الكتاب: فضائل القرآن وتلاوته للرازي المؤلف: أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرىء (المتوفى: 454هـ) تحقيق وتخريج: الدكتور عامر حسن صبري الناشر: دار البشائر الإسلامية الطبعة: الأولى، 1415 هـ - 1994 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] ---------- فضائل القرآن وتلاوته للرازي الرازي، أبو الفضل الكتاب: فضائل القرآن وتلاوته للرازي المؤلف: أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرىء (المتوفى: 454هـ) تحقيق وتخريج: الدكتور عامر حسن صبري الناشر: دار البشائر الإسلامية الطبعة: الأولى، 1415 هـ - 1994 م عدد الأجزاء: 1   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع] بسم الله الرَّحْمَن الرحيم قَالَ الشيخ الْإِمَام أَبُو الفضل عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن الْحَسَن الرازي المقرئ رحمة الله عَلَيْهِ: وبعد: فإن هذا كتاب ألفته فِي فضائل القرآن وتلاوته وخصائص تلاوته وحملته. وقد سماه الله بالقرآن، والفرقان، والعظيم، والعزيز، والحكيم، والروح، والكريم، والنور، والهدى، والتذكرة، والذكرى، والرحمة، والشفاء، والكتاب المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، والحق اليقين، والقصص الحق، والموعظة الحسنة، والآيات البينات، والمتبينات، والبيان، والتبيان، والبينة، وحبل الله، وصراط الله، فِي غيرها من الأسماء العلية والصفات الجلية. ونوه بذكر حملته من حفظته، ورفع من شأنهم، فَقَالَ عزَّ وجلَّ من قائل: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران: 79] الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 فالرباني أخص نسبة ينسب بِهِ العبد إلى مولاه من بعد النبوة، ومعناه: كونوا علماء حكماء بتعليمكم الكتاب ودرسكم إيَّاه. وجعلهم مغبوطين فِي الأنبياء والسالفة من الأمم قبل أن أظهروا، ومحسودين في أهل الكتاب والمشركين، ثُمَّ فِي الأمة بعد أن ظهروا واستظهروا. وفوض إليهم الإمامة والإمارة،. . من عملوا علموه فِي الدُّنْيَا، والشفاعة فِي الآخرة. وقطع لهم بحق معلوم مؤقت فِي بيت المال لم يقطعه كذلك لغيرهم. وجعلهم خير الأمة وأفضلهم وخيارهم وأشرافهم، واتخذهم أهلين من بين خلقه، وخواص من بين عباده. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 واستدرج النبوة من بين جنوبهم من غير وحي إليهم، وأخبر بأنه عزَّ وجلَّ يأخذهم بما يأخذ بِهِ الأنبياء إلَّا الوحي. وجعل حرمتهم عَلَى المؤمنين كحرمة أمهاتهم عليهم احتراما ومبرة. وآمنهم من أن تحرقهم النار أو يلجوها إلَّا تحلة القسم، كل ذَلِكَ بينه عز وجل فِي نص تنزيله، وعلى لسان نبيَّه عَلَيْهِ الصلاة والسلام. ومن وراء جميع ما ذكرته خص علماءهم بخلة مستخلصة لهم دون غيرهم من علماء الشريعة، وهي ائتمام الأمة بهم فِي كتابه عَن آخرها عَلَى اختلاف نحلها ومذاهبها من غير نزاع ولا مخالفة، فأعظم بهن من فضائل وخصائص وأكرم، وإن لم يحصل المرء المسلم إلَّا عَلَى مجرد حفظه دون تبطن فِي معناه، أو منازلة لجميع موجبه ومقتضاه، فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد قَالَ: «لو جعل القرآن فِي إهاب، ثُمَّ ألقي فِي النار ما احترق» أي: من علمه الله القرآن من المسلمين وحفظه إياه، لم تحرقه النار يوم القيامة إن ألقي فيها بالذنوب، كذلك قيل فِي معنى الخبر. وقد قَالَ أَبُو أمامة الباهلي رضي الله عَنْهُ: اقرؤا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف، فإن الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 وأحرى لَمن تنبه عَلَى تعظيم حرمات الله فِي نص التنزيل من الشعائر والمشاعر والمناسك والمسعى والمواقف أن يتنبه لحرمة ما هُوَ أعظم حرمة عَند الله سبحانه منهن وهو المؤمن، ثُمَّ لحرمة من اتخذه الله من بين المؤمنين أهلين من جملتهم وهم حملة كتابه، ولولا ورود الشرع بها من لفظه لاستعظم إضمارها، فكيف بإظهارها؟ وإنما تنبيهي عَلَى ما جعل الله لأهليه من الحق والحرمة من بين خلقه، لأنا قد بلينا فِي الموقف بقوم من نشئة لا يعبئون بكتاب الله ولا بحفظه، فلا يعبأ الله بهم، قاصرين عَنْهُ، حاجزين، مفترين غيرهم، مزهدين فِيهِ، ملقبين حملته بالقراء عَلَى النبز والازدراء دون المدح والإطراء ما بين المترسمين بالعلم والمتوسمين بالنسك، جلَّ كلامهم: أن حفظ القرآن يصلح للمعلمين والصبيان، ولم يقرأ إلَّا عَند المرضى وفي المقابر، وأكثر فتياهم أَنَّهُ يكفي من القرآن ما يسقط بِهِ الفرض، بعدما علموا أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ عَن الله عز وجل: «من شغله قراءة القرآن عَن ذكري ومسألتي أعطيته الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 أفضل ما أعطي السائلين» ، وقَالَ عَلَيْهِ الصلاة والسلام: «أفضل العبادة القرآن» ، وَلَمَّا سُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَن أفضل الأعمال قَالَ: " عليك بالحال المرتحل، قِيلَ: وما الحال المرتحل؟ قَالَ: صاحب القرآن يضرب فِي أوله حتى يبلغ آخره، ثُمَّ يضرب فِي آخره حتى يبلغ فِي أوله " ونحوها من الأخبار التي وردت، وسأسوق قليلا منها مسندا ومبوبا يدل عَلَى كثير جاء فِي هذا المعنى، وقد قَالَ الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 105] قِيلَ: معناه: بحفظ القرآن، أي: ما حسدتكم اليهود والنصارى عَلَى شيء كحفظ القرآن. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 وبحفاظ الأمة أنجز الله حسن موعوده من قوله تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] . وبحفظ القرآن وصفهم الله عزَّ وجلَّ بالعلم، فَقَالَ: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49] . وقرر لهم حقيقة العلم، وكذلك وجدهم مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: يا رب، إني أجد فِي التوراة أمة أناجيلهم فِي صدورهم يقرءونه ظاهرا. وكذلك أشعيا بْن راموص فَقَالَ: قربانهم دماؤهم وأناجيلهم فِي صدورهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وقد قَالَ النَّبِيّ عَلَيْهِ الصلاة والسلام: " لا حسد إلَّا فِي اثنين: رَجُل آتاه الله القرآن فهو يقوم بِهِ آناء الليل وآناء النهار ". وعن عيسى بْن مريم عَلَيْهِ السَّلَامُ، أَنَّهُ قَالَ: طوبى لمن قرأ القرآن ثُمَّ عمل بِهِ. وعلى الحفظ والتحفظ كَانَ الصدر الأول ومن بعدهم، فربما قرأ الأكبر منهم عَلَى الأصغر منه سنا وسابقة، فلم يكن الفقهاء منهم ولا المحدثون والوعاظ يتخلفون عَن حفظ القرآن والاجتهاد عَلَى استظهاره، ولا المقربون منهم عَن العلم بما لم يسعهم جهله منه، غير أنهم نسبوا إلى ما غلب عليهم من المعرفة بحروفه أو العلم بغيرها، إلى أن خلفهم الخلف الَّذِين مضى ذكرهم، فاتهم في طراتهم وحداثتهم طلب حفظ القرآن وفي أوانه، ولحقهم العجز والبلادة عَلَى سنهم، من غير أن كَانَ لهم أنس بتلاوة كتاب من ربهم، ولا بلطيف خطابه وشريف عتابه، فعوقبوا لحرمانه وإيثار الجدل والنطاح اللَّذِين يؤديان إلى تفريق الأمة، وتمقيت بعضهم إلى بعض، وصار ذَلِكَ أروج لهم فِي مجالس الظلمة والمسلطين الفجرة فمضوا بذَلِكَ وأسند بجوابه، والله زين لهم ذَلِكَ فَقَالَ عزَّ وجلَّ: {كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ} [الأنعام: 108] ، ومع ذَلِكَ فإنهم لا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 يدخلون حفرهم إلَّا تحسرا وتكمدا وتأسفا عَلَى ما فاتهم من بركة حفظ كتاب الله الكريم، ولا يظهر ذَلِكَ عليهم إلَّا عِنْدَ الطعن فِي السن، أو الإشراف على الفوت، أو التغرغر بالموت، لكنهم فِي الحال يستنزرون حفظ القرآن، ويزرون بأهله ويلقبونهم بما تقدم من النبز. فأما من لم يتحل بالعلم بل ترسم بالنسك ثُمَّ أزرى بأهل القرآن ونبزهم بالقراء فإنه بربخ لا قيمة لَهُ، فربما كَانَ ذَلِكَ منه بلادة وعجزا أو تعديا وجهلا، فليتق الله امرؤ بعد عجزه عمن حفظ كتاب الله، ولا يفترن غيره فإنه لا يأمن أن يصير كمن كفر بِهِ وصد عَنْهُ، وقد قَالَ الله عزَّ وجلَّ فِي ذم قوم صدوا عَنْهُ وهجروه، فَقَالَ عزَّ من قائل إخبارا عنهم: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [الفرقان: 29] ، وقَالَ تَعَالَى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْءَانَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30] . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 ولا ينسين بعدما تعلمه أو شيئا منه، فإن الله تَعَالَى يقول: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه: 126] فهذه الآي وإن كن عَلَى الخصوص للكفار فإن ظاهر تلاوتهن عَلَى العموم، فمن رغب عَن حفظ القرآن وزهد غيره فِيهِ، أو نسي بعدما تعلمه، فكأنه أريد بما مضى وخوطب بِهِ، عَلَى أَنَّهُ قد وردت أخبار عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي الوعيد والتوبيخ فيمن نسيه من المسلمين بعدما تعلمه، فمن ذَلِكَ: 1 - مَا حَدَّثَنِي بِهِ وَالِدِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ الْحَافِظُ نَزِيلُ مَكَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَليٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الصَّوَّافُ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ نَسِيَهُ إِلا لَقِيَ اللَّهَ أَجْذَمَ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 2 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ فناكي الْعَدْلُ الرُّويَانِيُّ نَزِيلُ الرَّيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمْتِيُّ، ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ وَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَا لِلْمَرْءِ أَوْ لأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ هُوَ نُسِّيَ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ 3 - وَحَدَّثَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزِّيَادِيُّ الْفَقِيهُ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو عُثْمَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ الزَّاهِدُ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَيْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بِئْسَمَا لأَحَدِكُمْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنَ النَّاقَةِ مِنْ عُقُلِهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 4 - وَأَخْبَرَنَا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «تَعَلَّمُوا كِتَابَ اللَّهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 وَتَعَاهَدُوهُ وَأَفْشُوهُ وَتَغَنُّوا بِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْمَخَاضِ فِي الْعُقُلِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 5 - وَأَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَبَرْقُوهِيُّ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَعْبَدٌ الْبُخَارِيُّ، ثَنَا مَزْيَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا حَاجِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمَنْبِجِيُّ، نا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةِ تُخْرِجُهَا مِنَ الْمَسْجِدِ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي , فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْ آيَةٍ أَوْ سُورَةٍ أُوتِيهَا ثُمَّ نَسِيَهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 فصل: فإن قَالَ قائل: هِل تعين فرض حفظ جميع القرآن عَلَى أعيان جماعة المكلفين أم لا؟ والجواب: إنه لم يتوجه ذَلِكَ عَلَى كل واحد منهم فرضا، وذَلِكَ لأن الله عزَّ وجلَّ أرأف بعباده من أن يكلفهم ما لا طاقة لعامتهم بِهِ، وقد قَالَ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «بعثت بالحنيفية السهلة السمحة» فلو كلفوا عَلَى العموم لعجز الأكثر عَنْهُ لأن القرآن أعظم شأنا وأمنع جانبا من أن يتأتى حفظه لكل إنسان، أو يتسر بكل لسان، أو ينطلق بِهِ، أو يطيقه كل أحد، أو يحيط بِهِ كل حفظ، أو يحويه كل فهم، أو يعيه كل قلب، أو يسترسل لَهُ كل طبع، أو يحتمله كل سن، ألَّا ترى أن الجزء الَّذِي منه توجه فرضه عَلَى كل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 مكلف، وهو الفاتحة فِي الأكثر وآيها أعتقد هُوَ جزء من ثلاثة آلاف وثمانمائة وسبعين جزءا، وكثير عَلَى عدد الكلم قد أعيا عامَّةُ الأمة تأدية عَلَى حد الواجب قديما وحديثا، وتفاوتت بقراءته درجاتهم، واختلفت عَلَى إقامته ألسنتهم وطباعهم، وكثرت لتجويده عَلَى النحو المرضي رياضاتهم، حتى أَنَّهُ قد يتخلف كثير من الفضل عَن إمامة الصلاة لقصورهم عَنْهُ إقامة عَلَى سواء الصواب، بتقدم المفضولين عليهم فيها، لإقامتهم إيَّاه عَلَى حد الواجب، أو أجود ممن أخر عنها، فإذا كَانَ هذا دأبهم مَعَ الجزء اللطيف الَّذِي كلفوا منه فكيف تراهم كانوا أن لو كلفوا جميعه عَلَى الأعيان مَعَ عزته وصعوبته وكثرة متشابهه، ومشكله، واختلاف حركاته، وسكونه، ونقطه، وإعجامه، وقد قَالَ الله عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 17] ، {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا} [مريم: 97] . وكان مقاتل بْن سُلَيْمَان يَقُولُ: لولا أن الله تَعَالَى يسره ما الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 استطاع أحد أن يتكلم بكلام الرَّحْمَن. لكن الله عزَّ وجلَّ وإن لم يكلفهم جميعه عَلَى الأعيان لِمَا فِيهِ من المشقة والامتناع عَن الأكثر، فإنه عزَّ وجلَّ لم يحب من جميعهم إلَّا حفظه طواعية منهم، أو الجد والاجتهاد فِيهِ إلى تصرم الأجال، وإبلاء العذر عِنْدَ الله عز وجل للعجز، بدليل ما تقدمنا بِهِ من الوعيد لمن نسي شيئا منه بعدما تعلمه، إذ الوعيد من الله لم يرد إلا فِي ترك الفرائض أو فيما يجري مجريها ومن وجوه أخر، وسأذكر طرفا من ذَلِكَ عَلَى الوجز ما ينبه عَلَى ما وراءه، فلعله قد يحث بعض المتوانين عَلَى إتقانه حفظا، أو يحض المستهترين بِهِ عَلَى إحسانه لفظا، أو يحمل المستظهرين إيَّاه عَلَى الاستكثار منه تدبرا ودرسا، أو يقصر من يزهد فِي حفظه غيره، أو يفتر، إمَّا قصورا وإمَّا جهلا. فمنها: ما لزم الأمة من الاقتداء برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي جلي أمر الشرع وخفيه، قولا وفعلا، عَلَى الوجوب أو الندب إلى أن يقوم دليل عَلَى أَنَّهُ كَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، مخصوصا بِهِ من قوله: أو فعله، فلما وجدنا أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كَانَ حافظا بجميع ما نزل عَلَيْهِ من القرآن، ومأمورا بقراءته، حتى أنه عَلَيْهِ السَّلَامُ، من شدة تمسكه بحفظه كَانَ يعرض عَلَى جِبْرِيلَ عليهما السَّلَامُ، فِي كل سنة مرة واحدة، وفي السنة التي قبض فيها عرض عَلَيْهِ عليهما السَّلَامُ مرتين، وكان يعرض عَلَى أصحابه ويعرضون عَلَيْهِ، ويعجل بِهِ ليستكثر منه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 لئلا ينسى ولحرصه عليه، فنهى عَنه بقوله تَعَالَى: {وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْءَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} [طه: 114] ، وبقوله عزَّ وجلَّ: {لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] ، وأمر بالترتيل وأمن مِمَّا كَانَ يصده عَن ذَلِكَ، وهو خشية النسيان والتفلت منه، بقوله تَعَالَى: {سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى} [الأعلى: 6] علمنا أن الأمة لزم حفظه مَعَ الإمكان وجوبا، إلَّا عَن عذر بين، وإلا فقد كَانَ لهم فِي رسول الله أسوة حسنة استحبابا وندبا. ومنها: أن الله عزَّ وجلَّ دعا الخلق عَلَى العموم إلى الاعتصام بالقرآن، والإتباع لَهُ وتدبره والتذكر بِهِ فِي نص التنزيل، فَقَالَ عزَّ من قائل: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] ، ومعناه: التمسك بالقرآن والعمل بما فِيهِ، وبيان ذَلِكَ فِي قوله عَلَيْهِ السَّلَامُ: " إن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عزَّ وجلَّ وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم. فقال سبحانه عز وجل: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام: 155] ، وقَالَ تَعَالَى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 رَبِّكُمْ} [الأعراف: 3] ، وقَالَ عزَّ وجلَّ: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [طه: 123] ، أي: فلا يضل فِي الدُّنْيَا عن طريق الحق ولا يشقى فِي الآخرة فِي النار، وقَالَ سبحانه: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] ، وقَالَ جلَّ جلاله: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] . فالاعتصام بِهِ ما مضى من التمسك بالقرآن، وإتباعه: العمل بما فِيهِ، وتدبره: التفكر فيما أريد بِهِ، والتذكر: الاتعاظ بما فِيهِ، فلما طولبو بما ذكرنا لزم حفظه عَلَى الأعيان إمَّا وجوبا، وإمَّا ندبا إلى عَن عجز ظاهر، وذَلِكَ لأن المخاطبين بِهِ هُمُ العرب الأمة الأمية، والمنزل عَلَيْهِ هُوَ النَّبِيّ الأمي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فدل ذَلِكَ عَلَى أن المراد بِهِ الحفظ إذ الأمي إذا طولب بإتباع ما لا يحفظه والاعتصام بِهِ وتدبره وتذكره، وسيما ما طال من الكلام واخْتَلَف من الأحكام، فقد كلف ما لم يطقه، فالله عزَّ وجلَّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 أرأف بعباده من ذَلِكَ، فليت من استظهر القرآن بنفسه، ولم يكن أميا بل كتبه بخطه وتدبره مدة حياته، وسمعه مدى عمره عَلَى الترداد من غيره، وقف عَلَى ما كلف منه، لأن جميعه لا يحيط بِهِ أحد علما غير الله سبحانه، ثُمَّ إن الأمي إذا خوطب بما لا طائل من الكلام، واشتبه كثيره لفظا وحكما ولا هُوَ ممن يكتب فيقيده بخطه ولا هُوَ يحفظه، فالخطاب مَعَه أضيع، وما كَانَ الله أنزله ليضيع، بل دعاهم ليعلم ما فِيهِ ويعمل بِهِ، وإن لم يكلف حفظ جميعه عَلَى الأعيان، فشتان بين من حفظه بنفسه، وجمعه فِي صدره، وتدبره من قلبه، وتلاه فِي كل أوان أزاده، وعلى أي حال أحبه فِي النور والظلمة والهواء والماء، وبين من عميت بصيرته كَمَا لا يتمكن من قراءته ولا التفكر فِيهِ، ولا التدبر المأمور بِهِ إلا فِي الرجوع إلى غيره فِيهِ، وانقطعت عَلَيْهِ سبل الاتباع والاتعاظ والتفكر والتدبر عِنْدَ عدمه، فإن قِيلَ: إن القرآن وإن خوطب بِهِ العرب ونزل بلسانهم، فقد لزم حكم الثقلين كافة عربا وعجما، فهل لزم العجم من حفظه عَلَى أي وجه كان من الوجوب، أو الندب، أو الاستحباب عَلَى الأعيان، أو الكفاية كَمَا لزم العرب. فالجواب: نعم، وذَلِكَ لأنهم محمولون عَلَى حكمهم لقوله تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا} [الرعد: 37. . .] الآية، وكذلك من فارق من العرب حكم الأميين لتعلمه الكتابة والاستنباط، ومن سكن منهم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 الأمصار والأرياف، فإنهم فِي حكم العرب العاربة الأمية فِي حفظ القرآن وتحفظه، لأن الحكم فِي ظهوره لعلة لا يزول بزوالها إلا على صفة، ولم يسقط الوعيد جملة عمن تعلم شيئا منه ثُمَّ نسيه إلَّا عَمن رحمه الله. ومنها: أن الله عزَّ وجلَّ لم ينزله جملة كغيره من الكتب، بل نجوما متفرقة مترتلة ما بين الآية والآيتين والآيات وال { [والقصة، فِي مدة زادت عَلَى عشرين سنة، إلَّا ليتلقفوه، حفظا، ويستوي فِي تلقفه بهذه الصورة فِي هذه المدة الكليل والفطن والبليد والذكي والفارغ والمشغول والأمي وغير الأمي، فيكون لمن بعدهم فيهم أسوة فِي نقل كتاب الله حفظا ولفظا قرنا بعد قرن، وخلفا بعد سلف، لئلا يجد التحريف أو التصحيف أو النقص أو اللحن أو سوء الآداء إليه، أو إلى شيء من كلمه، أو حروفه، أو صفاتها سبيلا كَمَا وجد إلى غيره من الكتب من حَيْثُ لم يحفظوه، لَمَّا كَانَ كل كتاب نزل جملة واحدة مكتوبا تنزيلا، قَالَ الله عزَّ وجلَّ:] وَقَالَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ} [سورة الفرقان: 32. . .] الآية، أي: كذلك أنزلناه عَلَى التفريق والترتيل: {لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ} [الفرقان: 32] . قِيلَ: معناه لنثبته فِي فؤادك، والله أعلم. ومنها: ما ورد عَن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فِي التنبيه عَلَى عظمة القرآن، وفضله عَلَى غيره من الكلام والكتب، وعلى شرف حملته وحفظته وقراءته، والترغب فِي تلاوته، وهذا موضع سياقته، غير أني أتقدم عَلَيْهِ بسند ما تقدم من قراءة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وعرضه عَلَى غيره، وعرض الصحابة رضي الله عنهم، بعضهم عَلَى بعض، ففي جميع ذَلِكَ مستدل أَنَّهُ من الله سبحانه دعاء بِهِ إلى حفظه، وعطف عَلَى العمل بما فِيهِ، وأن لا يسع أحدا أن يتخلف عَن حفظه أو تحفظه، وتلاوته عَلَى الدوام إلَّا عَن عذر ظاهر، فطوبى لمن حفظه واستحكمه، وأحسن تلاوته واتبعه، وتدبره، وعمل بما فِيهِ، وأخلص النية فِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 ذَلِكَ، والويل لمن هجره أو أعرض عَنْهُ، أو تركه أو نسيه بعدما تعلمه، أو فتر غيره عَنْهُ، أو زهد فِي حفظه واستبدل بِهِ مزامير الشيطان وآثرها عَلَيْهِ، وأكاذيب الشعراء، وهجر السفهاء، وتأبين الحرم، ومن كَانَ بِهَا صفة، نعوذ بالله منه ومنها، فقد حرم حظا عظيما وعرض للفتن، نسأل الله العصمة والتوفيق، وصلواته عَلَى نبيَّه محمد وآله. وهذا باب فِي عرض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم القرآن مشافهة 6 - نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بَامُوَيْهِ الأَصْفَهَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدَانَ الْهَمَذَانِيُّ بِمَكَّةَ، نا مُسَبِّحُ بْنُ حَاتِمٍ الْعُكْلِيُّ، نا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ فَاطِمَةَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهَا، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا فَاطِمَةُ، كَانَ جِبْرِيلُ يَأْتِينِي فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ، وَقَدْ أَتَانِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ , وَلا أَرَانِي إِلا أُفَارِقُ الدُّنْيَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 باب فِي عرضه عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شهر رمضان خاصة 7 - نا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالا: نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَيْدَانِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، نا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، نا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ» . . . الْحَدِيثَ باب فِي عرض القرآن عَلَى النَّبِيّ عَلَيْهِ الصلاة والسلام 8 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ فناكي، نا أَبُو بَكْرٍ الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «عَرَضَ عَلَيَّ الْقُرْآنُ ثَلاثَ عَرَضَاتٍ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 ح وَأَخْبَرَنَا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِيهِ، الْحَدِيثَ، قَالَ حَمَّادٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَوْ فِي غَيْرِهِ: فَيَرَى أَنَّ قِرَاءَتَنَا هِيَ الأَخِيرُ بَابُ فِيمَا رُوِيَ مِنْ عَرْضِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ كُلَّ سَنَةٍ إِنْ صَحَّ الْحَدِيثُ 10 - أَخْبَرَنَا ابْنُ فَنَاكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا حَمْدَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْهَمَذَانِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ، نا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 هَارُونُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَرَضَ عَليَّ الْقُرْآنَ فِي السَّنَةِ الَّتِي مَاتَ فِيهَا مَرَّتَيْنِ، وَقَالَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ، وَهُوَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ باب فيما صح من قراءته عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى أَبِي رضي الله عَنْهُ 11 - أَخْبَرَنَا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: " إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: وَسَمَّانِي رَبِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، فَبَكَى " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 باب فِي قراءته عَليّه الصلاة والسلام عَلَى عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه 12 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ الْعَدْلُ بِجُرْجَانَ، نا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَدِيٍّ الْحَافِظُ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ الْبُرُلُّسِيُّ، نا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ إِلَى نَبِيِّهِ سَلامٌ عَلَيْكُمْ، فَذَكَرَ , وَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لَنَا يَوْمًا: «إِنِّي قَدْ قِيلَ لِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَى ابْنِ الْخَطَّابِ، فَدَعَاهُ وَأَمَرَهُ أَنْ يَحْضُرَ الْقُرْآنَ إِذَا أُنْزِلَ لِيَقْرَأَهُ عَلَيْهِ» ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ باب فِي قراءته عَلَيْهِ الصلة والسلام عَلَى ابن مَسْعُود رضي الله عنه 13 - وَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 أَحْمَدَ بْنِ حَمْدَانَ، نا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زريْقٍ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْرَأَ عَلِيَّ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: «لا أَدْخُلُ الْمَسْجِدَ حَتَّى أَقْرَأَ عَلَيْكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» ، قَالَ: فَجَاءَ حَتَّى أَدْخَلَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى فِي الْمَسْجِدِ وَبَقِيَتِ الْيُسْرَى، ثُمَّ قَامَ فَقَرَأَ عَلِيَّ باب فِي عرض معاذ رحمة الله عَلَيْهِ القرآن عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 14 - وَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ خُرَيْمٍ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا يَزِيدُ بْنُ سَمُرَةَ أَبُو هِزَّانَ الرَّهَاوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بْنَ مَيْسَرَةَ، قَالَ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: " عَرَضْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُ قِرَاءَةً سَفْرًا، وَقَالَ: «هَكَذَا فَاقْرَأْ يَا مُعَاذُ» . وَبِإِسْنَادِهِ , قَالَ عَطَاءُ بْنُ مَيْسَرَةَ: سَفَرْتَهَا هَذَذْتَهَا باب فِي عرض الأكبر من الصحابة سنا وسابقة عَلَى الأصغر منهم 15 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كُنْتُ أُقْرِئُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَنَحْنُ بِمِنًى» ، وَذَكَرَ حَدِيثَ السَّقِيفَةِ بِطُولِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 باب فِي قراءة الصحابة بعضهم عَلَى بعض رضي الله عنهم 16 - وَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو الْحَسَنِ الرَّزَّازُ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، أنا خَالِدٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَفِينَا الْعَجَمِيُّ وَالْعَرَبِيُّ، قَالَ: فَوَقَفَ عَلَيْنَا يَسْتَمِعُ، فَقَالَ: «اقْرَءُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ» ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ 17 - وَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ، نا أَبُو الْحَسَنِ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الْخَوْلانِيِّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَنَحْنُ نَقْتَرِئُ، فَقَالَ: «إِنَّ فِيكُمْ خَيْرًا» ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ باب فِي صفة قراءة النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 18 - أَخْبَرَنَا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو حَاتِمِ سَهْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ السِّجِسْتَانِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَاتِبُ الْبَغْدَادِيُّ بِمِصْرَ، وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ النَّحْوِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ يَحْيَى الضَّبِّيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَانَ، وَاللَّفْظُ لَهُ، نا الأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إِذَا قَرَأَ قَطَّعَ آيَةً آيَةً» . الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 20 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُسْلِمٍ، نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: أنا يَعْلَى بْنُ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا «نَعَتَتْ قِرَاءَةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِذَا هِيَ تَنْعَتُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 21 - وَأَخْبَرَنَا ابْنُ فناكي , نا الرُّويَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عَمِّي، نا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ , قَالَ الرُّويَانِيُّ: وَنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: قَالَ: حَدَّثَنِي قَتَادَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «كَانَ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ مَدًّا» باب فِي أمره عَلَيْهِ الصلاة والسلام بتزيين القرآن 22 - أَخْبَرَنَا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 نا ابْنُ هِشَامٍ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 باب فِي محبة الله حسن الصوت بالقرآن 23 - أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، أنا جَدِّي إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِيُّ، أنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبَةَ السَّدُوسِيُّ، نا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، نا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ مَيْسَرَةَ مَوْلَى فَضَالَةَ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إِلَى الرَّجُلِ الْحَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ مِنْ صَاحِبِ الْقَيْنَةِ إِلَى قَيْنَتِهِ» باب فِي أن من يخشى الله هو أحسن النَّاس صوتا بالقرآن 24 - أَخْبَرَنِي ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، نا حُمَيْدُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَحْسَنُ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ؟ ، قَالَ: مَنْ إِذَا سَمِعْتَ قِرَاءَتَهُ أُرِيتَ أَنَّهُ يَخْشَى اللَّهَ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 باب فِي ذم من يريد بالقرآن ما عِنْدَ النَّاس 25 - أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا الرَّزَّازُ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، نا وُهَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، نا أَبُو مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي فِرَاسٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا كُنَّا نَعْرِفُكُمْ إِذْ يَنْزِلُ الْوَحْيُ وَإِذِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَإِذْ يُنْبِئُنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ، وَقَدْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنَّ نَاسًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَهُمْ يُرِيدُونَ بِهِ اللَّهَ وَمَا عِنْدَهُ، وَقَدْ خُيِّلَ إِلَيَّ بِأَخَرَةٍ أَنَّ أُنَاسًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يُرِيدُونَ النَّاسَ وَمَا عِنْدَهُمْ، أَلا فَأَرِيدُوا اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقِرَاءَتِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ خَيْرًا ظَنَنَّا بِهِ خَيْرًا وَأَحْبَبْنَاهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ مِنْكُمْ شَرًّا ظَنَنَّا بِهِ شَرًّا وَأَبْغَضْنَاهُ عَلَيْهِ، سَرَائِرُكُمْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وهذه أبواب فضائل القرآن وأهله وأحوالهم فِي قرآنهم باب فِي فضل القرآن عَلَى غيره من الكلام 26 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ , وَغَيْرُهُ، قَالُوا: نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُرَيْشٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْوَرَّاقُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ كَلامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِهِ» 27 - وَأَخْبَرَنِي السُّلَمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ، قَالا: نا ابْنُ قُرَيْشٍ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، نا يُونُسُ بْنُ وَاقِدٍ، نا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ كَفَضْلِ الرَّحْمَنِ عَلَى غَيْرِهِ» باب فِي أن القرآن أحب إلى الله من السموات والأرض ومن فيهن 28 - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ فَارِسِ بْنِ زَكَرِيَّا الأَدِيبُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 بِالرَّيِّ، أَنَّ أَبَا الْحُسَيْنِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَوْفِيَّ، قَالَ: نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانِيُّ الْحَمَّالُ، نا أحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ، نا أَبُو الْهَيْثَمِ خَالِدٌ الْمَدَائِنِيُّ، نا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ الْغَافِقِيِّ، عَنْ وَاهِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْقُرْآنُ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ» باب فِي أن القرآن حبل الله 29 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّيْبُلِيُّ، نا سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَجَامِعٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ} [آل عمران: 103] "، قَالَ: حَبْلُ اللَّهِ الْقُرْآنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 باب فِي أن القرآن مأدبة الله عز وجل 30 - حَدَّثَنِي أَبِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِأَصْفَهَانَ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، نا ابْنُ عُثْمَانَ الْحَنَفِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ، هُوَ النُّورُ الشَّافِي، وَعِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلا يَخْلَقُ مِنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ، الم، وَلَكِنْ، بِأَلِفٍ، وَلامٍ، وَمِيمٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 باب فِي أن القرآن عصمة لمن تمسك بِهِ 31 - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عُمَرَ الْهَاشِمِيُّ بِالْبَصْرَةِ، نا عَليُّ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ، نا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أنا إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «الْقُرْآنُ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ» . الْحَدِيثَ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو عُمَرَ، نا عَليٌّ، نا الصَّغَانِيُّ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو مُعَاويَةَ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ» . وَذَكَرَ مِثْلَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 بَاب فِي أنه سبب طرفه بيد الله عزَّ وجلَّ 33 - أَخْبَرَنِي أَبِي بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَدْلُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " أَبْشِرُوا وَأَبْشِرُوا، أَلَيْسَ تَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهَ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ؟ ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَّهِ، وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ فَتَمَسَّكُوا بِهِ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَهْلِكُوا، وَلَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا " باب فِي أنه نور من الظلمة 34 - أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 الأَصَمُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، أنا ابْنُ شُعَيْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يُحَدِّثُ , عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ نُورُ الظُّلْمَةِ، وَهُدَى النَّهَارِ، فَاتْلُوهُ عَلَى مَا كَانَ مِنْ جُهْدٍ وَفَاقَةٍ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ باب فِي أنه الصراط المستقيم 35 - أنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ بِجُرْجَانَ، نا أَبُو الْحَسَنِ الرَّزَّازُ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النُّفَيْلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ أَبِي مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَليٍّ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتُفْتَتَنُ بَعْدَكَ، فَسَأَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ فَسُئِلَ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْ ذَلِكَ؟ ، قَالَ: " كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْعَزِيزُ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلا مِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، مَنِ ابْتَغَى الْعِلْمَ فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ وَلِي هَذَا الأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَحَكَمَ بِغَيْرِهِ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ، وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَالصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، فِيهِ خَبَرُ مَا قَبْلَكُمْ، وَنَبَأُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، وَهُوَ الَّذِي سَمِعَتْهُ الْجِنُّ فَلَمْ تَأْبَاهَا أَنْ قَالُوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا {1} يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1-2] ، لا يَخْلَقُ عَلَى طُولِ الرَّدِّ، وَلا تَنْقَضِي عِبَرُهُ، وَلا تَفْنَى عَجَائِبُهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 باب فِي أن أهل القرآن أهل الله 36 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنِ مَاسنَ الْهَرَوِيُّ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عَليُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمِ بْنِ غَيْلانَ الْمَرْوَزِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَزْوَانَ، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ، قِيلَ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، فَهُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتِهِ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وَحَدَّثَنِيهِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا الْفَضْلُ بْنُ حُبَابٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعُقَيْلِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ باب فِي أنهم خير الأمة 38 - نا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاغِ الْمَالِكِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ سَنَةَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ، نا وَجِيهُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّايِغُ، نا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ: يَعْنِي عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» 39 - نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 نا فَيْضُ بْنُ وَثِيقٍ، نا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» 40 - وَأنا أَبُو الْحَسَنِ، نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، نا أَبُو خُبَيْبٍ الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاويَةَ الْجُمَحِيُّ، نا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، نا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» 41 - وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْفَهَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى الْقَاضِي الزُّهْرِيُّ بِمَكَّةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ، نا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، أنا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنِي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ خَيْرَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» 42 - أنا أَبُو الْحَسَنِ عَليُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ، نا الآجُرِّيُّ، نا أَبُو شُعَيْبٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَّانِيُّ، نا عَليُّ بْنُ الْجَعْدِ، أنا شُعْبَةُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ يُحَدِّثُ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ شُعْبَةُ، قُلْتُ لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» . قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: فَذَلِكَ أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 باب فِي أنهم أفضل الأمة 43 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِيِّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، نا شُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، قَالا: نا عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَحَدُهُمَا: خَيْرُكُمْ، وَقَالَ الآخَرُ: «أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 44 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ الرَّازِيُّ، نا نُوحُ بْنُ أَنَسٍ، نا الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، نا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» باب فِي أن خيركم من قرأ القرآن وأقرأه 45 - وَأَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ بِجُرْجَانَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْهَيْثَمِ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ، قَالُوا: أنا أَحْمَدُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، نا إِسْرَائِيلُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَأَقْرَأَهُ» باب فِي أنهم خيار الأمة 46 - أنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فُضَيْلٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، نا مُعَاويَةُ بْنُ حَفْصٍ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» باب فِي أنهم أشراف الأمة 47 - أنا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُنْدَارٍ الْعَبْسِيُّ بِأَسْتَرَابَاذَ، نا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِيفِيُّ الْمَنِيعِيُّ، نا أَبُو إِبْرَاهِيمَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، نا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجُرْجَانِيُّ، عَنْ نَهْشَلٍ الْقُرَشِيِّ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَشْرَافُ أُمَّتِي، حَمَلَةُ الْقُرْآنِ» باب فِي أنهم يؤخذون بما يؤخذ بِهِ الأنبياء إلا الوحي 48 - أنا عَليُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، نا أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السّوَانِيطِيُّ، نا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ الْمِصْرِيُّ، نا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُؤْتَى بِحَمَلَةِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْتُمْ وُعَاةُ كَلامِي، آخُذُكُمْ بِمَا آخُذُ بِهِ الأَنْبِيَاءَ إِلا الْوَحْيَ " باب فِي أن من أوتي بعض القرآن فقد أوتي بعض النبوة، ومن أوتي القرآن كله فقد أوتي النبوة كلها 49 - أنا عَليُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي مَسْلَمَةُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، يَرْفَعُهُ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ رُبْعَ الْقُرْآنِ، فَقَدْ أُوتِيَ رُبْعَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ، فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَقَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ، غَيْرَ أَنَّهُ لا يُوحَى إِلَيْهِ» باب آخر منه 50 - وَحَدَّثَنِي أَبِي , وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَدْلُ، نا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْبَلْخِيُّ، نا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاويَةَ، نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أُعْطِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ أُعْطِيَ ثُلُثَيِ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ كُلَّهَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 باب فِي استدراج النبوة في أهل القرآن 51 - وَحَدَّثَنِي أَبِي، وَابْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: نا الْعَدْلُ، نا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الذُّهْلِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَكَأَنَّمَا اسْتُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ إِلا أَنَّهُ لا يُوحَى إِلَيْهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 52 - وَأنا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، نا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو، نا ابْنُ وَهْبٍ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي الْكَنُودِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: «مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فَقَدْ حَمَلَ أَمْرًا عَظِيمًا، لَقَدْ أُدْرِجَتِ النُّبُوَّةُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يُوحَى إِلَيْهِ وَلا يَنْبَغِي لِحَامِلِ الْقُرْآنِ أَنْ يَحِدَّ مَعَ مَنْ يَحِدُّ، وَلا يَجْهَلَ مَعَ مَنْ يَجْهَلُ، لأَنَّ الْقُرْآنَ فِي جَوْفِهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 باب فِي أنهم أوغلوا علم الله عزَّ وجلَّ 53 - وَحَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا أَبُو عِصْمَةَ الْبُخَارِيُّ، نا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمِصْرِيُّ، نا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، نا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْرِمُوا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ فَإِنَّهُمْ أَوْغَلُوا عِلْمَ اللَّهِ، إِلا أَنَّهُ لا يُوحَى إِلَيْهِمْ» باب فِي أن أهل القرآن غبطهم الأنبياء قبل أن أظهروا 54 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، نا جُبَّارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، نا الرَّبِيعُ بْنُ نُعْمَانَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «أَنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا نَزَلَ بِالتَّوْرَاةِ قَرَأَهَا فَوَجَدَ فِيهَا ذِكْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ , إِلَى أَنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 قَالَ: " يَا رَبِّ، إِنِّي أَجِدُ فِي الأَلْوَاحِ أُمَّةً، أَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، يَقْرَءُونَهُ ظَاهِرًا فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ ". وَسَاقَ الْحَدِيثَ، إِلَى أَنْ قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ فَاجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ 55 - وَأنا عَليُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الصُّوفِيُّ، نا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، نا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: مَرَّتِ امْرَأَةٌ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَتْ: طُوبَى لِحِجْرٍ حَمَلَكَ وَلِثَدْيٍ رَضَعْتَ مِنْهُ، فَقَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ «طُوبَى لِمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ عَمِلَ بِهِ» . وَحَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: نا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَدْلُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو مُعَاويَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِمِثْلِ مَعْنَاهُ باب فِي جواز الحسد عَلَى حفظ القرآن وحفاظه 57 - أنا ابْنُ فناكي، نا أَبُو بَكْرٍ الرُّويَانِيُّ، نا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ , وَآنَاءَ النَّهَارِ ". وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْفَهَانِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا عَليُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى الْهِلالِيُّ، نا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بنِ أَبِي رَوَّادٍ، نا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. ح. وَأنا أَبُو طَاهِرٍ الزِّيَادِيُّ، نا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَاللَّفْظُ لِسُفْيَانَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 باب فِي كون الأقرأ لكتاب الله أحق بالإمامة 60 - ثني أَبِي , وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ، قَالا: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُجَيْدٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ، نا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ، نا زُهَيْرٌ، نا الأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمُ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ» باب فِي كونهم أحق النَّاس بالإمارة لزيادة حفظ القرآن 61 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، نا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 الْعِجْلِيُّ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً فَاسْتُقْرِئُوا الْقُرْآنَ عَلَى أَسْنَانِهِمْ، قَالَ: فَفَضَلَهُمْ شَابٌّ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتَ أَمِيرُ الْقَوْمِ» ، قَالَ: فَغَضِبَ شَيْخٌ فِي الْقَوْمِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُؤَمِّرُهُ وَأَنَا أَكْبَرُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ أَكْثَرُهُمْ قُرْآنًا» ، قَالَ: فَقَالَ الشَّيْخَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ إِلا أَنِّي أَخْشَى أَنْ لا أَقُومَ بِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّمَا مَثَلُ حَامِلِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ حَامِلِ جِرَابِ مِسْكٍ إِنْ فَتَحَهُ فَتَحَهُ طَيِّبًا، وَإِنْ وَعَاهُ وَعَاهُ طَيِّبًا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وَثناه أَبِي، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ مَهْدِيٍّ، نا أَبُو مُصْعَبٍ، نا عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ اللَّيْثِيُّ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ باب فيمن ولي حرم الله لقراءة القرآن 63 - أنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيُّ بِمَكَّةَ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْخُزَاعِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الأَزْرَقِيِّ، نا جَدِّي، نا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ مَعْمَرًا يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ تَلَقَّى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: مِنْ خَلَّفْتَ عَلَى مَكَّةَ؟ ابْنَ أَبْزَى، قَالَ عُمَرُ: مَوْلًى؟ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 قَالَ: نَعَمْ، إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ عُمَرُ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْقُرْآنَ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ» . وَقَدْ جَاءَ الْخَبَرُ مَرْفُوعًا باب فِي قطع رسول الله عَلَيْهِ السلام لمن حفظ القرآن بحق معلوم مؤقت لم يقطعه كذلك لغيرهم 64 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ بِنَيْسَابُورَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ بِالرَّيِّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالا: نا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الإِسْمَاعِيلِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ عَنْ ظَهْرِ الْقَلْبِ مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ فِي الْمُصْحَفِ فَلَهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ فِي كُلِّ عَامٍ مِائَتَا دِينَارٍ» . الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 65 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُعَدَّلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ، نا إِسْحَاقُ بْنُ حَسَّانٍ، نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَهُ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ مِائَتَا دِينَارٍ، إِنْ أَخَذَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِلا أَخَذَهَا فِي الآخِرَةِ» . كَذَلِكَ جَاءَ الْخَبَرُ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ مَوْقُوفًا، وَقَدْ جَاءَ مِنْ طَرِيقٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 آخَرَ مَرْفُوعًا، عَنْ عَلِيٍّ أَيْضًا، وَفِيهِ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، " أَوَفِي الآخِرَةِ دَنَانِيرُ؟ ، فَقَالَ: لا، وَلَكِنْ حَسَنَاتٌ وَسَيِّئَاتٌ " باب فِي فضل من علم أخاه القرآن 66 - أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، نا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، نا إِبْرَاهِيمُ الذُّهْلِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ حَمَّادٍ الأنْصَارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ عَلَّمَ رَجُلا الْقُرْآنَ فَهُوَ مَوْلاهُ لا يَخْذِلُهُ وَلا يَسْتَأْثِرُ عَلَيْهِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 باب فِي أجر من علم ولده القرآن 67 - أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرَشِيُّ، نا ابْنُ بِسْطَامَ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْبُخَارِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاويَةَ الْفَزَارِيِّ، عَنِ الْوَزِيرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَجْرُ مَنْ عَلَّمَ وَلَدَهُ كِتَابَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ لا غَايَةَ لَهُ، قَالَ: فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا جِبْرِيلُ، مَا أَجْرُ مَنْ عَلَّمَ وَلَدَهُ كِتَابَ اللَّهِ؟ ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ لا غَايَةَ لَهُ، ثُمَّ صَعَدَ جِبْرِيلُ إِلَى السَّمَاءِ، فَسَأَلَ إِسْرَافِيلَ: مَا أَجْرُ مَنْ عَلَّمَ وَلَدَهُ كِتَابَ اللَّهِ؟ فَقَالَ إِسْرَافِيلُ: يَا جِبْرِيلُ، الْقُرْآنُ كَلامُ اللَّهِ لا غَايَةَ لَهُ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ جِبْرِيلَ عَلَى رَسُولِهِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، وَيَقُولُ: مَنْ عَلَّمَ وَلَدَهُ الْقُرْآنَ، فَكَأَنَّهُ حَجَّ الْبَيْتَ عَشَرَةَ آلافِ حَجَّةٍ، وَكَأَنَّمَا اعْتَمَرَ عَشَرَةَ آلافِ عُمْرَةٍ، وَكَأَنَّمَا غَزَا عَشَرَةَ آلافِ غَزْوَةٍ، وَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ عَشَرَةَ آلافِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكَأَنَّمَا أَطْعَمَ عَشَرَةَ آلافِ مُسْلِمٍ جَائِعٍ، وَكَأَنَّمَا كَسَا عَشَرَةَ آلافِ مُسْلِمٍ عَارٍ، وَيُكْتَبُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَيُمْحَى عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، يَا مُحَمَّدُ إِنِّي لا أَقُولُ الم عَشْرَةً، وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرٌ، وَلامٌ عَشْرٌ، وَمِيمٌ عَشْرٌ، وَيَكُونُ مَعَهُ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُبْعَثَ وَيُثَقِّلَهُ فِي الْمِيزَانِ، وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَلَمْ يُفَارِقْهُ الْقُرْآنُ حَتَّى تَنْزِلَ بِهِ هَذِهِ الْكَرَامَةُ وَأَفْضَلُ مَا يَتَمَنَّى " باب فِي أجر من يتعلم ولده القرآن 68 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ، نا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ يَنْبُتُ لَهُ غَرْسٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَحْكَمَهُ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 باب فِي فضل من حفظ القرآن فِي صباه 69 - أَخْبَرَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّوفِيُّ بِمَرْوَرُّوذَ، نا أَبُو عَلِيٍّ زَاهِر بْنُ أَحْمَدَ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْكَاتِبُ، نا حَمَّادُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، نا أَبُو الصَّهْبَاءِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ فَقَدْ أُوتِيَ الْحُكْمَ صِبَاهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 باب فِي أن حرمة حملة القرآن كحرمة الأمهات مبرة واحتراما 70 - أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ إِمَامُ الْجَامِعِ بِأَسْبِيجَابَ مِنْ ثُغُورِ التُّرْكِ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عُجَيْفٍ الشُّومَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ حِبَالٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ رِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْهَيْثَمِ التَّيْمِيُّ، عَنِ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْقُرْآنُ أَعْظَمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ، فَمَنْ وَقَرَ الْقُرْآنَ فَقَدَ وَقَرَ اللَّهَ، وَمَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ الْقُرْآنِ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّ اللَّهِ، وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ الْمَخْصُوصُونَ بِرَحْمَةِ اللَّهِ، الْمُعَلَّمُونَ كَلامَ اللَّهِ، الْمُلْبَسُونَ نُورَ اللَّهِ، مَنْ عَادَاهُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ، وَمَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ، وَحُرْمَتُهُمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ عَلَيْهِمْ، يَقُولُ اللَّهُ: يَا حَمَلَةَ الْقُرْآنِ، اسْتَحِبُّوا إِلَى اللَّهِ بِتَوْفِيرِ كِتَابِهِ يَزِدْكُمْ حُبًّا وَيُحْبِبْكُمْ إِلَى عِبَادِهِ، وَيَدْفَعْ عَنْ مُسْتَمِعِ الْقُرْآنِ بَلْوَى الدُّنْيَا، وَيَدْفَعْ عَنْ قَارِئِ الْقُرْآنِ بَلْوَى الآخِرَةِ، وَلَلْمُسْتَمِعُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِنْ كَنْزِ ذَهَبٍ، وَلَلْقَارِئُ آيَةً مِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 كِتَابِ اللَّهِ أَفْضَلُ مِمَّا تَحْتَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى، وَإِنَّ فِي الْقُرْآنِ لَسُورَةٌ تُدْعَى الْعَزِيزَةَ عِنْدَ اللَّهِ، وَيُدْعَى قَارِئُهَا الشَّرِيفَ، وَيَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي مِثْلِ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ، وَهِيَ يس " باب فِي أن الله عزَّ وجلَّ يحب من يتلو كتابه 71 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، رَفَعَهُ، قَالَ: " ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ: رَجُلٌ قَامَ يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ ". الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 باب فِي أن أحب الحديث إلى الله تلاوة القرآن 72 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو الْحَسَنِ، نا عِمْرَانُ بْنُ سَهْلٍ الْبَلْخِيُّ، نا سَلَمَةُ بْنُ نَضْرٍ، نا بَكْرُ بْنُ سَالِمٍ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ يَعْنِي ابْنَ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَى اللَّهِ تِلاوَةً الْقُرْآنَ، فَمَنْ قَعَدَ عَلَى تِلاوَتِهِ حَفَّتْ بِهِ الْمَلائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَكَانُوا أَضْيَافَ الرَّحْمَنِ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيث غَيْرِهِ» باب فِي أن لا يتقرب إلى الله بشيء أحب إليه من كلامه 73 - ثني أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَدْلُ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا عُبَيْدَةُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَِسَافٍ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: قَالَ خَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ، وَأَقْبَلْتُ مَعَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى مَنْزِلِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 «إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ , فَإِنَّكَ لا تَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَلامِهِ» باب فِي أن الملائكة تحف بهم عِنْدَ تلاوته 74 - نا عَليُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ، أنا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا تَجَالَسَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا حَفَّتْ بِهِمُ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 باب فِي أن لمن يجمع القرآن ظاهرا دعوة مستجابة 75 - حَدَّثَنِي أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ حِفْظِهِ فِي الرَّوْضَةِ مِنْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَسَهَا اللَّهُ، نا أَبُو الْقَاسِمِ اللَّخْمِيُّ، نا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ، نا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، نا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ يَجْمَعُ الْقُرْآنَ ظَاهِرًا يَقْرَأُ إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ دَعْوَةً، إِنْ شَاءَ عَجَّلَهَا فِي الدُّنْيَا، وَإِنْ شَاءَ ذَخَرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ» باب في فضل قراءة القرآن عَلَى غيره من الذكر، وفضل كلام الله عَلَى غيره 76 - ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو الْحَسَنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، نا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ، نا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا، نا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْهَمْدَانِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَعْنِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَنْ ذِكْرِي وَمَسْأَلَتِي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِي السَّائِلِينَ، وَفَضْلُ كَلامِ اللَّهِ عَلَى سَائِرِ الْكَلامِ، كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 باب فِي أن كل آية من القرآن نورا يوم القيامة 77 - ثني أَبِي، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، نا الْحَسَنُ بْنُ حُبَابَةَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 الْمُبَارَكِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ أَبِي مَلِيحٍ الْهُذَلِيِّ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ، أَحِلُّوا حَلالَهُ، وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ، وَاقْتَدُوا بِهِ، وَلا تَكْفُرُوا بِشَيْءٍ مِنْهُ، وَآمِنُوا بِالتَّوْرَاةِ، وَالإِنْجِيلِ، وَالزَّبُورِ، وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ، وَمَا تَشَابَهَ عَلَيْكُمْ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ، وَإِلَى الرَّسُولِ، وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي كَيْمَا يُخْبِرُوكُمْ بِهِ، وَلْيَسَعْكُمُ الْقُرْآنُ مَا فِيهِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، وَالْقُرْآنُ نُورُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَلا وَإِنِّي أُعْطِيتُ الْبَقَرَةَ مِنَ الذّكرِ الأَوَّلِ، وَأُعْطِيتُ طَهَ وَطَواسِينَ مِنْ أَلْوَاحِ مُوسَى، وَأُعْطِيتُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ، لَمْ يُعْطَهَا أَحَدٌ قَبْلِي، وَأَعْطَانِي رَبِّي الْمُفَصَّلَ نَافِلَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 باب فِي السؤال عَن الله بالقرآن 78 - ثني أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَّانِيُّ، نا أَبِي، نا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ، نا إِدْرِيسُ الْكُوفِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ» باب فِي فضل من إذا ختم القرآن رجع إلى أوله 79 - أنا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْغَزَّالُ الْفَارِسِيُّ بِسَمَرْقَنْدَ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عُمَرَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 عَليٍّ بِكَازَرُونَ، قُلْتُ: حَدَّثَكُمْ أَبُو مُسْلِمٍ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكَجِّيُّ بِبَغْدَادَ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، أَنَّ رَجُلا قَامَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ» ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: «صَاحِبُ الْقُرْآنِ يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ، كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ» . وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا ابْنُ قُرَيْشٍ، نا ابْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ الْحَدِيثَ. وَاللَّفْظُ لِلْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 باب فِي أن قراءة القرآن أفضل العبادة 81 - ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا ابْنُ قُرَيْشٍ، نا ابْنُ سُفْيَانَ، نا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الْعِبَادَةِ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 باب فِي أن تلاوة القرآن جلاء القلوب 82 - ثني أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، وَحَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، قَالا: نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَيُّوبَ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ هَارُونَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ تَصْدَأُ كَمَا يَصْدَأُ الْحَدِيدُ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا جَلاؤُهَا؟ ، قَالَ: «تِلاوَةُ الْقُرْآنِ» باب الأمر فِي الفرج بالقرآن 83 - ثني حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا أَبُو الْعَلاءِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 الْكُوفِيُّ، نا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى " {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58] ، قَالَ: الْفَضْلُ الْقُرْآنُ، وَبِرَحْمَتِهِ أَنْ جَعَلَكُمْ مِنْ أَهْلِهِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 باب فِي أن القرآن لا يضل ولا يشقى من اتبعه 84 - وثنى أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، وَابْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْعَدْلُ، نا ابْنُ سُفْيَانَ، نا ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا أَبُو خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " ضَمِنَ اللَّهُ لِمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لا يَضِلُّ فِي الدُّنْيَا , وَلا يَشْقَى فِي الآخِرَةِ، ثُمَّ قَرَأَ: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى} [طه: 123] " باب فِي نزول السكينة عِنْدَ قراءة القرآن 85 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ، سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ، يَقُولُ: " قَرَأَ رَجُلٌ الْكَهْفَ، وَفِي الدَّارِ دَابَّةٌ فَجَعَلَتْ تَنْفِرُ فَسَلَّمَ، فَإِذَا ضَبَابَةٌ أَوْ سَحَابَةٌ قَدْ غَشِيَتْهُ، فَذَكَرَهُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: اقْرَأْ فُلانُ، فَإِنَّهَا السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ أَوْ نَزَلَتْ " باب فِي أن القرآن أفضل ما أعطي العبد 86 - وثني أَبِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، قَالا: نا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، نا أَبُو يَحْيَى الْبَزَّازُ، نا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الذُّهْلِيُّ، نا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ رَافِعٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْمُهَاجِرِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَرَأَى أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ أَفْضَلَ مِمَّا أُعْطِيَ، فَقَدْ عَظَّمَ مَا حَقَّرَهُ اللَّهُ وَحَقَّرَ مَا عَظَّمَ اللَّهُ» باب في أن القرآن غنى لا فقر بعده 87 - أنا الْحَاكِمُ أَبُو عَمْرٍو مُكْرَمُ بْنُ عَتَّابٍ التَّمِيمِيُّ بِبُخَارَى، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَبْزَارِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، نا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْقُرْآنُ غِنًى لا فَقْرَ بَعْدَهُ، وَلا غِنًى دُونَهُ» . وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، نا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، نا الْخَلِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ، بِوَاسِطَ، نا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ، نا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنْ شَرِيكٍ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 باب فِي أهل القرآن هم أغنى الخلق 89 - أني مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، نا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ نَجْدَةَ، نا جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ، نا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لأَصْحَابِهِ: «أَيُّ النَّاسِ أَغْنَى؟» ، قَالُوا: أَبُو سُفْيَانَ، وَقَالَ آخَرُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، وَقَالَ آخَرُ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا، وَلَكِنَّ أَغْنَى النَّاسِ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ مَنْ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي جَوْفِهِ» باب فِي التغني بالقرآن 90 - أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَسَنِ بِدِمَشْقَ، نا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا الْوَلِيدُ، نا أَبُو رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَقَدْ كَفَّ بَصَرُهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: مَرْحَبًا يَابْنَ أَخِي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 بَلَغَنِي أَنَّكَ حَسَنُ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ، وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَبْكُوا فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا، وَتَغَنَّوْا بِهِ، فَمَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِهِ فَلَيْسَ مِنَّا» باب فِي إكرام أهل القرآن من إجلال الله عزَّ وجلَّ 91 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الدَّقَّاقُ، نا أَبُو حَاتِمٍ مَكِّيُّ بْنُ عَبْدَانَ، نا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ، نا أَبِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ سُلَمْيَانَ يَعْنِي ابْنَ سُحَيْمٍ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ تَعْظِيمِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 جَلالِ اللَّهِ، إِكْرَامُ الْعَبْدِ، يَحْمِلُ الْقُرْآنَ لا يَغْلُو فِيهِ وَلا يَجْفُو» باب فِي مثل المؤمن فِي قراءة القرآن 92 - أنا ابْنُ فناكي، نا أَبُو بَكْرٍ الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَعْمَلُ بِهِ كَمَثَلِ الأترجةِ، طَيِّبَةُ الطَّعْمِ، طَيِّبَةُ الرِّيحِ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، طَيِّبَةُ الطَّعْمِ وَلا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ رَيْحَانَةٍ، طَيِّبَةُ الرِّيحِ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ حَنْظَلَةٍ، مُرَّةٌ لا رِيحَ لَهَا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 وأناه ابن فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّبَّاحِ، نا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَوْفًا، نا قَسَامَةُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، لَفْظُ ابْنِ بَشَّارٍ باب فِي أن القرآن يهبط بمن اتبعه عَلَى رياض الجنة 94 - عَنْ أَبِي كِنَانَةَ , أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ جَمَعَ الَّذِينَ قَرَءُوا الْقُرْآنَ وَهُمْ قَرِيبٌ مِنْ ثَلاثِمِائَةٍ فَعَظَّمَ الْقُرْآنَ، وَقَالَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَائِنٌ لَكُمْ ذُخْرًا، وَكَائِنٌ لَكُمْ وِزْرًا، فَاتَّبِعُوا الْقُرْآنَ وَلا يَتْبَعَنَّكُمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ الْقُرْآنَ هَبَطَ بِهِ عَلَى رِيَاضِ الْجَنَّةِ» . الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 باب فِي معنى حق تلاوته 95 - أنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، نا أَبُو الْحَسَنِ الرَّزَّازُ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا وَكِيعٌ، عَنِ الْمُبَارَكِ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: " {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} [البقرة: 121] ، قَالَ: يَعْمَلُونَ بِمُحْكَمِهِ، وَيُؤْمِنُونَ بمتشابهه، ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه " باب فِي فضل من يقرأ حرفا من القرآن 96 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، نا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ: أَظُنُّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنَ الْقُرْآنِ كَانَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، لا نَقُولُ، الم عَشْرٌ، أعَشْرٌ، وَل عَشْرٌ، وم عَشْرٌ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 باب فِي صورة أخذهم القرآن فِي السلف 97 - ثني حَمْزَةُ بْن يوسف، نا أَبُو الْحَسَن الرزاز، نا الفريابي، نا محمد بْن عُبَيْد، نا حماد بْن زيد، نا عطاء بْن السائب، عَن أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السلمي، قال: " إنما أخذنا القرآن عَن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل، قال: فتعلمنا العلم والعمل جميعا "، وذكر الخبر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 باب فِي فضل الماهر بالقرآن والمتتعتع فِيهِ 98 - أنا أَبُو بَكْرٍ الْحَرَشِيُّ، نا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ، نا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُنِيبٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ مَاهِرٌ بِهِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 الْقُرْآنَ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ لَهُ أَجْرَانِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 باب فِي فضل من اختلط القرآن بِهِ فِي شبابه 99 - ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حسكا، نا أَبُو سَعِيدٍ الْبَرْقِيُّ الْقَاضِي، أنا أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمٍ، نا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ، سَمِعْتُ الْمَقْبُرِيَّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَرَاهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَهُوَ شَابٌّ اخْتَلَطَ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ , وَكَانَ رَفِيقَ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَنْ تَعَلَّمَ بَعْدَمَا كَبُرَ وَهُوَ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ وَهُوَ حَرِيصٌ عَلَيْهِ , فَذَلِكَ بِهِ أَجْرُهُ مَرَّتَانِ» باب فِي فضل من كَانَ حريصا عَلَى القرآن ولا يستطيعه ولا يدعه 100 - ثني أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، أنا أَبُو سَهْلٍ بِشْرُ بْنُ أَحْمَدَ الإِسْفِرَايِينِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ النَّيْسَابُورِيُّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 نا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، وَمَاتَ فِي الْجَمَاعَةِ، بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ السَّفَرَةِ، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَهُوَ يَتَفَلَّتُ مِنْهُ آتَاهُ اللَّهُ أَجْرَهُ مَرَّتَيْنِ، وَمَنْ كَانَ حَرِيصًا عَلَيْهِ وَلا يَسْتَطِيعُهُ وَلا يَدَعُهُ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ أَشْرَافِ أَهْلِهِ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ باب فِي فضل من تعلم ما تيسر من القرآن 101 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عَمِّي، نا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 فَيَأْخُذَ نَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ بِغَيْرِ إِثْمٍ بِاللَّهِ وَلا قَطِيعَةِ رَحِمٍ؟» قَالُوا: كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَلأَنْ يَغُدَو أَحَدُكُمْ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَإِنَّ ثَلاثًا فَثَلاثٌ مِثْلُ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ» 102 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ الزِّيَادِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ السِّمْسَارُ، نا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ، نا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟» قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: «فَثَلاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ» باب فِي فضل من يقرأ مائة آية 103 - أنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ عَليِّ بْنِ عَفَّانَ، نا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «مَنْ قَرَأَ مِائَةَ آيَةٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ مِائَتَيْ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ» باب فِي قراءة يس عَلَى الموتى 104 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الزِّيَادِيُّ، نا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْبَقَرَةُ سَنَامُ الْقُرْآنِ، وَيس قَلْبُ الْقُرْآنِ، لا يَقْرَأُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللَّهَ وَالدَّارَ الآخِرَةَ إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 باب ممن يعجز عَن الاستكثار من القرآن فيقرأ الإخلاص 105 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، نا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَيَعْيَا أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآنِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " يَقْرَأُ: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَإِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 106 - وَأنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمْتِيُّ، نا أَبُو عَوَانَةَ، نا عَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ مِثْلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ» 107 - وَنا أَبُو الْفَضْلِ مَنْصُورُ بْنُ نَصْرٍ بِسَمَرْقَنْدَ، نا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ بِالْبَصْرَةِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الرَّازِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أُمِّهِ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ: " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، قَالَ: ثُلُثُ الْقُرْآنِ، أَوْ تَعْدِلُهُ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 باب فيمن يحب قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 108 - أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ بَامُوَيْهِ الأَصْبَهَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، نا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَسَنَوَيْهِ الْمُقْرِئُ، نا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ سَيْفٍ الْحَرَّانِيُّ، نا شَبَّانُ بْنُ جَسْرِ بْنُ فَرْقَدٍ، نا أَبِي، قَالَ: حدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: " يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَخًا لِي يُحِبُّ أَنْ يَقْرَأَ هَذِهِ السُّورَةَ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَشِّرْ أَخَاكَ بِالْجَنَّةِ " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 باب فِي فضل من يجهر بالقراءة ويخفي 109 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا عَمِّي، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْجَاهِرُ بِالْقُرْآنِ كَالْجَاهِرِ بِالصَّدَقَةِ، وَالْمُسِرُّ بِالْقُرْآنِ كَالْمُسِرِّ بِالصَّدَقَةِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 باب فيمن يعجز عَن إقامة إعراب القرآن كله أو بعضه 110 - أنا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ النَّحْوِيُّ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 بِالْكُنَاسَةِ مِنَ الْكُوفَةِ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَنْبَارِيُّ، نا أَبِي، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ، نا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يُعْرِبْهُ وُكِّلَ بِهِ مَلَكٌ يَكْتُبُ لَهُ كَمَا أُنْزِلَ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، فَإِنْ أَعْرَبَ بَعْضَهُ وَلَمْ يُعْرِبْ بَعْضَهُ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يَكْتُبَانِ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عِشْرِينَ حَسَنَةً، فَإِنْ أَعْرَبَهُ وُكِّلَ بِهِ أَرْبَعَةُ أَمْلاكٍ يَكْتُبُونَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ سَبْعِينَ حَسَنَةً» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 باب فيمن يعتريه اللحن فِي القرآن من غير قصد 111 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُعَدَّلُ، نا أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ بِلالٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْبَغْدَادِيُّ، نا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، نا نُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَعْرَبَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ أَرْبَعِينَ حَسَنَةً، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَأَعْرَبَ بَعْضَهُ وَلَحَنَ فِي بَعْضِهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عِشْرِينَ حَسَنَةً، وَمَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلَمْ يُعْرِبْ مِنْهُ شَيْئًا، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 باب فِي فضل القراءة ناظرا فِي المصحف 112 - أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَمُّوَيْهِ بِالرَّيِّ، وَاللَّفْظُ لَهُ، قَالا: نا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الإِسْمَاعِيلِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، نا الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ الْبَلْخِيُّ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِنَ الْمُصْحَفِ خُفِّفَ عَنْ أَبَوَيْهِ مِنَ الْعَذَابِ، وَلَوْ كَانَ أَبَوَاهُ مُشْرِكَيْنِ، فَإِنْ كَانَ أَبَوَاهُ مُسْلِمَيْنِ غُفِرَ لَهُمَا، وَلِلْقَارِئِ فِي كُلِّ حَرْفٍ مَرَّةٌ يَغْفِرُ اللَّهُ لَهُ وَلِوَالِدَيْهِ» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ باب آخر منه 113 - ثني أَبِي، نا ابْنُ عَدِيٍّ، أنا الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ جَابِرٍ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، نا مَرْوَانُ هُوَ الْفَزَارِيُّ، نا أَبُو سَعِيدٍ الْمَكِّيُّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيَّ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي الْمُصْحَفِ كُتِبَتْ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، وَمَنْ قَرَأَ فِي غَيْرِ الْمُصْحَفِ فَأَلْفَيِ أَلْفِ حَسَنَةٌ» باب فِي أن من نظر فِي المصحف متعه الله ببصره 114 - ثني أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، وَحَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ، قَالا: نا ابْنُ عَدِيٍّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى الْهَاشِمِيُّ، مِنْ أَوْلادِ الْمَنْصُورِ، نا الْقَاسِمُ بْنُ هِشَامٍ السِّمْسَارُ، نا الرَّبِيعُ بْنُ رَوْحٍ، نا الْيَمَانُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَدَامَ النَّظَرَ فِي الْمُصْحَفِ مَتَّعَهُ اللَّهُ بِبَصَرِهِ مَا بَقِيَ فِي الدُّنْيَا» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 باب فِي محبة الله القراءة من المصحف 115 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ حَمْدَانَ الْفَارِسِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَابِرٍ، نا أَبُو سَهْلٍ حرُّ بْنُ مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ، نا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ فَلْيَقْرَأْ فِي الْمُصْحَفِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 باب فِي كراهية تحلية المصاحف 116 - أنا حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ الرَّزَّازُ، نا الْفِرْيَابِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَلْخِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ سَوَادَةَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: «إِذَا حَلَّيْتُمْ مَصَاحِفَكُمْ، وَزَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ، فَالدَّبَارُ عَلَيْكُمْ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 باب فِي أن من جمع القرآن متع بعقله إلى أن يموت 117 - حدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو الْهَيْثَمِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَبُّرمهِ الْمَرْوَزِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، نا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَمَعَ الْقُرْآنَ مُتِّعَ بِعَقْلِهِ حَتَّى يَمُوتَ» باب فِي تقديم النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللحد أكثرهم أخذا للقرآن 118 - أنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، نا الْفَرَبْرِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، نا اللَّيْثُ، نا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَجْمَعُ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ يَقُولُ: «أَيُّهُمْ أَكْثَرُ لِلْقُرْآنِ؟ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ» . الْحَدِيثَ باب منع القرآن صاحبه من عذاب القبر 119 - أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ، نا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا بِشْرٌ، نا أَبُو مُعَاويَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: " إِذَا دَخَلَ الإِنْسَانُ قَبْرَهُ، جَاءَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ رَأْسِهِ، فَيَجِيءُ الْقُرْآنُ فَيَمْنَعُهَا فَتَجِيءُ مِنْ عِنْدِ رِجْلِهِ، فَيَجِيءُ الْقُرْآنُ فَيَمْنَعُهَا، فَتَجِيءُ عَنْ يَمِينِهِ، فَيَجِيءُ الْقُرْآنُ فَيَمْنَعُهَا، فَتَجِيءُ عَنْ شِمَالِهِ، فَيَجِيءُ الْقُرْآنُ فَيَمْنَعُهَا، قَالَ: فَتَقُولُ: مَا لِي وَلَكَ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ يَعْمَلُ بِكَ؟ قَالَ: فَيَقُولُ: أَلَيْسَ قَدْ كُنْتُ فِي جَوْفِهِ، فَلا يَزَالُ بِهَا حَتَّى يُنْجِيَ صَاحِبَهُ " باب فِي منع سورة الملك قارئها من عذاب القبر 120 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو الرَّبِيعِ السَّمْتِيُّ، نا أَبُو عَوَانَةَ وَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: " سُورَةُ الْمُلْكِ هِيَ الْمَانِعَةُ، تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: فَيُؤْتَى الَّذِي كَانَ يَقْرَأُ بِهَا كُلَّ لَيْلَةٍ فِي قَبْرِهِ، قَالَ: فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رِجْلَيْهِ، فَتَقُولُ رِجْلاهُ: إِنَّهُ لَيْسَ لَكُمْ عَلى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، إِنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ عَلَيَّ سُورَةَ الْمُلْكِ، قَالَ: فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ جَوْفِهِ، فَيَقُولُ: إِنَّهُ لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، إِنَّهُ كَانَ وَعَى فِي سُورَةَ الْمُلْكِ، قَالَ: فَيُؤْتَى مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ، فَيَقُولُ لِسَانُهُ: إِنَّهُ لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ، إِنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْيَبَ، قَالَ: وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ مَكْتُوبَةٌ: هَذِهِ سُورَةُ الْمُلْكِ ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 وَأناهُ ابْنُ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ، نا أَبُو جَعْفَرٍ الدَّيْبُلِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ زُنْبُورٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، وَاللَّفْظُ لأَبِي عَوَانَةَ باب فِي وصول ثواب القرآن إلى صاحبه أحوج ما يكون إليه 122 - ثني أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ، نا الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ حلقوم، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، نا دَاوُدُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، قَالَ: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ، وَحثنا عَلَيْهِ» ، فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَأْتِي أَهْلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ، فَيَقُولُ لِلْمُسْلِمِ: أَتَعْرِفُنِي؟ ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟ ، فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي كُنْتُ تُحِبُّ، وَتَكْرَهُ أَنْ يُفَارِقَكَ، فَيَقُولُ: لَعَلَّكَ الْقُرْآنُ، فَيَقْدَمُ بِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 عَلَى رَبِّهِ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ السَّكِينَةُ، وَيُنْشَرُ عَلَى أَبَوَيْهِ حُلَّتَانِ لا يَقُومُ بِهِمَا الدُّنْيَا أَضْعَافًا، فَيَقُولانِ: أَنَّى كُسِينَا هَذَا وَلَمْ تَبْلُغْهُ أَعْمَالُنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمَا: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ". الْحَدِيثَ باب فِي أن القرآن مشفع فِي صاحبه يوم القيامة 123 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، نا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي مُشْفِعًا لأَصْحَابِهِ» . الْحَدِيثَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 باب فِي أن القرآن شافع 124 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا أَبُو كُرَيْبٍ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَجْلَحِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُعَلَّى الْكِنْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «الْقُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ، وَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 باب فِي أن أهل القرآن لا تحرقهم النار 125 - أنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، نا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ، نا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لَوْ جُعِلَ الْقُرْآنُ فِي إِهَابٍ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ» 126 - سَمِعْتُ ابْنَ فناكي، قَالَ: سَمِعْتُ الرُّويَانِيَّ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ قُتَيْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: سَأَلْتُ الأَصْمَعِيَّ عَنْهُ، قَالَ " يَعْنِي: فِي إِنْسَانٍ، أَرَادَ مَنْ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ مِنَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 الْمُسْلِمِينَ , وَحَفَّظَهُ إِيَّاهُ لَمْ تَحْرِقْهُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنْ أُلْقِيَ فِيهَا بِالذُّنُوبِ، كَمَا قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ وَلا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 الْمَصَاحِفُ، فَإِنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ قَلْبًا وَعَى الْقُرْآنَ» باب فِي أن لأهل القرآن الشفاعة يوم القيامة 127 - ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، نا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَحْيَى الأَزْدِيُّ الإِسْمَاعِيلِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، نا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، نا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَحَفِظَهُ وَاسْتَظْهَرَهُ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، كُلُّهُمْ قَدْ وَجَبَتْ لَهُمُ النَّارُ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 نا عَلِيُّ بْنُ بُشْرَى بِسِجِسْتَانَ، نا أَبُو زُرْعَةَ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ الْيَمَنِيُّ الْعَطَّارُ بِإِسْتَرَابَاذَ، نا طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَكَمِ التَّمِيمِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، نا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَاللَّفْظُ لَهُ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ باب فِي أن القرآن من وراء كل تجارة لصاحبه يوم القيامة 129 - أنا ابْنُ فناكي، نا أَبُو بَكْرٍ الرُّويَانِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، نا خَلادُ بْنُ يَحْيَى السُّلَمِيُّ. ح وَأنا ابْنُ فناكي، نا الرُّويَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، نا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ» ، ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: " تَعَلَّمُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا الزَّهْرَاوَانِ، وَإِنَّهُمَا تُظِلانِ صَاحِبَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، وَإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حِينَ يَنْشَقُّ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ، فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ ، فَيَقُولُ لَهُ: مَا أَعْرِفُكَ، فَيَقُولُ: أَنَا الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ، وَأَسْهَرْتُ لَيْلَتَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَأَنَا الْيَوْمَ لَكَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ، وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ، وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ، لا يَقُومُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا، فَيَقُولانِ: بِمَ كُسِينَا هَذَا؟ فَيَقُولُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ، ثُمَّ يُقَالُ: اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا، فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذَا أَوْ تَرْتِيلا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 باب فِي جلوس حملة كتاب الله عَلَى منابر من نور إلى أن يفرغ الله مِمَّا بين العباد 131 - أني مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ، نا أَبُو يَعْقُوبَ الْفَرَجِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْمُؤَدِّبُ، بِتُسْتَرَ، نا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ، نا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى الْمُؤَدِّبُ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وُضِعَتْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ مُطَوَّقَةً بِنُورٍ، عِنْدَ كُلِّ مِنْبَرٍ نَاقَةٌ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَيْنَ مَنْ حَمَلَ كِتَابَ اللَّهِ، اجْلِسُوا عَلَى هَذِهِ الْمَنَابِرِ، فَلا رَوْعَ عَلَيْكُمْ، وَلا حَزَنٍ، حَتَّى يَفْرُغَ اللَّهُ مِمَّا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ حِسَابِ الْخَلْقِ، حُمِلُوا عَلَى تِلْكَ النُّوقِ إِلَى الْجَنَّةِ " باب فِي أن القرآن دليلهم إلى الجنة 132 - أنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْفَهَانِيُّ بِنَيْسَابُورَ، أنا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ، أنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانٍ الْهَاشِمِيُّ، نا أَبُو هُدْبَةَ، نا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ، وَأَخَذَ بِمَا فِيهِ، كَانَ شَفِيعًا وَدَلِيلا إِلَى الْجَنَّةِ» باب فِي منازل أهل القرآن من الجنة 133 - ثنى أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ الْجُرْجَانِيُّ، نا أَبُو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 الْحَسَنِ الرَّزَّازُ، نا أَبُو بَكْرٍ الْفِرْيَابِيُّ، نا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالا: نا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: اقْرَأْ، وَارْقَ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 فهذه الأخبار التي مضت بعض ما جاء فِي التنبيه عَلَى فضل القرآن وحملته، والحث والتحضيض عَلَى إقرائه وتعليمه وتعلمه، والإيعاد والتوبيخ عَلَى نسيانه وتركه، وهي خاصة للمؤمنين دون المنافقين، لأن المنافقين ينسونه أحوج ما يكونون إليه، وذلك من حديث شهر بْن حوشب عَن أَبِي هريرة، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إذا كَانَ يوم القيامة، قرأ الله تبارك وَتَعَالَى القرآن عَلَى النَّاس كأنهم لم يسمعوه، فيحفظ المؤمنون وينساه المنافقون» . 134 - أنا محمد بْن القاسم الأبرقوهي بنيسابور، نا أَبُو يَعْقُوب الفرجي، نا الْحُسَيْن بْن أَحْمَد بْن محمد بْن عيسى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 المؤدب، نا الْحَسَن بْن أَحْمَد الطوسي، نا محمد بْن إدريس الدقيقي، نا محمد بْن يونس الْقُرَشِيّ، نا عباد بْن واقد مولى بني هاشم، نا عبد الله بْن جراد، نا أشعث الحداني، عَن شهر بْن حوشب، وقد جاء أنه: «يرفع عَن المصاحف وصدور النَّاس فِي الدُّنْيَا، وأن الخضر وإلياس يموتان حينئذ بذَلِكَ» 135 - أخبرني محمد بْن القاسم، نا أَحْمَد بْن يَعْقُوب، نا يزيد بْن سمعان الواسطي، نا عَليّ بْن المنذر الطرائقي، عَن سُفْيَان بْن عُيَيْنَة، عَن عَمْرو بْن دينار، إنه قَالَ: «إن الخضر وإلياس يحييان فِي الأرض ما دام القرآن فِي الأرض، فإذا رفع القرآن ماتا عليهما السلام» فأما حديث الرفع: 136 - فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِرَاسٍ بِمَكَّةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَثَلاثِمِائَةٍ، نا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّيْبُلِيُّ، نا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ، نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، نا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ مَعْقِلٍ، يَقُولُ: عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنَّ أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةَ، وَإِنَّ آخِرَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاةَ، وَإِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يُوشِكُ أَنْ يُرْفَعَ، قَالَ: فَقُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ: وَكَيْفَ يُرْفَعُ وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي صُدُورِنَا، وَأَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفِنَا؟ فَقَالَ: تَسْرِي عَلَيْهِ لَيْلَةٌ فَلا يُتْرَكُ مِنْهُ شَيْءٌ فِي صَدْرِ رَجُلٍ ولا فِي مُصْحَفٍ، ثُمَّ قَرَأَ، يَعْنِي هَذِهِ الآيَةَ: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلا} [الإسراء: 86] " الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164