 [2792] تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خبْزَة بِضَم الْخَاء وَهِي الطلمة الَّتِي تُوضَع فِي الْملَّة يكفأها بِالْهَمْز أَي يميلها من يَد إِلَى يَد حَتَّى تَجْتَمِع وتستوي لِأَنَّهَا لَيست منبسطة كالرقاقة وَنَحْوهَا نزلا بِضَم النُّون وَيجوز سكونها أَي ضِيَافَة قَالَ النَّوَوِيّ وَمعنى الحَدِيث أَن الله تَعَالَى يَجْعَل الأَرْض كالطلمة والرغيف الْعَظِيم وَيكون ذَلِك طَعَاما لأهل الْجنَّة وَالله على كل شَيْء قدير إدَامهمْ بِالْأُمِّ وَنون قَالَ النَّوَوِيّ أما النُّون فَهُوَ الْحُوت بِاتِّفَاق الْعلمَاء وَأما بِالْأُمِّ فبباء مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَتَخْفِيف اللَّام وَمِيم مَرْفُوعَة غير منونة وَالصَّحِيح فِي مَعْنَاهَا أَنَّهَا لَفْظَة عبرانية مَعْنَاهَا ثَوْر وَلِهَذَا سَأَلُوا الْيَهُود عَن تَفْسِيرهَا ففسروها بِهِ وَلَو كَانَت عَرَبِيَّة لعرفها الصَّحَابَة وَلم يسْأَلُوا عَنْهَا زَائِدَة كبدهما هِيَ اطيب الكبد سَبْعُونَ ألفا قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَنهم الَّذين يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب فخصوا بأطيب النزل وَيحْتَمل أَنه عبر بالسبعين ألفا عَن الْعدَد الْكثير وَلم يرد الْحصْر فِي ذَلِك الْقدر وَهَذَا مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 [2793] لَو تابعني عشرَة من الْيَهُود قَالَ صَاحب التَّحْرِير المُرَاد عشرَة من أَحْبَارهم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 151 [2794] فِي حرث بِالْمُثَلثَةِ بِاتِّفَاق رُوَاة مُسلم وَهُوَ مَوضِع الزَّرْع مَا رابكم إِلَيْهِ أَي مَا دعَاكُمْ إِلَى سُؤَاله فأسكت بِمَعْنى سكت وَقيل أطرق وَقيل أعرض عَنهُ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 [2797] يعفر أَي يسْجد فَجِئَهُمْ بِكَسْر الْجِيم أَي بغتهم يَنْكص بِكَسْر الْكَاف أَي يرجع يمشي إِلَى وَرَائه وَأَجْنِحَة هِيَ أَجْنِحَة الْمَلَائِكَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 [2798] حصت بحاء وصاد مُشَدّدَة مهملتين أَي استأصلت اللزام هِيَ وقْعَة بدر اسْتغْفر الله لمضر فِي البُخَارِيّ استسق قيل هُوَ الصَّوَاب اللَّائِق بِالْحَال الجزء: 6 ¦ الصفحة: 156 [2803] انْشَقَّ الْقَمَر قَالَ القَاضِي انْشِقَاق الْقَمَر من أُمَّهَات معجزات نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أنكرهُ بعض المبتدعة المضاهين المخالفي الْملَّة وَذَلِكَ لما أعمى الله قلبه وَلَا إِنْكَار لِلْعَقْلِ فِيهَا لِأَن الْقَمَر مَخْلُوق لله تَعَالَى يفعل فِيهِ مَا يَشَاء كَمَا يغيبه ويكوره فِي آخر أمره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 158 [2804] لَا أحد أَصْبِر على أَذَى يسمعهُ من الله تَعَالَى مَعْنَاهُ أَن الله تَعَالَى وَاسع الْحلم حَتَّى على الْكَافِر الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ الْوَلَد والند وَحَقِيقَة الصَّبْر منع النَّفس من الانتقام أَو غَيره فالصبر نتيجة الِامْتِنَاع فَأطلق اسْم الصَّبْر على الِامْتِنَاع فِي حق الله لذَلِك قَالَ القَاضِي والصبور اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي لَا يعاجل العصاة بالانتقام [2805] قد أردْت مِنْك أَهْون من هَذَا أَي طلبت مِنْك وأمرتك الجزء: 6 ¦ الصفحة: 159 [2807] فيصبغ أَي يغمس صبغة بِفَتْح الصَّاد أَي غمسة بؤسا بِالْهَمْز أَي شدَّة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 161 [2809] شَجَرَة الْأرز بِفَتْح الْهمزَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ زَاي وَهُوَ الصنوبر تستحصد بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل وللمفعول الجزء: 6 ¦ الصفحة: 162 [2810] الخامة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمِيم وَهِي الطَّاقَة اللينة من الزَّرْع يفيئها الرّيح أَي يميلها يَمِينا وَشمَالًا تصرعها أَي تخفضها وتعدلها بِفَتْح التَّاء وَكسر الدَّال أَي ترفعها تهيج أَي تيبس الأرزة بِسُكُون الرَّاء وَحكي فتحهَا المجذية بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَكسر الذَّال الْمُعْجَمَة وَهِي الثَّابِتَة انجعافها أَي انقلاعها الجزء: 6 ¦ الصفحة: 163 [2811] وَإِنَّهَا مثل الْمُسلم أَي فِي كَثْرَة خَيرهَا ودوام ظلها وَطيب ثَمَرهَا ووجوده على الدَّوَام وَكَثْرَة الِانْتِفَاع بأجزائها حَتَّى النَّوَى كَمَا أَن الْمُسلم خير كُله فَوَقع النَّاس أَي ذهبت أفكارهم إِلَى أَشجَار الْبَوَادِي فَكَانَ كل إِنْسَان يُفَسر بِنَوْع من أَنْوَاعهَا لِأَن تكون بِفَتْح اللَّام روعي بِضَم الرَّاء أَي قلبِي وخلدي أَسْنَان الْقَوْم أَي كبارهم وشيوخهم بجمار بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم وَهُوَ الَّذِي يُؤْكَل من قلب النّخل يكون لينًا قَالَ إِبْرَاهِيم لَعَلَّ مُسلما قَالَ وتؤتي قَالَ القَاضِي وَغَيره لَيْسَ كَمَا توهمه إِبْرَاهِيم بل الَّذِي فِي صَحِيح مُسلم بِإِثْبَات لَا وَوَجهه أَن لَا لَيست مُتَعَلقَة بتؤتي بل بِمَحْذُوف تَقْدِيره وَلَا يتحات وَرقهَا وَلَا وَلَا مكررا أَي وَلَا يُصِيبهَا كَذَا وَلَا كَذَا وَلَكِن لم يذكر الرَّاوِي تِلْكَ الْأَشْيَاء المعطوفة ثمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ تؤتي أكلهَا كل حِين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 165 [3813] إِن عرش إِبْلِيس أَي سَرِيره نعم أَنْت بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْعين وَهِي نعم الْمَوْضُوعَة للمدح أُخْت بئس الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 [2814] أعانني عَلَيْهِ فَأسلم رُوِيَ بِفَتْح الْمِيم فعل مَاض من الْإِسْلَام وضميره القرين وبرفعها مضارع من السَّلامَة أَي أسلم أَنا من شَره وفتنته وَالْأولَى أرجح عِنْد القَاضِي وَالنَّوَوِيّ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 167 [2816] يتغمدني الله مِنْهُ برحمة أَي يلبسنيها ويغمرني بهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 [2817] مَا من أحد يدْخلهُ عمله الْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ يُعَارضهُ قَوْله ادخُلُوا الْجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَنَحْوهَا لِأَن معنى الْآيَة أَن دُخُول الْجنَّة بِسَبَب الْأَعْمَال ثمَّ التَّوْفِيق لَهَا وَالْهِدَايَة وَالْإِخْلَاص فِيهَا وقبولها برحمة الله تَعَالَى وفضله فَيصح أَنه لم يدْخل بِمُجَرَّد الْعَمَل وَهُوَ مُرَاد الحَدِيث وَيصِح أَنه بِالْأَعْمَالِ أَي بِسَبَبِهَا وَهِي من الرَّحْمَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 [2818] سددوا وقاربوا أَي اطْلُبُوا السداد وَاعْمَلُوا بِهِ فَإِن عجزتم عَنهُ فقاربوا أَي اقربوا مِنْهُ والسداد الصَّوَاب وَهُوَ بَين الإفراط والتفريط فَلَا تغلوا وَلَا تقصرُوا [2820] تفطر رِجْلَاهُ أَي تشققت الجزء: 6 ¦ الصفحة: 171 [2821] كَرَاهِيَة بتَخْفِيف الْيَاء يَتَخَوَّلنَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي يتعاهدنا السَّآمَة بِالْمدِّ [2823] حفت الْجنَّة بالمكاره قَالَ الْعلمَاء هَذَا من بديع الْكَلَام وفصيحه وجوامعه الَّتِي أوتيها صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من التَّمْثِيل الْحسن وَمَعْنَاهُ لَا يُوصل إِلَى الْجنَّة إِلَّا بارتكاب المكاره من الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَات والمواظبة عَلَيْهَا وَالصَّبْر على مشاقها وكظم الغيظ وَالْعَفو والحلم وَالصَّدَََقَة وَالْإِحْسَان إِلَى الْمُسِيء وَالصَّبْر عَن الشَّهَوَات وَنَحْو ذَلِك وحفت النَّار بالشهوات قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر أَن المُرَاد الشَّهَوَات الْمُحرمَة دون الْمُبَاحَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 175 [2824] ذكرا بله وَفِي نُسْخَة ذخْرا بله وبله بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون اللَّام قَالَ النَّوَوِيّ 17166 وَمَعْنَاهَا دع عَنْك مَا أطْلعكُم فَالَّذِي لم يطلعكم عَلَيْهِ أعظم فَكَأَنَّهُ أعرض عَنهُ اسْتِقْلَالا لَهُ فِي جنب مَا لم يطلع عَلَيْهِ [2827] فِي ظلها أَي مَا يستر أَغْصَانهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 [2828] الْمُضمر بِفَتْح الضَّاد وَالْمِيم الْمُشَدّدَة وبسكون الضَّاد وَفتح الْمِيم وَهُوَ الَّذِي ضمر ليشتد جريه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 177 [2829] أحل عَلَيْكُم أَي أنزل رِضْوَانِي بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 178 [2831] الْكَوْكَب الدُّرِّي بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْيَاء بِلَا همز وبضم الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وبكسر الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وَهُوَ الْعَظِيم وَسمي دريا لبياضه كالدر وَقيل لإضاءته وَقيل لشبهه بالدر فِي كَونه أرفع من سَائِر النُّجُوم كالدر أرفع الْجَوَاهِر الغابر أَي الذَّاهِب الْمَاضِي الَّذِي تدلى للغروب وَبعد عَن الْعُيُون وَرُوِيَ فِي غير مُسلم الغارب بِتَقْدِيم الرَّاء وَهُوَ بِمَعْنَاهُ من الْأُفق فِي رِوَايَة البُخَارِيّ فِي الْأُفق قيل وَهُوَ الصَّوَاب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 179 [2833] إِن فِي الْجنَّة لسوقا أَي مجمعا لَهُم يَجْتَمعُونَ فِيهِ كَمَا يجْتَمع النَّاس فِي الدُّنْيَا فِي السُّوق كل جُمُعَة أَي مقدارها من الدُّنْيَا إِذْ لَيْسَ هُنَاكَ حَقِيقَة أُسْبُوع لفقد الشَّمْس وَاللَّيْل ريح الشمَال بِفَتْح الشين وَالْمِيم بِغَيْر همز وَهُوَ الَّتِي تَأتي من دبر الْقبْلَة قَالَ القَاضِي وخصت ريح الْجنَّة بهَا لِأَنَّهَا ريح الْمَطَر عِنْد الْعَرَب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 180 [2834] زمرة أَي جمَاعَة أعزب هِيَ لُغَة وَالْمَشْهُور عزب بِلَا ألف وَهُوَ من لَا زَوْجَة لَهُ اخْتصم الرِّجَال وَالنِّسَاء أَيهمْ فِي الْجنَّة أَكثر قَالَ القَاضِي خرج من هَذَا الحَدِيث وَمن الحَدِيث الْأُخَر أَن النِّسَاء أَكثر أهل النَّار فَيخرج من مَجْمُوع هَذَا أَن النِّسَاء أَكثر ولد آدم ورشحهم أَي عرقهم قَالَ بن أبي شيبَة على خلق رجل بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَقَالَ أَبُو كريب على خلق رجل بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام يسبحون الله بكرَة وَعَشِيَّة أَي قدرهما الجزء: 6 ¦ الصفحة: 183 [2837] لَا يبأس أَي لَا يُصِيبهُ بَأْس وَهُوَ شدَّة الْحَال الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 [2838] مجوفة فِي نُسْخَة مجوبة بموحدة بدل الْفَاء أَي مثقوبة زَاوِيَة أَي نَاحيَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 [2839] سيحان قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ نهر المصيصة وَهُوَ غير سيحون وجيحان قَالَ هُوَ نهر إذنة وَهُوَ غير جيحون فَإِن ذَاك نهر وَرَاء خُرَاسَان عِنْد بَلخ وَذكر القَاضِي أَن سيحان هُوَ سيحون وجيحان هُوَ جيحون وأنهما بِبِلَاد خُرَاسَان وَأنْكرهُ النَّوَوِيّ وَقَالَ إِن النَّاس اتَّفقُوا على الْمُغَايرَة قلت وَفِيه نظر والفرات هُوَ نهر فاصل بَين الشَّام والجزيرة والنيل هُوَ نهر مصر كل من أَنهَار الْجنَّة هُوَ على ظَاهره وَلها مَادَّة من الْجنَّة وَقيل مَعْنَاهُ أَن الْإِيمَان عَم بلادها وَأَن الْأَجْسَام المتغذية بِمَائِهَا صائرة إِلَى الْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أصح [2840] يدْخل الْجنَّة أَقوام أفئدتهم مثل أَفْئِدَة الطير قيل فِي الرقة والضعف وَقيل فِي الْخَوْف والهيبة لله فَإِن الطير أَكثر الْحَيَوَان خوفًا وفزعا قَالَ النَّوَوِيّ وَكَانَ المُرَاد قوم غلب عَلَيْهِم الْخَوْف كَمَا جَاءَ عَن جماعات من السّلف فِي شدَّة خوفهم وَقيل المُرَاد متوكلون الجزء: 6 ¦ الصفحة: 186 [2841] خلق الله آدم على صورته قَالَ النَّوَوِيّ هَذِه الرِّوَايَة ظَاهِرَة فِي أَن الضَّمِير لآدَم وَأَن المُرَاد أَنه خلق فِي أول نشأته على صورته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الأَرْض وَتُوفِّي عَلَيْهَا وَهِي طوله سِتُّونَ ذِرَاعا وَلم ينْتَقل أطوارا كذريته وَكَانَت صورته فِي الْجنَّة هِيَ صورته فِي الأَرْض لم يتَغَيَّر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 187 [2844] وجبة بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْجِيم أَي سقطة هَذَا وَقع أَي حجر وَقع حجزته بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وَهِي معقد الْإِزَار والسراويل ترقوته بِفَتْح التَّاء وَضم الْقَاف وَهِي الْعظم الَّذِي بَين ثغرة النَّحْر والعاتق حقْوَيْهِ بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا وهما معقد الْإِزَار والمارد هُنَا مَا يُحَاذِي ذَلِك الْموضع من جَنْبَيْهِ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 189 [2846] احتجت النَّار وَالْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا على ظَاهره وَأَن الله جعل فيهمَا تمييزا يدركان بِهِ وَلَا يلْزم دَوَامه وَسَقَطهمْ بِفَتْح السِّين وَالْقَاف أَي ضُعَفَاؤُهُمْ والمحتقرون مِنْهُم وعجزهم بِفَتْح الْعين وَالْجِيم جمع عَاجز أَي العاجزون عَن طلب الدُّنْيَا والتمكن فِيهَا والثروة والشوكة فَيَضَع قدمه هُوَ من أَحَادِيث الصِّفَات الَّتِي تفوض أَو تَأَول على أَن المُرَاد بالقدم من قدمه لَهَا من أهل الْعَذَاب أَو مخلوقا يُسمى بذلك قطّ قطّ بِسُكُون الطَّاء وبكسرها منونا وَغير منون أَي حسبي [2847] وغرتهم رُوِيَ بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَالرَّاء ومثلثة أَي أهل الْجُوع والفاقة مِنْهُم وبكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء ومثناة أَي أهل البله والغفلة فِي أُمُور الدُّنْيَا وَرُوِيَ وعجزتهم جمع عَاجز رجله أول بِالْجَمَاعَة من النَّاس كَمَا يُقَال رجل من جَراد أَي قِطْعَة مِنْهُ وَالْمرَاد قوم استحقوها وخلقوا لَهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 191 [2849] كَأَنَّهُ كَبْش قد ورد أَن الله خلق الْمَوْت فِي صُورَة كَبْش لَهُ أَرْبَعَة أَجْنِحَة لَا يمر علىأحد فيراه إِلَّا مَاتَ وَقد أوردته فِي كتاب البرزخ فاستغنى هَذَا الحَدِيث عَن التَّأْوِيل فَيَشْرَئِبُّونَ بِالْهَمْز أَي يرفعون صوتهم إِلَى الْمُنَادِي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 192 [2853] متضعف رُوِيَ بِكَسْر الْعين أَي متواضع متذلل خامل وَبِفَتْحِهَا أَي يستضعفه النَّاس وَيَحْتَقِرُونَهُ ويجيرون عَلَيْهِ لضعف حَاله فِي الدُّنْيَا عتل بِضَم الْعين وَالتَّاء وَهُوَ الجافي الشَّديد الْخُصُومَة بِالْبَاطِلِ جواظ بِفَتْح الحيم وَتَشْديد الْوَاو وإعجام الظَّاء وَهُوَ الجموع المنوع زنيم هُوَ الدعي فِي النّسَب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 193 [2855] عَارِم بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالرَّاء وَهُوَ الشرير الْمُفْسد الْخَبيث الجزء: 6 ¦ الصفحة: 194 [2856] لحي بِضَم اللَّام وَفتح الْحَاء وَتَشْديد الْيَاء قمعة ضبط بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْمِيم الْمُشَدّدَة وبفتح الْقَاف مَعَ فتح الْمِيم المخففة وسكونها خندف بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال وَحكي فتح الدَّال وَفَاء وَهِي أم الْقَبِيلَة فَلَا تَنْصَرِف وَاسْمهَا ليلى بنت عمرَان بن الْحَارِث بن قضاعة أَخا بني كَعْب فِي نُسْخَة أَبَا بني كَعْب قَالَ القَاضِي وَهُوَ الصَّوَاب لِأَن كَعْبًا هَذَا هُوَ أحد بطُون خُزَاعَة وَابْنه قصبه بِضَم الْقَاف وَسُكُون الصَّاد أَي أمعاءه ثَنَا أَفْلح بن سعيد ثَنَا عبد الله بن رَافع مولى أم سَلمَة سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن طَالَتْ بك مُدَّة أوشكت أَن ترى قوما يَغْدُونَ فِي سخط الله وَيَرُوحُونَ فِي لعنته فِي أَيْديهم مثل أَذْنَاب الْبَقر هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ إِنَّه بَاطِل قَالَ وأفلح يروي الموضوعات عَن الثِّقَات وَتعقبه الْحَافِظ بن حجر فِي كتاب القَوْل المسدد ص37 وَقَالَ هَذِه غَفلَة شَدِيدَة من بن الْجَوْزِيّ حَيْثُ حكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَهُوَ فِي أحد الصَّحِيحَيْنِ وأساء بذلك وَهُوَ من عجائبه قَالَ وأفلح ثِقَة مَشْهُور وَثَّقَهُ بن معِين وَابْن سعد وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَتَابعه سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أخرجه بن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 196 [2858] اليم هُوَ الْبَحْر بِمَ يرجع ضبط بالفوقية عودا على الإصبع وبالتحتية عودا على أحدكُم وَمَعْنَاهُ لَا يعلق بهَا كَبِير شَيْء من المَاء [2859] غرلًا بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء أَي غير مختونين جمع أغرل والغرلة القلفة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 [2861] يحْشر النَّاس على ثَلَاث طرائق الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء هَذَا الْحَشْر فِي آخر الدُّنْيَا قبيل الْقِيَامَة وقبيل النفخ فِي الصُّور وَهُوَ آخر أَشْرَاط السَّاعَة تَحْشُرهُمْ نَار تخرج من قَعْر عدن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 198 [2862] يقوم أحدهم فِي رشحه قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن المُرَاد عرق نَفسه وَغَيره وَيحْتَمل أَن المُرَاد عرق نَفسه خَاصَّة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 199 [2856] كل مَال نحلته قبله قَالَ الله مُقَدرا حنفَاء أَي مُسلمين فَاجْتَالَتْهُمْ بِالْجِيم وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي أزالتهم وأذهبتهم لأبتليك أَي بتبليغ الرسَالَة وأبتلي بك أَي من أرسلك إِلَيْهِم كتابا لَا يغسلهُ المَاء أَي مَحْفُوظًا فِي الصُّدُور لَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الذّهاب بل يبْقى على ممر الزَّمَان تقرؤه نَائِما ويقظان أَي يكون مَحْفُوظًا لَك فِي حالتي النّوم واليقظة وَقيل تقرؤه فِي يسر وسهولة يثلغوا بمثلثة وغين مُعْجمَة أَي يشدخوا ويشجوا كَمَا يشدخ الْخبز أَي يكسر واغزهم نغزك أَي نعنك وَمُسلم بِالْجَرِّ عطفا على ذِي قربى لَا زبر لَهُ لَا عقل لَهُ يزبره ويمنعه مِمَّا لَا يَنْبَغِي لَهُ لَا يخفى لَهُ طمع أَي لَا يظْهر والشنظير بِكَسْر الشين والظاء المعجمتين وَسُكُون النُّون الفحاش أَي السيء الْخلق الجزء: 6 ¦ الصفحة: 202 [2867] حادت بِهِ أَي مَالَتْ عَن الطَّرِيق وَعدلت عَن الطَّرِيق ونفرت الجزء: 6 ¦ الصفحة: 203 [2870] قرع نعَالهمْ أَي صَوتهَا فِي الأَرْض وَهُوَ خفقها مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل قَالَ النَّوَوِيّ يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَإِنَّمَا يَقُوله بِهَذِهِ الْعبارَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا تَعْظِيم امتحانا للمسؤول لِئَلَّا يَتَلَقَّن تَعْظِيمه من عبارَة السَّائِل ثمَّ يثبت الله الَّذين آمنُوا يفسح لَهُ فِي قَبره قَالَ القَاضِي وَالنَّوَوِيّ هُوَ على ظَاهره وَأَنه يرفع عَن بَصَره وَمَا يجاوره من الْحجب الكثيفة بِحَيْثُ لَا يَنَالهُ ظلمَة الْقَبْر وَلَا ضيقه إِذا ردَّتْ إِلَيْهِ روحه خضرًا ضبط بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد وبضم الْخَاء وَفتح الضَّاد أَي نعما غضة ناعمة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 [2872] انْطَلقُوا بِهِ إِلَى آخر الْأَجَل قَالَ القَاضِي مُنْتَهى الْأَجَل هُوَ سِدْرَة الْمُنْتَهى فِي روح الْمُؤمن وسجين فِي روح الْكَافِر قَالَ وَيحْتَمل أَن المُرَاد إِلَى انْقِضَاء أجل الدُّنْيَا ريطة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْيَاء وَهِي ثوب رَقِيق وَقيل الملاءة على أَنفه أَي كَرَاهَة لنتن ريح الْكَافِر [2873] حَدِيد الْبَصَر بِالْحَاء أَي نافذه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 [2874] جيفوا أَي أنتنوا وصاروا جيفا [2875] طوي هِيَ الْبِئْر المطوية بِالْحِجَارَةِ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 [2876] من نُوقِشَ أَي استقصى عَلَيْهِ عذب أَي أفْضى بِهِ إِلَى الْعَذَاب بالنَّار لِأَن التَّقْصِير غَالب فِي الْعباد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 207 [2877] يحسن بِاللَّه الظَّن أَي يظنّ أَنه يرحمه وَيَعْفُو عَنهُ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 [2878] يبْعَث كل عبد على مَا مَاتَ عَلَيْهِ أَي على الْحَالة الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 [2880] عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة عَن أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث اجْتمع فِيهِ أَربع صحابيات زوجتان لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وربيبتان لَهُ قَالَ وَلَا نعلم حَدِيثا اجْتمع فِيهِ أَربع صحابيات بَعضهنَّ عَن بعض غَيره وحبيبة بنت أم حَبِيبَة من عبد الله بن جحش زَوجهَا قبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كثر الْخبث بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء أَي الفسوق والفجور وَقيل المُرَاد الزِّنَى خَاصَّة [2882] لَيست لَهُم مَنْعَة بِفَتْح النُّون وَكسرهَا أَي لَيْسَ لَهُم من يحميهم ويمنعهم بن سابط بِكَسْر الْبَاء بن مَاهك بِفَتْح الْهَاء غير مَصْرُوف الجزء: 6 ¦ الصفحة: 212 [2884] عَبث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه قيل مَعْنَاهُ اضْطربَ بجسمه وَقيل حرك أَطْرَافه كمن يَأْخُذ شَيْئا أَو يَدْفَعهُ المستبصر أَي المستبين لذَلِك القاصد لَهُ عمدا وَالْمَجْبُور أَي الْمُكْره لُغَة فِي الْمُجبر وَابْن السَّبِيل أَي سالك الطَّرِيق مَعَهم وَلَيْسَ مِنْهُم يهْلكُونَ مهْلكا وَاحِدًا أَي يَقع الْهَلَاك فِي الدُّنْيَا على جَمِيعهم وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى أَي يبعثون مُخْتَلفين على قدر نياتهم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 213 [2885] كمواقع الْقطر أَي فِي الْكَثْرَة والعموم بِحَيْثُ لَا يخْتَص بهَا طَائِفَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 214 [2886] من تشرف رُوِيَ بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق والشين وَالرَّاء وبضم الْمُثَنَّاة تَحت وَسُكُون الشين وَكسر الرَّاء من الإشراف للشَّيْء وَهُوَ الانتصاب والتطلع إِلَيْهِ والتعرض لَهُ تستشرفه أَي تقلبه وتصرعه وَمن وجد مِنْهَا ملْجأ أَي موضعا يلجأ إِلَيْهِ فليعذ بِهِ أَي يعتزل فِيهِ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 [2887] فَيدق على حَده بِحجر قيل المُرَاد كسر السَّيْف حَقِيقَة على ظَاهره ليسد عَن نَفسه بَاب هَذَا الْقِتَال وَقيل هُوَ مجَاز عَن ترك الْقِتَال قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أصح يبوء أَي يرجع بإثمه أَي فِي إكراهك وَغَيره وبإثمك أَي فِي قَتلك وَغَيره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 [2888] إِذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فِي النَّار قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ مَحْمُول على من لَا تَأْوِيل لَهُ وَيكون قتالهما عصبية وَنَحْوهَا فِي جرف جَهَنَّم رُوِيَ بِالْجِيم وَضم الرَّاء وسكونها وَبِالْحَاءِ وهما متقاربان وَمَعْنَاهُ على طرفها قريب من السُّقُوط فِيهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 218 [2889] زوى أَي جمع وَأعْطيت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض أَي الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْمرَاد كنزا كسْرَى وَقَيْصَر ملكي الْعرَاق وَالشَّام بيضتهم أَي جَمَاعَتهمْ وأصلهم بِسنة عَامَّة أَي بقحط يعمهم [2892] علْبَاء بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وموحدة وَمد أَخطب بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 [2893] يَوْم الجرعة بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وتسكن مَوضِع بِقرب الْكُوفَة على طَرِيق الْحيرَة خرج فِيهِ أهل الْكُوفَة يتلقون واليا ولاه عَلَيْهِم عُثْمَان فَردُّوهُ وسألوا عُثْمَان أَن يولي أَبَا مُوسَى فولاه أحالفك بِالْحَاء الْمُهْملَة من الْحلف وَهُوَ الْيَمين وَرُوِيَ بِالْمُعْجَمَةِ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 220 [2894] يحسر بِفَتْح أَوله وَسُكُون السِّين أَي يكْشف لذهاب مَائه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 221 [2895] مُخْتَلفَة أَعْنَاقهم أَي رؤساؤهم وكبراؤهم أجم بِالْجِيم وضمتين كأطم وزنا وَمعنى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 222 [2896] منعت الْعرَاق درهمها قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن الْعَجم وَالروم يستولون على الْبِلَاد فِي آخر الزَّمَان فيمنعون حُصُول ذَلِك للْمُسلمين قَالَ وَهَذَا قد وجد فِي زَمَاننَا وَهُوَ الْآن مَوْجُود لما غلبت عَلَيْهِ التتار وقفيزها هُوَ مكيال مَعْرُوف لأهل الْعرَاق يسع ثَمَانِيَة مكاكيك والمكوك صَاع وَنصف مديها بِضَم الْمِيم وَسُكُون الدَّال على وزمن قفل مكيال مَعْرُوف لأهل الشَّام يسع خَمْسَة عشر مكوكا إردبها هُوَ مكيال مَعْرُوف لأهل مصر يسع أَرْبَعَة وَعشْرين صَاعا قَالَه الْأَزْهَرِي وعدتم من حَيْثُ بدأتم قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِمَعْنى حَدِيث بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 [2897] بالأعماق بِفَتْح الْهمزَة وبالعين الْمُهْملَة مَوضِع بِالشَّام قرب حلب أَو بدابق بِكَسْر الْمُوَحدَة وَفتحهَا مَصْرُوف وممنوع مَوضِع بِالشَّام قرب حلب أَيْضا سبوا رُوِيَ بِفَتْح السِّين وَالْبَاء وَبِضَمِّهَا وَصَوَّبَهُ القَاضِي قسطنطينية بِضَم الْقَاف والطاء الأولى وَكسر الثَّانِيَة وَبعدهَا يَاء سَاكِنة ثمَّ نون وَفِي نُسْخَة زِيَادَة يَاء مُشَدّدَة بعد النُّون وَهِي مَدِينَة من أعظم مَدَائِن الرّوم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 [2898] وأجبر النَّاس عِنْد مُصِيبَة بِالْجِيم كَقَوْلِه وأسرعهم إفاقة وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي أخْبرهُم بعلاجها وَالْخُرُوج مِنْهَا وَرُوِيَ وأصبر بالصَّاد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 [2899] هجيرى بِكَسْر الْهَاء وَالْجِيم الْمُشَدّدَة مَقْصُور أَي شَأْنه ودأبه فيتشرط ضبط بمثناة تَحت ثمَّ مثناة فَوق ثمَّ شين مَفْتُوحَة وَتَشْديد الرَّاء شرطة بِضَم الشين أَي طَائِفَة من الْجَيْش تقدم لِلْقِتَالِ فيفئ هَؤُلَاءِ أَي يرجع نهد بِفَتْح النُّون وَالْهَاء أَي نَهَضَ وَتقدم الدبرة بِفَتْح الدَّال وَالْبَاء أَي الْهَزِيمَة وَرُوِيَ الدائرة بِالْألف والهمزة بعْدهَا بِمَعْنى الدبرة بجنباتهم بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون الْمُوَحدَة أَي نواحيهم وَرُوِيَ بجثمانهم بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمُثَلَّثَة أَي شخوصهم فَمَا يخلفهم بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة أَي يجاوزهم وَرُوِيَ فَمَا يلحقهم أَي يلْحق آخِرهم سمعُوا ببأس هُوَ أكبر بِالْمُوَحَّدَةِ فيهمَا وَرُوِيَ بناس بنُون وَأكْثر بمثلثة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 227 [2900] لَا يغتالونه أَي يقتلونه غيلَة وَهِي الْقَتْل فِي غَفلَة وخديعة لَعَلَّه نجي مَعَهم أَي يُنَاجِيهِمْ وَمَعْنَاهُ يُحَدِّثهُمْ سرا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 228 [2901] من قَعْر عدن فِي نُسْخَة من قعرة عدن بِضَم الْقَاف وهاء أَي من أقْصَى أَرض عدن ترحل النَّاس أَي تحملهم على الرحيل وتزعجهم لَهُ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 229 [2920] لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تخرج نَار من أَرض الْحجاز تضيء أَعْنَاق الْإِبِل ببصرى قَالَ أَبُو شامة وَالنَّوَوِيّ قد خرجت فِي زَمَاننَا بِالْمَدِينَةِ المنورة سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وأعناق بِالنّصب مفعول تضيء وَبصرى بِضَم الْبَاء مَدِينَة بِالشَّام [2903] إهَاب بِكَسْر الْهمزَة أَو يهاب بمثناة مَفْتُوحَة ومكسورة وَرُوِيَ بالنُّون الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 [2906] أليات بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام جمع ألية بِسُكُون اللَّام أَي أعجاز حول ذِي الخلصة أَي من الطّواف بِهِ كفرا ورجوعا إِلَى عبَادَة الْأَصْنَام بتبالة بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق وموحدة مُخَفّفَة وَهُوَ مَوضِع بِالْيمن [2909] ذُو السويقتين تَصْغِير ساقي الْإِنْسَان لدقتهما الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 [2911] الجهجاه بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْهَاء الَّتِي بعد الْألف وَفِي نُسْخَة بِحَذْف الْهَاء الْمَذْكُورَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 232 [2912] المجان المطرقة بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد النُّون جمع مجن بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الترس المطرقة بِسُكُون الطَّاء وَتَخْفِيف الرَّاء وَهِي الَّتِي ألبست الْعقب وأطرقت بِهِ طَاقَة فَوق طَاقَة وَالْمَقْصُود تَشْبِيه وُجُوه التّرْك بهَا فِي عرضهَا ونتوء وجناتها ذلف الآنف بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة والمهملة المضمومة وَسُكُون اللَّام جمع أذلف وَهُوَ الْأَفْطَس وَهُوَ الْقصير المنبطح الجزء: 6 ¦ الصفحة: 233 [2914] أسكت فِي نُسْخَة سكت يحثي المَال أَي يحفنه بيدَيْهِ لِكَثْرَة الْأَمْوَال والغنائم والفتوحات مَعَ سخاء نَفسه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 234 [2915] بؤس بن سميَّة بِضَم الْمُوَحدَة وهمزة وَهُوَ الشدَّة أَي يَا بؤس بن سميَّة مَا أشده وأعظمه وَيس بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت كلمة ترحم كويح [2920] من بني إِسْحَاق قيل الْمَعْرُوف من بني إِسْمَاعِيل لِأَنَّهُ أَرَادَ الْعَرَب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 235 [157] يبْعَث دجالون أَي يخرج وَيظْهر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 236 [2924] بن صياد اسْمه صَاف قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء قَضيته مشكلة وَأمره مشتبه فِي أَنه هَل هُوَ الْمَسِيح الدَّجَّال الْمَشْهُور أم غَيره وَلَا شكّ فِي أَنه دجال من الدجاجلة قَالَ الْعلمَاء وَظَاهر الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُوح إِلَيْهِ فِي أمره بِشَيْء وَإِنَّمَا أُوحِي إِلَيْهِ بِصِفَات الدَّجَّال وَكَانَ فِي بن صياد قَرَائِن مُحْتَملَة فَلذَلِك كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يقطع بِأَنَّهُ الدَّجَّال وَلَا غَيره وَأما احتجاجه هُوَ بِأَنَّهُ مُسلم وَقد ولد لَهُ وَقد دخل مَكَّة وَالْمَدينَة فَلَا دلَالَة فِيهِ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا أخبر عَن صِفَاته وَقت خُرُوجه وَقَالَ الْخطابِيّ اخْتلف السّلف فِي أمره بعد كبره فَروِيَ أَنه أسلم وَتَابَ وَمَات بِالْمَدِينَةِ وصلوا عَلَيْهِ لَكِن روى أَبُو دَاوُد بِسَنَد صَحِيح عَن جَابر بن عبد الله قَالَ فَقدنَا بن صياد يَوْم الْحرَّة وَاخْتَارَ الْبَيْهَقِيّ أَنه غير الدَّجَّال لحَدِيث تَمِيم فِي قصَّة الْجَسَّاسَة قَالَ وَيجوز ان يُوَافق صفة بن صياد صفة الدَّجَّال كَمَا ثَبت فِي الصَّحِيح أَنه أشبه النَّاس بالدجال بِعَبْد الْعُزَّى بن قطن وَلَيْسَ هُوَ هُوَ قَالَ وَلَيْسَ فِي حَدِيث جَابر أَكثر من سُكُوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قَول عمر فَيحْتَمل أَنه كَانَ كالمتوقف فِي أمره ثمَّ جَاءَهُ الْبَيَان أَنه غَيره كَمَا صرح بِهِ فِي حَدِيث تَمِيم فَقَالَ لَا بل تشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل كَيفَ لم يقْتله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَنه ادّعى بِحَضْرَتِهِ النُّبُوَّة فَالْجَوَاب أَنه كَانَ غير بَالغ وَأَنه كَانَ فِي يَوْم مهادنته الْيَهُود قَالَ الْخطابِيّ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد قدومه الْمَدِينَة كتب بَينه وَبَين الْيَهُود كتاب صلح على أَن لَا يهاجروا ويتركوا على أَمرهم وَكَانَ بن صياد مِنْهُم أَو دخيلا فيهم خبأت لَك خبأ فِي نُسْخَة خبيئا فَقَالَ هُوَ الدخ بِضَم الدَّال قَالَ الْخطابِيّ كَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبلغهُ مَا يَدعِيهِ من الكهانة ومعاطاة الْكَلَام فِي الْغَيْب فامتحنه ليعلم حَقِيقَة حَاله وأضمر لَهُ قَوْله تَعَالَى فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين [الدُّخان: 1] فَقَالَ هُوَ الدخ أَي الدُّخان وَهِي لُغَة فِيهِ اخْسَأْ أَي ابعد فَلَنْ تعدو قدرك أَي لَا تجَاوز قدر أمثالك من الْكُهَّان الَّذين يخلصون من إِلْقَاء الشَّيَاطِين كلمة من جملَة كَثِيرَة قَالَ القَاضِي لَا نعلم يهتد من الْآيَة الَّتِي أضمرها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا بِهَذَا اللَّفْظ النَّاقِص على عَادَة الْكُهَّان إِذا ألْقى الشَّيْطَان إِلَيْهِم بِقدر مَا يخطف قبل أَن يُدْرِكهُ الشهَاب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 239 [2926] لبس بِضَم اللَّام وَتَخْفِيف الْبَاء أَي خلط عَلَيْهِ أمره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 [2927] فلبسني بِالتَّخْفِيفِ أَي جعلني ألتبس فِي أمره وأشك فِيهِ ذمَامَة بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمِيم أَي حَيَاء كَاد أَن يَأْخُذ فِي قَوْله بتَشْديد فِي وَوَقع قَوْله فَاعل يَأْخُذ أَي يُؤثر فِي وأصدقه فِي دَعْوَاهُ بعس بِضَم الْعين وَهُوَ الْقدح الْكَبِير تَبًّا أَي خسرانا وهلاكا وَهُوَ مَنْصُوب بِفعل وَاجِب الْإِضْمَار [2928] درمكة هُوَ الدَّقِيق الْحوَاري الْخَالِص الْبيَاض الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 [2930] مغالة بِفَتْح الْمِيم وَتَخْفِيف الْغَيْن الْمُعْجَمَة فرفصه ضبط بالصَّاد الْمُهْملَة بِمَعْنى رفسه بِالسِّين أَي ضربه بِرجلِهِ وبالمعجمة أَي ترك سُؤَاله الْإِسْلَام ليأسه مِنْهُ حِينَئِذٍ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 [169] يخْتل بِكَسْر التَّاء أَي يخدع ويستغل كَلَامه ليستمعه زمزمة رُوِيَ بزائين وبرائين أَي صَوت خَفِي لَا يفهم تعلمُوا بِفَتْح الْعين وَاللَّام الْمُشَدّدَة بِمَعْنى اعلموا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 [2930] ناهز الْحلم أَي قَارب الْبلُوغ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 [2932] السِّكَّة بِكَسْر السِّين أَي الطَّرِيق فَلَقِيته لقية رُوِيَ بِضَم اللَّام وَفتحهَا نفرت بِفَتْح النُّون وَالْفَاء أَي ورمت ونتأت [169] طافئة رُوِيَ بِالْهَمْز أَي ذَاهِبَة النُّور وبتركه أَي ناتئة مُرْتَفعَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 [2933] مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ ك ف ر قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَن هَذِه الْكِتَابَة على ظَاهرهَا وَأَنَّهَا كِتَابَة حَقِيقِيَّة جعلهَا الله آيَة علىكفره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 248 [2934] جفال الشّعْر بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْفَاء أَي كَثِيره فإمَّا أدركن قَالَ القَاضِي هَذَا غَرِيب من حَيْثُ الْعَرَبيَّة لِأَن هَذِه النُّون لَا تدخل على الْفِعْل الْمَاضِي قَالَ وَلَعَلَّه يدركن فَغير بعض الروَاة وَفِي نُسْخَة فإمَّا أدْركهُ وَهُوَ ظَاهر ظفرة بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَالْفَاء هِيَ جلدَة تغشي الْبَصَر وَقَالَ الْأَصْمَعِي شحمة تنْبت عِنْد المآقي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 249 [2137] فخفض فِيهِ وَرفع بتَشْديد الْفَاء فيهمَا أَي حقر شَأْنه وَعظم فتنته وَقيل مَعْنَاهُ خفض صَوته ثمَّ رَفعه غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم أَي أخوف مخوفاتي عَلَيْكُم ولحوق النُّون أفعل التَّفْضِيل نَادِر وَيحْتَمل أَن مَعْنَاهُ أخوف لي فأبدلت اللَّام نونا وَفِي نُسْخَة أخوفي بِحَذْف النُّون قطط بِفَتْح الْقَاف والطاء شَدِيد جعودة الشّعْر خلة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَشْديد اللَّام المفتوحتين أَي طَرِيق بَين البلدين فعاث رُوِيَ بِفَتْح آخِره على أَنه فعل مَاض وبكسره ومنونا على أَنه اسْم فَاعل من العيث وَهُوَ أَشد الْفساد اقدروا لَهُ قَالَ القَاضِي هَذَا حكم مَخْصُوص بذلك الْيَوْم شَرعه لنا صَاحب الشَّرْع فتروح أَي ترجع آخر النَّهَار سارحتهم أَي ماشيتهم الَّتِي سرحت أول النَّهَار أَي ذهبت إِلَى المرعى ذرا بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة أَي أعالي الأسنمة جمع ذرْوَة بِضَم الذَّال وَكسرهَا وأسبغه بِالسِّين الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة ضروعا أَي أطوله لِكَثْرَة اللَّبن وأمده خواصر لِكَثْرَة امتلائها من الشِّبَع كيعاسيب النَّحْل هُوَ ذكورها جمع يعسوب وكنى بهَا هُنَا عَن جماعتها لاتباعها لَهُ لِأَنَّهُ أميرها جزلتين بِفَتْح الْجِيم وَحكي كسرهَا أَي قطعتين رمية الْغَرَض أَي يَجْعَل بَين الجزلتين مِقْدَار ذَلِك المنارة بِفَتْح الْمِيم دمشق بِكَسْر الدَّال وَفتح الْمِيم وَحكي كسرهَا بَين مهرودتين بإهمال الدَّال وإعجامها أَي لابس ثَوْبَيْنِ مصبوغين بورس أَو زعفران وَقيل لَهما شقتان والشقة نصف الملاءة ينحدر مِنْهُ جمان أَي عرق كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يحل بِكَسْر الْحَاء أَي لَا يُمكن وصحف من ضمهَا ريح نَفسه بِفَتْح الْفَاء لد بِضَم اللَّام وَتَشْديد الدَّال مَصْرُوف بلد قرب بَيت الْمُقَدّس فيمسح عَن وُجُوههم قيل هُوَ على ظَاهره تبريكا وَقيل إشاة إِلَى كشف مَا هم فِيهِ من الشدَّة وَالْخَوْف لَا يدان بِكَسْر النُّون أَي لَا قدرَة وَلَا طَاقَة فحرز أَي ضم واحفظ وَفِي نُسْخَة فحزب بالزاي وَالْبَاء أَي اجْمَعْ حدب يَنْسلونَ أَي يَمْشُونَ مُسْرِعين النغف بِفَتْح النُّون والغين الْمُعْجَمَة وَفَاء وَهُوَ دود يكون فِي أنوف الْإِبِل وَالْغنم الْوَاحِدَة نغفة فرسى بِفَتْح الْفَاء مَقْصُورا أَي قَتْلَى الْوَاحِد فريس زهمهم بِفَتْح الْهَاء أَي دسمهم وريحهم الكريهة لَا يكن أَي لَا يمْنَع بَيت مدر بِفَتْح الْمِيم وَالدَّال وَهُوَ الطين الصلب كالزلقة بِفَتْح الزَّاي وَاللَّام وَالْقَاف وَرُوِيَ بِالْفَاءِ كَذَلِك وبضم الزَّاي وَسُكُون اللَّام وَمَعْنَاهُ كَالْمَرْأَةِ فِي الصفاء والنظافة وَقيل كمصانع المَاء أَي أَن المَاء يستنقع فِيهَا وَقيل كالإجانة الخضراء وَقيل كالصفحة وَقيل كالروضة الْعِصَابَة أَي الْجَمَاعَة بقحفها بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ مقعر قشرها تَشْبِيها بِقحْفِ الرَّأْس وَهُوَ الَّذِي فَوق الدِّمَاغ الرُّسُل بِكَسْر الرَّاء أَي اللَّبن الفئام بِكَسْر الْفَاء وَفتحهَا وهمزة ممدودة وياء بدلهَا أَي الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة الْفَخْذ هُوَ الْجَمَاعَة من الْأَقَارِب دون الْبَطن والقبيلة قَالَ بن فَارس هُوَ هُنَا بِسُكُون الْخَاء لَا غير بِخِلَاف الْفَخْذ الَّذِي هُوَ الْعُضْو فَإِنَّهُ يسكن وَيكسر يتهارجون أَي يُجَامع الرِّجَال وَالنِّسَاء عَلَانيَة بِحَضْرَة النَّاس جبل الْخمر بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْمِيم وَهُوَ الشّجر الملتف الَّذِي يستر فِيهِ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 255 [2938] المسالح هم قوم مَعَهم سلَاح يرتبون فِي المراكز فيشبح بشين مُعْجمَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ حاء مُهْملَة أَي يمد على بَطْنه وَرُوِيَ فيشج بِالْجِيم ويشجوه بِالْجِيم الْمُشَدّدَة من الشج وَهُوَ الْجرْح فِي الرَّأْس وَالْوَجْه وَرُوِيَ وأشيحوه بِالْيَاءِ والحاء فيوسع بِسُكُون الْوَاو وَفتح السِّين فيؤشر بِالْهَمْز وَتَركه بالمئشار بِالْهَمْز وَتَركه وبالنون مفرقه بِكَسْر الرَّاء أَي وسط رَأسه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 256 [2939] وَمَا ينصبك بِضَم الْيَاء أَي مَا يتعبك من أمره هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك أَي من أَن يَجْعَل مَا خلقه على يَدَيْهِ مضلا للْمُؤْمِنين ومشككا لقُلُوبِهِمْ بل إِنَّمَا جعله لِيَزْدَادَ الَّذين آمنُوا إِيمَانًا وَيثبت الْحجَّة على الْكفَّار الجزء: 6 ¦ الصفحة: 258 [2904] فِي كبد جبل أَي وَسطه خفَّة الطير أَي فِي سُرْعَتهمْ إِلَى قَضَاء الشَّهَوَات وَالْفساد وأحلام السبَاع أَي فِي الْعدوان وَالظُّلم أصغى أَي أمال ليتا بِكَسْر اللَّام وَآخره مثناة فَوق وَهِي صفحة الْعُنُق يلوط حَوْض إبِله أَي يصلحه ويطينه كَأَنَّهُ الطل أَو الظل قَالَ الْعلمَاء الْأَصَح الطل بِمُهْملَة وَهُوَ كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر كمني الرِّجَال الجزء: 6 ¦ الصفحة: 260 [2942] حَدثنِي أَنه ركب سفينة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَعْدُود فِي مَنَاقِب تَمِيم لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ هَذِه الْقِصَّة وَهُوَ من رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر أرفؤا بِالْهَمْز أَي لجأوا أقرب بِضَم الرَّاء جمع قَارب بِالْكَسْرِ وَهُوَ سفينة صَغِيرَة تكون مَعَ الْكَبِيرَة كالجنيبة يتَصَرَّف فِيهَا ركاب السَّفِينَة لقَضَاء حوائجهم أهلب أَي غليظ الشّعْر كَثِيره اغتلم أَي هاج عين زغر بِضَم الزَّاي ثمَّ غين مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء بلد فِي الْجَانِب القبلي من الشَّام صَلتا بِفَتْح الصَّاد وَضمّهَا أَي مسلولا من قبل الْمشرق مَا هُوَ قَالَ القَاضِي لَفْظَة مَا هُنَا زَائِدَة صلَة للْكَلَام لَا نَافِيَة وَالْمرَاد إِثْبَات أَنه فِي جِهَة الْمشرق [2943] فَيضْرب رواقه أَي ينزل هُنَاكَ وَيَضَع ثقله [2944] أَصْبَهَان بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا وبالباء وَالْفَاء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 264 [2946] أكبر من الدَّجَّال أَي أكبر فتْنَة وَأعظم شَوْكَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 [2947] أَو خَاصَّة أحدكُم أَي الْمَوْت أَو أَمر الْعَامَّة أَي الْقِيَامَة العيشي بالشين الْمُعْجَمَة وَقيل العائشي نِسْبَة إِلَى بني عائش من تيم الله وَوجه الأول بِأَنَّهُ علىلغة من يَقُول فِي عَائِشَة عيشة وَهِي لُغَة فصيحة زِيَاد بن ريَاح بِكَسْر الرَّاء والمثناة تَحت وَحكي فِيهِ الرَّاء وَالْمُوَحَّدَة وَخُوَيصة هُوَ تَصْغِير خَاصَّة [2948] الْهَرج أَي الْفِتْنَة واختلاط أُمُور النَّاس الجزء: 6 ¦ الصفحة: 267 [2951] بعثت انا والساعة رُوِيَ بنصبها ورفعها كهاتين المُرَاد أَن بَينهمَا شَيْئا يَسِيرا كَمَا بَين الأصبعين فِي الطول إِن يُؤَخر هَذَا فَلَنْ يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم السَّاعَة أَي سَاعَة المخاطبين بِأَن يموتوا قَالَه القَاضِي قَالَ النَّوَوِيّ وَيحْتَمل أَنه أُوحِي إِلَيْهِ فِي ذَلِك الْغُلَام أَنه لَا يُؤَخر وَلَا يبلغ الْهَرم [2954] يلوط فِي نُسْخَة يليط وَفِي نُسْخَة يلط بِكَسْر اللَّام وَتَخْفِيف الطَّاء وَالْكل بِمَعْنى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 268 [2955] قَالَ أَبيت أَي أَبيت أَن أعين أَنَّهَا أَرْبَعُونَ سنة أَو شهرا أَو يَوْمًا بل أرويها مجملة كل بن آدم يَأْكُلهُ التُّرَاب قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَخْصُوص يخص مِنْهُ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالْحَدِيثِ الْوَارِد فيهم إِلَّا عجب الذَّنب بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْجِيم وَهُوَ عظم لطيف فِي أَسْفَل الصلب وَهُوَ رَأس العصعص [2956] الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن الْمُؤمن مسجون فِيهَا مَمْنُوع عَن الشَّهَوَات الْمُحرمَة والمكروهة ومكلف بِفعل الطَّاعَات الشاقة فَإِذا مَاتَ استراح من هَذَا أَو انْقَلب إِلَى مَا أعد الله لَهُ من النَّعيم الدَّائِم والراحة الْخَالِصَة من المنغصات وَأما الْكَافِر فَإِنَّمَا لَهُ من ذَلِك مَا حصل فِي الدُّنْيَا مَعَ قلته وتكديره بالمنغصات فَإِذا مَاتَ انْقَلب إِلَى الْعَذَاب الدَّائِم وشقاوة الْأَبَد وللطبراني من حَدِيث بن عَمْرو الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وسنته فَإِذا فَارق الدُّنْيَا فَارق السجْن وَالسّنة أَي الْقَحْط الجزء: 6 ¦ الصفحة: 273 [2957] وَالنَّاس كنفته أَي جانبيه وَفِي نُسْخَة كنفه أَي جَانِبه أسك أَي صَغِير الْأُذُنَيْنِ [2959] أَو أعْطى فاقتنى أَي ادخر لآخرته وَفِي نُسْخَة فأقنى أَي أرْضى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 274 [2962] نقُول كَمَا أمرنَا الله أَي من الْحَمد وَالشُّكْر وَنَحْوه تتنافسون إلىآخره قَالَ الْعلمَاء التنافس الْمُسَابقَة وَكَرَاهَة أَخذ غَيْرك إِيَّاه وَهُوَ أول دَرَجَات الْحَسَد والحسد بِمَعْنى تمني زَوَال النِّعْمَة عَن صَاحبهَا والتدابر التقاطع وَقد يبْقى مَعَه شَيْء من الْمَوَدَّة أَو لَا يكون مَوَدَّة وَلَا بغض وَأما التباغض فَهُوَ بعد هَذَا وَلِهَذَا رتبت فِي الحَدِيث ثمَّ تنطلقون فِي مَسَاكِين الْمُهَاجِرين فيجعلون بَعضهم أُمَرَاء على بعض الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 [2963] انْظُرُوا إِلَى من أَسْفَل مِنْكُم قَالَ بن جرير وَغَيره هَذَا حَدِيث جَامع لأنواع من الْخَيْر لِأَن الْإِنْسَان إِذا رأى من فضل عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا طلبت نَفسه مثل ذَلِك واستصغر مَا عِنْده من نعْمَة الله تَعَالَى وحرص على الازدياد وَإِذا نظر إِلَى من هُوَ دونه فِيهَا ظَهرت لَهُ نعْمَة الله فشكرها وتواضع وَفعل فِيهِ الْخَيْر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 [2964] نَاقَة عشراء هِيَ الْحَامِل الْقَرِيبَة الْولادَة فأنتج أَي تولى الْولادَة وَولد بِالتَّشْدِيدِ مَعْنَاهُ الأول لِلْإِبِلِ وَالثَّانِي للغنم كالقابلة للنِّسَاء انْقَطَعت بِي الحبال بِالْحَاء أَي الْأَسْبَاب ورثت هَذَا المَال كَابِرًا عَن كَابر أَي ورثته عَن آبَائِي الَّذِي ورثوه عَن أجدادي الَّذين ورثوه عَن آبَائِهِم كَبِير عَن كَبِير فِي الْعِزّ والشرف والثروة لَا أجهدك الْيَوْم بِالْجِيم وَالْهَاء أَي لَا أشق عَلَيْك بِشَيْء تطلبه أَو تَأْخُذهُ من مَالِي وَلابْن ماهان لَا أحمدك بِالْحَاء وَالْمِيم أَي بترك شَيْء تحْتَاج إِلَيْهِ أَو تريده [2965] إِن الله يحب العَبْد التقي الْغَنِيّ أَي غَنِي النَّفس الْخَفي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي الخامل الْمُنْقَطع إِلَى الْعِبَادَة والاشتغال بِأُمُور نَفسه وَرُوِيَ بِالْمُهْمَلَةِ أَي الْوُصُول للرحم اللَّطِيف بهم وبغيرهم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 279 [2966] ورق الحبلة بِضَم الْحَاء المهملةوسكون الْمُوَحدَة وَهَذَا السمر بِفَتْح السِّين وَضم الْمِيم وهما نَوْعَانِ من شجر الْبَادِيَة بَنو أَسد هم بَنو الزبير بن الْعَوام بن خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى تعزرني على الدّين أَي توقفني على الْأَحْكَام والفرائض وَقيل تقومني وتعلمني وَقيل توبخني على التَّقْصِير فِيهِ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 280 [2967] آذَنت بِالْمدِّ وَفتح الذَّال أَي أعلمت بِصرْم بِضَم الْمُهْملَة أَي انْقِطَاع وَذَهَاب وَوَلَّتْ حذاء بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الذَّال الْمُعْجَمَة وَألف ممدودة أَي مسرعة الِانْقِطَاع صبَابَة بِضَم الْمُهْملَة الْبَقِيَّة الْيَسِيرَة من الشَّرَاب يبْقى أَسْفَل الْإِنَاء يتصابها أَي يشْربهَا كظيظ أَي ممتلئ قرحت أشداقنا أَي صَار فِيهَا قُرُوح من خشونة الْوَرق وحرارته الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 [2968] أَي فل بِضَم الْفَاء وَسُكُون اللَّام وَمَعْنَاهُ يَا فلَان وأسودك أَي اجعلك سيدا على غَيْرك وأذرك ترأس بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْهمزَة أَي رَئِيس الْقَوْم وتربع بِفَتْح أَوله وَالْمُوَحَّدَة ثَالِثَة أَي تَأْخُذ المرباع وَهُوَ ربع الْغَنِيمَة كَانَت مُلُوك الْجَاهِلِيَّة تَأْخُذهُ وَرُوِيَ ترتع بمثناة فَوق بعد الرَّاء أَي تتنعم أنساك أَي أمنعك الرَّحْمَة هَهُنَا أَي قف هُنَا حَتَّى تشهد عَلَيْك جوارحك [2969] لِأَرْكَانِهِ أَي جواحه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 [1055] اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل مُحَمَّد قوتا أَي كفايتهم من غير إِسْرَاف وَهُوَ معنى كفافا وَقيل هُوَ سد الرمق الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 [2973] شطر شعير أَي نصف وسق رف بِفَتْح الرَّاء فكلته ففني قَالَ القَاضِي فِيهِ أَن الْبركَة أَكثر مَا تكون فِي المجهولات والمبهمات وَأما الحَدِيث كيلوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ فَالْمُرَاد كَيْله عِنْد إِخْرَاج النَّفَقَة مِنْهُ بِشَرْط أَن يبْقى الْبَاقِي مَجْهُولا ويكيل مَا يُخرجهُ لِئَلَّا يخرج أَكثر من الْحَاجة أَو أقل [2972] يعيشكم بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْيَاء الْمُشَدّدَة وَفِي نُسْخَة يغيثكم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 [2978] الدقل بِفَتْح الدَّال وَالْقَاف وَهُوَ تمر رَدِيء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 [2979] بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا أَي سنة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 287 [2980] قَالَ لأَصْحَاب الْحجر أَي فِي شَأْنهمْ أَن يُصِيبكُم بِفَتْح الْهمزَة أَي خشيَة أَن ثمَّ زجر أَي نَاقَته حَتَّى خلفهَا بتَشْديد اللَّام أَي جَاوز المساكن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 288 [2981] آبارها بِسُكُون الْبَاء وَبعدهَا همزَة وَيُقَال بِمد أَوله وَفتح الْبَاء بئارها بِكَسْر الْبَاء وَبعدهَا همزَة [2982] السَّاعِي أَي الكاسب الْمُنفق المائن على الأرملة هِيَ من لازوج لَهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 289 [2983] كافل الْيَتِيم هُوَ الْقَائِم بأموره من نَفَقَة وَكِسْوَة وتأديب وتربية وَغير ذَلِك قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذِه الْفَضِيلَة تحصل لمن كفله من مَال نَفسه أَو من مَال الْيَتِيم بِولَايَة شَرْعِيَّة لَهُ أَي قَرِيبا كَأُمِّهِ وجده وأخوته وأعمامه وأخواله أَو لغيره أَي أَجْنَبِيّا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 290 [533] بنى الله لَهُ مثله قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل مثله فِي الْقدر والمساحة وَيحْتَمل مثله فِي مُسَمّى الْبَيْت وَإِن كَانَ أكبر مساحة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 [2984] حديقة فلَان هِيَ الْقطعَة من النّخل وَتطلق على الأَرْض ذَات الشّجر فَتنحّى أَي قصد شرجة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء وَاحِد الشراج وَهِي مسايل المَاء فِي الْحرار [2985] تركته وشركه فِي نُسْخَة وشريكه وَفِي نُسْخَة وشركته الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 [2986] من سمع أَي النَّاس بِعِلْمِهِ ليكرموه سمع الله بِهِ أَي النَّاس يَوْم الْقِيَامَة وفضحه وَقيل مَعْنَاهُ من سمع بعيوب النَّاس وأذاعها أظهر الله عيوبه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 293 [2988] ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يتَبَيَّن مَا فِيهَا قَالَ النَّوَوِيّ أَي لَا يتدبرها ويفكر فِي قبحها وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا كالكلمة عِنْد السُّلْطَان وَغَيره من الْوُلَاة وكالكلمة بِقَذْف أَو مَعْنَاهُ وكالكلمة الَّتِي يَتَرَتَّب عَلَيْهَا إِضْرَار مُسلم وَنَحْو ذَلِك قَالَ وَيَنْبَغِي لمن أَرَادَ النُّطْق أَن يتدبره فِي نَفسه قبل نطقه فَإِن ظَهرت مصْلحَته تكلم وَإِلَّا أمسك الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 [2989] أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا ُأكَلِّمهُ إِلَّا سمعكم فِي نُسْخَة إِلَّا بسمعكم وَفِي نُسْخَة إِلَّا أسمعكم وَكله بِمَعْنى أَي أتظنون أَنِّي لَا ُأكَلِّمهُ إِلَّا وَأَنْتُم تَسْمَعُونَ أفْتَتح أمرا يَعْنِي المجاهرة بالإنكار على الْأُمَرَاء فتندلق بِالدَّال الْمُهْملَة أَي تخرج أقتابه أَي الأمعاء وَاحِدهَا قُتَيْبَة وَقيل قتب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 [2990] إِلَّا المجاهرين الَّذين يظهرون معاصيهم وَيَتَحَدَّثُونَ بهَا وَإِن من الإجهار لِابْنِ ماهان من الجهار من أَجْهَر وجهر قَالَ زُهَيْر وَإِن من الهجار هِيَ لُغَة من الإهجار وَهُوَ الْفُحْش وَالْكَلَام الَّذِي لَا يَنْبَغِي [2992] فِي بَيت ابْنة الْفضل اسْمهَا أم كُلْثُوم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 [2995] التثاؤب بِالْمدِّ من الشَّيْطَان أَي من تكسله وتسببه وَقيل أضيف إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يرضيه تثاءب رُوِيَ بِالْمدِّ وبالواو بدله فليكظم أَي يمسك [2996] مارج هُوَ اللهب الْمُخْتَلط بسواد النَّار الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 [2997] إِذا وضع لَهَا ألبان الْإِبِل لَا تشربها يَعْنِي لِأَنَّهَا كَانَت مُحرمَة على بني إِسْرَائِيل أأقرأ التَّوْرَاة اسْتِفْهَام إِنْكَار أَي مَا عِنْدِي شَيْء إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 [2998] لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر وَاحِد مرَّتَيْنِ قَالَ القَاضِي رُوِيَ بِرَفْع يلْدغ على الْخَبَر وَمَعْنَاهُ الْمُؤمن الممدوح هُوَ الْكيس الحازم الَّذِي لَا يستغفل فيخدع مرّة بعد أُخْرَى وَلَا يفْطن لذَلِك وَقيل إِن المُرَاد الخداع فِي أُمُور الْآخِرَة دون الدُّنْيَا وَرُوِيَ بِالْجَزْمِ على النَّهْي عَن أَن يُؤْتى من جِهَة الْغَفْلَة قَالَ وَسبب الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسر أَبَا عزة الشَّاعِر يَوْم بدر فَمن عَلَيْهِ وعاهده أَن لَا يحرض عَلَيْهِ وَلَا يهجوه فَأَطْلقهُ فلحق بقَوْمه ثمَّ رَجَعَ إِلَى التحريض والهجاء ثمَّ أسره يَوْم أحد فَسَأَلَهُ الْمَنّ فَقَالَ لَهُ ذَلِك الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 [3000] قطعت عنق صَاحبك أَي أهلكته وَلَا أزكي على الله أحدا أَي لَا أقطع لَهُ على عَاقِبَة أحد وَلَا ضَمِيره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 [3001] ويطريه أَي يُجَاوز الْحَد فِي المدحة بِكَسْر الْمِيم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 302 [3002] أَن نحثي فِي وُجُوه المداحين التُّرَاب حمله الْمِقْدَاد رَاوِيه وَطَائِفَة على ظَاهره وَقَالَ آخَرُونَ مَعْنَاهُ خيبوهم وَلَا تعطوهم شَيْئا لمدحهم الْأَشْجَعِيّ عبيد الله بن عبيد الرَّحْمَن بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا وَفِي نُسْخَة بن عبد الرَّحْمَن مكبرا قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول هُوَ الصَّحِيح [3004] لَا تكْتبُوا عني إِلَى آخِره هَذَا مَنْسُوخ بالأحاديث الْوَارِدَة فِي الْإِذْن فِي الْكِتَابَة وَكَانَ النَّهْي حِين خيف اخْتِلَاطه بِالْقُرْآنِ فَلَمَّا أَمن ذَلِك أذن فِيهَا وَقيل مَخْصُوص بِكِتَابَة الحَدِيث مَعَ الْقُرْآن فِي صحيفَة وَاحِدَة لِئَلَّا يخْتَلط فيشتبه على الْقَارئ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 303 [3005] فَرَجَفَ بالراء وَالْجِيم أَي تحرّك واضطرب وَرُوِيَ بالزاي والحاء قُرْقُور بِضَم القافين وَهِي السَّفِينَة قيل الصَّغِيرَة وَقيل الْكَبِيرَة فَانْكَفَأت أَي انقلبت صَعِيد هِيَ الأَرْض البارزة كبد الْقوس هِيَ مقبضها عِنْد الرَّمْي نزل بك حذرك أَي مَا كنت تحذر وَتخَاف بِالْأُخْدُودِ هُوَ الشق الْعَظِيم فِي الأَرْض بأفواه السكَك أَي أَبْوَاب الطّرق فأحموه بِهَمْزَة قطع وحاء سَاكِنة أَي ارموه وَفِي نُسْخَة بِالْقَافِ أَي اطرحوه كرها فَتَقَاعَسَتْ أَي توقفت ولزمت موضعهَا وكرهت الْوُقُوع فِيهَا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 [3014] أَبَا حزرة بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ زَاي ثمَّ رَاء ثمَّ هَاء أَبَا الْيُسْر بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت وَالسِّين الْمُهْملَة ضمامة بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي رزمة يضم بَعْضهَا إِلَى بعض وَهِي لُغَة فِي إضمامة بردة أَي شملة مخططة ومعافري بِفَتْح الْمِيم نوع من الثِّيَاب يعْمل بقرية اسْمهَا معافر سفعة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَضمّهَا وَسُكُون الْفَاء أَي تغير الحرامي بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء نِسْبَة إِلَى بني حرَام وَرُوِيَ بِكَسْر الْحَاء وَالزَّاي وَرُوِيَ الجذامي بِضَم الْجِيم وذال مُعْجمَة جفر قيل هُوَ الَّذِي قَارب الْبلُوغ وَقيل الَّذِي قوي على الْأكل وَقيل بن خمس سِنِين أريكة السرير الَّذِي فِي الحجلة قلت آللَّهُ قَالَ الله الأول بِهَمْزَة ممدودة على الِاسْتِفْهَام وَالثَّانِي بِلَا مد وَالْهَاء فيهمَا مَكْسُورَة بصر عَيْني هَاتين وَسمع أُذُنِي هَاتين بِفَتْح الصَّاد وَرفع الرَّاء وَسُكُون الْمِيم وَرفع الْعين وَرُوِيَ بصر عَيْنَايَ هَاتَانِ بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء وَسمع أذناي هَاتَانِ بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْعين منَاط بِالْمِيم وَرُوِيَ نِيَاط وَهُوَ عرق مُعَلّق بِالْقَلْبِ فخشعنا بالخاءالمعجمة من الْخُشُوع وَهُوَ الخضوع والتذلل والسكون وَرُوِيَ بِالْجِيم أَي فزعنا فَإِن الله قبل وَجهه تَأْوِيله أَي الْجِهَة الَّتِي عظمها وَهِي الْقبْلَة أَو الْكَعْبَة فَإِن عجلت بِهِ بادرة أَي غلبته بصقة أَو نخامة بدرت مِنْهُ عبيرا بِفَتْح الْعين وَكسر الْمُوَحدَة هُوَ الزَّعْفَرَان يشْتَد أَي يسْعَى ويعدو عدوا شَدِيدا بواط بِضَم الْمُوَحدَة وَقيل بِفَتْحِهَا وَاو مُخَفّفَة وطاء مُهْملَة جبل من جبال جُهَيْنَة المجدي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَفِي نُسْخَة النجدي بالنُّون يعقبه بِفَتْح الْيَاء وَضم الْقَاف وَفِي نُسْخَة يعتقبه عقبه بِضَم الْعين وَهِي ركُوب هَذَا نوبَة قَالَ صَاحب الْعين هِيَ ركُوب مِقْدَار فرسخين فلتدن أَي تلكأ وَتوقف شأ بشين مُعْجمَة بعْدهَا همزَة عشيشية مخفف الْيَاء الْأَخِيرَة سَاكن الأولى تَصْغِير عَشِيَّة على غير قِيَاس فيمدر الْحَوْض أَي يطينه ويصلحه أفهقناه فِي نُسْخَة أصفقناه بالصَّاد ومعناهما ملأناه فأشرع نَاقَته أَي أرسل رَأسهَا فِي المَاء فشنق لَهَا أَي جذب زمامها حَتَّى قَارب رَأسهَا قادمة الرحل فشجت فتح الْفَاء وَهِي أَصْلِيَّة والشين الْمُعْجَمَة وَالْجِيم المخففة يُقَال فشج الْبَعِير إِذا فرج بَين رجلَيْهِ للبول وَرُوِيَ بشتديد الْجِيم وَالْفَاء عاطفة أَي قطعت الشّرْب وَرُوِيَ بِالْحَاء الْمُهْملَة من قَوْلهم شحافاه إِذا فَتحه فَيكون بِمَعْنى تفاجت وَرُوِيَ فثجت بِالْمُثَلثَةِ وَالْجِيم قَالَ القَاضِي وَلَا معنى لَهُ ذباذب أَي أَطْرَاف وأهداب فنكسها بتَخْفِيف الْكَاف وتشديدها تواقصت أَي أَمْسَكت عَلَيْهَا بعنقي وجنبي لِئَلَّا تسْقط يرمقني أَي ينظر إِلَى نظرا مُتَتَابِعًا نختبط أَي نضرب الشّجر ليتحات ورقه فنأكله فأقسم أَي أَحْلف أخطأها رجل أَي فَاتَتْهُ التمرة نِسْيَانا من الْقَاسِم الَّذِي يقسم التَّمْر بَينهم ننعشه أَي نرفعه ونقيمه من شدَّة الضعْف والجهد وَقَالَ القَاضِي الْأَشْبَه أَن مَعْنَاهُ نَشد جَانِبه فِي دَعْوَاهُ ونشهد لَهُ فَشَهِدْنَا لَهُ أَنه لم يُعْطهَا فِيهِ جَوَاز الشَّهَادَة على النَّفْي المحصور الَّذِي يحاط بِهِ أفيح أَي وَاسِعًا بشاطئ الْوَادي أَي جَانِبه كالبعير المخشوش بمعجمات وَهُوَ الَّذِي يَجْعَل فِي أَنفه خشَاش بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ عود يَجْعَل فِي انفه إِذا كَانَ صعبا ويشد فِيهِ حَبل ليذل وينقاد بالمنصف بِفَتْح الْمِيم وَالصَّاد وَهُوَ نصف الْمسَافَة لأم بِهَمْزَة مَقْصُورَة وممدودة أَي جمع وَفِي نُسْخَة ألام بِالْألف من غير همزَة هُوَ تَصْحِيف أحضر بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْحَاء وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي اعدو فحانت رُوِيَ فحالت وهما بِمَعْنى فالحين وَالْحَال الْوَقْت وَقعت وَكَانَت لفتة بِفَتْح اللَّام وَهِي النظرة إِلَى جَانب وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَاعِيل فِي نُسْخَة بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ أَبُو إِسْمَاعِيل حَاتِم بن إِسْمَاعِيل وحسرته بحاء وسين مهملتين السِّين خَفِيفَة أَي جحدته ونحيت عَنهُ مَا يمْنَع حِدته فانذلق بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَي صَار حادا يرفه أَي يُخَفف أشجاب جمع شجب بِسُكُون الْجِيم وَهُوَ السقاء الْخلق الْبَالِي حِمَاره بِكَسْر الْحَاء وَتَخْفِيف الْمِيم وَالرَّاء وَهِي أَعْوَاد يعلق عَلَيْهَا أسقية المَاء عزلاء شجب أَي فَم سقاء ويغمره أَي يعصره بِجَفْنَة بِفَتْح الْجِيم يَا جَفْنَة الرَّاكِب أَي من كَانَت عِنْده جَفْنَة فليحضرها سيف الْبَحْر بِكَسْر السِّين أَي ساحله فزخر الْبَحْر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي علا موجه فأورينا أَي أوقدنا حجاج عينهَا بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا وَهُوَ عظمها المستدير بهَا بأعظم رجل بِالْجِيم وَرُوِيَ بِالْحَاء كفل بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء وَهُوَ الكساء الَّذِي يحويه رَاكب الْبَعِير على سنامه لِئَلَّا يسْقط الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 [2009] ينْتَقد ثمنه أَي يَسْتَوْفِيه قَائِم الظهيرة أَي نصف النَّهَار وَهُوَ حَال اسْتِوَاء الشَّمْس سمي قَائِما لِأَن الظل لَا يظْهر فَكَأَنَّهُ وَاقِف رفعت أَي ظَهرت لأبصارنا أنفض لَك مَا حولك أَي أفتشه لِئَلَّا يكون هُنَاكَ عَدو لرجل من أهل الْمَدِينَة أَي مَكَّة أَفِي غنمك لبن بِفَتْح اللَّام وَالْبَاء وَرُوِيَ بِضَم اللَّام وَسُكُون الْبَاء أَي شِيَاه ذَوَات ألبان قَعْب هُوَ قدح من خشب كثبة بِضَم الْكَاف وَسُكُون الْمُثَلَّثَة وَهِي قدر الحلبة وَقيل الْقَلِيل مِنْهُ إداوة أَي ركوة برد بِفَتْح الرَّاء وَحكي ضمهَا فَشرب قَالَ النَّوَوِيّ يُقَال كَيفَ شرب من الْغُلَام وَلَيْسَ هُوَ الْمَالِك وَالْجَوَاب أَنه مَحْمُول على عَادَة الْعَرَب أَنهم يأذنون للرعاة إِذا مر بهم ضيف أَو عَابِر سَبِيل أَن يسقوه اللَّبن أَو كَانَ لصديق لَهُم يدلون عَلَيْهِ أَو يُقَال هَذَا مَال حَرْبِيّ لَا أَمَان لَهُ أَو كَانُوا مضطرين جلد بِفَتْح الْجِيم وَاللَّام أَي أَرض صلبة فارتطمت أَي غاصت قَوَائِمهَا فِي الأَرْض لأعمين أَي لأخفين أَمركُم نزلت لَيْلَة جمع أَي مُزْدَلِفَة وَلابْن ماهان لَيْلَة جُمُعَة أَي يَوْم جُمُعَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 323 [3018] يقسط أَي يعدل سنتهن أَي عادتهن فِي مُهُور أمثالهن شركته بِكَسْر الرَّاء العذق بِفَتْح الْعين النَّخْلَة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 [3022] أمروا أَن يَسْتَغْفِرُوا لأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي فِي قَوْله تَعَالَى وَالَّذين جَاءُوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان الْحَشْر1 فسبوهم قَالَ القَاضِي قَالَت هَذَا عِنْدَمَا قَالَ أهل مصر فِي عُثْمَان وَأهل الشَّام فِي عَليّ مَا قَالُوا وعقله بِفَتْح الْقَاف أَي علم أَحْكَام الْإِسْلَام وَتَحْرِيم الْقَتْل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 [3024] عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بميم ثمَّ جِيم وَلابْن ماهان عبد الحميد بحاء ثمَّ مِيم وَالْقَوْلَان فِي اسْمه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 [3028] تطوافا بِكَسْر الْمُثَنَّاة فَوق وَهُوَ ثوب تلبسه الْمَرْأَة تَطوف بِهِ مُسَيْكَة بِضَم الْمِيم من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم قَالَه النَّوَوِيّ كَذَا وَقع فِي كل الْأُصُول وَلم يرد أَن لَفْظَة لَهُنَّ منزلَة فَإِنَّهُ لم يقْرَأ بهَا أحد وَإِنَّمَا هُوَ تَفْسِير وَبَيَان أَن الْمَغْفِرَة لَهُنَّ لكونهن مكرهات لَا لمن أكرههن قلت بل هِيَ منزلَة وَكَانَت قُرْآنًا ثمَّ نسخ رسمها نَص على ذَلِك أَبُو عبيد وَقَول الشَّيْخ لم يقْرَأ بهَا أحد مَمْنُوع فقد أخرج هَذَا الحَدِيث سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَأَبُو عبيد فِي فضائله وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيرهما وَزَادُوا آخِره هَكَذَا كَانَ يقْرَأ وَأخرج بن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ فِي قِرَاءَة بن مَسْعُود فَإِن الله من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم قَالَ بن جني فِي الْمُحْتَسب قِرَاءَة بن عَبَّاس وَسَعِيد بن جُبَير من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم وَاللَّام فِي لَهُنَّ مُتَعَلقَة بغفور لِأَنَّهُ أدنى إِلَيْهَا وَيجوز تعلقهَا برحيم وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء فِي آخر النُّسْخَة ب آخر الديباج وَالْحَمْد لله وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَكَانَ الْفَرَاغ من تَعْلِيقه فِي يَوْم الثُّلَاثَاء الْمُبَارك سَابِع شهر الله الْمحرم الْحَرَام سنة اثْنَي عشرَة وَألف وَالْحَمْد لله على كل حَال وَجَاء فِي آخر النُّسْخَة م نجز الْكتاب بِحَمْد الله وعونه وَحسن توفيقه فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْمُبَارك تَاسِع محرم الْحَرَام سنة على يَد أفقر الْعباد إِلَى ربه الْغَنِيّ الْجواد أَحْمد بن مُحَمَّد النجاحي غفر الله لَهُ ولوالديه ولكافة الْمُسلمين أَجْمَعِينَ وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا وَإِن تَجِد عَيْبا فسد الخللا جلّ من لَا فِيهِ عيب وَعلا تمّ الْكتاب تكاملت نعم السرُور لصَاحبه وَعفى الْإِلَه بجوده وبفضله عَن كَاتبه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329